للشيخ: علي بن الحسن، الشهير: بشميم الحلي، الحلبي، النحوي.
المتوفى: سنة إحدى وستمائة.
يســر: الــيَسْــرُ
(* قوله« الــيســر» بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس) :
اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس، وقد يَسَــرَ يــيْسِــرُ.
وياسَرَه: لايَنَهُ؛ أَنشد ثعلب:
قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم
ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَــرُوا
وياسَرَه أَي ساهَلَه. وفي الحديث: إِن هذا الدّين يُسْــرٌ؛ الــيُسْــرُ
ضِدُّ العسر، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد. وفي الحديث: يَسِّــرُوا
ولا تُعَسِّرُوا. وفي الحديث الآخر: من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ
أَي ساهله. وفي الحديث: كيف تركتَ البلاد؟ فقال: تَــيَسَّــرَتْ أَي أَخصبت،
وهو من الــيُسْــرِ. وفي الحديث: لن يغلب عُسْرٌ يُسْــرَيْنِ، وقد ذكر في
فصل العين. وفي الحديث: تَياسَرُوا في الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا
تُغالُوا. وفي الحديث: اعْمَلُوا وسَدِّدوا وقاربوا فكلٌّ مُــيَسَّــرٌ لما خُلِقَ
له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ. ومنه الحديث وقد يُسِّــرَ له طَهُورٌ
أَي هُيِّئَ ووُضِع. ومنه الحديث: قد تَــيَسَّــرا للقتال أَي تَهَيَّآ له
واسْتَعَدّا. الليث: يقال إِنه لــيَسْــرٌ خفيف ويَسَــرٌ إِذا كان لَيِّنَ
الانقياد، يوصف به الإِنسان والفرس؛ وأَنشد:
إِني، على تَحَفُّظِي ونَزْرِي،
أَعْسَرُ، وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ،
ويَسْــرٌ لمن أَراد يُسْــرِي
ويقال: إِن قوائم هذا الفرس لــيَسَــرَات خِفافٌ؛ يَسَــرٌ إِذا كُنَّ
طَوْعَه، والواحدة يَسْــرَةٌ ويَسَــرَةٌ. والــيَسَــرُ: السهل؛ وفي قصيد كعب:
تَخْدِي على يَسَــراتٍ وهي لاهِيةٌ الــيَسَــراتُ: قوائم الناقة. الجوهري:
الــيَسَــرات القوائم الخفاف. ودابةٌ حَسَنَةُ التَّــيْسُــورِ أَي حسنة نقل
القوائم. ويَسَّــرَ الفَرَسَ: صَنَعه. وفرس حسنُ التَّــيْســورِ أَي حَسَنُ
السِّمَنِ، اسم كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَيْش: يَسَــرَ فلانٌ فرسَه، فهو
مَــيْسُــورٌ، مصنوعٌ سَمِين؛ قال المَرَّارُ يصف فرساً:
قد بلَوْناه على عِلاَّتِه،
وعلى التَّــيْسُــورِ منه والضُّمُرْ
والطَّعْنُ الــيَسْــرُ: حِذاءَ وجهِك. وفي حديث علي، رضي الله عنه:
اطْعَنُوا الــيَسْــرَ؛ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه. وولدت
المرأَة ولداً يَسَــراً أَي في سهولة، كقولك سَرَحاً، وقد أَــيْسَــرَتْ؛ قال ابن
سيده: وزعم اللحياني أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر،
ويَسَــرَتِ الناقةُ: خرج ولدها سَرَحاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً،
لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ
ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً،
وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ
ويَسَّــرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء؛
عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه،
مُــيَسِّــرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُه
والعرب تقول: قد يَسَــرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة.
