Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يفتن

يَفْتِنَكُمُ

{يَفْتِنَــكُمُ}
وسأل نافع عن معنى قول الله - عز وجل -: {أَنْ يَفْتِنَــكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}
قال ابن عباس: أن يضلكم الذين كفروا بالعذاب والجهد.

واستشهد بقول الشاعر:
كلُّ امرئ من عبادِِ الله مضُطَهِدٍ. . . بِبَطْنِ مَكةَ مقهورٍ ومفتونِ = الكلمة من آية النساء 101:
{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَــكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}
مادة (فتن) أصل يدل على ابتلاء واختبار، ومنه الفتنة الامتحان، فتن الدينار، والمعدن، بالنار. وفتنه الشيطان وفتنته الدنيا، وقيل الشيطان فتان (المقاييس والأساس) قال الفراء: أهل الحجاز يقولون فتنتُ الرجل وربيعة وقسي وأسد وجميع أهل نجد يقولون: أفتنته وفرق بينهما الخليل وسيبويه فقالا: فتنته، جعلته فتنة وأفتنته جعلته مفتَتَنا (جامع القرطبي، في آية النساء) وقال ابن فارس في (المقاييس) يقال: فتنة وأفتنة وأنكر الأصمعي أفتن."
اقتصر الطبري في الآية، على ذكر وجه الفتنة، قال: وقتنتهم إياهم فيها، حملُهم عليهم وهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم فيمنعوهم من إقامتها ويحولوا بينهم وبين عبادة الله وإخلاص التوحيد له." وبينه الراغب، قال: أصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته. . . وجُعلت الفتنة كالبلاء فيما تدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء. وهما في الشدة أظهر وأكثر استعمالا. "وهم لا يفتنــون، أي لا يختبرون" (المفردات)
وقريب منه قول ابن الأثير: وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار، للمكروه. ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر والقتال والإحراق والإزالة، والصرف عن الشيء (النهاية)
بكل من الامتحان، والبلاء والابتلاء، والفتنة، جاء القرآن ولعل استقراء آياتها جميعاً يهدي إلى ملحظ في سياق الاستعمال لكل منها:
الامتحان بمعنى الاختبار، في آيتين، وهو من الله تعالى في آية الحجرات 9 {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} ومن الذين آمنوا للمهاجرات في آية الممتحنة 10: {فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ}
وجاء الابتلاء مرة واحدة في ابتلاء الأوصياء رشد اليتامى (النساء 6) وغلب مجيئه فيما يبتلى به الله تعالى عباده: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} {وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} ونظائرها. ومعها الآيتان في اليوم الآخر، بدلالة السياق:
الطارق 9: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ويونس 30
وأما الفتنة فتكون من الله تعالى في مثل آيتى العنكبوت {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُــونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ونظائرها.
وتكون الفتنة من الشيطان (الأعراف 27) والسَّحر (البقرة 102) والمنافقين (الحديد 14) ومن الكفار والمشركين في آية النساء 101 - وفيها المسألة - وآيات (يونس 83، التوبة 47، الإسراء 74، المائدة 49، العنكبوت 10، البروج 10) ومن قتنة الناس بعضهم لبعض (الفرقان 20)
وقول الراغب وابن الأثير، إن البلاء والفتنة أظهر في الشدة وأكثر استعمالا، يؤيده الاستقراء. ويقلُّ مجيئها في الابتلاء بالنعمة والخير، ومع اقترانه بالابتلاء بالضيق والشر، كما في آيات:
النمل 40 {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} الأنبياء 35 {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} والأعراف 167، والمَلْك 2، والفجر 15. ومنه الحديث: "ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء".

يفتن

ف ت ن [يفتنــكم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ يَفْتِنَــكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا .
قال: إن يضلكم الذين كفروا بالعذاب والجهد بلغة هوازن .
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس وهو يقول:
كلّ امرئ من عباد الله مضطهد ... ببطن مكّة مقهور ومفتون 

فتن

ف ت ن

أعوذ بالله من الفتّان وهو الشيطان، واستغوتهم الفتّان أي الشياطين. وهو مفتون بالدنيا ومفتَتَن ومفتَتِن، وقد فتنته الدنيا وأفتنته. وبينهم فتنة أي حرب. وبو ثقيف يتفاتنون أبداً أي يتحاربون. ودينار مفتون: فتن بالنار، وكلّ شيء أدخل النار فقد فتن. قال الحارثي:

تثعلبت لي أن خلتني بك واقعاً ... وقد يفتن المكواة والعير يضرط

والناس عبيد الفتانين وهما الدرهم والدينار. وفي الحدث " ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء ": أراد فتنة السيف وفتنة النساء. وتقول: إن كنت من أهل الفطن، فلا تدر حول الفتن.
ف ت ن : فَتَنَ الْمَالُ النَّاسَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فُتُونًا اسْتَمَالَهُمْ وَفُتِنَ فِي دِينِهِ وَافْتُتِنَ أَيْضًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مَالَ عَنْهُ وَالْفِتْنَةُ الْمِحْنَةُ وَالِابْتِلَاءُ وَالْجَمْعُ فِتَنٌ وَأَصْلُ الْفِتْنَةِ مِنْ قَوْلِكَ فَتَنْتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إذَا أَحْرَقْتَهُ بِالنَّارِ لِيَبِينَ الْجَيِّدُ مِنْ الرَّدِيءِ. 
فتن
فَتَنَ يَفْتِنُ فُتُوْناً، وهو فاتِنٌ مُفْتَتِن. والفِتْنَةُ: العَذَابُ. والبَلاءُ. وما يَقَع بَيْنَ الناسِ من الحُرُوْبِ. والفَتّانَانِ: الدِّرْهَمُ والدِّيْنَارُ. وفي العِشْقِ: فُتِنَ بها. وفَتَنَتْه وأفْتَنَتْه: بمَعْنىً. والفَتْنُ: إحْرَاقُ الشَّيْءِ بالنّارِ كالوَرَقِ. والفَتِيْنُ: المُحْتَرِقُ. ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " يَوْمَ هُمْ علف النّارِ يُفْتَنُــوْنَ ". ودِيْنَارٌ مَفْتُوْنٌ: أدْخِلَ النّارَ. وقَوْلُه عَزَّوجَل: " ما أنْتمْ عليه بفَاتِنِيْنَ " أي بمضِلِّيْنَ.
والفِتَانُ: من أحْلاسِ الرحلِ.
والفَتْنُ: الضَّرْبُ واللَّوْنُ، والعَيْشُ فَتْنَانِ: أي لَوْنَانِ، وجَمْعُه أفْتُنٌ. ومَضى فَتْنٌ من الدَّهْرِ: أي حِيْنٌ منه.
والفَتْنَانِ: الغُدْوَةُ والعَشِيَّةُ.
والفَتِيْنُ: الحَرةُ من الأرْضِ، وجَمْعُه فَتَائِنُ وفُتُنٌ.

فتن


فَتَنَ(n. ac. فَتْن
فُتُوْن)
a. Roused, stirred up, excited ( to revolt ).
b. Enamoured; bewitched; deluded; seduced.
c.(n. ac. فِتْنَة
&
مَفْتُوْن )
a. Tested by fire, burned ( gold, silver );
tried; experimented on.
d. [pass.], Was tried; was tempted; was beguiled.
e. Tried, afflicted, tempted.
f.(n. ac. فُتُوْن), [& pass.], Was tried, afflicted.
فَتَّنَa. see I (a) (b).
فَاْتَنَa. see I (a)
أَفْتَنَa. see I (a) (b).
c. [pass.]
see I (d)
تَفَتَّنَa. Contended with.

إِفْتَتَنَa. see I (e) (f).
c. [pass.], Was enamoured; was seduced.
فَتْنa. State, condition; kind; phase.

فِتْنَة
(pl.
فِتَن)
a. Discord, revolt, sedition; civil war.
b. Seduction.
c. Sin, crime, impiety, unbelief, infidelity.
d. Punishment, chastisement.
e. Test, proof, trial, probation.
f. Madness, insanity; error, deviation.

فَاْتِنa. Agitator.
b. Seducer, misleader, deceiver.
c. Attractive, seductive.
d. [art.], The Tempter, the Devil.
فَتِيْنa. Burnt; black
b. (pl.
فُتُن
فَتَاْئِنُ), Stony tract.
c. Short.

فَتِيْنَةa. see 25 (b)
فُتُوْنa. see 2t
(c), (f).
فَتَّاْنa. Goldsmith, silversmith.
b. see 21 (c)c. Thief, robber.

فَتَّاْنَةa. Touchstone.

N. P.
فَتڤنَa. Burnt; tried, tested.
b. Mad; infatuated.
c. see 2t (c) (e), (f).
N. Ag.
أَفْتَنَa. see 21 (b)
فتن: فتن: ومصدره فتون: داعب مداعبة وقحة (المقري 521:1).
فتن (بالتشديد): دفع إلى الشر. (ألكالا).
فاتن: حارب، هاجم. (بوسييه). وفي حيان (ص14 و): فاقتعد مدينة أفليش وشيد حصنا وأمتنع بها فاتن أهل طليطلة. وفي حيان - بسام (192:1 ق): وطلب الزيادة فسعى للتوسع في يده فحاول معاقبة (مفاتنة) أحق الناس بولايته وهو ابن خاله الخ. وفيه: وكان قد بادر أبي (إلى) مفاتنته - وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص91 ق): أمرهم أن يفتتنوا منه فحص مدينة غرناطة. وفي معجم فوك: فاتن على في مادة حرب.
فاتن: نافس، باري، ففي مقدمة أساس البلاغة للزمخشري: ما تر أملت به شعراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة.
تفتن: اغتم، اغتاظ. (ألكالا).
تفاتن: تحارب. (فوك) وفي حيان - بسام (232:3 و): وقعدوا فوق الأرائك مقعد الجبابرة المتفاتنين من أهل موسطة الأندلس.
تفاتن: تخاصم. (بوسييه) وفي كتاب الخطيب (ص64 ق) إلى أن فسد ما بينهما فتفاتنا وتقاطعا.
افتتن. بافتتان: باستهواء. (بوشر).
فتنة: مؤامرة، دسيسة، مكيدة. (بوشر).
فتنة: عار، فضيحة. (ألكالا).
فتنة: سنط العنبر (شجرة). (بوشر) شجر. فتنة: أقاقيا، أكاسيا. سنط. (بوشر).
فتان: مفتن، مثير الفتنة، مفسد، مشوش، (بوشر).
مفتان: مبالغة فاتن اسم فاعل من فتن بمعنى استهوى. بارع الجمال. (معجم مسلم).
[فتن] الفِتْنَةُ: الامتحان والاختبار. تقول: فَتَنْتُ الذهبَ، إذا أدخلتَه النار لتنظر ما جودته. ودينارٌ مَفْتونٌ. قال الله تعالى: (إنَّ الذين فَتَنوا المؤمنين) . ويسمَّى الصائغُ الفتَّان، وكذلك الشيطان. وفي الحديث: " المؤمن أخو المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان " يروى بفتح الفاء وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد، ومن رواه بالضم فهو جمع. وقال الخليل: الفَتْنُ: الإحراق. قال الله تعالى: (يوم هم على النارِ يُفْتَنــونَ) . وورق فتبن، أي فضة محرقة. ويقال للحَرَّةِ فَتينٌ، كأنَّ حجارتها مَحْرَقةٌ. وافْتَتَنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتونٌ، إذا أصابته فِتْنَةٌ فذهب ماله أو عقله، وكلك إذا اخْتُبِرَ. قال تعالى: (وفَتَنَّاكَ فُتوناً) . والفتون أيضا: الافتتان، يتعدى ولا يتعدَّى، ومنه قولهم: قلبٌ فاتِنٌ، أي مُفْتُتِنٌ. قال الشاعر: رخيمُ الكلام قطيعُ القيا * مِ أمسى فؤادي بها فاتِنا وفَتَنَتْهُ المرأة، إذا دلهته، وافتتنته أيضا. وأنشد أبو عبيدة لأعشى همدان: لئن فتنتنى فهى بالامس أفتنت * سعيد فأمسى قد قلا كلَّ مسلمِ وأنكر الأصمعيّ: أفَتَنْتَ بالألف. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: ما أنتم عليه بفاتِنينَ، وأهل نجد يقولون: بمفتنين من أفتنت. وأما قوله تعالى: (بأيكم المفتون) (*) فالباء زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: (كفى بالله شهيدا) . والمفتون: الفتنة، وهو مصدر كالمعقول والمجلود والمحلو. ويكون أيكم مبتدأ والمفتون خبره. وقال المازنى: المفتون رفع بالابتداء وما قبله خبره، كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك؟ لان الاول في معنى الظرف. وفتنته تفتينا فهو مُفَتَّنٌ، أي مفتونٌ جدًّا. والفتان بكسر الفاء: غشاء للرحل من أدم. قال لبيد: فثنيت كفى والفتان ونمرقى * ومكانهن الكور والنسعان
ف ت ن: (الْفِتْنَةُ) الِاخْتِبَارُ وَالِامْتِحَانُ. تَقُولُ: (فَتَنَ) الذَّهَبَ يَفْتِنُــهُ بِالْكَسْرِ (فِتْنَةً) وَ (مَفْتُونًا) أَيْضًا إِذَا أَدْخَلَهُ النَّارَ لِيَنْظُرَ مَا جَوْدَتُهُ. وَدِينَارٌ (مَفْتُونٌ) أَيْ مُمْتَحَنٌ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: 10] أَيْ حَرَّقُوهُمْ. وَيُسَمَّى الصَّائِغُ (الْفَتَّانَ) وَكَذَا الشَّيْطَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى (الْفَتَّانِ) » يُرْوَى بِفَتْحِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ وَبِضَمِّهَا عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: (الْفَتْنُ) الْإِحْرَاقُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُــونَ} [الذاريات: 13] وَ (افْتُتِنَ) الرَّجُلُ وَ (فُتِنَ) فَهُوَ (مَفْتُونٌ) إِذَا أَصَابَتْهُ (فِتْنَةٌ) فَذَهَبَ مَالُهُ أَوْ عَقْلُهُ. وَكَذَا إِذَا اخْتُبِرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] وَ (الْفُتُونُ) أَيْضًا (الِافْتِتَانُ) يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (فَتَنْتَهُ) الْمَرْأَةُ دَلَّهَتْهُ وَ (أَفْتَنَتْهُ) أَيْضًا. وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيُّ (أَفْتَنَتْهُ) بِالْأَلِفِ. وَ (الْفَاتِنُ) الْمُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: « {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] » وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: (بِمُفْتِنِينَ) مِنْ أَفْتَنْتُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] فَالْبَاءُ زَائِدَةٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79] . وَ (الْمَفَتْوُنُ) الْفِتْنَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمَعْقُولِ وَالْمَحْلُوفِ. وَيَكُونُ أَيُّكُمْ مُبْتَدَأٌ وَالْمَفْتُونُ خَبَرُهُ. وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: الْمَفْتُونُ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قَبْلَهُ خَبَرُهُ كَقَوْلِهِمْ: بِمَنْ مُرُورُكَ وَعَلَى أَيِّهِمْ نُزُولُكَ. لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِي مَعْنَى الظَّرْفِ. وَ (فَتَّنَهُ تَفْتِينًا) فَهُوَ (مُفَتَّنٌ) أَيْ مَفْتُونٌ جِدًّا. 
[ف ت ن] الفِتْنَةُ: الخِبْرَةُ، وقولُه تَعالَى: {إنا جعلناها فتنة للظالمين} [الصافات: 63] أي: خِبْرَةًن ومعناهُ: أَنَّهُمْ افْتَتَنُوا بشجرَةِ الزَّقُّومِ، وكَذَّبُوا بكَوْنِها، وذلك أَنَّهُم لَمّا سَمِعُوا أَنّها تَخْرُجُ في أصْلِ الجَحِيمِ، قالُوا: الشَّجَرُ يَحْتَرِقُ في النّارِ، فكيْفَ يَنْبُتُ الشجَرُ في النّارِ؟ وصارَتْ فِتْنَةً لهم. والفِتْنَةُ إِعْجَابُكَ بالشيءِ، فَتَنَه يفْتِنُــه فَتْنًا وفُتُونًا وأَفْتَنَه، وأَباها الأَصْمَعيُّ، فأُنْشِدَ بيتَ رُؤْبَةَ:

(يُعْرِضْنَ إِعْراضًا لدِينِ المُفْتَنِ ... )

فلم يَعْرِف البَيْتَ في الأُرْجُوزَةِ. وقال سِيبَوَيْهِ: فَتَنَهُ: جَعَل فيه فِتْنَةً. وأَفْتَنَهُ: أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إليه. قال سِيبَوَيْهِ: إذا قالَ: أَفَتَنْتُه فقد تَعَرَّضَ لفُتِنَ، وإِذا قالَ: فَتَنْتُهُ فلم يَتَعَرَّضْ لفُتِنَ. وقد أَبَنْتُ هذا القانُونَ في الكِتابِ المُخَصِّص. وحكى أَبو زَيْدٍ: افْتُتِنَ الرّجُلُ، بصيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي فُتِنَ. والمَفْتُونُ: الفِتْنَةُ، صِيغَ المصدَرُ على لفظِ المَفْعُولِ، كالمَعْقُول والمَجْلُودِ. وعليه فَسَّرَ بعضُهُم قولَه عز وجَلَّ: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 6] . قال بعضُهم: الباءُ زائِدَةٌ، ومعناه: أَيُّكُم المَفْتُونُ. وافْتَتَنَ في الشيءِ: فُتِنَ فيه. وفَتَنَ إلى النِّساءِ فُتُونًا، وفُتِنَ إليهِنَّ: أرادَ الفُجُورَ بهِنَّ. والفِتْنَةُ: الضَّلالُ والإِثْمُ. والفاتِنُ: المُضِلُّ [عن الحَقِّ] . والفاتِنُ: الشَّيْطانُ؛ لأَنَّه يُضِلُّ العِبادَ، صفَةٌ غالِبَةٌ. وقولُه تَعالَى: {ومَنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لِّى وَلاَ تَفْتيِنّىِ} [التوبة: 49] أي لا تُؤَثِّمِنْى بأمْرِكَ إيّايَ بالخُرُوجِ، وذلِكَ غَيرُ مُتَيَسِّرٍ لي، فآثَمُ به. قالَ الزَّجّاجُ: وقِيلَ: إنَّ المُنافِقِينَ هَزُِئُوا بالمُسْلِمينَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فقالوا: يُرِيدُونَ بَناتِ الأَصْفَرِ، فقال: لا تَفْتِنِّى: أي لا تَفْتِنِّى ببَناتِ الأصْفَرِ، فأعلمَ الله أنَّهُم قد سَقَطُوا في الفِتْنَةِ: أي في الإِثْم. وفَتَنَ الرَّجُلَ: أزالَه عمّا كانَ عليه، ومنه قولُه تَعالى: {وإن كادوا لــيفتنــونك عن الذي أوحينا إليك} [الإسراء: 73] . وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ: {ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 162، 163] فسَّرَه ثَعْلَبٌ، فقال: لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْتِنُوا إلاّ مَنْ قُضِيَ عليه أَن يَدْخُلَ النّارَ. وعَدّى ((فاتِنِينَ)) بعَلَى لأَنَّ فيهِ مَعْنَى قادِرِينَ، فعدّاه بما كانَ يُعَدِّى به قادِرِينَ لو لَفَظ به. والفِتْنَةُ: الكُفْرُ، وفي التَّنْزِيل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [البقرة: 193] . والفِتْنَةُ: الفَضِيحَةُ. وقولُه تعالَى: {ومن يرد الله فتنته} [المائدة: 41] قِيلَ: معناهُ: فَضِيحَته، وقِيلَ: كُفْره. قالَ أبو إِسحاقَ: ويَجُوزُ أن يَكُونَ اخْتِبارَه بما يُظْهِرُ بهِ أَمْرَهُ. والفِتْنَةُ: العَذابُ. والفِتْنَةُ: ما يَقَعُ بينَ النّاسِ من القِتالِ. وفَتَنَه يَفْتِنُــه: اخْتَبَره. وقولُه تَعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُم يُفْتَنُــونَ فيِ كُلِّ عَامِ مَّرَةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} [التوبة: 126] . قيل: مَعْناه: يُخْتَبَرُونَ بالدُّعاءِ إلى الجِهادِ، وقِيلَ: يُفْتَنُــونَ بِإنْزالِ العَذابِ والمَكْرُوهِ بهم. وفَتَنَ الشّيْءَ في النّارِ يَفْتِنُــه فَتْنًا: أَحْرَقَه، وفي التَّنْزِيلِ: {يوم هم على النار يفتنــون} [الذاريات: 13] . والفَتِينُ مِنَ الأَرْضِ: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حِجارَةٌ سُودٌ، كأَنَّها مُحْرَقّةٌ، والجَمْعُ فُتُنٌ. وفَتّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وهما فَتْنانِ: أي ضَرْبانِ ولَوْنانِ، قالَ نابِغَةُ بَنِى جَعْدَةَ.

(هُما فَتْنانِ مَقْضِيٌّ عليه ... لساعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ)

الواحِدُ فَتْنٌ. والفِتانُ: غِشاءٌ يكونُ للرَّحْلِ من آَدمٍ والجمعُ: فُتُنٌ.
فتن
فتَنَ1 يَفتِن، فَتْنًا وفُتُونًا، فهو فاتن وفَتَّان، والمفعول مَفْتون
• فتَنه جمالُها: أعجبه، استهواه، أدهشه وأذهب عقله، سحره "فتنه المالُ/ حبّ الغنى- فتنته امرأةٌ/ الشَّهرةُ/ الدُّنيا".
• فتَنه عن عمله: صرفه "فتنه حبُّ القمار عن مصالحه/ عمله- فتنه اللهو عن المذاكرة- {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُــوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ} ". 

فتَنَ2 يفتِن، فِتْنَةً، فهو فاتن، والمفعول مَفْتون
• فتَن معارِضَه: عذّبه ليحوِّله عن رأيه أو دينه "فتنت الحكومةُ المعارضين- فتن المحتلُّ الثوّارَ- {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ}: حرقوهم بالنَّار".
• فتَن اللهُ المؤمنَ: رماه في شدّة ليختبره " {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُــونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} - {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} - {لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} ".
• فتَنَ الشَّخصَ: أضلّه، أوقعه في الإثم "فتَنه في دينه- {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ} - {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَــنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} - {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ. مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} ". 

فُتنَ/ فُتنَ في يُفتَن، فتونًا، والمفعول مَفْتون
• فُتن فلانٌ:
1 - أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
2 - ابتُلي واختُبر وامتُحن " {يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} ".
3 - عُذِّب " {هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} - {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُــونَ} ".
• فُتن الرَّجلُ في دينه: مال عنه. 

أفتنَ يُفتن، إفتانًا، فهو مُفتِن، والمفعول مُفتَن
• أفتن الشَّخصَ:
1 - اختبره وامتحنه " {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا أَفْتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ق] ".
2 - أضلَّه وأوقعه في الإثم " {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تُفْتِنِّي} [ق] ". 

افتتنَ/ افتتنَ بـ يفتتن، افتتانًا، فهو مُفتتِن، والمفعول مُفتتَن
• افتتن فلانًا: أوقعه في الفتنة "افتتن صديقَه في لعب القمار".
• افتتن بالمرأة: تولّه بها وأحبها حبًّا شديدًا "افتتن بزوجته- افتتن الشَّابُّ بجمال خطيبته وعذوبة حديثها".
• افتتن بالأمر: أُعجب به كثيرًا "افتتن بالأعمال اليوميّة- افتتن بعذوبة منطقها- افتتن الشَّاعرُ بغروب الشَّمس". 

افتُتنَ/ افتُتنَ بـ/ افتُتنَ في يُفتتن، افتتانًا، والمفعول مفتتَن
• افتُتنَ الرَّجلُ: اخْتُبِرَ، أو أصابته فتنة فذهب مالُه أو عقلُه.
• افتُتن بالشَّيء: أعجب به كثيرًا.
• افتُتن في دينه: مال عنه. 

فَتَّان [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فتَنَ1: ساحر، فاتن، آسِر "طبيعة فتَّانة- منظر فتَّان- جمالٌ فتَّان:
 باهر ساحر".
2 - صيغة مبالغة من فتَنَ2: كثير الفِتَن "سعى الفتّان للإيقاع بين الصديقين".
• الفَتَّان: الشَّيطان (لمحاولته صرف النّاس عن دينهم).
• الفَتَّانان:
1 - الدينار والدرهم.
2 - الذهب والفضّة.
• فتَّانا القبر: منكر ونكير، الملكان المُوَكّلان بسؤال المتوفَّى بعد دفنه. 

فَتْن [مفرد]: مصدر فتَنَ1. 

فُتنة [جمع]: (نت) نوع من شجر السَّنْط زهره أصفر عطِر الرائحة. 

فِتنة [مفرد]: ج فِتْنات (لغير المصدر) وفِتَن (لغير المصدر):
1 - مصدر فتَنَ2.
2 - اختبار وابتلاء "اللهم اكفنا فتنة المسيخ الدجّال- {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} - {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} ".
3 - ضلال " {وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا} ".
4 - اضطراب، بلبلة أفكار، صَدَّ وعِصيان، اتّفاق جماعة على قلب نظام الحكم "أخمد الفتنةَ بالقوّة- {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} - {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ} " ° أشعل الفتنةَ: تسبَّب في انتشارها.
5 - مصيبة " {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} ".
6 - معذرة " {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ".
7 - عذاب " {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} ".
8 - تولُّه، إعجاب شديد، قُدْرة على الإغراء والجذب "لم تكن لفتنته بها حدود- أخذته الفتنةُ بما شاهد من روعة وجمال".
• فتنة النَّهار: (نت) نبات من فصيلة الزنبقيّات له أزهار جميلة تتفتح خلال النهار وتنطبق بالليل.
• الفِتنتان: المال والولد. 

فُتون [مفرد]: مصدر فُتنَ/ فُتنَ في وفتَنَ1.
• ابتلاء وفتنة: " {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ". 

مَفاتِنُ [جمع]: مف مَفْتِن: كلُّ ما يستهوي ويجذب "مفاتن الطبيعة/ المرأة- للشهرة والمجد مفاتنهما". 

مفتون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فتَنَ1 وفتَنَ2.
2 - مصدر على وزن مفعول: فتنة.
3 - مجنون " {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ}: في أيّ الفريقين المجنون". 
[فتن] نه: فيه: المسلم أخو المسلم يتعاونان على "الفتان"، يروى بضم فاء جمع فاتن، أي يعاون أحدهما الآخر على من يضلون الناس ويفتنــونهم، وبفتحها: الشيطان بفتنهم عن الدين. ومنه: أن" أنت يا معاذ. ن: أي منفر عن الدين. ك: أو قال- شك من جابر- فاتنًا، خبر كان محذوفًا. غ: "ابتغاء "الفتنة"" أي الغلو في التأويل المظلم. وهو "مفتون" بطلب الدنيا غال فيه. "و"فتناك فتونًا"" أخلصناك إخلاصًا. و""فتنوا" المؤمنين" حرقوهم، من فتنت الفضة بالنار لتميز رديئها من جيدها. ويرد الله "فتنته"، اختباره أو كفره. "ولا "تفتني"" أي ببنات الأصفر أي الروميات- قاله هزوا. "وإن كادوا "لــيفتنــونك"" أي يزيلونك. و"بأيكم "المفتون"" أي الفتون، أي الجنون، أو الباء زائدة. و"ثم لم تكن "فتنتهم" إلا أن قالوا" أي لم يظهر الاختبار منهم إلا هذا القول، والفتنة الشرك. و"ما أنتم عليه "بفاتنين"" أي على الله بمضلين. نه: وفيه: وإنكم "تفتنون" في القبور، أي مساءلة منكر ونكير، من الفتنة: الامتحان. ن: "تفتنون كفتنة" الدجال، أي فتنة شديدة جدًا وامتحانًا هائلًا ولكن يثبت الله. قس: مثل أو قريبًا من "فتنة" الدجال، مثل- بترك تنوين، وقريبًا- بثبوتها، وروي بتركها فيهما بمعنى مثل فتنة أو قريب الشبه منها، وجملة: لا أدري- معترضة بين المتضايفين، وروي بثبوتها فيهما بمعنى فتنة مثلًا من فتنته أو قريبًا منها، وأيّ- بالرفع على الأشهر مبتدأ خبره قالت، وبالنصب مفعول أدرى، إن كانت موصولة أو استفهامية، ما علمك- مبتدأ وخبر، ولم يقل: بهذا الرسول، لأنه يصير تلقينًا، إن كنت لمؤمنًا- بكسر همزة، أي إن الشأن كنت موقنًا، وجوز فتحها مصدرية ورجحه البدر الدماميني. نه: ومنه ح: فبي "تفتنون" وعني تسألون، أي تمتحنون في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي. وح: المؤمن خلق "مفتنًا"، أي ممتحنًا يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، فتنته فتنًا وفتونًا وأفتنته: امتحنته، وكثر استعماله فيما أخرجه الاختبارالاقتصار لحاجة دنيوية فإن يجوز الزيادة لأمر أخروي أحرى، وكرهه بعض خوفًا من الشرك. وح: من دخل على السلطان "فتن"، لأنه إن وافقه فيما يأتي ويذر فقد خاطر بدينه، وإن خالفه خاطر بروحه، وهذا لمن دخل مداهنة، ومن دخل آمرًا وناهيًا وناصحًا كان دخوله أفضل. وح: إذا أرادوا "فتنة" أبينا؛ أي قتلًا ونهبًا وردًا إلى الكفر. وح: الموت خير من "الفتنة"، الفتنة تكون من الله ومن الخلق وتكون في الدين والدنيا، كالارتداد والمعاصي والبلية والمصيبة والقتل والعذاب، وإليه أشار بحديث: وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني. وح: من قائد "فتنة" يبلغ من معه ثلاثمائة، يبلغ - صفة قائد، وهو من يحدث بسببه بدعة أو ضلالة أو محاربة كعالم مبتدع يأمر الناس بالبدعة أو أمر جائر يحارب المسلمين. وح: "فتنة" عمياء صماء، أي لا ترى منها مخرجًا، أو المراد بها صاحبها، أي يقع منها على غير بصيرة فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح بل يحاربون عن الجهل والعداوة. مد: "كلما ردوا إلى "الفتنة"" كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين "اركسوا فيها" قلبوا فيها أقبح قلب وكانوا شرًا من كل عدو. و"إن هي إلا "فتنتك"" أي ابتلاؤك، وهو راجع إلى قوله "فإنا قد فتنا قومك" أي هي فتنتك التي أخبرتني بها. و"ما أنتم عليه- أي على الله- "بفاتنين"" مفسدين الناس بالإغواء. "وجعلنا بعضكم لبعض "فتنة"" ابتلاء، ومنه ابتلاء الفقير بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة. ش: وإذا أردت "فتنة" في قوم، أي أردت أن تضلهم عن الحق، فتوفني- أي قدر موتي غير "مفتون". ج: "و"فتناك فتونًا"" أي خلصناك من الغش والشر.

فتن

1 فَتَنَهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (M,) inf. n. فَتْنٌ, (S, M, K,) [and quasi-inf. n., in this and other senses, فِتْنَةٌ,] He burned it (T, * S, * M, K *) in the fire. (M.) Hence, [in the Kur li. 13,] يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُــونَ (T, * S, M, K *) i. e. [The day, or on the day, accord. to two different readings, (يَوْمُ and يَوْمَ, the latter of which is the more common,)] when they shall be burned (T, S, M, K) with the fire [of Hell]. (T.) And [in the Kur lxxxv. 10,] إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ Verily they who burned the believing men and the believing women (T, S *) in the fire kindled in the trench, or pit; throwing them therein. (T.) This is said to be the primary signification of the verb. (TA.) b2: And He melted it with fire, (T,) or put it into the fire, (S, Msb,) namely, gold, (T, S, Msb,) and silver, in order to separate, or distinguish, (T, Msb,) the bad from the good, (T,) or the good from the bad, (Msb,) or to see what was its [degree of] goodness. (S.) b3: And hence, accord. to Er-Rághib, الفَتْنُ is used as meaning The causing a man to enter into fire [app. by way of trial, or probation], and [in like manner] into a state of punishment, or affliction: (TA:) [and it is also used as meaning the slaying another; whence, in the Kur iv. 102,] إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَــكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا means [If ye fear that those who have disbelieved] may slay you; and in like manner in the Chapter of Yoonus [i. e. in x. 83], أَنْ يَفْتِنَــهُمْ means ان يَقْتُلَهُمْ. (T. [In the TA, these two exs. are misplaced, or something has been omitted before them by a copyist.]) b4: [Hence also,] one says, فَتَنَهُ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA,) He, or it, caused him to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; [generally meaning an affliction whereby some good or evil quality is put to the test;] (TA;) as also ↓ اِفْتَتَنَهُ; and ↓ فتّنهُ; (K, TA;) but this, of which the inf. n. is تَفْتِينٌ, has an intensive signification; (S;) and ↓ أَفْتَنَهُ; (K, TA;) which last is rare, or rather, accord. to As, [though app. not in this sense, but in another, to be mentioned in what follows,] is not allowable: (TA:) the first of these verbs is trans. and intrans.: (S, K, TA:) you say also, فَتَنَ, (Az, T, S, K, TA,) aor. ـِ (Az, T, K,) inf. n. فُتُونٌ, (Az, T, S, TA,) He fell into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.]; (Az, T, K;) as also ↓ اِفْتَتَنَ: (K:) or the former signifies he shifted from a good, to an evil, state or condition: or, accord. to En-Nadr, one says ↓ اِفْتَتَنَ and اُفْتُتِنَ, both meaning the same; and this is correct; but فَتَنَ as quasi-pass. of فَتَنْتُهُ [i. e. as intrans.] is of weak authority: (T:) and ↓ اُفْتُتِنَ, said of a man, [as also اِفْتَتَنَ,] and فُتِنَ, signify the same, (S, M,) accord. to Az, (M,) i. e. he was smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, departed: and likewise he was tried, or tested: (S:) and accord. to Az, one says, of a man, ↓ أُفْتِنَ, [if not a mistranscription for اُفْتُتِنَ, as above,] with damm, meaning فُتِنَ: (TA:) [and فَتَنَهُ has فُتُونٌ also as an inf. n.:] it is said in the Kur [xx. 41], وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا (S) i. e. And we tried thee with a [severe] trying: or the noun in this instance is pl. of فَتْنٌ; or of فِتْنَةٌ, formed by disregard of the ة, like حُجُوزٌ and بُدُورٌ which are [said to be] pls. of حُجْزَةٌ and بَدْرَةٌ; so that the meaning is, we tried thee with several sorts of trying: (Bd:) or, as some say, and we purified thee with a [thorough or an effectual] purifying [like that of gold, or silver, by means of fire]: (TA:) [in many instances] فَتَنَهُ, aor. ـِ [inf. n. فَتْنٌ,] signifies He tried, or tested, him; whence, in the Kur ix. 127, يُفْتَنُــونَ meansThey are tried, or tested, by being summoned to war, against unbelievers or the like; or, as some say, by the infliction of punishment or of some evil thing. (M.) فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ, in the Kur [lvii. 13], means Ye caused yourselves to fall into trial and punishment. (TA.) And وَهُمْ لَا يُفْتَنُــونَ, in the Kur xxix. 1, is expl. as meaning While they are not tried in their persons and their possessions so that he who has true faith may be known from others by his patient endurance of trial. (T.) And the saying, in a trad., إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِى القُبُورِ means [Verily ye shall be tried, or tested, in the graves by] the questioning of [the two angels] Munkar and Nekeer. (TA.) [See also مَفْتُونٌ, which is said to be an inf. n., and syn. with فِتْنَةٌ, meaning خِبْرَةٌ, or with فُتُونٌ (mentioned above as an inf. n. of the intrans. v. فَتَنَ), meaning جُنُونٌ; as well as a pass. part. n.] b5: And فَتَنَهٌ, (M, TA,) inf. n. فَتْنٌ, (TA, [or perhaps فُتُونٌ, as in the next following sentence]) also signifies He made him (a man, M) to turn from, or quit, (M, TA,) the predicament in which he was, (M,) or the right course: (TA:) whence, in the Kur [xvii. 75], وَإِنْ كَادُوا لَــيَفْتِنُــونَكَ عَنِ الَّذِى أَوْحَيْنَا

إِلَيْكَ (M, TA) i. e. [And verily they were near to] their making thee to turn [from that which we had revealed to thee]: thus this saying has been explained. (TA.) [And He, or it, seduced him; or tempted him: thus it may often be well rendered, agreeably with what next precedes and what next follows, and with explanations of its act. part. n. and of فِتْنَةٌ.] And one says, فَتَنَ المَالُ النَّاسَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, [or perhaps فَتْنٌ, as in the next preceding sentence,] meaning Wealth, or property, inclined, or attracted, to it, men, or mankind: and فُتِنَ فِى دِينِهِ and ↓ اُفْتُتِنَ, both in the pass. form, He declined [or was made to decline] from [the right way in] his religion. (Msb.) And فَتَنَهُ, aor. ـِ inf. n. فَتْنٌ and فُتُونٌ, (M, K,) He, or it induced in him admiration, or pleasure; (M, * K, * TA;) as also ↓ أَفْتَنَهُ [respecting which see what here follows]: (M, K:) and one says, of a woman, فَتَنَتْهُ, (T, S,) meaning [She enamoured him; or captivated his heart; i. e.] she bereaved him of his heart, or reason, (دَلَّهَتْهُ, [thus in several copies of the S, in one of my copies بَلَّهَتْهُ,] and [so affected him that] he loved her; (S;) as also ↓ أَفْتَنَتْهُ; (T, S;) the former of the dial. of El-Hijáz, and the latter of the dial. of Nejd; (T, S; *) but ↓ افتنتهُ, (T, S,) or افتنهُ, (M,) was disallowed by As, (T, S, M,) and he paid no regard to a verse mentioned to him as an ex. thereof, (T,) [or] he ignored a verse cited to him as an ex. of the pass. part. n. from an أُرْجُوزَة of Ru-beh, not knowing it therein; (M;) most of the lexicologists, however, allow both: (T:) Sb says that فَتَنَهُ signifies he put [or occasioned] in him فِتْنَة; and ↓ افتنهُ, he caused الفِتْنَة to come to him [or to affect him]; (M;) or he said that the latter means he made him to be فَاتِن: (TA voce حَزَنَهُ:) and one says also, of a man, فُتِنَ بالْمَرْأَةِ and ↓ اُفْتُتِنَ [both meaning He was enamoured by the woman]. (T.) b6: and one says also, of a man, فَتَنَ, aor. ـِ inf. n. فُتُونٌ, meaning He desired الفُجُور [i. e. the committing of adultery or fornication]: (Az, TA:) or فَتَنَ إِلَى

النِّسَآءِ, inf. n. فُتُونٌ, he desired الفُجُور (T, M, K, TA) with women or the women; as also فُتِنَ إِلَيْهِنَّ. (M, K, TA.) 2 فَتَّنَ see the preceding paragraph, former half.3 مُفَاتَنَةٌ [The occasioning فِتْنَة (meaning conflict, or discord, or the like,) with another]. (TA in art. عرم: see 3 in that art.) 4 أَفْتَنَ see 1, former half, in two places: and also in the latter half, in four places.5 بَنُو ثَقِيفٍ يَتَفَتَّنُونَ أَبَدًا means يَتَحَارَبُونَ [i. e. The sons of Thakeef (the tribe so called) contend in war, one with another, ever]. b2: تَفَتَّنَنِى: see 5 in art. عجب, where it is said to be syn. with تَصَبَّانِى.8 إِفْتَتَنَ see 1, former half, in four places: and also in the latter half, in two places.

فَتْنٌ A sort, or species; and a state, or condition; syn. ضَرْبٌ, (T, M, K,) and فَنٌّ, (T, K,) and لَوْنٌ, (M, K,) and حَالٌ. (T, K.) Hence the saying of 'Amr Ibn-Ahmar El-Báhilee, إِمَّا عَلَى نَفْسٍ وَإِمَّا لَهَا وَالعَيْشُ فَتْنَانِ فَحُلْوٌ وَمُرْ

[Either against a soul or for it; life being of two sorts, or conditions, sweet and bitter; مُرْ being for مُرٌّ]; (T; and the latter hemistich, without the incipient و, is cited in the K;) thus as related by some: but as related by Aboo-Sa'eed [As], he said فَنَّانِ, i. e. ضَرْبَانِ: and as related by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, فِتْنَانِ [with kesr]; and [he seems to have held that the poet meant two-sided; for] he says that ↓ الفِتْنُ signifies النَّاحِيَةُ. (T.) b2: And الفَتْنَانِ, (K, TA, [in the CK, erroneously, الفُتْنانِ,]) dual of الفَتْنُ, (TA,) signifies The first and last parts of the day; or the early part of the morning and the late part of the evening: (K, TA:) because they are two states, or conditions, and two sorts. (TA.) فِتْنٌ: see the next preceding paragraph.

فِتْنَةٌ A burning with fire. (T.) b2: And The melting of gold and of silver (K, TA) in order to separate, or distinguish, the bad from the good. (TA.) b3: And [hence, or] from فَتَنَ signifying

“ he melted,” (T,) or from that verb as signifying “ he put into the fire, “(Msb,) gold, and silver, “ for that purpose,” (T, Msb,) it signifies A trial, or probation; (IAar, T, S, M, K, TA;) and affliction, distress, or hardship; (TA;) and [particularly] an affliction whereby one is tried, proved, or tested: (IAar, T, S, K, TA:) this is the sum of its meaning in the language of the Arabs: (T, TA: *) or the trial whereby the condition of a man may be evinced: this, accord. to Zj, may be the meaning in the Kur v. 45: (M:) or a mean whereby the condition of a man is evinced, in respect of good and of evil: (Kull:) [hence it often means a temptation:] and ↓ مَفْتُونٌ signifies the same as فِتْنَةٌ, (S, M, K,) meaning a trial: (K:) the pl. of فِتْنَةٌ is فِتَنٌ. (Msb.) It proceeds from God and from man: (Er-Rághib, TA:) [there are many instances of its proceeding from God in the Kur; for ex., in xxxvii. 61,] إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ i. e. [Verily we have made it to be] a trial [to the wrongdoers] is said in relation to the tree Ez-Zakkoom; the existence of which they disbelieved; for when they heard that it comes forth in the bottom of Hell, they said, Trees become burned in the fire; then how can they grow therein? (M.) [And hence] it signifies also Punishment, castigation, or chastisement. (T, M, K.) And Slaughter: (T:) and civil war, or conflict occurring among people: (M:) and slaughter, and war, and faction, or sedition, among the parties of the Muslims when they form themselves into parties: (T:) and discord, dissension, or difference of opinions, among the people. (IAar, T, K.) A misleading; or causing to err, or go astray: (T, K:) [seduction; or temptation: or a cause thereof; such as] the ornature, finery, show, or pomp, and the desires, or lusts, of the present life or world, whereby one is tried: (T:) and wealth, or children; (T, K, TA;) because one is tried thereby: (TA:) and women; than whom, the Prophet said, there is no فِتْنَة more harmful to men: (T:) and a cause of one's being pleased with a thing; (T, M, K;) as in the saying لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [in the Kur x. 85, i. e. Make not us to be a cause of pleasure to the wrongdoing people]; meaning, make not them to prevail over us, so as to become pleased with their unbelief and to think that they are better than we. (T.) Also Madness, insanity, or diabolical possession; (T, K;) and so ↓ فُتُونٌ and ↓ مَفْتُونٌ. (T.) And Error; or deviation from the right way. (M, K.) And Infidelity; or unbelief: (T, M, K:) thus in the saying, [in the Kur ii. 187,] وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [and infidelity, or unbelief, is more excessive than slaughter: and the like is said in ii. 214]. (T.) And A sin, a crime; or an act of disobedience for which one deserves punishment. (M, K.) and Disgrace, shame, or ignominy. (M, K.) فِتْنَةُ الصَّدْرِ signifies الوَسْوَاسُ [app. as meaning The devil's prompting, or suggesting, of some evil idea]: فِتْنَةُ المَحْيَا, The being turned from the [right] road: فِتْنَةُ المَمَاتِ, The being questioned in the grave [by the two angels Munkar and Nekeer]: فِتْنَةُ الضُّرِّ, The sword: and فِتْتَةُ السُّرِّ, Women. (TA.) [And الفِتْنَةُ العَمْيَا is a phrase used in the present day as meaning Incurable evil or trouble.]

A2: [It is also the name now commonly given to The mimosa farnesiana of Linn.; (Delile's Floræ

Ægypt. Illustr. no. 962;) called by Forskål (Flora Ægypt. Arab. p. lxxvii.) mimosa scorpioïdes.]

فِتَانٌ A covering, of leather, for the [camel's saddle called] رَحْل: (T, M, K:) pl. فُتُنٌ. (M.) فُتُونٌ: see فِتْنَةٌ, latter half. [It is an inf. n. of 1 in several senses.]

فَتِينٌ, applied to silver (وَرِق, i. e. فِضَّة), Burnt. (S.) b2: [Hence,] Black stones; as though burnt with fire. (T.) And A [stony tract such as is called] حَرَّة, (S,) or like a حَرَّة, (Sh, T,) as though the stones thereof were burnt: (Sh, T, S:) or a black حَرَّة: (K:) or a حَرَّة wholly covered by black stones, as though they were burnt: (M:) pl. فُتُنٌ: (Sh, T, M, K:) and فَتَائِنُ signifies black حِرَار [pl. of حَرَّةٌ]; (TA; [and the same is app. indicated in the T;]) as though its sing. were

↓ فَتِينَةٌ; and some say that this is a sing. [or n. un.], and that فَتِين is the pl. [or coll. gen. n.]; but as some relate a verse of El-Kumeyt which is cited as an ex. of فَتِينَة with the ة elided because ending the verse, it is فِتِينَ, and said to be pl. of فِتَةٌ, like as عِزِينَ is of عِزَةٌ. (T.) A2: In the dial. of El-Yemen it signifies Short; and small. (TA.) فَتِينَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَتَّانٌ is an intensive epithet. (TA.) b2: and signifies A goldsmith or silversmith: (S, K, TA:) because of his melting the gold and the silver in the fire. (TA.) b3: And الفَتَّانَةُ signifies [The touch-stone; i. e.] the stone with which gold and silver are tried, or tested. (KT.) b4: And the former, A man who tries, or tempts, much. (TA.) And الفَتَّانُ, The devil; (T, S, K;) who tries, or tempts, men, by his deceit, and his embellishing acts of disobedience; (T;) as also ↓ الفَاتِنُ; (M, K;) [each] an epithet in which the quality of a subst. predominates: (M:) pl. of the former فُتَّانٌ. (T, S.) And الفَتَّانَتَانِ, The dirhem and the deenár; (K, TA;) as though they tried, or tempted, men. (TA.) And likewise, (K,) or فَتَّانَا القَبْرِ, (M,) [The two angels] Munkar and Nekeer [who are said to examine and question the dead in the graves]. (M, K.) b5: And A thief, or robber, (T. K,) who opposes himself to the company of travellers in their road. (T.) فَاتِنٌ [is the act. part. n. of the trans. v. فَتَنَ; and as such] signifies Causing to err, or go astray, (T, S, M,) from the truth: (S:) hence the saying in the Kur [xxxvii. 162], مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ, (T, S, * M, *) which, accord. to Fr, means, Ye have not power [over him] to cause him to err, except him against whom it has been decreed that he shall enter the fire [of Hell]; فاتنين being made trans. by means of عَلَى because it implies the meaning of قَادِرِينَ, which is thus made trans.: (M:) Fr says, the people of El-Hijáz say مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ; and the people of Nejd, ↓ بِمُفْتِنِينَ, from أَفْتَنْتُ. (S.) b2: See also فَتَّانٌ.

A2: It is also an epithet from the intrans. v.

فَتَنَ; and as such is applied to a heart as signifying Falling into فِتْنَة [i. e. trial, or affliction, &c.; or in a state of trial, &c.]. (S, * TA.) فَيْتَنٌ A carpenter. (K.) مُفْتَنٌ: see مَفْتُونٌ. [And see also the different explanations of its verb.]

مُفْتِنٌ: see an ex. of its pl. voce فَاتِنٌ.

مَفْتُونٌ [pass. part. n. of 1; signifying Burned: &c.]. b2: It is applied as an epithet to a deenár as meaning Put into the fire in order that one may see what is its [degree of] goodness. (S.) b3: It signifies also Smitten by a فِتْنَة [or trial, &c.,] so that his wealth, or property, or his intellect, has departed: and likewise tried, or tested: (S:) or caused to fall into الفِتْنَة; (K, TA;) i. e. trial; and affliction, distress, or hardship; (TA;) as also ↓ مُفْتَنٌ. (K, TA.) And [particularly] Afflicted with madness, insanity, or diabolical possession. (T, K. *) [See also what here follows.]

A2: It is also syn. with فِتْنَةٌ; (T, S, M, K;) and, thus used, it is an inf. n., like مَعْقُولٌ &c. (T, S, M.) See فِتْنَةٌ, former half: and again, in the latter half. Hence, (T, M,) as some explain it, (M,) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ, [in the Kur lxviii. 6,] (T, M,) meaning In which of you is madness: (T:) but some say that the ب is redundant; (M;) thus says AO; (T;) the meaning being أَيُّكُمُ الْمَفْتُونُ [Which of you is the afflicted with madness]; (T, M;) but Zj disallowed this: (T:) J says, [in the S,] that the ب is redundant, as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا, in the Kur [xiii. last verse, &c.], and [thus in copies of the S, app. a mistake for “ or ”] المفتون means الفِتْنَةُ, and is an inf. n. [&c.]: IB says, [in remarking upon this passage of the S,] if the ب be redundant, المفتون is the man, and is not an inf. n.; but if you make the ب to be not redundant, then المفتون is an inf. n. in the sense of الفُتُون. (TA.) [See also art. ب; p. 142, second col.; and p. 143, third col.]

مَفْتُونَةٌ is [a term] applied to A number of black camels collected together (لَابَة سَوْدَآء), as though they were like the [stony tract called] حَرَّة, in blackness; as though they were burnt. (T.)
فتن
: (الفَتْنُ، بالفتحِ) ، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه: (الفَنُّ والحالُ؛ وَمِنْه) قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:
إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَهاو (العَيْشُ فِتْنَان) فَحُلْوٌ ومُرْ (أَي) ضَرْبانِ و (لَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ) ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:
هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليهلِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ (و) الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. (وَمِنْه) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يومَ هم (على النَّارِ يُفْتَنُــونَ) } ، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هَذَا المعْنَى هُوَ الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.
(والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {إنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً} ، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {أَوَ لَا يَرَوْنَ أنَّهم يُفْتَنُــونَ فِي كلِّ عامٍ مرَّةً أَو مَرَّتَيْن} ؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إِلَى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ (كالمَفْتُونِ) ، صِيغَ المَصْدرُ على لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ (وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ (بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ) } .
قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قوْلِهِ تعالَى: {قلْ كَفَى بااِ شَهِيدا} . والمَفْتونُ: الفِتْنَةُ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والمَفْتُون خَبَره.
قالَ: وقالَ المازِنيُّ: المَفْتونُ هُوَ رفعٌ بالابْتِداءِ وَمَا قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعَلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل فِي معْنَى الظَّرْفِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: إِذا كَانَت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فَإِن جعلت الْبَاء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.
(و) الفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ربَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أَي لَا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنُّوا أنَّهم خَيْرٌ منَّا، والفِتْنَةُ هُنَا إِعْجابُ الكفّارِ بكفْرِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) ؛ يقولُ: أَخافُ أَن يُعْجبُوا بهنَّ فيَشْتغِلُوا عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
(وفَتَنَه يَفْتِنُــه فَتْناً وفُتُوناً) : أَعْجَبَه (وأَفْتَنَه) ، كذلِكَ، الأولى لُغَةُ الحِجازِ، والثَّانيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، هَذَا قوْلُ أَكْثَر أَهْل اللغَةِ؛ قالَ أَعْشَى هَمْدانَ فجَاء باللُّغَتَيْن:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِمقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ جنيّ: ويقالُ هَذَا البَيْتُ لابنِ قَيْسٍ.
وقالَ الأَصْمعيُّ: هَذَا سَمِعْناه من مُخَنَّثٍ وليسَ بثَبَتٍ، لأنَّه كَانَ ينكرُ أَفْتَنَ، وأَجازَه أَبُو زيدٍ، وقالَ: هُوَ فِي رجز رُؤْبَة يعْنِي قوْلَه:
يُعْرِضْنَ إعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوْلُه أَيْضاً:
إنِّي وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْقالَ: وحكَى الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه بسنَدِه عَن الأَصْمعيّ قالَ: حدَّثنا عُمر بنُ أَبي زائِدَةَ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ عَمْرو بنْت الأَهْتم قالتْ: مَرَرْنا وَنحن جَوَارٍ بمجلسٍ فِيهِ سَعِيد بن جُبَيْر، ومَعَنا جارِيَة تغنِّي بدُفَ مَعهَا وتقولُ:
لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْس أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِموأَلْقَى مَصابِيحَ القِراءَ واشْتَرى وِصالَ الغَواني بالكِتابِ المُتَمَّمِفقالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنّ كذَبْتنَّ.
(والفِتْنَةُ: (الضَّلالُ.
(والفِتْنَةُ: (الإِثْمُ والمَعْصيَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {أَلا فِي الفتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي الاثْم.
(والفِتْنَةُ: (الكُفْرُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {والفِتْنَةُ أَشَدُّ مِن القَتْلِ} ؛ وَكَذَا قَوْلهُ تعالَى: {إنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَــكُمُ الَّذين كَفَرُوا} ؛ وَكَذَا قوْلُه تَعَالَى: {على خَوْفٍ مِن فرْعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَــهُم} .
(والفِتْنَةُ: (الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمن يرد الله فِتْنَتَهُ} ؛ أَي فَضِيحَتَه، وقيلَ: كفْرَه.
قالَ أَبو إسْحاق: ويجوزُ أَن يكونَ اخْتِيارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُه.
(والفِتْنَةُ: (العَذَابُ نحْو تَعْذيبِ الكفَّارِ ضَعْفَى المُؤْمِنِين فِي أَوَّلِ الإسْلام ليَصُدُّوهم عَن الإِيمان؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي فِي العَذابِ والبليةِ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُم} ؛ أَي عَذَابَكم.
(وقالَ الأزْهرِيُّ وغيرُه: جِماعُ معْنَى الفِتْنَة الابْتِلاءُ والامْتِحانُ والاخْتِيارُ، وأَصْلُها مأْخوذٌ مِن الفتنِ، وَهُوَ (إذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ بالنَّارِ لِتَمَيُّزِ الرَّدِيءِ من الجيِّدِ.
وَفِي الصِّحاحِ: لتنْظرَ مَا جَوْدَتُه.
زادَ الرَّاغبُ: ثمَّ اسْتعْمل فِي إدْخالِ الإِنْسان النَّار والعَذَاب، وتارَةً يسمّونَ مَا يَحْصَلُ عَنهُ العَذابُ فِتْنَةً فتسْتَعْملُ فِيهِ، وتارَةً فِي الاخْتِبارِ نحْو: {وفَتَّناكَ فُتُوناً} .
(والفِتْنَةُ: (الإِضْلالُ؛ نحْو قَوْله تعالَى: {مَا أَنْتم عَلَيْهِ بفاتِنينَ} ؛ أَي بمُضِلِّين إلاَّ من أَضَلّه الله تَعَالَى، أَي لسْتُم تُضِلُّونَ إِلَّا أَهلَ النارِ الَّذين سَبَقَ عِلْم الله تَعَالَى فِي ضلالِهم.
قالَ الفرَّاءُ: أَهْلُ الحجازِ يقُولُونَ بفاتِنِينَ، وأَهْلُ نَجْدٍ يقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِن أَفْتَنْتُ.
(والفِتْنَةُ: (الجُنونُ كالفُتُونِ.
(والفِتْنَةُ: (المِحْنَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وهم لَا يُفْتَنُــونَ} ؛ أَي لَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا يَبِينُ حَقِيقَة إيمانِهم.
وَفِي الحدِيثِ: (فَبِي تُفْتَنُونَ وعنِّي تُسْأَلونَ) ، أَي تُمْتَحَنُونَ فِي قُبورِكم ويُتَعَرَّف إيمانُكم لَا بنبوَّتي.
(والفِتْنَةُ: (المالُ.
(والفِتْنَةُ: (الأوْلادُ أُخِذَ ذلِكَ مِن قوْلهِ تَعَالَى: {واعْلَموا إنَّما أَمْوالُكُم وأَوْلادُكم فِتْنَة} ؛ فقد سمَّاهُم هَهُنَا فِتْنَة اعْتِباراً بِمَا ينالُ الإِنْسان مِنَ الاخْتِبار بهم، وسَمَّاهم عَدوّاً فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {إنَّ مِن أَزْواجِكم وأَوْلادِكم عَدوّاً لكم} ، اعْتِباراً بِمَا يتولَّدُ مِنْهُم. وجَعَلَهم زِينَة فِي قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {زُيِّن للناسِ حُبُّ الشَّهَوات} ، الآيَة اعْتِباراً بأَحْوالِ الناسِ فِي تَزْيينِهم بهم.
قالَ الرَّاغبُ: وَفِي حدِيثِ عُمَر: سمعَ رجُلاً يَتَعَوَّذُ مِن الفِتَنِ فقالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ تأَوَّلَ الآيَةَ المَذْكُورَة: وَلم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاخْتِلافِ.
(والفِتْنَةُ: (اخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وقوْلُه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنِّي أَرَى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم) ؛ يكونُ القَتْلُ والحُرُوبُ والاخْتِلافُ الَّذِي يكونُ بينَ فِرَقِ المُسْلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِهَا فــيُفْتَنُــونَ بذلكَ عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.
قالَ الراغبُ: وجُعِلَتِ الفتْنَةُ كالبَلاءِ فِي أنَّهما يُسْتَعْملان فيمَا يدفعُ إِلَيْهِ الإِنْسانُ من شدَّةٍ ورخَاءٍ، وهما فِي الشدَّةِ أَظْهَر معْنًى، وَقد قالَ، عزَّ وجلَّ: {ونَبْلوَكُمْ بالشرِّ والخيْرِ فِتْنَة} ، وَقَالَ فِي الشدَّةِ: {وَمَا يُعَلَّمانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يقُولا إنَّما نَحن فِتْنَةٌ فَلَا تكْفُر} ؛ ثمَّ قالَ: والفتْنَة مِن الأَفْعال الَّتِي تكون مِن اللهِ، عزَّ وجلَّ، ومِن العَبْدِ كالبليةِ والمَعْصيَةِ والقَتْلِ والعَذابِ وغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَفْعالِ الكَرِيهَةِ، وَمَتى كانتْ مِن اللهِ تَعَالَى تكونُ على وَجْه الحكْمَةِ، وَمَتى كانَتْ مِن الإِنْسانِ بغيرِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى تكونُ بضدِّ ذَلِك.
(وفَتَنَه يَفْتِنُــه فتنا: (أَوْقْعَهُ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كادُوا لــيَفْتِنُــونك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ؛ أَي يوقِعُونَك فِي بليةٍ وشدَّةٍ فِي صرْفِهم إيَّاك عمَّا أَوحى إِلَيْك. وقوْلُه تَعَالَى: {فَتَنْتم أَنْفسَكُم} ؛ أَي أَوْقَعْتُموها فِي بليةٍ وعَذابٍ (كفَتَّنَه، بالتَّشديدِ، (وأَفْتَنَه؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي السَّفَر قَلِيلَة، بل أَنْكَرَها الأَصْمعيُّ، رحِمَه اللهُ تعالَى وَلم يَعْبَأ بِمَا أَنْشَدَه من قوْلِ الشاعِرِ، (فَهُوَ مُفْتَنٌ كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، (ومَفْتُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً) أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللهُ تعالَى بالذَّنبِ ثمَّ يَتُوبُ ثمَّ يَعودُ ثمَّ يَتُوبُ.
(وفُتِنَ الرَّجُلُ فُتوناً: (وَقَعَ فِيهَا لازِمٌ مُتَعَدَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: قلْبٌ فاتِنٌ: أَي مُفْتَتِنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيام أَمْسى فُؤَادِي بِهِ فاتِنا (كافْتَتَنَ فيهمَا، أَي فِي اللازِمِ والمْتَعدِّي. يقالُ: افْتَتَنَه افْتتاناً إِذْ فتنه.
وافْتَتَنَ فِي الشيءِ: فُتِنَ فِيهِ.
(وفَتِنَ (إِلَى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ. وقالَ أَبُو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إِذا أَرادَ الفُجُورَ.
وحكَى الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.
(والفَتِينُ، (كأميرٍ، مِن الأَرضِ: (الحَرَّةُ السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ (ج فُتُنٌ (ككُتُبٍ.
(والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: (اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ فِي طريقِهم.
(وأَيْضاً: (الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وَبِهِمَا فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: (المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ) ؛ (كالفاتِنِ وَهُوَ الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وَبِه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.
(والفَتَّانُ: (الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة فِي النارِ.
(والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنــان الناسَ.
(وفَتَّانَا القَبْر: (مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وَفِي حدِيثِ الكُسوفِ: (وإِنَّكم تُفْتَنُونَ فِي القُبورِ) ، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرِ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.
(والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.
(وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ (قَتيلُ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، هَكَذَا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.
(والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.
(والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.
(يكونُ (للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:
فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقيومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ والجَمْعُ فُتْنٌ.
(وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.
(والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو إسْحاق قوْلَه تَعَالَى: {بأَيّكم المَفْتون} .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فِيهِ فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إِلَيْهِ.
وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أَي فُتِنَ.
وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فَهُوَ مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إِذا اخْتُبِرَ.
ووَرِقٌ فَتِينٌ: أَي فِضَّة مُحْرَقَة.
ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.
والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَفَتَّانٌ أَنتَ يَا معَاذ؟) .
وقيلَ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وفتَنَّاكَ فُتُوناً} ؛ أَي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.
وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عَن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وَبِه فُسِّر قوْلُه تعالَى: {وَإِن كادُوا لــيَفْتِنــونَك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ، أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.
والفُتُونُ: الجُنُونُ.
والفِتْنَةُ: مَا يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.
ويقالُ: بنُو ثَقِيف يفتنــون أَبداً أَي يَتَحارَبُون. والفَتائِنُ: الحِرَارُ السُّودُ؛ قالَ أَبو قَيْس بنُ الأُسْلَت:
غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُوفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ.
وفِتْنَةُ المَحْيا: أَن يَعْدِلَ عَن الطَّريقِ.
وفِتْنَةُ المَمَات: أَن يْسْأَلَ فِي القبْرِ.
وفِتْنَةُ الضرَّاء: السَّيْفُ.
وفِتْنَةُ السرَّاءِ: النِّساءُ.
ويقالُ للأَمَة السَّوْداءِ مَفْتونَةٌ لأنَّها كالحَرَّةِ السَّوْداء فِي السَّوادِ كأنَّها مُحْترِقَةٌ.
والفتنُ: الناحِيَةُ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وفتنٌ، كبقم: مَدينَةٌ بالهِنْدِ كبيرَةٌ حَسَنةٌ على ساحِلِ البَحْرِ ومَرْسَاها عَجيبٌ، وَبهَا العِنَبُ والرُّمَّانُ الطيِّبُ؛ وَمِنْهَا: الشيخُ الصالِح مُحَمَّد النّيْسابُورِي نَزِيلُ فتن، أَحَدُ الفُقَراء المُؤَهلين، اجْتَمَعَ بِهِ ابنُ بطوطَةَ وذَكَرَه فِي رحْلَتِه.
والفَتِينُ، كأميرٍ: القَصِيرُ والصَّغيرُ، يمانِيَّةٌ.
وفُتونُ، بالضمِّ: بنْتُ عليِّ بنِ عليِّ بنِ السَّمين، رَوَتْ عَن أبي طَلَحَةَ النِّعَال وغيرِهِ، نَقَلَهُ الحافِظُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
فتن: {تفتنون}: تؤثمون، وكذلك {لا تفتني}.
(فتن)
الْمَعْدن فتنا وفتونا صهره فِي النَّار ليختبره وَيُقَال فتنته النَّار صهرته وَفُلَانًا عذبه ليحوله عَن رَأْيه أَو دينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ثمَّ لم يتوبوا فَلهم عَذَاب جَهَنَّم وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق} ورماه فِي شدَّة ليختبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَو لَا يرَوْنَ أَنهم يفتنــون فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ} وَيُقَال فتنه بِهِ وَفِيه وَالشَّيْء فلَانا أعجب بِهِ واستهواه يُقَال فتنه المَال وفتنته الْمَرْأَة ولهته وَفُلَانًا عَن الشَّيْء لواه وَصَرفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واحذرهم أَن يفتنــوك عَن بعض مَا أنزل الله إِلَيْك} فَهُوَ فاتن وفتان وَالْمَفْعُول مفتون وفتين
فتن
أصل الفَتْنِ: إدخال الذّهب النار لتظهر جودته من رداءته، واستعمل في إدخال الإنسان النار.
قال تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُــونَ
[الذاريات/ 13] ، ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ
[الذاريات/ 14] ، أي: عذابكم، وذلك نحو قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ [النساء/ 56] ، وقوله:
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها الآية [غافر/ 46] ، وتارة يسمّون ما يحصل عنه العذاب فيستعمل فيه. نحو قوله: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا
[التوبة/ 49] ، وتارة في الاختبار نحو: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً
[طه/ 40] ، وجعلت الفتنة كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من شدّة ورخاء، وهما في الشّدّة أظهر معنى وأكثر استعمالا، وقد قال فيهما: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
[الأنبياء/ 35] . وقال في الشّدّة: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ
[البقرة/ 102] ، وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة/ 193] ، وقال:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة/ 49] ، أي: يقول لا تبلني ولا تعذّبني، وهم بقولهم ذلك وقعوا في البليّة والعذاب. وقال: فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَــهُمْ [يونس/ 83] ، أي: يبتليهم ويعذّبهم، وقال: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُــوكَ [المائدة/ 49] ، وَإِنْ كادُوا لَــيَفْتِنُــونَكَ
[الإسراء/ 73] ، أي: يوقعونك في بليّة وشدّة في صرفهم إيّاك عمّا أوحي إليك، وقوله: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ
[الحديد/ 14] ، أي: أوقعتموها في بليّة وعذاب، وعلى هذا قوله: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال/ 25] ، وقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن/ 15] ، فقد سمّاهم هاهنا فتنة اعتبارا بما ينال الإنسان من الاختبار بهم، وسمّاهم عدوّا في قوله: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن/ 14] ، اعتبارا بما يتولّد منهم، وجعلهم زينة في قوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ 
الآية [آل عمران/ 14] ، اعتبارا بأحوال الناس في تزيّنهم بهم، وقوله: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُــونَ [العنكبوت/ 1- 2] ، أي: لا يختبرون فيميّز خبيثهم من طيّبهم، كما قال: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [الأنفال/ 37] ، وقوله: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُــونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ [التوبة/ 126] ، فإشارة إلى ما قال: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ الآية [البقرة/ 155] ، وعلى هذا قوله: وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ [المائدة/ 71] ، والْفِتْنَةُ من الأفعال التي تكون من الله تعالى، ومن العبد كالبليّة والمصيبة، والقتل والعذاب وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كان من الله يكون على وجه الحكمة، ومتى كان من الإنسان بغير أمر الله يكون بضدّ ذلك، ولهذا يذّمّ الله الإنسان بأنواع الفتنة في كلّ مكان نحو قوله: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة/ 191] ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
[البروج/ 10] ، ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ
[الصافات/ 162] ، أي: بمضلّين، وقوله: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ
[القلم/ 6] . قال الأخفش.
الْمَفْتُونُ: الفتنة، كقولك: ليس له معقول ، وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره: أيّكم المفتون ، والباء زائدة كقوله: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح/ 28] ، وقوله: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُــوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة/ 49] ، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.

فتن: الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ

والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار

لتميز الرديء من الجيِّدِ، وفي الصحاح: إِذا أَدخلته النار لتنظر ما

جَوْدَتُه، ودينار مَفْتُون. والفَتْنُ: الإِحْراقُ، ومن هذا قوله عز وجل:

يومَ هم على النارِ يُفْتَنُــونَ؛ أَي يُحْرَقون بالنار. ويسمى الصائغ

الفَتَّان، وكذلك الشيطان، ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها

أُحْرِقَتْ بالنار: الفَتِينُ، وقيل في قوله: يومَ همْ على النار يُفْتَنُــونَ،

قال: يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم. ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة.

ابن الأَعرابي: الفِتْنة الاختبار، والفِتْنة المِحْنة، والفِتْنة المال،

والفِتْنة الأَوْلادُ، والفِتْنة الكُفْرُ، والفِتْنةُ اختلافُ الناس

بالآراء، والفِتْنةُ الإِحراق بالنار؛ وقيل: الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم.

يقال: فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها. ابن سيده: الفِتْنة

الخِبْرَةُ. وقوله عز وجل: إِنا جعلناها فِتْنةً

للظالمين؛ أي خِبْرَةً، ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم

وكذَّبوا بكونها، وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم قالوا:

الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار؟ فصارت فتنة لهم.

وقوله عز وجل: ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين، يقول: لا

تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا، فالفِتْنة ههنا إِعجاب

الكفار بكفرهم.

ويقال: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ، وأَهل الحجاز يقولون:

فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها، وأَهل نجد يقولون: أَفْتَنَتْه؛

قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين:

لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ

سَعِيداً، فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم

قال ابن بري: قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ، وقال الأَصمعي:

هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ، لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ، وأَجازه

أَبو زيد؛ وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

وقوله أَيضاً:

إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ،

ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ

قال: وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي قال:

حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت: مَرَرْنا

ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير، ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها

وتقول:

لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت

سعيداً، فأَمسى قد قلا كل مسلم

وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ، واشْترى

وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ

فقال سعيد: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ. والفِتْنةُ: إِعجابُك بالشيء، فتَنَه

يَفْتِنُــه فَتْناً وفُتُوناً، فهو فاتِنٌ، وأَفْتَنَه؛ وأَباها الأَصمعي

بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة:

يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ

فلم يعرف البيت في الأُرجوزة؛ وأَنشد الأَصمعي أَيضاً:

لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ

فلم يَعْبأْ به، ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين. وقال سيبويه: فتَنَه

جعل فيه فِتْنةً، وأَفْتَنه أَوْصَلَ

الفِتْنة إليه. قال سيبويه: إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ،

وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ. وحكى أَبو زيد: أُفْتِنَ الرجلُ،

بصيغة ما لم يسم فاعله، أَي فُتِنَ. وحكى الأَزهري عن ابن شميل: افْتَتَنَ

الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان، قال: وهذا صحيح، قال: وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ

فهي لغة ضعيفة. قال أَبو زيد: فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا

أَراد الفجور، وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً، وقال أَبو السَّفَر:

أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فهو مُفْتَنٌ، وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ، فهو مَفْتُون إِذا

أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله، وكذلك إِذا اخْتُبِرَ. قال تعالى:

وفتَنَّاك فُتُوناً. وقد فتَنَ وافْتَتَنَ، جعله لازماً ومتعدياً،

وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً. والفُتُون أَيضاً:

الافْتِتانُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى؛ ومنه قولهم: قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ؛

قال الشاعر:

رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا

مِ، أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا

والمَفْتُونُ: الفِتْنة، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول

والمَجْلُودِ. وقوله تعالى: فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ؛

قال أَبو إِسحق: معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون؛ قال أَبو

عبيدة: معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ؛ قال أَبو إِسحق: ولا

يجوز أَن تكون الباء لَغْواً، ولا ذلك جائز في العربِية، وفيه قولان

للنحويين: أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ، مصدر على المفعول،

كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ، وليس لفلان مَجْلُودٌ

أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم

الفُتون، وهو الجُنون، والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ

الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر، أَقامَ الباء

مقام في؛ وفي الصحاح: إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت

في قوله تعالى: قل كفى بالله شهيداً؛ قال: والمَفْتُون الفِتْنةُ، وهو

مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول، ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره؛

قال: وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن

مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك، لأَن الأَول في معنى الظرف، قال ابن

بري: إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان، وليس بمصدر، فإِن جعلت الباء

غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ. وافْتَتَنَ في الشيء: فُتِن

فيه. وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن: أَراد الفُجُور بهنَّ.

والفِتْنة: الضلال والإِثم. والفاتِنُ: المُضِلُّ عن الحق. والفاتِنُ:

الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صفة غالبة. وفي حديث قَيْلَة: المُسْلم

أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ؛

الفَتَّانُ: الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي،

فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان. قال:

والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن

يتعاونوا على اللِّصِّ، وجمع الفَتَّان فُتَّان، والحديث يروى بفتح الفاء

وضمها، فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن

الدين، ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على

الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنــونهم، وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة

في الفِتْنة، ومن الأَول قوله في الحديث: أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ؟

وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل: فتَنْتُمْ

أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم؛ استعملتموها في الفِتْنة، وقيل:

أَنَمْتُموها. وقوله تعالى: وفتَنَّاكَ فُتُوناً؛ أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً. وقوله

عز وجل: ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي؛ أَي لا تُؤْثِمْني

بأَمرك إِيايَ بالخروج، وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ؛ قال الزجاج: وقيل

إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات

الأَصفر فقال: لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر، فأَعلم

الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم. وفتَنَ

الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه، ومنه قوله عز وجل: وإِن كادوا لــيَفتِنــونك

عن الذي أَوْحَيْنا إِليك؛ أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك. ابن الأَنباري:

وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً، قال بعضهم: معناه أَمالته عن القصد،

والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق. وقوله عز وجل: ما أَنتم عليه

بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ: فسره ثعلب فقال: لا تَقْدِرون أَن

تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ

عليه أَن يدخل النار، وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين

فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به، وقيل: الفِتْنةُ الإِضلال

في قوله: ما أَنتم عليه بفاتنين؛ يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من

أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ

النار الذين سبق علم الله في ضلالهم؛ قال الفراء: أَهل الحجاز يقولون ما

أَنتم عليه بفاتِنينَ، وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ

والفِتْنةُ: الجُنون، وكذلك الفُتُون. وقوله تعالى: والفِتْنةُ أَشدُّ من

القَتْلِ؛ معنى الفِتْنة ههنا الكفر، كذلك قال أَهل التفسير. قال ابن سيده:

والفِتْنةُ الكُفْر. وفي التنزيل العزيز: وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ

فِتْنة. والفِتْنةُ: الفَضِيحة. وقوله عز وجل: ومن يرد الله فِتْنَتَه؛ قيل:

معناه فضيحته، وقيل: كفره، قال أَبو إِسحق: ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما

يَظْهَرُ به أَمرُه. والفِتْنة: العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى

المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان، كما مُطِّيَ بلالٌ على

الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه،

فأَعتقه. والفِتْنةُ: ما يقع بين الناس من القتال. والفِتْنةُ: القتل؛ ومنه قوله

تعالى: إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَــكُمُ الذين كفروا؛ قال: وكذلك قوله في

سورة يونس: على خَوْفٍ من فرعونَ

ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَــهُم؛ أَي يقتلهم؛ وأَما قول النبي، صلى الله

عليه وسلم: إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم، فإِنه يكون القتل والحروب

والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكون ما

يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فــيُفْتَنُــونَ بذلك عن الآخرة والعمل

لها. وقوله، عليه السلام: ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من

النساء؛ يقول: أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها.

والفِتْنةً: الاختِبارُ. وفتَنَه يَفْتِنُــه: اختَبَره. وقوله عز وجل: أَوَلا

يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُــونَ في كل عام مرة أَو مرتين: قيل: معناه

يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد، وقيل: يُفْتَنُــونَ بإِنزال العذاب

والمكروه.والفَتْنُ: الإِحرَاق بالنار. الشيءَ في الناريَفْتِنُــه: أَحرقه.

والفَتِينُ من الأَرض: الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ

كأَنها مُحْرَقة، والجمع فُتُنٌ. وقال شمر: كل ما غيرته النارُ

عن حاله فهو مَفْتُون، ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ

في السواد كأَنها مُحْترقَة؛ وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ:

غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ،

على آبارِها، أَبداً عُطُونُ

وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة، وقال بعضهم: الواحدة فَتِينة، وجمعها

فَتِين؛ قال الكميتُ:

ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ، تَأْوي

إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِينا

(* قوله «من الحلاف» كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبط في نسخة من التهذيب

بفتح الحاء المهملة).

فحذف الهاء وترك النون منصوبة، ورواه بعضهم: كالفِتِىنَا. ويقال: واحدة

الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ. وحكى ابن بري: يقال فِتُونَ في

الرفع، وفِتِين في النصب والجر، وأَنشد بيت الكميت. والفِتْنَةُ:

الإِحْراقُ. وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته. وفِتْنَةُ الصَّدْرِ:

الوَسْواسُ. وفِتْنة المَحْيا: أَن يَعَْدِلَ عن الطريق. وفِتْنَةُ

المَمات: أَنْ يُسْأَلَ في القبر. وقوله عزَّ وجل: إِنَّ الذين فَتَنُوا

المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا؛ أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في

الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان. وفي حديث

الحسن: إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات؛ قال: فَتَنُوهم بالنار أَي

امْتَحَنُوهم وعذبوهم، وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين

بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم، أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به

فَيَجْزِيهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ. قال الله تعالى: أَلم، أَحَسِبَ الناسُ

أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُــونَ؛ جاءَ في التفسير:

وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء

الصادقُ الإِيمان من غيره، وقيل: وهم لا يُفْتَنــون وهم لا يُمْتَحَنُون بما

يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم؛ وكذلك قوله تعالى: ولقد فَتَنَّا الذين من

قبلهم؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا. وقوله تعالى مُخْبِراً عن

المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ: إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر؛ معناه إِنما نحن

ابتلاءٌ واختبارٌ لكم. وفي الحديث: المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي

مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، من فَتَنْتُه إِذا

امْتَحنْتَه. ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً، وهو قليل: قال ابن

الأَثير: وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه، ثمَّ كَثُر حتى

استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ

عن الشيء. وفَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وفي حديث الكسوف:

وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور؛ يريد مُساءَلة منكر ونكير، من الفتنةِ

الامتحان، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات

وغير ذلك. وفي الحديث: فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي

تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال: أَتَسْأَلُ رَبَّك

أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل: إِنما

أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة، ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ. وهما

فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ؛ قال نابغة بني جَعْدة:

هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه

لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ

الواحد: فَتْنٌ؛ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر

الباهليّ:إِمّا على نَفْسِي وإِما لها،

والعَيْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ ومُرّ

قال أَبو عمرو: الفِتْنُ الناحية، ورواه غيره: فَتْنانِ، بفتح الفاء،

أَي حالان وفَنَّانِ، قال ذلك أَبو سعيد قال: ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي

ضَرْبانِ. والفِتانُ، بكسر الفاء: غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ؛ قال

لبيد:فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي،

ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ

والجمع فُتُنٌ.

نتف

(نتف) مُبَالغَة نتف
(نتف)
الشّعْر والريش وَنَحْوهمَا نتفا نَزعه نتشا
(ن ت ف) : (نَتَفَ) الشَّعْرَ وَالرِّيشَ وَنَحْوَهُ نَزَعَهُ (وَالْمَنْتُوفُ) الْمُولَعُ بِنَتْفِ لِحْيَتِهِ وَيُكْنَى بِهِ عَنْ الْمُخَنَّثِ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ عَادَتِهِ وَمِنْهُ وَلَوْ قَالَ يَا مَنْتُوفُ لَا يُعَزَّرُ.

نتف


نَتَفَ(n. ac. نَتْف)
a. Pulled, plucked out; depilated.
b. [Fī], Bent (bow).
نَتَّفَa. see I (a)
تَنَتَّفَتَنَاْتَفَإِنْتَتَفَa. Was pulled, plucked out.

نَتْفa. Depilation, plucking.

نُتْفَة
(pl.
نُتَف)
a. Handful; a little.

نُتَفَةa. Tyro; superficial.

نُتَاْف
نُتَاْفَةa. Loose hair.

نَتِيْفa. Depilated.

مِنْتَاْفa. Pliers, tweezers.
ن ت ف : نَتَفْتُ الشَّعْرَ نَتْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَزَعْتُهُ فَانْتَتَفَ وَالنُّتْفَةُ مِنْ النَّبَاتِ الْقِطْعَةُ وَالْجَمْعُ نُتَفٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَفَادَهُ نُتْفَةً مِنْ عِلْمٍ أَيْ شَيْئًا نَتَلْتُهُ نَتْلًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ جَذَبْتُهُ إلَى قُبُلٍ. 
نتف
النَّتْفُ: نَزْعُ الشعرِ والريْشِ.
والنُّتَافُ: ما انْتَتَفَ من ذلك.
وفلانٌ نُتَفَةٌ، وقد نَتَفَ من كُلِّ شَيْءٍ طَرَفاً، وقَوْمٌ نُتَفُوْنَ. ونَتَفَ في القَوْسِ: نَزَعَ فيها خَفِيْفاً، وهونَتِيْفٌ.
وكانَ بَيْنَهُم نَتْفَةٌ: أي شَيْءٌ هَيِّنٌ. وغُرَابٌ نَتِفُ الجَنَاحِ: مُنْتَتِفُه.
[نتف] نَتَفْتُ الشَعر، نَتْفاً، فانْتَتَفْ الشعرُ وتَناتَفَ. ونَتَّفْتُ الشعور شدد للكثرة والمِنْتافُ: المِنْتاخُ. والنُتافَةُ: ما سقط من النَتْفِ. والنُتْفَةُ: ما نَتَفْتَهُ بأصابعك من النَبت أو غيره، والجمع النتف. ويقال رجل نتفة، مثال همزة، للذى ينتف من العلم شيئا ولا يستقصيه.
ن ت ف: (نَتَفَ) الشَّعْرَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْتَتَفَ) وَ (تَنَاتَفَ) . وَ (نَتَّفَ) الشُّعُورَ بِالتَّشْدِيدِ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الْمِنْتَافُ) الْمِنْتَاخُ. وَ (النُّتَافَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنَ النَّتْفِ. وَ (النُّتْفَةُ) مَا (نَتَفْتَهُ) بِأَصَابِعِكَ مِنَ النَّبْتِ أَوْ غَيْرِهِ وَالْجَمْعُ (النُّتَفُ) . 
ن ت ف

انتتف شعره وريشه، ونتفته أنا، وأخذت نتافته، ونتفت نتفةً من النبات ونتفاً. وفلان منتوف: مولع بنتف لحيته.

ومن المجاز: أعطاه نتفةً من الطعام وغيره: شيئاً منه. وأفاده نُتَفاً من العلم. وكان أبو عُبيدة يقول في الأصمعيّ: ذاك رجل نُتَفة. ونَتَف في القوس نتفة: نزع فيها نزعةً خفيفة. وانزع نزعة بين النتفة والنّترة. وما كانت بينهم نتفةٌ ولا قرصة أي شيء صغير ولا كبير.
[ن ت ف] نَتَفَه يَنْتِفُه نَتْفًا، ونَتَّفَهُ، فانْتَتَفَ، وتَنَتَّفَ. والنُّتافُ، والنُّتافَةُ: ما سَقَطَ من الشَّيْءِ المَنْتُوفِ. ونُتافَةُ الإبِطِ: ما نُتِفَ منه. والمِنْتافُ: ما نُتِفَ به. وحُكِيَ عن ثَعْلَبٍ: أَنْتَفَ الكَلأُ: أَمْكَنَ أَنْ يُنْتَفَ. والنُّتْفَةُ: ما نَتَفْتَه بإِصْبَعِكَ من نَبْتٍ أو غَيْرِه. ورَجُلٌ نُتَفَةٌ: يَنْتِفُ من العِلْمِ شَيْئاً، ولا يَسْتَقْصِيهِ. والنَّتَفُ: ما يَتَقَلَّعُ من الإكْلِيلِ الذي حَوالَيَ الظُّفُرِ. 
نتف: تنتف: (انظر ديوان الهذليين 293: 8) وانتف: فقد الشعر (شعر البدن والوبر أو اللحية أو الريش حين يتعلق الأمر بالطير) (فوك، الكالا) وفي (ابن وافد): الانتتاف المسمى داء الثعلب.
وانتتفوا: وردت في ديوان جرير (ص75= الكامل 126: 3 وكذلك وردت في ترجمة رايت).
نتفة: ريشة منتزعة (المقري 1: 364).
نتفة: نبذة. موجز (زيتشر 15: 109 الشرق 2: 187) أساء ويجرز تفسيرها (عباد 1: 190 اقرأها عنده: النتف) (ياقوت 1: 743).
نتفة: في محيط المحيط ( .. والعامة نستعمل النتفة للقطعة والقليل من كل شيء).
منتوف: في محيط المحيط (المنتوف اسم مفعول والمولع بنتف لحيته ويكنى به عن المخنث لأن ذاك من عاداته).
منتوف: في محيط المحيط ( .. وبعض العامة يستعمل المنتوف للفقير لا خير عنده).

نتف: نتَفه يَنْتِفه نتفاً ونَتَّفه فانتَتَف وتنَتَّف وتَناتف ونتَّفْت

الشٍّعور، شُدّد للكثرة، والنَّتْفُ: نزع الشعر وما أَشبهه. والنُّتاف

والنُّتافة: ما انتَتَف وسقط من الشيء المنتوف. ونُتافةُ الإبط: ما نُتف

منه. والمِنْتاف: ما نُتِف به. وحكي عن ثعلب: أَنْتَفَ الكَلأُ أَمكن أَن

يُنْتَف. والنُّتْفة: ما نَتَفْته بأَصابعك من نبت أَو غيره، والجمع

النُّتَف. ورجل نُتَفة، مثال هُمَزة: يَنْتِف من العلم شيئاً ولا

يَسْتَقْصِيه. وكان أَبو عبيدة إذا ذُكِر الأَصمعي قال: ذلك رجل نُتَفة؛ قال اَبو

منصور: أَراد أَنه لم يستقْصِ كلام العرب إنما حفظ الوَخْز والخَطيئة منه.

قال: وسمعت العرب تقول: هذا رجل مِنْتاف إذا كان غير وَساعٍ، يقارب

خَطْوه إذا مشى، والبعير إذا كان كذلك كان غير وَطِيء. والنَّتَفُ: ما

يتَقَلَّع من الإكلِيل الذي حَوالَي الظفر.

نتف
نَتَفْتُ الشَّعَر أنْتِفُه نَتْفاً.
والمنْتُوف: اسم رجل كان موْلىً لبني قيس بن ثعلبة استعمله يزيد بن المُهَلّب.
وجمَل نَتِيْفٌ: نَتِف حتى يعمل فيه الهنَاء، قال صَخْر الغيِّ الهُذليُّ:
فَذَاكَ السِّطَاعُ خِلافَ النِّجَاءِ ... تَحْسِبُه ذا طِلاءٍ نَتِيْفا
السِّطَاع: جبل، ويُروى: " فزال السِّطاعُ " أي لمّا زال الماء عنه كأنه زال عن الماء.
والنُّتافُ والنُّتَافَةُ: ما سقط من النَّتْفِ.
والنُّتْفَةُ بالضم -: ما نتفْتَه بإصبعك من النَّبْت وغيره، والجمعُ: النُّتَفُ.
ورجل نُتَفَةٌ؟ مثال تُؤدَةٍ -: الذي يَنْتِفُ من العلم شيئا ولا يستقصيه، وكان أبو عبيدة إذا ذُكر له الأصمعي يقول: ذاك رجل نُتَفَةٌ.
والمِنْتَافُ: المِنتَاخُ. وقال الأزهري: سمِعْت العرب تقول: هذا جمل مِنْتاف: إذا كان غير وسَاع يُقاربُ خَطْوه إذا مشى، والبعير إذا كان كذلك كن غير وَطِيءٍ.
وقال ابن عبّاد نَتَفَ في القوس: نَزَع فيها خَفِيفا.
وغُراب نَتِفُ الجَناحِ: أي مُنْتَتِفُه، وتناتف الشَّعر وانْتَتَف، قال عَدِي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:
غَبْرَاءُ تَنْفُضُه حتّى يُصَاحِبَها ... من زِفِّهِ قَلِقُ الأرْصَافِ مُنْتَتِفُ
والتركيب يدل على مَرْطِ شيء.
نتف
نتَفَ يَنتِف، نَتْفًا، فهو ناتف، والمفعول مَنْتوف
• نتَف الشَّعْرَ ونحوَه: نزَعه نتْشًا "نتَف لحيتَه- نتفتِ المرأةُ الرِّيشَ/ الدجاجَةَ/ حاجبيها". 

انتتفَ ينتتف، انتِتافًا، فهو مُنتتِف، والمفعول مُنتتَف (للمتعدِّي)
• انتتف الشَّعرُ ونحوُه: مُطاوع نتَفَ: زال من منبته.
• انتتف الشَّعرَ ونحوَه: نتَفه؛ نزَعه نتْشًا "ذبح الدِّيكَ وانتتف ريشَه". 

نتَّفَ ينتِّف، تنتيفًا، فهو مُنتِّف، والمفعول مُنتَّف
• نتّف الشّعَرَ ونحوَه: نزَعه في شِدّة "نتّف ريشَ الفراخِ". 

مِنتاف [مفرد]: ج مَناتِيفُ: اسم آلة من نتَفَ: منتاش، آلةٌ يُنزَع بها الشّعرُ، مِلْقط شعر. 

نتّاف [مفرد]: صيغة مبالغة من نتَفَ. 

نَتْف [مفرد]: مصدر نتَفَ. 

نُتْفة [مفرد]: ج نُتُفات ونُتْفات ونُتَف:
1 - ما يُنْتَف بالإصبع من الرِّيش وغيره "نُتْفة نبت/ شعر/ ريش".
2 - شيءٌ قليل من أيّ شيء، قطعة صغيرة "نُتْفة من طعام/ علم- أعطاني نُتفة من كذا". 

نَتوف [مفرد]: صيغة مبالغة من نتَفَ. 
باب التاء والنون والفاء معهما ن ت ف، ن ف ت، ت ن ف، ف ت ن مستعملات

نتف: النَّتْفُ: نَزْعُ الشَّعْر والريش وما أَشْبَهَها، والنُّتافةُ ما انتُتِفَ من ذلك. وأنتَفَ الشيء: أمكَنَ نَتْفُه.

نفت: نَفَتَتِ القِدْر تَنْفِت نَفَتاناً إذا غلا المرق فيها فلزِقَ بجوانِب القِدْر فيَبِسَ عليه، فذلك النَّفتُ، وانضِمامُه النفتان حيث يهم المَرَق بالغَلَيان ، يقال: نَفَتَتِ القِدْرُ إذا رَمَت مثلَ السِّهامِ تَنْفِتُ نَفتاً.

تنف: التَّنُوفةُ: الأرضُ القَفْرُ، والجميع التَّنائِفُ.

فتن: فَتَنَ فلانٌ يَفْتِنُ فهو فاتِنٌ أي مُفتَتِنٌ، والفُتُون مصدرُه، وهو اللازم، ويقال: فَتَنَة غيرُه، وأنشَدَ:

رخيم الكلام قطيع الرجام ... أمْسَى فؤادي بها فاتِنا

أي مُفتَتَناً. والفَتْنُ: إِحراقُ الشيء بالتّارِ كالوَرَق الفتين أي المحترق، وقوله تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُــونَ

، أي يُحرَقوُن. وكانَ أصحابُ النبيِّ- صلى الله عليه و [على] اله وسلّم- يُفْتَنُــون بدينهم، أي يُعَذَّبُون ليَرُدّوا عن دِينهم، ومنه قوله تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ، والفِتْنةُ: العَذاب. والفِتنةُ: أن يَفتِنَ اللهُ قوما أي يبتليهم. والفِتَنُ: ما يَقَعُ بين الناس من الحروب، ويقال في أمر العِشْق: فُتِنَ بها وافتَتَنَ بها أي عَشِقَها. والفَتّان: الشَّيْطان، والفتان جَماعة. وقوله تعالى: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ

، أي مُضلِّين، عن الحَسَن ومُجاهد. وفَتَنَ وأفتَنَ واحد، قال:

لَئِن فَتَنَتْني لَهي بالأمسِ أَفْتَنَتْ ... سعيداً فأمسَى قد قَلا كلَّ مُسِلمِ

أي اختارَها على كل مُسلم، وقول امرىء القيس:

كأنّي ورَحلي والفِتانَ ونُمرُقي

أي غاشية الرَّحْل.
نتف
نَتَفَ شَعْرَه يَنْتِفُه نَتْفاً، من حَدِّ ضَرَبَ، وكَذا الرِّيشَ، أَي: نَزَعَه، ونَتَّفَه تَنْتِيفاً مثلُ ذَلِك، قَالَ الجَوْهرِيُّ: شُدِّدَ للكَثْرَةِ فانْتَتَفَ، وتَناتَفَ وهُما مُطاوعانِ، أَي: انْتَزَع، قالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ:
(غَبْراءُ تَنْفُضُه حَتّى يُصاحِبَها ... مِنْ زِفِّهِ قَلِقُ الأَرْصَافِ مُنْتَتِفُ)
وَمن المَجازِ: نَتَفَ فِي القَوْس نَتْفاً: إِذا نَزَع فِيهَا نَزْعاً خَفِيفاً كَمَا فِي المُحِيط والأَساسِ. والنُّتافَةُ ككُناسَةٍ، وغُرابٍ: مَا انْتَتَفَ وسَقَطَ من التَّنْتفِ أَي: الشيءُ المَنْتُوفِ، كنُتافَةِ الإِبطِ، وَمَا أَشْبَهَه.
والنُّتْفَةُ، بالضمِّ: مَا تَنْتِفُه بإِصْبَعِكَ وَفِي الصِّحاح: بأَصابِعِكَ من النَّبْتِ وغَيرِه، ج: نُتَفٌ كصُرَدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَمن الْمجَاز: النُّتَفَةُ كهُمَزَةٍ: مَنْ يَنْتِفُ من العِلْمِ شَيْئاً وَلَا يَسْتَقْصِيهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وكانَ أَبو عُبَيْدةَ إِذا ذُكِرَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: ذاكَ رَجُلٌ نُتَفَةٌ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ أَنَّه لم يَسْتَقْصِ كلامَ العَرب، إِنَّما حَفِظَ الوَخْزَ والخَطِيئَةَ مِنْهُ. والمِنْتافُ، والمِنْتاخُ، والمِنْتاشُ بمعَنْىً واحدٍ. وجَمَلٌ مِنْتافٌ: مُقارِبُ الخَطْوِ إِذا مَشَى غَيْرُ وَساعٍ قالَ الأزهريُّ: وَلَا يَكونُ حينئذٍ وَطِيئاً قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُه من العَرَبِ. والمَنْتُوفُ: لَقَبُ رَجُلٍ اسْمُه سالِمٌ، كَانَ مَوْلىً لبَنِي قَيْسِ بن ثَعْلَبَةَ وكانَ صاحِبَ أَمْرٍ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ فِي حَرْبِه، وَقد مَرَّ ذكرُه فِي ق ح ف. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: غُرابٌ نَتِفُ الجَناحِ، ككَتِفٍ: أَي مُنْتَتِفُه. ويُقال: جَمَلٌ نَتِيفٌ، كأَمِيرٍ: إِذا نُتِفَ حَتَّى يَعْمَلَ فيهِ الهِناءُ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
(فَذَاكَ السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ... تَحْسِبُه ذَا طِلاءٍ نَتِيفَا)

وقالَ السُّكَّرِيُّ: أَي بَعِيراً أَجْرَدَ نُتِفَ، وإِنما نُتِفَ ليَأْخُذَ فِيهِ الطِّلاءُ إِلَى الجِلْدِ. والنَّتِيفُ أَيْضاً: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله مُحَمَّدٍ الأَصْفَهانِيِّ الأُصُولِيِّ الفَقِيهِ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: تَنَتَّفَ الشَّعْرُ: أَي تَناتَفَ. وحُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ: أَنْتَفَ الكَلأُ: أَمْكَنَ أَنْ يُنْتَفَ. ورَجُلٌ مِنْتافٌ: يُقارِبُ خَطْوَةُ إِذا مَشَى. والنَّتَفُ: مَا يُقْتَلَعُ من الإكْلِيلِ الذِي حَوالَيِ الظُّفرِ. وفلانٌ نَتُوفٌ، كصَبُورٍ: مُولَعُ بنَتْفِ لِحْيَتِه. وأَعْطاهُ نُتْفَةً من الطَّعامِ وغَيْرِه، بالضمِّ: شَيْئاً مِنْهُ. وأَفادَ نُتَفاً من العِلمِ.
والنَّتْفَةُ، بالفتحِ: النَّزْعَةُ الخَفِيفَةُ. وَمَا كانَ بيْنَهُم نَتْفَةٌ وَلَا قَرْصَةٌ: أَي شيءٌ صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي الأساس. والمَنْتُوفُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٍ ابْن عَبْدِ اللهِ بن يَزيد بن حيّان، مَوْلَى بنِي هاشِمٍ، روَى عَنهُ القاضِي المحامِليُّ.
[نتف] تو: في ح الفطرة: "النتف"، وهل يكفي الحلق أو التنوير في السنة، ويمكن أن يخص الإبط بالنتف، لأنه محل الرائحة الكريهة باحتباس الأبخرة عند المسام، فالنتف يضعف أصول الشعر والحلق يقويها، ثم ظاهر الحديث حصول السنة بنتفه لنفسه ونتف غيره له، وقيل: هو أقرب إلى الكراهة من قص الأظفار لقرب ستره عن الأعين من حفظ المروءة، وسوى النووي بين الإبط والعانة في التولي بنفسه، لما فيه من هتك المروءة بخلاف الشارب، وهو مسلم في النتف دون الحلق لعسره بنفسه، ثم من يريد الأضحية في عشر ذي الحجة لا ينتف، وذكر أنه لم يكن في إبطه صلى الله عليه وسلم شيء، واعترض بأنه لم يثبت في المعتمدات، وح: حتى يرى بياض إبطيه، لا يدل عليه كما زعم فإنه بعد النتف يبقى بياضًا، نعم لم يكن فيه رائحة كريهة بل طيب الرائحة نظيفًا وأبلغ منه أنه كان يوجد الرائحة الطيبة عند قضاء حاجته وكانت الأرض تبتلعه بل تبتلع ما يخرج من كل الأنبياء. ن: نتف الإبط أفضل من حلقه، وكان الشافعي يحلق المزين إبطه ويقول: السنة النتف لكني لا أقدم عليه، وهو أفضل أيضًا من النورة.

الفَتْنُ

الفَتْنُ، (بالفتح) : الفَنُّ، والخالُ،
ومنه: العَيْشُ فَتْنانِ، أي: لَوْنانِ، حُلْو ومُرٌّ، والإِحْراقُ،
ومنه: {على النَّارِ يُفْتَنُــون} .
والفِتْنَةُ، بالكسر: الخِبْرَةُ،
كالمفْتُونِ،
ومنه: {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وإِعْجابُكَ بالشيءِ، وفَتَنَه يَفْتِنُــه فَتْناً وفُتوناً وأفْتَنَه، والضلالُ، والإِثْمُ، والكُفْرُ، والفَضِيحَةُ، والعذَابُ، وإِذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، والإِضْلالُ، والجُنونُ، والمِحْنَةُ، والمالُ، والأَوْلادُ، واخْتِلافُ الناسِ في الآراء.
وفَتَنَه يَفْتِنُــهُ: أوْقَعَهُ في الفِتْنَةِ،
كفَتَّنَه وأفْتَنَه، فهو مُفْتَنٌ ومَفْتُونٌ، ووَقَعَ فيها، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
كافْتَتَنَ فيهما،
وـ إلى النساءِ فُتوناً،
وفُتِنَ إليهِنَّ بالضم: أرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ. وكأَميرٍ: الأرضُ الحَرَّةُ السَّوداءُ
ج: ككُتُبٍ.
والفَتَّانُ: اللِّصُّ، والشَّيْطانُ،
كالفاتِنِ، والصائغُ.
والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ، ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ.
والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.
وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، قَتيلُ موسَى.
والفَتْنانِ: الغُدْوَةُ والعَشِيُّ.
والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ للرَّحْلِ من أدَمٍ. وكصاحِبٍ وزُبيرٍ: اسْمانِ.
والمَفْتونُ: المجنونُ.

