Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: باب

حور

حور: {يحور}: يرجع. {الحواريين}: صفوة الأنبياء. {حُور}: جمع حوراء، وهي الشديدُ بياضُ عينها في شدة سواد السواد. {يحاوره}: يخاطبه.

حور


حَوِرَ(n. ac. حَوَر)
a. see IX (b)
حَوَّرَa. Rolled, flattened.
b. Whitewashed (wall).
حَاْوَرَa. Spoke, conversed with.

أَحْوَرَa. Answered, replied, responded to.
b. Gave, produced, yielded (result).

تَحَاْوَرَa. Talked, conversed together.

إِحْوَرَّa. Was white; dazzling.
b. Was bright, brilliant (eye).
إِسْتَحْوَرَa. Cross-examined; interrogated.

حَوْرa. Bottom; depth.
b. see 4
حُوْرa. Loss, injury, detriment.

حَوَر
(pl.
حُوْرَاْن)
a. Red leather.
b. Thin skin.

أَحْوَرُ
(pl.
حُوْر)
a. Brighteyed.

مِحْوَر
(pl.
مَحَاْوِرُ)
a. Rollingpin.
b. Axis, pivot.

حَوَاْرِيّa. Disciple.
b. The Apostles.

مَحَار []
مَحَارَة []
a. Shell; oyster.

حَوْر
a. Poplar.

حَوْر رُوْمِي
a. White-poplar.

حَوْر فَارِسِيّ
a. Black-poplar.
(حور) : يُقالُ للشَّيءْ يُتَعَجَّبُ منه: أَحارِ، قالَ:
تَزُوُرُونَها ولا أَزُورُ نِساءَكُم ... أَحارِ لأَولادِ الإِماءِ الحَواطِبِ
(حور) الدَّقِيق أَو الثَّوْب بيضه والأديم صبغه بحمرة والقرص دوره بالمحور وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا كواها كَيَّة مستديرة والخف وَنَحْوه بَطْنه بحور والخبزة وَنَحْوهَا هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة وَالشَّيْء رجعه وَيُقَال حور الله فلَانا خيبه ورجعه إِلَى النَّقْص وحور فلَان الْكَلَام غَيره (محدثة)
حور وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الزبير ابْن عَمَّتي وحواري من أمتِي. يُقَال: إِن أصل هَذَا وَالله أعلم إِنَّمَا هُوَ من الحورايين أَصْحَاب عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا وَإِنَّمَا سموا حواريين لأَنهم كَانُوا يغسلون الثِّيَاب [أَي] يحورونها وَهُوَ التبييض. يُقَال: حورت الشَّيْء إِذا بيضته وَمِنْه قيل: امْرَأَة حوارية إِذا كَانَت بَيْضَاء قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فَقل للحواريات يببكين غَيْرَنَا ... وَلاَ تَبْكِنَا إِلَّا الْكِلاَبُ النَوابحُ

كَانَ أَبُو عُبَيْدة يذهب بالحواريات إِلَى نسَاء الْأَمْصَار دون أهل الْبَوَادِي وَهَذَا عِنْدِي يرجع إِلَى ذَلِك الْمَعْنى لِأَن عِنْد هَؤُلَاءِ من الْبيَاض مَا لَيْسَ عِنْد أُولَئِكَ من الْبيَاض فسماهن حواريات لهَذَا فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام نَصره هَؤُلَاءِ الحواريون فَكَانُوا شيعته وأنصاره دون النَّاس فَقيل: فعل 43 / ب الحواريون كَذَا / وَنَصره الحواريون بِكَذَا جرى هَذَا على أَلْسِنَة النَّاس حَتَّى صَار مثلا لكل نَاصِر فَقيل: حوارِي إِذا كَانَ مبالغا فِي نصرته تَشْبِيها بأولئك هَذَا كَمَا بلغنَا وَالله أعلم وَهَذَا كَمَا قلت لَك: إِنَّهُم يحولون اسْم الشَّيْء إِلَى غَيره إِذا كَانَ من شَبيه.
ح و ر: حَارَ رَجَعَ، وَــبَابُــهُ قَالَ وَدَخَلَ. وَفُلَانٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ يَعْنِي هُوَ هَالِكٌ أَوْ كَاسِدٌ. وَ (الْحَوَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُلُودٌ حُمْرٌ تُغَشَّى بِهَا السِّلَالُ الْوَاحِدَةُ (حَوَرَةٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا. وَ (الْحَوَرُ) أَيْضًا شِدَّةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ سَوَادِهَا. وَامْرَأَةٌ (حَوْرَاءُ) بَيِّنَةُ (الْحَوَرِ) يُقَالُ: احْوَرَّتْ عَيْنُهُ (احْوِرَارًا) . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَا أَدْرِي مَا الْحَوَرُ فِي الْعَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: (الْحَوَرُ) أَنْ تَسْوَدَّ الْعَيْنُ كُلُّهَا مِثْلُ أَعْيُنِ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلنِّسَاءِ حُورُ الْعُيُونِ تَشْبِيهًا بِالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَ (تَحْوِيرُ) الثِّيَابِ تَبْيِيضُهَا. وَمِنْهُ قِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْحَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَصَّارِينَ. وَقِيلَ (الْحَوَارِيُّ) النَّاصِرُ. قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيَّ مِنْ أُمَّتِي» ، وَ (الْحُوَّارَى) بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مَقْصُورٌ مَا حُوِّرَ مِنَ الطَّعَامِ أَيْ بُيِّضَ. وَهَذَا دَقِيقٌ حُوَّارَى. وَ (حَوَّرَهُ فَاحْوَرَّ) أَيْ بَيَّضَهُ فَابْيَضَّ. وَ (الْحُوَارُ) بِالضَّمِّ وَلَدُ النَّاقَةِ وَلَا يَزَالُ حُوَارًا حَتَّى يُفْصَلَ فَإِذَا فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ فَصِيلٌ وَثَلَاثَةُ (أَحْوِرَةٍ) وَالْكَثِيرُ (حِيرَانٌ) وَ (حُورَانٌ) أَيْضًا. وَ (حَوْرَانُ) بِالْفَتْحِ وَسُكُونِ الْوَاوِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. وَ (الْمُحَاوَرَةُ) الْمُجَاوَبَةُ وَالتَّحَاوُرُ التَّجَاوُبُ. 
حور: تحاور ب: استعمل الكلمة في تحاوره مع غيره أي في تجاوبه وتراجعه في الكلام مع غيره (العبدري في الجريدة الآسيوية 1845، 1: 407).
حَوءر، واحدته حَوْرَة: زان، مُرَّان (فوك) ودردر، شجر البق، ألم، بوقيصا (الكالا) وحور أبيض (راولف ص58). حور فارسي وكذلك حور رومي: حور اسود (زيشر 11: 478 رقم 5) وفي معجم بوشر: حورة رومية: مغث، جار الماء.
الحور الرجراج: الحور المرتجف، وهو صنف من الحور ترتجف أوراقه لقل نسمه (بوشر).
حُور: جمع حوراء وتستعمل مفردة بمعنى حُورية (معجم الأسبانية ص287). حَوَر: جلد ضأن مدبوغ تجلد به الكتب.
وجلد الحور: جلد ضأن مدبوغ (بوشر).
حارة: زقاق (بوشر) وقرية، دسكرة (دي سلان، البكري ص115).
حورة وجمعها حُوَر: جلد نعجة مدبوغ (بوشر).
عمل سُغُردِيَة وحَوءرِيَّة: رقص (فوك).
حُورِيَة: حوراء (فوك، بوشر، معجم الأسبانية ص287).
وحورية: تحريف الحَوَاريَّة عند العامة (محيط المحيط).
حَوَرْوَرَة: قطعة من الأرض مبيضة التراب (محيط المحيط).
حَوَار: طباشير ابيض (همبرت ص172) وفي رياض النفوس (ص52 ق): فرأيت في جدار بيته القبلي حوراً وهي الخطوط فقلت له أصلحك الله ما هذه الخطوط التي في الحائط، فقال هذه سبعة شعر ألف ختمة ختمتها ل الله على قدمي.
حَوَارَة: طباشير أبيض (همبرت ص172، بوشر).
وحوارة: فليس، حجر يابس يميل إلى البياض) (بوشر).
حُوَّاري: اشتق هذا الوصف من حُوَّاري وهو اسم أفضل أنواع الدقيق. ففي رياض النفوس (ص58 ق): رأيت أنا وزابا هارون شواء وحلوا وجردقا حواريا فاشتهيناه جميعا، ثم يذكر بعد ذلك: خبز حواري.
مِحْوَر: قطب الإسطرلاب. انظر معجم الأسبانية (ص164) مَحَارَة: صدفة، وتجمع على محائر أيضاً (ميهرن ص35) ومحائر هذه تطلق في مصر على نوع من الوزان (العيارات) قدرت بالمحارة. ومن هذا الجمع محائر أخذ اسم الوحدة مَحَائِرَة على طريقة العامة في ذلك. وانظر باين سميث (1131) وفيه: مجايز ومجايزة وهو خطا.
مَحَارَة الكحل: ذكرت في المعجم اللاتيني - العربي في مادة ( Citicula) والصواب ( Cisticula) .
مُحَوَّر: ضرب من الكسكسي الأبيض الدقيق (شيرب).
مَحْوَرة: المكان كثر فيه شجر الحور (مولدة) (محيط المحيط).
مَحائِرَة: أنظر مَحارة.
مَحَائِري: من يبيع الحدائج التي تسمى مَحَائر (المقريزي مادة الأسواق).
ح و ر

في عينها حور، واحورت عينها. وقال ذو الرمة:

إذا شف عن أجيادها كل ملجممن القز واحورت إليك المحاجر أي ابيضت، وجفنة محورة مبيضة بالسديف قال:

يا ورد إني سأموت مره ... فمن حليف الجفنة المحورة

ودقيق وخبز حواري قال النمر:

لها ما تشتهي عسل مصفى ... وإن شاءت فحواري بسمن

وامرأة حوارية، ونساء حواريات: بيض. قال الأخطل:

حوارية لا يدخل الذم بيتها ... مظهرة يأوي إليها مطهر وقال آخر:

فق للحواريات يبين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح

و" أعوذ بالله من الحور بعد الكور ". والباطل في حور، وهما النقصان، كالهون والهون، والضعف والضعف. وحاورته: راجعته الكلام، وهو حسن الحوار، وكلمته فما رد عليّ محورة، وما أحار جواباً أي ما رجع. قال الأخطل:

هلا ربعت فتسأل الأطلالا ... ولقد سألت فما أحرن سؤالا

وأحار البعير بحرته. قال:

وهن بزوك لا يحرن بجرة ... لهن بمبيض اللغام صريف

وحور القرص: دوره بالمحور. ونزلنا في حارة بني فلان وهي مستدار من فضاء، وبالطائف حارات: منها حارة بني عوف، وحارة الصقلة. وهو:

مسيخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر

ومن المجاز: قلقت محاوره إذا اضطربت أحواله استعير من حال محور البكرة إذا املاس واتسع الخرق ففلق واضطرب. قال:

يا هيء مالي قلقت محاوري ... وصار أمثال الفغا ضرائري

مقدمات أيدي المواخر ... فصرت فيما بينها كالساحر

وما يعيش فلان بأحور أي بعقل صاف، كالطرف الأحور الناسع البياض والسواد. قال ابن هرمة:

جلبن عليك الشوق من كل مجلب ... بعيد ولم يتركن للمرء أحورا

وقال عروة بن الورد:

وما أنس من شيء فلا أنس قولها ... لجارتها ما إن يعيش بأحورا
حور
الحَوْرُ: التّردّد إمّا بالذّات، وإمّا بالفكر، وقوله عزّ وجلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ
[الانشقاق/ 14] ، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن/ 17] ، وحَارَ الماء في الغدير: تردّد فيه، وحَارَ في أمره: تحيّر، ومنه:
المِحْوَر للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده، وبهذا النّظر قيل: سير السّواني أبدا لا ينقطع ، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومَحَارَة الأذن لظاهره المنقعر، تشبيها بمحارة الماء لتردّد الهواء بالصّوت فيه كتردّد الماء في المحارة، والقوم في حَوْرٍ أي: في تردّد إلى نقصان، وقوله: «نعوذ بالله من الحور بعد الكور» أي: من التّردّد في الأمر بعد المضيّ فيه، أو من نقصان وتردّد في الحال بعد الزّيادة فيها، وقيل: حار بعد ما كار. والمُحاوَرَةُ والحِوَار: المرادّة في الكلام، ومنه التَّحَاوُر، قال الله تعالى: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما [المجادلة/ 1] ، وكلّمته فما رجع إليّ حَوَاراً، أو حَوِيراً أو مَحُورَةً ، أي: جوابا، وما يعيش بأحور، أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى:
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ
[الرحمن/ 72] ، وَحُورٌ عِينٌ [الواقعة/ 22] ، جمع أَحْوَرَ وحَوْرَاء، والحَوَر قيل: ظهور قليل من البياض في العين من بين السّواد، وأَحْوَرَتْ عينه، وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل:
حَوَّرْتُ الشّيء: بيّضته ودوّرته، ومنه: الخبز الحُوَّارَى، والحَوَارِيُّونَ أنصار عيسى صلّى الله عليه وسلم، قيل:
كانوا قصّارين ، وقيل: كانوا صيّادين، وقال بعض العلماء: إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، قال: وإنّما قيل: كانوا قصّارين على التّمثيل والتشبيه، وتصوّر منه من لم يتخصّص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامّة، قال: وإنّما كانوا صيّادين لاصطيادهم نفوس النّاس من الحيرة، وقودهم إلى الحقّ، قال صلّى الله عليه وسلم: «الزّبير ابن عمّتي وحواريّ» وقوله صلّى الله عليه وسلم: «لكلّ نبيّ حَوَارِيٌّ وحواريّ الزّبير» فتشبيه بهم في النّصرة حيث قال: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ: نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ [الصف/ 14] .
[حور] فيه: الزبير ابن عمتي و"حواري" أي خاصتي من أصحابي وناصري. ومنه: "الحواريون" أصحاب المسيح أي خلصانه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض، قيل: كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها. ومنه الخبز "الحواري" الذي نخل مرة بعد أخرى، الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب. ك: "حواري" الزبير بخفة واو وشدة ياء لفظ مفرد وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد يحذف الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تبدل فتحة للتخفيف، وهذا الوصف وإن عم الصحابة لكنه صدر منه نصرة خاصة حين قال صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم؟ ط: إلا كان له أصحاب من أمته "حواريون" وأصحاب، ثم أنه تخلف كان أصحابه قصارين يحورون فلما صاروا أنصاره قيل لكل ناصر لنبي: حواري، وأصحاب عطف تفسير، أو عطف مغايرة، وثم للتراخي في الزمان، وليس وراء ذلك إشارة إلى الإيمان في المرتبة الثالثة، أو إلى المذكور كله من مراتب الإيمان. والنقي الحواري بضم حاء وشدة واو وبفتح راء ما حور من الطعام أي بيض. ك: "الحورانية" بفتح مهملة بلد بأرض الشام.معهم مسرورًا بالكفر يضحك ممن أمن. "وهو يحاوره" يراجع الكلام. نه وفيه: أنه كوى أسعد على عاتقه "حوراء" هي كية مدورة، من حار يحور إذا رجع، وحوره إذا كواه هذه الكية كأنه رجعها فأدارها. ومنه: رواية "فحوره" رسول الله. ومنه ح: لما أخبر بقتل أبي جهل قال: إن عهدي به وفي ركبتيه "حوراء" فانظروا، فرأوه، يعني أثر كية. والكبش "الحوري" منسوب إلى الحور وهي جلود تتخذ من جلود الضأن، وقيل: ما دبغ من الجلود بغير القرظ. ش: هو بمهملة وواو مفتوحتين وراء مكسورة وياء نسبة أي الأبيض الجيد، ولم يؤخذ في الصدقة لأنه خيار المال.
[حور] حارَ يَحورُ حَوْراً، وحُؤُوراً: رجع. يقال: حار بعد ماكار. و " نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ " أي من النقصان بعد الزيادة. وكذلك الحور بالصم. وفي المثل: " حورٌ في مَحارةٍ "، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يدبر. قال الشاعر : واستعجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا * والذمُّ يَبقى وزادُ القوم في حورِ - والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق. والحور أيضا: الهلكة. قال الراجز :

في بئر لا حور سرى وما شعرى * قال أبو عبيدة: أي في بئر حور، ولا زيادة. وفلان حائر بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد. والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم. ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار. والمَحارةُ: مرجِع الكتف. والمَحَارُ: المرجع. وقال الشاعر: نحو بنو عامر بنِ ذُبيانَ وال‍ * - ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ - والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة، حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي: كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ * والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ. ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احورارا. واحور الشئ: ابيض. قال الاصمعي: لا أدرى ما الحور في العين؟ وقال أبو عمرو: الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. قال: وليس في بنى آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون لانهن شبهن بالظباء والبقر. وتحوير الثياب: تبيضها. وقول العجاج:

بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ * يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ. وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ. ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي من أُمَّتي ". وقيل للنساء الحواريات لبياضهن. وقال اليشكرى : فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ - والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل. والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم. والاحوارى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ. وهذا دقيقٌ حُوَّاري. وحورته فاحور، أي بيضة فابيض. والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز : يا ورد إنى سأموت مره * فمن حليف الجفنة المحوره - وقول الكميت:

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غرغرا * يريد بياض زبد القدر. ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حجر حولها بكى. وحور الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة. والمِحْوَرُ: عود الخبّاز. والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد. والحُِوَارُ : ولدُ الناقة. ولا يزال حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمِّه فهو فَصيلٌ. وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً. وحوران بالفتح: موضع بالشام. والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ. والتَحاوُرُ: التجاوُب. ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً. واستَحَارَهُ، أي استنقطه.
حور
الحَوْرُ: الرُّجُوْعُ إلى الشَّيْءِ وعنه. وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُوْرُ: انْحَدَرَتْ، وأحارَها صاحِبُها. وكُلُّ شَيْءٍ يَتَغَّيُر من حالٍ إلى حالٍ: فقد حارَ. وفي الحديث: " الحَوْر بَعْدَ الكَوْرِ أي الزِّيادَة بعد النُّقْصانِ. والمُحَاوَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكَلامِ. حاوَرْتُ فلاناً، وأحَرْتُ إليه جَوَاباً، والمَحُوْرُ: مَرْجُوْعُ الجَوابِ. وما أحَارَ بكلمةٍ. والحَوِيْرُ: المُحَاوَرَةُ، وكذلك الحِوَارُ والحِوَرُ والمَحُوْرَةُ أيضاً.
ويقولُ الرَّجُلُ لِصاحِبِه: واللِه ما تَحُوْرُ ولا تَحُوْلُ، أي لا تَزْدادُ خَيْراً. ومَحَاوِرُ الرَّجُلِ: مَصَائرُ أمْرِه، واحِدَتُها: مَحْوَرَةٌ. والمَحُوْرَةٌ - أيضاً - الرُّجُوْعُ. والحُوْرُ: النُّقْصَانُ - بِضَمِّ الحاءِ؛ على مِثالِ النُّوْرِ -. وفي مَثَلٍ: " حُوْرٌ في مَحَارَةٍ " أي باطِلٌ في نَقْصٍ، وقد يُفْتَحُ الحاءُ ومَعْناه: رُجُوْعٌ في نُقْصَانٍ. والمَحَارَةُ: المَنْقَصَةُ. وإنَّه لَفي حُوْرٍ وبُوْرٍ: أي في ضَيْعَةٍ. والإحَارَةُ: رَجْعُ اليَدِ في السَّيْرِ. والحَوْرُ: ما تَحْتَ الكَوْرِ من العِمامَةِ. وهي أيضاً: خَشَبَةٌ يُقال لها البَيْضَاءُ. وكذلك الأدِيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ، يُقال: حَوَّرْتُه تَحْوِيْراً، والجَميعُ: الأحْوَارُ.
والحِوَارُ والحُوَارُ: الفَصِيْلُ أوَّلَ ما يُنْتَجُ، والجَمِيعُ: الحِيْرَانُ. وأحارَتِ النّاقَةُ: صارَتْ ذاتَ حُوَارٍ، والعَرَبُ تُسَمِّي عَقْرَبَ الشِّتَاءِ: عُقَيْرِبَ الحِيْرَانِ، ولا يُنْتِجُوْنَ فيها، أي تُضِرُّ بالحُوَارِ.
والحَوَرُ: الأَدْيْمُ المَصْبُوْغُ بِحُمْرَةٍ. والحَوَرُ: شِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِ العَيْنِ في شِدَّةِ سَوَادِ سَوَادِها، وامْرَأةٌ حَوْراءُ: بَيْضاءُ حَسَنَة.واحْوَرَّتْ عَيْنُ. صارتْ حَوْراءَ. والجَميعُ: الحُوْرُ والحِيْرُ. وامْرَأةٌ حَوَارِيَّةٌ: بَيْضاء. وعَيْنٌ حَوْراءُ: مُسْتَدِيْرَةٌ. والمِحْوَرُ: الحَدِيْدَةُ التي يَدُوْرُ فيها لِسَانُ الإبْزِيْمِ. وهي أيضاً: الخَشَبَةُ التي تَدُوْرُ عليها البَكْرَةُ، والتي يُبْسَطُ بها العَجِيْنُ. والحُوّاري: أجْوَدُ الدَّقِيْقِ وأخْلَصُه. وحَوَّرْتُ الدَّقِيْقَ: بَيَّضْتُه. وحُرْتُ الثَّوْبَ وحَوَّرْتُه: بَيَّضْتُه بالغَسْل. والحَوَارِيُّوْنَ: ناصِرُوْ النبي صلى الله عليه وسلم، وناصِرُوْ عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، وكُلُّ مُجَاهِدٍِ عند العَرَبِ: حَوَارِيٌّ.
وقال الأصمعيُّ: ما يَعِيْشُ بأحْوَرَ؛ أي بعَقْلٍ، وقيل بقَلْبٍ وَحَاشٍ. وماله حَوَرْوَرٌ: أي شَيْءٌ. وحَوَّرْتُ البَعيرَ: كَوَيْتُه، والمِحْوَرَةُ: المِكْوَاةُ. وحَوِّرْ عَيْنَ بَعِيرِكَ: أي حَجِّرْ حَوْلَها بِكَيٍّ. والكَيَّةُ تُسَمّى الحَوْرَاءَ.
وحَوَّرَ الحائطَ: بمَعْناه. والحارَةُ: كلُّ مُسْتَدَارٍ من فَضَاءٍ وغيرِه مَبْنِيّاً أوغيرَ مَبْنِيٍّ. وحُوِّرَتْ خَوَاصِرُ الإبِلِ: وهو أنْ يُؤْخَذَ خِثْيُها فَيُضْرَبَ به على خَوَاصِرِها. والحائرُ: المَهْزُوْلُ. والوَدَكُ أيضاً. واحْوَرَّتِ القِدْرُ: ابْيَضَّ لَحْمُها قبل النُّضْجِ.
والحَوَرُ: ما تَحْفِلُ به النِّساءُ وُجُوْهَها عند الزِّيْنَةِ؛ يُتَّخَذُ من الرَّصَاصِ. والحَوَرُ: شَجَرٌ، في قول الراعي:
كالجَوْزِ نُطِّقَ بالصَّفْصَافِ والحَوَرِ
وفي المَثَلِ في شَوَاهِدِ الظّاهِرِ على الباطِنِ " أرَاكَ بَشَرٌ ما أحَارَ مِشْفَرةٌ " أحَارَ: رَدَّ إلى جَوْفِه، وهو كقولهم: " عَيْنُه فِرَارُه ".
وطَحَنْتُ الطّاِحَنَة فما أحَارَتْ شَيْئاً من الدَّقِيقِ: أي ما رَدَّتْ. والحَوَرُ: أنْ تَسْوَدَّ عَيْنُ البَقَرَةِ والظَّبْيِ كُلُّها، وليس في بَني آدَمَ أحْوَرُ.
حور
حارَ يَحُور، حُرْ، حَوْرًا، فهو حائر، والمفعول مَحُور (للمتعدِّي)
• حار فلانٌ: رجَع " {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}: أنّه لن يُبعث للحساب".
• حار الشَّيءُ: نقص، كسَد "حار القمحُ بعد أن يَبِس- أعوذ بالله من الحَوْر بعد الكور: من النَّقص بعد الزِّيادة".
• حار الثَّوبَ: غسله وبيَّضه. 

حوِرَ يَحوَر، حَوَرًا، فهو أحوَرُ
• حوِرتِ العينُ: اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها، ورقَّت جفونُها "عين حوراءُ- إنَّ العيون التي في طرفها حَوَرٌ ... قتلْننا ثم لم يُحْيين قتلانا". 

أحارَ يُحير، أحِرْ، إحارةً، فهو مُحير، والمفعول مُحار
• أحار الجوابَ: ردّه "سأله فلم يُحِرْ جوابًا". 

احورَّ يحورّ، احورارًا، فهو مُحوَرّ
• احورَّ فلانٌ:
1 - صار ذا حَوَر؛ أي ذا عين اشتدّ بياضُ بياضها وسوادُ سوادها واستدارت حدقتُها ورقَّت جفونُها "احوّرت عينُه".
2 - ابيضّ. 

تحاورَ يتحاور، تحاوُرًا، فهو مُتحاوِر
• تحاور القومُ: تبادلوا الحديثَ وتجادلوا "تحاور المديرُ مع رئيس المكتب- هذه الندوة للتحاور حول مستقبل أفضل- {وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} ". 

تحوَّرَ يتحوَّر، تحوُّرًا، فهو مُتحوِّر
• تحوَّر الكلامُ ونحوُه: مُطاوع حوَّرَ: تغَيَّر. 

تمحورَ يتمحور، تَمَحْوُرًا، فهو مُتمحوِر (انظر: م ح و ر - تمحورَ). 

حاورَ يحاور، مُحاورةً وحِوارًا، فهو مُحاوِر، والمفعول مُحاوَر
• حاورَ فلانًا:
1 - جاوَبه وبادله الكلامَ "حاور أستاذَه- {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
2 - جادَله " {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} ".
3 - راوغه واحتال عليه. 

حوَّرَ يحوِّر، تحويرًا، فهو مُحوِّر، والمفعول مُحوَّر
• حوَّر الأمرَ: غيّره وعَدّله "حوَّر كلامَه: غيَّر بعضًا منه- حوَّر بعضَ أحداث روايته".
 • حَوَّر القُرصَ: دوَّره بالمِحوَر وهو عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "حوَّرَ الخُبْزَةَ".
• حوَّر الدَّقيقَ أو الثَّوبَ: بيّضه. 

محوَرَ يمحوِر، مَحْوَرةً، فهو مُمحوِر، والمفعول مُمحوَر (انظر: م ح و ر - محوَرَ). 

إحارة [مفرد]: مصدر أحارَ. 

أَحْوَرُ [مفرد]: ج حُور، مؤ حَوراءُ، ج مؤ حُور: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حوِرَ. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح ي ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيَة التي تُعيِّن الحُدود لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حِوار [مفرد]: ج حوارات (لغير المصدر):
1 - مصدر حاورَ.
2 - حديث يجري بين شخصين أو أكثر "جرى حوار مفتوح بين الرئيس ومندوبي الصحف" ° حِوار أدبيّ- حِوار الطُّرْش: تباحث بين مخاطبين لا يفهم بعضُهم بعضا- حِوار هادئ: خالٍ من الانفعال.
3 - نصّ إذاعيّ أو سينمائيّ أو تليفزيونيّ في قالب حديث بين أشخاص "حِوار إذاعيّ/ تليفزيونيّ/ سينمائيّ". 

حَوارِيّ [مفرد]: صاحب وناصر ومؤيّد "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيِّي وَحَوَارِيَّي الزُّبَيْرُ [حديث] ".
• الحواريُّون: أنصار عيسى عليه السَّلام " {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ". 

حَوارِيَّة [مفرد]: ج حَوارِيّات:
1 - مؤنَّث حَوارِيّ.
2 - امرأة بيضاء صافية البشرة "*فَقُل للحَواريّات يبكين غيرَنا*". 

حِواريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِوار: "قدّم برامج إخبارية وحواريّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِوار: حالة من التناغم والتلاؤم بين الأشياء "استمتع بحواريّة جميلة اشتركت فيها جميع الآلات الموسيقيّة".
3 - إمكانيّة تبادل الآراء والأفكار "تدعيم الحوارية هو السبيل لتكاتف المجتمع".
• اللاَّحواريَّة: حالة من التعصب للرأي وعدم سماع آراء الآخرين. 

حَوْر1 [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَوْر2 [جمع]:
1 - (نت) جنس شجر متعدِّد الأنواع من الفصيلة الصفصافيّة.
2 - (نت) نبات يمتاز بأنّ له أزهارًا أحاديّة الجنس. 

حَوَر [مفرد]: مصدر حوِرَ. 

حُور [جمع]: مف حَوراءُ: نساء الجنّة " {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ".
• حُور عين: نساءٌ بيض أو شديدات بياض العين مع شدّة سواد الحدقة، أو نساء واسعات العين مع شدّة بياض لبياضها وسوادٍ لسوادها " {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} ". 

حُوريَّة [مفرد]:
1 - فتاة أسطوريّة بالغة الحُسْن تتراءى في البحار والغابات والأنهار.
2 - امرأة حسناء بيضاء ناعمة "هذه المرأة السّاحرة الجمال كأنّها من حوريّات الجنّة".
3 - (حن) حشرة في طَوْر ما بعد البيضة في الحشرات الناقصة التحوُّل، وتختلف عن الحشرة البالغة في عدم وجود أجنحة وأعضاء تناسل فيها. 

مَحار [جمع]: مف محارة: (حن) حيوانات من الرِّخويّات تمتاز بأنّ لها أصدافًا مشرقة الألوان ولحمًا صالحًا للأكل "في المحار نوع من الحيوان البحريّ الذي يؤكل". 

مَحارة [مفرد]: ج مَحار:
1 - صدفة ونحوها.
2 - جوف الأذن الظَّاهر المتقعِّر "يبدأ مجرى السَّمع من المحارة". 

مُحاورة [مفرد]: ج محاورات:
1 - مصدر حاورَ.
2 - جدل يدور بين اثنين أو أكثر في موضوعات معيّنة "دارت مُحاورة بين الأعضاء حول قضيّة تعريب العلوم". 

مِحوَر [مفرد]: ج مَحاوِرُ:
1 - عود من حديد أو غيره تدور عليه البكرة "نابض ملفوف على مِحْوَر" ° مِحور العربة: قضيب يربط بين عجلتيها.
2 - مركز، مدارُ كُلِّ شيء "النزعة
 إلى التحرّر السياسيّ هي محور تاريخنا الحديث- كان موضوع حقوق الإنسان هو محور الحديث" ° محور الأرض: خطّ وهميّ تدور الأرض حوله- مشكلة مِحوريّة: مركزيّة أساسيّة ترتبط بها مشكلات أو قضايا أخرى.
3 - خط أساسيّ تدور حوله سياسة بلدين أو أكثر "محور النَّشاط السِّياسيّ للبلدين ينطلق من الاتّفاق في وجهات النَّظر".
4 - (دب) مُنطلق نفسيّ يتحرّك الفنان بحسبه، أو يدور حوله فيستثير عواطَفه ويبتعث فيه الأفكارَ والأخيلَة "إنّ السِّياسة والعقيدة والجنس كانت محاور إنتاج الكاتب" ° فلانٌ قلِقتْ محاورُه: اضطربت أمورُه.
5 - (هس) خطّ مستقيم حقيقيّ أو وهميّ واصل بين قطبي الكرة كمحور الأرض. 

محوريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِحوَر.
2 - مصدر صناعيّ من مِحوَر: مركزيّة.
• عظام محوريَّة: (شر) عظام الرَّأس والعمود الفقريّ لجسم حيوان فقاريّ.
• الشَّخصيَّة المِحْوريَّة:
1 - شخصيّة يدرسها المؤرِّخ باعتبارها مفتاحًا لفهم بعض القضايا التّاريخيّة أو فهم عصور برمَّتها.
2 - (دب) شخصيّة رئيسيّة في الرِّواية أو المسرحيّة. 
(ح ور)

حَار إِلَى الشَّيْء، وَعنهُ، يحورُ حَوْراً ومحاراً ومَحارَةً وحُؤورَا: رَجَعَ عَنهُ وَإِلَيْهِ، وَقَوله:

فِي بئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ

أَرَادَ فِي بِئْر لَا حوؤر، فأسكن الْوَاو الأولى وحذفها لسكونها وَسُكُون الثَّانِيَة بعْدهَا.

وكل شَيْء تغير من حَال إِلَى حَال فقد حَار حَوْراً، قَالَ لبيد:

وَمَا المرءُ إِلَّا كشِّهابِ وضوئِهِ ... يَحورُ رَماداً بعد إِذْ هُوَ ساطعُ

وحارَت الغصة: انحدرت كَأَنَّهَا رجعت من موَاضعهَا، وأحارها صَاحبهَا، قَالَ جرير:

ونُبِّئتُ غسَّانَ بنَ واهصةِ الخُصَي ... يُلَجْلجُ مِنِّي مُضغةً لَا يُحيرها

والحَوْرُ: النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة لِأَنَّهُ رُجُوع من حَال إِلَى حَال. وَفِي الحَدِيث: " نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْرِ بعد الكور " مَعْنَاهُ النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة. وحُورٌ من محارة، أَي نُقْصَان فِي نُقْصَان، وَرُجُوع فِي رُجُوع.

وَالْبَاطِل فِي حُورٍ، أَي فِي نقص وَرُجُوع. وكل ذَلِك من النُّقْصَان وَالرُّجُوع.

والحَوْرُ: مَا تَحت الكور من الْعِمَامَة، لِأَنَّهُ رُجُوع عَن تكويرها.

وكلمته فَمَا رَجَعَ إِلَى حَواراً وحِوارا ومُحاورةً وحَوِيراً ومجورة، أَي جَوَابا.

وأحار عَلَيْهِ جَوَابه: رده.

وهم يتحاورون، أَي يتراجعون الْكَلَام.

والمُحاوَرةُ: مُرَاجعَة الْمنطق، وَقد حاوَره. والمَحورَةُ من المُحاورةِ، مصدر كالمشورة من الْمُشَاورَة.

وَمَا جَاءَتْنِي عَنهُ مَحورةٌ، أَي مَا رَجَعَ أليَّ عَنهُ خبر.

وَإنَّهُ لضعيف الحِوارِ أَي المحاوَرة.

وَقَوله:

وأصفرَ مضبوحٍ نظرتُ حِوارَه ... على النارِ واستودعتُه كَفَّ مُجمِدِ

ويروى: حَوِيرُة، إِنَّمَا يَعْنِي بحواره وحويره، خُرُوج الْقدح من النَّار، أَي نظرت لفلج والفوز.

واستحار الدَّار: استنطقها، من الحِوارِ الَّذِي هُوَ الرُّجُوع عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَمَا يعِيش بأحْورَ، أَي بعقل يرجع إِلَيْهِ، قَالَ ابْن أَحْمَر:

وَمَا أنس م الأشياءِ لَا أنْس قولَها ... لجارِتها: مَا إِن يعيشُ بأحْوَرَا

أَرَادَ، من الْأَشْيَاء.

وَحكى ثَعْلَب: اقْضِ مَحُورتَك، أَي الْأَمر الَّذِي أَنْت فِيهِ. والحَوَرُ: أَن بشتد بياضُ بياضِ الْعين وَسَوَاد سوادها وتستدير حدقتها ويبيض مَا حواليها. وَقيل: الحَوَرُ شدَّة سَواد المقلة فِي شدَّة بَيَاض الْجَسَد، وَلَا تكون الأدماء حوراء. وَقيل: الحَوَرُ أَن تسود الْعين كلهَا مثل الظباء وَالْبَقر، وَلَيْسَ فِي بني آدم حَوَرٌ، وَإِنَّمَا قيل للنِّسَاء حور الْعُيُون لِأَنَّهُنَّ شبهن بالظباء وَالْبَقر. وَقَالَ كرَاع: الْحور أَن يكون الْبيَاض محدقا بِالسَّوَادِ كُله، وَإِنَّمَا يكون هَذَا فِي الْبَقر والظباء ثمَّ يستعار للنَّاس، وَهَذَا إِنَّمَا حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي البرج، غير انه لم يقل: إِنَّمَا يكون فِي الظباء وَالْبَقر. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي مَا الْحور فِي الْعين.

وَقد حوِر حَوَرا واحوَرَّ، وَهُوَ أحوَرُ، وَامْرَأَة حَوراءُ، وَعين حوراء، وَالْجمع حُورٌ.

فَأَما قَوْله:

عيناءُ حوراءُ من العِينِ الحِير

فعلى الِاتِّبَاع لعين، والحوراء الْبَيْضَاء، لَا يقْصد بذلك حَوَر عينيها. والأعراب تسمي نسَاء الْأَمْصَار حواريات بياضهن وتباعدهن عَن قشف الأعرابيات بنظافتهن، قَالَ الفرزدق:

فقلتُ أَن الحوارياتِ مَعْطَبَةٌ ... إِذا تَفَتَّلْن من تحتِ الجلابيبِ

وَقَالَ آخر:

فَقل للحَواريَّاتِ يبكينَ غيْرَنَا ... وَلَا تَبْكِنا إِلَّا الكلابُ النوابحُ

والتحوير: التبييض.

والحَواريُّون: القَصَّارون لتبييضهم الثِّيَاب، وَبِه سمي أنصار عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حواريين، لأَنهم كَانُوا قصارين، ثمَّ غلب حَتَّى صَار كل نَاصِر وكل حميم حواريَّا.

وَقَالَ بَعضهم: الحواريون صفوة الْأَنْبِيَاء الَّذين قد خلصوا لَهُم، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " الزبير ابْن عَمَّتي وَحَوَارِيي من أمتِي " وَقيل: كل مبالغ فِي نصْرَة آخر حواريٌّ. وَخص بَعضهم بِهِ أنصار الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو زيد: بَكِّى بعيِنكِ واكِفَ القَطْرِ ... ابنَ الحوارِي العالِيَ الذِّكْرِ

إِنَّمَا اراد، ابْن الْحوَاري، يَعْنِي بالحواري الزبير رَضِي الله عَنهُ، وعنى بِابْــنِهِ عبد الله ابْن الزبير.

والاحوِرارُ: الابيضاض وقصعة مُحَّوَرة: مبيضة بالسنام، قَالَ:

يَا وَرْدُ إِنِّي سأموتُ مَرَّه

فمَن حليفُ الجَفنةِ المُحْوَرَّه

والحَوَرُ: خَشَبَة يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء.

والحُوَّاري: الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ لــباب الدَّقِيق وأجوده وأخلصه، وَقد حور الدَّقِيق.

والأحْوَريُّ: الْأَبْيَض الناعم من أهل الْقرى، قَالَ عتيبة بن مرداس الْمَعْرُوف بِأبي فسوة:

تكُفُّ شَبا الأنيابِ مِنْهَا بمشفَرٍ ... خَريعٍ كسِبْتِ الأحوريِّ المُخَصَّرِ

والحَورُ: الْبَقر لبياضها، وَجمعه أحوار، أنْشد ثَعْلَب:

للهِ دَرُّ منازِلٍ ومنازلٍ ... إنَّا بُلين بهؤلا الأحوارِ

والحَوَرُ: الْجُلُود الْبيض الرقَاق، تعْمل مِنْهَا الأسفاط، وَقيل السلفة، وَقيل الْحور الْأَدِيم الْمَصْبُوغ بحمرة، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الْجُلُود الْحمر الَّتِي لَيست بقرظية. وَالْجمع أحوارٌ، وَقد حَوَّره.

وخُفّ مُحَوَّرٌ: بطانته بحَوَرِ.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الْأَخِيرَة رَدِيئَة عِنْد يَعْقُوب، ولد النَّاقة من حِين يوضع إِلَى أَن يعظم. وَقيل: هُوَ حُوارٌ سَاعَة تضعه أمه خَاصَّة. وَالْجمع أحوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهمَا، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وفَّقوا بَين فُعال وفِعال، كَمَا وفَّقوا بَين فُعال وفعيل، قَالَ: وَقد قَالُوا حُورَانٌ، وَله نَظِير، سمعنَا الْعَرَب تَقول زُقاق وزِقاق.

وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ بض الْعَرَب: اللَّهُمَّ أحر رباعنا، أَي اجْعَل رباعنا حيرانا.

وَقَوله:

أَلا تخافون يَوْمًا قد أظلَّكُمُ ... فِيهِ حُوَارٌ بأيدي الناسِ مَجرورُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: هُوَ يَوْم مشئوم عَلَيْكُم، كشؤم حُوَارِ نَاقَة ثَمُود على ثَمُود.

والمِحْوَرُ: الحديدة الَّتِي تجمع بَين الخطاف والبكرة، وَهِي أَيْضا الْخَشَبَة الَّتِي تجمع المحالة، قَالَ الزّجاج: قَالَ بَعضهم: قيل لَهُ محور للدوران، لِأَنَّهُ يرجع إِلَى الْمَكَان الَّذِي زَالَ مِنْهُ. وَقيل: إِنَّمَا قيل لَهُ محور، لِأَنَّهُ بدورانه ينصقل حَتَّى يبيض.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

يَا مَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِري

وَصَارَ أشباهَ الفَغَى ضرائِري

يَقُول: اضْطَرَبَتْ عليَّ أموري، فكنى عَنْهَا بالمحاور.

والمِحورُ: الهَنَةُ الَّتِي يَدُور فِيهَا لِسَان الإبزيم فِي طرف المنطقة وَغَيرهَا.

والمِحوَرُ: الْخَشَبَة الَّتِي يبسط بهَا الْعَجِين.

وحَوَّر الخبزة: هيأها وأدارها ليضعها فِي الْملَّة.

وحوَّر عين الدَّابَّة: حجر حولهَا، وَذَلِكَ من دَاء يُصِيبهَا.

وحَوَّر عين الْبَعِير: ذَا أدَار حولهَا ميسما.

وانه لذُو حَوِيرٍ، أَي عَدَاوَة ومضادة، عَن كرَاع.

وَبَعض الْعَرَب يُسَمِّي النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ المُشْتَرِي، الأحْوَرَ.

والحَوَرُ: أحد النُّجُوم الثَّلَاثَة الَّتِي تتبع بَنَات نعش، وَقيل هُوَ الثَّالِث من بَنَات نعش الْكُبْرَى، اللاصق بالنعش. والحارَةُ: الخُطُّ والناحية.

والمحارةُ: الصدفة، وَالْجمع محاور ومحار، قَالَ السيك بن السلكة:

كَأَن قوائمَ النَّحام لمَّا ... تَوَلَّى صُحْبتي أُصُلاً مَحَاُر

أَي كَأَنَّهَا صدف تمر على كل شَيْء.

والمَحارةُ: بَاطِن الحنك. والمَحارةُ: منسم الْبَعِير، كِلَاهُمَا عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي.

والحَوَرُ، بِفَتْح الْوَاو، عَن كرَاع: نبت، وَلم يحله.

وَمَا أصبتُ مِنْهُ حَوْراً وحَوَرْوَراً، أَي شَيْئا.

وحَوْرانُ: مَوضِع.

وحُوَّارونَ: مَدِينَة بِالشَّام، قَالَ الرَّاعِي:

ظَلِلْنا بحُوَّارينَ فِي مُشمَخرَّةٍ ... تَمُرّ سحابٌ تحتَنا وثلوجُ

وحَوْريتٌ: مَوضِع، قَالَ ابْن جني: دخلت على أبي عَليّ رَحمَه الله، فحين رَآنِي قَالَ: أَيْن أَنْت؟ أَنا أطلبك. قلت: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَا تَقول فِي حَوْريتٍ؟ فخضنا فِيهِ فرأيناه خَارِجا عَن الْكتاب، وصانع أَبُو عَليّ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابْني نزار، فَأَقل الحفل بِهِ لذَلِك. قَالَ: وَأقرب مَا ينْسب إِلَيْهِ أَن يكون فعليتا، لقُرْبه من فِعليتٍ، وفِعليتٌ مَوْجُود.
حور
: ( {الحَوْرُ: الرُّجُوعُ) عَن الشَّيْءِ وإِلَى الشَّيْءِ (} كالمَحَار {والمَحَارَةِ} والحُؤْورِ) ، بالضَّمّ فِي هاذه وَقد تُسَكَّن وَاوُهَا الأَولَى وتُحْذَف لسُكُونها وسُكُون الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا فِي ضَرُورَة الشِّعْر، كَمَا قَالَ العَجَّاج:
فِي بِئْر لَا {حُورٍ سَرَى وَلَا شَعَرْ
بأَفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْح جَشَرْ
أَرَادَ: لَا} حُؤُورٍ.
وَفِي الحَدِيث (مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْر ولَيْسَ كَذالك {حَارَ عَلَيْه) ، أَي رَجَعَ إِليه مَا نَسَب إِليه. وكُلُّ شَيْءٍ تغَيَّرَ مِنْ حَال إِلَى حَالٍ فقد حَارَ} يَحْور {حَوْراً. قَالَ لَبيد:
وَمَا المَرءُ إِلاّ كالشِّهَاب وضَوْئه
} يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
(و) الحَوْرُ: (النُّقْصَانُ) بعد الزِّيَادة، لأَنَّه رُجُوعٌ مِنْ حَالٍ إِلى حالع.
(و) الحَوْرُ: (مَا تَحْتَ الكَوْرِ من العِمَامَة) . يُقَال: حارَ بعد مَا كَارَ، لأَنّه رُجوع عَن تَكْويرِهَا. وَمِنْه الحَديث: (نَعُوذُ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي رِوَايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: حَارَ بَعْدَ مَا كَانَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَمِيلة فارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الحَوْر بعد الكَوْر) مَعْنَاهُ (من) النّقصان بعد الزِّيادة. وَقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا، وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا، مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا؛ وبَعْضُه يَقربُ من بعض. وكَذالك الحُورُ بالضّمّ، وَفِي روايَة: (بعد الكَوْن) ، بالنُّون. قَالَ أَبو عُبَيْد: سُئل عاصمٌ عَن هاذا فَقَالَ: يلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم: {حَارَ بَعْد مَا كَنَ. يَقُول: إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَميلة} فَحَارَ عَنْ ذالك، أَي رَجَع، قَالَ الزَّجَّاج: وَقيل مَعْنَاه نَعُوذ بِاللَّه من الرُّجُوع والخُروج عَن الجَمَاعَة بعد الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَن كُنَّا فِي الكَوْر، مَعْنَاهُ بعد أَنْ كُنَّا فِي الكَوْر، أَي فِي الجَمَاعَة. يُقَال كارَ عِمَامَتَه على رَأْسِه، إِذا لَفَّهَا.
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَوْر:! التَّحَيُّر. و) الحَوْرُ: (القَعْرُ والعُمْقُ، و) من ذالك قولُهم (هُوَ بَعِيدُ الحَوْر) . أَي بَعِيد القَعْر، (أَي عَاقِلٌ) مُتَعَمِّق.
(و) الحُورُ (بالضَّمِّ. الهلاَكُ والنَّقْصُ) ، قَالَ سُبَيْع بنُ الخَطِيم يَمْدَح زَيد الفَوارسِ الضَّبّيّ:
واستَعْجَلُوا عَنْ خَفيف المَضْغ فازْدَرَدُوا
والذَّمُّ يَبْقَى وَزادُ القَومِ فِي {حُورِ
أَي فِي نَقْص وذَهَاب. يُريدُ: الأَكْلُ يذهَبُ والذّمُّ يَبْقَى:
(و) } الحُورُ: (جَمْعُ {أَحْوَرَ} وَحَوْراءَ) . يُقَال: رَجُل أَحْوَرُ، وامرأَةٌ {حَوْرَاءُ.
(و) الحَوَرُ، (بالتَّحْريك: أَنْ يَشْتَدَّ بَياضُ بَيَاضِ العَيْن وسَوادُ سَوَادِها وَتَسْتَديرَ حَدَقَتُهَا وتَرِقَّ جُفُونُها ويَبْيَضَّ مَا حَوَالَيْهَا، أَو) الحَوَر (: شدَّةُ بَيَاضِهَا و) شدَّةُ (سَوَادِهَا فِي) شدَّة (بَيَاض الجَسَد) ، وَلَا تَكُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا تُءْعمَّى حَوْراءَ حَتَّى تكون مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد. (أَو) الحَوَر: (اسْوِدَادُ العَيْنِ كُلِّهَا مثْلَ) أَعْيُن (الظِّبَاءِ) والبَقَر. (وَلَا يَكُون) الحَوَر بهاذا المَعْنَى (فِي بَنِي آدمَ) ؛ وإِنَّمَا قيل للنِّسَاءِ حُورُ العِين، لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ والبقَر.
وَقَالَ كُرَاع: الحَوَرُ: أَن يَكُونَ البَيَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّه، وإِنَّمَا يَكُون هاذَا فِي البَقَر والظِّبَاءِ، (بَلْ يُسْتَعَار لَهَا) ، أَي لبَي آدَمَ، وهاذا إِنَّمًّ حَكَاه أَبُو عُبيْد فِي البَرَجِ، غَيْر أَنّه لم يَقُل إِنَّمَا يَكُونُ فِي الظِّبَاءِ والبَقَر. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: لَا أَدرِي مَا الحَوَر فِي العَيْن. (وَقد} حَوِر) الرَّجل، (كفَرِحَ) ، {حَوَراً، (} واحْوَرَّ) {احْوِرَاراً: وَيُقَال:} احْوَرَّت عَيْنُه احْوِرَاراً.
(و) فِي الصّحاح: الحَوَر: (جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بهَا السِّلاَلُ) ، الواحدَة {حَوَرَةٌ. قَالَ العَجَّاج يَصف مَخَالِبَ البَازي:
بحَجَبَاتٍ يتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
كأَنَّمَا يَمْزِقْن باللَّحْم الحَوَرْ
(ج} حُورانٌ) ، بالضَّمّ. (ومنْهُ) حديثُ كتَابه صلى الله عَلَيْهِ وسلملوَفْد هَمْدَانَ. (لَهُمْ من الصَّدَقة الثِّلْب والنَّابُ والفَصيل والفارضُ و (الكَبْشُ {- الحَوَريّ) ، قَالَ ابْنُ الأَثير: مَنْسُوب إِلَى الحَوَر، وَهِي جُلُود تُتَّخَذ من جُلُود الضَّأْن، وَقيل، هُوَ مَا دُبغَ من الجُلُود بغَيْر القَرَظ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على أَصْلِه وَلم يُعَلَّ كَمَا أُعِلَّ نَابٌ.
(و) نَقَل شَيْخُنَا عَن مجمع الغرائب ومَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَة الكَاشْغَريّ أَن المُرَادَ بالكَبْش الحَوَريّ هُنَا المَكْوِيّ كَيّةَ الحَوْرَاءِ، نِسْبَة عَلَى غَيْر قيَاس، وَقيل سُمِّيَت لبَيَاضهَا، وَقيل غَيْر ذالك.
(و) الحَوَر: (خَشَبَةٌ يُقَالُ لَهَا البَيْضَاءُ) ، لبَياضهَا ومَدَارُ هاذَا التَّرْكيب على مَعْنَى البَيَاض، كَمَا صَرَّح بِهِ الصَّاغَانيّ.
(و) الحَوَر: (الكَوْكَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغْرَى) اللاَّصق بالنَّعْش، (وشُرحَ فِي ق ود) فراجعْه فإِنَّه مَرَّ الكَلاَمُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى.
(و) الحَوَر: (الأَديمُ المَصْبُوغُ بحُمْرَة) . وَقيل: الحَوَر: الجُلودُ البيضُ الرِّقَاق تُعمَل مِنْهَا الأَسْفَاطُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفة: هِيَ الجُلُودُ الحُمْر الَّتِي لَيْسَت بقَرظيَّة، والجَمْع} أَحْوارٌ. وَقد {حَوَّرَه.
(وخُفٌّ} مُحَوَّرٌ) ، كمُعَظَّم (: بطَانَتُه منْه) ، أَي من الحَوَر. قَالَ الشَّاعِر:
فظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَه عَلَقٌ
كأَنَّمَا قُدَّ فِي أَثْوَابه الحَوَرُ
(و) الحَوَر: (البَقَرُ) لبَياضهَا، (ج {أَحْوارٌ) . كقَدَر وأَقْدَار، وأَنشد ثَعْلَب:
لله دَرُّ مَنَازل ومَنَازل
أَنَّى بُلين بهاؤُلاَ} الأَحوارِ
(و) الحَوَر: (نَبْتٌ) ، عَن كُراع، وَلم يُحَلِّه.
(و) الحَوَر: (شَيْءٌ يُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِى بِهِ المَرْأَةُ وَجْهَهضا) للزِّينَة.
( {والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ أَوْ هُوَ) النَّجْم الَّذي يُقَال لَه (المُشْتَرِي) .
(و) عَن أَبي عمْرِو: الأَحْوَرُ: (العَقْلُ) ، وَهُوَ مَجَازق. وَمَا يَعيشُ فُلانٌ} بأَحْوَرَ، أَي مَا يَعيشُ بعَقْل صَافٍ كالطَّرْف الأَحْوَرِ النّاصع البَيَاضِ والسَّوَاد. قَالَ هُدْبَةُ ونَسَبَه ابْن سِيدَه لابْن أَحْمَر:
وَمَا أَنْسَ مِلْأَشْيَاءٍ لَا أَنْسَ قَوْلَهَا
لجارَتِهَا مَا إِنْ يَعيشُ {بأَحْوَرَا
أَرادَ: مِنَ الأَشْيَاءِ.
(و) } الأَحْوَرُ: (ع باليَمَن) .
( {- والأَحْوَرِيّ: الأَبيضُ النَّاعِمُ) من أَهْلِ القُرَى. قَالَ عُتَيْبَةُ بن مِرداسٍ المَعروف بِابْــن فَسوَة:
تَكُفُّ شَبَا الأَنْيَاب مِنْهَا بمِشْفَرٍ
خَرِيعٍ كسِبتِ} - الأَحْوَرِيّ المُخَضَّرِ
{والحَوَارِيَّات: نِسَاءُ الأَمْصَارِ) ، هكَذا تُسَمَّيهن الأَعرابُ، لبَيَاضهنّ وتَبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأَعْرَاب بنَظَافَتِهِنّ، قَالَ:
فقُلْتُ إِنَّ} الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ
إِذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلابيبِ
يَعْنِي النِّسَاءَ.
والحَوَارِيَات منَ النِّسَاءِ: النَّقِيَّاتُ الأَلْوَانِ والجُلُودِ، لبَيَاضهنّ، وَمن هَذَا قيلَ لصَاحب {الحُوَّارَي} مُحَوِّر. وَقَالَ العَجَّاج:
بأَعْيُنٍ {مُحَوَّرَاتٍ} حُورِ
يَعْنِي الأَعْيُنَ النّقيّاتِ البَيَاضِ الشَّديدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ.
وفسّر الزَّمَخْشَريَ فِي آل عمْرَان الحَوَارِيَّات بالحَضَرِيّاتِ. وَفِي الأَساس بالبِيض) وكلاَهُمَا مُتَقَاربَان، كَمَا لَا يَخْفَى، وَلَا تَعْريضَ فِي كَلَام المُصَنِّف والجَوْهَريّ، كَمَا زَعمه بَعْضُ الشُّيوخُ.
( {- والحَوَارِيُّ: النَّاصر) ، مُطْلَقاً، أَو المُبَالِغُ فِي النّصْرَة، والوَزير، والخَليل، والخَالصُ. كَمَا فِي التَّوْشيح، (أَو نَاصرُ الأَنْبِيَاءِ) ، عَلَيْهم السَّلام، هاكَذَا خَصَّه بَعضُهم.
(و) } - الحَوَارِيُّ: (القَصَّارُ) ، لتَحْويره، أَي لتَبْيِيضه.
(و) الحَوَارِيُّ: (الحَمِيمُ) والنَّاصحُ.
وَقَالَ بَعْضُهم: {الحَوَارِيُّون: صَفْوةُ الأَنْبيَاءِ الَّذين قد خَلَصُوا لَهُم.
وَقَالَ الزَّجّاج: الحَوَارِيُّون: خُلْصَانُ الأَنْبيَاءِ عَلَيْهم السَّلاام، وصَفْوَتُهُم. قَالَ: والدَّليلُ على ذالك قولُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الزّبَيْر ابنُ عَمَّتي} - وحَواريَّ من أُمَّتي) أَي خَاصَّتي من أَصْحابي ونَاصري. قَالَ: وأَصْحَابُ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَوَارِيُّون. وتأْوِيلُ {الحوَارِيِّين فِي اللغَة: الَّذين أُخلِصُوا ونُقُّوا عَن كُلِّ عَيْب، وكذالك} الحُوَّاري من الدَّقيق سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يُنَقَّى من لُــبَاب البُرِّ، قَالَ: وتأْويلُه فِي النَّاس: الَّذي قد رُوجِع فِي اخْتياره مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فوُجِد نَقيًّا من العُيُوب. قَالَ: وأَصْل {التَّحْوير فِي اللُّغَة. من} حَار {يَحُورُ، وَهُوَ الرُّجُوع.} والتَّحْوير: التَّرْجيع. قَالَ فهاذا تَأْويلُه، وَالله أعلَم.
وَفِي المُحْكَم: وَقيل لأَصْحاب عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ: الحوارِيُّون، للبَيَاض، لِأَنَّهم كَانُوا قَصَّارِين.
والحَوَارِيُّ: البَياضُ، وهاذا أَصْل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الزُّبَيْر: ( {حوَارِيَّ منْ أُمَّتي) وهاذا كَانَ بدْأَه، لأَنَّهُم كَانُوا خُلصاءَ عيسَى عَلَيْه السَّلاَمُ وأَنْصَارَه؛ وإِنَّما سُمُّوا} حَوَارِيِّين لأَنَّهُم كانُوا يَغْسِلُون الثِّيابَ، أَي {يُحَوِّرُونَهَا، وَهُوَ التَّبْييضُ. وَمِنْه قَوْلُهم: امرأَةٌ} حَوارِيَّة، أَي بيْضَاءُ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عِيسَى عَلَيْه السَّلامُ نصَرَه هاؤُلاَءِ الحواريُّون وَكَانوا أَنْصاره دُون النَّاسِ؛ قِيل لِناصِر نَبِيِّه حَوَارِيُّ إِذا بالَغَ فِي نُصْرَته، تشْبِيهاً بأُولئاك.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّه قَالَ: الحَوَارِيُّ: النَّاصِحُ، وأَصلُه الشْيءُ الخالِصُ، وكُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ لَوْنُه فَهُوَ حَوَارِيُّ.
(و) {الحُوَّارَي. (بضَمِّ الحَاءِ وشَدِّ الْوَاو وفَتْح الرَّاءِ: الدَّقِيقُ الأَبْيَضُ، وَهُوَ لُــبَابُ الدَّقِيق) وأَجْودُه وأَخْلَصُه، وَهُوَ المَرْخُوف. (و) الحُوَّارَي: (كُلُّ مَا حُوِّرَ، أَي بُيِّضَ من طَعَامٍ) ، وَقد} حُوِّر الدِّقيقُ {وحَوَّرْتُه} فاحْوَرَّ، أَي ابْيَضَّ. وعَجينٌ {مُحَوَّر هُوَ الَّذِي مُسِحَ وَجْهُه بالمَاءِ حَتَّى صَفَا.
(} وحَوَّارُونَ بفَتْح الحَاءِ مُشَدَّدَةَ الوَاو: د) ، بالشَّام، قَالَ الرَّاعي:
ظَللْنَا {بحَوَّارِينَ فِي مَشْمَخِرَّةٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ
وَضَبطه السَّمْعَانيّ بضَمّ ففَتْح من غَيْر تَشْدِيد، وَقَالَ: مِنْ بلاَد البَحْرَين. قَالَ: والمَشْهُورُ بهَا زيَادُ حُوَارِينَ، لأَنَّه كَانَ افْتَتَحها، وَهُوَ زيَادُ ابْنُ عَمرو بن المُنْذِر بن عَصَر وأَخوهُ خِلاس بن عَمْرو، كَانَ (فَقِيها) مِنْ أَصحابِ عَلَيّ، رَضي الله عَنهُ.
(} والحَوْرَاءُ: الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ) ، مِنْ حَارَ يَحُور، إِذَا رَجَع. وحَوَّرَه كَوَاه فَأَدَرَاها؛ وإِنَّمَا سُميَت الكَيَّةُ {بالحوْرَاءِ لأَنَّ مَوْضِعَهَا يَبْيَضّ. وَفِي الْعديث (أَنَّه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتِقه} حَوْرَاءَ) . وَفِي حَديثٍ آخَرَ (أَنَّه لما أُخبِرَ بقَتْل أَبي جَهح قَالَ: إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَفِي رُكْبَتَيْه حَوْرَاءُ فانْظُرُوا ذالك. فَنَظَروا فرأَوْهُ) ، يَعْنِي أَث كَيَّة كُوِيَ بهَا.
(و) ! الحَوْرَاءُ: (ع قُرْبَ المَدينَة) المُشَرَّفَة، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاة والسَّلام، (وَهُوَ مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْر) قَدِيماً، ومَمَرُّ حاجِّها الآنَ، وَقد ذَكَرها أَصْحابُ الرِّحَل. (و) الحَوْرَاءُ: (مَاءٌ لِبَنِي نَبْهَانَ) ، مُرُّ الطَّعْم.
(وأَبُو الحَوْرَاءِ) : رَبيعَةُ بنُ شَيبانَ السَّعْديّ (رَاوِي حَديثِ القُنُوت) عَن الحَسَن بْن عَليّ، قَالَ (عَلَّمَني أَبي أَو جَدِّي رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَن أَقولُ فِي قُنوت الْوتْر: اللَّهُمَّ اهْدِني فِيمَن هَدَيْتَ، وَعَافنِي فيمَنْ عافَيْتَ، وتَوَلَّني فيمَنْ تَولَّيت، وباركْ لي فِيمَا أَعطيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْت، إِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، إِنّه لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت، تَبارَكْتَ وتَعَالَيْت) . قلت: وَهُوَ حَديث مَحْفُوظ من حَديث أبي إسحاقَ السَّبيعيّ، عَن بُريَد بن أَبي مرْيمَ، عَن أَبي الحَوْرَاءِ، حَسَنٌ من رِوايَة حَمْزَة بْن حَبِيبٍ الزَّيّات، عَنهُ. وَهُوَ (فَرْدٌ) .
كتاب ( {والمَحَارَةُ: المَكَانُ الَّذي يَحُور أَو} يُحَارُ فِيه. و) {المَحَارَةُ: (جَوْفُ الأُذُنِ) الظَّاهرُ المُتَقَعِّرُ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الصِّمَاخ المُتَّسع، وَقيل:} مَحَارَةُ الأُذُن: صَدَفَتُهَا، وَقيل: هِيَ مَا أَحَاطَ بسُمُوم الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْهما.
(و) المحَارَة: (مَرْجِعُ الكَتفِ) : وَقيل: هِيَ النُّقْرة الَّتي فِي كَعُبْرَةِ الكتِفِ.
(و) {المَحَارَةُ: (الصَّدَفَةُ ونحْوا مِن العَظْم) ، والجمْع مَحَارٌ. قَالَ السُّليْكُ:
كَأَنَّ قَوائمَ النَّحَّامِ لَمَّا
تَوَلَّى صُحْبَتي أُصُلاً} مَحَارُ
أَي كأَنَّهَا صَدَفٌ تَمُرّ على كُلِّ شيْءٍ.
وَفِي حديثِ ابْن سِيرينَ فِي غُسْل المَيت: (يُؤْخَذ شَيْءٌ من سِدْر فيُجْعَل فِي مَحَارَةٍ أَو سُكُرُّجة) .
قَالَ ابنُ الأَثير: المَحَارَةُ والحائر: الّذي يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ. وأَصْلُ المَحَارَةِ الصَّدَفةُ، والمِيم زائدَة.
قُلتُ: وذَكَره الأَزهَري فِي مَحر، وسيأْتي الكَلاَمُ عَلَيْهِ هُنالك إِن شاءَ الله تَعَالَى. (و) المَحَارَةُ: (شِبْهُ الهَوْدَج) ، والعَامَّة يُشَدِّدُون، ويُجْمَع بالأَلف والتاءِ.
(و) المَحَارَةُ: مَنْسِمُ البَعِير، وَهُوَ (مَا بَيْنَ النَّسْر إِلَى السُّنْبُك) ، عَن أَبي العَمَيْئَل الأَعْرَابيّ.
(و) المَحَارَةُ: (الخُطُّ، والنَّاحيَةُ) .
( {والاحْوِرَارُ: الابْيِضَاضُ) ،} واحْوَرَّتِ المَحَاجِرُ: ابيَضَّت.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحْمَدُ) بْنُ عَبْدِ اللهاِ (بن أَبي {الحَوَارَى) ، الدِّمَشْقِيّ، (كسَكَارَى) ، أَي بِالْفَتْح، هاكذا ضَبطه بعضُ الحُفَّاظ. وَقَالَ الحافِظُ ابْن حَجَر: هُوَ كالحَوَارِيّ واحِدِ الحَوَارِيِّين على الأَصحّ، يرْوِي عَن وكِيعِ بنِ الجرَّاح الكُتُب، وصَحِب أَبَا سُلَيْمَان الدّارانِيّ وحَفِظ عَنهُ الرَّقائِق، ورَوَى عَنهُ أَبُو زُرْعة وأَبُو حاتِم الرَّازِيّانِ، وذكَره يَحْيى بنُ مُعِين فَقَالَ: أَهلُ الشَّامِ يُمْطَرُون بِهِ، تُوفِّي سنة 246. (وكسُمَّانَى) أبي بضَمِّ السِّين وتَشْديد الْمِيم، كَمَا ادَّعَى بعضٌ أَنَّه رَآهُ كذالك بخَطِّ المُصَنِّف هُنَا، وَفِي (خَرَط) ، قَالَ شَيْخُنَا: ويُنَافيه أَنَّه وَزَنَه فِي (س م ن) بحُبَارَى، وَهُوَ المَعْرُوفُ، فتَأَمَّل، (أَبُو القَاسم الحُوَّارَى، الزَّاهِدَان، م) ، أَي مَعروفن. وَيُقَال فيهمَا بالتَّخْفِيف والضَّمِّ، فَلَا فائدَة فِي التَّكْرار والتَّنَوُّع، قالَه شَيْخُنَا.
قلْت: مَا نَقَلَه شَيْخُنَا من التَّخْفِيف والضَّمِّ فيهمَا، فَلم أَرَ أَحَداً من الأَئِمَّة تَعرَّضَ لَه، وإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الأَوَّل، فمِنْهُم مَنْ ضَبَطه كسُكَارَى، وعَلى الأَصَحِّ أَنه على وَاحِد الحَوَارِيِّين، كَمَا تَقَدَّم قَريباً. وأَمَّا الثَّاني فبالاتّفَاق بضَمِّ الحَاءِ وتَشْديد الوَاو، فَلم يَتَنَوَّع المُصَنِّف، كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا، فتَأَمَّلْ.
(} والحُوَارُ، بالضَّمِّ، وقَدْ يُكْسَر) ، الأَخيرَة رَديئة عِنْد يَعْقُوب: (وَلَدُ النَّاقَة سَاعَةَ تَضَعُه) أُمُّه خَاصَّةً. (أَو) مِنْ حِين يُوضَع (إِلَى أَنْ) يُفْطَم و (يُفْصَلَ عَنْ أُمِّه) فإِذا فُصِلَ عَن أُمّه فَهُوَ فَصِيل. (ج {أَحْوِرَةٌ} وحِيرَانٌ) ، فيهمَا. قَالَ سيبَوَيْه: وَفَّقُوا بَين فُعَالٍ وفِعَال كَمَا وَفَّقُوا بَيْنَ فُعَال وفَعِيل. قَالَ: (و) قد قَالُوا ( {حُورَانٌ) ، وَله نَظيرٌ، سَمِعْنا العَرَبَ تَقُولُ: رُقَاقٌ ورِقَاقٌ، والأُنْثَى بالهاءِ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَفِي التَّهْذيب: ا} لحُوَارُ: الفَصيل أَوَّلَ مَا يُنْتَج. وَقَالَ بعضُ العَرَب: اللهُمَّ {أَحِرْ رِبَاعَنَا. أَي اجْعَلْ رِبَاعَنَا} حِيرَاناً. وقولُه:
أَلاَ تَخَافُونَ يَوْماً قَدْ أَظَلَّكُمُ
فِيهِ {حُوَارٌ بأَيْدي النَّاس مَجْرُورُ
فَسَّره ابنُ الأَعْرابيّ فَقَالَ: هُوَ يَوْمٌ مشؤومٌ عَلَيْكُم كشُؤْم حُوارِ نَاقَةِ ثَمُودَ على ثَمودَ.
وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ فِي الأَسَاس:
مَسِيخٌ مَليخٌ كلَحْم الحُوَارِ
فَلَا أَنْتَ حُلْوٌ وَلَا أَنْتَ مُرّ
(} والمُحَاوَرَةُ، {والمَحْوَرَةُ) ، بفَتْح فسُكون فِي الثَّاني. وهاذه عَن اللَّيْث وأَنْشَد:
بحَاجَةِ ذِي بَثَ} وَمَحْوَرَة لهُ
كَفَى رَجْعُهَا من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ
(والمَحُورَةُ) ، بضَمِّ الحَاءِ، كالمَشُورة من المُشَاوَرَةِ: (الجَوَابُ، {} كالحَوِير) ، كأَمِير، ( {والحِوَار) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر،} والحِيرَةُ) ، بالكَسْر، ( {والحُوَيْرَة) ، بالتَّصْغِير.
يُقَال: كَلَّمْتُه فَمَا رَجَعَ إِلَيّ} حَوَاراً {وحِوَاراً} ومُحاوَرَةً {وحَوِيراً} ومَحُورَةً، أَي جَواباً. الاسْمُ من {المُحَاوَرَة} الحَوِيرُ، تَقول: سَمعْتُ حَوِبرَهما وحِوَارَهُمَا. وَفِي حَديث سَطيح (فَلَمْ {يُحِرْ جَوَاباً) ، أَي لم يَرْجع وَلم يَرُدَّ. وَمَا جاءَتْني عَنهُ} مَحُورَةٌ، بضَمّ الحَاءِ، أَي مَا رَجَعَ إِلَيَّ عَنهُ خَبَرٌ. وإِنه لضَعِيفُ {الحِوَار، أَي} المُحَاوَرَة. (و) {المُحَاوَرَةُ: المُجَاوَبَةَ و (مُرَاجَعَةُ النُّطْق) والكَلاَم فِي المُخَاطَبَة، وَقد} حَاورَه، (وَ {تَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا الكَلاَمَ بَيْنَهُم) ، وهم يَترَاوَحُونَ} ويَتَحَاوَرُونَ.
( {والمِحْوَر، كمِنْبَر: الحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ) .
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ العُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْه البَكَرَة، وَرُبمَا كَانَ مِنْ حَدِيد، (و) هُوَ أَيضاً (خَشَبَةٌ تَجْمَع المَحَالَة) .
قَالَ الزَّجّاج: قَالَ بَعْضُهم: قِيل لَهُ} مِحْوَر للدَّوَرَانِ، لأَنَّه يَرْجِعُ إِلَى المَكَان الّذِي زَالَ عَنْهُ، وَقيل إِنَّمَا قيل لَهُ مِحْوَر لأَنَّه بدَوَرَانِه يَنْصَقِل حَتَّى يَبْيضَّ.
(و) {المِحْوَر: (هَنَةٌ) وَهِي حَديدة (يَدُورُ فِيهَا لِسَانُ الإِبْزِيمِ فِي طَرَفه المِنْطَقَةِ وغَيْرِهَا) .
(و) المِحْوَرُ: (المِكْوَاةُ) ، وَهِي الحَدِيدَةُ يُكْوَى بِهَا.
(و) المِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ. و (خَشَبَةٌ يُبْسَطُ بِهَا العَجِينُ) } يُحَوَّر بهَا الخُبْزُ تَحْوِيراً.
( {وحَوَّرَ الخُبْزَةَ) } تَحوِيراً: (هَيَّأَهَا وَأَدَارَهَا) بالمِحْوَر (ليَضَعَها فِي المَلَّةِ) ، سُمِّيَ {مِحْوَراً لدَوَرَانِه على العَجِين، تَشْبِيهاً} بمِحْوَر البَكَرة واستِدَارته، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) {حَوَّرَ (عَيْنَ البَعيرِ) تَحْوِيراً: (أَدَارَ حَوْلَهَا مِيسَماً) وحَجَّرَه بَكيَ، وذالك من دَاءٍ يُصِيبُها، وتِلْك الكَيَّةُ} الحَوْرَاءُ.
( {والحَوِيرُ) ، كأَمِير: (العَداوَةُ والمُضَارَّةُ) ، هاكذا بالرَّاءِ، وَالصَّوَاب المُضَادَّة، بالدَّال، عَن كُرَاع.
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ) مِنْهُ (} حَوْراً) ، بفَتْح فَسُكُون، وَفِي بعض النُّسخ بالتَّحْرِيك ( {وحَورْوَراً) ، كسَفَرْجَل، أَي (شَيْئاً) .
(} وحَوْرِيتُ) ، بالفَتْح: (ع) ، قَالَ ابنُ جِنِّي: دَخَلْتُ على أَبي عَلِيَ. فحِينَ رآنِي قَالَ: أَينَ أَنْتَ؟ أَنَا أَطلُبك، قلْت: وَمَا هُو؟ قَالَ: مَا تَقُول فِي {حَوْرِيت، فخُضْنا فِيه فرأَيناهُ خَارِجاً عَن الكِتَاب، وصانَعَ أَبُو عَليَ عَنهُ فَقَالَ: لَيْسَ من لُغَة ابنَيْ نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْل بِه لِذالِك، قَالَ: وأَقرب مَا يُنْسَب أَلَيْه أَن يَكُون فَعْلِيتاً لقُرْبِه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موْجودٌ.
(} والحَائِر: المَهْزُولُ) كأَنَّه من {الحَوْر، وَهُوَ التَّغَيُّر من حالٍ إِلى حالٍ، والنُّقصان.
(و) } الحائِرِ: (الوَدَكُ) ، وَمِنْه قَوْلهم: مَرَقَة {مُتَحَيِّرة، إِذا كَانَت كَثِيرَةَ الإِهالَة والدَّسَمِ، وعَلى هاذا ذِكْرُه فِي اليائِيِّ أَنْسَبُ كالَّذِي بَعْده.
(و) الحائِرُ: (ع) بالعِرَاقِ (فِيهِ مَشْهَدُ) الإِمام المَظْلُومِ الشَّهِيدِ أَبِي عَبْدِ الله (الحُسَيْن) بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم؛ سُمِّيَ} لتَحَيُّرِ الماءِ فِيهِ. (وَمِنْه نَصْرُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ) الكُوفِيّ، سَمِعَ أَبَا الحَسَن بنَ غِيَرَةَ. (و) الإِمَامُ النَّسَّابَة (عَبْدُ الحَمِيد بْنُ) الشِّيخ النَّسَّابة جَلالِ الدّين (فَخَّار) بن مَعَدّ بن الشريف النّسَّابة شمْس الدّين فَخّار بْنِ أَحْمَد بْنِ محمّد أبي الغَنَائِم بن مُحَمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْن بن مُحَمَّد الحُسَيْنِيّ المُوسَويّ، ( {الحائِرِيانِ) وَوَلَدُ الأَخِيرِ هاذا عَلَمُ الدِّينِ عَلَيّ ابنُ عَبْد الحَمِيد الرَّضِيّ المُرْتَضَى النَّسَّابَة إِمَامُ النَّسَب فِي العِراق، كَانَ مُقِيماً بالمَشْهَد. وَمَات بهَرَاةِ خُرَاسَان، وَهُوَ عُمْدَتُنا فِي فَنِّ النَّسَب، وأَسانِيدُنا مُتَّصِلَة إِليه. قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: وَالثَّانِي من مَشْيَخَة أَبي العَلاءِ الفَرَضِيّ. قَالَ: وممَّن يَنْتَسِب إِلى الحَائِرِ الشّريفُ أَبُو الغَنَائِم مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الفَتْح العَلَوِيّ} - الحائِرِيّ، ذَكَرَه مَنْصُورٌ.
( {والحائرةُ: الشَّاةُ والمَرْأَةُ لَا تَشِبَّانِ أَبَداً) ، من} الحَوْرِ بِمَعْنَى النُّقْصَانِ والتَّغَيّرِ مِنْ حالٍ إِلى حَال.
(و) يُقَال: (مَا هُو إِلاَّ! حائِرَةٌ مِنَ {الحَوَائِر، أَي) مَهْزُولَةٌ (لَا خَيْرَ فِيهِ. و) عَن ابْن هَانِىءٍ: يُقَالُ عِنْد تَأْكِيدِ المَرْزِئَة عليهِ بِقِلَّةِ النَّمَاءِ: (مَا} يَحُورُ) فلانٌ (وَما يَبُورُ) ، أَي (مَا يَنْمُو وَما يَزْكُو) ، وأَصْلُه من {الحَوْر وَهُوَ الهَلاَكُ والفَسَادُ والنَّقصُ.
(و) } الحَوْرَةُ: الرُّجُوعُ.
و ( {حَوْرَةُ: ة بَيْن الرَّقَّة وبَالِسَ، مِنْهَا صَالِحٌ} - الحَوْرِيُّ) ، حَدَّثَ عَن أَبِي المُهَاجِر سَالِم ابنِ عَبْدِ الله الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. وَعنهُ عَمْرو بن عُثمَانَ الكِلابِيّ الرَّقِّيّ. ذَكَره مُحَمَّدُ بنُ سعِيدٍ الحَرَّانِيّ فِي تَارِيخ الرّقّة.
(و) {حَوْرَةُ: (وَادٍ بالقَبَلِيَّة) .
(} - وحَوْرِيُّ) ، بكَسْرِ الرّاءِ، هاكذا هُوَ مَضْبوطٌ عِنْدَنَا وضَبَطه بَعضُهم كسَكْرَى: (: ة من دُجَيْلٍ، مِنْهَا الحَسَن ابْنُ مُسْلِم) الفَارِسيّ {- الحَوْرِيّ، كَانَ من قَرْية الفارِسِيَّة، ثمَّ من جَوْرِيّ، رَوَى عَن أَبي البَدْر الكَرْخِيّ، (وسُلَيْمُ بْنُ عِيسَى، الزَّاهِدَانِ) ، الأَخير صاحِب كَرامَات، صَحِب أَبا الحَسَن القَزْوِينِيّ وحَكَى عَنْه.
قلت: وفَاتَه عبدُ الكَريم بن أَبِي عَبْد الله بْنِ مُسْلم الحَوْرِيُّ الفارِسيُّ، من هاذه القَرْية، قَالَ ابنُ نُقْطَة. سَمِع مَعِي الكَثِيرِ.
(} وحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (كُورَةٌ) عَظِيمَة (بِدِمَشْقَ) ، وقَصَبتُها بُصْرَى. وَمِنْهَا تُحَصَّلُ غَلاَّتُ أَهْلِهَا وطَعَامُهُم. وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا إِبراهِيمُ بنُ أَيُّوبَ الشَّامِيّ. وأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بن حُمَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وغَيْرُهما.
(و) {حَوْرَانُ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، بَيْنَ اليَمَامَةِ وَمَكَّةَ.
(و) حَوْرَانُ (: ع بِبَادِيَةِ السَّمَاوَةِ) ، قَرِيبٌ مِن هِيتَ: وَهُوَ خَرابٌ.
(} والحَوْرَانُ) ، بالفَتْح: (جِلْدُ الفِيلِ) . وباطِنُ جِلْدِه. الحِرْصِيَانُ، كِلاهُمَا عَن ابْن الأَعرابِيّ.
(وعَبْدُ الرَّحْمان بْنُ شَمَاسَةَ بْنِ ذِئْبِ بْنِ! أَحْوَرَ: تَابِعِيٌّ) ، من بَنِي مَهْرَةَ، رَوَى عَن زَيْدِ بْنِ ثَابِت وعُقْبَةَ ابنِ عَامر، وعِدادُه فِي أَهْل مِصْر، روى عَنْه يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيب.
(و) من أَمْثَالِهِم: (فُلاَنٌ ( {حُورٌ فِي} مَحَارَةَ)) ، {حَور (بالضَّمِّ والفَتْحِ) أَي (نُقْصَانٌ فِي نُقْصان) ورُجُوع، (مَثَلٌ) يُضْرَب (لمَنْ هُو فِي إِدْبَار) .} والمَحَارَة {كالحُورِ: النُّقْصان والرُّجُوع، (أَو لِمنْ لاَ يَصْلُح) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: فُلانٌ} حَوْرٌ فِي {محارَة. هاكذا سمِعْتُه بفَتْح الحاءِ. يُضرَب مَثَلاً للشَّيْءِ الَّذِي لَا يصْلَح، (أَو لمَنْ كَانَ صَالِحاً ففَسَدَ) ، هاذا آخِر كَلامِه.
(} وحُورُ بْنُ خَارِجة، بالضَّمّ) : رجُل (مِنْ طَيِّى) .
(و) قولم (طَحَنَتْ) الطَّاحِنَةُ (فَمَا {أَحَارَتْ شَيْئاً، أَي مَا رَدَّتْ شَيْئاً مِنَ الدَّقِيقِ، والاسْمُ مِنْهُ} الحُورُ أَيْضاً) ، أَي بالضَّمِّ، وَهُوَ أَيْضاً الهَلَكَة. قَالَ الرَّاجِزُ:
فِي بِئْرِ لَا {حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ
قَالَ أَبُو عُبَيْدة: أَي فِي بِئْرِ} حُورٍ و (لَا) زِيادةٌ.
(و) من المَجازِ: (قَلِقَتْ {محَاوِرُه) أَي (اضْطَرب أَمْرُه) . وَفِي الأَساسِ. اضْطَرَبَت أَحوَالُه. وأَنشد ثَعْلَب.
يَا مَيُّ مَالِي قَلِقَتْ} - مَحَاوِرِي
وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي
أَي اضْطَرَبَتْ عَلَيَّ أُمُورِي، فكَنَى عَنْهَا بالمَحَاوِر. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: استُعِير من حَالِ (مِحْور) البَكَرَة إِذَا املاَسَّ، واتَّسَع الخَرْقُ فاضْطَرَبَ.
(وعَقْرَبُ {الحِيرَانِ: عَقْرَبُ الشِّتَاءِ، لأَنَّهَا تَضُرُّ} بالحُوَارِ) ولَدِ النَّاقَةِ، {فالحِيْرانُ إِذاً جَمْعُ} حُوَارٍ.
(و) فِي التَّهْذِيب فِي الخُمَاسِيّ: ( {الحَوَرْوَرَةُ: المَرْأَةُ البَيْضَاءُ) ، قَالَ: وَهُوَ ثلاثيُّ الأَصْلِ أُلحِقَ بالخُمَاسِي لتَكْرَارِ بعْضِ حُرُوفِها.
(} وأَحَارَتِ النَّاقَةُ: صارتْ ذَاتَ {حُوَارٍ) ، وَهُوَ وَلَدُها سَاعَةَ تَضَعُه.
(وَمَا} أَحَارَ) إِلَيَّ (جَوَاباً: مَا رَدَّ) ، وَكَذَا مَا {أَحَارَ بكَلِمَة.
(} وحَوَّرَهُ {تَحْويِراً: رَجَعَه) . عَن الزّجَّاج.} وحَوَّرَه أَيضاً: بَيَّضَه. {وحَوَّرَهُ. دَوَّرَه، وَقد تَقَدَّم.
(و) } حَوَّرَ (الله فُلاَناً: خَيَّبَه) ورَجَعَه إِلى النَّقص.
( {واحوَرَّ) الجِسْمُ (} احْوِرَاراً: ابْيَضَّ) وكذالك الخُبْزُ وغَيْرُه.
(و) {احوَرَّتْ (عيْنُه: صارَتْ} حَورَاءَ) بيِّنَةَ {الحَوَرِ: وَلم يَدْرِ الأَصمَعِيُّ مَا الحَوَر فِي العَيْن، كَمَا تقدَّم:
(والجَفْنَةُ} المُحْوَرَّةُ: المُبْيَضَّةُ بالسَّنَامِ) . قَالَ أَبو المُهَوّش الأَسَدِيّ:
يَا وَرْدُ إِنّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ
فمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ {المُحْوَرَّهْ
يَعْنِي المُبْيَضَّةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَوَرْدُ تَرْخِيمُ وَرْدَةَ، وَهِي امرأَتُه، وَكَانَت تَنْهَاه عَن إِضاعَةِ مَاله ونَحْرِ إِبلِه.
(} واسْتَحَارَهُ: اسْتَنْطَقَه) . قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: اسْتَحَارَ الدَّارَ: استَنْطَقَهَا، من {الحَوْرِ الّذي هُوَ الرُّجُوع.
(وقَاعُ} المُسْتَحِيرَة: د) ، قَالَ مالِك ابنُ خَالِدٍ الخُنَاعِيُّ:
ويَمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ إِنَّني
بأَنْ يَتَلاَحَوْا آخِرَ اليَوْمِ آرِبُ
وَقد أَعاده المُصَنِّف فِي اليائِيّ أَيْضاً، وهُمَا واحِدٌ.
( {والتَّحَاوُرُ: التَّجَاوُبُ) ، وَلَو أَوْرَدَه عِنْد قَوْله:} وتَحَاوَرُوا: تَرَاجَعُوا، كَانَ أَلْيَقَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
(وإِنَّه فِي {حُورٍ وبُورٍ، بضَمِّهمَا) ، أَي (فِي غَيْرِ صَنْعَة ولاَ إِتَاوَة) ، هاكَذَا فِي النُّسَخ. وَفِي اللِّسَان وَلَا إِجادَة، بدل إِتَاوَة، (أَوْ فِي ضَلاَل) ، مأْخُوذٌ من النَّقْصِ والرُّجُوع.
(} وحُرْتُ الثَّوْبَ) {أَحُورَه} حَوْراً: (غَسَلْتُه وبَيَّضْتُه) ، فَهُوَ ثَوْب {مَحُورٌ، والمعروفُ} التَّحْوِيرُ، كَمَا تقدَّم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حارَتِ الغُصَّة تَحُور حَوْراً: انحدَرَت كأَنَّها رَجَعت من مَوْضِعها، وأَحارَها صَاحِبُها. قَالَ جَرِير:
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ وَاهِصةِ الخُصَى
يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لَا} يُحِيرُها
وأَنشد الأَزهَرِيّ:
وتِلْكَ لعمْرِي غُصَّةٌ لَا {أُحِيرُها
والباطِل فِي حُور: أَي (فِي) نَقْص ورُجُوع. وذَهَب فُلانٌ فِي} الحَوَارِ والبَوَارِ (مَنْصُوبًا الأوَّل. وَذهب فِي {الحُورِ والبُور) أَي فِي النُّقْصَانِ والفَسادِ. ورَجُلٌ} حَائِرٌ بائِر. وَقد {حَارَ وبَارَ.} والحُورُ: الهَلاكُ. ( {والحَوَار} والحِوَار {والحَوْر) الجَوَابُ. وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (يَرْجِع إِلَيْكُمَا ابْنَاكُما} بحَوْرِ مَا بَعَثْتُمَا بِه) أَي بِجَواب ذالِك.
{والحِوَارُ} والحَوِيرُ: خُرُوجُ القِدْح مِنَ النَّارِ. قَالَ الشَّاعِرِ:
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ {حَواَرهُ
على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
ويُرْوَى} حَوِيرَه، أَي نَظَرْتُ الفَلَجَ والفَوْزَ.
وَحكى ثَلب: اقْضِ {مَحُورَتَك، أَي الأَمرَ الّذي أَنتَ فِيهِ.
} والحَوْرَاءُ: البَيْضَاءُ، لَا يُقْصَد بذالك حَوَرُ عَيْنِها.
{والمُحَوِّر: صاحِبُ} الحُوَّارَى.
{ومُحْوَرُّ القِدْرِ: بَياضُ زَبَدِها. قَالَ الكُمَيْت:
ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخ طَاهِياً
عَجِلْتُ إِلى} مُحْوَرِّها حِين غَرْغَرَا والمَرْضُوفَةُ: القِدْر الَّتِي أُنْضِجَت بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ بالنَّارِ. وَلم تُؤْنِ: لم تَحْبِس.
{وحَوَّرْت خَواصِرَ الإِبِل، وَهُوَ أَن يَأْخُذَ خِثْيَها فيَضْرِب بِهِ خَواصِرَها. وفلانُ سَرِيعُ} الإِحارةِ، أَي سَرِيعُ اللَّقْم، {والإِحارَةُ فِي الأَصْل: رَدُّ الجَوابِ، قَالَه المَيْدَانِيّ.
} والمَحَارَةُ: مَا تَحْتَ الإِطار. والمَحارَةُ: الحَنَكُ، وَمَا خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ. وَقَالَ أَبو العمَيْثَل: باطِنُ الحَنكِ. والمَحَارَةُ: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخَياشِيم. والمَحَارَةُ: قْرَ الوَرِكِ. والمَحَارَتانِ رَأْسَا الوَرِكِ المُسْتَدِيرَانِ اللَّذانِ يَدُورُ فيهمَا رُءُوس الفَخِذَين.
{والمَحَارُ، بِغَيْر هاءٍ، من الإِنْسَان: الحَنَكُ. وَمن الدَّابَّة: حَيْث يُحَنِّك البَيْطَارُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: مَحَارَةُ الفَرِس أَعْلَى فَمِه مِنْ بَاطِنٍ.
} وأَحرت الْبَعِير نَحرته وهاذَا من الأَساسِ.
{وحَوْرانُ اسمُ امرأَةٍ: قَالَ الشَّاعر:
إِذَا سَلَكَت} حَوْرَانُ من رَمْل عالِج
فَقُولاَ لَهَا لَيْسَ الطرِيقُ كَذالِكِ
وحَوْرَان: لَقبُ بَعْضِهم. {وحُورٌ. بالضَّمّ لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ الخَلِيل، رَوَى عَن الأَصْمَعِيّ. ولقَبُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ المُغَلّس. وحُورُ بنُ أَسْلَم فِي أَجدادِ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ المِصْرِيّ الحَافِظ.
وَعَن ابْن شُمَيْل: يَقُولُ الرَّجُل لِصَاحِبِه: واللَّهِ مَا تَحُور وَلَا تَحُولُ، أَي مَا تَزْدَاد خَيْراً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ عَن ابْنِ الأَعرابِيّ مِثْلَه.
} وحُوَار (كغُرَاب) : صُقْع بهَجَرَ. وكُرمّان: جُبَيل.
وعبدُ القُدُّوس بن! - الحَوَارِيّ الأَزدِيّ من أَهْلِ البَصْرة يَرْوِي عَن يُونُسَ بنِ عُبَيْد. رَوَى عَنهُ العِرَاقِيُّون، {- وحَوارِيّ بنُ زِيادٍ تابِعِيّ.
} وحور: مَوضِع بالحجاز. وماءٌ لقُضاعةَ بالشَّام.
{- والحَوَاريّ بنُ حِطّان بن المُعَلَّى التَّنُوخِيّ: أَبو قَبِيلة بمعَرَّة النُّعمانِ من رِجال الدَّهْر. وَمن وَلده أَبُو بِشْر} - الحَوَاري بنُ محمّدِ بنِ علِيّ بنِ مُحَمد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ الحَوَارِيّ التَّنُوخِيُّ عَمِيدُ المَعَرَّة. ذكره ابْن العَدِيم فِي تَارِيخ حلَب.
(حور) : المَحارَةُ ما بينَ النَّسْرِ إلى السُنْبُكِ.
(حور) : الحِوارُ: الحُوارُ، ويقال: حِوارَةٌ وحُوارَةٌ، كما يُقال: فَصِيلٌ وفَصِيَلةٌ. 
(ح و ر) : (الْحَوَرُ) نَوْعٌ مِنْ الشَّجَرِ وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَ الذِّئْبَ حَوَرًا وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِ الرَّاعِي أَنْشَدَهُ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ
كَالْحَوَرِ سَيْرًا مَعَاصِيًا فِي سَيْرِهِمْ عَجَلٌ ... كَالْحَوَرِ نُطِّقَ بِالصَّفْصَافِ وَالْحَوَرِ
وَمِنْهُ مَا فِي الْهِبَةِ وَلَوْ كَانَتْ الشَّجَرَةُ شَجَرَةً لَا يُقْصَدُ مِنْهَا إلَّا الْخَشَبُ كَشَجَرِ الْحَوَر وَفِي مُفْرَدَاتِ الْقَانُونِ (الْحَوَرُ) شَجَرَةٌ يُقَالُ إنَّ الرُّومِيَّ مِنْهَا صَمْغُهَا الْكَهْرَبَاءُ وَالْحَوْزُ وَالْجَوْزُ كِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ (وَحَاوَرْت) فُلَانًا مُحَاوَرَةً وَحِوَارًا رَاجَعْته الْكَلَامَ وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يَعْلُوَ بِهِمَا مَحَارَةَ الرَّأْسِ» الصَّوَابُ (مَحَارَةَ) الْأُذُنِ وَهِيَ جَوْفُهَا وَمُتَّسَعُهَا حَوْلَ الصِّمَاخِ وَأَصْلُهَا صَدَفَةُ اللُّؤْلُؤِ وَإِنْ صَحَّ مَا فِي الشَّرْحِ فَعَلَى الْمَجَازِ وَالسَّعَةِ.
ح و ر : الْحَارَةُ الْمَحَلَّةُ تَتَّصِلُ مَنَازِلُهَا وَالْجَمْعُ حَارَاتٌ وَالْمَحَارَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَحْمِلُ الْحَاجِّ وَتُسَمَّى الصَّدَفَةَ أَيْضًا وَحَوِرَتْ الْعَيْنُ حَوَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا وَسَوَادُ سَوَادِهَا وَيُقَالُ الْحَوَرُ اسْوِدَادُ الْمُقْلَةِ كُلِّهَا كَعُيُونِ الظِّبَاءِ قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْإِنْسَانِ حَوَرٌ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ عَلَى التَّشْبِيهِ.
وَفِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ وَلَا يُقَالُ
لِلْمَرْأَةِ حَوْرَاءُ إلَّا لِلْبَيْضَاءِ مَعَ حَوَرِهَا وَحَوَّرْتُ الثِّيَابَ تَحْوِيرًا بَيَّضْتُهَا وَقِيلَ لِأَصْحَابِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حَوَارِيُّونَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحَوِّرُونَ الثِّيَابَ أَيْ يُبَيِّضُونَهَا وَقِيلَ الْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَاحْوَرَّ الشَّيْءُ ابْيَضَّ وَزْنًا وَمَعْنًى وَحَارَ حَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ نَقَصَ وَحَاوَرْتُهُ رَاجَعْتُهُ الْكَلَامَ وَتَحَاوَرَا وَأَحَارَ الرَّجُلُ الْجَوَابَ بِالْأَلِفِ رَدَّهُ وَمَا أَحَارَهُ مَا رَدَّهُ. 
(حور) - قَولُه تَبارَك وتَعال: {حُورٌ عِينٌ} .
قال أبو عَمْرو الشَّيْبَانِى: الحَوراءُ: السَّوداءُ العَيْنِ التي ليس في عَينِها بَيَاضٌ، ولا يكُون هذا في الإِنس، إنما يكون في الوَحْش كالبَقَر والظِّباء، وكذلك قاله سَعِيدُ بنُ جُبَيْر.
وقال ابنُ السِّكِّيت: الحَوَر عند العَرَب: سَعَةُ العَيْن وكِبَر المُقْلَة وكَثْرة البَياض. وقال قُطْرب: الحَوْراء: الحَسَنة المَحَاجر، صَغُرت العَيْن أم كَبُرت. وقيل: الحَوراءُ: الشَّدِيدةُ بَياض البَيَاض في شِدَّة سَوادِ السَّوادَ. وقيل: هو أن يَكُونَ البَيَاض مُحدِقًا بالسَّواد.
وقال الأصمَعِىُّ: ما أَدرِى ما الحَوَر.
- في الحَدِيثِ: "والكَبْشُ الحَوَرِىّ"
قال القُتَبِىُّ: أُراهُ مَنسوباً إلى الحَوَر، وهي جُلُود حُمْر تُتَّخَذ من جُلودِ المَعِز وبَعضِ جُلُود الضَّأن. وقال أبو النَّجْم يذكُر قَتِيلاً:
* كأَنَّما مَوقِع خَدَّيْهِ الحَوَر *
يقول: صار الدَّمُ على خَدَّيه، فكأَنَّه حَوَر لِحُمرَتِه.
وقال غَيرُه: الحَوَر: جِلدٌ رَقِيق، يُتَّخذ منه الأَسْفَاط، والأَدِيمُ : شِدَّة الحُمْرة أَيضًا. - في حَدِيثِ سَطِيح: "فَمَا أَحَارَ" .
من قَولِهم: حَارَ إذا رَجَع، وأَحارَه: رَجَعَه ورَدَّه.
ح ور [وحور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَحُورٌ عِينٌ .
قال: الحوراء البيضاء المنعمة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
وحور كأمثال الدّمى ومناسف ... وماء وريحان وراح يضع 

