Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: اعتماد

خمل

(خ م ل) : (الْمُخْمَلُ) كِسَاءٌ خَمْلٌ وَهُوَ كَالْهُدْبِ فِي وَجْهِهِ.
(خمل) : الخَمَلُ: الذي يَنْضَجُ في البيتِ بعدَما يُقْطَعُ، يُقال: خَمِّلُوه، وهو أَنْ يُقْطَعَ فيُجْعَلَ على الحَبْل.
خ م ل: (الْخَمْلُ) الْهُدْبُ وَالْخَمْلُ أَيْضًا الطِّنْفَسَةُ. وَ (الْخَمِيلَةُ) الشَّجَرُ الْمُجْتَمِعُ الْكَثِيفُ وَقِيلَ: هِيَ رَمْلَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ. وَ (الْخَامِلُ) السَّاقِطُ الَّذِي لَا نَبَاهَةَ لَهُ وَبَابُهُ دَخَلَ. 
خ م ل

خمل ذكره، وأخمله الله. وقطيفة ذات خمل، وثوب مخمل، وكساه خملةً: كساء له خمل. ونزلوا في خميلة وهي الروضة ذات الشجر وإلا فهي الجلحاء، وسقى الله الخمائل بالمخائل.

ومن المجاز: ألين من خمل النعام وهو ريشه. وفلان خبيث الخملة أي البطانة والسريرة. وسل عن خملات فلان أي عن مخازيه.
(خمل)
الْمنزل خمولا زَالَت آثاره وَالرجل خَفِي فَلم يعرف وَلم يذكر وَيُقَال خمل ذكره وَصيته خَفِي وَالصَّوْت انخفض فَهُوَ خامل وَفِي الحَدِيث (اذْكروا الله ذكرا خاملا) خَافِضًا وَالرجل صَوته خملا خفضه وأخفاه وَلم يرفعهُ والبسر وَضعه فِي الجرار وَنَحْوهَا ليلين

(خمل) أَصَابَهُ دَاء الخمال
خ م ل : الْخَمْلُ مِثْلُ: فَلْسٍ الْهُدْبُ وَالْخَمْلُ الْقَطِيفَةُ وَالْخَمِيلَةُ بِالْهَاءِ الطَّنْفَسَةُ وَالْجَمْعُ خَمِيلٌ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَخَمَلَ الرَّجُلُ خُمُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ خَامِلٌ أَيْ سَاقِطُ النَّبَاهَةِ لَا حَظَّ لَهُ مَأْخُوذٌ مِنْ خَمَلَ الْمَنْزِلُ خُمُولًا إذَا عَفَا وَدَرَسَ وَالْمُخْمَلُ كِسَاءٌ
لَهُ خَمْلٌ وَهُوَ كَالْهُدْبِ فِي وَجْهِهِ. 
[خمل] الخمل: الهدب. والخمل: الطنقسة. ومنه قول عمرو بن شاس:

ظباءُ السُلَيِّ واكِناتٍ على الخَمْلِ * أي جالسات على الطنافس. قال أبو صاعد: الخَميلَةُ: الشجرُ المجتمعُ الكثيفُ. وقال الأصمعي: الخَميلَةُ: رملة تنبت الشجر والخمال : العرج. قال الكميت:

إذا نسبت عرج الضباع خمالها * قال أبو عبيد: هو ظلع يكون في قوائم الابل، فيداوى بقطع العرق. وأنشد للاعشى: لم تعطف على حوار ولم يقطع عبيد عروقها من خمال والخامل: الساقط الذى لا نباهَة له. وقد خَمَلَ يخمل خمولا. وأخملته أنا.
خمل
خَمَلَ ذِكْرُه يَخْمُل خمولاً: خَفِيَ. وهو خامِل: لا يُعْرَف.
والخَمِيْلةُ: مَفْرَج بين الرمْل في هَبْطَةٍ وصلابةٍ، مَكْرُمَة للنَبات. وهي من الشَّجَر: المُجْتَمِعُ المُتَكاثِفُ.
والخَمِيْلُ: الأسْوَدُ من النبات، والجميع الخَمائل.
والخَمْلُ: خَمْلُ الطّنْفسَةِ والثَّوبِ، وكذلك الخَمِيلة، والجميع الخَمِيْل.
ورِيْش النَّعام: خَمْل.
وثَوْبٌ مُخْمَلٌ.
وفلانٌ خَبِيثُ الخَمْلَة: أي البِطانة. وخَمَلاتُ الرَّجُل: سَوْءاتُه.
والخُمَال: داء يأخُذ البَعِيرَ فلا يَبرَح حتى يُطعَ منه عِرق أو يَهلِك. وخُمِلَتِ الشاةُ فهي مَخْمُولة، وفَصِيل مَخْمُول وخَمِيل، وأفْصِلَة خَملى.
والخُمْلُ: ضَرْب من السمَك كاللخْم.
(خمل) - في الحديث: "أَنَّه جَهَّزَ فاطمةَ، رضي الله عنها، في خَمِيل وقِربَةٍ ووسادةِ أَدَم"
الخَمِيل، والخَمِيلَةُ: القطِيفَة، وهي ثَوبٌ من صُوف، وكُلُّ ذاتِ خَمْل خَمِيلَة.
وقال الجَبَّان: الخَمِيلةُ: الأَسودُ من الثِّياب.
- في حديث فَضالَةَ: "أَنَّه مَرَّ ومعه جارِيةٌ له على خَمْلة بين أَشجارٍ فأصاب منها". قيل الخَمْلة: الثَّوب المُخمَل، وقيل: الصَّحِيح على خَمِيلة، وهي مَفْرَج بين رَمْل في هَبْطَة وصَلابَة. وقيل: هي الأَرضُ السّهلة وقيل: هي الشَّجَر المُجْتَمِع.
قال أبو عُمَر: الخَمِيلة، القَطِيفة البَيضاء، وهي القَطَوانِيَّة.
خمل: خَمَل: ضعف، وهن، وهى (بوشر) وخَمِل فلان بكذا أي سقط في ارتكابه (محيط المحيط).
خَّمل (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك بمعنى أخمل، وفي التعليق: شمّر عن ثيابه، شمر عن ساعده.
وخمّل: جلا، نظف، نقى (الكالا)، وفيه المصدر تخميل، وخمل: نظف المدخن والمدخنة. نزع منهما سواد الدخان (الكالا).
وخَمّل: رفع السفرة، رفع الطعام، رفع الخوان، دبر شؤون البيت (هلو) - وأصلح، رمم، رأب، رتق (رولاند).
وخَمّل: أخفى، خّبأ (مارتن ص130).
أخْمل، أخمل نفسه: تورى، احتجب، (ديوان امرئ القيس ص45، القصيدة 13) وراجع شرح الديوان (ص121).
وأخمل: أضعف، أوهن، أوهى (بوشر).
تَخمّل: ذكرت في معجم فوك بمعنى خمل وبمعنى شمر ثيابه وشمر عن ساعده.
تخامل: تظاهر بالخمول وخفاء المنزلة وزوال النفوذ. ففي الحلل (ص69 ر): تخامل وتجاهل وأشغل نفسه بالصيد.
انخمل: تخامل (فوك).
وانخمل من النوم: عامية انخبل (محيط المحيط).
خَمل: هدب القطيفة، وهدب المعدة والأمعاء وغيرها، وهي تشبه المخمل (بوشر).
في محيط المحيط: خَمَل المعدة خشكريشة في باطنها تمسك الطعام بهشونتها إلى أن ينهضم، فإذا تملست حدث عن ملاستها المرض المعروف بزللق المعدة.
خَمْلَة = خَمْل: هدب النسيج (معجم اللطائف).
وخَمْلَة: الذهول الشديد والوقوع في ورطة عظيمة (محيط المحيط).
خَمْلِيّ: مخاطي (بوشر). خامل: ضعيف، واهن، واهي (بوشر).
أخمل: أكثر خمولاً ومهانة (الكامل ص73).
مُخْمل: يستعمل صفة وقد فسره لين. ويقول الثعالبي في اللطائف (ص125): الثياب المخملة من الهند، ويعددها الادريسي (القسم الأول الفصل 6) بين الثياب التي تنسج في الصين.
ويستعمل اسماً ويراد به القطيفة، (بوشر، همبرت ص20 (سوريا)، ألف ليلة برسل 4: 358).
مخمل أنثى: نسيج ذو أهداب شبه القطيفة، أطلس حريري، هو نسيج من الحرير والقطن والكتان وغير ذلك طويل الأهداب (بوشر).
ومُخّمِل الكلمة التي ذكرها فريتاج وفسرها اعتماداً على رايسك بنسيج سميك من الوبر والقطن والكتان. إنما صوابها مُخْمَل. ونجد هذه الكلمة في بيت من أبيات الحماسة (ص 556). وقد فسرها اللغويون بقولهم: فكأن اللحم جعل لها خملا. وقد نقل المبرد هذا البيت في الكامل (ص414) من غير أداة العطف، وفيه مُخمل.
مُخَمّل: انظر ما قبله.
ومُخَمّل: متوسط القوام (فوك).
مُخْمَلّة: طنفسة من القطن ذات أهداب، وتجمع. على مُخْملات (ابن بطوطة 4: 233، باين سميث 1504).
مخْمَلّية: قطيفة سالف العروس، قرنفل هندي (نبات). (بوشر).
باب الخاء واللام والميم معهما خ م ل، ل خ م، خ ل م، م ل خ، ل م خ مستعملات

خمل: الخامِلُ: الخَفِيُّ، وخَمَلَ يخمُلُ خُمُولاً، وقَوْلٌ خَامِلٌ: خفيٌّ. ويقال: هو خامِل الذُّكرِ والأَمْر أي: لا يُعْرَف.

وفي الحديث: اذُكروا الله ذكرا خامِلاً

أي ذكرا بقول خفيض. والخَميلةُ: مفرج بين الرمل في هبطة وصلابة (وهي) مكرمة للنبات، وجمعها خَمائل، قال لبيد:

باتت وأسبل واكف من ديمة ... يروي الخَمائل دائما تسجامها

والخَمْل- مجزوم خَمْلُ الطنفسة ونحوه. ولريش النعام خَمْلٌ، ويجمع على خميل. والخْمال: داء يأخُذُ الفَرَس فلا يبرح حتى يُقْطَعَ منه عرق أو يَهْلِك، قال الأعشى:

لم تعطف على حوار ولم يقطع ... عبيد عروقها من خُمالِ

وخميلةُ ريش النعام تجمع على خميل. والخَمْلَةُ: ثوب مخمل من صُوفٍ كالكساء له خَمْل. وربما أخذ الخُمال في قائمة الشاة، ثم يتحول في القوائم يدور بينهن . يقال: خَمِلَتِ الشاة فهي مَخمُولةٌ. والخَمْلُ: ضرب من السمك مثل اللُّخْمِ.

لخم: اللُّخْمُ من سمك البحر، قال:

كثيرة حِيتانُه ولُخَمُهْ

خلم: الخلم: مربض الظبية أو كناسها ، تتخذه مألفا وتأوي إليه. وسمي الصديق خِلْماً لألفته، وفلان خلم فلان. والخِلْم: العظيم.

ملخ: المَلْخْ: قبضك على عضلة عضا وجذبا. ويقال: امتَلَخَ الكلب عضلته، وامتَلَخَ فلان يده من يد القابض. (ومَلَخَتِ العُقاب عينه وامتَلَخَتْها) أي أخرجَتْها. وامتَلَخْتُ اللجام من رأس الدابة. والمَلاّخُ: الملاق. ويقال: تَمَلَّخَ بالباطل أي: تلهى به. ومالَخْتُها: مالقتها ولاعبتها. والمَليخُ: لحم لا طعم له كلحمِ الحوارِ، قال:

وأنت مَليخٌ كلحم الحوار ... لا أنت حلوٌ ولا أنت مرَ

والفحل المَليخُ، وجمعه أملخه، وهو الذي ينعدل عن الشول قدوراً . ومَلَخْتُ المرأة مَلْخاً وهو شدة الرطم.

لمخ: اللماخ: اللطام، قال:

فأورخته أَيَّما إيراخِ ... قبل لِماخٍ أَيِّما لِماخِ
خمل
خمَلَ يَخمُل، خُمولاً، فهو خامِل
• خمَل الرَّجلُ:
1 - كسِل "تلميذ خامل لا يؤدي واجبه".
2 - كان مجهولاً لا يعرفه النَّاس ولا يذكرونه "شخصٌ خامل" ° خامل الذكر/ خامل الصِّيت: مغمور. 

أخملَ يُخمِل، إخمالاً، فهو مُخمِل، والمفعول مُخمَل (للمتعدِّي)
• أخملتِ الأرضُ: كثُرت فيها الخمائلُ.
• أخمله الكسلُ: أضعفه، أوهنه، أفقده النشاطَ والهمَّة.
• أخمل اللهُ ذِكْرَه: أخفاه فلم يُعرَف ولم يُذكر بين الناس. 

خامِل [مفرد]: ج خامِلون وخُمُل وخَمَلة، مؤ خامِلة، ج مؤ خاملات وخواملُ:
1 - اسم فاعل من خمَلَ.
2 - خفيّ ساقط لا نباهة له ولا شهرة. 

خامِلة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل خمَلَ.
• مادَّة خاملة: (كم) لا فاعليَّة لها، فاقدة النشاط الكيميائيّ أو البيولوجيَّ. 

خَمْل [جمع]: (شر) نواتئ صغيرة تشبه الأصابع على بطانة الأمعاء الدقاق، وظيفتها أنها تزيد من امتصاص الطعام المهضوم. 

خُمُول [مفرد]: مصدر خمَلَ ° خمول الذِّكر: ضعة الشأن وسفالة المنزلة- خمول الصَّوت: انخفاضه. 

خَميلة1 [جمع]: جج خمائلُ: شجر مجتمع كثير، وكلُّ
 موضع كثُر فيه الشَّجر "يتنزّه بين الخمائل". 

خَميلة2 [مفرد]: ج خميل:
1 - قطيفة (نسيج له وَبَرٌ).
2 - ريش النَّعام. 

مُخْمَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أخملَ.
2 - قطيفة، نسيج له وَبَر "صنع له ثوبًا من النسيج المُخْمَل- كِسْوة مُخْمليَّة". 

خمل: الخامِل: الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له. يقال: هو خامل

الذِّكْرِ والصوتِ، خَمَل يَخْمُل خُمولاً وأَخْمَله الله، وحكى يعقوب: إِنَّه

لَخامِل الذِّكر وخامِنُ الذِّكْرِ، على البدل بمعنى واحد، لا يُعْرَف

ولا يُذْكَر؛ وقول المتنخل الهذلي:

هل تَعْرِف المنزل بالأَهْيَل،

كالوَشْم في المِعْصَم لم يَخْمُل؟

أَراد لم يَدْرُس فيخفى، ويروى يجمل. والقول الخامل: الخَفِيض. وفي

الحديث: اذكروا الله ذكراً خاملاً أَي خَفِّضوا الصوت بذكره توقيراً لجلاله

وهيبة لعظمته. ويقال: خَمَل صوتَه إِذا وضعه وأَخفاه ولم يرفعه.

والخَمِيلة: المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل، وقيل: الخَمِيلة مَفْرَج

بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات، وقيل: الخَمِيلة رمل ينبت الشجر،

وقيل: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها ويبقى شيء من

لَيِّنها. والخَمِيلة: الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا

وقع في وَسَطه، وقيل: الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان؛ قال

زهير يصف بقرة:

وتَنْفُض عنها غَيْبَ كل خَمِيلة،

وتَخْشَى رُماةَ الغوث من كل مَرْصَد

والخَمِيلة: الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت، شُبِّه نَبْتها بخَمْل

القَطِيفة. ويقال: الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر، ولا تكون الخَمِيلة

إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض.

والخَمْل والخَمَالة والخَمِيلة: ريش النَّعام، والجمع الخَمِيل.

والخَمْلة والخِمْلة والخَمِيلة: القَطِيفة؛ وقول أَبي خراش:

وظَلَّت تُرَاعِي الشمسَ حتى كأَنها،

فُوَيْقَ البَضِيع في الشُّعاع، خَمِيل

ويقال لريش النَّعام خَمْل. وقال السكري: الخَمِيل القَطِيفة ذات

الخَمْل، شبه الأَتان في شعاع الشمس بها، ويروى جَمِيل، شَبَّه الشمس

بالإِهَالةِ في بياضها. والخَمْل، مجزوم: هُدْب القطيفة ونحوها مما ينسج وتَفْضُل

له فضول كخَمْل الطِّنْفِسة، وقد أَخمله. والخَمْلة: ثوب مُخْمَل من صوف

كالكساء ونحوه له خَمْل. والخَمْل: الطِّنْفِسة؛ ومنه قول عمرو ابن شاس:

ومن ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فوقها

ظِباءُ السُّلَيِّ، واكناتٍ على الخَمْل

أَي جالسات على الطنافس. والخَمْلة: العَباءُ القَطَوانيَّة وهي البِيض

القصيرةُ الخَمْل. والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة؛ وأَنشد:

وإِنَّ لنا دُرْنَى، فكُلَّ عَشيَّة،

يُحَطُّ إِلينا خَمْرُها وخَمِيلُها

خَمِيلها: ثيابُها. والخَمْلة: شبه الشَّمْلة. وفي الحديث: أَنه جَهَّز

فاطمة، رضي الله عنها، في خَمِيل وقِرْبة ووِسادة أَدَم؛ الخَمِيل

والخَمِيلة: القَطِيفة وهي كل ثوب له خَمْل من أَيّ شيء كان، وقيل: الخمِيل

الأَسود من الثياب، ومنه حديث أُم سلمة: أَدخلني معه في الخَمِيلة. وفي حديث

فَضالة: أَنه مَرَّ ومعه جارية على خَمْلة بين أَشجار فأَصاب منها؛ قال

ابن الأَثير: أَراد بالخَمْلة الثوب الذي له خَمْل، قال: وقيل الصحيح على

خَمِيل وهي الأَرض السهلة اللينة.

وخِمْلةُ الرجل: بِطانتُه؛ يقال: هو خَبِيث الخِمْلة أَي خبيث البطانة

والسريرة، ولم يُسمع حَسَن الخِمْلة. واسأَلْ عن خِمْلاته أَي أَسراره

ومَخازيه. قال الفراء: الخِمْلة باطن أَمر الرجل، يقال: فلان كريم الخِمْلة

ولئيم الخِمْلة. والخَمَلة: السَّفِلة من الناس، واحدهم خامل.

وخَمَلَ البُسْرَ: وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين. والخَمِيل، بغير

هاء: ما لان من الطعام، يعني الثريد.

والخُمَال: داء يأْخذ في مفاصل الإِنسان وقوائم الخيل والشاء والإِبل

تَظْلَع منه، ويُداوَى بقطع العِرْق ولا يَبْرَح حتى يُقْطع منه عِرْق أَو

يَهْلِك؛ قال الأَعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ

ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقها من خُمَال

أَي لم يكن لها لبن فَتُعَطَّفَ على حُوارٍ لتُرْضِعه. وعُبَيْدٌ:

بَيْطار. وقد خُمِل، على صيغة ما لم يسم فاعله، وقيل هو العَرَج؛ قال

الكميت:إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها

والخُمَال: داء يأْخذ في قائمة الشاة ثم يتحول في قوائمها يدور بينهن.

يقال: خُمِلت الشَّاةُ، فهي مخمولة. والخَمْل: ضَرْب من السمك مثل

اللُّخْم؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الخَمْل بالخاء في باب السمك وأَعرف

الجَمَل، فإِن صح لِثقة، وإِلا فلا يُعْبَأ به.

خمل

1 خَمَلَ, aor. ـُ inf. n. خُمُولٌ, It (a place of alighting or abode, Msb, TA, and a tattooing, TA) was, or became, effaced, or obliterated; (Msb, TA;) and imperceptible, or unapparent. (TA.) b2: And hence, (Msb,) said of a man, aor. and inf. n. as above, He was, or became, obscure, unnoted, reputeless, or of no reputation: (S, Msb:) [and] said of a man's reputation (ذِكْرُهُ, JK, K, and صَوْتُهُ, K), aor. as above, (JK,) and so the inf. n., (JK, K,) it was, or became, obscure. (JK, K.) Some mention also خَمُلَ, inf. n. خَمَالَةٌ; and this inf. n. occurs in a description of the Prophet; but it is only for the purpose of assimilation to its contr. نَبَاهَةٌ. (TA.) b3: [It is app. also said of speech, meaning It was, or became, low, soft, or gentle: see خَامِلٌ.]

A2: خُمِلَ He (a man, and a beast, K, a horse, a sheep or goat, and a camel, TA) had, or was affected with, the malady termed خُمَال. (K.) 4 اخمل He (a man, S, or God, K) rendered a person obscure, unnoted, reputeless, or of no reputation; (S, K; *) contr. of نَبَّهَ. (TA.) A2: He made a [garment such as is termed] قَطِيفَة, and the like, to have what is termed خَمْل [i. e. a nap, or pile, or villous substance on its surface]. (K.) 8 اختمل He pastured, or depastured, خَمَائِل, (K,) i. e. meadows [&c., pl. of خَمِيلَة]. (TA.) خَمْلٌ [The nap, or pile, or villous substance on the surface, of cloth;] i. q. هُدْبٌ; (S, Msb;) or the هُدْب of the [kind of garment called] قَطِيفَة [q. v.] and the like, (K, TA,) of woven cloths whereof portions [of the substance] are redundant; (TA;) or [rather] what resembles هُدْب on the surface of a كِسَآء [or the like]; (Mgh;) the خَمْل of a [carpet such as is called] طُنْفُسَة [or طِنْفِسَة &c.] and of a garment; as also ↓ خَمِيلَةٌ, of which the pl. [or rather coll. gen. n.] is ↓ خَمِيلٌ. (JK.) b2: Also A طِنْفِسَة [itself]: (S, K:) or so ↓ خَمِيلَةٌ: and خَمْلٌ signifies as first explained above, and also a قَطِيفَة [itself]: (Msb:) or ↓ خَمِيلَةٌ has this last meaning; as also ↓ خَمْلَةٌ and ↓ خِمْلَةٌ; (K, * TA; [in the CK, كَالخَمِيلَهِ والخَمْلَةُ is erroneously put for كالخَمْلَةِ والخِمْلَةِ;]) or signifies a قطيفة having خَمْل [or nap]: (TA:) and its pl. [or coll. gen. n.] is as above. (Msb, TA.) b3: And The feathers,, or plumage, of the ostrich; (JK, T, M, K;) as also ↓ خَمَالَةٌ and ↓ خَمِيلَةٌ; (T, M, K;) of which last the pl. [or coll. gen. n.] is as above. (TA.) خَمْلَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also, and ↓ خِمْلَةٌ, A garment (Lth, K) of wool, (Lth,) having خَمْل [or nap], such as the كِسَآء and the like: (Lth, K:) or an عَبَآء of the fabric of Katawán, white, and with short خَمْل [or nap]. (Az, TA.) خِمْلَةٌ: see خَمْلٌ: and خَمْلَةٌ.

A2: Also A man's secret, which he conceals: and his secret disposition of the mind. (K.) One says, اِسْأَلْ عَنْ خِمْلَاتِهِ [in the CK خَمْلاتِه] Ask thou concerning his secrets, and his bad, evil, or foul, qualities, dispositions, habits, practices, or actions. (K, TA.) And هُوَ لَئِيمُ الخِمْلَةِ [He is base, ignoble, or mean, in respect of the secret disposition of the mind], and كَرِيمُهَا [generous in respect thereof]: (Fr, K:) or it is applied peculiarly to baseness, ignobleness, or meanness: (Az, K:) حَسَنُ الخِمْلَةِ has not been heard. (Az.) خُمَالٌ Lameness: or, accord. to A 'Obeyd, a limping, or slight lameness, in the legs of camels, which is cured by cutting the vein: (S:) or a malady in the joints of a man, (K,) resembling lameness, (TA,) and in the legs of a beast, (K,) a horse, a sheep or goat, and a camel, (TA,) occasioning a limping, or slight lameness: (K:) or a malady that affects the horse, (T, TA,) or the camel, (JK,) in consequence of which he will not move until he has a vein cut; otherwise he dies: (JK, T, TA:) and also a malady that affects a leg of the sheep or goat, and then shifts to the other legs, going the round of them. (T, TA.) خَمِيلٌ pl. [or rather coll. gen. n.] of خَمِيلَةٌ in three senses explained above: see خَمْلٌ. b2: Also garments having خَمْل [or nap]. (K.) b3: A black garment. (JK.) b4: (tropical:) Dense clouds. (IDrd, K, TA.) b5: (tropical:) Soft food; (K, TA;) meaning such as is termed ثَرِيد: mentioned by ISd. (TA.) A2: See also مَخْمُولٌ.

خَمَالَةٌ: see خَمْلٌ.

خَمِيلَةٌ: see خَمْلٌ, in four places. b2: Also A dense collection of trees; (JK, S;) so says Aboo-Sá'id: (S:) or numerous tangled, or luxuriant, or dense, trees, (K, TA,) among which one sees not a thing when it falls in the midst thereof: (TA:) and a place abounding in trees, wherever it be, (K,) or, accord. to Az, only in plain, level, or soft, ground: (TA:) and a low, or depressed, tract of ground, (K, * TA,) or of sand, (M, TA,) or an intervening tract between low, or depressed, and hard, ground, (T, TA,) or an intervening tract amid sands, in low, or depressed, and hard, ground, (JK,) and producing good herbage or plants: (JK, T, K, TA:) or plain, or soft, land, producing herbage or plants, which are likened to the خَمْل [or nap] of the قَطِيفَة: or a place where water remains and stagnates, and which produces trees; but only in plain, level, or soft, ground: (TA:) or a meadow (رَوْضَةٌ) in which are trees; that in which are no trees being termed جَلْحَآءُ: (Har p. 118:) or a tract of sand producing trees: (As, S, K:) or a place where a tract of sand becomes thin, or shallow; where the main portion of it passes away, and somewhat of the soft part of it remains: pl. خَمَائِلُ: which is also explained as signifying meadows (رِيَاض). (TA.) خَامِلٌ A man obscure, unnoted, reputeless, or of no reputation; (S, Msb, K;) unknown, (JK, T,) and unmentioned; (T;) destitute of good fortune: (Msb:) and one says also خَامِنٌ, by substitution [of ن for ل]: (TA:) pl. خَمَلٌ (K) and خَمَلَةٌ, explained as signifying the lower or lowest, or meaner or meanest, sort of mankind. (TA.) You say also قَوْلٌ خَامِلٌ A low, soft, or gentle, saying or speech. (Az, TA.) And it is said in a trad., اُذْكُرُوا اللّٰهِ ذِكْرًا خَامِلًا Celebrate ye God with a low, soft, or gentle, voice, in reverence of his greatness, or majesty. (TA.) مُخْمَلٌ A garment, (JK, TA,) or a كِسَآء, (Mgh, Msb,) having خَمْل [or nap], (JK, * Mgh, Msb, TA,) i. e. what resembles هُدْب on its surface. (Mgh.) مَخْمُولٌ (JK, TA) and مَخْمُولَةٌ, (JK,) applied to a young camel, (JK,) or to a camel, and a horse, (TA,) and a sheep or goat, (شاة, JK, TA,) Having, or affected with, the disease termed خُمَال: (JK, TA:) and so ↓ خَمِيلٌ, applied to a young camel; pl. خَمْلَى. (JK.)
[خمل] فيه: جهز فاطمة في "خميل" وقربة ووسادة أدم، الخميل والخميلة القطيفة وهي كل ثوب له خمل من أي شيء كان، وقيل: الخميل الأسود من الثياب. ومنه: جارية على "خملة" أراد بها ثوبًا له خمل، وقيل الصحيح: على خميلة، وهي الأرض السهلة اللينة. ك: لها "خمل" بفتح معجمة الهدبة. وفيه: كساء لها "خمل" أي وبر. ومنه: دثار "مخمل" أي ذو خمل. ش: وارفع به بعد "الخمالة" بفتح معجمة، الخامل من لا شرف له ولا رفعة. نه: اذكروا الله ذكرا "خاملًا" أي منخفضًا وقيرًا لجلاله.

خمل


خَمَلَ(n. ac. خُمُوْل)
a. Was obscure, of no reputation.
b. Was faint, low (voice).
أَخْمَلَa. Made obscure, left in obscurity.
b. Fringed.

إِنْخَمَلَ
a. [ coll. ], Was besotted.

خَمْلa. Fringe; plumage of the ostrich.

خَمْلَةa. Fringed garment; velvety garment.
b. Embarrassment; confusion.

خِمْلَةa. see 1t (a)b. Character, disposition.

مَخْمَلa. Glossy texture.

خَاْمِل
(pl.
خَمَل
خَمَلَة)
a. Obscure, unknown.
b. Faint, low, soft (voice).
خَمَاْلa. see 24t
خُمَاْلa. Disease in the joints.

خُمَاْلَةa. Plumage of the ostrich.
خَمِيْلَة
(pl.
خَمَاْئِلُ)
a. Thicket, copse.
b. Sandy tract covered with vegetation.
c. see 24t
خُمُوْلa. Obscurity.

N. P.
أَخْمَلَa. Velvet; plush.

خلل

خلل: الخَلُّ: معروف؛ قال ابن سيده: الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب

وغيره؛ قال ابن دريد: هو عربي صحيح. وفي الحديث: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ،

واحدته خَلَّة، يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه؛ قال اللحياني: قال أَبو

زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم، قال: فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من الخَلِّ أَم هي

لغة فيه كخَمْر وخَمْرة، ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قال:

رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه،

فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال

والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وقيل: الخَلُّ الخمرة الحامضة، وهو

القياس؛ قال أَبو ذؤيب:

عُقارٌ كماء النِّيءِ ليست بِخَمْطَة،

ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها

ويروى: فجاء بها صفراء ليست؛ يقول: هي في لون ماء اللحم النِّيءِ، وليست

كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك بعد، ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر

حتى كادت تصير خَلاًّ. اللحياني: يقال إِن الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا

خَلَّة أَي ليست بحامضة، والخَمْطَة: التي قد أَخَذَت شيئاً من ريح كريح

النَّبِقِ والتُّفَّاح، وجاءنا بلبن خامطٍ منه، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة

القَارِصة، وقيل: الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة، وجمعها

خَلٌّ؛ قال المتنخل الهذلي:

مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست،

إِذا دِيفَتْ، من الخَلِّ الخِماط

وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت. وخَلَّلَ

الخمرَ: جعلها خَلاًّ. وخَلَّل البُسْرَ: جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ

ثم جعله في جَرَّة. والخَلُّ: الذي يؤتدم به؛ سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ

منه طَعْمُ الحَلاوة. والتَّخْليل: اتخاذ الخَلِّ. أَبو عبيد: والخَلُّ

والخَمْر الخير والشر. وفي المثل: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير

فيه ولا شر عنده؛ قال النمر بن تولب يخاطب زوجته:

هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه،

والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع

ويروى: التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت؛ وبعد هذا البيت بأَبيات:

لا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه،

وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذلك فاجزَعي

وسئل الأَصمعي عن الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال: الخَمْرُ الخير

والخَلُّ الشر. وقال أَبو عبيدة وغيره: الخَلُّ الخير والخمر الشر. وحكى

ثعلب: ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا شر.

والاختلال: اتخاذ الخَلِّ. الليث: الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب

والتمر؛ قال أَبو منصور: لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا

صار خَلاًّ، وكلامهم الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار

خَلاًّ. اللحياني: يقال شَرابُ فلان قد خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً، قال: وكذلك

كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل. والخَلاَّل: بائع الخَلِّ

وصانِعُه. وحكى ابن الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الحامضة، يعني بالخُمْرة

الخمير، فرُدَّ ذلك عليه، وقيل: إِنما هي الخَمْرة، بفتح الخاء، يعني

بذلك الخَمْر بعينها. والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عن كراع؛ وأَنشد:

ليست من الخَلِّ ولا الخِمَاط

والخُلَّة: كل نَبْت حُلْو؛ قال ابن سيده: الخُلَّة من النبات ما كانت

فيه حلاوة من المَرْعى، وقيل: المرعى كله حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض ما كانت

فيه ملوحة، والخُلَّة ما سوى ذلك؛ قال أَبو عبيد: ليس شيء من الشجر

العظام بحَمْض ولا خُلَّة، وقال اللحياني: الخُلَّة تكون من الشجر وغيره،

وقال ابن الأَعرابي: هو من الشجر خاصة؛ قال أَبو حنيفة: والعرب تسمي الأَرض

إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها من النبات شيء يقولون:

عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً؛ وقال ابن شميل: الخُلَّة إِنما هي

الأَرض. يقال: أَرْضٌ خُلَّة. وخُلَلُ الأَرضِ: التي لا حَمْض بها، قال:

ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر؛ وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها، وربما

كان بها عِضاهٌ، وربما لم يكن، ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر

وهي جُرُز من الأَرض قلت: إِنها لَخُلَّة؛ وقال أَبو عمرو: الخُلَّة ما لم

يكن فيه مِلْح ولا حُموضة، والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة؛ وقال

الكميت:

صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه،

لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، من حَمْضه، الخُلَل

والعرب تقول: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو

خَبِيصها، وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة. وقوم

مُخِلُّون: إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة.

وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى

الخُلَّة. وفي المثل: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى

حال. قال ابن دريد: هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وقال أَبو عمرو

في قول الطرماح:

لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْـ

ـلَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ

يقول: إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، ويقول: من جاء

مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل

المُخْتَلَّة بالحَمْض، والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة، وتضرب

الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب. وقال اللحياني: جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي

أَكلت الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ. وأَرض مُخِلَّة: كثيرة الخُلَّة ليس بها

حَمْض. وأَخَلَّ القومُ: رعت إِبلُهم الخُلَّة. وقالت بعض نساء الأَعراب

وهي تتمنى بَعْلاً: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ

أَحْمَض؛ قالت لها أُمها: لقد فَرَرْتِ لي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تقول:

إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر؛ وقول العجاج:

جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا،

ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا

أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم؛ وقال ابن

سيده: معناه أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه؛ يُضْرب ذلك للرجل

يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فيلقى من هو أَشد منه. ويقال: إبل حامضة وقد حَمَضَتْ

هي وأَحْمَضتها أَنا، ولا يقال إِبل خالَّة. وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها

خَلاًّ وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في

الخُلَّة. واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ في الخُلَّة؛ قال أَبو منصور:

من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان، ولا تكون الحُلَّة

إِلا من العُرْوة، وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً للنَّعْم

إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب. والعَرْفَج والحِلَّة: من

الخُلَّة أَيضاً. ابن سيده: الخُلَّة شجرة شاكة، وهي الخُلة التي ذكرتها

إِحدى المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت: مَرْعى إِبل أَبي

الخُلَّة، فقالت لها ابنة الخُسِّ: سريعة الدِّرَّة والجِرَّة. وخُلَّة

العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه.

والخَلَل: مُنْفَرَج ما بين كل شيئين. وخَلَّل بينهما: فَرَّج، والجمع

الخِلال مثل جَبَل وجبال، وقرئ بهما قوله عز وجل: فترى الوَدْق يخرج من

خِلاله، وخَلَله. وخَلَلُ السحاب وخِلالُه: مخارج الماء منه، وفي التهذيب:

ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر. قال ابن سيده في قوله: فترى الودق

يخرج من خِلاله، قال: قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع عليه، قال: وقد روي عن

الضحاك أَنه قرأَ: فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه، وهي فُرَجٌ في السحاب

يخرج منها. التهذيب: الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع، وهي الفُرْجة في

الخُصِّ. وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة. والخَلَل: الفُرْجة بين

الشيئين. والخَلَّة: الثُّقْبة الصغيرة، وقيل: هي الثُّقْبة ما كانت؛ وقوله يصف

فرساً:

أَحال عليه بالقَناةِ غُلامُنا،

فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا

معناه أَن الفرس يعدو وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع

تلك الخَلَّة بشخصه، وقيل: يعدو وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما

بنفسه.

وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم. وخِلالُ الدار: ما حوالَيْ جُدُرها

وما بين بيوتها. وتَخَلَّلْتُ ديارهم: مَشَيت خِلالها. وتُخَلَّلتُ الرملَ

أَي مَضَيت فيه. وفي التنزيل العزيز: فجاسُوا خِلالَ الدِّيار. وقال

اللحياني: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين البيوت

ووسط الدور، قال: وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم.

وفي التنزيل العزيز: ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ؛ قال الزجاج:

أَوْضَعْت في السير إِذا أَسرعت فيه؛ المعنى: ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ

بكم، وقال أَبو الهيثم: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم

الفتنة، وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم. وقال ابن الأَعرابي: ولأَوْضَعوا

خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما تَفرق من الجماعات لِطَلب

الخَلَوة والفِرار. وتَخَلَّل القومَ: دخل بين خَلَلهم وخِلالهم؛ ومنه

تَخَلُّل الأَسنان. وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طلبه خِلال السَّعَف بعد انقضاء

الصِّرام، واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة؛ وقال أَبو حنيفة: هي ما يبقى في

أُصول السَّعَف من التمر الذي ينتثر، وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء،

فإِذا فعل ذلك قال: تَخَلَّلت. وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء: أَسال الماء

بينها في الوضوء، وكذلك خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها

وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه. وفي الحديث: خَلِّلُوا أَصابعَكم لا

تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها، وفي رواية: خَلِّلوا بين الأَصابع لا

يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار. وفي الحديث: رَحِم الله المتخلِّلين من أُمتي في

الوضوء والطعام؛ التخليل: تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين والرجلين في

الوضوء، وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء، وهو وسَطُه.

وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ، فهو مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّله:

ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: ما خَلَّه به، والجمع أَخِلَّة. والخِلال: العود

الذي يُتَخَلَّل به، وما خُلَّ به الثوب أَيضاً، والجمع الأَخِلَّة. وفي

الحديث: إِذا الخِلال نُبَايِع. والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصغار

اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت. والخِلال: عود يجعل في لسان

الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ؛ قال امرؤ القيس:

فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه،

كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ

وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ، وقيل: خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك

العود. وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه، وذلك

أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه.

ويقال: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ، فهو مخلول إِذا شَكَّه بالخِلال.

وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وقوله

يصف بقراً:

سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً

قِيَاماً، ما يُخَلُّ لهنَّ عُود

(* قوله «سمعن بموته إلخ» أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم

للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر).

إنما أَراد: لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود

اضطراراً؛ وقبل هذا البيت:

أَلا هلك امرؤ قامت عليه،

بجنب عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ

قال ابن دريد: ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود، قال: وهو خلاف المعنى الذي

أَراده الشاعر. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ

فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد،

ومنه: خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به.

والخَلُّ: خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال؛

وقال:

سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ،

وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلاًّ

قال ابن بري: قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل، وخَلاًّ، الأَخير:

الذي يُصْطَبَع به، يريد: سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك

في هذا الموضع من الرمل. الجوهري: الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث،

يقال حَيَّةُ خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة. ابن سيده: الخَلُّ الطريق

النافذ بين الرمال المتراكمة؛ قال:

أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً،

إِنِّي لأُزْرِي عليها، وهي تَنْطَلِقُ

قال: سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ. وتَخَلَّل الشيءُ أَي

نَفَذ، وقيل: الخَلُّ الطريق بين الرملتين، وقيل: هو طريق في الرمل أَيّاً

كان؛ قال:

من خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا

والجمع أَخُلٌّ وخِلال. والخَلَّة: الرملة اليتيمة المنفردة من الرمل.

وفي الحديث: يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل وطريق

بينهما، قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي

أَخَذَ مخيط ما بينهما، خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، ورواه بعضهم

بالحاء المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته.

واخْتَلَّه بسهم: انْتَظَمه. واخْتَلَّه بالرمح: نَفَذه، يقال: طَعَنته

فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته؛ قال الشاعر:

نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ،

لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ

وتَخَلَّله به: طعنه طعنة إِثر أُخرى. وفي حديث بدر: وقتِل أُمَيَّة بن

خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا

أَن يضربوه بها ضرباً.

وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل: غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ. والخَلَل:

الفساد والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا

أُحْكِم. وفي رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق. وفي حديث المقدام: ما هذا

بأَول ما أَخْلَلْتم بي أَي أَوهنتموني ولم تعينوني. والخَلَل في الأَمرِ

والحَرْبِ كالوَهْن والفساد. وأَمر مُخْتَلٌّ: واهن. وأَخَلَّ بالشيء:

أَجْحَف. وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره: غاب عنه وتركه. وأَخَلَّ

الوالي بالثغور: قَلَّل الجُنْدَ بها. وأَخَلَّ به: لم يَفِ له. والخَلَل:

الرِّقَّة في الناس.

والخَلَّة: الحاجة والفقر، وقال اللحياني: به خَلَّة شديدة أَي خَصَاصة.

وحكي عن العرب: اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه. ويقال في الدعاء للميت: اللهم

اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك، وأَصله من التخلل بين الشيئين؛

قال ابن بري: ومنه قول سلمى بنت ربيعة:

زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ،

يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي

الأَصمعي: يقال للرجل إِذا مات له ميت: اللهم اخْلُفْ على أَهله بخير

واسْدُدْ خَلَّته؛ يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي أَبقاه في

أُموره؛ وقال أَوس:

لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي الـ

فُقُودُ، ولا خَلَّةُ الذاهب

أَراد الثُّلْمة التي ترك، يقول: كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ

خَلَّته. وفي حديث عامر بن ربيعة: فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها

أَي احتجنا إِليها

(* قوله «أَي احتجنا إِليها» أَي فاصل الكلام اختللنا

إِليها فحذف الجار وأوصل الفعل كما في النهاية) وطلبناها. وفي المثل:

الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة. وخَلَّ الرجلُ: افتقر

وذهب مالُه، وكذلك أُخِلَّ به. وخَلَّ الرجلُ إِذا احتاج. ويقال: اقْسِمْ

هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر. ويقال: فلان ذو خَلَّة

أَي محتاج. وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور؛ قاله ابن

الأَعرابي. وفي الحديث: اللهم سادّ الخَلَّة؛ الخَلَّة، بالفتح: الحاجة

والفقر، أَي جابرها. ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فقير

محتاج؛ قال زهير:

وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ،

يقول: لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ

قال: يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال، والحَرِم

الممنوع، ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد؛ ومثله قول

أُمية:ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم،

ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم

قال ابن دريد: وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج.

وحكى اللحياني: ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه، وقال:

الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر. واخْتَلَّ إِلى كذا:

احتاج إِليه. وفي حديث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري

متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده؛ وقوله أَنشده

ابن الأَعرابي:

وما ضَمَّ زيدٌ، من مُقيم بأَرضه،

أَخَلَّ إِليه من أَبيه، وأَفقرا

أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج، لا من

أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد

خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه.

والخَلَّة: كالخَصْلة، وقال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل. وقال

ابن دريد: الخَلَّة الخصلة. يقال: في فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب

بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة

لمكان فضلها على السَّمِجة. وفي التهذيب: يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة

سيئة، والجمعِ خلال. ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي

الخِصال. وخَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص؛ قال:

قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ،

وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاًّ

وقال:

كأَنَّك لم تَسمع، ولم تكُ شاهداً،

غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا

وقال أُفْنون التَّغْلَبي:

أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ في سَراتهم:

أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن

قال ابن بري: والذي في شعره: أَبلغ حبيباً؛ وقال لَقِيط بن

يَعْمَر الإِيادي:

أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتم:

أَني أَرى الرأْيَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا

وقال أَوس:

فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً

تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ

بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك،

أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل

قال ابن بري: صواب إِنشاده: بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك، بالفاء

ونصب الدال. وخلَّل، بالتشديد، أَي خَصَّص؛ وأَنشد:

عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع، فَأَصبحوا

أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا

وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً.

والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ

ودَعارته، وجمعها خِلال، وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛

وقال النابغة الجعدي:

أَدُوم على العهد ما دام لي،

إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب

وبَعْضُ الأَخِلاَّء، عند البَلا

ءِ والرُّزْء، أَرْوَغُ من ثَعْلَب

وكيف تَواصُلُ من أَصبحت

خِلالته كأَبي مَرْحَب؟

أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب.وأَبو مَرْحَب: كنية

الظِّل، ويقال: هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب. والخِلال

والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً؛ قال

امرؤ القيس:

صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى،

ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي

وقوله عز وجل: لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة، قال الزجاج: يعني يوم

القيامة. والخُلَّة الصَّداقة، يقال: خالَلْت الرجلَ خِلالاً. وقوله

تعالى: مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا بَيْع فيه ولا خِلال؛ قيل: هو مصدر

خالَلْت، وقيل: هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال. والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق.

وقال اللحياني: إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة، كلاهما بالكسر، أَي كريم

المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قول الهذلي:

إنَّ سَلْمى هي المُنى، لو تَراني،

حَبَّذا هي من خُلَّة، لو تُخالي

إِنما أَراد: لو تُخالِل فلم يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء.

وفي الحديث: إِني أَبرأُ إِلى كل ذي خُلَّة من خُلَّته؛ الخُلَّة،

بالضم: الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت خِلالَه أَي في باطنه.

والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بمعنى مُفَاعِل، وقد يكون بمعنى مفعول،

قال: وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى، فليس

فيها لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة، وهذه حال شريفة

لا ينالها أَحد بكسب ولا اجتهاد، فإِن الطباع غالبة، وإِنما يخص الله

بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين؛

ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من الخَلَّة، وهي الحاجة والفقر، أَراد إِنني

أَبرأُ من الــاعتماد والافتقار إِلى أَحد غير الله عز وجل، وفي رواية:

أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته، بفتح الخاء

(* قوله «بفتح الخاء إلخ» هكذا في

الأصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته)

وكسرها، وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل؛ ومنه الحديث: لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً

لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً، والحديث الآخر: المرء بخَلِيله، أَو قال:

على دين خَليله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل؛ ومنه قول كعب بن

زهير:

يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها صَدَقَتْ

موعودَها، أَو لو آنَّ النصح مقبول

والخُلَّة: الصديق، الذكر والأُنثى والواحد والجمع في ذلك سواء، لأَنه

في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وقال أَوْفى بن

مَطَر المازني:

أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً:

بأَنَّ خَلِيلكَ لم يُقْتَل

تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه،

وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل

قال ومثله:

أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً

وصِنْوِي قديما، إِذا ما تَصِل

وفي حديث حسن العهد: فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها؛ وفي

الحديث الآخر: فيُفَرِّقها في خلائلها، جمع خَليلة، وقد جمع على خِلال مثل

قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس:

لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم

أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً؛ قال: ويجوز أَن تكون الخُلَّة

الصَّداقة، ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم، وقد ثَنَّى بعضهم

الخُلَّة. والخُلَّة: الزوجة، قال جِران العَوْد:

خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ، فإِنني

رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح

فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن التزوج خُلَّة أَيضاً. التهذيب:

فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر والمؤنث. والخِلُّ:

الودّ والصديق. ابن سيده: الخِلُّ الصَّديق المختص، والجمع أَخلال؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي،

وأَخْدانُك اللائي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ

ويروى: يُزَيَّنَّ. ويقال: كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا وخُلاًّ؛ قال

اللحياني: كسر الخاء أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وروى بعضهم هذا البيت

هكذا:

تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي

فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ، كأَنه قال: تَعَرَّضَتْ لي

خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك؛ ومن رواه بمكان حِلٍّ، فحِلّ ههنا من نعت

المكان كأَنه قال بمكان حلال. والخَلِيل: كالخِلِّ. وقولهم في إِبراهيم،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خَلِيل الله؛ قال ابن دريد: الذي سمعت فيه

أَن معنى الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها، قال: ولا أَزيد فيها

شيئاً لأَنها في القرآن، يعني قوله: واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً؛

والجمع أَخِلاّء وخُلاّن، والأُنثى خَلِيلة والجمع خَلِيلات. الزجاج:

الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل. وقوله عز وجل: واتخذ الله إِبراهيم

خَلِيلاً؛ أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها؛ قال: وجائز أَن يكون

معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه، قال: وقيل للصداقة خُلَّة

لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه.

