Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يجد

جدي

جدي


جَدَى
أَجْدَيَa. Bled (wound).
جَدْي
(pl.
أَجْدٍ []
جِدَآء []
جَدْيَان [] )
a. Kid.
b. Capricornus.
c. Polar star.

جَدْيَةa. Pad, saddle-stuffing.
جدي: جَدْي: ينطقها أهل الأندلس جِدي بكسرتين (فوك، الكالا) ويريدون بها صغار المواشي ذوات الأربع التي تساق إلى المرعى (جدي الوَعَل: صغير الأيل لم يتجاوز السنة (ألكالا).
والجدي وهو في الأصل الذكر من أولاد المعز ويطلق على نجم من نجوم الدب الأصغر ويسمى عادة النجم القطبي وتعرف به القبلة.
(رينو أبو الفدا. الجريدة الآسيوية 1848، 2: 186، رقم 1).
جادِي: زعفران ويكتب بالدال والذال فيما يقول ابن البيطار (1: 139).
(ج د ي) : (الْجَدْيُ) مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَجَمْعُهُ جِدَاءٌ وَبِهِ سُمِّيَ الْعَاشِرُ مِنْ الْبُرُوجِ وَيُقَالُ لِكَوْكَبِ الْقِبْلَةِ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي تَحَرِّي الْقِبْلَةِ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَجْعَلُونَ الْجَدْيَ خَلْفَ الْقَفَا وَالْمُنَجِّمُونَ يُسَمُّونَهُ الْجُدَيَّ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبُرْجِ.
ج د ي: (الْجَدْيُ) مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ وَثَلَاثَةُ (أَجْدٍ) فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ (الْجِدَاءُ) وَلَا تَقُلِ الْجَدَايَا وَلَا الْجِدَى بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (الْجَدَا) بِالْقَصْرِ وَ (الْجَدْوَى) الْعَطِيَّةُ وَ (جَدَاهُ) وَ (اجْتَدَاهُ) وَ (اسْتَجْدَاهُ) أَيْ طَلَبَ جَدْوَاهُ وَ (أَجْدَاهُ) أَعْطَاهُ (الْجَدْوَى) وَمَا (يُجْدِــي) عَنْكَ هَذَا أَيْ مَا يُغْنِي. 
جدي
جَدْي/ جِدْي [مفرد]: ج أجدٍ وجِداء وجِدْيان: (حن) الذَّكر من أولاد المعز (الذي لم يبلغ سنة).
• الجَدْي:
1 - مدار في النِّصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة موازٍ لخطّ الاستواء عند خط عرض 23.5 درجة جنوبًا.
2 - (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه العاشر بين القوس والدّلو، وزمنه من 22 من ديسمبر إلى 19 من يناير. 
ج د ي : الْجَدْيُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ هُوَ الذَّكَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ وَالْأُنْثَى عَنَاقٌ وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِكَوْنِهِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَالْجَمْعُ أَجْدٍ وَجِدَاءٌ مِثْلُ: دَلْوٍ وَأَدْلٍ وَدِلَاءٍ وَالْجِدْيُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ وَالْجَدْيُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا كَوْكَبٌ تُعْرَفُ بِهِ الْقِبْلَةُ وَيُقَالُ لَهُ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَجَدَا فُلَانٌ عَلَيْنَا جَدْوًا وَجَدًا وِزَانُ عَصًا إذَا أَفْضَلَ وَالِاسْمُ الْجَدْوَى وَجَدَوْتُهُ وَاجْتَدَيْتُهُ وَاسْتَجْدَيْتُهُ سَأَلْتُهُ فَأَجْدَى عَلَيَّ إذَا
أَعْطَاكَ وَأَجْدَى أَيْضًا أَصَابَ الْجَدْوَى وَمَا أَجْدَى فِعْلُهُ شَيْئًا مُسْتَعَارٌ مِنْ الْإِعْطَاءِ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ وَأَجْدَى عَلَيْكَ الشَّيْءُ كَفَاكَ. 
الْجِيم وَالدَّال وَالْيَاء

الجَدْي: الذّكر من أَوْلَاد الْمعز.

وَالْجمع: أجدٍ، وجِداء.

والجَدْي من النُّجُوم جَدْيان: أَحدهمَا: الَّذِي يَدُور مَعَ بَنَات نعش، وَالْآخر: الَّذِي بلزق الدَّلْو، وَهُوَ من البروج وَلَا تعرفه الْعَرَب، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالجدي فِي مرْآة الْعين.

والجَدَاية، والجِدَاية جَمِيعًا: الذّكر وَالْأُنْثَى من أَوْلَاد الظباء إِذا بلغ سِتَّة اشهر أَو سَبْعَة وَعدا وتشدد، وَخص بَعضهم بِهِ الذّكر مِنْهَا.

والجَدْية، والجَدِيَّة: الْقطعَة المحشوة تَحت السرج وظلفة الرحل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع الجَدْية جَدَيات، قَالَ: وَلم يكسروا الجَدْية على الْأَكْثَر اسْتغْنَاء بِجمع السَّلامَة؛ إِذْ جَازَ أَن يعنوا الْكثير، يَعْنِي أَن فعلة قد تجمع على فعلات يعْنى بِهِ الْأَكْثَر، كَمَا انشد لحسان:

لنا الجفنات....

وجَدَّي الرحل: جعل لَهُ جَدْية.

والجَدِيَّة: لون الْوَجْه.

والجَدِيَّة من الدَّم: مَا لصق بالجسد.

وَقَالَ اللحياني: الجَدِيَّة: الدَّم السَّائِل، فَأَما البصيرة فَإِنَّهُ مَا لم يسل.

وأجْدَى الْجرْح: سَالَتْ مِنْهُ جَدِيَّة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَإِن أجْدَى أظَلاّها ومَرَّت ... لمنهبها عَقَامٌ خنشليل

والجادِيُّ: الزَّعْفَرَان. وجَدَيْته: طلبت جَدواه، لُغَة فِي جدوته.
ج د ي

وقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:

ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها

وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته. قال:

جدوت أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً

وقوم جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء عنك وهو الغناء. قال:

لقل جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها

وتقول: أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة أي مبلغه. ولها جيد جداية وهي الغزالة. قال جميل:

بجيد جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها

وأوثر جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك جديتا الرحل والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:

ما مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر

ويقال لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه شؤمه إذا جر عليه وهو من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم " قال ابن شعاء الفزاري:

رعى طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها

ولا أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:

رواح العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا

وتضمخ بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء. سمعت من يقول: أرضالبلقاء تلد الزعفران.
جدي
) (ي ( {الجَدْيُ: من أَولادِ المَعَزِ ذَكَرُها) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم. وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَه بأنَّه الَّذِي لم يَبْلغ سَنَة؛ (ج} أَجْدٍ) فِي القلَّةِ، (و) إِذا كَثُرَتْ فَهِيَ ( {جِداءٌ} وجِدْيانٌ، بكسْرِهِما.
(وَلم يَذْكُرِ الجَوْهريُّ الأَخيرَةَ، قالَ: وَلَا تَقُل {الجَدَايا وَلَا} الجِدْي، بكسْرِ الجيمِ. (و) مِن المجازِ: الجَدْيُ (مِن النّجومِ) {جَدْيانِ: أَحَدُهُما (الدَّائِرُ مَعَ بَناتِ نَعْشٍ، و) الآخَرُ: (الَّذِي بلِزْقِ الدَّلُوِ) ، وَهُوَ (بُرْجٌ) مِن البروجِ، و (لاَ تَعْرِفُه العَرَبُ، وكِلاهُما على التَّشْبِيهِ} بالجَدْي فِي مَرآةِ العَيْنِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاح: الجَدْيُ بُرْجٌ فِي السَّماءِ؛ {والجَدْيُ: نَجْمٌ إِلَى جنبِ القُطْبِ تُعْرَفُ بِهِ القِبْلَةُ.
قالَ شيْخُنا: والمَشْهورُ عنْدَ المُنَجِّمِين أنَّ الَّذِي مَعَ بَناتِ نَعْشِ يُعْرَفُ} بالجُدَيِّ مُصَغّراً؛ قالَ فِي المغربِ: تميزاً للفَرْقِ بَيْنه وبينَ البرجِ.
( {والجَدِيَّةُ، كالرَّمِيَّةِ: القِطْعَةُ) مِن الكِساءِ (المَحْشُوَّةُ تحتَ) دَفَّتَي (السَّرْجِ والرَّحْلِ) ، والجَمْعُ الجَدَايا، وَلَا تَقُل جَدِيدَةٌ، والعامَّةُ تَقُولُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} كالجَدْيَةِ ج {جَدْياتٌ، بالفَتْح) ، كَذَا فِي النُّسخ تِبْعاً للصَّاغاني فِي التّكْمِلَة ونَصَّه: قالَ أَبو عبيدٍ وأَبو عَمْروٍ والنَّضْر: جَمْع} جَديةِ السَّرْجِ والرَّحْلِ جَدَياتٌ بالتَّخْفيفِ، انتَهَى وضُبِطَ فِي بَعضِ الأُصولِ بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: جَمْعُ {الجَدْيَةِ} جَدَيات، وَلم يُكَسِّرُوا الجَدْيَة على الأكْثَر اسْتِغْناء بجَمْع السَّلامَةِ إِذْ جازَ أَن يَعْنُوا الكَثِيرَ، يَعْني أنَّ فَعْلَة تُجْمَع فَعَلاتٍ يُعْنِى بهِ الأكْثَر كَمَا أَنْشَدَ لحَسَّانَ:
لَنَا الجَفَناتُ.
قَالَ الْجَوْهَرِي وتُجْمَعُ الجديةُ على! جَدىً قَالَ ابنُ بَرِّي صَوَابه {جَدْي كَشْريةٍ وشَرْىٍ واغفال المصنِّف إِيَّاه قُصُورٌ.
(وقالَ اللَّحْيانيُّ:} الجَدِيَّةُ (الدَّمُ السَّائِلُ) والبَصِيرَةُ مِنْهُ مَا لم يسل.
وقالَ أَبو زيْدٍ: الجَدِيَّةُ من الدَّمِ: مَا لَصِقَ بالجَسَدِ، والبَصِيرَةُ مَا كانَ على الأرْضِ.
(و) الجَدِيَّةُ: (النَّاحيةُ) يقالُ: هُوَ على {جديَّتِه، أَي ناحِيَتِه.
(و) أَيْضاً (القِطْعَةُ من المِسْكِ.
(و) أَيْضاً: (لَوْنُ الوَجْهِ) يقالُ: اصْفَرَّتْ} جَدِيَّةُ وَجْهِه؛ قالَ الشَّاعِرُ:
تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فِيهَا
غَداةَ الرَّوعِ {جَادِيّاً مَدُوفا (وكَسُمَيَّةَ: جَبَلٌ) . (} والجادِيُّ: الزَّعْفَرانُ) ، نُسِبَ إِلَى {الجادِيَةِ مِن أَعْمالِ البَلْقاء.
قالَ الزَّمْخشريُّ: سمعْتُ مَنْ يقولُ: أَرْضُ البَلْقاءَ تَلِدُ الزَّعْفَرانَ.
هَكَذَا ذَكَرَه الأزْهرِيُّ وابنُ فارِسَ فِي هَذَا التَّرْكيبِ، وَهُوَ عنْدَهما فاعول.
وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ فِي (ج ود) على أنَّه فعلى؛ (} كالجادِيَاء) ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فِي ترْكيبِ (م ل ب) .
(و) {الجادِيُّ: (الخَمْرُ) على التَّشْبيهِ فِي اللَّوْنِ.
(} وأَجْدَى الجُرْحُ: سَالَ) دَمُه؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
وإنْ {أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ
لَمَنْهبِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ (} وجَدَيْتُه: طَلَبْتُ جَداهُ،) لُغَةٌ فِي جَدَوْته.
(! والجَدَايَةُ، ويُكْسَرُ الغَزالُ.
(قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ بمنْزِلَةِ العَناقِ من الغَنَمِ؛ قالَ جِرانُ العَوْد: تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِإِراحَة {الجَدَايَةِ النَّفُوزِكذا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ الذَّكَرُ والأُنْثى مِن أَوْلادِ الظِّباءِ إِذا بَلَغَ ستَّة أَشْهر أَو سَبْعَة وعَدَا وتَشَدَّد، وخصَّ بعضُهم الذَّكَرَ مِنْهَا، والجَمْعُ} الجَدَايا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتِيَ {بجَدَايا وضَغابِيسَ) .
(وكسُميَ:} جُدَيُّ بنُ أَخْطَبَ أَخُو حُيَيِّ.
(و) جُدَيُّ بنُ تدولِ (بنِ بُحْتُرِ) بنِ عتودِ بنِ عتيرِ بنِ سَلامَانِ بنِ ثعلٍ (الشاعِرُ) مِن طيِّىءٍ، ومِن ولدِه القَيْسان.
وجابرُ بنُ ظالمٍ {الجدويُّ: لَهُ صُحْبَةٌ.
(} والجُدَاءُ، كغُرابٍ: مَبْلَغُ حِسابِ الضَّرْبِ) ، كقَوْلِكَ: (ثلاثةٌ فِي ثلاثةٍ {جُداؤُه تِسعَةٌ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} جَدَّى الرَّحْلَ {تَجْديةً: جَعَلَ لَهُ} جَدْيَةً.
{وجادِيَةُ: قرْيَةٌ بالشامِ إِلَيْهَا نُسِبَ الزَّعْفرانُ؛ ويقالُ} جِدْياً بالكسْر أَيْضاً؛ مِنْهَا: عُمَرُ بنُ حفصَ بنِ صَالح المريُّ: {الجديانيُّ المُحَدِّثُ.
} والجَدِيَّةُ: أَوَّلُ دفْعةٍ مِن الدَّم.
وقيلَ: هِيَ الطَّريقَةُ مِن الدَّم.
{والجادِيُّ: الجرادُ لأَنَّه} يَجْدِــي كلَّ شَيْء، أَي يأْكُلُه؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ الهُذَليّ:
حتَّى كأَنَّ عَلَيها {جادِياً لُبَدا والمَعْروفُ جابِياً، وَقد تقدَّم.
وَفِي كنانَةَ:} جُدَيُّ بنُ ضمرَةَ بنِ بكْرٍ، مِن ولدِهِ عمارَةُ بنُ مخشنٍ لَهُ صحْبَةٌ.
{والجَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: أَرضٌ نَجْديَّةٌ لبَني شَيْبان.
وكسُمَيَّة: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ فِي دِيارِ طيِّىءٍ.
(جدي) : يُجمْعَ الجَدْيُ جِدْياناً.

التوكيد والتكرير

التوكيد والتكرير
التوكيد من أهم العوامل لبث الفكرة في نفوس الجماعات، وإقرارها في قلوبهم إقرارا، ينتهى إلى الإيمان بها، وقيمة التوكيد بدوام تكراره بالألفاظ عينها، ما أمكن ذلك، «فإذا تكرر الشيء رسخ في الأذهان رسوخا، تنتهى بقبوله حقيقة ناصعة» وللتكرار تأثير في عقول المستنيرين، وتأثيره أكبر في عقول الجماعات من باب أولى، والسبب في ذلك كون المكرر ينطبع في تجاويف الملكات اللاشعورية، التى تختمر فيها أسباب أفعال الإنسان، فإذا انقضى شطر من الزمن نسى الواحد منا صاحب التكرار، وانتهى بتصديق المكرر .
واستخدم القرآن التوكيد وسيلة لتثبيت المعنى في نفوس قارئيه، وإقراره في أفئدتهم، حتى يصبح عقيدة من عقائدهم.
وقد يكرر القرآن الجملة المؤكدة عدة مرات بألفاظها نفسها، علما منه بما لذلك.
من أثر في النفس، فتراه مثلا في سورة الشعراء يكرر الجملتين الآتيتين خمس مرات، من غير أن يغير من ألفاظهما حرفا، فقال على لسان بعض رسله: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الشعراء 107، 108 و 126 و 144 و 163 و 179).
وهى وإن كانت مقولة على ألسنة عدة رسل، توحى لتكررها بعبارة واحدة، بصدق هؤلاء الرسل وتثبيت التصديق بهم.
ويؤكد القرآن صفات الله، حتى يستقر الإيمان بها في النفوس، وذلك هو الأساس الذى ينبنى عليه الدين، فتسمعه يقول مكررا ومؤكدا في كثير مما يكرره:
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 20)، إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115)، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة 153)، فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (البقرة 158)، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة 173)، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (البقرة 190)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 195)، أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (البقرة 196)، أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 209)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 181)، أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 231)، أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267)، إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (آل عمران 5)، إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ (آل عمران 9)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (الرعد 31)، فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (آل عمران 199)، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (آل عمران 37)، إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (العنكبوت 6)، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (آل عمران 119)، إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (الأنفال 47)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 9).
فهذا التأكيد يقرر معانى هذه الصفات في النفس، وإذا تكررت هذه المعانى فى النفس انبثق منها العمل الصالح، المبنى على أساس من الإيمان المكين. وفي أحيان كثيرة يستغنى القرآن عن التوكيد بتكريرها في مواضع شتى، وهذا التكرير للصفات في المناسبات المختلفة مصدر توطيدها في النفس.
ويؤكد القرآن وعده ووعيده، فيكرر مؤكدا قوله: إن الله يحب المتقين، وإن الله مع المتقين، وفي مواضع شتى، وقوله: إن الله لا يحب الكافرين، وإن الله لا يهدى القوم الكافرين، وحينا يكتفى بالتكرير- كما قلنا- عن توكيد الجملة.
ويؤكد كل خبر هو مجال للشك أو الإنكار، وكلما توغل الخبر في ميدان الشك زادت ألوان المؤكدات، وتأمل لذلك قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 11 - 14). أولا تراهم عند ما أنكروا الإفساد في الأرض والسفاهة، أكد اتصافهم بها بألا، وإن، وتعريف ركنى الجملة المؤذن بالقصر، وضمير الفصل. ولمّا كان إقرارهم للمؤمنين بالإيمان بألسنتهم مبعثا للشك في نفوس شياطينهم، دفعهم ذلك إلى تأكيدهم لهم الثبات على مبادئهم، وأنهم لا يبغون عنها حولا.
واقرأ قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
(يس 13 - 16). ألا ترى المرسلين قد أكدوا رسالتهم بإن، عند ما كذبهم أصحاب القرية، فلما لج هؤلاء في التكذيب، زادوا في تأكيد رسالتهم مؤكدا جديدا، هو اللام، وأشهدوا ربهم على صدق دعواهم. وللتوكيد أساليب كثيرة في القرآن الكريم، فمنها التوكيد المعنوى بكل وأجمع، كما في قوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحجر 30). وفائدة هذا اللون من التوكيد رفع ما يتوهم من عدم الشمول، وإنى أرى هنا ما رآه الفراء من أن كلهم أفادت ذلك، وأجمعون أفادت اجتماعهم على السجود، وأنهم لم يسجدوا متفرقين.
ومنها التوكيد اللفظى، بأن يكرر السابق لفظه، اسما كان، أو فعلا، أو اسم فعل، أو حرفا، أو جملة، كما ترى ذلك في قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر 21). وقوله: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (الطارق 17). وقوله سبحانه:
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). وقوله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (المؤمنون 35)، وقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح 5، 6)، وكثيرا ما تقترن الجملة الثانية بثم، كما في قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 17، 18).
ومنه تأكيد الضمير المنفصل بمثله، كما قال تعالى: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (النمل 3). وتأكيد الضمير المتصل بالمنفصل، فى قوله سبحانه: قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (الأعراف 115)، وفي تأكيدهم ما يشعر بثقتهم بأنفسهم، وقوله تعالى: قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (طه 68). وفي ذلك تثبيت قلب موسى وبعث الطمأنينة إليه.
ومنه تأكيد الفعل بمصدره، ويكون ذلك في الأمور التى يتوهم فيها المجاز، فيأتى الفعل لرفع هذا التوهم، وتأمل ذلك في قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (النساء 104)، فقد يطلق الكلام على الإيحاء، وينصرف الذهن إليه، فجاء المصدر لإزالة هذا التوهم.
وقوله تعالى: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (الطور 7 - 10). أو لا ترى أن اضطراب السماء، وسير الجبال، مما قد تتردد النفس في قبوله، فجىء بالمصدر تأكيدا لوقوعه. وقد يؤكد الفعل بمصدر فعل آخر نيابة عن المصدر، كما في قوله تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (الجن 8). وفي ذلك دلالة على ما للتبتيل من أثر في استجلاب رضوان الله، فأمر به مؤكدا، ولعل السر فى العدول إلى هذا المصدر، هو المحافظة على النغمة الموسيقية للآية.
ومن ألوان التوكيد أن يكون في الجملة أداة من أدوات التوكيد، وهى إن، وأن، ولام الابتداء، والقسم، وألا الاستفتاحية، وهاء التنبيه، وكأن في تأكيد التشبيه، وضمير الشأن، وضمير الفصل، وقد، والسين، وسوف، والنونان في تأكيد الفعل، ودخول الأحرف الزائدة في الجملة، وتؤكد الجملة بذلك لتثبيت معناها وتوطيده في النفس، وكلما كان هذا المعنى مجالا للشك أو الإنكار، كان موضع التوكيد أنسب وأقوى، كما ذكرنا.
وقد يؤكد القرآن أمرا هو من البداهة بمكان، لأنه يرمى من وراء ذلك إلى هدف هام، تتبينه النفس عند ما تتدبر أمر هذا التوكيد، لترى ما موقعه، ولم كان، وتأمل قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 15، 16). فلما كان تماديهم في الضلال يصرفهم عن التفكير المستقيم، المؤدى إلى الإيمان، بالله ورسله، واليوم الآخر، وكانت هذه الغفلة تلفتهم عن التفكير في مصيرهم، فكأنهم مخلدون لا يصيبهم موت ولا فناء- أكد نزول الموت بهم تأكيدين ليفكروا فيه، وفيما يتطلبه نزوله بهم، من عمل صالح ينفعهم بعد هذا الموت.
وقد يكون تقوية التوكيد لقصد الترغيب، كما ترى ذلك في قوله تعالى: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 54)، فتأكيد هذه الصفة بأربعة تأكيدات، لترغيب العباد في التوبة، والرجوع إلى الله سبحانه.
تدخل إن في الكلام، ففضلا عن تأكيدها لمعنى الجملة، تربط ما بعدها بما قبلها. قال عبد القاهر: «هل شىء أبين في الفائدة، وأدل على أن ليس سواء دخولها وألا تدخل من أنك ترى الجملة إذا هى دخلت، ترتبط بما قبلها وتأتلف معه، وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغا واحدا وكأن أحدهم قد سبك فى الآخر، هذه هى الصورة، حتى إذا جئت إلى إن فأسقطتها، رأيت الثانى مبهما قد نبا عن الأول، وتجافى معناه عن معناه، ورأيته لا يتصل به، ولا يكون منه بسبيل، حتى تجىء بالفاء .. ثم لا ترى الفاء تعيد الجملتين إلى ما كانتا عليه من الألفة، وترد عليك الذى كنت تجد بإن من المعنى، وهذا الضرب كثير من التنزيل جدا، من ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1)، وقوله عز اسمه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (لقمان 17)، وقوله سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103)، ومن أبين ذلك قوله تعالى:
وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (هود 37). وقد يتكرر في الآية الواحدة، كقوله عز اسمه: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (يوسف 53)، وهى على الجملة من الكثرة، بحيث لا يدركها الإحصاء». وإنما تقع إن موضع الفاء، إذا كانت جملتها توضح ما قبلها، وتبين وجه الفائدة فيه، كتلك الآيات التى أوردها عبد القاهر، فقوله تعالى: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1). يبين سبب أمرهم بالتقوى في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ (الحج 1)، وكذلك إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103). بيان للسبب في طلب الصلاة لهم من النبى، ولكن ذلك لا يطرد في كل موضع، بل هناك ما لا يحصى من الجمل التى لا تقتضى الفاء، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الدخان 51، 52). فقبله إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (الدخان 50)، ولو أنك قلت:
«إن هذا ما كنتم به تمترون، إن المتقين في جنات وعيون» لم يكن كلاما ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (الأنبياء 100، 101). فلو أتينا مكان إن بالفاء لم تجد لها وجها، كما أنه لا يجوز المجيء بالفاء مكان إن في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (الحج 17).
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (الكهف 30).
لأن جملة إن الثانية خبر عن الأولى في الآيتين، والخبر لا يجوز عطفه على المبتدأ.
قال عبد القاهر : «ومن خصائصها أنك ترى لضمير الأمر والشأن معها من الحسن واللطف، ما لا تراه إذا هى لم تدخل عليه، بل تراه لا يصلح حيث يصلح إلا بها، وذلك في مثل قوله: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة 120).
وقوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ (التوبة 63). وقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ (الأنعام 54). وقوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (المؤمنون 117).
وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ (الحج 46).
فإن قلت أو ليس قد جاء ضمير الأمر مبتدأ به معرى من العوامل في قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). قيل: هو، وإن جاء هنا فإنه لا يكاد يوجد مع الجملة مع الشرط والجزاء، بل تراه لا يجيء إلا بإن، على أنهم قد أجازوا في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألا يكون الضمير للأمر».
ولما كان جواب السؤال والجمل التى تلقى في مواضيع الجدل مما يحتاج إلى إقراره في نفس السائل والمجادل وتثبيته في قلبهما، كانت الجملة التى تقع جوابا من المواضع التى تجىء فيها إن، كما في قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ (الكهف 83، 84). وقوله تعالى: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (الشعراء 216). وقوله تعالى: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأنعام 56). فإذا كان الكلام جواب منكر حشد له أكثر من أداة واحدة للتوكيد.
وقد تدخل إن للدلالة على أن المتكلم كان يظن أمرا فحدث خلافه، فيأتى بهذا التوكيد ليرد على نفسه ظنه، وكأنه يريد لهذه النفس أن يستقر فيها هذا النبأ الجديد الذى لم تكن تتوقعه، بل تتوقع سواه، وكأنها تريد أن تخلى مكانا من القلب قد شغل بخاطر، لتحل فيه خاطرا جديدا، وتأمل قوله تعالى حكاية عن أم مريم: قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (آل عمران 36). فأم مريم كان الأمل يملأ قلبها في أن تلد ذكرا نذرته لله، ولطول ما شغلها هذا الأمل تجسم في خيالها، حتى صار كأنه حقيقة واقعة، فلما وضعت مريم فوجئت، فأرادت أن تقر هذا الأمر الجديد في قلبها، حتى تروض نفسها عليه، وتستسلم لما كان. وكذلك قوله تعالى: حكاية عن نوح عليه السلام: قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (الشعراء 117). فلم يكن نوح يتوقع أن يكذبه قومه، وقد جاءهم من ربهم بالنور والهدى، فكان تكذيبهم صدمة له يريد أن يوطن عليها نفسه.
والتأكيد بإن أقوى من التوكيد باللام المؤكدة، واللام المؤكدة هى لام الابتداء فى قوله تعالى: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر 13). وقوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 4). وقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (الليل 12، 13). ولام القسم، كما في قوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا. (يوسف 91).
وهنا نقف عند قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (مريم 66).
فقد يبدو أن اللام لا موضع لها هنا لأن الإنسان المتحدث منكر للبعث. ولكن التأمل يبين أن هذا الإنسان المنكر إنما يحكى ما حدثه به الرسول حين أكد له هذا البعث.
ومن أمثلة «ألا» التنبيهية التى تفيد التوكيد قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13) وقوله سبحانه: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (هود 8). ومن أمثلة «ها» التنبيهية، ولم ترد في القرآن إلا داخلة على ضمير المخاطبين المخبر عنه باسم الإشارة- قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (آل عمران 119).
ويبدو لى أن منشأ التوكيد في البدء بهاتين الأداتين يعود إلى ما فيهما من تنبيه السامع إلى ما سيرد بعدهما من أخبار، وتهيئته لسماعها، وذلك لا يكون إلا حيث يعتنى بهذه الأخبار، لتستقر في النفس ونثبت بها.
ويفيد ضمير الشأن التوكيد من ناحية أنه يثير النفس، ويدفعها إلى معرفة المراد منه، فإذا جاء تفسيره استقر هذا التفسير في النفس، وتأكد فيها، وليس بكثير استخدام هذا الضمير في القرآن، وإنما يكون في المواضع التى يراد بها تعظيم أمر وتفخيمه عن طريق إبهامه ثمّ إيضاحه. ومن أمثلته قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). وفَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وفَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الأنبياء 97).
أما ضمير الفصل فهو كثير في القرآن، ومن أمثلته قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (النجم 43 - 52).
وقد استخدم القرآن هنا ضمير الفصل في الأفعال التى هى مظنة الاشتراك، كما ترى ذلك في جملة الإضحاك والإبكاء، والإماتة والإحياء والإغناء والإقناء، أما حيث لا تدعى الشركة فلا حاجة إلى هذا الضمير، كما ترى في جمل خلق الزوجين، والنشأة الأخرى، وإهلاك عاد الأولى.
ومن ذلك قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 75 - 82)، وترى هنا ما رأيته في الآية الماضية من المجيء بضمير الفصل حيث يتوهم في الفعل شركة، كما في الهداية والإطعام والشفاء، أما حيث لا تتوهم تلك الشركة فلا يأتى ضمير الفصل كما في الخلق والإماتة والإحياء.
ويقوى التوكيد في ضمير الفصل حتى يدل على القصر والاختصاص، كما ترى ذلك في الآيتين السالفتين، فإن ضمير الفصل نفى الشركة، وجعل الفعل خاصا بالله وحده، وتلمس القصر الذى أفاده ضمير الفصل في قوله سبحانه على لسان عيسى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 117)، فبعد وفاة عيسى لم يكن الرقيب عليهم سوى الله وحده.
هذا وقد تحدث البلاغيون طويلا فيما تفيده الباء الزائدة في خبر ما، وليس، من تأكيد في الجملة، منشؤه ما للباء الزائدة من معان، منها المصاحبة، ففي قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (البقرة 144). وقوله تعالى: وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (المجادلة 10). ترى هذه الباء قد نفت كل صلة تربط بين الله والغفلة، فى الآية الأولى، وبين السحر والضير في الآية الثانية، فلا صحبة بينهما ولا تلاق.
... وكرر القرآن في سورة الرحمن نيفا وثلاثين مرة قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 16). متسائلا عما يستطيع أن ينكره الجن والإنس مما أولاهما الله من نعم، فلعل في هذا السؤال المتكرر ما يثير في نفس سامعيه اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وآلاء توالت.
وهنا يحسن أن أقف مشيرا إلى ما قد يبدو حينا من أن لا وجه لهذا التساؤل بعد بعض آيات السورة، كما يتراءى ذلك في قوله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 26 - 28)، فأى نعمة يذكر بها الجن والإنس في فناء هذا العالم؟
ولكن تأملا في هذه الآيات وما ورد من هذا السؤال بعد وصف اليوم الآخر وأهواله، يدل على أن مثل هذا السؤال سيوجه بعد فناء هذا العالم، فكأن القرآن يقرر أن سيلقى مثل هذا السؤال، يوم تنشق السماء، ويوم يعرف المجرمون بسيماهم، أفلا يجدر بالمرء أن يفكر طويلا، كما أوحى القرآن بذلك، فى تلك الآلاء والنعم، فيقوم بواجب الإيمان بالنعم وشكرها، حتى لا يقف موقف الجاحد لهذه النعم يوم يحاسب الله الثقلين.
وكررت في سورة المرسلات تلك الجملة المنذرة، وهى قوله تعالى: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (المرسلات 19)، وإذا نظرنا إلى هذه السورة، وجدناها تتحدث عن وقوع اليوم الآخر، وتصفه، فلا جرم كرر هذا الإنذار عقب كل وصف له، أو فعل يقع فيه، أو عمل من الله يدل على قدرة، يحيى بها الناس بعد موتهم، وفي هذا التكرير ما يوحى بالرهبة، ويملأ القلب رعبا من التكذيب بهذا اليوم الواقع بلا ريب.
وفي سورة الشعراء، كررت الآية الكريمة، وهى قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 8، 9). ثمانى مرات وكانت متمكنة من موضعها في كل مكان حلت فيه، فقد جاءت في هذه السورة أولا، بعد أن وجه القرآن نظرهم إلى الأرض، أو ليس فيما تنبته من كل زوج بهيج ما يثير فى النفس التأمل لمعرفة خالق الأرض ومحييها. واستمع إليه سبحانه يقول:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 7 - 9).
ويكرر الآية في موضع آخر، تحدث فيه عن انفلاق البحر لموسى، ونجاته، وغرق فرعون، وتلك آية من أكبر دلائل قدرته سبحانه، فهى جديرة بتسجيلها والإشارة إليها. قال تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 63 - 68).
وكررت تلك الآية ست مرات أخرى عقب كل ما يجدر أن يكون عظة يعتبر بها، كتصوير جند إبليس، وقد كبكبوا في جهنم، وأخذوا يختصمون فيما بينهم، ويقررون أنهم كانوا في ضلالة وعمى، ويتمنون لو عادوا ليصلحوا ما أفسدوه، أو ليس في ذلك من العظة ما ينهى عن مثل هذا المصير.
وكررها كذلك عقب قصة صالح ولوط وشعيب، لأن مصير أقوامهم حقيق بأن تتلقى منه العظات والعبر، وكأن تلك الآية المكررة تشير إلى مرحلة من القول، يحسن الوقوف عندها والتريث لتدبرها، وتأمل ما تحوى من دروس تستفاد مما مضى من حوادث التاريخ.
وختم الآية بوصفه تعالى بالعزة والرحمة فيه كل المناسبة للحديث عن مصير الكافر والمؤمن، فهو عزيز يعاقب الكافر، ورحيم بمن آمن.
وتجد الآية التى كررت في سورة القمر، وهى قوله سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر 17 و 22 و 32 و 40) - منبهة في كل موضع وردت فيه، إلى أن ما سيأتى بعدئذ مما عنى القرآن بالحديث عنه، تذكرة وعظة، وهو لذلك جدير بالتأمل الهادئ والتدبر والادكار.
وقد يحدث التكرير في آيتين متواليتين، كما في قوله سبحانه: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء 131، 132). وذلك لتثبيت الإيمان بغنى الله عن عبادة العابد، في قلوب الناس، ليقبلوا على العبادة مؤمنين بأنها لخيرهم وحدهم، بل قد يكون التكرير في الآية الواحدة وذلك لتثبيت المكرر في النفس، كما في قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (الحشر 18)، وقوله تعالى: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (آل عمران 42).
ويوحى التكرير في سورة «الكافرون» باليأس إلى قلوب من كفر من أن ينصرف الرسول عن دينه إلى ما كان يعبد هؤلاء الكفرة، فليتدبروا أمرهم بينهم مليّا، ليروا سر هذا الإصرار من محمد، فعساهم يدركون أن هذا السر هو أن الرسول على حق، فيما يدعو إليه، فلم ينصرف عنه إلى أديان لا سند لها من الصواب والحق.

عدم

(عدم) المَال عدما وعدما فَقده فَهُوَ عادم وَعدم وَالْمَفْعُول مَعْدُوم وعديم وَيُقَال مَا يعدمني هَذَا الْأَمر مَا يعدوني
عدم
عَدِمْتُه عَدَماً وعُدْماً: فَقَدْته. والعَدِيْمُ: الفَقيرُ. وأعْدَمَ: صَارَ ذا علْم. والعَدَائمُ: نَوْع من الرُّطَبِ بالمدينة يكونُ في آخِرِ زَمان الرطَب.
ع د م : عَدِمْتُهُ عَدَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَقَدْتُهُ وَالِاسْمُ الْعُدْمُ وِزَانُ قُفْلٍ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ لَا أَعْدَمَنِي اللَّهُ فَضْلَهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ عَدِمَنِي الشَّيْءُ وَأَعْدَمَنِي فَقَدَنِي وَأَعْدَمْتُهُ فَعُدِمَ مِثْلُ أَفْقَدْتُهُ فَفُقِدَ بِبِنَاءِ الرُّبَاعِيِّ لِلْفَاعِلِ وَالثُّلَاثِيِّ لِلْمَفْعُولِ وَأَعْدَمَ بِالْأَلِفِ افْتَقَرَ فَهُوَ مُعْدِمٌ وَعَدِيمٌ. 
(عدم) - في الحديث : "تَكْسِبُ المَعْدُومَ"
قال الخَطَّابي: المَعْدُومُ لا يَدخُل تَحَت الأَفْعال، والصواب المُعدَم.
وقال غيره: المُرادُ به الفَقِير الذي صار من شِدَّة حاجَتِه وغاية اضْطِراره كالمَعْدُوم. وقيل: أي تكْسِب الناسَ المعدومَ من كلِّ ما لا يَجدونه مما يَحْتاجون إليه، فعَلَى القَولِ الأولِ: أي تُعِطى الفقير المالَ والمحذوف هو المال، وعلى القول الأَخِيرِ المَحْذوفُ هو الفَقِير المحتاج

عدم


عَدِمَ(n. ac. عَدَم
عُدَم)
a. Was, became non-existent; was wanting, missing, not
forth-coming; was lost.
b. Lacked, was wanting in, destitute of; missed;
lost.
c. [ coll. ], Perished; was spoilt.

أَعْدَمَa. Deprived, bereft, despoiled, robbed of.
b. Missed.
c. Was impoverished, became poor, needy.

إِنْعَدَمَa. Disappeared; was lost; was destroyed, ruined; was
annihilated; became nonexistent.

عُدْم
عَدَم
4a. Lack, need, want; loss.
b. Non-existence.
c. Destruction, annihilation.

عَدِمa. see 25 (a)
عُدُمa. see 4
عَدِيْم
(pl.
عُدَمَآءُ)
a. Poor, needy, destitute.
b. Lacking, void, destitute of; without.
c. Stupid, demented.

N. Ag.
أَعْدَمَa. see 25 (a)
ع د م: (عَدِمْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ طَرِبَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ أَيْ فَقَدْتُهُ. وَ (الْعَدَمُ) أَيْضًا الْفَقْرُ وَكَذَا (الْعُدْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ. وَنَظِيرُهُمَا الْجُحْدُ وَالْجَحَدُ وَالصُّلْبُ وَالصَّلَبُ وَالرُّشْدُ وَالرَّشَدُ وَالْحُزْنُ وَالْحَزَنُ. وَ (أَعْدَمَهُ) اللَّهُ. وَ (أَعْدَمَ) الرَّجُلُ افْتَقَرَ فَهُوَ (مُعْدِمٌ) وَ (عَدِيمٌ) . وَ (الْعَنْدَمُ) الْبَقَّمُ وَقِيلَ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ. 
[عدم] عدمت الشئ بالكسر: أعدمه عَدَماً، بالتحريك على غير قياس، أي فَقَدته. والعَدَمُ أيضاً: الفقرُ، وكذلك العدم، إذا ضممت أوله خففت، وإن فتحت ثقلت. وكذلك الجحد والجحد، والصلب والصلب، والرشد والرشد، والحزن والحزن. قال الشاعر: متهلل بنَعَمْ بِلا مُتَبَاعِدٌ سِيّانِ منه الوفر والعدم وقال آخر: ولقد علمتُ لَتأْتِيَنَّ عَشِيَّةٌ ما بعدها خوفٌ عَلَيَّ ولا عَدَمُ وأعْدَمَهُ الله. وأعْدَمَ الرجلُ: افتقرَ، فهو مُعْدِمٌ وعَديمٌ. ويقال: ما يُعْدِمُني هذا الأمر، أي ما يَعْدوني. قال لبيد: ولقد أغدو وما يُعْدِمُني صاحبٌ غيرُ طويلِ المُحْتَبَلْ يقول: ليس معي أحدٌ غير نفسي وفرسي. والعِدائِمُ: نوع من الرطب يكون بالمدينة يجئ آخر الرطب. وعدامة: ماء لبنى جشم. والعندم: البقم، ويقال دم الاخوين. وقال: أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العزى وبالنسر عندما
عدم: عدم: يذكر بوشر المصدر عَدَم (بدل اسم المفعول معَدوم) بمعنى: هلك، باد، تلف، تلاشى.
عَدَّم (بالتشديد): نَضَى، جرّد، عرّى (فوك).
تعدَّم: تجرّد، تعرّى (فوك).
انعدم: جُرّد، عُرّي (فوك).
الانعدام: فقد الكيان، فقد الجوهر، فقد الذات.
(المقدمة 3: 228).
عدمِيّ: خلاف الوجودي، ما لا وجود له (محيط المحيط).
عَدَمِي: غزال، ظبي من أكبر الأنواع (دوماس مجلة الشرق والجزائر 13: 162، كولومب ص41، بوسييه).
عدمِيَّة: فقد صفة في شخص لا يستطيع الحصول عليها بوشر).
عَدِيم: وجمعها عَدْما وعُدَما (فوك).
عَدِيم: بائد، عرضة للهلاك، قابل للتلف.
ففي كوسج (طرائف ص55): لا تغرنك مغريات السلطة والملذات والشهوات وغيرها فإن الذي أنت فيه جسيم، لولا إنه عديم.
عَدِيم: ميت، وفي مختارات كرانجره دي لنكراج: يعدونه من الأحياء وهو عديم.
عَدِيم: نهم. جشع (بوشر).
عادم: منبسط، مستو، بدون ملح، بدون طعم، بدون لذة (بوشر).
مَعْدُوم: ميت. (دي ساسي طرائف 2: 15) مَعْدُوم: عليل، مريض، شديد المرض، مريض ميؤس منه (دومب ص107).
[عدم] نه: فيه: إنك تكسب "المعدوم"، يقال: هو يكسب المعدوم، إذا كان محظوظًا، أي يكسب ما يحرمه غيره، وقيل: أراد تكسب الناس ما يعدمونه مما يحتاجون إليه، وقيل: أراد بالمعدوم الفقير الصابر من شدة حاجته كالمعدوم، وتكسب على الأول متعد إلى واحد ككسبت مالًا، وعلى الآخرين إلى اثنين ككسبته مالًا أي أعطيته، ومعناهما تعطي الناس الشيء المعدوم وتعطي الفقير المال، فحذف المفعول الأول من الثاني والثاني من الثالث، يقال: عدمته، إذا فقدته، وأعدمته أنا وأعدم فهو معدم وعديم إذا افتقر. وفيه: من يقرض غير "عديم"، أي من لا شيء عنده. ط: غير "عدوم" ولا ظلوم، أي غنيًا لا يعجز عن أداء حقه وعادلًا لا يظلم المقرض بنقص حقه وتأخير أدائه عن وقته، وخصا لأنهما مانعان من الإقراض غالبًا. غ: "عدم" حمق. ك: باب من باع بيد المفلس أو "المعدم"- بكسر دال الفقير، والكلام يحتمل اللف والنشر. وفيه: "لا يعدمك" من صاحب المسك، هو بفتح دال من عدمه بالكسر إذا فقده، وتشتريه فاعله بتأويل المصدر، ولفظ أما زائدة. ش: الباطن تقدسًا لا "عدمًا"، بضم فسكون من سمع، أي الباطن بحقيقته فلا يدرك كنهه العقول تقدسًا أي تنزهًا وتعاليًا.
الْعين وَالدَّال وَالْمِيم

العَدَمُ والعُدْم والعُدُمُ: فقدان الشَّيْء، وَقد غلب على فقدان المَال وقلته. عَدِمَهُ عَدَما وعُدْما.

وأعْدَمه غَيره.

وأعْدَمَني الشَّيْء: لم أجدْهُ، قَالَ لبيد:

وَلَقَد أغْدُو ومَا يُعْدِمُنِي ... صَاحِبٌ غَيرُ طَوِيلِ المُحْتَبَلْ يَعْنِي فرسا، والمُحْتَبَلُ: مَوضِع الْحَبل فَوق العرقوب، وَطول ذَلِك الْموضع عيب.

وأعْدَمَ إعدَاما وعُدْما: افْتقر، عَن كرَاع، قَالَ: وَنَظِيره: أحضر الرجل إحضاراً وحُضراً وأيسر إيساراً ويُسراً، وأعسر إعساراً وعُسراً وأنذر إنذاراً ونُذراً، وَأَقْبل إقبالا وقُبلا، وَأدبر إدباراً ودُبراً، وأفحش إفحاشاً وفُحشاً وأهجر إهجاراً وهجراً، وَأنكر إنكاراً ونُكراً. قَالَ: وَقيل: بل الْفِعْل من ذَلِك كُله الِاسْم، والإفعال الْمصدر. وَهُوَ الصَّحِيح، لِأَن فَعْلاً لَيْسَ مصدر أفْعَلَ.

والعَدِيمُ: الْفَقِير. وَجمعه عُدَماءُ.

وأعْدَمَه: مَنعه.

وَأَرْض عَدْماءُ: بَيْضَاء.

وشَاة عَدْماءُ: بَيْضَاء الرَّأْس وسائرها مُخَالف لذَلِك.

والعَدائمُ: نوع من الرطب بِالْمَدِينَةِ يَجِيء آخر الزَّمَان.

وعَدْمٌ: وَاد بحضرموت كَانُوا يزرعون عَلَيْهِ فغاض مَاؤُهُ قبيل الْإِسْلَام فَهُوَ كَذَلِك إِلَى الْيَوْم.

عدم: العَدَمُ والعُدْمُ والعُدُمُ: فِقدان الشيءِ وذهابه، وغلبَ على

فَقْد المال وقِلَّته، عَدِمَه يَعْدَمُه عُدْماً وعَدَماً، فهو عَدِمٌ،

وأَعدَم إذا افتقرَ، وأَعدَمَه غيرُه. والعَدَمُ: الفقرُ، وكذلك العُدْم،

إذا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فقلت العُدْم، وإن فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت

فقُلت العَدَم، وكذلك الجُحْد والجَحَد والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد

والرَّشَد والحُزْن والحَزَن. ورجلٌ عَديمٌ: لا عقلَ له. وأَعدَمَني الشيءُ:

لم أَجِدْه؛ قال لبيد:

ولقَدْ أَغْدُو، وما يَعْدِمُني

صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل

يعني فرساً أَي ما يَفْقِدُني فرسي، يقول: ليس معي أَحدٌ غيرُ نَفْسي

وفرَسي، والمُحتَبلُ: موضع الحبل فوق العُرْقوب، وطولُ ذلك الموضع عيْبٌ،

وما يُعْدِمُني أَي لا أَعدَمُه. وما يَعْدَمُني هذا الأَمرُ أَي ما

يَعْدُوني. وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افتقر وصار ذا عُدْمٍ؛ عن كراع، فهو

عَديمٌ ومُعدِمٌ لا مالَ له، قال: ونظيره أَخضَر الرجلُ إحضاراً

وحُضْراً، وأَيسَرَ إيساراً ويُسْراً، وأَعسَرَ إعساراً وعُسْراً، وأَنذَرَ

إنذاراً ونُذْراً، وأَقبَلَ إقبالاً وقُبْلاً، وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً،

وأَفحَشَ إفحاشاً وفُحْشاً، وأَهجَرَ إهجاراً وهُجْراً، وأَنْكَرَ إنكاراً

ونُكْراً؛ قال: وقيل بل الفُعْلُ من ذلك كلِّه الاسمُ والإفعالُ المصدر؛

قال ابن سيده: وهو الصحيح لأَن فُعْلاً ليس مصدر أَفعَل.

والعَديمُ: الفقير الذي لا مالَ له، وجمعه عُدَماء. وفي الحديث: مَنْ

يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظَلومٍ؛ العَديمُ: الذي لا شيء عنده، فعِيلٌ بمعنى

فاعل. وأَعدَمَه: مَنَعه. ويقول الرجل لحبيبه: عَدِمْتُ فَقْدَك ولا

عَدِمتُ فضلَك ولا أَعدَمني الله فضلَك أَي لا أَذهبَ عني فضلَك. ويقال:

عَدِمتُ فلاناً وأَعدَمنِيه اللهُ؛ وقال أَبو الهيثم في معنى قول

الشاعر:وليسَ مانِعَ ذي قُرْبى ولا رَحِمٍ،

يَوْماً، ولا مُعْدِماً من خابِطٍ وَرَقا

قال: معناه أَنه لا يفتقر من سائلٍ يسأله ماله فيكون كخابطٍ وَرَقاً؛

قال الأَزهري: ويجوز أَن يكون معناه ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقاً

أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه. ويقال: إنه لعَدِيمُ المعروفِ وإنه لعديمةُ

المعروف؛ وأَنشد

إني وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ،

عند الجَزورِ، عَدِيمةَ المَعْروفِ

ويقال: فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إذا كان مَجْدوداً يكسِبُ ما يُحْرَمُه

غيرُه. ويقال: هو آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم للمعدوم وأَعْطاكم

للمحروم؛ قال الشاعر يصف ذئباً:

كَسُوب له المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ،

مُحالِفُه الإقْتارُ ما يتمَوَّلُ

أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه ولا يتموَّلُ. وفي حديث المَبْعث: قالت له

خديجةُ كلا إنك تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَّ؛ هو من المَجْدُودِ

الذي يَكْسِبُ ما يُحْرَمُه غيرُه، وقيل: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ

المعدومَ الذي لا يَجِدونَه مما يحتاجون إليه، وقيل: أَرادات بالمعدوم

الفقيرَ الذي صارَ من شدَّة حاجته كالمعدوم نفْسِه، فيكون تَكْسِبُ على

التأْويل الأَولِ متعدِّياً إلى مفعول واحد هو المعدومُ، كقولك كَسَبْتُ

مالاً، وعلى التأْويل الثاني والثالث يكون متعدِّياً إلى مفعولين؛ تقول:

كَسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعطيتُه، فمعنى الثاني تُعْطي الناسَ الشيءَ

المعدومَ عندهم فحذف المفعول الأَول، ومعنى الثالث تعطي الفقراءَ المالَ فيكون

المحذوفُ المفعولَ الثاني. وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إذا حَمُقَ، فهو

عَدِيمٌ أَحْمقُ.

وأَرض عَدْماءُ: بيضاءُ. وشاةٌ عَدْماءُ: بيضاء الرأْسِ وسائرُها

مُخالِفٌ لذلك.

والعَدائمُ: نوع من الرُّطَب يكون بالمدينة يجيءُ آخرَ الرُّطَب.

وعَدْمٌ: وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كانوا يزرعون عليه فغاضَ ماؤه قُبَيْلَ

الإسلامِ فهو كذلك إلى اليوم. وعُدامةُ: ماءٌ

لبني جُشَم؛ قال ابن بري: وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعرب؛ قال الراجز:

لما رأَيْتُ أَنه لا قامَهْ،

وأَنه يَوْمُك من عُدامَهْ

(* زاد في التكملة: ويقولون قد عدّموه أي بتشديد الدال أي قالوا إنه

مجنون. وقول العامة من المتكلمين: وجد فانعدم خطأ والصواب وجد فعدم أي

مبنيين للمجهول).

عدم

1 عَدِمَهُ, with kesr to the د, (S, MA, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (S,) inf. n. عَدَمٌ, (S, MA, Msb, K,) which is anomalous [as the verb is trans.], (S,) and عُدْمٌ, (S, MA, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He had it not, was destitute of it, was without it, lacked it, wanted it, found it not, or lost it; (S, * MA, Msb, * K; *) syn. فَقَدَهُ, (S, Msb, K; *) or لَمْ يَجِدْــهُ; so says Ibn-El-Kemál in the Exposition of the Hidáyeh. (TA.) And عَدِمْتُ فُلَانًا [I wanted, or lost, such a one]. (TA.) And عُدِمَ, [inf. n. عَدَمٌ,] It lacked, wanted, was wanting, was not found, did not exist, or was lost; syn. فُقِدَ. (AHát, Msb.) [See also عَدَمٌ below.] b2: لَا يَعْدَمُنِى هٰذَا الأَمْرُ means مَا يَعْدُونِى [i. e. This thing, or affair, does not pass from me]. (S, K, TA. [In the CK, erroneously, ما يُعْدِمُنِى.]) A2: عَدِمَ as intrans.: see the next paragraph, last sentence.

A3: عَدُمَ, (K, TA,) inf. n. عَدَامَةٌ, (TA,) He was, or became, foolish, or stupid; (K, TA;) being destitute of intellect, or understanding. (TA.) 4 اعدمهُ is syn. with أَفْقَدَهُ [meaning He made him to lack, want, or lose, it, or him]: (AHát, Msb:) and has a second objective complement: one says, لَا أَعْدَمَنِى اللّٰهُ فَضْلَهُ [May God not make me to lack, want, or lose, his bounty]: (Msb:) or لَا أَعْدَمَنِى فَضْلَكَ May He (i. e. God) not make thy bounty to depart from me: and اعدمنى اللّٰهُ فُلَانًا [God made me to lack, want, or lose, such a one]. (TA.) b2: And He denied him, or refused him, (Az, MA, K, TA,) what he sought, (Az, TA,) or a thing. (MA.) b3: And He rendered him poor, needy, or destitute: (S, * K, * TA: [in the S, this meaning seems to be indicated by the context; but in the K, the context seems rather to indicate the first of the meanings expl. in this paragraph:]) in this sense, said of God. (S, K, TA) b4: أَعْدَمَنِى الشَّىْءُ means [app. The thing excited my want, or made me to want it; and hence, the thing was not found by me; or] I did not find the thing. (K.) b5: [and اعدمهُ signifies also He made it to have no existence; to be non-existent; or he annihilated it; or did away with it; agreeably with explanations of the inf. n. (إِعْدَامٌ) in the KL and PS &c., and with present usage.]

A2: اعدم as intrans., (Kr, S, Msb, K,) inf. n. إِعْدَامٌ and ↓ عُدْمٌ, (Kr, K, TA,) like إِيسَارٌ and يُسْرٌ as inf. ns. of أَيْسَرَ, and إِعْسَارٌ and عُسْرٌ as of أَعْسَرَ, and إِفْحَاشٌ and فُحْشٌ as of أَفْحَشَ, or rather the latter in every one of these instances is a simple subst., as ISd says, (TA,) signifies He (a man, S) was, or became, poor, needy, or destitute; (Kr, S, Msb, K;) as also ↓ عَدِمَ. (TA.) 7 انعدم in the phrase of the Muslim theologians وُجِدَ الشَّىْءُ فَانْعَدَمَ [meaning The thing existed, and became non-existent,] is a barbarism. (K, * TA.) عُدْمٌ: see the next paragraph.

عَدَمٌ and ↓ عُدْمٌ are inf. ns. of the trans. verb عَدِمَ, (S, M, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and each signifies, as also ↓ عُدُمٌ, Lack, or want, as meaning non-possession; or loss; [of a thing, and of a quality, or faculty, &c.;] and by predominance of application, lack, &c., of property or wealth; (K, TA;) and departure thereof; and paucity thereof; (TA;) or poverty, neediness, or destitution. (S in explanation of the first and second; respecting the latter of which, see 4, last sentence.) [Also Non-performance of an act; and non-observance of a duty &c. and Lack, or want, as meaning non-existence; and absence; or the state of being lost.]

عَدِمٌ: see عَدِيمٌ.

عُدُمٌ: see عَدَمٌ.

أَرْضٌ عَدْمَآءُ Land such as is termed بَيْضَآءُ; (K, TA;) i. e., without, as though [meaning] lacking, plants, or herbage. (TA.) b2: And شَاةٌ عَدْمَآءُ A sheep, or goat, of which the head is white and the rest differing therefrom. (K.) عَدَامٌ: see عَدَائِمُ.

عَدِيمٌ Not having, being without, lacking, wanting, not finding, or having lost: one says, هُوَ عَدِيمُ النَّظِيرِ He is one not having, without, lacking, &c., the likes [or like]; and عَدِيمُ المَعْرُوفِ [destitute of goodness, gentleness, beneficence, &c.]: and هِىَ عَدِيمَةُ المَعْرُوفِ [She is destitute of goodness, &c.]. (TA.) b2: And Poor, needy, or destitute; (S, Msb, K;) as also ↓ عَدِمٌ, (K,) and ↓ مُعْدِمٌ, (S,) and ↓ مَعْدُومٌ, (Msb, TA,) which last occurs in a trad. as meaning the poor who has become, by reason of the pressure of his want, as though himself were not existing, or lost: عَدِيمٌ signifies having no property; as also ↓ مُعْدِمٌ: and having nothing: it is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ: and its pl. is عُدَمَآءُ; erroneously said in the K to be pl. of عَدِمٌ. (TA.) b3: Also Stupid; foolish; (K, TA;) destitute of intellect, or understanding. (TA.) And Insane; demented. (IAar, Az, K, * TA.) عَدَائِمُ, (K, and so in copies of the S) or ↓ عَدَامٌ, (so accord. to other copies of the S,) A sort of fresh ripe dates found in El-Medeeneh, (S, K,) that are late [in ripening], (K,) or that come the last of fresh ripe dates. (S.) مُعْدِمٌ: see عَدِيمٌ, in two places.

مَعْدُومٌ [Lacking, wanting, not found, not existing, or lost: see عُدِمَ, of which it is the part. n.]. b2: يَكْسِبُ المَعْدُومَ means He is fortunate, or possessed of good fortune; [properly,] he attains what others are denied. (K.) It is said in a trad., إِنَّكَ لَتَكْسِبُ المَعْدُومَ وَتُطْعِمُ المَأْدُومَ. (M and TA in art. ادم: expl. voce أَدِيمٌ.) b3: See also عَدِيمٌ.
عدم
عدِمَ يَعدَم، عَدَمًا وعُدْمًا، فهو عادِم وعَدِم، والمفعول مَعْدوم وعَديم
• عدِم الشَّخصَ/ عدِم الشَّيءَ: فقده ولم يجدْــه، خسِره وافتقر إليه "عدِم مالَه- سيَّانٌ عندي وجودُك وعَدَمُك- قد لا تَعدَم الحسناءُ ذامًا [مثل]: يُضرب لاستحالة خُلُوّ الإنسان من العيب" ° المعدوم: خلافُ الموجود. 

أعدمَ يُعدِم، إعدامًا، فهو مُعدِم وعديم، والمفعول مُعدَم (للمتعدِّي)
• أعدم الشَّخصُ: صار فقيرًا "أعدَم من بعد غِنًى- كَم تشتكي وتقول إنّك مُعْدَمُ ... والأرضُ ملكُكَ والسَّما والأنجمُ- {وَوَجَدَكَ عَدِيمًا فَأَغْنَى} [ق] ".
• أعدم القاتلَ: نفَّذ فيه حكم الموت قِصاصًا "جريمة تستحقّ الإعدام- يحكم على نفسه بالإعدام سياسيًّا" ° أمر إعدام: إذن رسميّ يُصرِّح بإعدام شخص- الحُكم بالإعدام: الحكم بالموت قِصاصًا- عقوبة الإعدام: القصاص القاضِي بقتل المجرم- كتيبة الإعدام: فرقة مكلَّفة بتنفيذ حُكم الإعدام رَمْيًا بالرصاص.
• أعدمه الشَّيءَ: أفقده إيّاه "لا أعدمني اللهُ إحسانَك". 

انعدمَ ينعدم، انعدامًا، فهو منعدِم
• انعدم الأمنُ: مُطاوع عدِمَ: اختفى ولم يَعُدْ يوجد، انقرض وزال "انعدم الإحساسُ- منعدِم الضَّمير- انعدامُ الأمانة انتشر في زماننا" ° انعدام الوزن: الحالة التي يخفّ بها الإحساسُ بالوزن نظرًا لانعدام الجاذبيّة. 

إعدام [مفرد]: مصدر أعدمَ.
• كتائب الإعدام: مجموعات من الجنود، مهمَّتهم قتل الفارّين من مواجهة العدُوّ، كي يجبروا الجنود على القتال والدفاع عن أرضهم. 

انعداميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انعدام: "لديه أفكار انعداميّة".
2 - مصدر صناعيّ من انعدام: حالة من الغياب وعدم الوجود "انعداميَّة الرَّبط بين الأحداث صعّبت الوصول إلى نتائج". 

عادِم [مفرد]: ج عادمون وعوادِمُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من عدِمَ.
2 - (كم) ناتج احتراق الوقود "عادمُ الفرنِ/ السَّيَّارات- عوادمُ المصانعِ تُلوِّث الجوّ" ° أنبوب العادم في السَّيَّارة: أنبوبٌ يَخرُجُ ناتجُ احتراق الوقود منها. 

عَدَم [مفرد]: مصدر عدِمَ.
• العَدَم:
1 - ضدّ الوجود، فهو نفي شيء من شأنه أن يُوجد، الفقدان وغلَب على فقدان المال والفقر "الوجود والعَدَم- مررت برجل سواءٍ والعَدَمُ: مستوٍ هو والعَدَم- في حكم العَدَم" ° عدَمُ الأهليّة: حرمان المرء من حقٍّ أو تصرف- ينهض من العَدَم: يُبعث من جديد.
2 - كلمة تسبق المصدر فتؤدّي معنًى مضادًّا لمعناه "عدم الحضور/ الوجود: الغياب- عدم الرّسوب: النَّجاح- عدم القبول: الرّفض".
• عدم الانحياز: (سة) سياسة الدَّولة المحايدة التي ترفض اتّباع سياسةٍ مُنْحازةٍ لإحدى الدُّول الكُبْرَى المتخاصمة. 

عَدِم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عدِمَ.
2 - فقير، فاقد لشيء "عدِمٌ لصحَّته/ لمالِه". 

عُدْم [مفرد]:
1 - مصدر عدِمَ.
2 - فقر، فقدان، وغلب على فُقدان المال والفقر. 

عَدَميَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عَدَم.
2 - (سة) تيار سياسيّ استهدف تقويض جميع البنى والمؤسّسات الاجتماعيَّة، وقد ظهرت هذه الحركة لدى المثقّفين الروس الأحرار أيّام القيصر إسكندر الثاني.
3 - (سف) إنكار أيّ معتقد. 

عَديم [مفرد]: ج عُدماءُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من عدِمَ: "عديم الذَّكاء/ الرَّائحة/ الإحساس/ الحركة/ الأهميَّة" ° عديم المسئوليَّة: غير مُعَرَّض للمحاسبة من قِبل سُلْطة عُلْيا- عديم المعروف: مانعه- عديم النَّظير: لا شبيه له.
2 - فقير لا مالَ عنده "كان عديمًا ثمَّ اغتنى".
• عديم الجنس:
1 - (حي) مفتقر للمميِّزات والخصائص الجنسيَّة.
2 - (نت) لا تزاوجيّ. 

منعدمة [مفرد]
• الزَّاوية المنعدمة: (هس) ما كان ضلعاها منطبقين. 
عدم

(العُدْمُ بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْنِ، وبالتَّحْرِيكِ: الفِقْدَانُ) والذَّهَابُ. (و) قَدْ (غَلَبَ على فِقْدَانِ المَالِ) وقِلَّتِه.
(عَدِمَهُ، كَعَلِمَهُ، عُدْمًا، بِالضَّمِّ، وبِالتَّحْرِيكِ) الأَخِيرُ على غَيْر قِياسٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: والعَدَمُ أَيْضًا: الفَقْرُ. وكَذَلِك العُدْمُ، إِذا ضَمَمْتَ أَوَّلَه خَفَّفَتَ. وَإِن فَتَحْتَ ثَقَّلْتَ. قَالَ أَبو دَهْبَلٍ:
(مُتَهَلِّلٌ بِنَعَمْ، بِلاَ مُتباعِدٌ ... سِيَّانِ مِنْهُ الوَفْرُ والعُدْمُ)

وَقَالَ عامِرُ بنُ حَوْطٍ:
(وَلَقَد عَلِمْتُ لَتَاْتِيَنَّ عَشِيَّةٌ ... لَا بَعْدَها خَوْفٌ عليَّ وَلَا عَدَمُ)

قَالَ: وَكَذَلِكَ الجُحْدُ والجَحْدُ، والصُّلْبُ والصَّلَبُ، والرُّشْدُ والرَّشَدُ، والحُزْنُ والحَزَنُ.
(وأَعْدَمَهُ اللَّهُ) تَعَالَى، أَيْ أَفْقَرَهُ.
(وأَعْدَمَنِي الشَّيْءُ: لم أَجِدْهُ) ، وَبِه فُسِّر قَولُ لَبِيد:
(ولَقَدْ أَغْدُو وَمَا يُعْدِمُنِي ... صَاحِبٌ غَيرُ طَوِيلِ المُحْتَبَلْ)

يَقولُ: لَيْسَ مَعِي أَحدٌ غَيْرُ نَفْسِي وفَرَسِي. والمُحْتَبَلُ: مَوْضِعُ الحَبْلِ فَوقَ العُرْقُوبِ، وطُولُ ذَلِك المَوْضِع عَيْبٌ، هَكذا هُوَ بِضَمِّ الباءِ فِي نُسَخِ التَّهْذِيب، وَهِي رِوَايَة أَبِي عَمْرو. (وأَعدَمَ) الرَّجلُ (إِعْدَامًا وعُدْمًا، بالضَّمِّ: افْتَقَرَ) وصارَ ذَا عُدْمٍ، عَن كُرَاعٍ، فَهُوَ عَدِيمٌ ومُعْدِمٌ، لَا مالَ لَهُ، قالَ: ونَظيرُه أَيْسَرَ إِيْسارًا ويُسْرًا، وأَعْسَرَ إِعْسارًا وعُسْرًا، وأَفْحَشَ إِفْحاشًا وفُحْشًا، قَالَ: وقِيلَ: بَلِ الفُعْلُ من ذلِك كُلّه الاسمُ، والإِفْعَالُ المَصْدَرُ. قَالَ ابنُ سيدَه: ((وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ لأنَّ فُعْلاً لَيْسَ مَصْدَرَ أَفْعَل)) ، انْتَهَى. وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ فِي مَعْنَى قَولِ الشَّاعر:
(وليسَ مانِعَ ذِي قُرْبَى وَلَا رَحِمٍ ... يَومًا وَلَا مُعْدِمًا من خابِطٍ وَرَقَا)

أَي: لَا يَفْتَقِرُ مِنْ سَائِلٍ يَسْأَلُه مَالَه، فَيَكُون كَخابِطٍ وَرَقَا. قالَ الأَزْهَرِيُّ: (و) يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَعدَمَ (فُلانًا) ، إِذا (مَنَعَه) طَلِبَتَه، والمَعْنَى: وَلَا مانِعًا من خابطٍ وَرَقًا.
(و) العَدِمُ، (كَكَتِفٍ: الفَقِيرُ) ، وَقد عَدِمَ بالكَسْرِ، (ج: عُدَمَاءُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ أَنَّه جَمْعُ العَدِيمِ لَا العَدِمِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُ وَاحدٍ.
(وأَرْضٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ) أَي: لَا نَباتَ بهَا، فإنَّها عَدِمَت النَّباتَ.
(وشَاةٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ الرَّأْسِ وسائِرُها مُخالِفٌ لَهُ) .
(والعَدَائِمُ: رُطَبٌ) يَكُونُ (بالمَدِينَةِ) - على ساكِنَها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام - (يَتَأَخَّرُ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَجِيءُ آخِرَ الرُّطَبِ.
(والعَدِيمُ: الأَحْمَقُ) لِفِقْدَانِ عَقْلِهِ، (وقَدْ عَدُمَ - كَكَرُمَ -) عَدَامَةً.
(و) العَدِيمُ: (المَجْنُونُ) لَا عَقْلَ لَهُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
(و) العَدِيمُ: (الفَقِيرُ) لَا مَالَ لَهُ وَلَا شَيْءَ عِنْدَه، فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِل. وَفِي الحَدِيثِ:
((مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عَدِيمٍ وَلَا ظَلُومٍ)) وجَمْعُهُ عُدَمَاء. (وقَولُ المُتَكَلِّمِين: وُجِدَ) الشَّيءُ (فانْعَدَمَ) مِنْ (لَحْنِ) العَامَّةِ، وَوَجَّهُوه بأَنَّ الفِعلَ مُطاوِعُ فَعِلَ، وَقد جَاءَ مُطاوِع أَفعلَ، كَأَسْقَفْتُه فانْسَقَفَ، وأَزْعَجْتُه فانْزَعَج قَلِيلاً، ويُخَصُّ بالعِلاجِ والتَّأْثير، فَلَا يُقالُ: عَلِمْتُه فانْعَلَمَ، وَلَا عَدِمْتُه فانْعَدَمَ، وقالَ ابنُ الكَمالِ فِي شَرْحِ الهِدَاية: فإنَّ عَدِمْتُه بِمَعْنى لم أَجِدْه، وحَقِيقَتُه تَعودُ لِقَوْلِك: مَاتَ، وَلَا مُطَاوِعَ لَهُ، وَكَذَا أَعْدَمْتُ؛ إذْ لَا إِحداثَ فِعْل فِيهِ وَفِي المُفَصَّل للزَّمَخْشَرِي: وَلَا يَقَع أَي: انْفَعَل حَيثُ لَا عِلاجَ وَلَا تَاْثِيرَ، ولِذَا كَانَ قَولُهم: انْعَدَم خَطَاً.
(وعَدَامَةُ: ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ) نَقلَه الجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهِي طَلُوبٌ أبعدُ ماءٍ للْعَرَب، قالَ الراجزُ:
(لَمَّا رَأَيتُ أَنَّه لَا قَامَهْ ... )

(وأَنَّه يَومُك مِن عُدَامَةْ ... )
قُلتُ: وَقَالَ نَصْر: عُدَامَة: ماءٌ لِبَنِي نَصْر بنِ مُعاوِيَة بن هَوَزان، وَهِي طَلوبٌ أبعدُ ماءٍ بِنَجْدٍ قَعْرًا.
(و) يُقَال: (وَهُوَ يَكْسِبُ المَعْدُومَ، اي مَجْدودٌ يَنَالُ مَا يُحْرَمُه غَيرُه) ، وَفِي حَديثِ المَبْعَثِ: قَالَت لَهُ خَدِيجَةُ: ((كَلاَّ إِنَّك تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ)) هُوَمن ذلِك وَقيل: أَرادَتْ تَكْسِبُ النَّاسَ الشَّيءَ المَعْدُومَ الَّذِي لَا يَجِدونَه، مِمّا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ، فَيَكُونُ على الأَوَّلِ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولٍ واحدٍ كَقوْلك: كَسَبْتُ مَالاً، وعَلى الثَّاني إِلَى مَفْعُولَين، تقولُ: كَسَبتُ زيدا مَالاً، أَي: أَعْطَيْتُه، أَي تُعطِي النَّاسَ الشيءّ المَعْدُومَ عِنْدَهم، فَحَذَف المَفعولَ الأَولَ.
(وَمَا يَعْدِمُنِي هَذَا الأَمْرُ) أَي: (مَا يَعْدُونِي) . نَقلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُ لَبِيدٍ السَّابِقُ، هَكَذا يُرْوَى بِفَتْحِ الياءِ بِخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيِّ، ورَوَاهُ أَبُو عَمْرو وغَيرُه بضَمِّ الْيَاء، وَقد تَقدَّم.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
يُقالُ: لَا أَعْدَمَنِي اللَّه فَضْلَكَ، أَي: لَا أَذْهَبَه عَنِّي.
ويُقال: عَدِمتُ فُلانًا، وأَعْدَمَنِيه اللَّهُ.
وَهُوَ عَديمُ النَّظِيرِ، أَي: فَاقِدُ الأَشْباهِ.
وعَدِيمُ المَعْرُوفِ، وَهِي عَدِيمَةُ المَعْرُوفِ، قَالَ:
(إنِّي وَجَدتُ سُبَيْعَةُ ابنةَ خالِدٍ ... عندَ الجَزُورِ عَدِيمَةَ المَعْرُوفِ)

ويُروَى فِي حَدِيثِ خَدِيجَة ((المَعْدُوم)) بمَعْنَى الفَقِير الّذي صَارَ مِن شِدَّةِ حاجَتِه كالمَعْدُومِ نَفْسِه، وعَلَى هَذَا فَهُوَ مُتَعَدٍ إِلَى مَفْعُولَين، كالوَجْهِ الثّاني الَّذِي تَقَدّم، أَي: تُعطي الفَقِيرَ المَالَ، فحَذَفَ المَفعولَ الثَّانِي.
وعَدَمٌ، مُحَرَّكَةً: وادٍِحَضْرَ مَوْتَ، كَانُوا يَزْرَعُون عَلَيْهِ، فَغَاضَ ماؤُه قُبَيْلَ الإسْلاَمِ، فَهُوَ كذلِك إِلَى اليومِ.
والشَّرِيفُ العَدَّامُ: هوَ يَحْيَى الجُوطِيُّ الحَسَنِيُّ: أَحدُ مُلُوك فَاس. والعَدِيمُ - كأمِيرٍ - لقَبُ هارُونَ بنِ مُوسَى بنِ عِيسَى العامِرِيِّ، من وَلَدِه الصَّاحبُ كَمالُ الدينِ أَبُو القاسِمُ عُمرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ هِبَةِ اللهِ، أَحَدُ شُيوخِ الشَّرَف الدِّمياطيِّ، وَهُوَ الَّذِي صَنَّفَ تارِيخًا كَبِيرًا لِحَلَبَ.
باب العين والدّال والميم معهما ع د م- ع م د- د ع م- م ع د- د م ع مستعملات م د ع- مهملة

عدم: العَدَمُ: فقدانُ الشيء وذهابه، والعُدْمُ لغة. إذا أرادوا التثقيل فتحوا العين، وإذا أرادوا التخفيف ضمُّوها. عَدِمْتُ فلاناً أَعْدَمُهُ عَدَماً، أي: فقدته أفقده فقداً وفقداناً، أي: غاب عنك بموت أو فقدٍ لا يقدر عليه. وأَعْدَمَهُ الله مني كذا، أي: أفاتَه. ورجلٌ عديمٌ لا مالَ له، وقد عَدِمَ مالَه وفَقَدَهُ وذهَبَ عنه. والعديمُ: الفقيرُ، لأنّه فقد الغنى، وأَيِسَ منه، ويجوز جمعُه على: عُدَماء، كما يجمع الفقير فُقَراء. قال :

فعَديمُنا متعفّفٌ متكرِّمٌ ... وعلى الغنيّ ضمانُ حقِّ المُعْدِمِ

وأَعْدَمَ فهو مُعْدِمٌ، وأفقر فهو مفقر، أي: نزل به العُدْمُ والفقر فهو صاحبه. قال حسان بن ثابت :

ربّ حِلْمٍ أضاعه عدم المال ... وجهلٍ غطَّى عليه النّعيم لأنّه إذا كان فقيراً لم ير النّاسُ له قيمةً، ولا ينتفعون بحِلْمِه، ولا يهابونه، وإذا كان غنيّاً هِيبَ واحتُمِلَ له، وإن كان جهولاً طَمَعاً فيما عنده. قال :

أما تَرَيْني اليومَ لا أعدو غَنَمْ ... أعينُ ما اسطعْتُ وعَوْني كالعَدَمْ

قال حمّاس: قوله: لا أعدو غنم، أي: ليس لي فضل على الغنم. أي: على حفظها، ويكون المعنى ليس عندي منفعة، ولا كفاية إلا مثل كفاية شاة من الغنم.

عمد: عَمَدْتُ فلاناً أَعْمِدُهُ عَمْداً، أي: قصدته وتعمّدته مثله. والعَمْدُ: نقيض الخطأ. والعمدان: تعمّد الشيء بعمادٍ يمسكه ويعتمد عليه. والعُمُد: جمع عِمادٍ، والأَعْمِدَةُ جمع العَمود من حديد أو خشب. وعَمُود الخباء من خشب قائم في الوسط. وأهل عَمُود وعِماد: أصحاب الأخبية، لا ينزلون غيرها. وقوله: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ

أي: في شبه أخبية من نار ممدودة، ويقرأ في عُمُد، لغة، وهما جماعة عَمُود، وعَمَد بمنزلة أديم وأَدَم، وعُمُد بمنزلة رسول ورُسُل. ويقال: هي أوتاد أطباق تطبق على أهل النّار، ولا يدخل جهنّم بعد ذلك ريحٌ ولا يخرج منها تنفّس. والعُمُدُّ: الشابّ الشديدُ الممتلىءُ شباباً. يقال: عُمُدٌّ وعُمُدّانيّ وعُمُدّانيّون، والمرأة: عُمُدّانيّة، أي: ذات جسم وعبالة، وهو أملأ الشباب وأردؤه. الدّال شديدة في كله. عُمْدان: اسم جبل. والعمود عرق الكبد الذي يسقيها. ويقال للوتين: عمود السَّحر. وعمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرُّهابَة إلى دُوَيْن السُّرّة في وسطه يشقّ من بطن الشّاة. وعَمودُ السّنان ما توسّط شفرتيه من أصله، وهو الذي فيه خيط العَيْر. ورجلا الظّبي عموداه. وعَمودُ الأمر: قوامُه الذي يستقيم به. وعمود الأذن: معظمها وقوامها الذي تثبت عليه الأذن. وعميد القوم: سيّدهم الذي يعتمدون عليه في الأمور، إذا حَزَبَهُمْ أمرٌ فزعوا إليه وإلى رأيه. والعميد: المعمود الذي لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ بالوسائد. ومنه اشتق القلب العميد وهو المعمود المشغوف الذي قد هدّه العشق وكسره فصار كشيء عُمِدَ بشيء. قال امرؤ القيس :

أأذكرتَ نفسَكَ ما لن يَعُودا ... فهاج التّذكُّرُ قلباً عميدا

يقال: قلب عميد معمود معمّد. قال جميل :

فقلتُ لها يا بَثْنُ أوصيتِ كافيا ... وكل امرىء لم يرعَهُ الله معمودُ

والعَمْدُ: ارتكابك أمراً بجدٍّ ويقين. تقول: فعلته عَمْداً على [عين] وعمد عين، وتعمّدت له وأتيت ذلك الأمر متعمّداً ومعتمداً بمعناه. قال :

فزادك الله غمًّا إذا كلفت بها ... وإذا أتيت الذي أبلاك معتمدا وعَمِدَ السّنام يَعْمَدُ عَمَداً فهو عَمِدٌ إذا كان ضخماً وارياً فحمل عليه ثقل فكسره ومات فيه شحمه فلا يستوي فيه أبداً كما يَعْمَدُ الجُرْحُ إذا عسر قبل أن ينضج بيضته فَيرِم. وبعيرٌ عَمِدٌ، وسنام عَمِدٌ، وناقة عَمِدَةٌ. وثرىً عَمِدٌ، أي: بلّته الأمطار، وأنشد أبو ليلى :

وهل أحطبن القومَ بعد نُزولِهِمْ ... أصولَ ألاء في ثرى عمد جعد

وبعير معمود، وهو داءٌ يأخذه في السّنام. وقوله خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها . يقال: إنّ الله عجّب الخلق من خلق السّماوات في الهواء من غير أساس وأعمدة، وبناؤهم لا يثبت إلا بهما، فقال: خلقتهما من غير حاجة إلى الأعمدة ليعتبر الخلق ويعرفوا قدرته. وقال آخر: بغير عَمَدٍ ترونها، أي: لها عَمَدٌ لا ترونها. ويقال: عَمَدُها جَبَلُ قافٍ، وهي مثلُ القُبّة أطرافُها على ذلك الجَبَلِ والجَبَلُ محيط بالدّنيا من زبرجَدَةٍ خَضْراءَ وخضرةُ السّماءِ منه، فإذا كان يوم القيامة صيّره الله ناراً تحشر النّاس من كلّ أَوْبٍ إلى بيت المقدس. وأمّا قول ابن ميّادة :

وأَعْمَدُ من قومٍ كفاهم أخوهم

فإنهُ يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا. قال عرّام: يقول: إنّي أجدُ من ذلك أَلَماً ووجعاً، أي: لا أعمد من ذاك. ويعني بقول أبي جهل حين صرع: أعمد من سيّد قتله قومه، أي: هل زاد على سيّدٍ قتله قومه، والعرب تقول: أعْمَدُ من كَيْلٍ مُحِقَ، أي: هل زاد على هذا؟دعم: الدَّعْمُ : أن يميلَ الشيءُ فَتَدْعَمَهُ بِدِعامٍ، كما تَدْعَمُ عروشَ الكَرْمِ ونحوه فَتَدْعَمُهُ بشيءٍ يَصيرُ له مِساكاً. وجمعُهُ: دعائم. قال:

لمّا رأيت أنّه لا قامَه ... وأنّه النزعُ على السآمة

جذبت جذباً زعْزَعَ الدِّعامة

وقال:

لأَدْعَمَنَّ العيسَ دَعْماً أيَّما ... دعمٍ يثنّي العاشقَ المتيّما

وقال:

لا دَعْمَ بي لكنْ بليلى دَعْمُ ... جارية في وَرِكّيْها شحم

قوله: لا دعم بي، أي: لا سِمَنَ بي يدعمني، أي: يقوّيني. والدِّعامتان: خشبتا البكرة، بمنزلة القائمتين من الطين. والدِّعامة: اسم الخشبة التي يُدْعَم بها. والمدعومُ الذي يميل فَتَدْعَمُهُ ليستمسك. والمدعومُ الذي يُحْملُ عليه الثِّقلُ من فوق كالسَّقف يُعْمَدُ بالأساطين المنصوبة. دُعْمِيّ: اسم أبيٍّ حي من ربيعة، ومن ثقيف. ويقال للشيء الشّديد الدِّعام: إنّه لدُعْمِيّ. قال رؤبة : حاول منه العرضُ طولاً سَلْهَبا ... أكْتَدَ دُعْميَّ الحوامي جسزبا

ودُعْمِيُّ كلِّ شيءٍ أشدُّه وأكْثَرُهُ. والدَّعْمُ: تقويةُ الشيءِ الواهنِ، نحو: الحائط المائل فتدعَمه بدِعامةٍ من خلفه، وبه يشبّه الرّجل السيّد يقال: دِعامةُ العشيرة، أي: به يتقوَّوْن. ودعائم الأمور: ما كان قوامها.

معد: الْمَعِدَةُ: [ما] يستوعبُ الطعام من الإنسان، والمِعْدَةُ لغةٌ. قال:

معداً وقلْ لجارتَيْك تمعدا ... إنّي أرى المعد عليها أجودا

قال هذا ساقٍ يسقي إبِلَهُ فاستعان بجاريته إذ لا أعوان له يقول: امعدْ ونادِ جاريتك. والمَعْدُ: أن تأخذَ الشيء من الرّجل ويأخذَهُ منك. والمَعْدُ: نزعُ الماء من البئر. ومُعِدَ الرّجل فهو [مَمْعُودٌ ] ، أي: دويت معدته فلم يستمرىء ما يأكل واشتكاها. ويجوز جمعه على المِعَدِ. مَعَدّ: اسم أبي نزار. والتّمعدُدُ: الصبر على عيشهم في سفر وحضر. تَمَعْدَدَ فلانٌ. وكذلك إذا عاد إليهم بعد التحوّل عنهم إلى غيرهم. والمَعَدُّ مشددة الدّال: اللحم الذي تحت الكتف، أو أسفل منه قليلاً، من أطيب لحم الجنب . ويقال: المَعَدّان من الفرس ما بين كتفيه إلى مؤخر متنيه. قال ابن أحمر :

وإمّا زالَ سرجٌ عن معدٍّ ... وأَجْدِرْ بالحوادثِ أن تكونا

وقال :

وكأنّما تحتَ المعدِّ ضئيلةٌ ... ينفي رُقادَكَ لَدْغُها وسِمامُها

ومَثَلٌ تضربه العرب: قد يأكلُ المعدّيّ أكل السوء، وهو في الإشتقاق يخرج على مَفْعَل، وعلى تقدير فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ونحوه، ولم يشتقّ منه فِعْلٌ. مَعْدان: اسم رجل، ولو اشتق منه من سعة المعدة فقيل: معدان واسع المعدة لكان صواباً. والمُعَيْديْ: رجل من كنانة صغير الجثة عظيم الهيبة قال له النّعمان: أن تسمع بالمعَيْديْ خير من أن تراه فذهب مثلا. والمعد: الجَذْبُ. مَعَدْته مَعْداً. ويقال: امْعَدْ دَلْوَكَ، أي: انزَعْها وأَخْرِجْها من البئر. قال الراجز :

يا سعدُ يا ابن عَمَل يا سَعْدُ ... هل يُروِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ معد والمَعْدُ: الغضّ من الثّمار. والتَّمَعْدُدُ: التّردُّد في الّلصوصيّة.

دمع: دَمِعَتِ العينُ تدمَعُ دَمَعاً ودَمْعاً ودُمُوعاً. من قال: دمعت قال: دمعا، ومن قال: دَمَعَتْ قال: دَمْعاً. وعين دامعة، والدّمْع: ماؤها. والدَّمْعَة القطرة. والمَدْمَعُ: مجتمع الدّمع في نواحيها. يقال: فاضت مدامعي ومدامع عيني. والماقيان من المدامع، وكذلك المؤخّران. وامرأة دَمِعَةٌ: سريعة الدمعة والبكاء، وإذا قلت: ما أكثر دَمْعَتَها خفّفت، لأنّ ذلك تأنيث الدمع. قال :

قد بليت مهجتي وقد قرح المد ... مع ...

ويقال للماء الصّافي: كأنّه دمعة. والدَّمّاع من الثّرى ما تراه يتحلّب عنه النّدى، أو يكاد. قال :

من كلِّ دمَّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ ... يُثِرْنَ صيفيّ الظّباءِ الغُفَّلِ

ودُمّاعُ الكَرْمِ ما يسيل منه أيّام الربيع. والدَّمّاعُ: ما تحرّك من رأس الصبيّ إذا ولد ما لم يشتدّ، وهي اللّمّاعة والغاذية أيضاً. وشجّة دامعة: تسيل دما. 

قرص

قرص


قَرَصَ(n. ac. قَرْص)
a. Pinched; squeezed; pained.
b. Stung; bit; hurt.
c. [acc. & Bi], Hurt, slandered.
d. Took, seized.
e. Cut.
f. Rinsed, washed; rubbed.
g. Rolled out, made into flat cakes (dough).

قَرِصَ(n. ac. قَرَص)
a. Was a slanderer, a back-biter.

قَرَّصَa. see I (e) (f), (g).
d. Cooled (water).
e. Rendered sour (milk).
قَاْرَصَa. Pinched.
b. Defamed.

تَقَاْرَصَa. Defamed each other.

قُرْص
(pl.
قِرَصَة
قِرَاْص
أَقْرَاْص
38)
a. Flat round cake.
b. Disk.
c. [ coll. ]
see
N. P.
قَرَّصَ
(a. c ).
d. Honey-comb.

قُرْصَة
(pl.
قُرَص)
a. see 3 (a) (b).
مِقْرَصَة
(pl.
مَقَاْرِصُ)
a. Receptacle for milk.

قَاْرِصa. Pinching; biting, stinging; painful.
b. Sour, acid, sharp.
c. A certain stinging insect.

قَاْرِصَة
(pl.
قَوَاْرِصُ)
a. fem. of
قَاْرِصb. Stinging, biting, caustic (word)

قَرِيْصa. Nettle.

قَرُوْص
قَرَّاْصa. see 21 (a)
قُرَّاْصa. see 25b. Bright, glaring (red).
قُرْصَاْن
( pl.

قَرَاصِيْن )
a. [ coll. ], Pirate, corsair.

مِقْرَاْصa. Knife with curved point.

N.P.
قَرَّصَa. Cut in pieces.
b. Round, rounded.
c. A round convex ornament worn by women.