جبر

جبر
: (الجَبْرُ: خِلافُ الكَسْرِ) ، والمادَّة موضُوعةٌ لإِصلاح الشيْءِ بضَرْب من القَهْر.
(و) من المُحْكَم لِابْنِ سِيدَه: الجَبْرُ: (المَلِكُ) ، قَالَ: وَلَا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ، إِلّا أَن ابنَ جِنِّي قَالَ: سُمِّيَ بذالك لأَنه يَجبُر بجُودِه. وَلَيْسَ بقَوِيّ، قَالَ ابنُ أَحمر:
واسْلَمْ براوُوقٍ حُيِيتَ بِهِ
وانْعَمْ صَباحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
قَالَ: وَلم يُسمَع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلّا فِي شِعر ابنِ أَحمرَ، قَالَ: حَكَى ذالك ابنُ جنِّي، قَالَ: وَله فِي شِعر ابنِ أَحمرَ نظائرُ كلُّا مذكورٌ فِي موَاضعه. وَفِي التَّهْذِيب: عَن أَبي عَمْرو: يُقَال للمَلِك جَبْرٌ.
(و) الجَبْرُ: (العَبْدُ) ، عَن كُرَاع، ورُوِيَ عَن ابْن عَبّاس فِي جِبْرِيلَ ومِيكائِيلَ، كَقَوْلِك: عبدُ الله وعبدُ الرَّحمان. وَقَالَ الأَصمعيّ: معنى (إِيل) هُوَ الرُّبُوبِيّةُ فأُضِيفَ (جَبْر) (ومِيكا) إِليه. قَالَ أَبو عُبَيْد: فكأَنّ مَعْنَاهُ عبدُ إِيل، رجل إيل. (ضدٌّ) .
(و) قَالَ أَبو عَمْرو؛ (الجَبْرُ: (الرَّجُلُ) ، وأَنشدَ قولَ ابنِ أَحمرَ:
وانْعَمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الجَبْرُ
أَي أَيُّها الرجلُ.
(و) الجَبْر أَيضاً: (الشُّجاعُ) وإِن لم يكن مَلِكاً.
(و) الجَبْرُ: (خِلافُ القَدَر) ، وَهُوَ تَثْبيتُ القَضَاءِ والقَدَر، وَمِنْه الجَبْريَّةُ، وسيأْتِي.
(و) الجَبْرُ: (الغُلامُ) ، وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أَحمرَ.
(و) الجَبْرُ: إسمُ (العُود) الَّذِي يُجْبَر بِهِ.
(ومُجَاهدُ بنُ جَبْر) أَبُو الحَجّاج المَخْزُوميُّ مَوْلَاهم المَكِّيُّ: (مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ، إِمامٌ فِي التَّفْسير. وَفِي العلْم، من الثَّالِثَة، مَاتَ بعدَ الْمِائَة بأَربع أَو ثَلَاث، عَن ثلاثِ وَثَمَانِينَ.
(وجَبَرَ العَظْمَ) مِن الكَسْر، (و) مِن المَجَاز: جَبَرَ (الفَقيرَ) مِن الفَقْر، وكذالك اليَتِيمَ، كَذَا فِي المُحْكَم (يَجْبُره) (جَبْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ، و (جُبُوراً) ، بالضَّمّ، (وجِبَارَةً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحْيَانيِّ.
(وجَبَّرَه) المُجَبِّرُ تَجْبِيراً، (فَبَرَ) العَظْمُ والفَقِيرُ واليَتِيمُ (جَبْراً) بفتحٍ فسكونٍ، (وجُبُوراً) بالضمّ، (وانْجَبَرَ) واجْتَبَرَ، (وتَجَبَّرَ) ، وَيُقَال: جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً، وجَبَرَ العظْمُ بنَفسِه جُبوراً، أَي انْجَبرَ، وَقد جَمَع العَجّاج بسن المتعدِّي واللَّازمِ، فَقَالَ:
قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلاهُ فجَبَرْ
قلتُ: وَقَالَ بعضْهم: الثَّانِي تأْكيدٌ للأَوّل، أَي قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه، كَذَا فِي البَصَائِر. قَالَ شيخُنا: وَقد خَلَطَ المصنَّفُ بَين مَصْدَرَى الّلازِمِ والمتعدِّي، وَالَّذِي فِي الصّحخاح وغيرِه التفصيلُ بَينهمَا؛ فالجُبُورُ كالقُعُودِ مصدرُ اللازمِ، والجَبْرُ مصدرُ المتعدِّي، وَهُوَ الَّذِي يَعْضُده القِياسُ. قلتُ: قولُ اللِّحْيَانِّي فِي النَّوادر: جَبَرَ اللهُ الدِّينَ جَبْراً، فجَبَرَ جُبُوراً، ولاكنه تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِيمَا أَوردَه من نَصِّ عِبَارَته على عادَتِه، وَقد سُمِعَ الجُبُورُ أَيضاً فِي المتعدِّي، كَمَا سُمِهَ الجبْرُ فِي اللَّازم، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وظاهرُ قولِه: جَبَرْتُ لعَظْمَ والفَقِيرَ، إِلخ، أَنه حقيقةٌ فيهمَا، والصَّوابُ أَن الثانيَ مَجازٌ.
قَالَ صاحبُ الواعِي: جَبَرْتُ لفقيرَ: أَغْنَيْتُه، مثْل جَبَرتُه من الكَسْر، وَقَالَ ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شرح الفَصِيح: وأَصلُ ذالك، أَي جَبْرِ الفقيرِ، مِن جَبْرِ العَظْمِ المُنْكسِر، وهوَ إِصلاحُه وعِلاجُه حَتَّى يَبْرَأَ، وَهُوَ عامٌّ فِي كلّ شيْءٍ؛ على التشْبِيهِ والاستعارةِ، فلذالك قهيل: جَبَرْتُ الفقيرَ، إِذا أَغْنَيْتهَ؛ لأَنه شَبَّه فَقْرَه بانكسارِ عَظْمِه، وغِنَاه بجَبْره، ولذالك قيل لَهُ: فَقِيرٌ؛ كأَنه قد فُقِرَ ظَهْرُه، أَي كُسِرَ فَقارُه.
قلْت: وعبارةُ الأَساس صريحةٌ فِي أَن يكونَ الجَبْرُ بمعنىَ الغِنَى حَقِيقَة لَا مَجازاً، فإِنه قَالَ فِي أَوَّل التَّرْجَمَة: الجَبْرُ أَن يُغْنِيَ الرجلَ مِن فَقْرٍ، أَو يُصْلِحَ العَظْمَ من كَسْرٍ ثمَّ قَالَ فِي المَجَاز فِي آخر التَّرْجَمَة: وجَبَرتُ فلَانا فانْجَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ. وسيأْتي.
وَقَالَ اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح: جَبَرَ من الأَفعال الَّتِي سَوَّوْا فِيهَا بَين اللَّازمِ والمتعدِّي، فجاءَ فِيهِ بلفظٍ وَاحِد، يُقَال: جَبَرتُ الشيءَ جَبْراً، وجَبَرَ هُوَ بنفسِه جُبُوراً، ومثلُه صَدَّ عَنهُ صُدُوداً، وصَدَدْتُه أَنا صَدًّا.
وَقَالَ ابْن الأَنباريِّ: يُقَال جَبَّرتُ اليَدَ تَجْبِيراً.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي (فعل وأَفعل) : لم أَسمع أَحداً يَقُول: أَجبرتُ عَظْمَه. وَحكى ابنُ طَلْحَةَ أَنه يُقَال: أَجبرْتُ العَظْمَ والفَقِرَ، بالأَلف. وَقَالَ أَبو عليّ فِي (فعلت وأَفعلت) : يُقَال: جَبَرتُ العَظْمَ وأَجْبَرتُه. وَقَالَ شيخُنَا: حكايةُ ابنِ طَلْحَةَ فِي غَايَة الغَرَابةِ خَلَتْ عَنْهَا الدَّواوِينُ الْمَشْهُورَة.
(واجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ) ، وَفِي المُحْكَم: جَبَرَ الرَّجلَ: (أَحْسَنَ إِليه، أَو) كَمَا قَالَ الفارسيّ: جَبَرَه. (أَغْنَاه بعدَ فَقْرٍ) ، قَالَ: وهاذه أَلْيقُ العِبَارتَيْن، (فاستَجْبَر واجتَبَرَ) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: جَبَرتُ فاقَةَ الرجلِ، إِذا أَغنيتَه.
وَفِي التَّهْذيب: واجُتَبَرَ العَظْمُ مثل انْجَبَرَ، يُقَال: جَبَرَ اللهُ فلَانا فاجْتَبَرَ، أَي سَدَّ مَفاقِرَه، قَالَ عَمْرُو بن كُلْثُومٍ:
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فَلَا اجْتَبَرْ
وَلَا سَقَى الماءَ وَلَا راءَ الشجَرْ
معنى عالَ: جارَ ومالَ.
(و) جَبَرَه (على الأَمْر) يَجْبُرُهُ جَبْراً وجُبُوراً: (كأَجْبَرَه) ، فَهُوَ مُجْبَر، الأَخيرَةُ أَعْلَى، وَعَلَيْهَا اقتَصَر الجوهَرِيُّ كصاحب الفَصِيح، وحكاهما أَبو عليَ فِي (فعلت وأَفعلت) ، وكذالك ابْن دُرُسْتَوَيْهِ والخَطّابيُّ وصاحبُ الواعِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: جَبَرَه لغةُ تَمِيم وَحْدَهَا، قَالَ: وعامَّةُ العربِ يَقُولُونَ: أَجْبَرَه. وَقَالَ الأَزهريُّ: وجَبَرَه لغةٌ معروفةٌ، وَكَانَ الشافعيُّ يَقُول: جَبَرَ السُّلْطَانُ، وَهُوَ حِجازيٌّ فَصِيحٌ؛ فهما لُغَتَانِ جَيِّدتانِ: جَبَرْتُه وأَجْبَرْتُهُ غير أَن النَّحْوِيِّين استَحبُّوا أَن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد كَسْرِه، وجَبْرِ الفَقِيرِ بعد فاقَتِه، وأَنْ يكون الإِجبارُ مَقْصُورا على الإِكراه؛ ولذالك جعلَ الفَرّاءُ الجَبّارَ مِن أَجبرتُ لَا مِن جَبَرتُ، كَمَا سيأْتي.
وَفِي البَصَائِر: والإِجْبَارُ فِي الأَصل: حَمْلُ الغيرِ على أَن يَجْبُرَ الأَمْرَ، لَكِن تُعُورِفَ فِي الإِكراه المجرَّد، فَقَوله: أَجْبَرْتُه على كَذَا، كَقَوْلِك: أَكْرَهْتُه.
(وتَجَبَّرَ) الرجلُ، إِذا (تَكَبَّرَ) .
(و) تجَبَّرَ النَّبْتُ و (الشَّجَرُ: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ) ، وظَهَرَتْ فِيهِ المَشْرَةُ وَهُوَ يابِسٌ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ لامرىءِ القَيْس:
ويَأْكُلْنَ مِن قَوَ لُعَاعاً ورِبَّةً
تَجَبَّرَ بعد الأَكْلِ فَهُوَ نَمِيصُ
قَوّ: موضعٌ، واللُّعَاع: الرَّقِيقُ من النَّبَات فِي أَوّل مَا يَنْبُتُ، والرِّبَّةُ: ضَرْبٌ من النَّبات، والنَّمِيصُ: النَّبَاتُ حِين طَلَعَ وَرَقُه. وَقيل: معنى هاذا القِيتِ أَنه عادَ نابِتاً مُخْضَرًّا بعد مَا كَانَ رُعِيَ؛ يَعْنِي الرَّوْضَ.
وتَجَبَّرَ النَّبْتُ، أَي نَبَتَ بعد الأَكل. وتبَّرَ النَّبْتُ والشَّجَرُ، إِذا نَبَتَ فِي يابِسِه الرَّطْبُ.
(و) تَجَبَّرَ (الكَلأُ: أُكِلَ، ثمَّ صَلَحَ قَلِيلاً) بعد الأَكل.
(و) تَجَبَّرَ (المَرِيضُ: صَلَحَ حالُه) . وَيُقَال للْمَرِيض: يَوْمًا تَرَاه مُتَجَبِّراً، وَيَوْما تَيْأَسُ مِنْهُ، معنى قَوْله؛ مُتَجَبِّراً. أَي صالِحَ الْحَال.
(و) تَجَبَّرَ (فلانٌ مَالا: أَصابَه، و) قيل تَجَبَّرَ (الرجلُ: عادَ إِليهما ذَهَبَ عَنهُ) . وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَجَبَّرَ الرَّجلُ، فِي هاذَا المعنَى، فَلم يُعَدِّه. وَفِي التَّهْذِيب: تَجَبَّرَ فلانٌ: إِذا عادَ إِليه مِن مَاله بعضُ مَا ذَهَب.
(والجَبَرِيَّةُ، بالتَّحْرِيك: خلافُ القَدَرِيَّةِ) ، وَهُوَ كلامٌ مُوَلَّدٌ. وَفِي الصّحاح: الجَبْرُ خلَافُ القَدْرِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ كلامٌ مولَّد: قَالَ اللَّبلّى فِي شرح الفَصِيح: وهم فرقةٌ أَهلُ أَهواءٍ، مَنْسُوبُون إِلى شيخهم الحُسَيْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِيِّ، وهم الَّذين يَقُولُونَ: لَيْسَ للعَبْد قُدْرَةٌ، وأَنّ الحَرَكاتِ الإِراديَّةَ بمثَابَة الرِّعْدَةِ والرَّعْشَةِ، وهاؤلاءِ يَلْزمُهُم نَفْيُ التَّكْلِيفِ.
وَفِي اللِّسَان: الجَبْرُ تَثْبِيتُ وُقُوعِ القَضَاءِ والقَدَرِ، والإِجبارُ فِي الحُكْمِ، يُقَال: أَجْبَرَ القاضِي الرجلَ على الحُكْم، إِذا أَكْرَمَه عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: والجَبْرِيَّةُ: الَّذين يقولُون أَجْبَرَ اللهُ العِبَادَ على الذُّنُوب، أَي أَكْرَهَهُم، ومَعاذَ اللهِ أَن يُكْرِهَ أَحداً على مَعْصِيَة. (و) قَالَ بعضُهم: إِن (التَّسْكِينَ لحْنٌ) فِيهِ، والتَّحْرِيكَ هُوَ الصَّوابُ، (أَو هُوَ) أَي التَّسْكِينُ للجَبْر، قَالَ شيخُنَا وَهُوَ الظّاهِرُ الجارِي على القِيَاس. (و) قَالُوا فِي (التَّحْرِيك) : إِنه (للإِزْدِواج) أَي لمناسبة ذِكْرِه مَعَ القَدَرِيَّة، وَقد تقدَّم أَنها مُوَلَّدة.
وَفِي الفَصِيح قومٌ جَبْرِيَّةٌ بسكونِ الباءِ أَي خِلافُ القَدَرِيَّة وقالالحافظُ فِي التَّبصير: وَهُوَ طَريقُ متَكلِّمِي الشَّافِعِيَّة. وَفِي البصائر: وهاذا فِي قَول المتقدِّمين، وأَما فِي عُرْف المتكلِّمين، فَيُقَال لَهُم: المُجبرَة، وَقَالَ: وَقد يُستعمَل الجَبر فِي القَهر المجرَّد، نَحْو قَوْله صلّى الله عليْه وسلّم: (لَا جَبر وَلَا تَفويض) .
(والجَبّار) هُوَ (اللهُ) ، عزَّ اسْمُه و (تعالَى) وتَقدَّسَ القاهر خَلْقه على مَا أَراد من أَمْرٍ ونَهيٍ. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ: الجبّار فِي صفة الله عزّ وجلّ: الَّذِي لَا يُنال، وَمِنْه جَبّارُ النَّخلِ. قَالَ الفَرْاءُ: لم أَسمع فَعْالاً من أفْعلَ إِلّا فِي حرفَين، وَهُوَ جَبّارٌ من أَجْبرتُ، ودَرَّاكٌ من أَدْرَكتُ.
قَالَ الأَزهريُّ: جَعلَ جَبّاراً فِي صِفة الله تعالَى، أَو صِفة العبَاد من الإِجبار، وَهُوَ القَهْر والإِكراه، لَا من جَبَرَ.
وَقيل: الجَبَّار: العالِي فَوقَ خَلْقِه، ويجوزُ أَن يكونَ الجَبّار فِي صِفَة الله تعالَى من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَى، وَهُوَ تَباركَ وتعالَى جابِرُ كُلِّ كَسيرٍ وفَقيرٍ، وَهُوَ جابرُ ديِنه الَّذِي ارتَضاه كَمَا قَالَ العجّاج:
قد جَبَر الدِّينَ الإِلاهُ فَجَبَرُ
وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وَجهَه: وجَبّار القُلوبِ على فِطَرَاتها) ؛ هُوَ مِن جَبْر العَظم المكسور كأَنه أَقام القُلوبَ وأَثْبتَها على مَا فَطَرَها عَلَيْهِ من معرفتِه، والإِقرار بِهِ، شَقِيَّها وسعِيدَها. قَالَ القُتَيْبِيُّ: لم أَجعلْه مِن أَجْبَرت؛ لأَنّ أَفْعلَ لَا يقَال (فِيهِ) فعْال. وَقيل: سُمِّيَ الجبَّارَ (لتكَبُّرِه) وعُلوِّه.
(و) الجَبَّار فِي صِفَةِ الخَلقِ: (كلُّ عاتٍ) متَمرِّدٍ. وَمِنْه قَوْلهم: وَيْلٌ لجَبّارِ الأَرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ، وَبِه فَسَّرَ بعضُم الحديثَ فِي ذِكر النّارِ: (حَتَّى يَضَع الجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَه) . ويَشْهد لَهُ قولُه فِي حديثٍ آخر: (إِنَّ النارَ قَالَت: وُكِّلْت بِثَلَاثَة: بمَن جَعَل مَعَ اللهِ إِلاهاً آخَرَ، وبكلِّ جَبّار عَنِيد، والمصَوِّرِين) . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَبّار: المتكبِّر عَن عبادةِ الله تَعَالَى، وَمِنْه قولهُ: {وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} (مَرْيَم: 14) وَفِي الحَدِيث (أَن النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم حَضَرَتْه امرأَةٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ، فتأَبَّتْ، فَقَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: دَعُوهَا فإِنهَا جَبّارَةٌ) ، أَي عاتِيَةٌ متكبِّرةٌ. (كالجِبيِّرِ، كسِكِّيتِ) ، وَهُوَ الشَّدِيدُ التَّجبُّرِ.
(و) الجَبّارُ: (إسمُ الجَوْزاءِ) ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: طَلَعَ الجَبّارُ؛ لأَنها بصورةِ مَلِكٍ مُتَوَّجٍ على كُرْسِيَ. كَذَا فِي الأَساس.
(و) مِنَ المَجَازِ: (قَلْبٌ) جَبّارٌ (لَا تَدخلُه الرَّحْمَةُ) ؛ وذالك إِذا كَانَ ذَا كِبْرٍ لَا يَقْبلُ مَوعظةً.
(و) الجَبّار: (القَتَّالُ فِي غير حَقَ) . وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} . وكذالك قولُ الرجلِ لمُوسَى عَلَيْهِ السّلامُ فِي التَّنْزِيل العَزِيز: {إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاْرْضِ} (الْقَصَص: 19) أَي قَتّالاً فِي غير الحَقّ. وكلُّه رجعٌ إِلى معنى التَّكَبُّر.
(و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: (العَظِيمُ الطَّوِيلُ القَوِيّ جَبّارٌ) ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ} قَالَ: أَرادَ الطُّولَ والقُوَّة والعِظَمَ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الأَساس: وَقد فُسِّرَ بعِظامِ الأَجْرَامِ. قَالَ الأَزهريُّ: كأَنَّه ذَهَب إِلى الجَبّار من النَّخِيل، وَهُوَ الطَّوِيلُ الَّذِي فاتَ يدَ المُتَنَاوِلِ. وَيُقَال: رجلٌ جَبّارٌ، إِذا كَانَ طَويلا عَظِيما قَوِيًّا؛ تَشْبِيها بالجَبَّار من النَّخْل.
(و) جَبّارُ (بنُ الحَكَمِ) السُّلميّ، قيل: لَهُ وِفَادَة: أَسْلَمَ وصَحِبَ ورَوَى، قالَه ابْن سَعْد.
(و) جَبّارُ (بنُ سُلْمَى) ، وَفِي بعض النُّسَخ: سَلْمُ بنُ مالِكِ بنِ جعفرٍ العامِريُّ، لَهُ وِفَادة، وَهُوَ جدّ والِدِ السَّفَّاح؛ فإِنْ أُمَّه أُمُّ سَلَمَةَ بنتُ يعقوبَ بنِ سَلَمَةَ بنِ المُغِيرة، وأُمّها هندُ بنتُ عبد اللهِ بنِ جَبّار. (و) جَبّارُ (بنُ صَخْرِ) بنِ أُمَيَّة بن خَنْسَاءَ بنِ عُبَيْدِ بنِ عدِيِّ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلَمَةَ السُّلميُّ، بَدْرِيُّ كبيرٌ، وَقيل: إِن اسمَه جابِرٌ، والأَصَحُّ جَبّار، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ.
(و) جَبّارُ (بنُ الحارِثِ) الحَدَسيّ المناريّ، لَهُ وِفادَةٌ، وروايةُ حَدِيثِه عِنْد وَلَدِه: (صحَابِيُّون) رضيَ اللهُ عَنْهُم، (الأَخِيرُ سَمّاه) النبيُّ (صلَّى اللهُ عليْه وسلّم عبدَ الجَبّارِ) ، هاكذا ذَكَره المحدِّثون.
(وجَبّارٌ الطّائِيُّ: محدِّثٌ) عَن ابْن عَبّاس، وَعنهُ أَبو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، قَالَه الذَّهبيّ، وَهُوَ غيرُ جَبّارِ بنِ عَمْرٍ والطّائِيِّ المَلَقَّبِ بالأَسَدِ الرَّهِيصِ.
وجَبّارٌ فارِسُ الضُّبَيبِ.
وأَبو الرَّيَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبّاريّ، مَدَحَه ابنُ الرِّقاع.
وعُقْبَةُ بنُ جَبّارٍ، عَن ابْن مَسْعُود.
وبِشْرُ بنُ قَيسِ بنه جَبّار، مشهورٌ بالبُخْل، وَفِيه يقولُ الشَّاعِر:
لَو أَنَّ قِدْراً بَكَتْ مِن طُول مَجْلِسِها
على العُفُوق بَكَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
مَا مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها
وَلَا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَيْنِ مِن نارِ
وعُقْبَةُ بنُ جابرٍ البَصْرِيّ الْمِنْقَريّ الجَبّارِيّ.
وَجَبّارُ بنُ سُلْمَى بنِ مالِ بنِ جعفرِ بنِ كلابٍ، الَّذِي طَعَنَ عامرَ بنَ فُهَيْرَةَ يَومَ بِئْرِ مَعُونَةَ، ثمَّ أَسْلَمَ، وانْظُرْه فِي فهر.
وجَبّارُ بن جَبْرٍ العَبْدِيّ، عَن أَبي الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بن نَعامَةَ، عَن أَبِيه، تاريخُ مَرْوَ.
وجَبّارُ بنُ مالكٍ الفَزَارِيّ، شاعرٌ فارهسٌ.
وشَمْعَلَةُ بنُ طَيْسَلَةَ بنِ جَبّارٍ، شاعرٌ إِسلاميّ. ذَكَرَهم الأَمِيرُ.
(و) الجَبّارُ، بِغَيْر هاءٍ، حَكاه السِّيرافيّ: (النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ الفَتِيَّةُ) . قَالَ الجوهريّ: الجَبّارُ مِن النَّخل: مَا طالَ وفَاتَ اليَدَ، قَالَ الأَعشى:
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه
عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِن الطَّيْرِ تَنْعَبُ ونَخْلَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ سَمِينةٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وَهِي دُونَ السَّحُوقِ. وَفِي المُحْكَم: نخْلَةٌ جَبّارةٌ: فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايةَ الطُّولِ، وحَمَلَتْ، والجَمْعُ جَبّارٌ، قَالَ:
فاخِراتٌ ضُلُوعها فِي ذُرَاها
وأَناضَ العَيْدَانُ والجَبّارُ
وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الجَبّارُ: الَّذِي قد ارتُقِيَ فِيهِ وَلم يَسقُط كَرْمُه، قَالَ: وَهُوَ أَفْتَى النَّخْلِ وأَكرَمُه.
(و) قد (تُضَمُّ) ، وهاذه عَن الصَّغانيّ.
(و) الجَبّارُ أَيضاً: (المُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَرَى لأَحَدٍ عَلَيْهِ حَقًّا) ، يُقَال: هُوَ جَبّارٌ من الجَبَابِرَة، (فَهُوَ بَيِّنُ الجِبْرِيَّةِ والجِبْرِيَاءِ، مكسورتَيْن) غير أَنْ الأُولَى مشدَّدةُ الياءِ التحتيَّة، والثانيةَ ممدوةٌ (والجِبِرِيَّةِ، بكَسَراتٍ) مَعَ تشديدِ التحيّة، (والجَبَرِيَّة) محرَّكة، ذَكَره كُرَاع فِي المجرَّد (والجَبَرُوَّةِ) ، بضمِّ الراءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحَةِ، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: (ثمَّ يكونُ مُلْكٌ وَجَبَرْوَّةٌ) ؛ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. (والجَبَرُوتَا) ، على مِثَال رَحَمُوتَا، نقلَه شُرّاحُ الفَصِيح كالتُّدْمِيرِيِّ وَغَيره، و (الجَبَرُوتِ) ، الأَربعةُ (مُحَرَّكاتٌ) ، وهاذا الأَخيرُ من أَشهرِهَا، وَفِي الحَدِيث: (سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكُوتِ) قَالَ ابنُ لأَثِير، والفِهْرِيُّ شارحُ الفَصِيح، وابنُ مَنْظُورٍ، وغيرُهم: هُوَ فَعَلُوت من الجَبْر والقَهْر والقَسْر، والتاءُ فِيهِ زائدةٌ للإِلحاق بقَبَرُوس، ومثلُه مَلَكُوت من المُلْك، ورَهَبُوت من الرَّهْبَة، ورَغَبُوت من الرَّغْبَة، ورَحَمُوت من الرَّحْمَة، قيل: وَلَا سادِسَ لَهَا، قَالَ شيخُنا: وَفِيه نَظَرٌ، وَفِي العِناية: الجَبْرُوتُ: القَهْرُ والكِبْرِيَاءُ والعَظَمةُ، ويُقَابِله الرَّأْفَةُ. (والجَبْرِيَّةِ) بسكونِ الموحَّدةِ وتشديدِ التحتيَّةِ (والجَبْرُوَّة) ، هُوَ مثل الَّذِي تقدَّم؛ غير أَن الموحَّدةَ هُنَا ساكنةٌ، (والتَّجْبَار والجَبُّورَةِ) مثلِ الفَرُّوجَةِ، (مَفْتُوحات، والجُبُّورَةِ والجُبْرُوتِ، مضمومتَيْن) ، فهالاءِ ثلاثةَ عشرَ مصادرَ، ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيب، وَهِي مفرَّقة فِي الدَّواوين، وَمِمَّا زيدَ عَلَيْهِ: جَبُّورٌ، كتَنّور، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ فِي النَّوَادِر، وكُراع فِي المجرَّد، وجُبُور، بالضمّ، ذَكَره اللِّحْيَانيُّ، وجَبَريَّا محرَّكة، ذكره أَبو نصرٍ فِي الأَلفاظ، وجَبْرَؤوت، كعَنْكَبُوت، ذَكَره التدْمِيرِيُّ شارحُ الفصيحِ، والجِبْرِيَاءُ، ككِبْرِيَاءَ، أَوردَه فِي اللِّسَان، فَصَارَ الْمَجْمُوع ثمانيةَ عشرَ، وَمعنى الكلِّ الكِبْر. وأَنشد الأَحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيِّ يُعَاتِبُ رجلا كَانَ والِياً على أُضاخَ:
فإِن إِنْ عادَيْتَنِي غَضِبَ الحَصَى
عَلَيْك وذُو الجُبَّورة المَتغطرِفُ
يَقُول: إِن عادَيْتَنِي غَضِبَ عَلَيْك الخَلِيقَةُ، وَمَا هُوَ فِي العَدَد كالحَصَى، والمُتَغَطرف: المتكبِّر.
(وجَبْرَائِيلُ) : عَلَمُ مَلَك، مَمْنُوع من الصَّرف للعَلَمِيَّة والعُجْمَةِ، والتَّرْكِيبِ المَزْجِيِّ، على قولٍ، (أَي عبدُ اللهِ) . قَالَ الشِّهَاب: سُرْيانيٌّ، وَقيل؛ عِبْرانيّ، وَمَعْنَاهُ عبدُ الله، أَو عبدُ الرَّحمان، أَو عبدُ العَزِيز. وَذكر الجوهريُّ والأَزهريُّ وكثيرٌ من الأَئِمَّة أَنّ (جَبْر) (ومِيك) بِمَعْنى عَبْد. و (إِيل) إسم الله، وصَرَّح بِهِ البُخارِيُّ أَيضاً، ورَدَّه أَبو عليَ الفارسيُّ بأَنَّ إِيل لم يَذكره أَحدٌ فِي أَسمائه تعالَى. قَالَ الش 2 هَاب: وهاذا لَيْسَ بشيْءٍ. قا لشيخُنا: ونُقِلَ عَن بَعضهم أَنْ إِيلَ هُوَ العَبْدُ، وأَنْ مَا عَداه هُوَ الإِسمُ مِن أَسماءِ الله، كالرَّحمان والجَلالة، وأَيَّدَه اختلافُها دُونَ إِيل، فإِنه لازِمٌ، كَمَا أَنْ عَبْداً دَائِما يُذْكَرُ، وَمَا عَداه يَختلفُ فِي العربيَّة، وزادَه تأْييداً بأَن ذالك هُوَ المعروفُ فِي إِضافة العَجَمِ. وَقد أَشار لمثل هاذا البحثِ عبدُ الحَكِيم فِي حَاشِيَة البَيْضَاوِيِّ. قلتُ: وأَحسنُ مَا قِيل فِيهِ أَن الجَبْرَ بمنزلةِ الرَّجُلِ، والرجلُ عبدُ الله، وَقد سُمِعَ الجَبْرُ بِمَعْنى الرَّجُلِ فِي قَول ابنِ أَحْمَرَ، كَمَا تَقَدَّمتِ الإِشارُ إِليه، كَذَا حَقَّقَه ابنُ جِنِّي فِي الْمُحْتَسب. (فِيهِ لُغاتٌ) قد تَصَرَّفَتْ فِيهِ العربُ على عَادَتهَا فِي الأَسماءِ الأَعجميَّة، وَهِي كثيرٌ.
وَقد ذَكَر المصنِّف هُنَا أَربعَ عشرَةَ لُغَة:
الأُولَى: جَبْرَئِيلُ، (كَجَبْرَعِيل) ، قَالَ الجوهريُّ: يُهمَز وَلَا يُهمَز، قَالَ الشِّهاب: وَمن قَواعدهم المشهورةِ أَنَّهم يُبْدِلُون همزَةَ الْكَلِمَة بالعَيْن، عِنْد إِرادة البَيَانِ، وَعَلِيهِ جَرَى سِيبَوَيْهِ فِي الْكتاب، فمَن دُونَه، وَمِنْهُم مَن نَظَّءرَه بسَلْسَبِيل، وَبهَا قرأَ حمزةُ والكسائيُّ، وَهِي لغةُ قيس وتَمِيم. وَقَالَ الجوهريُّ: وأَنشدَ الأَخْفِشُ لكَعْبِ بنِ مَالك:
شَهِدْنا فَمَا تَلْقَى لنا مِن كَتِيبَةٍ
يَدَ الدَّهْرِ إِلّا جَبْرَئِيلُ أَمامُهَا
قَالَ ابْن بَرِّيَ: وَرفع (أَمامها) على الإِتباع؛ لنَقْلِه من الظُّرُوف إِلى الأَسماءِ.
(و) الثانيةُ: جِبْرِيلُ، بِالْكَسْرِ مثالُ (حِزْقِيل) ، وَهِي أَشهرُهَا وأَفصحْهَا، وَهِي قراءَةُ أَبي عَمْرو ونافعٍ وابنِ عامرٍ وحَفْص عَن عَاصِم، وَهِي لغةُ الحِجَاز، وَقَالَ حَسّان:
وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينَا
ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
(و) الثالثةُ: جَبْرَئِلُ، مثالُ (جَبْرَعِل) ، أَي بِدُونِ ياءِ بعد الهمزةِ وتُرْوَى عَن عَاصِم، ونَسَبَهَا ابنُ جِنِّي فِي الشّواذّ إِلى يحيَى بنِ يَعْمُرَ.
(و) الرابِعَةُ: جَبْرِيلُ، مثالُ (سَمُوِيل) ، بفتحٍ فسكونٍ فكسرٍ، وَهِي قراءَةُ ابنُ كَثيرٍ والحَسَنِ. قَالَ الشِّهَاب: وتضعيفُ الفَرّاءِ لَا بأَنه لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعْلِيل، أَي بِالْفَتْح، لَيْسَ بشيْءٍ؛ لأَنّ الأَعْجَميَّ إِذا عُرِّبَ قد يُلْحِقونه بأَوزانهم، وَقد لَا يُلحقونه، مَعَ أَنه سُمِعَ سَمْوِيلُ لطائرٍ. قَالَ شيخُنَا: وَفِي سَماعِه نَظَرٌ، ومَن سمِعه لم يدَّعِ أَنه فَعْلِيلٌ بل فَعْوِيلٌ، وَهُوَ لَيْسَ بعزِيز. قلتُ: وَقد يأْتي للمصنِّف فِي سمل مَا يدلُّ على أَن سَمْوِيل فَعْوِيل لَا فَعْلِيل.
(و) الخامسةُ: جَبْرَائِلُ، بفتحِ فسكونٍ وهمزة مَكْسُورَة بِدُونِ ياءٍ بعد الأَلف، مِثَال (جبْراعِل) ، وَبهَا قرأَ عِكْرِمَةُ، ونَسبَهَا ابنُ جنِّي إِلى فَيّاضِ بنِ غَزْوانَ ويحْيى بنِ يَعْمُر أَيضاً.
(و) السادسةُ: جَبْرائيلُ، مثلُهَا مَعَ زيادةِ ياءٍ بعد الْهمزَة، مِثَال (جَبْراعِيل) .
(و) السابعةُ: جَبْرَئِلُّ، بفتحٍ فسكونٍ وهمزةٍ مَكْسُورَة وَلَام مشدَّدَةٍ، مثالُ (جَبْرَعِلّ) ، وتُرْوَى عَن عَاصِم، وَقد قِيل إِنّ مَعْنَاهُ عبدُ الله فِي لغتهم. قالَه ابنُ جِنِّي.
(و) الثامِنَةُ: جبْرَالُ، بِالْفَتْح، مثالُ (خَزْعَال) ، وسيأْتي أَنه لَيْسَ لَهُم فَعْلالٌ سِواه، عَن الفَرّاءِ (و) التاسعةُ: جِبْرَالُ، بِالْكَسْرِ، مثالُ (طِرْبَال) .
(و) العاشرةُ: (بِسُكُون الياءِ بِلَا هَمْزٍ: جَبْرَيْل) ، أَي مَعَ فتحٍ فسكونٍ فِي الأَول، وَهِي قراءَةُ طلحةَ بنِ مُصرِّف.
(و) الحاديةَ عشرةَ (بفتحِ الياءِ: جَبْرَيلُ) ، وَالْبَاقِي كالضَّبْط السَّابِق.
(و) الثانيةَ عشرةَ (بياءَيْن) تَحْتِيَّتَيْنِ: جَبْرَيِيلُ، كسَلْسَبيل.
(و) الثالثةَ عشرةَ: (جَبْرِينُ، بالنُّون) بَدَلَ اللَّامِ، (ويُكْسَرُ) . وَبِه تَتمُّ اللغاتُ أَربعَ عَشرةَ، فَفِي قَول شيخنَا: إِنّهَا عِنْد المصنِّف ثلَاثَ عشَرَةَ نَظَرٌ. وَقد ذَكر مِنْهَا البيْضاوِيُّ ثَمَان لُغَات، وَمَا بقِيَ أَورَدَه ابنُ مالِكٍ وأَرْبَابُ الأَفْعَال، وَقد نَظَم الشيخُ ابنُ مالِك سَبْعَ لغَات، من ذالك فِي قَوْله:
جِبْرِيل جِبْرِيلُ جَبْرَائِيلُ جبْرِئلٌ
وجَبْرَئِيلُ وجَبْرالٌ وجِبْرِينُ
قَالَ شيخُنَا: وذَيَّلَهَا الجَلَالُ السَّيُوطِيُّ بقوله:
وجَبْرَأَلُّ وجَبْرايِيلُ معْ بَدلٍ
جبْرائِلٌ وبِيَاءٍ ثمَّ جَبْرِينُ قَالَ شيخُنَا: وقولُه: (مَعَ بدلٍ) ، إِشارةٌ إِلى جبْرائِين؛ لأَن فِيهِ إِبدال الياءِ بِالْهَمْزَةِ وَاللَّام بالنُّون.
قلتُ: وَقد فاتَ المصنِّف جبْرايِيل الَّذِي ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وَهُوَ بياءَيْن بعد الأَلِفِ، وَقد أَورَده الشِّهابُ، وَقَبله ابنُ جِنِّي فِي الشَّواذّ، فَقَالَ: وَبهَا قرأَ الأَعْمشُ، وكذالك جَبْرَايِلُ مَقْصُورا بالياءِ بدلَ الهمزةِ، وَقد ذَكَرَه السُّيُوطِيُّ، وجَبْرَأَلُ، بتَخْفِيف اللّام، أَورَده ابنُ مالكٍ. قَالَ ابنُ جِنِّي: ومِن أَلفاظهم فِي هاذا الإِسم أَن يَقُولُوا كُوريال الْكَاف بَين الْكَاف وَالْقَاف فغالبُ الأَمر على هاذا أَن تكونَ هاذه اللُّغَاتُ كلُّها فِي هاذا الإِسم إِنما يُرَاد بهَا جُبْرَال، الَّذِي هُوَ كُوريال، ثمَّ لَحِقَها من التَّحْرِيف على طُولِ الاستعمالِ مَا أَصارَها إِلى هاذا التَّفَاوُتِ، وإِن كَانَت على كلِّ أَحوالِهَا مُتَجَاذِبَةً، يَتَشَبَّثُ بعضُها بِبَعْض. واستدلَّ أَبو الحَسَنِ على زِيَادَة الْهمزَة فِي جَبْرئيلَ بقراءَة مَن قرأَ جَبْرِيل ونَحوه، وهاذا كالتَّضَيُّفِ من أَبي الحَسَنِ رَحِمَه اللهُ؛ لما قَدَّمْنَاه مِن التَّخْلِيط فِي الأَعجميِّ، ويَلزمُ مِنْهُ زيادةُ النُّون فِي زَرجُون؛ لقَوْله:
مِنْهَا فَظِلْتَ اليَوْمَ كالمُزَرَّج
والقَوْل مَا قَدَّمْنَاه.
(ويُذْكَرُ فِيهِ لُغاتٌ أُخَرُ) ، هاكذا تُوجَد هاذه العبارةُ فِي بعض النُّسخ، وَقد تَسقُط عَن بَعْضهَا.
(والجَبَارُ: كَسَحَاب: فِنَاءُ الجَبّانِ) نقلَه الفَرّاءُ عَن المفضَّل. والجَبَّان، ككَتّان: المَقْبرَةِ، والصَّحراءُ، وسيأْتي فِي النُّون إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(و) قَوْلهم: ذَهبَ دَمُه جُبَاراً. الجُبَار، (بالضَّمِّ: الهدَرُ) فِي الدِّيَّات، والسّاقِطُ مِن الأَرض، (والباطِلُ) ، وَفِي الحَدِيث؛ (المَعْدِنُ جُبَارٌ، والبِئْرُ جُبَارٌ، والعَجْمَاءُ جُبَارٌ) . قَالَ الأَزهريُّ: وَمَعْنَاهُ أَن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءُ فتُصِيب فِي انفلاتِها إِنساناً أَو شَيْئا، فجُرْحُهَا هَدَرٌ، وكذالك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فِيهَا إِنسانٌ فيَهْلِكُ فدَمُه هَدَرٌ، والمَعْدِنُ إِذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ، وَفِي الصّحاح: إِذا انْهارَ على مَن يَعملُ فِيهِ فهَلَكَ لم يُؤخَذ بِهِ مُستأْجِرُه. وَفِي الحَدِيث: (السّائِمَةُ جُبَارٌ) أَي الدُّابَّةُ المُرْسلَة فِي رِعْيِهَا، وأَنشدَ المصنِّف فِي البَصائر:
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ
وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ
قلتُ لَهُ: قد جَرَحْتَ قَلْبِي
فَقَالَ: جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ
(و) الجُبَارُ (مِن الحُرُوب: مَا لَا قَوَدَ فِيهَا) وَلَا دِيَةَ، يُقَال: حَرْبٌ جُبَارٌ.
(و) الجُبَارُ: (السَّيْلُ) ، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
بِهِ مِن نَجاءِ الصَّيْف بِيضٌ أَقَرَّها
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فِيهِ قَرَاقِرُ
يَعْني السَّيْلَ.
(و) الجُبار: (كُلُّ مَا أَفْسَدَ وأَهْلَكَ) ، كالسَّيْل وَغَيره.
(و) الجُبَار: (البَريءُ من الشَّيْءِ، يُقال: أَنا مِنْهُ خَلَاوةٌ وجُبارٌ) ، وَقد تقدَّم فِي فلج للمصنِّف: وَمِنْه قولُ المُتَبَرِّي من الأَمْر: أَنا مِنْهُ فالِجُ بنُ حَلَاوَةَ. فَتَأَمَّلْ ذالك.
(وجُبَارُ، كغُرَابٍ) : إسمُ (يَوْم الثَّلاثاءِ) فِي الجاهليَّة، من أَسْمَائهم الْقَدِيمَة، (ويُكْسَرُ) قَالَ:
أُرَجِّي أَنْ أَعيشَ وأَنَّ يَوْمي
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ
أَو التّالي دُبَارِ فإِنْ يَفتُنْــى
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
ونقلَه أَيضاً الفَرّاءُ عَن المفضَّل.
(و) جُبَارٌ، بالضمّ: إسمُ (مَاء) بَين المدينةِ وفَيْد، (لبني حُمَيْس بن عامِر) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَفِي مُعْجم البَكْريِّ، لبَني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ، وهم الحُرَقة.
(و) قد يُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد، وَمِنْه: (جابرُ بنُ حَبَّةَ، إسمُ الخُبْز) ، معْرفَة، كَذَا فِي المُحكَم: (وكُنْيتُه أَبُو جابرٍ أَيضاً) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد ذَكَره الجُرجانيُّ فِي الْكِنَايَات، وأَنشدَ الزَّمَخْشَريُّ فِي الأَساس:
فَلَا تَلُومِيني ولُومِي جابِرَا
فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا
وأَنشدَنا شيخُنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمْدُ بنُ الطِّيِّب رَحِمه اللهُ قَالَ: أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ، أَعزَّه الله، فِي أَثناءِ قِراءَة المَقامات:
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا فِي الظَّهائِرِ
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْله عندَ جبرِ
قَالَ: وبو مَالك؛ كُنْيةُ الجُوع. وَقَالَ فِي اللِّسان: وكلُّ ذالك مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضدُّ الكسْر.
(والجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ والجَبيرَةُ: اليَارَقُ) ، وَهُوَ الدَّسْتَبنْدُ، كَمَا سيأْتي لَهُ فِي الْقَاف. جمعُه الجبائرُ، قَالَ الأَعْشَى:
فأَرتْكَ كفًّا فِي الخِضَا
بِ ومِعْصَماً مَلأَالجِبَارَهْ
(و) العبيرَةُ أَيضاً: (العِيدانُ الَّتِي تُجْبَرُ بهَا العِظامُ) على اسْتِواءٍ.
والمُجبِّرُ: الَّذِي يشُدُّ العِظَام المكْسُورَةَ ويُجبِّرُهَا.
وَقَالَ أَبو حَاتِم فِي تَقْويم المُبْتَدإِ: الجَبَائرُ: العِيدانُ الَّتِي تُشَدُّ على المَجْبُور. وَقَالَ ابْن الأَنْباريِّ: واحدَتُها جِبارةٌ، بالكسْر، كَمَا للمصنِّف والجوهريِّ وَغَيرهمَا. (وجِبارةُ بنُ زُرارةَ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا ضَبطَه الدَّارقُطْنيُّ وابنُ ماكُولا: (صَحَابيٌّ) بَلَويٌّ، شَهدَ فَتْح مصر، (أَو هُوَ) جُبارةُ (كثُمامةَ) ، ورُجِّحَ الأَوّلُ.
(وجوْبرُ) ، بِالْفَتْح: (نَهرٌ، أَو: لَا، بدمشقَ، أَو هِيَ) أَي القريةُ (بهاءٍ) ، وَالَّذِي فِي مُعجم ياقوت، نهرُ جَوْبَر بالبَصْرة (مِنْهَا أَي من جَوْبَرَة الَّتِي بدمشقَ: أَبو عبد الله (عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحيم) بن عبد الوهّاب الأَشْجَعِيُّ الغُوطِيُّ، عَن شُعَيْب بن إِسحاقَ، وَعنهُ أَبو الدَّحْداحِ. ذَكَره الأَمِيرُ.
وَقَالَ الحافظُ: رَوَى عَنهُ أَبو داوودَ فِي السُّنَن (وأَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن يَزيدَ، الجوْبريان) الدِّمَشْقِيّان، حدَّث الأَخيرُ عَن صَفْوانَ بن صالحٍ، (ويُنْسَبُ إِليه: الجوْبَرَانيُّ، أَيضاً) .
(و) اشتَهَر بهَا (عبدُ الراحْمان بنُ محمّد بن يَحْيى) بن ياسرٍ الجَوْبَرانيُّ المحدِّثُ، وَفِي التَّبْصير: عبدُ الرحمان بن يَحْيَى بن ياسرٍ الجَوْبَريُّ شيخٌ لأَبي الْقَاسِم بنِ أَبي العلاءِ، وأَبُوه يَروِي عَن عُثمان بنِ محمّد الذَّهَبِيِّ.
(و) جَوْبرُ: (ة بنَيْسَابُورَ، مِنْهَا) : أَبو بكرٍ (محمّدُ بنُ عليِّ بن محمّد بن إِسحاق الجَوْبَريُّ، عَن حَمْزَةَ بنِ عبد العزيزِ القُرَشيِّ، وَعنهُ زاهِرُ بنُ طَاهِر.
(و) جَوْبَرُ: (ة بسَوادِ بغدادَ) ، وَهِي الَّتِي ذَكَرها ياقوتُ فِي المعجم. (وجُويْبَارُ، بضمِّ الجيمِ وسكُون الواوِ، و) الياءِ (المُثَنَّاةِ) من (تَحت، وَيُقَال: جُوبَارُ، بِلَا ياءٍ، وَكِلَاهُمَا صحيحٌ) ، وَكَذَلِكَ النَّسَبُ إِليها صحيحٌ بالوَجْهَيْن: جُويْبَارِيٌّ وجُوبَارِيٌّ، (وَمَعْنَاهُ مَسِيلُ النَّهْر الصَّغِير. وجُو) بالضمّ، جُويْ بزيادةِ الياءِ، بالفارسَّة: النَّهْرُ الصغيرُ، وبارُ: مَسِيلُه) وقُدِّمَ المُضَافُ إِليه على المُضاف على عَادَتِهم فِي التَّركِيب، (وَهِي: لَا بهرَاةَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عبدِ الله التَّيْمِيُّ) الهَرَويُّ، وَيُقَال فِيهِ؛ الشَّيْبَانيُّ أَيضاً (الوَضَّاعُ) الكَذّابُ، رَوَى عَن جَرِير بن عبد الحميد والفَضْل بنِ مُوسَى، وَغَيرهمَا، أَحاديثَ وَضَعَها عَلَيْهِم.
(و) جُوبَارَةُ (بسَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ عليَ) السَّمَرْقَنْدِيُّ.
(و) جُوَيْبَارُ: (مَحَلَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا: محمّدُ بنُ السَّرِيِّ بنِ عَبّاد) النَّسَفِيُّ الجُوَيْبَارِيُّ، (رَأَى البُخَارِيَّ) صاحِبَ الصَّحِيح.
(و) جُويْبَارُ: (ة بمَرْوَ، مِنْهَا) أَبو محمّد (عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمان) البُويَنَجيُّ، على فَرْسخَيْن مِن مَروَ، تُعرَفُ جُويْباربُويَنَكَ، (صاحبُ) أَبي سعْد (السّمْعانيِّ) ، رَوى عَنهُ بمرْوَ رَوَى شَرَفَ أَصحاب الحَدِيث لأَبي بكر الخَطيب، عَن عبد الله بن السَّمَرْقَنْديِّ، عَنهُ.
(و) جُويْبَارُ: (محلَّةٌ بأَصْفَهانَ) ، وَيُقَال لَهَا: جُوبارُ أَيضاً، (مِنْهَا: محمّدُ بنُ عليَ السِّمْسَارُ) ، وأَبو مَنْصُور محمودُ بنُ أَحمدَ بن عبد المُنْعم بن مَا شاذَه، رَوَى عَنهُ السّمْعاني وغيرُه. .
(و) أَبو مَسْعُود (عبدُ الجَليل بنُ محمّد بن) عبد الواحِدِ بنِ (كوتاه الحافِظُ) ، عَن أَصحاب أَبي بكرِ بنِ مرْدَوَيْهِ، رَوَى عَنهُ السّمْعانِيُّ.
(و) جُويْبَارُ: قريةٌ، أَو (ع بجُرْجَانَ: مِنْهُ: طَلْحَةُ بنُ أَبي طَلْحَةَ) الجُرْجَانِيُّ، عَن يَحْيَى بن يَحْيَى، وَعنهُ أَبو بكر الإِسماعِيلِيُّ.
(وجَبْرَةُ) بِفَتْح فسكونٍ، (وجُبَارَةُ) بالضمِّ، (وجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ، (وجُوَيْبِرٌ) ، مصغَّر جَابر: (أَسماءٌ وجابِرٌ إثنانه وعشرونَ صَحابيًّا) ، وهم جابرُ بنُ أُسامةَ الجُهَنِيُّ، وجابرُ بنُ حابِسٍ اليَمَاميُّ، وجابرُ بنُ خَالِد الخَزْرَجيُّ، وجابرُ بن أَبي سبْرَةَ الأَسَديُّ، وجابرُ بنُ سُفْيَانَ الأَنْصَاريُّ، وجابرُ بنُ سُلَيْمٍ الهُجيْميُّ، وجابرُ بنُ سَمُرَةَ العامريّ، وجابرُ بنُ شَيْبَانَ الثَّقَفيُّ، وجابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفيُّ، وجابرُ بنُ أَبي صَعْصَعةَ المازنيُّ، وجابرُ بنُ طارقٍ الأَحْمسيُّ، وجابرُ بن ظالمٍ الطُّائيُّ، وجابرُ بنُ حابسٍ العَبْديُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الرّاسِبِيُّ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنّصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُبَيْد، نَزَلَ البصرةَ، وجابرُ بن عَتِيك الأَنصارِيُّ، وجابرُ بنُ عُمَيْرٍ الأَنصاريُّ، وجابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِيُّ، وجابِرُ بنُ ياسرٍ القِتْبَانِيُّ، وجابِرُ بنُ عيّاش. فهاؤلاءِ إثنان وَعِشْرُونَ صَحابيًّا.
وبَقي عَلَيْهِ مِنْهُم: جابرُ بنُ الأَزْرق الغاضِرِيُّ، نزَلَ حِمْصَ، وجابرُ بنُ عبدِ اللهِ العَبْدِيُّ، وجابرُ بنُ عَوْفٍ أَبو أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ. ذكَرهم لحافظ الذَّهَبيُّ فِي كتاب التَّجْرِيد.
(وجَبْرٌ خمسةٌ) ، وهم: جَبْرٌ الأَعْرَابيُّ المُحاربِيُّ، وجَبْرُ بنُ عبد الله القبْطِيّ، مَوْلَى أَبِي بصْرة، وجَبْرُ بنُ عتِيك، وجَبْرٌ الكِنْدِيٌّ، وجَبْرٌ أَبو عبدِ الله، وجَبْرُ بنُ أَنَس. وَقد اختُلِفَ فِي الأَخِير، وصوَّبُوا أَنه جُبَيْرُ بن إِيَاسٍ، وَقد تَصحَّفَ عَلَيْهِم.
(وجُبَيْرٌ ثمانيةٌ) ، وهم: جُبيْرُ بنُ إِياس الخَزْرَجِيُّ، وجُبَيْرُ بنُ بُحيْنَةَ الأَزْدِيّ، وجُبيْرُ بنُ الحُبَابِ بنِ المُنذِرِ، وجُبَيْرُ بنُ الحارِثِ القُرَشيّ، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَديَ النَّوْفَلِيُّ، وجُبيْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأَوْسِيُّ، وجُبيْرُ بنُ نُفَيْر الحَضْرمِيُّ، وجُبَيْرُ مَوْلَى كَبيرة بنت سُفْيانَ.
(وجِبَارةُ بِالْكَسْرِ واحِدٌ) ، وَهُوَ جبَارَةُ بنُ زُرَارةُ، وَقد تقدَّم الاختلافُ فِيهِ، وهاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولا والدَّارَقُطْنِيُّ.
(و) أَبو القاسمِ (عِمْرانُ بنُ مُوسَى بن) يَحْيَى بنِ (جِبَارَةَ) ، بِالْكَسْرِ الحَمْرَاوِيُّ الجِبَاريُّ، من أَهل مصرَ، رَوَى عَن عِيسَى بن حَمّاد زُغْبَةَ، توفِّي سنة 301 هـ. (ومحمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارةَ) الدِّمَشْقيُّ الجَوْهريُّ، وابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد، الرّاوِي عَن خَيْثَمَة، ذَكَره الذَّهَبِيُّ: (مُحَدِّثان) .
وأَما سعدٌ الجُبَارِيُّ فبالضمِّ، لَهُ شِعْرٌ مذكورٌ فِي مُعجَم المُنذريِّ، وَهُوَ ضَبَطه، قَالَ: إِنه منسوبٌ إِلى بني جُبَارَةَ.
(وجَبْرَةُ بنتُ محمّد بن ثَابت) بن سِباع (مشهورةٌ) ، من أَتباع التَّابِعين، قلت: وَزوجهَا محمّد بنُ عبد الرحمان، رَوَى عَنهُ أَبو عَاصِم.
(و) جَبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمِ البَلَويَّةُ، شاعرةٌ تابعيَّةٌ) . قلتُ: الصَّواب فِيهَا بالحاءِ المهملَة، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ، والعَجَب من المصنِّف، فإِنه قد ذَكَرَهَا فِي الْمُهْملَة على الصَّواب، ووَهِمَ هُنَا. فتَأَمَّلْ.
(وأَبو جُبَيْر كَزُبيْر) الكِنْديُّ، لَهُ حديثٌ فِي الوضُوءِ رَوَاه عَنهُ جُبَيْر بنُ نُفَيْر، وإِسْنَاده حَسَنٌ وَهُنَاكَ رجلٌ آخَر مِن الصَّحابة إسمه أَبو جُبَيْرٍ الحَضْرَمِيُّ، لَهُ حديثٌ (وأَبو جَبِيرَةَ، كسَفِينَة، ابنُ الحُصيّن) الأَوْسيُّ الأَشْهَليُّ، ذَكَره أَبو عَمْرو: (صَحابيّان) .
(و) أَبو جَبيرَةَ (بنُ الضَّحّاك) الأَشْهَلِيُّ أَخو ثابِتٍ، (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، وُلِدَ بعد الهجرةِ، ورَوَى عَنهُ الشَّعْبيُّ، وقَيْص بن أَبي حَازِم، وابنُه مَحْمُود بنُ أَبي جَبيرَةً، نَزَلَ الكُوفةَ، لَهُ فِي النَّهْي عَن التَّنابُز، (وزَيْدُ بنُ جَبيرَةَ) ، من بَني عبدِ الأَشْهَل، (مُحَدَّثٌ) عَن أَبيه، ذَكَرَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخه. وأَما زيْدُ بنُ جَبِيرةَ الَّذِي روى عَن داوُودَ بنِ الحُصيْنِ فإِنه وَاهٍ ذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي الدِّيوان (و) جُبَيْرَةُ (كجُهَيْنَةَ: أَحمدُ بنُ عليِّ بن محمّدِ بنِ جُبَيْرَةَ) بنِ البُصْلانِيّ، سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ: (شيخٌ لابنِ عَساكِرَ) الحافظِ أَبي القاسمِ صاجبِ التَّارِيخ.
(والجُبَيْريُّون) جماعةٌ بالبَصْرَة يَنْتَسِبُون إِلى جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ بنِ مسعودِ بنِ مَعْتِّبِ بنِ مالكِ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعِيد بن عَوْفِ بنِ قَطِيف، رَوَى عَن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، ونَزَلَ البصرةَ. ومِمَّنْ يُنْسب إِليه (سَعِيدُ بنُ عبدِ الله) بن زِيادِ بن جُبيْرِ بن حيَّةَ، بصْرِيُّ، عَن ابْن بُرَيْدَةَ. (وابنُ زِيَادِ بنِ جُبَيْرٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ الموجودةِ، والمعروفُ فِي نسبهم أَنّ جُبيْرَ بنَ حَيَّةَ لَهُ وَلَدَانِ: عبدُ اللهِ وزِيادٌ، والأَخيرُ يرْوِي عَن أَبِيه، فلَفْظَةُ (ابْن) : (زائدةٌ، (وابنُ إِسماعِيلُ) ، وَهُوَ إِسماعيلُ بنُ سعِيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زِيادِ بنِ جُبَيْرٍ، على الصَّحيح، فالضميرُ راجعٌ إِلَى سعِيد لَا إِلى زِيَاد، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وَهُوَ يَرْوِي عَن أَبِيه سَعِيد، ذَكَره ابنُ أَبي حاتِمٍ عَن أَبِي ووَثَّقَه. (و) قَالَ ابنُ الأَثِير: (عُبيْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ) بنِ المُغِيرَةِ، شَيخٌ بَصْرِيٌّ من أَولاد جُبَيْرِ بنِ حَيَّةَ.
وفاتَه: أَبو عُبَيْدٍ قاسمُ بنُ خَلفِ بنِ فَتْحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جُبيْرٍ، سَكَنَ قُرْطُبَةَ، وسَمِعَ الحديثَ بالعِراق، وَعَاد إِلى الأَنْدَلُسِ، توفِّي سنَة 371 هـ.
(وجِبْرِينُ، كغِسْلِين: ة) كبيرةٌ (بناحِيَة عَزَازَ) الشّامِ، مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ، اتَّخَذَ بهَا ضَيْعَةً تُدْعى عَجْلانَ، باسم موْلًى لَهُ، (مِنْهَا: أَحمدُ بنُ هبةِ اللهِ النَّحْويُّ المُقْرِيُّ والنِّسْبَةُ إِليها جِبْرَانِيٌّ، على غير، قياسٍ) ؛ فإِن القِياس يَقْتَضِي أَن يكونَ جِبْرِينِيٌّ، (وضَبَطَه) الحافظُ (ابنُ نُقْطَةَ) صاحبُ الإِكمالِ (بالفَتْح) ، للخِفَّة.
(وجِبْرِينُ الفُسْتُقِ: لَا على مِيلَيْنِ مِن حلَبَ) ، أَوّلُ مرحَلةٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إِلى أَنْطَاكِيَةَ، وَمِنْهَا: محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجبْرِينِيُّ، الحَلبِيُّ، ولد سنة 763 هـ، حدَّثَ.
(وبَيْتُ جِبْرِينَ) : قريةٌ كَبِيرَة بِفِلَسْطِينَ، (بَين غَزَّةَ والقُدْسِ، مِنْهَا) : أَبو الحَسَنِ (محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ) جِبْرِينِيُّ (المحدِّثُ) ، روَى عَن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ، وَعنهُ أَبو بكرِ بنِ المُقْرِيء الأَصْبَهَانِيّ.
(والمجَبِّرُ: الَّذِي يُجَبِّر العِظامَ) ويشُدُّها على اسْتِواءِ.
(و) هُوَ (لَقَب) أَبي الحسَن (أَحمد بن مُوسَى بنِ القاسمِ) بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مَالك العَبْدَرِيِّ البَغْدادِيِّ (المحدِّثِ) ، ولَقَبُ أَبي الحارِثِ يَحْيَى بنِ عبدِ اللهِ بن الحارثِ التَّيْمِيِّ، وَيُقَال للأَخِير؛ الجَابرِيُّ أَيضاً؛ إِلى جَبْرِ العَظْمِ.
(و) المُجبَّر، (بِفَتْح الباءِ) ، هُوَ عبدُ الرَّحْمان الأَصغَرُ (بن عبد الرَّحْمان) الأَكبر (بنِ عُمَر بنِ الخَطّابِ) ، رَضِيَ اللهُ عَنه، وَيُقَال لَهُ أَبو المجَبَّرِ أَيضاً؛ وإِنما قيل لَهُ ذَلِك لأَنّه وَقَعَ وَهُوَ غلامٌ فَقيل لعمَّتِه حَفْصةَ: انْظُرِي إِلى ابْن أَخيكِ المُكَسَّر، فَقَالَت: بل المُجَبَّر، فبقِيَ لَقَباً عَلَيْهِ، قالَه أَبو عمْرو.
(و) جَبَّرٌ (كبَقَّمٍ: لَقبُ محمّدِ) وَفِي بعض النُّسخ: روْح (بن عِصَامِ) بنِ يزِيدَ (الأَصْفَهَانِيِّ المحدِّثِ) ، عُرِفَ والدُه بخادمِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَعنهُ ابنُه إِسماعيلُ، ومحمّدُ بنُ إِسحاقَ بنِ منْدَه.
(والمُتَجبِّرُ: الأَسدُ) ، لعُتُوِّه وقهْرِه.
(وأَجْبرَه: نَسبَه إِلى الجبْر) ، كأَكْفَره: نَسبه إِلى الكُفْر.
(وبابُ جبّارٍ، ككَتْانٍ: بالبَحْريْنِ) .
(ومحمّدُ بنُ جَابَارَ) الهَمْدانِيُّ، (زاهدٌ، صَحبَ الشِّبْليَّ) وَغَيره.
(ومَكِّيُ بنُ جَابَارَ) الدِّينَوَرِيّ: (مُحدِّثٌ) ثِقَةٌ، حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّين وأَربَعمائة.
(والجابِرِيُّ: محدِّثٌ، لَهُ جُزْءٌ) فِي الحَدِيث (م) أَي معروفٌ، رَواه عَنهُ أَبو نُعَيْم، قَالَه الذَّهَبيُّ. قلتُ: وَهُوَ أَبو محمّد عبدُ الله بنِ جعفرِ بنِ إِسحاقَ بنِ عليِّ بنِ جابرِ بنِ الهَيْثَمِ الموْصَلِي الجابِرِيُّ؛ نِسْبَةً إِلى جدِّه، سكَنَ البصْرةَ، وسَمعَ عَن أَبي يَعْلَى الموْصلِيِّ وغيرِه، وَعنهُ أَبو نُعيْم، وَقد رَويْنَا هاذَا الجزْءَ مِن طَرِيق الحفظِ البِرْزاليِّ، عَن أَبي المنجّا بنِ اللَّتِّي، عَن أَبي رشِيد البِشْرِيِّ، عَن أَبي عليَ الحدّادِ، عَن أَبي نُعيْمٍ، عَنهُ.
(ومحمّدُ بنُ الحسنِ الجابِرِيُّ صاحبُ) أَبي الفَضْلِ (عِياضِ) بن مُوسَى اليحْصُبِيِّ (القاضِي) ، حدَّث بسَبْتَةَ قبل السِّتمائة بالشِّفاءِ، عَنهُ.
(ويُوسُفُ بنُ جَبْرَويْهِ الطَّيالِسِيُّ: مُحدِّثٌ) . وأَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ جَبْرَوَيْه الكَلْوذَانِيُّ، عَن الكُدَيْمِيِّ، وَعنهُ رزْقَوَيْه.
وأَمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحَسن بنِ جُبْرُوَيْهِ، فبالضمّ، حَدَّثَ عَنهُ أَبو الغَنَائِم النَّرْسِيُّ.
(وجُبْرَانُ) بنُ إِبراهيمَ الصّغانيّ (كعُثْمَانَ شاعرٌ) شِيعِيٌّ، قالَه الأَمِيرُ، ويَرْوِي عَن أَبي قُرَّةَ.
(وجَبْرُونُ بنُ عِيسى البَلَوِيُّ) ، حدَّث عَن سُحْنُون الفَقهيه، وَعَن يَحْيَى بنِ سليمانَ الحُفْريِّ القَيْروانِيِّ (و) جَبْرُونُ (بنُ سعيد الحَضْرَمِيُّ) قَاضِي الإِسكندريةِ، سَمِعَ محمّدَ بنَ خَلّاد الإِسكندرانيَّ. (و) جَبْرُونُ (بنُ عبد الجَبّارِ) بنِ واقِدٍ، سَمِعَ ابْن عُيَيْنَة. وجَبرُونُ بنِ واقِد الإِفْرِيقيُّ. (وعبدُ الوارِثِ بنُ سُفيَانَ بنُ جَبْرُونَ) ، من أَشياخ ابنِ عبد البَرِّ: (محدِّثون) .
والمَجْبُورَةُ وجابِرَةُ؛ إسْمَانِ لطَيْبَةَ (المشَرَّفَةَ) ، على ساكنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ؛ والمَجْبَورَة كأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، وجابِرَةُ كأَنّهَا جَبَرَتِ الإِيمانَ.
(والإِنْجِبَارُ: نَباتٌ نَفّاعٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ شَرَابٌ) ، مذكورٌ فِي كتب الطِّبِّ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجلٌ جبّارٌ: مُسَلَّطٌ قاهِرٌ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} (قلله: 45) أَي بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم على الإِسلام.
والجبّارُ: الَّذِي يَقْتُلُ على الغَضبِ. وَفِي الحدِيث: (كَثَافَةُ جِلْدِ الكافرِ أَربعُون ذِراعاً بذِرَاعِ الجَبّار) ؛ أَراد بِهِ هُنَا الطَّوِيل، وَقيل: المَلِك، كَمَا يُقَال بذِراع المَلِك. قَالَ القُتَيْبِيُّ: وأَحْسَبُه مَلِكاً من ملُوك الأَعاجِمِ كَانَ تامَّ الذِّرَاعِ. وَفِي حَدِيث خَسْفِ جَيْش) البَيْدَاءِ: (فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُورُ وابنُ السَّبِيل) ، وَهُوَ من جَبَرْتُ لَا أَجْبَرْتُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الجَبَائِرُ: الأَسْوِرَةُ مِن الذَّهب والفِضَّة، واحدتُا جِبَارةٌ وجَبِيرَةٌ، وَقَالَ الأَعشى:
فأَرَتْكَ كَفًّا فِي الخِضَا
بِ ومَعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ
وأَصَابَتْه مُصيبَةٌ لَا يَجْتبِرُها، أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.
ونارُ إِجُبيرَ، غير مَصْروف: نارُ الحُبَاحِبِ، حكَاه أَبو عليَ عَن أَبي عمْرٍ والشَّيبانيِّ.
وحَكَى ابنُ الأَعرابيِّ: جِنْبَارُ مِن الجبْر. قَالَ ابْن سِيدَه: هاذا نَصُّ لَفْظِه، فَلَا أَدرِي مِن أَيِّ جَبْر عَنَى: أَمِن الجبْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الكَسْر، وَمَا فِي طَرِيقه، أَم مِن الجَبْر الَّذِي هُوَ خِلافُ القَدَرِ؟ قَالَ: وكذالك لَا أَدرِي ماجِنْبارُ: أَوَصْفٌ أَم علَمٌ أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: (مِن الجَبْر) لأُلْحقْتُه بالرباعِيِّ، ولقلتُ: إِنَّها لغةٌ فِي الجِنْبَّارِ الَّذِي هُوَ فرْخُ الحُبَارَى، أَو مُخَفَّفٌ عَنهُ.
وزيادٌ بنُ جُبيْر الطّائِيُّ الكوفِيُّ، من رجال البُخَارِيِّ.
والجِبَارُ، بِالْكَسْرِ: جَمْع الجَبْرِ بِمَعْنى المَلِكِ.
والجبِيرِيَّةُ: قريةٌ بِالْيمن، وَقد دَخلتَها وفيهَا الفُقهاءُ بَنو حُشْيبِر.
ومِن سَجَعَات الأَساس: وَمَا كَانَت نُبُوَّةٌ إِلّا تَنَاسَخَهَا مُلْكُ جَبَرِيَّة. أَي إِلَّا تَجبَّرَ المُلُوكُ بعدَها.
ومِن الْمجَاز: ناقَةٌ جَبّارةٌ، أَي عظيمةٌ.
وجبَرْتُ فلَانا فاجْتَبَرَ: نَعَشْتُه فانْتَعَشَ.
واسْتَجْبَرتُه: بالَغْتُ فِي تَعَهّدِه.
وفلانٌ جابِرٌ لي مُسْتَجْبِرٌ.
والجَبْرُ فِي الحِسَاب: إِلحاقُ شَيْءٍ بِهِ إِصلاحاً لما يُرِيدُ إِصلاحَه.
وباجَبّارَةُ: قريةٌ شرقيَّ مدينةِ المَوْصِلِ، كبيرةٌ عامرةٌ، قَالَ ياقوت: رأَيتُها غيرَ مرْةٍ.
وَفِي قُضاعةَ جابِرُ بنُ كَعْب بن عُلَيْمٍ، وَفِي خَوْلانَ جابِرُ بنُ هِلال، وَفِي غَنِيَ جابِرُ بنُ مَالك، وَفِي طَيِّءِ جابِرُ بنُ حَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلْسِلَةَ، وجابِرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قادِم الهمْدَانِيُّ: بُطُونٌ.
وأَحمدُ بن عِمْرَانَ بنِ جَبِير كَأَمِيرٍ النَّسَفِيُّ، حدَّثَ عَن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ الشّاميِّ.
وبَنُو جُبُارَة بالضمّ: قبيلةٌ.
وساحِلُ الجَوَابِرِ: كُورَةٌ بمصرَ.
(جبر) الْعظم جبره
(ج ب ر) : (الجويبار) فَارِسِيٌّ وَهُوَ الْجَدْوَلُ عَلَى شَطَّيْهِ أَشْجَارٌ.
(ج ب ر) : (جَبَرَ) الْكَسْرَ جَبْرًا وَجَبَرَ بِنَفْسِهِ جُبُورًا وَالْجُبْرَانُ فِي مَصَادِرهِ غَيْرُ مَذْكُورٍ وَانْجَبَرَ غَيْرُ فَصِيحٍ وَجَبَرَهُ بِمَعْنَى أَجْبَرَهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ وَكَذَا قَلَّ اسْتِعْمَالُ الْمَجْبُورِ بِمَعْنَى الْمُجْبَرِ وَاسْتُضْعِفَ وَضْعُ الْمَجْبُورَةِ مَوْضِعَ الْمَجْنُونَةِ فِي كِتَابِ الصَّوْمِ مِنْ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ) وَجُوَيْبِرٌ) فِي جو.
(جبر)
جبرا وجبورا صلح يُقَال جبر الْعظم الكسير وجبر الْفَقِير واليتيم والعظم الكسير جبرا وجبورا وجبارة أصلحه وَوضع عَلَيْهِ الْجَبِيرَة وَيُقَال جبر عظمه أصلح شؤونه وَعطف عَلَيْهِ وجبر الْفَقِير واليتيم كَفاهُ حَاجته وَفِي حَدِيث الدُّعَاء (اللَّهُمَّ اجبرني واهدني) وَيُقَال جبر مَا فَقده عوضه وَالْأَمر جبرا أصلحه وَقَومه وَدفع عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر قهره عَلَيْهِ وأكرهه

جبر


جَبَرَ(n. ac. جَبْر
جِبَاْرَة
جُبُوْر)
a. Set ( a bone ).
b. Restored; made, set right; set at ease.
c. [acc. & 'Ala], Compelled, constrained to.
d. (n. acc.
جَبْر
جُبُوْر), Was restored; was set, put right.
جَبَّرَa. see I (a) (b).
جَاْبَرَa. Pleased.

أَجْبَرَa. see I (c)
تَجَبَّرَa. Was re-set (bone).
b. Recovered.
c. ['Ala], Was haughty to, overbearing with.
تَجَاْبَرَa. Obliged one another.

إِنْجَبَرَa. see V (a)
إِجْتَبَرَإِسْتَجْبَرَa. Was set right, at ease.

جَبْرa. Constraint, compulsion.
b. [art.], Predestination.
c. [art.], Algebra.
d. Pride, haughtiness.

جَبْرَة
a. [ coll. ], Currycomb.

جَاْبِرa. Bone-setter.
b. Constraining, compelling.
c. Powerful, mighty.

جِبَاْرَةa. Bone-setting.
b. (pl.
جَبَاْئِرُ), Splint; bandage.
جَبَّاْر
( pl.

جَبَابِرَة )
a. Powerful, mighty.
b. [art.], Omnipotent, Almighty.
c. Strong, gigantic; giant.
d. Tyrannical; tyrant, oppressor.

جِبِّيْرa. Proud, haughty.

N. Ag.
تَجَبَّرَ
a. [art.], The Lion.
إِنْجِبَارِيّ
a. Mediocre, middling; common-place; lowly.
جُبْرُوْت جَبَرُوْت
a. Omnipotence.

جَبْرَائِيْل جِبْرِيْل
H.
a. Gabriel.
ج ب ر: (الْجَبْرُ) أَنْ تُغْنِيَ الرَّجُلَ مِنْ فَقْرٍ أَوْ تُصْلِحَ عَظْمَهُ مِنْ كَسْرٍ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (جَبَرَ) الْعَظْمُ بِنَفْسِهِ أَيِ (انْجَبَرَ) وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (اجْتَبَرَ) الْعَظْمُ مِثْلُ انْجَبَرَ. وَ (جَبَرَ) اللَّهُ فُلَانًا (فَاجْتَبَرَ) أَيْ سَدَّ مَفَاقِرَهُ. وَ (أَجْبَرَهُ) عَلَى الْأَمْرِ أَكْرَهَهُ عَلَيْهِ. وَ (الْجُبَارُ) بِوَزْنِ الْغُبَارِ الْهَدَرُ يُقَالُ ذَهَبَ دَمُهُ جُبَارًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمَعْدِنُ جُبَارٌ» أَيْ إِذَا انْهَارَ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ فِيهِ فَهَلَكَ لَمْ يُؤْخَذْ بِهِ مُسْتَأْجِرُهُ. وَ (الْجَبَّارُ) بِالْفَتْحِ مُشَدَّدًا الَّذِي يَقْتُلُ عَلَى الْغَضَبِ. وَ (الْمُجَبِّرُ) بِوَزْنِ الْمُكَبِّرِ الَّذِي يُجْبِرُ الْعِظَامَ الْمَكْسُورَةَ وَ (تَجَبَّرَ) الرَّجُلُ تَكَبَّرَ. وَ (الْجَبْرُ) ضِدُّ الْقَدَرِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ كَلَامٌ مُوَلَّدٌ وَالْجَبَرِيَّةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ ضِدُّ الْقَدَرِيَّةِ. وَيُقَالُ أَيْضًا فِيهِ: (جَبْرِيَّةٌ) وَ (جَبْرُوَّةٌ) وَ (جَبَرُوتٌ) وَ (جَبُّورَةٌ) بِوَزْنِ فَرُّوجَةٍ أَيْ كِبْرٌ وَ (الْجِبِّيرُ) كَالسِّكِّيتِ الشَّدِيدُ التَّجَبُّرِ. وَ (الْجِبَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْجَبِيرَةُ) الْعِيدَانُ الَّتِي تُجْبَرُ بِهَا الْعِظَامُ. وَ (جَبْرَئِيلُ) اسْمٌ يُقَالُ وَهُوَ جَبْرٌ أُضِيفَ إِلَى إِيلَ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: (جَبْرَئِيلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِيلَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ وَ (جَبْرَئِلُ) بِوَزْنِ جَبْرَعِلَ وَ (جِبْرِيلُ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (جَبْرِينُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. 
جبر: الإِجْبَارُ: أنْ تُجْبِرَ الانسانَ على ما لا يُرِيْدُ وتُكْرِهَه. وجَبَرْتُه أيضاً: بمعنى أجْبَرْتُه. والجَبْرُ: أنْ تَجْبُرُ كَسْراً، جَبَرْتُه فَجَبُرَ وجَبَرَ. وجَبَرْتُه فاجْتَبَرَ: إذا نَزَلَتْ به فاقَةٌ فأحْسَنَتَ إليه، واسْتَجْبَرْتُه. وأصَابَتْه مُصِيْبَةٌ لا يَجْتَبِرُها: أي لا مَجْبَرَ لها. وتَجَبَّرَ الرَّجُلُ: عادَ من مالِه بَعْضُ ما ذَهَبَ منه. والجُبُوْرُ: الانْجِبَارُ. والجَبْرُ: خِلافُ العَدْلِ. وقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ: خِلاَفُ العَدْلِيَّةِ. والجِبَارَةُ: الخَشَبَةُ التي تُوْضَعُ على الكَسْرِ حَتّى يَنْجَبِرَ العَظْمُ، والجَميعُ الجَبَائرُ. وكذلك دَسْتِيْفَةُ المَرْأةِ من الحَلْيِ: جِبَارَةٌ. وجُبَارُ: اسْمُ يَوْمِ الثّلاثاءِ في الجاهلِيّةِ. والجُبَارُ من الأرْشِ: ما يُهْدَرُ. والجَبّّارُ من الملُوكِ: العاتي والعَظِيمُ في نَفْسِه الذي لا يَقْبَلُ مَوْعِظَةَ أحَدِ. والقَلْبُ الجَبّارُ: المُتَكَبِّرُ. وفي الحَدِيثِ: " ما كانَتْ نُبُوَّةٌ قَطٌّ إلاّ تَنَاسَخَها مُلْكُ جَبَرِيَّةٍ " أي إلاّ تَجَبَّرَتِ المُلُوكُ بَعْدَها. والجُبُّوْرَةُ والجَبَرْوَّةُ. وفيه جِبْرِيَاءُ: أي تَجَبُّرٌ. والجَبرُ: المَلِكُ. وجَبْرَئيْلُ: جَبْرٌ هو الرَّجُلُ، وإيْلُ: هو الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ. وقَوْلُه تعالى: " إنَّ فِيها قَوْماً جَبّارِيْنَ " أي أقْوِيَاءَ أشِدّاءَ عِظَامَ الأجْشَامِ. وقولُه تعالى: " وما أنْتَ عليهِمْ بِجَبّارٍ " أي بِمُسَلَّطٍ. ويكونُ القَتّالَ أيضاً. والجَوْزَاءُ: جَبّارٌ. والجَبّارُ من النَخْلِ: الفَتِيُّ قد بَلَغَ غَايَةَ الطُّوْلِ، وكذلك الجُبّارُ بضمِّ الجِيم. وذِرَاعُ الجَبّارِ: مَنْسُوبٌ إلى ملك من مُلْوكِ الأعاجِمِ وكانَ تامَّ الذِّرَاعِ. والجابِرُ في قَوْلِه: فإمّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جابرٍ. هو النَّجارُ؛ لانَّه يَجْبُرُ خَشَبَاتِ السَّرِيرِ وغَيْر ذلك ممّا يَصْنَعُه.
[جبر] فيه: "الجبار" قاهر العباد على ما أراد من أمر ونهي، يقال: جبر الخلق وأجبرهم، وقيل: هو العالي فوق خلقه. ومنه ح: يا أمة "الجبار" أضافها إليه لما كانت عليه من إظهار العطر والبخور، والتباهي به، والتبختر في المشي. ومنه: نخلة "جبارة" أي عظيمة تفوت يد المتناول. ومنه: حتى يضع "الجبار"بكسر جيم أصله جبروتي ومد لمشاكلة كبريائي. ش: نفى عنه جبرية التكبر بفتح جيم وسكون باء الكبر.
[جبر] أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً. وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جبورا، أي انجبر. وقد جمع العجاج بين المتعدى واللازم فقال:

قد جبر الدين الاله فجبر * واجتبر العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقره. قال الراجز :

من عال منا بعدها فلا اجتبر  والعرب تسمى الخبز جابرا. ويقولون: هو جابرٌ بن حَبَّة. وكنيته أيضاً: أبو جابر. وأَجْبَرْتُهُ على الأمر: أكرهته عليه. وأجبرته أيضاً: نَسَبْته إلى الجَبْر، كما تقول أكفرته، إذا نسبتَه إلى الكفر. والجُبارُ: الهَدَرُ. يقال: ذهب دمه جبارا. وفى الحديث: " المعدن جبار "، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مستأجره. وجبار أيضا: اسم يومِ الثلاثاء من أسمائهم القديمة. والجَبَّارُ من النخل: ما طال وفات اليد. قال الأعشى: طريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أصوله * عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ - يقال: نخلة جَبَّارَةٌ، وناقة جَبَّارة، أي عظيمةٌ سمينة. والجَبَّارُ: الذي يقتلُ على الغضب. المجبر: الذى يجبر العظام المكسورة. وتَجَبَّرَ الرجل: تكبّر. وتَجَبَّر النبت، أي نَبَت بعد الأكل. وقال امرؤ القيس: ويأكلن من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل فهو نميص - والجبر: خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد. والجبرية بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّةِ. ويقال أيضاً: فيه جبرية، وجبروة وجبروت وجبورة مثل فروجة، أي كِبْرٌ. وأنشد الأحمر : فإنّكَ إن عاديتني غضب الحصى * عليك ذو الجبورة المتغطرف - والجبير، مثال الفسيق: الشديد التجبر. والجِبارَةُ والجَبيرَةُ، اليارَقُ . والجِبارَةُ والجَبيرة أيضاً: العيدان التي تُجْبَرُ بها العظام. وجبرائيل: اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل. وفيه لغات: جبرئيل مثال جبرعيل يهمز ولا يهمز. وأنشد الاخفش: شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة * يد الدهر إلا جبرئيل أمامها - ويقال: جبريل بالكسر: وأنشد حسان: وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء - وجبرئل مقصور مثال جبرعل، وجبرين بالنون . 
جبر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كل من لَا يقدر عَليّ الْكَلَام فَهُوَ أعجم ومُسْتَعْجِم وَمن هَذَا الحَدِيث: إِذا كَانَ أحدكُم يصلى واستعجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته فَلْيُتِمَّ يَعْنِي إِذا انْقَطَعت فَلم يقدر على الْقِرَاءَة من النعاس. وَمِنْه قَول الْحَسَن: صَلَاة النَّهَار عجماء يُقَال: لَا تُسمع فِيهَا قراءةٌ. وَأما الْجَبَّار فَهُوَ الهدر وَغنما جعل جَرح العجماء هدرا إِذا كَانَت منفلتة لَيْسَ لَهَا قَائِد وَلَا سائق وَلَا رَاكب فَإِذا كَانَ وَإِنَّمَا وَاحِد من هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فَهُوَ ضَامِن لِأَن الْجِنَايَة حِينَئِذٍ لَيست للعجماء إِنَّمَا هِيَ جِنَايَة صَاحبهَا الَّذِي أَوْطَأَهَا النَّاس وَقد روى ذَلِك عَن عَليّ وَعبد اللَّه وَشُرَيْح وَغَيرهم. وأما الحَدِيث الْمَرْفُوع: الرِجْل جُبار فَإِن مَعْنَاهُ أَن يكون الرَّاكِب يسير على دَابَّته فتنفح الدَّابَّة برجلها فِي سَيرهَا فَذَلِك هدر أَيْضا وَإِن كَانَ عَلَيْهَا رَاكب لِأَن لَهُ أَن يسير فِي الطَّرِيق وَأَنه لَا يبصر مَا خَلفه فَإِن كَانَ وَاقِفًا عَلَيْهَا فِي طَرِيق لَا يملكهُ فَمَا أَصَابَت بِيَدِهَا أَو برجلها أَو بِغَيْر ذَلِك فَهُوَ ضَامِن على كل حَال وَكَذَلِكَ إِذا أَصَابَت بِيَدِهَا وَهِي تسير فَهُوَ ضَامِن أَيْضا وَالْيَد والرِجل فِي الْوُقُوف سَوَاء هُوَ ضَامِن لَهُ. وَأما قَوْله: الْبِئْر جُبار فَإِن فِيهَا غير قَول يُقَال: إِنَّهَا الْبِئْر يسْتَأْجر عَلَيْهَا صَاحبهَا رجلا يحفرها فِي ملكه فتنهار على الْحَافِر فَلَيْسَ على صَاحبهَا ضَمَان وَيُقَال: هِيَ الْبِئْر تكون فِي مِلك الرجل فَيسْقط فِيهَا إِنْسَان أَو دَابَّة فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ لِأَنَّهَا فِي ملكه فَهَذَا قَول يُقَال وَلَا أَحسب هَذَا وَجه الحَدِيث لِأَنَّهُ لَو أَرَادَ المِلك لما خص الْبِئْر خَاصَّة دون الْحَائِط وَالْبَيْت وَالدَّابَّة وكل شَيْء يكون فِي مِلك الرجل فَلَا ضَمَان عَلَيْهِ وَلكنهَا عِنْدِي الْبِئْر العادِيَّة الْقَدِيمَة الَّتِي لَا يعلم لَهَا حافر وَلَا مَالك تكون فِي الْبَوَادِي فَيَقَع فِيهَا الْإِنْسَان أَو الدَّابَّة فَذَلِك هدر بِمَنْزِلَة الرجل يُوجد قَتِيلا بفلاة من الأَرْض لَا يعلم لَهُ قَاتل فَلَيْسَ فِيه قسَامَة وَلَا دِيَة. وَأما قَوْله: والمَعْدِن جُبار فَإِنَّهَا هَذِه الْمَعَادِن الَّتِي تستخرج مِنْهَا الذَّهَب وَالْفِضَّة فَيَجِيء قوم يحفرونها بِشَيْء مُسَمّى لَهُم فَرُبمَا انهار الْمَعْدن عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ فَيَقُول: دِمَاؤُهُمْ هدر لأَنهم عمِلُوا بِأُجْرَة وَهَذَا أصل لكل عَامل عمل عملا بكرَاء فَعَطب فِيهِ أَنه هدر لَا ضَمَان على من اسْتَعْملهُ إِلَّا أَنهم إِذا كَانُوا جمَاعَة ضمن بَعضهم لبَعض على قدر حصصهم من الدِّيَة.
جبر: جَبَر، يقال مجازا: جبر كسره بمعنى أصلح شؤونه، وعوضه عما خسر (فريتاج مختارات 38).
وفي لطائف الثعالبي (1: 12 اقرأ: ويجبر من كسره بدل: ويجير. (فهناك كتب أفضل من هذا الكتاب تصحح الأخطاء التي يحتويها) وفيها: جبر القلوب المنكسرة: آسى المحزونين. وجبر قلبه أو خاطره: آساه وعزاه. والمصدر منه جُبران، يقال: جبران الخاطر: مواساة، تعزية. وجبر خاطره أيضاً: أزال انكساره وأرضاه (بوشر، محيط المحيط). ويقال أيضاً: جبر الله كل غريب إلى وطنه (ابن جبير 340) أي أعاد الله كل غريب إلى وطنه.
جَبَر: عوض، يقال جبر الكيس أي عوض ما نقص من الدراهم في الكيس (المقري 1: 261، وانظر أيضاً ص 269 في نفس القصة).
وفي ابن القوطية (ص30 و): أرى للأمير أصلحه الله أن يجبر هذا من بيت المال.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة المؤلف (ص35): إن الخليفة بعد الهزيمة (ضاعف لهم جبر ما تلف في حربهم من أسلحتهم. وفي (ص63) منه: فاشتد عزم الناصر لدين الله على جبر الآلات وأقامته أضعافها فجبرت المجانيق والاكبش والسلاليم على أضعاف ما كانت.
وجبر: أعاد، أرجع، ففي مخطوطة كوبنهاجن (ص41): إلى أن فتحها المنصور عنوة وجبرها للإسلام بعد الحسام.
ويقال أيضاً: جبر عليه أي عوضه، ففي ابن القوطية (ص30 د): وجبر محمد الأمير المال على الأيتام. وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص31 د): وجبر الله عليهم أحوالهم التي انتهبت.
وجبر: وجد، عثر على (فوك، هدست 182، دومب 172، براكس 15، هلو، بوشر (بربرية).
وفي ألف ليلة (2: 66): كان عندي وجبره ولا بد أن معناها: كان عندي ولكن لم يعد لديّ.
وجبر عليه: تجبر عليه وتكبر (فوك).
وجبر الحصان: حسه وفرجنه (بوشر).
ويومُ جَبْرِ البَحْر: يوم قطع سد القناة (انظر لين، عادات 2: 292).
جابر، مجابرة: بمعنى الكلمة الإيطالية ( conforto) أي: مواساة، تسلية، عزاء، تفريج، سعة، رفاهية.
وجابره: لاطفه وأحسن إليه، ومجابرة: ملاحظة إحسان (فليشر بريشت 252، 309 في تعليقه على المقري 1: 769).
وجابر: وجد، عثر على (ألف ليلة، برسل 4: 374).
أجبر: استرد، استرجع، استعاذ الشيء الذي فقده (فوك) وفيه أجبر الشيء - وأجبر على الشيء: وجد ما فقده (الكالا).
تجبَّر، يقال: تجبر في نفسه أي أعجب بنفسه (االثعالبي لطائف 13).
بتجبّرُ: بتكبر، باستعلاء (بوشر).
تجبّرُ: صلابة، إصرار، عناد، عدم الرحمة (بوشر). انجبر له: استرده، استرجعه، استعاده (فوك) وانجبر: التقى، تلاقى (بوشر بربرية) جَبْر: قوّة، بأس، ويقال: جبرا وقهرا أي بالقوة والقسر.
وجبر: متكبر (محيط المحيط) جبرة: هو holosteum umbellatum عند شجاري الأندلس (ابن البيطار 1: 98، 243).
وجبرة: مِحسّة، فرجون (بوشر).
جَبْري: علم الجبر (الكالا).
جَبْريّة: تعويض، مال يدفع للشخص تعويضا له عما خسره (رتجرز 150، انظر التعليق في آخر ص151).
جَبْرتيّ: متخصص بعلم الجبر (بوشر).
جَبِيرة: (انظر لين) عود مسطح تجبر به العظام (بوشر) وجِبَارة أيضاً.
وجَبيرة: رباط لجبر العظام (بوشر)، وفي غدامس (ص344): (جبيرة: رباط ثابت يتألف من جبائر من الخشب، في طول العضو، يربط بينها بصورة متوازية خيوط من الصوف، أوهي مثبتة على قطعة من الصوف أو الجلد.
وجبيرة (مركبة من كلمة جيب العربية ومن اللاحقة البرتغالية eira) : حقيبة من جلد أو جعبة يعلقها الفارس في قربوس السرج وتتدلى منه كما تتدلى جعبة السيف (معجم الأسبانية 125 - 126).
وجبيرة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127) وعند دونانت (ص64): إن كاتب الباي يلقب بصاحب الجبيرة.
جَبَيْرَة: حقيبة وزارة (معجم الأسبانية 127).
جَبَّارة ويجمع أيضاً على جبابر (الكامل 347).
وجبّار: صلب، عنيد، عديم الرحمة (بوشر) جابر: مُجِبَر، الذي يصلح العظام المكسورة (الكالا).
جَوْبَرة: نوع من السمك (معجم البلاذري) مَجبُور: نوع من الكسكسي وهودون المحوّر (شيرب).
وريال مجبور: نقد جزائري (براكس، مجلة الشرق والجزائر 4: 137).
انجبار: انظره في حرف الألف.
ج ب ر : جَبَرْتُ الْعَظْمَ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصْلَحْتُهُ فَجَبَرَ هُوَ جَبْرًا أَيْضًا وَجُبُورًا صَلَحَ يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَجَبَرْتُ الْيَتِيمَ أَعْطَيْتُهُ وَجَبَرْتُ الْيَدَ وَضَعْتُ عَلَيْهَا الْجَبِيرَةَ وَالْجَبِيرَةُ عِظَامٌ تُوضَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ الْعَلِيلِ مِنْ الْجَسَدِ يَنْجَبِرُ بِهَا وَالْجِبَارَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ الْجَبَائِرُ.

وَجَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا عَادَلْتُهُ بِهِ وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْجُبْرَانُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ جَابِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَالْجَبْرُ وِزَانُ فَلْسٍ خِلَافُ الْقَدَرِ وَهُوَ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللَّه يَجْبُرُ عِبَادَهُ عَلَى فِعْلِ الْمَعَاصِي وَهُوَ فَاسِدٌ وَتُعْرَفُ أَدِلَّتُهُ مِنْ عِلْمِ الْكَلَامِ بَلْ هُوَ قَضَاءُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أَرَادَ وُقُوعَهُ مِنْهُمْ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يُرِيدُ وَيَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ جَبْرِيٌّ وَقَوْمٌ جَبْرِيَّةٌ بِسُكُونِ الْبَاءِ وَإِذَا قِيلَ جَبْرِيَّةٌ وَقَدَرِيَّةٌ جَازَ التَّحْرِيكُ لِلِازْدِوَاجِ وَفِيهِ جَبَرُوتٌ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَيْ كِبْرٌ وَجُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ بِالضَّمِّ أَيْ هَدَرٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّ الْبَهِيمَةَ الْعَجْمَاءَ تَنْفَلِتُ فَتُتْلِفُ شَيْئًا فَهُوَ هَدَرٌ وَكَذَلِكَ الْمَعْدِنُ إذَا انْهَارَ عَلَى أَحَدٍ فَدَمُهُ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ.

وَأَجْبَرْتُهُ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْرًا وَغَلَبَةً فَهُوَ مُجْبَرٌ هَذِهِ لُغَةُ عَامَّةِ الْعَرَبِ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ
وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يَتَكَلَّمُ بِهَا جَبَرْتُهُ جَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَجُبُورًا حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَلَفْظُهُ وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَلَفْظُ ابْنِ الْقَطَّاعِ وَجَبَرْتُكَ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وَحَكَاهَا جَمَاعَةٌ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فَجَبَرْتُهُ وَأَجْبَرْتُهُ لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي بَابِ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَبُو زَيْدٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مِمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ مِنْ فَعَلْتُ وَأَفْعَلْتُ جَبَرْتُ الرَّجُلَ عَلَى الشَّيْءِ وَأَجْبَرْتُهُ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ الْجَبَّارُ الَّذِي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ يُقَالُ جَبَرَهُ السُّلْطَانُ وَأَجْبَرَهُ بِمَعْنًى وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ عِنْدَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] أَنَّ الثُّلَاثِيَّ لُغَةٌ حَكَاهَا الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ وَاسْتَشْهَدَ لِصِحَّتِهَا بِمَا مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَبْنِي فَعَّالٌ إلَّا مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ نَحْوَ الْفَتَّاحِ وَالْعَلَّامِ وَلَمْ يَجِئْ مَنْ أَفْعَلَ بِالْأَلِفِ إلَّا دَرَّاكٌ فَإِنْ حُمِلَ جَبَّارٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ وَجْهٌ قَالَ الْفَرَّاءُ وَقَدْ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ جَبَرْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ وَأَجْبَرْتُهُ وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَلَا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِ مَنْ ضَعَّفَهَا.

وَجِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ لُغَاتٌ كَسْرُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَالثَّانِيَةُ كَذَلِكَ إلَّا أَنَّ الْجِيمَ مَفْتُوحَةٌ وَالثَّالِثَةُ فَتْحُ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبِهَمْزَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ يُقَالُ هُوَ اسْمٌ مُرَكَّبٌ مِنْ جَبْرٍ وَهُوَ الْعَبْدُ وَإِيلَ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِيهِ لُغَاتٌ غَيْرُ ذَلِكَ. 
جبر
أصل الجَبْر: إصلاح الشيء بضرب من القهر، يقال: جَبَرْتُهُ فَانْجَبَرَ واجْتَبَرَ، وقد قيل:
جَبَرْتُهُ فَجَبَرَ ، كقول الشاعر:
قد جبر الدين الإله فجبر
هذا قول أكثر أهل اللغة، وقال بعضهم: ليس قوله (فجبر) مذكورا على سبيل الانفعال، بل ذلك على سبيل الفعل، وكرّره، ونبّه بالأول على الابتداء بإصلاحه، وبالثاني على تتميمه، فكأنه قال: قصد جبر الدين وابتدأ به فتمّم جبره، وذلك أنّ «فعل» تارة يقال لمن ابتدأ بفعل، وتارة لمن فرغ منه. وتَجَبَّرَ بعد الأكل يقال إمّا لتصور معنى الاجتهاد والمبالغة، أو لمعنى التكلف، كقول الشاعر:
تجبّر بعد الأكل فهو نميص
وقد يقال الْجَبْرُ تارة في الإصلاح المجرد، نحو قول عليّ رضي الله عنه: (يا جَابِر كلّ كسير، ويا مسهّل كلّ عسير) ومنه قولهم للخبز:
جَابِر بن حبّة ، وتارة في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام: «لا جَبْر ولا تفويض» والجَبْر في الحساب: إلحاق شيء به إصلاحا لما يريد إصلاحه، وسمي السلطان جَبْراً كقول الشاعر:
وأنعم صباحا أيها الجبر
لقهره الناس على ما يريده، أو لإصلاح أمورهم.
والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الآخر لكن تعورف في الإكراه المجرّد، فقيل: أَجْبَرْتُهُ على كذا، كقولك: أكرهته.
وسمي الذين يدّعون أنّ الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مُجْبِرَة، وفي قول المتقدمين جَبْرِيَّة وجَبَرِيَّة. والجبّار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم، كقوله عزّ وجل: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ [إبراهيم/ 15] ، وقوله تعالى:
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا [مريم/ 32] ، وقوله عزّ وجل: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ [المائدة/ 22] ، وقوله عزّ وجل:
كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر/ 35] ، أي: متعال عن قبول الحق والإيمان له. يقال للقاهر غيره: جَبَّار، نحو:
وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [ق/ 45] ، ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل: نخلة جبّارة وناقة جبّار . وما روي في الخبر: «ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبّار» فقد قال ابن قتيبة: هو الذراع المنسوب إلى الملك الذي يقال له: ذراع الشاة . فأمّا في وصفه تعالى نحو: الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
[الحشر/ 23] ، فقد قيل: سمي بذلك من قولهم: جَبَرْتُ الفقير، لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه، وقيل: لأنه يجبر الناس، أي: يقهرهم على ما يريده .
ودفع بعض أهل اللغة ذلك من حيث اللفظ، فقال: لا يقال من: «أفعلت» فعّال، فجبّار لا يبنى من: أجبرت، فأجيب عنه بأنّ ذلك من لفظ الجبر المروي في قوله: «لا جَبْرَ ولا تفويض» لا من لفظ الإجبار ، وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عن ذلك، وليس ذلك بمنكر فإنّ الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخّر كلا منهم لصناعة يتعاطاها، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحرّاها، وجعله مجبرا في صورة مخيّر، فإمّا راض بصنعته لا يريد عنها حولا، وإمّا كاره لها يكابدها مع كراهيته لها، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون/ 53] ، وقال عزّ وجل: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزخرف/ 32] ، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه، وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه: (يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها) .
وقول ابن قتيبة : هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدّم. وجَبَرُوت: فعلوت من التجبر، واسْتَجْبَرْتُ حاله: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُهَا أي: لا يتحرّى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجَبِيرَة:
للخرقة التي تشد على المَجْبُور، والجِبَارة للخشبة التي تشدّ عليه، وجمعها جَبَائِر، وسمّي الدّملوج جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار:
لما يسقط من الأرش.
(ج ب ر)

الجَبْر: خلاف الْكسر. جَبَرَ العَظْمَ وَالْفَقِير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً، وجُبُورا، وجِبَارة، عَن اللحياني.

وجَبَّرَهُ فَجَبَرَ يَجْبُرُ جَبْرا، وجُبُورا، وانجبر، واجْتَبر، وتَجَبَّرَ.

وَقدر أجبارٌ: ضد قَوْلهم: قدر أكسار، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ جَابر فِي نَفسه، أَو أَرَادوا: جمع قدر جَبْر، وَإِن لم يصرحوا بذلك، كَمَا قَالُوا: قدر كسر، حَكَاهَا اللحياني.

والجبائر: العيدان الَّتِي تشدها على الْعظم لتَجْبُره بهَا.

واحدتها: جِبَارة وجَبِيرة.

وجَبَر الله الدَّين جَبْرا فَجَبَرَ جُبُورا، حَكَاهُ اللحياني، وَأنْشد قَول العجاج:

قد جبر الدَّينَ الإلهُ فجَبَرْ

وجَبَر الرجل: احسن إِلَيْهِ.

قَالَ الْفَارِسِي: جَبَره: أغناه بعد فَقْر، وَهَذِه أليق العبارتين.

وَقد استَجْبَر، واجْتَبر.

وأصابته مُصِيبَة لَا يجتبرها: أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا.

وتَجَبّرَ النبت وَالشَّجر: اخضر وأورق وَظَهَرت فِيهِ المشرة وَهُوَ يَابِس، وانشد اللحياني لامرئ الْقَيْس:

تَجَبَّر بعد الْأكل فهْوَ نمِيصُ

وتَجَبَّر الْكلأ: أكل ثمَّ صلح قَلِيلا بعد الْأكل، قَالَ: وَيُقَال لمريض: يَوْمًا ترَاهُ متجبّرا وَيَوْما تيأس مِنْهُ. معنى قَوْله: متجبّرا: أَي صَالح الْحَال.

وتجبّر الرجل مَالا: عَاد إِلَيْهِ مَا ذهب مِنْهُ. وَحكى اللحياني: تجبّر الرجل، فِي هَذَا الْمَعْنى فَلم يعده.

وَجَابِر بن حَبَّة: اسْم للخبز، معرفَة، وكل ذَلِك من الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر.

وجابرة: اسْم مَدِينَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهَا جَبَرَت الْأَيْمَان.

وجَبَر الرجل على الْأَمر يَجْبُرُه جَبْرَاً، وجُبُورا، وأجبره: أكرهه، والأخيرة أَعلَى. وَقَالَ اللحياني: جَبَرَه: لُغَة تَمِيم وَحدهَا، وَعَامة الْعَرَب تَقول: أجْبرهُ.

والجَبْرُ: خلاف الْقَدَرِيَّة، وَهُوَ كَلَام مولد.

والجَبَرية، والجَبْرِية، والجَبَرُوّة، والجَبَرُوت، والجُبُورة، والجِبُّورة بِكَسْر الْجِيم، كُله: الْكبر.

وَرجل جَبَّار: متكبر، والمتغطرف: المتكبر.

والجَبَّار: المتكبر الَّذِي لَا يرى لأحد عَلَيْهِ حَقًا؛ يُقَال: جبَّار بَين الجِبريَّة والجِبريَّة بِكَسْر الْجِيم وَالْبَاء، والجَبْرِيَّة والجَبُّروة، والجَبْرُوت والجُبُرُوت، والجُبُورة، والجَبُّورة، والجِبْرِياء، والتَّجْبار.

والجَبَّار: الله عز وَجل لكبره أَي يجْبر عباده على حكمه.

والجبَّار من الْمُلُوك: العاتي.

وَقيل كل عَاتٍ جَبَّار، وجِبِّير.

وقلب جَبَّار: لَا تدخله الرَّحْمَة.

وَرجل جَبَّار: مسلَّط قاهر، قَالَ الله عز وَجل: (ومَا أَنْت عَلَيْهِم بجَبَّار) . أَي مسلط تقهرهم على الْإِسْلَام.

والجَبَّار: المتكبر عَن عبَادَة الله، وَفِي التَّنْزِيل: (ولم يكن جَبَّارا عصيا) وَقَالَ حِكَايَة عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: (ولم يَجْعَلنِي جبَّارا شقيا) أَي متكبرا عَن عِبَادَته.

والجبَّار: الْقِتَال فِي غير حق، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا بطشتم بطشتم جبارين) وَفِيه: (إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تكون جبَّارا فِي الأَرْض) : أَي قتالا فِي غير الْحق، وَكله رَاجع إِلَى معنى التكبر.

والجَبَّار: الْعَظِيم الْقوي الطَّوِيل، عَن اللحياني.

ونخلة جَبَّارة: فتية قد بلغت غَايَة الطول وحملت.

وَقيل: هِيَ الَّتِي فَاتَت الْيَد.

وَالْجمع: جَبَّار، قَالَ:

فاخرات ضروعها فِي ذُرَاها ... وأناضَ العَيْدان والجَبَّارُ وَحكى السيرافي: نَخْلَة جَبَّار، بِغَيْر هَاء. قَالَ أَبُو حنيفَة: الجَبَّار: الَّذِي ارتُقِىَ وَلم يسْقط كربه، قَالَ: وَهُوَ أفتى النّخل وأكرمه.

والجَبْر: الْملك، وَلَا اعرف مِم اشتق؛ إِلَّا أَن ابْن جني قَالَ: سمي بذلك لِأَنَّهُ يَجْبُرُ بجوده، وَلَيْسَ بِقَوي، قَالَ ابْن احمر:

اسْلَمْ براووقٍ حُبِيتَ بِهِ ... وانعم صباحا أيُّها الجَبْر

وَلم يسمع بالجَبْر: الْملك إِلَّا فِي شعر ابْن احمر، حكى ذَلِك ابْن جني، وَله فِي شعر ابْن احمر نَظَائِر، مِنْهَا مَا تقدم، وَمِنْهَا مَا يَأْتِي.

والجَبْر: العَبْد، عَن كرَاع.

والجَبْر: الرجل.

وَحرب جُبَار: لَا قَود فِيهَا وَلَا دِيَة.

والجُبَار من الدَّم: الهدر، وَفِي الحَدِيث: " الْمَعْدن جُبَار، والعجماء جُبَار " قَالَ:

حَتَم الدَّهرُ علينا أَنه ... ظَلَفٌ مَا نَالَ منا وجُبَار

وَقَالَ تأبط شرا:

بِهِ مِن نِجاء الصَّيْف بِيض أقرَّها ... جُبَار لصُمّ الصخر فِيهِ قَراقِرُ

جُبار: يَعْنِي سيلا، كل مَا اهلك وأفسد جُبَار.

والجَبِيرة، والجِبَار: السوار من الذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ الْأَعْشَى:

فأرتك كَفاًّ فِي الخِضَا ... ب ومِعْصما مِلْء الجِبَارَهْ

ونار إجْبِيرَ، غير مَصْرُوف: نَار الحباحب، حَكَاهُ أَبُو عَليّ عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ. وجُبَار: اسْم ليَوْم الثُّلَاثَاء فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ:

أرجَّى أَن أعيش وَإِن يومي ... بأوَّلَ أَو بأهونَ أَو جُبَارِ

وجَبْر، وَجَابِر، وجُبَير، وجُبَيرة، وجُبَيرة: أَسمَاء.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: جِنْبا، من الجَبْر، هَذَا نَص لَفظه، وَلَا ادري من أَي جبر عَنى، أَمن الجَبْر الَّذِي هُوَ ضد الْكسر وَمَا فِي طَرِيقه؟ أم من الجَبْر الَّذِي هُوَ خلاف الْقدر؟. وَكَذَلِكَ لَا ادري مَا جنبار أوصف أم علم أم نوع أم شخص؟؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ: جنبار، من الْجَبْر لألحقته بالرباعي ولقلت: إِنَّهَا لُغَة فِي الجِنِبَّار الَّذِي هُوَ فرخ الحباري، أَو مخفف عَنهُ، وَلَكِن قَوْله: من الجَبْر تَصْرِيح بِأَنَّهُ عِنْده ثلاثيّ.
جبر
جبَرَ يَجبُر، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً، فهو جابِر، والمفعول مجبور (للمتعدِّي)
• جبَر العظمُ: صلَح.
• جبَر العظمَ المكسورَ: أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة ° جبَر القلوبَ المنكسرة: آسى المحزونين، واساهم.
• جبَر الفقيرَ/ جبَر اليتيمَ: كفاه حاجتَه، أصلح حاله، أحسن إليه "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي

[حديث] "? جبَر خاطرَه/ جبَر بخاطرَه: أجاب طلبَه، عزّاه وواساه في مصيبةٍ حلَّت به، أزال انكساره وأرضاه.
• جبَر الأمرَ: أصلحه وقوَّمه "جبَر النَّقْصَ في الميزانيَّة"? جبَر كسرَه: أصلح شئونه وعوّضه عمّا خسِر.
• جبَر الكسرَ: (جب) أكمله إلى الواحد الصَّحيح.
• جبَره على العمل وغيره: قهره عليه وأكرهه، ألزمه إيّاه "لم يستجب إلى طلب أمِّه فجبره أبوه عليه". 

أجبرَ يُجبر، إجبارًا، فهو مُجبِر، والمفعول مُجبَر
• أجبره على الموافقة: جبَرَه عليها؛ أكرهه عليها وألزمه بها "أجبره على الاعتراف/ الوفاء بوعده". 

انجبرَ ينجبر، انجبارًا، فهو مُنجبِر
• انجبر العظمُ: مُطاوع جبَرَ: تماسك، صلَح بعد كسر.
• انجبر الفقيرُ/ انجبر اليتيمُ: أخذ حاجَته ° انجبر خاطرُه: طاب. 

تجبَّرَ يتجبَّر، تجبُّرًا، فهو متجبِّر
• تجبَّر الظَّالمُ: تكبَّر وكان عاتيًا شديدًا "رجلٌ مُتجبِّر: عنيد، صُلْب، ليس في قلبه رأفةٌ ولا رحمة- لا يصحُّ أن يكون الحكيم مُتجبِّرًا" ° المُتجبِّر: الأسد. 

جبَّرَ يجبِّر، تجبيرًا، فهو مُجبِّر، والمفعول مُجبَّر
• جبَّرَ العظمَ المكسورَ: جبَره، أصلح كسرَه، وضع عليه جبيرة "جبَّر ذراعَه". 

إجبار [مفرد]:
1 - مصدر أجبرَ.
2 - (نف) دافع قويٌّ ومُتكرِّر للعمل بصورة مُعيَّنة وهو وسيلة للتخلُّص من القلق الناتج عن أفكار ورغبات مُتصارعة لا يمكن التعبير عنها. 

إجباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إجبار: إلزاميّ، ضدّه اخْتياريٌّ "السؤال الأوّل إجباريّ".
2 - ما تفرضه القوانينُ والشَّرائعُ "بيعٌ/ تعليمٌ/ تجنيدٌ إجباريّ".
• التَّسعير الإجباريّ: (قص) التَّسعير الجبريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدولة للسلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جِبارة [مفرد]: ج جِبارات (لغير المصدر) وجَبَائرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جبَرَ.
2 - حرفة المُجبِّر ومهنته "بلغت الجِبارة في الطبّ العربيّ شأوًا بعيدًا في الدِّقَّة".
3 - (طب) جَبيرة؛ ما يُشدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "عاقته الجِبارة عن الحركة". 

جبَّار [مفرد]: ج جبَّارون وجَبَابرة:
1 - صيغة مبالغة من جبَرَ: قاهر، متسلِّط، متكبِّر، متعالٍ عن قبول الحقّ، لا يرى لأحد عليه حقًّا، مستبدّ " {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} - {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} " ° قَلْبٌ جبَّار: لا يقبل موعظة.
2 - كثير القتل مبالغ فيه " {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} ".
3 - هائل، عظيم، ضخم، عملاق "مجهود/ إنجاز/ مصنع جبَّار- إمكانات جبَّارة" ° عقلٌ جبَّار: فائقُ الذكاء.
• الجبَّار: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالي الذي لا يُنال، صاحب الجبروت والتَّكبُّر، المُصلح للأمور " {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} ". 

جَبْر [مفرد]: مصدر جبَرَ ° جبرًا: بالإكراه، عنوةً، قسْرًا.
• علم الجَبْر: (جب) فرعٌ من فروع الرِّياضيات يقوم على إحلال الرموز محلّ الأعداد المجهولة أو المعدومة.
• مَذْهب الجَبْر: (سف) مذهب يرى أصحابه أنّ العباد مُجْبَرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى "كانت الجهميّة تقول بالجَبْر". 

جَبَروت [مفرد]:
1 - قدرة طاغية، سلطة قاهرة، عظمةٌ وكِبْر "لن تُفلح إسرائيل في فرض جبروتها على الشَّعب الفلسطيني".
2 - قهر، سلطان، قدرة "سبحان ذي الجبروت والملكوت". 

جَبْريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَبْر: بالقوّة، بالقَسْر "بيع جبريّ" ° إقامة جبريَّة: فرض الإقامة على شخص سياسيّ في منزله أو في مكان يُخَصَّص له.
2 - خاصّ بعلم الجَبْر "معادلة جبريّة".
3 - (سف) من يؤمن بمذهب الجَبْر.
• المذهب الجَبْريّ: (سف) مذهب فلسفيّ يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
• التَّسْعير الجَبْريّ: (قص) التَّسعير الإجباريّ؛ السعر الرسميّ الذي تحدِّده الدَّولة للسِّلع بحيث لا يجوز للبائع أن يتعدَّاه. 

جَبْريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من جَبْر: إجبار وتسلُّط "لو كان الإسلام دين جَبْريّة وتسلُّط لفرض نفسه بحدِّ السيف".
• الجَبْريَّة:
1 - (سف) مذهب يرى أصحابه أن العباد مُجبرون على أفعالهم لا اختيار لهم فيها حيث يسندون الفعل إلى الله تعالى، وهو خلاف القدر الذي هو
 إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى.
2 - أتباع هذا المذهب. 

جُبور [مفرد]: مصدر جبَرَ. 

جَبيرة [مفرد]: ج جبيرات وجَبَائرُ: (طب) جِبارة، ما يُشَدّ على العظم المكسور من خشب وجبس ونحوهما لينجبر "وضع ذراعه المكسورة في جبيرة من الجبس". 

جبر: الجَبَّارُ: الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي.

ابن الأَنباري: الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ، ومنه جَبَّارُ

النخل. الفرّاء: لم أَسمع فَعَّالاً من أَفعل إِلا في حرفين وهو جَبَّار

من أَجْبَرْتُ، ودَرَّاك من أَدركْتُ، قال الأَزهري: جعل جَبَّاراً في

صفة الله تعالى أَو في صفة العباد من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه لا من

جَبَرَ. ابن الأَثير: ويقال جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ، وأَجْبَرَ

أَكْثَرُ، وقيل: الجَبَّار العالي فوق خلقه، وفَعَّال من أَبنية المبالغة،

ومنه قولهم: نخلة جَبَّارة، وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول. وفي حديث

أَبي هريرة: يا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الجبار دون باقي

أَسماء الله تعالى لاختصاص الحال التي كانت عليها من إِظهار العِطْرِ

والبَخُورِ والتباهي والتبختر في المشي. وفي الحديث في ذكر النار: حتى يضع

الجَبَّار فيها قَدَمَهُ؛ قال ابن الأَثير: المشهور في تأْويله أَن المراد

بالجبار الله تعالى، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: حتى يضع فيها رب

العزة قدمه؛ والمراد بالقدم أَهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه

كما أَن المؤمنين قَدَمُه الذين قدَّمهم إِلى الجنة، وقيل: أَراد بالجبار

ههنا المتمرد العاتي، ويشهد له قوله في الحديث الآخر: إِن النار قالت:

وُكّلْتُ بثلاثة: بمن جعل مع الله إِلهاً آخر، وبكل جَبَّار عنيد،

وبالمصوِّرين. والجَبَّارُ: المتكبر الذي لا يرى لأَحد عليه حقّاً. يقال:

جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة، بكسر الجيم والباء،

والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ

والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة، مثل الفَرُّوجة، والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ: هو بمعنى

الكِبْرِ؛ وأَنشد الأحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يعاتب رجلاً

كان والياً على أُوضَاخ:

فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الحصى

عَلَيْكَ، وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ

يقول: إِن عاديتني غضب عليك الخليقة وما هو في العدد كالحصى. والمتغطرف:

المتكبر. ويروى المتغترف، بالتاء، وهو بمعناه.

وتَجَبَّرَ الرجل: تكبر. وفي الحديث: سبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت؛

هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر والقَهْرِ. وفي الحديث الآخر: ثم يكون مُلْكٌ

وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. اللحياني: الجَبَّار المتكبر عن عبادة

الله تعالى؛ ومنه قوله تعالى: ولم يكن جَبَّاراً عَصِيّاً؛ وكذلك قول عيسى،

على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ولم يجعلني جباراً شقيّاً؛ أَي متكبراً

عن عبادة الله تعالى. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، حضرته

امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عاتية متكبرة. والجِبِّيرُ، مثال الفِسِّيق:

الشديد التَّجَبُّرِ. والجَبَّارُ من الملوك: العاتي، وقيل: كُلُّ عاتٍ

جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ. وقَلْبٌ جَبَّارٌ: لا تدخله الرحمة. وقَلْبٌ جَبَّارٌ:

ذو كبر لا يقبل موعظة. ورجل جَبَّار: مُسَلَّط قاهر. قال الله عز وجل:

وما أَنتَ عليهم بِجَبَّارٍ؛ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم على الإِسلام.

والجَبَّارُ: الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ. والجَبَّارُ: القَتَّال في غير

حق. وفي التنزيل العزيز: وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ؛ وكذلك

قول الرجل لموسى في التنزيل العزيز: إِن تُرِيدُ إِلا أَن تكونَ

جَبَّاراً في الأَرض؛ أَي قتَّالاً في غير الحق، وكله راجع إِلى معنى التكبر.

والجَبَّارُ: العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ؛ عن اللحياني: قال الله تعالى: إِن

فيها قوماً جَبَّارِينَ؛ قال اللحياني: أَراد الطُّولَ والقوّة

والعِظَمَ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي

فات يَدَ المُتَناول. ويقال: رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً

قويّاً، تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل. الجوهري: الجَبَّارُ من النخل ما طال

وفات اليد؛ قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه،

عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ

ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة. وفي الحديث: كَثافَةُ جلد الكافر

أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار؛ أَراد به ههنا الطويل، وقيل: الملك، كما

يقال بذراع الملك، قال القتيبي: وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام

الذراع. ابن سيده: ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت،

والجمع جَبَّار؛ قال:

فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها،

وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ

وحكى السيرافي: نخلة جَبَّارٌ، بغير هاء. قال أَبو حنيفة: الجَبَّارُ

الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه، قال: وهو أَفْتَى النخل

وأَكْرَمُه.قال ابن سيده: والجَبْرُ المَلِكُ، قال: ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن

جني قال: سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده، وليس بِقَوِيٍّ؛ قال ابن

أَحمر:

اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به،

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

قال: ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر؛ قال: حكى ذلك

ابن جني قال: وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه. التهذيب:

أَبو عمرو: يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ. قال: والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم

يكن مَلِكاً. وقال أَبو عمرو: الجَبْرُ الرجل؛ وأَنشد قول ابن أَحمر:

وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ

أَي أَيها الرجل. والجَبْرُ: العَبْدُ؛ عن كراع. وروي عن ابن عباس في

جبريل وميكائيل: كقولك عبدالله وعبد الرحمن؛ الأَصمعي: معنى إِيل هو

الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه؛ قال أَبو عبيد: فكأَنَّ معناه عبد إِيل، رجل

إِيل. ويقال: جبر عبد، وإِيل هو الله. الجوهري: جَبْرَئيل اسم، يقال هو

جبر أُضيف إِلى إِيل؛ وفيه لغات: جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل، يهمز ولا

يهمز؛ وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك:

شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ،

يَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها

قال ابن بري: ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء؛

وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال:

ويقال جِبريل، بالكسر؛ قال حسان:

وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا،

ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ

وجَبْرَئِل، مقصور: مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين، بالنون.

والجَبْرُ: خلاف الكسر، جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وجِبَارَةٍ؛ عن اللحياني. وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً

وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ. ويقال: جَبَّرْتُ الكَسِير

أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً؛ وأَنشد:

لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ،

وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها وجاحُ

ويقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَي

انجَبَر؛ وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم فقال:

قد جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

واجْتَبَر العظم: مثل انْجَبَر؛ يقال: جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر

أَي سدّ مفاقره؛ قال عمرو بن كلثوم:

مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ،

ولا سَقَى الماءَ، ولا راءَ الشَّجَرْ

معنى عال جار ومال؛ ومنه قوله تعالى: ذلك أدنى أَن لا تعولوا؛ أَي لا

تجوروا وتميلوا. وفي حديث الدعاء: واجْبُرْني واهدني أَي أَغنني؛ من جَبَرَ

الله مصيبته أَي رَدَّ عليه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه، وأَصله من

جَبْرِ الكسر.

وقِدْرٌ إِجْبارٌ: ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه

جابراً في نفسه، أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لم يصرحوا بذلك، كما

قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ؛ حكاها اللحياني.

والجَبائر: العيدان التي تشدّها على العظم لتَجْبُرَه بها على استواء،

واحدتها جِبارَة وجَبِيرةٌ. والمُجَبِّرُ: الذي يَجْبُر العظام

المكسورة.والجِبارَةُ والجَبيرَة: اليارَقَةُ، وقال في حرف القاف: اليارَقُ

الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ والجبيرة أَيضاً: العيدان التي تجبر بها العظام. وفي

حديث عليّ، كرّم الله تعالى وجهه: وجَبَّار القلوب على فِطِراتِها؛ هو من

جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب وأَثبتها على ما فطرها عليه من

معرفته والإِقرار به شقيها وسعيدها. قال القتيبي: لم أَجعله من أَجْبَرْتُ

لأَن أَفعل لا يقال فيه فَعَّال، قال: يكون من اللغة الأُخْرَى. يقال:

جَبَرْت وأَجْبَرَتُ بمعنى قهرت. وفي حديث خسف جيش البَيْدَاء: فيهم

المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وابن السبيل؛ وهذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ. أَبو

عبيد: الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب والفضة، واحدتها جِبَارة

وجَبِيرَةٌ؛ وقال الأَعشى:

فَأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا

بِ ومِعصماً، مِثْلَ الجِبَارَهْ

وجَبَرَ الله الدين جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً؛ حكاها اللحياني، وأَنشد

قول العجاج:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ

والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر.

أَبو الهيثم: جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنيته. ابن سيده: وجَبَرَ

الرجلَ أَحسن إِليه. قال الفارسي: جَبَرَه أَغناه بعد فقر، وهذه أَليق

العبارتين. وقد استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُها أَي لا

مَجْبَرَ منها.

وتَجَبَّرَ النبتُ والشجر: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وظهرت فيه المَشْرَةُ وهو

يابس، وأَنشد اللحياني لامرئ القيس:

ويأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً،

تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ، فَهْوَ نَمِيصُ

قوّ: موضع. واللعاع: الرقيق من النبات في أَوّل ما ينبت. والرِّبَّةُ:

ضَرْبٌ من النبات. والنَّمِيصُ: النبات حين طلع ورقة؛ وقيل: معنى هذا

البيت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعدما كان رعي، يعني الرَّوْضَ. وتَجَبَّرَ

النبت أَي نبت بعد الأَكل. وتَجَبَّر النبت والشجر إِذا نبت في يابسه

الرَّطْبُ. وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قليلاً بعد الأَكل. قال: ويقال

للمريض: يوماً تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه؛ معنى قوله متجبراً

أَي صالح الحال. وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً: أَصابه، وقيل: عاد إِليه ما ذهب

منه؛ وحكى اللحياني: تَجَبَّرَ الرجُل، في هذا المعنى، فلم يُعَدِّه.

التهذيب: تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب.

والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً، وكنيته أَيضاً أَبو جابر. ابن سيده:

وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة؛ وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد

الكسر.وجابِرَةُ: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه وسلم، كأَنها جَبَرَتِ

الإِيمانَ. وسمي النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة بعدة أَسماء: منها

الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ. وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً

وجُبُوراً وأَجْبَرَه: أَكرهه، والأَخيرة أَعلى. وقال اللحياني: جَبَرَه لغة

تميم وحدها؛ قال: وعامّة العرب يقولون: أَجْبَرَهُ. والجَبْرُ: تثبيت وقوع

القضاء والقدر. والإِجْبارُ في الحكم، يقال: أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على

الحكم إِذا أَكرهه عليه.

أَبو الهيثم: والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ على

الذنوب أَي أَكرههم، ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم

ما العبادُ. وأَجْبَرْتُهُ: نسبته إلى الجَبْرِ، كما يقال أَكفرته: نسبته

إِلى الكُفْرِ. اللحياني: أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ، وهو

كلام عامّة العرب، أَي أَكرهته عليه. وتميم تقول: جَبَرْتُه على الأَمر

أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً؛ قال الأَزهري: وهي لغة معروفة. وكان الشافعي

يقول: جَبَرَ السلطانُ، وهو حجازي فصيح. وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ

لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ، فهما لغتان جيدتان: جَبَرْتُه

وأَجْبَرْته، غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد

كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته، وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على

الإِكْراه، ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ، قال:

وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ

بالغِنَى، وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير، وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه،

كما قال العجاج:

قد جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ

والجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ. والجبرية، بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّة،

وهو كلام مولَّد.

وحربٌ جُبَارٌ: لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ. والجُبَارُ من الدَّمِ:

الهَدَرُ. وفي الحديث: المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ

جُبَارٌ؛ قال:

حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّهُ

ظَلَفٌ، ما زال منَّا، وجُبَار

وقال تَأَبَّط شَرّاً:

بِهِ من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها

جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ

جُبَارٌ يعني سيلاً. كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ: جُبَارٌ. التهذيب:

والجُبارُ الهَدَرُ. يقال: ذهب دَمُه جُبَاراً. ومعنى الأَحاديث: أَن تنفلت

البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر،

وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ،

والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر. وفي الصحاح: إِذا انهار على

من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه. وفي الحديث: السائمةُ جُبَار؛

أَي الدابة المرسَلة في رعيها.

ونارُ إِجْبِيرَ، غير مصروف: نار الحُباحِبِ؛ حكاه أَبو علي عن أَبي

عمرو الشيباني. وجُبَارٌ: اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم

القديمة؛ قال:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي

بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ

أَو التَّالي دُبارِ، فإِنْ يَفُتْنــي،

فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ

الفراء عن المُفَضَّل: الجُبَارُ يوم الثلاثاء. والجَبَارُ: فِناءُ

الجَبَّان. والجِبَارُ: الملوك، وقد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار. قيل:

الجَبَّارُ المَلِكُ واحدهم جَبْرٌ. والجَبَابِرَةُ: الملوك، وهذا كما يقال هو كذا

وكذا ذراعاً بذراع الملك، وأَحسبه ملكاً من ملوك العجم ينسب إِليه

الذراع.

وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ: أَسماء، وحكى ابن

الأَعرابي: جِنْبَارٌ من الجَبْرِ؛ قال ابن سيده: هذا نص لفظه فلا أَدري من

أَيِّ جَبْرٍ عَنَى، أَمن الجَبْرِ الذي هو ضدّ الكسر وما في طريقه أَم

من الجَبْرِ الذي هو خلاف القَدَرِ؟ قال: وكذلك لا أَدري ما جِنْبَارٌ،

أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص؟ ولولا أَنه قال جِنْبَارٌ، من

الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعي ولقلت: إِنها لغة في الجِنبَّارِ الذي هو فرخ

الحُبَارَى أَو مخفف عنه، ولكن قوله من الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثلاثي، والله

أَعلم.

جبر

1 جَبَرَ, (S, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, Msb, K, &c.) and جُبُورٌ, (M, K,) which latter, accord. to MF, is an inf. n. of the intrans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the trans. verb also, (TA,) and جِبَارَةٌ, (Lh, K,) He set a bone; reduced it from a fractured state; (S, A, Msb, K, &c.;) as also ↓ جبّر, (A, IAmb, K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر, (Ibn-Talhah, MF, TA,) but this is extremely strange, and not found in the lexicons of celebrity, (MF,) and not heard by AO; (TA;) [and ↓ اجتبر.] One says also, يَدَهُ ↓ جبّر, (A, IAmb,) or جَبَرَهَا, (Msb,) He (a bone-setter) set his arm, or reduced it from a fractured state: (A:) or put upon it the جَبِيرَة [or splints]. (Msb.) b2: Hence, (TA,) جَبَرَ, (AAF, M, K, &c.,) inf. n. جَبْرٌ (S, A, K) and جُبُورٌ [but respecting this latter see above] and جِبَارَةٌ; (K;) and ↓ جبّر, (K,) inf. n. تَجْبِيرٌ; (TA;) and ↓ اجبر; (Ibn-Talhah, MF, TA; [but respecting this form see above;]) and ↓ اجتبر; (K;) (tropical:) He restored a man from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (AAF, S, A, K, &c.:) or he benefited a poor man; conferred a benefit, or benefits, upon him: (M, K:) but the former is the more appropriate explanation: (AAF, TA:) and this signification is tropical; (IDrst, MF, TA;) the poor man being likened to one who has a broken bone, and his restoration to wealth, or competence, being likened to the setting of the bone; wherefore he is called فَقِيرٌ, as though the vertebræ of his back were broken: (IDrst, TA:) in the A it is mentioned as proper, not tropical; but the author of the A afterwards mentions جَبَرْتُ فُلَانًا as tropical in the sense of نَعَشْتُهُ (tropical:) [I recovered such a one from his embarrassment, &c.; repaired his broken fortune, or his condition]. (TA.) One says also, جَبَرْتُ فَاقَةَ الرَّجُلِ (tropical:) [I repaired the broken fortune of the man;] I restored the man to wealth, or competence, or sufficiency. (A Heyth, TA.) And جَبَرْتُ اليَتِيمَ (assumed tropical:) [I put the affairs of the orphan into a right, or good, state: or] I gave to the orphan. (Msb.) And جَبَرَ (tropical:) He restored anything to a sound, right, or good, state. (IDrst, TA.) And جَبَرَهُ اللّٰهُ (assumed tropical:) [May God render him sound, and strong]: said in relation to a child. (S and K in art. زرع.) And جَبَرْتُ نِصَابَ الزَّكَاةِ بِكَذَا (assumed tropical:) I made the amount of the property equal to that which renders it incumbent on the possessor to pay the poor-rate, by [adding] such a thing: the name of that thing is جبران [app. ↓ جُبْرَانٌ]: and the person who does this is termed ↓ جَابِرٌ. (Msb.) A2: جَبَرَ also signifies He compelled, or constrained, another. (B.) You say, جَبَرَهُ عَلَى الأَمْرِ, (Lh, Az, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جَبْرٌ and جُبُورٌ, (Msb,) a chaste form of the verb, of the dial. of El-Hijáz, (Az, TA,) or of the Benoo-Temeem and of many of the people of El-Hijáz, (Msb,) or of Temeem alone; (Lh, TA;) [but said in the Mgh to be of weak authority;] and ↓ اجبرهُ; (Th, S, Msb, K, &c.;) both these forms of the verb mentioned by Az, Fr, A 'Obeyd, and others, (Msb,) but the latter is the form used by the generality of the Arabs, (Lh, TA,) and by the grammarians [in general]; (TA;) He compelled him, against his will, to do the thing: (Lh, Th, Az, S, Msb, K:) ↓ إِجْبَارٌ originally signifying the inciting, urging, or inducing, another to restore a thing to a sound, right, or good, state. (B.) And عَلَى الحُكْمِ ↓ اجبرهُ He (a judge) compelled him to submit to, or to perform, the sentence. (L.) A3: Also جَبَرَ, [aor. ـُ inf. n. جُبُورٌ (S, Msb, K) and جَبْرٌ, (Msb, K,) which latter, accord. to MF [and the Mgh], is an inf. n. of the trans. verb only, but it has been heard as an inf. n. of the intrans. verb also; (TA;) and ↓ انجبر, (T, S, K,) and ↓ اجتبر, (T, S,) and ↓ تجبّر; (K;) It (a bone) became set, or reduced from a fractured state. (T, S, Msb, K.) b2: And [hence,] the first of these verbs, with the same inf. ns.; (K;) and ↓ اجتبر, (S, * K,) and ↓ انجبر, and ↓ تجبّر, and ↓ استجبر; (K;) (tropical:) He (a poor man, K, and an orphan, TA) became restored from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (S, * K:) or received a benefit, or benefits: (K:) ↓ اجتبر is syn. with انتعش (tropical:) [he recovered, or became recovered, from his embarrassment, &c.]. (A.) [And (assumed tropical:) It (anything) became restored to a sound, right, or good, state.] El-' Ajjáj has used جَبَرَ transitively and intransitively in the same sentence, saying, قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلَاهُ فَجَبَرْ [(assumed tropical:) God hath restored the religion to a sound, right, or good, state, and it hath become restored thereto]: (S:) or, accord. to some, the second verb is corroborative of the first; the meaning being, God hath desired, or purposed, to restore the religion, &c., and hath completed its restoration. (B.) 2 جَبَّرَ see 1, in three places.4 أَجْبَرَ see 1, in five places.

A2: اجبرهُ also signifies He imputed to him [the tenet of] الجَبْر; (S, * L, K; *) he called him a جَبَرِىّ: (L:) like as اكفرهُ signifies “ he imputed to him infidelity. ” (S.) 5 تجبّر: see 1, latter part, in two places. Also (tropical:) What had gone from him (a man) returned to him: (K:) or some of his property that had gone from him returned to him. (T, TA.) (assumed tropical:) He (a sick man) became in a good state. (K.) (assumed tropical:) It (a plant, TA, and a tree, K) became green, and put forth leaves (K, TA) and fresh green twigs, when dry: produced fresh shoots in its dry parts: (TA:) it (herbage) became somewhat restored to a good state after having been eaten: (K, * TA:) or grew after having been eaten. (S.) b2: He (a man, S) magnified himself; behaved proudly, haughtily, or insolently. (S, A, K.) A2: (assumed tropical:) He (a man) obtained wealth, or property: (K:) but Lh explains it as meaning, intransitively, he obtained wealth, or property. (TA.) 7 إِنْجَبَرَ see 1, latter part, in two places.8 إِجْتَبَرَ see 1, in five places. You say also, أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ لَا يَجْتَبِرُهَا [(assumed tropical:) A calamity befell him from which he will not recover]; i. e. مِنْهَا ↓ لَا مَجْبَرَ [(assumed tropical:) there is no recovering from it]. (TA.) 10 إِسْتَجْبَرَ see 1, latter part.

A2: استجبرهُ (tropical:) He exerted himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to him, taking care of him, or putting his affairs into a right, or proper, state. (A.) جَبْرٌ, in computation, (assumed tropical:) The addition of something for the purpose of reparation. (TA.) [Hence, الجَبْرُ (assumed tropical:) Algebra; more commonly called الجَبْرُ وَالمُقَابَلَةُ perfective addition and compensative subtraction; or restoration and compensation; because of the frequency of these operations in the reduction of equations.]

A2: The contr. of قَدَرٌ: (S, Msb, K:) it is the assertion that God compels his servants, or mankind, to commit acts of disobedience; (Msb;) the virtual denial that actions proceed from man, and attributing them to God; the sect that hold the tenet thus termed asserting that man, with respect to his actions, is like the feather suspended in the air; whereas قَدَرٌ signifies the “ virtual attributing of optional, or voluntary, actions to man; asserting that man creates his own optional, or voluntary, actions: ” (IbrD:) A 'Obeyd says that it is a post-classical term. (S.) A3: A king; (AA, T, M, K;) of uncertain derivation: (M:) and a slave, or servant: (A 'Obeyd, Kr, K, &c.:) thus bearing two contr. significations: (K:) and a man: (AA, A 'Obeyd, K, &c.:) [see جَبْرَئِيلُ:] and a young man: and [a] courageous [man]. (K.) A4: [Also, app., Aloes-wood: الجَبْرُ is explained in the K as signifying العُودُ, which means wood in general, as well as aloes-wood in particular; and to this is added in the TA, الذى يُجْبَرُ بِهِ, as though the meaning were the wood with which one sets bones; but I think that يُجْبَرُ is a mistranscription for يُجَمَّرُ; and that the meaning is aloes-wood with which one fumigates.]

جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبَرُوَّةٌ and جَبْرُوَّةٌ and جَبَرُوتٌ &c.: see what next follows.