الجوهري: الخَلِيل الصديق، والأُنثى خَلِيلة؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:

بأَصدَقَ بأْساً من خَلِيل ثَمِينةٍ،

وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ

إِنما جعله خَلِيلها لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر:

لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني

هَمِّي، وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ

وخَلِيل الرجل: قلبُه، عن أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد:

ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله،

من بين قائم سيفه والمِعْصَم

قال الأَزهري في خطبة كتابه: أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي

الفقيه أَنه قال: كان الليث بن المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم

يَفْرُغ من كتابه، فأَحب الليث أَن يُنَفِّق الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى

لسانه الخليل، قال: فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت الخليل بن أَحمد وأَخبرني

الخليل بن أَحمد، فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قال: قال الخليل

فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قال: وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من قِبَل

خَلِيل الليث. ابن الأَعرابي: الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل

الناصح والخَلِيل الرفيق، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل

الرُّمْح والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم، وهو المخلول والخَلُّ

أَيضاً؛ قال لبيد:

لما رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله،

من بين قائم سيفه والمِحْمَل

صُبْح: كان من ملوك الحبشة، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى

كَبِدَ نفسه ظَهِر؛ وقول الشاعر أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي:

إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له،

أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه

فسَّره ثعلب فقال: الخَلِيل هنا الأَنف. التهذيب: الخَلُّ الرجل القليل

اللحم، وفي المحكم: الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل.

وقال ابن دريد: الخَلُّ الخفيف الجسم؛ وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى

الشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبَّطَ شَرًّا:

فاسْقِنيها، يا سَواد بنَ عمرو،

إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ

الصحاح: بعد خالي لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ

وخُلُولاً واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وذلك في الهُزال خاصة. وفلان

مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف الجسم. والخَلُّ: الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم.

واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما ما جاء في الحديث: أَنه، عليه الصلاة

والسلام، أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول، فقيل هو الهزيل الذي قد

خَلَّ جسمُه، ويقال: أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا يرتضع

فيُهْزَل لذلك؛ وفي التهذيب: وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع أُمه

فتُهْزَل، قال: وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو

السمين ضدّ المهزول. والمهزول: هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح في الحديث

أَنه المشقوق اللسان لئلا يرضع، ذكره ابن سيده. ويقال لابن المخاض خَلٌّ

لأَنه دقيق الجسم. ابن الأَعرابي: الخَلَّة ابنة مَخاض، وقيل: الخَلَّة

ابن المخاض، الذكر والأُنثى خَلَّة

(قوله «وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة» هكذا في النسخ، وفي

القاموس: والخل، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً). ويقال: أَتى

بقُرْصة كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يعني السمينة. وقال ابن الأَعرابي: اللحم

المخلول هو المهزول.

والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كلاهما عن اللحياني. والخَلُّ: الثوب

البالي إِذا رأَيت فيه طُرُقاً. وثوب خَلٌّ: بالٍ فيه طرائق. ويقال: ثوب

خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه رِقَّة. ابن سيده: الخَلُّ ابن المخاض،

والأُنثى خَلَّة. وقال اللحياني: الخَلَّة الأُنثى من الإِبل. والخَلُّ.

عِرْق في العنق متصل بالرأْس؛ أَنشد ابن دريد:

ثمَّ إِلى هادٍ شديد الخَلِّ،

وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ

والخِلَل: بقية الطعام بين الأَسنان، واحدته خِلَّة، وقيل: خِلَلة؛

الأَخيرة عن كراع، ويقال له أَيضاً الخِلال والخُلالة، وقد تَخَلَّله. ويقال:

فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه من بين أَسنانه إِذا

تَخَلَّل، وهو مثل. ويقال: وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت. وقال ابن

بزرج: الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام، والخِلال ما أَخرجته به؛

وأَنشد:

شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل،

على ثَناياه من اللحم خِلَل

والخُلالة، بالضم: ما يقع من التخلل، وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل.

وفي الحديث: التَّخَلُّل من السُّنَّة، هو استعمال الخِلال لإِخراج ما بين

الأَسنان من الطعام. والمُخْتَلُّ: الشديد العطش.

والخَلال، بالفتح: البَلَح، واحدته خَلالة، بالفتح؛ قال شمر: وهي بِلُغة

أَهل البصرة. واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً

أَساءت الحَمْل؛ حكاه أَبو عبيد؛ قال الجوهري: وأَنا أَظنه من الخَلال كما

يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب. وفي حديث سنان بن

سلمة: إِنا نلتقط الخَلال، يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه.

والخِلَّة: جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم؛ قال ابن دريد: الخِلَّة

بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف تنقش بالذهب وغيره، والجمع خِلَل وخِلال؛

قال ذو الرمة:

كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب

وقال آخر:

لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل،

يلوحُ كأَنه خِلَل

وقال عَبِيد بن الأَبرص الأَزدي:

دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الدهـ

ر، فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال

التهذيب: والخِلَل جفون السيوف، واحدتها خِلَّة. وقال النضر: الخِلَلُ

من داخل سَيْر الجَفْن تُرى من خارج، واحدتها خِلَّة، وهي نقش وزينة،

والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف خَلاَّلاً. وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في

ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه، فروى عن

ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف من ذلك؛ وأَما قوله:

إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة،

بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه

قال ابن سيده: زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن

السيف، قال: ولا أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة، لأَن فِعْلة لا

تُكَسَّر على أَفْعِلة، هذا خطأٌ، قال: فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه

الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على خِلال كطِبَّة وطِباب، وهي الطريقة من

الرمل والسحاب، ثم تُكَسَّر خِلال على أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع؛

قال: وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة السيف فيكون أَخِلَّة جمعها

المأْلوف وقياسها المعروف، إِلا أَني لا أَعرف الخِلال لغة في الخِلَّة، وكل

جلدة منقوشة خِلَّة؛ ويقال: هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي القوس. ابن

سيده: الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس.

وقوله في الحديث: إِن الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل

الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل الباقرةُ الكلأَ بلسانها؛ قال ابن الأَثير:

هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ

البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا.

والخَلْخَل والخُلْخُل من الحُلِيِّ: معروف؛ قال الشاعر:

بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل

وقال:

ملأى البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ

أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ للضرورة. والخَلْخالُ: كالخَلْخَل.

والخَلْخَل: لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه، واحد خَلاخِيل النساء،

والمُخَلْخَل: موضع الخَلْخال من الساق. والخَلْخال: الذي تلبسه المرأَة.

وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لبست الخَلْخال. ورمل خَلْخال: فيه خشونة. والخَلْخال:

الرمْل الجَرِيش؛ قال:

من سالكات دُقَق الخَلْخال

(* قوله «من سالكات إلخ» سبق في ترجمة دقق وسهك:

بساهكات دقق وجلجال)

وخَلْخَل العظمَ: أَخذ ما عليه من اللحم.

وخَلِيلانُ: اسمٌ رواه أَبو الحسن؛ قال أَبو العباس: هو اسم مُغَنٍّ.

(خلل) : التَّخْلِيلُ: أَن تَتَبَّعَ القِثّاءَ، [والبِطِّيخ] فَتَنْظُرَ كلَّ شيءٍ [منه] لم يَنْبُتْ وَضَعْتَ آخَر في موضِعِه، يقال: خَلِّلوُا قِثَّاءَكُم. 
(خلل) الشَّرَاب فسد وحمض وَصَارَ خلا وَالْخمر جعلهَا خلا والبسر وَغَيره وَضعه فِي الشَّمْس ثمَّ نضحه بالخل ثمَّ وَضعه فِي جرة وَفُلَان اتخذ خلا وَبَين الشَّيْئَيْنِ فرج واللحية والأصابع أسَال المَاء بَينهمَا وأسنانه أخرج مَا بَقِي من الْمَأْكُول بَينهَا وَالزَّرْع تتبعه فَنظر كل شَيْء لم ينْبت وَوضع آخر مَوْضِعه وَفِي دُعَائِهِ خل
خلل كوم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن مُصدقا أَتَاهُ بفصيل مخلول فِي الصَّدَقَة فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: انْظُرُوا إِلَى فلَان أَتَانَا بفصيل مخلول فَبَلغهُ فَأَتَاهُ بِنَاقَة كوماء. قَوْله: مخلول هُوَ الهزيل الَّذِي قد خل جِسْمه وأظن أَن أصل هَذَا أَنهم رُبمَا خلوا لِسَان الفصيل لكيلا يرضع من أمه مَتى [مَا -] شَاءَ حَتَّى يطلقوا عَنهُ الْخلال فيرضع حِينَئِذٍ ثمَّ يَفْعَلُونَ بِهِ مثل ذَلِك أَيْضا فَيصير مهزولا لهَذَا. وَأما الكوماء فَإِنَّهَا النَّاقة الْعَظِيمَة السنام.
خ ل ل

هو خليلي وخِلّي وخلّتي وهم أخلائي وخلاني، وبيننا خلة قديمة. وتقول: إذا جاءت الخلة ذهبت الخلة. وخاللته مخالّة وخلالاً. وفيه خلل. وقد اختل المكان. والودق يخرج من خلل السحاب ومن خلاله. وهذه خلة صالحة. وفيه خلال حسنة. ورعت الإبل الخلة، واختلّت وسلّوا السيوف من الخلل وهي الجفون. وخلل أسنانه، وتخلل، وأكل خلالته. وخلل أصابعه. ودعا فخلّل أي خص. وخلّلت الخمر: صارت خلاً. وخلّ الثوب: شكّه بالخلال وهو ما يخلّ به من عود أو حديدة: وأخلّ بمركزه: تركه. وأخلّ بقومه: غاب عنهم. وتخلّلَ الثوب: بلي ورقّ.

ومن المجاز: اختلّ: افتقر. ونزلت به خلّة. واختللت إليه: احتجت. واقسم هذا المال في الأخلّ فالأخلّ وهو الأفقر. واختل أمره. وبدا فيه خلل. وما فلان بخلّ ولا خمر أي ليس بشيء. وخمر خلة: حامضة.
خلل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] عَلَيْكُم بِالْعلمِ فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يُختلّ إِلَيْهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: يَقُول مَتى يحْتَاج إِلَيْهِ وَهُوَ من الخَلّة وَالْحَاجة قَالَ [الْأَصْمَعِي -] : وأملّ عليَّ أَعْرَابِي وَصيته فَقَالَ: وَإِن نخلاتي للأخلّ الْأَقْرَب يَعْنِي الأحوج من أهل بَيته [قَالَ -] وَكَانَ الْكسَائي يذهب بذلك إِلَى الخُلة والخُلة من النَّبَات مَا أَكلته الْإِبِل من غير الحَمْض قَالَ الْأَصْمَعِي: وَالْعرب تَقول: الخُلة خبز الْإِبِل والحمض فاكهتها وَهُوَ كل نبت فِيهِ ملوحة فَإِذا مَلّت الخُلة حولت إِلَى الحمض لتذهب عَنْهَا تِلْكَ الملالة ثمَّ تُعَاد إِلَى الْخلَّة. قَالَ أَبُو عبيد: فَأَرَادَ الْكسَائي بقوله: مَتى يُختلّ إِلَيْهِ أَي مَتى يَشْتَهِي مَا عِنْده كشهوة الْإِبِل للخلة قَالَ: وَقَول الْأَصْمَعِي فِي هَذَا أعجب إِلَيّ وأشبه بِالْمَعْنَى وَقَالَ كثير: [الطَّوِيل]

فَمَا أصبحتْ نَفسِي تَبُثُّك مَا بهَا ... وَلَا الأَرْض لَا تَشْكُو إِلَيْك اختلالها

ويروى تُبِثّك وتَبُثّك لُغَتَانِ يُقَال: بَثَّثته مَا فِي نَفسِي أبْثَثُته يَعْنِي لَا تَشْكُو حَاجَتهَا.

خلل


خَلَّ(n. ac.
خَلّ
خُلُوْل)
a. Became lean, spare; wasted away.
b.(n. ac. خَلّ), Pierced, transfixed.
c. [Fī], Specified, particularized.
d. Became poor, needy.

خَلَّلَa. Became sour, acid, turned ( wine & c. ).
b. Rendered sour, acid, made into vinegar;
pickled.

خَاْلَلَa. Was friendly with, cultivated the friendship
of.

أَخْلَلَ
a. [Bi], Was remiss in; threw into confusion, disorder.
b. Deceived, failed, forsook, left in the lurch.
c. [Bi], Absented himself from, left (place).

تَخَلَّلَ
a. [Fī], Entered on, engaged in.
b. [Fī], Penetrated, pierced through.
c. [Fī], Intervened, interfered in.
d. Was partial.

إِنْخَلَلَa. Were, became fast, firm friends.

إِخْتَلَلَa. Was or became disordered, confused.
b. Turned sour.
c. [Ila], Wanted, needed.
خَلّ
(pl.
أَخْلُل
خِلَاْل)
a. Vinegar.
b. Sandy road.
c. Old garment.
d. Thin, spare, lean.

خَلَّة
(pl.
خَلَل
خِلَاْل)
a. Breach, gap.
b. Want, necessity; poverty, need.
c. Property, quality; nature, disposition.

خِلّ
(pl.
أَخْلَاْل)
a. True friend.

خُلَّة
(pl.
خُلَل)
a. Certain plant ( called the bread of camels).
b. True, sincere friendship.

خَلَل
(pl.
خِلَاْل)
a. Interstice, intervening space, break, breach
gap.
b. Disorder, confusion.
c. Flaw, defect, fault.

خَلَاْلa. Green dates.

خَلَاْلَةa. Sincere friendship.

خِلَاْل
(pl.
أَخْلِلَة)
a. Wooden pin; peg.
b. Tooth-pick.
c. Hole of a seton.

خِلَاْلَةa. Tooth-pick.

خُلَاْلَةa. see 22tb. Remnants of dates on a palm tree.

خَلِيْل
(pl.
خُلَّاْل
أَخْلِلَآءُ
68)
خَلِيْلَة
(pl.
خَلَاْئِلُ)
a. True, sincere friend.

N. P.
إِخْتَلَلَa. Deranged, disordered; mad.
(خ ل ل) : (الْخَلُّ) مَا حَمُضَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَخَلَّلَ الشَّرَابُ صَارَ خَلًّا وَخَلَّلْتُهُ أَنَا جَعَلْته خَلًّا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَالتَّخَلُّلُ فِي مَعْنَى الصَّيْرُورَةِ مِنْ كَلَامِ الْفُقَهَاءِ وَالْخَلُّ أَيْضًا مَصْدَرُ خَلَّ الرِّدَاءَ إذَا ضَمَّ طَرَفَيْهِ بِخِلَالٍ وَالْخَلَّةُ الْخَصْلَةُ وَمِنْهَا خَيْرُ خِلَالِ الصَّائِمِ السِّوَاكُ وَالْخَلُّ الْفَارِسُ بِمَرْكَزِهِ إذَا تَرَكَ مَوْضِعَهُ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُ الْأَمِيرُ وَقَوْلُهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ خَلَلٌ بِمَرَاكِزِهِمْ الصَّوَاب الْخِلَالُ وَقَوْلُهُمْ أَجْزَاءُ الرَّوْثِ مُتَخَلْخِلَةٌ أَيْ فِي خِلَالِهَا فُرَجٌ لِرَخَاوَتِهَا وَكَوْنِهَا مُجَوَّفَةً غَيْرَ مُكْتَنِزَةٍ وَخَالَّهُ صَادَقَهُ فَهُوَ خَلِيلُهُ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيلِ الْهَمْدَانِيِّ وَكُنِّيَ هُوَ بِهِ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ خلو (خَلَا الْإِنَاءُ) مِمَّا فِيهِ صَفِرَ فَهُوَ خَالٍ وَأَنَا خَلِيٌّ مِنْ الْهَمِّ أَيْ خَالٍ (وَمِنْهُ) أَنْتِ خَلِيَّةٌ أَيْ خَالِيَةٌ مِنْ الْخَيْرِ وَأَمَّا الْخَلِيَّةُ لِمُعَسَّلِ النَّحْلِ فَعَلَى الصِّفَةِ الْمُشَارِفَةِ وَأَخْلَى الرُّطَبَ مِنْ الْمَرْعَى وَخَلَاهُ وَاخْتَلَاهُ قَطَعَهُ وَمِنْهُ لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا قَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هُوَ كُلُّ مَا يُعْتَلَفُ وَلَيْسَ عَلَى سَاقٍ.
(خلل) - في حَدِيث أَبِي بَكْر، رَضِي الله عنه: "أَنَّه كان له كِساءٌ فَدَكِيٌّ فكان إذا رَكِب خَلَّه عليه".
قال الأَصَمِعى: خَلَّ كِساءَه يَخُلُّه خَلًّا، والخِلَال للأَكْسِيَة: خَشَب يُجعَل كالمَدارَى يُجمَع به الشِّقاقُ بَعضُها إلى بَعْض.
وقال غيره: خَلَلْتُ الكِساءَ وغيرَه، إذا شددتَه بخَشَبَة دَقِيقة الرَّأْسِ أو حديدة، وخَلَلْتُه بالرُّمح: طعَنتُه فانتظمْتُه به.
- وفي الحديث: "التَّخَلُّل من السُّنَّة".
وهو استِعْمال الخِلالِ لِإخْراِج ما بَيْن الأَسنانِ من الطَّعام، وهو الخِلالَة، والخِلَل بالكَسْر جمع خِلَّة. وقد يُستعمَل في غير الأَسْنان أَيضًا. - كما في الحَدِيث الآخر: "خَلِّلُوا بينَ الأَصَابع لا يُخَلِّلُ اللهُ بَينَهما بالنَّار".
- وفي حديث آخر: "رَحِمَ اللهُ المُتَخَلِّلين من أُمَّتِي في الوضوء والطَّعامِ".
وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يُخلِّل لِحْيَته، وأَصلُه إدخالُ الشيءِ خِلالَ الشَّيئَين. وخِلالُ الشَّيءِ وخَلَلَهُ: وَسَطُه. كالبِلال والبَلَل.
والخَلَل: مُنْفرَج ما بَيْن الشَّيئَين، والجَمْع: خِلالٌ.
- ومنه قولُه عَزَّ وَجَلَّ: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} .
: أي حَوالى حُدودِها وأَوساطِها أَيضًا.
- وفي الدعاء للمَيِّت: "اللهمّ اسْدُدْ خَلَّتَه".
: أي الفُرجةَ التي تركها، وأَصلِح ما كان فيه خَلَلٌ من أَمره. والخَلَّة: الحَاجَة. تَقول العَربُ: الخَلَّة تَدعُو إلى السَّلَّة، تَعنِي السَّرِقة.
- وفي حديث المِقْدامِ، رَضِي الله عنه: "ما هذا بأوَّلِ ما أَخْلَلتُم بِي" .
: أي ما أوهنتموني ولم تُعِينُوني فيه، والخَلَل في الحَرْب والأمرِ وغَيرِهما كالوَهَن والفَسَاد، وأَخَلَّ الوَالِي بالثَّغْر: أَقلَّ الجُندَ فيه، وأَخَلَّ بالشَّيء: تَركَه وغَابَ عنه. - في حَدِيثِ سِنانِ بنِ سَلَمة، رَضِي الله عنه، قال: "إنَّا نَلْتَقِط الخَلالَ" 
يَعْنِي: البَلَح، وهو البُسْر أولَ ما يُدرِكُ من الرُّطَب، واحِدُها خَلالَة بالفَتْح فِيهِما.
خ ل ل: (الْخَلُّ) مَعْرُوفٌ وَ (الْخَلَّةُ) بِالْفَتْحِ الْخَصْلَةُ وَهِيَ أَيْضًا الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ. وَ (الْخُلَّةُ) بِالضَّمِّ الْخَلِيلُ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: خَلِيلٌ بَيِّنُ (الْخُلَّةِ) وَ (الْخُلُولَةِ) وَجَمْعُهُ (خِلَالٌ) كَقُلَّةٍ وَقِلَالٍ. وَ (الْخِلُّ) الْوُدُّ وَالصَّدِيقُ. وَ (الْخَلَلُ) الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَالْجَمْعُ (خِلَالٌ) كَجَبَلٍ وَجِبَالٍ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور: 43] وَ (خَلَلِهِ) وَهِيَ فُرَجٌ فِي السَّحَابِ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَطَرُ. وَ (الْخَلَلُ) أَيْضًا الْفَسَادُ فِي الْأَمْرِ. وَ (الْخِلَالُ) الْعُودُ الَّذِي (يُتَخَلَّلُ) بِهِ وَمَا يُخَلُّ الثَّوْبُ بِهِ أَيْضًا وَالْجَمْعُ (الْأَخِلَّةُ) . وَ (الْخِلَالُ) أَيْضًا (الْمُخَالَّةُ) وَالْمُصَادَقَةُ. وَ (الْخَلِيلُ) الصَّدِيقُ وَالْأُنْثَى خَلِيلَةٌ. وَ (الْخُلَالَةُ) بِالضَّمِّ مَا يَقَعُ مِنَ التَّخَلُّلِ. وَفَصِيلٌ (مَخْلُولٌ) أَيْ مَهْزُولٌ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ. وَ (خَلَّ) كِسَاءَهُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْخِلَالِ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (أَخَلَّ) الرَّجُلُ بِمَرْكَزِهِ تَرَكَهُ. وَ (اخْتَلَّ) إِلَى الشَّيْءِ احْتَاجَ إِلَيْهِ. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: «عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُخْتَلُّ إِلَيْهِ» أَيْ مَتَى يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى مَا عِنْدَهُ. وَاخْتَلَّ جِسْمُهُ هُزِلَ. وَ (تَخَلَّلَ) بَعْدَ الْأَكْلِ بِالْخِلَالِ وَتَخَلَّلَ الْقَوْمَ دَخَلَ بَيْنَ خَلَلِهِمْ وَخِلَالَهُمْ. وَ (الْخَلْخَالُ) وَاحِدُ (خَلَاخِيلِ) النِّسَاءِ وَ (الْخَلْخَلُ) لُغَةٌ فِيهِ أَوْ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَ (تَخْلِيلُ) اللِّحْيَةِ وَالْأَصَابِعِ فِي الْوُضُوءِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: (تَخَلَّلْتُ) . قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرِ (اخْتَلَّ) الْأَمْرُ بِمَعْنَى وَقَعَ فِيهِ الْخَلَلُ. 
خ ل ل : الْخَلُّ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ خُلُولٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ اخْتَلَّ مِنْهُ طَعْمُ الْحَلَاوَةِ يُقَالُ اخْتَلَّ الشَّيْءُ إذَا تَغَيَّرَ وَاضْطَرَبَ.

وَالْخَلِيلُ الصَّدِيقُ وَالْجَمْعُ أَخِلَّاءُ وَالْخَلِيلُ الْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ وَالْخَلَّةُ بِالْفَتْحِ الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ وَالْخَلَّةُ مِثْلُ: الْخَصْلَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ خِلَالٌ وَالْخَلَّةُ الصَّدَاقَةُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا وَالضَّمُّ لُغَةٌ وَالْخَلَلُ بِفَتْحَتَيْنِ الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَالْجَمْعُ خِلَالٌ مِثْلُ: جَبَلٍ وَجِبَالٍ.

وَالْخَلَلُ اضْطِرَابُ الشَّيْءِ وَعَدَمُ انْتِظَامِهِ وَالْخُلَّةُ بِالضَّمِّ مَا خَلَا مِنْ النَّبْتِ وَخَلَّلَ الشَّخْصُ أَسْنَانَهُ تَخْلِيلًا إذَا أَخْرَجَ مَا يَبْقَى مِنْ الْمَأْكُولِ بَيْنَهَا وَاسْمُ ذَلِكَ الْخَارِجِ خُلَالَةٌ بِالضَّمِّ وَالْخِلَالُ مِثْلُ: كِتَابٍ الْعُودُ يُخَلَّلُ بِهِ الثَّوْبُ وَالْأَسْنَانُ وَخَلَلْتُ الرِّدَاءَ خَلًّا مِنْ بَاب قَتَلَ ضَمَمْتُ طَرَفَيْهِ بِخِلَالٍ وَالْجَمْعُ أَخِلَّةٌ مِثْلُ: سِلَاحٍ وَأَسْلِحَةٍ وَخَلَّلْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَخَلَّلْتُ النَّبِيذَ تَخْلِيلًا جَعَلْتُهُ خَلًّا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ
لَازِمًا أَيْضًا فَيُقَالَ خَلَّلَ النَّبِيذُ إذَا صَارَ بِنَفْسِهِ خَلًّا وَتَخَلَّلَ النَّبِيذُ فِي الْمُطَاوَعَةِ وَخَلَّلَ الرَّجُلُ لِحْيَتَهُ أَوْصَلَ الْمَاء إلَى خِلَالِهَا وَهُوَ الْبَشَرَةُ الَّتِي بَيْنَ الشَّعْرِ وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ تَخَلَّلْتُ الْقَوْمَ إذَا دَخَلْتَ بَيْنَ خَلَلِهِمْ وَخِلَالِهِمْ وَأَخَلَّ الرَّجُلُ بِكَذَا تَرَكَهُ وَلَمْ يَأْتِ بِهِ وَأَخَلَّ بِالْمَكَانِ تَرَكَهُ ذَا خَلَلٍ مِنْهُ وَأَخَلَّ بِالشَّيْءِ قَصَّرَ فِيهِ وَأَخَلَّ افْتَقَرَ وَاخْتَلَّ إلَى الشَّيْءِ احْتَاجَ إلَيْهِ. 
[خلل] نه فيه: أبرأ إلى كل ذي "خلة" من "خلته" هي بالضم الصداقة والمحبة التي تخللت في القلب فصارتله أي في باطنه، والخليل الصديق فعيل بمعنى مفاعل، وقد يكون بمعنى مفعول يعني أن خلته مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا والآخرة، وهذه حالة شريفة لا ينال بكسب
[خلل] الخَلُّ معروفٌ. والخَلُّ: طريق في الرمل، يذكر ويؤنث. يقال حَيَّةُ خَلٍّ، كما يقال أفعى صَرِيمَةٍ. والخَلُّ: الرجلُ النحيفُ المُخْتَلُّ الجسم، ومنه قول الشاعر :

إن جسمي بعد خالي لخل * والخل: الثوب البالى. قال أبو عبيد: ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ، أي لا خيرَ فيه ولا شر. وأنشد للنمربن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته والخل والخمر التى لم تمنع ويروى: " الذى لم يمنع ". والخلة: الخصلة. والخَلَّةُ: الحاجةُ والفقرُ. والخَلَّةُ: ابْنُ مخاض، عن الاصمعي. يقال: أتاهم بقرص كأنه فرسن خلة، والانثى خلة أيضا. ويقال للميت: اللهم اسدد خلته، أي الثلمة التى ترك. والخلة: الخمر الحامضة. قال أبو ذؤيب: عقار كماء النئ ليست بخمطة ولا خلة يكوى الشروب شهابها يقول: هي في لون ماء اللحم النئ، وليست كالخمطة التى لم تدرك بعد، ولا كالخلة التى جاوزت القدر حتى كادت تصير خلا. والخلة بالضم: ما حَلا من النبت. يقال: الخُلَّةُ خُبز الإبل والحَمْضُ فاكهتها، ويقال لحمها. وإذا نسبت إليها قلتَ بعيرٌ خُلِّيٌّ وإبلٌ خُلِّيَّةٌ، عن يعقوب. قال: وأرضٌ مُخِلَّةٌ: كثيرة الخَلّةِ ليس بها حَمْضٌ. والخُلَّةُ: الخليل، يستوى فيه المذكر والمؤنث، لأنَّه في الأًصل مصدر قولك خليل بين الخلة والخلولة. وقال  ألا أبلغا خلتى جابرا بأن خليلك لم يقتل وقد جمع على خِلالٍ، مثل قُلَّةٍ وقِلالٍ. والخِلَّةُ بالكسر: واحدة خِلَلِ السيوف، وهى بطائن كانت تغسى بها أجفانُ السيوف منقوشةٌ بالذهب وغيره. وهي أيضاً سيورٌ تُلْبَسُ ظهورَ سِيَتي القوس. والخِلَّةُ أيضاً: ما يبقى بين الأسنان. والخِلُّ: الوُدُّ والصديقُ. والخَلَلُ بالتحريك: الفُرجةُ بين الشيئين، والجمع الخلال، مثل جبل وجبال. وقرئ بهما جميعا قوله تعالى: {فترى الودق يخرج من خلاله} و {خلله} ، وهى فرج في السحاب يخرج منها المطر. والخلل أيضاً: فسادٌ في الأمر. والخِلالُ: العود الذي يُتَخَلَّلُ به، وما يُخَلُّ به الثوبُ أيضاً، والجمع الاخلة. وفى الحديث: " أذا الخلال نبايع ". والخلال أيضا: المخالة والمصادقة، ومنه قول امرئ القيس:

ولستُ بمَقْليِّ الخِلالِ ولا قالي * والخَلالُ، بالفتح: البلحُ. والخَليلُ: الصديقُ، والأنثى خَليلةٌ. والخَليلُ: الفقيرُ المُخْتَلُّ الحالِ. قال زُهير: وإنْ أتاه خَليلٌ يوم مَسْغَبَةٍ يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ والخُلالَةُ بالضم: ما يقع من التَخَلُّلِ. يقال: فلان يأكلُ خُلالَتَهُ وخَلَلَهُ وخُلَلَهُ، أي ما يخرجه من بين أسنانه إذا تَخَلَّلَ. وهو مَثَلٌ. والخُلالَةُ والخَلالَةُ والخِلالَةُ: الصداقةُ والمودّةُ وقال : وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ خِلالَتُهُ كأبي مَرْحَبِ وأبو مرحب: كُنيةُ الظلِّ، ويقال هو كنيةُ عُرقوبٍ الذي قيل فيه " مواعيدُ عرقوبٍ ". قال الكسائي: خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلولاً، أي قلّ ونحف. وذكر اللحيانى في نوادره: عَمَّ فلان في دعائه وخَلَّ وخَلَّلَ، أي خصَّ. ومنه قول الشاعر :

أَبْلِغْ كِلاباً وخَلِّلْ في سراتهم * وقال أوس: فقربت حرجوجا ومجدت معشرا تخيرتهم فيما أطوف وأسأل بنى مالك أعنى بسعد بن مالك أعم بخير صالح وأخلل وخللت لسان الفصيل أخله، إذا شققتَه لئلاّ يرتضع ولا يقدر على المص. قال امرؤ القيس: فكرَّ إليه بِمبراته كما خلَّ ظهر اللسان المجر وفصيل مخلول، أي مهزولٌ. وفي الحديث: " أن مُصَدِّقاً أتاه بفصيلٍ مَخْلولٍ ". ويقال: أصله أنَّهم كانوا يخُلَّونَ الفصيل لئلاّ يرتضع فيُهْزَلُ لذلك. والخَلُّ: خَلَّك الكساءَ على نفسك بالخِلالِ. وقال  سألتك إذ خباؤك فوق تل وأنت تخله بالخل خلا وخَلَّ الرجلُ: افتقرَ وذهب مالُه. وكذلك أخل به. يقال: أَخَلَّكَ إلى هذا، أي ما أحوجَكَ. وأَخْلَلْتُ الإبل، أي رعيتها في الخُلَّةِ. وأَخَلَّتِ النخلةُ، إذا أساءت الحملَ، حكاه أبو عبيد. وأنا أظنُّه من الخَلالِ: كما يقال أبلحَ النخلُ وأرطبَ. وأَخَلَّ الرجل بمركزه، أي تَرَكه. واخْتَلَّ إلى الشئ، أي احتاج إليه. ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: " عليكمْ بالعِلم فإنّ أحدكم لا يَدري متى يُخْتَلُّ إليه " أي متى يَحتاج الناس إلى ما عنده. واخْتَلَّ جسمُه، أي هُزِلَ. واخْتَلَّهُ بسهمٍ، أي انتظمه. وتَخَلَّلَ بالخِلالِ بعد الأكل. وتخلل الشئ، أي نفذ. وتخلل المطر، إذا خصَّ ولم يكن عامّاً. وتَخَلَّلْتُ القومَ، إذا دخلتَ بين خللهم وخلالهم. والخلخال: واحد خلاخيل النساء. والخَلْخَلُ لغةٌ فيه، أو مقصور منه. وقال: * براقة الجيد صموت الخلخل * والتخليل: اتخاذ الخَلِّ، وتَخْليلُ اللحيةِ والأصابِع في الوضوء. فإذا فعل ذلك قال: تخللت . والخلل: عرق في العنق. قال:

ثم إلى صلب شديد الخل
خلل
خَلَّ1 خَلَلْتُ، يَخِلّ، اخْلِلْ/ خِلَّ، خُلولاً، فهو خَالّ
• خلَّ الشَّيءُ: صار فيه خللٌ "خلَّ انضباط المدرسة- خلَّ العسكرُ: كان غير متراصّ الصفوف". 

خَلَّ2 خَلَلْتُ، يَخُلّ، اخْلُلْ/ خُلّ، خَلاًّ، فهو خالّ، والمفعول مَخْلول
• خَلَّ أسنانَه: نقَّى ما بينها بخلال، وهو عود يتخلَّل به، أخرج ما فيها من بقايا الطعام بوساطة عود أو خِلال. 

أخلَّ بـ/ أخلَّ في يُخلّ، أخْلِلْ/ أخِلَّ، إخلالاً، فهو مُخِلّ، والمفعول مُخَلّ به
• أخلَّ بشرف المهنة/ أخلَّ في شرف المهنة: أجْحَف وقصَّر فيها "أخلّ بتعهداته/ باتفاقه: لم يلتزم به- عمل مخل بالآداب: منافٍ، مناقض لها- أخلَّ في عمله" ° مع عدم الإخلال بكذا: مع أخذه في الحسبان.
• أخلَّ بالنِّظام العام: أثار الشَّغَب والفوضى "إخلال بالأمن"? أخلّ بالآداب/ أخلّ بالتَّقاليد/ أخلّ بالقوانين: خرج عمّا تقتضيه من سلوك.
• أخلَّ بمركزه: تركه، غاب عنه "أخلّ بالمكان". 

اختلَّ يختلّ، اخْتَلِلْ/ اختلَّ، اختلالاً، فهو مختلّ
• اختلَّ العصيرُ: صار خَلاًّ.
• اختلَّ الأمرُ: ضعُف وفسَد واضطرب "اختل النِّظام العام/ التوازن- اختلّ البناءُ: تحرّك واضطرب- اختلّ جسمُ فلان: هُزِل" ° اختلال ميزان القوى: رجحان كفّة معسكر على كفّة المعسكر الآخر.
• اختلَّ عقلُه: اضطربت فيه ملكة التفكير "مختلّ العقل". 

تخلَّلَ/ تخلَّلَ في يتخلّل، تخلُّلاً، فهو متخلِّل، والمفعول مُتخلَّل (للمتعدِّي)
• تخلَّل العصيرُ: مُطاوع خلَّلَ: تحوَّل إلى خلّ أو حمض الخلِّيك.
• تخلَّل الشَّخصُ بعدَ الأكل: أخرج ما بين أسنانه من بقيَّة الطعام.
• تخلَّل الشَّخصُ وغيرُه القومَ وغيرَهم: دخل بينهم وتوسَّطهم، نفذ وتسلل إليهم "تخلّل الجاسوس مجالس بعض المسئولين الكبار- تخلَّلت الندوَةَ بعضُ اللقاءات الجانبية".
• تخلَّل في وضوئه: أدخل الماءَ خِلال أصابعه أو شعر لحيته. 

خالَّ يُخالّ، خالِلْ/ خالَّ، مُخالَّةً وخِلالاً، فهو مخالّ، والمفعول مخالّ
• خالَلْتُ الرَّجلَ: صادقته واتّخذته خليلاً وأخًا لي "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ [حديث] ". 

خلَّلَ يخلِّل، تخليلاً، فهو مُخلِّل، والمفعول مُخلَّل (للمتعدِّي)
• خلَّل الشَّرابُ: اختَلَّ، فسَد وحمُض، صار خَلاًّ.
• خلَّل بين الشَّيئين: فرَّج بينهما ووسَّع، جعل بينهما فرجة.
• خلَّل الشَّرابَ: جعله خَلاًّ.
• خلَّل الخيارَ والزَّيتونَ ونحوَهما: وضعها في ماءٍ مملَّحٍ وخلٍّ وتركها قبل أكلها.
• خلَّل أصابعَه/ خلَّل بين أصابعه: أسال الماء بينهما وأدخل بعضها في بعض "من سنن الوضوء تخليل الأصابع- خَلَّل لحْيَتَه".
• خلَّل أسنانَه/ خلَّل بين أسنانه: خلَّها، أخرج ما بقي من المأكول فيها، نزع ما بينها من طعام. 

خِلال1 [مفرد]: ج خلالات وأخِلّة: عود رفيع يتخلّل به، أي يُخرج به بقايا الطَّعام مما بين الأسنان "نظّف أسنانه بعد الأكل بالخِلال". 

خِلال2 [مفرد]:
1 - مصدر خالَّ.
2 - صداقة ومحبّة " {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌٌ} ". 

خِلال3 [مفرد]:
1 - ظرف زمان، بمعنى: أثناء "تُقدَّم
 الطلبات خِلال أسبوع- تعلن النتيجة في خلال عشرة أيام" ° في خلال ذلك: أثناءه- مِنْ خلال ذلك: استنتاجًا من كلام أو رأي سابق.
2 - ظرف مكان منصوب بمعنى: بَيْن أو مابَيْن " {فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ}: ساروا وتردَّدوا بينها". 

خُلالَة [مفرد]:
1 - اسم للشيء الخارج مما بين الأسنان بعد تخليلها.
2 - بقيّة الطعام بين الأسنان "أخرج الخُلالة بالسِّواك" ° فلانٌ يأكل خُلالَته: بخيل. 

خَلّ [مفرد]: ج خُلول (لغير المصدر):
1 - مصدر خَلَّ2.
2 - ما حَمُض من عصير العنب وغيره "أضافت بعض الخَلّ للسَّلَطة".
3 - محلول مخفَّف من حمض الخَلّ يتمّ الحصول عليه بالتخمير، يُستخدم كتابل وكمادة حافظة. 

خَلَل [مفرد]: ج خِلال (لغير المصدر):
1 - مصدر خَلَّ1.
2 - اضطراب الشيء وعدم انتظامه "أصاب الماكينة بعضُ الخلل- في رأيه خَلَل: ضعْف وفساد- سدّ الخلل: العجز أو النقص- هناك خلل في السيارة: عُطل" ° خلل عقليّ: عدم التوازن العقلي- خلل في الذَّاكرة: ضعف ونقص فيها- مَوْضِع الخَلَل: مكان الاضطراب.
3 - فُرْجة بين شيئين "في الباب خَلَل يخرج منه الهواء- {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِهِ} [ق]: والمراد فتوقه ومخارجه التي حدثت بالتّراكم". 

خِلّ [مفرد]: ج أخلال: صديق وفيّ أو مُفَضَّل (للمذكر والمؤنث) "يندر الخِلّ الوفيُّ في زماننا- *إن قلَّ مالي فلا خِلٌّ يصاحبني*". 

خَلاَّل [مفرد]: صانع الخلّ أو بائعه. 

خَلَّة [مفرد]: ج خِلال:
1 - فُرجة في الخُصّ ونحوِه.
2 - حاجة وفقر وخصاصة "سَدّ الله خلَّتك".
3 - خَصْلة، مأثرة "تحلّى بالخِلال الحسنة- فلان كريم الخلال". 

خُلَّة [مفرد]: ج خِلال:
1 - صداقة ومحبة ومودة " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} " ° إذا جاءت الخَلَّة ذهبت الخُلَّة [مثل]: إذا جاء الفقر ذهبت المحبَّة.
2 - خصلة فضيلةً كانت أو رذيلةً وقد غلبت الخصلة على الفضيلة "فيه خُلَّة يستطيبها أصدقاؤه".
3 - (نت) نبات من فصيلة الخيميّات، ينبت في بعض الأراضي الزراعيّة ويتخلّلون بأعناق زهره.
4 - زَوْجة.
• خُلَّة الشَّخصِ: أهلُ موَدَّته "هُمْ خُلَّتي". 

خُلول [مفرد]: مصدر خَلَّ1.
• أُمُّ الخُلول: (حن) حيوان بحري، محارة صغيرة الحجم بيضاء الصَّدفة، تكثر في البحر المتوسِّط تُملَّح وتُؤكَل. 

خليل [مفرد]: ج أخِلاّء وخُلاّن، مؤ خليلة، ج مؤ خليلات وخلائلُ:
1 - فعيل بمعنى مفاعِل من خلَّ: صديق خالص، صفيّ خالص المحبَّة "إذا ما زاد مالي فكل الناس خُلاّني- الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ [حديث]- {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} " ° خليلُ الله/ خليلُ الرَّحمن: سيدنا إبراهيم عليه السلام.
2 - ناصح " {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً} ".
3 - وَلِيّ. 

خليلة [مفرد]: ج خليلات وخلائلُ:
1 - مؤنَّث خليل.
2 - زَوْجة. 

مُخَلَّل [مفرد]: ج مُخَلّلات:
1 - اسم مفعول من خلَّلَ.
2 - خيار وزيتون ونحوهما، يوضع فترة في الماء المملَّح والخلّ ويؤكل بعدها "وضعت بعض المخلَّلات مع الطَّعام كمشهّيات". 

مَخْلول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خَلَّ2.
2 - مجنون، مُخْتَلّ، مضطرب التفكير. 
خلل: {خليل}: صديق. خلال الديار: وسط الديار. وخلال السحاب وخِلله الذي يخرج منه القطر.

كسا

(كسا)
فلَانا ثوبا كسوا أعطَاهُ إِيَّاه وَألبسهُ إِيَّاه
[كسا] الكُسْوَةُ والكِسْوَةُ: واحدة الكسا. وكَسَوْتُهُ ثوباً فاكْتَسى. والكِساءُ: واحد الأكْسِيَةِ، وأصله كِساوٌ لأنَّه من كسوت، إلا أن الواو لما جاءت بعد الالف همزت. وتكسيت بالكساء: لبسته. وقول الشاعر : فبات له دون الصبا وهى قرة * لحاف ومصقول الكساء رقيق  أراد اللبن تعلوه الدواية. وقول الحطيئة: دَعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغْيَتِها * واقْعُدْ فإنَّك أنت الطاعِمُ الكاسِي قال الفرّاء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك: ماءٌ دافقٌ، وعيشةٌ راضيةٌ ; لأنَّه يقال كُسِيَ العريانُ ولا يقال كسا .
كسا
الكِسَاءُ والْكِسْوَةُ: اللّباس. قال تعالى: أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [المائدة/ 89] ، وقد كَسَوْتُهُ واكْتَسَى. قال: وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ
[النساء/ 5] ، فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً
[المؤمنون/ 14] ، واكْتَسَتِ الأرض بالنّبات، وقول الشاعر:
فبات له دون الصّبا وهي قرّة لحاف ومصقول الكساء رقيق
فقد قيل: هو كناية عن اللّبن إذا علته الدّواية ، وقول الآخر: حتى أرى فارس الصّموت على أَكْسَاءِ خيل كأنها الإبل
قيل: معناه: على أعقابها، وأصله أن تعدى الإبل فتثير الغبار، ويعلوها فيكسوها، فكأنه تولّى إِكْسَاءَ الإبل، أي: ملابسها من الغبار.
ك س ا: (الْكِسْوَةُ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَضَمِّهَا وَاحِدَةُ (الْكُسَا) . وَ (كَسَوْتُهُ) ثَوْبًا (كِسْوَةً) بِالْكَسْرِ (فَاكْتَسَى) . وَ (الْكِسَاءُ) وَاحِدُ (الْأَكْسِيَةِ) . وَ (تَكَسَّى) بِالْكِسَاءِ لَبِسَهُ وَ (كَسِيَ) الْعُرْيَانُ أَيِ (اكْتَسَى) وَبَابُهُ صَدِيَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ:

دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي
قَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي (الْمَكْسُوَّ) كَمَاءٍ دَافِقٍ وَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. قُلْتُ: لَا حَاجَةَ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْفَرَّاءُ مِنَ التَّأْوِيلِ وَهُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَمَعْنَاهُ الْمُكْتَسِي. 
[كسا] نه: فيه: نساء "كاسيات" عاريات، من: كسي يكسى فهو كاس أي صار ذا كسوة. ومنه: واقعد فإنك أنت الطاعم "الكاسي"؛ أو هو بمعنى مفعول من كسا يكسو، يريد كاسيات من نعمه عاريات من شكره، أو يكشفن بعض جسدهن، أو يلبسن ثيابًا رقاقا- ومر في عر. ك: ومنه: رب "كاسية" في الدنيا عارية في الآخرة. هما بخفة ياء أي معاقبة في الآخرة بفضيحة التعري، أو عارية من الحسنات، فندبهن إلى الصدقة وترك السرف، وعارية- بالجر نعت، وبالرفع بتقدير هي وفعلها محذوف أي عرفتها. ج: أي رب غني في الدنيا لا يفعل خيرًا، فهو فقير في الآخرة، وهو كالبيان لموجب الإيقاظ، أي لا ينبغي لهن التغافل عن العبادة بــاعتماد على قرب النبي صلى الله عليه وسلم، وصواحب الحجرات- عبارة عن أزواجه. ط: أي لا ينبغي لهن التغافل عن الصلاة ثقة بأنهن من أهالي النبي صلى الله عليه وسلم كاسية خلعة نسبة الزوجية إليه، فإنهن عاريات عنها في الآخرة، إذ لا أنساب فيها والحكم عام لغيرهن أيضًا. وح: "كاسيات" عاريات، أي يكشفن بعض بدنهن إظهارًا لجمالهن، قوله: كأسنمة البخت- مر في س وب، ومميلات- في م، قوله، من أهل النار- صفة صنفان، ولم أره- خبره، قوله: معهم سياط، وقوله: نساء- بيان أو بدل لصنفان، وما بعدهما صفات له، قوله: لا يدخلن الجنة- صفة للنساء، ولم يذكر للرجل مثلها اختصارًا. وح: من "كسى" برجل، مر في من أكل. ك: "لم أكسكها" لتلبسها، فيه دليل على أنه يقال: كساه- إذا أعطاه كسوة لبسها أو لا. وح: "كساء" الكعبة، اختلفوا في تصرف كسوتها بالبيع ونحوه، فمنع البعض نقله وبيعه، ومن حمل منه لزمه رده، واستحسن مالك شراءه، وقيل: للإمام أن يصرفه في بعض مصارف بيت المال بيعًا وعطاء، وحسنه النووي لئلا يتلف بالبلى، وبه قالت عائشة وأم سلمة وابن عباس وجوروا لمن أخذها لبسها ولو جنبًا أو حائضًا.
باب كش

كسا: الكِسْوةُ والكُسْوةُ: اللباس، واحدة الكُسا؛ قال الليث: ولها

معانٍ مختلفة. يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو

ثياباً فاكْتَسى. واكتَسى فلان إِذا لبَس الكِسُوْة؛ قال رؤبة يصف الثور

والكلاب:

قد كَسا فيهن صِبْغاً مُرْدِعاً

يعني كساهنَّ دَماً طرّياً؛ وقال يصف العير وأُتُنه:

يَكْسُوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا،

على اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلاً زَغْرَبا

يكسوه رَهْباها أَي يَبُلْن عليه. ويقال: اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إِذا

تغطَّت به. والكُسا: جمع الكُسوة. وكَسِيَ فلان يَكْسى إِذا اكْتَسَى،

وقيل: كَسِيَ إِذا لبس الكُسوة؛ قال:

يَكْسى ولا يَغْرَثُ مملوكُها،

إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِيهْ

أَنشده يعقوب. واكْتَسى: كَكَسِيَ، وكَساه إِياها كَسْواً. قال ابن جني:

أَما كَسِيَ زيد ثوباً وكَسَوْته ثوباً فإِنه وإِن لم ينقل بالهمزة

فإِنه نقل بالمثال، أًلا تراه نقل من فَعِلَ إِلى فَعَلَ، وإِنما جاز نقله

بفَعَل لما كان فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو

جَدَّ في الأَمر وأَجَدَّ، وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته، وقصر عن الشيء

وأَقْصَر، وسَحَته الله وأَسْحَته ونحو ذلك، فلما كانت فَعَلَ وأَفْعَلَ

على ما ذكرناه من الاعتقاب والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل، نقل أَيضاً فَعِلَ

يَفعَل نحو كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ

وعُرْتها. ورجل كاسٍ: ذو كُسوة، حمله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم، وهو خلاف

لما أَنشدناه من قوله:

يَكْسى ولا يَغْرَثُ قال ابن سيده: وقد ذكرنا في غير موضع أَن الشيء

إِنما يحمل على النسب إِذا عُدِمَ الفِعل. ويقال: فلان أَكْسى من بَصَلةٍ

إِذا لبس الثياب الكثيرة، قال: وهذا من النوادر أَن يقال للمُكْتَسِي كاسٍ

بمعناه. ويقال: فلان أَكسى من فلان أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة، من

كَسَوْتُه أَكْسُوه. وفلان أَكسى من فلان أَي أَكثر اكْتِساء منه؛ وقال في قول

الحطيئة:

دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتها،

واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسِي

أَي المُكْتَسي. وقال الفراء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك ماء دافِقٌ

وعيشةٌ راضِيةٌ، لأَنه يقال كَسِيَ العُرْيانُ ولا يقال كَسا. وفي الحديث:

ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ من نِعَم الله عارِياتٌ من

الشكر، وقيل: هو أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن ويَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن

فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات، وقيل: أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رقاقاً

يَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ في الظاهر عارِياتٌ في

المعنى. قال ابن بري: يقال كَسِيَ يَكْسَى ضدّ عَرِيَ يَعْرَى؛ قال سعيد بن

مسحوج الشيباني:

لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ

مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدي،

وأَن يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ

وأَن يَعْرَيْنَ، إِنْ كَسِيَ الجَواري،

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عجافِ

واكْتَسى النَّصِيُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبي حنيفة. واكْتَسَتِ الأَرضُ:

تمَّ نباتُها والتفَّ حتى كأَنها لبَسته.