قُرَّيْص
a. [ coll. ]
see 25
(قرص) الرجل قرصا دَامَ على المنافرة والغيبة

قرص



قُرْصٌ A round convex ornament worn on the crown of the tarboosh. (See Modern Egypt. Appendix A.)
(قرص) مُبَالغَة قرص والعجين قطعه أقراصا وَالْمَاء برده حَتَّى صَار يقرص بِبرْدِهِ
ق ر ص: (الْقَرْصُ) بِالْإِصْبَعَيْنِ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (قَرْصُ) الْبَرَاغِيثِ لَسْعُهَا. وَ (الْقُرْصُ) وَ (الْقُرْصَةُ) مِنَ الْخُبْزِ وَجَمْعُ الْقُرْصَةِ (قُرَصٌ) كَصُبْرَةٍ وَصُبَرٍ. وَ (قَرَصَ) الْعَجِينَ مِنْ بَابِ نَصَرَ قَطَعَهُ قُرْصَةً قُرْصَةً وَ (قَرَّصَهُ) أَيْضًا بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّكْثِيرِ. وَ (قُرْصُ) الشَّمْسِ عَيْنُهَا. 
قرص
القَرْصُ: باللِّسَانِ وبالإِصْبَع، يَقْرُصُه بهما. وأتَتْني من فلانٍ قَوَارِصُ، الواحدة قارِصَة. والقُرْصُ: من الخُبْزِ وما أشْبَهَه؛ جَمْعُه قِرَصَةٌ. وعَيْنُ الشَمس: قُرْصٌ.
وقَرِّصْ عَجِيْنَكَ: أي اقْطَعْهُ قِرَصَةً.
وفي الحَدِيتَ في دَمِ الحَيْضِ: " اقْرُصِيه " أي اقْطَعِيه بالماء.
والقَرِيْصُ: ضَرْبٌ من الأدْمِ. ولَبَنٌ قارِصٌ: يَحْذي اللِّسان، ومَصدَرُه القُرُوْصَةُ.
ولجامٌ قَرّاصٌ وقَرُوْصٌ: يُؤذي الدابَّةَ.
وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصَّعٌ بالجَوْهَر. والقُرّاصُ: نَباتٌ،1لواحدة قُرّاصَةٌ. وقيل: هو الوَرْسُ. ويقولون: أحْمَرُ قُرّاصٌ: شَدِيدُ الحُمْرَةِ.
وقَرْقَصَ بالجِرْو: أي دَعاه وقال له قُرْقوص.
(قرص) - في حديث دَمِ الحيض، قال: "فَلْتَقْرِصْه بشَيءٍ من الماءِ "
القَرصُ - ها هنا -: الدَّلْكُ بأَطْرافِ الأَصابع والأظفارِ ويُصَبُّ عليه المَاءُ حتى يَذهَبَ أَثرُهُ.
وقَرصْتُه: إذا قَبضْتَ بإصْبَعِك على جِلدِه ولحمِه فآلَمْتَه، وقَرصْتَه: شَتَمْتَه وتَناوَلْتَه باللِّسَان والتَّقْرِيص مثله، وذَلك أَبلغُ في غَسْل الدَّم مِن أن يُغْسَل باليَدِ.
- وفي حديث ابن عُمَيْر: "قَارِصٌ قُمارِصٌ"
: أي اللَّبَن الذي يَقرُص اللِّسان.
- في حَديثِ عَليٍّ - رضي الله عنه -: "فوقَصَتْه قَارِصَةٌ "
القَارِصَة والقَامِصَة ذكرا في الواو.
(ق ر ص) : (الْقَرْصُ) الْأَخْذُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِع مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) حُتِّيهِ (وَاقْرُصِيهِ) وَقَوْلُهُ «أَنْهِرْ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ إلَّا مَا كَانَ فَرْضًا بِالسِّنِّ» الصَّوَاب قَرْصًا بِالْقَافِ وَالصَّادِ (وَفِي حَدِيثِ) عَلِيٍّ أَنَّهُ قَضَى (فِي الْقَارِصَةِ) وَالْقَامِصَةِ وَالْوَاقِصَةِ بِالدِّيَةِ أَثْلَاثًا هُنَّ ثَلَاثُ جَوَارٍ كُنَّ يَلْعَبْنَ فَتَرَاكَبْنَ فَقَرَصَتْ السُّفْلَى الْوُسْطَى فَقَمَصَتْ أَيْ وَثَبَتْ فَسَقَطَتْ الْعُلْيَا فَوُقِصَتْ عُنُقهَا أَيْ انْدَقَّتْ فَجَعَلَ ثُلُثَيْ الدِّيَةِ عَلَى الثِّنْتَيْنِ وَأُسْقَطَ ثُلُثَ الْعُلْيَا لِأَنَّهَا أَعَانَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَإِنَّمَا قِيلَ الْوَاقِصَةُ وَالْقِيَاس الْمَوْقُوصَة مُحَافَظَةً عَلَى الْمُشَاكَلَةِ.
[قرص] القَرْصُ بالإصبعين. وقد قَرَصَهُ يقرصه بالضم قرصا. وقرص البراغيث: لسعها. والقارِصَةُ: الكلمة المؤذية. قال الشاعر : قَوارِصُ تَأتيني وتَحْتَقِرونها * وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإناَء فيُفْعَمُ * وفي الحديث أن امرأةً سألته عن دمِ المحيض فقال: " اقْرُصيهِ بماءٍ "، أي اغسليه بأطراف أصابعك. ويروى " قَرِّصيهِ " بالتشديد. قال أبو عبيد: أي قَطِّعيهِ به. والقُرْصُ بالضم والقُرْصَةُ من الخبز. وجمع القُرْصِ قِرَصَةٌ وأقراص، مثل غصن وغصنة وأغصان، وجمع القرصة قرص، مثل صبرة وصبر. وقرصت المرأة العجين تَقرُصُهُ قَرْصاً، وقَرَّصَتْهُ تَقْريصاً، أي قطعته قُرْصَةً قُرْصَةً. والتشديد للتكثير. وقُرْصُ الشمس: عينُها. والقارِصُ: اللبن الذي يَحْذي اللسان. وفي المثل: " عَدا القارِصُ فَحَزَرَ " أي جاوز إلى أن حَمِضَ. يعني تفاقم الأمر واشتدّ. والقُرَّاصُ البابونج، وهو نَوْرُ الأقحُوان إذا يبس، الواحدة قراصة. عن أبى عمرو. 
ق ر ص : الْقُرْصُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَقْرَاصٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَقِرَصَةٌ مِثْلُ عِنَبَةٍ وَقَرَّصْتُ الْعَجِينَ بِالتَّثْقِيلِ قَطَعْتُهُ قُرْصًا قُرْصًا وَقَرَصْتُ الشَّيْءَ قَرْصًا مِنْ بَابِ قَتَلَ لَوَيْتُ عَلَيْهِ بِأُصْبُعَيْنِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ قَرَصَهُ بِظُفْرَيْهِ أَخَذَ جِلْدَهُ بِهِمَا.
وَفِي الْحَدِيثِ «حُتِّيهِ ثُمَّ اُقْرُصِيهِ» فَالْقَرْصُ الْأَخْذُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْقَرْصُ الْغَسْلُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ وَقِيلَ هُوَ الْقَلْعُ بِالظُّفْرِ وَنَحْوِهِ وَقَوْلُهُ «ثُمَّ اغْسِلِيهِ بِالْمَاءِ» أَمَرَ بِغَسْلِهِ ثَانِيًا بَعْدَ الْغَسْلِ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ مُبَالَغَةٌ فِي الْإِنْقَاءِ وَيَقْرُبُ مِنْ ذَلِكَ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ بَعْدَ الْحِجَارَةِ لَكِنَّهُ لَا يَجِبُ هُنَا دَفْعًا لِلْحَرَجِ لِتَكَرُّرِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَقَرَصَهُ بِلِسَانِهِ قَرْصًا آذَاهُ وَنَالَهُ مِنْ جِهَتِهِ قَارِصَةٌ أَيْ كَلِمَةٌ مُؤْلِمَةٌ. 
ق ر ص

قرص جلده بظفريه، وقرصه قرصة مؤلمة وقرصات. وقرّصت المرأة العجين إذا قطعته لتبسطه. والقرصة والقرص: اسم ما تقرصه كما أن الخبزة والخبز اسم ما تخبزه. وقرّصته تقريصاً: قطعته قرصة قرصة ومن المجاز: لاتزال تقرصني منك قارصة: كلمة مؤذية. وأتتني منك قوارص. قال الفرزدق:

قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم

وكانت بينهما مقارصات. ورأيتهما يتقارظان، ثم رأيتهما يتقارصان. ولبن ونبيذ قارص: يحذي اللسان، وفيه قروصة. قال:

ثم استقوا بشفارهم للهاتها ... كالزّيت فيه قروصة وسواد

وهو داء يأخذ عن الماء الآجن. وفي الحديث " اقرصيه " ولجام قرّاص وقروص: يؤذي الدابة. وأنشد المازنيّ:

ولولا هذيل أن أسوء سراتها ... لألجمت بالقرّاص بشر بن عائذ

وقرصة البعوض. وتقول: قرصهم البعوض قرصات، رقصوا منها رقصات. وقرصه البرد، وبرد قارس: قارص. وقرّص الماء: برّده حتى صار يقرص ببرده. وغاب قرص الشمس.
[قرص] نه: فيه: "اقرصيه" بالماء، أي دم الحيض، وروى: قرصيه، القرص والتقريص: الدلك بأطراف الأصابع والأظفار مع صب الماء عليه، وهو أبلغ من غسله بجميع اليد، وقيل: قرصته- بالتشديد، أي قطعيه. ك: "فلتقرصه"، بضم راء. ج: "تقرص" الدم، من قرصت الدم من الثوب بالماء: قطعته، كأنها تقصد إليه من سائر الثوب فتغسله فكأنه قطع. ط: ومنه: إلا كما يجد ألم "القرصة"، وهو بالفتح وسكون الراء، وذلك في شهيد دون شهيد أي فيمن يتلذذ بذل مهجته في الله كقول ذلك الأنصاري: ولست أبالي حين أقتل. ز: بل وجد في غيره أيضًا فإن هذا الكاتب لما جرحه مؤذ من أهل البدع لم يجد ألمه إلى أن عوفي في بضعة وعشرين يومًا لا في وقت الجرح ولا في وقت العلاج ولا في وقت الخيط إلا في ثلاث إبرة وجد فيها كقدر القرصة بعينها وقد نقب بها ستة عشرة ثقبة، وقد وجد مثله أخونًا وذلك من فضل الله وتيسيره وهو خالق كل شيء. ط: ومنه: إن "قرصتك" نملة أحرقت أمة! هذا هو الموحى بها، أي أوحى إليه إن قرصتك نملة أي عضتك، وفيه جواز إحراق تلك النملة القارصة، فلعله كان في شريعتهم وفي شرعنا لا يجوز إحراق حيوان أصلًا، ولا يجوز قتل النملة في مذهبنا للنهي عن قتل الدواب الأربعة. نه: وفيه: فتأتي بثلاثة "قرصة"، هي كعنبة جمع قرص: الرغيف. ج: والقرص جمع الجمع. نه: وفي ح علي: قضى في "القارصة" والقامصة والواقصة بالدية أثلاثًا، هن ثلاث جوار كن يلعبن فتراكبن فقرصت السفلى الوسطى فقمصت فسقطت العليا فوقصت عنقها، فجعل ثلثي الدية على الثنتين وأسقط ثلث العليا لأنها أعانت على نفسها، القارصة فاعل من القرص بالأصابع. وح: "لقارص" قمارص أراد لبنًا يقرص، اللسان لحموضته، والقمارص تأكيد له وميمه زائدة. ومنه ح:
لكن غذاها اللبن الخريف ... المخض والقارص والصريف
(ق ر ص)

القرص: التجميش والغمز بالإصبع حَتَّى تؤلمه.

قرصه يقرصه قرصاً.

وَيُقَال مثلا بذلك: قرصه بِلِسَانِهِ.

والقارصةُ: الْكَلِمَة المؤذيةُ.

وشارب قارص: يحذي اللِّسَان.

قرص يقرص قرصاً.

والقارص: الحامض من ألبان الْإِبِل خَاصَّة.

والقمارص: كالقارص، مِثَاله: " فماعل ". هَذَا فِيمَن جعل الْمِيم زَائِدَة، وَقد جعلهَا بَعضهم أصلا، وَسَيَأْتِي.

والمقرص: المقطع الماخوذ بَين شَيْئَيْنِ.

وَقد قرصه، وقرصه. وَفِي الحَدِيث: " أَن امْرَأَة سَأَلته عَن دم الْحيض فِي الثَّوْب فَقَالَ: قرصيه بِالْمَاءِ ".

وقرص الْعَجِين: قطعه ليبسطه.

والقرصة، والقرص: الْقطعَة مِنْهُ. وَالْجمع: أَقْرَاص، وقرصة، وقراص.

والقرص: عين الشَّمْس، على التَّشْبِيه ن وَقد تسمى بِهِ عَامَّة الشَّمْس.

واحمر قراص: أَي احمر غليظ، عَن كرَاع.

والقراص: نبت ينْبت فِي السهولة والقيعان والأودية والجدد، وزهره اصفر، وَهُوَ حَار حامض يقرص، إِذا أكل مِنْهُ شَيْء.

واحدته: قراصة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القراص: ينْبت نَبَات الجرجير، يطول ويسمو، وَله زهر اصفر تجرسه النَّحْل، وَله حرارة كحرارة الجرجير، وَحب صغَار احمر، والسوام تحبه.

والمقارص: أرضون تنْبت القراص.

وحلي مقرص: مرصع بالجواهر. والقريص: ضرب من الْأدم.

وقرص: مَوضِع. قَالَ عبيد بن الأبرص:

ثمَّ عجناهن خوصا كالقطا ال ... قاربات المَاء من أَيْن الكلال

نَحْو قرص يَوْم جالت جَوْلَة ال ... خيل قباًّ عَن يَمِين وشمالِ

أضَاف الأين إِلَى الكلال، وَإِن تقَارب مَعْنَاهُمَا، لِأَنَّهُ أَرَادَ بالأين: الفتور، وبالكلال: الإعياء.
قرص: قرص: انظر قرس.
قرص: حمض، صار حامضا، ففي ابن البيطار (1: 147): وإذا طبخ مع السكباجات وبردت قرصت المرقة بسرعة.
قرص: والعامة تقول قرصت المرأة الثوب إذا غسلت منه المكان الذي أصابه وسخ فقط ولم تغسله كله. (محيط المحيط).
قرص (بالتشديد): عمل من الشيء أقراصا. (ابن البيطار 1: 191).
تقرص: صار العجين أقراصا أي قطعا منبسطة مستديرة (فوك).
انقرض: قاس، ابتلي، امتحن، مر بمحنة (بوشر).
قرص: اسم وردة جميلة زرقاء (دافيدسن ص22).
قرص: تجمع أيضا على قراص وأقرصة. (باين سميث 1756).
قرص: طلحة، جاتو. نوع من الحلوى. (بوشر).
قرص شمع: قالب شمع بكر. (بوشر).
قرص شهد: طرم، عسلة، (بوشر).
قرص عسل: شهد خلية العسل، وحلوى من العسل (بوشر، همبرت ص70).
أقراص الملك= جوز الكوثل. (ابن البيطار 1: 273).
أقراص: كرات تميل إلى الحمرة فيها فيما يقال ينمو ثمر في الهند وفي بعض أنحاء الشام. سنج).
أقراص ليمونية وميمونية (ألف ليلة 1: 57) وفي طبعة (برسل 1: 149): أقراص مأمونية فقط. وقد ذكرت مع ما يؤكل من الحلوى بعد الطعام.
قرص: نوع من الحلي مدورة ومقعرة تصنع من الماس والفضة والذهب تخيطها النساء في أعلى الطربوش. (لين عادات 1: 59، 2: 397، محيط المحيط).
قرصة: أثر القرص. والقرص أن يقبض الرجل بابهامه وسبابته على جزء من الجسم قبضا شديدا مؤلما. (الكالا. بوشر).
قرصة: شكة، وخزة، لدغة، لسعة، غرزة، (همبرت ص71).
قرصة: نوع من القروح. ففي ابن وافد (ص11 و): (القرحة المجهولة وهي القرصة، تعرض عن دم يغلي كالنار اسود اللون يفعل ما يفعل النار وهي كالكية السوداء).
قرصة، والجمع قراص: طلمية: حلوى مسطحة الشكل من الدقيق والزبدة والبيض. (هلو)، وهي فيه قرصة. والجمع قراص مذكور أيضا عند باين سميث (1693، 1728).
Alcorca, alcorza بالأسبانية والبرتغالية تعنى عجينة ناصعة البياض من السكر والنشا يعمل منها كل أنواع الحلوى.
قرصة الحلاوي: لوزية، حلوى من لوز وسكر. (برجرن).
فرصة: قطعة مستديرة، كرة ففي كتاب العقود (ص4): والقرصتين من البخور الحبش. قرصة من قير: قرصة عسل بكر، شهدة (الكالا). قرصة عسل: شهد، عسلة، قرصة عسل. (همبرت ص70).
قرصة: والجمع قرص واقراص: عجلة، دولاب (فوك).
قروص: عنكبوت البحر، نوع من السرطان البحري. (باجني مخطوطات، القزويني 2: 119).
قريص: طعام مطبوخ فيه مواد حامضة، ولعله اللحم المطبوخ في إناء مغطى، مكمور. ففي ابن العوام (2: 63): قال الرازي لا يجمع الأرز مع الخل ولا مع طعام مخلل كالقريص والهلام في أكلة واحدة فإن ذلك مضر جدا. (انظر كليمنت مولية) (2: 62) وفي ابن البيطار (1: 157): وكذلك قريص لحمة بالكزبرة والخل والحموضات التي تشبهه. وقد كتبت هذه الكلمة في مخطوطاتي لابن البيطار وكذلك في طبعة بولاق ومعجم المنصوري قريض بالضاد.
قراصات: نوع من الحمام. (مخطوطة الاسكوريال ص893).
قراصيا وقراصية: انظر قراسيا في مادة قرس.
قراص: حريق، عشب ربيعي ذو وبر حاد يقرص إذا مس. (محيط المحيط).
قريص: المستعيني: انجرة وبزر الانجرة). (ابن البيطار (1: 87، 181، محيط المحيط) وفيه: والعامة تسمية (القراص) القريص. (بوشر، همبرت ص 47).
قريص أحمر: لاميمون، حريق أملس (نبات) (بوشر).
قراصى: بأبونج. (المستعيني مادة بأبونج).
قارص: نوع من الأشربة (معجم الإدريسي ص317).
ليمقارص أو ليمون قارص: ليمون حامض (بوشر بربرية) وقارص فقط: ليمون حامض (هلو)، وشجرة الليمون الحامض (بليسيه ص348). قويرصة: حميضة برية حماض بري.
واسمها العلمي Oxalis herba ( دوماس حياة العرب ص830).
مقرصة: نوع من الحلوى. (ابن بطوطة 3: 425، ألف ليلة برسل 1: 149).
مقراص: ملقط. (بوشر).
قرص
قرَصَ يَقرُص، قَرْصًا، فهو قارِص، والمفعول مَقْروص
• قرَص لَحْمَه: أمسك جزءًا من لحمه ولوى عليه بأصبعه فآلمه "قرَص خدّه".
• قرَص العجينَ: قطعه ليَبْسُطَهُ قُرْصة قُرْصة.

• قرَصته الحيّةُ: لدغته، لسعته "قرصه البرغوثُ".
• قرَصَه البرْدُ: آلمه، اشتدَّ عليه "بردٌ/ ماءٌ/ يومٌ قارص: شديد البرودة".
• قرَصه بلسانه: قال له كلامًا مؤذيًا.
• قرَصه الشّرابُ: لذعه. 

تقارصَ يتقارص، تقارُصًا، فهو متقارِص
• تقارص الشَّخصان:
1 - قَرَص أحدُهُما الآخرَ بأصابعه.
2 - آذَى كلٌّ منهما الآخرَ بلسانه. 

قارصَ يقارص، مُقارصةً، فهو مُقارِص، والمفعول مُقارَص
• قارص صديقَهُ:
1 - آذى كلٌّ منهما الآخر بلسانه "كان بينهما مقارصات".
2 - أمسك كلٌّ منهما جِلْدَ الآخَر ولوى عليه بإصبعه فآلمه. 

قرَّصَ يُقرّص، تقْريصًا، فهو مُقرِّص، والمفعول مُقرَّص
• قرَّص العجينَ: قَرَصه، قطَّعهُ قُرْصَةً قُرصةً ليُبْسَط أرغفةً. 

قارِص [مفرد]: ج قارصون (للعاقل {وقوارِصُ} لغير العاقل)، مؤ قارصة، ج مؤ قارصات وقوارِصُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من قرَصَ.
2 - لبن حامض. 

قراصْيا [جمع]:
1 - (نت) شجر مثمر من الفصيلة الورديّة.
2 - قراسيا؛ ثمار البرقوق المجفّفَّة، تكون مطوَّلة الشكل منضغطة قليلاً، ولونها أزرق ضارب إلى السواد، تُقَدَّد وتُعبَّأ في صناديق خشبيّة، تُستعمل في صناعة الحلوى والفطائر والخُشَّاف. 

قراصية [جمع]: (نت) قراصيا، شجر مثمر من الفصيلة الورديّة. 

قُرَّاص [جمع]: مف قُرَّاصة:
1 - (نت) نبتٌ يشبه نبات الجرجير، يطول ويسمو وله زهر أصفر وله حرافة كحرافة الجرجير وحَبٌّ صغار حُمْر، والسوام تحبُّه.
2 - (نت) نبات عشبيّ من الفصيلة القُراصيّة له شوك على شكل شعور رقاق إذا مسّها الإنسانُ بيده نشِبت فيها وسال منها عصارة محرقة تؤلم اليَد. 

قَرْص [مفرد]: مصدر قرَصَ. 

قُرْص [مفرد]: ج أقراص وقِراص:
1 - قطعة مَبْسوطة مستديرة من الشَّيء "قُرْصُ الشَّمس: عينها- أقراص الدَّواء: حبوبه".
2 - (رض) قطعة من الحديد تُقذف إلى بعيد "بطل في رمْي القُرْص".
• قُرص مضغوط: (حس) قرص صلب أو مرن زيدت سعته لتخزين المعطيات.
• قُرْص البوصلة: (فز) القرص الدائريّ الحامل لإبر الفِرْجار المغنطيسيّة والمعلم بـ 32 نقطة للبوصلة و360 نقطة للدائرة.
• قُرْص الزَّهرة: (نت) جزء الزّهرة الحامل لأعضاء الزّهرة أو الحامل لمجموعة أزهار. 

قَرْصَة [مفرد]: ج قَرَصات وقَرْصات:
1 - اسم مرَّة من قرَصَ: "قَرْصة برغوث/ لسان".
2 - أثر قَرْص يظهر على الجلد. 

قُرْصَة [مفرد]: ج قُرُصات وقُرْصات وقُرَص: خُبْزَةٌ صغيرة مبسوطة مدَوَّرة "أكل قرصةً محشوّة بالعسل/ العجوة". 

قرص: القَرْص بالأُصبعين، وقيل: القَرْص التَّجْمِيشُ والغَمْز بالأُصبع

حتى تُؤْلمه، قرَصَه يَقْرُصه، بالضم، قَرْصاً. وقَرْصُ البراغيثِ:

لَسْعُها. ويقال مثلاً: قَرَصَه بلسانه. والقارِصةُ: الكلمةُ المؤْذية؛ قال

الفرزدق:

قوارِصُ تَأْتِيني وتَحْتَقِرونَها،

وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَيُفْعَم

وقال الليث: القَرْصُ باللسان والأُصبع. يقال: لا يزال تَقْرُصُني منه

قارِصةٌ أَي كلمة مؤذية. قال: والقَرْص بالأَصابع قَبْضٌ على الجلد

بأُصبعين حتى يُؤلَم. وفي حديث عليّ: أَنه قَضى في القارِصة والقامِصَة

والواقِصَة بالدِّيَة أَثلاثاً؛ هن ثلاثُ جوارٍ كُنّ يلْعَبْن فتراكَبْنَ،

فقَرَصَت السُّفْلى الوُسْطى فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْيا فوَقَصَت عُنُقَها،

فجعلَ ثلثي الدية على الثِّنْثَيْن وأَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْيا لأَنها

أَعانَت على نفسِها؛ جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعاً وهو من كلام علي.

القارِصةُ: اسمُ فاعلة من القَرْص بالأَصابع. وشراب قارِصٌ: يَحْذي اللسانَ،

قَرَصَ يَقْرُص قَرْصاً. والقارِصُ: الحامِض من أَلْبان الإِبل خاصة.

والقُمارِصُ: كالقارِص مثاله فُماعِلٌ، هذا فيمن جعل الميم زائدة وقد جعلها

بعضهم أَصلاً وهو مذكور في موضعه، وقيل: القارصُ اللبن الذي يَحْذي اللسان

فأَطلق ولم يخصص الإِبل. وفي المثل: عَدا القارصُ فحَزَر أَي جاوَزَ

الحدَّ إِلى أَن حَمِضَ يعني تفاقَم الأَمْرُ واشتدَّ. وقال الأَصمعي وحده:

إِذا حذى اللبنُ اللسانَ فهو قارِصٌ؛ وأَنشد الأَزهري لبعض العرب:

يا رُبّ شاةٍ شاصِ

في رَبْرَبٍ خِماصِ،

يأْكلْن من قُرَّاصِ

وحَمَصِيصٍ آصِ،

كفِلَق الرَّصاصِ،

يَنْظُرن من خَصاصِ

بأَعْيُنٍ شَواصِ،

يَنْطَحْنَ بالصَّياصي،

عارَضَها قَنَّاصُ

(* في هذا الشطر اقواء.)

بأَكْلُبٍ مِلاصِ

آصِ: متصل مثل واص. شاص: مُنْتصبٍ. والمَقارِصُ: الأَوْعية التي

يُقَرَّصُ فيها اللبن، الواحدة مِقْرَصة؛ قال القتّال الكلابي:

وأَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْيكمْ،

إِذا جَعَلَتْ ما في المَقارِص تَهْدِرُ

وفي حديث ابن عمير: لَقارِصٌ قُمارِصٌ يقطرُ منه البول؛ القُمارص:

الشديد القَرْص، بزيادة الميم؛ أَراد اللبنَ الذي يَقْرُص اللسان من حُموضتِه،

والقُمارِص تأْكيدٌ له، والميم زائدة؛ ومنه رجز ابن الأَكوع:

لكن غَذاها اللبنُ الخَرِيفُ

المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ

قال الخطابي: القُمارِصُ إِتباع وإِشباع؛ أَراد لبناً شديدَ الحموضة

يُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لشدة حموضته.

والمُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بين شيئين، وقد قَرَصَه وقَرّصَه.

وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلَته عن دم الحيضُ يُصِيبُ الثوب، فقال:

قَرِّصِيه بالماء أَي قَطِّعِيه به، ويروى: اقْرُصِيه بماء أَي اغسليه بأَطراف

أَصابعك، وفي حديث آخر: حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيه بماء وسدر؛ القَرْصُ:

الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع والأَظفارِ مع صب الماء عليه حتى يذهب أَثره،

والتقْرِيصُ مثله. قال: قَرَصْتُه وقَرّصْتُه وهو أَبلغ في غَسْل الدم من

غسله بجميع اليد.

والقُرْص: من الخبز وما أَشبهه. ويقال للمرأَة: قَرِّصي العجين أَي سويه

قِرَصة. وقَرَّصَ العجين: قطعه ليبسطه قُرْصَةً قُرْصَة، والتشديد

للتكثير. وقد يقولون للصغيرة جدّاً: قُرْصة واحدة، قال: والتذكير أَكثر، قال:

وكلما أَخذت شيئاً بين شيئين أَو قطعته، فقد قَرَّصْته، والقُرْصةُ

والقُرْصُ: القطعة منه، والجمع أَقْراصٌ وقِرَصةٌ وقِراصٌ. وقَرَصَت المرأَة

العَجينَ تَقْرصُهُ قَرْصاً وقَرّصَته تَقْريصاً أَي قَطّعَتْه قُرْصَة

قُرْصة. وفي الحديث: فأُتِيَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِير؛ القِرصَةُ، بوزن

العِنَبة: جمع قُرْصٍ وهو الرغيف كجُحْر وجِحَرة. وقُرْصُ الشمس:

عَيْنُها وتسمى عينُ الشمس قُرْصةً عند غيبوبتها. والقُرص: عين الشمس على

التشبيه، وقد تسمى به عامةُ الشمس.

وأَحمرُ قُرّاصٌ أَي أَحمر غليظ؛ عن كراع. والقُرّاصُ: نبت ينبت في

السُّهولة والقِيعان والأَوْدية والجَدَدِ وزهرهُ أَصفرُ وهو حارٌّ حامض،

يَقْرُص إِذا أُكِل منه شيء، واحدتُه قُرّاصةٌ. وقال أَبو حنيفة: القُرّاص

ينبت نباتَ الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو، وله زهر أَصفر تَجْرُسُه

النَّخْلُ، وله حرارة كحرارة الجِرْجِير وحبٌّ صغار أَحمر والسوامُّ تحبُّه، وقد

قيل: إِن القُرّاصَ البابونَج وهو نَور الأُقْحُوان إِذا يَبِس، واحدتُها

قُرّاصة. والمَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ.

وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بالجوهر. والقَرِِيصٌ: ضرب من الأُدْم.

وقُرْصٌ: موضع؛ قال عبيد بن الأَبرص:

ثم عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا الـ

ـقارِبات الماء من أَيْنِ الكَلال

نحوَ قُرْصٍ، ثم جالت جَوْلَة الـ

ـخيلِ قُبّاً، عن يَمينٍ وشِمَال

أَضاف الأَيْنَ إِلى الكَلال وإِن تقارب معناهما، لأَنه أَراد بالأَيْنِ

الفُتور وبالكَلال الإِعْياءَ.

قرص

1 قَرَصَهُ, (S, M, A, Msb,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. قَرْصٌ, (S, M, Msb, Mgh, K,) [He pinched him, or it,] with the two fingers: (S:) or it (a person's skin) with his fingers, so as to pain him: (A:) or he took, or took hold of, it (a man's flesh) with his two fingers, so as to pain him: (K:) or he twisted round two fingers upon it, namely, a thing; or the extremities of the fingers, only: (Msb:) or he scratched him, or it, with his nails: and he pressed, or squeezed, or pinched, him, or it, with the fingers, so as to pain: (M:) or he took it with the ends of his fingers: (Mgh, CK: [one of the explanations of القَرْصُ in the latter being القَبْصُ:]) or he seized it (so accord. to a MS. copy of the K, [the inf. n. being there rendered by القَبْضُ; in the place of which I find in the TA, القرض; but this I think a mistranscription;]) with the two fingers, (so in some copies of the K, and in the TA,) so as to pain. (TA.) You say also, قَرَصَهُ بِظُفْرَيْهِ He took [or pinched] his skin with his two nails. (Z, Msb.) b2: [Hence,] (tropical:) It (a flea) bit him: (S, K:) also said of a gnat; (A, TA;) and of a serpent. (TA.) b3: Also, (tropical:) [as meaning It pinched him, or pained him,] said of the cold. (A, TA.) b4: And قَرَصَ, aor. and inf. n. as above, [and قُرُوصَةٌ seems to be another inf. n. of the same,] (tropical:) It (beverage) bit the tongue. (M.) You say also of [the beverage called]

نَبِيذ, فِيهِ قُرُوصَةٌ (tropical:) In it is a biting quality, affecting the tongue. (A, TA.) b5: Also, قَرَصَهُ بِلِسَانِهِ, (M, Msb,) inf n. قَرْصٌ, (Msb,) (tropical:) He hurt him with his tongue, by saying something which gave pain. (M, * Msb.) And لَا تَزَالُ تَقْرُصُنِى مِنْكَ قَارِصَةٌ (tropical:) [A hurtful saying proceeding from thee does not cease to hurt me]. (A.) b6: قَرَصَهُ also signifies He took it, (M, TA,) or cut it in pieces, namely, anything, (TA,) between two things; (M, TA;) as also ↓ قرّصهُ: (Msb:) or the former signifies [simply] he cut it: (K:) and the latter, he cut it in pieces. (A.) Hence, (TA,) أُقْرُصِيهِ بِالمَاءِ, (S, Mgh, * Msb, * TA,) or بالماء ↓ قَرِّصِيهِ, (S, M, TA,) said in a trad., (S, M, Msb,) respecting the menstrual blood, (S, M,) accord. to different relations: (S, TA:) the latter means, Separate thou its particles [so I here render قَطِّعِيهِ] with water; (A'Obeyd, S, TA;) and the former has a similar [but less intensive] meaning: (TA:) or the former means, wash it with the ends of thy fingers; (S, Msb;) and remove it with the nail or the like: (Msb:) or take it [off] with the ends of the fingers: (Mgh:) or rub it hard with the ends of the fingers and the nails, and pour upon it water, so as to remove it and the mark of it. (Az, in Msb, art. حت; and IAth, * in TA, in the present art.) b7: You say also, قَرَصَ العَجِينَ, (A,) inf. n. قَرْصٌ; (K;) or ↓ قرّصهُ; (M;) He cut the dough to spread it out: (M, A:) or the former, [simply,] he spread out the dough: (K:) or قَرَصَتِ العَجِينَ, aor. ـُ inf. n. as above, (S, TA,) she cut the dough, (S,) or spread it out and cut it, (TA,) into pieces, each such as is termed قُرْصَة: (S, TA:) and ↓ قُرّصتهُ, (S, Msb,) inf. n. تَقْرِيصٌ, (S, K,) she cut it into many pieces, (S, Msb, K,) each such as is termed قُرْصَة, (S,) or قُرْص. (Msb.) A2: قَرِصَ, aor. ـَ (K,) inf. n. قَرَصٌ, (TK,) signifies دَامَ عَلَى المُنَافَرَةِ وَالغِيبَةِ (tropical:) [He continued in a course of mutual aversion and defamation]. (K, TA.) 2 قَرَّصَ see 1, latter half, in four places. b2: قرّص المَآءَ (tropical:) He cooled the water; or made it cold; as also with س: (TA:) or he made the water cold so that its coldness pinched, or pained. (A.) b3: قرّص اللَّبَنَ (tropical:) He rendered the milk biting to the tongue; or acid.] (TA.) See قَارِصٌ.3 قَاْرَصَ [قارصهُ, inf. n. مُقَارَصَةٌ, originally, He pinched him, being pinched by him. b2: and hence, (tropical:) He regarded him with mutual aversion, and mutually defamed him; or exchanged bad words with him; for] المُقَارَصَةُ signifies المُنَافَرَةُ وَالغِيبَةُ: (TA:) or the speaking bad words, one to another. (KL.) You say, بَيْنَهُمَا مُقَارَصَاتٌ (tropical:) [Between them two are mutual aversions and defamations]. (A, TA.) See also 6.6 رَأَيْتُهُمَا يَتَقَارَظَانِ ثُمَّ رَأَيْتُهُمَا يَتَقَارَصَانِ (tropical:) [I saw them two eulogizing each other: then I saw them two regarding each other with aversion, and defaming each other, or speaking bad words, each to the other]. (A, TA.) See 3.

قُرْصٌ and ↓ قُرْصَةٌ A round cake (K, * TA,) of bread; (S, K, TA;) syn. خُبْزَةٌ (K, TA) and رَغِيفٌ: (TA:) or such as is very small: (TA:) [or, accord. to present usage, small, but thick:] the former word is the more common: (TA:) or a [round] piece of dough: (M, A: *) [and any similar thing, small, and of a round, flattened form:] pl., (of the former, S, Msb,) أَقْرَاصٌ [a pl. of pauc.] and قِرَصَةٌ (S, M, Msb, K) and قِرَاصٌ, (M, TA,) [both pls. of mult.;] and (of قُرْصَةٌ, S, TA,) قُرَصٌ; (S, K;) and أَقْرِصَةٌ [is a pl. of pauc. of either]. (K, art. بت.) b2: Hence, as being likened to the thing above mentioned, (M,) القُرْصُ, (M, TA,) or قُرْصُ الشَّمْسِ, (S, A, TA,) or ↓ القُرْصَةُ, (K,) The disk (عَيْن) of the sun: (S, M, K, TA:) and sometimes the sun, as a common, or general, term: (M:) or the disk (عين) of the sun when it is setting: (TA:) you say, غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ [the disk of the sun set, or disappeared]: (A, TA:) or the عين of the sun is called ↓ قُرْصَة, with ة, at the setting. (Lth, TA.) b3: See also مُقَرَّصٌ. b4: [قُرْصُ شَهْدٍ or عَسَلٍ A honey-comb: or the same, and شَهْدٍ ↓ قُرْصَةُ or عَسَلٍ, a portion of a honey-comb: pl. قِرَصَة.]

قَرْصَةٌ inf. n. of un. of قَرَصَهُ; A pinch, or a pinching: &c.: pl. قَرَصَاتٌ.] You say, قَرَصَهُمُ البَعُوضُ قَرَصَاتٍ رَقَصُوا مِنْهَا رَقَصَاتٍ (tropical:) [The gnats bit them with several bitings, in consequence of which they danced with several dancings.] (A, TA.) قُرْصَةٌ: see قُرْصٌ, in four places.

قَرُوصٌ: see قَرَّاصٌ, in two places.

قَرِيصٌ A kind of condiment, or seasoning; (Lth, M, K;) called in the dial. of Keys قَرِيسٌ, q. v. (TA.) قَرَّاصٌ [an intensive epithet from قَرَصَهُ; That pinches much: &c.: as also ↓ قَرُوصٌ. b2: And hence,] لِجَامٌ قَرَّاصٌ and ↓ قَرُوصٌ (tropical:) A bit that hurts the beast of carriage. (A, TA.) قَارِصٌ [act. part. n. of قَرَصَهُ; Pinching: &c. (See an ex. voce مَوْقُوصٌ.) b2: (tropical:) Biting; applied to a flea, &c. b3: And hence,] (tropical:) A certain insect, like the بَقّ [q. v.,] (K,) that bites. (TA.) b4: [Hence also, (tropical:) Pinching, or paining;] applied to cold. (A, TA.) b5: And, applied to milk, (As, S, A, K,) and beverage, (M,) or such as is termed نَبِيذ, (A, TA,) (tropical:) That bites the tongue: (As, S, M, A, K:) or, when applied to milk, it is to camels' milk in particular, and signifies sour: (M, TA:) in the K is added, or sour milk upon which much fresh is milked so that the acidity goes away: but this is a mistake; for it is an explanation, given by Sgh, of the epithet مُمَحَّلٌ, occurring in a verse of Abu-n-Nejm, where it is coupled with قَارِصٌ. (TA.) It is said in a proverb, عَدَا القَارِصُ فَحَزَرَ (tropical:) What was biting to the tongue attained to an excessive degree, so that it became acid: meaning, the affair, or case, became distressing. (S.) b6: [Hence also,] قَارِصَةٌ [for كَلِمَةٌ قَارِصَةٌ] (tropical:) A saying that hurts; (S, M, A;) or that pains; (Msb;) or that troubles and pains one (K, * TA) like the pinching of the body: (TA:) pl. قَوَارِصُ. (S, A, K.) مِقْرَصَةٌ A receptacle for milk, in which it is rendered biting to the tongue, or acid: (يُقَرَّصُ فِيهِ:) pl. مَقَارِصُ. (TA.) مُقَرَّصٌ Cut in pieces, [by being] taken between two things. (M, TA.) b2: A woman's ornament round like a قُرْص: (IF, K:) or set, or adorned, with jewels: (IDrd, M:) such is also called ↓ قُرْص. (TA.) [This latter name is now applied to A round convex ornament, generally composed of diamonds set in gold; but sometimes of thin embossed gold, usually with a false emerald set in the centre; worn upon the crown of the headdress by women. For further descriptions, and a figured specimen of each kind, see my work on the Manners and Customs of the Modern Egyptians, Appendix A.]
قرص
القَرْصُ: أَخْذُكَ لَحْمَ الإِنْسَانِ بإْصْبَعَيْكَ حَتَّى تُؤْلِمَهُ، وَفِي العُبابِ: حَتَّى يُؤْلِمَهُ ذلِك. وَقيل: هُوَ التَّجْمِيشُ والغَمْزُ بالإِصْبع. قَرَصَهُ يَقْرُصُهُ، بالضَّمّ، قَرْصاً، فهُوَ مَقْرُوضٌ. القَرْصُ: لَسْعُ البَرَاغِيثِ، وَهُوَ مَجازٌ. ومنْ سَجَعات الأَسَاس: قَرَصَهُمُ البَعُوضُ قَرَصَات، رَقَصُوا منْهَا رَقَصَات. القَرْصُ: القَبْضُ عَلى الجِلْد بالإِصْبَعَيْن حَتَّى يُؤلَمَ. القَرْصُ: القَطْعُ. وَمِنْه حَديثُ دَمِ المَحِيضِ: حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيهِ بماءٍ وسِدْرٍ. والدَّمُ وغَيْرُه ممَّا يُصيبُ الثَّوْبَ إِذَا قُرِصَ كانَ أَذْهَبَ للأَثَرِ منْ أَنْ يُغْسَلَ باليَد كلِّها: وَقَالَ ابْنُ الأَثير: القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطْرَافِ الأَصابِعِ والأَظْفارِ مَعَ صَبِّ الماءِ عَلَيْهِ، حَتَّى يَذْهَبَ أَثَرُه. القَرْصُ: بَسْطُ العَجينِ، وَقد قَرَصَتْهُ المَرْأَةُ تَقْرُصُهُ، بالضَّمّ، قَرْصاً، أَي بَسَطَتْهُ وقَطَعَتْه قُرْصَةً قُرْصَةً. وكُلَّمَا أَخَذْتَ شَيْئاً بَيْنَ شَيْئَيْن أَو قَطَعْتَه فقد قَرَصْتَه. من المَجاز: القَوَارِصُ من الكَلامِ: هيَ الَّتِي تُنَعِّصُك وتُؤْلِمُك، كالقَرْص فِي الجَسَد. تقولُ: أَتَتْنِي من فُلانٍ قَوَارِصُ، وَلَا تَزالُ تَقْرُصُني من فُلانٍ قَارِصَةٌ، أَي كَلِمَةٌ مُؤْذِيَةٌ. قَالَ الفَرزدق:
(قَوَارِصُ تَأْتَينِي فتَحْتَقِرُونَهَا ... وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِنَاءَ فيُفْعَمُ)
وَقَالَ الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:
(فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بمِثْلِها ... وسَوْفَ أُرِيكَ الباقيَاتِ القَوَارِصَا)
والقارِصُ: دُوَيْبَّةٌ كالبَقِّ تَقْرُص، وَهُوَ مَجازٌ. القارِصُ: الحامِضُ من أَلْبانِ الإِبِلِ خاصَّةً، وقيلَ: هُوَ لَبَنٌ يَحْذِي اللِّسَانَ، فأَطْلَقَ وَلم يُخَصِّص الإِبِلَ. وَقَالَ الأَصْمَعيّ وَحْدَهُ: إِذا حَذَى اللَّبَنُ اللِّسَانَ فَهُوَ قَارِصٌ، وَهُوَ مَجاز. أَو هُوَ حَامِضٌ يُحْلَبُ عَلَيْه حَلِيبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ الحُمُوضَةُ. ظاهرُ سِيَاقِه أَنَّهُ منْ مَعَانِي القَارص، وَهُوَ خَطَأٌ، وإِنَّمَا هُو تَفْسيرُ المُمَحَّل من)
اللَّبَنِ، وَقد أَخَذَهُ من كَلام الصّاغَانيّ فِي العُبَابِ واشْتَبَهَ عَلَيْهِ. ونَصُّه فِي شَاهِد القَارص، قَالَ أَبُو النَّجْم يَصف رَاعيا: يَحْلِفُ بِاللَّه سِوَى التَّحَلُّلِ مَا ذَاقَ ثُفْلاً مُنْذُ عَامٍ أَوَّلِ إِلاَّ منَ القَارِصِ والمُمَحَّلِ قَالَ: المُمَحَّل: الَّذي قد أَخَذَ طَعْماً، وهُوَ دُونَ القَارِص، وَقد صُيِّرَ فِي السِّقاءِ. ويُقَال: هُوَ الحامِضُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ حَليبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ عَنهُ الحُمُوضَةُ. انْتَهَى. فَهُوَ ساقَ هَذِه العِبَارَة فِي مَعْنَى المُمَحَّل لَا القارِص، وعَجيبٌ من المُصَنِّف، رَحمَهُ الله تَعَالَى، كَيْف لم يَتَأَمَّلْ لذلكَ.
ولَعَمْري إِنَّ هذَا لإِحْدَى الكُبَرِ. فتَأَمَّل. والمِقْرَاصُ، كمَحْرَابٍ: السِّكِّين المُعَقْرَبُ الرَّأْسِ، قَالَ الصَّاغَانِيّ: هكَذَا يُسَمِّيه بَعْضُ النّاس، أَي فَهيَ لَيْسَتْ من اللُّغَة الفُصْحَى، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً. وقُرْصٌ: بالضَّمّ: تَلٌّ بأَرْض غَسَّانَ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ لاسْتدارَته كهَيْئَةِ القُرْص. قَالَ عَبيدُ بْنُ الأَبْرَص:
(ثُمَّ عُجْنَاهُنَّ خُوصاً كالقَطَا ال ... قارِباتِ الماءَ منْ أَيْنِ الكَلال)

(نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ حَوْلَه الْ ... خَيْلُ قُبّاً عَن يُمِينٍ وشِمَالِ)
أَضَافَ الأَيْنَ إِلى الكَلاَلِ، وإِنْ تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا، لأَنَّهُ أَرادَ بالأَيْنِ الفُتُورَ، وبالكَلالِ الإِعْيَاءَ، كَمَا فِي اللِّسَان. قيل: قُرْصٌ هُوَ ابْنُ أُخْتِ الحَارِثِ بن أَبي شِمْرٍ الغَسَّانيّ، وَهُوَ المُرَادُ فِي قَوْل ابْن الأَبْرَص. والقُرْصَةُ: الخُبْزَةُ، ويُقَال: هِيَ الصَّغيرَةُ جِدّاً، كالقُرْصِ، والتَّذْكيرُ أَكْثَر. وأَنْشَد الأَصمَعيُّ يَصفُ حَيَّةً: كأَنَّ قُرْصاً من عَجينٍ مُعْتَلِثْ هَامَتُه فِي مثْل كُثَّابِ العَبثْ ج القُرْصِ قِرَصَه، وأَقْرَاصٌ، مثْل غُصْنٍ، وغِصَنَةٍ وأَغْصَانٍ. جَمْعُ القُرْصَة: قُرْصٌ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ. وَفِي الحَدِيث: فأُتِيَ بثَلاثَةِ قِرَصَةٍ من شَعِيرٍ. من المَجَاز: القُرْصُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، يَقُولُونَ: غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ، وظاهرُه أَنَّهُ تُسَمَّى بِهِ عَيْنُ الشَّمْس عَامَّةً، وَمِنْهُم مَنْ خَصَّصَهُ عِنْد غَيْبُوبَتِها. وَقَالَ اللَّيْثُ: تُسَمَّى عَيْنُ الشَّمْسِ قُرْصَةً، بالهَاءِ، عِنْد الغَيْبُوبَةِ: والقَرِيصُ، كأَمِيرٍ: ضَرْبٌ من الأُدْمِ، قَالَه اللَّيْثُ، وَهُوَ القَرِيسُ، بلُغَةِ قَيْسٍ، وَقد تَقَدَّم فِي)
السّين. والقُرَّاصُ، كرُمَّانٍ: البَابُونَجُ، وَهُوَ نَوْرُ الأُقْحُوانِ الأَصْفَرِ إِذا يَبِسَ، الوَاحدَةُ بهاءٍ. هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَريّ عَن أَبي عَمْرٍ و. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَني أَعرابيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ قَال: القُرَّاصُ قُرَّاصَانِ: أَحَدُهُمَا العُقَّارُ، وَقد وَصَفْناه فِي ع ق ر، وَقَالَ هُنَاكَ: العُقّارُ: عُشْبٌ يَرتَفِع نِصْفَ القَامَةِ، رِبْعِيٌّ، لَهُ أَفْنَانٌ ووَرَقٌ أَوسَعُ من وَرَقِ الحَوْكِ، شَديدُ الخُضْرَةِ، وَله ثَمَرَةٌ كالبَنَادقِ، وَلَا نَوْرَ لَهُ وَلَا حَبَّ، وَلَا يُلابِسُه حَيَوَانٌ إِلاَّ أَمَضَّه، حَتَّى كأَنمَا كُوِيَ بالنَّار، ثُمَّ يَشْرَى بِهِ الجَسَدُ قَال: وَترى الكلْبَ إِذا التبسَ بِهِ يَعْوِي ممّا يَنالُه وَكَذَلِكَ غير الكلْب قَالَ: ويُدْعَى عُقّارَ ناعِمَةَ، وَقد تَقَدَّم وَجْهُ تَسْمِيَته فِي ع ق ر قَالَ: والآخَرُ يَنْبُتُ كالجِرْجِير، يَطُولُ ويَسْمُو، ولَهُ زَهْرٌ أَصْفَرُ تَجْرُسُه النَّحْلُ وَله حَرَاوَةً، كحَرَاوة الجرجير وحَبٌّ صِغارٌ حُمْرٌ، والسَّوَامُّ تُحِبُّه وتَحْبَطُ عَنْه كَثيراً لحَرَاوته حَتَّى تَنْقَدَّ بُطُونُها. وإِنَّمَا رأَيتُ الإِبلَ تَأْكُلُ مِنْهُ الأَكْلَةَ الوَاحِدَةَ فتَحْبَطُ مِنْهُ والناسُ يَحْذَرُونَهُ مَا دامَ غَضّاً، فإِذا وَلَّى ذَهَبَ ذلكَ عَنهُ. قالَ: ولصُفْرَة نَوْره قَالَ الأَخْطل ووَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ:
(كأَنَّهُ منْ نَدَى القُرّاصِ مُغْتَسِلٌ ... بالوَرْسِ أَو رائحٌ من بَيْتِ عَطّارٍ)
وَقَالَ ابنُ هَرْمةَ فِي مِثله:
(تَرَدّدَ فِي القُرَّاص حَتَّى كَأَنَّمَا ... تَكَتَّمَ منْ أَلْوَانِهِ أَو تَحَنَّأَ)
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: إِنَّمَا قَالَ تَكَتَّمَ أَوْ تَحَنَّأَ، لأَنَّ من القُرّاصِ مَا لَوْنُه أَصْفَرُ، وَمِنْه مَا نَوْرُهُ إِلى السَّوادِ. وَمعنى تَكَتَّمَ: تَخَضَّب بالكَتَم. وتَحَنَّأَ: تَخَضَّبَ بالحِنّاء. وأَنْشَدَ قولَ النّابغَةِ الجَعْديِّ، رضيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ:
(بَرَاحاً كَسَا القُرْيانُ ظاهِرَ لِيطِها ... جِسَاداً من القُرَّاصِ أَحْوَى وأَصْفَرَا)
هَذِه روَايَةُ الأَخْفَشِ، ورَوَى الأَصْمَعيُّ بَرَاحٌ. ورَوَى غَيْرُهما برح أَي بواسعة. وَقَالَ أَبو زِيَاد: منَ العُشْب القُرّاصُ، وَهُوَ عُشْبَةٌ صَفْراءُ، وزَهْرَتُها صَفْراءُ، وَلَا يَأْكُلُها شَيْءٌ من المَال إِلاّ هُرِيقَ فَمُه مَاء، ومَنَابِتُه القِيعانُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاة: القُرّاصُ من الذُّكُور. وكُلّ هَذَا كَلَام الدِّينَوَريّ. قَالَ ابنُ عَبّاد: وَقيل: القُرَّاصُ: الوَرْسُ. يَقُولُون: أَحْمَرُ قُرَّاصٌ، كرُمّانٍ: قَانِئٌ، شَدِيدُ الحُمْرَةِ. وَقَالَ كُرَاع: أَي أَحْمَرُ غَلِيظٌ، وَقد تَقَدَّم فِي ف ر ص أَيْضاً مِثْلُ ذلِك فتَأَمَّلْ.
وَفِي رَجَزِ الجنّ: يَأْكُلْنَ مِن قُرَّاصِ)
وحَمَصِيصٍ آصِ وَقد تَقَدَّم فِي حمص. قَرِصَ كفَرِح: دامَ عَلَى المُقَارَصَة، وَهِي المُنافَرَةُ والغِيبَةُ، وَهُوَ مَجاز. القِرَاصُ، كِكتَاب: مَاءٌ لِبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ، أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِيُّ ويَاقُوت. والقُرْصُنَّةُ، بالضَّمّ: نَعْتٌ من القُرْصِ، بالفَتْح. كسَمْعُنَّةٍ ونُظْرُنَّةٍ، أَي عَلَى وَزْنِها، من السَّمْع والنَّظَرِ. وتَقْرِيصُ العَجِينِ: تَقْطِيعُه قُرْصَةً قُرْصَةً، والتَّشْديدُ للتَّكْثِيرِ، وَقد قَرَصْته قَرْصاً، وقَرَّصْتُه تَقْرِيصاً. من المجَازِ: حَلْيٌ مُقَرَّصٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي مُسْتَدِيرٌ كالقُرْصِ، وهذَا قولُ ابْنِ فَارِس.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي مُرَصَّعٌ بالجَوْهَرِ. قُلْتُ: ويُسْمُّونَهُ أَيْضاً القُرْص. قَالَ الصَّاغَانِيّ: والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على قَبْضِ شَيْءٍ بأَطْرَافِ الأَصَابِعِ مَعَ نَتْرٍ يَكُونُ، وَقد شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكيب القُرَّاصُ للنَّبْتِ. قُلْتُ: لَا شُذُوذَ فِيهِ عِنْد التَّأَمُّل الصّادق، وتَكُونُ تَسْمِيَتُهُ بضَرْبٍ من المَجازِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَارِصَةُ: اسمُ فاعِلَة من القَرْصِ بالأَصَابع. وَمِنْه حَدِيثُ عَليٍّ، رَضيَ الله تَعالَى عَنهُ أَنّهُ قَضَى فِي القَارِصَة والقَامِصَةِ والوَاقِصة بالدِّيَةِ أَثْلاثاً. هُنَّ ثَلاثُ جَوَارٍ، كُنَّ يَلْعَبْنَ فتَرَاكَبْنَ، فقَرَصَتِ السُّفْلَى الوُسْطَى فقَمَصَتْ فسَقَطَتِ العُلْيَا فوُقِصَتْ عُنُقُها، فجَعَلَ ثُلْثَيِ الدِّيَةِ على الثِّنْتَيْن، وأَسْقَط ثُلُثَ العُلْيَا لأَنَّهَا أَعانَتْ عَلَى نَفْسِها. جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الحَدِيثَ مَرْفوعاً، وَهُوَ من كَلام عَليٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ. والوَاقِصَة بمَعْنَى المَوْقُوصَة، كعِيشَةٍ راضِيَة، وسَيَأْتي فِي مَوْضِعِه. وَفِي المَثَل: عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ أَي جَاوزَ الحَدَّ إِلى أَنْ حَمِضَ، يُضْرَبُ فِي تَفَاقُمِ الأَمْرِ واشْتِدادِه، وأَوردَه الجَوْهَريُّ وتَرَكَه المُصَنِّفُ قُصُوراً. والمَقَارِصُ: الأَوْعِيَةُ الَّتِي يُقَرَّصُ فِيهَا اللَّبَنُ، الوَاحِدَةُ مِقْرَصَة قَالَ القَتَّالُ الكِلاَبِيّ:
(وأَنْتُمْ أُناسٌ تُعْجَبُون برَأْيِكُمْ ... إِذا جَعَلَت مَا فِي المَقَارِصِ تَهْدِرُ)
والمُقَرَّص: كمُعَظَّمٍ: المُقَطَّعُ المَأْخُوذُ بَيْنَ شَيْئَيْن. ورُوِيَ فِي حَديث المَحيض قَرِّصِيهِ بالمَاءِ أَي قَطِّعِيه بِهِ، عَن أَبِي عُبَيْد. ويُجْمَع القُرْصُ بمعْنَى الرَّغِيفِ أَيضاً على قِرَاصٍ، بالكَسْرِ.
والمَقَارِصُ: أَرَضُونَ تُنْبِتُ القُرَّاصَ. وَمن المَجاز: بَيْنَهُمَا مُقَارَصاتٌ. وتقولُ: رَأَيْتُهما يَتَقَارَظَان، ثمَّ رَأَيْتُهُما يَتقَارَصَانِ. ونَبِيذٌ قارِصٌ: يَحْذِي اللِّسَانَ، وَفِيه قُرُوصَةٌ. وقَرَصَتْهُ الحَيَّةُ، فهُوَ مَقْرُوصٌ. والقُرَّيْصُ، كجُمَّيْزٍ: عُشْبٌ وكَأَنَّه القُرّاص، من لُغَةِ العَامَّة. ولِجَامٌ قَرّاصٌ وقَرُوصٌ: يُؤْذِي الدَّابَّةَ. وقَرَصَه البَرْدُ، وبَرْدٌ قَارِصٌ. وقَرْصُ الماءِ: بَرْدُهُ، والسِّين فِي هؤلاءِ لَغَة، وَقد تَقَدَّمَ. وقُورِصُ، بالضَّمِّ وكَسْرِ الرّاءِ: قَرْيَةٌ بمصْرَ من المنُوفِيَّة، وَقد وَرَدْتُهَا، أَو هِيَ)
بالسِّين وقَد تَقَدَّم. والحُسَيْن بنُ أَبِي نَصْرٍ الحَريمِيّ بن القَارِص، وأَخُوه الحَسَنُ، مُحَدِّثانِ سَمعَا من ابْنِ الحُصَيْن.

عنت

ع ن ت: (الْعَنَتُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْإِثْمُ وَبَابُهُ طَرِبَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] . وَالْعَنَتُ أَيْضًا الْوُقُوعُ فِي أَمْرٍ شَاقٍّ وَبَابُهُ أَيْضًا طَرِبَ. وَ (الْمُتَعَنِّتُ) طَالِبُ الزَّلَّةِ. 
عنت: {العنت}: الهلاك وأصله المشقة. ومنه {أعنتكم}: أي أهلككم، وقيل: كلفكم ما يشتد عليكم.
(عنت)
الشَّيْء عنتا فسد وَفُلَان وَقع فِي مشقة وَشدَّة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم} واكتسب مأثما والعظم انْكَسَرَ بعد الْجَبْر فَهُوَ عنت

عنت


عَنِت(n. ac. عَنَت)
a. Was in trouble, distress.
b. Sinned, committed a crime.
c. Perished.
d. Broke afresh (bone).
عَنَّتَa. Vexed, distressed, harassed, worried.

أَعْنَتَa. see IIb. Broke, fractured afresh (bone).

تَعَنَّتَa. see IIb. Pointed out the weaknesses of.
عَنَتa. Sin, crime.

عَنِتa. Broken afresh (bone).
عَنُوْتa. Steep (hill).
N. P.
أَعْنَتَa. see 5
N. Ac.
أَعْنَتَa. Trouble, distress; vexation.
ع ن ت

وقع فلان في العنت أي فيما شقّ عليه. وعنت العظم: انكسر بعد الجبر. وأعنته: هاضه. وأعنت الطبيب المريض إذا لم يرفق به فضرّه. وتعنتني: سألني عن شيء أراد به اللبس عليّ والمشقّة. وفي الحديث " لا تسبن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن سبهم معنتة " أي مأثم. وأكمة عنوت: طويلة شاقّة المصعد.
ع ن ت [وعنت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ .
قال: استسلمت الوجوه وخضعت لله يوم القيامة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
ليبك عليك كلّ عان بكربة ... وآل قصيّ من مقل وذي وفر 
عنت: عنت: هلك. (فوك) والكلمات العربية الأخرى التي ذكرها في هذه المادة معناها لقي الشدة وهلك (م. المحيط).
عنت: ثابر، تشبث، أصر. (هلو).
عَنَّت (بالشديد). عنَت به: أزعج، أقلق، شوش، عكّر، حيرَّ، بلبل. (فوك).
تعنَّت: لم أفهم معنى وقد تعنَّت عليها التي وردت في (ألف ليلة 1: 346).
تعنَّت: مطاوع عنَّت بمعنى شدّد عليه وألزمه ما يصعب عليه أداؤه. (فوك).
مُتَعَنْت: متشدّد، متزمت في سلوكه. (بوشر).
ع ن ت : الْعَنَتُ الْخَطَأُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالْعَنَتُ الْمَشَقَّةُ يُقَالُ أَكَمَةٌ عَنُوتٌ أَيْ شَاقَّةٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَالْعَنَتُ فِي قَوْله تَعَالَى {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} [النساء: 25] الزِّنَا وَتَعَنَّتَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ الْأَذَى وَأَعْنَتَهُ أَوْقَعَهُ فِي الْعَنَتِ وَفِيمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ تَحَمُّلُهُ. 
[عنت] العَنْتُ: الإثمُ. وقد عَنِتَ الرجل. وقال تعالى: (عزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ) . وقوله: (ذلك لمن خَشِيَ العَنَتَ منكم) يعني الفجور والزنا. والعنت أيضا: الوقوع في أمرٍ شاقّ. وقد عَنِتَ وأعْنَتَهُ غيره. ويقال للعظم المجبور إذا أصابه شئ فهاضه: قد أعنته، فهو عَنِتٌ ومُعْنَتٌ. وجاءني فلان مُتَعَنِّتاً، إذا جاء يطلب زَلَّتَكَ.
عنت
الْمُعَانَتَةُ كالمعاندة لكن المُعَانَتَةُ أبلغ، لأنها معاندة فيها خوف وهلاك، ولهذا يقال: عَنَتَ فلان: إذا وقع في أمر يخاف منه التّلف، يَعْنُتُ عَنَتاً. قال تعالى: لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ [النساء/ 25] ، وَدُّوا ما عَنِتُّمْ
[آل عمران/ 118] ، عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ
[التوبة/ 128] ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ أي: ذلّت وخضعت، ويقال: أَعْنَتَهُ غيرُهُ. وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ
[البقرة/ 220] ، ويقال للعظم المجبور إذا أصابه ألم فهاضه: قد أَعْنَتَهُ.
(عنت) - في الحديث: "البَاغُونَ البُرآءَ العَنَتَ"
العَنَت: المشَقَّة، والفَسَاد، والهَلَاكُ، والإثْم، والغَلَط، والخَطَأُ، والزِّنَا: والحديث يَحتَمِل بَعضَ ذلك.
والبُرآءَ والعَنَتَ مَنْصوبَان مَفْعولان لِلباغين. يقال: بغَيتُ فلانًا خَيرًا.
- وفي حديث آخر: "حتى تُعْنِتَه"
: أي تَشُقَّ عليه، وهو أَصلُ البَابِ. - وفي الحديث: "أَيُّما طَبِيبٍ تَطَبَّبَ ولم يَعرِف بالطِّبِّ فأَعْنَتَ فهو ضَامِنٌ"
: أي أضَرَّ وأَفْسَد.
- وفي حديث عُمَر: "أَردتَ أن تُعَنِّتَنِى "
: أي تَطلُبَ عَنَتِي وتُسْقِطَنى.
[عنت] فيه: الباغون البرآء "العنت"، هو المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والخطأ والزنا، والكل هنا محتملن والبرآء جمع بريء وهما مفعولان للباغين، وبغيتك الشيء: طلبته لك، وبغيته: طلبته. ك: "ذلك لمن خشي "العنت"" أي خشي إثمًا يؤدي إليه غلبة الشهوة، وقيل: الزنا. ش: وشدة ما "يعنتهم"- بضم تاء وكسر نون مشددة، أي يتعبهم ويشق عليهم. شم: ومنه: لئلا "يعنت" أمته، بضم تحتية، عنت هو وأعنته غيره أوقعه في أمر شاق. نه: ومنه ح: "فينتوا" عليكم دينكم، أي يدخلوا عليكم الضرر في دينكم. وح: حتى "تعنته"، أي تشق عليه. وح: أيما طبيب تطبب ولم يعرف بالطب "فأعنت" فهو ضامن، أي أضر بالمريض وأفسده. وح: أردت أن "تعنتني"، أي تطلب عنتي وتسقطني. وح: أنعل دابته "فعنتت"، أي عرجت، فسماه عنتًا لأنه ضرر وفساد، والرواية فعتبت- بمثناة فوق وموحدة. غ: أكمة "عنوت"، شاقة المصعد، يتعنته ويعنته يلزمه ما يصعب عليه.
عنت
عَنِتَ فُلانٌ: لَقِيَ عَنَتاً أي مَشَقَّةً. وأعْنَتَه أيضَاَ. وتَعَنَتُّهُ: سألتَه عن شَيءٍ أرَدْتَ به اللَبْسَ عليه والمَشَقَةَ. وعَنِتَ العَظْمُ المجْبُوْرُ. وأعْنَتَه كذَا. والعَنَتُ: الهَلاك. ويُقال: الزنا. والاثْم، وفي الحديث: " لا تَسبوا أصحابَ النبيَ - عليه السلام - فإِن سَبًهُم مَعْنَتَة ".
والعَانِتُ من النساء كالعَانِس. والأكَمَةُ العَنُوْتُ: الطويلة. وعُنتوْتُ القَوْس: موضعُ الكُظْرَةِ حيث يَقَعُ فيه الوَتَرُ. والعُنتوْتُ: أوَلُ كُلَ شيءٍ. واللحْيَةُ، جَميعاً.
وعَنْتَتَ قَرْنُ العَتُود: شَصَرَ وارْتَفَعَ، وعَتُوْدٌ مُعَنْتِت.
ومَالَكَ مُعَنْتِتاً عَني: أي مُعْرِضاً. والعُنتوْتُ والعُنُوْتُ: الجَبَلُ. قال الخارْزَنْجِي: ورَوَى أبو الوَازع قَوْلَ أسَدِ بن ناعِصَةَ:
إن نُوْرَ اللهِ أضْحَى من الشَم ... س وأين الشِّعْرَى من العُنْتُوْتِ
ولم يُفسر العُنْتوت.
(ع ن ت) : (الْعَنَتُ) الْمَشَقَّةُ وَالشِّدَّة (وَمِنْهُ) الْأَسِيرُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الْحَرْبِ إذَا خَشِيَ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِهِ وَالْفُجُورَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْهُمْ وَتَفْسِيرُهُ بِالزِّنَا تَدْرِيس (وَأَعْنَتَهُ) إعْنَاتًا أَوْقَعَهُ فِي الْعَنَتِ وَفِيمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ تَحَمُّلُهُ (وَمِنْهُ) تَعَنَّتَهُ فِي السُّؤَالِ إذَا سَأَلَهُ عَلَى جِهَةِ التَّلْبِيسِ عَلَيْهِ (وَتَعَنَّتَ) الشَّاهِدَ أَنْ يَقُولَ لَهُ أَيْنَ كَانَ هَذَا وَمَتَى كَانَ هَذَا وَأَيُّ ثَوْبٍ كَانَ عَلَيْهِ حِينَ تَحَمَّلْتَ الشَّهَادَةَ وَحَقِيقَتُهُ طَلَبُ الْعَنَتِ لَهُ (وَمِنْهُ) وَلَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَتَعَنَّتَ الشُّهُودَ هَذَا لَفْظُ الرِّوَايَةِ وَأَمَّا مَا فِي شَرْحِ أَدَبِ الْقَاضِي الصَّدْر وَيُعَنِّتُ الشُّهُودَ وَيَتَعَنَّتُ عَلَى الشُّهُودِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
(ع ن ت)

العَنَتُ: دُخُول الْمَشَقَّة على الْإِنْسَان ولقاء الشدَّة.

وَقيل: العَنَتُ: الْفساد. عَنِتَ عَنَتا.

وأعْنَتهُ وتَعَنَّتَه: سَأَلَهُ عَن شَيْء أَرَادَ بِهِ اللّبْس عَلَيْهِ وَالْمَشَقَّة.

والعَنَتُ: الْهَلَاك.

وأعْنَتَه: أوْقَعه فِي الهَلَكَة. وَفِي التَّنْزِيل: (ولوْ شاءَ اللهُ لأَعْنَتكَمْ) .

والعَنَتُ: الزِّنَا. وَفِي التَّنْزِيل: (ذلكَ لِمَنْ خَشِيَ العَنَتَ مِنْكُمْ) .

وأكمة عَنُوتٌ: طَوِيلَة.

وعَنِتَ الْعظم عَنَتا فَهُوَ عَنِتٌ: وَهَى وانكسر، قَالَ رؤبة:

فأرْغَمَ اللهُ الأُنوفَ الرُّغَّما ... مَجْدُوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما

وَقد أعْنَتَه.

وعَنِتَ عَنَتا: اكْتسب مأثما.

والعُنْتُوت: جبيل مستدق فِي السَّمَاء، وَقيل هُوَ دوين الْحرَّة قَالَ: أدْركْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ ... تِلْكَ الهَلُوك والخَرِيع السُّلْحُوتْ

والعُنْتُوت: الحز فِي الْقوس.
عنت
عنِتَ يَعنَت، عَنَتًا، فهو عَنِت
• عنِت الشَّخصُ: وقع في شدَّةٍ أو إثم أو أمر شاقّ " {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ". 

أعنتَ يُعنت، إعناتًا، فهو مُعنِت، والمفعول مُعنَت
• أعنت شخصًا: أوقعه في شدَّةٍ أو إثم، شدَّد عليه وألزمه ما يَشقُّ عليه تحمُّله "أعنت دابَّتَه: حمّلها مالا تطيق- {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ".
• أعنت المريضَ تأخُّرُ الطَّبيب: أضرَّ به وأفسده. 

تعنَّتَ يتعنَّت، تعنُّتًا، فهو متعنِّت، والمفعول مُتعنَّت (للمتعدِّي)
• تعنَّت الشَّخصُ: تعصَّب في رأي أو موقف وكابرَ عنادًا "لا تحاول إقناعه، إنّه يتعنَّت- تعنَّت في آرائه".
• تعنَّت خَصْمَه: حاول إيقاعه في مشقَّةٍ أو زلل، أدخل عليه الأذى "تعنَّته بدافع النَّيل منه". 

عنَّتَ يعنِّت، تعنيتًا، فهو مُعنِّت، والمفعول مُعنَّت
• عنَّت تلميذًا: ألزمه ما يَصعُب عليه تنفيذه وأداؤه "عنَّت أسيرًا/ خادِمَه- عنَّته ما لا يطيق من مشكلات العمل". 

عَنَت [مفرد]:
1 - مصدر عنِتَ.
2 - مشقّة وصعوبة " {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}: والمراد باللَّفظ هنا: الإثم أو الوقوع في الزِّنا". 

عَنِت [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عنِتَ. 
باب العين والتاء والنون معهما ع ن ت- ن ع ت- ن ت ع مستعملات ع ت ن- ت ن ع- ت ع ن مهملات

عنت: العَنَتُ: إدخالُ المشقّةِ على إنسانٍ. عَنِتَ فلان، أي: لَقِيَ مشقّة. وتَعَنَّتُّه تَعَنُّتاً، أي: سألتُه عن شيءٍ أردتُ به اللَّبْسَ عليه والمشقّة. والعظم المجبورُ يصيبه شيءٌ فيُعْنِتُه إعناتاً، قال :

فأَرْغَمَ الله الأنوفَ الرُّغَّما ... مَجدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما

المُخَشَّمُ: الذي قد كُسِرَتْ خياشيمُه مرّة بعد مرّة. والعَنَتُ: الإثْمُ أيضاً. والعُنْتُوتُ: ما طال من الآكام كلّها.

نعت: النَّعْتُ: وصفُكَ الشيءَ بما فيه. ويُقالُ: النَّعْتُ وصف الشيءِ بما فيه إلى الحسن مذهبُه، إلا أن يتكلّفَ متكلّفٌ، فيقول: هذا نعت سوء. فأمّا العرب العاربة فإنما تقول لشيءٍ إذا كان على استكمال النّعت: هو نعتٌ كما ترى، يريد التّتمة. قال:

أمّا القطاةُ فإنّي سوف أّنْعَتُها ... نَعْتاً يُوافِقُ نَعْتي بعضَ ما فيها سكاء مخطومة في ريشها طَرَقٌ ... حُمْرٌ قوادمُها سُود خوافيها

البيتان لامرىء القيس . ويقال: صلماء أصحّ من سكّاء، لأن السّكك قِصَرٌ في الأذن. فلو قال: صلماء لأصاب. و [النعت] : كل شيء كان بالغاً. تقول: هو نعت، أي: جيّد بالغ. والنعت: الفرس الذي هو غاية في العتق والروع إنه لنعت ونعيت. وفرس نعتة، بيّنة النّعاتة وما كان نعتاً، ولقد نعت، أي: تكلف فعله. يقال: نعت نعاتة. واستنعته، أي استوصفته. والنعوت: جماعة النّعت، كقولك: نعت كذا ونعت كذا. وأهل النحو يقولون: النعت خلف من الاسم يقوم مقامه. نَعَتُّه أَنْعَتُه نعتاً، فهو منعوت.

نتع: نَتَعَ العَرَقُ نتوعاً، وهو مثل نَبَعَ، إلاّ أن نَتَعَ في العرق أحسن. 

عنت

1 عَنِتَ, [aor. ـَ inf. n. عَنَتٌ, He fell into a difficult, hard, or distressing, case: (S, A, * O, TA:) or عَنَتٌ signifies the meeting with difficulty, hardship, or distress. (K.) [This is held by some to be the primary signification: see عَنَتْ below; by the explanations of which it seems to be indicated that the verb has several significations that are not expressly assigned to it in the lexicons.] عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ, in the Kur [ix. last verse but one], means, accord. to Az [and most of the expositors], Grievous unto him is your experiencing difficulty, or hardship, or distress: or, as some say, the meaning is ↓ مَا أَعْنَتَكُمْ, i. e., what hath brought you into difficulty, or hardship, or distress. (TA. [In the S and O, it seems to be indicated by the context that مَا عَنِتُّمْ meansyour having sinned.]) b2: عَنِتَتِ الدَّابَّةُ The beast limped, or halted, in consequence of hard, or rough, treatment, such as it could not bear. (TA.) It is said in a trad., أَنْعَلَ دَابَّتَهُ فَعَنِتَتْ He shod his beast and it became lame: thus as some relate it; as others relate it, فَعَتَبَتْ; but the former relation is preferred by KT. (TA.) b3: عَنِتَ said of a bone, (Az, A, K, TA,) and عَنِتَتْ said of an arm or a leg, (Az, TA,) [aor. ـَ inf. n. عَنَتٌ, (TA,) It broke (Az, A, K, TA) after its having been set and united: (A, K:) [this is said in the Ksh and by Bd, in iv. 30, to be the primary signification:] and the former, said of a bone, it became weak, and broke. (K, * TA.) b4: عَنِتَ, (S, O, Msb, TA,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. عَنَتٌ, (S, * O, * Msb, K, * TA,) He committed a sin, a crime, or an act of disobedience deserving punishment: (S, O, K, * TA: *) or he committed sins, crimes, or acts of disobedience deserving punishment: (K, * TA:) or he did wrong [intentionally or unintentionally]. (Msb.) [and particularly He committed fornication, or adultery: see عَنَتٌ below.]2 عنّتهُ, inf. n. تَعْنِيتٌ, He treated him with hardness, severity, or rigour, and constrained him to do that which was difficult to him to perform; (IAmb, O, K, TA;) as also ↓ تعنّتهُ: and afterwards it became applied to signify he destroyed him; or caused him to perish: (IAmb, TA:) [and ↓ اعنتهُ has both of these significations: for it is said that] لَوْ شَآءَ اللّٰهُ لَأَعْنَتَكُمْ, in the Kur [ii. 219], means If God had willed, He would assuredly have treated you with hardness, &c., and constrained you to do that which would be difficult to you to perform: or it may mean, would have destroyed you: or, accord. to IAar, إِعْنَاتٌ signifies the requiring to do that which is not in one's power. (TA.) b2: See also 5.4 اعنتهُ, (inf. n. إِعْنَاتٌ, Mgh,) He caused him to fall into difficulty, hardship, or distress; (S, Mgh, O, Msb, K, TA;) into that which was difficult, hard, or distressing, to him to bear. (Mgh, Msb.) See also 1, and 2. b2: He (the rider) treated him (i. e. a beast) with hardness, or roughness, such as the latter could not bear, and so caused him to limp, or halt. (TA.) b3: He (a physician) treated him (i. e. a sick man) roughly, or without gentleness, and so harmed, or injured, him. (A, O. *) b4: He, or it, broke it (i. e. a bone) after it had been set and united: (Az, S, A,. O, K, TA:) or he (a bone-setter) treated it (i. e. a broken bone) roughly, or ungently, so that the fracture became worse. (TA.) 5 تعنّتهُ: see 2. Accord. to AHeyth, (TA,) He brought upon him annoyance, molestation, harm, or hurt: (Msb, TA:) or he sought to occasion him difficulty, hardship, or distress. (Mgh.) And hence, (Mgh,) He asked him respecting a thing, desiring by doing so to involve him in confusion, or doubt; (A, Mgh, TA;) as when one says to a witness, “Where was this, and when was it, and what garment was upon him when thou tookest upon thyself to bear witness? ” and الشُّهُودَ ↓ يُعَنِّتُ and يَتَعَنَّتُ عَلَى الشُّهُودِ are also mentioned; but these require consideration. (Mgh.) R. Q.1 عَنْتَتَ, said of the horn of the عَتُود [or goat a year old], It rose, or rose high. (O, K.) b2: عنتت عَنْهُ He turned away from, avoided, or shunned, him, or it. (O, K.) عَنَتٌ [inf. n. of 1, q. v.: and also expl. as having the following meanings:] Difficulty, hardship, or distress: (A, IAth, Mgh, Msb, TA:) this is [said to be] the primary signification: (Jel in iv. 30:) or severe difficulty, or hardship, or distress: (Zj, TA:) or the coming of difficulty or hardship or distress upon a man. (K.) b2: A state of perdition or destruction. (A, IAth, K, TA.) b3: A bad, an evil, or a corrupt, state: or bad, evil, or corrupt, conduct or doing: syn. فَسَادٌ [which has both of these meanings; and may here have the former meaning as nearly agreeing with what precedes it, or the latter meaning as nearly agreeing with what follows it]. (A, IAth, K, TA.) b4: A sin, a crime, or an act of disobedience deserving punishment; (AHeyth, S, A, IAth, O, K, TA;) and so ↓ مَعْنَتَةٌ. (A.) b5: A wrong action [intentional or unintentional]; an error; mistake. (IAth, Msb, * TA.) b6: b7: Fornication, or adultery: (S, IAth, Mgh, O, Msb, K, TA:) but this is a conventional explanation of the lecturers of the colleges. (Mgh.) So in the Kur [iv. 30], where it is said, ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِىَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ [That is for him, among you, who fears the commission of fornication]: (S, O, Msb, TA: [and the like is said in the Mgh:]) this, says Az, was revealed in relation to him who might not have the means of taking to wife a free woman; therefore it was allowed to him to take to wife a slave: (Msb, TA:) or the meaning of العنت here is perdition: or perdition in [or by means of] fornication. (TA.) b8: Also Wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, conduct: and annoyance, molestation, harm, or hurt. (AHeyth, TA.) And Distressing, grievous, or afflicting, harm, injury, hurt, or mischief. (TA.) b9: And accord. to the 'Ináyeh, Contention; or contention for superiority in greatness: and persistence in opposition, or in vain contention. (TA.) عَنِتٌ A bone broken after its having been set and united; as also ↓ مُعْنَتٌ. (S, O, K.) عَنُوتٌ A hill (أَكَمَةٌ) difficult of ascent; (O, Msb, * K;) as also ↓ عُنْتُوتٌ: (O, K:) or high, and difficult of ascent. (A.) عُنْتُوتٌ: see what next precedes. b2: With the article ال, A mountain, (O,) or tapering mountain, (K,) in the صَحْرَآء [or desert]: (O, K:) or, accord. to the L, a small mountain tapering into [or towards] the sky (جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ فِى السَّمَآءِ): and it is said to be دون الحرة [app. دُونَ الحَرَّةِ; but there seems to be here an omission or a mistranscription; for of the various meanings that may be assigned to this phrase, none seems to be apposite: I incline to think that العُنْتُوتُ thus expl. is the proper name of a particular mountain]. (TA.) A2: عُنْتُوتٌ signifies also The notch in a bow: accord. to Az, (TA,) the عُنْتُوت of the bow is the notch into which enters the غَانَة, i. e. the ring at the head of the string. (O, TA.) A3: and The first, or beginning, or commencement, of anything. (O, K.) A4: And Dry حَلِىّ, (O, and so in the CK, [in my MS. copy of the K حَلْى, and thus accord. to the TA, but this is evidently a mistake,]) which is a certain plant. (TA.) عَانِتٌ an epithet applied to a woman, i. q. عَانِسٌ [q. v.]: (O, K:) said to be formed [from the latter] by substitution, or a dial. var., or a word mispronounced. (MF, TA.) مُعْنَتٌ: see عَنِتٌ.

مَعْنَتَةٌ: see عَنَتٌ. [Its primary signification seems to be A cause of difficulty, hardship, or distress; &c.]

جَآءَنِى فُلَانٌ مُتَعَنِّتًا Such a one came to me seeking [to cause] my fall into a wrong action, or an error. (S, O, K. *)

عنت: العَنَتُ: دُخُولُ المَشَقَّةِ على الإِنسان، ولقاءُ الشدَّةِ؛

يقال: أَعْنَتَ فلانٌ فلاناً إِعناتاً إِذا أَدْخَل عليه عَنَتاً أَي

مَشَقَّةً. وفي الحديث: الباغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ؛ قال ابن الأَثير:

العَنَتُ المَشَقَّةُ، والفساد، والهلاكُ، والإِثم، والغَلَطُ، والخَطَأُ،

والزنا: كلُّ ذلك قد جاء، وأُطْلِقَ العَنَتُ عليه، والحديثُ يَحْتَمِلُ

كلَّها؛ والبُرَآء جمع بَريءٍ، وهو والعَنَتُ منصوبان مفعولان للباغين؛ يقال:

بَغَيْتُ فلاناً خيراً، وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبتُه لك، وبَغَيتُ الشيءَ:

طَلَبْتُه؛ ومنه الحديث: فيُعنِتُوا عليكم دينَكم أَي يُدْخِلوا عليكم

الضَّرَر في دينكم؛ والحديث الآخر: حتى تُعْنِتَه أَي تشُقَّ عليه.

وفي الحديث: أَيُّما طَبيب تَطَبَّبَ، ولم يَعْرفْ بالطِّبِّ فأَعْنَتَ،

فهو ضامِنٌ؛ أَي أَضَرَّ المريضَ وأَفسده.

وأَعْنَتَه وتَعَنَّته تَعَنُّتاً: سأَله عن شيء أَراد به اللَّبْسَ

عليه والمَشَقَّةَ. وفي حديث عمر: أَرَدْتَ أَن تُعْنِتَني أَي تَطْلُبَ

عَنَتِي، وتُسْقِطَني.

والعَنَتُ. الهَلاكُ.

وأَعْنَتَه أَوْقَعَه في الهَلَكة؛ وقوله عز وجل: واعْلَمُوا أَن فيكم

رسولَ الله، لو يُطِيعُكم في كثير من الأَمرِ لَعَنِتُّم؛ أَي لو أَطاعَ

مثلَ المُخْبِرِ الذي أَخْبَره بما لا أَصلَ له، وقد كانَ سَعَى بقوم من

العرب إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَمنهم ارْتَدُّوا، لوقَعْتُم في

عَنَتٍ أَي في فَساد وهلاك. وهو قول الله، عز وجل: يا أَيها الذين آمنوا،

إِنْ جاءكم فاسقٌ بنَبإٍ فَتَبَيَنُوا أَن تُصِيبُوا قوماً بجهالة،

فتُصْبِحوا على ما فَعَلْتُم نادمين، واعْلَمُوا أَن فيكم رسولَ الله، لو

يُطيعُكم في كثير من الأَمر لَعَنِتُّم. وفي التنزيل: ولو شاء اللهُ

لأَعْنَتَكم؛ معناه: لو شاء لَشَدَّد عليكم، وتَعَبَّدكم بما يَصْعُبُ عليكم

أَداؤُه، كما فَعَل بمن كان قَبْلَكُمْ. وقد يُوضَع العَنَتُ موضعَ الهَلاكِ،

فيجوز أَن يكون معناه: لو شاء اللهُ لأَعْنَتَكُم أَي لأَهْلَككم

بحُكْمٍ يكون فيه غيرَ ظَالم.

قال ابن الأَنباري: أَصلُ التَّعَنُّتِ التشديد، فإِذا قالت العربُ:

فلان يتعَنَّتُ فلاناً ويُعْنِتُه، فمرادهم يُشَدِّدُ عليه، ويُلزِمُه بما

يَصعُب عليه أَداؤُه؛ قال: ثم نُقِلَتْ إِلى معنى الهلاك، والأَصل ما

وَصَفْنا.

قال ابن الأَعرابي: الإِعْناتُ تَكْلِيفُ غيرِ الطاقةِ. والعَنَت:

الزنا. وفي التنزيل: ذلك لمن خَشِيَ العَنَتَ منكم؛ يعني الفُجُورَ والزنا؛

وقال الأَزهري: نزلت هذه الآية فيمن لم يَسْتَطِع طَوْلاً أَي فَضْلَ مالٍ

يَنْكِحُ به حُرَّةً، فله أَن يَنْكِحَ أَمَةً؛ ثم قال: ذلك لمن خَشِي

العَنَتَ منكم، وهذا يُوجِبُ أَن من لم يَخْشَ العَنَتَ،ولم يجد طَوْلاً

لحُرَّة، أَنه لا يحل له أَن ينكح أَمة؛ قال: واخْتَلَفَ الناسُ في تفسير

هذه الآية؛ فقال بعضهم: معناه ذلك لمن خاف أَن يَحْمِلَه شدّةُ الشَّبَق

والغُلْمةِ على الزنا، فيَلْقى العذابَ العظيم في الآخرة، والحَدَّ في

الدنيا، وقال بعضهم: معناه أَن يَعْشِقَ أَمَةً؛ وليس في الآية ذِكْرُ

عِشْقٍ، ولكنّ ذا العِشْقِ يَلْقَى عَنَتاً؛ وقال أَبو العباس محمد بن يزيد

الثُّمَاليّ: العَنَتُ، ههنا، الهلاك؛ وقيل: الهلاك في الزنا؛ وأَنشد:

أُحاولُ إِعْنَاتي بما قالَ أَو رَجا

أَراد: أُحاولُ إِهلاكي.

وروى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَم أَنه قال: العَنَتُ في كلام العرب

الجَوْرُ والإِثم والأَذى؛ قال: فقلت له التَّعَنُّتُ من هذا؟ قال: نعم؛

يقال: تَعَنَّتَ فلانٌ فلاناً إِذا أَدخَلَ عليه الأَذى؛ وقال أَبو

إِسحق الزجاج: العَنَتُ في اللغة المَشَقَّة الشديدة، والعَنَتُ الوُقوع في

أَمرٍ شاقٍّ، وقد عَنِتَ، وأَعْنَتَه غيرهُ؛ قال الأَزهري: هذا الذي قاله

أَبو إِسحق صحيح، فإِذا شَقَّ على الرجل العُزْبة، وغَلَبَتْه الغُلْمَة،

ولم يجد ما يتزوّج به حُرَّة، فله أَن ينكح أَمة، لأَِنَّ غَلَبَة

الشهْوَة، واجتماعَ الماء في الصُّلْب، ربما أَدَّى إِلى العلَّة الصَّعبة،

والله أَعلم؛ قال الجوهري:العَنَتُ الإِثم؛ وقد عَنِتَ الرجلُ. قال تعالى:

عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم؛ قال الأَزهري: معناه عزيز عليه عَنَتُكم، وهو

لقاءُ الشِّدَّة والمَشَقَّة؛ وقال بعضهم: معناه عزيز أَي شديدٌ ما

أَعْنَتَكم أَي أَوْرَدَكم العَنَتَ والمَشَقَّة.

ويقال: أَكَمةٌ عَنُوتٌ طويلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد، وهي العُنْتُوتُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: والعَنَتُ الكسرُ، وقد عَنِتَتْ يَدُه أَو رجْلُه أَي

انْكَسرتْ، وكذلك كلُّ عَظْم؛ قال الشاعر:

فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَيْكَ بَعْدما

عَنِتنَ، وأَعْيَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ

ويقال: عَنِتَ العظمُ عَنَتاً، فهو عَنِتٌ: وَهَى وانكسر؛ قال رؤْبة:

فأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّما:

مَجْدُوعَها،والعَنِتَ المُخَشَّما

وقال الليث: الوَثْءُ ليس بعَنَتٍ؛ لا يكون العَنَتُ إِلاَّ الكَسْرَ؛

والوَثْءُ الضَّرْبُ حتى يَرْهَصَ الجِلدَ واللحمَ، ويَصِلَ الضربُ إِلى

العظم، من غير أَن ينكسر.