حور

1 حَارَ, aor. ـُ (S,) inf. n. حَوْرٌ and حُؤُورٌ (S, K) and حُورٌ, a contraction of the form next preceding, used in poetry, in case of necessity, (TA,) and مَحَارٌ (S, K) and مَحَارَةٌ (K) and حَوْرَةٌ, (TA,) He, or it, returned, (S, L, K,) إِلَى شَىْءٍ

to a thing, and عَنْهُ from it. (L.) b2: [Hence,] حار عَلَيْهِ It (a false imputation) returned to him [who was its author; or recoiled upon him]. (TA, from a trad.) b3: And حَارَتِ الغُصَّةُ The thing sticking in the throat, and choking, descended; as though it returned from its place. (TA.) b4: [And حار, inf. n. حَوْرٌ and حُورٌ, He returned from a good state to a bad.] You say, حار بَعْدَ مَا كَانَ (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) He returned from a good state after he had been in that state: (A 'Obeyd, S, * TA:) so says 'Asim: (TA:) or حار بعد ما كَارَ (TA, and so in copies of the S,) He became in a state of defectiveness after he had been in a state of redundance: (TA:) or it is from حار, inf. n. حَوْرٌ, He untwisted his turban: (Zj, TA:) and means (assumed tropical:) He became in a bad state of affairs after he had been in a good state. (TA. [See حَوْرٌ, below.]) b5: حَارَ وَبَارَ He became in a defective and bad state. (TA. [Here بار is an imitative sequent; (see حَائِرٌ;) as is also يَبُورُ in a phrase mentioned below.]) b6: حار, aor. as above, (Msb,) inf n.

حَوْرٌ (S, A, Msb, K) and حُورٌ (S, A, K) and مَحَارَةٌ (S) and مَحَارٌ, (M and TA in art. اول,) It decreased, or became defective or deficient. (S, * A, * Msb, K. * [See also حَوْرٌ, below.]) b7: Also, inf. n. حَوْرٌ (TA) and حُورٌ, (S, K,) He perished, or died. (S, * K, * TA.) b8: Also, aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, He, or it, became changed from one state, or condition, into another: and it became converted into another thing. (TA.) b9: مَا يَحُورُ فُلَانٌ وَلَا يَبُورُ Such a one does not increase nor become augmented [in his substance] (Ibn-Háni, K *) is said when a person's being afflicted with smallness of increase is confirmed. (Ibn-Háni, TA.) A2: حار, (TK,) inf. n. حَوْرٌ, (K,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. تَحَيَّرَ. (K, * TK.) [See also art. حير.]

A3: See also 2.

A4: حَوِرَ, aor. ـَ inf. n. حَوَرٌ; (K;) and حَوِرَتْ, aor. and inf. n. as above; (Msb;) and ↓ احوّر, (K,) inf. n. اِحْوِرَارٌ; (TA;) and احوّرت; (S, K; *) He, (a man, K, TA,) and it, (an eye, S, Msb, K, * TA,) was, or became, characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained below. (S, Msb, K, TA.) 2 حوّرهُ, inf. n. تَحْوِيرٌ, He made him, or it, to return. (Zj, K.) b2: He (God) denied him, or prohibited him from attaining, what he desired, or sought; disappointed him; frustrated his endeavour, or hope; (K, TA;) and caused him to return to a state of defectiveness. (TA.) A2: حوّر, inf. n. as above, He whitened clothes, or garments, (S, Msb,) and wheat, or food: (S:) and ↓ حار, (K,) aor. ـُ inf. n. حَوْرٌ, (TA,) he washed and whitened a garment, or piece of cloth; (K;) but حوّر is better known in this sense. (TA.) b2: حوّر عَيْنَ البَعِيرِ, (inf. n. as above, TA,) He burned a mark round the eye of the camel with a circular cauterizing-instrument, (S, K, *) on account of a disorder: because the place becomes white. (TA.) A3: [He prepared skins such as are called حَوَرٌ: a meaning indicated, but not expressed, in the TA. b2: And app. He lined a boot with such skin: see مُحَوَّرٌ.]

A4: Also, (inf. n. as above, TA,) He prepared a lump of dough, and made it round, (S, K,) with a مِحْوَر, (TA,) to put it into the hole containing hot ashes in which it was to be baked: (S, K:) he made it round with a مِحْوَر. (A.) 3 حاورهُ, (A, Mgh, Msb,) and حاورهُ الكَلَامَ, (TA in art. رجع, &c.,) inf. n. مُحَاوَرَةٌ (S, Mgh, K) and حِوَارٌ, (A, Mgh,) He returned him answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, with him; or bandied words with him; syn. جَاوَبَهُ, (S, and Jel in xviii. 35,) and رَاجَعَهُ الكَلَامَ, (A, Mgh, Msb,) or رَاجَعَهُ فِى الكَلَامِ, (Bd in xviii. 32,) or, of the inf. n., مُرَاجَعَةُ النُّطْقِ. (K.) And حاورهُ He vied, or competed, with him, or contended with him for superiority, in glorying, or boasting, or the like; syn. فَاخَرَهُ. (Jel. in xviii. 32.) 4 احار [He returned a thing]. You say, طَحَنَتْ فَمَا أَحَارَتْ شَيْئًا She ground, and did not return (مَا رَدَّتْ) anything of the flour [app. for the loan of the hand-mill: see حُورٌ, below]. (S, K.) b2: احار الغُصَّةَ He swallowed the thing sticking in his throat and choking him; [as though he returned it from its place: see 1: see also 4 in art. حير: and see an ex. voce إِحَارَةٌ.] (TA.) And فُلَانٌ سَرِيعُ الإِحَارَةِ Such a one is quick in swallowing: [said to be] from what next follows. (Meyd, TA.) b3: احار, (S, K, &c.,) inf. n. إِحَارَةٌ, (TA,) He returned an answer, or a reply. (Msb, TA.) You say, كَلَّمْتُهُ فَمَا أَحَارَ إِلَىَّ جَوَابًا I spoke to him, and he did not return to me an answer, or a reply. (S, A, * Msb, * K, *) And in like manner, مَا أَحَارَ بِكَلِمَةِ [He did not return a word in answer, or in reply]. (TA.) A2: احارت She (a camel) had a young one such as is called حُوَار. (K.) 6 تحاوروا, (Msb, K, &c.,) inf. n. تَحَاوُرٌ, (S, K,) They returned one another answer for answer, or answers for answers; held a dialogue, colloquy, conference, disputation, or debate, one with another; or bandied words, one with another; syn. تَجَاوَبُوا, (S, K,) and تَرَاجَعُوا, (Jel in lviii. & ا,) or تَرَاجَعُوا الكَلَامَ, (Msb, K,) or تَرَاجَعُوا فِى الكَلَامِ. (Bd in lviii. 1.) [And They vied, or competed, or contended for superiority, one with another, in glorying, or boasting, or the like: see 3.]9 احوّر, (S, K, &c.,) inf. n. اِحْوِرَارٌ, (K,) It (a thing, S, Msb, and the body, TA, and the part around the eye, A, and bread, S, or some other thing, TA) was, or became, white. (S, A, Msb, K.) b2: See also 1, last sentence.10 استحارهُ He desired him to speak [or to return an answer or a reply; he interrogated him]. (S, K.) And استحار الدَّارَ He desired the house to speak [to him; he interrogated the house; as a lover does in addressing the house in which the object of his love has dwelt]. (IAar.) حَوْرٌ inf. n. of حَارَ. (S, A, Msb, K.) [Hence,] نَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ, (TA on the authority of 'Ásim, and so in a copy of the S,) a trad., (TA,) meaning We have recourse to God for preservation from decrease, or defectiveness, after increase, or redundance: (S:) or مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ, (TA, and so in copies of the S,) meaning as above: (S, TA:) or (assumed tropical:) from a bad state of affairs after a good state; from حَوْرٌ signifying the “ untwisting ” a turban: (TA:) or from returning and departing from the community [of the faithful] after having been therein; [from حَارَ “ he untwisted ” his turban, and] from كَارَ “ he twisted ” his turban upon his head. (Zj, TA. [See also كَوْرٌ.]) ↓ فِى مَحَارَةٍ ↓ حُورٌ, (S, K,) and حَوْرٌ, (K,) Deficiency upon deficiency, (S, K,) and return upon return, (TA,) is a prov., applied to him whose good fortune is retiring; (S, K;) or to him who is not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state: (K:) or the saying is, ↓ فُلَانٌ حَوْرٌ فِى مَحَارَةٍ [Such a one is suffering deficiency upon deficiency: حَوْرٌ being used in the sense of حَائِرٌ, like بَوْرٌ in the sense of بَائِرٌ]: so heard by IAar; and said by him to be applied in the case of a thing not in a good state; or to him who has been in a good state and has become in a bad state. (TA.) One says also, البَاطِلُ فِى

حَوْرٍ What is false, or vain, is waning and retreating. (TA.) And وَبُورٍ ↓ إِنَّهُ فِى حُورٍ, (K,) or حُورٍ بُورٍ, (K in art. حير,) Verily he is engaged in that which is not a skilful nor a good work or performance: (فِى غَيْرِ صَنْعَةٍ وَلَا إِجَادَةٍ: so in the L: in the K, for احادة is put إِتَاوَةٍ [which is evidently a mistake]: TA:) or he is in a bad state, and a state of perdition: (TA in art. حير:) or in error. (K. [See also بُورٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is implied that بور is here an imitative sequent of حور.]) And ذَهَبَ فُلَانٌ فِى

وَالبَوَارُ ↓ الحَوَارِ Such a one went away in a defective and bad state. (L, TA.) b2: See also حَوِيرٌ.

A2: What is beneath the [part called] كَوْرٌ of a turban. (K.) A3: The bottom of a well or the like. (K.) b2: Hence, (TA,) هُوَ بَعِيدُ الحَوْرِ (assumed tropical:) He is intelligent; (K;) deep in penetration. (TA.) حُورٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also [app. A return of flour for the loan of a hand-mill; like عُقْبَةٌ (a subst. from أَعْقَبَ) signifying some broth which is returned with a borrowed cooking-pot:] a subst. from احارت in the phrase طَحَنَتْ فَمَا

أَحَارَتْ شَيْئًا [q. v. suprà]. (S, K.) حَوَرٌ Intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, (S, Msb, K,) with intense whiteness, or fairness, of the rest of the person: (K:) or intense whiteness of the white of the eye and intense blackness of the black thereof, with roundness of the black, and thinness of the eyelids, and whiteness, or fairness, of the parts around them: (K:) or blackness of the whole [of what appears] of the eye, as in the eyes of gazelles (AA, S, Msb, K) and of bulls and cows: (AA, S:) and this is not found in human beings, but is attributed to them by way of comparison: (AA, S, Msb, K:) As says, I know not what is الحَوَرُ in the eye. (S.) b2: Also [simply] Whiteness. (A.) A2: Red skins, with which [baskets of the kind called] سِلَال are covered: (S, K:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة: (S:) pl. حُورَانٌ: (K, TA: in the CK حَوَرانٌ:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a hide dyed red: (K, TA:) or red skins, not [such as are termed] قَرَظِيَّة: pl. أَحْوَارٌ: (AHn:) or skins tanned without قَرَظ: or thin white skins, of which [receptacles of the kind called] أَسْفَاط are made: or prepared sheep-skins. (TA.) [In the present day, pronounced حَوْر, applied to Sheep-skin leather.]

A3: A certain kind of tree: the people of Syria apply the name of حَوْرٌ to the plane-tree (دُلْب); but it is حَوَرٌ, with two fet-hahs: in the account of simples in the Kánoon [of Ibn-Seenà], it is said to be a certain tree of which the gum is called كهرباء: (Mgh:) [by the modern Egyptians (pronounced حَوْر) applied to the white poplar:] a certain kind of wood, called البَيْضَآءُ, (K,) because of its whiteness. (TA.) A4: الحَوَرُ The third star, [e,] that next the body, of the three in the tail of Ursa Major. (Mir-át ez-Zemán, &c. [In the K it is incorrectly said to be the third star of بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى. See القَائِدُ, in art. قود.]) حَارَةٌ [A quarter of a city or town; generally consisting of several narrow streets, or lanes, of houses, and having but one general entrance, with a gate, which is closed at night; or, which is the case in some instances, having a by-street passing through it, with a gate at each end:] a place of abode of a people, whereof the houses are contiguous: (Msb:) any place of abode of a people whereof the houses are near [together]: (K in art. حير:) a spacious encompassed tract or place; syn. مُسْتَدَارٌ مِنْ فَضَآءٍ: (A:) pl. حَارَاتٌ. (A, Msb.) حِيرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حَوْرَآءُ fem. of أَحْوَرُ [q. v.]. b2: Also A round, or circular, burn, made with a hot iron; (K;) [around the eye of a camel; (see 2;)] so called because its place becomes white. (TA.) حَوَرْوَرَةٌ: see حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ.

حَوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see حَوْرٌ.

حُوَارٌ, (S, K, &c.,) and sometimes with kesr [↓ حِوَارٌ], (K,) but this latter is a bad form, (Yaakoob,) A young camel when just born: (T, K:) or until weaned; (S, K;) i. e. from the time of its birth until big and weaned; (TA;) when it is called فَصِيلٌ: (S:) fem. with ة: (IAar:) pl. (of pauc., S) أَحْوِرَةٌ and (of mult., S) حِيرَانٌ and حُورَانٌ. (S, K.) [Its flesh is insipid: see a verse cited as an ex. of the word مَسِيخٌ.]

b2: [Hence,] عَقْرَبُ الحِيرَانِ The scorpion of winter; because it injures the حُوَار, (K, TA,) i. e. the young camel. (TA.) حِوَارٌ: see حَوِيرٌ: A2: and see also حُوَارٌ.

حَوِيرٌ (S, K,) and ↓ حَوِيرَةٌ, (S, and so in some copies of the K,) or ↓ حُوَيْرَةٌ, (so in other copies of the K and in the TA,) and ↓ حَوَارٌ (S, K) and ↓ حِوَارٌ (K) and ↓ مَحُورَةٌ (S, K, TA, in the CK مَحْوُرَةٌ) and ↓ مَحْوَرَةٌ and ↓ مُحَاوَرَةٌ [originally an inf. n. of 3] and ↓ حِيرَةٌ (K) and ↓ حَوْرٌ, (TA,) An answer; a reply. (S, K.) You say, مَا رَجَعَ إِلَىَّ حَوِيرًا, &c., He did not return to me an answer, or a reply. (S.) [See a verse of Tarafeh cited voce مُجْمِدٌ.]

حَوِيرَةٌ, or حُوَيْرَةٌ: see what next precedes.

حَوَارِىٌّ One who whitens clothes, or garments, by washing and beating them. (S, M, Msb, K.) Hence its pl. حَوَارِيُّونَ is applied to The companions [i. e. apostles and disciples] of Jesus, because their trade was to do this. (S, M, Msb.) [Or it is so applied from its bearing some one or another of the following significations.] b2: One who is freed and cleared from every vice, fault, or defect: [or] one who has been tried, or proved, time after time, and found to be free from vices, faults, or defects; from حَارَ “ he returned. ” (Zj, TA.) b3: A thing that is pure, or unsullied: anything of a pure, or an unsullied, colour: and hence, b4: One who advises, or counsels, or acts, sincerely, honestly, or faithfully: (Sh:) or a friend; or true, or sincere, friend: (TA:) or an assistant: (S, Msb, K:) or a strenuous assistant: (TA:) or an assistant of prophets: (K:) or a particular and select friend and assistant of a prophet: and hence the pl. is applied to the companions of Mohammad also. (Zj.) b5: A relation. (K.) b6: And حَوَارِيَّةٌ A white, or fair, woman; (A;) as also ↓ حَوَرْوَرَةٌ; (T, K;) and so ↓ حَوْرَآءُ, without implying حَوَرٌ of the eye: (TA:) pl. of the first حَوَارِيَّاتٌ: (A:) or this pl. signifies women of the cities or towns; (K;) so called by the Arabs of the desert because of their whiteness, or fairness, and cleanness: (TA:) or women clear in complexion and skin; because of their whiteness, or fairness: (TA:) or women inhabitants of regions, districts, or tracts, of cities, towns, or villages, and of cultivated land: (Ksh and Bd in iii. 45:) or [simply] women; because of their whiteness, or fairness. (S.) حُوَّارَى White, applied to flour: (A, * K:) such is the best and purest of flour: (K, TA:) and in like manner applied to bread: (A:) or whitened, applied to flour; (S;) and, in this latter sense, to any food. (S, K.) [See also سَمِيدٌ: and see مُحَوَّرٌ.]

رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ A man in a defective and bad state: (S, TA:) or perishing, or dying. (S.) [See the same phrase in art. حير: see also حَوْرٌ: and see بَائِرٌ, in art. بور; where it is said that بائر is here an imitative sequent of حائر.]

A2: See also مَحَارَةٌ.

أَحْوَرُ, (K,) applied to a man, (TA,) Having eyes characterized by the quality termed حَوَرٌ as explained above: (K:) and so حَوْرَآءُ, [the fem.,] applied to a woman: (S, Msb, K: *) pl. حُورٌ. (S, K.) And حُورُ العِينِ, applied to women, Having eyes like those of gazelles and of cows. (AA, S.) Az says that a woman is not termed حَوْرَآء unless Combining حَوَر of the eyes with whiteness, or fairness, of complexion. (TA.) See also حَوَارِيَّةٌ, under حَوَارِىٌّ. b2: طَرْفٌ أَحْوَرُ An eye of pure white and black. (A.) b3: الأَحْوَرُ A certain star: (S, K:) or (K) Jupiter. (S, K.) A2: Also (tropical:) Intellect: (ISk, S, K:) or pure, or clear, intellect; like an eye so termed, of pure white and black. (A.) So in the saying, مَا يَعِيشُ بُأَحْوَرَ (tropical:) [He does not live by intellect: or by pure, or clear, intellect]. (ISk, S, A.) أَحْوَرِىٌّ A man (TA) white, or fair, (S, K,) of the people of the towns or villages. (TA.) [See also حَوَارِىٌّ; of which the fem. is applied in like manner to a woman.]

مَحَارٌ: see مَحَارَةٌ, in two places.

مِحْوَرٌ The pin of wood, or, as is sometimes the case, of iron, on which the sheave of a pulley turns; (S;) the iron [pin] that unites the bent piece of iron which is on each side of the sheave of a pulley, and in which it [the محور] is inserted, and the sheave itself: and a piece of wood which unites (تَجْمَعُ) the sheave of a large pulley [app. with what is on each side of the latter; for it seems to mean here, also, the pivot]: (K:) some say that it is so called because it turns round, returning to the point from which it departed: others, that it is so called because, by its revolving, it is polished so that it becomes white: (Zj:) pl. مَحَاوِرُ. (A.) One says, قَلِقَتْ مَحَاوِرُهُ, meaning (tropical:) His circumstances, (A,) or affair, or case, (K,) became unsettled: (A, K:) from the state of the pin of the sheave of a pulley when it becomes smooth, and the hole becomes large, so that it wabbles. (A.) b2: Also A thing (K) of iron (TA) upon which turns the tongue of a buckle at the end of a waist-belt. (K.) b3: and An iron instrument for cauterizing [app. of a circular form: see 2]. (K.) b4: And The wooden implement (S, K) of the baker, or maker of bread, (S,) with which he expands the dough, (K,) and prepares it, and makes it round, to put it into the hot ashes in which it is baked: (TA:) so called because of its turning round upon the dough, as being likened to the محور of the sheave of a pulley, and because of its roundness. (T.) مَحَارَةٌ: see حَوْرٌ, in two places.

A2: Also A place that returns [like a circle]: or in which a return is made [to the point of commencement]. (K.) b2: A mother-of-pearl shell; an oyster-shell: (S, IAth, Msb, K:) or the like thereof, of bone: (S, K:) pl. مَحَاوِرُ and [coll. gen. n.] ↓ مَحَارٌ. (L.) b3: And hence, A thing in which water is collected; as also ↓ حَائِرٌ. (IAth.) b4: [Hence also,] An oyster [itself]; expl. by دَابَّةٌ فِى الصَّدَفَيْنِ. (L in art. محر.) b5: The cavity of the ear; (K;) i. e. the external, deep, and wide, cavity, around the ear-hole; or the صَدَفَة [or concha] of the ear. (TA.) b6: The part of the shoulder-blade called its مَرْجِع [q. v.]: (S, K:) or the small round hollow that is in that part of the shoulder-blade in which the head of the humerus turns. (TA.) b7: The small round cavity of the hip: and the dual signifies the two round heads [?] of the hips, in which the heads of the thighs turn. (TA.) b8: The palate; syn. حَنَكٌ: and without ة, i. e. ↓ مَحَارٌ, the same, of a man: and, this latter, the place, in a beast, where the farrier performs the operation termed تَحْنِيكٌ: (TA:) or the former signifies the upper part of the mouth of a horse, internally: (IAar, TA:) or the inner part of the palate: (Abu-l-' Omeythil, TA:) or, [which seems to be the same,] the portion of the upper part of the mouth which is behind the فِرَاشَة [or فِرَاش]: and the passage of the breath to the innermost parts of the nose: (TA:) or مَحَارَةُ الحَنَكِ signifies the part [of the palate] which is a little above the place where the farrier performs the operation termed تحنيك. (S.) b9: The part between the frog and the extremity of the fore part of a solid hoof. (Abu-l-' Omeythil, K.) What is beneath the إِطَار [q. v., app. here meaning the اطار of the hoof of a horse or the like]. (TA.) And The مَنْسِم [i. e. toe, or nail, &c.,] of a camel. (TA.) A3: A thing resembling [the kind of vehicle called] a هَوْدَج; (K;) pronounced by the vulgar [مَحَارَّة,] with teshdeed: pl. مَحَارْاتٌ (TA) [and مَحَائِرُ, which is often applied in the present day to the dorsers, or panniers, or oblong chests, which are borne, one on either side, by a camel, and, with a small tent over them, compose a هودج]: the [ornamented هودج called the]

مَحْمِل [vulgarly pronounced مَحْمَل] of the pilgrims [which is borne by a camel, but without a rider, and is regarded as the royal banner of the caravan; such as is described and figured in my work on the Modern Egyptians]. (Msb.) A4: I. q. خَطٌّ [A line, &c.]. (K.) b2: And i. q. نَاحِيَةٌ [A side, region, quarter, tract, &c.]. (K.) مَحُورَةٌ and مَحْوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

مُحْوَرُّ القِدْرِ The whiteness of the froth, or of the scum, of the cooking-pot. (S.) b2: جَفْنَةٌ مُحْوَرَّةٌ, [in the copies of the K, erroneously, مُحَوَّرَةٌ,] A bowl whitened by [containing] camel's hump, (S, L, K,) or its fat. (A.) مُحَوَّرٌ Dough of which the surface has been moistened with water, so that it is shining. (TA.) [See also 2.] b2: أَعْيُنٌ مُحَوَّرَاتٌ, in a verse of El-'Ajjáj, Eyes of a clear white [in the white parts] and intensely black in the black parts. (S.) A2: A boot lined with skin of the kind called حَوَرٌ. (K.) مُحَوِّرٌ A possessor of [flour, or bread, such as is termed] حُوَّارَى. (TA.) مُحَاوَرَةٌ: see حَوِيرٌ.

حور: الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه

حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ وقول العجاج:

في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

أَراد: في بئر لا حُؤُورٍ، فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون

الثانية بعدها؛ قال الأَزهري: ولا صلة في قوله؛ قال الفرّاء: لا قائمة في

هذا البيت صحيحة، أَراد في بئر ماء لا يُحِيرُ عليه شيئاً. الجوهري: حارَ

يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع. وفي الحديث: من دعا رجلاً بالكفر وليس

كذلك حارَ عليه؛ أَي رجع إِليه ما نسب إِليه؛ ومنه حديث عائشة: فَغَسلْتها

ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه؛ ومنه حديث بعض السلف: لو عَيَّرْتُ

رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه.

وكل شيء تغير من حال إِلى حال، فقد حارَ يَحُور حَوْراً؛ قال لبيد:

وما المَرْءُ إِلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ،

يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ

وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها،

وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير:

ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى

يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها

وأَنشد الأَزهري:

وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها

أَبو عمرو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرجوع. يقال: حارَ بعدما

كارَ. والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال. وفي

الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ معناه من النقصان بعد

الزيادة، وقيل: معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها، وأَصله من نقض العمامة بعد

لفها، مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه يقرب من بعض،

وكذلك الحُورُ، بالضم. وفي رواية: بعد الكَوْن؛ قال أَبو عبيد: سئل عاصم

عن هذا فقال: أَلم تسمع إِلى قولهم: حارَ بعدما كان؟ يقول إِنه كان على

حالة جميلة فحار عن ذلك أَي رجع؛ قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من

الرُّجُوعِ والخُروج عن الجماعة بعد الكَوْرِ، معناه بعد أَن كنا في

الكَوْرِ أَي في الجماعة؛ يقال كارَ عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ

عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها. وفي المثل: حَوْرٌ في مَحَارَةٍ؛ معناه نقصان

في نقصان ورجوع في رجوع، يضرب للرجل إِذا كان أَمره يُدْبِرُ. والمَحارُ:

المرجع؛ قال الشاعر:

نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّا

سُ كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ

وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم، وكان بنو صُبْح أَغاروا على إِبله فاستغاث

بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم، فقال يمدحه:

لولا الإِلهُ ولولا مَجْدُ طالِبِها،

لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ

واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا،

والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ في حُورِ

اللَّهْوَجَة: أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل

أَن ينضج وابتلعوه؛ وقوله:

والذم يبقى وزاد القوم في حور

يريد: الأَكْلُ يذهب والذم يبقى. ابن الأَعرابي: فلان حَوْرٌ في

مَحارَةٍ؛ قال: هكذا سمعته بفتح الحاء، يضرب مثلاً للشيء الذي لا يصلح أَو كان

صالحاً ففسد. والمَحارة: المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه. والباطل في

حُورٍ أَي في نقص ورجوع. وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا

إِجادة. ابن هانئ: يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء: ما

يَحُور فلان وما يَبُورُ، وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ، بفتح

الأَول، وذهب في الحُورِ والبُورِ أَي في النقصان والفساد. ورجل حائر بائر،

وقد حارَ وبارَ، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع. والحَوْرُ:

ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ

إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء،

بوزن مَشُورَة أَي جواباً.

وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه. وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة،

والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.

والمُحاوَرَة: المجاوبة. والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار

إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا

حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً. واستحاره أَي استنطقه. وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك؛

يقال: كلَّمته فما رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً؛ وقيل: أَراد به

الخيبة والإِخْفَاقَ. وأَصل الحَوْرِ: الرجوع إِلى النقص؛ ومنه حديث عُبادة:

يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان

محمد، صلى الله عليه وسلم، فأَعاده وأَبْدَأَه لا يَحُورُ فيكم إِلا كما

يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من

القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. وفي حديث سَطِيحٍ: فلم يُحِرْ

جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ. وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام.

والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره.

والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛

وأَنشد:

لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له،

كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ

وما جاءتني عنه مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر.

وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وقوله:

وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ

على النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ

ويروى: حَوِيرَه، إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي

نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ.

واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، من الحِوَارِ الذي هو الرجوع؛ عن ابن

الأَعرابي.

أَبو عمرو: الأَحْوَرُ العقل، وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي ما يعيش

بعقل يرجع إِليه؛ قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر:

وما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها

لجارَتِها: ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا

أَراد: من الأَشياء. وحكى ثعلب: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت

فيه.

والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها

وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها؛ وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ

في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال

الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ

الجَسَدِ؛ قال الكميت:

ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْـ

ن في المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا

أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وبالاحورار بياضَ الإِهالة

والشحم؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس

في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء

والبقر.

وقال كراع: الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون

هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في

البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر. وقال الأَصمعي: لا

أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ.

وامرأَة حَوْراءُ: بينة الحَوَرِ. وعَيْنٌ حَوْراءٌ، والجمع حُورٌ، ويقال:

احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً؛ فأَما قوله:

عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير

فعلى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: البيضاء، لا يقصد بذلك حَوَر عينها.

والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن

قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن؛ قال:

فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ،

إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ

يعني النساء؛ وقال أَبو جِلْدَةَ:

فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا،

ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ

بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها

رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ

جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي بلادها. والحَوارِيَّاتُ من

النساء: النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن، ومن هذا قيل لصاحب

الحُوَّارَى:

مُحَوَّرٌ؛ وقول العجاج:

بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ

يعني الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ.

وفي حديث صفة الجنة: إِن في الجنة لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ.

والتَّحْوِيرُ: التببيض. والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ لتبييضهم

لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حَوارِيّاً. وقال بعضهم:

الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ وقال

الزجاج: الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء، عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل

على ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الزُّبَيْرُ ابن عمتي

وحَوارِيَّ من أُمَّتِي؛ أَي خاصتي من أَصحابي وناصري. قال: وأَصحاب النبي، صلى

الله عليه وسلم، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا

ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من

لُــباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله في الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد

مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب. قال: وأَصل التَّحْوِيرِ في اللغة من حارَ

يَحُورُ، وهو الرجوع. والتَّحْوِيرُ: الترجيع، قال: فهذا تأْويله، والله

أَعلم. ابن سيده: وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ، وخص بعضهم

به أَنصار الأَنبياء، عليهم السلام، وقوله أَنشده ابن دريد:

بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ،

ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ

إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يعني الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وعنى بابــنه

عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير. وقيل لأَصحاب عيسى، عليه

السلام: الحواريون للبياض، لأَنهم كانوا قَصَّارين. والحَوارِيُّ:

البَيَّاضُ، وهذا أَصل قوله، صلى الله عليه وسلم، في الزبير: حَوارِيَّ من

أُمَّتي، وهذا كان بدأَه لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره، وأَصله من

التحوير التبييض، وإِنما سموا حواريين لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي

يُحَوِّرُونَها، وهو التبييض؛ ومنه الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ ومنه قولهم: امرأَة

حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء. قال: فلما كان عيسى بن مريم، على نبينا وعليه

السلام، نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل لناصر نبيه

حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك. والحَوارِيُّونَ:

الأَنصار وهم خاصة أَصحابه. وروى شمر أَنه قال: الحَوارِيُّ الناصح وأَصله

الشيء الخالص، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. والأَحْوَرِيُّ:

الأَبيض الناعم؛ وقول الكميت:

ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا

يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ. والمرضوفة: القدر التي أُنضجت بالرَّضْفِ،

وهي الحجارة المحماة بالنار. ولم تؤْن أَي لم تحبس. والاحْوِرَارُ:

الابْيِضاضُ. وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قال أَبو المهوش

الأَسدي:

يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ،

فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟

يعني المُبْيَضَّةَ. قال ابن بري: وورد ترخيم وَرْدَة، وهي امرأَته،

وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك: الأَزهري في الخماسي:

الحَوَرْوَرَةُ البيضاء. قال: هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض

حروفها. والحَوَرُ: خشبة يقال لها البَيْضاءُ.

والحُوَّارَى: الدقيق الأَبيض، وهو لــباب الدقيق وأَجوده وأَخلصه.

الجوهري: الحُوَّارَى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة، ما حُوِّرَ من الطعام

أَي بُيّصَ. وهذا دقيق حُوَّارَى، وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه

فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ. وعجين مُحَوَّر، وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا.

والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض الناعم من أَهل القرى؛ قال عُتَيْبَةُ بن

مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ:

تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ

خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ

والحَوُْر: البَقَرُ لبياضها، وجمعه أَحْوارٌ؛ أَنشد ثعلب:

للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل،

إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ

والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ، وقيل:

السُّلْفَةُ، وقيل: الحَوَرُ الأَديم المصبوغ بحمرة. وقال أَبو حنيفة: هي

الجلود الحُمْرُ التي ليست بِقَرَظِيَّةٍ، والجمع أَحْوَارٌ؛ وقد

حَوَّرَهُ. وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ؛ وقال الشاعر:

فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ،

كأَنَّما قُدَّ في أَثْوابِه الحَوَرُ

الجوهري: الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛

قال العجاج يصف مخالف البازي:

بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ،

كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ

وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لهم من الصدقة الثِّلْبُ والنَّابُ

والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قال ابن الأَثير: منسوب إِلى

الحَوَرَِ، وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن، وقيل: هو ما دبغ من الجلود بغير

القَرَظِ، وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب.

والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين

يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ

ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. قال سيبويه:

وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ، قال: وقد

قالوا حُورَانٌ، وله نظير، سمعت العرب تقول رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى

بالهاء؛ عن ابن الأَعرابي. وفي التهذيب: الحُوَارُ الفصيل أَوَّلَ ما ينتج.

وقال بعض العرب: اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً؛

وقوله:أَلا تَخافُونَ يوماً، قَدْ أَظَلَّكُمُ

فيه حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟

فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة

ثمود على ثمود.

والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً

الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. قال الزجاج: قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ

للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه، وقيل: إِنما قيل له

مِحْوَرٌ لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض. ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره: قد

قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي،

وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟

يقول: اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور. والحديدة التي تدور عليها

البكرة يقال لها: مِحْورٌ. الجوهري: المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه

البكرة وربما كان من حديد. والمِحْوَرُ: الهَنَةُ والحديدة التي يدور

فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في طرف المِنْطَقَةِ وغيرها. والمِحْوَرُ: عُودُ

الخَبَّازِ. والمِحْوَرُ: الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز

تَحْوِيراً. قال الأَزهري: سمي مِحْوَراً لدورانه على العجين تشبيهاً

بمحور البكرة واستدارته.

وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في

المَلَّةِ. وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها،

والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ، سميت بذلك لأَن موضعها يبيضُّ؛ ويقال:

حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ. وحَوَّرَ عين البعير: أَدار

حولها مِيسَماً. وفي الحديث: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على

عاتقه حَوْراءَ؛ وفي رواية: وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله، صلى

الله عليه وسلم، بحديدة؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وهي من حارَ

يَحُورُ إِذا رجع. وحَوَّرَه: كواه كَيَّةً فأَدارها. وفي الحديث: أَنه

لما أُخْبِرَ بقتل أَبي جهل قال: إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا

ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ؛ يعني أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها.

وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ؛ عن كراع. وبعض العرب يسمي

النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ. والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة

التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق

بالنعش.

والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ. والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو

نحوها من العظم، والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قال السُّلَيْكُ

بْنُ السُّلَكَةِ:

كأَنَّ قَوَائِمَ النِّخَّامِ، لَمَّا

تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً، مَحارُ

أَي كأَنها صدف تمرّ على كل شيء؛ وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في

باب محر، وسنذكرها أَيضاً هناك. والمَحارَةُ: مرجع الكتف. ومَحَارَةُ

الحَنَكِ: فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار. والمَحارَةُ: باطن الحنك.

والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير؛ كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي.

التهذيب: المَحارَةُ النقصان، والمَحارَةُ: الرجوع، والمَحارَةُ:

الصَّدَفة.والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ. والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ.

والحُورُ: الاسم من قولك: طَحَنَتِ الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما

رَدَّتْ شيئاً من الدقيق؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قال الراجز:

في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

قال أَبو عبيدة: أَي في بئر حُورٍ، ولا زَيادَةٌ. وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ:

هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ. والحائر: الراجع من حال كان عليها

إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه

ورَجَعَهُ إِلى النقص.

والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ عن كراع ولم يُحَلِّه. وحَوْرانُ، بالفتح:

موضع بالشام. وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً.

وحَوَّارُونَ: مدينة بالشام؛ قال الراعي:

ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ،

تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ

وحَوْرِيتُ: موضع؛ قال ابن جني: دخلت على أَبي عَلِيٍّ فحين رآني قال:

أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قلت: وما هو؟ قال: ما تقول في حَوْرِيتٍ؟ فخضنا

فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب، وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال: ليس من لغة

ابني نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك؛ قال: وأَقرب ما ينسب إِليه أَن

يكون فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ موجود.

نصل

(نصل) : النَصِيلُ: شُعْبَةٌ من شُعَب الوادِي.
(نصل) - في الحديث: "مَن تَنَصَّلَ إليه أخُوه فلم يَقْبَلْ"
: أي انتَفَى مِن ذَنْبِه، وتَبرَّأ واعتَذَرَ، وتَنَصَّلْتُ الشىّءَ: أَخرجتُه.

نصل



نَصْلٌ The iron head or blade (Mgh, K) of an arrow, (S, Mgh, K,) and of a spear, (S, K,) and of a sword, (S, Mgh, Msb, K,) and of a knife, (S, Msb,) and the like. (Msb.) b2: نَصْلٌ The spun thread of the spindle: (K:) see سُرْسُورٌ.

لِحْيَةٌ نَاصِلٌ A very white beard. (See العَنْقَاءُ المُغْرِبُ, art. غرب.) b2: مَا بَلِلْتُ مِنْ فُلاَنٍ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ: see بَلَّ and أَفْوَقَ in two places.
(نصل)
اللَّوْن نصلا ونصولا زَالَ يُقَال نصل الخضاب وَيُقَال نصل الشّعْر أَو الثَّوْب زَالَ عَنهُ خضابه أَو لَونه وَمن كَذَا خرج يُقَال نصل السَّيْف من قرَابه ونصلت الْخَيل من الْغُبَار ونصل الدّرّ من السلك ونصل علينا فلَان من الشّعب وَنَحْوه وَيُقَال نصل بحقي صاغرا أخرجه والسهم وَالرمْح وَنَحْوهمَا جعل فيهمَا نصلا
نصل: نصل من: خرج من (بوشر).
نصل: انظر شرح الكلمة عند (رايسك) الذي ورد في ديوان الهذليين (31: 4).
نصل والجمع أنصال: هو السيف (على سبيل المجاز المرسل) أو الرمح (معجم الطرائف، معجم مسلم) epee و Lance.
نصلة والجمع نصال: شفرة، نصل، سيف Lame ( بوشر).
نصلة والجمع نصال: سيف دقيق حاد، مغول (بوشر).
انصلة والجمع اناصل: غدة في البلعوم، خراج عرضي في طريقه للتكون (فوك) (الكالا)؛ عنصلة: خراج أو دمل طارئ في الرقبة. (انظر الكلمة).
ن ص ل: (النَّصْلُ) نَصْلُ السَّهْمِ وَالسَّيْفِ وَالسِّكِّينِ وَالرُّمْحِ وَالْجَمْعُ (نُصُولٌ) وَ (نِصَالٌ) . وَ (الْمُنْصُلُ) بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِهَا السَّيْفُ. وَ (نَصَلَ) الشَّعْرُ زَالَ عَنْهُ الْخِضَابُ، وَلِحْيَةٌ (نَاصِلٌ) ، وَ (نَصَلَ) السَّهْمُ خَرَجَ نَصْلُهُ. وَنَصَلَ السَّهْمُ أَيْضًا ثَبَتَ نَصْلُهُ فِي الشَّيْءِ فَلَمْ يَخْرُجْ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ وَــبَابُ الثَّلَاثَةِ دَخَلَ. وَ (نَصَّلَ) السَّهْمَ (تَنْصِيلًا) نَزَعَ نَصْلَهُ. وَ (نَصَّلَهُ) أَيْضًا رَكَّبَ عَلَيْهِ النَّصْلَ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَ (أَنْصَلَ) الرُّمْحَ نَزَعَ نَصْلَهُ. وَ (تَنَصَّلَ) فُلَانٌ مِنْ ذَنْبِهِ تَبَرَّأَ. 
(ن ص ل) : (نَصْلُ) السَّيْفِ حَدِيدَتُهُ وَكَذَلِكَ (نَصْلُ) السَّهْمِ وَالْجَمْعُ نُصُولٌ وَنِصَالٌ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَا سَبَقَ إلَّا فِي كَذَا وَكَذَا أَوْ نَصْلٍ فَالْمُرَادُ بِهِ الْمُرَامَاةُ وَالضَّادُ الْمُعْجَمَةُ تَصْحِيفٌ إنَّمَا ذَاكَ الْمُنَاضَلَةُ وَالنِّضَالُ وَفِي خِزَانَةِ الْفِقْهِ يَجُوزُ السَّلَمُ فِي كُلِّ مَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ كَالْحِنْطَةِ وَكَذَا وَكَذَا (وَنُصُولُ الْقَبِيعَةِ) أَرَادَ جَمْعَ نَصْلِ السَّيْفِ وَالْقَبِيعَةُ مَا عَلَى رَأْسِ مِقْبَضِ السَّيْفِ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ حَدِيدَةٍ أَوْ غَيْرِهَا وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إلَيْهَا لِيُفَرَّقَ بِذَلِكَ بَيْنَ السُّيُوفِ وَالسِّهَامِ.
ن ص ل : نَصْلُ السَّيْفِ وَالسِّكِّينِ جَمْعُهُ نُصُولٌ وَنِصَالٌ وَنَصَلْتُ السَّهْمَ نَصْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا وَأَنْصَلْتُهُ بِالْأَلِفِ نَزَعْتُ نَصْلَهُ وَكَانُوا يَقُولُونَ لِرَجَبٍ مُنْصِلُ الْأَسِنَّةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْزِعُونَهَا فِيهِ وَلَا يُقَاتِلُونَ فَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَنْصَلَهَا.

وَنَصَلَ الشَّيْءُ مِنْ مَوْضِعِهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا خَرَجَ مِنْهُ وَمِنْهُ يُقَالُ تَنَصَّلَ فُلَانٌ مِنْ ذَنْبِهِ.

وَالْمُنْصُلُ السَّيْفُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَأَمَّا الصَّادُ فَتُضَمُّ وَيَجُوزُ الْفَتْحُ لِلتَّخْفِيفِ 
باب الصاد واللام والنون معهما ن ص ل يستعمل فقط

نصل: النَّصْلُ للسَّيف حَديدتُه، ونَصْلُ السِّهامِ. ونَصْلُ البٌهْمَى ونحوها من النّباتِ اذا خَرَجَت نِصالُها. وأَنصَلْتُ السَّهْمَ: أخرَجْتُ نَصْلَه. ونَصَّلتُه: جَعَلْتُ له نَصْلاً. والمُنْصُلُ: اسْمُ السَّيْفِ، ونَصْلهُ: حَديدَتُه. والنَّصيلُ: مَفصِلُ ما بين العنق والرأس من باطنٍ، من تحت اللَّحْيَينِ. ونَصَلَ الحافِرُ نُصُولاً: خَرَجَ من مَوضِعِه فسَقَطَ كما يَنْصُلُ الخِضاب وكل شيءٍ نحوه. ونَصَلَ فلانٌ من موضِعِ كذا اذا خَرَجَ عليكَ. والتَنَصُّلُ شِبْهُ التّبَرُّؤ من جِناية ذَنبٍ ونحوه. [ويقال للغَزْل اذا أُخرِجَ من المِغزَلِ: نَصَلَ. ويقال: استَنْصَلَتِ الرِّيحُ اليَبيسَ اذا اقتلعته من أصله]  

نصل


نَصَلَ(n. ac.
نُصُوْل)
a. Faded.
b. Lost effect.
c. Fell off.
d.(n. ac. نَصْل), Was fixed firmly.
e. Fixed firmly.
f. [Fī], Stuck in.
g. [Min], Escaped from; was delivered from.
نَصَّلَa. Put a head to.
b. Took the head off.
c. [acc. & Fī], Drove into.
d. [Min], Cleared from.
نَاْصَلَa. Fought with darts &c.

أَنْصَلَa. see II (a) (b), (c).
d. [acc. & Min], Pulled out from.
تَنَصَّلَa. see I (a)
& IV (d).
c. [Min], Justified, exonerated himself from.
d. [Ila & Min], Excused himself to... for.
e. Chose the best.

إِنْتَصَلَa. Came, dropped off.

إِسْتَنْصَلَa. Pulled, drew out.

نَصْل
(pl.
أَنْصُل
نِصَاْل نُصُوْل)
a. Head, point ( of an arrow & c. ); blade, edge.
b. Head; occiput, crown of the head.

نَصْلَةa. see 1 (b)b. [ coll ]
see 1 (a)
مِنْصَل
(pl.
مَنَاْصِلُ)
a. Pestle.

نَاْصِلa. Faded, dingy.
b. Falling off.

نَصِيْلa. Joint between the head & the neck.
b. Axe.
c. Snout, muzzle.
d. Winnowed (corn).
e. see 1 (b) & 20
نَصْلَاْنُa. see 1 (a)b. Dart, javelin.
c. Sting.

نَوَاْصِلُa. Swift (camels).
مِنْصَاْلa. see 20b. Band, cohort.

مُنْصَُل (pl.
مَنَاْصِلُ)
a. Sword, sabre.

مِنْصِيْل
a. see 20
نَصْمَة
a. Idol.
ن ص ل

نصلت أظلاف الوحش من الرمضاء، ونصل الحافر. ونصل الخضاب نصولاً. ونصلت يد الفأس. ونصل الدّرّ من السلك. قال بشر:

فأصبح ناصلاً منها ضحيّاً ... نصول الدّر أسلمته النّظام

الوحشيّ من الصريمة. ونصل علينا فلان من الشّعب ونحوه. ونصلت الخيل من الغبار. قال امرؤ القيس:

تراهنّ من تحت الغبار نواصلاًويخرجن من جعد الثرى متنصّب أي من غبار نار من مكان صلب لشدّة حضرها. واستنصلت الريح السّفا: استأصلته واستخرجته، ومنه: نصل السيف والرمح والسهم والمغزل. وأنصلت السهم: نزعت نصله. ونصلته: ركّبت نصله ونصّلته تنصيلاً. ويقال لرجبٍ: منصّل الإلّ. وضرب نصيله وهو المفصل بين الرأس والعنق من تحت اللّحيين.

ومن المجاز: أخرجت البهمى نصالها. قال ذو الرمّة:

رعى بارض البهمى جميماً وبسرةً ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها

وأنصلت البهمى. ونصلت الناقة ونضت: تقدّمت الإبل. ونصل بحقّي صاغراً: أخرجه. وتنصّل من ذنبه. وعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض ".
[نصل] نه: فيه: مرت سحابة فقال: "تنصلت" هذه تنصر بني كعب، أي أقبلت، من نصل علينا- إذا خرج من طريق أو ظهر من حجاب، ويروى: تنصلت: تقصد للمطر- ومر. وفيه: كانوا يسمون رجبًا "منصل" الأسنة، أي مخرجها من أماكنها، كانوا إذا دخل رجب نزعوا أسنة الرماح ونصال السهام إبطالًا للقتال وقطعًا لأســباب الفتن لحرمته فسمي به، نصلت السهم تنصيلًا- إذا جعلت له نصلًا وإذا نزعت نصله، وأنصلته فانتصل- إذا نزعت سهمه. ومنه ح: وإن كان لرمحك سنان "فأنصله". أي انزعه. وح: ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق "ناصل"، أي بسهم منكسر الفوق لا نصل فيه، نصل السهم: خرج منه النصل، ونصل- إذا ثبت نصله في الشيء ولم يخرج، وهو من الأضداد. وح: فامرط قذذ السهم و"انتصل". وفيه: من "تنصل" إليه أخوه فلم يقبل، أي انتفى من ذنبه واعتذر. وفيه: فقام عليه النحام وقد أقام على صلبه "نصيلًا"، هو حجر طويل مدملك قدر شبر أو ذراع وجمعه نصل. ومنه: فأصاب ساقه "نصيل" حجر. ك: وفيه: يأخذ "بنصل" النبل، هو نصل السيف والسهم والرمح، والنصول والنصال جمعه. ش: والنصل- بفتح فسكون يكون لنحو السكين. ك: فوضع "نصال" سيفه، أي مقبضه بالأرض أي ملتصقًا بها، أو الباء ظرفية. ن: وهو حديدة السيف.
[نصل] النَصْلُ: نَصْلَ السهم والسيفِ والسكِّين والرَمحِ. والجمع نُصولٌ، ونِصالٌ . والمنصل والمنصل: السيف. ونصل الحافر: خرج من موضعه. ونصل الشعر يَنْصُلُ نُصولاً: زال عنه الخضابُ. يقال: لِحْيةٌ ناصل. ونَصَلَ السهمُ، إذا خرجَ منه النَصْل، ومنه قولهم: " رماه بأَفْوَقَ ناصِل ". ويقال أيضاً: نَصَلَ السهمُ، إذا ثبتَ نصله في الشئ فلم يخرج، وهو من الأضدادِ. ونَصَّلْتُ السهم تنصيلا: نزعت نصله. وهو كقولهم: قردت البعير، وقذيت العين، إذا نزعت منه القراد والقذى، وكذلك إذا ركبت عليه النصل: وهو من الاضداد. وأنصلت الرمح، إذا نزعتَ نَصْلَهُ وكان يقال لرجَبٍ في الجاهليَّة: مُنْصِلُ الأَسِنَّةِ ومُنْصِلُ الأَلِّ، لأنَّهم كانوا ينزعون الأسِنَّةَ فيه ولا يغزون ولا يُغيرُ بعضُهم على بعض. قال الأعشى: تدارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَما مَضى غير دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ والنِصيلُ: مَفْصِلُ ما بين العنق والرأس من تحت اللحيَيْنِ. وتَنَصَّلَ فلانٌ من ذنبه، أي تبرأ. وتنصلت الشئ واستنصلته، إذا استخرجته. يقال: اسْتَنْصَلَ الهيفُ السفا، إذا أسقطته.
نصل
النَّصْلُ: نَصْلُ السيْفِ والسَّهْمِ والبُهْمى وغَيْرِها من النباتِ، يُقال: أنْصَلَتِ البُهْمى: أخْرَجَتْ نِصَالَها. وأنْصَلْتُ السهْمَ: أخْرَجْت نَصْلَه. ونَصْلتُ السهْمَ: جَعَلْت له نَصْلاً. ونَصَلَ السهْمُ فيه: ثَبَتَ. وإذا خَرَجَ أيضاً، وهو من الأضْدَاد. ويقولون: " إنَّه لَأمْضى من النَصْلِ " يَعْني السنَانَ. والمُنْصُلُ: اسْمُ السيْفِ. ونَصْلُه: حَدِيْدَتُه.
ونَصَلَ الحافِرُ نصُوْلاً: إذا خَرَجَ من مَوْضِعه فَسَقَطَ كما يَنْصُلُ الخِضَابُ. ونَصَلَ فُلانٌ من الجَبَلِ والطرِيقِ: إذا خَرَجَ عليكَ. وتَنَصلْت الشيْءَ: أخَرجْته. ونَصَلَ بحَقْي صاغِراً. ونَصَلَتِ الناقَةُ: إذا تَقَدمَتِ الإبلَ؛ نُصُوْلاً. والتَنَصلُ: شِبْهُ التَبَرؤ من جِنَايَةِ ذنبٍ.
والنصِيْلُ: مَفْصِلُ ما بَيْنَ العُنُقِ والرَّأْسِ من باطِنٍ من تَحْتِ اللحْيَيْنِ. والمِنْصَالُ من الجَيْشِ: أقَلُّ من المِقْنَب. والمِنْصِيْل: نَحْوُ النصِيْلِ؛ وهُما المَكانُ الغَلِيْظُ المَعِرُ من الحَرَّةِ، والجَميعُ أنْصِلَةٌ ونُصُلٌ. والمِنْصَالُ: حَجَرٌ مُسْتَطِيْلٌ شِبْراً أو ذِرَاعاً له أرْكانٌ، وكذلك النَصِيْلُ، وفي حَدِيثِ أبي سَعِيدٍ الخُدري - رضي اللهُ عنه -: " وقد أقامَ على صُلْبِه نَصِيْلاً " أي من الجُوْعِ. وقيل: الفَأسُ. وقيل: البَظْرُ.
وفأْسٌ نَصِل: أي ناصِلَة. واسْتَنْصَلَتِ الريْحُ اليَبِيْسَ: إذا اقْتَلَعَتْه من أصْلِه.
نصل
نصَلَ يَنصُل، نَصْلاً ونُصولاً، فهو ناصِل، والمفعول منصول (للمتعدِّي)
• نصَل اللّونُ: تغيَّر وزال "نصَل الثّوبُ: زال عنه خضابُه أو لونُه- متاعٌ ناصِل- نصلت اللحيةُ من الخضاب" ° نصَل صاغرًا بحقِّ فلان: أخرجه.
• نصَل السَّهمَ ونحوَه: جعل فيه حدًّا قاطعًا يُسمّى نَصْلاً "نصَل الرُّمحَ- سكينٌ منصول". 

تنصَّلَ/ تنصَّلَ من يَتنصَّل، تنصُّلاً، فهو مُتنصِّل، والمفعول مُتنصَّلٌ منه
• تنصَّل اللَّونُ: نصَل؛ تغيَّر وزال "تنصَّل الثّوبُ- تنصَّلتِ لحيتُه من الخضاب- نسيجٌ متنصِّلٌ" ° تنصَّل كَمَدُه: زال.
• تنصَّل من المسئوليَّة أو الذَّنْبِ: أنكرها، تبرَّأ وتخلّص منها "تنصّل من التُّهمة الموجّهة إليه- شخصٌ متنصِّلٌ من وعودِه- تنصّل السيف من غمده". 

مِنْصال [مفرد]: ج مَناصيلُ: اسم آلة من نصَلَ: أداة عبارة عن حجرٍ طويلٌ قَدْر ذراع يُدقُّ به. 

مُنْصُل [مفرد]: ج مناصِلُ: سيف. 

ناصِل [مفرد]: ج نواصِلُ:
1 - اسم فاعل من نصَلَ.
2 - سهمٌ خرَج من نصلِه، أو ذو نَصْل. 

نَصْل [مفرد]: ج أنصال (لغير المصدر {وأنْصُل} لغير المصدر {ونِصال} لغير المصدر) ونُصول (لغير المصدر):
1 - مصدر نصَلَ.
2 - حديدة الرُّمح أو السَّهم أو السكِّين تكون حادَّة قاطعة "نصْلُ سيف- لا تخشى صدورُهم نِصالَ الرِّماحِ".
3 - (نت) جزء مستطيل عريض من ورقة النبات ويُسمَّى الصَّفيحة. 

نُصول [مفرد]: مصدر نصَلَ. 

نَصيل [مفرد]: ج نُصُل: (شر) مَفْصِلُ ما بين العُنُق والرأس تحت اللِّحيين. 
الصاد واللام والنون ن ص ل

النَّصْلُ حديدةُ الرُّمحِ والسَّهمِ وهوَ حديدةُ السَّيفِ ما لم يكن لها مَقِبِضٌ حكاها ابن جِنِّي قال فإذا كان له مَقْبِضٌ فهو سيفٌ ولذلك أضاف الشاعرُ النَّصْلَ إلى السَّيفِ فقال

(قد عَلِمَتْ جارِيةٌ عَصْبُولٌ ... أَنِّي بنَصْلِ السَّيفِ خنْشَلِيلْ)

وقال أبو حنيفةَ قال أبو زِيادٍ النَّصْلُ كلُّ حديدةٍ من حدائد السِّهامِ والجمعُ أنْصُلٌ ونِصَالٌ والنَّصْلانِ النَّصْلُ والزُّجُّ قال أعْشَى باهلة

(عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فَارَقَنَا ... كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَينِ يَنْكَسِر)

وقد يُسَمَّى الزُّجَ وحْدَه نَصْلاً وأنْصَلَ السَّهْمَ ونَصَّلَه جَعَلَ فيه النَّصْلَ وقيل أنْصَلَهُ أزالَ عنه النَّصْلَ ونَصَّلَهُ ركَّبَ فيه النَّصْلَ ونَصَلَ السَّهمُ فيه ثَبَتَ فلم يَخْرُجْ ونصَلْتُه أنا ونَصَل خَرَجَ فهو من الأضْدَادِ وأنْصَلُهُ هو وكلُّ ما أخْرَجْتَه فقد أنْصَلْتَه ومُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ سُمِّي بذلك لأنهم كانوا يَنْزِعونَ الأسِنَّةَ فيه إعظاماً له ولا يَغْزُونَ ولا يُغِيرُ بعضُهم على بعضٍ قال الأعشَى (تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَمَا ... مَضَى غيرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ)

ونَصْلُ الغَزْلِ ما يخرج من المِغْزَلِ ونَصَلَ من بين الجِبالِ نُصُولاً خَرَجَ وظَهَرَ ونَصَلَ الطَّريقُ من مَوْضِعَ كذا خَرَجَ ونَصَل الحافِرُ من موْضِعه نُصُولاً كذلك ونَصَلَتِ الحيَّةُ تَنْصِل نُصولاً وهي نَاصِلٌ وتَنَصَّلتْ خَرجَتْ من الخِضابِ وقولُه

(كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدَامَةٌ ... مُشَاشَ المُرَوِّي ثُمَّ لَمَّا تَنَصَّلِ)

معناه لم تَخْرُجْ فيَصْحُو شارِبُها ويُرْوَى ثُمَّ لما تَزَيَّلِ ونَصَلَتِ اللَّسْعةُ والحُمَّةُ تَنْصِلُ خَرجَ سَمُّها وزالَ أثَرُها وقولُه

(ضَوْرِيَّةٌ أُوِلعَتْ باشْتِهارِهَا ... ناصِلةُ الحِقْوَيْنِ من إِزارِها)

إنما عَنَى أنّ حِقْوَيْها يَنْصُلانِ من إزارِها لتَسلُّطِهَا وتَبَرُّجِها وقلّةِ تَثَقُّفِها في ملابِسها لأشَرِها وشَرَهِها ومِعْوَلٌ نَصْلٌ نَصَلَ عنه نِصالُه أي خَرَجَ وهو مما وُصِفَ بالمَصْدَرِ قال ذو الرُّمَّةِ

(شَرِيحٌ كحُمَّاضِ الثَمَانِي عمّت به ... عَلَى رَاجِفِ اللَّحْيَيْنِ كالمِعْوَلِ النَّصْلِ)

وتَنَصَّلَ إليه من الجِنايةِ خَرَجَ وتَبَرأَ وتَنَصَّلَ الشيءَ أخْرَجَهُ وتَنَصَّلَهُ تَخَيَّرَهُ وتنصَّلُوهُ أخذوا كلَّ شيءٍ معه والنَّصْلُ ما أَبْرَزَتِ البُهْمَى ونَدَرَتْ به من أَكمِتَّهِا والجمع أنْصُلٌ ونِصَالٌ والأُنْصُولَةُ نَوْرُ نصْلِ البُهْمَي وقيل هو ما يُوبِسُهُ الحَرُّ من البُهْمَي فيَشْتَدُّ على الأكَلَة قال

(كأنّه واضِحُ الأقرابِ في لُقُحٍ ... أسْمَى بِهِنَّ وعَزَّتْهُ الأَنَاصِيلُ) أي عَزَّتْ عليه واسْتَنْصَلَ الحَرّ السَّفَا جَعَلَه أناصِيلَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(إذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السّفَا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِرَاقَّيِةُ الأَقْيَاظِ نَجْدُ المَراتِعِ)

ويُرْوى المَرَابعِ عِراقَّية الأَقْياظِ أي تَطْلُبُ الماءَ في القَيْظِ قال غيرهُ هي منسوبةٌ إلى العِراقِ الذي هو شاطِئُ الماءِ وقولُه نَجْدُ المَرَاتعِ أراد جَمْعَ نَجْدِيٍّ فحذفَ ياء النَّسب في الجَمْعِ كما قالوا زَنْجِيٌّ وزَنْجٌ وبُرٌّ نَصِيلٌ نَقِيٌّ من الغَلَثِ والنَّصِيلُ حجرٌ طويلٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ يُدَقُّ به والنَّصِيلُ الحَنَكُ على التَّشْبِيهِ بذلك والنَّصيلُ مَفْصِلُ ما بين العُنُق والرأسِ تحت اللَّحْيَيْن والنَّصِيلُ الخَطْم ونَصِيلُ الرأسِ ونَصْلُه أعلاهُ والنَّصْلُ الرأسُ بجميع ما فيه والنَّصْلُ طولُ الرأسِ في الإِبِلِ والخيلِ ولا يكونُ ذلك للإنسانِ والمُنْصُلُ والمُنْصَلُ السَّيفُ اسمٌ له لا نعرفُ له في الكلامِ اسماً على مُفْعُلٍ ومُفْعَلٍ إلا هذا وقولَهم مُنْخُل ومُنْخَلٌ والنَّصِيلُ اسمُ موضعٍ قال الأَفْوَهُ

(تُبَكِّيهَا الأَراملُ بالمآلِي ... بِدَاراتِ الصَّفائِحِ والنَّصِيلِ)

نصل: التهذيب: النَّصْلُ نصلُ السهم ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ

والرمحِ، ونَصْلُ البُهْمَى من النبات ونحوه إِذا خرجت نصالُها. المحكم:

النَّصْلُ حديدةُ السهم والرمحِ، وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مَقْبَِض؛

حكاها ابن جني قال: فإِذا كان لها مَقْبَِض فهو سيف؛ ولذلك أَضاف الشاعر

النَّصْل إِلى السيف فقال:

قد عَلِمتْ جارية عُطْبول

أَنِّي، بنَصْل السيف، خَنْشَلِيل

ونَصْل السيف: حديده. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد النصْل كل حديدة

من حدائد السِّهام، والجمع أَنصُل ونُصُول ونِصال. والنَّصْلانِ: النَّصْل

والزُّجُّ؛ قال أَعشى باهلة:

عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فارَقَنا،

كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر

وقد سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلاً. ابن شميل: النَّصْل السهم العريضُ

الطويلُ يكون قريباً من فِتْر والمِشْقَصُ على النصف من النَّصْل، قال:

والسهم نفس النَّصْل، فلو التقطْتَ نَصْلاً لقلْتُ ما هذا السهم معك؟ ولو

التقطتَ قِدْحاً لم أَقل ما هذا السهم معك.