ويَسَّــرَتِ الغنم: كثرت وكثر لبنها ونسلها، وهو من السهولة؛ قال أَبو أُسَيْدَةَ
الدُّبَيْرِيُّ:
إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا
غَنِيَّيْن، لا يُجْدِي علينا غِناهُما
هما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ، وإِنما
يَسُــودَانِنا أَنْ يَسَّــرْتْ غَنَماهما
أَي لــيس فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّــرَتْ غنماهما،
والسُّودَدَ يوجب البذلَ والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم، ولــيس
غندهما من ذلك شيء. قال الجوهري: ومنه قولهم رجل مُــيَسِّــرٌ، بكسر السين،
وهو خلاف المُجَنِّب. ابن سيده: ويَسَّــرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك
في الغنم.
والــيُسْــرُ والــيَســارُ والمِــيسَــرَةُ والمَــيْسُــرَةُ، كله: السُّهولة
والغِنى؛ قال سيبويه: لــيســت المَــيْسُــرَةُ على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة
والمَشْرُبَة في أَنهما لــيســتا على الفعل. وفي التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى
مَــيْسَــرَةٍ؛ قال ابن جني: قراءة مجاهد: فَنَظِرَةٌ إِلى مَــيْسُــرهِ، قال: هو
من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ، وقيل: هو على حذف الهاء. والمَــيْسَــرَةُ
والمَــيْسُــرَةُ: السَّعَة والغنى. قال الجوهري: وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى
مَــيْسُــرِهِ، بالإِضافة؛ قال الأَخفش: وهو غير جائز لأَنه لــيس في الكلام
مَفْعُلٌ، بغير الهاء، وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ
ومَعُونَةٍ.وأَــيْسَــرَ الرجلُ إِــيســاراً ويُسْــراً؛ عن كراع واللحياني: صار ذا يَســارٍ،
قال: والصحيح أَن الــيُسْــرَ الاسم والإِــيْســار المصدر. ورجلٌ مُوسِرٌ،
والجمع مَياسِيرُ؛ عن سيبويه؛ قال أَبو الحسن: وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع
لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في
المؤنث.
والــيُسْــر: ضدّ العُسْرِ، وكذلك الــيُسُــرُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. التهذيب:
والــيَسَــرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة، ولا يقال يَســارٌ. الجوهري:
الــيَســار والــيَســارة الغِنى. غيره: وقد أَــيْسَــر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ، صارت
الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها؛ وقال:
لــيس تَخْفَى يَســارَتي قَدْرَ يومٍ،
ولقد يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي
ويقال: أَنْظِرْني حتى يَســارِ، وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن
المصدر، وهو المَــيْسَــرَةُ، قال الشاعر:
فقلتُ امْكُثي حتى يَســارِ لَعَلَّنا
نَحُجُّ معاً، قالتْ: أَعاماً وقابِلَه؟
وتَــيَسَّــر لفلان الخروجُ واسْتَــيْسَــرَ له بمعنى أَي تهيأَ. ابن سيده:
وتَــيَسَّــر الشيء واسْتَــيْسَــر تَسَهَّل. ويقال: أَخذ ما تَــيَسَّــر وما
اسْتَــيْسَــر، وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى. وفي حديث الزكاة: ويَجْعَلُ معها
شاتين إِن اسْتَــيْسَــرتا له أَو عشرين درهماً؛ استــيســر استفعل من الــيُسْــرِ،
أَي ما تــيســر وسَهُلَ، وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه
ولــيس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة،
وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ،
والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد
سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه، فَحَسُنَ في الشرع أَن يُقَدَّر شيء
يقطع النزاع والتشاجر. أَبو زيد: تَــيَسَّــر النهار تَــيَسُّــراً إِذا بَرَدَ.
ويقال: أَــيْسِــرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي لا
تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ. وقوله تعالى: فما اسْتَــيْسَــرَ من
الهَدْي؛ قيل: ما تَــيَسَّــر من الإِبل والبقر والشاء، وقيل: من بعير أَو بقرة أَو
شاة. ويَسَّــرَه هو: سَهَّله، وحكى سيبويه: يَسَّــرَه ووَسَّعَ عليه
وسَهَّلَ.