ويقال: أَعْنَتَ الجابرُ الكَسِيرَ إِذا لم يَرْفُقْ به، فزاد الكَسْرَ

فَساداً، وكذلك راكبُ الدابة إِذا حَمَلَه على ما لا يَحْتَمِلُه من

العُنْفِ حتى يَظْلَع، فقد أَعْنَته، وقد عَنِتَت الدابةُ. وجملةُ العَنَت:

الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذي. وفي حديث الزهريّ: في رجل أَنْعَلَ دابَّةً

فَعَنِتَتْ؛ هكذا جاء في رواية، أَي عَرِجَتْ؛ وسماه عَنَتاً لأَنه ضَرَرٌ

وفَساد. والرواية: فَعَتِبَتْ، بتاء فوقها نقطتان، ثم باء تحتها نقطة،

قال القتيبي: والأَوَّلُ أَحَبُّ الوجهين إِليَّ. ويقال للعظم المجبور

إِذا أَصابه شيء فَهاضَه: قد أَعْنَتَه، فهو عَنِتٌ ومُعْنِتٌ. قال

الأَزهري: معناه أَنه يَهِيضُه، وهو كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ، وذلك أَشَدُّ من

الكَسر الأَوّلِ.

وعَنِتَ عَنَتاً: اكتسب مَأْثَماً.

وجاءَني فلانٌ مُتَعَنِّتاً إِذا جاءَ يَطْلُب زَلَّتَكَ.

والعُنْتُوتُ: جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ في السماء، وقيل: دُوَيْنَ

الحَرَّة؛ قال:

أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ،

تِلْكَ الهَلُوكُ والخَريعُ السُّلْحُوتْ

الأَفْرُ: سَيْرٌ سريع. والعُنْتُوتُ: الحَزّ في القَوْس؛ قال الأَزهري:

عُنْتُوتُ القَوْس هو الحزُّ الذي تُدْخَلُ فيه الغانةُ، والغانةُ:

حَلْقةُ رأْس الوتر.

عنت
: (العَنَتُ مُحَرَّكَةً: الفَسَادُ، والإِثْمُ، والهَلاَكُ) والغَلَطُ، والخَطَأُ، والجَوْرُ، وَالأَذَى، وسَيَأْتي، (ودُخُولُ المَشَقّةِ على الإِنْسَانِ) .
وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ: العَنَتُ فِي اللُّغَةِ: المَشَقَّةُ الشَّدِيدَةُ، والعَنَتُ: الوُقُوعُ فِي أَمْر شَاقَ.
وَقد عَنِتَ، (وأَعْنَتَهُ غَيْرُه) .
(و) العَنَتُ: (لقَاءُ الشِّدَّةِ) يُقَال: أَعْنَتَ فلانٌ فُلاناً إِعْنَاتاً، وَفِي الحَدِيث (البَاغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ) .
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: العَنَتُ المَشَقَّةُ، والفَسادُ، والهَلاَكُ، والإِثْمُ، والغَلَطُ، والخَطَأُ، (والزِّنَا) ، كُلّ ذَلِك قَدْ جَاءَ، وَأُطْلِقَ العَنَتُ عَلَيْهِ، والحَدِيثُ يَحْتَمِلُ كُلَّهَا، والبُرَآهُ: جَمْعُ بَرِىءٍ، وَهُوَ والعَنَتُ مَنْصُوبانِ، مَفْعُولانِ للبَاغِينَ، وَقَوله عزَّ وجَلَّ: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مّنَ الاْمْرِ لَعَنِتُّمْ} (سُورَة الحجرات، الْآيَة: 7) أَي لَو أَطَاعَ مثلَ المُخْبِرِ الَّذِي أَخْبَرَه بِمَا لَا أَصْلَ لَه، وكَانَ قد سَعَى بقَوم من العَرَبِ إِلى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنّهم ارْتَدُّوا، لوَقَعْتُمْ فِي عَنَت، أَي فِي فسَادٍ وهَلاَكٍ، وَفِي التَّنْزِيل {وَلَوْ شَآء اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 220) معنَاه: لَو شَاءَ لشَدَّدَ عَلَيْكُمْ وتَعَبَّدَكُمْ بِمَا يَصْعُبُ عليكُم أَدَاؤُهُ، كَمَا فَعَلَ بمَن كانَ قَبْلَكُمْ. وَقد يُوضَعُ العَنَتُ مَوْضِعَ الهَلاَكِ. فيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه لَو شَاءَ لأَعْنَتَكُمْ، أَي لأَهْلَكَكُم بحُكْم يكونُ فِيهِ غيرَ ظَالِم.
وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الإِعْنَاتُ: تَكْلِيفُ غيرِ الطَّاقَةِ، وَفِي التَّنْزِيلِ {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 25) يعنهي الفُجُورَ والزِّنا.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: نزلت هَذِه الآيةُ فيمَنْ لَمْ يَسْتَطعْ طَوْلاً، أَي فَضْلَ مَالٍ يَنْكِحُ بِهِ حُرَّةً، فَلَهُ أَنْ يَنْكِحَ أَمَّةً، ثمَّ قَالَ: {لِمَنْ خَشِىَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} وَهَذَا يُوجِبُ أَنّ من لَمْ يَخْشَى العَنَتَ، ولَمْ يَجِدْ طَوْلاً لِحُرَّةٍ أَنّهُ لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَنْكِحَ أَمَةً. قَالَ: واخْتَلَفَ النّاس فِي تَفْسِيرِ هذِه الآيَةِ، فَقَالَ بعضُهم: مَعْنَاهُ: ذَلِك لمن خَافَ أَن يَحْمِلَهُ شِدَّةُ الشَّبَقِ والغُلْمَةِ على الزِّنَا، فيَلْقَى العَذَابَ العَظِيمَ فِي الآخِرَةِ، والحَدَّ فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ بعضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَن يَعْشَقَ أَمَةً، وَلَيْسَ فِي الآيةِ ذِكْرُ عِشْقٍ، ولكِنَّ ذَا العِشْقِ يَلْقَى عَنَتاً، وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ محَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمالِيّ: العَنَتُ هَا هُنَا الهَلاكُ، وَقيل: الهلاكُ فِي الزِّنا، وأَنشد:
أُحَاوِلُ إِعْناتِي بِمَا قَالَ أَو رَجَا
أَرَادَ إِهْلاكِي، ونَقَلَ الأَزْهَرِيُّ قولَ أَبي إِسْحَاق الزَّجّاجِ السّابِقِ، ثمَّ قَالَ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ، فإِذا شَقَّ على الرَّجُلِ العُزْبَةُ (وغلبته الغُلْمَة) ولَمْ يَجِدْ مَا يَتَزَوَّجُ بِهِ حُرَّةً، فلهُ أَنْ يَنْكِحَ أَمَةً، لأَنَّ غَلَبَةَ الشَّهْوَةِ، واجتماعَ الماءِ فِي الصُّلْبِ رُبَّما أَدّى إِلَى العِلَّةِ الصَّعْبَةِ.
وَفِي الصِّحَاح: العَنَتُ: الإِثْمُ، وَقد عَنِتَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: فِي قَوْله تَعَالَى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 128) أَي عَزِيزٌ عَلَيْهِ عَنَتُكُمْ، وَهُوَ لِقَاءُ الشِّدَّةِ والمَشَقَّة وَقَالَ بعضُهم: مَعْنَاه: عزيزٌ، أَي شديدٌ مَا أَعَنَتَكُمْ، أَي مَا أَورَدَكُم العَنَتَ والمَشَقَّةَ.
(و) يُقَالُ: العَنَتُ: (الوَهْيُ والانْكِسَارُ) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: والعَنَتُ: الكَسْرُ، وَقد عَنِتَتْ يَدُهُ، أَو رِجْلُهُ، أَي انْكَسَرَتْ، وَكَذَلِكَ كُلُّ عَظْمٍ، قَالَ الشَّاعِر:
فَدَاوِ بِهَا أَضْلاَعَ جَنْبَيْكَ بَعْدَمَا
عَنِتْنَ وَأَعْيَتْكَ الجَبَائِرُ مِنْ عَلُ
وَيُقَال: عَنِتَ العَظْمُ عَنَتاً فَهُوَ عَنِتٌ:
وَهَي وانْكَسَرَ، قَالَ رؤبة:
فَأَرْغَمَ الله الأُنُوفَ الرُّغَّمَا
مَجْدُوعَهَا والعَنِتَ المُخَشَّمَا
وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَثْءُ ليسَ بعَنَتٍ، لَا يَكُونُ العَنَتُ إِلاّ الكَسْرَ، والْوَثْءُ: الضَّرْبُ حَتَّى يَرْهَصَ الجِلْدَ واللَّحْمَ ويَصلَ الضَّرْبُ إِلى العَظْمِ من غير أَنْ يَنْكَسِر. (و) العَنَتُ أَيضاً (: اكْتِسَابُ المَأْثَمِ) ، وَقد عَنِتَ عَنَتاً، إِذا اكْتَسَبَ ذَلِك.
(و) قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: أَصْلُ التَعَنُّتِ التَّشْدِيدُ، فإِذَا قَالَتِ العَرَبُ: فُلانٌ يَتَعَنَّتُ فُلاناً، ويُعْنِتُهُ، وَقد (عَنَّتَهُ تَعْنِيتاً) ، فالمُرادُ (شَدَّدَ عَلَيْهِ، وأَلْزَمَهُ بِمَا يَصعُبُ عَلَيْهِ أَدْاؤُهُ) ، قَالَ: ثمَّ نُقِلَتْ إِلَى مَعْنَى الهَلاكِ، والأَصلُ مَا وَصَفْنَا. انْتهى.
وَأَعْنَتَهُ، مِثْلُ عَنَّتَهُ، وَقد تقدم الإِيماءُ إِلَيْهِ.
(والعُنْتُوتُ) بالضّمّ: (يَبِيسُ الخَلَى) بِفَتْح فَسُكُون: نَبْتٌ.
(وجَبَلٌ مُسْتَدِقٌّ فِي الصَّحَرَاءِ) ، وعِبَارَةُ اللّسَان: جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ فِي السَّمَاءِ، وقيلِ: هِيَ دُونَ الحَرّةِ، قَالَ:
أَدْرَكْتُهَا تَأْفِرُ دُونَ العُنْتُوتْ
تِلْكَ الهَلُوكُ والخَرِيعُ السُّلْحُوتْ
(و) العُنْتُوتُ (أَوّلُ كُلِّ شَيْءٍ) ، نَقله الصّاغَانِيّ.
(و) العُنْتُوتُ: (الشَّاقَّةُ المَصْعَدِ مِن الآكَامِ، كَالْعَنُوتِ) ، كصَبُور، يُقَال: أَكَمَةٌ عَنُوتٌ، إِذا كَانَتْ طَوِيلَةً شَاقَّةَ المَصْعَدِ.
(وَعَنْتَتَ عَنْهُ) ، بتاءَين، إِذا (أَعْرَضَ) .
(و) عَنْتَتَ (قَرْنُ العَتُودِ) إِذَا (ارْتَفَعَ) وشَصَرَ، نَقَلَه الصاغانيّ.
(والعَانِتُ: المَرْأَةُ العَانِسُ) ، قيلَ: هُوَ إِبْدَالٌ، وَقيل: هُوَ لُغَةٌ، وَقيل: لُثْغَةٌ. قالَه شَيخنَا.
وَفِي العِنَايَة للشِّهَابِ فِي (المَعَارِجِ) العَنَتُ: المُكَابَرَةُ عِناداً، وَفِي (ق) : العَنَتُ: اللَّجَاجُ فِي العِنَادِ.
(و) يُقَالُ: (جَاءَهُ) فُلاَنٌ (مُتَعَنِّتاً، أَي طَالِباً زَلَّتَهُ) .
وَفِي الأَساس: وتَعَنَّتَنِي: سأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ أَرادَ بِهِ اللَّبْسَ عليَّ والمَشَقَّةَ.
وَفِي اللِّسَان: رَوَى المُنْذِرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ أَنَّهُ قَالَ: العَنَتُ فِي كَلاَمِ العَرَبه: الجَوْزُ، والإِثْمُ، والأَذَى، قَالَ: فَقلت لَهُ: التَّعَنُّتُ مِنْ هاذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، يُقَال: تَعَنَّتَ فُلانٌ فُلاناً إِذا أَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَذَى.
(ويُقَالُ لِلْعَظْمِ المَجْبورِ إِذا هَاضَهُ شَيْءٌ) وعبارةُ اللِّسَانِ إِذا أَصَابَهُ شَيْءٌ فَهَاضَهُ: (قد أَعْنَتَهُ، فَهُوَ عَنِتٌ) كَكَتفٍ، (ومُعْنَتٌ) كمُكْرِم، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَهِيضُه، وَهُوَ كَسْرٌ بعد انْجِبَارٍ، وَذَلِكَ أَشَدُّ من الكَسْرِ الأَوَّلِ، وَيُقَال: أَعْنَتَ الجَابِرُ الكَسِيرَ إِذَا لم يَرْفُقْ بهِ فزادَ الكَسْرَ فَساداً، وَكَذَلِكَ راكبُ الدَّابَّةِ إِذا حَمَلَه على مَا لَا يَحْتَمِلُهُ من العُنْفِ حَتَّى يَظْلَعَ، فقد أَعْنَتَهُ، (وَقَدْ) عَنِتَتِ الدَّابَّةُ.
وجُمْلَةُ العَنَتِ: الضَّرَرُ الشَّاق المُؤْذِي، وَفِي حَدِيث الزُّهريّ: (فِي رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّةً فعَنِتَتْ) هَكَذَا جاءَ فِي روايَةٍ، أَي عَرِجَتْ، وسمَّاه عَنَتاً؛ لأَنَّهُ ضَرَرٌ وفَسَادٌ، والرِّوَايةُ فَعَتِبَتْ بتاءٍ فَوْقهَا نُقْطَتَانِ ثمَّ باءٍ تحتهَا نقطة قَالَ القُتَيْبِيُّ: والأَوّلُ أَحَبُّ الوَجْهَيْنِ أَلَيَّ.
ويقَال: (عَنِتَ العَظْمُ، كفَرِحَ) عَنَتاً، فَهُوَ عَنِتٌ: وَهَي وانْكَسَرَ، قَالَ رُؤْبَةُ:
فَأَرْغَمَ الله الأُنُوفَ الرُّغَّمَا
مَجْدُوعَها والعَنِتَ المُخَشَّمَا
وَقد تَقَدَّمَ عَن اللَّيْثِ: أَنَّ العَنَتَ لَا يكونُ إِلاّ الكَسْرَ، ويُقَالُ: عَنِتَتْ يَدُهُ أَو رِجْلُهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ عَظْمٍ، فذكْرُ المصنّفِ لَهُ هُنَا ثَانِيًا فِي حُكم التَّكْرارِ؛ لأَنَّهُ داخلٌ تَحت قَوْله: والوَهْيُ والانْكِسارُ، وَهُوَ يَشْمَلُ اليَدَ والرِّجْلَ والعَظْمَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك على المُؤَلّف:
العُنْتُوتُ: الحَزُّ فِي القَوْسِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: عُنْتوتُ القَوْسِ: هُوَ الحَزُّ الَّذِي تُدْخَلُ فِيهِ الغَانَةُ، والغَانَةُ: حَلْقَةُ رَأْسِ الوَتَرِ.

عوز

(عوز) الشَّيْء عوزا عز وَلم يُوجد مَعَ الْحَاجة إِلَيْهِ وَالرجل احْتَاجَ واختلت حَاله فَهُوَ أعوز وَهِي عوزاء (ج) عوز وَالْأَمر اشْتَدَّ وعسر وضاق
[عوز] نه: فيه: تخرج المرأة إلى أبيها يكيد بنفسه فإذا خرجت فلتلبس "معاوزها"، هي الخلقان من ثياب، جمع معوز- بكسر ميم، والعوز- بالفتح: العدم وسوء الحال. ومنه: أما لك "معوز"، أي ثوب خلق لأنه لباس المعوزين فخرج مخرج الآلة، وأعوز فهو معوز.
ع و ز: (أَعْوَزَهُ) الشَّيْءُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ. وَ (الْإِعْوَازُ) الْفَقْرُ. وَ (الْمُعْوِزُ) الْفَقِيرُ. وَ (عَوِزَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ طَرِبَ إِذَا لَمْ يُوجَدْ. وَعَوِزَ الرَّجُلُ أَيْضًا افْتَقَرَ. وَ (أَعْوَزَهُ) الدَّهْرُ أَحْوَجَهُ. 
[عوز] المِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ: الثوبَ الخَلَق الذي يبتذل، والجمع المَعاوِزُ. وأعْوَزَهُ الشئ، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه. والإعوازُ: الفقر. والمُعْوِزُ: الفقير. وعَوِزَ الرجل وأَعْوَزَ، أي افتقر. وأَعْوَزَهُ الدهر، أي أحوجه. 
عوز: عاز: يعوزه شيء: قليل المهارة (بوشر).
أعوز إلى: احتاج إلى. ففي حيان (ص54 و): أعلمه سراً بما أعوز إليه الأمير عبد الله من إنصافه من محمد بن غالب.
اعتاز: يقال اعتاز الشيء واعتاز إليه: احتاج إليه. (بوشر).
عازة: عوز، الحاجة والضيق. (بوشر، همبرت ص220، محيط المحيط).
عوزة: حاجة. (بوشر).
عائز (فريتاج): محتاج، فقير، معسر، معوز، (همبرت ص220).
اعتياز: عوز، احتياج. وتجمع بالألف والتاء (بوشر).
عوز
أبو زَيْدٍ عن الكِلاَبِيِّين: ما يُعْوَزُ له شَيْءٌ إِلاّ أخَذَه: أي ما يُطِفُّ. قال: الخارْزَنْجِيُّ: أحْسِبُه بالرّاء. وعَوِزُوْا اللَّحْمَ عَوَزاً: مِثْلُ عَدِمُوا. وهو عَوِزٌ لَوِزٌ من الخَيْر، وقَوْمٌ عَوَازَى.
وقد عازَني كذا: إِذا لم تَجِدْه. وأعْوَزَ: ساءتْ حالُه. وأعْوَزَه الدَّهْرُ: أفْقَرَه. وعَوِزَ الأمْرُ: اشْتَدَّ. والمَعَاوِزُ: الخِرَقُ يُلَفُّ فيها الصَّبيُّ.
(ع و ز) : (الْعَوَزُ) الضِّيقُ وَأَنْ يُعْوِزَكَ الشَّيْءُ أَنْ يَقِلَّ عِنْدكَ وَأَنْتَ مُحْتَاجٌ إلَيْهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ وَيُقَالُ أَيْضًا أَعْوَزَنِي الْمَطْلُوبُ أَيْ أَعْجَزَنِي وَاشْتَدَّ عَلَيَّ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الْأَوَّلِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ مَسْأَلَةٌ يَخْتَلِفُ فِيهَا كِبَارُ الصَّحَابَةِ يُعْوِزُ فِقْهُهَا أَيْ يَشْتَدُّ عِلْمُهَا وَيَعْسُرُ.
(عوز) - في حديث عُمَرَ - رَضي الله عنه -: "أَمَا لَكَ مِعْوَزٌ؟ "
: أي ثوْبٌ خَلَقٌ كأنه مأخوذ من العوَزِ ، لأَنّه لِباسُ المُعْوِزين خُرِّجَ مَخْرَجَ الآلَةِ والأَدَاةِ، وجَمْعُه مَعاوِز. وقد أَعوزَه الدَّهْرُ فهو مُعْوِزٌ، وعَازَنيِ كذا، وأَعْوَزَني؛ إذا لم يَتَّخِذْه، وأَعوَزَ فُلانٌ: سَاءَ حَالُه. وعَوِزَ الأَمرُ: اشْتَدَّ.
ع و ز : عَوِزَ الشَّيْءُ عَوَزًا مِنْ بَابِ تَعِبَ عَزَّ فَلَمْ يُوجَدْ وَعُزْتُ الشَّيْءَ أَعُوزُهُ مِنْ بَابِ قَالَ احْتَجْتُ إلَيْهِ فَلَمْ أَجِدْهُ وَأَعْوَزَنِي الْمَطْلُوبُ مِثْلُ أَعْجَزَنِي وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَعْوَز الرَّجُلُ إعْوَازًا افْتَقَرَ وَأَعْوَزَهُ الدَّهْرُ أَفْقَرَهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ أَعْوَزَ وَأَحْوَجَ وَأَعْدَمَ وَهُوَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. 

عوز


عوِزَ(n. ac. عَوَز)
a. Was missing, wanting, lacking.
b. see IV (b)c. Was difficult.

أَعْوَزَa. Was wanting &c. to.
b. Was poor, needy, indigent.
c. Impoverished.

عَوْز
عَوْزَةa. Grape-stone.

عَوَزa. Need, want; poverty, indigence
destitution.
عَوِزa. Poor, needy, indigent impoverished.

أَعْوَزُa. see 5
مِعْوَزa. see 5b. see 20t
مِعْوَزَة
(pl.
مَعَاْوِزُ)
a. Old, worn0out garment.

عَاْوِز
a. see 5
مَعَاْوِزُa. Needs, wants, necessities, requirements.

مُعْوِز
a. [ N. Ag IV]
see 5
عَازَة []
a. [ coll. ]
see 4
ع و ز

فيه سداد من عوز، وأصابه عوز وهو الحاجة والفقر، وقد أعوز فلان واعوزّ إذا احتاج واختلت حاله، وأعوزه الدهر: أدخل عليه الفقر، وأعوزني هذا الأمر وأعجزني إذا اشتدّ عليك وعسر. وهذا شيء معوز: عزيز لا يوجد. وعوز اللحم عوزاً، وفي اللحم عوز. والمعاوز: المباذل والخلقان. قال الشمّاخ في القوس:

إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت ... حبيراً ولم تدرج لعيها المعاوز
(ع وز)

عازَني الشَّيْء وأعْوَزَني: أعْجَزني على شدَّة حَاجَة وَالِاسْم العَوَزُ.

وأعْوَزَ الرجل فَهُوَ مُعْوِزٌ ومُعْوَزٌ إِذا ساءت حَاله، الْأَخِيرَة على غير قِيَاس.

وأعْوزَه الدَّهر: أحْوَجَه.

والمِعْوَزُ: خرقَة يلف بهَا الصَّبِي قَالَ حسان: ومَوْءُودَةٍ مَقْرُورَةٍ فِي مَعاوِزٍ ... بِآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ

الموءودة: المدفونة حَيَّة، وآمتها: هيئتها يَعْنِي القلفة.

والمِعْوَزَةُ: الثَّوْب الْخلق. وَقيل: المعوزة: كل ثوب تصون بِهِ آخر، وَقيل: هُوَ الْجَدِيد من الثِّيَاب حكى عَن أبي زيد، وَالْجمع مَعاوِزُ ومَعاوِزَةٌ زادوا الْهَاء لتمكين التَّأْنِيث، أنْشد ثَعْلَب:

رَأى نَظْرَةً مِنْهَا فَلم يَمْلِك الهَوَى ... مَعاوِزَ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِيبُ

فَلَا محَالة أَن المعاوز هَاهُنَا الثِّيَاب الجدد. قَالَ:

ومُخْتَضِرِ المنافِعِ أرْيَحِيٍّ ... نبيلٍ فِي مَعاوِزَةٍ طِوَالِ
عوز
عازَ يَعوز، عُزْ، عَوْزًا، فهو عائز، والمفعول مَعوز
• عاز كتابًا: افتقده، لم يجدْــه، وهو محتاجٌ إليه "عاز مبلغًا من المال". 

عوِزَ يَعْوَز، عَوَزًا، فهو أعوزُ
• عوِزَ الشَّخصُ: احتاج، افتقر، ضاق حالُه "عوِزت أرملةٌ- عوِز بعد غنًى".
• عوِز الوقودُ: عزَّ، قلَّ فلم يوجد مع الحاجة إليه "عوِزت المواصلاتُ". 

أعوزَ يُعوز، إعوازًا، فهو مُعوِز، والمفعول مُعوَز (للمتعدِّي)
• أعوز الشَّخصُ: عوِز، احتاج، افتقر، ضاقت أحوالُه وساءت "أعوز بعد احتراق بيته- أصبح مُعوِزًا بعد مرضه الأخير".
• أعوز المالُ فلانًا: أعجزه، كان في أَمَسِّ الحاجةِ إليه ولم يجده "شابٌّ تُعوزه الهمَّة- خُطَّة يُعوزها التبصُّر- طفلٌ أعوزته الرِّضاعة- تُعوزه الخبرة والمعرفة" ° أعوزه المطلوبُ: أعجزه وصعُب عليه نيله- شيء مُعوِز: عزيز لا يوجد.
• أعوزه الدَّهرُ: أدخل عليه الفقرَ وضيقَ الحال، أعجزه واشتدَّ عليه. 

أعوزُ [مفرد]: ج عُوز، مؤ عَوْزاءُ، ج مؤ عَوْزاوات وعُوز: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عوِزَ. 

عائز [مفرد]: اسم فاعل من عازَ. 

عَوْز [مفرد]: مصدر عازَ. 

عَوَز [مفرد]:
1 - مصدر عوِزَ.
2 - حاجة، ضيق الحال، فقر، قلّة الممتلكات والبضائع المادِّيَّة الأساسيّة "دفعه العَوَزُ إلى الهجرةِ من وطنه- عاش في عَوَز- جمع المالَ لأيَّام العَوَز- اضطرَّه العَوَزُ مع الشَّيخوخة إلى السُّؤال".
• مرض العَوز: (طب) مرض كالكُساح أو الإسْقرْبوط ناتج عن نقص غذائيّ في موادَّ معيَّنة خاصَّة الفيتامينات والمعادن. 

عوز: الليث: العَوَزُ أَن يُعْوِزَكَ الشيءُ وأَنت إِليه محتاج، وإِذا

لم تجد الشيءَ قلت: عازَني؛ قال الأَزهري: عازَنِي ليس بمعروف. وقال أَبو

مالك: يقال أَعْوزَنِي هذا الأَمْرُ إِذا اشتدَّ عليك وعَسُرَ،

وأَعْوَزَنِي الشيءُ يُعْوِزُنِي أَي قَلَّ عندي مع حاجتي إِليه. ورجل مُعْوِزٌ:

قليل الشيء. وأَعْوَزَه الشيءُ إِذا احتاج إِليه فلم يقدر عليه.

والعَوَزُ، بالفتح: العُدْمُ وسوءُ الحال. وقال ابن سيده: عازني الشيءُ

وأَعْوَزَنِي أَعْجَزَنِي على شدة حاجة، والاسم العَوَزُ. وأَعْوَزَ الرجلُ، فهو

مُعْوِزٌ ومُعْوَز إِذا ساءَتْ حالُه؛ الأَخيرة على غير قياس. وأَعْوَزَه

الدهرُ: أَحوجه وحلَّ عليه الفَقْرُ. وإِنه لَعَوِز لَوِزٌ: تأْكيد له،

كما تقول:تَعْساً له ونَعْساً. والعَوَزُ: ضِيقُ الشيء. والإِعْوازُ:

الفقر. والمُعْوِزُ: الفقير. وعَوِزَ الشيءُ عَوَزاً إِذا لم يوجد. وعَوِزَ

الرجلُ وأَعْوَزَ أَي افتقر. ويقال: ما يُعْوِزُ لفلان شيءٌ إِلاَّ ذهب به،

كقولك: ما يُوهِفُ له وما يُشْرِفُ؛ قاله أَبو زيد بالزاي، قال أَبو

حاتم: وأَنكره الأَصمعي، قال: وهو عند أَبي زيد صحيح ومن العرب مسموع.

والمِعْوَزُ: خرقة يلف بها الصبي، والجمع المَعاوِزُ؛ قال حسان:

ومَوْؤُودَةٍ مَقْرُورَةٍ في مَعاوِزٍ،

بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ

الموْؤُودة: المدفونة حية. وآمتها: هَنَتُها يعني القُلْفَة. وفي

التهذيب: المَعاوِزُ خُلْقانُ الثياب، لُفَّ فيها الصبي أَو لم يلف.

والمِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ: الثوب الخَلَقُ، زاد الجوهري: الذي يُبْتَذَلُ. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: أَمَا لك مِعْوَزٌ أَي ثوب خَلَقٌ لأَنه لباس

المُعْوِزِينَ فَخُرِّجَ مَخْرَجَ الآلة والأَداة. وفي حديثه الآخر، رضي الله

عنه: تَخْرُجُ المرأةُ إِلى أَبيها يَكِيدُ بنَفْسِه فإِذا خرجت

فَلْتَلْبَس مَعاوِزَها؛ هي الخُلْقان من الثياب، واحدها مِعْوَز، بكسر الميم،

وقيل: المِعْوَزَةُ كل ثوب تَصُونُ به آخَرَ، وقيل: هو الجديد من الثياب؛

حكي عن أَبي زيد، والجمع مَعاوِزَةٌ، زادوا الهاء لتمكين التأْنيث؛ أَنشد

ثعلب:

رَأَى نَظْرَةً منها، فلم يَمْلِكِ الهَوى،

مَعاوِزُ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِيبُ

فلا محالة أَن المعاوز هنا الثياب الجُدُدُ؛ وقال:

ومُحْتَضَرِ المَنافِعِ أَرْيَحِيٍّ،

نَبِيلٍ في مَعاوِزةٍ طِوالِ

أَبو الهيثم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجتذبت ما عليه من

العَوْزِ، وهو الحب من العنب، بجميع أَصابعك حتى تُنقيه من عُودِه، وذلك

الخَرْطُ، وما سقط منه عند ذلك هو الخُرَاطَةُ، والله سبحانه وتعالى

أَعلم.

عوز
{العَوْز، بالفَتْح: حَبُّ العِنَب، عَن أبي الهَيثم فِي قَوْلِه: خَرَطْتُ العِنَب خَرْطَاً، إِذا اجْتَذبْتَ مَا عَلَيْهِ من العَوْزِ بِجَمِيعِ أصابِعِك حَتَّى تُنْقيه من عُودِه، وَذَلِكَ الخَرْط، وَمَا سَقَطَ مِنْهُ عِنْد ذَلِك هُوَ الخُراطة، الْوَاحِدَة} عَوْزَةٌ، بهاءٍ. العَوْز: بالتّحريك: الحاجةُ والعُدْم وسُوءُ الْحَال وضِيقُ الشَّيْء. {عَوِزَ الشيءُ، كفَرِح،} عَوْزَاً: لم يُوجد. {عَوِزَ الرجلُ: افْتقرَ،} كَأَعْوزَ، فَهُوَ {مُعْوِزٌ فقيرٌ قليلُ الشَّيْء.} عَوِزَ الأمرُ: اشتدَّ وعَسُرَ وضاق. قَالَ اللَّيْث: {العَوز: أَن} يُعْوِزُكَ الشيءُ وَأَنت مُحتاجٌ إِلَيْهِ، وَإِذا لم تَجِدْ شَيْئا قل: {- عازَني. قَالَ الأَزْهَرِيّ: عازَني، غير مَعْرُوفٍ.} والمِعْوَز، كمِنْبَر، {المِعْوَزَة، بهاءٍ: الثوبُ الخَلَق، زَاد الجَوْهَرِيّ: لم يُبْتَذَل. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: أمالَكَ} مِعْوَزٌ. أَي ثوب خَلَقٌ لأنّه لباسُ {المُعْوِزين، أَي الْفُقَرَاء، فخُرِّجَ مَخْرَجَ الآلةِ والأداة ج} مَعاوِز. قَالَ حَسّان رَضِي الله عَنهُ:
(ومَوْؤُودَةٍ مَقْرُورةٍ فِي مَعاوِزٍ ... بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ)
المَوْؤُودة: المَدفونة حَيَّةً. وآمَتُها: هَنَتُها وَهِي القُلْفة. وَفِي التَّهْذِيب: {المَعاوِز: خُلْقان الثِّيَاب، لُفَّ فِيهَا الصبيُّ أَو لم يُلَفّ.} وأَعْوَزَه الشيءُ، إِذا احتاجَ إِلَيْهِ فَلم يَقْدِر عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو مالِك: يُقَال: {- أَعْوَزَني هَذَا الْأَمر، إِذا اشتدَّ عَلَيْك وعَسُرَ، وأَعْوَزَني الشيءُ} يُعْوِزُني، أَي قَلَّ عِنْدِي مَعَ حَاجَتي إِلَيْهِ. أَعْوَزَه الدّهرُ: أَحْوَجَه وحَلَّ عَلَيْهِ الفَقر. وَفِي المُحكَم: {- عازَني الشيءُ} - وأَعْوَزَني: أَعْجَزني على شِدَّةِ حاجةٍ، والاسمُ {العَوَز. يُقَال: مَا} يُعْوِزُ لفلانٍ شيءٌ إلاّ ذهب بِهِ، أَي مَا يُوهِف لَهُ وَمَا يُشرِف، قَالَه أَبُو زَيْد، بالزاي. قَالَ أَبُو حَاتِم: وأنكرَه الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ عِنْد أبي زَيْد صحيحٌ ومَسْمُوعٌ من الْعَرَب، وإنّه {لعَوِزٌ لَوِزٌ، تَأْكِيد لَهُ وإتْباع، كَمَا تَقول: تَعْسَاً لَهُ ونَعْسَاً.
وعُوزٌ، بالضمّ: اسْم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} أَعْوَزَ الرجلُ فَهُوَ {مُعْوِزٌ} ومُعْوَزٌ، إِذا ساءَت حالُه، الْأَخِيرَة على غيرِ قياسٍ. وَقيل: {المِعْوَزَة: كلُّ ثَوْب تَصون بِهِ آخَرَ، وَقيل: هُوَ الجديدُ من الثِّياب، حُكِيَ عَن أبي زَيْد، والجَمع} مَعاوِزَةٌ، زادوا الهاءَ لتَمكين التَّأْنِيث، أنْشد ثَعْلَب:
(رأى نَظْرَةً مِنْهَا فَلم يَمْلِك الهَوى ... {مَعاوِزِ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثيبُ)
فَلَا مَحالةَ أَن} المَعاوِز هُنَا الثيابُ الجُدُد، وَقَالَ:
(ومُحْتَضَر المَنافِعِ أَرْيَحِيٍّ ... نَبيلٍ فِي {مَعاوَزَةٍ طِوالِ)
} واعْوَزَّ الرجلُ {اعْوِزازاً: احتاجَ، واخْتلَّت حالُه، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وَمن أمثالِهم المَشهورة: سَدَادٌ)
من} عَوَزٍ. قد ذُكِرَ فِي سدد. وَهَذَا شيءٌ {مُعْوِزٌ: عَزيزٌ، وعَوِزَ اللحمُ عَوَزَاً.} وأَعْوَزَ الشيءُ: تعَذَّرَ، قَالَه ابنُ القَطَّاع.

عوز

1 عَوِزَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَوَزٌ, (S, O, Msb,) It (a thing) was, or became, wanting; not found; or not existing: (S, O, K:) or it (anything) was wanted, and desired, but not attainable: (Lth, O:) or it was, or became, unattainable; not found; or not existing. (Msb.) b2: The same verb, inf. n. as above, is also said of flesh, or flesh-meat; [app. signifying It became wasted; or it was, or became, wanting, or not found;] (A;) or the verb thus used is ↓ أَعْوَزَ, inf. n. إِعْوَازٌ. (TA.) b3: Also It (an affair) was, or became, hard, difficult, or strait; (O, K, * TA;) and ↓ اعوز it (a thing) was, or became, difficult. (IKtt.) b4: And He (a man) was, or became, poor, needy, or indigent; (S, A, O, K;) as also ↓ اعوز, (S, O, Msb, K,) inf. n. إِعْوَازٌ: (S, Msb;:) or the latter signifies he was, or became, poor so as to possess nothing; (Az, Msb;) or he became in want, and in an unsound condition; (A;) as also ↓ اعوزّ, (A, TA,) inf. n. اِعْوِزَازٌ; (TA;) or in an evil condition. (TA.) A2: عَازَ الشَّىْءَ, aor. ـُ [inf. n. عَوْزٌ,] He wanted, needed, or required, the thing, and found it not. (Msb.) [And عَازَهُ الشَّىْءُ, and أَعْوَزَهُ, virtually signify the same.] See 4.4 اعوز, inf. n. إِعْوَازٌ: see عَوِزَ, in three places.

A2: اعوزهُ الدَّهْرُ Fortune caused him to became in want, or need; (S, O, K;) or rendered him poor; (A, Msb;) [i. e.,] poverty befell him. (TA.) b2: اعوزهُ الشَّىْءُ [lit., The thing caused him to want; meaning] he wanted, needed, or required, the thing, [or had it not,] (S, O, K,) and was unable to attain it: (S, K:) and the thing escaped him, so that he was unable to attain it, (M, Mgh, Msb,) it being much wanted by him; (M, TA;) as also الشَّىْءُ ↓ عَازَهُ: (M, TA:) or the latter, [virtually, like عَازَ الشَّىْءَ,] he found not the thing: (O, K, TA:) but Az says that this latter phrase is not known. (O, TA.) b3: The thing was little, or scarce, or scanty, to him, or in his estimation, and needful to him. (Mgh, TA.) b4: اعوزهُ الأَمْرُ The affair was hard, or difficult, to him. (A, TA.) So in the saying, مَسْأَلَةٌ يَخْتَلِفُ فِيهَا كِبَارُ الصَّحَابَةِ يُعْوِزُ فِقْهُهَا [A question respecting which the great men of the Companions differ;] the knowledge whereof is difficult. (Mgh.) A3: and one says, مَا يُعْوِزُ لِفُلَانٍ شَىْءٌ إِلَّا ذَهَبَ بِهِ A thing does not come within sight of such a one but he takes it away: (Ibn-Háni, O, K:) a saying disapproved by As, but held by Az to be correct, [thus said by him with ز, (TA,)] and heard from the Arabs. (O.) [See also أَعْوَرَ, with ر.]9 إِعْوَزَّ see 1, latter part.

عَوْزٌ The berries of the grape-vine [i. e. grapes; العَوْزُ being expl. as signifying حَبُّ العِنَبِ]: n. un. with ة. (O, K.) خَرَطْتُ العُنْقُودَ, (O,) or العِنَبَ, (TA,) is expl. by AHeyth as said when one takes, (O,) or strips off, (TA,) the عَوْز (O, TA) that are upon the عنقود [or bunch], (O,) or that are upon the عنب [or grape-vine], (TA,) with all his fingers, (O, TA,) so as to clear it of its عوز, (O,) or so as to clear them from the عُود [or stalk] thereof. (TA.) عَوَزٌ inf. n. of عَوِزَ [q. v.] (S, O, Msb.) b2: [As a simple subst.,] Want; need; exigency; (A, O, K;) in which sense مَعَاوِزُ may be an irreg. pl. thereof similar to مَلَامِحُ and مَشَابِهُ: (Har p. 26:) destitution: (TA:) poverty: (A:) evilness of condition: (TA:) littleness, or scarceness, or scantiness, of a thing, to a person, or in his estimation, and its needfulness to him: (Lth, * Mgh, TA: *) straitness, or difficulty, of a thing. (TA.) You say, أَصَابَهُ عَوَزٌ Want, and poverty, befell him. (A.) And hence the saying, سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ, (A, Mgh, TA,) a well-known prov., expl. in art. سد. (TA.) عَوِزٌ Poor; needy; indigent: (K, in this art. and in art. لوز:) and ↓ مُعْوِزٌ signifies the same; (S, TA;) possessing little; and in an evil condition, as also ↓ مِعْوَزٌ, (O, TA,) which latter is anomalous. (TA.) You say, إِنَّهُ لَعَوِزٌ لَوِزٌ Verily he is poor indeed: the last word being an imitative sequent, (K, in this art. and in art. لوز,) and a corroborative. (TA.) مُعْوِزٌ: see عَوِزٌ. b2: هٰذَا شَىْءٌ مُعْوِزٌ This is a thing that is rare; scarce; hardly to be found: (TA:) or not to be found. (A.) مِعْوَزٌ: see عَوِزٌ.

A2: An old and worn-out garment or piece of cloth, that is worn in service and in labouring; (S, O, K;) as also ↓ مِعْوَزَةٌ: (O, K:) because such is worn by the poor: (O, K, TA:) wherefore it has the form of an instrumental noun: (TA:) and the latter, any garment, or piece of cloth, with which another is preserved: or a new garment or piece of cloth, accord. to Az: (TA:) but this is [said to be] a mistake ascribed to Az: (O:) pl. of the former, مَعَاوِزُ; (S, O, K; [see also عَوَزٌ;]) and of ↓ the latter, مَعَاوِزَةٌ, with ة added to corroborate the fem. character. (TA.) b2: Also The piece of rag which a woman holds when wailing for the dead. (TA, voce عَذَبٌ.) مِعْوَزَةٌ: see مِعْوَزٌ, in two places.

جدر

(جدر) النبت جدر وَالشَّجر أَجْدَر وَالْكَرم جدر وَالْبناء شيده

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدر
(ج د ر) : (الْجِدَارُ) وَاحِدُ الْجُدُرِ وَالْجُدْرَانِ وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ النَّمِرِ بْنِ جِدَارٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي الْقِسْمَةِ وَفِي نَفْيِ الِارْتِيَابِ هَكَذَا قَالَ وَهُوَ كُوفِيٌّ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ وَجُدَّانُ تَصْحِيفٌ (وَالْمَجْدُورُ وَالْمُجَدَّرُ) ذُو الْجُدَرِيِّ.
ج د ر

ناداه من وراء الجدار. وللحجر ثلاثة أسام: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي بذلك: لأن جداره مستوطيء. وهو جدير بكذا. وما كنت جديراً به. قال زهير:

بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا

ولقد جرد به، وما أجرده بالخير، وهو أجدر به. وجدر الصبي، وجدر، وهو مجدور الوجه، ومجدر.
(جدر)
الجدري فِي الْبدن جدرا برز والنبت طلعت رؤوسه فِي أول الرّبيع وعنق الْحمار جدورا تورم وَالرجل توارى بالجدار وَالشَّيْء جدرا حوطه

(جدر) جدرا أَصَابَهُ الجدري وظهره ظَهرت فِيهِ جدر وَيَده قرحت من الْعَمَل وَالْكَرم حبب وهم بالإيراق

(جدر) بِكَذَا وَله جدارة صَار خليقا بِهِ فَهُوَ جدير (ج) جدراء والنبت جدر

(جدر) أَصَابَهُ الجدري فَهُوَ مجدور
جدر: جَدْرِيّ: رعام، ضرب من الجرب، التهاب الجلدة المخاطية في الخيل (دوماس حياة العرب 5: 189) جِدار: يجمع على جدارات (أبو الوليد 125).
والجِدار: الأرض تحيط بالبيت. ففي محيط المحيط: والجِدار عند العامة ما حول البيت من الأرض.
جَدَارِي: انظر جَوْذَر - نوع من الحيات اسمها العلمي Zamènis florulentus ( انظر هيلجن في زيشر. لغة مصر، مايس سنة 1868 ص55).
جَدْوار: انظره في مادة درونج، - جداور هندي: زرنباء، عرق الكافور (بوشر).
مُجَدَّرَة: طعام يتخذ من الرز والعدس (بوشر، بركهارت عرب 1: 64، محيط المحيط)، قالوا: وسمي هذا الطعام مجدَّرَة لان العدس في الرز يشبه الوجه الذي أثر فيه الجْدري.
المجدَّرة البيضاء: خرزات من الخزف الصيني ذوات شامات مكورة (ليون 152)
ج د ر: (الْجَدْرُ) كَالْفَلْسِ وَ (الْجِدَارُ) الْحَائِطُ وَجَمْعُ الْجِدَارِ (جُدُرٌ) وَجَمْعُ الْجَدْرِ (جُدْرَانٌ) كَبَطْنِ وَبُطْنَانٍ. وَ (الْجُدَرِيُّ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَ (الْجَدَرِيُّ) بِفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ تَقُولُ مِنْهُ (جُدِّرَ) الصَّبِيُّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مُجَدَّرٌ) . وَهُوَ (جَدِيرٌ) بِكَذَا أَيْ خَلِيقٌ وَهُوَ جَدِيرٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا. وَ (جَنْدَرَ) الْكِتَابَ أَمَرَّ الْقَلَمَ عَلَى مَا دَرَسَ مِنْهُ لِيَتَبَيَّنَ وَكَذَا الثَّوْبُ إِذَا أَعَادَ وَشْيَهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. 

جدر


جَدَرَ(n. ac. جَدْر)
a. Broke out (smallpox).
b. [pass.], Had the smallpox.
c. see IVd. [acc. & La], Fitted, adapted, qualified for.
e. Walled in, enclosed.

جَدِرَ(n. ac. جَدَر)
a. Broke out ( pustules, pimples ).
b. see IV
جَدُرَ(n. ac. جَدَاْرَة)
a. [La], Was fitted, adapted for, worthy to.
b. see IV
جَدَّرَa. see IVb. [pass.], Had the small-pox.
c. Erected (wall).
أَجْدَرَa. Budded, sprouted, shot up.

إِجْتَدَرَa. see II (c)
جَدْرa. Root, origin.
b. Root ( square, cubic ).
c. (pl.
جُدْر
جُدُر
جُدْرَاْن
35), Wall, enclosure.
جَدَر
(pl.
أَجْدَاْر)
a. Spot, pimple, pustule; pock-mark; scar.
b. Bud, shoot.

جَدَرِيّ
جُدَرِيّa. Small-pox.

جِدَاْر
(pl.
جُدُر)
a. Wall, enclosure.

جَدِيْر
(pl.
جُدَرَآءُ)
a. Enclosed, walled in.
b. [Bi
or
La], fitted, adapted, suitable for, worthy to
qualified, competent for.
جَدِيْرَةa. Enclosure ( for camels ).
مُجَدَّرَة
a. Lentils-pilau.
ج د ر : الْجِدَارُ الْحَائِطُ وَالْجَمْعُ جُدُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْجَدْرُ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ وَجَمْعُهُ جُدْرَانٌ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ «اسْقِ أَرْضَك حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الْجَدْرَ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْمُرَادُ بِهِ مَا رُفِعَ مِنْ أَعْضَادِ الْأَرْضِ يُمْسِكُ الْمَاءَ تَشْبِيهًا بِجِدَارِ الْحَائِطِ وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ الْجَدْرُ الْحَاجِزُ يَحْبِسُ الْمَاءَ وَجَمْعُهُ جُدُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.

وَالْجُدَرِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَأَمَّا الدَّالُ فَمَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا قُرُوحٌ تَنْفَطُ عَنْ الْجِلْد مُمْتَلِئَةٌ مَاءً ثُمَّ تَنْفَتِحُ وَصَاحِبُهَا جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وَيُقَالُ أَوَّلُ مِنْ عُذِّبَ بِهِ قَوْمُ فِرْعَوْنَ وَهُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَحَقِيقٍ. 
جدر
الجِدَار: الحائط، إلا أنّ الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتبارا بالنتوّ والارتفاع، وجمعه جُدُر. قال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ [الكهف/ 82] ، وقال:
جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ [الكهف/ 77] ، وقال تعالى: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، وفي الحديث: «حتى يبلغ الماء الجدر» ، وجَدَرْتُ الجدار: رفعته، واعتبر منه معنى النتوّ فقيل: جَدَرَ الشجر: إذا خرج ورقه كأنه حمّص، وسمي النبات الناتئ من الأرض جَدَراً، الواحد: جَدَرَة، وأَجْدَرت الأرض:
أخرجت ذلك، وجُدِرَ الصبي وجُدِّرَ: إذا خرج جدريّه تشبيها بجدر الشجر.
وقيل: الجُدَرِيُّ والجُدَرَةُ: سلعة تظهر في الجسد، وجمعها أَجْدَار، وشاة جَدْرَاء والجَيْدَر: القصير. اشتق ذلك من الجدار، وزيد فيه حرف على سبيل التهكم حسبما بينّاه في «أصول الاشتقاق» . والجَدِيرُ: المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار، وقد جَدُرَ بكذا فهو جَدِير، وما أَجْدَرَهُ بكذا وأَجْدِرْ به.
(جدر) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَسَولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال للزُّبَيْر: احْبِس المَاءَ حتَّى يَبلُغَ الجَدْرَ" .
الجَدْر ها هنا المُسَنَّاة ، وهي للأَرضِين كالجِدَار للدَّار، وقيل: الجَدْر: الجِدار، وقيل: أَصلُ الجِدار.
ورواه بَعَضُهم: "حتَّى يبلغ الجُدُر" وهو جَمْع جدارٍ، وبَعضُهم يَرْويِه الجَذْر، بالذَّالِ المُعْجَمَة، يُرِيد مَبلغَ تَمامِ الشُّرْب من جَذْر الحِساب، والجَذْر، بفَتْح الجيمِ وكَسْرِها وبالذَّال المُعْجَمَة: أَصلُ كُلِّ شيء، والمًحْفُوظُ بالدَّال المُهْمَلة .
- في حَديث مَسْرُوق: "أَتينَا عَبْدَ اللهِ في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". فالمُجدَّر: الذي به الجُدَرِيّ، وهي بَثَرات تَخرُج في البَدَن، يُقالُ لِصاحِبها: مَجْدُور، فإن بالَغْتَ قُلتَ : مُجَدَّر ويُقالُ: جَدَرِيّ أَيضاً بفَتْح الجِيمِ مَنسوبٌ إلى جَدَرِ العِضَاة، وهي كالبَثَرات أو إلى الجَدَرة، وهي وَرَم كالسَّلْعة في الحَلْق وغَيرِه. وإذا ضَممتَ الجِيمَ، يكون من تَغْيِير النَّسَب.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط. وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان. والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ بعنق الحمار قال رؤبة:

وجادر الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما: لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من صخر: جديرة. وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال الشاعر : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:

يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه معربا.
جدر: الجَدْرُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ والشَّجَرِ الِّدقِّ، يُقال: أجْدَرَتِ الأرْضُ والشَّجَرُ؛ فهي جَدْرٌ؛ حتّى تَطُول. وجَدَرَ الشجر يَجْدُــرُ جُدُوراً؛ وأجْدَرَ أيضاً بالألفِ: إذا حَبَّبَ قَبْلَ أنْ يُوْرِقَ. وأوَّلُ ما يكونُ في جَوْفِ الطَّلْعِ: الوَليْعُ ثُمَّ الجَدّرُ. والجَدَرُ: انْتِبَارٌ في عُنُقِ الحِمَارِ، ورُبَّما كان من آثارِ الكَدْم. وتُسَمّى الضَّوَاةُ التي تَخْرُجُ بِلَهَازِمِ البَعِيْرِ: جَدَرَةً. والجِدَارُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه جُدُرٌ، وكذلك الجَدْرُ. وهو أيضاً: الحاجِزُ بَيْنَ المَشَارَتَيْنِ. وسُمِّيَ الجِدَارَ لأنَّه جَدَرَ فارْتَفَعَ كما يَجْدُــرُ الجُدَرِيُّ والشَّجَرَةُ. والجَدِيْرَةُ: مَكَانٌ قد بُبِيَ حَوَالَيْهِ جِدَارٌ مَجْدُوْرٌ. وهي أيضاً: الحَظِيْرَةُ من الحِجَارَةِ. والحَوْضُ. والجُدَرِيُّ: قُرُوْحٌ تَنْفِطُ عن الجِلْدِ؛ مُمْتَلِئَةٌ ماءً ثُمَّ تُقَيَّحُ. ورَجُلٌ مَجْدُوْرٌ ومُجَدَّرٌ. وفلانٌ جَدِيْرٌ لِذَالكَ: أي خَلِيْقٌ له، وما كانَ جَدِيراً ولقد جَدُرَ جَدَارَةً وأجْدِرْ به. وجَدَرْتُه أنا: جَعَلْته جَدِيْراً به. والجَيْدَرُ: القَصِيْرُ من الرِّجالِ، والمَرْأةُ جَيْدَرَةٌ، وجَمْعُه جَيَارِرُ. والمَجْدُوْرُ من الرِّجال: القليلُ اللَّحْمِ على الفِطَامِ. واجْدَرَّ: بمعنى اجْتَرَّ.
[جدر] نه فيه: احبس الماء حتى يبلغ "الجدر" هو ههنا المسناة وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل: لغة في الجدار، وقيل: أصل الجدار، وروى: الجدر- بالضم جمع جدار، وروى بالذال ويجيء. ك: هو بمفتوحة فمهملة ساكنة، والرجل هو حاطب، وقيل: غيره، ومن نسبه إلى النفاق فهو مجترئ إذ لا يطلق الأنصاري على من اتهم به. ن: هو بفتح جيم وكسرها وجمعه جدور وهو الجدار وجمعه جدر ككتب، والمراد أصل الحائط، وقيل: أصل الشجر. دل صلى الله عليه وسلم الزبير [على] الإيثار بأن يسقى شيئاً يسيراً ثم يرسله إلى جاره فلما قال ما قال أمره أن يأخذ جميع حقه، وقوله هذا يوجب الردة ولم يقتله تأليفاً، وحكى أنه كان منافقاً ويتم بياناً في شرج. ط: فاستوعى أي استوفاه. نه ومنه قوله لعائشة: أخاف أن يدخل قلوبهم إن أدخل "الجدر" في البيت يريد الحجر لما فيه من أصول حائط البيت. ك: سألته عن "الجدر" أهو من البيت؟ بفتح جيم وسكون مهملة ولبعض بكسر ففتح فألف فقال: نعم، وظاهره أن الحجر جملته من البيت. و"جدرات" المدينة بضمتين جمع جدر جمع جدار. ج: لا تستروا "الجدر" لأنه زي المتكبرين المتنعمين. ش ومنه: تلألؤ في الجدر، بضمتين أي تلمع. ط: الكمأة "جدري" الأرض هو حب يظهر في جسد الصبي من فضلات تضمن المضرة يدفعها الطبيعة، شبهوها به في كونها فضلات يدفعها الأرض إلى ظاهرها ذماً لها، فقابله بالمدح بأنه من المن، أي مما من الله به [على] عباده، أو شبهها بالمن وهو العسل الذي ينزل من السماء إذ يحصل بلا علاج واحتياج إلى بذر وسقي أي ليست بفضلات بل من فضل الله ومنه، أوليست مضرة بل شفاء كالمن النازل ويتم الشرح في "الكمأة". نه: شبهها به لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد وأراد به ذمها. ومنه: أتينا عبد الله في "مجدرين" ومحصبين أي جماعة أصابهم الجدري، والحصبة شبه الجدري. وذو "الجدر" بفتح جيم وسكون دال مسرح على ستة أميال من المدينة أغير منها لقاح النبي صلى الله عليه وسلم.
جدر
جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ يَجدُــر، جَدارةً، فهو جدير، والمفعول مَجْدور به
• جدُر بهذا المنصب/ جدُر لهذا المنصب: صار أهلاً له، خليقًا به "أنت جدير بكلّ احترام- استحقَّ لقب البطولة بكلِّ جدارة". 

جدِرَ يَجدَــر، جَدَرًا، فهو جدِر
• جدِر الطِّفْلُ: أصابه الجُدَريّ. 

جُدِرَ يُجدَــر، جَدَرًا، والمفعول مجدور
• جُدِرَ الطِّفْلُ: جدِر، أصابه الجُدَرِيّ. 

جدَّرَ يُجدِّــر، تجديرًا، فهو مُجدِّر، والمفعول مُجدَّر
• جدَّر البناءَ: أقامه وبناه. 

جُدِّرَ يُجدَّــر، تجديرًا، والمفعول مُجَدَّر
• جُدِّر الطِّفْلُ: أصابه الجُدريّ بكثرة "طفل مُجدَّرُ الأطراف". 

جِدار [مفرد]: ج جُدُر وجُدْران:
1 - حائط، أرض تحيط بالبيت " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} " ° جدار داعم: جدار صغير يُسْنَد إلى جدار آخر لتقويته- ورق الجُدران: ورق حائط، ورق مطبوع يُلصق على الجدران لتزيينها- يعيش بين أربعة جدران: ملازم مكانه لا يبرحه.
2 - حاجز أو فاصل بين شيئين "كان بيننا جدارٌ من الخصام/ الحقد" ° جدار الصَّوت: دويّ يشبه صوت انفجار تُحدثه طائرةٌ عندما تبلغ سرعتُها سرعةَ الصَّوت.
3 - (شر) اسم يُطلق على الأجزاء المحيطة ببعض التجويفات في الجسم "جدار البطن- جدار المَعِدَة: الغشاء المبطِّن لها".
• جدار الخليَّة: (حي) طبقة خارجيّة للخليّة، توجد في النباتات وبعض الطحالب والفطريات والبكتيريا، ولا توجد في الخلايا الحيوانيّة. 

جَدارة [مفرد]: مصدر جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° شهادة الجَدارة: شهادة تؤيِّد تفوُّق صاحبها في مجالٍ ما.
• نظام الجَدارة: مجموعة القواعد والتعليمات التي تضعها مؤسّسة ما لإدارة شئون الموظفين والعاملين بها والتي تؤكِّد أن بقاء الموظّف أو ترقيته إنّما يعتمد على مستوى الأعمال اليوميّة التي يؤديِّها. 

جِداريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِدار.
• الفصّ الجِداريّ: (شر) الفصُّ الموجود على القشرة الدماغيَّة، وهو يلعب دورًا خاصًّا في الإحساس الجسديّ. 

جَدَر1 [مفرد]: مصدر جُدِرَ وجدِرَ. 

جَدَر2 [مفرد]: ج أجْدار: (طب) جَدرَة، خُرَاج يكون في البدن خِلْقة أو من الضرب والجراحات. 

جَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدِرَ. 

جُدْرانيَّة [مفرد]: ج جُدرانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جُدْران: على غير قياس "تميَّز الفراعنة بلوحاتهم الجدرانيَّة الملوَّنة".
2 - قطعة نسيج خاص من نوع السجّاد معلَّقة على حائط للزينة "علّق جدرانيَّة إيرانيَّة دقيقة الصنع". 

جَدرَة [مفرد]: (طب) جَدَر، خُراج يكون في البدن خلقة أو من الضرب والجراحات. 

جُدَريّ [مفرد]: (طب) حُمَّى حادَّة مُعْدية، يُمَيِّزها طفح جلديّ يتقيّح يعقبه نقر "طفح جُدَريّ- بثور جُدريَّة". 

جدير [مفرد]: ج جديرون وجُدَراء، مؤ جَديرة، ج مؤ جَديرات وجَدائرُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدُرَ بـ/ جدُرَ لـ ° الجدير بالذِّكر/ من الجدير بالذِّكر/ من الجدير ذكرُه: ممّا يستحقّ الذكر. 

جُدَيْريّ [مفرد]: (طب) طَفْح لَقاحيّ غير خبيث، ويكثر لدى الأطفال "لم يكد يتعافى من الحصبة حتى أصيب بالجديريّ". 
باب الجيم والدال والراء معهما ج د ر، د ج ر، د ر ج، ج ر د، ر د ج مستعملات

جدر: الجَدرُ: ضرب من النَّباتِ، الواحدة بالهاء. ومن الشِّجر: الدِّقُّ ينبت في القِفاف والصِلابِ، فإذا أطلعت رءوسها في أول الربيع يقال: أجدَرَتِ الشَّجرة وأجدَرَتِ الأرض، فهو جَدِرٌ، وفي نُسخةٍ: مُجدِرٌ، حتى يَطول، فإذا طال تفرقت أسماؤه. والجِدارُ جمعه جَدَرٌ. والجَديرُ: مكانٌ بُني حواليه جِدارٌ مَجدورٌ، قال:

ويبنون في كلِّ وادٍ جديرا

وقال:

تشييدُ أعضادِ البِناء المُجتدر

والجُدري معروف، وصاحبهُ مجدور ومجدر، وهو قُروحٌ تنفطُ عن الجِلد والجَدَرُ: انتِبارٌ في عٌنقِ الحمارِ، وربَّما كان من آثار الكدمِ، وجدِرَت عُنُقُه جدرا إذا انتبرت أعراضه. وفلانٌ جَديرٌ لذاك، وقد جَدُرَ جَدارةً، وأجدِر به أن يفعله أي خَليقٌ. والجَدر: شدَّةُ الشُّربِ. وامرأة جَيدَرةٌ: قصيرةٌ، ورجل جيدرٌ وجَيدَرَةٌ أيضاً.

دجر: الدَّجَرُ شبه الحيرة، وقد دَجِرَ فهو دجر ودَجرانُ أي حَيرانُ في عمله وأمره، ويُجمع دجارى، قال:

دَجرانَ لم يشرَب هناك الخَمرا

والدَّيجُورُ: الظَّلامُ والغُبارُ الأسودُ. والدَّجرُ: اللَّوبياءُ. والدِّجرُ: الخشبة التي تُشدُّ عليها حديدةُ الفَدّان، وبالكسرة لغةٌ، ومنهم من يجعله دُجرين كأنَّهما أذنانِ، والحديدةُ اسمها السَّبَّةُ، والفَدانُ اسم لجميع أدواتِه، والنَّير الخشبة على عُنقِ الثَّور، والسَّميقانِ خشبتان قد شُدَّتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يُشدُّ بها عِنانُ الويج، وهي القُناحَةُ، والويجُ والميلُ باليَمانيّة اسم الخشبة الطويلة بين الثَّورين، والخشبة التي يَقبِضُ عليها الحَرَاثُ هي المِقوَمُ والمِملقَةُ والمِملسَةُ النِّمرز وهو المسفن أيضاً.

جرد: الجَرَدُ فضاء لا نبات فيه، اسم للفضاء، فإذا نعتَّ به قلت: أرض جرداءُ، ومكان أجردُ، وقد جَرِدَت جَرَداً، وجَردَها القحط تجريداً. ورجل أجرد: لا شعر على جسده. والأجرَدُ من الخيل والدواب: القصير الشعر حتى يقال: إنه لأجرَدُ القوائم أي قصير شعر القوائم أي قصير شعر القوائم، قال:

كأن قتودي والفتان هوت به ... من الذرو جَرداءُ اليدين وثيق

ويقال: فلان حسن الجُردَةِ وهي العرية. والمُجرَّدُ: الذي أجرَدَه الناس فتركوه في مكان واحد. والجردُ: أخذك الشَّيء عن الشّيء جرفاً وسحفاً، فلذلك سُميَ المشؤومُ جارُوداُ كما قيل في الهجاء للجارودِ العبديِّ:

لقد جَرَّدَ الجارُودُ بكر بن وائلٍ

وإذا جَدَّ الرجل في سيره فمطى، يقال: انجرد فذهب. وتَجرَّدَ لأمر كذا أو للعبادة أي أخذ في القيام به. وإذا خرجت السُّنبلة من لفائِفها، قيل: تجردت. وامرأة بضة المتجرَّد أي رخصة ناعمة تحت ثيابها. والجريدةُ: سعفة رطبة جُرِّدَ عنها خوصُها كما يُقشأ الورقُ عن القضيب وزرع مَجرودٌ: أصابه الجَرادُ، وجُرِدَ الزرع. والجُردانُ والمُجَرَّدُ: من أسماء الذَّكر. والجُرادُ والجُرادة اسم رمل بالبادية. والجرادة والجراد: اللحّاسة، معروف. والجَردُ: ثوب خلق، لغة هُذيلٍ، وهُذيلٌ تقول: لُبس جَردَةٍ، وأرض مَجرودةٌ ومَجرَدٌ وجُردَةٌ أي ليس فيها سترة من شجرٍ وغيره. والجريدةُ: طائفةُ من الجند .

ردج: الرَّدَجُ: ما يخرج من بطن السَّخلةِ أول ما توضع ، ويقال للصَّبيِّ أيضاً ، قال الشاعر:

والكلبُ يلحسُ عن حرف استه الردجا

درج: الدَّرَجُ: جماعة عتب الدَّرَجَةِ. والدَّرَجَةُ في الرِّفعة والمنزلة، وتجمع الدَّرَج، ودَرَجاتُ الجنان: منازلُ ارفع من منازل. والدَرَجانُ: مشية الشيخ والصَّبيّ، ودَرَجَ يَدرجُ دَرجاً ودَرَجاناً. والدُّرّاجُ من الطير بمنزلة الحيقطان، من طير العراق، أرقَط. والدِّرِّيجُ: شيء يضرب به ذو أوتارِ كالطَّنبور. وكلُّ بُرجٍ من بروج السَّماء ثلاثون دَرَجَة. والمَدرَجة: ممرُّ الأشياء على مسلك الطَّريق ونحوه. ورجعتُ في أدراجي ودرجي أي طريقي الذي مررتُ فيه. ودَرَجَ قرنٌ بعد قَرنٍ أي فنوا، وأدرجَهُم الله إدراجاً. وأدرجتُ الكتاب، وفي دَرجٍ الكتاب كذا. والدَّراجات شبه الدّبّابات تتخذ في الحروب يدخل فيها الرِّجالُ. والدُّرجُ: حِفشٌ من أحفاشِ النساء والجميع الدِّرجة. والدرجة: خرقة تدرج فتجعَل في حَياء النّاقة إذا ظئرت يُغطى رأسها ثم يَسلُّون تلك الدُّرجةُ سلا عنيفاً فيشمُّونها للرأم فإذا شمَّت ظنَّت أنَّه ولدها فانعطفت عليه، قال:

ولم يجعل لها دُرَج الظِّئارِ

أي لم تلد قطُّ. والمِدراجُ: النّاقةُ تضمَرَ حتى يلحق حقبها بالتصدير. والمِدراجُ أيضاً: النّاقة لا تجاوز يومها الذي ضُربت فيه حتى تنتجَ، والتي تجاوز يقالُ لها الجَرُورُ.

جدر

1 جَدَرَ, (K,) aor. ـُ (TA,) He made a جِدَار [app. here meaning a wall of enclosure]; syn. حَوَّطَ: (K:) or he built a جدار: and he founded it. (Ham p. 818.) A2: He concealed himself by means of a جِدار [or wall]. (Th, K.) A3: جُدِرَ, (A, K,) inf. n. جَدْرٌ; (TA;) and جَدَرَ, (Lh, K,) aor. ـُ inf. n. جَدْرٌ; (Lh, TA;) and ↓ جُدِّرَ, (S, (A, K,) which last some disallow, because this form denotes repetition, and the verb signifies the having a disease that befalls but once in a man's life; (MF;) He (a man, S, or a child, A) had, or became attacked by, جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, A, K.) [And جَدَرَ الجُدَرِىُّ The small-pox came forth, or broke out; as in the TK: for its inf. n.]

جَدْرٌ signifies the coming forth, or breaking out, of the جُدَرِىّ. (K.) A4: جَدُرَ, aor. ـُ inf. n. جَدَارَةٌ, He, or it, was, or became, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) You say, جَدُرَ بِهِ [and لَهُ ] He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for it. (A.) [And جَدُرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا He was, or became, adapted, disposed, apt, &c., for doing such a thing. See جَدِيرٌ .]

A5: جَدَرَهُ He made, or called, (جَعَلَ,) him, or it, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy. (K.) 2 جَدَّرَ بِنَآءَهُ: see 8.

A2: جُدِّرَ: see 1.4 مَا أَجْدَرَهُ بِالخَيْرِ [and لِلْخَيْرِ] How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, is he for what is good! or how worthy is he of what is good! (A.) And مَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ, and أَجْدِرْ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, &c., is he for doing that! or how worthy is he to do that! (TA.) The usage of جَدُرَ, signifying “ he was, or became, adapted, &c.,” refutes the assertion of certain grammarians that these two forms of the verb deviate from general rule. (MF.) 8 اجتدر بِنَآءَهُ; and ↓ جدّرهُ, inf. n. تَجْدِيرٌ (K) and مُجَدَّرٌ; (TA;) He raised his building high; or constructed it firmly and strongly, and raised it high; syn. شَيَّدَهُ. (K, TA.) [In the CK, we read اِجتَدَرَ بِنَاهُ, as though the pronoun ه referred to the word جِدَار, which precedes; and thus the verb signified “ he built a wall; ” but it is shown in the TA that the right reading is that given above.] Q. Q. 1 جَنْدَرَ الكِتَابَ He passed the pen over what had become obliterated, of the writing, (S, K,) in order that it might become distinct. (S.) and جندر الثَّوْبَ He renewed the variegated, or figured, work of the garment, or piece of cloth, after it had gone. (S, K.) [J says,] I think it to be an arabicized word. (S) جَدْرٌ A wall; or a wall of enclosure; syn. حَائِطٌ; as also ↓ جِدَارٌ, [which is the more common]: (S, A, Msb, K:) pl. of the former, جُدُرٌ, (S, Msb, K,) sometimes used as a pl. of pauc., (Sb, TA,) and جُدْرٌ; (K;) and of the latter, جُدْرَانٌ. (S, Msb, K.) b2: The basis, or foundation, of a wall: (K:) and the side of a wall: (Lh, K:) pl., in both these senses, جُدُورٌ. (TA.) الجَدْرُ is applied to The [wall called the]

حَطِيم (A, K) of the Kaabeh; (K;) because in it is a part of the [original] foundations of the house: (TA:) and it is also called الحِجْرُ. (A.) b3: (assumed tropical:) A fence, or dam, raised of branches, to retain water; likened to a wall: (Az, Msb:) or a fence, or dam, to confine water: pl. جُدُورٌ: (Suh, Msb:) and جُدُرٌ, [which is also a pl.,] signifies fences, or dams, between houses, which retain water. (TA.) b4: [The pl.] جُدُورٌ also signifies Gardens, or walled gardens, (حَوَائِط,) of grapes. (TA.) جَدَرَةٌ: see جَدِيرَةٌ جُدَرِىٌّ and جَدَرِىٌّ (S, Msb, K) [Small-pox;] certain pustules (Msb, K) in the body, (K,) which break forth (Msb, K) from the skin, full of water, and afterwards opening, (Msb,) and generating thick purulent matter; (K;) a well-known disease, that attacks people once during life. (TA.) b2: جُدَرِىُّ الأَرْضِ (tropical:) an appellation applied to Truffles (كَمْأَة), denoting disapprobation. (TA from a trad.) جِدَارٌ: see جَدْرٌ: and see also جَدِيرَةٌ.

جَدِيرٌ A place having a wall built around it; a walled place. (S, K.) A2: See also مُجَدَّرٌ.

A3: Also Adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, proper, competent, or worthy; syn. خَلِيقٌ (S, A, Msb, K) and حَقِيقٌ: (Msb:) fem. with ة: (TA:) pl. mase. جَدِيرُونَ and جُدَرَآءُ: (S, K:) pl. fem. جَدِيرَاتٌ and جَدَائِرُ. (TA.) You say, هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا (S, A, Msb) and لِكَذَا (TA) He is adapted, disposed, apt, meet, &c., for such a thing; (S, A, Msb;) and [naturally] drawn to it. (Ham p. 707.) And أَنْتَ جَدِيرٌ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Thou art adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing such a thing; or worthy to do it. (S.) And أَنْ يَفْعَلَ ↓ إِنَّهُ لَمَجْدَرَةٌ, (K,) and in like manner you say of two persons, and of more, (TA,) and ↓ مَجْدُورٌ, (K.) Verily he is one who is adapted, disposed, apt, meet, &c., for doing [such a thing]; or worthy to do [it]; syn. مَخْلَقَةٌ. (K.) [↓ مَجْدَرَةٌ properly signifies A place, and hence a thing, an affair, and a person, adapted, disposed, apt, meet, &c.; like مَخْلَقَةٌ and مَحْرَاةٌ: and ↓ مَجْدُورٌ, Made, or called, adapted or disposed &c., though said by Aboo-Jaafar Er-Ru- ásee to be a pass. part. n. having no verb.] Also بِذٰلِكَ ↓ إِنَّهَا لَمَجْدَرَةٌ Verily she is one who is adapted, disposed, apt, &c., for that: and بِأَنْ تَفْعَلَ ذٰلِكَ for doing that: and in like manner you say of two persons, and of more. (TA.) And لِذَاكَ ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for that; syn. مَحْرَاةٌ. (S.) And ↓ هٰذَا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ مِنْهُ This affair, or thing, is one that is adapted, apt, meet, &c., for him to do; i. e. he is adapted, apt, meet, &c., for doing it. (TA.) جَدِيرَةٌ An enclosure for camels, (Az, S, K,) and for lambs and kids and calves &c., (TA,) made of masses of stone; (Az, S;) as also ↓ جَدَرَةٌ: (TA:) if of mud, or clay, it is called ↓ جِدَارٌ: (Az, TA:) or an enclosure (زَرْب ) for sheep or goats. (TA.) A2: Nature; or natural, or native, disposition, temper, or other property. (K) هُوَ أَجْدَرُ بِهِ He, or it, is more, or most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it, or him; or he is more, or most, worthy of it. (A.) [See an ex. in a verse cited voce خُطَّةٌ.]

أَرْضٌ مَجْدَرَةٌ A land in which is حُدَرِىّ [or small-pox]: (Lh, S:) or a land in which is much thereof. (K.) A2: See also جَدِيرٌ, in five places.

مُجَدَّرٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ مَجْدُورٌ (Mgh, K) and ↓ جَدِيرٌ (Msb, TA) Having the جُدَرِىّ [or small-pox]. (S, Mgh, Msb, K.) And ↓ مَجْدُورٌ الوَجْهِ [Having the face marked with the smallpox]. (A.) مَجْدُورٌ: see مُجَدَّرٌ: A2: and see also جَدِيرٌ, in two places.
الْجِيم وَالدَّال وَالرَّاء

هُوَ جَدِير بِكَذَا، ولكذا: أَي خليق.

وَالْجمع: جَدِيرون، وجُدراء.

وَالْأُنْثَى: جديرة.

وَقد جَدُر جَدارة.

وَإنَّهُ لمَجْدَرة أَن يفعل، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع.

وَإِنَّهَا لمَجْدَرة بذلك وَبِأَن تفعل ذَلِك. وَكَذَلِكَ: الاثنتان والجميع، كُله عَن اللحياني.

وَهَذَا الْأَمر مَجْدَرة لذَلِك ومجدرة مِنْهُ: أَي مخلقة.

ومَجْدَرةٌ مِنْهُ أَن يفعل كَذَا: أَي هُوَ جدير بِفِعْلِهِ.

وَحكى اللحياني عَن أبي جَعْفَر الرُّؤَاسِي: إِنَّه لمجدور أَن يفعل ذَلِك، جَاءَ بِهِ على لفظ الْمَفْعُول وَلَا فعل لَهُ.

وَحكى: مَا رَأَيْت من جدارته، وَلم يزدْ على ذَلِك.

والجُدَرِيّ، والجَدَرِيُّ: قُرُوح فِي الْبدن تَنَفَّط وتقيح.

وَقد جُدِر جَدْرا، وجُدِّر.

وروى اللحياني جَدَر يجدِــر جَدْرا.

وَأَرْض مَجْدَرة: ذَات جُدَرِيّ.

والجَدرُ، والجُدَرُ: سلع تكون فِي الْبدن خلقَة، وَقد تكون من الضَّرْب والجراحات.

واحدتها: جَدَرة وجُدَرة، وَهِي الأَجْدار.

وَقيل: الجُدَرُ إِذا ارْتَفَعت عَن الْجلد، وَإِذا لم ترْتَفع عَنهُ فَهِيَ ندب. وَقد تدعى النّدب جُدَرا، وَلَا تدعى الجُدَر نَدبا.

وَقَالَ اللحياني: الجَدَر: السّلع تكون بالإنسان أَو البثور النابتة، واحدتها: جَدَرة والجُدَر: آثَار ضرب مُرْتَفعَة على جلد الْإِنْسَان، الْوَاحِدَة: جُدَرة. فَمن قَالَ: الجُدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجُدَر، وَمن قَالَ: الجَدَرِيّ: نِسْبَة إِلَى الجَدَر، هَذَا قَول اللحياني، وَلَيْسَ بالْحسنِ.

وجَدِر ظَهره جَدَرا: ظَهرت فِيهِ جُدَر.

والجُدَرة فِي عنق الْبَعِير: السّلْعَة. وَقيل: هِيَ من الْبَعِير جُدَرة، وَمن الْإِنْسَان سلْعَة وضواة.

والجَدَر: ورم يَأْخُذ فِي الْحلق.

وشَاة جَدْرا: تقوب جلدهَا عَن دَاء وَلَيْسَ من جُدَرِيّ.

والجَدَر: انتبار فِي عنق الْحمار، وَرُبمَا كَانَ من الكدم.

وَقد جَدَرَتْ عُنُقه جُدُورا.

وعامر الأجدارِ: أَبُو قَبيلَة من كلب؛ سمي بذلك لسلع كَانَت فِي بدنه.

وجَدَر النبت وَالشَّجر، وجَدُر جدارة، وجَدَّر، وأَجدر: طلعت رءوسه فِي أول الرّبيع. وَذَلِكَ يكون عشرا أَو نصف شهر.

وأجدرت الأَرْض: كَذَلِك.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: جَدَر الشّجر: إِذا اخْرُج ثمره كالحمص.

وَشَجر جَدَر.

وجَدَر العَرْفَجُ والثُّمام يَجْدُــر: إِذا خرج فِي كعوبه ومتفرق عيدانه مثل أظافير الطير.

وأجدر الوليع، وجادر: اسمر وَتغَير، عَن أبي حنيفَة، يَعْنِي؛ بالوليع طلع النّخل.

وجَدَّر الْعِنَب: صَار حبه فويق النفض.

والجَدَرة، بِفَتْح الدَّال: حَظِيرَة تصنع للغنم من حِجَارَة وَالْجمع: جَدَر.

والجَدِيرة: زرب الْغنم.

والجديرة: كنيف يتَّخذ من حِجَارَة يكون للبهم وَغَيرهَا. فَإِن كَانَ من طين فَهُوَ جِدار.

والجِدَار: الْحَائِط.

وَالْجمع: جُدُر. وجُدُرات: جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهُوَ مِمَّا استغنوا فِيهِ بِبِنَاء اكثر الْعدَد عَن بِنَاء أَقَله، فَقَالُوا: ثَلَاثَة جُدُر.

وَقَول عبد الله بن عمر أَو غَيره: إِذا اشْتريت اللَّحْم يضْحك جَدْر الْبَيْت يجوز أَن يكون جَدْر: لُغَة فِي جِدَار.

وَالصَّوَاب عِنْدِي: تضحك جُدُر الْبَيْت وَهُوَ جمع جِدَار، وَهَذَا مثل، وَإِنَّمَا يُرِيد أهل الدَّار يفرحون.

وجَدَره يَجْدُــره جَدْرا: حَوَّطه.

واجتدره: بناه، قَالَ رؤبة:

تشييدَ أَعضادِ الْبناء المُجْتَدِرْ

وجدّره: شيده، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وآخَرون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ

كَأَنَّهُمْ فِي السَّطْحِ ذِي المجدَّر

إِنَّمَا أَرَادَ: ذِي الْحَائِط المجدَّر. وَقد يجوز أَن يكون أَرَادَ: ذِي التجدير: أَي الَّذِي جُدّر وشُيِّد، فَأَقَامَ المُفَعَّل مقَام التفعيل؛ لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مصدران لفعَّل، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِن المُوَقَّى مثل مَا وقِّيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَر الرجل: توارى بالجدار، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

إِن صُبَيح بن الزبير فَأرا

فِي الرَّضْم لَا يتْرك مِنْهُ حَجَرا

إلاّ مَلاَه حِنْطة وجَدَرا

قَالَ: ويروى: " حشاه ". وفأر: حفر. قَالَ هَذَا سرق حِنْطَة وخبأها. والجَدَرة: حَيّ من الأزد بنوا جِدَار الْكَعْبَة فسموا: الجَدَرةَ، لذَلِك.

والجَدْر: أصل الجِدَار، وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى يبلغ المَاء جَدْرَه ": أَي أَصله، وَالْجمع: جُدُور، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الجوانب، وَأنْشد:

تَسْقِى مذانب قد طَالَتْ عَصِيفتها ... جُدُورها من أتىّ المَاء مطمومُ

قَالَ: افرد مطموما لِأَنَّهُ أَرَادَ مَا حول الجُدُور، وَلَوْلَا ذَلِك لقَالَ: مطمومة.

والجُدُور: الحواجز الَّتِي بَين الدبار الممسكة المَاء.

والجدِير: الْمَكَان يبْنى حوله جِدَار، قَالَ الْأَعْشَى:

ويبنون فِي كلّ وَاد جَدِيرا

وجُدُور الْعِنَب: حوائطه، وَاحِدهَا: جَدْر.

وجَدْر الكظامة: حافتاها.

وَقيل: طين حافتيها.

والجِدْر: نَبَات، واحدته: جِدْرة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة الجَدْر: كالحلمة غير انه صَغِير يتربل، وَهُوَ من نَبَات الرمل ينْبت مَعَ الْمَكْر وَجمعه: جُدُور، قَالَ العجاج، وَوصف ثورا:

أَمْسَى بِذَات الحاذِ والجُدُور

وجَدَر: مَوضِع بِالشَّام قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا ... رُ من أَذرِعاتٍ فوادي جَدَرْ

وخمر جَيْدريَّة: مَنْسُوب إِلَيْهَا على غير قِيَاس. قَالَ:

أَلا يَا اصبحاني فَيْهجا جَيْدَريَّةً ... بِمَاء سَحَاب يسْبق الحقَّ باطِلي يَعْنِي بِالْحَقِّ: الْمَوْت وَالْقِيَامَة.

وَقد قيل: إِن جَيْدرا: مَوضِع هُنَالك أَيْضا.

فَإِن كَانَت الْخمر الجَيْدَرِيَّة منسوبة إِلَيْهِ فَهُوَ نسب قياسي.

والجَيْدَر، والجَيْدَرِيّ، والجَيْدَرانُ: الْقصير، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدرة على الْمُبَالغَة، وَقَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا كَمَا قَالُوا لَهُ: دحداحة، ودِنَّبَة وحِنْزَقْرة، وَامْرَأَة جَيْدرة، وجَيْدريَّة، أنْشد يَعْقُوب:

ثنت عُنُقا لم ثنها جَيْدرِيَّة ... عَضَاد وَلَا مكنوزةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

والتَّجدير: الْقصر، وَلَا فعل لَهُ، قَالَ:

إِنِّي لأَعْظُمُ فِي صَدْر الكمِيّ على ... مَا كَانَ فِيّ من التَّجدير والقِصَر

أعَاد الْمَعْنيين لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ:

وَهِنْد أَتَى من دونهَا النَّأيُ والبُعْدُ

جدر: هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له، والجمع جَدِيرُونَ

وجُدَراءُ، والأُنثى جَدِيرَةٌ. وقد جَدُرَ جَدارَة، وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل،

وكذلك الاثنان والجمع، وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك، وكذلك

الاثنتان والجمع؛ كله عن اللحياني. وعنه أَيضاً: لَجدِير أَن يفعل ذلك

وإِنهما لجَدِيرانِ؛ وقال زهير:

جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا

ويقال للمرأَة: إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة، وأَنهن جَدِيراتٌ

وجَدائِرُ؛ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي

مَخْلَقَةٌ. ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله؛ وأَجْدِرْ بِهِ

أَن يفعل ذلك. وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي: إِنه لمَجْدُورٌ

أَن يفعل ذلك، جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له. وحكى: ما رأَيت من

جَدَارتِهِ، لم يزد على ذلك.

والجُدَرِيُّ

(* قوله: «والجدري» هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر

غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم، وقال عكرمة: أوّل

جدري ظهر ما أصيب به أبرهة، أفاده شارح القاموس). والجَدَرِيُّ، بضم

الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان: قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد

مُمْتَلِئَة ماءً، وتَقَيَّحُ، وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ

مُجَدَّرٌ، وحكى اللحياني: جَدِرَ يَجْدَــرُ جَدَراً. وأَرضٌ مَجْدَرَة: ذات

جُدَرِيّ.

والجَدَرُ والجُدَرُ: سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب

والجراحات، واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ، وهي الأَجْدارُ. وقيل: الجُدَرُ إِذا

ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ، وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً

ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً. وقال اللحياني: الجُدَرُ السِّلَع تكون

بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة، واحدتها جُدَرَةٌ. الجوهري: الجَدَرَةُ

خُرَاجٌ، وهي السِّلْعَةُ، والجمع جَدَرٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ

والجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان، الواحدة جُدَرَةٌ، فمن

قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ، ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى

الجَدَر؛ قال ابن سيده: هذا قول اللحياني، قال: وليس بالحسن.

وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظهرت فيه جُدَرٌ. والجُدَرَةُ في عنق البعير:

السِّلْعَةُ، وقيل: هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ.

ابن الأَعرابي: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر.

الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة

برأْس الإِنسان. وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء. والجَدَرُ: وَرَمٌ يأْخذ

في الحلق. وشاة جَدْراء: تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من

جُدَرِيّ. والجُدَرُ: انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ، وقد

جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً. وفي التهذيب: جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا

انْتَبَرَتْ؛ وأَنشد لرؤبة:

أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ

ابن بُزُرج: جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ، كل ذلك

مفتوح، وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ؛ وأَنشد:

إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا،

وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا

وفي الحديث: الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض، شبهها بالجُدَرِيِّ، وهو الحب

الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض، كما يظهر الجُدَرِيُّ من

باطن الجلد، وأَراد به ذمّها. ومنه حديث مَسْرُوق: أَتينا عبدالله في

مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ.

والحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير.

وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قبيلة من كَلْبٍ، سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في

بدنه.

وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ: طلعت

رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر، وأَجْدَرَتِ الأَرض

كذلك. وقال ابن الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره

كالحِمَّصِ؛ وقال الطرماح:

وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ

وشجر جَدَرٌ. وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُــر إِذا خرج في

كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ:

اسْمَرَّ وتغير؛ عن أَبي حنيفة، يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ:

الحَبَّةُ من الطلع. وجَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض.

ويقال: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَــرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق.

والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وقد أَجْدَرَ المكانُ.

والجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة، والجمع جَدَرٌ.

والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم. والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون

لِلْبَهْم وغيرها. أَبو زيد: كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر، وهي

الحظيرة أَيضاً. والحِظَارُ: ما حُظِرَ على نبات شجر، فإِن كانت الحظيرة

من حجارة فهي جَدِيرَة، وإِن كان من طين فهو جِدارٌ.

والجِدارُ: الحائط، والجمع جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ

وبُطْنانٍ

(* قوله: «مثل بطن وبطنان» كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إِنما هو

بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: والجدار

الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران)؛ قال

سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا

ثلاثة جُدُرٍ؛ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره: إِذا اشتريت اللحم يضحك

جَدْرُ البيت؛ يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ؛ قال ابن سيده: والصواب

عندي تضحك جُدُرُ البيت، وهو جمع جِدارٍ، وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن

أَهل الدار يفرحون. الجوهري: الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط. وجَدَرَه

يَجْدُــرُه جَدْراً: حَوَّطه. واجْتَدَرَهُ: بناه؛ قال رؤبة:

تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ

وجَدَّرَهُ: شَيَّدَهُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ،

كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ

إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر، وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي

الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً

مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سيبويه:

إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ

أَي إِن التوقية.

وجَدَرَ الرجلُ: توارى بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد:

إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا

في الرَّضْمِ، لا يَتْرُك منه حَجَرا

إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا

قال: ويروى حشاه. وفأَر: حفر. قال: هذا سرق حنطة وخبأَها.

والجَدَرَةُ: حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة

لذلك. والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ

أَي أَصله، والجمع جِدُورٌ، وقال اللحياني: هي الجوانب؛ وأَنشد:

تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها،

جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ

قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ، ولولا ذلك لقال

مطمومة. وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي، صلى الله عليه

وسلم، في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ

الجَدْرَ؛ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار، وفي

رواية: قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ؛ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول

المزرعة كالجِدارِ، وقيل: هو لغة في الجدار، وروي الجُدُر، بالضم، جمع

جدار، ويروى بالذال؛ ومنه قوله لعائشة، رضي الله عنها: أَخاف أَن يَدْخُلَ

قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت؛ يريد الحِجْرَ لما فيه من

أُصول حائط البيت. والجُدُرُ: الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء.

والجَدِيرُ: المكان يبنى حوله جِدارٌ. الليث: الجَدِيرُ مكان قد بني

حواليه مَجْدورٌ؛ قال الأَعشى:

ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا

ويقال للحظيرة من صخر: جَدِيرَةٌ. وجُدُورُ العنب: حوائطه، واحدها

جَدْرٌ. وجَدْراءُ الكَظَامَة: حافاتها، وقيل: طين حافتيها.