وأَنْصَل السهمَ ونَصَّله: جعل فيه النَّصْلَ، وقيل: أَنْصَله أَزال عنه

النَّصْل، ونَصَّله ركَّب فيه النَّصْل، ونَصَل السهمُ فيه ثبت فلم

يخرج، ونَصَلْته أَنا ونَصَل خرج، فهو من الأَضداد، وأَنْصَلَه هو. وكل ما

أَخرجته فقد أَنْصَلته. ابن الأَعرابي: أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جعلت له

نَصْلاً، وأَنْصَلْته نزعت نَصْلَه. وفي حديث أَبي سفيان: فَامَّرَطَ

قُذَذُ السهم وانْتَصَل أَي سقط نَصْلُه. ويقال: أَنْصَلْت السهمَ

فانْتَصَل أَي خرج نَصْلُه. وفي حديث أَبي موسى: وإِن كان لِرُمْحِك سِنان

فأَنْصِلْه أَي انزعْه.

ويقال: سهم ناصِل إِذا خرج منه نَصْلُه، ومنه قولهم: ما بَلِلْتُ من

فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظفِرت منه بسهم انكسر فُوقُه وسقط نَصْلُه.

وسهم ناصِل: ذو نَصْل، جاء بمعنيين مُتضادَّين. الجوهري: ونَصَل السهمُ

إِذا خرج منه النَّصْل؛ ومنه قولهم: رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ قال ابن بري:

ومنه قول أَبي ذؤيب:

فَحُطَّ عليها والضُّلوعُ كأَنها،

من الخَوْفِ، أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ

وقال رَزِين بن لُعْط:

أَلا هل أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا

رَدَدْنا بني كَعْب بأَفْوَقَ ناصِلِ؟

وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ومَنْ رَمَى بكم فقد رَمَى بأَفْوَقَ

ناصِلٍ أَي بِسَهم منكسر الفُوق لا نَصْل فيه. ويقال أَيضاً

(* قوله «ويقال

أيضاً إلخ» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: ويقال نصل السهم إذا خرج منه

النصل، ونصل أيضاً إِذا ثبت نصله اهـ. ففي الأصل سقط).

نَصَل السهم إِذا ثبت نصله في الشيء فلم يخرج، وهو من الأَضداد.

ونَصَّلْت السهمَ تَنْصيلاً: نزعت نَصْلَه، وهو كقولهم قَرَّدْت البعيرَ

وقَذَّيْت العينَ إِذا نزعت منها القُراد والقَذَى، وكذلك إِذا ركَّبت عليه

النَّصْل فهو من الأَضداد، وكان يقال لِرَجَب: مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل

الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كانوا يَنزِعون فيه أَسِنَّة الرِّماح؛

وفي الحديث: كانوا يسمون رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة أَي مخرِج الأَسِنَّة

من أَماكنها، كانوا إِذا دخل رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ

السِّهام إِبطالاً للقتال فيه وقطعاً لأَســباب الفِتَن لحُرْمته، فلما كان

سبباً لذلك سمِّي به. المحكم: مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ، سمي بذلك لأَنهم

كانوا ينزِعون الأَسِنَّة فيه أَعْظاماً له ولا يَغْزُون ولا يُغِيرُ

بعضهم على بعض؛ قال الأَعشى:

تَدارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ بعدما

مضَى غير دَأْداءٍ، وقد كادَ يَذْهَبُ

أَي تَداركه في آخر ساعة من ساعاته. الكسائي: أَنْصَلْت السهمَ،

بالأَلف، جعلت فيه نَصْلاً، ولم يذكر الوجه الآخر أَن الإِنْصال بمعنى النَّزْع

والإِخراج، قال: وهو صحيح، ولذلك قيل لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة. وقال ابن

الأَعرابي: النَّصْل القَهَوْباة بلا زِجاجٍ، والقَهَوْبات السِّهامُ

الصغارُ.

(* ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع. وأنّ القَهُوبات السهام

الصغار واحدها قَهُوبة (راجع مادة قهب).

ونَصَل فيه السهم: ثبت فلم يخرج، وقيل: نَصَلَ خرج، وقال شمر: لا أَعرف

نَصَل بمعنى ثَبت، قال: ونَصَل عندي خرج. ونَصْلُ الغَزْلِ: ما يخرج من

المِغْزَلِ. ويقال للغزْل إِذا أُخْرج من المِغْزَل: نَصَل. ونَصَل من بين

الجبال نُصولاً: خرج وظهر. ونَصَلَ فلان من الجبل إِلى موضع كذا وكذا

علينا أَي خرج. ونَصَل الطريقُ من موضع كذا: خرج. وفي الحديث: مرت سحابة

فقال تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَني كعب أَي أَقبلت، من قولهم نَصل علينا

إِذا خرج من طريق أَو ظهر من حجاب، ويروى: تَنْصَلِتُ أَي تقصِد للمطر.

ونَصَل الحافرُ نُصولاً إِذا خرج من موضعه فسقط كما يَنْصُلُ الخِضابُ.

ونَصَلتِ اللحيةُ تَنْصُل نُصولاً، ولحيةٌ ناصِل، بغير هاء، وتَنَصَّلت: خرجت

من الخِضاب؛ وقوله:

كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ

مُشاشَ المُرَوَّى، ثم لَمَّا تَنَصَّلِ

معناه لم تَخرج فيَصْحو شارِبُها، ويروى: ثم لمّا تَزَيَّل. ونَصَل

الشَّعَرُ يَنْصُل: زال عنه الخِضاب. ونَصَلتِ اللسعةُ والحُمَةُ تَنْصُل:

خرج سَمُّها وزال أَثَرُها؛ وقوله:

ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها،

ناصِلة الحِقْوَينِ من إِزارِها

إِنما عنى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان من إِزارِها، لتسلُّطها

وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها في ملابسها لأَشَرِها وشَرَهِها. ومِعْوَلٌ نَصْل:

نَصَل عنه نِصابُه أَي خرج، وهو مما وصِف بالمصدر؛ قال ذو الرمة:

شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ به،

على راجِفِ اللَّحْيَين، كالمِعْوَل النَّصْل

وتَنَصَّل فلان من ذنبه أَي تبرَّأَ. والتَّنَصُّل: شبه التبرُّؤ من

جناية أَو ذنب. وتنصَّل إِليه من الجناية: خرج وتبرَّأَ. وفي الحديث: من

تنصَّل إِليه أَخوه فلم يقبَل أَي انتفى من ذنبه واعتذر إِليه. وتنصَّل

الشيءَ: أَخرجه. وتنصَّله: تَخَيَّره. وتنصَّلوه: أَخذوا كل شيء معه.

وتنصَّلْت الشيء واسْتَنْصَلْته إِذا استخرجته؛ ومنه قول أَبي زبيد:

قَرْم تنصَّله من حاصِنٍ عُمَرُ

والنَّصْل: ما أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ به من أَكِمَّتها، والجمع

أَنْصُل ونِصال.

والأُنْصولةُ: نَوْرُ نَصْل البُهْمَى، وقيل: هو ما يُوبِسُه الحرُّ من

البُهْمَى فيشتد على الأَكَلَة؛ قال:

كأَنه واضِحُ الأَقْراب في لُقُحٍ

أَسْمَى بهنَّ، وعَزَّتْه الأَناصِيلُ

أَي عزَّت عليه. واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جعله أَناصِيل؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا، بَرَّحَتْ به

عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع

ويروى المَرابع؛ عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الماء في القَيْظ، قال

غيره: هي منسوبة إِلى العِراق الذي هو شاطئ الماء، وقوله: نَجْدُ

المَراتِع أَراد جمع نَجْديٍّ فحذف ياء النسب في الجمع، كما قالوا زَنْجِيّ

وزَنْج.

ويقال: اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه من أَصله.

وبُرٌّ نَصِيلٌ: نَقِيٌّ من الغَلَثِ. والنَّصِيل: حجر طويل قدْرُ ذِراع

يُدقُّ به. ابن شميل: النَّصِيل حجر طويل رقيقٌ كهيئة الصفيحة

المحدَّدة، وجمعه النُّصُل، وهو البِرْطِيلُ، ويشبه به رأْس البعير وخُرْطومه إِذا

رَجَف في سيره؛ قال رؤبة يصف فحلاً:

عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ،

ليس بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ

وقال الأَصمعي: النَّصِيل ما سَفَل من عَيْنَيْه إِلى خَطْمه، شبَّه

بالحجر الطويل؛ وقال أَبو خراش في النَّصِيل فجعله الحجَر:

ولا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بات كأَنه،

على مُحْزَئِلاَّت الإِكام، نَصِيلُ

وفي حديث الخُدْرِيّ: فقام النَّحَّامُ العَدَويّ يومئذ وقد أَقام على

صُلْبه نَصِيلاً؛ النَّصِيلُ: حَجر طويل مُدَمْلَك قدر شبر أَو ذراع،

وجمعه نُصُل. وفي حديث خَوَّاتٍ: فأَصاب ساقَه نَصِيل حجَرٍ. والنَّصِيل:

الحنَك على التشبيه بذلك. والنَّصِيل: مَفْصِل ما بين العنق والرأْس تحت

اللَّحْيين، زاد الليث: من باطن من تحت اللَّحْيين. والنَّصِيل: الخَطْمُ.

ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله: أَعلاه. والنَّصْلُ: الرأْس بجميع ما فيه.

والنَّصْلُ: طول الرأْس في الإِبل والخيل ولا يكون ذلك للإِنسان؛ وقال

الأَصمعي في قوله:

بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا

(* قوله «بناصلات إلخ» صدره وهو لرؤبة كما في التكملة:

والصهب تمطو الحلق المعكوسا)

قال: الواحد نَصِيل وهو ما تحت العين إِلى الخَطْم فيقول تَحْسَبها

فؤُوساً. وقال ابن الأَعرابي: النَّصِيل حيث تَصِل الجِباه.

والمُنْصُل، بضم الميم والصاد، والمُنْصَل: السيف اسم له. قال ابن سيده:

لا نعرف في الكلام اسماً على مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هذا، وقولهم مُنْخُل

ومُنْخَل. والنَّصِيل: اسم موضع؛ قال الأَفوه:

تُبَكِّيها الأَرامِلُ بالمآلي،

بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ

نصل
النَّصْلُ والنَّصْلانُ، هَكَذَا هُوَ برفعِ النُّونِ، والصّوابُ بِكَسْرِهَا، فَفِي المُحكَمِ: النَّصْلانِ: النصلُ والزُّجُّ، قَالَ أَعشى باهِلَةَ:
(عِشْنا بذلكَ دَهراً ثُمَّ فارَقَنا ... كذلكَ الرُّمْحُ ذُو النَّصلينِ ينكَسِرُ)
قَالَ: وَقد سُمِّيَ الزُّجُّ وحدَه نَصْلاً، قَالَ: والنَّصْلُ: حديدَةُ السَّهم والرُّمحِ، وَفِي التَّهذيبِ النَّصْلُ: نَصْلُ السَّهْمِ، ونَصلُ السَّيف والسِّكِّينِ، ومثلُه فِي الصِّحَاح، وَفِي المُحكَم: هُوَ حَديدَةُ السّيفِ، مَا لَم يَكُنْ لهُ مَقْبِضٌ، ونَصُّ المُحكَمِ: لَهَا، قَالَ: حَكَاهَا ابنُ جنِّيّ، قَالَ: فَإِذا كانَ لَهَا مَقبِضٌ فَهُوَ سَيْفٌ، وَلذَلِك أضَاف الشّاعرُ النَّصْلَ إِلَى السَّيْفِ فَقَالَ: قدْ عَلِمَتْ جارِيَةٌ عُطْبولُ أَنِّي بنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشَليلُ وَقَالَ أَبو حنيفةَ: قَالَ أَبو زيادٍ: النَّصْلُ: كُلُّ حديدَةٍ من حَدائدِ السِّهامِ. ج: أَنْصُلٌ، كأَفْلُسٍ، ونِصالٌ، بالكَسْرِ، ونُصولٌ، بالضَّمِّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّصْلُ: السَّهْمُ العريضُ الطَّويلُ يكونُ قَرِيبا من فِتْرٍ، والمِشْقَصُ على النِّصْفِ من النَّصْلِ، فَلَو الْتَقَطْتَ نَصلاً لقلْتُ: مَا هَذَا السَّهْمُ معَكَ وَلَو التقطْتَ قِدْحاً لمْ أَقُلْ: مَا هَذَا السَّهْمُ معَكَ وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّصْلُ: القَهَوْباتُ بِلَا زِجاجٍ، والقَهَوْباتُ: السِّهامُ الصِّغارُ. والنَّصْلُ: مَا أَبْرَزَتِ البُهْمَى وبَدَرَتْ بِهِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بعضِ الأُصولِ: ندَرَتْ بهِ، بالنُّونِ، من أَكِمَّتِها، والجَمْعُ أَنْصُلٌ ونِصالٌ. والنَّصْلُ: الرَّأْسُ بِجَمِيعِ مَا فِيهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والنَّصْلُ: القَمَحْدُوَةُ، كَمَا فِي العُــبابِ، وقيلَ: نَصْلُ الرَّأْسِ: أَعلاهُ. والنَّصْلُ: طولُ الرَّأْسِ فِي الإِبِلِ والخَيلِ، وَلَا يكونُ ذلكَ للإنسانِ. والنَّصْلُ: الغَزْلُ وَقد خرَجَ من المِغْزَلِ، كَمَا فِي العــبابِ. وأَنْصَلَ السَّهْمَ ونَصَّلَهُ تَنْصيلاً: جعلَ فِيهِ نَصْلاً. قيل: أَنْصَلَهُ: أَزالَهُ عَنهُ، ونَصَّلَهُ: ركَّبَ فِيهِ النَّصْلَ، كِلاهُما، أَي أَنصلَهُ ونَصَّلَهُ: ضِدٌّ، وَفِي الصِّحاحِ: نَصَّلْتُ السَّهْمَ تَنصِيلاً: نزَعْتُ نَصْلَهُ، وَهُوَ كقولِهِمْ: قَرَّدْتُ البعيرَ، وقَذَّيْتُ العَيْنَ: إِذا نزَعْتَ مِنْهُمَا القُرادَ، والقَذى، وكذلكَ إِذا ركَّبْتَ عَلَيْهِ النَّصْلَ، وَهُوَ من الأَضْدادِ، انْتهى. فالمُرادُ بقولِه كِلاهُما: أَي كُلٌّ من أَنْصَلَ ونَصَّلَ. ونَصَلَ السَّهْمُ فِيهِ: إِذا ثبَتَ ولمْ يَخْرُجْ، ونصَلْتُه أَنا نَصْلاً، ونَصَلَ: خرَجَ، فَهُوَ ضِدٌّ، وأَنْصَلْتُه: أَخرَجْتُه، وكلُّ مَا أَخرَجْتَهُ فقد أَنْصَلْتَه، وقولُ شيخِنا: لَا مَعنى فِيهِ للضِدِّيَّةِ وإنَّما هُوَ ممّا اسْتُعْمِلَ لازِماً ومُتَعَدِّياً، وَلَا يكونُ من الأَضْدادِ إلاّ)
إِذا قيل: نَصَلَ: دخَلَ، ونَصَلَ: خرَجَ، وكأَنَّه أَلْحَقَ ثَبَتَ بدَخَلَ، انْتهى، مَحَلُّ نظَرٍ فَفِي الصِّحاحِ يُقال: نَصَلَ السَّهْمُ: إِذا خرجَ مِنْهُ النَّصْلُ، وَمِنْه قولُهُم: رَماهُ بأَفْوَقَ ناصِلٍ، ويُقال أَيضاً: نَصَلَ السَّهْمُ: إِذا ثَبَتَ نصلُهُ فِي الشيءِ فلمْ يَخرُجْ، وَهُوَ من الأَضْدادِ، انْتهى، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: أَنْصَلْتَ الرُّمْحَ ونَصَلْتَهُ: جعلْتَ لَهُ نَصْلاً، وأَنْصَلْتَهُ: نزَعْتَ نَصْلَه، وَقَالَ الكِسائيُّ: أَنْصَلْتُ السَّهْمَ بالأَلِفِ: جعلْتُ فِيهِ نَصْلاً، ولمْ يذْكُرِ الوَجهَ الآخَرَ أَنَّ الإنْصالَ بمَعنى النَّزْعِ والإخراجِ، وَهُوَ صَحيحٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرِفُ نَصَلَ بِمَعْنى ثَبَتَ، قَالَ: ونَصَلَ عِنْدِي: خرَجَ. ونَصَلَت اللِّحْيَةُ، كنصَرَ ومَنَعَ نُصولاً، فَهِيَ ناصِلٌ: خرجَتْ من الخِضابِ، وَفِي الصحاحِ: نصَلَ الشَّعْرُ يَنْصُلُ نُصولاً: زالَ عنهُ الخِضابُ، يُقال: لِحْيَةٌ ناصِلٌ، كتنَصَّلَتْ. نَصَلَت اللَّسْعَةُ والحُمَةُ: إِذا خرجَ سُمُّهُما وزالَ أَثرُهما. نَصَلَ الحافِرُ نُصولاً: خرَجَ من مَوضِعِهِ، فسقَطَ كَمَا يَنصُلُ الخِضابُ. والأُنْصولَةُ، بالضَّمِّ: نَوْرُ نَصْلِ البُهْمَى، أَو هُوَ مَا يُوبِسُهُ الحَرُّ من البُهْمَى، فيَشْتَدُّ على الأَكَلَةِ، والجمعُ الأَناصِيلُ، قَالَ الشاعِرُ:
(كأَنَّه واضِحُ الأَقرابِ فِي لُقُحٍ ... أَسْمى بهِنَّ وعَزَّتْهُ الأَناصيلُ)
أَي عَزَّتْ عليهِ. واسْتَنْصَلَ الحَرُّ السِّقاءَ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ: السَّفا، بالفاءِ مَقصوراً: جعلَه أَناصِيلَ، أَنشدَ ابْن الأَعْرابِيِّ:
(إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفا برَّحَتْ بهِ ... عِراقِيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِعِ)
وَفِي الأَساس: اسْتَنْصَلَتِ الرِّيحُ السَّفا: اسْتأْصَلَتْهُ، واستخرَجَتْهُ، وَمِنْه نصلُ السّيفِ والرُّمْحِ والمِغْزَلِ، وَفِي العــبابِ: إِذا أَسْقَطَتْهُ، وَقَالَ غيرُه: اقْتَلَعَتْهُ من أَصْلِهِ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: النَّصِيلُ، كأَميرٍ: حجَرٌ طَويلٌ، رقيقٌ كهيئةِ الصَّفيحَةِ المُحَدَّدَةِ، وَقيل: هُوَ حجَرٌ ناتِئٌ قدْرَ ذِراعٍ ونحوِها يَنْصُلُ من الحِجارَةِ يُدَقُّ بهِ، وَفِي الفَرْقِ لابنِ السِّيد: تُدَقُّ بِهِ الحِجارَةُ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ حجَرٌ طويلٌ مُدَمْلَكٌ قدْرَ شِبْرٍ أَو ذِراعٍ، وجمعُهُ النُّصُلُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ البِرْطِيلُ، ويُشَبَّهُ بِهِ رأْسُ البَعيرِ وخُرطومُهُ إِذا رَجَفَ فِي سيرِه، وَقَالَ أَبو خِراشٍ، فِي النَّصيلِ فجعلَهُ الحَجَرَ، يَصِفُ صَقراً:
(وَلَا أَمْغَرُ السّاقَيْنِ باتَ كأَنَّهُ ... على مُحْزَئِلاّتِ الإكامُ نَصيلُ)
كالمِنْصِيلِ، كمِنْدِيلٍ ومِنهالٍ. النَّصيلُ: الحَنَكُ، على التَّشبيه بذلكَ. النَّصيلُ مِنَ البُرِّ: النَّقِيُّ من الغَلَثِ. النَّصيلُ: مَفْصِلُ مَا بينَ العُنُقِ والرأسِ تحتَ اللَّحْيَيْنِ. النَّصيلُ: الخَطْمُ، وَقيل: مَا تحتَ)
العَينِ إِلَى الخَطْمِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّصيلُ: البَظْرُ، قَالَ: وأَيضاً: لفأْسُ. قَالَ غيرُه: النَّصيلُ من الرَّأْسِ: أَعلاهُ، كنَصْلِهِ. النَّصيلُ: ع، قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ:
(تُبَكِّيها الأَرامِلُ بالمآلي ... بداراتِ الصّفائحِ والنَّصيلِ)
والمُنْصُلُ، بضَمَّتينِ وكَمُكْرَمٍ: السَّيفُ، اسْمٌ لهُ، قَالَ عنتَرَةُ:
(إنِّي امْرؤٌ من خَيرِ عَبْسٍ مَنْصِباً ... شَطْرِي وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا نعرِفُ فِي الكلامِ اسْماً على مُفْعُل ومُفْعَلٍ إلاّ هَذَا وقولُهُم: مُنْخُلٌ ومُنْخَلٌ.
ومِعْوَلٌ نَصْلٌ: نَصَلَ، أَي خرَجَ عَنهُ نِصابُهُ، وَهُوَ مِمّا وصف بالمَصْدَرِ، كزَيدٍ عَدْل، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(شَريجٍ كحُمّاضِ الثَّماني عَلَتْ بهِ ... على راجِفِ اللَّحْيَيْنِ كالمِعْوَلِ النَّصْلِ)
من الْمجَاز: تنصَّلَ إِلَيْهِ من الجِنايَةِ والذَّنْبِ: خرجَ وتبرَّأَ، وَمِنْه الحديثُ: مَنْ لمْ يقبَلِ العُذْرَ مِمَّن تنصَّلَ إِلَيْهِ صادِقاً أَو كاذِباً لمْ يرِدْ على الحَوضِ إلاّ مُتَضَيِّحاً أَي انْتَفى من ذَنبِهِ واعتذَرَ إِلَيْهِ. تنصَّلَ الشيءَ: أَخرجَهُ. تنصَّلَهُ: تخَيَّرَهُ. تنصَّلَ فلَانا: أَخَذَ كلَّ شيءٍ معَهُ، كلُّ ذلكَ فِي المُحكَمِ. ومُنْصِلُ الأَسِنَّةِ أَو مُنْصِلُ الأَلِّ والأَلَّةِ والألال: اسْمُ رَجَبَ فِي الجاهِلِيَّةِ: أَي مُخرِجُ الأَسِنَّةِ من أَماكِنها، كَانُوا إِذا دخلَ رجَبُ نزَعوا أَسِنَّةَ الرِّماحِ، ونِصالَ السِّهامِ إبطالاً للقتالِ فيهِ، وقَطْعاً لأســبابِ الفِتَنِ بحُرْمَتِه، فَلَمَّا كانَ سَببا لذلكَ سُمِّيَ بِهِ، وَفِي المُحكَمِ: إعظاماً لهُ، وَلَا يَغْزونَ وَلَا يُغيرُ بعضُهُم على بعضٍ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ للأَعشى:
(تَدارَكَهُ فِي مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَما ... مضى غيرَ دأْداءٍ وَقد كادَ يذْهَبُ)
أَي تدارَكَه فِي آخر ساعَةٍ من ساعاتِه. واسْتَنْصَلَهُ: اسْتَخْرَجَهُ، كتَنَصَّلَهُ. واسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفا: أَسْقَطَه، وَهَذَا بِعَيْنِه الَّذِي مَرَّ ذِكرُه، ونبَّهْنا ليهِ، ومرَّ أَيضاً شاهِدُه من قولِ الشاعِرِ.
وانْتَصَلَ السَّهْمُ: خرَجَ، وَفِي العُــبابِ: سقطَ، نَصلُه، وَهُوَ مُطاوِعُ أَنْصَلْتُه، وَمِنْه حديثُ أَبي سفيانَ فِي غزوَةِ السَّويقِ: فامَّرَطَ قُذَذُ السَّهْمِ وانْتَصَلَ فعرَفْتُ أَنَّ القومَ لَيست فيهم الحِيلَةُ.
والمُنْصُلِيَّةُ، بالضَّمِّ، أَي بضَمِّ الميمِ والصّادِ: ع، فِيهِ مِلْحٌ كثيرٌ. والمِنْصالُ فِي الجيشِ، كمِحرابٍ: أَقَلُّ من المِقْنَبِ، كَمَا فِي العــبابِ. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: سَهْمٌ ناصِلٌ: ذُو نَصْلٍ، وسَهْمٌ ناصِلٌ: خرجَ مِنْهُ نَصْلُهُ، ضِدٌّ، وَمِنْه قولُهُم: مَا بَلِلْتُ منهُ بأَفْوَقَ ناصِلٍ: أَي مَا ظَفِرْتُ مِنْهُ بسَهْمٍ انْكَسَرَ فوقُه، قَالَ رَزينُ بنُ لُعْطٍ:)
(أَلا هلْ أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَنَّنا ... ردَدْنا بني كَعْبٍ بأَفْوَقَ ناصِلِ)
والجَمْعُ النَّواصِلُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(فحَطَّ عَلَيْهَا والضُّلوعُ كأَنَّها ... من الخَوفِ أَمْثالُ السِّهامِ النَّواصِلِ)
ونصَلَ من بينِ الجِبالِ نُصولاً: ظهَرَ. ونَصَلَ الطَريقُ من مَوضِعِ كَذَا: خرَجَ. وتنَصَّلَت السَّحابَةُ: خرَجَتْ من طريقٍ أَو ظهرَت من حِجابٍ، وقولُه: ضَوْرِيَّةُ أُوْلِعْتُ باشْتِهارِها ناصِلَةُ الحَقْوَيْنِ من إزارِها إنَّما عَنى أَنَّ حَقَوَيها يَنْصُلانِ مِنْ إزارِها لِتَسَلُّطِها وتَبَرُّجِها وقِلَّةِ تَثَقُّفِها فِي ملابسِها لأَشَرِها وشَرَهِها. ونَصيلُ الحَجَرِ وَجهُهُ. والنَّصيلُ: شعبَة من شُعَب الْوَادي، ونصَلَ بحَقِّي صاغِراً: أَخرَجَهُ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنْصَلَتِ البُهْمَى: أَخرَجَتْ نِصالَها. ونَصَلَتِ النَّاقَةُ، ونضَتْ: تقدَّمَتِ الإبِلَ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَحمدُ بنُ زَيدِ بنِ محمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ الأَنْصالِيُّ: أَحَدُ الفُقهاءِ باليَمَنِ، ذكرَه الخَزْرَجِيُّ. وعَلِيُّ بنُ عبد الله بنِ سليمانَ النُّصَيْلانِيُّ، بالضَّمِّ: كانَ على رَأس السِّتِّمائةِ.

مَدينَةُ يَثْرِبَ

مَدينَةُ يَثْرِبَ:
قال المنجمون: طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف، وعرضها عشرون درجة، وهي في الإقليم الثاني، وهي مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصّل، أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرّة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد، وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلّى النبي، صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يصلّي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الــباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيّها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة، وهي شبيهة بالقرية، وأحد جبل في شمال المدينة، وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين، وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة، ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيّها، وبها مسجد جامع، غير أن أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق، ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، والمدني الذي تحول عنها وكان منها، والمشهور عندنا أن النسبة إلى مدينة الرسول مدنيّ مطلقا وإلى غيرها من المدن مدينيّ للفرق لا لعلة أخرى، وربما ردّه بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مدينيّ، وقال
الليث: المدينة اسم لمدينة رسول الله خاصة والنسبة للإنسان مدنيّ، فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مدينيّ، وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابــن المديني، كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، والمقدّم في حفّاظ وقته، روى عن سفيان بن عيينة وحمّاد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة، روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرّمادي ومحمد بن يحيى الذّهلي وأبو أحمد المرئيّ وغيرهم من الأئمة، وقال البخاري: ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني، وكان مولده سنة 161 بالبصرة، ومات بسامرّا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 234، ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما، وهي: المدينة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، والعذراء، والجابرة، والمحببة، والمحببة، والمحبورة، ويثرب، والناجية، والموفية، وأكّالة البلدان، والمباركة، والمحفوفة، والمسلمة، والمجنة، والقدسية، والعاصمة، والمرزوقة، والشافية، والخيرة، والمحبوبة، والمرحومة، وجابرة، والمختارة، والمحرمة، والقاصمة، وطــبابــا، وروي في قول النبي، صلى الله عليه وسلم: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، قالوا: المدينة ومكة، وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار، كما ذكرناه في مأرب، وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود، ولذلك قال بعضهم:
نؤدي الخرج بعد خراج كسرى ... وخرج بني قريظة والنضير
وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: من صبر على أوار المدينة وحرّها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا، وقال، صلى الله عليه وسلم، حين توجّه إلى الهجرة: اللهم إنك قد أخرجتني من أحبّ أرضك إليّ فأنزلني أحب أرض إليك، فأنزله المدينة، فلما نزلها قال: اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا، وقال، عليه الصلاة والسلام:
من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة، وعن عبد الله بن الطّفيل: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمّى فما كان يصلي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلا اليسير فدعا لهم وقال:
اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخمّ، وفي خبر آخر: اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشدّ وصححها وبارك لنا في صاعها ومدّها وانقل حمّاها إلى الجحفة، وقد كان همّ، صلّى الله عليه وسلّم، أن ينتقل إلى الحمى لصحته، وقال: نعم المنزل الحمى لولا كثرة حيّاته، وذكر العرض وناحيته فهمّ به وقال: هو أصح من المدينة، وروي عنه، صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال عن بيوت السّقيا: اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخمّ، اللهم إني قد
حرّمت ما بين لابتيها كما حرّم إبراهيم خليلك، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخّص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر، وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمّر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب، ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كلّه إلى الشام ومصر، فجــبابــرة الشام وفراعنة مصر منهم، وكان منهم بالبحرين وعمان أمّة يسمون جاسم، وكان ساكنو المدينة منهم بنو هفّ وسعد ابن هفّان وبنو مطرويل، وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها، وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم، وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران، عليه السلام، بعث إلى الكنعانيّين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطئ الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه، فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابّا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنّوا به عن القتل وقالوا:
نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه، فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم، قالوا: فما هذا الفتى الذي معكم؟ فأخبروهم بقصته، فقالوا: إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم، والله لا دخلتم علينا بلادنا أبدا، فحالوا بينهم وبين الشام، فقال ذلك الجيش: ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه، فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة، ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون، عليه السلام، فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة، والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى أحد، وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس، فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم، فلما فصلوا من الشام وجّه ملك الروم في طلبهم من يردّهم فأعجزوا رسله وفآتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم، وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوّجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرّفهم بإتيانه، فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها، وقال آخرون: بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرّتين، فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه، فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا:
هو البلد الذي نريده، فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبّع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف، والله أعلم أيّ ذلك كان، قالوا: فلما كان من سيل العرم ما كان،
كما ذكرناه في مأرب، قال عمرو بن عوف: من كان منكم يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، المدركات بالدّخل، فليلحق بيثرب ذات النخل، وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو ابن جفنة، ويقال: قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة، وقال غيره: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنك من العيش، وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان، وفي كتاب ابن الكلبي: الفطيون، بكسر الفاء والياء بعد الطاء، وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له، وكانت له فيهم سنّة الّا تزوّج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضّها إلى أن زوّجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي، فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس، فقال لها: قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك، قالت: الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي، ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها: هل عندك من خير؟ قالت: نعم، فماذا؟ قال: أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد، قالت: افعل، فتزيّا بزيّ النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشدّ عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسّان يقال له أبو جبيلة، وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبّع الأصغر ابن حسّان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود، فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمسّ طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذلّ من بها من اليهود، وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصّنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسرّه إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم، فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصّته وحشمه، فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعزّ أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام، فقال الرّمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم ابن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة:
لم يقض دينك مل حسا ... ن وقد غنيت وقد غنينا
الراشقات المرشقا ... ت الجازيات بما جزينا
أشباه غزلان الصّرا ... ثم يأتزرن ويرتدينا
الرّيط والديباج وال ... حلي المضاعف والبرينا
وأبو جبيلة خير من ... يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرّهم برّا وأع ... لمهم بفضل الصالحينا
أبقت لنا الأيام وال ... حرب المهمّة يعترينا
كبشا له زرّ يف ... لّ متونها الذّكر السّنينا
ومعاقلا شمّا وأس ... يافا يقمن وينحنينا
ومحلّة زوراء تج ... حف بالرجال الظالمينا
ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم، فبلغه ذلك فقال:
تحايا اليهود بتلعانها ... تحايا الحمير بأبوالها
وماذا عليّ بأن يغضبوا ... وتأتي المنايا باذلالها!
وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها:
بأهلي رمّة لم تغن شيئا ... بذي حرض تعفّيها الرياح
كهول من قريظة أتلفتهم ... سيوف الخزرجية والرماح
ولو أذنوا بأمرهم لحالت ... هنالك دونهم حرب رداح
ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلّل الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرّقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم، ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام، فلما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور والرباع فخطّ لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن ابن عوف الحصن المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليّين الخطّة المشهورة بهم عند المسجد وأقطع الزبير بن العوّام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره ولأبي بكر، رضي الله عنه، موضع داره عند المسجد، وأقطع كل واحد من عثمان بن عفّان وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم، فكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما شاء، وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه، وأما مسجد النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال ابن عمر: كان بناء المسجد على عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيّره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصّة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه. وكان لما بناه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، جعل له بابــين شارعين باب عائشة والــباب الذي يقال له باب عاتكة وبابــا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل، وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع، فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم، وكان بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قدر ما تمرّ الشاة، وكان طول المسجد في عهد عمر، رضي الله عنه، مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا، وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصّنه، وروي أن عمر أول من حصّن المسجد وبناه سنة 17 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا، وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 29 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 30 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرّافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز، ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمّالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجّه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء، فهدم الروم والقفط المسجد وخمّروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصّة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص، وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف، قال صالح بن كيسان: ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 87 وفرغت منه لانسلاخ سنة 89 فكانت مدة عمله ثلاث سنين، وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز، وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسّعه، وقرئ على موضع زيادة المأمون: أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا، والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمّار بن ياسر، ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصّيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله، ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان، وجبلها أحد قد فضّله رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة، وحرّم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية، واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إليّ من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا، وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة، وأخبار مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك، وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية، والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله، وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل، ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة، وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب
معدن النقرة، ومن الرّقّة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة، ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس عشرة مرحلة، ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على طريق الساحل، ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب وبدا وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهريّ المحدّث وبها قبره، حتى ينتهي إلى المدينة على المروة، وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع بهما طريق أهل العراق وفلسطين ومصر.

خَبل

(خَ ب ل)

الخَبْل: فَسَاد الْأَعْضَاء.

وَبَنُو فلَان يطالبون بني فلَان بدماء وخَبْل، أَي: بقطْع أيد وأرجل، وَالْجمع: خُبول، عَن ابْن جنِّي.

والخَبْل، فِي عَروض الْبَسِيط وَالرجز: ذهَاب السِّين وَالتَّاء من " مستفعلن "، مُشْتَقّ من " الخَبل "، الَّذِي هُوَ قَطع الْيَد.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: لِأَن السَّاكِن كَأَنَّهُ يَد السَّبَب، فَإِذا حذُف الساكنان صَار الجُزء كَأَنَّهُ قُطعت يَدَاهُ، فَبقي مُضطربا.

وَقد خَبَل الجُزْءَ، وخَبّله.

وأصابه خَبْلٌ، أَي: فالج وَفَسَاد أَعْضَاء وعقل.

والخَبْلُ: الْجِنّ، وهم الخابل.

وَقيل الخابل: الجنّ، والخَبَلُ: اسْم للْجمع، كالقَعَد والرَّوَح، أَسمَاء لجمع: قَاعد ورائح، وَقيل: هُوَ جمع.

والخابِل: الشَّيْطَان.

والخابل: المُفْسد.

وَقَالُوا: خَبْلٌ خابِل، يذهبون إِلَى الْمُبَالغَة، قَالَ مَعقل بن خويلد:

نُدافع قوما مُغْضَبين عَلَيْكُم فَعلْتُمْ بهم خَبْلاً من الشَّر خابلا

والخَبْل، والخُبْل، والخَبَل، والخَبَال: الْجُنُون.

وَقد خَبله الحُزن: واختبله. وخَبِل خَبَالا، فَهُوَ أخْبل، وخَبِلٌ.

ودهر خَبلٌ: مُلْتو على أَهله.

والخَبال: النُّقْصَان، وَهُوَ الأَصْل، ثمَّ سُمِّي الْهَلَاك: خبالا، واستعاره بعض الشُّعراء للدلو، فَقَالَ:

أخُذِمَتْ أم وذُمِت أم مالَها أم صادَفتْ فِي قَعْرها خَبالَها

وَقد تقدم بِالْجِيم، يَعْنِي: مَا أفسدها وخَرّقها.

وطينةُ الخِبَال: مَا سَالَ من جُلود أهل النَّار.

وَفُلَان خَبَالٌ على أَهله، أَي عَناء.

والخَبَلُ: فَسَاد فِي القوائم.

واخْتَبَلت الدَّابَّة: لم تثبت فِي مَوْطنها.

واستخبل الرَّجل إبِلا وغَنما، فأخبله: استعاره فأعاره، قَالَ زُهير:

هُنالك إِن يُسْتَخبلوا المالَ يُخْبِلوا وَإِن يُسْألوا يُعطُوا وَإِن يَيْسَروا يغْلُوا

والخَبْل فِي كل شَيْء: القَرض والاستعارة.

والخَبْل: مَا زِدْته على شرطك الَّذِي يَشْتَرِطه لَك الجمّال.

وخَبل الرجلَ خَبْلا: عَقَله وحبسه.

وَمَا خبلك عنّا خَبْلا؟ أَي: مَا حَبسك؟ والخَبَلُ: طَائِر يَصيح اللَّيْل كُلَّه صَوتا وَاحِدًا يَحْكِي: مَاتَت خَبَلْ.

والمخبَّل: شَاعِر.
خَبل
الخَبْلُ بالفَتح: فَسادُ الأعضاءِ كَمَا فِي المحكَم، زَاد الأزهريُّ: حتّى لَا يَدْرِي كَيفَ يَمْشِي. قَالَ الصَّاغَانِي: ومِن الحَديث: أنّ الأنصارَ شَكَتْ إِلَى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنّ رجلا صاحِبَ خَبلٍ يأتِي إِلَى نَخْلهم فيُفْسِد أَرَادوا بالخَبلِ الفَسادَ فِي الْأَعْضَاء. وَفِي حديثٍ آخَرَ: مَن أُصِيبَ بدَمٍ أَو خَبل فَهُوَ بينَ إحدَى ثَلاثٍ: بينَ أَن يَعفُوَ، أَو يَقْتَصَّ، أَو يأخُذَ الدِّيَةَ، فَإِن فَعل شَيْئا مِن ذَلِك، ثمّ عَدا بَعْدُ فإنّ لَهُ النارَ خالِداً فِيهَا مُخَلَّداً. الخَبلُ: الفالِجُ يُقَال: أصابَه خَبلٌ: أَي فالِجٌ وفَسادُ أَعضاء. ويُحَرَّكُ فيهمَا، يُقَال: بَنُو فُلان يُطالِبون بدماءٍ وخَبْل: أَي قَطْع الأيدِي والأَرْجُل نقلَه الأزهريُّ وابنُ سِيدَه. ج: خُبُولٌ هُوَ جَمْع الخَبل، بِالْفَتْح. مِن المَجاز: الخَبلُ: ذَهابُ السِّينِ والفاءِ كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي المُحكَم: وَالتَّاء، وَكَأَنَّهُ غَلَطٌ، والصَّوابُ مَا هُنَا مِن مُستَفْعِلُنْ، فِي عَرُوضِ البَسِيط والرَّجَز مُشتقٌ مِن الخَبلِ الَّذِي هُوَ قَطْعُ اليَدِ، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأنّ الساكنَ كَأَنَّهُ يَدُ السَّبَب، فَإِذا ذَهَب الساكنان فَكَأَنَّهُ قُطِعَتْ يَدَهُ فبَقِيَ مُضطرباً، وَقد خَبَلَ الجُزءَ، وخَبَّلَهُ.
وَفِي العُــباب: مِن أَسمَاء الفاصِلَةِ الكُبرَى: الخَبلُ، وَهُوَ الجَمْعُ بَين الخَبنِ والطَّيِّ. وَبِمَا عرفتَ فقولُ شيخِنا: عبارتُه لَيست فِي كَلَامهم، لأَنهم يُعبِّرون عَنهُ بحَذفِ الثَّانِي والسابعِ، غيرُ وجيهٍ، وَلَعَلَّه: وَالرَّابِع، ثمَّ قَالَ: وَهُوَ من أنواعِ الزِّحاف المُزْدَوِج. الخَبلُ: الحَبسُ يُقَال: خَبَلَهُ خَبلاً: إِذا حَبَسه وعَقَله، وَمَا خَبَلَك عَنَّا خَبلاً أَي مَا حَبَسك واللَّهُ تَعَالَى خابِلُ الرِّياح، وَإِذا شَاءَ أَرْسَلها.
الخَبلُ: المَنْعُ يُقَال: خَبَلَه عَن كَذَا: أَي مَنَعَهُ يَخْبِلُه خَبلاً. الخَبلُ فِي كلِّ شَيْء: القَرْضُ والاستِعارَةُ وَمِنْه: اسْتَخْبَلَه فأَخْبَلَه، كَمَا سَيَأْتِي. الخَبلُ: مَا زِدْتَه على شَرطِك الَّذِي يَشتَرِطُه الجَمَّالُ وَفِي المُحكَم: الَّذِي يشترِطُه لَك الجَمَّالُ. الخَبَلُ بِالتَّحْرِيكِ: الجِنُّ عَن ابنِ الأعرابيّ والفَرّاء. كالخابِلِ وَأنْشد الأزهريُّ:
(يَكُرُّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ حتّى يَرُدَّهُ ... دَوَى شَنَّجَتْهُ جِنُّ دَهْرٍ وخابِلُهْ)
وَقيل: الخابِلُ: الجِنُّ، والخَبَلُ: اسْم للجَمْع، كالقَعَدِ والرَّوَحِ، اسمان لجَمع قاعِدٍ ورائحٍ، وقِيل: هُوَ جَمعٌ. الخَبَلُ: فَسادٌ، فِي القَوائمِ. أَيْضا الجُنُونُ زَاد الأزهريُّ: أَو شِبهُه فِي القَلْبِ. ويُضَم ويُفْتَح كَمَا فِي المُحكَم. وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ الخَبلِ: الفَسادُ الَّذِي يَلْحَقُ الحَيوانَ فيُورِثُه اضطِراباً، كالجُنُون بالمَرضِ المُؤثِّر فِي العَقل والفِكْر، كالخَبالِ والخَبَل. أَيْضا: طائرٌ يَصِيحُ)
اللَّيلَ كُلَّه صَوتا واحِداً. يَحْكِي: ماتَتْ خَبَلْ كَذَا فِي المُحكَم. قَالَ الفَرّاءُ: الخَبَلُ المَزادَةُ. قَالَ: أَيْضا: القِربَةُ المَلأَى. فِي المُحكَم، الخابِلُ: المُفْسِدُ والشَّيطانُ. الخَبالُ كسَحابٍ: النُّقْصَانُ، هُوَ الأصلُ، ثمَّ يُسمَّى الهَلاكُ خَبالاً، كَمَا فِي المُحكَم. وَالَّذِي فِي العُــباب والمُفرَدات أنّ أصْلَ الخَبالِ الفَسادُ، ثمَّ استُعمِل فِي النُّقْصان والهَلاكِ. الخَبالُ: العَناءُ يُقَال: فُلانٌ خَبالٌ على أهلِه: أَي عَناءٌ، كَمَا فِي المُحكَم. قِيل: الخَبالُ: الكَلُّ. قِيل: العِيالُ يُقَال: فُلانٌ خَبالٌ عَلَيْهِ: أَي عِيالٌ، كَمَا فِي العُــباب. الخَبالُ: السَّمُّ القاتِلُ عَن ابنِ الأعرابيّ. الخَبالُ: صَدِيدُ أهلِ النّارِ وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عُصارَةُ أهلِ النارِ. وَمِنْه الحَدِيث: مَن أكَلَ الرِّبَا أطْعَمه اللَّهُ مِن طِينَةِ الخَبالِ يومَ القِيامةِ وَهُوَ مَا سالَ مِن جُلودِ أهلِ النَّار. ويُروَى عَن حَسّانَ بنِ عَطَيّةَ: مَن قَفا مُؤمناً بِمَا لَيْسَ فِيهِ وَقَفَه اللَّهُ تَعَالَى فِي رَدْغَةِ الخَبالِ حتّى يجيءَ بالمَخْرَجِ مِنْهُ قَفا: أَي قَذَفَ. مِن المَجاز: الخَبالُ: أَن تكونَ البِئرُ مُتَلَجِّفةً فرَّبما دَخَلتِ الدَّلْوُ فِي تَلْجيفِها فتَتَخرَّقُ قَالَه الفَرّاء، وأنشَد: أَخَذِمَتْ أم وَذِمَتْ أم مالَهَا أم صادَفَتْ فِي قَعْرِها خَبالَها ومَرَّ بِالْجِيم، أَيْضا: أَي مَا أفْسَدَها وخَرّقَها وأمّا اسمُ فَرَسِ لَبِيدٍ الشَّاعِر الْمَذْكُور فِي قَوْله:
(تَكَاثَر قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وعَجْلَى والنَّعامَةُ والخَيالُ)
فبالمُثنّاة التّحتّية لَا بالمُوحَّدة ووَهِمَ الجوهريّ كَمَا وَهِم فِي عَجْلَى، وَجعلهَا تَحْجُلُ وَقد سبَق الكلامُ عَلَيْهِ فِي ح ج ل، وذَكرنا أَن بيتَ لَبيدٍ هَكَذَا رُوِي، كَمَا ذهب إِلَيْهِ الجوهريُّ، وَفِي بعض نُسَخِه كَمَا عندَ المُصنِّف، وَهُوَ مَروِي بالوَجْهَيْن، أَي: تَحْجُلُ، وعَجْلَي. وقُرزُل، والجَوْن والنَّعامَةُ والخَيالُ: كلُّها أفراسٌ، يَأْتِي ذكرهنّ فِي مَواضِعها. وخَبَلَهُ الحُزْنُ وخَبَّلَهُ خَبلاً وتَخْبِيلاً واخْتَبَلَهُ: جَنَّنَهُ وَكَذَلِكَ الحُبُّ والدَّهرُ والسُّلطان والداءُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. أَيْضا أَفْسَدَ عُضْوَه، خَبَلَه الحُبُّ: أَفْسَدَ عَقْلَه فَهُوَ خابِلٌ، وَذَاكَ مَخْبولٌ. وخَبَلَهُ عَنهُ يَخْبِلُه خَبلاً: مَنَعَهُ وَقد تَقدّم. خَبَل عَن فِعْل أبيهِ إذَا قَصَّر كَمَا فِي الْمُحِيط. وخَبِلَ، كفَرِح خَبَلاً خَبالاً، فَهُوَ أَخْبَلُ، وخَبِلٌ ككَتِفٍ: جُنَّ وفَسَد عَقلُه. خَبِلَتْ يَدُه: أَي شَلَّتْ وقِيل: قُطِعَت، قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(أَبَنِي لُبَيْنَى لستُمُ بيَدٍ ... إلّا يدا مَخْبُولَةَ العَضُدِ)
قَالَ الصاغانيُّ: هَكَذَا أنْشدهُ الزَّمخشريُّ فِي الْفَائِق، والرِّوايةُ: إلّا يدا ليسَتْ لَهَا عَضُدُ)
وَلَيْسَ فِيهِ شَاهد، وأنشدَه فِي المُفَصَّل على الصِّحَّة، إلَّا أَنه نَسبه إِلَى طَرَفَةَ، وَهُوَ لأَوْس. من الْمجَاز: دَهْرٌ خَبِلٌ ككَتِفٍ مُلْتَوٍ على أَهْلِه زَاد الْأَزْهَرِي: لَا يَرَوْن فِيهِ سُروراً، قَالَ الْأَعْشَى:
(أَأَنْ رأتْ رجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ بِهِ ... رَيْبُ الزَّمانِ ودَهْرٌ مُفْنِدٌ خَبِلُ)
واخْتَبَلَتِ الدابَّةُ: لم تَثْبُتْ فِي مَوطِنِها عَن ابنِ سِيدَه، وَنَقله اللَّيثُ أَيْضا، وَبِه فسّر قَول لَبِيدٍ، فِي صِفة الفَرَس:
(ولقَدْ أغدُو وَمَا يَعْدَمُنِي ... صاحِبٌ غيرُ طَوِيلِ المُخْتَبَلْ)
وَقَالَ الصاغانيُّ: يُروَى بِالْحَاء وبالخاء، وَقد ذُكِر فِي ح ب ل. مِن المَجاز: اسْتَخْبَلَني ناقَةً فأخْبَلْتُها: أَي اسْتَعارَنِيها فأَعرتُها ليَرْكَبَها. أَو أَعَرتُها ليَنْتَفِعَ بلَبنِها ووَبَرِها ثمَّ يَرُدَّها. أَو أَعَرتُه فَرَساً ليَغْزُوَ عَلَيْهِ وَهُوَ مِثْل الإكفاء. وَفِي العُــباب: الاستِخْبالُ: استِعارَةُ المَال فِي الجَدْبِ لِيُنْتَفَعَ بِهِ إِلَى زَمن الخِصْب. وَفِي المُحكَم: اسْتَخْبل الرجلَ إبِلاً وغَنَماً فأَخْبَلَه: اسْتعارَهُ فأعارَه، قَالَ زُهَير:
(هُنالك إِن يُسْتَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلُوا ... وَإِن يُسأَلُوا يُعْطوا وَإِن يَيسِرُوا يُغْلوا)
المُخَبَّلُ كمُعَظَّم: شُعراءُ: ثُماليٌّ مِن بَني ثُمالَةَ وقُرَيْعِيٌّ وَهُوَ ربيع ابْن ربيعَة بن قبال وسَعْدِيٌّ وَهُوَ ابنُ شُرَحْبِيل. وَكَذَا كَعْبٌ المُخَبَّلُ. المُخَبِّلُ كمُحَدِّث: اسمٌ للدَّهر وَقد خَبَّلَهُ الدَّهرُ تَخْبِيلاً: إِذا جَنَّنَهُ وأفْسَد عقلَه. ووَقَع ذَلِك فِي خَبلِي، بِالْفَتْح والضّمّ: أَي فِي نَفْسِي وخَلَدِي كَمَا فِي المُحيط، وَهُوَ بمَعْنَى: سُقِطَ فِي يَدِي. قَالَ ابنُ عَبّاد: والإخْبالُ: أَن تَجْعَلَ إبِلَكَ نِصْفَين، تُنْتَجُ كُلَّ عامٍ نِصْفاً، كفِعْلِك بالأرضِ للزِّراعة. ونَصُّ المُحِيط: والزِّراعة. وَفِي الْعــباب: التَّرْكِيبُ يدُلّ على الفَساد، وَقد شَذَّ عَنهُ الإخْبالُ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخَبالُ: الفَسادُ فِي الأَفْعال والأَبْدان والعُقول. وَقَالَ الزَّجّاج: الخبالُ: ذَهاب الشَّيْء. والخُبَّلُ، كسُكَّرٍ: الجِنُّ، جَمْع خابِلٍ، قَالَ أَوْس يذكر مَنزِلاً:
(تَبَدَّلَ حَالا بَعْدَ حالٍ عَهِدتُهُ ... تَناوَحَ جِنَّانٌ بِهِنّ وخُبَّلُ)
والخَبلُ بِالْفَتْح: الفِتْنة والهَرْجُ. وَقَوله تَعَالَى: لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً أَي لَا يُقَصِّرون فِي إِفْسَاد أُمورِكم. وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ والفَرّاء: الخَبَلُ بالتّحريك: يَقَعُ على الجِنّ وَالْإِنْس. وَقَالَ غيرُهما: هُوَ جَوْدَةُ الحُمْقِ بِلَا جُنُون. والمُخَبَّلُ،)
كمعَظَّمٍ: المَجنُون، كالمُخْتَبَل. وَالَّذِي كَأَنَّهُ قُطِعَتْ أطرافُه. والاختِبالُ: الحَبسُ. وَأَيْضًا: الإعارَةُ، وَبِه فُسر أَيْضا قولُ لبيد السابقُ غيرُ طَوِيلِ المُخْتَبَلْ أَي غير طَوِيل مُدّة الْإِعَارَة. وَقَالُوا: خَبلٌ خابِلٌ، يَذهَبُون إِلَى المُبالَغة، قَالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلد:
(نُدافِعُ قَوماً مُغْضَبِينَ عَليكُمُ ... فَعلتُمْ بِهِم خَبلاً مِن الشَّرِّ خابِلَا)
والخَبَلُ، محرَّكةً: الجِراحَةُ، وَبِه فُسِّر قولُهم: بَنُو فلانٍ يُطالِبوننا بخَبَلٍ. والخُبلَةُ، بالضّمّ: الفَسادُ مِن جِراحةٍ أَو كَلِمةٍ. واسْتَخْبَل مالَ فُلانٍ: طَلَب إفسادَ شيءٍ من إِبِله، قَالَه الراغبُ، وَبِه فُسِّر قولُ زُهَيرٍ السابقُ.

ظأَر

ظأَر
: (! الظِّئْرُ، بالكَسْرِ) مهمورا: (العاطفة تعلة ولد غَيرهَا) ، وَنَصّ الْمُحكم على غير وَلَدهَا (الْمُرضعَة فِي) ، وَنَصّ المحكنم: من (النَّاس وَغَيرهم) كَالْإِبِلِ، (للذّكر وَالْأُنْثَى) . (ج: {أَظْؤُرٌ) ، كَأَفْلُسٍ، (} وأَظْآرٌ) ، كأَبْيَارٍ، ( {وظُؤُورٌ) ، بالضَّمّ ممدوداً، (} وظُؤُورَةٌ) ، بزيادَة الهاءِ، كالفُحُولَةِ والبُعُولَة، ( {وظُؤَارٌ) كرُخَالٍ، وهاذه من الجَمْعِ العَزِيزِ، وقَرأْتُ بخطّ بعْضِ المُقَيِّدِينَ مَا نَصُّه:
مَا سَمِعْنَا كَلِماً غَيْرَ ثَمانٍ
هُنَّ جَمْعٌ وهْيَ فِي الوَزْنِ فُعَالُ
فتُؤَامٌ ودُرَابٌ وفُرَارٌ
وعُرَاقٌ وعُرَامٌ ورُخَالُ
} وظُؤَارٌ جمْعُ {ظِئْرٍ وبُسَاطٌ
جَمْعِ بُسْطٍ هاكذا فِيمَا يُقَالُ
(} وظُؤَرَةٌ) ، كهمزَة، وَهُوَ عِنْد سيبويهِ اسمٌ للْجمع كفُرْهَة لأَنَّ فِعْلاً لَيْسَ ممّا يُكَسَّر على فُعْلَة عِنْده.
وَقيل: جمْع {الظِّئْرِ من الإِبِلِ} ظُؤَارٌ، وَمن النساءِ {ظُؤُورَةٌ.
ناقَةٌ} ظَؤُورٌ: لازِمةٌ للفَصِيلِ أَو البَوِّ، وَقيل: معطُوفَةٌ على غَيرِ وَلدِهَا.
(و) قد ( {ظَأَرَهَا) عَلَيْهِ (كمَنَعَ) } يَظْأَرُهَا ( {ظَأْراً) ، بالفَتْح (} وظِئَاراً) ككِتَابٍ، أَي عَطَفَها.
( {وأَظْأَرَهَا، وظَاءَرَها) من بَاب الإِفْعَال والمُفَاعَلَة، (} فَظَأَرَت) هِيَ، أَي عَطَفَتْ على البَوِّ، يَتَعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، (و) كذالك ( {اظَّاءَرَتْ) ، مُشَدَّداً ممدوداً، كَذَا هُوَ فِي نسختنا، أَو} اظَّأَرَتْ على افْتَعَلَتْ ولعلّه الصّواب.
(وَهِي {الظُّؤْورَة) ، بالضَّمّ مَمْدُوداً، وتَفْسِيرُ يَعقُوبَ لقَوْلِ رُؤْبَةَ:
إِنّ تَمِيماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعَا
بأَنّهُ لم يُدْفَع إِلى الظُّؤُورَةِ، يجوز أَن تكون الظُّؤُورَةُ هُنَا مَصدراً، وأَن تكون جَمعَ} ظِئْرٍ، كَمَا قالُوا الفُحُولَة والبُعُولَة.
(وبَيْنَهُمَا! مُظَاءَرَةٌ، أَي كُلّ) واحِدٍ (منهُمَا ظِئْرُ صاحِبِه) . ( {وظَاءَرَتْ) ، المرأَةُ، بِوَزْن فاعَلَتْ: (اتّخَذَتْ وَلَداً تُرْضِعُه) .
(} واظَّأَرَ لوَلَدِه {ظِئْراً) على افتعل، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي بَاب الافتعال، فحُوِّلت ظاءً؛ لأَن الظّاءَ من فِخَامِ حُروفِ الشَّجْرِ الَّتِي قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا من التَّاءِ، فضَمّوا إِليها حَرْفاً فَخْماً مِثلَهَا؛ ليَكُون أَيسرَ على اللِّسَان؛ لتَبايُن مَدْرَجةِ الحُرُوف الفِخام من مَدارِج الحُرُوف الفُخْتِ أَي (اتَّخَذَهَا) وَفِي بعض النُّسخ: اضْطَأَر بدل} اظَّأَرَ.
(و) فِي الْمُحكم: وَقَالُوا: (الطَّعْنُ: ظِئَارُ قَوْمٍ) ، مُشْتَقٌّ من النَّاقَة يُؤَخَذُ عَنْهَا وَلدُها {فتُظْأَرُ عَلَيْهِ، إِذا عَطَفُوهَا عَلَيْهِ فتُحِبّه وتَرْأَمُه، (أَي يَعْطِفُهُم على الصُّلْحِ) ، يَقُول (فَأَخِفْهُمْ) إِخافَةً (حتّى يُحِبُّوكَ) .
قَالَ أَبو عُبَيْد: من أَمثالِهِم فِي الإِعطاءِ من الخَوْفِ قولَهُم: (الطَّعْنُ} يَظْأَرُ) ، أَي يَعْطِف على الصُّلْح، يَقُول: إِذا خَافَكَ أَن تَطْعَنَه فتَقْتُلَه عَطَفَه ذالك عليكَ، فجَادَ بمالِه للخَوْفِ حينئذٍ.
(وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ: الطَّعْنُ {يَظْأَرُه. سَهْوٌ، والصوابُ} يَظْأَرُ، أَي يَعْطِفُ على الصُّلْحِ) . قلْت: ومثلُه فِي كِتَابِ الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع.
وَقَالَ البَدْرُ القَرَافِيّ: غايتُه أَنّه صرّحَ بالمفعول، ومثلُ ذالك لَا يُعَدُّ غَلَطاً؛ لأَنه مفهومٌ من المعنَى، وَهُوَ جائزٌ، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (صلله: 32) ، أَي الشمسُ، انتَهى، ونقلَه شَيخنَا، وَقَالَ: قيل عَلَيْهِ: لَا يَخفَى أَنه يَلزَمُ تَغَيُّرُ المَثَلِ، ولعلّه عَدَّ ذالك غَلَطاً، فتأَمَّلْ. قلْت: إِنْ كَانَت رِوَايَةُ الجَوْهَرِيّ على مَا أَورَدَ فَلَا سَهْوَ وَلَا غَلَطَ. انْتهى. قلْت: وَالَّذِي فِي الصّحاح: الطَّعْنُ! يُظْئِرُهُ، من بَاب الإِفعال، أَي يَعطِفُه على الصُّلح، وَالَّذِي قَالَه أَبو عُبَيْد: الطَّعْنُ {يَظْأَرُ، من بَاب منع، أَي يَعْطِفُ على الصُّلحِ، وَلَا يَخْفَى أَن معناهُما واحدٌ، بقيَ الكلامُ فِي نصِّ الْمثل، فالجَوْهَرِيّ ثِقَةٌ فِيمَا يَنقلُهُ عَن العربِ، فَلَا يُقَال فِي حقِّ مثله: إِنّ مَا قَالَه سَهْوٌ أَو غلطٌ، فتأَمَّلْ يظْهَرْ لَك.
(وَا} لظُّؤَارُ) ، كغُرَابٍ: (الأَثَافِيُّ) ، وَهُوَ مَجاز، شُبِّهَت بالإِبلِ؛ لتَعَطُّفِها حَوْلَ الرَّمَادِ، قَالَ:
سُفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثِمٍ
لَعِبَ الرِّيَاحِ بتُرْبهِ أَحْوَالا
(و) من المَجَاز ( {- ظَاءَرَنِي علَى الأَمْرِ) } مُظَاءَرَةً: (رَاوَدَنِي) وَلم يَكُنْ فِي بالِي، (أَو أَكْرَهَنِي) عَلَيْهِ وَكنت أَأْباه، وَيُقَال: مَا {- ظَاءَرَنِي عَلَيْهِ غيرُك.
(} والظِّئْرُ) ، بِالْكَسْرِ: (رُكْنٌ للقَصْرِ) .
(و) {الظِّئْرُ، أَيضاً: (الدِّعَامَةُ) تُبْنَى (إِلى جَنْبِ حائِطٍ؛ ليُدْغَمَ عَلَيْهَا) ، وَهِي} الظِّئْرَةُ، وَقد تقدّم فِي طبر، أَن الطِّبْرَ رُكنُ القَصْرِ، ونَبَّهنا هُنَالك أَنه تَصحيفٌ، وكأَنّ المصنِّفَ تَبِع الصاغانيّ، فإِنّه ذَكَرَه فِي المحلَّيْنِ من غير تَنْبِيه، والصوابُ ذِكْرُه هُنَا، كَمَا فَعَلَه ابنُ مَنْظُور وَغَيره.
( {والظُّؤْرَى) ، مَضمومٌ مقصورٌ: (البَقَرَةُ الضَّبِعَةُ) ، قَالَ الأَزهريّ: قرأْتُ بخطِّ أَبِي الهَيْثَمِ لأَبِي حاتمٍ فِي بَاب البَقَر: قَالَ الطّائِفِيُّون: إِذَا أَرادَت البَقَرَةُ الفَحْلَ فَهِيَ ضَبِعَةٌ كالنّاقَةِ، وَهِي} ظُؤْرَى، قا: وَلَا فِعْلَ {للظُّؤْرَى.
(و) قَالَ أَبو مَنْصُور: قَرَأْتُ فِي بعضِ الكُتُبِ: (} اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ) ، بالظَّاءِ، أَي أَجْعَلَتْ و (اسْتَحْرَمَتْ) ، وَقَالَ أَيضاً: ورَوَى لنا المُنْذِرِيّ فِي كتاب الفُرُوقِ: اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ، إِذا هَاجَتح، فَهِيَ! مُسْتَظْئِرٌ، وأَنَا واقِف فِي هاذا. ( {والظِّئارُ) ، بِالْكَسْرِ: (أَنْ تُعَالَجَ الناقَةُ بالغِمَامَةِ فِي أَنْفِهَا، كي} تَظْأَرَ) عَلَى وَلَدِ غيرِهَا، وذالك أَن يُسَدَّ أَنفُهَا وعَيْنَاهَا، وتُدَسَّ دُرْجَةٌ من الخِرَق مَجْمُوعَةٌ فِي رَحِمِها، ويَخُلُّوه بخِلاَلَيْنِ، وتُجَلَّلَ بغِمَامَة تَسْتُرُ رَأْسَها وتُتْرَكَ كذالك حَتَّى تَغُمَّها، وتَظُنّ أَنّها قد مَخِضَتْ للوِلادَةِ، ثمَّ تُنْزَع الدُّرْجَة من حَيَائِهَا، ويَدْنُو حُوَارُ نَاقَةِ أُخْرَى مِنْهَا قد لُوِّثَتْ رَأْسهُ وجِلْدُه بِمَا خَرَجَ مَعَ الدُّرْجَة من أَذَى الرَّحِم، ثمَّ يَفْتَحون أَنفَها وعيْنَيْهَا، فإِذَا رَأَت الحُوَارَ وشَمَّتْه ظَنَّتْ أَنّهَا وَلَدَتْهُ إِذا شَافَتْه فتَدِرّ عَلَيْهِ وتَرْأَمُه، وإِذَا دُسَّت الدُّرْجَةُ فِي رَحِمِها ضُمَّ مَا بينَ شُفْرَيْ حَيَائِها بسَيْر، وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن ابنِ عُمَرَ: أَنَّهُ اشْتَرَى ناقَةً فرأَى فيهَا تَشْرِيمَ {الظِّئارِ، فرَدَّهَا. أَراد بالتَّشْرِيمِ مَا تَخَرّقَ من شُفْرَيْها، قَالَ الشَّاعِر:
وَلم تجْعَلْ لَهَا دُرَج} الظِّئَارِ
(و) من المَجَاز قَالَ الأَصْمَعِيّ: (عَدْوٌ {ظَأْرٌ، أَي مِثْلُه مَعْه) ، هاكذا بفتْح العَيْن وَسُكُون الدَّال على الصَّواب، وَفِي سَائِر النُّسخ: (عَدُوٌّ) بِضَم الدّال وتشدِيدِ الْوَاو، وَهُوَ خَطأٌ، ورَأَيْتُه فِي التكملة أَيضاً بتشدِيد الواوِ، وَمِمَّا اسْتُدَلَّيْتُ بِهِ على صِحّة مَا ضَبَطْتُه قَوْلُ الأَرْقَط يصف حُمُراً:
والشَّدُّ تارَاتٍ وعَدْوٌ} ظَأْرُ
أَراد عندهَا صَوْنٌ من العَدْوِ لم تَبْذِلْه كلَّه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ أَيضاً: وكُلُّ شَيْءٍ مَعَ شَيْءٍ مثلِه فَهُوَ ظَأْرٌ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: {ظَأَرَ عَلَى عَدُوّهِ: كَرّ عَلَيْهِ.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَاقَةٌ} مَظْؤُورَةٌ! وظَؤُورٌ: عُطِفَتْ على غَيْرِ وَلَدِهَا، وَيُقَال لأَبِ الوَلَدِ لصُلْبِه: هُوَ {مُظائِرٌ لتلْكَ المرأَةِ.
وَيُقَال:} - ظَأَرَنِي فُلانٌ على أَمْرِ كَذَا، {- وأَظْأَرَنِي} - وظَاءَرَنِي، على فَاَعلَنَى: عَطَفَنِي.
ويُقَال {للظِّئْرِ:} ظَؤُورٌ، فَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ، وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ: ( {أَظْأَرُكُمُ إِلى الحَقّ وأَنتم تَفِرُّونَ مِنْهُ) ، أَي أَعطِفُكُم.
} والمُظَاءَرَةُ: {الظِّئَارُ، يُقَال:} ظاءَرَ. قَالَ شَمرٌ: هاذا هُوَ الْمَعْرُوف فِي كلامِ العَرَبِ، وجاءَ فِي حَدِيث عُمَر: (أَنّه كَتَبَ إِلى هُنَيّ، وَهُوَ فِي نَعَمِ الصَّدَقَةِ أَنْ ظَاوِرْ) .
وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: {الظُّؤُورَةُ بالضَّمِّ: الدّايةُ،} والظُّؤُورَةُ: الرَّضَعَةُ مثل العُمُومَة والخُؤولَة والأَبُوّة والأُمُومَة والذُّكُورَة.
وأَبو عُثْمَانَ مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ {- الظِّئْرِيّ: رَضِيعُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ فِي الاستشارة. كَذَا ذكَرَه ابنُ نُقْطَة، وَزعم أَنّه رَآهُ بخطّ أَبي يَعْلَى بن زوْجِ الحُرَّة فِي الجُزْءِ التَّاسِع من حَدِيث المخلص، قَالَ الحافظُ بنُ حَجَر: وهاذا تصحيفٌ وَالصَّوَاب الطّنْبُذِيّ، بضمّ الطاءِ وَسُكُون النُّون وضمّ الْمُوَحدَة وإِعجامِ الذَّال، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ فِي الاسْتِشَارَة، وَعنهُ بَكْرُ بنُ عَمْرو قَالَ: وكأَنَّه لمّا رأَى ذِكْرَ الرَّضَاعَةَ قَوِيَ عِنْده صِحَّةُ النُّسْخَةِ المُصَحَّفَةِ. وَالله أَعلم.
} وظِئْرٌ: وادٍ بالحِجَاز فِي أَرْض مُزَيْنَةَ أَو مُصاقِبٌ لَهَا، ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:

رِتَاج

رِتَاج
الجذر: ر ت ج

مثال: كَانَ للبيت بوابة عتيقة علا رتاجَها الصدأ
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود الكلمة بهذا المعنى في المعاجم القديمة.
المعنى: مِغْلاقها

الصواب والرتبة: -كان للبيت بوابة عتيقة علا مغلاقها الصدأ [فصيحة]-كان للبيت بوابة عتيقة علا رتاجها الصدأ [صحيحة]
التعليق: وردت كلمة «الرتاج» في المعاجم بمعنى الــباب العظيم، أو الــباب المغلق، أو الــباب المغلق وعليه باب صغير. ولم ترد بمعنى المزلاج أو المغلاق. ولكن يمكن استخدام الكلمة في المعنى الجديد عن طريق المجاز بالانتقال من معنى الــباب المغلق إلى الأداة التي تغلق الــباب.

عَمَدَ 

(عَمَدَ) الْعَيْنُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ أَصْلٌ كَبِيرٌ، فُرُوعُهُ كَثِيرَةٌ تَرْجِعُ إِلَى مَعْنًى، وَهُوَ الِاسْتِقَامَةُ فِي الشَّيْءِ، مُنْتَصِبًا أَوْ مُمْتَدًّا، وَكَذَلِكَ فِي الرَّأْيِ وَإِرَادَةِ الشَّيْءِ.

مِنْ ذَلِكَ عَمَدْتُ فُلَانًا وَأَنَا أَعْمِدُهُ عَمْدًا، إِذَا قَصَدْتَ إِلَيْهِ. وَالْعَمْدُ: نَقِيضُ الْخَطَأِ فِي الْقَتْلِ وَغَيْرِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ عَمْدًا لِاسْتِوَاءِ إِرَادَتِكَ إِيَّاهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَمْدُ: أَنْ تَعْمِدَ الشَّيْءَ بِعِمَادٍ يُمْسِكُهُ وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: عَمَدْتُ الشَّيْءَ: أَسْنَدْتُهُ. وَالشَّيْءُ الَّذِي يُسْنَدُ إِلَيْهِ عِمَادٌ، وَجَمْعُ الْعِمَادِ عُمُدٌ. وَيُقَالُ عَمُودٌ وَعَمَدٌ. وَالْعَمُودُ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَدِيدٍ، وَالْجَمْعُ أَعْمِدَةٌ; وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي عَمْدِ الْخِبَاءِ. وَيُقَالُ لِأَصْحَابِ الْأَخْبِيَةِ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ غَيْرَهَا: هُمْ أَهْلُ عَمُودٍ، وَأَهْلُ عِمَادٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَعَمُودُ السِّنَانِ: مُتَوَسِّطٌ مِنْ شَفْرَتَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خَطُّ الْعَيْرِ. وَيُقَالُ لِرِجْلَيِ الظَّلِيمِ: عَمُودَانِ. وَعَمُودُ الْأَمْرِ: قِوَامُهُ الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِهِ. وَعَمِيدُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ وَمُعْتَمَدُهُمُ الَّذِي يَعْتَمِدُونَهُ إِذَا حَزَبَهُمْ [أَمْرٌ] فَزِعُوا إِلَيْهِ. وَعَمُودُ الْأُذُنِ: مُعْظَمُهَا وَقِوَامُهَا الَّذِي ثَبَتَتْ إِلَيْهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْمَرِيضِ عَمِيدٌ، فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْعَمِيدُ: الرَّجُلُ الْمَعْمُودُ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْجُلُوسَ مِنْ مَرَضِهِ حَتَّى يُعْمَدَ مِنْ جَوَانِبِهِ بِالْوَسَائِدِ. قَالُوا: وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْقَلْبُ الْعَمِيدُ، وَهُوَ الْمَعْمُودُ الْمَشْعُوفُ الَّذِي هَدَّهُ الْعِشْقُ وَكَسَرَهُ، وَصَارَ كَالشَّيْءِ عُمِدَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

بَانَتْ سُعَادُ فَنَوْمُ الْعَيْنِ تَسْهِيدُ ... 206 وَالْقَلْبُ مُكْتَئِبٌ حَرَّانُ مَعْمُودُ

وَيُقَالُ: عَمِيدٌ، وَمَعْمُودٌ، وَمُعَمَّدٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَمْدُ: أَنْ تُكَابِدَ أَمْرًا بِجِدٍّ وَيَقِينٍ. تَقُولُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْدًا وَعَمْدَ عَيْنٍ، وَتَعَمَّدْتُ لَهُ وَفَعَلْتُهُ مُعْتَمِدًا، أَيْ مُتَعَمِّدًا.

وَمِنَ الْــبَابِ: السَّنَامُ الْعَمِدُ [عَمِدَ] يَعْمَدُ عَمْدًا. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَلْبٌ عَمِيدٌ وَمَعْمُودٌ، وَذَلِكَ السَّنَامُ إِذَا كَانَ ضَخْمًا وَارِيًا فَحُمِلَ عَلَيْهِ فَكُسِرَ وَمَاتَ فِيهِ شَحْمُهُ فَلَا يَسْتَوِي أَبَدًا - وَالَوَارِي: السَّمِينُ - كَمَا يَعْمَدُ الْجُرْحُ إِذَا عُصِرَ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ بَيْضَتُهُ فَيَرِمَ، وَبَعِيرٌ عَمِدٌ، وَنَاقَةٌ عَمِدَةٌ، وَسَنَامُهَا عَمِدٌ. فَأَمَّا قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 9] ، أَيْ فِي شِبْهِ أَخْبِيَةٍ مِنْ نَارٍ مَمْدُودَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: {فِي عَمَدٍ} [الهمزة: 9] وَقُرِئَتْ " فِي عُمُدٍ " وَهُوَ جَمْعُ عِمَادٍ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: رَجُلٌ مُعْمَدٌ، أَيْ طَوِيلٌ. وَالْعِمَادُ: الطُّولُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] ، أَيْ ذَاتِ الطُّولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هُوَ رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: عَمَدْتُ الشَّيْءَ: أَقَمْتُهُ، فَهُوَ مَعْمُودٌ. وَأَعْمَدْتُهُ بِالْأَلْفِ إِعْمَادًا، أَيْ جَعَلْتُ تَحْتَهُ عَمَدًا. وَمِنَ الْــبَابِ: الْعُمُدُّ، الدَّالُّ شَدِيدَةٌ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ مَضْمُومَتَانِ: الشَّابُّ الْمُمْتَلِئُ شَــبَابًــا. وَهُوَ الْعُمُدَّانِيُّ، وَالْجَمْعُ الْعُمُدَّانِيُّونَ. وَامْرَأَةٌ عُمُدَّانِيَّةٌ، أَيْ ذَاتُ جِسْمٍ وَعَبَالَةٍ. وَمِنَ الْــبَابِ الْعَمُودُ: عِرْقُ الْكَبِدِ الَّذِي يَسْقِيهَا. وَيُقَالُ لِلْوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْرِ. قَالَ: وَعَمُودُ الْبَطْنِ: شِبْهُ عِرْقٍ مَمْدُودٍ مِنْ لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلَى دُوَيْنِ السُّرَّةِ فِي وَسَطِهِ يُشَقُّ عَنْ بَطْنِ الشَّاةِ. وَيَقُولُونَ أَيْضًا: إِنَّ عَمُودَا الْبَطْنِ: الظَّهْرُ وَالصُّلْبُ; وَإِنَّمَا قِيلَ عَمُودَا الْبَطْنِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُعْتَمِدٌ عَلَى الْآخَرِ.