والكِساء: معروف، واحد الأَكْسِية اسم موضوع، يقال: كِساءٌ وكِساءَان

وكِساوانِ، النسبة إِليها كِسائيٌّ وكِساوِيٌّ، وأَصله كِساوٌ لأَنه من

كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت. وتَكَسَّيْتُ بالكِساء:

لبسته؛ وقول عمرو بن الأَهتم:

فبَاتَ له دونَ الصَّبا، وهي قُرَّةٌ،

لِحافٌ، ومَصْقولُ الكِساء رَقِيقُ

أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوايةُ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده وبات له،

يعني للضيف؛ وقبله:

فباتَ لَنا منها، وللضَّيْف مَوْهناً،

شِواءٌ سَمِينٌ زاهِقٌ وغَبُوقُ

ابن الأَعرابي: كاساهُ إِذا فاخَره، وساكاه إِذا ضَيَّقَ عليه في

المُطالبة، وسَكا إِذا صغر جسمه. التهذيب: أَبو بكر الكَساء، بفتح الكاف ممدود،

المجد والشرف والرِّفْعة؛ حكاه أَبو موسى هرون بن الحرث، قال الأَزهري:

وهو غريب.

والأَكْساء: النَّواحي؛ واحدها كُسْء، وهو مذكور في الهمزة أَيضاً، وهو

يائي. والكُسْيُ: مؤخَّر العجز، وقيل: مؤخر كل شيء، والجمع أَكساء؛ قال

الشماخ:

كأَنّ على أَكْسائِها، من لُغامِها،

وخِيفةَ خِطْمِيٍّ بماء مُبَحْزَجِ

وحكى ثعلب: رَكِبَ كَساه

(* قوله« ركب كساه» هذا هو الصواب، وما في

القاموس: أكساءه، غلطه فيه شارحه وقد ضبط في الأصل بالفتح ولعله بالضم.)

إِذا سقط على قَفاه، وهو يائي لأَن ياءه لام، قال ابن سيده: ولو حمل على

الواو لكان وجهاً فإِن الواو في كَسا أَكثر من الياء، والذي حكاه ابن

الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مهموز، وقد تقدم ذكره في موضعه.

كسا
عن إحدى لغات هنود أمريا هوبي بمعنى خشن الملمس، أو ثوب من الفرو. يستخدم للإناث.

هدم

(هدم) مُبَالغَة فِي هدم
(هدم) فلَان أَخذه الهدام
(هدم)
الْبناء هدما أسْقطه ونقضه فَهُوَ هدم (فعل بِمَعْنى مفعول) والقتيل أهْدر دَمه وَالثَّوْب أَو نَحوه أبلاه ورقعه وَفُلَانًا ضربه فَكسر ظَهره وَيُقَال هدم فلَان مَا أبرمه من الْأَمر نقضه
هدم
الهدم: إسقاط البناء. يقال: هَدَمْتُهُ هَدْماً.
والهَدَمُ: ما يهدم، ومنه استعير: دم هَدْمٌ. أي:
هدر، والهِدْمُ بالكسر كذلك لكن اختصّ بالثّوب البالي، وجمعه: أهدام، وهدّمت البناء على التّكثير. قال تعالى: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ [الحج/ 40] .
هـ د م : هَدَمْتُ الْبِنَاءَ هَدْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَسْقَطْتُهُ فَانْهَدَمَ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ فَقِيلَ هَدَمْتُ مَا أَبْرَمَهُ مِنْ الْأَمْرِ وَنَحْوِهِ وَالْهَدَمُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَهَدَّمَ فَسَقَطَ. 
هـ د م: (هَدَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْهَدَمَ) وَ (تَهَدَّمَ) ، وَ (هَدَّمُوا) بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الْهِدْمُ) بِالْكَسْرِ الثَّوْبُ الْبَالِي وَالْجَمْعُ (أَهْدَامٌ) . وَشَيْءٌ (مُهَنْدَمٌ) أَيْ مُصْلَحٌ عَلَى مِقْدَارٍ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
(هـ د م) : (الْهَدْمُ) مَصْدَرُ هَدَمَ الْبِنَاءَ (وَالْهَدَمُ) بِالتَّحْرِيكِ مَا انْهَدَمَ مَنْ جَانِبِ الْحَائِطِ وَالْبِئْرِ (وَأَمَّا الهدمى) فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ هَدِيمٍ بِمَعْنَى مَهْدُومٍ عَلَيْهِ وَكَأَنَّهُ سَهُلَ لَهُمْ اسْتِعْمَالَ مِثْلِ هَذَا طَلَبُ الزِّوَاجِ كَمَا فِي قَوْلِهِمْ آتِيكَ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا.
(هدم) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وَقَفَتْ عليه امرأَةٌ عَشَمَةٌ بأهْدَام"
: أي أخْلاقِ ثِيابٍ، واحِدُها: هِدْمٌ. وهَدمْتُ الثَّوْبَ: رقَعْتُه.
- وفي الحديث: "مَنْ كانت الدُّنيا هَدَمَه وسَدَمَه"
قيل: أي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه، كذا ذَكَره بعضُهم. والمحفوظُ "هَمَّه وسَدَمَه".

هدم

1 هَدَمَ He threw down, or pulled down, a building; (Msb;) pulled it to pieces; demolished it; destroyed it: (K:) [the last two explanations are the most correct, as is shown by the phrase]

نَقَضَ البِنَآءَ مِنْ عَيْرِ هَدْمِ [He took to pieces the building without demolishing, or destroying]: (S, A, Msb, K, * in art. قوض:) he ruined [a building, &c.]; reduced [it] to ruin. (Ham, p. 31.) 6 تَهَادَمَتِ الحِيطَانُ [The walls fell to ruin by degrees]. (S, in art. دعو.) 7 اِنْهَدَمَ It became thrown down, pulled down, pulled to pieces, demolished, or destroyed: and it fell in ruins, or to pieces; or became a ruin. b2: اِنْهَدَمَ الحَائِطُ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ هَدْمٌ [The wall fell in ruins, or to pieces, from its place, without being pulled to pieces]. (Lth, in TA, art. قيض.) الدَّمُ الدَّمُ وَالهَدَْمُ الهَدَْمُ

: see دَمْ.

هَدَمٌ Earth that is dug from a pit or well: see حَفَرٌ.

هدم


هَدَمَ(n. ac. هَدْم)
a. Pulled down, demolished, levelled, razed.
b. Broke the back of.
c. [pass.], Was sea-sick.
هَدِمَ(n. ac. هَدَم
هَدَمَة)
a. Was hot (animal).
هَدَّمَa. see I (a)
أَهْدَمَa. see (هَدِمَ).

تَهَدَّمَa. Was pulled down; tumbled down.
b. ['Ala], Fell upon; threatened, bullied.
c. see (هَدِمَ).

إِنْهَدَمَa. see V (a)
هَدْمa. Destruction, demolition.
b. Shed with impunity (blood).
هَدْمَةa. Part; portion ( of a flock ).
b. Light rain, shower.

هِدْم
(pl.
هِدَم
هُدُوْم
أَهْدَاْم)
a. Rag, tatter; patch; patched garment.
b. Old boot.
c. Decrepit old man.

هَدَمa. Ruin; crumbling wall.
b. see 1 (b)
هَدِمَة
(pl.
هِدَمَة
هَدَاْم a. ya ), Hot (animal).

هُدَاْمa. Sea-sickness.

هَدِيْمa. Vegetablerefuse, debris of plants &c.

أَهْدَاْم
a. [ coll. ], Clothes.
N. P.
هَدڤمَa. Pulled down, demolished.
b. Curdled (milk).
N. Ag.
أَهْدَمَa. see 5t
مَهْدُوْمَة
a. Rained upon, wetted (ground).
هدم
الهَدْمُ: قَلْعُ المَدَرِ من البُيُوت، والهَدَمُ: ما انْهَدَمَ من الحَوْضِ وجَوَانِبِه. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي والجميع الأهْدَامُ. وهَدَمَ الثَّوْبَ: رَقَعَه. والناقَةُ الهَدِمَةُ: الضَّبِعَةُ السَّرِيْعَةُ إلى الفَحْل وأهْدَمَتِ الناقَةُ وهَدِمَتْ، وفي النِّساء كذلك. والنّابُ المُتَهَدَّمَةُ - والعَجُوزُ كذلك -: وهما الشَّدِيدَةُ الضَّبْعَةِ. وقيل: الفانِيَةُ الهَرِمَةُ. والهَدْمَةُ: المَطْرَةُ الخَفِيْفَةُ، وجَمْعها هَدْمٌ وهِدَامٌ، وأرْضٌ مَهْدُوْمَةٌ.
والمَهْدُوْمَةُ من الألْبانِ: الرَّثِيْئَةُ. والهَدْمُ: ضَرْبٌ من الحَلَب. وفلانٌ هِدْمُ مالٍ: حَسَنُ القِيَام عليه. والهِدْمُ: الباذُّ الهَيْئِة، والهَدِمُ مِثْلُه. ورأيتُ هِدْماً من الناس: أي كَثْرَةً. وتَهَدَّمَ عليه من الغَضَب. وتَهَدَّمَ عَلَيَّ بالكلام: تَهَوَّنَ.
هـ د م

بناء مهدوم ومهدّم، وقد انهدم وتهدّم. وانقضّ هدم من الحائط وهو ما انهدم منه. قال يهجو امرأة:

تمضي إذا زجرت عن سوءة قدماً ... كأنها هدمٌ في الجفر منقاض

ومن المجاز: عجوز متهدمة: فانية. وتهدّم الثوب: بلي، وعليه هدمٌ وأهدام: أخلاق. ودمه هدمٌ: هدرٌ. وجاءت هدمةٌ من مطر: دفعة منه. وتهدّمت الناقة من شدّة الضّبعة. وهو يتهدّم بالمعروف. قال ابن هرمة:

ماذا بمنبج إن تنشر مقابرها ... من التهدّم بالمعروف والكرم

وتهدّم عليه غضباً. وهو يتهدّم عليّ بالكلام ويتهوّر ويقال: " إنّ جُرفك إلى الهدم " و" إن حبلك إلى أنشوطة " إذا وصف بقلّة النّصرة. وهدم الرجل في البحر: دير به، وأخذه الهدام.
[هدم] هدمت الشئ هدما فانهدم وتَهَدَّمَ. وهدَّموا بيوتهم، شدِّد للكثرة. وتَهَدَّمَ عليه من الغضب، إذا اشتدَّ غضبه. والهِدْمُ بالكسر: الثوبُ البالى، والجمع أهدام. قال أوس بن حجر: وذات هدم عار نواشرها تصمت بالماء تولبا جدعا والمهدوم من اللبن: الرثيئة. والهدم، بالتحريك: ما تهدم من جوانب البئر فسقط فيها. وقال الشاعر يصف امرأة فاجرة: تمضي إذا زُجِرَتْ عن سَوْأةٍ قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ ويقال: دماؤهم بينهم هَدَمٌ، أي هَدرٌ. وهَدْمٌ أيضاً بالتسكين، وذلك إذا لم يُودَوْا. والهَدْمَةُ: الدفعة من المال. وناقة هَدِمَةٌ: شديدةُ الضَبَعَةِ. قال الفراء: هي التي تقع من شدَّة الغضب. وقد هدمت بالكسر. وأنشد :

فيها هديم ضبع هواس * ويقال: هذا شئ مهندم، أي مُصْلَحٌ على مقدار. وهو معرّب، وأصله بالفارسية " أنْدامْ " مثل مهندس وأصله " أنذازه ".
[هدم] نه: في ح العقبة: بل الدم الدم و"الهدم الهدم"، يروى بسكون دال وفتحها، والهدم - بالحركة: القمر، أي أقبر حيث تقبرون، وقيل: المنزل، أي منزلكم منزلين نحو المحيا محياكم والممات مماتكم، أي لا أفارقكم، والهدم- بالسكون وبالفتح أيضًا هو إهدار دم القتيل، يقال: دماؤهم بينهم هدم، أي مهدرة، والمعنى أن طالب دمكم طالب دمي أي إن طلب دمكم فقد طلب دمي وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي لاستحكام الألفة بيننا. وفيه: وصاحب "الهدم" شهيد، هو بالحركة: البناء المهدوم، فعل بمعنى مفعول، وبالسكون الفعل نفسه. ك: والمبطون و"الهدم"، هو بكسر دال من يموت تحت الهدم، وتسكن بمعنى ذو الهدم، وروي: صاحب الهدم - بفتح هاء وسكون دال، وهو بالفتح ما انهدم من جوانب البيت. ط: وفيه: الإسلام "يهدم" ما كان قبله، مظلمة كانت أغيرها صغيرة أو كبيرة، أما العمرة والحج فلا يكفران المظالم ولا الكبائر. نه: ومنه: من "هدم" بنيان ربه فهو ملعون، أي من قتل النفس المحرمة، لأنها بنيان الله وتركيبه. وح: إنه يتعوذ من "الأهدمين"، هو أن ينهار عليه بناء أويقع في بئر أو أهوية، وهو أفعل من الهدم وهو ما تهدم من نواحي البئر فسقط فيها. وفيه: وقفت عليه عجوز عشمة "بأهدام"، هي الأخلاق من الثياب، جمع هدم - بالكسر، وهدمت الثوب: رقعته. ومنه" لبسنا "أدام" البلى. وفيه: من كانت الدنيا "هدمه" وسدمه، أي بغيته وشهوته - كذا روى، والمحفوظ: همه وسدمه.
هدم: هدم فلاناً: دمّره (محمد بن الحارث 315): وقيل له إن محمد بن أسباط يقع فيك ويتناول. وقال يجب عليك أن تهدمه فقال النضر ولا والله لا أتعرض لذلك ولا أهدم ما بناه الله وكذلك هدم الناقة طول السفر (معجم مسلم).
اهدام: سَقط، انقضَ، انهدّ، انهار s'ecroelur ( مولر 5:39): خافوا من أهدام البرج
عليهم.
اهتدم: (على وزن افتعل: تهدّم (معيار 2:18) (وفي المخطوطة رقم 1 وبيت).
اهتدم: (على وزن افتعل): نقل أو حاكي أو ائتم بشعر شاعر في قصيدة من القصائد بتغييرها أو بتجريفها وإفسادها (المقري 5:66:2 و7:160).
استهدم: انهجم، تقوّض (معجم التنبيه).
هُدّم: هكذا تلفظ، في هذه الأيام، بدلاً من هِدم و = شالة أي معطف من الصوف الأبيض (زيتشر 129:22). ويجمع على هُدُوم أي الملابس عامة، في الوقت الحاضر وفي (محيط المحيط): (الهدم الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء من الصوف ويجمع على اهدام وهِدام والعامة تقول هُدُوم وتعني بها الثياب مطلقاً). (برجرن 798): ثياب، حوائج، أثاث (بقطر).
هَدَم: حطام من خشب وغيره، دور مهدمة، خرائب (بقطر، محيط المحيط، الحماسة 11:31 ياقوت 22:293:2) وتجمع على هُدُوم (قرطاس 108).
هَدمة: معطف بال (ألف ليلة 47:1 و14:48:16).
هدّام: العامل الذي يستخدم لهدم البناء (أنظر راجل في رياض النفوس).
هدن هدّن: هدّأ، أخمد، لطّف الغضب (الكالا).
هدّن: خفف شيئاً من حدة كبريائه (الكالا).
تهدّن: هدأ (ابن بطوطة 315:3)؛ بقى هادئاً (البيان 57:2): تهدن الألم عبد. وفي (159): وفي سنة الرحمن بقرطبة لم تكن له بها حركة.
تهدّن: توقف، انقطع، كفّ (الكالا).
تهدّن: انقطع المطر (الكالا).
تهدّن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة mitigare.
تهدّن: هدأ غضبه (الكالا).
باب الهاء والدال والميم معهما هـ د م، هـ م د، د هـ م، م هـ د، د م هـ، م د هـ

هدم: الهَدْمُ: قلع المَدَر، أي: البُيُوت. والهِدْمُ: الخَلَقُ البالي. والجمعُ: أهدامٌ والهَدِمةُ: النّاقةُ الضَّبِعةُ الشَّديدةُ الضَّبَعَةِ إلى الفَحْل. تقول: هَدِمَتْ تَهْدَم هَدَماً. وقد هَدِمتْ هَدْمةً شديدةٌ. ونابٌ مُتَهَدِّمةٌ، وعجوز مُتَهَدِّمة، أي: فانيةٌ هَرٍمَةُ.

همد: الهُمُودُ: المَوْتُ. كما هَمَدتْ ثَمُود. ورمادٌ هامِدٌ إذا تَغَيَّر وتَلَبَّد. وثَمَرَةٌ هامدةٌ، إذا اسْوَدَّت وعَفِنَتْ. وأرضٌ هامدةٌ: مُقْشَعِرَّةٌ لا نباتَ فيها إلا يبيسٌ مُتَحَطِّم. والهامدُ من الشَّجَر: اليابسُ، ويُقال للهامِد: هَمِيد. [والإِهْمادُ: السُّرعة. والإِهمادُ: الإِقامةُ بالمكان] .

دهم: الأَدْهَمُ: الأَسودُ، وبه دُهْمةٌ شَديدةٌ. وادْهامَّ الزَّرْعُ، إذا علاهُ السَّوادُ رِيًّا. والدَّهْمُ: الجماعةُ الكثيرةُ، ودَهَمونا، أي: جاءونا بِمَرَّةٍ جماعةً. ودَهَمَهُمْ أمرٌ، أي: غَشِيَهم فاشياً، قال :

جاءوا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهوما ... فَجْرٍ كأنَّ فوقَهُ النًّجُوما

والدَّهْماء: سَحْنةُ الرّجل. والدَّهماءُ: القِدْر. والدَّهماءُ: بَقْلةٌ، والدَّهماء: الجماعة من النّاس. والدُّهَيْمُ : الدّاهية.

مهد: المَهْدُ: الموضِع يُهَيَّأُ لينامَ فيه الصبي. والمِهاد اسمٌ أجمع من المَهْدِ، كالأرضِ جَعَلها الله مِهاداً للعِباد، وجَمْعُ المِهاد: مُهُدٌ، وثلاثةُ أًمْهِدةٍ. ومَهَّدْتُ لنفسي خيراً، أي: هيّأتُهُ ووطَأتُهُ، قال :

وامتهدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ

دمه: الدَّمَهُ: شِدّةُ حرِّ الرَّمْل، قال :

ظلّتْ على شُزُنٍ في دامِهٍ دَمِهٍ ... كأنّه من أوار الشمس مرعون

أي: مغشّي عليها. وتقول: ادمَوْمَهَ الرَّمْلُ.

مده: المَدْهُ يضارعُ المَدْحَ، إلاّ أنّ المَدْهَ في نعت الجمال والهيئة، والمدح في كل شيء، قال رؤبة :

لله درُّ الغانيات المُدَّهِ ... سَّبحْنَ واسترجَعْنَ من تألُّهي
الْهَاء وَالدَّال وَالْمِيم

الهَدْمُ: نقيض الْبناء، وهَدَمَه يَهدِمُه هَدْما، وهَدَّمَهُ، فانهدَم وتهدَّمَ.

والهَدَمُ: مَا تهدَّمَ من نواحي الْبِئْر فِي جوفها، قَالَ الشَّاعِر:

تَمضِي إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأةٍ قُدُما ... كَأَنَّهَا هدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنقاضُ

وَقَوله فِي الحَدِيث: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الأهْدَمَينِ " قيل فِي تَفْسِيره: هُوَ أَن يَنهدِمَ على الرجل بِنَاء أَو يَقع فِي بِئْر، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين، وَلَا أَدْرِي مَا حَقِيقَته.

والهِدْمُ: الثَّوْب الْخلق المرقع، وَقيل: هُوَ الكساء الَّذِي ضوعف رقاعه، وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ الكساء الْبَالِي من الصُّوف دون الثَّوْب، وَالْجمع أهدامٌ، وهِدَمٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة، وَهِي نادرة، وروى عَن الصموتي الْكلابِي، وَذكر حَبَّة الأَرْض فَقَالَ: تنْحَل فَيَأْخُذ بَعْضهَا برقاب بعض فتنطلق هِدَما كالبسط.

وَشَيخ هِدْمٌ، على التَّشْبِيه بِالثَّوْبِ، وخُفٌّ هِدمٌ ومُهدَّمٌ كَذَلِك، قَالَ:

عَليَّ خُفَّانِ مُهدَّمانِ

مُشتبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ وعجوز مُتهدِّمةٌ: هرمة فانية، وناب مُتهِّدَمٌة، كَذَلِك.

والهَدِيمُ: مَا بَقِي من نَبَات عَام أول، وَذَلِكَ لقدمه.

وهَدِمَت النَّاقة هَدَما وهَدَمة، فَهِيَ هَدِمَةٌ، من إبل هَدامَى وهَدِمَةٍ، وتهدَّمتْ وأهْدَمَتْ، وَهِي مُهدِمٌ، كِلَاهُمَا: إِذا اشتدت ضبعتها فياسرت الْفَحْل وَلم تعاسره، وَقَالَ بَعضهم: الهَدِمَةُ: الَّتِي تقع من شدَّة الضبعة.

وَفُلَان يتهدَّمُ عَلَيْك غَضبا: مثل بذلك.

وتَهدَّمَ عَلَيْهِ: توعده.

ودماؤهم بَينهم هَدْمٌ وهدَمٌ، أَي هدر.

وَقَالُوا دمنا دمكم، وهَدَمُنا هَدَمُكُمْ: أَي نَحن شَيْء وَاحِد فِي النُّصْرَة، تغضبون لنا ونغضب لكم.

وتهادَم الْقَوْم: تهادروا.

والهُدامُ: الدوار يُصِيب الْإِنْسَان فِي الْبَحْر، وهُدِم الرجل: أَصَابَهُ ذَلِك.

والهَدْمُ: أَن يضْربهُ فيكسر ظَهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَذُو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قيل من أقيال حِمير.

هدم: الهَدْمُ: نَقِيضُ البناء، هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمه

فانْهَدَمَ

وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم، شُدِّدَ للكثرة. ابن الأَعرابي:

الهَدْمُ قَلْعُ ا لمَدَرِ، يعني البيوت، وهو فِعْلٌ مُجاوزٌ، والفِعلُ

اللازم منه الانْهِدامُ. ويقال: هَدَمَه ودَهْدَمَه بمعنى واحد؛ قال

العجاج:

وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ،

والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ

يعني الحاجزَ حولَ البيت إِذا تَهَدَّم. والهَدَمُ، بالتحريك: ما

تَهدَّم من نواحي البئر فسقط في جَوْفِها؛ قال يصف امرأَة فاجرةً:

تَمْضي، إِذا زُجِرَتْ عن سَوْأَةٍ، قُدُماً،

كأَنها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ

والأَهْدَمانِ: أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ في بئرٍ أَو

أُهْوِيَّة. وقوله في الحديث: اللهمّ إِني أَعوذُ بك منَ الأَهْدَمَينِ؛ قيل في

تفسيره: هو أَن يَنْهَدِمَ على الرجل بناءٌ أَو يقعَ في بئرٍ؛ حكاه

الهرويّ في الغريبين، قال ابن سيده: ولا أَدري ما حقيقتُه؛ قال ابن الأَثير: هو

أَن ينهارَ

عليه بناءٌ أو يقعَ في بئرٍ أَو أُهْوِيّة. والأَهْدَمُ. أَفْعَلُ

من الهَدَم: وهو ما تَهَدَّمَ من نواحي البئر فسقط فيها. وفي حديث

الشهداء: وصاحبُ الهَدَمِ

شهيدٌ؛ الهَدَمُ، بالتحريك: البناءُ المَهْدُومُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول،

وبالسكون الفِعْلُ نفْسُه؛ ومنه الحديث: مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فهو

مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النفَّسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ

وتَرْكِيبُه. وقالوا: دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نحن شيءٌ واحدٌ في

النُّصْرة تَغْضَبون لنا ونغْضَبُ لكم. وفي الحديث. أَن أَبا الهيثم بن

التَّيِّهان قال لرسولِ

الله، صلى الله عليه وسلم: إِن بيننا وبين القومِ حبالاً ونحن قاطِعوها

فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى قومِك، فتبَّسم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدَّمُ الرَّمُ والهَدَمُ

الهَدَمُ، أَنا منكم وأَنتم مني؛ يُروى بسكون الدال وفتحها، فالهدَم،

بالتحريك: القَبْرُ يعني أُقْبَرُ

حيث تُقْبَرون، وقيل: هو المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي، كحديثه الآخر:

المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لا أُفارِقُكم. والهَدْم، بالسكون

وبالفتح أَيضاً: هو إِهدارُ

دَمِ القتيلِ؛ يقال: دِماؤهم بينهم هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ، والمعنى إِن

طُلِب دَمُكم فقد طُلِبَ دَمي، وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فقد أُهْدِرَ دَمي

لاستِحكام الأُلْفة بيننا، وهو قولٌ معروف، والعرب تقول: دَمي دَمُك

وهَدَمي هَدَمُك، وذلك عند المُعاهَدةِ والنُّصْرة. وروى الأَزهري عن ابن

الأَعرابي قال: العربُ

تقول دَمي دمُك وهَدَمي هدَمُك؛ هكذا رواه بالفتح، قال: وهذا في

النُّصْرة، والظُّلْم تقول: إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ؛ قال وأَنشدني

العُقَيلي:دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنت من دَمِ

وكان أَبو عبيدة يقول: هو الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي

حُرْمتي مع حُرْمتِكم وبَيتي مع بَيْتِكم؛ وأَنشد:

ثم الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي

أَي بأَصلي ومَوْضِعي. وأَصل الهَدَم ما انْهَدَم. يقال: هَدَمْت

هَدْماً، والمَهْدومُ هَدَمٌ، وسمي منزلُ الرجل هَدَماً لانْهِدامِه، وقال

غيره: يجوز أَن يُسمَّى القبرُ

هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثم يُرَدُّ،تُرابه فيه، فهو هَدَمٌ،

فكأَنه قال: مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لا أَزالُ معكم حتى أَموتَ عندكم. وروى

الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في الحِلْف: دَمي دمُك إِن قَتَلني

إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كما تَطْلُبُ بدَمِ

ولِىِّك أَي ابن عَمِّك وأَخِيك، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لي

عِزّاً وشَرَفاً فقد هَدَمه منك. وكلُّ من قَتل ولِيِّي، فقد قَتل ولِيَّك،

ومَنْ أَراد هَدْمَك فقد قصَدني بذلك. قال الأَزهري: ومن رواه الدَّمُ

الدَّمُ

والهَدْمُ الهَدْمُ، فهو على قول الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ

بدَمِك. وما هَدَمْتَ من الدِّماء هَدَمْتُ أَي ما عَفَوْتَ عنه

وأَهْدَرْتَه فقد عفوتُ عنه وتركتُه. ويقال: إِنهم إِذا احْتَلَفوا قالوا هَدَمي

هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك، ثم نسَخ الله بآيات المَواريثِ

ما كانوا يَشْترِطونه من المِيراث في الحِلْف

والهِدْمُ، بالكسر: الثوبُ

الخلَقُ المُرَقَّعُ، وقيل: هو الكِساءُ الذي ضُوعِفت رِقاعُه، وخصَّ

ابنُ الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من الصوفِ

دون الثوبِ، والجمع أَهْدامٌ وهِدَمٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، وهي

نادرة؛ وقال أَوس بن حجر:

وذات هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها،

تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا

قال ابن بري: صوابه وذاتُ، بالرفع، لأَنه معطوف على فاعل قبله؛ وهو:

لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ والـ

ـفِتْيانُ، طُرّاً، وطامِعٌ طَمِعا

وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد:

هَرَقْتُ في صُفْنِه ماءً لِيَشْرَبَه

في داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدامِ

وفي حديث عُمر: وقَفَتْ عليه عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدامٍ؛ الأَِهْدامُ:

الأَخْلاقُ من الثياب. وهَدَمْتُ الثوب إِذا رَقَعته. وفي حديث عليّ:

لبِسْنا أَهْدام البِلى، وروي عن الصَّمُوتيِّ الكلابي وذكرَ حِبَّةَ الأَرض

فقال: تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ فتنطلق هِدَماً كالبُسُطِ.

وشيخٌ هِدْمٌ: على التشبيه بالثوب. أَبو عبيد: الهِدْمُ الشيخ الذي قد

انْحَطَم مثل الهِمِّ. والعجوزُ المُتَهدِّمة: الفانيةُ الهَرِمة. وتَهَدَّم

عليه من الغضب إِذا اشتدَّ غضبُه. وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ: مثل الثوب؛

قال:

عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ،

مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ

أَبو سعيد: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رواه ابنُ

الفَرج عنه.

وعجوز مُتَهدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانيةٌ، ونابٌ مُتهدِّمة كذلك.

والهَدَمُ: ما بقي من نباتِ عامِ

أَوّلَ، وذلك لِقِدَمِه. وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ

هَدَماً وهَدَمةً، فهي هَدِمةٌ من إِبلٍ

هَدامى وهَدِمةٍ ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وهي مُهْدِم، كلاهما، إذا

اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ ولم تُعاسِرْه. وقال بعضهم: الهَدِمةُ

الناقة التي تقع من شدة الضَّبَعةِ؛ قال زيد بن تُرْكِيٍّ الدُّبَيري:

يُوشِكُ أَن يُوجسَ في الأَوْجاسِ

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ،

إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ

قال ابن جني: فيه ثلاث روايات، إِحداها:

فيها هديمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ

ويكون الهَديم هُنا فحلاً وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا

ضَبِعَتْ، وهَوَّاس: من نعت هديم؛ الوراية الثانية: هَوَّاسِ، بالخفض على

الجِوار؛ الرواية الثالثة:

فيها هَديمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ

وهو الصحيح لأَن الهَوَسَ يكون في النُّوق، وعليه يصحُّ استِشْهادُ

الجوهريّ لأَنه جعل الهَديمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، ويكون هِواسِ بدلاً من

ضبَع، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ. وهَديمُ في هذه الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ

في البيت الذي قبله أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هذا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ

فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ وأَول الأُرجوزة:

مِزْيدُ، يا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ

الشُّمْسِ، بل زادُوا على الشِّماسِ

وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً: مَثَلٌ بذلك. وتهدَّم عليه:

تَوَعَّدَه. ودِماؤهم هَدْمٌ بينهم، بالتسكين، وهَدَمٌ، بالتحريك، أَي هدَرٌ،

وذلك إِذا لم يودوا قاتلَه

(* قوله «إذا لم يودوا قاتله» كذا بالأصل، ولعله

يؤذوا أو نحو ذلك). عليّ بن حمزة: هَدْمٌ، بسكون الدال.

وتهادَمَ القومُ: تهادَرُوا.

والهُدامُ: الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان في البحر؛ وهُدِم الرجلُ: أَصابه

ذلك. والهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وفي

الحديث: من كانت الدنيا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه. قال

ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والمحفوظ هَمَّه وسَدَمَه، والله أَعلم.

ورجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث.

وذو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قَيْلٌ من أَقيال حِمْير.

والمَهْدومُ من اللبَن: الرَّثِيئةُ. وفي التهذيب: المَهْدومةُ

الرَّثيئة من اللبن؛ قال الشاعر:

شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ من داءِ بَطْنِه

بمَهْدومةٍ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف

قال: المَهْدومةُ هي الرثيئةُ. قال شهاب: إِذا حُلِب الحَليبُ

على الحَقِين جاءت رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة، لا فَلَقٌ ولا مُمْذَقِرّة

سَمْهَجَةٌ ليّنة.

والهَدْمةُ: الدُّفْعةُ من المال. ويقال: هذا شيءٌ مُهَنْدَمٌ أَي

مُصْلَح على مقدار، وهو معرَّب، وأَصله بالفارسية أَنْدام، مثل مُهَنْدِس

وأَصله انْدازه.

وفي الحديث: كلْ مما يَليك وإِياك والهَذْمَ؛ قال ابن الأَثير: هكذا

رواه بعضهم بالذال المعجمة، وهو سُرْعةُ الأَكل، والهَيْدامُ: الأَكولُ؛ قال

أَبو موسى: أَظنّ الصحيحَ بالدال المهملة يُريد به الأَكلَ من جوانب

القَصْعةِ دون وَسَطِها، وهو من الهَدَم ما تَهدَّمَ من نواحي البئر.

والهَدْمةُ: المَطرةُ الخفيفة. وأَرض مَهْدومةٌ أَي مَمْطورةٌ.

هـدم
(الهَدْمُ: نَقْضُ البَنَاء) ، هَدَمَهُ يَهْدِمُهُ هَدْماً، (كالتَّهْدِيمِ) ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هَدَّمُوا بُيُوتَهُمْ، شَدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَفِي الَحدِيثِ: ((مَنْ هَدَمَ بُنْيَانَ رَبِّهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ)) أَيْ: مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ المُحَرَّمَةَ؛ لأَنَّهَا بُنْيَانُ اللهِ وتَرْكِيبُهُ. (و) الهَدْمُ: (كَسْرَ الظَّهْر) مَنَ الضَّرْبِ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، (فِعْلُهُما كَضَرَبَ) . (و) مِنَ المَجَازِ: الهَدْمُ: (المُهْدَرُ مَنِ الدِّمَاءِ، ويُحَرَّكُ) فَيَكُونُ كالهَدْرِ زِنَةً ومَعْنىً، وَفِي الصِّحاح، يُقَالُ: دِمَاؤُهُمْ بَيْنَهُمْ هَدَمٌ، أَيْ: هَدرٌ، وهَدْمٌ أَيْضاً، بالتَّسْكيِن، فَقدم المحرك، وَجعل التسكين لُغَةً، والمُصَنِّفُ عَكَسَ ذِلَكَ، عَلَى أَنَّ عَلَىَّ بنَ حَمْزَةَ قَدْ أَنْكَرَ الكَسْرَ. (وَ) الهِدْمُ، (بِالكَسْرِ: الثَّوْبُ البَالِي) ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ، (أَو) هَوَ: الخَلَقُ (المُرَقِّعُ، أَوْ خاصٌّ بِكِسَاءِ الصُّوفِ) الْبَالِي الَّذِي ضوعِفَتْ رِقاعُهُ، دونَ الثَّوْبِ، هَكَذَا خصَّه ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ أَوْس بن حجر:
(لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَةُ ... والفِتْيانُ طُرًّا وطامِعٌ طَمِعًا)

(وذاتُ هِدْمٍ عَارٍ نَواشِرُها ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبًا جَدِعَا)
(ج: أهْدامٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتصر الْجَوْهَرِي، (وهِدَامٌ) بِالْكَسْرِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: هِدَمٌ، كَعِنَبٍ، وَهِي نادرةٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ أبي حنيفَة فِي كتاب النَّبات، وَأنْشد ابْن بري لأبي دَاوُد:
(هَرَقْتُ فِي صُفْنِهِ مَاء لِيَشْرَبَهُ ... فِي داثِرٍ خَلَقِ الأعضاءِ أهْدامِ)
وَفِي حَدِيث عمر: ((ووقفتْ عَلَيْهِ عجوزٌ عَشَمَةٌ بأهْدامٍ)) وَفِي حَدِيث عَلِيٍّ: ((لَبِسْنا أهْدَامَ البِلَى)) . (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الشَّيْخ الْكَبِير) على التَّشْبِيه بالثَّوب، وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ الشَّيْخ الَّذِي قد انْحَطَمَ، مِثْلُ الهِمِّ. (و) من الْمجَاز: الهِدْمُ: (الخُفُّ الْعَتِيق) ، على التَّشبيه بالخَلَقِ من الثَّوبِ. (و) هِدْمٌ: (اسْم) رَجُلٍ. (و) من الْمجَاز: الهَدِمُ، (كَكَتِفٍ: المُخَنَّثُ، و) الهَدَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ) كَذَا فِي النُّسخ، والصوابُ بكسرٍ ففتحٍ، كَمَا ضَبطه ياقوتٌ، قَالَ: يشبه أَن يكون جمع هِدْمٍ: (أرضٌ) بِعَينهَا، ذكرهَا زهيرٌ فِي شعره:
(بَلْ قَدْ رَآهَا جَمِيعًا غيرَ مُقْوِيَةٍ ... سُرَّاءُ مِنْهَا فَوَادي الجَفْرِ فَالهِدَمُ)
(و) الهَدَمُ: (مَا تَهَدَّمَ، من جَوَانِب) وَفِي بعض نسخ الصِّحاح: من نواحي (الْبِئْر، فَسقط فِيهَا) ، قَالَ يصف امْرَأَة فاجرةً:أَبُو عمر: أخبرنَا ثعلبٌ عَن سَلمَة عَن الْفراء:
(فِيهَا هَديمُ ضَبَعٍ هِواسِ ... )
قلت: والمصدر فِي بَاب النِّكَاح يَأْتِي على فِعَال، نَحْو الضِّرابِ، والحِرَامِ، والحِنَاءِ، فَمن رَوَاهُ هَكَذَا فَإِنَّهُ جعله بَدَلا من ضَبَعٍ، وَمن رَوَاهُ كشداد، فَهُوَ من نعت " هَدِيمُ "، وَلكنه مجرورٌ على الْجوَار، فَتَأمل. (و) الهُدامُ، (كغرابٍ: الدُّوارُ) يُصِيب الْإِنْسَان (من ركُوب الْبَحْر، وَقد هُدٍ مَ، كَعُنِيَ) : أَصَابَهُ ذَلِك، وَهُوَ مجَاز. (والهَدْمَةُ: المطرةُ الخفيفةُ) ، وَفِي الصِّحَاح: الدُّفعة من الْمَطَر، هَكَذَا فِي بعض نُسَخِهِ، وَمثله فِي الأساس. (وَأَرْض مَهْدُومَةٌ: أصابتها) هَدْمَةٌ من الْمَطَر. (و) الهَدْمَةُ: (الدُّفْعَةُ من المَال) ، كَمَا فِي نسخ الصِّحَاح، وَهَكَذَا وجد بِخَط الْجَوْهَرِي. (وَذُو مِهْدَمٍ، كمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: قيل لحمير) وَهُوَ ابْن حَضور بن عدي بن مَالك، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: من بني حُضُور: شُعيب بن ذِي مهدم، نَبِي أَصْحَاب الرَّسِّ، وَلَيْسَ هُوَ شُعَيْب صَاحب مَدين. (و) ذُو مِهْدَمٍ، أَيْضا: (ملكُ الْحَبَش) . وَذُو الأهْدامِ: المتَوَكل بن عِيَاض، شَاعِر) . (و) أَيْضا: لقب (نافعٍ، مهجوِّ الفرزدق) . (وتَهَادَموا) و (تَهَادَروا) بِمَعْنى وَاحِد. (و) من الْمجَاز: (عجوزٌ) مُتَهَدِّمَةٌ، (و) كَذَا (نابٌ مُتَهَدِّمَةٌ) أَي: هَرِمَةٌ (فانيةٌ) . (و) من الْمجَاز: (تَهَدَّمَ عَلَيْهِ غَضَبًا) : إِذا (توعَّده) ، وَفِي الصِّحَاح: اشْتَدَّ غَضُبُه. (و) فِي الصّحاح، يُقَالُ: هَذَا (شَيْءٌ مُهَنْدَمٌ) أَيْ (مُصَلَّحٌ على مِقْدَارٍ، ولَهُ هِنْدَامٌ) بالكَسْرِ، وهُوَ (مُعَرَّبُ) أَصْلُهُ بالفَارِسِيَّةِ: (أَنْدَامٌ) ، بالفَتْحِ، مِثْلُ: مُهَنْدِسٍ، وأَصْلُهُ: أَنْدَازَهُ، هكَذا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتَبَعَهُ المُصَنِّفُ، وَلاَ يَخْفَى أَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا تَكُونُ النُّونُ فِيهِ زَائِدَةً، بَلْ هِيَ مِنْ أَصْلِ الكَلِمَةِ، فالأَوْلَى إِيرَادُهَا فِي تَرْكِيبِ ((هـ ن د م)) . [] وَمَمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: انْهَدَم البِنَاءُ، وتَهَدَّمَ، مُطَاوِعَا هَدَمَهُ، وهَدَّمَهُ، ذَكَرهُمَا الجَوْهَرِيُّ. والأَهْدَ مَانِ: أَنْ يَنْهَدِمَ عَلَى الرُّجُلِ بِنَاءٌ، أَوْ يَقَعَ فِي بِئرٍْ [أَو أُهْوِيَّةٍ] . وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأهْدَمَيْنِ)) حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيَبْينِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلاَ أَدْرِي مَا حَقِيقَتُهُ. وشَهِيدُ الهَدَمِ، مُحَرَّكَةً: الَّذِي يَقَعُ فِي بِئْرٍ، أَوْ يَسْقُطُ عَلَيْه جَدَارٌ. ويَقُولُونَ فِي النُّصْرَةِ والظُّلْمِ: دَمِي دَمُكَ، وهَدَمِي هَدَمُكَ، ويُقَالُ: الهَدَمُ: الأَصْلُ، وأَيْضاً: القَبْرُ؛ لأَنَّهُ يُحْفَرُ تَرَابُهُ ثُمًَّ يُرَدُّ فِيهِ، وقَدْ مَرَّ فِي ((لَدَمَ)) . وَانْقَضَّ هَدَمٌ مِنَ الحَائِط، وهُوَ مَا انْهَدَم مِنْه. والهِدْمَةُ، بالكَسْرِ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، والجَمْعُ: هُدُومٌ، بالضَّمِّ. وهَدَمَ الثَّوْبَ وهَدَّمَهُ: رَقَّعَهُ، الأَخِيرَةُ رَوَاهَا ابنُ الفَرَج عِنْ أَبِي سَعِيدٍ. والهَدِمُ، كَكَتفٍ: الأَحْمَقُ. وَالمَهْدُومَ مِنَ اللَّبَنِ: الرَّثِيئَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ، هِيَ: المَهْدُومَةً، وأَنْشَدَ:
(شَفَيْتُ أَبَا المُخْتَارِ مِنْ دَاءِ بَطْنِهِ ... بِمَهْدُومَةٍ تُنْبِي ضُلُوعَ الشَّرَاسِف)
ِ وهُو يَتَهَدَّمُ بِالَمعْرُوفِ: يَتَوَعَّدُ. وتَهَدَّمَ عَلَيْهِ بالْكلَام: مثل تَهَوَّرَ. وَأَبُو هَدِمٍ ككَتِفٍ: أَخُو الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ، ذكره الدَّارَقُطْنِيّ، فِي الصَّحَابَة. وكزُبَيْرٍ: هُدَيْمٌ التَّغلبي، وَيُقَال: أُدَيْمٌ، لَهُ صُحْبَةٌ، روى عَنهُ الصُّبَيُّ بن مَعْبَدٍ. والهُدْمُ، وبضمتين: مَاءٌ وَرَاء وَادي الْقرى، فِي قَول عدي بن الرِّقاع العاملي، قَالَه الْحَازِمِي، وَضَبطه الْوَاقِدِيّ ككَتِفٍ، كَذَا فِي المعجم.
هـدم
هدَمَ يَهدِم، هَدْمًا، فهو هادم، والمفعول مَهْدوم وهَدَم
• هدَم البناءَ: أسقطه، نقضه، هدَّه "هدَم داره ليجدِّد بناءها- {لَهُدِمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [ق] " ° هادم اللَّذَّات: الموت- هدَم ما أبرَم من أمر: نقضَه.
• هدَم الثَّوبَ: أبلاه، رقَعَه. 

هُدِمَ يُهْدَم، هُدامًا، والمفعول مَهْدوم
• هُدِمَ الرجلُ: أصابه دُوارُ البحر "ركب السفينةَ لأول مرة
 فهُدِمَ". 

انهدمَ ينهدِم، انهدامًا، فهو مُنهدِم
• انهدمَ البناءُ: مُطاوع هدَمَ: انتقض، سقط وتهدَّم "انهدمت المباني بفعل السُّيول- انهدمت مشاريعه فوق رأسه" ° كُلُّ بنيان علمٍ غير منهدِم: حثٌّ على الــاعتماد على العلم. 

تهدَّمَ يتهدَّم، تهدُّمًا، فهو مُتهدِّم
• تهدَّم البناءُ: سقط شيئًا فشيئًا "تهدَّم سورُ المدرسة" ° تهدَّم عليه غضبًا: توعَّده- عجوز مُتهدِّمة: فانية.
• تهدَّمَ الثَّوبُ: بَلِيَ. 

