Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يوم

وقش

(وقش) بالنَّار لوح بهَا
وقش:
وَقش: في (محيط المحيط): (الوقش مصدر والحركة والحس وصغار الحطب. وبعض العامة يسمي الوحش بالوقش).
(وقش)
الرَّسْم (يقش) وقشا عَفا وَفُلَان من فلَان أصَاب مِنْهُ عَطاء وَله بِشَيْء رضخ
[وقش] نه: فيه: دخلت الجنة فسمعت "وقشا" خلفي فإذا بلال، هو الحركة - ذكر في السين والشين فيكونان لغتين.

وقش


وَقَشَ
a. [ يَقِشُ] (n. ac.
وَقْش), Was effaced.
تَوَقَّشَa. Was moved, excited.

وَقْشa. Movement, motion; emotion; commotion.

وَقْشَة
وَقَش
وَقَشَةa. see 1
[وقش] الوقْشُ: الحركةُ ; يقال: سمعت وَقْشَهُ، أي حِسَّهُ. وتَوَقَّشَ، أي تحرك. قال الشاعر  فدع عنك الصِبا ولَدَيْكَ هَمًّا * تَوَقَّشَ في فؤادك واختبالا * ووقش أيضا: اسم رجل من الاوس. وبنو أقيش: قوم من العرب، وأصل الالف فيه واو، مثل أقتت ووقتت. وأنشد الاخفش للنابغة: كأنك من جمال بنى أقيش * يقعقع خلف رجليه بشن * أراد: كأنك جمل من جمالهم، فحذف فحذف، كما قال الله تعالى: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به} ، أي وما من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به.
وقش
وَقْشٌ: اسْمُ رَجُلٍ، ووُقَيْشٌ وأقَيْشٌ. ووَقْشٌ في الأنصار اسْمُه: رفاعَةُ بن وَقشٍ. والوَقْشُ والوَقْشَةُ: الحَرَكَةُ، وجَمْعُه أوْقاشٌ.
ووَقَشَ في المَشْي: إذا سَمِعْتَ وَقْشَه يَعْني صَوْتَه، فهو واقِشٌ.
والتَّوَقُّشُ: التَّحَرُّكُ. ووَقَشْتُ من فلانٍ وَقْشاً: أي أصَبْت منه عَطِيِّةً.
وَوَقَّشَ فلانٌ بشَيْءٍ وأوْقَشَ: إذا رَضَخَ له بشَيْءٍ. وهو التَّوْقِيشُ بالنار والتِّلْوِيْحُ بجِذْوَةٍ منها، يُقال: وَقِّش النارَ.
والوَقْشُ: صِغَارُ الحَطَب الذي تشَيَّعُ به النارُ.
وأوْقاشٌ من الناس: مِثْل أوْباشٍ. ووَقَشَ الرَّسْمُ يَقِشُ: أي دَرَسَ.
(وق ش)

الوقش، والوقش، والوقشة، والوقشة: الصَّوْت وَالْحَرَكَة.

وأقيش: جد النمر، سمي بذلك، لِأَن أَبَاهُ نظر إِلَى أمه وَقد حبلت بِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي يتوقش فِي بَطْنك؟: أَي يَتَحَرَّك.

ووقش مِنْهُ وقشا: أصَاب مِنْهُ عَطاء.

والوقش: الْعَيْب.

وَبَنُو وقش: حَيّ من الْأَنْصَار.

ووقيش: حَيّ من الْعَرَب.

وأقيش بن ذهل: من شعرائهم، عَن اللحياني، قَالَ: إِنَّمَا أَصله: وقيش، فأبدلوا من الْوَاو همزَة. وَكَذَلِكَ الأَصْل عِنْدِي فِيمَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ:

كَأَنَّك من جمال بني أقيش ... يقعقع خلف رجلَيْهِ بشن

إِنَّمَا أَصله: الْوَاو فأبدل، إِذْ لَا يعرف فِي الْكَلَام " أقش ". 

وقش: الوَقْشُ والوَقَشُ والوَقْشَةُ والوَقَشَةُ: الصوتُ والحركةُ.

وأُقَيْشٌ: جدُّ النَّمِر، سُمِّي بذلك لأَنَّ أَباه نظر إِلى أُمه وقد

حَبِلت به فقال: ما هذا الذي يتَوَقَّش في بَطْنِك؟ أَي يتحرك.

ويقال: سمعت وَقْشَه أَي حِسَّه. وفي الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه

وسلم، قال: دخلتُ الجِنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِي فإِذا بِلالٌ. قال

ابن الأَعرابي: يقال سمعت وَقْش فلان أَي حركته؛ وأَنشد:

لأَخْفافِها بالليل وَقْشٌ كأَنه،

على الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح

وذكره الأَزهري في حرف الشين والسين فيكونان لغتين. وتوَقَّشَ أَي

تحرَّك؛ قال ذو الرُّمة:

فدَعْ عنك الصِّبَا ، ولَدَيْكَ هَمّاً

توَقَّشَ في فُؤَادِك واحْتِيالا

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري: ولَدَيْك همٌّ، قال وصوابُ

إنشادِه: ولَدَيْك هَمّاً،على الإِغْراء؛ قال: وكذا أَنشده بالنصب في فصل

الراء، والمعنى عليه والإعرابُ، أَلا تراه عطَفَ عليه قوله واحتيالا؟

والمعنى دَعْ عنك الصِّبا واصْرفْ هِمَّتك واحتيالَك إِلى الممدوح؛ ولهذا يقول

بعده:

إِلى ابن العامِريِّ إِلى بلالٍ،

قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا

معْقُلة: اسم أَرض. والعِدَالُ: أَن يُعادِلَ بين أَمرين وما يَعْدِل به

عن هواه.

ووَقَشَ منه وَقْشاً: أَصاب منه عطاء. والوَقْشُ: العيبُ.

ووَقْشٌ: اسمُ رجل من الأَوْس. وبنو وَقْشٍ: حيٌّ من الأَنصار.

ووُقَيْشٌ: حيٌّ من العرب. وأُقَيْشُ بن ذُهْل: من شعرائهم؛ عن اللحياني، قال:

إِنما أَصله وُقَيْشٌ فأَبْدلوا من الواو همزة؛ قال: وكذلك الأَصل عندي

فيما أَنشدَه سيبويه للنابغة:

كأَنَّك من جِمال بني أُقَيْشٍ،

يُقَعْقَعُ خَلف رِجْليه بشَنّ

إِنما أَصله الواو فأُبدل إِذ لا يُعْرف في الكلام أَقش. الجوهري: بنو

أُقَيش قومٌ من العرب، وأَصل الأَلف فيه واو مثل أُقِّتَتْ ووقِّتَت،

وأَنشَدَ البيت بيت النابغة، وقال كأَنك جمل من جمالهم فحذف كما قال تعالى:

وإِنْ مِنْ أَهل الكِتاب إِلاَّ ليُؤْمِنَنَّ به؛ أَي وما من أَهل الكتاب

أَحدٌ إِلاَّ ليُؤْمِنَنَّ به. قال أَبو تراب: سمعت مبتكراً يقول

الوَقَشُ والوَقَصُ صِغارُ الحطب الذي تُشَيَّع به النارُ.

وقش
.! وَقْش: د، قُرْبَ صَنْعَاء اليَمَنِ، هُوَ بالفَتْحِ، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالتَّحْرِيكِ، وكَذَا ياقُوت فِي المُعْجَم. وقَشُ بنُ زُغْبَةَ بنِ زَعُوراءَ ابنِ جُشَمَ، من الأَوْسِ، ثُمَّ من بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، مِنْهُم، وابْنُه رِفَاعَةُ بنُ وَقْشٍ، قُتِلَ هُوَ وأَخُوه ثابِتٌ يَوْمَ أُحُدٍ، وأَحْفَادُه: سَلَمَةُ بنُ ثَابِت ابنِ وَقْشٍ بَدْرِيٌّ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وأَخُوه عَمْروٌ، وسَلَمَةُ وسِلْكَانُ وسَعْدٌ وأَوْسٌ، بَنُو سَلاَمَةَ بنِ وَقْشِ ابنِ زُغْبَةَ، أَمَّا سَلَمَةُ فإِنَّهُ بَدْرِيٌّ عَقَبِيٌّ وَلِيَ اليَمَامَةَ لعُمَرَ، ولَهُ رِوَايَةٌ فِي المُسْنَدِ عَنْ مَحْمُودِ بنِ لَبِيدٍ عَنْه، تُوفِّيَ سنة وَقيل سنة. وأَمّا سِلْكَانُ فالصَّحِيحُ أَنّ اسمَه سَعْدٌ يُكْنَى أَبا نائِلَةَ، وَهُوَ أَخو كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ من الرَّضاعِ، وَقد جَعَلَهُ المُصَنِّفُ أَخاً لِسَعْدٍ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الحافظُ الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ، وَفِي العُبَابِ قُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ. وأَمّا أَوْسُ بنُ سَلامَةَ فَلَمْ أَجِدْ لَهُ ذِكراً فِي المَعَاجِيمِ، وَفِي العُبَاب قُتِلَ يَوْمَ أُحُد. وعَبّادُ بنُ بِشْر بنِ وَقْشٍ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، نَقَلَهُ ابنُ الكَلْبِيّ، كُلُّهم صَحَابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ، وهُمْ: رِفَاعَةُ، والسَّلَمَتَان، وسِلْكَانُ، وسَعْدٌ، وأَوْسٌ، وعَبّادٌ. وزادَ الصّاغَانِيّ: وعَمْروٌ أَخُو سَلَمَةَ وسِلْكَان هُوَ الَّذِي دَخَلَ الجَنَّةَ ولَمْ يَعْمَل، وَهُوَ أُصَيْرِمُ بني عَبْدِ الأَشْهَلِ. {والوَقْشُ،} والوَقْشَةُ، ويُحَرَّكانِ الحَرَكَةُ والحِسُّ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقالُ سَمِعْتُ وَقْشَ فُلانٍ، أَيْ حَرَكَتَهُ، وأَنْشَدَ:
(لأَخْفافِهَا بِاللَّيْلِ وَقْشٌ كأَنَّهُ ... عَلَى الأَرْضِ تَرْشافُ الظِّبَاءِ السّوانِحِ)
وذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي حَرْف الشِّينِ والسِّينِ، فيَكُونَان لُغَتَيْنِ. وَفِي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، قالَ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ {وَقْشاً خَلْفِي، فإِذا بِلالٌ. قاَل مُبْتَكِرٌ الأَعْرَابِيُّ:} الوَقَشَ والوقَصُ مُحَرَّكَةً: صِغَارُ الحَطَبِ، الَّذِي تُشَيَّعُ بِهِ النارُ، نَقَلَه أَبو تُرَابٍ عَنْه.)
ويُقَال: وَجَدَ فِي بَطْنِه وَقْشاً، أَيْ حَرَكَةً مِنْ رِيح، أَوْ غَيْرِهَا، عَنِ ابنِ دُرَيْد، وبِهٍ سُمِّىَ أُقَيْش جَدّ النَّمِرِ، لأنَّ أَباهُ نَظَرَ أُمَّه وقَدْ حَبِلَتْ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي! يَتَوَقَّشُ فِي بَطْنِكِ. {ووَقَشَ الرَّسْمُ، كوَعَدَ: دَرَسَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.} والأَوْقَاشُ: الأَوْبَاشُ: هُنَا ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ، وقِيلَ إِنّه بالفَاءِ، كَمَا اسْتدْرَكْنَا عَلَيْه. وبَنُو أُقَيْشٍ، تَصْغِيرُ وَقْشٍ: حَيٌّ مِنَ العَرَبِ، قالَ اللَّحْيَانِيّ: وأَصْلُه {وُقَيْش، فأَبْدَلُوا من الواوِ هَمْزَةً، قَالَ: وكَذلِكَ الأَصْلُ عِنْدِي فِيمَا أَنْشدَه سِيبَوَيْه للنّابِغَةِ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنْشَدَ الأَخْفَشُ للنّابِغَةِ:
(كَأَنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشٍ ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ)
وكُلُّ وَاوٍ مَضْمُومَةٍ هَمْزُهَا جائِزٌ فِي صَدْرِ الكَلِمَةِ، وهُوَ فِي حَشْوِهَا أَقَلّ.} وتَوَقَّشَ: تَحَرَّكَ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {وَقَشَ مِنْهُ} وَقْشاً: أَصَابَ مِنْهُ عَطَاءً. {وأَوْقَشَ لَهُ بشَيْءٍٍ،} ووَقَّشَ، إِذا رَضَخ.
{والوَقْشُ: العَيْبُ.} ووَقّشَ بالنّارِ: لَوَّحَ بِهَا. وهِجْرَةُ {وَقَشٍ، بالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعٌ كالخَانِقَاه، أَي زَاوِيَةٌ لِلعُبّادِ وأَهْلِ العِلْمِ.} ووَقَّشُ، كبَقَّم: مَدِينَةٌ بالأَنْدَلُسِ.

حَرَرَ

(حَرَرَ)
- فِيهِ «مَنْ فَعل كَذَا وَكَذَا فَلَهُ عِدْلُ مُحَرَّرٍ» أَيْ أجْرُ مُعْتَقٍ المحَرَّر: الَّذِي جُعِل مِنَ العَبيد حُرّا فأُعْتِق. يُقَالُ: حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرَاراً بِالْفَتْحِ: أَيْ صَارَ حُرًّا. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «فأنَا أَبُو هُرَيْرَةَ المُحَرَّرُ» أَيِ المعْتَق.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاء «شرَارُكُم الَّذِينَ لَا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهُمْ» أَيْ أنَّهُم إِذَا أعَتقُوه اسْتَخْدَمُوه، فَإِذَا أَرَادَ فِرَاقَهُم ادَّعَوْا رِقَّه.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: حَاجَتي عَطَاء المُحَرَّرَيْنِ، فَإِنِّي رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جاءهُ شَيء لَمْ يَبْدَأ بأوّلَ مِنْهُمْ» أرادَ بالمُحَرَّرَيْنِ الموَالِيَ، وَذَلِكَ أنَّهُم قَوْم لَا دِيوان لَهُمْ، وَإِنَّمَا يَدْخُلُونَ فِي جُمْلة موَاليهم، والدّيوَان إِنَّمَا كَانَ فِي بَنِي هاشِم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فِي الْقَرَابَةِ وَالسَّابِقَةِ وَالْإِيمَانِ. وَكَانَ هَؤُلَاءِ مُؤخَّرِين فِي الذِّكْر، فذكرهُم ابنُ عُمر، وتَشَفَّع فِي تَقْدِيم أعْطيَاتِهم، لمَا عَلم مِنْ ضَعْفهم وَحَاجَتِهِمْ، وتَألُّفاً لهُم عَلَى الْإِسْلَامِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أفَمِنْكُم عَوْفٌ الَّذِي يُقال فِيهِ: لَا حُرَّ بوَادِي عَوْفٍ؟ قَالَ لاَ» هُوَ عَوْفُ بْنُ مُحَلِّمِ بْنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِي، كَانَ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ لِشَرَفِه وعزِّه، وَأَنَّ مَنْ حَلَّ وَادِيه مِنَ النَّاسِ كَانَ لَهُ كالعَبيد والخَوَل. والحُرُّ: أحَدُ الأَحْرَار، والأنْثَى حُرَّةٌ، وجمعُها حَرَائِرُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ للنِّساء اللاَّتي كُنَّ يَخْرُجْن إِلَى المسْجد: لأرُدَّنكُنّ حَرَائِر» أَيْ لألْزمنَّكُنّ الْبُيُوتَ فَلَا تخْرُجْن إِلَى الْمَسْجِدِ؛ لِأَنَّ الْحِجَابَ إِنَّمَا ضُرب عَلَى الحَرَائِر دُونَ الْإِمَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الحجَّاج «أَنَّهُ باعَ مُعْتَقاً فِي حَرَارِهِ» الحَرَارُ بِالْفَتْحِ: مَصْدَرٌ، مِنْ حَرَّ يَحَرُّ إِذَا صَارَ حُرًّا. وَالِاسْمُ الحُرِّيَّةُ.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْهَا للبَصير بهَا ... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ
أَرَادَ بالحُرَّتَيْنِ: الأُذُنَيْن، كأنَّه نَسَبَهُما إِلَى الحُرِّيَّةِ وكَرِم الْأَصْلِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ قَالَ لفَاطمةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَوْ أتَيْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألتِه خادِماً يَقِيكِ حَرَّ مَا أنتِ فِيهِ مِنَ الْعَمَلِ» وَفِي رِوَايَةٍ «حَارَّ مَا أنتِ فِيهِ» يَعْنِي التَّعَب والمَشَقَّة مِنْ خِدمة الْبَيْتِ، لِأَنَّ الحَرَارَةَ مَقْرونة بِهِمَا، كَمَا أَنَّ البَرْدَ مَقْرُون بِالرَّاحَةِ والسُّكون. والحَارّ:
الشاقُّ المُتْعِبُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا «قَالَ لِأَبِيهِ لَمَّا أمَرَه بجَلْد الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبة:
وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا» أَيْ وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَم الوَلِيدَ أمْرُه ويَعْنِيه شَأنُه. والقارُّ ضِدُّ الحَارّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُيَيْنة بْنِ حِصْن «حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الحِرِّ مِثْلَ مَا أذاقَ نسائِي» يُريد حُرْقةَ الْقَلْبِ مِنَ الوَجَعِ والغَيْظِ والمَشَقَّة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أم المُهاجر «لَمَّا نُعِيَ عُمر قالت: وا حَرَّاه، فَقَالَ الْغُلَامُ: حَرٌّ انْتَشَرَ فَملأ البَشَر» .
(س) وَفِيهِ «فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أجْرٌ» الحَرَّى: فَعْلَى مِن الحَرّ، وَهِيَ تأنيثُ حَرَّان، وهُما لِلمبالغة، يُريد أنَّها لِشِدّة حَرِّها قَدْ عطِشَتْ ويبِسَتْ مِنَ الْعَطَشِ. وَالْمَعْنَى أَنَّ فِي سَقْي كلِّ ذِي كَبِد حَرَّى أجْراً. وَقِيلَ: أرادَ بالكَبد الحَرَّى حَياة صاحِبها، لِأَنَّهُ إِنَّمَا تَكُونُ كبِدُه حَرَّى إِذَا كَانَ فِيهِ حَياةٌ، يَعْنِي فِي سَقْي كلِّ ذِي رُوح مِن الحَيَوان. ويَشْهَد لَهُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الآخَرِ «فِي كُلِّ كَبِد حَارَّةٍ أجْرٌ» .
(س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا دَخَل جَوْفِي مَا يَدْخُل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ» وَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ نَهَى مُضَارِبَهُ أَنْ يَشْتَرِي بمالِه ذَا كَبِدٍ رَطْبة» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى رَطْبَةٍ أجْرٌ» وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ضَعْفٌ. فأمَّا معنَى رَطْبَة فَقِيلَ: إِنَّ الكَبِد إِذَا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ. وَكَذَا إِذَا أُلْقِيَتْ عَلَى النَّارِ. وَقِيلَ كَنَى بالرُّطُوبة عَنِ الحيَاة، فَإِنَّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِد. وقيل وَصَفَها بما يَؤُول أمرُها إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وجَمْعِ القرآنِ «إِنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ اليَمامة بِقُرّاء الْقُرْآنِ» أَيِ اشتَدّ وكَثُر، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ الحَرِّ: الشِّدَّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «حَمِسَ الوغَا واسْتَحَرَّ الموتُ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ صِفِّين «إِنَّ مُعَاوِيَةَ زَادَ أصحابَه فِي بَعْضِ أَيَّامِ صِفِّين خمسَمائة خمسَمائة، فَلَمَّا الْتقَوْا جَعَل أصحابُ عليٍّ يَقُولُونَ: لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلُ الإِحَرِّين» هَكَذَا رَوَاهُ الهَروي. وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ: أَنَّ حَبَّة العُرَنِي قَالَ: شَهِدْنا مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الجَمَل، فَقَسم مَا فِي العَسْكَر بَيْنَنا، فاصابَ كُلُّ رَجُل منَّا خَمْسمائة.
فَقَالَ بعضُهم يَوم صِفِّين:
قُلْتُ لِنَفْسي السُّوءِ لَا تَفِرِّين ... لَا خَمْسَ إِلَّا جَنْدَلُ الإِحَرِّين
قَالَ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: لَا خِمْس، بِكَسْرِ الْخَاءِ، مِنْ وِرد الإبِل، وَالْفَتْحُ أشْبَه بِالْحَدِيثِ. وَمَعْنَاهُ: لَيْسَ لَكَ الْــيَوْمَ إِلَّا الحِجارةُ والخَيْبة. والإِحَرِّين: جَمْع الحَرَّة، وَهِيَ الْأَرْضُ ذاتُ الحِجارة السُّود، وتُجْمَع عَلَى حَرٍّ، وحِرَار، وحَرَّات، وحَرِّين، وإِحَرِّين، وَهُوَ مِنَ الجُموع النَّادِرَةِ كثُبِين وقُلِين، في جمع ثُبَة وقُلَة، وزيادة الهمزة فِي أَوَّلِهِ بِمَنْزِلَةِ الْحَرَكَةِ فِي أرَضِين، وتَغْيِير أَوَّلِ سِنِينَ. وَقِيلَ: إِنَّ واحِد إِحَرِّين: إَحِرَّة .
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فَكَانَتْ زِيَادَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي لَا تُفَارِقُني حَتَّى ذهَبَتْ منِّي يَوْم الحَرَّة» قَدْ تَكَرَّرَ ذكْر الحَرَّة ويَوْمِــها فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ يَوم مشْهور فِي الْإِسْلَامِ أَيَّامَ يَزيدَ بْنِ مُعاوية، لَمَّا انْتَهَبَ المدينةَ عَسكُره مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الَّذِينَ نَدَبَهُم لِقِتَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وأَمَّرَ عَلَيْهِمْ مُسْلم بنَ عُقْبَة المُرِّي فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وعَقِيبَها هلَك يَزِيدُ. والحَرَّة هَذِهِ: أرضٌ بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ بِهَا حجَارة سُودٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بِهَا.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ رجُلا لطَم وجْه جَارِيَةٍ، فَقَالَ لَهُ: أعَجزَ عَلَيْكَ إِلَّا حُرُّ وجْهها» حُرُّ الْوَجْهِ: مَا أقْبَل عَلَيْكَ وبدَا لَكَ مِنْهُ. وحُرُّ كُلِّ أرضٍ ودارٍ: وسَطُها وأطْيَبُها. وحُرُّ البَقْل وَالْفَاكِهَةِ وَالطِّينِ: جَيّدُها.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا رَأَيْتُ أشْبَه بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الحسَن، إِلَّا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَرَّ حُسْناً مِنْهُ» يَعْني أرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْن.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «ذُرِّي وأنا أُحِرُّ لك» يَقُولُ ذُرِّي الدَّقِيقَ لأتَّخِذ لّكِ مِنْهُ حَرِيرَة. والحَرِيرَةُ: الحَسَا الْمَطْبُوخُ مِنَ الدَّقيق والدَّسَم والْمَاء. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الحَرِيرَةِ فِي أَحَادِيثِ الأطْعمَة والأدْوية. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «وَقَدْ سُئلَتْ عَنْ قَضَاءِ صَلَاةِ الْحَائِضِ فَقَالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْت» الحَرُورِيَّةُ: طَائِفَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ نُسِبوا إِلَى حَرُورَاء بالمدِّ والقصْر، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْكُوفَةِ، كَانَ أَوَّلَ مُجْتَمَعَهم وَتَحْكِيمِهِمْ فِيهَا، وَهُمْ أحَدُ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ قاتَلهم عليٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ.
وَكَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ التَّشَدد فِي الدِّينِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ، فَلَمَّا رَأَتْ عَائِشَةُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ تُشَدّد فِي أمْرِ الحَيضِ شبَّهتْها بالحَرُورِيَّةِ وتَشَدُّدِهم فِي أمْرهم، وكَثْرة مَسَائِلِهِمْ وتَعنُّتِهم بِهَا. وَقِيلَ أرَادت أَنَّهَا خَالَفَت السُّنَّة وَخَرَجَتْ عَنِ الْجَمَاعَةِ كَمَا خَرجُوا عَنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكر الحرُورِية فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِير» هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى فِي حَرْفِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ بتَخْفِيف الرَّاءِ: الفَرْجُ، وَأَصْلُهُ حِرْحٌ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَجَمْعُهُ أحْرَاحٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَشَدّد الرَّاءَ وَلَيْسَ بجَيّد، فعَلى التَّخْفِيفِ يَكُونُ فِي حَرَح، لَا فِي حَرَرٍ. وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقه «يَسْتَحِلُّون الخَزَّ» بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ والزَّاي، وَهُوَ ضِرْب مِنْ ثِيَابِ الإبْرَيسم مَعْرُوفٌ، وَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابَيِ الْبُخَارِيِّ وَأَبِي دَاودَ، ولعلَّه حَدِيثٌ آخَرُ ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى، وَهُوَ حَافِظٌ عَارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَحَ، فَلَا يُتَّهَم. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

الْكَوَاكِب

الْكَوَاكِب: جمع الْكَوْكَب وَهِي أجسام بسيطة مركوزة فِي الأفلاك عِنْد الْحُكَمَاء كالفص فِي الْخَاتم كلهَا مضيئة بذاتها إِلَّا الْقَمَر فَإِنَّهُ يستضيء من الشَّمْس وَهِي سيارة وثوابت. أما السيارة فسبعة الْقَمَر وَعُطَارِد والزهرة وَالشَّمْس والمريخ وَالْمُشْتَرِي وزحل وَمَا عدا هَذِه السَّبْعَة ثوابت. وَإِنَّمَا سميت تِلْكَ السَّبْعَة سيارة وَمَا عَداهَا ثوابت لسرعة سَيرهَا وبطء مَا سواهَا أَو لثبات أوضاع بَعْضهَا من بعض فِي الْقرب والبعد والمحاذاة قَالَ قَائِل:
(قمر است وَعُطَارِد وزهره ... شمس ومريخ ومشتري وزحل) والثوابت الَّتِي يخيلون الصُّور بالخطوط الْوَاصِلَة ألف وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ كوكبا. وَإِن أردْت شرف الْكَوَاكِب وهبوطها وفرحها ومنازلها فَارْجِع إِلَى شرف الْكَوَاكِب.
وَالْقَمَر على الْفلك الأول أَي فلك الدُّنْيَا. وَعُطَارِد على الثَّانِي. والزهرة على الثَّالِث. وَالشَّمْس على الرَّابِع. والمريخ على الْخَامِس. وَالْمُشْتَرِي على السَّادِس. وزحل على السَّابِع. والثوابت على الثَّامِن. والفلك التَّاسِع هُوَ الْفلك الأطلس أَي الساذج عَن الْكَوَاكِب وَهُوَ فلك الأفلاك وأسامي الْكَوَاكِب السَّبْعَة بِالْفَارِسِيَّةِ ماه - عُطَارِد - ناهيد - خورد - بهْرَام - برجيس - كيوان.
ثمَّ اعْلَم أَن يَوْم الْأَحَد مَنْسُوب إِلَى الشَّمْس فَإِنَّهَا صاحبته وتتصرف فِيهِ بآثارها وَــيَوْم الِاثْنَيْنِ إِلَى الْقَمَر وَالثُّلَاثَاء إِلَى المريخ وَالْأَرْبِعَاء إِلَى عُطَارِد وَالْخَمِيس إِلَى المُشْتَرِي وَالْجُمُعَة إِلَى الزهرة والسبت إِلَى زحل. وَاعْلَم أَن المربوب بِكُل كَوْكَب معمورة خَاصَّة كَمَا قَالَ قَائِل:
(شدّ زحل هندوستان برجيس جين بهْرَام شام ... )
(خور خُرَاسَان نيز جيهون ماه ترك وزهره زنكك ... )
وَأما اللَّيَالِي فليلة يَوْم الْأَحَد لعطارد وَلَيْلَة يَوْم الِاثْنَيْنِ للْمُشْتَرِي وَلَيْلَة يَوْم الثُّلَاثَاء للزهرة وَلَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء لزحل وَلَيْلَة الْخَمِيس للشمس وَالْجُمُعَة للقمر والسبت للمريخ.
ثمَّ اعْلَم أَن الشَّمْس وَالْقَمَر من السَّبْعَة السيارة تسميان بالنيرين والباقية مِنْهَا بالخمسة الْمُتَحَيِّرَة. ثمَّ عُطَارِد والزهرة من الْخَمْسَة تسميان بالسفليتين لِكَوْنِهِمَا أَسْفَل من الشَّمْس. وزحل وَالْمُشْتَرِي والمريخ تسمى بالعلويات لكَونهَا أَعلَى من الشَّمْس. وَالْقَمَر هُوَ النير الْأَصْغَر. وَعُطَارِد يُسمى بالكاتب أَيْضا. والزهرة تسمى بالسعد الْأَصْغَر أَيْضا. وَالشَّمْس هِيَ النير الْأَعْظَم - والمريخ يُسمى بالأحمر أَيْضا وَهُوَ النحس الْأَصْغَر - وَالْمُشْتَرِي هُوَ السعد الْأَكْبَر - وزحل يُسمى بكيوان أَيْضا وَهُوَ النحس الْأَكْبَر - وَفِي شرح الجغمني الْكَوْكَب جرم كري مركوز فِي الْفلك مُنِير فِي الْجُمْلَة أَي سَوَاء كَانَ إنارته بِالذَّاتِ كَمَا سوى الْقَمَر أَو بالواسطة كَالْقَمَرِ وَقَوله تنير احْتِرَاز عَن التداوير لِأَنَّهَا وَإِن كَانَت مركوزة فِي الْفلك لَكِنَّهَا لَيست منيرة فَافْهَم فَإِن قيل مَا وَجه تَسْمِيَة تِلْكَ الْكَوَاكِب الْخَمْسَة بالمتحيرة قُلْنَا إِن لَهَا سرعَة وبطأ واستقامة وَإِقَامَة ورجوعا كَأَنَّهَا متحيرة فِي سَيرهَا.
فِي الفتوحات المكية فِي الْبَاب التَّاسِع وَالسِّتِّينَ وَهُوَ الْبَاب الْمَعْقُود لبَيَان أسرار الصَّلَاة مَا يدل بصريحه على أَن أنوار جَمِيع الْكَوَاكِب مستفادة من نور الشَّمْس وَعَلِيهِ المتكلمون وَكَلَام الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي رَحمَه الله تَعَالَى فِي هياكل النُّور يدل على ذَلِك. وَقَالَ الْمُحَقق الدواني فِي شَرحه هَذَا هُوَ الْحق وأجوبة الْمُخَالفين فِي المطولات. وَفِي المثنوي للعارف الرُّومِي قدس سره مَا يدل على ذَلِك فَافْهَم واحفظ.

الاستناد

الاستناد: عند الأصوليين، هو أنْ يثبت الحكم في الزمان المتأخر ويرجعَ القَهْقَرى حتى يُحكم بثبوته في الزمان المتقدم، كالمغضوب فإنه يملكه الغاصب بأداء الضمان مستنداً إلى وقت الغصب-.
الاستناد:
[في الانكليزية] Reference ،support
[ في الفرنسية] Reference ،appui
عند الأصوليين هو أن يثبت الحكم في الزمان المتأخر ويرجع القهقرى حتى يحكم بثبوته في الزمان المتقدم، كالمغصوب فإنه يملكه الغاصب بأداء الضمان مستندا إلى وقت الغصب حتى إذا استولد الغاصب المغصوبة فهلكت فأدّى الضمان يثبت النسب من الغاصب، كذا في التوضيح في فصل المأمور به المطلق والمؤقت.

اعلم أن الأحكام تثبت بطرق أربعة:
الأول الاقتصار وهو أن يثبت الحكم عند حدوث علّة الحكم لا قبله ولا بعده كما في تنجيز الطلاق [والعتاق]، والطلاق بأن قال أنت طالق. والثاني الانقلاب وهو صيرورة ما ليس بعلّة علّة كما في تعليق الطلاق بالشرط بأن قال: إن دخلت فأنت طالق، فعند حدوث الشرط ينقلب ما ليس بعلّة علّة، يعني أن قوله أنت طالق في صورة التعليق ليس بعلّة قبل وجود الشرط وهو دخول الدار وإنما يتّصف بالعلية عند الدخول. والثالث الاستناد وهو أن يثبت الحكم في الحال بوجود الشرط في الحال ثم يستند الحكم في الماضي بوجود السبب في الماضي، وذلك كالحكم في المضمونات فإنها تملك عند أداء الضمان مستندا إلى وقت وجود سبب الضمان وهو الغصب، وكالحكم في النصاب فإنه تجب الزكاة عند تمام الحول بوجود الشرط عنده مستندا إلى وقت وجود سبب الزكاة وهو ملك النصاب. والرابع التبيين وهو أن يظهر في الحال أنّ الحكم كان ثابتا من قبل في الماضي بوجود علّة الحكم والشرط كليهما في الماضي، مثل أن يقول في يوم الجمعة: إن كان زيد في الدار فأنت طالق ثم تبيّن يوم السبت وجوده فيها يوم الجمعة فوقع الطلاق في يوم الجمعة ويعتبر ابتداء العدّة منه، لكن ظهر هذا الحكم يوم السبت، هكذا في الأشباه وحاشية الحموي.

عُثْمَان

عُثْمَان: من العثم وَهُوَ الْعظم المكسور. وَله معَان آخر فِي الْقَامُوس وَالْألف وَالنُّون فِيهِ مزيدتان هُوَ علم الْخَلِيفَة الثَّالِث من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ. وَهُوَ عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف. وَأمه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أروى بنت كريز بن ربيعَة. وَقيل أمهَا أم حَكِيم بَيْضَاء بنت عبد الْمطلب. وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بُويِعَ لَهُ بالخلافة فِي أول يَوْم من سنة أَربع وَعشْرين لِأَن أهل الْحل وَالْعقد اشتوروا بعد دفن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِثَلَاثَة أَيَّام وَاتَّفَقُوا على مبايعته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ جَامع الْقُرْآن كَامِل الْحيَاء وَالْإِيمَان. وَكتاب الله تَعَالَى وَأَحَادِيث رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ناطقة بفضائله وَحسن أخلاقه وفواضله وَلم يزل اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام عُثْمَان ويكنى أَبَا عَمْرو وَأَبا عبد الله وَالْأول أشهر ويدعى بِذِي النورين قيل لِأَنَّهُ تزوج بِابْنَتي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رقية وَأم كُلْثُوم رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا كَمَا رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام زوجه رقية رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا فَمَاتَتْ بَعْدَمَا خرج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى بدر فَلَمَّا رَجَعَ من بدر زوجه أم كُلْثُوم. وَقيل لِأَنَّهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي الْوتر. فالقرآن نور وَقيام اللَّيْل نور. وَتُوفِّي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ رَاض عَنهُ وبشره بِالْجنَّةِ ودعا لَهُ بالخصوصية غير مرّة فأثري وَكثر مَاله رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَكَانَت لَهُ شَفَقَة وَرَحْمَة برعيته. وَقَالَ الْمَدَائِنِي قتل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء بعد الْعَصْر وَدفن يَوْم السبت قبل الظّهْر وَقيل يَوْم الْجُمُعَة لثمان عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ. وَكَانَت خِلَافَته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ اثْنَي عشر إِلَّا اثْنَي عشر يَوْمًــا. وَقتل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة. قَالَه ابْن إِسْحَاق وَقَالَ غَيره كَانَت خِلَافَته إِحْدَى عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًــا. وَقتل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وعمره ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة. وَقيل غير ذَلِك وَالله أعلم وَسبب شَهَادَته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَذْكُور فِي السّير وَقَتله رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قنبرة وسودان. وَقيل ثَلَاثَة رجال وَثبُوا عَلَيْهِ فذبحوه والمصحف بَين يَدَيْهِ وَقيل سَالَ الدَّم فَوَقع على آيَة كَرِيمَة: {فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} . وَفِي (حَيَاة الْحَيَوَان) ضربه رَضِي الله عَنهُ دِينَار بن عِيَاض وَسَوَاد بن حمْرَان بسيفيهما فنضح الدَّم على قَوْله تَعَالَى {فَسَيَكْفِيكَهُم الله} الْآيَة. وَجلسَ عَمْرو بن الْحمق على صَدره وضربه حَتَّى مَاتَ ووطىء عُمَيْر بن صاتي على بَطْنه فَكسر لَهُ ضلعين من أضلاعه وَالله اعْلَم.
(ثمَّ اعْلَم) أَن الشَّيْخ الْأَجَل الْحسن بن عَليّ الجهيمي رَحمَه الله تَعَالَى كتب فِي شرح القصيدة اللامية للشَّيْخ ابْن الفارض الْمصْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَن من أرخ وَفَاة شيخ كَانَ فِي شَفَاعَته (انْتهى) . يَعْنِي أَن كل وَاحِد أرخ لوفاة أحد الْمَشَايِخ الْكِبَار بِالْآيَاتِ القرآنية أَو بالشعر أَو بالنثر فَإِنَّهُ يشفع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَلِهَذَا فَإِن أَكثر الْكِبَار اشتغلوا فِي تَارِيخ آجال الواصلين.