وَمِنَ الْــبَابِ: ثَرًى عَمِدٌ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَّتْهُ الْأَمْطَارُ. قَالَ:

وَهَلْ أَحْطِبَنَّ الْقَوْمَ وَهِيَ عَرِيَّةٌ ... أُصُولَ أَلَاءٍ فِي ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَمِدَتِ الْأَرْضُ عَمْدًا، أَيْ رَسَخَ فِيهَا الْمَطَرُ إِلَى الثَّرَى حَتَّى إِذَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ تَعَقَّدَ فِي كَفِّكَ وَجَعُدَ. وَيَقُولُونَ: الْزَمْ عُمْدَتَكَ، أَيْ قَصْدَكَ.

قَدْ مَضَى هَذَا الْــبَابُ عَلَى اسْتِقَامَةٍ فِي أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ، وَبَقِيَتْ كَلِمَةٌ، أَمَّا نَحْنُ فَلَا نَدْرِي مَا مَعْنَاهَا، وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ مَأْخَذُهَا، وَفِيمَا أَحْسَبُ إِنَّهَا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي دَرَجَ بِذَهَابِ مَنْ كَانَ يُحْسِنُهُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ لَمَّا صُرِعَ قَالَ: " أَعْمَدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ "، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ. فَأَمَّا مَعْنَاهُ فَقَالُوا: أَرَادَ: هَلْ زَادَ عَلَى سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَا تَدُلُّ عَلَى التَّفْسِيرِ وَلَا تُقَارِبُهُ، فَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ. وَأَنْشَدُوا لِابْنِ مَيَّادَةَ:

وَأَعْمَدُ مِنْ قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمُ ... صِدَامَ الْأَعَادِي حِينَ فُلَّتْ نُيُوبُهَا

قَالُوا: مَعْنَاهُ هَلْ زِدْنَا عَلَى أَنْ كَفَيْنَا إِخْوَتَنَا. فَهَذَا مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ. وَحُكِيَ عَنِ النَّضْرِ أَنَّ مَعْنَاهَا أَعْجَبُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَنَا أَعْمَدُ مِنْ كَذَا، أَيْ أَعْجَبَ مِنْهُ. وَهَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْأَوَّلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ.

بقى

بقى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث معَاذ بَقَينا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -] ذَات لَيْلَة فِي صَلَاة الْعشَاء حَتَّى ظننّا أَنه قد صلّى ونام ثمَّ خرج إِلَيْنَا فَذكر فضل تَأْخِير صَلَاة الْعشَاء. قَوْله: بقَينا قَالَ الْأَحْمَر: يَعْنِي انتظرنا وتبصرنا يُقَال مِنْهُ: بقيت الرجلَ أبقيه بَقْيا وَأنْشد الْأَحْمَر فِي نعت الْخَيل: [الرجز]

فهنّ يّعْلُكْنَ حدائِداتِها ... جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ ألوِياتِها

كالطير تبقى متداوماتِها

يَعْنِي تنظر إِلَيْهَا.
بقى وبقو
البُقْيَا: هي البَقِيةُ، يقولونَ: نَشَدْتُكَ اللَهَ والبُقْيَا. والبَقْوَى - بفَتْح الباءِ - بمعناه.
ومالي عليه رَعْوى ولا بَقْوى: أي أرْعَيْتُ، عليه وأبْقَيْتُ.
والباقي: حاصِل الخَرَاج ونَحْوِه.
وبَقِيَ الشَيْءُ بَقَاءً، ولُغَةُ طَيىءً: بَقى يَبْقى.
واسْتَبْقَيْتُ فلاناً: أي عَفوْتَ عن زَلَّتِهِ واسْتَبْقَيْتَ مَوَدَّتَه.
وفلان يَبْقي الشَيْءَ بِبَصَرِه: أي يَنْظُرُ إليه ويَرْصُدُه.
وباتَ فلانٌ يَبْقي البَرْقَ: إذا نَظَرَ إِليه أيْنَ يَلْمَعُ.
وبَقَوْتُ فلاناً بعَيْني وبَقَيْتُه: أي رَمَقْتَه.
وأبْقيْتُ على فلانٍ: بمعنى أشْفَقْت عليه. والبُقْيَا: الشَّفَقَةُ، وكذلك البُقْيَةُ.
وطَيئٌ تقولُ للباقِيَةِ: باقاتَ.
وفي المَثَل في الحَثِّ على الجُوْد: " لا يَنْفَعُكَ من زادٍ تَبَقٍ ". أي اسْتِبْقَاء.
وناقَةٌ مُبْقِيَةٌ: للَّتي لا تَسْتَفْرغُ غُزْراً.
[بقى] بقى الشئ يبقى بقاء. وكذلك بَقيَ الرجل زماناً طويلاً، أي عاش. وأَبْقَاهُ الله. وبَقيَ من الشئ بقية. والباقية، توضع موضع المصدر، قال الله تعالى: (فهل تَرى لهمْ من باقِيَة) ، أي بَقاءٍ. وأَبْقَيْتُ على فلان، إذا أَرْعَيْتَ عليه ورَحِمْتَهُ. يقال: لا أَبْقَى الله عليك إن أبقيت على. والاسم (*) منه البقيا. قال الشاعر : فما بُقْيا عَلَيَّ تَرَكْتُماني * ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِبالِ وكذلك البَقْوى بفتح الباء. وبَقَيْتُهُ أَبْقيهِ، أي نظرتُ إليه وترقَّبته. قال كثير: فما زلت أبقى الظعن حتى كأنها * أواقى سدى تغتالهن الحوائك يقول: شبهت الاظعان في تباعدها عن عينى ودخولها في السراب بالغزل الذى تسديه الحاكة، فيتناقص أولا فأولا. وفي الحديث: " بَقَيْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم "، أي انتظرناه. وبَقَّيْتُهُ بالتشديد، وأَبْقَيْتُهُ، وتَبَقَّيْتُهُ، كله بمعنى. واستبقيت من الشئ، أي تركتُ بعضَه. واسْتَبْقاهُ: استحياه. وطيئ تقول: بقا وبقت، مكان بقى وبقيت. وكذلك أخواتها من المعتل. قال البولانى: نستوقد النبل بالحضيض ونص‍ * طاد نفوسا بنت على الكرم أي بنيت. يعنى إذا أخطأ يورى النار..
بقى: بقي. بقي على فلان، أي ظل مديناً، يقال: بقي لك عليه مية غرش: أي ظل مديناً لك مائة قرش (بوشر، الكالا) وتدخل اللام على الشخص الدائن.
وبقى: أجل عمل الشيء، يقال مثلاً: أبقى أعمل هذا في وقته ومحله أي أؤجل عمل هذا إلى وقته ومحله (بوشر).
وتستعمل للتعبير عن الاستمرار فيقال مثلاً: يبقى يسلك أي لا يزال يمشي (كوسج، مختار 91) ما بقى ينفع، أي لا يزال ينفع (ألف ليلة 1: 50). وفي الجمل المنفية والاستفهامية يكون معناها في بعض الأحيان لا يستطيع، ولم يعد (انظر بوشر) وفي كوسج، مختار ص90: لا أبقى أتخلى عنه: لا أستطيع أن أتخلى عنه. وفي ألف ليلة (1: 16): ما بقيت تعرفني؟ أي ألم تعد تعرفني؟.
وتقول العامة: كان بقي (أو بقى لي) ونعمل كذا أي كدنا (أو كدت) نعمل كذا.
وبَقَى ويَبْقَى في لغة العامة معناها إذن.
بَقَّى (بالتشديد): أجل (رولاند) وقد كتبها بَكّى خطأ.
أبقى: أبقاه: أدامه وثبته (بوشر) وراعاه وحفظه - يقال: أبقى على محبته (بوشر).
وأبقى معه: ترك معه (بوشر - وأبقى إلى غير وقت: احتفظ به وادخره إلى وقت آخر (بوشر).
وضربتها لا تبقى، أي لا تتركه حياً، ضربتها مميتة (ابن بطوطة 4: 32) وأبقى: ترك بعده، يقال مثلاً: وهذا الملك بنى المدن وشيد القصور ((وأبقى الآثار العظيمة)) (معجم أبي الفداء).
تبقى، المال المتبقي: معناه اللغوي المال الباقي. ويراد به المال الباقي عليه (أي مديناً به) (انظر رسالة إلى فليشر ص211).
بَقِيّة: ما بقى من الطعام على المائدة (الكالا).
بقيات الصالحين: ذخائر الأولياء والقديسين (الكالا).
وبَقِيّة (في مصطلح الكيمياء): ثفالة المادة ورواسبها وما يبقى منها بعد التجربة (بوشر).
والبقية: ما يبقى من الدين أو الخراج لم يستوف وهو بالأسبانية ( albaquia) ففي الطنطاوي زيشر كوند (7: 54) ودائماً أهل مصر يماطلون الباشا في الخراج فتراهم عليهم البقايا دائماً.
وبقية: ما يبقى من الجند في الثكنة (بوشر) وبقية (في مصطلح الموسيقى): فاصل أقل طولا من منتظم القوة (دياتونى) (صفة مصر 14: 123). وبقية القوم وبقية الناس وبقية الفقهاء .. الخ: لا يراد بها الجماعة منهم فقط، بل قد يراد بذلك شخصاً واحداً منهم (لين) وفيه أمثلة على ذلك (معجم المتفرقات، عباد 2: 157، 3: 168) ويسمى الشيخ ((البقية)) (ملر 42) ويقال في الكلام عن جماعة من الناس: وليست فيهم بقية (أخبار 13) - وكما يقال عن الجماعة: أولو بقية (انظر: لين) يقال عن الواحد: ذو بقية (أخبار: 82).
باق: استحقاق متأخر، فوائد دخل مستحقة، متأخرات (هلو).
باقية = بركة: هدية، جائزة (معجم الأسبانية 289).
وباقية: بيقة (بيقة برية، بوشر) وباقية هي عامية البيقة (محيط المحيط) أو بيقية وباقية وتجمع على بواقي: ما بقي من الضرائب ولم يجب (بوشر).
[بقى] فيه الباقي تعالى: من لا ينتهي تقدير وجوده في الاستقبال إلى آخر ينتهي إليه، وفيه "بقينا" رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقيته إذا انتظرته. وح ابن عباس: "فبقيت" كيف يصلي صلى الله عليه وسلم، وروى كراهية أن يرى أني كنت "أبقيه" أي أرصده. ك: هو بفتح همزة وسكون موحدة وروى "أنقبه" بنون أي أفتشه، و"تتامت" من التفاعل أي أتمت. نه وفي ح النجاشي: وكان "أبقى الرجلين" أي أكثر إبقاء على قومه، ويروى بالتاء من التقى. وفيه: "تبقه وتوقه" أمر من البقاء والوقاء والهاء للسكت أي استبق النفس ولا تعرضها للهلاك وتحرز من الآفات وفي ح الدعاء: "لا تبقى" على من تضرع إليها يعني النار، يقال: أبقيت عليه إبقاء إذا رحمته وأشفقت عليه، والاسم البقيا. ك ومنه في ح الطواف: إلا "الإبقاء" عليهم أي رفقاً عليهم. وح: "لا تبقى" ممن هو على ظاهر الأرض ليست اللام في الأرض للاستغراق فلا ينفي حياة الخضر. النووي: أي لا يعيش من كان تلك على الأرض أكثر من مائة سنة قل عمره أو كثر، ولا ينفي حياة من يولد بعده أكثر منها، واحتج به البخاري وغيره على موت الخضر، وأجاب الجمهور بما مر، وقد تواترت أخبار كثيرين من العلماء والصلحاء باجتماعهم له. وفيه: ما تقول ذلك "يبقى" أي ما تظن ذلك أي الاغتسال يبقى بموحدة من الإبقاء، وحكى بالنون،باب الباء مع الكاف
بقى
: (ى (} بَقِيَ {يَبْقَى} بَقاءً) ، كرَضِيَ يَرْضَى.
قالَ شيْخُنا: قَضيته أنَّه كضَرِبَ، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل المَعْروفُ أنَّه كرَضِيَ.
( {وبَقَى} بَقْياً) ، وَهَذِه لُغَةُ بلحارِثِ بنِ كَعْبٍ.
وقالَ شَيْخُنا: هِيَ لُغَةُ طيِّيءٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: وطيِّىءُ تقولُ {بَقَا} وبَقَتْ مَكَان بَقِيَ {وبَقِيَتْ، وكَذلِكَ أَخَواتها مِنَ المُعْتَلِّ.
(ضِدُّ فَنِيَ) .
قالَ الرَّاغبُ:} البَقاءُ ثَباتُ الشَّيءِ على حالِةِ الأُولَى، وَهُوَ يُضادُّ الفَنَاء، {والباقِي ضَرْبان:} باقٍ بنَفْسِه لَا إِلَى مدَّةٍ وَهُوَ البَارِي تَعَالَى وَلَا يصحُّ عَلَيْهِ الفَنَاءُ، {وباقٍ بغيرِهِ وَهُوَ مَا عَداهُ ويصحُّ عَلَيْهِ الفنَاءُ؛ والباقِي باللَّهِ ضَرْبان: باقٍ بشَخْصِه وجزْئِهِ إِلَى أنْ يَشاءَ اللَّهُ أَن يَفْنيه كبَقاءِ الأَجْرامِ السَّماوِيَّةِ، وباقٍ بنَوْعهِ وجنْسِهِ دُونَ شَخْصِه وجزْئِه كالإنْسانِ والحَيَواناتِ، وَكَذَا فِي الآخِرَةِ باقٍ بشخْصِه كأَهْلِ الجنَّةِ فإنَّهم} يَبْقونَ على التَّأْبِيدِ لَا إِلَى مُدَّةٍ، والآخَرُ بنَوْعِه وجِنْسِه كثِمارِ أَهْلِ الجنَّةِ، انتَهَى.
{والبَقَاءُ عنْدَ أَهْلِ الحقِّ: رُؤْيَةُ العَبْدِ قِيَام الله على كلِّ شيءٍ.
(} وأَبْقاهُ {وبَقَّاهُ} وتَبَقَّاهُ {واسْتَبْقَاهُ) ، كُلُّ ذلِكَ بمعْنىً واحِدٍ.
وَفِي الحدَيثِ: (} تَبَقَّهْ وتَوَقَّهْ) ، هُوَ أَمْرٌ من {البَقاءِ والوِقاءِ، والهاءُ فيهمَا للسَّكتِ، أَي} اسْتَبْق النفسَ وَلَا تُعَرِّضْها للهَلاكِ وتَحَرَّزْ مِن الآفاتِ.
(والاسمُ {البَقْوَى كدَعْوَى ويُضَمُّ) ؛ هَذِه عَن ثَعْلَب؛ (} والبُقْيا، بالضَّمِّ) ويُفْتَحُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: إِن قيلَ: لِمَ قَلَبَتِ العَرَبُ لامَ فَعْلَى إِذا كَانَت اسْماً وَكَانَ لامُها يَاء واواً حَتَّى قَالُوا {البَقْوَى وَمَا أَشْبَه ذَلِك؟ فالجَوابُ: أنَّهم إنَّما فعلُوا ذلِكَ فِي فَعْلَى لأنَّهم قد قلَبُوا لامَ الفُعْلى إِذا كَانَت اسْماً، وَكَانَت لامُها واواً، يَاء طلبا للخِفَّةِ، وذلِكَ نَحْو الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيَا، وَهِي مِن دَنَوْتُ وعَلَوْتُ وقَصَوْتُ، فلمَّا قلبُوا الواوَ يَاء فِي هَذَا وَفِي غيرِهِ عوَّضُوا الواوَ مِن غلبَةِ الياءِ عَلَيْهَا فِي أَكْثَر المَواضِع فِي أنْ قلَبُوها فِي نَحْو البَقْوَى والتَّقْوَى واواً، ليكونَ ذلِكَ ضَرْباً من التَّعْوِيضِ ومِنَ التَّكافُؤ بَيْنهما، انتَهَى.
وشاهِدُ البَقْوَى قَوْلُ أَبي القَمْقامِ الأسَدِيِّ:
أُذَكَّرُ} بالبَقْوَى على مَا أَصابَني
{وبَقْوايَ أَنِّي جاهِدٌ غَيْر مُؤْتَلِي وشاهِدُ} البُقْيا قَوْلُ اللَّعِين المنْقَريّ انْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
فَمَا {بُقْيَا عليَّ تَرَكْتُماني
ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ (} والبَقِيّةُ) ، كالبَقْوَى.
(وَقد تُوضَعُ {الباقِيةُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ) ؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فهلْ تَرَى لهُم من} باقِيَة} ، أَي {بَقَاء، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاءِ. ويقالُ: هلْ تَرَى مِنْهُم} باقِياً، كلُّ ذلِكَ فِي العربيَّة جائِزٌ حَسَنٌ.
ويقالُ: مَا {بَقِيَتْ باقِيَةٌ وَلَا وَقاهُم مِن الله واقِيَةٌ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي تَفْسيرِ الآيَةِ: أَي مِن جماعَةٍ باقِيَةٍ؛ وقيلَ: مَعْناهُ} بَقِيَّة. وَقد جاءَ مِن المَصادِرِ مَا هُوَ على فاعِلٍ وَمَا هُوَ على بِناءِ مَفْعولٍ، والأَوَّل أَصَحّ، انتَهَى. (و) قَوْلُه تَعَالَى: { ( {بَقِيتُ اللَّهِ خَيْرٌ) لكُم إنْ كُنْتُم مُؤْمِنِين} ، (أَي طاعَةُ اللَّهِ.
(و) قالَ أَبو عليَ: أَي (انْتِظارُ ثَوابِه) لأنَّه إنَّما يَنْتَظِرُ ثَوابَه مَنْ آمَنَ.
(أَو الحالَةُ الباقِيَةُ لَكُمْ من الخَيْرِ) ؛ قالَهُ الزجَّاجُ.
(أَو مَا} أَبْقَى لَكُم من الحَلالِ) ؛ عَن الفرَّاءِ؛ قالَ: ويقالُ مُراقَبَة اللَّهِ خَيْر لَكُم.
وقالَ الرَّاغِبُ: {البَقِيَّةُ} والباقِيَةُ كلُّ عِبادَةٍ يُقْصَدُ بهَا وَجْه اللَّهِ تَعَالَى، وعَلى هَذَا {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُم} ، وأَضافَها إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
{ ( {والباقياتُ الصَّالحاتُ) خَيْر عنْدَ رَبَّك ثَوَاباً} ، قيلَ: (كلُّ عَمَل صالِح) } يَبْقَى ثَوَابه. (أَو) هِيَ قَوْلنا: (سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ وَلَا إِلَه إلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ) ، كَمَا جَاءَ فِي حدِيثٍ. (أَو الصَّلواتُ الخَمْسُ) .
وقالَ الرَّاغبُ: والصَّحيحُ أنَّه كلُّ عِبادَةٍ يُقْصَد بهَا وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى.
( {ومُبْقِياتُ الخَيْل) ؛ الأَوْلى} المُبْقياتُ من الخَيْل، (الَّتِي {تُبْقَى جَرْيُها بعدَ) ؛ وَفِي المُحْكَم عنْدَ؛ (انْقِطاعِ جَرْيِ الخَيْلِ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ: تُبْقِي بعضُ جَرْيها تَدَّخِره؛ قالَ الكَلحَبَةُ:
فأَدْرَكَ} إبْقاءَ العَرادَةِ طَلْعُها
وَقد جَعَلَتْنِي من خزيمةَ إِصْبَعا ( {واسْتَبْقاهُ: اسْتَحْيَاهُ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) } اسْتَبْقَى (من الشَّيءِ تَرَكَ بَعْضَه؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ أَيْضاً. (و) أَبو عبْدِ الرحمنِ ( {بَقِيُّ بنُ مَخْلَدٍ) بنِ يَزِيد القُرْطبيُّ، (كرَضِيَ؛) وضَبَطَه صاحِبُ النبراسِ كعَلِيَ؛ والأشْهَرُ فِي وَزْنِه كغَنِي؛ (حافِظُ الأنْدَلُسِ) رَوَى عَن محمدِ بنِ أَبي بكْرٍ المقدميّ وغيرِهِ، وَله تَرْجمةٌ واسِعَةٌ، ومِن ولدِه قاضِي الجَماعَة الفَقِيهُ على مَذْهبِ أَهْلِ الحدِيثِ أَبو القاسِمِ أَحمدُ بنُ أَبي الفَضْلِ يَزِيد بنِ عَبْدِالرحمانِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَحمدِ بنِ مَخْلدِ بنِ عبْدِالرحمانِ بنِ أَحمدَ بنِ بَقِيَ، رَوَى عَن أَبيهِ عَن جَدِّه، وَعنهُ أَبو عليَ الحُسَيْنُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ محمدِ بنِ أَبي الأَحْوَصِ القُرَشِيُّ وأَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ هَارُون الطائِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنهُ، وكِلاهُما شَيخا أَبي حَيَّان، ويقالُ لَهُم} البَقَوِيُّونَ نِسْبَة إِلَى جَدِّهم المَذْكُور.
( {وبَقِيَّةُ) بنُ الولِيدِ: (مُحدِّثٌ ضَعيفٌ) يَرْوِي عَن الكَذَّابِين ويدلسهم، قالَهُ الذهبيُّ فِي الدِّيوانِ؛ وقالَ فِي ذَيْلِه: هُوَ صَدُوقٌ فِي نفْسِه حافِظٌ، لكنَّه يَرْوِي عمَّنْ دَبَّ ودرج فكَثُرَتِ المَناكِيرُ والعَجائِبُ فِي حدِيثِه؛ قالَ ابنُ خزيمَة: لَا أَحْتَجّ بِبَقِيَّة؛ وقالَ أَحمدُ: لَهُ مَناكِيرٌ عَن الثِّقاتِ؛ وقالَ ابنُ عَدِيَ:} لبَقِيَّة أَحادِيث صَالِحَة ويُخالِفُ الثِّقاتَ وَإِذا رَوَى عَن غيرِ الشَّامِيِّين خَلَطَ كَمَا يَفْعَل إسْماعِيلُ بنُ عَيَّاش.
(وبقِيَّةُ {وبَقاءٌ اسْمانِ) ؛) فمِنَ الأوّل: بَقِيَّةُ بنُ شَعْبان الزَّهرانيُّ البَصْريُّ من أَتْباعِ التَّابعِين؛ ومِن الثَّانِي: بَقاءُ بنُ بطر أَحدُ شيوخِ العِراقِ.
ومَنْ يكنى بأَبي} البَقاءِ كَثيرٌ.
( {وأَبْقَيْتُ مَا بَيْنَنا: لم أُبالِغْ فِي إفْسادِهِ، والاسمُ} البَقِيَّةُ) ؛) قالَ الشاعِرُ: إنْ تُذْنِبُوا ثمَّ تَأْتِيني {بَقِيَّتُكم
فَمَا عليَّ بذَنْبٍ منكُمُ فَوْتُ (و) قَوْلُه تَعَالَى: {فلولا كانَ مِن القُرُونِ من قَبْلكُم (أُولُو} بَقِيَّةٍ يَنْهَونَ عَن الفَسَادِ} (أَي) أُولُو ( {إِبْقاءٍ) على أَنْفُسِهم لتَمَسّكِهم بالدِّيْن المَرْضي؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(أَو) أُولُو (فَهْمٍ) وتَمْييزٍ؛ أَو أُولُو طاعَةٍ؛ كُلُّ ذلِكَ قد قيلَ.
(} وبَقاهُ {بَقْياً: رَصَدَهُ أَو نَظَرَ إِلَيْهِ؛ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ) ؛) وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عباسٍ، وصَلاةُ الليَّلِ: (} فبَقَيْتُ كيفَ يصلِّي النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ وَفِي رِوايَةٍ: (كَراهَةَ أَن يَرَى أنِّي كنتُ {أَبْقِيه) ، أَي أَنْظُره وأَرْصُده.
قالَ اللّحْيانيُّ:} بَقَيْتُه {وبَقَوْتُه نَظَرْتُ إِلَيْهِ؛ وأَنْشَدَ الأَحْمر:
كالطَّيْر} تَبْقى مُتَدوّمَاتِها يَعْنِي تَنْظُرُ إِلَيْهَا.
وَفِي الصِّحاحِ: {بَقَيْتُه: نَظَرْتُ إِلَيْهِ وتَرَقَّبْتُه؛ قالَ كثيِّرٌ:
فَمَا زلْتُ} أَبْقي الظُّعْنَ حَتَّى كأَنَّها
أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحوائِكُأَي أَتَرَقَّبُ.
وَفِي الحدِيثِ: ( {بَقَيْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي انْتَظَرْناه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مِن أَسْماءِ اللَّهِ الحُسْنَى:} الباقِي، هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تَقْدِير وُجُودِهِ فِي الاسْتِقْبالِ إِلَى آخر يَنْتَهِي إِلَيْهِ، ويُعَبَّرُ عَنهُ بأنَّه أَبَدِيُّ الوُجُودِ.
! وبَقِيَ الرَّجُلُ زَماناً طَويلاً: أَي عاشَ.
ويَقُولونَ للعَدُوِّ إِذا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي {أَبْقُونا وَلَا تَسْتَأْصِلُونا؛ وَمِنْه قَوْلُ الأعْشى:
قَالُوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ تَأْخُذُهم وَهُوَ} أَبْقَى الرَّجُلَيْن، فِينَا: أَي أَكْثَر {إبْقاء على قَوْمِه.
} وبَقِيَ من الشيءِ {بَقِيَّةٌ.
} وأَبْقَيْتُ على فلانٍ إِذا رَعَيْتَ عَلَيْهِ ورَحِمْتَه.
يقالُ: لَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْك إنْ {أَبْقَيْتَ عليَّ؛ وَمِنْه حدِيثُ الدُّعاءِ: (لَا} تُبْقِي على مَنْ تضرعُ إِلَيْهَا) أَي لَا تُشفقُ أَي النَّار.
{والباقِي: حاصِلُ الخرَاجِ ونحوِهِ؛ عَن اللَّيْثِ.
} والمُبْقِياتُ: الأَماكِنُ الَّتِي تُبْقِي فِيهَا مِن مَناقِعِ الماءِ وَلَا تَشْربه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
فَلَمَّا رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفةٍ
ونَشَّتْ نِطاقُ {المُبْقِياتِ الوَقائِع} واسْتَبْقَى الرجلَ {وأَبْقَى عَلَيْهِ: وجبَ عَلَيْهِ قَتْل فعَفَا عَنهُ.
} واسْتَبْقَيْتُ فِي مَعْنَى العَفْو عَن زَللِه {واسْتِبْقاء مودَّته؛ قالَ النابِغَةُ:
ولَسْتُ} بمُسْتَبْقٍ أَخاً لَا تَلُمُّه
على شَعَثٍ أَيُّ الرِّجالِ المُهَذَّبُ؟ {والبَقِيَّة: المُراقَبَةُ والطاعَةُ، والجَمْعُ} البَقايا.

بق

ى1 بَقِيَ aor. ـْ inf. n. بَقَآءٌ (JK, S, Msb, K) and بَاقِيَةٌ; (Msb; [but see this latter below;]) [and accord. to the CK, بَقًى and بَقْىٌ; but this is a mistake; وَبَقَى و بَقْيًا being there erroneously put for بَقَى بَقْيًا, explained by what here follows;] and بَقَى, [by some written بَقَا,] (JK, S, Msb, K,) aor. as above, (JK,) inf. n. بَقْىٌ, (K,) of the dial. of Belhárith Ibn-Kaab, (TA,) or of that of Teiyi, (JK, S, TA,) who in like manner say بَقَتْ instead of بَقَيَتْ, (S, TA,) and the like is done in other verbs of the same class, (S, Msb,) whether the kesreh and the ى be original, as in بَقِىَ and نَسِىَ and فَنِىَ, or accidental, as in the pass. verbs هُدِىَ and بُنِىَ; (Msb;) [He, or] it, namely, a thing, remained, continued, lasted, endured: and was, or became, permanent, or perpetual; or continued, lasted, or existed, incessantly, always, endlessly, or for ever: syn. دَامَ, and ثَبَتَ; (Msb;) contr. of فَنِىَ: (K:) بَقَآءٌ signifies a thing's remaining, continuing, lasting, or enduring, in its first state, to a period determined by the will of God, either with respect to its corporeal substance, as in the case of a heavenly orb, or with respect to its kind only, as in the case of the human and other animal races; and the continuing, lasting, or existing, for ever, either by self, as in the instance of God alone, or otherwise, and thus either with respect to the corporeal substance, as in the case of an inhabitant of Paradise, or with respect to kind only, as in the case of the fruits of the inhabitants of Paradise. (Er-Rághib, TA.) [Hence,] دَارُ البَقَآءِ [The abode of everlasting existence;] the world to come. (T in art. دور.) The verb is said of a thing; and in like manner of a man, as in بَقِىَ زَمَانًا طَوِيلًا, i. e. He lived [or continued in life] a long time. (S.) [You say also, بَقِىَ عَلَى

حَالِهِ He, or it, remained, or continued, in his, or its, state, or condition; i. e., as he, or it, was. And بَقِىَ عَلَى الشِّدَّةِ He endured, or bore up against, difficulty, distress, or adversity.] and بَقِى مِنَ الشَّىْءِ بَقِيَّةٌ [A remain, remainder, remnant, relic, or residue, of the thing remained.] (S.) And بَقِىَ مِنْهُ كَذَا Such a thing remained, over and above, and behind, thereof; as also ↓ تبقّى. (Msb.) A2: بَقَاهُ, with ى and with و for the last radical, (K,) first Pers\. بَقَيْتُهُ (Lh, S) and بَقَوْتُهُ, (Lh, TA,) aor. of the former بَقِىَ, (S,) inf. n. بَقْىٌ, [of the former verb,] (K,) He looked at him, or it: (Lh, S, K:) or [so in the K, but in the S “ and,”] he watched, or observed, him, or it: (S, K:) and بَقَيْتُهُ I looked, watched, or waited, for him, or it; (TA in art. بقو;) as also بَقَوْتُهُ; (K in that art.;) but the former is the more approved. (TA in that art.) [See also art. بقو.] You say also, فُلَانٌ يَبْقِى الشَّىْءَ بِبَصَرِهِ Such a one looks at the thing, and watches, or observes, it. (JK.) And it is said in a trad., بَقَيْنَا رَسُولَ اللّٰهِ We looked, watched, or waited, for the Apostle of God. (S.) 2 بَقَّىَ see 4, in two places.4 ابقاهُ (S, Msb, K) and ↓ بقّاهُ and ↓ تبقّاهُ (S, K) all signify the same, (S,) and ↓ استبقاهُ likewise, (K,) He made, or caused, [and he suffered,] him, or it, to remain, continue, last; to be, or become, permanent, or perpetual; to continue, last, or exist, incessantly, always, endlessly, or for ever; he continued it; he perpetuated it. (Msb, K *) You say, ابقاهُ اللّٰهُ [God preserved him, or prolonged his life; or may God preserve him, or prolong his life; or] God made him, or caused him, or may God make him, or cause him, to continue in life. (S.) And أَبْقَى أَصْلَ الشَّىْءِ وَجَعَلَ ثَمَرَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ He made the thing itself to remain unalienable, not to be inherited nor sold nor given away, and assigned the profit arising from it to be employed in the cause of God, or of religion. (TA in art. حبس.) and أَبْقَيْتُ مَا بَيْنَنَا I was sparing of marring, i. e., forbore from marring much, or exceedingly, that [state of union or amity] which subsisted between us. (K.) And نَعْلَيْكَ وَابْذُلْ قَدَمَيْكَ ↓ بَقِّ [Pre-serve thou, or spare thou, thy sandals, and use freely, or unsparingly, thy feet]: a prov. (Meyd. See Freytag's Arab. Prov. i. 149.) And ↓ تَبَقَّهْ وَتَوَقَّهْ Preserve thou the soul (النَّفْسَ ↓ اِسْتَبْقِ), expose it not to destruction, [meaning preserve thyself,] and guard against evils, or calamities: a trad.: the ه in each verb is that of pausation. (TA.) [And ابقى مِنَ الشَّىْءِ بَقِيَّةً He left, or reserved, of the thing, a remain, remainder, remnant, &c.:] and مِنَ الشَّىْءِ ↓ استبقى He left a portion of the thing; (S, K;) as also ↓ تبقّى; whence the prov., used to incite to liberality, ↓ لَا يَنْفَعُكَ مِنْ زَادٍ تَبَقٍّ Leaving a portion of travel-ling-provision will not profit thee. (JK.) [and ابقى الشَّىْءِ and ↓ استبقاهُ He reserved the thing for a future time or use &c.] And ↓ استبقاهُ as meaning [He spared him; he let him live;] he left him alive; (S, K;) [as also ابقاهُ; for] men say to their enemies when the latter have overcome, أَبْقُونَا وَ لَا تَسْتَأْصِلُونَا [Spare ye us, and destroy us not entirely]: (TA:) [or ابقاهُ, in a case of this kind,] and ابقى عَلَيْهِ and ↓ استبقاهُ signify He pardoned him, [and forbore to slay him,] when slaughter was his due: (TA:) and ↓ استبقاهُ signifies also He pardoned, or forgave, his fault, wrong action, or lapse into sin, and preserved his love, or affection. (JK, TA. *) and [hence,] أَبْقَيْتُ عَلَى فُلَانٍ signifies also I showed mercy to such a one [by sparing him, or letting him live, or by pardoning him, or otherwise]; had mercy on him; pitied, or compassionated, him; syn. أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ and رَحِمْتُهُ. (S.) One says, لَا أَبْقَى اللّٰهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عَلَىَّ [May God not show mercy to thee if thou show mercy to me: a prov., said in derision to one who affects to show mercy when unable to take revenge]. (S, Meyd.) And لَا تُبْقِ إِلَّا عَلَى نَفْسِكَ [Show not mercy save to thyself: another prov., similar to the former]. (Meyd.) And it is said, in a trad., of the fire [of Hell], لَا تُبْقِى عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إِلَيْهَا, i. e. It will not pity [him who abases himself to it: or rather it will not spare &c.: and in like manner, لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ, in the Kur lxxiv. 28, is generally understood as meaning It (namely, Hell,) will not spare, nor leave unburned]. (TA.) 5 تَبَقَّىَ see 1: A2: and see also 4, in four places.6 تَبَاقٍ The remaining together. (KL.) [You say, app., تَبَاقَوْا, and تَبَاقَيَا, They, and they two, remained together.]10 إِسْتَبْقَىَ see 4, in seven places. [See also a usage of this verb in art. حى, بَابٌ">conj. 10, second sentence.]

لَقٍى بَقًى: see بَقَاقٌ.

بَقْيَةٌ: see بَقِيَّةٌ.

بَقْوَى: see بُقْيَا, in five places.

بُقوَى: see بُقْيَا, in two places.

بَقْيَا: see what next follows.

بُقْيَا (JK, S, Msb, K, &c.) and ↓ بَقْيَا (TA) and ↓ بَقْوَى (JK, S, Msb, K) and ↓ بُقْوَى (Th, K) and ↓ (JK, K,) the ↓ third and ↓ fourth with ى changed into و, like as و is changed into ى in دُنْيَا and عُلْيَا and قُصْيَا, (ISd, TA,) [substs. in the sense of إِبْقَآءٌ, inf. n. of 4, signifying The making, or causing, and suffering, to remain, continue, last, &c.; preservation of a person in life, and of a thing in being; and the sparing, letting live, or leaving alive;] substs. from أَبْقَاهُ: (Msb, K:) or [the showing mercy by sparing or letting live, or by pardoning, or otherwise; having mercy; pitying, or compassionating;] substs. from أَبْقَيْتُ عَلَى

فُلَانٍ. (S.) Thus one says of a pilgrim, that he put gum, or something glutinous, upon his head, and so caused his hair to become compacted, بُقْيَا عَلَيْهِ to preserve it in the state in which it was (expl. by إِبْقَآءً عليه), lest it should become shaggy, or dishevelled, &c. (L in art. لبد.) And one says, نَشَدْتُكَ اللّٰهَ وَالبُقْيَا and ↓ البَقْوَى [I conjure, or beg, or beseech, thee by God and by the preservation of thy life]. (JK.) And مَا لِى عَلَيْه رَعْوَى وَلَا

↓ بَقْوَى [I have no mercy nor pity to bestow upon him]. (JK. [There expl. by the words أَىْ أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ وَأَبْقَيْتُ; but أَىْ is evidently a mistranscription for مِنْ, i. e. from.]) A poet (El-La'een ElMinkaree, TA) says, فَمَا بُقْيَا عَلَىَّ تَرَكْتُمَانِى

وَلٰكِنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ [And it was not to show mercy by sparing me that ye two left me; but ye feared the transpiercing of the arrows]. (S.) And another says, on his having refused to accept an offer of seven bloodwits, أُذَكَّرُ بِالبُقْيَا عَلَى مَنْ أَصَابَنِى

وَبُقْيَاىَ أَنِّى جَاهِدٌ غَيْرُ مُؤْتَلِى

i. e. Am I required [or exhorted or reminded] to show mercy to him who slew my relation, when the mercy that I show to him is that I am labouring to slay him, and not falling short, or being remiss: by بقياى is meant إِبْقَائِى عَلَيْهِ; though الإِبْقَآء is not الجَهْد: the meaning is, that this is done by me in lieu of that: البُقْيَا is a subst. from الإِبْقَآء, syn. therewith; and the و prefixed to it is a denotative of state. (Ham p. 119. [This verse is also cited in the TA, but with the substitution of ↓ بِالبَقْوَى and وَبَقْوَاى for the corresponding words above.] ↓ البَقِيَّةَ is said by men to their enemies when the latter have overcome; meaning [We ask, or beg, the being spared, or mercy, or quarter; a verb, whereby it is governed, being understood: or] أَبْقُونَا وَلَا تَسْتَأْصِلُونَا [spare ye us, and destroy us not entirely]. (TA.) بَقِيَّةٌ A remain, remainder, remaining portion, remnant, relic, residue, or the remains, or rest, of a thing; (KL, PS, &c.;) a subst. from بَقِىَ as signifying “ it remained over and above,” and “ it remained behind: ” pl. بَقَايَا and بَقِيَّاتٌ: (Msb:) ↓ بَاقِيَةٌ, also, [pl. بَوَاقٍ and بَاقِيَاتٌ,] has the same meaning as بَقِيَّةٌ; (TA;) [i. e., as explained above; and so has ↓ بَاقٍ, for شَىْءٍ بَاقٍ &c.] You say, بَقِىَ مِنَ الشَّىْءِ بَقِيَّةٌ [explained before: see 1]. (S.) [And هُمْ بَقِيَّةُ السَّيْفِ, and بَقَايَا السَّيْفِ, They are those who have been spared by the sword]. b2: [Hence,] فُلَانٌ مِنْ بَقِيَّةِ القَوْمِ Such a one is of the best of the people, or company of men: because a man reserves the most excellent of the things that he produces. (Bd in xi. 118.) And فُلَانٌ مِنْ بَقِيَّةِ أَهْلِهِ Such a one is of the most excellent of his people, or family. (Ham p. 78.) And فُلَانٌ بَقِيَّةُ القَوْمِ Such a one is the best of the people, or company of men: pl. بَقَايَا. (Kull p. 96.) b3: أُولُو بَقِيَّةٍ, in the Kur xi. 118, hence means Persons possessed of excellence: [see a phrase mentioned voce بَلَلٌ:] or possessing a relic of judgment and intelligence: (Bd:) or persons of religion and excellence: (Jel:) or persons of understanding (K, TA) and discrimination: (TA:) or persons of obedience: (TA:) or having the quality of preserving themselves (Az, Bd, K, *) from punishment, (Bd,) by their holding the approved religion: (Az, TA:) and this last explanation is confirmed by another reading, which is ↓ اولوا بَقْيَةٍ [possessing a quality of watching, or observing, and hence, of guarding, or preserving]; بَقْيَة being the inf. n. of un. of بَقَاهُ, aor. ـْ signifying “ he watched,” or “ observed,” &c., “ him,” or “ it. ” (Bd.) See also بُقَيَا, in two places. بَقِيَّةٌ is also a subst. from أَبْقَيْتُ مَا بَيْنَنَا [explained before: see 4: app. meaning Forbearance from marring much, or exceedingly, the state of unity, or of amity, subsisting between two persons, or parties: and such may be its meaning in the phrase above-mentioned (اولوا بقيّة)]. (K.) b4: بَقِيَّةُ اللّٰهِ, in the Kur xi. 87, [after the command, in the next preceding verse, to give full measure and weight,] means God's sustenance that remains for you after your giving full measure [and weight]: (Jel:) or that which God has preserved for you, of what is lawful, (Fr, Bd,) after [your] keeping aloof from that which he has forbidden you: (Bd:) or the good state, or condition, remaining for you: (Zj, K:) or the fear (مُرَاقَبَة) of God; accord. to some: (Fr, TA:) or the obedience of God, and (as Aboo-'Alee says, TA) the looking for his recompense: (K, TA:) or بَقِيَّةٌ and ↓ بَاقِيَةٌ signify any religious service whereby one seeks to obtain the recompense of God; and such is the meaning of the former in this instance. (Er-Rághib, TA.) b5: See also بَاقِيَةٌ.

بَاقٍ part. n. of بَقِىَ [in all its senses; Remaining, continuing, lasting, or enduring: and permanent, or perpetual; or continuing, lasting, or existing, incessantly, always, endlessly, or for ever: &c.: see 1]. (Er-Rághib, TA.) البَاقِى, a name of God, [as also, pleonastically, البَاقِى الأَبَدِىُّ, means The Everlasting, or] He whose existence will have no end. (TA.) See also بَقِيَّةٌ. b2: البَاقِى also signifies The حَاصِل [or net produce, or perhaps simply the produce,] of the [tax termed] خَرَاج, and the like. (Lth, JK, TA.) بَاقِيَةٌ: see بَقِيَّةٌ, first sentence. b2: البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ [in the Kur xviii. 44, and xix. 79,] means Any righteous, or good, work, (K, TA,) of which the recompense remains: (TA:) or acts of obedience, (Bd and Jel in xix. 79,) or good works, (Bd in xviii. 44,) of which the fruit remains for ever: (Bd in both those places, and Jel * in the former:) and, as included therein, [so Bd, but in the K “ or,”] the five prayers; (Bd, K;) and the performance of the pilgrimage; and the keeping the fast of Ramadán; (Bd in xviii. 44;) and [so Bd, but in the K “ or,”] the saying, سُبْحَانَ اللّٰهِ وَ الحَمْدُلِلّٰهِ وَ لَا إِلَّا اللّٰهُ وَ اللّٰهُ أَكْبَرُ; (Bd and Jel in xviii. 44, and K;) to which some add, وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللّٰهِ: (Jel ibid.:) or, accord. to Er-Rághib, the correct meaning is any religious service whereby one seeks to obtain the recompense of God: see also بَقِيَّةٌ, last explanation. (TA.) b3: بَاقِيَةٌ is sometimes put in the place of an inf. n.; (S, K;) or it is an inf. n.; (Msb;) syn. with بَقَآءٌ; (S, Msb, TA;) with which ↓ بَقِيَّةٌ, also, is syn. (TA in art. سرع.) So in the Kur [lxix. 8], فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [And dost thou see them to have any continuance?]; (S, TA;) so says Fr: (TA:) or, as some say, the meaning is, بَقِيَّةٍ [i. e. a remnant]: (TA:) or جَمَاعَةٍ بَاقِيَةٍ [a company remaining]: (Er-Rághib, TA:) or نَفْسٍ بَاقِيَةٍ [a soul, or person, remaining]: (Bd, Jel:) or the ة is an intensive affix; (Jel;) [or a restrictive to unity;] i. e. one remaining; (Jel, TA;) and this is also allowable and good: one says, likewise, مَا بَقِيَتْ بَاقِيَةٌ وَ لَا وَ قَاهُمْ مِنَ اللّٰهِ وَاقِيَةٌ [One remaining remained not, nor did one preserver preserve them from God]. (TA.) أَبْقَى Longer continuing. (Bd and Jel in xx. 74, &c.) b2: هُوَ أَبْقَى الرَّجُلَيْنِ means أَكْثَرُ إِبْقَآءً عَلَى

قَوْمِهِ [He is the more merciful, or pitiful, or compassionate, of the two men, towards his people]. (TA.) نَاقَةٌ مُبْقِيَةٌ A she-camel [that retains some milk;] that does not exhaust her copious supply of milk. (JK.) b2: مُبْقِيَاتُ الخَيْلِ, (K,) or rather المُبْقِيَاتُ مِنَ الخَيْلِ, (TA,) The horses whose running continues after the running of other horses has ceased: (M, K:) or, that reserve somewhat of their running. (T, TA.) b3: And المُبْقِيَاتُ The places that retain some of the pools in which water has collected, and do not drink it up. (TA.)

طَرَقَ 

(طَرَقَ) الطَّاءُ وَالرَّاءُ وَالْقَافُ أَرْبَعَةُ أُصُولٍ، أَحَدُهَا: الْإِتْيَانُ مَسَاءً، وَالثَّانِي: الضَّرْبُ، وَالثَّالِثُ: جِنْسٌ مِنِ اسْتِرْخَاءِ الشَّيْءِ، وَالرَّابِعُ: خَصْفُ شَيْءٍ عَلَى شَيْءٍ.

فَالْأَوَّلُ الطُّرُوقُ. وَيُقَالُ إِنَّهُ إِتْيَانُ الْمَنْزِلِ لَيْلًا. قَالُوا: وَرَجُلٌ طُرَقَةٌ، إِذَا كَانَ يَسْرِي حَتَّى يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا. وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ يُقَالُ بِالنَّهَارِ أَيْضًا، وَالْأَصْلُ اللَّيْلُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ اللَّيْلَ تَسْمِيَتُهُمُ النَّجْمَ طَارِقًا ; لِأَنَّهُ يَطْلُعُ لَيْلًا. قَالُوا: وَكُلُّ مَنْ أَتَى لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ. قَالَتْ:

نَحْنُ بَنَاتٌ طَارِقْ وَهُوَ قَوْلُ امْرَأَةٍ. تُرِيدُ: إِنَّ أَبَانَا نَجْمٌ فِي شَرَفِهِ وَعُلُوِّهِ. وَمِنَ الْــبَابِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - الطَّرِيقُ ; لِأَنَّهُ يُتَوَرَّدُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْلٍ آخَرَ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ خَصْفِ الشَّيْءِ فَوْقَ الشَّيْءِ.

وَمِنَ الْــبَابِ الْأَوَّلِ قَوْلُهُمْ: أَتَيْتُهُ طَرْقَتَيْنِ، أَيْ مَرَّتَيْنِ. وَمِنْهُ طَارِقَةُ الرَّجُلِ، وَهُوَ فَخِذُهُ الَّتِي هُوَ مِنْهَا ; وَسُمِّيَتْ طَارِقَةً لِأَنَّهَا تَطْرُقُهُ وَيَطْرُقُهَا. قَالَ:

شَكَوْتُ ذَهَابَ طَارِقَتِي إِلَيْهِ ... وَطَارِقَتِي بِأَكْنَافِ الدُّرُوبِ

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الضَّرْبُ، يُقَالُ: طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقًا. وَالشَّيْءُ مِطْرَقٌ وَمِطْرَقَةٌ. وَمِنْهُ الطَّرْقُ، وَهُوَ الضَّرْبُ بِالْحَصَى تَكَهُّنًا، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ النَّهْيُ عَنْهُ، وَقِيلَ: " الطَّرْقُ وَالْعِيَافَةُ وَالزَّجْرُ مِنَ الْجِبْتِ ". وَامْرَأَةٌ طَارِقَةٌ: تَفْعَلُ ذَلِكَ ; وَالْجَمْعُ: الطَّوَارِقُ. قَالَ:

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالْحَصَى ... وَلَا زَاجِرَاتِ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ

وَالطَّرْقُ: ضَرْبُ الصُّوفِ بِالْقَضِيبِ، وَذَلِكَ الْقَضِيبُ مِطْرَقَةٌ. وَقَدْ يَفْعَلُ الْكَاهِنُ ذَلِكَ فَيَطْرُقُ، أَيْ يَخْلِطُ الْقُطْنَ بِالصُّوفِ إِذَا تَكَهَّنَ. وَيَجْعَلُونَ هَذَا مَثَلًا فَيَقُولُونَ: " طَرَقَ وَمَاشَ ". قَالَ: عَاذِلَ قَدْ أُولِعْتِ بِالتَّرْقِيشِ ... إِلَيَّ سِرًّا فَاطْرُقِي وَمِيشِي

وَيُقَالُ: طَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ طَرْقًا، إِذَا ضَرَبَهَا. وَطَرُوقَةُ الْفَحْلِ: أُنْثَاهُ. وَاسْتَطْرَقَ فُلَانٌ فُلَانًا فَحَلَهُ، إِذَا طَلَبَهُ مِنْهُ لِيَضْرِبَ فِي إِبِلِهِ، فَأَطْرَقَهُ إِيَّاهُ، وَيُقَالُ: هَذَا النَّبْلُ طَرْقَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، أَيْ صِيغَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: اسْتِرْخَاءُ الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الطَّرَقُ، وَهُوَ لِينٌ فِي رِيشِ الطَّائِرِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

. . . . . . ... . . . . . .

وَمِنْهُ أَطْرَقَ فُلَانٌ فِي نَظَرِهِ. وَالْمُطْرِقُ: الْمُسْتَرْخِي الْعَيْنَ. قَالَ:

وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ الْعَيْنِ مُطْرِقِ

وَقَالَ فِي الْإِطْرَاقِ:

فَأَطْرَقَ إِطْرَاقَ الشُّجَاعِ وَلَوْ يَرَى ... مَسَاغًا لِنَابَاهُ الشُّجَاعُ لَصَمَّمَا وَمِنَ الْــبَابِ الطِّرِّيقَةُ، وَهُوَ اللِّينُ وَالِانْقِيَادُ. يَقُولُونَ فِي الْمَثَلِ: " إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِهِ لَعِنْدَأْوَةً ". أَيْ إِنَّ فِي لِينِهِ بَعْضَ الْعُسْرِ أَحْيَانًا. فَأَمَّا الطَّرَقُ فَقَالَ قَوْمٌ: هَذَا اعْوِجَاجٌ فِي السَّاقِ مِنْ غَيْرِ فَحَجٍ. وَقَالَ قَوْمٌ: الطَّرَقُ: ضَعْفٌَ فِي الرُّكْبَتَيْنِ. وَهَذَا الْقَوْلُ أَقْيَسُ وَأَشْبَهُ لِسَائِرِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ اللِّينِ وَالِاسْتِرْخَاءِ.

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ: خَصْفُ شَيْءٍ عَلَى شَيْءٍ. يُقَالُ: نَعْلٌ مُطَارَقَةٌ، أَيْ مَخْصُوفَةٌ. وَخُفٌّ مُطَارَقٌ، إِذَا كَانَ قَدْ ظُوهِرَ لَهُ نَعْلَانِ. وَكُلُّ خَصْفَةٍ طِرَاقٌ. وَتُرْسٌ مُطَرَّقٌ، إِذَا طُورِقَ بِجِلْدٍ عَلَى قَدْرِهِ. وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ الطِّرْقُ، وَهُوَ الشَّحْمُ وَالْقُوَّةُ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ شَيْءٌ كَأَنَّهُ خُصِفَ بِهِ. يَقُولُونَ: مَا بِهِ طِرْقٌ، أَيْ مَا بِهِ قُوَّةٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ: أَصْلُ الطِّرْقِ الشَّحْمُ ; لِأَنَّ الْقُوَّةَ أَكْثَرُ مَا تَكُونُ [عَنْهُ] . وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ الطَّرَقُ: مَنَاقِعُ الْمِيَاهِ ; وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِالشَّيْءِ يَتَرَاكَبُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. كَذَلِكَ الْمَاءُ إِذَا دَامَ تَرَاكَبَ. قَالَ رُؤْبَةُ:

لِلْعِدِّ إِذْ أَخْلَفَهُ مَاءُ الطَّرَقْ

وَمِنَ الْــبَابِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ: الطَّرِيقُ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ شَيْءٌ يَعْلُو الْأَرْضَ، فَكَأَنَّهَا قَدْ طُورِقَتْ بِهِ وَخُصِفَتْ بِهِ. وَيَقُولُونَ: تَطَارَقَتِ الْإِبِلُ، إِذَا جَاءَتْ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَكَذَلِكَ الطَّرِيقُ، وَهُوَ النَّخْلُ الَّذِي عَلَى صَفٍّ وَاحِدٍ، وَهَذَا تَشْبِيهٌ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالطَّرِيقِ فِي تَتَابُعِهِ وَعُلُوِّهِ الْأَرْضَ. قَالَ الْأَعْشَى: وَمِنْ كُلِّ أَحْوَى كَجِذْعِ الطَّرِيقِ ... يَزِينُ الْفِنَاءَ إِذَا مَا صَفَنْ

وَمِنْهُ [رِيشٌ] طِرَاقٌ، إِذَا كَانَ تَطَارَقَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَخَرَجَ الْقَوْمُ مَطَارِيقَ، إِذَا جَاءُوا مُشَاةً لَا دَوَابَّ لَهُمْ، فَكَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَخْصِفُ بِأَثَرِ قَدَمَيْهِ أَثَرَ الَّذِي تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الْإِبِلُ عَلَى طَرْقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ ; وَهُوَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّهَا تَخْصِفُ بِآثَارِهَا آثَارَ غَيْرِهَا. وَاخْتَضَبَتِ الْمَرْأَةُ طَرْقَتَيْنِ، إِذَا أَعَادَتِ الْخِضَابَ، كَأَنَّهَا تَخْصِفُ بِالثَّانِي الْأَوَّلَ. ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنَ الطَّرِيقِ فَيَقُولُونَ: طَرَّقَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ، كَأَنَّهَا جَعَلَتْ لِلْمَوْلُودقًا. وَيُقَالُ - وَهُوَ ذَلِكَ الْأَوَّلُ -: لَا يُقَالُ طَرَّقَتْ إِلَّا إِذَا خَرَجَ مِنَ الْوَلَدِ نِصْفُهُ ثُمَّ احْتَبَسَ بَعْضَ الِاحْتِبَاسِ ثُمَّ خَرَجَ. تَقُولُ: طَرَّقَتْ ثُمَّ خَلَصَتْ.

وَمِمَّا يُشْبِهُ هَذَا قَوْلُهُمْ طَرَّقَتِ الْقَطَاةُ، إِذَا عَسُرَ عَلَيْهَا بَيْضُهَا فَفَحَصَتِ الْأَرْضَ بِجُؤْجُئِهَا.

ذيل

(ذيل) - في الحَدِيث: "أذالَ النَّاسُ الخَيلَ" .
: أي وضعُوا الأَداةَ عنها وأَرسلُوها، والأَصل في الِإذالةِ: الِإهانة وسُوءُ القِيام على الشَّىء. 
[ذيل] فيه: بات جبرئيل عليه السلام يعاتبني في "إذالة" الخبل أي إهانتها والاستخفاف بها، ومنه: أذال الناس الخيل، وقيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها. وفيه ح مصعب بن عمير: كان مترفًا في الجاهلية يدهن بالعبير و"يذيل" يمنة اليمن أي يطيل ذيلها، واليمنة ضرب من برود اليمن.
ذ ي ل: (الذَّيْلُ) وَاحِدُ (أَذْيَالِ) الْقَمِيصِ وَ (ذُيُولِهِ) وَ (الْإِذَالَةُ) الْإِهَانَةُ، يُقَالُ: (أَذَالَ) فَرَسَهُ وَغُلَامَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ «نَهَى عَنْ إِذَالَةِ الْخَيْلِ» وَهُوَ امْتِهَانُهَا بِالْعَمَلِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهَا. 
ذ ي ل : ذَالَ الثَّوْبُ يَذِيلُ ذَيْلًا مِنْ بَابِ بَاعَ طَالَ حَتَّى مَسَّ الْأَرْضَ ثُمَّ أَطْلَقَ الذَّيْلُ عَلَى طَرَفِهِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ وَإِنْ لَمْ يَمَسَّهَا تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ ذُيُولٌ وَذَالَ الرَّجُلُ يَذِيلُ جَرَّ أَذْيَالَهُ خُيَلَاءَ وَذَالَ الشَّيْءُ ذَيْلًا هَانَ وَأَذَالَهُ صَاحِبُهُ إذَالَةً. 

ذيل


ذَالَ (ي)(n. ac. ذَيْل)
a. Was long; trailed, draggled; had a long, trailing
garment.
b. Had a skirt (garment).
c. Became thin, emaciated.
d. Was low, base.

ذَيَّلَa. Put a tail or skirt to; added an appendix.

أَذْيَلَa. Let down; despised, slighted, neglected.

تَذَيَّلَa. Swaggered along.

تَذَاْيَلَa. Was abased, humbled.

ذَيْل
(pl.
أَذْيُل
ذُيُوْل
أَذْيَاْل
38)
a. Tail, skirt, train, hind part.
b. Appendix, supplement.
c. Trail or track.

ذَاْيِلa. Trailing, sweeping; longtailed.
b. Swaggerer.

ذَيَّاْلa. see 21
ذَيَّاْلَةa. Threaded needle.

N. Ac.
ذَيَّلَa. Appendix.

مُذَالَة
a. Female slave.

طَوِيْل الذَّيْل
a. Rich, wealthy; influential.

أعذْيَال النَّاس
a. The dregs of the populace, riff-raff; ragtag &
bobtail.
ذيل: ذَيْل. في ذيله: في أسفل هذه الكتابة (بوشر).
ذَيْل: أسفل الثوب وأسفل الرداء وغير ذلك.
ويقال مجازاً: حرَّر أذياله في الصبا بمعنى انصرف إلى اللهو في صباه (رياض النفوس ص58 ق).
ذَيْل، في مالطة: تنورة من التيل أو القطن الأبيض ترتديه القرويات (الملابس ص187).
ذيل: خيط صياد السمك، ويقال أيضاً: خَيْط مِنْ ذَيْل (ألكالا).
ذَيْل: أغلظ وتر في الآلة الموسيقية يستخدم في الكمنجة الكبيرة (ألكالا).
وذَيْل: صوت (لحن) موسيقى (سلفادور ص30) وانظر مقالتي رَصَدْ.
ذيل الفرس: ذنب الفرس، ذنب الخيل. وهو يختلف عما عندنا (باجني مخطوطات). ذيل القط: نبات اسمه العلمي Reseda Durioena Gay ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 279).
مُذَيِّل. مُذَيِّل الأُذُنَينْ: متدلي الأذنين. (ألكالا، وانظر فيكتور)، ومذيل العَيْنَينْ: عابس، مقطب، باسر، الذي ينظر إلى الشخص بكبر وعجب وهو مقطب الجبين (ألكالا، وانظر فكتور). حرف الراء:
[ذيل] الذَيْلُ: واحد أَذْيالِ القميص وذيولِهِ. وذَيْلُ الريح: ما انسحَبَ منها على الأرض. وذالَتِ المرأة تَذيلُ، أي جرَّت ذيلَها على الأرض وتبخترتْ. ومنه قول طرفة: فَذالَتْ كما ذالَتْ وَليدَةُ مجلسٍ تُري رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّد ومُلاءٌ مُذَيّلٌ، أي طويل الذَيْلِ. وأَذالَت المرأة قِناعها، أي أرسلَتْه. والإذالةُ: الإهانةُ. يقال: أَذالَ فرسه وغلامَه. وفي الحديث: " نهى عن إذالَةِ الخيل "، وهو امتِهانُها بالعمل والحملِ عليها. ويقال في المثل: " أَخْيَلُ من مُذالَةٍ "، وهي الأَمَةُ، لأنها تُهانُ وهي تتبختر. وفرسٌ ذائلٌ، أي طويل الذَنَب. والأنثى ذائِلةٌ. وكذلك فرسٌ ذَيَّالٌ طويل الذَنَبِ. فإنْ كان قصيراً وذَنبُه طويلا قالوا: ذيال الذنب، فيذ كرون الذَنَبَ. والذائلُ: الدرعُ الطويلةُ الذَيلِ. قال النابغة:

ونسج سليم كل قضاء ذائل * يعنى سليمان بن داود عليهما السلام. ويقال: ذَيْلٌ ذائِلٌ، وهو الهوان والخزي. وقولهم: جاء أَذْيالٌ من الناس، أي أواخرُ منهم قليلٌ.
ذ ي ل

" شمر ذيلاً، وادّرع ليلاً " وجر ذيله وأذياله وذيوله. وقد ذال الثوب يذيل. وقميص ذائل. ودرع ذائلة. وأذال ثيابه وذيلها. وملاء مذيل. وذالت الجارية وتذيلت: تبخترت ساحبة ذيلها. قال طرفة

فذالت كما ذالت وليدة مجلس ... تري ربها أذيال سحل ممدد

وقال الطرماح:

إن الفؤاد هفا للبائن الغرد ... لما تذيل خلف العنس الخرد وأذاله: أهانه. وذال بنفسه ذيلاً. وهو في ذيل ذائل: في هون شديد. وأذال فرسه وغلامه: لم يحسن القيام عليهما فهزلا وفسدا. و" إنه لأخيل من مذالة " وهي الأمة.

ومن المجاز: جرت بها الرياح ذيولها وأذيالها. وجاءنا أذيال من الناس وذيول أي أواخر منهم. وثور ذيال، وفرس ذيال: طويل الذنب شبه ذنبه بالذيل. ويقال: فرس طويل الذيل. قال ابن مقبل:

وكل علندي قصّ أسفل ذيله ... فشمر عن ساق وأوظفة عجر

وقد تذيل في استنانه: حرك ذنبه نشاطاً. وذيل كلامه تذييلاً، وتذيل في كلامه وتسرح: تبسط فيه غير محتشم. وفلان طويل الذيل: غنيّ. وذالت حاله وتذايلت: تواضعت. وذالت الحمامة: سحبت ذنبها. وأذالت المرأة قناعها: أرسلته. وأذال ماله: ابتذله بالإنفاق، ولم يصنه. يقال: أذل مالك، يصن عرضك.
ذيل: الذَّيْلُ: ذَيْلُ الإِنْسَانِ وهو ما انْسَبَلَ من الإِزَارِ فَأصَابَ الأرْضَ، وذَيْلُ المَرْأةِ.
وذَيْلُ الرِّيْح: ما جَرَّ على وَجْهِ الأرْضِ من التُّرَابِ، والجَمِيْعُ الذُّيُوْلُ والأذْيَالُ.
والذَّنَبُ إذا طالَ: ذَيْلٌ. وفَرَسٌ ذَيّالٌ: تَذَيَّلَ في مِشْيَتِه.
وأُذِيْلَ الفَرَسُ: أي أُسِيْءَ إليه حَتّى يُهْزَلَ؛ فهو مُذَالٌ. وهو المُهَانُ أيضاً، أذَلْتُه.
ويُقال للحَلْقَةِ الدَّقِيْقَةِ اللَّطِيْفَةِ من حَلَقِ الدِّرْعِ وغَيْرِه: مُذَالَةٌ.
والمُذَالُ في العَرُوْضِ: زِيَادَةُ سَبَبٍ في الضَّرْبِ على الجُزْءِ.
واطْوِ الثَّوْبَ على أذْيَالِه ومُنْذَالِه وذائلِه ومُتَذَئِّلِه: أي مُنْجَرِّه وأسْفَلِه.
وأذْيَالٌ من ناسٍ وذُيُوْلٌ وذُيَّلٌ ومُتَذَيِّلَةٌ: أي أوَاخِرُ قَلِيْلٌ منهم.
وتَذَايَلَتْ حالُ فلانٍ تَذَايُلاً وذالَتْ تَذِيْلُ: أي تَوَاضَعَتْ.
وتَذَيَّلَ الرَّجُلُ: تَبَخْتَرَ.
وذالَتِ النّاقَةُ تَذِيْلُ: إذا مَشَتْ مائِلَةً من نَشَاطِها.
وتَذَيَّلَ الرَّجُلُ في الكلام: تَبَسَّطَ فيه.
والنّاسُ ذائلُوْنَ إلى بَلَدِ كذا ومُتَذَيِّلُوْنَ: من الانْبِسَاطِ من مَكَانٍ إلى مَكَانٍ.
وأرْضٌ مُتَذَيِّلَةٌ: أصَابَها لَطْخٌ من مَطَرٍ ضَعِيْف، وقد ذُيِّلَتْ.
وفي المَثَلِ: " مَنْ يَطُلْ ذَيْلُه يَنْتَطِقْ به "، و " كُلُّ ذاتِ ذَيْلٍ تَخْتَالُ "، و " شَمِّرْ له ذَيْلاً وادَِّعْ لَيْلاً ".
ويقولونَ: إذا أذَلْتَ المَرْأةَ ذالَتْ: أي إذا هَزَلْتَها هُزِلَتْ.
ومَثَلٌ: " إنَّه لأَخْيَلُ من مُذَالَةٍ " وهي الأَمَةُ؛ لأنَّها مُهَانَةٌ.
باب الذال واللام و (ويء) معهما ذ ي ل، ذء ل، وذ ل، ل وذ، ذ ول مستعملات

ذيل: ما أُسبِلَ فأصابَ الأرضَ من الرِّداءِ والإِزار، وذَيْل المرأة لكلِّ ثوبٍ تلبَسُه إذا جَرَّتْه على الأرض من خَلْفها. وذَيْل الريحِ: ما جَرَّتْهُ على الأرض من التُّرابِ والقَتام ، وجمعُه ذُيُولٌ وربَّما قالوا: أذيال، لأنّ الياء إذا تَحَرَّكَتْ تحوَّلَتْ ألفاً نحو: القال من القول، والقَاب من القَوْب، وهما في الوزن سَواءٌ لخِفَّتهما، فأجْرَوا الواوَ الظاهرةَ مُجْرَى الألف لسُكُونها فحَمَلوا ذلك على مِيزان ما جاءَ من نحو الجَدَث والجَمَل وغيرهما، وأجمال للعدد، ودَخَلَتْ ألف القَطْع فَرقاً بين العدد وبين الجِماع، ودَخَلَتِ الألفُ بعد الميم مَدَّةً ومُدَّتْ من فتح الميم، ليختلفَ لفظُ الجمع من لفظ الواحد، لأنه لو قال: أجْمَل لاشتَبَه بالنَّعْت نحو أحْمَر وأصفر. وما كان ثانية من الحروفِ الصِّحاح ساكناً نحو: سَرْجٍ وبَعْلٍ، فإِنّهم زادوا الألف أيضاً في أوَّله للعَدد، ولو لم تكن العين والراء للنُزِعَ منها مَدة، وقد سُكِّنَ الحرفُ الذي قبلها لمجيء ألفِ القطع، فلما سُكِّنَ الحرفانِ حَرَّكوا الآخِر منهما، فلم يكن له وجهٌ إلاّ الضمّةُ، لأنّه لو فُتِحَ لأشتبَه بالنَّعْت، ولو كُسِرَ لاشتبَه بالأمر. ويقال لذَنَب الفَرَس إذا طال: ذَيْلٌ، وفَرَسٌ ذَيّال إذا تَذَيَّلَ في مَشْيه واستِنانه. وقد أُذيلَ الفرسُ إذا أُسيءَ القيامُ عليه حتى يُهْزَل. وأذَلْتُه: أهَنْتُه. ويقال للحَلْقةِ اللَّطيفةِ من حَلَقِ الدُّروع وغيرها: مُذالة، قال:

من الماذي والحلق المذال

ذأل: ذُؤالةُ اسمُ معرفةٌ للذِّئبِ لا ينصَرف، وسَمَّتِ العَرَبُ عامَّةَ السِّباع بأسماءٍ معارف، يُجرونَها مَجرَى الرجال والنساء، ويُذكِّرون ذُؤالة ولا يجعلون فيه ألفا ولاماً. والذَّأْلانُ: ابنُ أوَى. واختَلَفوا فقال بعضهم: ذِئْلان، وقال بعضهم: ذُؤلان لجماعة ذُؤالة. والذَّأَلان، مفتوحة الهمزة: مِشْيةٌ في سُرعةٍ ومَيْسٍ، فإذا كانت المِشْيةُ في انخِزالٍ وضَعْف قيل: تذأل، وقيل بالدال أيضاً، قال:

مَرَّتْ بأعلى سَحَرين تذألُ  وذل: الوذيلةُ: قطعةٌ من شَحْم السَّنامِ والأَلْيَة. ويقال للقِطعة من الفضة: وَذيلة وتُجمَع وَذائل.

لوذ: اللَّوْذُ: مصدر لاذَ يَلُوذُ لَوْذاً، واللِّياذ مَصدرَ المُلاوَذة، وهو أن يستَتِرَ بشيءٍ مخافةَ أن تراه وتأخُذَه واللاّذةُ واللاّذُ: ثياب من حرير يُنْسَجُ بالصِّين تُسَمِّيه العربُ والعَجَم اللاّذ. والمَلاذُ: المَلْجَأ، ويُجمَع المَلاوِذ. وألواذُ المكان: نَواحيه، والواحِدُ لَوْذٌ.

ذول: الذّالُ: تصغيرُها ذُوَيلة، وكل حرف من حروف الهجاء يتبعه ألف بعد حرف حَرْفِ صحيح فإنّها ترجِع إلى الواو وإنْ كانت بعد الألف مَدّةٌ مثل الحاء والباء فأنّها ترجع إلى الياء، تقول في طاء: طُيَيَّة وفي حاء: حُيَيَّة.
[ذ ي ل] الذَّيْلُ آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ وذَيْلُ الثَّوْبِ والإزارِ ما جُرَّ مِنه إذا أُسْبِلَ وذَيْلُ الرِّيحِ ما تَتْرُكُه في الرِّمالِ عَلَى هَيْئَة الرَّسَنِ ونَحْوِه كأَنَّ ذلِك إِنَّما هُوَ أَثَرُ ذَيْلٍ جَرَّتْهُ قال

(لكُلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَسْفُورْ ... )

وذَيْلُها أيضًا ما جَرَّتْهُ على الأَرْضِ من التُّرابِ والقَتامِ والجمعُ من كُلِّ ذلِك أَذْيالٌ وأَذْيُلٌ الأَخيرَةُ عن الهَجَرِيِّ وأنشد لأَبِي البَقَراتِ النَّخْعِيِّ

(وثَلاثًا مِثْلَ القَطا ماثِلاتٍ ... لَحَفَتْهُنَّ أَذْيُلُ الرِّيحِ تُرْبَا)

والكَثِيرُ ذُيُولٌ قال النّابِغَةُ

(كأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُيُولَها ... عَلَيْه قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوانِعُ)

وقيلَ أَذْيالُ الرِّيحِ مآخِيرُها التي تَكْسَحُ بها ما خَفَّ لَها وذَيْلُ الفَرَسِ والبَعِيرِ ونَحْوِهما ما أَسْبَلَ من ذَنَبِه فَتَعَلَّقَ وقيل ذَيْلُه ذَنَبُه وذالَ يَذِيلُ وأَذْيَلَ صارَ له ذَيْلٌ وذالَ بهِ شالَ وكذلك الوَعِلُ بذَنَبِه وفَرَسٌ ذائِلٌ ذو ذَيْلٍ وذَيّالٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ وقال ابنُ قُتَيْبَةَ ذائِلٌ طَوِيلُ الذَّيْل وذَيّالٌ طَوِيلٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ وكذلك الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ والذَّيًّالُ من الخَيْلِ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيِه واسْتِنانِه كأَنَّه يَسْحَبُ ذَيْلَ ذَنَبِه وذالَ الرًّجُلُ يَذِيلُ ذَيْلاً تَبَخْتَر فجَرَّ ذَيْلَه قالَ طَرَفَةُ يصفُ ناقَةً (فذالَتْ كما ذَالَتْ وَلِيدَةُ مَجْلِسٍ ... تُرِي رَبَّها أَذْيالَ سَحْلِ مُمَدَّدِ)

يَعْنِي أَنَّها جَرَّتْ ذَنَبَها كما ذَالَتْ مَمْلوكَةٌ تَسْقِي الخَمْرَ في مَجْلِسٍ وتَذَيَّلَت الدّابَّةُ حَرَّكَت ذَنَبَها من ذلِكَ والتَّذَيُّلُ التَّبَخْتُر منه ودِرْعٌ ذائلٌ وذائِلَةٌ ومُذالَةٌ دَقِيقَةٌ لَطِيفَةٌ مع طُولٍ والمُذالُ من البَسِيطِ والكامِلِ ما زِيدَ عَلَى وَتِدِه من آخِرِ البَيْتِ حَرْفانِ وُهَو المُسَبَّغُ في الرَّمَلِ ولا يكونُ المُذالُ في البَسِيطِ إِلاَّ من المُسَدَّسِ ولا في الكامِلِ إِلا من المُرَبًّع مثالُ الأَوَّلِ قوله

(إِنّا ذَمَمْنا عَلَى ما خَيَّلَتْ ... سَعْدَ بنَ زَيْدٍ وعَمْرًا من تَمِيمْ)

ومثال الثاني قولُه

(جَدَثٌ يكُونُ مُقامُه ... أبدًا بمُخْتَلِفِ الرِّياحْ)

فقولُه رَنْ مِنْ تَمِيمْ مُسْتَفْعِلان وقوله تَلِفِرْ رِياحْ مُتَفاعلان قال الزَّجّاجُ إِذا زِيدَ على الجُزْءِ حَرْفٌ واحِدٌ وذلك الجُزْءُ مما لا يُزاحَفُ فاسْمُه المُذالُ نحو مُتَفاعِلاَن أصله مُتَفَاعِلُنْ فزِدْتَ حَرْفًا فصار ذلك الحرفُ بمَنْزِلةِ الذَّيْلِ للقَمِيصِ وذالَ الشَّيْءُ يَذِيلُ هانَ وأَذَلْتُه أَنا أَهَنْتُه ولم أُحْسِن القيامَ عليهِ وفي الحَدِيثِ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن إِذالَةِ الخَيْلِ وذالَت المَرْأَةُ والنّاقَةُ تَذِيلُ هُزِلَتْ وفَسَدت وأَذَلْتُها أَفْسَدْتُها وهو من ذلِك والمُذَيَّلُ والمُتَذَيِّل المُتَبَذِّلُ وبَنُو الذَّيّالِ بَطْنٌ 

ذيل: الذَّيْل: آخر كل شيء. وذَيْل الثوب والإِزارِ: ما جُرَّ منه إِذا أُسْبِل. والذَّيْل: ذَيْلُ الإِزار من الرِّداء، وهو ما أُسْبِل منه فأَصاب الأَرض. وذَيْل المرأَة لكل ثوب تَلْبَسه إِذا جرَّته على الأَرض من خلفها. الجوهري: الذيلُ واحد أَذْيال القميص وذُيولِه. وذَيْلُ الرِّيح: ما انسحب منها على الأَرض. وذيل الرِّيح: ما تتركه في الرمال على هيئة الرَّسَن ونحوه كأَنَّ ذلك إِنما هو أَثَرُ ذَيْل جرَّته؛ قال:

لكل ريح فيه ذَيْلٌ مَسْفور

وذَيْلُها أَيضاً: ما جرَّته على وجه الأَرض من التراب والقَتام، والجمع من كل ذلك أَذْيال وأَذْيُل؛ الأَخيرة عن الهَجَرِيِّ؛ وأَنشد لأَبي البقرات النخعي:

وثلاثاً مِثلَ القَطا، مائِلاتٍ،

لَحَفَتْهُن أَذْيُلُ الرِّيح تُرْبا

والكثير ذُيول؛ قال النابغة:

كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيُولَها

عليه قَضِيمٌ، نمَّقتْه الصَّوانِعُ

(* في ديوان النابغة: حصير بدل قضيم).

وقيل: أَذْيالُ الرِّيح مآخِيرها التي تُكْسَحُ بها ما خَفَّ لها.

وذَيْلُ الفرس والبعير ونحوهما: ما أَسْبَلَ من ذَنَبه فتَعَلَّق، وقيل: ذَيْلُه ذنبه. وذَالَ يَذِيل وأَذْيَل: صار له ذيْلٌ. وذالَ به: شالَ، وكذلك الوعِلُ بذنَبه. وفرس ذائلٌ: ذو ذَيْلٍ، وذَيَّال: طويل الذَّيل؛ وفي الصحاح: طويل الذنب، والأُنثى ذائلة؛ وقال ابن قتيبة: ذائل طويل الذَّيل، وذَيَّالٌ: طويل الذيل؛ وفي التهذيب أَيضاً: طويل الذنب؛ وأَنشد ابن بري لعباس بن مِرْداس:

وإِني حاذِرٌ، أَنْمِي سلاحِي

إِلى أَوْصالِ ذَيَّالٍ مَنيع

فإِن كان الفرس قصيراً وذنبه طويلاً قالوا ذائل، والأُنثى ذائلة، أَو قالوا ذَيَّالُ الذنب فيذكرون الذنب، ويقال لذنب الفرس إِذا طال ذَيل أَيضاً، وكذلك الثور الوحشي. والذَّيَّال من الخيلِ: المُتَبَختِر في مَشْيه واسْتِنانه كأَنه يَسْحَب ذَيْلَ ذنَبه. وذالَ الرجل يَذِيل ذَيْلاً: تَبَخَترَ فجرَّ ذَيْله؛ قال طرفة يصف ناقة:

فَذَالَتْ كما ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ،

تُرِي رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّد

يعني أَنها جَرَّت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقي الخمر في مجلس. وفي حديث مصعب بن عمير: كان مترفاً في الجاهلية يدَّهن بالعَبِير ويُذِيلُ يُمْنَة اليَمَن أَي يُطيل ذَيْلها، واليُمنة ضرب من برود اليمن. ويقال: ذات الجارية في مَشْيها تَذِيل ذَيْلاً إِذا ماسَت وجَرَّت أَذيالها على الأَرض وتبخترت. وذالت الناقةُ بذنبها إِذا نشَرتْه على فخذيها. خالد بن جَنْبَة قال: ذَيْلُ المرأَة ما وقع على الأَرض من ثوبها من نواحيها كلها، قال: فلا نَدْعو للرَّجُل ذَيْلاً، فإِن كان طويل الثوب فذلك الإِرْفال في القميص والجُبَّة. والذَّيْلُ في دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا أَرْخَتْه.وتذيلت الدابةُ: حرَّكت ذنَبها من ذلك. والتَّذَيُّل: التَّبَخْتُر

منه.ودِرْع ذائلةٌ وذائل ومُذالةٌ: طويلة. والذّائل: الدِّرْع الطويلة الذَّيْل؛ قال النابغة:

وكلّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِيَّة،

ونَسْجُ سُلَيْم كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ

يعني سليمان بن داود، على نبينا وعليهما السلام؛ والصَّمُوتُ: الدِّرْع التي إِذا صُبَّت لم يسمع لها صوت. وذَيَّل فلان ثوبه تَذييلاً إِذا طوّله. ومُلاءٌ مُذَيَّلٌ: طويلُ الذيل، وثوب مُذَيَّل؛ قال الشاعر:

عَذَارَى دَوارٍ في مُلاء مُذَيَّلِ

(* هذا البيت من معلقة امرئ القيس، وصدره:

فعَنّ لنا سِربٌ كأنّ نِعاجَه)

ويقال: أَذالَ فلان ثوبه أَيضاً إِذا أَطالَ ذَيْله؛ قال كثيِّر:

على ابن أَبي العاصي دلاصٌ حَصِينةٌ،

أَجادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذالَها

وأَذالَت المرأَةُ قِناعَها أَي أَرْسَلَتْه. وحَلْقة ذائلة ومُذالة: رَقيقة لطيفة مع طُول.