هدَّمَ يهدِّم، تهديمًا، فهو مُهدِّم، والمفعول مُهدَّم
• هدَّم الحائطَ: هدَمه، أسقطه بشدَّة، نقضه وخرَّبه "هدَّمت البلديَّة بعضَ المنازل لتوسيع الشّارع- {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} ".
• هدَّم الثَّوبَ: رَقَعَهُ "خُفٌّ مُهدَّم: بالٍ، مرقَّع". 

تهديميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تهديم.
• نزعة تهديميّة: نزعة تميل إلى التَّدمير والتَّقويض "قادته نزعته التهديميّة إلى تخريب كل مكان تطؤه قدمُه". 

هُدَام [مفرد]: مصدر هُدِمَ. 

هَدّام [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من هدَمَ: كثير الهَدْم "تتَّهم الحكومة من يُعارضها بأنّهم هدّامون".
2 - ما يُسبِّب تهديم السُّلطة أو النِّظام "نظريَّات هَدّامة". 

هَدْم [مفرد]: مصدر هدَمَ. 

هَدَم [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هدَمَ: مهدوم.
2 - كلّ ما تهدّم فسقط "ألم تر أنّ الدّهرَ يهدِم ما بنى ... ويسلب ما أعطى ويُفسد ما أسدى" ° فلانٌ شهيد الهدَم: الذي يقع في بئرِ أو يسقط عليه جدار.
3 - ما بقي من نبات العام الماضي.
4 - (طب) دُوار يصيب الإنسان عند ركوب البَحْر.
5 - دم مُهْدَر ° دمي دمُك وهَدَمي هدَمُك: يقال هذا عند المعاهدة والنُّصرة. 

هِدْم [مفرد]: ج أهدام وهِدام:
1 - ثوب بالٍ مرقَّع "لبسنا أهدامَ البلى".
2 - كساء صوف ضوعفت رقاعه.
3 - شيخ هَرِم.
4 - خُفّ عتيق "يلبس هِدْمًا من الصقيع". 

هَدْمة [مفرد]: ج هَدَمات وهَدْمات: اسم مرَّة من هدَمَ. 

هِدْمة [مفرد]: ج هِدْمات وهُدوم:
1 - اسم هيئة من هدَمَ.
2 - ثَوْبٌ خَلَق بالٍ "يرتدي الدَّرويشُ هِدْمة- هدوم الفقير". 

هَدْميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى هَدْم: "قامت بعض الجماعات بعمليات هدميّة".
• قُوى هَدْميّة: قوى تخريبيَّة، مضيِّعة للآمال والجهود "تُعتبر حكومة الاحتلال هَدْميَّة من الدَّرجة الأولى- كان لتولي بعض القوى الهدميّة السلطة أثره السّيِّئُ على مسار عملية السلام في الشرق الأوسط". 

يعر

ي ع ر

للشّاة يعار: صياح، وقد يعرت الماعزة تيعر.
(ي ع ر) : (يُعَارُ الشَّاةِ) صِيَاحُهَا مَنْ بَابِ مَنَعَ تَيْعَرُ فِي (لف) (يَعْلَى) بْنُ مُنْيَةَ مَوْضِعُهُ (عل) .

يعر


يَعِرَ(n. ac.
يُعَاْر)
a. Bleated.

يَعْر
يَعْرَة
(pl.
أَيْعَاْر)
a. Kid.

يُعَاْرa. Bleat, bleating.

يَعُوْرa. Bleating.

يَعْسُوْب
a. see under
عَسَبَ
يعر
لَقِحَتِ النَّاقَةُ يَعَارَةً، ويَعَرَتْ يَعَارَة: إذا حَمَلَتْ كَرْهاً من غيرِ أنْ ألْقَحَها صاحِبُها.
واليَعْرُ: الشّاةُ تُشَدُّ عند زُبْيَةِ الأسَد، وفي المَثَلِ: " أذَلُّ من اليَعْر ". وقيل: صِغَارُ الغَنَم.
واليُعَارُ: صَوْتُ المَعزِ، وقد يَعَرَتْ، قال أبو زَيْدٍ: وجَمْعُه اليَوَاعِرُ، وأنْشَدَ:
لها حَوْلَ جَرْسِ الرّاعيَيْنِ يَوَاعِرُ.
وهذا جَمْعٌ نادِرٌ، وقيل: هو جَمْعُ ياعِرَةَ، كَرَاغِيَةِ البَكْرِ وَرَوَاغٍ. واليَعُوْرُ: الشّاةُ تَبُوْلُ على حاليِبِها فَتُفْسِد اللَّبَنَ.
يعر
يعَرَ ييعَر وييعِر، يُعارًا ويَعْرًا، فهو ياعِر
• يعَرتِ الشّاةُ أو المعزى: صاحت "جاعت الشاةُ فيعَرتْ". 

يُعار [مفرد]:
1 - مصدر يعَرَ.
2 - صوت الغنم أو المعزى. 

يَعْر [مفرد]: مصدر يعَرَ. 
(يعر) - في الحديث: "يَجِىءُ بِشَاةٍ تَيْعِرُ"
وفي روَايةٍ: "لها يُعَارٌ"
: وَهو صَوت الشَّاة.
- وفي كتاب عُمَيرْ بن أَفْصَى: "إنَّ لهم اليَاعِرَةَ"
: أي مَالَه يُعَارٌ، وهذا يُقالُ لصَوْتِ الماعِزَةِ.
- وفي حديث ابن عُمَر - في مُسنَدِ أحْمد بن حَنبل -: "مثلُ المُنافِق كالشَّاةِ اليَاعِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْن"
يُحتَمل أن يكونَ من اليُعَار ، ويُحتَمَل أن يكونَ من المَقْلوب؛ لأن المحفوظ "العائرة"، كَما يقال: جذب وَجبَذَ، ولعَمرى وَرَعَمْلى.
[يعر] اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الجديُ يربط في الزُبيَةِ للأسد. قال الشاعر : أسائِلُ عنهم كلَّما جاء راكِبٌ * مُقيماً بأملاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ - وفي المثل: " هو أذلّ من اليَعْرِ ". ويَعَرَتِ العنزُ تَيْعِرُ بالكسر، يعارا بالضم، أي صاحت. وقال: عريض أريض بات يَيْعَرُ حولَهُ * وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثعالب - هذا رجل ضاف رجلا وله عتود ييعر حوله. يقول: فلم يذبحه لنا، وبات يسقينا لبنا مذيقا كأنه بطون الثعالب لان اللبن إذا أجهد مذقه اخضر. واليعور: الشاة التي تبول على حالبها وتيعر، وتفسد اللبن. وهكذا جاء هذا الحرف. وسمعت أبا الغوث يقول: هو البعور بالباء، يجعله مأخوذا من البعر والبول. واليعارة بالفتح: أن يحمل على الناقة الفحلُ معارضةً يُقادُ إليها، إن اشتهت ضربها وإلا فلا، وذلك لكرمها. قال الشاعر : قلائص لا يلحقن إلا يعارةً * عِراضاً ولا يشرينَ إلاَّ غواليا - المجلد الثالث ...
(ي ع ر)

اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشَّاة تشد عِنْد زبية الذِّئْب، قَالَ البريق الْهُذلِيّ:

أُسائلُ عَنْهُم كلَّما جاءَ رَاكِبٌ ... مُقِيماً بأمْلاحٍ كَمَا رُبِطَ اليَعْرُ واليَعْر: الجدي، وَبِه فسر أَبُو عبيد قَول البريق.

واليُعارُ: صَوت الْغنم، وَقيل: صَوت المعزى. وَقيل: هُوَ الشَّديد من أصوات الشَّاء. ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ - الْفَتْح عَن كرَاع - يُعاراً قَالَ:

وأمَّا أشْجَعُ الخُنْثَى فَوَلَّوْا ... تُيُوسا بالشّظِىّ لَهَا يُعارُ

واليَعُورُ: الشَّاة تبول على حالبها. فتفسد اللَّبن.

وَاعْترض الْفَحْل النَّاقة يَعارَةً. إِذا عارضها فتنوخها. وَقيل: اليَعارةُ أَلا تضرب مَعَ الْإِبِل وَلَكِن يُقَاد إِلَيْهَا الْفَحْل، وَذَلِكَ لكرمها، قَالَ الرَّاعِي:

قَلائِصُ لَا يُلْقَحْنَ إلاَّ يَعارَةً ... عِراضاً وَلَا يُشْرَيِنَ إلاَّ غَوَاليا

واليَعْرُ: ضرب من الشّجر.

ويَعْرٌ: بلد وَبِه فسر السكرِي قَول سَاعِدَة بن عجلَان:

تَركْتَهُمُ وظِلْتَ بِجَرّ يَعْرٍ ... وأنْتَ زَعمْتَ ذُو خَبَبٍ مُعِيدُ

يعر: اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشاة أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عند زُِبْيَةِ

الذئب أَو الأَسد؛ قال البُرَيْقُ الهُذَليُّ وكان قد توجه إِلى مصر في

بَعْثٍ فبكى على فقدهم:

فإِن أُمْسِ شيخاً بالرَّجِيع ووُلْدُهُ،

ويُصْبِحُ قَوْمي دون أَرضِهِمُ مِصْرُ

أُسائِلُ عنهم كلما جاءَ راكِبٌ

مقيماً بأَمْلاحٍ، كما رُبِطَ اليَعْرُ

والرجيع والأَملاح: موضعان. وجعل نفسه في ضَعْفِه وقِلَّةِ حيلته

كالجَدْيِ المربوط في الزُّبْيَةِ، وارتفع قوله وُلْدُه بالعطف على المضمر

الفاعل في أَمس. وفي حديث أُم زرع: وتُرْوِيه فيِقَةُ اليَعْرَةِ؛ هي بسكون

العين العَناق. واليَعْرُ: الجَدْيُ،وبه فسر أَبو عبيد قول البريق.

والفِيقَةُ: ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين. قال الأَزهري: وهكذا قال ابن

الأَعرابي، وهو الصواب، رُبط عند زُبْيَةِ الذئب أَو لم يُرْبَطْ. وفي المثل:

هو أَذلُّ من اليَعْرِ.

واليُعارُ: صوتُ الغنم، وقيل: صوتُ المِعْزى، وقيل: هو الشديد من أَصوات

الشاء. ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ، الفتح عن كراع، يُعاراً؛ قال:

وأَما أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا

تُيوساً، بالشَّظِيِّ، لها يُعارُ

ويَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِرُ، بالكسر، يُعاراً، بالضم: صاحت؛ وقال:

عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعِرُ حولَه،

وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ

هذا رجل ضاف رجلاً وله عَتُودٌ يَيْعِرُ حوله، يقول: فلم يذبحه لنا وبات

يُسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب لأَن اللبن إِذا أُجْهِدَ

مَذْقُه اخْضَرَّ. وفي الحديث: لا يجيء أَحدكم بشاة لها يُعارٌ، وفي حديث

آخر: بشاة تَيْعَِرُ أَي تصيح. وفي كتاب عُمَيْر ابن أَفْصى: إِن لهم

الياعِرَة أَي ما له يُعارٌ، وأَكثر ما يقال لصوت المعز. وفي حديث ابن عمر،

رضي الله عنه: مَثَلُ المُنافِقِ كالشاة الياعِرَة بين الغَنَمَيْنِ؛ قال

ابن الأَثير: هكذا جاء في مسند أَحمد فيحتمل أَن يكون من اليُعار الصوت،

ويحتمل أَن يكون من المقلوب لأَن الرواية العائِرَة، وهي التي تذهب كذا

وكذا.

واليَعُورَةُ واليَعُورُ: الشاة تبول على حالبها وتَبْعَرُ فيفسد اللبن؛

قال الجوهري: هذا الحرف هكذا جاء، قال: وقال أَبو الغَوْثِ هو

البَعُورُ، بالباء، يجعله مأُخوذاً من البَعَرِ والبَوْلِ. قال الأَزهري: هذا

وهَمٌ، شاة يَعُور إِذا كانت كثيرة اليُعارِ، وكأَن الليث رأَى في بعض الكتب

شاة يعور فصحَّفه وجلعه شاة بعور، بالباء.

واليَعارَةُ: أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فيعارضها معارضة من غير أَن

يُرْسَلَ فيها. قال ابن سيده: واعترض الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عارضها

فَتَنَوَّخَها، وقيل: اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل ولكن يُقادُ

إِليها الفحلُ وذلك لكرمها؛ قال الراعي يصف إِبلاً نجائب وأَن أَهلها لا

يَغْفُلون عن إِكرامها ومراعاتها، وليست للنتاج فهنّ لا يضرب فيهن فحل

إِلا معارضة من غير اعتماد، فإِن شاءت أَطاعته وإِن شاءت امتنعت منه فلا

تُكره على ذلك:

قلائص لا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً

عِراضاً، ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا

لا يشرين إِلا غواليا أَي لكونها لا يوجد مثلها إِلا قليلاً. قال

الأَزهري: قوله يقاد إِليها الفحل محال، ومعنى بيت الراعي هذا أَنه وصف نجائب

لا يرسل فيها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لقوّتها على السير لأَن

لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها، وإِذا كانت عائطاً فهو أَبقى لسيرها وأَقل

لتعبها، ومعنى قوله إِلا يَعارَةً، يقول: لا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فحل

من إِبل أُخرى فَيَعِير ويضربها في عَيرَانِه؛ وكذلك قال الطِّرِمَّاحُ

في نجيبة حَمَلَت يَعارَةً فقال:

سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسٍ سَبَنْتا

ةٌ، أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ

أَنْضَجَتْهُ عشرينَ يوماً، ونِيلَتْ

حين نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ

أَراد أَن الفحل ضربها يَعارَةً، فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقتِ

طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت مُنَّتُها كما

كانت؛ قال أَبو الهيثم: معنى اليَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت على الفحل

عارَتْ منه أَي نَفَرَتْ، تعارُ، فَيُعارِضها الفحلُ في عَدوِها حتى

يَنالها فَيَسْتَنِيخَها ويضربها. قال: وقوله يَعارَةً إِنما يريد عائرةً

فجعل يَعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء، وكان حقه أَن يقال عارَتْ تَعِيرُ

فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فيه.

واليَعْرُ: ضرب من الشجر. وفي حديث خزيمة: وعاد لها اليَعارُ

مُجْرَنْثِماً؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وفسر أَنه شجرة في الصحراء

تأْكلها الإِبل، وقد وقع هذا الحديث في عدّة تراجم. ويَعْرٌ: بلد؛ وبه فسر

السُّكَّرِيُّ قول ساعدة بن العَجْلان:

تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ،

وأَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ

يعر
} اليَعْرُ: الشاةُ أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عِنْد زُبْيَةِ الذِّئبِ أَو الأَسَدِ. قَالَ البُرَيْقُ الهُذَليّ وَكَانَ قد توجَّه قومُه إِلَى مصرَ فِي بَعْثٍ فبكَى على فَقْدِهم:
(فإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجِيعِ ووِلْدَةٌ ... ويُصْبِحَ قومِي دونَ أَرضِهِمُ مِصْرُ) (أُسائلُ عنهمْ كلَّما جاءَ راكِبٌ ... مُقيماً بأَمْلاحٍ كَمَا رُبِطَ اليَعْرُ)
جعلَ نفسَه فِي ضَعفه وقَلَّة حيلته كالجَدْي المربوط فِي الزُّبْيَة، والرَّجيعُ والأَملاحُ: مَوضِعانِ. {كاليَعْرَة، وَمِنْه المَثَلُ: هوَ أَذَلُّ من اليَعْرِ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: وتُرْوِيه فِيقَةُ} اليَعْرَةِ. هِيَ العَنَاق. {واليَعْرُ: الجَدْيُ، وَبِه فَسَّر أَبو عُبيد قولَ البُرَيق، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَكَذَا قَالَ ابْن الأَعرابيّ وَهُوَ الصّواب، رُبِطَ عِنْد زُبْيَةِ الذِّئب أَو لم يُرْبَطْ. اليَعْرُ: شَجَرٌ.
قَالَ الصَّاغانِيّ:} يَعْرٌ: جَبَلٌ. قيل: د، وَبِه فَسَّر السّكريُّ قولَ ساعدةَ بن العَجْلان:
(تَرَكْتَهُمُ وظِلْتَ بجَرِّ يَعْرٍ ... وأَنْتَ ظَنَنْتَ ذُو خَبَبٍ مُعِيدُ)
{واليُعارُ، كغُراب: صَوْت الغَنَمِ، أَو صَوت المِعْزَى، أَو الشَّديد من أَصوات الشَّاءِ، قَالَ:
(وأَمّا أَشْجَعُ الخُنْثَى فوَلَّوا ... تُيُوساً بالشَّظِيّ لَهَا} يُعارُ)
{يَعَرَتْ} تَيْعِرُ {وتَيْعَرُ، كيَضْرِب ويَمْنَع، الْفَتْح عَن كُراع،} يُعاراً، بالضَّمّ: صاحتْ، وَقَالَ:
(عَرِيضٌ أَرِيْضٌ باتَ {يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالب)
هَذَا رجُلٌ ضافَ رَجُلاً، وَله عَنودٌ يَيْعِرُ حولَه، يَقُول: فَلم يَذبَحه لنا، وَبَات يُسَقِّينا لَبَناً مَذيقاً كأَنَّه بُطونُ الثَّعالب، لأَنَّ اللَّبَنَ إِذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ. وَفِي الحَدِيث: لَا يَجِيءُ أَحَدُكُمْ بشاةٍ لَهَا} يُعارٌ وَفِي آخَرَ: بشاةٍ {تَيْعِرُ، أَي تَصيح. وأَكْثَرُ مَا يُقال اليُعارُ لِصَوت المَعْزِ.} واليَعُورُ، كصَبُور: شاةٌ تَبُولُ على حالِبِها وتَبْعَرُ فتُفْسِدُ اللَّبَنَ، {كاليَعُورَة.} اليَعُور: الْكَثِيرَة {اليُعَارِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: هَذَا الْحَرْف هَكَذَا جاءَ. قَالَ أَبو الغَوْث: هُوَ البَعورُ، بِالْبَاء يَجعله مأْخُوذاً من البَعرِ والبَول، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا وهَمٌ، شاةٌ يَعورٌ، إِذا كَانَت كثيرةَ اليُعَارِ، وكأَنَّ اللَّيْث رأى فِي بعض الْكتب: شَاة يعور، فصحَّفه وَجعله: شَاة بعور بِالْبَاء. فِي الْمُحكم: اعْتَرَضَ الفَحْلُ النَّاقةَ} يَعَارَة بِالْفَتْح إِذا عارَضَها فتَنَوَّخَها، أَو {اليَعارَةُ أَن لَا تُضْرَبَ مَعَ الْإِبِل بل يُقادُ إِلَيْهَا الفَحْلُ، وَذَلِكَ لكَرَمِها. قَالَ الرَّاعي يَصف إبِلا نَجائبَ، وأَنّ أَهلَها لَا يَغْفُلون)
عَن إكرامها ومُراعاتها، وَلَيْسَت للنِّتاج فهنَّ لَا يَضْرِب فِيهِنَّ فَحْلٌ إلاّ مُعارَضَةً من غير اعْتِمَاد، فَإِن شَاءَت أَطاعتْه وَإِن شَاءَت امتنعتْ مِنْهُ فَلَا تُكْرَه على ذَلِك:
(قَلائِص لَا يُلْقَحْنَ إلاَ} يَعَارَةً ... عِراضاً وَلَا يُشْرَبْنَ إلاّ غَوالِيا)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَوْله: يُقادُ إِلَيْهَا الفَحْلُ، مُحالٌ، وَمعنى بَيت الرَّاعي هَذَا أَنَّه وصفَ نَجائبَ لَا يُرسَل فِيهَا الفَحلُ ضِنَّاً بطِرْقِها وإبقاءً لقوَّتها على السَّيْر، لأَنَّ لِقاحَها يُذْهِبُ مُنَّتَها. وَمعنى قَوْله: إلاّ يَعارَةً، يَقُول: لَا تُلْقَح إلاّ أَن يُفلِتَ فَحلٌ من إبلٍ أُخْرِى فيَعيرُ فيَضربها فِي عَيَرانه، وَكَذَلِكَ قَالَ الطِّرماح فِي نَجيبةٍ حملَت {يَعارَةً فَقَالَ:
(سوفَ تُدنيكَ من لَميسٍ سَبَنْتَا ... ةٌ أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ)

(أَنْضَجَتْهُ عِشرينَ يَوماً ونِيلَتْ ... حينَ نِيلَتْ} يَعارَةً فِي العِراضِ)
أَراد أَنَّ الفَحلَ ضربَها! يَعارَةً، فَلَمَّا مضى عَلَيْهَا عشرُون لَيْلَة من وَقت طَرَقَها الفحلُ أَلْقَت ذَلِك الماءَ الَّذِي كَانَت عقدَت عَلَيْهِ فَبَقيت مُنَّتُها كَمَا كَانَت. قَالَ أَبو الْهَيْثَم: معنى اليَعارَة أَنَّ النّاقة إِذا امْتنعت على الفَحل عَارت مِنْهُ، أَي نَفَرَت، تَعارُ، فيُعارِضها الفحلُ فِي عَدْوِها حَتَّى ينالَها فيستَنِيخَها ويَضْرِبَها. وَقَوله يَعارةً إنَّما يُرِيد عائرةً، فجعلَ يعارةً اسْما لَهَا وَزَاد فِيهِ الهاءَ، وَكَانَ حقّه أَن يُقال عَارت تَعِيرُ، فَقَالَ تَعَارُ، لدُخُول أَحد حُروف الحَلق فِيهِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فِي كتاب عُمَيْر بن أَفْصَى: إنَّ لَهُم {الياعِرَةَ، أَي مالَهُ} يَعارٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر: مَثَلُ المُنافق كالشَّاةِ {الياعِرَةِ بَين الغَنَمَين قَالَ ابْن الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي مُسند أَحمد، فَيحْتَمل أَن يكون من} اليُعار: الصَّوت، وَيحْتَمل أَن يكون من المقلوب، لأَنَّ الرِّواية: العَائرة، وَهِي الَّتِي تذْهب كَذَا وَكَذَا. {واليُعار، كغُراب: شجرةٌ فِي الصَّحرَاء تأْكُلُها الإبلُ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيث خُزَيْمَةَ: وعادَ لَهَا اليَعارُ مُجْرَنْثِماً، قَالَه ابْن الأَثير.} ويَعارُ، بِالْفَتْح، جبلٌ لبني سُلَيْم. نَقله ياقوت. واستدرك شَيخنَا: {يِعَار بكسْر الياءِ فِي جَمع} اليَعْرِ بِمَعْنى الجَدْيِ، وَقَالَ: إنَّهم قَالُوا: لَيْسَ لَهُم كلمة أوّلها ياءٌ مَكْسُورَة غَيرهَا وَغير يِسارٍ ويِوامٍ، وَقد تقدّم الْبَحْث فِيهِ. وثُبَيْتَةُ ابنةُ {يُعارٍ كغُراب، الأَنصاريَّة، لَهَا صُحبة، وَهِي الَّتِي أَعتَقَتْ سالما مَولى أَبي حُذيْفَة.

ثبو

[ث ب و] الثُّبّةُ العُصْبَةُ من الفُرْسانِ والجَمْعُ ثُباتٌ وثُبُون وثِبُونَ والثُّبّةُ والأُثْبِيَّةُ الجَماعَةُ من الناسِ والجَمْعُ أَثابِيهُّ الهاءُ فيها بَدَلٌ من الياءِ الأَخِيرةِ قال ابنُ جِنِّي الذّاهِبُ من ثُبَةٍ واوٌ واسْتَدَل عَلَى ذَلك بأَنَّ أكثرَ ما حُذِفَتْ لامُه إِنَّما هو من الواوِ نحو أَبٍ وأخٍ وسَنَةٍ وعضةٍ فهذا أكثرُ مما حُذفَتْ لامُه ياءً وقد تكونُ ياءً على ما تَقَدَّم وثَبَّيْتُ الشَّيءَ جَمَعْتُه قال

(هَلْ يَصْلُحُ السَّيْفُ بغَيْرِ غِمْدٍ ... )

(فثَبٍّ ما سَلَّفْتَه من شُكْدِ ... )

أَي فأَضِفْ إِليه غيرَه واجْمَعْه وثُبَةُ الحَوْضِ وَسَطُه يَجُوزُ أن يكونَ من ثَبَّيْتُ أي جَمَعْتُ وذلِك أَنَّ الماءَ إِنَّما تَجَمُّعُه من الحَوْضِ في وَسَطِه وجَعَلها أَبُو إسحاقَ من ثَابَ الماءُ يَثُوبُ واسْتَدَلَّ على ذلِك بقَوْلِه في تَصْغِيرها ثُوَيْبَة وبذلك اسْتَدَلَّ على أَنَّ عَيْنَ ثُبَةٍ واوٌ
ثبو
: (يو {والثُّبَةُ؛) بالضمِّ وتَخْفيفِ الموحَّدَةِ، وإنَّما أَطْلَقَه اعْتِماداً على الشُّهْرةِ؛ (وَسَطُ الحَوْضِ) .
(قالَ ابنُ جنِّي: الذَّاهبُ مِن} ثُبَة الْوَاو، واسْتَدَلّ على ذلِكَ بأنَّ أَكْثَر مَا حُذِفَتْ لامُه، إنَّما هُوَ مِن الواوِ ونَحْو أَخ وأَب وسَنَة وعِضَة.
قالَ ابنُ بَرِّي: الاخْتِيارُ عنْدَ المُحقِّقين أنَّ ثُبَة مِن الواوِ، وأَصْلُها {ثُبْوة حَمْلاً على أَخَواتِها لأنَّ أَكْثَر هَذِه الأَسْماء الثُّنائِيّة أَن تكونَ لامُها واواً نَحْو عِزَة وعِضَة، ويَجوزُ أَنْ يكونَ مِن} ثَبَيْت الماءَ أَي جَمَعْت، وذلِكَ أنَّ الماءَ إنَّما تَجْمعُه مِن الحَوْضِ فِي وسطِهِ.
وجَعَلَها أَبو إسْحاق مِن ثابَ يَثُوب، واسْتَدَلّ بقَوْلِهم ثُوَيْبَة.
قالَ الجَوْهرِيُّ:! الثُّبَةُ وَسَطُ الحَوْضِ الَّذِي يَثُوبُ إِلَيْهِ الماءُ، والهاءُ عِوَض مِن الواوِ الذَّاهِبَةِ مِن وسطِه لأنَّ أَصْلَه ثُوَب، كَمَا قَالُوا: أَقامَ إِقَامَة وأَصْلُه إقْوَاماً، فعوَّضُوا الهاءَ من الواوِ الذَّاهِبَة مِن عَيْنِ الفِعْل.
قُلْتُ: وَهُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ فِي التَّصْريح وأَقَرَّه شُرَّاحه.
(و) الثُّبَةُ: (الجماعَةُ) مِن النَّاسِ؛ قالَ زُهَيْرٌ:
وَقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ
نَشَاوَى واجِدِينَ لِما نَشَاءُقالَ الرَّاغبُ: المَحْذوفُ مِنْهُ الياءُ بخلافِ ثُبَة الحَوْضِ.
قُلْتُ: ولأَجْل هَذَا أَشارَ المصنِّفُ بالياءِ والواوِ جَمِيعاً فتأَمَّل.
( {كالأُثْبِيَّةِ) ، بالضَّمِّ أَيْضاً عَن ابْن جنِّي، وأَصْلُها ثُبَيٌ.
(و) الثُّبَةُ: (العُصْبَةُ من الفُرْسانِ، ج} ثُباتٌ {وثُبُونَ، بضَمِّهما) ،} وثِبُونَ؛ بالكسْرِ أَيْضاً على حَدِّ مَا يطَّردُ فِي هَذَا النّوْعِ.
(و (عَمْرُو بنُ {ثُبَيَ، كسُمَيَ: صَحابيٌّ) ، وَهُوَ الَّذِي أَشارَ على النُّعْمان بنِ مقرن بمُناجَزَةِ أَهْلِ نَهَاوَنْد.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ثَبَوْتُ لَهُ خَيْراً بَعْدَ خَيْرٍ أَو شرّاً: إِذا وَجَّهْته إِلَيْهِ.
وجاءَتِ الخَيْلُ {ثُبَاتٍ: أَي قطْعَةٌ بعْدَ قطْعَةٍ.
وتَصْغيرُ} الثُّبَةِ: {الثُّبَيَّةُ وجَمْعُ} الأُثبِيَّةِ: {الأثابيُّ} والأَثابِيَةُ، الهاءُ فِيهَا بَدَلٌ مِن الياءِ الأَخيرَةِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحُمَيْدٍ الأَرْقط:
دون {أَثابيّ من الخَيْلِ زُمَرْ والثُّبَى، بالضمِّ والقَصْر: العالي مِن مَجالِسِ الأَشْرافِ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وَهُوَ غَرِيبٌ نادِرٌ لم أَسْمَعْه إلاَّ فِي شِعْرِ الفند الزِّمَّانيّ:
تَرَكْتُ الخيلَ من آثَار
لِرُمْحِي فِي} الثُّبَى العالي تَفادَى كتَفادِي الوَحْ
شِ مَعَ أَغْضَفَ رِئْبالِقالَ ابنُ سِيدَه: وقَضَيْنا على مَا لم يَظْهر فِيهِ الْيَاء مِن هَذَا الْبَاب بالياءِ لأنَّها لامٌ، وجَعَلَ ابنُ جنِّي هَذَا البابَ كُلَّه مِن الواوِ.
! والأُثبِيَّةُ، بالضمِّ: الجماعَةُ؛ كالأثْبَيَةِ، بالهَمْزةِ. 
ثبو or ثبى 
1 ثَبَوْتُ لَهُ خَيْرًا بَعْدَ خَيْرٍ, or شَرًّا, I sent him good after good, or evil [after evil]. (TA.) [See also 2.]

2 تَثْبِيَةٌ, [inf. n. of ثبّى, mentioned in the T and K, in all its senses, in art. ثبى, and so in the M, except in the first of the following senses, which is there mentioned in art. ثبى and also in art. ثبو,] The act of collecting (K, TA) in successive assemblages (↓ ثُبَةً ثُبَةً). (TA.) You say, ثبّاهُ He collected it, namely, a thing, (M,) and water: (M * and TA in art. ثبو:) and he added to it, and collected it. (M, TA.)

b2: The collecting what is good: and also, what is bad, or evil: thus bearing two contr. significations. (K.)

b3: [And hence,] The praising a man in his life-time: (AA, S, K:) or praising him time after time in his life-time: (TA:) or praising him much; as though relating to him collections (↓ ثُبَات) of praise: (Z, TA;) or the mentioning of the sundry good qualities or actions: (Er-Rághib, TA:) and the magnifying [a person]; or honouring [him]. (T, * K.) You say, ثبّى الرَّجُلَ, (M,) or ثبّى عَلَى

الرَّجُلِ, (T,) He praised the man in his life-time: (T, M:) because the doing so implies the collecting his good qualities or actions. (T, * M.)

b4: [Hence also the contr. signification,] The blaming, or censuring, much; collecting blame, or censure, from this and that source. (TA. [The act.

part. n. is rendered in the M agreeably with this explanation.])

b5: The act of completing [and augmenting a thing]. (K.) You say, ثَبِّ مَعْرُوفَكَ

Complete and augment [thy beneficence, or bounty, or favour]. (T.) And ثبّى اللّٰهُ لَكَ النِّعَمَ [May God complete and augment to thee benefits, or blessings: or] may God send to thee benefits, or blessings. (TA.) [See also 1.]

b6: The putting a thing into a good, right, or sound, state, and augmenting it. (T, K. *)

b7: ثبّى المَالَ He kept, preserved, guarded, or took care of, the property. (Kr, M.)

A2: ثَبَّيْتُ عَلَى الشَّىْءِ, (As, S,) inf. n. تَثْبِيَةٌ, (As, T, S, M, K,) I kept constantly, or perseveringly, to the thing. (As, T, S, M, K.)

b2: The inf. n. signifies also The keeping, (T,) or pursuing, (K,) the way, course, mode of acting, or the like, of one's father: (T, K:) or the doing, or acting, like one's father. (M.)

b3: Also The complaining of one's state, or case, and of one's want; and asking aid, or assistance, and vengeance, or avengement. (K.) [One of the meanings assigned to the verb by Golius, as on the authority of the K, and by Freytag after him, is “ Disposuit paravitque se: ” app. from the former's having found الاِسْتِعْدَادُ

written in a copy of the K for الاِسْتِعْدَآءُ.]

A3: أَنَا

أَعْرِفُهُ تَثْبِيَةً I know him, or it, with a seeming, not a certain, knowledge. (T, TA.)

ثُبَةٌ A company (T, S, M, K) of men; (T, M;) as also ↓ أُثْبِيَّةٌ; (M, K; [in the CK erroneously written اَثْبِيَة;]) and أُثْئِيَّةٌ: (TA:) a company in a state of separation or dispersion; or a distinct body, or company, of men: (T:) and a troop of horsemen; such as is termed عُصْبَة: (M, K: [in the CK, العَصَبَةُ is erroneously put for العُصْبَةُ:]) the pl. is ثُبَاتٌ and ثُبُونَ (T, S, M, K) and ثِبُونَ (S, M) and (the pl. of أُثْبِيَّةٌ, TA) أَثَابِىُّ and أَثَابِيَةٌ, in which last the ة is a substitute for the last ى [of أَثَابِىُّ]: (M, TA:) or [accord. to some,] أَثَابِىُّ, which signifies companies, has no sing.; but, as some say, its sing. is ↓ أَثْبِيَّةٌ, of the measure أُفْعُولَةٌ, [originally أُثْبُويَةٌ,] which means a numerous company: (Ham p. 796:) [it is also said that] ثُبًى is a pl. of ثُبَةٌ as meaning a company; (L in art. ثوب, and Ham p. 271;) and hence the phrase الثُّبَى العَالِى, for الثُّبَى العَالِيَةُ, [the high, or exalted, companies,] the former word being made masc. because it is like زُلَمٌ [which is sing. and masc.]; but some say that this word here means the assemblies of the nobles: (Ham ubi suprá:) IAar says, الثُّبَى العَالِى مِنْ مَجَالِسِ الأَشْرَافِ; but [ISd observes,] this is extraordinary, and I have not heard it except in the poetry of El-Find EzZimmánee. (M.) Accord. to some, it is from ثَابَ, being originally ثُوبَةٌ; and its dim. is ثُوَيْبَةٌ: (T:) or it is originally ثُبَىٌ: (S:) accord. to Er-Rághib, the letter elided from ثُبَةٌ as meaning “ a company,” but not as relating to a wateringtrough or tank, is ى; and ISd holds it to be ى: and [if so,] its dim. is ↓ ثُبَيَّةٌ: (TA:) [but ISd adds,] IJ says that the elided letter is و, because it is this in most cases, as in أَبٌ and أَخٌ and سَنَةٌ and عِضَةٌ &c. (M in arts. ثبو and ثبى.) [See also art. ثوب. It seems to signify also An assemblage, or a collection, of things of any kind:] see 2, in two places.

b2: Also The middle of a wateringtrough or tank, (T, S, M, K,) to which the water returns [when it has been emptied], (S,) or to which what remains of the water returns: (T:) and the place where the water collects in a valley or low ground: (Aboo-Kheyreh, T:) but this is from ثَابَ; (T, S; *) the ة is a substitute for the و, the medial radical, which is suppressed; for it is originally ثُوَبٌ: (S:) or it is originally ثُوبَةٌ: (T:) or it may be from ثَبَّيْتُ “ I collected: ”

but Aboo-Is-hák makes it to be from ثَابَ المَآءُ, aor. ـُ and this he infers to be the case from their saying that the dim. is ثُوَيْبَةٌ. (M.) [See also art. ثوب.]

ثَبِىٌّ One who praises men much [while they are living: see 2]. (TA.)

ثُبَيَّةٌ: see ثُبَةٌ, of which it is said to be the dim.

أُثْبِيَّةٌ: see ثُبَةٌ, in two places.

مُثَبًّى Property collected together. (TA.)
ث ب و

نفروا إلى العدو ثبات وثبين أي جماعات متفرقة. وعنده أثبية من الخيل وأثابي. قال حميد الأرقط:


قد أغتدي والصبح محمر الطرر ... بسحق الميعة ميال العذر

كأنه يوم الرهان المحتضر ... دون أثابي من الخيل زمر

ضار غدا ينفض صئبان المطر

ومن المجاز: قولهم ما يعدله عندي مال مثبّى، ولا ولد عربي؛ أي مجموع مجعول ثبات. وثبى الله لك النعم: ساقها إليك ثبات. قال الحارث ابن ثعلبة الأزدي:

أثني على الله إما كنت في بلد ... حسن الثناء بما ثبى لي النعما وثبى على الرجل: أثنى عليه ثناء كثيراً كأنما أورد عليه ثبات منه.

حوى

(حوى) الشَّيْء انقبض وَالشَّيْء قَبضه (لَازم ومتعد) وحوية عَملهَا
(حوى)
الشَّيْء حواية استولى عَلَيْهِ وَملكه وَيُقَال حوى الْحَيَّة رقاها فاستسلمت لَهُ
(حوى) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {فجَعَلَه غُثاءً أحْوَى}
: أي أَخْضَر، يَضْرِب إلى الحُوَّة، وهي السَّواد
- ومنه الحَدِيث: "وَلَدتْ جَدْيًا أسْفَعَ أَحْوَى" .
: أي أسود، ليس بالشَّدِيد السَّوادِ: أي كان لَطِيمًا، في الخَدَّين بَياضٌ.
- في الحديث: "أَنَّ امرأةً قالَتْ: إنَّ ابْنِى هذا كان [حِجْرِى] له حِواءٌ"
الحِواءُ: اسمُ المَكانِ الذي يَجوِى الشَّىءَ، أي يَجمَعه، وأَصلُه أَخبِية دَنَا بَعضُها من بَعْض.
[حوى] نه فيه: ابني هذا كان بطني له "حواء" هو اسم مكان يحوي الشيء أي يضمه ويجمعه. ط: ولعل هذا الصبي ما بلغ سن التمييز فقدم الأم لحضانته، والصبي في حديث أبي هريرة كان مميزاً فخيره. نه وفيه: فوألنا إلى "حواء" ضخم، هي بيوت مجتمعة مق الناس على ماء، والجمع أحوية، ووألنا لجأنا. ومنه: ويطلب في "الحواء" العظيم الكاتب فما يوجد. وفي ح صفية: كان "يحوي" وراءه بعباءة أو كساء ثم يردفها، التحوية أن يدير كساء حول سنام البعير ثم يركبه، والاسم حوية والجمع حوايا. زرك: ويروى بفتح ياء وسكون حاء أي يهيئ لها من ورائه بعباءة، وهو كساء محشو بليف. نه ومنه ح بدر: قال عمير الجمحي لما نظر إلى أصحاب النبي وحرزهم: رأيت "الحوايا" عليها المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع. وفيه: ولدت جدياً أسفع "أحوى" أي أسود ليس شديد السواد. مد "غثاء "أحوى" أسود. ش: "حواء" رضي الله عنها بالمد. نه وفيه: خير الخيل "الحو" هي جمع أحوى وهو الكميت الذي يعلوه سواد، والحوة الكمتة، وقد حوي فهو أحوى. وفيه: هل علي في مالي شيء إذا أديت زكاته؟ قال صلى الله عليه وسلم: فأين ما "تحاوت" عليك الفضول، هي تفاعلت من حويته إذا جمعته، يقول: لا تدع الموساة من فضل مالك، والفضول جمع فضل المال عن الحوائج، ويروى: تحاوأت، بالهمزة وهو شاذ كلبأت بالحج، وفيه ذكر حكم و"حاء" وهما قبيلتان وهو من الحوة وقد حذفت لامه، أو من حوى ويجوز كونه مقصوراً غير ممدود، ومر في حكم. ك: "الحوايا" جمع حاوية: الأمعاء. غ: "تحوى" تلوى حاو يحاو والماء لا منفذ له حائو.

حو

ى1 حَوَاهُ, aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. حَىٌّ, (S,) or حَوَايَةٌ, (Msb,) or both, (K,) He collected it; brought it, drew it, or gathered it, together; (S, Msb, K;) as also ↓ تحاواهُ: (TA:) he grasped it; got, or gained, possession of it: (Msb, K:) and ↓ احتواهُ signifies the same; (S, Msb, K;) as also عَلَيْهِ ↓ احتوى: (Msb, K:) or this last, he took, or got, possession of it; took it, got it, or held it, within his grasp, or in his possession: (S:) and حَوَاهُ signifies also he possessed it: (Msb:) and, said of a place [&c., as also ↓ احتوى

عليه and ↓ احتواه], it comprised, comprehended, or contained, it. (TA.) b2: He turned it round, made it to turn round, or wound it. (Har p. 236.

[See حَىٌّ in art. حى.]) A2: حَوَى حَوِيَّةً He made a vehicle for a woman such as is called حَوِيَّة. (TA.) A3: حَوِىَ [originally حَوِوَ]: see art. حو.2 تَحْوِيَةٌ [inf. n. of حوّى] signifies The act of drawing together, or contracting: and the state of drawing together, or contracting; or being drawn together, or contracted; as also تَحَوٍّ

[inf. n. of ↓ تحوّى]: (Lh, K:) or, in the opinion of ISd, تَحْوِيَةٌ has the former signification; and ↓ تَحَوٍّ, the latter. (TA.) A woman of the tribe of Kelb, being asked what she did in the rainy night, answered, أُحَوِّى نَفْسِى [I draw myself together]. (Lh, TA.) b2: كَانَتْ تُحَوِّى وَرَآءَهُ بِعَبَآءَةٍ

أَوْ كِسَآءٍ, occurring in a trad. of Safeeyeh, means She used to wind an عباءة or a كساء round the hump of the camel, behind him, and then to ride upon it. (IAth. [See حَوِيَّةٌ.]) 5 تحوّى, (S, K,) inf. n. تَحَوٍّ, (K,) It assumed a round, or circular, form; or coiled itself: (K:) or it gathered itself together, and coiled itself, or assumed a round, or circular, form. (S.) Yousay, تَحَوَّتِ الحَيَّةُ (S, K *) The serpent gathered itself together, and wound, or coiled, itself; (TA;) whence, as some say, the word حَيَّةٌ: (K:) and in like manner one says of the intestines. (K.) b2: See also 2, in two places.6 تَحَاْوَىَ see 1.8 إِحْتَوَىَ see 1, in four places.

A2: احتوى حَوِيًّا He made a small watering-trough, or tank, for his camels. (TA.) حَوًى, (Az, IB, TA,) or ↓ حَوِيَّةٌ, (K,) The having, or assuming, a round, or circular, or coiled, form; or roundness or circularity [or the state of being coiled]; of anything; (Az, K, TA;) as, for instance, of a serpent; (Az, IB, TA;) and of certain asterisms, which appear regularly disposed in a round, or circular, form. (Az, TA.) [See 5.]

حِوَآءٌ A place that comprises, comprehends, or contains, a thing: for instance, the belly [or womb] of the mother is a حوآء to the child [or fœtus]. (TA.) b2: A collection of tents (بُيُوت), near together; as also ↓ مُحَوًّى: (K:) or a collection of tents (بيوت) of people, made of camel's fur: (S:) or a collection of tents (بيوت) of people, at a water: (TA:) pl. أَحْوِيَةٌ: (S, TA:) and ↓ محتوى

[app. مُحْتَوًى] and ↓ محوى [app. مَحْوًى] signify a place in which the tents (بيوت) of a tribe are collected together: (Lth, TA:) the last is of the dial. of El-Yemen, where it is applied to a few small tents collected together in a tract, or region, of fruitful, or productive, land: (TA:) and its pl. is محاوى [or, more probably, مَحَاوٍ; with the article, المَحَاوِى]. (Lth, TA.) A tent of [goats'] hair, and of [camels'] fur, of the Arabs of the desert. (KL.) حَوِىٌّ Possessing, after deserving, or after becoming entitled. (IAar, K.) A2: A small wateringtrough, or tank, (K, TA,) which a man makes for his camel; called also مَرْكُوٌّ. (TA.) [See also the next paragraph.]

حَوِيَّةٌ: see حَوًى.

A2: Also A winding, or circling, or coiled, gut or intestine; and so ↓ حَاوِيَةٌ and ↓ حَاوِيَآءُ: (K:) [also called قِتْبٌ:] or the [kind of gut, or intestine, termed]

دَوَّارَة in the belly of the sheep or goat; as also ↓ حَاوِيَةٌ: (IAar:) حَوِيَّةٌ البَطْنِ and البَطْنِ ↓ حَاوِيَةٌ and البَطْنِ ↓ حَاوِيَآءُ all signify the same: (S:) the pl. is حَوَايَا; (K;) or this is the pl. of حَوِيَّةٌ, signifying the أَمْعَآء [or intestines into which the food passes from the stomach]; and the pl. of حَاوِيَةٌ and حَاوِيَآءُ is [said to be] حَوَاوٍ; (S;) but IB says that this latter pl. is not held to be allowable by Sb, and that حَوَايَا is the pl. of all the three sings., [originally] of the measure فَعَائِلُ as pl. of the first, and فَوَاعِلُ as pl. of the second and third [though in these two cases it should be by rule حَوَآءٍ]: AHeyth says that حَوَايَا as pl. of حَاوِيَةٌ is like زَوَايَا as pl. of زَاوِيَةٌ: and ISk mentions الحَاوِيَاتُ as pl. of الحَاوِيَةُ and الحَاوِيَآءُ, [in the latter case like قَاصِعَاتٌ as pl. of قَاصِعَآءُ,] and explains it as signifying بَنَاتُ اللَّبَنِ [app. meaning the small guts, or intestines, in which originate the lacteals]. (TA.) b2: Also sing. of حَوَايَا signifying Winding excavations or hollows, which the rain fills, and in which it remains a long time because the soil at the bottom thereof is cohesive and hard, retaining the water: the Arabs call them [also] أَمْعَآء, likening them to the حَوَايَا of the belly: accord. to AA, the pl. signifies i. q. مَسَاطِحُ [pl. of مِسْطَحٌ], made by collecting earth and stones upon smooth and hard rock, to confine thereby water: accord. to IB, on the authority of IKh, wells that are dug in the district of Kelb, in hard ground, whereby is confined the water of the torrents, which they drink throughout the year: accord. to Nasr, a certain construction with masses of rock in the form of a pool, on the way to Et-Teghlibeeyeh, near Ood: accord. to ISd, the sing. signifies a smooth and hard rock which is surrounded with stones and earth, in which water collects. (TA.) b3: Also A [garment of the kind called] كِسَآء, stuffed [with ثُمَام or the like], which is wound round the hump of the camel; (S, K; *) i. q. سَوِيَّةٌ, except that the former is only for camels, and the latter is sometimes for other animals: pl. حَوَايَا: (S:) a subst. from 2 in the last of the senses assigned to it above: (IAth:) [the same is app. meant by what here follows:] a certain thing that is prepared for a woman to ride upon. (TA. [But it was also used by men.]) 'Omeyr Ibn-Wahb El-Jumahee said, on the day of Bedr, when he computed the number of the companions of the Prophet, رَأَيْتُ الحَوَايَا عَلَيْهَا المَنَايَا [meaning I saw the حوايا with the men of courage upon them]: (S:) [for]

مَنِيَّةٌ [sing. of منايا] means (assumed tropical:) “ a man of courage upon his saddle. ” (TA.) حُوَيَّةٌ [a dim. of حَيَّةٌ]: see what next follows.