عَاشُورَاء

(عَاشُورَاء)
العاشور والعاشوراء نوع من الْحَلْوَى يتَّخذ من مقشور الْقَمْح وَقد يُضَاف إِلَيْهِ اللَّبن وَالزَّبِيب النَّقْل (مو)
عَاشُورَاء: قدوة السالكين وزبدة العارفين مرشدي ومولاي حَضْرَة الشاه وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين الْعلوِي الأحمد آبادي قدس سره وَنور مرقده كتب فِي أوراده كلما جَاءَ يَوْم عَاشُورَاء اغْتسل، وَبعد أَن ترتدي عباءتك خُذ مَاء وادهن بِهِ رَأسك سبع مَرَّات وَفِي كل مرّة اسْتعْمل مَاء جَدِيدا، وَسبح بِهَذَا التَّسْبِيح (حسبي الله وَكفى، سمع الله لمن دَعَا لَيْسَ وَرَاء الله مُنْتَهى، من اعْتصمَ بِحَبل الله نجا) فَإِنَّهُ يبرىء من ألم الرَّأْس:
(فِي لَيْلَة قَالَ بازي لبازي آخر ... إِلَى مَتى سَوف نبقى نقطع الْجبَال والصحارى)
(تعال لنطير باتجاه الْمَدِينَة ... ولنصبح أخلاء الْأُمَرَاء)
(مرّة نَكُون جلساء احتفالات الْمُلُوك ... وَمرَّة برفقة أَصْحَاب القلانس الذهبية)
(وَمرَّة نجلس على أَيدي الْمُلُوك ... وَمرَّة نختلي بِالْحَرِيمِ الجميلات)
(ونقضي اللَّيَالِي على ضوء شموع الكافور ... وَنَلْعَب مَعَ الْأُمَرَاء الناعمين)
(أَجَابَهُ الآخر لَا تقل هَذَا الْكَلَام أَيهَا الْمَغْرُور ... فَأَنت لَا صِحَة لَك من رَأسك إِلَى قَدَمَيْك)
(إِذا قضيت مائَة سنة فِي الصَّحرَاء ... فكأنك تفتش عَن الثَّلج فِي الْمَطَر)
(أَقْْضِي كل لَحْظَة بِمِائَة حيرة نَدم ... إِذا وَقعت فريسة مخالب العقبان)
(هَل الْأَفْضَل أَن تجْلِس على عرش من ذهب ... أم تكون تَحت حكم غَيْرك)
(طُوبَى لذاك الَّذِي اخْتَار الْحُرِّيَّة ... يذهب إِلَى أَيْن يُرِيد وَيجْلس حَيْثُ يَشَاء)
عَاشُورَاء: هُوَ الْــيَوْم الْعَاشِر من الْمحرم يَوْم عَظِيم حدثت فِيهِ حوادث عَظِيمَة الشَّأْن عَجِيبَة الْبَيَان، كخلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام، وإخراجه من الْجنان، وَقبُول تَوْبَته - ومغفرته عَن الْعِصْيَان، وطوفان نوح عَلَيْهِ السَّلَام - سِيمَا شَهَادَة الإِمَام الْهمام الْمَظْلُوم الْمَعْصُوم الشَّهِيد السعيد أبي عبد الله الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ابْن أَسد الله الْغَالِب عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه وسيحدث فِيهِ أُمُور عِظَام جسام أَو مهولة مخوفة، كخروج الإِمَام الْهمام مُحَمَّد الْمهْدي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ - ونزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام من السَّمَاء - وَخُرُوج الدَّجَّال - ودابة الأَرْض - خُصُوصا قيام الْقِيَامَة كَمَا أخبر بهَا الْمخبر الصَّادِق الصدوق نَبِي آخر الزَّمَان عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام من الله الْملك المنان وَاسْتحْسن الْفُقَهَاء فِيهِ عشرَة أَعمال كَمَا قَالَ وَاحِد من الأكابر:
(عَلَيْكُم يَوْم عَاشُورَاء قومِي ... بِأَن تَأْتُوا بِعشر من خِصَال)

(بِصَوْم وَالصَّلَاة وَمسح أيد ... على رَأس الْيَتِيم والاغتسال)

(وَصلح والعيادة للأعلا ... وتوسيع الطَّعَام على الْعِيَال)

(وثامنها زِيَارَة عالميكم ... وتاسعها الدُّعَاء مَعَ اكتحال)

وَلم تثبت هَذِه الْأَعْمَال من الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة، فَإِن الْأَحَادِيث المنقولة فِيهَا مَوْضُوعَات - وَإِن أردْت أَن تكشف غطاءك عَن أَحْوَال هَذِه الْعشْرَة فَعَلَيْك أَن تطالع (تَحْقِيق لَيْلَة الرغائب والبرات) نعم الصَّوْم وتوسيع الطَّعَام على الْعِيَال فِي الْــيَوْم الْمَذْكُور ثَابت بالأحاديث الصَّحِيحَة وَإِنَّمَا سمي عَاشُورَاء لِأَن الله تَعَالَى أعْطى لعشرة من الْأَنْبِيَاء عشر كرامات فِي ذَلِك الْــيَوْم - آدم - وَإِدْرِيس - ونوحا - وَيُونُس - وَأَيوب - ويوسف - ومُوسَى - وَعِيسَى - وَإِبْرَاهِيم - ومحمدا - صلوَات الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وَهَذَا يَوْم من أطَاع الله تَعَالَى فِيهِ نَالَ جزيل الثَّوَاب - وَمن عَصَاهُ فِيهِ عُوقِبَ بأشد الْعقَاب وَالْعَذَاب - كقاتل حُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا بل من أَمر بقتْله واستبشر بِهِ.
وَفِي اليواقيت يجب على الْأَبَوَيْنِ أَن يأمرا الصَّبِي بِصَوْم عَاشُورَاء إِذا كَانَ لَا يلْحقهُ ضَرَر لِأَنَّهُ رُوِيَ فِي الْأَخْبَار أَن النَّبِي الْمُخْتَار عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَدْعُو الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَقت السحر ويلقي البزاق فِي فيهمَا وَكَانَ يَقُول لفاطمة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لَا تطعميهما الْــيَوْم شَيْئا فَإِن هَذَا يَوْم تَصُوم الوحوش وَلَا تَأْكُل. وَفِي الْمُلْتَقط روى أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَ من صَامَ يَوْم عَاشُورَاء كَانَ كَفَّارَة لذنب سنة وَمن وسع النَّفَقَة على عِيَاله يُوسع الله عَلَيْهِ الرزق سنة. وَفِي الشرعة يسْتَحبّ أَن يَصُوم قبل يَوْم عَاشُورَاء يَوْمًــا وَبعده يَوْمًــا خلافًا لأهل الْكتاب. وَاعْلَم أَن الْفُقَهَاء والعباد يلتزمون الصَّلَاة والأدعية فِي هَذَا الْــيَوْم ويذكرون فِيهَا الْأَحَادِيث وَلم يثبت شَيْء مِنْهَا عِنْد أهل الحَدِيث غير الصَّوْم وتوسيع الطَّعَام كَمَا مر.

الأحكام

الأحكام
تقترن الأحكام في القرآن بما يدفع إلى العمل بها، أو ينهى عن اقترافها، فإلى جانبها مغريات تدفع النفس وتحثها، أو تخوفها وتحذرها، معتمدة على التوضيح للسبب، أو الترغيب، والترهيب، وهذه بعض آيات عرضت بعض الأحكام، لنرى المنهج القرآنى في هذا العرض. قال تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (البقرة 221). ألا تراه قد قرن النهى عن الزواج من المشرك بما ينفر منه فمن هذا الذى يرضى أن يقاد إلى جهنم بينما الله يدعو إلى الجنة والغفران. وهاك حكما آخر، قال سبحانه: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة 222 - 223)، فحذرنا من قربان النساء في ذلك الحين، بأننا نؤذى أنفسنا إن فعلنا، ثم ذكرنا بأن ذلك نهى من الله الذى يجب تقواه، ولجأ إلى الإرهاب والترغيب، فأكد أننا سنلقى الله الذى نهانا، فكيف يكون المصير إن جئنا إليه، وقد فعلنا ما كان قد نهانا عنه، أما من أطاع واتقى، فبشره بمغفرة من الله ورضوان.
واقرأ قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْــيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْــيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 228 - 232)، فتأمل مزج الأحكام بهذه الإثارات الوجدانية، الدافعة إلى العمل أو المسببة للإحجام.
وقف عند نهيه للمطلقات أن يكتمن ما في بطونهن من أجنة فقال: وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْــيَوْمِ الْآخِرِ (البقرة 228)، فانظر كيف عبر عن الأجنة بأنها ما خلق الله في الرحم، وكأنما كتمها معاندة لله ومكابرة لا تليق، وكيف أثارهن إلى الاعتراف، موحيا بأن هذا الإنكار لا يتناسب مع الإيمان بالله والــيوم الآخر، وكيف قرن الإمساك بالمعروف والتسريح بالإحسان، وسمى المتعدى لحدود الله ظالما، وجعل تبين حدود الله للقوم العالمين، ووصف الإمساك ضرارا بأنه اعتداء، وفاعله بأنه ظالم لنفسه، وختم الحديث عن هذه الأحكام بأن الذى يؤمن بالله والــيوم الآخر، يتعظ ويعمل بتلك القوانين، والعمل بها طهر وفلاح.
وختم القرآن أحكام المواريث بقوله: وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (النساء 12 - 14)، أو لا ترى أن الوصية من الله جديرة أن تسمع وتطاع، وأنه إذا كان الوقوف عند حدود الله يؤدى إلى الخلود في جنات تجرى من تحتها الأنهار، والخروج على الحدود يخلد في النار، فجدير بالعاقل أن يقف عند تلك الحدود ولا يتعداها.
وبعد أن تحدث عن محرمات النساء في الزواج، وما أحل زواجهن، قال: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (النساء 26 - 28)، وإذا كان الله يبين لنا، ليهدينا سواء السبيل، وليتوب علينا، ويميل بمن يتبعون الشهوات إلى الرشد والخير، هذا مع أنه ليس فيما فرض عنت ولا مشقة، لعلم الله بما خلق عليه الإنسان من الضعف، إذا كان ذلك حقا، أفلا يجدر بالمرء أن يتقبل ما أباحه قبولا حسنا، وينتهى عما نهى عنه.
وتأمل التوعد الشديد لمن يقتل مؤمنا عمدا، إذ يقول: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (النساء 93).
ولما تحدث عن بعض أحكام الوضوء والتيمم، ختم ذلك بقوله: ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (المائدة 6).
وإن عملا يطهر المرء، وبه تمام النعمة، جدير أن يؤديه المرء شاكرا نعمة ربه.
وأصغ إليه يصور أسواء الخمر والميسر فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة 90 - 91)، وهكذا صور تلك الرذائل مفسدة لعلاقة المرء بالناس ولعلاقته بالله، فلم يقترفها وهى تقلب الحياة هكذا شقاء.
وبعد أن نهى عن قتل الصيد والمرء محرم بالحج قال: وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). وتأمل ما يثيره في النفس ذكر انتقام الله وعزته، ممن يعود فيفعل ما نهى عنه. تلك أمثلة قليلة نتبين منها النهج القرآنى في عرض الأحكام، وكيف تصطحب هذه الأحكام بما يدفع النفس إلى قبولها والاطمئنان إليها، وإذا كان الغالب في الإنسان أن يقبل على العمل رغبة أو رهبة، فقد عمد القرآن إلى ذلك، فيعد ويوعد، ويبشر وينذر، يثير في النفس غريزة حب الذات التى تدفع المرء إلى عمل ما يعود عليها بالخير والفلاح، ويثير غريزة الخوف من مصير مظلم شقى، وهكذا اعتمد القرآن على الغرائز الثابتة في الإنسان، كى يقوده إلى ترك الشر وفعل الخير، وكل ذلك في أسلوب متسق موسيقى تتخير فيه اللفظة الموحية بالمعنى المراد، وتأمل لذلك اختيار كلمة أمّ عند عد المحرمات من النساء، وكلمة والدة عند عد من يرضع الطفل، وبذلك كله اكتسبت الأحكام في القرآن حياة وقوة، وكان لها تأثيرها في النفس في ناحية صياغتها ومنهجها، وبذلك كله امتاز القرآن من كتب القوانين الجافة، وكان له من الأثر في النفوس ما ليس لهذه الكتب في هداية الناس وقيادتهم إلى الخير.
الأحكام: واحدُه الحكم وسيأتي، والأحكام الشرعيةُ النظرية ما يكون المقصودُ منها النظرُ ويقابلها العملية التي يكون المقصود منها العمل، والأحكام الشرعية تثبت بوجوه أربعة، الأول: الاقتصارُ، والثاني: الانقلابُ، والثالث: الاستنادُ، والرابعِ: التبيينُ. راجع معانيها في مواضعها في الكتاب.

الْأَجْدَاثِ

{الْأَجْدَاثِ}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {مِنَ الْأَجْدَاثِ}
فقال ابن عباس: القبور. واستشهد بقول ابن روَاحة:
حينا يقولون إذ مروا على جَدَثى. . . أرْشدْه ياربَّ من عانٍ وقد رشدا
(تق) (ك، ط) والمسألة فيهما:
{فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ}
الكلمة جاءت ثلاث مرات، في آيات:
القمر 7: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}
يس 51: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}

المعارج 43: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَــهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْــيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}
ويبدو تفسير الأجداث بالقبور قريباً. ومثله في (النهاية لابن الأثير) وفي المعاجم واقتصر "الراغب" في (المفردات) على: الأجداث جمع الجدث، يقال جدث وجدف. وتأويلها في المسألة بالقبور هو ما في المعاجم (ص، س، ق) والشاهد له.
ولا يفوتنا مع ما يبدو من قرب تفسير الأجداث بالقبور، أن القرآن قَصَرَ الأجداث، في آياتها الثلاث، على المخرج إلى الحشر يوم القيامة وهذا الملحظ الدلالي، يفرق بين الأجداث وبين القبور التي تأتي فيه بدلالة عامة: في سياق البعث (الحج 7، الانفطار 4، العاديات 9) .
كما تأتي في سياق مضجع الموتى، قبل البعث والنشور، في مثل آيات:
عبس 21: في الإنسان: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}
التوبة 84: في المنافقين: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}
فاطر 22: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}
الممتحنة 13: {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}
ومعها المقابر في آية التكاثر: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
يظهر، والله أعلم، أن القرآن خصّ الخروج من الأجداث بالمخرج يوم القيامة، وهو صريح السياق في آياتها الثلاث.

نقص

نقص: النَّقْصُ: الخُسْران في الحظِّ، والنقصانُ يكون مصدراً ويكون قدر

الشيء الذاهب من المنقوص. نَقَصَ الشيءُ يَنْقُصُ نَقْصاً ونُقْصاناً

ونَقِيصةً ونَقَصَه هو، يتعدى ولا يتعدى؛ وأَنْقَصَه لغة؛ وانْتَقَصَه

وتَنَقَّصَه: أَخذ منه قليلاً قليلاً على حد ما يجيءُ عليه هذا الضرب من

الأَبنية بالأَغلب. وانْتَقَصَ الشيءُ: نَقَصَ، وانْتَقَصْتُه أَنا، لازمٌ

وواقعٌ، وقد انْتَقَصَه حقَّه. أَبو عبيد في باب فَعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُ

أَنا: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه أَنا، قال: وهكذا قال الليث، وقال: استوى

فيه فَعَلَ اللازمُ والمُجاوز. واسْتَنْقَصَ المُشتري الثمنَ أَي

اسْتَحَطَّ، وتقول: نُقْصانُه كذا وكذا هذا قدْرُ الذاهب؛ قال ابن دريد: سمعت

خزاعيّاً يقول للطيِّب إِذا كانت له رائحة طيِّبة: إِنه لَنَقِيصٌ؛ وروى قول

امرئ القيس:

كلَوْن السَّيالِ وهو عذب نَقِيص

أَي طيِّب الريح. اللحياني في باب الإِتباع: طَيِّبٌ نَقِيص. وفي

الحديث: شَهْرا عِيدٍ لا يَنْقُصان، يعني في الحكم، وإِن نَقَصا في العدد أَي

أَنه لا يَعْرِِضُ في قلوبكم شكٌّ إِذا صُمتم تسعة وعشرين، أَو إِن وقَعَ

في يوم الحجّ خطأٌ لم يكن في نُسُكِكم نَقْصٌ. وفي الحديث: عشر من

الفِطْرة وانْتقاص الماء، قال أَبو عبيد: معناه انْتِقاصُ البول بالماء إِذا

غُسِل به يعني المذاكير، وقيل: هو الانتضاح بالماء، ويروى انْتِفاص،

بالفاء، وقد تقدم. وفي الحديث: انْتِفاص الماء الاستنجاء، قيل: هو الانتضاح

بالماء. قال أَُّبو عبيد: انْتقاصُ الماء غَسْلُ الذكَر بالماء، وذلك أَنه

إِذا غسل الذكر ارتد البول ولم ينزل، وإِن لم يغسل نزل منه الشيء حتى

يُسْتَبْرأَ.

والنَّقْصُ في الوافر من العَروض: حذْفُ سابعِه بعد إِسكان خامسه،

نَقَصَه يَنْقُصُه نَقْصاً وانْتَقَصَه. وتَنَقَّصَ الرجلَ وانْتَقَصَه

واسْتَنْقَصَه: نسب إِليه النُّقْصَانَ، والاسم النَّقِيصةُ؛ قال:

فلو غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقِيصَتي،

جَعَلْتُ لهم فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما

وفلان يَنْتَقِصُ فلاناً أَي يقع فيه ويَثْلِبُه. والنَّقْصُ: ضعْفُ

العقل. ونَقُصَ الشيءُ نَقاصَةً، فهو نَقِيصٌ: عَذُبَ؛ وأَنشد ابن بري

لشاعر:حَصَانٌ رِيقُها عَذْبٌ نَقِيص

والمَنْقَصَةُ: النَّقْصُ. والنَّقِيصةُ: العيب. والنقيصةُ: الوَقِيعةُ

في الناس، والفِعْل الانْتِقاصُ، وكذلك انْتِقاصُ الحقّ؛ وأَنشد:

وذا الرِّحْمِ لا تَنْتَقِصْ حقَّه،

فإِنَّ القَطِيعَة في نَقْصِ

وفي حديث بيع الرُّطَب بالتمر قال: أَيَنْقُص الرُّطَب إِذا يَبِس؟

قالوا: نعم، لفظُه استفهام ومعناه تنبيهٌ وتقرير لِكُنْهِ الحُكْم وعلَّته

ليكون معتبراً في نظائره، وإِلا فلا يجوز أَن يخفى مثل هذا على النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم، كقوله تعالى: أَلَيْسَ اللّهُ بكافٍ عَبْدَه؛ وقول

جرير:

أَلَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا

(نقص) الشَّيْء مُبَالغَة فِي نَقصه
ن ق ص

نقصه حقّه نقصاً وانتقصه. ونقص بنفسه نقصاناً. وانتقص واستنقص الثمن: استحطّه. وانتقصه وتنقّصه: عابه. وما فيه نقيصة ومنقصة، وفلان ذو نقائص ومناقص.
نقص
النَّقْصُ: الخُسْرَانُ في الحَظِّ، والنُّقْصَانُ المَصْدَرُ، ونَقَصْتُهُ فهو مَنْقُوصٌ. قال تعالى:
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ
[البقرة/ 155] ، وقال: وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ
[هود/ 109] ، ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً
[التوبة/ 4] .
(نقص)
الشَّيْء نقصا ونقصانا خس وَقل وَيُقَال نقص عقله أَو دينه ضعف وَالشَّيْء صيره نَاقِصا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَو لم يرَوا أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها} وَفُلَانًا حَقه غمطه إِيَّاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ لم ينقصوكم شَيْئا} وَفُلَانًا نقيصة طعن عَلَيْهِ وَالشَّيْء فلَانا أعوزه (مج)
[نقص] نقص الشئ نقصا ونقصانا، ونَقَصْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانتقص الشئ، أي نقص. وانتقصته أنا. واستنقص المشترى الثمن، أي استحَطَّ. والمَنْقَصَةُ: النَقْصُ. والنَقيصَة: العيبُ، وفلان يَتَنَقَّصُ فلاناً، أي يقع فيه ويثلبه.
نقص
النَّقْصُ: الخُسْرانُ في الحَظِّ، نَقَصَ يَنْقُصُ نَقْصاً ونُقْصاناً. ونَقَصَ الشَّيْءُ نَفْسُه. ونَقَصْتُه أنا. ودَخَلَ عليه نَقْصٌ وُنقَاصٌ في عَقْلِه ودِينِه. وانْتَقَصْت حَقَّه: نَقَصته.
والنَّقِيْصَةُ: الوَقِيعَةُ في الناس، والفِعْلُ الانْتِقاصُ.
ونَقُصَ الشيء نَقَاصَةً، فهو نَقِيْصٌ: عَذْبٌ طَيِّبٌ.
وانْتِقاصُ الماءِ في السّنَة: الإفْرَاطُ فيه، وقيل: هو رَشُّ الماءِ على الذَّكَرِ بعد الفَراغ من الوُضُوء. قال الخارزنجيُّ: ولعلَّه تَصْحِيفٌ وهو الانْتِفاض؛ لأنَّ النَّفْضَ النَّضْحُ بالماء.
ن ق ص : نَقَصَ نَقْصًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَنُقْصَانًا وَانْتَقَصَ ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ تَمَامِهِ وَنَقَصْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِهِ {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الأنبياء: 44] وَ {غَيْرَ مَنْقُوصٍ} [هود: 109] وَفِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَلَمْ يَأْتِ فِي كَلَامٍ فَصِيحٍ وَيَتَعَدَّى أَيْضًا بِنَفْسِهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ فَيُقَالُ نَقَصْتُ زَيْدًا حَقَّهُ وَانْتَقَصْتُهُ مِثْلُهُ وَدِرْهَمٌ نَاقِصٌ غَيْرُ تَامِّ الْوَزْنِ. 
(ن ق ص) : (نَقَصَهُ) حَقَّهُ نَقْصًا (وَانْتَقَصَهُ) مِثْلُهُ (وَنَقَصَ بِنَفْسِهِ) نُقْصَانًا (وَانْتَقَصَ) مِثْلُهُ كِلَاهُمَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (وَفِي الْحَدِيثِ) «شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ» قِيلَ أَيْ لَا يَجْتَمِعُ نُقْصَانُهُمَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ وَأَنْكَرَهُ الطَّحَاوِيُّ وَقِيلَ إنَّهُمَا وَإِنْ نَقَصَا أَوْ نَقَصَ أَحَدُهُمَا إلَّا أَنَّ ثَوَابَهُمَا مُتَكَامِلٌ (وَفِيهِ) أَنَّ الْعَمَلَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لَا يَنْقُصُ ثَوَابُهُ عَمَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ (وَقَوْلُهُ) فِي الدَّرَاهِمِ الْكُوفِيَّةِ الْمُقَطَّعَةِ (النُّقَّصِ) أَيْ الْخِفَافِ النَّاقِصَةِ وَفُعَّلٌ فِي جَمْعِ فَاعِلٍ قِيَاسٌ.

نقص


نَقَصَ(n. ac. نَقْص
نَقِيْصَة
نُقْصَاْن
تَنْقَاْص)
a. Lessened, diminished, decreased; wasted, waned; became
deficient.
b. see IIc. [acc. & Min], Cut off from.
نَقَّصَa. Lessened, diminished, reduced, curtailed; infringed
encroached upon.

أَنْقَصَa. see II
تَنَقَّصَa. see I (a)b. Disparaged, criticized.
c. Infringed, encroached upon.

تَنَاْقَصَa. see I (a)
إِنْتَقَصَa. see I (a)
II & V (b).
إِسْتَنْقَصَa. Asked for an abatement.
b. see V (b)
نَقْصa. Decrease; diminution; defectiveness; incompleteness;
faultiness; defect, fault; deficiency; want, loss;
detriment.

مَنْقَصَة
(pl.
مَنَاْقِصُ)
a. see 1 & 25
(a).
نَاْقِص
(pl.
نُقَّص)
a. Lessened, diminished & c.
b. Faulty, incomplete, imperfect, defective, deficient;
under-weight (money); having و or ي for its final
radical (verb).
نُقَاْصَةa. see 1
نَقِيْصa. Sweet (water).
b. Fragrant.

نَقِيْصَة
(pl.
نَقَاْئِصُ)
a. Defect, fault; imperfection; vice.
b. Detraction, calumny; fault-finding
caviling.
نُقْصَاْنa. see 1
تَنَاْقِيْصa. Defects, short-comings.

N. P.
نَقڤصَa. see 21 (b)
(ن ق ص)

نقص الشَّيْء ينقص نقصا، ونقصاناً، ونقيصة.

ونقصه هُوَ، وأنقصه لُغَة، وانتقصه، وتنقصه: أَخذ مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا، على حد مَا يَجِيء عَلَيْهِ هَذَا الضَّرْب من الْأَبْنِيَة بالأغلب..

وَقد انتقصه حَقه.

وَالنَّقْص فِي الوافر من الْعرُوض: حذف سابعه بعد إسكان خامسه. نَقصه ينقصهُ نقصا، وانتقصه.

وتنقص الرجل، وانتقصه، واستنقصه: نسب إِلَيْهِ النُّقْصَان.

وَالِاسْم: النقيصة، قَالَ:

فَلَو غير اخوالي أَرَادوا نقيصتي ... جعلت لَهُم فَوق العرانين ميسما

وَالنَّقْص: ضعف الْعقل.

وَنقص الشَّيْء نقاصة، فَهُوَ نقيص: عذب.
ن ق ص: (نَقَصَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (نُقْصَانًا) أَيْضًا وَ (نَقَصَهُ) غَيْرُهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. قُلْتُ: (النَّقْصُ) مَصْدَرُ الْمُتَعَدِّي وَ (النُّقْصَانُ) مَصْدَرُ اللَّازِمِ. وَالْمُتَعَدِّي يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ: نَقَصَهُ حَقَّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا} [التوبة: 4] وَأَمَّا قَوْلُكَ نَقَصَ الْمَالُ دِرْهَمًا وَالْبُرُّ مُدًّا، فَدِرْهَمًا وَمُدًّا تَمْيِيزٌ انْتَهَى كَلَامِي. وَ (انْتَقَصَ) الشَّيْءُ أَيْ نَقَصَ وَ (انْتَقَصَهُ) غَيْرُهُ أَيْضًا. وَ (اسْتَنْقَصَ) الْمُشْتَرِي الثَّمَنَ أَيِ اسْتَحَطَّهُ. وَ (الْمَنْقَصَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْقَافِ النَّقْصُ. وَ (النَّقِيصَةُ) الْعَيْبُ. وَفُلَانٌ (يَنْتَقِصُ) فُلَانًا أَيْ يَقَعُ فِيهِ وَيَثْلِبُهُ. 
باب القاف والصاد والنون معهما ن ق ص، ق ن ص يستعملان فقط

نقص: النّقْصُ: الخسران في الحظ، والنُّقصان مصدر، ويكون قدر الشيء الذاهب، من المنقوص، اسم له. ونَقَصَ الشيء نقصاً ونُقصاناً، مصدر، ونُقصانه كذا وكذا، وهذا قدر الذي ذهب. ونَقَصْتُه أنا، يستوي فيه اللازم والمجاوز. والنَّقيصهُ: الوقيعة في الناس، والانتِقاصُ الفعل، وانتقَصْتُ حقه إذا نَقَصْتُه مرة بعد مرة. وتقول: ليست عليه مَنْقَصَةٌ في عيشه.

قنص: القَنَصُ والقَنيصُ: الصيد. والقانِصُ والقَنّاصُ: الصياد، وصدت وقَنَصْتُ واصطدت واقَتَنَصْتُ يستوي تصريفها. والقانِصةُ: هنة كحجيرة في بطن الطائر، ويجوز بالسين. والقَنيصُ جماعة القانص كالحجيج جمع الحاج، قال الأخطل:

آنس صوت قَنيصٍ أو أحس بهم ... كالجن يقفون من جرم وأنمار  
نقص قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ ذهب إِلَى طلب الْوَلَد وَالنِّكَاح ونرى أَن أصل الاستحداد وَالله أعلم إِنَّمَا هُوَ الاستفعال من الحديدة يعْنى الاستحلاق بهَا وَذَلِكَ أَن الْقَوْم لم يَكُونُوا يعْرفُونَ النورة. وَأما إحداد الْمَرْأَة على زَوجهَا فَمن غير هَذَا إِنَّمَا هُوَ ترك الزِّينَة والخضاب ونراه مأخوذا من الْمَنْع لِأَنَّهَا قد منعت من ذَلِك وَمِنْه قيل للرجل المحارف: مَحْدُود لِأَنَّهُ مَمْنُوع من الرزق وَلِهَذَا قيل للبواب: حداد لِأَنَّهُ يمْنَع النَّاس من الدُّخُول قَالَ الْأَعْشَى: [المتقارب]

فَقُمْنَا وَلَمَّا يَصِحْ دِيْكُنَا ... إِلَى جونةٍ عِنْد حدادها

[و -] الجونة خابية يَعْنِي صَاحبهَا الَّذِي يمْنَعهَا ويحفظها وَفِي إحداد الْمَرْأَة لُغَتَانِ: يُقَال: حدت زَوجهَا تحد وتحد حدادا وأحدت تحد إحدادا. وَأما قَوْله: [و -] انتقاص المَاء فَإنَّا نرَاهُ غسل الذّكر بِالْمَاءِ وَذَلِكَ أَنه إِذا غسل الذّكر ارْتَدَّ الْبَوْل وَلم ينزل وَإِن لم يغسل نزل مِنْهُ الشَّيْء حَتَّى يستبرأ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْسَ معنى الحَدِيث أَنه سمى الْبَوْل مَاء وَلكنه أَرَادَ انتقاص الْبَوْل بِالْمَاءِ إِذا اغْتسل بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن قوما مروا بشجرة فَأَكَلُوا مِنْهَا فَكَأَنَّمَا مرت بهم ريح فأخمدتهم فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: 
(نقص) - حديث أَبى بَكْرَةَ - رضي الله عنه -: "شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصَانِ"
قال إسحاق: يعنى في الحُكْمِ وإن نقَصَا في العَدَدِ.
وقيل: أرَادَ ألّا يَقدَحَ في صُدُورِ أُمَّتِه شَكٌّ إذا صَامُوا تِسْعَةً وَعِشْرِين يَوْمــاً. وكذلك إن وقَعَ خَطأ في يَوم الحج، لَمْ يكُن عليهم فيه حَرَجٌ، ولم يقَع في نُسُكِهم من ذلك نَقْصٌ.
وقال أَحْمَدُ: أي لا يَكادَان في سَنَةٍ واحِدَةٍ يُوجَدان مُجتَمِعَين في النُّقْصَان.
قال سيدنا - حرسه الله -: وقد وَقَع لى في شَهْرِ رَمَضان معنى؛ وهو أَنّه عليه الصّلاة والسَّلام قال: "مَنْ صَامَ رَمضَانَ وأتبَعَه بستَّةٍ من شوَّال كَانَ كَصِيَامِ السَّنَةِ"
وجاء في رِواِيَةٍ: "أنَّ صَومَ رَمَضَانَ بعَشَرَة أشهُرٍ، وَصومَ السِّتّة الأيام بِسِتِّين يَومــاً، كُلُّ يَوم بعَشرَة أيّامٍ"
فأراد في هذا الخبرَ: أنَّ صَوْمَ رَمَضَان، وَإن كانَ تسعَةً وعشرينَ يومــا لَا ينقُصُ مِن أن يكون بعشَرة أشهر، وهذا معنَى حَسَنٌ، إن تأتَّى أن يُقالَ في ذِى الحجَّة وَجهٌ مِثلُه .. وقد وَرَدَ طريق آخَر لهذا الحدِيث زَاد في الإِشكال، وهو مَا أخبرنا به أَبو غَالب الكُوشِيذِىُّ، أنا أبُو بَكر بنُ رِيذَة، أنا أبو القاسِم الطَّبرانى، قال ثنا أحمد بن يحيى الحُلْوانّى، ثنا سعيد بن سُليمَان، عن هُشيمٍ، عن خالدٍ الحذَّاء، عن عبد الرَّحْمَنِ بن أَبى بَكْرَةَ، عن أبيهِ رضي الله عنه، قال:
قال رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "كُلّ شَهرٍ حَرَامٍ لا ينَقُص ثلاثين يومــاً وثلاثين لَيْلةً"
وَهذا لا يِمكن أن يُحمَل إلّا على الثّواب: أي للعَامِلِ فيها ثَوابُ ثلاثين يومــاً ولَيْلَةً في الصَّلَاةِ والصِّيَامِ ونحوهمَا، وهذا نحو قوله عليه الصّلاة والسَّلاَمُ: "لا ينقُص مَالٌ مِن صَدَقَةٍ"
على أنّه قد رُوِىَ عن غير واحدٍ من أهل اليَقِين والمَعْرفة: أنّهم عَدُّوا الدّرَاهِمَ أو وَزَنُوها، ثَم تصدَّقوا منها، فوَجَدُوهَا بحالِهَا، لم تَنقُص، وَالإسنَادُ صَحِيحٌ، والنَّبِىُّ صلّى الله عليه وسلّم صادِقٌ، ولكنْ أفهَامُنَا تقصُرُ عن إدْرَاكِ مثلِها، فتَكِلُ عِلْمَه إلى قائله عَليه الصّلاة والسّلام، وإلَى باعثِه جَلّ جَلالُه.
نقص: نقص: نقص شيء منه بعد تمامه (بوشر).
نقص: عن: لم يتوصل إلى .. (المقري 1: 134).
نقص: أخفق، اخطأ (العبدري 49): من نقصه شيء من زاده (الحجاج الذين نقص من مئونتهم شيء). ناقصنا شيء. ناقصه فلوس. ناقصه لسان أي لا ينقصه سوى النطق (بوشر).
نقص: أخل بواجبه (بوشر).
نقص: تحول إلى أجزاء أو حجوم صغيرة (معجم الطرائف).
نقص: صغره، قلله، وخفض منه أيضا (دي يونج).
نقص: نزع أو اختطف منه شيئا (عبد الواحد 171: 10، 16، 17 و230: 7 و442: 12).
نقص: اقرأ في (بدرون 257: 10) في هذه الأيام، معتمدا على ما ورد في أكثر من مخطوط واحد هذه الجملة: (لم يرسلني مليكي لأنقصك مالك)، أي (لم يرسلني لأخذ مالك).
نقص: depeupler, devaster. خرب، أتلف، اكتسح، أخلى من السكان (هلو).
نقص بفلان: يقال هذا حين تباع الأسرى، أي انهم بيعوا بثمن بخس (أخبار 50: 10).
نقص: لام، أنزل عقوبة تأديبية تقتضي اللوم، وبخ (مرسنج 22: 2).
نقص في حقه: اهانه (بوشر).
نقص: زل (بوشر).
نقص في الواجب: قصر في الواجب، خان واجبات منصبه.
نقص في كلامه: نكث عهده (بوشر).
أنقص دما: نزف، فتح عرقا لسحب الدم (ألف ليلة 1: 240 برسل 2: 226).
أنقص: حل، أذاب (الكالا) resolver.
أنقص: ألغى قانونا (الكالا.
أنقص: أخطأ fair faute, manquer ( الكالا).
انتقص: انحل، تحول So reseoudre ( الكالا).
انتقص: في (محيط المحيط): (وننقصه حقه. بمعنى نقصه)، -أي يبخسه- المترجم.
استنقص: انظر اسم المصدر diminutio في المعجم اللاتيني.
استنقص: لام (معجم البيان، قرطاس 3: 14).
تقص: خطأ، ذنب (الكالا)، (بوشر).
نقص: شيء فات على صاحبه (الكالا).
نقص: خطأ، ذنب (بوشر).
نقص: فضالة، حثالة (الكالا، بوشر): نقص في الكمية أو النوعية.
نقص الحساب: خصمن تخفيض، إنقاص في الثمن (الكالا).
نقص: ازدراء، احتقار (الكالا): menosprecio.
شافه بعين النقص: احتقر، ازدرى (بوشر).
ذو نقص: حقير، عكس فاضل (ألف ليلة 1: 22):
فلا عجبا إن كنت عاينت فاضلا ... فقيرا وذا نقص بدولته يسطو
نقص: حماقة، شطط، هومس، تبذير، غرابة، شذوذ، إهانة: نقص في حق واحد: شتيمة، سباب (بوشر).
نقصان: لوم (ألف ليلة 1: 79): وتبقى بين الملوك بالمعيرة والنقصان.
نقصان للعرض: إهانة، شتيمة (بوشر).
نقص والجمع نقصات: اصطلاح في الهندسة المعمارية. انظر كبش.
نقاصة: وفي رواية نقاصة (انظر ديوان الهذليين 158: واحد وثلاثة).
نقاص: انظرها عند (فوك) في مادة minuere.
ناقص: أي وزنه فيه نقص (الكالا).
قطع ناقص: اصطلاح في المساحة والرياضيات، قطع اهليلجي (بوشر).
بالناقص: عبثا. بلا جدوى en vain، مهما يكن c'est egal ( رولاند).
انقص: أقل، بأنقص من: أقل من، أقل سعرا من (بوشر).
أنقص: أكثر خسة (انظر اسقط).
منقصة: مثلبة، إهانة (انظر مكرمة). انظر (بوشر) الذي كتبها منقصة؟: مهين، شائن، محقر.
[نقص] نه: فيه شهرًا عيد "لا ينقصان"، أي في الحكم وإن نقصا عددًا- ومر في شهر. ط: أي لا ينقصان معًا في سنة غالبًا بأن يكونا تسعة وعشرين، أو لا ينقص ثواب ذي الحجة عن ثواب رمضان لأن فيه مناسك الحج، والأصح أنهما وإن نقص عددهما فحكمهما على الكمال في العبادة لئلا ينضجروا إذا صاموا تسعة وعشرين أو أخطأوا في عرفة، فإن قيل: فكيف يتصور ذلك في ذي الحجة فإن الحج في العشر الأول؟ قلت: يتصور بإغماء هلال ذي القعدة ويقع فيه الغلط بزيادة يوم أو نقصانه فيقع عرفة في الثامن أو العاشر منه. نه: أ"ينقص" الرطب إذا يبس؟ هو تنبيه على علة الحكم ليقاس في نظائره لا استفهام حقيقة، إذ لا يخفى مثله عليه صلى الله عليه وسلم. وفي ح عشر الفطرة: "انتقاص" الماء، يريد انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به، وقيل: هو الانتضاح بالماء، ويروى بالفاء- وقد مر. ط: فسره وكيع بالاستنجاء وغيره بانتقاض البول باستعمال الماء في غسل المذاكير لأنه إذا لم يغسل نزل منه شيء فشيء فيعسر استبراؤه، والماء- مفعول الانتقاص لو أريد به البول، وفاعله لو أريد به ماء يغسل به، وهو يجيء متعديًافما زلت "أناقصه"، قوله: بخير، خبر بعد خبر أو صفة أغنياء، وأناقصه أي أراجعه في النقصان، أي أحد ما ذكره ناقصًا، ولو روى بضاد معجمة. لكان من المناقضة. ش: وكان "منقصًا"- بفتح قاف: النقص. زر: بفتحها وكسرها.
نقص
النَّقْصُ: الخُسْرَانُ فِي الحَظِّ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: النَّقْصُ فِي الشَّيْءِ: ذَهَابُ شَيْءٍ مِنْهُ بَعْدَ تَمَامِه، كالتَّنْقاصِ، بالفَتْح. قَالَ العَجَّاج: فالغَدْرُ نَقْصٌ فاحْذَرِ التَّنْقَاصَا والنُّقْصَانِ، بالضَّمّ. والنُّقْصَانُ أَيضاً: اسْمُ للقَدْرِ الذَّاهِبِ من المَنْقُوصِ، قَالَه اللَّيْثُ. ونَقَصَ الشَّيْءُ نَقْصاً ونُقْصَاناً ونَقَصْتُه أَنا، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وَزَاد غيْرُه فِي المَصَادر: نَقِيصَةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فَعَلَ الشَّيْءُ وفَعَلْتُ أَنا: نَقَصَ الشَّيْءُ ونَقَصْتُه أَنا، قَالَ: وَهَكَذَا قَالَ الليْثُ، قَالَ: اسْتَوَى فِيهِ فَعَل الَّلازِمُ والمُجَاوِزُ. يُقَال: دَخَلَ عَلَيْهِ نَقْصٌ فِي دِينِه وعَقْلِهِ، وَلَا يُقَالُ نُقْصَانٌ، وذلِكَ لأَنّ النَّقْصَ هُوَ الضَّعْفُ، وأَما النُّقْصَانُ فَهُوَ ذَهَابٌ بعد التَّمَام. هَذَا الَّذِي ظَهَرَ لي بعد التأَمُّلِ فانْظُرْه. فِي الحَدِيث شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ، أَي فِي الحُكْم، وإِنْ نَقَصَا عَدَداً، أَي أَنَّه لَا يَعرِضُ فِي قُلُوبِكم شَكٌّ إِذا صُمْتُمْ تِسْعَةً وعِشْرِين أَو إِنْ وَقَعَ فِي يَوْمِ الحَجِّ خَطَأٌ، لَم يَكُنْ فِي نُسُكِكم نَقْصٌ. والنَّقِيصَةُ: الوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ، والفِعْلُ الانْتِقَاصُ. وَقَالَ ابنُ القطَّاعِ: نَقضصَ نَقِيصَةً: طَعَنَ عَليْهِ النَّقِيصَة: الخَصْلَةُ الدَّنِيئَةُ فِي الإِنْسَان، أَو الضَّعِيفَة، عَن ابنِ دُرَيْدٍ: وَفِي نِسْبَةِ الضَّعْفِ إِلى الخَصْلَةِ نَظَرٌ، وكَأَنَّ المُرَادَ بالدَّنَاءَةِ أَو الضَّعْفِ مَا يُؤَدِّي إِلى النَّقْص. قَالَ:
(فَمَا وَجَدَ الأَعْدَاءُ فِيَّ نَقِيصَةً ... وَلَا طَافَ لِي فِيهِم بِوَحْشِيَ صائِدُ)
ونَقُصَ المَاءُ وغيْرُه، ككَرُمَ نَقَاصَةً، فَهُوَ نَقِيصٌ: عَذْبٌ، وأَنْشَد ابنُ بَرّيَ وابنُ القَطَّاعِ:
(وَفِي الأَحْدَاجِ آنِسَةٌ لَعُوبٌ ... حَصَانٌ رِيقُها عَذْبٌ نَقِيصُ)
وكُلُّ طِيبٍ إِذا طَابَتْ رَائِحَتُه فنَقِيصٌ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ خُزَاعِيّاً يَقُول ذلِك، ورَوَى بَيْتَ امْرِئ القيْسِ: كشَوْكِ السَّيَالِ فَهْوَ عَذْبٌ نَقِيصُ وَقد تَقَدَّم، فَفِيهِ أَربعُ رِوَايَات، هذِه إِحداها، والثَّلاثَة قد تَقَدَّمَتْ. وأَنْقَصَه لُغَةٌ، وانْتَقَصَه، ونَقَّصَهُ تَنْقِيصاً: نَقَصَهُ فانْتَقَصَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، نَقله الجَوْهَرِيّ فِي الحَدِيث: عَشْرٌ من الفِطْرَةِ وانْتِقاصُ الماءِ الانْتِقاصُ هُوَ الانْتِفاصُ، بالفَاءِ، الّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه، وَقد وَرَدَا جَمِيعاً، وَقيل)
القافُ تَصْحِيفٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: انْتِقَاصُ الماءِ: غَسْلُ الذَّكَرِ بالمَاءِ، وذلِكَ أَنَّه إِذَا غُسِلَ الذَّكَرُ ارْتَدَّ البَوْلُ وَلم يَنْزِلْ، وإِنْ لَمْ يُغْسَلْ نَزَلَ مِنْهُ الشَّيْءُ حَتَّى يُسْتَبْرَأَ. وَقَالَ وَكِيعٌ: الانْتِقَاصُ: الاسْتِنجَاءُ. وَهُوَ يَتَنَقَّصُهُ، أَي يَقَعُ فِيهِ ويَذُمُّهُ ويَثْلُبُهُ، كَمَا فِي الصّحاح. واسْتَنْقَصَ المُشْتَرِي الثَّمَنَ، أَي اسْتَحَطَّهُ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّقِيصَةُ: النَّقْصُ، والنَّقِيصَةُ: العَيْبُ، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وانْتَقَصَهُ وتَنَقَّصَهُ: أَخَذَ مِنْهُ قَلِيلاً قَلِيلاً، على حَدِّ مَا يَجيءُ عَليْه هَذَا الضَّرْبُ من الأَبْنِيَةِ بالأَغْلَب. ونَقَصَ فُلاَناً حَقَّه وانْتَقَصَهُ ضِدُّ أَوْفَاه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ فِي بَاب الإِتبَاع: طَيِّبٌ نَقِيصٌ. والنَّقْص: ضَعْفُ العَقْلِ. والنَّقْص فِي الوَافِر من العَرُوضِ: حَذْفُ سَابِعِه بَعْدَ إِسْكَانِ خامِسِه. وانْتَقَصَ الرَّجُلَ واسْتَنْقَصَه: نَسَبَ إِليه النُّقْصانَ، وَالِاسْم النَّقِيصَةُ، قَالَ:
(فَلُوْ غيْرُ أَخْوالِي أَرادُوا نَقِيصَتِي ... جَعَلْتُ لَهُم فَوْقَ العَرَانِينِ مِيسَمَا) والمَنْقَصَةُ: النَّقْصُ. وانْتِقَاصُ الحَقِّ أَيضاً: غَمْطُه. قَالَ:
(وَذَا الرِّحْمِ لَا تَنْتَقِصْ حَقَّهُ ... فإِنَّ القَطِيعَةَ فِي نَقْصِهِ)
وفُلانٌ ذُو نَقَائصَ ومَنَاقِصَ. والتَّنَاقُصُ: النَّقْص. قَالَ العَجّاج: فالغَدْرُ نَقْصٌ فاحْذَرِ التَّنَاقُصَا