جَبَرِيَّةٌ (S, K) and جَبْرِيَّةٌ and جِبْرِيَّةٌ and جِبِرِيَّةٌ and ↓ جِبْرِيَآءُ (K) and ↓ جَبَرِيَّآءُ (Aboo-Nasr, TA) and ↓ جَبَرُوَّةٌ (S, K) and ↓ جَبْرُوَّةٌ (K) and ↓ جَبَرُوتٌ (S, Msb, K, one of the forms most known, of the measure فَعَلُوتٌ, like مَلَكُوتٌ and رَهَبُوتٌ and رَغَبُوتٌ and رَحَمُوتٌ, said to be the only other words of this measure, though, as MF says, this requires consideration, TA) and ↓ جُبْرُوتٌ (K) and ↓ جَبْرَؤُوتٌ (Et-Tedmuree, TA) and ↓ جَبَرُوتَى (K, like رَحَمُوتَى, [&c.], TA) and ↓ جَبُّورَةٌ (S, K) and ↓ جَبُّورٌ (Lh, Kr) and ↓ جُبُّورٌ (Lh, TA) and ↓ جُبُورَةٌ and ↓ تَجْبَارٌ, (K,) all inf. ns., (TA,) [or simple substs.,] meaning The quality denoted by the epithet جَبَّارٌ; (K;) i. e. self-magnification, pride, haughtiness, or insolence; or proud, haughty, or insolent, behaviour; (S, Msb, K;) &c. (K, TA.) Hence, مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَهَا مُلْكٌ جَبَرِيَّةً [There has been no prophetic office but a kingly office has succeeded in its place through some one's selfmagnification, pride, haughtiness, or insolence]; i. e., but kings have magnified themselves, or behaved proudly or haughtily or insolently, after it. (A, TA.) A2: الجَبَرِيَّةُ (S, K) and الجَبْرِيَّةُ, (Th, Msb,) or the latter is a mispronunciation, or is the correct form, (K,) and the former is so pronounced in order to assimilate it to القَدَرِيَّةُ; (Msb, K; *) the latter is the pronunciation of the scholastic theologians of the persuasion of EshSháfi'ee (El-Háfidh in the “ Tabseer,” B) in old times, but the term used in the conventional language of the modern scholastic theologians is ↓ المُجْبَرَةُ; (B;) and الجبريّة, also, is a postclassical term; (TA;) The contr. of القَدَرِيَّةُ; (S, K;) the sect who hold the tenet termed جَبْرٌ [q. v.]; (Msb;) a sect of those who follow their own natural desires, whose founder was El-Hoseyn Ibn-Mohammad En-Nejjár El-Basree, who assert that man has no power; that [what are termed] voluntary motions are of the same predicament as a tremour; though this does not oblige them to deny the imposition of duties; (Lb, TA;) a sect who assert that God compels his servants, or mankind, to commit sins: (AHeyth, TA:) n. un. ↓ جَبَرِىٌّ or جَبْرِىٌّ. (Msb.) جَبْرَالُ and جِبْرَالُ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبْرَانٌ: see 1.

جِبْرِيلُ and جَبْرِيلُ &c: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِينُ and جَبْرِينُ: see جَبْرَئِيلُ.

جِبْرِيَآءُ and جَبَرِيَّآءُ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبْرَئِيلُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., because having the quality of a proper name and that of a foreign word, or being a compound regarded as forming a single word, as some say, (TA,) originally Syriac, or Hebrew, [?,] (Esh-Shiháb [El-Khafájee],) A proper name of an angel; (TA;) [Gabriel: and also, of a man:] signifying the servant of God: (A 'Obeyd, S, Msb, K, TA:) or (rather, TA) the man of God: (A 'Obeyd, TA:) being said to be composed of جَبْرٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ servant,” or “ slave,” (Msb, TA,) or rather “ man,” (TA,) and إِيلٌ, (S, Msb, TA,) signifying “ God: ” (Msb, TA:) or both together signify the servant of the Compassionate: or the servant of the Mighty, or Glorious: (TA:) this form of the word is of the dialects of Keys and Temeem: (TA:) and there are other dial. vars.; namely, ↓ جَبْرَيِيلُ, without ء , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (S, K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , and ↓ جَبْرَئِلُ , and ↓ جَبْرَائِيلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِيلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جَبْرَائِلُ , (K,) and ↓ جَبْرَايِلُ , (Es-Suyootee, TA,) and ↓ جِبْرِيلُ, (S, Msb, K, which is the form most known and most chaste, and is of the dial. of El-Hijáz, TA,) and ↓ جَبْرِيلُ, (Msb, K, reckoned of weak authority by Fr, because the measure فَعِّيل [or فَعْلِيل] does not exist in the language, for as to سَمْوِيل, mentioned by Esh-Shiháb as against the objection of Fr, it is of the measure فَعْوِيل, MF, TA,) and ↓ جَبْرَيْلُ, and ↓ جَبْرَالُ, and ↓ جِبْرَالُ, (K,) and ↓ جِبْرِينُ, and ↓ جَبْرِينُ, (S, K,) and ↓ جَبْرَائِينُ. (Es-Suyootee, MF.) جَبْرَيِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِلُ and جَبْرَايِلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِيلُ and جَبْرَايِيلُ: see جَبْرَئِيلُ.

جَبْرَائِينَ: see جَبْرَئِيلُ.

جُبَارٌ A thing of which no account, or for which no revenge or retaliation or mulct, is taken. (S, A, Msb, K, TA.) You say, ذَهَبَ دَمَهُ جُبَارًا His blood went unrevenged, unretaliated, or unexpiated by a mulct. (S, A.) And جُرْحٌ جُبَارٌ A wound for which is no retaliation, nor any expiatory mulct. (A, TA.) And حَرْبٌ جُبَارٌ A war in which is no retaliation, (K, TA,) nor any expiatory mulct. (TA.) And المَعْدِنُ جُبَارٌ [The mine is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if the mine fall in upon him who is working in it, and he perish, his hirer is not to be punished for it. (S and Msb from a trad.) And البِئْرُ جُبَارٌ [The well is a thing for which no mulct is exacted]: i. e., if a man fall into an ancient well, and perish, his blood is not to be expiated by a mulct: (TA:) or, as some say, it relates to a hired man's descending into a well to cleanse it, or to take forth something from it, if he fall into it and die. (TA in art. بأر.) And جُرحُ العَجُمَآءِ جُبَارٌ The wound of the speechless beast, if it get loose and wound a man or other thing while loose, is a thing for which no retaliation or expiatory mulct is exacted. (T, A, * Msb. *) b2: Clear, or quit, of a thing: so in the saying, أَنَا مِنْهُ خَلَاوَةٌ وُجُبَارٌ [I am clear, or quit, of it]. (K. [See also فَالِجٌ.]) A2: A torrent. (K.) b2: Anything that corrupts, or mars, and destroys; (so accord. to some copies of the K, and the TA;) as the torrent, &c.: (TA:) or anything that is corrupted, or marred, and destroyed. (So accord. to other copies of the K.) A3: Tuesday; (S, K;) an ancient name thereof, (S,) used in the Time of Ignorance; (TA;) as also ↓ جِبَارٌ. (K.) جِبَارٌ: see what next precedes.

جِبَارَةٌ and ↓ جَبِيرَةٌ Splints; pieces of wood with which bones are set, or reduced from a fractured state: (S, K:) or bones which are put upon a diseased part of the person, to reduce it to a sound state: pl. جَبَائِرُ. (Msb.) b2: Also, both words, A wide bracelet; syn. يَارَقٌ: (S, K:) a bracelet (سِوَار) of gold or silver: pl. جَبَائِرَةٌ [or جَبَائِرُ, as above?]. (A 'Obeyd, TA.) جُبُورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَبِيرَةٌ: see جِبَارَةٌ.

جَبَّارٌ One who magnifies himself, or behaves proudly or haughtily or insolently, and does not hold any one to have any claim upon him, or to deserve anything of him: (K:) one who slays when in anger: (S, A:) one who slays unjustly: (K:) imperious, or domineering, by absolute force and power; overbearing; tyrannical; a tyrant: (TA:) any one who exalts himself, or is insolent and audacious, in pride and in acts of rebellion or disobedience; who is bold, or audacious, and immoderate, inordinate, or exorbitant; or excessively, immoderately, or inordinately, proud, or corrupt, or unbelieving, or disobedient, or rebel-lious; or who exalts himself and is inordinate in infidelity; or who is extravagant in acts of disobedience and in wrongdoing; or who is refractory, or averse from obedience; (K, * TA;) as also ↓ جِبِّيرٌ: (K:) or this latter signifies one who magnifies himself much, or behaves very proudly or haughtily or insolently: (S:) and the former, one who proudly, haughtily, or insolently, disdains the service of God: (Lh, TA:) fem. with ة: pl. masc. جَبَّارُونَ and جَبَابِرَةٌ. (A, TA.) b2: الجَبَّارٌ [A name of] God; so called because of his magnifying Himself [above every other being], (K,) and his highness: (TA:) meaning the Compeller of his creatures to do whatsoever He willeth: (Bd and Jel in lix. 23:) or the Compeller of his creatures to obey the commands and prohibitions which He pleaseth to impose upon them: (Msb, TA:) accord. to Fr, from أَجْبَرَ, and the only instance known to him of an epithet of the measure فَعَّالٌ from a verb of the measure أَفْعَلَ except دَرَّاكٌ [q. v.] from أَدْرَكَ: (Az, TA:) or, accord. to Fr, from جَبَرَ as syn. with أَجْبَرَ: (Msb:) it is also explained as meaning the Supreme; the High above his creatures: (Az, TA:) or the Unattainable; and hence applied to the palm-tree [of which the branches cannot be reached by the hand]: (IAmb, TA:) or it may signify (tropical:) the Restorer of the poor to wealth or competence or sufficiency. (Az, TA.) [God is also called] جَبَّارُ القُلُوبِ عَلَى فِطَرَاتِهَا (assumed tropical:) The Establisher of hearts according to their natural constitutions which He hath given them in the mothers' wombs, disposing them to know Him and to confess Him, both the unfortunate of them and the fortunate. (TA from a trad. of 'Alee.) b3: Also (tropical:) A name of الجَوْزَآءُ [the constel-lation Orion]; (A, K;) because it is [represented] in the form of a crowned king upon a throne. (A.) b4: ذِرَاعُ الجَبَّارِ (assumed tropical:) The cubit of the king: (A, TA:) or the long cubit: or, as KT thinks, by الجبّار is here meant a certain foreign king whose fore arm was of full length. (TA.) b5: قَلْبٌ جَبَّارٌ (tropical:) A heart that receives not admonition: (A:) or that admits not compassion. (K.) b6: جَبَّارٌ, (Seer, K,) without ة, (Seer, TA,) applied to a palm-tree (نَخْلَةٌ), signifies (tropical:) Tall and young; (Seer, K, TA;) as also ↓ جُبَّارٌ: (K:) or is applied to palmtrees collectively (نَخْلٌ), and signifies tall, and above the reach of the hand; (T, S;) and the epithet applied to a single palm-tree is with ة; (S, A;) in this sense; meaning less than سَحُوقٌ: (A:) or, with ة, it signifies a young palm-tree, that has attained its utmost height and has borne fruit: (M:) or that has been ascended [for the purpose of cutting off its fruit], and retains its excellence, surpassing therein other palm-trees. (AHn, TA.) b7: Also, hence, as Az thinks, (TA,) (tropical:) Huge, tall, and strong; a giant. (T, A, * K.) b8: And, with ة, (S, A,) and also without ة, (A,) applied to a she-camel, (tropical:) Great (S, A) and fat. (S.) جُبَّارٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورٌ and جُبُّورٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جِبِّيرٌ: see جَبَّارٌ.

جَبُّورَةٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

جَابِرٌ, (S,) and جَابِرُ بْنُ حَبَّةَ, (S, A, K,) names of (tropical:) Bread; (S, A, K;) and أَبُو جَابِرٍ is a surname thereof; (S, K;) and so أُمُّ جَابِرٍ: which last also signifies the ear of corn: (T in art. ام:) and i. q. الهَرِيسَةُ [grain, or wheat, bruised, or brayed, and then cooked]. (Har p. 227.) b2: فُلَانٌ جَابِرٌ لِى i. q. ↓ مُسْتَجْبِرٌ (tropical:) [Such a one exerts himself much, or exceedingly, or to the utmost, in paying frequent attention to me, taking care of me, or putting my affairs into a right, or proper, state]. (A.) b3: See also 1.

تَجْبَارٌ: see جَبَرِيَّةٌ.

مَجْبَرٌ [an inf. n. of 1]: see 8.

المُجْبَرَةُ: see جَبَرِيَّةٌ.

مُجَبِّرٌ One who sets bones, or reduces them from a fractured state; a bone-setter. (S, A, K.) مَجْبُورَةٌ A woman possessed by a jinnee, or genie; syn. مَجْنُونَةٌ; but this is held to be of weak authority. (Mgh.) المُتَجَبِّرُ The lion. (K.) مُسْتَجْبِرٌ: see جَابِرٌ.
(جبر) - قَولُه تَعالَى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} .
قال الجَبّان: أَصْلُ جَبْرَئِيل كَفْرئِيل ومَعْناه: عَبدُ اللهِ القادِر، وليس بعربي الأَصْل. وقيل: مَعْناه: رَجل الله. - ومنه حدِيث خَسْفِ جَيْشِ البَيْداء: "فِيهِم المُسْتَبْصِرُ، والمَجْبُور، وابنُ السَّبيل"
وهذا من جَبَرت، لا من أَجْبَرْت.
ج ب ر

جبر المجبر يده فجبرت. قال العجاج:

قد جبر الدين إلا له فجبر

ومسح على الجبائر، وليس الجبائر، وهي الأسورة، وقيل الدماليج، والواحدة فيهما جبارة وجبيرة. وذهب دمه جبارا، و" جرح العجماء جبار " وهو جبار من الجبابرة، وقد تجبر، وويل لجبار الأرض من جبار السماء. وفيه جبرية، وقوم جبرية، وفيهم جبرية. وهو كذا ذراعاً بذراع الجبّار أي بذراع الملك.

وفي الحديث: " دعوها فإنها جبارة " وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية أي إلا تجبر الملوك بعدها.

ومن المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد، وهي دون السحوق. وناقة جبار: عظيمة، بغير تاء. وقد فسر قوله تعالى: " قوماً جبارين " بعظام الأجرام. وقلب جبار: لا يقبل موعظة وطلع الجبار أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي. وقلبي إلى جابر بن حبة وهو الخبز. قال:

فلا تلوميني ولومي جابراً ... فجابر كلفني الهواجرا

وجبر الله يتمه، وجبرت الفقير: أغنيته، شبه فقره بانكسار عظمه. وفي الدعاء: اللهم اجبرنا. وجبرت فلاناً فاجتبر أي نعشته فانتعش. قال:

من عال منا بعدها فلا اجتبر

واستجبرته إذا بالغت في تعهده، وفلان جابر لي مستجبر. وقال الراعي:

أعبد بن حار للدموع البوادر ... وللجد أمسى عظمه في الجبائر

أي عثر فتكسر حتى احتاج إلى المجبر، وهو من المجاز الحسن.

خلب

(خلب) : والخِلْبُ: وَرَقُ الكَرْم.
(خلب) الشَّيْء وشاه بصور المخالب وطينه
خ ل ب

خلبه بمنطقه خلابة، واختلبه اختلاباً. وامرأة خلاّبة وخلوب. وفلانة قلبت قلبي، وخلبت خلبي؛ وهو حجاب الكبد. وهو خلب نساء.

ومن المجاز: برق خلب: لا غيث معه. قال:

لم يكُ معروفك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معه

وأنشب فيه خالبه إذا تعلق به.
(خلب)
الشَّيْء خلبا أَخذه بالمخلب والنبات قطعه وَالْجَلد وَنَحْوه خدشه أَو شقَّه بظفره والحية فلَانا عضته وَفُلَانًا خلبا وخلابا وخلابة خدعه وَفتن قلبه فَهُوَ خالب (ج) خلباء وخلبة وَهُوَ أَيْضا خلاب وخلبوت وَهِي خالبة (ج) خوالب وَهِي أَيْضا خلابة وخلوب وخلبوت وخلبة

(خلب) خلبا حمق وخرق فِي عمله فَهُوَ أخلب وَهِي خلباء (ج) خلب
(خلب) - في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وإن كان أَسرعَ من البَرْقِ الخُلَّب".
الخُلَّب: السحاب يُومِضُ حتَّى يُرجَى مَطرُه، ثم يُخلِف وينصَرِف، ولَعلَّه من الخِلابَة، وهي الخِداع بالقَول اللَّطِيف. يقال: "إذا لم تَغْلِب فاخْلُب" .
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، في شعر:
* في عَينِ ذِي خُلُبٍ وَثأْطٍ حَرْمَدِ * قال: الخُلُب في لُغَتِنا: الطِّينِ.

خلب


خَلَبَ(n. ac.
خَلْب)
a. Scratched, rent, tore.
b.(n. ac. خَلْب
خِلَاْب), Deceived, beguiled.
خَلَّبَخَاْلَبَإِخْتَلَبَa. Deceived, beguiled.

خِلْب
(pl.
أَخْلَاْب)
a. Claw, talon.
b. Diaphragm, midriff.

مِخْلَب
(pl.
مَخَاْلِبُ)
a. Claw, talon.
b. Reaping-hook.

خَاْلِب
(pl.
خَلَبَة)
a. Deceitful; deceiver.

خِلَاْبَةa. Flattery, blandishment.

خَلُوْب
خَلَّاْب
28a. Archdeceiver.

خُلَابِس
a. Flattering, honey-sweet speeches.
b. Falsehood.

خَلَابِيْس
a. Falsehoods.
b. Swindles.
c. Failures.

خَلَنْبُوْس
a. Flint.
خ ل ب : خَلَبَهُ يَخْلِبُهُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ إذَا خَدَعَهُ وَالِاسْمُ الْخِلَابَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَاعِلُ خَلُوبٌ مِثْلُ: رَسُولٍ أَيْ كَثِيرُ الْخِدَاعِ وَخَلَبْتُ النَّبَاتَ خَلْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَهُوَ لِلطَّائِرِ وَالسَّبُعِ
كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِمِخْلَبِهِ الْجِلْدَ أَيْ يَقْطَعُهُ وَيُمَزِّقُهُ وَالْمِخْلَبُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِنْجَلٌ لَا أَسْنَانَ لَهُ. 
خ ل ب: (الْخِلَابَةُ) الْخَدِيعَةُ بِاللِّسَانِ وَبَابُهُ كَتَبَ وَ (اخْتَلَبَهُ) أَيْضًا. وَرَجُلٌ (خَلَّابٌ) وَ (خَلَبُوتٌ) أَيْ خَدَّاعٌ كَذَّابٌ. وَالْبَرْقُ (الْخُلَّبُ) وَالسَّحَابُ الْخُلَّبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ كَأَنَّهُ خَادِعٌ. وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنْ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ. وَيُقَالُ أَيْضًا: بَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ. وَ (الْمِخْلَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ لِلطَّائِرِ وَالسِّبَاعِ كَالظُّفُرِ لِلْإِنْسَانِ. وَ (خَلَبَ) النَّبَاتَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (اسْتَخْلَبَهُ) قَطَعَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ» أَيْ نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَنَأْكُلُهُ. 
(خ ل ب) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ» أَيْ عَنْ أَكْلِهِ وَالْمِخْلَبُ لِلطَّائِرِ كَالظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ وَالْمُرَادُ بِهِ مِخْلَبٌ هُوَ سِلَاحٌ وَهُوَ مِفْعَلٌ مِنْ الْخَلْبِ وَهُوَ مَزْقُ الْجِلْدِ بِالنَّابِ وَانْتِزَاعُهُ (قَالَ اللَّيْثُ) وَالسَّبُعُ يَخْلِبُ الْفَرِيسَةَ إذَا شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ أَوْ فَعَلَهُ الْجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ (وَمِنْهُ الْمِخْلَبُ) الْمِنْجَلُ بِلَا أَسْنَانٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ هَذَا التَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الْإِمَالَةِ لِأَنَّ الطَّائِرَ يَخْلِبُ بِهِ الشَّيْءَ إلَى نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ وَمِنْ الْبَابِ الْخِلَابَةُ الْخِدَاعُ يُقَالُ خَلَبَهُ بِمَنْطِقِهِ إذَا أَمَالَ قَلْبَهُ بِأَلْطَفِ الْقَوْلِ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْأَوَّلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقِيلَ هُمَا مِنْ كِلَا الْبَابَيْنِ.
خلب: خَلَب: أرخى القوس (فوك).
وخلب: سايف، لعب بالسيف والترس (فوك).
وخلب: جذب، فتن، استمال (فوك).
وخلب: ربط، شدّ، أوثق (ميهرن ص27).
وأخلب وانخلب، ذكرتا في معجم فوك في مادة decipere.
اختلب: خلب، أخذه بالمخلب، وخدش أو شق بظفره (بوشر).
خلبة: حبل من ليف النخل (ميهرن ص27).
خّلوب: كلام خلوب: كلام فّتان. ويقال للرجل الذي يفتن النساء ويأخذ بمجامع قلوبهن بسحر كلامه: خلوب الكلام (رسالة إلى فليشر ص64).
خُلّب ويجمع على خُلّبات ويستعمل مجازاً بمعنى خديعة، خداع، غرور (معجم اللطائف).
خَلاّبَة: فاتنة، فتانة، جذابة (رسالة إلى فليشر ص63).
وفي المعجم اللاتيني Fallacia: خديعة وخَلاَّبة.
مِخْلب: كُلاّب لتعليق اللحم. ففي الجوبري (ص85 و): ثم أخرج صنارة على مقال مخالب القصّاب ثم علق بها ذيل الصبي.
مخلب العُقاب الأبيض: نبات اسمه العلمي: orobus tuberosus ( ابن البيطار 1: 37). مِخلاب ويجمع على مخاليب: مِخلب، برثن. (بوشر، كليلة ودمنة ص157).
ومِخلاب: صيصة الديك، شوكة الديك وغيره من الطيور (الكالا).
خلب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا سميت محفّلة لِأَن اللَّبن قد حفّل فِي ضرْعهَا وَاجْتمعَ وكل شَيْء كثّرته فقد حفّلته وَمِنْه قيل: قد احتفل الْقَوْم إِذا اجْتَمعُوا كَثُرُوا وَلِهَذَا سمي محفل الْقَوْم وَجمع المحفل محافل. وَقَوله: [لَا -] خِلابة يَعْنِي الخداع يُقَال مِنْهُ: خلبتَه أخلُبه خِلابة إِذا خدعته. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ يُخدع فِي البيع فَقَالَ لَهُ [رَسُول الله - صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِذا بايعتَ فَقل: لَا خِلابة. وَفِي حَدِيث [الْمُصراة والمحفّلة -] أصل لكل من بَاعَ سلْعَة وَقد زينها بِالْبَاطِلِ أَن البيع مَرْدُود إِذا علم بِهِ المُشْتَرِي [لِأَنَّهُ غش وخِداع -] . وَقَوله: ويردّ مَعهَا صَاعا كَأَنَّهُ إِنَّمَا جعله قيمَة لما نَالَ المُشْتَرِي من اللَّبن وَكَانَ أَبُو يُوسُف [يَقُول: إِنَّمَا -] عَلَيْهِ الْقيمَة.
خلب
الخَلْبُ: ضَرْبٌ من مَزْق الجِلْدِ بالناب كفِعْل السَّبُع بالفَرِيْسَة. ولكُل طائرٍ من الجَوارِح مِخْلَبٌ. وعُقَابٌ مُخْلِبَةٌ: حَدِيدة المَخالب.
والمِخْلَبُ: المِنْجَل.
والخُلُبُ: وَرَقُ الكَرْم ونحوِه. وحَبْلٌ صُلْبُ الفَتْل دَقيقٌ من لِيْفٍ. وطِيْنُ الحَمْأة.
والخِلاَبُ: المُخادَعَةُ وهو أنْ تَخْلُبَ المَرْأةُ قَلْبَ الرجُل بألْطَفِ القَول وأخْلَبِه. ويقولون: إِذا لم تَغْلِبْ فاخْلُبْ. وامْرَأَةٌ خَلاّبةٌ وخَلُوبٌ. وخَلَبوت: ذو خَدِيعةٍ وهَزْلٍ. وفلان خِلْبُ نِساءٍ: تُحِبُّه النساءُ.
والخِلْبُ والخِلْمُ: الصدِيق. وهو خِلب به: أي خالٍ به.
والخَلْبَاءُ: الخَرْقاء في عَمَلِها بيَدَيْها، وكذلك الخَلْبَنُ، خَلِبَتِ المَرْأةُ خَلَباً.
والمَرْأةُ المَهْزولة: خَلْبَنٌ، والجميع خَلاَبِنُ.
والبَرْقُ الخلَبُ: الذي يُومض ثم يُخلِف.
والمُخلَب من الثياب: الكثير الوَشْي.
وفلانٌ خلَبٌ قُلَبٌ: أي كَيسٌ.
والخِلْبُ: حِجَابُ القَلْب. وشَيْءٌ في الكَبِدِ مِثْلُ الغُدة.
ويُقال لِهُلْب ذَنَب البعير: خُلْبٌ.
[خلب] وفيه: وقعد على كرسي "خلب" قوائمه من حديد، هو الليف جمع خلبة. ومنه ح: وأما موسى فجعد أدم على جمل مخطوم "بخلبة" وقد يسمى الحبل نفسه خلبة. ومنه ح: بليف "خلبة" على البدل. وفيه: كان له وسادة حشوها "خلب". ك: مخطوم "بخلبة" بضم معجمة وسكون لام وضمها وبموحدة: الليفة، وكل حبل الجيد فتله من ليف أو قنب أو غير ذلك، والوادي وادي مكة. وفيه: يرد إليها إن كان "خلبها" بفتح خاء من الخلابة الخديعة، أي يرد الزوج صداقها إليها إن خدعها. ومنه: لا "خلابة" بكسر معجمة وخفة لام، أي لا يلزمني خديعتك، أو بشرط أن لا يكون فيه خديعة، وجعله صلى الله عليه وسلم منه شرط الخيار، وروى: خيابة، بمعجمة وتحتية وموحدة، وروى بنون، وروى: خذابة، بذال معجمة، وكان الرجل ألثغ يقولها بهذه العبارات. ط: لا "خلابة" خبره محذوف، أي لا خديعة في الدين، فانسه نصيحة، وهو تحريض للعامل على حفظ الأمانة التحرز نصحا له لعدم حذاقته، كانوا في ذلك الزمان أحقاء له. وفيه: نهى عن أكل ذي "مخلب" أي كل طائر يصطاد بمخلبه، شرح شافية المخلب طرف ظفر أصابع الطير والسبع. نه ومنه ح: إن بيع المحفلات "خلابة" وهي ما جمع لبنها. وح: إذا لم تغلب "فاخلب" أي إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة. وفي ح الاستسقاء: اللهم! سقيا غير "خلب" برقها، أي خال عن المطر، الخلب السحاب يومض برقه حتى يرجى مطره ثم يخلف ويتقشع، وكأنه من الخلابة وهي الخداع بالقول اللطيف. ومنه: كان أسرع من البرق "الخلب" وخصه بالسرعة لخفته بخلوه من المطر. وفيه: "نستخلب" الخبير، أي نحصده نقطعه بالمخلب وهو المنجل، والخبير النبات. وفي شعر تبع: فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب ...
هو الطين والحمأة، واحتج به ابن عباس على صحة قراءة "عين حمئة" لا حامية.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان، تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ " إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم من قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت: رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:

وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق خلب . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ. والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب أيضا: الليف. وقال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار. وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته، إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز يصف النوق: وخلطت كل دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
خلب
خلَبَ1 يَخلُب، خَلْبًا، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَ الشَّيءَ:
1 - عمل فيه عمل المخلب.
2 - أخذه بالمخلب.
• خلَبَ الجلدَ: خدشه وشقَّه بظفره أو بغيره "خلبَ القطُّ يدَه- خلَبت الحيَّةُ الرجل: عضَّته".
• خلَب النَّباتَ: قطعه كما يقطع المخلب. 

خلَبَ2 يَخلُب ويَخلِب، خَلْبًا وخِلابًا وخِلابَةً، فهو خالِب، والمفعول مَخْلوب
• خلَبَه حُسنُ حديثها: استماله، سحره وجذب انتباهه "خلَب عقلَه جمالُ الطبيعة" ° خلَب قلبَه/ خلَب لُبَّه: تملّكه بعذب حديثه.
• خلَبته المرأةُ بجمالها: خدعته وفتنت قلبه "جمالها يخلب الألبابَ". 

اختلبَ يختلب، اختلابًا، فهو مختلِب، والمفعول مختلَب
• اختلبته بعذوبة جمالها:
1 - خلَبته، سحرته، جذبت انتباهه، استمالته.
2 - خدعته و فتنت قلبه. 

خالبَ يُخالب، مُخالبةً، فهو مُخالِب، والمفعول مُخالَب
• خالب فلانٌ النِّساءَ: خادعهن بلطيف الكلام، فتن قلوبهنَّ. 

خِلاب [مفرد]: مصدر خلَبَ2. 

خِلابة [مفرد]:
1 - مصدر خلَبَ2.
2 - خديعةٌ برقيق الحديث "إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ [حديث] ". 

خَلْب [مفرد]: مصدر خلَبَ1 وخلَبَ2. 

خَلاَّب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خلَبَ1 وخلَبَ2: رائع، جذّاب، فاتن، ساحر الجمال "رأيت منظرًا خلاّبًا- موسيقى خلاّبة".
2 - خدّاع كثير الخداع "وعود خلاَّبة- مظهر خَلاّب". 
1660 - 
خُلَّب [جمع]: سحاب لا مطر فيه فكأنه يَخْدَع ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز. 

مِخْلَب [مفرد]: ج مَخَالبُ ومخاليبُ:
1 - بُرْثُن، ظُفْر كُلِّ سَبُع من الحيوان والطَّير "نهشه القِطُّ بمخالبه" ° أنشب فيه مخالِبه: إذا تعلق به- اغتالته مخالب الموت- فلانٌ بين مخالب طائر: بمعنى القلق وعدم الاستقرار- وقَع في مخالب العدوّ: أي تحت قبضته وسيطرته.
2 - كُلاّب لتعليق اللحم.
3 - منجل لا أسنان له. 
الْخَاء وَاللَّام وَالْبَاء

الخِلْب: الظُّفر عامَّة، وَجمعه: أخلاب، لَا يكَسَّر على غير ذَلِك.

وخَلَبه بظُفره يَخْلِبه خَلْبا: جَرحه، وَقيل خدشه.

وخَلبه يَخْلِبه ويخلُبه، خَلْبا: قَطعه وشَقه.

والمِخْلَب: ظُفْر السَّبعُ من الْمَاشِي والطائر. وَقيل: المَخْلَب، لما يَصيد من الطير، والظُّفر، لما لَا يّصيد.

وخَلَب الفريسَة يَخلِبها، ويخلُبها، خَلْبا: أَخذهَا بِمْخلبه.

والمِخْلَب: المِنْجَل الساذَج الَّذِي لَا أَسْنَان لَهُ. وَقيل: المِخلب: المِنْجل عَامَّة.

وخَلَب بِهِ يَخُلبُ: عَمِل وقَطع.

وخلَبَتْه الحيّةُ تَخلِبه خَلْبا: عضّته.

وخَلبه يَخْلُبه خَلْبا وخِلابة: خدعه.

وخالبه: خادعه، قَالَ أَبُو صَخْر:

غُلاماً مَضى يُثْنى وَلَا الشَّيبُ يُشْتَرى فأصْفِقَ عِنْد السَّوْم بَيعَ المُخالِب

وَهِي الخِلِّيبى. وَرجل خالبٌ، وخَلاّب، وخَلَبوتٌ، وخَلْبوتٌ، الْأَخِيرَة عَن كراعَ: خَدَّاع.

وَامْرَأَة خًلبوت، على مِثَال: جًبروت، هَذِه عَن اللِّحيانيّ.

وَفِي الْمثل: إِذا لم تغلب فاخْلِبْ، قيل: مَعْنَاهُ: اخدع. وَحكى عَن الْأَصْمَعِي: فاخلُب، أَي: أخْدعه حَتَّى يذهب بِقَلْبِه.

وخَلب الْمَرْأَة عقلَها يخلُبها خَلْبا: سَلبها إِيَّاه.

وخَلبت هِيَ قلبه تَخْلِبه خَلْبا، واختلبته: أَخَذته وذَهبت بِهِ.

وَامْرَأَة خالبة، وخَلُوب، وخَلابة: خَداعة.

والبرق الخُلَّب: الَّذِي يُومض حَتَّى تطمع بمطره ثمَّ يُخلفك.

وَيُقَال: بَرْقُ الخُلَّب، وبرق خُلّبٍ، فيضافان.

ورجلٌ خِلْبُ نسَاء: يُحبهن للْحَدِيث والفجور ويُحببنه لذَلِك.

وهم أخلاب نسَاء، وخُلباء نسَاء، الْأَخِيرَة نادرة. وَعِنْدِي أَن " خُلباء " جمع: خالب.

والخِلْب: حِجاب الْقلب، وَقيل: هِيَ لُحيمة دقيقة تَصل بَين الأضلاع.

وَقيل: هُوَ حجاب مَا بَين الْقلب والكبد، حَكَاهُ ابْن الاعرابي، وَبِه فسر قَول الشَّاعِر: يَا هندُ هِنْدُ بَين خِلْب وكَبِدْ وَقيل: هُوَ شَيْء أَبيض رَقِيق لازق بالكبد.

وَقيل: الخِلب: زِيَادَة الكبد.

والخِلب: الكبد، فِي بعض اللُّغَات.

والخُلْب: لُب النَّخْلَة، وَقيل: قَلْبُها.

والخُلْب: اللّيف، واحدته: خُلبة.

والخُلْب: حَبل الليف والقطن، إِذا دق وصَلُب.

والخُلب، والخُلُب: الطين الصُّلب اللازب، وَقيل: الْأسود.

وَقيل: هُوَ الطين عَامَّة.

وَمَاء مخلب: ذُو خلب.

وَامْرَأَة خَلباءُ، وخَلْبَنٌ: خرقاء، وَقد خَلِبت. والخَلْبَنُ: المهزولة، مِنْهُ.

وثوب مُخَلَّب: كثير الوشى، قَالَ لبيد:

وغَيثٍ بدَكداكٍ يَزينُ وِهادهَ نباتٌ كَوشى العَبقريّ المُخلَّب

أَي: الْكثير الألوان.

خلب

1 خَلَبَهُ, (A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (A, Msb,) or ـِ (Mgh,) or خَلِبَ and خَلُبَ, (Mgh, K,) inf. n. خَلْبٌ, (Lth, Mgh, TA,) He wounded him, or scratched him, or cut him, with his nail; (A, K;) as also ↓ استخلبهُ: (K:) he (a beast or bird of prey, TA) seized him, i. e. the prey, with his claw or talon: (K:) or he (a beast of prey) rent his skin with his dog-tooth: (TA:) or he rent it (the skin) with his dog-tooth: (Lth, Mgh, TA:) or he (a bird) cut and rent it (i. e. the skin) بِمِخْلَبِهِ with his talon: (Msb:) he rent it, or slit it. (K.) One says of a woman, قَلَبَتْ قَلْبِى وَ خَلَبَتْ

↓ خِلْتِى [She smote, or overturned, my heart, and rent my midriff, or, more probably, liver, which is regarded as a seat of passion]. (A, TA.) and خَلَبَتْ فُلَانًا She (a woman) smote the ↓ خِلْب [app. here, also, meaning liver] of such a one. (Ham p. 343.) b2: Also It (a venomous or noxious reptile or the like, TA) bit him. (K.) b3: And خَلَبَ النَّبَاتَ, aor. ـُ inf. n. خَلْبٌ, He cut the plants, or herbage; (S, Msb;) as also ↓ استخلبهُ. (S.) b4: And خَلَبَ بِالمِخْلَبِ He worked, and cut, with the reaping-hook. (TA.) b5: The root denotes the making a thing to incline: for الطَّائِرُ يَخْلُِبُ بِمِخْلَبِهِ الشَّىْءَ إِلَى نَفْسِهِ [The bird makes to incline, with its talon, the thing towards himself]. (IF, Mgh.) b6: [Hence,] خَلَبَ فُلَانًا عَقْلَهُ, aor. ـِ and خَلُبَ, He despoiled, or deprived, such a one of his reason: (K:) or خَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا, inf. n. خَلْبٌ, he despoiled, or deprived, the woman of her reason: and خَلَبَتْ عَقْلَهُ, inf. n. as above, she took away his reason; as also ↓ اختلبتهُ. (L.) b7: And [hence,] ↓ خِلَابَةٌ signifies The endeavouring to deceive or beguile (IF, IAth, Mgh) with blandishing speech: (IAth:) or deceiving with the tongue: (S:) or a woman's captivating the heart of a man by the most blandishing and deceiving speech. (Lth.) Yousay, خَلَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K,) or ـُ and خَلِبَ (Mgh,) inf. n. خَلْبٌ (Msb, * K) and خِلَابَةٌ, (A, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and خِلَابٌ; (K;) and ↓ اختلبهُ; (S, A, K;) and ↓ خالبهُ; (K;) He deceived him (S, Msb, K) with his tongue: (S:) or he despoiled, or deprived, him of his reason, بِمَنْطِقِهِ [by his speech]: (A:) or, followed by بِمَنْطِقِهِ, he made his heart to incline [to him] by the most blandishing speech. (Mgh.) It is said in a prov., إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ, (S, TA,) or فَاخْلِبْ; accord. to the former reading, which is that of As, (TA,) When thou dost not overcome, use deceit: (S, IAth, TA:) accord. to the latter reading, [it is said to mean when thou dost not overcome,] grasp little after little; as though it were taken from مِخْلَبٌ signifying “ a claw ” or “ talon. ” (TA.) 3 خَاْلَبَ see 1.8 إِخْتَلَبَ see 1, in two places.10 إِسْتَخْلَبَ see 1, in two places. استخلب also signifies He cut, (S, TA,) with the reaping-hook, (TA in art. خبر,) and craunched (خَضَدَ, TA) and ate, plants, or herbage. (S, TA.) خِلْبٌ i. q. ظُفُرٌ, (K,) used in a general sense [as meaning The nail of a man, and the talon of a bird, and the claw of a beast: see also مِخْلَبٌ]: pl. أَخْلَابٌ only. (TA.) b2: The diaphragm, or midriff; syn. حِجَابُ القَلْبِ; (JK, L;) or حِجَابُ الكَبِدِ; (A, K;) the partition intervening between the heart and the liver; (IAar, S;) the partition between the heart and the belly; (Zj in his “ Khalk el-Insán; ”) or a small and thin piece of flesh forming a connection between the ribs [app. of one side and those of the other]: or the liver [itself]: (K:) or its زِيَادَة [or زَائِدَة]: (A, K:) or a white thin thing adhering to the liver: (K:) or a certain thing in, or upon, the liver, like a غُدَّة: (JK:) or a small bone, resembling a man's nail, adhering to one side of the midriff, next the liver. (TA.) See 1, in two places. b3: A friend; [app. because he cleaves to another;] as also خِلْمٌ. (JK.) b4: [And hence, app.,] خِلْبُ نِسَآءٍ, (S, A, K,) a phrase like حِدْثُ نِسَآءٍ and زِيرُ نِسَآءٍ, (TA,) A man whom women love: (S:) or one who loves women for the sake of discourse, or for the sake of vitious or immoral conduct, or adultery, or fornication, (A, K,) and whom they love (K) in like manner: (TA:) and one who endeavours to deceive, or beguile, women [with blandishing speech: see 1]: (TA:) pl. أَخْلَابُ نِسَآءٍ and نِسَآءٍ ↓ خُلَبَآءُ: (K, TA:) the latter [in the CK خِلْباءُ] extr. [with respect to rule]. (TA.) A2: I. q. وَشْىٌ [app. as meaning A kind of variegated, or figured, cloth or garment]. (TA.) [See also مُخَلَّبٌ.]

A3: The radish. (K, TA.) In a copy of the K, الفَحْلُ is erroneously put for الفِجْلُ. (TA.) b2: The leaves, (K,) or broad leaves, (Lth,) of the grape-vine. (Lth, K.) خَلِبَةٌ: see خَالِبٌ.

خَلْبَآءُ: see خَالِبٌ.

خُلَبَآءُ نِسَآءٍ: see خِلْبٌ.

خَلَبُوبٌ: see خَالِبٌ.

خَلَبُوتٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خَلُوبٌ: see خَالِبٌ, for each in two places.

خِلَابَةٌ: see 1. [And see also خِلِّيبَى.]

خُلَّبٌ (assumed tropical:) Clouds (سَحَابٌ, S, K, TA) that thunder and lighten, (TA,) containing no rain: (S, K, TA:) or whereof the lightning flashes slightly, so that one hopes for their raining, but which deceive the expectation, and become dispersed: as though derived from خِلَابَةٌ, the “ deceiving with blandishing speech. ” (IAth.) And البَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ (S, K) and بَرْقُ الخُلَّبِ (K) and بَرْقٌ خُلَّبٌ (A) (tropical:) Lightning with which is no rain; (S, A;) as though deceiving: (S:) that excites hope [of rain] and breaks its promise. (K.) Hence the saying, to him who promises and does not fulfil his promise, إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ (assumed tropical:) [Thou art only like lightning with which is no rain] (S.). And فُلَانٌ خُلَّبٌ قُلَّبٌ (assumed tropical:) Such a one is sharp in intellect, clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent. (JK.) خَلَّابٌ and خَلَّابَةٌ: see خَالِبٌ.

خِلِّيبَى Deceit, or guile. (K.) [See also خَلَابَةٌ, in the first paragraph.]

خَالِبٌ, applied to a man, Deceiving: (K:) and in like manner, [but in an intensive sense,] ↓ خَلَّابٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلُوبٌ (Kr, Msb, TA) and ↓ خَلَبُوتٌ (ISk, S, K) and ↓ خَلَبُوبٌ (K) Very deceitful (ISk, S, Kr, Msb, K, * TA) and lying: (ISk, S:) and so, applied to a woman, ↓ خَلَّابَةٌ and ↓ خَلُوبٌ (A, K) and ↓ خَلِبَةٌ (S, K) and ↓ خَلَبُوتٌ (K) and ↓ خَلْبَآءُ (TA) very deceitful: (S, A, * K, * TA:) خَلَبَةٌ is a pl. [of خَالِبٌ], and means men who deceive women. (S.) You say also اِمْرَأَةٌ خَالِبَةٌ لِلْفُؤَادِ [meaning A woman who captivates the heart by the most blandishing and deceitful speech]. (TA.) أَخْلَبُ [More, and most, deceiving or deceitful]. You say of a woman, تَخْلُبُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ القَوْلِ وَ أَخْلَبِهِ [She captivates the heart of the man by the most blandishing and deceiving speech]. (Lth.) مِخْلَبٌ [The talon, or claw, of a bird or beast of prey; a tearing talon or claw;] the same to the bird (S, Mgh, Msb) and to the beast of prey (S, Msb) as the ظُفُر to man; (S, Mgh, Msb;) because the bird [or beast] cuts and rends with it the skin: (Msb:) the ظُفُر [or nail] (A, K) of any beast or bird of prey: or it is of a bird of prey; and the ظفر is of a bird that does not prey: (K:) pl. مَخَالِبُ. (A.) [See also خِلْبٌ.] Yousay, أَنْشَبَ فِيهِ مَخَالِبَهُ, meaning (tropical:) He clung, or caught, to him, or it. (A.) b2: Also A مِنْجَل [or reaping-hook] (S, Msb, K) in a general sense: or (TA) that has no teeth. (S, Msb, TA.) عُقَابٌ مُخْلِبَةٌ An eagle with sharp talons. (JK.) مُخَلَّبٌ, applied to a garment, or piece of cloth, (S, TA,) means كَثِيرُ الوَشْىِ, (S, K, TA,) i. e. [Much variegated or figured; or] of many colours. (TA.) [See also خِلْبٌ.]

خلب: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، وجَمْعُه أَخْلابٌ، لا يُكَسَّر على

غير ذلك.

وخَلَبَه بظُفُرِه يَخْلِبُه خَلْباً: جَرَحَه، وقيل: خَدَشَه. وخَلَبه يَخْلِبُه، ويَخْلُبه خَلْباً: قَطَعَه وشَقَّه.

والمِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ من الـمَاشِي والطَّائِرِ؛ وقيل: المِخْلَب لِـمَا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِـمَا لا يَصِيدُ. التهذيب: ولِكلِّ طائر من الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، وهو أَظافِيرهُ. الجوهري: والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ، بمنزلة الظُّفُرِ للإِنْسانِ.

وخَلَب الفَريسَة، يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ. الليث: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ.قال: وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يقولون للحديدة الـمُعَقَّفَة، التي لا أُشَرَ لها، ولا أَسْنانَ: المِخْلَب؛ قال وأَنشدني أَعرابي من بني سعد:

دَبَّ لها أَسْودُ كالسِّرْحانْ، * بِمِخْذَمٍ، يَخْتَذِمُ الإِهانْ

والمِخْلَب: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الذي لا أَسْنانَ له؛ وقيل: المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً.

وخَلَبَ به يَخْلُب: عَمِلَ وقَطَع. وخَلَبْتُ النَّباتَ، أَخْلُبُه خَلْباً، واسْتَخْلَبْته إِذا قطَعْته.

وفي الحديث: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نْقطَع النَّباتَ، ونَحْصُدُه

ونَأْكُلُه.

وخَلَبَتْه الحَيَّة تَخْلِبُه خَلْباً: عَضَّتْه.

والخِلابَةُ: الـمُخَادَعَة، وقيل: الخَديعَة باللسانِ. وفي حديث النبي،

صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال لرجل كان يُخْدَع في بَيْعِهِ: إِذا

بايَعْتَ، فَقُلْ لا خِلابَة أَي لا خِداعَ؛ وفي رواية لا خيابَة. قال ابن

الأَثير: كأَنها لُثْغَة من الرَّاوِي، أَبدلَ اللامَ ياءً. وفي الحديث: أَنّ

بيعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ، ولا تَحلّ خِلابَة مُسْلم.

والـمُحَفَّلات: التي جُمِعَ لَبَنُها في ضَرْعِها.

وخَلَبَه يَخْلُبُه خَلْباً وخِلابَةً: خَدَعَه.

وخالَبَه واخْتَلَبه: خادَعَه؛ قال أَبو صَخْر:

فلا مَا مَضَى يُثْنَى، ولا الشَّيْبُ يُشْتَرَى، * فأَصْفِقَ، عندَ السَّوْمِ، بَيْعَ الـمُخالِب

وهي الخِلِّيبَى، ورجل خالبٌ وخَلاَّب، وخَلَبُوتٌ،

وخَلَبُوبٌ، الأَخيرة عن كُراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ؛ قال الشاعر:

مَلَكْتُم، فلما أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ، * وشَرُّ الـمُلوكِ الغادِرُ، الخَلَبُوتُ

جاءَ على فَعَلُوت، مثل رَهَبوتٍ؛ وامرأَة خَلَبُوتٌ، على مثال

جَبَرُوتٍ، هذه عن اللحياني.

وفي المثل: إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ، بالكسر. وحُكي عن الأَصمعي:

فاخْلُب أَي اخْدَعْه حتى تذهَبَ بِقَلْبه؛ من قاله بالضَّمّ، فمعناه:

فاخْدَعْ؛ ومن قال: فاخْلِبْ، فمعناه: فانْتِشْ قليلاً شيئاً يسيراً بعْدَ

شيءٍ، كأَنه أُخِذ من مِخْلَب الجارِحةِ. قال ابن الأَثيرِ: معناهُ إِذا

أَعْياكَ الأَمرُ مُغالَبةً، فاطْلُبْه مُخادعة.

وخَلَب المرأَة عَقْلَها يَخْلِبُها خَلْباً: سَلَبَها إِياهُ، وخَلَبَتْ هي قَلْبَه ، تَخْلِبُه خَلْباً، واخْتَلَبَتْه: أَخَذَتْه. وذَهَبَت به.

الليث: الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرجل، بأَلطفِ القولِ

وأَخْلَبِهِ، وامرأَةٌ خَلاَّبة للفؤادِ، وخَلُوبٌ.

والخَلْباءُ من النساءِ: الخَدُوعُ. وامرأَةٌ خالِبةٌ وخَلُوبٌ وخَلاَّبة: خَدَّاعة، وكذلك الخَلِبَة؛ قال النمر:

أَوْدَى الشَّبابُ، وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ، * وقد بَرِئْتُ، فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ

ويروى الخَلَبَة، بفتح اللامِ، على أَنه جَمْعٌ، وهم الذين يَخْدعُون

النساءَ.

وفلان خِلْبُ نِساءٍ إِذا كان يُخالِبُهُنَّ أَي يُخَادِعُهُنّ. وفلانٌ حِدْثُ نِساءٍ، وزِيرُ نِساءٍ إِذا كان يُحادِثُهُنّ، ويُزاوِرُهُنَّ.

وامرأَة خالةٌ أَي مُخْتالَةٌ. وقوم خالَةٌ: مُخْتالون، مثل باعَةٍ، من

البَيْع.

والبَرْقُ الخُلَّبُ: الذي لا غَيْثَ فيه، كأَنه خادِعٌ يُومِضُ، حتى

تَطْمعَ بِمَطَرِه، ثم يُخْلِفُك. ويقال: بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ، فَيُضافانِ؛ ومنه قيل لِمَنْ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ وعْدَه: إِنما أَنـْتَ كَبَرْق خُلَّب. ويقال: إِنه كَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وبرقِ خُلَّبٍ، وهو السَّحابُ الذي يَبْرُق ويُرْعِدُ، ولا مَطَر مَعَه. والخُلَّبُ أَيضاً: السَّحَابُ الذي لا مَطَر فيه. وفي حديث الاستسقاءِ: اللهمَّ سُقْيَا غيرَ خُلَّبٍ بَرْقُها أَي خالٍ عن الـمَطَر. ابن الأَثير: الخُلَّبُ: السحابُ يُومِضُ بَرْقُه، حتى يُرْجَى مَطَره، ثم يُخْلِفُ ويَتَقَشَّعُ، وكأَنه من الخِلابَةِ، وهي الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِيفِ؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كان أَسْرَعَ من بَرْقِ الخُلَّبِ وإِنما خصه بالسُّرْعَة، لخِفَّتِه لِخُلُوّه من الـمَطَر.

وَرَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ: يُحِبُّهُنّ للحديث والفُجُورِ، ويُحْبِبْنَه لذلك. وهم أَخْلابُ نِساءٍ، وخُلَباءُ نِساءٍ الأَخيرةُ نادِرَة. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ.

والخِلْبُ، بالكسرِ: حِجابُ القَلْبِ، وقيل: هي لُحَيْمةٌ رَقِيقَةٌ، تَصِلُ بينَ الأَضْلاعِ؛ وقيل: هو حِجَاب ما بين القَلْبِ والكَبِدِ، حكاهُ ابن الأَعرابي، وبه فسَّر قَولَ الشاعر:

يا هِنْدُ !هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكَبِدْ

ومنه قيل للرَّجُل الذي يُحِبُّه النساءُ: إِنه لَخِلْبُ

نِساءٍ أَي يُحِبُّه النساءُ؛ وقيل: الخِلْبُ حِجابٌ بينَ القَلْبِ وسَوادِ البَطْنِ؛ وقيل: هو شيءٌ أَبْيَضُ، رقِيقٌ، لازِقٌ بالكَبِدِ؛ وقيل: الخِلْبُ زِيادَةُ الكَبِدِ، والخِلْبُ الكَبِدُ، في بعضِ اللُّغاتِ؛ وقيل: الخِلْبُ عُظَيْمٌ، مثلُ ظُفُر الإِنْسان، لاصِقٌ بناحِيَة الحِجابِ، مـما يَلِي الكَبِدَ؛ وهي تَلِي الكبِدَ والحِجابَ، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ

الحِجابِ.

والخُلْبُ: لبُّ النَّخْلَةِ، وقيل: قَلْبُها. والخُلُب، مُثَقَّلاً ومُخَفَّفاً: الليفُ، واحدَتُه خُلْبَة. والخُلْبُ: حَبْلُ الليفِ والقُطْنِ إِذا رَّقَ وصَلُبَ. الليث: الخُلْبُ حَبْلٌ دَقيقٌ، صُلْبُ الفَتْلِ، من لِيفٍ أَو قِنَّبٍ، أَو شيءٍ صُلْبٍ؛ قال الشاعر:

كالـمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلبُه

ابن الأعرابي: الخُلْبة الحَلْقة من الليفِ، والليفَة خُلْبَة وخُلُبَة؛

وقال:

كأَنْ ورِيدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ

ويُروى وريدَيْه، على إِعمال كأَنْ، وتَرْكِ الاضْمار. وفي الحديث: أَتاهُ رَجُلٌ وهو يَخْطُب، فنَزلَ إِليه وقَعَد على كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوائمهُ من حَديدٍ؛ الخُلْب: اللّيفُ؛ ومنه الحديث: وأَما مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ على جَمَلٍ أَحْمَر، مَخْطُوم بخُلْبة. وقد يُسَمَّى الحَبْل نفسُه: خُلْبة؛ ومنه الحديث: بِليفٍ خُلبْةٍ، على البَدَل؛ وفيه: أَنه كان له وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ. والخُلْبُ والخُلُب: الطِّينُ الصُّلْبُ

اللاَّزِبُ؛ وقيل: الأَسْودُ؛ وقيل: طِينُ الحَمْأَة؛ وقيل: هو الطِّينُ عامَّة.

ابن الأَعرابي: قال رَجلٌ من العرب لطَبَّاخِه: خَلِّبْ مِيفاكَ، حتى

يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ؛ قال: خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، ويقال للطينِ خُلْبٌ. قال

والميفَى: طَبَقُ التَّنُّور، والرَّوْدَقُ: الشواءُ.

وماءٌ مُخْلِبٌ أَي ذُو خُلُبٍ، وقد أَخْلَب. قال تُبَّع، أَو غيره:

فرَأَى مَغِيب الشمسِ، عندَ مآبِهَا، * في عَيْنِ ذِي خُلُبِ وثأْطٍ حَرْمَدِ

الليث: الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العريضُ ونحوهُ. وفي حديث ابن عباس، وقد حاجَّه عمر في قوله تعالى: تَغْرُب في عَيْنٍ حَمِئَةٍ، فقال عمر: حامِية، فأَنشد ابن عباس بيتَ تُبَّع:

في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ

الخُلُب: الطينُ والحَمْأَة. وامرأَةٌ خَلْباءُ وخَلْبَنٌ: خَرْقاءُ، والنون زائدة للالحاق، وليست بأَصلية. وفي الصحاح: الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ؛ قال ابن السكيت: وليس من الخِلابة؛ قال رؤبة يصف النوق:

وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، * تَخْليطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ، خَلْبَنِ

ورواه أَبو الهيثم: خَلْباءِ اليَدَيْن، وهي الخَرْقاء، وقد خَلِبَتْ

خَلَباً، والخَلْبَنُ المهزولةُ منه.

والخُلْبُ: الوَشْيُ.

والـمُخَلَّب: الكثيرُ الوشْيِ من الثِّياب. وثَوْبٌ مُخَلَّب: كثير

الوَشْي؛ قال لبيد:

وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ، يَزِينُ وِهادَهُ * نَباتٌ، كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ الـمُخَلَّبِ

أَي الكثيرِ الأَلْوانِ. وأَوْرَدَ الجوهري هذا البَيْتَ: وغيثٌ، برفع

الثاءِ؛ قال ابن بري: والصواب خَفْضُها لأَن قبله:

وكائِنْ رَأَيْنا من مُلُوكٍ وسُوقَةٍ، * وصاحَبْتُ من وَفْدٍ كِرامٍ ومَوْكِبِ

قال: الدَّكداك ما انْخَفَضَ من الأَرضِ، وكذلك الوِهادُ، جَمْعُ

وَهْدةٍ؛ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْي العَبْقَرِيِّ.

خلب
: (الخِلْبُ بالكَسْرِ: الظُّفُرُ) عامَّةً، وجَمْعُه: أَخْلاَبٌ، لَا يُكَسَّرُ على غير ذَلِك (خَلَبَهُ بِظُفُرِه يَخْلِبُهُ) بالكَسْرِ خَلْباً (و) خَلَبَهُ (يخْلُبُه) بالضَّمِّ خَلْباً (: جَرَحَه أَو خَدَشَه، أَو) خَلَبَهُ يَخْلبُهُ خَلْباً (: قَطَعَهُ) وخَلَبَ النَّبَاتَ يَخْلُبُهُ خَلْباً: قَطَعَهُ، (كاسْتَخْلَبَه، و) خَلَبَهُ (: شَقَّهُ) واسْتَخْلَبَ النباتَ: قَطَعَهُ وخَضَدَه، وأَكَلَهُ، قَالَ اللَّيْث: الخَلْبُ: مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ (و) السَّبُعُ خَلَبَ (الفَرِيسَةَ) يخْلِبُهَا ويَخْلُبُهَا خَلْباً (: أَخَذَهَا بِمِخْلَبِهِ) أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا بِنَابِهِ، (و) المَرْأَةُ خَلَبَتْ (فُلاَناً عَقْلَهُ: سلبه إِياهُ) هَكَذا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وخَلَبَ المَرْأَةَ عَقْلَهَا يَخْلُبِهَا خَلْباً سَلَبَهَا إِيَّاهُ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَهُ تَخْلُبُه خَلْباً واخْتَلَبَتُهُ: أَخذتْه وذَهبتْ بِهِ (و) خَلَبَهُ الحَنَشُ يَخْلُبُه خَلْباً (: عَضَّهُ) .
(و) خَلَبَه (كَنَصَرَهُ) يَخْلُبه (خَلْباً وخِلاَباً وخِلاَبَةً بكسرِهما: خَدَعَه، كاخْتَلَبَه) اخْتِلاَباً، (وخَالَبَه:) خَادَعَه، قَالَ أَبو صَخْر:
فَلاَ مَا مَضَى يُثْنَى وَلاَ الشَّيْبُ يُشْتَرَى
فأَصْفِقَ عِنْدَ السَّوْمِ بَيْعَ المُخَالِبِ والخِلاَبَةُ: المَخَادَعَةُ، وَقيل: الخَدِيعَةُ باللِّسَانِ، وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنَّه قَالَ (إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ لاَ خِلاَبَةَ) أَي لاَ خِدَاعَ، وَفِي رِوايةٍ (لاَ خِيَابَة) قَالَ ابْن الأَثير: كأَنها لُثْغَةٌ من الرَّاوِي، وَفِي المَثَلِ (إِذا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلِبْ) بالكَسْرِ، وحُكِيَ عَن الأَصمعيّ: فاخْلُبْ، بِالضَّمِّ على الثَّانِي، أَيِ اخْدَعْ، وعَلى الأَوْلِ أَيِ انْتِشْ قَلِيلاً شَيْئاً يَسِيراً بعدَ شَيءٍ، كَأَنَّه أُخِذَ مِنْ مِخْلَبِ الجَارِحَةِ، قَالَ ابْن الأَثير: مَعْنَاهُ: إِذا أَعْيَاكَ الأَمْرُ مُغَالَبَةً فاطْلُبْهُ مُخَادَعَةً (وَهِي) وَفِي نُسْخَة: وَهُوَ (الخِلِّيبي) بالكَسْرِ مُشَدَّداً (كخِلِّيفَى، ورَجُلٌ خَالِبٌ وخَلاَّبٌ وخَلَبُوت، مُحَرَّكَةً، وخَلَبُوبٌ، بِبَاءَيْنِ) معَ التَّحْرِيكِ، وخَلَبوب، الأَخِيرَةُ عَن كرَاع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ قَالَ الشَّاعِر:
مَلَكْتُمْ فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ
وشَرُّ المُلُوكِ الغَادِرُ الخَلَبُوتُ
جَاءَ على فَعَلُوتٍ مثلُ رَهَبُوتٍ: وَعَن اللَّيْث: الخِلاَبَةُ: أَنْ تَخْلُبَ المَرْأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بأَلْطَفِ القَوْلِ وأَخْلَبِهِ، (وامْرَأَةٌ خَالِبَةٌ) لِلْفُؤَادِ (وخَلِبة، كفَرِحَةٍ) قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
أَوْدَسى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلِبَهْ
وقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
ويُرْوَى بفَتْح اللامِ على أَنه جَمْعٌ (وخَلُوبٌ وخَلاَّبَةٌ) مشدَّداً (وخَلَبُوتٌ) على مِثَالِ جَبَرُوتٍ. وَهَذِه عَن اللِّحيانيّ أَي خَدَّاعَةٌ، والخَلْبَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الخَدُوعُ.
(والمِهْلَبُ: المِنْجَلُ) عامَّةً، وَقيل: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الَّذِي لاَ أَسْنَانَ لَهُ، وخَلَبَ بِهِ يَخْلُبُ: عَمِلَ وقَطَعَ.
(و) المِخْلَبُ (ظُفُرُ كُلِّ سَبُع مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لاَ يَصِيدُ) ، فِي (التَّهْذِيب) ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظَافِرُه، وَقَالَ الجوهريّ: المِهْلَبُ للطَّائِرِ والسِّبَاعِ بمنزلَةِ الظُّفُرِ للإِنسانِ (و) فُلانةُ قَلَبَتْ قَلْبِي وخَلَبَت خِلْبِي (الخِلْبُ بالكَسْرِ: لُحَيْمَةٌ رَقِيقَةٌ تَصِلُ بيْنَ الأَضلاَعِ، أَو) هُوَ (الكَبِدُ) فِي بعض اللغاتِ (أَو زِيَادَتُهَا) أَيِ الكَبِدِ (أَو حِجَابُهَا) كَمَا فِي (الأَساس) ، أَو حِجَابُ القَلبِ، وَبِه صَدَّرَ ابنُ منظورٍ، وقيلَ هُوَ حِجَابُ مَا بَين القلبِ والكبِدِ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ، وَبِه فَسَّرَ قَوْلَ الشاعرِ:
يَا هِنْدُ هِنْدٌ بَيْن خِلْبٍ وكَبِدْ
وَقيل: هُوَ حِجَابٌ بَيْنَ القَلْبِ وسَوَادِ البَذْنِ (أَوْ) هُوَ (شَيءٌ أَبْيَضُ رَقِيقٌ لازِقٌ بِهَا) أَي بالكَبِدِ، وقِيلَ هُوَ عُظَيْمٌ مِثْلُ ظُفُرِ الإِنْسَانِ، لاصِقٌ بناحِيَةِ الحِجَابِ مِمَّا يَلِي الكَبِدَ، وَهِي تَلِي الكَبِدَ والحِجعاب، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجَانِبِ الحِجَابِ.
(و) الخِلْبُ (: الفُجْل) وَفِي نُسْخَة الفَحْل، وَهُوَ خطأٌ.
(و) الخِلْبُ (وَرَقُ الكَرْمَ) العَرِيضُ ونحوُه، حَكَاهُ اللَّيْث.
(و) قولُهم: هُوَ (خِلْبُ نِسَاءٍ) ، إِذا كَانَ يخَالِبُهُنَّ أَي يخادِعهن، وفلانٌ حِدْثُ نِسَاءٍ، وزيرُ نِسَاءٍ إِذا كانَ يُحَادِثُهن ويُزَاوِرُهنَّ، ورَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ (يُحِبُّهُنَّ لِلحَدِيثِ والفُجُورِ ويُحْبِبْنَه) كَذَلِك، (وهُمْ أَخْلاَبُ نِسَاءٍ وخُلَبَاءُ نِساءٍ) الأَخِيرَة نادِرة.
(و) الخُلْبُ (بِالضَّمِّ و) الخُلُبُ (بِضَمَّتَيْنِ: لُبُّ النَّخْلَةِ أَو قَلْبُهَا) مُثقّلة واقْتصَرَ غيرُ واحدٍ على التحفيف (و) الُخْلُبُ بالوَجْهَيْنِ (: اللِّيفُ) وَاحِدَتُهُ خلُْبَةٌ، (و) قِيلَ: هُو (الحَبْلُ مِنْه) ومنَ القُطْنِ إِذَا رَقَّ وصَلُبَ، وَقَالَ اللَّيْث: الخُلْبُ هُوَ الحَبْلُ من اللِّيفِ (الصُلْبُ) الفَتْلِ (الدَّقيقُ) ، وَفِي نُسْخَة بالرَّاءِ، أَو من قِنَّبٍ أَو شيءٍ صُلْبٍ، قَالَ الشَّاعِر:
كالمَسَدِ اللَّدْنِ أُمِرَّ خُلْبُه وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الخُلْبَةُ: الحَلْقَةُ من الِّليفِ، والِّيفَةُ: خُلْبَةٌ وخُلُبَةٌ وَقَالَ:
كَأَنْ وَرِيدَاهُ رِشَاءَا خُلْبِ
وَفِي الحَدِيث (أَتَاهُ رَجُلٌ وهُوَ يخطُبُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وقَعَدَ عَلى كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوَائِمُهُ مِنْ حَدِيدٍ) الخُلْب: اللِّيف، وَمِنْه الحديثُ (وأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُوم بِخُلْبَةٍ) وقَدْ يسَمى الحَبْلُ نَفْسُهُ حُلْبَةً، وَمِنْه الحديثُ (بِلِيفٍ خُلْبَةٍ) علَى البَدَلِ، وَفِيه (أَنَّهُ كَانَ لَهُ وِسَادَةٌ حَشْوُهَا خُلْبٌ) .
(و) الخُلْبُ والخُلُبُ (: الطِّينُ) عامَّةً، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ رَجُلٌ من العَرَبِ لِطَبَّاخِهِ: (خَلِّبْ مِيفَاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ) خَلِّبْ أَي طَيِّنْ، وَيُقَال للطِّينِ: خُلْب، والمِيفَى: طَبَقُ التَّنُّورِ، والرَّوْدَق: الشِّوَاءُ، (أَو) هُوَ (صُلْبُهُ الَّلازِبُ، أَوْ أَسْوَدُهُ) وَقيل: هُوَ الحمأَةُ، وَفِي حَدِيث ابْن عباسٍ، وَقد حَاجَّهُ عُمَرُ فِي قولِه تَعَالَى: {تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (الْكَهْف: 86) فَقَالَ عُمَرُ: حَامِيَة، فأَنشَدَ ابنُ عَبَّاس بَيْتَ تُبَّعٍ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عٌّ هْدَ مَآبِهَا
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأُطٍ حَرْمَدِ
الخُلُب: الطِّينُ والحَمْأَةُ.
(ومَاءٌ مُخْلِبٌ كمحْسِنٍ ذُو خُلُْبٍ) هُوَ الطِّينُ. وقَدْ أَخْلَبَ.
(و) الخُلَّبُ (كقُبَّرٍ: السَّحابُ) الَّذِي يُرُعِدُ ويُبْرِقُ و (لاَ مَطَرَ فيهِ) وَقَالَ ابْن الأَثير: الخُلَّبُ هُوَ السحَابُ يُومِضُ بَرقُهُ حَتَّى يُرْجَى مَطَرُهُ، ثُمَّ يُخْلِفُ ويَنْقَشِعُ، وكأَنَّه منَ الخِلاَبَةِ، وَهِي الخِدَاعُ بالقَوْلِ اللَّطِيفِ (و) من الْمجَاز قولُهم (البَرْقُ الخُلَّبُ) وَهُوَ الَّذِي لَا غَيْثَ فِيهِ، كأَنَّه خادعٌ يُومِضُ حَتَّى تَطْمَعَ بمَطَرِه ثمَّ يُخْلِفُكَ (و) يُقَال (بَرْقُ الخُلَّبِ وبَرْقُ خُلَّبٍ) فَيُضَافَانِ، وَفِي نسخةٍ بَرْقٌ خُلَّبٌ على الوَصْفِيَّةِ أَيِ (المُطْمِعُ المُخْلِفُ) وَمِنْه قِيلَ لِمَن يَعِدُ وَلاَ يُنْجِزُ وَعْدَه إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْقِ خُلَّبٍ، وَيُقَال: إِنَّهُ كبَرْقٍ خُلَّبٍ وبَرْقِ خُلَّبٍ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (اللَّهُمَّ سُقْيَا غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا) أَي خالٍ عنِ المَطَرِ، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الخُلَّبِ) وإِنَّمَا وَصَفَهُ بالسُّرْعَةِ لِخِفَّتِه بِخُلُوِّهِ منَ المَطَرِ، (ومِنْهُ حَسَنُ بنُ قَحْطَبَةَ الخُلَّبِيُّ المُحَدِّثُ) نِسْبَةٌ إِلى بَرْقِ الخُلَّبِ، وتَصَحَّفَ على كَثِيرينَ بالحَلَبيّ، حَدَّث عَن أَبي داوودَ الوَرَّاقِ عَن محمدِ بنِ السَّائِبِ الكَلْبِيِّ، ورَوَى عَنهُ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الْحَارِث الهَمْدَانِيّ، قَالَ ابنُ ماكولاَ: كَذَا قَالَه ابْن السمعانيّ.
(والخَلْبَاءُ والخَلْبَنُ) والنُّونُ زَائِدَةٌ للإِلْحَاقِ وَلَيْسَت بأَصْلِيَّة. فِي (الصِّحَاح) : الخَلْبَنُ: الحَمْقَاءُ، قَالَ ابنُ السكّيت: ولَيْسَ من الخِلاَبَة، قَالَ رُؤبة يَصِفُ النُّوقَ:
وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَثٍ عَلْجَنِ
تَخْلِيطَ خَرْقَاءِ اليَدَيْنِ خَلْبَنِ
ورَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ: خَلْبَاءِ اليَدَيْنِ، وَهِي (الخَرْقَاءُ) ، عَن اللَّيْث، وقدْ (خَلِبَتْ، كَفَرِحَ) خَلَباً: (والخَلْبَنُ: المَهْزُولَةُ، و) الخِلْبُ، بالكَسْرِ: الوَشْيُ.
و (المُخَلَّبُ كَمُعَظَّمٍ: الكَثِيرُ الوَشْيِ) منَ الثِّيَابِ، وثَوْبٌ مُخَلَّبٌ: كَثِيرُ الوَشْيِ، قَالَ لَبيد:
وكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ مُلُوكٍ وسُوقَةٍ
وصَاحَبْتُ مِنْ وَفْدِ كِرَامٍ ومَوْكِبِ
وغَيْثٍ بِدَكْدَاكٍ يَزِينُ وِهَادَهُ
نَبَاتٌ كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَيِ الكَثِيرِ الأَلْوَانِ، وقيلَ: نُقُوشُه كَمَخَالِبِ الطَّيْرِ.
وَمن الْمجَاز: أَنْشَبَ فيهِ مَخَالِبَهُ: تَعَلَّق بِه، كَذَا فِي (الأَساس) .
باب الخاء واللام والباء معهما خ ل ب، ل ب خ، ب خ ل، خ ب ل مستعملات

خلب: الخَلْبُ: مزق الجلد بالناب. والسبع يخلب الفريسة إذا شق جلدها بنابٍ أو مخلب. ولكلَّ طائرٍ من الجَوارح مِخْلَبٌ، ولكل سَبُعٍ مِخْلَبٌ ... وهو أظافيره. والمِخْلَبُ: المِنْجل، ويقال: هو المِنْجَل الذي لا أسنانَ له لقَطْع سَعَفِ النَّخْل وشِبْهه، قال النابغة الجَعْديّ:

قد أفناهم القتل بعد الوفاة ... كهذ الإشاءةِ بالمِخْلَبِ

والخُلْبُ: ورق الكرم والعرمض ونحوه. والخُلُب: حبل دقيق صُلْبُ الفَتْل من لِيفٍ أو قنب أو شيءٍ صلب، قال:

كالمَسَدِ اللدنِ أمر خلبهْ

والخُلْبُ: الطين والحَمْأةُ، ويقال: الطينُ الصُّلْب نحو: طينٌ لازب خُلْبٌ. وفي بعض الشعر: في ماء مُخلِب أي صار طينه خُلْباً، قال تُبَّعٌ يصف ذا القرنين .

فرأى مَغيبَ الشَّمْس عند مآبها ... في عين ذي خُلُبٍ وثاطٍ حَرْمَدِ

والثَّأْط: الطَّينُ الرَّخْوُ. والخِلابَة: المُخادَعة،

وفي الحديث: إذا تبايَعْتُم فقولوا: لا خِلابَةَ .

والخِلابَةُ: أن تَخْلُبَ المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخْلَبِهِ. وامرأةٌ خَلاّبةٌ أي: مذهبة للفؤاد، وكذلك خلوبٌ. ورجلٌ خَلَبوتٌ أي ذو خَديعةٍ اختلاب للشيء، قال: ملكْتُم فلما أن ملكتم خَلَبْتُمو ... وشر الملوك: الخالِبُ الخَلَبُوت

وبَرْقٌ خُلَّبٌ: يومض ويرجع ويرجى أن يمطر ثم يعدل عنك، وكذلك اليلمع. وخَلِبَتِ المرأة خَلَباً فهي خَلْباءُ وخرقاء في عملها بيديها، وكذلك الخَلْبَنْ. ويقال للمرأة المهزولة: خَلْبَنٌ أيضا، ويجمع خلابِنَ، قال رؤبة:

وخَلَّطَتْ كل دلاثٍ عَلْجَنِ ... تَخليط خَرقاء اليَدَيْنِ خَلْبَنِ

والمُخلَّبُ من الثَّياب: الكثير الوشي، قال لبيد :

[وغَيْثٍ بدكداك يزين وهاده ... نبات] كَوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّبِ

بلخ: البَلَخُ مصدر الأَبْلَخِ، وهو العظيم في نفسه، الجَريءُ على ما أتى من الفجور. وامرأة بَلْخاء، وقال:

تعقل مراتٍ ومراً تَبْلَخُ

وقال:

فقال: سَمَا للجُرْح [جلد، و] أبْلَخٌ ... أخُو نكراتٍ كان للبغي جانيا

والبَلْخاء: التي دخلها الزهو من كرمها . لبخ: اللَّبْخُ: احتيال لأخذ شيء. واللَّبْخ من الضرب والقتل، يقال: لَبَخَه الله بشّرٍ، ولَبَخَه [فلانٌ] بالعصا. واللُّبُوخ: كثرة لحم الجنب . واللَّبيخُ: النعت. وامرأة لُباخِيَّةٌ أي: ضخمة الربلة كثيرة اللَّحْم، قال

عبهرةُ الخَلْق لباخية ... تزينه بالخلق الظاهر

بخل: بَخِلَ بَخَلاً وبُخْلاً فهو بَخيلٌ، بَخَالٌ، مُبَخَّلٌ. والبَخْلةُ: بُخْل مرةٍ واحدةٍ، قال عدي بن زيد:

ولَلْبَخْلةُ الأولى لمن كان باخِلاً ... أعف ومن يَبْخلْ يلم ويلهد

خبل: الخَبْل: جُنُون أو شبهه في القلب، ورجل مخبُولٌ: به خَبْل، وهو مُخَبَّل أي: لا فؤاد له، وقد خَبَلَه الدهر والحزن والشيطان والحب والداء خَبْلا. وقد خَبِلَ: خَبالا، ورجلٌ أخبَلْ. ودَهرٌ خَبِلٌ: مُلْتَوٍ على أهله، لا يَروْنَ فيه سُروراً. والخَبْل: فساد في القوائم حتى لا يدري كيف يمشي، فهو متخبل خبل. ومختبل الدابة فعله، ومُخْتَبلِها: قوائمها، واختبالها: ألا تثبت في مواطئها، قال أبو النجم: لما رأيت الدهر جما خَبَلُه

وبه خَبالٌ أي: مَسٌّ وشَرٌّ، قال الله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا

أي شَرّاً. وهو خَبالٌ على أهله أي: عناء. وطين الخَبالِ: ما ذاب من أجساد أهل النار . والرجل تصيبه السنة فيأتي أخاه فَيْستَخْبِلُه غَنَماً وإبِلاً يَنْتَفِعُ بها ، قال:

هنالك أن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخبِلوا ... وإن يسألوا يعطوا، وإن ييسروا يغلوا

عصم

عصم: {بعصم}: حبال، واحدها عصمة. {استعصم}: امتنع. 
(عصم)
إِلَيْهِ عصما لَجأ والقربة جعل لَهَا عصاما وَالله فلَانا من الشَّرّ أَو الْخَطَإِ عصمَة حفظه ووقاه وَمنعه وَيُقَال عصم الشَّيْء مَنعه

(عصم) الْحَيَوَان عصما وعصمة كَانَ فِي ذِرَاعَيْهِ أَو إِحْدَاهمَا بَيَاض وسائره أسود أَو أَحْمَر فَهُوَ أعصم وَهِي عصماء (ج) عصم يُقَال ظَبْي أعصم وَفرس أعصم وغراب أعصم أَحْمَر المنقار وَالرّجلَيْنِ
(ع ص م) : (عَصَمَهُ) اللَّهُ مِنْ السُّوءِ وَقَاهُ عِصْمَةً (وَبِاسْمِ الْفَاعِل مِنْهُ) كُنِّيَتْ جَمِيلَةُ بِنْت ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ (وَاعْتَصَمَ) بِحَبْلِهِ تَمَسَّكَ بِهِ (وَمِنْهُ)
وَسَعْدٌ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ مُعْصِمُ
أَيْ مُتَمَسِّكٌ وَفَتْحُ الصَّادِ فِيهِ وَتَفْسِيرُهُ بِالْمُعَصَّبِ الْعَيْنِ خَطَأٌ فِي خَطَأ.
ع ص م : عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ الْمَكْرُوهِ يَعْصِمُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَفِظَهُ وَوَقَاهُ وَاعْتَصَمْتُ بِاَللَّهِ امْتَنَعْتُ بِهِ وَالِاسْمُ الْعِصْمَةُ.

وَالْمِعْصَمُ وِزَانُ مِقْوَدٍ مَوْضِعُ السُّوَارِ مِنْ السَّاعِدِ.

وَعِصَامُ الْقِرْبَةِ رِبَاطُهَا وَسَيْرُهَا الَّذِي تُحْمَلُ بِهِ وَالْجَمْعُ عُصُمٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ. 
ع ص م

أنا معتصم بفلان ومستعصم به، ومعصم بجبله. وأعصم الكفل بعرف فرسه أو بقربوس سرجه لئلا يسقط. قال جرير:

والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... ظفل الفروسة دائم الإعصام

ونحن في عصمة الله تعالى. ودعي إلى مكروه فاستعصم أي أبى وطلب العصمة منه. ودفعته إليك بعصمته وبعصامه أي بربقته، كما تقول: برمّته. وكل ما عصم به الشيء: فهو عصام وعصمة. وعلق القربة بعصامها وهو حبل يجعل في خربتيها فتعلق به معترضةً على جنب البعير. وأخذ بعصام ذنبه وهو مستدق طرفه. ونصل الخضاب فما بقي منه إلا عصيم أي أثر. وامرأة ريّا المعاصم " وأغرب من الغراب الأعصم ". وفلان عصاميّ وعظاميّ أي شريف النفس والمنصب.
عصم: اعتصم مع: اعتنق رأياً، وانتمى إلى حزب (بوشر).
عَصمة: احتقان، كظام، انسداد (دومب ص98).
عِصمة: براءة من جرم أو ذنب. ويقال أيضاً: عِصْمَة عن الخطأ. (بوشر).
عِصْمَة: منعة، تنزه عن الخطأ أو العيب، براءة من الضلال أو من الغلط، نزاهة عنهما (بوشر).
عاصمة، وجمعها عَواصِم: ربما استعملها المولدون لقاعدة البلاد (محيط المحيط).
العاصمتان: المعنى الذي ذكره شولتنز (في معجم فريتاج) مأخوذ عن ابن دريد طبعة رايت (ص4).
عاصِمِيّ: اسم يطلق على طعام مروزيا في غرناطة. (انظر مروزيا).
عاصِمِيّ: عنب من احسن العنب كبير الحب. (محيط المحيط).
عاصِمِيّة: خوخ مجفف.
(الكالا).
معصوم عن الخطأ أو معصوم فقط: منزه عن الخطأ والعيب، منزه من الظلال والغلط. (بوشر).
معصوم: ولد، ففي محيط المحيط: والمعصوم اسم مفعول، وربما كنى به كُتَاب المولدين عن الولد تأدباً مع الأكابر.
اِعْتِصام: التنزه عن الخطأ والعيب (هلو).
ع ص م: (الْعِصْمَةُ) الْمَنْعُ يُقَالُ: عَصَمَهُ الطَّعَامُ أَيْ مَنَعَهُ مِنَ الْجُوعِ. وَ (الْعِصْمَةُ) أَيْضًا الْحِفْظُ وَقَدْ عَصَمَهُ يَعْصِمُهُ بِالْكَسْرِ (عِصْمَةً فَانْعَصَمَ) . وَ (اعْتَصَمَ) بِاللَّهِ أَيِ امْتَنَعَ بِلُطْفِهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [هود: 43] يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ لَا مَعْصُومَ أَيْ لَا ذَا عِصْمَةٍ فَيَكُونُ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَ (الْمِعْصَمُ) مَوْضِعُ السُّوَارِ مِنَ السَّاعِدِ. وَ (اعْتَصَمَ) بِكَذَا وَ (اسْتَعْصَمَ) بِهِ إِذَا تَقَوَّى وَامْتَنَعَ. وَفِي الْمَثَلِ: كُنْ (عِصَامِيًّا) وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًّا يُرِيدُونَ بِهِ قَوْلَهُ:

نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامًا ... وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالْإِقْدَامَا 
عصم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي المختالات المتبرجات: لَا يدخلن الْجنَّة مِنْهُنَّ إِلَّا مثل الْغُرَاب الأعصم. قَالَ [أَبُو عبيد -] : [الْغُرَاب -] الأعصم هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ وَلِهَذَا قيل للوُعول: عُصم وَالْأُنْثَى مِنْهُنَّ عَصْماء وَالذكر أعصم وَإِنَّمَا هُوَ لبياض فِي أيديها فوصف قلَّة من يدْخل الْجنَّة مِنْهُنَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَهَذَا الْوَصْف فِي الْغرْبَان عَزِيز لَا يكَاد يُوجد إِنَّمَا أرجلها حمر وأماهذا الْأَبْيَض الْبَطن وَالظّهْر فَإِنَّمَا هُوَ الأبقع وَذَلِكَ كثير 81 / ب وَلَيْسَ هُوَ / الَّذِي ذكر فِي الحَدِيث [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : فنرى أَن مَذْهَب الحَدِيث أَن من يدْخل الْجنَّة من النِّسَاء قَلِيل كَقِلّة الْغرْبَان العصم عِنْد الْغرْبَان السود والبقع. 
عصم العِصْمَةُ: المَنْعُ. وكُل شَيْءٍ اعْتَصَمْتَ به. واعْتَصَم من الشًرً بكَذا وأعْصَمَ جميعاً. واسْتَعْصَمَ: الْتَجَأ. وأعْصَمْتُه: هَيأت له ما يَعْتَصِم به. ودَفَعْتُهُ إليه بِعِصْمَتِهِ: أي بِرِبْقَتِه ورُمًتِه.
والعِصْمَةُ: القِلادَة، وتُجْمَعُ على الأعْصَام. والعُصْمَةُ: بَياضٌ في الرُّسْغ. وبه سُمَيَ الوَعِل: أعْصَمَ. وأعْطِني عُصْمَ خِضَابِك: أي ما بَقِيَ منه. وعَصِيْمُ العَرَقِ والهِنَاء وغيرِهما: أثَره إِذا جَف. والعَصِيْمُ: شَعَرٌ أسْوَدُ يَنْبُتُ تحت وَبَر البَعير إِذا انْتَسَل.
وأعْصَمْنا الإهَابَ: تَرَكْناه يَجِفُ بِشَعَره؛ وهو عَصِيْمٌ. وأهُبٌ عُصْمٌ. والعِصَامُ: مُسْتَدَقُ طَرَف الذَّنَب، والجَميعُ: الأعْصِمَة. وسَيْر يُجْعَل في المَزَادَة كهَيْئة العُرْوَة، وقد أعْصَمْتُها.
وعِصَامُ المَحْمِل: شِكالًه وقَيده الذي يُشدُ طَرَفُ العارِضَتَيْن في أعْلاهما. وكُلُّ ما يُعْصَمُ به شَيْء؛ فهو عِصَامُه، والجَمْعُ عُصُمٌ.
وَمِعْصَمُ المَرْأة: مَوْضِعُ السًوارَيْن من ساعِدَيْها.
ومِعْصَم: اسْمٌ للعَنْزِ. وتُدْعى للحَلبِ فَيُقَال: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَن الميم.

عصم


عَصَمَ(n. ac. عَصْم)
a. Guarded, kept, preserved; protected, defended.
b. [Ila], Took refuge with.
c. Tied (water-skin).
عَصِمَ(n. ac. عَصَم)
a. Was white-footed.

أَعْصَمَa. Guarded, protected, safeguarded; guaranteed.
b. [Min], Defended, protected himself against; was protected
against; shunned, avoided (evil).
c. [Bi], Seized, grasped; clung, held on to.
d. see I (c)
إِنْعَصَمَa. see IV (b)
إِعْتَصَمَa. see IV (b)b. [Bi], Took refuge with.
إِسْتَعْصَمَa. see IV (b)
& VIII (b).
عِصْمَةa. Defence, protection; guard.
b. Virtue, chastity.
c. Immunity, exemption.
d. (pl.
عِصَم أَعْصُم
أَعْصَاْم), Dog's collar.
e. Bracelet.
f. Rope, cord, strap.

عُصْمa. Remains, traces.

عُصْمَةa. see 2t (d) (e), (f).
عَصَمa. White spot on the fore-feet.

عُصُمa. see 3
أَعْصَمُ
(pl.
عُصْم)
a. White-footed.

مِعْصَم
(pl.
مَعَاْصِمُ)
a. Wrist.

عَاْصِمa. Forbidden.
b. Defender.

عَاْصِمَة
(pl.
عَوَاْصِمُ)
a. fem. of
عَاْصِمb. Title given to Medina.
c. [ coll. ], Chief town, capital

عِصَاْم
(pl.
عُصُم
أَعْصِمَة
15t)
a. Thong; string.
b. Handle.

عِصَاْمِيّa. Virtuous, meritorious, noble, illustrious.

عَوَاْصِمُ
a. [art.], The Province of Antioch.
N. P.
عَصڤمَa. Free, exempt.

N. P.
إِعْتَصَمَa. Refuge, shelter, asylum.

مَعْصُوْم مِن الغَلَط
a. Infallible.

عُصْمُوْر
a. Water-wheel; bucket.
عصم
العَصْمُ: الإمساكُ، والاعْتِصَامُ: الاستمساك.
قال تعالى: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
[هود/ 43] ، أي: لا شيء يَعْصِمُ منه، ومن قال معناه: لا مَعْصُومَ فليس يعني أنّ العَاصِمَ بمعنى المَعْصُومِ، وإنّما ذلك تنبيه منه على المعنى المقصود بذلك، وذلك أنّ العَاصِمَ والمَعْصُومَ يتلازمان، فأيّهما حصل حصل معه الآخر. قال: ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ
[غافر/ 33] ، والاعْتِصَامُ: التّمسّك بالشيء، قال: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
[آل عمران/ 103] ، وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ
[آل عمران/ 101] ، واسْتَعْصَمَ: استمسك، كأنّه طلب ما يَعْتَصِمُ به من ركوب الفاحشة، قال:
فَاسْتَعْصَمَ
[يوسف/ 32] ، أي: تحرّى ما يَعْصِمُهُ، وقوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ
[الممتحنة/ 10] ، والعِصَامُ: ما يُعْصَمُ به. أي:
يشدّ، وعِصْمَةُ الأنبياءِ: حِفْظُهُ إيّاهم أوّلا بما خصّهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسميّة، ثمّ بالنّصرة وبتثبّت أقدامهم، ثمّ بإنزال السّكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتّوفيق، قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
[المائدة/ 67] . والعِصْمَةُ: شِبْهُ السِّوَارِ، والمِعْصَمُ: موضعها من اليد، وقيل للبياض بالرّسغ: عِصْمَةٌ تشبيها بالسّوار، وذلك كتسمية البياض بالرّجل تحجيلا، وعلى هذا قيل: غراب أَعْصَمُ.
[عصم] أبو عمرو: العَصِيمُ: بقيّةُ كل شئ وأثره من القطران والخِضاب ونحوه. والعُصْمُ بالضم مثله. قال الاصمعي: سمعت أعرابية تقول لجارتها: أعطيني عصم حنائك، أي ما سلت منه . والعِصْمَةُ: المَنْعُ. يقال: عَصَمَةُ الطعامُ، أي منعَه من الجوع. وأبو عاصمٍ: كنية السَويقِ. وأمَّا قول الراجز:

أُرْجِدَ رأسُ شيخةٍ عَيْصومِ * فيقال: هي الاكول. ومنهم من يرويه بالضاد معجمة. والعصمة: الحفظ. يقال: عَصَمْتُهُ فانْعَصَمَ. واعْتَصَمْتُ بالله، إذا امتنعتَ بلُطْفه من المعصية. وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً: اكتسبَ. وقوله تعالى: (لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله) يجوز أن يراد لا مَعْصومَ، أي لا ذا عِصْمَةٍ، فيكون فاعلٌ بمعنى مفعولٍ. والعصمة القلادة، والجمع الاعصام. قال لبيد: حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها والمعصم: موضع السِوار من الساعد. والغرابُ الأعْصَمُ: الذي في جناحِه ريشةٌ بيضاء لأنَّ جناح الطائر بمنزلة اليد له. ويقال: هذا كقولهم: الأبلقُ العَقوقُ، وبَيْضُ الأنوقِ، لكلِّ شئ يعز وجوده. قال الاصمعي: الأعْصَمُ من الظباء والوعول: الذي في ذراعيه بياض. وقال أبو عبيدة: الذي بإحدى يديه بياضٌ. والاسم العُصْمَةُ. والوعولُ عُصْمٌ. وعنزٌ عصماء. وإذا كان بإحدى يدى الفرس بياض قل أو كثر فهو أعصم اليمنى أو اليسرى، وإن كان بيديه جميعا فهو أعصم اليدين، إلا أن يكون بوجهه وضح فهو محجل ذهب عنه العصم. وإن كان بوجهه وضح وبإحدى يديه بياض فهو أعصم، لا يوقع عليه وضح الوجه اسم التحجيل إذا كان البياض بيد واحدة. والعصام: رباط القربة وسيرها الذي تُحمل به. قال الشاعر أبو كبير : وقِرْبَةِ أقوامٍ جعلتُ عِصامَها على كاهلٍ مني ذَلولٍ مُرَحَّلِ قال ابن السكيت: أعْصَمْتُ القربة: جعلت لها عصاماً. وأعْصَمْتُ فلاناً، إذا هيَّأت له في الرحل أو السرج ما يَعْتَصِمُ به لئلا يسقُط. وأعْصَمَ، إذا تشديد واستمسك بشئ خوفا من أن يصرعَه فرسُه أو راحلته. قال الشاعر :

كِفْلُ الفروسةِ دائمُ الإعْصامِ * وكذلك اعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ به. وأعْصَمَ الرجلُ بصاحبه: لزِمه. وقولهم: ما وراءك يا عصام ؟ هو اسم حاجب النعمان بن المنذر. وفي المثل: " كُنْ عِصامِيًّا ولا تكن عظامياً "، يريدون به قوله: نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما وعَلَّمَتْهُ الكَرَّ والإقْداما وصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُماما والعواصم: بلاد قصبتها أنطاكيه.
[عصم] فيه: من كانت "عصمته" شهادة أن لا إله إلا الله، أي ما يعصمه من المهالك يوم القيامة، العصمة: المنعة، والعاصم: المانع الحامي، والاعتصام: الامتساك بالشيء. ومنه: ش أبي طالب: ثمال اليتامى "عصمة" للأرامل؛ أي يمنعهم من الضياع والحاجة. وح: فقد "عصموا" مني دماءهم وأموالهم. ج: أي منعوا، والعصمة من الله دفع الشر. نه: وح: لا تمسكوا "بعصم" الكوافر، جمع عصمة، أيمن الباء- وقد مر. وفيه: لا يدخل من النساء الجنة إلا مثل الغراب "الأعصم"، هو الأبيض الجناحين، وقيل، الأبيض الرجلين، أراد قلة من يدخلها منهن لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل. وفيه: المرأة الصالحة مثل الغراب "الأعصم"، وفسر بما إحدى رجليه بيضاء. وفيه: عائشة في النساء كالغراب "الأعصم"، والعصمة البياض في يد الفرس والظبي والوعل. ومنه: فتناولت القوس والنبل لأرمى ظبية "عصماء". وفيه: فإذا جد بني عامر جمل آدم مقيد طبعصم"، هو جمع عصام وهو رباط كل شيء، أراد أن خصب بلاده قد حبسه بفنائه فهو لا يبعد في طلب المرعى فكأنه مقيد لا يبرح مكانه. ومثله قول قيلة في الدهناء: إنها مقيد الجمل، أي يكون فيها كالمقيد لا ينزع إلى غيرها من البلاد.
عصم
عصَمَ يَعصِم، عَصْمًا وعِصْمةً، فهو عاصِم، والمفعول مَعْصوم
• عصَمه اللهُ عن المكروه/ عصَمه اللهُ من المكروه: مَنَعَه، حَفظه ووقاه "عَصَمَ سُمْعَتَه- {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ". 

استعصمَ/ استعصمَ بـ يستعصم، استعصامًا، فهو مُسْتَعْصِم، والمفعول مُسْتَعَصمٌ به
• استعصم الرَّجلُ: قاوم، وبالغ في الامتناع عن الوقوع في الخطأ أو المعصية، امتنع وأبى " {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} ".
• استعصم بالله: لجأ إليه واستمسك به وتقوَّى وامتنع "استعصم بأبيه/ بالجبل". 

اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في يعتصم، اعتصامًا وعِصْمةً، فهو مُعْتَصِم، والمفعول مُعْتَصَمٌ به
• اعتصم بالله: استعصم، قاوم وبالغ في الامتناع عن الوقوع في الخطأ، امتنع وأبى "اعتصم بصاحبه: تشبّث واستمسك به، لزمه- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} " ° اعتصم بالصَّبر: تصبَّر- اعتصم بالصَّمت: سكت ولم يتكلَّم.
• اعتصم بالمكان/ اعتصم في المكان: بقى فيه لا يغادره حتَّى يجابَ طَلَبُه "اعتصم العُمَّال بالمصنع- اعتصم الطلاّبُ في مبنى الجامعة". 

أعصمُ [مفرد]: ج عُصْم، مؤ عَصْماءُ، ج مؤ عصماوات وعُصْم
• حيوانٌ أعصمُ: في ذراعيه أو إحداهما بياض وسائره أسود أو أحمر "ظبيٌ/ فرسٌ أعصمُ- بقرةٌ عصماءُ" ° قصيدة عَصْماءُ: قصيدةٌ ممتازة من عيون الشِّعر. 

اعتصام [مفرد]: ج اعتصامات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في.
2 - امتناع عن العمل أو الدّراسة يعمد إليه العُمّالُ أو الطُّلابُ لتحقيق مطالبَ لهم مع البقاء في مناطقهم، دون عُنْف "نظّم العمّال اعتصامًا في المصنع- استمرّ اعتصامُ الطلاَّب ثلاثة أيّام". 

عاصمة [مفرد]: ج عواصمُ: مدينةٌ يُدَارُ حُكم البلاد منها وتقع فيها أهمُّ مؤسَّساتِ الدَّولة "القاهرة عاصمة مصر- درجات الحرارة المتوقَّعة في عواصم العالم- انسلّ بعضُ الثُّوّار إلى العاصمة". 

عِصاميّ [مفرد]: مَنْ شرُف بنفسه لا بآبائه، أو مَنْ بنَى نفسَه بكدِّه وكفاحه واجتهاده "رجلٌ/ طالب عِصاميّ- كُنْ عصاميًّا ولا تكن عِظاميًّا [مثل]: اشْرُفْ بنفسك لا بآبائك الذين صاروا عظامًا". 

عِصاميَّة [مفرد]: اعتماد الشخص على نفسه حتى ينال الشَّرف والمجد "استطاع العقاد بعصاميّته أن ينال مكانة أدبيّة عالميّة". 

عَصْم [مفرد]: مصدر عصَمَ. 

عِصْمَة [مفرد]: ج عِصْمات (لغير المصدر) وعِصَم (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتصمَ بـ/ اعتصمَ في وعصَمَ.
2 - مَلَكَة إلهيَّة تمنع من الوقوع في المعصية أو الميل إليها مع القدرة عليها "اطلبْ العِصْمة من الله- إذا كفرت فقد زالت عنك العِصْمة".
3 - رباط الزَّوجيَّة يحلُّه الزَّوجُ متى شاء وللمرأة حقُّ حلِّه إذا اشترطت ذلك في عقد الزَّواج "جعلت عِصْمَتها في يدها- بيده عِصْمَة النكاح- {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} " ° صاحبة العِصْمَة: لقب لعظيمات النساء، وليَّة العهد. 

مِعْصَم [مفرد]: ج معاصِمُ:
1 - موضع السِّوار من السَّاعد "أحاط به إحاطةَ السُّوار بالمِعْصَم".
2 - يد "كُسِر مِعْصَمُه". 
الْعين وَالصَّاد وَالْمِيم

عَصَمه يَعْصِمُه عَصْما: مَنعه ووقاه. وَفِي التَّنْزِيل: (لَا عاصِم اليَوْمَ مِن أمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ) : أَي لَا مَعْصُوم إِلَّا المرحوم. وَقيل هُوَ على النّسَب: أَي ذَا عِصْمة. وَذُو العِصْمة يكون مَفْعُولا كَمَا يكون فَاعِلا. فَمن هُنَا قيل: إِن مَعْنَاهُ " لَا مَعْصُومَ "، وَإِذا كَانَ ذَلِك، فَلَيْسَ الْمُسْتَثْنى هُنَا من غير نوع الأول، بل هُوَ من نَوعه. وَقيل " إِلَّا من رحم " مُسْتَثْنى لَيْسَ من نوع الأول، وَهُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ، وَالِاسْم: العِصْمَة.

وعَصَمَةُ الطَّعَام: مَنعه من الْجُوع.

واعْتَصَم بِهِ واسْتَعْصَمَ: امْتنع.

وعَصَم إِلَيْهِ: اعتَصَم بِهِ.

وأعْصَمَه: هيأ لَهُ شَيْئا يَعْتَصِم بِهِ. وأعْصَم بالفرس: امتسك بعرفه. وَكَذَلِكَ الْبَعِير إِذا امتسكت بِحَبل من حباله. قَالَ طفيل:

إِذا مَا غَزَا لم يُسْقِطِ الرَّوْعُ رُمْحَه ... وَلم يَشْهَدِ الهَيْجا بألْوثَ مُعْصِمِ

ويروى: " إِذا مَا غَدا ". وأعْصَمَ الرجل: لم يثبت على الْخَيل.

والعِصْمَة: القلادة. وَالْجمع: عِصَم. وَجمع الْجمع: أعْصَام. وَهِي العَصَمَة أَيْضا. وَجَمعهَا: أعْصَام، عَن كرَاع. وَأرَاهُ على حذف الزَّائِد.

وأعْصَمَ الرجل بِصَاحِبِهِ: لزمَه.

والأعْصَم من الظباء والوعول: الَّذِي فِي ذراعه بَيَاض. وَقد عَصِم عَصَما. وَالِاسْم: العُصْمَة. والعَصْماء من الْمعز: الْبَيْضَاء الْيَدَيْنِ، أَو الْيَد، وسائرها أسود أَو أَحْمَر. وغراب أعْصَم: فِي إِحْدَى جناحيه ريشة بَيْضَاء. وَقيل: هُوَ الَّذِي إِحْدَى رجلَيْهِ بَيْضَاء. وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض. وَفِي الحَدِيث: " الْمَرْأَة الصَّالِحَة كالغراب الأعْصَم ". يَقُول: إِنَّهَا عزيزة لَا تُوجد، كَمَا لَا يُوجد الْغُرَاب الأعصم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: العُصْمة من ذَوَات الظلْف: فِي الْيَدَيْنِ، وَمن الْغُرَاب: فِي السَّاقَيْن. وَقد تكون العُصْمَة فِي الْخَيل، قَالَ غيلَان الربعِي:

قَدْ لَحِقَتْ عُصْمَتُها بالأطباءْ

مِن شِدّة الرَّكْضِ وخَلْج الأنساءْ

أَرَادَ: مَوضِع عُصْمتها.

والعَصيم: الْعرق. والعَصِيم: وسخ وَبَوْل ييبس على فَخذ الْبَعِير أَو النَّاقة. والعَصيمُ: الْوَبر. قَالَ:

رَعَتْ بَين ذِي سُقْفٍ إِلَى جُشّ حِقْفَةٍ ... مِن الرَّمْل حَتَّى طارَ عَنْهَا عَصِيمُها

والعَصيم والعُصْم والعُصُم: بَقِيَّة كل شَيْء وأثره من القطران والخضاب وَغَيرهمَا. وَقَالَت امْرَأَة من الْعَرَب لجارتها: اعطيني عُصْمَ حنائك: أَي مَا سَلَتِّ مِنْهُ.

وعِصَام الْمحمل: شكاله. وعصام الدَّلْو والقربة والإداوة: حَبل تشد بِهِ.

وعَصَم الْقرْبَة: جعل لَهَا عِصَاما.

وأعْصَمها: شدها بالعِصام.

وكل شَيْء عْصمِ بِهِ شَيْء: عِصام، وَالْجمع: أعْصِمَة وعُصُم. وَحكى أَبُو زيد فِي جمع العِصام: عِصام، فَهُوَ على هَذَا، من بَاب دلاص وهجان. وعِصام الْوِعَاء: عروته الَّتِي يعلق بهَا. وعِصام المزادة: طَريقَة طرفها، وعِصام الذَّنب: مستدق طرفه.

والمِعْصَم: مَوضِع السوار من الْيَد، قَالَ:

فاليوْمَ عندَك دَلُّها وحَدِيثُها ... وغَداً لغَيْرِك كَفُّها والمِعْصَمُ

وَرُبمَا جعلُوا المِعْصَم: الْيَد.

والعَيْصُوم: الْكثير الْأكل. الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء. قَالَ:

أُرْجِدَ رأسُ شَيْخةٍ عَيصُومِ

ويروى: " عيضوم ". وَقد تقدم. وَقد سموا عِصْمة، وعُصَيْمة، وعاصِما، وعُصَيْما، ومَعْصُوما، وعِصَاما. وعِصْمةُ: اسْم امْرَأَة، أنْشد ثَعْلَب:

ألم تعْلَمي يَا عِصْمَ كيفَ حَفِيظتي ... إِذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيه المجَادِحُ
باب العين والصاد والميم معهما (ع ص م، ع م ص، م ع ص، ص م ع، م ص ع مستعملات ص ع م مهملة)

عصم: العِصْمَةُ: أن يَعْصِمَكَ اللهُ من الشّر، أي: يدفعُ عنك. واعتصمت بالله، أي: امتنعت به من الشّر. واستعصمت، أي: أبيت. وأَعْصَمْتُ، أي: لجأت إلى شيء اعتصمت به. قال:

قل لذي المَعْصِمِ المُمَسِّك بالأطناب ... يا ابن الفجار يا ابن ضريبه

وأعصمت فلانا: هَيّأتُ له ما يعتصم به. والغريق يَعْتَصِمُ بما تنالهُ يده، أي: يلجأ إليه. قال:

.......... ... يظلّ ملاّحه بالخوف معتصما

والعصمة: [ال] قلادة، ويجمع على أعْصام. والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمَتُهُ بياضه في الرّسغ، شبة زَمَعه الشاه.. قال أبو ليلى: هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرُّسغ إلى نصف كراعه، قال:

قد يَتْرُكُ الدّهُر في خلقاء راسية ... وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا

وقال:

مقادير النفوس مؤقتات ... تحطّ العُصْمَ من رأس اليفاع

ويقال: غراب أعصم إذا كان كذلك وقلّما يوجد في الغربان مثله والعصيم الصدىء من العرق والبول والوسخ اليابس على فخذ الناقة يبقى فيه خثورة كالطريق، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

وعِصام المحمِل: شِكاله وقيده الذي يشدّ في أعلى طرف العارضين، وكلّ حبل يُعْصَمُ به شيء فهو عصام، وجمعه: عصم. والعُصُم: طرائق طرف المزادة، الواحدة عصام، وهي عند الكلبة. قال أبو ليلى: العِصام القربة أو الأداوة، وأنشد:

وقربة أقوام جعلت عصامها ... على كاهل منى ذلول مذلل

قال: لا يكون للدلو عصام، إنما يكون له رِشاء. وقال عرّام كما قال. ويقال: العِصام مستدقّ طرف الذَّنب، وجمعه: أعصمة، لم يعرفه أبو ليلى، وعرفه عرّام. والمِعْصَمُ: موضع السوارين من ساعد [ي] المرأة. قال:

اليومَ عندك دلُّها وحديثُها ... وغدا لغيرِك كفُّها والمِعْصَمُ

أي: إذا مات تُزَوَّجُ الأخر.

عمص: عَمَصْتُ العامِصَ، وأَمَصْتُ الأمِصَ، أي: الخاميز ، معربة.

معص: مَعِصَ الرّجل مَعَصا فهو مَعِص ممتعص، وهو شبه الحجل ، قال أبو ليلى: المَعَصَ يكون في الرّجل من كثرة المشي في مفصل القدم. وهو تكسير يجده الإنسان في جسده من ركض أو غيره. صمع: الصَّمَع: مصدر الأصمع صَمِعَتْ أذنه صَمَعاً، أي: صغُرت، وضاق صِماخها. قال:

حتى إذا صرّ الصّماخ الأصمعا

يعني الحمار إذا رفع أذنيه. ويقال للظليم: أصمع لرفعه أذنه. والأنثي صمعاء. وامرأة صمعاء الكعبين، أي: لطف كعبها، واستوى. وقناة صمعاء، أي: لطيفة العقد ، مكتنزة الجوف. ومنه سمّي الرمح: أصمع. قال:

وكائِنْ تركنا من عميم مُحَوَّأٍ ... شحا فاه محشورَ الحديدةِ أصمعا

وبقلة صمعاء: مكتنزة مرتوية. قال:

رعت بارضَ إلبهمَي جميما وبسرة ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها

وكلاب صُمْعُ الكعوب، أي: صغارها. والصُّمعان من الريش ما يراش به السهم من الظهار وهو أجوده وأفضله. وصومعة الثَّريد جثَّتها وذروتها المصعبنة. وصومعة الرَّاهب: منارته يترهّب فيها. وقول أبي ذؤيب : فرمى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ ... سهماً فخرّ وريشُهُ مُتَصَمِّعُ

أي: لزق بعض ريشه ببعض من الدم، يعني ريش السهم، فأراد أنه رقيق. قال عرّام: المتصمع هاهنا: ريش السهم الذي خرج من هذه الرّمية فبلّه الدّم

مصع: المُصْعُ: حمل العوسج. الواحدة: مُصْعَه، يكون حلواً أحمر يؤكل منه، ومنه ضرب أسود أردأ العوسج، وأكثره شوكاً، وهو حب صغار مثل الحمّص، وربما كان مرّاً. المُصْعُ: الضَّرب بالسيف، والمماصعة: المجالدة بالسيف. قال:

سلي عنّي إذا أختلف العوالي ... وجرّدت اللّوامع للمِصاع

وقال أبو كبير:

أزُهيرُ إنْ يَشِب القذال فإنني ... كم هيضل مَصِعٍ لففت بهيضَلِ

يعني بكتيبة. والدّابة تَمْصَعُ بذَنبها، أي: تحرّكه. ومصع به، أي: رَمَى به، والأمّ تَمْصَعُ بولدها: ترمي به إذا ولدته. قال:

ومَجَنَّباتٍ لا يَذُقْنَ عذوبةً ... يَمْصَعْنَ بالمُهَراتِ والأمهار

وقال:

يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق أي: يحرّكْنَ. ورجل مَصُوع: فَرِق الفؤاد. ومُصِعَ فؤاده: أي: ضرب. ومَصَعَ فلان بسلحه على عقيبه إذا سبقه من فَرَق أو عَجلَةِ أمرِ. قال:

[ف] باست امرىء واسَتِ التي مَصَعْت به ... إذا زبنته الحرب لم يترمرم 

عصم

1 عَصَمَ, aor. ـِ (K, TA,) inf. n. عَصْمٌ, (TA,) i. q. مَنَعَ [as meaning He, or it, prevented, or hindered: or, as is generally the case, defended, or protected]: (K, TA:) this is [said to be] the primary signification: (TA: [but see عِصْمَةٌ]) and he, or it, preserved, or kept; syn. وَقَى: (K, TA:) and it withheld (أَمْسَكَ) a thing. (TA.) One says, عَصَمَهُ الطَّعَامُ [for عَصَمَهُ مِنَ الجُوعِ] The food prevented him, or defended him, (مَنَعَهُ,) from being hungry. (S, K.) And عَصَمَهُ اللّٰهُ, (Mgh, Msb, TA,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. عِصْمَةٌ, (Mgh,) or this is a simple subst., (Msb,) and the inf. n. is عَصْمٌ, (TA,) God defended, or protected, him; (TA;) or preserved him; (Mgh, Msb, TA;) مِنَ السُّوْءِ [from evil], (Mgh,) or مِنَ المَكْرُوهِ [from what was disliked, or hated]. (Msb.) And عَصَمْتُهُ I [defended, or protected, him; or] preserved him. (S.) b2: And [hence,] عَصَمَ القِرْبَةَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَصْمٌ, (TA,) He put, or made, to the water-skin, an عِصَام; (K, TA;) as also ↓ أَعْصَمَهَا: (ISk, S, K, TA:) or the latter signifies, (TA,) or signifies also, (K,) he bound it with the عِصَام, (K, TA,) i. e. the [tie called] وِكَآء [which is bound round its head to confine the contents]. (TA.) A2: عَصَمَ إِلَيْهِ: see 8.

A3: عَصَمَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. عَصْمٌ, (S,) signifies also اِكْتَسَبَ [i. e. he gained, or earned; or he sought means of subsistence]. (S, K.) A4: عَصَمَ ثَنِيَّتَهُ الغُبَارُ means The dust stuck to his central incisor; like عَصَبَ [q. v.]. (TA.) A5: عَصِمَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَصَمٌ, (S, * TA,) said of a gazelle, and of a mountain-goat, [and app. of a horse,] He was such as is termed أَعْصَمُ. (K, TA.) 4 اعصم He exerted his strength, and laid hold, or fast hold, upon a thing, or clung to it, lest his horse, or his camel, should throw him down; [or rather اعصم بِشَىْءٍ has this meaning, or he laid hold, or fast hold, upon a thing, or clung to it;] and in like manner one says بِهِ ↓ اعتصم, and به ↓ استعصم; (S;) بِهِ ↓ اعتصم is said by Er-Rághib, to signify thus; whence, in the Kur [iii. 98], بِحَبْلِ اللّٰهِ ↓ وَاعْتَصمُوا [expl. in art. حبل]: (TA:) and [hence, likewise,] اعصم بِحَبْلِهِ signifies تَمَسَّكَ بِهِ [meaning He held fast by his corenant]. (Mgh.) One says also, اعصم بِالبَعِيرِ He laid hold upon one of the cords, or ropes, of the camel, (K, TA,) lest the camel should throw him down. (TA.) And اعصم بِالفَرَسِ He laid hold upon the mane of the horse, (K, TA,) lest his horse should throw him down. (TA.) and اعصم بِفُلَانٍ He laid upon such a one: (K:) or اعصم بِصَاحِبِهِ He clung to his companion. (S.) b2: And [hence,] He took refuge, and defended, or protected, himself, مِنَ الشَّرِّ from evil; as also ↓ اعتصم, and ↓ استعصم (Ham p. 810.) A2: Also He was not firm [in his seat] upon the back of the horse. (K.) A3: اعصم فُلَانًا He prepared for such a one, (S, K,) in the camel's saddle, and in the horse's saddle, (S,) a thing upon which he might lay hold, (S, K,) lest he should fall. (S.) b2: اعصم القِرْبَةَ: see 1, latter half.7 انعصم He became [defended, or protected, or] preserved; quasi-pass. of عَصَمْتُهُ. (S.) 8 إِعْتَصَمَ see 4, first sentence, in three places. [Hence,] اعتصم بِاللّٰهِ He held fast, or clung, unto God: (Jel in iii. 96:) or, to his religion: or he had recourse to God for protection, in, or in respect of, the concurrences, or combinations, of his affairs: (Bd ibid:) he confided in, or relied upon, God, (Bd and Jel in xxii. last verse,) in, or in respect of, the concurrences, or combinations, of his affairs, not seeking aid from any but Him: (Bd ibid.:) or he defended, or preserved, himself, or he refrained, or abstained, (اِمْتَنَعَ,) by the grace of God, (S, Msb, * K,) from disobedience. (S, K. [See also 10.]) And ↓ عَصَمَ

إِلَيْهِ signifies the same as اعتصم بِهِ. (K.) See also 4, latter half.

A2: اِعْتَصَمَتْ, said of a girl, or young woman, [from عِصَامٌ,] She applied collyrium to her eyes. (El-Muärrij, TA.) 10 استعصم: see 4, in two places. b2: Also He defended, or preserved, himself, or he refrained, or abstained; syn. اِمْتَنَعَ. (TA. [See also 8.]) عُصْمٌ (S, K) and ↓ عُصُمٌ (K) and ↓ عَصِيمٌ (S, K) A relic, and a trace, of anything, (S, K,) such as tar [with which camels are smeared when mangy], (S,) and خِضَاب [i. e. hinnà (حِنَّآء) and the like, with which one dyes, or tinges, the hair &c.], and the like: (S, K:) and عُصْمٌ is also expl. as signifying a trace of anything such as وَرْس [q. v.] or saffron or the like. (TA.) As says, I heard an Arab woman of the desert say to her follow-wife, أَعْطِينِى عُصْمَ حنَّائِكِ, meaning [Give me] what thou hast wiped off and cast away of thy حِنَّآء (S, TA *) after thy dyeing of thy hands with it. (TA.) A2: عُصْمٌ is also a pl. of عِصَامٌ [q. v.]. (TA.) عِصْمٌ: see عُصْمَةٌ.

عُصُمٌ: see عُصْمٌ.

A2: Also a pl. of عِصَامٌ [q. v.]. (Msb.) عُصْمَةٌ A قِلَادَة [meaning collar for a dog]: (S, K;) as also ↓ عِصْمَةٌ; (Kr, K, &c.;) resembling a bracelet: (Er-Rághib, TA:) pl. (of the latter, TA) عِصَمٌ, and pl. pl. أَعْصُمٌ and عِصَمَةٌ [in the CK عَصَمَةٌ, but, as is said in the TA, with kesr and then fet-h], and pl. pl. pl. أَعْصَامٌ; (K;) or this last, which is said in the S to be pl. of عُصْمةٌ, and thought by ISd to be formed from عِصْمَةٌ after rejecting the augmentative letter [ة], and said by some to be a pl. of which the sing. is ↓ عِصْمٌ, like as أَعْدَالٌ is of عِدْلٌ, is correctly pl. of عِصَمٌ, which is pl. of عِصْمَةٌ, (IB, TA.) of which أَعْصِمَةٌ is also a pl. [of pauc.] (TA.) and أَعْصَامٌ signifies also The straps (عَذَبَات) that are upon the necks of dogs: and the sing, is عُصْمَةٌ, and, (K, TA,) some say, (TA,) ↓ عِصَامٌ, (K, TA,) with kesr, [in the CK عَصامٌ,] mentioned by Lth. (TA.) [Hence,] one says, دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ بِعُصْمَتِهِ and ↓ بِعِصَامِهِ [i. e. I gave it to him altogether]; like as one says, بِرُمَّتِهِ [q. v.]. (TA.) A2: Also The quality denoted by the epithet أَعْصَمُ [q. v.]: (S, K:) ISh says, it is in the arm of the gazelle and of the mountain-goat: and IAar says, it is in cloven-hoofed animals in the fare legs; and in the crow, in the shanks; and sometimes, he says, it is in horses. (TA.) عِصْمَةٌ [mentioned in the Mgh as an inf. n., but said in the Msb to be a simple subst.,] primarily (TA) signifies مَنْعٌ [as meaning Prevention, or hindrance: or, as seems to be indicated by most of its subordinate applications, defence, or protection]: (S, K, TA:) or, as some say, its primary signification is the act of tying, or binding; and hence the meaning of مَنْعٌ: or, accord. to Zj, it primarily signifies حَبْلٌ [i. e. a rope, or cord]; and accord. to Mohammad Ibn-Neshwán El-Himyeree, سَبَبٌ and حَبْلٌ [which mean the same]. (TA.) Defence, or protection, (TA,) or preservation, (S, Msb, K,) [in an absolute sense, and] as an act of God, (Msb, TA,) from that which would cause destruction of a man. (TA.) عِصْمَةُ الأَنْبِيَآءِ signifies God's preservation of the prophets; first, by the peculiar endowment of them with essential purity of constitution; then, by the conferring of large and highly-esteemed excellences; then, by aid against opponents, and rendering their feet firm; then, by sending down upon them tranquillity (السَّكِينَة, q. v.), [see the Kur ix. 26, &c.,] and the preservation of their hearts, or minds, and adaptation to that which is right. (Er-Rá- ghib, TA.) b2: Also [A defence as meaning] a defender from a state of perdition and from want: so in a saying of Aboo-Tálib, in praise of the Prophet, cited voce ثِمَالٌ. (TA.) b3: And A faculty of avoiding, or shunning, acts of disobedience, [or of self-preservation therefrom,] with possession of power to commit them: (El-Muná- wee, TA:) [or,] as used by the Muslim theologians, inability to disobey: or a disposition that prevents [disobedience], not such as constrains [to act]. (MF, TA.) b4: عِصْمَةُ النِّكَاحِ means The tie, or bond, of marriage: [also called, in the present day, عِصْمَةُ المَرْأَةِ i. e. the woman's matrimonial tie or bond, which is in her husband's hand, or power: a term used by the lawyers:] one says, بِيَدِهِ عِصْمَةُ النِّكَاحِ i. e. [In his hand, or power, is] the tie, or bond, of marriage: pl. عِصَمٌ: whence, in the Kur [lx. 10], وَلَا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ [And hold ye not to the matrimonial ties, or bonds, of the unbelieving women; meaning divorce ye such women: but the common reading is ولا تُمْسِكُوا, which signifies the same]. (TA.) b5: See also عُصْمَةٌ.