رَجُلٌ حَوَّآءٌ A man who collects serpents (حَيَّات); and so ↓ حَاوٍ: [which latter, vulgarly pronounced حَاوِى, is also now applied to a serpent-charmer; and a juggler who performs various tricks with serpents &c.:] (K in art. حى:) or the latter, (S in that art.,) or both, (T in that art.,) an owner of serpents; (T, S;) and so حَاىٍ: (T:) the pl. of حَاوٍ is حُوَاةٌ. (TA.) b2: [Hence,] ↓ الحَوَّآءُ الحُوَيَّةُ (assumed tropical:) The constellations Serpentarius and Serpens. (Kzw.) حَاوٍ: see what next precedes.

حَاوِيَةٌ: see حَوِيَّةٌ, in three places.

حَاوِيَآءُ: see حَوِيَّةٌ, in two places.

حَاوِىٌّ: see حَائِىٌّ, in art. حوأ.

حَيَّةٌ [meaning A serpent] is said by some to be from تَحَوَّى, because what is so termed gathers itself together, and winds, or coils, itself; (ISd, * K, * TA;) and to be originally حَوْيَةٌ; (TA in art. حى;) and their opinion is strengthened by the forms and meaning of the words حَوَّآءٌ and حَاوٍ (TA) [and by the form and meaning of the word مَحْوَاةٌ]: or the حيّة is so called because of the length of its life (لِطُولِ حَيَاتِهَا). (K. [See the next art.]) أَحْوَى: see art. حو.

أَحْوِىٌّ: see art. حو.

محوى [app. مَحْوًى]: see حِوَآءٌ.

أَرْضٌ مَحْوَاةٌ A land abounding with حَيَّات [or serpents]: (TA:) or containing serpents; as also مَحْيَاةٌ. (Ibn-Es-Sarráj, S in art. حى.) مَحْوِىٌّ pass. part. n. of حَوَاهُ. (Msb.) مُحَوًّى: see حِوَآءٌ.

محتوى [app. مُحْتَوًى]: see حِوَآءٌ.

حى: or حى and حيو 1 حَيِىَ, (S, Mgh, Msb, K,) and حَىَّ, (S, K,) which latter is the more common, (Fr, S,) [like مَلَّ, originally مَلِلَ,] dual حَيِيَا, and حَيَّا, (Fr,) pl. حَيُوا, (Fr, S,) like خَشُوا, (S,) and حَيُّوا, (Fr, S,) as some say, (S,) aor. ـْ (S, Msb, K,) and يَحَىُّ, (Fr, K,) [like يَمَلُّ, originally يَمْلَلُ,] occurring in poetry, but improper, and disallowed by the Basrees, (Fr,) inf. n. حَيَاةٌ [q. v. infrà], (IB, Mgh, Msb,) or حَيَآءٌ, (K,) and حِىٌّ and حَيَوَانٌ, (IB,) which last has an intensive signification, like its contr. مَوَتَانٌ, (Msb,) He, or it, lived; or was, or became, in the state termed حَيَاةٌ, explained below. (S, K.) [The inf. n. حَيَوَانٌ (q. v. infrà) suggests the supposition that حَيِىَ may be originally حَيِوَ; but I find no authority for this supposition; and if it be the case, this verb presents the only instance of a root of which the medial radical letter is ى and the final و.] b2: حَيُوا, said of a people, or company of men, (assumed tropical:) They were, or became, in good condition: (AA, S:) or they were, or became, fat, by having the means of subsistence, بَعْدَ هُزَالٍ [after leanness]. (Az. [See also 4.]) b3: You say also, حَيَّتِ النَّارُ, inf. n. حَيَاةٌ and حَيَآءٌ, (assumed tropical:) [The fire was, or became, alive, or burning,] like as you say, مَاتَت. (AHn.) b4: حَيِىَ الطَّرِيقُ (assumed tropical:) The road, or way, was, or became, apparent, or distinct. (K.) One says, إِذَا حَيِىَ لَكَ الطَّرِيقُ فَخُذْ يَمْنَةً (assumed tropical:) [When the road, or way, becomes apparent, or distinct, to thee, take to the right]. (TA.) b5: حَيِىَ and حَيِىَ مِنْهُ, aor. ـْ inf. n. حَيَآءٌ: see 10, in two places.

A2: حَىَّ الخَمْسِينَ: see 2.2 حيّاهُ, inf. n. تَحِيَّةٌ, (Mgh, Msb, K,) in its primary sense, i. q. ↓ احياهُ. (Mgh.) You say, حَيَّاكَ اللّٰهُ, (S, K,) meaning May God preserve thee alive; prolong thy life; or make thee to continue in life; syn. أَبْقَاكَ; (Fr, Selemeh Ibn-'Ásim, K;) as also ↓ احياك; (Selemeh Ibn-'Ásim, TA;) or عَمَّرَكَ: (Aboo-'Othmán El-Mázinee, Mgh, TA:) or may God save thee; or make thee to be free from evil, or harm, or the like: (Fr, TA:) or may God make thee to have dominion: (Fr, S, K:) or may God honour thee, and benefit thee. (Ham. p. 489.) And حَيَّاكَ اللّٰهُ وَبَيَّاكَ [explained in art. بى]. (TA.) And حَيَّا اللّٰهُ وَجْهَكَ [May God preserve thy face: see مُحَيًّا]. (Ham p. 23.) b2: Also He said to him حَيَّاكَ اللّٰهُ, explained above: (Mgh:) originally, he prayed for his life: and then, he prayed for him, absolutely: (Msb:) he saluted him; (K, TA;) and so حيّاهُ تَحِيَّةَ المُؤْمِنِ: (Lh, TA:) as used in the language of the law, he said to him, سَلَامٌ عَلَيْكَ. (Msb.) b3: [See also تَحِيَّةٌ, below.]

A2: حيّا الخَمْسِينَ [in the CK (erroneously) الخَمْسِينَ ↓ حَىَّ] He approached [the age of] fifty. (IAar, K, TA.) A3: حَيَّيَتُ حَآءً حَسَنةً and حَسَنًا [I wrote a beautiful ح]. (TA in باب الالف اللّينة.) 3 حَايَيْتُ النَّارَ, (inf. n. مُحَايَاةٌ, TA,) i. q. ↓ أَحْيَيْتُهَا [i. e. (assumed tropical:) I gave life to, enlivened, or revived, the fire] by blowing. (K.) [See also 2 in art. رهب; where a similar meaning is assigned to the former verb; but perhaps it is there a mistranscription.] مُحَايَاةٌ also signifies Nourishment (غِذَآء [which is properly speaking a subst., but seems to be here used as an inf. n.,]) for, or of a child, (K, TA,) with that whereby is his life, or, as in the M, because thereby is his life. (TA.) 4 احياهُ, (S, Msb, K, &c.,) inf. n. إِحْيَآءٌ, (TA,) said of God, (S, Msb,) He made him alive, to live, or be a living being; quickened, endued with life, vivified, [revivified, revived, or resuscitated,] him. (S, * Msb, * K.) Hence, in the Kur [lxxv. last verse], أَلَيْسَ ذٰلِكَ بِقَادِرٍ أَنْ يُحْيِىَ المَوْتَى, (S, TA,) i. e. Is not That Doer of these things (Jel) [able to quicken the dead?]. b2: See also 2, in two places. b3: (assumed tropical:) He (God) endued him with the intellectual faculty: as in the saying, in the Kur [vi. 122], أَوَمَنْ كَانَ مَيِّتًا فَأَحْيَيْنَاهُ (assumed tropical:) [And is he who was intellectually dead and whom we have endued with the intellectual faculty...?]. (Er-Rághib.) b4: See also 3. b5: احيا الأَرْضَ (assumed tropical:) He (God) revived the earth, or land, by the rain, so as to produce in it plants, or herbage. (TA.) And أُحْيِيَتِ الأَرْضُ (assumed tropical:) The land was tilled, and made productive. (AHn.) And احيا المَوَاتِ (tropical:) He turned to use the unowned and unused and uncultivated land by walling it round or sowing it or building upon it and the like. (TA.) b6: Also (assumed tropical:) He (a man) found the land to be fruitful, or abundant in herbage, (S, K,) with fresh herbage. (K.) b7: احيا اللَّيْلَ (assumed tropical:) He passed the night in religious service, worship, adoration, or devotion, abstaining from sleep: (TA:) or [simply] he remained awake during the night. (W p. 9.) And احيا لَيْلَتَهُ He passed his night awake. (MA.) A2: احيت النَّاقَةُ The she-camel had living offspring; (S, K;) her offspring seldom, or never, died. (S.) b2: احيا القَوْمُ The people, or company of men, had their cattle living: (K:) or had their cattle in good condition: (AA, S, K:) or had rain, so that their beasts obtained herbage to such a degree that they became fat: (Az:) or they (themselves) became in a state of abundance of herbage, or plenty. (S, K. [See also 1.]) 5 تحيّا مِنْهُ (assumed tropical:) He shrank from it: taken from الحَيَآءُ [or الحَيَاةُ]; because it is of the nature of the living to shrink: or it is originally تَحَوَّى; the و being changed into ى; or [in other words] from الحَىُّ “ the act of collecting,” [inf. n. of حَوَاهُ,] like تَحَيَّزَ from الحَوْزُ. (TA.) [See also 10.]6 تَحَايَا as quasi-pass. of 3, He quickened, enlivened, or revived, himself. See an ex. voce رُوحٌ.]10 استحياهُ He spared him; let him live; or left him alive; (S, Msb, K, TA;) did not slay him; (Msb;) in which sense the verb has but one form: (Msb, TA:) or he left him; let him alone; or forbore from him. (Mgh.) b2: Hence, as some say, (K,) إِنَّ اللّٰهَ لَا يَسْتَحْيِى أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا, (S, K,) in the Kur [ii. 24], i. e. لَا يَسْتَبْقِى

[meaning Verily God will not spare to propound, or refrain from propounding, a parable, or as a parable]. (S.) [Hence, also,] إِنَّ اللّٰهَ يَسْتَحْيِى مِنْ ذِى الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ أَنْ يُعَذِّبَهُ, i. e. [Verily God] forbears from punishing [the hoary Muslim]. (Er-Rághib.) b3: [اِسْتَحْيَى, or اِسْتَحْيَا, which latter is the more proper mode of writing it, also signifies He felt, or had a sense of, or he was, or became, moved or affected with, shame, shyness, or bashfulness; and particularly, but not always, honest shame, or pudency, or modesty; or his soul shrank from foul things; as also اِسْتَحَى; and ↓ حَيِىَ, inf. n. حَيَآءٌ.] استحيى is of the dial. of El-Hijáz; and استحى, with a single ى, is of the dial. of Temeem; (Akh, S, Msb;) the former being the original, (Akh, S,) and that which is used in the Kur: (Msb:) in the latter, the first ى [of the original] is suppressed, [and its vowel is transferred to the ح,] to facilitate the pronunciation, because of the occurrence of the two ى s together: this is the opinion of Sb; and with it agrees that of Aboo-'Othmán [ElMázinee]: the opinion ascribed to Sb in the S, namely, that اِسْتَحَيْتُ is changed from اِسْتَحْيَيْتُ in like manner as اِسْتَبَعْتُ is changed from اِسْتَبٌيَعْتُ, is that of Kh, and is disallowed by El-Mázinee. (IB.) You say, استحيى منه, (S, K, [in the CK, erroneously, عَنْهُ,]) or استحيا منه, (Mgh, Msb,) and استحى منه, and استحياهُ, (S, Msb, K, TA,) and استحاهُ; (TA, [and so in the CK in the place of استحياهُ;]) as also منه ↓ حَيِىَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـْ (S,) inf. n. حَيَآءٌ; (S, * Mgh, Msb, K;) He was ashamed of it or on account of it, or ashamed to do it, or shy of doing it; [generally meaning a foul thing;] he was ashamed for himself, or of himself, or was bashful, or shy, with respect to it, or him; he was abashed at, or shy of, it, or him; (K;) he shrank from it, or him: (Msb, K: *) and استحيى مِنْ كَذَا [or استحيا] He disdained, or scorned, such a thing; abstained from it, or refused to do it, by reason of disdain and pride; he dislike, or hated, it, and his soul was above it; he shunned it, avoided it, or kept himself far from it; syn. أَنِفَ مِنْهُ. (TA.) حَىَّ a verbal noun, (S, M, Mgh, TA,) and therefore immediately followed by عَلَى, (M, TA,) used as an imperative [addressed to a single person, male or female, and to more than one]; (S;) used in calling, or summoning, or inviting, and urging; (Lth, T, TA;) and having no verb derived from it [alone, for حَيْعَلَ is derived from حَىَّ and عَلَى together]; (Lth, T, Msb, TA;) meaning Come: (S, M, Mgh, Msb, K, TA, &c.:) or come quickly: or hasten. (Mgh, TA.) Hence, حَىَّ عَلَى الصَّلَاهٌ (in the أَذَان, TA) Come to prayer: (IKt, S, M, Msb, K:) or come ye to prayer: or come ye quickly: or hasten ye. (TA.) And حَىَّ عَلَى الفَلَاحْ [in the same: see art. فلح]. (Mgh, TA.) And حَىَّ عَلَى الغَدَآءِ [Come to the morning-meal]: and على العَشَآءِ [to the evening-meal]: (Msb:) and على الثَّرِيدِ [to the crumbled bread moistened with broth]: (S:) and على الخَيْرِ [to good, good fortune, prosperity, &c.]. (Lth, T, TA.) The saying of Ibn-Ahmar, حَىَّ الحُمُولَ فَإِنَّ الرَّكْبَ قَدْ ذَهَبَا means Keep thou to the loads [for the riders upon the camels have gone]. (TA.) b2: In the phrase حَىَّ هَلَ, and حَىَّ هَلًا, followed by عَلَى كَذَا and إِلَى كَذَا, and حَىَّ هَلَا, (K,) which last is used in a case of pausation, but is bad in other cases, (S in art. هل,) and حَىَّ هَلْ, and حَيَّهْل, [so in the copies of the K,] with the ه quiescent, (K,) and حىّ هلن [app. حَىَّ هَلَنْ, for حَىَّ هَلًا, or perhaps a mistranscription for حَىَّ هَلَكَ], (TA,) [the most common rendering of حَىَّ هَلَ &c. is like that of حَىَّ alone, namely, Come: or] حىّ signifies hasten thou; and [هل or] هلا, come to it, or reach it; [so that the meaning is hasten thou: come to such a thing:] or حىّ signifies come; and [هل or] هلا, quickly (حَثِيثًا), or be thou quick; [so that the meaning is come quickly to such a thing:] or [هل or]

هلا signifies be thou quiet; and the meaning is أَسْرِعْ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَاسْكُنْ حَتَّى يَنْقَضِىَ [Speed thou at the mention thereof, and be quiet until it is finished]. (K.) Accord. to Abu-lKhattáb, the Arabs used to say, حَىَّ هَلَ الصَّلَاةَ, meaning Come thou to prayer. (TA.) And one says, حَىَّ هَلْ بِفُلَانٍ, (IAar, and so in the CK,) and حَىَّ هَلًا بفلان, (IAar, and so in MS. copies of the K,) and حَىَّ هَلَ بفلان, meaning Hasten thou with such a one: (IAar:) or keep thou to such a one, and call him. (K.) It is said in a trad., إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فِحَىَّ هَلَ بِعُمَرَ, (S in art. هل,) or فَحَيَّهَلًا بِعُمَرَ, (TA,) i. e. [When the good, or righteous, are mentioned, then] keep thou to 'Omar, and call 'Omar, (S ubi suprà, and TA,) and begin with him, and be quick in mentioning him; (TA;) for he is of such. (S ubi suprà.) Accord. to some of the grammarians, (TA,) when you say حَىَّ هَلًا, with tenween, it is as though you said حَثًّا; and without tenween, it is as though you said الحَثَّ; the tenween being made a sign of indeterminateness; and the omission of it, a sign of determinateness: and so it is in all compounds of this kind. (K.) [See also art. هل.]

حَىٌّ Living, having life, alive, or quick; contr. of مَيِّتٌ [or مَيْتٌ]; (S, Mgh, * Msb, * K;) and ↓ حَيَوَانٌ is syn. with حَىٌّ [as meaning having animal life]: (IB:) dim. of the former ↓ حُيَىٌّ: (Msb:) and pl. أحْيَآءٌ. (Msb, K.) When you say of a person, لَيْسَ بِحَىٍّ, you mean that he is dead: (Lh:) but مِنْهَا ↓ ضُرِبَ ضَرْبَةً لَيْسَ بِحَاىٍ, (Lh, K,) [in the CK ضَرَبَ, and] in [some of] the copies of the K, erroneously, بِحَآءٍ, (TA,) means [He was struck a blow] in consequence of which he will not live: (Lh, K: *) like as the saying لَا تَأْكُلْ كَذَا فَإِنَّكَ مَارِضٌ means Thou wilt be sick if thou eat such a thing. (Lh, K.) Accord. to ISh, one says, أَتَانَا حَىُّ فُلَانٍ, meaning Such a one came to us in his life [-time]: and سَمِعْتُ حَىَّ فُلَانٍ يَقُولُ كَذَا, meaning I heard such a one say thus in his life [-time]: (TA:) [or the former may mean Such a one himself came to us: and the latter, I heard such a one himself say thus: for] حى [i. e. حَىّ as a prefixed noun] is sometimes redundant, like آل and ذُو: (Ham p. 308:) [and] IB says that حَىُّ فُلَانٍ means Such a one himself. (TA.) And they say, أَهْلِكَ ↓ كَيْفَ أَنْتَ وَحَيَّةُ, i. e. How art thou, and those remaining alive of thy family? (TA.) b2: Applied to God, Deathless. (Er-Rághib.) b3: Possessing the faculty of growth, as an animal, and as a plant: (Er-Rághib:) and, applied to a plant, fresh, juicy, or succulent, and growing tall. (TA.) b4: [Sensitively alive;] possessing the faculty of sensation. (Er-Rághib.) b5: (assumed tropical:) [Intellectually alive;] possessing the faculty of intellect. (Er-Rághib.) [Hence,] (assumed tropical:) A Muslim; like as مَيِّتٌ means an unbeliever. (TA.) b6: (assumed tropical:) Lively, as meaning free from grief or sorrow. (Er-Rághib.) b7: (assumed tropical:) Whole, sound, or unbroken. (L and TA in art. صأب.) b8: أَرَضٌ حَيَّةٌ (assumed tropical:) Fruitful land; or land abounding with herbage; (K, TA;) like as ارض مَيْتَةٌ means unfruitful land. (TA.) b9: الشَّمْسُ حَيَّةٌ (assumed tropical:) The sun is, or was, of a clear colour, unaltered by approaching the place of setting; as though its setting were regarded as death: (TA:) or still bright and white: or still hot and powerful: but the former of these two meanings is the more probable. (Mgh.) b10: نَارٌ حَيَّةٌ (assumed tropical:) [A live, or burning, fire. (AHn.) b11: طَرِيقٌ حَىٌّ (assumed tropical:) An apparent, or a distinct, road or way: (K:) pl. أَحْيَآءٌ. (TA.) A2: See also حَيَّةٌ, first sentence.

A3: [A tribe] of the Arabs: (S:) the children, or descendants, of one father or ancestor, whether many or few: and a شَعْب comprising قَبَائِل: (Az, TA:) or a قَبِيلَة of the Arabs: (Msb:) or a بَطْن of the بُطُون of the Arabs: (K, TA:) pl. أَحْيَآءٌ. (S, Msb, K.) A4: The vulva, or external portion of the organs of generation, of a woman. (Az, K. See also حَيَآءٌ, of which حَىٌّ is also said to be a pl.) Hence, سَعَفُ الحَىِّ, applied by an Arab of the desert to The paraphernalia of a bride. (Az, TA.) A5: لَاحَىَّ عَنْهُ means لَامَنْعَ مِنْهُ, (Ks, K, *) i. e. [There is no forbiddance of him; or] nothing is forbidden him. (Fr.) A6: لَا يَعْرِفُ الحَىَّ مِنَ اللَّىِّ He knows not, or will not know, what is true from what is false; (IAar, K, Har p. 236;) and so الحَوَّ من اللَّوِّ: (TA:) or the حَوِيَّة [or winding gut, &c.,] from the twisting of the rope: (K:) or overt speech from covert: or the living from the dead: or the act of turning round, or winding, [see حَوَاهُ, (in art. حوى,) of which حَىٌّ is an inf. n.,] from the act of twisting. (Har ubi suprà.) A7: The act of collecting. (TA. [But in this and some other senses it is an inf. n. of حَوَى: see 1 in art. حوى.]) A8: أَحْيَآءٌ as pl. of حَآءٌ: see art. حوأ.

حِىٌّ: see حَيَاةٌ, of which it is said to be a syn.: and of which it is also said to be a pl.:

A2: and see حَيَآءٌ, of which, also, it is said to be a pl.

حَيَّةٌ [A serpent;] a certain thing well known: (K, TA:) [improperly explained in the Msb as syn. with أَفْعًى:] applied to the male and the female; (S, Msb;) the ة being added to denote one of a kind, as in بَطَّةٌ and دَجَاجَةٌ; [although حَىٌّ is not used as a coll. gen. n.; and] although the saying عَلَى حَيَّةٍ ↓ رَأَيْتُ حَيًّا, as meaning [I saw] a male [serpent] upon a female [serpent], is related as having been heard from the Arabs: (S:) but ↓ حَيُّوتٌ is also applied to the male; (Az, S, K;) the ت being augmentative; for the word is originally حَيُّو [or حَيُّوٌّ]: (Az, TA:) it is said that it does not die unless by an accident: and they say of a long-lived man, مَا هُوَ إِلَّا حَيَّةٌ [He is none other than a serpent]; and in like manner they say of a woman; as though it were called حيّة because of its long life: [for] some, including Sb, say that it is derived from حَيَاةٌ, as the rel. n. is حَيَوِىٌّ, not حَوَوِىٌّ: and to him who objects that one says رَجُلٌ حَوَّآءٌ [meaning “ a man who collects serpents ”], it is replied that حَيَّةٌ and حَوَّآءٌ are of different roots, like لُؤْلُؤٌ and لَأّلٌ, &c.: but it may be from تَحَوَّى, because of its winding, or coiling, itself; and some say that it is originally حَوْيَةٌ; some, that it is originally حَيْوَةٌ: (TA:) [the dim. is ↓ حُيَيَّةٌ:] the pl. is حَيَّاتٌ (K) and حَيْوَاتٌ, (K, TA,) or حَيَوَاتٌ. (So in some copies of the K [agreeably with the dial. of Hudheyl].) Hence the prov. هُوَ أَبْصَرُ مِنْ حَيَّةٍ

[He is more sharp-sighted than a serpent]; because of the sharpness of its sight: and أَظْلَمُ مِنْ حَيَّةٍ [more wrongful in conduct than a serpent]; because it comes to the burrow of the [lizard called] ضَبّ, and eats its young one, and takes up its abode in its burrow. (TA.) and سَقَاهُ اللّٰهُ دَمَ الحَيَّاتِ [May God give him to drink the blood of the serpents]; i. e., (assumed tropical:) destroy him. (TA.) And ↓ لَا تَلِدُ الحَيَّةُ إِلَّا حُيَيَّةً [The serpent does not bring forth anything save a little serpent]: a prov. applied to the cunning and mischievous, or malignant. (TA.) And فُلَانٌ حَيَّةُ الوَادِى, or الأَرْضِ, or البَلَدِ, or الحَمَاطِ, (assumed tropical:) Such a one is cunning and mischievous, or malignant, (IAar, K,) and intelligent, in the utmost degree: (IAar:) [or] فلان حيّة الوادى means (assumed tropical:) such a one is strong in resisting, a defender of his possessions. (TA.) And حَيَّةُ الوَادِى is also an appellation applied to (assumed tropical:) The lion; (K, TA;) because of his cunning, or craftiness. (TA.) One says also, هُمْ حَيَّةُ الأَرْضِ, meaning (assumed tropical:) They are cunning, guileful, malignant, or mischievous, and strong, not neglecting to take blood-revenge: so in a saying of Dhu-l-Isba' El-'Adwánee cited voce عَذِيرٌ. (TA.) And فُلَانٌ حَيَّةٌ ذَكَرٌ (S, TA) (assumed tropical:) Such a one is courageous and strong. (TA.) and رَأْسُهُ رَأْسُ حَيَّةٍ (assumed tropical:) He is clever, or ingenious; acute, or sharp; intelligent. (TA.) And رَأَيْتُ فى كِتَابِهِ حَيَّاتِ وَعَقَارِبَ (assumed tropical:) I saw in his letter slanders, or calumnies, addressed to the ruling power, in order to cause the object thereof to fall into embarrassment from which escape would be difficult. (TA.) b2: الحَيَّةُ is also a name of (assumed tropical:) [The constellation Draco; commonly called التِّنِّينُ;] certain stars [partly] between the فَرْقَدَانِ [or B and y of Ursa Minor] and بَنَاتُ نَعْشٍ [meaning the stars in the tail of Ursa Major]: (K:) so called by way of comparison. (TA.) b3: And حَيَّةٌ also signifies (assumed tropical:) A certain mark made with a hot iron upon the neck, and upon the thigh, of a camel, twisting, or winding, like the حَيَّة [properly so called]. (Ibn-Habeeb, TA.) A2: See also حَىٌّ.

حَيًا Rain; (S, Msb, K;) as also ↓ حَيَآءٌ: (K:) or much rain: (Har p. 185:) as being the means of giving life to the earth: (TA:) and (assumed tropical:) plenty; or abundance of herbage, (S, K,) and the means of giving life to the earth and to men; as being caused by the rain; and so ↓ حَيَآءٌ: (TA:) or [simply] herbage; because produced by the rain: and fat, and fatness; because produced by the herbage: (Ham p. 662:) dual. حَيَيَانِ: (S:) and pl. أَحْيَآءٌ. (TA.) حَيَا الرَّبِيعِ means The rain [called ربيع, or of the season thus called,] that gives life to the earth. (TA.) A2: See also the next paragraph.

حَيَآءٌ an inf. n. of حَيِىَ in the first of the senses explained in this art. (K.) b2: [Hence,] syn. with حَيًا, in two senses: see the next preceding paragraph, in two places. b3: Also inf. n. of حَيِىَ as syn. with اِسْتَحْيَى; (S, * Mgh, Msb, K;) i. q. اِسْتِحْيَآءٌ; (S;) Shame; a sense of shame; shyness, or bashfulness; [and particularly, but not always, honest shame, or pudency, or modesty;] syn. حِشْمَةٌ; (K;) a shrinking of the soul from foul conduct, (Bd in ii. 24, and Er-Rághib,) through fear of blame; (Bd ibid.;) a languor that affects the animal faculty, (Bd ibid, and Mgh, *) and turns it back from its actions: (Bd:) and repentance; syn. تَوْبَةٌ. (K.) b4: And hence, as being a thing that should be concealed, and of which one is ashamed to speak plainly, (TA,) The vulva, or external portion of the female organs of generation, (فَرْج, El-Fárábee, Msb, K, or رَحِم, [which here means the same,] S,) of a camel, (El-Fárábee, S, Msb, K,) or an animal having feet like those of the camel, and of a cloven-hoofed animal, and of a beast of prey: (K:) accord. to Az, the دُبُر [here meaning the same as فَرْج] of any of these and of other animals: (Msb:) accord. to IAar, it is of the ewe or she-goat, the cow, and the gazelle: (ISd, TA:) and [sometimes] the فَرْج of a girl, (El-Fárábee, Msb,:) or of a woman: (Zj in his “ Khalk el-Insán: ” [see also حَىٌّ:]) and ↓ حَيًا signifies the same; (K;) but accord. to Az, this is not allowable except in poetry, in a case of necessity: (TA:) pl. أَحْيَآءٌ (Az, IJ, K) and أَحْيِيَةٌ (As, Sb, S, K) and, by contraction, أَحِيَّةٌ, (Sb, IB, TA,) which is said to be preferable, (TA,) and [quasi-pl. n.] ↓ حَىٌّ and ↓ حِىٌّ [which two have been mistaken by Freytag for syns. of تَحِيَّةٌ, immediately following them in the K]. (Sb, K.) حَيَاةٌ, or ↓ حَيٰوة, (as in different copies of the K, in the latter manner in copies of the S,) written with و in the Kur, to show that و follows ى in the pl. [حَيَوَاتٌ, like صَلَوَاتٌ], or because the sound of the ا is inclined towards that of و, (ISd, TA,) and ↓ حَيَوْةٌ, with sukoon to the و, (K,) which is substituted for the ا of حَيَاةٌ, as is done by the people of El-Yemen in the case of every ا that is changed from و, as in صَلَاةٌ and زَكَاةٌ, though the final radical letter of the verb of حَيَاةٌ is ى, (TA,) an inf. n. of حَيِىَ in the first of the senses explained in this art.; (IB, Mgh, Msb;) Life; contr. of مَوْتٌ; (S, K;) as also ↓ حَيَوَانٌ and ↓ حِىٌّ, (K,) or this last is asserted to be a pl. of حَيٰوةٌ, (S,) and as also ↓ مَحْيًا, (S, * Har pp. 25 and 350,) of which the pl. is مَحَاىٍ: (S:) حَيَاةٌ signifies the faculty of growth, as in an animal, and in a plant: and the faculty of sensation: and (assumed tropical:) the faculty of intellect: and (assumed tropical:) freedom from grief or sorrow: and everlasting life in the world to come; to which one attains by that حياة which is intelligence and knowledge: and the حياة that is an attribute of God. (Er-Rághib.) يَا لَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى, in the Kur [lxxxix. 25], means [O, would that I had prepared, or laid up in store,] for my everlasting state of existence. (Er-Rághib.) And ↓ فَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ, in the Kur [xxix. 64], means [And verily the last abode is] the abode of everlasting life: (TA:) or الحيوان here means the life that will not be followed by death: or much life; like as مَوَتَانٌ signifies much death: (Msb:) and it is also the name of a certain fountain in Paradise, [the water of] which touches nothing but it lives, by permission of God. (TA.) الحَيٰوةُ الطَّيِّبَةُ, accord. to I'Ab, explaining xvi. 99 of the Kur, (TA,) means Lawful means of subsistence (K, TA) in the present world: (TA:) or Paradise. (K, TA.) b2: Also (assumed tropical:) Advantage, or profit; or a cause, or means, thereof: whence the saying, لَيْسَ لِفُلَانٍ حَيَاةٌ There is not, in such a one, profit, nor good: and so it is said to mean in the Kur [ii. 175], وَلَكُمْ فِى القِصَاصِ حَيٰوةٌ (assumed tropical:) [And there is to you, in retaliation, an advantage]: (TA:) or this means that the knowledge of the law of retaliation restrains from slaughter, and so is a cause of life to two persons; and because they used to slay one who was not the slayer, retaliation upon the slayer is a cause of saving the lives of the rest: or the meaning is life in the world to come; for when the slayer has suffered retaliation in the present world, he is not punished for his act in the world to come. (Bd.) b3: حَيَاةُ الشَّمْسِ means (assumed tropical:) The remaining of the light and whiteness of the sun: or the remaining of its heat and power: but the former of these two meanings is the more probable. (Mgh. [See الشَّمْسُ حَيَّةٌ, voce حَىٌّ.]) حَيٰوةٌ and حَيَوْةٌ: see the next preceding paragraph.

حَيِىٌّ Having حَيَآء [i. e. shame, shyness, bashfulness, pudency, or modesty]; (K;) part. n. of حَيِىَ as syn. with استحيى; of the measure فَعِيلٌ: (Msb:) fem. حَيِيَّةٌ. (TA.) The saying of I'Ab, اَللّٰهُ حَيِىٌّ, means God is one who acts with others in the manner of him who has حَيَآء; for حَيَآء in its proper sense is not ascribable to Him: (Mgh:) or one who leaves undone evil deeds, and does good deeds. (Er-Rághib.) حُيَىٌّ: see حَىٌّ, of which it is the dim.

حُيَيَّةٌ: see حَيَّةٌ, (of which it is the dim.,) in two places.

A2: And dim. of حَآءٌ, q. v. in art. حوأ. (Lth, TA in باب الالف الليّنة.) حَيَوِىٌّ [Of, or relating to, the serpent;] rel. n. of حَيَّةٌ. (S.) A2: [And rel. n. of حَا: see حَائِىٌّ in art. حوأ.]

حَيَوَانٌ an inf. n. of حَيِىَ, like حَيَاةٌ, (IB,) but having an intensive signification: (Msb:) see حَيَاةٌ, in two places. b2: See also حَىٌّ, first sentence. b3: Also Any thing, or things, possessing animal life, (Msb, K, *) whether rational or irrational; [an animal, and animals;] used alike as sing. and pl., because originally an inf. n.; (Msb;) contr. of مَوَتَانٌ [q. v.]. (S.) [حَيَوَانَاتٌ is used as its pl. of pauc. And hence,] الحَيَوَانَاتُ الخَمْسُ [The five animals] is applied to what may be killed by a person in the state of إِحْرَام, and by one engaged in prayer: (Msb in art. فسق:) these are the rat, or mouse, and the biting dog, and either the serpent, the crow termed أَبْقَع, and the kite, or the serpent, the scorpion, and the kite, or the serpent, the scorpion, and the crow, or the scorpion, the crow, and the kite. (Es-Suyootee, in “ El-Jámi' es-Sagheer,” voce خَمْسٌ.) It is originally حَيَيَانٌ; (Sb, K, TA;) the ى which is the final radical letter being changed into و because the occurrence of two ى together is disliked: (Sb, TA:) Aboo-'Othmán [El-Má- zinee] holds the و to be a radical letter; but his opinion is said to be not admissible, because it is asserted that there is no instance in the language of a word of which the medial radical is ى, and the final و. (TA.) حَيَوَانِىٌّ [Of, or relating to, an animal or animals]. b2: It is [also] particularly applied to A seller of birds. (TA.) حَيَوَانِيَّةٌ Animality; or animal nature.]

حَيُّوتٌ: see حَيَّةٌ.

حَاىٍ, of the measure فَاعِلٌ, [said to be] originally حَايِوٌ, is syn. with حَاوٍ and حَوَّآءٌ, belonging to art. حوى [q. v.]. (Az, TA.) أُحَىُّ and أُحَىٌّ and أُحَىٍّ: see art. حو.

أُحَيْوٍ: see art. حو.

أَحْيَى in the saying أَحْيَى مِنْ ضَبٍّ [More longlived than a ضبّ, a kind of lizard, which is supposed to live seven hundred years,] is from الحَيَاةُ. (TA.) b2: In the sayings أَحْيَى مِنْ هَدِىٍّ [More shy, or bashful, than the bride] and أَحْيَى مِنْ مُخَدَّرَةٍ [More shy, or bashful, than a girl kept behind the curtain] it is from الحَيَآءُ. (TA.) تِحْيَاةٌ: see the next paragraph.

التَّحَايِى The two stars in the foot and before the foot of the foremost of Gemini: (Kzw:) or three stars over against الهَنْعَة [which is the Sixth Mansion of the Moon]; (IKt, K;) and sometimes the moon deviates from الهنعة, and makes its abode in التحايى: (IKt:) they are between the Milky Way and the stars that follow العَيُّوق [or Capella]: Aboo-Ziyád El-Kilábee used to say that this name means الهنعة, and is also pronounced التَّحَائِى, withء: but AHn says that the moon makes its abode in these stars, and not in الهنعة itself: (TA:) its sing. is ↓ تِحْيَاةٌ; (IKt, AHn, TA;) if so, of the measure تِفْعَلَةٌ, like تِحْلَبَةٌ, not فِعْلَاةٌ, like عِزْهَاةٌ, because there is no such root as تَحى; derived from الحَيَا, because its نَوْء [here meaning its auroral setting, in midwinter,] is attended with much rain: but التحائى, with ء, is irreg.; as though pl. of ↓ تَحِيَّةٌ likened to a word of the measure فَعِيلَةٌ. (IB.) تَحِيَّةٌ inf. n. of 2. (Mgh, Msb, K.) b2: Also A salutation, or greeting, (A'Obeyd, AHeyth, Mgh, Msb,) pronounced by one person to another on their meeting; (AHeyth;) particularly the saying سَلَامٌ عَلَيْكَ; (Mgh, * Msb;) and the like; (Mgh;) the most comprehensive form thereof, used by the believer [to his fellow-believer], being the saying السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكَاتُهُ: (AHeyth:) hence it is pluralized; the pl. being تَحِيَّاتٌ and تَحَايَا. (Mgh.) b3: Also Continuance, or endurance; or endless, or everlasting, existence: (IAar, Msb, K, &c.:) and so it is said to mean in the following verse of Zuheyr Ibn-Jenáb ElKelbee; who was a [kind of] king among his people: قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التَّحِيَّهْ وَلَكُلُّ مَا نَالَ الفَتَى

[And indeed everything that the young man has attained, I have attained it, except endless existence]: or, as some say, it here means security from death and from evils. (TA. [But more probably the meaning is that next following: for in the Mz, 49th نوع, where this verse is cited, but with مِنْ كُلِّ in the place of وَلَكُلُّ, he is said to have been (not a king, but,) “ a nobleman. ” See also, respecting him, p. x. of my Preface.]) and (tropical:) Dominion, or kingship: (Fr, AA, S, Mgh, Msb, K, &c.:) because the people of the Time of Ignorance used to greet kings [or rather those of Himyer] by the saying أَبَيْتَ الَّعْنَ, which they addressed to none other than a king; so that when any one of them became a king, it was said of him, فُلَانٌ نَالَ التَّحِيَّةَ [meaning (tropical:) Such a one has attained the kingship]. (Mgh: in which, and in the S, the foregoing verse is cited as an ex. of this last meaning.) التَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ means Endless existence belongs to God: (Lth, Msb, TA:) or dominion, or kingship: (Lth, Yaakoob, S, Msb, TA:) or freedom, or security, from all evils, (Khálid Ibn-Yezeed, AHeyth,) and from all causes of the cessation of existence: (AHeyth:) or endless existence, and security from evils, and dominion, and the like: (Fr:) or the expressions [of praise] that indicate and imply the ascription of dominion and endless existence: (KT:) or salutations and benedictions are Gods, and at his disposal. (Mgh.) [التَّحِيَّاتُ is also a term applied to the following form of words repeated in the ordinary prayers: التَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللّٰهِ الصَّالِحِينَ

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, or (instead of عبده ورسوله) رَسُولُ اللّٰهِ: see 5 in art. شهد.] b4: The assigning to this word, as used in the Kur iv. 88, the meaning of A gift is a mistake. (Mgh.) A2: See also التَّحَايِى.

مَحْيًا: see حَيَاةٌ. b2: Also A time, and a place, of life. (TA.) مُحْىٍ and مُحْيِيَةٌ, applied to a she-camel, Having living offspring; whose offspring seldom, or never, die. (S.) مُحَيًّا The face (S, K, Ham p. 23) of a man, because it is specified in salutation; [see 2;] (Ham ubi suprá;) a term used only in praise; (Ham p. 640;) i. e. the face altogether: or the حُرّ of the face [i. e. the ball of the cheek; or what appears of the elevated part thereof; or what fronts one, of the face, &c.]. (K.) b2: Of a horse, it is The place where the flesh is separated (حيث انفرق اللحم) beneath the forelock. (Ham p. 23.) And دَائِرَةُ المُحَيَّا, in a horse, [The feather in] the place of separation [of the hair] beneath the forelock, in the upper part of the forehead. (TA.) محَيِّىٌ act. part. n. of 2; fem. مُحَيِّيَةٌ: (S, TA:) for in every noun in which three ىs occur together, [the last of them being the final radical, and ending the word,] if it is not formed from a verb, the final radical letter is elided from it, as in عُطَىٌّ the dim. of عَطَآءٌ, and in أُحَىُّ the dim. of أَحْوَى: but if it is formed from a verb, that letter remains, as in مُحَيِّىٌ from حَيَّى. (S.) أَرْضٌ مَحْيَاةٌ i. q. مَحْوَاةٌ, i. e. A land containing serpents: (Ibn-Es-Sarráj, S:) or abounding with serpents. (TA in art. حوى.) أَبُو يَحْيَى Death. (TA, Har p. 218.)
حوى: حوى على والمصدر منه حِوَايَة: ختلة وخدعه (فوك) وفي محيط المحيط: حويت الرجل.
وحوى: شعبذ، شعوذ (بوشر).
حوَّى وتحوَّى مأخوذتان من حاوٍ (انظر حاو) (فوك) وقد ذكرها في مادة ( Efeminatus) .
حَوَايَة: سحر حلال، سمياء، شعبذة، شعوذة (بوشر).
حِوَايَة: الاسم من ذكرت في معجم فوك في مادة ( Wfeminatus) .
حَوَّاء: حاوٍ: بالمعنى الأول الذي سأذكره لكلمة حاوٍ (باين سميث 1184= مشعبذ ورَقَّاء).
ويقول لين نقلا عن القزويني أن مجموعة النجوم المسماة بالحاوي يسمى أيضاً الحَوَّاء والحُوَيَّة وهذه الكلمة مكتوية هكذا في بعض مخطوطات هذا المؤلف (انظر طبعة وستنفيلد 1: 33، رقم 0) غير أن وستنفيلد طبع والحُيَّة اعتمادا على مخطوطات أخرى (1: 14) وكذلك عند دورن ص49 وفي ألف استر (1: 13): ( Venator serpentum) بالعربية: الحاسة (كذا). والحية (ص41) الحوة، الحية.
حاوٍ: لا يطلق على راقي الحيات وجامعها فقط. بل تطلق على الأحر أيضاً (همبرت ص157) وعلى المشعبذ والمشعوذ.
وحاو ويجمع على حِواً: جماعة البيوت المتدانية من الوبر (فوك، ألكالا).
حاوي العلوم: جامع العلوم، دائرة المعرف (بوشر).
حيّ:
حَيَّا. يقال: حَيَّا بكأس حين يشرب الرجل نخب آخر قائلا له حَيَّاك الله أي أطال حياتك.
ويقال أيضا: حياك الله بكذا إذا شرب نخبه وتمنى له شيئا (عباد 1: 367 - 368).
وحياه بالملك: سلم عليه بالملك، بويع بالملك وبالسلطان.
أحيا: كما يقال أحْيا ليلته في الصلاة. يقول الشاعر مسلم بن الوليد: أحْيَيْت نُجُوم الليل بالقوافي أي صرفت الليل ساهرا أنظم الشعر. وهو يقول أيضا: أحيا البكا ليله أي أسهره البكا ليله (معجم مسلم). تَحَيَّا: أنظر فريتاج. وقد ذكرت في معجم فوك في مادة حيّا.
وتَحَيَّا: انبعث حيّا، قام من الأموات، نُشِر (المعجم اللاتيني - العربي).
استحيا: انبعث حيا، قام من الأموات، نُشِر (ألكالا)؟، عباد 2: 14).
ومن هذا قيل: عيد الاستحياء: عيد القيامة، عيد الفصح (ألكالا).
استحيت منك لكثرة إحسانك إليَّ أخجلني كثرة إحسانك إليَّ (بوشر).
والعامة تقول استحت المرأة أي سترت وجهها عن الرجال (محيط المحيط).
حَيّ. يقال حيّ إذا كان فيه مد وجزر ضد بحر ميت. ففي الإدريسي (كليم 4 قسم 3).
في كلامه عن تورنت: مرسى فيه بحر حي ويقول بعد ذلك: يحيط بها البحر الحيّ والبحيرة.
وحَيُّ زيد أي زيد نفسه وأهل زيد الخ، أنظر المفصل طبعة بروش (ص41 وما بعدها).
الحي والميت: ذكر ألكالا في مادة ( Hay Cuyméit: satiriones yerva) غير أن هذا خطأ أو تصحيف، والصواب: الحَيّ والمَيِّت ( Ophry Ciliata Biv) وهو خصي الكلب وخصي الثعلب بصلة في أصله. وتوجد له بصلة حية وبصلة ميتة. ويقول العرب أن من يأكل البصلة الميتة يصاب بانحلال القوى والعجز عن الجماع. ومن يأكل البصلة الحية يزداد قوة على الجماع. (براكس، مجلة الشرق والجزائر 8: 342).
حي عالم: أبيد، مخلدة (نبات) (بوشر).
وحَيّ: طحلب اشنة، اشنة سمراء، ضريع (ألكالا).
وحّيّ: قرن الغزال، زيتة (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348).
حَيّة بمعنى دودة (جوليوس) ويقال مثلاً: الحيات في الأمعاء (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 347).
حية البحر: انقليس، جري، سلور (همبرت ص70).
حية زرزورية أو حية طيارة: نوع من الحيات انظر نيبور رحلة إلى بلاد العرب (ص167).
حية شمس: عظاية، ضب، سام أبرص (بوشر).
حية الماء: ثعبان الماء، عدار (بوشر).
سمك حية أو سمك حيات: انقليس، جري سلور (بوشر).
حَيَاة. وحياتك: حقا، بلا ريب، بلا شك (بوشر).
وحياة محبَّتِك: قضسماً بحبك ويستعمل هذا القسم للإنكار (بوشر).
وحياة رَأْسِي: سحقا لك (بوشر، ألف ليلة 1: 31).
شَجَر الحياةِ: شجرة اسمها العلمي ( Theeya) وهي عفصية، جنس شجرة من الفصيلة الصنوبرية (بوشر).
ماءُ الحياة: عرق (شراب مسكر) (ألكالا).
وحياة: سمك بحري غير ملح (ألكالا).
حَيَوان: تعني عند أهل تمبكتو كل أنواع المنقولات من الأملاك والعروض منها (بارت 454).
وهذه الكلمة تعني عند أهل الكيمياء معنى خاصاً (المقدمة 3: 199) ويقول دي سلان إنه لا يعرف المعنى المقصود منها. الحيوانات الخمس: يظهر أنها تعني خمسة أنواع من الهوام الدنسة المؤذية المزعجة مثل القمل والبراغيث والبق الخ. أنظرها في مادة فاسق.
حَيَوانِيّ. روح حيواني عند الأطباء، أنظر العبارة في معجم المنصوري في مادة بَطْنُ.
قُوَّة حيوانية: إحساس (فوك) يعني الحاسة والحس (انظر دوكانج).
حُوَيَّن ويجمع على حُوينات: دُوَيبة، وهو تصغير حيوان.
تَحَيْوَن: توحش، اختبل، تبلَّة (هلو).
مَحْيَا. ليلة المَحْيَا: ليلة الحياة وهي عند الشيعة ليلة السابع والعشرين من شهر رجب (ابن بطوطة 1: 417).
محايا: ماء الحياة، عرق (دوماس حياة العرب ص298).
مُسْتَحا: أستحياء، خجل، احتشام (بوشر).
مستحية: حَسَّاسة (نبات) (بوشر).