والجِدْرُ: نبات

(* قوله: «والجدر نبات إلخ» هو بكسر الجيم وأما الذي من

نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس). واحدته جِدْرَةٌ. وقال أَبو حنيفة:

الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع

المَكْرِ، وجمعه جُدُورٌ؛ قال العجاج ووصف ثوراً:

أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ

التهذيب: الليث: الجَدْرُ ضرب من النبات، الواحدة جَدْرَةٌ؛ قال العجاج:

مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ

قال: ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ، فإِذا أَطلعت

رؤوسها في أَول الربيع قيل: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. وأَجْدَرَ الشجر، فهو

جَدْرٌ، حتى يطول، فإِذا طال تفرقت أَسماؤه.

وجَدَرٌ: موضع بالشام، وفي الصحاح: قرية بالشام تنسب إِليها الخمر؛ قال

أَبو ذؤيب:

فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا

رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادي جَدَرْ

وخمر جَيْدَرِيَّةٌ: منسوب إِليها، على غير قياس؛ قال معبد بن سعنة:

أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ،

وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ

أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً،

بماءٍ سَحَابٍ، يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي

وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا، والصواب ما أَوردناه

لأَنه يخاطب صاحبيه. قال ابن بري: والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به

الخمر، ويعني بالحق الموت والقيامة، وقد قيل: إِن جَيْدَراً موضع هنالك

أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي.

وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ، بفتح الجيم وسكون الدال، مَسْرَحٌ على ستة

أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي، صلى الله عليه وسلم، لما أُغير

عليها. والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ: القصِير، وقد يقال له

جَيْدَرَةٌ على المبالغة، وقال الفارسي: وهذا كما قالوا له دَحْداحة

ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة. وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ؛ أَنشد

يعقوب:ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ، ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ

والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، ولا فعل له؛ قال:

إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ، على

ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ

أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قال:

وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ

الجوهري: وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه

ليتبين؛ وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب، قال: وأَظنه

معرّباً.

جدر
: (الجَدْرُ) ، بفتحٍ فَسُكُون: (الحائِطُ: كالجِدَارِ) ، بِالْكَسْرِ، ووَرَدَ فِي قَول عبدِ الله بنِ عُمَرَ: (إِذا اشتريْت اللَّحْمَ يضحكُ جَدْرُ البَيْتِ) ؛ قَالُوا: هُوَ لغةٌ فِي الجِدَار. (ج جُدْرٌ) ، بضمتَيْن، (وجُدْرانٌ) جَمْعُ الجمعِ، مثل بَطْن وبُطْنَان. قَالَ سِيبَوَيْه: وَهُوَ ممّا استغنَوْا فِيهِ ببِنَاءِ أَكثرِ العَدَدِ عَن بناءِ أَقلِّه، فَقَالُوا: ثلاثَةُ جُدُرٍ.
(و) الجَدْرُ: (نَبْتٌ رمْلِيٌّ) ، وَهُوَ كالحَلَمة غيرَ أَنه صغيرٌ يَتَرَبَّلُ، يَنْبُتُ مَعَ المَكْرِ، قالَه أَبو حنيفةَ: (ج جُدُورٌ) ، بالضمّ، قَالَ العَجّاج ووَصَفَ ثَوْراً:
أَمْسَى بذَات الحَاذِ والجُدُورِ
وَفِي التَّهْذِيب: عَن اللَّيْث: الجَدْر: ضَرْبٌ من النَّبَات، الواحِدَةُ جَدْرَةٌ، قَالَ العَجّاج:
مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ
(وَقد أَجْدَرَ المَكَانُ) .
قَالَ الأَزهَريُّ: ومِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ فِي القِفاف والصَّلاب، فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها فِي أَول الرَّبِيعِ، قيل: أَجْدرت الأَرْضُ، وأَجْدَرَ الشَّجرُ، فَهُوَ جَدْرٌ حِين يطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
كتاب م كتاب (و) الجَدْرُ: (حَطِيمُ الكَعْبَةِ) ، لما فِيهِ من أُصلِ حائِطِ البَيت. وَفِي الأَساس: وللحِجْر ثلاثةُ أَسماءِ: الحِجْرُ والحَطِيمُ والجدْرُ، (و) هُوَ (أَصْلُ الجِدَارِ) ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِيءٌ. وَفِي الحَدِيث: (حتَّى يَبْلُغَ الماءُ جَدْرَه) أَي أَصْلَه. والجمعُ جُدُورٌ. (و) قَالَ اللِّحيانيّ: جَدْرُه: (جانِبُه) ، والجمعُ جُدُورٌ،، وأَنشدَ:
تَسْقِي مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِيفَتْهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِيِّ الماءِ مَطْمَومُ
(و) الجَدْرُ: (خُرُوجُ الجُدَرِيِّ، بضمِّ الجيمِ وفتحِها) ، لغتانِ، وأَما الدّالُ فمفتوحةٌ على كلِّ حَال، وَهُوَ إسمٌ (لقُرُوح فِي البَدَن تَنَفَّطُ) عَن الجِلْد ممتلئةٌ مَاء، (وتَقَيَّحُ) ، وَهُوَ داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مرَّةً فِي العُمرِ. , قَالَ شيخُنا: وَقد قَالُوا: أَوَّلُ مَن عُذِّبَ بِهِ قومُ فرْعَوْنَ، ثمَّ بَقِيَ بعدهمْ، كمنا فِي المِصْباح. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ مَا أُصِيب بِهِ أَبْرهةُ.
(وَقد جَدِرَ يَجْدَــرُ جَدَراً، حَكَاهُ اللِّحْيَانيُّ.
(وجُدِرَ، كعُنِيَ) جَدْراً. (ويُشَدَّدُ) .
قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعةٌ، وقلوا: إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ، وَهُوَ لَا يَأْتِي فِي العُمر إِلّا مرّة وَاحِدَة، فَكيف يُشَدَّدُ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها فِي شرح نَظْمِ الفَصِيح، وأَشرتُ إِليها فِي شرح الدُّرَّة. (وَهُوَ مَجْدُور) الوَجْهِ، (ومُجَدَّرٌ) وجَدِيرٌ.
(وأَرْضٌ مجْدَرَةٌ: كَثِيرَتُه) . وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: ذاتُ جُدَرِيَ.
(والجِدْرُ، بِالْكَسْرِ: نباتٌ، لواحدةُ بهاءٍ) . وَقد أَجْدَرتِ الأَرضُ.
(و) الجَدَرُ (بالتَّحرِيك: سِلَعٌ تكون فِي البَدَن خِلْقَةً) أَو البُثورُ النّاتِئَةُ، عَن اللِّحْيانيّ، (أَو) آثارٌ (مِن ضَرْبٍ) مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان، (أَو مِن جِراحَةٍ) ، وَقيل: الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عَن الجِلْد، وإِذا لم ترْتَفع فَهِيَ نَدَبٌ، وَقد يُدْعَى (النَّدب) جَدَراً وَلَا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً، (كالجُدَرِ، كصُرَدٍ، واحدتُهما بهاءٍ) .
وَفِي الصّحاح: الجَدَرَةُ: خُرَاجٌ، وَهِي السِّلْعَةُ، والجمعُ جَدرُ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:
يَا قَاتَلَ اللهُ دُقَيْلاً ذَا الجَدَرْ
وَفِي المُحكَم: فمَن قَالَ: الجُدَرِيُّ، نَسَبَه إِلى الجُدر، وَمن قَالَ الجدريُّ نسَبَه إِلى الجَدر، قَالَ: وهاذا قولُ اللِّحْيانيِّ وَلَيْسَ بالْحسنِ، (ج الأَجْدارُ) .
(و) الجَدَرُ: (وَرمٌ يأْخُذُ فِي الحَلْق) وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: الجَدَرَةُ: الوَرْمَةُ فِي أَصْل لَحْى البَعير. وَقَالَ النَّضْر: الجدَرةُ: غُددٌ تكونُ فِي عُنُق البَعِير، يسْقِيهَا عِرْقٌ فِي أَصْلهَا، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان. وجمَلٌ أَجْدَرُ. وناقَةٌ جَدْراءُ. وَقيل: هِيَ فِي عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ، وَقيل: هِيَ مِن البعِيرِ جُدرَةٌ، وَمن الإِنسان سِلْعةٌ (وضَوَاةٌ) .
(و) الجَدَرُ: (انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم فِي عُنُقِ الحِمَارِ) جُدُوراً) ، بالضَّمِّ. وَفِي التَّهْذِيب: جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً، إِذا انْتَبَرَتْ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ:
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
(و) الجَدَرُ: (حَبُّ الطَّلْعِ) . وأَجْدَرَ الوَلِيعُ، وجادرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ، عَن أَبي حنيفَة، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ، واحدتُه جَدَرَةً، وَهِي حَبَّةُ الطَّلْعِ.
(و) الجَدَرُ (أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ) ، أَي فِي بَدَنه من البُثُور النّاتئَة، وَقد جَدِرَ ظ 2 هْرُه، قالَه اللِّحْيَانيُّ.
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ، وَقد جَدِرتْ عُنُقُه، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الجَدرُ: (هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ) ، يُقَال: جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق وجدَّر العِنَبُ: صارَ حَبّه فُوَيْق النَّفَضِ.
(وفِعْلُهما كفَرِحَ) لَا غيرُ.
(والجدِيرُ: مكانٌ) يُبْنَى حولَه. وَقَالَ اللَّيْث: (بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ) قَالَ الأَعشى:
وتَبْنُونَ فِي كلِّ وادٍ جَدِيرَا
(و) الجَدِيرُ: (الخَلِيقُ) ، يُقَال: هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا ولكذا، أَي خَلِيقٌ لَهُ. (ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ) والأُنثى جَدِيرَةٌ.
(وَقد جَدُرَ ككَرُمَ (جَدَارةً) بِالْفَتْح. قَالَ شيخُنَا وَفِيه رَدٌّ على النُّحَاة الَّذين يَقُولُونَ: إِنّ مَا أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ، كَمَا فِي التَّوْضِيح وغيرِه، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه فِي حَواشِيه.
(وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ) ، وكذالك الإثْنانِ والجَمْع، وإِنها لمجْدَرَة بذالك، وبأَن تَفْعَلَ ذالك، وكذالك الإِثْنَتَانِ والجَمْع، كلُّه عَن اللِّحْيَانيّ، وَعنهُ أَيضاً: إِنِ لَجدِيرٌ أَن يَفْعَلَ ذالك، وإِنهما لَجدِيرانِ. وَقَالَ زُهَيْر:
جَدِيرُون يَوماً أَنْ يَنَالُوا فيسْتَعْلوا
ويُقال للمرأَة: إِنّها لَجَدِيرَةٌ أَن تَفعَلَ ذالك وخَلِيقَةٌ، وإِنهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدَائِرُ. (و) حُكِيَ عَن أَبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ: إِنه (مَجْدُورٌ) أَن يفعَل ذَلِك، جاءَ بِهِ على لَفْظ الْمَفْعُول وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ غيرُه: هاذا الأَمْرُ مَجْدَرَةٌ لذالك، ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ، (أَي مَخْلَقَةٌ) مِنْهُ أَن يفعلَ كَذَا، أَي هُوَ جَدِيرٌ بفِعْلِه.
(وجَدَرَه: جَعَلَه جَدِيراً) نقلَه الصَّغَانِيُّ.
وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعلَ ذالك، وَمَا أَجْدَرَه.
(والجَدِيرَةُ: الحَظيرَةُ) ، وَهِي كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا، كالجَدَرَة، محرَّكةً. وَقيل: الجَديرَةُ: زَرْبُ الغَنَم. وَعَن أَبي زَيْد: كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر، وَهِي الحَظيرَةُ أَيضاً؛ فإِن كَانَت من حِجَارَة فَهِيَ جَديرةٌ، وإِن كَانَ من طِين فَهُوَ جدَارٌ.
(و) الجَديرةُ: الطَّبيعَةُ) .
(و) الجِدارَةُ (ككِتَابَة: وادٍ بالحِجَاز فِيهِ قُرًى) ومَساكنُ عامرةٌ.
(وجَدَرُ، محرَّكَةً: ة بَين حِمْصَ وسَلَميَّةَ) تُنْسبُ إِليها الخَمْر، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَمَا إِنْ رَحِيقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ (والنَّسْبَةُ جَدَريٌّ) على قِيَاس (وجَيْدَريٌّ) على غير قياسٍ، قَالَ مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ:
أَلَا يَا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ
وقبلَ ودَاع من زُنَيْبَةَ عاجلِ
أَلَا يَا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً
بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي
هاكذا أَنشدَه ابْن بَرِّيَ. والفَيْهَجُ هُنَا: الخَمْر، وأَصلُه مَا يُكالُ بِهِ الخْمر، وَقد قيل إِن جَيْدَرَ موضعٌ هُنَاكَ أَيضاً، فإِن كَانَت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إِليه فَهُوَ نَسَبٌ قياسيٌّ، كَمَا فِي اللِّسَان.
(والجَدَرَةُ، محرَّكَةً: حَيٌّ مِن الأَزْد) ، وهم بَنو عَامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَة، وَمن قَالَ: ابْن عَمْرو مِن حُزَيْمَةَ فقد أَخطأَ؛ كَذَا حَقَّقه السهَيْليُّ فِي الرَّوْض. قلتُ: وخثعمة هاذا هُوَ ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِيُّ؛ (سُمُّوا بِهِ لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبة، عَظَّمَها اللهُ تعالَى) وشَرَّفها، (أَو حِجْرَها) وَهُوَ الْحطيم. وَقَالَ أَهلُ الأَنساب: دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ، وصَدَّعَ بُنْيَانَها، ففَزعتْ قُريشٌ إِن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذهَبُ بشَرَفهم ودِينهم، فبنَى عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل، يُسَمَّى الجَادِرَ. وَقَالَ شيخُنَا: والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ، ككاتِب وَكَتَبَة ثمَّ سَمَّوُا القَبيلَةَ. قلْتُ: ويجوزُ أَن يكونَ إِلى الجَدِير، وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ، وأُرِيدَ بِهِ الحَطِيمُ، كَمَا قَالُوا فِي ثَقِيف ثَقَفِيّ.
(و) جَدَرةُ، (بِلَا لَام: والِدَةُ قُصَيِّ بنِ كِلاب) ، واسمُهما فاطمةُ بنتُ عوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَيِلِ بنِ الجَدرَةِ، وهم حُلَفَاءُ بَنِي الدِّيلِ، قالَه ابنُ الأَثِير والأَمِيرُ.
(وجَدَرَ الشَّجَرُ خَرَجَ ثَمَرُه كالحِمِّصِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (و) جَدَرَ (النَّبْتُ) والشَّجَرُ (طَلَعَتْ رُؤُوسه) فِي أَول الرَّبِيع، (كأَنَّه الجُدَرِيُّ) ، فَهُوَ مَجازٌ (كجَدُرَ ككَرُمَ) جَدارَةٌ (وأجْدَرَ) ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ، (وجَدَّرَ فيهمَا) وجادَرَ، الأَخِيرُ عَن أَبي حنيفَة، وَقَالَ الطِّرِمَّاح:
فآلَيْتُ أَلْحَى عَاشِقًا مَا سَرَى القَطَا
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُــرُ، إِذا خَرَجَ فِي كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظافِيرِ الطَّيْرِ.
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: أسْمَرَّ وتَغَيَّرَ.
وَقَالَ اللَّيْث: أَجْدَرَ الشَّجَرُ فَهُوَ جَدْرٌ، حِين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
(و) عَن ابنِ بُزُرْجَ وجَدَرَتِ (اليَدُ) تَجْدُرُ، ونَفِطَتْ، (مَجَلَتْ) ، كلُّ ذالك مفتوحٌ، وَهِي تَمْجَلُ، وَهُوَ المَجَلُ.
(و) جَدَرَ (الجدارَ) يَجْدُــرُ: حَوَّطَه) .
(و) جَدَرَ (الرجلُ: توارَى بالجِدار) ، حَكَاهُ ثَعْلبٌ، وأَنشد:
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا
فِي الرَّضْمِ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ حَحَرَا
إِلَّا مَلأَه حِنْطَةً وجَدَرَا
قَالَ: هاذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها.
(واجْتَدَرَ: بنَاه) ، قَالَ رُؤْبة:
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ (وجَدَّرَه تَجْدِيراً: شَيَّدَه) ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيّ:
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
كأَنَّهم فِي السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ
قيل: أَرادَ: ذِي الحائطِ المُجَدَّرِ، ويجوزُ أَن يكون أَراد: ذِي التَّجْدِيرِ؛ أَي الَّذِي جُدِّرَ وشُيِّدَ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ، أَنشدَ سِيبَوَيْهِ:
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ مَا لَقِيتُ
أَي إِنْ التَّوْقِيَةَ.
(والجَيْدَرُ: القَصِيرُ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ) ، وَقد يُقَال لَهُ: جَيْدَرَةٌ، على المُبَالَغة، قَالَ الفارسيّ: وهاذا كَمَا قَالُوا: دَحْدَاحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ. وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ، وأَنشدَ يعقوبُ:
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ
عَضَادٌ وَلَا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
(والمَجْدُورُ: القليلُ اللَّحْمِ) ، وَمن بِهِ آثارُ ضَرْبٍ أَو سِياط.
(وذ جَدْرٍ) بِفَتْح فَسُكُون جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وَهُوَ (مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ وَالسَّلَام، على ستةِ أَميال مِنْهَا، ناحيةَ قُبَاءٍ، كَانَت فِيهِ لِقاحُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم لما أُغِيرَ عَلَيْهَا.
(والمِجْدَارُ) كمِحْرابٍ: (مَا يُنْصَبُ فِي الزَّرْعِ مَزْجَرَةً للسِّباع) والطَّيْرِ، قَالَ:
اصْرِمِينِي يَا خِلْقَةَ المِجْدارِ
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
(وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ، محرَّكةً: أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا) ، أَي العربيِّ. قَالَ شيخُنا: وسيأْتي لَهُ فِي (مّ) أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ، وجَزَمَ بِهِ جماعةٌ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ: هَل هُوَ خِلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ؟ قَالَ: وهاذه الأَوَّلِيَّةُ فِيهَا خِلافٌ طويلُ الذَّيْلِ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ فِي أَوَّلِيَّاتِه، وسيأْتي طَرَفٌ مِنْهُ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. قلتُ: وهاذه العبرةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لِابْنِ دُرَيْد، قَالَ فِيهَا: أَوْلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هاذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ، الطّائِيّانِ، ثمَّ سَعْدُ بنُ سَيَلٍ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فِيمَا يُناسِبُ ذِكْره فِي مَحَلِّه.
(وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبُو حَيَ) مِن كَلْبٍ؛ سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه كَانَ عَلَيْهِ جَدَرَةٌ) ، أَي سِلْعَةٌ، وَهُوَ عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ عَوف بنِ عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ الّلاتِ، وهاذا الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْميَة؛ فقد صَرَّحَ بِهِ ابنُ دُرَيْد، ورَدَّ على ابْن الكَلْبيّ حَيْثُ قَالَ: لأَنه كَانَ جَالِسا بجَنْب جِدار إِلى آخرِه، فراجِع المعجمَ
(وجُدْرَةُ، بالضمّ: ابنُ سَبْرَةَ) العتَقِيُّ، شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، (صَحابِيٌّ) ، هاكذا ضَبَطَه ابنُ ماكُولَا بالدّال الْمُهْملَة.
(وجَنْدَرَ الكِتَاب: أَمَرَّ القَلَم على مَا دَرَسَ مِنْهُ) لِيَتَبيَّنَ. (و) كذالك (الثَّوْبَ) إِذا (أَعادَ وشْيَه بعد ذَهابِه) ، وَهُوَ مأْخوذٌ من الصّحاح، قَالَ: وأَظُنُّه معرَّباً.
(وأَبو قِرْصافَةَ جَنْدَرةُ بنُ خَيْشَنَةَ) الكِنَانِيُّ (صَحابِيٌّ) ، نَزلَ عَسْقَلَانَ، رَوَتْ عَنهُ بِنْتُه.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ يُوسُفَ المقرىء الجَنْدَرِيُّ محدِّثٌ، رَوى عَن أَبي بكرٍ الخَرائِطِيِّ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
شاةٌ جَدْراءُ: تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عَن داءٍ بُصِيبُهَا، وَلَيْسَ مِن جُدَرِيَ.
وَفِي الحَدِيث: (الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرْضِ) ؛ شَبَّهَهَا بِهِ لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ كَمَا يَظْهَرُ الجُدَرِي مِن باطِن الجِلْد، وأَراد بِهِ ذَمَّها.
وأَجْدَرتِ الأَرضُ، إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها.
وشَجَرٌ جَدَرٌ.
وجادَرَ الطَّلْعُ: طَلَعَ حَبُّه.
والجَدَرَةُ، محرَّكةً: حَظيرَةُ الغَنَم.
والجُدُرُ، بضمتَيْن: الحواجزُ الَّتِي بَين الدِّيارِ، المُمْسِكَةُ المَاء.
وجُدُورُ العِنَبِ حوَائِطُه.
وجدْرَا الكِظَامةِ: حَافَتَاهَا، وَقيل: طِينُ حافَتَيْهَا.
والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ قَالَ:
إِني لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الكَمِيِّ علَى
مَا كانَ فِي زَمَنِ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ.
أَعادَ المَعْنَيَيْنِ لاختلافِ اللفظَيْن، كَمَا قَالَه:
وهِنْنٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
كَذَا فِي اللِّسان.
والمُجَدَّرُ: لَقَبُ نصْرِ بنِ زَيْد، رَوَى عَن مَالك وشَرِيك.
والمجَنْدِر: لَقَبُ أَبي القاسِم يَحيَى بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغداديِّ، مِن جنْدَرَةِ الثِّيَابِ، رَوَى عَنْه السّمْعَانيُّ.
وجَدِرَ البعيرُ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَجدر، والناقةُ جَدْراءُ، مِن الجُدَرَةِ وَهِي السِّلْعَةُ.
وجُدَارَةُ، بالضمّ: أَخو خُدْرَةَ فِي بَنِي النَّجَّار، نقلَه السُّهَيْلِيُّ فِي غَزْوَة بَدْر، عَن ابْن إِسحاق، والمشهورُ بالخاءِ، كَمَا سيأْتي.
والمُجَدَّرَةُ، كمُعَظَّمة: طعامٌ لأَهل الشامِ.
وقَطِيعَةُ بَنِي جِدَارٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ، مِنْهَا أَبو بكرٍ أَحمدُ بن سندي بنِ الحَسَنِ البغداديُّ، صَدُوقٌ، تَرْجَمه الخطيبُ فِي تَارِيخه.
وجِدَارٌ: صحابيُّ رَوى عَنهُ يَزَيدُ بنُ شَجرَةَ.
وجِدَارٌ العُذْريُّ: تابعيُّ.
وجِدارُ بن بَكْرةَ عَن جَدِّه، وَعنهُ محمّدُ بنُ جعفرٍ الكِنانيُّ.

لوع

لوع



لَوْعَةٌ Ardour of love: see حُبٌّ.
ل و ع

في قلبه لوعة، ولاعه الهم، والتاع قلبه.
ل و ع: (لَوْعَةُ) الْحُبِّ حُرْقَتُهُ، وَقَدْ (لَاعَهُ) الْحُبُّ مِنْ بَابِ قَالَ. وَ (الْتَاعَ) فُؤَادُهُ احْتَرَقَ مِنَ الشَّوْقِ. 
لوع: لوّع: في (محيط المحيط): لوّعه الحب أمرضه.
لوّع: لوّع فلاناً: (في محيط المحيط) عذّبه.
تلوّع: انحرف، اعوجّ، وأرب. احتال، مكر، خدع (بوشر).
لوعة: حيرة. ارتباك (بوشر).
لُوعي: صديد، قيح (دومب 90).
ملّوع: منحرف. مخادع (بوشر).
[لوع] نه: فيه: إني لأجد له من "اللاعة" ما أجد لولدي، اللاعة واللوعة: ما يجده الإنسان لولده وحميمه من الحرقة وشدة الحب، لاعه يلوعه ويلاعه لوعًا. ش: عندي لأجل: "لوعة"، أي حرقة الحب، وجاء بمعنى القحط وهو المراد لئلا يتكرر. 
لوع
لاعَهُ الشَّمْسُ والهمُّ لَوْعاً: لاحَه، فالتَاعَ. ولا
َعَ يَلاعُ: وَجَدَ لَوْعَةً. والمُلِيْعُ: الذي اشْتَدَّتْ حُرْقَتُه. ولاَعَ يَلُوْعُ لَوْعاً ولُوُوْعاً وهو لاَعٍ: أي حَريصٌ سَيِّءُ الخُلُق. وامْرَأةٌ لاعَةٌ: تُغَازِلُكَ ولا تُمَكِّنُكَ. وقال أبو الدُّقَيْش: هي اللَّعَّةُ.
(لوع) - في حديث ابن مَسعُود - رَضى الله عنه -: "إنّي لَأجِدُ له مِن اللَّاعَةِ مَا أجِدُ لِولَدِى"
اللَّاعَةُ وَاللَّوعَةُ: مَا يجدُــه الإنسَانُ لِحَمِيمِهِ مِن الحُرقَةِ.
يُقال: لَاعَهُ يَلُوعُهُ لَوْعاً.
وقيلِ: لَاعَه الهَمُّ وغَيرُه فالتَاعَ؛ إذا لَوَّعَهُ. وَلَاعَ يَلاعُ: وَجَد لَوْعَةً

لوع


لَاعَ (و)(n. ac. لَوْع)
a. Scorched; browned, tanned (sun).
b. Consumed, burned (love).
c.
( n. ac.
لَوْع
لَوْعَة
لُؤُوْع [] ), Ailed, was sick.
d. Was cowardly.
e. Was bad, wicked.

لَوَّعَ
a. [ coll. ]
see I (b)
تَلَوَّعَa. see VIII
إِلْتَوَعَa. Was grieved; was consumed by love.

لَاع (pl.
لَوْع
أَلْوَاْع
& reg. )
a. Uneasy; ill.
b. Cowardly.
c. Bad, perverse.

لَوْعَة []
a. Suffering, pain; sorrow; dejection
despondency.
b. Sickness.

لَاعَة []
a. fem. of
لَوْع
لَائِع []
a. see 1A (b)
[لوع] لَوْعَةُ الحبِّ: حُرقتُه. وقد لاعَهُ الحبّ يَلوعُهُ والْتاعَ فؤادهُ، أي احترقَ من الشوق. يقال: أتانٌ لاعَةُ الفؤاد إلى جحشها، قال الأصمعيّ: أي لائِعَةُ الفؤاد، وهي التي كأنَّها وَلْهى من الفزَع. وأنشد للأعشى: مُلْمِعٍ لاعَةِ الفؤادِ إلى جَحْ‍ * شٍ فَلاهُ، عنها فبئس الفالي * ورجلٌ هاعٌ لاعٌ، أي جبان جَزوع. وقد لاعَ يَليعُ. وحكى ابن السكيت: لِعْتُ أَلاعُ، وهِعْتُ أَهاعُ وامرأةٌ هاعَةٌ لاعَةٌ، ورجلٌ هائِعٌ لائِعٌ.
(ل وع)

اللوعة: وجع الْقلب من الْمَرَض وَالْحب والحزن. وَقيل: هِيَ حرقة الْحزن والوجد.

لاعه لوعا فلاع لاع والتاع. وَرجل لاع وَامْرَأَة لاعة، كَذَلِك.

وَرجل لاع ولاع: حَرِيص سيئ الْخلق جزوع على الْجُوع وَغَيره. وَقيل: هُوَ الَّذِي يجوع قبل اصحابه.

وَجمع اللاع الواع ولاعون وَامْرَأَة لاعة.

وَقد لعت لوعا ولاعا ولووعا كجزعت جزعا، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ مرّة: لعت وَأَنت لائع، كبعت وَأَنت بَائِع، فوزن لعت على الأول فعلت ووزنه على الثَّانِي فعلت.

وَرجل هاع لاع. فهاع: جزوع، وَقد تقدم. ولاع: موجع. هَذِه حِكَايَة أهل اللُّغَة وَالصَّحِيح متوجع، ليعبر بفاعل عَن فَاعل، وَلَيْسَ لاع بإتباع لما تقدم من قَوْلهم: رجل لاع، دون هاع، فَلَو كَانَ إتباعا لم يقولوه إِلَّا مَعَ هاع.

وَامْرَأَة لاعة كلعة: تغازلك وَلَا تمكنك وَقيل: مليحة تديم نظرك إِلَيْهَا من جمَالهَا. 
لوع
لاعَ يَلوع، لُعْ، لَوْعًا، فهو لائع، والمفعول مَلوع (للمتعدِّي)
• لاع الشّخصُ: جزِع وضجر.
• لاعته الشّمسُ: غيّرت لونَه.
• لاعه الحُبُّ: أمرضه ° لاعه الحُزْنُ/ لاعه الشَّوْقُ/ لاعه الهَمُّ/ لاعه الغرامُ: أحرقه. 

التاعَ يلتاع، الْتَعْ، التياعًا، فهو مُلْتاع
• التاع قلبُه: احترق فؤادُه من شوقٍ أو هَمٍّ أو حزن "التاع لوفاة أبيه- التاعت لفراق زوجها". 

لوَّعَ يلوِّع، تلويعًا، فهو مُلوِّع، والمفعول مُلوَّع
• لوَّعه الحُبُّ: أمرضه وعذَّبه "لوَّعه هجرانُ حبيبته له" ° لوَّعه الشَّوْقُ: أحرقه. 

لائع [مفرد]: اسم فاعل من لاعَ. 

لَوْع [مفرد]: مصدر لاعَ. 

لَوْعَة [مفرد]: ج لَوْعات ولَوَعات:
1 - اسم مرَّة من لاعَ.
2 - حُرْقة الحُزْن والحُبّ الشَّديد والوجد "في قلبه لَوْعَة- بَلَى أنا مشتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ ... ولكنَّ مثلي لا يُذاعُ له سِرُّ". 

لوع: اللَّوْعةُ: وجع القلب من المرض والحب والحزن، وقيل: هي حُرْقةُ

الحُزْن والهَوى والوجْد. لاعَه الحبُّ يَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ يَلاعُ

والْتاعَ فُؤادُه أَي احْترقَ من الشوقِ. ولَوْعةُ الحُبِّ: حُرْقَتُه، ورجل

لاعٌ وقوم لاعُون ولاعةٌ وامرأَة لاعةٌ كذلك. يقال: أَتانٌ لاعةُ

الفُؤادِ إِلى جَحْشِها، قال الأَصمعي: أَي لائعةُ الفواد، وهي التي كأَنها

وَلْهى من الفَزَعِ؛ وأَنشد الأَعشى:

مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلى جَحْـ

ـشٍ فَلاهُ عنها، فَبِئْسَ الفالي

وفي حديث ابن مسعود: إِني لأَجِدُ له من اللاَّعةِ ما أَجِدُ لِولدِي؛

اللاَّعةُ واللَّوْعةُ: ما يَجِدُــه الإِنسان لِولَدِه وحَميمِه من الحُرْقة

وشِدّة الحبِّ. ورجل لاعٌ ولاعٍ: حريصٌ سيِّء الخُلقِ جَزوعٌ على الجوع

وغيره، وقيل: هو الذي يجوعُ قبل أَصحابِه، وجَمْعُ اللاَّعِ أَلْواعٌ

ولاعُونَ. وامرأَة لاعةٌ، وقد لِعْتُ لَوعاً ولاعاً ولُووعاً كَجَزِعْتُ

جَزَعاً؛ حكاها سيبويه. وقال مرة: لِعْتَ وأَنت لاِعٌ كبِعْتَ وأَنت بائِعٌ،

فوزن لِعْتَ على الأَول فَعِلْتَ ووزنه على الثاني فَعَلْتَ. ورجل هاعٌ

لاعٌ: فهاعٌ جَزُوع، ولاعٌ موجَعٌ؛ هذه حكاية أَهل اللغة، والصحيح

مُتَوَجِّعٌ ليعبر عن فاعِلٍ بفاعِل، وليس لاعٌ بإِتْباع لما تقدَّم من قولهم

رجل لاعٌ دُونَ هاع، فلو كان إِتباعاً لم يقولوه إِلاَّ معَ هاعٍ؛ قال ابن

بري: الذي حكاه سيبويه لِعْتُ أَلاعُ، فهو لاعٌ ولائِعٌ، ولاعٌ عنده

أَكثر؛ وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصَين:

ولا فَرِحٌ بخَيْرٍ إِنْ أَتاه،

ولا جَزِعٌ من الحِدْثانِ لاع

وقيل: رجل هاعٌ لاعٌ أَي جَبانٌ جَزوعٌ، وقد لاعَ يَلِيعُ؛ وحكى ابن

السكيت: لِعْتُ أَلاعُ وهِعْتُ أَهاعُ، وذكر الأَزهري في ترجمة هوع هِعْتُ

أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْتَ؛ وقال عدي:

إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ،

وقُلْ مِثْلَ ما قالوا ولا تَتَرَنَّكِ

قال ابن بزرج: يقال لاعَ يَلاعُ لَيْعاً من الضَّجَرِ والجَزَعِ

والحَزَنِ وهي اللَّوْعةُ. ابن الأَعرابي: لاعَ يَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو

مَرِضَ. ورجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كان جَباناً ضَعيفاً، وقد

يقال: لاعَني الهمُّ والحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِياعاً، ويقال: لا تَلَعْ

أَي لا تَضْجَرْ؛ قال الأَزهري: قوله لا تَلَعْ من لاعَ كما يقال لا تَهَبْ

من هابَ. وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ، ورجل هائِعٌ لائِعٌ، وامرأَة لاعةٌ

كَلَعّةٍ: تُغازِلُك ولا تُمَكِّنُك، وقيل: مليحة تديم نظرك إِليها من جمالها،

وقيل: مليحة بعيدة من الريبة، وقيل: اللاَّعة المرأَة الحديدةُ الفؤادِ

الشهْمةُ. قال الأَزهري: اللوْعةُ السواد حوْلَ حلمة المرأَة، وقد

أَلْعَى ثَدْيُها إِذا تَغَيَّر. ابن الأَعرابي: أَلواعُ الثَّدْيِ جمع لَوْعٍ

وهو السوادُ الذي على الثدْيِ، قال الأزهري: هذا السواد يقال له لَعْوةٌ

ولَوْعةٌ، وهما لغتان؛ قال زيادٌ الأَعْجَمُ:

كَذَبْتَ لم تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ

بِلَوْع ثَديٍ، كأَنفِ الكلبِ، دمّاعِ

لوع
{اللَّوْعَةُ: حُرْقَةٌ فِي القَلْبِ، وألَمٌ يَجِدُــه الإنْسانُ منْ حُبٍّ أَو هَمٍّ أَو مَرَضٍ أَو حُزْنٍ، أَو نَحْوِ ذلكَ.
وقدْ} لاعَهُ الحُبُّ: أمْرضَهُ {يَلَوعهُ} لَوْعاً، {فلاعَ} يَلاعُ.
ويُقَالُ: أتانٌ {لاعَةُ الفُؤَادِ إِلَى جَحْشِها قالَ الأصْمَعِيُّ: أَي:} لائِعَتُه، وهيَ الّتِي كأنَّهَا وَلْهَى فَزْعَى وأنْشَد للأعْشَى:
(مُلْمِعٍ {لاعَةِ الفُؤادِ إِلَى جَحْ ... شِ فَلاهُ عنْهَا، فبِئْسَ الفالِي)
يُقَالُ:} لِعْتَ، وأنْت لائِعٌ، كبِعْتَ وأنْتَ بائِعٌ.
وعَدَنُ لاعَةَ: ة، باليَمَنِ وهيَ غيرُ عَدَنِ أبْيَنَ، {ولاعَةُ هَذِه: د، فِي جَبَلِ صَبِرٍ، وعَدَنُ هَذِه ة قَرْيَةٌ لَطِيفةٌ تُضافُ إليْهَا وسَيأتِي فِي النُّونِ إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
} ولاعَ {يَلاعُ} ويَلوعُ، وهذهِ عنْ ابنِ القَطّاعِ، {لَوْعَةً: جَزِعَ أَو مَرِضَ، وَهُوَ} لاعٌ، وهُمْ {لاعُونَ،} ولاعَةٌ، {وألْوَاعٌ.
ورَجُلٌ هاعٌ لاعٌ: جَبانٌ جَزُوعٌ، كهائِعٍ لائِعٍ أَو حَرِيصٌ سيئُ الخُلُقِ، وقَدْ لاعَ لَوْعاً،} ولُوُوعاً قُلْتُ: الّذِي فِي الصِّحاحِ رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ، أَي: جَبانٌ جَزوع، وقدْ! لاعَ يَلِيعُ، وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ: لِعْتُ ألاعُ، وهِعْتُ أهاعُ، وامْرَأَةٌ هاعَةٌ {لاعَةٌ، ورَجُلٌ هائِعٌ} لائِعٌ، وَفِي المُحْكَمِ: رَجُلٌ {لاعٌ، ولاعٍ: حَرِيصٌ سَيئُ الخُلُقِ، جَزُوعٌ على الجُوعِ وغَيْرِه، وقيلَ: هُوَ الّذِي يَجُوعُ قَبْلَ اصحابهِ، وجَمْع اللاعِ: ألْواعٌ،} ولاعُونَ، وامْرَأَةٌ لاعَةٌ، وقدْ {لِعْتُ} لَوْعاً {ولاعاً،} ولوُوعاً، كجَزِعْتُ جَزَعاً، حَكاهُ سِيبويْهِ، وقالَ مَرَّةً: {لعْتَ وأنْتَ} لائعٌ، كبِعْتَ وأنتَ بائِعٌ، فوزنُ لِعْتَ على الأوّلِ: فَعِلْتَ ووزْنُه على الثاّني: فَعَلْتَ.
ورَجُلٌ هاعٌ {لاعٌ، فهاعٌ: جَزُوعٌ،} ولاعٌ: مُوجَعٌ، هذهِ حِكايَةُ أهْلِ اللُّغَةِ، والصَّحيحُ: مُتَوَجِّعٌ، ليَعَبَّرَ عَن فاعِلٍ بفاعِلٍ، ولَيْسَ {لاعٌ بإتْبَاعٍ، لما تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهم: رَجُلٌ لاعٌ دُونَ هاعٍ، فَلَو كانَ إتْباعاً لَمْ يَقُولُوه إلاّ معَ هاعٍ، قالَ ابنُ بَرِّي: الّذِي حَكاهُ سِيبَوَيْه: لِعْتُ} ألاعُ، فهُوَ {لاعٌ} ولائِعٌ {ولاعٌ عِنْدَه أكْثَرُ، وأنْشَدَ أَبُو زَيدٍ لمِرْداس بنِ حُصَيْنِ:
(وَلَا فَرِحٌ بخَيْرٍ إنْ أتاهُ ... وَلَا جَزِعٌ منَ الحِدْثانِ} لاعِ)
وقالَ ابنُ بُزرْجَ: يُقَالُ: {لاعَ} يَلاعُ {لَيْعاً، منَ الضَّجَرِ والجَزَعِ والحُزْنِ، وهِيَ} اللَّوْعَةُ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ {لاعَ} يَلاعُ {لَوْعَةً: إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ، ورَجُلٌ هاعٌ لاعٌ، وهائِعٌ} لائعٌ: إِذا كانَ جَباناً ضَعِيفاً.)
وقدْ يُقَالُ: {- لاعَنِي الهَمُّ والحَزَنُ،} فالْتَعْتُ {الْتِياعاً، وَيُقَال: لَا} تَلَعْ، أَي: لَا تَضْجَرْ.
وقالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ هاعٌ {لاعٌ، أَي: حَريصٌ سيِّئُ الخُلُقِ، والفِعْلُ منْهُ} لاعَ {يَلوعُ} لَوْعاً {ولوُوعاً، والجَمْعُ} الألْواعُ {واللاعُونَ.
وقالَ ابنث القَطّاعِ: فِي تَهْذِيب الأفْعالِ:} لاعَ، {يَلاعُ ويَليعُ} ويَلُوعُ، {لَوْعاً} ولاعَةً: جَبُنَ، وعَنِ الشَّيءِ كذلكَ، وأيْضاً ساءَ خُلقُه. ولاعَ {يَلاعُ} لَوْعَةً: {ولاعَهُ الهَمُّ والحَزَنُ،} لَوْعاً {ولَوْعَةً: أحْرَقَهُ.
} ولاعَ الرَّجُل: جاعَ.
وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ هوع: هِعْتُ أهاعُ، {ولِعْتُ} ألاعُ، هَيَعاناً ولَيَعَاناً: إِذا ضَجِرْتَ، وقالَ عدِيُّ:
(إِذا أنْتَ فاكَهْتَ الرِّجَالَ فَلَا {تَلَعْ ... وقُلْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَلَا تَتَزَنَّدِ)
وبِمَا أوْرَدْنا منْ نُصُوصِ الأئِمَّة يَظْهَرُ لكَ مَا فِي عِبارَةِ المُصَنِّف من القُصُورِ، وَمَا نَسَبَه إِلَى ابنِ القَطّاعِ لم يَتَفَرَّدْ بهِ، فتأمَّلْ.
قالَ اللَّيثُ: والمَرْأةُ} اللاعَةُ قد اخْتُلِفَ فِيهَا، قالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: هِيَ اللَّعَّةُ، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُها، وهيَ الّتِي تُغازِلُكَ وَلَا تُمَكِّنُكَ، وَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: هيَ اللّاعَةُ بِهَذَا المَعْنَى.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: اللَّاعَةُ: المَرْأةُ الحَديدَةُ الفُؤادِ الشَّهْمَةُ.
وقالَ غَيرُه: اللّاعَةُ واللَّعَّةُ: هِيَ المَلِيحَةُ تُدِيمُ نَظَرَكَ إليْهَا منْ جَمَالِها، وقيلَ: مَلِيحَةٌ بَعيدَةٌ منَ الرِّيبَةِ.
{ولاعَتْهُ الشَّمْسُ ولاحَتْهُ: غَيَّرَتْ لَوْنَهُ: كألاعَتْهُ.
} واللَّوعَةُ واللَّعْوَةُ على القَلْبِ: السَّوادُ حَوْلَ حَلَمَةِ ثَدْيِ المَرْأةِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ: هُمَا لثغَتَانِ، وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ {ألْواعُ الثَّدْيِ: جَمْعُ} لَوْعٍ، وهوَ: السَّوادُ الّذِي على الثَّدْي، وَقَالَ زِيادٌ الأعْجَمُ:
(كَذَبْتَ لمْ تَغْذُهَا سَوْداءُ مُقْرِفَةٌ ... {بِلوْعِ ثَدْيٍ كأنْفِ الكَلْبِ دَمّاعِ)
كاللَّولعِ، كجَوْهَرٍ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ.
وقَدْ} ألاعَ ثَدْيُهَا وألْعَى: إِذا تَغَيَّرَ الأُولَى عنِ ابنِ عَبّادٍ، والثانِيَةُ عَن الأزْهَرِيّ. {والالْتِياعُ: الاحْتِراقُ منَ الهَمِّ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الصِّحاحِ: منَ الشَّوْقِ. قُلْتُ: وهُو مُطَاوِع} لاعَهُ {فالْتاعَ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} اللاعَةُ: مَا يَجِدُــه الإنْسانُ لوَلَدِه أوْ حَمِيمِه منَ الحُرْقَةِ وشِدَّةِ الحُبِّ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مَسْعودٍ: إنّي لأجِدُ لَهُ منَ {اللّاعَةِ مَا أجِدُ لوَلَدِي.)
} ولاعَ الرَّجُلُ {يَلاعُ: احْتَرَقَ فُؤادُه منْ هَمٍّ أَو شَوْقٍ، وَقد} لاعَهُ الشَّوْقُ.
{ولَوَّعَهُ} تَلْوِيعاً، فهوَ! مُلَوّعٌ، وَهَذِه عامِّيّةٌ.

برد

ب ر د

منع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:

وعطل قلوصى في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا

وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد. وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:

إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنيران حب حشوة تقد

وأصل كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما بين المنزلين. وفلان يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.

ومن المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى. وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:

فبرد متنيها وغمض ساعة ... وطافت قليلاً حوله وهو مطرق

وبرد مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه وسمل: " لا تسبخي عنه ". وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:

لدي كل مثل الجفن يهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد

وفلان بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:

بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي برود

وعيش بارد: ناعم. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وسلب الصهباء بردتها أي جريالها. قال:

كأس ترى بردتها مثل الدم ... تدب بين لحمه والأعظم

من آخر الليل دبيب الأرقم

وقال الأعشى:

وشمول تحسب العين إذا ... صفقت بردتها نور الذبح شبه ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه وأخذه بلسانه. قال حاتم:

أعاذل لا آلوك إلا خليقتي ... فلا تجعل فوقي لسانك مبرداً

أي لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.
[ب ر د] البَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ. بَرَدَ الشيْءُ يَبْرُدُ بُرُودَةً. وماءٌ بَرْدٌ، وبارِدٌ، وبَرُودٌ، وبُرادٌ. وقد بَرَدَهُ يَبْرُدُه بَرْداً، وبَرَّدَه: جَعَلَه بارداً. فأمّا من قَال بَرَّدْتُه: سَخَّنْتُه، لقَوْلِه:

(عافَت الماءَ في الشِّتاءَِ فقُلْنا ... بَرِّدِيهِ تُصادِفِيه سَخِينَا)

فغالِطُ، إنّما هُو ((بَلْ رِدِيهِ)) فأَدْغَمَ، على أنَّ قُطْرُباً قد قالَهُ. وبَرَدَهُ يَبْرُدُه: خَلَطَه بالثَّلْجِ وغيرِه، وقد جَاء في الشِّعْرِ أَبَرَدَهُ وليس بَمأْخُوذٍ بهِ. وأَبَرَدَهُ: جاءَ به باِرِداً. وأَبْردَ له: سَقَاه بارِداً. وَسقُاهُ شَرْبَةً بَردَتَ فُؤادَهُ: أي بَرَّدَتْهُ، وأنشدَ ابنُ الأعْرابِيِّ:

(أَنَّي اهْتَدَيْتِ لِفْتَيةٍ نَزَلُوا ... بَرَدُوا غُوارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبٍ)

أي وَضَعُوا عنها رحالَها لتَبْرُدَ ظُهُورها. والبَرّادَةُ: إِناءٌ يُبَرِّدُ الماءَ، بَنِي على بَرَّدَ. وإِبْرِدَةُ الثَّرَى والمَطَرِ: بَرْدُهُما. والإبُرِدَةُ: بَرْدٌ في الجَوْفِ. والبَرَدَةُ والبَرْدَةُ: التُّخَمَةُ، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ: كُلُّ داءٍ أَصْلُه البَرَدةُ) وكُلُّه من البَرْدِ. وابْتَرَدَ الماءَ: صَبَّهُ على رَأْسِه بارِداً، قال:

(إذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ في كَبِدِي ... أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاءِ القَوْمِ أَبْتَرِدُ)

(هذا بَرَدْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه ... فمَنْ لَحرِّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ)

وتَبَرَّدَ فيه: اسْتَنْفَعَ. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به. والبَرْدانِ، والأَبْرَدانَ: الغَداةُ والعَشِيُّ. والأَبْرَدانِ أيضاً: الظِّلُّ والفَيْءُ، قالَ الشَّمّاخُ:

(إِذا الأَرْطَي تَوَسَّدَ أًَبْرَدَيْهِ ... خَدُودُ جَوازِيء بالرَّمْلِ عِينِ)

وَقْولُ أَبِي صَخْرِ الهّذَلِيِّ:

(فما رَوْضَةٌ بالحَزْمِ ظاهِرَةُ الثَّرَى ... ولَتَهْا نَجاءُ الدَّلْوِ بعدَ الأَبارِدِ)

يَجُوزُ أن يكونَ جَمْعَ الأَبْرَدَيْنِ اللَّذَيْنِ هما الفَيءُ والظِّلُّ؛ أو اللَّذَيْنِ هما الغَداةُ والعَشِيُّ. وأبْرَدَ القَوْمُ: دَخَلُوا في آخِرِ النَّهارِ. ((وأَبْرِدُوا عَنْكُم من الظَّهِيرَةِ)) : أي لا تَسيرُوا حتى يَنْكَسَر حَرُّها ويَبُوخَ. وبَرُدَنا اللَّيْلُ يَبْرَدُنا بَرْداً، وَبَرَد عليناَ: أصابَنَا بَرْدُه. وليلَةٌ بارِدَةُ العَيْشِ، وبَرْدَتُه: هَنِيئَتُه: قال نُصَيْبٌ:

(فيا لَكَ ذَا وَدٍّ ويا لَكِ لَيْلَةً ... تَحَلَّتْ وكانت بَرْدَةَ العَيْش ناعِمَهْ)

وعَيْشٌ بارِدٌ: هَنِيءٌ، قال:

(قَلَيلَةُ لَحْمِ النّاظَريْنِ يَزِينُها ... شبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ)

والمَبْرُودُ: خَبْزٌ يُبْرَدُ في الماءِ تَطْعَمُه النِّساءُ للسُّمْنَةِ. والبَرَدُ: سَحابٌ كالجَمَد؛ سُمِّي بذلك لِشَّدةِ بَرْدِه. وسَحابٌ بَرِدٌ، وأَبْرَدُ: [ذو قُرٍّ] وبَرْدٍ، قال:

(يا هِنْدُ هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكِبَد ... )

(أَسْقاكِ عَنِّي هَزِمُ الرَّعْدِ بَرِدْ ... )

وقالَ:

(كأَ نَّهمُ المَعْزاءُ في وَقْعِ أَبْرَدَا ... )

شَبَّهَهَمُ في اخْتِلاطِ أَصْواتِهِم بوَقْعِ البَرَد على المَغْزاءِ، وهي حِجارَةٌ صُلْبَةٌ. وسَحابَةٌ بَرِدَةُ، على النَّسَبِ: [ذاتُ بَرْدٍ] ولم يَقُولُوا: بَرْداء. وبُرِدَ القَوْمُ: أَصابَهُم البَرَدُ. وأَرْضٌ مَبْرُودَةٌ كذلك. وقال أبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَرْدُ وَرَقَها. والبَرْدُ: النَّوْمُ؛ لأنَّه يُبَرِّدُ العَيْنَ بأَنْ يُقِرَّها. وفي التَّنْزِيلِ: {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} [النبأ: 24] ، قالَ. (فإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّساءَ سِواكُمُ ... وإِنْ شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْداً)

وقال ثَعْلبٌ: البَرْدُ هُنا: الرِّيقُ. وبَرَدَ الرَّجُلُ يَبْرُودُ بَرْداً: ماتَ، وهو صَحِيحٌ في الاشْتِقاقِ؛ لأنّه عَدِمَ حَرارَةَ الرُّوحِ. وبَرَدَ السَّيْفُ: نَبَا. وبَرَدَ يَبْرُودُ بُراداً وبُرُوداً: ضَعُفَ وفَتَرَ عن هُزالٍ أو مَرَضِ. وأَبْرَدَه الشَّيءُ: فَتَّرَةُ وأَضْعَفَه، وأنِشَد ابنُ الأَعْرابِيٍّ:

(والأَسودانِ أَبْرداَ عِظامِي ... )

(الماءُ والفَثُّ ذَوَا أَسْقامِ ... )

وَبَرَدَ عينَه بالكُحْلِ يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها، وسَكَّنَ أَلَمَها. واسمُ الكُحْلِ: البَرُودُ. وكلُّ ما بُرِدَ به شَيْءٌ: بَرُودٌ. وبَرَدَ عليهِ حَقٌّ: وَجَبَ ولَزِمَ. وليِ عليهمِ أَلْفٌ بارِدٌ: أي ثابِتٌ، قال:

(اليَوْمُ يَوْمٌ بارِدٌ سَمُومُه ... )

(مَنْ عَجَزَ اليَوْمَ فلا نَلُومُهْ ... )

أي: حرُّه ثابَتٌ، قال أَوْسُ بنُ حَجَزٍ:

(أَتانِي ابنُ عَبْدِ اللهِ قُرْطٌ أَخُصُّه ... وكانَ ابنَ عَمٍّ نُصْحُه لِيَ بارَدُ)

وبَرَدَ في أَيْدِيهِمْ سَلَماً: لا يُفْدَي ولا يُطْلَقُ ولا يُطْلَبُ. وإن أصْحابَكَ لا يُبالُونَ ما بَرَّدُوا عليكَ: أي أَثْبَتُوا. وفي حَدِيثِ عائِشَة: ((لا تُبَرِّدِي عَنْه)) : أي: لا تُخَفِّفِي. والبَرِيدُ: فَرْسخانِ. وقيل: ما بَيْنَ كُلِّ مَنْزِلَيْنِ بِرِيدٌ. والبَرِيدُ: الرُّسُلُ على دَوابِّ البَرِيدِ، والجَمْعُ بُرُدٌ. وبَرَدَ بَرٍِ يداً: أَرْسَلَه. والبُرْدُ: ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ، وخَصَّ بعضُهم به الوَشْيَ، والجمعُ: أَبْرادٌ، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ. والبُرْدَةُ: كِساءٌ يُلْتَحَفُ بهِ. وقِيلَ: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وله هُدْبٌ فهي بُرْدَةٌ. وقولُهم: هُما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ، فَسَّرَه ابنُ الأَعْرابِيِّ فقالَ: معناه أَنّهما يَفْعلانِ فِعلاً واحداً فَيشْتَبِهانِ، كأَنَّهُما في بُرْدَةٍ واحِدَةٍ، والجَمْعُ: بُرَدٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذِلكَ، قال أبو ذُؤَيْبٍ:

(فَسمِعَتْ نَبْأَةً منْهُ فآسَدَها ... كأَنَّهُنُ لَدَى أَنْسائِه البَرَدُ)

يُرِيدُ: أَنَّ الكِلابَ انْبَسَطْنَ خَلْفَ الثَّوْر مثلَ البُرِدِ، وقَوْلُ يَزِيدَ بنِ مُفَرِّغ:

(مَعاذَ اللهِ رَبّا أَنْ تَرانَا ... طوالَ الدَّهْرِ نَشْتَملُ البِراداَ)

يَحْتَِمِلُ أن يكونَ جَمْعَ بُرْدَةِ، كُبرْمَةٍ وبِرامٍ، وأن يكونَ جَمْعَ بُرْدٍ، كقُوْطٍ وقِراطٍ. وثَوْرٌ أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سَوادٍ وبَياضٍ، تمانِيَةٌ. وهي لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وقالَ أبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالصاً، فلم يُؤَنِّثْ خالِصاً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِينِي. وقالَ أبو عُبيَدَةَ: هُوَ لِي بَرْدَةُ يَمِينِي: إذا كان لكَ مَعْلُوماً. وبَرَدَ الحَدِيدَ ونَحْوَه، من الجَواهِرِ، يَبْرُدُه بَرْداً: سَحَلَه. والبُرادَةُ: السُّحالَةُ. والمِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارِسيِةَّ. والبُرْدِيُّ: من جَيِّدِ التَّمرِ، يُشْبِهُ البَرْنِيَّ، عن أبي حَنِيفَةَ. والبَرْدِيُّ: نَبْتٌ، واحِدَتُه بَرْدِيَّةُ، قال الأَعْشَي:

(كَبْردِيَّةَ الغِيلِ وَسْطَ الغِرِيفِ ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْها السَّريِراَ) السَّرِيرُ: ساقُ البَرْدِيِّ، وقيل: قُطْنَه. وبَرَدَى: نَهْرٌ بدِمَشْقَ. قال حَسّان:

(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عليهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)

أرادَ: ماءَ بَرَدَى. والبَرَدانُ: موضِعٌ، قال ابنُ مَيّادَةَ:

(ظَلَّتْ بِنِهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِل ... )

(تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعْلْ ... )

وبَرَِدَيّاً: موضِعٌ أيضاً، وقيل: نَهْرٌ، وقيل: هو نَهْرُ دِمَشْقَ، والأَعْرَفُ أَنّه بَرَدَى، كما تَقَدَّم.

برد: البَرْدُ: ضدُّ الحرّ. والبُرودة: نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ

يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه

بَرْداً وبَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سيده: فأَما من قال بَرَّدَه

سَخَّنه لقول الشاعر:

عافَتِ الماءَ في الشتاء، فقلنا:

بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا

فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله.

الجوهري: بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته

تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية

قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه

في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه

ويحزن أَولياءه؛ فقال:

وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب، فإِنها

سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا

والبَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر:

فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى

بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ

وبَرَدَه يَبْرُدُه: خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر. وأَبْرَدَه:

جاء به بارداً. وأَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً. وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه

تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه. ويقال: اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي.

ويقال: سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً. وسقيته شربةً

بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا،

بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب

أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها. وفي الحديث: إِذا أَبصر أَحدكم

امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير: هكذا

جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه

أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي

تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه.

وفي حديث عمر: أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر. ويُقال: جدّ

في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر. وفي الحديث: لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي

قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بريدة، قال لأَبي بكر: بَرَدَ أَمرنا وصلح

(* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب

للأسلمي فانه، صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ الفأل من اللفظ). أَي سهل.

وفي حديث أُم زرع: بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر

والأُنثى.

والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث:

البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري: ولا أَدري هي من كلام

العرب أَم كلام المولدين. وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر: بَرْدُهما.

والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.

والبَرَدَةُ: التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة وكله

من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك: التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل:

سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ

ولا تُنْضِجُه.

وفي الحديث: إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء:

علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة.

ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء.

وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال

الراجز.

لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ،

فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ،

مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ

وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال:

إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي،

أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ

هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ،

فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟

وتَبَرَّدَ فيه: استنقع. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به.

والبَرُودُ من الشراب: ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد:

ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ

والإِنسان يتبرّد بالماء: يغتسل به.

وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي ما يحملكم على

نومة الضحى؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء.

والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال

الشماخ بن ضرار:

إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ

سيأْتي في ترجمة جزأَ

(* وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري.) ؛

وقول أَبي صخر الهذلي:

فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى،

ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ

يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما

الغداة والعشيّ؛ وقيل: البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل: هما الغداة

والعشي؛ وقيل: ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ. وفي

الحديث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير:

الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛

وقيل: معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله. وأَبرد

القومُ: دخلوا في آخر النهار. وقولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا

تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ. ويقال: جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ

الحر. وقال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال: والركب في

السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر:

في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد

قال الأَزهري: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من

كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت

الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم:

أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث: يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت

القُرِّ آخر القيظ. وفي الحديث: من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛

البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير: كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك: وسِرْ بها

البَرْدَيْن.وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا: أَصابنا برده.

وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه: هنيئته؛ قال نصيب:

فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً،

بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه

وأَما قوله: لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه

قال: وعيش بارد هنيء طيب؛ قال:

قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها

شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ

أَي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها

ونعيمها.

قال ابن شميل: إِذا قال: وابَرْدَهُ

(* قوله «قال ابن شميل إِذا قال

وابرده إلخ» كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وابرده على

الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ.) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً،

وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد. ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول: إِنما هي

إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى. ويقول الرجل من العرب: إِنها

لباردة اليوم فيقول له الآخر: ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى. ابن

الأَعرابي: الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها. والباردة: الغنيمة

الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء

الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا

مشقة. وكل محبوب عندهم: بارد؛ وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من

قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر: وَدِدْتُ أَنه

بَرَدَ لنا عملُنا. ابن الأَعرابي: يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ

وبَرَّدَهُ.والمبرود: خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال:

بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز

المبلول: البَرُودُ والمبرود.

والبَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده. وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ:

ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال:

يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ،

أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ

وقال:

كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا

شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة،

وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء. الأَزهري:

أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد. والبَرَدُ: حبُّ

الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض. وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ،

وأَرض مبرودة كذلك. وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها.

الأَزهري: وأَما قوله عز وجل: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب

به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ،

والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع:

وصِلِّياناً بَرِدَا

أَي ذو برودة. والبَرْد. النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛

وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي:

فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ،

وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم.

الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس

قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون

فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام

فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم:

بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْ

تُ على مُصطلاه أَيَّ برود

قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه. وبَرَدَ لي

عليه من الحق كذا أَي ثبت. ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه

فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.

وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين. وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى

مات. وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛

وأَنشد:اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه

قال: وأَصله من النوم والقرار. ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر

أَنشده ابن الأَعرابي:

أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا

حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا

قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي. وسَمُوم بارد أَي

ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه،

مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه

وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم

حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات. وبَرَدَ

السيفُ: نَبا. وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.

وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي:

الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي،

الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي

ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.

وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه. والبَرْد: تبرِيد العين. والبَرود:

كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ

وهو الكحل. وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها

بَرْداً: كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل

البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود: أَنه

كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فيه أَشياء

باردة. وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ: بَرُود. وبَرَدَ عليه حقٌّ: وجب ولزم. وبرد

لي عليه كذا وكذا أَي ثبت. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ

لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب. ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه،

مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه

أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر:

أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه،

وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ

وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب.

وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك. وفي حديث

عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي. يقال: لا

تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث: لا

تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة

ذنبه.

والبَرِيدُ: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بَرِيد. والبَريدُ: الرسل

على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد. وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله. وفي الحديث:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه

حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد: الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز:

رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا

وقال بعض العرب: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر

به. وسِكَكُ البرِيد: كل سكة منها اثنا عشر ميلاً. وفي الحديث: لا

تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ

ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة

برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛

وقيل لدابة البريد: بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر:

إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني،

عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا

وقال ابن الأَعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد. وفي الحديث: لا

أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين

عليّ؛ قال الزمخشري: البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن

بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبَرِيد

كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف

الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت

وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً،

والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان

يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة.

الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس:

على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ

بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا

وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي:

فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي،

وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها

أَي سيرها في البرِيد. وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو

مُبْرِدٌ. والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام

الأَسد.

والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده: البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم

به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ.

والبُرْدَة: كساء يلتحف به، وقيل: إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي

بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر: أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ

قصيرة؛ قال شمر: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف

قد اتَّزَر به فقلت: ما تسميه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهري: وجمعها

بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب

والوَشْي، قال: وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛

وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري:

وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني،

من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

فهو اسم عبد. وشريت أَي بعت. وقولهم: هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن

الأَعرابي فقال: معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في

بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب:

فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها،

كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد

يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ:

مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا،

طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا

قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون

جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ.

وثوب بَرُودٌ: ليس فيه زِئبِرٌ. وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا

لَيِّناً من الثياب.

وثوب أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية.

وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ،

إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ

وقال الكميت يهجو بارقاً:

تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ

لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ

وأُم عوف: كنية الجراد.

وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة. وقال أَبو عبيد: هي لك بَرْدَةُ

نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً.

وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد: هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا

كان لك معلوماً.

وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه: سحله.

والبُرادة: السُّحالة؛ وفي الصحاح: والبُرادة ما سقط منه. والمِبْرَدُ: ما

بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية. والبَرْدُ: النحت؛ يقال: بَرَدْتُ

الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها.

والبُرْدِيُّ، بالضم: من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة.

وقيل: البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث: أَنه أَمر أَن

يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر.

والبَرْدِيُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى:

كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا

وفي المحكم:

كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

وقال في المحكم: السرير ساقُ البَرْدي، وقيل: قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ

عجز هذا البيت:

إِذا خالط الماء منها السُّرورا

وفسره فقال: الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه

الشجر. والغريف: نبت معروف. قال: والسرور جمع سُرّ، وهو باطن

البَرْدِيَّةِ. والأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى

أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ.

وبَرَدَى: نهر بدمشق؛ قال حسان:

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ

بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

أَي ماء بَرَدَى

والبَرَدانِ، بالتحريك: موضع؛ قال ابن مَيَّادة:

ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ،

تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ

وبَرَدَيَّا: موضع أَيضاً، وقيل: نهر، وقيل: هو نهر دمشق والأَعرف أَنه

بَرَدَى كما تقدم.

والأُبَيْرِد: لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري: وقول الشاعر:

بالمرهفات البوارد

قال: يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني

مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ

رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما

صورته: قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها

زوجته؛ قال وصوابه:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني

مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ

قال: وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره

في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في

السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من

الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه

في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة

والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء،

وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها:

ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ

ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ؟

بلغت الرشيد فقال: لمن هذه؟ فقيل: لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال

الرشيد: ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ

فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير

سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا

جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت

النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ

بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته

وقالت: هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى

ضياعاً وأَنت. كما ترى؛ فقال:

تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ،

زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ

رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا،

مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد

أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ

من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ؟

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي

مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟

دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً،

ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ

فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ

بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

برد: {بردا ولا شرابا}: أي نوما، ويقال في المثل: مَنَع البَرْدُ البَرْدَ.
(برد) لَهُ أبرد وَعنهُ خفف وَفِي الحَدِيث لَا تبردوا عَن الظَّالِم لَا تخففوا عُقُوبَة الذَّنب بشتمه وَالدُّعَاء عَلَيْهِ وَالشَّيْء جعله بَارِدًا وَطَعَامه وَشَرَابه وَضعه فِي الثلاجة ليبرد وَالشَّيْء فلَانا أبرده
(برد)
بردا وبرودا هَبَطت حرارته فَهُوَ بَارِد وبرود وَحقه على فلَان لزم وَثَبت وَمِنْه قَول عمر وددت أَنه برد لنا عَملنَا وَفُلَان فتر يُقَال جد فِي الْأَمر ثمَّ برد وَمَات وَالْأَمر سهل وَالسيف نبا وَالشَّيْء بردا جعله بَارِدًا أَو خلطه بالثلج وَالْخبْز بِالْمَاءِ بلله بِهِ فَهُوَ مبرود وبرود وَاللَّيْل الْقَوْم وَعَلَيْهِم أَصَابَهُم برده وَالْحَدِيد وَنَحْوه سحله وَالْعين كحلها بالبرود وبريدا أرْسلهُ

(برد) برودة صَار بَارِدًا وَالْأَرْض أَصَابَهَا الْبرد

(برد) الْقَوْم أَصَابَهُم الْبرد
بَاب الْبرد

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْبرد ضد الْحر وَالْبرد الثَّبَات وَمِنْه قَوْلهم برد لي غَلَبَة حر أَي ثَبت وَالْبرد النّوم وَمِنْه قَوْلهم منع الْبرد الْبرد الأول مَعْرُوف وَالثَّانِي النّوم وَالْبرد مصدر بردت عَيْني أبردها بردا وَالْبرد النحت وَالْبرد الْمَوْت وَالْبرد الهزال يُقَال فلَان بَارِد الْعِظَام إِذا كَانَ مهزولا وَفُلَان حَار الْعِظَام إِذا كَانَ سمينا ممخا قَالَ ابْن خالويه أَنْشدني أَبُو عمر فِي ذَلِك رجز

(الأبردان ابردا عِظَامِي ... المَاء والفت بِلَا إدام)

والجرد الثَّوْب الْخلق والحرد الْقَصْد والحرد الْمَنْع والحرد الْغَضَب وكل ذَلِك تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {وغدوا على حرد قَادِرين} والحرد المباعد عَن الأمعاء فَقلت لأبي عمر فِي بعض التفاسير إِن حردا اسْم للقرية الَّتِي كَانُوا يسكنونها فأملاها على النَّاس فِي الياقوتة ياقوتة الردح

(برد) - في حديث الأَسودِ: "أَنَّه كان يَكتَحِل بالبَرُود وهو مُحرمٌ".
البَرودُ: كُحلٌ فيه أَشياءٌ بارِدَةٌ، وبَرَدْتُ عَينِى بالتَّخْفِيف: كَحَلْتُها به.
في حديث عائِشةَ, رَضى الله عنها، وانْسِلالِ قِلادَتِها منها قالت: "كنا بِتُرْبَان".
: بَلدٌ بينَه وبينَ المدينة بَرِيدٌ وأَميال، وهو بلَدٌ لا ماء به. وذكرت رُخصةَ التَّيَمُّمِ.
البَرِيدُ: أربعةُ فراسِخ، ولذلك قال الفُقَهاء: "لا يَجوزُ قَصْرُ الصَّلاة إلا في سَفَر يَبلُغ أربعةَ برد": أي ستة عشر فرسخا، وتُرْبان : قيل هو وادٍ به مِياهٌ كَثِيرة، فَلعلَّه كان في الأصل كَذَلِك، فذهب مَاؤُها في ذلك الوَقْت، ولهذا نَزلُوا به، لأَنَّ السَّفْر في الغالب يَنزِلون موضعاً به ماء.
- في الحديث: "التَقَطْنا بُردَةً".
قال الجُبَّان: البُردَةُ: كِساء تلتَحِف به العَرَب.
- في حديث أُمِّ زَرْع: "بَرُودُ الظِّلِّ".
: أي طَيّبِ العِشْرة، وإنَّما لم يُؤنَّث، لأنها أَرادَت شَخْصاً أو غَيرَه.

برد


بَرَدَ(n. ac. بُرُوْدَة)
a. Became cold.
b.(n. ac. بَرْد), Was cooled; was cold, chilled.
c. Became weak.
d. Hailed.
e. Filed.
f.(n. ac. بُرَاْد
بُرُوْد) ['Ala], Was proved, incontestable (right).

بَرَّدَa. Cooled, iced.
b. Weakened.
c. Neglected.
d. Proved.
e. ['Ala], Made obligatory, binding upon.
أَبْرَدَ
a. ['Ala], Gave a cooling-drink to.
b. Despatched an express.

تَبَرَّدَa. Was refreshed.
b. Was weakened.

تَبَاْرَدَa. Was cool, cold; was apathetic.

إِسْتَبْرَدَa. Felt cold.

بَرْدa. Coldness, coolness; cold, cool.
b. Sleep.

بَرْدَةa. Ewe.

بُرْد
بُرْدَة
(pl.
بُرَد
بُرُوْد
أَبْرَاْد)
a. Striped garment.

بَرَدa. Hail.

بَرَدَةa. Hailstone.
b. Indigestion.

بَرِدa. Hail-cloud.

مِبْرَد
(pl.
مَبَاْرِدُ)
a. File (tool).
بَاْرِدa. Cold, chilly; cool.
b. Weak, feeble.

بُرَاْدَةa. Snail, slug.

بَرِيْد
(pl.
بُرُد)
a. Mail, post, express; telegraphic message. — (
b, ) Stage ( of 12 miles ).
بَرِيْدِيّa. Courier, messenger.

بَرُوْدa. see 40 (a)
بُرُوْدَةa. Freshness, coolness.

بَرَّاْدَةa. Water-cooler, refrigerator, ice-machine.

بَرْدَاْنُa. Cold, chilly.

بَاْرُوْدa. Gunpowder.
b. [foll. by
لأَبْيَض], Nitre.
بَاْرُوْدَة
(pl.
بَوَاْرِيْدُ)
a. Gun: rifle; musket; fowling-piece.

بُرَدَآءُa. Ague.

بُرْدَايَة
a. Curtain.

بَوْرَدَ
a. [ coll. ], Cooled.
(ب ر د) : (الْبَرِيدُ) الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دَم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ الْمَسَافَةُ بِهِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - يَقْصُرَانِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَقَوْلُهُ كُلُّ بُرُدٍ صَوَابُهُ كُلُّ بَرِيدٍ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ مِنْ بُرُودِ الْقَصَبِ وَالْوَشْي وَمِنْهُ سُمِّيَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّامِيُّ يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَبُرَيْدَةُ وَبَزِيدُ وَبَشَّارٌ كُلُّهُ تَصْحِيفٌ (وَأَمَّا الْبُرْدَةُ) بِالْهَاءِ فَكِسَاءٌ مُرَبَّعٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ بِهَا كُنِيَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ صَاحِبُ الْجَذَعَةِ وَاسْمُهُ هَانِئٌ وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ وَابْنُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَعَنْهُ عَلْقَمَةُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي بَابِ الْأَذَانِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ أَوْ أَبِي بُرْدَةَ أَوْ أَبِي بَرْزَةَ كُلُّهُ خَطَأٌ وَبَرَدَ الْحَدِيدَ سَحَقَهُ بِالْمِبْرَدِ بَرْدًا (وَمِنْهُ تَبَرَّدَ السِّنُّ) وَالْبُرَادَةُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُ بِالسَّحْقِ (وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً) صَارَ بَارِدًا (وَمِنْهُ) كَانَ إذَا ذَبَحَ لَا يَسْلُخُ حَتَّى تَبْرُدَ الشَّاةُ وَلَمْ يُرِدْ ذَهَابَ الْحَرَارَةِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَطُولُ وَإِنَّمَا أَرَادَ سُكُونَ اضْطِرَابِهَا وَذَهَابَ دِمَائِهَا (وَأَبْرَدَ) دَخَلَ فِي الْبَرْدِ كَأَصْبَحَ إذَا دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ (وَمِنْهُ) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدَخِلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ أَيْ صَلُّوهَا إذَا سَكَنَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ وَالْإِبْرِدَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ غَلَبَةِ الْبَرْدِ وَالرُّطُوبَةِ تُفْتِرُ عَنْ الْجِمَاعِ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ وَيُسْتَحَبُّ النِّكَاحُ إلَّا لِلْعِنِّينِ وَمَنْ بِهِ إبْرِدَةٌ، وَالْفَتْحُ خَطَأٌ حَتَّى تُبْرِدُوا فِي فَيْءٍ.
ب ر د: (الْبَرْدُ) ضِدُّ الْحَرِّ، وَ (الْبُرُودَةُ) ضِدُّ الْحَرَارَةِ، وَقَدْ (بَرُدَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ سَهُلَ، وَ (بَرَّدَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (مَبْرُودٌ) وَ (بَرَّدَهُ) أَيْضًا (تَبْرِيدًا) وَلَا يُقَالُ أَبْرَدَهُ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَقَوْلُهُمْ: لَا (تُبَرِّدْ) عَنْ فُلَانٍ أَيْ إِنْ ظَلَمَكَ فَلَا تَشْتِمْهُ فَتَنْقُصَ مِنْ إِثْمِهِ. وَهَذَا (مَبْرَدَةٌ) لِلْبَدَنِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى نَوْمَةِ الضُّحَى؟ قَالَ إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِي الشِّتَاءِ. وَ (بَرَدَ الْحَدِيدَ بِالْمِبْرَدِ) وَ (الْبُرَادَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنْهُ وَ (بَرَدَ) عَيْنَهُ (بِالْبَرُودِ) كَحَلَهَا بِهِ وَ (بَرَدَ) لَهُ عَلَيْهِ كَذَا أَيْ وَجَبَ وَثَبَتَ مِثْلُ ذَابَ، وَلَهُ عَلَيْهِ أَلْفٌ (بَارِدٌ) . وَسَمُومٌ بَارِدٌ أَيْ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ. وَ (الْبَرْدُ) النَّوْمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} [النبأ: 24] وَالْبَرْدُ أَيْضًا الْمَوْتُ وَبَابُ الْخَمْسَةِ نَصَرَ. وَ (الْبَرَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ التُّخَمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرَدَةُ» وَ (الْبَرَدُ) حَبُّ الْغَمَامِ، تَقُولُ مِنْهُ (بُرِدَتِ) الْأَرْضُ وَالْقَوْمُ أَيْضًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَسَحَابٌ (بَرِدٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَ (أَبْرَدَ) أَيْ صَارَ ذَا بَرَدٍ وَسَحَابَةٌ (بَرِدَةٌ) أَيْضًا. وَ (الْبَرُودُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الْبَارِدُ وَهُوَ أَيْضًا كُلُّ مَا بَرَّدْتَ بِهِ شَيْئًا. نَحْوُ بَرُودِ الْعَيْنِ وَهُوَ كُحْلٌ وَ (الْبُرْدُ) مِنَ الثِّيَابِ جَمْعُهُ (بُرُودٌ) وَ (أَبْرَادٌ) وَ (الْبُرْدَةُ) كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ، وَالْجَمْعُ (بُرَدٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَ (الْبَرِيدُ) الْمُرَتَّبُ، يُقَالُ: حَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْبَرِيدِ. وَالْبَرِيدُ أَيْضًا اثْنَا عَشَرَ مِيلًا. وَصَاحِبُ الْبَرِيدِ قَدْ (أَبْرَدَ) إِلَى الْأَمِيرِ فَهُوَ (مُبْرِدٌ) وَالرَّسُولُ (بَرِيدٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قِيلَ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْبَرِيدُ الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهِ الْمَسَافَةُ. 
برد
أصل البرد خلاف الحر، فتارة يعتبر ذاته فيقال: بَرَدَ كذا، أي: اكتسب بردا، وبرد الماء كذا، أي: أكسبه بردا، نحو:
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
ويقال: بَرَّدَهُ أيضا، وقيل: قد جاء أَبْرَدَ، وليس بصحيح ، ومنه البَرَّادَة لما يبرّد الماء، ويقال: بَرَدَ كذا، إذا ثبت ثبوت البرد، واختصاص للثبوت بالبرد كاختصاص الحرارة بالحرّ، فيقال: بَرَدَ كذا، أي: ثبت، كما يقال:
بَرَدَ عليه دين. قال الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه
وقال الآخر: قد برد المو ت على مصطلاه أيّ برود
أي: ثبت، يقال: لم يَبْرُدْ بيدي شيء، أي:
لم يثبت، وبَرَدَ الإنسان: مات.
وبَرَدَه: قتله، ومنه: السيوف البَوَارِد، وذلك لما يعرض للميت من عدم الحرارة بفقدان الروح، أو لما يعرض له من السكون، وقولهم للنوم، بَرْد، إمّا لما يعرض عليه من البرد في ظاهر جلده، أو لما يعرض له من السكون، وقد علم أنّ النوم من جنس الموت لقوله عزّ وجلّ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها [الزمر/ 42] ، وقال: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً
[النبأ/ 24] أي: نوما.
وعيش بارد، أي: طيّب، اعتبارا بما يجد الإنسان في اللذة في الحرّ من البرد، أو بما يجد من السكون.
والأبردان: الغداة والعشي، لكونهما أبرد الأوقات في النهار، والبَرَدُ: ما يبرد من المطر في الهواء فيصلب، وبرد السحاب: اختصّ بالبرد، وسحاب أَبْرَد وبَرِد: ذو برد، قال الله تعالى:
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ [النور/ 43] . والبرديّ: نبت ينسب إلى البرد لكونه نابتا به، وقيل: «أصل كلّ داء البَرَدَة» أي: التخمة، وسميت بذلك لكونها عارضة من البرودة الطبيعية التي تعجز عن الهضم.
والبَرُود يقال لما يبرد به، ولما يبرد، فيكون تارة فعولا في معنى فاعل، وتارة في معنى مفعول، نحو: ماء برود، وثغر برود، كقولهم للكحل: برود. وبَرَدْتُ الحديد: سحلته، من قولهم: بَرَدْتُهُ، أي: قتلته، والبُرَادَة ما يسقط، والمِبْرَدُ: الآلة التي يبرد بها.
والبُرُد في الطرق جمع البَرِيد، وهم الذين يلزم كل واحد منهم موضعا منه معلوما، ثم اعتبر فعله في تصرّفه في المكان المخصوص به، فقيل لكلّ سريع: هو يبرد، وقيل لجناحي الطائر:
بَرِيدَاه، اعتبارا بأنّ ذلك منه يجري مجرى البريد من الناس في كونه متصرفا في طريقه، وذلك فرع على فرع حسب ما يبيّن في أصول الاشتقاق.
ب ر د : الْبَرْدُ خِلَافُ الْحَرِّ وَأَبْرَدْنَا دَخَلْنَا فِي الْبَرْدِ مِثْلُ: أَصْبَحْنَا دَخَلْنَا فِي الصَّبَاحِ وَأَمَّا أَبْرَدُوا بِالظُّهْرِ فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ وَهُوَ سُكُونُ شِدَّةِ الْحَرِّ وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً مِثْلُ: سَهُلَ سُهُولَةً إذَا سَكَنَتْ حَرَارَتُهُ.

وَأَمَّا بَرَدَ بَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَيُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا يُقَالُ بَرَدَ الْمَاءُ وَبَرَّدْته فَهُوَ بَارِدٌ مَبْرُودٌ وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِيٍّ يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا قَالَ الشَّاعِرُ
وَعَطِّلْ قُلُوصِي فِي الرِّكَابِ فَإِنَّهَا ... سَتَبْرُدُ أَكْبَادًا وَتَبْكِي بَوَاكِيَا
وَبَرَّدْته بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَبَرَّدْت الْحَدِيدَةَ بِالْمُبَرِّدِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ الْمَبَارِدُ.

وَالْبَرْدِيُّ نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصْرُ عَلَى لَفْظِ الْمَنْسُوبِ إلَى الْبَرْدِ.

وَالْبَرَدُ بِفَتْحَتَيْنِ شَيْءٌ يَنْزِلُ مِنْ السَّحَابِ يُشْبِهُ الْحَصَى وَيُسَمَّى حَبَّ الْغَمَامِ وَحَبَّ الْمُزْنِ.

وَالْبَرَدَةُ التُّخَمَةُ سَمَّيْت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبْرُدُ الْمَعِدَةُ أَيْ تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لَا تُنْضِجُ الطَّعَامَ.

وَالْبَرُودُ وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرَارَةَ الْعَيْنِ يُقَالُ مِنْهُ بَرَدَ عَيْنَهُ بِالْبَرُودِ.

وَالْبَرِيدُ الرَّسُولُ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ الْحُمَّى بَرِيدُ الْمَوْتِ أَيْ رَسُولُهُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمَسَافَةِ الَّتِي يَقْطَعُهَا وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا وَيُقَالُ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ أَيْضًا لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ فَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ الْمُسْتَعَارِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ أَبْرَادٌ وَبُرُودٌ وَيُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ بُرْدُ عَصْبٍ وَبُرْدُ وَشْيٍ.

وَالْبُرْدَةُ كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ وَيُقَالُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ وَبِهَا كُنِيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ أَبُو بُرْدَةَ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ الْبَلْوَى.