عِصَامٌ The tie of a قِرْبَة [or water-skin]; (S, Msb;) [i. e.] its [tie called] وَكَآء [which is bound round the head to confine the contents]: (TA:) and the strap that is used for the carrying thereof: (S, Msb:) or a cord that is used for the tying, or binding, of the leathern bucket and of the water-skin and of the [leathern vessel for water called]

إِدَاوَة: and the loop-shaped handle that serves for the suspending of the [bag, or other receptacle, for travelling-provisions or for goods or utensils &c. called] وِعَآء: (K:) and anything that serves for the protection, or preservation, of a thing: (TA:) pl. [of pauc.] أَعْصِمَةٌ and [of mult.] عُصْمٌ, (K, TA,) or عُصُمٌ, (Msb, and so in some copies of the K,) and عِصَامٌ, like the sing., of the class of دِلَاصٌ: (Az, K:) but Az states, as what had been heard [app. by him] from the Arabs, respecting the عُصْم of [the leathern water-bags called]

مَزَاد, that they are the cords that are fixed in the loops of the pairs of water-bags, and with which they are tied when they are bound upon the back of the camel; after which the [rope called] رِوَآء is bound over them: they are erroneously said by Lth to be the طَرَائِق [app. meaning borders] of the extremity of the مَزَادَة [or leathern water-bag], at the place of the كُلْيَة [or kidney-shaped piece of leather to which a loop is sewed]. (TA. [See also خُصْمٌ.]) Mention is made, in a trad., of a place where a camel was shackled with عُصْم, as meaning that its abundance of herbage confined him so that he would not go away in search of pasturage. (TA.) b2: Also The cord, or bond, of the [vehicle called] مَحْمِل, (K, * TA,) which is bound at the extremity of [each of the transverse pieces of wood called] the عَارِضَانِ [correctly عَارِضَتَانِ], in the upper part of each of these: [for,] as Lth says, there are two of such cords, or bonds: and Az says that the عِصَامَانِ of the مَحْمِل are like those of the [pair of leathern water-bags called] مَزَادَتَانِ. (TA.) b3: And The slender part of the end of the tail; (M, K;) and عِضَامٌ is a dial. var. thereof: (TA: [but see the latter:]) or the tail with its hair and its عَسِيب [q. v.]: (ISh, TA:) pl. أَعْصِمَةٌ. (K.) b4: See also عُصْمَةٌ, in two places. b5: Also Collyrium: (K, TA:) mentioned on the authority of El-Muärrij: so called because it defends and strengthens the eye. (TA.) عَصُومٌ Edacious; voracious; (K, TA;) applied to a she-camel; (TA;) and ↓ عَيْصُومٌ signifies the same, (K, TA,) applied to a human being, male and female; (TA;) the latter occurring in the saying of a rájiz, applied to an old woman, (S, TA,) and said to have this meaning, (S,) but as some relate it, the word is there with ض; (S, TA;) and عَيْضُومٌ signifies thus accord. to Kr, applied to a woman: عَيْصُومٌ, however, is of higher authority: (TA in art. عضم:) ↓ عَيْصَامٌ also signifies the same, applied to a man. (TA.) b2: Also A female whose family, or household, have become numerous. (Az, TA.) عَصِيمٌ: see عُصْمٌ. b2: Also Sweat: (K:) or, accord. to Lth, rust [that is an effect] of sweat. (TA.) b3: And Dirt, and urine that dries, upon the thighs of camels, (K, TA,) so as to become like the road, in thickness. (TA.) b4: And Black hair that grows beneath the fur of the camel when it falls off (إِذَا انْتَسَلَ [perhaps a mistranscription for اذا أَنْسَلَ]). (K.) b5: And The leaves of trees. (IB, TA.) عِصَامِىٌّ [a rel. n. used as meaning Of the class of 'Isám; and hence, self-ennobled]. عِصَامٌ is the name of a chamberlain of En-Noamán Ibn-ElMundhir: and [in relation to him] it is said in a prov., كُنْ عِصَامِيًّا وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًّا, (S, K, TA,) [the former clause meaning Be thou of the class of 'Isám, i. e. be thou self-ennobled, and] the latter clause meaning and be not of those who glory in old and wasted and crumbling bones, [i. e. in their ancestors,] (TA,) alluding to his saying, [so in the S and K and TA, but correctly the saying of En-Nábighah, (see Har p. 297,)]

نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإِقْدَامَا [The soul of 'Isám ennobled 'Isám, and taught him the art of attack, and boldness]. (S, K, TA.) And [hence] one says also, فُلَانٌ عِصَامِىٌّ وَعِظَامِىٌّ i. e. Such a one is noble in respect of soul, or self, and of origin. (A, TA.) عَاصِمٌ [act. part. n. of عَصَمَ, signifying] Defending [&c.], or a defender [&c.]. (TA.) لَا عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِاللّٰهِ, in the Kur [xi. 45], may mean There is no defender [this day from the decree of God]: (TA:) or the meaning may be, no [person] defended: or no possessor of defence: (S, TA:) so that عاصم may be an instance of فَاعِل in the sense of مَفْعُوا: (S:) or it may thus be a possessive epithet. (TA. [See also دَافِقٌ.]) b2: [Hence,] العَاصِمَةُ is a name of El-Medeeneh. (K.) b3: أَبُو عَاصِمٍ is an appellation of The meal of parched barley or the like (السَّوِيق). (S, K.) And also The food called سِكْبَاج [q. v.]. (K.) عَيْصَامٌ: see عَصُومٌ.

عَيْصُومٌ: see عَصُومٌ b2: Also A woman who sleeps long, and speaks angrily when she is roused. (TA.) أَعْصَمُ A gazelle, and a mountain-goat, having in his arms, (As, T, S, K,) or in one of them, (AO, S, M, K,) a whiteness, (S, K,) the rest of him being red or black: (K:) or a goat white in the fore legs, or in the fore leg: (Az, TA:) fem.

عَصْمَآءُ: (S, K:) and pl. عُصْمٌ. (S.) b2: And A horse white in the fore leg: (As, TA:) or having a whiteness in one of his fore legs, above the pastern: (ISh, TA:) or having a whiteness in his fore shanks: (Ham p. 18:) or having a whiteness in one of his fore legs, (S, TA,) but not in his hind legs, (TA,) little or much; in which case he is termed أَعْصَمُ اليُمْنَى or اليُسْرَى [white in respect of the right fore leg or of the left]: when the whiteness is in both of his fore legs, he is termed أَعْصَمُ اليَدَيْنِ [white in respect of the two fore legs]; unless having a blaze in his face, in which case he is termed مُحَجَّلٌ, not أَعْصَمُ; (S, TA;) though a blaze in his face does not cause him to be termed مُحَجَّلٌ when the whiteness is in one fore leg. (S.) b3: And A crow having a white feather in its wing; (S, K; [in some copies of the K, in its two wings;]) i. e., in one of its wings: (TA:) because the wing of the bird corresponds to the fore leg [of the beast]: (S, TA:) or white in the wings: (ISh, IAth, TA:) or white in the legs: (TA:) or red (أَحْمَر) in the legs and beak; (Az, K, TA;) and this is said by Az to be the correct explanation; [but] he adds that the Arabs term بَيَاض [i. e. whiteness] حَمْرَة [which properly signifies redness], saying of a woman of white complexion that she is حَمْرَآء: [so that by the last of the foregoing explanations of أَعْصَمُ applied to a crow is app. meant white in the legs and beak:] the Prophet is said to have explained this epithet, thus applied, as meaning of which one of the legs is white: (TA:) some say that الغُرَابُ الأَعْصَمُ is like الأَبْلَقُ العَقُوقُ and بَيْضُ الأَنوقِ, applied to anything that is rarely found: (S, TA:) it occurs in a number of trads.; and a righteous woman is likened thereto. (TA.) مِعْصَمٌ The part, of the fore arm, which is the place of the bracelet; (S, Msb, K;) [the wrist: pl. مَعَاصِمُ:] in a citation from a poet (voce عَرَقَ), المَعَاصِيم is used by poetic license for المَعَاصِم. (L in art. عرق.) b2: And The يَد [meaning arm]; (K, TA;) used in this sense in a verse of ElAashà. (TA.) A2: Also, thus without the article ال, a name for The she-goat; which is called to be milked by one's saying مِعْصَمْ مِعْصَمْ, with the last letter quiescent. (K.) مُعْتَصَمٌ A place of defence, protection, or preservation. (Ksh and Bd in xi. 45.)
عصم

(عَصَمَ يَعْصِمُ) عَصْمًا: (اكْتَسَبَ) ، نَقَلَه الجَوْهِرِيّ.
(و) أَيْضا: (مَنَعَ) ، وَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي كَلامِ العَرَب.
(و) عَصَمَ يَعْصِمُ عَصْمًا: (وَقَى) .
(و) عَصَم (إِلَيْه: اعْتَصَم بِهِ) .
(و) عَصَمَ (القِرْبَةَ) يَعْصِمُها عَصْمًا: (جَعَلَ لَهَا عِصامًا، كَأَعْصَمَها) .
وقِيلَ: أعصَمَها: شَدَّها بالوِكاءِ، وسيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَريبًا.
(وعَصَمَهُ الطَّعامُ: مَنَعه مِنَ الجوعِ) .
(و) العَصِيمُ (كأَمِيرٍ: العَرَقُ) ، وَقَالَ اللَّيثُ: صَدَأُ العَرَقِ.
(و) أَيضًا: هِناءٌ ودَرَنٌ و (وَسَخٌ وبَوْلٌ يَيْبَسُ علَى فَخِذِ الإِبِلِ) حَتَّى يَبقَى كالطَّرِيقِ خُثُورَةً، ونَصَّ اللَّيْثِ: على فَخِذِ النَّاقَة، وأَنْشَد:
(وأَضْحَى عَن مَواسِمِهم قَتِيلاً ... بَلَيَّتِه سَرائِحُ كالعَصِيم)

وَلَو قَالَ: على أَفْخَاذِ الإِبلِ لَكَانَ حَسَنًا، نَبَّه عَلَيْهِ شَيْخُنا.
(و) العَصِيمُ: (شَعَرٌ أَسْوَدُ يَنْبُتُ تَحْتَ وَبَر البَعِير إِذا انْتَسَل) ، قَالَ:
(رَعَتْ بَيْنَ ذِي سَقْفٍ إِلَى حَشِّ حِقْفَةٍ ... مِنَ الرَّمْلِ حَتَّى طَارَ عَنْها عَصِيمُها)

(و) العَصِيمُ: (بَقِيَّةُ كُلِّ شَيْءٍ وأَثَرُه، من خِضابٍ ونَحْوِه) ، كالقَطِرانِ وغَيْرِه، (كالعُصْمِ، بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْن) ، قَالَ ابنُ بَرِّي، شاهِدُه قَولُ الشَّاعِرِ:
(كساهُنَّ الهَواجِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... رَجِيعًا بِالمَغابِنِ كالعَصِيمِ)

وقالَ لَبيدٌ:
(بخَطِيرَةٍ تُوفِي الجَدِيلَ سَرِيحةٍ ... مِثْلَ المَشُوفِ هَنَأْتَه بِعَصيمِ)

وَقَالَت امرأَةٌ من العَرَبِ لجارَتِهَا: أَعْطِيني عُصْمَ حِنَّائِكِ، أَي: مَا سَلَتِّ مِنه بَعْدَما اخْتَضَبْتِ بِهِ، وأَنْشَدَ الأصْمَعِيّ،
(يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ ... )

(مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمُ الدَّرْسِ ... )
هُوَ أَثَرُ الخِضَاب فِي أَثَرِ الجَرَبِ.
والعُصْمُ: أثَرُ كُلِّ شَيْءٍ من وَرْسٍ أَو زَعْفَرانٍ أَو نحوِه.
(وأَعصَمَ) إِعْصامًا: (لم يَثْبُتْ على ظَهْرِ الخَيْلِ) ، فَهُوَ مُعْصِمٌ.
(و) أَعصَم (فُلانًا) إذَا (هَيَّأَ لَهُ) فِي السَّرْجِ والرَّحْلِ (مَا يَعْتَصِمُ بِه) ، لئِلاَّ يَسْقُطَ.
(و) أَعصَم (بِفُلاَنٍ) إِعصَامًا: (أَمْسَكَ) .
(و) أَعصَم (القِرْبَة: شَدَّهَا بِالعِصامِ) وَهُوَ الوِكَاءُ.
(و) أَعصَمَ (بالفَرَسِ: أمسَكَ بِعُرْفِهِ) ، لِئَلاَّ يَصْرَعَه فَرَسُه. (و) أَعصَمَ (بالبَعِيرِ: أَمْسَكَ بحبلٍ من حِبالِهِ) لِئَلاَّ تَصْرَعَهُ راحِلَتُه، قَالَ الجَحَّافُ ابنُ حَكِيم:
(والتَّغْلَبِيُّ على الجَوادِ غَنِيمَةٌ ... كِفْلُ الفُرُوسَةِ دائمُ الإعْصامِ)

(والعِصْمَةُ: بالكَسْر: المَنْع) ، هَذَا أَصلُ مَعْنَى اللُّغَة، وَيُقَال: أصلُ العِصْمَةِ الرَّبْطُ، ثمَّ صَارَت بِمَعْنَى المَنْع.
وعِصْمَةُ اللهِ عَبْدَه: أَن يَعْصِمَه مِمَّا يوبِقُه.
عَصَمه يَعْصِمه عَصْمًا: منَعَه ووَقَاه، وقَوْلُه تَعالَى: {يعصمني من المَاء} . أَي: يُمْنَعُنِي من تَغْرِيقِ الماءِ، و {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله} ، أَي لَا مانعَ، وقِيلَ: هُوَ على النِّسْبَةِ، أَي ذَا عِصْمَةٍ، وقِيلَ: مَعْنَاه لَا مَعْصُومَ إلاّ المَرْحُومُ، وَفِيه كَلامٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَه.
وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَصْلُ العِصْمَةِ الحبْلُ، وكُلُّ مَا أَمْسَكَ شَيْئًا فَقَدْ عَصَمه.
وقالَ محمدُ بنُ نَشْوانَ الحِمْيَرِيُّ فِي ضياءِ الحلُوم: أَصلُ العِصْمَةِ السَّبَبُ والحَبْلُ.
وَقَالَ المُناوِيّ: العِصْمَةُ مَلَكَةُ اجْتنابِ المعاصِي مَعَ التَّمَكُّنِ مِنْهَا.
وَقَالَ الرَّاغِب: " عِصْمَةُ اللهِ تَعالَى الأنبياءَ: حِفْظُه إيَّاهم أوّلاً بِمَا خَصَّهُم بِهِ من صَفاءِ الجَوَاهِر، ثُمَّ بِمَا أَولاَهُم من الفَضَائِلِ الجِسْمِية والنَّفْسِيَّةِ، ثمَّ بالنُّصْرَةِ وتَثْبِيتِ أقْدامِهم، ثمَّ بِإنْزالِ السَّكِينَة عَلَيْهِم وبِحِفْظِ قُلوبِهم، وبالتَّوفيقِ، قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: {وَالله يَعْصِمك من النَّاس} .
وَقَالَ شيخُنا: العِصْمَةُ عِنْدَ أَهْلِ الكَلاَمِ: عَدَمُ قُدرةِ المَعْصِيَةِ، أَو خُلُقٌ مَانِعٌ غَيرُ مُلْجِئٍ، وَهُوَ الَّذِي اعتمدَه ابنُ الهُمام فِي تَحرِيرِه.
(و) العِصْمَةُ: (القِلادَةُ) . وَقَالَ الرَّاغِب: " شِبْهُ السِّوَارِ "، (ويُضَمُّ) ، والَّذي قَالَه كُراعٌ: وَهِي العِصْمَةُ وجَمْعُها أعْصَام، قَالَ ابنُ سيدَه: وأَرَاهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ، والجَمْعُ الأَعْصِمَةُ (ج) أَي جَمْعُ المَكْسُورِ عِصَمٌ (كَعِنَبٍ، جج) أَي: جَمْعُ الجَمْعِ (أعْضُمٌ) بضَمِّ الصَّادِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، (وعِصَمَةُ) بِكَسْرٍ ففَتْح (ججج:) أَي: جَمْع جَمع الجَمْع (أَعْصَامٌ) أَي هُوَ جَمْع العِصَم الَّذِي ذَكَره أوَّلاً ونَصُّ الصِّحاح: والعُصْمَة، بالضَّمِّ: القِلادَةُ، والجَمْع الأَعْصامُ، قَالَ لَبِيدٌ:
(حتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةٌ أرْسَلُوا ... غُضْفًا دَوَاجِنَ قَافِلاً أعْصَامُها)

قالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ، لِأَنَّهُ لَا يُجْمَعُ فُعْلَةٌ على أَفْعالٍ، والصَّوابُ قَولُ مَنْ قالَ: إنَّ واحِدَة عِصْمَةٌ، ثمَّ جُمِعَتْ على عِصَمٍ، ثمَّ جُمِعَ عِصَمٌ على أَعْصَامٍ، فيكونُ بِمَنْزِلَة شِيعَةٍ وشِيَعٍ وأَشْياعٍ، قَالَ: وَقد قِيلَ: إنَّ واحِدَ الأَعْصَامِ عِصْمٌ، مثْل عِدْلٍ وأَعْدَالٍ، قَالَ: وَهَذَا الأشْبَهُ فِيهِ، وَقيل: بَلْ هِيَ جَمْعُ عُصُمٌ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فَيكُونُ جَمْعَ الجَمْعِ، والصَّحِيحُ هُوَ الأَولُ.
(وأَبو عاصِمٍ) : كُنْيَةُ (السَّويقِ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(و) أَيْضا: كُنْيَة (السِّكْنَاج) .
(واعْتَصَم باللهِ) ، أَي: (امْتَنَع بلُطْفِه من المَعْصِيَة) .
وَقَالَ الرَّاغبُ: الاعْتِصَام: الاسْتِمْسَاكُ بالشَّيءِ، وَمِنْه قولُه تَعالَى: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} أَي تَمَسَّكُوا بِعَهْدِ اللهِ {وَمن يعتصم بِاللَّه فقد هدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} أَي: مَنْ يَتَمسَّك بِحَبْلِهِ وعَهْدِهِ.
(والأعْصَمُ مِنَ الظِّباءِ والوُعُولِ: مَا فِي ذِراعَيْهِ) - كَمَا فِي التَّهْذِيبِ (أَو فِي أحدِهِما) - كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَهُوَ نَصُّ أبِي عُبَيْدَة (بَياضٌ) . ووَقَعَ فِي نَصِّ العَيْن مَا نَصُّه: عُصْمَةُ الوَعل: بَياضٌ شِبْهُ زَمَعَةِ الشَّاةِ فِي رجلِ الوَعِلِ، فِي موضِعِ الزمَعَة من الشَّاءِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ، وإِنَّمَا عُصْمَةُ الأَوْعالِ: بَيَاضٌ فِي أذْرُعِها لَا فِي أَوْظِفَتِها، والزَّمَعَة إنَّمَا تَكونُ فِي الأَوْظِفَةِ.
والأَعْصَمُ منَ المَعِز: الأَبْيضُ اليَدَيْن أَو اليَد، (وسائِرهُ أسْودُ، أَو أَحْمَرُ، وَهِي عَصْماءُ) ، وَفِي حديثِ أبِي سُفيان: " فَتَنَاولْتُ القَوسَ والنَّبْلَ لأَرْمِي ظَبْيَةً عَصْمَاءً نَردُّ بِها قَرَمَنَا ".
(وقَدْ عَصِمَ - كَفَرِحَ) عَصْمًا (والاسْمُ العُصْمَةُ، بالضَّمِّ) ، وقالَ ابنُ شُمَيْل العُصْمَةُ: البَياضُ بِذراعِ الغَزَالِ والوَعِلِ، يقالُ: أَعْصَمُ بَيِّنُ العَصَمِ.
(و) العِصَامُ (كَكِتَابٍ: الكُحْلُ) فِي بَعْضِ اللُّغات، رُوِي ذَلِك عَن المُؤّرِّج، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أعْرِفُ رَاوِيَةُ وَإِن صَحَّت الرِّوايَةُ عَنهُ فإنَّه ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. قُلْتُ: وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأنَّهُ يَعْصِمُ العَيْنَ أَي يَمْنَعُها ويَشدُّها.
(و) العِصامُ: (مُسْتَدَقُّ طَرَفِ الذَّنَبِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، والضَّادُ لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا سَيَاْتِي، وقالَ ابنُ شُمَيْل: الذَّنَبُ بِهُلْبِه وعَسِيبه يُسَمَّى العِصام بالصَّادِ المُهْمَلَةِ (ج: أَعْصِمَةٌ) .
(و) عِصَامُ (بنُ شَهْبرٍ) الجَرْميُّ: (حاجِبُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ) مَلِكِ العَرَبِ (ومِنْهُ قَولُهم: مَا وَرَاءَك يَا عِصامُ؟) يَعْنُون بِهِ إيَّاه.
(وَفِي المَثَلِ: " كُنْ عِصَامِيًّا وَلَا تَكُن عِظامِيًّا "، يُريدُونَ بِهِ قَولَه: (نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا ... )

(وصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا ... )

(وعَلَّمَتْه الكَرَّ والإِقْدَامَا ... )
وقَولُه: وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًا، أَي: مِمَّنْ يَفْتَخِرُ بِالعِظَامِ النَّخِرَةَ، وَفِي الأَساس: فُلانٌ عِصامِيٌّ وعِظامِيٌّ، أَي: شَرِيفُ النَّفْسِ والمَنْصِبِ.
(و) العِصَامُ (من المَحْمِلِ: شِكالُه) وقَيْدُهُ الَّذِي يَشَدُّ فِي طَرَفِ العَارِضَيْنِ فِي أَعْلاهُمَا، وهُما عِصَامَانِ، قَالَه اللَّيْثُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: عِصَامَا المَحْمِلِ كَعِصَامَي المَزَادَتَيْن.
(و) العِصَامُ (مِنَ الدَّلْوِ والقِرْبَةِ والإِدَاوَةِ: حَبْلٌ يُشَدُّ) بِه، وقِيلَ: هُوَ سَيْرُهَا الَّذِيُ تُحْمَلُ بِهِ، قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(وقِرْبَةِ أَقوامٍ جَعَلْتُ عِصَامَها ... على كاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلٍ)

وكُلُّ شَيءٍ عُصِمَ بِهِ شَيءٌ فَهُوَ عِصَامٌ.
(و) العِصَامُ (مِنَ الوِعاءِ: عُرْوَةٌ يُعَلَّقُ بِهَا. ج: أَعْصِمَةٌ وعُصُمٌ) بالضَّمِّ، وَفِي الحَديثِ: " فإذَا جَدُّ بَنِي عامِرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقَيَّدٌ بعُصُمٍ " أرادَ أنَّ خِصْبَ بِلادِه قد حَبَسَه بفِنَائِه، فَهو لَا يُبْعِدُ فِي طَلَبِ المرْعَى، فصارَ بمَنْزِلَةِ المُقَيَّدِ الَّذي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ، ومِثْلُه قَوْلُ قَيْلَةَ فِي الدَّهْنَاءِ: " إنَّها مُقَيِّدَةُ الجَمَلِ "، أَي: يكونُ فِيها كالمقَيَّدِ لَا يَنْزِعُ إِلَى غَيرِها من الْبِلَاد.
وحَكَى أَبُو زَيْد فِي جَمْعِ العِصَامِ " (عِصامٌ على لَفْظِ مُفْرَدِهِ) ، فَهو على هَذَا (كَبابٍ دِلاصٍ) وهِجانٍ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: " والمَحْفُوظُ من العَرَبِ فِي عُصُم المزادِ أنَّها الحِبالُ الَّتِي تُنْشَبُ فِي خُرَبِ الرَّوَايَا وتُشَدُّ بِها إِذا عُكِمتْ على ظَهْرِ البَعيرِ، ثُمَّ يُرْوَى علَيْها بِالرِّواءِ، الواحِدُ عِصَامٌ، وأمَّا الوِكَاءُ فَهو الشَّريطُ الدَّقِيقُ أَو السَّيرُ الوَثِيقُ يُوكَى بِهِ فَمُ القِرْبَةِ، والمَزَادَةِ وهَذَا كُلُّه صَحِيحٌ لَا ارْتِيابَ فِيه " وقالَ اللَّيْثُ: العُصُمُ طَرائِقُ طَرَفِ المَزَادَةِ عِندَ الكُلْيَةِ، والواحِدُ عِصَامٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا مِنْ أَغالِيطِ اللَّيْثِ.
(والمِعْصَمُ: كَمِنْبَرٍ: مَوْضِعُ السِّوارِ) مِنَ اليَدِ، وَفِي الصِّحاح: مِنَ السَّاعِدِ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
(فَاليَومَ عِنْدَكَ دَلُّهَا وحَدِيثُها ... وغَدًا لِغَيْرِكَ كَفُّهَا والمِعْصَمُ)

قَالَ: (و) رُبَّمَا جَعَلُوا المِعْصَم: (اليَد) ، ومِنه قولُ الأعْشَى:
(فأَرْتَكَ كَفًّا فِي الخِضَا بِ ومِعْصَمًا مِلْءَ الجِبارَهْ)

(و) مِعْصَم (بِلاَ لاَمٍ: اسمٌ لِلعَنْزِ، وتُدْعَى لِلحَلْبِ فَيُقالُ: مِعْصَمْ مِعْصَمْ، مُسَكَّنَةَ الآخِرِ) .
(العَصُومُ: الأَكُولُ) مِنَ النُّوقِ خاصَّةً، (كَالعَيْصُومِ) وَهُوَ الأَكُولُ مِنَ النَّاسِ، لِلذَّكَرِ والأنْثَى، يُقالُ: رَجُلٌ عَيْصُومٌ وامْرَأَةٌ عَيْصُومٌ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:
(أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخَةٍ عَيْصُومِ ... )
ويُرْوَى بِالضَّادِ كَمَا سَيَأْتِي.
(والعَوَاصِمُ: بِلادٌ) مَعْرُوفَة، (قَصَبَتُها أَنْطَاكِيَّةُ) ، نَقله الجوْهَرِيُّ.
(وعاصِمٌ: ع بِبِلادِ هُذَيْلٍ) .
(والعاصِمَةُ: المدينَةُ) .
(والعاصِمِيَّةُ: ة قُربَ رَأْسِ عَيْنٍ) بالجزيرة.
(والعُصْمُ بِالضَّمِّ: حِصْنٌ بِاليَمَنِ لِبَنِي زُبَيْدِ) بنِ صَعْبِ بنِ العَشِيرَةِ بنِ مَالِكٍ.
قُلْتُ: ولَعَلَّه نُسِبَ إِلَى عُصْمِ بنِ عَمْرِو ابنِ زُبَيْدٍ الأَصْغَرِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ سَلَمَةَ بنِ مازِنِ بنِ رَبِيعَةَ بن زُبَيْدٍ الأكبرِ.
(و) أيْضًا: (جَبَلٌ لِهُذَيْلٍ) ، نَقلَه نَصْر.
(وسَمَّوْا: عاصِمًا، وأَعْصَمَ، ومُعْتَصِمًا، ومُسْتَعْصِمًا، ومَعْصُومًا، وعُصْمًا، بِالضَّمِّ، و) عُصَيْمًا (كَزُبَيْرٍ وجُهَيْنَةَ) ، ومِنَ الأَخِيرِ ثَلاَثَةٌ من الصَّحابَةِ.
وعُصَيْمُ بنُ الحارِثِ بنِ ظَالِمٍ: لَه وِفادَةٌ، ذَكَرَه الحافظُ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ عُصَمِيُّ.
وعُصْمٌ بِالضَّمِّ فِي نَسَبِ بَنِي زُبَيْدٍ، وقدْ تَقَدَّمَ.
ومحمدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمدِ ابنِ عُصْمِ بنِ بِلالٍ العُصْمِيُّ الهَرَوِيُّ، من شُيوخِ الحاكِمِ والدَّارَ قُطْنِيِّ.
وبَنُو المَعْصُومِ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بالجائِزِ، مِنْهُم شِرْذِمَةٌ بِمَكَّةَ، وشِرْذِمَةٌ بالهِنْدِ.
ومُحمَّدٌ مَعْصُومُ بنُ أحمَدَ بنِ عَبْدِ الأَحَدِ الفارُوقِيُّ، أَدْرَكَهُ شُيوخُ مَشايِخنا.
والمُعْتَصِمُ والمسْتَعْصِمُ العَبَّاسِيَّانِ مَشْهُورَانِ فِي الخُلفاءِ.
(والغُرابُ الأَعْصَمُ) قد جَاءَ ذِكْرُه فِي عِدَّةِ أحاديثَ، مِنها: أَنَّه ذَكَرَ النِّساءَ المخْتَالاتِ المتَبَرِّجاتِ فَقالَ: " لَا يَدخُلُ الجنَّةَ مِنْهُنَّ إِلَّا مِثلُ الغُرابِ الأَعْصَمِ "، قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ الأبيَضُ الجَنَاحَيْنِ، وَهُوَ قَولُ ابنِ شُمَيْلٍ، وَقيل: الأبيضُ الرِّجْلَيْنِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ الأبيَضُ اليَدَيْن، وَمِنْه قِيلَ للوُعولِ عُصْمٌ، والأنثَى مِنْهُن عَصْمَاءُ، والذَّكَرُ أَعْصَمُ، لِبياضٍ فِي أَيْدِيهَا. قَالَ: وَهَذَا الوَصْفُ فِي الغِرْبانِ عَزِيز لَا يَكادُ يُوجَدُ، وإنَّمَا أرجلُهَا حُمْرٌ، قالَ: وأمَّا هذَا الأبْيَضُ البَطْنِ والظَّهْرِ فَهو الأَبْقَعُ، وذَلِك كَثِيرٌ. قَالَ الأزْهَرِيّ: وَقد رَدَّ عَلَيْهِ ابنُ قُتَيْبَةَ ذَلِك: وَقَالَ: ((اضْطَرَبَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ لأَنَّه زَعَمَ أنَّ الأَعْصَمَ هُوَ الأبيضُ اليَدَيْنِ، ثمَّ قَال: وإِنَّما أَرْجُلُها حُمْرٌ، فذَكَر مرَّةً اليَدَيْنِ ومَرَّةً الأرْجُلَ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وَقد جاءَ هَذَا الحدِيثُ مُفَسَّرًا فِي خَبَرٍ آخَرَ رَواهُ عَن خُزَيْمَةَ، قَالَ: " بَيْنَا نَحنُ مَعَ عَمْرِو بنِ العاصِ، فَعَدَلَ وعَدَلْنَا مَعَه، حَتَّى دَخَلْنَا شِعْبًا، فَإِذا نَحن بِغِرْبَانٍ، وفيهَا غُرابٌ أعْصَمُ أحْمَرُ المِنْقَارِ والرِّجْلَيْن، فَقَالَ عَمْرُو: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم: " لَا يَدْخُلَ الجَنَّةَ من النِّساءِ إِلَّا قَدْرَ هذَا الغُرابِ فِي هَؤلاءِ الغِرْبَانِ "، قَالَ: فَقَدْ بانَ فِيه أنَّه أرَادَ بِالأَعْصَمِ: (الْأَحْمَر الرِّجْلَيْن والمِنْقَار) ؛ لأنَّ أكْثَرَ الغِرْبَانِ السُّودُ والبُقْعُ "، قَالَ " وهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، قَالَ: والعَرَبُ تَجْعَلُ البَياضَ حُمْرَةً، فيقُولُونَ لِلمرأةِ البَيْضاءِ اللَّونِ: حَمْراءُ، ولِذلكَ قِيلَ لِلأعاجِمِ: حُمْرٌ لِغَلَبِةِ البَيَاضِ على أَلْوانِهِمْ " وقالَ ابنُ الأعرابِيّ: العُصْمَةُ من ذَوَاتِ الظِّلْفِ فِي اليَدَيْنِ، وَمن الغُرابِ فِي السَّاقَيْنِ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ " إِنَّمَا أرادَ أبُو عُبَيْدٍ أنّ هَذَا الوَصفَ لذَوَاتِ الأرْبَعِ، وَلذَا قَالَ: إنَّ هَذَا الوَصْفَ فِي الغِرْبانِ عَزِيزٌ، وَلَوْلَا ذلِك لَقالَ إنّه فِي الغِرْبان مُحالٌ لَا يُتَصَوَّر ". اه قُلتُ: وَهَذَا لَا يَنْدَفِعُ بِهِ مَا أورَدَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ، فَتَأَمَّلْ.
(أَو) الغُرابُ الأَعْصَم: الَّذِي (فِي) إحْدَى (جَنَاحَيْه رِيشَةٌ بَيْضَاءُ) ؛ لأنَّ جَنَاحَ الطَّائِرِ بِمَنْزِلَةِ اليَدِ لَهُ، ويُقالُ هَذَا لِكُلِّ شَيْءٍ يَعِزُّ وُجودُه، كالأَبْلَقِ العَقُوقِ، وبَيْضِ الأَنُوقِ. قُلتُ: وَالَّذِي قَالَ: إنَّما الأبْيَضُ الرِّجْلَيْنِ قد يَشْهَدُ لَهُ مَا فِي مُسْنَدِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ من طَرِيقِ أبي أُمَامَةَ رَفَعَه: " المرأَةُ الصَّالِحةُ كَالغُرَابِ الأعْصَمِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله: وَمَا الغُرابُ الأعْصَمُ؟ قَالَ: الَّذِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَيْضَاءُ ".
(وأعْصَامُ الكِلابِ: عَذَبَاتُها الَّتِي فِي أَعْنَاقِهَا، الواحِدُ عُصْمَةٌ، بالضَّمِّ، و) يُقالُ: (عِصَامٌ) ، بالكَسْرِ نَقلَه اللَّيثُ، وتَقَدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ لَبِيدٍ:
(غُضْفًا دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُها ... )

[] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
انْعَصَمَ: مُطَاوِع عَصَمَه.
واسْتَعْصَمَ: امْتَنَعَ وأَبَى.
وأَعصَم: اعْتَصَم، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لأوسِ بنِ حَجَرٍ:
(فأشْرَط فِيهَا نَفْسَه وَهُوَ مُعْصِمٌ ... وألْقَى بِأَسْبَابٍ لَهُ وتَوَكَّلاَ)

أَي مُعْتَصِمٌ بِالحَبْلِ الذِي دَلاَّهُ.
والعَاصِمُ: المَانِعُ الحَامِي.
وَفِي شِعْرِ أبِي طَالِبَ يَمْدَحُه صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم:
(ثِمالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ للأَراملِ ... )
أَي يَمْنَعُهُمْ مِنَ الضيَّاعِ والحَاجَةِ.
وقَولُه تَعالَى: {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} جمع عِصْمَة، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أيْ بِعَقْدِ نِكاحِهِنَّ، يُقَال بِيَدِهِ عِصْمَةُ النِّكَاحِ، أَي عُقْدَتُه، قَالَ عُروةُ بن الوَرْدِ:
(إذَنْ لَمَلَكْتُ عِصْمَةَ أُمِّ وَهْبٍ ... على مَا كَانَ مِن حَسَكِ الصُّدُورَ)

وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: قَد تَكونُ العُصْمَةُ فِي الخيلِ، وأَنْشَدَ لغَيْلانَ الرَّبَعِيِّ:
(قدْ لَحِقَتْ عُصْمَتُها بالأطْبَاءْ ... )

(من شِدَّةِ الرَّكْضِ وخَلْجِ الأنْساءْ ... )
أرادَ مَوْضِعَ عُصْمَتِها.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الأعصَمُ مِنَ الخيْلِ: الَّذِي بِيَدَيْه دونَ رِجْلَيْهِ بَياضٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، وَقد يَكون أعْصَمَ اليُمْنَى أَو اليُسْرَى. انْتهى. وَإِذا كَانَ بِيَدَيْه جَميعًا فَهُوَ أَعصَمُ اليَدَيْنِ، إلاّ أنْ يَكُون بِوَجْهه وَضَحٌ، فَهُوَ مُحَجَّلٌ ذَهَبَ عَنهُ العَصَمُ قَاله اللَّيْثُ. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: إذَا ابيضَّتِ اليَدُ فَهُو أعْصَمُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الأعْصَمُ الَّذِي يُصيبُ البَياضُ إحدَى يَدَيْهِ فَوقَ الرُّسْغِ.
والعَصِيمُ: وَرَقُ الشَّجَرِ، وأَنْشَدَ ابنَ بَرِّيّ لِلفَرَزْدَقِ:
(تَعَلَّقْتُ من شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها ... بِعُوجِ الشَّبَا مُسْتَفْلِكَاتِ المَجَامِعِ)

ورَجلٌ عَيْصَامٌ: أَكُولٌ.
واعْتَصَمَتِ الجَارِيَةُ: إِذا اكْتَحَلَتْ، رَوَاهُ المُؤَرِّجُ.
وعَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ، أَي: لَزِقَ بِهِ كعَصَب.
وَقد سَمَّوْا عِصْمَةً، وعِصَامًا.
ومالكُ بنُ نَضْلَة بنُ خَدِيجٍ العَصَمِيُّ - محرّكة - ذَكَره الرُّشاطِيُّ.
ويُقالُ: دفعْتُه إِلَيْهِ بِعِصْمَتِه وعِصَامِه، كَمَا تَقول: بِرُمَّتِه.
والعَيْصُومُ: المرْأَةُ الطَّوِيلَةُ النَّوْمِ، المُدَمْدِمَةُ إِذا انتَبَهَتْ.
والعَصُومُ: النَّاقَةُ الَّتِي كَثُرَ أكْلُهَا، نقلَه الأزْهَرِيُّ.

عصم: العِصْمة في كلام العرب: المَنْعُ. وعِصْمةُ الله عَبْدَه: أن

يَعْصِمَه مما يُوبِقُه. عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً: منَعَه ووَقَاه. وفي

التنزيل: لا عاصِمَ اليومَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إلا مَنْ رَحِمَ؛ أي لا

مَعْصومَ إلا المَرْحومُ، وقيل: هو على النَسب أي ذا عِصْمةٍ، وذو العِصْمةِ

يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً، فمِن هنا قيل: إن معناه لا مَعْصومَ، وإذا

كان ذلك فليس المُستثنى هنا من غير نوع الأَوَّل بل هو من نوعِه، وقيل: إلا

مَنْ رَحِمَ مُستثنىً ليس من نوع الأَوَّل،وهو مذهب سيبويه، والاسمُ

العِصْمةُ؛: قال الفراء: مَنْ في موضع نصبٍ لأن المعصومَ خلافُ العاصِم،

والمَرْحومُ مَعصومٌ، فكان نصْبُه بمنزلة قوله تعالى: ما لَهُمْ بهِ مِنْ

علمٍ إلا اتِّباعَ الظنِّ، قال: ولو جعلتَ عاصِماً في تأْويل المَعْصوم أي

لا مَعْصومَ اليومَ من أَمْرِ الله جازَ رفْعُ مَنْ، قال: ولا

تُنْكِرَنَّ أن يُخَرَّجَ المفعولُ

(* قوله «يخرج المفعول إلخ» كذا بالأصل

والتهذيب، والمناسب العكس كما يدل عليه سابق الكلام ولاحقه) على الفاعِل، أَلا

ترى قولَه عز وجل: خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ؟ معناه مَدْفوق؛ وقال الأخفش: لا

عاصِمَ اليوم يجوز أَن يكون لا ذا عِصمةٍ أي لا مَعْصومَ، ويكون إلا مَنْ

رحِمَ رفْعاً بدلاً مِنْ لا عاصم، قال أبو العباس: وهذا خَلْفٌ من

الكلام لا يكون الفاعلُ في تأْويل المفعول إلا شاذّاً في كلامهم، والمرحومُ

معصومٌ، والأوَّل عاصمٌ، ومَنْ نَصْبٌ بالاستثناء المنقطع، قال: وهذا الذي

قاله الأخفش يجوز في الشذوذ، وقال الزجاج في قوله تعالى: سآوِي إلى جبلٍ

يَعْصِمُني مِنَ الماء، أي يمنعُني من الماء، والمعنى مِنْ تَغْرِيقِ

الماء، قال: لا عاصِمَ اليومَ من أمر الله إلا مَنْ رَحِم، هذا استثناء ليس

من الأَول، وموضعُ مَنْ نصبٌ، المعنى لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فإنه معصوم،

قال: وقالوا: وقالوا يجوز أن يكون عاصِم في معنى مَعْصُوم، ويكون معنى

لا عاصِمَ لا ذا عِصْمةٍ، ويكون مَنْ في موضع رفعٍ، ويكون المعنى لا

مَعْصومَ إلا المرحوم؛ قال الأزهري: والحُذَّاقُ من النحويين اتفقوا على أن

قولَه لا عاصِمَ بمعنى لا مانِعَ، وأنه فاعلٌ لا مفعول، وأنَّ مَنْ نَصْبٌ

على الانقطاع. واعْتَصَمَ فلانٌ بالله إذا امتنع به. والعَصْمة:

الحِفْطُ. يقال: عَصَمْتُه فانْعَصَمَ. واعْتَصَمْتُ بالله إذا امتنعْتَ بلُطْفِه

من المَعْصِية. وعَصَمه الطعامُ: منَعه من الجوع. وهذا طعامٌ يَعْصِمُ

أي يمنع من الجوع. واعْتَصَمَ به واسْتَعْصَمَ: امتنعَ وأبَى؛ قال الله عز

وجل حكايةً عن امرأَة العزيز حين راودَتْه عن نفْسِه: فاسْتَعْصَمَ، أي

تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ؛ قال الأزهري: العرب تقول

أَعْصَمْتُ بمعنى اعْتَصَمْت؛ ومنه قولُ أوس بن حجر:

فأَشْرَط فيها نفْسَه وهْو مُعْصِمٌ،

وأَلْقى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا

أي وهو مُعْتَصِمٌ بالحبْل الذي دَلاَّه. وفي الحديث: مَنْ كانت

عِصْمتُه شَهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ أي ما يَعْصِمُه من المَهالِك يوم

القيامة؛ العصْمَةُ: المَنَعةُ. والعاصمُ: المانعُ الحامي. والاعْتِصامُ:

الامْتِساكُ بالشيء، افْتِعالٌ منه؛ ومنه شِعْرُ أَبي طالب:

ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرامِل

أي يَمْنعُهم من الضَّياعِ والحاجةِ. وفي الحديث: فقد عَصَمُوا مِنِّي

دِماءَهم وأَمْوالَهم. وفي حديث الإفْكِ: فعَصَمها الله بالوَرَعِ. وفي

حديث عُمَر: وعِصْمة أَبْنائِنا إذا شَتَوْنا أي يمتنعون به من شِدَّة

السَّنة والجَدْب. وعَصَمَ إليه: اعتصم به. وأَعْصَمَه: هَيَّأ له شيئاً

يعْتَصِمُ به. وأَعْصمَ بالفرَسِ: امْتَسكَ بعُرْفِه، وكذلك البعيرُ إذا

امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ؛ قال طُفيل:

إذا ما غَزَا لم يُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه،

ولم يَشْهَدِ الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ

ألْوَث: ضعيف، ويروى: كذا ما غَدَا. وأَعصمَ الرجلُ: لم يَثْبُت على

الخيل. وأَعْصَمْتُ فلاناً إذا هَيَّأْتَ له في الرَّحْلِ أو السَّرْج ما

يَعْتَصِمُ به لئلا يَسقُط. وأَعصم إذا تشدَّد واسْتَمْسَكَ بشيءٍ من أَن

يَصْرَعَه فرَسُه أو راحلته؛ قال الجَحّاف بن حكيم:

والتَّغْلَبيّ على الجَوادِ غَنِيمة،

كِفْل الفُروسةِ دائِم الإعْصامِ

والعِصْمةُ: القِلادةُ، والجمعُ عِصَمٌ، وجمعُ الجمعِ أَعْصام، وهي

العُصْمةُ

(* قوله «وهي العصمة» هذا الضبط تبع لما في بعض نسخ الصحاح، وصرح

به المجد ولكن ضبط في الأصل ونسختي المحكم والتهذيب العصمة بالتحريك، وكذا

قوله الواحدة عصمة) أيضاً، وجمعُها أَعْصام؛ عن كراع، وأُراه على حذف

الزائد، والجمعُ الأَعْصِمةُ. قال الليث: أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها

التي في أَعناقِها، الواحدة عُصْمةٌ، ويقال عِصامٌ؛ قال لبيد:

حتى إذا يَئِسَ الرُّماةُ، وأَرْسَلُوا

غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصامُها

قال ابن شميل: الذَّنَبُ بهُلْبِه وعَسِيبه يُسمَّى العِصامَ، بالصاد.

قال ابن بري: قال الجوهري في جمع العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام، وقوله ذلك

لا يَصحُّ، لأنه لا يُجْمَعُ فُعْلةٌ على أَفْعال، والصواب قول من قال:

إنَّ واحدَته عِصْمة، ثم جُمِعَت على عِصَمٍ، ثم جُمِع عِصَمٌ على

أَعْصام، فتكون بمنزلة شِيعة وشِيَع وأَشْياع، قال: وقد قيل إن واحدَ الأَعْصام

عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ وأَعْدالٍ، قال: وهذا الأَشْبهُ فيه، وقيل: بل هي

جمعُ عُصُمٍ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فيكون جمعَ الجمع، والصحيح هو الأول.

وأَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إذا لَزِمَه، وكذلك أَخْلَدَ به

إخْلاداً. وفي التنزيل: ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوافِر؛ وجاء ذلك في

حديث الحُدَيْبية جمع عِصْمة، والكَوافِر: النساءُ الكَفَرَةُ، قال ابن

عرفة: أي بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ. يقال: بيدهِ عِصْمةُ النِّكاح أي عُقْدةُ

النِّكاح؛ قال عروة بن الورد:

إذاً لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ،

على ما كان مِنْ حَسَكِ الصُّدُورِ

قال الزجاج: أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ. وكلُّ ما أَمْسَك شيئاً فقد

عَصَمَه؛ تقول: إذا كفَرْتَ فقد زالتِ العِصْمةُ. ويقال للراكب إذا تقَحَّمَ به

بَعِيرٌ صعْبٌ أو دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أو بقَرَبوسِ سَرْجِه

لئلا يُصْرعَ: قد أَعْصَمَ فهو مُعْصِمٌ. وقال ابن المظفَّر: أَعْصَمَ

إذا لجأَ إلى الشيء وأَعْصَم به. وقوله: واعْتَصِمُوا بحَبْلِ الله؛ أي

تمَسَّكوا بعهدِ الله، وكذلك في قوله: ومنْ يَعْتَصِمْ بالله أي مَنْ

يَتمسَّكْ بحَبْلهِ وعَهْدِه.

والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمتُه بَياضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ في

رِجْل الوَعِلِ في موضع الزَّمَعةِ من الشَّاء، قال: ويقال للغُراب أَعْصَمُ

إذا كان ذلك منه أبيض. قال الأزهري: والذي قاله الليث في نعت الوَعِل إنه

شِبْه الزَّمَعة تكون في الشاءِ مُحالٌ، وإنما عُصْمةُ الأَوْعالِ

بَياضٌ في أَذْرُعِها لا في أوْظِفَتِها، والزَّمَعةُ إنما تكون في

الأَوْظِفة، قال: والذي يُغيِّرُه الليثُ من تفسير الحروف أَكثرُ مما يُغيِّره من

صُوَرِها، فكُنْ على حذَرٍ من تفسيره كما تكون على حذرٍ من تصحيفه. قال

ابن سيده: والأَعْصمُ من الظِّباءِ والوُعولِ الذي في ذِراعِه بياضٌ، وفي

التهذيب: في ذِراعَيْه بياض، وقال أبو عبيدة: الذي بإحْدى يديه بياضٌ،

والوُعولُ عُصْمٌ. وفي حديث أبي سفيان: فتَناوَلْتُ القَوْسَ والنَّبْلَ

لأَرْميَ ظَبْيةً عَصْماءَ نَرُدُّ بها قرَمَنا. وقد عَصِمَ عَصَماً،

والاسم العُصْمةُ. والعَصْماءُ من المعَز: البيضاءُ اليدين أو اليدِ وسائرُها

أَسودُ أَو أَحْمرُ. وغرابٌ أَعْصَمُ: وفي أحد جَناحَيْه رِيشةٌ بيضاء،

وقيل: هو الذي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ، وقيل: هو الأَبيضُ. والغرابُ

الأَعْصَمُ: الذي في جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأن جَناح الطائر بمنزلة اليدِ له،

ويقال هذا كقولهم الأبَْلَق العقوق وبَيْض الأَنُوق لكل شيء يَعِزُّ

وُجودُه. وفي الحديث: المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم، قيل: يا رسولَ

الله، وما الغُرابُ الأَعْصَمُ؟ قال: الذي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء؛

يقول: إنها عزيزةٌ لا تُوجَد كما لا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم. وفي الحديث:

أنه ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فقال: لا يدخلُ الجنَّةَ

منهنَّ إلا مِثْلُ الغُرابِ الأعْصم؛ قال ابن الأَثير: هو الأَبْيضُ

الجَناحين، وقيل: الأبيض الرِّجْلين، أراد قِلَّةَ مَنْ يدخل الجنةَ من

النساء. وقال الأزهري: قال أبو عبيد الغراب الأَعْصمُ هو الأبيضُ اليدين،

ومنه قيل للوُعول عُصْم، والأُنثى منهن عَصْماء، والذكر أَعْصَمُ، لبياض في

أيديها، قال: وهذا الوصف في الغِرْبانِ عزيزٌ لا يكاد يُوجد، وإنما

أَرْجُلُها حُمْرٌ، قال: وأما هذا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فهو الأبْقعُ،

وذلك كثير. وفي الحديث: عائِشةُ في النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ في

الغربْان؛ قال ابن الأثير: وأصل العُصْمة البَياضُ يكونُ في يَدَي الفَرسِ

والظَّبْي والوَعِل. قال الأزهري: وقد ذكر ابن قتيبة حديث النبي، صلى الله

عليه وسلم: لا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلاَّ مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم،

فيما رَدَّ على أبي عبيد وقال: اضطرب قول أبي عبيد لأنه زعم أن الأَعْصمَ

هو الأبيضُ اليدين، ثم قال بعدُ: وهذا الوصف في الغِرْبان عزيزٌ لا يكاد

يوجد، وإنما أَرْجلُها حمرٌ، فذكر مَرَّةً اليدين ومرّة الأَرْجُلَ؛ قال

الأزهري: وقد جاء هذا الحرف مفسَّراً في خبر آخرَ رواه عن خزيمة، قال:

بَيْنا نحنُ مع عَمْرِو بن العاص فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حتى دخلْنا شِعْباً

فإذا نحنُ بِغرْبانٍ وفيها غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ

والرِّجْلَين، فقال عَمْروٌ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يدخلُ الجنةَ منَ

النساءِ إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرابِ في هؤلاء الغِربْان؛ قال الأزهري:

فقد بان في هذا الحديث أن معنى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إلاّ مِثْلُ

الغُراب الأَعْصم، أنه أراد أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه في الغِربانِ،

لأن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ. وروي عن ابن شميل أنه قال:

الغُرابُ الأَعْصمُ الأبيضُ الجناحين، والصواب ما جاء في الحديث المُفسِّر،

قال: والعرب تجعل البياضَ حُمْرةً فيقولون للمرأَة البيضاء اللَّوْنِ

حَمْراء، ولذلك قيل للأعاجم حُمْر لغلبة البياض على أَلوانهم، وأما العُصْمةُ

فهي البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ. يقال: أَعْصَمُ بَيِّن

العَصَمِ، والاسم العُصْمةُ. قال ابن الأعرابي: العُصْمةُ مِنْ ذوات الظِّلْفِ

في اليدين، ومن الغُرابِ في السَّاقَيْن، وقد تكون العُصْمة في الخيل؛

قال غَيْلان الرَّبَعيّ:

قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأطْباء

مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء

أراد موضعَ عُصْمتِها. قال أبو عبيدة في العُصْمةِ في الخيل قال: إذا

كان البياضُ بيديه دونَ رِجْلَيْه فهو أَعْصمُ، فإذا كان بإحْدى يديه دون

الأُخرى قَلَّ أو كثُرَ قيل: أَعْصمُ اليُمنى أو اليسرى، وقال ابن شميل:

الأَعْصمُ الذي يُصِيبُ البياض إحْدى يديه فوق الرُّسْغ، وقال الأصمعي:

إذا ابْيضَّت اليدُ فهو أَعْصمُ. وقال ابن المظفر: العُصْمةُ بَياضٌ في

الرُّسْغ، وإذا كان بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أو كثُرَ فهو أَعْصمُ

اليُمْنى أو اليُسْرى، وإن كان بيديه جميعاً فهو أعْصمُ اليدين، إلاَّ أن

يكون بوجهِه وضَحٌ فهو مُحجَّلٌ ذهبَ عنه العَصَمُ، وإن كان بوجهه وَضَحٌ

وبإِحْدى يديه بياضٌ فهو أَعصم، لا يُوقِعُ عليه وَضَحُ الوجْهِ اسمَ

التحجيلِ إذا كان البياض بيدٍ واحدةٍ.

والعصِيمُ: العَرَقُ؛ قال الأزهري: قال ابن المُظفر العَصِيمُ الصَّدَأُ

من العَرَقِ والهِناءِ والدَّرَنِ والوسَخِ والبول إذا يَبِسَ على فَخذِ

الناقة حتى يبقى كالطَّرِيق خُثورةً؛ وأنشد:

وأَضْحى عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِيلاً،

بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِيمِ

والعَصِيمُ: الوَبَرُ؛ قال:

رَعَتْ بين ذِي سَقْفٍ إلى حَشِّ حِقْفَةٍ

مِنَ الرَّمْلِ، حتى طارَ عنها عَصِيمُها

والعَصِيمُ والعُصْمُ والعُصُمُ: بقيَّةُ كلِّ شيء وأثَرُه من القَطِران

والخِضابِ وغيرهما؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر:

كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ

رَجيعاً بالمَغابِنِ كالعَصِيمِ

والرَّجِيعُ: العرَق؛ وقال لبيد:

بِخَطيرةٍ تُوفي لجَدِيلَ سَريحةٍ،

مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بَعَصِيمِ

وقال ابن بري: العَصِيمُ أيضاً وَرقُ الشجر؛ قال الفرزدق:

تَعَلَّقْت، مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها

بِعُوجِ الشَّبا، مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع

شَهْباء: شجرةٌ بيضاء من الجَدْب، والشَّبَا: الشَّوْكُ،

ومُسْتَفْلِكاتٌ: مُسْتَديراتٌ، والمَجامعُ: أُصولُ الشَّوْكِ. وقال امرأَة من العرب

لجارتِها: أَعْطِيني عُصْمَ حِنَائِكِ أي ما سَلَتِّ منه بعدما اخْتَضَبْتِ

به؛ وأنشد الأَصمعي:

يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ،

مِنْ عَرَقِ النَّضْح، عَصِيمُ الدَّرْسِ

أَثَرُ الخِضاب في أثر الجَرَب

(* قوله: أثر الخضاب إلخ هو تفسير لعصيم

الدرس في البيت السابق). والعُصْمُ: أثرُ كلِّ شيء من وَرْسٍ أو

زَعْفَرانٍ أو نحوه.

وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً: اكْتَسَبَ.

وعِصامُ المَحْمِل: شِكالُه. قال الليث: عصاما المَحْمِلِ شِكالُه

وقَيْدُه الذي يُشَدُّ في طرف العارِضَيْن في أَعلاهما، وقال الأزهري: عِصاما

المَحْمِلِ كعِصامَي المَزَادَتيْن. والعِصامُ: رِباطُ القِرْبةِ

وسَيْرُها الذي تُحْمَل به؛ قال الشاعر قيل هو لامرئ القيس، وقيل لِتأَبَّط

شرّاً وهو الصحيح:

وقِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها

على كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ

وعصامُ القِرْبةِ والدَّلْوِ والإداوة: حَبْلٌ تُشدُّ به. وعَصمَ

القِرْبةَ وأَعْصَمَها: جعلَ لها عِصاماً، وأَعْصَمَها: شَدَّها بالعِصام.

وكلُّ شيءٍ عُصِمَ به شيءٌ عِصامٌ، والجمعُ أَعْصِمةٌ وعُصُمٌ. وحكى أبو زيد

في جمع العِصامِ عِصام، فهو على هذا من باب دِلاصٍ وهِجانٍ. قال الأزهري:

والمحفوظُ من العرب في عُصُمِ المَزادِ أنها الحبالُ التي تُنْشَبُ في

خُرَبِ الرَّوايَا وتُشَدُّ بها إذا عُكِمَتْ على ظَهْر البعير ثم يُرْوَى

عليها بالرِّواء الواحدُ، عِصامٌ، وأما الوِكاءُ فهو الشريطُ الدقيقُ أو

السَّيْرُ الوثيقُ يُوكَى به فَمُ القِرْبة والمَزادةِ، وهذا كُلُّه

صحيحٌ لا ارْتِيابَ فيه. وقال الليث: كُلُّ حَبْلٍ يُعْصَمُ به شيءٌ فهو

عِصامُه. وفي الحديث: فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقيَّدٌ بِعُصُم؛

العُصُمُ: جمعُ عِصامٍ وهو رباطُ كلِّ شيء، أراد أن خِصْبَ بلادِه قد

حَبَسه بفِنائه فهو لا يُبْعِدُ في طلب المَرْعَى، فصار بمنزلة المُقَيَّد

الذي لا يَبْرحُ مَكانَه، ومثله قول قَيلةَ في الدَّهْناءِ: إنها

مُقَيَّدُ الجمَل أي يكونُ فيها كالمُقيَّدِ لا يَنْزِعُ إلى غيرِها من البلاد.

وعِصامُ الوعاءِ: عُرْوتُه التي يُعلَّقُ بها. وعِصامُ المَزادةِ: طريقةُ

طَرَفِها. قال الليث: العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عند الكُلْية،

والواحد عِصامٌ؛ قال الأزهري: وهذا من أَغاليطِ الليث وغُدَدِه. والعِضامُ،

بالضاد المعجمة، عَسِيبُ البعير وهو ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ،

وسيذكر، وهو لُغَتانِ بالصاد والضاد. وقال ابن سيده: عِصامُ الذَّنَبِ

مُسْتدَقُّ طرفِه.

والمِعْصَمُ: مَوْضِعُ السِّوارِ من اليَدِ؛ قال:

فاليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها وحَدِيثُها،

وغَداً لِغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ

وربما جعلوا المِعْصَم اليَد، وهما مَعْصَمانِ؛ ومنه أيضاً قول الأعشى:

فأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضا

بِ ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارَهْ

والعَيْصومُ: الكثيرُ الأَكلِ، الذَّكرُ والأُنثى فيه سواء؛ قال:

أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ

ويروى عَيْضُوم، بالضاد المعجمة. قال الأزهريّ: العَيْصومُ من النِّساء

الكثيرةُ الأَكْلِ الطَّويلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إذا انْتَبهتْ.

ورجلٌ عَيْصُومٌ وعَيْصامٌ إذا كان أَكُولاً. والعَصُومُ، بالصادِ: الناقةُ

الكثيرةُ الأَكْلِ. وروي عن المؤرِّج أنه قال: العِصامُ الكُحْلُ في بعض

اللغات. وقد اعْتَصَمتِ الجاريةُ إذا اكْتَحَلتْ، قال الأزهري: ولا أعرف

راويَه، فإن صحت الروايةُ عنه فهو ثقةٌ مأْمونٌ. وقولهم: ما وَراءََك يا

عِصامُ؛ هو اسم حاجِب النُّعمان بن المُنْذِر، وهو عِصامُ بن شَهْبَر

الجَرْمِيّ؛ وفي المثل: كُنْ عِصامِيّاً ولا تَكُنْ عِظاميّاً؛ يُرِيدون به

قوله:

نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما

وصَيَّرَتْه مَلِكاً هُماما،

وَعَلَّمَتْه الكَرَّ والإقْدامَا

وفي ترجمة عصب: رَوَى بعضُ المُحَدِّثين أن جبريلَ جاء يومَ بَدْرٍ على

فرسٍ أُنثى وقد عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ أي لَزِقَ به؛ قال الأزهري:

فإن لم يكن غَلطاً من المُحدِّث فهي لغة في عصب، والباءُ والميمُ

يَتعاقبانِ في حروف كثيرة لقرب مَخرجَيْهما، يقال: ضرْبة لازِبٍ ولازِمٍ، وسَبَدَ

رأْسه وسَمَدَه.

والعواصِمُ: بِلادٌ، وقَصَبتُها أَنْطاكِيةُ.

وقد سَمَّوْا عِصْمةَ وعُصَيْمةَ وعاصِماً وعُصَيْماً ومَعْصوماً

وعِصاماً. وعِصْمةُ: اسمُ امرأَة؛ أنشد ثعلب:

أَلَمْ تَعْلَمِي، يا عِصْمَ، كَيْفَ حَفِيظَتي،

إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيْه المَجادِحُ؟

وأَبو عاصمٍ: كُنْىة السَّويقِ.

حزب

(حزب) - في الحَدِيث: "أَنَّه كان إذا حَزَبَه أَمرٌ صَلَّى".
: أي أَصابَه.
(حزب)
الْأَمر حزبا اشْتَدَّ وَالْأَمر فلَانا نابه وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث (كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا حزبه أَمر صلى) وَمن دُعَائِهِ (اللَّهُمَّ أَنْت عدتي إِن حزبت) فَهُوَ حازب (ج) حزب وَهِي حازبة (ج) حوازب وَهُوَ حزيب أَيْضا (ج) حزب

حزب


حَزَبَ(n. ac. حَزْب)
a. Befell; weighed down (misfortune).

حَزَّبَa. Assembled, got together (partisans);
formed a party.
b. Divided into chapters, sections (book).

حَاْزَبَa. Was, became a partisan of.

تَحَزَّبَa. Gathered together; coalesced; leagued, banded
together.

حَزْبa. Misfortune, calamity.

حِزْب
(pl.
أَحْزَاْب)
a. Band, company, troop; party, faction; sect.
b. Section, division.

حَاْزِب
حُزَاْبَة
حَزِيْبa. see 1
حَيْزَبُوْن
a. Hag.
ح ز ب : الْحِزْبُ الطَّائِفَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ أَحْزَابٌ وَتَحَزَّبَ الْقَوْمُ صَارُوا أَحْزَابًا وَيَوْمُ الْأَحْزَابِ هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ وَالْحِزْبُ الْوَرْدُ يَعْتَادُهُ الشَّخْصُ مِنْ صَلَاةٍ وَقِرَاءَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْحِزْبُ النَّصِيبُ وَحَزَبَهُمْ أَمْرٌ يَحْزُبُهُمْ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصَابَهُمْ. 
ح ز ب: (حِزْبُ) الرَّجُلِ أَصْحَابُهُ. وَ (الْحِزْبُ) أَيْضًا الْوِرْدُ، وَمِنْهُ (أَحْزَابُ) الْقُرْآنِ وَ (الْحِزْبُ) أَيْضًا الطَّائِفَةُ. وَ (تَحَزَّبُوا) تَجَمَّعُوا. وَ (الْأَحْزَابُ) الطَّوَائِفُ الَّتِي تَجْتَمِعُ عَلَى مُحَارَبَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. 
(ح ز ب) : (الْحِزْبُ) وَاحِدُ الْأَحْزَابِ وَهُوَ الْجَمَاعَةُ وَمِنْهُ قَرَأَ حِزْبَهُ مِنْ الْقُرْآنِ أَيْ وِرْدَهُ وَوَظِيفَتَهُ وَنُهِيَ عَنْ تَحْزِيبِ الْقُرْآنِ وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ حِزْبًا حِزْبًا يَأْخُذُ كُلَّ شَيْءٍ لِعَمَلٍ مُعَيِّنٍ مِنْ صَلَاةٍ أَوْ غَيْرِهَا وَيَوْمُ الْأَحْزَابِ هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ لِأَنَّ الْكُفَّارَ تَحَزَّبُوا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى خَنْدَقُوا وَحَزَبَهُمْ أَمْرٌ أَصَابَهُمْ مِنْ بَابِ طَلَبَ.
ح ز ب

هؤلاء حزبي، وهم أحزابي، ودخلت عليه وعنده الأحزاب، وحزب قومه فتحزبوا أي صاروا طوائف. وفلان يحازب فلاناً: ينصره ويعاضده. قال المرار الفقعسيّ:

ولو قد بلغنا منتهى الحق بيننا ... لقل غناء الصلت عمن يحازبه

وحزبه أمر، وأصابته الحوازب.

ومن المجاز: قرأ حزبه من القرآن، وكم حزبك، وهو الطائفة التي وظفها على نفسه يقرؤها، وحزب القرآن: جعله أحزاباً.
حزب
الحزب: جماعة فيها غلظ، قال عزّ وجلّ: أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً [الكهف/ 12] ، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ [المجادلة/ 19] ، وقوله تعالى: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ
[الأحزاب/ 22] ، عبارة عن المجتمعين لمحاربة النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ [المائدة/ 56] ، يعني: أنصار الله، وقال تعالى: يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ [الأحزاب/ 20] ، وبعيده: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ [الأحزاب/ 22] .
الحاء والزاي والباء
حزب حَزَبَني الأمْرُ يَحْزُبُني حَزْباً إِذا نابَكَ. وأمْرٌ حازِبٌ وحَزِيْبٌ أي شَديدٌ. والحِزْبُ أصْحابُ الرَّجُلِ مَعَه على رَأْيِه وأمْره، والجَميعُ الأحْزَابُ. وتَحَزَّبَ القَوْمُ اجْتمعوا فصاروا أحْزاباً. وحَزَّبَهُم فلانٌ. وحازَبْتُه كُنْتَ من حِزْبِه. وفلانٌ يُحَازِبُ لفلانٍ أي يَعْصَبُ به ويَنْصُرُه. وهُذَيْلٌ تُسَمِّي السِّلاَحَ الحِزْبَ؛ تَشْبِيْهاً وسَعَةً. والحِزْبُ الوِرْدُ من القُرآن. والحَيْزَبُوْنُ العَجُوْزُ، والنُّوْنُ زائدةٌ. وهي من النُّوْقِ الشَّديدةُ. والحِزْباءَةُ أرْضٌ حَزْنَةٌ، والجَميعُ الحَزَابي. والحَزَابِيَةُ في وَصْفِ الحِمار اسْتِدارَةُ خَلْقِه. ورَكَبٌ حَزَابِيَةٌ ضخمةٌ.
[حزب] حِزْبُ الرجل: أصحابه. والحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن. والحِزْبُ: الطائفة. وتحزبوا تجمعوا. والاحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام. والحَزابي: الغليظ القصير، يقال رجل حَزابٍ وَحَزابِيَةٌ أيضاً، إذا كان غليظاً إلى القِصر. والياء للالحاق، كالفهامية والعلانية من الفهم والعلن. قال أمية بن أبى عائذ الهذلى: كأنى ورحلي إذا زعتها * على جمزى جازئ بالرمال * وأصحم حام جراميزه * حزابية حيدى بالدحال والحِزْباءُ: الأرض الغليظة، والحِزْباءَةُ أخصُّ منه، والجمع الحَزابي، وأصله مشدّد كما قلنا في الصحارى. والحنزاب: جزر البر. والقسط: جزر البحر. والحنزاب أيضا مثل الحزابى، وهو الغليظ القصير. وقال:

تاح لها بعدك حنزاب وزا * الوزا: الشديد. وحزبه أمرٌ، أي أصابه. والحيزبون: العجوز.
[حزب] "تحزب" القوم، صاروا أحزاباً. و"الحازب" ما نابك من الشغل. نه: على "حزبي" من القرآن، هو ما يجعله على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد، والحزب النوبة في ورود الماء. ومنه: سألت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كيف "تحزبون" القرىن. وفيه: اللهم اهزم "الأحزاب" وزلزلهم، هو جمع حزب: الطوائف من الناس. ويوم "الأحزاب" غزوة الخندق. ط: وهزم "الأحزاب" أي المجتمعة من قبائل شتى يوم الخندق، وهم قريش في عشرة آلاف، وأهل تهامة وغطفان في ألف، وهوازن، وبنو قريظة والنضير، فأرسل عليهم جنوداً وريحاً، وقذف الرعب فانهزموا من غير قتال. ن: وذلك سنة أربع في شوال. ش: و"تحزبهم" لهلكة، بضم هاء وسكون لام أي تجمعهم لها. ن: كان إذا "حزبه" مهم أي نابه وألم به أمر شديد دعا بها، قيل: هذه الفضائل إنما هي للشريف في الدين والطاهر من الكبائر، لكن الصحيح أنها عام، فإن قيل: ليس فيه دعاء، قلت: هو استفتاح دعاء ثم يدعو بما شاء بعده، وقيل: من شغله ذكره يعطيه أفضل. نه: و"حوازب" الخطوب، جمع حازب وهو الأمر الشديد. ومنه ح ابن الزبير: يريدأن "يحزبهم" أي يقويهم ويشد منهم، أو يجعلهم من حربه، أو يجعلهم أحزاباً، وروى بجيم وقد مر. ومنه ح الإفك: حمنة "تحازب" لها، أي تتعصب وتسعى سعي جماعتها الذين يتحزبون لها، والمشهور بالراء من الحرب. ش: و"تحازبت" أي صاروا أحزاباً أي فرقاً. نه ومنه: اللهم أنت عدتي أن "حزبت" ويروى بالراء أي سلبت، من الحربز
حزب: حزَّب (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة Distriburre)) وفي تعلقه له: ( Disentire) .
وحزَّبهم إليه: ضمَّهم (محيط المحيط).
حازب: في معجم فوك في مادة ( Distribuere) : محازبة على.
تحزِّب: ترابط مع، تآمر (ألف ليلة 3: 460).
وتحزَّب مع فلان: صار مع حزبه وأصبح غرضهما واحد، ففي حيان (ص38 و): وتحزَّبت المسالمة مع المولّدين (في المخطوطة وتخريب وهو خطأ) (ألف ليلة 1: 380).
احتزب: تحزَّب (معجم مسلم).
حِزْب في بيت لشاعر ذكره عبد الواحد (ص136): له النصر حزب. أي أن النصر من اتباعه بمعنى إن النصر له دائماً.
وحِزب: طائفة دينية، والذين ينتسبون إليها يسمون أصحاب الأحزاب (لين عادات 2: 326 - 327).
عمل حزباً: بمعنى تحزَّب أي ترابط وتآمر (ألف ليلة برسل 9: 274).
له حزب من الليل (الخطيب ص16 ق) بمعنى: كان يقرا حزبه من القرآن كل ليلة هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة.
وحزب: دعاء، صلوات، والصلوات والأدعية التي يتلوها الأطفال كل يوم عند مغادرتهم المدرسة يطلق عليها حزب. وقد ترجم لين كلمة حزب في (عادات 2: 424 - 425).
وكثير من هذه الأدعية والصلوات ألفها شيوخ مشهورون يسمى واحدهم حزب (انظر حاجي خليفة 3: 56،60) واشهرها حزب البحر ويسمونه الحزب الصغير، وهو دعاء وضعه أبو الحسن الشاذلي سنة 1258 للميلاد ويرمي إلى دفع غب الله تعالى) والتخلُّص من الزوابع والسلامة في البحر (انظر حاجي خليفة 3: 56، ابن بطوطة 1: 40، 105، زيشر 7: 25، برتون 1: 206) ويوجد هذا الحزب في رحلة ابن بطوطة (1: 41 - 3 - 44).
حَزْبَه: عصبة زمرة، طائفة (هلو).
حازب، ويجمع على حُزّاب: قارئ القرآن (رولاند).
مَحْزَب، ويجمع على مَحازب: مجمع الرجال (كرتاس ص113).
باب الحاء والزاي والباء معهما ح ز ب يستعمل فقط

حزب: حَزَبَ الأمرُ يَحْزُبُ حَزْباً إذا نابَكَ، قال:

فنِعْمَ أخاً فيما ينوبُ ويحزُبُ

وتَحَزَّبَ القَومُ: تَجَمَّعوا. وحَزَّبْتُ أحزاباً: جَمَّعْتُهم. والحِزْبُ: أصحابُ الرجل على رَأْيه وأَمِره، قال العجاج :

لقد وجَدْنا مُصْعَباً ُمَستَصعَبا ... حتى رمى الأحزاب والمحزبا)  والمؤمنون حزبُ الله، والكافرون حزبُ الشَّيْطان. وكلُّ طائفةٍ تكون أهواؤهم واحدة فهم حزبٌ. والحَيْزَبون: العَجوز، النون زائدة كنون الزيتون. والحزباءة، ممدودة،: أرض حَزْنةٌُ غليظة، وتُجمَع حَزابيّ، قال:

تحِنُّ إلى الدَّهْنا قَلوصي وقد عَلَت ... حَزابيَّ من شَأْز المُناخ جديبا

وعَيْرٌ حَزابيةٌ في استداره خَلَقه، قال النابغة:

أَقَبَّ ككَرِّ الأَنْدَريِّ مُعَقْربٌ ... حَزابية قد كدَّمَتْه المساحل

وركب حزابية، قال:

إن حِري حَزَنْبَلٌ حَزابِيَهْ ... إذا قَعَدْتُ فوقَه نَبابِيَهْ

كالقَدَح المكبوب فَوْقَ الرابيهْ

ويقال: أرادَت: حَزابي أي: رَفَع بي عن الأرض.
الْحَاء وَالزَّاي وَالْبَاء

الحِزْبُ: جمَاعَة النَّاس، وَالْجمع أحْزابٌ. والأحْزابُ: جنود الْكفَّار تألبوا وتظاهروا على حزب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم: قُرَيْش وغَطَفَان وَبَنُو قُرَيْظَة.

وَقَوله تَعَالَى: (يَا قومِ إِنِّي أخافُ عَلَيْكُم مِثلَ يومِ الأحْزَابِ) الأحزابُ هَاهُنَا قوم " نوح وَعَاد وَثَمُود " وَمن أهلَكَ بعدهمْ.

وحِزْبُ الرجل: أَصْحَابه وجنده الَّذين على رَأْيه. وَالْجمع كالجمع. وحازَبَ الْقَوْم وتَحزَّبوا: صَارُوا أحزابا، الأولى عَن الزّجاج.

وحزَّبهم: جعلهم كَذَلِك. وتحازَبوا: مالأ بَعضهم بَعْضًا فصاروا أحزابا.

وَمَسْجِد الأحزابِ مَعْرُوف، من ذَلِك. أنْشد ثَعْلَب لعبد الله بن مُسلم الْهُذلِيّ:

إِذْ لَا يزالُ غزَالٌ فِيهِ يفْتِنُــنِي ... يأوى إِلَى مسجدِ الأحْزابِ منُتْقَبِا

وحَزَبَه الْأَمر يحْزُبه حَزْبا: نابه وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقيل: ضغطه. وَالِاسْم الحُزَابةُ.

وَأمر حازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيد.

والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ من الرِّجَال وَالْحمير: الغليظ إِلَى الْقصر مَا هُوَ. وَركب حَزَابِيَةٌ: غليظ.

والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرْض الغليظة الشَّدِيدَة، وَالْجمع حِزْباءٌ وحَزَابِيّ.

وَأَبُو حُزَابةَ، فِيمَا ذكر ابْن الْأَعرَابِي الْوَلِيد بن نهيك أحد بني ربيعَة بن حَنْظَلَة. وحَزُّوبٌ: اسْم.

حزب

1 حَزَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (Mgh, Msb,) inf. n. حَزْبٌ, (K, TA,) It (an event) befell him: (S, A, Mgh, Msb, K:) and it became severe to him; distressed him; or pressed severely, or heavily, upon him: or it straitened him, or overcame him, (K, TA,) suddenly, or unexpectedly. (TA.) 2 حزّب, (A, K,) inf. n. تَحْزِيبٌ, (K,) He collected, congregated, or assembled, people: (TA:) he collected, or formed, people into أَحْزَاب, (A, K,) i. e. parties, classes, bodies, divisions, or the like. (A.) b2: (tropical:) He divided the Kur-án into أَحْزَاب, (S, A, Mgh, TA,) meaning set portions for particular acts of prayer, &c.; the doing of which is forbidden. (Mgh.) [But it may also be used as meaning (assumed tropical:) He divided the Kur-án into sixtieth portions.]3 حازبهُ He was, or became, of the number of his partisans, or party: (TA:) he helped, or aided, him. (A.) b2: See also 5.5 تحزّبوا They became [or formed themselves into] أَحْزَاب, (A, Msb, K,) i. e. parties, classes, bodies, divisions, or the like; (A;) as also ↓ حازبوا: (K:) they collected themselves together, (S, Mgh, * TA,) against (عَلَى) others. (Mgh.) حَزْبٌ and ↓ حُزَابَةٌ A severe, or distressing, event: or one that straitens, or overcomes, (K, TA,) suddenly, or unexpectedly. (TA.) حِزْبٌ, in its primary acceptation, A party, or company of men, assembling themselves on account of an event that has befallen them (لِأَمْرِ حَزَبَهُمْ): (Ksh and Bd in v. 61:) [and then, in a general sense,] an assembly, a collective body, or company, of men: (IAar, A, Mgh, L, K:) a party, portion, division, or class, (S, A, L, Msb, K, TA,) of men: (L, Msb, TA:) the troops, or combined forces, of a man; (K, TA;) his party, partisans, or faction, prepared, or ready, for fighting and the like: (TA:) the companions, (S, K,) sect, or party in opinions or tenets, (K,) of a man: (S, K:) any party agreeing in hearts and actions, whether meeting together or not: (El-Moajam, TA:) pl. أَحْزَابٌ. (S, A, Mgh, Msb, L, K.) and the pl., with the article, Those people who leagued together to wage war against Mohammad: (K:) or the parties that combined to war with the prophets. (S.) And in the Kur xl. 31, The people of Noah and 'Ád and Thamood, and those whom God destroyed after them, (K, TA,) as the people of Pharaoh. (TA.) And يَوْمُ الأَحْزَابِ [The day of the combined forces;] the day [or war] of the moat (الخَنْدَق). (Mgh, Msb, TA.) b2: I. q. وِرْدٌ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) either in its proper sense, A turn, or time, of coming to water: or in the sense next following, which is tropical. (TA.) b3: (tropical:) A set portion of the Kur-án, (A, Mgh, L, TA,) and of prayer, (Mgh, L, TA,) &c., (Mgh,) of which a man imposes upon himself the recital (A, Mgh, TA) on a particular occasion, (Mgh,) or at a particular time; (TA;) a set portion of prayer, and of recitation [of the Kur-án], &c., which a person is accustomed to perform: (Msb:) pl. as above. (Mgh.) Yousay, قَرَأَ حِزْبَهُ مِنَ القُرْآنِ (tropical:) [He recited his set portion of the Kur-án]. (A.) And كَمْ حِزْبُكَ (tropical:) [How much is thy set portion of the Kur-án ?]. (A.) b4: [Also (assumed tropical:) A sixtieth portion of the Kurn.]

b5: (assumed tropical:) A portion, share, or lot, (Msb, TA,) of wealth, or property: or perhaps a mistranscription for جِزْبٌ; since IAar says that حِزْبٌ signifies “ a company of men; ” and جِزْبٌ “ a portion, share, or lot. ” (TA.) A2: A weapon, or weapons, of war; syn. سِلَاحٌ; (M, A, K, TA;) i. e. آلَةٌ حَرْبٍ. (TA.) A3: See also what next follows.

حِزْبَآءٌ, (S,) or ↓ حِزْبٌ and حِزْبَآءَةٌ, (K, TA,) Rugged ground: (S, K:) or very rugged ground: (TA:) or the first signifies hard, elevated ground: (Ham p. 664:) and the last, a most rugged tract of [high ground such as is termed] قُفّ, slightly elevated, in another hard قُفّ; (ISh, TA;) or a rugged, elevated place: (TA:) the first is a pl.; (K;) [or rather a coll. gen. n., of which the last is the n. un.; i. e.,] the last is a more special term than the first; (S;) and the pl. is حَزَابٍ, (S, in copies of the K حَزَابِى,) like صَحَارٍ, originally حَزَابِىٌّ; (S, TA;) and also explained as signifying extended, rugged, narrow places. (TA.) حَزَابٍ Thick, coarse, rude, or bulky, and short; as also ↓ حِنْزَابٌ: (S:) thick, coarse, rude, or bulky, and inclining to shortness; as also ↓ حَزَابِيَةٌ, (S, K,) in which the ى is for the purpose of quasi-coordination to the quadriliteral-radical class, as in فَهَامِيَةٌ and عَلَانِيَةٌ from فَهْمٌ and عَلَنٌ, (S,) and ↓ حِنْزَابٌ; (K;) applied to a man, (S, TA,) and to an ass: (TA:) and ↓ حَزَابِيَةٌ also signifies thick, coarse, rude, or bulky, applied to a camel, and to a pubes; and hardy, strong, or sturdy, applied to an ass. (TA.) A2: Also pl. of حِزْبَآءُ. (S.) حَزِيبٌ: see حَازِبٌ.

حُزَابَةٌ: see حَزْبٌ.

حَزَابِيَةٌ: see حَزَابٍ, in two places.

حَازِبٌ and ↓ حَزِيبٌ A severe, or distressing, event: pl. [app. of either word] حُزْبٌ, (K,) or, accord. to MF, حُزُبٌ; and pl. of the former word حَوَازِبُ. (TA.) b2: Also, the former, What falls to one's lot, of work. (TA.) حِنْزَابٌ, in which the ن is said by some to be augmentative, and by others to be radical: (TA:) see حَزَابٍ, in two places. b2: Also The carrot of the land (جَزَرُ البَرِّ: [this would rather seem to mean the wild carrot, but for what here follows:]) the carrot of the sea (جَزَرُ البَحْرِ) is called قُسْطٌ. (S.) [See also art. حنزب.] b3: The cock. (K.) b4: A species of [the birds called] قَطًا. (K.) [See also art. حنزب.]

حُنْزُوبٌ A certain plant [app. that called حِنْزَابٌ, mentioned above: see art. حنزب].

حَيْزَبُونَ An old woman: (S, TA:) or [an old woman] in whom is no good: (TA:) or a cunning, or crafty, old woman. (Har p. 76.) The ن is augmentative, as it is in زَيْتُونٌ. (TA.)

حزب: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، والجمع أَحْزابٌ؛ والأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وهم: قريش وغطفان وبنو قريظة. وقوله تعالى: يا قوم إِني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ؛ الأَحْزابُ ههنا: قوم نوح وعاد وثمود، ومن أُهلك بعدهم.

وحِزْبُ الرجل: أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه، والجَمْعُ كالجمع.

والـمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيطانِ، وكل قوم تَشاكَلَتْ

قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، وإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ. وكل حِزْبٍ بما لَدَيْهم

فَرِحُون: كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ. والحِزْبُ: الوِرْدُ. ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة: حِزبُه. والحِزْبُ: ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد. وفي الحديث: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه. طرأَ عليَّ: يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه، كأَنـَّه طَلَعَ عليهِ، من قولك: طَرَأَ فلان إِلى بلَد

كذا وكذا، فهو طارئٌ إِليه، أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً، وهو غير

تانِئٍ به؛ وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ. وفي حديث أَوس بن حذيفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، كيف تُحزِّبونَ القُرآن؟ والحِزْبُ: النَّصيبُ. يقال: أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي.

والحِزْبُ: النَّوْبةُ في وُرُودِ

الماء. والحِزْبُ: الصِّنْفُ من الناس.

قال ابن الأَعرابي: الحِزْب: الجَماعةُ.

والجِزْبُ، بالجيم: النَّصيبُ.

والحازِبُ مِن الشُّغُلِ: ما نابَكَ.

والحِزْبُ: الطَّائفةُ. والأَحْزابُ: الطَّوائفُ التي تَجتمع على

مُحارَبة الأَنبِياء، عليهم السلام، وفي الحديث ذِكْرُ يوم الأَحزاب، وهو غَزْوةُ الخَنْدَقِ.

وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا: تَجَمَّعوا، وصاروا أَحْزاباً.

وحَزَّبَهم: جعلَهم كذلك. وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وقال

رُؤْبة:

لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا، * حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والـمُحَزِّبا

وفي حديث الإِفْكِ: وطَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لها أَي تَتَعَصَّبُ

وتَسْعَى سَعْيَ جَماعَتِها الذين يَتَحَزَّبُونَ لها، والمشهور بالراءِ من

الحَرْب.

وفي الحديث: اللَّهم اهْزِمِ الأَحْزابَ وزَلزِلْهم؛ الأَحْزابُ: الطَّوائفُ من الناسِ، جمع حِزْب، بالكسر.

وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: يريد أَن يُحَزِّبَهم أَي

يُقَوِّيَهُم ويَشُدَّ منهم، ويَجْعَلَهم من حِزْبه، أَو يَجْعَلَهم أَحْزاباً؛ قال ابن الأَثير:

والرواية بالجيم والراء.

وتَحازَبُوا: مالأَ بعضُهم بعضاً فصاروا أَحزاباً.

ومَسْجِدُ الأَحْزاب: معروف، من ذلك؛ أَنشد ثعلب لعبداللّه بن مسلم الهذلي:

إِذ لا يَزالُ غَزالٌ فيه يَفْتِنُــني، * يأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأحْزابِ، مُنْتَقِبا

وحَزَبه أَمرٌ أَي أَصابَه. وفي الحديث: كان إِذا حَزَبه أَمرٌ صَلَّى،

أَي إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ. وفي حديث الدُّعاء: اللهم

أَنـْتَ عُدَّتِي، إِن حُزِبْتُ، ويروى بالراءِ، بمعنى سُلِبْتُ مِن

الحَرَبِ.وحَزَبَه الأَمرُ يَحْزُبه حَزْباً: نابَه، واشتد عليه، وقيل ضَغَطَه، والاسم: الحُزابةُ.

وأَمرٌ حازِبٌ وحَزيبٌ: شديدٌ. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه:

نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ، وحَوازِبُ الخُطُوبِ؛ وهو جمع حازِبٍ، وهو الأَمر الشديدُ.

والحَزابِي والحَزابِيَةُ، من الرجال والحَمير: الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ

ما هو. رجل حَزابٍ وحَزابِيةٌ وزَوازٍ وزَوازِيةٌ(1)

(1 في المحيط: زُوازية، بضم الزاي.) إِذا كان غليظاً إِلى القِصَر ما هو. ورجل هَواهِيةٌ إِذا كان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ. وبعير حَزابِيةٌ إِذا كان غليظاً. وحِمارٌ حَزابيةٌ: جَلْدٌ. ورَكَبٌ حَزابِيةٌ: غَليظٌ؛ قالت امرأَة تصف رَكَبَها:

إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ، * إِذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبا بِيَهْ

ويقال: رجل حَزابٍ وحَزابِيَةٌ أَيضاً إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر،

والياء للالحاق، كالفَهامِيةِ والعَلانيةِ، من الفَهْمِ والعَلَنِ. قال أُميَّةُ بن أَبي عائذ الهذلي:

أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، * َزابِيةٍ، حَيَدَى بالدِّحال

أَي حامٍ نَفْسه من الرُّماة. وجَرامِيزُه: نفسهُ

وجسدُه. حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأَنَّث حَيَدَى، لأَنه أَراد الفَعْلة. وقوله بالدِّحال أَي وهو يكون بالدِّحال، جمع دَحْلٍ، وهو هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى، واسِعةُ الأَسْفل؛ وهذا البيت أَورده الجوهري:

وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه

قال ابن بري: والصواب أَو اصحم، كما أَوردناه. قال: لأَنه معطوف على جَمَزَى في بيت قبله، وهو:

كأَنِّي ورحْلي، إِذا زُعْتُها، * على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال

قاله يشبه ناقته بحمار وحشٍ، ووَصَفَه بجَمَزى، وهو السَّريع، وتقديره على حمارٍ جَمَزَى؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع بفَعَلَى في صفة المذكرِ إِلاّ في هذا البيت. يعني أَن جَمَزَى، وزَلجَى، ومَرَطى، وبَشَكَى، وما جاءَ على هذا الباب، لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل. والجازئ: الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء. والأَصْحَمُ: حمارٌ يَضْرب إِلى السَّواد والصُّفرة. وحَيَدَى: يَحِيدُ عن ظلِّه لنشاطه.

والحِزْباءة: مكان غَليظٌ مرتفعٌ. والحَزابِيُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ

غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ. ابن شميل: الحِزْباءة مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أَيَرَّ(1)

(1 الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة؛ يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء، والفعل منه: يَرَّ يَيَرُّ.) شَدِيدٍ؛ وأَنشد:

إِذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ، رأَيْتَها، * لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ، تَسُومُ

والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ، والجمع حِزْباءٌ وحَزابي، وأَصله مُشَدّد، كما قيل في الصَّحارِي.

وأَبو حُزابةَ، فيما ذكر ابن الأَعرابي: الوَلِيدُ بن نَهِيكٍ، أَحدُ

بَني رَبِيعَة بن حَنْظَلةَ.

وحَزُّوبٌ: اسم.

والحَيْزَبونُ: العَجُوز، والنون زائدة، كما زيدت في الزَّيتون.

حزب
حزَبَ يحزُب، حَزْبًا، فهو حَازِب وحَزِيب، والمفعول محزوب (للمتعدِّي)
• حزَب الأمرُ: اشتدّ وصعُب "أمرٌ حزيب".
• حزَبه الأمرُ: أصابه واشتدّ عليه "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى [حديث] ". 

تحازبَ/ تحازبَ على/ تحازبَ لـ يتحازب، تَحازُبًا، فهو مُتحازِب، والمفعول متحازَب عليه
• تحازب القومُ: تحزَّبوا، صارُوا أحزابًا "تحازب المصريّون فصار لكلِّ فريق حِزْبه".
• تحازبوا عليه: تعاونوا عليه "تحازبت دول الكفر على الإسلام للنيل منه".
• تحازبوا لفلان: تعصَّبوا له وسعوا سعي جماعته. 

تحزَّبَ/ تحزَّبَ على/ تحزَّبَ لـ يتحزَّب، تَحَزُّبًا، فهو مُتحزِّب، والمفعول متحزَّب عليه
• تحزَّب النَّاسُ: مُطاوع حزَّبَ: تحازبوا، صاروا أحزابًا، أي جماعاتٍ من النّاس منظَّمةً تشابهت اتِّجاهاتُها الفكريّة والسِّياسيّة.
• تحزَّبوا عليه: تعاونوا عليه واتّفقوا على إيذائه.
• تحزَّب له: صار من حِزْبه وترابط معه "أصبح في كلِّ بلد عَربي زعيم يتحزَّب له أتباعُه- تحزَّبوا للدِّيمقراطيّة". 

حازبَ يُحازب، حِزابًا ومُحازبةً، فهو محازِب، والمفعول محازَب
• حازب فلانًا:
1 - ناصره وعاضده.
2 - صار من حِزْبه. 

حزَّبَ يُحزِّب، تحزيبًا، فهو مُحزِّب، والمفعول مُحزَّب
• حزَّب القومَ:
1 - جعلهم أحزابًا "حزَّب قومَه ليظلَّ حاكمًا فردًا عليهم".
2 - قوّاهم "حزَّب الأبُ أبناءَه بنصائحه".
3 - جعلهم من حِزْبه "حزَّب المديرُ عددًا من الموظَّفين لديه".
• حزَّب القرآنَ: قسَّمه أحزابًا يقرأ أحدَها كلَّ يوم. 

تحزُّب [مفرد]: ج تحزُّبات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحزَّبَ/ تحزَّبَ على/ تحزَّبَ لـ.
2 - تعصُّب لحزب من الأحزاب "أدَّى التَّحزُّب الأعمى إلى هدر الكفاءات- تكثر التَّحزُّبات في الدُّول الضَّعيفة". 

حازِب [مفرد]: ج حُزْب وحَوازِبُ (لغير العاقل)، مؤ حازِبة، ج مؤ حُزْب وحَوازِبُ:
1 - اسم فاعل من حزَبَ.
2 - أمرٌ مهمّ "أمرٌ حازب: جدِّيّ- حزبه حازِب: تعرّض لحادث مؤسف". 

حَزْب [مفرد]: مصدر حزَبَ. 

حِزْب1 [مفرد]: ج أحْزاب
• حِزْب القرآن: أحد أحزاب القرآن السِّتِّين، وهو يتكوَّن من أربعة أرباع "اعتدت تلاوةَ حزب من القرآن يوميًّا" ° قرأ حزبَه من القرآن: القدر الذي حدَّده لنفسه يقرؤه يوميًّا.
• الأحزاب: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 33 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثلاث وسبعون آية. 

حِزْب2 [جمع]: جج أحْزاب:
1 - جماعة من النَّاس تشاكلت أهواؤها، طائفة، جماعة، فِرقة " {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} - {فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ}: المراد قريش وغطفان" ° أحزاب المعارَضة: التجمُّعات السِّياسيَّة
 المنافسة للحكومة- أحزاب اليسار: الأحزاب الشِّيوعيّة والاشتراكيّة، تقابلها أحزاب اليمين- دَوْلَة الحزب الواحد: الدَّولة غير الدِّيمقراطية- عمِل حزبًا: ترابط وتآمر- قاعدة الحزب: أعضاؤه- ممثِّل حزب: مَنْ خُوِّل السُّلطة ليتصرَّف بالنِّيابة عن جماعة- يَوْمُ الأحزاب: يوم الخندق.
2 - (سة) تنظيم سياسيّ له فلسفة معيّنة يدعو إليها ومنهج يلتزم به لتحقيق أهدافه؛ كحزب العمَّال وحزب المحافظين في بريطانيا وحزب الاستقلال في المغرب وحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسوريا والحزب الوطنيّ الدِّيمقراطيّ في مصر "الحزب الحاكم".
• حِزْب الرَّجل: أعوانه وأصحابه "هو من حِزْبه- {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ} ".
• حزب الأغلبيَّة/ حزب الأكثريَّة: حزب سياسيّ مسيطر على الحكومة بفضل وجود أكبر عدد من الممثِّلين لديه، أو بفضل قوَّته الانتخابيّة.
• الحِزْبان: الفريقان أو الجماعتان المتنافرتان. 

حِزْبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِزْب2: "مشاحنات/ التزاماتٌ حزبيّة- الولاء الحزبيّ" ° الحياة الحزبيّة: ما يخصّ الأحزاب ونشاطها في بلدٍ ما.
2 - عضو في حِزْبٍ معيّن "أصبح رجلاً حِزْبيًّا منذ انضمامه إلى الحزب الحاكم".
• مؤتمر حِزْبيّ: (سة) اجتماع لأعضاء حِزْب سياسيّ لاختيار المبعوثين إلى مؤتمر، أو لاختيار المرشَّحين. 

حِزْبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِزْب2: "التَّعدُّديَّة الحِزْبيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِزْب2: ما يتَّصل بنشاط الأحزاب واتِّجاههم ونظامهم "مصلحة الوطن فوق الحزبيَّة الضّيقة". 

حَزِيب [مفرد]: ج حُزْب وحُزُب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزَبَ. 
حزب
: (الحِزْبُ: الوِرْدُ) وَزْناً ومَعْنًى، والوِرْدُ، إِمَّا أَنَّه النَّوْبَةُ فِي ورُودِ المَاءِ، وَهُوَ أَصْلُ معناهُ، كَذَا فِي المَطَالع والمشارق والنِّهَايَةِ، أَو هُوَ وِرْدُ الرَّجُلِ منَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ، كَذَا فِي الأَساس و (لِسَان الْعَرَب) وغيرِهما، وإِطلاقُ الحِزْبِ على مَا يَجْعَلُه الإِنسانُ على نَفْسِه فِي وقتٍ مِمَّا ذُكِرَ مجازٌ، على مَا فِي الْمطَالع والأَساس، وَفِي الغَرِيبَيْنِ وَالنِّهَايَة: الحِزْبُ: النَّوْبَةُ فِي وِرْدِ المَاءِ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحِزْبُ الوِرْدُ، وَوِرْدُ الرَّجُلِ مِنَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ: حِزْبُه، انْتَهَى، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ من قولِ المؤلفِ الوِرْدُ هُوَ النَّوْبَةُ فِي وِرْدِ المَاءِ لاِءَصَالَتِهِ، فَلاَ إِهْمَالَ منَ الجوهَريِّ والمَجْدِ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا. وَفِي الحَدِيث (طَرَأَ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا. وَفِي الحَدِيث (طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ القُرْآنِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ) طَرَأَ عَلَىَّ يُرِيدُ أَنَّهُ بَدَأَ فِي حِزْبِه كأَنَّهُ طَلَعَ عَلَيْهِ، من قَوْلك طَرَأَ فلانٌ إِلى بَلَدِ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ طارِىءٌ إِليه، أَي طَلَعَ إِليه حَدِيثا غَيْرتانٍ فِيهِ، وقدْ حَزَّبْتُ القُرْآنَ: جَعَلْتُه أَحْزَاباً، وَفِي حَدِيثِ أَوْسِ بنُ حُذَيْفَةَ (سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكَيْفَ تُحَزِّبُونَ القُرآنَ) وكُلُّ ذلكَ إِطْلاَقٌ إِسْلاَمِيٌّ، كَمعا لاَ يَخْفَى (و) الحِزْبُ (: الطَّائِفَةُ) ، كَمَا فِي الأَساس وَغَيره. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحِزْبُ: الصِّنْفُ مِنَ النَّاس {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الرّوم: 32) أَي كُلُّ طَائِفَةٍ هَوَاهُمْ وَاحِدٌ. وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ وزَلْزِلْهم) . الأَحزابُ: الطوائف من الناسِ جَمْعُ حِزْبٍ بِالكَسْرِ، وَيُمكن أَن يكون تسميةُ الحِزْبِ من هَذَا المَعْنَى، أَي الطَّائِفَةِ الَّتِي وَظَّفَهَا على نَفْسِهِ يَقْرَؤُهَا، فَيكون مَجَازاً، كَمَا يُفُهَمُ من الأَساس.
(و) الحِزْبُ (: السِّلاَحُ) ، أَغْفَلَه فِي (لِسَان الْعَرَب) و (الصِّحَاح) ، وأَورده فِي (الْمُحكم) ، والسِّلاَحُ: آلَةُ الحَرْبِ ونَسَبَه الصاغانيُّ لِهُذَيْلٍ وَقَالَ: سَمَّوُهُ تَشْبِيهاً وسَعَةً. (و) الحِزْبُ (: جَمَاعَةُ النَّاسِ) ، والجَمْع أَحْزَابٌ، وَبِه صَدَّرَ ابنُ مَنْظُورٍ، وأَوردَه فِي الأَسَاس، وَغَيره من كتب اللُّغَة، وَلَيْسَ بتَكْرَارٍ مَعَ مَا قَبْلَهُ وَلَا عَطف تَفْسِيرٍ كَمَا زَعَمَه شيخُنَا، ويظهرُ ذَلِك بالتأَمل (والأَحْزَابُ جَمْعُهُ) أَي الحِزْبِ (و) تُطْلَقُ عَلَى (جَمَعٍ) أَيِ الحِزْبِ (و) تُطْلَقُ عَلَى (جَمَعٍ) أَيْ طَوَائِفَ (كَانُوا تَأْلَّبُوا وتَظَاهَرُوا عَلَى حَرْبِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الصِّحَاح علَى مُحَارَبَةِ الأَنْبِيَاءِ عليهمُ السَّلَام، وهُوَ إِطْلاقٌ شَرْعِيٌّ. والحِزْبُ: النَّصِيبُ، يُقَال: أَعْطِنِي حِزْبِي مِنَ المَالِ أَيْ حَظِّ ونَصِيبِي، كَمَا فِي الْمِصْبَاح والصُّرَاح ولعَلَّ إِغْفَالَ الجوهريّ والمَجْدِ إِيّاهُ لِمَا ذَهَبَ إِليه ابنُ الأَعرابيّ، ونَقَلَ عَنهُ ابنُ مَنْظُورٍ: الحِزْبُ: الجَمَاعَةُ. والحِزْبُ بالجِيمِ: النَّضِيبُ، وَقد سَبَقَ، فَلَا إِهْمَال حينئذٍ كَمَا زَعمه شيخُنا (و) الحِزْبُ: (جُنْدُ الرَّجُلِ) ، جَمَاعَتُهُ المُسْتَعِدَّةُ لِلْقِتَالِ ونحوِهِ، أَوْرَدَهُ أَهْلِ الغَرِيبِ وفَسَّرُوا بِهِ قولَه تَعَالى: {2. 019 اءَولئك حزب الشَّيْطَان} (المجادلة: 19) أَيْ جُنْدُه، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهَريُّ. (و) حِزْبُ الرَّجُلِ (: أَصْحَابُه الذينَ على رَأْيِه) والجَمْعُ كالجَمْعِ، والمَنَافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، وكُلُّ قَوْمٍ تَشاكَلَتْ قُلُوبُهُمْ وأَعْمَالهُمْ فَهُمْ أَحْزَابٌ وإِنْ لَم يَلْقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، كَذَا فِي (المعجم) . (و) فِي التَّنْزِيلِ {2. 019 اني اءَخاف عَلَيْكُم. . الاءَحزاب} (غَافِر: 30) فهُمْ قَوْمُ نُوح وعادٌ وثَمُودُ ومَنْ أَهْلَكَه اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ) مثل فِرْعَوْنَ، أُولَئك الأَحزاب. وَفِي الحَدِيث ذكر يَوْم الأَحزابِ هُوَ غَزْوَةُ الخَنْدَقِ، وسُورَةُ الأَحزَاب مَعْرُوفَةٌ، ومَسْجِدُ الأَحْزَابِ من المساجدِ المعروفةِ الَّتِي بُنِيَتْ على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنشد ثَعْلَب:
إِذْ لاَ يَزَالُ غَزَالٌ فِيهِ يَفْتِنُــنِي
يَأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأَحْزَابِ مُنْتَقِبَا
قُلْتُ: البَيْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْلِمِ بنِ جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ، وَكَانَ من قِصَّتِهِ أَنَّه لَمَّا وَلِي الحَسَنُ بنُ يَزِيدَ المَدِينَةَ مَنَعَ المَذْكُورَ أَن يَؤُمَّ بالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الأَحْزَابِ فَقَالَ لَهُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ لِمَ مَنَعْتَنِي مُقَامِي ومُقَام آبَائِي وأَجْدَادِي قَبْلِي؟ قالَ مَا مَنَعَك مِنْهُ إِلاَّ يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ، يُرِيدُ قَوْلَه:
يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَمَا
يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا إِذْ لاَ يَزَال، إِلخ، كَذَا فِي (المعجم) . ودَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْده الأَحزابُ، وَقد تَبجَّحَ شَيْخُنَا فِي الشَّرْح كثيرا، وتصدى بالتعرض للمؤلف فِي عِبَارَته، وأَحال بعض ذَلِك على مُقَدَّمَةِ شَرْحِه للحِزب النَّوَوِيِّ وتاريخ إِتمامه على مَا قَرَأْت بِخَطِّهِ سنة 1163 بِالْمَدِينَةِ المنوَّرة، على ساكنها أَفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، وقرأْت الْمُقدمَة الْمَذْكُورَة فرأَيته أَحال فِيهَا على شَرحه هَذَا، فَمَا أَدْرِي أَيهما أَقدمُ، وَقد تَصَدَّى شيخُنا الْعَلامَة عبدُ الله بن سُلَيْمَان الجرهزيّ الشافعيّ مُفْتِي بَلَدِنا زَبِيدَ حَرَسَهَا الله تَعَالَى للرَّدِّ على المَجْد، وإِبْطَالِ دَعَاوِيهِ النَّازِلَةِ بكُلِّ غَوْرٍ ونَجْد، وَالله حَكِيمٌ عَلِيمٌ.
(وحَازَبُوا وتَحَزَّبُوا: صَارُوا أَحْزَاباً) ، وحَزَّبَهُمْ فَتَحَزَّبُوا، أَي صَارُوا طَوَائِفَ. وفُلاَنٌ يُحَازِبُ فُلاَناً، أَي يَنْصُرُه ويُعَاضِدُه، كَذَا فِي الأَساس. قُلت: وَفِي حَدِيث الإِفْكِ (وطَفِقَتْ حَمْنَةُ تَحَازَبُ لهَا) أَيْ تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَمَاعَتِهَا الَّذين يَتَحَزَّبُونَ لَهَا، والمَشْهُورُ بالرَّاءِ.
وتَحَزَّبَ القَوْمُ: تَجَمَّعُوا (وقَدْ حَزَّبْتهُمْ) أَيِ الأَحْزَابَ (تَحْزِيباً) أَيْ جَمَعْتَهُمْ، قَالَ رؤبَة:
لقدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعِبَا
حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبَا
كَذَا فِي (المعجم) .
(وحَزَبَهُ الأَمْرِ) يَحْزُبُه حَزْباً (: نَابَه) أَيْ أَصَابَهُ (واشْتَدَّ عَلَيْهِ، أَوْ ضَغَطَهُ) فَجْأَةً، وَفِي الحديثِ (كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى) أَيْ إِذَا نَزَلَ بِهِ مُهِمٌّ وأَصَابَه غَمٌّ، وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ (اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حُزِبْتُ) ، (والاسْمُ الحُزَابَةُ، بالضَّمِّ، والحَزْبُ أَيْضاً) بفَتْحٍ فسُكُونٍ (كالمَصْدَرِ، و) يُقَال: (امْرٌ حَازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيدٌ) . والحَازِبُ من الشُّغْلِ: مَا نَابَكَ (ج حُزْبٌ) بضَمَ فسُكُونٍ، كَذَا فِي نُسْخَتِنَا وضَبَطَه شيخُنَا بضَمَّتَيْنِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ (نَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ وحَوَازِبُ الخُطُوبِ) جَمْعُ حَازِبٍ، وَهُوَ الأَمْرُ الشديدُ. وَفِي الأَساس: أَصَابَتْهُ الحَوَازِبُ. (والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ) بكَسْرِ المُوَحَّدَةِ فيهمَا (مُخَفَّفَتَيْنِ) مِنَ الرِّجَالِ والحَمِيرِ (: الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ) مَا هُوَ، وَعبارَة الصِّحَاح: الغَليظُ القَصِيرُ، رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ وَزَاوَزٍ وَزَوَازِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ، وَرجلٌ هَوَاهِيَةٌ إِذَا كَانَ مَنْخُوبَ الفُؤَادِ، وَبَعِيرٌ حَزَابِيَةٌ إِذا كانَ غَلِيظاً، وحِمَارٌ حَزَابِيَةٌ: جَلْدٌ، ورَكَبٌ حَزَابِيَةٌ: غَلِيظ، قالتِ امْرَأَةٌ تَصِفُ رَكَبَهَا.
إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ
إِذَا قَعَدْتُ فَوْقَهُ نَبَا بِيَهْ
وَيُقَال: رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلى القِصَرِ، واليَاءُ لِلإِلْحَاقِ كالفَهَامِيَةِ والعَلاَنِيَةِ، من الفَهْم والعَلَنِ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذ الهُذَلِيُّ.
كَأَنِّي وَرَحْلِي إِذَا رُعْتُهَا
عَلَى جَمَزَى جَازِيءٍ بالرِّمَالِ
أَوَ اصْحَمَ حامٍ جَرَامِيزَهُ
حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ
يُشَبِّهُ نَاقَتَهُ بحِمَارِ وَحْشٍ، وَوَصَفَه بجَمَزَى وَهُوَ السَّرِيعُ، وتقديرُه عَلَى حِمنَارٍ جَمْزَى، وَقَالَ الأَصمعيُّ: لَمْ أَسْمَعْ بفَعَلَى فِي صِفَةِ المُذَكَّرِ إِلاَّ فِي هَذَا البَيْتِ، يَعْنِي أَنَّ جَمَزَى وزَلَجَى ومَرَطَى وبَشَكَى وَمَا جَاءَ على هَذَا البابِ لَا يكونُ إِلاّ مِن صِفَةِ الناقةِ دُونَ الجَملِ، والجَازِىءُ: الَّذِي يَجْزَأُ بالرُّطْب عَن الماءِ، والأَصْحَمُ: حِمَارٌ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ والصُّفْرَةِ، وَحَيَدَى: يَحِيدُ عَن ظِلِّه لنَشَاطِه، حَامٍ نفسَه من الرُّمَاةِ، وجَرَامِيزه: نَفْسُه وجَسَدُه، والدِّحَال: جَمْعُ دَحْلٍ، وَهُوَ هُوَّةٌ ضَيِّقَةُ الأَعْلَى وَاسِعَةُ الأَسْفَلِ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (كالحِنْزَابِ) كقِنْطَار، وَفِي نُسْخَة كمِيزَابٍ، وَفِي أُخرَى كقِتَال، وَكِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ وغَلَطٌ.
(والحِزْب والحِزْبَاءَةُ، بكَسْرِهِم: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ) الشَّدِيدَةُ الحَزْنَةُ، وَعَن ابْن شُميل: الحِزْبَاءَةُ مِنْ أَغْلَظ القُفِّ مرتفعٌ ارتفاعاً هَيِّناً فِي قُفَ أَيَرَّ شَدِيدٍ، وأَنشد:
إِذَا الشَّرَكُ العَادِيُّ صَدَّ رأَيْتَهَا
لِرُوسِ الحَزَابِيّ الغِلاَطِ تَسُومُ
(ج حِزْبَاءٌ وحَزَابِي) وأَصْلُهُ مُشَدَّدُ كَمَا قِيلَ الصَّحَارِي: وَفِي بَعْضِ أَقْوَالِ الأَئِمَّةِ: الحِزْبَاءَةُ: مَكَانٌ غَلِيظٌ مُرْتَفِعٌ، والحَزَابِي: أَمَاكِنُ مُنْقَادَةٌ غِلاَظٌ مُسْتَدِقَّةٌ.
(وأَبُو حُزَابَةَ بالضَّمِّ) فِيمَا ذَكَر ابنُ الأَعرابيّ (: الوَلِيدُ بنُ نَهِيكٍ) أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ، وَقَالَ البَلاَذُرِيّ: هُوَ الوَلِيدُ بن حَنِيفَةَ بنِ سُفْيَانَ بن مُجَاشِعِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ وهبِ بن عَبَدَةَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ الَّذِي يَقُول:
أَنَا أَبُو حُزَابَةَ الشَّيْخُ الفَانْ
وكانَ يَقُولُ: أَشْقَى الفِتْيَانِ المُفْلِسُ الطَّرُوبُ، (وَثوَّاب) كَكَتَّانٍ (ابْن حُزَابَةَ، لَهُ ذِكْرٌ) وكَذَا ابنُه قُتَيْبَةُ بنُ ثَوَّابٍ لَهُ ذِكْرٌ فِي (ثوب) (وبالفَتْح) أَبو بَكْر (مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بن حَزَابَةَ) الإِبْرَيْسَمِيّ (المُحَدِّثُ) ماتَ قبلَ الستينَ وثلاثمائَة بسَمَرْقَنْدَ.
(و) حَزُّوبٌ (كَتَنُّورٍ) اسْم.
(وحَازَبْتُه: كنتُ من حِزْبِهِ) أَبوْ تَعَصَّبْتُ لَهُ.
(والحِنْزَابُ بالكَسْرِ) ، كقِنطار (: الدِّيكُ) ونونُه زائدةٌ، وَقل إِن مَوْضِعه فِي حنزب بناءٍ على أَصالَةِ النُّون (و: جَزَرُ البَرِّ، و: ضَرْبٌ مِنَ القَطَا) .
(وذَاتُ الحِنْزَابِ: ع) ، قَالَ رؤبة:
يَضْرَحْنَ مِنْ قِيعَانِ ذَاتِ الحِنْزَابْ
فِي نَحْرِ سَوَّارِ اليَدَيْنِ ثَلاَّبَ
(والحُنْزُوبُ بالضَّمِّ: نَبَاتٌ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَيْزَبُونُ: العَجُوزُ، ونُونُه زائدةٌ، كَمَا زيدت فِي الزَّيْتُونِ، أَو الَّتِي لَا خَيْرَ فِيهَا، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكره، صرَّح بِهِ الجوهريُّ وقَاطِبَةُ أَئِمَّةِ النَّحْو كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وتَبِعه شيخُنا، وَقد أَهملَه المُصَنّف تقصيراً، وَقيل: الحَيْزَبُونُ: الشَّهْمَةُ الذَّكِيَّةِ، قَالَ الهُذَلِيّ:
يَلْبِطُ فِيهَا كُلُّ حَيْزَبُونِ
وبَنُو حِنْزَابَةَ بالكَسْرِ: بَنُو الفُرَاتِ، وَلَا يَكَادُونَ يَخْفَوْنَ عَلَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ، ذَكَرَه البرازنيّ فِي مَشْيَخَتِهِ.

ضرر

ض ر ر: (الضَّرُّ) ضِدُّ النَّفْعِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (ضَارَّهُ) بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى (ضَرَّهُ) وَالِاسْمُ (الضَّرَرُ) . وَ (ضَرَّةُ) الْمَرْأَةِ امْرَأَةُ زَوْجِهَا. وَالْبَأْسَاءُ وَ (الضَّرَّاءُ) الشِّدَّةُ وَهُمَا اسْمَانِ مُؤَنَّثَانِ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ. وَ (الضُّرُّ) بِالضَّمِّ الْهُزَالُ وَسُوءُ الْحَالِ. وَ (الْمَضَرَّةُ) خِلَافُ الْمَنْفَعَةِ. وَ (الضِّرَارُ) (الْمُضَارَّةُ) وَرَجُلٌ ذُو (ضَارُورَةٍ) وَ (ضَرُورَةٍ) أَيْ ذُو حَاجَةٍ. وَقَدِ (اضْطَرَّ) إِلَى الشَّيْءِ أَيْ أُلْجِئَ إِلَيْهِ. وَرَجُلٌ (ضَرِيرٌ) بَيِّنُ (الضَّرَارَةِ) بِالْفَتْحِ أَيْ ذَاهِبُ الْبَصَرِ. وَ (الضَّرَائِرُ) الْمَحَاوِيجُ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا (تَضَارُّونَ) بِفَتْحِ التَّاءِ أَيْ لَا تَضَامُّونَ. 
ضرر: {أولي الضرر}: الزمانة والمرض. و {الضر}: ضد النفع. {اضطر}: ألجئ، أصله: اضتر. 
ض ر ر

ضره ضرراً وضاره ضراراً " ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام " وأضر به، واستضررت به، ولحقه ضرر ومضرة ومضار، ومسته البأساء والضراء، ورجل مضرور، وما أشد ضريره: مضارته. وضرة بينة الضر. ونكحت فلانة على ضر. قال:

يجدن من نهم الحداة سراً ... وجد المقاليت يخفن الضرا

نكت بالسر والمقاليت. وامرأة مضر: ذات ضرائر، ورجل مضر ذو أزواج.

ومن المجاز: ما أشجد ضريره عليها: غيرته. قال:

حتى إذا ما لان من ضريره

وبينهم داء الضرائر: الحسد. ورجل ضرير: بيّن الضرارة من قوم أضراء. ورجل ضرير: مريض، وامرأة ضريرة. وبه ضر: مرض أو هزال " أني مسني الضر " وما يضرك على الضب صيد وما يضيرك، وما تضرك عليها جارية أي ما تزيدك. وأضر عليه: ألح. وأضر الفرس على فأس اللجام: أزم عليه. وأضربه إذا دنا منه دنواً شديداً ولصق به. وبنو فلان يضرّ بهم الطريق إذا كانوا على ممر السابلة. وسحاب مضر: مسف.

ضرر


ضَرَّ(n. ac. ضَرّ)
a. Injured, hurt, harmed; molested.

ضَاْرَرَa. see Ib. Opposed, resisted, withstood.

أَضْرَرَ
a. [Bi]
see Ib. [acc. & 'Ala]
see VIII (a)
تَضَرَّرَ
a. [Min], Was injured, hurt by.
إِنْضَرَرَ
a. [ coll. ], Was injured, hurt;
was wronged.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. [acc. & Ila], Forced, compelled, constrained to.
b. [pass.] [ 1la ], Was forced
compelled, constrained to.
ضَرّa. see 3
ضَرَّة
(pl.
ضَرَاْئِرُ)
a. see 3b. Breast; udder.
c. Fellowwife.
d. . Fleshy part of the thumb.

ضِرّa. Polygamy.

ضُرّa. Injury, hurt, harm; misfortune.

ضَرَر
(pl.
أَضْرَاْر)
a. Detriment, injury, damage; loss.

مَضْرَرَة
(pl.
مَضَاْرِرُ)
a. see 4
ضَاْرِرa. Injurious, hurtful, harmful.

ضَرَاْرَةa. Blindness.
b. Losses.

ضَرِيْر
(pl.
أَضْرَاْر
أَضْرِرَآءُ
68)
a. Blind, sightless.

ضَرِيْرَة
(pl.
ضَرَاْئِرُ)
a. A certain plant.

ضَرُوْرَة
( pl.
reg. )
a. Necessity; urgency.
b. Need, want, distress, misery.

ضَرُوْرِيّa. Necessary, indispensable.
b. Instinctive, intuitive, natural ( knowledge).
ضَاْرُوْر
ضَاْرُوْرَة
40ta. Need, want.

ضَرَّآءُa. see 4
ضَرَاْئِرُa. Necessaries.

N. Ag.
أَضْرَرَa. see 21b. Polygamist.

N. P.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. Forced, constrained.

N. Ac.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. Force, constraint, compulsion.
b. Necessity.

مُضَارَّة [ N.
Ac.
ضَاْرَرَ
(ضِرّ)]
a. see 2
تَضُِرَّة
a. Evil plight.
ض ر ر : الضُّرُّ الْفَاقَةُ وَالْفَقْرُ بِضَمِّ الضَّادِ اسْمٌ وَبِفَتْحِهَا مَصْدَرُ ضَرَّهُ يَضُرُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا فَعَلَ بِهِ مَكْرُوهًا.

وَأَضَرَّ بِهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ ثُلَاثِيًّا وَبِالْبَاءِ رُبَاعِيًّا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ كُلُّ مَا كَانَ سُوءَ حَالٍ وَفَقْرٍ وَشِدَّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ ضُرٌّ بِالضَّمِّ وَمَا كَانَ ضِدَّ النَّفْعِ فَهُوَ بِفَتْحِهَا وَفِي التَّنْزِيلِ {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] أَيْ الْمَرَضُ وَالِاسْمُ الضَّرَرُ وَقَدْ أُطْلِقَ عَلَى نَقْصٍ يَدْخُلُ الْأَعْيَانَ

وَرَجُلٌ ضَرِيرٌ بِهِ ضَرَرٌ مِنْ ذَهَابِ عَيْنٍ أَوْ ضَنًى وَضَارَّهُ مُضَارَّةً وَضِرَارًا بِمَعْنَى ضَرَّهُ وَضَرَّهُ إلَى كَذَا وَاضْطَرَّهُ بِمَعْنَى أَلْجَأَهُ إلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ وَالضَّرُورَةُ اسْمٌ مِنْ الِاضْطِرَارِ وَالضَّرَّاءُ نَقِيضُ السَّرَّاءِ وَلِهَذَا أُطْلِقَتْ عَلَى الْمَشَقَّةِ وَالْمَضَرَّةُ الضَّرَرُ وَالْجَمْعُ الْمَضَارُّ.