والتــيســير يكون في الخير والشر؛ وفي التنزيل العزيز:فَسَنُــيَسِّــرُه
للــيُسْــرَى، فهذا في الخير، وفيه: فسنــيســره للعُسْرَى، فهذا في الشر؛ وأَنشد
سيبويه:
أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ، وخَيْبَةٌ
لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُــيَسَّــرُ
والمــيســورُ: ضدّ المعسور. وقد يَسَّــرَه الله للــيُســرى أَي وفَّقَه لها.
الفرّاء في قوله عز وجل: فســيســره للــيســرى، يقول: سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى
العمل الصالح؛ قال: وقال فسنــيســره للعسرى، قال: إِن قال قائل كيف كان نــيســره
للعسرى وهل في العُسْرى تــيســير؟ قال: هذا كقوله تعالى: وبَشِّرِ الذين
كفروا بعذاب أَليم، فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين
أَحدهما خير والآخر شر جاز التــيســير فيهما. والمــيســورُ: ما يُسِّــرَ. قال ابن
سيده: هذا قول أَهل اللغة، وأَما سيبويه فقال: هو من المصادر التي جاءت
على لفظ مفعول ونظيره المعسور؛ قال أَبو الحسن: هذا هو الصحيح لأَنه لا
فعل له إِلا مَزِيداً، لم يقولوا يَسَــرْتُه في هذا المعنى، والمصادر التي
على مثال مفعول لــيســت على الفعل الملفوظ به، لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ
إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب، وما زاد على هذا فعلى
لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله:
أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي
وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلفظ به
كالمجلود من تَجَلَّد، ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده
فعلاً ثلاثيّاً على غير لفظة، أَلا تراه قال في المعقول: كأَنه حبس له
عقله؟ ونظيره المعسورُ وله نظائر.
والــيَسَــرَةُ: ما بين أَسارير الوجه والراحة. التهذيب: والــيَسَــرَة تكون
في اليمنى والــيســرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة
كأَنها الصليب. الليث: الــيَسَــرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ
الراحة يُتَيَمَّنُ بها، وهي من علامات السخاء. الجوهري: الــيســرة، بالتحريك،
أَسرار الكف إِذا كانت غير ملتزقة، وهي تستحب، قال شمر: ويقال في فلان
يَسَــرٌ؛ وأَنشد:
فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَــرِه
قال: هكذا روي عن الأَصمعي، قال: وفسره حِيَال وجهه. والــيَسْــرُ من
الفَتْلِ: خلاف الشَّزْر. الأَصمعي: الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك،
والــيَسْــرُ ما كان حِذاء وجهك؛ وقيل: الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق
والــيَسْــرُ إِلى أَسفل، وهو أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ؛ وروي ابن
الأَعرابي:فتمتى النزع في يُسَــرِه
جمع يُسْــرَى، ورواه أَبو عبيد: في يُسُــرِه، جمع يَســارٍ.
والــيَســارُ: اليَدُ الــيُسْــرى. والمَــيْسَــرَةُ: نقيضُ الميمنةِ. والــيَســار
والــيِســار: نقيضُ اليمين؛ الفتح عند ابن السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر،
ولــيس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا في الــيَســار يِســار، وإِنما
رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء، والجمع يُسْــرٌ؛ عن اللحياني،
ويُسُــرٌ؛ عن أَبي حنيفة. الجوهري: والــيســار خلاف اليمين، ولا تقل
(*قوله« ولا
تقل إلخ» وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف، وعند ابن دريد الكسر)
الــيِســار بالكسر. والــيُسْــرَى خلاف اليُمْنَى، والياسِرُ كاليامِن، والمَــيْسَــرَة
كالمَيْمَنة، والياسرُ نَقِيضُ اليامن، والــيَسْــرَة خلافُ اليَمْنَة.