نقص

1 نَقَصَ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. نُقْصَانٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and نَقْصٌ, (S, M, A, Msb, K,) or the former of these two only, the latter being the inf. n. of the trans. verb, (MS,) and نَقِيصَةٌ (M) and تَنْقَاصٌ, (K,) [which last is an intensive form,] said of a thing, (S, M,) intrans., (S, M, Mgh, Msb, K,) It lost somewhat, decreased, diminished, lessened, wasted, waned, or became defective or deficient or incomplete or imperfect, after having been whole or complete or perfect: (IKtt, Msb, TA:) or he, or it, lost, or suffered loss or diminution, (A, K,) with respect to lot or portion: (K:) and ↓ انتقص signifies the same; (S, A, Mgh, Msb, K;) and so does ↓ تنقّص; (TK, [probably from the TA,] art. أَفن;) and so does ↓ تناقص: (TA:) [or this last signifies it lost somewhat, decreased, &c., gradually; contr. of تزايد.] It is said in a trad., (Mgh,) شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ, (Mgh, K,) i. e. Ramadán and Dhu-l-Hijjeh, (Mgh,) meaning, Two months of festival are not defective virtually (فِى الحُكْمِ) though they be defective in number [of days]; (K;) i. e. let no doubt occur in your hearts when ye fast nine and twenty days [instead of thirty]; nor if there happen a mistake respecting the day of the pilgrimage, will there be any deficiency in your performance of the rites thereof: (TA:) or, as some say, two months of festival will not be defective in one and the same year; but Et-Taháwee disapproves of this explanation: some say that the meaning is, that though they be defective, or one of them be so, yet their recompense will be complete. (Mgh.) It is also said in a trad., إِنَّ العَمَلَ فِى عَشْرِ ذِى الحِجَّةِ لَا يَنْقُصُ ثَوَابُهُ عَمَّا فِى شَهْرِ رَمَضَانَ [Verily the deed that is done on the tenth of Dhu-l-Hijjeh, the recompense thereof will not fall short of that which is in the month of Ramadán: for نَقَصَ عَنْ كَذَا means It fell short of such a thing.] (Mgh.) [On the expression فِى النُّقْصَانِ, as used in grammar, see غَفِيرٌ.]

A2: نَقَصَهُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. نَقْصٌ, (MS,) [and accord. to the TK تَنْقَاصٌ and نُقْصَانٌ also, which last, however, is said in the MS to be an inf. n. of the intrans. verb only,] He made it to lose somewhat, decreased it, diminished it, curtailed it, lessened it, wasted it, impaired it, took from it, or made it defective or deficient or incomplete or imperfect, after it had been whole or complete or perfect; (Msb;) he made it (i. e. a share, or portion) defective or deficient: (K:) [the pronoun often relates to a man: see an ex. in art. ضوز, and another in art. وكس:] this is the [most] chaste form of the verb, and is that which occurs in the Kur.: (Msb:) ↓ انقصهُ also signifies the same; (M, Msb, K;) and so does ↓ نقّصهُ, (Msb, K,) inf. n. تَنْقِيصٌ: (TA:) but these two are of weak authority, and do not occur in chaste language: (Msb:) and ↓ انتقصهُ signifies the same: (S, Mgh, Msb, K:) or this last signifies he took from it by little and little; as also ↓ تنقّصهُ. (M, * TA [in the latter of which this is plainly said of both of the last two verbs; but in the M, it seems rather to be said of تنقّصه only.]) [See an ex. of the verb followed by من voce طَرَفٌ. You say also, نَقَصَ مِنْهُ كَذَا He cut off from it such a thing.]

b2: نَقَصَ is doubly trans.: (Msb:) you say نَقَصَهُ حَقَّهُ, (A, Mgh, Msb, TA,) inf. n. نَقْصٌ; (A, Mgh;) and in like manner, حَقَّهُ ↓ انتقصهُ; (M, A, * Mgh, * TA; *) He diminished, or impaired, to him his right, or due; endamaged him; or made him to suffer loss, or damage, or detriment, in respect of it; curtailed him, abridged him, deprived him, or defrauded him, of a portion of it; (Msb, * TA;) contr. of أَوْفَاهُ: (TA:) [and he abridged him, deprived him, or defrauded him, of it altogether; for نَقَصَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ signifies sometimes He deprived him of his family and his property altogether: as appears from the following ex.:] نُقِصَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ وَبَقِىَ فَرْدًا [He was deprived of his family and his property, and remained alone]. (T, art. وتر.) الحَقِّ ↓ اِنْتِقَاصُ also signifies The denying, or disacknowledging, the right, or due. (TA.) b3: See also 5.2 نَقَّصَ see نَقَصَهُ.4 أَنْقَصَ see نَقَصَهُ.5 تنقّص: see نَقَصَ.

A2: تنقّصهُ: see نَقَصَهُ. b2: He attributed to him defect, or imperfection; i. e. to a man; (M;) as also ↓ انتقصهُ, and ↓ استنقصهُ: (M, TA:) he attributed or imputed to him, charged him with, or accused him of, a vice, fault, or the like; detracted from his reputation; censured him; reproached him; spoke against him; impugned his character; (S, A, K;) as also ↓ انتقصهُ: (A:) [and نَقَصَهُ signifies the same; for] IKtt says, that ↓ نقص [app. نُقِصَ], inf. n. نَقِيصَةٌ, signifies طعن عليه [app. طُعِنَ عَلَيْهِ]. (TA.) 6 تَنَاْقَصَ see نَقَصَ, where two meanings are assigned to it.8 انتقص: see نَقَصَ.

A2: انتقصهُ: see نَقَصَهُ, in four places. b2: See also 5, in two places.10 استنقص الثَّمَنَ He (the buyer, S) asked, demanded, or desired, a diminution, a lessening, a lowering, or an abatement, of the price. (S, A, K.) b2: See also 5.

نَقْصٌ: see 1. b2: [Used as a subst., Loss, or loss of somewhat, decrease, a state of diminution or lessening or washing or waning, defect, defectiveness, deficiency, incompleteness, or imperfection, after wholeness or completeness, or perfectness; as also ↓ نُقْصَانٌ; and ↓ مَنْقَصَةٌ signifies the same as نَقْص] as here rendered, agreeably with the explanation (i. e. of منقصة) in the PS., which is كَمِىْ: or, accord. to the A, مَنْقَصَةٌ seems to be syn. with نَقِيصَةٌ in the sense assigned to this last in the S, or in certain senses assigned to it in the K, which see below; and thus to be more restricted in application than نَقْصٌ]. (S, TA.) b3: Weakness of intellect: (M, TA:) and weakness with respect to religion and intellect. (TA.) You say, دَخَلَ عَلَيْهِ نَقْصٌ فِى دِينِهِ وَعَقْلِهِ [There came upon him a weakness in his religion and his intellect]: but one should not say ↓ نُقْصَانٌ [in this case]: (K:) app. because النَّقْص is “ weakness; ” whereas النُّقْصَانُ is only “ a going away [of part of a thing] after [its having been in] a state of completeness. ” (TA.) نُقْصَانٌ: see 1: b2: see also نَقْصٌ, in two places. b3: It also signifies The quantity that is gone, or lost, of a thing that is decreased or diminished or lessened. (Lth, A, K.) You say, نُقْصَانُهُ كَذَا وَكَذَا The quantity that is gone, or lost, of it is such and such. (TK.) نَقِيصَةٌ: see 1. b2: A defect, an imperfection, a fault, a vice, or the like; syn. عَيْبٌ: (S, TA:) or a low, or base, quality, property, natural disposition, practice, habit, or action; (K, TA;) of a man: (TA:) or a weak quality, &c.: (IDrd, K, TA:) but the attribution of weakness to a quality, &c., requires consideration: and it seems that what is meant by lowness, or baseness, is what leads to نَقْص: (TA:) [↓ مَنْقَصَةٌ, also, accord. to the A, seems to be syn. with نَقِيصَةٌ in one or another of the senses explained above; but its primary signification is probably a cause of نَقْص, like as that of مَبْخَلَةٌ is a cause of بُخْل, and that of مَجْبَنَةٌ a cause of جُبْن: the pl. of نَقِيصَةٌ is نَقَائِصُ: and that of مَنْقَصَةٌ is مَنَاقِصُ.] You say, مَا فِيهِ نَقِيصَةٌ and ↓ مَنْقَصَةٌ [There is not in him any defect, imperfection, fault, or vice, &c.]: and فُلَانٌ ذُو نَقَائِصَ and مَنَاقِصَ [Such a one has defects, &c.]. (A, TA.) A2: As a subst. from تَنَقَّصَهُ and اِنْتَقَصَهُ and اِسْتَنْقَصَهُ, [or, accord. to IKtt, as an inf. n. from نُقِص, and therefore from نَقَصَهُ also, (see 5,)] it signifies The attributing to a man defect, or imperfection: (M:) the attributing or imputing to men, charging them with, or accusing them of, vices, faults, or the like; censuring them; reproaching them; speaking against them; impugning their characters. (K.) A poet says, فَلَوْ غَيْرُ أَخْوَالِى أَرَادُوا نَقِيصَتِى

جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرَانِينِ مِيسَمَا [But if others than my maternal uncles had desired to attribute to me defect, &c., I had set a brand upon them above the noses]. (M, TA.) نَاقِصٌ act. part. n. of 1. b2: دِرْهَمٌ نَاقِضٌ signifies A dirhem deficient in weight; (Msb;) light and deficient: and نُقَّصٌ occurs as pl. of ناقص thus applied, agreeably with analogy. (Mgh.) b3: [Hence, فِعْلٌ نَاقِصٌ meaning An incomplete, i. e. a non-attributive, verb: opposed to فِعْلٌ تَامٌّ.]

مَنْقَصَةٌ: pl. مَنَاقِصُ: see نَقِيصَةٌ, in four places: b2: and see also نَقْصٌ.

مَنْقُوصٌ pass. part. n. of نَقَصَهُ. (A, K.)
نقص
نقَصَ يَنقُص، نَقْصًا ونُقصانًا، فهو ناقص، والمفعول منقوص (للمتعدِّي)
• نقَص الشَّيءُ: قلَّ، عكس زاد "نقص مالُه- لكلِّ شيء إذا ما تمّ نقصانُ ... فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} ".
• نقَص عقلُه: ضعُف "نقص بصرُه/ دينُه- يعالج مواطن النَّقص- أصابه نَقْصٌ في دينه- وإذا أتتك مَذمَّتي من ناقصٍ ... فهي الشَّهادة لي بأنِّي كاملُ".
• نقَص الشَّيءَ: اقتطعه، صيّره قليلاً " {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} ".
• نقَصَه هدوءُ البال: أعوزه، افتقر إليه "نُقصان الأكسجين- ينقصه الكثير- تَنْقُصه الخِبْرَةُ".
• نقَصَ الشَّخصَ حقَّه: اقتطعه، أخذ منه " {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} - {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}: ما تقتطع الأرضُ من أبدانهم ويقال: قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى". 

أنقصَ يُنقص، إنقاصًا، فهو مُنقِص، والمفعول مُنقَص
• أنقص راتبَ فلان: نقَصه؛ قلَّله، اقتطع منه "أنقص الأجرَ/ السِّعرَ". 

استنقصَ يستنقص، استِنقاصًا، فهو مُستنقِص، والمفعول مُستنقَص
• استنقص المكافأةَ: استحطّها، عدَّها قليلةً لا تغنيه "استنقص عطيَّةً- استنقص نصيبَه في الميراث".
• استنقص الشَّخصَ: نسب إليه النُّقصانَ "استنقص زميلَه في العمل- أعاد قراءة المقالة فاستنقصها ولم ينشرها".
• استنقص الثَّمنَ: طلب تَخفيضه "استنقص ثمنَ الدَّار ليبتاعها". 

انتقصَ/ انتقصَ من ينتقص، انتِقاصًا، فهو مُنتقِص، والمفعول مُنتقَص (للمتعدِّي)
• انتقص الشَّيءُ: مُطاوع نقَصَ: نقَص، قلّ "انتقصتِ السِّلعُ الغذائيّة- انتقص الإنتاجُ الأدبيّ/ الأنسولين- فما صفا البحر إلاّ وهو منتِقص ... ولا تعكّر إلاّ في الزِّياداتِ".
• انتقص قدرَ فلان/ انتقص من قدره: عابه، حطَّ من قيمته وشأنه وأهميَّته "انتقص فضلَ أستاذِه- انتقص منافسَه".
• انتقصَ الماءَ: قلَّله، جعله أقلّ ممّا كان عليه "انتقص راتبَ خادمه".
• انتقصَ الثَّمنَ: استحطّه، حطّ منه.
• انتقص زميلَه: عابه وذمّه. 

تناقصَ يتناقص، تناقُصًا، فهو مُتناقِص
• تناقص الشَّيءُ: قلّ عمَّا كان عليه تدريجيًّا "تناقَص الماءُ في البئر- تناقص عددُ الحاضرين- تناقصت نسبةُ الحوادث: تراجعت وهبطت بصورة ملحوظة" ° فترة تناقُص: فترة تناقُص وجه القمر المنير. 

تنقَّصَ يتنقَّص، تنقُّصًا، فهو مُتنقِّص، والمفعول مُتنقَّص
• تنقَّص الشَّيءَ: أخذ منه قليلاً قليلاً حتّى قلّ تدريجيًّا "تنقَّصتِ البهائمُ نبعَ الماء- تنقّص الشّرابَ- تنقّص مئونةَ الشِّتاء".
• تنقَّصَ فلانًا: انتقصه؛ حطّ من قدره ومكانته وقلَّل أهميَّته "أخذ يتنقّصه أمام الجالسين فأخجله- لا تُنقِّص أحدًا حتَّى لا يتنقَّصَك الناسُ". 

نقَّصَ ينقِّص، تنقيصًا، فهو مُنقِّص، والمفعول مُنقَّص
• نقَّص الشَّيءَ: نقصه، قلّله "نقّص مجهودَه/ ساعات العمل/ أسعارَ البضائع- {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نُنَقِّصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [ق] ". 

مُناقَصة [مفرد]: طرحُ مشروع بناءٍ أو شراءِ بضائع أو غيرها فيقع الالتزام على من قدّم أحسن الشّروط من ناحية الخدمة المطلوبة أو أرخص الأسعار "أرسى المناقصةَ على فلان- مناقصة لبناء مستشفى". 

مَنْقَصَة [مفرد]: ج مناقِصُ: نَقْص، عَيْب. 

منقوص [مفرد]: اسم مفعول من نقَصَ.
• المنقوص: (نح) الاسم المُعْرَب الذي آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها. 

ناقِص [مفرد]: ج ناقِصون ونواقِصُ، مؤ ناقِصة، ج مؤ ناقِصات ونواقِصُ:
1 - اسم فاعل من نقَصَ.
2 - غير تامّ، غير كامل "عملٌ ناقِص- العلم النَّاقص شرّ من الجهل" ° ناقص الأهليّة: صغير، سفيه لا يستطيع تحمُّل المسئوليّة- ناقص النّموّ: غير تامٍ بصورة طبيعيّة أو متكاملة.
3 - (جب) رمز الطَّرح وتُرسم هكذا: (-).
4 - (نح) ما كان معتلَّ اللاّم من الأفعال " (رمى) فعل ناقِص".
5 - (نح) ما احتاج من الأفعال إلى اسمين بعده يكمّلان معناه فيرفع المبتدأ اسمًا له، وينصب الخبر خبرًا له " (كان) فعل ناقِص".
• الجناس النَّاقص: (بغ) الذي اختلف فيه اللّفظان المتجانسان في عدد الحروف، أو نَسَقِها، مثل: بيض الصفائح لا سود الصحائف. 

نَقْص [مفرد]: مصدر نقَصَ ° نَقْص النموّ: نموّ أقلّ من الطبيعيّ أو المعتاد نتيجة فقدان خلايا- نَقْص التَّكوُّن: فقدان عضو من الجسم أو قصور في نمُوِّه- مُركَّب النَّقْص/ عُقدة النَّقْص: إحساس دائم لدى الشَّخص بنقصه عن غيره.
• النَّقْص: (عر) اجتماع الكفّ مع العصب فتصير فيه مُفاعلتن مفاعيل. 

نُقصان [مفرد]: مصدر نقَصَ. 

نقيصة [مفرد]: ج نقائِصُ: خصلة دنيئة، عيب، شائبة "لا تُحصَى نقائِصُه- عندما تُصِرُّ على الكذب فتلك نقيصة". 

عَيَنَ

(عَيَنَ)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ بَعثَ بَسْبسَةَ عَيْناً يومَ بَدْر» أَيْ جاسُوسا. واعْتَان لَهُ:
إذَا أتاهُ بالخَبر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبية «كَانَ اللهُ قَدْ قَطع عَيْناً مِنَ المُشْركين» أَيْ كفَى اللهُ منْهم مَن كَانَ يَرْصُدُنا وَيَتجَسَّس عَلَيْنَا أخْبارنا.
(س) وَفِيهِ «خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ» أَرَادَ عَيْن الْمَاءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقَطع لَيْلا وَنَهَارًا، وعَيْن صاحِبها نائمةٌ، فجَعل السَّهر مثَلاً لَجرْيها. (هـ) وَفِيهِ «إِذَا نَشَأتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءَمَت فتِلك عَيْن غُدَيْقَة» العَيْن: اسْمٌ لِمَا عَنْ يَمين قِبْلة العِرَاق، وَذَلِكَ يَكُونُ أخْلَقَ للمَطَر فِي العَادَة، تَقُولُ العَرب: مُطِرْنا بالعَيْن.
وَقِيلَ: العَيْن مِنَ السَّحاب: مَا أقْبَل عَنِ القِبْلة، وَذَلِكَ الصُّقْع يُسَمَّى العَيْن. وَقَوْلُهُ «تَشَاءمَتْ» .
أَيْ أخَذت نحوَ الشَّام. والضَّمير فِي «نَشَأت» للسَّحابة، فَتَكُونُ بَحريَّة مَنْصوبة، أَوْ للبَحْريَّة فَتَكُونُ مَرْفوعة.
(س) وَفِيهِ «إنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَأَ عَيْن مَلَك المَوْت بِصَكَّةٍ صَكَّهُ» قِيلَ:
أَرَادَ أنَّه أغْلَظ لَهُ فِي القَوْل. يُقَالُ: أتَيْتُه فلَطم وجْهي بِكَلَامٍ غَلِيظٍ.
والكَلام الَّذِي قَالَهُ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَهُ: «أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْنُوَ مِنّي، فَإِنِّي أحَرِّجُ دَارِي ومَنْزلي» . فَجَعَلَ هَذَا تَغْليظا مِن مُوسى لَهُ، تَشْبيها بِفَقْءِ العَيْن.
وَقِيلَ: هَذَا الْحَدِيثُ ممَّا يُؤمَن بِهِ وبأمثالِه، وَلَا يُدْخَل فِي كَيْفِيَّته.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أنَّ رَجُلًا كَانَ يَنْظُرُ فِي الطَّوَاف إِلَى حُرَم الْمُسْلِمِينَ، فلَطَمه عَليٌّ، فاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عمرَ، فَقَالَ: ضَربَك بِحَقٍّ أصَابَته عَيْن مِنْ عُيُون اللَّهِ» أَرَادَ خاصَّة مِنْ خَواصّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَليّاً مِنْ أَوْلِيَائِهِ.
وَفِيهِ، «العَيْن حَقٌّ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا» يُقَالُ: أصَابَت فُلاناً عَيْن إِذَا نَظر إِلَيْهِ عَدُوّ أَوْ حَسُود فأثَّرتْ فِيهِ فمَرِض بِسَببها. يُقَالُ: عَانَهُ يَعِينُه عَيْناً فَهُوَ عَائِن، إِذَا أصَابَه بالعَيْن، والمُصاب مَعِين.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ يؤمَر العَائِن فيَتَوضأ ثُمَّ يَغْتَسِل مِنْهُ المَعِين» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا رُقْيَة إلَّا مِن عَيْن أَوْ حُمَة» تخْصِيصه العَيْن والحُمة لَا يَمْنع جَوَازَ الرُّقْية فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الْأَمْرَاضِ، لِأَنَّهُ أمَر بالرُّقْية مُطْلَقا. ورَقَى بَعْضُ أَصْحَابِهِ مِنْ غَيْرِهِمَا. وإنَّما مَعْنَاهُ:
لَا رُقْية أوْلَى وأنْفَعُ من رقْية العَيْن والحمة. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ قَاسَ العَيْن بِبَيْضَة جَعَلَ عَلَيْهَا خُطُوطاً وَأَرَاهَا إيَّاهُ» وَذَلِكَ فِي العَيْن تُضْرَب بِشَيْءٍ يَضْعُف مِنْهُ بَصَرُها، فَيُتَعَرّف مَا نقَص مِنْهَا بِبَيْضَة يُخَطُّ عَلَيْهَا خُطوطٌ سُود أَوْ غَيرُها، وتُنْصَب عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُها العَيْن الصَّحيحة، ثُمَّ تُنْصَب عَلَى مَسافة تُدْرِكُها العَيْن الْعَلِيلَةُ، ويُعْرف مَا بَيْنَ المَسافَتَين، فَيَكُونُ مَا يَلْزم الجَانَي بنِسْبة ذَلِكَ مِنَ الدِّيَة.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تُقاسُ العَيْن فِي يَوْمِ غَيْمٍ لِأَنَّ الضَّوْء يَخْتَلِف يَوم الغَيْم فِي السَّاعَةِ الواحِدة فَلَا يَصِحُّ القِياس.
وَفِيهِ «إنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعاً للحُور العِين» العِين: جَمْعُ عَيْنَاء، وَهِيَ الواسِعة العَيْن.
والرَّجُل أَعْيَن. وَأَصْلُ جَمْعِها بِضَمِّ الْعَيْنِ، فكُسِرَتْ لِأَجْلِ الْيَاءِ، كأبْيَض وبِيض.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَتْل الكِلاب العِين» هِيَ جَمْعُ أَعْيَن.
وَحَدِيثُ اللّعَان «إنْ جاءتْ بِهِ أَعْيَنَ أَدْعَجَ» .
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «قَالَ للحسَن: واللهِ لَعَيْنُك أكبرُ مِنْ أمَدِك» أَيْ شَاهِدُك ومَنْظَرُك أكْبَر مِنْ أمَدِ عُمْرك. وعَيْن كُلِّ شَيْءٍ: شاهِدُه وحاضِرُه.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «اللَّهُمَّ عَيِّنْ عَلَى سارِق أَبِي بَكْرٍ» أَيْ أظْهِر عَلَيْهِ سَرِقَته. يُقَالُ:
عَيَّنْتُ عَلَى السَّارق تَعْيِيناً إِذَا خَصَصْتَه مِنْ بَيْنِ المُتَّهَمِين، مِنْ عَيْن الشَّيْءِ: نَفْسِه وذَاتِه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَوْهِ عَيْنُ الرِّبَا» أَيْ ذَاتُه ونَفْسُه. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إنَّ أَعْيَان بَنِي الأمِّ يَتَوارثون دُونَ بَنِي العَلَّات» الأَعْيَان:
الأخْوَة لأبٍ واحدٍ وَأمٍّ واحِدة، مأخُوذ مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ وَهُوَ النَّفِيس مِنْهُ. وبَنُو العَلَّات لِأب واحِدٍ وأمّهاتٍ شَتَّى. فَإِذَا كَانُوا لِأُمٍّ واحِدة وَآبَاءٍ شَتِّى فهُم الأخْياف.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَرِه العِينَةَ» هُوَ أَنْ يبِيع مِنْ رَجل سِلعة بِثَمنٍ مَعْلوم إِلَى أجَلٍ مُسَمّىً، ثُمَّ يَشْتَرِيها مِنْهُ بأقلَّ مِنَ الثَّمن الَّذِي باعَها بِهِ فَإِنِ اشْتَرى بحَضْرة طالِب العِينَة سِلْعَةً مِنْ آخَرَ بثَمن مَعْلوم وقَبَضها، ثُمَّ باعَها [مِنْ طَالِبِ العِينَة بِثَمَنٍ أَكْثَرَ مِمَّا اشْتَرَاهَا إِلَى أجلٍ مُسْمًى ثُمَّ بَاعَهَا] المُشْتَري مِنَ الْبَائِعِ الْأَوَّلِ بالنَقْد بأقلَّ مِنَ الثَّمن، فَهَذِهِ أَيْضًا عِينَة. وَهِيَ أهْونُ مِنَ الأولَى وسُمِّيت عِينَة لحصُول النَّقْد لِصَاحِبِ العِينَة، لأنَّ العَيْن هُوَ المَال الحاضِرُ مِنَ النَّقْد، والمُشْتَرِي إِنَّمَا يَشْتَريها لِيَبِيعَها بِعَيْن حاضِرَة تَصِل إِلَيْهِ مُعَجَّلَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُعَرِّض بِهِ: إِنِّي لَمْ أفِرَّ يَوم عَيْنَيْن، فَقَالَ لَهُ: لِمَ تُعَيّرُني بذَنْب قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ؟ عَيْنَان: اسْمُ جَبَل بأحُد. ويُقال لِــيَوْمِ أحُدٍ يَوْمُ عَيْنَيْن.
وَهُوَ الجَبل الَّذِي أَقَامَ عَلَيْهِ الرُّماة يَوْمَــئِذٍ.

أكك

[أكك] قال الأصمعي: الأَكَّةُ: شِدَّة الحرّ، مثل الأجّة، إلاَّ أنّ الأَكَّةَ، الحرُّ المحتدمُ الذي لا ريحَ فيه، والأجّةُ: التوَهُّجُ. وقد ائْتَكَّ يومُــنا، وهو افتعل منه، فهو يوم أك وأكيك. قال الراجز: إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه والاكة: أيضاً الشديدةُ من شدائد الدنيا.
(أك ك)

الأَكَّة: الشَّدِيدَة من شَدَائِد الدَّهْر.

والأَكَّة: شدَّة الحرّ وَسُكُون الرّيح. يَوْم أَكٌّ وأَكِيك.

وَقد أكَّ يَوْمــنَا يَؤُكّ أَكّا، واْتَكَّ.

وَلَيْلَة أَكَّة: كَذَلِك.

وَحكى ثَعْلَب: يَوْم عَكٌّ أكُّ: شَدِيد الْحر مَعَ لين واحتباس ريح. حَكَاهَا مَعَ أَشْيَاء إتْباعيّة. فَلَا أَدْرِي أذهب بِهِ إِلَى أَنه شَدِيد الْحر وَأَنه يفصل من عَكّ، كَمَا حَكَاهُ أَبُو عُبيد وَغَيره؟ وأكّه يؤكّه أكّا: ردَّه.

والأَكّة: الزَّحْمة، قَالَ:

إِذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهْ

فخلِّه حتَّى يَبُكّ بَكَّهْ

وأكّه يؤكّه أَكاًّ: زاحمه.

وائتكَّ الوِرْدُ: ازْدحم، اعني بالورد: جمَاعَة الْإِبِل الْوَارِدَة، وَسَيَأْتِي ذكره.

وائتكَّ من ذَلِك الْأَمر: عَظُم عَلَيْهِ وأنف مِنْهُ.

أكك: لأَكَّةُ: الشديدة من شدائد الدهر. والأَكَّةُ: شدة الحرّ

وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ

الحر المُحْتَدِمُ

الذي لا ريح فيه. ويقال: أَصابتنا أَكَّة؛ ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد

أَكَّ يومُــنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ، وهو افتعل منه، وليلة أَكَّة كذلك.

وحكى ثعلب: يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح؛ حكاها مع

أَشياء إِتباعية، قال: فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل

من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره. وفي الموعب: ويوم عَكٌّ أَكّ حار

ضَيق غام

(* قوله: غام؛ هكذا في الأصل)، وعَكِيك أَكِيكٌ. والأَكَّة: فَوْرة

شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح. التهذيب: يوم

ذواأَكّ ودوأَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ، وكذلك في وُجوهه، ويقال: إِن

في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً. وقال أَبو زيد: رماه الله بالأَكَّةِ

أَي بالموت. وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً:

ردَّه والأَكَّة: الزحمة؛ قال:

إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ،

فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ

في الموعب: الشَّرِيبُ

الذي يسقي إِبله مع إِبلك، يقول: فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه

أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه؛ قال:

تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ

الأَكَّةُ: الضيقُ والزحمة. وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً: زاحمه. وأْتَكَّ

الوِرْدُ: ازدحم، معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة. وأْتَكَّ من ذلك

الأَمر: عظم عليه وأَنِفَ منه.

أكك
{الأَكَّةُ: الشديدَة من شَدائِدِ الدَّهْرِ،} كالأكَّاكَةِ هَذِه عَن اللّيث، وَفِي الصِّحاح: من شَدائِدِ الدُّنيا.
(و) ! الأَكَّةُ أَيْضا: شِدَّةُ الدَّهْر وشِدَّةُ الحَر مَعَ سُكونِ الرّيح، مثلِ الأجَّة، إِلاّ أَنّ الأَجَّةَ: التَّوَهُّج، {والأكَّة: الحَر المحتَدِم الَّذِي لَا رِيحَ فِيهِ، ويُقال: أَصاٌبتْنا} أَكَّة. والأَكَّة: سُوءُ الخُلُقِ وضِيقُ الصَّدر. والأَكَّة: الحِقْدُ يُقال: إِنّ فِي نَفْسِه عَليَ لأَكَّةً، أَي حِقْداً. وَقَالَ أَبو زَيْد: رماهُ الله بالأَكَّةَ: أَي بالمَوْت. وَقَالَ ابنُ عَباد: الأَكَّةُ: إِقْبالُك بالغَضَبِ على أَحَد وَفِي التَّكْمِلَة: على الإِنْسانِ.
وَفِي المُوعَب: الأَكَّةُ: الضِّيقُ والزَّحْمَة قَالَ الرّاجِزُ: إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ فخَلِّهِ حتِى يَبُكَّ بَكَّهْ قَالَ: الشَّرِيبُ: الَّذِي يَسقِى إِبِلَه مَعَ إِبِلِك، يَقُول: فخَلِّه يُورد إِبله الْحَوْض حَتّى يُباكَّ عَلَيْهِ، أَي يَزْدَحِم فيَسقِى إِبِلَه سَقْيَة، هَكَذَا أَنْشَدَه الجوهريُّ وابنُ دُرَيْدٍ، وَمثله فِي المُوعَبِ قَالَ الصّاغاني: وَهُوَ لعامانَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيم. والأَكَّةُ: سُكونُ الريحِ يُقال: يَوْمٌ {أَكٌ} وأَكِيكٌ، وعَكٌ وعَكِيكٌ، وَحكى ثَعْلَبٌ: يومٌ عَكّ أَكٌّ: شَدِيد الحَر مَعَ لِينٍ واحْتِباس رِيحٍ، حَكَاهَا مَعَ أَشْياءَ إِتْباعِيَّة، قالَ ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي أَذَهَب بِهِ إِلى أَنّه شَدِيدُ الحَر، وأَنّه يُفْصَلُ من عَكَّ، كَمَا حَكاهُ أَبو عُبَيدٍ وَغَيره، وَفِي التَّهذِيب: يومٌ ذُو أَك، وذُو أَكَّةٍ، وَفِي المُوعَب: يومٌ عَكّ أَكٌّ: حارٌّ ضَيِّقٌ غامٌّ، وعَكِيكٌ {أَكِيكٌ مثلُه. وَقد} أَكَّ يوْمُــنا {يَؤُكُّ} أَكًّا {وائتَكَّ وَهُوَ افْتَعَل مِنْهُ، وَهُوَ يَوْم} مُؤْتَك، قالَ الأَزْهرِيُّ: وَكَذَلِكَ العَكُّ فِي وُجُوهِه. {وأَكَه أَكا،} وأَكَةً: رَدَه. (و) {أَكِّهُ أَكًّاً: زاحَمَه، عَن ابْن درَيْد. (و) } أَكّ فلانٌ: ضاقَ صَدْرُه، عَن ابنِ عَبّاد. {وائْتَكَّ الوِرْدُ: ازْدَحَمَ، معْنَى الوِرْد جماعةُ الإِبل الْوَارِدَة. (و) } ائتَكَّ من ذلكَ الأَمْرِ: أَي عَظُمَ عَلَيْهِ، وأَنِفَ مِنْهُ، وقِيل: ائتَكَّ فلَان من أَمْرٍ، أَي: أَرْمَضَه. (و) {ائْتَكَّت رِجْلاهُ: اصْطَكَّتا وأَنشدَ ابنُ فارِس: فِي رِجْلِه من نَعْظِه} ائتكاكُ وَمِمَّا يستدرَك عَلَيْهِ: لَيلَةٌ أَكَّةٌ: شَديدةُ الحَر. {والأَكَّة: الدّاهِيةُ، عَن ابنِ عَبّادٍ. ووَقَعَ فِي أَكَّةٍ: أَي ضِيقٍ.

دجن

(دجن) : داجِنَةٌ وَطْفاءُ كثيرةُ المَطَر. 
(د ج ن) : (شَاةٌ دَاجِنٌ) أَلِفَتْ الْبُيُوتَ وَعَنْ الْكَرْخِيِّ الدَّوَاجِنُ خِلَافُ السَّائِمَةِ.
(دجن)
الْــيَوْم دجنا ودجونا كَانَ فِيهِ الدجن والسحاب أمطر وبالمكان أَقَامَ بِهِ وألفه وَلَزِمَه يُقَال دجن الْحَيَوَان ودجن الطير

دجن


دَجَنَ(n. ac. دَجْن
دُجُوْن)
a. Was gloomy, rainy (weather).
b. [Bi], Stayed, remained in, became accustomed to (
place ).
c. Became tame, domesticated (pigeon).

دَاْجَنَa. Duped, deceived; coaxed, wheedled.

أَدْجَنَa. see I (a)b. Was dark.

دُجْنَة
دُجُنَّة
(pl.
دُجَن)
a. Dark & gloomy weather; dullness, darkness
gloom.

أَدْجَنُ
(pl.
دُجْن)
a. Dark, black.

دَاْجِنَةa. Heavy raincloud.

مُدْجِنَة [ N.
Ag.
a. IVt ]
see 21t
د ج ن : دَجَنَ بِالْمَكَانِ دَجْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدُجُونًا أَقَامَ بِهِ وَأَدْجَنَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا يَأْلَفُ الْبُيُوتَ مِنْ الشَّاءِ وَالْحَمَامِ وَنَحْوِهِ دَوَاجِنُ وَقَدْ قِيلَ دَاجِنَةٌ بِالْهَاءِ وَسَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ أَيْ مُمْطِرَةٌ.