وَضَرَّةُ الْمَرْأَةِ امْرَأَةُ زَوْجِهَا وَالْجَمْعُ ضَرَّاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ ضَرَائِرُ وَكَأَنَّهَا جَمْعُ ضَرِيرَةٍ مِثْلُ كَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهَا نَظِيرٌ وَرَجُلٌ مُضِرٌّ ذُو ضَرَائِرَ وَامْرَأَةٌ
مُضِرٌّ أَيْضًا لَهَا ضَرَائِرُ وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَضَرَّ إذَا تَزَوَّجَ عَلَى ضَرَّةٍ. 
[ضرر] الضَرُّ: خلاف النفع. وقد ضَرَّه وضَارَّه بمعنًى. والاسم الضَرَرُ. قال ابن السكيت: قولهم: لا يَضُرُّكَ عليه جَمَلٌ، أي لا يزيدك. ولا يَضُرُّكَ عليه رجلٌ، أي لا تجد رجلاً يزيدكَ على ما عند هذا الرجل من الكِفاية. والضَرَّةُ: لحمة الضرَع. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى، أي ملأى من اللبن. والضَرَّةُ أيضاً: المال الكثير. والمضر: الذى تروح عليه ضَرَّةٌ من المال. قال الأشعر : بِحَسْبِكَ في القوم أن يعلَموا * بأنّك فيهم غنيٌّ مُضِرّْ - وضَرَّة الإبهام: اللحمة التي تحتها، وهي التي تقابل الألْية في الكفّ. والضرتان: حجر الرحى. وضرة المرأة: امرأة زوجِها. والضِرُّ بالكسر: تزوُّج المرأة على ضَرَّةٍ. يقال: نكحتُ فلانةَ على ضِرٍّ، أي على امرأة كانت قبلها. وحكى أبو عبد الله الطُوالُ: تزوَّجتُ المرأة على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضم. والبأساء والضرَّاء: الشدّة، وهما اسمان مؤنَّثان من غير تذكير. قال الفرَّاء: لو جُمِعا على أبؤُسٍ وأضر، كما تجمع النعماء بمعنى النعمة على أنْعُمٍ، لجاز والضُرُّ بالضم: الهزال وسؤ الحال. والمضرة: خلاف المنفعة. والضِرار: المضارَّةُ. ومكانٌ ذو ضرار، أي ضيق، عن أبى عبيد. ويقال: لا ضَرَر عليك ولا ضارورةَ ولا تضرة. ورجل ذو ضارورة وضَرورَةٍ، أي ذو حاجة. وقد اضطر إلى الشئ، أي ألجئ إليه. قال الشاعر: أثيبي أخا ضارورةٍ أصْفَقَ العِدى * عليه وقلَّت في الصديق أواصِرُهْ - ورجل ضريرٌ بَيِّنُ الضَرارَةِ، أي ذاهب البصَر. والضَرائِرُ: المحاويجُ. والضَريرُ: حرف الوادي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أحد ضَريرَي الوادي، أي على أحد جانبيه. قال أوس بن حجر: وما خليج من المروت ذو شعب * يرمى الضرير بخشب الطلح والضال - والضرير: النفس وبقية الجسم. قال العجاج:

حامي الحُمَيَّا مَرِسَ الضرير * وإنه لذو ضرر على الشئ، إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة له. قال جرير: من كل جرشعة الهواجر زادها * بعد المفاوز جرأة وضريرا - يقال: ناقة ذاتُ ضرير، إذا كانت شديدة النفسِ بطيئة اللُغُوبِ. قال أبو عمرو: الضرير من الدوابِّ، الصبور على كل شئ. والضرير: المضارة، وأكثر ما يستعمل في الغَيرة. يقال: ما أشدّ ضريرَهُ عليها. وأضرَّ بي فلانٌ، أي دنا منِّي دنوًّا شديداً. قال الشاعر، ابن عَنَمَة : لأُمِّ الأرضِ ويلٌ ما أجَنَّتْ * بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل - وفي الحديث: " لا تضارُّون في رويته ". وبعضهم يقول: " لا تضارون " بفتح التاء، أي لا تَضامُّونَ . وسحابٌ مُضِرٌّ، أي مُسِفٌّ. وأضَرَّ الفرسُ على فأس اللجام، أي أزَمَ عليه، مثل أضَزَّ بالزاي. وأضَرَّ يعدو، إذا أسرعَ بعض الاسراع. حكاهما أبو عبيد: والاضرار: أن يتزوج الرجل على ضَرَّةٍ، عن الأصمعي. قال: ومنه قيل: رجل مُضِرٌّ. وامرأة مضر أيضا: لها ضرائر.
[ضرر] فيه: "الضار" تعالى من يضر من يشاء من خلقه حيث هو خالق كل شيء خيرها وشرها ونفعها وضرها. وفيه: لا"ضرر" ولا "ضرار" في الإسلام، الضر ضد النفع، ضره ضرًا وضرارًا وأضر به إضرارًا. ن: فالثلاثي متعد، والرباعي متعد بالباء. نه: أي "لا يضر" الرجل أخاه فينقصه شيئًا من حقه، والضرار فعال من الضر أي لا يجازيه على إضراره بإدخال الضر عليه، والضرر فعل الواحد والضرر فعل الاثنين، والضرر ابتداء الفعل والضرار الجزاء عليه؛ وقيل: الضرر ما تضر به صاحبك وتنتفع أنت به والضرار أن تضره من غير أن تنتفع به؛ وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأكيد. ز: كلامه يدل على أن لفظه: لا ضرر ولا ضرار، وكذا هو فيفي إتلاف مال أو مشقة بتكليفه عملًا شاقًا يؤذي بدنه. ك: قال مالك: هو ما أضر بالناس في طريق أو بيع أو غيره، قال: ومثل هؤلاء الذين يطلبون العلم فيضر بعضهم بعضًا حتى يمنعني ذلك أن أجيبهم- وقد مر في شق من ش. غ: "و"لا يضار" كاتب ولا شهيد"، أي لا يضارر فيدعي أن يكتب وهو مشغول، أو لا يضارر لا يكتب إلا بالحق. وكذا، ""لا تضار" والدة"، لا تضارر بنزع الرجل الولد منها، أو لا تضارر الأم الأب فلا ترضعه. و"غير أولى "الضرر""، أي من به علة يقطعه عن الجهاد فإنهم يساوون المجاهدين.
الضاد والراء ض ر ر

الضَّرُّ والضُّرُّ ضدُّ النَّفْعِ والضَّرُّ المصْدرُ والضُّرُّ الاسمُ وقيل هما لغتان كالشَّهدِ والشُّهد ضَرَّه يَضُرُّه ضراّ وضَرَّ به وأضَرَّ بِه وضارّهمضارَّةً وضِراراً وقوله تعالى {غير مضار} النساء 12 مَنع من الضِّرَارِ في الوَصِيّةِ ورُوِيَ عن أبي هُرَيرةَ

من ضارَّ في وصيَّتِه ألقاه اللهُ في وادٍ من جَهَّنم أوْ من نارٍ

والضّرارُ في الوَصِيَّة راجعٌ إلى الميراثِ والضَّارُوراء القَحْطُ والشِدّّة والضَّرُّ سُوءُ الضَّرَرِ والتَّضَرَّةُ والتَّضُرَّةُ الأخيرة مَثّلَ بها سيبَوَيْهِ وفسَّرها السِّيرافيُّ وقوله أَنْشَدُه ثَعْلبٌ

(مُحَلّى بأَطواقٍ عِتاقٍ يُبِينُهما ... على الضَّرِّ رَاعِي الضَأْنِ لَوْ يَتَقوَّفُ)

إنما كنى به عن سُوءِ حالِه في الجَهْلِ وقلّةِ التَّمْييزِ يقول كَرَمُهُ وجُودُه يَبِينُ لمن لا يَفْهَم الخيرَ فكَيْفَ بمَنْ يفهم والضَّرَّاءُ نَقِيضُ السَّراءِ وقوله تعالى {فأخذناهم بالبأساء والضراء} الأنعام 42 قيل الضَرَّاءُ النَّقْصُ في الأموالِ والأَنْفُسِ وكذلك الضَّرَّةُ والضَّرَارَة والضَّرَرُ النُّقصانُ يَدْخُلُ في الشيءِ ورجلٌ ضَرِيرٌ ذاهبُ البَصَرِ والجمعُ أَضْرَّاءُ والضَّرِيرُ المَهزُولُ المريضُ والجمعُ كالجمعِ والأُنْثَى ضَرِيرَةٌ وكُلُّ شيءٍ خالَطَه ضُرٌّ ضَرِيرٌ ومَضْرور والاضْطرار الاحِتِياجُ إلى الشيء وقد اضْطَرَّه إليه أَمْرٌ والاسْمُ الضَّرَّةُ قال دُرَيدُ ابن الصِّمَّةِ

(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)

أي تَلأْلُؤَ عَضْبٍ ويُرْوَى ذَرِّيَّ عضْب يَعْني فِرَنْدَ السَّيْفِ لأنه يُشَبَّهُ بمَدَبِّ النَّحْلِ والضَّرُورةُ كالضَّرَّةِ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورَةٌ ولا ضارورةٌ والضَّررُ الضِّيقُ ومكان ذو ضرر أي ضِيقٍ ومكانٌ ضَرَرٌ ضَيِّقٌ ومنه قولُ ابن مُقْبِلٍ

(ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرر ... )

والمُضِرُّ الدّانِي من الشيءِ قال الأخْطلُ

(ظلَّت ظِبَاءُ بَنِي البَكَّاءِ راتِعةً ... حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإضرْارِ)

وأَضَرَّ بالطَّريقِ دَنَا منه ولم يُخالِطْه قال

(لأُمِّ الأرضَ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ ... غَداةَ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ)

الحسَن اسمُ رَمْلٍ وأضَرَّ السَّيْلُ من الحائِط دَنَا منه وأضَرَّ السَّحابُ إلى الأرضِ دَنا منه وكلُّ ما دَنا دُنُوّا مُضَيَّقاً فَقد أَضَرَّ وأمَّا ما رُوِيَ في الحديث من قولِهم لا تُضَارُّونَ في رؤيتِهِ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من ذلك أي لا تَضَامُّونَ تَضَامّا يدْنو به بعضكُم من بعضٍ فَتُضايَقُون والضَّرِيرانِ جانِبَا الوادي قال أوسُ بن حَجَرٍ

(وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ... يَرْمي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ)

واحدهما ضَريرٌ وجمعُه أَضِرَّة وإنّه لَذُو ضَرِيرٍ أي صَبْرٍ على الشَّرِّ ومُقَاساةٍ له وقيل هو مِن الناسِ والدوابّ الصَّبُورُ على كلِّ شيءِ قال

(باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضَرِزَّةٍ ... شَدِيدَةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرِيرِ) وقال

(أمَّا الصُّدورُ لاَ صُدورَ لجَعْفَرٍ ... ولكنَّ أَعْجَازا شديداً ضَرِيرُهَا)

وقولُ مُليحٍ الهُذَليِّ

(وإني لأُقْرِئُ الهَمَّ حين يُسُوؤني ... بُعَيْدَ الكَرَى منهُ ضَريرٌ مُحافِلُ)

وإنَّه لَضِرُّ أضْرارٍ أي شَديدُ أشِدَّاء قال أبو خِراشٍ

(والقَوْمُ أَعْلَمُ لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها ... لَكانَ عُرْوةُ فيها ضِرَّ أضْرارِ)

وإنه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأتِه أَي غَيْرَةٍ قال الراجزُ يصف حماراً

(حتى إذا ما لانَ مِنْ ضَرِيره ... )

وضارَّه مُضارَّةً وضِراراً خالَفَه قال نابغةُ بَنِي جَعْدَةَ

(وخَصْمَيْ ضِرَارٍ ذَوَيْ تَدْرَأٍ ... متَى بَاتَ سِلْمُهما يَشْغَبَا)

وقد فُسِّر قولُه صلى الله عليه وسلم فإنكُم لا تَضارُّون في رُؤْيَتِه يعني رؤُية الباري جلَّ وعزَّ بأنَّ معناه لا يُخالفُ بعضكم بعضاً عن الزَّجاج ويروى تُضَارُّون أي لا يَضُرُّ بعضُكُم بعضاً ويروى تُضَارُون من الضَّيرِ والضَرَّتانِ امْرأتا الرَّجلِ كل واحدةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها وهو من ذلك وهُنَّ الضَّرائرُ نادرٌ قال أبو ذؤيبٍ يصف قُدُوراً

(لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّثِيلِ كأنَّها ... ضَرَائِرُ حِرْميٍّ تَفاحَشَ غارُها)

وهي الضِّرُّ وتَزوّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أي مُضَارَّة بين امرأَتْينِ ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ حكَى كُراعٌ تزوَّجْتُ المرأةَ على ضِرٍّ كُنَّ لها فإذا كان كذلك فهو مَصْدرٌ على طَرْح الزائد أو جمعٌ لا واحدَ له والإِضْرارُ التَّزْويجُ على ضَرَّةٍ رجُلٌ مُضِرٌّ وامرأةٌ مُضِرٌّ والضَّرْتانِ الأَلْيَةُ من جانِبَيْ عَظْمِها وهما اللَّحْمتان اللتان تَنْهدِلانِ من جانِبَيْها وضَرّةُ الإِبهامِ لَحْمَةٌ تَحْتَها وقيل أصْلُها وقيل هي باطنُ الكَفِّ حِيَال الخِنْصَرِ تُقَابِلُ الأَلْيَةَ في الكَفِّ والضَّرَّةُ ما وقع عليه الوَطْءُ من لحمِ باطن القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ والضرَّة أصلُ الضرَّع الذي لا يخلو من اللَّبَن أو لا يكادُ يَخْلُو منه وقيل هو الضَّرْعُ كلُّه ما خَلاَ الأطْبَاءَ ولا يُسَمّى بذلك إلا أن يكونَ فيه لَبَنٌ وقيل الضرَّةُ الخِلْفُ قال طَرَفَةُ يصفُ نَعْجَةً

(من الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قَادِمَاها ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ)

والضَرَّةُ أصلُ الثَّدْيِ والجمع من ذلك كله ضَرائِرُ وقد بَيَّنْتُ أنه جمعٌ نادرٌ أنشد ثعلب

(وصارَ أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي ... )

إنما عَنَى بالضَّرائرِ أحدَ هذه الأشياء المتقدّمة والضَّرَّةُ المالُ يَعْتَمِد عليه الرَّجلُ وهو لغيرِه من أقاربِه وعليه ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ والضَّرةُ القِطعةُ من المالِ والإِبِلِ والغَنَمِ وقيل هو الكثيرُ من الماشية خاصّةً دون العَيْرِ رَجُلٌ مُضِرٌّ له ضَرَّةٌ من مالٍ قال

(بحَسْبِكَ في القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا ... بأنّكَ فيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرْ) والضّرتانِ الرَّحَيانِ والضَّرِيرُ النَّفْسُ وقيل بَقِيّةُ النَّفسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِير مُضِرَّةٌ بالإِبِلِ في شِدَّة سَيْرها وبه فُسِّر قولُ أمَّيةَ بن أبي عائذٍ الهُذِليِّ

(تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاَتِ الضَّرير ... وتَقْدُمُهُنَّ عَتُوداً عَنُونا)

وأضَرَّ يَعْدُو أَسْرَعَ وقيل أسرعَ بعضَ الإِسراعِ هذه حكاية أبي عُبَيْدٍ قال الطوسيُّ وقد غَلِطَ إنّما هو أَصَرَّ والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخيل التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ عن ابن الأعرابيِّ وأَنشدَ

(إذا أنت مَضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ ... أغْلظُ شيءٍ جَانِباً بِقُطْرِ)

وضُرٌّ ماءٌ معروفٌ قال أبو خراشٍ

(نُسابِقُهُم على وَصَفٍ وضُرٍّ ... كَدابِغَةٍ وقد نَغَلَ الأَديمُ)

وضِرارٌ اسمُ رَجُلٍ
ضرر
ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ضَرَرْتُ، يَضُرّ، اضْرُرْ/ضُرَّ، ضَرًّا وضُرًّا وضَرَرًا، فهو ضارّ، والمفعول مَضْرور
• ضرَّ فلانًا/ ضرَّ بفلان: ألحق به أذًى أو مكروهًا، عكسه نفعه "ضرّ الحصارُ بالبلاد- {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} " ° لا يضرُّ السَّحابَ نُباحُ الكلاب [مثل]: يُضرب في الحقير يتطاول على عظيم القدر. 

ضُرَّ يُضَرّ، ضَرارةً، والمفعول مَضْرور
• ضُرّ بَصرُ الرَّجُل: صار ضريرًا. 

أضرَّ/ أضرَّ بـ يُضرّ، أضْرِرْ/أضِرَّ، إضرارًا، فهو مُضِرّ، والمفعول مُضَرّ (للمتعدِّي)
• أضرَّتِ المرأةُ: تزوّجت على ضَرّة.
• أضرَّ صحَّتَه/ أضرَّ بصحَّته: ضرَّها؛ ألحق بها أذى أو مكروهًا "أضرّ بمصالح غيره- أضرّ جارَه".
• أضرَّ بالشَّيء: أتلفه. 

اضطرَّ يضطرّ، اضْطَرِرْ/اضْطَرَّ، اضطرارًا، فهو مُضطرّ، والمفعول مُضطرّ
• اضطَرَّه إلى الانسحاب: أحوجه وألجأه إليه وأرغمه عليه "اضطَرَّه إلى الهروب/ عدم الحركة- {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ} - {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} " ° عند الاضطرار/ في حالات الاضطرار: عند الضرورة القصوى.

اضطُرَّ/ اضطُرَّ إلى/ اضطُرَّ على/ اضطُرَّ لـ يُضطَرّ، اضطرارًا، والمفعول مُضطرّ
• اضطُرَّ الشَّخصُ/ اضطُرَّ الشَّخصُ إلى الاعتراف/ اضطُرَّ الشَّخصُ على الاعتراف/ اضطُرَّ الشَّخصُ للاعتراف: أُلجئَ إليه وأُكره عليه " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ". 

تضرَّرَ/ تضرَّرَ بـ/ تضرَّرَ من يتضرَّر، تضرُّرًا، فهو مُتضرِّر، والمفعول مُتضرَّر به
• تضرَّر الشَّيءُ: أصابه أذًى.
• تضرَّر بالحرب/ تضرَّر من الحرب: أصابه بها أو منها ضرر "تضرَّر الزَّرعُ بالمطر الغزير- تضرَّر المزارعون من الجفاف" ° على المُتضرِّر اللُّجوء إلى القضاء: عبارة قانونيّة شائعة تعني إبقاءَ كلّ شيء على ما هو عليه انتظارًا لحكم القضاء. 

ضارَّ يضارّ، ضارِرْ/ضارَّ، مُضارَّةً وضِرارًا، فهو مُضارّ، والمفعول مُضارّ
• ضارَّ فلانًا: جازاه على ضرره "ضارَّه خصومُه- لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ [حديث]- {لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} - {وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} ". 

ضارّ [مفرد]: اسم فاعل من ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ° ربَّ ضارّة نافعة: نعمة في ثوب نقمة.
• الضَّارّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المقدِّر للضّرّ لمن أراد وكيف أراد يُفقر ويُمرض على مقتضى حكمته. 

ضَرَارَة [مفرد]: مصدر ضُرَّ. 

ضَرّ [مفرد]:
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ.
2 - ضُرّ؛ شدّة وبلاء وسوء حال " {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضَّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [ق] ". 

ضَرَر [مفرد]: ج أضرار (لغير المصدر):
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ.
2 - أذًى، خسارة "ألحق به الضَّرَر- أحدثت الحرائقُ أضرارًا جسيمة في الممتلكات" ° أخفّ الضَّرَرَيْن: أهونهما، أقلُّهما شرًّا.
3 - عِلّة تُقعِد عن الجهاد ونحوه " {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} ".
4 - ضيق وسوء حال "يعاني الجارُ ضَرَرًا كبيرًا".
• الضَّرَر المدنيّ: (قن) أذًى أو خسارة تُصيب الشّخصَ في جسمه أو ماله نتيجة إخلال تعاقديّ أو جريمة، ممّا
 يُجيز له التماس التَّعويض بدعوى مدنيّة. 

ضُرّ [مفرد]: ج أضرار (لغير المصدر):
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ° تزوَّج على ضُرّ: مضارّة بين امرأتين أو أكثر.
2 - سوء حال أو فقر، شدّة في بدن من هُزال، أو مرض " {إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضُرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} [ق]- {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} ". 

ضرَّاءُ [مفرد]: فَقْر، شدَّة، مشقّة، مرض، عكس سرَّاء "كان صبورًا في الضَّرَّاء- وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ [حديث]- {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ}: وقت اليسر والعسر أو في الرَّخاء والشِّدَّة، في جميع الأحوال والظُّروف". 

ضَرَّة [مفرد]: ج ضَرَّات وضَرَائِرُ:
1 - اسم مرَّة من ضَرَّ/ ضَرَّ بـ: أذيَّة "لم أرَ منه ضَرَّةً في حياتي".
2 - إحدى زوجتي الرَّجل، أو إحدى زوجاته "بينهم داء الضَّرائر [مثل]: الحسد، يُضرب في العداوة الرَّاسخة".
3 - أصل الثَّدْي، لحمة الضَّرع "ضرَّةُ الشَّاة".
• الضَّرَّتان: حجر الرَّحَى. 

ضَرورة [مفرد]: ج ضَرُورات وضَرَائِرُ:
1 - حاجة "تضامُن الدول العربيَّة أصبح ضرورةً حيويّة" ° الضَّرورات تبيح المحظورات: الحاجات الملحّة تجيز ما لا يجوز- الضَّرورة القصوى/ الضَّرورة الملحَّة: الحاجة البالغة الشدّة- بالضَّرورة: وجوبًا، حَتْمًا- عند الضَّرورة: عند الحاجة.
2 - مشقّة، شدّة لا رادّ لها "للضَّرورة أحكام".
• الضَّرُورة: اسم لما يتميَّز به الشّيء من وجوب أو امتناع، وهي خلاف الجواز ° المعلوم بالضَّرورة: الثابت بصفة قطعيّة.
• الضَّرورة الشِّعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يُستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصرف، وهي رخصة مُنحت للشُّعراء كي يَخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تعرض لهم كلمة لا يؤدّي معناها في موقعها سواها. 

ضروريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ضَرورة: كلّ ما تمسّ إليه الحاجة خلاف الكماليّ "النوم ضروريّ للإنسان" ° الضَّروريّات: الحاجات التي يعتقد المستهلك أنها ذات منفعة أساسيّة إذا قورنت بغيرها، وعكسها الكماليَّات.
2 - واجب حتميّ "الانسحاب من الأراضي المحتلَّة شرط ضروريّ للسلام" ° ضروريّات الأحوال: مقتضياتها- مِنْ الضَّروريّ أن/ كان مِنْ الضَّروريّ أن: من اللاّزم أن. 

ضرير [مفرد]: ج ضريرون وأضِرّاء، مؤ ضريرة، ج مؤ ضريرات وضَرَائِرُ: أعمى "كان طه حسين ضريرًا" ° ضرير القَلب: من لا تَفكُّر عنده و لا بصيرة. 

مَضَرَّة [مفرد]: ج مَضَرَّات ومَضَارُّ: ضَرَر، أذى، ما يَلحق بالإنسان من ضيقٍ أو مرضٍ، عكس منفعة "مضارُّ الحرب- مَضَرَّة التكاسُل والإهمال تقع على صاحبها". 

ضرر: في أَسماء الله تعالى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وهو الذي ينفع من

يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها: خيرِها وشرّها ونفعها

وضرّها. الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان: ضد النفع. والضَّرُّ المصدر، والضُّرّ

الاسم، وقيل: هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جمعت بين الضَّرّ

والنفع فتحت الضاد، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً،

كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هكذا تستعمله العرب. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ

ضد النفع، والضُّر، بالضم، الهزالُ وسوء الحال. وقوله عز وجل: وإِذا مسّ

الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه؛ وقال: كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ

مسَّه؛ فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ، وما كان

ضدّاً للنفع فهو ضَرّ؛ وقوله: لا يَضُرّكم كيدُهم؛ من الضَّرَر، وهو ضد

النفع.

والمَضَرّة: خلاف المَنْفعة. وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ

بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى؛ والاسم الضَّرَر. وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام؛

قال: ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر: فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا

يَضُرّ الرجل أَخاه، وهو ضد النفع، وقوله: ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد

منهما صاحبه، فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد، ومعنى قوله:

ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه، كقوله

عز وجل: ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه

ولِيٌّ حَمِيمٌ؛ قال ابن الأَثير: قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه

فَيَنْقُصه شيئاً من حقه، والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ، أَي لا يجازيه على

إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه؛ والضَّرَر فعل الواحد، والضِّرَارُ فعل

الاثنين، والضَّرَر ابتداء الفعل، والضِّرَار الجزاء عليه؛ وقيل:

الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به، والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن

تنتفع، وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد.

وقوله تعالى: غير مُضَارّ؛ مَنع من الضِّرَار في الوصية؛ وروي عن أَبي

هريرة: من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو

نار؛ والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث؛ ومنه الحديث: إِنّ الرجلَ

يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران

في الوصية فتجبُ لهما النار؛ المُضارَّةُ في الوصية: أَن لا تُمْضى أَو

يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة.

الأَزهري: وقوله عز وجل: ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد، له وجهان: أَحدهما لا

يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول، والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ

الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق،

ويستوي اللفظان في الإِدغام؛ وكذلك قوله: لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها؛ يجوز أَن

يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل، وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها

فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى، ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا

تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه.

والضَّرَّاءُ: السَّنَة. والضَّارُوراءُ: القحط والشدة.

والضَّرُّ: سوء الحال، وجمعه أَضُرٌّ؛ قال عديّ بن زيد العبّادي:

وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْـ

شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي

وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مثل بها سيبويه

وفسرها السيرافي؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها،

على الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ

إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز؛ يقول: كرمُه وجوده

يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم؟ والضَّرَّاءُ: نقيض السَّرَّاء.

وفي الحديث: ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وابتلينا بالسَّرَّاء

فلم نَصْبِرْ؛ قال ابن الأَثير: الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ، وهي

نقيض السَّرَّاء، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما، يريد أَنا اخْتُبِرْنا

بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا

والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر. وقوله تعالى: وأَخذناهم بالبأْساءِ

والضَّرَّاءِ؛ قيل: الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس، وكذلك

الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النقصان يدخل في الشيء، يقال: دخل عليه

ضَرَرٌ في ماله. وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى:

ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع

فقال: الضَّرَّةُ شدة الحال، فَعْلَة من الضَّرّ، قال: والضُّرّ أَيضاً

هو حال الضَّرِيرِ، وهو الزَّمِنُ. والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابن

الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وقوله عز وجل: غير أُولي الضَّرَر؛ أَي غير أُولي

الزَّمانة. وقال ابن عرفة: أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن

الجهاد، وهي الضَّرَارَة أَيضاً، يقال ذلك في البصر وغيره، يقول: لا يَسْتَوي

القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين؛

الجوهري: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة، وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير،

قال الفراء: لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى

النِّعْمة على أَنْعُم لجاز. ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذاهب

البصر، والجمع أَضِرَّاءُ. يقال: رجل ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ به

المرضُ يقال: رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة. وفي حديث البراء: فجاء ابن أُمّ

مكتوم يشكو ضَرَارَتَه؛ الضَّرَارَة ههنا العَمَى، والرجل ضَرِيرٌ، وهي من

الضَّرّ سوء الحال. والضَّرِيرُ: المريض المهزول، والجمع كالجمع،

والأُنثى ضَرِيرَة. وكل شيء خالطه ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ. والضَّرائِرُ:

المَحاويج.

والاضطِرَارُ: الاحتياج إِلى الشيء، وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، والاسم

الضَّرَّة؛ قال دريد بن الصمة:

وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً،

وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، ويروى: ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه

يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ.

والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وليس عليك ضَرَرٌ

ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ. ورجل ذو ضارُورةٍ

وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛

قال الشاعر:

أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى

عليه، وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ

الليث: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تقول: حَمَلَتْني

الضّرُورَةُ على كذا وكذا. وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا، بِناؤُه افْتَعَلَ،

فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ.

وقوله عز وجل: فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل

الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع، وأَصله من

الضّرَرِ، وهو الضِّيقُ. وقال ابن بزرج: هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود. وفي

حديث عليّ، عليه السلام، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه نهى عن بيع

المُضْطَرّ؛ قال ابن الأَثير: هذا يكون من وجهين: أَحدُهما أَنْ

يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه، قال: وهذا بيعٌ فاسدٌ لا

يَنْعَقِدُ، والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو

مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ، وهذا سبيلُه في

حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ، ولكن

يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ

عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ

أَهلِ العلْم له، ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو

قَبُولُ البَيْعِ. والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ،

فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ؛ ومنه حديث ابن

عمر: لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ على

المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج. وفي حديث سَمُرَةَ:

يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق؛ الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ،

أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ

الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وليس له اين يَجْمعَ بينهما. والضَّرَرُ:

الضِّيقُ. ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ. ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ ومنه قول

ابن مُقْبِل:

ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر

وقول الأَخطل:

لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ

أَضاةٌ، ماؤها ضَرَرٌ يَمُور

قال ابن الأَعرابي: ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ، وأَرادَ

أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به، وإِن اتَّسَعَتْ. والمُضِرُّ:

الدَّاني من الشيْءِ؛ قال الأَخْطل:

ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً،

حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار

وفي حديث معاذ: أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده

فكَسَرَهُ؛ قوله: أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه. وأَضَرَّ

بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا منه ولم

يُخالِطْه؛ قال عبدالله بن عَنْمة

(* قوله: «ابن عنمة» ضبط في الأصل

بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك). الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ

قَيْسٍ:

لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ

غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟

(* قوله: «غداة» في ياقوت بحيث).

يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو

أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ

الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ

لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من

السَّبِيلِ. وأَبو الصهباء: كُنْيَةُ بسْطام. وأَضَرَّ السيْلُ من

الحائط: دَنَا منه. وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ. وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى

الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فقد أَضَرَّ. وفي

الحديث: لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ

يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ

والتَّرْغِيبُ.والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي

الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه.

والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قال أَوس بن حَجَر:

وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ،

يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ

واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ

على الشرِّ ومُقَاساةٍ له. والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ

على كلّ شيء؛ قال:

باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ،

شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ

وقال:

أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ،

ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها

الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ

عليه ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد:

وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ

يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ؛ قال

الأَصمعي في قول الشاعر:

بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها

بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها

قال: ضريرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِليُّ عنه؛ وقول مليح الهذلي:

وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنوبني،

بُعَيدَ الكَرَى منه، ضَرِيرٌ مُحافِلُ

أَراد مُلازِم شَدِيد. وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ

أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه؛ قال أَبو

خراش:

والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها،

لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ

أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ. وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وكان

لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم

يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه:

إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ

من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار

الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ يقول: ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما

يَزِيدُكَ؛ قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ

صَبْراً، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ. ابن

الأَعرابي: ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً، واحِدٌ. وقال ابن

السكيت في أَبواب النفي: يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً

يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ

أَي لا يَزِيدُك. والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر ما

يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ. يقال: ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها. وإِنه لذُو ضَرِيرٍ

على امرأَته أَي غَيْرة؛ قال الراجز يصف حماراً:

حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه

وضارّه مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة:

وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ،

متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا

وروُي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: أَنَرَى رَبَّنا يومَ

القيامةِ؟ فقال: أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ؟

قالوا: لا، قال: فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى؛ قال أَبو

منصور: رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ، أَي لا يَضُرُّ بعضُكم

بَعْضاً، وروي تُضارُونَ، بالتخفيف، من الضَّيْرِ. ومعناهما واحدٌ؛ ضارَهُ

ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ

أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه. والضرَرُ: الضِّيقُ، وقيل: لا

تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه. يقال:

ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قال الجوهري: وبعضُهم

يقول لا تَضارّون، بفتح التاء، أَي لا تَضامُّون، ويروى لا تَضامُّون في

رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له:

أَرِنِيهِ، كما يَفْعَلُون عند، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولكن يَنْفَردُ كلٌّ

منهم برُؤْيته؛ ويروى: لا تُضامُون، بالتخفيف، ومعناه لا يَنالُكْم

ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم

بعضُكم بعْضاً. قال الأَزهري: ومعاني هذه الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت،

مُتَقارِبةٌ، وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً، وهو

من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وغُرَرِها ولا

يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وقال أَبو بكر: مَنْ رواه: هل

تَضارُّون في رؤيته، مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وهو

تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ، قال: وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته

ضُرٌّ، وتُضارُون، بالتخفيف، من الضَّيْرِ، وهو الضُّرُّ، وتُضامُون لا

يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ؛ وقال ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف

والتَّشْديد، فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ

النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يقال: ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل

ضَرَّه يَضُرُّه، وقيل: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند

النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ،

والمَعْنَى فيه كالأَوّل، قال ابن سيده: وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على

صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ، أَي لا تَضامُّون

تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون.

وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ،

كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وهو من ذلك، وهُنَّ الضرائِرُ،

نادِرٌ؛ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً:

لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها

ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

وهي الضِّرُّ. وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ

امْرَأَتينِ، ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ. وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ على

ضِرٍّكُنَّ لَها، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ

لا واحدَ له. والإِضْرارُ: التزْويجُ على ضَرَّةٍ؛ وفي الصحاح: أَنْ

يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ؛ ومنه قيل: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ.

والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ. يقال: نكَحْتُ فُلانة

على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها. وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ:

تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضمِّ. وامرأَةٌ مُضِرٌّ

أَيضاً: لها ضرائر، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، ويقال: امرأَةٌ مُضِرٌّ

إِذا كان لها ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ

ضرائرُ. والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ للرجل، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ

كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها، وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها

ضَرَّة، وقيل: جارةٌ؛ كذلك جاء في الحديث. الأَصمعي: الإِضْرارُ

التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ؛ يقال منه: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بغير هاء. ابن

بُزُرج: تزوج فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ. ويقال:

هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ

خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ. وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ: عند

اعْتِكارِ الضرائرِ؛ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا

يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ.

والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وفي

المحكم: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها. وضَرَّةُ

الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وقيل: أَصْلُها، وقيل: هي باطنُ الكَفِّ

حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ. والضَّرَّةُ: ما وَقَع عليه

الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ. وضَرَّةُ

الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي

مَلأَى من اللَّبَنِ. والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن

أَو لا يكادُ يَخْلُو منه، وقيل: هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ،

ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ

اللَبنُ قيل له: خَيْفٌ، وقيل: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قال طرفة يصف نعجة:

من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها،

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ

وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد؛

الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ من ذلك كُلِّه

ضرائرُ، وهو جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثعلب:

وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي

إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ. والضرَّةُ:

المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه، وعليه ضَرَّتانِ

من ضأْنٍ ومعَزٍ. والضرَّةُ: القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ، وقيل:

هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ. ورجلٌ مُضِرٌّ: له

ضَرَّةٌ من مالٍ. الجوهري: المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال؛ قال

الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان:

تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه،

أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟

بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا

بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ

وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون

بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ

وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار،

فلا أَنَتَ حُلْوٌ، ولا أَنت مُرْ

والمَسِيخ: الذي لا طَعْمَ له. والضَّرّة: المالُ الكثيرُ.

والضَّرّتانِ: حَجَر الرّحى، وفي المحكم: الرحَيانِ. والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ

الجِسْمِ؛ قال العجاج:

حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ

ويقال: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ

اللُّغُوبِ، وقيل: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ

بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها؛ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ

الهذلي:تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير،

وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا

وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وقيل: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هذه

حكاية أَبي عبيد؛ قال الطوسي: وقد غَلِظَ، إِنما هو أَصَرَّ.

والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ

شِدْقَها من النَّشاطِ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ،

أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ

وضُرٌّ: ماءٌ معروف؛ قال أَبو خراش:

نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ،

كدَابِغةٍ، وقد نَغِلَ الأَدِيمُ

وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. ويقال: أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا

أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ، بالزاي. وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي

صَبَرَ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة

له؛ قال جرير:

طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى،

نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا

من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها

بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا

من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في

الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ، والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على

امرأَة تقدّم ذكرُها، أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون، أَراد طرقت أَصْحابَ

إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ، والسَّواهِمُ:

المَهْزُولةُ، وقوله: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف

بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. والزُّورُ: جمع

زَوْراءَ. والتَّنائِفُ: جمع تَنُوفَةٍ، وهي الأَرْضُ القَفْرُ، وهي التي

لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً.

(ضرر) - في حديث علىٍّ، - رضي الله عنه -: "نهَى عن بَيْعِ المُضْطَرِّ"
قيل: هذا يَكُون من وجْهَين:
أَحدُهما: أن يُضْطَرَّ إلى العَقْد من طَرِيقِ الإِكراهِ عليه، فهذا فاسِدٌ لا يَنْعَقِد.
والآخر: أن يُضطَرَّ إلى البَيْع لِدَيْن رَكِبَه أو مَؤُونَة تَرهَقُه، فيَبِيعَ ما في يده بالوَكْسِ من أَجلِ الضَّرُورة، فهذا سَبِيلُه في حَقّ الدِّين والمرُوءَةِ أَلَّا يُبَايَعَ على هذا الوَجْه وأَلَّا يُفْتَات عليه بمالِه، ولكن يُعانُ، ويُقْرض، ويُسْتَمْهَل له إلى المَيْسَرة حتى يكونَ له في ذلك بَلاغُ، فإن عُقِد البَيْعُ مع الضَّرُورة على هذا الوَجْه جَازَ في الحُكْمِ ولم يُفْسَخْ.
وفي إسنادِ هذا الحديث رَجلٌ مجهولٌ إلا أَنَّ عامَّةَ أَهلِ العلم كَرِهوا هذا البَيعَ. ومَعنَى البَيعِ ها هنا الشِّراءُ، أو المُبايعَةُ، أو قَبولُ البَيْعِ. وأَصلُ اضْطُرّ اضْتُر، افتُعِل من الضَّرُورة، صارت التَّاءُ طاءً لِمُجاورَة الضَّاد.

كود

(كود) الشَّيْء جمعه وَجعله كثبة وَاحِدَة
كود: كاد في الترجمة المزامير ل (سعديا) نجده كثيراً ما يردد: كاده أن يفعل، كادها أن تفعل.
[كود] ش: فيه "يكاد" نبوته تبين، بفتح تاء، أي تظهر قبل كلامه، ولو لم يتكلم أنه نبي كهذا الزيت يضيء ولو لم تمسسه نار.
(ك ود)

كَاد كَوْدا، ومَكادا، ومَكْادة: همَّ وقارب وَقد تقدم فِي الْيَاء.

وَلَا كَوْدا وَلَا هَمّا: أَي لَا يثقُلَنَّ عَلَيْك، وَقد تقدم ذَلِك أَيْضا فِي الْيَاء.

والكَوْدُ: مَا جَمَعت من طَعَام وتراب وَنَحْوه.

وَالْجمع: أكواد.

وكَوَّد الترابَ: جمعه وَجعله كُثْبَة، يَمَانِية.

وكُوَاد، وكُوَيد: اسمان.
كود
الكَوْدُ: مَصْدَرُ كادَ يَكُوْدُ كَوْد اً ومَكاداً. ويقولون: لا ولا مَكَادَةً ولا مَهَمَّةً ولا مَكَاداً ولا مَهَمّاً. ولُغَةُ بَني عَدِيٍّ: كُدْتُ، وغيرُهم يقولون: كِدْتُ. وهو كائدٌ أنْ يَفْعَلَ ذاكَ.
والكَوْدُ: ماءٌ لبَني جَعْفَرٍ.
والمُكْوَئدُّ: الشَّيْخُ بمنزلة المُكْوَهِدِّ.
وعَقَبَةٌ كَأْداءُ: ذاتُ مَشَقَةٍ وكَؤوْد.
وتَكَاءَدَتْنا الأُمُوْرُ. وقَوْلُ رُؤبَةَ:
ولم تَكَاءَدْ رِحْلَتي كَأْداؤهُ
هو فَعْلاَءُ من الكَؤوْدِ الشاقَّةِ.

كود


كَادَ (و)(n. ac. كَوْدكَاد []
مَكَاد []
مَكَادَة [] )
a. Was near to, on the point of.
b. Desired.
c.(n. ac. كَوْد), Hindered.
كَوَّدَa. Heaped, piled up.

إِكْوَأَدَّ [إِكْوَاْدَّ]
a. Trembled.

كَوْدَة [] (pl.
أَكْوَاْد)
a. Heap, pile.

مَكَادَة []
a. Wish; will, purpose.

بِالكَاد
a. [ coll. ], Hardly, scarcely.

وَلَا كَوْدًا
a. By no means, no wise, not at all.

كَادَ يَفْعَل
a. He was about to do.

مَا كَادَ يَفْعَلَ
a. He did not fail to do.
b. He was not near doing.

أَكَادُ أُخْفِيَهَا
a. I wish to keep it secret.

كَوْدَن (pl.
كَوَادِن)
a. Mongrel, halfbred (horse).
كَوْدَنِيّ
a. see supra.
ك و د: (كَادَ) يَفْعَلُ كَذَا يَكَادُ (كَوْدًا) وَ (مَكَادَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ أَيْ قَارَبَهُ وَلَمْ يَفْعَلْ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: (كِدْتُ) أَفْعَلُ كَذَا بِضَمِّ الْكَافِ وَقَدْ يُدْخِلُونَ عَلَيْهِ لَفْظَ أَنْ تَشْبِيهًا بِعَسَى قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ كَادَ مِنْ طُولِ الْبِلَى أَنْ يَمْصَحَا
وَ (كَادَ) مَوْضُوعٌ لِمُقَارَبَةِ الْفِعْلِ فُعِلَ أَوْ لَمْ يُفْعَلْ. فَمُجَرَّدُهُ يُنْبِئُ عَنْ نَفْيِ الْفِعْلِ، وَمَقْرُونُهُ بِالْجَحْدِ يُنْبِئُ عَنْ وُقُوعِ الْفِعْلِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] أُرِيدُ أُخْفِيهَا فَكَمَا وُضِعَ يُرِيدُ مَوْضِعَ يَكَادُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77] وُضِعَ أَكَادُ مَوْضِعَ أُرِيدُ. وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ:

كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ ... لَوْ عَادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى. 
[كود] كادَ يفعل كذا، يَكادُ كَوْداً ومَكادَةً، أي قارَبَ ولم يفعل. وحكى سيبويه عن بعض العرب: كدت أفعل كذا، بضم الكاف. قال: وحدثني أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون: كيد زيد يفعل كذا، وما زيل يفعل كذا، يريدون كاد وزال، فنقلوا الكسر إلى الكاف في فعل كما نقلوا في فعلت. وزعم الاصمعي أنه سمع من العرب من يقول: لا أفعل ذلك ولا كودا، فجعلها من الواو. وقد يدخلون عليها " أن " تشبيهاً بعسى. قال رؤبة:

قدْ كادَ من طولِ البِلى أنْ يمصحا * وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه، أي ما يراد منه. ويقال: لا مَهَمَّةَ لي ولا مَكادَةَ، أي لا أهُمُّ ولا أكادُ. وتقول لمن يطلب منك الشئ فلا تريد إعطاءه: لا ولا مَكادَةَ. وكادَ وُضِعَتْ لمقاربة الشئ، فعل أو لم يُفعل، فمجرَّدُهُ ينبئ عن نفي الفعل، ومقرونهُ بالجحد ينبئ عن وقوع الفعل. قال بعضهم في قوله تعالى:

(أَكادُ أخْفيها) *: أريدُ أخفيها. قال: فكما جاز أن يوضع أريدُ موضعَ أكاد في قوله تعالى:

(جِداراً يُريدُ أن يَنْقَضَّ) * فكذلك أكادُ. وأنشد الأخفش: كادَتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ * لو عادَ من لَهْوِ الصَبابَةِ ما مضى -
كود
كادَ يكاد، كوْدًا
• كاد يموت في الحادث: من أفعال المقاربة مثل أوشك بمعنى قارب الفعلَ وفي حالة النفي يسبقه حرف النفي، وهو فعل ماضٍ ناقص له اسم مرفوع وخبر مضارع مرفوع أو منصوب بأن قليلاً "يكاد يكون في حكم العدم- *كاد المعلم أن يكون رسولا*- {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} ".
• كاد: أراد "عرفت ما يُكاد من هذا الرجُل". 

كوَّدَ يكوِّد، تكويدًا، فهو مُكوِّد، والمفعول مُكوَّد
• كوَّد الشَّيءَ: جعل له رقمًا أو رمزًا يُعرف به "كوَّد البطاقات/ الكتبَ/ المناطقَ/ البلادَ". 

كَوْد [مفرد]: مصدر كادَ. 

كُود [مفرد]: ج أكْواد:
1 - رقم أو رمز يشير إلى شيءٍ معيّن يُعرف به.
2 - نظام يُستخدم في الاتِّصال.
3 - (حس) وصف لمجموعة من تعليمات البرمجة.
4 - (قن) نصوص تشريعيّة خاصّة بفرع من فروع القانون بدون شرح، مجموعة في أبواب وموادّ لأجل العمل بها. 

كود

1 كَادَ يَفْعَلُ كَذَا, (S, K, * &c,) [originally كَوِدَ,] first Pers\. كِدْتُ, accord. to the usage of most of the Arabs, (IKtt,) aor. ـَ (S, K, &c.,) the form used by all the Arabs, (IKtt.) or يَكُودُ [is also used, by some of those who make the pret. to be originally كَوُدَ], (Lth,) inf. n. كَوْدٌ (Lth, S, M, K, &c) and كَادٌ (M, IKtt) and مَكَادَةٌ (Lth, S, M, K, &c.) and مَكَادٌ; (Lth, M, K;) and كَادَ, originally كَوُدَ, deviating from constant rule, (MF,) first Pers\. كُدْتُ, (S, IKtt, MF,) in the dial. of the Benoo-'Adee, (MF,) mentioned by Sb as heard from some of the Arabs, (S,) aor. ـَ (IKtt,) deviating from constant rule, (MF,) [and يَكُودُ, mentioned above, agreeably with rule;] as also كَادَ, (Msb, K, art. كيد,) originally كَيِدَ, first Pers\. كِدْتُ, aor. ـَ (Msb, art. كيد,) inf. n. كَيْدٌ; (L, art. كيد;) and كِيدَ, (S, K, &c.,) a form mentioned by Abu-l-Khattáb to Sb, as used by some of the Arabs, who in like manner said مَا زِيلَ يَفْعَلُ كَذَا, for كَادَ and زَالَ; (S;) He was near to doing so; he nearly, well nigh, or almost, did so; he wanted but little of doing so; (Akh, S, M, K, &c.;) he purposed, or intended, doing so; (Lth, M, IKtt;) but did it not, [or did it not immediately]. (Akh, S, K, &c.) كَادَ is applied to signify the being near to doing a thing whether it be [afterwards] done or not done. (S.) Without a negative, it enunciates the negation of the action; and coupled with a negative, it enunciates the happening of the action. (S, K.) [This will be explained in the course of the following observations.] It is (as Es-Suyootee says in the Itkán) an incomplete [i. e. a non-attributive] verb, of which only the pret. and aor. are used. It has a noun as the subject, in the nom. case; and an aor. , [generally] without أَنْ, as the predicate. (TA.) Sometimes they introduce أَنْ after it, likening it to عَسَى; as, for ex., in the saying of Ru-beh, قَدْ كَادَ مِنْ طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحَا [It had nearly come to nought from length of wear]. (S.) Used affirmatively, it is affirmative of the being near [to doing a thing, &c.]; and used negatively, it is negative thereof. It is a well-known opinion of many, that, used affirmatively, it is negative; and used negatively, it is affirmative: so that كَادَ زَيْدٌ يَفْعَلُ means[Zeyd was near to doing; but] he did not [or did not immediately]; as is shown by the expression [in the Kur xvii. 75, where إِنْ is a contraction of إِنَّ,] وَإِنْ كَادُوا لَــيَفْتِنُــونَكَ [And verily they were near to seducing thee]: and مَا كَادَ يَفْعَلُ means [He was not near to doing; but] he did; as is shown by the expression [in the Kur ii. 66,] وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [And they were not near to doing (it); but they afterwards did (it)]. I'Ab is related to have said, that wherever كَادَ and أَكَادُ and يَكَادُ occur in the Kur-án, they denote a thing's never happening. Some say, that كَادَ [with a negative] denotes an action's happening with difficulty. Some, again, say, that the pret. preceded by a negative is affirmative [of the action &c.]; as is shown by the expression وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [quoted above]: and that the aor. preceded by a negative is negative; as is shown by the expression [in the Kur xxiv, 40,] لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا [He is not near to seeing it]; meaning that he sees not anything: [though this phrase is said to bear a different meaning, which see below]. But the correct opinion is the one first mentioned; that, used affirmatively, it is affirmative [of the being near to do a thing &c.]; and used negatively, it is negative [thereof]: so that كَادَ يَفْعَلُ signifies He was near to doing; but did not [or did not immediately]: and مَا كَادَ يَفْعَلُ He was not near to doing; much less did he do [or do immediately]; the denial of the action [or of the immediate performance of the action] being necessarily understood from the denial of the being near to do it. As to the expression in the Kur, وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [quoted above], it enunciates the state of the people to whom it relates in the beginning of their case; for they were far from sacrificing the cow; and the affirmation of the action is understood only from the [preceding] expression فَذَبَحُوهَا. And as to the expression [in the Kur xvii. 76,] لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ [Thou hadst certainly been near to inclining to them], the Prophet's not inclining to them little or much is understood from لَوْلَا [preceding], which requires this inference. (TA.) [Often, however, or (as some say) generally, with a negative preceding or following it, it is affirmative of the action's happening, but only after difficulty, or delay.] Aboo-Bekr says, that مَا كَادَ فُلَانٌ يَقُومُ means [Such a one hardly, or scarcely, or tardily, rose; like لَمْ يَكَدْ يَقُومُ, and كَادَ لَا يَقُومُ; وَقَدْ قَامَ being understood; or] he rose after being slow, or tardy: (L:) and accord. to Az and others, مَا كِدْتُ أَفْعَلُ means [I hardly, or scarcely, or tardily, did; or] I did after being slow, or tardy: but sometimes it means I was not near to doing. (Msb, art. كيد.) It is said, that كَادَ is sometimes a [mere redundant] connective (صِلَة) of the members of a sentence; (Kutr, Akh, AHát, K;) as in لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا [quoted above], meaning, He does not see it: (K:) or this means he is not near to seeing it: or, as some say, he sees it after his having been not near to seeing it by reason of the intenseness of the darkness: [or he hardly, or scarcely, or tardily, sees it:] and Fr says, with reference to the verse in which this phrase occurs, that it is allowable to say لَمْ يَكَدْ يَقُومُ [meaning, He hardly, or scarcely, or tardily, rose] when one has risen after difficulty. (TA.) [Thus it appears, that, مَا كَادَ يَفْعَلُ and لَمْ يَكَدْ يَفْعَلُ sometimes signify He hardly, or scarcely, or tardily, did: and sometimes, he was not near to doing; he never did; he did not at all: so that it may be rendered he hardly or scarcely, or nowise or in nowise or never, did: or he could hardly do, or he could not at all, or could not nearly, or he could nowise or in nowise, do.] b2: As asserts his having heard certain of the Arabs say, لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ وَلَا كَوْدًا [I will not do that, nor will I be near to doing it]. (S.) b3: كَادَ also signifies He desired; syn. أَرَادَ. (Akh, S, K.) So in the verse كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ

لَوْ عَادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى

[She desired, and I desired; and that were the best of desire, if what hath passed, of the diverting delight of tender love, returned]. (Akh, S.) So, too, in the saying in the Kur [xx. 15,] أَكَادُ أُخْفِيهَا I desire (S, K) to conceal it: or, to manifest it: (Beyd:) for, like as it is allowable to put أُرِيدُ in the place of أَكَادُ, as in the saying in the Kur [xviii. 76,] جِدَارًا يُرِيدُ

أَنْ يَنْقَضَّ, so it is to use اكاد [in the place of اريد]: Akh says, that the words of the verse in question mean I will conceal it, أُخْفِيهَا: and some say, that the meaning is I will manifest it: (TA:) but most hold, that اكاد should here be rendered in its original sense. (MF, TA.) Some of the Arabs make كاد to denote certainty; like ظَنَّ, which primarily denotes doubt, and secondarily certainty. (L, art. كيد.) b4: عَرَفَ مَا يُكَادُ مِنْهُ [is in like manner explained] He hath become acquainted with that which is desired of him. (S, K.) b5: You say to him who seeks of you a thing, when you do not desire to give him it, لَا وَلَا مَكَادَةَ وَلَا مَهَمَّةَ, (Lth, S, * L, K, *) and لَا كَوْدًا وَلَا هَمًّا, and لَا مَكَادًا وَلَا مَهَمًّا, (Lth, L,) i. e. لَا أَكَادُ وَلَا أَهُمُّ [No, nor do I desire, nor do I purpose, or intend]. (Lth, L, K.) b6: Youalso say, in the same sense, لَا مَهَمَّةَ لِى وَلَا مَكَادَةَ [I have no purpose or intention, nor any desire]. (S) b7: See also كَادَ in art. كيد.
كود
: ( {الكَوْدُ: المَنْعُ) ، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ (ولكنْ مَا قَوْلُكَ فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) ، قَالَ ثَعْلَب أَي مَنَعَهَا.
(و) يُقَال ( {كَادَ) زَيْدٌ (يَفْعَل) كَذَا. (و) حكى أَبو الخَطّاب أَن نَاسا من الْعَرَب يَقُولُونَ (} كِيدَ) زَيْدٌ يَفْعل كَذَا، وَمَا زِيلَ يَفْعل كَذَا، يُرِيدُونَ كَادَ وزَالَ، وَقد رُوِيَ بَيْتُ أَبي خِرَاش:
{وكِيدَ ضِيَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي
وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذالِكَ يَيْتَمُ
(} كَوْداً) بِالْوَاو، {وكاداً، بالأَلف، وكِيداً بالياءِ (} ومَكَاداً {ومَكَادَةً) ، هاكَذَا سَرعدَ ابنُ سِيدِ مصادِرَ، أَي هَمَّ و (قَارَبَ ولمْ يَفْعَل) ، وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصدرُ} كادَ {يَكُودُ} كَوْداً {ومَكَاداً} ومَكَادَةً،! وكِدْت أَفْعَل كَذَا، أَي هَمَمْتُ، ولغة بني عَدِيَ بالضَّمّ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن بعضِ العربِ.الْمَاضِي إثباتٌ، بِدَلِيل {9. 012} وَمَا {كَادُوا يَفْعَلُونَ وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ} يَكَدْ يَرَاهَا} مَعَ أَنه لم يَرَ شَيْئا. وَالصَّحِيح الأَوّل، أَنها كَغَيْرِهَا، نَفْيها نَفيٌ وإِثباتُها إِثباتٌ، فَمَعْنَى كادَ يَفعل: قارَبَ الفِعْل ولمْ يَفْعَل. وَمَا كادَ يَفْعَل: مَا قَارَب الفِعْل فَضْلاً عنْ أَنْ يَفْعَل، فنَفْيُ الفِعْلِ لازِمٌ مِن نَفْيِ المُقَارَبَة عَقْلاً. وأَما آيَة {فَذَبَحُوهَا وَمَا {كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 71) فَهُوَ إِخبار عَن حَالهم فِي أَوّلِ الأَمر، فإِنهم كانُوا أَوَّلاً بُعدَاءَ مِن ذَبْحِهَا، وإِثبات الفِعْل إِنما فُهِم من دَلِيل آخرَ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {فَذَبَحُوهَا} وايما قَوْله {لَقَدْ} كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 74) مَعَ أَنّه صلى الله عَلَيْهِ وسلملم يَرْكَنْ لاَ قَليلاً وَلَا كثيرا، فإِنه مَفهومٌ مِن جِهَةِ أَنّ لَوْلاَ الامتناعِيَّةَ تقتضِي ذالك، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْلهم: قَدْ كَادَ فُلاَنٌ يَهْلِك: مَعْنَاهُ: قد قَارَبَ الهَلاَكَ وَلم يَهْلِك، فإِذا قُلتَ مَا كَادَ فُلانٌ يَقُوم، فَمَعْنَاه: قامَ بعد إِبطاءِ وكذالك، كَاد يَقوم مَعْنَاهُ قاربَ القِيَامَ وَلم يَقُمْ. قَالَ: وهاذا وَجْهُ الْكَلَام، ثمَّ قَالَ (وقَد تَكون) كَاد (صِلَةً للكلامِ) ، أَجاز ذالك الأَخْفَشُ وقُطْرُبٌ وأَبو حاتمٍ، واحتجّ قُطربٌ بقولِ زيدِ الخَيْلِ:
سَرِيعٍ إِلى الهَيْجَاءِ شَاكٍ سلاحُهُ
فَما إِنْ {يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ
معناهُ مَا يَتَنَفَّسُ قِرْنُه. وَقَالَ حَسَّان:
وَ} تَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجهىءَ فِرَاشَهَا
فِي لِينِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوَامِ
مَعْنَاهُ وتَكسل، (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) أَي لمْ يَرَهَا وَلم يُقَارب ذالك، وَقَالَ بعضُهم: رَآهَا مِن بَعْدِ أَن لم! يَكَدْ يَراهَا مِن شِدَّةِ الظُّلْمَة. فاتَّضَح بذلك أَن قولَ شيخِنَا: كَوْن كَاد صِلَةً للْكَلَام لَا قائلَ بِهِ إِلا مَا وَرَد عَن ضَعَفَةٍ المُفَسِّرين، تَحَامُلٌ على المُصنِّف وقُصُورٌ لَا يَخْفَى. وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} حَمْلٌ على المَعنَى، وذالك أَنه لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أَنك إِذا قلت كَاد يَفْعل إِنَّمَا تَعنِي قَارَب الفِعْل، على صِحَّةِ الكَلاَمِ، وهاكذا معنى هاذه الْآيَة، إِلاّ أَنّ اللُّغَة قد أَجازَتْ: لم يَكَدْ يَفْعَل وَقد فعَل بَعْدَ شِدَّة، وَلَيْسَ هاذا صَحَّةَ الكلامِ، لأَنه إِذا قَالَ: كادَ يَفْعل، فإِنما يعنِي قارَبَ الفِعْل، وإِذا قَالَ، لم يَكد يَفْعل، يَقُول: لم يُقَارِب الفِعْلَ، إِلاَّ أَن اللُّغَة جاءَت على مَا فُسِّرَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: كُلَّمَا أَخْرَجَ يَدَه لمْ يَكد يَرَاهَا مِن شِدَّة الظُّلمَةِ، لأَن أَقَلَّ مِن هَذِه الظُّلمةِ لَا تُرَى اليَدُ فِيهِ، وأَما لم يَكَد يَقُوم، فقَدْ قَام، هاذا أَكْثَر اللُّغَة.
(و) قد (تكون) كَاد (بِمَعْنى أَرادَ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كَذالِكَ {كِدْنَا لِيُوسُفَ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 76) وَقَوله تَعَالَى: {9. 012} أكاد اخفيها} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أَي أَردنا، و (أُرِيدُ) وأَنشد أَبو بَكْرٍ للأَفْوَه:
فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وأَعْمِدَةٌ
وسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي {كَادُوا
أَراد: الَّذِي أَرادوا، وأَنشد الأَخفشُ:
} كَادَتْ! وكِدْتُ وتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ
لَوْ كَانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى
قَالَ: مَعْنَاهُ أَرادَتْ وأَردْت، وَقَالَ الأَخفش فِي تَفْسِير الْآيَة: مَعناه: أُخْفِيهَا. وَفِي تَذكرةِ أَبي عَلِيَ أَن بعضَ أَهلِ التأْوِيل قَالُوا: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} مَعْنَاه: أُظهِرُها، قَالَ شَيْخُنَا: والأَكثر على بَقَائِهَا على أَصْلِها، كَمَا فِي البحْر والنَّهْرِ وإِعْرَابِ أَبي البقاءِ والسَّفاقِسيّ، فَلَا حاجةَ إِلى الخُروج عَن الظَّاهِر، وَالله أَعلم، قَالَ السيوطيّ: وَعَكسه كَقَوْلِه تَعَالَى: {يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) أَي يكَاد قلت: وَفِي اللِّسَان: قَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أُريد أُخفيها، فَكَمَا جَازَ أَن تُوضَع أُريد مَوْضِعَ أَكاد فِي قَوْله: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} فَكَذَلِك أَكادُ، فتأَمَّلْ. وَقَالَ ابنُ العَوَّام: كَاد زَيْدٌ أَن يَمُوتَ. (وأَن) لَا تَدخل مَع كادَ وَلَا مَعَ مَا تَصرّف مِنها، قَالَ الله تَعَالَى: { {وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 150) وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا فِي القُرآن، قَالَ: وَقد يُدْخِلون عَلَيْهَا أَنْ، تَشْبِيهاً بِعَسَى، قَالَ رؤبة:
قَدْ كَادَ مِنْ طُوله البِلَى أَنْ يَمْصَحَا
(و) من ذالك قَوْلهم: (عَرَفَ) فلَان (مَا يُكَادُ مِنْه، أَي) مَا (يُرَادُ) ، وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: (مَا قَوْلُك فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) وَفِي روايةٍ (تِلْكَ عُقولٌ كادَهَا بَارِئُها) أَي أَرادَها بِسُوءٍ.
(و) قَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصْدر كادَ يَكُود كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً، تَقول لِمَن يَطلُب إِليك شَيْئا وَلَا تُريد أَن تُعْطِيَه تَقول: لَا و (لاَ مَهَمَّةَ وَلَا مَكادَةَ) . وَلَا كَوْداً وَلَا هَمًّا، وَلَا مَكَاداً وَلَا مَهَمًّا، (أَي لَا أَهُمُّ وَلَا أَكادُ) .
( {ويَكُودُ) على صِيغة الْمُضَارع (: ع) عَن الصاغانيّ، وَلم أَجده فِي مُعْجم ياقوتٍ، مَعَ استيعابه.
(وَهُوَ} يَكُودُ بِنَفْسِه) كَوْداً، عَن الصاغانيّ، لُغَة فِي يَكِيد كَيْداً، أَي (يَجُود) بهَا ويسوق، وَذكره غالبُ اللغويين فِي الياءِ، وسيأْتي.
( {واكْوَأَدَّ) الفَرْخُ والشَّيْخُ (: شَاخَ وارْتَعَشَ) ، كاكْوَهَدَّ.

(} والكَوْدَةُ:) كلّ (مَا جَمَعْتَ من تُرَابٍ) وَطَعَام (ونَحْوِه) وجَعَلْتَه كُثْباً، (ج {أَكْوَادٌ) .
(} وكَوَّدَه) أَي الترابَ (: جَمَعَه وجعَله كُثْبَةً وَاحِدَة) ، يَمَانِية.
( {وكُوَادٌ،} وكُوَيْدٌ، كغُرَابٍ وزُبَيْرٍ: اسمانِ) .

كود: كادَ: وُضِعَتْ لمقاربة الشيء، فُعِلَ أَو لم يُفْعَلْ، فمجرْدَةً

تنبيء عن نفي الفعل، ومقرونةً بالجحْد تنبئُ عن وقوع الفعل. قال بعضهم

في قوله تعالى: أَكاد أُخفيها؛ أُريد أُخفيها. قال: فكما جاز أَن توضع

أُريد موضع أَكاد في قوله تعالى: جداراً يريد أَن يَنْقَضَّ، فكذلك أَكاد؛

وأَنشد الأَخفش:

كادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خيرُ إِرادَةٍ،

لو عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ ما مَضَى

وسنذكرها في كيد بعد هذه. قال ابن سيده في ترجمة كود: كادَ كَوْداً

ومَكاداً ومَكادَةً: هَمَّ وقارَبَ ولم يَفْعَل، وهو بالياء أَيضاً

وسنذكره.ولا كَوْداً ولا همّاً أَي لا يَثْقُلَنَّ عليك، وهو بالياء أَيضاً.

الليث: الكَوْد مصدر كاد يكودُ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَة. تقول لمن يطلب

إِليك شيئاً ولا تريد أَن تعطيه، تقول: لا ولا مَكادَةً ولا مَهَمَّةً ولا

كَوْداً ولا هَمّاً ولا مَكاداً ولا مَهَمّاً. ويقال: ولا مَهَمَّة لي

ولا مَكادة أَي لا أَهُمُّ ولا أَكادُ، ولغة بني عديّ: كُدْتُ أَفْعَل كذا،

بضم الكاف، وحكاه سيبويه عن بعض العرب. أَبو حاتم: يقال: لا ولا كيداً

لك ولا همّاً، وبعض العرب يقول: لا أَفعل ذلك ولا كَوْداً، بالواو. قال

وقال ابن العوَّام: كادَ زيدٌ أَن يموتَ؛ وأَن لا تَدْخل مع كاد ولا مع ما

تصرَّف منها. قال الله تعالى: وكادُوا يَقْتُلُونَني؛ وكذلك جميع ما في

القرآن. قال: وقد يُدْخلون عليها أَنْ تشبيهاً بعَسَى؛ قال رؤبة:

قد كادَ من طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا

وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه أَي ما يرادُ منه. وحكى أَبو الخطاب:

أَنَّ ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيد يَفْعل كذا وما زِيلَ يفعل كذا؛

يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف كما نقلوا في فَعِلْت. ابن بُزُرج:

يقال كم كاد يكاد: هما يَتَكايدان، وأَصحاب النحو يقولون: يَتَكاوَدَان

وهو خطأٌ. والكَوْد: كلُّ

(* قوله «والكود كل إلخ» في القاموس والكودة ما

جمعت من تراب ونحوه.) ما جَمَعْتَه وجعلته كُثَباً من طعام وترابٍ

ونحوه، والجمع أَكوادٌ. وكوَّدَ الترابَ: جَمَعَه وجعله كُثْبَةً، يمانيةٌ.

وكُوَادٌ وكوَيْدٌ: اسمان.

قثد

قثد
القَثَدُ: الخِيَارُ.
[قثد] القثد، نبت يشبه القثاء .

قثد


قَثَدَ(n. ac. قَثْد)
a. Ate gherkins.

قَثَد
قَثَدَةa. Gherkin.
(ق ث د) : (وَالْقَثَدُ) الْخِيَارُ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَتَفْسِيرُ الْقِثَّاءِ بِالْخِيَارِ تَسَامُحٌ.
باب القاف والدال والثاء معهما ق ث د يستعمل فقط

قثد: القَثَدُ: هو خيار باذرنق.
ق ث د: (الْقَثَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ نَبْتٌ يُشْبِهُ الْقِثَّاءَ. 
[قثد] فيه: كأن يأكل القثاء و "القثد" بالمجاج، القثد-بفتحتينك نبت يشبه القثاء، والمجاج: العسل. تو: القثاء بضم قاف وكسرها فمثلثة.

قثد

1 قَثَدَ, aor. ـِ (TK,) inf. n. قَثْدٌ, (K,) He ate the [plant, or vegetable, called] قَثَدٌ. (K.) 8 اقتثد He cut (L, K) as one cuts the قثد. (L.) قَثَدٌ [a coll. gen. n.] A certain plant resembling the قِثَّآء [a kind of cucumber]: (S, L, K:) or a species of the قثّآء: (L, K:) or the round قثّآء: (IDrd, L:) or the خِيار: (L, K:) or the خيار باذرنق [Persian بَادْ رَنْكْ]: (T, L:) n. un. with ة. (L, K.)

قثد: القَثَدُ: الخيار وهو ضرب من القِثَّاءِ، واحدته قَثَدَةٌ، وقيل:

هو نبت يشبه القِثَّاء. التهذيب: القَثَدُ خيار باذْرَنْق؛ وقال ابن دريد:

هو القِثَّاء المُدَوَّرُ؛ قال خَصِيب الهذلي:

تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عَمْروٍ في طوائِفِها،

في كلِّ وجْهِ رَعِيلٍ ثم يُقَتَثَدُ

أَي يُقْطَع كما يُقْطَعُ القَثَدُ وهو الخيار، ويروى يَفْتَنِــدُ أَي

يفنى من الفَنَد وهو الهرم. وفي الحديث: أَنه كان يأْكل القِثَّاءِ أَو

القَثَدَ بالمُجاجِ؛ القَثَدُ، بفتحتين: نبت يشبه القِثَّاء، والمُجاجُ:

العسل.

قثد
: (القَثَدُ، مُحَرَّكَةً: نَبْتٌ يُشْبه القِثَّاءَ، أَو ضَرْبٌ مِنْهُ) ، وَقَالَ ابنُ دُريد: وَهُوَ القِثَّاءُ المُدَوَّر، (أَو) هُوَ (الخِيَارُ، واحدَتُه) القَثَدَة (بهاءٍ) ، وَفِي الحَدِيث (أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان يأْكُل القَثَدَ بالمُجَاجِ) .
(والقَثْدُ) ، بفَتْح فسُكون (: أَكْلُه) ، أَي القَثَدِ مُحَرَّكة، نَقله الصاغانيُّ.
(والاقْتِثَادُ: القَطْعُ) ، قَالَ حُصَيْبٌ الهُذَلِيُّ:
تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عَمْرٍ وفِي طَوَائِفِهَا
فِي كُلِّ وَجْهٍ رَعِيلٌ ثُمَّ يُقْتَثَدُ
أَي يُقْطَع كَمَا يُقْطَع القَثَدُ، كَمَا فِي اللِّسَان. قلت: ويُرْوعى (يُفْتَنَــدُ) ، وَقد أَشرْنا إِليه فِي فَ نَ د.

مرح

م ر ح: (الْمَرَحُ) شِدَّةُ الْفَرَحِ وَالنَّشَاطِ وَبَابُهُ طَرِبَ، فَهُوَ (مَرِحٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَ (مِرِّيحٌ) بِوَزْنِ سِكِّيتٍ، وَ (أَمْرَحَهُ) غَيْرُهُ، وَالِاسْمُ (الْمِرَاحُ) بِالْكَسْرِ. 

مرح

1 مَرِحَتِ القِرْبَةُ, aor. ـَ inf. n. مَرَحَانٌ, The water-skin leaked, or let out its water through the punctures made in sewing it. (L.) b2: مَرِحَ السَّحَابُ The clouds poured forth rain. (L.) b3: مَرِحَ, (L,) inf. n. مَرَحَانٌ, (L, K,) He, or it, became weak. (L, K.) You say مَرِحَتْ عَيْنُهُ His eye became weak. (L.) Also, مَرِحَتْ عَيْنُهُ, inf. n. مَرَحَانٌ, His eye flowed much; (L, K;) and became in a corrupt, or vitiated, or disordered, state; (S, L, K;) and became inflamed, syn. هَاجَت: (S, L:) or poured forth tears: (L:) or shed many tears. (Sh.) b4: مَرِحَ, aor. ـَ inf. n. مَرَحٌ, (assumed tropical:) He exulted; or rejoiced overmuch, or above measure; or he exulted greatly, or excessively; and was exceedingly brisk, lively, or sprightly: (L:) or he exulted; or exulted greatly; or excessively; and behaved insolently and unthankfully, or ungratefully; syn. أَشِرَ and بَطِرَ: or he was very joyful or glad; (S, Msb;) and very brisk, lively, or sprightly: (S:) or he was joyful, or glad: (Msb:) or it signifies also, he became joyful, or glad, (K,) and light, (TA,) and the inf. n. in this sense is مَرَحَانٌ: (K, TA:) and he was brisk, lively, or sprightly. (K.) b5: مَرإحا, aor. ـَ (inf. n. مَرَحٌ, L,) (assumed tropical:) He was proud and self-conceited: and he walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side. (L, K.) So in the Kur, xvii., 39; and xxxi., 17. (L.) [See also a verse cited voce صَاعٌ.]2 مرّح القِرْبَةَ, (inf. n. تَمْرِيحٌ, L,) (tropical:) He filled the water-skin with water in order that the punctures of the stitches might close up; i. q. سَرَّبَهَا. (S.) b2: Also, (tropical:) He rendered the water-skin sweet, when it was new, with إِذْخِر or with شِيح The rendering it sweet with loam or clay is termed تَشْرِيبٌ. (IAar.) b3: مرّح المَزَادَةَ (tropical:) He filled the مزادة with water, when it was new, in order that the punctures in it, made in sewing, might close up. (T, K.) b4: مرّح الجِلْدَ (assumed tropical:) He anointed the skin with oil. (K.) 4 امرحهُ He made him to exult, or rejoice above measure; and to be exceedingly brisk, lively, or sprightly: or made him to exult; or to exult greatly, or excessively; and to behave insolently and unthankfully, or ungratefully: (L:) or he made him to be very joyful or glad; and to be very brisk, lively, or sprightly: (S:) [&c.: see 1]. b2: امرحهُ It (pasture) made him (a horse) brisk, lively, or sprightly. (S, L, K. *) مَرَحٌ, a subst., The leaking of a water-skin, or its letting out its water through the punctures made in sewing it. (L.) You say ذَهَبَ مَرَحُ المَزَادَةِ The leaking of the مزادة has ceased, when the punctures made in sewing it become closed up. (L, A, K.) مَرِحٌ and ↓ مِرِّيحٌ (S, L, K) Exulting, or rejoicing overmuch, or above measure; and exceedingly brisk, lively, or sprightly: or exulting; or greatly, or excessively, exulting; and behaving insolently, and unthankfully, or ungratefully: (L, K: *) or very joyful or glad; and very brisk, lively, or sprightly: (S:) [&c.: see 1:] pl. (of the former, L) مَرْحَى and مَرَاحَى, and (of the latter, which has no broken pl.,) مِرِّيحُونَ. (L, K.) مَرْحَى A word that is said to one when he hits the mark in shooting or casting; (S, K;) expressing admiration; (S;) as also مَرَحَيَّا: (K:) [in the CK مَرَحَيًّا, which is wrong]) like as بَرْحَى is said to one who misses the mark. (S.) مَزَادَةٌ مَرِحَةٌ A مزادة that leaks, or does not retain its water. (AHan.) [See مَرِحَتِ القِرْبَةُ.]

مِرَاحٌ, subst. from مَرِحَ, (S, L, K,) Exultation, or joy, above measure; and exceeding briskness, liveliness, or sprightliness: or exultation; or great, or excessive, exultation; and insolent and unthankful, or ungrateful behaviour: (L, K: *) or great joy or gladness; and great briskness, liveliness, or sprightliness: (S:) [&c.: see 1].

مَرُوحٌ and ↓ مِمْرَاحٌ (S, K) and ↓ مِمْرَحٌ. (K.) A brisk, lively, or sprightly, horse, (S, L, K, *) and she-camel. (L.) b2: مَرُوحٌ Wine; so called because of its briskness in the vessel. (ISd, L.) عُقَارٌ مَرُوحٌ Wine that affects the head, and makes the drinker very joyful and brisk. (S.) b3: قَوْسٌ مَرُوحٌ (tropical:) A bow at the beauty of which the beholders rejoice exceedingly (K) when they turn it about and examine it: (TA:) or, as though it rejoiced exceedingly, or greatly, at the beautiful manner of its shooting the arrow. (S, K.) b4: طَرُوحْ مَرُوحْ تُعْجِلُ الظَّبْىَ أَنْ يَرُوحْ [A bow that sends the arrow far, that makes those who behold and examine it to rejoice exceedingly, that makes the antelope hasten to go]. A saying of the Arabs. (L.) مِرِّيحٌ: see مَرِحٌ.

مِمْرَحٌ: see مَرُوحٌ.

عَيْنٌ مِمْرَاحٌ (tropical:) An eye that sheds copious tears: (S, K:) an eye that is quick to weep. (TA.) See مَرُوحٌ.

تِمْرَاحَةٌ Very brisk or lively or sprightly; or exceedingly so. (IAth, L, from a trad.)
(مرح) : قال: والمَرِحَةُ: الأَنْبارُ من الزَّبيب، وجَمِيع الحُبُوب.
(مرح) : مَرَّحَ تَمرِيحاً: صارَ إِلى مَرْحَى الحَرْبِ، أَي مَوْضِعها، ولم يُؤْخَذ من الاْشتِقاق وإِنَّما أُخِذَ من لَفْظِ المَرْحَى.
(مرح) الْمهْر لينه وأزال مرحه وشماسه وَالْجَلد دهنه والقربة الجديدة ملأها مَاء لتنسد عُيُون خرزها وَلَا يسيل مِنْهَا شَيْء وَالْبر نقاه
م ر ح : مَرِحَ مَرَحًا فَهُوَ مَرِحٌ مِثْلُ فَرِحَ فَهُوَ
فَرِحٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَقِيلَ أَشَدُّ مِنْ الْفَرَحِ. 
مرح
المَرَحُ: شدّة الفرح والتّوسّع فيه، قال تعالى:
وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً
[الإسراء/ 37] وقرئ: (مَرِحاً) أي: فَرِحاً، ومَرْحَى:
كلمة تعجّب.
مرح: مرح يمرح واسم المصدر مرح وفي م. المحيط (المرح عند أهل لبنان طلاء أرض البيت بتراب يذاب بماء وهم يقولون مرحت المرأة البيت ولعله تصحيف مرخ).
مرح (بالتشديد): انظرها في (فوك -باللاتينية- مادة lascivire) .
أراح: (الاسم مراح والمصدر روح) استراح (زيتشر 22: 121).
مروح والجمع مراح (ديوان الهذليين ص199 البيت 19).
مريح: اسم حب هندي يشبه الجزر (ابن البيطار 2: 504).
ممراح: عالم (معجم الجغرافيا).
(مرح)
فلَان مرحا اشْتَدَّ مرحه ونشاطه وتبختر واختال فَهُوَ مرح (ج) مرحى ومراحى وَهُوَ مريح أَيْضا (ج) مريحون وَالْأَرْض بالنبات أخرجته وَيُقَال مرح الزَّرْع خرج سنبله والسحاب أرسل الْمَطَر وعينه مرحا ومرحانا فَسدتْ وهاجت وسال الدمع مِنْهَا كثيرا وَهِي عين وممراح وَيُقَال مرحت عينه بِمَائِهَا وقذاها إِذا رمت بِهِ وضعفت وَيُقَال لَا تمرح بعرضك لَا تعرضه لِلطَّعْنِ

مرح


مَرَحَ(n. ac. مَرْح)
a. [ coll. ], Coated with mud.
_ast;
مَرِحَ(n. ac. مَرَح)
a. Was gay, merry; exulted; frisked.
b. Was proud; walked proudly.
c.(n. ac. مَرَحَاْن), Ran with water (eye); leaked (
water-skin ); poured forth rain ( clouds).
مَرَّحَa. Anointed, oiled (skin).
b. Filled with water.
c. Winnowed (corn).
أَمْرَحَa. Enlivened; gladdened; made to exult; made frisky (
horse ).
مِرْحَةa. Store-house.

مَرَحa. Gaiety, liveliness; merriment, boisterousness;
exultation.
b. Leaking, leakage.

مَرِح
(pl.
مَرْح a. yaمَرَاْحَى), Lively, merry; boisterous; exultant; frisky.

مَرِحَةa. Leaking (water-skin).
مِمْرَحa. see 26 (a)
مِرَاْحa. see 4 (a)
مَرِيْحَة
(pl.
مَرَاْئِحُ)
a. Joy.

مَرُوْحa. Mettlesome (horse).
b. Excellent (bow).
مِرِّيْحa. see 5
مَرَحَاْنa. see 4 (a)b. Weakness.

مِمْرَاْحa. see 26 (a)b. Productive, quick-growing (ground).
c. Weeping, watery (eye).
تِمْرَاحَة
a. Sprightly.

مَرْحَبًا بِك
a. see under
رَحَبَ
[مرح] المَرَحُ: شدة الفرح، والنشاط. وقد مَرِحَ بالكسر، فهو مَرِحٌ ومريح بالتشديد، مثال سكير. وأمرحه غيره، والاسم المراح بكسر الميم. ومرحت عينه أيضا مرحانا: فسدت وهاجت. قال الشاعر : كأنَّ قذًى في العينِ قد مَرِحَتْ به * وما حاجَةُ الأخرى إلى المَرَحان وفرسٌ مِمْراحٌ ومَروحٌ، أي نشيطٌ. وقد أمْرَحهُ الكلأُ. وقوسٌ مَروحٌ، كأن بها مَرحاً من حسن إرسالها السهمَ. وقال الأصمعي في قول أبي ذؤيب: مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ * شآمِيَةٌ إذا جُلِيَتْ مَروحُ أي لها مِراحٌ في الرأس وسورةٌ، يَمْرَحُ من يشربها. وعينٌ مِمْراحٌ: غزيرة الدمع. ومَرَّحْتُ القِربةَ: أي سَرَّبتها، وهو أن تملأها ماءٌ لتنسدَّ عيونُ الخَرْزِ. ويقال للرامي إذا أصاب: مَرْحَى! وهو تعجُّبٌ. وإذا أخطأ: بَرْحى!
مرح المَرَحُ شِدَّةُ الفَرَحِ، فَرَسٌ مَرِحٌ مِمْرَاحٌ مَرُوْحٌ. ومَرِّحْ جِلْدَكَ أي ادْهُنْه. والتَّمْرِيْحُ التَّمْرِيْنُ. ومَرْحى له تَعَجُّبٌ ومَدْحٌ، يُقال ذلك للمُرْسِلِ السَّهْم عند الإِصابَةِ. وهو أيضاً زَجْرٌ. ومَرِحَتِ العَيْنُ بقَذاها ومائها رَمَتْ به، وهو من مَرَحِ المَزَادَةِ وهو سَيَلانُ مائها، تَمْرَحُ مَرَحاناً. وفي حَديثِ عَلِيٍّ - عليه السَّلامُ - " فَرَغْنا من مَرَحِ الجَمَلِ " أي مِمَّا نَحْنُ فيه من القِتالِ. ورُوِيَ من مَرْحى الجَمَلِ؛ وهو مَوْضِعُ الحَرْبِ. والنّارُ المِرَاحُ التي يَصْعَدُ لَهَبُها. والمُمَرَّحُ في قَوْلِ ابنِ هَرْمَةَ
تَوَاعَدْنَ كَرْماً بالسَّرَاةِ مُمَرَّحا
هو المُثْمِرُ من ذَواتِ الثِّمَارِ، وقيل: هو المُعَرَّشُ. وقد حُكِيَ في بابِ الحاءِ والزّاي والميم. ومَرَحَيّا: اسْمُ مَوْضِعٍ.
رمح الرُّمْحُ جَمْعُه رِمَاحٌ وأرْماحٌ. ومُتَّخِذُه الرَّمّاحُ. وحِرْفَتُه الرِّمَاحَةُ. ويقولون يَوْمٌ كظِلِّ الرُّمْحِ؛ أي طَوِيْلٌ ضَيِّقٌ. وإِذا وَقَعَ بين قَوْمٍ شَرٌّ قيل كَسَرُوا بينهم رُمْحاً. وإِذا امْتَنَعَتِ البُهْمَى ونَحْوُها من المَراعي قيل أَخَذَتْ رِماحَها. والسِّمَاكُ الرّامِحُ نَجْمٌ في السَّمَاءِ. وذو الرُّمَيْحِ ضَرْبٌ من اليَرَابِيْعِ طَويلُ الرِّجْلَيْنِ. ورَمَحَتِ الدّابَّةُ تَرْمَحُ رَمْحَاً ضَرْباً برِجْلِها. وبَرِئْتُ إِليكَ من الجِمَاحِ والرِّمَاحِ. ورَمَحَ الجُنْدُبُ ضَرَبَ الحَصى برِجْلِه. ورَمَحَ البَرْقُ يَرْمَحُ لَمَعَ. والرُّمْحُ الفَاقَةُ والفَقْرُ؛ تَشْبيهاً. كما يُكَنّى بالرِّمَاحِ عن شُحُوْمِ الإِبِلِ وسِمَنِها. ورِمَاحُ الجِنِّ الطَّاعُوْنُ. ودارَةُ رُمْحٍ من داراتِ العَرَبِ أبْرَقُ أبْيَضُ.
مرح
مرِحَ يمرَح، مرَحًا، فهو مَرِح
• مرِح الشّخصُ:
1 - اشتدّ فرحُه ونشاطُه حتّى جاوز القدرَ "انطلق يلهو ويمرَح- شابٌّ كلّه حيويّة ومَرَح- يسرح ويمرح: يفعل ما يشاء".
2 - تبختر واختال " {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ
 مَرِحًا} [ق]: مختالاً متكبِّرًا- {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} ". 

أمرحَ يُمرح، إمراحًا، فهو مُمرِح، والمفعول مُمرَح
• أمرح فلانًا: جعله يلهو ويلعب بفرحٍ وسعادة، حمله على المرح والنّشاط "أمرح الرجلُ أولادَه في المصيف- أمرح المدرسُ التلاميذَ في حصَّة الألعاب". 

مَرَح [مفرد]:
1 - مصدر مرِحَ.
2 - (نف) تهيُّج انفعاليّ متميِّز بالسرور العميق والشعور بالابتهاج والزِّيادة في الفاعليّة الحركيّة. 

مَرِح [مفرد]: ج مَرْحى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرِحَ: شديد الفرَح طَلْق المحيَّا، باشّ، باعث على البهجة والمرح "شخصيّة مَرِحة". 

مَرْحَى [مفرد]:
1 - كلمة تقال عند الإجادة والإتقان، وهي تعبير عن استحسان قول أو عمل، وعكسها بَرْحى.
2 - كلمة تِرحاب بمعنى أهلاً وسهلاً "مَرْحَى بالرَّبيع". 
م ر ح

به مرح ومراح: شدّة فرح ونشاط " ولا تمش في الأرض مرحاً " ورجل مرح ومروح. وفرس وناقة مروح وممراح. ومرّح مهره: لينه وأزال مرحه وشماسه فهو ممرح. قال:

والله لولا مهرك الممرّح ... المنتقى من الجياد الأقرح

لقام آميك عليك النوّح

ويقال للرامي إذا أصاب: مرحى وهو تعجب. قال ابن مقبل يصف فرساً:

أقول والحبل معقود بمسحله ... مرحى له إن يفتنــا مسحه يطر

ومن المجاز: قوس مروحٌ إذا كانت حسنة الإرسال للسهم. ومرحت عينه بمائها وبقذاها إذا رمت به. قال كثير يصف نفسه وكان أعور فبكى في إحدى عينيه:

كان قذًى في العين قد مرحت به ... وما حاجة الأخرى إلى المرحان

وقال آخر:

لقد هاج هذا الشوق عيناً مريضة أجالت قذًى ظلّت به العين تمرح

وعين ممراح: غزيرة الدمع. ولا تمرح بعرضك: لا تعرّضه. قال الحليج من بني ثعلبة:

أشماخ لا تمرح بعرضك واقتصد ... فأنت امرؤ زنداك للمتقادح

أي فيك للطاغن مقال، ومن أراد أن يقع فيك قدر. ومرحت المزادة الجديدة: كثر سيلانها، ومرّحتها: ملأتها لتنسدّ عيونها، وقد ذهب مرح المزادة إذا انسدّت العيون. قال الطرماح: يصثف قطاة:

سرت في رعيل ذي أداوي منوطة ... بلبّاتها مدبوغة لم تمرّح

وأرض ممراح: سريعة النبات، وقد حالت الأرض سنة فهي تمرح بالنبات. قال الراعي:

بكل ميثاء ممراحٍ سبيتها ... من الذراعين رجاف له نضد

وعن عليّ كرم الله وجهه: فرغنا من مرح الجمل وروى: مرحى الجمل. وكرم ممرح: مذلل محنّى على دعائمه.
(م ر ح)

المَرَحُ شدَّة الْفَرح حَتَّى يُجَاوز قدره. وَقيل: المَرَحُ التَّبَخْتُر والاختيال. وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا تَمشيِ فِي الأْرضِ مَرَحا) أَي متبخترا مختالا. وَقيل: المَرَحُ الأشر والبطر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (بِمَا كُنْتُم تَفرحون فِي الأرْضِ بِغيرِ الحقِّ وَبِمَا كُنْتُم تَمرحونَ) . مَرِحَ مَرَحا ومِرَاحا. وَرجل مَرِحٌ من قوم مَرْحَى ومَرَاحَي، ومِرّيحٌ من قوم مِرّيحينَ، وَلَا يكسر ومِرِحَ مَرَحا، نشط.

وَفرس مِمْرَحٌ ومِمْراحٌ ومَرُوحٌ: نشط. وناقة مِمراحٌ ومَرُوحٌ، كَذَلِك، قَالَ:

تَطوي الفَلا بمروحٍ لحمُها زِيَم

والمَرُوحُ: الْخمر، سميت بذلك لِأَنَّهَا تمرَحُ فِي الْإِنَاء، قَالَ عمَارَة:

من عُقارٍ عِنْد المِزاج مَروح

وقوس مَرُوحٌ، يَمْرَحُ راؤوها عجبا إِذا قلبوها، وَقيل هِيَ الَّتِي تمرح فِي إرسالها السهْم كَأَن بهَا مَرَحا من حسن طرحها السهْم. تَقول الْعَرَب: طروح مَروحْ، تعجل الظبي أَن يروح.

ومَرْحى، كلمة تقال للرامي إِذا أصَاب. قَالَ ابْن مقبل: أقولُ والحبْلُ معقودٌ بِمسحَلِه ... مَرْحَى لَهُ إنْ يَفُتْنــا مَسْحُه يَطِرِ

ومَرِحَتِ الأَرْض بالنبات مَرَحا: أخرجته. وَأَرْض مِمْرَاحٌ: سريعة النَّبَات.

ومَرِحَت الْعين مَرَحانا، اشتدَّ سيلانها. قَالَ الشَّاعِر:

كأنَّ قذىً فِي العينِ قد مَرِحَت بِهِ ... وَمَا حاجَةُ الأخْرَى إِلَى المرَحانِ

وَقيل: مَرِحَتْ مَرَحانا، ضعفت.

ومَرَّحَ الطَّعَام: نقاه من الغفا بالمحاوق أَي المكانس.

ومَرَّح جلده، دهنه قَالَ الشَّاعِر:

سَرَتْ فِي رَعيلٍ ذِي أداوَى مَنوطةٍ ... بلَبَّاتِها مَدْموغةٍ لم تُمرَّحِ

قَوْله: سرت، يَعْنِي قطاة، فِي رعيل، أَي فِي جمَاعَة قطا، ذِي أداوى، يَعْنِي حواصلها، منوطة، معلقَة، بلباتها، يَعْنِي مَوَاضِع المنحر. وَقيل: التمريح أَن تُؤْخَذ المزادة أول مَا تخرز فتملأ مَاء حَتَّى تمتلئ خروزها. وَالِاسْم المرَحُ، وَقد مَرِحَتْ قَالَ أَبُو حنيفَة: ومزادة مَرِحَةٌ، لَا تمسك المَاء.

والمِراحُ مَوضِع، قَالَ:

تركْنا بالمِراحِ وَذي سُحَيْمٍ ... أَبَا حَيَّانَ فِي نَفَرٍ مَنافي

ومَرَحَيَّا: زجر، عَن السيرافي.

ومَرَحى: نَاقَة بِعَينهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

مَا بالُ مَرْحى قد أمستْ وهْى ساكِنَةٌ ... باتَتْ تَشَكَّي إلىَّ الأيْنَ والنَجَدا

مرح: المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه؛ وقد

أَمْرَحَه غيره، والاسم المِراحُ، بكسر الميم؛ وقيل: المَرَحُ التبختر

والاختيالُ. وفي التنزيل: ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً؛

وقيل: المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ؛ ومنه قوله تعالى: بما كنتم تَفْرَحونَ

في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ. وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً،

ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى؛ ومِرِّيحٌ، بالتشديد، مثل سِكِّيرٍ،

من قوم مِرِّيحينَ، ولا يُكَسَّرُ؛ ومَرِحَ، بالكسر، مَرَحاً: نَشِطَ.

وفي حديث عليّ: زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة؛ قال ابن

الأَثير: هو من المَرَح، وهو النَّشاطُ والخِفَّة، والتاءُ زائدة، وهو من

أَبنية المبالغة، وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر لفظه. وفَرَسٌ

مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ: نَشِيطٌ، وقد أَمْرَحه الكَلأُ. وناقة

مِمْراحٌ ومَرُوحٌ: كذلك؛ قال:

تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم

وقال الأَعشى يصف ناقة:

مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو

مِيِّ، تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ

ابن سيده: المَرُوحُ الخَمْرُ، سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ؛

قال عُمارة:

من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح

وقول أَبي ذؤيب:

مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ

شَآمِيَةٌ، إِذا جُلِيتْ، مَرُوحُ

أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها. وقَوْسٌ

مَرُوحٌ: يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها؛ وقيل: هي التي تَمْرَح في

إِرسالها السهم؛ تقول العرب: طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن

يَرُوَح؛ الجوهري: قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها

السهمَ.ومَرْحَى: كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب؛ قال ابن مقبل:

أَقولُ، والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه:

مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنــا مَسْحُه يَطِرِ

أَبو عمرو بنُ العَلاءِ: إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل: مَرْحَى له وهو

تعجب من جَوْدة رميه؛ وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ:

يُصِيبُ القَنِيصَ، وصِدْقاً يقو

لُ: مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي

مَرْحى وأَيْحى: كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ، وإِذا أَخطأَ قيل له:

بَرْحى

ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً: أَخرجته.

وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر؛ الأَصمعي:

المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها.

ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ: خرج سُنْبُله. ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً:

اشتدّ سَيَلانُها؛ قال:

كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به،

وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ

وقيل: مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت؛ قال ابن بري: هذا البيت ينسب إِلى

النابغة الجَعْدي، وقبله:

تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه

خَفِيًّا، وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني

التواهُسُ: التسارُرُ؛ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه.

والغواني هنا: العوامل. وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت

الدَّمْعَ، وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ، والمعنى: أَنه لما بكى

أَلمَتْ عينُه، فصارت كأَنها قَذِيَّة، ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى؛

وهذا كقول الآخر:

بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى؛ فلما زَجَرْتُها

عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ، أَسْبَلَتَا مَعَا

وقال شمر: المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر؛ وقال عَدِيّ بن زيد:

مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ الـ

ـماءِ سَحًّا، كأَنَّه مَنْحُورُ

وعين مِمْراح: سريعة البكاء. ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً: فَسَدَتْ

وهاجتْ. وعين مِمْراحٌ: غريزة الدمع.

ومَرَّحَ الطعامَ: نَقَّاه من الغَبا

(* قوله «تقاه من الغبا» عبارة

القاموس وشرحه: والتمريح تنقية الطعام من العفا. هكذا في سائر النسخ. وفي

بعض الأمهات من الغبا اهـ. ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا

بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا، ولعله الغفا بالغين

المعجمة والفاء، شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره.) بالمَحاوِق

أي المكانس.

ومَرَّحَ جِلْدَه: دَهَنَه؛ قال:

سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى، مَنُوطةٍ

بِلَبَّاتِها، مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ

قوله: سرت يعني قطاة. في رَعيل أَي في جماعة قَطاً. ذي أَداوَى يعني

حواصلها. منوطة: معلقة. بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر؛ وقيل: التمريح أَن

تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها

وتنتفخ، والاسم المَرَحُ، وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً. قال أَبو حنيفة:

ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ. ويقال: قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت

عيونها ولم يسل منها شيء؛ ابن الأَعرابي: التمريح تطييب القربة الجديدة

بأَذْخِرٍ أَو شيح، فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب، وبعضهم جعل تمريح

المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل

انتفاخها، فذلك مَرَحُها. ومَرَّحْتُ القِرْبةَ: شَرَّبْتُها، وهو أَن تملأَها

ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز.

والمِراحُ: موضع؛ قال:

تَرَكنا، بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ،

أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى

ومَرَحَيَّا: زَجْرٌ عن السيرافي. ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ، وهي ساكنةٌ،

باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا

مرح
: (مَرِحَ، كفَرِحَ: أَشِرَ وبَطِرَ) ، والثلاثةُ أَلفاظٌ مترادفةٌ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى الاْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} (غَافِر: 75) وَفِي المفردَاتِ: المَرَحَ: شِدَّةُ الفَرَحِ والتَّوسُّع فِيهِ.
(و) مَرِحَ (: اخْتَالَ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَمْشِ فِى الاْرْضِ مَرَحًا} (الإِسراء: 37) أَي متبختِراً مُخْتَالاً. (و) مَرِحَ مَرَحاً: (نَشِطَ) . فِي (الصِّحَاح) و (الْمِصْبَاح) : المَرَحُ: شِدَّة الفَرَحِ، والنَّشاط حتّى يُجاوِزَ قَدْرَه، (و) مَرِحَ مَرَحاً، إِذَا خَفَّ، قَالَه ابْن الأَثير. وأَمْرَحَه غيرُه. (وَالِاسْم) مرَاحٌ، (ككِتَاب، وَهُوَ مَرِحٌ) ، ككَتِف (ومِرِّيحٌ، كسكِّين، مِنْ) قَوْم (مَرْحَى ومَرَاحَى) ، كِلَاهُمَا جمْع مَرِحٍ، (ومِرِّيحينَ) ، جمْع مِرِّيح، وَلَا يُكسَّر.
(وفرَسٌ مِمْرَحٌ ومِمْراحٌ) بكسرهما (ومَرُوحٌ) ، كصَبورٍ: نَشِيطٌ، (و) قد (أَمْرَحَهُ الكَلأُ) ، وناقَةٌ مِمْرَاحٌ ومَرُوحٌ، كذالك، قَالَ:
تَطْوِي الفَلاَ بمَرُوحٍ لَحمُهازِيَم
وَقَالَ الأَعشى يَصف نَاقَة:
مَرِحَتْ حُرَّةً كقَنطَرةِ الرو
مي تَفْرِى الهَجِيرَ بالإِرْقالِ
(والمَرَحَانُ، محرَّكَةً: الفَرَحُ) والخِفّة.
(و) قيل: المَرَحَان (: الضَّعْف) ، وَقد مَرِحَت العَينُ مَرَحَاناً: ضَعُفَت. (و) المَرَحَانُ: (شِدَّةُ سَيَلانِ العَيْن وفَسَادُها) وهَيَجَانُها، قَالَ النّابغة الجعديّ:
كأَنَّ قذًى بالعَيْنِ قد مَرِحَتْ بِهِ
وَمَا حَاجة الأُخْرَى إِلى المَرَحَان
وَقد (مَرِحَتْ، كفَرِحَتْ) ، إِذا أَسبَلَت الدَّمْعَ، والمعنَى أَنّه لمّا بكَى أَلِمَت عينُه فصارَت كأَنّهَا قَذِيَةٌ، وَلما أَدامَ البُكَاءَ قَذِيَت الأُخْرَى، وهاذا كَقَوْل الآخَر.
بَكَتْ عَيْنِيَ اليُمْنَى فلَمَّا زَجَرتُها
عَن الجَهْلِ بعد الحِلْم أَسبَلَتَا مَعَا
وَقَالَ شَمِرٌ: المَرَح: خُرُوجُ الدَّمْعِ إِذا كَثُر، وَقَالَ عَدِيّ بن زيد:
مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحَّ سُبُوبَ ال
ماءِ سَحاً كأَنّه منْحُورُ
وعَينٌ مِمرَاحٌ: سرِيعَةُ البُكاءِ. ومَرِحَتْ عَيْنُه مَرَحَاناً: فَسَدَتْ وهَاجَتْ. (و) من الْمجَاز: (قَوْسٌ مَرُوحٌ) كصَبُور: (يَمْرَح رَاؤُوهَا) تَعجُّباً (لحْسْنِها) إِذا قَلَّبُوها، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَمْرَح فِي إِرسالِها السَّهْمَ. تَقول الْعَرَب (طَرُوحٌ مَرُوح، تُعْجِل الظّبْيَ أَن يَرُوح) . (أَو) قوسٌ مَرُوحٌ (كأَنَّ بهَا مَرَحاً لحُسْنِ إِرْسَالها السَّهمَ) ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) .
(و) من الْمجَاز: مَرِحَت الأَرْضُ بالنَّبَات مَرَحاً: أَخرَجَتْه.
و (الممْرَاحُ مِنَ الأَرْضِ: السَّرِيعَةُ النَّبَاتِ) حِين يُصيبُهَا المطرُ. وَقَالَ الأَصمعيّ: المِمْرَاحُ من الأَرْضِ: الّتي حالَتْ سَنَةً فَلم تَمْرَحْ بنَبَاتها.
(و) من الْمجَاز الممْرَاحُ (من العَيْن: الغَزِيرَةُ الدَّمْعِ) .
(ومَرْحَى) مَرّ ذِكرُه (فِي برح) قَالَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ: إِذا رَمَى الرّجلُ فأَصابَ قيل: مَرْحَى لَه، وَهُوَ تَعجبٌ من جَودةِ رَمْيِه. وَقَالَ أُميّة بن أَبي عَائِذ:
يُصِيب القَنيصَ وصِدْقاً يَقُ
ول مَرْحَى وأَيْحَى إِذا مَا يُوالِي
وإِذا أَخطأَ قيل لَهُ: بَرْحَى.
(و) مَرْحَى: (اسمُ ناقةِ عَبْدِ الله بن الزَّبِيرِ) ، كأَمِيرٍ، (الشَّاعِر) ، عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
مَا بالُ مَرْحَى قَد امْسَتْ وَهِي ساكنةٌ
باتَتْ تَشَكَّى إِليَّ الأَينَ والنَّجَدَا
(والتَّمرِيحُ: تَنْقِيَةُ الطَّعَامِ من العَفَا) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي بعض الأُمَّهَات من الغَفَى (ب) المَحاوِقِ، أَي (المَكَانِس) .
(و) التَّمريح: (تَدْهِينُ الجِلد) . قَالَ:
سَرَتْ فِي رَيلٍ ذِي أَدَاوَى مَنُوطَةٍ
بلَبَّاتها مَدبوغَةٍ لم تُمرَّحِ
(و) من الْمجَاز: التَّمريح: (مَلْءُ المَزَادَة الجَديدةِ مَاءً ليَذْهَبَ مَرَحُها أَي لتَنْسَدّ عُيُونُها) وَلَا يسيلَ مِنْهَا شيءٌ. وَفِي (التَّهْذِيب) : هُوَ أَن تُؤخَذ المَزادةُ أَوّلَ مَا تُخرَز فتملأَ مَاء حتّى تَمتلِىء خُرُوزْهَا وتَنتفِخ، والاسمُ المَرَحُ، وَقد مَرِحَت مَرَحَاناً. وَقَالَ أَبو حنيفَة: مزَادَةٌ مَرِحَةٌ: لَا تُمْسِكُ الماءَ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: التمريح: تَطِيبُ القِرْبة الجديدة بإِذْخِرٍ أَو شِيحٍ، فإِذا طُيِّبَت بطِينٍ فَهُوَ التَّشرِيبُ. ومَرَّحْتُ القِربةَ: شَرَّبتُها.
(و) من الماجز التَّمريحُ: (أَنْ تَصِير إِلى مَرْحَى الحَرْبِ، أُخِذَتْ من لفْظ المَرْحَى لَا من الِاشْتِقَاق) ، لأَنّ التّمريح مَزيدٌ، فَلَا يكون مشتقًّا من المجرّد، والأَخْذ أَوسَعُ دَائِرَة من الاستقاق.
(وَمَرَحَيَّا، محرَّكَةً:) زَجْرٌ، عَن السّيرافيّ، يُقَال (للرَّامِي) عِنْد إِصابته، (كَمَرْحَى) ، وَقد مَرَّ قَرِيبا.
(و) مَرَحَيًّا: (ع) .
(و) من الْمجَاز: (كَرْمٌ مُمرَّحٌ، كمعظَّم: مُثْمِرٌ أَو مُعَرَّشٌ) على دَعَائمه.
(و) مُرَيحٌ (كزُبَير: أُطُمٌ بِالْمَدِينَةِ لبني قَيْنُقَاع) ، كَذَا فِي (مُعْجم أَبي عُبيد البَكريّ) .
(و) مِرَاحٌ، (ككِتَابٍ: ثَلاَثُ شِعَابٍ يَنظُرَ بعضُها إِلى بعضٍ) ، يجيءُ سَيْلُهَا من داءَةَ. قَالَ:
تَركْنا بالمِرَاحِ وَذي سُحَيمٍ
أَبا حَيّان فِي نَفَرٍ مَنَاقِي
(والمِرْحَة، بالكَسْر: الأَنْبارُ من الزبِيبِ وغَيْرِه) ، وَهُوَ المَحَلُّ الَّذِي يُخْزَن فِيهِ ذالك.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
التِّمْراحَة، من أَبنِيَة المبالغةِ، من المَرَح وَهُوَ النِّشَاط، وَقد جاءَ ذِكْره فِي حَدِيث عليّ كَذَا فِي النّهاية. وَعَن ابْن سَيّده: المَرُوح: الخَمْر، سُمِّيَت بذالك لأَنَّهَا تَمْرَحُ فِي الإِناءِ قَالَ عُمارَةُ:
مِن عُقارٍ عِنْد المِزَاجِ مَرُوحِ
وَقَول أَبي ذُؤَيب)
مُصَفّقةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ
شآمِيَةٌ إِذا جُلِيَتْ مَرُوحُ
أَي لَهَا مِرَاحٌ فِي الرَّأْس وسَورَة يَمْرَح مَنْ يشربُها.
ومَرِحَ الزَّرْعُ يَمْرَح مَرَحاً: خرَجَ سْنبُلُه ومَرَّحَ مُهْرَه: ليَّنَه وأَزالَ مَرَحَه وشِمَاسَه ومُهْرٌ مُمَرَّحٌ: مُذَلَّلٌ.
وَمن الْمجَاز: مَرِحَتْ عَيْنُه بقَذَاها: رَمَتْ بِهِ: ومَرِحَ السَّحَابُ: أَسْبَلَ المطَرَ. وَلَا تَمْرَحْ بعِرْضِك: لَا تُعرِّضْه.
وَمن أَمثالهم: مَرْحَى مَرَاحِ، كصَمِّي صَمَامِ، يُراد بِهِ الدَّاهِيَة. قَالَ الشَّاعِر:
فأَسمَعَ صَوْته عَمْراً ووَلَّى
وأَيْقَنَ أَنَّه مَرْحَى مَرَاحِ

شكع

شكع


شَكِع(n. ac. شَكَع)
a. Suffered, groaned, moaned.
b. Became angry.
c. Was full in the ear (corn).
أَشْكَعَa. Irritated.

شَكِعa. Ill-tempered, peveish.
(شكع)
الدَّابَّة بزمامها شكعا رفع رَأسهَا بِهِ

(شكع) فلَان شكعا أَن وتوجع
شكع
شَكِعَ شَكَعاً فهو شَكِعٌ وشاكِعٌ: غَضِبَ وضَجِرَ من مَرَضِه ومَل. والشكَاعى: نَبْتٌ دَقيقُ العُوْد رِخْو. ويُقال للمَهزول: كأنه عُوْدُ شُكاعى. وقيل: شَرِبت الشكَاعى: أن تَشْرَبَ الدواءَ بِوَسطِ الفَم.
[شكع] نه: في ح عمر: لما دنا من الشام ولقيه الناس جعلوا يتراطنون "فاشكعه" وقال: لن يروا على صاحبك بزة قوم غضب الله عليهم، الشكع بالحركة شدة الضجر، من شكع وأشكعه غيره، وقيل: أي أغضبه. ومنه ح: فإذا هو "شكع" البزة، أي ضجر الهيئة والحالة.
شكع: شكع: سَخر، فتن، ويشكع: يدهش، يفتن، يسحر.
انشكع: والعامة تقول انشكع الرحل من منظر المرأة أي افتتن واندهش من شدة الإعجاب بها (محيط المحيط).
اشتكع: نفس المعنى السابق (ألف ليلة برسل 7: 269). شَكِع: متقلص، متشنج، ففي ابن البيطار (1: 140): البشام شجر ذو ساق وأفنان شكعة يعنى كزّة غير سبطة. وفي (2: 492) منه: وهي حشيشة شكعة العيدان كزّة غير سبطة.
[شكع] الشُكاعى: نبتٌ يُتَداوى به. قال الأخفش: هو بالفارسية: جَرْخَهْ. وأنشد لعمرو بن أحمر الباهلي: شَرِبْتُ الشُكاعى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً * وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا * قال سيبويه: هو واحدٌ وجمعٌ. وقال غيره: الواحدة منها شُكاعاةٌ. والشَكَعُ بالتحريك: الوجعُ والغضبُ أيضاً. وقد شَكِع بالكسر. يقال: بات شَكِعاً، وَجِعاً لا ينام. وأَشْكَعَهُ، أي أغضبه، ويقال أمله وأضجره.
(ش ك ع)

شَكِعَ شَكَعاً فَهُوَ شاكعٌ، وشَكِعُ وشَكوعٌ: كثر أنينه وضجره من الْمَرَض. وَقيل: الشَّكِعُ الشَّديد الْجزع الضجور.

وشَكِع فَهُوَ شَكِع: طَال غَضَبه. وَقيل: هُوَ الغضبان، من غير أَن يُقيد بطول غضب.

وأشْكَعه: أغضبهُ.

وشَكِعَ شَكَعاً: غَرَض. وشَكِع شَكَعا: مَال.

والشُّكَاعَي: شَجَرَة صَغِيرَة ذَات شوك. وَقيل: هِيَ مثل الحلاوى، لَا يكَاد يفرق بَينهمَا، وزهرتها حَمْرَاء: ومنبتها مثل منبت الحلاوى، وَلَهُمَا جَمِيعًا شوك: يابستين ورطبتين، وهما كثيرتا الشوك، وشوكهما ألطف من شوك الْخلَّة، وَلَهُمَا ورق صغَار مثل ورق السذاب، وَهِي تقع على الْوَاحِد والجميع، وَرُبمَا سُلِّمَ جمعهَا، وَقد يُقَال: شَكاعَي بِالْفَتْح، وَلم أجد ذَلِك مَعْرُوفا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشُّكاعَي من دق النَّبَات، وَهِي دقيقة العيدان، ضَعِيفَة الْوَرق، خضراء، وَالنَّاس يتداوون بهَا. قَالَ ابْن أَحْمَر وَكَانَ سقِِي بَطْنه:

شرِبتُ الشُّكاعَي والْتَدَدْتُ ألِدةً ... وأقبلتُ أفْوَاهَ العُرُوق المَكاوِيا

وَهِي مُؤَنّثَة لَا تنون وألفهما ألف تَأْنِيث. وَقد حكى الْأَخْفَش شُكاعاة. فَإِذا صَحَّ ذَلِك، فألفها لغير التَّأْنِيث.

والشُّكاعة: شَوْكَة تملأ فَم الْبَعِير، لَا ورق لَهَا، إِنَّمَا هِيَ شوك وعيدان دقاق، أطرافها أَيْضا شوك، وَجَمعهَا شُكاعٌ.

وَمَا ادري أَيْن شَكَع؟ أَي ذهب. وَالسِّين أَعلَى.

شكع: شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً، فهو شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ: كَثُرَ

أَنِينُه وضَجَرُه من المرض والوجَعِ يُقْلِقُه، وقيل: الشَّكِعُ الشديدُ

الجَزَعِ الضُّجُورُ، والشَّكَعُ، بالتحريك: الوجَعُ والغضَبُ. ويقال لكل

مُتَاَذٍّ من شيء: شَكِعٌ وشاكِعٌ. وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لا ينام.

وشَكِعَ، فهو شَكِعٌ: طال غضَبُه، وقيل: غَضِبَ. وأَشْكَعَه: أَغْضَبَه،

ويقال: أَمَلَّه وأَضْجَرَه. الأَحمر: أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني

وأَحْفَظَنِي كلُّ ذلك أَغْضَبَنِي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لَمّا

دَنا من الشام ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذلك وقال

لأَسْلَم: إِنهم لن يَرَوْا على صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ الله عليهم.

الشَّكَعُ، بالتحريك: شدّة الضَّجر، وقيل أَغْضَبَه

(* قوله «شدة الضجر

وقيل أغضبه كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله شدة الضجر: يقال شكع

وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه.). وفي الحديث: أَنه دخل على عبد الرحمن ابن

سهيل وهو يَجُودُ بنفسِه فإِذا هو شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الهيئة

والحالةِ. وشَكِعَ شَكَعاً: غَرِضَ. وشَكِعَ شَكَعاً: مالَ، ويقال للبخِيل

اللئيم: شَكِعٌ.

والشُّكاعَى: نَبْتٌ؛ قال الأَزهري: رأَيته بالبادية وهو من أَحْرار

البُقُولِ. والشُّكاعَى: شجرة صغيرة ذاتُ شَوْك قيل هو مِثْلُ الحُلاوَى لا

يكاد يُفْرَقُ بينهما، وزَهْرَتُهاحَمْراءُ ومَنْبَتُها مثل مَنْبَتِ

الحُلاوَى، ولهما جميعاً

(* قوله «ولهما جميعاً إلخ كذا بالأصل.) يابستين

ورطبتين، وهما كثيرتا الشوكن وشَوْكُهما أَلْطَفُ من شوْك الخُلّةِ، ولهما

ورق صغير مثل ورق السَّذابِ يقع على الواحد والجمع، وربما سَلِمَ جمعها،

وقد يقال شَكاعَى، بالفتح؛ قال ابن سيده: ولم أَجد ذلك معروفاً، وقال

أَبو حنيفة: الشُّكاعَى من دِقّ النبات وهي دَقِيقةُ العيدان صغيرة خضراءُ

والناس يَتَداوَوْنَ بها؛ قال عمرو بن أَحمر الباهلي يذكر تَداوِيَه بها،

وقد شُفِيَ بَطْنُه:

شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً،

وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا

قال: واسمها بالفارسية جرحه، الأَخفش: شُكاعاةٌ، فإِذا صح ذلك فأَلفها

لغير التأْنيث، قال سيبويه: هو واحد وجمع، وقال غيره: الواحدة منها

شُكاعةٌ، والشُّكاعة: شَوْكةٌ تملأ فم البعير لا ورق لها إِنما هي شَوْكٌ

وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شوك، وجمعها شُكاعٌ، وما أَدرِي أَين شَكَعَ

أَي ذهَب، والسين أَعلى.

شكع
شَكِعَ الرجلُ، كفَرِحَ، يَشْكَعُ شَكَعَاً، كَثُرَ أنِينُه من المرضِ والوَجعِ يُقلِقُه، نَقله ابنُ فارسٍ. شَكِعَ الزَّرْعُ: كَثُرَ حَبُّه، نَقله ابنُ فارسٍ أَيْضا. قيل: شَكِعَ، إِذا غَضِبَ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَقيل: طالَ غضَبُه. شَكِعَ أَيْضا: توَجَّع. الشَّكِع، ككَتِفٍ: البخيلُ اللَّئِيم، سُمِّي بِهِ لكَونِه يَتَضَجَّرُ من الضَّيْف، وَيَتَغضَّبُ عَادَة. الشَّكِع: الوَجِع، يُقَال: باتَ شَكِعَاً، أَي وَجِعَاً لَا ينَام، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَيُقَال لكلِّ مُتَأَذٍ من شيءٍ: شَكِعٌ. قَالَ ابنُ فارسٍ: شَكَعَ بَعيرَه بزِمامِه، كَمَنَع: رَفَعَه، وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: اشْكَعْ بَعيرَكَ بالزِّمامِ، أَي ارْفَعْ بِهِ رَأْسَه. وأَشْكَعَه: أَغْضَبَه، نَقله الجَوْهَرِيّ وَكَذَلِكَ أَحْمَشه، وأَدْرَأه، وأَحْفَظه. قَالَه الأحمرُ أَو أمَلَّه وأَضْجَرَه، كَمَا فِي الصِّحَاح. والشُّكاعَة، كثُمامةٍ: شَوْكَةٌ تملأُ فمَ البعيرِ لَا وَرَقَ لَهَا، إنّما هِيَ شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاقٌ، أطرافُها أَيْضا شوكٌ. قَالَ أَبُو حنيفةَ: هَكَذَا أَخْبَرني بعضُ الأَعراب. قَالَ: والشُّكاعَى، كحُبارى، وَقد تُفتَح، على زعمِ بعضِ الرُّواةِ، قَالَ: وَلم أَجِدْ ذَلِك مَعْرُوفاً: من دِقِّ النَّبَات، دَقيقَةُ العِيدانِ، ضعيفةُ الورَق، خَضْرَاء، وَهِي مُؤَنَّثةٌ لَا تُنوَّن، وياؤُها ياءُ التَّأْنِيث. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: نَبْتٌ يُتَداوى بِهِ. قَالَ الأخفَشُ: هُوَ بالفارسيّةِ جرخه، وأنشدَ لعمرِو بنِ أحمرَ الباهليِّ:
(شَرِبْتُ الشُّكاعى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةٌ ... وأَقْبَلْتُ أَفْوَاهَ العُروقِ المَكاوِيَا)

قَالَ أَبُو حنيفَة: ولدِقَّتِهِ وضَعفِ عُودِه يُقَال للمَهزول: كأنّه عُودُ الشُّكاعى، وَقَالَ تأبَّطَ شَرّاً، وَهُوَ يَجودُ بنفسِه:
(وَلَقَد عَلِمْتُ لتَغْدُوَنَّ ... عليَّ شِيمٌ كالحَسائِلْ)

(ياكُلْنَ أوْصالاً ولَحْ ... مَا كالشُّكاعى غَيْرَ جادِلْ)

(يَا طَيْرُ كُلْنَ فإنَّني ... سُمٌّ ولكنْ ذُو غَوائِلْ) الواحدةُ شُكاعاة، عَن الْأَخْفَش، فَإِذا صَحَّ ذَلِك فألِفُها للإطلاق، كأكثرَ أسماءِ النباتات. أَو لَا واحدةَ لَهَا، وإنّما يُقَال: هَذِه شُكاعى واحدةٌ، وشُكاعى كثيرةٌ، أَي أنّ الواحدَ والجَمعَ فِيهَا سَواءٌ، وَهُوَ قولُ سِيبَوَيْهٍ والفَرّاء. قَالَ أَبُو زيدٍ: هِيَ شجرةٌ صغيرةٌ ذاتُ شَوكٍ، وتُثَنَّى وتُجمَع، يُقَال: هما شُكاعَيان، وهُنَّ ثلاثُ شُكاعَيَات، قَالَ: وَهِي مِثلُ الحَلاوَى لَا يكادُ يُفرَقُ بينهُما. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وزَهرَتُها حَمْرَاء. وَقَالَ غيرُه: هُوَ يُشبَهُ الباذاوَرْد فَهِيَ: الشوكةُ البيضاءُ تُشبِهُ الحَسَكةَ إلاّ أنّها أشَدُّ بَياضاً، وأطولُ شَوْكَاً، وساقُه قد يَبْلُغُ ذِراعَيْن، وحَبُّه أشدُّ استِدارَةً من القُرطُم، نافِعٌ من الحُمَّيَات البَلْغَمِيَّةِ العَتيقَةِ وضَعفِ المَعِدَةِ واللَّهاةِ الوارِمَةِ عَن البَلغَمِ ووَجعِ الأَسْنانِ ولَسْعِ الهَوامِّ، والتَّشَنُّج، ونَفْثِ الدَّم، ثمّ إنّ هَذِه الخَواصَّ المذكورةَ ليستْ فِيهَا، وإنّما هِيَ فِي بَزْرِها، كَمَا حقَّقَه ابنُ جَزْلَةَ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الشّاكِعُ والشَّكُوع: القَلِقُ، والضَّجِرُ، والكثيرُ الأَنينِ، والشديدُ الجزَع. والشاكِع: المُتَأَذِّي من الشيءِ. والشَّكِع: الطويلُ الغضَب.
ورجلٌ شَكِعُ البِزَّةِ، أَي ضَجِرُ الهيئَةِ والحالةِ. وشَكِعَ شَكَعَاً: مالَ. وَمَا أَدْرِي أينَ شَكَعَ: أَي ذَهَبَ، والسينُ أَعلَى. وشَيْخُنا المُعَمَّرُ عَبْدُ القادرِ بنُ الشَّكْعَةِ، بالفَتْح، وَيُقَال: الشَّكْعاوِيُّ، كَتَبَ لنا الإجازةَ من طرابُلُسَ، حدَّثَ عالِياً عَن الشيخِ عبدِ الغَنِيِّ بنِ إِسْمَاعِيل، وغيرِه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَــنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

زور

(زور) زورا اعوج صَدره وأشرف أحد جَانِبي صَدره على الآخر فَهُوَ أَزور وَهِي زوراء (ج) زور
(ز و ر) : (الزَّوَرُ) مَيْلٌ فِي الزَّوْرِ وَهُوَ أَعْلَى الصَّدْرِ وَفِي الصِّحَاحِ الزَّوَرُ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ دُخُولُ إحْدَى الْفَهْدَتَيْنِ وَخُرُوجُ الْأُخْرَى وَهُمَا لَحْمَتَانِ فِي زَوْرِهِ نَاتِئَتَانِ مِثْلُ الْفِهْرَيْنِ (وَفِي الْجَامِع) الْأَزْوَرُ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي نَتَأَ أَحَدُ شِقَّيْ صَدْرِهِ (وَبِمُؤَنَّثِهِ) سُمِّيَتْ دَارُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِالْمَدِينَةِ وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ أَحْدَثَ الْأَذَانَ عَلَى الزَّوْرَاءِ.
ز و ر : الزُّورُ الْكَذِبُ قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72] وَزَوَّرَ كَلَامَهُ أَيْ زَخْرَفَهُ وَزَوَّرْتُ الْكَلَامَ فِي نَفْسِي هَيَّأْتُهُ وَازْوَرَّ عَنْ الشَّيْءِ وَتَزَاوَرَ عَنْهُ مَالَ وَالزَّوَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَيْلُ وَزَارَهُ يَزُورُهُ زِيَارَةً وَزَوْرًا قَصَدَهُ فَهُوَ زَائِرٌ وَزَوْرٌ وَقَوْمٌ زَوْرٌ وَزُوَّارٌ مِثْلُ: سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ زَوْرٌ أَيْضًا وَزُوَّرٌ وَزَائِرَاتٌ وَالْمَزَارُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ وَالزِّيَارَةُ فِي الْعُرْفِ قَصْدُ الْمَزُورِ إكْرَامًا لَهُ وَاسْتِئْنَاسًا بِهِ. 
(زور) - في حديث طَلْحَة : "حتى أَزارَ به شَعُوب"
أي أَوردَ به المَنِيَّةَ فَزارَها
- في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "إِنّ لِزَوْرِك عليك حَقًّا". : أي لِزَائرِك، والمصادر كثيرا ما تُوضَع مواضعَ الَأسماءِ والصّفات كقولهم: صَوْمٌ، ونَوْمٌ، بمعنى صَامَ ونَامَ، وصَائِم ونَائم؛
- ومنه حديث أبي رافع: "أنه وقف على الحَسَن بن علي - رضي الله عنهم -، وهو نائم، فقال: أيها النَّومُ"
يُرِيد النائمَ، وقد يكون الزَّوْرُ جمع: زائر، كَرَاكِب ورَكْب، وتاجِر وتَجْر.
- في حديث المغيرة - في صفة النِّساء: "إن زَارَتْ زار": أي خرجت للزِّيارة.
زور
الزَّوْرُ: أعلى الصّدر، وزُرْتُ فلانا: تلقّيته بزوري، أو قصدت زوره، نحو: وجهته، ورجل زَائِرٌ، وقوم زَوْرٌ، نحو سافر وسفر، وقد يقال:
رجل زَوْرٌ، فيكون مصدرا موصوفا به نحو:
ضيف، والزَّوَرُ: ميل في الزّور، والْأَزْوَرُ: المائلُ الزّور، وقوله: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ
[الكهف/ 17] ، أي: تميل، قرئ بتخفيف الزاي وتشديده وقرئ: تَزْوَرُّ . قال أبو الحسن: لا معنى لتزورّ هاهنا، لأنّ الِازْوِرَارَ الانقباض، يقال: تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ عنه، ورجلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوَّرٌ، وبئرٌ زَوْرَاءُ: مائلة الحفر وقيل لِلْكَذِبِ: زُورٌ، لكونه مائلا عن جهته، قال: ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان/ 4] ، وقَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة/ 2] ، لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان/ 72] ، ويسمّى الصّنم زُوراً في قول الشاعر:
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
لكون ذلك كذبا وميلا عن الحقّ.