وياسَرَ بالقوم: أَخَذَ بهم يَسْــرَةً، ويَسَــر يَــيْسِــرُ: أَخذ بهم ذات
الــيَســار؛ عن سيبويه. الجوهري: تقول ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَســاراً،
وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ، وبعضهم ينكره. أَبو حنيفة: يَسَــرَني
فلانٌ يَــيْسِــرُني يَسْــراً جاء على يَســارِي.
ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَــرٌ: يعمل بيديه جميعاً، والأُنثى عَسْراءُ يَسْــراءُ،
والأَــيْسَــرُ نقيض الأَيْمَنِ. وفي الحديث: كان عمر، رضي الله عنه،
أَعْسَرَ أَــيْسَــرَ؛ قال أَبو عبيد: هكذا روي في لحديث، وأَما كلام العرب
فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَــرٌ، وهو الذي يعمل بيديه جميعاً، وهو الأَضْبَطُ.
قال ابن السكيت: كان عمر، رضي الله عنه، أَعْسَرَ يَسَــراً، ولا تقل
أَعْسَرَ أَــيْسَــرَ. وقعد فلانٌ يَسْــرَةً أَي شَأْمَةً. ويقال: ذهب فلان
يَسْــرَةً من هذا. وقال الأَصمعي: الــيَسَــرُ الذي يســاره في القوة مثل يمينه، قال:
وإِذا كان أَعْسَرَ ولــيس بِــيَسَــرٍ كانت يمينه أَضعف من يســاره. وقال أَبو
زيد: رجل أَعْسَرُ يَسَــرٌ وأَعْسَرُ أَــيْسَــرُ، قال: أَحسبه مأْخوذاً من
الــيَسَــرَةِ في اليد، قال: ولــيس لهذا أَصل؛ الليث: رجل أَعْسَرُ يَسَــرٌ
وامرأَة عَسْراءُ يَسَــرَةٌ.
والمَــيْسِــرُ: اللَّعِبُ بالقِداح، يَسَــرَ يَــيْسَــرُ يَسْــراً. والــيَسَــرُ:
المُــيَسَّــرُ المُعَدُّ، وقيل: كل مُعَدٍّ يَسَــرٌ. والــيَسَــرُ: المجتمعون
على المَــيْسِــرِ، والجمع أَــيْســار؛ قال طرفة:
وهمُ أَــيْســارُ لُقْمانَ، إِذا
أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ
والــيَسَــرُ: الضَّرِيبُ. والياسِرُ: الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ،
والجمع أَــيْســارٌ، وقد تَياسَرُوا. قال أَبو عبيد: وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ
موضع الــيَسَــرِ والــيَسَــرَ موضعَ الياسِرِ. التهذيب: وفي التنزيل العزيز:
يســأَلونك عن الخمر والمَــيْسِــرِ؛ قال مجاهد: كل شيء فيه قمارٌ فهو من المــيســر
حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ. وروي عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال:
الشِّطْرَنْج مَــيْسِــرُ العَجَمِ؛ شبه اللعب به بالمــيســر، وهو القداح ونحو
ذلك. قال عطاء في المــيســر: إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء. ابن الأَعرابي:
الياسِرُ له قِدْحٌ وهو الــيَسَــرُ والــيَسُــورُ؛ وأَنشد:
بما قَطَّعْنَ من قُرْبى قَرِيبٍ،
وما أَتْلَفْنَ من يَسَــرٍ يَسُــورِ
وقد يَسَــرَ يَــيْسِــرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار.
وقال ابن شميل: الياسِرُ الجَزَّار. وقد يَسَــرُوا أَي نَحَرُوا.
ويَسَــرْتُ الناقة: جَزَّأْتُ لحمها. ويَسَــرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها
واقتسموا أَعضاءها؛ قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي:
أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ يَــيْسِــرونَني:
أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟
كان وقع عليه سِباءٌ فضَربَ عليه بالسهام، وقوله يَــيْسِــرونَني هو من
المَــيْســر أَي يُجَزِّئُونني ويقتسمونني. وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ: يقال
أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً، على افْتَعَلُوا، قال: وناس
يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً، بالهمز، وهم مُؤْتَسِرون، كما قالوا في
اتَّعَدَ. والأَــيْســارُ: واحدهم يَسَــرٌ، وهم الذين يَتقامَرُون.