وَالدَّجْنُ وِزَانُ فَلْسٍ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. 
د ج ن: (الدَّجْنُ) إِلْبَاسُ الْغَيْمِ السَّمَاءَ وَقَدْ (دَجَنَ) يَوْمُــنَا مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (الدُّجُنَّةُ) مِنَ الْغَيْمِ الْمُطَبِّقُ تَطْبِيقًا الرَّيَّانُ الْمُظْلِمُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. يُقَالُ: يَوْمُ (دَجْنٍ) وَــيَوْمُ (دُجُنَّةٍ) وَكَذَا اللَّيْلَةُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بِالْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ. وَ (الدَّجْنُ) أَيْضًا الْمَطَرُ الْكَثِيرُ، وَ (الدُّجْنَةُ) بِالضَّمِّ الظُّلْمَةُ. وَ (الْمُدَاجَنَةُ) كَالْمُدَاهَنَةِ. 
د ج ن

تقول: جعل الدجنة جنة وهي الظلمة. قال رحمه الله:

جعلوا الدجنة جنةً فتطايروا ... هوناً فلا خبب ولا إعناق

ونحن في دجن منذ أيام. وهو إظلال الغيم والدى، وهذا يوم دجن وداجنة وهي السحابة ذات الدجن، ودجنت السماء وأدجنت، وأدجن المطر: دام أياماً.

ومن المجاز: دجن بالمكان: أقام فلم يرم، ومنه دواجن البيوت، وهي ما ألف من كلب أو شاة أو طائر. ودجن في فسقه، ودجنوا في لؤمهم: ألقوه فما يتركونه.
[دجن] نه فيه: لعن الله من مثل "بدواجنه" هي جمع داجن وهي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، دجنت الشاة تدجن دجونا، والمداجنة حسن المخالطة، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها، والمثلة بها أي يجدعها ويخصيها. ومنه ح: كانت العضباء "داجنا" لا تمنع من حوض ولا نبت، هي ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم. وح الإفك: تدخل "الداجن" فتأكل عجينها. ن: أي ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلًا ولا فيها شيء من غيره إلا نومها عن العجين. نه وفي ح قس: يخلو دجنات "الدياجي" والبهم، هي جمع دجنة، وهي الظلمات، والدياجي الليالي المظلمة. وفيه: مسح الله ظهر آدم "بدجناء" هو بالقصر والمد اسم موضع، ويروى بالحاء.
دجن: دَجّن (بالتشديد): وردت في معجم فوك في مادة tributum (770) وانظر: مدجّن.
تدجّن: صار مُدَجّناً، انظر: مُدَجّن (معجم الأسبانية) وذكرت في معجم فوك في مادة tributum.
دَجْن. أهل الدجن أو الدَجن فقط: مسلمو الأندلس الذين أصبحوا موالي للمسيحيين بعد سقوطه الأندلس. (انظر مُدَجّن).
دَجَن: استعملت في السعدية بمعنى الكلمة العبرية (دجر) أي بُرّ، حنطة، قمح (ماركس أرشيف 1: 51 رقم2).
دجانة. شق بدجانة: مفرق طرق، ملتقى طرق. أو حيث تتلاقى عدة طرق أو عدة أزقة أو عدة شوارع (الكالا).
داجن: مطر (ديوان الهذليين ص125، البيت5).
وداجن: حمام أهلي، ففي الخطيب (ص12 ق): وقصاب للحمائم والدواجن ماثلة.
مُدَجن: منها أخذت الكلمة الأسبانية Mudéjar وتطلق على المسلم الذي سمح له المسيحيون بعد استيلائهم على الأندلس بالبقاء فيها على أن يدفع لهم ضريبة. وهي الكلمة التي تطلق على المسلمين الذين هم تحت سلطان المسيحيين، ويسمونهم أيضاً أهل الدَجْن أو الدجن فقط اختصاراً (معجم الأسبانية ص321 - 322، 425) وفي معجم فوك: مُدَجّن دافع الضريبة.
[دجن] الدَجْنُ: إلباسُ الغيم السماءَ. وقد دجنَ يومــنا يَدْجُنُ بالضم دَجْناً ودُجوناً. قال أبو زيد: والدُجُنَّةُ من الغيم: المُطَبِّقُ تطبيقاً، الريّانُ المظلم، الذي ليس فيه مطر. يقال يومُ دَجْنٍ ويوم دجنة بالتشديد. قال: وكذلك الليلة على الوجهين، بالوصف والاضافة. قال: والداجنة: الماطرة المطبِّقة، نحو الديمة. قال: والدَجْنُ المطر الكثير. وسحابةٌ داجنَةٌ ومُدْجِنَةٌ. وأَدْجَنَتِ السماءُ: دامَ مطرُها. قال لبيد: من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مدجن وعشية متجاوب إرزامها والدجنة بالضم: الظُلمةُ، والجمع دُجَنٌ ودُجُناتٌ. والدُجْنَةُ في ألوان الإبل أقْبَح السواد. يقال: بعيرٌ أَدْجَنُ وناقةٌ دجناء. ودجن بالمكان دجونا: أقام به. وأَدْجَنَ مثله. ابن السكيت: شاةٌ داجِنٌ وراجِنٌ، إذا أَلِفَت البيوت واستأنست. قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة. قال لبيد: حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها أراد به كلاب الصيد. والمداجنة كالمداهنة. وأبو دجانة: كنية سماك بن خرشة الانصاري.
دجن
دجَنَ/ دجَنَ بـ يَدجُن، دَجْنًا ودُجونًا، فهو داجِن، والمفعول مَدجون به
• دجَن اللَّيلُ: أظلم، اسودَّ، ادلهمَّ.
• دجَن الحيوانُ أوالطيرُ: ألِفَ البيوتَ.
• دجَن بالمكان: أقام به وألفه ولزمه. 

أدجنَ يُدجن، إدجانًا، فهو مُدجِن، والمفعول مُدجَن (للمتعدِّي)
• أدجَن اللَّيلُ: اشتدّ ظلامه.
• أدجَن الــيومُ: كان فيه غيمٌ كثيف.
• أدجنتِ السَّماءُ: كثر سحابُها ودام مطرُها.
 • أدجَن الحيوانَ: جعله راضيًا أليفا "أدجن أسدًا". 

دجَّنَ يُدجِّن، تدجينًا، فهو مُدجِّن، والمفعول مُدجَّن
• دجَّن المدرِّبُ الحيوانَ البرِّيَّ: دَرّبه أو كيَّفه ليعيش في بيئة منزليّة للاستفادة منه، جعله أليفًا. 

داجِن [مفرد]: ج دواجِنُ: (حن) ما ألِف البيُوتَ وأقامَ بها مع النَّاس من الحيوانِ والطَّير (للذكر والأنثى) "شاةٌ/ طائرٌ/ كلبٌ داجِن: أليف- كَانَتِ الْعَضْبَاءُ نَاقَةَ الْرَّسُولِ دَاجِنًا لاَ تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ وَلاَ نَبْتٍ [حديث] ". 

دَجْن [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 

دُجْنَة [مفرد]: ج دُجُنات ودُجْنات ودُجَن:
1 - سواد وظلمة، عتمة، ظلام "دُجْنَة اللَّيل- دُجُنات السِّجن".
2 - غيم ممطر قاتم يغطِّي مساحة واسعة من السَّماء "يوم ذو دُجْنَة". 

دُجون [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 
(د ج ن)

الدَّجْن: إلباس الْغَيْم الأَرْض.

وَقيل: هُوَ إلباسه أقطار السَّمَاء.

وَالْجمع: أدْجَان، ودُجُون، ودِجَان، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

ولذائذ معسولة فِي رِيقه ... وصِباً لنا كدِجَان يومٍ ماطرِ

وَقد أدْجَن يَوْمــنَا، وادجَوْجَن.

وأدْجَنوا: دخلُوا فِي الدَّجْن، حَكَاهَا الْفَارِسِي.

وأدْجَن الْمَطَر: دَامَ فَلم يقْلع اياما.

وأدجَنَتْ عَلَيْهِ الْحمى: كَذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والدُّجُنَّة: الظلمَة.

وَجَمعهَا: دُجُنٌّ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الدُّجُون، قَالَ:

حَتَّى إِذا انجلى دُجَى الدُّجُونِ

وَلَيْلَة مِدجان: مظْلمَة.

ودَجَن بِالْمَكَانِ يَدْجُن دُجُونا: أَقَامَ بِهِ وألفه.

ودَجَنَت النَّاقة وَالشَّاة تَدْجُنُ دُجُونا، وَهِي دَاجِن: لزمتا الْبيُوت.

وَجَمعهَا: دواجن، قَالَ الْهُذلِيّ:

رجال بَرَتْنا الحربُ حَتَّى كأننا ... جِذَال حِكَاك لوَّحتها الدَّوَاجِنُ

وَذَلِكَ لِأَن الْإِبِل الجربة تحبس فِي الْمنزل لِئَلَّا تسرح فِي الْإِبِل فعديها، فَهِيَ تَحْتك بِأَصْل ينصب لَهَا لتشتفى بِهِ فِي المبرك، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن آثَار الْحَرْب قد لوحتنا، فبنا مِنْهَا مثل مَا بِهَذَا الجذل من آثَار الْإِبِل الجَرْبَى. والدَّجُون من الشَّاء: الَّتِي لَا تمنع ضرْعهَا سخال غَيرهَا.

وَقد دَجَنَتْ على البهم تَدْجُن دُجُونا، ودِجانا.

وكلب دَجُون: آلف للبيوت.

وناقة مَدْجونة: عُوِّدت السِّنَاوة.

وجمل دَجُون، وداجِن: كَذَلِك، انشد ثَعْلَب لهميان بن قُحَافَة:

يُحْسِن فِي مَنْحاته الهَمَالِجا

يُدعى هَلُمَّ داجِنا مدامِجا

والدّواجن من الْحمام: كالدّواجن من الشَّاء وَالْإِبِل.

والدَّجَّانة: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْمَتَاع، وَهُوَ اسْم كالجبانة.

ودُجَينة: اسْم امْرَأَة.

وَأَبُو دُجَانة: رجل من الْأَنْصَار.
دجن: الدَّجْنُ: ظِلُّ الغَيْمِ في الــيَوْمِ المَطِرِ. ويَوْمٌ مُدْجِنٌ ودَجْنٌ وكذلكَ الدُّجْنَةُ: الظَّلْمَاءُ، يُقال منه ادْجَوْجَنَ. وكَلْبٌ داجِنٌ: قد ألِفَ البَيْتَ، يَدْجُنُ دُجُوناً. والدّاجِنُ: المُعْتَادُ. والمَدْجُوْنَةُ: الناقَةُ التي قد عُوِّدَتِ السِّنَاوَةَ أي الاسْتِقَاء. والمُدْجِنَةُ: المُقِيْمَةُ. ودَجّان: للدَّجّالِ. نجد: النَّجْدُ: ما خَالَفَ الغَوْرَ، والجميعُ الأنْجَادُ والنَّجُوْدُ والنَّجَادُ. وأنْجَدَ القَوْمُ: صارُوا ببلادِ نَجْدٍ. والنَّجُوْدُ من الإِبِلِ: التي لا تَبْرُكُ إلاّ على نَجْدٍ. والنِّجَادُ: أرْضٌ فيها صَلاَبَةٌ وارْتِفَاعٌ. وقَوْلَه: " وَهَدَيْنَاه النَّجْدَيْنِ " أي طَرَيْقَ الخَيْرِ والشَّرِّ. وَأَمْرٌ نَجْدٌ: أي واضِحٌ. ودَلِيْلٌ نَجْدٌ: هادٍ، ومنه يُقال: ابْنُ نَجْدَتِها. ونَجَدَ الأمْرُ نُجُوداً: وَضَحَ واسْتَبَانَ، فهو ناجِدٌ. ورَجُلٌ مُنْجَّدٌ: بمعنى مُنَجَّذٍ أي مُجَرَّبٍ. والمَنَاجِدُ في الحَدِيثِ: الحُلِيُّ المُكَلَّلُ المُزَيَّنُ بالجَوْهَرِ، واحِدُهما مِنْجَدٌ. وبَيْتٌ مُنْجَّدٌ: مُزَيَّنٌ مُحَسَّنٌ. والنُّجُوْدُ: ما يُزَيَّنُ به البَيْتُ، الواحِدُ نَجْدٌ، وقيل: النَّجُوْدُ على وَزْنِ السَّجُوْرِ. والنَّجّادُ: الذي يُعَالِجُ الفُرْشَ. والنَجْدُ: الماضي في أمْرِه وشَجَاعَتِه، وهم أنْجَادٌ. والنَجْدَةُ: الشَّجَاعَةُ والبُلُوْغُ في الأمْرِ. واسْتَنْجَدَ فُلانٌ: صارَ مُنَاجِداً نَجْداً؛ فأنْجَدَني. وناجَدْتُ فلاناً: إذا بارَزْتُه القِتَالَ. وبَيْنَهم نِجَادَاتٌ: أي يَتَنَاجَدُوْنَ؛ من التَّعَاوُنِ. وفي المَثَل: " لا يُدْعَى لِنَجْدَةٍ إلاّ أخوها ". وناقَةٌ نَجُوْدٌ: وهي التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فَتَعْزُزُ إذا غَزَزنَ. وهي من الأُتْنِ والإِبِلِ: الماضِيَةُ. وقد نَجِدَ للسَّيْرِ: أي نَشِطَ؛ يَنْجَدُ. واسْتَنْجَدْتُ على فلانٍ: اجْتَرأْتُ عليه. وأنْجَدَ في الدَّعْوَةِ: أجابَ. ونِجَادُ السَّيْفِ: مِحْمَلُه الذي طَرفاه في الإِبْزِيْمَيْنِ والنجد: العرق نجد ينجد نجداً وجمعه نجاد. ورَجُلٌ مَنْجُوْدٌ: أي مَكْرُوْبٌ، ومُنْجَدٌ أيضاً. ونَجِدَ: إذا تَعِبَ، ونَجُدَ مِثْلُه. والنَّجْدَةُ: كُرْعُ النَّفْسِ على إعْطاءِ الشَّيْءِ، من قَوْلِهمْ: " إلاّ مَنْ أعْطاها في رِسْلِها ونَجْدَتِها ". والنّاجُوْدُ: الرّاوُوْقُ نَفْسُه. والنَّجَدَاتُ: قَوْمٌ من الحَرُوْرِيَّةِ؛ يُنْسَبُونَ إلى نَجْدَةَ، الواحِدُ نَجْدِيٌّ. ونَجَّدَ الرَّجُلُ تَنْجِيْداً: وهو شِدَّةُ العَدْوِ والسَّعْيِ. والمِنْجَدُ في لُغَةِ هُذَّيْلٍ: الجُبَيْلُ الصَّغِيْرُ. ونَجِدَ نَجَداً: أسْرَعَ.

دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الغيم في الــيوم المَطير. ابن سيده: الدَّجْن

إلباسُ الغَيم الأَرضَ، وقيل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، والجمع أَدْجان

ودُجون ودِجان؛ قال أَبو صخر الهذلي:

ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ،

وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ.

وقد أَدْجَن يومُــنا وادْجَوْجن، فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم.

وأَدْجَنوا: دخلوا في الدَّجْن؛ حكاها الفارسي. ابن الأَعرابي: دَجَن يومُــنا

يَدْجُن، بالضم، دَجْناً ودُجوناً

ودَغَن، ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة. ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر، ويوم

دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر. والدَّجْن: المطر الكثير. وأَدْجَنت

السماء: دام مطرها؛ قال لبيد:

من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ،

وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها.

وأَدْجَن المطر: دام فلم يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك؛ عن

ابن الأَعرابي. والدُّجُنَّة من الغيم: المُطَبّقُ تطبيقاً، الرَّيان

المُظْلم الذي ليس فيه مطر. يقال: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بالتشديد،

وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة. والدُّجْنة: الظُّلمة، وجمعها

دُجُن

(* قوله «وجمعها دجن» بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح،

ونبه عليهما شارح القاموس). مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي، وزاد الجوهري

في جمعه دُجُنّات. وفي حديث قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم؛

الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، وهي الظلمة. والدياجي: الليالي المُظلمة،

والفعل منه ادْجَوْجَن؛ وأَنشد:

لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى، وإن نأَت

كِثافُ العُلى داجي الدُّجُنَّةِ رائِحُ

(* قوله «داجي الدجنة» الذي في

التهذيب: واهي الداجنة). والداجنة: المطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة؛ وقد

جاء في الشعر الدُّجُون، قال:

حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ.

وليلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً: أَقام به

وأَلِفَه. ابن الأَعرابي: أَدْجَنَ، مثله، أَقام في بيته، ودَجَن في بيته

إذا لَزمِه، وبه سميت دَواجن البُيوت، وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ

وغيرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً:

رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ،

وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا.

والمُداجَنَة: حُسْن المخالطة. وسحابة داجِنة ومدجنة وقد دَجَنتْ

تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابن سيده: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وهي

داجِن، لزِمتا البُيوت، وجمعها دَواجِن؛ قال الهزلي:

رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتى كأَننا

جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن

وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل

فتُعْدِيها، فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك، وإنما أَرادَ

أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل

الجرْبى. وفي الحديث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هي جمع داجِن وهي

الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم، والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها

ويخصِيَها. والمداجنة: حُسن المخالطة، قال: وقد تقع على غير الشاء من كل ما

يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها. وفي حديث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل

عجينَها. والدَّجون من الشاء: التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها، وقد

دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وفي حديث عمران بن حُصين:

كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت؛ هي ناقة سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم. وكلب دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. الليث: كلب داجِن

قد أَلِف البيتَ. الجوهري: شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت

واستأْنست، قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة؛ قال لبيد:

حتى إذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا

غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها.

أَراد به كلاب الصيد. قال ابن بري: وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم

وتحِبُّها. وناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل

دَجون وداجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة:

يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،

يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا.

والدُّجْنة في أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. يقال: بعير أَدْجَنُ

وناقة دَجْناء. والدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء والإِبل.

والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل التي تحْمل المتاع، وهو اسم

كالجَبَّانة. الليث: الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. والمداجنة: كالمُداهنة.

ودُجَيْنة: اسم امرأَة. وأَبو دُجانة: كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ،

وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء

(* قوله

«بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد

يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم

وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة.

دجن
: (الدَّجْنُ: إلْباسُ الغَيمِ الأَرضَ.
(و) قيلَ: هُوَ إلْباسُه (أَقْطارَ السَّماءِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: إلباسُ الغَيمِ السماءَ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ ظلُّ الغَيمِ فِي الــيَوْمِ المَطِيرِ.
(و) الدَّجْنُ أَيْضاً: (المَطَرُ الكَثيرُ) . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ؛ (ج أَدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ) ، بضمِّهما، (ودِجانٌ) ، بالكسْرِ؛ قالَ أَبُو صَخْر الهذليُّ:
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ وقالَ غيرُه:
حَتَّى إِذا انْجَلى دُجَى الدُّجونِ (وأَدْجَنُوا دَخَلُوا فِيهِ) ، أَي فِي الدَّجْنِ، حكَاه الفارِسِيُّ.
(و) أَدْجَنَ (المَطَرُ والحُمَّى: دَاما) ، فَلم يُقْلِعا أَياماً؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) أَدْجَنَتِ (السمَّاءُ: دَامَ مَطَرُها) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
من كلِّ سارِيةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ وعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها (و) أَدْجَنَ (الــيَوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ كادْجَوْجَنَ) إِذا أَضَبَّ فأَظْلَمَ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِن أَدْجَن.
يَوْمُ دَجْنٍ على الإِضافَةِ والنَّعْتِ، ويَوْمُ دُجُنَّةٍ، كخُرُقَّةٍ، وكذلِكَ اللَّيْلَةُ تُضافُ وتُنْعَتُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ. (والدُّجُنُّ، كعُتُلَ والدُّجُنَّةُ كَحُزُقَّةٍ، وبكسرتين: الظُّلْمَةُ) ، والفِعْلُ مِنْهُ ادْجَوّجَن.
(و) قالَ أَبو زَيْدٍ: الدُّجُنَّةُ مِن (الغَيمِ: المُطْبِقُ) تَطْبيقاً (الرَّيَّانُ المُظْلِمُ) الَّذِي (لَا مَطَرَ فِيهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج دُجُنٌّ) ، كعُتُلَ. (أَو الدُّجُنَّةُ: الظُّلْمةُ) (، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ كخُرُقَّةٍ.
(والدُجُنُّ) ، كعُتُلَ، (الدَّجْنُ) ، بالفتْحِ، (أَو الدُّجُنَّةُ) ، كخُرُقَّةٍ: (الظَّلْمَاءُ، وتُخَفَّفُ) ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي كتابِ سِيْبَوَيْه، فَإِنَّهُ قالَ: الدُّجْنةُ بالضمِّ، والجمْعُ دُجُنٌ؛ وفسِّرَه السِّيرافيّ بالظَّلْمةِ.
وَفِي الصِّحاحِ؛ والجمْعُ دُجَنٌ، أَي كصُرَدٍ، ودُجُنَّاتٍ بضمَّتَيْنِ وبضمَ وفتحٍ، كَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بالوَجْهَيْن.
(و) الدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: (إلباسُ الغَيمِ) الأرضَ، (وتَكاثُفُه.
(وليلَةٌ مِدْجانُ) ، بالكِسْرِ: أَي (مُظْلِمَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً) ، بالضَّمِّ: (أَقَامَ) بِهِ وأَلِفَه؛ (و) مِنْهُ دَجَنَتِ (الحمامُ والشَّاءُ وغيرُهُما) كالإِبِلِ: (أَلِفَتِ البُيُوتَ) ولَزِمَتْها، (وَهِي داجِنٌ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم. وقيلَ: دَاجِنَةٌ أَيْضاً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (ج دَواجِنُ) ؛ وقالَ الهذليُّ:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حَتَّى كأَنَّناجِذالُ حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِنأَرادَ أَنَّ نارَ الحربِ لوَّحَتْنا، فَيِنا مِنْهَا مَا بِهَذَا الجِذْل مِن آثارِ الإِبِلِ الجَرْبَى.
وَفِي الحدِيثِ: (لَعَنَ الّلهُ مَنْ مَثَّل بدَواجِنِه) ، جَمْعُ داجِنٍ، وَهِي الشاةُ الَّتِي يَعْلِفُها الناسُ فِي مَنازِلِهم، والمُثْلَة بهَا أَن يَجْدَعها أَو يخْصِيَتها.
وَفِي حديثِ عِمْران بنِ حُصَيْن، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (كَانَت العَضْباءُ داجِناً لَا تُمْنَع مِن حَوْض وَلَا نَبْت) .
وَفِي الصِّحاحِ: شاةٌ داجِنٌ إِذا أَلِفَتِ البُيوتَ واسْتَأْنَسَتْ؛ قالَ: ومِنَ العَربِ مَنْ يقولُها بالهاءِ، وكذلِكَ غَيْر الشاةِ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسلواغُضُفاً دَاوِجِنَ قافِلاً أَعْصامُهاأَرادَ بِهِ كِلابَ الصَّيْد.
(وجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ) ، أَي عُوِّد للسِّناوَةِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب لهميان:
بِحسن فِي مَنْحاتِه الهَمالِجَايُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا (والمَدْجُونَةُ: النَّاقَةُ عُوِّدَتِ السِّناوَةَ) ، أَي دُجِنَت للسِّناوَةِ.
(والدَّجَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المَتَاعَ) والتِّجارَةَ، وَهُوَ اسمٌ كالجبَّانَةِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيْدَه بالرَّاءِ كَمَا سَيَأْتي فِي رَجَنَ؛ (كالدَّيْدَجانِ) ، عَن ثَعْلَب، وَقد، تقدَّمَ فِي الجيمِ.
(والدُّجْنَةُ، بالضَّمِّ) ، فِي أَلْوانِ الإِبِلِ: (أَقْبَحُ السَّوادِ، وَهُوَ أَدْجَنُ، وَهِي دَجْناءُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(ودَاجَنَة) مُداجَنَةً:) (دَاهَنَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: المُداجَنَةُ كالمُدَاهَنَةِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ حُسْنُ المُخالَطَةِ.
(والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي زيْدٍ: الدَّاجِنَةُ: المَطَرةُ المُطْبِقَةُ نَحْو الدِّيمةِ.
وسَحابَةٌ دَاجِنَةٌ.
(وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ) فيماَ يظنُّه ابنُ السّمعانيّ، (مِنْهَا: أَبو بكْرٍ) محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر بنِ عُثْمانَ بنِ أَحمدَ بنِ سُلَيْمانَ الدَّاجُونيُّ الرَّمْليُّ (المُقْرِىءُ) عَن: أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بنِ شَيْبانَ الرَّازيّ وَعنهُ: أَبُو الْقَاسِم زيْدُ بنُ عليَ الكُوفيّ (وَأَبُو دُجانَةَ كثُمامَةَ: كُنْيةُ (سِمَاكِ بنِ خَرْشةَ: وقيلَ سِماكُ بنُ أَوْس بنِ خَرْشَةَ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ الأَنْصارِيُّ (صَحابِيُّ) مَشْهور، رَضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
(ودُجْنَى، بالضمِّ أَو بالكسْرِ، وَقد يُمَدُّ: أَرضٌ خُلِقَ مِنْهَا آدمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سيرَةِ ابنِ إِسْحق فِي انْصِرَافِ رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن الطائِفِ على دَجْناء.
وَجَاء فِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّ الّلهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِن دجناء ومَسَحَ ظَهْره بنعمان الأَرَاك، وكانَ مَسْح ظَهْره بعدَ خُرُوجِه مِن الجنَّةِ بالاتِّفاقِ مِن الرِّوايَات. ورُوِي أنَّه كانَ ذلِكَ فِي سَماءِ الدُّنْيا قبْلَ هبُوطِه إِلَى الأَرْض، وَهُوَ قَوْلُ السّدي؛ وكِلْتا الرِّوَايَتَيْن ذَكَرَهُما الطَّبريُّ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسّهيليّ. (أَو هِيَ بالحاءِ المُهْملَةِ) ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الرَّوْضِ وكُتُبِ السِّيرةِ.
(ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ، كزُبَيْرٍ: أَبو الغُصْنِ) البَصْريُّ عَن عبْدِ الرَّحْمِان بنِ مهْدِي.
وقالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوَان: عَن أَسْلَم مولى عُمَرَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، ضَعَّفُوه؛ ولَقَبُه (جُحَى) ، بضمِّ الجيمِ وفتْحِ الحاءِ مَقْصوراً؛ كَذَا صَرَّحَ بِهِ الدُّمَيْريُّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي حياةِ الحَيوانِ.
(أَو جُحَى) : رجُلٌ (غيرُه) نُسِبَتْ إِلَيْهِ الحِكَايَاتُ وَهُوَ الصَّحيحُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَجَنَ يومُــنا يَدْجُنُ، من حَدِّ نَصَرَ، دَجْناً ودُجُوناً، ودَغَنَ دُغُوناً كذلِكَ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ. ويومٌ ذَو دُجُنَّةٍ وذَو دُغُنّةٍ إِذا كانَ ذَا مَطَرٍ.
والدُّجُنَّاتُ: جَمْعُ دُجُنَّةٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ: يَجْلو دُجُنَّاتِ الدَّياجي والبُهَمْ ودَجَنَتِ السَّحابُ كأَدْجَنَتْ.
والدَّجُونُ مِن الشاةِ: الَّتِي لَا تمنَعُ ضَرْعَها سِخالَ غيرِها.
وكلبٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: آلِفٌ للبُيوتِ.
وشاةٌ مِدْجانٌ: تَأْلفُ البَهْمَ وتحِبُّها، عَن ابنِ بَرِّي.
ودُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسمُ امْرأَةٍ.
ودَجَنَ فِي فِسْقِه: دَامَ.
ودجَنُوا فِي لُؤْمِهم: أَلِفُوه فَلَا يَتْركُونَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
والصفيُّ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ النبيِّ القشاشيُّ الدّجانيُّ، بالكسْرِ، نَزِيلُ المَدينَةِ المنوَّرَةِ، على ساكِنِها أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، وأَصْلُه مِن بيتِ المَقْدِسِ، ذُكِرَ فِي الشِّيْن.
والدُّجْنِيَّتان، بالضمِّ: ماءَتانِ عَظِيمتانِ عَن يسارِ تعْشَار إِحْداهُما لبكْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضبةَ، والأُخْرى لثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ضبَّةَ، إحْدَاهُما دُجَيْنة، والأُخْرى القَيْصُومَة، وهُما وَرَاء الدَّهْناء؛ عَن نَصْر.
(دجن) - في حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ اللهَ مسَح ظَهْرَ آدَمَ بدَجْناء".
وهو بالحَاء أَصحُّ. قال صاحب التَّتِمَّة: هي اسمُ أرضٍ، وذكره غَيرُه بالقصر.

دجن

1 دَجَنَ, aor. ـُ inf. n. دَجْنٌ and دُجُونٌ, It (a day) was, or became, one in which the clouds covered the sky: (S:) and دَغَنَ, inf. n. دُغُونٌ, signifies the same, accord. to IAar. (TA. [See also 4.]) b2: دَجَنَتِ السَّحَابُ i. q. ↓ ادجنت [meaning The clouds rained continually]: (TA:) [for]

السَّمَآءُ ↓ ادجنت signifies the sky rained continually: (S, K:) [or دَجَنَتِ السَّحَابُ and ↓ ادجنت may mean the clouds covered the sky, or the regions of the sky, or the earth: for] ↓ الدَّجْنُ [is app. the inf. n. of the former verb, and] signifies the clouds' covering (S, M, K) the sky, (S,) or the regions of the sky, (M, K,) or the earth. (K.) b3: دَجَنَ بِالمَكَانِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. دُجُونٌ (S, Msb, K) and دَجْنٌ, (Msb,) (tropical:) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place; (S, Msb, K, TA;) kept to it, or became accustomed to it: (TA:) and so ↓ ادجن. (S, Msb.) b4: And hence, (TA,) دَجَنَ said of the pigeon, and the sheep or goat, &c., (K, TA,) as, for instance, the camel, (TA,) (tropical:) It kept to the house or tent. (K, TA.) b5: And دَجَنَتْ لِلسِّنَاوَةِ (assumed tropical:) She (a camel) was, or became, accustomed to irrigating the land. (TA.) b6: And دَجَنَ فِى فِسْقِهِ (tropical:) He continued in his transgression, or wickedness, or unrighteousness. (TA.) And دَجَنُوا فِى

لُؤْمِهِمْ (tropical:) They kept to their baseness, or ungenerousness; not abandoning it. (TA.) And ↓ ادجن المَطَرُ, and الحُمَّى ↓ ادجنت, (tropical:) The rain, and the fever, continued (IAar, K) incessantly for some days. (IAar, TA.) 3 داجنهُ, (K,) inf. n. مُدَاجَنَةٌ, (S, M, TA,) He endeavoured to conciliate him; treated him with gentleness, or blandishment; soothed, coaxed, wheedled, beguiled, or deluded, him; syn. دَاهَنَهُ: (K:) in the S it is said that مُدَاجَنَةٌ is like مُدَاهَنَةٌ: in the M, that it signifies the mixing in familiar, or social, intercourse, or conversing, in a good manner. (TA.) [Golius assigns to داجن another signification of داهن; namely “ He held in contempt;” as on the authority of the KL; in my copy of which it is not mentioned; nor can I find it elsewhere.]4 أَدْجَنَ see 1, in six places. b2: ادجن also signifies It (a day) became one of much rain; and so ↓ اِدْجَوْجَنَ: (K:) or the latter has a more intensive meaning, i. e. it became cloudy with mist or vapour, and dark [with rain]; and [simply] it became dark, or obscure. (TA. [See also 1, first sentence.]) b3: And ادجنو They entered into [or upon a time of] much rain. (AAF, K.) 12 اِدْجَوْجَنَ: see the next preceding paragraph.

دَجْنٌ: see 1, second sentence: and see also دُجُنَّةٌ [which has the same, or a similar, signification]. Accord. to Az, it signifies The shade of the clouds in a day of rain. (TA.) b2: Also Much, or abundant, rain: (Az, S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَدْجَانٌ and [of mult.] دُجُونٌ and دُجُنٌ and دِجَانٌ. (K.) You say يَوْمُ دَجْنٍ and يَوْمٌ دَجْنٌ and ↓ يَوْمُ دُجُنَّةٍ and يَوْمٌ دُجُنَّةٌ [app. meaning, accord. to the K, A day of much, or abundant, rain; but it seems to be indicated in the S that the meaning is a day of clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain]: and in like manner one says of the night [app. لَيلَةُ دَجْنٍ and لَيْلَةٌ دَجْنٌ as well as ↓ لَيْلَةٌ دُجُنَّةٍ and لَيْلَةٌ دُجُنَّةٌ]: using the latter word both as the complement of a prefixed noun and as an epithet. (Az, S, K.) دُجْنٌ: see دُجُنَّةٌ.

دُجْنَةٌ [or ↓ دُجُنَّةٌ ?] Rain: so in the phrase يَوْمٌ ذُو دُجْنَةٍ [or دُجُنَّةٍ ?] a day of rain; as also ذُو دُغْنَةٍ [or دُغُنَّةٍ]. (TA.) b2: See also دُجُنَّةٍ. b3: Also, (S, K,) in the colours of camels, (S,) The ugliest kind of blackness. (S, K.) دُجُنٌّ: see the next paragraph, in three places.

دُجُنَّةٌ (Az, S, K) and ↓ دِجِنَّةٌ and ↓ دُجُنٌّ (K) Clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain; (Az, S, K;) pl. ↓ دُجُنٌّ [or this is a coll. gen. n. of which دُجُنَّةٌ is the n. un., though said to be syn. with this last, as well as a pl.]: (K:) and darkness; syn. ظُلْمَةٌ: or the first of these words (دُجُنَّةٌ) has this last signification; i. e. ظُلْمَةٌ, or ظَلْمَآءُ; [thus in some copies of the K and in the TA; but in other copies of the K ظَلْمَآءُ only;] and is also without teshdeed; (K;) i. e., it is also written ↓ دُجْنَةٌ, as in the “ Book ” of Sb: this is explained by Seer [and in the S] as syn. with ظُلْمَةٌ; and, accord. to Sb, its pl. [or rather coll. gen. n.] is ↓ دُجْنٌ; but in the S it is said that its pl. is دُجَنٌ, i. e. like صُرَدٌ, and دُجُنَاتٌ and دُجَنَاتٌ: (TA: [but in one copy of the S, I find دُجْنٌ and دُجْنَاتٌ; and in another, دُجَنٌ and دُجُنَاتٌ:]) and ↓ دُجُنٌّ is syn. with ↓ دَجْنٌ [q. v.]: (K, TA: [in the CK, الدُّجُنُ is erroneously put for الدُّجُنُّ; and الدَّجْنُ, which should immediately follow it, is omitted:]) the pl. of دُجُنَّةٌ is دُجُنَّاتٌ. (TA.) b2: دُجُنَّةٌ also signifies The clouds' covering the earth, and being heaped; one upon another, and thick. (K, * TA.) b3: See also دَجْنٌ, in two places: and see دُجْنَةٌ.

دِجِنَّةٌ: see the next preceding paragraph.

دَجُونٌ: see دَاجِنٌ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) A ewe or she-goat that does not withhold her udder from the lambs or kids of another. (TA.) دَاجِنٌ act. part. n. of 1. Hence,] دَاجِنَةٌ A rain (مَطْرَةٌ, in two copies of the S مَاطِرَةٌ,) overspreading, or covering, [the earth,] like that which is termed دِيمَةٌ [i. e. lasting, or continuous, and still, &c.]. (Az, S, K. [Freytag has written the word, as on the authority of the K, دَجْنَة.]) And سَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ (S, Msb) and ↓ مُدْجِنَةٌ (S) A cloud raining (S, Msb) much, or continually. (S. [Which of these two meanings is intended in the S is not clearly shown.]) b2: جَمَلٌ دَاجِنٌ and ↓ دَجُونٌ (assumed tropical:) A he-camel that irrigates land; or that is used for drawing water upon him for the irrigation of land; syn. سَانٍ

[q. v.]: (K:) or that is accustomed to the irrigation of land, or to be used for drawing water upon him for that purpose: (TA:) and ↓ مَدْجُونَةٌ applied to a she-camel has this latter signification. (K, TA.) b3: And دَاجِنٌ (S, Mgh, K) and رَاجِنٌ, and some of the Arabs say دَاجِنَةٌ, (ISk, S,) applied to a sheep or goat (شَاةٌ), (ISk, S, Mgh, K,) and a pigeon, (K,) &c., (ISk, S, K,) as, for instance, a camel, (TA,) (tropical:) That keeps to the houses or tents; (ISk, S, Mgh, K, TA;) domesticated, or familiar, or tame: (ISk, S:) the first (داجن) occurs in a trad. as meaning a sheep or goat home-fed; that is fed by men in their places of abode: (TA:) pl. دَوَاجِنُ; (S, Mgh, Msb, K;) applied to sheep or goats and pigeons and the like that keep to the houses or tents; (Msb; [in which it is added that some say دَاجِنَةٌ;]) by ElKarkhee said to be contr. of سَائِمَةٌ; (Mgh;) and applied by Lebeed to dogs used for the chase, (S,) in this instance meaning trained, or taught: (EM p. 164:) or دَاجِنٌ applied to a dog means that keeps to the houses or tents; and so ↓ دَجُونٌ. (TA) أَدْجَنُ A camel (S) of the colour termed دُجْنَةٌ: fem. دَجْنَآءُ. (S, K.) مُدْجِنَةٌ: see دَاجِنٌ.

لَيْلَةٌ مِدْجَانٌ A dark night. (K.) b2: شَاةٌ مِدْجَانٌ [A sheep or goat, or a ewe or she-goat,] that keeps to the lambs or kids, or is familiar with them, and affects them. (IB, TA.) مَدْجُونَةٌ: see دَاجِنٌ.

نضج

[نضج] نَضِجَ الثَمَرُ واللحمُ نُضْجاً ونَضْجاً، أي أدركَ فهو نَضيج وناضِج. وأنْضَجْتُهُ أنا. ورجلٌ نَضيجُ الرأي: مُحْكَمُهُ. ونَضَّجَتِ الناقةُ بولَدِها، إذا جازت السنةَ ولم تُنْتَجْ. قال حميد بن ثَوْرٍ: وصَهْباَء منها كالسَفينة نَضَّجَتْ به الحَمْلَ حتَّى زادَ شهراً عَديدُها فهي منضج، ونوق منضجات. وقال : هو ابن منضجات كن قدما يزدن على العديد قراب شهر

نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ

يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ.

والنُّضْجُ: الاسم. يقال: جادَ نُضْجُ هذا اللحمِ، وقد أَنْضَجَه

الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فهو مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه

أَنا، والجمع نِضاجٌ؛ قال النَّمِر يصف الدَّجاج:

ولا يَنْفَعْنَني إِلاّ نِضاجا

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فترك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجُون

كُراعاً أَي ما يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يعني لا يَكْفُون

أَنفُسَهم خدمةَ ما يأْكُلونه فكيف غيره؟ وفي رواية: ما تَسْتَنْضِجُ كُراعاً؛

والكُراع: يَدُ الشاةِ. ومنه حديث لقمان: قريبٌ من نَضِيج، بَعيدٌ من

نِيءٍ؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول، أَراد أَنه يأْخُذُ ما

طُبخ لأِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه في الحيّ، وأَنه لا يأْكل النِّيء

كما يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عن إِنضاج ما اتَّخذَ، وكما يأْكل مَن

غزا واصطاد.