والمُذالُ من البسيط والكامل: ما زِيدَ على وتِده من آخر البيت حرفان، وهو المُسَبّغ في الرَّمَل، ولا يكون المُذال في البسيط إِلاَّ من المُسَدّس ولا في الكامل إِلاَّ من المربع؛ مثال الأَول قوله:

إِنَّا ذَمَمْنا على ما خَيَّلَتْ

سَعْدُ بنُ زيدٍ، وعَمْراً من تَمِيمْ

ومثال الثاني قوله:

جَدَثٌ يكونُ مُقامُه،

أَبَداً، بمُخْتَلَِفِ الرِّياحْ

فقوله رَنْ من تميمْ مستفعلان، وقوله تَلَِفِرْ رِياحْ مُتَفاعلان؛ وقال الزجاج: إِذا زيد على الجزء حرف واحد، وذلك الجزء مما لا يُزاحَف، فاسمه المُذال نحو متفاعلان أَصله متفاعلن فزدت حرفاً فصار ذلك الحرف بمنزلة الذَّيْل للقميص.

وذَال الشيءُ يَذيلُ: هانَ، وأَذَلْته أَنا: أَهَنْته ولم أُحْسِن القِيام عليه. وأَذَالَ فلان فرسه وغلامه إِذا أهانَه. والإِذالةُ: الإِهانة.

وفي الحديث: نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن إِذالة الخيل وهو امْتِهانُها بالعمل والحملِ عليها، وفي رواية: باتَ جبريل، عليه السلام، يعاتبني في إِذالة الخيل أَي إِهانَتِها والاسْتِخْفاف بها؛ ومنه الحديث الآخر: أَذالَ الناسُ الخيلَ، وقيل إِنهم وضَعُوا أَدَاة الحرب عنها وأَرسلوها.

والمُذالُ: المُهانُ، وقيل للأَمَة المُهانةِ: المُذالةُ. وفي المثل: أَخْيَلُ من مُذالةٍ، وهي الأَمَة لأَنها تُهان وهي تَتَبَخْتَر. ويقال:

ذَيْل ذائل وهو الهَوان والخِزْيُ. وقولهم: جاء أَذْيالٌ من الناس أَي أَواخِرُ منهم قليل. وذالَت المرأَةُ والناقةُ تَذِيل: هُزِلت وفسدت.

وأَذَلْتها: أَهْزَلْتها، وهو من ذلك. والمُذَيَّلُ والمُتَذَيّلُ: المُتَبَذِّلُ. وبنو الذَّيّال: بطن من العرب.

ذيل
ذالَ يَذِيل، ذِلْ، ذَيْلاً، فهو ذائل
• ذالَ الحيوانُ:
1 - صار له ذيلٌ.
2 - طال ذيْلُه.
• ذال الشَّخصُ: جرَّ أذيالَه خيلاء، وكِبْرًا، وتبختُرًا.
• ذالت حالُه: تواضعت "كسب من عمله ثم أخذت أحواله تذيل فيما بعد". 

أذالَ يُذيل، أَذِلْ، إذالةً، فهو مُذيل، والمفعول مُذال
• أذالتِ المرأةُ ثوبَها:
1 - جعلت له ذيلاً.
2 - أطالت ذيله "أذالت المرأةُ قناعَها: أرسلته وأرخته". 

تذيَّلَ/ تذيَّلَ في يتذيَّل، تذيُّلاً، فهو مُتذيِّل، والمفعول مُتَذَيَّل فيه
• تذيَّلتِ المرأةُ: تبخترت في مِشيتها وهي تسحب ذيلَ ثوبها على الأرض.
• تذيَّل فُلانٌ في الكلام: تبسَّط فيه على غير احتشام. 

ذيَّلَ/ ذيَّلَ في يُذيِّل، تذييلاً، فهو مُذيِّل، والمفعول مُذيَّل
• ذيَّلتِ المرأةُ ثوبَها:
1 - أذالته؛ جعلت له ذيلاً "ذيَّل ثوبه".
2 - أذالته؛ أطالت ذيلَه "ذيَّلت فستانَ العُرس/السهرة".
• ذيَّل المؤلِّفُ كِتابَهُ: أردفه بكلام كالتتمَّة له، كتب شيئًا في ذيله.
• ذيَّل فلانٌ في كلامه: تذيَّل؛ تبسّط فيه على غير احتشام. 

إذالة [مفرد]: مصدر أذالَ. 

تذييل [مفرد]:
1 - مصدر ذيَّلَ/ ذيَّلَ في.
2 - ما يُلحق بالكتاب في خاتمته.
3 - (بغ) تعقيب جملة بأخرى تشتمل على معناها تأكيدًا لها، وهو نوع من الإطناب.
• التَّذييل: (عر) علَّة مُقتضاها زيادة حرف ساكن على ما آخره وتدٌ مجموع، فتصير (متفاعلن) بالتذييل (متفاعِلان).
• تذييل الصَّفحة: سطر نصِّيّ أو أكثر في منطقة الهامش السفليّ من الصفحة مركَّب من عنصر أو أكثر مثل رقم الصفحة واسم الفصل والتاريخ. 

تذيُّل [مفرد]:
1 - مصدر تذيَّلَ/ تذيَّلَ في.
2 - دراسة بطريقة التصوير الضوئيّ لأثر المسير الذي يخلِّفه مقذوف في الهواء، أو جانبيّة جناح طائرة في نفق هوائيّ ديناميكيّ. 

ذائل [مفرد]: اسم فاعل من ذالَ. 

ذَيْل [مفرد]: ج أذيال (لغير المصدر) وذُيول (لغير
 المصدر):
1 - مصدر ذالَ.
2 - (شر) ذنب طرفيّ في مؤخِّرة بعض الحيوانات، ويكون غالبًا مستطيلاً متحرِّكًا متَّصلاً بالعمود الفقريّ "ذيْل فرس- حيوان طويل الذيل".
3 - آخر كلّ شيء "ذيل صفحة- زائدة ذيْليّة- ذيل الكتاب: ملحق وحاشية" ° ذُيول المشكلة/ ذُيول الأمر/ ذُيول الحادث: آثارها الباقية، نتائجها وعواقبها- لاذ بأذيال الشَّيء.
4 - أسفل الثوب، ما جُرّ منه إذا أُسْبل "ذيْل الفستان: طوله- ذيل القميص: ما انسدل أسفل الخصر خاصَّة من الخلف- ذيل المعطف: الجزء من المعطف المتدلِّي تحت الخصر" ° تعلّق بأذياله: استنجد به- تمسَّك بأذيال الخيبة- جرَّ أذيالَه: تبختر، زها بنفسه- ذيل الرِّيح: ما انسحب منها على الأرض- رجَع يجرُّ أذيال الخيبة: لم يوفَّق في مسعاه- طاهر الذَّيْل: مستقيم السلوك، حَسَن الخُلُق، نزيه شريف- طهارة الذَّيْل: نزاهة واستقامة- طويل الذَّيْل: غنيٌّ- هو في ذيل ذائل: هوان شديد.
5 - تتمَّة، ليست من صُلب النصِّ وإن كانت تكملة له وهامَّة لفهمه وتُطبع بعده مباشرة وتسبق عادة الكشَّاف.
• ذيلٌ مذنَّب: (فك) شعاع طويل مضيء من الغاز والغبار ناتج عن رأس مُذنَّب عندما يقترب من الشَّمس.
• ذيْل حِصان: (نت) نبات عشبيّ مائيّ لا يخلو من بعض المنافع الطبّيّة.
• ذيْل فأر: (نت) جنس نباتات عشبيّة حوليَّة برّيّة من فصيلة النجيليّات تكثر في الأراضي المرويّة وترعاها الماشيةُ.
• متغاير الذَّيْل:
1 - (حن) صفة لزعنفة ذنبيّة لبعض الأسماك مثل القرْش.
2 - (سق) أغلظ وتر في الآلة الموسيقيَّة، يستخدم في الكمنجة الكبيرة.
3 - (نت) نباتٌ له فصَّان غير متساويين.
• قصير الذَّيْل: (حن) حيوان ينتمي إلى قصيرات الذيّل، وهي مجموعة من القشريّات تتضمّن السّرطان النموذجيّ، تتَّسم ببطن قصير مُختفٍ تحت الصَّدر الرأسيّ. 

ذَيْليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ذيْل.
2 - ذنبيّ خلفيّ.
• لا ذيليّ: ليس له ذيل. 

ذيَّال [مفرد]: صيغة مبالغة من ذالَ: طويل الذَّيل، مُتبختِر في مشيته. 

ذيل

1 ذَالَ, aor. ـِ inf. n. ذَيْلٌ, It (a garment) was long, so that it touched the ground. (Msb.) b2: He, or it, had a ذَيْل; [app. said of a horse &c., as meaning he had a long tail, or a pendent portion to his tail; and probably of a garment, as meaning it had a skirt, or lower extremity, reaching nearly, or quite, to the ground, or dragged upon the ground, when made to hang down; and perhaps of a man, as meaning he had a ذيل to his garment;] as also ↓ أَذْيَلَ. (M, K.) b3: And, said of a man, (M, Msb, K,) aor. as above, (M, Msb,) and so the inf. n., (M,) He walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, dragging his ذَيْل [or skirt, or the lower extremity of his garment]; (M, K;) and in like manner ذَالَتْ is said of a she-camel: (M:) or he dragged his أَذْيَال [or skirts, or the lower extremities of his garment or garments], by reason of pride and self-conceit: (Msb:) or ذَالَتْ, (T, S,) فِى مِشْيَتِهَا, said of a girl, or young woman, (T,) or of a woman, (S,) aor. ـِ (T, S,) inf. n. as above, (T,) she dragged her أَذْيَال, (T,) or her ذَيْل, (S,) upon the ground, walking with an elegant and a proud and self-conceited gait. (T, S.) [See also 5.] b4: ذال بِذَنَبِهِ He raised his tail; (M, K;) said of a horse, and of a mountaingoat. (M.) And ذالت بِذَنَبِهَا She (a camel) spread her tail upon her thighs. (T.) b5: ذال إِلَيْهِ i. q. اِنْبَسَطَ [app. as meaning He acted towards him, or behaved to him, with boldness, forwardness, presumptuousness, or arrogance]; as also ↓ تذيّل. (K.) b6: ذال الشَّىْءُ, (M, Msb, K,) aor. as above, (M,) and so the inf. n., (Msb,) The thing was, or became, low, base, vile, mean, contemptible, or ignominious. (M, Msb, K.) and ذالت حَالُهُ His state, or condition, became lowered, or abased; as also ↓ تذايلت. (O, K.) b7: ذالت said of a woman, (M, K,) and of a she-camel, (M,) She was, or became, lean, or emaciated, (M, K,) and in a bad condition. (M.) 2 ذيّل ثَوْبَهُ, inf. n. تَذْيِيلٌ, [He made his garment to have a ذَيْل, i. e. shirt, or lower extremity, reaching nearly, or quite, to the ground, or such as to be dragged upon the ground; or] he made his garment long: (T:) and ثَوْبَهُ ↓ اذال he made his garment to have a long ذَيْل. (T, TA.) b2: [Hence, ذَيَّلْتُ كِتَابَهُ (assumed tropical:) I added an appendix to his writing, or book; like ذَنَّبْتُهُ. And hence, the inf. n. تَذْيِيلٌ is used to signify (assumed tropical:) An appendix; like تَذْنِيبٌ; as also ↓ ذَيْلٌ.]

A2: ذَيَّلْتُ ذَالًا [I wrote a ذ]. (IB, TA on the letter ا.) [See also 2 in art. ذول.]4 أَذْيَلَ: see 1, second sentence.

A2: اذال ثَوْبَهُ: see 2. b2: اذالت قِنَاعَهَا She (a woman) let down her head-covering. (T, S, K. *) b3: اذالهُ, (T, S, M, Msb, K,) inf. n. إِذَالَةٌ, (S, * M, Msb,) He lowered him; abased him; rendered him vile, mean, contemptible, or ignominious; or held him in low, or mean, estimation; (T, S, M, Msb, K;) and did not tend him, or take care of him, well; (M, K;) namely, his horse, (T, S, M,) and his young man, or slave; (S;) or it is said of the owner of a thing. (Msb.) It is said in a trad., (S, M,) of the Prophet, (M,) نَهَى عَنْ إِذَالَةِ الخَيْلِ, (S, M,) i. e. [He forbade] the using of horses for mean work, and burdens. (S, TA.) b4: and أَذْلْتُهَا I rendered her lean; or emaciated her; namely, a woman, and a camel. (TA.) 5 تذيّلت الدَّابَّةُ The beast moved about its tail. (M.) b2: And hence, (M,) تذيّل He (a man, TA) walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, (M, K,) [app., dragging his ذَيْل (or skirt), like ذَالَ.] b3: [It occurs in the M and L, in art. رأد: said of a branch, or twig, app. as meaning It inclined limberly from side to side: but in the K, I there find in its place تذبّل.] b4: See also 1.6 تَذَاْيَلَ see 1, last sentence but one.

ذَيْلٌ The latter, or kinder, or the last, or kindmost, part of anything. (M, K.) Accord. to MF, this is the proper signification, and the other significations here following are tropical. (TA.) [But in my opinion, the word in each of the next two senses, or at least in the former of them; if not strictly proper, is what is termed حَقِيقَةٌ عُرْفِيَّةٌ, i. e. a word so much used in a tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper.] b2: [A skirt, or lower extremity, of a garment, reaching nearly, or quite, to the ground, or that is dragged upon the ground, when made to hang down:] the extremity, of a garment, that is next the ground, and so if not touching it [as well as if touching it]; an inf. n. used in this sense: (Msb:) or the part of a waist-wrapper (إِزَار), and of a garment [of any kind], that is dragged [upon the ground], (M, K,) when it is made to hang down: (M:) or the part, of an إِزَار, and of a [garment of the kind called] رِدَآء, that is made to hang down, and touches the ground: and the part, of any kind of garment worn by a woman, that the wearer drags upon the ground behind her: (Lth, T:) or the parts, all round, of a woman's garment, that fall upon the ground: and the portion that is made to hang down, of a woman's shift and of her قِنَاع [or head-covering]: you do not [properly] say of a man that he has a ذَيْل [but only when you liken the lower part of his garment to the similar part of a woman's garment]: a man's having a long garment, such as a shirt and a جُبَّة, [or his dragging the skirt thereof,] is termed إِرْفَالٌ: (Khálid Ibn-Jembeh, T:) the pl. of ذَيْلٌ (in this sense, T, Msb, as relating to a shirt [&c.], S, and in all its senses, T, M) is أَذْيَالٌ (T, S, M, Msb, K) and أَذْيُلٌ (El-Hejeree, M, K) [both pls. of pauc.] and ذُيُولٌ (T, S, M, Msb, K) which is a pl. of mult. (M.) Hence طُولُ الذَّيْلِ is a metonymical expression meaning (tropical:) Richness, or competency; because long أَذْيَال generally pertain to the rich and the prodigal and the proud and self-conceited: (Er-Rázee, Har p. 493:) and you say, طَالَ ذَيْلُ فُلَانٍ, meaning (tropical:) The state, or condition, of such a one became good, and his wealth became abundant: and هُوَ طَوِيلُ الذَّيْلِ, meaning (tropical:) He is rich. (Har p. 319.) b3: Of a horse (T, K) &c., (K,) [i. e.] of a horse and a camel and the like, (M,) The tail: (T, M, K:) or the tail when long: (TA:) or the part, of the tail, that is made to hang down. (M, K.) b4: [(assumed tropical:) Of a cloud, The skirt; or lower, pendent, part: used in this sense in the K voce هَيْدَبٌ.] b5: ذَيْلُ الرِّيحِ (assumed tropical:) What is dragged along, (T, S, O,) or drawn together, (M,) by the wind, upon the ground, (T, S, O, M,) of dust (T, M, O) and rubbish: (T, O:) or what the wind leaves upon the sand, (M, K,) in the form of a rope, (M,) resembling the track of a ذَيْل [or skirt] dragged along: (M, K:) or, as some say, أَذْيَالُالرِّيحِ means (assumed tropical:) the after-parts of the wind, with which it sweeps what is light to it. (M.) b6: ذَيْلُ جَبَلٍ (assumed tropical:) The foot, bottom, base, or lowest part, of a mountain. (A and TA voce جَرٌّ.) b7: أَذْيَالُ النَّاسِ (assumed tropical:) The hindmost of the people. (K.) You say, جَآءَ أَذْيَالٌ مِنَ النَّاسِ (assumed tropical:) Some few of the hindmost of the people came. (S, Sgh.) b8: See also 2.

A2: And see ذَائِلٌ.

ذَيَّالٌ: see ذَائِلٌ, in three places. b2: Also That behaves proudly, conceitedly, or vainly, and walks with an elegant and a proud and self-conceited gait. (TA.) Applied to a horse, That carries himself in an elegant and a proud and self-conceited manner, in his step, and in curvetting, or raising his fore legs together and putting them down together, and kneading with his hind legs, or in prancing, as though he dragged along the ذَيْل [or pendent portion] of his tail. (M.) ذَائِلٌ, applied to a horse, Having a ذَيْل, (T, K,) i. e. tail: (T:) and ↓ ذَيَّالٌ having a long ذَيْل: (T, K:) or the former word has the latter signification; (IKt, T, M;) it means having a long tail: (S:) and ↓ the latter word, tall, and having a long ذَيْل, (M, K,) and that carries himself in an elegant and a proud and self-conceited manner, in his step; (K;) and is applied in the same sense to a wild bull: (M:) or the former word signifies short, and having a long tail; and its fem. is with ة: (T:) or when a horse is of this description, they say الذَّنَبِ ↓ ذَيَّالُ, mentioning the ذَنَب. (T, S.) b2: Also, applied to a دِرْع, (S, M, K,) [i. e. a coat of mail, as is shown in the S and TA,] Long (S, M, K) in the ذَيْل [or shirt]; (S;) and so ذَائِلَةٌ and ↓ مُذَالَةٌ. (M, K. [In the CK, the last word is erroneously written مَذَالَةٌ.]) b3: And حَلْقَةٌ ذَائِلَةٌ and ↓ مُذَالَةٌ A ring [app. of a coat of mail] that is slender (M, K *) and elongated. (M.) A2: ذَائِلٌ ↓ ذَيْلٌ [an expression like ذُلٌّ ذَلِيلٌ, the former word an inf. n.,] means [Exceeding] lowness, baseness, vileness, meanness, contemptibleness, or ignominiousness. (S.) مُذَالٌ; fem. with ة: see the latter in the next preceding paragraph, in two places. b2: The fem. also means (assumed tropical:) A female slave: (T, S, M:) because she is held in low, or mean, estimation, while she carries herself in an elegant and a proud and selfconceited manner: so in the prov., أَخِيلُ مِنْ مُذَالَةٍ

[More proud and self-conceited than a female slave]. (S, K.) مُذْيِلٌ [so in my MS. copy of the K, as in the M, but in other copies of the K مُذَيَّلٌ,] and ↓ مُتَذَيِّلٌ [in the CK مُتَذَيَّلٌ] i. q. مُتَبَذِّلٌ [One who performs his own work; or who is careless of himself or his honour or reputation]. (M, K.) مُذَيَّلٌ A garment, (T,) of the kind called مُلَآء, (T, S,) or رِدَآء, (K,) Long (T, S, K) in the ذَيْل [or skirt]. (S, K.) So in a verse of Imra-el- Keys, of which the latter hemistich is cited voce دُوَارٌ. (T, TA.) أَرْضٌ مُتَذَيَّلَةٌ A land upon which has fallen a weak and small quantity (لَطْخٌ ضَعِيفٌ) of rain. (Sgh, K.) مُتَذَيِّلٌ: see مُذِيلٌ.
ذيل
{الذَّيْلُ: آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ، كَما فِي المُحْكَمِ، قَالَ شيخُنا: هَذَا هُوَ الحَقِيقيُّ، وَمَا بعدَهُ مَجازٌ. والذَّيْلُ مِنَ الإِزَارِ والثَّوْبِ: مَا جُرَّ مِنْهُ إِذا أُسْبِلَ، زادَ الصّاغَانِيُّ: فأَصَابَ الأَرْضِ، وَقَالَ خَالِد بن جنبية:} ذَيْلُ الْمَرْأَة: مَا وَقع من ثَوْبِها من نَواحِيها كُلِّها، قَالَ: وَلَا نَدْعُو للرَّجُلِ {ذَيْلاً، فإنْ كانَ طَوِيلَ الثَّوْبِ فذلِكَ الإِرْفالُ فِي القَمِيصِ والجُبَّةِ،} والذَيْلُ فِي دِرْعِ المرأةِ أَو قِنَاعِها إِذا أَرْخَتْ شَيْئاً مِنْهُمَا. والذّيْلُ مِن الرِّيحِ: مَا تَتْرُكُهُ فِي الرَّمْلٍ كأَثَرِ {ذَيْلٍ مَجْرُورٍ، وَفِي المُحْكَمِ: كهَيْئَةِ الرَّسَنِ ونحوِه، كأنَّهُ أثَرُ ذَيِلٍ جَرَّهُ، قَالَ: لكلِّ رِيحٍ فيهِ ذَيْلٌ مَسْفُور وَفِي العُــبابِ: هُوَ مَا انْسَحَبَ عَلى وَجْهِ الأرْضِ من التُّرابِ والقُمامِ. (و) } الذَّيْلُ مِنَ الْفَرَسِ، وغيرِه، كالبَعِيرِ: ذَنَبُهُ إِذا طَالَ، أَو مَا أسْبِلَ مِنْهُ فَتَعَلَّقَ، ج: {أَذْيالٌ،} وذُيُولٌ، {وأَذْيُلٌ، وَهَذِه عَن الهَجَرِيِّ، وَأنْشد لأبي البَقَراتِ النَّخْعِيِّ:
(وثَلاثاً مِثْلَ الْقَطَا مَاثِلاَتٍ ... لَحَفَتْهُنَّ} أَذْيُلُ الرِّيحِ تُرْبا)
وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِسَاتِ {ذُيُولَها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوانِعُ)
وشاهِدُ} الأَذْيالِ يَأْتِي فِي قولِ طَرَفَةَ، وَقيل: {أَذْيالُ الرِّيحِ: مَآخِيرُها الَّتِي تَكْسَحُ مَا خَفَّ لَهَا.
} وذَالَ، يَذِيلُ: صارَ لَهُ {ذَيْلٌ،} كأَذْيَلَ، و {ذَالَ بِذَنَبِهِ، شالَ وذال فلَان: تبخر فجر} ذّيْلَهُ، وَكَذَلِكَ المَرْأةُ إِذا مَاسَتْ فَجَرَّتْ {ذَيْلَها عَلى الأرْضِ، كَما فِي التَّهْذِيبِ، قالَ طَرَفَةُ يَصِفُ ناقَتَهُ:
(} فَذَالَتْ كَما {ذَالَتْ وَلِيدَةُ مَجْلِسِ ... تُرِي ربَّها} أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ)
ورِوايَةُ الأَزْهَرِيَّ: سَحْلٍ مُعَضَّدِ، وأَوْرَدَهُ بعد قَوْلِهِ: {ذَالَتِ النَّاقَةُ بذَنَبِها: نَشَرَتْهُ عَلى فَخِذَيْهَا: (و) } ذَالَتْ الْمَرْأَةُ: هُزِلَتْ، وفَسَدَتْ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. {وأَذَلْتُهُ أَنا، كَذَا فِي النُّسَخِ، والأَوْلَى:} وأَذَلْتُها، أَي أهْزَلْتُها، وَمِنْه الحديثُ: نَهَى عَنْ {إذَالَةِ الخَيْلِ. وَهِي امْتِهانُها بالعَمَلِ والحَمْلِ عَلَيْهَا. (و) } ذالَ الشَّيْءُ، {ذَيْلاً: هَانَ، و} ذَالَتْ حالُهُ تَوَاضَعَتْ،! كتَذَايَلَتْ، كَمَا فِي الْعــبابوذال إِلَيْهِ: انْبَسَطَ، {كتَذَيَّلَ،} وأَذَلْتُهُ أَنا: أَهَنْتُهُ ولَمْ أُحْسِنِ الْقِيامَ عَلَيْهِ، و {أَذَالَتِ المَرْأَةُ الْقِناعَ: أَرْسَلَتْه، كَمَا العُــبابِ، وَفِي التّهْذِيبِ: أَرْخَتْهُ. وفَرَسٌ} ذَائِلٌ: ذُو {ذَيْلٍ،} وذِيالٌ: طَوِيلُهُ، وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة: {ذَائِلٌ: طَوِيلُ} الذَّيْلِ، أَو {الذَّيَّالُ من الخَيْلِ: الطَّوِيلُ الْقَدِّ، الطَّوِيلُ} الذَيْلِ، فَإِن كَانَ قَصِيراً وذَنَبُهُ طَوِيلٌ، قَالُوا: {ذَيَّالُ الذَنَبِ، فيذكرونَ الذَنَبَ، كَمَا فِي الْعــباب. وَفِي التَّهْذِيب: فَإِن كَانَ الفرسُ قَصِيرا طويلَ الذَنَبِ، قَالُوا:) } ذَائِل، وَالْأُنْثَى: {ذَائِلَة، أَو قَالُوا:} ذَيَّالُ الذَنَبِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للنَّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:
(بِكُلِّ مُجَرَّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو ... عَلى أوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ)
وَفِي المُحْكَمِ: {الذَّيالُ مِنَ الخَيْلِ: الْمُتَبَخْتِرُ فِي مَشْيِهِ واسْتِنَانِهِ، كأَنَّهُ يَسْحَبُ ذَيلَ ذَنَبِهِ، وَقد يُقالُ ذَلِك لِثَوْرِ الوَحْشِ أَيْضا، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فَخَرَّ لِرَوْقَيْهِ وأَمْضَيْتُ مُقْدِماً ... طُوالِ الْقَرَى والرَّوْقِ أَخْنَسَ} ذَيَّالِ)
ومِن ذَلِك قولُهم: {تَذَيَّلَ الرَّجُلُ: أَي تَبَخْتَرَ. ودِرْعٌ} ذَائِلٌ، {وذَائِلَةٌ،} ومُذَالَةٌ: طَوِيلَةُ {الذَّيْلِ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُبْيانِيُّ:
(وكُلُّ صَمُوت نَتْلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ} ذَائِلِ)
يَعْنِي سُلَيْمانَ بنَ دَاوُد، عَلَيْهِمَا السلامُ. وَمن الْحَلَقِ: رَقِيقُهُ لَطِيفُهُ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: وَمن الخُلُقِ رَقِيقُه لَطِيفُهُ، وَهُوَ غَلَطٌ، ونَصُّ المُحْكَم: حَلَقَةٌ {ذَائِلَةٌ،} ومُذَالَةٌ: رَقِيقَةٌ لَطِيفَةٌ مَعَ طُولٍ. {والْمُذَيَّلُ، كمُعَظَّمٍ، كَمَا هُوَ فِي النُّسَخِ، وَفِي نُسْخَةِ المُحْكَمِ: بضَمِّ الْمِيم وكسرِ الذَّال،} والْمُتَذَيِّلُ: المُتَبَذِّلُ. وذُو {ذَيْلٍ: فَرَسٌ كَانَ لِشَيْبانَ بنِ ذُهْلٍ، قَالَ مَفْرُوقُ بنُ عَمْرٍ والشَّيْبانِيُّ:
(وَفَارِس ذِي ذَيْلٍ وأصْحاب ضَالَةٍ ... وإخْوَة دعّاء تَلُوم حَلائِلِي)
أَي أَبْعْدَ قَتْلِ هَؤلاءِ يَلُمْنَنِي. وَجَاء} أذْيالٌ من النَّاسِ: أَي أَواخِرُ مِنْهُم، قليلٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.
وأَرْضٌ {مُتَذَيَّلَةٌ، بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعولِ: أَصَابَها لَطْخٌ مِن مَطَرٍ ضَعِيفٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.} والمُذَالُ مِن الْبَسِيطِ والْكامِلِ: مَا زِيدَ عَلى وَتِدِهِ مِن آخِرِ الْبَيْتِ حَرْفانِ، وَهُوَ المُسَبَّغ فِي الرَّمَلِ، وَلَا يكن {المُذالُ فِي البَسِيطِ إلاَّ من المُسَدَّسِ، وَلَا فِي الْكَامِلِ إلاَّ من المُرَبَّعِ، مِثالُ الأَوَّلِ قولُه:
(إِنَّا ذَمَمْنَا عَلى مَا خَيَّلَتْ ... سَعْدَ بنَ زَيْدٍ وعَمْراً من تَمِيمْ)
ومِثالُ الثَّانِي:
(جَدَثٌ يَكونُ مُقامُهُ ... أَبَداً بِمُخْتَلِف الرِّياحْ)
فقولُهُ: رَنْ من تَمِيمْ مستفعلان، وقولُه: تَلِفِرْ رِيَاحْ متفاعلان، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا زِيدَ عَلى الجُزْءِ حَرْفٌ واحدٌ، وذلكَ الجُزْءُ مِمَّا لَا يُزاحَف، فاسْمُه المُذالُ، نَحْو متفاعلان، أصلُه متفاعلن، فزِدْتَ حَرْفاً، كأَنَّ ذَلِك الحَرْفَ بِمَنْزِلَةِ الذَيْلِ لِلْقَمِيصِ، وَفِي العُــبابِ: إِلَّا} ذَالَةُ أَن {يُذالَ عَلى اعْتِدالِ الجُزْءِ سَاكِنٌ، وبَيْتُه: إِنَّا ذَمَمْنَا. . إِلَخ. ورِدَاءٌ} مُذَيَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: طَوِيلُ {الذَّيْلِ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأنَّ نِعَاجَهُ ... عَذَارى دَوارٍ فِي مُلاءٍ} مُذَيَّلِ)
وَقد {ذَيَّلَ ثَوْبَهُ،} تَذْيِيلاً. وَفِي الْمَثَلِ: أَخْيَلُ مِنْ {مُذَالةٍ، وَهِي الأَمَةُ، لأَنَّها تُهانُ وَهِي تَتَبَخْتَرُ، يُضْرَبُ للمُتَكَبِّرِ وَهُوَ مَهِينٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقالُ:} ذَيْلٌ {ذَائِلٌ، وَهُوَ الهَوانُ والخِزْيُ.
} وتَذَيَّلَتِ الدَّابَّةُ: حَرَّكَتْ ذَنَبَها. وبَنَو {الذّيَّالِ: بَطْنٌ. كَمَا فِي المُحْكَمِ.} وأَذَالَ ثَوْبَهُ: أطالَ {ذَيْلَهُ، قالَ كُثَيِّر:
(عَلى ابْنِ أبي الْعَاصِي دِلاَصٌ حَصِينَةٌ ... أجادَ المُسَدِّي سَرْدَها} فَأَذالَها)
{والذَّيَّالُ: التَّائِهُ الْمُتَبَخْتِرُ.

تواريخ حلب

تواريخ حلب
أول من صنف فيه، على ما في (الدرر الحبب) :
كمال الدين، أبو حفص: عمر بن أبي جرادة عبد العزيز، المعروف: بابــن العديم الحلبي.
المتوفى: سنة ستين وستمائة.
جمع فيه: أعيانها على ترتيب الأسماء.
قال اليونيني في (الذيل) : إنه يكون بياضه في أربعين مجلدا.
ومات، وبعضه مسودة. انتهى.
وسماه: (بغية الطلب).
ثم انتزع منه كتابا، سماه: (زبدة الطلب).
ثم ذيله: القاضي، علاء الدين، أبو الحسن: علي بن محمد بن سعد الجبريني، الشهير: بابــن خطيب الناصرية.
المتوفى: سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة.
وسماه: (الدر المنتخب).
وهو أيضا: على الحروف.
ولما طالعه: الحافظ، أبو الفضل: أحمد بن علي، المعروف: بابــن حجر العسقلاني، حين قدم حلب، سنة: ست وثلاثين وثمانمائة، ألحق فيه: أشياء كثيرة، كما ذكره في ديباجة (إنباء الغمر).
وأثنى على صاحبه.
ثم ذيله: موفق الدين، أبو ذر: أحمد بن إبراهيم، الشهير: بسبط ابن العجمي، الحلبي.
المتوفى: سنة أربع وثمانين وثمانمائة.
وسماه: (كنوز الذهب).
وهو: ذيل (الدر المنتخب).
ضمنه: ذكر الأعيان بالحوادث.
والذيل على كنوز الذهب، المسمى: (بالدر الحبب).
للمحقق، رضي الدين: محمد بن إبراهيم، المعروف: بابــن الحنبلي، الحلبي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وتسعمائة.
وهو أيضا على الحروف.
وله: تاريخ آخر، انتزعه من (تاريخ ابن العديم).
وزاد عليه: وسماه: (الزبد والضرب، في تاريخ حلب).
ألفه: سنة إحدى وخمسين وتسعمائة.
وللشيخ: طاهر بن الحسن، المعروف: بابــن حبيب الحلبي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانمائة.
تاريخ منتزع منه أيضا، سماه: (حضرة النديم، من تاريخ ابن العديم).
هكذا وجدته، ثم رأيت في (درة الأسلاك) لوالده: حسن بن حبيب، أنه يقول في ترجمة الكمال ابن العديم: جمعت من تاريخه، ومن خطه، كتابا لطيفا، سميته: (حضرة النديم). انتهى.
ومن تواريخه: (معادن الذهب).
لابن أبي طي: يحيى بن حميدة الحلبي.
المتوفى: سنة ثلاثين وستمائة.
وهو تاريخ كبير.
وذيله: له أيضا.
و (معادن الذهب، في الأعيان الذين تشرفت بهم حلب).
لابن عمر العرضي.
ذكره: ابن الشهاب في (الخبايا).
ومن تواريخ حلب:
كتاب: أبي عبد الله: محمد بن علي العظيمي.
وأما (تاريخ ابن عشار)، فإنه لقنسرين، كما سيأتي.

خَطط

خَطط
{الخَطُّ: الطَّريقَةُ المُسْتَطيلَةُ فِي الشَّيْءِ وقِيل: هُوَ الطَّريقُ الخَفيفُ فِي السَّهْلِ. وَقَدْ أَعادَه المُصَنِّفِ ثَلَاث مَرَّاتٍ، وَهُوَ إيّاه، وَهُوَ غَريبٌ، ج:} خُطوطٌ، وَقَدْ جمعه العَجَّاجُ عَلَى {أَخْطاط فَقَالَ: وشِمْنَ فِي الغُبارِ} كالأخْطاطِ و {الخَطُّ: الكَتْبُ بالقَلَمِ، خَطَّ الشَّيْءَ} يَخُطُّه {خَطًّا: كَتَبَه بقَلَمٍ، أَو غَيْرِه، قالَ امرؤُ القَيس:
(لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجاني ... } كخَطِّ الزَّبورِ فِي عَسيبِ يَمانِ)
وأَمّا قَوْلُ الشَّاعِر:
(فأَصْبَحتْ بَعْدَ {خَطَّ بَهْجَتها ... كأَنَّ قَفْراً رُسومَها قَلَما)
أَراد: فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً، كأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسومَها. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضَرْبٌ من الجِماع، وقَد} خَطَّها قُساحاً، والقَسْحُ بقاءُ الإنْعاظِ، نَقَله اللَّيْثُ، كَمَا فِي التَّهْذيب. وَمن المَجَازِ: الخَطُّ: ضِدُّ الحَطِّ، وَهُوَ الأَكْلُ القَليلُ، وبالحاءِ: الكَثير، {كالتَّخْطيطِ، ومِنْهُ حَديثُ ابْن أُنيسٍ: ذَهَب بِي رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى مَنْزلهِ، فدَعا بطَعامٍ قَليلٍ، فجَعلْتُ} أُخَطِّطُ حتَّى يَشْبَعَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَي: {أَخُطُّ فِي الطَّعامِ، أُريهِ أَنِّي آكُلُ ولَسْتُ بآكِلٍ، ووَصَف أَبُو المَكارِم مَدْعاةً دُعِيَ إِلَيْهَا، قالَ: فحَطَطْنا ثمَّ} خَطَطْنا. والخَطُّ: الطَّريقُ عَن ثَعْلَبٍ، يُقَالُ: الْزَمْ ذَلِك {الخَطَّ وَلَا تَظْلِم عَنهُ شَيْئاً، ويُقَالُ: هُوَ بالضَّمِّ، كَمَا سَيَأْتِي، ويُروى بالوَجْهَيْنِ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليِّ:
(صُدودَ القِلاصِ الأُدْمِ فِي لَيْلَةِ الدُّجَى ... عَن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لَها الخَطَّ سارِبُ)
وَقَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(حتَّى تُرِكْنا وَمَا تُثْنَى ظَعائِنُنا ... يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ)
وَقَالَ ابْن سِيدَه: الخَطُّ سيفُ البَحْرَيْنِ وعُمانَ أَو كُلُّ سيفٍ: خَطٌّ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَذَلِكَ السِّيفُ كُلُّه يُسَمَّى الخَطّ. وَمن قُرَى الخَطِّ: القَطيفُ، والعُقَيْرُ، وقَطَرُ. وقِيل فِي قَوْلِ امرِئِ القَيْس:
(فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا ... فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَمًّا نَخيلُها)
هُوَ خَطُّ عبدِ القَيْسِ بالَبحْرَيْن، وَهُوَ كَثيرُ النَّخيلِ. والخَطُّ، أَيْضاً: ع، باليَمامَةِ، وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ، تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّماحُ الخَطِّيّة لأنَّها تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ، فتُقَوَّمُ بِهِ. كَذَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وقِيل: الخَطُّ مَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْن، قالَ غيرُه: وَقَدْ يُكْسَرُ، وَفِيه نَظَرٌ، فإِنَّه إنَّما يُكْسَرُ)
عِنْد إرادَةِ الاسْمِيَّة، كَمَا يَأْتِي عَن اللَّيْثُ، فتأمَّل. قالَ ابْن سِيدَه: وإلَيْهِ نُسِبَتْ الرِّماحُ يُقَالُ رُمْحٌ} خَطِّيٌّ، ورِماحٌ {خَطِّيَّة} وخِطِّيَّة عَلَى الْقيَاس، وعَلى غيرِ القِياس، لأنَّها تُباعُ بِهِ، لَا أَنَّه مَنْبِتُها، كَمَا قَالُوا: مِسْكُ دارينَ، وَلَيْسَ هُنالك مِسْكٌ، ولكنَّها مَرْفَأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسْكَ من الهِنْد.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطُّ أَرْضٌ تُنْسَب إِلَيْهَا الرِّماح الخَطِّيّة، فَإِذا جَعلتَ النِّسْبةَ اسْما لازِماً قُلْتَ: خِطِّيَّةٌ، وَلم تَذْكُرِ الرِّماحَ، وَهُوَ خَطُّ عُمانَ، كَمَا قَالُوا: ثِيابٌ قِبْطِيَّة، فَإِذا جَعَلوها اسْما قَالُوا: قُبْطِيَّةٌ، بتَغْيير النَّسب، وامرأةٌ قِبْطِيَّةٌ لَا غير، لَا يُقَالُ إلاَّ هَكَذا، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: {الخَطِّيُّ: الرِّماحُ، وَهُوَ نِسْبةٌ، قَدْ جَرَى مَجْرى الاسمِ العَلَمِ، ونُسِبتْ إِلَى الخَطّ خَطِّ البَحْرَيْنِ، وإِلَيْه تَرْفأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أرضِ الهِنْدِ وَلَيْسَ الخِطِّيّ الَّذي هُوَ الرِّماحُ من نباتِ أَرْضِ العَرَب. وَقَدْ كَثُرَ مَجيئُه فِي أَشْعارِها قالَ الشَّاعِر فِي نبَاتِه:
(وهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيُّ إلاَّ وَشِيجَةً ... وتُغْرَسُ إلاَّ فِي مَنَابِتِها النَّخْلُ)
وَفِي العُــبَاب قالَ عَمْرو بن كُلْثوم:
(بسُمْرٍ من قَنَا الخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوابِلَ أَو ببِيضٍ يَخْتلِينَا)
وَقَالَ غيرُه:
(ذَكَرْتُكِ} - والخَطِّيُّ يَخْطِرُ بَيْنَنا ... وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَةُ السَّمْرُ)
وجَبَلُ الخُطِّ، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ: أَحدُ الأَخْشَبَيْن بمكَّةَ، شرَّفَها الله تَعالَى. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الخُطُّ: مَوْضِعُ الحَيِّ. والخُطُّ: الطَّريقُ الشارِعُ ويُفْتحُ، وَهَكَذَا ضُبِطَ بالوجْهَيْن فِي الجَمْهَرَةِ، ويُروَى بالوَجْهَين قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم. والخِطُّ، بالكَسْرِ: الأرْضُ الَّتِي لم تُمْطَرُ وَقَدْ مُطِرَ مَا حولَها، عَن أَبي حَنِيفَةَ. والخِطُّ: الأَرْضُ الَّتِي تُنْزِلُها وَلم يَنْزِلُها نازِلٌ قبْلَكَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، {كالخِطَّةُ، بزِيادَةِ الْهَاء، وإِنَّما كُسِرت الخاءُ مِنْهَا لأَنَّها أُخْرِجتْ عَلَى مصدَرٍ بُنِيَ عَلَى فِعله.
وجمعُ الخِطَّة:} خِطَطٌ، وَقَدْ {خَطَّها لنَفْسهِ} خَطًّا {واخْتَطَّها وَهُوَ أَن يُعلِمُ عَلَيْهَا علامَةً} بالخَطِّ ليُعْلَمَ أَنَّه قَدْ اخْتارَها ليَبْنِيَها دَارا، ومِنْهُ {خِطَطُ البصرَةِ والكوفَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَلِهَذَا سَمَّى المَقْرِيزِيُّ كتابَه} الخِطَط. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه يُقَالُ خِطٌّ: للمكان الَّذي {يَخْتَطُّه لنَفسِه، من غيرِ هاءٍ، يُقَالُ: هَذَا خَطُّ بني فُلانٍ. وكلُّ مَا حَظرْتهُ، أَي مَنَعْتَه فَقَدْ} خَطَطْتَ عَلَيْهِ.
{والخَطيطَةُ: الأَرْضُ الَّتِي لم تُمْطَر بَيْنَ أَرْضَينِ مَمْطورَتَيْنِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي يُمْطَرُ مَا حولَها وَلَا تُمْطَر هِيَ، أَو هِيَ الَّتِي مُطِرَ بعضُها دونَ بعضٍ. والجَمْعُ:} خَطَائِطُ، وأَنْشَدَ أَبُو) عُبَيْدَةَ لهمْيانَ بنِ قُحافَةَ: عَلَى قِلاَصٍ تَخْتَطِي {الخَطَائطَا يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاَطِ مَائِطَا وَقَالَ الكُمَيْتُ:
(قِلاَتٌ} بالخَطِيطَةِ جاوَرْتُها ... فنَضَّ سِمالُها العَيْنُ الذَّرُورُ)
{والخُطَّةُ: بالضَّمِّ: شِبْهُ القِصَّةِ، وَفِي الصّحاح: الخُطَّة: الأَمْرُ والقِصَّةُ، وزادَ غيرُه: والحالُ والخَطبُ، وَفِي اللّسَان: يُقَالُ: سُمْتُه} خُطَّةَ خَسْفٍ {وخُطَّةَ سَوْءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لتأَبَّطَ شَرًّا:
(هُما} خُطَّتَا إِمَّا إِسارٍ ومِنَّةٍ ... وإِمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ)
أَرادَ {خُطَّتان، فحذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ: لَا يسْأَلوني} خُطَّةً يُعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ الله إلاَّ أَعْطَيْتُهم إِيَّاها. وَفِي حديثِها أَيْضاً: قَدْ عَرَضَ عليكُم خُطَّةَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها أَي أَمراً واضِحاً فِي الهُدى والاسْتِقامَة. و! الخُطَّةُ: الجَهْلُ، يُقَالُ: فِي رأْسِهِ خُطَّةٌ، أَي جَهْلٌ، وقِيل: أَمْرٌ مَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الخُطَّة: لُعْبَةٌ للأَعْرابِ. وَفِي الصّحاح: الخُطَّةُ من الخَطِّ، كالنُّقْطَةُ من النَّقْطِ، أَي اسمُ ذَلِك. والخُطَّةُ: الإِقْدامُ عَلَى الأُمورِ، يُقَالُ: جاءَ وَفِي رأْسِهِ خُطَّةٌ إِذا جاءَ وَفِي نفسِهِ حاجَةٌ وَقَدْ عَزَم عَلَيْهَا، والعامَّةُ تَقول: خُطْبةٌ، كَذَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان: وكلامُ العربِ الأَوَّلُ، وَفِي العُــبَاب: قالَ القُحَيْفُ العُقَيْلِيّ:
(وَفِي الصَّحْصَحِيِّين المُوَلِّينَ غُدْوَةٌ ... كَوَاعِبُ من بَكْرٍ تُسَامُ وتُجْتَلَى)
قالَ:! بخَطِّ ابنِ حَبيبٍ النَّسَّابَةِ فِي شِعْرِ القُحَيْف خُطَّةٌ وَفِي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ: خِطْبَةً. قُلْتُ: فإنْ صَحَّ مَا فِي نَوادِرِ أَبي زَيْدٍ فنِسْبَةُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاها للعامَّةِ محلُّ نَظَرٍ. قالَ الجَوْهَرِيّ: وَفِي حديثِ قَيْلَةَ نبتِ مَخْرَمَةَ التَّميميَّة: أَيُلامُ ابنُ هَذِه أَنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وراءِ الحَجَزَة أَي أَنَّهُ إِذا نزَلَ بِهِ أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِل لَا يُهْتَدَى لَهُ، إِنَّهُ لَا يَعْيَا بِهِ، ولكنَّه يَفْصِله حتَّى يُبْرِمَه ويخرُجُ مِنْهُ.
وخُطَّةُ، بِلَا لامٍ: اسمُ عَنْزِ سَوْءٍ، عَن الْأَصْمَعِي، قالَ: ومِنْهُ المَثَلُ: قَبَحَ الله مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: يُضربُ لقوْمٍ أَشْرارٍ يُنسبُ بعضُهم إِلَى أَدْنى فضِيلَةٍ، وَفِي اللّسَان: قالَ الأَصْمَعِيّ: إِذاوقالَ اللَّيْثُ: وحَلْبَسٌ {الخَطَّاطُ: اسمُ رجلٍ زاجِرٍ مَشْهورٍ، وَهُوَ الَّذي أَتاه الثَّوْرِيُّ وسأَله فخَبَّره بكُلِّ مَا عَرَفَ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: سهَّلَ عليَّ ذَلِك الحديثَ الَّذي يرْويهِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَن النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: كانَ نبِيٌّ من الأَنْبِياءِ} يَخُطُّ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هَكَذا قالَهُ اللَّيْثُ. وأَمَّا الحَدِيث فرَاوِيهِ مُعاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ. قُلْتُ: وَهَكَذَا فِي النِّهايَةِ، ولعلَّهُ رُوِيَ مِنْ طَريقٍ آخَرَ إِلَى أَبي هُرَيْرَةَ أَيْضاً. وَلم نطَّلِعْ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ. وقالَ البَعِيثُ:
(أَلا إنَّما أَزْرَى بِحارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ كخطَّافِ {الخَطيطَةِ أَسْحَمُ)
كَذَا فِي اللّسَان، وَلم يُفَسِّرْه، وعِنْدي أنَّ الخَطيطَةَ هُنا هِيَ الرَّمْلَة الَّتِي} يَخُطُّ عَلَيْهَا الزّاجِرُ، وأَسْحَم: اسمُ خَطٍّ من خُطوطِ الزَّاجِرِ، وَهُوَ عَلامةُ الخَيْبَةِ عِنْدَهم، وَذَلِكَ أَنْ يأتيَ إِلَى أَرْضٍ رِخْوَةٍ، وَله غُلامٌ مَعَه مِيلٌ فيَخُطَّ الأُسْتاذُ خُطوطاً كثيرَةً بالعَجَلَة، لِئَلاَّ يَلْحَقَها العَدَدُ، ثمَّ يَرْجِع فيَمْحو مِنْهَا عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإنْ بَقِيَ من الخُطوطِ {خَطّانِ فهُما علامَةُ النُّجْحِ وقَضاءِ الحاجَةِ، قالَ: وَهُوَ يَمْحو وغُلامهُ يَقُولُ للتّفاؤُل: ابْنَيْ عِيان أَسْرِعا البَيان، قالَ ابنُ عَبّاسٍ: فَإِذا مَحا الخُطوطَ فبَقِيَ مِنْهَا خَطٌّ واحدٌ فَهِيَ علامَةُ الخَيْبَةِ. وَقَدْ رَوَى مِثْلَُ ذَلِك أَبُو زَيْدٍ، وَاللَّيْث.
وخَطَّ برِجْلِه الأرْضَ: مَشَى، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ أَبُو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ} تَخُطُّ رِجْلايَ! بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبان فِي الطَّريقِ لامَ أَلِفْ والخَطوط، كصَبورٍ، من بَقَرِ الوَحْشِ: الَّتِي تَخُطُّ الأرْضَ بأَظْلافِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ كُلُّ دابّةٍ، كَمَا فِي اللّسَان. والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه، وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُــبَاب أَيْضاً. ويُقَالُ: فُلانٌ يَخُطُّ فِي الأرْضِ، إِذا كانَ يُفَكِّر فِي أَمْرِه ويُدَبِّرهُ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(عَشِيَّةَ مَالِي حيلَةٌ غيرَ أَنَّني ... بِلَقْطِ الحَصَى {والخَطِّ فِي الدّارِ مولَعُ)

(} أَخُطُّ وأَمْحو {الخَطَّ ثمَّ أُعيدُه ... بكَفِّيَ والغِرْبانُ فِي الدَّارِ وُقَّعُ)
} والمِخْطاطُ: عودٌ تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَه وَهُوَ مَوْجودٌ فِي العُــبَاب أَيْضاً. وكِتابٌ مَخْطوطٌ: مكتوبٌ فِيهِ. وعَلى ظَهْر الحِمار خُطَّتانِ، بالضَّمِّ، أَي جُدَّتانِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وهُما طَريقَتان مُسْتَطيلَتان تُخالِفانِ لَوْنَ سائِر الجَسَد. وخَطّ الله نَوْءها، من الخَطيطَة، وَهِي الأرْضُ الغَيْرُ المَمْطورَةِ، هَكَذا رُوِيَ فِي حَديثِ ابْن عَبّاسٍ، قالَهُ) أَبُو عُبَيْدٍ: ويُرْوَى خَطَّأَ أَي جَعَلَه مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصيبُها مَطَرُه، ويُرْوَى {خَطَّى، وأَصْلُه} خَطَّط، كتَقَضَّى الْبَازِي والأُولَى أَضْعَفُ الرِّواياتِ. ويُقَالُ: الْزَمْ! خَطيطَةَ الذُّلِّ مَخافَةَ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن الأَعْرَابِيّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابنِه. وَهُوَ مَجازٌ، استعارها للذُلِّ، لأنَّ الخَطيطَةَ من الأرَضينَ ذَليلَةٌ بِمَا بَخَسَته الأمْطارُ من حَقِّها، كَذَا فِي المُحْكَمِ. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الأَخَطُّ: الدَّقيقُ المَحاسِنِ. ويُقَالُ: {خَطَطْتُ بالسَّيْفِ وَجْهَه، ووَسَطَه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ} خَطَّهُ بالسَّيْفِ نِصْفَيْن. {والخَطيطُ، كأَميرٍ: قَريبٌ من الغَطيطِ، وَهُوَ صَوْتُ النّائم، والغَيْنُ والخاءُ يتقارَبان، يُقَالُ: خَطَّ فِي نَوْمِه، أَي غَطَّ فِيهِ. ويَوْمُ مُخَطَّطِ، كمُحَدِّثٍ: من أَيّامِهِم، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:
(إلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ)
} والخُطَّة، بالضَّمِّ: الحُجَّة، كَمَا فِي العُــبَاب، وَفِي النّوادِرِ: يُقَالُ: أَقِمْ عَلَى هَذَا الأمْرِ {بخُطَّةٍ، وبحُجَّةٍ، مَعْناهُما واحدٌ. وقولُهم: خُطَّةٌ نائِيَةٌ، أَي مَقْصِدٌ بَعيدٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِيه أَيْضاً: قَوْلُهُم: خُذْ خُطَّةً، أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصاف، وَمَعْنَاهُ: انْتَصِفْ. وفُلانٌ يَبْني خُطَطَ المَكارِم، وَهُوَ مَجازٌ. وغُلامٌ} مُخْتَطٌّ، كمُخَطِّط، وَهُوَ مَجازٌ. وجاراهُ فَمَا خَطَّ غُبارَهُ، أَي مَا شَقَّ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، واللِّسان، وَهُوَ مَجازٌ. قالَ الفَرَّاءُ: وَمن لُعَبِهم: تَيْسُ عَماءٍ! خُطْخوط، قالَ الصَّاغَانِيُّ: وَلم يُفَسِّرْها.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَــا (pl.
بَابَــاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَــاوِيّ
a. Papal.

بَابَــارِيّ
a. Black pepper.

بَابِــل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُــوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُــوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّــبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّــبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّــباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّــباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّــبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

حَسَّ 

(حَسَّ) الْحَاءُ وَالسِّينُ أَصْلَانِ: فَالْأَوَّلُ غَلَبَةُ الشَّيْءِ بِقَتْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَالثَّانِي حِكَايَةُ صَوْتٍ عِنْدَ تَوَجُّعٍ وَشَبَهِهِ.

فَالْأَوَّلُ الْحَسُّ: الْقَتْلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] .

وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: " «حُسُّوهُمْ بِالسَّيْفِ حَسًّا» ". وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْجَرَادِ: " «إِذَا حَسَّهُ الْبَرْدُ» ". وَالْحَسِيسُ: الْقَتِيلُ. قَالَ الْأَفْوَهُ:

وَقَدْ تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ

وَيُقَالُ إِنَّ الْبَرْدَ مَحَسَّةٌ لِلنَّبَاتِ. وَمِنْ هَذَا حَسْحَسْتُ الشَّيْءَ مِنَ اللَّحْمِ، إِذَا جَعَلْتَهُ عَلَى الْجَمْرَةِ ; وحَشْتُ أَيْضًا. وَيَقُولُ الْعَرَبُ: افْعَلْ ذَلِكَ قَبْلَ حُسَاسِ الْأَيْسَارِ، أَيْ قَبْلَ أَنْ يُحَسْحِسُوا مِنْ جَزُورِهِمْ، أَيْ يَجْعَلُوا اللَّحْمَ عَلَى النَّارِ.

وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ قَوْلُهُمْ أَحْسَسْتُ، أَيْ عَلِمْتُ بِالشَّيْءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [مريم: 98] . وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِمْ قَتَلْتُ الشَّيْءَ عِلْمًا. فَقَدْ عَادَ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَيُقَالُ لِلْمَشَاعِرِ الْخَمْسِ الْحَوَاسُّ، وَهِيَ: اللَّمْسُ، وَالذَّوْقُ، وَالشَّمُّ، وَالسَّمْعُ، وَالْبَصَرُ. وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ قَوْلُهُمْ: مِنْ أَيْنَ حَسِسْتَ هَذَا الْخَبَرَ، أَيْ تَخَبَّرْتَهُ.

وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي يَطْرُدُ الْجُوعَ بِسَخَائِهِ: حَسْحَاسٌ. قَالَ:

وَاذْكُرْ حُسَيْنًا فِي النَّفِيرِ وَقَبْلَهُ ... حَسَنًا وَعُتْبَةَ ذَا النَّدَى الْحَسْحَاسَا وَالْأَصْلُ الثَّانِي: قَوْلُهُمْ حَسِّ، وَهِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ التَّوَجُّعِ. وَيُقَالُ حَسِسْتُ لَهُ فَأَنَا أَحَسُّ، إِذَا رَقَقْتُ لَهُ، كَأَنَّ قَلْبَكَ أَلِمَ شَفَقَةً عَلَيْهِ. وَمِنَ [الْــبَابِ] الْحِسُّ، وَهُوَ وَجَعٌ يَأْخُذُ الْمَرْأَةَ عِنْدَ وِلَادِهَا. وَيُقَالُ انْحَسَّتْ أَسْنَانُهُ: انْقَلَعَتْ. وَقَالَ:

فِي مَعْدِنِ الْمُلْكِ الْقَدِيمِ الْكِرْسِ ... لَيْسَ بِمَقْلُوعٍ وَلَا مُنْحَسِّ

وَمِنْ هَذَا الْــبَابِ وَلَيْسَ بَعِيدًا مِنْهُ الْحُسَاسُ، وَهُوَ سُوءُ الْخُلُقِ. قَالَ:

رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ ... شِرَابُهُ كَالْحَزِّ بِالْمَوَاسِي

وَيُقَالُ الْحُسَاسُ الشُّؤْمُ. فَهَذَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا، وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ بِالْخَيْرِ.

زبب

ز ب ب: (زَبَّبَ) عِنَبَهُ (تَزْبِيبًا) جَعَلَهُ (زَبِيبًا) يُقَالُ تَكَلَّمَ فُلَانٌ حَتَّى (زَبَّبَ) شِدْقَاهُ أَيْ خَرَجَ الزَّبَدُ عَلَيْهِمَا. 
ز ب ب

رجل أزب، وامرأة زباء: كثيرة شعر الحاجبين والذراعين والجسد، ورجال زب، وبعير أزب: كثير الوبر. وفي مل " كل أزب نفور " لأن ذلك يكون في عينه فكلما رآه ظنه شخصاً يطلبه فينفر منه. " وأسرق من زبابــة " وهي فأرة برية صماء. وتقول: صموا عن الحق كأنهم زباب، وصمموا على الحرص كأنهم ذباب.

ومن المجاز: عام أزب: خصيب. وداهية زباء. وتزبب حصرما. وخرجت على يده زبيبة وهي قرحة. وغضب فثارت له زبيبتان وهما زبدتان في شدقيه، وقد زبب شدقاه. وفي الحديث " كل ذي كنز يجد كنزه في قبره شجاعاً أقرع ذا زبيبتين " وقيل هما: النكتتان فوق عينيه.
ز ب ب : الزُّبُّ الذَّكَرُ وَتَصْغِيرُهُ زُبَيْبٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَرُبَّمَا دَخَلَتْهُ الْهَاءُ فَقِيلَ زُبَيْبَةٌ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنْ الْبَدَنِ فَتَكُونُ الْهَاءُ لِلتَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ أزباب مِثْلُ: قُفْلٍ وَأَقْفَالٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الزُّبُّ ذَكَرُ الصَّبِيِّ بِلُغَةِ الْيَمَنِ الزَّبِيبُ مَعْرُوفٌ وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الزَّبِيبُ وَهِيَ الزَّبِيبُ الْوَاحِدَةُ زَبِيبَةٌ وَزَبَّبْتُ الْعِنَبَ جَعَلْتُهُ زَبِيبًا فَتَزَبَّبَ هُوَ وَعَامٌ أَزَبُّ كَثِيرُ الْخِصْبِ وَرَجُلٌ أَزَبُّ كَثِيرُ شَعْرِ الصَّدْرِ.

وَالزَّبْزَبُ وِزَانُ جَعْفَرٍ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ وَالْجَمْعُ الزَّبَازِبُ. 
[زبب] الزُبُّ: الذَكَرُ. والزُبُّ: اللحية بلغة اليمن. والزَبَبُ: طول الشَعَرِ وكثرتُهُ. وبعيرٌ أَزَبُّ. ولا يكاد يكون الأَزَبُّ إلا نفوراً، لأنّه ينبت على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح نَفَرَ. قال الكميت:

أو يتناسى الأَزَبُّ النُفورا * وعامٌ أَزَبُّ، أي خصيبٌ كثيرُ النباتِ. والزباء: ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف. والزِــبابُ: جمعُ زَــبابَــةٍ، وهي فأرةٌ صَمَّاءُ تضرب العربُ بها المثل فتقول: " أَسْرَقُ من زَــبابَــةٍ ". ويُشَبَّهُ بها الجاهلُ. قال ابن حِلِّزَةَ: وَهُمُ زَــبابٌ حائِرٌ * لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا وأَزَبَّتِ الشمس، أي دَنَتْ للغروب. والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. والزَبيبةُ: قَرْحَةٌ تخرج في اليد. والزبيبتان: الزَبَدَتانِ في الشِدقين، يقال: تكلم فلان حتى زبب شدقاه، أي خرج الزَّبَدُ عليهما. ومنه الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه. والزبزب: ضرب من السفن.
[زبب] يجيء كنز أحدهم شجاعًا أقرع له "زبيبتان" الزبيبة نكتة سوداء فوق عين الحية، أو هما نكتتان يتنفان فاها أو زبدتان في شدقيها. ك: وهو أوحش الحيات، أو نابان - أقوال. نه: ح: حتى عرقت و"زبب" صماغاك أي خرجفيكفي جانبي شفتيك. وفي ح علي: أنا مثل التي أحيط بها فقيل "زباب زباب" حتى دُخلت جحراها ثم احتفر عنها فاجتر برجلها فذبحت، أراد الضبع إذا أرادوا صيدها أحاطوا بها ثم قالوا لها: زباب زباب، كأنهم ؤنسونها به، والزباب جنس من الفأر لا يسمع ولعل الضبع تأكله كما تأكل الجراد، المعنى لا أكون مثل الضبع تخادع عن حتفها. وفي ح الشعبي: كان إذا سئل عن مسألة معضلة قال: "زباء" ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأعضلت بهم، يقال للداهية الصعبة: زباء ذات وبر، والزبب كثرة الشعر، يعني أنها جمعت بين الشعر والوبر. وفيه: يبعث أهل النار وفدهم فيرجعون إليهم "زبا" حبنا، الزب جمع أزب وهو الذي تدق أعاليه ومفاصله وتعظم سفلته، والحبن جمع أحبن وهو من اجتمع في بطنه الماء الأصفر. ك: كأن رأسه "زبيبة" بفتح زاي حبة العنب اليابسة السوداء، أراد بها صغر رأسه وحقارة صورته وقصر شعره وتفلفله، يعني إذا وجب طاعته فالصلاة خلفه أولى، وهذا في الأمراء والعيال دون الخلفاء إذا هم قريش.
[ز ب ب] الزَبَبُ: الزَّغَبُ. والزَّبَبُ في الرَّجلِ: كثرةُ الشَّعرِ، وفي الإِبِلِ: كثرةُ شَعرِ الوَجْهِ والعُثْنُونِ. وقِيل: الزَّبَبُ في النّاسِ: كثرةُ الشَّعرِ في الأُذُنَينِ والحاجِبَينِ، وفي الإِبِل: كثرةُ شَعَرِ الأُذُنَينِ والعَيْنَينِ زَبَّ يَزَبُّ زَبِيباً، وهو أزَبُّ. وفي المَثَل: ((كُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ)) ، قالَ الأَخْطلُ:

(أزَبُّ الحاجِبَيْنِ بحَوْبِ سَوْء ... من النَّفَرِ الّذِينَ بَأَزْقُبانِ)

وقال آخر:

(أزَبُّ القَفَا والمَنْكِبَيْنِ كأنَّه ... من الصَرْصَرانِيّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ)

والزَّبَّاءٌ: الاستُ لِشَعَرِها. وأُذُنٌ زُبَّاءُ: كثيرةُ الشَعَرِ. وداهِيَةٌ زَبَّاءُ: شَدِيدةٌ، كما قالُوا: شَعْراءُ. وعامٌ أزَبُّ: مُخْصِبٌ. وزَبَّتِ الشَّمسُ زَبّا، وأزَبَّتْ، وزَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ وهو من ذلك؛ لأنَّها تَتَوارَى كما يَتَوارَى لَونُ العُضْوِ بالشَّعَرِ. والزَّبُّ: مِلْءُ القِرْبَةِ إلى رَأْسِها، زَبَّها يزُبُّها زَبّا، فازْدَبَّتْ. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، وخَصَّ ابنُ دُرَيدٍ بن ذَكَرَ الإنسانِ، وقالَ: وهو عَرَبِيٌّ صحيح:

(قد حَلَفَتْ بالله لا أُحبُّهْ ... )

(أنْ طال خُصْياهُ وقَصْرَ زُبُّهْ ... )

والجمعُ أزُبٌّ، وأَزْــبابٌ، وزِبَبَة. والزُّبُّ: اللِّحْيةُ، يمانيةٌ، وقيل: هو مُقدَّمُ اللِّحْية عند بعضِ أَهْلِ اليَمَن. والزَّبِيبُ: ذاوِي العِنَبِ، واحدتُه زَبِيبَةٌ. وقد أزَبَّ العِنَبُ وزَبَّبَه هو. قال أبو حَنِيفةَ: واسْتَعْملَ أعرابيٌّ من أعراب السِّراةَ الزَّبِيبَ في التِّينِ، فقالَ: الفَيْلَحانِيُّ: تِينٌ شَدِيدُ السَّوادِ، جِيِّدُ الزَّبِيبِ، يعني بالزَّبِيبِ يابِسَه، وقد زَبَّبَ التِّينُ، عن أبي حَنِيفةَ أيضاً. والزَّبيبَةُ: قُرْحَةٌ تخرجُ في اليَدِ كالعَرْفَةِ. والزَّبِيبَتان: زَبَدَتانِ في شِدْقَي الإنْسانِ إذا أكثرَ الكلامَ، وقد زَبَّبَ. وزَبَّبَ شِدْقاهُ: اجتمعَ الرِّيقُ في صامِغَيْهما، واسمُ ذلك الرِّيقِ: الزَّبِيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ: إذا رَأَيْتَ له زَبِيبَتَينِ في جَنْبَتَى فِيه عند مُلْتَقَى شَفَتَيه مما يَلِي اللِّسانَ، يعنِي رِيقاً يابِساً. والحَيَّةُ ذاتُ الزَّبِيبَتَيْنِ: التي لها نُقطَتانِ سَودَاوَانِ فوقَ عَينيَها. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ في الكلامِ. والزَّــبَابُ: جِنْسٌ من الفَأْرِ لا شَعَر عليه، وقِيلَ: هو فأرٌ عَظِيمٌ أَحمرُ حَسَنُ الشَّعَرِ، وقِيلَ: هو فَأْرٌ أَصَمُّ، قال الحارِثُ بن حِلِّزَةَ:

(وَهُمُ زَــبَابٌ حائِرٌ ... لا تَسمَعُ الآذانُ رَعْدَا)

واحِدَتُه زَــبَابَــةٌ. والزَّبَّاءُ: اسمُ المَلِكة الرُّومِيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ. والزَّبَّاءُ: شُعْبةُ ماءٍ لبَنِي كُلَيْبٍ، قال غَسَّانُ السَّلِيطيُّ يهجو جَِريراً:

(أَمَّا كُلَيْبٌ فإنَّ اللُّؤْمَ حالَفَها ... ما سالَ في حَفْلةِ الزَّبَّاء وادِيها)