والياسِرونَ: الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور؛ وقال في قول الأَعشى:
والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ
يعني الجازرَ. والمَــيْسِــرُ: الجَزُورُ نفسه، سمي مَــيْسِــراً لأَنه
يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة. وكل شيء جَزَّأْته، فقد يَسَــرْتَه.
والياسِرُ: الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور، وهذا الأَصل في الياسر،
ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور: ياسِرُون،
لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك. الجوهري: الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ،
وقد يَسَــر يَــيْسِــرُ، فهو ياسِرٌ ويَسَــرٌ، والجمع أَــيْســارٌ؛ قال الشاعر:
فأَعِنْهُمُ و يْسِــرْ ما يَسَــرُوا به،
وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ
قال: هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ
كما حذفت في يَعِد وأَخواته، لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، ولهذا
قالوا في لغة بني أَسد: يِيْجَلُ، وهم لا يقولون يِعْلَم لاستثقالهم
الكسرة على الياء، فإِن قال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل
له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الأَصل، يدل على ذلك أَن
فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ. والــيَسَــر والياسِرُ بمعنى؛
قال أَبو ذؤيب:
وكأَنهنَّ رِبابَةٌ، وكأَنه
يَسَــرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ
قال ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما
حذفت في يعد لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، قال: قد وهم في ذلك لأَن الياء
لــيس فيها تقوية للياء، أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ
مثل يَعِدُ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك
مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم يجتمع فيه ياءان، وإِنما حذفت الواو
من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما، فأَما الياء فلــيســت
غريبة من الياء ولا من الكسرة، ثم اعترض على نفسه فقال: فكيف لم يحذفوها مع
التاء والأَلف والنونفقيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي
الأَصل؛ قال الشيخ: إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في يَيْعِرُ
لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال: إِن الياء ثبتت وإِن
لم يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ، فأَجاب بأَن هذه
الثلاثة بدل من الياء، والياء هي الأَصل، قال: وهذا شيء لم يذهب إِليه
أَحد غيره، أَلا ترى أَنه لا يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل
من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها
بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ، وكذلك التاء في قولهم هي تَعِدُ لــيســت بدلاً
من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ، وكذلك نون المتكلم ومن معه
في قولهم نحن نَعِدُ لــيس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب، ولو أَنه
قال: إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر
كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا
القول الظاهر الفساد.
أَبو عمرو: الــيَسَــرَةُ وسْمٌ في الفخذين، وجمعها أَــيْســارٌ؛ ومنه قول ابن
مُقْبِلٍ:
فَظِعْتَ إِذا لم يَسْــتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى،
ولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ
على ذاتِ أَــيْســارٍ، كأَنَّ ضُلُوعَها
وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ
يعني الوَسْمَ في الفخذين، ويقال: أَراد قوائم لَيِّنَةً، وقال ابن بري
في شرح البيت: الثلة الضأْن والمشبح المعرّض؛ يقال: شَبَّحْتُه إِذا
عَرَّضْتَه، وقيل: يَسَــراتُ البعير قوائمه؛ وقال ابن فَسْوَةَ:
لها يَسَــراتٌ للنَّجاءِ، كأَنها
مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ
قال: شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد؛ وجعل لبيد الجزور مَــيْسِــراً فقال:
واعْفُفْ عن الجاراتِ، وامْـ
ـنَحْهُنَّ مَــيْسِــرَكَ السَّمِينا
الجوهري: المَــيْسِــرُ قِمارُ العرب بالأَزلام. وفي الحديث: إِن المسلم ما
لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس
كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ من المَــيْسِــر وهو القِمارُ.