قال ابن سيده: واستعمل أَبو حنيفة الإِنْضاج في البَرْد في كتابه

المَوْسوم بالنبات: المَهْروء الذي قد أَنضَجه البَرْدُ، قال: وهذا غريب إِذ

الإِنضاج إِنما يكون في الحرّ، فاستعمله هو في البردِ.

ورجل نَضِيجُ الرأْي: مُحْكَمُه، على المَثَلِ. وفلان لا يُنْضِجُ

الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لا غَناءَ عنده. ونَضِجَت الناقةُ بولدها

ونَضَّجَتْه، وهي مُنَضِّجٌّ: جاوَزَت الحَقَّ بشهر ونحوه ولم تُنْتَج أَي زادَتْ

على وقتِ الولادة؛ قال حُميد بن ثور:

وصَهْباء منها كالسَّفينة، نَضَّجَتْ

به الحَمْلَ، حتى زادَ شَهْراً عَديدُها

ونوقٌ مُنَضِّجات؛ قال عُوَيف القَوافي يَصِف بعيراً له تأَخَّرتْ

ولادتُه عن حِينِه بشهر أَو قِراب شهر:

هو ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً

يَزِدْن على العَدِيدِ، قِرابَ شهر

ولم يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي،

كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر

والمُنَضِّجة: التي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عن حِينِ الولادة شهراً، وهو

أَقْوَى للوَلدِ. والضَّواحي: النَّواحي من الجسد. وغُرورُ الجِلْدِ

وغيره: مَكاسِرُه، واحده غَرٌّ. الأَصمعي: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت

السَّنَةَ من يومَ لَقِحَتْ، قيل: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وقد جازت الحَقَّ،

وحَقُّها الوقتُ الذي ضُرِبَتْ فيه، ويقال لها: مِدْراج ومُنْضِجٌ؛ وأَنشد

المبرد للطرماح:

أَنْضَجَتْه عشرينَ يَومــاً ونِيلَتْ،

حينَ نِيلَتْ، يَعارَةً في العِراض

(* قوله «أَنضجته إلخ» هكذا في الأصل بتقديم هذا البيت على ما بعده،

والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني

على الأول.)

سوفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ، أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض

قال: أَنْضَجَتْه عشرين يومــاً، إِنما يُريد بعدَ الحَولِ من يومَ

حَمَلتْ، فلا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كما قال الحطيئة:

لأَدْماء منها كالسَّفينةِ، نَضَّجَتْ

به الحَولَ، حتى زادَ شهراً عَدِيدُها

(* قوله «لأدماء» الذي في الصحاح وصهباء.)

قال الأَزهري: ما ذُكِرَ في بيت الحُطَيئة من التنضيج هو كما فسره

المبرّد، وأَما بيت الطرماح فمعناه غيرُ ما ذهب إِليه، لأَنَّ معناه في بيته

صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ

ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كانت نجِيبةً، فضَنَّ بها صاحبُها لنجابَتِها

عن ضِرابِ الفحلِ إِياها، فعارضها فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ على مائِهِ

عشرين يومــاً، ثم أَلْقَتْ ذلك الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب

مُنَّتُها، وروَى الرُّواةُ البيتَ: «أَضْمَرَتْه عشرين يومــاً» لا

أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِيَ أَنضَجته، فمعناه أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ في

رحِمِها في عشرين يومــاً، ثم رَمَتْ به كما تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ

الخَلْقِ وبَقِيَ لها مُنَّتُها؛ وقال الشماخ:

وأَشْعَث قد قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه،

وحرّ السواء بالعصا غيرُ مُنْضِج

وقد استعمل ثعلب نَضَّجته في المرأَة؛ وقال في قوله:

تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاسِ،

فليس بِيَتْنٍ ولا تَوْأَم

يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْه.

ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بلغت الغاية؛ قال ابن سيده: وأُراه

وَهَماً، إِنما هو نَضَّجَت بوَلَدِها.

نضج
نَضِجَ العِنَبُ والتَّمْرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً. وأنْضَجَه إبّانهُ، وهو مُنْضَجٌ ونَضِيْجٌ. ورَجُلٌ نَضِيْجُ الرِّأْي: أي مُحْكَمُه.
ن ض ج: (نَضِجَ) الثَّمَرُ وَاللَّحْمُ بِالْكَسْرِ (نُضْجًا) بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِهَا أَيْ أَدْرَكَ فَهُوَ (نَاضِجٌ) وَ (نَضِيجٌ) . وَرَجُلٌ نَضِيجُ الرَّأْيِ أَيْ مُحْكَمُهُ. 
ن ض ج : نَضِجَ اللَّحْمُ وَالْفَاكِهَةُ نَضَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ طَابَ أَكْلُهُ وَالِاسْمُ النُّضْجُ بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحُهَا لُغَةٌ وَالْفَاعِلُ نَاضِجٌ وَنَضِيجٌ وَأَنْضَجْتُهُ بِالطَّبْخِ فَهُوَ مُنْضَجٌ وَنَضِيجٌ أَيْضًا. 
نضج
يقال: نَضَجَ اللَّحْمُ نُضْجاً ونَضْجاً: إذا أدْرَكَ شَيّه. قال تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها
[النساء/ 56] ، ومنه قيل:
ناقة مُنَضِّجَةٌ: إذا جاوزتْ بحَمْلها وقتَ وِلادَتِهَا، وقد نَضَّجَتْ، وفلان نَضِيجُ الرَّأْي: مُحْكَمُهُ.
(نضج) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فتَركَ صِبْيَةً صِغارًا ما يُنْضِجون كُرَاعًا" .
- وفي روَاية: "ما تَسْتَضج كُرَاعا"
: أي لا يَكْفون أنفسَهُم خِدمَةَ مَا يأكُلُونَهُ، فكيف غَير ذلك؟ يُقالُ: هو نَضِيجُ الرأى: أي مُحْكمُهُ ومُدْرِكُه.
(نضج)
نضجا ونضجا ونضاجا أدْرك وطاب يُقَال نضج اللَّحْم ونضجت الْفَاكِهَة ونضج الطَّعَام وَيُقَال نضج الرَّأْي ونضج الْأَمر أحكم ونضجت الْحَامِل بِوَلَدِهَا جَاوَزت بِهِ وَقت الْولادَة فالطعام ناضج والفاكهة ناضجة وَهُوَ هِيَ نضيج
[نضج] نه: فيه: فترك صبية صغارًا "ما ينضجون" كراعا، أي ما يطبخون لعجزهم وصغرهم أي لا يكفون أنفسهم خدمة ما يأكلونه فكيف غيره! وروى: ما تستنضج كراعًا- وهو يد الشاة. ج: فلان لا ينضج كراعًا، أي لا كفاية فيه ولا غناء. نه: ومنه ح: قريب من "نضيج" بعيد من نيء، هو فعيل بمعنى مفعول أي مطبوخ، أراد أنه يأخذ ما طبخ لإلفه لمنزل وطول مكثه في الحي وأنه لا يأكل النيء كما يأكل من أعجله الأمر عن إنضاج ما اتخذ وكما يأكل من غزا واصطاد. غ: وهم يمدحون بذلك.
ن ض ج
نضج اللحم والتمر. وهذا إبان نضج العنب. وهو نضيج ومنضج، وقد أنضجته.

ومن المجاز: هو نضيج الرأي. وأمر منضج، وأنضج رأيك، وهو لا يستنضج كراعاً. ونضّجت النّاقة الحمل: جاوزت به وقت الولادة. قال الحطيئة:

وصهباء منها كالسفينة نضّجت ... بها الحمل حتى زاد شهراً عديدها

وقال آخر:

هو ابن منضّجاتٍ كنّ قدماً ... يزدن على العديد قراب شهر

نضج


نَضِجَ(n. ac. نَضْج
نُضْج
نَضَج)
a. Was cooked, roasted.
b. Was ripe.
c. Suppurated.
d. see II (a)
نَضَّجَ
a. [acc.
or
Bi], Was slow in.
b. Caused to suppurate.

أَنْضَجَa. Cooked, roasted.
b. Ripened; matured.

إِسْتَنْضَجَa. see IV (a)
نَضْج
نُضْجa. Ripeness, maturity; succulency.

مَنْضَج
(pl.
مَنَاْضِجُ)
a. [ coll. ]
see N. Ag.
أَنْضَجَ
(a).
نَاْضِجa. Cooked, well-done.
b. Ripe; mature.

نَضِيْج
(pl.
نِضَاْج)
a. see 21
مِنْضَاْجa. Meat-hook, spit.

N. Ag.
نَضَّجَ
(pl.
مُنَضِّجَات)
a. Slow.
b. see N. Ag.
أَنْضَجَ
(a).
N. Ag.
أَنْضَجَa. Purgative, suppurative.
b. see N. Ag.
نَضَّجَ
(a).
N. P.
أَنْضَجَa. Well-matured.
b. see 25 (a)
نَضِيْج أَلرَّأْي
a. Sound in judgment.
(ن ض ج)

نَضِج اللَّحْم وَالثَّمَر نُضْجا، ونَضْجا، وأنضجه إبَّانُه، فَهُوَ مُنْضَج، ونَضِيج.

وَالْجمع: نِضَاج، قَالَ النمر يصف الدَّجَاج:

وَلَا يَنْفَعنِي إلاَّ نِضَاجا

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الإنضاج فِي الْبرد فَقَالَ فِي كِتَابه الموسوم بالنبات: المهروء الَّذِي قد انضجه الْبرد، وَهَذَا غَرِيب؛ إِذْ الإنضاج إِنَّمَا يكون فِي الْحر فَاسْتَعْملهُ هُوَ فِي الْبرد.

وَرجل نَضِيج الرَّأْي: محكمه على الْمثل.

وَفُلَان لَا يُنْضِج الكُرَاع: أَي أَنه ضَعِيف لَا غناء عِنْده.

ونَضِجت النَّاقة بِوَلَدِهَا، ونضَّجته، وَهِي مُنَضِّج: جَاوَزت الْحق بِشَهْر وَنَحْوه: أَي زَادَت على وَقت الْولادَة، وَاسْتَعْملهُ ثَعْلَب فِي الْمَرْأَة فَقَالَ فِي قَوْله:

تمطَّت بِهِ أُمُّه فِي النّفاس ... فَلَيْسَ بيَتْنٍ وَلَا تَؤْمِ

يُرِيد أَنَّهَا زَادَت على تِسْعَة أشهر حَتَّى نَضَّجته.

ونَضَّجت النَّاقة بلبنها إِذا بلغت الْغَايَة، وَأرَاهُ وهما إِنَّمَا هُوَ: نضَّجت بِوَلَدِهَا.
نضج: نضج: واسم المصدر نضج نضيج: انظرها عند (فوك) في مادة digerere؛ أظن أن معناها: (سهل هضمه) فنحن نقرأ عند (ابن بطوطة 4: 428): إن سبب عدم إقدام السود على أكل لحمو ذلك الإنسان لأنه كان أسود لأنهم يقولون أن أكل الأبيض مضر لأنه لم ينضج والأسود هو النضيج بزعمهم. جاء في الترجمة (في الحقيقة يقول السود أن لحم الرجال البيض ضار لأنه لم ينضج؛ أما لحم السود فإنه، بزعمهم، يبدو ناضجا). واعتمادا على (فوك) الذي أعطى أربع صيغ لهذا الفعل في مادة disgerere أفضل أن تكون الترجمة (بما أنه عسر الهضم وبما أن لحم السود وحده سهل الهضم بزعمهم ... الخ).
نضج: (أبو الوليد 238 رقم 82) أنضج.
نضج: نضجه ونضج به (انظره في فوك في مادة disgerere) .
أنضج: أخرج دملا (الجواليقي 10 مولر B.S 1863 و2: 3، 1، 2): وفي كونه خراجا بعلاج الخراج من تسكين اللذع والإنضاج والتفجير بالدواء أو بصناعة اليد؛ وهناك على سبيل المجاز انضج قلبه غيظا ملأه به (انظر ملاحظات على الجواليقي 23).
انضج: في (محيط المحيط): الإنضاج عند الأطباء ترقيق الغليظ وتغليظ الرقيق وتقطيع اللزج، وفي (شيكوري 187): فأخذت في تدبير ذلك الخلط بالتعديل والإنضاج.
انضج: هضم (فوك).
تنضج ب: انظرها في (فوك) في مادة digerere.
نضج: سهل الهضم. انظرها في أول الكلام (وهي في إحدى المخطوطات نضيج). منضج: سفود (احد ادوات الطبخ) (باين سميث 1506).
منضج والجمع مناضج: في (محيط المحيط): والمنضج عند الأطباء دواء يصلح قوام الخلط ويهيئه للدفع فإن كان غليظا يرققه أو رقيقا يغلظه؛ والعامة تقول منضج.
منضج: معدل المزاج (بوشر).
نضج
: (نَضِجَ الثَّمَرُ) والعِنَبُ والتَّمْرُ (واللَّحْمُ، كسَمِع) ، قَدِيداً أَو شِوَاءً، يَنْضَجُ (نُضْجاً) ، بالضِّمّ (ونَضْجاً) ، بِالْفَتْح (: أَدْرَكَ) ، والنُّضْجُ الاسْمُ، يُقَال: جادَ نُضْجُ هاذا اللَّهْمْ. وَقد أَنْضَجه الطَّاهِي، وأَنْضَجَه إِبَّانُه، (فَهُوَ) مُنْضَجٌ، و (نَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنضجْتُه) أَنا، وَالْجمع نِضَاجٌ، وَفِي حَدِيث لُقمانَ: (قَريبٌ مِن نَضِيجٍ بَعيدٌ من نِىءٍ) النَّضِيجُ: المَطبوخُ، أَرادَ أَنّه يأْخُذُ مَا طُبِخَ لإِلْفِه المَنْزِلَ وطُولِ مُكْثِه فِي الحَيِّ، وأَنّه لَا يأْكُلُ النِّىءَ كَمَا يأْكل من أَعْجَله الأَمرُ عَن إِنضاجِ مَا اتَّخَذَ، وكما يأْكُل مَنْ غَزا واصْطادَ. قَالَ ابنُ سَيّده: واسْتَعملَ أَبو حَنيفةَ الإِنضاجَ فِي البَرْدِ، فِي كِتَابه الموسوم (بالنَّبات) : المَهْرُوء: الّذي قد أَنْضَجَه البَرْدُ، قَالَ: وهاذا غريبٌ، إِذا الإِنضاجُ إِنّما يكون فِي الحَرِّ فاستعملَه هُوَ فِي البَرْد.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ نَضيجُ الرَّأْيِ) : أَي (مُحكَمُهُ) ، على المَثَل.
(و) من الْمجَاز (نَضِجَت النَّاقةُ بوَلدِها ونَضَّجَت) : جَاوَزَت الحَقّ بشَهرٍ ونحْوه، أَي زَادت على وَقُتِ الوِلادة. ونَصُّ عبارةِ الأَصمعيّ: إِذا حَملَت النَّاقَةُ ف (جازَتْ السَّنَةَ) من يَوْم لَقِحَت (وَلم تُنْتَج) ، بضمْ الأَوّل وَفتح الثَّالِث، والسَّنَةُ مَرْفُوع ومنصوب كَذَا هُوَ مُقَيَّد فِي نسختنا، قيل: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وَقد جَازَت الحَقَّ، وحَقُّها: الوَقْتُ الَّذِي ضُرِبت فِيهِ، (فَهِيَ) مِدْرَاجٌ و (مُنَضِّجٌ) . وَقد استعملَ ثَعْلَب (نَضِّجته) فِي المَرْأَة، فَقَالَ فِي قَوْله:
تَمَطَّت بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ
فَلَيْسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوْأَمِ
يُرِيد أَنّها زَادَت على تِسْعةِ أَشهر حَتَّى نَضَّجته. وَفِي (اللِّسَان) : والمُنضِّجة: الَّتِي تأَخَّرَت ولادتُها عَن حينِ الوِلادةِ شهرا، وَهُوَ أَقْوَى للوَلَد.
(والمِنْضاجُ: السَّفُّودُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من الْمجَاز: أَمْرٌ مُنْضَج.
وأَنْضِجْ رأَيَك.
وَهُوَ لَا يَسْتَنْضِجُ كُراعاً، والكُراعُ: يَدُ الشَّاةِ، أَي إِنه ضعيفٌ لَا غَناءَ عِنْده.
ونوُقٌ مُنَضِّجاتٌ.
ونَضِّجَت الناقةُ بلَبَنها: إِذا بَلَغَت الغَايَةَ. قَالَ ابنُ سَيّده: وأُراه وَهَماً، إِنما هُوَ نَضَّجَت وَلَدَها.

نضج

1 نَضِجَ, aor. ـَ inf. n. نُضْجٌ and نَضْجٌ, (S, K, &c.,) or these are [properly] simple substs., (the former accord. to the L, and both accord. to the Msb,) and the inf. n. is نَضَجٌ, (Msb,) It (fruit, الثَّمَرُ, S, K, [in the CK التَّمْرُ, or dates,] as grapes, and dates, TA, and flesh-meat, S, K, whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way,]) attained to a perfect state of fitness for being used, or for being eaten: it (fruit) became ripe, or mature: it (flesh-meat) became thoroughly cooked. (S, K, &c.) See 2.

[And It (the skin of one tormented in Hell) became thoroughly burned: see Kur iv. 59.] b2: It (an ulcer or the like) became ripe, or suppurated.]2 نَضَّجَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا, (S, K,) and بِهِ ↓ نَضَجَتْ, (K,) and نَضَّجَتْ وَلَدَهَا, (L,) (tropical:) She (a camel) exceeded the usual period of gestation by a month, or thereabout: (L:) or exceeded the year and did not bring forth: (S, K:) was pregnant, and exceeded the year, counting from the time when she conceived, and did not bring forth. (As.) Th uses the expression نضّجت ولدها as signifying She (a woman) exceeded the usual period of gestation, namely nine months; or did so by a month: in which case the child is more strong for the delay. (TA.) b2: نَضَّجَتِ النَّاقَةُ بِلَبَنِهَا (tropical:) The she-camel attained the utmost point with her milk: but ISd thinks it a mistake for نضّجت بولدها. (L.) A2: See 4.4 انضج He rendered fruit, or flesh-meat, (whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way],) perfectly fit for being used, or for being eaten: rendered ripe, or mature: thoroughly cooked: (S, K:) it (the proper time) rendered fruit ripe, or mature; ripened, or matured it. (TA.) b2: AHn uses this verb in a strange manner, explaining the expression نَبَاتٌ مَهْرُوْءٌ by the words أَلَّذِى قَدْ

أَنْضَجَهُ البَرْدُ [meaning, a plant, or herbage, that is nipped, shrunk, shrivelled, or blasted, by the cold]: this is strange because إِنْضَاج is an effect of heat; not of cold. (M.) [See أَحْرَقَ.] b3: أَنْضِجْ رَأْيَكَ (tropical:) Mature thy judgment, or thine opinion]. (A.) b4: لَا يُنْضِجُ السكُرَاعَ, (L,) or كُرَاعًا ↓ لَا يَسْتَنْضِجُ, (A,) [He does not thoroughly cook the slender part of the leg of a sheep, or the like]: i. e., he is weak, and of no use, or does not possess a competence. (L.) b5: [انضج also signifies It matured, or caused to suppurate, an ulcer or the like; as also ↓ نضّج.]10 إِسْتَنْضَجَ see 4.

نَضْخٌ: see نُضْجٌ.

نُضْجٌ and ↓ نَضْجٌ: see 1. b2: As simple subst., in relation to fruit, or to flesh-meat. A perfect state of fitness for being used, or for being eaten. ripeness, or maturity: the state of being thoroughly cooked. (L, Msb.) نَضِيجٌ and ↓ نَاضِجٌ (S, K) and ↓ مُنْضَجٌ (TA) Fruit, and flesh-meat, (whether dried in the sun or roasted, TA, [or cooked in any way,]) in a perfect state of fitness for being used, or for being eaten: ripe, or mature: thoroughly cooked: (S, K, &c.:) pl. [of the first, and perhaps of the second also,] نِضَاجٌ. (TA.) b2: نَضِيجُ الرَّأُي (tropical:) A man of sound, [or mature] judgment. (S, K.) b3: ↓ أَمْرٌ مُنْضَجُ (tropical:) [A matured affair; and affair soundly, or thoroughly, managed] (A.) نَاضِجُ: see نَضِيجٌ.

مُنْضَجٌ: see نَضِيجٌ.

مُنْضِجٌ: see what follows.

مُنَضِّجٌ (S, L, K) and ↓ مُنْضِجٌ and each with ة (L) (tropical:) A she-camel that exceeds the usual period of gestation by a month, or thereabout: (L:) or that exceeds the year and does not bring forth: (S, K:) pl. مُنَضِجَاتْ (S) and مُنْضِجَاتٌ. (L.) See an ex. voce قِرَابٌ. b2: [Also both, but the latter the more common, A suppurative medicine.]

مِنْضَاجٌ An iron instrument for roasting flesh-meat; syn. سَفَّودٌ. (K.)
نضج
نضِجَ يَنضَج، نُضْجًا ونَضْجًا ونَضَجًا ونِضاجًا، فهو ناضِج
• نضِجَتِ الفاكهةُ: طابت، بلغت ما يرادُ منها من اكتمال الطّراوة والرّائحة والطّعم واللّون "نضج العِنَبُ/ الزرعُ- برتقال ناضج- نُضج الجوافة".
• نضِج اللَّحمُ وغيرُه:
1 - طاب، أصبح صالحًا للأكل بفعل النَّار.
2 - أدرك شيّه حتى احترق " {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} ".
• نضِج الشَّخصُ: اكتمل نموُّه واكتسب خبرةَ التفكير "شخص غير ناضج- نضِج عقلٌ- عقل ناضج: بالغ كامل نموِّه- بلغ مرحلة النُّضْج الفكريّ" ° سِنُّ النُضْج: كمال السنِّ- نضِج الرّأيُ/ نضِج الأمرُ: صار محكمًا، أُحْكِم- نضجِت مداركُه: كان رصينًا ثابتًا محكمَ الرّأي. 

أنضجَ يُنضج، إنضاجًا، فهو مُنضِج، والمفعول مُنضَج
• أنضج الطَّعامَ: طيَّبَهُ، جعله صالحًا للأكل بفعل النّار أو الحرارة "أنضجت لحمًا- أنضجتِ الشمسُ الفاكهةَ- أنضج الطّعامَ على نار هادئة".
• أنضجَ الرَّأيَ: أحكمه، أخرجه بعد تروٍّ وإمعان "أنضج آراءَه بالمطالعة" ° فلانٌ لا يُنضج كُراعًا: ضعيف لا غَناء عنده. 

نضَّجَ يُنضِّج، تَنْضيجًا، فهو مُنضِّج، والمفعول مُنضَّج
• نضَّج الطّعامَ: أنضجَه؛ جعله صالحًا للأكل بفعل النَّار "نضَّجتِ النارُ اللّحمَ". 

مِنضاج [مفرد]: اسم آلة من نضِجَ: سَفُّود (عود من حديد ينظم فيه اللّحمُ ليشوى) "نُظِم اللّحمُ في المِنضاج ليُشوى". 

نِضاج [مفرد]: مصدر نضِجَ. 

نَضْج/ نَضَج [مفرد]: مصدر نضِجَ. 

نُضْج [مفرد]:
1 - مصدر نضِجَ.
2 - بلوغُ الثَّمرة كمالها، وذلك عندما تبلغ غاية ما يراد منها لونًا وطعمًا ورائحةً وطراوةً.
3 - (حي) تمام نموّ الكائن الحيّ واكتمال خصائص بلوغه.
• النُّضج الاجتماعيّ: (مع) درجة التَّحرُّر من الحاجة إلى رقابة الوالدين أو سواهما من الرَّاشدين الآخرين. 

نُضوج [مفرد]:
1 - اكتمال النُّموِّ، وإدراك وقت القطع أو الأكل "نُضوج عنب/ الفاكهة".
2 - اكتمال المدارك "نضوج التفكير/ العقل". 

حرّ

حرّ: حرَّر: (في معجم ألكالا Previlegiar مُحَرِّر Excosador Cosa مُحَرَّر) أعفاه من الرسوم العامة، وأنعم عليه وتستعمل غالبا في الكلام عن الضرائب يقال حرَّر الشخص وحرَّر المكان من المغارم. وفي كلامه عن مدينة (4: 52) مُحَرَّرة من المغارم والوظائف (4: 359). والفعل حرَّر وحده يستعمل أيضاً بمعنى إعفاء من كل ضريبة. ففي رحلة ابن بطوطة (2: 410): حرَّر له ذلك الموضع (3: 75 المقري 2: 537، 704 كرتاس ص122، 124، ابن عبد الملك ص133) وفي كلامه عن علي بن يوسف بن تاشفين: فأجازه عليها (القصيدة) بتَنْوية كريم وكَتْب صك بتحرير أملاكه كما ابتغى. وفي شهادة في كتاب ابن الخطيب (ص107ق): وان يحمل على الجري (التحرير) في جميع أملاكي (أملاكه) بالكور -المذكورة- لا يلزمها وظيف يوجِّه ولا يكلف منها كلفة على كلِّ حال.
وفيه (ص126 ق) قالت حفصة هذا الشعر تخاطب به الخليفة (انظر المقري 2: 539):
امنن عليَّ بصكِّ ... يكون للدهر عدَّهْ
تخط يمناك فيه ... الحمد لله وَحْدَهْ
قال فَمَنَّ عليها وحرز (وحرَّر) لها ما كان لها من ملْك.
ويقال أيضاً حررَّه من العمل أي أعفاه (ألكالا وانظر فكتور) ففيهما مُحَرَّر أي معفو من العمل.
وفي الديانة الكاثوليكية: عام التحرير (ألكالا) وهو عيد السنة الخمسين من السماح العام أو الغفران الشامل الكمل الاحتفالي. وغفران كامل للخطايا يمنحه البابا في عدد من المناسبات فيكون باعثا لإقامة الأعياد.
وحرَّر: صحَّح. وإذا كانت خطأ في الكتاب كتبوا فَلْيُحرَّر أي فليصحح هذا الخطأ (المقري 1: 855) وقد تكرَّر ذكر ذلك على هامش الطبعات التي طبعت في المشرق.
حرَّر مكتوبا: كتب رسالة: حرَّر الوكة.
وحرَّر الكتاب: ابرم عقدا، وحرَّر اسمه: وقع الكتاب أمضى الرسالة (بوشر).
محرَّر القضايا: كاتب أحكام القضاء (رولاند).
وفي محيط المحيط: والعمة تستعمل التحرير بمعنى الكتابة.
وحرَّر: أصلح الخط وجوده (هميرت ص15).
وحرَّر على: أمعن في الفحص، نقب عنه دقَّق عليه، نقَّر عنه، فتش عن الأخطاء بعناية (بوشر).
وحرَّر على: سدَّد على، وجَّه، صوّب، بوشر (في ألف ليلة) (2: 113): ضرب الأكرة بالصولجان وحرَّرها على وجه الخليفة. وفي ألف ليلة (1: 62) طبعة بولاق: حرَّر المدفع على القلعة. أي صوَّب المدفع على القلعة.
أَحَرَّ، أحَرَّه: جعله حارا دفأه وسخنه (ابن العوام 1: 176).
تحرَّر: صار حُرَّا (فوك، ألكالا).
وتحرَّر: كُتِب. فعند دي ساسي ديب (10: 45): تحرَّرتْ هذه الفصول المذكورة يوم الأحد الخ (أماري ص 342).
استحر: ذكرها فوك في مادة ( Estuare) . وقال في مادة ( Calefucere) : الإنسان يستحر به. ويقال استحرت كبده: يبست من عطش أو حزن (معجم مسلم).
حَرّ: يستعمل بمعنى حارّ (انظر لين في مادة حارّ) يقال الــيوم حرّ أي الــيوم حار والــيوم الشمس حر أي الشمس حارة الــيوم (بوشر).
الأرض الحَرَّة: بمعنى الحَرَّة (انظر الحرَّة في معجم لين) (تاريخ البربر 1: 437) والصواب فيه السوداء بدل السود كما في مخطوطة 1351 (2: 84).
حِرّ: فرج المرأة، ويجمع على حرّات في معجم فوك.
حُرّ: كريم، شريف، وكذلك ابن حُرّة (بوشر) وفي الأندلس: ذو امتياز وفي أفريقية: الأبيض (فلوجل، مصطلح 67 ص6) والأحرار: البيض مقابل المولدين (دوماس صحاري 78، 280، 287، 323).
الأولاد الأحرار في مراكش هم خدم بلاط السلطان. وهم يحملون القسي ويمنعون الناس من التقرُّب من السلطان حين جلوسه ويمكن اعتبارهم حريا خاصا للسلطان (فلوجل مصطلح 69 ص5) والأحرار من الحيوان: الاصائل يقال الأحرار أي كرام الإبل (برتون 2: 16) والبزاة الأحرار (المقري 2: 711).
وطير الحُرّ هو الــيوم في بلاد البربر الباز (دومب ص61) (همبرت ص68 بربرية) بوشر، بربرية دوماس صحاري ص258 غير أني أرى أنه الطير الحر.
والمؤنث حُرَّة: فرس كريم أصيل (كرتاس ص159).
واختيار حُرّ وإرادة حرة: اختيار مطلق وإرادة مطلقة. (فوك).
وحرّ: اسم حيوان يسكن الصحراء الأفريقية يشبه الغزال بعض الشبه ظهره ورأسه بلون أحمر باهت وبطنه أبيض ناصع (جاكسون ص32 تمبكتو ص512) وأصل الكلمة الذي يذكرها الرحالة ( Bezoard) لا يمكن قبوله.
والمؤنث حُرَّة التي ذكرها كل من فوك والكالا تجمع على أَحرار وهي المرأة العفيفة الشريفة.
وفي معجم بوشر: امرأة حرَّة وهي المرأة العفيفة المحصَّنة وفي معجم فوك: هي السيدة الشريفة وتجمع فيه على أحرار وحرائر.
وامرأة حرة: أميرة، بنت الملك أو امرأة الملك أو الأمير، ملكة، سلطانة (معجم الأسبانية) وفي الحلل (ص80 و): وكانت أمه حرة عبد الوادية.
وفي شواهد قبور أميرات أسرة بني زيان طبعها بروسلاو (مذكرات عن القبور وغيرها ص26، 28، 42، 70، 90، 119 الخ). كان يطلق على الأميرات اسم حرة دائما. حُرّ: نوع من التمر ليس بجيد (مجلة الشرق والجزائر 5: 210، 13: 155 ديسكايراك 2 ميشيل ص272 دونانت ص89 باجني ص149).
حرّ المال (عبد الواحد ص153) يظهر أنه يراد به الدراهم والنقود التي اكتسبت بوسيلة شريفة.
حُرّ الوَجْه: الوجنة: وهو القسم المرتفع من الخد (بوشر) وانظر لين، ويستعمل بمعنى الخد (بيان 1، التعليقات ص118).
أَسنان الأحرار: الأسنان الأمامية (دومب) وأرى أن الصواب أن يقال الأسنان.
القَليب الحر: حراثة الأرض جيدا تقليبها للزراعة ثلاث مرات أو أكثر. (ابن العوام 2: 10، 11، 37، 38).
شكاة حُرّ مرض التهابي (رسالة إلى فليشر ص182).
حُرّ: حرارة في معدة الأطفال يتصل بها أثر في الفم يشبه القلاع (محيط المحيط). وفي الأسبانية ( Alhorre) وهي الحُرّ بالعربية تعني: قشرة اللبن وهو مرض يصيب الأطفال الحديثي الولادة.
والحر في مذاكير الفرس: نوع من الغدد، أو غدة مكتنزة في احليل الفرس. (ابن العوام 2: 624).
وفي البرتغالية: ( alforra) وهي الحَرّ أيضاً تعني يرقان سوس الحبوب.
وكنت أرى حتى الآن أن الكلمة الحَرّ (معجم الأسبانية ص116 ورسالة إلى فلير) وفقا لأصلها الغوي الحَرّ أي الحرارة غير أنها ما ذكره صاحب محيط المحيط وما جاء في الأسبانية والبرتغالية يدل على إبدال الفتحة بالضمة.
حَرَّة قارن تفسير لين بما يقوله برتون (1: 403): (وهو الاسم الجنسي للحمم البركانية والحجر الناري ذي المسامات والحجر الأخضر وحجر الصفائح وأنواع أخرى من الحجارة تفترض إنها من أصل بركاني وتطلق أيضاً على التل أو الهضبة ذات الحجارة البركانية.
حُرَّة: انظر حُرّ.
حُرِّيّ: حُرّ بلاد حرية: بلاد حرَّة بلاد مستقلة غير متعبدة (بوشر).
حُرِّيَّة: استقلال، وبحرية: بلا تكلف بلا احتراس.
وحرية الأديان: خيار المعتقد.
وضلال الحرية: فساد السيرة. وفي المثل: البريِّة حرِّية أي أن الإنسان يتصرَّف كما يشاء في البرية فلا يتكلف ولا يراعي قواعد السلوك. (بوشر).
وحرَّية: براءة، نزاهة، (ألكالا) وعفَّة: حصانة (ألكالا). وحريَّة: فضل، سمو الكمال، منزلة رفيعة، ففي بسام (3: 5ق): على أن إليه كانت هجرة أولى البقية وذوي الحرية من هذه الطبقة الأدبية القرطبية.
حرير: حار، وتجمع على حِرار، ويقال دموع حرار أي حارة (هو جنلايت ص105).
وحرير: ثوب من ابريسم (بارت 4: 449، 466) وانظر تَوْب.
حَرَارَة: فرط حرارة الدم. (همبرت ص35)، والتهاب في أعضاء البدن، ورم (بوشر، معجم بدرون، ابن خلكان 1: 353)، (عبد الطيف ص8 طبعة توبنج).
وحَرارة: قرحة آكلة (دوماس حياة العرب ص424).
بيت الحرارة: الحجرة الداخلية الرئيسة في الحمامات (لين عادات 2: 47).
وحرارة: أشر، نشاط، حدّة (بوشر).
وحرارة: لقانة، حدة الخيال (رسالة إلى فليشر ص100، 101).
حرارات: أغذية وأدوية مسخَّنة ومقوية ومنشطة (معجم هابشيت في الجزء الرابع، ألف ليلة برسل 7: 331 ماكن 2: 67).
حَرِيرَة: قطعة من الحرير (ابن العوام: 2: 570).
والحرائر: تجارة الحرير، ومعامل الحرير، ونسائج الحرير (بوشر)، (محيط المحيط).
حريرة: ضرب من الحساء تشبه بعض الشبه الطعام المتّخذ من الحليب والبيض والسكر عند الأوربيين. (رحلة إلى عوادة ص406، وانظر رحلة ابن بطوطة 3: 131).
حَروري: يقال: خمر حرورية قوية ورد ذكرها في ديوان مسلم بن الوليد (ص32 القصيدة 15). وحروري: قوي، شديد، سري إشارة إلى شجاعة الحرورية من الخوارج ونجدتهم.
حَرِيرِيّ. التربة الحريرية أو الأرض الحريرية؟ انظرها في جَزِيري.
حرَّار: حائك الحرير (ألكالا، هلو، كرتاس ص41) وفي العقد الصقلي: كاريري: حائك (تنبيه السيد أماري).
حارّ: جمعها حَرَّار في معجم فوك - التهبي (بوشر) - ويقال مرض حار.
حار: مرض التهابي (رسالة إلى فليشر ص100، 101).
وحارّ: حادّ، حامز الفؤاد (بوشر).
زَيْت حارّ (المجلة الآسيوية 1849، 2: 319 رقم 1) يعني الزيت الذي يستخرج من الكتان، كما فسره كاترمير في المجلة الآسيوية 1850، 1: 262 - 263).
الفول الحار: (ألف ليلة 2: 186) ويراد به، حسب ما يقول لين في ترجمته (2: 405) الفول ينقع في الماء الحار فترة من الزمن ثم يغلى.
حارَّة: رشاد بري (سنج، شيرب) وحارَّة: خردل بري (دوماس حياة العرب ص383).
وحارَّة: ترجمها فريتاج بما معناه محلَّة في المدينة. وهي حارَة من حور (وعند فريتاج من حير). ومع ذلك فإنا نجد الجمع حرائر بهذا المعنى عند كرتاسلا (ص277).
تَحْرير: ويجمع على تحريرات: إعفاء من الضرائب. يقول أبو حمو (ص164): يا بُنَيَّ عليك بإكرام العلماء والصالحين والتحريرات للمرابطين.
وتحرير ويجمع على تحارير: رسالة ألوكة (بوشر، محيط المحيط، هلو).
وتحرير: خط الرمي، وهو خط تسدد بمقتضاه المدافع (بوشر).
تحرير المحلّ: من مصطلح البحرية، وهو أن يحدد على الخريطة المكان الذي توجد فيه السفينة (بوشر).
تحرير عجلة: خط صنع بعجلة كتابة سريعة (بوشر).
مال التحرير أو فردة التحرير: ضريبة تفرض لتحل محل الضرائب الجائرة خلافا للوجه الشرعي (صفة مصر 11: 495، 12: 61).
مُحَرَّر: ناعم كالحرير (ألكالا) ففي ابن البيطار (1: 273): وفي أعلا القضيب زهر اسمانجوني محرر من ناحية. وعند المقري (1: 123): نسيج مُلَبَّد، ولابد أنه نوع اللبود، ويعد من ثياب اللباس المحررة. وفي (2: 711) منه: أحارم الصوف المحررة. وتجد فيه أيضا: الكسية المحررة والبرانس المحررة (المقري 2: 711) ومن المؤكد أن الأكسية والبرانس كانت تصنع عادة من الصوف. ولذلك يجوز أن يستنتج من كل هذا أن محررا يعني أنه مصنوع من الحرير. أو يعني أنه رقيق ناعم الملمس مثل الحرير، وقد أصبحت كلمة محرر تذل الــيوم على معنى آخر، لئن يرجون يذكر في (ص372) خطابي محرر ويريد بذلك تفته موردة.
وتستعمل كلمة محرر اسما لنوع من الثياب ففي المقري (2: 88، 3: 138): كان قد بعث إليَّ بمحرر لأبعث به إلى من يعرضه للبيع ويجمع محرر على محررات (المقري 2: 711) وربما كان نسيجا من الصوف أو اللباد رقيقا ناعم الملمس مثل الحرير. ولعله كان فيه شيء من الحرير.
وفي بيت ذكره المقري (1: 280) وحاكمتهم للسيف حكما محررا لم تتضحِّ لي معنى الكلمة الأخيرة.
مَحْرور: من كان حار المزاج، وهو ضد مبرود من كان بارد المزاج. ففي ابن البيطار (1: 7): ولا يسقاه المحرورات من النساء ولا الضعيفات الاسافل. وفيه (1: 12): حماض الاترج يشَّهي الطعام للمحرورين. غير انه في محيط المحيط: وعند الأطباء من غلبت على مزاجه حرارة غريبة فأخرجته عن الاعتدال.

وذأ

وذأ: وذأته عيني تذؤه وذء أي نبت تنبو. وذا: وتقول: وَذَأته فاتَّأَذَ، أي زجرته فانزجر.
[وذأ] نه: فيه: إن رجلًا قام فنال من عثمان "فوذأه" ابن سلام "فانذأ"، أي زجره فانزجر، وأصله العيب والحقارة.
[وذأ] وَذَأْتُ الرجلَ وَذْءًا، إذا عِبْتَهُ وحقَّرتَهُ. وأنشد أبو زيد: ثَمَمْتُ حوائِجي وَوَذَأْتُ بِشْراً * فبئسَ مُعَرَّسُ الرَكْبِ السِغابِ ووَذَأْتُهُ فاتَّذَأَ: زجرته فانزجر.