زور


زَوِرَ(n. ac. زَوَر)
a. Sloped, was inclined; was crooked, deformed.

زَوَّرَa. Falsified, altered, perverted; counterfeited
forged.
b. Declared false, rejected, disallowed.
c. Embellished, adorned.

أَزْوَرَa. Made, persuaded to visit.

تَزَوَّرَa. Lied.

إِزْتَوَرَ
(د)
a. Visited; repaired to; frequented.

إِزْوَرَّ
a. ['An], Turned away from.
زَوْر
(pl.
أَزْوَاْر)
a. Chest; breastbone.
b. Prudence; firmness.
c. Phantom, spectre, ghost, apparition, vision.
d. Visitors.

زَارَة []
a. Bird's crop.

زِيْر (pl.
زِيَرَة []
أَزْوَار []
أَزْيَار [ 38I ] )
a. Gallant, ladies' man.
b. Gallantry.
c. Hemp, flax.

زُوْرa. Lie, falsehood; lying, falsity, falseness.
b. False god, idol.
c. Vanity.
d. [ coll. ], Force, violence.
زَوَرa. Inclination.
b. Distortion.

أَزْوَر [] (pl.
زُوْر)
a. Oblique, slanting; awry, crooked.

زَائِر [] ( pl.
reg. &
زُوَّاْر
29)
a. Visitor.
b. Squinting.

زِوَار [] (pl.
أَزْوِرَة)
a. Cord.

زِيَار []
a. Cord.
b. Clog, shackles ( for a horse )

زِيَارَة []
a. Visit, call; pilgrimage.

زَوْرَآء []
a. Deep (well).
b. Silver cup, tankard.
c. [art.], Bagdad.
تَزْوِيْر
a. Forgery; falsification.

بِالزُّوْر
a. By force.

شاحَادَة زُوْر
a. False oath; perjury.

زَوْرَق (pl.
زَوَارِق)
a. Boat, skiff.
ز و ر: (الزُّورُ) الْكَذِبُ. وَالزَّوْرُ بِالْفَتْحِ أَعْلَى الصَّدْرِ وَهُوَ أَيْضًا الزَّائِرُونَ، يُقَالُ: رَجُلٌ (زَائِرٌ) وَقَوْمٌ (زَوْرٌ) وَ (زُوَّارٌ) مِثْلُ سَافِرٍ وَسَفْرٍ وَسُفَّارٍ وَنِسْوَةٌ (زَوْرٌ) أَيْضًا وَ (زُوزٌ) مِثْلُ نَوْمٍ وَنُوحٍ وَ (زَائِرَاتٌ) . وَ (الزَّوْرَاءُ) دِجْلَةُ بَغْدَادَ. وَقَدِ (ازْوَرَّ) عَنِ الشَّيْءِ (ازْوِرَارًا) أَيْ عَدَلَ عَنْهُ وَانْحَرَفَ وَ (ازْوَارَّ) عَنْهُ (ازْوِيرَارًا) وَ (تَزَاوَرَ) عَنْهُ تَزَاوُرًا كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقُرِئَ: «تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ» وَهُوَ مُدْغَمُ تَتَزَاوَرُ. وَ (زَارَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَكَتَبَ، وَ (زُوَارَةً) بِضَمِّ الزَّايِ وَ (الزَّوْرَةُ) الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (اسْتَزَارَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَزُورَهُ. وَ (تَزَاوَرُوا) زَارَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (ازْدَارَ) افْتَعَلَ مِنَ الزِّيَارَةِ. وَ (التَّزْوِيرُ) تَزْيِينُ الْكَذِبِ، وَ (زَوَّرَ) الشَّيْءَ (تَزْوِيرًا) حَسَّنَهُ وَقَوَّمَهُ. وَ (الْمَزَارُ) الزِّيَارَةُ وَمَوْضِعُ الزِّيَارَةِ أَيْضًا وَالزِّيرُ. مِنَ الْأَوْتَارِ الدَّقِيقُ وَ (الزِّيَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُزَيِّرُ بِهِ الْبَيْطَارُ الدَّابَّةَ أَيْ يَلْوِي بِهِ جَحْفَلَتَهَا. 
ز و ر

زرته زوراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزيارات. وفلان مزور غير زوار. وأقبلت المزدارة وهم زوار قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. واستزرته فزارني وازدراني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وهو زور صدق، وزور كريم، وهي وهم وهنّ زور. قال:

ومشيهن بالكثيب مور ... كما تهادى الفتيات الزور

وزوروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدوا بزيارته. وتقول: استضأت بهم فنوّروني، وزرتهم فزوّروني. وقال الكميت:

وجيش نصير جاءنا عن جنابة ... فكان علينا واجباً أن يزوّرا

وهو زير نساء، وفتية أزوار. وفي صدره زور: اعوجاج. ورجل أزور. وازورّ عنه وتزاور وازّاور. " تزاور عن كهفهم " وهو شاهد زور. وماله زور ولا صيور: قوة رأي. وما في هذا الحبل زور. وفرس عظيم الزور وهو أعلى الصدر. وزوّر الطائر: أكل حتى ارتفع زوره. وزوّرت عليّ: قلت الزور.

ومن المجاز: زور الحديث: ثقفه وأزال زوره أي اعوجاجه. وتزوّره: زوره لنفسه. قال:

ألغ أمير المؤمنين رسالة ... تزوّرتها من محكمات الرسائل

وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. ومنارة زوراء: مائلة عن السمت. ورمى بالزوراء: بالقوس. وفلاة زوراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذل. وتقول: قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور؛ وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون الله. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.
زور
الزوْرُ: وَسْطُ الصَّدْرِ. وال! زوَرُ: مَيل فيه. وكَلْبٌ أزْوَرُ: لِلَّذي اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ زَوْرِه وخَرَجَ كَلْكَلُه.
والمُزَؤَرُ من الإبِلِ: الذي يَغْمِزُ المُذَمِّرَ حيْنَ سَلِّه من بَطْنِ أمِّه. وزَؤَرَ الطائرُ تَزْويراً: إذا أكَلَ فارْتَفَعَتْ حَوَاصِلُه. والزَوْرُ: عَسِيْبُ الفَحْلِ؛ بلُغَةِ اليَمَنِ. والأزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ إليك بمُؤخرِ عَيْنِه. والزَوْرَاءُ: القَوْسُ؛ لأنَّها عَوْجَاءُ. والزُوَرَةُ: الانْحِرَافُ عن الشَّيْءِ والبُعْدُ. وهي الاسْمُ من الأزْوَرِ. والزوْرَاءُ: مِشْرَبَةٌ من فِضَةٍ مُسْتَطِيْلَةٌ شِبْهُ التَّلْتَلَةِ. ودارٌ بالحِيْرَةِ للنُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ. وكُلُّ فَعْلَةٍ دَنِيًةٍ غَيْرِ مَحْمُوْدَةٍ. وفَلاةٌ زَوْرَاءُ: بَعِيْدَة.
والزَوَرُ: الأزْوَرُ. والزُوْرُ: الكَذِبُ. وما يُعْبَدُ من دُوْنِ اللهِ. والقُوَّةُ. والرأيُ، فُلانٌ لازُوْرَ له: أي لاغِنَاءَ عِنْدَهُ. وزَوَّرْتُ الكَلامَ: قَوَيْته وشَدَدْته.
وزَوَّرْتُ الشَّيْءَ: عَوَجْته وأمَلْته عن جِهَتِه. والزِّوَرُّ: السَّيْرُ الشَّدِيْدُ. والزَوَزَةُ: الشَّدِيْدَةُ من النُّوقِ، وقيل: هي المُهَيَّأةُ للأسْفَارِ قد زُوِّرَتْ لها. والتَزْوِيْرُ: التقْوِيْمُ والتحْسِيْنُ، ومنه: كَلاَمٌ مُزَوَّرٌ. والتَزْويرُ: إكْرَامُ الضَّيْفِ، زَوِّرُوا ضَيْفَكم.
ورَجلٌ مُزَورٌ في حَسَبِه: أي مَغْمُوْزٌ. والزَيَارَةُ: مَعْرُوْفَةٌ، رَجُلٌ زائر، وهم زُوْز وزُوَّارٌ وزائرونَ. وزَارَني فلانٌ فَزَوَرْتُه: أي أكْرَمْته. والزيْرُ: الكَثِيْرُ الزِّيَارَةِ. والزُّويرُ: رَأسُ القَوْم وصاحِبُ أمْرِهِم. والأزْوَرُ: السَّيًدُ. والزوْرُ: صَخْرَةٌ كانَتِ العَرَبُ تُلْقِيها بَيْنَهم في الحَرْب فيقولون: لا نَفِرُ حَتى تَفِر الصَخْرَةُ. وصَبَحَ بَني فلانٍ زُويرُ سَوْءٍ: إذا غَزَاهُم القَوْمُ فأغاروا عليهم، وهو تَصْغِيْرُ الزائِر. والزَوَارُ والزيَارُ: الحَبْلُ الذي يُجْعَلُ خَلْفَ الكِرْكِرَةِ إذا ضَمَرَ البَعِيْرُ، يُقال: زُرْتُ البَعِيْرَ. والزَوْرُ: العُقَابُ الذي في البِئْرِ لا يُقْدَرُ على قَلْعِه. وفَضْل من الجَبَلِ في البِئْرِ. والزارَةُ: جَمَاعَةٌ من الإبِلِ ما بَيْنَ الخَمْسِيْنَ إلى السِّتِّيْنَ. وكذلك من النَاسِ والبستانِ. والأجَمَةُ: زَارَةٌ. وحَكَى الخارزنجيُّ: الزائرَةُ: الشحْمَةُ التي تكونُ حَوْلَ الداغِصَةِ من الدابةِ السمِيْنَةِ. وهو تَصْحِيْفٌ عندي؛ لأنَّه هو الرّائرَةُ - بالراء دُوْنَ الزاي -.
[زور] الزور: الكذِب. والزور أيضاً: الزون، وهو كل شيئ يتخذ رَبَّاً ويُعْبَدُ من دون الله. قال الاغلب. * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم * وكانوا جاءوا ببعيرين فعقلوهما وقالوا: لا نفر حتى يفر هذان. فعابهم بذلك وجعلهما ربين لهم. ويقال أيضاً: ماله زورٌ ولا صَيُّورٌ، أي رأْي يرجع إليه. والزُوَيرُ: زعيم القوم. قال الشاعر : بأيدى رجال لا هوادة بينهم * يسوقون للموت الزوير اليلنددا وقال آخر: قد نضرب الجيش الخميس الا زورا * حتى ترى زويره مجورا - والزور: أَعْلَى الصَدرِ. ويُسْتَحَبُّ في الفَرس أن يكون في زَوْرِهِ ضيقٌ، وأن يكون رَحْب اللَبانِ، كما قال عبد الله بن سلمة بن الحارث: مُتَقارِبِ الثَفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ * رَحْبُ اللَبانِ شديدِ طَيِّ ضَريسِ - وقد فرَق بين الزَوْرِ واللَبانِ كما ترى. والزَوْرُ أيضاً: الزائرون، يقال: رجلٌ زائرٌ وقوم زور وزوار، مثل سافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضا وزور، مثل نوم ونوح، وزائرات. والزور بالتحريك: الميل، وهو الصعر. والزور في صدر الفَرَس: دخولُ إحدى الفَهْدَتَيْن وخروج الاخرى. والزوراء: اسم مال كان لاحيحة بن الجلاح الانصاري، وقال فيه: إنى أقيم على الزوراء أعمرها * إن الكريم على الاخوان ذو المال - والزوراء: البئر البعيدة العقر. قال الشاعر: إذ تجعل الجارَ في زَوْراء مُظْلِمَةٍ * زَلخ المقام وتطوى دونه المرسا - وأرض زَوْراءُ: بعيدة. قال الأعشى: يَسْقي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً * زَوْراَء أَجْنَفَ عنها القَوْدَ والرَسَلُ - والزَوْراءُ: القَدَحُ. قال النابغة: وتُسْقى إذا ما شئتَ غيرَ مُصَرَّدٍ * بِزَوْراَء في حافاتِها المِسْكُ كانِعُ - ويقال للقَوْسِ: زَوْراءُ لميْلِها: وللجيش: أزور. ودجلة بغداد تسمى: الزوراء. والازوار عن الشئ: العدول عنه. وقد ازْوَرَّ عنه ازوِراراً، وازوار عنه ازويرارا، وتزاور عنه تزاورا، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه وانحرف. وقرئ:

(تزاور عن كفهم) *، وهو مدغم تتزاور. وزُرْتُهُ أُزُورُهُ زَوْراً وزِيارَةً وزوارَةً أيضا، حكاه الكسائي. والزورة: المرة الواحدة. والزورة: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ. قال الشاعر : وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كمشى السبنتى يراح الشفيفا - وأزاره، حَمَلَهُ على الزيارة. واسْتَزارَهُ: سَأَله أن يزوره. وتزاوروا: زار بعضهم بعضاً. وازْدار: افْتَعَل من الزيارة. وقال أبو كبير:

وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريم المِفْضَلِ * والتَزْويرُ: تَزْيينُ الكَذِبِ. وزورت الشئ: حسنته وقومته. ومنه قول الحجاج: " امرؤٌ زَوَّرَ نَفْسَهُ "، أي قَوَّمَها. والتَزْويرُ: كَرامَةُ الزائر. والمَزارُ: الزيارةُ. والمَزارُ: مَوْضِعُ الزيارة. والزيرُ من الرِجال: الذي يحبُّ محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيادته لهن. والجمع الزيرة. والزيرُ من الأَوْتارَ: الدقيق. والزير: الكتان، عن يعقوب. والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة. والزور: مثال الهجف: السير الشديد. قال القطامى: يا ناق خبى خببا زورا * وقلبي منسمك المغبرا - 
[زور] نه: فيه المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي "زور" هو الكذب والباطل والتهمة. ج: ذي "زور" وهو من يزور على الناس بأن يتزيى بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين بأن يخيط كُمًّا على كُمٍّ - ومر كلام فيه. نه: وفيه: عدلت شهادة "الزور" الشرك لقوله تعالى "والذين لا يشهدون "الزور" بعد قوله "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر". ن: قول "الزور" تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته. غ: "لا يشهدون "الزور"" أي الشركأسماء المنية. وح: كنت "زورت" في نفسي مقالة، أي أصلحت وهيأت، وكلام مزور أي محسن. ومنه: رحم الله امرأ "زور" نفسه، على نفسه، أي قومها وحسنها، وقيل اتهم نفسه على نفسه وحقيقته نسبها إلى الزور كفسقته. وفي ح الدجال: رآه مكبلًا بالحديد "بأزورة" وهي جمع زوار وزيار وهو حبل يجعل بين التصدير والحقب، أي جمعت يداه إلى صدره وشدت، ومحل بأزورة قصب، كأنه قال: مكبلًا مزورًا. وفي ح أم سلمة: أرسلت إلى عثمان: يا بني! ما لي أرى رعيتك عنك "مزورين" أي معرضين منحرفين، يقال أزور عنه وازوار. ومنه شعر عمر:
بالخيل عابسة "زورا" مناكبها
هو جمع أزور، من الزور الميل. وفي شعر كعب:
في خلقها عن بنات "الزور" تفضيل
الزور الصدر، وبناته ما حواليه من الأضلاع وغيرها. ك: زاد النداء الثالث على "الزوراء" هو بفتح زاي وسكون واو وفتح راء ممدودًا موضع بسوق المدينة، وقيل: إنه مكان مرتفع كالمنارة، وقيل: حجرة كبيرة عند باب المسجد، والنداء الثالث ثالث باعتبار الشرعية لكونه مزيدًا على الأذان بين يدي الإمام وعلى الإقامة للصلاة، وهو أول عند دخول الوقت باعتبار الوجود، وثالثيته بعد الإقامة أذانًا تغليبًا، وح أن النأذين الثاني أمر به عثمان نظرًا إلى عدم التغليب. ط: الزوراء هو دار في سوق المدينة يقف المؤذن على سطحه للنداء الثالث قبل خروج الإمام ليسعوا إلى ذكر الله ولا يفوته أوائل الخطبة والنداء الأول بعده عند صعوده للخطبة، والثاني الإقامة بعد نه من المنبر. غ: "الزارة" الأجمة والغابة، "زورته" هيأته. ومنه: "زيار" الدابة. مد: ""تزور" عن كهفهم" أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم - ويتم في فجوة من ف.
باب الزاي والراء و (وا يء) معهما ز ور، وز ر، ر وز

زور: الزَّور: وَسَطُ الصَّدْر. والزور: مَيَلٌ في وَسَط الصّدر. وكَلْبٌ أَزْور: استدقّ جوشنُ زَوْره وخرج كلكله كأنّه قد خُصِر جانباه، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ لا يكون معتدل التّربيع. قال أعرابيّ: الزَّوْر للزّائر، أي: صدرُ الدّجاجة للضّيف. ومَفازةٌ زوراء، أي: مائلة عن القصد والسّمت. والأَزْوَرُ: الذي ينظر إليك بمؤخّر عينه، قال :

تراهنّ خَلّفُ القَوْمِ زُوراً عيونُها

والزِّيار: سِفافٌ يُشَدُّ به الرَّحْل إلى صدر البعير، بمنزلة اللَّبَب للدّابّة، ويسمّى هذا الذي يَشُدُّ به البَيْطار جحفلة الدّابّة: زياراً. والزّوراء: مِشْرَبةٌ مُستطيلة، شبه التَلتلة، قال النابغة: وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ... بزوراء في حافاتها المسكُ كارعُ

والمُزَوَّرُ من الإبل: الذي إذا سَلَّهُ المُزَمِّرُ من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليقيمه، فيبقَى فيه من غمزه أثرٌ يُعْلَم أنّه مُزَوَّر. والإنسان يُزَوِّر كلاما، أي: يُقَوِّمه قبل أن يتكلّم به، قال :

أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤْمنين رسالةً ... تزوّرتُها من مُحكَماتِ الرَّسائلِ

والزَّور: الذّي يزورك، واحداً كان أو جميعاً، ذكراً كان أو أنثى. والزُّورُ: قول الكَذِب، وشهادةُ الباطلِ، ولم يُشتَقّ تزوير الكلام منه، ولكنْ من تزوير الصَّدر.

وزر: الوَزَرْ: الجبل يُلْجَأُ إليه، يقال: ما لهم حِصْنٌ ولا وَزَر. والوِزْرُ: الحِمْلُ الثّقيل من الإثم، وقد وَزَرَ يَزِر، وهو: وازر، والمفعول: موزور. والوزير: الذّي يَستَوْزِرُه الملكُ، فيستعين برأيه، وحالته: الوَزارة. وأوزار الحرب: آلتها، لا تُفْرد، ولو أُفْرِد لقيل: وِزْر، لأنهيرجع إلى الحمل الثّقيل، قال الضّرير: أُفْرِده، وأقول: وَزَر، لأنّ السِّلاح وَزَرُ الرّجل وحِصْنُه، قال الأَعشَى:

وأعددت للحرب أوزارَها ... رماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكُورا

روز: الرَّوْز: التَّجْربة [تقول] : رزت فلانا ورزت ما عنده. والرّازُ: رأسُ البنّائينَ، وحِرْفَتُهُ الرِّيازةُ، وجمعُ الرّازِ: الرَّازةُ.

زرى: الزَّرْيُ: أنْ يَزْرِيَ [فلانٌ] على صاحبه أمراً، إذا عابه وعَنَّفَهُ ليرجع فهو زارٍ عليه، قال :

نُبِّئْتُ نُعمَى على الهِجرانِ زارية ... سقياً ورعياً لذاك الغائب الزاري

وإذا أَدْخَلَ الرّجلُ على غَيْرِهِ أمراً فقد أزرى به وهو مُزْرٍ. والإزراء: التّهاوُن بالنّاس.

زير: الزِّير: الذي يُكْثِرُ مجالسة النّساء، والزّير مشتقّ من الفارسيّة. زرأ: المزرىء: تأسيسُ قولك: أَزْرَأَ فلان إلى كذا، أي: صار إليه وأَوَى إليه.

زار: الزّأرة: الأجَمة ذات الحَلْفاء والقصب. وزأر الأسدُ يزأر زئيراً وزئاراً. والفَحْلُ يَزْأَرُ في هَديره زَأْراً إذا ردّه في جوفه، ثم مدّه، قال رؤبة:

يجمعن زارا وهديرا محضاً

أزر: الأَزْرُ: الظّهر، وآزَرَهُ، أي: ظاهره وعاونه على أمر. والزّرع يؤازرُ بَعضُه بَعْضا، إذا تلاحق والتفّ. وشدّ فلانٌ أَزْرَه، أي: شَدَّ مَعقِدَ إزارِهِ، وائتزر أَزْرَة، ومنه قولُ الله عزّ وجلّ: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . والمِئْزرُ: الإزارُ نفسُه. آزر: اسم والدِ إبراهيمَ عليهِ السّلام.

رزا: ما رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً، أي: ما أصاب من مالِهِ شيئا. والرزء: المصيبة، والاسم: الرزيئة والمرزئة، وهذا يكون في صعير الأمرِ وكَبيرِهِ، حتّى يُقال: إنّ فلاناً لَقليلُ الرَّزء للطّعام، وأصابه رُزءٌ عظيم من المَصائب، والجميعُ: الأَرْزاءُ، قال لبيد:

[وأرى أَرْبَدَ قد فارقني] ... ومن الأَرْزاءِ رُزْءٌ ذو جَلَلْ

وإنّهُ لكَرِيمٌ مُرَزّأ، أي: يُصِيبُ النّاسُ من مالِهِ ونَفْعه. وقوم مُرَزَّءونَ، وهُمُ الّذينَ تُصِيبُهم الرّزايا في أموالهم وخِيارِهم.

أرز: الأَرُزّ: معروف. والأَرْزُ: شدّةُ تَلاحُمٍ وتَلازُمٍ في كَزازةٍ وصَلابةٍ. وإنّ فلاناً لأَرُوزٌ، أي: ضيّقٌ بخيلٌ شُحّاً، قال :

فذاك بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرزِ

ويُقالُ للدّابة: إنّ فقارَها لآرزةٌ، أي: مُتَضايقة متشددة، قال :

بآرزة الفَقارة لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكابِ ولا خِلاءُ

وما بَلَغَ فلانٌ أَعْلَى الجَبَلِ إلاّ آرزاً، أي: مُنْقَبِضاً عن الانبساط في مَشيه من شِدّةِ إعيائِهِ، يُقال: أَعْيا فلانٌ فآرَزَ، أي: وَقف لا يَمضي.وسُئِلَ فُلانٌ شيئاً فآرَزَ، أي: انقبض عن أن يَجُودَ به وامتنع: ومن لم يَعرِفْ هذا قال: أرّز فأخطأ مثقّلاً.
[ز ور] الزَّوْرُ: وَسَطُ الصَّدْر، وقِيلَ: مُلْتَقَي أَطْراف عِظامِ الصَّدْرِ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ، وقِيلَ: هو جَماعَةُ الصَّدْرِ من الخُفِّ والجَمعُ: أَزْوارٌ. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ، وقِيلَ: هو إشرافَُ أَحَد جَانِبَيْهِ على الآخَرِ، زَوِرَ زَوراً، وهو أَزْوَرُ. وكَلْبٌ أَزْوَرُ: قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخَرجُ كلْكَلُه. وعُنٌ قُ أَزْوَرُ: مَائِلُ. والمُزَوَّرُ من الإِبِلِ: الذي يَسُلُّه المّذَمِّرُ من بَطنِ أُمِّه، فَيَعْوَجُّ صَدْرُه، ثم يُقِيمُه فَيَبْقَى أَثَرُ ذَلِكَ. ورَكِيَّةٌ زَوْراءُ: غَيرُ مُسْتِقيمَة الحَفْرٍ. ومَفازَةٌ: زَوْؤاءَُ: مَائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وقُوْسُ زَوْرَاءُ: مَعْطُوفَةٌ. والأَزْوَرُ: الذي يَنْظُرُ بُمؤْخِرِ عَيْنْه. ونَاقَةٌ زَوْرَةٌ: تَنْظُر بُمؤْخَر عَنِيها، لِشدتَّها وِحدًّتِها، قال صَخْرُ الغَيِّ:

(ومَاءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كمَشْيِ السَّبَتْتَى يَراحُ الشَّفِيفَا)

ويُروَي: ((زُورَةٍ)) والأَولُ أَعْرِفُ. وزَاوَرَةُ القَطاةِ - مَفْتُوح الوَاوِ _: ما حَمَلَتْ فيه الماءَ لِفراخِها. والزَّوْرَاءُ: مَشْرَبَةٌ من فِضَّةِ مُسْتَطِيلَةٌ شِبْهُ التَّلْتَلَهِ، قال:

(بزَوْراءَ في حَافاتِها المِسْكُ كانِعُ ... )

وزَوَّرَ الطَّائُرِ: امْتَلاَّت حَوْصَلَتُه. والزِّوارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ من التَّصْدِير إلى خَلْفِ الكِرْكِرَة حتى يُثْبُتَ؛ لِئَلاّ يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيَحْتَبِسَ بَوْلُه، والجَمْعُ: أَزْوِرَةُ. وزِوَةُّ القَوْمِ: رَئِيُهم وسَيِّدُهم. ورَجُلٌ زَوَّارٌ، وزَوّارَةٌُ: غَليظٌ إِلَى القَصَر. ومَا لَه زُورٌ وَزَوْرٌ، أي رَأْيٌ وعَقْلٌ؛ الضَّمُّ عن يَعقوبَ، والفَتْحُ عن أَبِي عُبَيْدٍ، وقد غَلِط، وذَلَكَ أَنَّه قالَ: لا زَوْرَ له وَلا صَيُّورَ، وأُراهُ إِنَّما أَرادَ لا زَبْرَ له، فغَيَّرَه إِذْ كَتَبَه. وزَارَه زَوْراً وزِيَارَةً وزُروَارَةً، وازْدَارَه: عَادَه، قَالَ أبو كَبِيرٍ:

(فدَخَلْتُ بَيْتَاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَرِيمِ المُفْضِلِ) ورَجُلٌ زَِائُرٌ من قَوْمٍ زُرَّرٍ، وزُوَّارٍ، وزَوْرٍ، الأَخيرةً اسْمٌ للجَمْعِ، وقِيلَ: هو جَمْعُ زَائِر، ورَجُلٌ زَوْوٌ، وقَوْمٌ زَوْرُ، يكونُ للواحِدِ والجِميعِ والمّذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ بلفْظٍ وَاحِدٍ؛ لأَنَّه مَصْدَرٌ. قالَ:

(حَبَّ بالزَّوْرِ الَّذِي لا يُرَى ... مِنْهُ إلاّ صَفَحةٌ عَنْ لَمَامْ)

ونِسْوَةُ زَوْرٌ كَذِلكِ، قَالَ:

(ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ ... )

(كما تَهاَدَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ ... )

ورَجُلٌ زَوّارٌ، وزَؤُورٌ، قال:

(إذا غَابَ عَنْها بَعْلُها لم أكُنْ لَها ... زَؤُوراً ولم تَأْنَسْ إِلَّى كِلابُها)

وقَدْ تَزاوَرُوا. والتَّزْوِيرُ: إكرامُ المُزُورِ الزَّائِرَ. وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمْتُه، قالَ ابنُ جنَّي: وذَلِكَ لاعْتِيادِه إيَّاهَا، وزَوْرِه لَهَا. والزِّيرُ: الَّذي يُخالِطُ النِّساءَ، ويُريدُ حديثهن لغير شر والجمع: أَزوارٌ وأزيارٌ، الأخيرةُ من باب عيد وأعياد - وزيرةٌ، والأنثى: زيرٌ، وقَالَ بَعَضهم: لا يُوصَفُ به المُؤَنَّثُ، وقيِلَ: الزِّيرُ: المُخالِطَ لَهْنَّ في الِباطِلِ. والزُّورُ: الكَذِب، وشَهادةَ الباطِل، رَجُلٌ زُورٌ، وقَوْمٌ زُورٌ. وكَلامٌ مُزَوَّرٌ، ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّةٌ بكَذِبٍ، وقِيلَ: مُحَسَّنٌ، وقِيلَ: هو المُثقفَّ قبلَِ أَنْ يتَكَلَّمَ به، ومنه قَولُ عَمَرَ: ((ما زَوَّرْتُ كَلاماً لأَقُولَه إِلاّ سَبَقنِي به أَبُو بَكْرٍ)) قالَ نَصْرُ بنُ سَيّارٍ:

(أَبْلِغْ أَمَيرَ المُؤْمنِينَ رِسالةً ... تَزَوَّرْتُها من مُحْكَماتِ الرَّسائِلِ)

وزَوَّرَ نَفْسَه: وَسَمَها بالزُّورِ. وفي الخَبَرِ عن الحَجَّاجِ: ((زَوَّرَ رَجُلٌ نَفْسَه)) . وزَورَّ الشَّهادَةَ: أبْطَلَها، مِنْ ذَلِكْ. وقَوْلُه تَعالَى: {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] قَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّورُ هاهُنا مَجِالِسُ اللَّهْوِ، ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا، إلاّ أَنْ يُريدَ مَجالِسَ الزُّورِ، وقِيلَ: الزُّورُ هُنا: الشِّرْكُ بِاللهِ، وقِيلَ: أعيادُ النَّصارَى، كِلاهُما عَنِ الزَّجَّاجِ، قالَ: والَّذِي جاَءَ في الزُّورِ أَنَّه الشِّرْكُ. وهو جَامِعٌ لأَعْيادِ النَّصارَى وغَيرِها، قَالَ: وقِيلَ: الزُّورُ هُنَا مَجالِسُ الغِناءِ. وزَوْرُ القَوْم وزَوِيرُهم، وزَوُيَرْهُم: سَيِّدهُم ورَأْسُهم. والزُّورُ: كُلُّ شَيءٍ يَتَّخَذُ رَبّا ويُعْبَدُ، قال الأَغْلَبُ:

(جَاءُوا بِزُورَيْهم وجِئْنَا الأَصمُ ... )

والأَصَمُُّ: رَجُلٌ، وكَانُوا جاءُوا ببَعيرَيْنِ فَعَقَلُوهُما، وقالُوا: لا نَفُرِ حتى يَفِرَّ هَذَانِ، قَال يَعْقُوبُ: فَعابَهُم بِذَلكَ وَجَعَلهُما رَبَّيْنِ لهم. والزِّير: الكتانُ، قال الحطَيْئَةُ:

(وإنْ غَضِبْتْ خَلْتَ بالِمشْفَرَيْنِ ... سِبَائِخ قُطْنٍ وَزِيراً نُسَالاَ)

والجَمْعُ أَزْوَارٌ. والزّبُر: ما اسْتَحكَمَ فَتْلًُه من الأَوْتارِ. وزِيرُ المَزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. ويَوْمُ الزَّوْرَيْنِ مَعْرُوفٌ. والزَّوْرُ: عَسِيبُ النَّخْلٍ. والزَّارةُ: الجَماعَةُ الضَّخْمَةُ من النَّاسِ والإبلِ والغَنَمِ. والزِّوَرُّ: السَّيرُ الشَّدِيدُ: قَالَ القُطامِيّ:

(يا نَاقَُ خُبِّي خَبَاً زِوَراَّ ... )

(وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَراَّ ... ) وقيل: الزِّوَرُّ: الشَّدِِيِدُ، فلَم يُخصَّ به شَيءُ دُونَ شَيءٍ. وزَارَةُ: حَيُّ من أَزْدِ السَّراةِ. وزَارَةُ: مَوْضِعٌ، قاَلَ:

(وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بَزارَةَ حَمْلُه السُّعُدُ)
زور
زارَ يَزور، زُرْ، زيارةً وزَوْرًا، فهو زائر، والمفعول مَزُور
• زار فلانًا: أتاه بقصد الالتقاء به، قصده لأنس أو حاجة "زار صديقَه في بيته- زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا: زُر حينًا بعد حين- حقّ على المزور أن يكرم زائره- {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}: دُفنتم فيها". 

زوِرَ يَزوَر، زَوَرًا، فهو أَزْوَرُ
• زوِر الشَّخصُ: اعوجّ صدرُه.
• زوِر الشَّيءُ: مَالَ. 

أزارَ يُزير، أَزِرْ، إزارةً، فهو مُزِير، والمفعول مُزار
• أزاره المريضَ: حمله على زيارته. 

ازوارَّ عن يزوارّ، ازويرارًا، فهو مُزْوارّ، والمفعول مزوارٌّ عنه
• ازوارَّ الشَّخصُ عن الشَّيء: مال عنه وانحرفَ شيئا فشيئا "الشابّ الذي يزوارُّ عن الصواب لابد أن يُقوَّم". 

ازورَّ عن يزورّ، ازْوَرِرْ/ازْوَرَّ، ازورارًا، فهو مزوَرّ، والمفعول مزوَرٌّ عنه
• ازورَّ عن طريق الصَّواب: ازوارّ؛ مال عنه وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزْوَرُّ عَنْ كَهْفِهِمْ} [ق] ". 

استزارَ يستزير، اسْتَزِرْ، استزارةً، فهو مستزير، والمفعول مستزار
 • استزار فلانًا: طلب منه أن يزوره "استزار المريضُ أصدقاءه". 

تزاورَ/ تزاورَ عن يتزاور، تزاوُرًا، فهو متزاوِر، والمفعول متزاوَرٌ عنه
• تزاور النَّاسُ: زار بعضُهم بعضًا "أين المتزاورون في الله؟ ".
• تزاور عنه: مال وانحرف " {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}: تتزاور". 

زوَّرَ/ زوَّرَ على يزوِّر، تزويرًا، فهو مزوِّر، والمفعول مزوَّر
• زوَّر الكلامَ: كذب فيه، زخرفه وموّهه "زوّر الشاهدُ ماوقع في الحادث".
• زوَّر توقيعَ المدير: قلّده وزيّفه بقصد الانتفاع به بغير حق "اكتشف تزويرًا في المستندات- زوَّر النقودَ".
• زوَّر القاضي شهادتَه: أبطلها وعدَّها زورًا.
• زوَّره المكانَ: جعله يزوره "زوّر تلاميذه المتحف".
• زوَّر عليه: قال عنه الكذب والباطل. 

إزارة [مفرد]: مصدر أزارَ. 

أَزْوَرُ [مفرد]: ج زُور، مؤ زَوْراء، ج مؤ زوراوات وزُور:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زوِرَ ° الزَّوْراءُ: مدينة بغداد.
2 - من ينظر بمؤخر عينه.
3 - بعيد "أرضٌ زوراء". 

استزارة [مفرد]: مصدر استزارَ. 

تزوير [مفرد]: مصدر زوَّرَ/ زوَّرَ على.
• تزوير انتخابيّ: (قن) مجمل المخالفات المتعلّقة بالترشيح ولوائح الانتخابات وعملية التصويت وعدّ الأصوات. 

زائر [مفرد]: ج زائرون وزَوْر وزُوّار وزُوّر، مؤ زائرة، ج مؤ زائرات وزوائر وزُوّر: اسم فاعل من زارَ ° أُستاذ زائر: أستاذ جامعيّ يُدعى ليدرِّس في كلّيّة أخرى أو جامعة لفترة محدَّدة من الوقت- الزُّوّار: الذين يزورون الأماكن المقدسة أو المرضى في المستشفيات- مرحبًا بالزائرين: عبارة ترحيب- مُمرِّضة زائرة: ممرِّضة توظفها وزارة الصِّحة العامة أو المستشفى لتشجيع صحة المجتمع، وخاصّة لزيارة ومعالجة المرضى في بيوتهم. 

زار [مفرد]: حفلة راقصة يُقال: إنها تُقام لطرد الأرواح الشريرة التي تمس الأجسام كما يزعمون. 

زَوْر [مفرد]: ج أزْوَار (لغير المصدر):
1 - مصدر زارَ.
2 - أعلى الصَّدر، ملتقى أطراف عظام الصَّدر "آلام الزَّوْر". 

زَوَر [مفرد]: مصدر زوِرَ. 

زُور [مفرد]:
1 - شهادة الباطل افتراءً وبهتانًا " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} " ° شهادة الزُّور: شهادة كاذبة أو مضلِّلة أمام سلطة قضائيّة، أو غيرها تجزم بالباطل وتنكر الحقّ.
2 - كَذِب "يدَّعي التقوى زُورًا- حلف بالزّور- {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} ". 

زِيارة [مفرد]:
1 - مصدر زارَ.
2 - إتيان بقصد الالتقاء "زيارة الأصدقاء/ المرضى- زيارة ودِّيَّة" ° بِطاقَة زيارة: بطاقة مطبوع عليها اسم الزائر كاملاً وغرض زيارته.
3 - إتيان بقصد التبرُّك أو الحج "زيارة الأماكن المقدَّسة/ الأولياء".
• حَقُّ الزِّيارة: حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طِفلهما كما نُصّ في أمر الطلاق أو الانفصال. 

زِير [مفرد]: ج أزْوَار وأَزْيار وزِيار وزِيَرَة:
1 - جَرَّة كبيرة واسعة الفم يُوضع فيها الماء (انظر: ز ي ر - زِير).
2 - من يكثر من زيارة النساء، ويحب محادثتهن ومجالستهن "إنه زير نساء".
3 - (سق) أحد أوتار العود، وصوته رقيق. 

مَزار [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من زارَ.
2 - اسم مكان من زارَ: "اهتمت الدولة بالمزارات السياحيَّة".
3 - ما يزار من مقابر الأولياء "مَزار سيِّدي عبد الرحيم القِنويّ". 

مُزير [مفرد]: اسم فاعل من أزارَ. 

مُستزير [مفرد]: اسم فاعل من استزارَ. 
زور: زار: حج، قضى فريضة الحج (بوشر، همبرت ص152).
زار: أهدي، أعطى هدية (ميهرن ص28).
زَوِر: امتلأ بالطعام وغص (بوشر).
زَوَّر (بالتشديد): لفَّق، حرّف، قلّد (بوشر)، غيرّ بدّل (هلو). وكتاب مُزوّر عن لسان أحد أي كتاب ملفق مقلد (بوشر). وفي حيّان - بسّام (3: 140و): تلك الكتب المزوّرة أي المقلدة الملفقة.
زَوّر شهادته: أعلن أنها شهادة زور أي باطلة.
وزوّر شهادته: شهد بما لا يعلمه أو بخلاف ما يعلمه (محيط المحيط).
زوَّر: اضطر، أجبر (هلو).
زاوره: ضاجره وناكده (محيط المحيط).
ازور: انحرف عن وجهته، ففي ألف ليلة (1: 203): فأخذت زوجتي قطعة سمك ولقمة فدستها في حنكه فازور بعضه في حنكه فمات لوقته.
زَوْر: حلقوم، حنجرة (بوشر).
زُور: تقليد، تلفيق بالكتابة (هلو).
بالزور: افتراءً، بهتاناً، زوراً (بوشر).
حلف بالزور: حلف باطلاً (بوشر).
زُور: قهر، غصب، اقتسار (هلو).
بالزور: بقوة، بقسر (دلابورت ص138، دوماس حياة العرب ص359).
زور: هذه الكلمة ليست واضحة المعنى لدي وقد وردت في الفخري (ص284) ففيه: وقد رفض الوزير ابن خاقان أن يقبل هدية من المال والقماش قدمها إليه سلطان مصر ((وأمر بالمال فحمل إلى خزانة الديوان وصحح بها وأخذ به زوراً لصاحب مصر)).
زَوْرِيّ: حَلْقي (بوشر).
زُورِي: شهادة زور (أبو الوليد ص350).
زيارة: حج (بوشر، همبرت ص152، ابن خلكان 1: 481) مثل زيارة النصارى لبيت المقدس (ابن خلدون طبعة نورنبرج ص34) وخاصة زيارة المسلمين لقبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293، كرتاس ص77، تاريخ البربر 1: 16، المقدمة 3: 408).
وفي أيام الموحدين كانت الزيارة هي الحج إلى قبر المهدي في تينملل، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص38 و. ق): وأخذ في الحركة إلى الزيارة، ذكر حركة أمير المؤمنين رضي الله عنه من مراكش إلى زيارة قبر المهدي رضي الله عنه بتينملل.
زيارة: هدايا تقدم إلى قبر الولي أو إلى زاوية أو إلى ناسك (دوماس صحارى ص233، دوماس قبيل ص66، وعادات ص 212، 328، كاريت قبيل 1: 230، جاكو ص295، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 398).
عيد الزيارة: عيد زيارة القديسة العذراء للقديسة اليزابث (اليصابات) (بوشر).
زائر: من يقصدون الخليفة لاستلام الهدايا أو يسألون إحساناً وقد أطلق عليهم اسم سُؤَّال ولما كانت هذه الكلمة تعني المكدين فقد غيرها خالد البرمكي بزُوَّار (الفخري ص185).
زائر: حاج (بوشر، همبرت ص152) وتطلق خاصة على من يقصد زيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة (برتون 1: 293).
تزوير: تقليد (بوشر).
مَزَار، وتجمع على مزارات: مكان الزيارة (بوشر، ابن بطوطة 1: 74، 3: 62،، 86، 156 الخ، تاريخ البربر 1: 186). وفي العبدري (ص6 و): وبه مزارة (مزارات) كثيرة.
مزار عند البياضية (الأباضية) في عمان: مثل المسجد عند باقي المسلمين، وغالباً ما يدفن فيه الأولياء حيث تحترم ذكراهم (بلجراف 2: 262).
مُزوَّر ومُزَوَّرة وجمعها مزاوِر ومُزَوَّرات: طعام لا لحم فيه يتخذ من البقول فقط، وكذلك المسكر من الأشربة الحلوة. ففي معجم المنصوري: مُزَوَّرات هو ما يستعمله من يشرب المسكر من الأشربة الحلوة إذا جالس الشرب وهو من التزوير وهو ... الكَذِب والزُور هو الكذب، وكذلك المزورات من الطبيخ هي ألوان تتخذ من الحبوب ومن البقول بغير لحم (وفي المخطوطة بياض).
وفي بيت للشاعر الفارسي خاقاني في الجريدة الآسيوية (1865، 1: 360) يفسره بقوله: جون ديد حرار ثم بدل در ... كُفتا كه زاشك كن مزوّر
وقد ترجمه السيد خانيكوف إلى الفرنسية بما معناه: ((وقد رأيت إن الحرارة تحرق قلبي فقال (الطبيب) لي حضر شراب التيزان والدموع)).
وفي التعليقات على التحفة بخط المؤلف نجد: مزور ومزورة بالتشديد طعام بي كُوشت كه از كشنيز وأمثال آن درآن كنُد ونجور وبيمار وهند، أي طعام يحضر بلا لحم وتجعل فيه كزبرة أو عقار من هذا القبيل، ويقدم للمرضى.
وفي محيط المحيط: والمزوَّرة عند الأطباء كل غذاء دبر للمريض بدون اللحم، وقد يتوسع فيها فتطلق على ما يلقى فيها اللحم أيضاً. وفي ابن البيطار (1: 35): وإذا اتخذ منه مزورة نفعت من الحمى الحادة. وفي تذكرة الأنطاكي: (اطراية) والشعيرية في مزاور المرضى (ابن خلكان 9: 145).
ومزورة (في الجزائر): ضرب من البرغل الدقيق يتخذ من الدقيق الناعم وأصبح كالحب الدقيق (دي سلان ترجمة ابن خلكان 3: 667 رقم 21).
ومزورة في الشام طعام من اللوز المدقوق أو الماش يطبخ حتى يروب كالعصيدة (محيط المحيط).
مُزَوِّر: من يرشد زائر قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) (بركهارت بلاد العرب 2: 138، برتون 1: 393).
مُزُورَة: مؤثث، مفروش، مجهز.
مِزْوَرة: مرتبة المِزْوَر (انظر مزور)، رئيس. ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص107): ثم نقل إلى مزورة العصر (الغُزّ) ثم نقل إلى الوزارة.
مُزوَّرَة: انظر مُزَوَّر.
مَزْوار وتجمع على مزاورون، ومَزَاور، ومزاورة: هي اللفظة بربرية امزوار التي تعني أول التي حذف منها الألف وهي علامة الفرد المذكر بروسلارد في الجريدة الآسيوية (1851، 1: 84)، وقد ترجمت كلمة أول في معجم البربر بكلمة دَمَزْوار، وتستعمل كلمة مزوار بمعنى رئيس وهي بمعنى كلمة شيخ عند العرب. وقد ترجمها فوك بكلمة Pretalus، وفيه أيضاً مزوار عشرة أي رئيس وقائد عشرة رجال.
وفي الحلل (ص89 و): وأما سائر المشايخ والمزاورة. ومزوار الأطباء: رئيس أطباء البلاط (رينان ابن رشد ص452) وهذا صواب قراءتها بدل للأطباء.
ومزوار الطلبة (رينان ابن رشد ص452، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص115) وهي مرادفة شيخ الطلبة في كتاب ابن صاحب الصلاة (ص3 و).
ويسمى شيخ القبيلة مزوار أيضاً (تاريخ البربر 1: 480) وفي مخطوطتنا (رقم 1351) ويسمى بدل وتسمى. وفي ترجمة دي سلان (3: 418) ويسمى أيضاً.
وقد قسمت مقاطعة درعا إلى حكومتين على رأس كل حكومة منها مزوار وكان في الحقيقة سيداً مستقلاً (مارمول 3: 5).
وكان بعض الأشخاص الذين هم أقل منزلة يطلق عليهم اسم مزوار كالمهندس مثلاً (كرتاس ص281) ورئيس البنائين، معمار، غير أنه في بلاطات إفريقية وبلاط بني الأحمر في غرناطة يطلق اسم مزوار على رئيس الشرطة الجندار خاصة وكان هذا حاجباً وخادم الأمير والجلاد، ورئيس الشرطة هذا ورئيس الحجاب يحفظ باب السلطان ويمنع العامة من الدخول، ويدخل عليه الزائرين، ويراعى المراسيم المتبعة في الاجتماعات مع السلطان، ويتولى حراسة السجون، وحراسة من أمر السلطان بتوقيفهم، ويقوم بقتلهم بأمره، وكان يقسم بين يديه قسم الإخلاص للسلطان الجديد (انظر المقدمة 2: 14، تاريخ البربر 1: 518، 2: 373، وترجمة دي سلان لتاريخ البربر 2: 435، أبو حمو ص81) وبالجملة فقد كان يتولى وزارة مصغرة (ابن خلدون).
وفي غرناطة كان السلاطين يولون عادة في هذه الوظيفة عبداً معتقاً (كما أخبرنا هرناندو دي تيزا) (عند ملّر آخر أيام غرناطة) وكان هذا ممن لا أهل له ولذلك فهو شديد الإخلاص للسلطان.
وكانت للمزوار مكانة كبيرة في المجتمع، وفي أيام ليون الأفريقي ومارمول كان ذو المرتبة الأولى في تونس المُنَفِّذ، والمرتبة الثانية للمزوار وكان هذا قائد الجيش، انظر ليون (ص565) ومارمول (2: 244).
وفي فاس كان المزوار مساعداً للوزير وغالباً ما يكون قائد الجيش (مارمول 2: 99).
وفي تلمسان كان المزوار الشخصية الأولى في الدولة بعد السلطان.
وفي أيام حكم بني زيّان كان لهم وزيران وقائد للجيش وهو صاحب السيف وكاتب ثم جمعوا كل ذلك لوزير واحد أطلقوا عليه اسم المزوار في أواخر حكمهم (برجس ص364) وكان هذا فيما يقول مارمول (2: 177) نائب الملك.
والمزوار باعتباره قائد الجيش كان يقرر رواتب الجيش وتجنيدهم وتسريحهم حسب حاجة الوقت، ويعين موظفي البلاط، وكان له في كل شيء نفس سلطة الملك.
وفي أيامنا هذه نجد المزوار مثل الوزير في توجرت (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 74) غير أنه في أماكن أخرى كان رئيس الشرطة. وهكذا نجد اسم مزوار العدوتين أي رئيس الشرطة في محلتي مدينة فاس (الجريدة الآسيوية 1844، 1: 402).
وفي الجزائر كان أيضاً مزوار يتمتع بكل هذه الصفات، ويخبرنا لوجيه الذي يتحدث عنه (ص243 - 244): أنه كان له السلطة العليا على مومسات البلد، وعليهن أن يدفعن له ضريبة مقدارها ألفي قرش يقدمها للواي، وهو يمسكهن في منزله ويقسمهن إلى طبقات. ويؤجرهن للمسلمين الذي عليهم إعادتهن عند انتهاء مدة الإيجار إلا إذا جدده لهم، انظر أيضاً (هيدو ص45، لامبرشت ص44، ص55، دان ص27، 102، 334، 338، فاخريشتن 1: 636، 3: 49، روزيه 3: 111، 114 - 116، 335، راموز ص192) وقارن مزوار مع مرينهور عند البرتغاليين مع ما يذكر تيفنو عنه (1: 554) في تونس، ومع سوباشي عند الأتراك.
ولا يزال المزوار في الجزائر حتى أيام الاحتلال الفرنسي الذي احتفظ به بعض الوقت (أهل الجزائر في أيامنا اترخت 1836 ص95).
مزوار: مركبة حديدية للتنكيل والتعذيب (بوشر).

زور

1 زَارَهُ, aor. ـُ inf. n. زِيَارَةٌ (S, A, Msb, K) and زَوْرٌ (S, A, K) and مَزَارٌ (S, Msb, K) and زُوَارَةٌ (Ks, S) or زُوَارٌ; (K;) and ↓ ازدارهُ, (S, A, TA,) of the measure اِفْتَعَلَ from الزِّيَارَةُ, (S, TA,) is syn. with زَارَهُ; (A, TA;) [He visited him: lit.] he met him with his زَوْر [i. e. chest, or bosom]: or he repaired to his زَوْر, i. e. direction: (B, TA:) [or] he inclined towards him: (TA:) [see also زَوِرَ:] or he repaired to him: (A:) or he repaired to him from a desire to see him. (Msb.) b2: [Hence,] زَارَ شَعُوبَ (tropical:) [lit., He visited death; i. e., he died]. (TA.) [See 4.]

A2: زَارَهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. زِوَارٌ, (TA,) He bound upon him (namely a camel) the rope called زِوَار, q. v. (K.) A3: زَوِرَ, aor. ـْ inf. n. زَوَرٌ, He, or it, inclined. (TA.) [App. always used in a proper, not a tropical, sense. See زَوَرٌ below.] b2: He had the kind of distortion termed زَوَرٌ [which see, below]. (TA.) 2 زوّرهُ, (A, K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) He honoured him; namely, a visiter; treated him with honour, or hospitality; (S, A, K;) made account of his visit; (A;) treated him well, and acknowledged his right as a visiter; (TA;) slaughtered for him, and treated him with honour or hospitality. (Az.) A2: زوّر الشَّهَادَةَ He annulled the testimony; (K, TA;) impugned and annulled it. (TA.) b2: El-Kattál says, وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ وَفينَا قَسْوَةٌ لَا تُزَوَّرُ [And we are men whose wood of which our bows are made is hard wood of a neb'ah, and in us is hardiness not to be impugned and denied]: Aboo-'Adnán says, [perhaps reading نُزَوَّرُ, which may be the correct reading,] that he means, we are not to be calumniated, because of our hardness, or hardiness, nor to be held weak. (TA.) b3: زوّر نَفْسَهُ He stigmatized himself by the imputation of falsehood. (K.) [See also other explanations, below.] b4: زوّر كَلَامَهُ (assumed tropical:) He falsified his speech; he embellished his speech with lies; syn. زَخْرَفَهُ. (Msb.) [See also below.] b5: زوّر الكَذِبَ, (K,) inf. n. تَزْوِيرٌ, (S,) (tropical:) He embellished the lie. (S, K, TA.) b6: زوّر شَيْئًا (tropical:) He removed, or did away with, the obliquity of a thing; (TA;) he rectified, adjusted, or corrected, it; (IAar, S, Msb, K;) whether good or evil; (IAar, Msb;) he beautified, or embellished, it. (Az, S, K.) b7: زوّر كَلَامًا (tropical:) He made speech right and sound, (As,) prepared it, (As, Msb,) and measured it, (As,) فِى نَفْسِهِ in his mind, (Msb,) before he uttered it: (As:) he rectified, adjusted, or corrected, it; and beautified, or embellished, it; as also ↓ تزوّرهُ, occurring in a verse of Nasr. Ibn-Seiyár. (TA.) And [in like manner] زوّر الحَدِيثَ (tropical:) He rectified, or corrected, the story, narrative, or tradition, removing, or doing away with, its obliquity: and ↓ تزوّرهُ he did so (زِوّرهُ) to himself. (A.) b8: رَحِمَ اللّٰهُ امْرَأً زَوَّرَ نَفْسَهُ عَلَى نَفْسِهِ, a saying of El-Hajjáj, May God have mercy upon a man who rectifies, or corrects, himself, against himself: (S, * TA:) or, as some say, who stigmatizes himself by the charge of falsehood against himself: or who accuses himself against himself: like as you say, أَنَا أُزَوِّرُكَ عَلَى نَفْسِكَ I accuse thee [of wrong] against thyself. (TA.) A3: تَزْوِيرٌ is also syn. with تَشْبِيهٌ [The likening a thing to another thing; &c.]. (TA.) A4: زوّر said of a bird, inf. n. as above, His crop (حَوْصَلَتُهُ) became high: (Az, TA:) or became full. (TA.) 4 ازارهُ He incited him, or made him, to visit. (S, K.) You say أَزَرْتُهُ غَيْرِى I made him, or caused him, to visit another, not myself. (A.) b2: أَزَرْتُهُ شَعُوبَ (tropical:) I made him to visit death; [i. e., I killed him.] (TA.) [See 1.] b3: أَنَا أُزِيرُكُمْ ثَنَائِى (tropical:) [I will introduce you, or your name, in my eulogy; meaning I will praise you]. (A.) and أَزَرْتُكُمْ قَصَائِدِى (tropical:) [I have introduced you, or the mention of you, in my odes]. (A.) 5 تزوّر He said what was false; spoke falsely. (A.) A2: See also 2, in two places.6 تزاوروا They visited one another. (S, A, K.) You say, بَيْنَهُمْ تَزَاوُرٌ Between them is mutual visiting. (A.) b2: See also 9, in two places.8 اِزْدَارَ: see 1.

A2: Also, accord. to Aboo-'Amr El-Mutarriz, He swallowed a morsel, or mouthful; like اِزْدَرَدَ. (TA in art. زرد.) 9 ازورّ عَنْهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. اِزْوِرَارٌ; (S, A;) and ↓ ازوارّ, (S, A, K,) inf. n. اِزْوِيرَارٌ; (S;) and ↓ تزاور; (S, A, Msb, K;) He declined, or turned aside, from it. (S, A, * Msb, K.) ↓ تَزَّاوَرُ, in the Kur xviii. 16, is a contraction تَتَزَاوَرُ: (S;) تَزْوَرُّ is another reading. (TA.) b2: فِى صَدْرِهِ ازْوِرَارٌ In his breast, or chest, is crookedness, curving, or distortion. (A.) 10 استزارهُ He asked him to visit him. (S, A, * K.) 11 إِزْوَاْرَّ see 9.

زَارٌ: see زَارَةٌ.

زَوْرٌ: see زَائِرٌ, in three places. b2: Also A camel having the hump inclining. (TA.) b3: And, with ة, A she-camel that looks from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper: (K, * TA: [see زَوْرَةٌ below: and see also أَزْوَرُ:]) and a strong and thick she-camel. (TA.) b4: And فَلَاةٌ زَوْرَةٌ A desert not of moderate extent, or not easy to traverse. (TA.) A2: The direction of a person to whom one repairs. (B.) b2: The breast, or chest: (TA:) or its upper, or uppermost, part: (S, A, Mgh:) in a horse, narrowness in this part is approved, and width in the لَبَان; as the poet 'Abd-Allah Ibn-Suleymeh says, making a distinction between these two parts: (S:) or its middle: or the elevated part of it, to the shoulder-blades: or the part where the extremities of the breast-bones meet together: (K:) or the whole of the breast of the camel: pl. أَزْوَارٌ. (TA.) Hence, بَنَاتُ الزَّوْرِ The ribs and other parts around the breast. (TA.) [Hence also, app. from the action of the camel when he lies down,] أَلْقَى زَوْرَهُ (tropical:) [lit. He threw his breast upon the ground;] he remained, stayed, or abode. (A.) b3: The lord, or chief, of a people; (K, * TA;) as also ↓ زُورٌ (Sh, K) and ↓ زُوَيْرٌ (IAar, S, K) and ↓ زَوِيرٌ (TA, as from the K, [in a copy of which SM appears to have found كَالزَّوِيرِ وَالزُّوَيْرِ كَزُبَيْرٍ وَخِدَبٍّ, instead of كَالزُّوَيْرِ وَالزِّوَرِّ الخ,]) and ↓ زِوَرٌّ. (K, TA.) A3: Determination: (T, M:) or strength of determination. (K.) b2: See also زُورٌ

A4: A palm-branch, or straight and slender palm-branch, from which the leaves have been stripped off: (Sgh, K, TA:) of the dial. of El-Yemen. (Sgh, TA.) A5: Stone which appears to a person digging a well, and which, being unable to break it, he leaves apparent: (K:) or, as some say, a mass of rock, in an absolute sense. (TA.) زُورٌ A lie; a falsehood; an untruth: (S, Msb, K:) because it is a saying deviating from the truth. (TA.) So in the Kur xxii. 31: and so it is expl. in the trad., المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ [He who boasts of abundance which he has not received is like the wearer of two garments of falsity]. (TA. [See art. شبع.]) So, too, in the Kur [xxv. 72], وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ And those who do not bear false witness. (Bd, Msb.) [But there are other explanations of these words of the Kur, which see below.] b2: What is false, or vain: (K:) or false witness: and a thing for which one is suspected, syn. تُهَمَةٌ. (TA.) b3: (tropical:) Anything that is taken as a lord in the place of God; (S;) a thing, (K,) or anything, (AO, A,) that is worshipped in the place of God; (AO, A, K;) as also زُونٌ, with ن: or a particular idol which was adorned with jewels, in the country of Ed-Dádar (الدَّادَر [a name I nowhere find]). (TA.) b4: See also زَوْرٌ. b5: (assumed tropical:) The association of another, or others, with God: (Zj, K:) so explained by Zj, in the Kur xxv. 72, quoted above: and so the phrase شَهَادَةُ الزُّورِ, occurring in a trad. (TA.) b6: (assumed tropical:) [A place or] places in which lies are told: and the words in the Kur xxv. 72, quoted above, may mean, And those who are not present in places where lies are told: because the witnessing of what is false is participating therein: (Bd:) or the meaning here is the places where the Christians sit and converse: (Zj:) or where the Jews and Christians sit and converse: (TA, as from the K:) or the festivals of the Jews and Christians: (so in the CK and in a MS. copy of the K:) or (so in the TA, but in the K “ and ”) a place, (K,) or places, (Zj,) where persons sit, and hear singing: (Zj, K:) or places where persons sit, and entertain themselves by frivolous or vain diversion: (Th:) but ISd says, I know not how this is, unless he mean the assemblies of polytheism, which includes the festivals of the Christians, and other festivals. (TA.) A2: Judgment: (K:) or judgment to which recourse may be had: (S:) or strength of judgment. (A.) [See also زَوْرٌ.] You say, مَا لَهُ زُورٌ وَلَا ضَيُّورٌ He has no judgment to which recourse may be had: (S:) or no strength of judgment: (A:) or no judgment, nor understanding or intellect or intelligence, to which recourse may be had: (TA:) for زُورٌ also signifies understanding, intellect, or intelligence; (Yaakoob, K;) and so ↓ زَوْرٌ: (A'Obeyd, K:) but A 'Obeyd thinks it a mistranscription, for لَا زَبْرَ. (TA.) b2: Strength: in which sense the word is an instance of agreement between the Arabic and Persian languages: (AO, K:) or it is arabicized: (Sb:) but the Persian word is with the inclined, not the pure, dammeh. (TA.) You say لَيْسَ لَهُمْ زُورٌ They have not strength. (TA.) And حَبْلٌ لَهُ زُورٌ A rope having strength. (TA.) b3: Deliciousness, and sweetness, or pleasantness, of food. (K.) b4: and Softness, and cleanness, of a garment, or piece of cloth. (K.) زَوَرٌ inf. n. of زَوِرَ. (TA.) b2: Inclination; (S, Msb, K;) such as is termed صَعَرٌ; (S;) crookedness; wryness; distortion. (A.) b3: Distortion of the زَوْر, (Mgh, K,) which is the upper, or uppermost, part of the breast, (Mgh,) or the middle of the breast [&c.]: (TA:) or the prominence of one of its two sides above the other: (K:) in a horse, the prominence of one of the two portions of flesh in the breast, on the right and left thereof, and the depression of the other: (S:) in others than dogs, it is said by some to signify inclination [or distortion] of a thing or part which is not of a regular square form; such as the كِرْكِرَة and the لِبْدَة. (TA.) زِيرٌ, (S, K, &c.,) originally with و, written by the Sheykh-el-Islám Zekereeyà, in his commentaries on Bd, with hemz, contr. to the leading lexicologists; (TA;) or زيرُ نِسَآءٍ; A visiter of women: (Az, TA in art. تبع:) a man who loves to discourse with women, and to sit with them, (S, K,) and to mix with them: (TA:) so called because of his frequent visits to them: or who mixes with them in vain things: or who mixes with them and desires to discourse with them: (TA:) without evil, or with it: (K:) and a woman is termed زِيرٌ also: (K:) you say اِمْرَأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ: (Ks:) but this usage is rare: (TA:) or it is applied to a man only: (K:) a woman of this description is termed مَرْيَمٌ: (TA:) pl. [of pauc.] أَزْوَارٌ and أَزْيَارٌ, (K,) the latter like أَعْيَادٌ pl. of عِيدٌ, (TA,) and [of mult.] زِيَرَةٌ. (S, K.) A2: Custom; habit; wont. (Yoo, K.) A3: A slender وَتَر [or bow-string]: (S, K:) or the most slender of such cords, (أَحَدُّهَا: (K, TA: in the CK أَحَدُهَا:) and the most firmly twisted. (TA.) b2: Hence the زِير [or smallest string] of a مِزْهَر [or lute] is thus termed. (TA.) [In this and the next preceding senses, it is app. of Persian origin.]

A4: Flax: (Yaakoob, S, K:) and with ة a portion thereof: (K:) pl. أَزْوَارٌ. (TA.) A5: See also art. زير.

زِوَرٌّ A vehement pace. (S, K.) b2: Vehement; or strong: (K:) but to what applied is not particularized. (TA.) b3: Applied to a camel, Strong; hardy; (TA;) prepared for journeys. (K.) and زِوَرَّةُ أَسْفَارٍ, applied to a she-camel, Prepared for journeys: or having an inclination to one side, by reason of her briskness, or sprightliness. (TA.) [See أَزْوَرُ.] b4: See also زَوْرٌ.

زَيِرٌ, in the K زَيِّرٌ: see art. زير.

زَارَةُ The حَوْصَلَة [or crop] (Az, K) of a bird; (Az, TA;) as also ↓ زَاوَرَةٌ, (K, TA,) with fet-h to the و, (TA,) [in the CK زاوِرَة,] and ↓ زَاؤُورَةُ (K, TA) [in the CK زاوُرَة]: and القَطَا ↓ زَاوَرَةُ The receptacle in which the [bird called] قطا carries water to its young ones. (TA.) A2: زَارَةُ الأَسَدِ The thicket, wood, or forest, or bed of reeds or canes, (أَجَمَة,) that is the haunt of the lion: so called because of his frequenting it. (IJ.) [See also زَأْرَةٌ, in art. زأر.] And ↓ زَارٌ A thicket, wood, or forest, (أَجَمَة,) containing [high coarse grass of the kind called] حَلْفَآء, and reeds or canes, and water. (TA.) b2: (assumed tropical:) A collected number, (K,) or a large collected number, (TA,) of camels, (K,) and of sheep or goats, and of men: or of camels, and of men, from fifty to sixty. (TA.) [See, again, زَأْرَةٌ, in art. زأر.]

زَوْرَةٌ A single visit. (S, TA.) A2: Distance; remoteness: (S, K:) from الاِزْوِرَارُ. (S.) A poet (Sakhr El-Ghei, TA) says, وَمَآءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ

[To many a water have I come, notwithstanding its distance]: (S:) or, accord. to AA, عَلَى زَوْرَةٍ, in this ex., accord. to one relation زُورَة, but the former is the better known, means upon a she-camel that looked from the outer angle of her eye, by reason of her vehemence and sharpness of temper. (TA.) زِيرَةٌ A manner of visiting. (K.) One says, فُلَانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ Such a one is good in his manner of visiting. (TA.) زِوَارٌ (AA, S, K) and ↓ زِيَارٌ (IAar, K) A rope, or cord, which is put between the camel's fore-girth and kind-girth, (AA, S, K,) to prevent the kindgirth from hurting the animal's ثِيل, and so causing a suppression of the urine: (AA, TA:) pl. أَزْوِرَةٌ. (S, K.) In a trad., Ed-Dejjál is described as bound with أَزْوِرَة; meaning, having his arms bound together upon his breast. (IAth.) b2: Also, both words, (tropical:) Anything that is a [means of] rectification to another thing, (K,) and a defence, or protection; (IAar, K;) like the زِيَار of a beast. (IAar.) زِيَارٌ: see زِوَارٌ: A2: and see art. زير.

زُوَيْرٌ and زَوِيرٌ: see زَوْرٌ.

زَؤُورٌ: see what next follows, in two places.

رَجُلٌ زَوَّارٌ and ↓ زَؤُورٌ [A man who visits much]: a poet says, إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا لَمْ أَكُنْ لَهَا وَلَمْ تَأْنَسْ إِلَىَّ كِلَابُهَا ↓ زَؤُورًا [When her husband is absent from her, I am not to her a frequent visiter, nor do her dogs become familiar to me]. (TA.) زَائِرٌ A person visiting; a visiter: (S, * Msb, K: *) fem. زَائِرَةٌ: (Sb:) pl. زَائِرُونَ, masc., (S, K,) and زَائِرَاتٌ, fem., (S, Msb,) and زُوَّارٌ, masc., (S, Msb, K,) and زَوَّرٌ, masc., (K,) and fem.: (Sb, S, Msb:) and ↓ زَوْرٌ signifies the same as زَائِرٌ (A, Msb, K, TA) and زَائِرَةٌ (TA) and زَائِرُونَ (S, A, K, TA) and زَائِرَاتُ; (S, A, Msb, TA;) being originally an inf. n.; or, as syn. with زائرون, it is a quasi-pl. n.; by some called a pl. of زَائِرٌ. (TA.) It is said in a trad., عَلَيْكَ حَقًّا ↓ إِنَّ لِزَوْرِكَ [Verily there is to thy visiter, or visiters, a just claim upon thee]. (TA.) [And hence,] ↓ زَوْرٌ also signifies A phantom that is seen in sleep. (K.) زَاوَرَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

زَاؤُورَةٌ: see زَارَةٌ; the former, in two places.

أَزْوَرُ Inclining; (K;) crooked; wry; distorted: (A:) [fem. زَوْرَآءُ:] pl. زُورٌ. (K.) b2: Having that kind of distortion in the زَوْر (or middle of the breast [&c.] TA) which is termed زَوَرٌ. (K, TA.) b3: A dog whose breast (جَوْشَنُ) صَدْرِهِ) is narrow, (K,) and the كَلْكَل [app. meaning the part between the two collar-bones] projecting, as though his, or its, sides had been squeezed. (TA.) b4: A wry neck. (TA.) b5: [A beast] that looks from the outer angles of his eyes (K) by reason of his vehemence and sharpness of temper: (TA: [see also زَوْرٌ:]) or a camel (TA) that goes with an inclination towards one side, when his pace is vehement, though without any distortion in his chest. (K.) [See also زِوَرٌّ. Hence, app.,] الزَّوْرَآءُ is a name of Certain camels (مَال) that belonged to Uheyhah (S, K) Ibn-El-Juláh ElAnsáree. (S.) b6: زَوْرَآءُ (tropical:) A bow: (S, A, K:) because of its curving. (S.) b7: (tropical:) A bent bow. (TA.) b8: (tropical:) A menáreh (مَنَارَة) deviating from the perpendicular. (A.) b9: (tropical:) A well (بِئْر) deep: (S, K, * TA:) or not straightly dug. (TA.) b10: (tropical:) A land, (أَرْض, S, K,) and a desert, (مَفَازَة, A, or فَلَاة, TA,) far-extending, (S, A, K, TA,) and turning aside: (TA:) and أَزْوَرُ is applied [in the same sense] to a country, (TA,) and to an army. (S, TA.) b11: (tropical:) A saying, or phrase, (كَلِمَة,) bad, and crooked, or distorted. (A.) A2: Also زَوْرَآءُ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] (assumed tropical:) A [drinking-cup or bowl of the kind called] قَدَح. (S, K.) b2: And (assumed tropical:) A certain vessel (K) for drinking, (TA,) oblong, like the تَلْتَلَة. (TA.) A3: هُوَ

أَزْوَرُ عَنْ مَقَامِ الذُّلِّ (A) (tropical:) He is most remote from the station, or state, of baseness, or ignominiousness. (TA.) مَزَارٌ A place [and a time] of visiting. (S, Msb.) مَزُورٌ Visited. (A.) مُزَوَّرٌ A camel distorted in the breast, or chest, when drawn forth from his mother's belly by the مُذَمِّر [q. v.], who therefore presses, or squeezes, it, in order to set it right, but so that an effect of his pressing, or squeezing, remains in him, whereby he is known to be مُزَوَّر. (Lth, K.) b2: And كَلَامٌ مُزَوَّرٌ (assumed tropical:) Speech falsified, or embellished with lies. (TA.) And (tropical:) Speech rectified, adjusted, or corrected, [and prepared, (see 2,)] before it is uttered: or beautified, or embellished; as also ↓ مُتَزَوَّرٌ. (TA.) مُزْدَارَةٌ Visiters of the tomb of the Prophet. (A.) مُتَزَوَّرٌ: see مُزَوَّرٌ.

زور: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل:

مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصَّدْرِ من

الخُفِّ، والجمع أَزوار. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل: هو إِشراف

أَحد جانبيه على الآخر، زَوِرَ زَورَاً، فهو أَزْوَرُ. وكلب أَزْوَرُ: قد

اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه، وهو

في غير الكلاب مَيَلٌ مَّا لاً يكون مُعْتَدِلَ التربيع نحو الكِرْكِرَةِ

واللِّبْدَةِ، ويستحب في الفرس أَن يكون في زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يكون

رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبدالله بن سليمة

(* قوله: «عبدالله بن سليمة»

وقيل ابن سليم، وقبله:

ولقد غدوت على القبيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المفروس

كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل).

مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه،

رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ

قال الجوهري: وقد فرق بين الزَّوْرِ واللَّبانِ كما ترى. والزَّوَرُ في

صدر الفرس: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وفي قصيد كعب ابن

زهير:

في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ

الزَّوْرُ: الصدر. وبناته: ما حواليه من الأَضلاع وغيرها.

والزَّوَرُ، بالتحريك: المَيَلُ وهو مثل الصَّعَر.

وعَنُقٌ أَزْوَرُ: مائل. والمُزَوَّرُ من الإِبل: الذي يَسُلُّه

المُزَمَّرُ من بطن أُمه فَيَعْوَجُّ صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غَمْزِه

أَثر يعلم أَنه مُزَوَّرٌ. وركية زَوْراءُ: غير مستقيمة الحَفْرِ.

والزَّوْراءُ: البئر البعيدة القعر؛ قال الشاعر:

إِذْ تَجْعَلُ الجارَ في زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ

زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دونه المَرَسَا

وأَرض زَوْراءُ: بعيدة؛ قال الأَعشى:

يَسْقِي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً

زَوْراءَ، أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ

ومفازة زَوْراءُ: مائلة عن السَّمْتِ والقصدِ. وفلاة زَوْراءُ: بعيدة

فيها ازْوِرَارٌ. وقَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. وقال الفراء في قوله تعالى:

وترى الشمسَ إِذا طلعتْ تَزاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليمين؛ قرأَ بعضهم:

تَزْوَارُ يريد تَتَزاوَرُ، وقرأَ بعضهم: تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ، قال:

وازْوِرارُها في هذا الموضع أَنها كانت تَطْلُع على كهفهم ذات اليمين فلا

تصيبهم وتَغْرُبُ على كهفهم ذات الشمال فلا تصيبهم، وقال الأَخفش: تزاور عن

كهفهم أَي تميل؛ وأَنشد:

ودونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ،

جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوانا أَزْوَرُ،

يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ

قال: والزَّوَرُ مَيَلٌ في وسط الصدر، ويقال للقوس زَوْراءُ لميلهَا،

وللجيش أَزْوَرُ. والأَزْوَرُ: الذي ينظر بِمُؤْخِرِ عينه. قال الأَزهري:

سمعت العرب تقول للبعير المائل السَّنَامِ: هذا البعير زَوْرٌ. وناقة

زَوْرَةٌ: قوية غليظة. وناقة زَوْرَة: تنظر بِمُؤْخِرِ عينها لشدّتها

وحدّتها؛ قال صخر الغيّ:

وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ،

كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

ويروى: زُورَةٍ، والأَوّل أَعرف. قال أَبو عمرو: على زَوْرَةٍ أَي على

ناقة شديدة؛ ويقال: فيه ازْوِرارٌ وحَدْرٌ، ويقال: أَراد على فلاة غير

قاصدة. وناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. ويقال

فيها ازْوِرارٌ من نشاطها.

أَبو زيد: زَوَّرَ الطائر تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛ ويقال

للحوصلة: الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ.

وزَاوَرَةُ القَطاةِ، مفتوح الواو: ما حملت فيه الماء لفراخها.

والازْوِزارُ عن الشيء: العدول عنه، وقد ازْوَرَّ عنه ازْوِراراً

وازْوارَّ عنه ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عنه تَزاوُراً، كله بمعنى: عَدَلَ عنه

وانحرفَ. وقرئ: تَزَّاوَرُ عن كهفهم، وهو مدغم تَتَزَاوَرُ.

والزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ من فضة مستطيلة شبه التَّلْتَلَةِ.

والزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قال النابغة:

وتُسْقى، إِذا ما شئتَ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ

بِزَوْراءَ، في حافاتها المِسْكُ كانِعُ

وزَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حوصلته.

والزِّوار: حبل يُشَدُّ من التصدير إِلى خلف الكِرْكِرَةِ حتى يثبت

لئلاَّ يصيب الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بوله، والجمع أَزْوِرَةٌ.

وزَوْرُ القوم: رئيسهم وسيدهم.

ورجل زُوارٌ وزُوارَةٌ: غليظ إِلى القصر. قال الأَزهري: قرأْت في كتاب

الليث في هذا الباب: يقال للرجل إِذا كان غليظاً إِلى القصر ما هو: إِنه

لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ؛ قال أَبو منصور: وهذا تصحيف منكر والصواب إِنه

لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ، بزايين، قال: قال ذلك أَبو عمرو وابن الأَعرابي

وغيرهما.

والزَّوْرُ: العزيمة. وما له زَوْرٌ وزُورٌ ولا صَيُّورٌ بمعنًى أَي ما

له رأْي وعقل يرجع إِليه؛ الضم عن يعقوب والفتح عن أَبي عبيد، وذلك أَنه

قال لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ، قال: وأُراه إِنما أَراد لا زَبْرَ له

فغيره إِذ كتبه. أَبو عبيدة في قولهم ليس لهم زَوْرٌ: أَي ليس لهم قوّة ولا

رأْي. وحبل له زَوْرٌ أَي قوّة؛ قال: وهذا وفاق وقع بين العربية

والفارسية والزَّوْرُ: الزائرون. وزاره يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً

وازْدَارَهُ: عاده افْتَعَلَ من الزيارة؛ قال أَبو كبير:

فدخلتُ بيتاً غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ،

وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ

والزَّوْرَةُ: المرَّة الواحدة. ورجل زائر من قوم زُوَّرٍ وزُوَّارٍ

وزَوْرٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: هو جمع زائر. والزَّوْرُ: الذي

يَزُورُك. ورجل زَوْرٌ وقوم زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ ونساء زَوْرٌ، يكون للواحد

والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأَنه مصدر؛ قال:

حُبَّ بالزَّوْرِ الذي لا يُرَى

منه، إِلاَّ صَفْحَةٌ عن لِمام

وقال في نسوة زَوْرٍ:

ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ،

كما تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

وامرأَة زائرة من نسوة زُورٍ؛ عن سيبويه، وكذلك في المذكر كعائذ وعُوذ.

الجوهري: نسوة زُوَّرٌ وزَوْرٌ مثل نُوَّحٍ ونَوْحٍ وزائرات، ورجل

زَوَّارٌ وزَؤُورٌ؛ قال:

إِذا غاب عنها بعلُها لم أَكُنْ

لها زَؤُوراً، ولم تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها

وقد تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بعضاً. والتَّزْوِيرُ: كرامة الزائر

وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زيد: زَوِّرُوا فلاناً أَي اذْبَحُوا له

وأَكرموه. والتَّزْوِيرُ: أَن يكرم المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ له حق

زيارته، وقال بعضهم: زارَ فلانٌ فلاناً أَي مال إِليه؛ ومنه تَزَاوَرَ عنه

أَي مال عنه. وقد زَوَّرَ القومُ صاحبهم تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه.

وأَزَارَهُ: حمله على الزيارة. وفي حديث طلحة: حتى أَزَرْتُه شَعُوبَ أَي

أَوردته المنيةَ فزارها؛ شعوب: من أَسماء المنية. واسْتَزاره: سأَله أَن

يَزُورَه. والمَزَارُ: الزيارة والمَزَارُ: موضع الزيارة. وفي الحديث:

إِن لِزَوْركَ عليك حقّاً؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، وهو في الأَصل مصدر وضع

موضع الاسم كصَوْم ونَوْمٍ بمعنى صائم ونائم. وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال.

والزَّوْرَةُ: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر:

وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ

وفي حديث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلى عثمان، رضي الله عنه: يا بُنَيَّ ما لي

أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين؛ يقال: ازْوَرَّ

عنه وازْوَارَّ بمعنًى؛ ومنه شعر عمر:

بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها

الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل. ابن الأَعرابي: الزَّيِّرُ

من الرجال الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه. قال: والزِّيرُ الزِّرُّ. قال:

ومن العرب من يقلب أَحد الحرفين المدغمين ياء فيقول في مَرٍّ مَيْرٍ، وفي

زِرٍّ زِيرٍ، وهو الدُّجَةُ، وفي رِزٍّ رِيز. قال أَبو منصور: قوله

الزَّيِّرُ الغضبان أَصله مهموز من زأَر الأَسد. ويقال للعدوّ: زائِرٌ، وهم

الزائرُون؛ قال عنترة:

حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ، فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ

قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. وقال ابن الأَعرابي: الزائر

الغضبان، بالهمز، والزاير الحبيب. قال: وبيت عنترة يروى بالوجهين، فمن

همز أَراد الأَعداء ومن لم يهمز أَراد الأَحباب.

وزأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قال ابن جني: وذلك لاعتياده إِياها وزَوْرِه

لها. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذات الماء والحلفاء والقَصَبِ.

والزَّأْرَة: الأَجَمَة.

والزِّيرُ: الذي يخالط النساء ويريد حديثهنّ لغير شَرٍّ، والجمع

أَزْوارٌ وأَزْيارٌ؛ الأَخيرة من باب عِيدٍ وأَعياد، وزِيَرَةٌ، والأُنثى زِيرٌ،

وقال بعضهم: لا يوصف به المؤنث، وقيل: الزِّيرُ المُخالِطُ لهنّ في

الباطل، ويقال: فلان زِيرُ نساءٍ إِذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن،

سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، والجمع الزِّيَرَةُ؛ قال رؤبة:

قُلْتُ لزِيرٍ لم تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ

وفي الحديث: لا يزال أَحدكم كاسِراً وسادَهُ يَتَّكِئٌ عليه ويأْخُذُ

في الحديث فِعْلَ الزِّيرِ؛ الزِّيرُ من الرجال: الذي يحب محادثة النساء

ومجالستهن، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن، وأَصله من الواو؛ وقول الأَعشى:

تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بها شَجْوَهُ،

مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لها

لها: للخمر؛ يقول: زِيرُ العُودِ يبكي مخافة أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا

شربوا فيعملوا الزَّيرَ لها للخمر، وبها بالخمر؛ وأَنشد يونس:

تَقُولُ الحارِثِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو:

أَهذا زِيرُهُ أَبَداً وزِيرِي؟

قال معناه: أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي.

والزُّور: الكذب والباطل، وقيل: شهادة الباطل. رجل زُورٌ وقوم زُورٌ

وكلام مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بكذب، وقيل: مُحَسَّنٌ، وقيل: هو

المُثَقَّفُ قبل أَن يتلكم به؛ ومنه حديث قول عمر، رضي الله عنه: ما

زَوَّرْتُ كلاماً لأَقوله إِلا سبقني به أَبو بكر، وفي رواية: كنت زَوَّرْتُ

في نفسي كلاماً يومَ سَقِيفَةِ بني ساعدة أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت.

والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء. وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قال نصرُ بن

سَيَّارٍ:

أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين رِسالةً،

تَزَوَّرْتُها من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل

والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشيء، وسمع ابن

الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ، ومنه شاهد

الزُّورِ يُزَوَّرُ كلاماً والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الكلام وتَهْيِئَتُه. وفي صدره

تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يحتاج أَن يُزَوَّرَ. قال: وقال الحجاج رحم الله

امرأً زَوَّرَ نفسَه على نفسه أَي قوّمها وحسَّنها، وقيل: اتَّهَمَ نفسه

على نفسه، وحقيقته نسبتها إِلى الزور كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ، وتقول: أَنا

أُزَوِّرُكَ على نفسك أَي أَتَّهِمُك عليها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

به زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ

وقولهم: زَوَّرْتُ شهادة فلان راجع إِلى تفسير قول القَتَّالِ:

ونحن أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ

صَلِيبٌ، وفينا قَسْوَةٌ لا تُزَوَّرُ

قال أَبو عدنان: أَي لا نغْمَزُ لقسوتنا ولا نُسْتَضْعَفُ فقولهم:

زَوَّرْتُ شهادة فلان، معناه أَنه استضعف فغمز وغمزت شهادته فأُسقطت. وقولهم:

قد زَوَّرَ عليه كذا وكذا؛ قال أَبو بكر: فيه أَربعة أَقوال: يكون

التَّزْوِيرُ فعل الكذب والباطل. والزُّور: الكذب. وقال خالد بن كُلْثُومٍ:

التَّزْوِيرُ التشبيه. وقال أَبو زيد: التزوير التزويق والتحسين. وزَوَّرْتُ

الشيءَ: حَسَّنْتُه وقوَّمتُه. وقال الأَصمعي: التزويرُ تهيئة الكلام

وتقديره، والإِنسان يُزَوِّرُ كلاماً، وهو أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قبل

أَن يتكلم به. والزُّورُ: شهادة الباطل وقول الكذبل، ولم يشتق من تزوير

الكلام ولكنه اشتق من تَزْوِيرِ الصَّدْرِ. وفي الحديث: المُتَشَبِّعُ بما

لم يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؛ الزُّور: الكذب والباطل والتُّهمة،

وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهي من الكبائر، فمنها قوله:

عَدَلَتْ شهادَةُ الزور الشِّرْكَ بالله، وإِنما عادلته لقوله تعالى: والذين

لا يدعون مع الله إِلهاً آخر، ثم قال بعدها: والذين لا يشهَدون الزُّورَ.

وزَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. وفي الخبر عن الحجاج: زَوَّرَ رجلٌ

نَفْسَه. وزَوَّرَ الشهادة. أَبطلها؛ ومن ذلك قوله تعالى: والذين لا

يشهدون الزُّورَ؛ قال ثعلب: الزُّورُ ههنا مجالس اللهو. قال ابن سيده: ولا

أَدري كيف هذا إِلا أَن يريد بمجالس اللهو هنا الشرك بالله، وقيل: أَعياد

النصارى؛ كلاهما عن الزجاج، قال: والذي جاء في الرواية الشرك، وهو جامع

لأَعياد النصارى وغيرها؛ قال: وقيل الزّورُ هنا مجالس الغِنَاء.

وزَوْرُ القوم وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم. والزُّورُ

والزُّونُ جميعاً: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله تعالى؛ قال

الأَغلب العجلي:

جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَمْ

قال ابن بري: قال أَبو عبيدة مَعْمَرُ بن المُثَنَّى إِن البيت ليحيى بن

منصور؛ وأَنشد قبله:

كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ،

غَلْصَمَةً من الغَلاصِيم العُظَمْ

ما جَبُنُوا، ولا تَوَلَّوْا من أَمَمْ،

قد قابَلوا لو يَنْفُخْون في فَحَمْ

جاؤوا بِزُورَيْهِم، وجئنا بالأَصَمّ

شَيْخٍ لنا، كالليثِ من باقي إِرَمْ

شَيْخٍ لنا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ

قال: الأَصَمُّ هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر وهو رئيس بَكْرِ بن

وائل في ذلك اليوم، وهو يوم الزُّورَيْنِ؛ قال أَبو عبيدة: وهما بَكْرانِ

مُجلَّلانِ قد قَيَّدوهما وقالوا: هذان زُورَانا أَي إِلهانا، فلا نَفِرُّ

حتى يَفِرَّا، فعابهم بذلك وبجعل البعيرين ربَّيْنِ لهم، وهُزِمَتْ تميم

ذلك اليوم وأُخذ البكران فنحر أَحدهما وترك الآخر يضرب في شَوْلِهِمْ.

قال ابن بري: وقد وجدت هذا الشعر للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ في ديوانه كما

ذكره الجوهري. وقال شمر: الزُّورانِ رئيسانِ؛ وأَنشد:

إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ

رَارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ

قال: الطُّلافِحُ المهزول. وقال بعضهم: الزُّورُ صَخْرَةٌ.

ويقال: هذا زُوَيْرُ القوم أَي رئيسهم. والزُّوَيْرُ: زعيم القوم؛ قال

ابن الأَعرابي: الزّوَيْرُ صاحب أَمر القوم؛ قال:

بأَيْدِي رِجالٍ، لا هَوادَة بينهُمْ،

يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا

وأَنشد الجوهري:

قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا،

حتى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا

وقال أَبو سعيد: الزُّونُ الصنم، وهو بالفارسية زون بشم الزاي السين؛

وقال حميد:

ذات المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ

أَبو عبيدة: كل ما عبد من دون الله فهو زُورٌ.

والزِّيرُ: الكَتَّانُ؛ قال الحطيئة:

وإِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن

سَبايِخَ قُطْنٍ، وزيراً نُسالا

والجمع أَزْوارٌ. والزِّيرُ من الأَوْتار: الدَّقيقُ. والزِّيرُ: ما

استحكم فتله من الأَوتار؛ وزيرُ المِزْهَرِ: مشتق منه. ويوم الزُّورَيْنِ:

معروف. والزَّوْرُ: عَسيبُ النَّخْلِ. والزَّارَةُ: الجماعة الضخمة من

الناس والإِبل والغنم. والزِّوَرُّ، مثال الهِجَفِّ: السير الشديد؛ قال

القطامي:

يا ناقُ خُبِّي حَبَباً زِوَرّا،

وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا

وقيل: الزِّوَرُّ الشديد، فلم يخص به شيء دون شيء. وزارَةُ: حَيٌّ من

أَزْدِ السَّراة. وزارَةُ:

موضع؛ قال:

وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ

قال أَبو منصور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبحرين معروفة. والزَّارَةُ: قرية

كبيرة؛ وكان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها، وله حديث معروف.

ومدينة الزَّوْراء: بِبغداد في الجانب الشرقي، سميت زَوْراءَ لازْوِرار

قبلتها. الجوهري: ودِجْلَةُ بَغْدادَ تسمى الزَّوْراءَ. والزَّوْرَاءُ:

دار بالحِيرَةِ بناها النعمان بن المنذر، ذكرها النابغة فقال:

بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ

وقال أَبو عمرو: زَوْراءُ ههنا مَكُّوكٌ من فضة مثل التَّلْتَلَة.

ويقال: إِن أَبا جعفر هدم الزَّوْراء بالحِيرَةِ في أَيامه. الجوهري:

والزَّوْراءُ اسم مال كان لأُحَيْحَةَ بن الجُلاح الأَنصاري؛ وقال:

إِني أُقيمُ على الزَّوْراءِ أَعْمُرُها،

إِنَّ الكَريمَ على الإِخوانِ ذو المالِ

زور
: (! الزَّوْرُ) ، بالفَتح: الصَّدْر، وَبِه فُسِّر قَوْل كَعْب بْنِ زُهَيْر:
فِي خَلْقِهَا عَن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِيلُ
وبَنَاتُه: مَا حَوالَيْه من الأَضْلاع وغَيْرِها. وَقيل: (وَسَطُ الصَّدْرِ أَو) أَعْلاه. وَهُوَ (مَا ارْتَفَع مِنْه إِلى الكَتفَيْن، أَو) هُوَ (مُلْتَقَى أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حيثُ اجْتَمَعت) ، وَقيل: هُوَ جَماعةُ الصَّدْر من الخُفِّ، والجمْع {أَزوارٌ. ويُستَحَبُّ فِي افَرَس أَن يَكون فِي زَوْرِه ضِيقٌ، وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كَمَا قَالَ عبدُ الله بن سُلَيْمة:
ولقَدْ غَدَوْتُ علَى القَنِيص بشَيْظَمٍ
كالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّةِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِيناتِ ضَيْقٍ} زَوْرُه
رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِيدِ طَيِّ ضَرِيسِ
أَراد بالضَّرِيسي الفَقَارَ.
قَالَ الجَوْهَرِيّ، وَقد فَرَّقَ بَين الزَّوْرِ واللَّبَانِ كَمَا تَرَى.
(و) الزَّوْرُ: (الزّائِرُ) ، وَهُوَ الَّذِي يَزُورُك. يُقَال: رَجلٌ زَوْرٌ، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ لزَوْرِكَ عَلَيْك حَقًّا) وَهُوَ فِي الأَصْل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ، كصَوْمٍ ونَوْمٍ، بمَعْنَى صَائِمٍ ونَائِمٍ.
(و) الزَّوْر: (الزَّائِرُون) ، اسمٌ للجَمْع، وَقيل: جَمْعُ زائرٍ. رجلٌ {زَوْر، وامرأَة زَوْرٌ، ونِسَاءٌ زَوْرٌ. يكون للواحِد والجَمِيع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ، لأَنه مَصْدر، قَالَ:
حُبَّ} بالزَّوْر الَّذِي لَا يُرَى
مِنْهُ إِلا صَفْحَةٌ عَن لِمَامْ
وَقَالَ فِي نِسْوة زَوْرٍ:
ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ
كَمَا تَهَادَى الفَتَيَاُت {الزَّوْرُ
(} كالزُّوَّارِ {والزُّوَّر) ، كرُجَّاز ورُكَّع. وَقَالَ الجوهريّ: ونِسْوةٌ زَوْرٌ} وزُوَّرٌ، مثل نَوْحٍ. ونُوَّحٍ: {زَائِرات.
(و) } الزَّوْر: (عَسِيبُ النَّحْلِ) ، هاكَذا باحَاءِ المُهْمَلَة فِي غَالب النُّسخ، وَالصَّوَاب بالمُعْجَمَة. وهاكذا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ وَقَالَ: هُوَ بِلُغة أَهْل اليَمَن.
(و) الزَّوْرُ: (العَقْلُ) . ويُضَمّ، وَقد كَرَّرَه مَرَّتَيْن، فإِنه قَالَ بَعْدَ هاذا بأَسطُر: والرَّأْيُ والعَقْل: وسَيَأْتي هُناك.
(و) الزَّوْر: (مَصدر {زَارَ) هـ} يَزُورُه {زَوْراً، أَي لَقِيَه} بزَوْرِه، أَو قَصَدَ {زَوْرَه أَي وِجْهَته، كَمَا فِي البَصائر، (} كالزِّيَارَة) ، بالكَسْر ( {والزُّوَارِ) ، بالضَّمّ، (} والمَزَارِ) ، بالفَتْح، مصدر مِيمِيّ، وَقد سَقَطَ من بعض النُّسَخ.
(و) الزَّوْرُ للقَوْم: (السَّيِّد) والرَّئيسُ ( {كالزَّوِيرِ) ، كأَمِير، (} والزُّوَيْرِ، كزُبَيْر) . يُقَال هاذا زَوَيْرُ القَوْمِ، أَي رَئِيسُهم وزَعِيمُهم.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابيّ: {الزُّوَيْر: صاْحبُ أَمرِ القَوْمِ، وأَنشد:
بأَيْدِي رِجالٍ لَا هَوادَة بَيْنَهُمْ
يَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدَا
(و) الزِّوَرِّ مِثَال (خِدَبَ) وهِجَفٌّ.
(و) الزَّوْرُ: (الخَيَالُ يُرَى فِي النَّوْم) .
(و) الزَّوْرُ: (قُوَّةُ العَزِيمَةِ) ، وَالَّذِي وَقعَ فِي المُحكَم والتَّهْذِيب: الزَّوْرُ: العَزِيمة، وَلَا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فأَنها معنى آخَرُ.
(و) الزَّوْرُ: (الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عَن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً) . وَقَالَ بعضُضهم: الزَّوْرُ: صَخْرَةٌ، هاكذا أَطلَقَ وَلم يُفَسِّر.
(و) الزَّوْر: (وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة) .
(ويَوْمُ الزَّوْرِ) ، وَيقال: يَوْمُ الزَّوْرَيْن، ويَومُ الزَّوِرَيريْنِ (لبَكْرٍ على تَمِيم) .
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: (لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن) . ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَة: بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ (فَعَقَلُوهُما) ، أَي قَيَّدُوهما، (وَقَالُوا: هاذنِ} زَوْرَانَا) أَي إلاهَانَا (لَنْ نَفِرّ) . ونصّ أَبِي عُبَيْدَة فَلَا نَفِرّ (حتَّى يَفرَّا) ، وهُزِمَت تَمِيمٌ ذالِكَ اليَوْم، وأُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما وتُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب فِي شَوْلِهِم.
قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيّ يَعِيبُهم بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لَهُم.
جَاءُوا {بِزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
هاكذا فِي دِيوان الأَغلَب.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدة مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى: إِن البَيْت ليَحْيَى بن مَنْصُور وأَنشد قَبْلَه:
كانتْ تَمِيمٌ مَعشراً ذَوِي كَرَمْ
غَلْصَمَةَ من الغَلاصِيمِ العُظَمْ
مَا جَبُنُوا وَلَا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ
قدْ قابَلوا لَو يَنْفُخُون فِي فَحَمْ
اءُوا بزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ
شَيْخٍ لنَا كاللَّيْثِ مِنْ باقِي إِرَمْ
الأَصمُّ: هُوَ عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل فِي ذالك اليومِ.
(و) } الزُّورُ (بالضَّمِّ: الكَذِبُ) ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عَن الحَقّ. قَالَ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُواْ قَوْلَ {الزُّورِ} (الْحَج: 30) وَبِه فُسِّر أَيضاً الحَدِيث: (المُتَشَبِّع بِمَا لم يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ} زُورٍ) .
(و) الزُّورُ: (الشِّرْكُ باللهاِ تَعَالَى) ، وَقد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرحكَ بِاللَّه، كَمَا جاءَ فِي الحَدِيث لقَوْله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهَا ءاخَرَ} (الْفرْقَان: 68) ثمَّ قَالَ بعدَها: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (الْفرْقَان: 72) وَبِه فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ {الزُّورَ} . (و) قيل: إِن المرادَ بِهِ فِي يالآية (مَجَالِسُ اليَهُودِ والنَّصَارَى) عَن الزَّجّاج أَيضاً، ونصُّ قَوْله: مَجالِس النّصارى.
(و) الزُّورُ: (الرَّئِيسُ) ، قَالَه شَمِر، وأَنْشَد:
إِذْ أُقْرِنَ} الزُّورَاِن {زُورٌ رَازِحُ
رَارٌ} وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ وزَعِيمُ القَوْم: لُغَة فِي الزَّوْر، بالفَتْح، فَلَو قَالَ هُنَا: ويُضَمّ، كَانَ أَحْسَن. والسَّيّد والرَّئِيس والزَّعِيم بمَعْنًى. (و) قيل فِي تَفْسِير قولِه تَعالَى {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} إِن المُرَاد بِهِ (مَجْلِسُ الغِنَاءِ) ، قَالَه الزَّجَّاج أَيضاً. ونَصُّه مَجالِسُ الغِنَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّور هُنَا: مَجالِسُ اللَّهْو. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا ا 6 رِي كَيْفَ هاذَا إِلّا أَن يُرِيدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بِاللَّه. قَالَ: والَّذي جاءَ فِي الرِّواية: الشِّرْك، وَهُوَ جاعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى وغيرِها.
(و) من المَجَاز: مالَكُمْ تَعْبُدُو الزُّورَ؟ وَهُوَ كُلُّ (مَا) يُتَّخَذُ رَبًّا و (يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهاِ تَعالَى) ، كالزُّونِ بالنُّون. وَقَالَ أَبو سَيد: الزُّون: الصَّنَم وسَيَأْتِي. وَقَالَ أَبو عُبَيْدة: كلّ مَا عُبِد من دُونِ اللهاِ فَهُوَ زُورٌ.
قُلْتُ: وَيُقَال: إِنَّ الزُّور صَنَمٌ بعَيْنه كَانَ مُرَصَّعاً بالجَوْهَر فِي بِلَاد الدَّار.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَة: الزُّورُ: (القُوَّةُ) . يُقَال: لَيْسَ لَهُم زُورٌ، أَي لَيْسَ لَهُم قُوَّة. وحَبْلٌ لَهُ زُورٌ، أَي قُوَّة: (وهاذا وِفَاقٌ) وَقَعَ (بَين لُغَةِ العَربِ والفُرْسِ) ، وصَرَّحَ الخَفَاجِيّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل بأَنَّه معرّب. ونَقَل عَن سِيبَوَيْه وغَيْرِه من الأَئِمَّة ذالِك، وظَنَّ شَيخُنَا أَنَّ هاذا جاءَ بِهِ المُصَنِّف من عِنْده فتمَحَّلَ للرَّدّ عَلَيْهِ على عادَته، وإِنَّمَا هُوَ نصّ كلامِ أَبِي عُبَيْدَة، ونَاهِيك بِه. ثمَّ إِن الَّذِي فِي اللُّغَة الفَارِسيّة إِنَّمَا هُوَ زُور بالضَّمَّة المُمَالَة لَا الخَالصة وَلم يُنَبِّهُوا على ذالِك.
(و) الزُّورُ: (نَهرٌ يَصُبُّ فِي دِجْلَةَ) .
والزُّورُ: (الرَّأْيُ والعَقْلُ) ، يُقَال: مالهَ زُورٌ وزَوْرٌ وَلَا صَيُّور، بمعٌّ فى، أَي مالَه رَأْيٌ وعَقْل يرْجع إِليه، بالضَّمِّ عَن يَعْقُوب، والفَتْح عَن أَبِي عُبَيد. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراه إِنَّما أَرادَ لَا زَبْرَ لَهُ فغَيَّره إِذ كَتَبه.
(و) الزُّورُ: التُّهَمَة و (الباطِلُ) وَقيل: شَهادَةُ البَاطِل وقَولُ الكَذب، وَلم يُشْقّ مِنْهُ تَزْوِير الكَلامِ، ولاكِنه اشتُقَّ من تَزْوِير الصَّدْرِ، وَقد تكرَّر ذِكْر شَهادَة الزُّور فِي الحَدِيث، وَهِي مِنَ الكَبَائِر.
(و) الزُّورُ: (جَمعُ الأَزْورِ) ، وَهُوَ المَائِل الزْور، وَمِنْه شِعْر عمر:
بالخَيْل عابِسَةً زُوراً مناكِبُها
كَمَا يأْتي.
(و) الزُّورُ: (لَذَّةُ الطَّعامِ وطِيبُهُ) .
(و) الزُّورُ: (لِينُ الثَّوبِ ونَقَاؤُه) .
(و) زُورٌ: اسْم (مَلِكٍ بَنَى) مَدِينَة (شَهْرَ زُورَ) ، ومَعْناه مَدِينَة زُور.
(و) {الزَّوَرُ. (بالتَّحْرِيكِ: المَيْلُ) ، وَهُوَ مِثْل الصَّعَر. وَقيل: الزَّوَرُ فِي غَيْر الكِلاَب: مَيَلٌ مّا، لاَ يكون مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ، نَحْو الكِرْكِرَة واللِّبْدَة. (و) قِيلَ: الزَّوَرُ: (عِوَجُ الزَّوْرِ) ، أَي وَسطِ الصَّدْرِ. (أَو) هُوَ (إِشْرَافُ أَحَدِ جانِبَيْه على الآخَرِ) ، وَقد} زَوِرَ {زَوَراً.
(} والأَزْوَرُ: مَ بِهِ ذالِك. والمائِلُ) . يُقَال: عنُق {أَزْوَرُ، أَي مائِلٌ. (وكَلْبٌ) أَزْوَرُ: قد (اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه) وخَرّع كَلْكَلُه كأَنَّه قد عُصِرَ جانِباه.
وَقيل: الزَّوَرُ فِي الفَرَس: دُخُولُ إِحدَى الفَهْدَتَيْن وخُرُوجُ الأُخرَى.
(و) الأَزْوَرَ: (النَّاظِرُ بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ) لشِدَّته وحِدَّته. (أَو) الأَزْوَرُ: البَعِيرُ (الذِي يُقْبِل على شِقَ إِذَا اشْتَدَّ السَّيْرُ وإِن لم يكُن فِي صَدْرِه مَيْلٌ) .
(و) } الزِّوَرُّ، (كهِجَفَ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ) . قَالَ القُطَاميّ:
يَا ناَاقُ خُبِّي خَبَباً {زِوَرَّا
وقَلِّبِي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
(و) قيل:} الزِّوَرُّ: (الشَّدِيدُ) ، فَلم يَخَصَّ بِهِ شَيْءٌ دون شَيْءٍ. (و) {الزِّوَرُّ أَيضاً: (البَعِيرُ) الصُّلْب (المُهَيَّأُ للأَسْفارِ) . يُقَال: ناقةٌ} زِوَرَّةُ أَسْفارِ، أَي مُهَيَّأَة للأَسفارِ مُعَدَّة. وَيُقَال فِيهَا {ازْوِرارٌ من نَشَاطِها. وَقَالَ بَشِير ابنُ النِّكْث:
عَجِّلْ لهَا سُقَاتَها يَا ابْنَ الأَغّرْ
وأَعْلِقِ الحَبْلَ بذَيّالٍ} زِوَرّ
( {والزِّوَارُ} والزِّيَارُ) ، بالوَاوِ واليَاءِ (ككِتَاب: كُلُّ شيْءٍ كَانَ صَلاحاً لشَيْءٍ وعِصْمَةً) ، وَهُوَ مَجاز. قَالَ ابنُ الرِّقاع:
كانُوا {زِوَاراً لأَهْلِ الشَّامِ قد عَلِمُوا
لَمَّا رَأَوْا فيهمُ جَوْراً وطُغْيانَا
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ:} زِوَارٌ {وزِيَارٌ: عِصْمَةٌ،} كزِيَارِ الدّابَّة.
(و) {الزِّوَارُ} والزِّيَارُ: (حَبْلٌ يُجْعَل بَيْنَ التَّصْدِيرِ والحَقَبِ) يُشَدُّ من التَّصْدِير إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرِةِ حتَّى يَثْبُتَ لِئَلَّا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحْتَبس بَوْلُه، قَالَه أَبو عَمْرٍ و.
وَقَالَ الفردزق:
بأَرحُلِنا يَجِدْنَ وَقد جَعَلْنَا
لكلِّ نَجِيبَةٍ مِنْهَا {زِيَارَا
(ج} أَزْوِرَةٌ) .
وَفِي حديثِ الدَّجَّال (رَآهُ مُكبَّلاً بالحَديد {بأَزْوِرَة) .
قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ جَمْع} زِوَارٍ {وزِيَارٍ، المعنَى أَنه جُمِعتْ يَدَاهُ إِلى صَدْرِه وشُدَّت.
(} وزُرْتُ البَعِيرَ) {أَزُورُه} زِوَاراً: (شَدَدْتُه بِه) ، من ذالك.
وأَبُو الحُسَيْن (عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله ابنِ بَهْرَامَ {- الزِّيارِيُّ) الأَسْتَرَابَاذِيّ: (مُحَدِّثٌ) يَرْوِي عَن إِبراهِيمَ بنِ زُهَير الحُلْوَانيّ، مَاتَ سنة 342، كَذَا فِي التَّبْصِير للحافِظ ابْن حَجَر.
(} والزَّوْرَاءُ) : اسمُ (مَال) كَانَ (لأُحَيْحَةَ) بن الجُلاَحِ الأَنْصَارِيّ: وَقَالَ:
إِنِّي أُقِيم على {الزَّوْرَاءِ أَعمُرُها
إِنَّ الكَرِيمَ على الإِخوانِ ذُو المَالِ
(و) من المَجَازِ: الزَّوْرَاءُ: (الْبِئْرُ البَعِيدَةُ) القَعْرِ. قَالَ الشَّاعِر:
إذْ تَجْعَل الجَارَ فِي} زَوْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
زَلْخَ المُقَامِ وتَطْوِي دُونَه المَرَسا
وَقيل: رَكِيَّةٌ زَوْرَاءُ: غيرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (القَدَحُ) ، قَالَ النابِغَة:
وتُسْقَى إِذا مَا شِئْتَ غَيْرَ مُصَرَّدٍ
{بزوَرَاءَ فِي حافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ
(و) } الزَّوْراءُ: (إِناءٌ) ، وَهُوَ مِشْرَبَةٌ (من فِضَّة) مُسْتَطِيلَة مثْل التَّلْتَلَة.
(و) من المَجَاز: رَمَى {بالزَّوراءِ، أَي (القَوْس) . وقَوْسٌ} زَوْرَاءُ: مَعْطُوفةٌ.
(و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: و (دَجْلَةُ) بغْدَادَ تُسَمَّى {الزَّوْرَاءَ.
(و) الزَّوْرَاءُ: (بَغْدَادُ) أَو مَدينةٌ أُخْرَى بهَا فِي الجانِب الشَّرْقِيّ؛ (لأَنَّ أَبوابهَا الدَّاخِلَةَ جُعِلَتْ} مُزْوَرّةً) ، أَي مائلةً (عَن) الأَبواب (الخارجَةِ) وَقيل! لازْوِرَاء قِبْلَتِها.
(و) الزَّوْراءُ: (ع بالمدينةِ قُرْبَ المَسْجِدِ) الشريفِ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب.
(و) الزَّوْرَاءُ: (دارٌ كَانَت بالحِيرَةِ) بناها النُّعمانُ بنُ مُنْذر، هَدَمَها أَبو جَعْفَر المَنْصُورُ فِي أَيّامه. (و) الزَّورَاءُ: (البَعِيدَةُ من الأَراضِي) قَالَ الأَعْشَى:
يَسْقِي دِيَاراً لهَا قد أَصْبَحَت غَرَضَاً
{زَوْراءَ أَجْنَفَ عَنْهَا القَوْدَ والرَّسَلُ
(و) الزَّوْرَاءُ: (أَرْضٌ عندَ ذِي خِيمٍ) ، وَهِي أَوَّلُ الدَّهْنَاءِ وآخِرُهَا هُرَيْرَةُ.
(} والزَّارَةُ: الجَمَاعَةُ) الضَّخْمَةُ (مِنَ) الناسِ و (الإِبلِ) والغَنَمِ. وَقيل هِيَ من الأَبل والناسِ: مَا بَيْن الخَمْسين إِلى السِّتِّين.
(و) {الزَّارَة من الطَّائر: (الحَوْصَلَة) ، عَن أَبِي زَيْد، (} كالزَّاوِرَةِ) ، بفَتْح الْوَاو، ( {والزَاوُورَة) وزاوَرَةُ القَطَاة: مَا حَمَلَتْ فِيهِ المَاءَ لِفِراخِها.
(و) } زَارَةُ: (حَيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ) ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
(و) الزَّارَةُ: (ة) كَبِيرَةٌ (بالبَحْرَيْن) و (مِنْهَا مَرْزُبَانُ الزَّارَةِ) ، وَله حَدِيث مَعْرُوف.
قَالَ أَبو مَنْصُور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبَحْرَيْن مَعْرُوفَةٌ.
(و) الزَّارَة: (ة بالصَّعِيدِ) ، وسبقَ للمصنّف فِي (زرّ) أَنّها كُورَة بهَا فَلْينْظر.
(و) {زَارَةُ: (ة، بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ. مِنْهَا إِبراهِيمُ} - الزّارِيُّ التاجِرُ المُتَمَوِّلُ) ، كَذَا ضَبطه السِّلَفيّ ووَصَفه.
(و) زَارَةُ: (ة من أَعْمَالِ اشْتِيخَنَ. منهَا يَحْيَى بن خُزَيْمَةَ! - الزَّارِيُّ) ، وَيُقَال: هِيَ بغَيْر هاءٍ، رَوَى عَن الدَّارميّ. وعَنْه طيب بن محمّد السَّمَرْقَنْديّ، قَالَ الحَافِظُ ابْن حَجَر: ضَبَطه أَبو سَعْد الإِدْرِيسيّ هاكذا، حَكَاهُ ابْنُ نُقْطَة. وأَمَّا السَّمْعانِيّ فذَكَره بتَكْرِير الزَّاي. ( {والزِّيرُ) ، بالكَسْرِ: (الزِّرُّ) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن العَرب مَنْ يَقْلِب أَحَد الحَرْفَيْن المُدْغْمَين يَاء فَيَقُول فِي مَرَ: مَيْرٌ، وَفِي زِرَ} زِيرٌ وَفِي رِزَ رِيزٌ.
(و) الزِّيرُ: (الكَتَّانُ) . قَالَ الحُطَيْئَة:
وإِنْ غَضِبَتْ خِلْت بالمِشْفَرَين
سَبَائِخَ قُطْنٍ {وزِيراً نُسَالاً
(والقِطْعَةُ) مِنْهُ زِيرَةٌ، (بِهاءٍ) ، والجَمع أَزْوَارٌ.
(و) الزِّير: (الدَّنُّ) ، وَالْجمع أَزْيَار، أَعجميٌّ، (أَو) الزِّيرُ: (الحُبُّ) الَّذِي يُعْمَل فِيهِ الماءُ، بلُغَة العِراق. وَفِي حَدِيث الشّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ (كُنتُ أَكُتب العِلْم أُلقِيه فِي زِيرٍ لنا) .
(و) الزِّير: (العَادَةُ) ، أَنْشَدَ يُونُس:
تَقولُ الحارِثِيَّة أُمُّ عَمْرٍ
وأَهاذا} زِيرُه أَبَداً {- وزِيرِي
قَالَ: مَعْناه أَهاذا دَأْبُه أَبداً ودَأْبى.
(و) الزِّير: (رَجُلٌ يُحِبُّ محادَثَةَ النِّساءِ ويُحِبّ مُجالَسَتَهُنَّ) ومُخَالَطَتَهُنّ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرة زِيَارَتِه لَهُنّ. (وَيُحب) الثَّانِي مُسْتَدَرَكٌ. وَقيل: الزِّيرُ: المُخَالِطُ لهنّ فِي البَاطِل، وَقيل: هُوَ الَّذِي يُخَالِطُهنّ ويُرِيدُ حَدِيثَهُنّ. (بغيرِ شَرَ أَوْ بهِ) . وأَصلُه الْوَاو، وَجعله شَيخُ الإِسلام زكريّا فِي حَوَاشِيه على البَيْضاوِيّ مهموزاً، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ أَئِمَّةُ اللُّغةِ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَزالُ أَحدُكم كاسِراً وِسَادَه يَتَّكِىءُ عَلَيْهِ ويأْخُذُ فِي الحَدِيث فِعْل الزِّيرِ) . (ج أَزْوارٌ وزِيرَةٌ، وأَزْيَارٌ) ، الأَخِيرَة من بَاب عِيدِ وأَعْيَادٍ.
(وَهِي} زِيرٌ أَيضاً) . تَقُولُ: امرأَةٌ زِيرُ رِجَالٍ. قَالَه الكِسائيّ، وَهُوَ قَلِيل (أَو خاصٌّ بهم) ، أَي بالرِّجال وَلَا يُوصَف بِهِ المُؤَنَّث، قَالَه بَعضُهم، وَهُوَ الأَكثر. ويأْتِي فِي الْمِيم أَنَّ الَّتِي تُحِبّ مُحَادَثَةَ الرِّجالِ يُقَال لَهَا: مَرْيَمُ. قَالَ رُؤبةُ:
قُلتُ {لِزِيرٍ لم تَصِلْه مَرْيَمُهْ
(و) الزِّير: (الدِّقِيقُ من الأَوتارِ، أَو أَحدُّها) وأَحْكَمُهَا فَتْلاً.} وزِيرُ المِزْهَرِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ.
(و) {الزِّيرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ} الزِّيَارَةِ) . يُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الزِّيرَةِ.
(و) {الزَّيِّر، (كسَيِّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، والصَّواب ككَتِفٍ، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ: (الغَضْبَانُ) المُقَاطِعُ لصاحِبه، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ. أُرَى أَصْلَه الهَمْزَ، من زَئِرَ الأَسدُ، فخفّف.
(} وزُورَةُ) ، بالضَّمّ (ويُفْتَحُ: ع قُرْبَ الكُوفَةِ) .
(و) {الزَّوْرَة، (بالفَتْح: البُعْدُ) ، وَهُوَ من الازْوِرَارِ. قَالَ الشَّاعِر:
وماءٍ وَرَدْتُ على} زَوْرَةٍ
أَي على بُعْد.
(و) الَّزورَةُ: الناقَةُ الَّتِي تَنظُرُ بمُؤْخِرِ عَيْنِها لشهدَّتِهَا وحِدّتها، قَالَ صَخْرُ الغيِّ:
ومَاءٍ وَرَدْتُ على {زَوْرَةٍ
كَمَشْيِ السَّبَنْتَي يَرَاحُ الشَّفِيفَا
هاكذا فَسَّره أَبُو عَمْرو. ويروى:} زُورَة، بالضَّمّ، والأَوَّل أَعرَفُ.
(ويوْمُ {الزُّوَيْر) ، كزُبَيْر: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَكَذَا يَوْم} الزُّوَيْرَيْنِ.
( {وأَزارَهُ: حَمَلَه على} الزِّيارةِ) وأَزَرْتُه غَيري.
( {وزَوَّرَ) } تَزْوِيراً: (زَيَّن الكَذِبَ) ، وكَلامٌ {مُزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بالكَذِب.
(و) من المَجَازِ:} زَوَّرَ (الشَّيْءَ: حَسَّنِ وقَوَّمه) . وأَزالَ {زَوَرَه: اعوِجَاجَه. وكَلامٌ} مُزَوَّرٌ، أَي مُحَسَّن. وقِيل: هُوَ المُثَقَّف قَبْلَ أَن يُتَكَلَّمَ بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ عُمَر رَضِيَ اللهاُ عَنهُ: (مَا! زَوَّرْت كَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَني بِهِ أَبُو بَكْر) . أَيهَيَّأْت وأَصْلَحَ. {والتَّزْوِير: إِصلاحُ الشَّيْءِ. وسُمِعَ ابنُ الأَعرابيّ يَقُول: كُلُّ إِصلاحٍ من خَيْرٍ أَو شَرَ فَهُوَ تَزْوِيرٌ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} التَّزْوِير: التَّزْوِيق والتَّحْسِين. وَقَالَ الأَصمَعِيّ: التَّزْوير: تَهْيِئَة الكَلامِ وتَقدِيرُهُ، والإِنْسَان يُزَوِّر كَلاماً، وَهُوَ أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَه قبل أَنْ يتكَلَّم بِهِ.
(و) {زَوَّرَ (الزَّائِرَ) تَزْوِيراً: (أَكْرَمَه) قَالَ أَبو زيد:} زَوِّرواً فُلاناً، أَي اذْبَحُوا لَهُ وأَكْرِمُوه. {والتَّزْوِيرُ: أَن يُكرِمَ المَزُورُ زَائِرَه.
(و) زَوَّرَ (الشَّهَادةَ: أَبْطَلَها) ، وَهُوَ راجعٌ إِلى تَفْسِير قَوْلِ القَتَّال:
ونَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
صَلِيبٌ وِفينَا قَسْوَةٌ لَا} تُزَوَّرُ
قَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَي لَا نُغْمَز لقَسْوتنا وَلَا نُسْتَضْعَف. فَقَوله: {زَوَّرْت شَهَادَةَ فُلانِ، مَعْنَاهُ أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ، وغُمِزتْ شَهَادَتَهُ فأُسقِطَت.
(و) فِي الخَبَر عَن الحَجَّاج قَالَ: (رَحِمَ اللهاُ أمْرأً} زَوَّرَ (نَفْسَه) على نَفْسِه) قيل: قَوَّمَها وحَسَّنَها. وَقيل: اتَّهَمَها على نَفْسه. وَقيل: (وَسَمَها {بالزُّورِ) ، كفَسَّقَه وجَهَّلَه. وَتقول: أَنا} أُزَوِّرك على نَفْسِك، أَي أَتَّهِمُك عَلَيْها. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
بِهِ {زَوَرٌ لم يَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
(} والمُزَوَّرُ من الإِبِل) ، كمُعَظَّم: (الَّذِي إِذا سَلَّه المُذَمِّر) كمُحَدّث وَقد تقدّم (من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَيَغْمِزِ ليُقِيمَه فيَبْقَى فِيه من غَمْزِهِ أَثَرٌ يُعلَم مِنْهُ أَنَّه {مُزَوَّر) ، قَالَه اللَّيْثُ.
(} واسْتَزَارَهُ) : سأَلَه أَن {يَزُورَه، (} فزَارَه) وازداره. ( {وتزاوَرَ عَنهُ) } تَزَاوُرًا (عَدَلَ وانْحَرف) . وقُرِىء {) 1 (. 029! تَزَّوَارُ عَن كهفهم} (الْكَهْف: 17) ، وَهُوَ مُدغَم تَتَزَاوَرُ ( {كازْوَرَّ وَ} ازْوارَّ) ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وقُرِىءَ ( {تَزْوَرُّ) وَمعنى الكُلِّ: تَمِيل، عَن الأَخْفَشِ. وَقد ازْوَرَّ عَنهُ.} ازْوِرَاراً. {وازْوَارَّ عَنهُ} ازْوِيرَاراً.
(و) {تَزاوَرَ (القَوْمُ: زارَ بَعضُهُم بَعضاً) ، وهم} يَتَزَاوَرُون، وَبينهمْ {تَزَاوُرٌ.
(} وزَوْرَانُ) ، بِالْفَتْح: (جَدُّ) أَبي بكرٍ (مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمانِ) البَغْدَادِيّ، سَمِعَ يحيى بن هاشِم السّمسار. وَقَول المصنّف: (التّابِعِيّ) كَذَا فِي سَائِر الأُصول خَطَأٌ، فإِنَّ مُحَمَّد بن عبد الرحمان هاذا لَيْسَ بتابعيَ كَمَا عَرفْت. وَالصَّوَاب أَنه سَقط من الْكَاتِب، وَحَقُّه بعد عبد الرَّحْمَن: والوَلِيدُ بنُ {زَوّارَانَ. فإِنّه تابعيّ يَرْوِي عَن أَنَس. وشَذَّ شيخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عَن بَعضهم عَن الكاشِف، والصَّواب أَنَّه بالفَتْح، كَمَا صرَّحَ بِهِ الحافِظُ ابْن حَجَر والأَمِيرُ وغيرُهما، ثمَّ إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ، بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد. ثمَّ اختُلِف فِي الوَليد بن} زَوْرَانَ، فَضَبَطَه الأَمِيرُ بِتَقْدِيم الرَّاءِ على الوَاوِ، وجَزَمَ المِزِّيّ فِي التَّهْذِيب أَنَّه بِتَقْدِيم الْوَاو كَمَا هُنَا.
(وبالضَّمِّ عبدُ الله بنُ) عَلِيّ بن ( {زُورَانَ الكازَرُونِيُّ) ، عَن أَبي الصَّلْت المُجير، ووَقَعَ فِي التَّكْمِلة، عَلَيّ بنُ عبد الله بن زُورَانَ. (وإِسحاقُ ابنُ زُورَانَ السِّيرافِيُّ) الشَّافعيّ، (مُحَدِّثُونَ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
مَنَارَةٌ} زَوْراءُ: مائِلَةٌ عَن السَّمْتِ والقَصْدِ. وفَلاةٌ {زَوْرَاءُ: بَعِيدةٌ فِيهَا} ازْوِرَارٌ، وَهُوَ مَجَاز. وَبَلَدٌ {أَزْوَرُ، وجَيْشٌ أَزْوَرُ.
قَالَ الأَزهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَربَ تَقول للبَعير المَائِل السَّنامِ: هاذا البَعِيرُ} زَوْرٌ. وناقَةٌ {زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وفَلاةُ زَوْرة: غَيرُ قاصِدَةٍ.
وَقَالَ أَبو زَيد:} زَوَّرَ الطَّائِرُ! تَزْوِيراً: ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه، وَقَالَ غيرُه: امتَلأَتْ. ورَجلٌ {زَوَّارٌ وزَوَّارَةٌ، بِالتَّشْدِيدِ فيهمَا: غَلِيظٌ إِلى القِصَرِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قرأْتُ فِي كتاب اللَّيْث فِي هاذا الْبَاب: يُقَال للرَّجل إِذا كَانَ غَليظاً إِلى القِصَر مَا هُوَ: إِنّه} لَزُوارٌ {وزُوَارِيَةٌ.
قَالَ أَبو مَنْصُور؛ وهاذا تَصْحِيفٌ مُنْكر، والصَّواب: إِنه لَزُوَازٌ وزُوَازِيَةٌ (بزاءَيْن) . قَالَ: قَالَ ذالك أَبو عَمْرٍ ووابْنُ الأَعْرَابِيّ وغَيْرُهما.
} وازْدَاره: {زَارَه، افْتَعَلَ من الزِّيارة. قَالَ أَبو كَبِير:
فدَخَلْتُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ سِنَاخَةٍ
} وازْدَرْتُ {مُزْدَارَ الكَريمِ المِفْضَلِ
والزَّوْرَة: المَرَّةُ الواحدةُ.
وامرأَةٌ} زَائِرَةٌ من نِسْوةٍ {زُورٍ، عَن سِيبَوَيه، وكذالك فِي المذكّر، كعائِذٍ وعُوذٍ، ورَجلٌ} زَوَّارٌ {وزَؤُورٌ ككَتَّان وصَبُور. قَالَ:
إِذعا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَكنْ لَهَا
} زَؤُوراً ولمْ تَأْنَسْ إِليَّ كِلابُها
وَقَالَ بَعْضُهم: زارَ فُلانٌ فلَانا، أَي مَالَ إِليه. وَمِنْه {تَزَاوَرَ عَنهُ، أَي مَالَ.
} وزَوَّرَ صاحِبَه {تَزْوِيراً: أَحْسَنَ إِليه وعَرَفَ حَقَّ} زِيَارَتِهِ.
وَفِي حَدِيث طَلْحَةَ ( {أَزَرْتُه شَعُوبَ} فزَارَها أَي أَوْرَدْتُه المَنِيَّةَ، وَهُوَ مَجاز.
وأَنا {أُزِيرُكم ثَنَائِي، وأَزَرْتُكم قَصَائِدي، وَهُوَ مَجاز.
} والمَزَارُ، بالفَتْح: مَوْضِعُ {الزِّيارةِ.
} وزَوِرَ {يَزْوَر، إِذا مالَ.
وَيُقَال للعَدُوِّ:} الزَّايِرُ، وهم! الزَّايِرون وأَصلُه الهَمْز، وَلم يَذكره المُصَنّف هُنَاكَ. وبالوَجْهَيْن فُسِّرَ بيتُ عَنْتَرَةَ:
حَلَّتْ بأَرْضِ {الزَّايِرِينَ فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
وَقد تقدّمت الإِشارة إِلَيْهِ.
} وزَارَةُ الأَسَدِ: أَجَمَتُه. قَالَ بَان جِنِّي. وذالك لاعْتِياده إيَّاها {وزَوْرِه لَهَا. وذَكَره المصنّف فِي زأَر.
} والزَّارُ: الأَجَمَةَ ذاتُ الحَلْفاءِ والقَصَبِ والماءِ.
وكَلامٌ {مُتَزَوَّرٌ: مُحَسَّنٌ. قَالَ نَصْرُ بنُ سَيَّارٍ:
أَبلِغْ أَميرَ المؤمنينَ رِسَالَةً
} تَزَوَّرْتُهَا من مُحْكَمَاتِ الرَّسائِلِ
أَي حَسَّنْتُهَا وثَقَّفْتها.
وَقَالَ خالِدُ بنُ كُلْثُوم: {التَّزْوِيرُ: التَّشْبِيهُ.
} وزاَرَةُ: مَوْضِع، قَالَ الشَّاعِر:
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً
نَخْلٌ بَهزَارَةَ حَمْلُهُ السُّعْدُ
وَفِي الأَسَاس: {تَزَوَّرَ: قَالَ} الزُّورَ. {وَتَزَوَّرَه:} زَوَّرَه لنَفْسِه.
وأَلقَى {زَوْرَه. أَقامَ.
وكَلِمةٌ} زَوْراءُ: دَنِيَّةٌ مُعْوَجَّةٌ.
وَهُوَ أَزْوَرُ عَن مقَامِ الذّلّ: أَبْعَدُ.
واستدرك شَيخنَا: زَارَه: زوجُ ماسِخَةَ القَوَّاسِ، كَمَا نقلَه السُّهَيْليّ وَغَيره، وتقدّمت الإِشارة إِليه فِي (مسخ) .
قلت: ونَهْرُ {زَاوَرَ كهَاجَر، نَهرٌ متَّصل بعُكْبَرَاءَ،} وزَاوَرُ: قريةٌ عِنْده.
! والزَّوْرُ، بالفَتْح: موضعٌ بَين أَرضِ بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. وأَرضِ تَمِيم، على ثلاثةِ أَيّامٍ من طَلَحَ. وجَبَلٌ يُذْكَر مَعَ مَنْوَرٍ، وجَبلٌ آخَرُ فِي دِيَارِ بني سُلَيْمٍ فِي الحِجَاز.
(زور) الطَّائِر أكل حَتَّى امْتَلَأت حوصلته وَارْتَفَعت وَالشَّيْء أصلحه وَقَومه وأتقنه وَحسنه وزينه يُقَال زور الْكَلَام زخرفه وموهه وزور الْكَلَام فِي نَفسه هيأه وحضره وَالْكذب زينه وَالشَّهَادَة وَنَحْوهَا حكم بِأَنَّهَا زور وَعَلِيهِ قَالَ عَلَيْهِ زورا وَعَلِيهِ كَذَا وَكَذَا نسب إِلَيْهِ شَيْئا كذبا وزورا وَمِنْه زور إمضاءه أَو توقيعه قَلّدهُ وَنَفسه وسمها بالزور ونسبها إِلَيْهِ والزائر عرف لَهُ حق زيارته فَأكْرمه واحتفى بمقدمه والأسير وَنَحْوه جعل فِي يَدَيْهِ زوارا وشده بِهِ
زور زوق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة حِين اخْتلفت الْأَنْصَار على أبي بكر فَقَالَ عمر: وَقد كنت زَوَّرت فِي نَفسِي مقَالَة أقوم بهَا بَين يَدي أبي بكر قَالَ: فجَاء أَبُو بكر فَمَا ترك شَيْئا مِمَّا كنت زَوّرته إِلَّا تكلم [بِهِ -] . قَالَ الْأَصْمَعِي: التزوير إصْلَاح الْكَلَام وتهيئته. قَالَ أَبُو زيد: المُزَوّر من الْكَلَام المزوّق وَاحِد وَهُوَ المصلح المحَّسن وَكَذَلِكَ الْخط إِذا قوم أَيْضا. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول للمزوَّق من الْبيُوت: هُوَ المصوّر وَهُوَ من هَذَا لِأَنَّهُ مزيّن بالتصاوير. قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا قيل لَهُ مزوّق لِأَن أهل الْمَدِينَة يسمون الزئبق الزاووق قَالَ: والتصاوير قد تكون بِهِ فَمن ثمَّ قَالُوا: مزوّق أَي أَنه مصوّر بتصاوير يخالطه الزاووق. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عمر: إِذا رأيتَ قُريْشًا قد هدموا الْبَيْت ثمَّ بنوه فزوقوه فَإِن اسْتَطَعْت أَن تَمُوت فمت.