والــيُسْــرُ في حديث الشعبي: لا بأْس أَن يُعَلَّقَ الــيُسْــرُ على الدابة،
قال: الــيُسْــرُ، بالضم، عُودٌ يُطْلِق البولَ. قال الأَزهري: هو عُودُ
أُسْرٍ لا يُسْــرٍ، والأُسْرُ احتباس البول.
والــيَسِــيرُ: القليل. ويء يســير أَي هَيِّنٌ. ويُسُــرٌ: دَحْلٌ لبني يربوع؛
قال طرفة:
أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَقِرْ
طاف، والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُــرْ
وذكر الجوهري الــيُسُــرَ وقال: إِنه بالدهناء، وأَنشد بيت طرفة. يقول:
أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ، هو من الوَقارِ، يقال: وَقَرَ في
مجلسه، أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْــري ولا يَتَّدعُ.
ويَســارٌ وأَــيْسَــرُ وياسِرٌ: أَسماء. وياسِرُ مُنْعَمٍ: مَلِكٌ من ملوك
حمير. ومَياسِرُ ويَســارٌ: اسم موضع؛ قال السُّلَيْكُ:
دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي،
وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَســارِ
أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة؛ وقال كثير:
إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ،
حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها
وأَما قول لبيد أَنشده ابن الأَعرابي:
دَرى بالــيَســارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً
مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم
قال ابن سيده: فإِنه لم يفسر الــيســارى، قال: وأُراه موضعاً. والمَــيْسَــرُ:
نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ؛ الجوهري وقول الفرزدق يخاطب
جريراً:
وإِني لأَخْشَى، إِن خَطَبْتَ إِليهمُ،
عليك الذي لاقى يَســارُ الكَواعِبِ
هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره.
ويس: وَــيْسُ: كلمة في موضع رأْفة واسْتِمْلاحٍ كقولك لصبي: وَــيْسَــه ما
أَمْلَحَه والوَيْح والوَــيْس: بمنزلة الوَيْل في المعنى. وَوَــيْسٌ له أَي
ويل، وقيل: ويْسٌ تصغير وتحقير، امتنعوا من استعمال الفعل من الوَــيْس
لأَن القياس نفاه ومنع منه، وذلك أَنه لو صِّرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه
وعدم عينه كَباعَ، فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع
إِعلالين؛ هذا قول ابن جني، وأَدخل الأَلف واللام على الوَــيْس، قال ابن
سيده: فلا أَدري أَسَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط وإِدْلال. وقال أَبو حاتم في
كتابه: أَما وَــيْسَــك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان، وأَما وَيْلَك فكلام
فيه غِلَظ وشَتْم، قال اللَّه تعالى للكفار، وَيْلَكُم لا تَفْتَروا على
اللَّه كَذِباً؛ وأَما وَيْح فكلام ليِّن حسن، قال: ويروى أَن وَيْح لأَهل
الجنة ووَيْل لأَهل النار، قال أَبو منصور: وجاء في الحديث عن النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم، ما يدل على صحة ما قال، قال لعَمَّار: ويْح ابن
سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية وذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار:
وَــيْسَ ابن سُمَيَّة، قال: وَــيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق به مثل
وَيْح، وحكمُها حكمُها. وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها، أَنها ليلة
تَبِعت النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وقد خرج من حُجْرتها لَيْلاً فنظر
إِلى سوادها فَلحِقها وهو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً، فقال:
وَــيْســها ماذا لَقِيت
(* قوله «ماذا لقيت» الذي في النهاية ما لقيت.)
الليلة؟ ولقي فلان وَــيْســاً أَي ما يريد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَــيْسَــا،
ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَــيْسَــا
قال: معناه أَنها لقيت منه ما شاءت، فالوَــيْس على هذا هو الكثير. وقال
مرَّة: لَقِي فلانٌ وَــيْســاً أَي ما لا يريد، وفسر به هذا البيت أَيضاً.