العلم

العلم:
[في الانكليزية] Knowledge ،science ،understanding
[ في الفرنسية] Savoir ،science ،connaissance
بالكسر وسكون اللام في عرف العلماء يطلق على معان منها الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا، يقينيا أو غير يقيني، وإليه ذهب الحكماء. ومنها التصديق مطلقا يقينيا كان أو غيره. قال السيّد السّند في حواشي العضدي:
لفظ العلم يطلق على المقسم وهو مطلق الإدراك وعلى قسم منه وهو التصديق إمّا بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإمّا بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنّما يقصد التصوّر لأجله. ومنها التصديق اليقيني. في الخيالي العلم عند المتكلّمين لا معنى له سوى اليقين.
وفي الأطول في باب التشبيه العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب انتهى.
ومنها ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا. في شرح التجريد العلم يطلق تارة ويراد به الصورة الحاصلة في الذهن ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط، ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصوّر مطلقا انتهى. وقيل هذا هو مذهب المتكلّمين كما ستعرفه. ومنها التعقّل كما عرفت. ومنها التوهّم والتعقّل والتخيّل. في تهذيب الكلام أنواع الإدراك إحساس وتخيّل وتوهّم وتعقّل. والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير وللتصديق الجازم المطابق الثابت. ومنها إدراك الكلّي مفهوما كان أو حكما. ومنها إدراك المركّب تصوّرا كان أو تصديقا، وسيذكر في لفظ المعرفة. ومنها إدراك المسائل عن دليل. ومنها نفس المسائل المدلّلة.
ومنها الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل.
والبعض لم يشترط كون المسائل مدلّلة وقال العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها وعلى الملكة الحاصلة منها. والعلوم المدوّنة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة وقد سبق توضيحها في أوائل المقدّمة. ومنها ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا كذا في المطول في بحث التشبيه. ورده السيّد السّند بأنّ الملكة المذكورة المسمّاة بالصناعة فإنّما هي في العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقّق.
كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.
اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، واختاره الرازي. والثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده وبه قال إمام الحرمين والغزالي، وقالا فطريق معرفته القسمة والمثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، والجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، والمطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت وهو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم وعن الجهل المركّب بالمطابقة وعن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية ولا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي والقسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. وأمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.
والثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده وذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشيء في العقل. وبعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، وهذا مبني على الوجود الذهني. وهذا التعريف شامل للظّنّ والجهل المركّب والتقليد والشكّ والوهم.
وتسميتها علما يخالف استعمال اللّغة والعرف والشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا ولا على الظّان والشاك والواهم أنّه عالم في شيء من تلك الاستعمالات. وأمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا ولا مشاحة في الاصطلاح. والمبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.
ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. وفائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، وإن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها وقبوله إياها.
اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا وهو بحصول صورة الشيء عند المدرك ويسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشيء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشيء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشيء عند العالم، والآخر يسمّى حضوريا وهو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا والأمور القائمة بها. ومن هذا القبيل علمه تعالى بذاته وبسائر المعلومات.
ومنهم من أنكر العلم الحضوري وقال إنّ العلم بأنفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي، وكذلك علم الواجب تعالى. وقيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري والحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس وغيره وبما يكون نفس المدرك وغيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة ومطلق المدرك وبالصورة ما يعمّ الخارجية والذهنية أي ما يتميّز به الشيء مطلقا، وبالحصول الثبوت والحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، وبالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية والاعتبارية، وبفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. ولا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. وإن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. والمراد بالعقل قوة للنفس تدرك الغائبات بنفسها والمحسوسات بالوسائط، وبصورة الشيء ما يكون آلة لامتيازه سواء كان نفس ماهية الشيء أو شبحا له، والظرفية على الحقيقة. اعلم أنّ القائلين بأنّ العلم هو الصورة فرقتان. فرقة تدّعي وتزعم أنّ الصور العقلية مثل وأشباح للأمور المعلومة بها مخالفة لها بالماهية، وعلى قول هؤلاء لا يكون للأشياء وجود ذهني بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز، كأن يقال مثلا النار موجودة في الذهن ويراد أنّه يوجد فيه شبح له نسبة مخصوصة إلى ماهية النار، بسببها كان ذلك الشبح علما بالنار لا بغيرها من الماهيات، ويكون العلم حينئذ من مقولة الكيف ويصير العلم والمعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا. وفرقة تدّعي أنّ تلك الصورة مساوية في الماهية للأمور المعلومة بها، بل الصور هي ماهيات المعلومات من حيث إنّها حاصلة في النفس، فيكون العلم والمعلوم متّحدين بالذات مختلفين بالاعتبار. وعلى قول هؤلاء يكون للأشياء وجودان خارجي وذهني بحسب الحقيقة. والتعريف الثاني للعلم مبني على هذا المذهب. وعلى هذا قال الشيخ؛ الإدراك الحقيقة المتمثّلة عند المدرك. والثاني لبعض المتكلمين من المعتزلة أنّه اعتقاد الشيء على ما هو به، والمراد بالشيء الموضوع أو النسبة الحكمية أي اعتقاد الشيء على وجه ذلك الشيء متلبّس به في حدّ ذاته من الثبوت والانتفاء. وفيه أنّه غير مانع لدخول التقليد المطابق فزيد لدفعه عن ضرورة أو دليل أي حال كون ذلك الاعتقاد المطابق كائنا عن ضرورة أو دليل واعتقاد المقلّد، وإن كان ناشئا عن دليل لأنّ قول المجتهد حجة للمقلّد إلّا أنّ مطابقته ليست ناشئة عن دليل، ولذا يقلده فيما يصيب ويخطئ، لكنه بقي الظّنّ الصادق الحاصل عن ضرورة أو دليل ظنّي داخلا فيه، إلّا أن يخصّ الاعتقاد بالجازم اصطلاحا. ويرد أيضا عليهم خروج العلم بالمستحيل فإنّه ليس شيئا اتفاقا، ومن أنكر تعلّق العلم بالمستحيل فهو مكابر للبديهي ومناقض لكلامه، لأنّ هذا الإنكار حكم على المستحيل بأنّه لا يعلم فيستدعي العلم بامتناع الحكم على ما ليس بمعلوم، إلّا أن يقال المستحيل شيء لغة ولو مجازا، وفيه أنّه يلزم حينئذ استعمال المجاز في التعريف بلا قرينة. وأيضا يرد عليهم خروج العلم التصوّري لعدم اندراجه في الاعتقاد فإنّه عبارة عن الحكم الذهني. والثالث للقاضي أبي بكر الباقلاني أنّه معرفة المعلوم على ما هو به فيخرج عنه علم الله تعالى إذ لا يسمّى علمه معرفة إجماعا لا لغة ولا اصطلاحا مع كونه معترفا بأنّ لله تعالى علما حيث أثبت له تعالى علما وعالمية وتعلّقا إمّا لأحدهما أو لكليهما كما سيجيء، فيكون العلم المطلق مشتركا معنويا عنده بين علم الواجب وعلم الممكن، فلا بدّ من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة فإنّهم لا يعترفون العلم الزائد ويقولون إنّه عين ذاته تعالى. فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض عليهم بعلمه تعالى وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم ومعناه ما من شأنه أن يعلم أي أن يتعلّق به العلم، فلا يعرف إلّا بعد معرفته.
وأيضا فقيد على ما هو به قيد زائد إذ المعرفة لا تكون إلّا كذلك لأنّ إدراك الشيء لا على ما هو به جهالة لا معرفة، إذ لا يقال في اللغة والعرف والشرع للجاهل جهلا مركّبا أنّه عارف.
كيف ويلزم حينئذ أن يكون أجهل الناس أعرفهم. والرابع للشيخ أبي الحسن الأشعري فقال تارة بالقياس إلى متعلّق العلم هو إدراك المعلوم على ما هو به وفيه دور، وتارة بالقياس إلى محلّ العلم هو الذي يوجب كون من قام به عالما وبعبارة أخرى هو الذي يوجب لمن قام بهبها إخراجا لإدراك الحواس الباطنة فإنّه إدراك المعاني الجزئية ويسمّى ذلك الإدراك تخيّلا وتوهّما. فالعلم عنده بمعنى التعقّل، وبقوله لا يحتمل النقيض أي لا يحتمل ذلك الشيء المتعلّق نقيض ذلك التمييز بوجه من الوجوه خرج الظّنّ والشكّ والوهم لأنّها توجب لمحلّها تمييزا يحتمل النقيض في الحال، وكذا الجهل المركّب والتقليد فإنّهما يوجبان تمييزا يحتمل النقيض في المآل. أمّا في الجهل فلأنّ الواقع يخالفه فيجوز أن يطلع عليه، وأمّا في التقليد فلعدم استناده إلى موجب من حسّ أو بديهة أو عادة أو برهان، فيجوز أن يزول بتقليد آخر.
قيل فيه أنّ إخراج الشكّ والوهم من التعريف مما لا يعرف وجهه لأنّ كلاهما تصوّران على ما بيّن في موضعه، والتصوّر داخل في التعريف بناء على أن لا نقيض للتصوّر أصلا وسيجيء تحقيقه في لفظ النقيض فلا وجه لإخراجه، بل لا وجه لصحته أصلا. قلت الشكّ والوهم من حيث إنّه تصوّر للنسبة من حيث هي هي لا نقيض له، وهما بهذا الاعتبار داخلان في العلم. وأمّا باعتبار أنّه يلاحظ في كلّ منهما النسبة مع كلّ واحد من النفي والإثبات على سبيل تجويز المساوي والمرجوح. ولذا يحصل التردّد والاضطراب فله نقيض، فإنّ النسبة من حيث يتعلّق بها الإثبات تناقضها من حيث يتعلّق بها النفي، وهما بهذين الاعتبارين خارجان عن العلم صرّح بهذين الاعتبارين السيّد السّند في حاشية العضدي. ثم إن كان المعرّف شاملا لعلم الواجب وغيره يجب أن يراد بالإيجاب أعمّ سواء كان بطريق السببية كما في علم الواجب أو بطريق العادة كما في علم الخلق، وإن كان المعرّف علم الخلق يجب تخصيصه بالإيجاب العادي على ما هو المذهب من استناد جميع الممكنات إلى الله تعالى ابتداء، فالمعنى أنّ العلم صفة قائمة بالنفس يخلق الله تعالى عقيب تعلّقها بالشيء أن يكون النفس. مميزا له تمييزا لا يحتمل النقيض. فعلى هذا الضمير في لا يحتمل راجع إلى المتعلّق الدال عليه لفظ التمييز فإنّ التمييز لا يكون إلّا بشيء. فعدم الاحتمال صفة لمتعلّقه وإنّما لم يكن راجعا إلى نفس التمييز لأنّه إن كان المراد به المعنى المصدري أعني كون النفس مميزا فلا نقيض له أصلا لا في التصوّر ولا في التصديق، وإن كان ما به التمييز أعني الصورة في التصوّر والنفي والإثبات في التصديق فلا معنى لاحتماله نقيض نفسه إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما مع مخالفته لما اشتهر من أنّ اعتقاد الشيء كذا، مع العلم بأنّه لا يكون إلّا كذا علم ومع الاحتمال بأنّه لا يكون كذا ظنّ، فإنّه صريح في أنّ المتعلّق أعني الشيء محتمل، ثم المتعلّق للصورة الماهية وللنفي والإثبات الطرفان. ثم المراد بالنقيض إمّا نقيض المتعلّق كما قيل وحينئذ المراد بالتمييز إمّا المعنى المصدري، فالمعنى صفة توجب لمحلّها أن يكشف لمتعلقها بحيث لا يحتمل المتعلّق نقيضه، وحينئذ يكون الصفة نفس الصورة والنفي والإثبات لا ما يوجبها أو ما به التمييز، وحينئذ تكون الصفة ما يوجبها. ولا يخفى ما فيه لأنّ الشيء لا يكون محتملا لنقيضه أصلا من الصورة والنفي والإثبات كما مرّ، إذ الواقع لا يكون إلّا أحدهما فلا وجه لذكره أصلا، إلّا أن يقال المتعلّق وإن لم يكن محتملا لنقيضه في نفس الأمر لكن يحتمله عند المدرك بأن يحصل كلّ منهما بذلك الآخر، وهذا غير ظاهر. وإمّا نقيض التمييز كما هو التحقيق كما قيل أيضا وحينئذ إمّا أن يراد بالتمييز المعنى المصدري وهو حاصل التحرير الذي سبق وهذا أيضا بالنظر إلى الظاهر لأنّ التمييز بالمعنى المصدري ليس له نقيض يحتمله المتعلّق أصلا، وإمّا ما به التمييز وهذا هو التحقيق الحقيقي.
فخلاصة التعريف أنّ العلم أمر قائم بالنفس يوجب لها أمرا به تميّز الشيء عما عداه بحيث لا يحتمل ذلك الشيء نقيض ذلك الأمر. فإذا تعلّق علمنا مثلا بماهية الإنسان حصل عند النفس صورة مطابقة لها لا نقيض لها أصلا، بها تميّزها عما عداه. وإذا تعلّق علمنا بأنّ العالم حادث حصل عندها إثبات أحد الطرفين للآخر بحيث تميّزها عما عداهما، لكن قد يكون مطابقا جازما فلا يحتمل النقيض، أعني النفي وقد لا يكون فيحتمله. فالعلم ليس نفس الصورة والنفي والإثبات عند المتكلّمين بل ما يوجبها فإنّهم يقولون إنّه صفة حقيقية ذات إضافة يخلقها الله تعالى بعد استعمال العقل أو الحواس أو الخبر الصادق تستتبع انكشاف الأشياء إذا تعلّقت بها، كما أنّ القدرة والسمع والبصر كذلك. وما هو المشهور من أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فهو مذهب الفلاسفة القائلين بانطباع الأشياء في النفس وهم ينفونه، والتقسيم إلى التصوّر والتصديق ليس بالذات عندهم، بل العلم باعتبار إيجابه النفي والإثبات تصديق، وباعتبار عدم إيجابه لهما تصوّر؛ وعلى هذا قيل بأنّه إن خلا عن الحكم فتصوّر وإلّا فتصديق. والمراد بالصورة عندهم الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة، وليس هذا من الوجود الذهني، فإنّ من قال به يقول إنّه أمر مشارك للوجود الخارجي في تمام الماهية فلا يرد أنّ القول بالصورة فرع الوجود الذهني، والمتكلمون ينكرونه. والمراد بالنفي والإثبات المعنى المصدري وهو إثبات أحد الطرفين للآخر وعدم إثبات أحدهما له، ولذا جعلوا متعلّقهما الطرفين لا إدراك أنّ النسبة واقعة أو ليست بواقعة كما هو مصطلح الفلاسفة، فلا يرد أنّ النفي والإثبات ليسا نقيضين لارتفاعهما عن الشّكّ وإرادة الصورة عن التمييز ليس على خلاف الظاهر، بل مبني على المساهلة والــاعتماد على فهم السامع للقطع بأنّ المحتمل للنقيض هو التمييز بمعنى الصورة والنفي والإثبات دون المصدري فتأمّل، فإنّ هذا المقام من مطارح الأذكياء. وقيل المراد نقيض الصفة وقوله لا يحتمل صفة للصفة لا للتمييز، وضمير لا يحتمل راجع إلى المتعلّق، فالمعنى صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلّقها نقيض تلك الصفة، فالتصوّر حينئذ نفس الصورة لا ما يوجبها وكذا التصديق نفس الإثبات والنفي والتمييز بالمعنى المصدري. ولا يخفى أنّه خلاف الظاهر، والظاهر أن يكون لا يحتمل صفة للتمييز ومخالف لتعريف العلم عند القائلين بأنّه من باب الإضافة. وقالوا إنّه نفس التعلّق وعرّفوه بأنّه تمييز معنى عند النفس لا يحتمل النقيض، فإنّه لا يمكن أن يراد فيه نقيض الصفة، والتمييز في هذا التعريف بمعنى الانكشاف، وإلّا لم يكن العلم نفس التعلّق؛ فالانكشاف التصوّري لا نقيض له وكذا متعلّقه، والانكشاف التصديقي أعني النفي والإثبات كلّ واحد منهما نقيض الآخر ومتعلّقه قد يحتمل النقيض وقد لا يحتمله. وقد أورد على الحدّ المختار العلوم العادية فإنّها تحتمل النقيض، والجواب أنّ احتمال العاديات للنقيض بمعنى أنّه لو فرض نقيضها لم يلزم منه محال لذاته غير احتمال متعلّق التمييز الواقع فيه، أي في العلم العادي للنقيض، لأنّ الاحتمال الأول راجع إلى الإمكان الذاتي الثابت للممكنات في حدّ ذاتها، حتى الحسّيات التي لا تحتمل النقيض اتفاقا.
والاحتمال الثاني هو أن يكون متعلّق التمييز محتملا لأن يحكم فيه المميز بنقيضه في الحال أو في المآل ومنشأه ضعف ذلك التمييز إمّا لعدم الجزم أو لعدم المطابقة أو لعدم استناده إلى موجب، وهذا الاحتمال الثاني هو المراد.
والتعريف الأحسن الذي لا تعقيد فيه هو أنّه يتجلّى بها المذكور لمن قامت هي به، فالمذكور يتناول الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل بلا خلاف، ويتناول المفرد والمركّب والكلّي والجزئي، والتجلّي هو الانكشاف التام فالمعنى أنّه صفة ينكشف بها لمن قامت به ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه. واختيار كلمة من لإخراج التجلّي الحاصل للحيوانات العجم فقد خرج النور فإنّه يتجلّى به لغير من قامت به، وكذا الظّنّ والجهل المركّب والشّكّ والوهم واعتقاد المقلّد المصيب أيضا لأنّه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام. هذا كلّه خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية الخيالي.
فائدة:
قال المتكلّمون لا بدّ في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها يكون العالم عالما بذلك المعلوم والمعلوم معلوما لذلك العالم، وهذه الإضافة هي المسمّاة عندهم بالتعلّق. فجمهور المتكلّمين على أنّ العلم هو هذا التعلّق إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدّد العلم بتعدّد المعلومات كتعدّد الإضافة بتعدّد المضاف إليه. وقال قوم من الأشاعرة هو صفة حقيقية ذات تعلّق، وعند هؤلاء فثمة أمر أنّ العلم وهو تلك الصفة والعالمية أي ذلك التعلّق، فعلى هذا لا يتعدّد العلم بتعدّد المعلومات إذ لا يلزم من تعلّق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة، إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلّقات بأمور متعدّدة.
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده وأثبت معها تعلّقا، فإمّا للعلم فقط أو للعالمية فقط، فههنا ثلاثة أمور: العلم والعالمية والتعلّق الثابت لأحدهما، وإمّا لهما معا، فههنا أربعة أمور: العلم والعالمية وتعلّقاهما. وقال الحكماء العلم هو الموجود الذهني إذ يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات والتعلّق إنّما يتصوّر بين شيئين متمايزين ولا تمايز إلّا بأن يكون لكلّ منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلّا الأمر الموجود في الذهن، وذلك الأمر هو العلم. وأمّا التعلّق فلازم له والمعلوم أيضا فإنّه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم، فالعلم والمعلوم متّحدان بالذات مختلفان بالاعتبار؛ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية، كذا في شرح المواقف.
قال مرزا زاهد هذا في العلم الحصولي وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متّحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظنّ أنّ التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتبارا كتغاير المعالج والمعالج فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحقّقهما بالتغاير الذي هو بعد تحقّقهما، فإنّه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا. وفي أبي الفتح حاشية الحاشية الجلالية أمّا القائلون بالوجود الذهني من الحكماء وغيرهم فاختلفوا اختلافا ناشئا من أنّ العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورة في الذهن بداهة واتفاقا، وحاصل عنده بداهة واتفاقا، والحاصلة معه ثلاثة أمور: الصورة الحاصلة وقبول الذهن من المبدأ الفيّاض وإضافة مخصوصة بين العالم والمعلوم.
فذهب بعضهم إلى أنّ العلم هو الصورة الحاصلة فيكون من مقولة الكيف، وبعضهم إلى أنّه الثاني فيكون من مقولة الانفعال، وبعضهم إلى أنّه الثالث فيكون من مقولة الإضافة. والأصح المذهب الأول لأنّ الصورة توصف بالمطابقة كالعلم، والإضافة والانفعال لا يوصفان بها، لكن القول بأنّ الصورة العقلية من مقولة الكيف إنّما يصحّ إذا كانت مغايرة لذي الصورة بالذات قائمة بالعقل كما هو مذهب القائلين بالشّبح والمثال الحاكمين بأنّ الحاصل في العقل أشباح الأشياء لا أنفسها. وأمّا إذا كانت متّحدة معه بالذات مغايرة له بالاعتبار على ما يدلّ عليه أدلة الوجود الذهني وهو المختار عند المحقّقين القائلين بأنّ الحاصل في الذهن أنفس الأشياء لا أشباحها فلا يصحّ ذلك. فالحقّ أنّ العلم من الأمور الاعتبارية والموجودات الذهنية، وإن كان متحدا بالذات مع الموجود الخارجي إذا كان المعلوم من الموجودات الخارجية سواء كان جوهرا أو عرضا كيفا أو انفعالا أو إضافة أو غيرها. انتهى في شرح المواقف.
قال الإمام الرازي قد اضطرب كلام ابن سينا في حقيقة العلم فحيث بيّن أنّ كون الباري عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرة في ذاته، فسّر العلم بتجرّد العالم والمعلوم من المادة. وردّ بأنّه يلزم منه أنّ يكون كلّ شخص إنساني عالما بجميع المجرّدات، فإنّ النفس الإنسانية مجرّدة عندهم. وحيث قرّر اندراج العلم في مقوله الكيف بالذات وفي مقولة الإضافة بالعرض جعله عبارة عن صفة ذات إضافة. وحيث ذكر أنّ تعقّل الشيء لذاته ولغير ذاته ليس إلّا حضور صورته عنده جعله عبارة عن الصورة المرتسمة في الجوهر العاقل المطابقة لماهية المعقول.
وحيث زعم أنّ العقل البسيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لأجل صور كثيرة بل لأجل فيضانها حتى يكون العقل البسيط كالمبدإ الخلّاق للصور المفصّلة في النفس جعله عبارة عن مجرّد إضافة.

التقسيم:
للعلم تقسيمات. الأول إلى الحضوري والحصولي كما عرفت. الثاني إلى أنّ العلم الحادث إمّا تصوّر أو تصديق، والعلم القديم لا يكون تصوّرا ولا تصديقا، وقد سبق في لفظ التّصوّر. الثالث إلى أنّ الأشياء المدركة أي المعلومة تنقسم إلى ما لا يكون خارجا عن ذات المدرك أي العالم وإلى ما يكون. أما في الأول فالحقيقة الحاصلة عند المدرك هي نفس حقيقتها، وأمّا في الثاني فهي تكون غير الحقيقة الموجودة في الخارج بل هي إمّا صورة منتزعة من الخارج إن كان الإدراك مستفادا من خارج كما في العلم الانفعالي أو صورة حصلت عند المدرك ابتداء، سواء كانت الخارجية مستفادة منها كما في العلم الفعلي، أو لم تكن. وعلى التقديرين فإدراك الحقيقة الخارجية بحصول تلك الصورة الذهنية عند المدرك والاحتياج إلى الانتزاع إنّما هو في المدرك المادي لا غير، كذا في شرح الإشارات. وفي شرح الطوالع الشيء المدرك إمّا نفس المدرك أو غيره، وغيره إمّا غير خارج عنه أو خارج عنه، والخارج عنه إمّا مادي أو غير مادي، فهذه أربعة أقسام.
الأول ما هو نفس المدرك. والثاني ما هو غيره لكنه غير خارج عنه. والثالث ما هو خارج عنه لكنه ماديّ. والرابع ما هو خارج عنه لكنه غير مادي. والأوّلان منها إدراكهما بحصول نفس الحقيقة عند المدرك فيكون إدراكهما حضوريا والأول بدون حلول والثاني بالحلول، والآخران لا يكون إدراكهما بحصول نفس الحقيقة الخارجية بل بحصول مثال الحقيقة، سواء كان الإدراك مستفادا من الخارجية أو الخارجية مستفادة من الإدراك، والثالث إدراكه بحصول صورة منتزعة عن المادة مجرّدة عنها، والرابع لم يفتقر إلى الانتزاع، الرابع إلى واجب أي ممتنع الانفكاك عن العالم كعلمه بذاته وممكن كسائر العلوم. الخامس إلى فعلي ويسمّى كلّيا قبل الكثرة وهو ما يكون سببا لوجود المعلوم في الخارج كما نتصوّر السرير مثلا ثم نوجده، وانفعالي ويسمّى كلّيا بعد الكثرة وهو ما يكون مسبّبا عن وجود العالم بأن يكون مستفادا من الوجود الخارجي كما يوجد أمرا في الخارج كالسماء والأرض ثم نتصوّره، فالفعلي ثابت قبل الكثرة والانفعالي بعدها، فالعلم الفعلي كلّي يتفرّع عليه الكثرة وهي الأفراد الخارجية والعلم الانفعالي كلّي يتفرّع على الكثرة. وقد يقال إنّ لنا كلّيا مع الكثرة لكنه من قبيل العلم ومبني على وجود الطبائع الكلّية في ضمن الجزئيات الخارجية.

قال الحكماء: علم الله تعالى بمصنوعاته فعلي لأنّه السّبب لوجود الممكنات في الخارج؛ لكن كون علمه تعالى سببا لوجودها لا يتوقّف على الآلات، بخلاف علمنا بأفعالنا، ولذلك يتخلّف صدور معلومنا عن علمنا. وقالوا إنّ علمه تعالى بأحوال الممكنات على أبلغ النّظام وأحسن الوجوه بالقياس إلى الكلّ من حيث هو كلّ، هو الذي استند عليه وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه الممكنة، وهذا العلم يسمّى عندهم بالعناية الأزلية. وأمّا علمه تعالى بذاته فليس فعليا ولا انفعاليا أيضا، بل هو عين ذاته بالذات وإن كان مغايرا له بالاعتبار.
السادس إلى ما يعلم بالفعل وهو ظاهر وما يعلم بالقوة كما إذا في يد زيد اثنان فسألنا أزوج هو أو فرد؟ قلنا نعلم أنّ كلّ اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم أنّه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم نكن نعلم أنّه بعينه زوج، وكذلك جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلّيات فإنّها معلومة بالقوة قبل أن يتنبّه للاندراج. فالنتيجة حاصلة في كبرى القياس، هكذا قال بعض المتكلّمين. السابع إلى تفصيلي وإجمالي، والتفصيلي كمن ينظر إلى أجزاء المعلوم ومراتبه بحسب أجزائه بأن يلاحظها واحدا بعد واحد، والإجمالي كمن يعلم مسئلة فيسأل عنها فإنّه يحضر الجواب الذي هو تلك المسألة بأسرها في ذهنه دفعة واحدة وهو أي ذلك الشخص المسئول متصوّر للجواب لأنّه عالم بأنه قادر عليه، ثم يأخذ في تقرير الجواب، فيلاحظ تفصيله، ففي ذهنه أمر بسيط هو مبدأ التفاصيل؛ والتفرقة بين الحالة الحاصلة دفعة عقيب السؤال وبين حالة الجهل الثابتة قبل السؤال وملاحظة التفصيل ضرورية وجدانية، إذ في حالة الجهل المسماة عقلا بالفعل ليس إدراك الجواب حاصلا بالفعل بل النفس في تلك الحالة تقوى على استحضاره بلا تجشّم كسب جديد، فهناك قوة محضة. وفي الحالة الحاصلة عقيب السؤال قد حصل بالفعل شعور وعلم ما بالجواب لم يكن حاصلا قبله. وفي الحالة التفصيلية صارت الأجزاء ملحوظة قصدا ولم يكن حاصلا في شيء من الحالتين السابقتين، وشبه ذلك بمن يرى نعما كثيرة تارة دفعة فإنّه يرى في هذه الحالة جميع أجزائه ضرورة، وتارة بأن يحدّق البصر نحو واحد واحد فيفصّل أجزاؤه. فالرؤية الأولى إجمالية والثانية تفصيلية. وأنكر الإمام الرازي العلم الإجمالي.
فائدة:
العلم الإجمالي على تقدير جواز ثبوته في نفسه هل يثبت لله تعالى أولا؟ جوّزه القاضي والمعتزلة، ومنعه كثير من أصحابنا وأبو الهاشم. والحقّ أنّه إن اشترط في الإجمالي الجهل بالتفصيل امتنع عليه تعالى، وإلّا فلا.
الثامن إلى التعقّل والتوهّم والتخيّل والإحساس وقد سبق في لفظ الإحساس. التاسع إلى الضروري والنظري، وعلم الله تعالى عند المتكلّمين لا يوصف بضرورة ولا كسب، فهو واسطة بينهما وأما عند المنطقيين فداخل في الضروري وقد سبق. فائدة:
الفرق بين العلم بالوجه وبين العلم بالشيء من وجه أنّ معنى الأول حصول الوجه عند العقل ومعنى الثاني أنّ الشيء حاصل عند العقل لكن لا حصولا تاما، فإنّ التصوّر قابل للقوة والضعف كما إذا تراءى لك شبح من بعيد فتصوّرته تصورا ما، ثم يزداد انكشافا عندك بحسب تقاربك إليه إلى أن يحصل في عقلك كمال حقيقته. ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه على ما ظنّه من لا تحقيق له لزم أن يكون جميع الأشياء معلومة لنا مع عدم توجّه عقولنا إليها، وذلك ظاهر الاستحالة، كذا في شرح المطالع في بحث الموضوع. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في المقصد الرابع من مقاصد العلم في الموقف الأول: اعلم أنّهم اختلفوا في علم الشيء بوجه وعلم وجه الشيء. فقال من لا تحقيق له إنّه لا تغاير بينهما أصلا. وقال المتأخّرون بالتغاير بالذات إذ في الأول الحاصل في الذهن نفس الوجه وهو آلة لملاحظة الشيء، والشيء معلوم بالذات، وفي الثاني الحاصل في الذهن صورة الوجه وهو المعلوم بالذات من غير التفات إلى الشيء ذي الوجه. وقال المتقدّمون بالتغاير بالاعتبار إذ لا شكّ في أنّه لا يمكن أن يشاهد بالضاحك أمر سواه، إلا أنّه إذا اعتبر صدقه على أمر واتحاده معه كما في موضوع القضية المحصورة كان علم الشيء بالوجه، وإذا اعتبر مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه كما في موضوع القضية الطبيعية.
فائدة:
أثبت أبو هاشم علما لا معلوم له كالعلم بالمستحيل فإنّه ليس بشيء والمعلوم شيء وهذا أمر اصطلاحي محض لا فائدة فيه.
فائدة:
محلّ العلم الحادث سواء كان متعلّقا بالكلّيات أو بالجزئيات عند أهل الحقّ غير متعيّن عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلق الله تعالى في أيّ جوهر أراد من جواهر البدن؛ لكنّ السّمع دلّ على أنّه القلب. قال تعالى: فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها. وقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها. هذا وقد اختلف المتكلّمون في بقاء العلم، فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائه كسائر الأعراض عندهم. وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية والمكتسبة التي لا يتعلّق بها التكليف. واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلّف بها، فقال الجبائي إنّها ليست باقية وإلّا لزم أن لا يكون المكلّف بها حال بقائها مطيعا ولا عاصيا ولا مثابا ولا معاقبا مع تحقق التكليف وهو باطل بناء على أنّ لزوم الثواب أو العقاب على ما كلّف به. وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا. وقال الحكماء محلّ العلم الحادث النفس الناطقة أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة وقد سبق في لفظ الحسّ.
فائدة:
علم الله سبحانه بذاته نفس ذاته، فالعالم والمعلوم واحد وهو الوجود الخاص، كذا في شرح الطوالع، أي واحد بالذات، أمّا بالاعتبار فلا بدّ من التغاير. ثم قال: وعلم غير الله تعالى بذاته وبما ليس بخارج عن ذاته هو حصول نفس المعلوم، ففي العلم بذاته العالم والمعلوم واحد، والعلم وجود العالم والمعلوم والوجود زائد، فالعلم غير العالم والمعلوم، والعلم بما ليس بخارج عن العالم من أحواله غير العالم والمعلوم والمعلوم أيضا غير العالم، فيتحقّق في الأول أمر واحد وفي الثاني اثنان وفي الثالث ثلاثة؛ والعلم بالشيء الذي هو خارج عن العالم عبارة عن حصول صورة مساوية للمعلوم فيتحقّق أمور أربعة: عالم ومعلوم وعلم وصورة. فالعلم حصول صورة المعلوم في العالم، ففي العلم بالأشياء الخارجة عن العالم صورة وحصول تلك الصورة وإضافة الصورة إلى الشيء المعلوم وإضافة الحصول إلى الصورة. وفي العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم حصول نفس ذلك الشيء الحاصل وإضافة الحصول إلى نفس ذلك الشيء. ولا شكّ أنّ الإضافة في جميع الصور عرض. وأمّا نفس حقيقة الشيء في العلم بالأشياء الغير الخارجة عن العالم يكون جوهرا إن كان المعلوم ذات العالم لأنّه حينئذ تكون تلك الحقيقة موجودة لا في موضوع ضرورة كون ذات الموضوع العالم كذلك، وإن كان المعلوم حال العالم يكون عرضا. وأمّا الصورة في العلم بالأشياء الخارجة عن العالم فإن كانت صورة لعرض بأن يكون المعلوم عرضا فهو عرض بلا شكّ، وإن كانت صورة لجوهر بأن يكون المعلوم جوهرا فعرض أيضا انتهى. وهذا مبني على القول بالشّبح، وأمّا على القول بحصول ماهيات الأشياء في الذهن فجوهر.
فائدة:

قال الصوفية: علم الله سبحانه صفة نفسية أزلية. فعلمه سبحانه بنفسه وعلمه بخلقه علم واحد غير منقسم ولا متعدّد، لكنه يعلم نفسه بما هو له ويعلم خلقه بما هم عليه، ولا يجوز أن يقال إنّ معلوماته أعطته العلم من أنفسها كما قال الامام محي الدين العربي لئلّا يلزم كونه استفاد شيئا من غيره، فلنعذره. ولا نقول كان ذلك مبلغ علمه ولكنّا وجدناه سبحانه بعد هذا يعلمها بعلم أصلي منه غير مستفاد مما هي عليه فيما اقتضته بحسب ذواتها، غير أنّها اقتضت في نفسها ما علمه سبحانه عليها فحكم له ثانيا بما اقتضته وهو ما علمها عليه. ولمّا رأى الإمام المذكور أنّ الحقّ حكم للمعلومات بما اقتضته من نفسها ظنّ أنّ علم الحقّ مستفاد من اقتضاء المعلومات، فقال إنّ المعلومات أعطت الحق العلم من نفسها وفاته أنّها إنّما اقتضت ما علمها عليه بالعلم الكلّي الأصلي النفسي قبل خلقها وإيجادها، فإنّها ما تعيّنت في العلم الإلهي إلّا بما علمها لا بما اقتضته ذواتها، ثم اقتضت ذواتها بعد ذلك من نفسها أمورا هي عين ما علمها عليه أوّلا، فحكم لها ثانيا بما اقتضته، وما حكم إلّا بما علمها عليه فتأمّل، فيسمّى الحقّ عليما بنسبة العلم إليه مطلقا وعالما بنسبة معلومية الأشياء إليه، وعلّاما بنسبة العلم ومعلومية الأشياء إليه معا. فالعليم اسم صفة نفسية لعدم النظر فيه إلى شيء مما سواه، إذ العلم ما يستحقّه النفس في كمالها لذاتها. وأمّا العالم فاسم صفة فعلية وذلك علمه للأشياء سواء كان علمه لنفسه أو لغيره فإنّها فعلية، يقال عالم بنفسه أي علم نفسه وعالم بغيره أي علم غيره، فلا بدّ أن تكون صفة فعلية. وأمّا العلّام فبالنظر إلى النسبة العلمية اسم صفة نفسية كالعليم وبالنظر إلى نسبة معلومية الأشياء إليه اسم صفة فعلية، ولذا غلب وصف الخلق باسم العالم دون العليم والعلّام، فيقال فلان عالم ولا يقال عليم ولا علّام مطلقا، إلّا أن يقال عليم بأمر كذا، ولا يقال علّام بأمر كذا، بل إن وصف بشخص فلا بدّ من التقييد، فيقال فلان علّام في فنّ كذا، وهذا على سبيل التوسّع والتجوّز. وليس قولهم فلان علّامة من هذا القبيل لأنّه ليس من أسماء الله تعالى، فلا يجوز أن يقال إنّ الله علّامة فافهم، كذا في الانسان الكامل. والعالم في اصطلاح المتصوفة: هو الذي وصل إلى علم اليقين بذات وصفات وأسماء الله، وليس بطريق الكشف والشّهود.
كذا في كشف اللغات.
العلم: بالتحريك، ما وضع "لشيء" وهو العلم القصدي، أو غلب والعلم الاتفاقي الذي يصير علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة، أو اللازم لشيء بعينه خارجا أو ذهنا ولم يتناول الشبيه.
العلم:
[في الانكليزية] Proper name
[ في الفرنسية] Nom propre
بفتح العين واللام عند النحاة قسم من المعرفة، وهو ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره بوضع واحد. فقولهم لشيء بعينه أي متلبس بعينه أي لشيء معيّن شخصا كان وهو العلم الشخصي كزيد، أو جنسا وهو العلم الجنسي، وعلم الجنس والعلم الذهني كأسامة. واحترز بهذا عن النّكرة والأعلام الغالبة التي تعيّنت لفرد معيّن لغلبة الاستعمال فيه داخلة في التعريف لأنّ غلبة استعمال المستعملين بحيث اختصّ العلم الغالب لفرد معيّن بمنزلة الوضع من واضع المعيّن، فكأنّ هؤلاء المستعملين وضعوه للمعيّن. وقولهم غير متناول غيره أي حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء معيّن غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله فيه، واحترز به عن المعارف كلّها. والقيد الأخير لئلّا يخرج الأعلام المشتركة كذا في الفوائد الضيائية.
اعلم أنّ هذا التعريف مبني على مذهب المتأخرين الذاهبين إلى أنّ ما سوى العلم معارف وضعية أيضا لا استعمالية كما هو مذهب الجمهور، إذ لو لم يكن كذلك فقولهم غير متناول غيره مما لا يحتاج إليه لخروج ما سوى العلم من المعارف بقيد الوضع لأنّها ليست موضوعة لشيء معيّن بل لمفهوم كلّي، إلّا أنه شرط حين الوضع أن لا يستعمل إلّا في معيّن كما سيأتي في لفظ المعرفة. واعترض عليه بأنّ العلم الشخصي ليس موضوعا لشيء معيّن لأنّ الموضوع للشخص من وقت حدوثه إلى فنائه لفظ واحد، والتشخّص الذي لوحظ حين الوضع يتبدل كثيرا، فلا محالة يكون اللفظ موضوعا للشخص، لكلّ تشخّص تشخّص ملحوظ بأمر كلّي، فالعلم كالمضمر. وأجيب بأنّ وجود الماهية لا ينفكّ عن تشخّص باق ببقاء الوجود يعرف بعوارض بعده وتلك العوارض تتبدّل ويأخذ العقل العوارض المتبدلة أمارات يعرف بها ذلك التشخّص. فاللفظ موضوع للشخص بذلك التشخّص لا للمتشخّص بالعوارض، ولو كان التشخّص بالعوارض لكان للجزئي أشخاص متّحدة في الوجود، وما اشتهر من أنّ التشخّص بالعوارض مسامحة مؤوّلة بأنّه أمر يعرف بعوارض. وأمّا أنّ ذلك التشخّص هل هو متحقّق مبرهن أو مجرّد توهّم فموكول إلى علم الكلام والحكمة ولا حاجة لنا إليه في وضع اللفظ للمشخّص لأنّ أيّا ما كان يكفي فيه. بقي أنّ العلم لو كان موضوعا للشخص بعينه لم يصح تسمية الآباء أبناءهم المتولّدة في غيبتهم بأعلام، وتأويله بأنّه تسمية صورة أو أمر بالتسمية حقيقة أو وعد بها بعيد، وأنّ الوضع في اسم الله مشكل حينئذ لعدم ملاحظته بعينه وشخصه حين الوضع وبعد لم يعلم بالوضع له بشخصه للمخاطبين به، وإنّما يفهم منه معيّن مشخّص في الخارج بعنوان ينحصر فيه، ولذا قيل إنّه اسم للمفهوم الكلّي المنحصر فيه تعالى من الواجب لذاته أو المستحقّ بالعبودية لذاته، إلّا أن يراد بالشيء بشخصه كونه متعيّنا بحيث لا يحتمل التعدّد بحسب الخارج ولا يطلب له منع العقل عن تجويز الشركة فيه. وقال بعض البلغاء: العلم ما وضع لشيء بشخصه وهذا إنّما يصح إن لم يكن علم الجنس علما عند أصحاب فنّ البلاغة لأنّه دعت إليه ضرورات نحوية، وهم في سعة عنه، ولا يكون غير العلم موضوعا لشيء بشخصه بناء على أنّ ما سوى العلم معارف استعمالية كما هو مذهب الجمهور. هكذا يستفاد من الأطول في باب المسند إليه في بيان فائدة جعله علما. قيل الأعلام الجنسية أعلام حقيقة كالأعلام الشخصية، إذ في كلّ منهما إشارة بجوهر اللفظ إلى حضور المسمّى في الذهن بخلاف المنكّر إذ ليس فيه إشارة إلى المعلوم من حيث هو معلوم. وقيل علم الجنس من الأعلام التقديرية واللفظية لأنّ الأحكام اللفظية من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك هي التي اضطرتهم إلى الحكم بكونه علما حتى تكلّفوا فيه ما تكلّفوا، هكذا يستفاد مما ذكر في المطول وحاشيته للسّيد السّند. والفرق بين علم الجنس واسم الجنس قد مرّ في لفظ اسم الجنس. وفي بعض حواشي الألفية اسم الجنس موضوع للفرد لا على التعيين كالأسد، وعلم الجنس موضوع للحقيقة فقط. وعلم النوع موضوع للفرد المعيّن لا على التعيين كغدوة وعلم الشخص للفرد المعيّن على الخصوص. فاسم الجنس نكرة لفظا ومعنى، وعلم الجنس معرفة لفظا لا معنى، وعلم الشخص معرفة لفظا ومعنى، وعلم النوع كذلك. فالحاصل أنّ الفرد المعيّن يتعدّد في العلم النوعي ويتّحد في العلم الشخصي انتهى.
التقسيم
العلم إمّا قصدي وهو ما كان بالوضع شخصيا كان أو جنسيا، أو اتفاقي وهو الذي يصير علما لا بوضع واضع معيّن بل إنّما يصير علما لأجل الغلبة وكثرة استعماله في فرد من افراد جنسه بحيث لا يذهب الوهم عند إطلاقه إلى غيره مما يتناوله اللفظ، كذا في العباب.
والعلم الموضوع أي القصدي إمّا منقول أو مرتجل، فإنّ ما صار علما بغلبة الاستعمال لا يكون منقولا ولا مرتجلا كما في شرح التسهيل وفي اللّب العلم الخارجي أي الشخصي منقول أو مرتجل فخرج من هذا العلم الذهني، أي الجنسي. والمنقول وهو ما كان له معنى قبل العلمية ثم نقل عن ذلك المعنى وجعل علما لشيء إمّا منقول عن مفرد سواء كان اسم عين كثور وأسد، أو اسم معنى كفصل وإياس، أو صفة كحاتم، أو فعلا ماضيا كشمّر وكعسب، أو فعلا مضارعا كتغلب ويشكر، أو أمرا بقطع همزة الوصل لتحقّق النقل كاصمت بكسر الهمزة والميم، أو صوتا كببّة وهو لقب عبد الله بن حارث، أو عن مركّب سواء كان جملة نحو تأبّط شرا أو غير جملة سواء كان بين أجزائه نسبة كالمضاف والمضاف إليه كعبد مناف أو لم يكن كبعلبك وسيبويه، هكذا في اللّب والمفصّل. وقيل الأعلام كلّها منقولة ولا يضرّ جهل أصلها وهو ظاهر مذهب سيبويه كذا في شرح التسهيل. والمرتجل هو ما وضع حين وضع علما ابتداء إمّا قياسي وهو ما لم يعرف له أصل مادة بل هيئة بأن يكون موافقا لزنة أصل في أسماء الأجناس والأفعال ولا يكون مخالفا لأصل فيها من الإظهار والإدغام والإعلال والإبدال ونحو ذلك مما ثبت في أصول الأوزان نحو عطفان، وإمّا شاذ وهو ما لم يعرف له أصل هيئة بأن يكون مخالفا لأوزان الأصول بتصحيح وما يعلّل مثله نحو مكوزة والقياس مكازة كمفازة، أو بالعكس كحياة علما لرجل والقياس حية، بانفكاك ما يدغم كمحبب اسم رجل والقياس محبّ، أو بالعكس وبانفتاح ما يكسر كوهب بفتح الهاء اسم رجل والقياس الكسر، أو نحو ذلك. ويمكن في المرتجل الشاذ القول بالنقل وأنّ التغيير شاذ حدث بعد النقل كذا في الإرشاد وشرح اللب. ثم في شرح اللب إنّما لم يقسم المصنف المرتجل إلى المفرد والمركّب كما قسّم المنقول إليهما لعدم مجيئه في ذلك انتهى. والعلم الذهني أي الجنسي إمّا اسم عين كأمامة وإمّا اسم معنى وهو على نوعين: حدث أي مصدر كسبحان علم التسبيح أو وقت كغدوة علم لجنس غدوة اليوم الذي أنت فيه، وكذا سحر فإنّه علم لجنس سحر الليلة التي أنت فيه، والدليل على علميتها منع الصّرف. وإمّا لفظ يوزن به كقولهم قائمة على وزن فاعلة وإمّا كناية كفلان وفلانة فإنّهما كنايتان عن زيد ومثله وعن فاطمة ومثلها فيجريان مجرى المكني عنه أي يكونان كالعلم كذا في شرح اللب. والعلم الاتفاقي على قسمين مضاف نحو ابن عمر فإنّه غلب بالإضافة على عبد الله بن عمر من بين إخوته، ومعرّف باللام نحو النّجم فإنّه غلب على الثّريا بالاستعمال والصّعق فإنّه غلب بالاستعمال على خويلد بن نفيل، ومنه ما لم يرد بجنسه الاستعمال كالدّبران والعيّوق والسّماك والثّريا لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بهذه الأوصاف، وإن كانت في الأصل أسماء أجناس. وإنما قيل منه لأنّها ليست في الظاهر صفات غالبة كالصعق وإنما هي أسماء موضوعة باللام في الأصل أعلام لمسمّياتها ولا تجري صفات وما لم يعرف بالاشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف كالمشتري والمريخ، كذا في العباب. فالأعلام الاتفاقية لا تكون إلّا مركّبة لحصرها في القسمين. ولذا قال صاحب العباب لما كان اسم الجنس إنّما يطلق على بعض أفراده المعيّن إذا كان معرّفا باللام أو بالإضافة كان العلم الاتفاقي قسمين: معرّفا باللام أو مضافا.