وزَبّان: اسمٌ، ويَحتملِ أن يكونَ هذا فَعّالاً من الزَّبْنِ، فهو على هذا ثلاثي. وبَنُو زَبِيبةَ: بَطْنٌ.
زبب
: (} الزَّبَبُ، مُحَرَّكَة) و (الزُّغَبُ و) هُوَ (فِينَا) مَعْشَر الناسِ: (كثرةُ الشَّعَر) وطولُه، (وَفِي الإِبِل: كَثْرَةُ شَعر الوَجْهِ والعُثْنُونِ) ، كَذَا قَالَه ابنُ سيدَه. وَقيل: الزَّبَبُ فِي النَّاس: كَثْرَةُ الشَّعر فِي الأُذُنَيْن والحاجِبَيْن، وَفِي الإِبِل: كَثْرَة شَعَر الأُذُنِ والعَيْنَيْن. والزَّبَبُ أَيضاً: مصدر {الأَزَبّ، وَهُوَ كَثْرَ شَعَرِ الذِّرَاعَيْن والحاجِبَيْن والعَيْنَيْن، والجَمْعُ} الزُّبُّ. (و) قَدْ ( {زَبَّ} يَزَبُّ) ! زَبِيباً. قَالَ شَيْخُنَا: مُقْتَضَى اصْطِلَاحِهِ أَن يَكُونَ كضَرَب، وَهُوَ غَيْرُ صَوَابٍ فإنَّه مِنْ بَاب فَرِح بدَلِيلِ تَحْرِيكِ مَصْدَرِهِ والإِتْيانِ بِوَصْفِهِ على أَفْعَل والواجِبُ ضَبْطُه، انْتهى. (فَهُوَ أَزَبُّ) وبَعيرٌ أَزَبّ، وَفِي المَثَل: (كُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ) ، قَالَ:
أَزَبُّ القَفَا والمَنْكِبَيْن كأَنَّه
من الصَّرْصَرَنِيّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ
وَلَا يكَاد يَكُون الأَزَبُّ إِلَّا نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِبَيْه شُعَيْرَاتٌ، فإِذا ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ نَفَرَ، قَالَ الكُمَيْتُ:
بَلَوْنَاكَ فِي هَبَوَاتِ العَجَاج
فَلَمْ تَكُ فِيهَا الأَزَبَّ النَّفُورَا
على مَا رَوَاهُ ابْنُ بَرِّىّ.
(و) {زَبَّتِ (الشَّمْسُ) زَبًّا: (دَنَتْ للغُرُوب) ، وَهُوَ مَجازٌ مَأْخوذٌ من الزَّبَبِ؛ لأَنَّها تتَوَارَى كَمَا يَتَوَارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعَر (} كَأَزَبَّت وَ {زَبَّبَتْ) .
(و) قَدْ زَبَّ (القِرْبَةَ، كمدَّ) زَبًّا: (مَلأَهَا) إِلى رأسِها (} فازْدَبَّتْ) .
(و) من المَجَازِ: (عَامٌ {أَزَبُّ: مُخْصِبٌ) كَثِيرُ النَّبَاتِ.
(والأَزَبُّ: مِنْ أَسْمَاء الشَّيَاطِين) وَقد تَقَدَّم مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي حَرْف الهمْزَة. (ومِنه حَدِيثُ) عَبْدِ الله (بْنِ الزُّبَيْر مُخْتَصراً) أَورَدَهُ ابْن الأَثِر فِي النِّهَايَة مُطَوَّلاً (أَنَّه) ، بالفَتْح وَيجوز الكَسْر على الاتداءِ، وَجَدَ رَجُلاً طُولُه شِبْرَان، فأخَذَ السَّوْطَ فأَتَه، فَقَالَ: مَن أَنت؟ فَقَالَ: أَزَبُّ، قَالَ: وَمَا أَزَبُّ؟ قَالَ: رَجُلٌ من الجِنّ، فَقَلَب السَّوطَ فوضَعَه فِي رَأْسِ أَزَبَّ حَتّى بَاصَ، أَي اسْتَتَر وهَرَبَ. (وَفِي حَدِيث) بَيْعَةِ (العَقَبَةِ هُوَ شَيْطانٌ اسْمُه أَزَبُّ العَقَبَةِ) ، وَقيل: هُوَ حَيَّة، كَمَا فِي النِّهَايَة. وأَبُو نُعَيم محمدُ بنُ عَلِيِّ بْن} زَبْزَبٍ الوَاسِطُّيُّ، مُحدِّثٌ، سَمِع مِنْهُ السِّلَفِيُّ فِي وَاسِط، وَذكره فِي الأَرْبَعين.
( {والزَّبَّاءُ: الإسْتُ) بِشَعَرِهَا. ومرأَةٌ} زَبّاءُ: كَثِرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كَثِيرَة شَعَر الحاجِبَيْن والذراعين واليَدَيْن. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كَثِيرَةُ الشَّعَرِ.
(و) الزَّبّاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَة) المُنْكَرَةُ، وَهُوَ أَيْضاً مَجَاز، يُقَال: داهِيَةٌ زَبَّاءُ، كَمَا قَالُوا: شَعْرَاءُ، ومنْه المثَل: (جاءَ بالشَّعْرَاءِ والزَّبَّاءِ) أَوردَهُ المَيْدَانِيُّ. (وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيّ أَنه سُئلَ عَنْ مَسْأَلةٍ، فَقَالَ: زَبّاءُ ذَاتُ وَبَر أَعْيَت قائِدَها وسائِقَها، لَو أُلْقِيَتْ عَلَى أَصْحابِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلملأَعْضَلَت بِهِم) . أَرَادَ أَنّها صَعْبَة مُشْكِلَة، شَبَّهَها بالنَّاقَةِ النُّفُورِ من كل شيءٍ، كأَنّ النَّاس لم يأْنَسُوا بِهَذِهِ المسْأَلَة ولَم يَعْرفُوها.
(و) الزَّبَّاءُ: (د على) شَاطِىءِ (الفُرَات) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ، سُمِّيَت بالزَّبّاءِ قَاتِلةِ جَذِيمَة.
(و) الزَّبَّاء: (فرسُ الأُصَيْدف الطائيّ) نقَلَه الصاغَانِيّ.
(ومَاءَةٌ لِطُهَيَّةَ) نَقله الصَّاغَانِيّ، وَهِي قَبِيلَة من تَمِيم. وَمَاءٌ أَيْضاً من مِيَاه أَي بَكْر بنِ كِلَابٍ فِي جَانِبِ ضَرِيَّةَ.
(و) الزَّبَّاءُ: اسْم الملكة الرُّومِيَّة، تُمَدّ وتُقْصَر، وَهِي (مَلِكَةُ الجَزِيرة، تُعَدُّ من مُلُوك اطَّوَائف) ، لُقِّبَتْ بهَا لكْثرَة شَعَرها؛ لأَنَّها كَانَ لَهَا شَعَر إِذا أَرسلَتْه غَطَّى بَدَنَها كُلَّه، فَقِيلَ لَهَا الزَّبَّاءُ، كأَنّه تأْنِيثُ الأَزَبِّ لِلْكَثِير الشَّعَر، واختلَفُوا فِي اسْمهَا، فَقيل: بارِعَةُ، وقِيلَ؛ نَابِلَةُ، وَقيل: مَيْسُونُ، وَهِي بنتُ عَمْرو بن الظَّرِب أَحدِ أَسْرافِ الْعَرَب وحْكَمَائِهم، خدعَه جَذِيمُ الأَبْرَشُ وأَخذ عَلَيْهِ مُلْكَه وقَتَله، وَقَامَت هِيَ بأَخذ ثَأْرِه، فِي قِصَّة مَشْهورَة مُشْتَمِلَةٍ على أَمْثَالٍ كَثِيرةِ لَهَا ولقَصِيرِ بنْ سَعْد، أَورَدَهَا المَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ، كَذَا قَالَه شَيْخُنا.
(وماءَةٌ لِبَنِي سَلِيط) بْنِ يَرْبُوعٍ، وَفِي لِسَان العَرَب: هِيَ شُعْبَةُ مَاءٍ لبَنِي كُلَيْبٍ. قَالَ غسَّنُ السَّلِيطِيُّ يَهْجُو جَرِيراً:
أَمَّا كُلَيْبٌ فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَها
مَا سالَ فِي حَفْلَةِ الزَّبَّاء وَادِيها
(و) الزَّباءُ: (عَيْنٌ بالْيَمَامَة) مِنْهَا شَرِب الخِضْرِمَةُ والصَّعْفُوقة.
والزَّبَّاءُ: أَحدُ لِقَاح رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهُنّ عَشْرُ لَقَائحَ أُهْدِينَ إِليه. ( {والزُّبُّ بِالضَّمِّ: الذَّكَرُ) بلُغَ أَهْل اليَمَن، أَي مُطْلَقاً. وَفِي فقه اللُّغَة لأَبِي مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيِّ فِي تَقْسِيم الذُّكورِ: الزُّبُّ للصَّبيّ، (أَو) هُوَ (خَاصٌّ بالإِنْسَان) قَالَه ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: إِنَّه عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ، وأَنْشَد:
قَدْ حَلَفَتْ باللهِ لَا أُحِبُّهُ
أَنْ طَالَ خُصْياهُ وقَصْرَ} زُبُّهُ
وَفِي التَّهْذِيب: {الزُّبُّ: ذكر الصَّبيّ بلُغَة الْيمن، وَفِي المِصْباح: تصغِيره} زُبَيْب، عَلَى القِيَاس، وربّا دَخَلَتْه الهاءُ فَقِيل {زُبَيْبَة، عَلَى مَعْنَى أَنَّه قِطْعَ من البَدَن. فَالْهاءُ للتَّأْنِيثِ.
(ج} أَزُبٌّ {وَأَزْــبَابٌ} وَزَبَبَةٌ محرّكَةً) والأَخِيرُ من النَّوَادِر.
(و) الزُّبُّ: (اللِّحْيَةُ) يَمَايةٌ (أَو مُقَدمَها) عِنْد بَعض أَهْل اليَمَن، ومثْله فِي كِتاب المجرَّد لكُرَاع، وأَنْشد الخَلِيلُ:
فَفَاضت دُمُوعُ الحَجْمَتَيْن بِعْبَرَةٍ
على الزُّبِّ حتَّى الزُّبُّ فِي الماءِ غامِسَ
(ومِثْلُه فِي شِفاء الغَلِيل.
قَالَ شَمِر: (و) قِيلَ: الزُّبُّ: (الأَنْفُ) بِلْغَةِ أَهْلِ اليَمَن.
! وزُبُّ القاضِي: من عُيُوب المَبِيع، فَسَّره الفُقَهَاءُ بِما يَقَع ثَمَرُهُ سَرِيعاً، قَالَه شَيْخُنَا.
والزُّبُّ: تَمْرٌ من تُمُورِ البَصْرة، ذكره المَيْدَانِيُّ.
ورُبُّ رُبَاحٍ، وَرَدَ فِي قَوْل (أَبي) الشَّمَقْمَقِ:
شَفِيعِي إِلى مُوسَى سَمَاحُ يَمينِه
وحَسْبُ امرِىء من شَافِع بسَمَاحِ
وِعْرِيَ شِعْرٌ يَشْتَهِي الناسُ أكْلَه
كَما يُشْتَهَى زُبْدٌ بِزُبِّ رُبَاحِ
وقِصَّتُه فِي كِتَابِ الأَمثَالِ.
( {والزّبَيبُ: ذَاوِي العِنَب) أَي يابِسه، مَعْرُوفٌ. وحِدَته زَبِيبَة. (و) قَالَ أَبو حنيفَة: واستَعْمَل أَعْرابيٌّ مِن أَعْرَاب السَّرَاةِ الزَّبِيبَ فِي (التِّين) ، فَقَالَ: الفَيْلَحَنِيّ: تين شيدُ السَّوادِ جَيِّد للزَّبيب يَعْنِي يَابِسَه. وَقد زَبَّبَ التينُ، عَن أَبي حنيفَة أَيضاً. وَبِهَذَا سقط قَوْلُ شَيْخنا؛ لأَنَّ الزَّبِيبَ إِنَّما يُعْرَف من العِنَبِ فَقَط، (و) قد (} أَزَبَّهُ) أَي العنبَ والتِّين ( {وَزَبَّبَه) } تَزبِيباً {فَتَزَبَّبَ. وَمن الْمجَاز قَوْلُهُم:} تَزَبَّبَ قَبْلَ أَن يَتَحَصْرَم.
(وإِلى بَيْعهِ) أَي الزَّبيب (نُسِبَ إِبراهيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَسْكِريُّ) أَبُو الحُسَيْن، يَرْوِي عَن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ. (وعبْدُ اللهِ بنُ إِبراهيمَ بْنِ جعْفَر) بنِ بيَّانِ البَغْدادِيُّ البزَّار، سَمِع الحَسَنَ بْنَ عَلَوَيْهِ والفِرْيَابِيّ، وَعنهُ البَرْمَكِيّ.
(وأَبُو نُعَيْم الرَّاوِي عَن مْحَمّد بْن شَرِيك) ، وَعنهُ سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السُّكَّرِيّ (وعَلِيُّ بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، المُحَدِّثُون {الزَّبِيبِيُّون) ، الأَخِيرُ عَن المُسْتَغْفِريّ. وفَاتَه الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ الفَضْل الطَّلْحِيُّ} - الزَّبِيبِيُّ أَخُو إِسماعيلَ، سمع ابنع مَنْدَه، نَقله السَّمْعَانِيّ.
(و) الزّبِيبُ: (زَبَدُ المَاء) . وَمِنْه قَوْلُه:
حَتى إِذا تَكَشَّف الزَّبِيبُ
(و) الزَّبِيبُ: (السُّمُّ فِي فَم الحيَّة) نَقله الصّاغَانِيّ.
(و) من الْمجَاز: خرجَت على يدِه {زَبِيبَةٌ (بهاءٍ) وَهِي (قَر 2 حَةٌ تخرجُ فِي اليَدِ) كالعَرْفَة. (وزَبَدةٌ) تخرج (فِي فَم مُكْثِرِ الكَلَام) . (و) من الْمجَاز: غَضِبَ فَثار لَهُ} زَبِيبَتَانِ: زَبَدَتان فِي شِدْقيه. (وقَدْ زَبَّبَ) فَمْ الرَّجُل، وتكَلَّم فُلانٌ حَتّى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خرج الزَّبَدُ عَلَيْهِمَا.
(و) الزَّبِيبَ: اجتماعُ الرِّيقِ فِي الصَّامِغَيْن، و (زَببَ شِدْقاهُ: اجْتمع الرِّيق فِي صامِغَيْهِما، واسمُ ذَلِك الرِّيقِ الزَّبِيبَتَان، و) قَدْ (زَبَّبَ فَمُه) إِذا رَأَيْتَ لَهُ زَبِيبَتَين عِنْد مُلْتَقَى شَفَتَيْه مِمَّا يَلِي اللسانَ، يَعْنِي رِيقاً يابِساً.
(وهما) أَيضاً أَي الزَّبِيبَتَان (نُقْطَتَان سَوْدَاوَان فَوْقَ عَيْنَيِ الحَيَّة) ، وَمِنْه الحَيَّة ذُو {الزَّبِيبَتَيْن. وَفِي الحَدِيث (يَجِيءُ كَنْزُ أَحَدِكم يَوْمَ القِيَامَة شُجَاعاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَان) قَالَ أَبو عُبَيْد: وَهُوَ أَوحَشُ مَا يكون من الحَيَّاتِ وأَخْبَثُه. قَالَ ابْن الأَثِيرِ: الزَّبِيبَةُ: نِكْتَةٌ سوداءُ فَوق عَيْنِ الحَيَّة، وَهَا نُقْطَتَان تَكْتَنِفَان فَاهَا، وقِيل: هما زَبَدَتان فِي شِدْقَيْها. (و) الزَّبِيبَتَان فَوق عَيْنَي (الكَلْب) كَزَنَمَتَي البَعِيرِ أَو لَحْمَتَاني الرأْس كالقَرْنَيْن، وَقيل: نَابَانِ يَخْرُجَان من الفَم، وَقيل غيرُ ذَلِك كَمَا نَقَلَه أَهْلُ لغَرِيب وأَورده شَيخنَا فِي الْحَيَّة.
(} والتَّزَبُّبُ: التَّزَبُّدُ فِي الْكَلَام) ، وتَزَبَّبَ الرجلُ إِذا مْتَلَأَ غَيظاً، قَالَه شَمر.
ورُي عَن أُمِّ غَيْلانَ ابْنَةِ جَرِيرٍ أَنَّها قَالَت: رُبَّما أَنشدتُ أَبِي حَتَّى {تَزبَّبَ شِدْقايَ، قَالَ الراجز:
إِنِّي إِذا مَا} زَبَّبَ الأَشْدَاقُ
وكَثُر الضِّجَاجُ واللَّقْلَاقُ
ثَبْتُ الجَنَانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ
(و) {الزَّــبَابُ (كسَحَاب: فأْرٌ عَظِيمٌ أَصَمُّ) . قَالَ الحارثُ بن حِلِّزَةَ:
وهُمُ} زَــبَابٌ حائِرٌ
لَا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدا
أَي لَا تسمَعُ آذانُهم صوتَ الرَّعْد؛ لأَنَّهُم صُمٌّ طخرْشٌ. (أَو) هُوَ فأْرٌ (أَحْمَرُ) حَسَن (الشَّعَر أَو) هُوَ (بِلَا شَعَر) . والعَرَبُ تَضْرِبُ بهَا المَثَل فتَقُولُ: (أَسْرَقُ مِنْ {زَــبَابَــة) . ويُشَبَّه بِهِ الْجَاهِل واحِدَتُه زَــبَابَــةٌ. وفِيها طرشٌ، ويُجْمَعُ} زَــبَابــاً {وَزَــبَابَــات. وقِيلَ: الزَّــبَابُ: ضَرْبٌ من الجُرَذِ عِظَامٌ، وأَنْشَد:
وَثْبَةَ سَرْعُوبٍ رَأَى زَــبَابــا
السُّرْعُوبُ: ابنُ عُرْس، أَي رَأَى جُرَذاً ضَخْماً. وَفِي حديثِ عَلِيّ كَرَّم الله وَجْهَه (أَنَا واللهِ إِذاً مِثْلُ الَّذِي أُحِيطَ بهَا فَقيل: زَــبَابِ زَــبَاب) كأَنّهم يُؤنِسُونَها بذلك. الْمَعْنى: لَا أَكونُ مثل الضَّبُع تُخادَعُ عَن حَتْفِها. الزَّــبَابُ: جِنْس من الفَأْرِ لَا تَسْمَع، لَعَلّها تأْكُلُه كَمَا تأُكُلُه كَمَا تأْكُلُ الجُرَذَ.
(و) زَــبَابُ (بنُ رُمَيْلَةَ الشَّاعِر) وَهُوَ (أَخُو الأَشْهَب) ، أَبُوهُما ثَوْرٌ، ورُمَيْلَةُ أُمُّهُما. وإِيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقوله:
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلَى زَــبَابٌ وَقد رَأَى
بَنِي قَطَنٍ هَزُّوا القَنَا فَتَزَعْزَعَا
وَضَبطه الحافِظُ كشَدَّاد.
(و) } زُبَيْب (كَزُبَيْرٍ: ابنُ ثَعْلَبَةَ) بن عَمْرو) صَحَابِيٌّ عَنْبَرِيّ) من بني تَميم، لَهُ وِفَادَةٌ، كَانَ ينزل بطَرِيق مَكَّةَ، روى عَنهُ بَنُوة: عُبَيْدُ اللهِ ودُجَيْنٌ وَولَداهُما شُعَيْبُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ والعدون بن دُجَيْن، كَذَا فِي المعجم.
قلت وأَخذ عَن شُعَيْث هَذَا أَبُو سَلَمَة النَّبُوذَكِيّ وحَفِيدُه سَعِيدُ بن عَمَّار بنِ شُعَيْث، رَوَى عَن آبَائِهِ وَعنهُ مُحَمَّد بن صَالح النَّرْسِيّ.
(وعبدُ اللهِ بن {زُبَيْب) كَزُبَيْر (تابِعِيٌّ جَنَدِيٌّ) . إِلى قَرْيَة بِالْيمن، روى مَعْمر عَن رجل عَنهُ. حديثُه مُرْسَل، قَالَ الْحَافِظ فِي التَّبْصِيرِ: بل مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه. قلتُ ولذ ذكره ابْن فَهْد فِي مُعْجَم الصَّحَابة، قلت: وروى عَنهُ كثير بن عَطاء.
(و) } الزَّــبّابُ (كشَدّادٍ: بائعُ الزَّبِيب {- كَالزَّبِيبِيّ) ، وَقد تقدم. (وحُجَيْرُ بنُ زَــبَّابٍ) نَسَبُه (فِي بني عَامِر بن صَعْصَعَةَ) ، وحَفِيدَتُه صَفِيَّةُ بنتُ جُنْدَبِ بْنِ حُجَيْر أُمُّ الحارِث بْنِ عَبْده المُطَّلِب بْنِ هَاشِم. (وعَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّــبَّابُ: مُحَدِّثٌ) عَن عمر بن علك المَروَزِيّ، وَعنهُ أَبُو زُرْعة رَوْح بنُ مُحَمَّد.
(} والزَّبِيبِيَّةُ: مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ، مِنْهَا أَبُو بَكْر عَبْدُ الله بْنُ طَالِبٍ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب ابْن أَبي طَالب (الزَّبِيبِيُّ) البَغْدَادِيّ المحدِّث عَن شهدة.
( {وَزِبِيبيَ بِكَسْر الزّاي والبَاء الأُولَى: جَدُّ) أَبي الفَضْل (مُحَمّدِ بْنِ عَلِيِّ بن أَي طَالِب) ابْنِ مُحَمَّد (ابْن زِبِيبَي الزِّبِيبِيِّ المُحَدِّثِ) سَمع أَبا عَلِيّ الحَسَن بْن عَلِيّ بن المُذهِب التَّميميّ القطيعيّ، تُوُفِّيَ سنة 511 هـ تَرْجمهُ أَبُو الْفَتْح البنداريّ تَرْجَمَة وَاسِعَة فِي الذَّيْل على تَارِيخ بَغْدَاد، وَهُوَ عِنْدِي، وَولده ذُو الشَّرَفَيْن أَبو طَالب الحُسَيْن بن مُحَمَّد مُحَدِّث، رَوَى عَن القَاضي أَبي القَاسِم التَّنُوخِيّ وَغَيره.
(والزَّبِيبِيُّ بالفَتْح: النَّقِيعُ) المُتَّخَذُ (مِنَ الزَّبِيبِ) نقل الصاغانيّ.
(} والزَّبْزَبُ: دابَّةٌ كالسِّنَّوْر) تأْخُذُ الصِّبْيَان من المُهُودِ، نَقله الصَّاغَانِيّ، ذكره ابْن الأَثِيرِ فِي الكَامِل فِي حوادث سنة 304 هـ وَهُوَ حَيَوَانٌ أَبْلَقُ بسَوَادٍ قَصِيرُ اليَدَيْن والرِّجْلَيْن، كَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان.
(و) {الزَّبْزَبُ: (ضَرْبٌ من السُّفُن) .
(وَ} زَبْزَبَ) إِذا (غَضِب، أَو) {زَبْزَبَ إِذا (انْهَزَمَ فِي الحَرْب) ، كِلَلاهُمَا عَن أَبِي عَمْرو.
(} والمُزَبِّبُ، كمُحَدِّثٍ: الكَثِيرُ المَال، {كالمُزبِّ، بالمضَّمِّ) . وَيُقَال: آلُ فلَان} مُزِبُّون، إِذا كَثُرت أَموالُهم وكَثُروا هم.
(وعَبْد الرَّحْمن بْنُ زَبِيبَةَ كحَبِيبَة) وَفِي نُسْخَة شَيخنَا كجُهَيْنَة، والأَوّلُ الصَّوَابُ، تابِعِيّ، عَن ابْن عُمَر.
(! والزَّبَّاوَان: رَوْضَتَان لآل عَبْد اللهِ بنِ عَامر بن كُرَيْزٍ) ، وَيُقَال: ابْن الحَنْظَلِيَّة، وَتلك بمَهَبِّ الشمَال من النِّبَاج عَن يَمِينِ المُصْعِد إِلَى مَسكَّةَ من طَرِيق البَصْرة من مَغِيض أَوْدِيَةِ حِلَّةِ النِّبَاج.
وبَنُو {زَبِيبَة: بَطْن.
} وزَبّان: اسْم، فَمن جعل ذَلِك فَعْالا من زبن صَرَفَه، ومَنْ جَعَلَه فَعْلَان مِنْ زَبّ لم يَصْرِفْه. وَيُقَال: {زَبَّ الحِمْلَ وزَأَبَهُ} وازْدَبَّه: حلَه. قَالَ الشَّاعر:
هجوتُ زَبّان ثمَّ جِئتُ مُعْتَذِراً
من هَجْو زَبّان لم أَهْجُو وَلم أَدَعِ
وزَبَّان بن قَسُور الكلفيّ: صحابيّ لَهُ حَدِيث واهٍ، قَالَه الدَّارقُطْنِيّ، وَضَبطه عبد الغنيّ بن سعيد، وَيحيى بن الطَّحَّان بالراء بدل النُّون. {وزُبَيْبٌ الضِّــبابــيّ كزُبَيْر: شاعرٌ إِسلامِيّ.} وزَبِيبَةُ: أُمُّ عَنْتَرَة العَبْسِيِّ وجَدّهُ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ سَمُرة.
وزَبّان: اسمُ مَوْضِع بالحجاز، كَذَا فِي مُخْتَصَر المَراصِد. ونِهْيا زُــباب بِالضَّمِّ: مَا آنِ لِبَنِي كِلاب.
ودير الزَّبِيب فِي نواحي خُناصرة تجاه دير إِسحاق، نقلته من تَارِيخ ابْن العديم.
(زبب) : المُزَبِّبُ: الكَثِيرُ المَالِ كالمُزبِّ. 
(ز ب ب) : (الزَّبِيبُ) مَعْرُوفٌ وَالشَّرَابُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ (زَبِيبِيٌّ) زَبَّبْتُ الْعِنَبَ جَعَلْتُهُ زَبِيبًا وَتَزَبَّبَ بِنَفْسِهِ قِيَاسٌ (زَبِيبَتَانِ) فِي (ش ج) .
(زبب) الْعِنَب صَار زبيبا وَالشَّمْس دنت للغروب وشدقا فلَان اجْتمع الرِّيق فِي جانبيهما يُقَال تكلم حَتَّى زبب شدقاه وَيُقَال زبب فَم فلَان وَالْعِنَب جعله زبيبا

زبب


زَبَّ(n. ac. زَبَب)
a. Was hairy.
b. Foamed, frothed at the mouth ( in speaking).
c.(n. ac. زَبّ), Filled (water-skin).
زَبَّبَأَزْبَبَa. Dried ( grapes, figs ).
تَزَبَّبَa. Became raisins (grapes).
b. see I (b)
إِزْتَبَبَ
(د)
a. Was filled.

أَزْبَبُa. Downy; hairy.

زَــبَاْبa. Kind of rat.

زَــبَاْبَــةa. Fem. of
زَــبَاْب
زَبِيْبa. Raisins; dried figs.
b. Foam, froth.

زَبِيْبَةa. Spot, pustule on the hand.
b. Foam, froth.

زَبِيْبِيّa. Raisinwine.
{زبب} - في الحديث: "يجيء كَنزُ أَحدكم شُجاعاً أقَرعَ له زَبِيبَتان "
الزَّبِيبَة: نُكتَة سَوداءُ فوق عَيْن الحَيَّة. وقيل: هما نقطَتان تكتَنِفان فَاهَا. وقيل: هما زَبَدَتان في شِدْقيها.
- في حديث عروة: "يَبْعَثُ أَهلُ النَّارِ وَفدهُم فيرجعونَ إليهم زُبًّا حُبْنَا"
قيل: الزُّبُّ: جمع الأَزبّ، وهو الذي تَدِقُّ مفاصِله وتكون زِيادتُه في سِفْلَتهِ.
والحُبْن جمع الأحْبَن، وهو الذي اجتمعِ في بطنه الماءُ الأصفَر.
يُقال: تَكلَّم فلان حتى تَزبَّب شَدْقاه: أي أزبد.
والزَّبَادُ: نَوعٌ من الطِّيب يُجْلَب من مكّة.
قال سَلْمَان الأديب: الزَّبادة: دُوَيْبّة مثل السِّنور تكون ببلاد الهند يُحْلَب من حَلَمتِها شَبيه بالزَّبَد، له رائحةٌ طَيّبةٌ يقَعُ في الطيِّب.
وقال الجَبَّان: الزَّبادُ: دابة معروفة، وسمّيت بذلك لأن ما يُؤخذُ منها كالزَّبَد. {زبر} - في حديث شريح: "ازبأَرّت"
: أي اقْشَعَرَّت، ويجوز أن يكون من الزُّبرة، وهو مُجتمع الوَبَر في المِرْفَقَين والصَّدر؛ لأنها تنفش زَبْرَتها.
- في حديث صفية [بنت عبد المطلب] :
كيْفَ وجدْتَ زَبْرَا * أَأَقِطاً أَوْ تَمْرَا * أوْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا *
الزَّبر - بفتح الزاي وكسرها. مُكَبَّر الزُّبير ، وهو القويّ الشديد: أي وجَدتَه كطعام يُؤْكَل، أو كالصَّقْر مُختلِف الصَّيد، والمُشْمَعِلُّ: السَّرِيعُ. 
زبب
تزبَّبَ يَتزبَّب، تزبُّبًا، فهو مُتزبِّب
• تزبَّب العِنبُ: مُطاوع زبَّبَ: صار زَبيبًا ° تزبَّبَ قبل أن يتحصرم [مثل]: ادَّعى حالة أو صفةً قبل أن يتهيَّأ لها، أو فاق مستوى زملائه. 

زبَّبَ يزبِّب، تزبيبًا، فهو مُزبِّب، والمفعول مُزبَّب (للمتعدِّي)
• زبَّب العِنبُ: صار زَبيبًا.
• زبَّب الفلاَّحُ العِنبَ: جفَّفه وصيَّره زَبيبًا. 

زَــبابــة [مفرد]: (حن) جنس من الحشرات مشهور بشراهته، حيث يأكل ما يعادل وزنه من الديدان والحشرات في اليوم. 

زَــبَّاب [مفرد]:
1 - بائع الزَّبيب.
2 - (حن) حيوان من الثدييّات يشبه الفأر، له أنف طويل مدبّب وعينان وأذنان صغيرتان، يأكل الحشرات. 

زَبِيب [جمع]: مف زَبِيبة:
1 - ما جُفِّف من العنب، يُذكَّر ويؤنَّث ° إنما يُخدَع الصِّبيانُ بالزَّبيب: تعبير عن انشغال الناس بالصغير الظّاهر عن العظيم المستتر.
2 - شراب كحوليّ يُتَّخذ من الزَّبيب. 

زَبِيبة [مفرد]: ج زَبيبات وزَبيب:
1 - واحدة الزَّبيب.
2 - قَرحة تخرج في اليد "خرجت على يده زَبيبة".
3 - أَثَر يظهر في الجبهة من كثرة السُّجود.
4 - نقطة من نقطتين سوداوين فوق عيني الحَيَّة والكلب "مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَلَمْ يُؤدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ [حديث] ". 

زبب: الزَّبَبُ: مصدر الأَزَبِّ، وهو كَثرة شَعَر الذّراعَيْنِ

والحاجبين والعينين، والجمعُ الزُّبُّ. والزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ وكَثرتُه؛ قال ابن سيده: الزَّبَبُ الزَّغَب، والزَّبَبُ في الرجل: كثرةُ الشعر وطُولُه، وفي الإِبل: كثرة شَعَرِ الوجه والعُثْنُونِ؛ وقيل: الزَّبَبُ في الناس كَثرَةُ الشَّعَرِ في الأُذنين والحاجبين، وفي الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنين والعينين؛ زَبَّ يَزُبُّ زَبِـيباً، وهو أَزَبُّ.

وفي المثل: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وقال الأَخطل:

أَزَبُّ الحاجِـبين بِعَوْفِ سَوءٍ، * من النَّفَرِ الذين بأَزْقُبانِ

وقال الآخر:

أَزَبُّ القَفا والـمَنْكِـبَيْنِ، كأَنه، * من الصَّرْصَرانِـيَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ

ولا يكادُ يكون الأَزَبُّ إِلاَّ نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِـبَيْهِ شُعَيْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ نَفَرَ؛ قال الكميت:

أَو يَتَنَاسَى الأَزَبُّ النُّفورا

قال ابن بري: هذا العجز مُغَيَّرٌ(1)،

(1 قوله «مغير» لم يخطئ الصاغاني فيه إلا النفورا، فقال الصواب النفارا، وأورد صدره وسابقه ما أورده ابن الصلاح.) والبيتُ بكمالِه:

بَلَوْناكَ من هَبَواتِ العَجَاج، * فلم تَكُ فيها الأَزَبَّ النَّفُورا

ورأَيت، في نسخة الشيخ ابن الصلاح الـمُحَدِّث، حاشِـيةً بخط أَبيه، أَنَّ هذا الشعر:

رَجائيَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الـحُلُوم، * ورَجْعةَ حَيرانَ، إِن كان حارا

وخَوْفيَ بالظَّنِّ، أَنْ لا ائْتِلا * فَ، أَو يَتناسَى الأَزَبُّ النُّفُورا

وبين قول ابن بري وهذه الحاشية فرق ظاهر.

والزَّبَّاءُ: الاست لشعرها. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كثيرةُ الشَّعَر. وفي حديث الشعبي: كان إِذا سُئِلَ عن مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لو سُئِل عنها أَصحابُ رسولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم،

لأَعْضَلَتْ بهم. يقال للدَّاهيةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، يعني أَنها

جَمَعَتْ بين الشَّعَر والوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بالناقة النَّفُور، لصُعُوبَتِها. وداهيةٌ زبَّاءُ: شديدة، كما قالوا شَعْراءُ. ويقال للدَّاهية الـمُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر. ويقال للناقة الكثيرة الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ. وعامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كثير النباتِ.

وزَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، وأَزَبَّتْ، وزَبَّـبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، وهو

من ذلك، لأَنها تَتَوارَى كما يَتَوارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر.

وفي حديث عُروةَ: يَبْعَثُ أَهلُ النار وَفْدَهُم فَيَرْجِعُون إِليهم

زُبّاً حُبْناً؛ الزُّبُّ: جمع الأَزَبِّ، وهو الذي تَدِقُّ أَعاليه ومَفاصِلُه، وتَعْظُم سُفْلَتُه؛ والـحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، وهو الذي اجتمعَ في بطنِه الماءُ الأَصفر. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، بلغة أَهل اليَمَنِ، وخصَّ ابن دريد به ذَكَرَ الإِنسان، وقال: هو عربي صحيح؛ وأَنشد:

قد حَلَفَتْ باللّهِ: لا أُحِـبُّهْ، * أَن طالَ خُصْياهُ، وقَصرَ زُبُّهْ

والجمع: أَزُبٌّ وأَزْــبابٌ وزَبَـبَةٌ. والزُّبُّ: اللِّحْيَةُ، يَمانِـيَّةٌ؛ وقيل: هو مُقَدَّم اللِّحْية، عند بعض أَهل اليمن؛ قال الشاعر:

ففاضَتْ دُمُوع الجَحْمَتَيْنِ بِعَبْرةٍ * على الزُّبِّ، حتى الزُّبُّ، في الماءِ، غامِسُ

قال شمر: وقيل الزُّبُّ الأَنْف، بلغة أَهل اليمن. والزَّبُّ مَلْؤُكَ

القِرْبَةَ إِلى رَأْسِها؛ يقال: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ.

والزَّبِـيبُ: السَّمُّ في فَمِ الحيَّةِ. والزَّبِـيبُ: زَبَدُ الماء؛ ومنه قوله:

حتى إِذا تَكَشَّفَ الزَّبِـيبُ

والزَّبِـيبُ: ذاوِي العِنَب، معروف، واحدته زَبِـيبَةٌ؛ وقد أَزَبَّ

العِنَبُ؛ وزَبَّبَ فلان عنبه تَزْبِـيباً. قال أَبو حنيفة: واستعمل

أَعرابي، من أَعرابِ السَّراة، الزَّبِـيبَ في التين، فقال: الفَيْلحانِـيُّ

تِـينٌ شَديدُ السَّوادِ، جَيِّدُ الزَّبِـيبِ، يعني يابِسَه، وقد زَبَّبَ التِّينُ، عن أَبي حنيفة أَيضاً. والزَّبِـيبةُ: قُرْحَةٌ تَخرُج في اليَد، كالعَرْفَةِ؛ وقيل: تسمى العَرْفةَ.

والزَّبِـيبُ: اجتماعُ الرِّيقِ في الصِّماغَيْنِ.

والزَّبِـيبَتانِ: زَبَدَتانِ في شِدْقَي الإِنسان، إِذا أَكثرَ الكلام.

وقد زَبَّبَ شِدْقاه: اجْـتَمَعَ الرِّيقُ في صامِغَيْهِما؛ واسمُ ذلك الرِّيقِ: الزَّبِـيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ إِذا رأَيتَ له زَبِـيبَتَيْنِ في جَنْبَـيْ فيهِ، عند مُلْتَقَى شَفَتَيْه مما يلي اللسان، يعني ريقاً يابساً. وفي حديث بعض القُرَشِـيِّـينَ: حتى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي خرَج زَبَدُ فِـيكَ في جانِبَيْ شَفَتَيْكَ.

وتقول: تكَلَّمَ فلان حتى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خَرج الزَّبَدُ عليهما.

وتزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْـتَلأَ غَيْظاً؛ ومنه: الحيَّةُ ذو الزَّبِيبَتَيْنِ؛ وقيل: الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِـيبَتَيْنِ التي لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها. وفي الحديث: يَجيءُ كَنْزُ أَحَدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِـيبَتانِ. الشُّجاعُ: الحيَّةُ؛ والأَقْرَعُ: الذي تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه. وقوله زَبِـيبَتانِ، قال أَبو عبيد: النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فوق عَيْنَيْهِ، وهو أَوْحَشُ ما يكون من الحيَّاتِ وأَخْبَثُه. قال: ويقال إِنَّ الزَّبِـيبَتَيْنِ هما الزَّبَدَتانِ تكونان في شِدْقَي الإِنسان، إِذا غَضِبَ وأَكثرَ الكلامَ حتى يُزْبِدَ.

قال ابن الأَثير: الزَّبِـيبَةُ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فوق عَيْنِ الحيَّةِ، وهما نُقْطَتانِ تَكْتَنِفانِ فاها، وقيل: هما زَبَدَتانِ في شِدْقَيْها.

وروي عن أُمِّ غَيْلان بنتِ جَريرٍ، أَنها قالت: رُبَّما أَنشَدْتُ أَبي

حتى يَتَزَبَّبَ شِدقاي؛ قال الراجز:

إِنِّي، إِذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ،

وكَثُرَ الضِّجاجُ واللَّقْلاقُ،

ثَبْتُ الجَنانِ، مِرْجَمٌ وَدَّاقُ

أَي دانٍ من العَدُوِّ. ودَقَ أَي دَنا. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ في الكلام.

وزَبْزَبَ إِذا غَضِبَ. وزَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ في الـحَرْب.

والزَّبْزَبُ: ضَرْبٌ من السُّفُن.

والزَّــبابُ: جِنْس من الفَـأْر، لا شعرَ عليه؛ وقيل: هو فأْر عظيم

أَحمر، حَسَن الشعرِ؛ وقيل: هو فأْرٌ أَصَمُّ؛ قال الحرِث بنِ حِلِّزةَ:

وهُمُ زَــبابٌ حائرٌ، * لا تَسْمَع الآذانُ رَعْدا

أَي لا تسمعُ آذانُهم صوتَ الرعْد، لأَنهم صُمٌّ طُرْشٌ، والعرب تضْرِب بها الـمَثَل فتقول: أَسْرَقُ من زَــبابــة؛ ويُشَبَّه بها الجاهلُ، واحدته زَــبابــة، وفيها طَرَش، ويجمع زَــبابــاً وزَــبابــاتٍ؛ وقيل: الزَّــبابُ ضَرْب من الجِرْذانِ عظام؛ وأَنشد:

وثْبةَ سُرْعُوبٍ رَأَى زَــبابــا

السُّرْعُوب: ابنُ عُرْس، أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه، أَنا إِذاً، واللّهِ، مثلُ الذي أُحيطَ بها، فقيلَ زَــبابِ زَــبابِ، حتى دَخَلَت جُحْرها، ثم احْتُفِرَ عنها فاجْتُرَّ برِجلِها، فذُبِحَت، أَرادَ الضَّبُعَ، إِذا أَرادوا صَيْدَها، أَحاطُوا بها في جُحْرِها، ثم قالوا لها: زَــبابِ زَــبابِ، كأَنهم يُـؤْنِسُونَها بذلك. قال: والزَّــبابُ جِنسٌ من الفَـأْرِ لا يَسْمَعُ، لَعَلَّها تأْكُله كما تأْكُلُ

الجرادَ؛ المعنى: لا أَكون مِثْلَ الضَّبُعِ تُخادَعُ عن حَتْفِها.

والزَّبَّاءُ: اسم الـمَلِكَةِ الرُّومِـيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهي مَلكة الجزيرةِ، تُعَدُّ مِن مُلوكِ الطَّوائف. والزَّبَّاء: شُعْبَةُ ماء لِـبَني كُلَيْبٍ؛ قال غَسّانُ السَّلِـيطِـيُّ يَهجُو جريراً:

أَمـَّا كُلَيْبٌ، فإِنَّ اللُّؤْمَ حالَفها، * ما سال في حَقْلةِ الزَّبَّاءِ وادِيها

واحدته زبابــة.(1)

(1 قوله «واحدته زبابــة» كذا في النسخ ولا محل له هنا فإِن

كان المؤلف عنى أَنه واحد الزباب كسحاب الذي هو الفأر فقد تقدم وسابق الكلام في الزباء وهي كما ترى لفظ مفرد علم على شيء بعينه اللهم إلا أن يكون في الكلام سقط.)

وبنو زَبِـيبةَ: بَطْنٌ.

وزبَّانٌ: اسم، فَمَن جعل ذلك فَعَّالاً من زَبَنَ، صرَفَه، ومن جعله

فَعْلانَ من زَبَّ، لم يَصْرِفْه.

ويقال: زَبَّ الحِملَ وَزأَبه وازْدَبَّه إِذا حَمَلَه.

حطط

(ح ط ط) : (حَطَّ) مِنْ الثَّمَنِ كَذَا أَسْقَطَ وَاسْمُ الْمَحْطُوطِ الْحَطِيطَةُ.
ح ط ط : حَطَطْتُ الرَّحْلَ وَغَيْرَهُ حَطًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَنْزَلْتُهُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ وَحَطَطْتُ مِنْ الدَّيْنِ أَسْقَطْتُ وَالْحَطِيطَةُ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَاسْتَحَطَّهُ مِنْ الثَّمَنِ كَذَا فَحَطَّهُ لَهُ وَانْحَطَّ السِّعْرُ نَقَصَ. 
ح ط ط: (حَطَّ) الرَّحْلَ وَالسَّرْجَ وَالْقَوْسَ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَحَطَّ أَيْ نَزَلَ. وَ (الْمَحَطُّ) الْمَنْزِلُ. وَ (انْحَطَّ) السِّعْرُ وَغَيْرُهُ، وَ (اسْتَحَطَّهُ) مِنَ الثَّمَنِ شَيْئًا. وَ (الْحَطِيطَةُ) كَذَا وَكَذَا مِنَ الثَّمَنِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] أَيْ حُطَّ عَنَّا أَوْزَارَنَا. وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ أُمِرَ بِهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَوْ قَالُوهَا لَحُطَّتْ أَوْزَارُهُمْ. 

حطط


حَطَّ(n. ac. حَطّ)
a. Put, placed, set, lay down.
b. Descended, alighted.

حَطَّطَa. Took off, put down (load).
إِنْحَطَطَa. Was put, set down, lowered; was degraded.
b. Fell, lessened; gave way ( prices, strength).
إِسْتَحْطَطَa. Asked to be eased of, have taken off.
b. [Min], Asked for a reduction, abatement ( of
price ).
حَطّa. Deposition; degradation.
b. Reduction ( of fractions ).
حِطَّةa. Unloading, discharging; lightening, alleviation;
remission.

مَحْطَط
مَحْطَطَة
(pl.
مَحَاْطِطُ)
a. Place of unloading; halting place, stage; station;
posting house.
b. Pause, full stop.

مِحْطَط
مِحْطَطَة
a. Tool for embossing leather.

حَطَاْطa. Pimples.
b. Froth ( of milk ).
حَطِيْطَة
(pl.
حَطَاْئِطُ)
a. Abatement, reduction (price).

حِطِّيْطَىa. see 2t
[حطط] فيه: قولوا "حطة" فقالوا: حنطة في شعير، أي قيل لهم: قولوا: حط عنا ذنوبنا، فبدلوه: حبة في شعيرة، ويروى: في شعرة، وروى: حطة، وبالنون أصوب لأنهم بدلوا اللفظ بزيادة نون. غ: الحطيطة ما يحط من جملة الحساب. ش: حطمر من نصر، وهو بتثليث حركة طاء. نه: من ابتلاه الله في جسده فهو له "حطة" أي تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فعلة من حط الشيء يحط إذا أنزله وألقاه، ومنه "قولوا حطة" أي مسألتنا أو أمرنا حطة. وفيه: فقال بيده "فحط" ورقها، أي نثره. ومنه: إذا حططتم الرحال فشدوا السروج، أي إذا قضيتم الحج وحططتم رحالكم عن الإبل وهي الأكوار والمتاع فشدوا السروج على الخير للغزو. وفي ح "سبيعة: "فحطت" إلى الشاب، أي مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه. وفيه: أن الصلاة تسمى في التوراة "حطوطا".
ح ط ط

حطوا الأحمال عن ظهور الدواب، يقال: حطوا عنها. وحط ل شيء حدره. وأخذوا في الحطوط أي في الحدور.

ومن المجاز: حط الله أوزارهم، وحطّ الله وزرك. " وقولوا حطة " واستحطوا أوزاركم. وناقة حطوط: سريعة السير، وحطت في سيرها وانحطت. وحط في عرض فلان إذا اندفع في شتمه. وحط في هواه، وانحط فيه. ويقال: أكل من حلوائهم، فانحط في أهوائهم. قال الكميت:

حطوطاً في مسرته ومولى ... إلى مرضاة خالقه سريعاً

وانحط السعر، وحط حطوطاً، والأسعار حاطة ومنحطة. وأتانا بطعام فحططنا فيه أي أكثرنا منه. وأحططنا فيه أي أقللنا منه. وجارية محطوطة المتنين، كأنما حطّا بالمحط، وهو ما يحط به الأديم أي يدلك ويصقل، يكون مع الأساكفة والمجلدين. قال:

تثير وتبدي عن عروق كأنها ... أعنة خراز تحط وتبشر

وقال النابغة:

محطوطة المتنين غير مفاضة ... ريّا الروادف بضة المتجرد

وسيف محطوط: مرهف. وكعب حطيط: أدرم. قال مليح الهذلي:

وكل حطيط الكعب درم حجوله ... ترى الحجل فيه غاماَ غير مقلق

واشترى سلعة فاستحط من الثمن مائة. وطلب منه الحطيطة فأبى. وحط رحله: أقام.
[حطط] حَطَّ الرَحْلَ والسرجَ والقوسَ. وحَط، أي نزل. والمَحَطُّ: المنزِلُ. وانْحِطَّ السعرُ وغيره. وتقول: اسْتَحَطَّني فلانٌ من الثمن شيئاً، والحَطيطَةُ كذا وكذا من الثمن. وقوله تعالى: {حِطَّةٌ} ، أي حُطَّ عنَّا أوزارَنا. ويقال: هي كلمةٌ أُمِرَ بها بنو إسرائيلَ لو قالوها لَحُطَّتْ أوزارُهُمْ. وحَطَّهُ، أي حَدَرَهُ. والحَطوطُ الحدورُ. والحَطوطُ: النجيبةُ السريعةُ. وجارية محطوطة المتنين، أي ممدودة مستويةٌ. قال الشاعر : بَيْضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْنِ بَهْكَنَةٌ * رَيّا الرَوادِفِ لم تمغل بأولاد * وحط البعير في السير حِطاطاً: اعتمد في زِمامه. قال الشماخ: وإن ضربت على العلات حطت * إليك حطاط هادية شنون * ورجلٌ حُطائِطٌ بالضم، أي صغيرٌ. وحطائط بن يعفر: أخو الاسود. قال أبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها، أي أسرعتْ. والحَطاطُ بالفتح: شبيه بالبثور يكون حول الحوق. وأنشد الاصمعي : قام إلى عذراء بالغطاط * يمشى بمثل قائم الفسطاط * بمكفهر اللون ذى حطاط * الواحدة حطاطة. وربما كانت في الوجه. ومنه قول الهُذَلي : وَوَجْهٍ قد جَلَوْتُ أُمَيمَ صافٍ * كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ * والحَطاطُ أيضاً: زُبْدُ اللبن. والمِحَطُّ بالكسر: الذي يُوشَم به، ويقال هو الحديدة التى تكون مع الخرَّازين ينقُشون بها الأديمَ. قال الشاعر : كَأَنّ مِحَطَّأ في يَدَيْ حارِثِيَّةٍ * صَناعٍ عَلَتْ منِّي به الجلد من عل * وعمران بن حطان، بكسر الحاء. وهو فعلان.
حطط
حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من حَطَطْتُ، يَحُطّ، احطُطْ/ حُطَّ، حَطًّا وحِطاطًا، فهو حاطّ، والمفعول محطوط (للمتعدِّي)
• حطَّ الشَّخصُ أو الشَّيءُ وغيرُهما: نزَل، انحدر، هبط من عُلُوٍّ إلى سُفل "حطَّت بنا الطَّائرةُ- حطَّ الطَّائرُ على

الغصن" ° حطَّ نفسَه في الموضوع: تدخَّل فيما لا يعنيه، تعرَّض لما ليس من شأنه.
• حطَّ السِّعرُ: رَخُص، هبط.
• حطَّ الشَّيءَ: أنزله أو وضعه على الأرض "حطَّ الصُّندوقَ/ الحِمْلَ/ كتابًا- {وَحَطَطْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} [ق] "? حطَّ رَحْلَه/ حطَّ رِحالَه/ حطَّ الرِّحالَ: أقام، استقرَّ.
• حطَّ عنه الشَّيءَ: أزاله "حسناتك تحطّ عنك سيئاتِك"? حطَّ وزرَه: وضعه عنه.
• حطَّ بالمكان: نزلَ به.
• حطَّ من قدره وسمعته أو نحوِهما: حقّره، عابه وأهانه? حططت من الدَّيْن: أسقطت- حطَّ في عِرْضه: اندفع في شتمه، ذكره بسوء- حطَّه عن مقامه: عزله، خلعه منه. 

انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ ينحطّ، انْحَطِطْ/ انْحَطَّ، انحطاطًا، فهو منحَطّ، والمفعول مُنْحَطّ إليه
• انحطَّ الشَّخصُ أو الشَّيءُ: مُطاوع حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من: نزلَ وانحَدر، سفل قدرُه "انحطَّتِ الأسعارُ: نقصت وقلَّت نوعًا وقيمة- انحطَّت معنوياتُه- انحطَّ قدرَه في نظري" ° عصر الانحطاط.
• انحطَّ الأمرُ: تدهور وهبط "مستوًى منحطّ- انحطاط الأخلاق".
• انحطَّ إليه/ انحطَّ له: خضَع لرأيه. 

انحطاط [مفرد]: مصدر انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
• حركة الانحطاط: (دب) حركة أدبيّة ظهرت في أواخر القرن التَّاسع عشر في فرنسا وانجلترا، اتّسمت بالاهتمام المفرط بالجمال والبراعة والبحث عن مشاعر أو أحاسيس جديدة.
• فترة الانحطاط/ عصر الانحطاط: (دب) مصطلح يُطلق على مرحلة في تاريخ الأدب انحطَّ فيها الأدبُ بعد ازدهاره في عصر سابق، كانحطاط الأدب العربي بعد سقوط بغداد 656هـ/ 1258م حتى بدء العصر الحديث.
• انحطاط الدَّلالة: (لغ) تغيُّر معنى الكلمة على مرِّ الزَّمن من دلالة مرغوب فيها إلى دلالة غير مرغوب فيها. 

حِطاط [مفرد]: مصدر حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من. 

حَطّ [مفرد]: مصدر حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من. 

حِطَّة [مفرد]:
1 - نقصان المنزلة، ذلَّة وهوان "تصرُّفه يدلّ على حِطَّةٍ في خُلُقه".
2 - طلبُ المغفرة " {وَادْخُلُوا الْــبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}: حُطّ عنّا أوزارنا، وهي كلمةٌ أُمِر بها بنو إسرائيل لو قالوها لحُطَّت أوزارهُم". 

مَحَطّ [مفرد]: ج محاطُّ: اسم مكان من حطَّ/ حطَّ بـ/ حطَّ من: مكان النّزول أو محلُّه "مكّة المكرّمة مَحطُّ الحجَّاج" ° محطّ الآمال: موضع ثقة الناس وآمالهم به- محطّ الأنظار: جذب الانتباه، موضع اهتمام الناس- محطّ الكلام: موضع الفائدة منه. 

مَحَطَّة/ مَحِطَّة [مفرد]: ج محطَّات ومحاطُّ:
1 - موقف، مكان معيّن لوقوف القطار ووسائل النقل "محطّة الأوتوبيس/ السِّكَّة الحديد" ° محطَّة تاريخيّة: مرحلة تاريخيّة- ناظر المحطّة: المسئول عنها.
2 - مركز أو مؤسَّسة لغرض من الأغراض التِّقنيّة عامّة "محطّة الصَّرف الصِّحيّ/ توليد الطاقة" ° محطَّة أرضيّة: طرفيّة أرضيّة تتَّصل بالأقمار الصِّناعيّة والسُّفن الفضائيّة عبر الهوائيات والمعدَّات الإلكترونيّة، وظيفتها إرسالُ واستقبال الرَّسائل والمراقبة والتَّحكُّم- محطَّة وقود/ محطَّة بنزين: مكان مخصّص يُباع فيه البنزين أو الغاز- محطَّة الإذاعة: مكان الإرسال الإذاعيّ/ مركز البثّ- محطَّة الأرصاد الجوّيّة: موقع يتمُّ فيه جمع معلومات الأرصاد الجويَّة وتسجيلها ونشرها- محطَّة توليد الكهرباء/ محطَّة كهربائيّة: مكان يُتَّخذ لتوليد الكهرباء بما فيه من مبانٍ وآلات- محطَّة خِدْمات: مكتب أو مؤسَّسة تقدَّم منها الخِدْمة وخاصّة التَّصليحات.
3 - مكان للاستراحة خلال رحلة، مُزَوَّد بوسائل الرَّاحة ومجهَّز للمبيت.
• محطّة فضاء/ محطّة فضائيّة: قمر صناعيّ يطلق إلى مدار ثابت حول الأرض ويُستخدم بوصفه قاعدةً للرَّصد العلميّ. 

مُنحَطّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
2 - اسم مفعول من انحطَّ/ انحطَّ إلى/ انحطَّ لـ.
3 - مُتَردٍّ في أخلاقه وسلوكه "لا سبيلَ إلى التَّفاهم مع المنحطِّين". 

حطط: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ. والحَطُّ:

وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ، تقول: حَطَطْتُ عنها. وفي حديث عمر: إِذا

حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قضيتم الحَجَّ

وحَطَطْتُم رِحالَكم عن الإِبل، وهي الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج على

الخيل للغَزْو. وحَطّ الحِمْلَ عن البعير يحُطُّه حَطّاً: أَنزله. وكلُّ

ما أَنزله عن ظهر، فقد حطه. الجوهريّ: حطّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ

وحَطَّ أَي نزَل. والمَحَطُّ: المَنْزِلُ. والمِحَطُّ: من الأَدواتِ، وقال في

مكان آخَر: من أَدوات النَّطَّاعِينَ الذين يُجَلِّدون الدَّفاتر حديدة

معطوفة الطرَف، وأَدِيم مَحْطُوطٌ؛ وأَنشد:

تُبِينُ وتُبْدي عن عُروقٍ، كأَنَّها

أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ

وحطَّ اللّهُ عنه وِزْرَه، في الدعاء: وضَعَه، مَثَلٌ بذلك، أَي خفَّفَ

اللّه عن ظَهْرِكَ ما أَثْقَلَه من الوِزْر. يقال: حطّ اللّه عنك وزرك

ولا أَنْقَضَ ظهرَك. واستحَطَّه وِزْرَه: سأَله أَن يَحُطَّه عنه، والاسم

الحِطَّةُ. وحكي أَنَّ بني إِسرائيل إِنما قيل لهم: وقولوا حِطَّة،

ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهم فتُحَطَّ عنهم. وسأَله الحِطِّيطى أَي

الحِطَّة. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: وقولوا حِطَّة، قال: معناه قولوا

مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذنوبنا عنا، وكذلك القراءة، وارتفعت على معنى

مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قال: ولو قرئت حِطَّةً كان وجهاً في

العربية كأَنه قيل لهم: قولوا احْطُطْ عنّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هذا

القول وقالوا لفظة غير هذه اللفظة التي أُمِروا بها، وجملة ما قالوا

أَنه أَمر عظيم سماهم اللّه به فاسقِينَ، وقال الفراء في قوله تعالى: وقولوا

حطة، يقال، واللّه أَعلم: قولوا ما أُمرتم به حطةٌ أَي هي حطة،

فخالَفُوا إِلى كلام بالنَّبَطِيَّةِ، فذلك قوله تعالى: فبدّل الذين ظلموا قولاً

غير الذي قيل لهم. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى:

وادْخُلُوا الــباب سُجَّداً، قال: رُكَّعاً، وقولوا حطةٌ مغفرة، قالوا: حِنْطةٌ

ودخلوا على أَسْتاهِهم، فذلك قوله تعالى: فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير

الذي قيل لهم؛ وقال الليث: بلغنا أَن بني إِسرائيل حين قيل لهم قولوا

حِطَّةٌ إِنما قيل لهم كي يسْتَحِطُّوا بها أَوزارهم فتُحَطّ عنهم. وقال ابن

الأَعرابي: قيل لهم قولوا حطة فقالوا حنطة شمقايا أَي حنطة جيدة، قال:

وقوله عزّ وجلّ حطة أَي كلمة تَحُطُّ عنكم خطاياكم وهي: لا إِله إلا اللّه.

ويقال: هي كلمة أُمر بها بنو إِسرائيل لو قالوها لحُطَّت أَوزارهم.

وحَطَّه أَي حَدَرَه. وفي الحديث: من ابتلاه اللّه ببَلاء في جَسَده فهو له

حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عنه خطاياه وذنوبُه، وهي فِعْلةٌ من حَطَّ الشيءَ

يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه. وفي الحديث: إِن الصلاة تسمى في التوراة

حَطُوطاً. وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً: رَخُصَ، وكذلك انْحَطَّ

حُطوطاً وكسر وانكسر، يريد فَتَر. وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

سِعْر مَقْطُوط وقد قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللّهُ السِّعْر،

ولم يزد ههنا على هذا اللفظ.

والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ: الصغير وهو من هذا لأَن الصغير

مَحْطُوط؛ أَنشد قطرب:

إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط،

كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائط

بُطائطٌ إِتباع؛ وقال مليح:

بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه،

تَرَى الحَجْلَ منه غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ

وقيل: هو القصير. أَبو عمرو: الحُطائطُ الصغير من الناس وغيرهم؛ وأَنشد:

والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ،

والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ

قال الأَزهري: وتقول صِبْيان الأَعراب في أَحاجِيهم: ما حُطائطٌ بُطائط

تَمِيسُ تحت الحائط؟ يعنون الذّرةَ.

والحَطاطُ: شِدّةُ العَدْوِ. والكَعْبُ الحَطِيطُ: الأَدْرَمُ.

والحِطَّانُ: التَّيْسُ.

وحطّانُ: من أَسماء العرب. والحُطائطة: بَثْرةٌ صغيرة حمراء.

وجارية مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن: ممدودَتُهما، وقال الأَزهري: ممدودة

حسنَة مستوية؛ قال النابغة:

مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ

وأَنشد الجوهري للقطامي:

بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهُكَنةٌ،

رَيَا الرّوادِفِ، لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ: لا مَأْكَمةَ لها. والحَطُوطُ: الأَكَمةُ

الصَّعْبةُ الانْحِدار. وقال ابن دريد: الحطوط الأَكَمةُ الصعبة، فلم يذكر

ارتفاعاً ولا انحداراً. والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْو، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً

فانْحَطَّ؛ وأَنشد:

كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ

قال الأَزهري: والفِعْل اللاّزم الانحطاط. ويقال للهَبُوط: حَطُوطٌ.

والمُنْحَطُّ من المَناكِب: المُسْتَفِلُ الذي ليس بمُرْتَفِعٍ ولا

مُسْتَقِلٍّ وهو أَحسنها.

والحَطاطةُ: بَثْرة تخرج بالوجه صغيرة تُقَيِّحُ ولا تُقَرِّحُ، والجمع

حَطاطٌ؛ قال المتنخل الهذلي:

ووجْهٍ قد رأَيْت، أُمَيْمَ، صافٍ،

أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذي حَطاطِ

وقد حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ، وربما قيل ذلك لمن سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ.

والحَطاطةُ: الجاريةُ الصغيرة، تشبَّه بذلك. وقال الأَصمعي: الحَطاطُ

البَثْر، الواحدة حَطاطةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزياد الطَّمّاحِيِّ:

قامَ إِلى عَذْراء في الغُطاطِ،

يَمْشِي بمثل قائم الفُسْطاطِ،

بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذي حَطاطِ

قال ابن بري: الذي رواه أَبو عمرو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه؛

وبعده:

هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي،

نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ

فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ،

ذُو قوّةٍ، ليس بذي وباطِ

فداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ،

ليس كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ

وقام عنها، وهو ذُو نَشاطِ،

ولُيّنَتْ من شِدّةِ الخِلاطِ

قد أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ

وقال الراجز:

ثم طَعَنْت في الجَمِيش الأَصْفَرِ

بذي حَطاطٍ، مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ

والواحدة حَطاطةٌ، قال: وربما كانت في الوجه؛ ومنه قول المتنخل الهذلي:

ووجْهٍ قد جَلَوْت، أُمَيْمَ، صافٍ،

كَقَرْنِ الشمسِ ليس بذي حَطاطِ

وقال أَبو زيد: الأَجرب العين الذي تَبْثُر عينُه ويلزمها الحَطاطُ، وهو

الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ. قال ابن سيده: والحَطاط، بالفتح، مثل البَثْر

في باطن الحُوق، وقيل: حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها.

وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ: اعتمد في الزِّمامِ على أَحد شِقّيْه؛

قال ابن مقبل:

برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه،

أَسَرَّ حِطاطاً، ثم لانَ فبَغّلا

وقال الشماخ:

وإِن ضُرِبَتْ على العِلاَّت، حَطّتْ

إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ

العِلاَّتُ: الأَعْداء، والهادِيةُ: الأَتانُ الوَحْشِيّةُ المتقدمة في

سيرها، والشَّنُونُ: التي بين السمينةِ والمَهْزُولة. ونَجِيبةٌ

مُنْحَطّةٌ في سيرها وحَطُوطٌ. الأَصمعي: الحَطُّ الاعتماد على السير، والحَطُوطُ

النَّجِيبةُ السريعة، وناقة حَطُوطٌ، وقد حَطَّتْ في سيرها؛ قال

النابغة:فما وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ،

حَطُوطٌ في الزِّمامِ، ولا لَجُونُ

ويروى: في الزِّماعِ، وقال الأَعشى:

فلا لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها

تَخْدِي، وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ

(* هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة، وهو في قصيدة الأَعشى

مَرويّ على هذه الصورة:

إني لَعمر الذي خطت مناسمُها * له، وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ

الغُيُلُ )

حَطَّتْ في سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ، يقال ذلك للنَّجِيبةِ

السَّريعةِ. وقال أَبو عمرو: انْحَطَّتِ الناقةُ في سيرها أَي أَسرَعتْ.

وتقول: اسْتَحَطَّني فلان من الثمن شيئاً، والحَطِيطةُ كذا وكذا من الثمن.

والحَطاطُ: زُبْدُ اللَّبَن. وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عنه إِذا طَنِيَ

فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فخطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً

حِيالَ الطَّنَى حتى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ، وقال اللحياني: حُطَّ البعيرُ

الطَّنِيُّ وهو الذي لَزِقَتْ رئته بجنبه، وذلك أَن يُضْجَعَ على جنبه ثم

يؤخذ وَتِد فيُمَرَّ على أَضْلاعِه إِمْراراً لا يُحْرِقُ. الأَزهري: أَبو

عمرو حَطَّ وحَثَّ بمعنى واحد. وفي الحديث: جلس رسولُ اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، إِلى غُصْن شجرة يابسةٍ فقال بيده فحَطَّ ورَقها؛ معناه

فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره. والحَطِيطةُ: ما يُحَطُّ من جملة حَطائطَ. يقال:

حَطَّ عنه حَطِيطةً وافية. والحُطُطُ: الأَبدان النّاعمة. والحُطُطُ

أَيضاً: مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، والحِطَّةُ: نُقْصانُ

المَرْتَبة.

وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً: سَطَرَه وصقَله ونقَشَه.

والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ: حديدة أَو خشبة يُصْقَلُ بها الجلد حتى يَلِينَ

ويَبْرُقَ. والمِحَطُّ، بالكسر: الذي يُوشَمُ به، ويقال: هو الحديدة التي

تكون مع الخَرّازِين يَنْقُشون بها الأَدِيمَ؛ قال النَّمر بن تَوْلب:

كأَنَّ مِحَطّاً في يَدَيْ حارِثِيّةٍ

صَناعٍ، عَلَتْ مِني به الجِلْدَ مِن عَل

وأَما الذي في حديث سُبَيْعةَ الأَسلمية: فحَطَّت إِلى الشاب أَي مالَتْ

إِليه ونزلت بقلبها نحوه.

والحُطاطُ: الرائحة الخَبيثةُ، وحَطْحَطَ في مشيه وعمله: أَسرع.

ويَحْطُوط: وادٍ مَعْروف. وعِمْرانُ بن حِطّانَ، بكسر الحاء، وهو

فِعْلانُ. وحُطائِطُ بن يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ.

حطط
{الحَطُّ: الوَضْعُ،} كالاحْتِطَاطِ، يُقَالُ: {حَطَّهُ} يَحُطُّهُ {حَطًّا،} واحْتَطَّهُ، وأَنْشَدَ الخارْزَنْجِيُّ: أَيْقَنْتُ أَنَّ فارِساً {- مُحْتَطِّي أَي} - يَحُطُّنِي عَن سَرْجِي، وصَدْرُه يأْتي فِي ح ق ط وَفِي هـ ق ط والمُرادُ بالوَضْعِ وَضْعُ الأَحمال، تَقول: {حَطَطْتُ عنْها، ومِنْهُ حديثُ عُمَرَ: إِذا} حَطَطْتُم الرِّحالَ فشُدُّوا السُّرُوجَ أَي إِذا قَضَيْتُم الحَجَّ، {وحَطَطْتُم رِحالَكُم عَن الإِبِلِ، وَهِي الأَكْوارُ والمَتاعُ، فشُدُّوا السُّروجَ عَلَى الخَيْلِ للغَزْوِ. وكلُّ مَا أُنزِلَ عَن ظَهْرٍ، فَقَدْ} حُطَّ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: {حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوْسَ،} وحَطَّ، أَي نَزَلَ. وَمن المَجَازِ: {الحَطُّ فِي السِّعْر: الرُّخْصُ فِيهِ،} كالحُطُوطِ، بالضَّمِّ، يُقَالُ: {حَطَّ السِّعْرُ} يَحُطُّ {حَطًّا} وحُطُوطاً: رَخُصَ، وكَذلِكَ قَطَّ السِّعْرُ فَهُوَ {مَحْطوطٌ ومَقْطوطٌ، وسَيَأْتِي قَطَّ فِي مَحَلِّه. والحَطُّ: الحَدْرُ من عُلْوٌ إِلَى سُفْلٍ، حَطَّهُ يَحُطُّهُ حَطًّا: حَدَرَهُ، قالَ امرؤُ القَيْسِ:
(مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ} حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ)
والحَطُّ: صَقْلُ الجِلْدِ ونَقْشُهُ وسَطْرُهُ {بالمِحَطِّ} والمِحَطَّةِ، بكَسْرِهِما لِمَا يوشَمُ بِهِ، وقيلَ: {المِحَطَّةُ: اسمٌ لحَديدةٍ تَكُونُ مَعَ الخرَّازينَ يَنْقُشونَ بهَا الأَديمَ، كَمَا قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وَفِي الأَساسِ: يَكُونُ للمُجَلَّدِ وغيرِه، وَفِي التَّهذيبِ: هِيَ مَحْدودَةُ الطَّرَفِ من أَدَواتِ النَّطَّاعينَ الَّذينَ يُجَلِّدُونَ الدَّفاتِرَ.
وَفِي العُــبَاب:} المِحَطُّ: المِصْقَلَةُ، وَهِي: حَديدَةٌ يُصْقَلُ بهَا الجِلْدُ ليَلينَ ويَحْسُنَ. أَو المِحَطَّةُ: خَشَبَة مُعَدَّة لذَلِك، أَي لصَقْلِ الجِلْدِ حتَّى يَلينَ ويبْرُقَ. وَفِي بعضِ النُّسَخ: مُعَدِّلَة، وَهُوَ غَلَطٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب رَضِيَ الله عَنْه، وذَكَر كِبَرَ سِنِّه: (فُضُولٌ أَراها فِي أَدِيميَ بَعْدَمَا ... يَكُونُ كَفَافَ اللَّحْمِ أَو هوَ أَجْمَلُ)

(كأَنَّ {مِحَطًّا فِي يَدَيْ حارِثِيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ مِنِّي بِهِ الجِلْدَ من عَلُ)
وصَدْرُ البيتِ من العُــبَاب.} واسْتَحَطَّهُ وِزْرَهُ: سأَلَهُ أَن يَحُطُّهُ عَنهُ. إِنْ كانَ المُرادُ بالوِزْرِ الحِمْلَ فَهُوَ عَلَى حَقيقَتِه، وإنْ كانَ معنى من المَعَانِي فَهُوَ جائِزٌ. والاسمُ: {الحِطَّةُ،} والحِطِّيطَى، بكَسْرِهِما. وحُكِيَ أَنَّ بَني إسْرائيلَ إنَّما قيلَ لهُم: وَقُولُوا {حِطَّة} ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهُم {فَتُحَطُّ عَنْهُم. وسأَله} الحِطِّيطَى، أَي الحِطَّة. {والحَطَاطَةُ، بالفَتْحِ،} والحُطَائِطُ، بالضَّمِّ، {والحَطِيطُ، كأَميرٍ: الصَّغيرُ من النَّاسِ وغيرِهم. الثَّانِيَةُ عَن أَبي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ: والشَّيْخُ مِثْلُ النَّسْرِ والحُطَائِطِ والنِّسْوَةِ الأَرَامِلِ المَثَالِطِ وأَنْشَدَ قُطْرُبٌ: إِنَّ حِرِي} حُطَائِطٌ بُطَائط وَقَدْ تَقَدَّم أَنَّ بُطَائطاً إِتْباعٌ {لحُطَائِطٍ، وهُو مَجَازٌ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى ذِكْرِ الثَّانيَةِ، وَقَالَ: ابنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ للشَّيْءِ إِذا اسْتَصْغَرُوه} حَطَاطَة، قالَ أَبو حاتمٍ، هُوَ عربيٌّ مُسْتَعْمَلٌ. وَمن المَجَازِ: أَلْيَةٌ {مَحْطوطَةٌ أَي لَا مأْكَمَةَ لَهَا، كأَنَّما حُطَّتْ بالمِحَطِّ. وَمن المَجَازِ:} المُنْحَطُّ من المَنَاكِبِ: المُسْتَفِلُ الَّذي لَيْسَ بمُرْتَفِعٍ وَلَا مُسْتَقِلٍّ، وَهُوَ أَحْسَنُها.! والحَطَاطُ، كسَحَابٍ: البَثْرُ، قالَهُ الْأَصْمَعِي، وَقيل شِبْهُ البَثْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: مِثْلُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي باطِنِ الحُوقِ أَو حَوْلَهُ، وَهَذَا عَن الجَوْهَرِيّ، ونَصُّه: {الحَطَاطُ: شَبيهٌ بالبُثُورِ يَكُونُ حَوْلَ الحُوقِ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ لزِيادٍ الطَّمَّاحِيّ: قامَ إِلَى عَذْراءَ بالغُطَاطِ يَمْشِي بمِثْلِ قائمِ الفُسْطَاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذِي} حَطَاطِ قالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذي رواهُ أَبو عَمْرٍ و: بِمُكْرَهِفِّ الحوقِ أَي بمُشْرِفِه، وبَعْدَه: هامَتُه مثْلُ الفَنيقِ السَّاطِي نيطَ بِحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فبَكَّهَا مُوَثَّقُ النِّياطِ ذُو قُوَّةٍ لَيْسَ بِذِي وَباطِ)
فدَاكَهَا دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ لَيْسَ كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وقامَ عَنْها وَهُوَ ذُو نَشَاطِ ولُيِّنَتْ من شِدَّة الخِلاطِ قَدْ أَسْبَطَتْ وأَيَّمَا إسْباطِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ثمَّ طَعَنْتُ فِي الجَميشِ الأَصْفَرِ بِذي {حَطاطٍ مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ قالَ الجَوْهَرِيّ: ورُبَّما كانتْ فِي الوَجْهِ تَقيحُ وَلَا تُقَرِّحُ، ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ:
(ووَجْهٍ قَدْ جَلَوْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... كقَرْنِ الشَّمْسِ لَيْسَ بِذي حَطاطِ)
هَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ. قُلْتُ: وَالَّذِي رَواهُ السُّكَّريُّ:
(ووَجْهٍ قَدْ طَرَقْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... أَسيلٍ غَيْرَ جَهْمٍ ذِي حَطاطِ)
كَمَا قَرَأْتُه فِي الدِّيوانِ، وَهَكَذَا أَنْشَدَه الصَّاغَانِيُّ فِي العُــبَاب. وَفِي غيرِهِما من كُتُب اللُّغَة مِثْلُ مَا رَواه الجَوْهَرِيّ، الواحِدَة} حَطاطَةٌ، بهاءٍ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَجْرَبُ العَيْن: الَّذي تَبْثُر عَيْنُه ويَلْزَمُها {الحَطاطُ، وَهُوَ الظَّبْظابُ، والجُدْجُدُ. والحَطاطُ أَيْضاً: زُبْدُ اللَّبَنِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وابنُ دُرَيْدٍ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه} يُحَطُّ عَنهُ، أَي يُحَتُّ. وَقيل: الحَطاطُ من الكَمَرَةِ: حُروفُها، نَقَلَهُ ابنُ سيدَه. وَقَدْ {حَطَّ وَجْهُهُ} يَحُطُّ: خَرَجَ بِهِ {الحَطاطُ، أَي البَثْرُ، أَو حَطَّ: سَمِنَ وَجْهُهُ، وَقيل: تَهَيَّجَ،} كأَحَطَّ فِيهِنَّ، أَي فِي المَعاني الثَّلاثةِ. وَمن المَجَازِ: حَطَّ البَعيرُ {حِطاطاً، بالكَسْرِ، إِذا اعْتَمَدَ فِي الزِّمامِ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(برَأْسٍ إِذا اشْتَدَّتْ شَكيمَةُ وَجْهِه ... أَسَرَّ حِطاطاً ثمَّ لانَ فبَغَّلا)
وَقَالَ الشَّماخ:
(إِذا ضُرِبَتْ عَلَى العِلاّتِ} حَطَّتْ ... إلَيْك {حِطاطَ هادِيَةٍ شَنونِ)
هَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ،} كانْحَطَّ {انْحِطاطاً، يُقال: نَجيبَةٌ} مُنْحَطَّةٌ فِي سَيْرِها: {حَطَّتْ فِي سَيْرِها،} وانْحَطَّت، أَي اعْتَمَدَت، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: أَي أَسْرَعَت. وَمن المَجَازِ: حَطَّ فِي الطَّعامِ، أَي أَكَلَهُ، وَفِي الأساس: أَي أَكْثَرَ مِنْهُ، {كحَطَّطَ} تَحْطيطاً، ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابْن عَبّادٍ. {وحُطَّ البَعيرُ،)
بالضَّمِّ: طَنِيَ، كَمَا فِي العُــبَاب، وَهُوَ نصُّ اللِّحْيانيِّ. ويُقَالُ أَيْضاً:} حُطَّ عَنهُ: إِذا طَنِيَ فَالْتَوَتْ، وَفِي اللِّسان: فالْتَزَقَت رِئَتُهُ بجَنْبِهِ! فحَطَّ الرَّحْلَ عَن جَنْبِهِ بساعِدِه دَلْكاً عَلَى حِيالِ الطَّنَى حتَّى يَنْفَصِلَ عَن الجَنْبِ، زَاد اللِّحْيانيُّ: وَذَلِكَ أنْ يُضْجَعَ عَلَى جَنْبِهِ ثمَّ يُؤْخَذَ وَتِدٌ فيُمَرَّ عَلَى أَضْلاعِهِ إمْراراً لَا يُخَرِّقُ، وَهَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. {والحُطاطُ، بالضَّمِّ، الرّائِحَةُ الخَبيثَةُ.
} ويَحْطوطٌ، كيَعْسوب، وادٍ، مَعْروفٌ، قالَ العَبّاسُ بن تَيَّحانَ البَوْلانيُّ: وَلَا أُبالي يَا أَخا سَليطِ ألاَّ تَعَشَّى جانِبَيْ يَحْطوطِ و {الحَطاطَةُ، كسَحابَةٍ: الجارِيَةُ الصَّغيرَةُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: كُلُّ شَيءٍ يُسْتَصْغَرُ يُقَالُ لَهُ:} حَطاطَةٌ، قالَ أَبو حاتمٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ مُسْتَعْمَلٌ. {وحَطْحَطَ الشَّيْءُ:} انْحَطَّ، عَن ابْن عبّادٍ.
و {حَطْحَطَ فِي مَشْيِه وعَمَلِه: أَسْرَعَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ:} الحُطُطُ، بضَمَّتيْن: الأَبْدانُ النّاعِمَة، وَهُوَ مَجازٌ، كأَنَّها {حُطَّتْ} بالمِحَطِّ، أَي صُقِلَت. وَقَالَ أَيْضاً: الحُطُطُ: مَراكِبُ السِّفَلِ، هَكَذا وُجِدَ فِي نُسَخِ النَّوادِرِ أَو الصَّوابُ: مَراتِبُ السِّفَلِ، كَمَا حَقَّقَهُ الأّزْهَرِيّ، واحِدَتُها {حِطَّة، وَهِي نُقْصانُ المَرْتَبَةِ، وَهُوَ مَجازٌ.} والحَطيطَةُ: مَا {يُحَطُّ من الثَّمَنِ فيُنْقَصُ مِنْهُ، اسمٌ من الحَطِّ، والجمعُ:} الحَطائطُ، وَهُوَ مَجازٌ يُقال: حَطَّ عَنهُ {حَطيطَةً وافِيَةً. و} الحُطَيِّطَةُ مُصَغَّرَةً: السُّرْفَةُ، وكَذلِكَ البُطَيِّطَةُ، كَمَا تقدّم، أَو هَذِه إتْباعٌ لَهُ. {والأَحَطُّ: الأَمْلَسُ المَتْنَيْنِ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. وَقَوله تَعَالَى: وَقُولُوا} حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُم خَطاياكُم قالَ ابنُ عَرَفَة: أَي قُولُوا {حُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا، وَفِي الصّحاح: أَوْزارَنا. أَو مَسْأَلتُنا} حِطَّةٌ، قالَهُ أَبو إسْحاقَ، أَي نَسْأَلُكَ أنْ! تَحُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا، قالَ: وكَذلِكَ القِراءةُ، وَفِي الصّحاح وَيُقَال: هِيَ كلمةٌ أُمِرَ بهَا بَنو إِسْرَائِيل، لَو قالوها {لَحُطَّتْ أَوْزارُهم قُلْتُ: وَهِي كَلِمَةُ لَا إِلَه إلاَّ الله، كَمَا قالَه ابْن الأَعْرَابِيّ، وقرأَ ابنُ أَبي عَيْلَةَ، وطاووسٌ اليَمانِيُّ وَقُولُوا حِطَّةً بالنَّصْبِ، وَفِيه وَجْهان، أَحَدُهُما: إعْمالُ الفِعْلِ فِيهَا وَهُوَ قُولُوا، كَأَنَّهُ قالَ: وَقُولُوا كَلِمَةً تَحُطُّ عَنْكُم أَوْزارَكُم، وَالثَّانِي: أنْ تُنْصَبَ على المَصْدَرِ بمَعْنَى الدُّعاء والمَسْأَلَةِ، أَي احْطُط اللَّهُمَّ أَوْزارَنا حِطَّةً، قالَ ابْن عَرَفَة: وَكَانَ قَدْ طُؤْطِئَ لَهُم الــبابُ ليَدْخُلوه سُجَّداً، فَبَدَّلوا قَوْلاً غَيْر ذَلِك وَقَالُوا: هِطَّا سُمْهَأَثا، أَي حِنْطَةٌ حَمْراءُ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: كَذلِكَ قالَ السُدِّيُّ ومُجاهِدٌ، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: قيل لَهُم: قُولُوا حِطَّة، فَقَالُوا حِنْطَة شمقايا، أَي: حِنْطَة جَيِّدَةٌ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: فِي قَوْله تَعَالَى: وَقُولُوا} حِطَّة يُقَالُ، وَالله أعلم: قُولُوا مَا أُمِرْتُم بِهِ حِطَّةٌ أَي)
هِيَ حِطَّة فخالَفوا إِلَى كَلَام بالنَّبَطِيّة. وروى سَعيدُ بنُ جُبَيْر عَن ابْن عبّاس فِي قَوْله: وادْخُلوا الــبابَ سُجَّداً قالَ: رُكَّعاً، وَقُولُوا حِطَّةٌ: مَغْفِرَة، قَالُوا: حِنْطَةٌ ودَخَلوا عَلَى أَسْتاهِهِمْ فَذَلِك قَوْله: فَبَدَّلَ الَّذين ظَلَموا قَوْلاً غَيْرَ الَّذي قيلَ لَهُم. وهيَ أَي {الحِطَّةُ أَيْضاً: اسمُ رَمَضانَ فِي الإنْجيل أَو غَيْرِه من الكُتُب لأنَّه} يَحُطُّ من وِزْرِ صائِميه، هَكَذا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وَقَالَ: سمعتُ هَكَذا، واسْتَعْمَلَ المُصَنِّفِ هُنا رَمَضانَ من غير إضافَةٍ إِلَى شَهر، وَهُوَ فِي التَّهْذيب. سَمِعْتُ أنَّ شَهْرَ رَمَضانَ إِلَى آخِرِه، وَقَدْ تَقَدَّم البحثُ فِي ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: مَن ابْتَلاهُ الله ببَلاءٍ فِي جَسَدِه فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ أَي! تُحَطُّ عَنهُ خَطاياهُ وذُنوبُه، وَهِي فِعْلَةٌ من {حَطَّ الشَّيْءَ} يَحُطُّهُ، إِذا أَنْزَلَه وأَلْقاه.
ورَجُلٌ {حَطَوْطَى، كحَبَرْكَى: نَزِقٌ، عَن ابْن عبّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ.} والحَطوطُ، كصَبورٍ: النّاقةُ النَّجيبَةُ السَّريعَةُ، وَقَدْ {حَطَّت فِي سَيْرِها، قالَ النَّابغةُ الذُّبْياني:
(فَمَا وَخَدَتْ بمِثْلِك ذاتُ غَرْبٍ ... } حَطوطٌ فِي الزِّمامِ وَلَا لَجونُ)
وكَذلِكَ المُنْحَطَّة. {وحِطِّينُ، كسِجِّين: ة، بالشامِ بَيْنَ أُرْسونَ وقَيْسارِيَةَ، فِيهَا قَبْرُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمن هَذِه القَرْيَةُ هَيّاجُ بن عُبَيْدٍ} - الحِطِّينِيُّ مُفْتي الحَرَمِ، قُتِلَ صَبْراً عَلَى السُّنَّةِ سنة.
{والحِطَّانُ، بالكَسْرِ: التَّيْسُ. و} حِطَّانُ وَالِد عمرَان الشَّاعِر. وحِطَّانُ بنُ عَوْفٍ: شاعِرٌ أَيْضاً، وَهُوَ الَّذي شَبَّبَ الأَخْنَسُ ابْن شِهاب التَّغْلبيُّ بابْــنَتِه فَقَالَ:
(لابْنَةِ حِطّانَ بنِ عَوْفٍ مَنازِلٌ ... كَمَا رَقَّشَ العُنْوانَ فِي الرَّقِّ كاتِبُ)
وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: حِرٌ {حُطائِطٌ بُطائِطٌ، أَي ضَخْمٌ، وأَنْشَدَ قُطْرُب: إنَّ حِري} حُطائطٌ بُطائط وَقَدْ تَقَدَّم. والحُطائطُ أَيْضاً: الصَّغيرُ القَصيرُ مِنَّا، وَقَدْ تَقَدَّم! الحُطائِطُ بمَعْنَى الصَّغيرِ، وَهُوَ نصُّ الجَوْهَرِيّ، وَزَاد هُنا القَصيرَ، وَهُوَ بمَعْناه، وَقَوله: مِنَّا، أَي من النّاسِ وَقَدْ عَمَّمَه أَبو عَمْرٍ و، فَقَالَ: من النّاس وغَيْرِهم، وأَنْشَدَ: والشّيخُ مثلُ النَّسْرِ والحُطائطِ وَقَدْ تَقَدَّم. وحُطائِطُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ هُوَ أَخُو الأَسْوَدِ بن يَعْفُرَ الشَّاعِر، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
والحُطائطُ: ذَرَّةٌ صَغيرَةٌ حَمْراءُ، الواحِدَةُ بهاءٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ وَقَول بَعْضِهم يَعْني بِهِ ابْن عَبّادٍ صَاحِبَ المُحيط: بُرَّةٌ حَمْراءُ صغيرةٌ، وَهَمٌ نَبَّه عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُــبَاب، وأَوْرَدَه فِي التَّكْمِلَة هَكَذَا، وَلم يُنَبِّه عَلَى اللِّسان: بَثْرَةٌ حَمْراءُ صَغيرة، والمادَّةُ لَا تُخالِفُه، فتأَمّل. ومِنْهُ قَوْلُ) صِبْيانِهِم، أَي من الحُطائِطِ بمَعْنَى الذَّرَّة، وأَوْرَدَ هَذَا الكلامَ بطَريقِ الاسْتِدْلالِ لِما ذَهَبَ إِلَيْهِ من تَوْهيمِ ابْن عَبّادٍ، قالَ الأّزْهَرِيّ: تقولُ صِبْيانُ الأَعْرابِ فِي أَحاجيهِمْ: مَا حُطائطٌ بُطائط، تَميسَ تَحْتَ الحائِط يَعْنون بهِ الذَّرَّ. وَمن المَجَازِ: {- اسْتَحَطَّني من ثَمَنِه شَيْئاً، أَي اسْتَنْقَصَنيه وطَلَبَ مِنِّي} حَطيطَةً. قالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكيبُ يَدُلُّ عَلَى إنْزالِ الشَّيْء من عُلْوٍ. وَقَدْ شَذَّ عَنهُ الحَطاطُ: البَثْرَةُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {الانْحِطاط: مُطاوِعُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ، يُقَالُ: حَطَّهُ فانْحَطَّ.} والانْحِطاطُ: الانْحِدارُ، والإدْبارُ، والاضْمِحْلال، وفيهِما مَجاز. {والمَحَطُّ: المَنْزِل، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وكَذلِكَ} المَحَطَّةُ، والجَمْع {مَحاطُّ} ومَحَطَّاتٌ. وَهَذَا {مَحَطُّ الكَلامِ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَديمٌ} حَطوطٌ: مَصْقولٌ. {وحَطَّ الله عنهُ وِزْرَه، فِي الدُّعاءِ، أَي وَضَعَه، وَهُوَ مَجاز، أَي خَفَّفَ الله عَن ظَهْرِه مَا أَثْقَلَه.} والحِطَّةُ، بالكَسْرِ، نَقْصٌ فِي المَقامِ. {والحَطوط، كصَبورٍ: اسمٌ للصَّلاةِ فِي التَّوْراةِ، كَمَا جاءَ فِي الحَديثِ.} وانْحَطَّ السِّعْرُ: فَتَرَ ويُقَالُ: سِعْرٌ {حاطِطٌ، أَي رَخيصٌ، وَهُوَ مَجاز.} والحَطيطُ كأميرٍ: القَصيرُ. قالَ مُلَيْحٌ:
(بكُلِّ {حَطيطِ المَعْبِ دُرْمٍ حُجُوله ... تَرى الحِجْلَ مِنْهُ غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ)
} والحَطاطُ: شدّة العَدْوِ. والكَعْبُ {الحَطيطُ الأَدْرَمُ، وَهُوَ مَجاز. وجاريَةٌ} مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن: مَمْدودَتُهما، وَهُوَ مجَاز، كَأَنَّمَا {حُطَّا} بالمِحَطِّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: مَمْدودَةٌ مُسْتَوِيَة. زادَ الأّزْهَرِيّ: حَسَنَةٌ. قالَ النّابِغَةُ: {مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن غيرُ مُفاضَةٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطاميِّ:
(بَيْضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن بَهْكَنَةٌ ... رَيَّا الرَّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ)
} والحَطوطُ، كصَبورٍ، الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ الانْحِدارِ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: هِيَ الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ. فَلم يَذْكُر ارْتِفاعاً وَلَا انْحِداراً. والحَطوطُ: الهَبوطُ. {وحَطَّ فِي عِرْضِ فُلانٍ: اندَفَع فِي شَتْمِه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و:} الحَطُّ: الحَتُّ، ومِنْهُ الحَديثُ: جَلَسَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم إِلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ يابِسَة فقالَ بِيَدِه، {وحَطَّ وَرَقَها مَعْنَاهُ نَثَرَهُ. وَفِي حديثِ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّة:} فحَطَّت إِلَى الشّابِّ أَي مالتْ إِلَيْهِ ونَزَلَتْ بقَلْبِها نَحْوَه. {وحَطَّ فِي مَكانٍ: نَزَلَ.} وحَطَّ رَحْلَه: أَقامَ، وَهُوَ مجَاز. وَقَول عَمْرو بن الأَهْتَم:
(ذَريني {- وحُطِّي فِي هَوايَ فإِنَّني ... عَلَى الحَسَبِ الزَّاكي الرَّفيعِ شَفيقُ)
) أَي: اعْتَمِدي فِي هَوايَ، وميلي مَيْلي. وسَيْفٌ} مَحْطوطٌ، أَي مُرْهَفٌ، وَهُوَ مَجازٌ. {وحِطّانُ بنُ خفّان أَبو الجُوَبْرِيَة الجَرْمِيّ، غَزا الرُّومَ مَعَ مَعْنِ بن يَزيدَ السُّلَمِيّ، وَله حَديثُ نقلَه ابْن العَديم فِي تاريخِ حَلَبَ. وحِطّانُ بنُ كاملِ بن عليِّ بنِ مُنْقِذٍ: أَميرٌ فارِس، تَولَّى زَبيدَ زَمَنَ بَني أَيُّوبَ.
} وحِطّانُ بن عَبْدِ اللهِ الرَّقاشيُّ، عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَريّ.! والمِحَطّ: قَرْيَةٌ قُرْب زَبيدَ فِي وَادي وِمَعَ، وَقَدْ دَخَلْتُها، وَمِنْهَا الشَّريف العلاّمة أَبو الْقَاسِم بن أَبي بَكْرٍ الأَهْدَليّ شارحُ الشَّمائل وغَيْره. وحُطَيْط، كزُبَيْرٍ.