وَالْبُرْدِيّ بِالضَّمِّ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ. 
برد
البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمَدِ. وسَحَابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ.
والأبْرَدَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُّ، وقيل: الثَّرى والظِّلُّ. وهما البَرْدَانِ. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماء: صَبَبْته عليه. واسْمُ الخُبْزِ: المَبْرُوْدُ؛ تَطْعَمُه المَرْأةُ للسُّمْنَةِ. وقَوْلُه عَزَوجَلَّ: " لا يَذوْقُوْنَ فيها بَرْداً " أي نَوْماً. وقَوْلُه - صلى الله عليه وسلم -: " الصَوْمُ في الشتَاءِ الغَنِيْمَةُ البارِدَةُ " أي التي تَبْرُدُ الغَلِيْلَ. والبَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ، وجَمْعُه أبْرِدَةٌ. وبَرَّدْتُ الماءَ تَبْرِيداً. والبَرّادَةُ: مَعْرُوْفَةٌ. وأبْرَدَ القَوْمُ: صاروا في وَقْتِ القُر من آخِرِ النَّهَارِ. والإِنسانُ يَبْتَرِدُ وَيتَبَرَّدُ في الماء. وجِئْنَاكَ مُبْرِدِيْنَ: إذا جاؤوا وقد باخَ الحَرُّ. والبَرْدَاءُ: الحُمّى بالقِرِّةِ - على فَعْلاءَ -. وسَقَيْتُه فأبْرَدْتُ له: أي سَقَيْته بارِداً. وثَوْبٌ بَرُوْدٌ: بارِدٌ. وبَرَدَ على فلانٍ حَق: أي لَزِمَه وثَبَتَ عليه، يَبْرُدُ. وضَرَبَه حَتّى بَرَدَ: أي ماتَ. وبَرَدَ المَوْتُ عليه: اسْتَبَانَ أثَرُه. والسمُوْمُ البارِدُ: الثّابِتُ. وهي لكَ بَرْدَةَ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِيني: إذا كانَتْ مَعْلُوْمَةً لك.
وبَرَدَةُ العَيْنِ: وَسَطُها.
والبَرُوْدُ: كُحْلٌ تُبَردُ به العَيْنُ. والإِبْرِدَةُ: نَقِيْضُ الحَرَارَةِ في البَدَنِ. وأبْرِدَةُ المَطَرِ: بَرْدُه. وُيقال: أبْرِدَةُ مَطَرٍ - وهي جَمْعُ بَرِيْدٍ -: أي هي أوَائِلُ المَطَرِ. وتَرَكَ سَيْفَه مُبَرَّداً: أي بارِزاً خارجاً.
واسْتَبْزتُ عليه بلِسَانِي: أرْسَلْته عليه. وابْرُدْ ظَهْرَ دَابَّتِكَ: أي حُل عنها رَحْلَها وأرِحْها. وفي الحَدِيثِ: " لا تُبَردُوا عن الظالم " أي لا تَشْتِمُوه فَتُخَفِّفوا من عُقُوْبَةِ ذَنْبِه. والبَرِيْدُ: ضَرْب من الأمْيَالِ. والرَّسُوْلُ المُبْرَد على دَوَابِّ البَرِيد.
واللَّبَن المُبَردُ. والخُبْزُ المَبْلُوْلُ.
والبَرْدُ: سَحْلُ الحَدِيْدِ بالمِبْرَدِ.
والبُرْدُ: من بُرُوْدِ العَصْبِ والوَشي. والبُرْدَةُ: كِسَاء كانَتِ العَرَبُ تَلْتَحِفُ به.
ويقولونَ: " لَيْتَنا في بُرْدَةِ أخْمَاسٍ " أي لَيْتَنا تَقَارَبْنا.
ووَقَعَ بَيْنَهُما قَدُّ بُرُوْدٍ يَمَنِيَّةٍ: أي بَلَغَا أمْراً كَبِيراً؛ لأنَّ البُرْدَ غالي الثَّمَنِ فهولا يُقَد إلا لأمْرٍ كبيرٍ.
وبرْدا الجَرَادَةِ: جَنَاحاها الباطِنَانِ. وأصَابَهُ بُرَادٌ وبُرُوْدٌ: أي هُزَالٌ وضَعْف من داء، وقد بَرَدَ يَبْرُدُ بُرُوْداً، ورَجلٌ بارِدٌ: أصَابَه البُرَادُ. وهو - أيضاً -: ضَعْفُ القَوَائِمِ من جُوْعٍ أو إعْيَاءٍ. والبارِدُ من الإبِلِ: المَهْزُوْلُ، يُقال: هو بارِدُ العِظَامِ.
وفيه بَرْدَةٌ: أي اسْتِرْخَاءٌ وبَهْتٌ. والأبْرَدُ: من صِفَاتِ الوَعِلِ والثَّوْرِ الذي في طَرَفِ ذَنَبِه بَيَاض. وكُلُ تَوْلِيْعٍ كذلك.
والبُرْدَةُ: اللَّوْنُ. والأبْرَدُ: من أسْمَاءِ النَمِرِ وصِفَاتِه. وضَرْبٌ من اللبَنٍ يُقال له: بُرْدَةُ الضَأنِ. والبُرْدِيُ: ضرْبٌ من أجْوَدِ التَّمْرِ. والبَرَدُ: التُّخَمَةُ. وتُسَمَن النعْجَةُ: بَرْدَةَ، وهي اسْمٌ لها عَلَمٌ. وتُدْعى فيُقال لها: بَرْدَهْ برده. وبَرَدَتا: نَهرُ دِمَشْقَ، وقيل: اسْمُ مَوْضِعٍ. وبُرُوْدٌ: قَبِيْلَة.
[برد] نه فيه: من صلى "البردين" دخل الجنة. وفيه: وكان يسير بنا "الأبردين". البردان والأبردان الغداة والعشي، وقيل: ظلاهما. ك: أي صلاة الفجر والعصر لأنهما في بردي النهار، وهو بفتح موحدة وسكون راء. ومنه: صلى في بيته ليلة "ذات برد" أي برد شديد والحر كالبرد، وسواء فيه الليل والنهار وخص الريح بالعاصف وبالليل. وفيه: بماء الثلج و"البرد" بفتح راء حب الغمام، والعادة وإن جرت باستعمال الماء الحار في التطهير مبالغة لكن المراد هنا التأكيد، والثلج والبرد لم يمسهما الأيدي. نه ومنه: "أبردوا" بالظهر فالإبراد انكسار الوهج والحر وهو من الإبراد: الدخول في البرد، وقيل: معناه صلوها في أول وقتها من برد النهار وهو أوله. ن: أبردوا عن الصلاة أي بها وهو إلى ما زاد على ربع القامة إلى نصف الوقت. ط: "فابردوها" بالماء بضم راء وهمزة وصل وحكى قطع الهمزة وهي رديئة، وقد غلط فيه بعض فانغمس في الماء محموماً فأصابته علة صعبة كاد يهلك فقال ما لا يحل ذكره بجهل منه، فإن تبريد الحمى الصفراوية بسقي الماء الصادق البرد ووضع أطراف المحموم فيه وبسقي الثلج وكانت عائشة تصب الماء في جيب المحمومة. التوربشتي: في كلام الأطباء الماء ينساغ بسهولة فيصل إلى مكان العلل ويرفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطب. وأما حديث فليطفئها بالماء فليستنقع في نهر جار وليستقبل جريته فيقول: باسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك إلخ،أصل كل داء "البردة" هي التخمة وثقل الطعام على المعدة لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام. ش: هي بفتح موحدة وراء. نه وفيه: ولا أحبس "البرد" أي لا أحبس الرسل الواردين علي. الزمخشري: البرد جمع بريد معرب بريده دم لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها، ويسكن الراء تخفيفاً ثم سمي رسول يركبه بريداً، ومسافة ما بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما بينهما فرسخان وقيل أربعة. ومنه: لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة "برد" وهي ستة عشر فرسخاً. ومنه: إذا "بردتم" إلي "بريداً" أي أرسلتم رسولاً. ج ومنه: حمى كل ناحية "بريداً"، وخيل "البريد" هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد يكون منها في كل موضع شيء لذلك. ومنه: دوين "بريد الرويثة". نه: و"البرد" نوع من الثياب معروف، وجمعه أبراد وبرود، والبردة الشملة المخططة وجمعها برد. وفيه: يؤخذ "البردي" في الصدقة هو بالضم نوع من جيد التمر.
[برد] البَرْدُ: نقيض الحَرّ. والبُرودَةُ: نقيض الحرارة. وقد برد الشئ بالضم. وبَرَدْتُهُ أنا فهو مَبْرودٌ. وبَرَّدْتُهُ تَبْريداً. ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلا في لغة رديئة. قال الشاعر مالك بن الريب: وعَطِّلْ قَلُوصي في الرِّكابِ فإنها. * سَتُبْرِدُ أكْباداً وتُبْكي بَواكيا - وسقيته شربةً بردت فؤاده تبرده بردا. وقولهم: لا تُبَرِّدْ عن فلان: أي إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه. وابْتَرَدْتُ، أي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إذا شربته لتبرد به كبدك. قال الراجز: لطالما حلاتماها لا ترد * فخلياها والسجال تبترد * من حر أيام ومن ليل ومد * وهذا الشئ مبردة للبدن. قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إنها مبردة في الصيف، مسخنة في الشتاء. وبردت الحديد بالمبرد. والبُرادَةُ: ما سقط منه. وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرودِ: كَحَلها به. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك: ما ذاب لك عليه؟ أي ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لي عليه كذا من المال. ولي عليه ألفٌ بارِدٌ. وسَمومٌ باردٌ، أي ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة: اليوم يوم بارد سمومه * من جزع اليوم فلا تلومه - وبرد، أي مات. وقول الشاعر : بالمرهفات البوارد * يعنى السيوف، وهي القواتل. والبَرْدانِ: العَصْرانِ، وكذلك الأَبْرَدانِ، وهما الغَداةُ والعَشيُّ، ويقال ظلاهما. وقال الشماخ: إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوازئ بالرمل عين - والبرد: النوم. ومنه قول تعالى:

(لا يَذوقونَ فيها بَرْداً ولا شرابا) *. قال الشاعر العرجى: وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساَء سِواكُمُ * وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً ولا بردا - والبردة، بالتحريك: التخمة. وفي الحديث " أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ ". والإِبْرِدَةُ، بالكسر: عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة: تُفَتِّر عن الجماع. ويقول الرجل من العرب: إنها لباردة اليوم، فيقول له الآخر: ليست بباردة، إنما هي إبردة الثرى. والبرد: حب الغمام تقول منه: بُرِدَتِ الأرضُ بالضم، وبرد بنو فلان. وسحاب برد وأَبْرَدُ، أي ذو بَرَدٍ. وسَحابةٌ بردة. وقال:

كأنهم المعزاء من وقع أبردا * والابيرد: لقب شاعر من بنى يربوع. وقول الساجع:

وصلينانا بردا * أي ذو برودة. والبرود: البارد. وقال الشاعر:

بَرودُ الثَنايا واضِحُ الثَغْرِ أَشْنَبُ * والبَرودُ أيضاً: كلُّ ما بَرَدْتَ به شيئاً، نحو بَرودِ العَينِ، وهو كحلٌ. وتقول: هو لي بَرْدَةٌ يميني، إذا كان لك معلوماً. وذكر أبو عبيد في باب نوادر الفعل: هي لك بَرْدَةُ نفسِها، أي خالصاً. والبُرْدُ من الثياب، والجمع بُرودٌ وأَبْرادٌ. وأما قول يزيد بن مفرغ الحميرى: وشريت بردا ليتنى * من بعد برد كنت هامه - فهو اسم عبد. وشريت أي بعت. وبُرْدَا الجندبِ: جناحاه. قال ذو الرمة: كَأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاً مُقْطِفٍ عَجِلٍ * إذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ ترنيم - والبردة: كساء أسود مربع فيه صور، تلبسه الاعراب. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه " بردة فلوت ". والجمع بُرَدٌ. والثور الأَبْرَدُ: فيه لُمَعُ بياضٍ وسوادٍ. والبُرْديُّ بالضم: ضربٌ من أجود التمر. والبردى بالفتح: نبات معروف. وقال الشاعر الاعشى: كبردية الغيل وسط الغري‍ * - ف ساق الرصاف إليه غديرا - والبريد المرتب. يقال: حُمِلَ فلان على البريد . وقال امرؤ القيس: على كل مقصوص الذنابى معاود * بريد السرى بالليل من خيل بربرا - والبَريدُ أيضاً: اثنا عشر ميلاً. قال مُزَرَّدٌ يمدح عَرابَةَ الأوسيّ: فَدَتْكَ عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي * وناقتي الناجى إليك بريدها - أي سيرها في البَريدُ. وصاحبُ البَريدِ قد أَبْرَدَ إلى الأمير، فهو مُبْرِدٌ، والرسول بَرِيدٌ. ويقال للفرانق، لانه ينذر قدام الاسد. وحكى أبو عبيد: سقيته فأَبْرَدْتُ له إبْراداً، أي سقيته بارِداً. ويقال: جئناك مُبْرِدينَ، إذا جاءوا وقد باخ الحر. والبردان بالتحريك: موضع.
برد: بَرَد: أصابه البرد، هبطت حرارته (بوشر) - وصار بارداً (بوشر) - وتبرد (بوشر) - وبرد (مجازاً): خدر (بوشر) - وبردت همته: فترت وخمدت، وقل عزمه (بوشر) - وبرد عليه الضرب: هدأ عليه ألم الضرب (ألف ليلة 2: 226).
بَرُد على: تكلم بما لا طائل تحته (فوك).
بَرّد (بالتضعيف) همته: أخمدها وفَتَّرها، وفلَّ من عزمه أيضاً (بوشر) - وبرَّد الخلق: هدأهم وأزال غضبهم (بوشر) - وتبرد (الكالا) - ومطر البرد، نزل البَرَد (بوشر) - وتكلم بما لا طائل تحته (فوك) - وبَرّد الملك: ثبته، وبرّد عنه: أهمله (محيط المحيط).
بارد له: أساء استقباله، وقابله بفتور، وكلح في وجهه (بوشر).
أبرد: بَرَّد (فوك) - ابرد إلى فلان: به: أرسله إليه بالبريد. ففي مملوك (2: 37): أبؤرد إلى ابن هشام بالكتاب.
وأبرد إلى فلان شيئاً: أثقل عليه وكلفه ما لا طاقة له به، ففي ابن عباد (2: 160 وانظر 3: 220): أبرد إلي ما ناء أي أثقلني بما ينوء بحمله الإنسان، وفرض على من المال ما أدى بي إلى الخراب.
وأبرد: قال شيئاً بارداً (المقري 1: 609 مع تعليق فليشر على المقري ص204).
تبرَّد: ذكرها فوك بمعنى صار بارداً.
وتبرد عليه: قال شيئاً بارداً (فوك) تبارد: تكلف البرودة، وفعل وقال سخفاً. وتبارد على فلان: قال له كلاما تافهاً أو بارداً وعبث به باللغو من الكلام. - وتبارد على الناس: تناولهم بالسخرية والعبث (بوشر).
انبرد: سُحِل بالمبرد (فوك).
استبرد: طلب البرد (تاريخ البربر 1: 153).
واستبرد فلاناً: استحمقه ووجده بارداً (معجم الأسبانية 66).
بَرْدٌ: قر، قرس (الكالا).
ورثية، داء المفاصل (روماتيزُم) (دوماس، حياة العرب 425) - وذات الرئة (شيرب، ديال) - وداء الزهري (هوست 248) - وبرد العجوز: سبعة أيان تبدأ باليوم السابع من شباط (فبراير) يشتد فيها البرد صباحاً، ويتلبد فيها الجو بالغيوم، ويتساقط فيها المطر، وتعصف فيها الريح (فانسليب ص35).
برد وسلام: لسان الحمل (المستعيني في مادة لسان الحمل، ابن البيطار 1: 131).
بَرْدَة: واحدة البرد (المقري 2: 303، وهذا الشكل في مخطوطة الحُمَيْدي ص43 ق).
وبُردة: شملة صوف من نسيج مصر (بوشر).
وتعريب (بردة الفارسية): ستارة توضع على الباب. (انظر: بُرْدة آخر المادة).
بُرْدَة: (انظر الملابس ص59 وما يليها) إن البردة التي لبسها الرسول ثم كساها الشاعر كعب بن زهير قد أصبحت ملكاً لمعاوية فقد اشتراها من أسرة الشاعر بستمائة دينار (الثعالبي ثمار القلوب، مخطوطة رقم 903، ص9 ق؛ وأربعين ألف درهم، أبو الفداء 1: 170).
وقد أصبحت شعاراً من شعارات الخلافة ويطلق عليها اسم ((البردة)) استحساناً وتقديراً لها. (ابن الأثير 9: 442، 10: 20، 13: 428. أبو الفداء 2: 96، 3: 160، 170).
ولما كانت عتيقة خلقة فقد ضرب بها المثل فقيل: أعتق من البردة، وأخلق من البردة. (الثعالبي 1: 1، فريتاج أمثال 3: 139) وحين سقوط بغداد بيد المغول استولى عليها المغول (أبو الفداء 1: 170) ومع ذلك فإن الأتراك يدعون أن السلطان سليم وجدها بمصر. وهم يسمونها: خرقة شريف) برتون 1: 142) وهذه الخرقة الشريفة التي يتناولها الشك معروضة اليوم في سراي القسطنطينية (الجريدة الآسيوية، 1832، 2: 219).
ويقال على سبيل المثل: خلع بردته وسلخ جلدته أي غير من عادته وأصلح من نفسه (بسم 3: 179د) - وبُردة: ستارة عند أهل دمشق (زيشر 11: 507 رقم 31) وانظر: بَرْدة.
بردي: وكانت تتخذ الملابس من البردي ففي البكري ص84: لباسهم البردي. وينقل دى سلان في تعليقه على هذا قول جُفِنال (سات 4 آية 24): التشمير عن الساق يحمى أحياناً ويزعزع وينبت البردي.
ولا تزال هذه العادة (التشمير عن الساق) قائمة اليوم (انظر بارت 3: 265).
ويطلق البردي في الأندلس على نبات الدليوث (سيف الغراب)، وقطب المستنقع (الكالا، وانظر معجم الأسبانية).
بَرْدِيَة: من مصطلح الشطرنج (فوك) وذلك حين يبقى الملك (الشاه) وحده عند أحد اللاعبين، كما تدل على ذلك الكلمة الفارسية بُرْد.
بَرْدِيّة: ذكرها لين (انظر بردي) وهو ينقل عبارة الأساس: لها ساق برديّة باعتبارها اسماً منسوباً إلى البردي، وهذا خطأ، فبرديّة واحدة البرديّ. وفي مخطوطتي لكتاب الأساس: لها ساق كأنها بردية وهو الصواب، وكذلك ما جاء في المستعيني (انظر: بردي): يسمى ساق البردية البيضاء العنقرة. - والبردية: البُرَداء، الحمى النافضة، الحمى الباردة (بوشر، همبرت 36) - بدل البرادي المذكورة عند ابن بدرون (ص269) اقرأ البراذين جمع برذون.
بَرَدية: ضرب من الطبول (رحلة إلى عوادة ص367، 396).
بَردان: احمق، أبله، ومن يردد التفاهات والعبث من الكلام. ومن هذا أطلق على المهرج المضحك (معجم الأسبانية).
بَرْدايَة: ستارة، وضرب من الستور أو السجوف توضع على الباب (بوشر). وأهل دمشق يقولون بُرْداية بالضم (زيشر 11: 507 رقم 31).
وضرب من الشفوف يغطي به الجيد (برجرن 806).
بُراد: بُرادة، وهو ما يتساقط من الحديد ونحوه حين يبرد (الكالا).
بَرود: في الأصل كحل تبرد به العين، ولكنه أطلق على كل أنواع الكحل (معجم المنصوري).
بُرود: فتور، برودة الطبع، لا مبالاة - عبوس وكلوحة، - وبرد، قر، قرس، ومجازاً: خمود العاطفة والصداقة - تراخي، فتور، ومجازاً فتور الهمة وفقدانها (بوشر).
بَرِيد: حساء من البرغل الدقيق (دوماس حياة العرب 252) - ورقائق عجين بالسمن (نفس المصدر 253) - ويقال تعبيراً عن طريق شديد الضيق: طريق عرض بريد (المقري 1: 392): أي طريق من الضيق بحيث لا يتسع إلا لمرور بغل من بغال البريد - والبغال أو الخيل ترتب على مسافات معينة لنقل الرسائل (وتجمع على بريدات، معجم المتفرقات، مملوك 2: 87 وما يليها، وهو بحث مهم عن البريد في الشرق) والبريد أيضاً: مرابط للخيل ترتب في منازل الطرق بين مسافة وأخرى ليستخدمها من يريد السفر السريع. (بوشر) ويقال: سار في البريد أو على البريد (بوشر). - وإدارة البريد (دي ساسي، مختارات 1: 51).
بَرادة: فتور، لقاء فاتر (بوشر) - وحماقة، بلاهة (بوشر، همبرت 338) وسخرية، وعبث، وتفاهة، ترهات. - ورتابة وإملال (بوشر) - وقسم من أقسام القبيلة (بليسييه 128، 133).
بُرودة: بَرْد، برد معتدل، برد لطيف يقال: الهوا بُرودة أي الهواء بارد لطيف، وعلى البرودة: في البرد المعتدل (بوشر).
رطوبة (دومب 55) - وحمى (همبرت 34).
وتفاهة، بلادة (فوك، الكالا).
والجفاء والنفور (محيط المحيط).
بُرودِيّة: برودة، جفاء، نفور، يقال: بيني وبينه برودية (بوشر).
بريدي: نسبة إلى البريد، ساعي البريد (مملوك 2: 90، بوشر، بدرون 265) وليس: رسول، سفير كما في معجم فريتاج.
بَرّاد: صَرد، مصراد (شديد التأثر بالبرد) (بوشر) - وإبريق الشاي (قوري) (دومب 92).
بَرّادة: (وجمعها في معجم الكالا براريد): جرة ذات عروتين (الكالا) وإبريق من الطين ذو عنق (همبرت 199) وابريق من الطين مدور الشكل ذو عنق ضيق طويل (بوشر، وانظر معجم الأسبانية ص68) - والبرّادة في أسبانيا والبرتغال تعني فيما تعنيه: جدار من الحجارة فقط ليس بينها طين أو غيره. وبهذا المعنى نجد جمعه البراريد عند المقري (2: 148) في قوله: الحصى الملون العجيب الذي يجعله رؤساء مراكش في البراريد. وإذن فقد عرف أصل كلمة البرادة (انظر معجم الأسبانية 68).
بَرّادية (كبَرّاد): إناء يتخذ من الطين يبرد فيه الماء (برتون 1: 282) - وإناء يتخذ لحفظ الكحول (العرق) والخل والسوائل الأخرى (صفة مصر 18، القسم الثاني ص415).
بارد: هادئ الطبع (بوشر) - وجاف، غليظ الطبع، خشن (بوشر) - وفاتر لا حماسة له (بوشر) - وفاتر (ضد حاد) يقال: تتن بارد أي فاتر قليل الطعم (بوشر) - وذابل، داهن، سقيم، يقال: كلام بارد: غث، سقيم، ركيك. وحجة باردة: ضعيفة لا خير فيها (بوشر) - وبطيء، عاجز، متراخ، كسلان. (المعجم اللاتيني وفيه: Segnis عاجز، بطيء، بارد) - وتفه، سليخ، لا طعم له، لا لذة له. وشخص بارد: تافه وخطاب بارد: غث (فوك، بوشر) - ورتيب، ممل (بوشر) - وأحمق، مجنون (معجم الأسبانية 66، معجم المتفرقات) وأخرق أبله، ضحكة. ويقال بارد الوجه بمعنى أحمق أبله أيضاً (برتون 1: 270، ألف ليلة برسل 4: 266) كما يقال: بارد اللحية (ألف ليلة، ماكن 3: 636).
وقد ذكر الكالا لها عدة معاني، فعنده بارد وجمعه بُرّاد هي: desdonado, desgraciado en hablar. والكلمة الأولى في معجم فكتور تعني: أحمق، خشن، غليظ، جلف، فظ. والثانية تعني: فظ، قليل الأدب، أبله مغرور، عبوس، كالح.
وعلى البارد: بارداً، غير محمي على النار (بوشر).
وعمل الحامي والبارد: توسل بكل وسائل النجاح (بوشر) - وداء الخنازير، سلعة، عقدة درنية (دوماس، حياة العرب 425 والمخطوطة).
وبوارد (جمع بارد): مرادف مبرّدات (انظر الكلمة) ويراد بها: الأعشاب والأدوية المبردة. ففي المقدمة (1: 25) اللحم المعالج بالتوابل والبقول والبوارد والحلوى. وتطلق البوارد أيضا على عدة أطباق من الطعام يدخل في إعدادها الخل والتوابل، ففي ابن البيطار (1: 497): أو من بعض البوارد الحامضة كالهلام والقريض ونحوه، (ابن العوام (2: 185، 209) وطبق بوارد (ألف ليلة 2: 449، برسل 8: 211) حيث نجد في طبعة ماكناو (2: 396): طبق مبردات.
وهي حسب ما يراه كل من ريشاردسن ومننسكي - اللذين يقولان إن الكلمة فارسية وهذا خطأ - خليط من الخل وسلافة العنب والخبز تطبخ جميعا.
باردة وجمعها بوادر: بَرْد (فوك) - وبلادة، خشونة، قلة أدب (الكالا) مَبْرَد، خاسا مَبرد: موصلي (موسلين) غليظ (غدامس 40) ومَبرد: موصلي (موسلين) (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر والمستعمرات 13: 153).
مُبَرَّد: هو في غرناطة سليقة (لحم مسلوق) ففي كتاب شكوري (ص196و): وهو الذي نعرفه نحن بالمُبَرَّد وهو لحم وماء وملح لا مزيد. وترينا القصة التي يرويها الثعالبي في اللطائف (ص33 وما بعدها) أن هذه الكلمة كانت معروفة في المشرق في القرن الثالث الهجري وأنها بمعنى: لحم مُبَرَّد.
مُبَرِّد ويجمع على مبرّدات: أعشايب وأدوية تبرد (بوشر) - ولها معاني أخرى (انظر في مادة بارد، طبق مبرّدات = طبق بوارد).
مبرود: هو الذي هبطت حرارته. (ضد محرور وهو الذي ارتفعت حرارته) (ابن البيطار 1: 17، ابن العوام 1: 257) (حيث يجب أن تقرأ فيه وتأكله بدل يوكل، وفقاً لما جاء في مخطوطة ليدن).
برد
برَدَ يَبرُد، بَرْدًا وبُرُودًا، فهو بارِد، والمفعول مبرود (للمتعدِّي)
• برَد الجوُّ وغيرُه: هبطتْ حرارته، صار باردًا "يَبرُد الجوُّ في الشتاء- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} " ° أطعمة باردة: مُعدَّة لتؤكل باردة غير مسخَّنة- برَد مضجعُه:

سافر- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِــي.
• برَد الشَّخصُ: فَتَر وقلّ حماسُه وعزمه "اجتهد في أبحاثه ثم برَد- أجاب عن أسئلته ببرود ظاهر- يُصبح على حرٍّ ويمسي على بارد: وصف للمتردِّد الذي يجدُّ أول الأمر ثم يفتر ويكسل".
• برَد الحديدَ ونحوَه: سحله؛ حكَّهُ بالمبرد لتسويته أو تشكيله.
• برَد الخبزَ بالماء: صبَّ عليه الماءَ فبلَّه. 

برُدَ يَبرُد، بُرُودةً، فهو بارِد
• برُد الجوُّ ونحوُه: صار باردًا. 

أبردَ/ أبردَ بـ يُبرد، إبرادًا، فهو مُبرِد، والمفعول مُبرَد (للمتعدِّي)
• أبرد الماءَ ونحوَه: جَعَله باردًا.
• أبرد الرِّسالةَ/ أبرد بالرِّسالة: أرسلها بطريق البريد "كانوا يُبردون البريد بالحمام الزاجل". 

استبردَ يستبرد، استبرادًا، فهو مُستبرِد، والمفعول مُستبرَد
• استبرد الشَّرابَ: وجدَه باردًا "استبرد الماءَ فلم يشربه".
• استبرد لسانَه على خصمه: أرسله عليه كالمبرد. 

برَّدَ/ برَّدَ عن يبرِّد، تبْريدًا، فهو مُبرِّد، والمفعول مُبرَّد (للمتعدِّي)
• برَّد البيتَ ونحوَه: جعله باردًا بإحدى وسائل التبريد أو تكييف الهواء "برَّد المنزلَ بمُكيّف".
• برَّد الطَّعامَ والشَّرابَ ونحوَهما: جعله باردًا، وضعه في الثلاّجة للحِفظ، جمَّده "برَّد عصيرًا بالثَّلج/ اللحمَ في الثلاّجة" ° برَّد الغليلَ: أرْواه.
• برَّد الشَّخصَ: ثبَّط عَزْمَه، وأضعف همّته "برَّدَه فشلُ زملائه في الامتحان/ المرضُ".
• برَّد عن الشَّخص/ برَّد الأحزان عن الشَّخص: خفَّف وسكَّن عنه. 

تباردَ يتبارد، تبارُدًا، فهو متبارِد
• تبارد الشَّخصُ: تظاهر بالبُرودة "كان يتباردُ في حديثه وفي حركاته". 

تبرَّدَ بـ يتبرَّد، تبرُّدًا، فهو مُتبرِّد، والمفعول مُتبرَّد به
• تبرَّد بالماء: اغتسل به باردًا، اغتسل به طلبًا للبرودة "تبرَّد الرجلُ بالماء من شدَّة الحرِّ- يتبرّد الناسُ في الصَّيف بمياه البحر". 

أَبْرَدان [مثنى]
• الأَبْرَدان:
1 - الغَداة والعَشِيّ.
2 - الظِّلُّ والفَيْءُ. 

بارِد [مفرد]: اسم فاعل من برَدَ وبرُدَ ° سلام بارد: سلام يشوبه الفتور- استقبال بارد: خالٍ من العاطفة- إنسان بارد/ بارد الطبع: مفرط في هدوئه لا يستجيب بسرعة، متبلِّد الإحساس- نكتة باردة: مُتكلَّفة لا حرارة فيها- عَيْش بارد: هنيء سهل- حجَّة باردة: ضعيفة لا خير فيها- غنيمة باردة: سهلة طيبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- على البارد: باردًا، غير محميّ على النَّار- باردُ الدَّم: بارد الطبع- كلامٌ بارد: غثّ، ركيك- عمل الحامي والبارد: توسل بكلِّ الوسائل لإنجاح مسعاه- شخص بارد: تافه- خطابٌ بارد: غثّ ورتيب، مملّ، أحمق- باردُ العظام: هزيل- باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة.
• بارِد الدَّم: (حن) صفة لحرارة الجسم في الأسماك والبرمائيّات والزواحف، وهي حيوانات تتغيّر درجات حرارتها تبعًا لدرجة حرارة بيئتها.
• الحرب البارِدة: (سة) حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتَّصريحات الاستفزازيَّة في ظلّ وضع متوتِّر بين دولتين. 

بارود [جمع]: (انظر: ب ا ر و د - بارود). 

بارودة [مفرد]: ج بارودات وبارود وبواريد: (انظر: ب ا ر و د - بارودة). 

بُرادَة [مفرد]: ما يتساقط من الحديد ونحوه أثناء بَرْدِه أو سَحْلِه أو كَشْطِه. 

بِرادَة [مفرد]: حِرفَة البَرّاد "هذا رجل ماهر في البِرادَة". 

بَرْد [مفرد]:
1 - مصدر برَدَ ° أنف البرد: أوّله أو طرفه- مَوْجَة
 برد/ برد قارس: حالة الجوّ عندما تنخفض درجة الحرارة.
2 - نسيم يقلِّل الحرارة ببرودته، ضدّ حرّ " {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ".
3 - (طب) نَزْلَة تُصيب أغشية الجهاز التَّنفسي، ويُعرف كذلك باسم زُكام ورَشْح ° عنده بَرْد: مرض يسبِّب البرد يؤدّي إلى الرَّشح والسُّعال.
4 - نَوْم " {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} ".
• بَرْد العجوز: سبعة أيام يشتد فيها البرْد، تقع في أواخر الشِّتاء وأوائل الرَّبيع.
• البَردان:
1 - الظِّلّ والفَيْء.
2 - الغِنَى والعافية "أذاقك اللهُ البَرْدَين". 

بَرَد [جمع]: مف بَرَدَة: ماء جامد ينزلُ من السَّحاب قِطَعًا صغيرة شِبه شفَّافة، ويُسمَّى حَبَّ الغمام وحَبَّ المُزْن "تساقطت حَبَّات البَرَد من السَّماء- {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} ". 

بُرْد [مفرد]: ج أبْراد وأبْرُد وبُرُود:
1 - كساء مُخَطّط أو مُوشًّى يُلتحف به.
2 - كساء من الصّوف الأسود. 

بُرْدَة [مفرد]: ج بُرُدات وبُرْدات وبُرْد وبُرَد: كساء يُلْتَحف به كالعباءة "اشترى بُرْدَة يمنيَّة".
• البُرْدَة:
1 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم لكعب بن زهير حينما لجأ إليه يطلب عفوه عنه ويُبايعه على الإسلام فأمّنه الرَّسول وكساه بُرْدَته.
2 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم للإمام البوصيري وتُعدّ من أفضل المدائح التي قيلت في الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
• نَهْج البُرْدَة: قصيدة لأحمد شوقي في مدح الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم سار فيها على منوال قصيدة البوصيري من حيث الوزن والقافية. 

بَرْديّ [مفرد]: مؤ بَرْدِيّة، ج مؤ بَرْديّات: (نت) جنْس نبات مائيّ عُشبيّ من فصيلة السُّعْديّات، يعلو نحو متر أو أكثر، يكثر وجوده في منطقة المستنقعات بأعالي النيل، انتفع به المصريّون القدماء في بناء بيوتهم وسفنهم، كما صنعوا منه ورق البَرْديّ للكتابة عليه "اكْتُشفتْ مَخطوطات على ورق البَرْديّ".
• عِلْم البَرْديّ/ عِلْم البَرْديّات: علم يُعنى بالبرديّ واستعمالاته خاصّة في مجال الكتابة عند قدماء المصريين واليونان والعرب وغيرهم. 

بَرّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من برَدَ.
2 - اسم آلة من برَدَ.
3 - مُحترف البِرادَة.
4 - إناء يُبَرِّد الشَّراب ونحوه.
5 - إناء تُسخَّن فيه السّوائل "بَرَّاد الشاي".
6 - ثلاّجة؛ جهاز لتبريد المأكولات وحفظها بواسطة الكهرباء. 

بَرَّادة [مفرد]:
1 - ثلاّجة "تُحفظ الخضراوات والفواكه في برّادات".
2 - إناء لتبريد الماء. 

بُرود [مفرد]: مصدر برَدَ ° بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة. 

بُرودَة [مفرد]:
1 - مصدر برُدَ.
2 - فتور، نفور، جفاء، عدم مبالاة "استقبله بِبُرودَة" ° برودة جِنْسيّة: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- برودةُ هِمَّة: التَّقاعس وفتور العزيمة. 

بَريد [مفرد]: ج بُرُد:
1 - نظام يَخْتصُّ بنقل الرَّسائل والطُّرود.
2 - ما يتلقَّاه شخص أو جهة ما من الرَّسائل والطُّرود، مجموعة الرَّسائل والطُّرود التي تنقلها إدارة البريد "تلقَّى حوالة بريديّة" ° بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- بريد جوّيّ: بريد يُنْقل بالطَّائرة- بريد دبلوماسيّ/ بريد سياسيّ: بريد خاصّ بهيئة دبلوماسيّة لا يخضع للتَّفتيش أو الرَّقابة- بريد عاديّ: غير جوّيّ، وقد يُراد به: غير مسجّل أو غير مضمون- بريد محفوظ: يُحفظ في شُبّاك البريد- بريد مستعجِل: تسليم البريد بتكلفة أكبر بإرسال ساعي بريد خصوصيّ- بِطاقَة بَريديّة: نوع من البطاقات تُستعمل في المراسلات أو غيرها أحد وجهيها مُزيَّن بصورة- حَوالة بريديَّة: مُستند يُثبت أنَّ مُرسِلاً سلّم هيئة البريد مبلغًا من المال وفوّض إليها دفعَهُ إلى جهة أو شخص معيَّن- ساعي بريد/ موزِّع بريد/ حامل بريد: مَنْ يقوم بمهمَّة توزيع البريد- صندوق البريد: صندوق صغير يُودَع فيه بريدُ شخصٍٍ أو جهةٍ ما ويُعطى رقمًا مُعيَّنًا.

• البريد الصَّوتيّ: (حس) نظام مزوّد بحاسوب للإجابة عن المكالمات الهاتفيَّة وتسجيلها والاحتفاظ بها، وإعادة بثِّها.
• مؤسسة البريد/ إدارة البريد/ مكتب البريد: مؤسَّسة تأخذ على عاتقها إيصال الرَّسائل والطُّرود وتوزيعها.
• إذْن البَريد: ورقة ماليَّة تتعامل بها مصلحة البريد في مقابل مبلغ زهيد.
• طابع البَريد: ما يُلصق بالرسائل أو البطاقات الصغيرة، ترسمها الدولة وتجعلها رمزًا لأداء أجر الإرسال. 

تَبْريد [مفرد]:
1 - مصدر برَّدَ/ برَّدَ عن ° جهاز التَّبْريد/ أجهزة التَّبْريد: آلة/ آلات حديثة تُستعمل للتبريد.
2 - (فز) طريقة لإيجاد الحرارة النوعيّة لسائل ما، إحداث البرودة اصطناعيًّا ° فَرْط التَّبريد: تبريد سائل إلى ما تحت درجة التجمّد دون أن يتحوَّل إلى جَمْد. 

مِبراد [مفرد]: مُحوِّل للحرارة، بمعنى أنّه يشعّ الحرارة التي يتلقّاها وينقلها إلى الجوّ الذي يحيط به، لذا فوظيفته هي تبريد المحرّك. 

مِبْرَد [مفرد]: ج مَبارِدُ: اسم آلة من برَدَ: آلة بها سطوح خَشِنة تُستعمل لتسْوِية الأشياء الصُّلبة أو تَشْكيلها بالتَّأَكُّل أو السَّحْل "برَد الحديدَ بالمِبْرَد". 

مُبَرِّد [مفرد]: ج مبرِّدون ومُبَرِّدات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من برَّدَ/ برَّدَ عن.
2 - وعاء لتبريد السَّوائل "صَبّ ماءً مثلّجًا من المُبَرِّد".
3 - ثلاّجة "تُحفظ اللّحوم في المبرِّدات". 

برد

1 بَرُدَ, aor. ـُ inf. n. بُرُودَةٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) and بَرَدَ, aor. ـُ (M, Msb, K,) inf. n. بَرْدٌ; (M, Msb;) It (a thing, S, Msb, and the latter said of water, Msb) was, or became, cold, chill, or cool; [see بَرْدٌ below;] (S, M;) its heat became allayed. (Msb.) The latter verb is also used transitively, as will be shown below. (Msb.) b2: [Hence,] بَرُدَ مَضْجَعَهُ [lit. His bed, or place of sleep, became cold; meaning] (tropical:) he went on a journey. (A.) b3: بَرَدَ also signifies (tropical:) He died; (As, T, S, A, K;) because death is the non-existence of the heat of the soul; (L;) or it is allusive to the extinction of the natural heat; or to the cessation of motion. (MF.) For b4: بَرَدَ, (MF,) aor. ـُ (Mgh,) inf. n. بَرْدٌ, (MF,) likewise signifies (assumed tropical:) It was, or became, still, quiet, or motionless; (Mgh, MF;) for instance, a slaughtered sheep or goat [&c.]. (Mgh.) And (assumed tropical:) It (beverage of the kind called نَبِيذ) became still, and without briskness. (TA, from a trad.) Yousay, رُعِبَ فَبَرَدَ مَكَانَهُ [(assumed tropical:) He became frightened, and remained motionless in his place; مَكَانَهُ meaning فِى مَكَانَهُ: and hence,] (tropical:) he became amazed, or stupified. (A.) And بَرَدَتْ عَيْنُهُ (assumed tropical:) The pain in his eye became allayed, or stilled. (L.) And بَرَدَ أَمْرُنَا (assumed tropical:) Our affair, or case, became easy. (TA, from a trad. [See also بَارِدٌ.]) b5: Also, inf. n. بَرْد, [which see below,] (assumed tropical:) He slept. (T.) b6: And hence, (tropical:) It remained, or became permanent, or fixed, or settled. (T.) So in the saying, لَمْ يَبْرُدْ بِيَدِى مِنْهُ شَيْءٌ (tropical:) There did not remain, or become permanent or fixed or settled, in my hand, thereof, anything. (T, L. *) Yousay also, بَرَدَ أَسِيرًا فِى أَيْدِيْهِمْ (tropical:) He remained safely a captive in their hands. (A.) And بَرَدَ فِى أَيْدِيهمْ سَلْمًا (tropical:) He became a permanent captive, remaining in their hands, not to be ransomed nor liberated nor demanded. (L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَىمُصْطَلَاهُ (tropical:) Death fixed, or settled, [upon his face and extremities, or] upon his limbs, or upon his arms and legs and face and every prominent part, which become cold at the time of death, and which are warmed at the fire. (AHeyth, L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَيْهِ [(tropical:) Death became impressed upon him;] the marks, or signs, of death became apparent upon him. (A.) b7: [And hence, app.,] (tropical:) It (a right, or due,) became incumbent, or obligatory, (M, K, TA,) and established. (TA.) You say, بَرَدَ لِى حَقِّى عَلَى فُلَانٍ (tropical:) My right, or due, became incumbent, or obligatory, on such a one, and established against him. (M, * A, * TA.) And مَا بَرَدَ لَكَ عَلَى فُلَانٍ (tropical:) What hath become incumbent, or obligatory, to thee, on such a one, and established against him? or what hath become owed, or due, to thee, by, or from, such a one? as also مَا ذَابَ لَكَ عَلَيْهِ. (S.) And بَرَدَ لِى عَلَيْهِ كَذَا مِنَ المَالِ (tropical:) Such an amount of the property, or of property, became incumbent, or obligatory, to me, on him, and established against him; or became owed, or due, to me, by, or from, him. (S.) b8: Also, (K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA, [but see the next sentence,]) (assumed tropical:) He (a man) was, or became, weak; and so بُرِدَ, a verb like عُنِىَ. (K.) And, inf. n. بُرَادٌ and بُرُودٌ, (M, K,) (assumed tropical:) He was, or became, languid, (K,) or weak and languid, from leanness or disease: (M:) or weak in the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) And بَرَدَ مُخُّهُ, (A, K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA,) (tropical:) He was, or became, lean, or emaciated; (A, K;) and so بَرَدَتْ عِظَامُهُ. (A, TA.) b9: (assumed tropical:) It (a sword [or the like]) was, or became, blunt. (M, K.) A2: بَرَدَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. بَرْدٌ; (K;) and ↓ برّدهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (S;) He made it, or rendered it, (for ex., water, M, Msb, K,) cold, chill, or cool: (S, &c.:) but the latter has an intensive signification [he made it, or rendered it, very cold, or very cool]: (Msb:) or both signify, (K,) or the former signifies, (M, TA,) he mixed it with snow: (M, K:) one does not say ↓ ابردهُ, except in a bad dialect. (S.) بَرِّدِيهِ, being used by a poet for بَلْ رِدِيهِ, has been erroneously supposed to mean “Make thou it hot.” (M.) You say, بَرَدَنَا اللَّيْلُ, (aor. and inf. n. as above, M,) and بَرَدَ عَلَيْنَا, The night affected us with its cold. (M, K.) and سَقَيْتُهُ شَرْبَةً بَرَدَتْ فُؤَادَهُ, (S, M, *) aor. and inf. n. as above, (S,) I gave him to drink a draught that cooled his heart: (S, M:) or بَرَدْتُ بِهَا فُؤَادَهُ [with which I cooled his heart]. (So in the T.) And فُؤَادَكَ بِشَرْبَةٍ ↓ بَرِّدْ Cool thy heart by a draught. (A.) And اِسْقِنِى سَوِيقًا أَبْرُدْ بِهِ كَبِدِى

[Give thou me to drink سويق with which I may cool my liver]. (T.) And بَرَدَ عَيْنُهُ بِالْكُحْلِ, (A'Obeyd, T, M,) or بِالْبَرُودِ, (S, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) [He cooled his eye with the collyrium, or] he applied the cooling collyrium to his eye, (T, * S, M, * Msb, K, *) and allayed its pain. (M.) The following words, cited by IAar, بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبِ [lit. They cooled the fore parts of the humps, or the backs, of humped she-camels], mean (tropical:) they put off from them their saddles, that their backs might become cool. (M.) You say also, بَرِّدْ ↓ ظَهْرَ فَرَسِكَ سَاعَةً (tropical:) Relieve thy horse from riding [lit. cool his back] awhile. (A.) And لَا تُبَرِّدْ ↓ عَنْ فُلَانٍ (tropical:) Do not thou alleviate the punishment [in the world to come] due to the offence of such a one by thy reviling him, or cursing him, when he has acted injuriously to thee. (T, S, * M, * A, * L.) And بَرَدَ الخُبْزَ, (T, L, K,) بِالْمَآءِ, (T,) He poured [cold] water upon the bread, (T, L, K,) and moistened it [therewith: see بَرُودٌ]. (T, L.) b2: بُرِدَ (a verb like عُنِىَ, K) It (a company of men) was hailed upon. (S, M, K.) And بُرِدَتِ الأَرُضُ The land, or ground, was hailed upon. (S.) A3: بَرَدَ, (S, M, &c.,) aor. ـُ (TA,) inf. n. بَرْدٌ, (Mgh, TA,) also signifies He filed (M, Mgh, K) iron, (S, M, &c.,) and the like, (M,) with a مِبْرَد.(S, M, Mgh, Msb, K.) A4: بَرَدَهُ and ↓ ابردهُ He sent him as a بَرِيد [or messenger on a postmule or post-horse]. (K.) And بَرَدَ بَريدًا, (M,) and ↓ ابردهُ, (A,) He sent a بريد. (M, A.) and إِلْيَهِ ↓ ابرد, (S,) or اليه بَرِيدًا ↓ ابرد, (T, TA.) He sent to him a بريد. (T, S.) 2 بَرَّدَ see بَرَدَهُ, in four places. b2: برّدهُ عَلَيْهِ (tropical:) He made it incumbent, or obligatory, on him. (M, A.) b3: And برّدهُ, (K, TA, but omitted in the CK,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (TA;) and ↓ ابردهُ; (M, K;) (tropical:) It (a thing, M) made him, or rendered him, weak; weakened him; (K;) or made him, or rendered him, weak and languid. (M.) A2: [برّد also signifies, as is indicated in the TA voce حُبَاحِبٌ, It (a locust) spread forth its wings; which are termed its بُرْدَانِ: see بُرْدٌ.]4 ابرد He entered upon a cold, or cool, time: (Mgh, Msb:) he entered upon the last part of the day: (M, K:) he entered upon the time when the sun had declined: (Mohammad Ibn-Kaab, T:) and he entered upon the cool season, at the end of the summer. (Lth, T.) [Hence,] أَبْرِدُوا بِالطَّعَامِ Delay ye to eat food until it is cool: occurring in a trad. (El-Munáwee.) And أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ (T, A, Mgh, Msb) Defer ye the noon-prayers until the cooler time of the day, when the vehemence of the heat shall have become allayed. (Mgh, Msb.) And أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرِةَ Stay thou until the mid-day heat shall have become assuaged, and the air be cool. (M, and L in art. فيح.) b2: ابردلَهُ He gave him to drink what was cold, or cool. (M, K.) You say also, سَقَيْتُهُ فَأَبْرَدْتُ لَهُ, meaning I gave him to drink what was cold, or cool. (A'Obeyd, S.) b3: ابردهُ He brought it cold, or cool. (M, K.) b4: See بَرَدَهُ, first sentence. b5: and see 2.

A2: See also 1, in four places; last three sentences.5 تبرّد فِيهِ He descended into it, (i. e., into water, TA,) and washed himself in it, to refresh himself by its coolness. (M, K.) See also 8. b2: تبرّد also signifies (assumed tropical:) He became weakened. (TA.) 8 ابترد He washed himself with cold water: (S:) and likewise, (S,) or ابتردالمَآءَ, (K,) he drank water to cool his liver: (S, K:) or the latter signifies he poured the water cold upon himself, (M, K,) meaning, upon his head: (M:) and بِالْمَاءِ ↓ تبرّد, (T, A,) and ابترد, (A,) he washed himself with water, or with the water. (T.) 10 استبرد عَلَيْهِ لِسَانَهُ (tropical:) He let loose his tongue and used it like a file against him. (A.) بَرْدٌ and ↓ بُرُودَةٌ [originally inf. ns.] Cold; coldness; chill; chilness; cool, as a subst.; coolness; the former, contr. of حَرٌّ; (S, M, A, Msb;) and the latter, of حَرَارَةٌ. (S.) b2: And [hence] the former, (tropical:) Pleasantness; enjoyment; ease; comfort: as in the saying, نَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَ بَرْدَهَا (tropical:) We ask of Thee Paradise and its pleasantness, &c. (L.) b3: Also (assumed tropical:) Sleep: (T, S, M, A, K:) [an inf. n. used as a subst.:] so in the Kur lxxviii. 24: (S, M, K:) for sleep cools a man: (TA:) or, accord. to I'Ab, it there means the coldness, or coolness, of beverage. (T.) You say, مَنَعَ البَرَدُ البَرْدَ (assumed tropical:) The hail prevented sleep. (A.) b4: And (assumed tropical:) Saliva: (Th, T, M, K:) so, accord. to Th, in the saying of El-'Arjee, وَ إِنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَمُ نُقَاخًا وَ لَا بَرْدَا And if thou desire, I will not taste sweet water, nor saliva [from any lips but thine]. (T, M, * TA. [But this is cited in the S as an ex. of بَرْد signifying sleep.]) b5: See also بَارِدٌ. b6: [Hence,] البَرْدَانِ: see الأَبْرَدَانِ, voce أَبْرَدُ.

بُرْدٌ A kind of garment; (S;) a kind of striped garment: (M, K:) accord. to some, of the description termed وَشْىٌ [or variegated]: (M:) or particular kinds thereof are distinguished by such terms as بُرْدُ عَصْبٍ and بُرْدُ وَ شْىٍ: (Msb:) also, (as a coll. gen. n., TA,) garments of the kind called أَكْسِيَةٌ, [pl. of كِسَآءٌ,] which are wrapped round the body; (K;) one of which is called ↓ بُرْدَةٌ: (M, K:) or, as Lth says, the بُرْد is [a] well-known [garment], of the kind called بُرُودُ العَصْبِ and بُرُودُ الوَشْىِ; (T;) but the ↓ بُرْدَةٌ is a garment of the kind called كِسَآءٌ, four-sided, black, and somewhat small, worn by the Arabs of the desert: (T, S, Mgh, * Msb, * TA:) or this latter (the بردة) is a striped garment of the kind called شَمْلَةٌ: (T:) or it is an oblong piece of woollen cloth, fringed: (M:) Sh says, I saw an Arab of the desert wearing a piece of woollen cloth resembling a napkin, wrapped round the body like an apron; and on my saying to him, What dost thou call it? he answered, بُرْدَة: (T:) [the modern بردة, in every case in which I have seen it, I have observed to be an oblong piece of thick woollen cloth, generally brown or of a dark or ashy dust-colour, and either plain, or having stripes so narrow and near together as to appear, at a little distance, of one colour; used both to envelop the person by day and as a night-covering: the بردة of Mohammad is described as about seven feet and a half in length, and four and a half in width, and in colour either أَخْضَر or أَحْمَر, i. e. of a dark or ashy dust-colour or brown; for such are the significations of these two epithets when applied to a garment of this kind, and in some other cases:] the pl. of بُرْدٌ is أَبْرُدٌ (M, K) and أَبْرَادٌ [both pls. of pauc.] and بُرُودٌ (S, M, K) and بُرَدٌ, (IAar, T,) or this last is pl. of بُرْدَةٌ, (S, M,) and بِرَادٌ, like as قِرَاطٌ is pl. of قُرْطٌ, or this, also, is pl. of بُرْدَةٌ, like as بِرَامٌ is pl. of بُرْمَةٌ. (M.) b2: ذُوبُرْدٍ, as opposed to ذُو كِسَآءِ, means (assumed tropical:) A rich man. (S in art. عج.) b3: وَقَعَ بَيْنُهُمَا قَدُّ بُرُودٍ يُمْنَةٍ, (so in copies of the K, in the TA يُمَنَةٍ,) or بُرُودٍ

ثَمِينَةٍ, (so in a copy of the A,) (tropical:) [There happened between them two the rending of بُرُود of the fabric of El-Yemen, accord. to the reading in the K, or of costly بُرُود, accord. to the reading in the A,] means they arrived at a great, or severe, state of affairs; (K;) or is said of two men who have contended together in vehement altercation so that they have rent each other's garments; (A;) [accord. to the reading in the K,] because يُمَنٌ, [in the CK يُمْن,] which are بُرُود of El-Yemen, are not rent save on account of some great, or severe, thing, or affair. (K.) b4: ↓ هُمَا فِى بُرْدَةِ

أَخْمَاسٍ means (assumed tropical:) They two do one deed; or act alike; (IAar, M, K;) and resemble each other, as though they were in one بُرْدَة: (IAar, M:) or they two have become near together, and in a state of agreement. (K in art. خمس, q. v.) b5: and ↓ سَلَبَ الصَّهْبَآءَ بُرْدَتَهَا(tropical:) He, or it, deprived the wine of its colour. (A.) b6: And بُرْدَا الجَرَادِ, (T,) or الجُنْدَبِ, (S,) (assumed tropical:) The two wings [of the locust, or of the species called جندب]. (T, S.) b7: And ↓بُرْدَةُ الضَّأْنِ(assumed tropical:) A certain sort of milk. (K.) بَرَدٌ Hail; what descends from the clouds, resembing pebbles; (M, Msb;) frozen rain; (Lth, T;) what is called حَبُّ الغَمَامِ (S, A, Msb, K) and حَبُّ المُزْنِ (Msb) [i. e. the grains, or berries, of the clouds: a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة, signifying a hailstone].

بَرِدٌ Possessing coldness or coolness: an epithet applied to the [plant called] صِلِّيَان. (S.) b2: سَحَابٌ بَرِدٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أَبْرَدُ, (S, K,) Clouds containing hail (T, S, M, K *) and cold. (T.) You say also سَحَابَةٌ بَرِدَةٌ A cloud containing hail (T, S, M, A *) and cold; (T;) but not سحابة بَرْدَآءُ. (M.) بَرْدَةٌ: see بَارِدٌ: A2: and see also بَرَدَةٌ.

A3: هِىَ لَكَ بَرْدَةَ نَفْسَهَا She is purely thine; (Fr, A'Obeyd, T, S, M;) syn. خَالِصَةً: (M:) A'Obeyd explains it by خَالِصًا, (T, S, M,) not in the fem. form, (TA,) on the authority of Fr. (T.) b2: هُوَ لِى بَرْدَةَ يَمِينِى, (A'Obeyd, M,) or هُوَ لِبَرْدَةِ يَمِينِى, (S,) He, or it, is known to me. (A'Obeyd, S, M.) A4: بَرْدَةُ a proper name applied to The ewe. (K.) بُرْدَةٌ: see بُرْدٌ, in five places.

بَرَدَةٌ (T, S, M, A, &c.) and ↓ بَرْدَةٌ (T, M, K) Indigestion; a malady arising from unwholesome food: (S, M, A, L, Msb, K:) or heaviness of food to the stomach: (IAar, T, L:) so termed because it makes the stomach cold. (T, L, Msb.) It is said in a trad., أَصْلُ كُلِّ دَآءٍ البَرَدَةُ [The origin of every disease is indigestion]. (T, S, M, * A.) A2: Also, the former, The middle of the eye. (K.) بُرَدَآءُ An ague; i. e. a fever attended by a cold fit, (K,) or by shivering. (TA.) بَرْدِيٌّ A well-known kind of plant, (S, M, * K,) of which the kind of paper termed قِرْطَاس is made; (TA in art. قرطس, q. v. ;) [namely, papyrus; and] of which mats are made; (Msb;) [app. meaning rushes in general: but the former is generally meant by it in the present day, and is probably the proper signification: anciently, mats, as well as ropes and sails &c., were made of the rind of the papyrus; and even small boats were constructed of its stalks bound together; and of such, probably, was the ark in which the infant Moses was exposed: it is a coll. gen. n.:] n. un.

بَرْدِيَّةٌ. (M, TA.) Hence, قَطْنُ البَرْدِىّ The cotton of the papyrus, which, resembling wool, is gathered from the stalk, and, mixed with lime, composes a very tenacious kind of cement. (Golius, from Ibn-Maaroof.) b2: [Also, a rel. n. from the same, meaning Of, or belonging to, or resembling, the plant so called. Hence the saying,] لَهَا سَاقٌ بَرْدِيَّةٌ [She has a shank like a papyrus-stalk]. (A.) بُرْدِىٌّ One of the most excellent sorts of dates: (S, Msb:) an excellent sort of dates, (AHn, M, K,) resembling the بَرْنِىّ: (AHn, M:) or a sort of dates of El-Hijáz. (TA.) بَرْدَانٌ Feeling cold or chilly or cool: fem. with ة: perhaps post-classical; for I have not found it mentioned in any of the lexicons.]

بُرَادٌ: see بَارِدٌ.

A2: Also Weakness of the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) [See also 1.]

بَرُودٌ: see بَارِدٌ. b2: Beverage that cools the heat of thirst. (T.) b3: Also, (T, L, K,) and ↓ مَبْرُودٌ, (T, M, A, L, K,) Bread upon which water is poured; (T, L, K;) which is moistened with cold water: (A:) eaten by women to make them fat. (M, A, L.) The subst. applied to such bread is ↓ بَرِيدٌ (A.) b4: بَرُودٌ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] also signifies Cold water which one pours upon his head. (M.) b5: Anything with which a thing is rendered cold, or cooled. (S, M.) b6: A collyrium which cools the eye; (Lth, T, M, Msb;) also termed بَرُودُ العَيْنِ. (T, S.) b7: بَرُودُ الظِّلِّ (assumed tropical:) Pleasant in social intercourse: applied alike to the male and the female. (TA, from a trad.) b8: ثَوْبٌ بَرُودٌ A garment without nap: (K:) and a garment that is not warm nor soft. (TA.) بَرِيدٌ: see بَرُودٌ.

A2: Also A mule appointed [ for the conveyance of messengers] in a رِبَاط [or public building for the accommodation of travellers and their beasts, or in a سِكَّة, which is a house or the like specially appropriated to messengers and the beasts that carry them: thus it signifies a postmule: afterwards, it was applied also to a posthorse, and any beast appointed for the conveyance of messengers]: (Mgh:) [this is what is meant by the words in the S and K, البَرِيدُ المُرَتَّبُ:] it is a word of Persian origin, (Z in the Fáïk,) arabicized, from بُرِيدَهْ دُمْ, (Z in the Fáïk, and Mgh,) i. e. “docked,” or “having the tail cut off;” for the post-mules (بِغَالُ البَرِيدِ) had their tails cut off in order that they might be known: (Z in the Fáïk:) [or perhaps it is from the Hebrew פֶּרֶד “a mule:”] or it is applied to the beast appointed for the conveyance of messengers (دَابَّةُ البَرِيدِ) because he traverses the space called بَرِيد [defined below: but the reason before given for this appellation is more probable: it is like the Lat. “veredus”]: (T, Msb:) pl. بُرُدٌ (Z, Mgh, Msb) and بُرْدٌ, which is a contraction of the former, like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ. (Z.) You say, حُمِلَ فُلَانٌ عَلَى البَرِيِد [Such a one was borne on the postmule or post-horse]. (S.) Imra-el-Keys speaks of a بريد of the horses of Barbar. (S.) b2: Having been originally used in the sense first explained above, it was afterwards applied to A messenger borne on a post-mule [or post-horse]: (Z in the Fáïk, and Mgh:) or messengers on beasts of the post: (M, K:) or a messenger that journeys with haste: (A:) or [simply] a messenger: (S, Msb, K:) pl. as above. (M, * Z.) Hence the saying, الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ Fever is the messenger of death: (T, Msb:) because it gives warning thereof. (T.) Hence also البَرِيدُ applied to The animal called الفُرَانِقُ, (said to be the jackal, but some say otherwise, TA,) because he gives warning before [the approach of] the lion. (T, S, K.) and صَاحِبُ البَرِيِد [The master of the messengers that journey on post-mules or post-horses]. (S.) [and خَيْلٌ البَرِيِد, occurring in many histories &c., The post-horses, that carry messengers and others.] b3: Also, having been applied to a messenger on a post-mule [or post-horse], it then became applied to The space, or distance, traversed by the messenger thus called; (Mgh, Msb; *) the space, or distance, between each سِكَّة and the سِكَّة next to it; the سكّة being a structure of either of the kinds called بَيْت and قُبَّة, or a رِبَاط [explained above], in which the appointed messengers lodge; (Z in the Fáïk;) the space, or distance, between two stations, or places of alighting; or two parasangs, or leagues; (M, K;) [six miles;] each parasang, or league, being three miles, and each mile being four thousand cubits: (TA:) or twelve miles; (S, A, Msb, K;) i. e. four parasangs, or leagues: (Mgh, TA:) [for] the space, or distance, between each station termed سِكَّة and the next to it is either two parasangs or four: (Z in the Fáïk:) the distance of twelve miles is [also] termed سِكَّةُ البَرِيِد: (T:) the pl. is as above. (T, Z.) A journey of four بُرُد, or forty-eight miles, renders it allowable to shorten prayers; which miles are of the Háshimee measure, such as are measured on the road to Mekkeh. (T.) b4: Also The course, or pace, of a camel along the space thus called: so in the following verse of Muzarrid, in praise of 'Arábeh El-Owsee: فَدَتْكَ عَرَابَ اليَوْمَ أُمِّى وَ خَالَتِى

وَ نَاقَتِىَ النَّاجِى إِلَيْكَ بَرِيدُهَا [May my mother, and my maternal aunt, and my she-camel that is swift in her course to thee from one station to another, be ransoms for thee, O 'Arábeh, (the name being contracted,) this day!]. (S.) بُرَادَةٌ Filings; (M, Mgh, K;) what falls from iron [&c.] when filed. (S.) بُرُودَةٌ: see بَرْدٌ.

بَرَّادَةٌ A vessel which cools water: (M, K:) or a كَوَّازَة [app. meaning either a stand, or a shelf, upon which mugs (كِيزَان, pl. of كُوز,) are placed; erroneously in the K, كُوَّارَةٌ, and كُوَارَةٌ, as I find it in different copies;] upon which water is cooled: (Lth, T, K: *) but [Az says,] I know not whether it be a classical or a post-classical word. (T.) Hence the saying, بَاتَتْ كِيزَانُهُمْ عَلَى البَرَّادَةِ Their mugs passed the night upon the برّادة. (A, TA.) بَارِدٌ (S, M, Msb, K) Cold; chill; cool; (S, Msb;) applied to water [&c.]; (M, K;) as also ↓ بَرْدٌ, [originally an inf. n., like عَدْلٌ, used as an epithet,] (M, K,) and ↓ بَرُودٌ, (S, M, K,) and ↓ بُرَادٌ; (M, K;) but the last two are intensive forms [signifying very cold or chill or cool]. (TA.) b2: (tropical:) Anything loved, beloved, liked, or approved. (TA.) [Hence,] عَيْشٌ بَاردٌ (tropical:) An easy and a pleasant life, or state of life. (ISk, * T, * M, A, L, K.) And لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ العَيْشِ, and العَيْشِ ↓ بَرْدَةُ, [the latter written in the TT بَرَدَةُ العيش,] (tropical:) A night of easy and pleasant life. (M, L.) And غَنيمَةٌ بَارِدَةٌ: see the latter word. b3: سَمُومٌ بَارِدٌ (tropical:) A hot wind that is constant, continual, permanent, settled, or incessant. (S, L.) b4: لِى عَلَيْهِ أَلْفٌ بَارِدٌ (tropical:) A thousand [pieces of money &c.] are incumbent, or obligatory, on him, to me, and established against him; or are owed, or due, to me, by, or from, him. (S, M. *) b5: جَآءَ فُلَانٌ بَارِدًا مُخُّهُ, and بَارِدَ العِظَامَ, (tropical:) Such a one came in a lean, or an emaciated, state: in the contr. case, one says, حَارَّا مُخُّهُ, and حَارَّ العِظَامِ. (A, TA.) b6: [بَارِدٌ also signifies (assumed tropical:) Blunt; applied to a sword and the like: see 1. b7: And, contr., (assumed tropical:) Sharp: for you say,] مُرْهَفَاتٌ بَوَارِدُ [pl. of بَارِدَةٌ, meaning] (assumed tropical:) Sharp, or cutting, swords: (TA:) or slaying swords. (S.) بَارِدَةٌ (assumed tropical:) Spoil acquired without fatigue; (IAar, T;) also termed غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ; and to this is likened, by the Prophet, fasting in winter. (T.) Also (assumed tropical:) Gain made by merchandise at the time of one's buying it. (IAar, T.) أَبْرَدُ [More, and most, cold, or chill, or cool]. b2: [Hence,] الأَبْرَدَانِ and ↓ البَرْدَانِ The morning, between daybreak and sunrise, and the evening, between sunset and nightfall; (T, S, M, K;) also called العَصْرَانِ (S, K) and الصَّرْعَانِ and الرِّدْفَانِ: (T:) or (as in the S, but in the M and K “and”) the morning-shade and evening-shade: (S, M, K:) so called because of their coldness, or coolness. (TA.) b3: See also بَرِدٌ. b4: ثَوْرٌ أَبْرَدُ A bull upon which are spots, or patches, of white and black: (S, M:) of the dial. of El-Yemen. (M.) b5: and الأَبْرَدُ The leopard: fem. with ة: (T, K: [but in the TT, the fem. is written like the masc.:]) pl. الأَبَارِدُ. (T, K.) The female is also called الخَيْثَمَةُ. (T.) إِبْرَدَةُ, (S, M, &c.,) with kesr (S, Mgh, K) to the ء and the ر (Mgh, TA,) [in the CK اِبْرَدَة,] Cold in the belly, or inside; (M, K;) a well-known malady, arising from the prevalence of cold and humidity, and preventing one, by languor, from performing the act of coition: (S, Mgh:) and a dripping of the urine, which prevents a man's taking pleasure in women. (T, L.) b2: Also Coldness of the damp earth, and of rain. (M, L.) An Arab says, إِنَّهَا لَبَارِدَةٌ اليَوْمَ [Verily it (the morning, الغَدَاةُ, L) is cold to-day]; and another says to him, لَيْسَتْ بِبَارِدَةٍ إِنَّمَا هِىَ إِبْرِدَةُ الثَّرَى [It is not cold: it is only the coldness of the damp earth]. (S, L.) مُبْرَدٌ [pass. part. n. of 4]. You say, أَرْضٌ مُبْرَدَةٌ: see مَبْرُودٌ.

مُبْرِدٌ [act. part. n. of 4]. You say, جِئْنَاكَ مُبْرِدِينَ We came to thee when the heat had become allayed. (T.) A2: Also One sending, or who sends, a بَرِيد [or بُرُد, i. e., a messenger on a post-mule or posthorse, or messengers on post-mules or post-horses]. (S.) مِبْرَدٌ (S, K, &c.) A file; (M;) syn. سُوهَانٌ; (M, K;) which is a Persian word: (M:) pl. مَبَارِدُ. (Msb.) b2: [Hence,] جَعَلَ لِسَانِهِ عَلَيْهِ مُبْرِدًا (tropical:) [He made his tongue like a file upon him; i. e.] he annoyed him, or hurt him, with his tongue, and vituperated him. (A.) [See a saying of Moosà Ibn-Jábir voce جِنٌّ.]

مَبْرَدَةٌ [A cause of coldness or coolness]. You say, هٰذَا الشَّىْءُ مَبْرَدَةٌ لِلْبَدَنِ [This thing is a cause of coldness, or coolness, to the body]: and As relates that he said to an Arab of the desert, “What induceth thee to take a sleep in the morning while the sun is yet low?” and he answered, إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِى الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِى الشِّتَآءِ [Verily it is a cause of coolness in the summer, and a cause of warmth in the winter]. (S, A.) مُبَرَّدٌ: see what follows.