وأيضا العلم ثلاثة أقسام: لقب وكنية واسم لأنّه إمّا مصدّر بأب أو أمّ أو لا، الأوّل الكنية، والثاني إمّا مشعر بالمدح أو الذّم أو لا، الأول اللّقب، والثاني الاسم. فعلى هذا يتقابل الأقسام بالذات. وفي شرح الأوضح ناقلا عن الإمام أنّ من الكنية ما صدّر بابن أو بنت. وقال الفاضل الشريف في شرح المفتاح: الكنية علم صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت، واللّقب علم يشعر بمدح أو ذمّ مقصود منه قطعا، وما عداهما من الأعلام يسمّى أسماء. فعلى ما ذكره الاسم المقابل للّقب قد يشعر بالمدح أو الذّمّ ولا يكون المشعر بالمدح أو الذم مطلقا لقبا، بل إذا كان المقصود به عند إطلاقه المدح أو الذّمّ. ولذا قيل الغرض من وضع الألقاب الإشعار بالمدح والذّمّ، وقد يتضمنها الأسماء، وإن لم يقصد بالوضع إلّا تمييز الذات لكون تلك الأسماء منقولات من معان شريفة أو خسيسة كمحمد وعلي وكلب، أو لاشتهار الذات في ضمنها بصفة محمودة أو مذمومة كحاتم ومادر انتهى. والفرق بين اللّقب والكنية بالحيثية، فإشعار بعض الكنى بالمدح أو الذّم كأبي الفضل وأبي الجهل لا يضرّ. وبعض أئمة الحديث يجعل المصدّر بأب أو أم مضافا إلى اسم حيوان أو إلى ما هو صفة الحيوان كنية وإلى غير ذلك لقبا كأبي تراب. ثم إشعار العلم بالمدح أو الذّمّ باعتبار معناه الأصلي فإنّه قد يلاحظ في حال العلمية تبعا، ولذلك ينهى شرعا أن يذكر الشخص بعلمه الدّال في أصله على ذمّ إذا كان يتأذّى به ويتحاشى عادة أن يذكر من يقصد توقيره بمثل هذا. وقد يطلق الاسم على ما يعمّ الأقسام الثلاثة. هذا كله خلاصة ما في الأطول وما ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطوّل والتلويح. وفي بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قيل: العلم إن دلّ على مدح أو ذم فلقب صدّر بأب أو أمّ أو ابن أو بنت أو لا، وإن صدّر بأحدها فكنية دلّ عليه أو لا، والاسم أعمّ، كذا قاله التفتازاني انتهى. وإذا اجتمع للرجل اسم غير مضاف ولقب يضاف الاسم إلى اللقب نحو سعيد كرز كما في المفصل.
فائدة:
وقد سمّوا ما يتّخذونه ويألفونه من خيلهم وإبلهم وغنمهم وكلابهم بأعلام، كلّ واحد منها مختصّ بشخص بعينه يعرفونه به كالأعلام في الأناسي نحو اعوج ولاحق وشدقم وعليان ونحوها، وما لا يتّخذ ولا يؤلف فيحتاج إلى التمييز بين أفراده كالطير والوحش وغير ذلك، فإنّ العلم فيه للجنس بأسره ليس بعضه أولى به من بعض. فإذا قلت أبو براقش وابن دابّة وأسامة وثعالة فكأنّك قلت الضرب الذي من شأنه كيت وكيت. ومن هذه الأجناس ما له اسم جنس واسم علم كالأسد وأسامة والثّعلب وثعالة وما لا يعرف له اسم غير العلم نحو ابن مقرض وحمار قبّان، وقد يوضع للجنس اسم وكنية كما قالوا للأسد أسامة وأبو الحارث، ومنها ما له اسم ولا كنية له كقولهم قثم للضبعان، وما له كنية ولا اسم كأبي براقش كذا في المفصّل.
فائدة:
ومن العلم ما لزم فيه اللام كالمسمّى معها نحو الفرزدق وكالغالب بها نحو الصّعق كما مرّ، وكالعلم الذي ثنّي نحو الزيدان أو جمع كالزيدون والفواطم، وكالكناية عن أعلام البهائم كالفلان كناية عن نحو لاحق وشدقم والفلانة كناية عن نحو خطّة وهيلة. ومنه ما جازت اللام فيه كالعلم الذي كان قبل العلمية مصدرا نحو الفضل، أو مشتقا نحو الحارث، أو كان مؤوّلا بواحد من جنسه أي بفرد من أفراد حقيقته الكلّية الموضوع لها العلم بالاشتراك الاتفاقي، وذلك لأنّه لما وضعه الواضع لمسمّى ثم وضعه لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة فأشبه رجلا فأجري مجراه. وبهذا الاعتبار قيل: جاز اللام فيه حتى اجترئ لذلك على إضافته أيضا نحو زيدنا. فعلى هذا الطريق لا ينكّر علم الجنس لأنّ من شرطه أن يوجد الاشتراك في التسمية والمسمّى بعلم الجنس واحد لا تعدّد فيه، اللهم إلّا أن يوجد اسم مشترك أطلق على نوعين مختلفين، ثم ورود الاستعمال فيه مرادا به واحد من المسمّيين به. وقيل طريق التنكير أن يشتهر العلم بمعنى من المعاني فيجعل العلم بمنزلة اسم الجنس كما في قولهم لكلّ فرعون موسى أي لكلّ جبار مبطل قهّار محق. فعلى هذا الطريق لا شبهة في إمكان تنكير علم الجنس مثل أن يقال فرست كلّ أسامة أي كلّ بالغ في الشجاعة كذا في العباب، وهو أي تنكير العلم قليل كما في شرح اللب. فائدة:
إذا استعمل اللّفظ للفظ كان علما له ولا اتحاد إذ الدّال محض اللّفظ والمدلول لفظ ذو دلالة أو عديمها، وعلى هذا كان نحو جسق مما لم يوضع لمعنى موضوعا أيضا كزيد، ويجري هذا الوضع في كلّ لفظ موضوع اسما كان أو فعلا أو حرفا أو مركّبا تاما أو غيره، أو غير موضوع ولا يثبت الاشتراك كما في المنقولات. وليس أحدهما بالنسبة إلى الآخر مجازا بخلاف المنقولات لأنّ وضع العلم لا يختصّ بقوم دون قوم فيكون مسمّى العلم بالنسبة إلى كلّ قوم حقيقة كذا في العضدي.
والعلم عند المهندسين عبارة عن مجموع المتمّمين وأحد الشّكلين المتوازيين أضلاعا اللذين يكونان بينهما أي بين المتمّمين. فالعلم مجموع ثلاث مربعات هكذا:
فمجموع المتمّمين وهما مربّع ب أومربع رع مع مربّع ف هـ أو مع مربّع أف علم، هكذا يستفاد من تحرير أقليدس وحواشيه.
وفي تحرير الأقليدس تعريف العلم مذكور بهذه العبارة- العلم هو مجموع المتمّمين وأحد متوازي الأضلاع الذين بينهما. وتعريف المتمّم سيأتي في المتن.
العلم: الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع، إذ هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض، أو هو حصول صورة الشيء في العقل والأول أخص.

تسامح

التسامح: هو ألا يعلم الغرض من الكلام، ويحتاج في فهمه إلى تقدير لفظٍ آخر.
التسامح: استعمال اللفظ في غير الحقيقة بلا قصد علاقة معنوية، ولا نصب قرينة دالة عليه، اعتمادًــا على ظهور المعنى في المقام، فوجود العلاقة بمعنى التسامح. أي يرى أن أحدًا لم يقل إن قولك: رأيت أسدًا يرمى في الحمام تسامح.

الحجاب

الحجاب: كل ما ستر المطلوب أو منع من الوصول إليه، ومنه قيل للستر حجاب لمنعه المشاهدة، وقيل للبواب حاجب لمنعه من الدخول. وأصله جسم حائل بين جسدين ثم استعمل في المعاني فقيل العجز حجاب بين الرجل ومراده، والمعصية حجاب بين العبد وربه.
الحجاب:
[في الانكليزية] Veil ،barrier ،diaphragm
[ في الفرنسية] Voile ،cloison ،diaphragme

بالكسر والجيم المفتوحة المخففة وبالفارسية: پرده وما حجبت به بين الشيئين فهو حجاب. ويطلق الحجاب على باريطون حجابا للدماغ هما اللين والصلب. والحجاب الحاجز ويسمّى بالحجاب المؤرب أيضا هو الحجاب المعترض الذي بين القلب والمعدة. وأما الحجاب المستبطن للصدر والأضلاع فقال الشيخ هما واحد، ويسمّى ورمه بذات الجنب، وهو غشاء يستبطن لأضلاع الصدر يمنة ويسرة ويكون للصدر كالبطانة كذا في بحر الجواهر.
قال الصوفية اعلم أنّ الحجاب الذي يحتجب به الإنسان عن قرب الله إمّا نوراني وهو نور الروح، وإمّا ظلماني وهو ظلمة الجسم.
والمدركات الباطنة من النفس والعقل والسرّ والروح والخفي كلّ واحد له حجاب. فحجاب النّفس الشهوات واللّذات واللّاهوية. وحجاب القلب الملاحظة في غير الحقّ. وحجاب العقل وقوفه مع المعاني المعقولة. إذن، فكلّ من اغترّ بالشهوات واللّذائذ فهو بعيد عن معرفة النّفس، وكلّ من كان بعيدا عن معرفة النّفس فهو بعيد عن معرفة الله، وكل من غفل عن الحقّ أو ناظر عن غير الحق، فلا جرم أن يحرم قلبه من الوصول. وكلّ من وقف مع المعاني العقلية فهو بعيد عن كمال العقل. لأنّ كمال العقل هو أن ينظر إلى ذات وصفات الله، لا أن يكون مطّلعا على المعاني العقلية كالفلاسفة الذين قالوا:
بقدر ما يرفع السالك الحجاب حتى يرى صفاء العقل الأوّل، فإنّ عقله ينفتح، وتبدو له معاني المعقولات ويصير مكاشفا لأسرار المعقولات.
وهذا كشف نظري ولا ينبغي الــاعتماد عليه.
وحجاب السّرّ هو الوقوف مع الأسرار، فإذا انكشفت للسّالك أسرار الخلق وحكمة الوجود لكلّ شيء، فهذا يقال له كشف إلهي.
فعليه إن بقي في هذا وظنّ أنّه هو المقصد الأصلي فذلك يصير له حجابا. وعليه أن يخطو خطوة أخرى ليزيل حجاب الروح فيصل إلى المكاشفة، وهو الذي يقال له الكشف الروحاني. وفي هذا المقام يرتفع عنه حجاب الزمان والمكان والجهة، فيصير الزمان ماضيا ومستقبلا شيئا واحدا؛ وغالب الكرامات تبدو في هذا المقام.
فعلى السالك ألّا يقنع بذلك لأن ذلك هو حجاب الروح.
والحجاب الخفي هو العظمة والكبرياء.
وهذا المقام مقام كشف صفاتي، فلذا يجب التقدّم خطوة أخرى لكي يصل إلى مقام التّجلّي الذاتي والنور الحقيقي، فإنّ الواصل من ليس له التفات إلى هذه الأشياء، كذا في مجمع السلوك.

ويقول في كشف اللغات: الحجاب الظلماني عند الصوفية مثل البطون والقهر والجلال وأيضا مجموع الصفات الذميمة.
والحجاب النوراني يعني ظهور اللّطف والجمال وأيضا جملة الصفات الحميدة.

الجلس

(الجلس) الْمَرْأَة تجْلِس فِي الفناء لَا تَبْرَح والشريفة والغليظ والمرتفع والطويل من كل شَيْء الْخمر الْعَتِيق (ج) أجلاس وجلاس

(الجلس) الْمجَالِس والفدم الغبي
الجلس: أصله الغليظ من الأرض ثم جعل الجلوس لكل قعود، والمجلس موضع يقعد فيه الإنسان. والجلسة بالفتح، للمرة، وبالكسر للنوع والحال التي يكون عليها كجلسة الاستراحة والتشهد وجلسة الفصل بين السجدتين لأنها نوع من أنواع الجلوس، والنوع هو الذي يفهم معنى يزيد على لفظ الفعل كما يقال إنه لحسن الجلسة، والجلوس غير القعود، فالجلوس انتقال من أسفل إلى علو، والقعود انتقال من علو إلى أسفل يقال لمن هو نائم أو ساجد اجلس، ولمن هو قائم اقعد. وقد يستعمل جلس بمعنى قعد يقال: جلس متربعا وقعد متربعا، وقد يفارقه ومنه إذا جلس بين شعبها الأربع أي حصل وتمكن إذ لا يسمى هذا قعودا فإن الرجل حينئذ يكون معتمدا على أعضائه الأربع، ويقال: جلس متكئا ولا يقال قعد متكئا بمعنى الــاعتماد على أحد جانبيه كذا قرره قوم، وقال الفارابي: كجمع الجلوس نقيض القيام فهو أعم من القعود، وقد يستعملان بمعنى الكون والجلوس ومنه جلس متربعا وقعد متربعا، والجليس من يجالسك، فعيل بمعنى فاعل.

التسخير

التسخير: سوق الشيء إلى الغرض المختص به قهرا، ذكره الراغب: وقال الحرالي: إجراء الشيء على مقتضى غرض ما سخر له.
التسخير: (نرم كردن وفرمان بردار نمودن) . وَفِي الِاصْطِلَاح الِانْتِقَال من حَالَة إِلَى حَالَة كَمَا سَيَجِيءُ فِي التكوين إِن شَاءَ الله تَعَالَى. التسامح: فِي اللُّغَة (جوانمردى نمودن وآسان كرفتن) . ويستعملونه فِيمَا يكون فِي الْعبارَة تجوز والقرينة ظَاهِرَة الدّلَالَة على التَّجَوُّز. وَمِنْه الْمُسَامحَة. وَقَالَ الْفَاضِل الجلبي فِي حَوَاشِيه على التَّلْوِيح المُرَاد بالتسامح اسْتِعْمَال اللَّفْظ فِي غير حَقِيقَة بِلَا قصد علاقَة مَقْبُولَة وَلَا نصب قرينَة دَالَّة عَلَيْهِ اعْتِمَادًــا على ظُهُور فهم المُرَاد فِي ذَلِك الْمقَام.

التسامح

التسامح: في عرف العلماء: استعمال اللفظ في غير الحقيقة بلا قصدِ علاقةٍ معنويةٍ ولا نصب قرينةٍ دالةٍ عليه اعتماداً على ظهور المعنى في المقام فوجودُ العلاقة يمنع التسامحَ، قال السيد: "هو أن لا يعلم الغرض من الكلام ويحتاج فهمه إلى تقدير لفظ آخر".
التسامح: لغة، الاتساع في نحو الإعطاء، وعرفا أن لا يعلم الغرض من الكلام ويحتاج في فهمه إلى تقدير لفظ آخر.

البسط

البسط: عند أهل الحقيقة: حال الرجاء وقيل وارد يوجب إشارة إلى قبول ورحمة وأنس.
البسط: توسعة المجتمع إلى حد غاية، قاله الحرالي. وقال الراغب: بسط الشيء نشره وتوسيعه، فتارة يتصور منه الأمران وتارة أحدهما، ومنه البساط فعال بمعنى مفعول وهو اسم لكل مبسوط. والبساط الأرض المتسعة، والبسيطة الأرض، واستعير البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب وتأليف ونظم، نحو {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ} . أي وسعه. وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} ، وتارة للأخذ نحو {وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} ، وتارة للصولة والضرب نحو {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} ، وتارة للبذل والإعطاء نحو {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} . وتارة لغير ذلك.
البسط:
[في الانكليزية] Joy ،simplification ،numerator ،fortune -telling
[ في الفرنسية] Joie ،simplification ،numerateur ،pratique de dire la bonne aventure (avec des lettres) ،onomancie
بسكون السين المهملة في اللغة گستردن، كما في الصّراح. وعند المحاسبين هو التجنيس، وهو جعل الكسور من جنس كسر معيّن، والحاصل من العمل يسمّى مبسوطا.

ومن هاهنا يقول المنجمون: البسط استخراج تقويم يوم واحد من تقويم خمسة أيام أو عشرة على ما وقع في الحلّ والعقد. وعند السالكين هو حال من الأحوال. ويقول في مجمع السلوك: القبض والبسط والخوف والرّجاء هي قريبة، ولكنّ الخوف والرجاء في مقام المحبة هما عامّان. وأمّا القبض والبسط في مقام الأوائل فهما من المحبة الخاصّة. إذن فكلّ من يؤدّي الأوامر ويجتنب المناهي فله حكم الإيمان. وليس هو من أهل القبض والبسط، بل هو من الرجاء والخوف الشبيهين بحال القبض والبسط. وهو يظنّ ذلك قبضا وبسطا. فمثلا:
إذا عرض له حزن أو تحيّر فيظن ذلك قبضا.
وإذا عرض له شيء من النشاط الطبيعي أو الانبساط النفسي فإنّه يظنّ ذلك بسطا.
هذا وإنّ الحزن والحيرة والنشاط والمرح جزء من جوهر النّفس الأمّارة، فإذا وصل العبد إلى أوائل المحبّة فإنّه يصبح صاحب حال وصاحب قلب وصاحب نفس لوّامة. وفي هذا الوقت تتناوب عليه حالتا القبض والبسط. ذلك لأنّ العبد انتقل من مرتبة الإيمان إلى أعلى فيقبضه الحقّ تارة ويبسطه أخرى. إذن فالحاصل هو أنّ وجود البسط باعتبار غلبة القلب وظهور صفته، وإنّ النفس فما دامت أمّارة فلا قبض ولا بسط. وأمّا النفس اللّوّامة فهي حينا مغلوبة وآخر غالبة، وبالنسبة للسالك يكون القبض والبسط باعتبار حال غلبة النفس وظهور صفتها. ويقول في اصطلاحات الصوفية:
البسط في مقام القلب بمثابة الرّجاء في مقام النّفس، وهو وارد يقتضيه إشارة إلى قبول ولطف ورحمة وأنس، ويقابله القبض كالخوف في مقابلة الرجاء في مقام النفس. والبسط في مقام الخفي هو أن يبسط الله العبد مع الخلق ظاهرا ويقبضه إليه باطنا رحمة للخلق، فهو يسع الأشياء ويؤثّر في كلّ شيء ولا يؤثّر فيه شيء.

وقيل: القبض ليس أيضا قبضا إلّا إذا كان من حركة النّفس وظهوره بصفتها. وأما السّالك صاحب القلب فلا يرى أبدا القبض، فروحه تبقى مستأنسة على الدوام. وقالوا أيضا: القبض اليسير هو عقوبة بسبب الإفراط في البسط، وبمعنى آخر: إذا أقبلت الواردات الإلهيّة على السّالك صاحب القلب فيمتلئ قلبه فرحا، فنفسه حينئذ تسترقّ السمع وتحصل على نصيب من ذلك، ونظرا لطبيعتها تأخذ في العصيان وتفرط في البسط حتى يصير مشابها للبسط القلبي، والله تعالى من باب العقوبة للنفس يلقي حالة القبض.
اعلم بما أنّ السّالك يرتقي من عالم القلب ويخرج من حجاب القلب الذي هو لأهل القلوب حجاب، ومن الوجود النوراني الذي هو يتخلّص حتى يصل إلى عالم الفناء والبقاء، فلا يعود القبض والبسط مفيدا له، ولا تتصرف فيه الأحوال، فلا قبض ولا بسط. قال الفارس:
يجد المحبّ أوّلا القبض ثم البسط ثم لا قبض ولا بسط لأنّهما يقعان في الموجود. فأمّا مع الفناء والبقاء فلا، انتهى ما في مجمع السلوك.
وعند أهل الجفر يطلق بالاشتراك على أشياء على ما في أنواع البسط.

أول بسط عددي: وتحصيل ذلك على نوعين: أحدها في بسط الحروف والآخر في بسط التركيب، وكلاهما مستحسن ومتداول.

أما الطريق الأوّل: فهو أن تأتي بالكلمة وتقطع حروفها ثم انظر كم يكون نتيجة كلّ حرف من الأعداد بحساب الجمّل على التّرتيب الأبجدي، ثم استخرج الأعداد واجمعها، فمثلا:

كلمة محمد تصبح بعد التقطيع: ميم وحاء وميم ودال. فالميم تساوي 90 وهي تعادل حرف ص وما تعادل 9 أي تساوي حرف ط والميم الثانية 90 أي ص. وعدد لفظ الحرف دال يساوي 35 وهو يعادل الحرفين هـ. ل. إذن الحروف الحاصلة من بسط عدد كلمة محمد هي: ص ط ص هـ ل.

والطريقة الثانية: فهي أن نأخذ الرقم الناتج من جمع حروف كلمة ما ثم نحاول استنطاقها، أي استخراج حرف أو أكثر منها.
فمثلا كلمة محمد يساوي جمع حروفها الرقم 92، وباستنطاقها يمكن أن نحصل على حرفين هما: الباء والصاد. [الباء 2 وص 90] بحساب الجمل. وهذا الطريق للعدد من فوقه كذا. وإذا كان لدينا اسم، مجموع حروفه مثلا:
224، فبالاستنطاق يكون لدينا ثلاثة حروف هي الراء 200 والكاف 20 والدال 4.
والنوع الثاني من بسط الحروف هو ما يقال له: بسط تلفّظ وبسط باطني، وهو عبارة عن التلفّظ بالحروف في الكلمة الواحدة، كما هي في حال الانفراد. فمثلا محمد: نلفظه هكذا ميم حا ميم دال. ويقال للحرف الأول من كل حرف العالي الأول، ويقال للباقي حروف بنيات. كذا. فمثلا الحرف الأول من ميم هو م والباقي يم فالميم الأولى هي بالفارسية زبر:
ومعناها فوق أو العالي. والباقي تسمّى بنيات.

والنوع الثالث: بسط طبيعي، وهو عبارة عن الإتيان بحروف مقوّية أو مربيّة لحروف الاسم المطلوب بحسب طبيعة كل منها. بحيث تكون الحروف الناريّة مربيتها هي من الحروف الهوائية، وتكون الحروف الناريّة مقوّية للحروف الهوائية، وهكذا الحروف الترابية مربية للحروف المائية، والمائية مقوّية للترابية. والحروف النارية هي: جز كس قثظ. والحروف الترابية: دحلع رخغ. إذن حاصل البسط الطبيعي لكلمة محمد:
هو ن ز ن ج. لأنّ الميم نارية في الدرجة الرابعة فاخترنا لها النون لأنّها مربية لها في الدرجة الرابعة من الحروف الهوائية. واخترنا د حا التي هي ترابية في الدرجة الثانية زا لأنّها مقوّية لها، وهي من الحروف المائية في الدّرجة الثانية. ثم اخترنا ثانية النون للميم الثانية وأمّا الدال التي هي ترابية في الدرجة الأولى اخترنا الجيم التي هي مقوية لها في نفس الدرجة من الحروف المائية.
ناري/ هوائي/ مائي/ ترابي ا/ ب/ ج/ د هـ/ و/ ذ/ ح ط/ ى/ ك/ ل م/ ن/ س/ ع ف ص/ ق/ ر/ ش ت/ ث/ خ/ ذ ص/ ظ/ ع مرفوع/ منصوب/ مكسور/ مجزوم والنوع الرابع: البسط الغريزي: وهو عبارة عن طلب كل من الحروف النارية لحروف هوائية من نفس الدرجة. أو العكس، بأن تطلب حروف مائية حروفا ترابية في نفس درجتها وبالعكس.
مثل الألف فإنّها طالبة للباء، والجيم طالبة للدال. وقس على هذا باقي الحروف. إذن فالبسط الغريزي لكلمة محمد هو: ن ن ذلك لأنّ ميمه نارية في الدرجة الرابعة، لذا اخترنا حرف النون التي هي هوائية، وهكذا أيضا فعلنا بالنسبة للميم الثانية. أمّا حا ودال فهما ترابيان.
هذا التعريف قد أورده بعض الأئمة المتقدّمين، وجاء في نفس الرسالة في مكان آخر.

البسط الغريزي: ج ل ب ال ق ل وب هكذا. د ك اب ك ر ك هـ ا. والبسط الغريزي معتبر ومهم جدا، ومتداول لدى أئمة هذا الفن.

النوع الخامس: بسط التّرفّع، وهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب وهو على ثلاثة أنواع: عددي وحرفي وطبيعي. أمّا بسط الترفّع العددي: فهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب من جهة الأعداد التي هي قائمة فيه من الأعداد الأبجدية، بحيث إذا كان عدد أي واحد منها في درجة الآحاد فإنّها ترفع إلى العشرات، وإذا كان في العشرات يرفع إلى المئات، وإذا كان في المئات يرفع إلى الألوف. وعليه فإنّ الترفّع العددي لمحمد هو ت ف ت م الميم التي هي 40 أي في درجة العشرات فرفعها إلى المئات فتصبح 400، أي معادل حرف ت. ثم الحاء من محمد هي من حروف الآحاد أي 8 فنرفعها إلى العشرات فتصبح ثمانين وهي التي تعادلها ف، ثم من الميم الثانية نحصل على التاء أيضا ومن الدال نحصل على حرف م، لأنّ الدال 4 آحادية والميم من رتبة العشرات 40. أمّا البسط الترفّعي الحرفي: فهو عبارة عن ارتفاع كلّ واحد من الحروف الأبجدية بالحرف التالي له الذي هو أفضل. فمثلا: من كلمة محمد نأتي بالنون بدلا من الميم لأنّ النون أفضل منها. وهكذا من أجل الحاء نأتي بما بعدها وهو الطاء، ومن أجل الميم الثانية نأتي بالنون أيضا، ثم الدال نضع بدلا منها الهاء، فتكون الحروف الحاصلة على هذا البسط: ن ط ن هـ.
وأمّا بسط الترفّع الطبيعي فهو عبارة عن ارتفاع الحروف بحسب طبيعتها بحيث يبدّلون الحرف الترابي بحرف مائي، والمائي بحرف هوائي، والهوائي بناري، ويبقى الناريّ على حاله بدون تبديل لأنّه أعلى الحروف، ولا يمكن الارتفاع فوقه. فمثلا: محمد: الميم نارية فنتركها كما هي ونضع بدلا من الحاء الترابية ز، ثم الميم الثانية على حالها، ثم نبدّل الدال جيما. فيكون الحاصل إذن حرفين هما: ز. ج. النوع السادس: بسط التجميع وهو عبارة عن جمع كلّ واحد من حروف الطالب مع حروف المطلوب، ثم تحصيل الحروف من كل اجتماع فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فنكتب: م ح م د+ ج ع ف ر. ثم نجمع الميم من محمد والتي تساوي 40 مع الجيم من جعفر فيكون الحاصل 43. والحاصل منهما هو: ج م. ثم بعد ذلك نجمع الحاء من محمد مع ع جعفر فيكون الجواب 78 وحروفه ح ع؛ ثم نجمع الميم الثانية من محمد مع الفاء من جعفر فالجواب هو 120 وحروفه ق ك. ثم نجمع الدال من محمد والراء من جعفر فالجواب هو 204 وحروفه هي نفسها أي د. ر. وعليه فالحروف الحاصلة من هذا العمل هي: ج. م.
ح. ع. ق. ك. د. ر.

النوع السابع: بسط التضارب: وهو عبارة عن ضرب كلّ واحد من حروف الطالب في حروف المطلوب وتحصيل الحروف من حاصل الضرب.

فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فإذا ضربنا الحروف ببعضها: الميم التي هي 40* ج التي هي 3 120 وهي تعادل الحروف ك- ق.
ثم ح محمد* ع جعفر 560 وحروفه س، ث.
ثم الميم الثانية* ف 3200 وحروفه ر. غ. غ. غ.
ثم الدال* ر 800 والحرف الحاصل منه هو: ض.

إذن فالحروف الحاصلة من هذا العمل:
ك، ق، س، ث ر غ غ غ ض.
وثمة طائفة من أهل الجفر في حال بسط التجميع وبسط التضارب يجمعون مجموع أعداد الطالب مع مجموع أعداد المطلوب، ثم يضربونها ببعضها، ثم يستحصلون الحروف منها. وهذا النوع وإن يكن غير بعيد من الصواب إلّا أنّ الطريق الأول هو أتم وأكمل.

النوع الثامن: بسط التّزاوج والتّشابه:
ويسمّى أيضا بسط التآخي، وهو عبارة عن طلب الحروف المتشابهة للحروف المتزاوجة التي هي قرينة لها. فمثلا إذا نظرنا في حروف محمد نجد الميم من الحروف المفردة يعني غير متشابهة ولا متزاوجة فنتركها بحالها. وبما أنّ الحاء من المتشابهة مع ج وخ فنأخذهما، ثم نترك الميم الثانية على حالها. وبما أنّ الدال من الحروف المتشابهة فنأخذ الذال بدلا منها فالنتيجة الحاصلة تكون: ج خ ذ.

النوع التاسع: بسط التّقوّي: وهو عبارة عن قوّة ما بين الحروف بحسب ضربها بنفسها.
وذلك على ثلاثة أنواع، وذلك لأنّها لا تعدّ وإن تكون واحدة من ثلاثة أحوال: إمّا أن تضرب باطن الحروف في باطنها، أو ظاهرها بظاهرها.
أو العكس، أي ظاهرها بباطنها؛ والمراد من العدد الباطني للحرف: هو أنّه بحساب أبجد يكون كذا، والمراد بالظاهر للحرف هو رتبة الحرف بالنسبة للأبجدية. فالميم مثلا من الترتيب الأبجدي تعدّ في المرتبة 13. فعليه يأخذون من الميم رقم 13، وعلى هذا القياس النون 14. فإذا بسطنا الحروف الباطنة من لفظة محمد فالميم هي تعادل 40* 40 1600، فصارت تعادل الحرفين خ وغ. والحاء تساوي 8* 8 64 أي تعادل بالحروف: د. س.
وكذلك الميم الثانية نتيجتها مثل الأولى أي.
خ. غ. ثم من حرف الدال الذي يعادل 4* 4 16 أي و. ي. فهذه الحروف: خ ع د س خ غ وى. هي حاصل لفظة محمد. وإذا أردنا الحصول على بسط التقوّى الظاهر في الظاهر للفظة محمد:
فالميم 13* 13 169 وهي تعادل الحروف ط، س، ق. والحاء 8* 8 64 وهي تعادل الحرفان د. س.
والميم الثانية 169 أي ط، س، ق.

والدال 4* 4 16 أي: و. ي.

إذن فالحروف الحاصلة هي: ط، س، ق، د، س، ط، س، ق، و، ي.
وإذا أخذنا بأسلوب بسط التقوّي بضرب الظاهر بالباطن من لفظة محمد:
فالميم 13* 40 520 وحروف هذا الرقم ك. ث.
وكذلك الميم الثانية وحروف هذا الرقم ك. ث.
ومن الحاء نحصل على د. س.
ومن الدال نحصل على د. ي.
إذن فالحروف الناتجة من هذا النوع هي:
ك، ث، د، س، ك، ث، و، ي.

النوع العاشر: بسط التّضاعف: وهو عبارة عن مضاعفة الأعداد الباطنية للحروف ثم استخراج الحروف من تلك الأرقام فمثلا: م من محمد وتساوي 40 فنضاعفها فيكون الجواب 80 وهذا الرقم الحرف ف والحاء التي هي ثمانية، فبمضاعفتها يصبح لدينا 16، ومن هذا الرقم نحصل على الحرفين وي، ثم نحصل من الميم الثانية على ف.
ومن الدال نحصل على حرف الحاء فيصير المجموع: ف وي ف ح.

الحادي عشر: بسط التكسير: وهو عبارة عن تحصيل حروف من حروف أخرى بشكل يعتبرون فيه الكسور تسعا، ثم يأخذون من كلّ كسر حرفا فمثلا: ميم محمد التي هي 40 نصفها يكون 20 ثم نصف العشرين 10 ونصف العشرة خمسة. ومن هذه الأنصاف المتتابعة نحصل على الحروف الآتية: ك، ي هـ. ثم ح محمد التي هي 8 ننصفها، فتكون 4، ثم نصف الأربعة 2، ونصف الاثنين واحد. وبما أنّنا قد نصّفناها كلّها فإننا نحصل على الحروف: د ب ا. ومن د محمد يكون معنا ب ا. فالمجموع لهذه الحروف هو: ك ي هـ د ب أك هـ ب ا.

النوع الثاني عشر: بسط التّمازج: وهو أفضل أنواع التماذج: ومعنى الخلط المطلق:
وهو في اصطلاح أهل الجفر عبارة عن خلط اسم الطالب مع اسم المطلوب، سواء كان اسم المطلوب من الأسماء الإلهية أو غيرها من الأسماء الدّنيوية والأخروية. وخلاصة هذا الكلام هو: أنّ بسط التماذج عبارة عن مزج اسم الطالب مع اسم المطلوب أيّا كان. فمثلا أردنا اسم محمد نمزجه مع اسم المطلوب عليم فيصير الخليط على هذا النحو: ع م ل ح ي م م د.
وإذا خلطنا اسم محمد مع جعفر فيكون الخليط هكذا: م ج ح ع م ف ل ر.
واعلم بأنّه في التماذج يقدمون دائما اسم الطالب على اسم المطلوب، ما عدا الاسم المطلوب إذا كان مأخوذا من الأسماء الحسنى، لأنّ اسمه مشتمل على اسم من الأسماء الإلهيّة.
لذا فيكون الابتداء بالاسم الإلهي لا بالطالب، كما مزج الاسمين محمد وعليم المذكورين.
وإذا كان الاسمان وكلاهما يشتملان على المطلوب، فيقدمون الاسم الأقوى على غيره.
فائدة: إنّ بسط التجميع والتضارب من أجل المحبة والاتحاد بين الاثنين معتبر جدا.
وأما بسط التآخي من أجل اتحاد الإخوان والتحبّب إلى قلوب الناس وتحصيل الفوائد والإحسان فهو بحرف ولا يكاد يتخلّف. وأمّا بسط التقوّي فهو من أجل موضوع قوة الحال، وتحقق الآمال والخروج من ضعف الطالع والانتصار بقوّة الطالع وزيادة الجاه والاحترام والإقبال والعزّة فهو محل اعتماد.
وأمّا بسط التضاعف فمن أجل زيادة العلم والحكمة والعظمة والشّوكة والتغلّب على الأعداد، فهو قوي وراسخ جدا. وأمّا بسط التكسير فهو يعمل به من أجل معرفة أحوال المستقبل.

الاستعارة

الاستعارة: ادعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين، نحو لقيت أسدا يعني رجلا شجاعا، ثم إن ذكر المشبه به مع قرينه سمي استعارة تصريحية وتحقيقية كلقيت أسدا في الحمام.
الاستعارة:
[في الانكليزية] Metaphor
[ في الفرنسية] Metaphore

في اللغة: هو أخذ الشيء بالعارية أو عند الفرس: هو إضافة المشبّه به إلى المشبّه، وهذا خلاف اصطلاح أهل العربية. وهو على نوعين:

أحدها: استعارة حقيقية، والثاني: مجازية.
فالاستعارة الحقيقية هي أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وهما نوعان:
ترشيح وتجريد. فالترشيح هو أن يكون المستعار والمستعار منه ثابتين ومعلومين، وأن تراعى فيها لوازم الجانبين. ومثاله:
يا ملك البلغاء إن تجرّد سيف لسانك نلت وطرك وفتحت العالم فالسيف مستعار واللسان مستعار منه، وقد راعى اللوازم للسيف واللسان. وأمّا التجريد فهو أن يراعي جانبا واحدا من اللوازم وأن يكون أحد الموجودات من الأعيان والثاني من الأعراض. ومثاله: من ذلك السكّر الشفهي الذي هو غير مأكول، نأكل في كل لحظة سمّ الغصة.
فالسكر مستعار والشفه مستعار منه. فهنا راعى جانب السكر، والغصة ليست من الأعيان فتؤكل ولم يراع الغصة.
وأمّا المجاز فهو أن يكون كلّ من المشبّه والمشبّه به من الأعراض، يعني أن يكون محسوسا بأحد الحواسّ الظاهرة أو من المتصوّرة أي محسوسا بالحواس الباطنة. أو يكون أحدها عرضا والثاني متصوّرا. ومثاله: حيثما يوجد أحد في الدنيا سأقتله كي لا يرد كلام العشق على لسان أحد. فالكلام عرض والعشق هو من الأشياء التي تصوّر في الذهن. وكلاهما أي الكلام والعشق من المتصوّرات التي لا وجود مادي لها في الخارج.
واعلم أنّ كلّ ما ذكرناه هاهنا عن الحقيقة والمجاز هو على اصطلاح الفرس، وقد أورده مولانا فخر الدين قواس في كتابه. وهذا أيضا مخالف لأهل العربية. كذا في جامع الصنائع. والاستعارة عند الفقهاء والأصوليين عبارة عن مطلق المجاز بمعنى المرادف له. وفي اصطلاح علماء البيان عبارة عن نوع من المجاز، كذا في كشف البزدوي وچلپي المطول. وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ الآية الاستعارة تستعمل بمعنى المجاز مطلقا، وبمعنى مجاز علاقته المشابهة، مفردا كان أو مركّبا، وقد تخصّ بالمفرد منه وتقابل بالتمثيل حينئذ كما في مواضع كثيرة من الكشاف. والتمثيل وإن كان مطلق التشبيه غلب على الاستعارة المركّبة، ولا مشاحّة في الاصطلاح انتهى كلامه. والقول بتخصّص الاستعارة بالمفرد قول الشيخ عبد القاهر وجار الله. وأمّا على مذهب السكّاكي فالاستعارة تشتمل التمثيل ويقال للتمثيل استعارة تمثيلية، كذا ذكر مولانا عصام الدين في حاشية البيضاوي. وسيأتي في لفظ المجاز ما يتعلّق بذلك.

قال أهل البيان: المجاز إن كانت العلاقة فيه غير المشابهة فمجاز مرسل وإلّا فاستعارة.
فالاستعارة على هذا هو اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي أي الحقيقي، ولما سبق في تعريف الحقيقة اللغوية أن استعمال اللفظ لا يكون إلّا بإرادة المعنى منه، فإذا أطلق نحو المشفر على شفة الإنسان وأريد تشبيهها بمشفر الإبل في الغلظ فهو استعارة، وإن أريد أنّه إطلاق المقيّد على المطلق كإطلاق المرسن على الأنف من غير قصد إلى التشبيه فمجاز مرسل، فاللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد يجوز أن يكون استعارة وأن يكون مجازا مرسلا باعتبارين، ولا يخفى أنك إذا قلت: رأيت مشفر زيد، وقصدت الاستعارة، وليس مشفره غليظا، فهو حكم كاذب، بخلاف ما إذا كان مجازا مرسلا. وكثيرا ما يطلق الاستعارة على فعل المتكلّم أعني استعمال اسم المشبّه به في المشبّه. والمراد بالاسم ما يقابل المسمّى أعني اللفظ لا ما يقابل الفعل والحرف. فالاستعارة تكون بمعنى المصدر فيصحّ منه الاشتقاق، فالمتكلّم مستعير واللفظ المشبّه به مستعار، والمعنى المشبّه به مستعار منه، والمعنى المشبّه مستعار له، هكذا في الأطول وأكثر كتب هذا الفن.
وزاد صاحب كشف البزدوي ما يقع به الاستعارة وهو الاتصال بين المحلّين لكن في الاتقان أركان الاستعارة ثلاثة: مستعار وهو اللفظ المشبّه به، ومستعار منه وهو اللفظ المشبّه، ومستعار له وهو المعنى الجامع. وفي بعض الرسائل المستعار منه في الاستعارة بالكناية هو المشبّه على مذهب السكاكي انتهى.
ثم قال صاحب الاتقان بعد تعريف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شيء معروف بها إلى شيء لم يعرف بها، وحكمة ذلك إظهار الخفي وإيضاح الظاهر الذي ليس بجليّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفي: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ فإنّ حقيقته وإنّه في أصل الكتاب فاستعير لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم كما تنشأ الفروع من الأصول، وحكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئيا فينتقل السامع من حدّ السّماع إلى حدّ العيان، وذلك أبلغ في البيان. ومثال إيضاح ما ليس بجليّ ليصير جليّا: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالديه رحمة فاستعير للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أي اخفض جانب الذلّ أي اخفض جانبك ذلّا؛ وحكمة الاستعارة في هذا جعل ما ليس بمرئي مرئيا لأجل حسن البيان.
ولمّا كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذلّ لهما والاستكانة متمكنا، احتيج في الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعاني التي لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السّفل أدنى ميل صدق عليه أنّه خفض جانبه، والمراد خفض يلصق الجنب بالأرض ولا يحصل ذلك إلّا بذكر الجناح كالطائر. ومثال المبالغة: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً أي فجّرنا عيون الأرض، ولو عبّر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما في الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيونا. انتهى.

فائدة:
اختلفوا في الاستعارة أهي مجاز لغوي أو عقلي، فالجمهور على أنها مجاز لغوي لكونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه ولا لأعمّ منهما.
وقيل إنها مجاز عقلي لا بمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له بتأوّل، بل بمعنى أنّ التصرّف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لم تطلق على المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله في جنس المشبّه به فكان استعمالها فيما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة، وردّ بأن الادعاء لا يقتضي أن تكون مستعملة فيما وضعت له للعلم الضروري بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، وفي صورة الاستعارة مستعمل في الرجل الشجاع، وتحقيق ذلك أنّ ادعاء دخوله في جنس المشبّه به مبني على أنه جعل أفراد الأسد بطريق التأويل قسمين: أحدهما المتعارف وهو الذي له غاية الجرأة ونهاية القوّة في مثل تلك الجثة وتلك الأنياب والمخالب إلى غير ذلك. والثاني غير المتعارف وهو الذي له تلك الجرأة وتلك القوة، لكن لا في تلك الجثة والهيكل المخصوص، ولفظ الأسد إنما هو موضوع للمتعارف، فاستعماله في غير المتعارف استعمال في غير ما وضع له، كذا في المطول.

وقال صاحب الأطول: ويمكن أن يقال: إذا قلت: رأيت أسدا وحكمت برؤية رجل شجاع يمكن فيه طريقان: أحدهما أن يجعل الأسد مستعارا لمفهوم الرجل الشجاع، والثاني أن يستعمل فيما وضع له الأسد ويجعل مفهوم الأسد آلة لملاحظة الرجل الشجاع، ويعتبر تجوّزا عقليا في التركيب التقييدي الحاصل من جعل مفهوم الأسد عنوانا للرجل الشجاع، فيكون التركيب بين الرجل الشجاع ومفهوم الأسد مبنيا على التجوّز العقلي، فلا يكون هناك مجاز لغوي. ألا ترى أنه لا تجوّز لغة في قولنا: لي نهار صائم فقد حقّ القول بأنه مجاز عقلي ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فائدة:
الاستعارة تفارق الكذب بوجهين: بالبناء على التأويل، وبنصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.
التقسيم
للاستعارة تقسيمات باعتبارات: الأول باعتبار الطرفين أي المستعار منه والمستعار له إلى وفاقية وعنادية، لأن اجتماع الطرفين في شيء إمّا ممكن وتسمّى وفاقية لما بين الطرفين من الموافقة نحو أحييناه في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ أي ضالّا فهديناه، استعار الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيّا للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب؛ والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء. وإمّا ممتنع وتسمّى عنادية لتعاند الطرفين كاستعارة الميّت في الآية للضالّ إذ لا يجتمع الموت مع الضلال. ومنها أي من العنادية التهكّمية والتمليحية، وهما الاستعارة التي استعملت في ضدّ معناها الحقيقي أو نقيضه تنزيلا للتضادّ والتناقض منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكّم نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ أي أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سرورا في المخبر به للإنذار الذي هو ضدّها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكّم، وكذا قولك: رأيت أسدا وأنت تريد جبانا على سبيل التمليح والظرافة. والاستهزاء الثاني باعتبار الجامع إلى قسمين لأن الجامع إمّا غير داخل في مفهوم الطرفين كما في استعارة الأسد للرجل الشجاع، فإن الشجاعة خارجة عن مفهوم الطرفين، وإمّا داخل في مفهوم الطرفين نحو قوله عليه السلام:
«خير الناس رجل يمسك بعنان فرسه كلّما سمع هيعة طار إليها، أو رجل في شعفة في غنيمة له يعبد الله حتى يأتيه الموت». الهيعة الصوت المهيب، والشّعفة رأس الجبل. والمعنى خير الناس رجل أخذ بعنان فرسه واستعدّ للجهاد، أو رجل اعتزل الناس وسكن في رأس جبل في غنم له قليل يرعاها ويكتفي بها في أمر معاشه ويعبد الله حتى يأتيه الموت. استعار الطّيران للعدو والجامع وهو قطع المسافة بسرعة داخل في مفهومهما. وأيضا باعتبار الجامع إمّا عامّية وهي المبتذلة لظهور الجامع فيها نحو: رأيت أسدا يرمي، أو خاصيّة وهي الغريبة أي البعيدة عن العامة. والغرابة قد تحصل في نفس الشّبه كما في قول يزيد بن مسلمة يصف فرسا بأنّه مؤدّب وأنّه إذا نزل عنه صاحبه وألقى عنانه في قربوس سرجه أي مقدّم سرجه وقف على مكانه حتى يعود إليه. قال الشاعر:
واذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر علك أي مضغ والشكيم اللّجام، وأراد بالزائر نفسه، فاستعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب أو غيره لوقوع العنان في قربوس السّرج، فصارت الاستعارة غريبة لغرابة التشبيه. وقد تحصل الغرابة بتصرّف في العامّية نحو قوله:
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطيّ الأباطح والأباطح جمع أبطح وهو مسيل الماء فيه دقاق الحصى، أي أخذت المطايا في سرعة المضي. استعار سيلان السيول الواقعة في الأباطح لسير الإبل سيرا سريعا في غاية السرعة المشتملة على لين وسلاسة، والتشبيه فيها ظاهر عامي، وهو السرعة لكن قد تصرف فيه بما أفاده اللطف والغرابة، إذ أسند سالت إلى الأباطح دون المطيّ وأعناقها حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الإبل، وأدخل الأعناق في السير حيث جعلت الأباطح سائلة مع الأعناق، فجعل الأعناق سائرة إشارة إلى أنّ سرعة سير الإبل وبطؤه إنما يظهران غالبا في الأعناق.
الثالث باعتبار الثلاثة، أي المستعار منه والمستعار له والجامع إلى خمسة أقسام:
الأول استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً فالمستعار منه هو النار، والمستعار له هو الشيب، والوجه أي الجامع هو الانبساط الذي هو في النار أقوى، والجميع حسّي، والقرينة هو الاشتعال الذي هو من خواص النار، وهو أبلغ مما لو قيل: اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس.
والثاني استعارة محسوس لمحسوس بوجه عقلي، نحو: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فالمستعار منه السّلخ الذي هو كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسّيان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر، كترتّب ظهور اللحم على الكسط وترتّب ظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، والترتّب أمر عقلي؛ قال ابن أبي الإصبع: هي ألطف من الأولى.
والثالث استعارة معقول لمعقول بوجه عقلي؛ قال ابن ابي الإصبع: هي ألطف الاستعارات نحو: مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فإن المستعار منه الرقاد أي النوم والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل، والكلّ عقلي.
الرابع استعارة محسوس لمعقول بوجه عقلي نحو: مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ استعير المسّ وهو صفة في الأجسام وهو محسوس لمقاساة الشّدّة، والجامع اللحوق، وهما عقليان.
الخامس استعارة معقول لمحسوس والجامع عقلي نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ المستعار منه التكبّر وهو عقلي والمستعار له كثرة الماء وهو حسّي، والجامع الاستعلاء وهو عقلي أيضا. هذا هو الموافق لما ذكره السكاكي، وزاد الخطيب قسما سادسا وهو استعارة محسوس لمحسوس والجامع مختلف بعضه حسّي وبعضه عقلي، كقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّي ونباهة الشأن عقلية ومعنى الحسّي والعقلي قد مرّ في التشبيه الرابع باعتبار اللفظ إلى قسمين لأن اللفظ المستعار إن كان اسم جنس فاستعارة أصلية كأسد وقتل للشجاع والضرب الشديد، وإلّا فاستعارة تبعية كالفعل والمشتقّات وسائر الحروف.
والمراد باسم الجنس ما دلّ على نفس الذّات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، والمراد بالذات ما يستقلّ بالمفهومية. وقولنا من غير اعتبار وصف أي من غير اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا يتوهّم الإشكال بأنّ الفعل وصف وهو ملحوظ فدخل علم الجنس في حدّ اسم الجنس، وخرج العلم الشخصي والصفات وأسماء الزمان والمكان والآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقيقي، والحكمي أي المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فيه أصلية، وفيه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهي في الجود فيكون متأوّلا بصفة، وقد استعير من مفهوم المتناهي في الجود لمن له كمال جود فيكون ملحقا بالتبعية دون الأصلية. وأجيب بأنّ مفهوم الحاتم وإن تضمّن نوع وصفية لكنه لم يصر به كليّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله كاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعاني المصدرية المعتبرة فيها داخلة في مفهوماتها الأصلية فلذلك كانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفية ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.
والحاصل أنّ اسم الجنس يدلّ على ذات صالحة للموصوفية مشتهرة بمعنى يصلح أن يكون وجه الشبه، وكذا العلم إذا اشتهر بمعنى، فالاستعارة فيهما أصلية والأفعال والحروف لا تصلح للموصوفية وكذا المشتقات.
وإنما كانت استعارة الفعل وما يشتق منه والحرف تبعية لأنّ الفعل والمشتقات موضوعة بوضعين: وضع المادة والهيئة فإذا كان في استعاراتها لا تتغير معاني الهيئات فلا وجه لاستعارة الهيئة، فالاستعارة فيها إنما هي باعتبار موادّها، فيستعار مصدرها ليستعار موادّها تبعية استعارة المصدر، وكذا إذا استعير الفعل باعتبار الزمان كما يعبر عن المستقبل بالماضي تكون تبعية لتشبيه الضّرب في المستقبل مثلا بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع، فيستعار له ضرب، فاستعارة الهيئة ليست بتبعية استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعية استعارة الجزء، وكذا الحروف، فإن الاستعارة فيها تجري أولا في متعلق معناها وهو هاهنا ما يعبّر عنها به عند تفسير معانيها، كقولنا: من معناه الابتداء وإلى معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً شبّه ترتّب العداوة والحزن على الالتقاط بترتّب علته الغائية عليه، ثم استعير في المشبه اللّام الموضوعة للمشبّه به فيكون الاستعارة في اللّام تبعا للاستعارة في المجرور.
ثم اعلم أنّ الاستعارة في الفعل على قسمين: أحدهما أن يشبّه الضرب الشديد مثلا بالقتل ويستعار له اسمه ثم يشتق منه قتل بمعنى ضرب ضربا شديدا، والثاني أن يشبّه الضرب في المستقبل بالضرب في الماضي مثلا في تحقق الوقوع فيستعمل فيه ضرب فيكون المعنى المصدري أعني الضرب موجودا في كلّ من المشبّه والمشبّه به، لكنه قيّد في كل واحد منهما بقيد مغاير للآخر فصحّ التشبيه لذلك، كذا أفاده المحقق الشريف. لكن ذكر العلامة عضد الملة والدين في الفوائد الغياثية أنّ الفعل يدلّ على النسبة ويستدعي حدثا وزمانا، والاستعارة متصوّرة في كلّ واحد من الثلاثة، ففي النسبة كهزم الأمير الجند، وفي الزمان كنادى أصحاب الجنّة، وفي الحدث نحو فبشّرهم بعذاب أليم، انتهى؛ وذلك لأن الفعل قد يوضع للنسبة الإنشائية نحو اضرب وهي مشتهرة بصفات تصلح لأن يشبه بها كالوجوب، وقد يوضع للنسبة الإخبارية وهي مشتهرة بالمطابقة واللامطابقة، ويستعار الفعل من أحدهما للآخر كاستعارة رحمه الله لا رحمه، واستعارة فليتبوّأ في قوله عليه السلام «من تبوّأ عليّ الكذب فليتبوّأ مقعده على النار» للنسبة الاستقبالية الخبرية فإنه بمعنى يتبوّأ مقعده من النار، صرّح به في شرح الحديث، وردّه صاحب الأطول بأنّ النسبة جزء معنى الفعل فلا يستعار عنها، بخلاف المصدر فإنه لا يستعار من معناه الفعل بل يستعار من معناه نفس المصدر ويشتق منه الفعل، ولا يمكن مثله في النسبة، فالحقّ عدم جريانها في النسبة كما قاله السيد السّند.