ضبع

(ضبع) فلَان جبن وَكَانَ فِي خلق الضبع

ضبع


ضَبَعَ(n. ac. ضَبْع)
a. [acc.
or
'Ala], Stretched forth his arm against; struck.
b.(n. ac. ضَبْع
ضُبُوْع
ضَبَعَاْن), Stretched out his legs, ran (animal).

ضَبَّعَa. Was cowardly.
b. see I (b)
ضَبْع
(pl.
أَضْبَاْع)
a. Upper arm, arm; fore leg ( of an animal ).
b. see 6
ضَبُع
(pl.
أَضْبُع
ضِبَاْع)
a. Hyena.

ضَاْبِعa. Swift.

ضَبَغْطَرَى
a. Strong.
b. Foolish.
c. Scare-crow.

ضِئْبُِل
a. Calamity.
ضبع
ضَبْع/ ضَبُع [مفرد]: ج أَضبُع وضِباع وضُبْع وضُبُع:
1 - (حن) حيوان مفترس من الفصيلة الضبعيَّة ورتبة اللواحم، أكبر من الكلب وأقوى منه، كبير الرأس قويّ الفكَّين، مؤنّثة، وقد تطلق على المذكّر "في حديقة الحيوانات أنواع كثيرة من الضِّباع".
2 - سنة مجدبة شديدة "عانينا ثلاث سنوات ضِباعا- *فإن قومي لم تأكلْهُمُ الضَّبُعُ*".
• الضَّبع المُرَقَّط: (حن) حيوان كريه الرَّائحة وبشع المنظر، يتغذَّى غالبًا على الجثث المتحلِّلة، يتمِّيز بأضراس طاحنة قويَّة. 
(ض ب ع) : (الضَّبُعُ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَاحِدَةُ الضِّبَاعِ وَهِيَ أَخْبَثُ السِّبَاعِ (وَالضِّبْعَانُ) الذَّكَرُ مِنْهُ (وَالضَّبُعُ) بِالسُّكُونِ لَا غَيْرُ الْعَضُدُ وَقِيلَ وَسَطُهُ وَبَاطِنُهُ (وَمِنْهُ) الِاضْطِبَاعُ وَهُوَ أَنْ يُدْخِلَ ثَوْبَهُ تَحْتَ يَدِهِ الْيُمْنَى وَيُلْقِيَهُ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ يُقَالُ اضْطَبَعَ بِثَوْبِهِ وَتَأَبَّطَ بِهِ وَقَوْلُهُ اضْطَبَعَ رِدَاءَهُ سَهْوٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ بِرِدَائِهِ (وَضُبَاعَةُ) بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَقَوْلُهُ ضُبَاعَةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سَهْوٌ.
ض ب ع: (الضَّبْعُ) الْعَضُدُ وَالْجَمْعُ (أَضْبَاعٌ) كَفَرْخٍ وَأَفْرَاخٍ. وَ (الضَّبُعُ) مِنَ السِّبَاعِ وَلَا تَقُلْ: (ضَبُعَةٌ) لِأَنَّ الذَّكَرَ (ضِبْعَانٌ) وَالْجَمْعُ (ضَبَاعِينُ) مِثْلُ سِرْحَانٍ وَسَرَاحِينَ وَالْأُنْثَى (ضِبْعَانَةٌ) وَالْجَمْعُ ضَبْعَانَاتٌ وَ (ضِبَاعٌ) وَهُوَ جَمْعٌ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَ (الِاضْطِبَاعُ) الَّذِي يُؤْمَرُ بِهِ الطَّائِفُ بِالْبَيْتِ أَنْ يُدْخِلَ الرِّدَاءَ تَحْتَ إِبْطِهِ الْأَيْمَنِ وَيَرُدَّ طَرَفَهُ عَلَى يَسَارِهِ وَيُبْدِيَ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ وَيُغَطِّيَ الْأَيْسَرَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِإِبْدَاءِ أَحَدِ (الضَّبْعَيْنِ) . وَهُوَ التَّأَبُّطُ أَيْضًا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ. 
ض ب ع

الضباع أخبث السباع، وهؤلاء أخبث الضباع. وتقول: كأنه ضبعان أمدر، بل هو منه أغدر. وضبعت الخيل والإبل وضبعت: مدت أضباعها في السير. وفرس ضابع. ومرّت النجائب ضوابع. وقال:

كلفتها المهرية الضوابعا

واضطبع بالثوب وتأبط به: أدخله من تحت يده اليمنى وألقاه على منكبه الأيسر. وضبعت الناقة، وبها ضبعة: شهوة للفحل، وناقة ضبعة. وكنا في ضبع فلان: في كنفه.

ومن المجاز: أكلتهم الضبع: إذا أسنتوا. وجذب بضعه، وأخذت بضبعيه، ومددت بضبعيه إذا نعشته ونوهت باسمه. وتقول: حلوا برباعهم، فمدّوا بأضباعهم. وضبع الناس عليهم إذا دعوا عليهم لأن الداعي يرفع يديه ويمدّ ضبعيه. قال رؤبة:

ومائتي أيد علينا تضبع ... لما أصبناها وأخرى تطمع
[ضبع] فيه: أكلتنا "الضبع" يا رسول الله! أي السنة المجدبة، وهو لغة حيوان معروف وكنوا به عن سنة الجدب. ومنه: خشيت أن تأكلهم "الضبع". ك: هو بفتح معجمة وضم موحدة. نه: وفيه: مر بامرأة معها صبي فأخذت "بضبعيه" وقالت: ألهذا حج؟ فقال: نعم ولك أجر، هو بسكون باء وسط العضد، وقيل: ما تحت الإبط. ك: ومنه: يبدي "ضبعيه"، أي لا يلصق عضديه بجنبه، وقيل: هما اللحمتان تحت إبطيه. نه: ومنه ح: طاف "مضطبعًا" هو أن يأخذ الإزار أو البرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن ويلقى طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره، وسمي به لإبداء الضبعين، ويقال للإبط: الضبع - للمجاورة. ط: وقيل: إنما فعله إظهارًا للنشجع كالرمل في الطواف. نه: وفي ح شفاعة إبراهيم لأبيه: فيمسخه الله "ضبعانًا" هو ذكر الضباع. ن: لا تعطه "اضيبع"، مصغر ضبع، وصفه به لضعف افتراسها وعجزها؛ وروى السمر قندي بصاد مهملة وغين معجمة، وصف به لتغير لونه، أو ذم بسواد لونه، وقيل: هو نوع من طير - ومر في اض.
ضبع: ضبع: جُنّ، صار مجنوناً، ومضبوع: مجنون (شيرب ملاحظات) وانظر ما يلي.
ضَبْع وضَبُع: جنس من السباع من الفصيلة الضبعية ورتبة اللواحم أكبر من الكلب وأقوى وهي كبيرة الرأس قوية الفكين. ولما كانت الضبع حيواناً بليداً قيل للرجل البليد أو الأحمق: أكل رَأْسَ ضبع (جاكسون ص27، شوا: 261، ريشادسون مراكش 2: 226 دوماس عادات ص91) ويطلقون أيضاً اسم ضبع على الرجل البليد (جاكسون ص27، هاي ص48) وهذا ما يفسر بيتاً من الشعر ذكره ابن خلكان (11: 138) يخاطب فيه الشاعر طيلساناً قديما فيقول:
قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا
وقد ترجمه السيد دي سلان إلى الإنجليزية بما معناه: ((قفي قليلاً)) يا ضبعة، قبل التفرق)) وهي ترجمة صحيحة لان ضباعا (= ضباعة) اسم الوحدة أخذت من الجمع ضِباع على طريقة العامة. غير ان قوله في تعليقته: ((لمَ ترمى القلنسوة البالية إلى ضبعة لا يمكن الإجابة عنه)) يدل على إنه لم يفهم معنى البيت. أما المؤنث ضبعة الذي ينكره الفصحاء فانظر عنه الكامل للمبرد (ص159).
ضِبَاعة: ضبع. وضِباعة: رجل بليد.
(انظر المادة السابقة).
مُضَبَّع: صار شبيهاً بالضبع أي بليداً (هوست ص291، جاكسون ص27) مضبوع: أحمق، مجنون (أنظر مادة ضَبِع)
ضبع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله أكلتنا الضَبع فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: غير ذَلِك أخوف عِنْدِي أَن تصب عَلَيْكُم الدُّنْيَا صبا. قَوْله: الضبع هِيَ السّنة المجدبة وَلها أَسمَاء أَيْضا [وَهِي -] الأزمة واللزبة وَيُقَال لَهَا [أَيْضا -] : كحل إِلَّا أَن الضبع بِالْألف وَاللَّام وَلم نسْمع هَذِه الأحرف الْأُخْرَى إِلَّا بِغَيْر ألف وَلَام كَأَنَّهَا اسْم مَوْضُوع قَالَ سَلامَةُ بن جندل يمدح قوما: [الْبَسِيط]

قوم إِذا صرّحت كحل بيوتهمُ ... مأوى الضياف ومأوى كل قُرضوبِ

فالقرضوب فِي هَذَا الْبَيْت الْفَقِير وَالْجمع قراضبة وَيُقَال فِي غير هَذَا الْموضع القراضبة اللُّصُوص واحدهم قِرضاب وقُرضوب وصَعلوك وسُبروت [وَاحِد -] قَالَ الشَّاعِر 13 فِي الضبع: [الْبَسِيط] أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نَفَرٍ ... فانّ قومِي لم تأكلهم الضبع
ض ب ع : الضَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاءِ فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَبِسُكُونِهَا فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَهِيَ أُنْثَى وَتَخْتَصُّ بِالْأُنْثَى وَقِيلَ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَرُبَّمَا قِيلَ فِي الْأُنْثَى ضَبُعَةٌ بِالْهَاءِ كَمَا قِيلَ سَبُعٌ وَسَبْعَةٌ بِالسُّكُونِ مَعَ الْهَاءِ لِلتَّخْفِيفِ وَالذَّكَرُ ضِبْعَانٌ وَالْجَمْعُ ضَبَاعِينُ مِثْلُ سِرْحَانٍ وَسَرَاحِينَ وَيُجْمَعُ الضَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاءِ عَلَى ضِبَاعٍ وَبِسُكُونِهَا عَلَى أَضْبُعٍ.

وَالضَّبُعُ بِالضَّمِّ السَّنَةُ الْمُجْدِبَةُ وَالضَّبُعُ بِالسُّكُونِ
الْعَضُدُ وَالْجَمْعُ أَضْبَاعٌ مِثْلُ فَرْخٍ وَأَفْرَاخٍ وَضَبَعَتْ الْإِبِلُ وَالْخَيْلُ تَضْبَعُ بِفَتْحَتَيْنِ مَدَّتْ أَضْبَاعَهَا فِي سَيْرِهَا وَهِيَ أَعْضَادُهَا وَاضْطَبَعَ مِنْ الضَّبَعِ وَهُوَ الْعَضُدُ وَهُوَ أَنْ يُدْخِلَ ثَوْبَهُ مِنْ تَحْتِ إبْطِهِ الْيَمِينِ وَيُلْقِيهِ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ وَيَتَعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ اضْطَبَعَ بِثَوْبِهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالِاضْطِبَاعُ وَالتَّأَبُّطُ وَالتَّوَشُّحُ سَوَاءٌ وَضُبَاعَةُ بِالضَّمِّ سُمِّيَ بِهِ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ. 
[ضبع] الضَبْعُ: العَضُدُ، والجمع أضباعٌ مثل فرخ وأفراخ. وضَبَعْتُ الرجلَ: مددتُ إليه ضَبْعي للضرب. وقال * ولا صلح حتى تَضْبَعونا ونَضْبَعا * أي تمدُّون أَضْباعَكُم إلينا بالسيوف، ونمدُّ أَضْباعَنا إليكم. وقال أبو عمرو: أي تَضْبَعونَ للصلح والمصافَحةِ. وأمَّا قول رؤبة: وَما تَني أيْدٍ علينا تَضْبَع * بما أصَبْناها وأخرى تَطْمَعُ * فإنَّه أراد تمدُّ أضْباعَها علينا بالدعاء. قال ابن السكِّيت: يقال قدْ ضَبَعوا لنا الطَريق، أي جعلوا لنا منه قِسماً، يَضْبَعونَ. قال: وضَبَعَتِ الخيلُ والإبلُ تَضْبَعُ ضَبْعاً، إذا مدَّتْ أضْباعَها في سيرها وهي أَعْضادها. والناقةُ ضابِعٌ، وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً مثله. وقال الأصمعي: الضَّبْعُ: أنْ يهوي بحافره إلى عَضده. وكنا في ضبع فلان بالضم ، أي في كنفه وناحيته. والضَبُعُ معروفة، ولا تقل ضَبُعَةٌ، لأن الذكر ضبعان، والجمع ضباعين، مثل سرحان وسراحين. والانثى ضبعانة . والجمع ضِبْعاناتٌ وضِباعٌ. وهذا الجمع للذكر والانثى، مثل سبع وسباع. والاضطباع الذى يؤمر به الطائفُ بالبيت: أن تدخل الرداء من تحت إبطك الأيمن وتردَّ طرفه على يسارك وتبدي منكبك الايمن وتغطى الايسر، وسمى بذلك لابداء
ضبع مدر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن وَعبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ حِين ذكرا حديثَ إِبْرَاهِيم خَلِيل الله صلوَات الله عَلَيْهِ فَقَالَا: يَأْتِيهِ أَبوهُ يَوْم الْقِيَامَة فيسأله أَن يَّشْفَعَ لَهُ فَيَقُول: خُذ بحُجْزتي فَيَأْخُذ بحُجزته فتحين من إِبْرَاهِيم التفاتة إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ بِضبْعانِ أمْدَرَ فينتزع حُجْزته من يَده وَيَقُول: مَا أَنْت بِأبي. قَوْله: ضبْعان هُوَ الذّكر من الضِّباع وَهُوَ الذِّيْخُ أَيْضا وَلَا يُقَال للذّكر ضَبع إِنَّمَا الضَّبع الْأُنْثَى خَاصَّة. وَقَوله: أمْدَرُ يَقُول: هُوَ المُنْتَفِخُ الجنبينِ العظيمُ البطنِ قَالَ الرَّاعِي يصف إبِلا لَهَا قيِّم: (الْبَسِيط)

وقَيِّمٍ أمْدَرِ الجنبينِ مُنْخَرِقٍ ... عَنهُ العَباءَةُ قَوَّام على الهَمَلِ

قَوْله: أمدر الجنبين يَعْنِي عظيمهما. وَيُقَال إِن الأمْدَرَ الَّذِي قد تَتَرَّبَ جنباه من المدَر يذهب بِهِ إِلَى التُّرَاب أَي أصابَ جسدَه الترابُ وَقَالَ بَعضهم: الأمْدَرُ الكثيرُ الرَّجيع الَّذِي لَا يَقْدِرُ على حَبْسه وَقد يَسْتَقِيم أَن يكون المعنيان جَمِيعًا فِي ذَلِك الضِّبعان. 
ضبع
ضَبِعَتِ النّاقَةُ وأضْبَعَتْ: أرادَتِ السفَادَ. وضَبَعَتْ في السير ضَبْعاً وَضَبَعاناً، ويُقال: ضَبَّعَتْ أيضاً: جدَتْ ومَدَّتْ ضَبْعَها.
وضَبَعَ فُلانٌ: مًدّ ضَبْعَه ويَدَه بالسيْف إليه، قال:
لا صُلْحَ حَتى تْضبَعُوْنا ونَضْبَعا
وضَبَعَ: مًدَ يَدَيه يَدْعو. وضَبَعَ بالكِساء: تَزَمَلَ به، ومنه الاضْطِبَاعُ بالثوْبِ أو غير: وهو تَأبطُه. وضَبَعُوا إلى الصُلْح: مَالُوا.
وفَرَسٌ ضَابعُ: يَتْبَعُ أحَدَ شِقَيْه ويَثْني عُنُقَه. وقيل: هو الشَديْدُ الجَرْي.
وضَبًعْتُه: أرادَ رَمْيَ شَيْءٍ فَحُلْتُ بَيْنَه وبين المَرْمِي. وضَبَعُوا لنا من الطَّريق: جَعَلوا لنا قِسْماً.
والضبْعُ: وَسَطُ العَضُدِ بلَحْمِه. ويُقال: مَدَ بِضَبْعِه: إِذا رَفَعَه ونَوٌه باسْمه. والضَبَعَةُ: الَلحمُ الذي تحت العَضُد مّما يَلي الإبْطَ. والمَضْبَعَةُ: الًلحْمَةُ التي تحتَ الإبْط من قُدُم.
وناقَة مضَبعَة: تَقدَمَ صَدْرُها وتراجعَ عَضُداها. وذَهَبَ ضبْعاً لَبْعاً: أي باطِلاً. وضُبَاعَةُ: اسْمُ امرأة. وضُبَيْعَةُ: قَبيلةٌ. والضًبُعُ: الأنْثى من الضبَاع، ويُقال: ضَبُعَةٌ أيضاً، وتُجْمَعُ على الضبْع. والضِّبْعَانُ: الذكَرُ، ويُقال للأنْثى ضِبْعَانَةٌ أيضاً، وتُجْمَعُ على الضبْعَاناتِ والضَّبَاعِيْنِ، وكانَ أبو حاتِم يُنْكِرُ الضَباعين. ويُقال،: سَيْلٌ جَار الضبع: أي يُخْرِجُها من وِجَارِها. وإنَما قيلِ: دُلْجَةُ الضَبُع: لأنَّها تدورُ إلى نِصْفِ الَليْل. ويُقال: ضبَّعَ فُلانٌ: إِذا جَبُنَ.
والضِّبَاعُ: كَواكِبُ كَثيرةٌ أسْفَلُ من بَنَاتِ نَعْش. والضبُعُ: الجُوْعُ. والسَّنَةُ المجْدِبَة.
(ض ب ع)

الضَّبْع: وسط العَضُد بِلَحْمِهِ، يكون للْإنْسَان وَغَيره، وَقيل: الْعَضُد كلهَا. وَقيل: الْإِبِط. وَقيل: مَا بَين الْإِبِط إِلَى نصف الْعَضُد من أَعْلَاهُ.

والمَضْبَعَة: اللحمة الَّتِي تَحت الْإِبِط من قدم.

واضْطَبَعَ الشَّيْء: أدخلهُ تَحت ضَبْعَية. واضَّطَبَعَ بِثَوْبِهِ: أدخلهُ من تَحت يَده الْيُمْنَى، فَأَلْقَاهُ على مَنْكِبَيْه الْأَيْسَر.

وضَبَع الْفرس يَضْبَع ضَبْعا: لوى حَافره إِلَى ضَبْعه. والضَّبْع والضِّباع: رفع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء.

وَفُلَان يَضْبَع على فلَان: إِذا مد ضَبْعَيه فَدَعَا. وضَبع يَده إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ يَضْبَعُها: مدها بِهِ. قَالَ رؤبة:

وماتَنِي أيْدٍ علَيْنا تَضْبَعُ

بِمَا أصَبْناهُ وأُخْرَى تَطْمَعُ

وضَبَعَتِ النَّاقة تَضْبَع ضَبْعا، وضُبوعا، وضَبَعانا: مدت ضَبْعَيْها فِي سَيرهَا. وضَبَعَتْ أَيْضا: أسْرَعت. وَفرس ضَابعٌ: شَدِيد الجري. وضَبَعَتِ الْخَيل: كضَبَحَتْ. وضَبَع الْقَوْم للصلح ضَبْعا: مالوا إِلَيْهِ وأرادوه. قَالَ:

لَا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُوا ونَضْبَعا

وضَبَعُوا لنا من الشَّيْء: أسهموا.

وضَبِعَتِ النَّاقة ضَبْعا وضَبَعَة، وضَبَعَتْ، وأضْبَعَتْ، واسْتَضْبَعَتْ، وَهِي ضَبِعة: اشتهت الْفَحْل، وَالْجمع: ضِباع، وضَباعَي. وَقد اسْتعْملت الضَّبَعَة فِي النِّسَاء، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لأعرابي: أبامرأتك حمل؟ قَالَ: مَا يدريني، وَالله مَا لَهَا ذَنْب فتشول بِهِ، وَلَا آتيها إِلَّا على ضَبَعَة.

والضَّبُع، والضَّبْعُ: ضرب من السبَاع، مُؤَنّثَة. وَالْجمع: أضْبُعٌ، وضِباع، وضُبُع، وضُبْع، والضِّبْعانَة: الضَّبُع. وَالذكر: ضِبْعان. وَالْجمع ضِبْعانات، وضَباعِين، وضِباع. وَيُقَال للذّكر وَالْأُنْثَى إِذا اجْتمعَا: ضَبُعان، يغلبُونَ التَّأْنِيث لخفته هُنَا. وَقَوله:

يَا ضَبُعاً أكَلَتْ آيارَ أحْمِرَةٍ ... فَفِي البُطونِ وَقد رَاحَتْ قَراقيرُ

هَل غيرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيِق وَلَا ... تُنْكِى عَدُوَّكم مِنكمْ أظافِيرُ

حمله على الْجِنْس فأفرده. وَرَوَاهُ أَبُو زيد: " يَا ضُبُعا أكلت "، حَكَاهُ الْفَارِسِي، كَأَنَّهُ جمع ضَبُعا على ضُبُع. وجارُّ الضَّبُع: الْمَطَر الشَّديد، لأنَّ سيله يخرج الضّباع من وجرها. وَقَوْلهمْ: " مَا يخفى ذَلِك على الضَّبُع " يذهبون إِلَى استحماقها.

والضَّبُع: السّنة الشَّدِيدَة المجدبة، مؤنث، قَالَ

أَبَا خُراشَةَ، أمَّا أنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فإنَّ قَوْمَي لم تأكُلْهُمُ الضَّبُعُ

قَالَ ثَعْلَب: جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله، أكلتنا الضَّبُع. فَدَعَا لَهُم.

والضَّبُع: الشَّرّ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالَت العقيلية: كَانَ الرجل إِذا خفنا شَره، فتحول عَنَّا، أوقدنا نَارا خَلفه. قَالَ: فَقيل لَهَا: وَلم ذَلِك؟ قَالَت لتحول ضَبُعه مَعَه، أَي ليذْهب شَره مَعَه.

وضَبُعٌ: اسْم رجل، وَهُوَ وَالِد الرّبيع بِعْ ضبع الْفَزارِيّ. وضَبُعْ: اسْم مَكَان، أنْشد أَبُو حنيفَة:

حَوَّزَها مِنْ عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ

فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِع

وضُباعة: اسْم امْرَأَة، قَالَ الْقطَامِي:

قِفي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُباعا ... وَلَا يَكُ مَوْقِفٌ منكِ الوَدَاعا

وضُبَيعَة: قَبيلَة.

والضِّبْعان: مَوضِع.

وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

كساقِطَةٍ إحْدَى يدَيْهِ فجانِبٌ ... يُعاشُ بِهِ منهُ وآخَرُ أضْبَعُ

إِنَّمَا أَرَادَ: أعْضَب فَقلب، وَبِهَذَا فسره. 

ضبع: الضَّبْعُ، بسكون الباء: وسَطُ العَضُدِ بلحمه يكون للإِنسان

وغيره، والجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وقيل: العَضُدُ كلُّها، وقيل:

الإِبْطُ، وقال الجوهري: يقال للإِبْط

(* قوله«يقال للابط إلخ» قال شارح

القاموس: لم أجده للجوهري في الصحاح اهـ. والامر كما قال وإنما هي عبارة

ابن الاثير في نهايته حرفاً حرفاً) الضَّبْعُ لمُجاوَرةِ، وقيل: ما بين

الإِبط إِلى نصف العضد من أَعلاه، تقول: أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه. وفي

الحديث: أَنه مَرَّ في حَجِّه على امرأَة معها ابن صغير فأَخَذَتْ

بضَبْعَيْه وقالت: أَلِهذا حَجٌّ ؟ فقال: نعم ولك أَجر. والمَضْبَعةُ: اللحمة

التي تحتَ الإِبط من قُدُمٍ.

واضْطَبَعَ الشيءَ: أَدخَله تحت ضَبْعَيْه. ولاضطِباعُ الذي يُؤْمَر به

الطائفُ بالبيت: أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَيمَنِ

وتُغَطِّيَ به الأَيسر كالرجل يريد أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ له. يقال: قد

اضْطَبَعْتُ بثوبي وهو مأْخوذ من الضَّبْع وهو العَضُدُ؛ ومنه الحديث:

إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وعليه بُرْد أَخضر؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يأْخذ

الإِزارَ أَو البرد فيجعل وسطه تحت إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ

على كتفه اليسرى من جهتي صدره وظهره، وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ، وهو

التأَبط أَيضاً؛ عن الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بضبْعيه

فصَرَعَه. وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً: لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه؛

قال الأَصمعي: إِذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فذلك الضبْعُ، فإِذا

هَوى بحافره إِلى وَحْشِيَّة فذلك الخِنافُ. قال لأَصمعي: مرت النّجائِبُ

ضَوابِعَ، وضَبْعُها: أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إِذا سارَتْ.

والضَّبْعُ والضِّباعُ: رفعُ اليدين في الدعاء. وضَبَعَ يَضْبَعُ على

فلان ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا. وضَبَعَ يده إِليه بالسيف

يَضْبَعُها: مدّها به؛ قال رؤْبة:

وما تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ

بما أَصَبْناها، وأُخْرَى تَطْمَعُ

معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علينا. وضضبَعَتِ الخيلُ والإِبل

تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مدّت أَضْباعَها في سيرها، وهي أَعْضادُها، والناقةُ

ضابِعٌ. وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً

وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً: مدّتْ ضَبْعَيها في سيرها واهتزت. وضَبَعَتْ أَيضاً:

أَسْرَعَتْ. وفرس ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، وجمعه ضَوابِعُ. وضَبَعَتِ الخيلُ

كََضَبَحَتْ. وضَبَعْتُ الرجلَ: مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ. وضَبَعَ

القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً: مالُوا إِليه وأَرادوه يقال: ضابَعْناهم

بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا، وهذا

القول من نوادر أَبي عمرو؛ قل عمرو بن شاس:

نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا،

ولا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعا

نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا

إِلى المَوْتِ، حتى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا

أَي تمدّون أَضباعكم إِلينا بالسيوف ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم. وقال

أَبو عمرو: أَي تَضْبَعُون للصلح والمُصافَحة. وضَبَعُوا لنا من الشيء ومن

الطريق وغيره يَضْبَعُونَ ضَبْعاً: أَسْهَموا لنا فيه وجعلوا لنا قسماً

كما تقول ذَرَعُوا لنا طريقاً. والضَّبْعُ: الجَوْرُ. وفلان يَضْبَعُ أَي

يجور.

والضَّبَعُ، بالتحريك، والضَّبَعةُ: شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ.

وضَبِعَتِ الناقةُ، بالكسر، تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ،

بالأَلف، واسْتَضْبَعَتْ وهي مُضْبِعةٌ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، والجمع

ضِباعَى وضَباعى، وقد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ في النِّساءِ، قال ابن

الأَعرابي: قيل لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ ؟قال: ما يُدْرِيني والله ما لَها

ذَنَب فَتَشُول به، ولا آتيها إِلاَّ على ضَبَعَةٍ.

والضَّبُعُ والضَّبْعُ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، إُنثى، والجمع أَضْبُعٌ

وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ؛ قال جرير:

مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ

والضِّبْعانةُ: الضَّبُع، والذكر ضِبْعانٌ. وفي قصة إِبراهيم، عليه

السلام، وشفاعته في أَبيه: فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر؛ الضِّبْعانُ: ذكر

الضِّباع، لا يكون بالنون والأَلف إِلا للمذكر؛ قال ابن بري: وأَما

ضِبْعانةٌ فليس بمعروف، والجمع ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ، وهذا الجمع

للذكر والأُنثى مثل سَبُعٍ وسِباعٍ؛ وقال:

وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا

لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا

جمع بالتاء كما يقال فلان من رِجالاتِ العَرَب، وقالوا: جِمالاتٌ

صُفْرٌ. ويقال للذكر والأُنثى ضَبْعَانث، يُغلِّبون التأْنيث لخفته هنا، ولا

تَقُلْ ضَبُعةً؛ وقوله:

يا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرةٍ

فَفي البُطُونِ، وقَدْ راحَتْ، قَراقِيرُ

هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ، ولا

يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ؟

حمله على الجنس فأَفْرَدَه، ويروى: يا أَضْبُعاً، ورواه أَبو زيد: يا

ضُبُعاً أَكَلَتْ؛ الفارسي: كأَنه جمع ضَبْعاً على ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً

على ضُبُعٍ، قال الأَزهري: الضَّبُعُ الأُنثى من الضِّباع، ويقال للذكر.

وجارُّ الضَّبُعِ: المطَرُ الشديد لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ من

وُجُرِها. وقولهم: ما يخفى ذلك على الضَّبُع، يذهبون إِلى اسْتِحْماقِها.

والضَّبُعُ: السَّنةُ الشديدة المُهْلِكة المُجْدبة، مؤنث؛ قال عباس بن

مرداس:أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَرٍ،

فإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ

قال الأَزهري: الكلام الفصيح في إِمّا وأَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا

إِذا كان ما بعده فعلاً، كقولك إِما أَن تمشي وإِما أَن تركب، وإِن كان ما

بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما، كقولك أَما زيد فَحَصيفٌ وأَما

عمرو فأَحْمَقُ، ورواه سيبويه بفتح الهمزة، ومعناه أَن قَوْمِي ليسوا

بِأَذلاَّءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عليهم السبُع، وقد روي هذا البيت

لمالك ابن ربيعة العامري، ورُوِيَ أَبا خُباشةَ، يقوله لأَبي خُباشة عامر بن

كعب بن عبد الله بن أَبي بكر ابن كلاب. قال ثعلب: جاء أَعرابي إِلى رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أَكلتنا الضبع، فدعا لهم؛ قال

ابن الأَثير: هو في الأَصل الحيوان المعروف والعرب تكني به عن سَنة الجَدْب؛

ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ. والضبع:

الشرّ؛ قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلِيّة كان الرجل إِذا خفنا شره

فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه، قال: فقيل لها ولم ذلك ؟قالت:

لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَي ليذهب شره معه. وضَبُعٌ: اسم رجل وهو والد الربيع بن

ضبع الفَزاريّ. وضَبُعٌ: اسم مكان؛ أَنشد أَبو حنيفة:

حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ،

في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ

وضُباعة: اسم امرأَة؛ قال القطامي:

قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعا،

ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا

وضُبَيْعةُ: قبيلة وهو أَبو حيّ من بكر، وهو ضُبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة

بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل، وهم رهط الأَعشى ميمون بن قيس؛ قال

الأَزهري: وضُبَيْعةُ قبيلة في ربيعة. والضَّبْعانِ: موضع؛ وقوله أَنشده

ثعلب:

كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ، فَجانِبٌ

يُعاشُ به مِنْه، وآخَرُ أَضْبَعُ

إِنما أَراد أَعْضَب فقلب، وبهذا فسره.

والضُّبْعُ: فِناءُ الإِنسان. وكُنّا في ضُبْعِ فلان، بالضم، أَي في

كَنَفِه وناحيته وفِنائهِ.

وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي منتفخ الجنبين عظيم البطن، ويقال: هو الذي

تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَارِ والتراب. ابن الأَعرابي: الضَّبْعُ من

الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطيلة قليلاً.

وفي نوادر الأَعراب: حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها

خناقة

(* قوله« أي بها خناقة» كذا بالأصل بلا ضبط وبضمير المؤنث. وفي القاموس

في ماة خنق: وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب، ثم قال:

والخناقية داء في حلوق الطير والفرس، وضبطت الخناقية فيه ضبط القلم بضم

الخاء وكسر القاف وتشد الياء مخففة النون.) وذِئْبةٌ، وهما داءَانِ، ومعنى

المَضْبوعِ دعاءٌ عليه أَن تأْكلَه الضَّبُع؛ قال ابن بري: وأَما قوله

الشاعر وهو مما يُسْأَلُ عنه:

تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها:

يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا

فقيل: في معناه وجهان: أَحدهما أَنه دعا عليها بأَن يقتل الذئب أَحياءها

وتأْكل الضبع موتاها، وقيل: بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إِذا وقعا في

الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم؛ وعلى هذا قولهم: اللهم

ضَبْعاً وذِئْباً، فدعا بأَن يكونا مجتمعين لتسلم الغنم، ووجه الدعاء لها بعيد

عندي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بتفرقها وأَتعبته فدعا عليها. وفي قوله

أَيضاً: سلط عليها، إِشعار بالدعاء عليها لأَن من طلب السلامة بشيء لا

يدعو بالتسليط عليه، وليس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً وذئباً، فإِن ذلك

يؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر، وأَما هذا فإِن الضَّبُع والذئب

مُسَلَّطانِ على الغنم، والله اعلم.

ضبع

1 ضَبَعَهُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. ضَبْعٌ, (TK,) He (a man, S) stretched forth towards him (another man, S) his upper arm (ضَبْعَهُ), for the purpose of striking. (S, K.) A poet says, وَلَا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُوَنا وَنَضْبَعَا i. e. [And there shall be no peace] until ye stretch forth towards us your upper arms with the swords and we stretch forth our upper arms towards you: or, accord. to AA, until ye stretch forth [towards us] your upper arms for the making of peace and the joining of hands [and we do the same]. (S.) And one says, ضَبَعَ يَدَهُ إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ, meaning He stretched forth his arm towards him with the sword. (K.) And ضَبَعَ عَلَى

فُلَانٍ, (S, * K,) inf. n. as above, (TA,) He stretched forth his upper arms for the purpose of uttering an imprecation against such a one: (S, * K, TA:) and hence, ضَبْعٌ is metaphorically used to signify (tropical:) the act of supplicating or imprecating; because the person supplicating or imprecating raises his hands and stretches forth his upper arms: and ضِبَاعٌ, also, [app. an inf. n. of ↓ ضَابَعَ,] signifies the raising the hands, or arms, in supplication or imprecation. (TA.) And ضَبَعَتِ الخَيْلُ, and الإِبِلُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (S, Msb,) inf. n. ضَبْعٌ (S, K) and ضُبُوعٌ and ضَبَعَانٌ, (K,) The horses, and the camels, stretched forth their arms (أَضْبَاعَهَا, S, Msb, K, i. e. أَعْضَادَهَا, S, Msb) in their going along; (S, Msb, K;) as also ↓ ضبّعت, inf. n. تَضْبِيعٌ: (S, K:) in [a copy of] the A expl. as meaning مَدَّتْ أَعْنَاقَهَا [stretched forth their necks; but this is probably a mistranscription, for مدّت

أَعْضَادَهَا]: (TA:) ضَبَعَت said of horses is like ضَبَحَت, (K, TA,) which is a dial. var.: (TA:) and ضَبَعَت said of a she-camel, inf. n. ضَبْعٌ, signifies the same as ↓ ضبّعت, as also ↓ أَضْبَعَت, on the authority of IKtt: (TA:) [or,] accord. to As, ضَبْعٌ signifies the lifting, (S,) or bending, (TA,) of the hoof, (S, TA,) by a horse, and the lifting of the foot, by a camel, (TA,) towards the arm: (S, TA:) or it signifies the running a pace above that which is termed تَقْرِيب: (O, K:) or ضَبَعَ said of a camel signifies he hastened, or was quick, (K, TA,) in pace, or going: (TA:) or he went along shaking his arms. (K.) ضَبَعَهُ also signifies He (a camel) took him (another camel) by his arms, and threw him down. (L in art. عضد, and TA in the present art.) b2: ضَبَعُوا لِلصُّلْحِ, (K, TA,) and للْمُصَافَحَةِ; (TA;) or ضَبَعُوا إِلَى

الصُّلْحِ; and ضَبِعُوا, inf. n. ضَبَعٌ; (Et-Toosee, TA;) They inclined to peace, (Et-Toosee, K, TA,) and the joining of hands; they desired peace, &c. (TA.) b3: ضَبَعُوا لَنَا الطَّرِيقَ, (S, K,) or مِنَ الطَّرِيقِ, inf. n. ضَبْعٌ, (TA,) They gave us a share of the road: (S, K:) so says ISk: (S:) and in like manner one says, ذَرَعُوا لَنَاطَرِيقًا. (TA.) And ضَبَعُوا الشَّىْءَ, (K, TA,) or مِنَ الشَّىْءِ, (TA,) They gave a share of the thing (K, TA) to every one. (TA.) b4: And ضَبَعَ, (K,) inf. n. ضَبْعٌ, (TA,) He (a man) acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (K:) on the authority of Aboo-Sa'eed. (TA.) A2: ضَبِعَت, aor. ـَ inf. n. ضَبَعٌ (S, K) and ضَبَعَةٌ; (S, * K; [this latter is said in the TA, on the authority of IAar, to have been used by an Arab of the desert in relation to a woman; and is, accord. to the S, app., a simple subst.;]) and ↓ أَضْبَعَت, (S, K,) and ↓ استضبعت; (K;) She (a camel) desired (S, K) vehemently (S) the stallion. (S, K.) 2 ضَبَّعَ see above, in two places.

A2: ضبّع فُلَانًا He intervened between him and the object at which he desired to shoot or cast. (Ibn-'Abbád, O, K.) A3: And ضبّع, inf. n. تَضْبِيعٌ, He was, or became, cowardly, or weak-hearted: (Lth, K:) thus say the vulgar; derived by them from الضَّبُعُ, because this beast becomes still when one comes in upon it, and then it goes forth. (Lth, TA.) 3 ضَابَعْنَاهُمْ بِالسُّيُوفِ We stretched forth our arms towards them with the swords, they stretching theirs forth towards us [therewith]: so in the “ Nawádir ” of AA. (TA.) b2: See also 1, in the former half. b3: [The inf. n.] مُضَابَعَةٌ also signifies The joining of hands; syn. مُصَافَحَةٌ. (TA.) 4 أَضْبَعَ see 1, near the middle of the paragraph: A2: and also the last sentence of the same.8 الاِضْطِبَاعُ, which the circuiter round the House [of God, i. e. the Kaabeh,] is commanded to perform, (S,) or in the case of the مُحْرِم, (K,) is The putting the [garment called] رِدَآء under one's right armpit, and turning back the extremity thereof over his left [shoulder], exposing to view his right shoulder [and arm] and covering the left; (S, K, TA;) like the man that desires to labour at a thing and prepares himself for doing so; (TA;) thus termed because of exposing to view one of the two upper arms: (S, K:) or the putting one's garment (Mgh, Msb) under his right arm, (Mgh,) or under his right armpit, (Msb,) and throwing [a portion of] it upon his left shoulder: (Mgh, Msb:) or the taking the إِزَار or the بُرْد, and putting the middle of it under one's right armpit, and throwing the extremity thereof upon his left shoulder, over his breast and his back: (IAth, TA:) التَّأَبُّطُ and التَّوَشُّحُ likewise signify the same: so says Az: (Msb:) and so says As of the former: (S:) and it is also written الاِطِّبَاعُ. (Thus in the TA in explanation of التَّأَبُّطُ.) Yousay, اِضْطَبَعَ بِثَوْبِهِ [He attired himself with his garment in the manner described above]. (Mgh, Msb.) And اضطبع الشَّىْءَ He put the thing under his upper arms. (TA. [But accord. to the Mgh, the verb is trans., correctly, only by means of بِ.]) 10 إِسْتَضْبَعَ see 1, last sentence.

ضَبْعٌ The عَضُد [i. e. upper arm of a human being, and arm of a quadruped], (S, Mgh, O, Msb, K,) altogether: (K:) or the middle thereof, (Lth, Mgh, O, K,) with its flesh: (O, K:) and the inner side thereof: (Mgh:) or (so in some copies of the K, but in others “ and,”) the armpit: or the portion, of the upper part of the عَضُد, that is between the armpit and the half of the former: (K:) it is of man and of other than man: (TA:) pl. أَضْبَاعٌ. (S, Msb, K.) One says, أَبَدَّ ضَبعَيْهِ, [expl. in art. بد,] speaking of a man praying. (O, TA.) And أَخَذْتُ بِضَبْعَىْ فُلَانٍ فَلَمْ أُفَارِقْهُ and مَدَدْتُ بِضَبْعَيْهِ, meaning I seized the middle of the upper arms of such a one [and did not relinquish him]. (Lth, O, TA.) And جَذَبَهُ بِضَبْعَيْهِ (tropical:) He raised him, or set him up, and rendered his name famous: and in like manner, أَخَذَ بِضَبْعَيْهِ, and مَدَّ بِضَبْعَيْهِ. (TA.) A2: Also Any [hill such as is termed] أَكَمَة that is black and somewhat oblong. (IAar, K.) A3: ذَهَبَ بِهِ ضَبْعًا لَبْعًا means بَاطِلًا [i. e., app., He took it away with a false pretence; or in play, or sport]; (Ibn-'Abbád, O, K, TA;) namely, a thing; (O, TA;) لَبْعًا being an imitative sequent. (TA.) A4: See also ضَبُعٌ.

A5: And see what here next follows.

كُنَّا فِى ضُبْعِ فُلَانٍ (S, O, K) and فلان ↓ ضَبْعِ and فلان ↓ ضِبْعِ (K) We were in the protection, or quarter, (كَنَف, and نَاحِيَة,) of such a one. (S, O, K: but in the K, هُوَ is put in the place of كُنَّا.) كُنَّا فِى ضِبْعِ فُلَانٍ: see what next precedes.

ضَبُعٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and ↓ ضَبْعٌ, (Msb, K,) the former of the dial. of Keys and the latter of the dial. of Temeem, (Msb,) [The female hyena; or the hyena, male and female;] a certain animal of prey, (سَبُعٌ, [but see what follows,]) (K,) well known, (S, O,) the worst, or most abominable, of سِبَاع, (Mgh,) resembling the wolf, except that, when it runs, it is as though it were lame, wherefore it is called العَرْجَآءُ: it flees from him who holds in his hand a colocynth: [and they assert that] the dogs bark not at him who retains with him its teeth: if its skin is bound upon the belly of her that is pregnant, she casts not her young: if seed is measured in a measure covered with its skin, the seed-produce is secure from the banes thereof: and the application of its gall-bladder as a collyrium sharpens the sight: (K:) it is not reckoned among the hostile animals to which the appellation of سَبُعٌ is applied, wherefore the Sunneh allows that its flesh may be eaten, and requires that a compensation be made for it [by the sacrifice of a ram] if it be smitten [and killed] in the sacred territory by a person in the state of ihrám: (TA voce سَبُعٌ:) the word is of the fem. gender, (S, * Mgh, * O, * Msb, K, *) and is [said to be] applied peculiarly to the female; (Msb;) the male being called ↓ ضِبْعَانٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) of which the pl. is ضَبَاعِينُ; (S, O, Msb, K;) but AHát disapproved this pl.; (O;) and the female is called [also] ↓ ضِبْعَانَةٌ, of which the pl. is ضِبْعَانَاتٌ; (S, O, K;) or ضِبْعَانَةٌ has not been heard applied to the female, but ضَبُعٌ only, and it seems that J has mentioned ضِبْعَانَةٌ as applied to the female from his having supposed ضِبْعَانَاتٌ to be pl. of ضِبْعَانَةٌ, whereas it is pl. of ضِبْعَانٌ, being like رِجَالَاتٌ and جِمَالَاتٌ: (IB in a marginal note in one of my copies of the S:) but some say that ضَبُعٌ or ضَبْعٌ is applied to the male; and the female is termed ضَبْعَةٌ, thus with a quiescent letter: (Msb:) or, accord. to Ibn-'Abbád, the female is termed ضَبُعَةٌ, and its pl. [or rather the coll. gen. n.] is ضَبُعٌ; (O, K;) or ضَبَعَةٌ is not allowable: (S, K:) the pl. of ضَبُعٌ or ضَبْعٌ is أَضْبُعٌ, (K,) a pl. of pauc., (TA,) and ضِبَاعٌ, (K,) or the former is pl. of ضَبْعٌ, (Msb,) and the latter is pl. of ضَبُعٌ, (Mgh, Msb,) and is of the male and of the female, (S, K,) and ضُبُعٌ, (K,) as though this were pl. of ضِبَاعٌ, (AAF, TA,) and ضُبعٌ [a contraction of ضُبُعٌ] (K) and ضُبُعَاتٌ and ضُبُوعَةٌ (TA [in which it is indicated that this last is pl. of ضَبْعٌ]) and [quasi-pl. n.] ↓ مَضْبَعَةٌ. (O, K.) One says أَمْدَرُ ↓ ضِبْعَانٌ, [in the CK, erroneously, ضَبْعَانُ,] meaning, [A male hyena] inflated in the sides, big in the belly: or, accord. to some, whose sides are defiled with earth, or dust. (S.) And سَيْلٌ جَارُّ الضَّبُعِ A torrent that draws forth the ضَبُع from its den; (O, K; in the CK, جارٌّ الصَّبُعَ;) hence meaning (assumed tropical:) a torrent produced by vehement rain. (TA.) And دَلْجَةُ الضَّبُعِ [The night-journeying of the hyena]; because the ضَبُع goes round about until midnight. (O, K.) and مَا يَخْفَى ذٰلِكَ عَلَى الضَّبُعِ [That is not unapparent to the hyena]: because the ضَبُع is deemed stupid. (TA.) أَحْمَقُ مِنَ الضَّبُعِ [More stupid than the hyena] is a prov. (Meyd.) And أَكَلَتْهُمُ الضَّبُعُ (tropical:) [The hyena devoured them] is said of such as are held in mean estimation. (TA.) [But this may be otherwise rendered, as will be seen from what follows.] The saying of a poet, تَفَرَّقَتْ غَنَمِى يَوْمًا فَقُلْتُ لَهَا يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْهَا الذِئْبَ وَالضَّبُعَا [My sheep, or goats, dispersed themselves, one day, and I said in relation to them, O my Lord, set upon them the wolf and the hyena], is said to mean an imprecation, that the wolf might kill the living of them, and the hyena devour the dead of them: or, as some say, it means that the speaker prayed for their safety; because, when both fall upon the sheep, or goats, each of them is diverted from the sheep, or goats, by the other; and thus means the saying, اَللّٰهُمَّ ضَبُعًا وَذِئْبًا [O God, send a hyena and a wolf]: but the more probable meaning of the poet is an imprecation, the consequence of his anger and fatigue; and the word سَلِّطْ imports a notification of this meaning. (IB, TA.) b2: [The pl.] الضِّبَاعُ is applied to (assumed tropical:) Numerous stars below بَنَات نَعْش: (O, K:) or [the stars beta, gamma, delta and mu, of Bootes; i. e.] the star upon the head, and that upon [each of] the shoulders, and that upon the club, of العَوَّآء: and the name of أَوْلَادُ الضِّبَاعِ is given to [The stars q, i, k, and l, app. with some other faint stars around these, of Bootes; i. e.] the stars upon the left hand and fore arm, and what surround the hand, of the faint stars, of العَوَّآء. (Kzw.) b3: الضَّبُعُ also signifies (tropical:) The year of drought or sterility or dearth; (S, IAth, O, Msb, K, TA;) that is destructive; severe: of the fem. gender. (TA.) So in a verse cited in art. اما [voce أَمَّا, and again, with a variation, voce إِمَّا]. (S, O. [But it is here said in the TA that الضَّبُعُ in this instance means the animal of prey thus called.]) [Hence also,] it is related in a trad. of Aboo-Dharr, that a man said, يَا رَسُولَ اللّٰهِ أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ (tropical:) [O Apostle of God, the year of drought has consumed us]: and he prayed for them. (TA.) [See also two other exs. voce ذِئْبٌ.] b4: Also (tropical:) Hunger. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b5: And (assumed tropical:) Evil, or mischief. (TA.) El-'Okeyleeyeh said, “When a man whose evil, or mischief, we feared removed from us, we used to light a fire behind him: ” and being asked “ Why? ” she said, لِيَتَحَوَّلَ ضَبُعُهُ مَعَهُ, i. e. (assumed tropical:) In order that his evil, or mischief, might go away with him. (IAar, TA.) ضَبِعَةٌ A she-camel desiring [vehemently (see 1, last sentence,)] the stallion; (Lth, K;) as also ↓ مُضْبِعَةٌ: (L, TA:) pl., accord. to the copies of the K, ضَبَاعٌ and ضَبَاعَى; but in the L, ضِبَاعَى and ضَبَاعَى: (TA:) and sometimes it is used in relation to women. (K.) ضِبْعَانٌ; and its fem., with ة: see ضَبُعٌ, in three places.

ضَابِعٌ A she-camel stretching forth her arms (أَضْبَاعَهَا, S, K, i. e. أَعْضَادَهَا, S) in going along: (S, K:) or lifting her foot towards her arm in going along: so accord. to an explanation by As of the former of the two following pls.: (TA:) the pl. is ضَوَابِعُ (Lth, As, TA) and ضُبَّعٌ. (TA.) And A horse that runs vehemently; (O, K, TA;) like ضَابِحٌ, of which the pl. is ضَوَابِحُ: (TA:) or that runs much: (Lth, O, TA:) or that bends his hoof towards his arm: (TA:) or that inclines towards (lit. follows) one of his sides, and bends his neck. (Ibn-'Abbád, O, K.) أَضْبَعُ i. q. أَعْضَبُ [q. v.]; formed from the latter by transposition. (TA.) مَضْبَعَةٌ The portion of flesh that is beneath the armpit, in the fore part. (O, K.) A2: See also ضَبُعٌ [of which it is a quasi-pl. n.].

مُضْبِعَةٌ: see ضَبِعَةٌ.

مُضَبَّعَةٌ A she-camel whose breast is prominent and whose arms recede. (Ibn-'Abbád, O, K.) حِمَارٌ مَضْبُوعٌ An ass devoured by the ضَبُع [or hyena]: (O, K:) or [an ass which may the hyena devour, for] accord. to some it means an imprecation that the ضبع may devour him. (TA.)
ضبع
الضَّبْع بالفَتْح: العَضُدُ كلُّها والجمعُ: أَضْبَاعٌ، كفَرْخٍ وأَفْرَاخ، قيل: أَوْسَطُها بلَحمِها، يكون للإنسانِ وغيرِه، تَقول: أَخَذْتُ بضَبْعَيْ فلانٍ فَلَمْ أُفارِقْه. ومَدَدْتُ بضَبْعَيْه، إِذا قَبَضْتَ على وسَطِ عُضُدَيْه، قَالَه الليثُ، وَيُقَال فِي أدبِ الصَّلَاة: أَبِدَّ ضَبْعَيْك، والمُصَلِّي يُبِدُّ ضَبْعَيْه، والفُقهاءُ يَقُولُونَ: يُبْدي ضَيْعَيْه. أَو الضَّبْع: الإبِط وَيُقَال للإبط: الضَّبْع، للمُجاوَرةِ، نَسَبَه صاحبُ اللِّسان إِلَى الجَوْهَرِيّ. وَلم أَجِدْه فِي الصِّحَاح، أَو الضَّبْع: مَا بينَ الإبِطِ إِلَى نِصفِ العَضُدِ من أَعْلَاهُ.
قَالَ الليثُ: المَضْبَعَةُ: اللحْمَةُ الَّتِي تحتَ الإبِطِ من قُدُمٍ، بضمِّ القافِ والدالِ. وضَبَعَه، كَمَنَعه: مدَّ إِلَيْهِ ضَبْعَه للضَّربِ. قَالَ ابْن السِّكِّيت: يُقَال: قد ضَبَعَ القومُ من الشيءِ، وَمن الطريقِ لنا ضَبْعَاً، أَي جعلُوا لنا مِنْهُ قِسماً وأَسْهَموا لنا فِيهِ، كَمَا تَقول: ذَرعوا لنا طَرِيقا. ضَبَعَ فلانٌ ضَبْعَاً: جارَ وظَلَمَ، عَن أبي سعيدٍ. يُقَال: ضَبَعَ على فلَان ضَبْعَاً: مدَّ ضَبْعَيْه للدُّعاءِ عَلَيْهِ، ثمّ استُعيرَ الضَّبْعُ للدعاءِ لأنّ الداعيَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، ويمُدُّ ضَبْعَيْه، وَبِه فُسِّرَ قولُ رُؤبة:

(وَلَا تَنِي أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ ... بِمَا أَصَبْناها وأُخرى تَطْمَعُ) ضَبَعَ يَدَه إِلَيْهِ بالسيفِ: مدَّها بِهِ، قَالَ عَمْرُو بنُ شأسٍ:
(نَذودُ المُلوكَ عنكُمُ وتَذودُنا ... وَلَا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعونا ونَضْبَعا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَالَّذِي فِي شِعرِه: إِلَى الموتِ حَتَّى تَضْبَعوا ثمّ نَضْبَعا أَي تمُدُّوا أَضْبَاعَكُم إِلَيْنَا بالسُّيوفِ، ونمُدَّ أَضْبَاعَنا إِلَيْكُم. وَالَّذِي فِي العُــباب أنّ الشِّعرَ لعَمروِ بن الأسوَدِ، أحدِ بَني سُبَيْعٍ، وكانتِ امرأةٌ اسمُها غَضُوبُ هَجَتْ مَرْبَعَ بنَ سُبَيْعٍ، فَقَتَلها مَرْبَعٌ، فَعَرَضَ قومُ مَرْبَعٍ الدِّيَةَ، فَأبى قومُها، فَقَالَ:)
(كَذَبْتُم وبَيتِ اللهِ نَرْفَعُ عُقْلَها ... عَن الحقِّ حَتَّى تَضْبَعوا ثمَّ نَضْبَعا)
قَالَ: وَوَقَع البيتُ أَيْضا فِي كتابِ الإصلاحِ لِابْنِ السِّكِّيت مُغَيَّراً. وفسَّرَه ابنُ السِّيرافيِّ، وَلم يُنَبِّه عَلَيْهِ، والبيتُ من قصيدةٍ فِي أشعارِ بَني طُهَيَّةَ. ضَبَعَتِ الخَيلُ والإبلُ ضَبْعَاً وضُبوعاً، بالضَّمّ، وضَبَعَاناً، مُحرّكةً، إِذا مَدَّت أَضْبَاعَها فِي سَيْرِها واهْتَزَّت، وَهِي أعضادُها كضَبَّعَت تَضْبِيعاً، نَقله الجَوْهَرِيّ، واقتصرَ فِي المصادرِ على الضَّبْعِ بالفَتْح، ووقعَ فِي الأساس: مَدَّتْ أَعْنَاقَها وَهِي ناقةٌ ضابِعٌ. ضَبَعَ البعيرُ أَيْضا: أَسْرَعَ فِي السَّيرِ، أَو مَشى فحرَّكَ ضَبْعَيْه، وَهُوَ بعَينِه مَدُّ الأَضْباعِ واهتِزازُها، فَهُوَ تَكْرَارٌ. ضَبَعَت الخَيلُ مثل ضَبَحَتْ، لغةٌ فِيهِ. ضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ والمُصَافَحةِ: مالوا إِلَيْهِ وأرادوه. عَن أبي عمروٍ، وَبِه فُسِّرَ قولُ عَمْرِو بنِ الأسوَدِ السَّابِق. ضَبَعوا الشيءَ: أَسْهَموه وَجعلُوا لكلِّ واحدٍ قِسْماً مِنْهُ، طَريقاً أَو غيرَ ذَلِك، وَهُوَ تَكْرَارٌ مَعَ قولِه: ضبَعوا لنا الطريقَ: جعلُوا لنا مِنْهُ قِسْماً. وفرَسٌ ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، وَكَذَلِكَ ضابِحٌ، والجَمعُ الضَّوابِع، أَو كثيرُه، قَالَه الليثُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: مرَّتْ النَّجائبُ ضَوابِعَ، وضَبْعُها: أَن تَهْوِيَ بأَخْفافِها إِلَى العَضُدِ إِذا سارتْ بِهِ، وأنشدَ الليثُ:
(دَعاكَ الْهوى من ذِكرِ رَضْوَى وَقد رَمَتْ ... بِنا لُجَّةَ الليلِ القِلاصُ الضَّوابعُ)
أَو فرَسٌ ضابِعٌ: يَتْبَعُ أَحَدَ شِقَّيْهِ، ويَثْنِي عنُقَه، قَالَه ابْن عَبَّادٍ. وَقيل: هُوَ إِذا لوى حافِرَه إِلَى ضَبْعِه، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا لَوى الفرَسُ حافِرَه إِلَى عُضُدِه فَهُوَ الضَّبْع، فَإِذا هوى بحافرِه إِلَى وَحْشِيِّه فَذَلِك الخِناف. أَو الضَّبْع: جَرْيٌ فوقَ التقريبِ وأنشدَ ابْن دُرَيْدٍ:
(فَلَيْتَ لَهُم أَجْرِي جَمِيعًا فَأَصْبَحَتْ ... بِي البازِلُ الوَجْناءُ فِي الرَّملِ تَضْبَعُ)
وكلُّ أَكَمَةٍ من الأرضِ سَوْدَاءَ مُستَطيلَةٍ قَلِيلا ضَبْعٌ، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: يُقَال: ذَهَبَ بِهِ أَي بالشَّيْء، ضَبْعَاً لَبْعَاً، أَي باطِلاً، ولَبْعَاً: إتْباعٌ. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: الضَّبْعان، مُثَنّى: ع معروفٌ. قلتُ: هُوَ فِي ديارِ هَوازِنَ بالحِجازِ، وَهُوَ ضَبْعَانِيٌّ كَمَا يُقَال: بَحْرَانِيٌّ إِذا نُسِبَ إِلَى البَحرَيْن. يُقَال: هُوَ من أهلِ الضَّبْعَيْن كَمَا يُقَال: من أهلِ البَحرَيْن. وضُباعَة، كثُمامَة: جبَلٌ، قَالَ الشاعرُ:
(فالجِزْعُ بينَ ضُباعَةٍ فرُصافَةٍ ... فعُوارِضٍ جَوِّ البَسابس مُقْفِرا)
قَالَ الليثُ: قَالَ أَبُو ليلى: ضُباعَةُ بنتُ زُفَرَ بنِ الحارثِ الكِلابيِّ الَّتِي أشارَتْ على أَبِيهَا بتَخلِيَةِ القُطامِيِّ، والمَنِّ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَسِيرًا لَهُ، وَكَانَ قَيسٌ أرادَ قَتْلَه. فخَلاّه، وَأَعْطَاهُ مائةَ ناقةٍ، فَقَالَ)
القُطامِيُّ:
(قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُباعا ... فَلَا يَكُ مَوْقِفٌ مِنكِ الوَداعا)
أرادَ يَا ضُباعَةُ، فرَخَّم. دَعَا بِأَن لَا يكونَ الوَداعُ فِي مَوْقِفٍ، أَي قِفي وَدِّعينا إنْ عَزَمْتِ على فُرقَتِنا، فَلَا كَانَ مِنكَ الوَداعُ لنا فِي مَوْقِفِ، وَقد اضْطُرَّ إِلَى أَن جَعَلَ المَعرِفةِ خَبْرَ كَانَ، والنَّكِرَةَ اسمَها. ضُباعَةُ بنتُ عامرِ بنِ قُشَيْرٍ، وَهِي ضُباعَةُ الكُبرى، كَمَا فِي العُــباب. وَمن الصحابِيّاتِ: ضُباعَةُ بِنتُ الزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ، زَوْجُ المِقْدادِ، قُتِلَ ابنُها عَبْد الله يومَ الجمَلِ مَعَ عائِشةَ. روى عَنْهَا ابنُ عبّاسٍ وجابِرٌ وأنَسٌ رَضِيَ الله عَنْهُم، وعُرْوَةُ والأَعْرَجُ، وغيرُهم. ضُباعَةُ بنتُ عامرِ بنِ قُرْطٍ العامِريَّةَ، أَسْلَمَتْ بمكَّة، وَهِي القائلةُ: اليَومَ يَبْدُو بَعْضُه أَو كلُّه ضُباعَة بنتُ عِمْرانَ بنِ حُصَيْن الأنصاريّة، هَكَذَا وَقَعَ فِي العُــباب، وقلَّدَه المُصَنِّف، وَهُوَ غلَطٌ، والصوابُ أنّها بنتُ عَمْرِو بن مِحْصَنٍ النَّجَّارِيَّةُ، قَالَ ابنُ سَعدٍ: بايَعَتْ. وَأما ضُباعَةُ بنت الحارثِ الأنصاريّةُ الَّتِي روتْ عَنْهَا أختُها أمُّ عَطِيَّة فِي الوضوءِ ممّا مَسَّتِ النارُ فقد وَهِمَ فِيهَا خلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ فِي روايَتِه عَن أَبِيه عَن أمِّ عطِيّةَ عَن أُختِها، والْحَدِيث الصَّحِيح حديثُ قَتادَةَ عَن إسحاقَ بنِ عَبْد الله بنِ الحارثِ: أنَّ جدَّتَه أمَّ حكيمٍ حدَّثَتْه عَن أختِها ضُباعَةَ بنتِ الزُّبَيْرِ فِي الوضوءِ ممّا مَسَّتِ النارُ، يَعْنِي أنّه لَا يجِبُ، حقَّقَه الدارَقُطْنيُّ فِي العِلَلِ. قَالَ الليثُ: ضَبِعَت الناقةُ، كفَرِحَ، ضَبَعَاً، وضَبَعَةً، مُحرّكتَيْن: أرادتِ الفَحلَ واشْتَهتْه كَأَضْبعَتْ بِالْألف، لغةٌ فِي ضَبِعَتْ، نَقله الجَوْهَرِيّ واسْتَضْبَعَتْ مثلُ ذَلِك، فَهِيَ ضَبِعَةٌ، كفَرِحَةٍ، قَالَه الليثُ، زادَ فِي اللِّسان: ومُضْبِعَة، ج: ضَباعَى، كَحَبَالى، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسان: والجَمعُ ضِبَاعى وضَباعَى، أَي بالكَسْر والفتحِ. وَقد تُستَعمَلُ الضَّبَعَةُ فِي النِّساءِ قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: قيل لأعرابِيٍّ: أَبِامْرَأَتِكَ حبَلٌ قَالَ: مَا يُدريني وَالله مَا لَهَا ذَنَبٌ فتَشولُ بِهِ وَلَا آتيها إلاّ على ضَبَعَةٍ. والضَّبُعُ، بضمِّ الْبَاء، وسكونِها مُؤَنَّثةٌ، ج: أَصْبُعٌ فِي الْقَلِيل، وضِباعٌ، بالكَسْر، مثل سَبُعٍ وسِباعٍ وضُبُعٌ، بضمَّتَيْن، وضُبْعُ بضمّةٍ واحدةٍ، ومَضْبَعةٌ، وَقَالَ رجلٌ من ضَبَّةَ أَدْرَكَ الإسلامَ:
(يَا شَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرَةٍ ... فَفِي البُطونِ إِذا راحَتْ قَراقيرُ)

(هَل غَيْرُ هَمْزٍ وَلَمْزٍ للصديقِ وَلَا ... تُنْكي عَدُوَّكُمُ مِنكُم أظافيرُ)
) حَمَلَه على الجِنسِ فأفردَه، وَرَوَاهُ أَبُو زيدٍ: يَا ضُبُعاً أَكَلَت، قَالَ الفارسيُّ: كأنّه جَمَعَ ضَبْعَاً على ضِباع، ثمّ جَمَعَ ضِباعاً على ضُبُعٍ، ويُروى: يَا أَضْبُعاً، قَالَ جَريرٌ: مِثلَ الوِجارِ أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ والذَّكَرُ ضِبْعانٌ، بالكَسْر، لَا يكون بالألفِ والنونِ إلاّ للمُذَكَّر، تَقول: كأنّه ضِبْعانٌ أَمْدَر، بل هُوَ مِنْهُ أَغْدَر، وَفِي حديثِ قِصّةِ إبراهيمَ عَلَيْهِ السَّلَام، وشَفاعَتِه لِأَبِيهِ يومَ القيامةِ، قَالَ: فَيَمْسَخُه اللهُ ضِبْعاناً أَمْدَرَ. ويُروى: أَمْجَر وَقد تقدّم فِي الراءِ والأُنثى ضِبْعانَةٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وأَنْكَره ابنُ بَرِّيّ فِي أَمَالِيهِ، وَقَالَ: ضِبْعانَةٌ غيرُ معروفٍ، يُقَال فِي المؤنثِ أَيْضا: ضَبُعَةٌ، عَن ابْن عَبَّادٍ فِي المُحيط. قَالَ: وتُجمَعُ على الضُّبْعِ، أَو لَا يُقَال: ضَبْعَةٌ لأنّ الذَّكَرَ ضِبْعانٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ج: ضَبَاعِينُ، كسِرْحانٍ وسَراحين، وَكَانَ أَبُو حاتمٍ يُنكِرُ الضَّبَاعِين، وضِباعٌ، وَهَذَا الجمعُ للذكَرِ والأُنثى، وضِبْعاناتٌ، بكسرِهما وأنشدَ الليثُ:
(وبُهْلولاً وشِيعَتُه تَرَكْنا ... لضِبْعاناتِ مَعْقُلَةٍ مَنابا)
كَمَا يُقَال: فلانٌ من رِجالاتِ العربِ وَلم يُرِد التأنيثِ. قَالَ: وقلتُ للخليلِ: الضَّبْعانُ ذَكَرٌ، فَكيف جُمِعَ على ضِبْعاناتٍ، فَقَالَ: كلّما اضْطُرُّوا إِلَى جَمعٍ فصَعُبَ، أَو اسْتَقبَحوه، ذَهَبُوا بِهِ إِلَى هَذِه الجماعةِ يَقُولُونَ: هَذَا حَمامٌ، فَإِذا جمَعوا قَالُوا: حمامات، وَيَقُولُونَ: فلانٌ من رِجالات الناسِ.
وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الحَمام الكَثير، والحماماتُ أدنى العَددِ. وَهِي سَبُعٌ كالذئبِ، إلاّ إِذا جرى كأنّه أَعْرَج، فلِذا سُمِّي الضَّبُعُ العَرْجاءَ. من الخَواصِّ: أنّ مَن أَمْسَكَ بيَدِه حَنْظَلةً فرَّتْ مِنْهُ الضِّباعُ.
ومَن أمسكَ أسنانَها مَعَه لم تَنْبَحْ عَلَيْهِ الكلابُ. وجِلْدُها إنْ شُدَّ على بَطْنِ حاملٍ لم تُسقِط الجَنينَ، وَإِن جُلِّدَ بِهِ مِكْيالٌ وكِيلَ بِهِ البَذْرُ أَمِنَ الزرعُ مِن آفاتِه الَّتِي تُصيبُه. والاكتِحالُ بمَرارَتِها يُحِدُّ البَصرَ. يُقَال: سَيْلٌ جارُّ الضَّبُعِ، أَي شديدُ المطرِ لأنّ سَيْلَه يُخرِجُها من وِجارِها. وَفِي حديثِ الحَجّاج: وجِئْتُكَ فِي مِثلِ جارِّ الضَّبُعِ. أَي فِي المطرِ الشَّديد. وإنّما قيل: دَلْجَةُ الضَّبُعِ، لأنّها تدورُ إِلَى نِصفِ اللَّيْل، كَمَا فِي العُــباب. والضَّبُع، كرَجُلٍ: السَّنَةُ المُجدِبة المُهلِكةُ الشَّدِيدَة، مُؤَنَّث، وَفِي حديثِ أبي ذَرٍّ قَالَ رجلٌ: يَا رسولَ الله أَكَلَتْنا الضَّبُعُ، فَدَعَا لَهُم. وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ وَهُوَ العبّاسُ بنُ مِرْداسٍ، رَضِيَ الله عَنهُ، يخاطبُ أَبَا خُراشَةَ خُفافَ بنَ نَدْبَةَ رَضِيَ الله عَنهُ:
(أَبَا خُراشَةَ أمّا أنتَ ذَا نَفَرٍ ... فإنَّ قَوْمِيَ لم تَأْكُلْهُم الضَّبُعُ)