ظفر

ظفر
الظُّفْرُ يقال في الإنسان وفي غيره، قال تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ
[الأنعام/ 146] ، أي: ذي مخالب، ويعبّر عن السّلاح به تشبيها بِظُفُرِ الطائرِ، إذ هو له بمنزلة السّلاح، ويقال: فلان كَلِيلُ الظُّفُرِ، وظَفَرَهُ فلانٌ: نشب ظُفُرَهُ فيه، وهو أَظْفَرُ: طويلُ الظُّفُرِ، والظَّفَرَةُ : جُلَيْدَةٌ يُغَشَّى البصرُ بها تشبيها بِالظُّفُرِ في الصّلابة، يقال: ظَفِرَتْ عينُهُ، والظَّفَرُ: الفوزُ، وأصله من: ظَفِرَ عليه. أي:
نشب ظُفْرُهُ فيه. قال تعالى: مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ
[الفتح/ 24] .
(ظ ف ر) : (الْأَظَافِيرُ) جَمْعُ أُظْفُورٍ لُغَةٌ فِي الظُّفُرِ قَالَ أَبُو نُوَاسٍ
كَأَنَّمَا الْأُظْفُورُ فِي ... قِنَابِهِ مُوسَى صَنَاعٍ رُدَّ فِي نِصَابِهِ
(وَالظَّفَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ جُلَيْدَةٌ تَنْبُتُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ وَيُسَمِّيهَا الْأَطِبَّاءُ الظُّفْرَةَ وَالظُّفْرَ وَيُقَالُ عَيْنٌ ظَفِرَةٌ وَرَجُلٌ مَظْفُورٌ وَأَنْشَدَ أَبُو الْهَيْثَمِ
مَا الْقَوْلُ فِي عُجَيْزٍ كَالْحَمْرَهْ ... بِعَيْنِهَا مِنْ الْبُكَاءِ ظَفَرَهْ
(حَلَّ ابْنُهَا فِي الْحَبْسِ وَسْطَ الْكَفَرَهْ) .

(وَالْأَظْفَارُ) شَيْءٌ مِنْ الْعِطْرِ شَبِيهٌ بِظُفْرٍ مُقَلَّفٍ مِنْ أَصْلِهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَا يُفْرَدُ مِنْهُ وَاحِدٌ وَإِنْ أُفْرِدَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ظُفْرًا وَيُجْمَعُ عَلَى أَظَافِيرَ (وَظَفَارِ) مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ إلَيْهَا يُنْسَبُ الْجَزْعُ الظَّفَارِيُّ أَظْفَارٌ فِي ن ب.
(ظفر) - في حديث أُمِّ عَطِيَّة - رضي الله عنها -: "لا تمَسُّ المُحِدُّ إلّا نُبذَةً من قُسْطٍ وأَظْفارٍ".
الأَظْفار: جِنْس من الطِّيب، لا واحدَ له من لَفْظِه.
وقال الأَزهَرِىُّ: واحِدُه ظُفْر. وقال غَيرُه: الأَظْفار: شىَءٌ من العِطْر أَسْوَدُ، والقِطعَةُ منه شَبِيهةٌ بالظُّفْر.
- وفي حَديثِ الإفك: "فإذا عِقْدٌ كان عَلىَّ من جَزْع أَظْفارٍ قد سَقَط"
قال الإمامُ إسماعيلُ رحمه الله: أَظْفَار: شىَءٌ يُتَداوى بِه، كأنه عُودٌ وكأنّه يُثْقَبُ ويُجَعَلُ في القِلادةِ.
وفي أَثْبَت الرِّوايات: "من جَزْعِ ظَفَارِ" وفي رِوايةٍ: "من جَزْع ظَفارِىّ"
وظفَارِ: مَبْنِيًّا: مدينة لحِمْيَر باليَمَن، وفي المَثَل: "مَنْ دَخَل ظَفارِ حَمَّر" : أي تَكَلّم بالحِمْيَريَّة.
وقيل: كل أرضِ ذَات مَغْرةٍ ظَفَار.
- في الحديث: "كان لبِاسُ آدمَ عليه الصلاة والسلام الظُّفُرَ"
: أي لِباسٌ يُشْبِه الظُّفْر في صَفائِه وكَثافَتهِ وجَوْدَتِه.
ظفر: الظُّفْرُ: ظُفْرُ الإِصْبَعِ وظُفْرُ الطائرِ؛ وجَمْعُه أظْفَارٌ، وأُظْفُوْرٌ وأظَافِيْرُ. ويُقال: ظِفْرٌ أيضاً.
والرَّجُلُ القَلِيْلُ الأذى: كَلِيْلُ الظُّفْرِ.
ومَقْلُوْمُ الأظْفَارِ: مَهِيْنٌ ذَلِيْلٌ.
وظَفَّرَ فلانٌ في وَجْهِ فلانٍ: غَرَّزَ أظْفَارَه في لَحْمِه فَعَقَرَه. وكذلك في القِثّاءِ ونَحْوِه.
ويقولونَ: أفْرَحْتُه من شُفْرِه إلى ظُفْرِِه: أي من رَأْسِه إلى قَدَمِه.
ورَأَيْتُه بظُفْرِه: أي بنَفْسِه.
و" ما بها شُفْرٌ ولا ظُفْرٌ ": أي أحَدٌ.
ورجُلٌ أظْفَرُ: طَوِيْلُ الظُّفْرِ، وظَفِرٌ: حَدِيْدُ الظُّفْرِ.
والأظْفَارُ: شَيْءٌ من العِطْرِ أسْوَدُ شَبِيْهٌ بالظُّفْرِ.
والظَّفَرَةُ: جِلْدَةٌ تَغْشى البَصَرَ تَنْبُتُ في تِلْقَاءِ المَآقي، ظُفِرَ فهُوَ مَظْفُوْرٌ، وعَيْنٌ ظَفِرَةٌ. وهي الظَّفَارَةُ أيضاً.
وما ظَفِرَتْكَ عَيْني مُذْ حِيْنٍ: أي ما عَجَمَتْكَ.
والظَّفَرُ: الفَوْزُ بما طَلَبْتَ. وظَفَّرَ اللهُ فلاناً، وأظْفَرَني به. وهو مُظَفَّرٌ. وظَفِرْتُ الرَّجُلَ وظَفِرْتُ به: واحِدٌ. والظَّفِرُ: الذي يَظْفَرُ بما يَقْصِدُه؛ أي ذو الظَّفَرِ.
وظَفَّرَ الأرْطى والنَّبْتُ تَظْفِيراً: وهو أوَّلُ ما يَطْلُعُ.
وبالجَمَلِ ظُفْرٌ من سُقْمٍ: أي طَرَفٌ منه.
ويُقال لِكبَارِ القِرْدَانِ: الأظْفَارُ.
وظُفْرُ سِيَةِ القَوْسِ: ما وَرَاءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ إلى طَرَفِ القَوْسِ. وقَوْسٌ مُظَفَّرَةٌ: قُطِعَ من طَرَفَيْها شَيْءٌ.
وظَفِرَتِ النّاقَةُ لَقْحاً: أي قَبِلَتْه.
وقُدّامُ النَّسْرِ كَوَاكِبُ يُقال لها: الأظْفَارُ.
وتَظَافَرُوا عليه بمَعْنى الضّادِ: أي تَعَاوَنُوا.
وعُوْدٌ ظَفَارِيٌّ؛ وجَزْعٌ كذلك: مَنْسُوْبٌ إلى ظَفَارِ مَدِيْنَة باليَمَنِ، ومنه قيل: " مَنْ دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ " أي تَكَلَّمَ بلُغَةِ حِمْيَرَ.
وكُلُّ أرْضٍ ذاتُ مَغْرَةٍ فهيَ: ظَفَارٌ.
(ظفر) : [الأُظْفُورُ] : الدَّقِيقُ الذِي يَلتْوِي على القَضِيب من الكَرْم.
[الظَّرْءُ] : الماءُ يَجْمُدُ والتُّرابُ إذا يَبِسَ بالبَرْدِ.
(ظفر) النبت طلع مِقْدَار الظفر وَالشَّيْء وَفِيه غرز فِيهِ ظفره وَالشَّيْء طيبه بعطر الْأَظْفَار وَالله فلَانا بفلان وَعَلِيهِ مكنه وغلبه وَالْجَلد دلكه لتملاس غضونه وَفُلَانًا دَعَا لَهُ بالظفر
(ظفر)
الشَّيْء ظفرا غرز فِيهِ ظفره وَيُقَال مَا ظفرتك عَيْني مُنْذُ زمَان مَا رأتك

(ظفر) الرجل ظفرا طَال ظفره وَعرض فَهُوَ أظفر وعينه ظَهرت فِيهَا الظفرة فَهِيَ ظفرة وَفُلَان على عدوه وبعدوه غلب عَلَيْهِ وقهره فَهُوَ ظافر وظفر وَالشَّيْء وَبِه فَازَ بِهِ وناله وَيُقَال ظفر الله فلَانا على فلَان غَلبه عَلَيْهِ
ظ ف ر: جَمْعُ (الظُّفْرِ أَظْفَارٌ) وَ (أُظْفُورٌ) بِالضَّمِّ وَ (أَظَافِيرُ) . وَرَجُلٌ (أَظْفَرُ) بَيِّنُ (الظَّفَرِ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ طَوِيلُ الْأَظْفَارِ كَرَجُلٍ أَشْعَرَ طَوِيلِ الشَّعْرِ. وَ (الظَّفَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْجُلَيْدَةُ الَّتِي تُغَشِّي الْعَيْنَ وَيُقَالُ لَهَا: (ظُفْرٌ) بِوَزْنِ قُفْلٍ وَقَدْ (ظَفِرَتْ) عَيْنُهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (الظَّفَرُ) أَيْضًا الْفَوْزُ وَقَدْ (ظَفِرَ) بِعَدُوِّهِ مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْضًا. وَ (ظَفِرَهُ) أَيْضًا مِثْلُ لَحِقَ بِهِ وَلَحِقَهُ فَهُوَ (ظَفِرٌ) بِوَزْنِ كَتِفٍ. وَ (ظَفِرَ) عَلَيْهِ بِمَعْنَى ظَفَرَ بِهِ وَ (اظَّفَرَ) بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى ظَفِرَ. وَ (أَظْفَرَهُ) اللَّهُ بِعَدْوِهِ وَ (ظَفَرَّهُ تَظْفِيرًا) . وَرَجُلٌ (مُظَفَّرٌ) أَيْ صَاحِبُ دَوْلَةٍ فِي الْحَرْبِ. وَ (التَّظْفِيرُ) غَمْزُ الظُّفْرِ فِي التُّفَّاحَةِ وَنَحْوِهَا. 
ظ ف ر : الظُّفُرُ لِلْإِنْسَانِ مُذَكَّرٌ وَفِيهِ لُغَاتٌ أَفْصَحُهَا بِضَمَّتَيْنِ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] .
وَالثَّانِيَةُ الْإِسْكَانُ لِلتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ بِهَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَالْجَمْعُ أَظْفَارٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى أَظْفُرٍ مِثْلُ رُكْنِ وَأَرْكُنٍ وَالثَّالِثَةُ بِكَسْرِ الظَّاءِ وِزَانُ حِمْلٍ وَالرَّابِعَةُ بِكَسْرَتَيْنِ لِلْإِتْبَاعِ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي الشَّاذِّ وَالْخَامِسَةُ أُظْفُورٌ وَالْجَمْعُ أَظَافِيرُ مِثْلُ أُسْبُوعٍ وَأَسَابِيعَ قَالَ
مَا بَيْنَ لُقْمَتِهِ الْأُولَى إذَا انْحَدَرَتْ ... وَبَيْنَ أُخْرَى تَلِيهَا قَيْدُ أُظْفُورِ 
وَقَوْلُهُ فِي الصَّحَاحِ وَيُجْمَعُ الظُّفُرُ عَلَى أُظْفُورٍ سَبْقُ قَلَمٍ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ وَيُجْمَعُ عَلَى أَظْفُرٍ فَطَغَا الْقَلَمُ بِزِيَادَةِ وَاوٍ وَظَفِرَ ظَفَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَصْلُهُ بِالْفَوْزِ وَالْفَلَاحِ وَظَفِرْتُ بِالضَّالَةِ إذَا وَجَدْتَهَا وَالْفَاعِلُ ظَافِرٌ وَظَفِرَ بِعَدُوِّهِ وَأَظْفَرْتُهُ بِهِ وَأَظْفَرْتُهُ عَلَيْهِ بِمَعْنًى 
[ظفر] الظُفرُ جمعه أظْفارٌ وأظْفورٌ وأظافيرُ. ابن السكيت: يقال رجلٌ أظْفَرُ بيِّن الظَفَرِ، إذا كانَ طويل الاظفار، كما تقول: رجل أشعر للطويل الشعر. والظفر في السية: ما وراء مَعْقِد الوتَر إلى طرف القوس. ويقال للمَهينِ: هو كليل الظُفُر. والأظْفارُ: كِبار القِرْدان، وكواكبُ صِغار. والظَفَرَةُ بالتحريك: جُلَيدةٌ تغشِّي العين ناتئةٌ من الجانب الذي يلي الأنفَ على بياض العين إلى سوادها، وهي التي يقال لها ظفر، عن أبى عبيد. وقد ظفرت عينُه بالكسر تَظْفَرُ ظَفَراً. والظَفَرُ بالفتح: الفَوز. وقد ظَفِرَ بعدوِّهِ وظَفِرَهُ أيضاً، مثل لحق به ولحقه، فهو ظَفِرٌ. قال العُجَير السَلوليُّ يمدح رجلاً: هو الظَفِرُ الميمونُ إن راحَ أو غدا * به الركب والتلعابة المتحبب - قال الأخفش: وتقول العرب: ظَفِرْتُ عليه، في معنى ظفرت به. وما ظَفِرَتْكَ عيني منذُ زمان، أي ما رأتك. والظفر: ما اطمأن من الأرض وأنبَتَ. وأظْفَرَهُ الله بعدوِّه وظَفَّرَهُ به تَظْفيراً. ورجل مُظَفَّرٌ: صاحبُ دولة في الحرب. والتَظْفيرُ: غَمْز الظُفْرِ في التفاحة ونحوها. ويقال أيضاً: ظَفَّرَ النبتُ، إذا طلع مقدار الظفر. واظفر الرجلُ، أي أعلق ظُفُرَه. وهو افعتل فأدغم. وقال العجاج يصف بازياً:

شاكي الكَلاليبِ إذا أهْوى اظَّفَرْ * واظَّفَرَ أيضاً بمعنى ظَفِرَ. وظفار، مثل قطام: مدينة باليمن. يقال: من دخل ظفار حمر . وجزع ظفارى: منسوب إليها. وكذلك عود ظفارى، وهو العود الذى يبخر به.
ظفر: ظفر ظَفَر: العامة تقول ظَفِرت الخيل والحمير أي نبت في شفتها العليا عظم فمنعها عن الأكل. يسمُّون ذلك العظم بالظَفَر أو الضَفَر (محيط المحيط).
ظَفّر (بالتشديد): حفر، نقش، نقر (الكالا) وانظر (نبريجا وفيكتور) لان دَفَّر التي ذكرها الكالا ليست إلا تصحيف ظفَّر التي اشتقت من ظَفْر.
ظافر: عاون، حالف، وكذلك ضافر (البيان 2: 148، حيان ص62 كرتاس ص99).
ظُفْر: مادة قرنية في أطراف الأصابع. وجمع الجمع أظافر (وهو تصحيف أظافير) (ديوان الهذليين ص151 البيت 15، بوشر).
ظفر حجر: يشب أسمر وهو من الأحجار الكريمة (بوشر) وانظر باين سميث 1506.
ظفر الديك: زائدة صغيرة في رجل الطير (بوشر).
ظفر القط: هو النبات المسمى باليونانية كليمنيون (ابن البيطار 2: 177) ظفر قطورا: اسم سرياني لنبات وصفه ابن البيطار (2: 177) ظفر النسر: هو النبات المسمى باليونانية كاتانانش (ابن البيطار 2: 177).
اظفار الذئب: نجمان في مجموعة نجوم التنين (القزويني 1: 31) ونجوم التنين (1: 21، 22، 23، ألف استرون 1: 22).
الأظفار القريشية البحرية: (القريشية: باين سميث 1506) هي أجود أنواع أظفار الطيب، ثم تليها الأظفار الفارسية. ثم الأظفار الذكران التي تسمى أيضاً الثعلبية (هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة) انظر (ابن البيطار 1: 56).
ظَفَر: انظر في أول هذه المادة.
ظفْرة: ظَفر (فوك).
ظُفْرَة: انظر عن هذا النبات ابن البيطار (2: 117).
ويظن سونثيمر انه النبات الذي اسمه العلمي: Hieracium pilosella.
ظَفَرة: جُلِيْدة تغشى العين من الجانب الذي يلي الأنف (بوشر) وانظر ابن العوام (2: 579).
ظَفَرى: نسبة إلى الظَفَر وهو الغلبة على العدو وقهَره، انتصاري، نصري، فوزي (بوشر).
ظفيرة وظفيرا: فوذنج بري (ابن البيطار 2: 177).
وفي مخطوطتي ظفيرا وظفيرة أيضاً. ظفيرة العجوز: اسم لثمر الحسك في القيروان (ابن البيطار 2: 177) وفي مخطوطة ا: ظفر العجوز.
ظافر وجمعها ظَوافير: ظُفْر (بوشر).
أبو المُظَفَّر: كنية يتكنى بها السلاطين (بغير حق) المعاصرون في الهند ويكتبونها على الأوسمة والآثار التذكارية والأبنية الفنية العظيمة (الجريدة الآسيوية 1823، 2: 286)
[ظ ف ر] الظُّفْرُ والظُّفُرُ معروفٌ يكونُ للإِنْسانِ وغيرِه وأَمّا قِراءَةُ من قَرَأ {كل ذي ظفر} الأنعام 146 بالكسر فشاذٌّ غيرُ مَانُوسٍ به إذ لا نَعْرِفُ ظِفْرًا بالكسرِ وقيل الظُّفْرُ لما لا يَصِيدُ من الطَّيْرِ والمِخْلبُ لما يَصيدُ كُلُّهُ مُذكَّرٌ صَرَّحَ بذلكَ اللِّحْيانِيُّ والجَمْعُ أَظْفارٌ وهو الأُظْفُورُ وعلى هذا قولُهم أَظافِيرُ لا عَلَى أَنَّه جمعُ أَظْفارٍ الَّذي هو جمعُ ظُفْرٍ لأنّه ليس كُلُّ جمعٍ يُجْمَع وبهذا حَمَلَ الأَخْفَشُ قِراءَةَ من قَرَأَ {فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ} البقرة 283 على أَنَّه جمعُ رَهْنٍ وتَجُوز قِلَّتُه لِئَلاّ يَضطَرَّه ذلك إلى أنْ يكونَ جمعَ رِهانٍ الذي هو جَمْعُ رَهْنٍ وأَمّا من لم يَقُلْ إلا ظُفْرٌ فإنَّ أظافِيرَ عندَه إِنَّما هو جَمْعُ الجمعِ فجَمَع ظُفْرًا على أظْفارٍ ثم أظْفارًا على أظافِيرَ قال بعضُهم هَمْزَةُ أُظْفُورٍ مُلْحِقَةٌ له ببابِ دُمْلُوجِ بدليلِ ما انْضَافَ إِليها من زِيادَةِ الواوِ معها هذا مَذْهَبُ بعضِهم ورجُلٌ أَظْفَرُ طَوِيلُ الأَظْفارِ عَرِيضُها ولا فَعْلاءَ لها من جِهة السَّماع ومَنْسِمٌ أَظْفَرُ كذلك قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(بأَظْفَرَ كالعَمُود إذا اصْمَعَدَّتْ ... عَلَى وَهَلٍ وأصْفَرَ كالعَمُودِ)

وظَفَرَه غَرَزَ في وَجْهِه ظُفَرَه وكُلُّ ما غَرَزْتَ فيه ظُفرَكَ فشَدَخْتَه أو أثَّرْتَ فِيه فقد ظَفَّرْتَه أنشد ثعلب لخَنْدَقِ بن إِيادٍ

(ولا تَوَقَّ الحَلْقَ أَنْ تَظَفَّرَا ... )

ورَجُلٌ مُقَلَّمُ الظُّفْرِ عن الأَذَى وكَليلُ الظُّفْرِ عن العِدَا وكلاهُما على المَثَلِ والظُّفْرُ ضربٌ من العِطْرِ أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصْلِه على شكل ظُفْرِ الإِنسانِ يُوضعُ في الدُّخْنَةِ والجمع أَظْفارٌ وأَظافِيرُ قال صاحبُ العين لا واحِدَ له وظَفَّرَ ثَوْبَه طّيَّبَهُ بالظُّفْرِ وظَفَّرَت الأَرْضُ أَخْرَجَت من النًّباتِ ما يُمْكِنُ احْتِقَارُه بالظُّفْرِ وظَفَّرَ العَرْفَجُ والأَرْطَى خَرَجَ منه شِبْهُ الأَظْفارِ وذلكَ حينَ يُخَوِّضُ وظَفَّرَ البَقْلُ خَرَجَ كأَنَّه أَظْفارُ الطائِر وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصِّلِّيانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إذا خَرَجَ له عُنْقُرٌ أَصْفَرٌ كالظُّفْرِ وهي خُوصَةٌ تَنْدُر منه فيها نَوْرٌ أَغْبَرُ والظُّفْرُ والظَّفْرَةُ داءٌ في العَيْنِ يَتَجَلَّلُها منه غاشِيةٌ كالظُّفْرِ وقيل لَحْمَةٌ تَنْبُتُ عند المَأْقِ حتى تَبْلُغَ السَّوَادَ ورُبَّما أَخَذَتْ فيه وقد ظَفِرَتْ ظَفَرًا فهي ظَفِرَةً وأَظفارُ الجِلدِ ما تكَسَّرَ منه فصارَت له غَضُونٌوظَفَّرْتُ الجِلْدَ دَلَكْتُه لتَمْلاسَّ أَظْفارُه والظُّفْرُ ما وَراءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ إلى طَرَفِ القَوْسِ وخَصَّ بعضُهم به القَوْسَ العَرَبِيَّةَ وقِيلَ الظًّفْرُ طَرَفُ القَوْسِ والجَمْعُ ظِفَرَةٌ والظَّفَرُ الفَوْزُ بالمَطْلُوبِ وقد ظَفِرَ به وعَلَيْهِ وظَفِرَهُ ظَفَرًا وأَظْفَرَه اللهُ به وعَلَيْه وظَفَّرَه ورَجُلٌ مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظَفِيرٌ لا يُحاوِلُ أَمْرًا إلا ظَفِرَ به وظَفَّرَه دَعا لَه بالظَّفَرِ وظَفارِ مَبْنِيَّةٌ موضعٌ وقِيلَ هي قَرْيَةٌ من قُرَى حِمْيَرَ إليها يُنْسَبُ الجَزْعُ الظَّفارِيُّ وقد جاءَتْ مَرْفُوعَةً أُجْرِيَتْ مُجْرَى رَباب إذا سَمَّيْتَ بِها وظَفْرٌ ومُظَفَّرٌ ومِظْفارٌ أَسماءٌ وبَنُو ظَفَر بَطْنانِ بَطْنٌ في الأَنْصارِ وبَطْنٌ في بَنِي سُلَيْمٍ
ظفر
ظفَرَ يَظفِر، ظَفْرًا، فهو ظافِر، والمفعول مَظْفور
• ظفَرَ الشَّخصَ:
1 - غرَز فيه ظُفْرَه.
2 - نزع ظفرَه أو كسره. 

ظفِرَ1/ ظفِرَ بـ/ ظفِرَ على يظفَر، ظَفَرًا، فهو ظافِر وظَفِر، والمفعول مَظْفور
• ظفِرَ الشَّيءَ/ ظفِرَ بالشَّيءِ: فاز به وناله، حصل عليه "ظفِر بمراده/ بمطلبه/ بأمانيه- أحرز فريقُنا الظَّفرَ في المباريات الرياضيَّة" ° لم يظفر منه بطائل: لم ينل منه أيّ فائدة- ما ظفِرتك عيني منذ زمان: ما رأتك.
• ظفِرَ بعدوِّه/ ظفِرَ على عدوِّه: غلبه وقهره، انتصر عليه "رجل ظَفِر". 

ظفِرَ2 يَظفَر، ظَفَرًا، فهو أَظْفَرُ
• ظفِرَ الشَّخصُ وغيرُه: طال ظفرُه وعَرُض "ظفِر الطائرُ". 

ظفِرَ3 يظفَر، ظَفَرًا، فهو ظَفِر
• ظفِرَتِ العَينُ: ظهرت فيها الظَّفَرَة وهي جُلَيْدة بيضاء تُغشِّي العينَ ناتئة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها "ظَفِر فلانٌ: نبتت الظَّفَرةُ بعينه". 

ظُفِرَ يُظفَر، ظَفَرًا، والمفعول مَظْفور
• ظُفِرَ فلانٌ: نبتت الظّفرةُ بعينه. 

أظفرَ يُظفر، إظفارًا، فهو مُظْفِر، والمفعول مُظفَر
• أظفرَ الشَّيءَ: غرز فيه ظفرَه.
• أظفرَه اللهُ بعدوِّه/ أظفرَه اللهُ على عدوِّه: مكّنه منه وغلّبه عليه "أظفره جِدُّه على منافسه- {مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} ". 

تظافرَ على يتظافر، تظافُرًا، فهو مُتظافِر، والمفعول مُتظافَر عليه
• تظافروا عليه: تضافروا، أي تعاونوا "تظافر الإخوةُ في مواجهة الشَّدائد- سرَّني كلُّ هذا التكاتف والتظافر الرّسميّ والاجتماعيّ". 

ظفَّرَ/ ظفَّرَ في يظفِّر، تظفيرًا، فهو مُظفِّر، والمفعول مُظفَّر (للمتعدِّي)
• ظفَّرَ النَّبتُ: طلع مقدار الظفر.
• ظفَّرَ اللهُ فلانًا بفلان/ ظفَّرَ فلانًا على فلان: جعله يظفر به، مكَّنه منه "ظفَّره على منافسه- ظفَّره بالنجاح في المسابقة- قائد مظفَّر: قائد لا يحارب إلاّ انتصر وظفر بعدوه".
• ظفَّرَ الشَّيءَ/ ظفَّرَ في الشَّيء: أظفره، غرز فيه ظفرَه. 

أَظْفَرُ [مفرد]: ج ظُفْر، مؤ ظَفْرَاءُ، ج مؤ ظفراوات وظُفْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظفِرَ2. 

أُظْفُور [مفرد]: ج أظافِرُ وأَظْفار، جج أظافيرُ: ظُفْر. 

ظَفْر [مفرد]: مصدر ظفَرَ. 

ظَفَر [مفرد]: مصدر ظُفِرَ وظفِرَ1/ ظفِرَ بـ/ ظفِرَ على وظفِرَ2 وظفِرَ3 ° ثمرة الصَّبْر نُجْحُ الظَّفَر: ترغيب المرء في الصَّبر على ما يكره. 

ظَفِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ظفِرَ1/ ظفِرَ بـ/ ظفِرَ على وظفِرَ3. 

ظُفْر/ ظُفُر [مفرد]: ج أَظْفار وأظفُر، جج أظافيرُ:
1 - (شر) مادّة قَرْنيَّة تنبُت في أطراف الأصابع، تكون في الإنسان وغيره "ظفر اليد/ الرجل/ الطائر- ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفرك ... فتولَّ أنت جميع أمرك- {حَرَّمْنَا كُلَّ
 ذِي ظُفُرٍ} " ° أخفى أظافرَه: بدا متساهلاً، لطَّف موقفَه- أنشبت فيه المنيَّة أظفارَها: مات- رأيته بظُفْره: بنفسه- قلّم ظفرَه/ قلّم أظافرَه/ قلّم أظفارَه: حدَّ من نفوذه، أضعفه، أذلَّه- كسَّر أظفارَه في فلان: اغتابه- كليل الظُّفْر/ مقلوم الظُّفْر/ مقلَّم الظُّفْر: ضعيف، حقير، ينكأ عدوًّا- لا يساوي قُلامة ظُفْر: حقير لا يساوي شيئًا- ما بقِي في الدار ظُفْر: لم يبقَ أحد- منذ نعومة أظفاره: منذ طفولته وصغره- ناعم الظُّفْر/ ناعم الظُّفُر: شابٌّ يافع.
2 - (نت) نبات عطريّ يشبه الأظفار.
• ظفر غارز: (طب) ظفر داخل في اللَّحم، ولاسيَّما القدم.
• أظفار الجِلد: (طب) ما تكسَّر منه فصارت له ثنايا. 

ظَفَرَة [مفرد]: (طب) جُليدة بيضاء تغشِّي العين ناتئة من الجانب الذي يلي الأنف، على بياض العين إلى سوادها، وهي تشبه الظفر صلابة وبياضًا "نبتت في عينه ظَفَرة". 

مِظْفار [مفرد]: مؤ مِظْفار ومِظْفارَة: صيغة مبالغة من ظفِرَ1/ ظفِرَ بـ/ ظفِرَ على: من لا يحاول أمرًا إلاّ ظفِر به. 

ظفر: الظُّفْرُ والظُّفُرُ: معروف، وجمعه أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ،

يكون للإِنسان وغيره، وأَما قراءة من قرأَ: كل ذي ظِفْر، بالكسر، فشاذ

غير مأْنوسٍ به إِذ لا يُعْرف ظِفْر، بالكسر، وقالوا: الظُّفْر لما لا

يَصِيد، والمِخْلَبُ لما يَصِيد؛ كله مذكر صرح به اللحياني، والجمع أَظفار،

وهو الأُظْفُورُ، وعلى هذا قولهم أَظافيرُ، لا على أَنه حمع أَظفار الذي

هو جمع ظُفْر لأَنه ليس كل جمع يجمع، ولهذا حمل الأَخفش قراءة من قرأَ:

فَرُهُنٌ مقبوضة، على أَنه جمع رَهْن ويُجَوّز قِلَّته لئلا يضْطَرَّه

إِلى ذلك أَن يكون جمعَ رِهانٍ الذي هو جمعُ رَهْنٍ، وأَما من لم يقل إِلاَّ

ظُفْر فإِن أَظافِيرَ عنده مُلْحَقةٌ بباب دُمْلوج، بدليل ما انضاف

إِليها من زيادة الواو معها؛ قال ابن سيده: هذا مذهب بعضهم. الليث: الظُّفْر

ظُفْر الأُصبع وظُفْر الطائر، والجمع الأَظفار، وجماعة الأَظْفار

أَظافِيرُ، لأَن أَظفاراً بوزن إِعْصارٍ، تقول أَظافِيرُ وأَعاصيرُ، وإِنْ جاء

ذلك في الأَشعار جاز ولا يُتَكلّم به بالقياس في كل ذلك سواء غير أَن

السمع آنَسُ، فإِذا ورد على الإِنسان شيء لم يسمعه مستعملاً في الكلام

اسْتوحَشَ منه فَنَفَر، وهو في الأَشعار جيّدٌ جائز. وقوله تعالى: وعلى الذين

هادُوا حَرّمْنا كلَّ ذي ظُفُرٍ؛ دخل في ذي الظُّفْرِ ذواتُ المناسم من

الإِبل والنعامِ لأَنها كالأَظْفار لها.

ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار عريضُها، ولا فَعْلاء لها من جهة السماع،

ومَنْسِم أَظْفَرُ كذلك؛ قال ذو الرمة:

بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذا اصْمَعَدّتْ

على وَهَلٍ، وأَصفَرَ كالعَمُودِ

والتَّظْفيرُ: غَمْزُ الظُّفْرِ في التُّفَّاحة وغيرها.

وظَفَرَه يَظْفِرُه وظَفَّرَه واظِّفَرَه: غرزَ في وَجْهه ظُفْرَه.

ويقال: ظَفَّرَ فلانٌ في وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه في لحمه فعَقَره،

وكذلك التَّظْفِيرُ في القِثَّاء والبطِِّيخ. وكلُّ ما غَرَزْت فيه

ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فيه، فقد ظَفَرْته؛ أَنشد ثعلب لخَنْدَق بن

إِياد:

ولا تُوَقّ الحََلْقَ أَن تَظَفّرَا

واظّفَرَ الرجلُ واطَّفَر أَي أَعْلَقَ ظُفْرَه، وهو افتعل فأَدغم؛ وقال

العجاج يصف بازياً:

تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فَانْكَدَرْ

شاكِي الكَلالِيبِ إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ

الكَلالِيبُ: مَخالِيبُ البازي، الواحد كَلّوب. والشاكي: مأْخوذ من

الشَّوْكةِ، وهو مقلوب، أَي حادُّ المَخالِيبِ. واظّفَرَ أَيضاً: بمعنى

ظَفِرَ بهم.

ورجل مُقلَّم الظُّفْرِ عن الأَذَى وكَلِيل الظُّفْرِ عن العِدَى، وكذلك

على المثل. ويقال للرجل: إِنه لمَقْلُومُ الظُّفُرِ أَي لا يُنْكي

عَدُوّاً؛ وقال طرفة:

لَسْتُ بالفَانِي ولا كَلِّ الظُّفُرْ

ويقال للمَهين: هو كَليلُ الظُّفُرِ. ورجل أَظْفَرُ بَيِّن الظُّفُرِ

إِذا كان طويلَ الأَظْفارِ، كما تقول رجل أَشْعَرُ طويل الشعر. ابن سيده:

والظُّفْرُ ضَرْبٌ من العِطْر أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصله على شكل ظُفْر

الإِنسان، يوضع في الدخنة، والجمع أَظْفارٌ وأَظافِيرُ، وقال صاحب

العين: لا واحد له، وقال الأَزهري: لا يُفْرَدُ منه الواحد، قال: وربما قال

بعضهم أَظْفارةٌ واحدة وليس بجائز في القياس، ويجمعونها على أَظافِيرَ،

وهذا في الطِّيب، وإِذا أُفرد شيء من نحوها ينبغي أَن يكون ظُفْراً وفُوهاً،

وهم يقولون أَظفارٌ وأَظافِيرُ وأَفْواهٌ وأَفاوِيهُ لهذين العِطْرَينِ.

وظَفَّرَ ثَوبه: طيَّبَه بالظُّفْر. وفي حديث أُمّ عطيّة: لا تَمَسّ

المُحِدّ إِلاَّ نُبْذَةً من قُسْطِ أَظفارٍ، وفي رواية: من قُسْطِ وأَظفار؛

قال: الأَظْفارُ جنس من الطِّيب، لا واحد له من لفظه، وقيل: واحدة

ظُفْر، وهو شيء من العِطْر أَسود والقطعةُ منه شبيهةٌ بالظُّفْرِ. وظَفَّرَت

الأَرض: أَخْرجت من النبات ما يمكن احتفاره بالظُّفْرِ. وظَفِّرَ

العَرْفَجُ والأَرْطى: خرج منه شِبهُ الأَظفار وذلك حين يُخَوِّصُ. وظَفَّرَ

البَقْلُ: خرج كأَنه أَظفارُ الطائر. وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ

والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصَّلِّيَانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إِذا خرج له

عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ، وهي خُوصَةٌ تَنْدُرُ منه فيها نَوْرٌ أَغبر.

الكسائي: إِذا طلع النبت قيل: قد ظَفَّرَ تَظْفِيراً؛ قال أَبو منصور: هو

مأْخوذ من الأَظْفارِ. الجوهري: والظَّفَرْ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض

وأَنبت.ويقال: ظَفَّرَ النبتُ إِذا طلع مقدار الظُّفْرِ.

والظُّفْرُ والظَّفَرَةُ، بالتحريك: داء يكون في العين يَتَجَلَّلُها

منه غاشِيةٌ كالظُّفْرِ، وقيل: هي لحمة تنبت عند المَآقي حتى تبلغ السواد

وربما أَخَذَت فيه، وقيل: الظَّفَرَةُ، بالتحريك، جُلَيْدَة تُغَشِّي

العينَ تنبت تِلْقَاءَ المَآقي وربما قُطعت، وإِن تُركت غَشِيَتْ بَصر العين

حتى تَكِلَّ، وفي الصحاح: جُلَيْدة تُغَشِّي العين نَابتة من الجانب الذي

يلي الأَنف على بياض العين إِلى سوادهَا، قال: وهي التي يقال لها

ظُفْرٌ؛ عن أَبي عبيد. وفي صفة الدجال: وعلى عينه ظَفَرَةٌ غليظة، بفتح الظاء

والفاء، وهي لحمة تنبت عند المَآقي وقد تمتد إِلى السواد فتُغَشِّيه؛ وقد

ظَفِرَتْ عينُه، بالكسر، تَظْفَرُ ظَفَراً، فهي ظَفِرَةٌ. ويقال ظُفِرَ

فلانٌ، فهو مَظْفُورٌ؛ وعين ظَفِرَةٌ؛ وقال أَبو الهيثم:

ما القولُ في عُجَيِّزٍ كالحُمّره،

بِعَيْنها من البُكاء ظَفَرَه،

حَلَّ ابنُها في السِّجْن وَسْطَ الكَفَرَه؟

الفراء: الظَّفَرَةُ لحمة تنبت في الحَدَقَةِ، وقال غيره: الظُّفْر لحم

ينبت في بياض العين وربما جلل الحَدَقَةَ.

وأَظْفَارُ الجلد: ما تكسر منه فصارت له غُصُونٌ. وظَفَّرَ الجلدَ:

دَلَكَهُ لِتَمْلاسَّ أَظْفارُه. الأَصمعي: في السِّيَةِ الظُّفْرُ وهو ما

وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس، والجمع ظِفَرَةٌ؛ قال الأَزهري:

هنا يقال للظُّفْرِ أُظْفُورٌ، وجمعه أَظافير؛ وأَنشد:

ما بَيْنَ لُقْمَتِها الأُولى، إِذا ازْدَرَدتْ،

وبَيْنَ أُخْرَى نَلِيها، قِيسُ أُظْفُورِ

والظَّفَرُ، بالفتح: الفوز بالمطلوب. الليث: الظَّفَرُ الفوز بما طلبتَ

والفَلْجُ على من خاصمت؛ وقد ظَفِرَ به وعليه وظَفِرَهُ ظَفَراً، مثل

لَحِقَ به ولَحِقَهُ فهو ظَفِرٌ، وأَظْفَرَهُ الله به وعليه وظَفَّرَهُ به

تَظْفِيراً. ويقال: ظَفِرَ اللهُ فُلاناً على فلان، وكذلك أَظْفَرَهُ

اللهُ. ورجل مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظِفِّيرٌ: لا يحاول أَمراً إِلاَّ ظَفِرَ به؛

قال العجير السلولي يمدح رجلاً:

هو الظَّفِرُ المَيْمُونُ، إِنْ رَاحَ أَو غَدَا

به الركْبُ، والتِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ

ورجل مُظَفَّرٌ: صاحب دَوْلَةٍ في الحرب. وفلان مُظَفَّرٌ: لا يَؤُوب

إِلاَّ بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه للكثرة والمبالغة. وإِن قيل: ظَفَّرَ الله

فلاناً أَي جعله مُظَفَّراً جاز وحسُن َأَيضاً. وتقول: ظَفَّره ظَفَّره

الله عليه أَي غَلّبه عليه؛ وكذلك إِذا سئل: أَيهما أَظْفَرُ، فأَخْبِرْ

عن واحد غلَب الآخر؛ وقد ظَفّره. قال الأَخفش: وتقول العرب: ظَفِرْت عليه

في معنى ظَفِرْت به. وما ظَفَرتْكَ عَيْني مُنْذ زمانٍ أَي ما رَأَتْك،

وكذلك ما أَخَذَتْكَ عيني مند حين. وظَفَّرَه: دَعا لَه بالظَّفَر؛

وظَفِرْت به، فأَنا ظافرٌ وهو مَظْفُورٌ به. ويقال: أَظْفَرَنيِ الله به.

وتَظَافَرَ القومُ عليه وتظاهَرُوا بمعنى واحد.

وظَفارِ مثل قَطَامِ مبنية: موضع، وقيل: هي قَرْية من قُرَى حِمْير

إِليها ينسب الجَزْع الظَّفارِيّ، وقد جاءت مرفوعة أُجْرِيَت مُجْرَى رَبابِ

إِذا سَمّيْتَ بها. ابن السكيت: يقال جَزْعٌ ظَفارِيّ منسوب إِلى ظَفارِ

أَسد مدينة باليمن، وكذلك عُودٌ ظَفارِيّ منسوب، وهو العود الذي

يُتَبَخّر به؛ ومنه قولهم: مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ أَي تعلم الحِمْيَريّة؛ وقيل:

كل أَرض ذات مَغَرّةٍ ظَفارِ. وفي الحديث: كان لباسُ آدَم، عليه السلام،

والظُّفُر؛ أَي شيء يُشْبِه الظُّفُرَ في بياضه وصفائه وكثافِته. وفي

حديث الإِفْكِ: عِقد من جَزْع أَظفار؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي وأُريد

بها العطْرُ المذكور أَوَّلاً كأَنه يؤخذ فيُثْقَبُ ويُجْعل في العِقْد

والقلادة؛ قال: والصحيح في الرواية أَنه من جَزْعِ ظَفارِ مدينة لحِمْير

باليمن. والأَظْفارُ: كِبارُ القِرْدانِ وكواكبُ صِغارٌ.

وظَفْرٌ ومُظَفَّرٌ ومِظْفارٌ: أَسماء. وبنو ظَفَر: بَطْنانِ بطن في

الأَنصار.، وبطن في بني سليم.

ظفر

1 ظَفَرَهُ: see 2.

A2: [See also ظَفَرٌ. b2: ] ظَفِرَتْ عَيْنُهُ, (T, S, O, K,) aor. ـَ inf. n. ظَفَرٌ (S, O) and ظَفَارَةٌ; (O;) and, as some say, ظُفِرَت; (T;) His eye had what is termed a ظَفَرَة or ظُفْر. (T, S, O, K.) b3: And ظُفِرَ He (a man) had upon his eye what is termed a ظَفَرَة or ظُفْر. (T, O, K.) A3: ظَفِرَ, aor. ـَ (Msb,) inf. n. ظَفَرٌ, He attained, got, got possession of, or acquired, what he desired, or sough: (Lth, * S, * M, * A, * Msb, K: *) he succeeded, or was successful: (Msb:) he won, was victorious, or gained the victory: (Lth, T:) and ↓ اِظَّفَرَ [originally اِظْتَفَرَ] signifies the same as ظَفِرَ. (S.) You say, ظَفِرَ بِهِ and عَلَيْهِ, and ظَفِرَهُ, He attained it, got it, got possession of it, or acquired it; (M, K;) and in like manner ↓ اِظَّفَرَ, of the measure اِفْتَعَلَ. (K.) And ظَفِرْتُ بِالضَّالَّةِ I found the stray, or lost beast. (Msb.) and ظَفِرَ بِعَدُوِّهِ (S, A, Msb) and عَلَيْهِ, (Akh, S, A,) and ظَفِرَهُ, (S,) He gained the victory, or mastery, over his enemy; he overcame him. (S, * A, Msb. *) b2: [Hence,] ظَفِرَتِ النَّاقَةُ لَقَحًا (tropical:) The she-camel took, or received, impregnation. (A, TA.) And مَا ظَفِرَتْكَ عَيْنِى (Az, T, S, A, K) مُنْذُ حِينٍ (Az, T) or مُنْذُ زَمَانٍِ (S, A) (tropical:) My eye hath not seen thee [for some time]: (Az, T, S, A, K:) like مَا أَخَذَتْكَ. (Az, T.) A4: [ظَفَرَ in the dial. of Himyer is said by Freytag, on the authority of the Kitáb el-Addád, to signify He sat.]2 ظفّر فِيهِ, (A, K,) inf. n. تَظْفِيرٌ, (S,) He inserted his nail into it; (S, A, K;) namely, an apple, and the like, (S, K,) a cucumber, and a melon: (A:) and [in like manner] ↓ اِظَّفَرَ, of the measure اِفْتَعَلَ, he stuck, or fixed, his nail [into a thing]; (S, K, TA;) and so اِطَّفَرَ, with the unpointed ط. (TA.) You say, ظفّر فُلَانٌ فِى وَجْهِ فُلَانٍ Such a one stuck his nail into the flesh of the face of such a one, and wounded it. (TA.) and نَيَّبَ فِى لَحْمِهِ وَظَفَّرَ He stuck his dog-tooth and his nail into his flesh, and wounded it. (A.) and ظفّر فُلَانٌ فِى كَذَا وَنَيَّبَ (tropical:) Such a one clung to, caught to, or took fast hold upon, such a thing. (A in art. نيب.) Also ظفّرهُ; and ↓ ظَفَرَهُ, aor. ـِ (M, K;) and ↓ اِظَّفَرَهُ, in the K erroneously written أَظْفَرَهُ; (TA;) He stuck his nail into his face; (M, K;) and so اِطَّفَرَهُ, with ط. (TA.) And ظفّرهُ [He clawed it;] he stuck his nail into it, (namely, anything,) and broke it, or made a mark [or scratch] upon it. (M.) And ↓ اِظَّفَرَ الصَّقْرُ الطَّائِرَ The hawk seized the bird with his talons. (K.) b2: ظفّر said of بَقْل [or herbs, or leguminous plants,] (tropical:) They put forth what resembled the أَظْفَار [or talons] of the bird. (M, TA.) And said of the عَرْفَج, (K, TA,) and of the أَرْطَى, (TA,) (tropical:) It put forth what resembled أَظْفَار, (K, TA,) when it put forth its [leaves termed] خُوص. (TA.) And said of the نَصِىّ, and of the وَشِيج, and of the بَرْدِىّ, and of the ثُمَام, and of the صِلِّيَان, and of the غَرَز, and of هَدَب, (tropical:) It, or they, put forth yellow shoots, resembling the ظُفُر [or talon], which are the خُوص thereof, that come forth therefrom having a dustcoloured flower. (M, TA.) [Or,] said of a plant, (Ks, T, S,) inf. n. as above, (Ks, T,) (assumed tropical:) It came forth; (Ks, T;) from الأَظْفَار: (T:) or it came forth of the measure of the ظُفْر [or nail]. (S.) And ظفّرت الأَرْضُ (assumed tropical:) The land put forth plants, or herbage, that might be uprooted (يُمْكِنُ احْتِفَاؤُهُ, so in the M, in the K احْتِفَارُهُ,) with the nail, (M,) or with the fingers. (K.) b3: ظفّر ثَوْبَهُ, (M, and so in a copy of the K,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) He perfumed his garment (M, and thus in that copy of the K) with what is termed ظُفْر: (M:) or ظفّر ثَوْبَهُ بِالأَظْفَارِ he perfumed his garment with what are termed أَظْفَار. (So accord. to other copies of the K.) b4: And ظفّر الجِلْدَ, (K,) or ظَفَّرْتُ الجِلْدَ, (M,) (assumed tropical:) He, (K,) or I, (M,) rubbed the skin in order that its أَظْفَار (M, K) which means its creased parts (M) might become smooth. (M, K.) A2: ظفّرهُ also signifies, and so ↓ اظفرهُ, [He caused him to attain, get, get possession of, or acquire, what he desired, or sought: he caused him to succeed, or to be successful: and] He (God) caused him to be victorious, to gain the victory, or to overcome. (A.) You say, ظفّرهُ بِهِ (S, M) and عَلَيْهِ, (M, TA,) inf. n. as above; (S;) and به ↓ اظفرهُ (S, M, Msb) and عليه; (M, Msb;) He (God, S, M, or a man, Msb) caused him to gain the victory over him, or to overcome him, (M, Msb,) namely, his enemy. (S, Msb.) b2: And ظفّرهُ عَلَيْهِ He declared him to have overcome him: said of one who has been asked which of two persons had overcome. (T.) b3: And ظفّرهُ, (M, K,) inf. n. as above, (K,) He prayed for him that he might attain what he desired, or sought; or that he might be successful, or victorious. (M, K.) 4 أَظْفَرَ see the next preceding paragraph, latter part, in two places.6 تظافروا عَلَيْهِ and تضافروا and تظاهروا all signify the same; so says Ibn-Buzurj; (T, TA;) explaining the meaning to be, They leagued together, and aided one another, against him; i. e. عَلَى فُلَانٍ [against such a one]: (TA in art. ضفر:) the first of these has been said to be incorrect; but it is mentioned also by Sgh, as syn. with the third; and by Ibn-Málik, among words that are with ض and with ظ. (TA in the present art.) 8 إِظْتَفَرَ see 2, in three places: A2: and see also 1, in two places.

ظَفْرٌ: see the next paragraph.

ظُفْرٌ (T, S, M, A, Msb, K, &c.) and ↓ ظُفُرٌ, (Msb, K,) which latter is the most chaste form, and the form adopted by the seven readers in the Kur vi. 147, and the former is a contraction of this, [but is the most common form,] (Msb,) and ↓ ظِفْرٌ, which is extr., (M, Msb, K,) and disallowed by IDrd, (O,) and ↓ ظِفِرٌ, which is also extr., (Msb,) and ↓ أُظْفُورٌ, (T, M, A, Msb, K,) which is erroneously mentioned in the S as a pl. of ظُفْرٌ, (Sgh, Msb, K,) by an anticipation of the pen; (Msb;) or, accord. to MF, it si said in most of the copies of the S, (but this is not the case,) ظُفْرٌ has for its pl. أَظْفَارٌ; and أُظْفُورٌ [has for its pl.] أَظَافِيرُ; (TA;) [and this, being the reading in most of the copies of the S seen by MF, is probably what J wrote;] A certain wellknown thing; (M;) [i. e. a nail; and a talon, or claw;] pertaining to a human being, (M, Ibn-Es-Seed, Msb, K,) and to others; (M, K;) to the beasts and birds mentioned in the next following sentence, [as well as to man,] accord. to the authorities there cited; (TA;) and to every ruminant, as syn. with ظِلْفٌ [i. e. a cloven hoof]: (T and M in art. ظلف:) or to a beast, or bird, that does not prey; [as well as to man;] that of such as preys being termed مِخْلَبٌ: (M:) [and in the present day applied also to the spur of a cock:] it is of the masc. gender: (Lh, M, Msb:) the pl. (of ظُفْرٌ, S, M, Msb, &c.) is أَظْفَارٌ (S, M, Msb, K, &c.) and sometimes أَظْفُرٌ, (Msb,) [both of which are pls. of pauc., but the former is used as a pl. of mult. also,]. and (of أُظْفُورٌ, M, Msb, or of أَظْفَارٌ, and therefore a pl. pl., M) أَظَافِيرُ: (M, Msb, K:) that ↓ أُظْفُورٌ is a sing. [and not like أُبْقُورٌ which is a quasi-pl. n.] is shown by the saying of a poet, مَا بَيْنَ لُقْمَتِهَا الأُولَى إِذَا انْحَدَرَتْ وَبَيْنَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أُظْفُورِ (K) or قِيدُ أُظْفُورِ (Msb) [i. e. What is between her first morsel, when it descends into her throat, and another that follows it, is the measure of a finger-nail]: or, as some relate it, إِذَا ازْدَرَدَتْ [when she swallows]; and it is thus cited [in the T and] in the “ Basáïr ” of the author of the K. (TA.) The phrase كُلَّ ذِى ظُفُرٍ in the Kur vi. 147 comprises camels and ostriches; (so in the T and TS and L; but in the K, الأَنْعَام is erroneously put for النَّعَام; TA;) because their مَنَاسِم are like أَظْفَار to them: (T, K, TA:) I'Ab says that it comprises camels; and also ostriches, because they have nails like camels: or any bird that has a مِخْلَب, and any beast that has a solid hoof: or, accord. to Mujáhid and Katádeh, every beast and bird that has not divided toes; as the camel and ostrich and goose and duck. (TA.) b2: [Hence,] الأَظْفَارُ is the name of (assumed tropical:) Certain small stars; (S;) certain stars before النَّسْر [meaning النَّسْر الوَاقِع i. e. the star a of Lyra: app. because regarded as the talons of the نسر]: (K:) or a certain dim star in الشَّلْيَاق [q. v., i. e. the constellation Lyra]. (Kzw.) b3: [Hence also,] إِنَّهُ لَكَلِيلُ الظُّفْرِ, (T,) or إِنَّهُ لَمَقْلُومُ الظُّفْرِ, (TA,) (tropical:) Verily he is one who does not slay or wound an enemy: (T, TA:) and إِنَّهُ مَقْلُومُ الظُّفْرِ عَنْ أَذَى

النَّاسِ (tropical:) Verily he is one who does little hurt to mankind. (T, A, TA.) And هُوَ كَلِيلُ الظُّفْرِ (tropical:) He is weak, or abject, or despicable; (T, S, K, TA;) said of a man; (K, TA;) or so مُقَلَّمُ الظُّفْرِ: (K: [in the TA, as from the K, مُقَلَّمُ الأَظْفَارِ:]) or (tropical:) he is sick, or diseased. (A.) And بِهِ ظُفْرٌ مِنْ مَرَضٍ (tropical:) [app. meaning In him is an evil result of a disease, that has clung to him]. (A, TA. [In the A, this immediately follows what here next precedes it; and is immediately followed by the words وَذُبَابٌ ظَفِرَ مِنْهُ, which seem to be added by way of explanation; thus in my copy; but I think that ظَفِرَ مِنْهُ here is a mistake for ظَفَّرَ فِيهِ, and have assumed this to be the case in rendering the phrase.]) b4: And قَرَّحْتُهُ مِنْ ظُفْرِهِ إِلَى شُفْرِهِ (tropical:) [lit. I wounded him much, from his nail to the edge of his eyelid; but mentioned as tropical; app. meaning from toe to head]; like as one says, مِنْ قَرْنِهِ. (A.) b5: And مَا بَالدَّارِ ظُفْرٌ, (K,) or ما بالدار ظُفْرٌ وَلَا شُفْرٌ, (A, O,) (tropical:) There is not in the house any one. (A, O, K.) And مَا تَرَكَتِ السَّنَةُ ظُفْرًا وَلَا شُفْرًا (tropical:) The year of drought left not anything: and sometimes they said شَفْرًا, with fet-h, and in this case they said ↓ ظَفْرًا, for assimilation. (A in art. شفر.) And رَأَيْتُهُ بِظُفْرِهِ (tropical:) I saw him himself. (O, K, TA.) b6: ظُفْرُ النَّسْرِ is the name of (assumed tropical:) A certain plant, (K, TA,) resembling what is [properly] thus termed [i. e. the talon of the vulture]. (TA.) And ظُفْرُ القِطِّ is the name of (assumed tropical:) Another plant. (K, TA.) b7: And الظُّفْرُ, (M,) or الأَظْفَارُ, (T, M, A, Mgh, O, K, &c.,) for this word in the sense here following has no sing. (T, M, O, K) accord. to the author of the 'Eyn, (M,) but sometimes one said وَاحِدَةٌ ↓ أَظْفَارَةٌ, which is not allowable by rule, and made the pl. of this to be أَظَافِيرُ, (T, O, K, * [mentioned in the M as a pl. of الظُّفْرُ,]) though, if they formed a sing. from it, it should be ظُفْرٌ, (T, O, K,) signifies (tropical:) A certain odoriferous substance, (T, Mgh, O, K,) or a sort thereof, (M,) [i. e. unguis odoratus, (called in the present day ظُفْرُ الطِّيبِ and ظُفْرُ العِفْرِيتِ,) or ungues odorati,] black, (T, M, O,) resembling a ظُفْر [or nail] (T, M, Mgh, O, K) of a man (M) pulled out (in the M and O and K مُقْتُلَف, and in the T مُقَلَّف,) from the root thereof, (T, M, O, K, [but in the M, the words which I have rendered “ pulled out ” &c. immediately follow the words ضَرْبٌ مِنَ العِطْرِ

أَسْوَدُ,]) or resembling the أَظْفَار [or finger-nails], (A,) and put into دُخْتَة [or incense]: (T, M, O:) and, accord. to the K, ↓ ظَفَارٌ, sometimes imperfectly decl., i. e. ↓ ظَفَارُ, signifies the same; but this is very strange, for [SM says] I have referred to the M and T and O and other lexicons without finding them to have mentioned in this sense any term but الأَظْفَارُ or الظُّفْرُ: accord. to the “ Minháj,” أَظْفَارُ الطِّيبِ are pieces of an odoriferous substance resembling the أَظْفَار [properly so called]; they are said by [the Arabic translator of] Dioscorides to be of the nature of the shards of shells, [so I render مِنْ جِنْسِ أَخْزَافِ الصَّدَفِ, supposing اخزاف to be here used tropically,] found in an island of the Sea of India where is the سُنْبُل [or spikenard], a sort whereof is [called] قُلْزُمِىّ [i. e. of El-Kulzum], and another which is [called]

بَابِلِىّ [i. e. of Bábil], black and small, and the best is that which inclines to whiteness, which drifts to El-Yemen and El-Bahreyn. (TA.) [Forskål, in his “ Descr. Animalium ” &c., mentions what here follows, among the animal substances of the materia medica of Cairo, in page 143: “ Unguis odoratus. (Opercula Cochl.) Dofr el afrît, ضفر العفريت i. e. unguis dæmonis. E Mochha per Sués. Arabes etiam afferunt. Nigritis fumigatorium est. ” (ضفر is here written, agreeably with the usual vulgar pronunciation, for ظُفْر.) See also قُسْطٌ,] b8: أَظْفَارٌ signifies also (assumed tropical:) Large قِرْدَان [or ticks]. (S, O, K.) b9: and (assumed tropical:) The creased parts of a skin. (M, TA.) b10: and the ظُفْر of a bow is (tropical:) The part in the curved end that is beyond the place where the string is tied, to the extremity: (As, T, S, M, * O, K: *) or the end of the bow: (K:) or each end of the bow, beyond the place where the string is tied: (A:) pl. ظِفَرَةٌ. (M, TA.) b11: See also ظَفَرَةٌ.

ظِفْرٌ: see the next preceding paragraph.

ظَفَرٌ, in a man, The quality of having long nails. (ISk, S, O.) [App., in this sense, an inf. n. of which the verb is ظَفِرَ; as it is in other senses: see 1.]

A2: See also ظَفَرَةٌ.

A3: Also Low, or depressed, ground, (S, O, K,) that produces plants, or herbage. (S, O.) ظَفِرٌ Sharp in the nail [or having sharp nails]. (A.) b2: And A man having upon his eye what is termed a ظَفَرَة; (A;) and so ↓ مَظْفُورٌ. (T, A, Mgh, K.) b3: And عَيْنٌ ظَفِرَةٌ An eye having what is termed a ظَفَرَة; (T, M, A, K;) as also ↓ مَظْفُورَةٌ. (A.) A2: Also [Successful;] victorious; applied to a man; (S;) and so ↓ ظَافِرٌ: (Msb, TA:) or ظَفِرٌ (IDrd, M, A, K) and ↓ ظَفِيرٌ (IDrd, M, K) and ↓ ظِفِّيرٌ, (IDrd, Sgh, K) but this is said by IDrd to be not of established authority, (TA,) and ↓ مُظَفَّرٌ (IDrd, M, A, K) and ↓ مِظْفَارٌ, (IDrd, O, K,) all signify a man very, or often, successful or victorious: (IDrd, O, TA:) or (tropical:) one who does not endeavour after a thing without attaining it. (M, A, K.) ظُفُرٌ and ظِفِرٌ: see ظُفْرٌ.

ظُفْرَةٌ A certain plant, burning, or biting, to the tongue, (K, TA,) resembling the ظُفْر [or nail] in its coming forth, (TA,) that has a beneficial effect upon foul ulcers, and warts. (K, TA.) b2: And ظُفْرَةُ العَجُوزِ The rounded head of prickles of the [thistle called] حَسَك. (K, * TA.) b3: See also the next paragraph.

ظَفَرَةٌ A pellicle that comes over the eye, (T, S, Mgh, O, K,) growing from the side next the nose, (T, S, O,) upon the white of the eye, (S, Mgh, O,) extending to the black: (S, O:) sometimes it is cut off: if left, it covers the eye, and obscures the sight: (T:) or a certain disease in the eye, which causes a tegument like the nail to come over it: or a piece of flesh that grows at the inner angle of the eye, extending to the black, and sometimes encroaching upon the black: (M:) it is also called ↓ ظُفْرٌ (A 'Obeyd, T, S, M, Mgh, O, K) and ↓ ظُفْرَةٌ, (T, Mgh,) these two terms being applied to it by the physicians, (Mgh,) and ↓ ظَفَرٌ (TA) and ↓ ظِفَارَةٌ, (so in a copy of the T, as on the authority of Ibn-Buzurj,) or ↓ ظَفَارَةٌ. (So in the O.) ظَفَارٌ and ظَفَارُ: see ظُفْرٌ.

A2: [ظَفَارِ is well known as the name of a city in El-Yemen; or, accord. to the O, of two cities and two fortresses in El-Yemen. And accord. to the TA, it signifies Any land that is ذات مَعَزَّة: but the latter of these two words has been altered by an erasure over the second letter, and is perhaps incorrect: if not, it may mean, agreeably with the analogy of many words of the measure مَفْعَلَةٌ, as مَقْدَرَةٌ and مَفْلَحَةٌ and مَنْجَاةٌ &c., such as possesses means of overcoming, or withstanding, invaders: and it may be that hence ظَفَارِ is in two instances the name of a fortress.]

ظَفُورٌ [app. syn. with ظَفِرٌ and ظَفِيرٌ] is one of the appellations of the Prophet. (MF, TA.) ظَفِيرٌ: see ظَفِرٌ.

ظَفَارَةٌ or ظِفَارَةٌ: see ظَفَرَةٌ.

جَزْعٌ ظَفَارِىٌّ [onyx of Dhafári] is so called in relation to ظَفَارِ, a city of El-Yemen, (T, S, Mgh, O, K,) near صَنْعَآء, (K,) two days' journey from the latter. (O.) And in like manner, عُودٌ ظَفَارِىٌّ [Aloes-wood of Dhafári]: i. e. the عود with which one fumigates: (S:) or قُسْط, (O, K, TA,) which means the same, (TA, [but see this word,]) is called [قُسْطُ ظَفَارِ and قُسْطٌ ظَفَارِىٌّ] in relation to ظَفَارِ, another city of El-Yemen, near مِرْبَاط, (O, K, TA,) described by Yákoot as in the furthest part of El-Yemen, on the shore of the Sea of India, near الشَّحْر; (TA;) because it is brought thither from India. (O, K, TA.) ظِفِّيرٌ: see ظَفِرٌ.

ظَافِرٌ: see ظَفِرٌ.

أَظْفَرُ A man having long nails: (ISk, S, A:) or having long and broad nails: (M, K:) and in like manner applied to a مَنْسِم [or foot of a camel]: ظَفْرَآءُ [the reg. fem.] has not been heard. (M.) أُظْفُورٌ: see ظُفْرٌ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) The slender thing [or tendril] that twines upon the branch of a grape-vine. (K.) أَظْفَارَةٌ: see ظُفْرٌ, latter half.

مُظَفَّرٌ: see ظَفِرٌ.

A2: قَوْسٌ مُظَفَّرَةٌ (assumed tropical:) A bow having somewhat cut off from each of its two ends [which are called its ظُفْرَانِ]. (O, K, TA. [In the CK, فَرَسٌ is erroneously put for قَوْسٌ.]) مِظْفَارٌ: see ظَفِرٌ.

A2: Also The [instrument called]

مِنْقَاش [q. v.]. (Fr, O, K.) مَظْفُورٌ; and its fem.: see ظَفِرٌ.

A2: مَظْفُورٌ بِهِ Overcome, or conquered; [as also مَظْفُورٌ عَلَيْهِ, and مَظْفُورٌ alone; (see 1;)] applied to a man. (TA.)
ظفر
: (الظُّفْرُ، بالضَّمِّ) فالسُّكُونِ، (و) الظُّفُرُ، (بضَمَّتَيْنِ) ، قيل: هُوَ أَفصحُ اللُّغَات، (و) قَرَأَ أَبو السَّمَّالَ: {كُلَّ ذِى ظُفُرٍ} (الْأَنْعَام: 146) ، (بالكَسْرِ) ، وَهُوَ (شَاذٌّ) غيرُ مأْنوسٍ بِهِ؛ إِذْ لَا يُعْرَف ظِفْرٌ، بِالْكَسْرِ، هاكذا قَالُوا، وأَنكرَ شيخُنَا الشُّذوذَ ومخالفَتَه للْقِيَاس.
والظُّفْرُ: معروفٌ، (يَكُونُ للإِنْسَانِ وغَيْرِه) .
وَقيل: الظُّفْرُ: لمَا لَا يَصِيدُ، والمِخْلَبُ لما يَصِيدُ، كُلُّه مذَكَّرٌ، صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيَانِيّ، وخَصَّه ابنُ السيّد فِي (الفَرْق) بالإِنْسَان، (كالأُظْفُورِ) ، بالضَّمّ، وَهُوَ لُغَة فِي الظُّفْرِ، وصَرّح بِهِ الأَزْهَرِيّ، وأَنشَدَ البيتَ.
(وَقَوْلُ الجَوْهَرِيّ: جَمْعُه أُظْفُورٌ، غَلَطٌ، وإِنّمَا هُوَ واحِدٌ) ، مثل الظُّفْرِ، قالَ الشّاعر:
مَا بَيْنَ لُقْمَتِهَا الأُولَى إِذَا انْحَدَرَتْ
وبَيْنَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أُظْفُورِ
ويروى: (إِذا ازْدَرَدَتْ) وهاكذا أَنْشَدَه المصنّف فِي كِتَابه البصائر.
(ج: أَظفَارٌ، وأَظافِيرُ) ، وَقد سَبَقَ المصَنّفَ فِي الردّ على الجَوْهَرِيّ الصاغانيُّ.
وَقد تَمَحَّل شيخُنا من طَرَفِ الجَوْهَرِيّ بجَوَابٍ كَاد أَن يَكُونَ الصّوَاب، قَالَ: عِبَارَةٌ الجَوْهَرِيّ الظُّفُرُ جمعه أَظْفَار، وأُظْفُورٌ أَظافِيرُ، كَذَا فِي أَكثرِ أُصولِنا، وَهُوَ صَوابٌ، بل هُوَ أَصوبُ من عبارةِ المصنّف؛ لأَنّه أَعطَى كلَّ جَمْعٍ لمُفْرَدِه، فالأَظفار جمع ظُفُر، كعُنُقٍ وأَعْنَاق، والأَظافِيرُ جَمْع أُظْفُورٍ، كَمَا هُوَ ظاهِر. وزيادةُ الْوَاو تحريفٌ لَا يَنْبَغِي حَكمْلُ كَلام الجوهَرَرِيّ على ثُبوتِها وَالله أَعلم، انْتهى. قَالَ ابنُ سِيدَه: هاذا مَذْنَبُ بعضِهم.
وإِذا عَرفْتَ ذالك فاعْلَمْ أَنّه لَا تَوَهُّمَ فِي كلامِ المصنّف، كَمَا زَعَمَه شيخُنَا. فتأَمَّلْ.
(والأَظْفَرُ: الطَّوِيلُ الأَظْفَارِ العَرِيضُهَا) ، وَلَا فَعْلاءَ لَهَا من جِهَةِ السَّمَاع، كَمَا يُقَال: رجلٌ أَشْعَرُ للطَّوِيلِ الشَّعرِ، ومَنْسِمٌ أَظْفَرُ كذالك، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذَا اصْمَعَدَّتْ
عَلَى وَهَلٍ وأَصْفَرَ كالعَمُودِ
(وظَفَرَهُ يَظْفِرُه) ، بِالْكَسْرِ، (وظَفَّرَه) تَظْفِيراً، (وأَظْفَرَه) ، المضبوط فِي النُّسخ بِفَتْح الهَمْزَة وَسُكُون الظاءِ، وَالصَّوَاب اظَّفَرَه، بتَشْديد الظاءِ، كافتعله، وكذالك اطَّفَرَه، بالطَّاءِ المشدّدةِ، إِذا (غَرَزَ فِي وَجْهِهِ ظُفْرَه) ، وَيُقَال: ظَفَّرَ فُلانٌ فِي وَجْهِ فُلانٍ، إِذا غَرَزَ ظُفْرَه فِي لَحْمِه فعَقَره، وكذالك التَّظْفِيرُ فِي القِثَّاءِ والبِطِّيخ، وكلُّ مَا غَرَزْتَ فِيهِ ظُفْرَك فشدَخْتَه، أَو أَثَّرَتَ فِيهِ فقد ظَفَّرْتَه.
(و) من المَجَاز: (رَجُلٌ مُقَلَّمُ الظُّفرِ) عَن أَذى النّاسِ، أَي قليلُ الأَذَى، وَيُقَال: إِنّه لمَقْلُومُ الظُّفْرِ، أَي لَا يُنْكِي عَدُوّاً، (أَو كَلِيلُه) ، أَي الظُّفرِ عَن العِدَاءِ، أَي (مَهِينٌ) ، قَالَ طَرَفةُ:
لَسْتُ بالفَانِي وَلَا كَلِّ الظُّفُرْ
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ كَلِيلُ الظُّفُر للمَرِيضِ.
(والظُّفْرَةُ) ، بالضّمّ: (نَبَاتٌ حِرِّيفٌ يُشْبِه الظُّفُر فِي طُلُوعِهِ) ، (يَنْفَعُ القُرُوحَ الخَبِيثَة والثَّآلِيلَ) .
(وظُفْرَةُ العَجُوزِ: ثَمَرُ الحَسَكِ) ، وَهِي شَوْكَةٌ مُدَحْرَجَةٌ.
(وظُفْرُ النَّسْرِ: نَبَاتٌ) يُشْبِهُه.
(وظُفْرُ القِطِّ) : نَبَاتٌ (آخَرُ) .
(و) من المَجازِ: (الأَظْفَارُ، و) ظَفَارٌ، (كسَحَابٍ، وَقد يُمْنَعُ) من الصّرفِ، فَيُقَال: هاذه ظَفَارُ ورأَيْتُ ظَفَارَ، ومررتُ بظَفَارَ، هاكذا. نقَلَه الصاغانيُّ فِي التكملة، وتَبِعَه المصَنّف، وَفِيه تأَمُّل، فإِنّ الصاغانيّ نَقَل عَن ابنِ دُرَيْد ظَفَار، وَنقل فِيهِ الصَّرْفَ والمَنعَ إِنّمَا عَنَى بِهِ المدينَةَ الَّتِي باليَمَنِ، بدليلِ قولِ الصاغانيّ بعدُ: وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وظَفَارِ مثْلُ قَطامِ، فأَشَار إِلى أَنَّ الجَوْهَرِيّ اقْتصر على المَنْعِ وابنُ دُرَيْد ذَكَرَ الْوَجْهَيْنِ، ثمَّ قَالَ بَعْدُ: مدينةٌ باليَمَنِ، وهاذا من المصنِّفِ غَرِيبٌ جِدّاً يَنْبَغِي التَّفَطُّنُ لَهُ، فإِني رَاجَعْتُ المُحْكَمَ والتهذيبَ والعُبَابَ وغيرَهَا من الأُمَّهَاتِ فَلم أَجِدْهُمْ ذَكَرُوا فِي مَعْنَى الطِّيبِ إِلاّ الأَظْفَارَ فَقَط، وكذالك الصّاغانِيّ فِي التَّكْمِلَة مَعَ ذِكْرِه الغَرَائِبَ والنَّوادِرَ، واقتصرَ على ذِكْر الأَظْفَار، ونصُّ عِبارَتِه: (الأَظْفَارُ (شَيْءٌ من العِطْر) أَسْوَدُ (كأَنَّه ظُفُرٌ مُقْتَلَفٌ من أَصْلِه) يُجْعَلُ فِي الدُّخْنَةِ، انْتهى.
وَفِي الْمُحكم: الظُّفْرُ: ضَرْبٌ من العِطْرِ أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصْلِهِ على شَكْلِ ظُفْر الإِنسانِ يُوضَعُ فِي الدُّخْنَةِ، والجمعُ أَظْفَارٌ، وأَظافِيرُ. انْتهى، وَفِيه نَوْعُ مَخالَفةٍ لما ذَهَب إِليه المصنّف.
وَقَالَ صاحِبُ العَيْنِ: (لَا واحدَ لَهُ) ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب، وتَبعه الصّاغانيّ فِي التكملة: لَا يُفْرَد مِنْهُ الْوَاحِد، قَالَا: (ورُبّمَا قِيلَ أَظْفَارَةٌ واحِدَةٌ، وَلَا يَجُوزُ فِي القِيَاس، ج) أَي ويَجمعونه على (أَظَافِير) ، وهاذا الطِّيبِ (فإِن أُفْرِدَ) شَيْءٌ من نَحْوِهَا (فالقِيَاسُ أَن يُقَالَ: ظُفْرٌ) وفُوهٌ، وهم يَقُولُونَ أَظفارٌ وأَظَافِير، وأَفْوَاهٌ وأَفَاوِيهُ، لهاذين العِطْرَيْنِ، انتَهَى، وَفِي حَدِيث أُمِّ عَطِيَّةَ: (لَا تَمَسُّ المُحِدُّ إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطِ أَظْفار) ، وَفِي رِوَايَة: (من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الأَظْفَارُ: جِنْسٌ من الطِّيبِ لَا واحدَ لَهُ من لفظِه، وَقيل: واحده ظُفْرٌ، وَهُوَ شيْءٌ من العِطْرِ أَسوَدُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ شَبِيهةٌ بالظُّفْرِ. انْتهى.
قلت: وَفِي الْمِنْهَاج: أَظْفَارُ الطِّيب أَقطاعٌ تُشْبِه الأَظْفَارَ عَطِرَةُ الرّائحةِ، قَالَ ديسقُورِيدُوس: هِيَ من جِنْس أَخْزافِ الصَّدَفِ تُوجَدُ فِي جَزِيرَةِ بَحْرِ الهِنْدِ حيثُ يكونُ فِيهِ السُّنْبُل، مِنْهُ قلْزميٌّ وَمِنْه نَابليٌّ أَسْوَدُ صَغِيرٌ وأَجودُه الَّذِي إِلى الْبيَاض الْوَاقِع إِلى الْيمن والبَحرَين.
(وظَفَّرَ بِهِ ثَوبَهُ تَظْفيراً: طَيَّبَه بِهِ) بالظُّفْرِ.
(والظُّفْرُ) ، بالضّمّ: (جُلَيْدَةٌ تُغَشِّي العَيْنَ) نابتَةٌ من الجانِبِ الَّذِي يَلِي الأَنفَ على بَياضِ العَيْنِ إِلى سَوادِهَا، ونَسَبَهُ الجَوْهَرِيُّ إِلى أَبي عُبَيْدٍ، (كالظَّفَرَةِ، مُحَرَّكَة) ، والظَّفَرِ، بِلَا هاءٍ أَيضاً، وَقد جاءَ فِي صِفَةِ الدَّجّال: (وعَلَى عَيْنِه ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ) قَالُوا: هِيَ جُلَيْدَة تَغْشَى العَيْنَ، تَنْبُتُ تِلقاءَ المآقِي، ورُبّمَا قُطِعَتْ، وإِنْ تُرِكَتْ غَشِيَتْ بَصَرَ العَيْنِ حتّى تَكِلَّ.
(وَقد ظَفِرَت العَيْنُ، كفَرِحَ) ، تَظْفَر ظَفَراً، (فهيَ ظَفِرَةٌ) .
(و) يُقَال: (ظُفِرَ الرّجُلُ كعُنِيَ، فَهُوَ مَظْفُورٌ) ، من الظَّفَرَةِ، قَالَ أَبو الهَيْثَمِ:
مَا القَوْلُ فِي عُجَيِّزٍ كالحُمَّرَهْ
بعَيْنِها من البُكَاءِ ظَفَرَهْ
حَلَّ ابْنُها فِي السِّجْنِ وَسْطَ الكَفَرَهْ
وَقَالَ الفَرّاءُ: الظَّفَرَةُ: لَحْمَةٌ تَنْبُتُ فِي الحَدقَةِ.
وَقَالَ غيرُه: الظُّفْرُ: لَحْمٌ يَنْبُت فِي بَياضِ العَيْن، وربّمَا جَلَّلَ الحَدَقَةَ.
(و) من المَجَاز: قَوْسٌ لَطِيفَةُ الظُّفْرَيْنِ، قَالَ الأَصمَعِيُّ: فِي السِّيَة الظُّفْرُ، وَهُوَ (مَا وَرَاءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ إِلى طَرَفِ القَوْسِ) ، جمْعه ظِفَرَةٌ كعِنَبَة، (أَو طَرَفَاهَا) ، لَا يَخْفَى أَنه لَا فَرْقَ بَينهمَا، وَلذَا اقتصرَ الأَزْهرِيُّ وابنُ سِيدَه على مَا ذَكَرَه الأَصمَعِيّ، وبيّنَه الزَّمَخْشَرِيّ، فَقَالَ: قَوْسٌ لَطِيفَةُ الظُّفْرَيْنِ، وهما طَرَفاهَا وَرَاءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ. فتأَمَّلْ.
(و) الظُّفْرُ، بالضَّمّ: (حِصْنٌ) من حُصونِ اليَمَنِ.
(و) من المَجَاز: (مَا بالدَّارِ) شُفْرٌ وَلَا (ظُفْرٌ، أَي أَحَدٌ) ، كَذَا فِي الأَساسِ والتَّكْمِلَة.
(و) الظَّفَرُ، (بالتَّحْرِيكِ: المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ) ، وعبارَةُ الصّحاح: مَا اطمَأَنَّ من الأَرض وأَنْبَتَ.
(و) الظَّفَرُ: (الفَوْزُ بالمَطْلُوبِ) ، وَقَالَ اللَّيْث: الظَّفَرُ: الفَوْزُ بِمَا طَلَبْتَ والفَلْجُ على مَنْ خاصَمْتَ. وَقد (ظَفِرَهُ) ظَفَراً (وظَفِرَ بِهِ) ، مثل لَحِقَه، ولَحِقَ بِهِ، (و) ظَفِرَ (عَلَيْهِ) ، كلّ ذالك (كفَرِحَ) ، هُوَ ظَفِرٌ.
وَتقول: ظَفِرَ لله فُلاناً على فُلان، وَكَذَلِكَ أَظْفَرَهُ الله بهِ، وَعَلِيهِ وظَفَّرَه بِهِ تَظْفِيراً.
(واظَّفَرَ، كافْتَعَلَ) ، فأُدْغِمَ، بمعنَى ظَفِرَ بهم.
(ورجُلٌ مُظَفَّرٌ) ، كمُعَظَّم، (وظَفِرٌ) ككَتِفٍ، (وظَفِيرٌ) ، كأَمِيرٍ، (وظِفِّيرٌ) ، كسِكِّيتٍ: كثيرُ الظَّفَرِ، عَن ابْن دُرَيْد قَالَ: وَلَيْسَ بثبت ولاكن ضَبطَه الصّاغانِيُّ بوَزْنِ أَمِير، وأَصلَحَه بخَطِّه.
قَالَ ابنُ دُرَيْد: (و) رجُلٌ (مِظْفَارٌ) ، بِالْكَسْرِ: كثيرُ الظَّفَرِ، وَقَالَ غيرُه: مُظَفَّرٌ، وظَفِيرٌ وظَفِرٌ: (لَا يُحَاوِلُ أَمْراً إِلاَّ ظَفِرَ بِهِ) ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ يَمدحُ رجلا:
هُوَ الظَّفِرُ المَيْمُونُ إِن رَاحَ أَوْ غَدَا
بِهِ الرّكْبُ والتِّلْعَابَةُ المُتَحَبِّبُ
ورَجُلٌ مُظَفَّرٌ: صاحِبُ دَوْلَةٍ فِي الحربِ.
وفُلانٌ مُظَفَّرٌ: لَا يَؤُوبُ إِلاّ بالظَّفَرِ، فثُقِّل نَعْتُه للكثرةِ والمُبَالغَةِ.
وإِن قيل: ظَفَّرَ اللَّهُ فُلاناً، أَي جعَلَه مُظَفَّراً، جازَ وحَسُنَ أَيضاً.
وَتقول: ظَفَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، أَي غَلّبَه عَلَيْهِ، وكذالك إِذا سُئِلَ: أَيُّهما أَظفَرُ؟ فأَخْبِرْ عَن واحِدٍ غلَبَ الآخَرَ، وَقد ظَفَّرَه.
وتقولُ العَرَبُ: ظَفِرْتُ عليهِ، فِي مَعْنَى ظَفِرْتُ بهِ.
(وظَفَّرَهُ تَظْفِيراً: دَعَا لَهُ بِهِ) ، أَي بالظَّفَرِ.
وظَفِرْتُ بِهِ فأَنا ظَافِرٌ، وَهُوَ مَظْفُورٌ بهِ، وَيُقَال: أَظْفَرَنِي اللَّهُ بِهِ.
(و) من المَجَاز: ظَفَّرَ (العَرْفَجُ) والأَرْطَى: (خَرَجَ مِنْهُ شِبْهُ الأَظْفَارِ) وذالك حِين يُخَوِّصُ.
وظَفَّرَ البَقْلُ: خَرَجَ كأَنَّه أَظْفَارُ الطّائرِ. وظَفَّرَ النَّصِيُّ، والوَشِيجُ، والبَرْدِيُّ، والثُّمَامُ، والصِّلِّيَانُ، والعَرَزُ، والهَدَبُ، إِذَا خَرَجَ لَهُ عُنْقُرٌ أَصْفَرُ كالظُّفرِ، وَهِي خُوصَةٌ تَنْدُرُ مِنْهُ فِيهَا نَوْرٌ أَغْبَرُ.
وَقَالَ الكِسَائِيّ: إِذَا طَلَعَ النَّبْتُ قيلَ: قد ظَفَّرَ تَظْفِيراً، قَالَ أَبو مَنْصُور: هُوَ مأْخوذٌ من الأَظْفَارِ.
(و) ظَفَّرَت (الأَرْضُ) تَظْفِيراً: (أَخْرَجَتْ من النّبَاتِ مَا يُمْكِنْ احْتِفَارُه بالأَصابِعِ) ، وَفِي اللِّسَان: بظُفْرِ، وَهُوَ الأَشْبَهُ.
(و) ظَفَّرَ (الجِلْدَ) تَظْفِيراً: (دَلَكَه لتَمْلاَسَّ أَظْفارُه) .
وأَظْفارُ الجِلْدِ: مَا تكَسَّر مِنْهُ فصارَت لَهُ غُضُونٌ.
(و) ظَفَّرَ تَظْفِيراً: (غَمَزَ الظُّفْرَ فِي التُّفَّاحَةِ ونَحْوِهَا) ، كالقِثّاءِ والبِطِّيخِ، وكلُّ مَا غَرَزْتَ فِيهِ ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثَّرْت فِيهِ فقَدْ ظَفَّرْتَه، وَقد تَقدَّم قَرِيبا.
(و) ظَفَارِ (كقَطَامِ: د، باليَمَنِ) ، يُقَال: (مَنْ دَخَلَ ظَفَارِ حَمَّرَ) ، كَذَا فِي الصّحاحِ، أَي تَعلَّمَ الحِمْيَرِيَّةَ، وَقد تَقَدَّم، وَذكر ابنُ دُرَيْدٍ فِيهِ الصَّرْفَ نَقله الصّاغانيّ، وَقَالَ غَيره: وَقد جاءَت مَرفوعَةً أُجْرِيَت مُجْرَى رَبَاب إِذَا سَمَّيتَ بهَا، وهاذا قد أَغفلَه المصنِّف هُنَا، وذَكَرَه فِي أَظْفَار الطِّيبِ، وتقدّمَت الإِشَارةُ إِليه.
قَالَ الصاغانيّ: وَفِي اليمنِ أَربعَةُ مَواضِعَ يُسَمَّى كلُّ واحدٍ مِنْهَا بظَفَارِ: مَدِينَتانِ وحِصْنانِ، أَمّا المَدِينَتَان فَظَفَارُ الحَقْلِ: (قُرْبَ صَنْعَاءَ) على مَرحَلَتَيْنِ مِنْهَا يَمَانِيَهَا، وكانَ يَنْزِلُهَا التَّبَابِعَةُ، وَقيل: هِيَ صَنْعَاءُ، قالَهُ ياقُوت، (إِليه يُنْسَبُ الجَزْعُ) الظَّفَارِيّ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: الجَزْعُ الظَّفَارِيّ: مَنْسُوبٌ إِلى ظَفَارِ أَسَدٍ: مدينَةٍ، باليَمَن.
(وآخَرُ بِهَا قُرْبَ مِرْباطَ) ، بأَقْصَى اليَمَنِ، ويُعْرَف بظَفارِ السّاحِلِ، (وإِليه يُنْسَبُ القُسْطُ) . وَهُوَ العُود الَّذِي يُتَبَخَّرُ بهِ؛ (لأَنّه يُجْلَبُ إِليهِ من الهِنْدِ) ، وَمِنْه إِلى اليَمَن، كنِسْبَةِ الرِّمَاحِ إِلى الخَطّ فإِنَّه لَا يَنْبُت بِهِ.
قلت: وإِيّاه عَنَى ياقُوت، فإِنّه قَالَ: ظَفارِ مبنِيَّة على الكَسْرِ: مدينةٌ بأَقْصَى اليَمَنِ على سَاحِل بَحْرِ الهِنْدِ قريبَة من الشِّحْر.
(و) أَمّا الحِصْنَانِ فَأَحَدُهُما (حِصْنٌ يمانِيَّ صَنْعَاءَ) ، على مَرْحَلَتَيْنِ مِنْهَا فِي بِلادِ بني مُرَادٍ، ويسَمَّى ظَفَارَ الوَادِيَيْنِ. قلت: ويُسَمَّى أَيضاً ظَفَارَ زَيْدٍ.
(وآخَرُ شَامِيَّهَا) ، على مرحَلَتَيْنِ مِنْهَا أَيضً فِي بِلَاد هَمْدَانَ، ويُسَمَّى ظَفَارَ الظّاهِرِ.
قلْت: وإِلى أَحدِ هاؤلاءِ نُسِب الخَطِيبُ أَبو جَعْفَرٍ حمدين بنُ جَعْفَرِ بنِ فارِسٍ القَحْطَانِيّ، وابنُه الخطيبُ عُمَرُ، وحَفِيدُه المُقْرِىء محمَّدُ بنُ عُمَرَ.
(وبَنُو ظَفَرٍ، مُحَرّكَةً) ، بَطنانٍ: (بَطْنٌ فِي الأَنْصَارِ) ، وهم بنُو كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ عَمْرٍ والنَّبِيتِ بنِ مالِكِ بنِ الأَوْسِ، (وبَطْنٌ فِي بَنِي سُلَيْمٍ) ، وهم بَنُو ظَفَرِ بن الحَارِثِ بنِ بُهْثَةَ بنِ سُلَيْمٍ. والأَنصار يَقُولُونَ: هُوَ ظَفَرٌ الَّذِي فِي الأَنْصارِ، كَذَا لِابْنِ الكَلْبِيّ، والصّوابُ مَا قَالَه المصَنَّف.
(واظَّفَرَ) الرجلُ، (كافْتَعَلَ) ، وكذالك اطَّفَرَ، بالطاءِ الْمُهْملَة: (أَعْلَقَ ظُفْرَهُ) وأَنْشَب، فَهُوَ مَجَازٌ.
(و) اظَّفَرَ (الصَّقْرُ الطّائِرُ: أَخَذَه بِبَرَاثِنِه) ، قَالَ العَجّاجُ يَصِف بازِياً:
تَقَضِّيَ البازِي إِذا البَازِي كَسَرْ
أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ
شَاكِي الكَلالِيبِ إِذَا أَهْوَى اظَّفَرْ
الكَلالِيبُ: مَخالِيبُ البازِي، والشّاكي: مأْخُوذٌ من الشَّوْكَة، وَهُوَ مَقلوبٌ، أَي حادُّ المَخَالِيبِ.
(و) من المَجَاز: (مَا ظَفَرتْكَ عَيْنِي) ، بِالْفَتْح، منذُ حِين، أَي (مَا رَأَتْكَ) ، وكذالك مَا أَخَذَتْكَ وَمَا عَجَمَتْكَ.
(والمِظْفَارُ) ، بِالْكَسْرِ: (المِنْقَاشُ) ، نَقله الصّاغانِيُّ عَن الفُّرّاءِ.
(وسَمَّوْا ظَفْراً) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِي بعض النّسخ بِالتَّحْرِيكِ، (ومُظَفَّراً) ، كمُعَظّم، (ومِظْفَاراً، وظَفِيراً) ، على التَّفَاؤُل. وفَاتَه ظافِرٌ.
(والأُظْفُورُ) ، بالضَّمّ: (الدَّقِيقُ الّذي يَلْتَوِي على قَضِيبِ الكَرْمِ) ، ونَصُّ أَبي حيّان جَمْعٌ: خُيُوطٌ تَلْتَوِي على قُضْبانِ الكَرْم.
(وظَفِرَانُ، وظَفِرٌ، وظَفِيرٌ بكسرِ فائِهِنّ: حُصونٌ باليَمَنِ) ، ظَفِر: من حُصون آنِس، وظَفِيرٌ يُعْرَف بظَفِيرٍ حجَّةَ.
(و) ظَفَرٌ، (كجَبَل: ع، قُرْبَ الحَوْأَبِ) إِلى جَنْبِ الشمط بينَ المَدِينَةِ والشَّأْم من دِيَارِ فَزَارَةَ، هُنَاك قُتِلَت أُمُّ قِرْفَةَ، قتلَها خالِدُ بنُ الوَلِيدِ لمّا تَأَلَّفَ إِليهَا ضُلاّلُ طُلَيْحَةَ. ومنهُم مَنْ ضَبَطَه بضمّ فسكونٍ أَيضاً. (و) ظَفَرُ: (ة، بالحِجازِ) ، وَقيل: هِيَ الَّتِي قَتَلَ بهَا أُمَّ قِرْفَةَ. والحَوْأَبُ: من مياه العَرَب على طَرِيقِ البَصْرَةِ، وَقد تقدّم.
(وظَفَرُ الفَنْجِ) : حِصْنٌ من جَبَلِ وَصَابٍ (من أَعْمَالِ زَبِيدَ) ، وضبَطَه الصّاغانيّ بِكَسْر الفاءِ من ظَفِر. والفَنْجُ بِفَتْح فَسُكُون.
(والظَّفَرِيَّةُ) ، مُحَرَّكةً، (وقَرَاحُ) ، كسَحابٍ مُضَاف إِلى (ظَفَرَ) ، بِالتَّحْرِيكِ: (مَحَلَّتانِ ببَغْدَادَ) شَرْقِيَّتانِ، وَمن الأُولى: أَبُو نَصْر أَحْمَدُ بنُ عبدِ المَلِك الأَسَدِيّ الظَّفَرِيّ، عَن أَبي بَكْر الخَطِيب، تُوُفِّيَ سنة 32.
(و) من المَجَاز: (رَأَيْتُه بظُفْرِه) ، بالضَّمِّ، أَي بِنَفْسِه. (و) يُقَال: (قَوحسٌ مُظَفَّرَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) ، إِذا (قُطِعَ مِنْ) ظُفْرَيْها، أَي (طَرَفَيْها شَيْءٌ) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(والأَظْفَارُ) ، كأَنَّه جَمْع ظُفْر، (كَوَاكِبُ) صِغَارٌ (قُدّامَ النَّسْرِ) .
(و) الأَظْفَارُ: (كِبَارُ القِرْدَانِ) .
وَقَوله تَعَالَى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ} (الْأَنْعَام: 146) ، دَخَلَ فيهِ) ، أَي فِي ذِي طُفُرٍ (ذواتُ المَنَاسِمِ من الإِبِلِ والأَنْعَامِ؛ لأَنّها كالأَظْفارِ لَهَا) . هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، (والأَنْعَام) وَهُوَ خطأٌ، والصوابُ والنَّعَامُ، كَمَا فِي التهذيبِ والمُحْكَمِ واللِّسانِ والتَّكْمِلَةِ، وَقد رَدَّه عَلَيْهِ البَلْقِينِيّ فِي حَوَاشِيه والبَدْر القَرافيّ، وتَبِعَهُم شَيخُنَا، قَالَ: لأَنَّ الأَنْعَامَ هِيَ الإِبِلُ، أَو مَعهَا غيرُهَا، فالأَوّلُ مُوجِبٌ لعَطْفِ التّرادُفِ بِلا حاجَةٍ، والثّاني قد يَدْخُلُ فِيهِ الشّاءُ مَعَ أَنّه من ذَوَاتِ المَناسِم. انْتهى. وَنقل القَرَافِيّ عَن تَفْسِير القُرْطُبِيّ، عَن مُجَاهِدٍ وقَتَادَةَ أَنّ كُلّ ذِي الظُّفُرِ هُوَ مَا لَيْسَ بمُنْفَرِجِ الأَصابِعِ من البهائِمِ والطَّيْرِ، كالإِبِلِ، والنَّعامِ، والإِوَزّ والبَطّ.
وَعَن ابْن عبّاس: الإِبِل والنَّعام؛ لأَنّها ذاتُ ظُفُرٍ كالإِبِل، أَو كل ذِي مِخْلَبٍ من الطّائِرِ، وحافِرٍ من البَهَائِم؛ لأَنّهَا كالأَظْفارِ لَهَا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَظَافَرَ القَوْمُ، وتَظَاهَرُوا بِمَعْنى واحدٍ، قَالَه الصاغانيّ.
قلْتُ: وَفِي إِضاءَة الأُدموس لشيخِ مشايخِنا أَحْمَدَ بنِ عبدِ العَزِيزِ الفيلالي مَا نَصُّه: وَقد نَبَّه السَّعْدُ فِي شَرْح العَضُدِ أَن التّظافُرَ بالظَّاءِ لَحْن، قَالَ: لاكِنّي رأَيتُ فِي تأْليفٍ لطيف لِابْنِ مالِكٍ فِيمَا جاءَ بالوَجْهَيْنِ أَنّ التضافر مِمَّا يُقَالُ بالضَّادِ وبالظّاءِ، انْتهى. قلْت: يَعنِي بذالك التأْليفِ اللَّطِيف كتابَه الاعْتِضاد فِي الفَرْقِ بَين الظَّاء والضّاد، واختصرَه أَبو حَيّان، فَسَماهُ الارتضاء، وهاذا القولُ مَذْكُور فيهمَا.
وكلُّ أَرْضٍ ذاتِ مَغَرَّةٍ ظَفَارِ.
وظَفُورٌ، كصَبُورٍ: من أَسمائه صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّم، نَقله شيخُنَا من سيرة الشّاميّ.
وَرجل ظَفِرٌ، ككَتِفٍ: حَدِيدُ الظُّفْرِ قالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وَمن المَجَاز: ظَفِرَت النّاقَةُ لَقْحاً: أَخَذَتْهُ وقَبِلَتْه.
ويُقَال: بِهِ ظُفُرٌ من مَرَضٍ.
وأَفْرحْته من ظُفْرِه إِلى شُفْرِه، كَمَا تقولُ: من قَدَمِه إِلى قَرْنه، كَمَا فِي الأَساس.
وأَظْفارُ: أُبَيْرِقَاتٌ حُمْرٌ فِي دِيَارِ فَزَارَةَ.
وظَفَرٌ، محركةً: مكانٌ مُطمَئنٌّ يُنْبِتُ.
وظُفِرَت العَيْنُ كعُنِيَ، فَهِيَ مَظْفُورَةٌ، إِذا حَدَثَتْ فِيهَا الظَّفَرَةُ.
وظَفَرَه: كَسَرَ ظُفْرَه، أَو قَلَعَه.
وَهُوَ كَلِيلُ الظُّفْرِ، أَي ذَلِيلٌ.
والتَّظْفِيرُ: دَلْكُ الرّجُلِ الجِلْدَ.
والظُّفْرُ، بالضمِّ: ظَفَرَةُ العَيْنِ ورأْسُ الكُظْر.

ظفر


ظَفَرَ(n. ac. ظَفْر)
a. Scratched; clawed; stuck the nail into.

ظَفِرَ(n. ac. ظَفَر)
a. see VIII (a)b. [ & pass.], Was filmy (eye).
ظَفَّرَa. Scratched; clawed &c.
b. [acc. & Bi], Rendered victorious, gave the victory over.
c. Wished victory, sucess to.

أَظْفَرَa. see II (a)b. Rendered victorious.

إِظْتَفَرَ
(ظ)
a. [acc.
or
Bi
or
'Ala], Got possession of, obtained; recovered, regained;
gained the victory, the mastery over, overcame, vanquished.
b. Seized, gripped, stuck the claws into (
bird ).
c. see II (b)
ظِفْر
(pl.
أَظْفَاْر أَظَاْفِيْرُ)
a. Nail; claw, talon.

ظُفْرa. see 2b. Film, pellicle over the eye.

ظَفَرa. Victory, success.

ظَفَرَةa. see 3 (b)
ظَفِرa. Successful; victorious.
b. see 14
ظُفُرa. see 2
أَظْفَرُa. Longnailed.

ظَاْفِرa. see 5 (a)
ظَفِيْر
ظِفِّيْر
مِظْفَاْرa. see 5 (a)
N. P.
ظَفڤرَa. Overcome, vanquished
b. see 14
N. P.
ظَفَّرَa. see 5 (a)
ظُفْر القِطّ
a. Cat's-foot (plant).
رَجُل مُقَلَّم الظُّفْر
a. A weak, impotent, diseased man.

مَا بِالدَّار ظُفْر
a. There is no one in the house.
[ظفر] نه: في صفة الدجال: على عينه "ظفرة" غليظة، وهي بفتحتين لحمة تنبت عند المآقي وقد تمتد إلى السواد فتغشيه. ج: جليدة نابتة من جانب يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها. ط: تنبت من كثرة البكاء أو الماء، ويحتمل كونها في العين الممسوحة أو في الأخرى ولا يواري الحدقة بأسرها. نه: لا تمس المحد إلا نبذة من قسط "أظفار"، وروى: قسط وأظفار، هو جنس من الطيب لا واحد له، وقيل: جمع ظفر، وقيل: هو شيء من العطر أسود والقطعة منه شبيهة بالظفر. وفيه: عقد من جزع "أظفار"، كذا روى وأريد به العطر المذكور كأنه يثقب ويجعل في العقد والقلادة، والصحيح رواية: ظفار- كقطام، اسم مدينة لحمير باليمن، وفي المثل: من دخل ظفار حمر، وقيل: كل مدينة ذات مغرة ظفار. ن: مبني على الكسر- ويتم في كست. نه: كان لباس آدم عليه السلام "الظفر"، أي شيء يشبه الظفر في بياضه وصفائه وكثافته. ن: الظفر بضمتين وبكسر فسكون. ك: كل ذي "ظفر" هو ما له إصبع من دابة أو طائر. غ: أي الإبل والنعام، وأظفار الإبل مناسم أخفافها، وأظفار السباع براثنها.
ظ ف ر

ظفر بعدوّه: غلجه. وظفره الله عليه وأظفره. ورجل مظفر: لا يؤوب إلا بالظفر، وظفره الله: جعله مظفراً. وأنشب فيه ظفره وأظفوره وأظفاره وأظافيره. قال:

ما بين لقمتها الأولى إذا ازدرجت ... وبين أخرى تليها قيس أظفور

ورجل أظفر: طويل الظفر، وظفر: حديد الظفر. ونيب في لحمه وظفر: غرز نابه وظفره فعقره، وظفر في القثاء والبطيخ وغيرهما. وفي عينه ظفرة، وقد ظفرت عينه وظفرت فهي ظفرة ومظفورة، والرجل ظفر ومظفور. وجزع ظفاريّ منسوب إلى بلد. قال الفرزدق:

وفينا من المعزى تلاد كأنها ... ظفارية الجزع الذي في الترائب

ومن المجاز: أردت كذا فظفرت به، وظفرته: أصبته ولم يفتنــي. ورجل ظفر ومظفر: لا يطلب شيئاً إلا أصابه. قال:

هو الظفر الميمون إن راح أو غدا ... به الركب والتلعابة المتحبب

وظفرت الناقة لقحا: أخذته وقبلته. وما ظفرتك عيني منذ زمان وما عجمتك: ما رأتك. وأنشب فلان في أظفاره، وإنه لمقلوم الظفر عن أذى الناس: للقليل الأذى، وإنه لكليل الظفر: للمهين. وبه ظفر من مرض وذباب: طرف منه. " وما بالدار شفر ولا ظفر ": أحد. وأفرحته من شفره إلى ظفره، كما تقول: من قرنه إلى قدمه. وظفر النبت: طلع مثل الأظفار. وتدخن بالأظفار، وهو عطر يشبه الأظفار. وقوس لطيفة الظفرين وهما طرفاها وراء معقد الوتر. قال أبو حيّة النميري:

وصحراء مرت قد بنيت لصحبتي ... عليها خباءً فوق ظفر على ظفر

رفعه بظفر قوسه الأعلى فوق ظفرها الأسفل

فند

فند: {تفندون}: تجهلون. وقيل: تعجزون في الرأي والفند الخرف، الماضي: فنِدَ.
(فند)
فندا ضعف رَأْيه من الْهَرم وَكذب وأتى بِالْبَاطِلِ قَالَ النَّابِغَة
(إِلَّا سُلَيْمَان إِذْ قَالَ الْإِلَه لَهُ ... ق. م فِي الْبَريَّة فاحددها عَن الفند)
(فند) فِي الشَّرَاب عكف عَلَيْهِ وَفُلَانًا أفنده وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز حِكَايَة عَن يَعْقُوب {لَوْلَا أَن تفندون} وَيُقَال فند رَأْي فلَان أضعفه وأبطله وَالْفرس ضمره
فند
التَّفْنِيدُ: نسبة الإنسان إلى الْفَنَدِ، وهو ضعف الرّأي. قال تعالى: لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ
[يوسف/ 94] ، قيل: أن تلوموني ، وحقيقته ما ذكرت، والْإِفْنَادُ: أن يظهر من الإنسان ذلك، والْفَنَدُ: شمراخ الجبل، وبه سمّي الرّجل فَنَداً.
[فند] الفَند، بالتحريك: الكذب. وقد أفْنَدَ إفْناداً، إذا كذب. والفَنَدُ: ضُعفُ الرأي من هَرَمٍ. وأفْنَدَ الرجل، أُهْتِرَ. ولا يقال عجوزٌ مُفْنِدَةٌ، لأنَّها لم تكن في شبيبتها ذات رأى. والتفنيد: اللوم وتضعيف الرأي. والفِنْدُ بالكسر: قطعةٌ من الجبل طولا. والفند الزمانى: شاعر. وقدوم فند أوة، أي حادة.
ف ن د: (الْفَنَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْكَذِبُ) . وَهُوَ أَيْضًا ضَعْفُ الرَّأْيِ مِنَ الْهَرَمِ وَالْفِعْلُ مِنْهُمَا (أَفْنَدَ) وَلَا يُقَالُ: عَجُوزٌ (مُفْنِدَةٌ) لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِي شَبِيبَتِهَا ذَاتَ رَأْيٍ. وَ (التَّفْنِيدُ) اللَّوْمُ وَتَضْعِيفُ الرَّأْيِ. 
ف ن د

يقال للضّخ الثقيل: كأنه فندٌ وهو الشمراخ من الجبل. وقيل لشهلٍ: الفند لقوله في بعض الوقائع: استندوا إليّ فإني لكم فندٌ، وسمّي به من قيل فيه: " أبطأ من فندٍ " لتثاقله في الحاجات. وفلان مفندٌ ومفنّدٌ: إذا أنكر عقله من هرم وخلّط في كلامه، وقد أفنده الهرام: جعله في قلة فهمه كالحجر. كما قال:

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فكن حجراً من يابس الصّخر جلمدا

وفيه فند. وقد فند صاحبه إذا ضعف رأيه ونسبه إلى الفند. وتقول: فلان ملوم مفند، كل لسان عليه سيف مهنّد. ولا يقال للمرأة. مفنّدة لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فتفنّد في كبرها.

ومن المجاز: ما ورد في هذا الحديث " إني أريد أن أفنّد فرساً " أي أتخذه حصناً ألجأ إليه من الفند.
فند
الفَنَدُ: إنْكارُ العَقْلِ من الهَرَمِ. وشَيْخ مُفَندٌ. وقَوْلُه عَزٌ وجَلَّ: " لولا أنْ تُفَنِّدُوْنِ " أي تُكَذِّبُوْنِ. والفَنَدُ: الكَذِبُ.
وأفْنَدَ الرجُلُ: قالَ الفَنَدَ. وإذا بَلَغَ وَقْتَ الهَرَمِ أيضاً. والمُتَفَنِّدُ: المُتَنَدِّمُ. وفانَدْتُه في الأمْرِ وتَفَنَدْتُه: إذا طَلَبْتَه منه.
وفَنَّدْتُه: عَذَلْتُه.
والفِنْدُ: القِطْعَة من الجَبَلِ، وُيقال: فَنْدٌ. ورَجُلٌ من بني رَبِيْعَةَ يُقَالُ له: فِنْدٌ.
وأفْنَادُ اللَيْلِ: أطْرَافُه. والفِنْدَةُ: العُوْدُ التّامُ يُصْنَعُ منه قَوْسٌ. والفِنْدُ: الغُصْنُ. والفَنُّ أيضاً، من قَوْلهم: جاؤوا من كُلِّ فَنّ وفِنْدٍ. والجَمَاعَةُ من النّاسِ. وأرْضٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ. وذَكَرَ الخارزنجيُّ: فَأسٌ فِنْدَايَة: أي عَظِيْمَةٌ. وقد مَرَّ في باب القاف.

فند


فَنِدَ(n. ac. فَنْد)
a. Doted, became imbecile; rambled.
b. Lied.
c. Made a mistake, erred, blundered.
d. Became impotent.

فَنَّدَa. Called, considered a dotard, an idiot.
b. Called a liar; contradicted; refuted, confuted; blamed
rebuked.
c. [acc. & 'Ala], Asked, claimed, desired of.
d. Acquired.
e. [Fī], Persevered in.
f. [ coll. ], Divided into classes
classified.
g. [ coll. ], Detailed, specified
gave the items of ( an account ).
h. [ coll. ], Pruned (
vine ).
فَاْنَدَa. see II (c)
أَفْنَدَa. see I (a) (b), (c) & II (
a ).
e. Made a dotard of.

تَفَنَّدَ
a. [Min], Repented of.
b. see II (c)
فَنْدa. Mountain.