مَبْرُودٌ Made, or rendered, cold or chill or cool: (S, Msb, K:) [and ↓ مُبَرَّدٌ signifies the same in an intensive manner:] applied to water [&c.: or signifying mixed with snow: see بَرَدَهُ]. (K.) b2: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ A tree deprived of its leaves by the cold. (AHn, M.) b3: أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ (M, A, K) and ↓ مُبْرَدَةٌ (K) Land, or ground, hailed upon: (M, K:) or snowed upon. (A, TA.) b4: See also بَرُودٌ.
برد
: (البَرْدُ) ، بِفَتْح فسكوت: ضِدُّ الحَرّ، وَهُوَ (م) مَعْرُوف. يُقَال: (بَرَدَ) الشيْءُ (كنَصَرَ وكَرُمَ) بَرْداً و (بُرودةً) ، الأَخير مصدر الْبَاب الثَّانِي.
(و) يُقَال (ماءٌ بَرْدٌ) بِفَتْح فَسُكُون، (وبارِدٌ وَبَرُودٌ) ، كصَبُورٍ صيغَة مُبَالغَة، (و) كذالك (بُرَادٌ) ، كغُرَاب، (ومَبرودٌ) على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بَارِدًا، (وَقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه) تَبريداً: (جَعَلَه بَارِدًا) وَفِي (الْمِصْبَاح) : وأَما بَرَدَ بَرْداً من بَاب قَتَلَ فيُستعمل لَازِما ومتعدّياً، يُقَال: بَرَدَ الماءُ وبَرَدّتُه فَهُوَ بارِدٌ ومَبرُودٌ، وبَرَّدْته، بالتثقيل، مُبَالغَة انْتهى. وَفِي (الأَساس) : فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ بالمُبَرَّت: الماءَ الْبَارِد بالطَّبْرزَذِ. قَالَ الجوهريّ: وَلَا يُقَال أَبرَدْته إِلاّ فِي لُغَة رَدِيئَة. (أَو) بَرَدَه يَبْردُه، إِذَا (خَلَطَه بالثَّلْج) وَغَيره.
(وأَبرَدَهُ: جاءَ بهِ بَارِدًا. و) أَبرَدَ (لَهُ: سَقَاهُ بَارِدًا) ، يُقَال سَقَيته فأَبرْدت لَهُ إِبراداً، إِذا سَقيْته بَارِدًا.
(والبَرْدُ: النَّوْم، وَمِنْه) قَوْله عزّ وَجل: ( {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً} ) وَلاَ شَرَاباً (النبأَ: 24) يُريد نَوماً. وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه، وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْرُدُ بالنَّوْم. ورُوي عَن ابْن عَبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: أَي بَرْدَ الشَّرَاب وَلَا الشَّرَابَ. (و) أَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ:
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً وَلَا بَرْدَا
قَالَ ثَعْلَب: البَرْدُ هُنَا: (: الرِّيقُ) . والنُّقَاخ: الماءُ العَذْبُ.
(و) البَرَدُ (بِالتَّحْرِيك: حَبُّ الغَمَام) . وَعبَّرَه اللَّيثُ فَقَالَ: مَطَرٌ جامدٌ. (و) البَرَدُ. (ع، وضَبطَه البَكريّ بِكَسْر الرّاءِ وَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ فِي أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ) .
(وسَحَابٌ بَرِدٌ) ، ككَتِفٍ (وأَبْرَدُ) : ذُو قرَ وبَرْد. وسَحابَةٌ بَرِدَةٌ، على النّسب، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاءَ.
(وَقد بُرِدَ القَومُ، كعُنِيَ) : أَصابَهم البَرد. (والأَرضُ مُبْرَدَة) ، وهاذه عَن الزّجّاج، (ومَبرُودةٌ) : أَصابها البَردُ.
(والبُرْدُ، بالضّمّ: ثَوبٌ مُخطَّط) ، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الوَشْيَ، قَالَه ابْن سَيّده. (ج أَبْرَادٌ وأَبْرُدٌ وبُرُودٌ) وبُرَدٌ، كصُرَد، عَن ابْن الأَعرابيّ، وبِرَادٌ كبُرْمَة وبِرَام، أَو كقُرْطٍ وقِرَاطٍ، قَالَه ابْن سَيّده فِي شرح قَول يزِيد بن المفرِّغ.
طَوَالَ الدّهْرِ نَشْتَمِل البِرَادَا
(و) البُرْدُ نَظراً إِلى أَنّه اسمُ جِنْس جمْعيّ (: أَكْسِيَةٌ يُلتَحَفُ بهَا، الْوَاحِدَة بهاءٍ) . وقِيل: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وَله هُدْبٌ فَهِيَ بُرْدَة. قَالَ شَمِرٌ: رأَيت أَعرابِيًّا وَعَلِيهِ شِبْهُ مِنديل من صُوف قد اتّزَرَ بِهِ، فقلْت: مَا تُسمِّيه؟ فَقَالَ: بُرْدَة. وَقَالَ اللَّيث: البُرْدُ مَعْرُوف، من بُرُودِ العَصْبِ والوَشْيِ. قَالَ: وأَما البُرْدَة فكساءٌ مربَّع أَسْودُ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسه الأَعرابُ.
(والبَرَّادَةُ، كَجَبَّانةِ: إِناءٌ يُبردُ الماءَ) ، بُني على أَبْرَد. (و) قَالَ اللَّيْث: البَرّادة (كُوَّارَة يُبرَّدُ عَلَيْهَا) الماءُ. قلت: وَمِنْه قَوْلهم: باتَتْ كِيزانُهم على البَرَّادَة. وَقَالَ الأَزهريّ: لَا أَدرِي هِيَ من كَلَام الْعَرَب أَم كَلَام المُولَّدين.
(و) فِي الحَدِيث (إِنَّ البِطِّيخ يَقْطَعُ (: الإِبْرِدَة)) ، وَهِي (بِالْكَسْرِ) ، أَي للهمزة والراءِ (: بَرْدٌ فِي الجَوْفِ) ورُطُوبَة غالبتانِ، مِنْهُمَا يَفْتُر عَن الجِمَاع، وهمْزتها زَائِدَة. وَيُقَال رَجُلٌ بِهِ إِبْرِدَةٌ، وَهُوَ تقطيرُ البَوْلِ وَلَا يَنْبَسِط إِلى النّساءِ.
(و) وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (كل داءٍ أَصلُه (البَرْدة)) ، بِفَتْح فَسكون، (ويُحرَّك: التُّخمة) وإِنّما سُمِّيَت التُّخمة بَردَةً لأَنّ التُّخمَة تُبْرِد المَعدةَ فَلَا تَستمرِىء الطَّعَامَ وَلَا تُنْضِجه.
(و) يُقَال: (ابتَرَدَ الماءَ) ، إِذا (صَبَّه عَلَيْه) ، أَي على رأْسه (بَارداً) . قَالَ:
إِذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي
أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقاءِ القَوْم أَبترِدُ
هاذا بَردْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه
فمَنْ لحَرَ على الأَحْشاءِ يتّقِدُ
(أَو) ابترَدَه، إِذا (شَرِبه ليُبَرِّد كَبِدَه) بِهِ. قَالَ الرّاجِز.
فطالما حَلأْتُماها لَا تَرِدْ
فخَلِّيَاها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
مِن حَرّ أَيّامٍ ومِن لَيْلٍ وَمِدْ
(وتَبرَّدَ فِيهِ) ، أَي الماءِ: (استَنْقعَ) . وابترَدَ: اغتَسلَ بالماءِ الْبَارِد، كتبرَّدَ. (و) فِي الحَدِيث: (مَن صلَّى البَرْدَين دَخلَ الجَنْةَ) ، وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير: (كَانَ يَسِير بِنَا الأَبْرَدَين) ، (الأَبردَانِ) هما (الغَدَاةُ والعَشِيّ) ، أَو العَصْرَانِ (كالبَرْدَيْنِ) ، بِفَتْح فَسُكُون. (و) الأَبْردَانِ أَيضاً: (الظِّلّ والفَيْيُ) ، سُمِّيَا بذالك لبَرْدِهما. قَالَ الشّمّاخ بن ضِرَار:
إِذَا الأَرْطَى تَوسّدَ أَبْرَدَيْه
خُدُودُ جَوازِيءِ بالرملِ عِينِ
(وأَبْرَدَ) الرّجلُ: (دَخَلَ فِي آخِرِ النَّهَارِ) . وَيُقَال: جِئْناك مُبْرِدينَ، إِذا جاءُوا وَقد باخَ الحَرُّ. وَقَالَ محمّد بن كعْب: الإِبْراد: أَن تَزِيغ الشَّمْسُ. قَالَ: والرَّكْب فِي السَّفر يَقُولُونَ إِذا زاغَت الشَّمْسُ: قدْ أَبرَدْتم فَرَوِّحُوا. قَالَ ابنُ أَحمرَ.
فِي مَوْكِبٍ زَجِلِ الهَوَاجِرِ مُبْرِدِ
قَالَ الأَزهري: لَا أَعرِف محمّد ابْن كعْب هاذا، غير أَنَّ الَّذِي قَالَه صحيحٌ من كَلَام الْعَرَب، وذالك أَنّهم يَنزِلُون للتَّغوِير فِي شِدَّة الحَرّ ويَقيلون، فإِذا زَالَت الشّمسُ ثَارُوا إِلى رِكَابهم فغَيَّرُوا عَلَيْهَا أَقْتَابَها ورِحَالَهَا ونادى مُنَادِيهم: أَلاَ قَدْ أَبْردْتُم فارْكَبُوا.
(وبَرَدَنا اللَّيْلُ) يَبْرُدُنَا بَرْداً. (و) بَرَدَ (عَلَيْنَا: أَصَابَنَا بَرْدُه، و) لَيْلَةٌ بارِدةُ العَيْشِ وَبَرْدَتُه: هَنِيئةٌ. قَالَ نُصَيب:
فيا لَكَ ذَا وُدَ وَيَا لَكِ لَيْلَةً
بَخِلْتِ وكانَتْ بَرْدَةَ العَيشِ ناعِمَهْ
و (عَيْشٌ بارِدٌ: هَنىءٌ) طَيِّبٌ. قَالَ:
قَلِيلَةُ لحمِ النَّاظِرَينِ يَزِينُها
شَبَابٌ ومَخفوضٌ من الغَيْشِ باردُ
أَي طَابَ لَهَا عَيْشُهَا. قَالَ: ومثْله قَولُهم: نَسأَلك الجَنَّةَ وَبَرْدَهَا. أَي طِيبَها ونَعِيمَها.
(و) من الْمجَاز فِي حَدِيث عُمَرَ (فَهبَّرَهُ بالسَّيْفِ حتَّى (بَرَدَ) : ماتَ) قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهُوَ صحيحٌ فِي الِاشْتِقَاق، لأَنّه عَدِمَ حَرارةَ الرُّوح. وَقَالَ شيخُنَا نقلا عَن بعض الشُّيوخ: هُوَ كِنَايَةٌ للزُوم انطفاءِ حَرارتِهِ الغَريزيَّة، أَو لسُكون حَركَتِه، لأَنَّ البرْدَ استُعْمِلَ بمعنَى السُّكُونِ.
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدَ لي (حَقِّي) على فُلانٍ: (وَجَبَ ولَزِمَ) وثَبتَ. ولي عَلَيْهِ أَلفٌ بارِدٌ، أَي ثابتٌ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عُمرَ فِي (الصّحاح) (وَدِدْتُ أَنّه بَرَدَ لنا عَمُلنا) .
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدُ (مُخُّه) يَبْرُد بَرْداً (هُزِلَ) ، وكذالك العِظَامُ. وجاءَ فُلانٌ بارِداً مُخُّه، وباردُ العِظَامِ وحارُّهَا، للهَزِيل والسَّمِين.
(و) بَرَدَ (الحديدَ) بالمِبْرَد ونحوِه من الْجَوَاهِر يَبْرُدُه بَرْداً: (سَحَلَه. و) بعرَدَ (العَينَ) بالبَرُودَ يَبرُدُها بَرْداً: (كَحَلَهَا) بِهِ. وبَرَدَت عَيْنُه: سكَنَ أَلَمُهَا. والبَرُود: كُحْلٌ يُبَرِّد العَينَ من الحَرّ. وَفِي حَدِيث الأَسود (أَنَّه كَانَ يَكتحِل بالبَرُودِ وَهُوَ مُحْرِمٌ) .
(و) بَرَدَ (الخُبْزَ: صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ) فبَلَّه، (فَهُوَ بَرُودٌ) ، كصَبُور (ومَبرودٌ) ، وَهُوَ خُبْرز يُبْرَد فِي الماءُ تُطْعَمُه النساءُ للسّمنة.
(و) بَرَدَ (السَّيْفِ: نَبَا. و) بَرَدَ (زَيْدٌ) يَبْرُدُ بَرْداً (ضَعُفَ) ، وَفِي (التكملة) ضَعُفَت قَوائمُه، (كبُرِدَ كعُنِيَ) ، وهاذِه عَن الصّاغَانيّ. (و) هُزَالٍ أَو مَرضٍ وَفِي حديثِ عُمرَ: (أَنّه شَرِبَ النَّبِيذَ بَعْدَ مَا بَرَدَ) ، أَي سَكَن وفَتَر. وَيُقَال: جَد فِي الأَمرِ ثمَّ بَرَدَ، أَي فَتَرَ، وَفِي الحَدِيث (لمَّا تلقَّاهُ: بُرَيدَةُ الأَسلميّ قَالَ لَهُ: من أَنت؟ قَالَ؟ أَنا بُرَيْدَة. قَالَ لأَبي بَكر: بَرَدَ أَمرُنا وصَلَح) أَي سَهُلَ (بُرَاداً) ، كغُرَاب، (وبُرُوداً) ، كقُعُود. قَالَ ابنُ بُزُرْج: البُرَاد: ضَعْفُ القوائمِ من جُوعٍ أَو إِعْيَاءٍ، يُقَال: بِهِ بُرَادٌ، وَقد بَرَدَ فُلانٌ إِذا ضَعُفت قوائمُه.
(وبَرَّدَهُ) ، أَي الشيْءَ تَبريداً، (وأَبْرَدَه) : فتَّره و (أَضْعَفَه) ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
الأَسودَانِ أَبْردَا عِظَامِي
الماءُ والفَثَّ ذَوَا أَسْقَامِي (والبُرَادَة) بالضّمّ: (السُّحَالة) ، وَفِي (الصّحاح) : البُرَادَة: مَا سَقَطَ مِنْهُ.
(والمِبْرَدُ، كمِنْبَرٍ) مَا بُرِدَ بِهِ وَهُوَ (السُّوهَان) ، بالفارسيَّة.
والبَرْدُ: النَّحْتُ يُقَال: بَرَدْت الخَشبةَ بالمِبْردِ بَرْداً، إِذا نَحتُّها.
(والبَرْدِيُّ) ، بِالْفَتْح (: نَبَاتٌ) ، وَفِي نُسْخَة: نَبتٌ (م) أَي مَعْرُوف، واحدته بَرْدِيّة. قَالَ الأَعشى:
كبَرْدِيّة الغِيل وَسْطَ الغَرِي
فِ قد خَالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّرِيرَا
(و) فِي الحَدِيث: (أَنَّه: أَمرَ أَن يُؤخَذ البُرْديَّ فِي الصَّدَقة) . البُرْديّ (بالضَّم: تَمْرٌ جَيِّدٌ) يُشْبِه البَرْنيَّ، عَن أَبي حنيفةَ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من تَمر الْحجاز. (و) البُرْدِيّ: لقب (مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ سَعِيد الجَيَّانيّ) الأَندلسيّ (المحدِّث) نزيل بغدَادَ، سمعَ محمّد بن طَرْخان التُّركيّ.
(والبَرِيد: المرتَّبُ) ، كَمَا فِي (الصّحاح) . (و) فِي الحَدِيث: (لَا أَخِيسُ بالعَهْد، وَلَا أَحْبِس البُرْد) أَي لَا أَحبِسُ الرُّسُلَ الوَارِدين عليّ. قَالَ الزّمخشري: البُرْدُ سَاكِنا: جمْعُ بَريدٍ، وَهُوَ (الرَّسُول) ، فَخّفف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّمَا خَفّف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّما خَفّفه هُنَا ليُزاوجَ العَهْد. وَفِي (الْمِصْبَاح) : وَمِنْه قولُ بعض الْعَرَب (الحُمَّى بَرِيدُ الموتِ) ، أَي رسولُه. وَفِي العِناية أَثناءَ سُورَة النساءِ: سُمِّيَ الرّسولُ بَرِيداً لِرُكُوبه البَريدَ، وَهِي المسافَة، (و) هِيَ (فَرسَخَانِ) . كلُّ فرْسَخٍ ثلاثةُ أَميالٍ، والمِيلُ أَربعةُ آلافِ ذِرَاعٍ. (و) أَربَعَةُ فَرَاسِخَ، وَهُوَ (اثنَا عَشَرَ مِيلاً) . وَفِي الحَدِيث: (لَا تُقصَر الصّلاةُ فِي أَقلَّ من أَربَعَةِ بُرُدٍ) وَهِي ستَّةَ عَشرَ فَرسَخاً. وَفِي كُتب الْفِقْه: السَّفَرُ الّذِي يجوز فِيهِ القَصْرُ أَربعةُ بُرُدٍ، وَهِي ثمانيةٌ وأَربعون مِيلاً بالأَميال الهاشميّة الّتي فِي طَرِيق مَكّةَ. (أَو مَا بَيْنَ المَنزلَينِ. و) البَريدُ: (الفُرَانِقُ) ، بِضمّ الفاءِ، سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه يُنْذِر قُدّامَ الأَسَدِ) ، قيل: هُوَ ابنُ آوَى، وَقيل غير ذالك، وسيأْتي. (و) البَريد (الرُّسُلُ على دَوَابِّ البَرِيدِ) والجمْعُ بُرُدٌ. قَالَ الزّمخشريّ فِي الْفَائِق: الْبَرِيد كلمة فارسيّة يُرَاد فِيهَا فِي الأَصل البَغْل، وأَصلهَا برده دم أَي مَحْذُوف الذَّنَب، لأَنّ بِغَالَ البَريدِ كَانَت محذوفةَ الأَذنابِ، كالعَلاَمَة لَهَا، فأُعْرِبت وخُفِّفت، ثمّ سُمِّيَ الرَّسولُ الّذي يَركَبه بَريداً، والمسافةُ الّتي بَين السِّكَّتَين بَريداً. والسِّكّة: مَوضعٌ كَانَ يَسكُنُه الفُيُوجُ المُرَتَّبون من بَيْتٍ أَو قبَّة أَو رِباطٍ، وَكَانَ يُرَتّب فِي كلّ سِكّةٍ بِغَالٌ، وبُعْدُ مَا بَين السِّكّتينِ فَرسخَانِ أَو أَربَعَةٌ. انْتهى. وَنَقله ابْن مَنْظُور وَابْن كَمَال باشا فِي رِسَالَة المعرّب، وقَالَ: وبهاذا التّفصيلِ تَبَينَ مَا فِي كَلَام الجوهَريّ وَصَاحب القَامُوس من الخَلَل، فتَأَمَّلْ.
(وسِكَّةُ البَرِيد: مَحَلَّةٌ بخُوَارَزْمَ) . وَقَالَ الذّهَبيّ: بجُرْجَان، (مِنْهَا) أَيو إِسحاقَ (إِبراهِيمُ بنُ محمّد بن إِبراهِيمَ) ، حدَّثَ عَن الفَضْل بن محمَّد البَيهقيّ وَجَمَاعَة. قَالَ الْحَافِظ ابْن حَجر وأَبو إِسحاق: هاكذا ضَبطَه الأَمِيرُ بالتّحتانيّة والزّاي، مَاتَ سنة 333، (ومنصورُ بن محمّدٍ الكاتبُ) أَبو الْقَاسِم، (البَرِيديَّانِ) ، حدث عَن عبد الله بن الْحسن بن الضَّرَّاب، وَعنهُ السِّلَفيّ.
(وبَرَدَه وأَبْرَدَه: أَرسَلَه بَرِيداً) ، وَزَاد فِي (الأَساس) : مُستعْجلاً. وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (إِذا أَبردْتُم إِليَّ بَرِيداً فاجْعَلُوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسمِ) .
(و) قَوْلهم: (هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ) ، فسَّره ابنُ الأَعرابيّ فَقَالَ: (أَي يَفْعَلانِ فِعْلاً واحِداً) فيشتَبهانِ كأَنَّهما فِي بُرْدَةٍ.
(وبَرَدَى) ، بِثَلَاث فَتحاتٍ (كَجَمَزَى) وبَشَكَى. قَالَ جرير:
لَا وِرَدْ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفوا بَرَدَى
إِذَا تَجَوَّبَ عَن أَعْنَاقِهَا السَّدَفُ
(نَهْرُ دِمَشْقَ الأَعظمُ) ، قَالَ نِفْطَوَيْه، هُوَ بَرَدَى مُمالٌ، يكْتب باليَاءِ (مَخْرَجُه) من قَرْيَةٍ يُقَال لَهَا قَنْوَا، من كُورَة (الزَّبْدَانيّ) ، بِفَتْح فَسُكُون على خَمْسَة فَارسِخَ من دمَشقَ ممّا يلِي بَعْلَبَكّ، يَظهر الماءُ من عيونٍ هُنَاكَ ثمّ يَصُبُّ إِلى قَرّيَةٍ (تُعرف بالفِيجة) على فَرْسَخَينِ من دِمَشْقَ، وتَنضمّ إِليه أَعينٌ أُخرَى، ثمَّ يَخرُج الجميعُ إِلى قَرْيَة تعرف بحمزَايا فَيَفْتَرق حينئذٍ فَيصير أَكثره فِي بَرَدَى، ويَحْمِلُ الباقيَ نَهرُ يزيدَ (وَهُوَ نهرٌ حَفَرَه يَزيدُ بن مُعَاوِيَة) فِي لِحْف بعضِ جبَل قاسيُون، فإِذا صارَ ماءُ بَرَدَى إِلى قريةٍ يُقَال لَهَا دُمَّر افترقَ على ثَلَاثَة أَقسام، لبَرَدَى مِنْهُ نَحو النِّصف، ويفترق الْبَاقِي نهرَيْن، يُقَال لأَحدهما ثَوْرَا فِي شماليّ بَرَدَى وللآخرِ بانَاس فِي قِبْلِيِّه، وتمرّ هاذه الأَنهارُ الثّلاثُ بالبوادي، ثمَّ بالغُوطَة، حتّى يَمرّ بَرَدَى بمدِينَة دمشقَ فِي ظاهرِها فيشقّ مَا بَينهَا وَبَين العُقَيْبَةِ حَتَّى يَصخبّ فِي بُحَيْرَة المَرْج فِي شرقيّ دِمَشْق، وَهُوَ أَهْبَطُ أَنهار دِمشق، وإِليه تنصبُّ فضَلاتُ أَنهُرِهَا. ويُساوقه من الْجِهَة الشمالية (نَهْر) يزِيد، إِلى أَن يَنفَصل عَن دمشق وبَساتِينِها، وَمهما فَضَلَ من ذالك كلِّه صَبَّ فِي بُحيرة المَرْج. وأَمّا باناس فإِنّه يدْخل إِلى وَسط مَدينة دِمشق فَيكون مِنْهُ بعضُ مياه قَنواتِها وقَسَاطِلها، وينفصل بَاقِيه فيسقي زُروعَهَا من جِهَة الْبَاب الصغيرِ والشرقيّ.
وَقد أَكثَرَ الشّعراءُ فِي وَصْف بَرَدَى فِي شعرهم، وحُقّ لَهُم، فإِنّه بِلَا شَكَ أَنْزَهُ نَهْر فِي الدُّنْيَا. فَمن ذالك قولُ ذِي القرْنَيْنِ أَبي المُطاع بنِ حَمْدَان:
سَقَى اللَّهُ أَرْضَ الغُوطَتَيْن وأَهلَهَا
فلي بجنُوبِ الغوطَتَين شُجونُ
ومَا ذُقْتُ طَعْمَ الماءِ إِلاّ استخفَّني
إِلَى بَرَدَى والنَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ وَقد كانَ شَكّي فِي الفِراقِ يَرُوعُني
فكيفَ يَكون اليَومَ وهْوَ يَقينُ
فواللَّهِ مَا فارَقْتُكم قالياً لكُمْ
ولاكنّ مَا يُقْضَى فسَوف يكونُ
وَقَالَ العِماد الْكَاتِب الأَصبهانيّ يذكُر هاذه الأَنهارَ من قَصِيدَة:
إِلى نَاسِ بنَاسَ لي صَبْوةٌ
فلِي الوَجْدُ داعٍ وذكْرِي مُثيرُ
يَزيدُ اشتِيَاقي ويَنمُو كَمَا
يَزيد يزيدُ وثَوْرَا يَثُورُ
وَمن بَرَدَى بَرْدُ قلبِي المشوق
فها أَنا من حرِّه أَستجيرُ
وَفِي ديوَان حسّانَ بن ثَابت:
يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ
بَرَدَى يُصَفَّق بالرَّحيقِ السلْسَلِ
وسيأْتي فِي حرف الصَّاد.
(و) بَرَدَى أَيضاً: (جَبَلٌ بالحجَاز) فِي قَول النُّعمان بن بَشيرٍ:
يَا عَمْرَ لَو كُنْتُ أَرقَى الهَضْبَ من بَرَدَى
أَو العُلاَ من ذُرَا نَعْمانَ أَو جَرَدَا
بِمَا رَقِيتُكِ لاسْتَهوَنْتُ مانِعَها
فهلْ تَكونِينَ إِلاَّ صَخْرَةً صَلَدَا
(و) بَرَدَى أَيضاً: (ة بحَلَبَ) من ناحيةِ السُّهُولِ. (و) بَرَدَى أَيضاً: (نَهرٌ بطَرَسُوسَ) بالصَّغَر.
(وبَرَدَيَّا) ، بِفَتْح الدَّال وياءٍ مشدَّدة وأَلف، وَفِي كتاب (التكملة) للخارزنجيّ بِكَسْر الدّال، وَهُوَ من أَغلاطه: (ع) بالشَّام أَو نهر، وَقَالَ أَحمد بن يحيى فِي قَول الراعِي النُّميريّ:
واعتَمَّ مِن بَرَدَيَّا بَينَ أَفْلاجِ
إِنّه نهرٌ (بالشَّأْم) ، والأَعرَف أَنّه بَرَدَى، كَمَا تقَدَّم، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وتِبْرِدُ) ، بكسرِ التّاءِ المثنّاة الفوقيّة (ع) ، وَقد أَعَادَهُ المُصَنّف فِي التاءِ مَعَ الدَّال أَيضاً، وأَما ابْن منظورفإِنّه أَوردَه بتقديمِ الباءِ الموحّدة على المثنّاة الفَوقيّة، فليُنظر، ذَلِك.
(وبَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (جَبَلٌ) يُنَاوِحُ رُؤافاً، وهما جَبَلانِ مُسْتَديرانِ بَينهمَا فَجْوَةٌ فِي سَهلٍ من الأَرْض غير متَّصلة بغَيْرهَا (هما من الجِبَال) بَين تَيْماءَ وجَفْر عَنَزَةَ فِي قِبليّها. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ماءٌ) قُربَ صُفينة من مياهِ بني سُليم ثمَّ لبني الْحَارِث مِنْهُم. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ع) يمانيّ، قَالَ: نصْر: أَحسب أَنّه أَحَدُ أَبْنِيَتهم.
(وبَرَدُّونَ) ، بِفتْحَتَيْنِ (مشدَّدةَ الدّالِ) وَسُكُون الْوَاو: (ة بذَمَارِ) من أَرض الْيمن.
(وبَرْدَةُ: علمٌ للنَّعْجَة) ، وتُدْعَى للحَلْب فَيُقَال بَرْدَه برْدَه. (و: ة بنَسَفَ مِنْهَا عَزيزُ بن سُلَيم) بن منصورٍ (البَرْدِيُّ المحدِّث) ، قَدِمَ خُرَاسَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم فسَكنَ بَرْدَةَ فنُسِب إِليها. قَالَ الْحَافِظ: هاكذا ضبطَه الذّهبيّ وَالصَّوَاب فِيهِ بَزْدَة، بالزاي بعد الْمُوَحدَة، وسيأْتي للمصنّف فِيمَا بعدُ، وكأَنّه تَبِعَ شَيخَه الذَهَبيّ فِي ذِكْره هُنَا. (و) بَرْدَةُ، أَيضاً: (ة بشيرَازَ) .
(و) البَرَدَةُ، (بالتّحْرِيك، من العَيْن: وَسَطُها) نقلَه الصاغَانيّ. (و) بَرَدَة (بنتُ مُوسَى بن يَحيَى) ، كَذَا فِي (النُّسخ) وَفِي (التكملة) (نَجِيح) بدل يَحيى، حَدّثت عَن أُمِّهَا بَهيّة.
(وبُرْدَةُ الضَّأْنِ، بالضّمّ: ضَرْبٌ من اللَّبَنِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(ومحمّد بن أَحمدَ بن سعيدٍ البُرْدِيّ) ، بالضّمّ، الأَنْدلسِيّ الجعيَّانيّ (مُحدِّث) نَزلَ بغدادَ وسمعَ محمَّدَ بن طَرْخَانَ. وهاذا قد تقدّم لَهُ قَرِيبا فِي أَوّل التَّرْكِيب، فَهُوَ تكْرَار.
(والبُرَدَاءُ ككُرمَاءَ: الحُمَّى بالقِرَّة) ، أَي الْبَارِدَة، وتُسمَّى بالنّافضة. نقلَه الصاغَانيّ.
(وَذُو البُرْدَيْن: عَامر بن أُحَيمرَ) بنِ بَهدَلَةَ بن عَوْفٍ، لُقّب بذالك لأَنّ الوُفودَ اجْتَمعُوا عِنْد عَمْرِو بن المنذرِ بن ماءِ السّماءِ، فأَخْرَج بُرْدَينِ وَقَالَ: لِيْقُمْ أَعزُّ الْعَرَب فلْيلْبَسهُما، فَقَامَ عامرٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنت أَعزُّ الْعَرَب؟ قَالَ: نعم؛ لأَنّ العزَّ كلَّه فِي مَعَدّ ثمّ نِزارٍ ثمّ مُضَرَ ثمَّ تَمِيم ثمَّ سَعدٍ ثمَّ كَعبٍ، فمَن أَنكرَ ذالك فليناظِرْ. فَسكتوا فَقَالَ: هاذه قَبيلتُك فَكيف أَنتَ فِي نفْسِك وأَهْل بَيتك؟ فَقَالَ: أَنا أَبو عَشرة، وأَخو عَشرة وعَمُّ عَشرة. ثمَّ وَضع قَدَمَه على الأَرض وَقَالَ: من أَزالَهَا من مَكانها فَلهُ مائةٌ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ البُرْدَين وانصرَف. قَالَه أَبو مَنْصُور الثعالبيّ فِي الْمُضَاف والمنسوب.
(و) ذُو البُرْدَين أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن رِيَاحٍ) الهلاليّ وَهُوَ (جَوَادٌ، م) أَي مَعْرُوف.
(وثَوبٌ بَرُودٌ) ، كصَبور: (مَالَه زِئْبِرٌ) ، عَن أَبي عَمرٍ ووابن شُميل. وثَوبٌ بَرودٌ، إِذا لم يكن دفَيئاً وَلَا لَيِّناً من الثِّياب.
(والأُبيرِدُ الحِمْيرِيّ) : رجلٌ (سارَ إِلى بني سُلَيم فقَتَلوه) ، نَقله الصّغانيّ.
(و) الأُبيرِد (اليَربوعيّ: شاعرٌ) أَوردَه الجوهريّ. (و) الأُبيرد (بن هَرْثَمَة العُذْريُّ) شَاعِر (آخَرُ) ، وَيُقَال فِيهِ أَرْبَدُ بن هَرْثَمَةَ. وهاكذا قَالَه البَدْر العَينيّ فِي القِنَاع الْمدنِي (والباردَة من أَعلامِهنّ) أَي النّساءِ، نَقله الصاغانيّ.
(وإِبْرَاهِيمُ بن بَرْدَادٍ كصَلْصَالٍ) مُحدِّث. وَكَذَا غرفر بن بَرْدَاد الحَضرميّ. وأَما محمّد بنُ بَرْدادٍ الفَرغانيّ فقد حدّثَ عَنهُ الحسنُ بن أَحْمدَ الْكَاتِب، هاكذا ذَكروهُ، قَالَ الْحَافِظ: والصّواب: خَلَف بن محمّد بن بَرْدَاد. وَكَذَا عِنْد الأَمير.
(وبَرْدَادُ: ة بسَمَرْقَنْد) ، على ثلاثةِ فَراسِخَ مِنْهَا، يُنسَب إِليها أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بن رَسُولٍ البَرْداديّ السَّمَرْقنديّ، يَروِي عَن أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَغَيره.
(وبَرَدَانُ، مُحرّكةً: لَقبُ) أَبي إِسحَاقَ (إِبراهِيمَ بن) أَبي النضّر (سالمٍ) القُرشيِّ التَّيميّ المَدنيّ، مولَى عُمرَ بنِ عُبيد الله، رَوَى عَن أَبيه فِي صَحِيح البخاريّ.
(و) البَرَدَانُ: (عَيْنٌ بالنَّخْلَة الشَّامِيَّة) بأَعلاهَا من أَرضِ تِهَامةَ. وَقَالَ نصْر: البَرَدَانُ جَبلٌ مُشرِفٌ على وادِي نَخْلَةَ قَرْبَ مَكّةَ، وفيهَا قَالَ ابْن مَيّادةَ:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَرَدَانِ تَغْتَسِلْ
تَشْرَبُ مِنْهَا نَهَلاَتٍ وتَعُلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالسَّمَاوةِ) دونَ الجَنَابِ وبَعْدَ الحِنْيِ من جِهةِ العِرَاق. (و) قَالَ الأَصمعيّ: البَرَدَانُ: (ماءٌ بنَجْدٍ لعُقَيل) بن عامرٍ، بينَهم وبينَ هِلالِ بن عامرٍ. وَقَالَ ابْن زيادٍ: البَرَدَانُ فِي أَقْصَى بِلادِ عُقَيْلٍ وأَوّل بِلَاد مَهْرَة. وأَنشد:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَردَانِ تَغتسِلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالحجاز لبني نَصْر) بن مُعاويةَ، لبني جُشَمَ، فِيهِ شيْءٌ قليلٌ لبطنٍ مِنْهُم يُقَال لَهُم بَنو عُصَيْمة، يَزعمون أَنَّهُم من الْيمن، وأَنهم ناقِلَة فِي بني جُشَمَ.
(و) البَرَدَانُ (: ة ببَغُدَاد) ، على سبعةِ فَرَاسخَ مِنْهَا قُرْبَ صَرِيفِينَ، وَهِي من نواحِي دُجَيل، وَهُوَ تَعريبُ بردادان، أَي مَحلّ السَّبْيِ، وبَرْدَه بالفارسيّة هُوَ الرّقيق المجلوبُ فِي أَوْلِ إِخراجه من بِلادِ الكُفر، كَذَا فِي كتاب المُوَازنة لِحمزةَ، (مِنْهَا أَبو عليّ) الحافظُ أَحمدُ بنُ أَبي الْحسن محمّد بن أَحمد بنِ محمّد بن الحَسن بن الحُسين بن عليّ (البَرَدَانيّ) الحَنبليّ، كَانَ فَاضلا، وَهُوَ (شيخُ) الإِمام الْحَافِظ أَبي طَاهِر (السِّلَفيّ) نزيلِ ثَغرِ الإِسكندرية، تُوفِّيَ سَنة 498، وتُوُفِّيَ وَالِده أَبو الْحسن فِي ذِي الْقعدَة سنة 465.
(و) البَرَدَانُ: (ة بالكُوفةِ) وكانتْ مَنزلَ وَبرةَ الأَصغر بن رومانس بن مَعقِل بن محَاسن بن عَمْرو بن عبد وُدّ بن عَوف بنِ عُذرةَ بنِ زيدِ الَّلاتِ بنُ رُفيدة بن ثَورِ بن كَلْب بنَ وَبرة؛ أَخي النُّعمان بن الْمُنْذر لأُمّه، فَمَاتَ ودُفن بهاذا الْموضع، فلذالك يَقُول مَكحولُ بن حارِثةَ، يَرثيه:
لقد تَرَكُوا على البَرَدَانِ قَبْراً
وَهَمُّوا للتَّفرُّق بانطلاقِ
وَقَالَ ابْن الكلبيّ: مَاتَ فِي طَرِيقه إِلى الشأْم. فَيجوز أَن يكون البَرَدَانَ الّذي بالسَّمَاوة.
(و) البَرَدَانُ (نَهْرٌ بطَرَسُوس) ، وَلَا يُعرف فِي الشأْم مَوضعٌ أَو نَهرٌ يُقَال لَهُ البرَدَانُ غَيره، فَهُوَ الّذي عَنَاه الزّمخشريُّ بقوله حِين قيل إِنّ الجَمَد المدقوقَ يَضُرّه:
أَلاّ إِنّ فِي قَلْبي جَوًى لَا يَبُلُّه
قُوَيْقٌ وَلَا العاصِي وَلَا البَرَدَانُ
قَالَ أَبو الْحسن العُمْرَانيّ: وهاذه أَسماءُ أَنهار بالشأْم.
(و) البَردَانُ أَيضاً: (نَهرٌ آخَرُ بمَرْعَشَ) يَسقِي بَسَاتِنَهَا وضِيَاعَهَا، مَخرَجُه من أَصْل جَبَلِ مَرْعَشٍ، ويُسمَّى هاذا الجبَلُ الأَقرعَ. ذكرهمَا أَحمد بن الطّيِّب السَّرخسيّ.
(و) البَرَدانُ: (بِئرٌ بتَبَالةَ) بالبادية. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ع بِبِلَاد نَهْدٍ باليَمَن) ، وَلم يَذكره ياقُوت. (و) البَرَدَانُ أَيضاً (: ع باليَمَامَةِ) يُقَال لَهُ سَيْحُ البرَدَانِ فِيهِ نَخْلٌ، عَن (ابْن) أَبي حَفصةَ. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ مِلْحٌ بالحِمَى) قَالَ الأَصمعيّ: من جِبال الحِمَى الذُّهْلولُ وماؤُه، ثمَّ البَرَدانُ وَهُوَ ماءٌ مِلْحٌ كثيرُ النَّخلِ.
(والأَبْرَدُ: النَّمِرُ، ج أَبارِدُ، وَهِي بهاءٍ) ، وَهِي الخَيثَمةُ أَيضاً، نقلَه الصّاغانيّ.
(وبَرْدُ الخِيَارِ لَقَبٌ) ، وَهُوَ مُضافٌ إِلى الخِيَار، نَقله الصاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: (وَقعَ بَينهمَا قَدُّ بُرُودِ يُمْنَةٍ) ، بضمّ فَسُكُون، إِذا تَخاصمَا و (بَلَغَا أَمراً عَظيماً) فِي المخاصَمة حتّى تَشاقَّا ثِيابَهما؛ (لأَنَّ اليُمَن) ، بضمّ ففتْح (وَهِي بُرُودُ اليَمنِ) غاليَةُ الثَّمنِ، فَهِيَ (لَا تُقَدّ) أَي لَا تُشقّ (إِلاّ لِعظيمةٍ) . وَفِي (التكملة) : إِلاّ لأَمرٍ عظيمٍ: وَهُوَ مَثلٌ فِي شِدّة الخُصومة.
(وبَرْدَانيَّةُ: ة بنواحِي بلَدِ إِسكافَ، مِنْهُ) ، هاكذا فِي نُسختنا والصّواب: مِنْهَا (القُدْوَةُ أَحمدُ بنُ مُهَلْهِلٍ البَرْدَانيّ الحَنبَليّ) ، روَى عَن أَبي غَالبٍ الباقِلاَنيّ وَغَيره.
(وأَيُّوب بن عبد الرّحيم بن البُرَدِيّ، كجُهَنيّ، بَعْليٌّ) ، أَي مَنْسُوب إِلى بَعْلَبَكّ، (مُتأَخّر) ، حَدّثَ عَن أَبي سَلمانَ ابْن الْحَافِظ عبدِ الغَنيّ، (رَوَيْنَا عَن أَصحابه) ، مِنْهُم الْحَافِظ الذّهَبيّ.
(وأَوسُ بنُ عبدِ الله بن البُرَيْدِيّ نِسْبة إِلى جَدّهِ بُرَيدةَ بنِ الحُصَيْب الصَّحَابيّ) . وَفِي بعض النُّسخ: أَوس بن عبيد الله.
(وسُرْخابُ) ، وَفِي بعض النُّسخ سِرْحَان (البريديّ، رَوَى) . قَالَ الذَّهبيّ. وَهُوَ مجهولٌ لَا أَعرفه. وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: بل هُوَ معروفٌ ترجَمه الخطيبُ وضَبَطَه بِفَتْح الباءِ، وَكَذَا فِي الإِكمال. والضّمّ ذَكرَه ابْن نُقطةَ فوَهِمَ، فقد ضبطَه الخَطيبُ وَابْن الجَزريّ وَغَيرهم بِالْفَتْح، وَهُوَ فَقِيه شافعيّ مَشْهُور.
(وبُرْدَةُ وبُرَيْدَةُ وبَرَّادٌ) ، الأَخير ككَتّان، (أَسماءٌ) مِنْهُم أَبُو بُرْدَةَ بن نِيَارٍ الصّحابيّ، خَال البَراءِ بن عازبٍ، واسْمه هانىء أَو الْحَارِث، وأَبو بُرْدةَ الأَصغرُ، واسمُه بُرَيد بن عبد الله.
(وأَبو الأَبرَدِ زِيادٌ: تابعيٌّ) ، وَهُوَ مولَى بني خَطْمَةَ، روَى عَن أُسَيد بن ظُهَير، وَعنهُ عبد الحميد بن جَعفر، ذَكرَه ابْن المهندس فِي الكُنَى.
(وبَرْدَشِير) ، بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم (د، بكِرْمَانَ) مِمَّا يَلِي المفازةَ، قَالَ حَمزةُ الأَصفهانيّ: (هُوَ مُعَرّب أَزْدَشِيرَ) بن باركَان (بعانِيهِ) وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير، فِيهَا قَلعةٌ حَصينةٌ، وَكَانَ أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بنالياس، كَانَ ملِكاً بكِرْمَانَ فِي أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه، وَبَينهَا وَبَين السِّيرجان مَرحلتانِ، وَبَينه وَبَين زَرَنْد مَرحلتانِ، وشُرْبُهم من الْآبَار، وحولَها بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ، وفيهَا نَخْلٌ كثيرٌ. وَقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المحدِّثين مِنْهُم أَبو غانمٍ حمد بن رِضوانَ بن عبيد الله بن الْحُسَيْن الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ، سَمعَ أَبا الْفضل عبد الرحمان بن أَحمد (بن الْحسن الرّازيّ الْمقري، وأَبا الْحسن عليّ بن أَحمد) بن محمّد الواحديّ المفسِّر، وَغَيره، وَمَات ببَرْدَشير فِي صفر سنة 521. وَقَالَ أَبو يَعْلَى محمّد بن مُحَمَّد البغداديّ:
كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشِيرَ البَغِيضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وبَرْدَرَايَا) ، بِفَتْح الدَّال، وَالرَّاء وَبَين الأَلفين ياءٌ: (ع) أَظنّه (بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ) ، أَي من أَعمالها، وَلَو قدَّم هاذا على بَرْدَشير كَانَ أَحسن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ (بَرُودُ الظِّلّ) أَي طَيِّب العِشْرةِ، (وفَعُول) يَستوِي فِيهِ الذَّكر والأَنثَى.
وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ: بَرْدُهما وهاذا الشيْءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ، قَالَ الأَصمعيّ: قلْت لأَعرابيّ؛ مَا يَحمِلُكم على نَومَة الضُّحَى؟ قَالَ: إِنَّها مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْف مَسْهَنَة فِي الشِّتاءِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: البارِدة: الرَّبَاحَة فِي التِّجارة سَاعَةَ يَشتَرِيهَا. والباردة: الغَنِيمةُ الْحَاصِلَة بِغَيْر تَعَبٍ. وَفِي الحَدِيث (الصَّومُ فِي الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَة) ، هِيَ الَّتِي تَجِيءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلَى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ، وَقيل الثَّابِتَة، وَقيل الطَّيِّبة. وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عِنْدهم باردٌ. وسَحَابَة بَرِدَةٌ، على النَّسب: ذاتُ بَرْدٍ، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاء.
وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا. وقَولُ الساجع.
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
أَي ذُو بُرودةً.
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه، أَي ثَبتَ عَلَيْهِ. ومُصطَلاهُ: يَدَاهُ ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ مَا بَرزَ مِنْهُ، فبَرَدَ عِنْد مَوتِه وصارَ حَرُّ الرُّوح مِنْهُ بَارِدًا، فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه.
وَقَوْلهمْ لم يَبْرُدْ مِنْهُ شيْءٌ، الْمَعْنى لم يَستقرّ وَلم يَثبُتْ، وَهُوَ مَجاز.
وسَمُومٌ بَارِد، أَي ثابتٌ لَا يَزول.
وَمن المَجاز: بَرَدَ فِي أَيديهم سَلَماً: لَا يُفدَى وَلَا يُطلَق وَلَا يُطْلَب.
والبَرود، كَصبورٍ: البارِد. قَالَ الشَّاعِر:
فبَاتَ ضَجِيعِي فِي المَنَامِ مَعَ المُنَى
بَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ
وَمن الْمجَاز مَا أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَنَّي اهْتَدَيتِ لِفِتْيَةٍ نَزَلوا
بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ جُرْبِ
أَي وَضَعوا عَنْهَا رِحَالَها لتَبرُدَ ظُهُورُهَا.
وَمن الْمجَاز أَيضاً فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (لَا تُبَرِّدِي عَنهُ) ، أَي لَا تُخَفِّفِي. يُقَال: لَا تُبَرِّدْ عَن فخلانٍ، مَعْنَاهُ إِنْ ظَلَمك فَلَا تَشْتُمْه فتَنقُصَ من إِثْمه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تُبَرِّدُوا عَن الظَّالم) ، أَي لَا تَشتُموه وتَدْعُوا عَلَيْهِ فتُخفِّفوا عَنهُ من عُقُوبَةِ ذَنْبِه.
وثَوْرٌ أَبرَدُ: فِيهِ لُمَعُ سَوادٍ وبياضٍ، يمانيَةٌ. وبُرْدَا الجَرَادِ والجُنْدَبِ: جَناحَاه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّ رِجلَيْه رِجْلاَ مُقْطِف عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرنيمُ
وَهِي لكَ بَرْدَةُ نَفْسِهَا، أَي خَالِصَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَك بَرْدةُ نَفْسِهَا أَي خَالِصا، فَلم يُؤنِّث خَالِصا. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ لي بَرْدَةُ يَمِيني، إِذا كانَ لَك مَعلوماً.
والمُرْهَفَاتُ البَوَارِدُ: السُّيُوفُ القَواطِعُ.
وَمن الْمجَاز: بَرَدَ مَضْجَعُهُ: سافَرَ. ورُعِبَ فَبَرَدَ مكَانَه: دُهِشَ. وبَرَدَ الموتُ عَلَيْهِ: بانَ أَثَرُه. وسَلَبَ الصَّهباءَ بُرْدَتَهَا: جِرْيَالَهَا. وجعَلَ لسانَه عَلَيْهِ مِبْرَداً: آذاه وأَخذَه بِه. واستَبرَدَ عَلَيْهِ لِسَانَه: أَرسلَه (عَلَيْهِ) كالمِبْرَد، كلُّ ذَلِك مَجاز.
وقولُ الشاعِر:
عافَتِ الماءَ فِي الشِّتَاءِ فقُلْنا
بَرِّدِينِ تُصَادِفيهِ سَخِينَا
قَالَ ابْن سَيّده: زَعمَ قُطْرُبٌ أَنَّ برَّدَه بِمَعْنى سَخَّنه، فَهُوَ إِذاً ضِدّ. وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنّما هُوَ: بَلْ رِدْيه.
وبابُ البَرِيدِ: أَحدُ أَبوابِ جامِعِ دِمَشقَ، ذكَرَه فِي (المراصد) .
وعُمَر بن أَبي بكْر بن عُثْمَان السبحيّ البَرْدُوِيّ، بِفَتْح الموحّدة وضمّ الدَّال نِسْبة إِلى بَرْدُوَيه، حَدَّثَ عَن أَبي بكرٍ محمّدِ بنَ عَبْد الْعَزِيز الشّيبَانيّ وَغَيره، وَعنهُ أَبو سعد السِّمْعَانيّ.
وأُبَارِدُ، بالضّمّ: اسمُ مَوضعٍ ذَكرَه ابْن القطّاع فِي كتاب الأَبنية.
والبَرَدَانُ، محرَّكة: مَوضِعٌ للضِّباب قُرْبَ دَارةِ جُلْجُلٍ، عَن ابْن دُريد.
والبُرْدَانِ بالضّمّ: تَثنية بُرْدٍ، غَديرانِ بِنجْدٍ، بَينهمَا حاجزٌ، يَبقَى ماؤُهما شَهرينِ أَو ثَلَاثَة؛ وَقيل: هما ضَفِيرَتَانِ من رَمْلٍ.
ويَوْمُ البُرْدَيْنِ من أَيام الْعَرَب، وَهُوَ يَوْم الغَبِيطِ، ظَفِرَت فِيهِ بَنو يَرْبُوع ببنِي شَيبانَ.
والبُرْدَين: قَريةٌ بِمصْر، نُسبَ إِليها جماعَةٌ. وبَيْرُود، فَيْعول: صُقْعٌ بينَ حِمْص ودِمَشق، هاكذا بخطّ أَبي الْفضل. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ يَفْعول:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
إِنّي إِذا حَلَّ أَهالِي من ديارِهمُ
بَطْنَ العَقيقِ وأَمستْ دَارَهَا بَرَدُ
وَفِي أَشعار بني أَسدٍ المعْزُوِّ تَصنيفُها إِلى أَبي عَمرٍ والشَّيبانيّ: بَرِد، بفتْح ثمّ كسْر، فِي قَول الْمُعْتَرف المالِكيّ:
سائِلُوا عَن خَيْلِنا مَا فَعلَتْ
يَا بَنِي القَيْنِ عَنْ جَنْب بَرِدْ
وَقَالَ نصْر: بَرِدٌ: جَبلٌ فِي أَرض غَطَفَانَ، وَقيل هُوَ ماءٌ لبنِي القَيْن، ولعلّهما مَوضعَانِ.
وأَبو محمّد موسَى بن هارونَ بنِ بَشيرٍ البُرْديّ، لبُرْدَةٍ لَبَسَها، قَالَه الرُّشَاطِيُّ. وأَبو القَاسم حُبَيشِ بن سَلْمَانَ بن بُرْدِ بن نجيح، مَولَى بني تُجيب ثمَّ بني أَيْدَعَانَ، نُسِب إِلى جَدِّه.
وبُرْدٌ: بضمّ فَسُكُون، قَالَ النَّصْر: صَرِيمةٌ مِنْ صَرَائمِ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ فِي دِيارِ تَميم، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
والبِرُودُ، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
وأَوْدِيَةٌ بطَرَفِ حَرّة النّارِ يُقال لهنَّ البَوارِد، قَالَه يَعْقُوب. ومَوضعٌ بَين الجُحْفَة ووَدّانَ، كَذَا فِي (المعجم) .
والبُرَيْدانِ، بالضّمّ على لَفْظَة التَّثنيةِ: جَبَلٌ فِي شِعر الشّمَاخ.
وبُرَيْدَةُ، مصغّراً: ماءٌ لبَني ضَبِينةَ، وهم وَلَدُ جَعْدَةَ بن غَنِيّ بن أَعصُر بن سعد بن قَيسِ عَيْلان.
ويَومُ بُريْدةَ من أَيّامهم.
وبُرَيدٌ، كزُبَيرٍ: ابنُ أَصرَمَ، عَن عليّ. وبُرَيدُ بن أَبي مَريمَ، رَاوِي حَديث القُنُوت. وعبدُ اللَّهِ بنُ بُرَيدَان بن بُريد البَجليّ. وعِمْرَانُ بن أَيّوبَ بنِ بُريدٍ، صَنّفَ فِي الزُّهْدِ. وبُريدُ بن سُوَيد بن حِطّان، شاعرٌ، يُقَال لَهُ بُرَيدُ الغواني. وبُريدُ بن رَبِيعٍ الكِلابيّ، شاعرٌ. وأَبو بُرَيد إِسماعِيل بن مَرزوق بنِ بُرَيد الكَعبيّ، مِصريّ مُرَاديٌّ ثِقةٌ. وَعبد الله بن محمّد بن مُسْلم البُرْدِيّ بالضّم، عَن إِسماعيل بن أَبي أُويس.
وهاشمُ بنُ البَرِيد، كأَمير: مُحدّث.
وتَركَ سَيفَه مُبرَّداً، كمُعظَّم، أَي بارزاً.

وني

و ن ي : وَنَى فِي الْأَمْرِ وَنًى وَوَنْيًا مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَوَعَدَ ضَعُفَ وَفَتَرَ فَهُوَ وَانٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه: 42] وَتَوَانَى فِي الْأَمْرِ تَوَانِيًا لَمْ يُبَادِرْ إلَى ضَبْطِهِ وَلَمْ يَهْتَمَّ بِهِ فَهُوَ مُتَوَانٍ أَيْ غَيْرُ مُهْتَمٍّ وَلَا مُحْتَفِلٍ. 
و ن ي : (الْوَنَى) الضَّعْفُ وَالْفُتُورُ وَالْكَلَالُ وَالْإِعْيَاءُ، يُقَالُ: (وَنَى) فِي الْأَمْرِ يَنِي بِالْكَسْرِ (وَنًى) وَ (وَنْيًا) أَيْ ضَعُفَ فَهُوَ (وَانٍ) . وَفُلَانٌ لَا (يَنِي) يَفْعَلُ كَذَا أَيْ لَا يَزَالُ يَفْعَلُهُ. وَ (تَوَانَى) فِي حَاجَتِهِ قَصَّرَ. وَ (الْمِينَاءُ) بِالْمَدِّ كَلَّاءُ السُّفُنِ وَمَرْفَؤُهَا وَهُوَ مِفْعالٌ مِنَ الْوَنَى. 
و ن ي

رجل وانٍ: بيّن الونيّ والونا. يقال: دع الونا، وخلّ الهوينا. وقد ونى في الأمر: ضعف وفتر " ولا تنيا في ذكري " وفلان لا يني ولايونّى ولا يتوانى: لا يقصّر. وعمل فونى إذا تعب، وأونيته: أتعبته. وناقة وانية. قال:

ووانية زجرت على حفاها ... قريح الدّفّتين على البطان

ولا يني يفعل: لا يزال. وامرأة وناة: فها فتور.

ومن المجاز: قول ابن مقبل:

مرته الصّبا بالغور غور تهامة ... فما ونت عنه بشعفين أمطرا

وني


وَنِيَ(n. ac. وَنًى [ ])
a. see supra
(a)
وَنَّيَa. Dawdled.

أَوْنَيَa. Enfeebled, enervated; debilitated.

تَوَاْنَيَa. see I (b)
وَنْيa. see 4
وَنْيَة []
a. Delay.
b. Pearl; string of pearls.
c. Sack.

وَنًى [ ]
a. Weariness; languor, dilatoriness; laxity.

وَنَاة []
a. Listless.
b. Pearl.

مِيْنا []
a. Glass; bead.
b. Port; anchorage, roadstead.

وَانٍa. Feeble, weary; listless; lax.

وَانِيَة []
a. fem. of
وَاْنِي
وَنَآء []
a. see 4
وَنِيَّة []
a. see 4t (b)
مِيْنَآء [] (pl.
مَوَانٍ
مَوَانِيّ )
a. see 20 (b)
مُتَوَانٍ [ N.
Ag.
a. VI], Listless; sluggish; perfunctory; dawdler.

تَوَانٍ [ N. Ac.
a. VI], Dilatoriness; delay.
b. Indifference, perfunctoriness.

أَنَاة أَنِيَّة
a. see 4tA (a)
وني: الوَنَى: الفترةُ في العَمَل، ومنه: التّواني، يقال: وَنَى يَني وَنْياً فهو وانٍ. قال العجّاج: 

فما وَنَى محمّدٌ مُذّ أن غَفَرْ ... له الإلهُ ما مَضَى وما غَبَرْ

أن أَظْهَرَ الدّينَ به حتّى ظهر والعرب تقول: لا يني فلان يفعل كذا، أي: لا يزال، قال :

فما يَنُونَ إذا طافوا بحجّهم ... يُهَتِّكُون لبَيْتِ اللَّهِ أستارا

وناقةٌ وانية، أي: طليح. والفِعْل: وَنَتْ وَنْياً، لا يُقالُ إلاّ هكذا، قال:

ووانيةٍ زَجَرْتُ على وَناها ... قريح الدفتين من البطان 
[ون ي] الوَنَى التَّعَبُ والفَتْرَةُ ضِدٌّ يُمدُّ ويُقْصَرُ وقَدْ وَنَى وَنْيًا وَوُنْيًا وَوَنَّى الأخيرةُ عن كُرَاعَ وتَوَانَى وَأَوْنَى غَيْرَه ونَاقَةُ وانِيَةٌ فاتِرةٌ طَلِيْحٌ وامْرَأَةٌ وَنَاةٌ وَأَناةٌ وَأَنِيَّةٌ حَلِيْمَةٌ بطيئَةُ القيامِ الهمزةُ فيه بدلٌ من الواوِ وقال سيبويه لأنَّ المرأَةِ تُجْعَلُ كَسُولاً وقيلَ هِيَ التي فيها فتورٌ عند القيامِ والقُعُود والمشيِ وقولُهُ تعالى {ولا تنيا في ذكري} طه 42 معناه تَفْتُرَا والميْنَا مَرْفأُ السُّفُنِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ سُميَ بذلكَ لأنَّ السُّفُنَ تَنِي فيه أي تَفْتُرُ عَن جَرْيِهَا قال كُثَيّرٌ

(تَأَطَّرْنَ بالميناءِ ثمّ جَزَعْنَهُ ... وقد لَجَّ من أحْمَالهنَّ شُجُونُ)

والمِيْنَى جَوْهرُ الزُّجَاجِ والوَنِيَّةُ اللُّؤْلُؤَةُ والجمعُ وَنِيٌّ أنشد ابن الأعرابي

(فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَنِيَّةُ تَاجرٍ ... وَهَى نَظْمُها فارْفَضَّ منها الطَّوَائفُ)

شَبَّهَها في سُرعَتها بالدُّرةِ الَّتي انحطَّتْ من نظامها ويُرْوى وَهيَّةُ تاجرٍ وقد تقدّم وقيلَ الوَنِيَّةُ العِقْدُ من الدُّرِّ وَقيلَ الوَنِيَّةُ الجُوَالقُ
وني
ونَى/ ونَى عن/ ونَى في ينِي، نِ/ نِهْ، وَنْيًا ووَنًى، فهو وانٍ، والمفعول مَونِيّ
• ونَى الشَّيءَ/ ونَى عن الشَّيءِ: تركه وأهمله.
• ونَى في الأمرِ: ضَعُف وفَتَر، وكَلَّ وأعيا "ونَى في العمل- {وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي} " ° لا يَنِي يفعل كذا: لا يزال، لا ينفك. 

توانى عن/ توانى في يتوانى، تَوانَ، توانيًا، فهو مُتوانٍ، والمفعول مُتوانًى عنه
• توانى عن العمل/ توانى في العمل: قصَّر فيه ولم يهتمّ به ولم يبادر إلى ضبطه "توانى في إنجاز مهمّته". 

تَوانٍ [مفرد]: مصدر توانى عن/ توانى في ° دون توانٍ أو تأخير: بكلِّ سرعة ودقّة. 

مِينا [مفرد]: ج مَوانٍ ومُوَن:
1 - طلاء تغشّى به المعادن وغيرها "مِغطَس مطليٌّ بالمينا".
2 - مرفأ السُّفن.
• مينا السَّاعة: وجهها الذي عليه عقاربها.
• مينا الأسنان: مادّة شبه عظميّة تكسو عاج جذْر الأسنان عند الإنسان والحيوان. 

مِيناء [مفرد]: ج موانِئ:
1 - مينا؛ مَرْفأ السُّفُن "يعمل حمَّالاً في المِيناء" ° ميناء جوّيّ: مطار؛ مكان إقلاع وهبوط الطَّائرات.
2 - مينا؛ طلاء تُغشّى به المعادنُ وغيرها "اشتهر هذا الصائغ بصُنع الأسوار المطليَّة بالميناء".
• ميناء السَّاعة: مينا؛ وجهها الذي عليه عقاربها.
• ميناء الأسنان: مادّة صلبة شبه عظميّة تكسو عاج جذْر الأسنان عند الإنسان والحيوان. 

وانٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ونَى/ ونَى عن/ ونَى في.
2 - ضعيف البَدَن ° نسيم وانٍ: ضعيف الهبوب. 

ونًى [مفرد]: مصدر ونَى/ ونَى عن/ ونَى في. 

وَنْي [مفرد]: مصدر ونَى/ ونَى عن/ ونَى في. 

وني: الوَنا: الفَتْرَةُ في الأَعمال والأُمور. والتَّواني والوَنا:

ضَعْفُ البَدَن. وقال ابن سيده: الوَنا التَّعَبُ والفَتْرةُ، ضِدٌّ، يمدّ

ويقصر. وقد وَنَى يَنِي وَنْياً ووُنِيّاً ووَنًى؛ الأَخيرة عن كراع، فهو

وانٍ، وونَيْتُ أَني كذلك أَي ضَعُفْتُ؛ قال جَحْدَرٌ اليماني:

وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيها

نَسِيمٌ، لا يَرُوعُ التُّرْبَ، وانِي

والنَّسِيم الواني: الضَّعِيفُ الهُبُوبِ، وتوانَى وأَونَى غيرَه.

ونَيْتُ في الأَمر: فتَرْتُ، وأَوْنيْتُ غيري. الجوهري: الوَنا الضَّعْفُ

والفُتور والكَلالُ والإِعْياء؛ قال امرؤ القيس:

مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ، على الوَنَى،

أَثَرْنَ غُباراً بالكَدِيد المُرَكَّلِ

وتوَانَى في حاجته: قَصَّر. وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي الله

عنهما: سَبَقَ إذ وَنَيْتم أي قَصَّرْتم وفَتَرْتمْ. وفي حديث علي، رضي الله

عنه: لا يَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشّفَقة منهم فيَنُوا في جِدِّهم أَي

يَفْتُرُوا في عَزمِهم واجْتِهادهم، وحَذَف نونَ الجمع لجواب النفي بالفاء؛

وقول الأَعشى:

ولا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري

بِوْشْكِ الظُّنونِ، ولا بالتَّوَنْ

أَراد بالتَّوانْ، فحذف الأَلف لاجتماع الساكنين لأَن القافية موقوفة؛

قال ابن بري: والذي في شعر الأَعشى:

ولا يدع الحمد ، أَو يشتَرِيه

بوشكِ الفُتُورِ ولا بالتَّوَنْ

أَي لا يَدَعُ مُفَتَّراً فيه ولا مُتَوانِياً، فالجارّ والمجرور في

موضع الحال؛ وأَنشد ابن بري:

إِنَّا على طُولِ الكَلالِ والتَّوَنْ

نَسوقُها سَنًّا، وبَعضُ السُّوْقِ سَنّْ

وناقةٌ وانِيةٌ: فاتِرةٌ طَلِيحٌ، وقيل ناقةٌ وانِيةٌ إِذا أَعْيَتْ؛

وأَنشد:

ووانِيةٍ زَجَرْتُ على وجاها

وأَوْنَيْتُها أَنا: أَتْعَبْتُها وأَضْعَفْتُها. تقول: فلان لا يَني

في أَمره أَي لا يَفْتُرُ ولا يَعْجِزُ، وفلان لا يَني يَفْعَلُ كذا وكذا

بمعنى لا يَزالُ؛ وأَنشده:

فما يَنُونَ إذا طافُوا بحَجِّهِم،

يُهَتِّكُونَ لِبَيْتِ اللهِ أَسْتارا

وافْعَل ذلك بلا وَنْيةٍ أَي بلا نَوانٍ. وامرأَةٌ وَناةٌ وأَناةٌ

وأَنِيَّةٌ: حلِيمةٌ بطِيئةُ القِيامِ، الهمزة فيه بدل من الواو؛ وقال سيبويه:

لأَن المرأَةُ تُجعل كَسُولاً، وقيل: هي التي فيها فُتور عند القِيام،

وقال اللحياني: هي التي فيها فُتور عند القيام والقعود والمشي، وفي

التهذيب: فيها فُتور لنَعْمَتِها؛ وأَنشد الجوهري لأَبي حية النميري:

رَمَتْه أَناةٌ مِن رَبِيعَةِ عامِرٍ،

نَؤُومُ الضحى، في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَمِ

قال ابن بري: أُبدلت الواو المفتوحة همزة في أَناة حرف واحد. قال: وحكى

الزاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصله وَخْيُهُمْ، وزاد

أَبو عبيد: كلُّ مالٍ زُكِّيَ ذَهَبت أَبَلَتُه أَي وبَلَتُه وهي شرُّه،

وزاد ابن الأَعرابي: واحد آلاءِ اللهِ أَلىً، وأَصله وَلىٍ، وزاد غيره:

أَزِيرٌ في وَزِيرٍ، وحكى ابن جني: أَجٌّ في وَجٍّ، اسم موضع، وأَجَمٌ في

وَجَمٍ. وقوله عز وجل: ولا تَنيا في ذِكري؛ معناه تَفْتُرا. والمِينا:

مَرْفَأُ السُّفُن، يُمدّ ويقصر، والمد أَكثر، سمي بذلك لأن السفن تَني

فيه أَي تَفْتُرُ عن جَرْيِها؛ قال كثير في المدّ:

فلما اسْتَقَلَّتْ مالمَناخِ جِمالُها،

وأَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ: سَفِينُ،

تَأَطَّرْنَ بالمِيناء ثمَّ جَزَعْنَه،

وقد لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُونُ

(*قوله «مالمناخ» يريد من المناخ. وقوله «شحون» بالحاء هو الصواب كما

أورده ابن سيده في باب الحاء، ووقع في مادة أطر بالجيم خطأ.)

وقال نصيب في مدّه:

تَيَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كأَنَّه،

بِدِجْلَة في الميناء ، فُلْكٌ مُقَيَّرُ

قال ابن بري: وجمع المِيناء للكَلاَّءِ مَوانٍ، بالتخفيف ولم يسمع فيه

التشديد. التهذيب: المِينى، مقصور يكتب بالياء، موضع تُرْفأُ إِليه

السُّفن. الجوهري: المِيناء كَلاَّءُ السفن ومَرْفَؤُها، وهو مِفْعال من

الوَنا. وقال ثعلب: المِينا يمد ويقصر، وهو مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ من الوَنى.

والمِيناء، ممدود: جوهر الزُّجاج الذي يُعمل منه الزجاج. وحكى ابن بري عن

القالي قال: المِيناء لجوهر الزجاج ممدود لا غير، قال: وأَما ابن ولاد

فجعله مقصوراً، وجعل مَرْفأَ السفن ممدوداً، قال: وهذا خلاف ما عليه

الجماعة. وقال أَبو العباس: الوَنى واحدته ونِيَّةٌ وهي اللُّؤْلُؤة؛ قال أَبو

منصور: واحدة الونَى وناةٌ لا وَنِيّةٌ، والوَنِيّةُ الدُّرَّة؛ أَبو

عمرو: هي الوَنِيّةُ والوَناة للدرّة؛ قال ابن الأَعرابي: سميت وَنِيَّةً

لثقبها. وقال غيره: جاريةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة، قال: والوَنِيّةُ

اللؤلؤة، والجمع وَنِيٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأوْس بن حَجَر.

فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ ونِيَّةُ تاجِرٍ

وهَى نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ

شبهها في سرعتها بالدُّرَّة التي انْحَطَّتْ من نِظامها، ويروى:

وَهِيَّةُ تاجِرٍ، وهو مذكور في موضعه. والوَنِيّةُ: العِقدُ من الدرّ، وقيل:

الوَنِيَّةُ الجُوالِقُ. التهذيب: الوَنْوةُ الاسْتِرخاء في العقل.

وني
: (ي (} الوَنَى، كفَتًى: التَّعَبُ؛ و) أَيْضاً: (الفَتْرَةُ؛ ضِدٌّ) ، يُقْصَرُ (ويُمَدُّ) ؛ هَذَا نَصُّ المُحْكم.
وَفِي الصِّحاح: الوَنَى: الضَّعْفُ والفُتورُ والكَلالُ والإعْياءُ؛ قالَ امْرؤُ القَيْس:
مِسَحَ إِذا مَا السابحاتُ على الوَنَى
أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَدِيد المُرَكَّلِ وأَنْشَدَ القالِي شاهِداً للمَمْدودِ قولَ الشاعرِ:
وصَيْدَح مَا يفترها وناء
وَإِن وَنَتِ الرّكاب جَرَتْ أَماماوقد ( {وَنَى) فِي الأَمْرِ (} يَنِي {وَنْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووُنِيًّا) ، كصُلِيَ، على فعولٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لذِي الرُّمّة:
فأَي مزورٍ أَشْعَثُ الرأْسِ هَاجِعُ
إِلَى دفِّ هوجاءَ {الوُنيّ عِقَالُها (} ووِناءً) ، ككِساءٍ، ( {ووِنْيَةً) ، بِالْكَسْرِ، (} ونِيَةً) ، كعِدَةٍ، ( {ووَنًى) ، كفَتًى؛ وَهَذِه عَن كُراعٍ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهري على هَذِه والأُوْلى؛ أَي ضَعُفَ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (سَبَقَ إِذْ} وَنَيْتم) ، أَي قَصَّرْتُم.
وَفِي حديثِ عليَ رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنهُ: (لَا تَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشَّفَقة {فيَنُوا فِي جِدِّهم) ، أَي يَفْتُرُونَ فِي عَزْمِهم واجْتِهادِهم، وَحَذَفَ نونَ الجَمْع لجوابِ النَّفْي بالفاءِ.
وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَنِيا فِي ذِكْرِي} ، أَي لَا تَفْتُر.
(} وأَوْناهُ) غيرُه: أَتْعَبَه وأَضْعَفَه.
( {وتَوانَى هُوَ) ؛ يقالُ:} تَوانَى فِي حاجَتِه: إِذا قَصَّرَ؛ قَالَ الجَوْهرِي: وقولُ الأعْشى:
وَلَا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري
بوَشْكِ الظُّنُونِ وَلَا بالتَّوَنْ أَرادَ {بالتَّوانِي فحذَفَ الألفَ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن، لأنَّ القافِيَةَ مَوْقوفَةٌ.
قالَ ابنُ برِّي: وَالَّذِي فِي شِعْر الْأَعْشَى:
وَلَا يَدَعُ الحَمْدَ أَو يَشْتَرِيه
بوشكِ الفُتُورِ وَلَا} بالتَّوَنْ أَي لَا يَدَعُ الحَمْدَ مُفَتَّراً فِيهِ وَلَا {مُتَوانياً، فالجارُّ والمَجْرورُ فِي موضِعِ الحالِ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لآخر:
إنَّا على طُولِ الكَلالِ} والتَّوَنْ
نَسُوقُها سَنًّا وبَعضُ السَّوْقِ سَنّ (وناقةٌ {وانِيَةٌ: فاتِرَةٌ طَلِيحٌ) ؛ وقيلَ: وانِيَةٌ إِذا أَعْيَتْ،} وأَوْنَيْتها أَنا: أَتْعَبْتها وَضْعَفْتها؛ قالَ:
{ووانيةٍ زَجَرْتُ على دجاها (وامرأَةٌ} وَناةٌ، و) قد تُقْلب الواوُ هَمْزةً فيُقال ( {أَناةٌ) ، نقلَهُ الجَوْهرِي، زادَ ابنُ سِيدَه: (} وإِنِيَّةٌ) ، بِالْكَسْرِ وَفِي بعضِ النسخِ كغَنِيَّةٍ؛ أَي (حَليمةٌ بَطيئةُ القِيامِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: فِيهَا فُتورٌ؛ زادَ الأزْهري لنَعْمَتِها.
وَقَالَ اللّحْياني: هِيَ الَّتِي فِيهَا فُتورٌ عنْدَ القِيامِ (والقُعودِ والمَشْي) . وتقدَّمَ شاهِدُ! أَناةٍ فِي أَنِّي.
قَالَ ابنُ برِّي: أُبْدلت الْوَاو المَفْتوحَة هَمْزةً فِي أَناة حَرْف وَاحِد، قالَ: وحكَى الزَّاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصْلُه وَخْيُهُمْ؛ وزادَ أَبو عبيدٍ: كلُّ مالٍ زُكِّي ذَهَبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه وَهِي شرُّه؛ وزادَ ابنُ الأعْرابي: واحِدُ آلاءِ اللهاِ ألًى، وأَصْلُه وَلًى؛ وزادَ غيرُه: أَزِيزٌ فِي وَزِيز؛ وحكَى ابنُ جنِّي أَجٌّ فِي وَجَ، اسْمُ موضِع، وأَجَمٌ فِي وَجَمٍ. (والمِينا) ، بالكسْرِ مَقْصورٌ: (مَرْفَأُ السَّفينةِ) ، سُمِّي بذلكَ لأنَّ السُّفُن {تَنِي فِيهِ أَي تَفْتُرُ عَن جَرْيها.
وَقَالَ الأَزْهري:} المِينى، مَقْصورٌ يُكْتَب بالياءِ: موضِعٌ تَرْفأُ إِلَيْهِ السُّفُن؛ (ويُمَدُّ) هَكَذَا ذَكَرَه بهما القالِي فِي كتابِه.
وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ مِن {الوَنَى، والمَدُّ أَكْثَر؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ وَلاَّد؛ وَمِنْه قولُ كثيرٍ:
تَأَطَّرْنَ بالمِيناءِ ثمَّ خر عَنهُ
وَقد لَجَّ مِن أَحْمالِهِنَّ شُجُونُوقال نُصَيْب فِي المدِّ أَيْضاً:

تَيَمَّمْنَ مِنْهَا ذاهِباتٍ كأنَّه
بدِجْلَة فِي} المِيناءِ فُلْكٌ مُقَيَّرُ (و {والمِينَى: (جَوْهَرُ الزُّجاجِ) الَّذِي يُعْمَل مِنْهُ الزُّجاج؛ هَكَذَا ذَكَرَه ابنُ وَلاَّد بالقَصْرِ، ويُكْتَب بالياءِ.
وحكَى ابنُ برِّي عَن القالِي قالَ: المِيناءُ جَوْهَرُ الزُّجاجِ، مَمْدودٌ لَا غَيْر؛ قالَ: وأَمَّا ابنُ وَلاَّد فجعَلَه مَقْصوراً، وجَعَلَ مَرْفأَ السُّفُن مَمْدوداً قالَ: وَهَذَا خِلافُ مَا عَلَيْهِ الجماعَةُ.
قُلْتُ: أوْرَدَه القالِي فِي بابِ مَا جاءَ مِن المَمْدودِ على مِثالِ مِفْعال فذَكَر المِيناءَ لجَوْهَر الزُّجاج، وقالَ: هُوَ مَمْدودٌ عَن الفرَّاء، ثمَّ قالَ. فأمَّا،} مِينا البَحْر فيُمَدُّ ويُقْصَر، وَمَا نقلَهُ عَن ابنِ وَلاَّد فصَحِيح، هَكَذَا رأَيْته فِي كِتَابه، وَفِي التكْملةِ: {المِينى جَوْهَر الزُّجاجِ يُكْتَبُ بالياءِ، قالَهُ العَسْكرِي، وَهُوَ ممَّا انْقَلَب على الفرَّاء حَيْثُ قَالَ، إنَّه مَمْدودٌ.
(} والوَنِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (اللُّؤْلُؤَةُ، {كالوَناةِ) ؛ عَن أَبي عَمْرو.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: سُمِّيت بذلكَ لثقبها فإنَّ ثقْبَها ممَّا يُضْعفُها.
وحكَى القالِي عَن ثَعْلَب:} الوَنِى واحِدَتُه {وَنِيَّةٌ وَهِي اللُّؤْلُؤَةُ.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الأزْهري فقالَ: واحِدَةُ} الوَنَى {وَناةٌ لَا} وَنِيَّةٌ.
ويقالُ جَمْعُ {وَنِيَّةٍ} وَنِيٌّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي لأَوْس بنِ حَجَر:
فحطَّتْ كَمَا حطَّتْ {ونِيَّةُ تاجرٍ
وهَي نَظْمُها فارْفَضَّ مِنْهَا الطَّوائِفُويُرْوَى: وَئِيَّة وَقد تقدَّمَ، ويُرْوَى وَهِيَّة وسَيَأْتي.
(أَو) } الوَنِيَّةُ: (العِقْدُ مِن الدُّرِّ.
(و) قيلَ: هِيَ (الجُوالِقُ) ؛ وبكلِّ ذلكَ فُسِّر البَيْتُ المَذْكورُ.
(و) الوَنِيَّةُ: (ع) ؛ نقلَهُ ياقوتُ، وقالَ: كأنَّه نِسْبَةٌ إِلَى {الوَنى، وَهُوَ تَرْك العجلةِ.
(} ووَنَاهُ القَوْمُ) {وَنًى: (تَرَكُوه.
(و) وَنَى (الكُمَّ) } وَنًيا: (شَمَّرَهُ) إِلَى فَوْق.
( {ووَنَّى} تَوْنِيَةً: إِذا لم يَجِدَّ فِي العَمَلِ) ؛ وَفِي التكملةِ: إِذا لم يُجِد العَمَل.
وممَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ: {الوَانِي: الضَّعيفُ البَدَنِ.
(وان:) ونَسِيمٌ وانٍ: ضَعِيفُ الهُبُوبِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لجحدَرٍ اليَمامِي، وكانَ مِن اللُّصُوص:
وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحَ فِيهَا
نَسِيمٌ لَا يَرُوعُ التُّرْبَ} وانِي وفلانٌ لَا! يَني يَفْعَل كَذَا: أَي لَا يَزالُ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعر: وزَعَمْت أنَّك لَا {تَنِي بالصَّيْفِ تامِر وَقَالَ غيرُه:
فَمَا} يَنُونَ إِذا طافُوا بحَجِّهِم
يُهَتِكُونَ لبَيْتِ اللهاِ أَسْتاراوافْعَل ذلكَ بِلَا {وَنْيةٍ: أَي بِلا تَوانٍ.
وجَمْعُ} مِينا البَحْر: {مَوانٍ، بالتّخْفيفِ، وَلم يُسْمَع فِيهِ التّشْديد؛ نقلَهُ ابنُ برِّي.
وامرأَةٌ} وَنًى، كفَتًى: رَزِينَةٌ؛ عَن ابْن الْقُوطِيَّة.
وَقَالَ غيرُهُ: جارِيَةٌ {وَناةٌ كأنّها الدُّرَّةُ.
} والوَنْوةُ: الاسْتِرْخاءُ فِي العَقْلِ؛ نقلَهُ الأزْهري.
{ووَنَتِ السَّحابَةُ: أَمْطَرَتْ؛ وَهُوَ مجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشري.
} ووَناءٌ، كسَحابٍ، أَو هِيَ وَنَى، بالقَصْر: قَرْيةٌ بمِصْرَ بالصَّعِيدِ الأَدْنى، مِنْهَا: الشمسُ محمدُ بنُ إسْمعيل {الوَنائِيُّ أَحَدُ الأذْكياءِ رَوَى عَن السمي محمدِ بنِ عبدِ الدائِمِ الْبرمَاوِيّ وغيرِهِ تَرْجَمه الحافِظُ السَّخاوي فِي الضَّوْء.
} وأَوْنَتِ الناقَةُ والشاةُ. صارَ بَطْنُهما {كالأوْنَيْن وهُما العِدْلاَن، نقلَهُ ابْن القطَّاع، قالَ: وَكَانَ القِياسُ} آونت ويقالُ! أوّنت. 

قَتَرَ 

(قَتَرَ) الْقَافُ وَالتَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَجْمِيعٍ وَتَضْيِيقٍ. مِنْ ذَلِكَ الْقُتْرَةُ: بَيْتُ الصَّائِدِ; وَسُمِّيَ قُتْرَةً لِضِيقِهِ وَتَجَمُّعِ الصَّائِدِ فِيهِ; وَالْجَمْعُ قُتَرٌ. وَالْإِقْتَارُ: التَّضْيِيقُ. يُقَالُ: قَتَرَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَقْتُرُ، وَأَقْتَرَ وَقَتَّرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالذَّينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا. وَمِنَ الْبَابِ: الْقَتَرُ: مَا يَغْشَى الْوَجْهَ مِنْ كَرْبٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26] [يُونُسَ 26] . وَالْقَتَرُ: الْغُبَارُ. وَالْقَاتِرُ مِنَ الرِّحَالِ: الْحَسَنُ الْوُقُوعِ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ. وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، لِأَنَّهُ إِذَا وَقَعَ وُقُوعًا حَسَنًا ضُمَّ السَّنَامُ. فَأَمَّا الْقُتَارُ فَالْأَصْلُ عِنْدَنَا أَنَّ صَيَّادَ الْأَسَدِ كَانَ يُقَتِّرُ فِي قُتْرَتِهِ بِلَحْمٍ يَجِدُ الْأَسَدُ رِيحَهُ فَيُقْبِلُ إِلَى الزُّبْيَةِ، ثُمَّ سُمِّيَتْ رِيحُ اللَّحْمِ الْمَشْوِيِّ كَيْفَ كَانَ قُتَارًا. قَالَ طَرَفَةُ:

وَتَنَادَى الْقَوْمُ فِي نَادِيهِمُ ... أَقُتَارٌ ذَاكَ أَمْ رِيحُ قُطُرْ

وَقَتَّرَتْ لِلْأَسَدِ، إِذَا وَضَعْتَ لَهُ لَحْمًا يَجِدُ قُتَارَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَتَرَ اللَّحْمُ. يَقْتُرُ: ارْتَفَعَ دُخَانُهُ، وَهُوَ قَاتِرٌ. وَمِنَ الْبَابِ الْقَتِيرُ، وَهُوَ رُؤُوسُ الْحَلَقِ فِي السَّرْدِ. وَالشَّيْبُ يُسَمَّى قَتِيرًا تَشْبِيهًا بِرُؤُوسِ الْمَسَامِيرِ فِي الْبَيَاضِ وَالْإِضَاءَةِ. وَأَمَّا الْقُتْرُ فَالْجَانِبُ، وَلَيْسَ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُ مِنَ الْإِبْدَالِ، وَهُوَ الْقُطْرُ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: ابْنُ قِتْرَةَ: حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ، إِلَى الصِّغَرِ مَا هُوَ. كَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ. قَالَ: كَأَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ بِالسَّهْمِ الَّذِي لَا حَدِيدَةَ فِيهِ، يُقَالُ لَهُ قِتْرَةُ، وَالْجَمْعُ قِتْرٌ.

يمن

يمن: {باليمين}: أي بالقوة والقدرة وقيل: {لأخذنا منه باليمين}: منعناه التصرف.
(يمن)

(ييمن) يمنا أَخذ ذَات الْيَمين وأتى الْيمن وبفلان ذهب بِهِ ذَات الْيَمين وَجَاء عَن يَمِينه والبلد سلك يَمِينه وَفُلَان آله وعَلى آله ولآله

(ييمن) يمنا وميمنة كَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِم وَالله فلَانا يمنا جعله مُبَارَكًا فَهُوَ مَيْمُون

(يمن) فلَان على آله ولآله (ييمن) يمنا وميمنة يمن فَهُوَ يامن وَيَمِين وأيمن

(يمن) فلَان على آله ولآله يمن فَهُوَ مَيْمُون (ج) ميامين

(أَيمن) أَخذ نَاحيَة الْيَمين وَلبس اليمنة

(يامن) أَخذ ذَات الْيَمين وَأَرَادَ الْيمن وَبِه ذهب بِهِ ذَات الْيَمين

(يمن) يامن وعَلى فلَان برك
يمن: يُمِنَ الرَّجُلُ فهو مَيْمُوْنٌ. والمُيَمِّنُ: الذي يَأْتي باليُمْنِ والبَرَكَةِ.
واليَمَنُ: ما كانَ على يَمِيْنِ القِبْلَةِ من بِلاَدِ الغَوْرِ. واليَامِنُ: نَعْتٌ؛ وهو الذي جاءَ من ناحِيَةِ اليَمَنِ. وأَخَذْنَا يَمْنَةً ويَمْناً، ونَحْنُ يَمَنٌ وشَأمٌ، وهم اليَامِنُوْنَ والياسِرُوْنَ، وثَلاَثُ أيْمُنٍ وأَشْمُلٍ. واليَمِيْنُ خِلاَفُ الشِّمَالِ.
والتَّيَمُّنُ: المَوْتُ؛ لأنَّ المَيِّتَ يُوَسَّدُ يَمِيْنَه، ومنه قيل:
التَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
وهو الأَيْمَنُ: الذي شِمَالُه كيَمِيْنِهِ في القُوَّةِ، وجَمْعُه يُمْنٌ.
واليَمِيْنُ: القُوَّةُ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ: " ضَرْباً باليَميْنِ ".
واليُمْنَةُ: ضَرْبٌ من بُرُوْدِ اليَمَنِ.
واليَمِيْنُ: الحَلِفُ، والجَمِيْعُ الأَيْمَانُ. وأَيْمَنُ: حَرْفٌ وُضِعَ للقَسَمِ، تقول: أَيْمُ اللهِ وأَيْمُنُ اللهِ؛ ولَيْمَنُكَ وأَيْمُنُكَ.
وهو عِنْدَنَا باليَمِيْنِ: أي بمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ.
واسْتَيْمَنْتُ فلاناً: اسْتَحْلَفْتُه.
ومِلْكُ اليَمِيْنِ في الشِّرَى: أن يَصْفِقَ بيَمِيْنِهِ.
واليَمَانِيَةُ: شَعِيْرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
ويُقال للذَّكَرِ: مَيْمُوْنٌ.
ي م ن

يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:

فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن. ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:

أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:

إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح

ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
يمن بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه قَالَ: لَيْمُنُكَ لَئِن كنت ابتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولَئن كنت أخَذْتَ لقد أبقيت قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: ليمنك وأيمنك إنماهي يَمِين وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله كَانُوا يحلفُونَ بهَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الطَّوِيل)

فقلتُ يَمِينُ الله أبْرَحُ قَاعِداً ... وَلَو ضَرَبوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأوصالي

فَحلف بِيَمِين الله ثمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أيْمُن كَمَا قَالَ زُهَيْر: (الوافر)

فَتُجْمَعُ أيْمُنُ منّا ومِنكُم ... بُمْقَسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُ

ثمَّ يحلفُونَ بأيمُن الله فَيْقولون: أيمُنُ الله لَا أفعل ذَلِك وأيْمُنُك يَا رَبّ إِذا خَاطب ربَّه فعلى هَذَا قَالَ عُرْوَة: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي أيْمُنُ الله ثمَّ كثر هَذَا فِي كَلَامهم وخَفّ على ألسنتهم حَتَّى حذفوا النُّون كَمَا حذفوا فِي قَوْلهم: لم يكن فَقَالُوا: لم يَكُ وَكَذَلِكَ قَالُوا أيْمُن الله لأفْعَلَنَّ ذَاك وأيم الله لأفْعَلَنّ ذَاك قَالَ وفيهَا لُغَات سوى هَذِه كَثِيرَة. حَدِيث الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله
(يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ}
قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} : أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. - وفي الحديث: "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"
قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] لله تعالى بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.
- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"
: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ عنَ اليَمِين في العادَةِ ، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى ، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.
- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.
وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.
- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"
: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ *
- في الحديث : "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه"
: أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ بهما.
يمن:
تيمن ب: لا تعني أبداً مات وفقاً (لفريتاج)، بل ووفقاً (لمحيط المحيط)، إذ أن تبرّك به ضد تشأم، أي تفاءل خيراً من (تقويم 1:80): ويسمى بالسعود لتيمنهم بطلوعه (عبد الواحد 6:94): فسّر بهم أهل الأندلس وأظهروا التيمن بأمير المسلمين والتبرك به (عباد 3:109:2).
تيمن في: = أخذ فيه من المين مثلما ورد في الحديث يجب التيمن في جميع أمره ما استطاع.
تيمن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicere.
تيامن: في (محيط المحيط): (تيامن
الرجل تيامناً ذهب ذات اليمين. وتيامن بفلان ذهب به ذات اليمين وقيل ولا تقل تيامن بهم والعامة تقوله. وتيامن فلان أخذ ناحية اليمن).
وخطأ العامة هذا يقع فيه أحسن الكتّاب مثل (بدرون 11:76) و (البكري 4:114). وهكذا نرى، وفقاً (لمحيط المحيط) إن (فريتاج) أخطأ في استعمال تيامن استعمال العامة لها وكان عليه أن يقول تيامن بفلان.
تيامن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicer.
استيمن ب: صحح استيمن ب وفقاً لما ذكرناه في تيمن ب. وهذه أيضاً تعين ما أراده صاحب (محيط المحيط) في قوله: (تيامن بفلان اخذ ناحية اليمن واستيمنه استيماناً استحلفه. واستحلفه بكذا تبرّك به).
يمن: بركة (فوك) benediction.
يمن: موت (معجم البلاذري).
يمنّى، يماني: مع عقيق أو حجر أو الصفة وحدها يصبح المعنى متعلقاً بالحجر اليماني أو اليشب الذي هو من الأحجار الكريمة (بقطر، ريشاردسون سنترال 29:2: agate) . وعند (نيبور B: 134 وباجني ms وهلو): عقيق أحمر cornaline.
يمني: قطن ملون (دي سويس، زيتشر 510:11).
يمنية: مرتل في التأبين (لين عادات مصر 322:2، بيرتون 369:1).
يمين. ملك اليمين: الجواري والمحظيات (قارطاس 7:78) (أنظر القرآن الكريم 3:4).
يمين: بمعنى القسم والجمع يمينات عند (بقطر).
التيمن: الجنوب le sud ( الجريدة الآسيوية 196:2:1848 (باين سميث 1606؛ وانظر في (ترجمة أبو الفداء. جغرافيا 2111 × 2 عدده). وقد أخطأ (رينو حين كتبها: تَيَمن).
تيمينة: من طرق إلقاء التحية. انظر (لين عادات مصر. 300:1).
مُيمّن: تصحيف مؤمِّن: (الكالا).
ميمون: عبد (رولاند) (؟).
ميمون: الاسم البربري لنابت الظان الأسود (ابن البيطار 114:3). وانظر ظيان في آخر الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم؛ أما (معجم المنصوري)، فقد أطلق عليه اسم ميمونة وهو الاسم الذي يطلقه عوام المغرب على هذه النبتة، وانظر مادة بوطانية.

يمن


يَمَنَ
[&
a. يَامِن] (n. ac.
يَمْن), Went to the right.
b. Approached from the right.
c. [Bi], Led to the right.
d. Placed on the right side ( one dead ).
e. [& يَامَن ], (n. ac.
يُمْن
مَيْمَنَة) [& pass.], Was fortunate, lucky.
f.
see (يَمُنَ) (b).
يَمِنَa. see supra
(b) (e).
يَمُنَa. see I (e)b. ['Ala], Brought happiness to.
يَمَّنَa. see I (a) (c).
c. Went, came to Yemen.
d. ['Ala], Invoked blessings upon.
يَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
أَيْمَنَa. see I (a)
& II (c).
تَيَمَّنَa. Belonged, referred to Yemen.
b. [Bi], Was lucky, prospered in; was benefited by.
c. [Fī], Succeeded, prospered in.
d. Died.
e. [Bi]
see I (d)
تَيَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
إِسْتَيْمَنَa. see V (b)b. Exacted an oath from; swore.

يَمْنَةa. see 4 (a)b. Portion; food.

يُمْنa. Luck, good fortune; luckiness; prosperity, success;
felicity.
b. Good omen.

يُمْنَةa. see 3 (a)b. Striped cloth from Yemen.

يُمْنَى
( pl.

يُمْنَيَات
a. see 4 (a)
يَمَنa. Right : right side, right hand.
b. [art.], Al-Yemen, Arabia Felix.
يَمَنِيّa. Of or from Yemen.

أَيْمَنُ
(pl.
أَيَاْمِنُ أَيَاْمِيْنُ)
a. Right; righthand; dexter; dextral.
b. Right-hand.
c. Fortunate, prosperous; felicitous; auspicious
favourable.

مَيْمَنَة
(pl.
مَيَاْمِنُ)
a. Right-side, wing or flank.
b. see 3 (a)
يَاْمِنa. see 14 (a) (c).
يَمَاْنِيّa. see 4yi
يَمَاْنِيَّةa. A species of red barley.

يَمِيْن
(pl.
أَيْمُن أَيَاْمِنُ
أَيْمَاْن
أَيَاْمِيْنُ)
a. see 4 (a)b. (pl.
أَيْمَاْن)
see 14 (c)c. Power, might.
d. (pl.
أَيْمُن
أَيْمَاْن), Oath.
e. see 3 (a)
N. P.
يَمڤنَ
(pl.
مَيَاْمِيْنُ)
a. see 14 (c)b. [art.], Penis.
c. [ coll. ], Ape.
N. P.
يَمَّنَa. Prosperous; blessed.

يَمَانِ
a. see 4yi
يَمَانِيَة
a. fem. of supra.
b. South (wind).
يَمَانُوْنَ
a. People of Al-Yemen.

أَلتَّيْمَن
a. The south.
b. The south wind.

أَلتَّيْمَنِيّ
a. see 4 (b)
& supra (a).
يَمْنَةً يَمَنًا يَمِيْنًا
a. From, on the right.

عَن اليَمِيْن
a. see supra.
b. Auspiciously, with good omens.

يَمِيْن الصَّبْر
a. False oath; perjury.

عَلَى أَيْمَن الْيَمِيْن
a. Prosperously, felicitously.

أَـِيْمَُِنُ الْلَّهِ
a. In God's name!

أَـِيْمُِ الْلّٰةِ
أَـِمَُ الْلّٰهِ
a. see supra.

أَتَوْنَا عَن اليَمِيْن
a. They have deceived us.

هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِيْن
a. He is held in honour amongst us.

يَنْبُوْب
a. see under
نَبَتَ
يَنْبُوْع
a. see under
نَبَعَ
يَنْخُوْب
a. see under
نَخَبَ
(ي م ن) : (الْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَرَجُلٌ مَيْمُونٌ (وَتَيَمَّنَ بِهِ) تَبَرَّكَ (وَالْيَمِينُ) خِلَافُ الْيَسَارِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَسَمُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِأَيْمَانِهِمْ حَالَةَ التَّحَالُفِ وَقَدْ يُسَمَّى الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ يَمِينًا لِتَلَبُّسِهِ بِهَا (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا» وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي (وَقَوْلُهُمْ) الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ الصَّوَابُ ثَلَاثٌ وَإِنْ كَانَتْ الرِّوَايَةُ مَحْفُوظَةً فَعَلَى تَأْوِيلِ الْأَقْسَامِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٌ كَرَغِيفٍ وَأَرْغُفٍ (وَأَيْمُ) مَحْذُوفٌ مِنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْقَطْعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هِيَ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وُضِعَتْ لِلْقَسَمِ لَيْسَتْ جَمْعًا لِشَيْءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهَا لِلْوَصْلِ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (الْأَيْمَنُ) خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِيهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الْأَيْمَنُ الْأَيْمَنُ» هَكَذَا فِي الْمُتَّفِقِ وَرُوِيَ الْأَيْمَنُ بِالْإِفْرَادِ وَفِي إعْرَابِهِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ بِإِضْمَارِ الْفِعْلِ أَوْ الْخَبَرِ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ (وَيَامَنَ وَتَيَامَنَ) أَخَذَ جَانِبَ الْيَمِينِ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» وَرُوِيَ التَّيَمُّنَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنِّي لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي مَعْنَى التَّبَرُّكِ وَمِنْ الْمَأْخُوذِ مِنْهَا (الْيَمَنُ) بِخِلَافِ الشَّامِ لِأَنَّهَا بِلَادٌ عَلَى يَمِينِ الْكَعْبَةِ (وَالنِّسْبَةُ) إلَيْهَا يَمَنِيٌّ بِتَشْدِيدِ الْيَاء أَوْ يَمَانِيٌّ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى تَعْوِيضِ الْأَلِفِ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النِّسْبَةِ وَمِنْهُ طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ (وَأَمَّا يَامِينُ) فَاسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ يامين بْنُ وَهْبٍ فِي السِّيَرِ أَسْلَمَ وَلَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
ي م ن: (الْيَمَنُ) بِلَادٌ لِلْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (يَمَنِيٌّ) (وَيَمَانٍ) مُخَفَّفَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (يَمَانِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْمٌ (يَمَانِيَةٌ) وَ (يَمَانُونَ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ وَثَمَانُونَ، وَامْرَأَةٌ (يَمَانِيَةٌ) أَيْضًا. وَ (أَيْمَنَ) الرَّجُلُ وَ (يَمَّنَ تَيْمِينًا) وَ (يَامَنَ) إِذَا أَتَى الْيَمَنَ. وَكَذَا إِذَا أَخَذَ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا، يُقَالُ: يَامِنْ يَا فُلَانُ بِأَصْحَابِكَ. أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً. وَلَا تَقُلْ: تَيَامَنْ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. (وَتَيَمَّنَ) تَنَسَّبُ إِلَى الْيَمَنِ. (وَالْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَقَدْ (يُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَيْمُونٌ) أَيْ صَارَ مُبَارَكًا عَلَيْهِمْ. وَ (يَمَنَهُمْ) أَيْضًا (يَمْنًا) فَهُوَ (يَامِنٌ) وَ (تَيَمَّنَ) بِهِ تَبَرَّكَ. وَ (الْيَمْنَةُ) ضِدُّ الْيَسْرَةِ. وَ (الْأَيْمَنُ) وَ (الْمَيْمَنَةُ) ضِدُّ الْأَيْسَرِ وَالْمَيْسَرَةِ. وَ (الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 28] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -: أَيْ مِنْ قِبَلِ الدِّينِ فَتُزَيِّنُونَ لَنَا ضَلَالَتَنَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَأْتُونَنَا عَنِ الْمَأْتَى السَّهْلِ. وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ (أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ. وَإِنْ جَعَلْتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ لِأَنَّ الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ. (وَالْيَمِينُ) يَمِينُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَ (ايْمُنُ) اللَّهِ اسْمٌ وُضِعَ لِلْقَسَمِ هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي الْأَسْمَاءِ أَلِفُ الْوَصْلِ مَفْتُوحَةً غَيْرَهَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ فَقَالُوا: (أَيْمُ) اللَّهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا فَقَالُوا: مُ اللَّهِ، وَمِ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا قَالُوا: مُنُ اللَّهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، وَمَنَ اللَّهِ بِفَتْحِهِمَا، وَمِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا. وَيَقُولُونَ: (يَمِينُ) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَجَمْعُ الْيَمِينِ (أَيْمُنٌ) كَمَا سَبَقَ. 
ي م ن : الْيَمِينُ الْجِهَةُ وَالْجَارِحَةُ وَتَقَدَّمَ فِي الْيَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ وَيُمْنَاهُ
وَقَالُوا لِلْيَمِينِ الْيُمْنَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَيْمُنٌ وَأَيْمَانٌ.

وَيَمِينُ الْحَلِفِ أُنْثَى وَتُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٍ وَأَيْمَانٍ أَيْضًا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قِيلَ سُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ فَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا مَجَازًا وَالْيَمِينُ الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْيُمْنُ الْبَرَكَةُ يُقَالُ يُمِنَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَيْمُونٌ وَيَمَنَهُ اللَّهُ يَيْمُنُهُ يَمْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا جَعَلَهُ مُبَارَكًا وَتَيَمَّنْتُ بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَامَنَ فُلَانٌ وَيَاسَرَ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَامِنْ بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ تَيَامَنْ بِهِمْ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ وَتَيَامَنَ بِمَعْنَى يَامَنَ وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيَامَنَ فَتَظُنُّ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ عَنْ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تَيَامَنَ عِنْدَهُمْ إذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ وَأَمَّا يَامَنَ فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ.

وَالْيَمَنُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَمَنِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَيَمَانٍ بِالْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَعَلَى هَذَا فَفِي الْيَاءِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضًا عَنْ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْن الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالثَّانِي التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقِيلُ الدَّالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ حَذْفِهَا وَالْأَيْمَنُ خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَأَيْمُنٌ اسْمٌ اُسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ وَالْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا اُلْتُزِمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَمْزَتُهُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَصْلٌ وَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْيُمْنِ وَهُوَ الْبَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ وَاَيْمُ اللَّهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ اُخْتُصِرَ ثَانِيًا فَقِيلَ (مُ اللَّهِ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. 
يمن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. قَوْله: الْإِيمَان يمَان وَإِنَّمَا بَدَأَ الْإِيمَان من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَفِي ذَلِك قَولَانِ: [أما -] أَحدهمَا فَإِنَّهُ يُقَال: إِن مَكَّة من أَرض تهَامَة وَيُقَال: إِن تهَامَة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا سمي مَا وَالِي مَكَّة من أَرض الْيمن واتصل بهَا التهائم فَكَانَ مَكَّة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان [على هَذَا -] وَالْوَجْه الآخر أَنه يرْوى فِي الحَدِيث إِن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَذَا الْكَلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بتبوك نَاحيَة الشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان أَي هُوَ من هَذِه النَّاحِيَة فهما وَإِن لم يَكُونَا من الْيمن فقد يجوز أَن ينسبا إِلَيْهَا إِذا كَانَتَا من ناحيتها وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم فَاش أَلا تراهم قَالُوا: الرُّكْن الْيَمَانِيّ فنسب إِلَى الْيمن وَهُوَ بِمَكَّة لِأَنَّهُ مِمَّا يَليهَا وأنشدني الْأَصْمَعِي للنابغة يذم يزِيد بْن الصَّعق وَهُوَ رجل من قيس فَقَالَ:

[الوافر]

وكنتَ أمينَه لَو لم تخنه ... وَلَكِن لَا أَمَانَة لليمانيِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيمن وَقَالَ ابْن مقبل وَهُوَ رجل من بني العجلان من بني عَامر بن صعصة: [الْبَسِيط]

طافَ الخيالُ بِنَا ركبًا يمانينا

فنسب نَفسه إِلَى الْيمن لِأَن الخيال طرقه وَهُوَ يسير ناحيتها وَلِهَذَا قَالَ: سُهَيْل الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ يرى من نَاحيَة الْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَخْبرنِي هِشَام أبن الْكَلْبِيّ أَن سُهَيْل بْن عبد الرَّحْمَن بْن عَوْف تزوج الثرياء / بنت فلَان 58 / ب من بني أُميَّة من العَبَلات وَهِي أُميَّة الصُّغْرَى فَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة أنشدنيه عَنهُ الْأَصْمَعِي: [الْخَفِيف]

أَيهَا المنكح الثريا سُهيلا ... عمرك اللَّه كَيفَ يلتقيانِ

هِيَ شامية إِذا مَا استقلّت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمانِ

قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل لَهما النُّجُوم مِثَالا لِاتِّفَاق أسمائهما للنجوم قَالَ ثمَّ قَالَ: هِيَ شامية فعنى الثريا الَّتِي فِي السَّمَاء وَسُهيْل يمَان وَذَلِكَ أَن الثريا إِذا ارْتَفَعت اعترضت نَاحيَة الشَّام مَعَ الجوزاء حَتَّى تغيب تِلْكَ النَّاحِيَة قَالَ: وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يماني لِأَنَّهُ يَعْلُو من نَاحيَة الْيمن. فَسمى تِلْكَ شامية وَهَذَا يَمَانِيا وَلَيْسَ مِنْهُمَا شأم وَلَا يمَان وَإِنَّمَا هما نُجُوم السَّمَاء وَلَكِن نسب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى ناحيته فعلى هَذَا تَأْوِيل قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان. وَيذْهب كثير من النَّاس فِي هَذَا إِلَى الْأَنْصَار يَقُول: هم نصروا الْإِيمَان وهم يَمَانِية فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم على هَذَا الْمَعْنى. وَهُوَ أحسن الْوُجُوه عِنْدِي [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لما قدم [أهل -] الْيمن قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن هم أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وهم أنصار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمِنْه أَيْضا قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم. والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم . وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش : ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم  (*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن، مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر :

يبرى لها من أيمن وأشمل * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر :

ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ * يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب. (*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث. واليُمْنَةُ بالضم : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:

واليمنة المعصبا * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله: اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر  فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا، فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس: فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيها لغات كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. 
[يمن] نه: فيه: الإيمان "يمان" والحكمة "يمانية"، لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وهي من أرض اليمن، ولذا يقال: الكعبة اليمانية. ن: هو بخفة ياء على المشهور، وحكى تشديدها. نه: وقيل: قاله بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانون في الأصل وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وأوهم فنسب الإيمان إليهم. ن: ولا مانع من حمله على الحقيقة لأن من قوى في شيء نسب إليه، وهكذا كان حال الوافدين منهم لحديث: جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة -إلخ، ومنهم أويس وأبو مسلم، مع أنه لا ينفي الإيمان عن غيرهمن ثم المراد الموجودون منهم حينئذ لا كلهم في كل زمان. ز: قلت: لعل المانع أنه يلزم قوة يمانهم وفضلهم به على المهاجرين الأول والأنصار وفيهم العشرة وغيرهم - والله أعلم. ك: أصل يمان يمنى، حذف إحدى الياءين وعوض عنها الألف، وقيل: قدم أحداهما وقلبت ألفًا فصار كقاض، والحكمة يمانية - بخفة ياء على الأصح. ومنه بين العمودين "اليمانيين" - بخفتها، وجوز سيبويه التشديد، وهما الركنان: الركن الأسود والركن اليماني. ن: ومنه لا تمس إلا "اليمانيتين"، وفيه تغليب. ك: ثلاثة أثواب "يمانية"ن بخفة ياء. نه: وفيه: الحجر الأسود "يمين" الله، هو تمثيلوأما عند غيره فيقع على نية الحالف لكنه يأتم به إلا إذا كان على جهة العذر. بغوي: قيل: إن كان المستحلف مظلومًا فعلى نيته، وإن كان ظالمًا فعلى نية الحالف. ط: وفيه: عرض على قوم "اليمين" فأسرعوا فأسهم، صورته أن يتداعى الرجلان متاعًا في يد ثالث ولم يكن لهما بينة أو لهما بينة يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته يحلف ويقضي له به. ك: حلفت على "يمين"، أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا. ش: ومثله: لا أحلف على "يمين". نه: وفيه: "ليمنك" لئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت، ليمن وأيمن من ألفاظ القسم وألفه وصل وتفتح وتكسر. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم كفن في "يمنة" - بضم ياء، ضرب من برود اليمن.
باب ين
[ي م ن] اليُمْنُ خلاف الشُّؤْم وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ويُمِنَ وتَيَمَّنَ به واستَيْمَنَ وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم ورجلٌ أيْمنُ ومَيمُونٌ والجمع أيامِنُ والأيامِنُ خلافُ الأشَائِم ويقال قَدِم فُلان على أَيمَنِ اليمين أي على اليُمْنِ والمَيْمَنةُ اليُمْنُ وقوله تعالى {فأصحاب الميمنة} الواقعة 8 أي أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم أي كانوا مَيَامينَ على أنفسهم غَيرَ مَشَائِيمَ واليَمِنُ نقيضُ اليَسَارِ والجمع أيمُنٌ وأيْمَانٌ ويَمايِيْنُ فأمّا قوله

(قد جَرَت الطيرُ أَيَامنِيْنَا ... )

(قالت وكنت رَجلاً فَطيْنَا ... )

(هذا لَعَمْرو الله إسرائِيْنَا ... )

فعندي أنه جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ ثم أراد وراءَ ذلكَ جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها نهايَةُ الجمعِ فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ كقول الآخَرِ

(فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها ... )

بلغَ نهايةَ الجمعِ التي هي حَدَائِدُ فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ فجمعَهُ بالألف والتاءِ وكقولِ الآخر

(جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور ... )

جَمَعَ صارِيًا على صُرَّاءٍ ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِيٍّ ثم جمع صَراريَّ بالياء والنونِ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ أياميِنِينا لأن جمعَ أَفْعَالَ كجمع إفْعَالٍ لكن لمَّا أزمع أن يقول في النصفِ الثاني أو البيت الثاني فطينَا ووزنُهُ فَعُولنْ أرادَ أن يَبنى قولَهُ أيامِنينا على فَعُولُنْ أيضًا ليُسوِّيَ الضَّرْبينِ أو العَرُوضين ونظير هذه التسوية قولهُ

(قد رَوِيَتْ غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا ... )

(قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكريْنَا ... )

كان حُكمُه أن يقولَ غَيرَ الدُّهَيْدِهينا لأن الألِفَ في دَهْدَاهٍ رابعَةٌ وحُكْمُ حرف اللينِ إذَا ثَبتَ في الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ في الجمع ياءً كقولك سرادحٌ وسَراديحُ وقِندِيلٌ وقناديل ويُهْلُولٌ وبهاليلُ ولكن أرادَ أن يسوّي بين دُهَيْدِهينا وبين أُبيَكرينا فجعل الضربين جميعًا أو العروضين فَعُولُنْ وقد يجوز أن يكون أيامِنيْنَا جمع أيامِنَ الذي هو جمع أَيْمُنٍ فلا يكون هنالك حذُفٌ وأَمَّا قوله

(هذا لعمرُو الله إِسرائينَا ... )

فإنّ قالت هنا بمعنى ظنّتْ فعدتْهُ إلى مفعولينِ كما تعدَّى قال إلى مفعولينِ وذلك في لغة بني سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبي الخطّاب ولو أراد قال التي ليست في مَعْنَى الظنّ لرفعَ وليس أحدٌ منَ العرب يَنْصِبُ بقال التي في معنى ظنّ إلا بَني سُلَيم وهي اليُمْنَى لا تُكَسَّرُ قال أبو عُبَيْدٍ وأما قول عُمَر رضي الله عنه وَزَوّدتْنَا يُمَيتَنَيْها فقياسه يُمَيّنَيْهَا لأنه تصغير يَمينٍ لكن قال يُمَيْنَتَيْهَا على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَتَيْهَا ولم يقل يَدَيها ولا كَفَّيْها لأنه لم يُرد أنها جمعت كفيها ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ كفّا واحِدةً بيَمينها وَأَيْمَنَ أَخَذَ يَمِينًا وَيَمنَ به ويَامَنَ وتيامَنَ ذَهَبَ به ذات اليَمينِ وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ يعني أخذ ذاتَ اليمينِ قال وسَلّمُوا لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ وقوله تعالى {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الصافات 28 قال الزجّاجُ هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم كنتم تخدعونَنَا بأقوى الأسباب فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ ما تضلوننا به وقيل معناه كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكبِدِ والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ألا ترى أنّ القلبَ لا شيءَ له من ذلكَ لأنه من ناحية الشمال والتيَمُّنُ أنّ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأَيْمَنِ في القبر قال

(إذَا الشيخُ عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ ... كَرَحْضِ غِسيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ)

وأخذ يَمْنَةً وَيمنًا وَيسْرَةً ويَسَرًا أي ناحية يَمِين ويسارٍ واليَمَنُ ما كانَ عَنْ يمين القِبَلة مِنْ بلادِ الغَور النسبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمَانٍ على نادر النسب وألفُهُ عِوَضُ من الياءِ ولا تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ إِذْ ليس حكمُ العقيِبِ أنْ يدلّ على ما يدل عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا فإن سَمَّيتَ رجُلاً بِيَمَنٍ ثم أضفتَ إليه فعلى القياس وكذلك جميعُ هذا الضربِ وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا أو غلَّبُوه عليه وعلى هذا لا يجوزُ ذهبتُ اليَمَنَ وإنّما يجوزُ على اعتقاد العموم ونظيرهُ الشأمُ ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ جنسِيٌّ غيرُ عَلَميٍّ أنّهم قد قالوا فيه اليَمْنَةُ واليُمْنَةُ وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا أتَوا اليَمَنَ وقولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ

(تَعْوِي الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ ... إهلاكَ رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ)

إمّا أنْ يكون على النسبِ وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ولا أعْرِف له فِعْلاً ورجلٌ أَيْمَنُ يَصْنَعُ بِيُمْنَاه وقال أبو حَنيفَةَ يَمِنَنى ويَمَننَي جاء عن يميني واليَمِينُ الحِلفُ أُنثى والجمعُ أَيْمُنٌ وأَيْمانٌ وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ الله وإيمُنُ الله وإيمُ الله ومُ الله فحذفوا ومِ الله أُجرِي مُجْرَى مُ اللهِ قال سيبويه وقالوا لايْمُ الله واستدل بذلك على أنّ ألفَها ألِفُ وصْلٍ قال ابن جِنّي أمّا أيَمُنٌ في القسم فحذفت الهمزةُ منها وهي اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا في القسم وحْدَهُ فلما ضارعَ الحرفَ بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ وأيضًا فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا كما ترى ويؤكِّدُ عندك أيضًا حالَ هذا الاسم في مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ فقالوا مرّة أيمُنُ الله ومرّةً أيْمُ الله ومرّة إيْمُ الله ومرّة مِ الله ومرّة مُ الله فلما حذفوه هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ قوِيَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف وقالَ مَرّةً ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ فهذا مبتدأٌ محذُوفُ الخبر وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر واستَيْمَنْتُ الرجلَ استخلفتهُ عن اللحيانِي واليَمِينُ القوة والقدرة وبه فُسِّرَ قوله تعالى {لأخذنا منه باليمين} الحاقة 45 وقيل أراد باليد اليُمْنَى وقولُ الشَّمَّاخ

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجْدٍ ... تَلَقّاها عَرابةُ باليَمِينِ)

قيلَ أرادَ القوّة وقيل أراد اليد اليُمْنَى وأمّا قوله {فراغ عليهم ضربا باليمين} الصافات 93 فقيل معناه بالحَلِف لقوله {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء 57 واليَمِينُ المنزلةُ يقال هو عندنا باليَمِيْنِ أي بمنزلةٍ حَسَنَةٍ واليَمْنَةُ واليُمْنَةُ ضربٌ من بُرُود اليَمَنِ وأَيمُنُ اسم رجلٍ وأيمُنُ موضع قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ

(شَرَكَا بَمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ ... في طوْد أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ)
يمن
يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون
• يمَن اللهُ الشَّخصَ: جعله مُباركًا.
• يمَن آلَه/ يمَن على آله/ يمَن لآله: كان مُباركًا عليهم. 