هَذِه روايةُ سِيبَوَيْهٍ، وَفِي شِعرِه إمّا كنتَ، قَالَه الصَّاغانِيّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الكلامُ الفَصيحُ فِي إمّا وأمّا: أنّه بكَسرِ الألفِ فِي إمّا إِذا كَانَ مَا بعدَه فِعْلاً، وَإِن كَانَ مَا بعدَه اسْما، فإنّك تَفْتَحُ الألِفَ من أمَّا، رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ بفتحِ الهمزةِ، وَمَعْنَاهُ أنّ قومَكَ لَيْسُوا بأَذِلاّءَ فَتَأْكُلُهم الضَّبُعُ، ويعد عَلَيْهِم السَّبُعُ، وَقد رُوِيَ هَذَا البيتُ لمالِكِ بنِ رَبيعةَ العامريِّ، ورُوِيَ أَبَا خُباشَةَ يقولُه لأبي خُباشَةَ عامرِ بنِ كعبِ بنِ عَبْد الله بن أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الضَّبُع فِي الأصلِ حَيَوَانٌ، والعربُ تَكْنِي بِهِ عَن سَنَةِ الجَدْبِ. ضَبُعَ بِلَا لامٍ: ع، وأنشدَ أَبُو حنيفةَ: (حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبَانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ)
قَالَ الصَّاغانِيّ: انشدَه الأَصْمَعِيّ لأبي مُحَمَّد الفَقْعَسيِّ، وَهُوَ لعُكَّاشَةَ بن أبي مَسْعَدة السَّعْديِّ، وَلأبي مُحَمَّد أُرْجوزَةٌ عَيْنِيَّةٌ، وَلَيْسَ مَا أنشدَه فِيهَا:
(ترَبَّعَتْ من بينِ داراتِ القِنَعْ ... بينَ لِوى الأَمْعَزِ مِنْهَا وضَبُعْ)
أَو ضَبُع: رابِيَةٌ، وَالَّذِي فِي مُعجَمِ أبي عُبَيْدٍ البَكرِيِّ مَا نصُّه: ضَبُع: جبَلٌ فارِدٌ بَين النِّبَاج والنَّقْرَة، سُمِّي بذلك لما عَلَيْهِ من الحجارةِ الَّتِي كَانَت مُنَضَّدَة تَشْبِيها لَهَا بالضَّبُعِ وعُرْفِها لأنّ للضَّبُعِ عُرْفاً من رَأْسِها إِلَى ذنَبِها. ومَوضِعٌ قِبلَ حَرَّةِ بَني سُلَيْمٍ، بَينهَا وبينَ أُفاعِيَةَ، يُقَال لَهُ: ضَبُعُ الخَرْجا، وَفِيه شَجَرٌ يَضِلُّ فِيهِ الناسُ. ووادٍ قُربَ مكَّةَ، أَحْسَبُه بَينهَا وبينَ الْمَدِينَة.
وموضعٌ من دِيارِ كَلْبٍ بنَجْدٍ، وَفِي كلامِ المُصَنِّف من القُصورِ مَا لَا يخفى. الضِّباع: ككِتابٍ، كَواكِبُ كثيرةٌ أَسْفَلَ من بناتِ نَعْشٍ، كَمَا فِي العُــباب. وبَطنُ الضِّباع: ع، قَالَ المُرَقَّشُ الأكبرُ:
(جاعِلاتٍ بَطْنَ الضِّباعِ شِمالاً ... وبِراقَ النِّعافِ ذَات اليَمينِ)
وَهِي، ونَصُّ الصحاحِ والعُــبابِ: وكُنا فِي ضَبُعِ فُلان، مُثَلَّثَةً، اقْتَصَرَ الْجَوْهَرِي والصاغاني على الضَّم، أَي فِي كَنَفِهِ وناحِيَتِه، زَاد فِي اللِّسَان: وَفَنَائِه، وَنَقله الزَّمَخْشَرِيّ أَيْضا.
وضَبِيْعَةُ، كسَفِينَة: ة، بِالْيَمَامَةِ، نَقله الصَّاغَانِي.
وضُبَيْعَةُ، كجُهَيْنَةَ: مَحَلَّةٌ بالبَصْرَةِ، كَأَنَّهَا نُسِبَت إِلَى بني ضُبَيْعَةَ الحالِّينَ بهَا، فسُمِّيَت باسمِهِم.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: فِي الْعَرَب قبائل تنْسب إِلَى ضُبَيْعَةَ.
وضُبَيْعَةُ بنُ رَبِيعَةَ بنُ نِزار وَهُوَ الْمَعْرُوف بالأَضْجَمِ، كَمَا فِي المُقَدِّمَة الفاضِلِيَّة لِابْنِ الجَوّانيِّ النَسّابَة، وَمَعْنَاهُ المُعْوَجُّ الفَمِ، وَسَيَأْتِي، وَقد تَقَدَّم فِي عجز وضُبّيْعَةُ بنُ أَسَدِ بن رَبيعَةَ، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَهِي ضُبَيْعَةُ أَضْجَم.)
وضُبَيْعَةُ بن قَيس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ بنِ صَعْب بن بَكْرِ بن وائِل، وَهُوَ أَبُو رَقاش أُمِّ مالِك، وزَيدِ مَناة، ابنَي شَيبان، قد تَقَدَّم ذِكرُها فِي رقش قَالَ الْجَوْهَرِي: وهم رَهْط الْأَعْشَى مَيْمُونِ بن قَيسٍ. قُلتُ: وَهُوَ من بني سَعْدِ بن ضُبَيْعَةَ، وَمِنْهُم المُرَقَّشُ الْأَكْبَر أَيْضا كَمَا تَقَدَّم.
وضُبَيعَةَ بن عِجْلِ بنِ لُجَيْم بنِ صَعْبِ بنِ بَكْرِ بنِ وائلٍ، وهم رَهْطُ الوَصَّافِ، كَمَا سَيَأْتِي، قَالَ الشَّاعِر:
(قَتَلْتُ بِهِ خَيْرَ الضُّبَيْعاتِ كلِّها ... ضُبَيْعةَ قَيْسٍ، لَا ضُبَيْعةَ أَضْجَما)
وفاتَه: ضُبَيْعةُ بنُ زَيْد: بطنٌ من الأوسِ، من بَني عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ. وضُبَيْعةُ بنُ الحارثِ العَبسيُّ صاحبُ الأغَرّ، اسمُ فرَسٍ لَهُ، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف فِي غرر. وَفِي المُقدِّمة: وَمن عَشائرِ الصَّمُوتِ: ضُبَيْعةُ الأعرابيّ، عَبْد الله بن الصَّمُوتِ بنِ عَبْد الله بنِ كِلابٍ. ثمّ إنّ النِّسبةَ إِلَى ضُبَيْعة ضُبَعِيٌّ، كجُهَنِيٍّ إِلَى جُهَيْنةَ، مِنْهُم: أَبُو جَمْرَةَ بنُ نَصْرِ بنِ عِمْرانَ الضُّبَعيُّ، قيل: نِسبَة إِلَى ضُبَيْعة بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبةَ الَّذين نزلُوا البَصْرة، وَقيل: إِلَى المحَلّة الَّتِي سَكَنَها هؤلاءِ بالبَصْرة. وحمارٌ مَضْبُوعٌ: أَكَلَتْه الضَّبُعُ، كَمَا يُقَال: مَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ، أَي بِهِ خُنَّاقِيّةٌ وذِئبَةٌ، وهما داءان، كَمَا فِي نوادرِ الْأَعْرَاب، وَقيل: معنى المَضْبوع: دُعاءٌ عَلَيْهِ أَن يَأْكُلَه الضَّبْعُ. قَالَ الليثُ: العامّةُ يَقُولُونَ: ضَبَّعَ تَضْبِيعاً، إِذا جَبُنَ، اشتَقُّوه من الضَّبُعِ لأنّها تَسْكُنُ حينَ يُدخَلُ عَلَيْهَا فتَخرُج. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: يُقَال: ضَبَّعَ فلَانا، إِذا أرادَ رَمْيَ شيءٍ، فحالَ بَيْنَه وبَيْنَ المَرمى الَّذِي قَصَدَ رَمْيَه. قَالَ: وناقةٌ مُضَبَّعةٌ، كمُعَظَّمةٍ: تقدّمَ صَدْرُها، وتراجَعِ عَضُداها.
واضْطِباعُ المُحرِم: أَن يُدخِلَ الرِّداءَ من تحتِ إبطِه الْأَيْمن، ويَرُدَّ طَرَفَه على يَسارِه، ويُبْدِيَ مَنْكِبه الْأَيْمن، ويُغَطِّيَ الأيسرَ، نَقله الجَوْهَرِيّ هَكَذَا، وزادَ غيرُه: كالرجلِ يريدُ أَن يُعالِجَ أَمْرَاً فَيَتَهيَّأَ لَهُ، يُقَال: قد اضْطَبَعْتُ بثَوبي، وَمِنْه الحديثُ: أنّه طافَ مُضْطَبِعاً، وعليهِ بُرْدٌ أَخْضَرُ قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ أَن يَأْخُذَ الإزارَ أَو البُرْدَ، فيجعلَ وَسَطَه تحتَ إبِطِه الأيمنِ، ويُلقي طَرَفَه على كتِفِه الأيسَرِ من جِهَتَيْ صَدْرِه وظَهرِه، سُمِّي بِهِ لإبداءِ أحَدِ الضَّبْعَيْن، وَهُوَ التأَبُّطُ أَيْضا، عَن الأَصْمَعِيّ، وَلَيْسَ فِي نصِّ الجَوْهَرِيّ لفظةُ أَحَد. وقولُ الجَوْهَرِيّ: وضِبْعانٌ أَمْدَرُ، أَي مُنتَفِخُ الجَبينِ إِلَى آخِرِه، مَوْضِعه مدر وإنّما أَثْبَتَه هُنَا سَهْوَاً، وَالله تَعالى اَعْلَم. قلتُ: سَبَقَ المُصَنِّف أَبُو سَهْلٍ الهرَوِيُّ، كَمَا وُجِدَ بخطِّ أبي زكَرِيَّاءَ نَقلاً عَن خطِّه، قَالَ: هَذَا الحرفُ أَعنِي ضِبْعان أَمْدَر لَيْسَ هَا هُنَا مَوْضِعُه، وَهُوَ سَهْوٌ، مَوْضِعُه فصلُ الميمِ من بابِ الراءِ،)
لأنّه ذَكَرَ تفسيرَ الأمْدَرِ، وَلم يَذْكُرْ تفسيرَ ضِبْعانٍ لأنّ الضِّبْعانَ قد تقدّمَ ذِكرُه هَا هُنَا. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اضْطَبَعَ الشيءَ: أَدْخَله تحتَ ضَبْعَيْه. وَضَبَع البعيرُ البَعيرَ، إِذا أَخَذَ بضَبْعَيْهِ فَصَرَعه. والضِّبَاع، بالكَسْر: رَفْعُ اليدَيْن فِي الدُّعاء. وَيُقَال: ضابَعْناهم بالسيوفِ، أَي مَدَدْنا أيديَنا إِلَيْهِم بهَا، ومَدُّوها إِلَيْنَا، كَذَا فِي نوادرِ أبي عمروٍ. والمُضابَعةُ: المُصافَحة. وأَضْبَعَتِ الدَّوابُّ فِي سَيْرِها، كضَبَّعَت، عَن ابنِ القَطّاع. وضَبِعَ القومُ إِلَى الصُّلحِ، كفَرِحَ ضَبَعَاً: مالوا إِلَيْهِ، لغةٌ فِي ضَبَعَ عَن الطُّوسيِّ، كَذَا فِي الْأَفْعَال. والأَضْبَع: الأَعْضَب، مَقْلُوبٌ، وَبِه فسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ الشَّاعِر:
(كساقِطَةٍ إحْدى يَدَيْهِ فجانِبٌ ... يُعاشُ بِهِ مِنْهُ وآخَرُ أَضْبَعُ)
قَالَ: إنّما أرادَ أَعْضَب، فَقَلَب. والمِضْباعَةُ: ماءَةٌ لبَني أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. والمِضْباع: جبَلٌ لِبني هَوْذَةَ من بني البَكَّاءِ بنِ عامِرٍ، رَهْطِ العَدَّاءِ بنِ خالدٍ. وأَضْبُعُ، كأَفْلُسٍ: مَوضِعٌ على طَرِيق حاجِّ البصرَةِ، بينَ رامَتينِ وإمَّرَةَ، عَننَصْرٍ، كَمَا فِي المُعجَمِ. وإبِلٌ ضُبَّعٌ، كرُكَّعٍ: جمع ضابِعٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وبَلْدَةٍ تَمطو العِتاقَ الضُّبَّعا ... تِيهٍ إِذا مَا آلُها تَمّيَّعا)
وضَبَعَتِ النَّاقَةُ، كمَنَعَ، ضَبْعاً: لُغَةٌ فِي ضَبِعَتْ وأَضْبَعَتْ، عَن ابنِ القَطَّاعِ. وجَمْعُ الضَّبْعِ: ضَبَعاتٌ، وضُبوعَةٌ، كصَقْرٍ وصُقورَةٍ. وقولُهم: مَا يَخفى ذلكَ على الضَّبُعِ، يَذهَبونَ إِلَى استِحماقِها. وأَكَلَتْهُمُ الضَّبُعُ، إِذا اسْتُهينوا، وَهُوَ مَجازٌ. والضَّبُعُ: الشَرُّ، قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: قَالَت العُقَيْلِيَّة: كَانَ الرَّجُل إِذا خِفنا شَرَّه فتحَوَّلَ عنّا، أَوقدْنا نَارا خلفَه. قَالَ: فقيلَ لَهَا: ولِمَ ذلكَ قَالَت: لِتَتَحوَّلَ ضَبُعُه مَعَه، أَي ليذهبَ شرُّهُ مَعَه. وَضَبُعٌ: اسمَ رَجُلٍ، وَهُوَ والدُ الرَّبيعِ بنِ ضَبُعٍ الفَزارِيِّ. وضَبُعُ بنُ وبرَة أَخو كَلبٍ، وأَسَدٍ، وفَهْدٍ، والنَّمِرُ، ودُبٍّ، وسِرْحانَ، وَقد تقدَّمَ فِي س بِعْ. وَقد سَمُّوا ضُبَيْعا، كزُبَيْرٍ. وأَبو الْفَتْح وَهبُ بنُ مُحمَّدٍ الحَربيُّ، يُعرَفُ بابــنِ الضُّبَيْعِ، عَن أَبي الحَسَنِ بنِ أَبي يَعلَى، مَاتَ سنة خمسمائةٍ وستٍّ وتِسعينَ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الضَّبُعُ: الجوعُ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز أَيضاً: جذَبَهُ بضَبْعَيْهِ: إِذا نعشَهُ ونوَّهَ باسْمِه، وَكَذَا: أَخَذَ بضَبْعَيْهِ، ومَدَّ بضَبعَيه. وَتقول: حَلُّوا برِباعِهِم، فمَدُّوا بأَضْباعِهِم. تَنْبِيه. قَالَ ابنُ برّيّ: وأَمّا قولُ الشّاعِرِ، وَهُوَ مِمّا يُسأَلُ عَنهُ: (تَفَرَّقَتْ غَنَمي يَوماً فقلتُ لَهَا ... يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْهَا الذِّئْبَ والضَّبُعا)

فقيلَ: فِي مَعناهُ وَجهانِ، أَحدُهُما: أَنَّه دَعا عَلَيْهَا بأَنْ يَقتُلَ الذِّئبُ أَحياءَها، ويأْكُلَ الضَّبُعُ مَوتاها.
وَقيل: بل دَعَا لَهَا بالسَّلامَةِ، لأَنَّهما إِذا وَقعا فِي الغَنَمِ اشتغَلَ كُلُّ واحِدٍ منهُما بصاحِبِه، فتسلَمُ الغَنَمُ، وعَلى هَذَا قولُهُم: اللَّهُمَّ ضَبُعاً وذِئباً، فَدَعَا أَنْ يَكُونَا مُجتَمِعينِ، لِتَسْلَمَ الغَنَمُ. قَالَ: ووَجْهُ الدُّعاءِ لَهَا بَعيدٌ عِندي، لأَنَّها أَغضَبَتْهُ وأَحرَجَته بتَفَرُّقِها وأتعبته، فَدَعَا عَلَيْهَا. وَفِي قَوْله أَيضاً: سَلِّطْ عَلَيْهَا، إشعارٌ بالدُّعاءِ عَلَيْهَا، لأَنَّ مَنْ طلَبَ السَّلامَةَ بشيءٍ لَا يَدعو بالتَّسليطِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ هَذَا من جِنسِ قَولِه: اللَّهُمَّ ضَبُعاً وذِئباً، فإنَّ ذلكَ يُؤْذِنُ بالسَّلامَةِ، لاشتِغال أَحدِهما بِالْآخرِ، وأَمّا هَذَا فإنَّ الضَّبُعَ والذِّئبَ مُسَلَّطانِ على الغَنَمِ. وَالله أَعلَمُ.
(ضبع)
الْفرس ضبعا وضبوعا وضبعانا مد ضبعيه فِي سيره وأسرع وَفُلَان ضبعا جَار وظلم وَفُلَانًا مد إِلَيْهِ ضبعه للضرب وَيُقَال ضبع إِلَيْهِ يَده بِالسَّيْفِ وَنَحْوه مدها وعَلى فلَان وَغَيره مد ضبعيه للدُّعَاء عَلَيْهِ والضبع الْحَيَوَان أَكلته
(ضبع) - في الحديث: "أنَّه مَرَّ على امرأَةٍ معها ابنٌ، فأخذَت بضبْعَيه"
الضَّبْع: وَسَط العَضُد.
وقال أبو زَيْد: هو إذا أَدخَلَ يدَه من تَحتِ إِبطِه من خَلْفِه، ثم احْتَمَله. - ومنه في صِفَة طَوافِه، عليه الصلاة والسلام،: "وعليه بُرْدٌ أَخضَرُ مُضْطَبِعًا به" .
: أي متأَبِّطاً ثَوبَه، مُلقِياً له على كَتِفه الأَيْسرِ، سُمِّى بذلك لإبْدائِك ضَبْعَيك. ويقال للإِبْطِ الضَّبْعُ للمُجاوَرَة.
- وفي قصة إبراهيم: "فَيَمْسَخُه الله ضِبْعَاناً أَمدَر".
وفي رِوايَة: "ذِيخاً أَمْجَر" وفي أخرى: "عَيْلَامًا" وهذه كلها الذَّكَر من الضِّباع

حوا

ح و ا: (الْحَوَايَا) الْأَمْعَاءُ جَمْعُ (حَوِيَّةٍ) . وَ (الْحِوَاءُ) جَمَاعَةُ بُيُوتٍ مِنَ النَّاسِ مُجْتَمِعَةٌ وَالْجَمْعُ (الْأَحْوِيَةُ) وَهِيَ مِنَ الْوَبَرِ. وَ (الْحُوَّةُ) لَوْنٌ يُخَالِطُ الْكُمْتَةَ مِثْلُ صَدَإِ الْحَدِيدِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْحُوَّةُ حُمْرَةٌ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ. وَالْحُوَّةُ أَيْضًا سُمْرَةُ الشَّفَةِ يُقَالُ: رَجُلٌ (أَحْوَى) وَامْرَأَةٌ (حَوَّاءُ) . وَ (حَوَاهُ) يَحْوِيهِ (حَيًّا) وَ (احْتَوَاهُ) مِثْلُهُ. وَ (احْتَوَى) عَلَى الشَّيْءِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ. وَ (تَحَوَّتِ) الْحَيَّةُ تَجَمَّعَتْ وَاسْتَدَارَتْ. وَبَعِيرٌ (أَحْوَى) إِذَا خَالَطَ خُضْرَتَهُ سَوَادٌ وَصُفْرَةٌ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى: 5] قَالَ الْفَرَّاءُ: الْغُثَاءُ الْيَبِيسُ وَ (الْأَحْوَى) الْمُسْوَدُّ مِنَ الْقِدَمِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُؤَخَّرًا مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ تَقْدِيرُهُ أَخْرَجَ الْمَرْعَى أَحَوَى أَيْ أَسْوَدَ مِنَ الْخُضْرَةِ فَجَعَلَهُ غُثَاءً بَعْدَ خُضْرَتِهِ. 
[حوا] الحَوِيَّةُ: كِساءٌ محشوٌّ يُدار حول سَنام البعير، وهي السَوِيَّة. قال عمير بن وهب الجمحى يوم بدر، حين حزر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت الحوايا عليها المنايا ". والحَوِيَّةُ لا تكون إلاّ للجِمال، والسَوِيَّةُ قد تكون لغيرها. وحَوِيَّةُ البطن وحاوِيَةُ البطن وحاوِياءُ البطن، كله بمعنى. قال الشاعر : كأن نقيق الحب في حاويائه * نقيق الافاعى أو نقيق العقارب وقال آخر:

وملح الوسيقة في الحاوية * يعنى اللبن. وجمع الحوية حوايا، وهى الامعاء. وجمع الحاوياء حواو ، على فواعل وكذلك جمع الحاوية. والحواء: جماعة بيوت من الناس مُجتمِعة، والجمع الأَحويةُ، وهي من الوبر. والحُوَّةُ: لونٌ يخالط الكُمْتَة، مثل صدأ الحديد. وقال الأصمعي: الحُوَّةُ حُمْرَةٌ تضرب إلى السواد. يقال: قد احْوَوى الفرس يحووى احوواء. قال: وبعض العرب يقول احواوى يحواوى احويواء. وحكى الاصمعي احووى (*) يحووى احوواء، على وزن ارعوى. قال: وبعض العرب يقول حوى يحوى حوة، حكاه في كتاب الفرس. والحوة: سمرة الشفة. يقال رجلٌ أَحْوى وامرأةٌ حواء، وقد حويت. والحوة: موضع ببلاد كلب. قال ابن الرقاع: أو ظبية من ظباء الحوة انتقلت * مذانبا فجرت نبتا وحجرانا * وحواه يحويه حَيَّاً، أي جمعه. واحْتَواهُ مثله. واحتوى على الشئ، أي ألمأ عليه. وتَحَوَّى، أي تَجَمَّعَ واستدار. يقال: تَحَوَّتِ الحيةُ. وبعيرٌ أحْوى، إذا خالط خُضْرَتَهُ سوادٌ وصفرةٌ. وتصغير أَحْوى أُحَيْوٍ، في لغة من قال أسيود. واختلفوا في لغة من أدغم، قال عيسى ابن عمر: أحيى فصرف. قال سيبويه: أخطأ هو، ولو جاز هذا لصرف أصم لاته أخف من أحوى ولقالوا أصيم فصرفوا. وقال أبو عمرو بن العلاء: أحى كما قالوا أحيو. قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عطاء عطى. وقال يونس: أحى. قال سيبويه: هذا هو القياس، والصواب. وتقول في تصغير يحيى: يحيى يا هذا، لان كل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات أولهن ياء التصغير فإنك تحذف منهن واحدة، فإن لم يكن أولهن ياء التصغير أثبتهن ثلاثهن. تقول في تصغير حية حيية، وتقول في تصغير: أيوب أيييب بأربع ياءات، واحتملت ذلك لانها في وسط الاسم، ولو كان طرفا لم تجمع بينهن. والحواء، مثال المكاء: نبت يشبه لون الذئب، الواحدة حواءة. عن الاصمعي.

حوا: الحُوَّةُ: سواد إِلى الخُضْرة، وقيل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى

السَّواد، وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مشدّد، واحْوَوى فهو

أَحْوَى، والنسب إِليه أَحْوِيٌّ؛ قال ابن سيده: قال سيبويه إِنما ثبتت الواو في

احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً، كما أَنَّ التضعيف وسطاً

أَقوى نحو اقْتَتل فيكون على الأَصل، وإِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ، وتقول

في تصغير يَحْيَى يُحَيٌّّ، وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءَات أَولهن ياء

التصغير فإِنك تحذف منهن واحدة، فإِن لم يكن أَولهن ياء التصغير

أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تقول في تصغير حَيَّة حُيَيَّة، وفي تصغير أَيُّوب

أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذلك لأَنها في وسط الاسم ولو كانت

طرفاً لم يجمع بينهن، قال ابن سيده: ومن قال احْواوَيْت فالمصدر

احْوِيَّاءٌ لأَن الياء تقلبها كما قَلَبت واوَ أيَّام، ومن قال احْوَوَيْت

فالمصدر احْوِوَاء لأَنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احْوِيَّاء، ومن

قال قِتَّال قال حِوَّاء، وقالوا حَوَيْت فصَحَّت الواو بسكون الياء

بعدها. الجوهري: الحُوَّة لون يخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحديد، والحُوَّة

سُمْرة الشفة. يقال: رجل أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وقد حَوِيَتْ. ابن

سيده: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلى السواد، وكثر في كلامهم حتى

سَمَّوْا كل أَسود أَحْوَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطي حُكْمَه

بها القَيْنُ، من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ

يعني بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود أََحْوَى أَي أَسود، ورَكَدَتْ:

دارت، ويكون وقفت، والقين: الصانع. التهذيب: والحُوَّةُ في الشِّفاهِ شَبيه

باللَّعَسِ واللَّمَى؛ قال ذو الرمة:

لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ،

وفي اللِّثاتِ وفي أَنيابِها شَنَبُ

وفي حديث أَبي عمرو النخعي: ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود

ليس بشديد السواد. واحْواوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قال ابن جني: وتقديره

افْعالَت كاحْمارَتْ، والكوفيون يُصَحِّحون ويُدغمون ولا يُعِلُّون

فيقولون احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت؛ قال ابن سيده: والدليل على فساد مذهبهم

قول العرب احْوَوَى على مثال ارْعَوَى ولم يقولوا احْوَوَّ. وجَمِيمٌ

أَحْوَى: يضرب إلى السواد من شدة خُضْرته، وهو أَنعم ما يكون من النبات.

قال ابن الأَعرابي: هو مما يبالغون به. الفراء في قوله تعالى: والذي أَخْرج

المَرْععى فجعله غُثاءً أَحْوى، قال: إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ،

والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من القِدَمِ والعِتْقِ، وقد يكون معناه أَيضاً

أخرج المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فجعله غُثاءً بعد خُضْرته فيكون مؤخراً

معناه التقديم. والأَحْوَى: الأَسود من الخُضْرة، كما قال:

مُدْهامَّتانِ. النضر: الأَحْوى من الخيل هو الأَحْمر السَّرَاة. وفي الحديث: خَيْرُ

الخَيْلِ الحُوُّ؛ جمع أَحْوَى وهو الكُمَيت الذي يعلوه سواد. والحُوَّة:

الكُمْتة. أَبو عبيدة: الأَحْوَى هو أَصْفَى من الأَحَمِّ، وهما

يَتَدانَيانِ حتى يكون الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عليه أَنه أَحَمُّ. ويقال:

احْواوَى يَحْواوي احْوِيواءً. الجوهري: احْوَوى الفرس يَحْوَوِي

احْوِوَاءً، قال: وبعض العرب يقول حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة؛ حكاه عن الأَصمعي في

كتاب الفرس. قال ابن بري في بعض النسخ: احْوَوَّى، بالتشديد، وهو غلط،

قال: وقد أَجمعوا على أَنه لم يجئ في كلامهم فِعْل في آخره ثلاثة أَحرف من

جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابْيَضَضَّ؛ وأَنشدوا:

فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي

أَبو خيرة: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقال لها نَمْلُ سليمان.

والأَحْوى: فرس قُتَيْبَة بنِ ضِرار.

والحُوَّاء: نَبْتٌ يشبه لون الذِّئبِ، واحدته حُوَّاءَةٌ. وقال أَبو

حنيفة: الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض، وهي سُهْلِيَّة ويسمو من وسطها

قضيب عليه ورق أَدق من ورق الأَصل، وفي رأْسه بُرْعُومة طويلة فيها بزرها.

والحُوَّاءة: الرجل اللازم بيته، شبّه بهذه النبتة. ابن شميل: هما

حُوَّاءانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وهو حُوَّاءُ البَقَر وهو من أَحْرار

البقول، والآخر حُوَّاء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرِّمْثِ خَشِناً؛

وقال:

كما تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل

وذلك لأَنه لا يقدر على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أَنيابه للزوقها

بالأَرض. الجوهري: وبعير أَحْوَى إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ وصفرة. قال: وتصغير

أَحْوَى أُحَيْوٍ في لغة من قال أُسَيْود، واختلفوا في لغة من أَدغم فقال

عيسى بن عمر أُحَيِّيٌ فصَرَف، وقال سيبويه: هذا خطأٌ، ولو جاز هذا لصرف

أَصَمُّ لأَنه أَخف من أَحْوى ولقالوا أُصَيْمٌ فصرفوا، وقال أَبو عمرو

بن العلاء فيه أحَيْوٍ؛ قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ،

وقيل: أُحَيٌّ وهو القياس والصواب. وحُوّة الوادي: جانبه.

وحَوَّاءُ: زوج آدم، عليهما السلام، والحَوَّاء: اسم فرس علقمة بن شهاب.

وحُوْ: زجر للمعز، وقد حَوْحَى بها. والحَوُّ والحَيُّ: الحق. واللَّوُّ

واللَّيُّ: الباطل. ولا يعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لا يعرف الكلام

البَيِّن من الخَفِيِّ، وقيل: لا يعرف الحق من الباطل. أَبو عمرو: الحَوّة

الكلمة من الحق.

والحُوَّة: موضع ببلاد كلب؛ قال ابن الرقاع:

أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ

مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتآً وحُجْرَانا

قال ابن بري: الذي في شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ، والحُجْران جمع حاجر مثل

حائِر وحُوران، وهو مثل الغدير يمسك الماء. والحُوَّاء، مثل المُكَّاء:

نبت يشبه لون الذئب، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قال ابن بري شاهده قوله

الشاعر:وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ

حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ

وحُوَيُّ خَبْتٍ: طائر؛ وأَنشد:

حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ؟

بِتُّ قَرِيباً أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ

وقال آخر:

كأنَّك في الرجال حُوَيُّ خَبْتٍ

يُزَقّي في حُوَيّاتٍ بِقَاعِ

وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوى عليه:

جمَعَه وأَحرزه. واحْتَوَى على الشيء: أَلْمَأَ عليه. وفي الحديث: أَن امرأَة

قالت إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْني لَهُ حِواءً؛ الحِوَاءُ: اسم المكان

الذي يَحْوِي الشيء أَي يجمعه ويضمه. وفي الحديث: أَن رجلاً قال يا رسول

الله هل عَلَيَّ في مالي شيءٌ إذا أَدّيْت زَكاتَه؟ قال: فأَينَ ما تَحَاوتْ

عليكَ الفُضُول؟ هي تفاعَلَت من حَوَيْت الشيء إذا جمعته؛ يقول: لا تَدَ

ع المُواساة من فضل مالك، والفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج.،

ويروى: تَحَاوَأتْ، بالهمز، وهو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ.

والحَيَّة: من الهوامّ معروفة، تكون للذكر والأُنثى بلفظ واحد، وسنذكرها

في ترجمة حَيَا، وهو رأْي الفارسي؛ قال ابن سيده: وذكرتها هنا لأَن أَبا

حاتم ذهب إلى أَنها من حَوَى قال لتَحَويِّها في لِوَائِها. ورجل

حَوَّاءٌ وحاوٍ: يجمع الحَيَّات، قال: وهذا يعضد قول أَبي حاتم أَيضاً. وحَوى

الحَيَّةِ: انطواؤها؛ وأَنشد ابن بري لأبَي عنقاء الفزاري:

طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير، كأَنه

حَوَى حَيَّةٍ في رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ

وأَرضٌ مَحْواة: كثيرة الحَيَّاتِ. قال الأَزهري: اجتمعوا على ذلك.

والحَوِيَّةُ: كساء يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ البعير ثم يركب. الجوهري:

الحَوِيّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام البعير وهي السَّويَّة. قال عمير بن وهب

الجُمَحِي يم بدر وحُنَينٍ لما نظر إلى أَصحاب النبي، صلى الله عليه

وسلم، وحَزَرَهُم وأَخْبر عنهم: رأَيت الحَوايا عليها المَنايا نَواضِحُ

يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ. والحَوِيَّةُ لا تكون إلا للجِمال،

والسَّوِيَّة قد تكون لغيرها، وهي الحَوايا. ابن الأَعرابي: العرب تَقول

المَنايا على الحَوايا أَي قد تأْتي المنيةُ الشجاعَ وهو على سَرْجه. وفي حديث

صَفيَّة: كانت تُحْوِّي وراءَه بعباءة أَو كساء؛ التَّحْوِيةُ: أَن تُدير

كساءً حولَ سَنام البعير ثم تَرْكَبَه، والاسم الحَوِيّةُ. والحَوِيّةُ:

مَرْكَبٌ يُهَيَّأ للمرأَة لتركبه، وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها.

والحَوِيَّةُ: اسْتدارة كل شيء. وتَحَوَّى الشيءُ: استدارَ. الأَزهري: الحَوِيُّ

استدارة كل شيء كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ بعض النجوم إذا رأَيتها على

نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة. ابن الأَعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق،

والحَوِيُّ العَلِيلُ، والدَّوِيُّ الأَحمق، مشددات كلها. الأَزهري:

والحَوِيُّ أَيضاً الحوض الصغير يُسَوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه، وهو

المَرْكُوُّ

(* قوله «وهو المركوّ» هكذا في التهذيب والتكملة، وفي القاموس

وغيره ان المركوّ الحوض الكبير). يقال: قد احتَوَيْتُ حَوِّياً. والحَوايا:

التي تكون في القِيعانِ فهي حفائر مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السماء فيقى

فيها دهراً طويلاً، لأَن طين أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ،

واحدتها حَوِيَّة، وتسميها العرب الأَمْعاء تشبيهاً بحَوايا البطن

يَسْتَنْقِعُ فيها الماء. وقال أَبو عمرو: الحَوايا المَساطِحُ، وهو أَن يَعْمِدوا

إلى الصَّفا فيحوون له تراباً وحجارة تَحْبِسُ عليهم الماءَ، واحدتها

حَوِيَّة. قال ابن بري: الحَوايا آبار تحفر ببلاد كَلْب في أَرض صُلْبة

يُحْبس فيها ماء السيول يشربونه طُولَ سنتهم؛ عن ابن خالويه. قال ابن سيده:

والحَوِيَّة صفاة يُحاط عليها بالحجارة أَو التراب فيجتمع فيها الماء.

والحَوِيَّة والحاوِيَةُ والحاوِيَاء: ما تَحَوَّى من الأَمعاء، وهي بَناتُ

اللَّبَن، وقيل: هي الدُّوَّارة منها، والجمع حَوايا، تكون فَعَائل إن

كانت جمع حَويَّة، وفَواعل إن كانت جمع حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ. الفراء في

قوله تعالى: أَو الحَوايا أَو ما اخْتَلَط بعَظْم؛ هي المَباعِرُ وبناتُ

اللبن. ابن الأَعرابي: الحَوِيَّة والحاوِيَةُ واحد، وهي الدُّوَّارة التي

في بطن الشاة. ابن السكيت: الحاوِياتُ بَنات اللبن، يقال حاوِيَةٌ

وحاوِياتٌ وحاوِيَاء، ممدود. أَبو الهيثم: حاوِيَةٌ وحَوايا مثل زاوية

وزَوايا، ومنهم من يقول حَوِيَّة وحَوايا مثل الحَوِيَّة التي توضع على ظهر

البعير ويركب فوقها، ومنهم من يقول لواحدتها حاوِياءُ، وجمعها حَوايا؛ قال

جرير:

تَضْغُو الخَنانِيصُ، والغُولُ التي أَكَلَتْ

في حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار

الجوهري: حَوِيَّة البطن وحاوِية البَطْنِ وحاوِياءُ البطن كله بمعنى؛

قال جرير:

كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِه

نقِيقُ الأَفاعي، أَو نقِيقُ العَقارِبِ

وأَنشد ابن بري لعليّ، كرم الله وجهه:

أضْرِبُهم ولا أَرى مُعاويَهْ

الجاحِظَ العَينِ، العَظيمَ الحاوِيَهْ

وقال آخر:

ومِلْحُ الوَشِيقَةِ في الحاويَهْ

يعني اللبن. وجمع الحَويَّةِ حَوايا وهي الأَمعاء، وجمع الحاوِياءِ

حَوَاوٍ على فَوَاعِلَ، وكذلك جمع الحاوِية؛ قال ابن بري: حَوَاوٍ لا يجوز

عند سيبويه لأَنه يجب قلب الواو التي بعد أَلف الجمع همزة، لكون الأَلف قد

اكتنفها واوان، وعلى هذا قالوا في جمع شاوِيَة شَوَايا ولم يقولوا

شَوَاوٍ، والصحيح أَن يقال في جمع حاوِية وحاوِياءَ حَوَايا، ويكون وزنها

فَواعِلَ، ومن قال في الواحدة حَوِيَّة فوزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة

وصَفايا، والله أَعلم.

الليث: الحِواءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها من بعض، تقول: هم أَهل

حِوَاءٍ واحد، والعرب تقول المُجتمَعِ بيوت الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى

وحِوَاء، والجمع أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ؛ وقال:

ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها،

بأَفْنِيَةِ المَحوَى، حِصانٌ مُقَيَّد

ابن سيده: والحِوَاءُ والمُحَوَّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت،

والجمع الأَحوية، وهي من الوَبَر. وفي حديث قَيْلَة: فوَأَلْنا إلى

حِوَاءٍ ضَخْمٍ، الحِوَاءُ: بيوت مجتمعة من الناس على ماءٍ، ووَأَلْنا أَي

لَجَأْنا؛ ومنه الحديث الآخر: ويُطلَبُ في الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فما

يُوجَدُ.

والتَّحْوِيَة: الانْقِباض؛ قال ابن سيده: هذه عبارة اللحياني، قال:

وقيل للكلبة ما تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة؟ فقالت: أُحَوِّي نفسي

وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ اسْتي. قال: وعندي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ،

والتَّحْوِيَةُ القَبْض.

والحَوِيَّةُ: طائر صغير؛ عن كراع.

وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ. يقال: تَحَوَّت الحَيَّة.

والحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، والخاء أَعلى.

وحُوَيٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثعلب لبعض اللصوص:

تقولُ، وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها:

أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ على عَمْدِ؟

وفي حديث أنَس: شفاعتي لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ؛

هما حيان من اليمن من وراء رمْل يَبْرينَ؛ قال أَبو موسى: يجوز أن يكون حا

من الحُوَّة، وقد حُذِفت لامُه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوي، ويجوز

أَن يكون مقصوراً لا ممدوداً. قال ابن سيده: والحاءُ حرف هجاء، قال: وحكى

صاحب العين حَيَّيْتُ حاءً، فإذا كان هذا فهو من باب عييت، قال: وهذا

عندي من صاحب العين صنعة لا عربية، قال: وإنما قضيت على الألف أنها واو

لأَن هذه الحروف وإن كانت صوتاً في موضوعاتها فقد لَحِقَتْ مَلْحَقَ

الأَسماء وصارت كمالٍ، وإبدال الأَلف من الواو عيناً أَكثر من إبدالها من الياء،

قال: هذا مذهب سيويه، وإذا كانت العين واواً كانت الهمزة ياء لأَن باب

لوَيْتُ أَكثر من باب قُوَّة، أَعني أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة

أَوْلى من أَن تكون من حروف مثفقه، لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب

رَدَدْتُ، قال: ولم أَقض أَنها همزة لأَن حا وهمزةً على النسق معدوم. وحكى ثعلب

عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول: هذه قصيدة حاوِيَّة أَي على

الحاء، ومنهم من يقول حائيّة، فهذا يقوّي أن الألف الأَخيرة همزة وَضْعَّية،

وقد قدَّمنا عدم حا وهمزةٍ على نَسَقٍ.

وحم، قال ثعلب: معناه لا يُنْصَرون، قال: والمعنى يا مَنْصور اقْصِدْ

بهذا لهم أو يا الله. قال سيبويه: حم لا ينصرف، جعلته اسماً للسورة أَو

أَضَفْتَ إليه، لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمي نحو هابيل وقابيل؛

وأنشد:وجَدْنا لكم، في آلِ حميمَ، آيةً

تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم

أَحدهما إلى صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا، فقال حاءْ ميم ليصيرَ

كحَضْرَمَوْتَ.

وحَيْوَةُ: اسم رجل، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها ههنا لأَنه ليس في

الكلام ح ي و، وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي، إما مصدر حَوَيْتُ حَيَّةً

مقلوب، وإما مقلوب عن الحَيَّة التي هي الهامّة فيمن جعل الحَيّة من ح و ي،

وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية، وسَهَّل لهم ذلك القلبُ، إذ لو

أَعَلُّوا بعد القلب والقلبُ علة لَتَوالَى إعلالان، وقد تكون فَيْعلة من

حَوَى يَحْوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الأَخيرة

فبقي حية، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوة.

مرغ

مرغ

2 مَرَّغَ He rolled, or turned over, a beast of carriage, in the dust. (K.) b2: مَرَّغَ He smeared, seasoned, imbued, or soaked, a mess of ثَرِيدِ, with grease, or gravy, or dripping; i. q. رَوَّغَ, and دَسَّمَ, and سَغْبَلَ. (TA in art. روغ.) 3 مَارَغَهُ [He rolled with him upon the ground, or in the dust]; said of a man after his wrestling with another. (TA in art. رسغ.) See 3, in that art. مرق.8 اِمْتَرَقَ He drew a sword from its scabbard. (TA, voce اِهْتَلَبَ; and voce اِعْتَقَّ.) مَرْقُ الإِهَابِ The burying of the skin, or hide, in the earth, so that its hair may be removed, and it may become ready for tanning. (K, * TA in art. افق.) See also فَلَقَ.

مَرَقٌ in grapes: see سُكَّرٌ. b2: مَرَقٌ Broth; gravy-soup; and any decoction.

سَهْمٌ مَارِقٌ An arrow of which the whole has passed through the animal at which it is shot. (A, art. مرد.) See صَارِدٌ, and مُغْتَلِمُ.

مُرِّيقٌ : see دُرِّىْءٌ. b2: مُرَّيْق in the K is a mistake for مُرِّيق. (TA.) See also عُِلِّيَّهٌ, in art. علو, in which مُرِّيقَةٌ is mentioned as the n. un.

مَمْرَقٌ A kind of small lantern in the roof of a chamber, for the admission of air, generally octagonal, the sides of wooden lattice-work, and the top a cupola; a sky-light; any kind of window or aperture in a roof.
(مرغ) عرضه مرغا دنس فَهُوَ أمرغ وَهِي مرغاء (ج) مرغ وشعره كَانَ ذَا قبُول للدهن فَهُوَ مرغ
م ر غ: (مَرَّغَهُ) فِي التُّرَابِ (تَمْرِيغًا) (فَتَمَرَّغَ) أَيْ مَعَّكَهُ فَتَمَعَّكَ، وَالْمَوْضِعُ (مُتَمَرَّغٌ) وَ (مَرَاغٌ) وَ (مَرَاغَةٌ) . 
(مرغ) - في حديث عَمّار - رَضي الله عنه -: "فتَمرَّغنَا في التُّرابِ"
: أي تَلطَّخنَا به. وَقد مَرَّغْتُهُ أَنَا.
ومَراغُ الإبِل: مُتَمرَّغُهَا
- وفي صِفَةِ الجنَّة: "مَرَاغُ دَوَابِّها المِسْكُ ".
والمَرْغُ: الإشباعُ بالدُّهْنِ.
م ر غ

مرّغ دابته فتمرّغ، وهذا مراغ الدواب ومراغتها ومتمرّغها، ولفلان مراغة: أتان لا تمنع من الفجولة، ومنه قول الفرزدق لجرير: يا ابن المراغة. ومرّغته تمريغاً إذا أشبعت رأسه وجسده دهناً، وتمرّغ بالدهن. وسال مرغه: لعابه.

ومن المجاز: فلان يتمرّغ في النعيم: يتقلّب فيه. وتمرّغ في الأمر: تردد.
[مرغ] نه: في صفة الجنة: "مراغ" دوابها المسك، أي موضع يتمرغ فيه من ترابها، والتمرغ: التقلب في التراب. ومنه ح عمار: أجنبنا في سفر وليس عندنا ماء "فتمرغنا" في التراب، ظن أن الجنب يحتاج أن يوصل التراب إلى جميع بدنه. ك: تمرغ الدابة، برفع غين بحذف إحدى التاءين تخفيفًا. ط: ومنه: "فيتمرغ" عليه وليس به الدين إلا البلاء، أي يتمعك على رأس القبر ويتمنى الموت وليس به الدين- بالكسر- أي العادة، أي يتمرغ في حالة ليس التمرغ من عادته وإنما حمله البلاء، أو ليس ذلك التمرغ من جهة دينه بل من جهة الدنيا.

مرغ


مَرَغَ(n. ac. مَرْغ)
a. Grazed.
b. [Fī], Stood in.
c. Oiled, greased.
d. Dribbled (camel).
e. [ coll. ], Soiled.
مَرِغَ(n. ac. مَرَغ)
a. Was soiled, stained (reputation).

مَرَّغَa. Rolled in the dust.
b. see I (c)
أَمْرَغَa. Slobbered, salivated.
b. Chattered.
c. Wetted (dough).
d. Abounded in grass.

تَمَرَّغَa. Anointed himself with oil.
b. Rolled (himself) in the dust.
c. [Fī], Hesitated over.
d. Writhed.
e. see IV (a)
مَرْغa. Saliva, spittle.
b. Sheep's dung.
c. see 1t
مَرْغَةa. Meadow.

مُرَّغa. Slobberers.

أَمْرَغُa. Polluted, debased.

مِمْرَغَةa. Cæcum (intestine).
مَاْرِغa. Mad.

مَرَاْغ
مَرَاْغَةa. Place in which an animal rolls about.

مَرَّاْغَةa. see N. Ag.
تَمَرَّغَ
N. Ag.
تَمَرَّغَa. Rolling (animal).
N. P.
تَمَرَّغَa. see 22
مرغ:
مرغ: يقال للحصان الجريح إنه مرغ في التراب أي لثلث فيه (البكري 5: 143).
مرغه: أذله، أهانه، قذفه بالقول، طعن فيه، تضارب معه، (بوشر).
مرغ: تجنب (أو تنحى عن) بمهارة، تملص (بوشر).
مرغ في التراب: (بالتشديد) لثلث فيه (بوشر) (كان على فريتاج أن يذهب إلى هنا المعنى بدلا من volutari sivit عباد 1، 307) قبل الترب ومرغ جبينه وعفر.
مرغ: فرك (ألف ليلة برسل 1: 48) وترامى علي ومرغ وجهه على أقدامي.
مرغ: لوث (فوك).
مرغ: بلل، غطس (فوك).
مارغ: مارغه هزئ به، قذفه من هذا إلى ذلك، ممارغة: اهتزاز، ترتجاج (بوشر).
تمرغ: احتك، تمسح ففي (ألف ليلة 1: 13، 1: 14): وجاءني وتمرغ علي (=مرغ وجهه في برسل) وفي (15، 6، برسل 4): صارت تتمرغ علي فانكشف احليلي.
تمرغ: تلوث، اتسخ (فوك).
تمرغ: تبلل (فوك).
[مرغ] مَرَّغْتُهُ في التراب تَمْريغاً فَتَمَرَّغَ، أي مَعَّكْتُهُ فَتَمَعَّكَ. والموضع متمرغ، ومراغ، ومراغة. والمراغة: أم جرير، لقبها به الاخطل ، أي يتمرغ عليها الرجال. ومرغت السائمة العُشْبَ تَمْرُغُهُ مَرْغاً. والمِمْرَغَةُ: المِعى الأعور، لأنَّه يُرمى به. وسمِّي أعورَ لأنَّه كالكيس لا منفذَ له. والمَرْغُ: اللعاب. وأمْرَغَ، أي سال لعابه. وتَمَرَّغَ، إذا رشَّه من فيه. قال الكميت يعاتب قريشا فلم أرغ مما كان بينى وبينها ولم أتمرغ أن تجنى غضوبها قوله: " فلم أرغ " من رغاء البعير. وأمرغ، إذا أكثر الكلام في غير صواب. وأمْرَغَ العجينَ: لغةٌ في أمْرَخَهُ، إذا أكثر ماءه حتى رق.
مرغ
المَرْغ: الإشْبَاِعُ بالدُهْنِ. ورَجُل أمْرَغُ مُتمَرغ: مَرغ عِرْضَه.
ومَرغتُه في التُرابِ. ومَرَاغ الإبل: مُتَمَرغها.
ومَرَاغَةُ: أتَان لا تَمْنَعُ الفُحُولةَ، وبذلك هجا الفَرَزْدَقُ جَرِيراً، وقيل: هو مَشْرَب الناقَةِ التي أرْسَلَها جَرِيرٌ فَجَعَل لها قِسْماً من الماء ولأهْل الماءِ قِسْماً.
ورَجُلٌ مَرّاغَةٌ: أي يَتَمَرغ.
والمَرْغُ: أكْلُ العُشْبِ. وفلان مَرَاغَةُ مالٍ ودمْنَةُ مالٍ. وتَمَرغت في الأمْرِ: تَردَّدْت فيه. وأمْرَغْتُ العَجِيْنَ: إذا أرْخَفْتَه. ومَرَغَ البَعِير يَمْرَغُ مَرْغاً: كأنَّه يَرْمي باللُّغَام.
والمارغُ: الأحْمَقُ من الرِّجال.
ويقولون: " أحْمَقُ لا يَجْأى مَرْغَه " أي لا يَحْبِسُ مُخاطَه. وبكَار مُرغٌ: يَسِيْلُ لُعابُها.
ومَرَاغَةُ: بَلَدٌ.
مرغ
تمرَّغَ/ تمرَّغَ على/ تمرَّغَ في يتمرّغ، تمرُّغًا، فهو مُتمرِّغ، والمفعول مُتمرَّغ عليه
• تمرَّغ الشَّخصُ: تلوّى من وجع يجده.
 • تمرَّغ على التُّراب/تمرَّغ في التُّراب: تقلّب عليه أو فيه "تمرّغتِ الدابّةُ- تمرّغ الطِّفلُ" ° تمرَّغ المريضُ على فراشِه/ تمرَّغ المريضُ في فراشِه: تلوّى من الوجع- تمرَّغ فلان في النَّعيم أو في الرَّذيلة: تقلَّب فيهما. 

مرَّغَ يمرِّغ، تمريغًا، فهو مُمرِّغ، والمفعول مُمرَّغ
• مرَّغ عِرْضَه: دنَّسه "عزيز النّفْس لا يقبل أن يمرَّغ عرضُه" ° مرّغ أنفَه في التُّراب: أذلّه.
• مرَّغه بالتُّراب/ مرَّغه في التُّراب: قلّبه فيه، لطّخه به "مرّغ المصارعُ منافسَه على حلبة المصارعة". 
(م ر غ)

المَرغ: المخاط.

وَقيل: المَرغ: لعاب الشَّاء، وَهُوَ فِي الْإِنْسَان مستعار، كَقَوْلِهِم: أَحمَق مَا يَجْأى مرغُه، أَي: لَا يستر لعابه.

وَعم بِهِ بَعضهم، وقصره ابْن الْأَعرَابِي على الْإِنْسَان فَقَالَ: المَرْغ للْإنْسَان: والرُّوال، غير مَهْمُوز، للخيل، واللغام لِلْإِبِلِ.

وأمرغ: نَام فَسَالَ مَرغُه من ناحيتي فَمه.

والأمرغ: الَّذِي يَسيل مرغه.

والمَرغ: إشباع الدُّهن.

وأمرغ الْعَجِين: اكثر مَاءَهُ فَلم يقدر أَن يُوبسه.

ومَرِغ عرضُه: دنِس.

وأمرغه هُوَ، ومَرّغه: دنَّسه.

ومَرَّغه فِي التُّرَاب، فتمرغ: ومارغه، كِلَاهُمَا الزقه بِهِ. وَالِاسْم: المَراغة.

ومَراغة الْإِبِل: متمرّغها.

والمَراغة: الأتان الَّتِي لَا تمْتَنع من الفحول، وَبِذَلِك لقب جرير: ابْن المراغة.

وَقيل: لِأَن كليبا كَانَت أَصْحَاب حُمر.

ومَرغت الإبلُ العشب مرغاً: أَكلته، عَن أبي حنيفَة.

مرغ: المَرْغُ: المُخاطُ، وقيل اللُّعابُ؛ قال الحِرْمازِيّ:

دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ ،

فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ ،

ذلِك خَيْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ

وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ،

شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ

والمَرْغُ: الرِّيقُ، وقيل: المَرْغُ لُعاب الشاء، وهو في الإنسان

مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَه أَي لا يَسْتر لُعابَه،

وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه، وعَمَّ به بعضهم، وقصره ابن الأَعرابي على

الإِنسان فقال: المَرْغُ للإنسان، والرُّوالُ غير مهموز للخيل، واللُّغامُ

للإِبل. وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه. وأَمْرَغَ: نامَ فسالَ مَرْغُه من

ناحيتي فيه. وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فيه؛ قال الكُمَيْتُ يُعاتِبُ

قُرَيْشاً:

فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَيْني وبَيْنَها ،

ولم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى غَضُوبُها

قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعير. والأَمْرَغُ: الذي يَسِيل مَرْغُه.

والمَرْغةُ: الروْضةُ. والعرب تقول: تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا.

والمَرْغُ: الرَّوْضةُ الكثيرة النبات، وقد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْي

فيها. وقال أَبو عمرو: مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ إذا أَقام فيه

يَرْعَى؛ وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري:

إني رَأَيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ ،

فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ

ويقال: تَمَرَّغْتُ على فلان أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ. وأَمْرَغَ

إِذا أَكثر الكلامَ في غير صَواب. والمَرْغُ: الإِشْباعُ بالدُّهْن. ورجل

أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ: ذو قَبُولٍ للدُّهْن. والمُتَمَرِّغُ: الذي

يَصْنَعُ نفسَه بالدِّهانِ والتَّزَلُّقِ. وأَمْرَغَ العَجينَ: أَكثر ماءَه حتى

رَقَّ، لغة في أَمْرَخَه فلم يَقْدِر أَن يُيَبِّسه. ومَرِغَ عِرْضُه:

دَنِسَ، وأَمْرَغَه هو ومَرَّغَه: دَنَّسَه، والمُجاوِزُ من فِعْله

الإِمْراغ. ومَرَّغَه في التراب تمريغاً فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك،

ومارَغه، كلاهما: أَلْزَقَه به، والاسم المَراغةُ، والموضع مَتَمَرَّغٌ

ومَراغٌ ومَراغةٌ. وفي صفة الجنة: مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الموضع الذي

يُتَمَرَّغُ فيه من تُرابها. والتمَرُّغُ: التَّقَلُّبُ في التراب. وفي

حديث عَمّار: أَجْنَبْنا في سففَر وليس عندنا ماء فتمَرَّغْنا في التراب؛

ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يحتاج أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جميع جسَده

كالماء. ومَراغةُ الإِبل: مُتَمَرَّغها. والمَرْغُ: المَصِيرُ الذي يجتمع فيه

بَعْرُ الشاة.

والمَراغةُ: الأَتانُ، وقيل: الأَتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحول،

وبذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ

عليها الرِّجال، وقيل: لأَن كليباً كانت أَصحابَ حُمُرٍ.

والمَرْغُ: أَكلُ السائِمة العُشبَ. ومَرَغَتِ السائمةُ والإبل العُشْبَ

تَمْرَغُه مَرْغاً: أَكلته؛ عن أَبي حنيفة. ومَراغُ الإِبلِ:

مُتَمَرَّغُها؛ قال الشاعر:

يَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ ،

لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ

والمِمْرَغةُ: المِعَى الأَعْوَرُ لأَنه يُرْمى به، وسمّي أَعْورَ لأَنه

كالكيس لا مَنْفَذَ له.

باب الغين والراء والميم معهما م ر غ، م غ ر، غ م ر، ر غ م، غ ر م مستعملات

مرغ: المَرْغُ: الأشباعُ بالدهن، ورجلٌ أمْرَغُ. وَمَرِغَ عِرْضُه: (دنس) . والأمراغ مُجاوز من فِعله . ومَرَّغْتُه في التُرابِ فَتَمرَّغَ. وبلغني قوله: فلم أرْغُ منه ولم أتَمَرَّغْ أي: لم أبالِ. ومَراغُ الإبلِ: مُتَمَرَّغُها. والمَراغةُ: الأتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحُول، قال

يا ابنَ المَراغَةِ أينَ خالُك إنني ... خالي حبيش ذو الفَعالِ الأَجْزَلِ

مغر: ثَوبٌ مُمَغَّرٌ: مَصْبُوغٌ بالمَغْرةِ، وهو طينٌ أحمَرُ، ويجمع مِغَر، نحو بَدْرةٍ وبِذَرٍ. والأمغَرُ: الأحمرُ الشَّعر والجِلد، والأَمْغَرُ الذي في وجهه حُمْرةٌ مع بياض صافٍ. وقول عبد الملِك: مَغَّرْ يا جرير أي: أنشد لابن مَغْراءَ. وشاة مِمْغارٌ: شائبٌ لبنها بدمٍ، وأمغرت: شابت لبنها بدم. والمَغْرُ: لعاب الدوابِ .

غمر: الغَمْر: الماء الكثير المغرق. والغِمارُ: جماعة الغَمْرِ، وهي مجتمع ماء البحر والنهر. والغُمَرُ: قديح صغير يكايل به في المهامه. تؤخذ حصاةٌ فتلقى في القدح فيصب عليها الماء حتى يَغْمُرَها، ثم يأخذُها رجلٌ، فتلكَ الحصاةُ تسمى الدو قلة، قال:

من الشَّواءِ ويروي شربه الغُمَرُ

وتَغَمَرَّتُ: شربت ما دون الري. وتَغَمَّرْ: السيد المعطاء. والغمر: الفرس الكثير الجري. والاغتِمارُ: الاغتِماسِ. والغَمْرُ: مُنهمكُ الباطل. ومُرْتكَم الهول : غَمْرَةُ الحرب وفلانٌ غَمَر فلاناً أي: علاه بفَضلِهِ. ودخلَ في غِمار الناس أي: مُجتَمَعِهْم. والمُغامِرُ: الذي يرمي بنفسه في غمرة من الأمر. والغَمْرُ: من لم يُجَرِّبِ الأمورَ، وجمعه أغمارٌ. ودار غامِرةٌ: خراب. والغُمْرةُ: ما تطلى به العروس. والغِمْرُ: الخفد، والغَمْرُ: ريح اللحم. والغَمْرُ: موضع. وغَمَرةُ الموت: شدته. والمُغَمَّر: الغَمْرُ، قال:

قطعته لاعس ولا بمُغَمَّرِ!

رغم: الرَّغْمُ: محنة أن يفعل ما يكره على كره وذل. والرَّغامُ: الثرى، وَرَغَّم الله أنفه أي: لوثه في التراب. وأرَغَّمْتُه: حملته على ما لا يمتنع منه. وَرَغَّمْتُه: قلت له: رَغْماً ودغماً وهو راغِمٌ داغِمٌ. والرُّغامُ: سَيَلانُ الأنفِ من داءٍ . ورَغَمَ فلان إذا لم يقدِرْ على الانِتصاف، يَرْغَمُ رَغْماً.

وفي الحديث: إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ

أي حتى يخضع ويذل ويخرج منه كبر الشيطان . والرَّغامُ ليس بتُرابٍ خالصٍ ولا برمل خالِصٍ. والرُّغامَى لغة في الرُّخامَى. وما أَرْغَمُ منه شيئا أي ما أكره. والمُراغَمةُ: الهجرانُ، هو يُراغِمُ أهله أياما ثم يرجع. وقوله تعالى: مُراغَماً كَثِيراً

أي متسعا لهجرته، قال الجَعْديّ:

عزيزُ المُراغَمِ والمَهْرَبِ

قال الضَّريرُ: الرُّغامَى الرَّئةُ، والرُّغام: الزَّيادْة.

غرم: الغُرْمُ: أداءُ شيء لزمَ من قبل كفالةٍ أو لزُومُ نائبة في مالهِ من غير جناية، غُرِمْتُه أُغْرَمُه. والتَّغريمُ: مُجاوز. والغَريمُ: الملزوم ذلك. والغَريمان سواء الغارِمُ والمُغَرَّم. والغَرامُ: العذاب أو العشق أو الشر، وحب غَرامٌ أي لازم. وقوله تعالى: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً

أي لازما. والمغرَمُ: الغُرْمُ، قال تعالى: فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ*

، أي من غُرْمٍ.
مرغ
ابن دريد: الأمْرَغُ: موضع.
والمَرْغُ: اللعاب، قال رجل من أهل اليمن يخاطب أمه:
دونك بَوْغاءَ رِيَاغِ الرفغِ ... فأصفِغِيْهِ فاك أي صَفْغِ
ذلك خير من حطام الدَّفْغِ ... وأن تري كفك ذاة نَفْغِ
تَشْفِيْنَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ
وتقول العرب: أحمق لا يجأى مَرْغَه: أي لا يحبس لعابه.
وقال ابن عباد: مَرَغَ البعير يَمْرَغُ مَرْغاً: كأنه يرمي باللغام، وبكار مُرَّغٌ: يسيل لغامها، قال رؤبة:
أعلو وعرضي ليس بالمُمَشَّغِ ... بالهدر تَكْشَاشَ البكار المُرَّغِ
ويقال: المُرَّغُ: التي يسيل مَرْغُها، وليس له واحد. وقال أبو عمرو: المُرَّغُ: مُرَّغ في التراب. وقال ابن الأعرابي: المُرَّغُ: التي تَمرَّغُها الفحول.
ومَرَغَتِ السائمة العشب تَمَرَغُه مَرْغاً. وقال ابن عباد: المَرْغُ: أكل العشب. وقال أبو عمرو: مَرَغَ العير في العشب: أقام فيه، وأنشد:
إني رأيت العير في العشب مَرَغْ ... فجئت أمشي مستطارا في الرَّزَغْ
وقال أبو عمرو: المَرْغَةُ: الروضة. وقال ابن الأعرابي: المَرْغُ الروضة الكثيرة النبات.
والمَرَاغُ والمَرَاغَةُ: موضع تمرغ الدابة، قال أبو النجم يصف ناقة:
يجفلها كل سنام مجْفَلِ ... لأُياً بلأي في المَرَاغِ المسهل
والمَرْغُ: المصير الذي يجتمع فيه بعر الشاة.
ومَرَاغَةُ: أشهر باد أذربيجان.
والمَرَاغَةُ - أيضاً -: من بلاد بني يربوع، قال أبو البلاد الطهوي وكان خطب امرأة فَزُوِّجتْ من رجل من بني عمرو بن تميم فقتلها فهرب:
ألا أيها الظبي الذي لي بارحاً ... جبوب الملابين المَرَاغَةِ والكدر
سُقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر ... لنا من سُلَيمى إذ نشدناك بالذكر
والمَرَائغُ: كورة بصعيد مصر غربي النيل.
وقال ابن دريد: بنو المَرَاغَةِ: بُطين من العرب. فأما قول الفرزدق لجرير: يا ابن المَرَاغَةِ؛ فإنما يُعَيَّرُه بني كليب لأنهم أصحاب حمير، وقال الغوري: لأن أُمه ولدت في مَرَاغَةِ الإبل. وقال ابن عباد: المَرَاغَةُ: الأتَان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا، قال: وقيل هي مشربُ الناقة التي أرسلها جرير فجعل لها قسما من الماء ولأهل الماء قسما، قال الفرزدق يهجو جريراً:
يا ابن المَرَاغَةِ أين خالك أنني ... خالي حُبَيْشٌ ذو الفعال الأفضل
وقال بعضهم: المَرَاغَةُ: أم جرير لقبها به الأخطل حيث يقول:
وابن المَرَاغَةِ حابس أعياره ... قذف الغريبة ما تذوق بلالا
أراد أمة كانت مَرَاغَةً للرجال، ويروى: رمي الغريبة.
وقال ابن عباد: فلانٌ مَرَاغَةُ مال: كما يقال إزاء مال.
ورجل مَرّاغَةُ - بالفتح والتشديد -: أي يَتَمرَّغُ.
وقال الليث: المَرْغُ: الإشباع بالدهن.
وقال غيره: المِمْرَغةُ: المعى الأعور لأنه يُرمى به، وسُميَ أعور لأنه كالكيس لا منفذ له.
والمارغ: الأحمق.
وأما قول رؤبة:
خالط أخلاق المجون الأمرغ
فمعناه: خالط الأخلاق السيئة المنتنة فصار كالمُتَمَرَّغِ في السوءات.
وقد مرغ عِرضُه - الكسر -.
وشَعَرٌ مَرِغٌ - مثال كَتِفٍ -: ذو قبول للدهن، ورجل أمْرَغُ.
وأمْرَغَ: أي سال لعابه.
وأمْرَغَ العجين - لغة في أمْرَخَه -: أي أكثر ماءه حتى رق.
وأمْرَغَ: إذا أكثر الكلام في غير صواب.
ومَرَّغَ الدابة في التراب تَمرِيْغاً؛ فَتَمَرَّغَتْ.
وتَمرَّغَ الإنسان: إذا تقلب وتلوى من وجع يجده؛ تشبيها بالدابة.
وتَمَرَّغَ: إذا رش اللعاب من فيه، قال الكميت يعاتب قريشا:
فلم أرْغُ مما كان بيني وبينها ... ولم أتَمَرَّغْ أن تجنى عصوبها
قوله: " فلم أرْغُ " من رُغَاءِ البعير.
وتَمَرَّغَ المال: إذا أطال الرعي كفي المَرْغ: أي الروضة.
وتَمَرَّغْنا: أي تنزهنا.
والمُتَمَرَّغُ: الذي يصنع نفسه بالأدهان والتزلق.
وقال أبو عمرو: تَمَرَّغْتُ على فلان: أي تَلَبَّثْتُ وتمكنت.
وقال ابن عباد: تَمَرَّغْتُ في الأمر: أي ترددت فيه.
والتركيب يدل على سيلان شيء في شيء.
مرغ
المَرْغُ: المُخَاطُ، وقيلَ: الرِّيقُ، وقيلَ: اللُّعَابُ، وقيلَ: لُعابُ الشّاءِ، وهُوَ فِي الإنْسَانِ مُسْتَعارٌ، كقَوْلِهِمْ: أحْمَقُ مَا يَجْأَي مَرْغَهُ أَي لَا يَسْتُرُ لُعابَهُ، وجَأيْتُ الشَّيءَ: سَتَرْتُه، وَفِي العُــبَابِ: أَي لَا يَحْبِسُ لُعابَهُ، وعَمَّ بهِ بَعْضُهُم، وقَصَرَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ على الإنْسانِ، فقالَ: المَرْغُ للإنْسَانِ والرُّوالُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ للخَيْلِ، واللُّغَامُ للإبِلِ، قَالَ الحِرْمَازِيُّ يُخاطِبُ أمَةً: وأنْ تَرَى كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أَو بالمَرْغِ والمَرْغُ: مُجْتَمَعُ وَفِي العُــبابِ: مَصِيرُ بعَرِ الشّاةِ الّذِي يَجْتَمِعُ فيهِ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: المَرْغُ: الرَّوْضَةُ، أَو هِيَ: الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ، كالمَرْغَةِ، عَن أبي عَمْرو وابنِ الأعْرَابِيِّ أيْضاً.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: مَرَغَ، كمَنَعَ: أكَلَ العُشْبَ، قالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَرَغَتِ السّائِمَةُ والإبِلُ العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً: أكَلَتْهُ.
وقالَ أَبُو عَمْرو: مَرَغَ العَيْرُ فِي العُشْبِ: أقامَ فِيهِ يَرْعَى، وأنْشَدَ: إِنِّي رَأيْتُ العَيْرَ فِي العُشْبِ مَرَغْ فجِئْتُ أمْشِي مُسْتَطاراً فِي الرَّزَغْ قلتُ: هُو لرِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيِّ.
وقالَ ابنُ عَبادٍ: مَرَغَ البَعِيرُ مَرْغاً: كأنَّهُ رَمَى باللُّغَامِ.
قَالَ: وبِكَارٌ مُرَّغٌ، كسُكَّرٍ: يَسِيلُ لُغامُهَا، وَهُوَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: أعْلُو وعِرْضِي لَيْسَ بالمُمَشَّغِ بالهَدْرِ تَكْشاشَ البِكَارِ المُرَّغِ وَلَا واحِدَ لَهَا وقالَ أَبُو عَمْروٍ: المُرَّغُ: مُرَّغٌ فِي التُّرَابِ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: المُرَّغُ: الّتِي تَمَرَّغُها الفُحُولُ.
والمَرَاغَةُ: كسَحَابَةٍ: مُتَمَرَّغُ الدّابَّةِ، كالمَراغِ، أَي: مَوْضِعُ تَمَرُّغِها، وَفِي صِفَةِ الجَنَّةِ: مَرَاغُ دَوابِّها المِسْكُ.)
وقالَ أَبُو النَّجْمِ يصِفُ نَاقَةً: يَجْفِلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِلِ لأْياً بَلأْيٍ فِي المَراغِ المُسْهِلِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المرَاغَةُ: الأتَانُ لَا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ، وعِبَارَةُ اللَّيْثِ: لَا تَمْتَنِعُ منَ الفُحُولِ.
والمَرَاغَةُ: أُمُّ جَريرٍ الشّاعِرِ، لَقَّبَهَا الفَرَزْدَقُ لَا الأخْطَلُ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ أَي: مَرَاغَةٌ للرِّجالِ، أَي يَتَمَرَّغُ عَلَيْهَا الرِّجالُ أَو لُقِّبَتْ لأنَّ أُمَّهُ وُلِدَتْ فِي مَرَاغَةِ الإبِلِ، وَهَذَا قَوْلُ الغُورِيِّ، وَقَالَ ابنُ دُريدٍ: فأمّا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ لجَريرٍ: يابْنَ المَرَاغَةِ، فإنَّمَا يُعَيِّرُه ببَنِي كُلَيبٍ، لأنَّهُم أصْحَابُ حَمِيرٍ، وقالَ ابنُ عَبادٍ: وقيلَ: هِيَ مَشْرَبُ النّاقَةِ الّتِي أرْسَلَها جَريرٌ فجَعَلَ لَها قِسْماً من الماءِ، ولأهْلِ الماءِ قِسْماً، قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيراً: (يَا ابْنَ المَرَاغَةِ أيْنَ خالُكَ إنَّنِي... خالِي حُبَيْشٌ ذُو الفَعالِ الأفْضَلُ)
وقالَ الجَوْهَرِيُّ: المَرَاغَةُ: أمُّ جَريرٍ، لَقَّبَها بهِ الأخْطَلُ حَيْثُ يَقُولُ:
(وابْنُ المَرَاغَةِ حابِسٌ أعْيَارَهُ ... قَذْفَ الغَرِيبَةِ مَا تَذُوقُ مِلالا)
أرادَ أُمَّهُ كانَتْ مَرَاغَةً للرِّجالِ، ويُرْوَى رَمْيَ الغَرِيبَةِ ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ هَذَا القَوْلَ فِي التَّكْمِلَةِ، ثمّ قالَ: والّذِي قالَهُ الجَوْهَرِيُّ حَرْزٌ، وقِياسٌ، والقَوْلُ مَا قَالتْ حَذَامِ.
ومَرَاغَةُ: د، بأذْرَبِيجانَ منْ أشْهَرِ مُدُنِهَا.
والمَرَاغَةُ: د، لبَنِي يَرْبُوع ابنِ حَنْظَلَةَ، قالَ أَبُو البِلادِ الطُّهَوِيُّ، وكانَ خَطَبَ امْرَأَةً، فزُوِّجَتْ منْ رجُلٍ منْ بَنِي عَمْروِ بنِ تَميمٍ، فقَتَلَها فهَرَب:
(أَلا أيُّهَا الظَّبْيُ الّذِي لَيْسَ بارِحاً ... جَنُوبَ المَلا بَيْنَ المَرَاغَةِ والكُدْرِ)

(سُقِيتَ بعَذْبِ الماءِ، هلْ أنْتَ ذاكِرٌ ... لنَا مِنْ سُلَيْمَى إذْ نَشَدْناكَ بالذِّكْرِ)
وبَنُو المَرَاغَةِ: بُطَينٌ منَ العَرَبِ، قالَه ابنُ دُرَيدٍ، قالَ شَيْخُنَا: يُقَالُ: إنَّهُ منَ الأزْدِ.
ويُقَالُ: هُوَ مَرَاغَةُ مالٍ، كَمَا يُقَالُ: إزاؤُهُ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
قالَ: ورَجُلٌ مَرّاغَةٌ بالتَّشْدِيد، وهُوَ: المَتمَرِّغُ.
والمَرَائِغُ: كُورَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ غَرْبِيَّ النِّيلِ، كَذَا فِي العُــبابِ.
قلتُ: أما الكُورَةُ فهِيَ المَعْرُوفَةُ الآنَ بجَزِيرَةِ شَنْدَوِيل، وَإِذا أُطْلِقَتْ الجَزِيرَةُ فِي الصَّعِيدِ فالمُرادُ بهَا هِيَ، وَأما المَرَاغَةُ فهِيَ قَصَبَتُها، وهِيَ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ، وَقد دخَلْتُها، وتُعَدُّ الآنَ منْ أعْمَالِ إخْمِيمَ،)
ويُنْسَبُ إليْهَا الشَّيْخُ وقَارُ الدِّينِ أَبُو القاسِمِ بنُ أحْمَدَ بنِ عَبدِ الرَّحْمنِ، المالِكيُّ، صاحِبُ الزّاوِيَةِ بهَا، وحَفِيدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بن أبي القاسِمِ، سَمِعَ من ابنِ سِيِّدِ النّاسِ، لَقِيهُ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ، كَذَا فِي تاريخِ السَّخَاوِيّ.
والمِمْرَغَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِعَي الأعْوَرُ، سُمِّي أعْوَرَ لأنَّهُ كالكِيسِ لَا مَنْفَذَ لَهُ، وسُمِّيَ بالمِمْرَغَةِ لأنَّهُ يُرْمَى بهِ كَمَا فِي العُــبابِ والصِّحاحِ واللِّسانِ.
والمارِغُ: الأحْمَقُ، لعَدَمِ حَبْسِهِ اللُّعابَ.
والأمْرَغُ: المُتَمَرِّغُ فِي الرّذائِلِ، وهُوَ مجازٌ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ: خالَطَ أخْلاقَ المُجُونِ الأمْرَغِ أَي: خالَطَ الأخْلاقَ السَّيِّئَةَ المُنْتِنَةَ، فصارَ كالمُتَمَرِّغِ فِي السَّوْءَاتِ، وقدْ مَرِغَ عِرْضُه، كفَرِحَ: دَنِسَ.
وشَعَرٌ مَرِغٌ، ككَتِفٍ: ذُو قَبُولٍ للدُّهْنِ.
وأمْرَغَ الرَّجُلُ، والبَعِيرُ كذلكَ: سالَ مَرْغُه، أَي لُعَابُه من جانِبَيْ فِيهِ، وَذَلِكَ إِذا نامَ الإنْسَانُ.
وأمْرَغَ الرَّجُلُ: كَثُرَ كَلامُه فِي خَطَإٍ ونَصُّ العُــبابِ والصِّحاحِ: إِذا أكْثَرَ الكَلامَ فِي غَيْرِ صَوابٍ، ومِثْلُه فِي اللِّسَانِ.
وأمْرَغَ العَجِينَ: أكْثَرَ ماءَهُ حَتَّى رَقَّ، لُغَةٌ فِي أمْرَخَهُ، فلمْ يَقْدِرْ أنْ يُيَبِّسَهُ.
ومَرَّغَ الدَّابَةَ فِي التُّرَابِ تَمْرِيغاً: قَلَّبَها ومَعَّكَهَا، فتَمَرَّغَتْ.
وتَمَرُّغَ الإنْسَانُ: تَقَلَّبَ وتَمَعَّكَ، ومنْهُ حديثُ عَمّارٍ، رَضِي الله عَنهُ: أجْنَبْنا فِي سَفَرٍ، ولَيْس َ عِنْدَنا ماءٌ، فتَمَرَّغْنَا فِي التُّرَابِ، ظَنَّ أنَّ الجُنُبَ يَحْتَاجُ أنْ يُوصِلَ التُّرَابَ إِلَى جَمِيعِ جَسَدِه كالماءِ.
وَعَن ابنِ الأعْرَابِيِّ: تَمَرَّغَ الرَّجُلُ، أَي: تَنَزَّهَ.
وَمن المَجَازِ: تَمَرَّغَ الرَّجُلُ: إِذا تَلَوَّى وتَقَلَّبَ منْ وَجَعٍ يَجِدُهُ تَشْبِيهاً بالدّابَّةِ.
وتَمَرَّغَ الحَيَوانُ: رَشَّ اللُّعَابَ منْ فِيهِ، قالَ الكُمَيْتُ يُعَاتِبُ قُرَيشاً:
(فلَمْ أرْغُ ممّا كانَ بَيْنِي وبَيْنَها ... ولَمْ أتَمَرَّغْ أنْ تَجَنَّى غُضُوبُهَا)
قَوْلُه: فَلمْ أرْغُ منْ رُغاءِ البَعِيرِ.
وقالَ أَبُو عَمْرو: تَمَرَّغَ المالُ: إِذا أطالَ الرَّعْيَ فِي المَرْغَةِ، أَي: الرَّوْضَةِ.
وَمن المَجَازِ: تَمَرَّغَ فِي الأمْرِ: إِذا تَرَدَّدَ فيهِ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبادٍ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: تَمَرَّغَ على فُلانٍ: إِذا تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ.)
وقالَ غَيْرُه: تَمَرَّغَ الرَّجُلُ: إِذا صَبَغَ كَذَا بالباءِ المُوَحَدَّةِ، والغينِ المُعْجَمَةِ فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها صَنَعَ بالنُّونِ والعينِ المُهْمَلَةِ وَهُوَ الصَّوابُ نَفْسَهَ بالادِّهانِ والتَّزَلُّقِ وَهُوَ مجازٌ.
وممّا يستدْركُ عليهِ: الأمْرَغُ: الرَّجُلُ ذُو شَعَرٍ مَرِغٍ.
والمَرْغُ: الإشْبَاعُ بالدُّهْنِ، نَقَلَه اللَّيثُ.
وأمْرَغَ عِرْضه، ومَرَّغَهُ تَمْرِيغاً: دَنَّسَه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وصاحِبُ اللِّسانِ وَهُوَ مجازٌ.
ومارَغَهُ بالتُّرابِ مِراغاً: ألْزَقَهُ بهِ، والاسْمُ: المَرَاغَةُ، بالفَتْحِ. والمُمارَغَةُ: المُخاتَلَةُ.
وَمن المَجَازِ: هُوَ يَتَمَرَّغُ فِي النَّعِيمِ: أَي: يَتَقَلَّبُ فيهِ.
والمَرَاغَةُ: ماءٌ خَبِيثٌ لبَنِي كَلْبٍ.
والأمْرَغُ: مَوْضِعٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، ونَقَلَه ياقُوت أيْضاً عنْهُ.
ومَرِيغَةُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ.

رَبَعَ 

(رَبَعَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالْعَيْنُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ، أَحَدُهَا جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ، وَالْآخَرُ الْإِقَامَةُ، وَالثَّالِثُ الْإِشَالَةُ وَالرَّفْعُ.

فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَالرُّبْعُ مِنَ الشَّيْءِ. يُقَالُ رَبَعْتُ الْقَوْمَ أَرْبَِعُهُمْ، إِذَا أَخَذْتَ رُبْعَ أَمْوَالِهِمْ وَرَبَعْتُهُمْ أَرْبَُِعُهُمْ، إِذَا كُنْتَ لَهُمْ رَابِعًا. وَالْمِرْبَاعُ مِنْ هَذَا، وَهُوَ شَيْءٌ كَانَ يَأْخُذُهُ الرَّئِيسُ، وَهُوَ رُبْعُ الْمَغْنَمِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنْمَةَ الضَّبِّيُّ:

لَكَ الْمِرْبَاعُ مِنْهَا وَالصَّفَايَا ... وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالْفُضُولُ

وَفِي الْحَدِيثِ: " «لَمْ أَجْعَلْكَ تَرْبَُِعُ» "، أَيْ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ. فَأَمَّا قَوْلُ لَبِيدٍ:

أَعْطِفُ الْجَوْنَ بِمَرْبُوعٍ مِتَلِّ

قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أَرَادَ الرُّمْحَ وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ رَبْعَةٌ مِنَ الرِّجَالِ. وَمَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْبَاءَ بِمَعْنَى مَعَ، كَأَنَّهُ قَالَ: أَعْطِفُ الْجَوْنَ - وَهُوَ فَرَسُهُ - وَمَعِي مَرْبُوعٌ مِتَلٌّ. وَقِيَاسُ الرَّبْعَةِ مِنَ الْــبَابِ الثَّانِي. وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهُ أَرَادَ عِنَانًا عَلَى أَرْبَعِ قُوًى. وَهَذَا أَظْهَرُ الْوَجْهَيْنِ. وَمِنَ الْــبَابِ رَبَاعِيَاتُ الْأَسْنَانِ مَا دُونَ الثَّنَايَا. وَالرِّبْعُ فِي الْحُمَّى وَالْوِرْدِ مَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وَتَرْعَى يَوْمَيْنِ ثُمَّ تَرِدَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ. وَيُقَالُ: رَبَعَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى وَأَرْبَعَتْ. وَالْأَرْبِعَاءُ عَلَى أَفْعِلَاءَ; مِنَ الْأَيَّامِ. وَقَدْ ذُكِرَ الْأَرْبَعَاءُ بِفَتْحِ الْبَاءِ. وَمِنَ الْــبَابِ الرَّبِيعُ، وَهُوَ زَمَانٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَزْمِنَةٍ وَالْمَرْبَعُ: مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ. وَالرُّبَعُ: الْفَصِيلُ يُنْتَجُ فِي الرَّبِيعِ. وَنَاقَةٌ مُرْبِعٌ، إِذَا نُتِجَتْ فِي الرَّبِيعِ; فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهَا فَهِيَ مِرْبَاعٌ. وَمِنَ الْــبَابِ أَرْبَعَ الرَّجُلُ، إِذَا وُلِدَ لَهُ فِي الشَّــبَابِ، وَوَلَدُهُ رِبْعِيُّونَ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الْإِقَامَةُ، يُقَالُ رَبَعَ يَرْبَعُ. وَالرَّبْعُ: مَحَلَّةُ الْقَوْمِ. وَمِنَ الْــبَابِ: الْقَوْمُ عَلَى رَبِعَاتِهِمْ، أَيْ عَلَى أُمُورِهِمُ الْأُوَلِ، كَأَنَّهُ الْأَمْرُ الَّذِي أَقَامُوا عَلَيْهِ قَدِيمًا إِلَى الْأَبَدِ. وَيَقُولُونَ: " ارْبَعْ عَلَى ظَلْعِكَ " أَيْ تَمَكَّثْ وَانْتَظِرْ. وَيُقَالُ: غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِعٌ. فَالْمُرْبِعُ: الَّذِي يَحْبِسُ مَنْ أَصَابَهُ فِي مَرْبَعِهِ عَنِ الِارْتِيَادِ وَالنُّجْعَةِ. وَالْمُرْتِعُ: الَّذِي يُنْبِتُ مَا تَرْتَعُ فِيهِ الْإِبِلُ.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: رَبَعْتُ الْحَجَرَ، إِذَا أَشَلْتَهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: " أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجَرًا "، وَ " يَرْتَبِعُونَ ". وَالْحَجَرُ نَفْسُهُ رَبِيعَةٌ. وَالْمِرْبَعَةُ: الْعَصَا الَّتِي تُحْمَلُ بِهَا الْأَحْمَالُ حَتَّى تُوضَعَ عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابِّ. وَأَنْشَدَ: أَيْنَ الشِّظَاظَانِ وَأَيْنَ الْمِرْبَعَهْ ... وَأَيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الْمُطَبَّعَهْ

الشِّظَاظَانُ: الْعُودَانِ اللَّذَانِ يُجْعَلَانِ فِي عُرَى الْجُوَالِقِ. وَالْمُطَبَّعَةُ: الْمُثْقَلَةُ.

وَالْوَسْقُ: الْحِمْلُ. وَيُقَالُ الرَّبِيعَةُ: الْبَيْضَةُ مِنَ السِّلَاحِ. وَيُقَالُ رَابَعَنِي فُلَانٌ، إِذَا حَمَلَ مَعَكَ الْحِمْلَ بِالْمِرْبَعَةِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأُصُولِ الرَّبْعَةُ، وَهِيَ الْمَسَافَةُ بَيْنَ أَثَافِيِّ الْقِدْرِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.