فِنْدa. see 1b. (pl.
فُنُوْد
أَفْنَاْد
38), Class, category, kind, sort.
c. Branch, bough.
d. Group; company, band.
e. (pl.
فُنُوْد) [ coll. ], Wax-candle, taper.

فَنَد
(pl.
أَفْنَاْد)
a. Weakness.
b. Mistake, error, blunder.
c. Lie.
d. Ingratitude.

N. P.
فَنَّدَa. Belied; contradicted; confuted.
b. [ coll. ], Detailed, minute.

N. Ac.
فَنَّدَa. Denial; disclaimer; refutation.
b. [ coll. ], Detailed account.

N. Ag.
أَفْنَدَa. Dotard; blunderer.

أَفْنَاد اللَّيْل
a. The divisions of the night, night-watches.

أافْنَادًا أَفْنَادًا
a. In masses; in companies.

هُم فِنْدٌ عَلَى حِدَةٍ
a. They are a party by themselves.

فِنْدَأْوَة (pl.
فَنَادِيْد)
a. Adz; hatchet; axe.
فند: فند (بالتشديد): جعله يهذي ويخلط في كلامه، (ابن جبير ص338).
تفنيد: هذيان، تخطيط في الكلام (ابن جبير ص338).
فند أو فند: اشتق هذان الفعلان من فانيذ أو فانيد، ففي شكوري (ص199 ق): وينزل (الجوارش) عن النار ويبرد إلى أن يقرب من التفنيد.
تفند: مطاوع فند بمعنى خطأ رأيه وأضعفه وأبطله. (فوك).
تفند أو تفند: مطاوع فند فند بالمعنى الذي نقلته عن شكوري، ففي شكوري (ص200 و): ثم سترك يتفند ويستعمل.
فند: بعد أن قال صاحب محيط المحيط إن معناه غصن قال: ومنه فند الشمع على التشبيه.
وفي معجم بوشر: فند شمع: شمعة عسلية، شمعة.
فندة (أسبانية): غمد، قراب، غلاف، ظرف، (الكالا).
فناد: حلواني، صانع الحلويات أو بائعها (الكالا).
فاند= فانيد (شكوري ص211 ق، الكالا).
فانيد (فوك، محيط المحيط) أو فانيذ، والواحد فانيذة: سكر (فوك).
وهذا النوع من السكر صنفان (انظر فلرز في مادة بانيد) السجزي أي الذي يجلب من سجستان والخزائني (وهي كلمة لم يفسر أصلها). (الرازي في ابن البيطار (2: 36) وانظر (2: 244) منه، غير أن معجم المنصوري إنهما اسمان لنفس النوع من السكر أي سكر العشر أو النبات الذي اسمه العلمي: calotropis gigantea فانيد: بالأسبانية: alfenique وهو تحريف فانيد، وتطلق على فطيرة تعجن بالسكر ودهن اللوز الحلو. (الكالا).
فينيد= فانيد (فوك).
مفند: لوم، تأنيب، تبكيت توبيخ (معجم مسلم).
مفند: معمول بالسكر. (الكالا).
مفند: ملبس، لوز مسكر، (الكالا).
فند
فنِدَ يَفنَد، فَنَدًا، فهو فانِد
• فنِد الشَّخصُ: ضعف رأيُه من الهَرَم أو المرض. 

أفندَ يُفند، إفنادًا، فهو مُفنِد، والمفعول مُفنَد
• أفنده الكِبَرُ: أضعف تفكيرَه. 

فنَّدَ يفنِّد، تفنيدًا، فهو مُفنِّد، والمفعول مُفنَّد
• فنَّد رأيَه: أضعفه؛ أبطله، خطَّأه بالحجَّة والدَّليل ولامه عليه، كذَّبه "فنَّد حجّةً- {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَنْ تُفَنِّدُونِ}: تسفِّهوني وتكذِّبوني وتنسبوني إلى الخرف" ° المُفنَّد: الشيخ الذي كثر كلامُه من الخَرَف، ضعيف الرَّأي.
• فنَّد حسابًا: فصّله. 

تفنيد [مفرد]:
1 - مصدر فنَّدَ.
2 - معارضة قضيّة ما بذكر الحجج التي تؤيّد عدم الأخذ بها بطريقة منهجيّة منظمة. 

فَنَد [مفرد]: مصدر فنِدَ. 
[ف ن د] الفَنَدُ: الخَرَفُ، وإِنْكارُ العَقْلٍ من الهَرَمِ أو المَرَضِ، وقد يُسْتَعْمَلُ في غيرِ الكِبَرِ، وأَصْلُه في الكَبَرِ، وقد أَفْنَدَ. وقولُه:

(قَدْ عَرَّضَتْ أَرْوَى بَقْولٍٍ إِفْنادْ ... )

إِنّما أرادَ بَقْولِ ذِي إِفْنادِ، أو قَوْلِ فيه إِفْنادٌ. وشَيْخٌ مُفَنَّدٌ، ولا يُقال ذَلِكَ للأُنْثَى؛ لأنَّها لم تَكْنْ ذاتَ رَأْيِ في شَبابِها فتُفَتَّدَ. والفَنَدُ: الخَظّأُ في الرَّاْيِ والقْوْلِ. وأفْنَدَهُ وفَنَّدَه. خَطَّأَ رَأْيَهُ، وفي التَّنْزِيلِ: {لولا أن تفندون} [يوسف: 94] . وفَنَّدَهُ أَيْضاً: عَجَّزَه وأَضْعَفَه. والفَنَدُ: الكَذِبُ. وأَفْنَدَ: كَذَبَ. وفَنَّدَه: كَذَّبَه. وفَنَدَ في الشَّرابِ: عَكَفَ عليه، هذه عن أبي حَنِيفَةَ. والفِنْدُ: القِطْعَةُ العَظِيمَةُ من الجَبَلِ، وقِيلَ: الرَّأْسُ العَظِيمُ منه، والجَمْعُ: أَفْنادٌ. والفِنْدُ الزِّمّانِيُّ: رَجُلٌ من فُرْسانِهم، سُمِّى بذلكَ لِعظَمِ شَخْصِه. والفِنْدايَةُ: العَرِيضَةُ الرَّأْسِ، قال:

(يَحْمِلُ فَأْساً مَعَه فِنْدَايَهْ ... )

وأَفْنادٌ: مَوْضِعٌ، عن ابِن الأَعْرابِيٍّ، وأَنْشَدَ: (بَرْقاً قَعَدْتُ له باللَّيْلِ مُرْتَفِقاً ... ذاتَ العِشاءِ وأَصْحابِي بأَفْنادِ)
[فند] فيه: ما ينتظر أحدكم إلا هرما "مفندًا" أو مرضًا مفسدًا، أصل الفند: الكذب، وأفند: تكلم بالفند، ثم قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلم بالمخرف من الكلام عن سنن الصحة، وأفنده الكبر - إذا أوقعه في الفند. ط: هو اسم فاعل من الإفناد أو التفنيد، والفند - بفتحتين ضعف الرأي، أي لا يعمل أحدكم في حال كفافه من غير أن يكون غني يمنعه عن الطاعة أو فقر ينسيه الطاعة من الجوع أو هرم تخفف عقله أو موت سريع لا يقدر على القربة أو غير ذلك، قوله: «أدهى وأمر» أشد مرارة. غ: أفند كثر كلامه من الخرف. مد: «لولا أن "تفندون"»، التفنيد النسبة إلى الفند وهو إنكار العقل، أي لولا تفيندكم لصدقتموني. نه: ومنه ح التنوخي رسول هرقل: وكان شيخا كبيرا قد بلغ "الفند". وح أم معبد: لا عابس ولا "مفند"، أي لا فائدة في كلامه لكبر أصابه. وفيه: ألا! إني من أولكم وفاة تتبعوني "أفنادا" يهلك بعضكم بعضا، أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم، جمع فند، والفند الطائفة من الليل، ويقال: هم فند على حدة - أي فئة. ومنه ح: أسرع الناس بي لحوقا قومي ويعيش الناس بعدهم "أفنادا" يقتل بعضهم بعضا، أي يصيرون فرقا مختلفين. وح: صلى الناس على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته "أفنادا أفنادا"، أي فرقا بعد فرق فرادى بلا إمام. وح: أريد أن "أفند" فرسا، أي أرتبطه وأتخذه حصنا وملاذا ألجأ إليه كما يجلأ إلى الفند من الجبل وهو أنفه الخارج منه؛ الزمخشري: يجوز أن يكون أراد بالتفنيد التضمير من الفند وهو غصن الشجرة، أي أضمره حتى يصير في ضمره كالغصن. وح: لو كان جبلا لكان "فندا"، وقيل: المنفرد من الجبال.

فند: الفَنَدُ: الخَرَفُ وإِنكار العقل من الهَرَم أَو المَرضِ، وقد

يستعمل في غير الكِبَر وأَصله في الكبر، وقد أَفند؛ قال:

قد عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْلٍ إِفْناد

إِنما أَراد بقَوْلٍ ذي إِفناد وقَوْلٍ فيه إِفناد، وشيخ مُفْنِدٌ ولا

يقال للأُنثى عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن ذات رأْي في شبابها

فَتُفَنَّدَ في كِبَرها. والفَنَدُ: الخطأُ في الرأْي والقول. وأَفْنَدَه: خطَّأَ

رَأْيَه. وفي التنزيل العزيز حكاية عن يعقوب، عليه السلام: لولا أَن

تُفَنِّدُونِ؛ قال الفراء: يقول لولا أَن تُكَذِّبوني وتُعَجِّزُوني

وتُضَعِّفُوني. ابن الأَعرابي: فَنَّدَ رأْيه إِذا ضَعَّفَه. والتَّفْنيدُ:

اللَّوْمُ وتضعيفُ الرأْي. الفراء: المُفَنَّدُ الضعيفُ الرأْي وإِن كان قويَّ

الجسم. والمُفَنَّدُ: الضعيفُ الجسم وإِن كان رأْيه سديداً. قال: والمفند

الضعيف الرأْي والجسم معاً. وفَنَّدَه: عَجَّزَه وأَضْعَفَه. وروى شمر

في حديث واثلة بن الأَسقع أَنه قال: خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

فقال: أَتزعمون أَنِّي من آخِرِكم وفاةً؟ أَلا إِني من أَوَّلِكم وفاةً،

تتبعونني أَفْناداً يُهْلِكُ بعضُكم بعضاً؛ قوله تتبعونني أَفناداً يضرِبُ

(* قوله «يضرب» أفاد شارح القاموس أَنها رواية أخرى بدل يهلك) بعضُكم

رقاب بعض أَي تتبعونني ذوي فَنَدٍ أَي ذوي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنعمة، وفي

النهاية: أَي جماعات متفرّقين قوماً بعد قوم، واحدهم فَنَد.

ويقال: أَفْنَدَ الرجلُ فهو مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عقله. وفي حديث عائشة،

رضي الله عنها: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: أَسْرَعُ الناس بي

لُحوقاً قَوْمي، تَسْتَجْلِبُهم المَنايا وتتنافس عليهم أُمَّتُهم ويعيشُ

الناسُ بعدهم أَفناداً يقتل بعضُهم بعضاً؛ قال أَبو منصور: معناه أَنهم

يَصيرون فِرَقاً مختلفين يَقْتُلُ بعضُهم بعضاً؛ قال: هم فِنْدٌ على حدة

أَي فِرْقَة على حدة. وفي الحديث: أَن رجلاً قال للنبي، صلى الله عليه

وسلم: إِني أُريد أَن أُفَنِّدَ فرساً، فقال: عليك به كُمَيْتاً أَو

أَدْهَم أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلاً طَلْقَ اليمنى. قال شمر: قال هرون بن عبد

الله، ومنه كان سُمِع هذا الحديث: أُفَنِّدَ أَي أَقْتَني. قال: وروي

أَيضاً من طريق آخر: وقال أَبو منصور قوله أُفَنِّدَ فرساً أَي أَرْتَبِطَه

وأَتخذه حصناً أَلجأُ إِليه، ومَلاذاً إِذا دَهَمني عدوّ، مأْخوذ من

فِنْدِ الجبل وهو الشِّمْراخ العظيم منه، أَي أَلجأُ إِليه كما يُلجأُ إِلى

الفِنْدِ من الجبل، وهو أَنفه الخارج منه؛ قال: ولست أَعرف أُفَنِّد بمعنى

أَقتني. وقال الزمخشري: يجوز أَن يكون أَراد بالتفنيد التضمير من

الفِنْدِ وهو الغُصْنُ من أَغصان الشجرة أَي أُضمره حتى يصير في ضُمْرِه

كالغصن.والفِنْدُ، بالكسر: القطعة العظيمة من الجبل، وقيل: الرأْس العظيم منه،

والجمع أَفناد. والفِنْدفِنْد: الجبل. وفَنَّدَ الرجلُ إِذا جلس على

فِنْد، وبه سمي الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ الشاعر، وهو رجل من فرسانهم، سمي

بذلك لعظم شخصه، واسمه شهل بن شيبان وكان يقال له عديد الأَلف؛ وقيل:

الفِنْد، بالكسر، قطعة من الجبل طولاً. وفي حديث عليّ: لو كان جبلاً لكان

فِنداً، وقيل: هو المنفرد من الجبال.

والفَنَدُ: ضعف الرأْي من هَرَم. وأَفْنَدَ الرجلُ: أُهتِرَ، ولا يقال:

عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن في شبيبتها ذات رأْي. وقال الأَصمعي: إِذا

كثر كلام الرجل من خَرَف، فهو المُفْنِدُ والمُفْنَدُ. وفي الحديث: ما

ينتظر أَحدكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مرضاً مُفْسِداً؛ الفَنَدُ في

الأَصل: الكَذب. وأَفْنَدَ: تكلم بالفَنَد. ثم قالوا للشيخ إِذا هَرِمَ: قد

أَفْنَدَ لأَنه يتكلم بالمُحَرَّف من الكلام عن سَنَن الصحة. وأَفنده

الكِبَرُ إِذا أَوقعه في الفَنَد. وفي حديث التنوخي رسول هِرَقْل: وكان

شيخاً كبيراً قدْ بلغ الفَنَد أَو قَرُب. وفي حديث أُم معبد: لا عابس ولا

مُفْنَِدٌ أَي لا فائدة في كلامه لكبرٍ أَصابه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما تُوُفِّيَ وغُسِّلَ

صَلَّى عليه الناسُ أَفناداً أَفناداً؛ قال أَبو العباس ثعلب: أَي فِرْقاً

بعد فِرْق، فُرادى بلا إِمام. قال: وحُزِرَ المصلون فكانوا ثلاثين أَلفاً

ومن الملائكة ستين أَلفاً لأَن مع كل مؤْمن ملكين؛ قال أَبو منصور: تفسير

أَبي العباس لقوله صلوا عليه أَفناداً أَي فرادى لا أَعلمه إِلا من

الفِنْدِ من أَفْناد الجبل. والفِنْدُ: الغصن من أَغصان الشجر، شبه كل رجل

منهم بِفِنْدٍ من أَفناد الجبل، وهي شماريخه. والفِنْدُ: الطائفةُ من

الليل. ويقال: هم فِنْدٌ على حِدَة أَي فئة. وفَنَّدَ في الشراب: عكَفَ عليه؛

هذه عن أَبي حنيفة. والفِنْدَأْيَةُ: الفَأْسُ، وقيل: الفِنْدَأْيَةُ

الفأْس العريضة الرأْس؛ قال:

يَحْمِلُ فَأْساً معه فِنْدَأْيَة

وجمعه فناديد على غير قياس. الجوهري: قَدُومٌ فِنْداوةٌ أَي حادّةٌ.

والفِنْدُ: أَرض لم يصبها المطر، وهي الفِنْدِيَةُ. ويقال: لقينا بها

فِنْداً من الناس أَي قوماً مجتمعين. وأَفنادُ الليلِ: أَركانه. قال: وبأَحد

هذه الوجوه سمي الزِّمَّانيُّ فِنْداً. وأَفنادٌ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

بَرْقاً قَعَدْتُ له بالليلِ مُرْتَفِقاً

ذاتَ العِشاءِ، وأَصحابي بأَفْنادِ

فند

1 فَنِدَ, aor. ـَ (TK,) inf. n. فَنَدٌ; (S, M, A, O, L, K, TA;) or فند, [perhaps فَنَدَ, not فَنِدَ,] inf. n. فُنُودٌ; (IKtt, TA;) and ↓ افند, (S, IKtt, L,) inf. n. إِفْنَادٌ; (S, L, K;) He lied; uttered a falsehood; said what was untrue: (S, M, IKtt, A, O, L, K:) this is [said to be] the primary signification. (L.) ↓ قَوْلٍ إِفْنَادٍ is used by a poet for قَوْلٍ ذِى إِفْنَادٍ [A saying having, or characterized by, lying, or falsehood]. (M, L.) b2: And فَنِدَ. aor. ـَ (TK,) inf. n. فَنَدٌ, (M, O, K,) He erred, or committed a mistake or mistakes, (M, O, K, TK,) in extreme old age, (O,) in speech, or in judgment, or opinion: (M, K, TK:) and ↓ افند he made many mistakes in his speech. (As, TA in art. سهب.) b3: And فَنِدَ, aor. ـَ (IKtt, TA, TK,) inf. n. فَنَدٌ; (T, S, M, IKtt, A, O, L, K;) and ↓ افند; (S, M, IKtt, L;) He became weak in judgment by reason of extreme old age (S, IKtt, A, O, L;) or he became unsound in mind, (M, L, K,) [in such a state that] his intellect, or intelligence, was denied, or disapproved. (T, M, K, TK, الفَنَدُ being expl. in the T and M and K by إِنْكَارُ العَقْلِ, and فَنَدَ in the TK by انكر عقله [meaning أُنْكِرَ عَقْلُهُ], and in like manner افند [of which see the part. n., مُفْنِدٌ, below, as expl. in the A],) by reason of extreme old age, (T, M, K, TK,) or disease; (M, K, TK:) primarily thus restricted to the case of old age, but sometimes used without the being so restricted: (M:) and ↓ افند is also expl. as signifying he became weak in intellect, or doted: (IKtt, TA:) and as signifying he became extremely aged, because he who has become so speaks perverted language; from the same verb as signifying he lied. (L,) b4: [And فَنِدَ, inf. n. فَنَدٌ, app. signifies also He was, or became, impotent: and unthankful for the favour of God: see فِنْدٌ.]2 فنّدهُ, inf. n. تَفْنِيدٌ, He pronounced him to be a liar, an utterer of falsehood, or a sayer of what was untrue. (Fr, M, K.) b2: See also 4. b3: He blamed him, (S, O, L,) and pronounced his judgment to be weak: (S, A, O, L:) or he pronounced him, (Fr, T,) or it, i. e. his judgment, (IAar, T,) to be weak. (Fr, IAar, T.) And He pronounced him to be impotent, or lacking in ability. (Fr, M, L, K.) A2: فنّد فَرَسًا He acquired, or got for himself, a horse: (T, O, TA:) so says Hároon Ibn-'Abd-Allah, as mentioned by Sh: but (Az says) I know it not in this sense: thus in the T: (TA:) or [rather] he took him for the purpose of tying him, or keeping post, on the enemy's frontier, (T, TA,) and as a refuge to which to have recourse (T, O, TA) when suddenly attacked by the enemy; (T, TA;) from فِنْدٌ, (T, O, TA,) signifying “ a شِمْرَاخ,” (O,) or “ a great شمراخ,” (T, TA,) “ of a mountain,” (T, O, TA,) or as signifying “ a great mountain: ” (O:) or i. q. ضَمَّرَهُ [as meaning he made him light of flesh for military service], (O, K, TA,) so as to be like the branch of a tree, termed فِنْد. (O, TA.) A3: فنّد فُلَانًا عَلَى الأَمْرِ He desired, of such a one, [the performance of] the affair; (K, TA;) as also ↓ فاندهُ, (O, K, TA, in the O فِى الأَمْرِ,) inf. n. مُفَانَدَةٌ; (TA;) and ↓ تفنّدهُ. (O, K, TA.) A4: فنّد فِى الشَّرَابِ He kept constantly, or perseveringly, to be beverage, or wine. (AHn, M, K, TA.) A5: And فنّد (inf. n. تَفْنِيدٌ, TA) He sat upon a فِنْد, (T, L,) i. e. a شِمْرَاخ of a mountain. (T, O, K.) 3 فَاْنَدَ see 2, near the end of the paragraph.4 افند, inf. n. إِفْنَادٌ, as intrans.: see 1, in five places.

A2: افندهُ (inf. n. as above, TA) He charged him with error in judgment, or opinion; as also ↓ فنّدهُ. (M, K.) b2: And It (old age) rendered him weak in judgment, or unsound in mind: (L:) or it (extreme old age) caused him to have little understanding; [or to be] like a stone. (A.) 5 تفنّد He repented, (K, B, TA,) مِنْهُ [of it]. (T, K.) A2: تفنّدهُ: see 2, near the end.8 اُفْتُنِدَ He was caused to perish by reason of extreme old age. (O.) فَنْدٌ: see the next paragraph, first sentence.

فِنْدٌ (T, S, M, A, O, L, K) and ↓ فَنْدٌ (Ibn-'Abbád, O, K) A great mountain: (IF, O, K:) or a mountain apart from others: (Ibn-Abi-l- Hadeed, TA:) or a portion of a mountain, (Ibn-'Abbád, S, O, K,) or a great portion thereof, (M, TA,) having tallness, or length, [app. the former,] (Ibn-'Abbád, S, O, K, TA,) and some add, with slenderness: (TA:) or a head, or round and tall and slender head, or peak, (شِمْرَاخ,) of a mountain: (T, A:) or a great peak or head (شمراخ, T, L, or رَأْس, M, L,) of a mountain: (T, M, L:) or a رُكْن [i. e. a side, or an outward part, or the strongest side or outward part,] of a mountain: (L:) pl. أَفْنَادٌ. (M, L.) One says of a bulky and heavy man, كَأَنَّهُ فِنْدٌ, meaning As though he were a head, or peak, (شِمْرَاخ,) of a mountain. (A.) b2: And the former (فِنْدٌ) is the sing. of أَفْنَاد in the phrase أَفْنَادُ اللَّيْلِ, (T,) which means The component parts, or portions, of the night. (T, O, K, TA.) b3: And A congregated party (T, O, K, TA.) of men. (T, O.) One says, هُمْ فِنْدٌ عَلَى حِدَةٍ They are a party by itself. (T, TA.) And it is said in a trad., (T.) respecting the Prophet, (T, O, K,) that, when he died, (O.) صَلَّى النَّاسُ عَلَيْهِ أَفْنَادًا أَفْنَادًا i. e. [The people prayed for him, or invoked blessing upon him,] one by one, without an Imám; (Th, T, O, K;) or companies after companies: (O, K:) and they were computed to be thirty thousand, with sixty thousand angels; two angels to every one (T, O, K) of the believers. (T, O.) And the Prophet said, (T, O, K,) after announcing that he would be among the first that should die, (T, O,) تَتَّبِعُونِى أَفْنَادًا أَفْنَادًا يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا, meaning [Ye will follow me] in scattered companies, company after company; [killing one another;] أَفْنَادًا being pl. of فِنْد; (Nh, TA;) and in like manner is expl. a similar phrase in a trad. of 'Áïsheh: (T, TA:) or the former means ↓ ذَوِى فَنَدٍ i. e. [impotent; and unthankful; lit] having impotence; and unthankfulness for [God's] favour. (O, K, TA.) b4: And A sort, or species: (K, TA:) pl. أَفْنَادٌ: one says, جَاؤُوا أَفْنَادًا They came being diverse sorts. (TA.) b5: And A branch of a tree. (T, O, K. *) b6: And Land upon which rain has not fallen; (T, O, K;) also termed ↓ فِندية [app. فِنْدِيَّةٌ]. (T.) فَنَدٌ [inf. n. of فَنِدَ, q. v.: as a subst.,] i. q. فُحْشٌ [app. as meaning Exorbitance in speech]; and error in judgment: pl. أَفْنَادٌ. (Ham p. 112.) b2: See also فِنْدٌ, near the end.

فِنْدَةٌ A complete branch from which a bow is made. (O.) فِندية [app. فِنْدِيَّةٌ]: see فِنْدٌ, last sentence.

فِنْدَأْوَةٌ (in the O and CK without hemz) A sharp قَدُوم [or adz]. (S, O, K.) b2: And A bold, or fearless, she-camel. (IAar and Sh, TA in art. عدأ.) فِنْدَأْيَةٌ An adz, or an axe, or a hoe; syn. فَأْسٌ: (I'Aar, T, L:) or a broad-headed فأس: (M, L:) pl. فَنَادِيدُ, which is anomalous. (IAar, T, L.) فَانِيدٌ A sort of sweetmeat, made of concrete juice of the sugar-cane (قَنْد, q. v.,) and starch (نَشًا): a foreign word; for the measure فَاعِيلٌ is not found in Arabic; and therefore the lexicographers have not mentioned it: (Msb:) it is also written with ذ; (MF;) and is an arabicized word, from [the Pers\.] پَانِيدْ [or پَانِيذْ]: (K voce فَانِيذ:) but is more properly with د. (MF.) مُفْنِدٌ, (T, S, L, K,) or ↓ مُفَنَّدٌ, [meaning Weak in judgment, or unsound in mind, &c., (see 1,) by reason of extreme old age, or disease,] an epithet applied to a man only: you do not use the fem. form, with ة, applying it to an old woman, because [it is held that] she has not possessed judgment (T, S, M, L, K) in her youth (T, S, M, L) or at any time: (K:) or both مُفْنِدٌ and ↓ مُفَنَّدٌ signify [as above: or] one whose intellect, or intelligence, is denied, or disapproved, (أَنْكِرَ عَقْلُهُ,) by reason of extreme old age: or who confounds [things] in his speech: (A:) or the former, or ↓ the latter, signifies loquacious by reason of unsoundness of mind: (As, T:) and the former signifies weak in intellect: (L:) [and extremely aged: (see 1:)] and the same, (T,) or ↓ the latter, (L,) weak in judgment; notwithstanding he may be strong in body: and weak in body; notwithstanding he may be right in judgment: and weak in judgment and in body. (Fr, T, L.) مُفَنَّدٌ: see the next preceding paragraph, in four places.
فند
: (الفِنْدُ، بِالْكَسْرِ: الجَبَلُ العَظِيمُ) وقِيل: الرَّأْسُ العَظِيمُ مِنْهُ، (أَو قِطْعَةٌ (مِنْهُ) . وقولهُ: (طُولاً) ، هاكذا وَقَعَ التّعبيرُ بِهِ فِي الصّحاح وَغَيره، وَزَاد بعضٌ بعدَه: فِي دِقةٍ. قَالَ شيخُنا: والأَظْهَرُ فِيهِ أَنه مفعولٌ مُطْلَق، أَي تَطولُ طُولاً.
وَفِي قولِ عليَ رَضِيَ الله عَنْه للأَشْتَرِ: (لَو كانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً لَا يَرتَقِيه الحافِرُ، وَلَا يُوفِي عَلَيْهِ الطَّائرُ) قَالَ ابنُ أَبي الحَديدِ فِي شرْح (نَهْج البَلاغة) : الفِنْد: هُوَ المُنْفَرِد من الجِبَالِ. والجَمْع أَفنادٌ. (ويُفْتَحُ) ، وهاذه عَن الصاغانيِّ.
(و) الفِنْدُ، بِالْكَسْرِ: (لَقَبُ شَهْلٍ) ، بفتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الهاءِ، وَهُوَ ابْن شَيْبَانَ بنِ رَبِيعَةَ بن زِمَّان، (الزِّمَّانِيِّ) ، بِكَسْر الزّاي وَتَشْديد الْمِيم، أَحد فُرسانِهم، وَكَانَ يُقَال لَهُ: عدِيدُ الأَلْف. وَفِي بعض النّسخ: الرمَّانيّ، بضمّ الراءِ، وَهُوَ غلط. وَبَنُو زِمَّان: قبيلةٌ من رَبيعةَ بنِ نِزَارٍ، وهم بَنو زمَّان بن مالكِ بن صَعْب بن عليّ بنِ بكْر بن وائِل بن قاسِط بن هِنْب بن أَفْصَى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلة بن أَسد بن رَبيعة. وسيأْتي فِي اللَّام للمنصِّف أَنَّ شَهْلاً هُوَ اللَّقَبُ، والفِنْد اسمُه، وَالَّذِي هُنَا هُوَ الصَّوَاب. واختُلِف فِي سَبَبِ تَلقِيبه بِهِ، فَقيل لِعِظَمِ شَخْصه، كأَنَّه فِنْدٌ من جَبَلٍ، أَي رُكْنٌ مِنْهُ. كَذَا فِي اللِّسَان. أَو لقَوْلِه فِي بعضِ الوقائع: استَنِدُوا إِليَّ فإِنّي فِنْدٌ لكم. وسُمِّيَ بِهِ مَن قِيلَ فِيهِ: (أَبْطَأُ مِن فِنْدٍ لِتَثَاقُلِه فِي الحاجاتِ، كَمَا فِي الأَساس. وَقيل: من الفِنْد بمعنَى غُصْنِ الشَّجَرةِ، وَقيل: من الفِنْدِ بمعنَى الطائفةِ من اللَّيْل. وَقيل: من قَوْلهم: هُم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِئَةٌ. وَقيل غير ذالك.
كتاب م كتاب (و) الفِنْد، بِالْكَسْرِ أَيضاً: (أَرْضٌ لَمْ يُصِبْها مَطَرٌ) ، وَهِي الفِنْدِيَّةُ.
(و) الفِنْد: (الغُصْنُ) من أَغصانِ الشَّجَرَة، قَالَ:
مِن دُونِها جَنَّةٌ تقْرُو لَهَا ثَمَرٌ
يُظِلُّه كُلُّ فِنْدٍ ناعمٍ خَضِل
(و) الفِنْد، بِالْكَسْرِ: (النَّوْعُ) ، يُقَال: جاءُوا أَفْنَاداً، أَي أَنواعاً مُخْتَلفَة.
(و) الفِنْدُ أَيضاً: (القَوْمُ مجتمِعةً) ، يُقَال: لَقِينا فِنْداً من النّاسِ، أَي قوما مُجْتَمَين، وهم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِئَةٌ أَو جماعةٌ متفرِّقةٌ، كَمَا فِي النِّهَاية. وسيأْتي.
(و) الفَنَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الخَرَف، وإِنكارُ العَقْلِ لِهَرَمٍ أَو مَرَضٍ) ، وَقد يُستعمَل فِي غير الكِبَرِ، وأَصْلُه فِي الكِبَرِ. (و) الفَنَدُ: (الخَطَأُ فِي القولِ والرَّأْيِ، و) الفَنَد: (الكَذِبُ، كالإِفْنَادِ) . وَقَول الشاعِر:
قَد عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْل إِفنَادْ
إِنَّمَا أَراد بقَوْلٍ ذِي إِفناد، وقَوْلٍ فِيهِ إِفنادٌ. وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: وفَنَدَ فُنُوداً وأَفْنَدَ: كَذَب: وفَنِدَ الرجلُ فَنَداً ضَعُف رَأْيه من الهَرَم.
قلت: فقد فَرَّ بَين المصدَرَيْنِ.
وَفِي اللِّسَان: الفَنَدُ فِي الأَصل: الكَذِبُ، وأَفْنَدَ: تكلَّمَ بالفَنَدِ. ثمَّ قَالُوا للشَّيْخِ، إِذا هَرِمَ: قد أَفْنَدَ، لأَنّه يتَكَلَّم بالمُحرَّفِ من الْكَلَام عَن سَنَنِ الصِّحَّة. وأَفنَدَ الرَّجلُ: أُهْتِرَ. كَذَا فِي (الأَفعال) لِابْنِ القطَّاع.
(وَلَا تَقُلْ، عَجُوزٌ مُفَنَّدةٌ، لأَنها لم تَكن) فِي شَبِبيبَتِها (ذاتَ رأْيٍ أَبداً) فتفَنَّدُ فِي كِبَرِهَا. وَفِي الكَشَّاف: وَلذَا لم يُقَلْ للمرأَةِ: مُفَنَّدَة، لأَنَّها لَا رَأْي لَهَا حتَّى يَضْعُف.
قَالَ شَيخنَا: وَلَا وَجهَ لِقَوْلِ السَّمِين: إِنَّهُ غريبٌ، فإِنه مَنقولٌ عَن أهْلِ اللّغَة، ثمَّ قَالَ: ولعلَّ وَجْهَه أَنَّ لهَا عَقْلاً، إِن كَانَ نَاقِصا يَشْتَدُّ نقصُه بِكِبَرِ السِّنِّ. فتأَمَّلْ انْتهى.
(وفَنَّدَه تَفْنِيداً: كَذَّبَهُ وعَجَّزَهُ وخَطَّأ رَأْيَهُ) وضَعَّفَهُ. فِي التَّنْزِيل العَزِيز، حكايَة عَن يعقُوبَ، عَلَيْهِ السَّلَام: {لَوْلاَ أَن تُفَنّدُونِ} (يُوسُف: 94) قَالَ الفرَّاءُ: يَقُول لَوْلَا أَن تُكَذِّبُونِي، وتُعَجِّزُوني وتُضعِّفوني، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ فَنَّدَ رأْيَه، إِذا ضَعَّفَه، والتَّفنِيد: اللَّوْمُ، وتَضْعِيفُ الرَّأْيِ، (كَأَفْنَدَهُ) إِفناداً.
وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا كَثُر كلامُ الرجلِ من خَرَفٍ فَهُوَ المُفْنِد والمُفْنَد وَفِي الحَدِيث: (مَا يَنتظِر أَحدُكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مَرَضاً مُفْسِداً) وأَفْنده الكِبَرُ: أَوقَعَه فِي الفَنَدِ. وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَد: (لَا عابِسٌ وَلَا مُفْنَدٌ) ، وَهُوَ الَّذِي لَا فائدةَ فِي كَلَامه لِكِبَرٍ، أَصابَه. فَهِيَ تَصِفُه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَتقول: لم يَكُن كذالك. وَفِي الأَساس: وفُلان مُفَنْدٌ ومُفَنَّدٌ، إِذا أُنكِرَ عَقْلُه لَهُ 2 رَمٍ أَو خَلَّطَ فِي كَلَامه، وأَفنَدَه الهَرَمُ: جعَلَه فِي قِلَّة فَهْمٍ كالحَجَرِ. قَالَ شيخُنَا: ثمَّ تَوسَّعُوا فِيهِ فَقَالُوا: فَنَّدَه إِذا ضَعَّفَ رأْيَه ولَامَهُ على مَا فَعَلَ. كَذَا فِي (الكَشَّاف) .
(و) من الْمجَاز: فَنَّدَ (الفَرَسَ) تَفْنِيداً، إِذا (ضَمَّره) ، أَي صَيَّره فِي التَّضمير كالفِنْد، وَهُوَ الغُصْنُ من أَغصانِ الشَّجَرَة، ويَصْلُح للغَزْو والسِّباق. وَقَوْلهمْ للضَّامِر من الخَيْل: شَطْبَة، مِمّا يُصَدِّقه. قَالَه الصاغانيُّ، وَبِه فَسَّر هُوَ والزَّمَخْشريُّ الحَدِيث (أَن رجلا قَالَ للنَّبِيِّ، صَّلى الله عَليْه وسلّم: (إِنْي أُرِيد أَن أُفَنِّدَ فَرساً، فَقَالَ عليكَ بِهِ كُمَيْتاً أَو أَدْهمَ أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلاً طَلْقَ اليُمْنَى) ، كَمَا نقَله عَنهُ صاحِبُ اللِّسَانِ. وَقَالَ شَمِرٌ، قَالَ هارُونُ بن عبد الله وَمِنْه كَانَ سمِعَ هاذا الحَدِيث: (أُفَنِّدَ) أَي أَقْتَنِيَ فَرَساً، لأَن افْتنادَكَ الشَيْءَ جَمْعُك لَهُ إِلى نفْسِه، من قَوْلهم للجَماعة المجتمِعة: فِنْدٌ، قَالَ: ورُوِيَ أَيضاً من طَرِيق آخَرَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: قَوْله (أُفَنِّدَ فَرَساً) ، أَي أَرْتَبِطَه وأَتَّخِذَه حِصْناً أَلْجَأُ إِليه ومَلَاذاً إِذا دَهَمَني عَدُوٌّ. مأْخوذٌ مِنْهُ فِنْدِ الجَبَلِ، وَهُوَ الشِّمْراخُ العَظِيمُ مِنْهُ، قَالَ: ولَسْت أَعرف أُفَنِّد بِمَعْنى أَقْتَنِي.
قلت: وهاذا المعنَى ذكرَه الزمخشريُّ فِي لأَساس. ولعلَّ الوَجْهَ الأَوْلَ الّذِي نقلَه عَنهُ صاحِبُ اللِّسَان يكون فِي (الْفَائِق) أَو غَيره من مُؤَلَّفَاته، فلينْظعر.
(و) فَنَّدَ (فُلاناً على الأَمرِ: أَرادَهُ مِنْهُ، كفانَدَه) فِي الأَمر مُفَنَدةً، (وتَفَنَّدَه) ، إِذا طَلَبَه مِنْهُ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) فَنَّدَ (فِي الشَّرَابِ) تَفنيداً: (عَكَفَ عَلَيْهِ) ، وهاذه عَن أَبي حنيفةَ (و) فَنَّدَ (فُلانٌ) تَفنيداً: (جَلَسَ على) الفَنْد، بِالْفَتْح، وَهُوَ (الشِّمْراخُ من الجَبَلِ) وَهُوَ أَنْفُه الخارِجُ مِنْهُ، وَمن ذالك يُقَال للضَّخْم الثقيلِ: كأَنَّه فَنْدٌ، كَمَا فِي الأَساس.
(وفِنْدٌ بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ بَين الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَين) زادَهُما الله شرفاً، قُرْبَ البحرِ، كَمَا فِي المعجم.
(و) فِنْدٌ: (اسمُ أَبي زَيْدٍ مولَى عائِشةَ بنتِ سعْدِ بن أَبي وَقَّاص) ملِكِ بن وُهَيب بن عبدْه منَاف بن زُهْرَة.
(و) كَانَ أَحدَ المُغَنِّين المُحسِنين، وَكَانَ يجْمَع بَين الرِّجال والنِّسَاءِ، وَله يقولُ عبدُ الله بنُ قيس الرُّقَيَّاتِ:
قُل لِفِنْدٍ يُشَيِّع الأَظْعَانَا
رُبَّمَا سَرَّ عَيْنَنا وكَفَانَا
وَكَانَت عائشةُ (أَرسلَته يأْتِيها بنارٍ فوَجَدَ قَوْماً يَخْرُجُونُ إِلى مِصْرَ فَتَبِعَهُم، وأَقامَ بهَا سَنَةً ثمَّ قَدِمَ) إِلى المدينةِ، (فأَخَذَ نَارا وجاءَ يَعْدُو فَعَثَر) ، أَي سقَطَ، (وتَبَدَّدَ الجَمْرُ فَقَالَ: تَعِسَت العَجَلَةُ، فقِيل: (أَبْطَأُ من فِنْدٍ) . وَفِي الأَساس: وسُمِّيَ بِهِ مَن قِيل فِيهِ. (أَبطأُ مِن فِنْدِ) لتثاقُلِه فِي الحاحاتِ. وَمن سجعات الحريريّ: أَبُطْءَ فِنحد، وصُلُودَ زَنْد. وَهُوَ من الأَمثال الْمَشْهُورَة، ذكره الميدانيُّ والزَّمَخْشَريُّ واليوسيُّ فِي (زَهْر الأَكم) وحمزةُ وغيرُهُم.
قَالَ شيخُنَا: وحكَى الزَّمَخْشَريُّ فِي (المستقصَى) أَنَّ بعْضَ الرُّوَاة حَكَاهُ بالقَاف، وَهُوَ ضعيفٌ لَا يُعْتَدُّ بِهِ. قلتُ: هاكذا قيَّده الذَّهبيُّ بِالْقَافِ ساكِتاً عَلَيْهِ، ولاكنّ الحافظَ قَالَ: إِن ابنَ مَاكُولَا رَجَّح الأَول.
(و) الفِنْدُ: الطائِفَةُ من اللَّيْلِ. و (أَفنادُ اللَّيْلِ: أَرْكانُه) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ الزِّمّانِيُّ فِنداً كَمَا تقدَّمَ.
(و) فِي الحَدِيث: ((صَلَّى الناسُ على النَّبِيِّ، صلَّى اللهُ ليْه وسلَّم أَفناداً أَفْناداً)) قَالَ ثعلبٌ: (أَي) فِرْقاً بعد فِرْقٍ، (فُرَادَى بِلَا إِمامٍ) ، هاكذا فَسَّروه (وَقيل: جَماعَاتٍ) بعْدَ (جماعاتٍ) مُتَفَرِّقِين، قوما بعدَ قَوْم. قَالَ ثَعْلَب: (وحِزُرُوا) ، أَي المُصلُّون فكانُوا (ثلاثِين أَلْفاً، وَمن الملائكةِ سِتِّينَ أَلْفاً، لأَن مَعَ كُل) مؤمنٍ (مَلَكَيْنِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
قَالَ شيخُنا: وَقد قَالَ بعض أَهْلِ السِّيَرِ: إِنَّ المُصَلِّين عَلَيْهِ صلَّى الله عليْه وسلّم لَا يكادُون يَنْحَصِرُون. وحديثُ عائشةَ يَشْهَدُ لَهُ. انْتهى.
قَالَ أَبو مَنْصُور: تَفْسِير أَبي العبَّاس لقَوْله: صَلَّوْا عَلَيْهِ أَفناداً، أَي فُرادَى، لَا أَعْلَمه إِلّا من الفِنْد من أَفنادِ الجَبَل، والفِنْد الغصْنِ من أَغصانِ الشّجر، شَبَّه كلَّ رَجلٍ مِنْهُم بِفِنْدِ من أَفنادِ الجَبَلِ، وَهِي شمارِيخِ.
(وقولُه صَلَّى الله عليْه وسلَّم) ، فِيمَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَن واثِلة بن الأَسْقَع أَنه قَالَ (خَرَجَ رَسُولُ الله، صلَّى الله عليْه وسلَّم فَقَالَ: أَتزعمُونَ أَنِّي آخِرُكُم وَفَاةً؟ أَلَا إِني مِن أَوَّلِكُم وَفَاةً (تَتَّبِعُونِّي أَفناداً يُهْلِكُ بعضُكم بَعْضًا)) وَفِي رِوَايَة: (يَضْرِب بعْضُكم رِقَابَ بَعْضٍ) (أَي تَتَّبِعُونِّي ذَوِي فَنَدٍ، أَي ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنِّعْمةِ) . وَفِي (النِّهَايَة) : أَي جَماعاتٍ مُتفرِّقينَ، قوْماً بعدَ قَومٍ، وحدهم فِنْدٌ. وَفِي حديثِ عائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا (أَن النَّبيَّ، صلَّى الله عليْه وسلَّم قَالَ: أَسْرَعُ الناسِ بِي لُحُوقاً قَوْمِي، تَستَجْلِبهم المَنَايَا، وتَتنافَسُ عَلَيْهِم أُمَّتُهُم وَيعِيشُ النّاسُ بَعْدَهم أَفناداً يَقْتُلُ بعْضُهم بَعْضًا) . قَالَ أَبو مَنْصُور: مَعْنَاهُ أَنهم يَصيرون فِرَقاً مُختلِفِينَ، يَقتُلُ بعضُهم بَعْضًا، قَالَ: هم فِنْدٌ على حِدَةٍ، أَي فِرْقَة على حِدَةٍ.
(و) فِي الصّحاح: (قَدُومٌ فِنْدَأوَةٌ: حادَّةٌ) ، وجمْعه: فَنَادِيدُ، على غيرِ قياسٍ.
(والفِنْدَأْيَةُ) ، مَرَّ ذِكْرُه (فِي الهَمْز) ، وَهُوَ الفأْسُ العَرِيضةُ الرَّأْسِ.
(والتَّفَنُدُ: التَّنَدُّمُ) ، وذَكره المصنِّف فِي كتاب (البصائر) لَهُ، والصاغانيُّ فِي التكملة.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الفِنْدَةُ، بِالْكَسْرِ: العُودُ التّامْ تُصْنَع مِنْهُ القَوْس، وجاءُوا من كلِّ فِنْدٍ، بِالْكَسْرِ، أَي من كلِّ فَنَ، (ونَوْع) .
قلت: وَمِنْه اشتقاقُ لَفْظ الأَفَنْدِي لصاحِبِ الفُنُن، زادُوا أَلِفاً عِنْد كَثْرة الاستعمالِ، إِن كَانَت عربيّةً. وَقيل: روميّةٌ، مَعْنَاهُ: السَّيِّدُ الكَبِيرُ، كَمَا سَمِعتُ من بَعْضٍ.
ويَفْتَنِــد فِي قَوْل حُصَيْب الهُذَلِيّ:
تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عمرٍ وَفِي طوائِفِها
فِي كُلِّ وَجْهٍ رَعِيلٌ ثمَّ يَفْتَنِــدُ
معناهُ يَفْنَى، من الفَنَد وَهُوَ الهَرَم، ويُروَى: يُقتَثَدُ، أَي يُقْطَع كَمَا يُقْطَع القَثَدُ.
وفانِيد: نَوْعٌ من الحَلواءِ يُعْمَل بالنَّشَا وكَأَنَّها أَعجميّةٌ لِفَقْد فاعِيل من الْكَلَام العربيِّ. وَلِهَذَا لم يذكرْها أَكثَرُ أَهْل اللّغَة.
قلت: وسيأْتي فِي الْمُعْجَمَة. وَلَكِن قَالَ شيخُنا: إِنَّه بِالْمُهْمَلَةِ أَلْيَق. وفُنْدِينُ، بالضّمّ: من قُرَى مَرْوَ، مِنْهَا أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن الحَسن (الفُنْدينيّ) الرازيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(فند) : فَنَّدْتُه عن الأَمر تَفْنِيداً: أَرَدْتُه عليه.

قسط

قسط


قَسَطَ(n. ac. قَسْط
قُسُوْط)
a. Was unjust.
b. Separated, dispersed; distributed, divided.
c.
(n. ac.
قِسْط)
see IV
قَسِطَ(n. ac. قَسَط)
a. Was hard in the sinews ( of the foot ).

قَسَّطَa. see I (b)b. [acc. & Bain], Divided, distributed amongst.
c. [acc. & 'Ala], Assigned, apportioned to; assessed (
taxes ).
d. ['Ala], Stinted, scanted; was niggardly, mean to.
e. Paid by instalments.
f. [ coll. ], Boasted, bragged.

أَقْسَطَa. Was just, fair, equitable; acted justly.

تَقَسَّطَ
a. [acc. & Bain], Divided, shared amongst (themselves).

إِقْتَسَطَa. see V
قِسْطa. Justice, equity, uprightness; fairness.
b. Equitable, just, fair; upright.
c. Just weight, just measure.
d. (pl.
أَقْسَاْط), Share, portion, lot; quantity, measure.
e. A certain measure, bushel.
f. Balance; dividend; income.
g. A kind of mug.
قُسْط
G.
a. Costus ( a certain drug ).
قُسُطa. Stiff, stiff-jointed.

أَقْسَطُ
(pl.
قُسْط)
a. Stiff.
b. Juster, fairer, more equitable.

قَاْسِط
( pl.
reg. &
قُسَّاْط)
a. Unjust.

قَسِيْطa. see 10
قُسْطَاْنa. Rainbow.
b. Dust.

قُسْطَاْنِيّ
قُسْطَاْنِيَّةa. see 35 (a)
N. Ac.
قَسَّطَa. Register.

N. Ag.
أَقْسَطَ
( pl.
reg. )
a. Just.
b. [art.], God.
قَسْطَار
a. Banker, money-changer.

قَسْطَر
a. see supra.
b. [ coll.], (pl.
قَسَاْطِ4ُ), Conduit, pipe.
قُِسْطَاس (pl.
قَسَاْطِيْ4ُ)
a. Balance.
(قسط) فلَان قسطا عدل وقسطا وقسوطا جَار وَعدل عَن الْحق (ضد) فَهُوَ قاسط (ج) قساط وقاسطون
(قسط) - قوله تعالى: {بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ}
قيل: هو الشَّاهِينُ ، وهو أَقومُ الموازينِ، تُضَمُّ قافُه وتُكسَر
- وفي حديث أمّ عَطِيَّة في المُتوفَّى عنها زَوجُها: "لا تَمسُّ طِيبًا إلّا نُبذةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ"
القُسْطُ: العُودُ الذي يُتبخَّر به. وقيل: هو طِيبٌ غَيرُه. 
ق س ط: (الْقُسُوطُ) الْجَوْرُ وَالْعُدُولُ عَنِ الْحَقِّ وَبَابُهُ جَلَسَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] . وَ (الْقِسْطُ) بِالْكَسْرِ الْعَدْلُ تَقُولُ مِنْهُ: (أَقْسَطَ) الرَّجُلُ فَهُوَ (مُقْسِطٌ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42] وَ (الْقِسْطُ) أَيْضًا الْحِصَّةُ وَالنَّصِيبُ يُقَالُ: (تَقَسَّطْنَا) الشَّيْءَ بَيْنَنَا. 
ق س ط : قَسَطَ قَسْطًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقُسُوطًا جَارَ وَعَدَلَ أَيْضًا فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ قَالَهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَأَقْسَطَ بِالْأَلِفِ عَدَلَ وَالِاسْمُ الْقِسْطُ بِالْكَسْرِ وَالْقِسْطُ النَّصِيبُ وَالْجَمْعُ أَقْسَاطٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَقَسَّطَ الْخَرَاجَ تَقْسِيطًا إذَا جَعَلَهُ أَجْزَاءً مَعْلُومَةً.

وَالْقُسْطُ بِالضَّمِّ بَخُورٌ مَعْرُوفٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ عَرَبِيٌّ.

وَالْقِسْطَاسُ الْمِيزَانُ قِيلَ عَرَبِيٌّ مَأْخُوذٌ مِنْ الْقِسْطِ وَهُوَ الْعَدْلُ وَقِيلَ رُومِيٌّ مُعَرَّبٌ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ وَالْجَمْعُ قَسَاطِيسُ. 
قسط
الْقِسْطُ: هو النّصيب بالعدل كالنّصف والنّصفة. قال تعالى: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ [يونس/ 4] ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ [الرحمن/ 9] والقِسْطُ: هو أن يأخذ قسط غيره، وذلك جور، والْإِقْسَاطُ: أن يعطي قسط غيره، وذلك إنصاف، ولذلك قيل: قَسَطَ الرّجل: إذا جار، وأَقْسَطَ: إذا عدل. قال: أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
[الجن/ 15] وقال: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
[الحجرات/ 9] ، وتَقَسَّطْنَا بيننا، أي: اقتسمنا، والْقَسْطُ: اعوجاج في الرّجلين بخلاف الفحج، والقِسْطَاسُ: الميزان، ويعبّر به عن العدالة كما يعبّر عنها بالميزان، قال: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ [الإسراء/ 35] .
[قسط] القُسوطُ: الجَورُ والعدولُ عن الحقّ. وقد قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً. قال الله تعالى: {وأمَّا القاسِطونَ فكانوا لجنهم حطبا} . والقسط بالكسر: العدل. تقول منه: أقْسَطَ الرجلُ فهو مُقْسِطٌ. ومنه قوله تعالى: {إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطين} . والقِسْطُ أيضاً: مكيال، وهو نصف صاع. والفرق: ستة أقساط. والقسط: الحصة والنصيب. يقال: تقسطنا الشئ بيننا. والقُسْطُ بالضم، من عقاقير البحر . والقسط بالتحريك: انتصاب في رجلَي الدابَّة وذلك عيبٌ لأنَّه يستحب فيهما الانحناء والتوتيرُ. يقال: فرسٌ أقْسَطُ بيِّن القَسَطِ. والأقْسَطُ من الإبل، هو الذي في عَصَب قوائمه يبسٌ خِلقةً. وقد قسط قسطا. والناقة قسطاء. وقاسط: أبو حى، وهو قاسط بن هنب ابن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة. وقول الراجز: تبدى نقيا زانها خمارها * وقسطة ما شانها غفارها * يقال: هي الساق، نقلته من كتاب. 
(ق س ط) : (قَسَطَ) جَار قَسْطًا وَقُسُوطًا (وَمِنْهُ) {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] وَقَدْ غَلَبَ هَذَا الِاسْمُ عَلَى فِرْقَة مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (وَمِنْهُ) الْحَدِيث تَقَاتُلُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ (وَأَقْسَطَ) إقْسَاطًا عَدَلَ (وَمِنْهُ) {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا} [النساء: 3] وَالِاسْمُ الْقِسْطُ وَهُوَ الْعَدْلُ وَالسَّوِيَّةُ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ جَدُّ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيِّ فِي الدَّعْوَى (وَفِي التَّنْزِيل) {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النساء: 135] أَيْ مُجْتَهِدِينَ فِي إقَامَةِ الْعَدْلِ حَتَّى لَا تَجُورُوا (وَمِنْهُ) الْقِسْطُ فِي الْمِكْيَالِ وَهُوَ نِصْفُ صَاعٍ (وَقَسَّطَ) الْخَرَاجَ تَقْسِيطًا وَظَّفَهُ عَلَيْهِمْ بِالْقِسْطِ وَالسَّوِيَّة (وَالْقُسْطُ) بِالضَّمِّ مِنْ الطِّيبِ يَتَبَخَّرُ بِهِ وَقُسْطَنْطِينَةُ (وَقُسْطَنْطِينِيَّة) بِتَخْفِيفِ الْيَاء وَالْعَامَّة بِالتَّشْدِيدِ مَدِينَةٌ بِالرُّومِ.
الْقَاف وَالسِّين والطاء

الْقسْط: الْحصَّة والنصيب.

وتقسطوا الشَّيْء بَينهم: تقسموه على الْعدْل.

وأقسط فِي حكمه: عدل، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: (واقسطوا إِن الله يحب المقسطين) .

والقسط: الْعدْل، وَهُوَ من المصادر الْمَوْصُوف بهَا كَعدْل، يُقَال: ميزَان قسط، وميزانان قسط، وموازين قسط، وَقَوله تَعَالَى: (ونضع الموازين الْقسْط) : أَي ذَوَات الْقسْط.

وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: (وأما القاسطون فَكَانُوا لِجَهَنَّم حطبا) .

وقسط قسوطاً: جَار.

وقسَّط الشَّيْء: فرقه عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

لَو كَانَ خَز وَاسِط وسقطه ... وعالج نصيه وسبطه

وَالشَّام طراً زيته وحنطه ... يأوى إِلَيْهَا أَصبَحت تقسطه

والقسط: الْكوز عِنْد أهل الْأَمْصَار.

والقسط: يبس يكون فِي الرجل والساق وَالركبَة.

وَقيل: هُوَ فِي الْإِبِل: أَن يكون الْبَعِير يَابِس الرجلَيْن خلقَة. وَهُوَ فِي الْخَيل: قصر الْفَخْذ والوظيف وانتصاب السَّاقَيْن، وَذَلِكَ ضعف، وَهُوَ من الْعُيُوب الَّتِي تكون خلقَة.

قسط قسطاً، وَهُوَ أقسط.

والقسطانية، والقسطاني: خيوط كخيوط قَوس المزن تحيط بالقمر وَهِي من عَلامَة الْمَطَر.

والقسط: عود يتبخر بِهِ: لُغَة فِي الكسط، وَقَالَ يَعْقُوب: الْقَاف بدل.

وقاسط، وقسيط: اسمان.
قسط: قسط: رسم وفرض الحصص. (بوشر).
قسط بين: قسم، وزع. (بوشر). قسط (بالتشديد): حدد وعين مقدار الضريبة التي يدفعها كل فرد. (معجم البيان). وفي حيان- بسام (1: 14 ق) واقسموا حينئذ انهم يقوموا بما يجب عليهم ولا سيما عند تكرر التقسيط عليهم للغرامة.
قسط: فرض ضريبة. ففي الفخري (ص252): قسط على الناس خمسة عشر ألف دينار.
قسط، وقسط بين: قسم، وزع (فوك، الكالا).
قسط الدين: جعله أجزاء معلومة بآجال معينة. (محيط المحيط).
قسط الغارس الأعراس: جعل بين الواحد منها والآخر مسافة معلومة على السوية. (محيط المحيط).
قسط: رسم، ضريبة، خراج. ففي باين سميث. (1491): قسطا (السريانية): الخراج والطقس والقسط والمال. وقسط قلب طقس تعريب الكلمة اليونانية تكيسيس. وكثير من صيغ هذه الكلمة ماخوذة من الكلمة اليونانية.
قسط: وعاء من الجلد المدبوغ يحفظ فيه الزيت والدهن والعسل (صفة مصر 18 قسم 2 ص388). وانظر: قسط.
قسط: وعاء اللبن- (ميهرن ص33).
قسط: في اصطلاح العامة مجمع النساء العواهر المجاهرات بالفحش، ويقال للواحدة منهن قسطية (محيط المحيط).
قسط: في المستعيني: القسط البحري هو الأبيض المر والقسط الهندي هو الأسود. وكذلك عند ابن البيطار (2: 301). الصنف الأول منه يسمى العربي أيضا (ابن جزلة).
وصنف ثالث منه هو القرنفلي وهو ثقيل رديء (ابن جزلة، النويري مخطوطة رقم 273 ص798).
قسط: عنب الحية. بوطانية (الكالا).
قسط بستاني: بقلة الرماة، راسن، جناح رومي، جناح شامي، الانيون. (ابن العوام 2: 313).
ويقال له أيضا: قسط رومي (نفس المصدر) وقسط شامي (ابن البيطار 2: 301).
قسط نيقي: هو عند أهل السواد البقلة اليمانية.
قسط: جرة، إناء فخاري للماء أو للزيت وغير ذلك.
(رولاند) انظر: قسط.
قسطية: انظرها في مادة قسط.
أقسط: أعدل. (القرآن الكريم 2: 282).
أقسط: عادل، منصف. (رولاند).
تقسيط: ذكرت في الضرائب غير المشروعة (كرتاس ص108).
تقسيط: براءة الاختراع، براءة، إجازة التجار (بوشر).
تقسيط: شهادة تعطى للورثة بأنهم الورثة الشرعيون (صفة مصر 11: 512).
وفي صفة مصر (11: 512): وكان الدفتردار يحصل على أجر أو مكافأة مقدارها ألف درهم عن قيمة الأرض التي تمنح للملتزم الجديد، وهو يستلم هذا المبلغ عند إعطائه التقسيط ولابد منه لكي يتمتع بحقوقه في الأرض سواء كانت حيازته للأرض بالوراثة لو بالبيع.
وفي تاج العروس: التقسيط ما كتب فيه قسط الإنسان من المال وغيره.
باب القاف والسين والطاء معهما ق س ط، س ق ط، ط س ق مستعملات

قسط: القُسْطُ: عود هندي يجعل في البخور والدواء. والقُسُوط: الميل عن الحق، وقسط يقسط فهو قاسِطٌ، قال:

يشفى من الغيظ قُسُوطَ القاسِطِ

ورجل قَسطاءُ: في ساقها اعوجاج حتى تتنحى القدمان وتنضم الساقان. والقَسَطُ خلاف الفحج. والإِقْساطُ: العدل في القسمة والحكم، وتقول: أَقسَطْتُ بينهم وأَقسَطْتُ إليهم. والقِسْطُ: الحصة التي تنوبه، وتقسطوا بينهم الشيء أي اقتسموه بالتسوية فكل مقدار قسط في كل شيء. والقِسطاسُ والقُسطاسُ: أقوم الموازين، وبعضهم يفسره الشاهين.

سقط: السَّقط والسِّقط، لغتان: الولد المُسقَطٌ، الذكر والأنثى فيه سواء. والسِّقطٌ: ما سَقطَ من النار، قال:

وسقط كعين الديك عاورت صحبتي ... أباها وهيأنا لموقعها وكرا  وسَقطُ البيت نحو الإبرة والفأس والقدر، ويجمع على أسقاطِ. والسَِّقَطُ من البيع نحو السكر والتوابل، وبياعه سَقّاطٌ. وقال بعضهم: بل يقال: صاحب سَقَطٍ. والسًّقَطُ: الخطأ في الكتابة والحسابة. والسقط من الأشياء: ما تسقطه فلا تعتد به. والسَّقَطُ من الجند والقوم ونحوهم. والسّاقِطةُ: اللئيم في حسبه ونفسه، وهو السّاقِطُ أيضاً، قال:

نحن الصميم وهم السًّواقِطُ

ويقال للمرأة الدنيئة الحمقاء: سَقيطةُ. والسُّقاطاتُ: ما لا يعتد به تهاوناً من رذالة الثياب والطعام ونحوه. ويقال: سَقَطَ الولد من بطن أمه، ولا يقال: وقع، هذا حين يولد. وهو يحن إلى مَسْقطِهِ أي إلى حيث ولد. والمَسقِطُ مَسقِطُ الرمل، وهو حيث ينتهي إليه طرفه، وسَقْطُه أيضاً. وسِقْطُ السحاب: طرف منه كأنه ساقِطٌ في الأرض من ناحية الأفق، وكذلك سِقْطُ الخباء، وسِقْط جناحي الظليم ونحوه إذا رأيتهما ينحوان على الأرض، قال:

عنس مذكرة كأن عفاءها ... سِقْطانِ من كفي ظليمٍ جافل  والسِّقاطُ في الفرس: ألا يزال منكوباً، وكذلك إذا جاء مسترخي المشي، والعدو، ويقال: يُساقِط العدو سِقاطاً. وإذا لم يلحق الإنسان ملحق الكرام يقال: قد تَساقط، قال سويد بن أبي كاهل:

كيف يرجونَ سقاطي بعد ما ... لفع الرأس مشيب وصلع
قسط
قسَطَ1 يَقسُط ويَقسِط، قِسْطًا، فهو قاسِط
• قسَط الرجلُ: عَدَل "قَسَط الحاكِمُ في حكمه- هذا أقسَطُ من ذلك- أمر اللهُ بالقِسْط، ونهى عن القَسْط- {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ". 

قسَطَ2 يَقسِط، قَسْطًا وقُسُوطًا، فهو قاسِط
• قسَط الحاكمُ: جارَ وحادَ عن الحقّ "قسَط في معاملة اليتامى وأكل أموالهم- {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} ". 

أقسطَ يُقسط، إقْساطًا، فهو مُقْسِط
• أقسط الشَّخصُ: عَدَل في القسمة والحُكم، وفَّى الحقوقَ "أقسط الحاكم في حكمه- {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا} ". 

قسَّطَ يُقسِّط، تقسيطًا، فهو مُقسِّط، والمفعول مُقسَّط
• قسَّط الدَّيْنَ: أرْجعه أقساطًا شيئًا فشيئًا في أوقات معيّنة "قسَّط ثمنَ السيّارة- اشترى جهازًا بالتقسيط".
• قسَّط المَئُونةَ: جعلها أجْزاءً "قسَّط ثروتَه ووزَّعها على أولاده".
• قسَّط المعِيشةَ: وزَّعَها بمقْدار "قَسَّط الحاكِمُ الخُبْزَ زمنَ الحَرْبِ". 

تقسيط [مفرد]: مصدر قسَّطَ.
• حساب بالتَّقسيط: (جر) ترتيب دَيْنيّ بحيث يأخذ الزَّبون البضائعَ أو الخدمات قبل الدَّفع. 

قاسِط [مفرد]: ج قاسطون وقُسَّاط: اسم فاعل من قسَطَ1 وقسَطَ2. 

قَسْط [مفرد]: مصدر قسَطَ2. 

قِسْط [مفرد]: ج أقْساط (لغير المصدر):
1 - مصدر قسَطَ1 ° ميزان قِسط.
2 - دفعة من المال المقسَّم أقساطًا على آجال "سَدَّد أقساطَ السيّارة- قِسْط سنويّ- أرجع دينه على أقساط".
3 - حصّة ونصيب "كانت على قِسْط كبير من الجمال- أخذ قِسْطَه من الراحة". 

قُسوط [مفرد]: مصدر قسَطَ2. 

مُقْسِط [مفرد]: اسم فاعل من أقسطَ.
• المُقْسِط: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العادل في حكمه، أو الجاعل لكلٍّ من عباده نصيبًا من خيره، أو المنتصف للمظلوم من الظَّالم. 
[قسط] نه: فيه: «المقسط» تعالى، هو العادل، من: أقسط - إذا عدل، وقسط - إذا جار، والهمزة للسلب. وفيه: يخفض «القسط» ويرفعه، القسط: الميزان، أي يخفض الله ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدره الله وينزله، وقيل: أراد بالقسط القسم من الرزق الذي هو نصيب كل مخلوق، وخفضه تقليله، ورفعه تكثيره. ن: خفض اليد ورفعها تمثيل بفعل الوزان لتقدير تنزيل الأرزاق النازلة والأعمال الصاعدة. ط: أي يقتر الرزق ويوسعه، ولعله إشارة إلى قوله «كل يوم هو في شأن». ك: «ونضع الموازين «القسط»» العادلات، وهو مصدر يستوي فيه المذكر وغيره، وثمة ميزان واحد، جمع باعتبار العباد والموزونات، و «ليوم القيمة» أي فيه - ويجيء في الوزن، القسط مصدر المقسط، أي بحذف الزوائد وإلا فمصدره الإقساط. ط: ومنه: إن «المقسطين» عند الله على منابر، أي العادلين، وكونهم على منابر حقيقة أو كناية عن منازل رفيعة، وكونهم عن يمينه عبارة عن كرامتهم، لأن من عظمه الملك يبوء عن يمينه، ثم نزه ربه تعالى عما يسبق إلى فهم القاصرين من مقابلة اليمين باليسار، وعند الله - خبر إن، أي مقربون عنده، وعلى منابر - خبر آخر أو حال، ومن نور - صفة منابر، وعن يمين - صفة آخر. وما ولوا - بضم لام كرضوا، والذين يعدلون - خبر محذوف أو نصب على البدل. ن: قسم صلى الله عليه وسلم قسمًا - بفتح قاف - «مقسطًا»، أي عادلًا، والقسط - بكسر قاف: العدل، وبفتحها: الظلم. نه: وفيه: إذا قسموا «أقسطوا»، أي عدلوا. وفيه: أمرت بقتال الناكثين و «القاسطين» والمارقين، الناكثين: أهل الجمل، لأنهم نكثوا بيعتهم. والقاسطين: أهل صفين، لأنهم جاروا في حكمهم وبغوا عليه، والمارقين: الخوارج، لأنهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية. غ: «إن خفتم «ألا تقسطوا» في اليتمى» أن لا تعدلوا فيهن وتحرجتم أن تلوا أموالهم فتحرجوا من الزنا «فانكحوا ما طاب لكم» أي حل، او إن خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى فخافوا كذلك في النساء إذا جمعتم أكثر من أربع، فإن خفتم أن لا تعدلوا بين الأربع فانكحوا واحدة. نه: وفيه: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة «القسط» والسراج، القسط: نصف الصاع، وأصله من القسط: النصيب، وأراد به هنا إناء توضئه فيه، كأنه أراد إلا التي تخدم بعلها وتقوم بأموره في وضوئه وسراجه. وفيه: أجرى للناس المديين و «القسطين»، القسطان نصيبان من زيت كان يرزقهما الناس. وح: لا تمس طيبًا إلا نبذة من «قسط» وأظفار - وروي: من قسط أظفار، هو ضرب من طيب، وقيل: العود، والقسط عقار معروف في الأدوية طيب الريح تتبخر به النفساء والأطفال، هو أشبه بالحديث لإضافته إلى الأظفار. ك: القسط من عقاقير البحر طيب الرائحة وهو العود الهندي، وأطبقوا على أنه يدر الطمث والبول ويرفع السموم ويحرك شهوة الجماع ويقتل الديدان في الأمعاء إذا شرب، ويذهب الكلف إذا طلي عليه، ويسخن المعدة، وينفع من حمى الربع. ط: هو بضم قاف ينفع من حمى الورد وغير ذلك، والمراد من السبعة الكثرة، وهو نوعان: عندي وبحري، والبحري القسط الأبيض وهو أفضل من الهندي وأقل حرًّا منه. ن: وهو والأظفار نوعان من البخور، رخص للمغتسلة من الحيض تتبع به أثر الدم لإزالة الرائحة الكريهة، ويقال: كست - ويتم في كاف. ك: «القسطاط» وهو الفسطاط - بضم فاء وكسرها: السرادق.

قسط

1 قَسَطَ, (S, M, &c.,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. قُسُوطٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and قَسْطٌ, (Mgh, Msb, K,) He declined, or deviated, from the right course; acted unjustly, wrongfully, injuriously, or tyrannically. (S, M, Mgh, Msb, K.) A2: See also 4, in two places: A3: and see 2.2 قسّطهُ, (IAar, M, TA,) inf. n. تَقْسِيطٌ, (IAar, TA,) He distributed it; or dispersed it. (IAar, M, TA.) It is implied in the K that the verb in this sense is ↓ قَسَطَ, of three letters [only, without teshdeed]. (TA.) You say, قسّط المَالَ بِيْنَهُمْ He distributed the property among them. (TA.) And قسّط الخَرَاجَ عَلَيْهِمْ He assigned the several portions which each one of them should pay of the [tax called] خراج: (TA:) or قسّط الخَرَاجَ, inf. n. as above, signifies he assessed, or apportioned, the خراج (Mgh, Msb) with equity and equality, (Mgh,) to be paid at certain times. (Msb.) b2: قسّط عَلَى عِيَالِهِ النَّفَقَةَ, (TA,) inf. n. as above, (K,) He was niggardly, or parsimonious, towards his household in expenditure. (K, * TA.) 4 اقسط, (S, M, Mgh, Msb,) inf. n. إِقْسَاطٌ, (Mgh, K,) He acted equitably, or justly, (S, M, Mgh, Msb, K,) in his judgment or the like; (M, TA;) as also, (Msb, K,) accord. to IKtt, (Msb,) ↓ قَسَطَ, aor. ـِ (Msb, K) and قَسُطَ, (K,) but the former of these aor. ., as well as the former verb, is the more known, (TA,) inf. n. قَسْطٌ, (Msb, TA,) or قِسْطٌ [q. v. infra]; (M, K;) or إِقْسَاطٌ is only in division: (TA:) thus the latter of these two verbs is made to have two contr. significations: (Msb, TA:) in the former of them, accord. to some, the أ has a privative effect, [so that the verb properly signifies he did away with, or put away, injustice, or the like,] as [it has in اشكاه] in the phrase شَكَى إِليَسْهِ فَأَشْكَاهُ [he complained to him and he made his complaint to cease]. (TA.) It is said in the Kur, [iv. 3,] وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِى اليَتَامَى [And if ye fear lest ye should not act equitably with respect to the orphans]: (Mgh:) or, accord. to one reading, ↓ تَقْسُطُوا, with damm to the س. (TA.) And you say also, أَقْسَطْتُ بَيْنَهُمْ [I acted equitably between them], and إِلَيْهِمْ [towards them]. (TA.) 5 تَقَسَّطُوا الشَّىْءِ بَيْنَهُمْ They divided the thing among themselves (Lth, S, * M [in which last بينهم is omitted] and O, L, K) equitably, (M, O,) or equitably and equally, (L,) or with equality. (Lth, K.) You say also, المَالَ بَيْنَهُمْ ↓ إِقْتَسَطُوا They divided the property among themselves; (TK;) إِقْتِسَاطٌ being syn. with إِقْتِسَامٌ. (K.) 8 إِقْتَسَطَ see 5.

قُسْطٌ a dial. var. of كُسْطٌ, or, accord. to Yaakoob, the ق is a substitute [for ك]; (M;) said by IF to be Arabic; (Msb;) [Costus; so in the present day;] a certain substance, (AA, Msb,) or perfume, (Mgh,) or wood, (M,) or a certain Indian wood, and also Arabian, (K,) with which one fumigates; (AA, M, Mgh, Msb;) well known; (Msb;) also called كُسْطٌ and كُشْطٌ (AA) and قُشْطٌ: (TA in art. قشط:) or a wood which is brought from India, and which is put into the substances used for fumigating, and into medicine: (Lth:) or a certain drug of the sea: (S:) [it is said in the S and TA, voce حِنْزَابٌ, that the carrot of the (جَزَرُ البَحْرِ) is called قُسْطٌ:] in a trad., القُسْطُ البَحْرِىُّ [or قُسْط of the sea] is mentioned as one of the best of remedies: and in another trad., قُسْط is coupled by the conjunction و with أَظْفَار, or, accord. to one relation thereof, is prefixed to the latter word, governing it in the gen. case: and IAth says, that it is a sort of perfume: but some say that it is aloes-wood (عُود, q. v.): [see also ظَفَارِىٌّ:] and others, a well-known drug, of sweet odour, with which women and infants are fumigated: (TA:) it is diuretic, beneficial to the liver in a high degree, and for the colic, and for worms, and the quartan fever, as a beverage; and for rheum, and defluxions, and pestilence, when the patient is fumigated therewith; and for the [leprous-like disorder called] بَهَق, and the [discolouration of the face termed] كَلَف, when applied as a liniment; (K;) and it confines the bowels, expels wind, strengthens the stomach and heart, occasions pleasurable sensation, is an ingredient in many sorts of perfume, and is the best of perfumes in odour when one fumigates therewith. (TA.) قِسْطٌ Equity; justice: (S, * M, Mgh, Msb, K: *) [an inf. n. having no proper verb, or] a subst. from أَقْسَطَ. (Mgh, Msb.) A2: Equitable; just: (S, * M, K:) an inf. n. used as an epithet, like its syn. عَدْلٌ; (M, K;) and [therefore] applied alike to a sing. n. [and to a dual] and to a pl.: (K:) you say مِيزَانٌ قِسْطٌ an equitable, or a just, balance; and مِيزَانَانِ قِسْطٌ; and, agreeably with the usage of the Kur, xxi. 48, مَوَازِينُ قِسْطٌ. (M.) A3: A portion, share, or lot; (S, M, Msb, K;) of a thing; (K;) and pertaining to a person: (TA:) pl. أَقْسَاطٌ. (Msb.) You say, وَفَّاهُ قِسْطَهُ He gave him in full his portion, share, or lot. (TA.) And أَخَذَ كُلٌّ مِنَ الشُّرَكَآءِ قِسْطَهُ Every one of the partners took his portion, or share. (TA.) b2: A portion, or piece. (So accord. to an explanation of the pl., أَقْسَاطٌ, in the TA.) b3: The means of subsistence: (K:) or the portion thereof which is the share of every created being. (TA.) يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ, said of God, in a trad., has been explained as meaning He maketh the portion of the means of subsistence which is the share of any created being little, and maketh it much. (TA.) [See, below, another meaning which is assigned to it in this instance; and see also art. خفض.] b4: A quantity, (K, TA,) of water only; or any quantity, of water and of other things. (TA.) b5: A measure with which corn is measured, (S, Mgh, K,) which holds (K) half of a صَاع; (S, Mgh, K;) six thereof making a فَرْقَ: (S:) accord. to Mbr, four hundred and eighty-one dirhems. (TA.) Sometimes it is used for performing the ablution termed وُضُوْء: and hence it is said in a trad., إِنَّ النِّسَآءَ مِنْ أَسْفَهِ السُّفَهَآءِ

إِلَّا صَاحِبَةَ القِسْطِ وَالسِّرَاجِ; (K;) the قِسْط being here the vessel in which the وضوء is performed; (TA;) the meaning app. being, [Women are of the most lightwitted of the lightwitted,] except she who serves her husband, and assists him to perform the وضوء, [so I render تُوَضِّئُهُ,] and takes care of the vessel which he uses for that purpose, and stands at his head with the lamp: (K:) or who performs his affairs with respect to his وضوء and his lamp. (Nh.) b6: A [mug of the kind called]

كُوز; (M, K;) so called by the people of the great towns: (M:) now applied to one with which olive-oil is measured. (TA.) b7: A balance, or weighing-instrument. (K.) Some say that this is its meaning in the phrase mentioned above, يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ He depresseth the balance, and raiseth it: alluding to the means of subsistence which He decrees. (TA.) قَاسِطٌ Declining, or deviating, from the right course; acting unjustly, wrongfully, injuriously, or tyrannically: pl. قَاسِطُونَ (S, M, Mgh, TA) and قُسَّاطٌ. (TA.) You say, هُوَ قَاسِطٌ غَيْرُ مُقْسِطٍ He is declining, or deviating, from the right course; &c.: not acting equitably, or justly. (TA.) And it is said in the Kur, [lxxii. 15,] أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [As for the deviators from the right course, they shall be fuel for hell]. (S, M, Mgh.) [See also عَادِلٌ.] b2: القَاسِطُونَ is also specially applied to The party of Mo'áwiyeh; (Mgh;) the people of Siffeen. (TA.) b3: [and it has the contr. meaning, i. e. Acting equitably, or justly. See, again, عَادِلٌ.]

أَقْسَطُ More [and most] equitable, just, or right: occurring in the Kur, ii. 282, and xxxiii. 5: (TA:) formed from the triliteral verb [قَسَطَ], not from the quadriliteral [أَقْسَطَ], as some assert it to be, holding it anomalous. (MF.) تَقْسِيطٌ The register in which is written a man's portion, or share, (قِسْط,) of property &c: a subst., like تَمْتِينٌ. (TA.) مُقْسِطٌ Acting equitably, or justly. (S, M.) It is said in the Kur, [v. 46, and xlix. 9, and lx. 8,] إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ [God loveth those who act equitably, or justly]. (S, M.) b2: المُقْسِطُ is one of the names of God, meaning The Equitable. (TA.)

قسط: في أَسماء اللّه تعالى الحسنى المُقْسِطُ: هو العادِلُ. يقال:

أَقْسَطَ يُقْسِطُ، فهو مُقْسِطٌ إِذا عدَل، وقَسَطَ يَقْسِطُ، فهو قاسِطٌ

إِذا جارَ، فكأَن الهمزة في أَقْسَطَ للسَّلْب كما يقال شَكا إِليه

فأَشْكاه. وفي الحديث: أَنّ اللّهَ لا يَنامُ ولا ينبغي له أَن ينامَ، يَخْفِضُ

القِسْطَ ويرفَعُه؛ القِسْطُ: المِيزانُ، سمي به من القِسْطِ العَدْلِ،

أَراد أَن اللّه يَخفِضُ ويَرْفَعُ مِيزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ

إِليه وأَرزاقَهم النازلةَ من عنده كما يرفع الوزَّانُ يده ويَخْفِضُها عند

الوَزْن، وهو تمثيل لما يُقَدِّرُه اللّه ويُنْزِلُه، وقيل: أَراد

بالقِسْط القِسْمَ من الرِّزقِ الذي هو نَصِيبُ كل مخلوق، وخَفْضُه تقليلُه،

ورفْعُه تكثيره. والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ. يقال: أَخذ كل واحد من

الشركاء قِسْطَه أَي حِصَّتَه. وكلُّ مِقدار فهو قِسْطٌ في الماء وغيره.

وتقَسَّطُوا الشيءَ بينهم: تقسَّمُوه على العَدْل والسَّواء. والقِسْط،

بالكسر: العَدْلُ، وهو من المصادر الموصوف بها كعَدْل، يقال: مِيزانٌ

قِسْط، ومِيزانانِ قسط، ومَوازِينُ قِسْطٌ. وقوله تعالى: ونضَعُ المَوازِينَ

القِسْطَ؛ أَي ذواتِ القِسْط. وقال تعالى: وزِنُوا بالقِسْطاس المستقيم؛

يقال: هو أَقْوَمُ المَوازِين، وقال بعضهم: هو الشَّاهِينُ، ويقال:

قُسْطاسٌ وقِسْطاسٌ. والإِقساطُ والقِسْطُ: العَدْلُ. ويقال: أَقْسَطَ

وقَسَطَ إِذا عدَلَ. وجاءَ في بعض الحديث: إِذا حكَمُوا عدَلوا وإِذا قسَموا

أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا

(*

قوله «وإِذا قسموا أَي عدلوا ههنا فقد جاء إلخ» هكذا في الأَصل.) ههنا،

فقد جاءَ قَسَطَ في معنى عدل، ففي العدل لغتان: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وفي

الجَوْر لغة واحدة قسَطَ، بغيرِ الأَلف، ومصدره القُسُوطُ. وفي حديث عليّ،

رضوان اللّه عليه: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ

والمارِقِينَ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ:

أَهلُ صِفَّينَ لأَنهم جارُوا في الحُكم وبَغَوْا عليه، والمارِقُون:

الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ.

وأَقْسطَ في حكمه: عدَلَ، فهو مُقْسِطٌ. وفي التنزيل العزيز: وأَقْسِطُوا

إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ. والقِسْط: الجَوْر. والقُسُوط:

الجَوْرُ والعُدُول عن الحق؛ وأَنشد:

يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ

قال: هو من قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً: جارَ. وفي التنزيل

العزيز: وأَمَّا القاسِطُون فكانوا لجهنَّم حَطَباً؛ قال الفراء: هم

الجائرون الكفَّار، قال: والمُقْسِطون العادلُون المسلمون. قال اللّه تعالى:

إِن اللّه يُحب المقسطين. والإِقْساطُ: العَدل في القسْمة والحُكم؛ يقال:

أَقْسَطْتُ بينهم وأَقسطت إِليهم.

وقَسَّطَ الشيءَ: فرَّقَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لو كان خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ،

وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطهْ،

والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُهْ

يأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ

ويقال: قَسَّطَ على عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها؛ وقال

الطرمَّاح:

كَفَّاه كَفٌّ لا يُرَى سَيْبُها

مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها

والقِسْطُ: الكُوزُ عنه أَهل الأَمصار. والقِسْطُ: مِكْيالٌ، وهو نِصْف

صاعٍ، والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ. المبرد: القِسْطُ أَربعمائة وأَحد

وثمانون دِرهماً. وفي الحديث: إِنَّ النِّساءَ من أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلاّ

صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج؛ القِسْطُ: نصف الصاع وأَصله من القِسْطِ

النَّصِيبِ، وأَراد به ههنا الإِناء الذي تُوَضِّئُه فيه كأَنه أَراد إِلاَّ

التي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه في وُضُوئه وسِراجه. وفي حديث علي،

رضوان اللّه عليه: أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن؛

القِسْطانِ: نَصِيبانِ من زيت كان يرزُقُهما الناسَ.

أَبو عمرو: القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ.

والقَسَطُ: طُول الرِّجل وسَعَتُها. والقَسَطُ: يُبْسٌ يكون في الرِّجل

والرأْس والرُّكْبةِ، وقيل: هو في الإِبل أَن يكون البعير يابس الرِّجلين

خِلْقة، وقيل: هو الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء، وقيل: الأَقْسَطُ من

الإِبل الذي في عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً، قال: وهو في الخيل قِصَرُ

الفخذ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين، وفي الصحاح: وانْتصابٌ في رِجلي

الدابة؛ قال ابن سيده: وذلك ضَعْف وهو من العُيوب التي تكون خلقة لأَنه

يستحب فيهما الانْحناءُ والتوْتِيرُ، قَسِطَ قَسَطاً وهو أَقْسَطُ بَيِّنُ

القَسَطِ. التهذيب: والرِّجل القَسْطاءُ في ساقها اعْوِجاجٌ حتى تَتَنَحَّى

القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ، قال: والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قال

امرؤُ القَيْس يَصفُ الخيل:

إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى،

أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ

(* قوله «إذ هن أقساط إلخ» أورده شارح القاموس في المستدركات وفسره

بقوله أي قطع.)

أَبو عبيد عن العَدَبَّس: إِذا كان البعير يابسَ الرجلين فهو أَقْسَطُ،

ويكون القَسَطُ يُبْساً في العنُق؛ قال رؤْبة:

وضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ

يقال: عُنُقٌ قَسْطاء وأَعْناقٌ قِساطٌ. أَبو عمرو: قَسِطَتْ عِظامُه

قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزال؛ وأَنشد:

أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه،

وهُوَ يَبْكي أَسَفاً ويَنْتَحبْ

ابن الأَعرابي والأَصمعي: في رِجله قَسَطٌ، وهو أَن تكون الرِّجل

مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ.

والقُسْطانِيَّةُ والقُسْطانيُّ: خُيوطٌ كخُيوطِ قَوْسِ المُزْنِ تخيط

بالقمر

(* قوله «تخيط بالقمر» كذا بالأَصل وشرح القاموس.) وهي من علامة

المطر.

والقُسْطانةُ: قَوْسُ قُزحَ

(* قوله «والقسطانة قوس إلخ» كذا في الأَصل

بهاء التأنيث.)؛ قال أَبو سعيد: يقال لقوس اللّه القُسْطانيُّ؛ وأَنشد:

وأُديرَتْ خفَفٌ تَحْتَها،

مِثْلُ قُسْطانيِّ دَجْن الغَمام

قال أَبو عمرو: القُسْطانيُّ قَوْسُ قُزَحَ ونُهِي عن تسمية قَوْسِ

قزحَ. والقُسْطَناس: الصَّلاءَةُ.

والقُسْطُ، بالضم: عود يُتَبخَّر به لغة في الكُسْطِ عُقَّارٌ من

عَقاقِير البحر، وقال يعقوب: القاف بدل، وقال الليث: القُسط عُود يُجاءُ به من

الهِند يجعل في البَخُور والدَّواء، قال أَبو عمرو: يقال لهذا البَخُور

قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْط؛ وأَنشد ابن بري لبشر ابن أَبي خازِم:

وقَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ وقُسْطٍ،

ومن مِسْكٍ أَحَمَّ ومن سَلام

وفي حديث أُمّ عطِيَّة: لا تَمَسُّ طِيباً إِلاَّ نُبْذةً من قُسْطٍ

وأَظْفارٍ، وفي رواية: قُسْط أَظْفار؛ القُسْطُ: هو ضَرْب من الطِّيب، وقيل:

هو العُودُ؛ غيره: والقُسْطُ عُقَّار معروف طيِّب الرِّيح تَتَبخَّر به

النفساء والأَطْفالُ؛ قال ابن الأَثير: وهو أَشبه بالحديث لأَنه أَضافه

إِلى الأَظفار؛ وقول الراجز:

تُبْدِي نَقِيّاً زانَها خِمارُها،

وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها

يقال: هي الساق نُقِلت من كتاب

(* قوله: نقلت من كتاب، هكذا في

الأَصل.).وقُسَيْطٌ: اسم. وقاسطٌ: أَبو حَيّ، وهو قاسِطُ ابن هِنْبِ بن أَفْصَى

بن دُعْمِيّ بن جَدِيلةَ بن أَسَدِ ابن رَبيعةَ.

قسط
القسطُ - بالكسر -: العدلُ، قال الله تعالى:) قلْ أمَر يأمرُ بالعدلِ والإحسان (، يقال: قسطِ يقسطَ - بالضم -: لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي:) وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا (بضم السين.
وقوله تعالى) ذلُكم أقسطُ عند الله (أي أقومُ واعدلُ.
وقوله تعالى) ونَضعُ الموازينَ القسطَ (أي ذوات القسط: أي العدلَ.
والقسطُ - أيضا - مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ.
وقولُ النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شئٍ أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها.
لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك.
القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره. والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ.
السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ: صفاتُ الله: - جل ثناؤه - التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه. وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلاماً لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب. ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علماً جلياً غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ.
وقولُ امرئ القيس:
نطعنهمُ سُلكىُ ومخلوجةً ... كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ
إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى ... أو كقطاً كاظمةَ الناهلِ
ويروى: " كر كلامين "، ويروى: " فهن أرسال ". أقساطُ: أي قطع. وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل.
وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
والقسطُ - بالتحريك -: يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة:
حتى رضوا بالذل والايهاطِ ... وضربِ أعناقهم القساط
ويروى: " القساط " جمع قاسطٍ وهو الجائرُ.
والقسطُ - أيضا -: انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير.
يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ.
والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه.
وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطاً: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد:
أعطاه عودا قاسطاً ... عظامهُ وهو ينحي أسفاً وينتخب
والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى:) وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا (، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى:) وهُمْ بربهمَ يعدلون (، وقال القطامي:
أليسوا بالأُلى قسطوا ... قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا
والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري.
وأما قولُ غادية الدبيرية:
أبدتْ نفياً زانهُ خمارها ... وقسطةً ما شانها غفارها
فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: " وقضصةً ".
وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ. وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح:
وأديرتْ خففّ دونها ... مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ
وقسطانة: حصن بالأندلس.
وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة.
وقسطونُ: حصن من أعمال حلب.
وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية. وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية -: دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة - رضى الله عنه - عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنــون أبداً. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته. وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل.
وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد:
أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج ... تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ
وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى:) وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين (.
والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر:
كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها ... مُقَسَّطاً رَهْبةَ إعْدَامِها
أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير.
والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية.
والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء.
قسط
القِسْطُ، بالكَسْرِ: العَدْلُ، قَالَ الله تعَالَى: قُلْ أَمَرَ رَبِّي بالقِسْطِ وَهُوَ كقَوْلهِ تَعالى: إِن الله يَأْمُرُ بالعَدْلِ والإِحْسَانِ وَهُوَ من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بهَا كالعَدْلِ، يُقالِ: مِيزانٌ قِسْطٌ ومِيزانانِ قِسْطٌ، ومَوازِينُ قِسْطٌ، يَسْتَوِي فيهِ الواحدُ والجَمِيعُ. وقولُه تَعَالى: ونَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ أَي ذواتِ القِسْطِ، أَي العَدْلِ، يَقْسِطُ بالكَسْرِ قِسْطاً، وَهُوَ الأَكْثَرُ ويَقْسُطُ، بالضَّمِّ لُغَةٌ، والضَّمُّ قَلِيلٌ. وقرأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، وإِبراهيمُ النَّخْعِيُّ: وَإِن خِفْتُم أَنْ لَا تقْسُطوا بضمِّ السِّينِ. وقولُه تعَالى: ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ أَي أَقْوَمُ وأَعْدَلُ، كالإِقسَاطِ. يُقال: قَسَطَ فِي حُكْمِهِ، وأَقْسَطَ، أَي عَدَلَ، فَهُوَ مُقْسِطٌ. وَفِي أَسْمَائِه تَعَالَى الحُسْنَى: المُقْسِطُ: هُوَ العادِلُ. ويُقَال: الإِقْسَاطُ: العَدْلُ فِي القِسْمَة فَقَط، أَقْسَطْتُ بَينهم، وأَقْسَطْتُ إِليهم، فَفِي الحَدِيث: إِذا حَكَمُوا عَدَلُوا، وإِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا أَي: عَدَلُوا. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: القِسْطُ، بالكَسْرِ: العَدْلُ، تَقُولُ مِنْهُ: أَقْسَطَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُقْسِطٌ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالى: إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ. قَالَ شيخُنَا نَقْلاً عَن أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الحُفَّاظِ: وَمن الثُّلاثِيِّ بَنَوْا نَحْو هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله، لَا من الرُّبَاعِيِّ، كَمَا تَوَهَّمَه بعضُهم، وقالُوا: هُوَ شاذٌّ لَا يَأْتِي إِلاَّ على مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ. وأَقْسَطَ الَّذِي مَثَّلَ بِهِ هُوَ المَعْرُوفُ المَشْهُور، ولذلِكَ حَسُنَ التَّشْبِيهُ بمَصْدَرِه فِي قَوْلِه كالإِقْسَاطِ، انْتهى. قلتُ: وَهُوَ حَسَنٌ، ويُؤَيِّدُه صَرِيحُ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيِّ. وبَقِيَ أَنَّهُم قالُوا: إِنَّ الهَمْزَةَ فِي الإِقْسَاطِ للسَّلِب، كَمَا يُقَال: شَكَا إِلَيْهِ فأَشْكاهُ. والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ، كَمَا فِي الصّحاحِ، يُقال: وَفّاهُ قِسْطَه، أَي نَصِيبُه وحِصَّتَه. وكُلُّ مِقْدَارٍ فَهُوَ قِسْطٌ، فِي الماءِ وغيرِه.
والقِسْطُ: مِكْيَالٌ يَسَعُ نِصْفَ صاعٍ، وَفِي الصّحاحِ والعُبَابِ: وَهُوَ نِصْفُ صاعٍ، والفَرَقُ: سِتَّةُ أَقْسَاطٍ، وَقَالَ المُبَرِّدُ: القِسْطُ: أَرْبَعُمَائَةٍ وأَحَدٌ وثَمَانُونَ دِرْهَماً، وَقد يُتَوَضَّأُ فِيه، ومنهُ الحَدِيثُ: إِنَّ النِّسَاءَ من أَسْفَهِ السُّفَهَاءِ إلاّ صاحِبَةَ القِسْطِ والسِّرَاجِ القِسْطُ: هُنَا: الإِنَاءُ الَّذِي يُتَوضَّأُ فِيهِ، كأَنَّهُ أَرادَ إِلاّ الَّتِي تُخْدُمُ بَعْلَهَا وتَوَضِّئُهُ وتَزْدَهِرُ بمِيضَأَتِه وتَقُومُ على رَأْسِهِ بالسِّرَاجِ. وَفِي النِّهَايَةِ: تقومُ بأُمُورِهِ فِي وُضُوئِهِ وسِرَاجِه. والقِسْطُ: الحِصَّةُ من الشَّيْءِ، يُقَال: أَخَذَ كُلٌّ من الشُّرَكَاءِ قِسْطَه، أَي حِصَّتَه. والقِسْطُ: المِقْدَارُ فِي الماءِ أَو غَيْرِه. والقِسْطُ: القِسْمُ من الرِّزْق الَّذِي هُوَ نَصِيبُ كُلِّ مَخْلُوقٍ، وَبِه فُسِّرَ الحديثُ: إِنَّ الله لاَ يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ)
ويَرْفَعُه، حِجَابُه النُّورُ، لَو كُشِفَ طَبَقُهُ أَحْرَقَ سُبَحَاتُ وَجْهِه كُلَّ شَيْءِ أَدْرَكَهُ بَصَرُه وخَفْضُهُ: تَقْلِيلُه، ورَفْعُه: تَكْثِيرُه، وقِيلَ: القِسْطُ، فِي الحَدِيثِ: المِيزَانُ، أَرادَ أَنَّ الله تَعَالَى يَخْفِضُ ويَرْفَعُ مِيزَانَ أَعْمَالِ العِبَادِ المُرْتَفِعةَ إِليه، وأَرْزَاقهم النّازِلَة من عِنْده، مَا يَرْفَعُ الوَزّانُ يَدَه ويَخْفِضُها عِنْد الوَزْنِ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لما يُقدِّرُه اللهُ تَعالَى ويُنْزِلُه. والقِسْطُ: الكُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الأَمْصارِ. قلتُ: ويُسْتَعْمَلُ الآنَ فِيمَا يُكالُ بِهِ الزَّيْتُ. والقُسْطُ: بالضَّمّ: عُودٌ هِنْدِيٌّ يُتَبَخَّرُ بِهِ، لغةٌ فِي الكُسْط، وَقَالَ اللَّيْثُ: عُودٌ يُجاءُ بهِ منَ الهِنْدِ، يُجْعَلُ فِي البَخُورِ والدَّوَاءِ وأَيْضاً عَرَبِيٌّ، قِيل عَقّارٌ عَقَاقِيرِ البَحْرِ، كَمَا فِي الصّحاح، وقالَ يَعْقُوبُ: القافُ بَدَلٌ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يَقَالُ لهَذَا البَخُورِ: قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْطٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لبِشْرِ بنِ أَبي خازمٍ:
(وقَدْ أُوقِرْنَ من رَنْدٍ وقُسْطٍ ... ومِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ ومِنْ سِلاَحِ)
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ: لَا تَمَسّ طِيباً إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ ضَرْبٌ من الطِّيبِ، وقِيلَ: هُوَ العُودُ، وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ تَتَبَخَّر بِهِ النُّفَسَاءُ والأَطْفَالُ. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ أَشْبَه بالحَدِيثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلى الأَظْفَارِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُم بِهِ الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ. وَقَالَ البَدْرُ مُظَفَّرُ ابْن قاضِي بَعْلَبَكَّ فِي كِتَابِه سُرور النَّفْس: العُودُ: خَشبٌ يَأْتِي من قِمَارَ وَمن الهِنْد، وَمن مَواضِعَ أَخَر، وأَجْوَدُه القِمَارِيُّ الرَّزِينُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ، الذّائبُ إِذا أُلْقِيَ على النّارِ، الرّاسِبُ فِي الماءِ، ومِزَاجُه حارٌّ يابِسٌ فِي الثّانِيَةِ. انْتَهَى. وَهُوَ مُدِرٌّ نافِعٌ للكَبِدِ جَدّاً، والمَغَص، والدُّودِ، وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً، وللزُّكامِ والنَّزَلاتِ والوَباءِ بُخُوراً، وللبَهَقِ والكَلَفِ طِلاءٍ ويَحْبِسُ البَطْنَ ويَطْرُدُ الرِّيَاحَ، ويُقَوِّي المَعِدَةَ والقَلْبَ، ويُوجِبُ اللَّذَّة. ويَدْخُل فِي أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ، وَهُوَ أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عِنْد التَّبَخُّر. والقَسَطُ، بالتَّحْرِيكِ: يُبْسٌ فِي العُنُقِ، يُقَال: عُنُقٌ قَسْطاءُ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(حَتَىّ رَضُوا بالذُّلِّ والإيهاطِ ... وضَرْبِ أَعْناقِهم القِساطِ) وَفِي الصّحاحِ: القَسَطُ: انْتِصَابٌ فِي رِجْلَيِ الدَّابَّةِ، وذلِك عَيْبٌ، لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِيهما الانْحِنَاءُ والتَّوْتِيرُ، يُقَال: فَرَسٌ أَقْسَطُ بيِّنُ القَسَط. وجَعَلَ ابنُ سِيدَه الانْتِصَابِ المَذْكُورَ ضَعْفاً، قَالَ: وهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً. وَقَالَ غيرُه: القَسَطُ فِي البَعِيرِ: أَنْ يَكُونَ يَابِسَ الرِّجْلَيْنِ خِلْقةً، وَهُوَ الأَقْسَط، والنّاقَةُ قَسْطَاءُ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ عَن العَدَبَّسِ. وقِيل: الأَقْسَطُ من الإِبِلِ: الَّذِي فِي) عَصَبِ قَوَائِمِه يُبْسٌ خِلْقةً، وَفِي الخَيْلِ: قِصَرُ الفَخِذِ والوَظِيفِ، انْتِصَابُ السّاقَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: قَسِطَتْ عِظَامُه، كسَمِعَ قُسُوطاً، إِذا يَبِسَتْ من الهُزَالِ وأَنشد:
(أَعْطَاهُ عُوْداً قاسِطاً عِظَامُه ... وهَوَ يَبْكِي أَسَفاً ويَنْتَحِبْ)
فَهُوَ أَقْسَطُ، ورِجْلٌ قَسْطاءُ: مُعَوَّجَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الرِّجْلُ القَسْطَاءُ: فِي سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السّاقَان، قَالَ: والقَسَطُ: خِلافُ الحَنَفِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ: فِي رِجْلِه قَسَطٌ، وَهُوَ أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ، كأَنَّها مَالَجٌ. وَقيل: القَسَطُ: يُبْسٌ يَكُونُ فِي الرِّجْلِ والرَّأْسِ والرُّكْبَةِ. يُقال: رُكْبَةٌ قَسْطاءُ، إِذا يَبِسَتْ وغَلُظَتْ حتَّى لَا تَكاد تَنْقبِضُ من يُبْسِها، ج: قُسْطٌ، بالضَّمِّ. وقاسِطُ بنُ هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بنِ جَدِيَلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ: أَبُو حَيٍّ من العَرَبِ. وقَسَطَ يَقْسِطُ من حَدِّ ضَرَبَ، قَسْطاً، بالفَتْحِ، وقُسُوطاً، بالضَّمِّ: جارَ وعَدَلَ عَن الحَقِّ وَهُوَ عَطْفُ تَفْسِيرٍ، لأَنَّ العَدْلَ عَن الحَقِّ هُوَ الجَوْرُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ هكذَا، واقْتَصَرَ على ذِكْرِ المَصْدَرِ الأَخِيرِ، فَفِي العَدْلِ لُغَتَانِ: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وَفِي الجَوْر لغةٌ واحِدَةٌ قَسَطَ بغيرِ أَلِف، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وأَمَّا القاسِطُونَ فكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً قَالَ الفَرّاءُ: هم الجَائِرُون الكُفّارُ. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أُمِرْتُ بقِتَال النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقِينَ النَّاكِثُون: أَهْلُ الجَمَلِ، لأَنَّهم نَكَثُوا بَيْعَتَهم، والقاسِطُون أَهْلُ صِفِّين، لأَنَّهُم جارُوا فِي الحُكْمِ وبَغَوْا عَلَيْهِ، والمارِقُون: الخَوَارِجُ، لأَنَّهُمْ مَرَقُوا من الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّة، وَقَالَ الرّاجزُ: يَشْفِي من الضِّغْن قُسُوطُ القَاسِطِ ويُقَال: هُوَ قاسِطٌ غيرُ مُقْسِطٍ، أَي جائِرٌ غَيْرُ عَدْلٍ. وتَقُول: اللهُ يَقْبِضُ ويَبْسطُ، ويُقْسِطُ وَلَا يَقْسُط، وَمِنْه قَوْلُ عَزَّةَ للحَجَّاجِ: يَا قَاسِطُ يَا عادِلُ، نَظَرَت إِلى قَوْلِه تَعَالَى السّابِق، وإِلى قَوْلِه تعالَى: وهُمْ برَبِّهِم يَعْدِلُون وَقَالَ القُطَامِيُّ:
(أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً ... على النُّعْمَانِ وابْتَدَرُوا السِّطاعَا)
وقَسَّطَ الشَّيْءَ: فَرَّقَهُ، ظاهِرُه أَنَّه ثُلاثِيٌّ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ فِي النّوادِرِ: قَسَّطَ الشَّيْءَ تَقْسِيطاً: فَرَّقَه، وأَنْشَدَ:
(لَو كَانَ خَزُّ وَاسِطٍ وسَقَطُهْ ... وعَالِجٌ نَصِيُّبه وسَبَطُهْ)

(والشّامُ طُرًّازَيْتُه وحِنْطُهْ ... يَأْوِي إِلَيْهَا أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ)
وإِسْمَاعِيلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنَ قُسْطَنْطِينَ، المَعرُوفُ بالقُسْطِ: مُقْرِئٌ مَكِّيٌّ، مَوْلَى بني مَيْسَرَةَ، قرأَ)
على عَبْدِ اللهِ بن كَثِيرٍ المَكِّيِّ. والقُسْطَانُ، والقُسْطَانِيُّ، والقُسْطَانِيَّةُ، بضَمِّهِنَّ، الأُولَى عَن أَبي عَمْرٍ و، والثّانِيَةُ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَوْسُ اللهِ، ويُقَالُ أَيْضاً: قَوْسُ المُزْنِ، وَهِي خُيُوطٌ تُحِيطُ بالقَمَرِ، وَهِي من عَلامَةِ المَطَرِ وأَنْشَدَ أَبو سعيد للطِّرِمّاح: (وأُدِيرَتْ خُفَفُ دُونَها ... مِثْلُ قُسْطَانِيِّ دَجْنِ الغَمامِ)
والعامَّةُ تَقُول: قَوْسُ قُزَحَ قالَ أَبُو عَمْرٍ و: وَقد نُهِيَ أَنْ يُقَالَ ذلِكَ، وَقد غَفَلَ المُصَنِّفُ عَن هَذَا فذَكَرهُ فِي مَوَاضِعَ من كِتَابِه فِي قَزَح وخَضَل، وقَسْطَل فليُتَنَبَّهْ لذلِكَ.
وقُسْطانةُ، بالضَّم: ة، بَيْنَ الرَّيِّ وسَاوَةَ، وَهِي عَلَى طَرِيقِ سَاوَةَ، بينَها وَبَين الرِّيِّ مَرْحَلَةٌ.
وقُسْطَانَةُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ وَفِي التَّكْمِلَة: قُسُطَانَةُ بضَمَّتيْنِ، وبعدَ السِّينِ نونٌ ساكِنَة.
وقُسْطُونُ، بالضَّمِّ: حِصْنٌ كَانَ من عَمَلِ حَلَبَ، خَرِبَ.
وقُسَنْطِينِيَّةُ، بضِّم القافِ وفتحِ السِّينِ، والطّاءُ مكسورَةٌ، والياءُ مُشَدَّدَة وَقد تُقْلَب النُّونُ مِيماً: حِصْنٌ عَظِيمٌ بحُدُودِ إِفْرِيقِيَّةَ وَقد نُسِب إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثينَ.
وقُسْطَنْطِينَةُ، أَو قُسْطَنْطِينِيَّةُ بزيادَةِ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ، وَقد تُضَمُّ الطّاءُ الأُولى مِنْهُمَا، وأَمّا القافُ فإِنَّها مضمومةٌ، كَمَا فِي شُرُوحِ الشِّفاءِ، وإِنْ كانَ الإِطْلاقُ يُوهِمُ الفَتْح، فَهِيَ خمسُ لُغاتٍ، ويُرْوَى أَيضاً تَخْفِيفُ الياءِ كَمَا فِي شُرُوحِ الشِّفاءِ، فَهِيَ سِتُّ لُغاتٍ، وَقَالَ ابنُ الجَوْزيِّ فِي تَقْوِيمٍ البُلْدانِ: لَا يَجُوزُ تَخْفِيفُ أَنْطَاكِيّة، وَهِي مُشَدَّدَةٌ أَبداً، كَمَا لَا يَجُوزُ تَشْدِيدُ القُسْطَنْطِينِيَة، وعدَّ ذلِكَ من أَغْلاط العَوامِّ، فتأَمَّلْ: دارُ مَلِكِ الرُّومِ وَهِي الآنَ دارُ مَلِكِ المُسْلِمِينَ، وفاتِحُها السُّلْطَانُ المُجَاهِدُ الغازِي أَبُو الفُتُوحَاتِ مُحَمَّدُ بنُ السُّلْطَانِ مُرَادِ ابنِ السَّلْطَانِ مُحَمَّدِ بنِ السُّلْطَانِ بايَزِيد ابنِ السُّلْطَانِ مُرَادٍ الأَوَّلِ بنِ أُورخانَ بنِ عُثمانَ، تغَمَّدَهُ اللهُ تَعالَى برَحْمَتِه، فهُو الَّذِي جَعَلَها كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِه بعد اقْتِلاعِه لَهَا من يَدِ الإِفْرَنْجِ، وَكَانَ اسْتِقْرَارُهُ فِي المَمْلَكَةِ بعد أَبِيهِ فِي سنة. كَانَ مَلِكاً عَظِيماً اقْتَفَى أَثَرَ أَبِيهِ فِي المُثَابَرَةِ على دَفْعِ الفِرِنْجِ حَتَّى فاقَ مُلوكَ زمانِه، مَعَ وَصْفِه بمُزَاحَمَةِ العُلَمَاءِ، ورَغْبَتِه فِي لِقَائِهِم، وتَعْظِيمِ من يَرِدُ عليهِ مِنْهُم، وَله مآثِرُ كثيرةٌ مِنْ مَدَارِسَ وزَوايا وجَوامِعَ، تُوُفّي أَوائلَ سنة فِي تَوَجُّهِه مِنْهَا إِلى بُرْصَا، ودُفِن بالبَرِّيَّةِ هُناكَ، ثمَّ حُوِّلَ إِلى اسْطَنْبُولَ فِي ضَرِيحٍ بالقُرْبِ من أَجَلِّ جَوَامِعِه بهَا، واسْتَقَرَّ فِي المَمْلَكَةِ بَعْدَهُ وَلَدُه الأَكْبَرُ السُّلطانُ أَبو يزِيدَ، المَعْرُوف بيلدرم، ومَعْنَاه: البَرْق، ويُكْنَى بهِ عَن الصَّاعِقَةِ، كَمَا ذَكَرَه السَّخَاوِيُّ فِي الضَّوْءِ. قلتُ: وَهُوَ جَدُّ سُلطانِ زَمانِنا الإِمَامِ المُجَاهِدِ الغازِي، سُلْطانِ البَرَّيْنِ)
والبَحْرَيْنِ، خادِمِ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَينِ. وفَتْحُها من أشْراطِ قِيامِ السّاعَةِ وَهُوَ مَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه قَالَ: لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بالأَعْمَاقِ أَو بِدَابِقٍ، فيَخْرِجُ إِلَيْهِم جيشٌ من المَدِينَةِ من خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فإِذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّوم: خَلُّوا بَيْنَنَا وبينَ الَّذِين سَبَوْا مِنّا نُقَاتِلْهُم، فيَقُولُ المُسْلِمُون: لَا واللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وبَيْنَ إِخْوَانِنا، فيُقَاتِلُونَهم، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ هم أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عندَ اللهِ، ويَفْتَحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُــون أَبداً، فيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّة، فَبَيْنَمَا هُم يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِم قد عَلَّقُوا سُيُوفَهُم بالزَّيْتُونِ إِذ صاحَ فيهم الشَّيْطَانُ: إِنَّ المسِيح قَد خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُم، فيَخْرُجُونَ، وذلِك باطِلٌ، فإِذا جاءُوا الشّامَ خرجَ فبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ للقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فيَنْزِلُ عِيَسى ابنُ مَرْيَم فَأَمَّهُم فإِذا رَآهُ عَدُوُّ الله ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ، فَلَو تَرَكَه لانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، ولكِن يَقْتُلُه نَبِيُّ الله بيَدِه فيُرِيهِم دَمَه فِي حَرْبَته.
وَقد جاءَ ذِكْرُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ أَيْضاً فِي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وذلِكَ أَنَّه لَمّا بَلَغَه خبرُ صاحِبِ الرُّوم أَنَّه يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ بلادَ الشّامِ أَيَّامَ فِتْنَةِ صِفِّين كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْلِفُ بِاللَّه لئِنْ تَمَّمْتَ على مَا بَلَغَنِي من عَزْمِك لأَصالِحَنَّ صاحِبي، ولأَكُونَنَّ مُقدِّمَتَه إِليك، فلأَجْعَلَنّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءِ حُمَمَةً سَوْداءَ، ولأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ انْتِزاعَ الإِصْطَفْلِينَةِ، ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرارِسَة تَرْعَى الدَّوَابِلَ، وتُسَمَّى بالرُّومِيَّة بُوزَنْطِيَا، بالضَّمِّ، وتُعْرَفُ الْآن باسْطَنْبُول، وإِسْلامُ بُول، وَفِي معجَمِ ياقُوت: اصْطنْبُول بالصَّاد، وارْتِفاع سُورِه أَحدٌ وعِشْرُونَ ذِراعاً، وكَنِيسَتُها المَعْرُوفَةُ بأَيا صُوفيا مُسْتَطِيلَةٌ وبجانِبِها عُمُودٌ عالٍ فِي دَوْرِ أَرْبَعَةٍ أَبْواعٍ تَقْرِيباً. وَفِي رأْسِهِ فَرَسٌ من نُحَاسٍ، وَعَلَيه فَارس، وَفِي إِحْدَى يَدَيْه كُرَةٌ من ذَهَبٍ، وَقد فَتَح أَصابعَ يَدِه الأُخْرَى مُشِيراً بِها، ويُقال: هُوَ صورَةُ قُسْطَنْطِينَ بانِيها. قلتُ: وَقد جُعِلت هذِه الكنِيسَةُ جامِعاً عَظِيماً، وأُزِيلَ مَا كَانَ فِيهِ من الصُّورِ حينَ فَتْحِها، وَفِيه من الزُّخْرُف والنُّقُوشِ البَدِيعَةِ والفُرُش المَنِيعَة الْآن مَا يَكِلُّ عَنهُ الوَصْفُ، يُتْلَى فِيهِ القُرآنُ آناءَ اللَّيْلِ وأَطْرَافَ النَّهارِ، جَعَلَه الله عامِراً بأَهْلِ العِلْمِ ببقاءِ دَوْلَةِ المُلُوكِ الأَبْرَارِ، والسّلاطِينِ الأَخْيار، وأَقام بهم نُصْرَةَ دِينِ النَّبِيِّ المُخْتارِ، صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: القسْطانُ والكُسْطانُ: الغُبَارُ وأَنْشدَ:
(أَثابَ راعِيها فثارَتْ بِهَرَجْ ... تُثِيرُ قُسْطان غُبَارٍ ذِي رَهَجْ)

والتَّقْسِيطُ: التَّقْتِيرُ، يُقال: قَسَّطَ على عِيَالِه النَّفَقَةَ، إِذا قَتَّرَها عَلَيْهِم، قَالَ الطِّرِمّاح:
(كفّاهُ كَفٌّ لَا يُرَى سَيْبُهَا ... مُقَسَّطاً رَهْبَةَ إِعْدَامِهَا)
والاقْتِسَاطُ: الاقْتِسَامْ.
وقالَ اللَّيْثُ: يُقَال: تَقَسَّطُوا الشَّيْءَ بَيْنَهُم، أَي اقْتَسَمُوه بالسَّوِيَّةِ وَفِي العُبَاب: على القِسْطِ والعَدْلِ.
وَفِي اللِّسان: تَقَسَّمُوه، على العَدْل والسَّواءِ.
ورَجُلٌ قَسِيط، كأَمِيرٍ، وقُسُطُ الرِّجْلِ، بضَمَّتَيْنِ، أَي مُسْتَقِيمُها بِلَا أَطَرٍ.
قَالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدلُّ على مَعْنَيَيْن مُتَضَادَّيْنِ، وَقد شَذَّ عَنهُ القُسْطُ للدَّواءِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: التَّقْسِيطُ: التَّفْرِيقُ، يُقَال: قَسَّطَ الخَرَاجَ عَلَيْهِم، وقَسَّطَ المالَ بينَهُم.
والقُسْطَةُ، بالضَّمِّ فِي قَوْلِ الرّاجِزِ:
(تُبْدِي نَقِيّاً زانَهَا خِمَارُهَا ... وقُسْطَةً مَا شَانَها غُفَرُهَا)
يُقال: هِيَ السَّاقُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: نَقَلْتُه من كِتَابٍ.
قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ غَادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّةِ ورَوَاه أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ: وقُصَّةً. .
وقُسَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ، وكذلِك قسطَةُ. والقُسّاطُ، كرُمّانٍ: جمع قاسِط، وَهُوَ الجائرُ، وهكذَا رَوَى بعضهُم رَجَزَ رُؤْبَةَ: وضَرْبِ أَعْنَاقِهِم القُسّاطِ قولُ امْرئِ القَيْسِ:
(إذْ هُنَّ أَقْسَاطٌ كرِجْلِ الدَّبَى ... أَو كقَطَا كاظِمَةَ النّاهِلِ)
أَي قِطَع. وأَقْسَطَتِ الرِّيحُ العِيدَانَ: أَيْبَسَتْها، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
قَالَ شيخُنَا: بَقِيَ عَلَيْهِ أَنَّهُم صَرَّحُوا بأَنَّ قَسَطَ مِنَ الأَضْدادِ، كَمَا فِي أَفْعَالِ ابنِ القَطّاع، والمِصْباحِ وغَيْرِ دِيوَان، وأَهْمَلَ التَّنْبِيهَ على ذلِكَ غَفْلَةً وتَفْرِيقاً للمَعَانِي. قلتُ: أَما قَوْلَهُ من الأَضْدادِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وأَمّا ابْنُ القَطّاع فَم رَأَيْتُه فِي أَفْعَالِه ولَعَلَّهُ ذَكَرَه فِي كِتَابِ آخر.
والتَّقْسِيطُ: مَا كُتِبَ فيهِ قِسْطُ الإِنْسَانِ من المالِ وغَيْرِه، اسمٌ كالتَّمْتِينِ.
وأَحْمَدُ بنُ الوَلِيدِ بنِ هِشَامٍ القِسْطِيّ، بالكَسْرِ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّة. والقُسَيْطَةُ، كجُهَيْنَة: قريةٌ بمِصْرَ.
وقَسْطَنْطانَةُ، بِالْفَتْح: بلدَةٌ بالأَنْدَلُسِ من أَعْمَالِ دانِيَةَ، مِنْهَا جَعْفَرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سيدبُونةَ المُقْرِئُ، ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ فِي طَبَقَات القُرّاءِ.)
(قسط) الشَّيْء جعله أَجزَاء وَالدّين جعله أَجزَاء مَعْلُومَة تُؤَدّى فِي أَوْقَات مُعينَة وَالنَّفقَة على عِيَاله قترها
قسط: {القاسطون}: الجائرون، و {المقسطون}: العادلون يقال: أقسط: عدل، وقسط: جار، وقد يقال: قسط بمعنى عدل، فيكون مشتركا بين العدل والجور.
ق س ط

هو قاسط غير مقسط: جائر غير عادل. وقد قسط عليّ قسطاً وقسوطاً. وتقول: الله يقبض ويبسط، ويقسط ولا يقسط، وأمر الله بالقسط، ونهى عن القسط. وقسّط الخراج عليهم. وقسّط بينهم المال: قسمه على القسط والسوية. وتقسّطوه فيما بينهم. ووفّاه قسطه: نصيبه " وزنوا بالقسطاس المستقيم " وتقول: فلان يقيس الأمر بمقياسه، ويزنه بقسطاسه. وبرجله قسط: اعوجاج، وساق قسطاء. وأقسطت الريح العيدان: أيبستها.
قسط
القُسْطُ: عُودٌ هِنْديٌّ. والرِّجْلُ القَسْطاءُ: في ساقِها اعْوِجاجٌ.
والقَسَطُ: ضِدًّ الفَحَج. والقُسُوطُ: المَيْلُ عن الحَقِّ.
والإقْسَاطُ: العَدْلُ في القِسْمَة والحُكْم.
والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ. واقْتَسَطُوا الشَّيْءَ بَيْنَهم: اقْتَسموه على القِسْطِ والعَدْل.
وقيل: القِسْطُ نِصفُ صاعٍ، وجَمْعُه أقْسَاطٌ.
والقُسْطاسُ: هو أقْوَمُ المِيزانِ. وقيل: هو الشاهِيْنُ.
والقاسِطُ: اليابسُ القاسي، وكذلك المُقْسَطُ. وأقْسَطَتِ الرًّيْحُ العِيدانَ: أيْبَسَتْها.

يَخْلِب

يَخْلِب
الجذر: خ ل ب

مثال: جمالٌ يَخْلِب القلوب
الرأي: مرفوضة
السبب: لاقتصار بعض المعاجم على ضبط عين هذا الفعل بالضمّ.
المعنى: يخدَع ويفتِن ويسلُُب

الصواب والرتبة: -جمالٌ يَخْلُب القلوب [فصيحة]-جمالٌ يَخْلِب القلوب [فصيحة]
التعليق: السماع والقياس يؤيدان الاستعمال المرفوض؛ فالسماع لورود اللفظ في المعاجم، فقد جاء الفعل في المعاجم من بابي «نَصَر»، و «ضَرَب»، فيجوز في مضارعه الضم والكسر، أما القياس فلِما ذهب إليه بعض كبار اللغويين كأبي زيد وابن خالويه من قياسية الانتقال من فتح عين الفعل في الماضي إلى ضمها أو كسرها في المضارع.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.