قال أَبو تراب: سمعت أَبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى
واحد. وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له: يقال وَــيْسٌ له فَقْرٌ له.
والوَــيْسُ: الفقر. يقال: أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره.
كــيس: الكَــيْسُ: الخفَّة والتوقُّد، كاس كَــيْســاً، وهو كَــيْسٌ وكَــيِّسٌ،
والجمع أَكْياس؛ قال الحطيئة:
واللَّه ما مَعْشَرٌ لامُوا امْرأًجُنُباً،
في آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ، بأَكْياسِ
قال سيبويه: كَسَّروا كَــيِّســاً على أَفعال تشبيهاً بفاعل، ويدلُّك على
أَنه فَيْعِل أَنهم قبد سلَّموا فلو كان فَعْلاً لم يســلِّموه
(* قوله
«كسروا كــيســاً على أفعال إلى قوله لم يســلموه» هكذا في الأصل ومثله في شرح
القاموس.)؛ وقوله أَنشده ثعلب:
فكُنْ أَكْــيَسَ الكَــيْسَــى إِذا كنتَ فيهمُ،
وإِنْ كنتَ في الحَمْقى، فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا
إِنما كسَّره هنا على كَــيْســى لمكان الحَمْقى، أَجرى الضدَّ مُجْرى
ضدِّه، والأُنثى كَــيِّسَــة وكَــيْسَــة. والكُوسى والكِــيســى: جماعة الكَــيِّسَــة؛ عن
كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَنها تأْنيث الأَكْــيَس، وقال مَرَّةً: لا
يوجد على مثالها إِلا ضِيقى وضُوقى جمع ضَيِّقَة، وطُوبى جمع طَيِّبة ولم
يقولوا طِيبى، قال: وعندي أَن ذلك تأْنيث الأَفْعَل. الليث: جمع الكَــيِّس
كَــيَسَــة. ويقال: هذا الأَكْــيَسُ وهي الكُوسى وهُنَّ الكُوسُ.
والكُوسِيَّات: النساء خاصَّة؛ وقوله:
فما أَدْري أَجُبْناً كان دَهْري
أَمِ الكُوسَى، إِذا جَدَّ الغَرِيمُ؟
أَراد الكَــيْسَ بناه على فُعْلى فصارت الياء واواً كما قالوا طُوبى من
الطِّيب. وفي اغتسال المرأَة مع الرجل: إِذا كانت كَــيِّسَــة؛ أَراد به حسن
الأَدب في استعمال الماء مع الرجل. وفي الحديث: وكان كَــيْسَ الفعل أي
حَسَنَه، والكَــيْسُ في الأُمور يجري مَجْرى الرِّفق فيها. والكُوسى:
الكَــيْسُ؛ عن السِّيرافي، أَدخلوا الواو على الياء كما أَدخلوا الياء كثيراً على
الواو، وإِن كان إِدخال الياء على الواو أَكثر لخفة الياء. ورجل
مُكَــيَّس: كَــيْسٌ؛ قال رافع بن هُرَيْمٍ:
فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ،
إِذا ما كنتُمُ مُتَظَلِّمِينا؟
عَفاريتاً عليِّ وأَكل مالي،
وجُبْناً عن رِجالٍ آخَرينا
فلو كنتم لمُكْــيِسَــةٍ أَكاسَتْ،
وكَــيْسُ الأُم يُعْرَف في البَنِينا
ولكن أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ
غِثاثاً، ما نَرَى فيكم سَمِينا
أَي أَوْجَب لأَن يكون البَنُون أَكْياساً. وامرأَة مكْياسٌ: تَلِدَ
الأَكْياسَ. وأَكْــيَسَ الرجل وأَكاسَ إِذا وُلِدَ له أَولاد أَكياسٌ.