يمَنَ2/ يمَنَ بـ ييمِن، يَمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون (للمتعدِّي)
• يمَن الشَّخصُ: ذهب جهة اليمين.
• يمَن فلانٌ فلانًا: أتى من يمينه "أدرك صاحبَه في الطريق فيَمَنه".
• يمَن فلانٌ بفلان:
1 - ذهب به جهة اليمين.
2 - جاء عن يمينه. 

يمُنَ على/ يمُنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن وأيْمَن، والمفعول مَيْمُون عليه
• يمُن على آله/ يمُن لآله: يمَن عليهم، كان مُباركًا عليهم. 

أيمنَ يُومن، إيمانًا، فهو مُومِن
 • أيمنَ الرَّجلُ:
1 - اتَّجَه ناحيةَ اليمين.
2 - دخلَ بلاَد اليمن. 

استيمنَ/ استيمنَ بـ يستيمن، استيمانًا، فهو مُستيمِن، والمفعول مُستيمَن
• استيمن فلانٌ فلانًا: استحلفه؛ طلب منه الحلِف "استيمن القاضي الشهودَ قبل الإدلاء بشهادتهم".
• استيمن فلانٌ بالشَّيءِ: تبرَّك به "استيمن بزيارة المسجد النبويّ". 

تيامنَ يتيامن، تيامُنًا، فهو مُتيامِن
• تيامن الرَّجلُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - تفاءَل "فلنتيامن بمقدِم الربيع". 

تيمَّنَ/ تيمَّنَ بـ/ تيمَّنَ في يَتيمَّن، تيمُّنًا، فهو مُتيمِّن، والمفعول مُتيمَّن به
• تيمَّن الشَّخصُ: انتسب إلى اليَمَن.
• تيمَّن بالشَّيء: تبرّك به، تفاءَلَ؛ ضدّ تشاءَم "تيمّن بزيارة المسجد النبويّ- تيمَّن بنجاح مشروعه".
• تيمَّن بالأمر/ تيمَّن في الأمر: أخذ فيه من جهة اليمين "يتيمّن العربُ في كتابتهم". 

يامنَ/ يامنَ بـ ييامن، مُيامَنةً، فهو مُيامِن، والمفعول مُيَامَن به
• يامَن الشَّخصُ: يمَن، ذهب جهة اليمين، أتى اليمين "يامن القائدُ".
• يامَن القائدُ بجنودِه: ذهب بهم جهة اليمين. 

يمَّنَ/ يمَّنَ على يُيمِّن، تيمينًا، فهو مُيمِّن، والمفعول مُيمَّن عليه
• يمَّن الشَّخصُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - سافر إلى اليمن "يمَّن المعلِّم في بعثة تعليميّة".
3 - تفاءَل.
• يمَّن عليه: برَّك عليه، دعا له بالبركة. 

أيمنُ1 [مفرد]: ج أيامِنُ وأيْمَان وأَيْمُن، مؤ يُمنى، ج مؤ يُمْنَيَات وأيْمَان وأَيْمُن:
1 - جهة اليمين، عكسه أيسر "الشارع الأيمن- اليد/ الجهة اليُمنى- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} " ° هو ذراعه اليُمنى/ هو ساعده الأيمن: عضده، يعتمد عليه في الشدَّائد.
2 - اسم تفضيل من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: أكثر بركة " {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} ".
• أيمن الدَّوران: مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

أَيْمَنُ2 [مفرد]: ج يُمْن، مؤ يَمْناء، ج مؤ يَمْناوَات ويُمْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يمُنَ على/ يمُنَ لـ.
2 - مَنْ يعمل بيده اليُمنى، عكسه أعسر. 

ايمن [كلمة وظيفيَّة]: اسم يضاف إلى اسم الله تعالى، يعرب مبتدأ دائمًا وخبره محذوف وجوبًا، وهو بمعنى اليمين والقسم، وقد تحذف نونه فيقال: ايْمُ وهمزته همزة وصل "ايمنُ الله لأخدمنّ الوطن: التقدير: ايمن الله قسمي". 

مُيامِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يامنَ/ يامنَ بـ.
2 - ما يدور باتّجاه عقارب الساعة "حركة مُيامِنة".
3 - (كم) ما يحوِّل مستوى الضوء المستقطب إلى اليمين "بِلَّوْر مُيامِن". 

مُيامَنة [مفرد]: مصدر يامنَ/ يامنَ بـ.
• مُيامَنة القَلب: (طب) وضع القلب إلى اليمين، أو تحوُّله، ويكون إمّا خِلْقيًّا وإمّا مُكتسَبًا. 

مُيمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من يمَّنَ/ يمَّنَ على: مَدْعوٌّ له بالبركة.
2 - مَنْ يأتي بالخير والبركة. 

مُيمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يمَّنَ/ يمَّنَ على.
2 - (فز) مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

مَيْمَنة [مفرد]: ج مَيَامِنُ:
1 - مصدر ميميّ من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: " {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ".
2 - ناحية اليمين، عكسها مَيْسرة "مَيْمَنة الجيش: جناحه الأيمن- مَيْمنة السفينة أو الطائرة- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ". 

مَيْمون [مفرد]: ج مَيَامِنُ ومَيامينُ:
1 - اسم مفعول من
 يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ويمَنَ2/ يمَنَ بـ ° سافر على الطَّائر الميمون: سافر بالطائرة- سِرْ على الطَّائر الميمون: سِرْ موفّقًا- سَفرًا ميمونًا: دعاء للمسافر- هو ميمون الطائر: مبارك الطلعة.
2 - (حن) قِرْد من فصيلة كلبيَّة الرءوس، وهو أقبح القرود وأشرسها خُلقًا. 

يَمانيّ [مفرد]: مؤ يمانيّة: اسم منسوب إلى يَمَن: على غير قياس "سيف يمانيّ- عادات يمانيَّة".
• الشِّعْرى اليَمانيَّة: (فك) النَّجمة الأكثر توهّجًا وبريقًا في مجموعة الدُّبّ الأكبر في النِّظام الفلكيّ. 

يَمْن [مفرد]: مصدر يمَنَ2/ يمَنَ بـ. 

يُمْن [مفرد]:
1 - مصدر يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ.
2 - بركة، سِعة عيش، رفاهية، قوّة، خير كثير "أعاد الله عليكم العيد بالخير واليُمْن والبركاتَ" ° سنةُ يُمْن: سنة إقبال. 

يَمْنَة [مفرد]: مَيْمَنة؛ ناحية اليمين، عكسُ يَسْرَة "أحاطتِ الأشجارُ بالحديقة يَمْنَةً ويَسْرَة- اتّجهت السيارة يَمْنة". 

يَمين1 [مفرد]: ج أَيْمُن ويمائن:
1 - جهة اليمين، عكس يسار (مؤنّثة) "جلس على يمينه: تمكّن في جلوسه من جهة اليمين- جلس عن يمينه: جلس مُنحرِفًا عنه، غير ملاصق لجاره- {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} - {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} " ° أقصى اليَمين- إلى اليَمين دُرْ- ذات اليَمين: جهة اليمين- يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار.
2 - يد يمنى، عكس يسار " {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} " ° أصْحاب اليَمين: أهل الجنّة- ما ملكت يمينه: ممتلكاته- مِلْك اليَمين: الإماء.
• أحزاب اليَمين: الأحزاب المحافظة وهي التي تميل إلى الاعتدال في الحياة السياسيّة والقضايا العامَّة ويقابلها: الأحزاب اليساريّة. 

يَمين2 [مفرد]: ج أيْمَان وأَيْمُن:
1 - قَسَم، حَلِف (مؤنّثة) "يمين الولاء والإخلاص- يمين كاذبة/ زور/ غليظة- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] " ° يمين الله: أُقْسِم بالله.
2 - قوَّة وشدّة "أخذَ حَقَّه بيمينه- {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ".
• اليَمين الغَموس: (فق) يمين كاذبة تغمس صاحبَها في النّار لأنّه يحلف وهو يعلم أنّه كاذب.
• اليَمين اللَّغْو: (فق) ما يحلف عليه الشَّخص ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد.
• اليَمين القَضائيَّة: (قن) اليَمين التي تتمّ أمام القضاء، وهي نوعان: حاسمة وهي التي يوجِّهها خصم إلى خصمه ليحسم بها النِّزاع، ومتمِّمة وهي التي توجِّهها المحكمة من تلقاء نفسها إلى أحد الخصوم.
• يمين الأمانة: (قن) اليَمين التي كان القاضي يلي تحليفها المدَّعي أو المدَّعى عليه كلّما استشعر أنّ واحدًا منهما يفعل أو يهمل شيئًا غدرًا.
• يمين المبرَّة: (قن) اليَمين التي كان يحلفها الخصمان تلو انتصاب الخصومة، أي أنّهما أقاماها اعتقادًا بصدقها ويواصلانها بلا خيانة.
• اليَمين الدُّستوريَّة: (قن) القسم الذي يتعهّد فيه رئيس الجمهوريّة قُبَيْل تسلُّمه الحكم بالمحافظة على الدستور. 

يَمين3 [مفرد]: ج أيْمَان: بركة ° هو عندنا باليمين: بالمنزلة الحسنة. 

يَمينيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَمين1: عكسه يساريّ "طريقة يمينيّة".
2 - (سة) مَنْ يميل إلى المحافظة والاعتدال في رأيه وفي الحياة السياسيَّة والعامَّة، وينسب الاسم إلى اليمين لأن مقاعد اليمينيِّين في المجالس النيابيَّة إلى اليَمين، وهو خلاف اليساريّ "تفوق أعدادُ اليمينيّين في البرلمان أعدادَ اليساريِّين- يمينيّ متطرِّف". 
يمن
: ( {اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ) ؛) وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ (} كالمَيْمَنَةِ) ؛) وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {أُولَئِكَ أَصْحابُ {المَيْمِنَةِ} ، أَي كَانُوا} مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ {المَيْمَنَةِ} مَيَامِنُ، وَقد ( {يَمِنَ) الرَّجُلُ، (كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ) ،} يُمْناً، (فَهُوَ {مَيْمونٌ} وأَيْمَنُ {ويامِنٌ} ويمينٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: {يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فَهُوَ} مَيْمونٌ إِذا صارَ مُبارَكاً عَلَيْهِم، ويَمَنَهُم، فَهُوَ {يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.
وَفِي المُحْكَم: يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، واللَّهُ} اليَامِنُ؛ {واليَمِينُ} واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:
بَيْتُكَ فِي {اليامِنِ بَيْتُ} الأيْمَنِ (ج {أَيامِنُ) جَمْعُ} أَيْمَن، (و) جَمْعُ {المَيْمونِ (} مَيامِينُ.
( {وتَيَمَّنَ بِهِ) وبرأْيِه (} واسْتَيْمَنَ) :) أَي تَبَرَّكَ بِهِ.
(وقَدِمَ على {أَيْمَنِ} اليَمِينِ: أَي {اليُمْنِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.
(} واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج {أَيْمُنٌ) بضمِّ الميمِ وفتحِها، (} وأَيْمانٌ {وأَيامِنُ) جَمْعُ أَيْمَنَ، (} وأَيامِينُ) جَمْعُ أَيْمانٍ.
(و) {اليَمِينُ: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (القُوَّةُ) والقُدْرَةُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخِ:
تَلقَّاها عَرابَةُ} باليَمِينِ أَي بالقُوَّةِ، وَكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {لأَخَذْنَا مِنْهُ {باليَمِين} .
قالَ الزجَّاجُ: أَي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ} اليُمْنَى.
وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَراغَ عَلَيْهِم ضَرْباً {باليَمِينِ} ، فقيلَ:} بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.
( {ويَمَنَ بِهِ} يَيْمِنُ) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَكَاهُ سِيْبَوَيْه، ( {ويامَنُ،} ويَمَّنَ) ، مُشَدَّداً، ( {وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ اليَمينِ) .
(وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يامِنْ بأَصْحابِكَ وشائِمْ: خُذْ بهم} يَمِيناً وشِمالاً، وَلَا يقالُ {تَيامَنَ بهم وَلَا تياسَرْ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَمَرَهُم أَن} يَتَيَامَنُوا عَن الغَمِيمِ) ، أَي يأْخُذُوا عَنهُ! يَمِيناً.
(و) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {إنَّكُم (كُنْتُم تَأْتوننا عَن اليمينِ) } ،) قالَ الزجَّاجُ: هَذَا قوْلُ الكفَّارِ للَّذِينَ أَضَلُّوهم؛ (أَي تَخْدَعُوننا بأَقْوَى الأَسْبابِ) فتُرُونَنا أنَّ الدِّينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ، كأَنَّه أَرادَ تَأْتُونَنا عَن المَأْتَى السَّهْل؛ (أَو) مَعْناه: تَأْتُونَنا (من قِبَلِ الشهوةِ لأنَّ اليَمِينَ مَوْضِعُ الكَبِدِ، والكَبِدُ مَظِنَّةُ الشهوةِ والإرادَةِ) ، أَلا تَرَى أنَّ القَلْبَ لَا شَيْء لَهُ مِن ذلِكَ لأنَّه من ناحِيَةِ الشِّمالِ؟
( {والتَّيَمُّنُ: الموتُ؛ و) الأصلُ فِيهِ (وَضْعُ المَيِّتِ فِي قبرِهِ على جَنْبِهِ} الأَيْمَنِ) ؛) قالَ الجَعْدِيُّ:
إِذا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدُهكضَرْحٍ قَديمٍ {فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُوهو مجازٌ.
(وأَخَذَ} يَمْنَةً {ويَمَناً، محرَّكةً) ، ويَسْرَةً ويَسَراً، (أَي ناحِيَةَ يَمِينٍ) ويَسارٍ.
(} واليَمَنُ، محرَّكةً: مَا) كانَ (عَن {يَمِينِ القِبْلَةِ من بِلادِ الغَوْرِ) .) وقالَ الشَّرْقي: إنَّما سُمِّيَت اليَمَن لتَيامُنِهم إِلَيْهَا.
قالَ ياقوتُ: فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الكَعْبَة مربَّعَةٌ فَلَا يَمِين لَهَا وَلَا يَسَار، فَإِذا كَانَ} اليَمَنُ عَن يَمِينِ قَوْمٍ كانتْ عَن يَسارِ آخَرِيْن، وكذلِكَ الجِهَات الأرْبَع إلاَّ أنْ يُريدَ بذلِكَ من يَسْتَقْبل الرُّكْن! اليَمَانيّ فإنَّه أَجَلّها، فَإِذا يصحّ، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
وَفِي المَراصِدِ: اليَمَنُ ثلاثٌ وِلاياتٍ: الجنْدُ ومَخالِيفُها، وصَنْعاءُ ومَخالِيفُها، وحَضْرَمَوْت ومَخالِيفُها، وأَمَّا حَدُّ اليَمَنِ فمِن وَرَاء تَثْلِيث وَمَا سامتها إِلَى صَنْعاء وَمَا قارَبَها إِلَى حَضْرَمَوْت والشَّحْر وعُمَان إِلَى عَدَن أَبْيَن وَمَا يَلِي ذلكَ إِلَى التهائِم والنّجُودِ، واليَمَنُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.
وقالَ قُطْرُبُ: سُمِّي اليَمَن ليمنِه والشّأْم لشُؤْمِه.
(وَهُوَ {يَمَنِيٌّ) على القِياسِ، (} ويَمانِيٌّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، نَقَلَهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِهم، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة بنِ خَلَف الهُذَليّ:
{يَمانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِباً لَهَبَ الشُّوَاطِقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: والأَكْثَر على مَنْعِ التَّشْديدِ مَعَ ثُبوتِ الألِفِ لأنَّه جَمْعٌ بينَ العَوَضِ والمُعَوَّضِ.
وأَجابَ عَنهُ الشِّيخُ ابنُ مالِكٍ: بأنَّه قد يكونُ نسْبَةً مَنْسُوب.
(} ويمانٍ) ، مُخَفَّفَة، وَهُوَ من نادِرِ النَّسَبِ، وأَلِفُه عِوَض عَن الياءِ، وَلَا يدلُّ على مَا يدلُّ عَلَيْهِ الياءُ إِذْ ليسَ حكم العقيب أَن يدلَّ على مَا يدلّ عَلَيْهِ عقبه دائِباً.
وقومٌ {يَمانِيَةٌ} ويَمانُونَ: مثْلُ ثمانِيَة وثَمانُون، وامْرأَةٌ {يَمانِيَة أَيْضاً.
(} ويَمَّنَ {تَيْمِيناً} وأَيْمَنَ {ويامَنَ: أَتاها) أَو أَرادَها.
(} وتَيَمَّنَ: انْتَسَبَ إِلَيْهَا.
( {والتَّيْمَنِيُّ: أُفُقُ اليَمَنِ) وَإِذا نَسَبُوا إِلَى} التَّيَمُّنِ قَالُوا {تَيْمَنِيٌّ.
(} والأَيْمَنُ: من يَصْنَعُ {بيُمْناهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ الأَيْسَرِ.
(} ويَمَنَهُ، كمَنَعَهُ وعَلِمَهُ) يُمْناً ويُمْنَةً: (جاءَ عَن يَمِينِهِ) ، وكذلِكَ شَأمَهُ وشَئِمَه ويَسَرَهُ إِذا جاءَ عَن شِمالِه.
( {واليَمِينُ) :) الحَلْفُ و (القَسَمُ، مُؤَنَّثٌ) ، سُمِّيَ باسمِ يَمِينِ اليَدِ، (لأنَّهم كَانُوا يَتَماسحونَ} بأَيْمانِهِم فيَتحالَفُونَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لأنَّهم كَانُوا إِذا تَحالَفُوا ضَرَبَ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم {يَمِينَه على} يَمِينِ صاحِبِه، (ج أَيْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ، (وأَيْمانٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لزُهَيْرٍ:
فتُجْمَعُ {أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمُبمُقْسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِن جَعَلْتَ اليَمِينَ ظَرْفاً لم تَجْمَعْه، لأنَّ الظّروفَ لَا تَكادُ تُجْمَعُ لأنَّها جِهاتٌ وأَقْطارٌ مُخْتَلِفَةُ الأَلْفاظِ.
(} وأَيْمُنُ اللَّهِ) ، بضمِّ الميمِ والنّونِ، وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل عنْدَ أَكْثَر النّحويِّين، وَلم يَجِىءْ فِي الأسماءِ أَلِف وَصْل مَفْتوحَة غَيْرها، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {وأَيْمُ اللَّهِ، وَيكسر أَوَّلُهُما) ، عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَهْلُ الكُوفَة يقُولُونَ: أَيْمُن جَمْعُ يَمينِ للقَسَمِ، والألِفُ فِيهَا أَلِفُ وَصْلٍ ويُفْتَحُ ويُكْسَرُ.
والكَسْرُ فِي} إِيمِ اللَّهِ، حَكاهُ يونُسُ ونَقَلَه ابنُ جنِّي.
وذَهَبَ ابنُ كَيْسان وابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِلَى أنَّ أَلِفَ أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْع، وَهُوَ جَمْعُ يَمينٍ، وإنّما خُفِّفَتْ هَمْزَتُها وطُرِحَتْ فِي الوَصْلِ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم لَهَا.
ويقُولانَ: إنَّ أَيْم اللَّهِ أَصْلُه أَيْمُن اللَّهِ حذفت النُّونُ كَمَا حُذِفَتْ مِن لم يَكُ ( {وأَيْمَنُ اللَّهِ، بفتْحِ الميمِ والهَمْزَةِ، و) قد (تُكْسَرُ) الهَمْزَةُ.
(} وإيم اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ والميمِ، وقيلَ: أَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ) ، وَهُوَ قَوْلُ النّحويِّين إلاَّ مَا كانَ مِن ابنِ كَيْسان وابنِ دَرَسْتَوَيْه كَمَا ذَكَرْنا.
(و) قالُوا: (هَيْمُ اللَّهِ، بفتْحِ الهاءِ وضمِّ الْمِيم) ، والأصْلُ أَيْمُ اللَّهِ، قُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء، (و) رُبَّما حَذَفُوا مِنْهُ الياءَ فَقَالُوا ( {أَمِ اللَّهِ، مُثلَّثَة الميمِ،} وإِمُ اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ وضمِّ الميمِ وفَتْحِها، و) رُبَّما قَالُوا: ( {مُنِ اللَّهِ، بضمِّ الميمِ وكسْرِ النُّونِ،} ومُنُ اللَّهِ، مُثلَّثَةَ الميمِ والنُّونِ) أَي بضمِّ الميمِ والنونِ وبفتْحِهما وبكسْرِهِما، (و) رُبَّما أَبقُوا الميمَ وَحْدَها فَقَالُوا: (مُ اللَّهِ، مُثلَّثَةً) ، أَمَّا الضمُّ فَهُوَ الأصْلُ، وأَمَّا الكَسْرُ فلأنَّها صارَتْ حَرْفاً واحِداً فيُشَبِّهُونَها بالباءِ، (و) رُبَّما أَدْخَلُوا عَلَيْهَا اللامَ لتَأْكِيدِ الابْتِداءِ، فقالُوا: ( {لَيْمُ اللَّهِ ولَيْمَنُ اللَّهِ) ، الأخيرَة نَقَلَها الجوْهرِيُّ وحينَئِذٍ يَذْهب الألِفُ فِي الوَصْلِ؛ قالَ نُصَيْبٌ:
فَقَالَ فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْنَعَمْ وفريقٌ} لَيْمُنُ اللَّهِ مَا نَدْرِي وَهُوَ مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، وخبرُهُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، {ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ، وَإِذا خاطَبْتَ قُلْتَ} لَيْمُنُكَ.
وَفِي حدِيثِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: لَيْمُنُكَ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، وَإِن كُنْتَ أَخَذْتَ لقد أَبْقَيْتَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: والعلَّةُ فِي ضمِّ نونِ لَيْمُنَك كالعَلَّةِ فِي قوْلِهم لَعَمْرُكَ، كأَنَّه أُضْمِرَ فِيهَا يَمِينٌ ثانٍ، فقيلَ: وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَة، وكَذلِكَ لَعَمْرُك، فلعمرك عَظِيمٌ، قالَهُ الأحْمَر والفرَّاء.
كُلُّ ذلِكَ (اسمٌ وُضِعَ للقَسَمِ، والتَّقْديرُ {أَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي) ،} وأَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ.
( {وأَيْمُنٌ، كأَذْرُحَ: اسمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْمَنُ، (كأَحْمَدَ: ع) ؛) قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُهُ:
شرقاً بماءِ الذّوْبِ يَجْمَعُهفي طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ (} واسْتَيْمَنَهُ: اسْتَخْلَفَهُ) ، عَن اللَّحْيانيّ.
(وبِنْيامينُ، كإسْرافيلَ: أَخُو يوسُفَ، عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَلَا تَقُلْ ابنِ يامِينَ) . (قُلْتُ: فَإِذا مَحَلُّ ذِكْرِه فَصْل الباءِ مَعَ النونِ وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(وحُذَيْفَةُ بنُ {اليَمانِ: صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، اسمُ أَبيهِ حسلٌ، ويقالُ: حسيلُ بنُ جردَةَ بنِ عُمَر بنِ عبدِ اللَّهِ القَيْسيّ، وقيلَ: اليَمَانُ لَقَبُ جَدِّه جردَةَ بنِ الحارِثِ.
قالَ الكَلْبيُّ: أَصابَ دَماً فِي قوْمِه فهَرَبَ إِلَى المدينَةِ وحالَفَ بَني عبدِ الأَشْهَل فسمَّاه قَوْمُه اليَمانَ، تُوفي سَنَة 36.
(وسَمَّوْا:} يُمْناً، بالضَّمِّ وبالتَّحْرِيكِ) ؛) أَمَّا بالضمِّ: فيُمْنُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُسْتَنْصر مِن الأُمَراءِ ومَوْلاهُ نظرُ بنُ عبدِ اللَّهِ اليَمَنِيُّ، سَمِعَ مَعَ مَوْلاه مِن ابنِ البطرِ، ماتَ سَنَة 544، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
والمُكَنَّى بأَبي {اليَمَنِ كَثِيرُونَ.
وأَمَّا بالتّحْريكِ: فيَمَنُ الحَنْبَليُّ الفَقِيهُ حَمُو المُحدِّثِ محبُّ الدِّيْن، قَرَأَ صَحِيحَ البُخاري على أَصْحابِ ابنِ الزّبيدي.
وجَحَّافُ بنُ اليَمَنِ الأنْدَلُسِيُّ قاضِي بَلَنْسِيَة؟ أُصيْبَ سَنَة 327 غازِياً.
ويَمَنُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحَنَفيُّ فِي نَسَبِ حَمْزَةَ بن بَيْض، الشاعِر الحَنَفي.
وأَبو اليَمَن عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي الشَّرِيف، ذَكَرَه عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
(و) سَمَّوْا:} يامِنَ، (كصاحِبٍ، {ويامِينَ) ، كرَاحِيلَ، (} والمَيْمونُ: نَهْرٌ) مِن أَعْمالِ وَاسِط، قصبتُه الرَّصافَة، وكانَ أَوَّل من حَفَرَه سعيدُ بنُ زيْدٍ، وَكِيل أُمِّ جَعْفَر زبيدَةَ، وكانتْ فوهَتُه فِي قَرْيةٍ تُسَمَّى قَرْية! مَيْمونٍ، فحوِّلَتْ فِي أَيامِ الوَاثِقِ على يَدِ عُمَر بنِ الفَرَجِ الرجحي إِلَى مَوْضِع آخر وسُمِّي {بالمَيْمونِ لِئَلاّ يَسْقطَ عَنهُ اسمُ اليَمَنِ.
(و) مِن المجازِ: المَيْمونُ: (الذَّكَرُ) .) يقالُ: ضَرَبَها بالمَيْمون إِذا جامَعَها؛ وأَنْشَدَ الزَّمَخْشريُّ:
أَضْرِبُ بالمَيْمونِ فِي دِهْلِيزهاأَصبُّ مَا فِي قُلَّتي فِي كوزِها (و) } مَيْمونُ (بنُ خالِدِ) بنِ عامِرِ بنِ (الحَضْرَميّ، ويُضافُ إِلَيْهِ بِئْرٌ بمكَّةَ) .
(قالَ ياقوتُ: كَذَا وَجَدْتُه بخطِّ الحافِظِ أَبي الفضْلِ بنِ ناصِرٍ على ظهْرِ كتابٍ؛ قالَ: ووَجدْتُ فِي موْضِع آخَر: أَنَّ مَيْمونَ صاحِبَ البِئْرِ هُوَ أَخُو العَلاءِ بنِ الحَضْرميّ وَالِي البَحْرَيْن، حَفَرَها بأَعْلى مكَّةَ فِي الجاهِلِيَّة وعنْدَها قَبْرُ أَبي جَعْفرٍ المَنْصورِ، كانَ مَيْمونُ حَلِيفاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّة بنِ عبْدِ شمْس؛ واسمُ الحَضْرميّ عبدُ اللَّهِ بنُ عماد؛ قالَ الشاعِرُ:
تَأمل خليلي هَل ترى قصرَ صالحوهل تعرف الأطلال من شعب وَاضح؟ إِلَى بِئْر مَيْمُون إِلَى الْعبْرَة التيلها ازدحَمَ الْحجَّاج بَين الأباطح (! ويُمْنٌ، بالضَّمِّ) ، ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً: (ماءٌ) لغَطَفانَ مِن بَطْنِ فِرِنْداذ على الطَّريقِ بينَ تَيْماءَ وفَيْد.
وقيلَ: هُوَ ماءٌ لبَني صرمَةَ بنِ مُرَّةَ، مِنْهُم ويُسمِّيه بعضُهم أمنا؛ قالَ زهيرٌ: عَفَا من آلِ فاطِمَة الجواءُ {فيُمْنٌ فالقَوادِمُ فالحَساءُ (و) } يُمَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ) فِي جَبَلِ صَبِر، من أَعْمالِ ثغر اسْتَحْدَثَه عليُّ بنُ زُرَيْعٍ.
( {واليَمانِيَةُ، مُخَفَّفَةً: شَعيرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
(و) } المُيَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يَأْتي {باليُمنِ والبَرَكَةِ.
(} وتَيَمَّنَ بِهِ) :) تَبَرَّكَ.
( {ويَمَّنَ عَلَيْهِ) } تَيْمِيناً: (بَرَّكَ) تَبْرِيكاً.
( {واليُمْنَةُ، بالضَّمِّ) وتُفْتَحُ: (بُرْدٌ يَمَنِيٌّ) ؛) قالَ رَبيعَةُ الأسَدِيُّ:
إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بينناخَلَقٌ كسَحْقِ} اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي {يُمْنَةٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأيامِنُ: خِلافُ الأشائِمِ؛ قالَ المُرَقِّشُ:
فَإِذا الأشائِمُ كالأيامِن {والأيامِنُ كالأشائِم وقالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأيامِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْيعْني فِي انْتِسابِها إِلَى اليَمَنِ، كأَنَّه جَمَع اليَمَنَ على} أَيْمُنٍ ثمَّ على! أَيامِنَ كزَمَنٍ وأَزْمُن. ويقالُ فِي جَمْعِ اليَمِينِ اليُمُنُ بضَمَّتَيْن؛ قالَ زهيرٌ:
وحَقّ سَلْمَى على أَرْكانِها اليُمُنِ {والتَّيَمُّنُ: الابْتِداءُ فِي الأفْعالِ باليَدِ} اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانِبِ {الأَيْمَن.
ونَظَرَ} أَيْمَنَ مِنْهُ: عَن {يَمِينِه.
وتُجْمَعُ} اليَمينُ ضِدّ اليَسارِ على يَمَائِنُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: {يَمَنْتُ أَصْحابي: أَدْخَلْتُ عَلَيْهِم} اليَمِينَ، وأَنا {أَيْمَنُهُمْ} يُمْناً {ويُمْنةً} ويُمنْتُ عَلَيْهِم وأَنا {مَيْمونٌ عَلَيْهِم.
} وأَيْمَنَ الرَّجُلُ: أَرادَ {اليَمِينَ، كأَشْأَمَ أَرادَ الشمالَ.
} والمَيْمَنَةُ: خِلافُ المَيْسَرَةِ، وقوْلُه:
قَدْ جَرَتِ الطَّيْرُ {أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً فَطِينا هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ إسْرائينا قالَ ابنُ سِيدَه: جَمَع} يَمِيناً على {أَيْمانٍ، ثمَّ جَمَعَه على} أَيامِين، ثمَّ جَمَعَه بالواوِ والنونِ.
وأَعْطاهُ {يَمْنَةً من طَعامٍ: أَي أَعْطاهُ الطَّعامَ} بيَمِينِه ويَدهُ مَبْسوطَة. والأصْلُ فِي يَمْنَة أنَّها مَصْدَرٌ كاليَسْرَةِ، ثمَّ سُمِّي الطَّعامُ يَمْنَةً لأنَّهُ أُعْطِي يَمْنَةً أَي {باليَمِينِ؛ كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ} يَمِيناً لأنَّه يكونُ بأَخْذِ اليَمِينِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ مِن غَطَفانَ يتَكلَّمُونَ فيَقولُونَ إِذا أَهْوَيْتَ! بيَمِينِك مَبْسوطَةً إِلَى الطَّعامِ أَو غيرِهِ فأَعْطَيْت بهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسوطَة فإنَّك تقولُ أَعْطاهُ يَمْنةً من الطَّعامِ، فَإِن أَعْطاهُ بهَا مَقْبوضَةً قُلْتَ أَعْطاهُ قَبْضةً من الطَّعامِ، وَإِن حَثَى لَهُ بيدَيْه فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ.
وتَصْغيرُ اليَمِينِ: {يُمَيِّنٌ؛ وتَصْغيرُ} اليَمْنَة {يُمَيْنَة، وهُما} يُمَيْنتاه.
وذَهَبَ إِلَى {أَيْمَنِ الإِبِلِ وأَشْمُلِها: أَي مِن ناحِيَةِ} يَمِينِها وشمالِها؛ وقوْلُ ثَعْلَبَة بنِ صُعَيْر:
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدماأَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينِها فِي كافِرِيعْنِي مالَتْ بإحْدَى جانِبَيْها إِلَى المَغِيبِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ عنْدَنا باليَمِينِ أَي بمنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُوَ مجازٌ.
{ويمَن يَمِيناً: أَتَى باليَمِينِ.
وَكَانُوا يَقولُونَ فِي الحلفِ: يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفْعَل؛ عَن أَبي عبيدٍ.
ورُوِي عَن عطاءِ بنِ السائِبِ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ يَمِيناً مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {كهيعيص} : كَاف هاد يَمِين عَزِيز صَادِق.
وإنَّما قيلَ للشعرى العبورُ} اليَمانِيةُ ولسُهَيْل {اليَمانِيُّ لأنَّهما يُريَان من ناحِيَةِ اليَمَنِ.
} وتَيَامَنَتِ السَّحابَةُ: أَخَذَتْ ناحِيَةَ اليَمَنِ.
وأُمُّ أَيْمَنَ: امْرأَةٌ أَعْتَقَها، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حاضِنَةُ أَولادِه فزوَّجَها مِن زيْدٍ فولَدَتْ لَهُ أُسامَةَ.
ويقالُ: هُوَ مِلْكُ اليَمِينِ للرَّقِيقِ، وَهُوَ مجازٌ.
{واليُمَيْنَيْن، مُثَنَّى} يُمَيْن، كزُبَيْرٍ: من حُصُونِ اليَمَنِ بعْدَ كابس، عَن ياقوت. {واليَمانِيةُ: فِرْقةٌ مِن الخَوارِج أَصْحاب محمدِ بنِ اليَمان الكُوفيّ.
} ويَمِينُ بنُ سليعٍ الحَضْرميُّ، كأَمِيرٍ، جَدُّ حَسَّان بن أَعْين عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عان، وَعنهُ ابْنُه خالِدُ وعقبةُ بنُ عامِرٍ الحَضْرَميُّ.
ويقالُ لمكّةَ {اليَمانِيَة لأنَّها مِن تهامَةُ وتهامَة من أَرْضِ اليَمَنِ.

يمن: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث. واليُمْنُ: خلاف

الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن

سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه

لمَيْمونٌ

عليهم. ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع

المَيْمونِ مَيامِينُ. وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله

الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً

عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ به:

تَبَرَّكْتُ.

والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن

لَوْذَانَ.

لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم

وكَذَاك لا شَرٌّ ولا

خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو على وَاقٍ وحائم

فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم

وقول الكيمت:

ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا

مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على

أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن. ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛

قال زُهَير:

وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ

ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ. ويقال: قَدِمَ فلان على

أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن. وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن

اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب

المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على

أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.

واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن،

بالتشديد بلا هاء. وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع

أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى

والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن. وفي الحديث: فأَمرهم أَن

يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً. وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ

أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ

نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ

ويَمَائنُ. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص:

هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ

عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله

كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من

قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال:

واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد:

بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ

قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً

والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم

اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا

مَيْمونٌ

عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ

يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم،

ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً. والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ

يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فلان:

أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ

بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم

ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين،

ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.

ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر

والمَيْسَرة. وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن

الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ

الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم

ويُلْثَم. وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ

أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن

الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد

والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو

على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث

صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ

في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما

قوله:

قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا،

قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا:

هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا

قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على

أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير

أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع

إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها

لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية

الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور

جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على

صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول

أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف

الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله

أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية

قول الشاعر:

قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا

كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة

وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم

سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن

يبني بين

(* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما

سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو

العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي

هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله:

قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا

فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى

مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي

ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن

إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ

(* قوله «وهي اليمنى فلا

تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو

الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة

لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما

كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا

يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها

وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد

بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛

قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير

يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه

الطعام بيمينه ويده مبسوطة. ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه

بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي

الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ

يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً

تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين،

قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه

أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من

الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد،

لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده:

وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين،

لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل

يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع

الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان

يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال

يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن

اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ

يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت

بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه

بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي

الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما

رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير

يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم

ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع. وأَيْمَنَ:

أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ

اليمين. وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا

لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول

أَبي النَّجْم:

يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ

(* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي

للممدوح، وبعده:

خوالج بأسعد أن أقبل

والرجز للعجاج).

يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى

أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر:

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر

يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام

العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة

والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ:

رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ،

تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ

أَي بالقوَّة. وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج:

أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة.

الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة

باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق. وقوله

عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار

للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من

قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به

وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل:

معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد،

والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك

لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين

أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن

أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي

لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى

يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون

لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم

تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل

بغيرهما. وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ ففيه أَقاويل:

أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله

لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.

والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ

تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في

قبره؛ قال الجَعْدِيّ

(* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة

الأعرابي):

إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه

كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب).

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ،

والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ

يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه

الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر:

إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه

كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).

وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.

واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه

يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه

الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن

سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب،

وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما

يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير

علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا:

أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه،

إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ

إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا

أََعرف له فعلاً. ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه. وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ

ويَمَّنَ جاء عن يمين.

واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان. وفي

الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له

على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له.

الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف

وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛

قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب

الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ:

فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ:

نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري

وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي،

ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفي حديث عروة بن

الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت

سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ

الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ،

وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها

لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا

مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله

بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون

أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن

سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا،

ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله،

واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم

ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل

إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة

اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف،

وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى،

ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به

وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما

حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه

الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس،

غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله

لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما

أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من

الخبر.

واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني. وقال في حديث عروة بن

الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون

بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ

الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس:

فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً،

ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي

أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما

قال زهير:

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ

بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ

ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا،

وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى

هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في

كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا:

لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان

وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت

همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن

أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك

لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه

أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ

ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك

عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى:

الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال

غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت

الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف

فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن

الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل

امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه،

لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى

أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل

للحَلِفِ يمينٌ

باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا

وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك

أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى،

كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع

يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.

واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ

المُعَصَّبا. وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم

الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن

عَمَّار:

يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا،

ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه

وقال ربيعة الأَسدي:

إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا

خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

وفي هذه القصيدة:

إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم

بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ

وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية

الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو

عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله

عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أَرض

تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما

وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير

يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ

بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو

من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل

من قيس:

وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ،

ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي

وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس:

طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا

فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا

سُهَيْلٌ

اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى

أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ،

وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو

أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً

وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وقولهم: رجلٌ

يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا

ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً

وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً

وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري:

اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه:

وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ:

يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،

ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ

وقال آخر:

ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها،

وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ

وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.

وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في

سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل

تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن. ويامَنَ

القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة

تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب،

إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية

الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال

النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك

عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ

الشأْم. ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ

ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.

والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن

(* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل

بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها)

، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: إسم رجل.

وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ

أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة. وأَيْمَنُ: موضع؛ قال

المُسَيَّبُ أَو غيره:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

يمن
اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله:
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ
[الصافات/ 28] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
[الحاقة/ 45] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
[الواقعة/ 27] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 90- 91] ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليَمِينِ
واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
[القلم/ 39] ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 225] ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
[التوبة/ 12] ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ
[التوبة/ 12] وقولهم: يَمِينُ اللهِ، فإضافته إليه عزّ وجلّ هو إذا كان الحلف به.
ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 33] وقوله صلّى الله عليه وسلم آله: «الحجر الأسود يَمِينُ اللهِ» أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال:
هو مَيْمُونُ النّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

يمن

1 يُمِنَ , (T, M, K,) and يَمِنَ, (M, K,) He was prosperous; fortunate; lucky. (T, M, K.) 3 يَامَنَ : see 3 in art. شأم in two places.4 أَيْمَنَهُ He made it to incline towards the right: see an ex. voce سِنٌّ (near the end of the paragraph). b2: أَيْمَنَ: see أَشْأَمَ in two places. b3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى: see أَيْسَرْتُ.5 تَيَمَّنَ He was placed on his right side in the grave. (TA, voce عَلْبَى.) b2: تَيَمَّنَ بِهِ i. q. تَبَرَّكَ بِهِ [q. v.]. (S.) b3: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ بِرَأْيِهِ, i. e. يُتَبَرَّكُ بِهِ, (T,) app. One is fortunate in, or derives a blessing from, his counsel. b4: He augured good by it, or from it; or looked for good fortune, or a blessing, from it; syn. تَبَّرَكَ بِهِ: (Mgh, Msb, &c:) opposed to تَشَأءَمَ بِهِ, in the K, art. طير; and in Bd, xvii. 14; and well known. b5: تَيَمَّنَ بِكَلِمَةٍ [He augured good from the word], (Har, p. 488,) and بِكَلَامٍ. (Msb. in art. فأل.) 6 تَيَامَنَ : see تَشَّامَ. b2: تَيَامَنُوا: see 3 in art. يسر.

يُمْنٌ Prosperity; good fortune; good luck; auspiciousness; (T, S, M, K;) contr. of شُؤْمٌ, (M,) and of نَحْسٌ. (L, art. سعد.) يُمْنَةٌ : its pl. seems to be يُمَنٌ. See بُرْدٌ.

اليَمِينُ The location that is on the right. b2: يَمِينٌ also, The south. See سَرْحٌ. b3: يَمِينُ also signifies A covenant (Bd, and Jel in lxviii. 39) confirmed by an oath. (Bd, ibid.) يَمِينُ اللّٰهِ The oath by attestation of God: see أَيْمُ اللّٰهِ, and عَهْدُ اللّٰهِ. b4: حَلَفْتُ يَمِينًا [I swore, or have sworn, an oath]. (T, S, M, voce أَمِينٌ, which see. You say, يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعلُ (as in some copies of the S [meaning, حَلَفْتُ يَمِينَ اللّٰهِ]): or يَمِينُ اللّٰهِ (as in other copies [meaning, يَمِينُ اللّٰهِ قَسَمِى]). See a similar form of oath voce حَرَامٌ. b5: يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ: see زَعْمةٌ.

يَمَانٍ A garment of Yemen: see a verse voce تَسْهِيمٌ.

يَمَانِىٌّ and يَمَانُونَ: see تِهَامِىٌّ.

يَامِنٌ : see يَاسِرٌ.

أَيْمَنُ [The right, as opposed to the left; see Kur, xix. 53, xx. 82, and xxviii. 30:] contr. of أَيْسَرُ; and [in like manner] ↓ مَيْمَنَةٌ is contr. of مَيْسَرَةٌ. (S.) b2: أَيْمَنُ, contr. of أَشْأَمُ, as signifying The right, opposed to the left: and as signifying Lucky, or auspicious: pl. أَيَامِنُ. See أَشْأَمُ. b3: It is also used in the sense of يُمْنٌ: see أَشْأَمُ. b4: Also More, and most, lucky, or auspicious, or happy: see 8 in art. فئل.

أَيْمُنٌ , used only in swearing, is a sing. noun, not a particle, nor pl. of يَمِينٌ: and is derived from يُمْنٌ. (Mughnee.) الأَيَامِنُ : see an ex. of this word, voce ثَابِرٌ.

مَيْمَنَةٌ The right wing of an army. See أَيْمَنُ.

مَيْمُونٌ Fortunate; happy; (T, M, MA, KL;) blest. (T.) See an ex. voce عَرِيكَةٌ.

تَيَمُّنٌ The having [or receiving] a blessing. (K L.) تِيمَنَّا for تَأْمَنَّا: see أَمِنَهُ.

سدد

سدد: {سدا}: مسدودا. قيل: بالضم ما كان خلقة وما كان من عمل الناس فهو سد بالفتح. {السدين}: جبلين. {سديدا}: قصدا.
سدد فتح فتح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء أَنه أَتَى بَاب مُعَاوِيَة 8 / ب / فَلم يَأْذَن لَهُ فَقَالَ: منْ يَأْتِ سُدَد السُّلْطَان يَقمُ ويَقْعُد وَمن يجد بَابا مغلقا يجد إِلَى جنبه بَابا فَتْحا رَحْبا إِن دَعَا أُجيب وَإِن سَأَلَ أُعطي. [قَالَ -] قَوْله: سدد السُّلْطَان واحدتها: سُدّة وَهِي السَّقِيفَة فَوق بَاب الدَّار وَبَعْضهمْ يَقُول: السُدّة: الْبَاب نَفسه. وَأما الفُتُح فإنّ الْأَصْمَعِي كَانَ يَقُول: الفُتُح: الْوَاسِع وَأرَاهُ يذهب بالفُتُح الطلبَ إِلَى الله تَعَالَى والمسألةَ.
(س د د) : (سَدَّ الثُّلْمَةَ) سَدًّا (وَمِنْهُ) سِدَادُ الْقَارُورَةِ بِالْكَسْرِ (وَالسُّدَّةُ) الْبَابُ أَوَالظُّلَّةُ فَوْقَهُ (وَمِنْهَا) قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَنْ يَأْتِ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ وَيَقْعُدْ وَعَنْ شُرَيْحٍ مَا سَدَدْتُ عَلَى لَهَوَاتِ خَصْمٍ قَطُّ أَيْ لَمْ أَسْدُدْ عَلَيْهِ طَرِيقَ الْكَلَامِ وَمَا مَنَعْتُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا فِي ضَمِيرِهِ وَفِي الْفَائِقِ عَنْ الشَّعْبِيِّ مَا سَدَدْتُ عَلَى خَصْمٍ قَطُّ أَيْ مَا قَطَعْتُ عَلَيْهِ وَرُوِيَ الْأَوَّلُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفُسِّرَ بِالتَّقْوِيَةِ وَهُوَ خَطَأٌ إلَّا أَنْ يُقَامُ مَقَامَ لَهَوَاتِ عَضُدٌ كَمَا فِي قَوْلِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يَشُدَّ عَلَى عَضُدِهِ وَلَا يُلَقِّنَهُ حُجَّتَهُ.

سدد


سَدَّ(n. ac. سَدّ)
a. Stopped, closed; filled up; corked.
b. Barred; obstructed.
c.(n. ac. سَدَاْد), Was straight, direct, right; went right, straight;
hit.
d. [Fī], Was upright, honest, straight-forward, sincere
&c. in.
e. Paid in kind (debt).
سَدَّدَa. Directed, guided aright.

أَسْدَدَa. see I (c)
إِنْسَدَدَa. Was stopped, closed &c.

إِسْتَدَدَa. see VIIb. Was directed right, was rightly guided.

سَدّ
(pl.
سُدُوْد
أَسْدَاْد
38)
a. Obstacle, obstruction, barrier.
b. Mountain.
c. (pl.
أَسْدِدَة), Infirmity, defect, fault.
d. (pl.
سِدَاْد
سُدُوْد) Basket.
سَدَّةa. see 1 (d)
سِدّa. see 25
سُدّa. see 1 (a) (b).
c. (pl.
سُدُوْد), Black cloud.
d. (pl.
سِدَدَة), Rock-strewn valley.
e. see 24
سُدَّة
(pl.
سُدَد)
a. Threshold, doorway; porch, portico; vestibule; door
gate, entrance.
b. Seat; bench.
c. see 24
سَدَدa. Straight; right; true.

أَسْدَدُ
(pl.
سُدّ)
a. see 25
مَسْدَدa. Barrier &c.

سَدَاْدa. see 4b. Correctness, precision, exactness.
c. Payment in kind.

سِدَاْد
(pl.
أَسْدِدَة)
a. Stopper, cork.
b. Stop-gap.
c. Means of subsistence.

سِدَاْدَةa. see 23 (a)
سُدَاْدa. Stoppage ( in the nose & c.).
سَدِيْدa. Straight; direct.
b. Right; true; upright, honest, straightforward
truthful.
N, P. II, Well-directed.
(سدد) - في الحديث : "سَلِ الله تعالى السَّداد واذكُر بالسَّداد تَسْدِيدَك السَّهمَ".
السَّداد: القَصدُ، وتَسْدِيد السَّهم: إصابةُ القَصْد به.
ويقال: سدَّ السهمُ إذا استَقام في الرَّمْي: أي انْوِ بما تَسأَله إصابةً كإصابة السهم.
- ومنه الحديث الآخر: "قارِبُوا وسَدِّدوا"
: أي اطْلبُوا بأعمالكم القُربَ من الحَقِّ واطلبوا السدادَ وهو القَصْد .
- وفي صفة متعلم القرآن: "يُغفَر لأبويه إذا كانا مسدَّدَينْ".
يقال: سَدَّد الرجلُ: إذا لَزِم الطريقةَ المستقِيمةَ، فهو مُسدِّد بالكسرء.
ويقال أيضاً: سدَّده الله فتَسدَّدَ، والسَّدادُ: القَصْد والصَّواب.
- في حديث عَرْضِ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسّلام: " فإذا الأُفقُ مُسْتَدَّة بوجوه الرِّجال"
: أي مُنْسَدَّة. قال الأصمعي: جاءنا سَدٌّ إذا سدّ الأفُق من كثرته، والسَدُّ: سحابٌ يُرَى في جانِب السَّماء كَثِيفاً غليظاً قد سَدَّ جانبَه الذي فيه، أَمطَر أم لم يُمطِر.
س د د

سد الثلمة فانسدت واستدت، وهذا سدادها. وضرب بينهما سد وسد، وضربت بينهما الأسداد، وغشيت سدة فلان وهي ما بين يدي بابه أو بابه. قال:

ترى الوفود قياماً عند سدته ... يغشون باب مزور غير زوار

وفي الحديث " الشعث الرءوس الذين لا تفتح لهم السدد " أي الأبواب. وهو على سداد من أمره وسدد. وقلت له سداداً من القول وسددا: صواباً. قال كعب:

ماذا عليها وماذا كان ينقصها ... يوم الترحل لو قالت لنا سددا

واللهم سددني: وفقني. وسد الرجل يسد بكسر السين: صار سديداً، وسدّ قوله وأمره يسد بفتح السين، وأمر سديد. وأسد واستد ساعده، وتسدد على الرمي: استقام. قال:

أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استدّ ساعده رماني

وسدد السهم نحوه، وسد السهم بنفسه.

ومن المجاز: فيه " سداد من عوز " بكسر السين. وجراد سد: يسد الأفق من كثرته. قال العجاج:

سيل الجراد السد يرتاد الخضر ... آواه ليل غرضا ثم ابتكر

وفتأت عنه ضحى الشرق الخصر ... فمد أعراف العجاج وانتشر

أي غرض بمكانه يريد الانتشار ومع الجراد تهيج غبرة إذا طار، شبه به الجيش. وفلان بريء من الأسدة وهي العيوب، يقال: ما به سداد أي عيب يسد فاه فلا يتكلم. وهو يسد مسد أبيه، وهم يسدون مساد أسلافهم. وهو من أسد المسد وهو بستان بني معمر. وأتتنا الريح من سداد أرضهم: من قصدها. قال:

إذا الريح جاءت من سداد بلادها ... أتانا بها مسك ذكيّ وعنبر

وعين سادة: ذهب نورها وهي قائمة.
سدد قَالَ أَبُو عبيد قَالَ: إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا لثَلَاثَة: رجل تحمل بحمالة من قوم وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فاجتاحت مَاله فَيسْأَل حَتَّى يُصِيب سدادا من عَيْش أَو قواما من عَيْش وَرجل أَصَابَته فاقة حَتَّى يشْهد لَهُ ثَلَاثَة من ذَوي الحجىلا من قومه أَن قد أَصَابَته فاقة وَأَن قد حلت لَهُ الْمَسْأَلَة وَمَا سوى ذَلِك من الْمسَائِل سحت. وأما قَوْله: رجل تحمل بحمالة وَرجل أَصَابَته جَائِحَة فعلى مَا فسرت لَك وَأما الْفَاقَة: / فالفقر. وَقَوله: 48 / الف سدادًا من عَيْش فَهُوَ بِكَسْر السِّين وكل شَيْء سددت بِهِ خللًا فَهُوَ سِداد وَلِهَذَا سمي سِداد القارورة وَهُوَ صِمامُها لِأَنَّهُ يسد رَأسهَا وَمِنْه سداد الثغر - إِذا سد بِالْخَيْلِ وَالرِّجَال قَالَ الشَّاعِر: [الوافر] أضاعوني وأيَّ فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهة وسداد ثغرِ

وَأما السَّداد - بِالْفَتْح - فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْإِصَابَة فِي الْمنطق أَن يكون الرجل مسدَّدا يُقَال مِنْهُ: إِنَّه لذُو سَداد فِي مَنْطِقه وتدبيره وَكَذَلِكَ الرَّمْي فَهَذَا مَا [جَاءَ -] فِي الحَدِيث من الْعَرَبيَّة وَأما مَا فِيهِ من الْفِقْه فَإِنَّهُ أخْبرك لمن تحل لَهُ الْمَسْأَلَة فَخص هَؤُلَاءِ الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة ثمَّ حظر الْمَسْأَلَة على سَائِر الْخلق وَأما حَدِيث ابْن عمر أَن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا من فقر مُدقِع أَو غُرم مُفْظع أَو دم موجع فَإِن هَذِه الْخلال الثَّلَاث هِيَ تِلْكَ الَّتِي فِي حَدِيث أَيُّوب عَن هَارُون بْن رِئَاب عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِأَعْيَانِهَا إِلَّا أَن الْأَلْفَاظ اخْتلفت فيهمَا فَلَا أرى الْمَسْأَلَة تحل فِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا إِلَّا لأولئك الثَّلَاثَة بأعيانهم.
س د د: التَّسْدِيدُ التَّوْفِيقُ (لِلسَّدَادِ) بِالْفَتْحِ وَهُوَ الصَّوَابُ وَالْقَصْدُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَ (الْمُسَدَّدُ) الَّذِي يَعْمَلُ بِالسَّدَادِ وَالْقَصْدِ وَهُوَ أَيْضًا الْمُقَوَّمُ. وَ (سَدَّدَ) رُمْحَهُ (تَسْدِيدًا) ضِدُّ عَرَّضَهُ. وَ (سَدَّ) قَوْلُهُ يَسِدُّ بِالْكَسْرِ (سَدَادًا) بِالْفَتْحِ صَارَ سَدِيدًا وَأَمْرٌ (سَدِيدٌ) وَ (أَسَدُّ) أَيْ قَاصِدٌ. وَ (اسْتَدَّ) الشَّيْءُ اسْتَقَامَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

أُعَلِّمُهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: اشْتَدَّ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَ (السَّدَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاسْتِقَامَةُ وَالصَّوَابُ مِثْلُ (السَّدَادِ) بِالْفَتْحِ. وَ (سِدَادُ) الْقَارُورَةِ وَالثَّغْرِ: مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ
بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرٍ
وَهُوَ سَدُّهُ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: فِيهِ (سِدَادٌ) مِنْ عَوَزٍ وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ أَيْ مَا تُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةُ فَيُكْسَرُ وَيُفْتَحُ وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (سَدَّ) الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ أَصْلَحَهَا وَأَوْثَقَهَا. وَ (السَّدُ) بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ الْجَبَلُ وَالْحَاجِزُ. قُلْتُ: وَفِي الدِّيوَانِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السُّدُّ بِالضَّمِّ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَبِالْفَتْحِ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ. وَ (اسْتَدَّتْ) عُيُونُ الْخَرَزِ وَ (انْسَدَّتْ) بِمَعْنًى. وَ (السُّدَّةُ) بِالضَّمِّ بَابُ الدَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الشُّعْثُ الرُّءُوسِ الَّذِينَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ (السُّدَدُ) » . 
س د د : سَدَدْتُ الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا سَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَمِنْهُ قِيلَ سَدَدْتُ عَلَيْهِ بَابَ الْكَلَامِ سَدًّا أَيْضًا إذَا مَنَعْتَهُ مِنْهُ.

وَالسِّدَادُ بِالْكَسْرِ مَا تَسُدُّ بِهِ الْقَارُورَةَ وَغَيْرَهَا.

وَسِدَادُ الثَّغْرِ بِالْكَسْرِ مِنْ ذَلِكَ وَاخْتَلَفُوا فِي سِدَادٍ مِنْ عَيْشٍ وَسِدَادٍ مِنْ عَوَزٍ لِمَا يُرْمَقُ بِهِ الْعَيْشُ وَتُسَدُّ بِهِ الْخَلَّةَ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَاقْتَصَرَ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الْكَسْرِ مِنْهُمْ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَثَعْلَبٌ وَالْأَزْهَرِيُّ لِأَنَّهُ مُسْتَعَارٌ مِنْ سِدَادِ الْقَارُورَةِ فَلَا يُغَيَّرُ وَزَادَ جَمَاعَةٌ فَقَالُوا الْفَتْحُ لَحْنٌ وَعَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ سِدَادٌ مِنْ عَوَزٍ إذَا لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَلَا يَجُوزُ فَتْحُهُ وَنَقَلَ فِي الْبَارِعِ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ سِدَادٌ مِنْ عَوَزَ بِالْكَسْرِ وَلَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ وَمَعْنَاهُ إنْ أَعْوَزَ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَفِي هَذَا مَا يَسُدُّ بَعْضَ الْأَمْرِ.

وَالسَّدَادُ بِالْفَتْحِ الصَّوَابُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَأَسَدَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ جَاءَ بِالسَّدَادِ وَسَدَّ يَسُدُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ سُدُودًا أَصَابَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ فَهُوَ سَدِيدٌ.

وَالسَّدُّ بِنَاءٌ يُجْعَلُ فِي وَجْهِ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ أَسْدَادٌ وَالسُّدُّ الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ بِالضَّمِّ فِيهِمَا وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَقِيلَ الْمَضْمُومُ مَا كَانَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَالْجَبَلِ وَالْمَفْتُوحُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلِ بَنِي آدَمَ وَالسُّدَّةُ بِالضَّمِّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْفِنَاءُ لِبَيْتِ الشَّعْرِ وَمَا أَشْبَهَهُ وَقِيلَ السُّدَّةُ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا وَقَالَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِالسُّدَّةِ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ أَبْنِيَةٍ وَلَا مَدَرٍ وَاَلَّذِينَ جَعَلُوا السُّدَّةَ كَالصُّفَّةِ أَوْ كَالسَّقِيفَةِ فَإِنَّمَا فَسَّرُوهَا عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَالسُّدَّةُ الْبَابُ وَيُنْسَبُ إلَيْهَا عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ السُّدِّيُّ وَمِنْهُ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ وَهُوَ إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الْمَقَانِعَ وَنَحْوَهَا
فِي سُدَّةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَالْجَمْعُ سُدَدٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَسَدَّدَ الرَّامِي السَّهْمَ إلَى الصَّيْدِ بِالتَّثْقِيلِ وَجَّهَهُ إلَيْهِ وَسَدَّدَ رُمْحَهُ وَجَّهَهُ طُولًا خِلَافَ عَرْضِهِ وَاسْتَدَّ الْأَمْرُ عَلَى افْتَعَلَ انْتَظَمَ وَاسْتَقَامَ. 
[سدد] التَسْديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصوابُ والقصدُ من القول والعمل. ورجلٌ مُسَدَّدٌ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. والمُسَدَّدُ: المُقَوَّمُ. وسَدَّدَ رمحَهُ، وهو خلاف قولك: عَرَّضَهُ. وسَدَّ قولُهُ يَسِدُّ بالكسر، أي صار سَديداً. وإنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ، إذا كان يصيب السداد، أي القصد. ويقال للرجل: أَسْدَدْتَ ما شئتَ، إذا طلب السَدادَ والقصدَ. وأَمْرٌ سَديدٌ وأَسَدُّ، أي قاصدٌ. وقد اسْتَدَّ الشئ، أي استقام. وقال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فلما استد ساعده رماني - قال الاصمعي: اشتد بالشين ليس بشئ. والسداد بالفتح: الاستقامةُ والصوابُ وكذلك السَدَدُ مقصورٌ منه. قال الأعشى: ماذا عَلَيها وماذا كانَ يَنْقُصُها * يَوْمَ التَرَحُّلِ لو قالتْ لنا سَدَدا - فحذف الألف. تقول منه: أَمْرُ بني فلان يجرِي على السَدادِ. وقد قال سَداداً من القول. وأما سِدادُ القارورة وسِدادُ الثَغْرِ فبالكسر لا غير. قال العَرْجِيُّ: أَضاعوني وأَيَّ فَتىً أَضاعوا * لِيَوْمِ كَريهَةٍ وسِدادِ ثَغْرِ - وهو سَدُّهُ بالخيل والرجال. وأما قولهم: فيه سِدَادٌ من عَوَزٍ، وأصَبْتُ به سِدَاداً من عيشٍ، أي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ، فيُكْسَرُ ويُفْتَحُ، والكسر أفصحُ. وسددْت الثُلْمَةَ ونحوَها أَسُدُّها سدا: أصلحتها وأوثقتها. والسد والسد: الجبلُ، والحاجز . وصَبَبْتُ في القربة ماء فاسْتَدَّتْ عيون الخُرَزِ وانْسَدَّتْ، بمعنىً. وأرضٌ بها سَدَدَةٌ، وهي أودية فيها حجارةٌ وصخور، يبقى الماء فيها زماناً، الواحد سُدٌّ بالضم، مثل جحر وجحرة. ويقال أيضا: جاءنا جراد سُدٌّ بالضم، إذا سَدَّ الأُفُقَ من كثرته. قال العجاج:

سَيْلُ الجَرادِ السُدِّ يَرْتادُ الخُضَرْ * والسُدُّ أيضاً: واحد السُدودِ، وهي السحائِبُ السود، عن أبى زيد. والسدة: داء يأخذ بالانف يمنع نسيم الريح. وكذلك السُدَادُ، مثل الصداع والعطاس. والسُدَّةُ: باب الدار. تقول: رأيته قاعداً بسُدَّةِ بابه. وفي الحديث : " الشعث الرؤوس الذين لا تفتح لهم السُدَدُ ". قال أبو الدرداء: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السلطان يَقُمْ ويقعد. وسمى إسماعيل السدى لانه كان يبيع المقانع والخمر في سدة مسجد الكوفة، وهى ما يبقى من الطاق المسدود.والسد بالفتح: واحد الاسدة، وهى العيوب مثل العمى والصم والبَكَم، جمع على غير قياس، وكان قياسه سُدوداً. ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بجنْبك الأسِدَّةَ، أي لا يضيقنَّ صدرُك فتسكتَ عن الجوابِ كمن به صممٌ وبكَمٌ. قال الكميت: وما بِجَنْبِيَ من صَفْحٍ وعائِدةٍ * عند الأَسِدَّةِ إنَّ العى كالعضب - يقول: ليس بي عِيٌّ ولا بكم عن جواب الكاشح، ولكني أصفح عنه، لأن العِيَّ عن الجواب كالعَضْبِ، وهو قطعُ يدٍ أو ذَهاب عضوٍ. والعائدةُ: العطفُ. والسد أيضا: شئ يتخد من قضبان له أطباق. والمسد: بستان ابن معمر، وذلك البستان مأسدة. قال أبو ذؤيب: ألفيت أغلب من أسد المسد حدي‍ * - د الناب أخذته عفر فتطريح قال الاصمعي: سألت ابن أبى طرفة عن المسد فقال: هو بستان ابن معمر، الذى يقول له الناس بستان ابن عامر.
السين والدال س د د

السَّدُّ إغلاَقُ الخَلَلِ وَرَدْمُ الثَّلْم سَدَّهُ يَسُدُّه سَدّا فانْسَدَّ واسْتَدَّ وسدَّدَه والاسمُ السُّدُّ وحكى الزَّجّاجُ ما كانَ مَسْدُوداً خِلْقَةً فهوَ سُدٌّ وما كانَ من عَملِ الناسِ فهو سَدٌّ وعلى ذلك وجَّهَ قراءةَ من قَرأَ بين السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْنِ وقولُه تعالى {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا} يس 9 قال الزجَّاجُ هؤلاء جماعة أرادوا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم سُوءاً فحالَ اللهُ بينهم وبين ذلك فجُعِلُوا بمَنْزِلةِ من غُلَّت يدُه وسُدَّ طريقُه من بين يَدَيْه ومن خَلْفِه وجُعِلَ على بَصَرِه غِشاوَةٌ والسِّدَادُ ما سُدَّ به والجمعُ أَسِدَّة وقالوا سِدَادٌ من عَوَزٍ وسَدَادٌ أي ما يُسَدُّ به الحاجةُ وهو على المَثَلِ والسُّدُّ الرَّدْمُ لأنه يُسَدُّ به والسُّدُّ والسَّدُّ كُلُّ بِناءٍ سُدَّ به موضِعُ وقد قُرئَ {فاجْعَلْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُم سُدّا} الكهف 96 وسَدَا والجمعُ أسِدَّةٌ وسُدودٌ فأما سُدودٌ فعَلَى الغالِبِ وأما أسِدَّةٌ فشاذٌّ وعندي أنه جمعُ سِدَادٍ والسُّدُّ ذَهَابُ البَصَرِ وهو مِنْه والسُّدُّ السَّحابُ المرتفِعُ السَّادُّ للأُفُقِ والجمعُ سُدودٌ قال

(قَعَدْتُ له وشيَّعَنِي رِجَالٌ ... وقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسُّدودُ)

وقد سَدَّ عليهم وأسَدَّ والسُّدُّ القِطْعَةُ من الجَرَادِ تَسُدُّ الأفُقَ قال الرَّاجزُ

(سَيْلُ الجرادِ السُّدِّ يَرْتَادُ الخُضَرْ ... )

فإما أن يكونَ بدلاَ من الجَرادِ فيكونَ اسماً وإما أن يكونَ جمعَ سَدودٍ وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صِفَةً والسُّدُّ والسَّدُّ الجَبَلُ وقيل كل ما قابَلَكَ فَسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ وسُدُّ ومنه قولُهم في المِعْزَي سُدٌّ يُرَى مِنْ ورائِه الفَقْرُ وسَدٌّ أيضاً أي أنّ المِعْزَى ليس إلا مَنْظَرَها وليس لها كَبِيرُ مَنْفَعَةٍ والسَّدُّ سِلَّة من قُضْبانٍ والجمعُ سِدَادٌ وسُدُودٌ والسُّدَّةُ أَمامَ بابِ الدَّارِ وقيل هي السَّقِيفَةُ سُدَّةُ المَسْجدِ الأَعْظَم ما حَوْلَه من الرِّواقِ وسُمِّيَ السُّدَّيُّ بذلك لأنه كان يَبِيعُ الخُمُرَ على بابِ مسجدِ الكوفَةِ واسمُه إسماعيلُ والسُّدَّة جَريدٌ يُشَدُّ بعضُه إلى بعْضٍ يُنامُ عليه والجمعُ أسِدَّة نادِرَة وقياسُه الغالب عليه أسُدٌّ أو سُدُودٌ والسَّدَدُ القَصْدُ في القولِ وقد تسدَّدَ له واسْتَدَّ والسَّديدُ والسَّدادُ الصَّوابُ من القول ورَجُلٌ سَديدٌ وأَسَدُّ من السَّدادِ وقَصْدِ الطَّريقِ وسدَّدَهُ اللهُ وفَّقَهُ والسَّدُّ الظِّلُّ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (قَعَدْتُ له في سَدِّ نَقْضٍ مُعَوَّدٍ ... كذلك في صحَراءِ جِذْمٌ دَرِينُها)

أي جعلتُه سُتْرةً لي من أن يَراني وقوله جذْمٌ دَرِينُها أي قديمٌ لأن الجِذْمَ الأصلُ ولا أَقْدَمَ من الأصْلِ وجَعَلَه صِفَةً إذ كانَ في معنى الصِّفة والدَّرِينُ من النَّباتِ الذي قد أَتَى عليه عامٌ والمُسَدُّ موضِعٌ بمكَّةَ عِنْد بُستانِ ابن عامرٍ وقيل هو موضِعٌ بقُرْبٍ من مكَّة قال أبو ذُؤَيب

(أَلْفَيْتُ أغْلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ جديدَ ... النَّابِ أَخْذَتُهُ عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ)

وسُدُّ قريةٌ باليَمنِ
سدد
سدَّ1 سَدَدْتُ، يسُدّ، اسْدُدْ/ سُدّ، سَدًّا، فهو سادّ، والمفعول مَسْدود
• سدَّ الشَّيءَ: أغلقه "سدَّ البابَ/ الثَّغرةَ/ الخانةَ- سدَّ الشارعَ بمتاريس- سدَّ القارورةَ: وضع عليها السِّداد- مسدود بالماء- مُحْكَم السَّدّ" ° سار في طريق مسدود: سلك سلوكًا لا يوصِّل إلى المطلوب- سدَّ أذنيه: لم ينتبه، لم يستمع إلى الصواب- سُدَّت في وجهه الأبواب: لم يستطع عمل شيء، فشِل في بلوغ غرضه- سدَّ عليه الطريقَ: وضع العراقيلَ أمامه ومنعه من بلوغ أهدافه، أعاقه- سدَّ عليه المنافِذَ: أفحمه- سدَّ عليه بابَ الكلام: منعه منه- سدَّ مسدَّه: قام مقامه.
• سدَّ القناةَ: أقام عليها سدًّا.
• سدَّ العجزَ: غطّاه، أضاف إليه ما يصيِّره تامًّا "سدَّ الخَلَل/ الفجوة"? سدّ حاجته: حقّق له ما يريد- سدَّ رمقَ
 جائع: أطعمه ما يمسك ويحفظ قوَّتَه- سدَّ عوزَ فلان: لبَّى حاجته وأعانه- سدَّ فراغًا أو نقصًا: كان ذا أهمية. 

سدَّ2 سَدَدْتُ، يَسِدّ، اسْدِدْ/ سِدّ، سَدادًا وسُدُودًا، فهو سَدِيد
• سدَّ الشَّخصُ: أصاب في قوله أو فعله.
• سدَّ القولُ والفعلُ: استقام " {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا}: قولاً صادقًا عدلاً".
انسدَّ يَنسَدّ، انْسَدِدْ/ انْسَدَّ، انسِدادًا، فهو مُنسَدّ
• انسدَّ الشَّيءُ: مُطاوع سدَّ1: سُدّ، أغلِق "انسدّت في وجهه كلّ السُّبُل- انسدّت عيونُ القربة- انسدّت الماسورةُ". 

تسدَّدَ يتسدَّد، تسدُّدًا، فهو مُتسدِّد
• تسدَّد القولُ والفعلُ: استقام وانتظم.
• تسدَّد الدَّيْنُ: مُطاوع سدَّدَ: دُفع إلى الدَّائن. 

سدَّدَ يُسدِّد، تسديدًا، فهو مُسدِّد، والمفعول مُسدَّد
• سدَّد السَّهمَ ونحوَه إلى هدف: صوّبه ووجّهه إليه "سَدَّد سهمَه إلى عدوِّه- سدَّد الكرة إلى المرمى" ° سدّد الكرة أو الضربة: دفعها وأطلقها بشدّة نحو الهدف.
• سدَّد الدَّيْنَ أو القرضَ ونحوَهما: دفعه إلى الدّائن "سدَّدَ المصاريفَ/ قائمةَ الحساب- اللهمّ سدّد عنّا دَيْنَ الدنيا والآخرة"? سَدَّد عجزًا: غطّاه، أتم نَقْصه.
• سدَّد اللهُ الشَّخصَ: هداه ووفَّقه إلى الصواب، أصلحه وأرشده? سدَّد اللهُ خطاه: قوّاه ووفَّقه، هداه إلى الطريق الصواب. 

انسداد [مفرد]: مصدر انسدَّ.
• الانسداد التَّاجيّ: (طب) انغلاق الشُّريان التَّاجيّ بجلطة دمويّة.
• ذاتيّ الانسداد: يسُدّ نفسَه بنفسه حتّى بعد ثقبه كالإطار المطّاطيّ للعجلة. 

سَداد [مفرد]:
1 - مصدر سدَّ2.
2 - استقامة وقصد "اللّهم اهدنا إلى السَّداد".
3 - صواب القول أو الفعل "أصاب في قوله السَّدادَ".
• سَداد الدَّيْن: دفعُه إلى الدّائن، تَسْديده، وفاؤه "قام بسداد دينه في الموعد المحدّد" ° تحت السَّداد: غير مدفوع.
• سداد هوائيّ: (طب) انسداد ينجم عن دخول فقاقيع هوائيّة في الأوردة الدَّمويّة بعد إجراء جراحة أو الإصابة بجُرْح. 

سُداد [مفرد]:
1 - كلّ ما يسدّ مجرًى في البَدَن ° سُداد الأُذُن: ما سدّ مجرى السّمْع.
2 - (طب) داء يسدّ الأنف فيمنع دخول الهواء. 

سِداد [مفرد]: ج سِدادات:
1 - ما يُسدّ به، أداة يُسدّ بها فم الزجاجة ونحوها "سِداد القارورة" ° سِداد الثغر: ما يسدُّه من خيل ورجال- سِداد من عَوَز: ما يسُدّ الحاجَة من مالٍ وغيره.
2 - (جو) قطعة من حجر بركانيّ تملأ فُوَّهة بركان.
3 - (طب) جلطة دمويّة، أو كتلة من البكتيريا أو جسم غريب آخر يسُدُّ وعاءً دمويًّا. 

سِدادة [مفرد]: سِداد؛ كلّ ما يتّخذ من زجاج أو فلِّين أو غيرهما لسَدِّ القوارير. 

سَدّ [مفرد]: ج سُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر سدَّ1.
2 - حاجِز، فاصل بين شَيْئَيْن " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا}: هما جبلان على حدود بلاد التركستان والصين، وقد سدّ ذو القرنين ما بينهما" ° ضرَب بينهما سدًّا منيعًا- يجتاز السدود: يتخطّى العقبات.
3 - بناء في مجرى الماء ليحجزه، بناء في نهر يقوم بحجز المياه وتصريفها حسب الحاجة "سَدّ أسوان" ° السَّدُّ العالي: سَدّ ضخم أقيم في مصر في العصر الحديث على نهر النيل؛ لضبط الفيضان وتوفير المياه وتوليد الكهرباء.
4 - (طب) إعتام عدسة العين ممّا يسبِّب ضُعف أو فقدان البصر. 

سُدّ [مفرد]: سَدّ؛ حاجز من صُنع الله " {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سُدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا} [ق] ". 

سُدَّة [مفرد]: ج سُدَد:
1 - ظُلّة بباب الدّار "جلسوا تحت السُّدّة".
2 - ساحة أمام الباب "جلسنا في السُّدَّة".
3 - رُتْبة ومنصب "جلس في سُدَّة الوزارة".
4 - سِداد، ما يُسَدُّ به
 "سُدَّة قارورة".
5 - باب الدار.
6 - مرتفع كالمنبر يصعد إليه الخطيب. 

سُدود [مفرد]: مصدر سدَّ2. 

سَدِيد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سدَّ2 ° نَظْرة سديدة: صائبة. 

سدد: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ.

سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فانسدّ واستدّ وسدّده: أَصلحه وأَوثقه، والاسم

السُّدُّ. وحكى الزجاج: ما كان مسدوداً خلقه، فهو سُدٌّ، وما كان من عمل

الناس، فهو سَدٌّ، وعلى ذلك وُجِّهت قراءَة من قرأَ بين السُّدَّيْنِ

والسَّدَّيْن. التهذيب: السَّدُّ مصدر قولك سَدَدْتُ الشيء سَدّاً.

والسَّدُّ والسُّدّ: الجبل والحاجز. وقرئ قوله تعالى: حتى إِذا بلغ بين

السّدَّين، بالفتح والضم. وروي عن أَبي عبيدة أَنه قال: بين السُّدّين،

مضموم، إِذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله، وإِن كان من فعل الآدميين، فهو

سَد، بالفتح، ونحو ذلك قال الأخفش. وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: بين

السَّدَّين وبينهم سَدّاً، بفتح السين. وقرأَ في يس: من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سُدّاً، يضم السين، وقرأَ نافع وابن عامر وأَبو بكر عن عاصم

ويعقوب، بضم السين، في الأَربعة المواضع، وقرأَ حمزة والكسائي بين السُّدَّين،

بضم السين. غيره: ضم السين وفتحها، سواء السَّدُّ والسُّدُّ؛ وكذلك قوله:

وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً، فتح السين وضمها.

والسَّد، بالفتح والضم: الردم والجبل؛ ومنه سدّ الرَّوْحاء وسد الصهباء وهما

موضعان بين مكة والمدينة. وقوله عز وجل: وجعلنا من بين أَيديهم سدّاً ومن

خلفهم سدّاً؛ قال الزجاج: هؤلاء جماعة من الكفار أَرادوا بالنبي، صلى الله

عليه وسلم، سوءاً فحال الله بينهم وبين ذلك، وسدّ عليهم الطريق الذي

سلكوه فجعلوا بمنزلة من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه

وجُعل على بصره غشاوة؛ وقيل في معناه قول آخر: إِن الله وصف ضلال الكفار فقال

سَددْنا عليهم طريقَ الهدى كما قال ختم الله على قلوبهم.

والسِّدادُ: ما سُذَّ به، والجمع أَسِدَّة. وقالوا: سِدادٌ من عَوَزٍ

وسِدادٌ من عَيْشٍ أَي ما تُسَدُّ به الحاجة، وهو على المثل. وفي حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم، في السؤال أَنه قال: لا تحل المسأَلة إِلا

لثلاثة، فذكر منهم رجلاً أَصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأَل حتى يصيب سِداداً

من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي ما يكفي حاجته؛ قال أَبو عبيدة: قوله سِداداً

من عيش أَي قواماً، هو بكسر السين، وكل شيء سَدَدْتَ به خَلَلاً، فهو

بالكسر، ولهذا سمي سِداد القارورة، بالكسر، وهو صِمامُها لأَنه يَسُدُّ

رأْسَها؛ ومنها سِدادُ الثَّغْرِ، بالكسر، إِذا سُدَّ بالخيل والرجال؛ وأَنشد

العرجي:

أَضاعوني، وأَيَّ فتًى أَضاعوا

ليومِ كريهةٍ، وسِدادِ ثَغْرِ

بالكسر لا غير وهو سَدُّه بالخيل والرجال. الجوهري: وأَما قولهم فيه

سِدادٌ من عَوَز وأَصيبت به سِداداً من عَيْش أَي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ،

فيكسر ويفتح، والكسر أَفصح.

قال: وأَما السَّداد، بالفتح، فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون

الرجل مُسَدَّداً. ويقال: إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره، وكذلك في

الرمي. يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام. وسَدَّدْتُه تسديداً.

واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام؛ وقال:

أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ،

فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني

قال الأَصمعي: اشتد، بالشين المعجمة، ليس بشيء؛ قال ابن بري: هذا البيت

ينسب إِلى مَعْن بن أَوس قاله في ابن أُخت له، وقال ابن دريد: هو لمالك

بن فَهْم الأَزْدِيِّ، وكان اسم ابنه سُلَيْمَةَ، رماه بسهم فقتله فقال

البيت؛ قال ابن بري: ورأَيته في شعر عقيل بن عُلَّفَةَ يقوله في ابنه عُميس

حين رماه بسهم، وبعده:

فلا ظَفِرَتْ يمينك حين تَرْمي،

وشَلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ

وفي الحديث: كان له قوس تسمى السَّدادَ سميت به تفاو لاً بإِصابة ما رمى

عنها.

والسَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ به، والسُّدُّ والسَّدُّ: كل بناء

سُدَّ به موضع، وقد قرئ: تجعل بيننا وبينهم سَدّاً وسُدّاً، والجمع

أَسِدٌّ وسُدودٌ، فأَما سُدودٌ فعلى الغالب وأَما أَسدة فشاذ؛ قال ابن سيده:

وعندي أَنه جمع سداد؛ وقوله:

ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ

يقول: سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عميت عليَّ مذاهبي، وواحد الأَسْدادِ

سُدٌّ.

والسُّدُّ: ذهاب البصر، وهو منه. ابن الأَعرابي: السَّدُودُ العُيون

المفتوحة ولا تبصر بصراً قوياً، يقال منه: عين سادَّة. وقال أَبو زيد: عين

سادَّة وقائمة إِذا ابيضت لا يبصر بها صاحبها ولم تنفقئ بعدُ.

أَبو زيد: السُّدُّ من السحاب النَّشءُ الأَسود من أَي أَقطار السماء

نشأَ. والسُّدُّ واحد السُّدودِ، وهر السحائب السُّودُ. ابن سيده: والسُّدّ

السحاب المرتفع السادُّ الأُفُق، والجمع سُدودٌ؛ قال:

قَعَدْتُ له وشَيَّعَني رجالٌ،

وقد كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ

وقد سَدَّ عليهم وأَسدَّ. والسُّدّ: القطعة من الجراد تَسُدُّ الأُفُقَ؛

قال الراجز:

سَيْلُ الجَرادِ السُّدُّ يرتادُ الخُضَرْ

فإِما أَن يكون بدلاً من الجراد فيكون اسماً، وإِما أَن يكون جمع

سَدودٍ، وهو الذي يَسُدُّ الأُفُقَ فيكون صفة. ويقال: جاءَنا سُدٌّ من جراد.

وجاءَنا جراد سُدَّ الأُفق من كثرته.

وأَرض بها سَدَدَةٌ، والواحدة سُدَّةٌ: وهي أَودية فيها حجارة وصخور

يبقى فيها الماءُ زماناً؛ وفي الصحاح: الواحد سُدٌّ مثل حُجْرٍ وحِحَرَةٍ.

والسُّدُّ والسَّدُّ: الجبل، وقيل: ما قابلك فسَدَّ ما وراءَه فهو سَدٌّ

وسُدٌّ. ومنه قولهم في المِعْزَى: سَدٌّ يُرَى من ورائه الفقر، وسُدٌّ

أَيضاً، أَي أَن المعنى ليس إِلا منظرها وليس له كبير منفعة. ابن الأَعرابي

قال: رماه في سَدِّ ناقته أَي في شخصها. قال: والسَّدُّ والدَّرِيئة

والدَّرِيعةُ الناقة التي يستتر بها الصائد ويختل ليرمي الصيد؛ وأَنشد

لأَوس:فما جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ،

ولكن لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر في كتابه: يقال سَدَّ عليك الرجلُ يَسِدُّ

سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ. وما كان هذا الشيء سديداً ولقد سَدَّ يَسدُّ

سَداداً وسُدوداً، وأَنشد بيت أَوس وفسره فقال: لم يجبنوا من الإِنصاف

في القتال ولكن حشرنا عليهن فلقونا ونحن كالنار التي لا تبقي شيئاً؛ قال

الأَزهري: وهذا خلاف ما قال ابن الأَعرابي.

والسَّدُّ: سَلَّة من قضبان، والجمع سِدادٌ وسُدُدٌ. الليث: السُّدودُ

السِّلالُ تتخذ من قضبان لها طباق، والواحدة سَدَّة؛ وقال غيره: السَّلَّة

يقال لها السَّدَّة والطبل.

والسُّدَّة أَمام باب الدار، وقيل: هي السقيفة. التهذيب: والسُّدَّة باب

الدار والبيت؛ يقال: رأَيته قاعداً بَسُدَّةِ بابه وبسُدَّة داره. قال

أَبو سعيد: السُّدَّة في كلام العرب الفِناء، يقال بيت الشَّعَر وما

أَشبهه، والذين تكلموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحاب أَبنية ولا مَدَرٍ، ومن

جعل السُّدَّة كالصُّفَّة او كالسقيفة فإِنما فسره على مذهب أَهل الحَضَر.

وقال أَبو عمرو: السُّدَّة كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت، والظُّلَّة

تكون بباب الدار؛ قال أَبو عبيد: ومنه حديث أَبي الدرداء أَنه أَتى باب

معاوية فلم يأْذن له، فقال: من يَغْشَ سُدَد السلطان يقم ويقعد. وفي الحديث

أَيضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الذين لا تُفتح لهم السُّدَدُ. وسُدَّة

المسجد الأَعظم: ما حوله من الرُّواق، وسمي إِسمعيل السُّدِّيُّ بذلك لأَنه

كان تاجراً يبيع الخُمُر والمقانع على باب مسجد الكوفه، وفي الصحاح: في

سُدَّة مسجد الكوفة. قال أَبو عبيد: وبعضهم يجعل السُّدَّة الباب نفسه. وقال

الليث: السديُّ رجل منسوب إِلى قبيلة من اليمن؛ قال الأَزهري: إن أَراد

إِسمعيل السديّ فقد غلط، لا تعرف في قبائل اليمن سدّاً ولا سدّة. وفي

حديث المغيرة بن شعبة: أَنه كان يصلي في سُدَّة المسجد الجامع يوم الجمعة مع

الإِمام، وفي رواية: كان لا يصلي، وسُدَّة الجامع: يعني الظلال التي

حوله. وفي الحديث أَنه قيل له: هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسُّدَّة؛ السدة:

كالظلة على الباب لتقي الباب من المطر، وقيل: هي الباب نفسه، وقيل: هي

الساحة بين يديه؛ ومنه حديث واردي الحوض: هم الذين لا تفتح لهم السُّدَدُ

ولا يَنكحِون المُنَعَّات أَي لا تفتح لهم الأَبواب. وفي حديث أُم سلمة:

أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إِلى البصرة: إِنك سُدَّة بين رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وبين أُمته أَي باب فمتى أُصيب ذلك الباب بشيء

فقد دخل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حريمه وحَوْنَته

واستُبيحَ ما حماه، فلا تكوني أَنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتُحْوِجي

الناس إِلى أَن يفعلوا مثلك. والسُّدَّة والسُّداد، مثل العُطاس

والصُّداع: داء يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم ويمنع نسيم الريح.

والسَّدُّ: العيب، والجمع أَسِدَّة، نادر على غير قياس وقياسه الغالب

عليه أَسُدٌّ أَو سُدود، وفي التهذيب: القياس أَن يجمع سَدٌّ أَسُدّاً أَو

سُدُوداً. الفراء: الوَدَس والسَّدُّ، بالفتح، العيب مثل العَمى والصمَم

والبَكم وكذلك الأَيه والأَبه

(* قوله «وكذلك الأَيه والأَبه» كذا بالأصل

ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك، والآهة والماهة الحصبة

والجدري.) أَبو سعيد: يقال ما بفلان سَدادة يَسُدُّ فاه عن الكلام أَي ما به

عيب، ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لا تُضَيِّقَنَ صدرك

فتسكت عن الجواب كمن به صمم وبكم؛ قال الكميت:

وما بِجَنْبَيَ من صَفْح وعائدة،

عند الأَسِدَّةِ، إِنَّ الغِيَّ كالعَضَب

يقول: ليس بي عِيُّ ولا بَكَم عن جواب الكاشح، ولكني أَصفح عنه لأَن

العِيَّ عن الجواب كالعَضْب، وهو قطع يد أَو ذهاب عضو. والعائدة:

العَطْف.وفي حديث الشعبي: ما سدَدْتُ على خصم قط أَي ما قطعت عليه فأَسُدَّ

كلامه. وصببت في القربة ماء فاسْتَدَّت به عُيون الخُرَز وانسدت بمعنى

واحد.والسَّدَد: القصْد في القول والوَفْقُ والإِصابة، وقد تَسَدَّد له

واستَدَّ.