وذ

أ1 وَذَأَهُ, (S, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. وَذْءٌ, (S,) He imputed to him a vice, fault, or the like; despised him; (S, K;) chid him; (S, K;) and blamed, or reproached him. (A'Obeyd.) A2: وَذَأَتْ عَنْهُ عَيْنُهُ His eye recoiled from him, or it: syn. نَبَتْ عنه. (K.) 8 إِتَّذَأَ, quasi-pass. of وَذَأَ, He was charged with a vice, fault, or the like; &c. (S, K.) وَذْءٌ Disapproved, or hateful, language; (K;) whether it be reviling or of another description.

مَا بِهِ وَذْأَةٌ (like وَذْيَهٌ) There is no fault, or defect, (عِلَّة,) in him or it. (Aboo-Málik, K. *)
[وذ أ] الوَذْءُ المَكْرُوه من الكَلامِ شَتْمًا كان أو غَيْرَه ووَذَأَه يَذَؤُه وَذْءًا عابَه وزَجَرَه وحَقَّرَه وقد اتَّذَأَ قالَ أَبو عُبَيْدٍ ومِنْه حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ الحِبْر أَنَّ رَجُلاً قامَ فَنالَ من عُثْمانَ فَوذَّأَه ابنُ سَلامٍ فاتَّذَأَ أَي زَجَرَه فانْزَجَر قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ

(أَنِدُّ مِن القِلَى وأصُونُ عِرْضِي ... )

(ولا أَذَأُ الصَّدِيقَ بما أَقُولُ ... )
وذأ
وَذَأْتُ الرجل وَذْءً: عِبْتُه وحقَرْتُه، وأنشد أبو زيد:
ثَمَمْتُ حَوائجي ووَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ
ووَذَأتِ العين: نَبَتْ.
وما به وَذْءَةٌ ولا ظَبْظابٌ: أي لا عِلّة به.
ووَذَأتُه فاتَّذَأ: أي زَجَرْتُه فانزَجر، ومنه حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه بينا هو يَخطب ذات يوم قام رجل فنال منه فَوَذَأه ابن سلام فاتَّذأ، فقال له رجل: لا يَمْنعنَّك مكان ابن سلام أنْ تَسُبَّ نعْثَلاً فإنه من شيعته، فقال ابن سلام: فقلت له: لقد قُلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نُوح. كان يُشبَّه برجل من أهل مِصر اسمه نعْثل لِطول لحيته. قوله: العظيم يوم القيامة: أي الذي يَعْظُم عقابه يوم القيامة، وقيل: أراد يوم الجُمُعة.

وذأ: الوَذْءُ: المكروه من الكلام شَتْماً كان أَو غيره.

ووذَأَه يَذَؤُه وَذْءاً: عابَه وزَجَرَه وحَقَرَه. وقد اتَّذَأَ.

وأَنشد أَبو زيد لأَبي سلمة الـمُحارِبيِّ:

ثَمَمْتُ حوائِجي، ووَذَأْتُ بِشْراً، * فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ

ثَمَمْتُ: أَصْلَحْتُ. قال ابن بَرِّي: وفي هذا البيت شاهد على أَنَّ

حَوائجَ جمع حاجةٍ، ومنهم من يقول جمع حائجةٍ لغة في الحاجةِ.

وفي حديث عثمان: أَنه بينما هو يَخْطُبُ ذاتَ يوم، فقام رجل ونال منه، ووَذَأَه ابن سَلامٍ، فاتَّذَأَ، فقال له رجل: لا يَمنَعَنَّكَ مَكانُ ابن سَلامٍ أَن تَسُبَّه، فإِنه من شِيعتِه. قال الأُموي: يقال وذَأْتُ

الرجُلَ إِذا زَجَرْتَه، فاتَّذَأَ أَي انْزَجَر. قال أَبو عبيد: وذَأَه أَي زَجَرَه وذَمَّه. قال: وهو في

الأَصل العَيْبُ والحَقارة. وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة:

أَنِدُّ منَ القِلَى، وأَصُونُ عِرْضِي، * ولا أَذَأُ الصَّدِيقَ بما أَقولُ

وقال أَبو مالك: ما به وَذْأَةٌ ولا ظَبْظَابٌ أَي لا عِلَّةَ به، بالهمز. وقال الأَصمعي: ما به وَذْيةٌ، وسنذكره في المعتل.

وذأ
: ( {وَذَأَه، كَوَدَعَه) } يَذَؤُهُ {وَذْأً (: عَابَه وحَقَرَهُ وزَجَرَه،} فَاتَّذَأَ) هُوَ، أَي انْزَجَرَ، وأَنشد أَبو زَيْدٍ لأَبِي سَلَمةَ المُحارِبيِّ:
ثَمَمْتُ حَوَائِجِي {وَوَذَأْتُ بِشْراً
فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ
ثَمَمْتُ: أَصْلَحْتُ، وَفِي حَدِيث عُثمانَ أَنه بَيْنَمَا يَخْطُبُ ذاتَ يومٍ فَقَامَ رَجُلٌ فنَالَ مِنْهُ،} وَوَذَأَهُ ابنُ سَلاَمٍ فَاتَّذَأَ، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: لَا يَمْنَعَنَّكَ مَكَانُ ابْنِ سَلاَمٍ أَنْ تَسُبَّهُ فَإِنَّه مِن شِيعَته. قَالَ الأُموهيُّ: يُقَال: وذَأْتُ الرَّجُلَ إِذا زَجَرْتَه، فاتَّذَأَ، أَي انْزَجَر، قَالَ أَبو عُبيدٍ: وَذَأَه، أَي زَجَرَهُ وذَمَّه، قَالَ: وَهُوَ فِي الأَصْلِ العَيْبُ والحَقَارَةُ، وَقَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
أَنِدُّ مِنَ القِلَي وَأَصُونُ عِرْضِي
وَلاَ {أَذَأُ الصَّدِيقَ بِمَا أَقُولُ
(و) } وَذَأَتِ (العَيْنُ) عَن الشيءِ (: نَبَتْ) ، نَقله الصاغانيُّ وابنُ القَطَّاع. ( {والوَذْءُ: المَكْرُوهُ مِن الكلامِ) شَتْماً كَانَ أَو غَيْرَه.
(و) قَالَ أَبو مالكٍ: من أَمثالهم (مَا بِهِ} وَذْأَةٌ) وَلَا ظَبْظَابٌ، أَيْ (لَا عِلَّةَ بِهِ) بِالْهَمْز، وَقَالَ الأَصمعيُّ: مَا بِه وَذْيَةٌ، وسيأْتي فِي المعتلّ إِن شاءَ الله تَعَالَى.
وذأ نعثل نوح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُثْمَان [رَحمَه الله -] أَنه بَينا هُوَ يخْطب ذَات يَوْم فَقَامَ رجل فنال مِنْهُ فوذأه ابْن سلاّم فاتّذأ فَقَالَ 1 - / الف لَهُ / رجل: لَا يمنعنّك مَكَان ابْن سلاّم أَن تسبّ نعثلا فَإِنَّهُ من شيعته قَالَ ابْن سَلام: فَقلت لَهُ: لقد قلت القَوْل الْعَظِيم يَوْم الْقِيَامَة فِي الْخَلِيفَة من بعد نوح. قَالَ الْأمَوِي وَابْن الْكَلْبِيّ وَغَيرهمَا ذكر كل وَاحِد [مِنْهُم -] بعض هَذَا الْكَلَام قَوْله: فوذأه فاتّذأ يُقَال: وذأت الرجل إِذا زجرته وقمعته وَقَوله: فاتّذأ يَعْنِي انزجر. [وَقَوله -] : أَن تسب نعثلا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: إِنَّمَا قيل لَهُ: نعثل لِأَنَّهُ كَانَ يشبه بِرَجُل من أهل مصر اسْمه نعثل وَكَانَ طَوِيل اللِّحْيَة فَكَانَ عُثْمَان إِذا نيل مِنْهُ وعيب شبه بذلك الرجل لطول لحيته لم يَكُونُوا يَجدونَ عَيْبا غير هَذَا وَقَالَ بَعضهم: إِن نعثلا من أهل أَصْبَهَان وَيُقَال فِي نعثل: إِنَّه الذّكر من الضباع. وَأما قَول ابْن سَلام: والخليفة من بعد نوح فَإِن النَّاس اخْتلفُوا فِي مَعْنَاهُ. وَأما أَنا فَإِنَّهُ عِنْدِي أَرَادَ بقوله: نوح عمرَ بن الْخطاب وَذَلِكَ لحَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين اسْتَشَارَ أَبَا بكر وَعمر [رَضِي الله عَنْهُمَا -] فِي أُسَارَى بدر فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بكر بالمنّ عَلَيْهِم وَأَشَارَ عَلَيْهِ عمر بِقَتْلِهِم فَقَالَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَأَقْبل على أبي بكر: إِن إِبْرَاهِيم كَانَ اليَنَ فِي الله من الدّهن باللبين ثمَّ أقبل على عمر فَقَالَ: إِن نوحًا كَانَ أشدّ فِي الله من الْحجر

الغِبُّ

الغِبُّ: الْحمى الَّتِي تنوب يَوْمًــا، وَــيَوْمــا لَا.
الغِبُّ، بالكسر: عاقِبَةُ الشَّيْءِ،
كالمَغَبَّةِ، بالفَتْحِ، ووِرْدُ يَوْمٍ وظِمْءُ آخَرَ،
وـ في الزِّيارَةِ: أنْ تكونَ كُلَّ أُسْبوعٍ،
وـ مِنَ الحُمَّى: ما تَأخُذُ يَوْمــاً وتَدَعُ يَوْمــاً. وقَدْ أغَبَّتْهُ الحُمَّى، وأغَبَّتْ عليهِ، وغَبَّتْ، وبالفَتْحِ: مَصْدَرُ
غَبَّتِ الماشِيَةُ تَغِبُّ: إذا شَرِبَتْ غِبًّا،
كالغُبوبِ، وإِبِلٌ غابَّةٌ وغَوابُّ، وبالضمِّ: الضَّارِبُ مِنَ البَحْرِ حَتَّى يُمْعِنَ في البَرّ، والغامضُ مِنَ الأَرْضِ، ج: أغْبابٌ وغُبوبٌ.
وأغَبَّ القَوْمَ: جاءَهُمْ يَوْمــاً وتَرَكَ يَوْمــاً، كَغبَّ (عَنْهُمْ) ،
وـ اللَّحْمُ: أَنْتَنَ،
كغَبَّ، والتَّغْبيبُ: تَرْكُ المُبالَغَةِ، وأخْذُ الذِّئْبِ بِحَلْقِ الشَّاةِ،
وـ عَنِ القَوْمِ: الدَّفْعُ عَنْهُمْ.
والمُغِبُّ: الأَسَدُ.
والغَبْغَبُ: صَنَمٌ، واللَّحْمُ المُتَدَلِّي تَحْتَ الحَنَكِ،
كالغَبَبِ، وجُبَيْلٌ بِمِنًى. وأبو غَبابٍ، كَسَحَابٍ: جِرَانُ العَوْدِ. وكَغُرابٍ: ثَعْلَبَةُ بنُ الحارثِ.
وكَزُبَيْرٍ: ع بالمدينَةِ، وناحِيَةٌ باليَمامَةِ.
والغُبَّةُ، بالضمِّ: البُلْغَةُ مِنَ العَيْشِ، وبلا لامٍ: فَرْخُ عُقابٍ كانَ لِبَنِي يَشْكُرَ. وكالحَبِيبَةِ: لَبَنُ الغُدْوَةِ يُحْلَبُ عليهِ مِنَ اللَّيْلِ ثم يُمْخَضُ.
وغَبَّ عِندنا: باتَ،
كأَغَب، ومنه قَوْلهُم: روَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبَّ.
والمُغَبَّبَةُ كَمُعَظَّمَةٍ: الشَّاةُ تُحْلَبُ يَوْمــاً وتُتْرَكُ يَوْمــاً.
ومِياهٌ أغْبابٌ: بَعيدَةٌ.
والتَّغِبَّةُ: شَهادَةُ الزُّورِ.
وفُلانٌ لا يُغِبُّنا عَطاؤُهُ، أي يأتينا كُلَّ يَوْمٍ.

غبّ

غبّ: غَبَّ: سُقي يومــاً وترك يومــاً، ففي ابن العوام (1: 286) ثم يُسْقى غبّاً يسقي يومــاً ويترك يومــاً. (وهذا صواب العبارة وفقاً لما جاء في مخطوطتنا). وفي نفس المعنى (1: 192) تسقى يومــا وتغب يومــاً: وفيه 192، 19 وتغب ثمانية أيام. أي تتركه بغير سقي ثمانية أيام.
غَبّ: احتسى، رشف، بلع، ابتلع. (بوشر). وهي عامية عَبَّ. (محيط المحيط).
غَبَّب (بالتشديد): غطَّى، حجب، كتم. (فوك).
غَبَّب به: جلاه، صقله، لمعه. (فوك).
أغَبَّ. يقال: أغبَّ الزيارة أو زيارته. (عباد 3: 177).
كان لا يغب الغَزْوَ: كان يغزو بلا توقف ولا انقطاع. (عبد الواحد ص52 حيّان ص20 ق، الخطيب ص178)، تَغَبَّب: غُطّي أو تغطَّى. (فوك).
غِبّ- عمل غبّاً: جلى، صقل، لَمَّع. (فوك).
غِبَّ: بعد، وفي معجم بوشر غَبّ، وهي ليست من فصيح الكلام، غير انها كثيرة الاستعمال عند مؤلفي القرون الوسطى (معجم مسلم).
غُبّ: خليج، جون في لهجة اليمن- ففي الادريسي (القسم الأول الفصل السادس (جوبرت 1: 54) ومعنى الغب الجون. غُبَّة: المياه العميقة (بلجراف 2: 247).
غببة: في ألف ليلة (برسل 10: 232) في الكلام عن فتاة: مراشف سكرية وغببة مرخية ونهود عاجية.
غبيب: ذكرت في (ص167) من ديوان الهذليين.
مَغَبَّة: هَضْم. ففي معجم المنصوري مادة تخمة: وأصله وخمة من الوخامة وهي الثِقَل وسوء المغبة. وفيه مادة وخامة: الأغذية التي لا توافق ولا تُحْمَد مغبته (لها).

نوح

نوح



الغُرَابُ النُّوحِىُّ [The Noachian crow;] an appel-lation applied in Egypt to the زاغ (or rook). (TA, art. زيغ.)
نوح
نُوْحٌ: اسْمُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.
والنَّوْحُ: مَصْدَرُ ناحَ يَنُوْحُ نِيَاحَةً ونَوْحاً، ونَوّاحَةٌ: ذاتُ مَنَاحَةٍ، ويَقَعُ النَّوْحُ على النِّساء اللاّتي اجْتَمَعْنَ في المَنَاحَةِ، ويُجْمَعُ على الأنْوَاحِ والنَّوائحِ، وسُمِّيَتْ لِتَقَابُلِهِنَّ عند البُكاءِ. والنَّوْحُ: نَوْحُ الحَمَامِ. والرِّيَاحُ إذا اشْتَدَّ هُبُوبُها يقال: تَنَاوَحَتِ الرِّيَاحُ، والجَبَلانِ يَتَنَاوَحانِ: إذا تَقابَلا.
ن و ح

ناحت على الميّت نوحاً ونياحةً، وهي نواحة بني فلان، ونساء نوائح ونوْحٌ وأنواحٌ، واجتمعن في المناحة والمناحات والمناوح. والطّير تنوح وتتناوح.

ومن المجاز: تناوح الجبلان: تقابلا. والرّيحان يتناوحان. وهذه نيّحة تلك: مقابلتها. وقال كثيّر:

أألحيُّ أم صيران دومٍ تناوحت ... بتريم قصراً واستحثّ شمالها

الصّور: جماعة الشّجر.
ن و ح : نَاحَتْ الْمَرْأَةُ عَلَى الْمَيِّتِ نَوْحًا مِنْ بَابِ قَالَ وَالِاسْمُ النُّوَاحُ وِزَانُ غُرَابٍ وَرُبَّمَا قِيلَ النِّيَاحُ بِالْكَسْرِ فَهِيَ نَائِحَةٌ وَالنِّيَاحَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَالْمَنَاحَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ النَّوْحِ.

وَتَنَاوَحَ الْجَبَلَانِ تَقَابَلَا وَقَرَأْتُ نُوحًا أَيْ سُورَةَ نُوحٍ فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا لِلسُّورَةِ لَمْ تَصْرِفْهُ. 
نوح: نوح: انظرها بالتشديد في (فوك) في مادة Plangere؛ وفي (الكالا) وردت كلمة منيح أي الباكي الدامع العينين ( Iloroso) .
نياح: أغنية جنائزية. مرثية حزينة (الكالا).
نياح: مأتم جنائزي كبير (الكالا).
نواح: في (المحيط المحيط): (والنواح: فعال للمبالغة طائر كالقمري وحاله حاله، إلا انه أحر منه مزاجا وأدمث منه صوتا وهو يطرب لغناء نفسه). ويسمى بهذا الاسم نفسه عند (ياقوت 1: 885).
نائح.: (ألف ليلة -برسل 12: 320): والكل عجائز مسنات مسبلات الشعور، إلا أنهن محتشمات ولهن روائح وعليهن نائح.
نائحة: أضف نوح إلى جمع هذه الكلمات التي وضعها (فريتاج) في مادة أخرى غيرها، انظر (دي ساسي كرست 2: 138).
[نوح] نه: فيه: لقد قلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد "نوح"، قيل: أراد بنوح عمر، لأنه صلى الله عليه وسلم استشار الشيخين في أسارى فأشار الصديق بالمن وأشار عمر بالقتل، فقال صلى الله عليه وسلم: إن إبراهيم كان ألين في الله من الدهن باللبن وإن نوحًا كان أشد في الله من الحجر، فشبه الصديق بالخليل حيث قال: "فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم"، وشبه عمر بنوح حيث قال: "لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا"، وأراد ابن سلام أن عثمان خليفة عمر المشبه بنوح، وأراد بــيوم القيامة يوم الجمعة، ومنه: ويحك! تظلم رجلًا يوم القيامة! لأنها تقوم يوم الجمعة، وقيل: أراد أن جزاءه عظيم يوم القيامة.
(نوح) - في حديث عَبد الله بن سَلاَم - رضي الله عنه -: "لقد قُلتَ القَولَ العظيمَ يومَ القِيَامَةِ، في الخلِيفَةِ مِن بَعْدِ نُوحٍ"
قال أبُو عُبيد: اختلَف النّاسُ فيه؛ وعندى أنّه أراد بقوله: نوحٍ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ وذلك لحدِيثِه علَيه الصَّلاة والسّلامُ أنَّه اسْتشَارَ أبَا بَكرٍ وعُمَر - رضي الله عنهما - في أُسَارَى بَدْرٍ ، ثم شَبَّه فيه عُمَر بنوحٍ، فأرَادَ ابنُ سلَامٍ أنَّ عُثمانَ - رضي الله عنه - خِليفةُ عُمَر الذي شبّه بنُوح.
وأرَاد بــيَوم القِيامَة: يومَ الجُمُعَة؛ لأنَّ ذلك القَولَ كان فيه، والقِيامَة تَقومُ في يَوم الجُمُعَةِ. 
ن و ح: (التَّنَاوُحُ) التَّقَابُلُ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ (النَّوَائِحُ) لِتَقَابُلِهِنَّ. وَ (نَاحَتِ) الْمَرْأَةُ مِنْ بَابِ قَالَ، وَ (نِيَاحًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ، وَالِاسْمُ (النِّيَاحَةُ) ، وَنِسَاءٌ (نَوْحٌ) بِوَزْنِ لَوْحٍ، وَ (أَنْوَاحٌ) بِوَزْنِ أَلْوَاحٍ، وَ (نُوَّحٌ) بِوَزْنِ سُكَّرٍ، وَ (نَوَائِحُ) وَ (نَائِحَاتٌ) كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَتَقُولُ: كُنَّا فِي (مَنَاحَةِ) فُلَانٌ بِالْفَتْحِ. وَ (نُوحٌ) يَنْصَرِفُ مَعَ الْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ وَكَذَا كُلُّ اسْمٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوْسَطُهُ سَاكِنٌ كَلُوطٍ لِأَنَّ خِفَّتَهُ عَادَلَتْ أَحَدَ الثِّقَلَيْنِ. 
[نوح] التَناوُحُ: التقابل. يقال: الجبلان يتناوحان. ومنه سميت النَوائِحُ، لأن بعضهن يقابل بعضا. وكذلك الرياح إذا تقابلت في المهبّ، لأن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويناسج. وكل ريح استطالت أثراً فهبَّتْ عليه ريح طولاً فهي نَيِّحَتُه، فإن اعترضته فهي نَسيجَتُه. وناحَتْ المرأة تَنوحُ نَوْحاً ونِياحاً، والاسم النِياحَةُ. ونساءٌ نَوْحٌ وأنْواحٌ، ونُوَّحٌ، ونَوائحُ، ونائِحاتٌ. يقال: كنَّا في مَناحَةِ فلان. وتنوح الشئ تنوحا، إذا تحرك وهو متدل. ونوح ينصرف مع العجمة والتعريف. وكذلك كل اسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن مثل لوط، لان خفته عادلت أحد الثقلين.

نوح


نَاحَ (و)(n. ac. نَوْحمَنَاح []
نِيَاح []
نِيَاحَة []
نُوَاْح)
a. [acc.
or
'Ala], Wailed for, bewailed, lamented over; deplored.
b.(n. ac. نَوْح), Cooed; warbled.
نَاْوَحَa. Faced, was opposite to.

تَنَوَّحَa. Dangled; oscillated.

تَنَاْوَحَa. Faced each other.
b. see I (b)c. Blustered, howled.

إِسْتَنْوَحَa. Wailed; wept; howled.
b. Made to weep.

نَوْحa. Wailing, lamentation, mourning, weeping.
b. Wailing woman.

نَوْحَة []
a. see 1 (a)b. Strength; force.

نُوْحa. Noah.

مَنَاحَة [] ( pl.
reg. &
مَنَاْوِحُ)
a. House of mourning; wailingplace.

نَائِح []
a. Wailing, lamenting; mourner.

نَائِحَة [] ( pl.
reg.
نُوْح
نُوَّح أَنْوَاْح
نَوَاْوِحُ)
a. fem. of
نَاْوِحb. Wailing woman.

نِيَاح []
a. see 1 (a)
نِيَاحَة []
a. see 1 (a)b. Funeral procession.

نُوَاحa. see 1 (a)
نَيِّحَة []
a. Counter-wind.

نَوَّاحَة []
a. see 21t (b)
(ن و ح) : (نَاحَتْ) الْمَرْأَةُ عَلَى الْمَيِّتِ إذَا نَدَبَتْهُ وَذَلِكَ أَنْ تَبْكِيَ عَلَيْهِ وَتُعَدِّدَ مَحَاسِنَهُ (وَالنِّيَاحَةُ) الِاسْمُ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ عَلَى مَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ «ثَلَاثٌ مِنْ الْجَاهِلِيَّةِ الطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالنِّيَاحَةُ وَالْأَنْوَاءُ» فَالطَّعْنُ مَعْرُوفٌ وَالنِّيَاحَةُ مَا ذُكِرَ وَالْأَنْوَاءُ جَمْعُ نَوْءٍ وَهِيَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ وَالْعَرَبُ كَانَتْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْأَمْطَارَ وَالْخَيْرَ كُلَّهُ يَجِيءُ مِنْهَا وَقِيلَ النَّوْحُ بُكَاءٌ مَعَ صَوْتٍ وَمِنْهُ نَاحَ الْحَمَامُ نَوْحًا وَلَمَّا كَانَتْ النَّوَائِحُ تُقَابِلُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا فِي الْمَنَاحَةِ قَالُوا الْجَبَلَانِ يَتَنَاوَحَانِ وَالرِّيَاحُ تَتَنَاوَحُ أَيْ تَتَقَابَلُ وَهَذِهِ نَيِّحَةُ تِلْكَ أَيْ مُقَابِلَتُهَا وَمَنْ قَالَ الْأَصْلُ التَّقَابُلُ فَقَدْ عَكَسَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ فِي ك ف.
(ن وح)

ناحَتِ الْمَرْأَة تَنوح نَوْحا ونُواحا ونِياحا ونِياحَة ومَناحَة، ونَاحَتْهُ، ونَاحَتْ عَلَيْهِ.

والمَناحَةُ والنَّوْحُ: النِّسَاء يجتمعن للحزن، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَهُنَّ عُكوفٌ كَنَوْح الكرِي ... م قَدْ شَفَّ أكْبادَهُنَّ الهَوِىُّ

وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب: أَلا هَلَك امْرُؤٌ قامَتْ عَلَيْهِ ... بِجَنْب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ

سَمِعْنَ بمَوْتِه فَظَهَرْنَ نَوْحا ... قِياما مَا يُحَلُّ لَهُنَّ عُودُ

صيَّر الْبَقر نَوْحا على الِاسْتِعَارَة، وَجمع النَّوْح أنْواح قَالَ لبيد:

كَأنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذُراهُ ... وأنْواحاً عَليْهِنَّ المآلِي

ونَوْحُ الْحَمَامَة: مَا تبديه من سجعها على شكل النوح، وَالْفِعْل كالفعل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَوَاللهِ لَا ألْقَى ابْنَ عَمٍّ كأنَّهُ ... نُشَيْبَةُ مَا دامَ الحَمامُ يَنوحُ

وحمامة نائحةٌ ونَوَّاحَةٌ.

واسْتَناحَ الرجل، كناحَ.

واسْتَناح الرجل، بَكَى حَتَّى استبكى غَيره، وَقَول أَوْس:

ومَا أَنا مِمَّنْ يَسْتَنيحُ بِشَجْوِهِ ... يُمَدّ لَهُ غَرْبا جَزورٍ وجَدْوَلُ

مَعْنَاهُ: لست أرْضى أَن أُدْفع عَن حَقي وَأَمني حَتَّى أحْوج إِلَى أَن أَشْكُو فأستعين بغيري، وَقد فسر على الْمَعْنى الأول، وَهُوَ أَن يكون يَسْتَنيح بِمَعْنى يَنُوح.

واستَناح الذِّئْب: عوى فَأَذنت لَهُ الذئاب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

مُقْلِقَة لِلْمُسْتَنيحِ العَسَّاس

يَعْنِي الذِّئْب الَّذِي لَا يسْتَقرّ.

والتَّناوُح: التقابل، وَمِنْه تَناوُحُ الجبلين وتَناوُحُ الرِّيَاح.

ونوحٌ: اسْم نَبِي مَعْرُوف. 

نوح

1 نَاحَتِ المَرْأَةُ, aor. ـُ inf. n. نَوْحٌ and نِيَاحٌ (S, K) and نُوَاحٌ, (L, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and نِيَاحَةٌ, (A, L, K,) or this also is a simple subst., (S, Msb, [and as such it is also mentioned in the K,]) and مَنَاحٌ (K) and مَنَاحَةٌ, (L,) [The woman wailed]. You say نَاحَتْ عَلَى

المَيِّتِ, (Msb,) and عَلَى زَوْجِهَا, and نَاحَتْهُ, (L, K,) but ناحت عَلَيْهِ is preferred, (TA,) [She wailed for, or bewailed, the dead, and, her husband]. Also, نَاحَ على الميّت. (A.) نَاحَ and ↓ استناح are syn. (L, K.) [In the S it is implied that it is tropical: see نَائِحَة: but in the A it is said to be proper.] b2: نَاحَتِ الحَمَامَةُ, (L,) inf. n. نَوْحٌ, (L, K,) The pigeon cooed (L, K) in a plaintive or wailing manner. (L.) Some say that this is tropical; but most, that it is proper. (MF.) b3: الطَّيْرُ تَنُوحُ [The birds warble plaintively.] (A.) 3 ناوح بَعْضُهَا بَعْضًا One of them was opposite to, or faced, another. Said of mountains, and in like manner of winds. (S, L.) 5 تنوّح It (a thing) moved about, hanging down; it dangled. (S, K.) 6 الطَّيْرُ تَتَنَاوَحُ [The birds warble plaintively, one to another]. (A.) See an ?? in art. فوح, conj. 6. b2: تناوحتِ الرِّيَاحُ The winds blew violently [as is generally the case when they blow from opposite directions]. (TA.) See an ex. voce سهو. b3: تناوحا They two were opposite, one to the other; they faced each other. (S, K.) You say so of two mountains, and of two winds. (S, L.) 10 إِسْتَنْوَحَ see 1. b2: استناح He (a wolf) howled, (L, K,) and was listened to and followed by other wolves. (L.) b3: He (a man) wept and induced another, or others, to weep: (K:) or he wept so as to induce another, or others, to weep. (L.) نَوْحٌ: see نَائِحَةٌ.

نَوْحَةٌ and ↓ نَيْحَةٌ Strength; force. (L.) نَيْحَةٌ: see نَوْحَةٌ.

نُوَاحٌ: see نِيَاحَةٌ.

نِيَاحَةٌ (S, Msb, K) and ↓ نُوَاحٌ (Msb) substs. from نَاحَتِ المَرْأَةُ, q. v. [A wailing, or bewailing a dead person].

نُوَّحٌ: see نَائِحَةٌ.

نَيِّحَةُ رِيحٍ أُخْرَى A counterwind, or wind which is the opposite, of another wind. (S, A. L.) One that blows transversely with respect to another is called the نَسِيجَة of the latter. (S, L.) نَوَّاحَةٌ: see نائِحَةٌ.

النَّوَاحِى: see نَائِحَةٌ.

نَائِحَةٌ [A wailing woman]: (Msb:) pl. نَوَائِحُ and نَائِحَاتٌ: and you also say ↓ نِسَآءٌ نَوْحٌ, and أَنْوَاحٌ, and ↓ نُوَّحٌ: (S, K:) نَوَائِحُ is an epithet applied to women who assemble in a مَنَاحَة: and ↓ مَنَاحَةٌ (also) and ↓ نَوْحٌ signify women who assemble together for the purpose of mourning. (L.) نَوَائِحُ are so called from التَّنَاوُح, signifying “ the being opposite, one to another: ” (S:) [if so, it is app. a tropical term: but accord. to the A, التناوح, as above explained, is tropical]. Also

↓ نَوَّاحَةٌ [A woman who wails much, or frequently; who is in the habit of wailing: a professional wailing woman]. Ex. هِىَ نَوَّاحَةُ بَنِى

فُلَانٍ [She is the professional wailing woman of the sons of such a one]. (A.) b2: حَمَامَةٌ نَائِحَةٌ. and ↓ نَوَّاحَةٌ, A pigeon that cooes in a plaintive or wailing manner. (L.) b3: نَوَائِحُ also signifies Standards, or ensigns, opposite one to another, in battle. (L.) b4: Also, Swords. In this sense, it occurs written ↓ النَّوَاحِى, by transposition. (Ks, L.) مَنَاحَةٌ A place of نَوْح [or wailing for a dead person]: (Msb:) pl. مَنَاحَاتٌ and مَنَاوِحُ. (A, L.) Ex. كُنَّا فِى مَنَاحَةِ فُلَانٍ [We were in the place of wailing of, or for, such a one]. (S, K.) b2: See نَائِحَةٌ.

الرِّيَاحُ المُتَنَاوِحَةُ The winds called النُّكْبُ: [see نَكْبَآءُ:] so called because they are opposite, one to another: they blow in times of drought, when rains are scanty, and when the air is dry, and the cold severe. (L.)
نوح
ناحَ/ ناحَ على يَنُوح، نُحْ، نَوْحًا ونُواحًا، فهو نَائِح،
 والمفعول مَنُوح (للمتعدِّي)
• ناحَتِ الحمامةُ: سجَعَت، هَدَرَتْ وردّدتْ صوتَها "أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ ... أيا جارتا لو تشعرين بحالي".
• ناح الشَّخصُ: تأوَّهُ.
• ناح الشّخصُ الميِّتَ/ ناح الشّخصُ على الميِّت: بكى عليه بحُزنٍ وصياح وعويلٍ "ناحَ على ولده- غير مُجْدٍ في ملَّتي واعتقادي ... نوحُ باكٍ ولا ترنُّم شادِ". 

استناحَ يستنيح، اسْتنِحْ، استناحةً، فهو مُستنيح، والمفعول مُستناح
• استناحه: استبكاه. 

تناوحَ يتناوح، تَناوُحًا، فهو مُتناوِح
• تناوح الجَبَلان: تقابَلا "شجرتان تتناوحان- تناوح القصران".
• تناوحتِ الرِّياحُ: اشتدَّ هبُوبُها من جهة ثمّ من جهة تقابلها بأصوات مختلطة، أو من الجهات الأربعة، صَبًا مرّة، ودَبورًا مرّة، وشمالاً مرّة، وجنوبًا مرّة. 

تنوَّحَ يتنوَّح، تَنوُّحًا، فهو مُتنوِّح
• تنوَّح الشَّيءُ: تحرّك وهو متدلٍّ "تنوّح رقّاصُ الساعة".
• تنوَّحتِ المرأةُ: تكلّفت البكاءَ والصّياحَ على الميِّت "تنوّحت النّادِبَةُ". 

نوَّحَ ينوّح، تنويحًا، فهو مُنوِّح
• نوَّحتِ المرأةُ: بكتْ بحزنٍ وصياح. 

استناحة [مفرد]: مصدر استناحَ. 

مَناحة [مفرد]: ج مناحات ومَناوِح:
1 - مصدر ميميّ من ناحَ/ ناحَ على: نُوَاحٌ "مناحة الميّت: أصوات النُّواح عليه".
2 - اسم مكان من ناحَ/ ناحَ على: موضع النَّوْح "كُنّا في مناحة فلان". 

نائح [مفرد]: اسم فاعل من ناحَ/ ناحَ على. 

نائِحة [مفرد]: ج نائحات ونوائِحُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ناحَ/ ناحَ على.
2 - نادبة، امرأة تبكي الميِّتَ وتذكُر خصالَه وتُعدِّد صفاتِه. 

نُواح [مفرد]: مصدر ناحَ/ ناحَ على. 

نَوْح [مفرد]: مصدر ناحَ/ ناحَ على. 

نُوح [مفرد]:
1 - من أنبياء الله، نجا هو وأهلُه من الطُّوفان، يُلقّب بأبي البشر، وهو والد سام وحام ويافث "غُراب نوح [مثل]: يُضرب للرّسول الذي لا يعود أو يبطئ ويفشل- عُمر نوح [مثل]: يُضرب في طول الأجل" ° سفينة نوح عليه السَّلام: مركب كبير بناه نوح عليه السلام بأمر من الله لينجو هو ومن آمن معه من الطوفان، الشَّيء الجامع- مِنْ أيّام نوح: قديمٌ جدًّا.
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 71 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

نَوّاح [مفرد]: صيغة مبالغة من ناحَ/ ناحَ على. 

نوح: النَّوْحُ: مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً.ويقال: نائحة ذات نِياحة.

ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ. والمَناحةُ: الاسم ويجمع على المَناحاتِ

والمَناوِح.

والنوائحُ: اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ؛

قال لبيد:

قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ

ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ؛ ويقال: كنا في

مَناحةِ فلان. وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً

ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه. والمَناحةُ والنَّوْحُ: النساء يجتمعن

للحُزْن؛ قال أَبو ذؤيب:

فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريـ

ـمِ، قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى

وقوله أَنشده ثعلب:

أَلا هَلَكَ امرُؤٌ، قامت عليه،

بجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ

سَمِعْنَ بموتِه، فظَهَرْنَ نَوْحاً

قِياماً، ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ

صير البقر نَوْحاً على الاستعارة، وجمعُ النَّوْحِ أَنواح؛ قال لبيد:

كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه،

وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي

ونَوْحُ الحمامة: ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ، والفعل

كالفعل؛ قال أَبو ذؤيب:

فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه

نُشَيْبَةُ، ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ

(* قوله «نشيبة» هكذا في الأصل.)

وحمامة نائحة ونَوَّاحة. واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ. واستناحَ الرجلُ:

بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره؛ وقول أَوس:

وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه،

يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ

معناه: لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أَن

أَشكو فأَستعينَ بغيري، وقد فسر على المعنى الأَوّل، وهو أَن يكون يستنيح

بمعنى يَنُوحُ. واستناحَ الذئبُ: عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس

يعني الذئب الذي لا يستقرّ. والتَّناوُحُ: التَّقابُلُ؛ ومنه تَناوُحُ

الجبلين وتناوُحُ الرياح، ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ، لأَن بعضهن

يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ، وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأَن

بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ، فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه

ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه، فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته؛ وقال الكسائي في

قول الشاعر:

لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ

كِرامٍ، تحت أَظْلالِ النَّواحِي

أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب، وقيل: عنى

بها السيوفَ؛ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال: تناوَحَتْ؛ وقال لبيد

يمدح قومه:

ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرياحُ تَناوَحتْ،

خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها

والرياح النُّكْبُ في الشتاء: هي المُتناوِحة، وذلك أَنها لا تَهُبُّ من

جهة واحدة، ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة، سميت مُتناوِحةً لمقابلة

بعضها بعضاً، وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد.

ويقال: هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا

متقابلتين؛ وأَنشد:

كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه

مُجاجةُ زِقٍّ، شَرْبُها مُتناوِحُ

أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها.

والنَّوْحَةُ: القوة، وهي النَّيْحة أَيضاً.

وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ. ونُوحٌ: اسم

نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف، وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف

أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين. وفي حديث ابن سَلام:

لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح؛ قال ابن

الأَثير: قيل أَراد بنوح عمر، رضي الله عنه، وذلك لأَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، استشار أَبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، في أَسارى بدر فأَشار عليه

أَبو بكر، رضي الله عنه، بالمَنِّ عليهم، وأَشار عليه عمر، رضي الله عنه،

بقتلهم، فأَبل النبي، صلى الله عليه وسلم، على أَبي بكر، رضي الله عنه،

وقال: إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ

(* قوله

«من الدهن اللين» كذا بالأصل والذي في النهاية من الدهن باللبن.)،

وأَقبل على عمر، رضي الله عنه، وقال: إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من

الحَجَر؛ فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين قال: فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني

فإِنك غفور رحيم، وشبه عمر، رضي الله عنه، بنوح حين قال: ربِّ لا تَذَرْ

على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً؛ وأَراد ابن سلام أَن عثمان، رضي الله

عنه، خليفة عمر الذي شُبه بنوح، وأَراد بــيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك

القول كان فيه. وعن كعب: أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة، فقال:

ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة، والقيامة تقوم يوم الجمعة؟ وقيل: أَراد أَن

هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة.