والتَّكَــيُّسُ: التظرُّف. وتَكَــيَّسَ الرجل: أَظهر الكَــيْسَ. والكِــيســى: نعت
المرأَة الكَــيِّسَــة، وهو تأْنيث الأَكْــيَسِ، وكذلك الكوسى، وقد كاس الولد
يَكِــيسُ كَــيْســاً وكِياسَةً. وفي الحديث عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم:
الكَــيِّس من دان نَفسَه وعَمِل لما بعد الموْت أَي العاقل. وفي الحديث:
أَيُّ المؤمنين أَكْــيَسُ أَي أَعقل. أَبو العباس: الكَــيِّسُ العاقل،
والكَــيْسُ خلاف الحمق، والكَــيس العقل، يقال: كاسَ يَكِــيسُ كَــيْســاً.
وزيدُ بن الكَــيْس النَّمَريّ: النَّسَّابة. والكَــيِّسُ: اسم رجل، وكذلك
كَــيْســان. وكَــيْســان أَيضاً: اسمٌ للغَدْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد
لضمرة بن ضمرة بن جابر بن قَطن:
إِذا كنت في سَعْدٍ، وأُمُّك منهمُ،
غَريباً فلا يَغْرُرْك خالُك من سَعْدِ
إِذا ما دَعَوْا كَــيســان، كانت كُهولُهم
إِلى الغَدْرِ أَسْعَى من شَبابهمِ المُرْدِ
وذكر ابن دُرَيْدٍ أَن هذا للنَّمِر بن تَوْلَب في بني سعد وهم
أَخوالُه. وقال ابن الأَعرابي: الغَدْرُ يكنى أَبا كَــيْســان، وقال كراع: هي طائية،
قال: وكل هذا من الكَــيْس. والرجل كَــيِّس مُكَــيَّس أَي ظريف؛ قال:
أَما تَراني كَــيَّســاً مُكَــيِّســا،
بَنَيْتُ بَعْدَ نافِع مُخَــيَّســا؟
المُكَــيَّس: المعروف بالكَــيْس. والكَــيْس: الجِماع. وفي حديث النبي، صلى
اللَّه عليه وسلم: فإِذا قَدِمْتم على أَهاليكم فالكَــيْسَ الكَــيْسَ أَي
جامعوهنَّ طَلباً للولد، أَراد الجِماع فجعل طلب الولد عَقْلاً.
والكَــيْسُ: طلب الولد. ابن بُزُرج: أَكاسَ الرجلُ الرجلَ إِذا أَخذ بناصِيَته،
وأَكاسَتِ المرأَة إِذا جاءتْ بولد كَــيِّس، فهي مُكِــيسَــة. ويقال: كايَســتُ
فلاناً فكِسْتُه أَكِــيسُــه كَــيْســاً أَي غلبته بالكَــيْس وكنتُ أَكْــيَس منه.
وفي حديث جابر: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، قال له: أَتراني إِنما
كِسْتُك لآخُذَ جَمَلك أَي غلبتك بالكَــيْس. وهو يُكايسُــه في البيع.
والكِــيس من الأَوعية: وِعاءُ معروف يكون للدراهم والدنانير والدُّرِّ
والياقُوتِ؛ قال:
إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ
أُخْرجَتْ من كِــيس دُهْقانِ
والجمع كِــيَسَــة. وفي الحديث: هذا من كِــيس أَبي هريرة أَي مما عنده من
العلم المقتنى في قلبه كما يُقْتَنى المال في الكِــيس، ورواه بعضهم بفتح
الكاف، أَي من فِقْهِه وفِطْنته لا من روايته.
والكَــيْســانِيَّة: جُلود حمر لــيســت بقرظِيَّة. والكَــيْســانِيَّة: صِنْف من
الرَّوافِض أَصحاب المُختار بن أَبي عُبيد يقال لَقَبُه كان كَــيْســان.
ويقال لما يكون فيه الولد: المَشِيمَة والكِــيسُ؛ شُبِّه بالكــيس الذي
تحرز فيه النفقة.