فائدة:
قال الفاضل الچلپي: القوم إنما تعرّضوا للاستعارة التبعية المصرّحة، والظاهر تحقق الاستعارة التبعية المكنيّة كما في قولك: أعجبني الضارب دم زيد، ولعلهم لم يتعرضوا لها لعدم وجدانهم إياها في كلام البلغاء.

فائدة:
لم يقسموا المجاز المرسل إلى الأصلي والتبعي على قياس الاستعارة لكن ربما يشعر بذلك كلامهم. قال في المفتاح: ومن أمثلة المجاز قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ استعمل قرأت مكان أردت القراءة لكون القراءة مسبّبة من إرادتها استعمالا مجازيا، يعني استعمال المشتقّ بتبعية المشتقّ منه، كذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.
الخامس باعتبار المقارنة بما يلائم شيئا من الطرفين وعدمها إلى ثلاثة أقسام: أحدها المطلقة وهي ما لم يقترن بصفة ولا تفريع مما يلائم المستعار له أو المستعار منه، نحو عندي أسد، والمراد بالاقتران بما يلائم الاقتران بما يلائم مما سوى القرينة، وإلّا فالقرينة مما يلائم المستعار له، فلا يوجد استعارة مطلقة، والمراد بالصفة المعنويّة لا النعت النحوي، والمراد بالتفريع ما يكون إيراده فرع الاستعارة سواء ذكر على صورة التفريع وهو تصديره بالفاء أو لا، وثانيها المجرّدة وهي ما قرن بما يلائم المستعار له، وينبغي أن يقيّد ما يلائم المستعار له بأن لا يكون فيه تبعيد الكلام عن الاستعارة وتزييف لدعوى الاتحاد إذ ذكروا أنّ في التجريد كثرة المبالغة في التشبيه كقوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فإنّ الإذاقة تجريد اللباس المستعار لشدائد الجوع والخوف بعلاقة العموم لجميع البدن عموم اللباس، ولذا اختاره على طعم الجوع الذي هو أنسب بالإذاقة. وإنما كانت الإذاقة من ملائمات المستعار له مع أنه ليس الجوع والخوف من المطعومات لأنه شاعت الإذاقة في البلايا والشدائد وجرت مجرى الحقيقة في إصابتها، فيقولون ذاق فلان البؤس والضرّ، وأذاقه العذاب، شبّه ما يدرك من أثر الضرّ والألم بما يدرك من طعم المرّ والبشع، واختار التجريد على الترشيح، ولم يقل فكساها الله لباس الجوع والخوف لأن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك باللمس من غير عكس، فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة ليست في الكسوة. وثالثها المرشّحة وتسمّى الترشيحية أيضا وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ فإنه استعار الاشتراء للاستبدال والاختيار، ثم فرّع عليها ما يلائم الاشتراء من فوت الرّبح واعتبار التجارة. ثم أنهم لم يلتفتوا إلى ما يقرن بما يلائم المستعار له في الاستعارة بالكناية مع أنه أيضا ترشيح لأنه ليس هناك لفظ يسمّى استعارة، بل تشبيه محض، وكلامهم في الاستعارة المرشّحة التي هي قسم من المجاز لا في ترشيح يشتمل ترشيح الاستعارة والتشبيه المضمر في النفس. وأما عدم التفات السكّاكي فيوهم ما ليس عنده وهو أنّ المرشّحة من أقسام الاستعارة المصرّحة، إذ التحقيق أنّ الاستعارة بالكناية إذا زيد فيها على المكنيّة ما يلائمها تصير مرشّحة عنده، كذا في الاطول.

فائدة:
قال أبو القاسم: تقسيمهم الاستعارة المصرّحة إلى المجردة والمرشحة يشعر بأنّ الترشيح والتجريد إنما يجريان في الاستعارة المصرّح بها دون المكنيّ عنها، والصواب أنّ ما زاد في المكنية على قرينتها أعني إثبات لازم واحد يعدّ ترشيحا لها؛ ثم التجريد والترشيح إنما يكونا بعد تمام الاستعارة، فلا يعدّ قرينة المصرح بها تجريدا ولا قرينة المكني عنها ترشيحا، انتهى.

فائدة:
قال صاحب الأطول: إذا اجتمع ملائمان للمستعار له فهل يتعيّن أحد للقرينة أو الاختيار إلى السامع يجعل أيهما شاء قرينة والآخر تجريدا؟ قال بعض الأفاضل: ما هو أقوى دلالة على الإرادة للقرينة والآخر للتجريد. ونحن نقول أيهما سبق في الدلالة على المراد قرينة والآخر تجريد، كيف لا والقرينة ما نصب للدّلالة على المراد، وقد سبق أحد الأمرين في الدلالة، فلا معنى لنصب اللاحق، والاوجه أنّ كلّا من الملائمين المجتمعين إن صلح قرينة فقرينة، ومع ذلك الاستعارة مجرّدة، ولا تقابل بين المجرّدة ومتعددة القرينة، بل كل متعددة القرينة مجرّدة.

فائدة:
قد يجتمع التجريد والترشيح كقول زهير:
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم ووجه اجتماعهما صرف دعوى الاتحاد إلى المشبّه المقارن بالصفة والتفريع والمشبّه به حتى يستدعى الدعوى ثبوت الملائم للمشبه به أيضا.

فائدة:
الترشيح أبلغ من التجريد والإطلاق ومن جمع الترشيح والتجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة في ظهور العينية التي هي توجب كمال المبالغة في التشبيه، فيكون أكثر مبالغة وأتمّ مناسبة بالاستعارة، وكذا الإطلاق أبلغ من التجريد. ومبنى الترشيحية على أن المستعار له عين المستعار منه لا شيء شبيه به.

فائدة:
في شرح بعض رسائل الاستعارة الترشيح يجوز أن يكون باقيا على حقيقته تابعا في الذّكر للتعبير عن الشيء بلفظ الاستعارة ولا يقصد به إلّا تقويتها، كأنّه نقل لفظ المشبه به مع رديفه إلى المشبّه، ويجوز أن يكون مستعارا من ملائم المستعار منه لملائم المستعار له، ويكون ترشيح الاستعارة بمجرد أنه عبّر عن ملائم المستعار له بلفظ موضوع لملائم المستعار منه. هذا ولا يخفى أنّ هذا لا يخصّ بكون لفظ ملائم المستعار منه مستعارا، بل يتحقّق الترشيح بذلك التعبير على وجه الاستعارة كان أو على وجه المجاز المرسل، إمّا للملائم المذكور أو للقدر المشترك بين المشبّه والمشبّه به، وأنّه يحتمل مثل ذلك في التجريد أيضا، ويحتمل تلك الوجوه قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ حيث استعير الحبل للعهد في أن يكون وسيلة لربط شيء لشيء، وذكر الاعتصام وهو التمسك بالحبل ترشيحا إما باقيا على معناه للوثوق بالعهد أو مجازا مرسلا في الوثوق بالعهد، لعلاقة الإطلاق والتقييد فيكون مجازا مرسلا بمرتبتين، أو في الوثوق، كأنه قيل ثقوا بعهد الله، وحينئذ كلّ من الترشيح والاستعارة ترشيح للآخر.
السادس باعتبار أمر آخر إلى أربعة أقسام:
تصريحية ومكنية وتحقيقية وتخييلية. فالتصريحية وتسمّى بالمصرّحة أيضا هي التي ذكر فيها المشبّه به. والمكنية ما يقابلها وتسمّى الاستعارة بالكناية أيضا. اعلم أنه اتفقت كلمة القوم على أنه إذا لم يذكر من أركان تشبيه شيء بشيء سوى المشبّه وذكر معه ما يخصّ المشبّه به كان هناك استعارة بالكناية واستعارة تخييلية، كقولنا:
أظفار المنيّة أي الموت نشبت بفلان، لكن اضطربت أقوالهم في تشخيص المعنيين اللذين يطلق عليهما هذان اللفظان. ومحصّل ذلك يرجع إلى ثلاثة أقوال: أحدها ما ذهب إليه القدماء وهو أنّ المستعار بالكناية لفظ المشبه به المستعار للمشبه في النفس المرموز إليه بذكر لازمه من غير تقدير في نظم الكلام، وذكر اللازم قرينة على قصده من غرض وإثبات ذلك اللازم للمشبّه استعارة تخييلية. ففي المثال المذكور الاستعارة بالكناية السبع المستعار للمنيّة الذي لم يذكر اعتمادا على أنّ إضافة الأظفار إلى المنيّة تدل على أن السبع مستعار لها.
والاستعارة التخييلية إثبات الأظفار للمنية، فحينئذ وجه تسميتها بالمكنية وبالاستعارة بالكناية ظاهر لأنها استعارة بالمعنى المصطلح ومتلبسة بالكناية بالمعنى اللغوي، أي الخفاء، وكذا تسميتها بالتخييلية لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، وتخييل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. وثانيها ما ذهب إليه السكّاكي صريحا حيث قال: الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه المستعمل في المشبّه به ادعاء أي بادعاء أنه عينه بقرينة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخيّلة شبيهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنيّة عنده هو السبع بادعاء السبعية لها وإنكار أن تكون شيئا غير السبع بقرينة إضافة الأظفار التي من خواص السبع إليها. ولا خفاء في أن تسميتها بالاستعارة بالكناية أو المكنية غير ظاهر حينئذ، وفي جعله إياها قسما من الاستعارة التي هي قسم من المجاز، وجعل إضافة الأظفار قرينة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فيها هو المستعمل في ما وضع له تحقيقا، والاستعارة ليست كذلك. واختار السكّاكي ردّ التبعية إلى المكني عنها بجعل قرينتها استعارة بالكناية وجعلها أي التبعية قرينة لها، على عكس ما ذكره القوم في مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت والحال قرينة لها. هذا ولكن في كون ذلك مختار السكاكي نظرا لأنه قال في آخر بحث الاستعارة التبعية:
هذا ما أمكن من تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل، ولو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم الاستعارة بالكناية بأن قلبوا، فجعلوا في قولهم نطقت الحال هكذا الحال التي ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح استعارة بالكناية عن المتكلّم بواسطة المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام، وجعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة، كما تراهم في قولهم: وإذا المنيّة انشبت أظفارها، يجعلون المنيّة استعارة بالكناية عن السبع ويجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط فتدبر، انتهى كلامه. وهو صريح في أنه ردّ التبعية إلى المكْنية على قاعدة القوم، فحينئذ لا حاجة له إلى استعارة قرينة المكنية لشيء حتى تبقى التبعية مع ذلك بحالها، ولا يتقلّل الأقسام بهذا أيضا.
فإن قلت لم يجعل السلف المكنية المشبّه المستعمل في المشبّه به كما اعتبره في هذا الرّدّ، فكيف يتأتى لك توجيه كلامه بأنّ ردّه على قاعدة السلف من غير أن يكون مختارا له؟

قلت: لا شبهة فيما ذكرنا والعهدة عليه في قوله، كما تراهم في قولهم: وإذا المنية أنشبت أظفارها، يجعلون المنية استعارة بالكناية، ولا يضرّنا فيما ذكرنا من توجيه كلامه.
وأما التخييلية عند السكاكي فما سيأتي.
وثالثها ما ذهب إليه الخطيب وهي التشبيه المضمر في النفس الذي لم يذكر شيء من أركانه سوى المشبّه ودل عليه أي على ذلك التشبيه بأن يثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسّا وعقلا يجري عليه اسم ذلك الأمر، ويسمّى إثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية، والمراد بالتشبيه التشبيه اللغوي لا الاصطلاحي، فلا يردّ أن ذكر المشبّه به واجب البتة في التشبيه، وإنما قيل: ودلّ عليه الخ ليشتمل زيدا في جواب من يشبه الأسد؛ وعلى هذا التسمية بالاستعارة غير ظاهر وإن كان كونها كناية غير مخفي. وبالجملة ففي المكنية ثلاثة أقوال، وفي التخييلية قولان: أحدهما قول السكاكي كما يجيء، والآخر قول غيره. وعلى هذا المذهب الثالث كلّ من لفظي الأظفار والمنيّة في المثال المذكور حقيقتان مستعملتان في المعنى الموضوع له، وليس في الكلام مجاز لغوي، وإنما المجاز هو إثبات شيء لشيء ليس هو له، وعلى هذا هو عقلي كإثبات الإنبات للربيع. والاستعارة بالكناية والتخييلية أمران معنويان، وهما فعلا المتكلم، ويتلازمان في الكلام لأن التخييلية يجب أن تكون قرينة للمكنية البتة، وهي يجب أن تكون قرينة للتخيلية البتة.

فائدة:
قال صاحب الأطول: ومن غرائب السوانح وعجائب اللوائح أن الاستعارة بالكناية فيما بين الاستعارات معلومة مبنية على التشبيه المقلوب لكمال المبالغة في التشبيه، فهو أبلغ من المصرّحة، فكما أنّ قولنا السبع كالمنيّة تشبيه مقلوب يعود الغرض منه إلى المشبّه به، كذلك أنشبت المنية أظفارها استعارة مقلوبة استعير بعد تشبيه السبع بالمنية المنية للسبع الادعائي، وأريد بالمنية معناها بعد جعلها سبعا تنبيها على أنّ المنيّة بلغت في الاغتيال مرتبة ينبغي أن يستعار للسبع عنها اسمها دون العكس، فالمنية وضعت موضع السبع، لكن هذا على ما جرى عليه السكاكي.
والتحقيقية هي ما يكون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأيت أسدا يرمي، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع وهو أمر متحقق حسّا، ونحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ أي الدين الحقّ وهو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخييلية فعند غير السكّاكي ما مرّ، وأما عند السكّاكي فهي استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا ولا عقلا، بل معناها صورة وهمية محضة.
ولما كان عدم تحقّق المعنى لا حسّا ولا عقلا شاملا لما لم يتعلّق به توهّم أيضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، والمراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنى أيضا.
والمراد بالوهمية ما يخترعه المتخيلة بأعمال الوهم إياه فإن للإنسان قوة لها تركيب المتفرّقات وتفريق المركّبات إذا استعملها العقل تسمّى مفكرة وإذا استعملها الوهم تسمّى متخيّلة. ولما كان حصول هذا المعنى المستعار له بأعمال الوهم سمّيت استعارة تخييلية، ومن لم يعرفه قال المناسب حينئذ أن تسمّى توهمية، وعدّ التسمية بتخييلية من أمارات تعسّف السكّاكي وتفسيره، وإنما وصف الوهمية بقوله محضة أي لا يشوبها شيء من التحقق الحسّي والعقليّ للفرق بينه وبين اعتبار السلف، فإن أظفار المنية عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنية، وهناك اختلاط توهّم وتحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهميّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته ولا باعتبار ثبوته، فتعريفه هذا صادق على لفظ مستعمل في صورة وهمية محضة من غير أن تجعل قرينة الاستعارة، بخلاف تفسير السلف والخطيب فإنها لا تنفك عندهم عن الاستعارة بالكناية. وقد صرّح به حيث مثّل للتخييلية بأظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا، والسلف والخطيب إمّا أن ينكروا المثال ويجعلوه مصنوعا أو يجعلوا الأظفار ترشيحا لتشبيه لا استعارة تخييلية. وردّ ما ذكره بأنه يقتضي أن يكون الترشيح استعارة تخييلية للزوم مثل ما ذكره فيه مع أنّ الترشيح ليس من المجاز والاستعارة، وأجيب بأن الأمر الذي هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن في التخييلية بالمشبّه كالمنيّة مثلا حملناه على المجاز وجعلناه عبارة عن أمر متوهّم يمكن إثباته للمشبّه، وفي الترشيح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم يحتج إلى ذلك لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنى مع لوازمه. فإذا قلنا: رأيت أسدا يفترس أقرانه ورأيت بحرا يتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو الأسد الموصوف بالافتراس الحقيقي والبحر الموصوف بالتلاطم الحقيقي، بخلاف أظفار المنيّة فإنها مجاز عن الصورة الوهمية ليصحّ إضافتها إلى الوهمية ليصح إضافتها إلى المنيّة.
ومحصّله أنّ حفظ ظاهر إثبات لوازم المشبه به للمشبه يدعو إلى جعل الدالّ على اللازم استعارة لما يصحّ إثباته للمشبّه ولا يحتاج إلى تجوّز في ذلك الإثبات، وليس هذا الداعي في الترشيح لأنه أثبت للمشبّه به فلا وجه لجعله مجازا، ولا يلزم عدم خروج الترشيح عن الاستعارة وعدم زيادته عليها لأنه فرّق بين المقيد والمجموع والمشبّه به هو الموصوف والصفة خارجة عنه لا المجموع المركب منهما، وأيضا معنى زيادته أن الاستعارة تامة بدونه.
ويردّ على هذا أنّ الترشيح كما يكون في المصرّحة يكون في المكنية أيضا ففي المكنية لم يقرن المشبّه به فلا تفرقة هناك، ويمكن أن يفرّق بأن التخييلية لو حملت على حقيقتها لا يثبت الحكم المقصود في الكلام للمكني عنها كما عرفت بخلاف المصرّحة فإن قولنا جاءني أسد له لبد، لو أثبت فيه اللبد الحقيقي للأسد المستعمل في الرجل الشجاع مجازا لم يمنع عن إثبات المجيء للأسد، فإن مآله جاءني رجل شجاع لما شبّهه به لبد، لكنه لا يتم في قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً فإنه لو أريد الأمر بالاعتصام الحقيقي لفات ما قصد بيانه للعهد، فلا بدّ من جعل الاعتصام استعارة لما يثبت العهد.

فائدة:
التصريحية تعمّ التحقيقية والتخييلية، والكلّ مجاز لغوي ومتباين، هذا عند السكّاكي.
والمكنية داخلة في التحقيقية عند السلف لأنّ اللفظ المستعار المضمر في النفس وهو محقق المعنى. والتصريحية عند الخطيب ترادف التحقيقية وتباين التخييلية لأنها عنده ليست لفظا، فلا تكون محقق المعنى، وكذا تباين المكنية لأنها عنده نفس التشبيه المضمر في النفس فلا تكون محقق المعنى.

فائدة:
في تحقيق قرينة الاستعارة بالكناية ذهب السلف سوى صاحب الكشاف إلى أنّ الأمر الذي أثبت للمشبه من خواصّ المشبه به مستعمل في معناه الحقيقي، وإنما المجاز في الإثبات ويحكمون بعدم انفكاك المكني عنده عنها، وإليه ذهب الخطيب أيضا، وجوّز صاحب الكشاف كون قرينتها استعارة تحقيقية وكذا السكاكي، ووجه الفرق بين ما يجعل قرينة للمكنية ويجعل نفسه تخييلا أو استعارة تحقيقية أو إثباته تخييلا وبين ما يجعل زائدا عليها وترشيحا قوّة الاختصاص بالمشبه به، فأيّهما أقوى اختصاصا وتعلّقا به فهو القرينة وما سواه ترشيح، وكذا الحال بين القرينة والترشيح في الاستعارة المصرّحة، والأظهر أنّ ما يحضر السامع أولا فهو القرينة وما سواه ترشيح، ذلك أن تجعل الجميع قرينة في مقام شدة الاهتمام بالإيضاح، هكذا في شرح بعض رسائل الاستعارة.

فائدة:
في الإتقان أنكر قوم الاستعارة بناء على إنكارهم المجاز، وقوم إطلاقها في القرآن لأن فيها إيهاما للحاجة، ولأنه لم يرد في ذلك إذن الشارع، وعليه القاضي عبد الوهاب المالكي، انتهى. خاتمة
إذا جرى في الكلام لفظة ذات قرينة دالّة على تشبيه شيء بمعناه فهو على وجهين:
أحدهما أن لا يكون المشبّه مذكورا ولا مقدّرا كقولك: لقيت في الحمام أسدا أي رجلا شجاعا، ولا خلاف في أنّ هذا استعارة لا تشبيه. وثانيهما أن يكون المشبّه مذكورا أو مقدّرا وحينئذ فاسم المشبّه به إن كان خبرا عن المشبّه أو في حكم الخبر كخبر باب كان وإنّ والمفعول الثاني لباب علمت والحال والنعت، فالأصح أنه يسمّى تشبيها لا استعارة، لأن اسم المشبّه به إذا وقع هذه المواقع كان الكلام مصوغا لإثبات معناه لما أجري عليه أو نفيه عنه، فإذا قلت زيد أسد فصوغ الكلام لاثبات الأسدية لزيد وهو ممتنع حقيقة، فيحمل على أنه لإثبات شبه من الأسد له، فيكون الإتيان بالأسد لإثبات التشبيه فيكون خليقا بأن يسمّى تشبيها لأن المشبه به إنما جيء به لإفادة التشبيه بخلاف نحو لقيت أسدا، فإنّ الإتيان بالمشبه به ليس لإثبات معناه لشيء بل صوغ الكلام لإثبات الفعل واقعا على الأسد، فلا يكون لإثبات التشبيه، فيكون قصد التشبيه مكنونا في الضمير لا يعرف إلّا بعد نظر وتأمّل.
هذا خلاصة كلام الشيخ في أسرار البلاغة، وعليه جميع المحققين. ومن الناس من ذهب إلى أن الثاني أيضا أعني زيد أسد استعارة لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه، والخلاف لفظي مبني على جعل الاستعارة اسما لذكر المشبّه به مع خلوّ الكلام عن المشبّه على وجه ينبئ عن التشبيه أو اسما لذكر المشبّه به لإجرائه على المشبّه مع حذف كلمة التشبيه.
ثم إنه نقل عن أسرار البلاغة أنّ إطلاق الاستعارة في زيد الأسد لا يحسن لأنه يحسن دخول أدوات التشبيه من تغيير بصورة الكلام، فيقال: زيد كالأسد، بخلاف ما إذا كان المشبّه به نكرة نحو زيد أسد، فإنه لا يحسن زيد كأسد، وإلّا لكان من قبيل قياس حال زيد إلى المجهول وهو أسد ما؛ ولهذا يحسن كأنّ زيدا أسد لأن المراد بالخبر العموم فالتشبيه بالنوع لا بفرد، فليس كالتشبيه بالمجهول، وإنما يحسن دخول الكاف بتغيير صورته وجعله معرفة بأن يقال زيد كالأسد، فإطلاق اسم الاستعارة هاهنا لا يبعد، ويقرب الإطلاق مزيد قرب أن يكون النكرة موصوفة بصفة لا تلائم المشبه به نحو فلان بدر يسكن الأرض فإن تقدير أداة التشبيه فيه يحتاج إلى كثرة التغيير، كأن يقال هو كالبدر إلّا أنه يسكن الأرض، وقد يكون في الصلات والصفات التي تجيء في هذا القبيل ما يحول تقدير أداة التشبيه فيه فيشتد استحقاقه لاسم الاستعارة ويزيد قربه منها، كقوله أسد دم الأسد الهزبر خضابه، فإنه لا سبيل إلى أن يقال المعنى إنه كالأسد للتناقض لأن تشبيه بجنس السبع المعروف دليل على أنه دونه أو مثله، وجعل دم الهزبر الذي هو أقوى الجنس خضاب يده دليل على أنه فوقه فليس الكلام مصوغا لإثبات التشبيه بينهما، بل لإثبات تلك الصفة، فالكلام فيه مبني على أنّ كون الممدوح أسدا أمر تقرّر وثبت، وإنما العمل في إثبات الصفة الغريبة. فمحصول هذا النوع من الكلام أنك تدعي حدوث شيء هو من الجنس المذكور إلّا أنه اختص بصفة عجيبة لم يتوهّم جوازها، فلم يكن لتقدير التشبيه فيه معنى. ولقد ضعّف هذا الكلام صاحب الأطول والمطول وقالا الحقّ أن امثال زيد أسد تشبيه مطلقا، هذا إذا كان اسم المشبّه به خبرا عن اسم المشبّه أو في حكم الخبر وإن لم يكن كذلك نحو لقيت من زيد أسدا ولقيني منه أسد فلا يسمّى استعارة بالاتفاق، لأنه لم يجر اسم المشبه به على المشبه لا باستعماله فيه كما في لقيت أسدا ولا بإثبات معناه له كما في زيد أسد على اختلاف المذهبين، ولا يسمّى تشبيها أيضا لأن الإتيان باسم المشبّه به ليس لإثبات التشبيه إذ لم يقصد الدلالة على المشاركة، وإنما التشبيه مكنون في الضمير، لا يظهر إلّا بعد تأمّل خلافا للسكّاكي فإنه يسمّي مثل ذلك تشبيها، وهذا النزاع أيضا لفظي راجع إلى تفسير التشبيه؛ فمن أطلق الدلالة المذكورة في تعريف التشبيه عن كونها لا على وجه التجريد والاستعارة وعن كونها على وجه التصريح سمّاه تشبيها، ومن قيّده لا. قال صاحب الأطول ونحن نقول في لقيت من زيد أسدا تجريد أسد من زيد بجعل زيد أسدا وهذا الجعل يتضمّن تشبيه زيد بالأسد حتى صار أسدا بالغا غاية الجنس حتى تجرّد عنه أسد، لكن هذا التشبيه مكنون في الضمير خفيّ لأن دعوى أسديته مفروغ عنها منزلة منزلة أمر متقرّر لا يشوبه شائبة خفاء، ولا يجعل السكّاكي هذا من التشبيه المصطلح، وكذلك يتضمّن التشبيه تجريد الأسد الحقيقي عنه إذ لا يخفى أن المجرد عنه لا يكون إلّا شبه أسد، فينصرف الكلام إلى تجريد الشّبه فهو في إفادة التشبيه بحكم ردّ العقل إلى التشبيه بمنزلة حمل الأسد على المشبّه فهو الذي سمّاه السكّاكي تشبيها، ولا ينبغي أن ينازع فيه معه؛ وكيف لا وهو أيضا في تقدير المشبّه والأداة كأنه قيل لقيت من زيد رجلا كالأسد، ولا تفاوت في ذلك بينه وبين زيد أسد، انتهى. وهاهنا أبحاث تركناها خوفا من الإطناب.

مشى

مشى
المشي: الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة. قال الله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، وقال: فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ
[النور/ 45] ، إلى آخر الآية. يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان/ 63] ، فَامْشُوا فِي مَناكِبِها
[الملك/ 15] ، ويكنّى بالمشي عن النّميمة. قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ
[القلم/ 11] ، ويكنّى به عن شرب المسهل، فقيل: شربت مِشْياً ومَشْواً، والماشية: الأغنام، وقيل: امرأة ماشية: كثر أولادها.
مشى: المِشْيَةُ ضَرْبٌ من المَشْيِ. وناقَةٌ مَشّايَةٌ: بمعنى مَشّاءَةٍ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " نُوْراً تَمْشُونَ به " أي تَهْتَدُوْنَ به. والمَشْيُ: الهُدى. والمَشِيْءُ مَمْدُوْدٌ والمَشْؤُ: ما يُسْتَطلَقُ به البَطْنُ، يُقال اسْتَمْشى فلانٌ: شَرِبَ دَوَاءَ المَشْيِ. ويُلَيَّنُ فيُقال: شَرِبْتُ مَشُوّاً ومَشِيّاً ومَشَاءً ومَشْواً. وامْتََِيْتُ: بمعنى اسْتَمْشَيْتُ بالدَّواءِ. والمَشَاءُ: كَثْرَةُ الماشِيَةِ، إنَّه لَذُو مَشَاءٍ وماشِيَةٍ. وأمْشَى فلانٌ: كَثُرَتْ ماشِيَتُه، ومَشَتْ هي. والماشِيَةُ: كُلُّ سائمَةٍ تَرْعى من الغَنَمِ. وامْرَأةٌ ماشِيَةٌ: يَكْثُرُ وَلَدُها، وقد مَشَتْ تَمْشي. ومنه قَوْلُهم: مَشى بَعْدَ ما أمْشى: أي بَعْدَ ما كَثُرَتْ ماشِيَتُه. والمَشى مَقْصُوْرٌ: نَبْتٌ يُشْبِهُ الجَزَرَ، الواحِدَةُ مَشاةٌ.

مش

ى1 مَشَى He walked, went, or went along; (MA, KL;) [in its primary sense] He went any pace upon his feet, afoot, or on foot; he footed; whether quickly or slowly: (Mgh, Msb:) he removed from place to place at pleasure: (Er-Rághib:) walked; went along, marched; travelled; trod; paced; stepped. See 5. b2: مَشَى also signifies He went on, or continued, in his course of action, &c. (Mughnee voce أَنْ, in explanation of this verb as used in Kur xxxviii. 5.) b3: [مَشَى (assumed tropical:) It (money) passed; was, or became, current. b4: (assumed tropical:) It (a calumny) was, or became, current. See مِئْبَرٌ.] b5: مَشَى بَنْطُهُ [His belly became moved, or in motion; it discharged itself.] (S, K, art. طلق; &c.) 2 مَشَّىَ see 4.3 مَاشَاهُ He walked, or went on foot, with him: he kept pace with him. See an ex. voce الأَحْصَّانِ.4 أَمْشَىَ الدَّوَآءُ بَطْنَهُ (A, K, art. حدر,) [The medicine moved, or purged, his bowels; made his belly to discharge itself:] and البَطْنَ ↓ مَشَّى. (TA, art. طوس, &c.) 5 تَمَشَّى i. q. مَشَى: (TA:) [or, properly, and accord. to general usage, he walked with slow steps: so I have rendered it voce دَلَفَ, &c.:] he walked heavily, with an effort. (TK voce تَزَحَّفَ.) [One says in the present day, خَرَجْتُ

أَتَمَشَى I went forth taking a walk; and تَمَشَّى He walked; walked about.] b2: [Hence the saying,] تَمَشَّتْ فِيهِ حُمَيَّا الكَأْسِ [The intoxicating influence of the cup of wine pervaded him, or] crept in him. (TA.) See also تَفَشَّى.6 تَمَاشَوْا They walked, or went on foot, one towards, or to, another. (TA.) 10 اِسْتَمْشَى بِالدَّوَآءِ [He used the medicine as a laxative or purgative. (IbrD.)] (Az in L, art. عقر.) b2: اِسْتَمْشَى بِهِ, referring to a plant, (K in art. صع,) He drank its water (i. e. infusion or the like) for moving the bowels. (TA ibid.) مَشَّآءٌ [That goes with energy; a good or strong goer;] strong to walk, or go, or go on foot. (TA voce رِجِيلٌ.) دَوَآءُ المَشِىِّ Medicine that moves, or purges, the bowels. (TA in art. طوس.) مَاشِيَةٌ A she-camel having numerous offspring. (S, Mgh.) b2: Hence, and مَوَاشٍ, as ominous of good, Camels, and cows, and sheep or goats that are for breeding and gain. (Mgh.) مَمْشَى A passage, or way, by a place; (TA;) [a walking-place: the gangway of a ship?]
[مشى] نه: فيه: خير ما تداويتم به المشي، شربت مشيًا ومشوا، وهو الدواء المسهل، لأنه يحمل صاحبه على المشي والتردد إلى الخلاء. ط: المشي- بكسر شين وتشديد ياء وفتح ميم، قيل: ويجوز ضمها وكسرها: دواء يؤكلإذا بلغ الركن، أي يمشي من غير رمل، لا يدعه- أي لا يدع الركن حتى يستلمه. ومنه: إنما كان ابن عمر "يمشي" بينهما، ليكون أيسر للاستلام أي لا يرمل ليقوى على الاستلام عند الازدحام، وهذا يدل على أنه يرمل في الباقي من البيت. وح: كان "مشيتها"، بكسر ميم للهيئة. ومنه: ما يخفى "مشيتها" من مشيته صلى الله عليه وسلم، أي كان مشيتها مثل مشيته صلى الله عليه وسلم، وأزواج- بالنصب على الاختصاص. ن: من راكب و"ماش"، يدل على جواز الحج راكبًا وماشيًا، والأفضل قيل: ماشيًا، لأنه أشق، وقيل: راكبًا، اقتداء به صلى الله عليه وسلم. ج: "لا يمشي" أحدكم في نعل واحدة، وذلك لأنه قد يشق عليه المشي على هذه الحالة، لأن وضع أحد القدمين منه على الحفاء إنما يكون من التوقي والتهيب لأذى يصيبه أو حجر يصدمه ويكون وضعه القدم الأخرى على خلافه من الــاعتماد لها والوضع لها من غير مجاشاة أو تقية، فيختلف بسببه مشيه ويحتاج إلى أن ينتقل عن سجية مشيه فلا يأمن عن العثار، وقد يتصور فاعله بصورة من إحدى رجليه أقصر من الأخرى ولا خفاء بقبح منظر هذا الفعل واستبشاعه عند الناظرين، ويدخل فيه كل لباس مزدوج كالخفين وإدخال اليد في الكمين والتردي بالرداء على المنكبين.
باب مص

النَّحْوُ

النَّحْوُ: الطَّريقُ، والجِهةُ
ج: أنْحاءٌ ونُحُوٌّ، والقَصْدُ، يكونُ ظَرْفاً واسْماً، ومنه: نَحْوُ العَرَبِيَّةِ، وجَمْعُهُ: نُحُوٌّ، كعُتُلٍّ، ونُحِيَّةٌ، كدَلْوٍ ودُلِيَّةٍ.
نَحاهُ يَنْحُوهُ ويَنْحاهُ: قَصَدَه،
كانْتَحاهُ.
ورجُلٌ ناحٍ من نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ.
ونَحَا: مَالَ على أحَدِ شِقَّيْهِ، أو انْحَنَى في قَوْسِه.
وتَنَحَّى له: اعْتَمَدَ،
كانْتَحَى في الكُلِّ.
وأنْحَى عليه ضَرْباً: أقْبَلَ.
والانْتِحاءُ: اعْتِمادُ الإِبِلِ في سَيْرِها على أيْسرِها،
كالإِنْحاءِ.
ونَحاهُ: صَرَفَه،
وـ بَصَرَه إليه يَنْحاهُ ويَنْحوهُ: رَدَّهُ.
وأْنْحاهُ عنه: عَدَلَه.
والنُّحَوَاءُ، كالغُلَواءِ: الرِّعْدَةُ، والتَّمَطِّي.
وبَنُو نَحْوٍ: من الأزْدِ.

الحَقْلُ

الحَقْلُ: قَراحٌ طَيِّبٌ يُزْرَعُ فيه،
كالحَقْلَةِ، ومنه: "لا يُنْبِتُ البَقْلَةَ إلا الحَقْلَةُ"، والزَّرْعُ قد تَشَعَّبَ ورَقُهُ، وظَهَرَ وكثُرَ، أو إذا اسْتَجْمَعَ خُروجُ نَباتِهِ، أو ما دامَ أخْضَرَ، وقد أَحْقَلَ في الكُلِّ.
والمَحاقِلُ: المَزارِعُ.
والمُحاقَلَةُ: بَيْعُ الزَّرْعِ قبلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ، أو بَيْعُهُ في سُنْبُلِهِ بالحِنْطَةِ، أو المُزارَعَةُ بالثُّلُثِ أو الرُّبُعِ، أو أقَلَّ أو أكثَرَ، أو اكْتِراءُ الأرضِ بالحِنْطَةِ.
والحِقْلَةُ، بالكسر: ما يَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ الصافي، ويُثَلَّثُ، وبَقِيَّةُ اللَّبَنِ، وحُشافَةُ التَّمْرِ، وما دونَ مِلْءِ القَدَحِ، وبالفتح: داءٌ في الإِبِلِ، ووجَعٌ في بَطْنِ الفرسِ من أكْلِ التُّرابِ، وقد حَقِلَتْ، فيهما، كفرِحَ، حَقْلَةً وحَقَلاً.
والحِقْلُ، بالكسر: الهَوْدَجُ، وداءٌ في البَطْنِ، وماءُ الرُّطَبِ في الأَمْعَاءِ،
كالحُقالِ، بالضم،
والحَقيلَةِ، ج: حَقائِلُ.
والحَقِيلُ: الأرضُ التي لا تَبْلُغُ أن تكونَ جَبَلاً، ونَبْتٌ،
وع، وبهاءٍ: حُشافَةُ التَّمْرِ.
والحَوْقَلَةُ: القارورةُ الطويلَةُ العُنُقِ، تكون مع السَّقَّاءِ، والغُرْمُولُ اللَّيِّنُ، وسُرْعَةُ المَشْيِ، ومُقارَبَةُ الخَطْوِ، والإِعْياءُ، والضَّعْفُ، والنَّوْمُ، والإِدْبارُ، والعَجْزُ عن الجِماعِ، واعْتِمادُ الشيخِ بيَدَيْهِ على خَصْرِه، والدَّفْعُ.
والحَيْقَلُ، كصَيْقَلٍ: مَن لا خيرَ فيه.
والحَوْقَلُ: الذَّكَرُ.
والحاقُولُ: سَمَكٌ أخْضَرُ طويلٌ.
وحَقْلُ: ة بأَجَأَ،
وة قُرْبَ أيْلَةَ، ووادٍ لِسُلَيْمٍ، واسمُ ساحِلِ تَيْماءَ.
ومِخْلافُ الحَقْلِ: باليَمنِ.
وحَقْلُ الرُّخامَى: ع.
والحِقْلَةُ، بالكسر: ناحيةٌ باليمامةِ.
والحُقالِيَةُ، بالضم: حِصْنٌ باليمنِ.
وككِتابٍ: ع. وكسحابٍ: ابنُ أنْمارٍ.

مرء

مرء


مَرُؤَ(n. ac. مَرَاْءَة)
a. see I (a)b. Was healthy, salubrious (country).
c.(n. ac. مُرُوْءَة
[مُرُوْءَة]), Was manly, virile.
أَمْرَأَa. see I (b)b. Made wholesome.

تَمَرَّأَa. Showed manliness; paraded, displayed manliness
&c.

إِسْتَمْرَأَa. Considered wholesome.
b. see I (a)
مَرْءa. A man.

مَرْأَة []
a. Woman.
b. Wife.

مَرْءِيّ []
a. see 25 (b)
مُِرْء [مِرْء]
a. see 1
مَرِيْء [] (pl.
أَمْرِئَة [ 15t ]
مُرُوْء [] )
a. CEsophagus, gullet.
b. Manly, manful, virile; brave, courageous.
c. Wholesome, good (food); healthy
salubrious (country).
مُرُوْءَة []
a. Manliness, manfulness; manhood; virility.
b. Courage, bravery; fortitude.
c. Humanity, humaneness.

امْرَأ امْرُوْ
a. see 1
إِمْرأَة مَرَة
a. see 1t
مُرَيْء
a. Little man; manikin.

مُرَيْئَة
a. Little woman; silly weak woman.

مُرُوَّة
a. see 27t
مَرِيْئًا هَنِيْئًا
a. Your good health!
م ر ء : الْمَرِيءُ وِزَانُ كَرِيمٍ رَأْسُ الْمَعِدَةِ وَالْكَرِشِ اللَّازِقُ بِالْحُلْقُومِ يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَهُوَ مَهْمُوزٌ وَجَمْعُهُ مُرُؤٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَمَرِيءُ الْجَزُورِ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ قَالَهُ الْفَارَابِيُّ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُ الْفَرَّاءِ: لَا يَهْمِزُهُ وَمَعْنَاهُ يَبْقَى بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ وَهَكَذَا أَوْرَدَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي بَابِ الْعَيْنِ قَالَ وَيُجْمَعُ مَرِيُّ النُّوقِ مَرَايَا مِثْلُ صَفِيٍّ وَصَفَايَا.

وَالْمُرُوءَةُ آدَابٌ نَفْسَانِيَّةٌ تَحْمِلُ مُرَاعَاتُهَا الْإِنْسَانَ عَلَى الْوُقُوفِ عِنْدَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَجَمِيلِ الْعَادَاتِ يُقَالُ مَرُؤَ الْإِنْسَانُ وَهُوَ مَرِيءٌ مِثْلُ قَرُبَ فَهُوَ قَرِيبٌ أَيْ ذُو مُرُوءَةٍ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَقَدْ تُشَدَّدُ فَيُقَالَ مُرُوَّةٌ وَالْمِرْآةُ وِزَانُ مِفْتَاحٍ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ مَرَاءٍ وِزَانُ جَوَارٍ وَغَوَاشٍ.

وَمَرُؤَ الطَّعَامُ مَرَاءَةً مِثَالُ ضَخُمَ ضَخَامَةً فَهُوَ مَرِيءٌ وَمَرِئَ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَمَرِئْتُهُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَاسْتَمْرَأْتُهُ وَجَدْتُهُ مَرِيئًا وَأَمْرَأَنِي الطَّعَامُ بِالْأَلِفِ وَيُقَالُ أَيْضًا هَنَّأَنِي الطَّعَامَ وَمَرَأَنِي بِغَيْرِ أَلِفٍ لِلِازْدِوَاجِ فَإِذَا أُفْرِدَ قِيلَ أَمْرَأَنِي بِالْأَلِفِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَرَأَنِي وَأَمْرَأَنِي لُغَتَانِ.

وَالْمَرْءُ
الرَّجُلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمُّهَا لُغَةٌ فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ قُلْتَ امْرُؤٌ وَامْرَآنِ وَالْجَمْعُ رِجَالٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ وَالْأُنْثَى امْرَأَةٌ بِهَمْزَةِ وَصْلٍ وَفِيهَا لُغَةٌ أُخْرَى مَرْأَةٌ وِزَانُ تَمْرَةٍ وَيَجُوزُ نَقْلُ حَرَكَةِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ إلَى الرَّاءِ فَتُحْذَفُ وَتَبْقَى مَرَةٌ وِزَانُ سَنَةٍ وَرُبَّمَا قِيلَ فِيهَا امْرَأٌ بِغَيْرِ هَاءٍ اعْتِمَادًــا عَلَى قَرِينَةٍ تَدُلُّ عَلَى الْمُسَمَّى قَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُ امْرَأَةً مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ تَقُولُ أَنَا امْرَأٌ أُرِيدُ الْخَيْرَ بِغَيْرِ هَاءٍ وَجَمْعُهَا نِسَاءٌ وَنِسْوَةٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهَا وَامْرَأَةُ رِفَاعَةَ الَّتِي طَلَّقَهَا فَنَكَحَتْ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ اسْمُهَا تَمِيمَةُ بِنْتُ وَهْبٍ الْفَزَارِيِّ بِتَاءٍ مُثَنَّاةٍ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ وَوِزَانُ كَرِيمَةٍ عِنْدَ الْأَكْثَرِ وَزَنَى مَاعِزٌ بِامْرَأَةٍ قِيلَ اسْمُهَا فَاطِمَةُ فَتَاةُ هَزَّالِ وَقِيلَ اسْمُهَا مُنِيرَةُ وَامْرُؤُ الْقَيْسِ اسْمٌ لِجَمَاعَةٍ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.

وَمَارَيْتُهُ أُمَارِيهِ مُمَارَاةً وَمِرَاءً جَادَلْتُهُ وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ إذَا أُرِيدَ بِالْجِدَالِ الْحَقُّ أَوْ الْبَاطِلُ وَيُقَالُ مَارَيْتُهُ أَيْضًا إذَا طَعَنْتَ فِي قَوْلِهِ تَزْيِيفًا لِلْقَوْلِ وَتَصْغِيرًا لِلْقَائِلِ وَلَا يَكُونُ الْمِرَاءُ إلَّا اعْتِرَاضًا بِخِلَافِ الْجِدَالِ فَإِنَّهُ يَكُونُ ابْتِدَاءً وَاعْتِرَاضًا.

وَامْتَرَى فِي أَمْرِهِ شَكَّ وَالِاسْمُ الْمِرْيَةُ بِالْكَسْرِ.

وَالْمَرْوُ الْحِجَارَةُ الْبِيضُ الْوَاحِدَةُ مَرْوَةُ وَسُمِّيَ بِالْوَاحِدَةِ الْجَبَلُ الْمَعْرُوفُ بِمَكَّةَ.

وَالْمَرْوَانِ بَلَدَانِ بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا مَرْوُ الشَّاهِجَانِ وَلِلْآخَرِ مَرْوُرُوذُ وِزَانُ عَنْكَبُوتٍ وَالذَّالُ مُعْجَمَةٌ وَيُقَالُ فِيهَا أَيْضًا مروذ وِزَانُ تَنُّورٍ وَقَدْ تَدْخُلُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَيُقَالُ مَرْوُ الرُّوذِ وَالنِّسْبَةُ إلَى الْأُولَى فِي الْأَنَاسِيِّ مَرْوَزِيٌّ بِزِيَادَةِ زَايٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَنِسْبَةُ الثَّوْبِ مَرْوِيٌّ بِسُكُونِ الرَّاءِ عَلَى لَفْظِهِ وَالنِّسْبَةُ إلَى الثَّانِيَةِ عَلَى لَفْظِهَا مَرْوَرُوذِيٌّ وَمَرُّوذِيٌّ وَيُنْسَبُ إلَيْهِمَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.