نوح
: ( {التَّنَاوُح: التَّقابُل) ، وَمِنْه} تَنَاوُحُ الجَبَلَين، {وتناوُحُ الرِّياحِ. وهاذَا مجازٌ، وسيأْتي.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (} ناحَتِ المَرْأَةُ زَوْجهَا) ، إِشارة إِلى تَعديتِه بنفْسه، وَهُوَ مرجوحٌ، (و) {ناحَتْ (عَلَيْه) ، وَهُوَ الرّاجِح،} تَنُوح ( {نَوْحاً) ، بِالْفَتْح (} ونُوَاحاً، بالضَمّ) لمَكَان الصَّوت، ( {ونِيَاحاً} ونِيَاحَةً) ، بكسرهما، ( {وَمنَاحاً) ، بِالْفَتْح مصدرٌ ميميّ،} ومَنَاحةً. زادَه ابْن مَنْظُور، (والاسمُ {النِّيَاحَةُ) ، بِالْكَسْرِ. (ونِسَاءٌ} نَوْحٌ {وأَنْوَاحٌ) ، كصَحْب وأَصْحاب، (} ونُوَّحٌ) ، بضمّ فتشديد، ( {ونَوَائحُ) ، وهما أَقْيَسُ الجموعِ، (} ونائِحاتٌ) . جمْع سَلامة. وَيُقَال: {نائحةٌ ذاتُ} نِيَاحة. {ونَوَّاحَةٌ ذاتُ} مَناحَةٍ.
(وكُنّا فِي {مَنَاحةِ فُلانٍ) .} المَنَاحة الاسمُ ويُجمَع على {المَنَاحَاتِ} والمَنَاوِحِ. {والنَّوائحُ اسمٌ يقعُ على النِّسَاءِ يَجتمعْن فِي} مَنَاحةٍ، ويُجمَع على {الأَنواح.} والمَنَاحة {والنَّوْح: النِّسَاءُ يَجتمعن للحُزْن. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
فهُنّ عُكوفٌ كَنوْحِ الكَري
مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوهيُّ
وجعلَ الزَّمخشريّ وغيرُه النّوائحَ مَجازاً مأْخُوذاً من التّناوُحِ بمعنَى التقابُل، لأَنّ بعضهنّ يُقابِل بَعْضًا إِذا} نُحْنَ. ( {واسْتَنَاحَ: ناح) ، فالسين والتاءُ للتأْكيد، كاسْتجاب.
(و) } اسْتنَاحَ (الذِّئبُ: عَوَى) فأَدْنَتْ لَهُ الذِّئابُ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
مُقْلِقَة {للمُسْتَنِيحِ العَسَّاسُ
يَعنِي الذّئبَ الّذِي لَا يَستقِرّ.
(و) استناحَ (الرّجُلُ: بَكَى، واسْتَبْكَى غَيْرَه) . وَقَول أَوسٍ:
وَمَا أَنا ممَّنْ} يَستَنِيحُ بشَجْوِهِ
يُمَدُّ لَهُ غَرْبَا جَزُورٍ وجَدْوَلُ
معناهُ: لستُ أَرضَى أَن أُدفعَ عَن حَقّي وأُمنَع حَتّى أُحْوَجَ إِلى أَن أَشْكوَ فأَستعين بغَيري. وَقد فُسِّرَ على المَنى الأَوّل، وَهُوَ أَن يكون يَستَنِيح بمعنَى يَنوح.
( {ونَوْحُ الحَمَامَةِ) : مَا تُبْدِيه مِن (سَجْعِهَا) على شَكْل النَّوْح، والفِعْل كالفِعْل، صَوَّبع جماعةٌ أَنّه مَجاز والأَكثر أَنّه إِطلاقٌ حَقيقيّ، قَالَه شَيخنَا. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فواللَّهِ لَا أَلقَى ابنَ عَمَ كأَنّه
نُشَيبةُ مَا دامَ الحَمامُ} يَنوحُ
وحَمامةٌ {نائحةٌ} ونَوَّاحةُ.
(والخَطيبانِ) أَبو إِبراهيمَ (إِسحاقُ بنُ محمّد) بن إِبراهيمَ بنِ محمّد بن محمّد ( {- النَّوْحيّ) النَّسْفيّ (وإِسماعيلُ بن محمَّد) بن مُحَمَّد بن نُوح بن زيد بن نُعمان (} - النَّوْحِيّ، محدِّثان) ، والصّواب أَنَّهما منسوبانِ إِلى جَدِّهما نُوحٍ.
( {وتَنَوَّح الشّيْءُ) } تنَوُّحاً، إِذا (تَحَرَّكَ وَهُوَ مُتدَلَ) .
( {ونُوحٌ) ، بالضّمّ، اسْم نبيّ (أَعجميّ) ، وَمِنْهُم من قَالَ اسْمه عبد الشّكور أَو عبد الغفَار، وأَنَّ نُوحاً لَقبُه لكثرةِ} نَوْحِه وبُكَائه علَى ذَنْبه، كَذَا قيل. (مُنْصَرِفٌ) ، مَعَ العجمة والتعريف، (لِخفَّتِهِ) ، أَي بِسُكُون وسطِه. وكذالك كلُّ اسمٍ على ثَلَاثَة أَحرُف أَوسطُه سَاكن، مثل لُوط، لأَنّ خِفَّته عادلَت أَحدَ الثِّقلينِ. قَالَ شَيخنَا: وهاذا مَا لم يُنقَل فَيصير علَماً على امرأَة، فإِنّه حِينَئِذٍ يُمنع من الصَّرف لاجتماعِ ثلاثِ عِلل، كَمَا قيَّد بِهِ جماعةٌ من المحقّقين.
(و) {نَوَّحٌ (كَبَقَّمٍ: قَبِلَةٌ فِي نواحِي حَجْرٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون.
(} والنَّوائح: ع) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{تَنَاوحَت الرِّياحُ، إِذا اشتَدَّ هُبُوبُها. قَالَ لبيدٌ يمدَح قومه:
ويُكَلِّلُون إِذَا الرِّياحُ} تنَاوحَتْ
خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُها
والرِّياح إِذا تقابلَتْ فِي المهَبِّ تَنَاوَحَت، لأَنّ بَعضَهَا يُنَاوِحُ بَعْضًا ويُناسِج، فكلُّ رِيحٍ استطالَتْ أَثراً فهبَّتْ عَلَيْهِ رِيحٌ طُولاً فَهِيَ نَيِّحَتُه، فإِن اعترضَتْه فَهِيَ نَسِيجَتُه. والرِّياحُ {المتناوِحةُ هِيَ النُّكْب، وذالك أَنّها لَا تَهُبُّ مِن جهةٍ واحدةٍ ولِّكنّها تَهُبُّ من جِهاتٍ مختلفةٍ، سُمِّيَتْ لمقابلَةِ بعْضِها بَعْضًا، وذالك فِي السَّنَةِ وقلَّة الأَندِيَة، ويُبْس الهواءِ وشِدَّة البرْدِ.
} والنَّوْحَةُ {والنَّيْحَةُ: القُوّة.
} والنَّوائح: الرّايَات المتقابِلةُ فِي الحُروب، والسُّيوفُ، وبِهما عنَى الشَّاعِر:
لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ
كِرَامٍ تَحْتَ أَظلالِ النَّواحِي
أَراد {النَّوائحَ، قَالَه الكسائيّ.
من أقدم رجال التوراة، نجا وعائلته من الطوفان، ولعل الاسم مأخوذ عن النَّوْح أي البكاء بصياح.
نوح
نوح اسم نبيّ، والنَّوْح: مصدر ناح أي: صاح بعويل، يقال: ناحت الحمامة نَوْحاً وأصل النَّوْح: اجتماع النّساء في المَنَاحَة، وهو من التّناوح. أي: التّقابل، يقال: جبلان يتناوحان، وريحان يتناوحان، وهذه الرّيح نَيْحَة تلك. أي:
مقابلتها، والنَّوَائِح: النّساء، والمَنُوح: المجلس.

حجج

(حجج) : الحَجَوَّجُ: الطَّرِيق الأَّعْوَجَ.

حَجَوَّجان نصفَ ابنِ أَعْوِجَا ... ليَخْرِجن الباقِيْينِ مَخرَجَا

حجج


حجَّ(n. ac. حَجّ)
a. Went, repaired to, visited; went on a pilgrimage to (
Mecca ).
b. Probed (wound).
c. Overcame in argument.

حَاْجَجَa. Argued, disputed with.
b. ['An], Pleaded the cause of.
أَحْجَجَa. Sent on a pilgrimage.

تَحَجَّجَa. see VIII (a)
تَحَاْجَجَa. Argued, disputed together.

إِحْتَجَجَ
a. [Bi], Adduced proofs; made a plea, pretext of.
b. Excused himself.

حَجّ
(pl.
حِجَج)
a. Pilgrimage ( of Mecca ).
b. see 21
حَجَّةa. Earring.
b. Female pilgrim.

حِجّ
حِجَّةa. see I (a)
حُجَّة
(pl.
حُجَج حِجَاْج)
a. Argument, plea, evidence; allegation.
b. Title, voucher, deed; lease.
c. Pretext, excuse, subterfuge.

مَحْجَجَة
(pl.
مَحَاْجِجُ)
a. Highway, high road.

حَاْجِج
(pl.
حُجَّاْج حَوَاْجِجُ)
a. Pilgrim ( title given to those who have been to
Mecca ).
مِحْجَاْجa. Surgeon's probe.
b. Quarrelsome, contentious.

مُحَاجَّة
a. Argument, dispute.
b. Pleadings (Law).
ح ج ج

إحتج على خصمه بحجة شهباء، وبحجج شهب. وحاج خصمه فحجه، وفلان خصمه محجوةج، وكانت بينهما محاجة وملاجة. وسلك المحجة، وعليكم بالمناهج النيرة، والمحاج الواضحة. وأقمت عنده حجة كاملة، وثلاث حجج كوامل. وحجوا مكة، وهم حجاج عمار كالسفار للمسافرين، و" هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ". والحجيج لهم عجيج. وفلان تحجه الرفاق أي تقصده. قال:

يحجون سب الزبرقان المزعفرا

وحج الجراحة بالمحجاج وهو المسبار.

ومن المجاز: بدا حجاج الشمس، كما يقال حاجبها. قال ابن مقبل:

فأمست بأذناب الراخ فأعجلت ... برماً حجاج الشمس أن يترجلا

ومروا بين حجاجي الجبل وهما جانباه. قال:

عجنا إليك فراراً من محجلة ... عصم القوائم أمثال الزنابير

كأن أصواتها والريح ساكرة ... بين الحجاجين أصوات الطنابير

كان فراره من البعوض.
(حجج) - في الحَدِيث: "كانت الضَّبُع وأَولادُها في حِجاج عَيْن رَجُل من العَمَالِيق". الحِجَاج: العَظْم المُسْتَدِير حَولَ العَيْن الذي يَنبُت عليه الحاجِبُ، وقد تُفتَح حَاؤُه، وجَمعُه: أَحِجَّة وحُجُج. والأَحجُّ: العَظِيم الحِجَاج.
- في حديث الدَّجَّال: "إن يَخرُج وأَنَا فيكم فأَنَا حَجِيجُه دُونَكم، وإلّا فامرؤٌ حَجِيجُ نفسِه".
: أي يُحاجُّه ويُحاوِرُه. ويقال: حاجَجْتُه حِجَاجاً ومُحَاجَّةً فَحَجَجْتُه أَحُجُّه حَجًّا: أي غَلبْته. والحُجَّة لِإيضَاحِها الشَّيءَ يُمكِن أن تكون من المَحَجَّة.
في حَديثِ أَبي الطَّوِيل: "لم يترك حاجَّةً ولا داجَّةً".
: أي الجَمَاعة الحَاجَّة، والدَّاجَّة: الذين مَعَهم من أَتْباعِهم، وقيل: الدَّاجُّ: المُقِيم، وأَنشدَ:
عِصابَةٌ إن حَجَّ عِيسَى حَجُّوا ... وإن أَقامَ بالعِراقِ دَجُّوا
وهو مُوحَّد الَّلفْظ جَمْع المَعْنَى، كقَولِه تَعالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} . - في حَديِث مُعاوِيةَ: "فجَعلْت أحُجُّ خَصْمِي" .
يقال: إنَّه كما قال أبو دُوَاد:
أَنَّى أَتِيح لها حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ السَّاقَ إلَّا مُمْسِكاً سَاقَا
قوله: أَحجُّه: أي أَغلِبه بالحُجَّة، وأَتَعلَّق بحُجَّة بَعدَ أُخرَى.
ح ج ج : حَجَّ حَجًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَصَدَ فَهُوَ حَاجٌّ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ قُصِرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الشَّرْعِ عَلَى قَصْدِ الْكَعْبَةِ لِلْحَجِّ أَوْ الْعُمْرَةِ وَمِنْهُ يُقَالُ مَا حَجَّ وَلَكِنْ دَجَّ فَالْحَجُّ الْقَصْدُ لِلنُّسُكِ وَالدَّجُّ الْقَصْدُ لِلتِّجَارَةِ وَالِاسْمُ الْحِجُّ بِالْكَسْرِ وَالْحِجَّةُ الْمَرَّةُ بِالْكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْجَمْعُ حِجَجٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ قَالَ ثَعْلَبٌ قِيَاسُهُ الْفَتْحُ وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ الْعَرَبِ وَبِهَا سُمِّيَ الشَّهْرُ ذُو الْحِجَّةِ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ فِي الشَّهْرِ وَجَمْعُهُ ذَوَاتُ الْحِجَّةِ وَجَمْعُ الْحَاجِّ حُجَّاجٌ وَحَجِيجٌ وَأَحْجَجْتُ الرَّجُلَ بِالْأَلِفِ بَعَثْتُهُ لِيَحُجَّ وَالْحِجَّةُ أَيْضًا السَّنَةُ وَالْجَمْعُ حِجَجٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْحُجَّةُ الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ وَالْجَمْعُ حُجَجٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَحَاجَّهُ مُحَاجَّةً فَحَجَّهُ يَحُجُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا غَلَبَهُ فِي الْحُجَّةِ.

وَحِجَاجُ الْعَيْنِ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ الْعَظْمُ الْمُسْتَدِيرُ حَوْلَهَا وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ أَحِجَّةٌ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْحِجَاجُ الْعَظْمُ الْمُشْرِفُ عَلَى غَارِ الْعَيْنِ.

وَالْمَحَجَّةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ جَادَّةُ الطَّرِيقِ. 
ح ج ج: (الْحَجُّ) فِي الْأَصْلِ الْقَصْدُ وَفِي الْعُرْفِ قَصْدُ مَكَّةَ لِلنُّسُكِ وَبَابُهُ رَدَّ فَهُوَ (حَاجٌّ) وَجَمْعُهُ (حُجٌّ)
بِالضَّمِّ كَبَازِلٍ وَبُزْلٍ وَ (الْحِجُّ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَ (الْحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَهِيَ مِنَ الشَّوَاذِّ لِأَنَّ الْقِيَاسَ الْفَتْحُ. وَالْحِجَّةُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا (السَّنَةُ) وَالْجَمْعُ (الْحِجَجُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ. وَ (ذُو الْحِجَّةِ) بِالْكَسْرِ شَهْرُ الْحَجِّ وَجَمْعُهُ ذَوَاتُ الْحِجَّةِ وَلَمْ يَقُولُوا ذَوُو عَلَى وَاحِدِهِ. وَ (الْحَجِيجُ) الْحُجَّاجُ جَمْعُ حَاجٍّ مِثْلُ غَازٍ وَغَزِيٍّ وَعَادٍ وَعَدِيٍّ مِنَ الْعَدْوِ بِالْقَدَمِ وَامْرَأَةٌ (حَاجَّةٌ) وَنِسْوَةٌ (حَوَاجُّ) بَيْتِ اللَّهِ بِالْإِضَافَةِ إِنْ كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنَّ قَدْ حَجَجْنَ قُلْتَ: حَوَاجُّ بَيْتَ اللَّهِ بِنَصْبِ الْبَيْتِ لِأَنَّكَ تُرِيدُ التَّنْوِينَ فِي حَوَاجَّ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْصَرِفُ كَمَا تَقُولُ: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ وَضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا فَتَدُلُّ بِحَذْفِ التَّنْوِينِ مِنْ ضَارِبٍ عَلَى أَنَّهُ قَدْ ضَرَبَهُ وَبِإِثْبَاتِهِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَضْرِبْهُ. وَ (الْحُجَّةُ) الْبُرْهَانُ وَ (حَاجَّهُ فَحَجَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ. وَفِي الْمَثَلِ لَجَّ فَحَجَّ فَهُوَ رَجُلٌ (مِحْجَاجٌ) بِالْكَسْرِ أَيْ جَدِلٌ وَ (التَّحَاجُّ) التَّخَاصُمُ وَ (الْمَحَجَّةُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَادَّةُ الطَّرِيقِ. 
(ح ج ج) : (الْحَجُّ) الْقَصْدُ (وَمِنْهُ) الْمَحَجَّةُ لِلطَّرِيقِ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ
وَأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا
أَيْ يَقْصِدُونَهُ وَيَخْتَلِفُونَ إلَيْهِ وَالسِّبُّ الْعِمَامَةُ وَالزِّبْرِقَانُ لَقَبُ حُصَيْنِ بْنِ بَدْرٍ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْقَمَرُ وَقَدْ غَلَبَ الْحَجُّ عَلَى قَصْدِ الْكَعْبَةِ لِلنُّسُكِ الْمَعْرُوفِ (وَالْحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ الْمَرَّةُ وَالْقِيَاسُ الْفَتْحَةُ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ الْعَرَبِ عَلَى مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ (ذُو الْحِجَّةِ) مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ وَنَذَرَ خَمْسَ حِجَجٍ (وَمِنْهُ) الْحُجَّةُ لِأَنَّهَا تُقْصَدُ وَتُعْتَمَدُ أَوْ بِهَا يُقْصَدُ الْحَقُّ الْمَطْلُوبُ وَقَدْ حَاجَّهُ (فَحَجَّهُ) إذَا غَلَبَهُ فِي الْحُجَّةِ وَهُوَ حَاجٌّ وَهُوَ أَحَجُّ مِنْهُ وَالْمَحْجُوجُ الْمَغْلُوبُ وَالْحَجَّاجُ فِي الْأَعْلَامِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحَجِّ الْغَلَبَةُ بِالْحُجَّةِ أَوْ مِنْ الْقَصْدِ وَبِهِ سُمِّيَ ابْنُ يُوسُفَ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ الصَّاعُ لِأَنَّهُ اتَّخَذَهُ عَلَى صَاعِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَيُقَالُ الصَّاعُ الْحَجَّاجِيُّ وَالْقَفِيزُ الْحَجَّاجِيُّ وَهُوَ تَبَعُ الْهَاشِمِيِّ وَهُوَ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ (الْحَجَّاجِيَّةُ) وَهِيَ فِي خ ر وَأَمَّا حَدِيثُ اللُّقَطَةِ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَهَا أَيَّامَ (الْحُجَّاجِ) فَذَلِكَ بِالضَّمِّ جَمْعُ حَاجٍّ وَقَدْ رُوِيَ أَيَّامَ الْحَجِّ وَفِي شَرْحِ السَّعْدِيِّ أَيَّامَ الْحَاجِّ وَهُوَ بِمَعْنَى الْحُجَّاجِ كَالسَّامِرِ بِمَعْنَى السُّمَّارِ فِي قَوْله تَعَالَى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67] .
[حجج] الحَجُّ: القصد. ورجل مَحْجوجٌ، أي مقصود. وقد حَجَّ بنو فُلانٍ فلاناً، إذا أطالوا الاختلاف إليه. قال المخبل : وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا قال ابن السكيت: يقول يكثرون الاختلاف إليه. هذا الأصلُ، ثم تُعورِفَ استعماله في القصد إلى مكة للنُسك. تقول: حججت البيتَ أحُجُّهُ حجا، فأنا حاج. وربما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر. قال الراجز:

بكل شيخ عامر أو حاجج * ويجمع على حج مثل بازل وبزل، وعائذ وعوذ. وأنشد أبو زيد لجرير: وكأن عافية النسور عليهم * حج بأسفل ذى المجاز نزول والحج بالكسر: الاسم . والحجة المَرَّةُ الواحدة، وهو من الشواذ، لأنَّ القياس بالفتح . والحَجَّةُ: السنة، والجمع الحِجَجُ. وذو الحِجَّة شهر الحجِّ، والجمع ذَواتُ الحِجَّةِ وذواتُ القِعْدَةِ. ولم يقولوا ذَوُو على واحِدِهِ. والحِجَّةُ أيضاً: شحمةُ الأذن. قال لبيد: يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حِجَّةٍ * وإن لم تَكُنْ أعناقُهُنَّ عَواطِلا والحَجيجُ: الحُجَّاجُ، وهو جمع الحاج، كما يقال للغزاة: غزى، وللعادين على أقدامهم: عدى. وامرأة حاجة ونسوة حواج بيت الله عز وجل بالاضافة، إذا كن قد حججن، وإن لم يكن حججن قلت: حواج بيت الله فتنصب البيت لانك تريد التنوين في حواج إلا أنه لا ينصرف كما يقال هذا ضارب زيد أمس وضارب زيدا غدا، فتدل بحذف التنوين على أنه قد ضربه وبإثبات التنوين على أنه لم يضربه. وأحججت فلانا، إذا بعثته ليحج. = الحال فمكسور لا غير، ما أحسن عمته، وركبته. وحدثني أبو عمر عن ثعلب عن ابن الاعرابي: رأيته رأية واحدة بالفتح. فهذا على أصل ما يجب ".

وعلى القياس روى سيبويه " قالوا: حجة واحدة - يعنى بالفتح يريدون عمل سنة واحدة ".

بعده: غرائر أبكار عليها مهابة * وعون كرام يرتدين الوصائلا وقولهم: وحجة الله لا أفعل، بفتح أوله وخفض آخره: يمين للعرب. والحجة: البرهان. تقول حاجَّهُ فحجَّه أي غلبه بالحُجَّةِ. وفي المثل: " لَجَّ فَحَجَّ ". وهو رجلٌ مِحْجاجٌ، أي جَدِلٌ. والتحاجُّ: التخاصُم. وحَجَجْتُهُ حَجَّاً. فهو حجيج، إذا سبرت شجته بالميل لتعالجه. قال الشاعر : يحج مأمومة في قعرها لجف * فاست الطبيب قذاها كالمغاريد والمحجاج: المسبار. والحجاج والحجاج، بفتح الحاء وكسرها: العظم الذي ينْبتُ عليه الحاجب، والجمع أحجة. قال رؤبة:

صكى حجاجى رأسه وبهزى * والمحجة: جادة الطريق. والحجحجة: النكوص. يقال: حملوا على القوم حَملةً ثم حجحجوا. وحجحجَ الرجلُ إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أمسك، هو مثل المجمجة . 
[حجج] نه: الحج لغة القصد، خصه الشرع بقصد معين، وفيه لغتان الفتح والكسر، وقيل: بالفتح المصدر والكسر الاسم، والحجة بالفتح للمرة، الجوهري: بالكسر لها على الشذوذ. وذو الحجة بالكسر شهر الحج. ورجل حاج، وامرأة حاجة، ورجال حجاج وقد يقال حاج ونساء حواج. ومنه ح: لم يترك "حاجة" ولا داجة، الداجة الأتباع والأعوان، يريد الجماعة الحاجة ومن معهم من أتباعهم. وح: هؤلاء الداج وليسوا "بالحاج". وفي ح الدجال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا "حجيجه" أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجة عليه، والحجة الدليل والبرهان، حاججته حجاجًا ومحاجة فأنا محاج وحجيج. ط: دونكم، إرشاد إلى أنه صلى الله عليه وسلم كاف فيه غير محتاج إلى معاونة من أمته، فإن قيل: أوليس قد ثبت في الصحيح أنه يخرج بعد خروج المهدي وأن عيسى يقتله وغيرها من الوقائع الدالة على أنه لا يخرج في زمنه؟ قلت: هو تورية للتخويف ليلجأوا إلى الله من شره، وينالوا فضله، أو يريد عدم علمه بوقت خروجه كما أنه لا يدري متى الساعة. نه ومنه ح معاوية: فجعلت "أحج" خصمي أي أغلبه بالحجة. وح: اللهم ثبت "حجتي" في الدنيا والآخرة، أي قولي وإيماني في الدنيا، وعند جواب الملكين في القبر. ط: "احتج" آدم وموسى، أي تحاجا في العالم العلوي الروحاني بعد اندفاع مواجب الكسب، ورفعوفيه: كانت الضبع وأولادها في "حجاج" عين رجل من العماليق، هو بالكسر والفتح العظم المستدير حول العين. ومنه فجلس في "حجاج" عينيه كذا وكذا نفراً، يعني السمكة. ن: هو بجيم مخففة. و"احتجا" بحديث إمامة جبريل، لعل عمر والمغيرة أخرا العصر عن الوقت الثاني من وقتي جبرئيل فيصح احتجاجهما بحديثه. ومن خلع يداً عن طاعة لقي الله لا "حجة" له، أي في فعله ولا عذر له ينفعه. والقرآن "حجة" لك، أي إن امتثلت به وإلا فعليك. وحج "حجة" واحدة، أي بعد الهجرة، وهي حجة الوداع سنة عشر، وبمكة أخرى أي قبلها، وروى في غير مسلم "حجتان" قبل الهجرة. ويوم "الحج" الأكبر يوم النحر، وقيل: يوم عرفة، والعمرة الحج الأصغر. غ: "الحجة" الكلام المستقيم. ومنه: "المحجة" الطريق. ولج "فحج" أي تمادى به لجاجة حتى حج البيت. مد: "قل فلله "الحجة" البالغة" عليكم بأوامره ونواهيه ولا حجة لكم عليه بمشيئته.
حجج
حجَّ/ حجَّ إلى حَجَجْتُ، يَحُجّ، احْجُج/ حُجَّ واحْجِج/ حِجَّ، حَجًّا وحِجًّا، فهو حاجّ، والمفعول مَحْجوج
• حجَّ المكانَ: قصَده "حَجَجْتُ بيتَ المقدس: زُرته".
• حجَّ البيتَ الحرامَ: قَصده للقيام بمناسك الحَجّ " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} - {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} " ° يَوْمُ الحجِّ الأكبر: يومُ عرفة، يوم النَّحْر.
• حجَّ الشَّخصَ: غلَبه بالحُجَّة.
• حجَّ إليه: قدِم "كان العلماء والوزراء يحجّون إليه ليسمعوا خطبه". 

احتجَّ بـ/ احتجَّ على يحتجّ، احتَجِجْ/ احتَجَّ، احْتِجاجًا، فهو مُحْتَجّ، والمفعول مُحْتَجّ به
• احتجَّ بكذا: استند إليه، اتَّخذه حُجَّةً له وعُذرًا "احتجّ بأقدميَّته لنيل ترقيةٍ".
• احتجَّ عليه:
1 - أقام الحُجَّةَ والبرهانَ "كان نحاة العرب لا يحتجّون على الصَّواب اللّغويّ إلاّ بلغة عدد محدود من القبائل".
2 - عارضه مستنكرًا رافضًا فعله "احتجّ الطّلابُ على رفع مصاريف الدِّراسة". 

تحاجَّ يتحاجّ، تَحاجَجْ/ تَحاجَّ، تحاجًّا، فهو مُتحاجّ
 • تحاجَّ القومُ: تجادلوا، تناظروا، تخاصموا مع بعضهم "إنّهم يتحاجّون بغير علم- {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} ". 

تحجَّجَ يتحجَّج، تحجُّجًا، فهو متحجِّج
• تحجَّج فلانٌ: احتجّ بحجج باطلة وطلب الأمرَ في غير محلِّه. 

حاجَّ يحاجّ، حاجِجْ/ حاجَّ، مُحاجَّةً وحِجاجًا، فهو مُحاجّ، والمفعول مُحاجّ (للمتعدِّي)
• حاجَّ الشَّخصُ: أقام الحُجَّةَ والدَّليلَ ليُثبت صحَّةَ أمر، برهن بالحُّجَّة والدَّليل ليقنع الآخرين "حاجَّ لدعم افتراضٍ".
• حاجَّ الشَّخصَ: جادله وخاصمه، نازعه بالحجَّة، ناظره "لا نريد أن نحاجّهم بما قرّره العلماء المحدثون- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} ". 

حجَّجَ يحجّج، تحجيجًا، فهو مُحجِّج، والمفعول مُحجَّج
• حجَّج والدَه: بعثه ليحجّ. 

احتجاج [مفرد]: ج احتجاجات (لغير المصدر):
1 - مصدر احتجَّ بـ/ احتجَّ على.
2 - اعتراض واستنكار "أضرب المحامون احتجاجًا على قرار السُّلطات- تبادل الاحتجاجات كتابةً" ° احتجاج رسميّ: بيان مكتوب يتضمّن اعتراضًا على حالة راهنة ومطالبًا بتغييرها. 

حاجّ [مفرد]: ج حاجُّون وحُجّاج وحَجِيج، مؤ حاجَّة، ج مؤ حاجّات وحواجّ:
1 - اسم فاعل من حجَّ/ حجَّ إلى.
2 - قاصد البيت الحرام لأداء النُّسك في موسم الحجّ. 

حِجاج [مفرد]: مصدر حاجَّ.
• الحِجاج: (شر) التجويف العظميّ من الجمجمة حيث توجد المُقلة وتوابعها. 

حَجّ/ حِجّ [مفرد]:
1 - مصدر حجَّ/ حجَّ إلى.
2 - أحد أركان الإسلام الخمسة وهو القصد إلى البيت الحرام للنُّسك والعبادة في أشهرٍ معلومات " {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}: ائتوا بهما كاملَيْن بمناسكهما من غير توانٍ ولا نقصان".
• الحجُّ الأصغر: (فق) الحجّ الذي ليس فيه وقوف بعرفة، ويطلق على العُمرة.
• الحجُّ الأكبر: (فق) الذي يتضمَّن الوقوفَ بعرفة، ويطلق على يوم الوقوف بعرفة " {وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} ".
• الحَجّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 22 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية. 

حُجَّة [مفرد]: ج حِجاج وحُجَج:
1 - دليل وبرهان "قدّم للقاضي حُجَّةً قاطعة- {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} ".
2 - دعوى أو ذريعة يُتَذَرّع بها لإخفاء السَّبب الحقيقيّ "تعدَّدت الانقلابات العسكريَّة بحجّة إنقاذ الوطن".
3 - محلّ ثقة "إنّه حُجَّة في هذا المجال".
4 - عالِمٌ ثَبْت "إنه حُجَّة في اللغة".
5 - احتجاج وخصومة " {لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} ".
6 - (حد) مَنْ أحاط علمُه بثلاثمائة ألف حديث مَتْنًا وإسنادًا بأحوال رُواته جَرْحًا وتعديلاً وتأريخًا.
• حُجَّة ملكيَّة: صَكُّ البَيْع، سند يُثبَت به حقُّ انتقالِ الملكيَّة. 

حِجَّة [مفرد]: ج حِجَج:
1 - اسم مرَّة من حجَّ/ حجَّ إلى: على غير قياس.
2 - سَنَة " {عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} ".
• حِجَّة الوداع: آخر حِجّة للرَّسول صلّى الله عليه وسلّم للبيت الحرام وهي الحِجّة الوحيدة التي حجَّها.
• ذو الحِجَّة: الشّهر الثاني عشر والأخير من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد ذي القعدة، وهو من الأشهُر الحُرم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، وهو شهر الحجّ في الإسلام. 

مُحاجَّة [مفرد]: ج مُحاجَّات:
1 - مصدر حاجَّ.
2 - سلسلة من الأدلّة تُفضي إلى نتيجة واحدة. 

مَحَجَّة [مفرد]: ج مَحاجُّ:
1 - اسم مكان من حجَّ/ حجَّ إلى: موضع يُحجّ إليه.
2 - منهج، طريق مستقيم "تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ البَيْضَاءِ [حديث] ".
3 - غاية ومقصد "محجَّة الصَّواب". 
حجج
: ( {الحَجُّ: القَصْدُ) مُطْلَقاً. حَجَّهُ} يَحُجُّه {حَجًّا: قَصَدَه،} وحَجَجْتُ فُلاناً، واعْتَمَدْتُه: قَصَدْتُه. ورجلٌ {مَحْجُوجٌ، أَي مقصودٌ.
وَقَالَ جمَاعَة: إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمِ.
وَقيل: هُوَ كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ، وهاذا عَن الْخَلِيل.
(و) } الحَجُّ (: الكَفُّ) {كالحَجْحَجَةِ، يُقَال:} حَجْحَجَ عَن الشَّيْءِ {وحَجّ: كفَّ عَنهُ، وسيأْتي.
(و) الحَجُّ (: القُدُومُ) ، يُقَال:} حَجَّ علينا فلانٌ، أَي قَدِمَ.
(و) {الحَجّ (: سَبْرُ الشَّجَّةِ} بِالمِحْجاجِ) للمُعالَجَةِ.
{والمِحْجاجُ: اسمٌ (للمِسْبَارِ) .
} وحَجَّهُ {يَحُجُّه} حَجًّا، فَهُوَ {مَحْجُوجٌ،} وحَجِيجٌ، إِذا قَدَحَ بالحَدِيد فِي العَظْمِ إِذا كَانَ قد هَشَمَ حَتَّى يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ، فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ، ثمَّ يُعَالَج ذَلِك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ، ويكونُ آمَّةً، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً:
وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حتّى كأَنّها
أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ {حَجِيجُ
وَكَذَلِكَ} حَجَّ الشَّجَّةَ {يَحُجُّها} حَجًّا، إِذا سَبَرهَا بالمِيلِ ليُعَالِجَها، قَالَ عذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ:
! يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ
فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ
يَحُجُّ، أَي يُصْلِحُ. مَأْمُومَة: شَجَّة بَلَغَتِ أُمَّ الرَّأْسِ.
وفسّر ابنُ دُرَيْد هاذا الشعرَ فَقَالَ: وعصفَ الشاعِرُ طَبِيباً يُدَاوهي شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ، فَهُوَ يَجْزَع من هَوْلِهَا، فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد، والمَغَاريد: جَمعُ مُغْرُودٍ، وَهُوَ صَمْغٌ معرُوف.
وَقَالَ غَيره: استُ الطبيبِ يُراد بهَا مِيلُهُ، وشَبَّهَ مَا يَخرج من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد.
وَقيل: الحَجُّ: أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ، فيَخْتَلِطَ الدَّمُ بالدِّماغِ، فيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهرَ الدصمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ.
وَقَالَ الأَصمَعِيّ: {الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ: الَّذِي قد عُولِجَ، وَهُوَ ضَرحبٌ من عِلاجها. وَقَالَ ابنُ شُميل الحَجُّ: أَنْ تُفْلَقَ الهامَةُ، فتُنْظَرَ هَل فِيهَا عَظْمٌ أَو دَمٌ، قَالَ: والوَكْسُ: أَن يَقَعَ فِي أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ، أَو يُصيبَها عَنَتٌ.
وَقيل: حَجّ الجُرْحَ: سَبَرَه ليَعرف غَوْرَه، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَقيل:} حَجَجْتُها: قِسْتُهَا.
{وحَجَّ العَظْمَ} يحُجُّه {حَجًّا: قَطَعَه من الجُرْحِ واسْتَخْرَجَه.
(و) الحَجُّ: (الغَلَبَةُ} بالحُجَّةِ) ، يُقَال: {حَجَّهُ} يَحُجُّه {حَجًّا، إِذا غَلَبَه على} حُجَّتِه. وَفِي الحَدِيث: ( {فحَجَّ آدَمُ مُوسَى) أَي غَلَبَه بالحُجَّة، وَفِي حَدِيث معاويةَ: (فجَعَلْتُ} أَحُجُّ خَصْمِي) أَي أَغلِبُه بالحُجَّة.
(و) الحَجُّ: (كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ) ، وَقد {حَجَّ بَنو فُلان فُلاناً، إِذا أَطالُوا الاختلافَ إِلَيْهِ، وَفِي التّهذيب: وتقولُ:} حَجَجْتُ فُلاناً، إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ، فَقيل: حُجَّ البيتُ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ: قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْديّ:
وأَشْهَدُ من عَوْفغ حُلُولاً كِثيرَةٌ
يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا أَي يَقْصِدُونَه ويَزُورُونَه.
(و) قَالَ ابْن السِّكِّيت: يَقُول: يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه، هَذَا الأَصلُ ثمّ تعُورِف استعمالُه فِي (قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ) .
وَفِي اللِّسَان: الحَجُّ: (قَصْدُ) التَّوَجُّه إِلى البَيْت بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً، تَقول: {حَجَجْتُ البَيتَ} أَحُجُّه {حَجًّا، إِذا قصَدْتَه، وأَصْلُه من ذالك.
وَقَالَ بعضُ الفُقَهَاءِ: الحَجُّ: القَصْدُ، وأُطْلِق على المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ، أَو الحَلْق، وأُطْلِق على المَناسكِ لأَنَّ تمامَها بِهِ، أَو إِطَالَة الِاخْتِلَاف إِلى الشّيْءِ، وأُطلقَ عَلَيْهَا لذالك. كَذَا فِي شرْح شَيخنَا.
(و) تَقول: حَجَّ البَيْتَ} يَحُجُّه {حَجًّا، و (هُوَ حَاجُّ) ، ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ فِي ضرورةِ الشِّعر قَالَ الرَّاجز:
بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ (وحَاجِجِ)
و (ج:} حُجَّاجٌ) ، كعُمّارٍ، وزُوَّارٍ، ( {وحَجِيجٌ) ، قَالَ الأَزهريّ ومثلُه: غازٍ وغزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونَادٍ ونَدِيٌّ، للْقَوْم يَتَنَاجَوْن، ويَجْتَمِعُون فِي مَجلسٍ، وللعادِينَ على أَقدامِهم عَدِيٌّ.
وَنقل شَيخنَا عَن شُرُوح الكافيةِ والتَّسْهِيل: أَنّ لفظَ} حَجِيج اسمُ جَمْعٍ، والمصنّف كثيرا مَا يُطْلِقُ الجمْعَ على مَا يكون اسْم جمعٍ أَو اسْم جِنْسٍ جَمعيّ؛ لأَن أَهل اللُّغَة كثيرا مَا يُرِيدُونَ من الجمعِ مَا يدُلّ لفظُه على جمع كهاذا، وَلَو لم يكنْ جَمْعاً عِنْد النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف.
(و) يُجمع على (! حُجٍّ) ، بالضّمّ، كبازلٍ وبُزْلٍ، وعائَذٍ وعُوذٍ، وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ، وَيذكر مَا صنعه الجَحَّافُ بنُ حَكهيم السُّلَمِيّ من قتل بني تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر، وَهُوَ ماءٌ لبني تَميم: قَدْ كَانَ فِي جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ
أَوفِي الذِينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ
حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ
يَقُول: لما كَثُرَت قَتْلَى بني تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ، فحُرِّقُوا؛ لِيزولَ نَتْنُهُم، والرَّحُوب: ماءٌ لبني تَغْلِب، وَالْمَشْهُور روايةُ البَيْت (حِجٌّ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ اسْمُ الحَاجِّ، وعافِيَةُ النُّسور: هِيَ الغَاشِيَة الَّتِي تَغْشَى لُحُومَهم، وَذُو المَجَاز: من أَسواقِ العَرَبِ.
وَنقل شيخُنا عَن ابْن السّكّيت: الحجُّ، بِالْفَتْح: القَصْدُ، وبالكسر: القَومُ {الحُجَّاج.
قلت: فيستدْرَك على المصنّف ذالك.
وَفِي اللِّسَان: الحِجُّ بالسكر: الحُجَّاجُ قَال:
كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
أَصواتُ} حِجَ من عُمَانَ عَادِي
هَكَذَا أَنشدَه ابنُ دُريد بِكَسْر الحاءِ.
(وَهِي {حَاجَّةٌ من} حَوَاجّ) بيتِ الله، بالإِضافَة، إِذا كُنّ قد {حَجَجْنَ، وإِنْ لم يَكُنَّ قد} حَجَجْنَ قلت: {حَوَاجُّ بيْتَ الله، فتنصب الْبَيْت؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ فِي حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لَا ينْصَرف، كَمَا يُقَال: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زَيْداً غَدا، فتَدُلّ بِحَذْف التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه، وبإِثْبَاتِ التَّنْوِين على أَنه لم يَضْرِبْه، كَذَا حقّقه الجوهريّ وَغَيره.
(و) } الحِجُّ (بالكسرِ: الاسْمُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: {حَجَّهُ} يَحُجُّهُ {حِجًّا، كَمَا قَالُوا: ذَكَرَهُ ذِكْراً.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الحَجُّ: قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ، وبعضٌ يكسِر الحاءِ فَيَقُول} الحِجُّ {والحِجَّةُ، وقُرِىءَ {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ} حِجُّ الْبَيْتِ} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 97) وَالْفَتْح أَكثر.
وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} يُقْرَأُ بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، والفَتْحُ الأَصل.
وروى عَن الأَثْرَمِ قَالَ: والحَجُّ والحِجُّ، لس عِنْد الكسائِيّ بَينهمَا فُرْقانٌ.
( {والحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ (المَرَّةُ الواحِدَةُ) من الحَجِّ، وَهُوَ (شَاذٌّ) لورودهِ على خلاف القِياس؛ (لأَنَّ القِيَاسَ) فِي المَرَّةِ (الفَتْحُ) فِي كلّ فعلٍ ثلاثيّ، كَمَا أَنَّ القياسَ فِيمَا يَدُلُّ على الهَيْئَةِ الكسرُ، كَذَا صرّح بِهِ ثَعْلَب فِي الفصيح، وقَلَّدَه الجوهريُّ والفــيومــيّ والمصنّف وَغَيرهم.
وَفِي اللّسان: روى عَن الأَثْرَمِ وَغَيره: مَا سمعْنَا من الْعَرَب} حَجَجْتُ {حَجَّةً، وَلَا رأَيْتُ رَأَيَةً، وإِنما يَقُولُونَ: حَجَجْتُ} حِجَّةً.
وَقَالَ الكسائيُّ: كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلا قَوْلَهُم: حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيت رُؤْيَةً فَتبين أَنّ الفَعْلَة للمرّة تقال بِالْوَجْهَيْنِ: الكسرِ على الشُّذُوذِ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي كَلَامهم والفتحِ على القِياس.
(و) الحِجَّةُ (: السَّنَةُ) والجَمْعُ حِجَجٌ.
(و) الحِجَّةُ! والحَاجَّةُ: (شَحْمَةُ الأُذُنِ) ، الأَخِيرَة اسمٌ، كالكاهِلِ والغَارِبِ، قَالَ لَبيدٌ يذكر نسَاء:
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ فِي كُلّ حِجَّةٍ
وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عَلَيْهَا مَهَابَةٌ
وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ، ايي يَثْقُبْنَه، والوَصائل: بُرُودُ اليَمَنِ، (واحدتها وَصِيلَة) والعُونُ: جمع عَوان للثَّيّبِ، وَقَالَ بعضُهم: الحِجّة هُنَا: المَوْسِمُ. (ويُفْتَحُ) ، كَذَا ضُبطَ بخطّ أَبي زكريّا فِي هَامِش الصِّحَاح.
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: الحِجَّةُ: ثُقْبَةُ شَحْمَةِ الأُذن، والحَجَّةُ (بِالْفَتْح: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ فِي الأُذُنِ) قَالَ ابْن دُريد: وَرُبمَا سُمّيتْ {حاجَّةً.
(و) } الحُجَّةُ (بالضَّمّ) : الدَّلِيلُ و (البُرْهَانُ) وَقيل: مَا دُفِعَ بِهِ الخَصْمُ، وَقَالَ الأَزهريّ: الحُجَّةُ: الوَجْهُ الَّذِي يكون بِهِ الظَّفَرُ عِنْد الخُصومة. وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها تُحَجُّ، أَي تُقْصَدُ، لأَنّ القَصْدَ لَهَا وإليها، وجمعُ الحُجّة وحِجَاجٌ.
( {والمِحْجاجُ) بِالْكَسْرِ: (الجَدِلُ) ككَتِفٍ، وَهُوَ الرَّجلُ الكثيرُ الجَدَلِ.
(و) تَقول: (} أَحْجَجْتُه) إِذا (بَعَثْتهُ ليَحُجّ) .
(و) قَوْلهم: و ( {حَجَّةِ الله لَا أَفْعَلُ، بِفَتْح أَوّلِه، وخَفْضِ آخِرهِ: يَمِينٌ لَهُمْ) ، كَذَا فِي كُتُبِ الأَيْمَانِ.
(} وحَجْحَجَ) بالمَكَان: (أَقَامَ) بِهِ فَلم يَبْرَحْ، {كتَحَجْحَجَ.
(و) } الحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، يُقَال: حَمَلُوا على القَومِ حَمْلَةً ثمّ {حَجْحَجُوا.
} وحَجْحَجَ الرّجُلُ: (نَكَصَ) ، وَقيل عَجَزَ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ {بالمُحَجْحِجِ
أَي لَيْسَ بالمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(و) } حَجْحَجَ عَن الشيْءِ: (كَفَّ) عنهُ.
(و) حَجْحَجَ الرّجلُ: أَرادَ أَن يقولَ مَا فِي نفسِه ثمَّ (أَمْسَكَ عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ) .
وَفِي الْمُحكم: حَجْحَجَ الرجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نفسِه.
{والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشيْءِ والارْتِدَاعُ.
(} والحَجَوَّجُ، كَحَزَوَّرٍ) ، أَي بِفَتْح أَوّله وَتَشْديد ثالثه المفتوح (: الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى) ، وأَنشد:
أَجَدُّ أَيّامِكَ من! حَجَوَّجِ
إِذا اسْتَقَامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ ( {والحُجُجُ، بِضَمَّتَيْنِ: الطُّرُقُ المُحَفَّرَةُ) . وَمثله فِي اللّسَان، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ صَريحٌ فِي أَنّه جَمعٌ، وَهل مفردُه} حَجِيجٌ، كطَرِيقٍ؟ أَو {حِجَاجٌ، ككِتَاب؟ أَو لَا مُفردَ لَهُ؟ احتمالاتٌ، وسيأْتي.
(و) } الحُجُجُ (الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ) ، ومفرده {حَجِيجٌ، كطَرِيق،} حَجَجْتُه {حَجًّا فَهُوَ} حَجِيجٌ، وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: ( {الحِجَاجُ) بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: الجَانِبُ) والنّاحيةُ،} وحِجَاجَا الجَبَلِ: جانِبَاه.
(و) {الحِجَاجُ} والحَجَاجُ: (عَظْمٌ) مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ (يَنْبُتُ عَلَيْهِ الحَاجِبُ) ، وَيُقَال: بل هُوَ الأَعلَى تحتَ الحاجِبِ، وأَنشد قولَ العَجّاج:
إِذا {حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا
وَقَالَ ابْن السّكّيت: هُوَ} الحَجاجُ. والحَجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ، وَعَلِيهِ مَنْبَتُ شَعَرِ الْحَاجِب، وَفِي الحَدِيث (كانَت الضَّبُعُ وأَولادُها فِي حَجَاجِ عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ) وَفِي حَدِيث جَيْشِ الخَبَطِ (فجَلَسَ فِي حَجَاجِ عَيْنِه كَذَا كَذَا نَفَراً) يَعْنِي السَّمَكَةَ الَّتِي وجَدُوهَا على الْبَحْر. وأَما قولُ الشّاعر:
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها
كَلاَلٌ فحَالَتْ فِي حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ
فإِنّ ابنَ جِنّى قَالَ: يريدُ فِي حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ، فَحذف للضَّرُورة.
قَالَ ابْن سَيّده: وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ.

والجمعُ {أَحِجَّةٌ} وحُجُجٌ، بِضَمَّتَيْنِ.
قَالَ أَبو الْحسن: {الحُجُجُ شاذَ؛ لأَن مَا كَانَ من هاذا النَّحْوِ لم يُكَسَّر على فُعُلٍ؛ كارهيةَ التَّصْعِيفِ، فأَمّا قَوْله:
يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ} الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قِيَاس، وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً.
(و) الحَجَاجُ (: حاجِبُ الشَّمْسِ) يُقَال: بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ، أَي حاجِبُها، وَهُوَ قَرْنُهَا، وَهُوَ مَجاز.
( {والحَجْحَجُ: الفَسْلُ) الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(واس) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي اللِّسَان وَغَيره من أُمهات اللُّغة ورَأْسٌ (أَحَجُّ: صُلْبٌ) ، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسيّ يَصف الرِّكابَ فِي سَفرٍ:
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ
} أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ
(وفَرَسٌ أَحَجُّ: أَحَقُّ) ، وسياأتي فِي الْقَاف.
(و) يُقَال للرَّجُلِ الكثيرِ الحَجِّ: إِنه لحَجّاجٌ، بِفَتْح الْجِيم من غير إِمَالَةٍ وكلّ نَعْتٍ على فَعَّالٍ فَهُوَ غَيرُ مُمَالِ الأَلفِ، فإِذا صَيَّرُوه اسْما خاصًّا تحوّل عَن حالِ النّعت، ودخلته الإِمالةُ، كاسم الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجُ أَمالَهُ بعضُ أَهلِ الإِمالة فِي جميعِ وُجُوهِ الإِعرابِ على غير قِيَاس، فِي الرّفع والنَّصب، ومثلُ ذالك (النّاسُ) فِي الجَرّ خاصّةً، قَالَ ابْن سِد: وإِنْمَا مثَّلْتُه بِهِ؛ لأَنّ أَلفَ الحَجّاجِ زائدةٌ غير منقلبة، وَلَا يُجَاوِرُهَا مَعَ ذَلِك مَا يُوجِبُ الإِمالَةَ، وكذالك النّاس؛ لأَنّ الأَصلَ إِنما هُوَ الأُناس، فحذفوا الهمزةَ وَجعلُوا الّلامَ خَلَفاً عَنْهَا، كالله، إِلا أَنّهم قد قالُوا: الأُناس، قَالَ: وقالُوا: مَرَرْتُ بنَاسٍ، فأَمالُوا فِي الجَرِّ خاصَّةً، تَشْبِيها للأَلف بأَلف فاعِل؛ لأَنّها ثَانِيَة مثلهَا، وَهُوَ نَادِر؛ لأَنّ الأَلفَ ليستْ منقلبةً، فأَمّا فِي الرّفع والنّصْب فَلَا يُمِيلِ أَحدٌ.
وَقد يقولُون: (حَجَّاجٌ) ، بِغَيْر أَلفٍ ولامٍ، وَهُوَ (اسْم) رجل، كَمَا يَقُولُونَ: العَبّاس، وعَبّاس.
(و) حَجَّاجُ (: ة، ببَيْهَقَ) . (ويَحُجُّ) بِصِيغَة الْمُضَارع (الفاسيّ: أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بنِ أَبهي حَاجَ، فَقِيهٌ) مالِكِيٌّ، شَارِح المُدَوَّنَةِ وَغَيرهَا، ترجَمه أَحمد بَابا السودانِيّ فِي كِفاية المُحْتَاج.
( {والتَّحَاجُّ: التَّخاصُمُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قولُهُم: أَقْبَلَ} الحَاجُّ والدَّاجُّ، يُمْكِن أَن يُرَادَ بِهِ الجِنْسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْعِ، كالجامِلِ والبَاقِرِ.
وروى الأَزهَريّ عَن أَبي طالبٍ فِي قَوْلهم: مَا حَجَّ ولاكنَّه دَجَّ، قَالَ: الحَجُّ: الزِّيارةُ والإِتْيَانُ. وإِنما سُمِّيَ حاجًّا بزِيارةِ بَيتِ الله تَعالى، قَالَ: والدَّاجُّ: الَّذِي يَخْرُجُ للتِّجارة، وَفِي الحَدِيث: (لم يَتْرُكْ {حاجَّةً وَلَا دَاجَّةً) الحَاجُّ والحَاجَّةُ: أَحَدُ الحُجَّاجِ، والدَّاجُّ والدَّاجَّةُ: الأَتْباع، يُرِيد الجَماعةَ الحَاجَّةَ، ومَن مَعَهم مِن أَتْبَاعِهِم، وَمِنْه الحديثُ: (هؤلاءِ الدَّاجُّ وَلَيْسوا بالحَاجِّ) .
} واحْتَجَّ الشَّيْءُ: صَلُبَ.
واحتَجَّ البَيْتَ، {كحَجَّهُ، عَن الهَجَرِيّ، وأَنشد:
تَرَكْتُ} احتِجَاجَ البَيْتِ حَتَّى تَظَاهَرَتْ
عَلَيَّ ذُنُوبٌ بَعدَهُنَّ ذُنُوبُ
وَذُو {الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ؛ سُمِّيَ بذالك} للحَجّ فِيهِ، وَالْجمع ذَوَاتُ الحِجَّةِ، وَلم يَقُولُوا: ذَوُو على واحِدِه.
وَنقل القَزَّازُ فِي غَريبِ البُخَارِيّ: وأَمّا ذُو الحجّة للشَّهْرِ الّذي يَقع فِيهِ الحَجُّ فالفَتْحُ فِيهِ أَشهرُ، وَالْكَسْر قليلٌ، وَمثله فِي مشَارقِ عِيَاضٍ، ومَطَالِعِ ابنِ قَرقولَ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن أَمثالِ العَرَبِ: (لَجَّ {فحَجَّ) . مَعْنَاهُ: لَجَّ فغَلَبَ مَنْ لاجَّهُ بِحُجَجِة، يُقَال:} حاجَجْتُه {أُحاجُّه} حِجَاجاً {ومُحاجَّةً حَتَّى} حَجَجْتُه، أَي غَلَبْتُه! بالحُجَج الَّتِي أَدْلَيْتُ بهَا، وَقيل: معناهُ: أَي أَنَّه لَجَّ وتَمَادَى بِهِ لَجَاجُه، وأَدّاه اللَّجَاجُ إِلى أَنْ حَجَّ البيتَ الحرامَ (وَمَا أَراده، أُريدَ أَنّه هاجَرَ أَهلَهُ بلَجَاجِه حَتَّى خرجَ حَاجًّا) .
وسَلَكَ المَحَجَّةَ، وَهِي الطَّرِيقُ. وَقيل: جَادَّةُ الطَّرِيقِ، وَقيل: {مَحَجَّةُ الطّريقُ: سَنَنُه، والجمعُ} المَحَاجُّ، تقولُ: عَلَيْكُم بالمَنَاهِج النَّيِّرةِ، {والمَحاجِّ الواضِحَةِ.
} والحُجَّةُ بالضَّم: مصدرٌ بِمَعْنى {الاحْتِجَاجِ واسلاتِدْلال.
وَفِي التَّهْذِيب:} مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ: هِيَ المَقْصِدُ والمَسْلَكُ.
وَفِي حَدِيث الدَّجّال: (إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا {حَجِيجُه) أَي مُحاجِجُه ومُغالِبُه بإِظهارِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ.
} والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.
{وحَجْحَجْ: مِن زَجْرِ الغَنَمِ.
} وحَجْحَجَ، {وتَحَجْحَجَ: صاحَ.
وكَبْشٌ} حَجْحَجَ، أَي عَظِيمٌ، قَالَ:
أَرسَلْتُ فِيهَا {حَجْحَجاً قد أَسْدَسَا
وَمن أَمثالِ الميدانيّ قولُهُم: (نَفْسُكع بِمَا} تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ) أَي أَنت بِمَا فِي قلبِك أَعلمُ مِن غيرِك.
حجج: {حِج}: قصد. {حِجَج}: سنون.

حجج: الحَجُّ: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه

حَجّاً: قصده. وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي قصدته. ورجلٌ محجوجٌ

أَي مقصود. وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه؛ قال

المُخَبَّلُ السعدي:

وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً،

يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا

أَي يَقْصِدُونه ويزورونه. قال ابن السكيت: يقول يُكْثِرُونَ الاختلاف

إِليه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ

والحجِّ إِلى البيت خاصة؛ تقول حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا. والحجُّ قَصْدُ

التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة؛ تقول: حَجَجْتُ

البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قصدته، وأَصله من ذلك. وجاء في التفسير: أَن

النبي، صلى الله عليه ولم، خطب الناسَ فأَعلمهم أَن الله قد فرض عليهم

الحجَّ، فقام رجل من بني أَسد فقال: يا رسول الله، أَفي كلِّ عامٍ؟ فأَعرض عنه

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فعاد الرجلُ ثانيةً، فأَعرض عنه، ثم عاد

ثالثةً، فقال عليه الصلاة والصلام: ما يؤمنك أَن أَقولَ نعم، فَتَجِبَ،

فلا تقومون بها فتكفرون؟ أَي تدفعون وجوبها لثقلها فتكفرون. وأَراد عليه

الصلاة والسلام: ما يؤمنك أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نعم فَأَقولَ؟

وحَجَّه يَحُجُّه، وهو الحجُّ. قال سيبويه: حجَّه يَحُجُّه حِجًّا، كما

قالوا: ذكره ذِكْراً؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا،

وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا،

ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا

فسَّره فقال: يستخف الناسُ الذهابَ إِلى هذه المدينة لأَن الأَرض

دُحِيَتْ من مكة، فيقول: يذهب الناس إِليها لأَن يحشروا منها. ويقال: إِنما

يذهبون إِلى بيت المقدس.

ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ: جماعةُ الحاجِّ. قال

الأَزهري: ومثله غازٍ وغَزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونادٍ ونَدِيٌّ، للقومِ

يَتَناجَوْنَ ويجتمعون في مجلس، وللعادِينَ على أَقدامهم عَدِبٌّ؛ وتقول:

حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ. وربما أَظهروا التضعيف في

ضرورة الشعر؛ قال الراجز:

بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ

ويجمع على حُجٍّ، مثل بازلٍ وبُزْلٍ، وعائذٍ وعُودٍ؛ وأَنشد أَبو زيد

لجرير يهجو الأَخطل ويذكر ما صنعه الجحافُ بن حكيم السُّلمي من قتل بني

تَغْلِبَ قوم الأَخطل باليُسُرِ، وهو ماءٌ لبني تميم:

قد كانَ في جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ،

أَو في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ

وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ

حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذي المَجَازِ نُزُولُ

يقول: لما كثر قتلى بني تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِيَزُولَ

نَتْنُهُمْ. والرَّحُوبُ: ماءٌ لبني تغلب. والمشهور في رواية البيت: حِجٌّ،

بالكسر، وهو اسم الحاجِّ. وعافِيةُ النسور: هي الغاشية التي تغشى لحومهم.

وذو المجاز: سُوقٌ من أَسواق العرب. والحِجُّ، بالكسر، الاسم.

والحِجَّةُ: المرَّة الواحدة، وهو من الشَّواذِّ، لأَن القياس بالفتح. وأَما

قولهم: أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فقد يكون أَن يُرادَ به الجِنسُ، وقد يكون

اسماً للجمع كالجامل والباقر. وروى الأَزهري عن أَبي طالب في قولهم: ما

حَجَّ ولكنه دَجَّ؛ قال: الحج الزيارة والإِتيان، وإِنما سمي حاجًّا

بزيارة بيت الله تعالى؛ قال دُكَين:

ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ،

وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُهْ

قال: والداجُّ الذي يخرج للتجارة. وفي الحديث: لم يترك حاجَّةً ولا

داجَّة. الحاجُّ والحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ:

الأَتباعُ؛ يريد الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن معهم مِن أَتباعهم؛ ومنه الحديث:

هؤلاء الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ.

ويقال للرجل الكثير الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بفتح الجيم، من غير إِمالة،

وكل نعت على فَعَّال فهو غير مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسماً

خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت، ودخلته الإِمالَةُ، كاسم الحَجَّاجِ

والعَجَّاجِ. والحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قال:

كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي،

أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عادي

هكذا أَنشده ابن دريد بكسر الحاء. قال سيبويه: وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ،

يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة. قال الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ

واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الحاء، فيقول: الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وقرئ: ولله على

الناسِ حِجُّ البيتِ، والفتح أَكثر. وقال الزجاج في قوله تعالى: ولله على

الناس حَِجُّ البيت؛ يقرأُ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأَصل. والحَجُّ:

اسم العَمَل. واحْتَجَّ البَيْتَ: كحَجَّه عن الهجري؛ وأَنشد:

تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حتى تَظَاهَرَتْ

عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وقوله تعالى: الحجُّ أَشهُرٌ معلوماتٌ؛ هي شوَّال وذو القعدة، وعشرٌ من

ذي الحجة. وقال الفراء: معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ. وروي عن الأَثرم

وغيره: ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً، ولا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما

يقولون حَجَجْتُ حِجَّةً. قال: والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما

فُرْقانٌ. وغيره يقول: الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ

السَّنَةِ. وتقول: حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة، فقيل: حُجَّ

البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ. قال الكسائي: كلام العرب كله

على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلاّ قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ

رُؤْيَةً.والحِجَّةُ: السَّنَةُ، والجمع حِجَجٌ.

وذو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سمي بذلك لِلحَجِّ فيه، والجمع ذَواتُ

الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، ولم يقولوا: ذَوُو على واحده.

وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد

حَجَجْنَ، وإِن لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ، قلت: حَواجُّ بَيْتَ الله، فتنصب

البيت لأَنك تريد التنوين في حَواجَّ، إِلا أَنه لا ينصرف، كما يقال: هذا

ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زيداً غداً، فتدل بحذف التنوين على أَنه قد

ضربه، وبإِثبات التنوين على أَنه لم يضربه.

وأَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ. وقولهم: وحَجَّةِ الله لا

أَفْعَلُ بفتح أَوَّله وخَفْضِ آخره، يمينٌ للعرب.

الأَزهريُّ: ومن أَمثال العرب: لَجَّ فَحَجَّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ

مَنْ لاجَّه بحُجَجِه. يقال: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى

حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها؛ قيل: معنى قوله

لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى به لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى

أَن حَجَّ البيتَ الحرام، وما أَراده؛ أُريد: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه

حتى خرج حاجّاً.

والمَحَجَّةُ: الطريق؛ وقيل: جادَّةُ الطريق؛ وقيل: مَحَجَّة الطريق

سَنَنُه.

والحَجَوَّجُ: الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد:

أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ،

إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ

والحُجَّة: البُرْهان؛ وقيل: الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم؛ وقال

الأَزهري: الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة.

وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ.

والتَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ وجمع الحُجَّةِ: حُجَجٌ وحِجاجٌ. وحاجَّه

مُحاجَّةً وحِجاجاً: نازعه الحُجَّةَ.

وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: غلبه على حُجَّتِه. وفي الحديث: فَحَجَّ آدمُ

موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة.

واحْتَجَّ بالشيءِ: اتخذه حُجَّة؛ قال الأَزهري: إِنما سميت حُجَّة

لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها؛ وكذلك مَحَجَّة الطريق هي

المَقْصِدُ والمَسْلَكُ. وفي حديث الدجال: إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا

حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه. والحُجَّةُ:

الدليل والبرهان. يقال: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بمعنى

فاعل. ومنه حديث معاوية: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه

بالحُجَّة. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فهو مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ

بالحَديد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالجم

فيَقْلَعَ الجِلْدَة التي جَفَّت، ثم يُعالَج ذلك فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ ويكون

آمَّةً؛ قال أَبو ذؤَيب يصف امرأَة:

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتى كأَنَّها

أُسِيٌّ، على أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ

وكذلك حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ

ليُعالِجَها؛ قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطائي:

يَحُجُّ مَأْمُومَةً، في قَعْرِها لَجَفٌ،

فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ

المَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، هو صَمْغٌ معروف. وقال: يَحُجُّ يُصْلِحُ

مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وفسر ابن دريد هذا الشعر فقال:

وصف هذا الشاعر طبيباً يداوي شجة بعيدَة القَعْر، فهو يَجْزَعُ من

هَوْلِها، فالقذى يتساقط من استه كالمَغاريد؛ وقال غيره: استُ الطبيب يُرادُ

بها مِيلُهُ، وشَبَّهَ ما يَخْرُجُ من القَذى على ميله بالمغاريد.

والمَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، وهو صمغ معروف.

وقيل: الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فيختلط الدم بالدماغ، فيصب عليه السمن

المُغْلَى حتى يظهر الدم، فيؤْخذَ بقطنة. الأَصمعي: الحَجِيجُ من

الشِّجاجِ الذي قد عُولِجَ، وهو ضَرْبٌ من علاجها. وقال ابن شميل: الحَجُّ أَن

تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هل فيها عَظْم أَو دم. قال: والوَكْسُ أَن

يقَعَ في أُمِّ الرأْس دم أَو عظام أَو يصيبها عَنَتٌ؛ وقيل: حَجَّ

الجُرْحَ سَبَرَهُ ليعرف غَوْرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي:

والحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ. وقيل: حَجَجْتُها قِسْتُها،

وحَجَجْتُهُ حَجّاً، فهو حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل

لِتُعالِجَه.والمِحْجاجُ: المِسْبارُ.

وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّهُ حَجّاً: قَطَعَهُ من الجُرْح واستخرجه، وقد

فسره بعضهم بما أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ. ورأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ.

واحْتَجَّ الشيءُ: صَلُبَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يصف الركاب في سفر كان

سافره:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ

أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ

والحَجاجُ والحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ عليه الحاجِبُ. والحِجاجُ:

العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العين، ويقال: بل هو الأَعلى تحت الحاجب؛

وأَنشد قول العجاج:

إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

وقال ابن السكيت: هو الحَجَّاجُ

(* قوله «الحجاج» هو بالتشديد في الأَصل

المعوّل عليه بأَيدينا، ولم نجد التشديد في كتاب من كتب اللغة التي

بأيدينا.). والحِجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العين وعليه

مَنْبَتُ شعَر الحاجب. والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بفتح الحاءِ وكسرها: العظم الذي

ينبت عليه الحاجب، والجمع أَحِجَّة؛ قال رؤْبة:

صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي

وفي الحديث: كانت الضبُعُ وأَولادُها في حَِجاجِ عينِ رجل من العماليق.

الحِجاج، بالكسر والفتح: العظم المستدير حول العين؛ ومنه حديث جَيْشِ

الخَبَطِ: فجلس في حَِجَاج عينه كذا كذا نفراً؛ يعني السمكة التي وجدوها على

البحر. وقيل: الحِجاجان العظمان المُشرِفانِ على غارِبَي العينين؛ وقيل:

هما مَنْبَتا شعَرِ الحاجبين من العظم؛ وقوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها

كَلالٌ، فَحالَتْ في حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ

فإِن ابن جني قال: يريد في حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فحذف للضرورة؛ قال ابن

سيده: وعندي أَنه أَراد بالحجا ههنا الناحية؛ والجمع: أَحِجَّةٌ

وحُجُجٌ. قال أَبو الحسن: حُجُجٌ شاذ لأَن ما كان من هذا النحو لم يُكَسَّر على

فُعُلٍ، كراهية التضعيف؛ فأَما قوله:

يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ،

للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ،

كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ

فإِنه جمع حِجاجاً على غير قياس، وأَظهر التضعيف اضطراراً.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العظم.

والحِجَّةُ، بكسر الحاءِ، والحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسم

كالكاهل والغارب؛ قال لبيد يذكر نساء:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ في كلِّ حِجَّةٍ،

وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا

غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ،

وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَهُ. والوصائِلُ: بُرُودُ

اليَمن، واحدتها وَصِيلة. والعُونُ جمع عَوانٍ: للثيِّب. وقال بعضهم: الحِجَّةُ

ههنا المَوْسِمُ؛ وقيل: في كل حِجَّة أَي في كل سنة، وجمعها حِجَجٌ.

أَبو عمرو: الحِجَّةُ والحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن. والحَجَّة

أَيضاً: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق في الأُذن؛ قال ابن دريد: وربما

سميت حاجَّةً.

وحَِجاجُ الشمس: حاجِبُها، وهو قَرْنها؛ يقال: بدا حِجاجُ الشمس.

وحَِجاجا الجبل: جانباه. والحُجُجُ: الطرُقُ المُحَفَّرَةُ.

والحَجَّاجُ: اسم رجل؛ أَماله بعض أَهل الإِمالة في جميع وجوه الإِعراب

على غير قياس في الرفع والنصب، ومثل ذلك الناس في الجرِّ خاصة؛ قال ابن

سيده: وإِنما مثلته به لأَن أَلف الحجاج زائدة غير منقلبة، ولا يجاورها مع

ذلك ما يوجب الإِمالة، وكذلك الناس لأَن الأَصل إِنما هو الأُناس فحذفوا

الهمزة، وجعلوا اللام خَلَفاً منها كالله إِلا أَنهم قد قالوا الأُناس،

قال: وقالوا مررت بناس فأَمالوا في الجر خاصة، تشبيهاً للألف بأَلف

فاعِلٍ، لأَنها ثانية مثلها، وهو نادر لأَن الأَلف ليست منقلبة؛ فأَما في

الرفع والنصب فلا يميله أَحد، وقد يقولون: حَجَّاج، بغير أَلف ولام، كما

يقولون: العباس وعباس، وتعليل ذلك مذكور في مواضعه.

وحِجِجْ: من زَجْرِ الغنم.

وفي حديث الدعاءِ: اللهم ثَبِّت حُجَّتي في الدنيا والآخرة أَي قَوْلي

وإِيماني في الدنيا وعند جواب الملكين في القبر.

قَتَلَ

(قَتَلَ)
(هـ) فِيهِ «قاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ» أَيْ قَتَلَهم اللَّهُ. وَقِيلَ: لَعنهم، وَقِيلَ: عَادَاهُمْ.
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَلَا تَخْرج عَنْ أَحَدِ هَذِهِ الْمَعَانِي. وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى التَّعَجُّب مِنَ الشَّيْءِ كَقَوْلِهِمْ: تَرِبَتْ يَداه! وَقَدْ تَرِدُ وَلَا يُراد بها وقُوع الأمر. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «قاتَل اللهُ سَمُرة» .
وَسَبِيلُ «فاعَل» هَذَا أَنْ يَكُونَ مِنَ اثْنَين فِي الغالِب، وَقَدْ يَرِدُ مِنَ الْوَاحِدِ، كسافَرْتُ، وطارَقْتُ النَّعْلَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَي المُصَلِّي «قاتِلْه فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ» أَيْ دافِعْه عَنْ قِبْلَتِك، وَلَيْسَ كُلُّ قِتال بِمَعْنَى القَتْل.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ السِّقيفة «قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنة وشَرّ» أَيْ دَفَع اللَّهُ شَرَّه، كَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي رِوَايَةٍ «إِنَّ عُمَرَ قَالَ يَوْمَ السَّقِيفة: اقْتلوا سَعْدًا قَتَلَه اللَّهُ» أَيِ اجْعلوه كَمَنْ قُتِل واحْسُبُوه فِي عِداد مَن مَاتَ وَهَلَكَ، وَلَا تَعْتَدّوا بمَشْهَدِه وَلَا تُعَرِّجُوا عَلَى قَوْلِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ أَيْضًا «مَن دَعا إِلَى إِمَارَةِ نَفْسِهِ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فاقْتُلوه» أَيِ اجْعَلَوه كَمَنْ قُتِلَ وَمَاتَ، بِأَنْ لَا تَقْبلوا لَهُ قَوْلاً وَلَا تُقِيموا لَهُ دَعوة.
وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِذَا بُويِع لخَلِيفَتين فاقْتُلوا الآخِرَ مِنْهُمَا» أَيْ أبْطِلوا دَعْوَته واجْعَلوه كَمَنْ مَاتَ.
وَفِيهِ «أشدُّ النَّاسِ عَذَابًا يومَ الْقِيَامَةِ مَن قَتَلَ نَبِيَّا أَوْ قَتَلَه نبيٌّ» أَرَادَ مَنْ قَتَلَه وَهُوَ كَافِرٌ، كقَتْله أُبَيَّ بْنَ خَلفٍ يَوْمَ بدرٍ، لَا كَمَنْ قَتَلَه تَطْهِيرًا لَهُ فِي الْحَدِّ، كماعِزٍ.
(س) وَفِيهِ «لَا يُقْتَل قُرَشِيٌّ بَعْدَ الْــيَوْمِ صَبْراً» إِنْ كَانَتِ اللَّامُ مَرْفُوعَةً عَلَى الْخَبَرِ فَهُوَ مَحْمول عَلَى مَا أَبَاحَ مِنْ قَتْل القُرَشيَّين الْأَرْبَعَةِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وهُم ابْنُ خَطل ومَن مَعَهُ: أَيْ أَنَّهُمْ لَا يَعُودون كُفَّاراً يَغْزَون ويُقْتَلون عَلَى الْكُفْرِ، كَمَا قُتِل هَؤُلَاءِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ الْآخَرِ «لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ الْــيَوْمِ» أَيْ لَا تَعُودُ دَارَ كُفر تُغْزى عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَتِ اللَّامُ مَجْزُومَةً فَيَكُونُ نَهْياً عَنْ قَتْلِهم فِي غَيْرِ حدٍّ وَلَا قِصاص.
وَفِيهِ «أعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أهلُ الإِيمان» القِتْلة بِالْكَسْرِ: الْحَالَةُ مِنَ القَتْل، وَبِفَتْحِهَا الْمَرَّةُ مِنْهُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. ويُفْهَم الْمُرَادُ بِهِمَا مِنْ سِياق اللَّفْظِ.
وَفِي حَدِيثِ سَمُرة «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْناه، وَمَنْ جَدع عبدَه جَدَعْناه» ذُكِر فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ أَنَّهُ نَسِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَكَانَ يَقُولُ: «لَا يُقْتَل حُرٌّ بعَبْد» ويَحتمِل أَنْ يَكُونَ الحسَن لَمْ يَنْسَ الْحَدِيثَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَأوّلُه عَلَى غَيْرِ مَعْنَى الْإِيجَابِ، ويَراه نَوْعًا مِنَ الزجْر ليَرْتَدِعوا وَلَا يُقْدِموا عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ فِي شَارِبِ الخمْر: «إنْ عادَ فِي الرَّابِعَةِ أَوِ الْخَامِسَةِ فاقْتُلوه» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِيهَا فَلَمْ يَقْتُله.
وتأوّلَه بعضُهم أَنَّهُ جَاءَ فِي عبدٍ كَانَ يَمْلِكه مرَّةً، ثُمَّ زَالَ مِلْكُه عَنْهُ فَصَارَ كُفؤاً لَهُ بالحُرِّيَّة.
وَلَمْ يَقلُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أحدٌ إِلَّا فِي رِوَايَةٍ شاذَّة عَنْ سُفيان، والمَرْوِيُّ عَنْهُ خلافهُ.
وَقَدْ ذَهب جَمَاعَةٌ إِلَى القِصاص بَيْنَ الحُرِّ وَعَبْدِ الغَير. وأجْمعوا عَلَى أَنَّ القِصاص بَيْنَهُمْ فِي الْأَطْرَافِ ساقِط، فَلَمَّا سَقَط الجَدْع بِالْإِجْمَاعِ سَقَطَ القِصاص، لِأَنَّهُمَا ثَبَتا مَعًا، فَلَمَّا نُسِخا نُسِخا مَعًا، فَيَكُونُ حَدِيثُ سَمُرة مَنْسُوخًا. وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْخَمْرِ فِي الرَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ.
وَقَدْ يَرِدُ الْأَمْرُ بِالْوَعِيدِ رَدْعاً وزجْراً وَتَحْذِيرًا، وَلَا يُراد بِهِ وُقوع الْفِعْلِ.
وَكَذَلِكَ حَدِيثُ جَابِرٍ فِي السَّارِقِ «أَنَّهُ قُطِع فِي الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ، إِلَى أنْ جِيء بِهِ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ: اقْتُلوه، قَالَ جَابِرٌ: فقَتَلْناه» وَفِي إِسْنَادِهِ مقَال. وَلَمْ يَذْهب أحدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى قَتْل السَّارِقِ وَإِنْ تكرَّرت مِنْهُ السَّرِقة.
(س) وَفِيهِ «عَلَى المُقْتَتِلِين أَنْ يَتَحَجُّزُوا، الأوْلى فالأوْلى، وَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ أَنْ يَكفُّوا عَنِ القَتْلِ، مثْل أَنْ يُقْتَل رَجُلٌ لَهُ ورَثة، فأيُّهم عَفا سَقط القَودَ.
والأوْلَى: هُوَ الأقْرَب والأدْنَى مِن وَرَثة القَتيل.
وَمَعْنَى «المُقْتَتِلِين» : أَنْ يَطْلب أَوْلِيَاءُ القَتِيل القَوَد فيَمتنِع القَتَلَةُ فيَنْشأ بَيْنَهُمُ القِتال مِنْ أجْلِه، فَهُوَ جَمْع مُقْتَتِل، اسْمِ فاعِل مِنَ اقْتَتَلَ.
ويَحْتَمل أَنْ تَكُونَ الرِّوَايَةُ بنَصْب التاءَيْن عَلَى المفْعول. يُقَالُ: اقْتُتِلَ فَهُوَ مُقْتَتَل، غَيْرَ أَنَّ هَذَا إِنَّمَا يكثُر استعمالُه فِيمَنْ قَتَلَه الحُبُّ.
وَهَذَا حَدِيثٌ مُشْكِل، اخْتَلَفت فِيهِ أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ فِي المُقْتَتِلِين مِنْ أَهْلِ القِبْلَة، عَلَى التَّأْوِيلِ، فَإِنَّ البَصائر رُبما أدْرَكَت بعضَهم، فاحْتاج إِلَى الِانْصَرَافِ مِنْ مَقامه الْمَذْمُومِ إِلَى الْمَحْمُودِ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ طَرِيقًا يَمُرُّ فِيهِ إِلَيْهِ بَقَيَ فِي مَكَانِهِ الْأَوَّلِ، فعَسَى أَنْ يُقْتَل فِيهِ، فأمِروا بِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ يَدخل فِيهِ أَيْضًا المُقْتَتِلون مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قِتَالهم أَهْلَ الحَرْب، إذْ قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَطْرَأ عَلَيْهِمْ مَن مَعَهُ العُذر الَّذِي أبِيح لَهُمُ الانْصِراف عَنْ قِتالِه إِلَى فِئَة الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَتَقَوَّون بِهَا عَلَى عَدُوّهم، أَوْ يَصِيرُوا إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْوَون بِهِمْ عَلَى قِتَالِ عَدُوهم فيُقَاتِلونَهم مَعَهُمْ.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «أرْسَل إليَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهلِ اليَمامة» المَقْتَل: مَفْعل، مِنَ القَتْل، وَهُوَ ظَرْفُ زَمَانٍ هَاهُنَا، أَيْ عِنْدَ قَتْلِهم فِي الوقْعة الَّتِي كَانَتْ باليَمامة مَعَ أَهْلِ الرِدّة فِي زمَن أَبِي بَكْرٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ «أَنَّ مالِكَ بْنَ نُوَيْرة قَالَ لامْرأتْه يومَ قَتَلَه خَالِدٌ: أَقْتَلْتِني» أَيْ عَرَّضْتِنيِ للقَتْل بُوجوب الدِفاع عنْكِ والمُحاماة عليكِ، وَكَانَتْ جَميلةً وتَزَوّجَها خَالِدٌ بَعْدَ قَتْلِه. ومثْلُه:
أبَعْتُ الثَّوبَ إِذَا عَرّضْتَه للبَيع.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.