والسَّديدُ والسَّداد: الصواب من القول. يقال: إِنه لَيُسِدُّ في القول

وهو أَن يُصِيبَ السَّداد يعني القصد. وسَدَّ قوله يَسِدُّ، بالكسر، إِذا

صار سديداً. وإِنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ إِذا كان يصيب السداد

أَي القصد. والسَّدَد: مقصور، من السَّداد، يقال: قل قولاً سَدَداً

وسَداداً وسَديداً أَي صواباً؛ قال الأَعشى:

ماذا عليها؟ وماذا كان ينقُصها

يومَ الترحُّل، لو قالت لنا سَدَدا؟

وقد قال سَداداً من القول.

والتَّسديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصواب والقصد من القول والعمل.

ورجل سَديدٌ وأَسَدُّ: من السداد وقصد الطريق، وسدَّده الله: وفقه.

وأَمر سديد وأَسَدُّ أَي قاصد. ابن الأَعرابي: يقال للناقة الهَرِمَة سادَّةٌ

وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ. والسِّدادُ: الشيء من اللَّبَن يَيْبَسُ

في إِحليل الناقة.

وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن الإِزار فقال: سَدِّدْ وقارِبْ؛ قال شمر: سَدِّدْ من السداد وهو

المُوَفَّقُ الذي لا يعاب، أَي اعمل به شيئاً لا تعاب على فعله، فلا تُفْرِط

في إِرساله ولا تَشْميره، جعله الهروي من حديث أَبي بكر، والزمخشري من

حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَن أَبا بكر، رضي الله عنه، سأَله؛

والوَفْق: المِقْدار. اللهم سدِّدْنا للخير أَي وَفِّقْنا له؛ قال: وقوله

وقارِب، القِرابُ في الإِبل أَن يُقارِبَها حتى لا تَتَبَدَّد. قال

الأَزهري: معنى قوله قارِبْ أَي لا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ في إِسباله، ولا

تُقَلِّصه فتفرط في تشميره ولكن بين ذلك. قال شمر: ويقال سَدِّدْ صاحِبَكَ

أَي علمه واهده، وسَدِّد مالك أَي أَحسن العمل به. والتسديد للإِبل: أَن

تيسرها لكل مكانِ مَرْعى وكل مكان لَيانٍ وكل مكان رَقَاق. ورجل

مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق يعمل بالسَّدادِ والقصْد. والمُسَدَّدُ: المُقوَّم. وسَدَّد

رمحه: وهو خلاف قولك عرّضه. وسهم مُسَدَّد: قويم. ويقال: أَسِدَّ يا رجل

وقد أَسدَدْتَ ما شئت أَي طلبت السَّدادَ والقصدَ، أَصبته أَو لم

تُصِبْه؛ قال الأَسود بن يعفر:

أَسِدِّي يا مَنِيُّ لِحِمْيَري

يُطَوِّفُ حَوْلَنا، وله زَئِيرُ

يقول: اقصدي له يا منية حتى يموت.

والسَّاد، بالفتح: الاستقامة والصواب؛ وفي الحديث: قاربوا وسَدَّدوا أَي

اطلبوا بأَعمالكم السَّداد والاستقامة، وهو القصد في الأَمر والعدل فيه؛

ومنه الحديث: قال لعليّ، كرم الله وجهه: سلِ اللهَ السَّداد، واذكر

بالسَّداد تَسديدَك السهم أَي إِصابةَ القصد به. وفي صفة متعلم القرآن: يغفر

لأَبويه إِذا كانا مُسَدَّدَيْن أَي لازمي الطريقة المستقتمة؛ ويروى بكسر

الدال وفتحها على الفاعل والمفعول. وفي الحديث: ما من مؤْمن يؤْمن بالله

ثم يُسَدِّدُ أَي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. قال أَبو عدنان: قال لي جابر

البَذِخُ الذي إِذا نازع قوماً سَدَّد عليهم كل شيء قالوه، قلت: وكيف

يُسَدِّدُ عليهم؟ قال: ينقض عليهم على كل شيء قالوه. وروى الشعبي أَنه قال:

ما سَددتُ على خَصْم قط؛ قال شمر: زعم العِتْرِيِفيُّ أَن معناه ما قطعت

على خصم قط.

والسُّدُّ: الظِّلُّ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

قعدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ،

لذلك، في صَحْراءٍ جِذْمٍ دَرِيُنها

أَي جعلته سترة لي من أَن يراني. وقوله جِذْم دَرينها أَي قديم لأَن

الجذم الأَصل ولا أَقدم من الأَصل، وجعله صفة إِذ كان في معنى الصفة.

والدرين من النبات: الذي قد أَتى عليه عام.

والمُسَدُّ: موضع بمكة عند بستان ابن عامر وذلك البستان مأْسَدَة؛ وقيل:

هو موضع بقرب مكة، شرفها الله تعالى؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَلفَيْتُ أَغلَبَ من أُسْدِ المُسَدِّ حديـ

ـدَ النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ

قال الأَصمعي: سأَلت ابن أَبي طرفة عن المُسَدّ فقال: هو بستان ابن

مَعْمَر الذي يقول له الناس بستان ابن عامر. وسُدّ: قرية باليمن. والسُّد،

بالضم: ماءُ سَماء عند جبل لغَطفان أَمر سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، بسدّه.

سدد
: ( {سَدَّدَه} تَسديداً) أَي الرُّمْحَ: (قَوَّمَهُ) كَذَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ أَهلُ الأَفعال:! سَدَّدَ سَهْمَه إِلى المَرْمَى: وَجَّهَه. زَاد فِي (التوشيح) : وبالشين الْمُعْجَمَة، لُغَة فِيهِ.
وَقَالُوا سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ {وسَدَّ الثَّلْمَ: أَصْلَحه وأَوْثَقَه.
(و) سَدَّدَه: (وَفَّقَه} للسَّدادِ) ، بِالْفَتْح (أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل) والقَصْدِ مِنْهُمَا. والإِصابة فِي المَنطق: أَن يكون الرَّجلُ {مَسَدَّداً. وَيُقَال: إِنّه لذُو} سَدَاد فِي مَنطِقه وتَدْبِيرِه. وكذالك فِي الرَّمْي. وَمِنْه: اللهُمّ {- سَدِّدْني، أَي وَفِّقْنِي.
(} وَسدَّ) الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفْسه والرُّمحُ ( {يَسدُّ بِالْكَسْرِ، إِذا (صَار} سَدِيداً) وَكَذَا القوْلُ وَالْعَمَل، يُقَال: إِنه {لَيَسِدُّ فِي القَوْل، وَهُوَ أَن يُصِيبَ} السَّدَادَ. وسَهْمٌ {سَدِيدٌ: مُصِيبٌ، ورُمْحٌ سَدِيدٌ: قَلَّ أَنْ تُخْطِىءَ طَعْنَتُه، ورَجُلٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ، من {السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ، وأَمرٌ سَدِيدٌ} وأَسَدُّ: قاصدٌ.
( {وسَدَّ الثُّلْمَةَ) ، بضمّ المثلّثَة، وَهِي الفُرْجَة، (كمَدَّ) ،} يَسُدُّ بالضّمّ، {سَدًّا: رَدَمَهَا و (أَصلَحَها ووَثَّقَهَا) ، وَفِي بعض النُّسخ: أَوْثقَها،} كسَدَّدَها {فانْسَدَّتْ} واسْتَدَّت وهاذا {سدَادُها، بِالْكَسْرِ، (} واستَدَّ) الشَّيْيءُ: (استقامَ) {كأَسَدَّ} وتَسدَّدَ، وَقَالَ:
أُعَلِّمُه الرِّمَايَةَ كلَّ يَومٍ
فَلَمَّا {اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي
قَالَ الأَصمعيّ: اشتَدَّ بالشين المعجمةِ لَيْسَ بشيْءٍ.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: هاذا الْبَيْت يُنْسَب إِلى مَعْن بن أَوْس، قَالَه فِي ابْن أُخت لَهُ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ لمالكِ بن فَهْم الأَزْدِي، وَكَانَ اسمُ ابْنه سُلَيْمَة، رَماه بِسَهْم فقتلَه، فَقَالَ الْبَيْت.
قَالَ ابْن بَرِّيّ: ورأَيته فِي شعر عَقِيلِ بن عُلَّفة يَقُوله فِي ابْنه عُمَيس، حينَ رمَاه بِسَهْم؛ وَبعده:
فَلَا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حِين تَرْمِي
وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ
(} وأَسَدَّ) الرَّجلُ: (أَصابَ {السَّدَادَ) ، أَي القَصْدَ والاستقامةَ، (أَو) } أَسَدَّ الرَّجلُ: (طَلَبَهُ) ، أَصابَ أَو لم يُصِبْ. وَيُقَال: {أَسِدَّ يَا رجلُ، وَقد} أَسْدَدْت مَا شِئتَ، أَي طَلَبْتَ السَّدَادَ والقَصْدَ، أَصَبْتَه أَو لم تُصِبْ. قَالَ الأَسودُ بن يَعْفُرَ:
{أَسِدِّي يَا مَنِيُّ لِحِمْيَرِيَ
يُطَوِّف حَوْلَنا وَله زَئِيرُ
يَقُول: اقْصِدِي لَهُ يَا مَنِيَّةُ حتّى يَمُوت.
(والسَّدَدُ) ، محرَّكةً: القَصْد و (الاستِقَامَةُ} كالسَّدَادِ) ، بِالْفَتْح، الأَوّل مقصورٌ من الثَّانِي، يُقَال: (قل) قَولاً {سَدَداً} وسَدَاداً {وَسَدِيداً، أَي صَواباً، قَالَ الأَعشى:
مَاذَا عَلَيْهَا وماذَا كَانَ يَنْقُصاها
يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا} سَدَدَا
( {وسَدَادُ بنُ سعِيدٍ) ، كسَحَابٍ، (السَّبْعِيُّ، حَدَّثَ) ، وَهُوَ شَيْخٌ لمُحَمَّد بن الصَّلْت.
(و) قَالَ أَبو عُبيدة: كلُّ شَيْءٍ} سَدَدْتَ بِهِ خَلَلاً فَهُوَ {سِدَادٌ، بِالكسر، ولهاذا سُمِّيَ (} سِدَادُ القَارُورَةِ) وَهُوَ صِمَامُها، لأَنه {يَسُدُّ رَأْسَها.
(و) مِنْهَا} سِدَادُ (الثَّغْرِ) إِذا {سُدَّ بالخَيْلِ والرِّجال (فبالكسر فَقَط) لَا غير، وأَنشد للعَرْجِيّ:
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا
لِيَوْم كَرِيهةٍ} وسِداد ثَغْرِ
(و) وَمن الْمجَاز: فِيهِ (سِدَادٌ مِن عَوَز، و) أَصَبْتُ بِهِ سِدَاداً من (عَيْشٍ، لما! تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ) أَي الحَاجَة، ويُرْمَقُ بِهِ العَيْشُ، فيُكْسَر، (وَقد يُفْتَحُ) ، وَبِهِمَا قَالَ ابْن السِّكِّيت، والفارَابيُّ، وتَنبِعَه الجوهَريُّ، وَالْكَسْر أَفصحُ. وَعَلِيهِ اقتصرَ الأَكثرُون، مِنْهُم ابْن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ، والأَزْهَريُّ، لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَةِ فَلَا يُغَيَّر.
وَفِي حَدِيث النَّبيّ، صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فِي السُّؤَال أَنَّه قَالَ: (لَا تَحِلُّ المَسْأَلةُ إِلَّا لثلاثَةٍ، فذَكَر مِنْهُم رجلا أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالَهُ، فيَسْأَلُ حَتَّى يُصيبَ {سِدَاداً مِن عَيْش، أَو قِوَاماً) ، أَي مَا يَكْفِي حاجَته. قَالَ بو عُبَيْدَة: قولُه سِداداً من عَيْش، أَي قوَاماً، هُوَ بِكَسْر السِّين. وكلُّ شيْءٍ سَدَدْت بِهِ خَلَلاً فَهُوَ سِدَادٌ، بِالْكَسْرِ، (أَو) الفتحُ فِي سداد من عَوَز (لَحْنٌ) ليسَ من كلامِ الْعَرَب. وَفِيه إِشارةٌ إِلى قِصَّة المازنيِّ، أَوردَهَا الحَرِيريُّ فِي (دُرَّة الغَوَّاص) .
وَعَن النَّضر بن شُمَيْل: سِدَادٌ من عَوَزٍ، إِذا لم يكن تامًّا، وَلَا يجزُ فتْحُه.
وَنقل (البارع) عَن الأَصمعيّ: سدَادٌ من عَوَزٍ، بِالْكَسْرِ، وَلَا يُقَال بِالْفَتْح. وَمَعْنَاهُ: إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه فَفِي هاذا مَا يَسُدُّ بعضَ الأَمْر.
(} والسَّدُّ) بِالْفَتْح: (الجَبَلُ، و) {السَّدُّ: (الحاجزُ) ، كَذَا فِي التَّهْذِيب (ويُضَمُّ) فيهمَا، صَرَّحَ بِهِ الفَيُّوميُّ وَغَيره. قَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال لكل جَبَل} سَدٌّ {وسُدٌّ، وصَدٌّ وصُدٌّ (أَو بالضمّ: مَا كَانَ مَخْلُوقاً لله عزّ وجلّ، وبالفَتْح، من عَملِنا) ، حَكَاهُ الزَّجّاج. وعَلى ذالك وَجْهُ قِراءَةِ مِن قَرَأَ: {بَيْنَ} السَّدَّيْنِ} (الْكَهْف: 93) {والسُّدَّيْن، وَرَوَاهُ أَبو عبيدةَ. وَنَحْو ذالك قَالَ الأَخفش وقَرَأَ ابْن كَثِير وأَبو عَمْرو {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} . {وَبَيْنَهُمْ} سَدّا} (الْكَهْف: 94) بِفَتْح السِّين.
وقرآ فِي يللهس: {مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ {سُدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} (يللهس: 9) بضمّ السِّين.
وقرأَ نَافِع وَابْن عَامر، وأَبو بكر عَن عَاصِم، وَيَعْقُوب: بضمّ السِّين فِي الأَربعة الْمَوَاضِع، وقرأَ حمزةُ والكسائيّ: {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بضمّ السِّين.
(و) عَن أَبي زيد: السُّدُّ، (بالضّمّ) ، من (السَّحَاب) : النَّشْءُ (الأَسودُ) من أَيِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ، (ج} سُدودٌ) وَهِي السَّحائبُ السُّودُ. وَهُوَ مَجَاز، لكَونه حَجزاً بَين السماءِ والأَرض.
وَفِي الْمُحكم: السُّدُّ: السَّحَاب المرتَفِع {السادُّ للأُفُقِ. والجَمْع:} سُدُودٌ. قَالَ:
قَعَدْتُ لَهُ وَشَيَّعَني رِجَالٌ
وَقد عثُرَ المَخَايِلُ {والسُّدودُ
وَقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ.
(و) السُّدُّ بالضّمّ: (الوادِي فِيهِ حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماءُ فِيهِ زَماناً، ج:} سِدَدَةٌ، كقِرَدَةٍ) كجُحْرٍ وجِحَرة، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: أَرْضٌ بهَا {سَدَدة، وَالْوَاحد} سُدَّة.
(و) من الْمجَاز: السُّدُّ، بالضّم (الظِّلُّ) ، عَن ابْن الأَعرَابيّ، وأَونشد:
قَعَدْتُ لَهُ فِي {سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ
لذالكَ فِي صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها
أَي جَعلْته سُتْرةً (لي) من أَن يَراني.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (ماءُ سَماءٍ فِي) حَزْمِ بني عُوَالٍ (جُبَيْلٍ لِغَطَفَانَ) أَمرَ رَسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم} بِسَدِّهِ.
(و) السُّدُّ، بالضّمّ: (حِصْنٌ باليَمَنِ) وَقيل: قَرْيَةٌ بهَا.
(و) السُّدُّ أَيضاً: (الوادِي) ، لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم. وكلُّ بِناءٍ {سُدَّ بِهِ موضعٌ فَهُوَ} سُدٌّ {وسَدٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (جَرادٌ} سُدٌّ) بالضّمّ، أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفُقَ) ، وَيُقَال: جاءَنا {سُدٌّ من جَرادٍ، وجاءَنا جَرادٌ} سُدٌّ، إِذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته.
( {وسُدُّ أَبي جِرَابٍ) ، بالضّمّ: مَوضِع (أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنْي دُونَ القُبُورِ عَن يَمينِ الذَّاهِبِ إِلى مِنًى) ، منسوبٌ إِلى أَبي جِرَابٍ عبدِ الله بنِ محمّدِ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُمَيَّةَ الأَصغر.
(وسُدُّ قَنَاةٍ) ، بالضّمّ: (وادٍ يَنْصَبُّ فِي الشُّعَيْبَةِ) تَصغيراً لشُعْبة.
(و) } السِّدُّ، (بِالْكَسْرِ: الكَلامُ) السَّدِيد الْمُسْتَقيم (الصَّحِيحُ) ، عَن الصاغانيّ.
(و) من المَجَاز: السَّدّ (بِالْفَتْح: العَيْبُ) كالوَدَس، قَالَه الفرّاءُ. (ج {أَسِدَّةٌ) ، نادرٌ على غير قِيَاس، (والقِياسُ) الغالبُ: (} سُدُودٌ) ، بالضَّمّ، أَو {أَسُدٌّ. وَفِي التَّهْذِيب: الْقيَاس أَن يُجمَع سَدٌّ} أَسُدًّا أَو! سُدُوداً. وَفِي التَّهْذِيب: السُّدُّ كلُّ بِناءٍ سُدَّ بِهِ مَوضِعٌ. والجمْع {أَسِدَّةٌ} وسُدُودٌ. فأَمّا {سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ، وأَمَّا} أَسِدّةٌ فشاذٌّ.
قَالَ ابْن سَيّده: وَعِنْدِي أَنه جمع {سِدَادٍ.
(و) عَن أَبي سَعِيد: يُقَال: مَا بفُلانٍ} سَدَادَةٌ يَسُدّ فَاه عَن الْكَلَام، أَي مَا بِهِ عَيْبٌ، وَمِنْه (قولُهُم: لَا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَس 2 دَّةَ، أَي لَا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ فَتسكُت عَن الجوَابِ كمَن بِهِ عَيب، من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ) . قَالَ الْكُمَيْت:
وَمَا بِجَنْبِيَ من صَفحٍ وعائِدةٍ
عِنْدَ {الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ
يَقُول: لَيْسَ بِي عِيٌّ وَلَا بَكَمٌ عَن جَوابِ الْكَاشِح، ولاكنِّي أَصفح عَنهُ، لأَنّ العِيّ عَن الجوَاب كالعَضْب وَهُوَ قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ، والعائدة: العَطْفُ.
(و) السَّدُّ بِالْفَتْح: (شيْءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانٍ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ.
وَالصَّوَاب: سَلَّة من قُضْبانٍ، كَمَا فِي سئر أُصول الأُمهات (لَهُ أَطْبَاقٌ) وَالْجمع: سِدَادٌ وسُدُود. وَقَالَ اللَّيث السُّدُود: السِّلَال تُتَّخذ من قُضْبان لَهَا أَطْبَاق، والواحدة سَدَّةٌ. وَقَالَ غَيره: السَّلَّة يُقَال لَهَا السَّدَّة والطَّبْل.
(} والسُّدَّةُ، بالضَّمِّ: بابُ الدَّارِ) والبيتِ كَمَا فِي التَّهْذِيب. يُقَال: رأَيتُه قاعِداً {بِسُدَّةِ بابِه،} وبِسُدَّةِ دارِه.
وَقيل هِيَ السَّقيفة.
وَقَالَ أَبو سعيد: السُّدّة فِي كَلَام الْعَرَب: الفِنَاءُ، يُقَال لبَيْت الشَّعرِ وَمَا أَشبَهه. والَّذِين تَكلَّموا! بالسُّدَّة لم يَكُونُوا أَصحابَ أَبْنِيَة وَلَا مَدَرٍ، وَمن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّة، أَو كالسَّقِيفَة، فإِنما فَسَّره على مذْهب أَهل الحَضَرِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرو: السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بَين يَدَي البَيتِ. والظُّلَّة تكون لِبابِ الدَّارِ، (ج: سُدَدٌ) ، بضمّ ففتْح. وَفِي بعض النُّسخ: بضمّتين.
وَفِي حَدِيث أَبي الدرداءِ: (أَنّه أَتى بابَ مُعاوِية فَلم يأْذَنْ لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ) .
(و) سُدَّةُ المسْجِدِ الأَعظمِ مَا حَوْلَه من الرُّوَاق، وسُمِّيَ أَبو مُحَمَّد (إِسماعيلُ) ابنُ عبد الرحمان الأَعور الكوفيّ: التَّابِعِيّ الْمَشْهُور، ( {السُّدِّيّ) ، روى عَن أَنَس وابنِ عَبَّاس وَغَيرهمَا، (لِبَيْعِهِ المقَانِعَ) والخُمُرَ على بَاب مَسْجِد الكوفَةِ. وَفِي الصّحاح: (فِي} سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ، وَهِي مَا يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ) .
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُهم يَجْعَل {السُّدَّةَ البَابَ نَفْسَه، وَمِنْه حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنها قَالَت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلى البَصْرَةِ (إِنك} سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ الله صلَّى الله عليْه وسلّم وَبَين أُمَّتِهِ) أَي بابٌ. وقَال الذَّهَبِيُّ: لقَعوده فِي بَاب جامِعِ الكُوفَة. وَقبل اللَّيْث: {- السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلى قَبِيلَة من الْيمن. قَالَ الأَزهَرِيُّ. إِن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيَّ فقد غَلِطَ، لَا يُعْرَف فِي قبائِلِ اليمنِ: سُدٌّ وَلَا سُدَّة. وأَغْرَبَ أَبو الْفَتْح اليَعْمُرِيّ فَقَالَ: كَانَ يَجْلِس فِي المدينةِ، فِي مكانٍ يُقَال لَهُ: السُّدّ، فنُسِب إِليه.
والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابْن مُعين ووثَّقه الإِمامُ أَحمد، واحتَجَّ بِهِ مُسْلمٌ. وَفِي (التَّقْرِيب) أَنّه صَدُوقٌ. مَاتَ سنة سبعٍ وَعشْرين وَمِائَة، وروَى لَهُ الجماعةُ إِلّا البخاريَّ. وَقَالَ الرُّشاطيّ: وَلَيْسَ هُوَ صاحبَ التَّفْسِير، ذَاك محمّدُ بن مروانَ الكوفيّ، يُعرف} - بالسُّدّيِّ، عَن يحيَى بن عبيد الله، والكلبيّ، وَعنهُ هِشَامُ بنُ عبد الله، والمحاربيّ. وَقَالَ جرير: هُوَ كذَّاب.
(و) {السُّدَّة، بالضمّ: (داءٌ فِي الأَنف) } يَسُدُّه، يأْخذ بالكَظَمِ، ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ، ( {كالسُّدَادِ، بالضّمّ) أَيضاً، مثل العُطَاس والصُّدَاع.
(و) } السُّدُّ، بالضّمّ، ذهَابُ البَصرِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: (! السُّدُد، بِضَمَّتَيْنِ؛ العُيُونُ المُفَتَّحَةُ لَا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيًّا) ، وَهُوَ مجَاز.
(و) يُقَال مِنْهُ (هِيَ عَينٌ {سادَّةٌ، أَو) عَيْن} سادَّةٌ وقائمة: هِيَ (الّتي ابْيَضَّت وَلَا يُبْصَر بهَا، وَلم تَنْفَقِيء بَعْدُ) ، قَالَه أَبو زيد.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: ( {السّادةَّ) هِيَ (النّاقَةُ الهَرِمَةُ) وَهِي سادَّةٌ وسَلِمَةٌ، وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ.
(و) من المَجَاز: السّادَّة: (ذُؤابةُ الإِنسان (تَشْبيهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: هُوَ من أُسْدِ (} المَسَدِّ) ، وَهُوَ موضعٌ بمكةَ عنتد (بُسْتَانِ ابْنه عَامر) ، وذالك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
أَلفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِي) دَ النَّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ
(لَا) بُسْتان ابْن (مَعْمَرٍ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ) .
قَالَ الأَصمعيّ: سأَلْت ابْن أَبِي طَرفَةَ عَن المَسَدِّ فَقَالَ: هُوَ بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَر الّذِي يَقُول فِيهِ النَّاس: بُستان ابنِ عَامر. هاذا نصُّ عبارَة الجوهريّ، فَلَا وَهَمَ فِيهِ، حَيْثُ بَيَّن الأَمريْنِ، وَلم يُخَالِفْه فِيمَا قَالَه أَحدٌ، بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيرُه، بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ، غَلَطٌ، صوابُه ابْن مَعْمَرٍ. وسيأْتي فِي الراءِ، إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى (وسِدِّينُ كَسِجِّين: د، بالسَّاحل) قريبٌ، يسكنهُ الفُرْسُ. كَذَا فِي المعجم.
(و) السِّدَادُ، (كَكِتَابِ) : الشيْءُ من (اللَّبَن يَيْبَسُ فِي إِحْليلِ النّاقة.
(و) سِدَادُ (بنُ رَشِيد الجُعْفِيُّ، مُحدِّثٌ) ، روَى عَن جَدَّت أُرْجُوانةَ، وَعنهُ ابنُه حُسَيْن، وأَبو نُعَيم، وابنُه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوَى عَن جابرِ بن الحُرّ.
(و) قَوْلهم:
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ {بالأَسْدادِ)
أَي (} سُدَّتْ عَليّ الطُّرُقُ وعَمِيَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُهُ) ، وَوَاحِد ا {لأَسدادِ:} سُدٌّ، وَمِنْه أُخذَ {السُّدُّ بِمَعْنى ذَابِ البَصَرِ. وَقد تقدَّم.
(و) تَقول صَبَبْت فِي القِرْبَةِ مَاء ف (} اسْتَدَّتْ) بِهِ (عُيونُ الخُرَزِ) و ( {انْسدَّت) ، بِمَعْنى واحدٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} سَدُّ الرَّوْحاءِ {وسَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينةِ.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ لَهُ قَوْسٌ يُسَمَّى} السَّدَادَ) سَمِّيَتْ بِهِ تَفَاؤُلاً بإِصابة مَا رُمِيَ عَنْهَا.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: رَمَاه فِي {سَدِّ ناقَتِه، أَي فِي شَخْصِهَا، قَالَ والسَّدُّ، والدَّرِيئة، والدَّرِيعَة: النَّاقَة الَّتِي يَسْتَتِر بهَا الصَّائِدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ، وأَنشد لأَوْس:
فمَا جَبُنُوا أَنَّا نَسُدّ عَلَيهمُ
ولاكنْ لَقُوا نَارا تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قَالَ الأَزهريّ: قرأْ بخطّ شَمِرٍ فِي كِتَابه: يُقَال} سَدَّ عَلَيْك الرَّجلُ {يَسِدُّ} سَدًّا، إِذا أَتَى {السَّدادَ.
وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ: (مَا} سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ) قَالَ شَمِرٌ: زَعَمَ العترِيفِيُّ: أَي مَا قَطَعتُ عَلَيْهِ، فأَسُدَّ كلَامَه.
وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال: {سَدِّدْ صاحِبَك، أَي علِّمه واهدِهِ.} وسَدِّدْ مالَكَ، أَيَ أَحْسِن العَمَلَ بِهِ.
{والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَهَا لكلّ مَكانِ مَرْعًى، وكلّ مكانِ لَيانٍ، وكلِّ مكانِ رَقَاق،} والمُسَدَّدُ: المُقَوَّم.
وَفِي الحَدِيث: (قَالَ لعليَ: سَلِ الله السَّدادَ، واذكُرْ بالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ) أَي إِصابَةَ القَصْد بِهِ.
وَفِي صِفَة متعلّم الْقُرْآن: (يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إِذا كَانَا! مُسَدَّدَينِ) أَي لازِمَي الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ. ويُروَى بِكَسْر الدَّال. وَقَالَ أَبو عدْنَانَ: قَالَ لي جابِرُ: البَذِخُ الّذِي إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قَالُوهُ، قلت: وَكَيف {يُسَدِّدُ عَلَيْهِم؟ قَالَ: يَنْقُضُ عَلَيْهِم كلَّ شيْءٍ قالُوه.
وَفِي الْمثل: (} سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ) وسيأْتِي.
وَمن الْمجَاز: هُوَ {يَسُدُّ} مَسَدَّ أَبيه، {ويسُدُّونَ} مَسَدَّ أَسلافِهم.
وسِدَادُ البَطْحَاءِ، بِالْكَسْرِ: لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وَهُوَ أَخو هاشمٍ والدِ عبد الْمطلب. وَقد انقرضَ وَلَدُه.
وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم: مِن قَصْدِهَا. وَهُوَ مَجَازٌ.
{وسُدُودُ، بالضّمّ، أَنَّه جمْع} سدّ: قَرْيَة بِفِلَسْطِين، وأُخْرَى بمصْر، فِي المُنُوفِيَّةِ. وَيُقَال فِي الأَخيرة: {أُسْدُودُ أَيضاً.
ورجُل} سَدَّادٌ، ككَتَّان: مُستقيمٌ.
{والمَسَدّ: قَرْيَة بالمغرِب.
} وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.
وسَدِيدَةُ بنتُ أَبي المُظفَّر الشاشيّ.
سمع مِنْهُمَا أَبو المحاسن القُرَشيّ.
والسُّدُّ، بالضّمّ: ماءُ سَماءٍ، جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلٌّ عَلَيْهِ، نقلَه الصاغانيُّ. وَهُوَ غير الَّذِي لِغَطفانَ.
(سدد) : السادَّةُ: نَعَفَةُ الرَّحْلِ، وهي ذُؤابَتُه [وعُذْرَتُه] . 
(سدد) السهْم إِلَى الصَّيْد وَجهه إِلَيْهِ وَالله فلَانا قومه ووفقه للسداد وَيُقَال سدد صَاحبه علمه وهداه وسدد مَاله أحسن الْعَمَل بِهِ وَعَلِيهِ القَوْل نقضه

حسم

حسم


حَسَمَ(n. ac. حَسْم)
a. Eradicated; cauterized.
b. Stopped, prevented from doing.
c. Cured.

مَحْسَمَةa. Efficacious remedy.

حُسَاْمa. Sabre.
b. Sword-edge.
c. Long (night).
حُسُوْمa. Inauspicious, unlucky (days).
حسم: {حسوما}: تباعا، من حسم الداء وهو أن يتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ فجعل مثلا فيما تتابع. وقيل: نحوسا. 
[حسم] فيه: كواه في أكحله ثم "حسمه" أي قطع الدم عنه بالكي. ومنه في سارق: اقطعوه ثم "احسموه". وح: عليكم بالصوم فإنه "محسمة" للعرق، أي مقطعة للنكاح. وفيه: فله مثل قور "حسماً" هو بالكسر والقصر بلد جذام. قا: "ثمانية أيام "حسوما" متتابعات، جمع حاسم، حسمته إذا تابعت بين كيه.
(حسم)
فلَان حسما دأب على الْعَمَل وَالشَّيْء قطعه وَيُقَال حسم الدَّاء أزاله بالدواء والعرق قطعه وكواه لِئَلَّا يسيل دَمه وحسم عَنهُ الْأَمر أبعده ليستريح مِنْهُ وحسم على فلَان غَرَضه مَنعه من الْوُصُول إِلَيْهِ وحسمت الْأُم طفلها منعته الرَّضَاع
(ح س م) : (الْحَسْمُ) قَطْعُ الشَّيْءِ اسْتِئْصَالًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي السَّارِقِ «اقْطَعُوهُ ثُمَّ احْسِمُوهُ» أَيْ اكْوُوهُ لِيَنْقَطِعَ الدَّمُ (وَحِسْمِي) بِالْكَسْرِ مَاءٌ لِكَلْبٍ قِيلَ هُوَ بَقِيَّةُ مَاءِ الطُّوفَانِ وَقِيلَ هُوَ بَلَدُ جُذَامٍ.
حسم
الحَسْم: إزالة أثر الشيء، يقال: قطعه فَحَسَمَهُ، أي: أزال مادّته، وبه سمّي السيف حُسَاما. وحَسْمُ الداء: إزالة أثره بالكيّ، وقيل للشؤم المزيل لأثر من ناله: حُسُوم، قال تعالى:
ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً [الحاقة/ 7] ، قيل:
حاسما أثرهم، وقيل: حاسما خبرهم، وقيل:
قاطعا لعمرهم. وكل ذلك داخل في عمومه.
(حسم) - في حديث السُّنْبُك: "حِسْمَى جُذَام" .
حِسْمى: اسم بَلَدِهم، وحِسْمَى: ماءٌ لكَلْب. ويقال: إنَّ آخرَ ما نَضَب من ماء الطُّوفانِ حِسْمَى، فبَقِيت منه هذه البَقِيَّة إلى اليَوْم، وأنْشد أبو عمرو:
* وبَطْن حِسْمَى بَلَدًا هِرْمَاسَا *
: أي أَملَس.
- وفيه: "فله مِثْلُ قُورِ حِسْمَى" . حِسْمى، بالكَسْر والقَصْر، اسمُ بَلَد جُذَام، والقُورُ: جمع قَارَة، وهي دُونَ الجَبَل.
حسم
الحَسْمُ: أنْ تَحْسِمَ عِرْقاً فَتَكْوِيَه كَيْ لا يَسِيْلَ دَمُه. وسُمِّيَ السَّيْفُ حُسَاماً لأنَّه يَحْسِمُ العَدُوَّ عمّا يُريد. والحُسامُ: الحَدُّ. والحُسُوْمُ: الشُّؤْمُ. ولَيالي الحُسُوْمِ: تَحْسِمُ الخَيْرَ عن أهلِها. ولَيْلَةٌ حُسَامٌ: دائمةٌ، وجَمْعُها: حُسُوْمٌ، قال الله عزَّ وجلَّ: " ثَمَانِيَةَ أيّامٍ حُسُوْماً " أي تِبَاعاً، وقيل: هي الشَّديدةُ. وحُسُمٌ وحاسِمٌ: من أسْمَاء مَوَاضِعَ بالبادِيَةِ. والحَيْسُمَانُ: اسم رَجُلٍ من خُزَاعَةَ. والمَحْسُوْمُ: الصَّغيرُ الجُثَّةِ من فَسَادِ الرِّضاع. وفلانٌ حُسَمِيٌّ: كثيرُ الشَّعَرِ. ولَسْتُ أحُقُّه.
ح س م: (حَسَمَهُ) قَطَعَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْحَسَمَ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ أُتِيَ بِسَارِقٍ فَقَالَ اقْطَعُوهُ ثُمَّ احْسِمُوهُ» أَيِ اكْوُوهُ بِالنَّارِ لِيَنْقَطِعَ الدَّمُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ (مَحْسَمَةٌ) لِلْعِرْقِ وَمَذْهَبَةٌ لِلْأَشَرِ» وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 7] أَيْ مُتَتَابِعَةً. وَقِيلَ: (الْحُسُومُ) الشُّؤْمُ، وَيُقَالُ: اللَّيَالِي الْحُسُومُ لِأَنَّهَا تَحْسِمُ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهَا. وَ (الْحُسَامُ) السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وَ (حِسْمَى) بِالْكَسْرِ اسْمُ أَرْضٍ بِالْبَادِيَةِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 
ح س م : حَسَمَهُ حَسْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْحَسَمَ بِمَعْنَى قَطَعَهُ فَانْقَطَعَ وَحَسَمْتُ الْعِرْقَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وَالْأَصْلُ حَسَمْتُ دَمَ الْعِرْقِ إذَا قَطَعْتُهُ وَمَنَعْتُهُ السَّيَلَانَ بِالْكَيِّ بِالنَّارِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيْفِ حُسَامٌ لِأَنَّهُ قَاطِعٌ لِمَا يَأْتِي عَلَيْهِ وَقَوْلُهُمْ حَسْمًا لِلْبَابِ أَيْ قَطْعًا لِلْوُقُوعِ قَطْعًا كُلِّيًّا.

حَسُنَ الشَّيْءُ حُسْنًا فَهُوَ حَسَنٌ وَسُمِّيَ بِهِ وَبِمُصَغَّرِهِ وَالْأُنْثَى حَسَنَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ أَيْضًا وَمِنْهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ وَامْرَأَةٌ حَسْنَاءُ ذَاتُ حُسْنٍ وَيُجْمَعُ الْحَسَنُ صِفَةً عَلَى حِسَانٍ وِزَانُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ وَأَمَّا فِي الِاسْمِ فَيُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَأَحْسَنْتَ فَعَلْتَ الْحَسَنَ كَمَا قِيلَ أَجَادَ إذَا فَعَلَ الْجَيِّدَ وَأَحْسَنْتُ الشَّيْءَ عَرَفْتُهُ وَأَتْقَنْتُهُ. 
حسم: حسم من: أسقط من الحساب، نقص من مبلغ، اسقط من الحساب مقدماً (بوشر).
وحسم مصدره حَسَم وحُسوُمة: أيبس أمام النار (فوك).
حَسَّم (بالتشديد): ايبس أمام النار (فوك).
تحسَّم: مطاوع حسَّم (فوك).
انحسم، في المقدمة (1: 163): حين يحرم الرجل بغتة من كل نوع من الغذاء ((فحينئذ ينحسم المعا)) وقد ترجمها دي سلان بما معناه: فحينئذ تنسد الأمعاء تماماً.
حُسام: في معجم فوك يجمع على حسامات.
حَسُوم: يقول هايدو (ص17) إن الفترة التي يطلق عليها حَسوم ( Asom) تبدأ في الخامس والعشرين من شباط وتستمر سبعة أيام ويعتقد أن العواصف تشتد قبل هذه الفترة وبعدها ولذلك فإنهم لا يركبون البحر مدة خمسة عشر يوما.
وتجد ف في التقويم الذي ترجمه هوست (ص253) إن ( Hasum) حسوم يبدأ في اليوم السابع والعشرين من شباط ويستمر حتى اليوم الرابع من آذار.
وحَسوم: اعتدال الليل والنهار (شيرب مارتن ص172).
حُسُومَة: جفاف، جدب الأرض (ابن العوام 1: 54).
مَحْسُوم: أرض محسومة: جافة، جدباء. (ابن العوام 1: 122. وهي في المعجم اللاتيني - العربي تدل على نفس المعنى لأنه يذكر ( Stirelis) أي ( Sterilis) بمعنى: عقيم ومحسوم. غير أنه يذكر بعد هذا: (( Succina) محروقة ثم محسومة. وهذا ما يحيِّرني لأني لا أدري ما علاقة هاتين الكلمتين بكلمة ( Succin) .
[حسم] حَسَمْتُهُ: قطعته فانحَسَم. ومنه حسم العرق. وفى الحديث: " أنه أتى بسارق فقال اقطعوه ثم احسموه ". أي اكووه بالنار لينقطع الدم. وفى حديث آخر: " عليكم بالصَومِ فإنه مَحْسَمَةٌ للعِرْقِ، ومَذْهَبَةٌ للأَشَرِ ". ويقال للصبيِّ السيئ الغذاء مَحْسومٌ. وقيل في قوله تعالى: (وثمانيةَ أيامٍ حُسوماً) أي متتابعة. ويقال: الحُسومُ: الشُؤْمُ. يقال الليالي الحسوم، لانها تحسم الخير عن أهلها. والحُسامُ: السيف القاطع. وحُسامُ السيف أيضا: طرفه الذى يضرب به وقول الهذلى : ولولا نحن أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ حُسامَ الحَدِّ مذروبا خشيبا يعنى سيفا حديد الحد. ويروى: " حسام السيف " أي طرفه. وحسم بالضم : موضع. وقال :

عفا حسم من فرتنا فالفوارع * وحسمى بالكسر: اسم أرض بالبادية غليظة لا خير فيها، تنزلها جذام ويقال. آخر ماء نضب من ماء الطوفان حسمى، فبقيت منه هذه البقية إلى اليوم، وفيها جبال شواهق ملس الجوانب، لا يكاد القتام يفارقها. قال النابغة: فأصبح عاقلا بجبال حسمى دقاق الترب محتزم القتام وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه: " تخرجسكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الارض " قيل: وما ذاك السنبك؟ قال: حسمى جذام. 
الْحَاء وَالسِّين وَالْمِيم

حَسَمه يَحْسِمُه حَسْما فانحَسَم: قطعه وحَسَم الْعرق، قطعه ثمَّ كواه لِئَلَّا يسيل دَمه. وحَسَم الدَّاء: قطعه بالدواء. وَهَذَا الدَّوَاء مَحْسَمَةٌ للداء، أَي يقطعهُ. وَمِنْه حَدِيثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ للعرق مذهبَة للأشر ".

وَسيف حُسامٌ، قَاطع. وَكَذَلِكَ مدية حُسامٌ، كَمَا قَالُوا: مدية هذام وجراز، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

وحُسامُ السَّيْف: طرفه. سمي بذلك لِأَنَّهُ يَحْسِمُ الْعَدو عَمَّا يُرِيد من بُلُوغ عداوته. وَقيل: سمي بذل لِأَنَّهُ يَحْسِمُ الدَّم أَي يسْبقهُ فَكَأَنَّهُ يكويه.

وحَسَم عَلَيْهِ الْأَمر قطعه، على الْمثل. وحسَمَه الشَّيْء يَحْسمُه حَسْما: مَنعه إِيَّاه. والمَحْسومُ، الَّذِي حُسِمَ رضاعه أَي فطم.

والحُسُومُ: الشؤم، من ذَلِك. وَأَيَّام حُسُومٌ، وصفت بِالْمَصْدَرِ: تقطع الْخَيْر أَو تَمنعهُ، وَقد يُضَاف، وَالصّفة أَعلَى. وَفِي التَّنْزِيل: (سخّرَها عَلَيْهِم سَبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُوما) وَقيل: الْأَيَّام الحُسومُ: الدائمة فِي الشَّرّ خَاصَّة، وعَلى هَذَا فسر بَعضهم هَذِه الْآيَة الَّتِي تلونا. وَقيل هِيَ المتوالية، وَأرَاهُ المتوالية فِي الشَّرّ خَاصَّة.

والحَيْسُمانُ والحَيْسَمانُ جَمِيعًا: الضخم الآدم، وَبِه سمي لرجل حَيْسُمانا.

وحِسْمَي: مَوضِع بِالْيمن، وَقيل: قَبيلَة جذام. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا لم يذكر كثيرغيقة فحِسْمَى، وَإِذا ذكر غيقة فحسنا.. وَقَالَ ثَعْلَب فحسي.

وحُسُمٌ وَذُو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ، مَوَاضِع بالبادية. وَقَول قيس بن عيزارة:

أثابتُ لِمْ تركتَ أختَك عاتِقا ... تُجمِّعُ عِنْد الحَوْسماتِ أيُورَها

أرَاهُ عَنى موضعا.
حسم
حسَمَ يَحسِم، حَسْمًا، فهو حاسم، والمفعول مَحْسوم
• حسَم الشَّيءَ: قطعه مستأصلاً "حسَم العِرقَ: قطعه ثم كواه".
• حسَم الموضوعَ: بَتّ فيه، أو وجد حَلاًّ له "حسَم خلافًا/ نزاعًا- هذه قضيّة يحسمها الرَّأيُ الجماعيّ لا الفرديّ- لا تثق بصديق يهجرك في اللَّحظة الحاسمة [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الصَّديق عند الضِّيق" ° حسم الأمرَ لصالحه: أنهاه بما فيه مصلحته- ردّ سريع وحاسم: جواب مفحم/ مسكت- قرار حاسم.
• حسَم مبلغًا: خصمه، نقصه أو خفّضه "حسَم التَّاجرُ عشرة بالمائة من سعر البضاعة- حسَم الدَّيْنَ: أسقط جزءًا منه". 

انحسمَ ينْحسم، انحسامًا، فهو مُنْحَسِم
• انحسم الأمرُ/ انحسم الشَّيءُ: مُطاوع حسَمَ: تمَّ حَسْمُه، بُتَّ فيه أو وُجِد له حَلّ. 

حُسام [مفرد]: سيف قاطع "صرير الأقلام أشدّ من صليل الحسام".
 • حُسام السَّيْف: طرفُه الذي يُضرب به "كم من كلام أشدّ جرحًا من حُسام [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى قول الشاعر: جراحات السِّنان لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جَرح اللِّسانُ. والمثل العربيّ: كَلْم اللسان أنكى من كَلْم السنان". 

حسْم [مفرد]:
1 - مصدر حسَمَ ° حَسْمًا للخلاف: إزالة لأسبابه- حَسْمًا له: بدافع البتّ فيه ووضع حدٍّ له.
2 - إسقاط شيء من حساب أو قيمة مطلوبة.
• حَسْم الكَسْر: (جر) احتساب تجاريّ للخسارة الناتجة بسبب الضرر أو الخسارة. 

حُسُوم [جمع]
• أيَّام حُسُوم: شؤمٌ، انقطع خيرُها عن أهلها "ليالٍ حسوم- {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}: متتابعات مشائيم نَحِسات منعت كلَّ خير". 

حسم

1 حَسَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. حَسْمٌ, (Mgh, Msb,) He cut it; or cut it off: (S, Msb, K:) he cut it off entirely. (Mgh, Msb.) b2: Hence, حَسْمُ العَرْقِ: (S:) you say, حَسَمَ العِرْقَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He cut the vein, and then cauterized it to prevent the flow of the blood: (K:) or this is an elliptical expression, originally حَسَمَ دَمَ العِرْقِ, meaning he stopped the flow of blood from the vein by cauterization. (Msb.) And hence, (Mgh,) اِقْطَعُوهُ ثُمَّ احْسِمُوهُ, (S, Mgh,) or اِقْطَعُوا يَدَهُ ثُمَّ اكْوُوهَا [Cut ye off his hand, then cauterize it], (S, * Mgh, * TA,) in order that the blood may stop. (S, Mgh, TA.) You say also, حَسَمْتُ الدَّابَّةَ, meaning I cauterized the beast by successive operations. (Bd in lxix. 7.) b3: [Hence, also,] حَسَمَ الدَّآءَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He stopped the disease by a remedy. (K.) and حَسَمَتْهُ أُمُّهُ الرِّضَاعَ, and الغِذَآءَ, His mother stopped his sucking, and his food: (TA:) and حُسِمَ رِضَاعُهُ [His sucking was stopped]; (K;) said of a child. (TA.) And حَسَمَ فُلَانًا الشَّىْءَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He prevented such a one from attaining the thing. (K.) And أَنَا أَحْسِمُ عَلَى فُلَانٍ

الأَمْرَ I cut off from him the thing, so that he cannot attain aught thereof. (TA.) See also حُسُومٌ, below. b4: You say also, حَسَمَهُمْ, aor. ـِ inf. n. حُسُومٌ, It caused them to pass away, come to an end, cease, perish, or come to nought. (Zj, TA.) See, again, حُسُومٌ, below.

A2: حَسَمَ فِى

العَمَلِ, (TK,) inf. n. حُسُومٌ, (Yoo, K,) He strove, laboured, toiled, or exerted himself, and wearied himself, in work. (Yoo, K, TK.) 7 انحسم It was, or became, cut, or cut off: (S, Msb, K:) [or it was, or became, cut off entirely: see 1, of which it is the quasi-pass.]

حُسُامٌ A sword; because it cuts that upon which it comes: (Msb:) or a sharp sword; (S, K, TA;) and in the same sense applied to a [knife such as is termed] مُدْيَة: (TA:) and (so in the S, but in the K “ or ”) the edge of a sword, with which one strikes. (S, K.) b2: لَيْلَةٌ حُسَامٌ A lasting night: (K:) or a night of lasting evil, especially. (TA.) حُسُومٌ Unluckiness, or inauspiciousness. (S, * K, * TA.) Some explain it thus in the passage here following. (S, * TA.) b2: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالِ وَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا, in the Kur lxix. 7, means He sent it (the wind) upon them by force, (Jel,) or made it to prevail against them by his power, (Bd,) [seven nights and eight days] consecutively; (T, S, Bd, K, Jel;) an expression taken from the repetition of the act of cauterization, (T, Bd, Jel.) i. e. the act of the ↓ حَاسِم; (Jel;) whence this word (حاسم) is applied to anything made consecutive; (T, TA;) and حُسُومٌ is its pl.: (T, Bd, TA:) or حُسُومٌ signifies the making consecutive. and, as an epithet, consecutive, and continuous from first to last: (Fr, TA:) or, accord. to some, الأَيَّامُ الحُسُومٌ means the days that are consecutive with evil especially; and such ISd thinks to be the meaning: (TA:) or اللَّيَالِى الحُسُومُ means the nights that cut off good, or prosperity, (↓ تَحّسِمُ الخَيْرَ,) from their people: (S, * K: [and the like is said by Bd in lxix. 7:]) or حُسُومًا in the Kur means causing them to pass away, come to an end, cease, perish, or come to nought: (Zj, T:) or it may be an inf. n., meaning for the purpose of cutting off: or an inf. n. of a verb meant to be understood, as a denotative of state; i. e. ↓ تَحْسِمُهُمْ حُسُومًا [agreeably with the explanation of Zj]; and this is confirmed by the reading with fet-h [i. e. حَسُومًا, though this is a very rare form of inf. n.]: (Bd:) you say أَيَّامٌ حُسُومٌ, (K,) in which case the latter word is an inf. n. used as an epithet, meaning cutting off, or preventing, good, or prosperity; (TA;) and أَيَّامُ حُسُومٍ, which has a similar meaning. (K, TA.) حَاسِمٌ; pl. حُسُومٌ: see this latter word.

مَحْسَمَةٌ A cause, or means, of cutting off, or stopping; (T, K, TA;) syn. مَقْطَعَةٌ. (T, TA.) So in the saying, هٰذَا مَحْسَمَةٌ لِلدَّآءِ This is a cause, or means, of cutting off, or stopping, the disease. (K, * TA.) And hence, (TA,) عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ وَ مَذْهَبَةٌ لِلْأَشَرِ, a trad., (T, S, TA,) meaning [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse, [and a cause, or means, of dispelling exultation, or excessive exultation, and resting the mind upon things agreeable with natural desire:] (TA:) or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion, &c. (T, TA.) مَحْسُومٌ A child (TA) whose sucking is stopped: (K, TA:) and whose food is stopped. (TA.) and A child badly fed. (S, K.) Hence the prov., وَلْغُ جُرَىٍّ كَانَ مَحْسُومًا [The lapping of a little puppy that had been badly fed]: said on the occasion of a greedy person's taking much of a thing that he had not been able to obtain, and that he had became able to obtain; or in ordering one to take much when able. (TA. [See Freytag's Arab. Prov. ii. 817; where another reading is given, namely, مَحْشُومًا in the place of مَحْسُومًا, as well as the reading here given.])
حسمه. قَوْله: بمشقص هُوَ نصل السهْم إِذا كَانَ طَويلا وَلَيْسَ بالعريض

حسم [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : فَإِذا كَانَ عريضا ولَيْسَ بالطويل فَهُوَ معبلة وَجمعه معابل. وَمِنْه حَدِيثه الآخر أَنه قصَر من شعره عِنْد الْمَرْوَة بمشقص. وَمِنْه حَدِيث عُثْمَان رَحمَه اللَّه حِين دخل عَلَيْهِ فلَان وَهُوَ مَحْصُور وَفِي يَده مشقص فَكَانَ من أمره الَّذِي كَانَ. وَأما قَوْله: ثمَّ حسمه فالحسم أَصله الْقطع وَمِنْه قيل: حسمت هَذَا الْأَمر عَن فلَان أَي قطعته 13 وَإِنَّمَا أَرَادَ بالحسم [هَهُنَا -] أَنه قطع الدَّم عَنهُ. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي اللص حِين قطعه فَقَالَ: [اقطعوه ثمَّ -] احسموه قَالَ: يَعْنِي اكووه لينقطع الدَّم. قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أسمع بالحَسْم فِي قطع السَّارِق عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. وَكَذَلِكَ حَدِيثه: عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسمة للعرق ومذهبة للأشَر.

وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي المخنث الَّذِي كَانَ يدْخل على أَزوَاجه فَقَالَ لعبد اللَّه بْن أبي أُميَّة أخي أم سَلمَة: إِن فتح الله علينا الطَّائِف غَدا دللتك على ابْنة غيلَان فَإِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان فَقَالَ رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يدْخل هَذَا عليكن. فَقَوله: تقبل بِأَرْبَع يَعْنِي أَربع عُكَن فِي بَطنهَا فَهِيَ تقبل بِهن وَقَوله: تدبر بثمان يَعْنِي أَطْرَاف هَذِه العكن الْأَرْبَع وَذَلِكَ لِأَنَّهَا مُحِيطَة بالجنبين حَتَّى لحقت بالمتنين من مؤخرها من هَذَا الْجَانِب أَرْبَعَة أَطْرَاف وَمن الْجَانِب الآخر مثلهَا فَهَذِهِ ثَمَان وَإِنَّمَا أنث فَقَالَ: بثمان وَلم يقل: بِثمَانِيَة وهِيَ الْأَطْرَاف وَاحِد الْأَطْرَاف طرف وَهُوَ ذكر لِأَنَّهُ لم يقل: ثَمَانِيَة / أَطْرَاف وَلَو جَاءَ بِلَفْظ الْأَطْرَاف لم يجد بدا من التَّذْكِير وَهُوَ 68 / الف كَقَوْلِهِم: هَذَا الثَّوْب سبع فِي ثَمَان والثمان يُرِيد بهَا الأشبار فَلم يذكرهَا لما لم يَأْتِ بِلَفْظ الأشبار والسبع إِنَّمَا تقع على الأذرع فَلذَلِك أنث والذراع أُنْثَى وَكَذَلِكَ قَوْلهم: صمنا من الشَّهْر خمْسا سَمِعت الْكسَائي وَأَبا الْجراح يقولانه وَقد علمنَا أَنه إِنَّمَا يُرَاد بِالصَّوْمِ الْأَيَّام دون اللَّيَالِي فَلَو ذكر الْأَيَّام لم يجد بدا من التَّذْكِير فَيَقُول: صمنا خَمْسَة أَيَّام كَقَوْلِه تَعَالَى {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَّثَمَانَيِةَ أَيَّامِ حُسُوْماً} فَهَذَا مَا فِي الحَدِيث من الْعَرَبيَّة. وَفِيه من الْفِقْه دُخُوله كَانَ على أَزوَاج النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ مخنثا فَهُوَ رجل يجب عَلَيْهِنَّ الاستتار مِنْهُ وَإِنَّمَا وَجهه عندنَا أَنه كَانَ عِنْد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام من غير أولي الإربة من الرِّجَال فَلهَذَا كَانَ ترك النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِيَّاه أَن يدْخل على أَزوَاجه فَلَمَّا وصف [الَّذِي وصف -] من الْمَرْأَة علم أَنه لَيْسَ من أُولَئِكَ فَإِنَّهُ أَمر بِإِخْرَاجِهِ أَلا ترَاهُ يَقُول [لَهُ -] : أَلا أَرَاك تعقل مَا هَهُنَا فَعِنْدَ ذَلِك نهى عَن دُخُوله [عَلَيْهِنَّ -] وَكَذَلِكَ يرْوى عَن الشّعبِيّ أَو سعيد بْن جُبَير أَنه قَالَ فِي غير أولي الإربة من الرِّجَال [قَالَ -] : هُوَ الْمَعْتُوه وَهَذَا عِنْدِي أولى من قَول مُجَاهِد فِي قَوْله: غير أولي الإربة من الرِّجَال قَالَ: الَّذِي لَا إرب لَهُ فِي النِّسَاء قَالَ مُجَاهِد مثل فلَان قَالَ أَبُو عبيد: وَحَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام خلاف هَذَا أَلا ترى أَنه قد يكون لَا إرب لَهُ فِي النِّسَاء وَهُوَ مَعَ هَذَا يعقل أمرهن وَيعرف مساويهن من محاسنهن وَالَّذِي فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ عِنْده لَا يعقل [هَذَا -] فَلَمَّا رَآهُ قد عقله أَمر بِإِخْرَاجِهِ.
باب الحاء والسين والميم معهما ح س م، ح م س، س ح م، س م ح، م س ح مستعملات

حسم: الحَسْم: أن تَحسِمَ عِرْقاً فتَكويه لئلاّ يَسيل دمه. والحسم: المنع، والمحسوم: الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤه. وحَسَمْتُ الأمْرَ أي: قَطعتُه حتى لم يُظفَر منه بشيء، ومنه سمِّي السَّيفُ حُساماً لأنّه يحسِمُ العدوَّ عَمَا يُريد، أي يمنَعُه. والحُسُوم: الشُّؤْم، تقول: هذه ليالي الحُسُوم تحسِم الخَير عن أهلها، كما حُسِمَ عن قَوم عادٍ في قوله تعالى: ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً

أي شُؤْماً عليهم ونَحْساً . حُسُم: موضع، قال:

وأدْنَى مَنازلِها ذو حُسُمْ

وحاسم: موضع. وحَيْسُمان: اسم رجل . حمس: رجُلٌ أحْمَس أي شجاع. وعامٌ أحْمَس، وسنة حَمْساء أي شديدة، ونَجْدَة حَمْساء يُريد بها الشجاعة، قال :

بنجدةٍ حَمْساءَ تُعدي الذَّمْرا

ويقال: أصابَتْهم سِنُونَ أحامِسُ لم يُرِد به مَحْضَ النَّعْت، ولو أرادَه لقال: سِنونَ حُمْسٌ، وأريد بتذكيره الأعوام. والتَنَّور: هو الوَطيس والحَميس. والحُمْسُ: قُرَيش. وأحماس العَرَب: أُمُّهاتُهم من قُرَيش، وكانوا مُتَشدِّدين في دينهم، وكانوا شُجَعاء العرب لا يُطاقُون، وفي قَيْسٍ حُمْسٌ أيضا، قال:

والحُمْسُ: قد تُعلَمُ يوم مأزق

والحمس: الجَرْس، قال:

كأن صَوْتَ وَهْسِها تحتَ الدُجَى ... وقد مضى ليل عليها وبَغَى

حَمْسُ رجالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَا

والوَحَى مثل الوَغَى.

سحم: السُّحْمةُ: سَوادٌ كَلَوْنِ الغُرابِ الأَسْحَم، أي: الأَسْوَد. والأَسْحَم: اللَّيل في شعر الأعشَى:

بأسحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ

وفي قول النابغة: السحاب الأسود:

وأسْحَم دانٍ مُزْنُه مُتَصَوِّبُ

سمح: رجلٌ سَمْحٌ، ورجالٌ سُمَحاءُ، وقد سَمُحَ سَماحةً وجادَ بمالِه ، ورجلٌ مِسْماحٌ مَساميح، قال:

غَلَبَ المَساميح الوليد سَماحةً ... وكَفَى قُرَيش المُعضِلاتِ وسادَها

وسَمَحَ لي بذلكَ يَسمَحُ سَماحةً وهو الموافقة فيما طَلَبَ. والتَسميح: السُّرْعة ، والمُسامَحةُ في الطِّعان والضرِّاب والعَدْوِ إذا كانت على مُساهلة، قال:

وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيج ِالمُقَوَّمِ

ورُمْحٌ مُسَمَّح: تُقِّفَ حتى لان. وكذلك بعير [مسمح] . ورجل مِسْماح أيْ: جَوادٌ عند السَّنة.

مسح: يقال للمريض: مَسَحَ اللهُ ما بكَ، ومَصَحَ أجوَدُ. ورجل ممسوح الوَجْهِ ومَسيحٌ إذا لم يبقَ على أحَد شِقَّي وَجْهه عَيْنٌ ولا حاجبٌ إلا استَوَى. والمَسيحُ الدَّجّال على هذه الصفة. والمَسيحُ عيسِى بن مَرْيَمَ عليه السلام- أُعرِبَ اسمُه في القرآن، وهو في التَوراة مَشيحا ، قال:

إذا المَسيحُ يقتُل المَسيحا

يَعْني عيَسى يقتُل الدَّجّال بنَيْزَكه. والأمْسَحُ من المَفاوِز كالأَمْلَس، والجميع الأماسِحُ. والمِساحةُ: ذَرْعُ الأرض، يقال: مَسَحَ يمسَحُ مَسْحاً ومِساحةً. والمَسْحُ: ضَرْب العنق تمسَحُه بالسَّيْف مَسْحاً ومنه قوله- عز وجل-: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ . والتِّمْسَحُ والتِّمْساح: خَلْقٌ في الماء شَبيهٌ بالسُّلَحْفاة، إلا أنه ضَخْمٌ طويلٌ قَويٌ. والماسِحة: الماشطة. والمُماسحَة: المُلايَنة في المُعاشَرة من غير صفاء القَلْب. وعلى فلانٍ مَسْحةٌ من جَمال، وكانَتْ مَيَّةُ تتمَّنَى لقاء ذي الرُّمَّة فلمّا رَأَتْه استَقْبَحته فقالت: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تَراه، فَسِمع ذو الرُمَّة فهَجاها فقال:

على وجْهِ مَيٍّ مَسْحَةٌ من مَلاحةٍ ... وتحت الثَياب الشَّيْن لو كانَ بادياً  والمَسيحة، قِطعة من الفِضَّة. والمَسيحة والمسايحُ: ما تُرِكَ من الشَّعَر فلم يُعالَج بشَيْءٍ وفُلانٌ يُتَمسَّحُ به لفَضْله وعبادته.

حسم: الحَسْمُ: القطع، حَسَمَهُ يَحْسِمُهُ حَسْماً فانْحَسَمََ: قَطعه.

وحَسَمَ العِرْقَ: قطعه ثم كواهُ لئلا يسيل دَمُهُ، وهو الحَسْمُ.

وحَسَمَ الداءَ: قطعه بالدواء. وفي الحديث: عليكم بالصوم فإنه مَحْسَمةٌ

للعِرْق ومَذْهَبَةٌ للأَشَرِ أَي مقطعة للنكاح؛ وقال الأَزهري: أَي مَجْفَرة

مَقْطعة للباهِ.

والحُسامُ: السيف القاطع. وسيف حُسامٌ: قاطع، وكذلك مُدْيَةٌ حُسامٌ

كما قالوا مُدْيَةٌ هُذام وجُرازٌ؛ حكاه سيبويه؛ وقول أَبي خِراش

الهذلي:ولولا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ،

حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشيبا

يَعْني سيفاً حديدَ الحدِّ، ويروى: حُسامَ السيفِ أَي طَرَفَهُ. وخشيباً

أَي مَصْقولاً. وحُسامُ السيف: طرَفُهُ الذي يُضْرَبُ به، سمي بذلك

لأَنه يَحْسِمُ

(* قوله «لأنه يحسم إلخ» عبارة المحكم: لأنه يحسم العدو عما

يريد من بلوغ عداوته، وقيل: سمي بذلك لأنه يحسم الدم إلخ)، الدم أَي

يسبقه فكأَنه يكويه.

والحَسْمُ: المنع. وحَسَمَه الشيءَ يَحْسِمُهُ حَسْماً: منعه إياه.

والمَحْسُومُ: الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤُه أَي قُطِعَ. ويقال للصبي

السَّيِّء الغذاء: مَحسُومٌ. وتقول: حَسَمَتْه الرَّضاعَ أُمُّه تَحْسِمُهُ

حَسْماً، ويقال: أَنا أَحْسِمُ على فلان الأَمر أَي أَقطعه عليه لا يَظْفَرُ

منه بشيء. وفي الحديث: أَنه أُتيَ بسارق فقال اقْطعوه ثم احْسِموه أَي

اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم. والمَحْسومُ: السَّيِّءُ الغِذاء؛ ومن

أَمثالهم: وَلْغُ جُرَيٍّ كان مَحْسوماً؛ يقال عند استكثار الحريص من

الشيء، لم يكن يَقْدِرُ عليه فقَدَرَ عليه، أَو عند أَمره بالإستكثار حين

قَدَرَ.

والحُسُوم: الشُّؤْمُ. وأَيام حُسومٌ، وصفت بالمصدر: تقطع الخيرَ أَو

تمنعه، وقد تضاف، والصفة أَعلى. وفي التنزيل: سَخَّرَها عليهم سبعَ ليالٍ

وثمانيةَ أَيامٍ حُسوماً؛ وقيل: الأَيام الحُسومُ الدائمة في الشر خاصةً،

وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلوناها، وقيل: هي المُتَواليةُ؛ قال

ابن سيده: وأُراه المتوالية في الشر خاصةً؛ قال الفراء: الحُسومُ

التِّباعُ، إذا تَتابع الشيءُ فلم ينقطع أَولهُ عن آخره قيل له حُسومٌ. وقال ابن

عرفة في قوله: ثمانية أَيام حُسوماً أَي متتابعة؛ قال أَبو منصور: أَراد

متتابعة لم يُقطع أَوله عن آخره كما يُتابَعُ الكَيُّ على المقطوع

ليَحْسِمَ دمَهُ أَي يقطعه، ثم قيل لكل شيء تُوبِعَ: حاسِمٌ، وجمعه حُسومٌ مثل

شاهِدٍ وشُهودٍ. ويقال: اقطعوه ثم احْسِموهُ أَي اقطعوا عنه الدم بالكي،

والحَسْمُ: كَيُّ العِرْقِ بالنار. وفي حديث سَعْدٍ: أَنه كواه في

أَكْحَلِهِ ثم حَسَمَهُ أَي قطع الدم عنه بالكَيّ. الجوهري: يقال الليالي

الحُسُومُ لأنها تَحْسِمُ الخير عن أَهلها، قيل: إنما أُخِذَ من حَسْمِ الداء

إذا كُوِيَ صاحبُه، لأَنه يُحْمَى يُكوى بالمِكْواة ثم يتابَعُ ذلك

عليه؛ وقال الزجاج: الذي توجِبُه اللغةُ في معنى قوله حُسوماً أَي

تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَي تُذْهبهم وتُفْنيهم؛ قال الأَزهري: وهذا كقوله عز وعلا:

فقُطِعَ دابرُ القومِ الذين ظلموا. وقال يونس: الحُسُومُ يورِثُ الحُشومَ،

وقال: الحُسومُ الدُّؤوبُ، قال: والحُشومُ الإعْياءُ. ويقال: هذه ليالي

الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد في قوله عز وجل:

ثمانية أَيام حُسوماً أَي شُؤْماً عليهم ونَحْساً.

والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً: الآدَمُ

(* قوله «جميعاً الآدم»

الذي في المحكم: الضخم الآدم)، وبه سمي الرجل حَيْسُماناً. والحَيْسُمانُ:

اسم رجل من خزاعة؛ ومنه قول الشاعر:

وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بن حابس

الجوهري: وحِسْمَى، بالكسر، أَرض بالبادية فيها جبال شَواهِقُ مُلسُ

الجوانب لا يكاد القَتامُ يفارقها. وفي حديث أَبي هريرة: لتُخْرِجَنَّكم

الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذاك

السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمى جُذامَ؛ ابن سيده حِسْمى موضع باليمن، وقيل: قبيلة

جُذامَ. قال ابن الأَعرابي: إذا لم يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى،

وإذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا

(* قوله «فحسنا» بالفتح ثم السكون ونون

وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأنه رباعيّ، قال ابن حبيب: حسنى جبل قرب

ينبع. وكلام ابن الأَعرابي غامض، لا يُدرى إلى أي قولٍ قاله كثيّر يعود)؛

وأَنشد الجوهري للنابغة:

فأَصبَحَ عاقِلاً بجبال حِسْمَى،

دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ

قال ابن بري: أَي حِسْمى قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له. وفي الحديث:

فَلَهُ مثل قُورِ حِسْمَى؛ حِسْمى، بالكسر والقصر: اسم بلد جُذام.

والقُور: جمع قارةٍ وهي دون الجبل. أَبو عمرو: الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل

القاطع للأُمور. وقال ابن الأَعرابي: الحَيْسَمُ الرجل القاطع للأُمور

الكيِّس. وقال ثعلب: حِسَْى وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ

وحاسِمٌ مواضع بالبادية؛ قال النابغة:

عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ،

فجَنْبا أَريكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ

وقال مُهَلْهِلٌ:

أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري،

إذا أَنْتِ انقضيْتِ فلا تَحُوري

حسم

(حَسَمَهُ يَحْسِمُهُ) حَسْمًا (فانْحَسَمَ) ، أَي: (قَطَعَهُ فانْقَطَعَ. و) حَسَمَ (العِرْقَ) حَسْمًا: (قَطَعَهُ ثُمَّ كَوَاهُ لِئَلاَّ يَسِيلَ دَمُهُ) ، وَمِنْه الحديثُ أَنّه أُتِي بسارق فَقَالَ: [ ((اقْطَعُوه ثمَّ احْسِمُوه)) ، أَي] اقْطَعوا يَدَه ثمَّ اكْوُوها لِيَنْقَطِعَ الدَّمُ. (و) حَسَمَ (الداءَ) حَسْمًا: (قَطَعَهُ بالدَّواءِ. و) حَسَمَ (فُلانًا الشَّيْءَ) حَسْمًا: (مَنَعَه إِيّاهُ) . يُقال: أَنا أَحْسِمُ على فُلانٍ الأَمْرَ، أَي: أَقْطَعه عَلَيْهِ لَا يَظْفَرُ مِنْهُ بِشَيْء. (و) يُقال: (هَذَا مَحْسَمَةٌ للدّاءِ، كَمَقْعَدةٍ، أَي: يَقْطَعُه) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: ((عَلَيْكُم بالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ للعِرْقِ وَمَذْهَبَةٌ للأَشَرِ)) ، أَي: مَقْطَعَةٌ للنِّكاح. وَقَالَ الأَزْهريّ: أَي: مَجْفَرَةٌ مَقْطَعَةٌ للباهِ.
(و) الحُسام، (كَغُرابٍ: السَّيْفُ القاطِعُ أَو طَرَفُهُ الّذِي يُضْرَبُ بِهِ) ، سُمِّيَ بِهِ؛ لأَنَّه يَحْسِمُ الدَّمَ أَي: يَسْبِقُه فَكَأَنَّه يَكْوِيه، الْقَوْلَانِ نَقَلَهُما الجوهريّ، يُقال: سَيْفٌ حُسامٌ، أَي: قاطِعٌ، وَكَذلِكَ مُدْيَةٌ حُسامٌ، كَمَا قَالُوا: مُدْيَةٌ هُذامٌ وجُرازٌ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وقولُ أبي خِراشٍ الهُذَلِيّ:
(ولَوْلا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ ... حُسامَ الحَدِّ مَذْرَوبًا خَشِيبَا)

يَعْنِي سَيْفًا حَدِيدَ الحَدِّ. ويُرْوَى ((حُسامَ السَّيْفِ)) أَي: طَرَفَهُ.
(و) الحُسامُ (من اللّيالِي: الدّائمةُ) فِي الشَّرِّ خاصّة.
(و) حُسامٌ: (اسْمٌ) .
(والمَحْسُومُ مَن حُسِمَ رَضاعُهُ) من الصِّبيانِ، وَقد حَسَمَتْهُ أُمُّهُ الرَّضاعَ حَسْمًا، أَي: قَطَعَتْه وكَذلك الغِذاء.
(و) المَحْسُوم أَيْضا: (الصَّبِيُّ السَّيِّءُ الغِذاءِ) وَمِنْه المَثَلُ: ((وَلْغُ جُرَيٍّ كانَ مَحْسُومًا)) ، يُقال عِنْد استِكْثارِ الحَرِيص من الشَّيْءِ لم يَكُنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَدَر عَلَيْهِ، أَو عِنْد أَمْرِه بالاسْتِكْثارِ حِينَ قَدَرَ.
(والحُسُومُ بالضَّمِّ: الشُّؤْمُ) والنَّحْسُ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ الْآتِيَة: (و) قَالَ يونُس: الحُسُومُ: الدَّؤُوبُ فِي العَمَلِ.) وَقيل فِي قَوْله تَعالَى: {سَبْعَ لَيَالٍ وَ (ثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} أَي: (مُتَتَابِعَةً) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ قولُ ابنِ عَرَفَة. قَالَ الأزهريّ: أَرَادَ لم يُقْطَعْ أَوَّلُهُ عَن آخِرِه، كَمَا يُتابَعُ الكَيّ على الْمَقْطُوع ليَحْسِمَ دَمَهُ، أَي: يقطعهُ، ثمَّ قيل لكُلِّ شَيْءٍ تُوْبِعَ: حاسِمٌ، وَجمعه: حُسُومٌ، كشاهِدٍ وشُهُودٍ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الحُسُومُ: التِّباعُ إِذا تَتابَعَ الشيءُ فَلم يَنْقَطِعْ أَوَّلُه عَن آخِرِهِ، قيل لَهُ: حُسُومٌ. وَقيل: الأَيَّامُ الحُسُوم الدائِمَةُ فِي الشَّرِّ خاصَّة، وَبِه فُسِّرت الآيةُ. وَقيل: هِيَ المُتوالِيَةُ. قالَ ابنُ سِيدَه: أُراه المُتوالِيَة فِي الشَّرِّ خاصَّةً.
(أَو) يُقَال (اللَّيالِي الحُسُومُ) : هِيَ (الَّتِي تَحْسِمُ الخَيْرَ عَن أَهْلِها) ، كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد غَيْرُه كَمَا حُسِمَ عَن عادٍ، وَقَالَ الزَّجّاج: الَّذِي تُوجِبُه اللُّغَةُ فِي معنَى قَوْله: {حسوما} ، أَي: تَحْسِمُهم حُسُومًا، أَي: تُذْهِبُهم وتُفْنِيهِم. قَالَ الأزهريّ: وَهَذَا كَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ: {فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا} .
(وأَيَّامٌ حُسُومٌ) وَصْفٌ بالمَصْدَرِ: تَقْطَعُ الخَيْرَ أَو تَمْنَعُه، (و) قد (تُضَافُ) ، وَالْمعْنَى (كَذلِكَ) ، والصِّفَةُ أَعْلَى.
(والحَيْسُمانُ، كَرَيْهُقانٍ: الضَّخْمُ الآدَمُ) وَكَذلِكَ الحَيْمُسان، بِتَقْدِيم المِيم، وَقد تقدَّم، وَبِه سُمِّيَ الرجلُ حَيْسُمانًا. (و) حَيْسُمان (بنُ إِياسٍ الخُزاعِيّ: صَحابِيٌّ) .
(وحِسْمَى، بالكَسْرِ) مَقْصُورا: (أَرْضٌ بالبادِيَةِ بِها جِبالٌ شَواهِقُ) مُلْسُ الجَوانِب (لَا يَكادُ القَتامُ يُفارِقُها) ، نَقله الجوهريّ وَأنْشد للنّابِغَةِ:
(فَأَصْبَحَ عاقِلاً بِجِبالِ حِسْمَى ... دِقاقُ التُّرْبِ مُحْتَزِمُ القَتامِ)

قَالَ ابنُ بَرّي: أَي: قد أَحاطَ بِهِ القَتامُ كالحِزام لَهُ، وَهِي وراءَ وادِي القُرَى، وإليها كَانَت سَرِيَّة زَيْدِ بن حارِثَةَ. قيل: إِنَّ الماءَ بعد الطُّوفان أقامَ هُناكَ بعد نُضَوبِه ثَمانِينَ سَنَةً، وَقد بَقِيَت مِنْهُ بَقِيّة إِلَى اليَوْم.
(و) فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ((لَتُخْرِجَنَّكُم الرُّومُ مِنْها كَفْرًا كَفْرًا إِلَى سُنْبُكٍ من الأرضِ، قيل: وَمَا ذاكَ السُّنْبُك؟ قَالَ: حِسْمَى جُذام)) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: مَوْضِعٌ باليَمَن. وَقيل: (قَبِيلَةُ جُذامَ) . قَالَ ابْن الأعرابيّ: إِذا لم يَذْكُرْ كُثَيّر غَيْقَةَ فحِسْمَى، وَإِذا ذَكَرَ غَيْقَةَ فَحَسْنَا. وَفِي الحَدِيث: ((فَلَهُ مِثْل قُورِ حِسْمَى)) .
(وكَزُفَرَ حُسَمُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ الحارِثِ بن سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ) من أَجْدادِ كابِسِ بن رَبِيعَة الّذي كانَ فِي زَمَن مُعاوِيَة، وَكَانَ يُشَبَّه بالنَّبِيّ.
(والحُسامِيَّةُ: فَرَسُ حُمَيْدِ بنِ حُرَيْثٍ الكَلْبِيّ. و) قَالَ ثَعْلَب: حُسُمٌ وحُسَمٌ وحاسِمٌ (كَعُنُقٍ وَصُرَدٍ وصاحِبٍ: مَواضِعُ) بالبادِيَة، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ للنّابِغَة:
(عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنَى فالفَوارعُ ... فجَنْبا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ)

(والحُسَمِيُّ كَعُمَرِيٍّ: الكَثِيرُ الشَّعَرِ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَيْسُمانُ بن حابِس: رَجُلٌ من خُزاعَةَ، وَفِيه يَقُول الشاعِرُ:
(وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بنُ حابِسٍ ... )

والأَحْسَمُ: الرَّجُل البازِلُ القاطِعُ للأُمُورِ، عَن أبِي عَمْرو.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الحَيْسَمُ: الرَّجُل القاطِعُ للأُمُورِ الكَيِّس.
وَقَالَ ثَعْلَب: ذُو حُسُمٍ، بِضَمَّتَيْن: موضعٌ بالبادِيَة، قَالَ مُهَلْهِلٌ:
(أَلَيْلَتَنا بذِي حُسُمٍ أَنِيرِي ... إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فَلَا تَحُورِي)

والحُسُمُ، بِضَمَّتَيْن: الأَطِبّاء، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.

عبد

عبد


عَبَدَ(n. ac. مَعْبَد
مَعْبَدَة
عِبَاْدَة
عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة)
a. Served, worshipped, adored (God).

عَبَّدَa. Enslaved; subdued, subjugated, brought under.
b. Trod; opened up (road).
أَعْبَدَa. see II (a)b. Gave as a slave to.

تَعَبَّدَ
a. [La], Devoted, consecrated himself to ( God).
b. [Bi], Became a Muslim, embraced (Istam).
c. Made a slave of.
d. Became refractory (animal).
إِعْتَبَدَإِسْتَعْبَدَa. see V (c)
عَبْد
(pl.
عَبَدَة
أَعْبِدَة
أَعْبُد
عِبَاْد
عَبِيْد عِبْدَاْن
عُبْدَاْن
أَعْبَاْد)
a. Slave, bondsman, thrall, serf; servant.
b. Man.
c. [ coll. ] Negro.
عَبْدِيّa. Servile.
b. Human.

عَبْدِيَّةa. Slavery, bondage, servitude.
b. Piety, devotion.

عَبَدَةa. Disdain.
b. Strength.

مَعْبَد
(pl.
مَعَاْبِدُ)
a. Place of worship: sanctuary; temple.

عَاْبِد
(pl.
عَبَدَة
4t
عُبَّاْد)
a. Pious, devout, religious.
b. Worshipper.

عَاْبِدَة
(pl.
عَوَاْبِدُ)
a. Fem. of
عَاْبِد
عِبَاْد
a. [art.], Mankind.
عِبَاْدَةa. Worship, adoration.
b. Piety, devotion.
c. Obedience.

عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة
27yita. see 1yit
عَبَاْدِيْ4ُ
عَبَاْبِيْدُa. Wandering bands.

N. P.
عَبڤدَa. Adored, worshiped; idol.

N. P.
عَبَّدَa. Beaten, trodden road.
b. Tractable, submissive.
c. Honoured.
d. see N. P.
إِسْتَعْبَدَ
N. Ac.
عَبَّدَa. Enthrallment, servitude, subjection.
N. P.
إِسْتَعْبَدَa. Enthralled, in bondage, bondsman.

N. Ac.
إِسْتَعْبَدَa. see N. Ac.
عَبَّدَ
عُبَيْد
a. Dim. of
عَبْد
. — also a proper name.

عَبْدَل
a. see 1 (a)
عَبْد قِنّ
a. Slave & son of slaves, one born in bondage.

دَرَاهِم عَبْديَّة
a. Certain old coins of good weight & value.
ع ب د : عَبَدْتُ اللَّهَ أَعْبُدُهُ عِبَادَةً وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ وَالْفَاعِلُ عَابِدٌ وَالْجَمْعُ عُبَّادٌ وَعَبَدَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَكَفَرَةٍ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِيمَنْ اتَّخَذَ إلَهًا غَيْرَ اللَّهِ وَتَقَرَّبَ إلَيْهِ فَقِيلَ عَابِدُ الْوَثَنِ وَالشَّمْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَعَبَّادٌ بِلَفْظِ اسْمِ الْفَاعِلِ لِلْمُبَالَغَةِ اسْمُ رَجُلٍ وَمِنْهُ.

عَبَّادَانُ عَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ بَلَدٌ عَلَى بَحْرِ فَارِسَ بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ شَرْقًا مِنْهَا بِمَيْلَةٍ إلَى الْجَنُوبِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: عَبَّادَانُ جَزِيرَةٌ أَحَاطَ بِهَا شُعْبَتَا دِجْلَةَ سَاكِبَتَيْنِ فِي بَحْرِ فَارِسَ وَقَيْسُ بْنُ عُبَادُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.

وَالْعَبْدُ خِلَافُ الْحُرِّ وَهُوَ عَبْدٌ بَيِّنُ الْعَبْدِيَّةِ وَالْعُبُودَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَاسْتُعْمِلَ لَهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَالْأَشْهَرُ مِنْهَا أَعْبُدٌ وَعَبِيدٌ وَعِبَادٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَعْبَدْتُ زَيْدًا فُلَانًا مَلَّكْتُهُ إيَّاهُ لِيَكُونَ لَهُ عَبْدًا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ الْعَبْدِ فِعْلٌ وَاسْتَعْبَدَهُ وَعَبَّدَهُ بِالتَّثْقِيلِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا وَهُوَ بَيِّنُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْعَبْدِيَّةِ وَنَاقَةٌ عَبَدَةٌ مِثَالُ قَصَبَةٍ قَوِيَّةٌ وَعَبِدَ عَبَدًا مِثْلُ غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَالِاسْمُ الْعَبَدَةُ مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَبِأَحَدِهِمَا سُمِّيَ وَتَعَبَّدَ الرَّجُلُ تَنَسَّكَ وَتَعَبَّدْتُهُ دَعَوْتُهُ إلَى الطَّاعَةِ. 
(عبد) : العَبْدُ: النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
عبد: {عبدت}: اتخذت عبيدا. {عابدون}: موحدون في التفسير. وأما في اللغة فخاضعون أذلاء.
(ع ب د) : (فِي الْحَدِيثِ) «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ حِلْسًا» أَيْ مُلَازِمًا لِبَيْتِك «وَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ» هَكَذَا صَحَّ وَعِنْدُ بِالنُّونِ تَصْحِيفٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَفِي كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ (قَيْسُ بْنُ عُبَادُ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْهُ الْحَسَنُ وَعُبَادَةُ تَحْرِيفٌ (عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ) تَابِعِيٌّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ (وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ) مَفْعَلٌ مِنْ الْعَبْدِ وَمَعْدٌ تَحْرِيفٌ، (وَفِي السِّيَرِ) «أَنَّ عَبَادَى نَصْرَانِيًّا أَهْدَى إلَى رَسُولِ اللَّهِ» - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِوَزْنِ حَبَالَى وَقَوْلُهُ فِي الْإِحْصَارِ مَذْهَبُنَا مَرْوِيٌّ عَنْ (الْعَبَادِلَةِ الثَّلَاثَةِ) ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَكَذَا قَوْلُهُ «لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةٍ» يَرْوِيهِمَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هَذَا رَأْيُ الْفُقَهَاءِ وَأَمَّا فِي عُرْفِ الْمُحَدِّثِينَ فَالْعَبَادِلَةُ أَرْبَعَةٌ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِمْ ابْنُ مَسْعُودٍ لِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَعَنْ طَاوُسٍ فِي الْإِقْعَاءِ رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَهِيَ إمَّا جَمْعُ عَبْدَلٍ فِي مَعْنَى عَبْدٍ كَزَيْدَلٍ فِي زَيْدٍ أَوْ اسْمُ جَمْعٍ غَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى وَاحِدِهِ (وَقَوْلُهُ) أَقْبَلُوا عَبَادِيدَ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ و (عَبَّادَانُ) حِصْنٌ صَغِيرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ.
عبد
يُقال: عَبْدٌ؛ وأعْبُدٌ وعَبِيْدٌ وعِبَاد وعِبِدّى وعِبْدَان وعُبْدَان ومَعْبُودَاءُ ومَعْبَدَةٌ وعُبد ومَعَابدُ. فإِذا قُلتَ للحُر: عَبْدَ الله فحينئذٍ يجْمَع على عَبدوْنَ وعِبَادٍ. وهو بَين العُبُوْدَةِ والعُبودِية.
وعَبّدَه وأعْبدَه: جَعَله عَبْداً. وأَعَبده: صَيرَه كالعَبْد. واسْتَعْبَده واعْتَبَدَه وأعْبَده: اتخَذَه عَبْداً.
وعَبَدْتً اللهَ عِبَادةً. والمُتَعَبدُ: المُتَفَرد بالعِبَادة.
وأعْبده فلاناً: مَلكَه إيّاه. وعَبدَةً: اسْمٌ. وقيل: عَبْدَةُ أيضا؛ كأنه تأنيثُ عَبْد.
والمُعَبدُ: البَعيرُ الذي فَي شَعرُه من الجَرَب، والعَبَدُ: الجَرَبُ الذي لا ينفعهُ دواء. والمُذَلَّلُ بالعَمَل أيضاً. وكذلك الطَريقُ إذا قلً حَصَاه أو وطِيءَ بالأرجُل: مُعَبدٌ. وُيسَمّى الوَتدُ: المُعَبَّدَ أيضاً. والمُعَبَّدُ: المُغْتَلِمُ من الفُحول. وتَعبدْتُه: طَرَدْتَه حتى أعْيا. وعَبدْتُ البَعيرَ: أهْمَلْتَه.
وعَبًدَ الرًجُلُ وغيرُه: ذَهَبَ شارِداً. وأسْرَعَ أيضاً. وما عَبَّدَ أنْ فَعَلَ كذا: أي ما أبْطَأ.
وعَبِد عَبَداً: جَرِبَ. وعَبِدْتُكَ: أنْكَرْتُكَ، ومنه قَوْلُ الله تعالى: " فَأنا أوَّلُ العابِدين ". وقيل أيضاً: الآنِفِيْن. وقد عَبِدَ عَبَداً: أنِف. والعَبِدُ: الحَرِيْص. وعَبِد عليه: غَضِبَ. فَأما قَوله:
مَكَان عُبَيْدَانِ المُحَلا باقِرُهْ
فقيل: عُبَيْدانُ: رَجُلٌ؛ والباقِرُ: البَقَرُ. وقيل: عُبَيْدان: سُهَيْلٌ؛ والباقِر: بَنَات نَعْشً ومَرَّ راكِباً عَبَادِيْدَ: أي مِذْرَويه.
وذهبُوا عَبَادِيْدَ وعَبَابِيد: أي مُتَفرقين، قال الخَليلُ: ولا يُوَحدُ، وحَكى الخارْزَنْجِي: عِبْدِيْدَ.
وتَعَبْددُوا: تَفَرقُوا.
والأطْرافُ البَعيدةُ تسَمى: عَبَابِيْدَ. واعْبِدَ به. أنْقُطِع. والعُبَيدَةُ: الفَحِثُ.
و" وَقَعَ في أم عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَياتُها ": تقال عند التشَاؤُم. وأم عُبَيْدٍ: قيل: هي الخالِيَةُ من الأرض، وقيل: أرْضٌ أخْطَأها المَطَرُ.
وفي مَثَل: " نامَ نَوْمَةَ عَبُّوْدٍ " وهو رَجُلٌ تَمَاوَتَ على أهْلِهِ وقال: انْدُبوني كيف تَفْعَلُون؛ فماتَ على تلك الحالة. والمِعْبَدَةُ: المِسْحَاة، والجَميعُ المَعَابِد. وا لعَبَدَةُ: الكِدْنَةُ. والقُوَةُ. والبَقاء.
(عبد) - في قِصَّة العَبَّاس بن مِرْدَاس، - رضي الله عنه - وشِعْرِه
أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبِ العُبَيْـ
ـدِ بين عُيَيْنَةَ والأَقْرعِ
العُبَيْد: اسْمُ فَرَسِه.
- في الحديث: "ثلاثَةٌ أنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَد مُحَرَّرًا"
وفي رِوَاية: "أَعبَدَ مُحَرَّرًا"
: أي اتَّخذه عَبْدًا، وهو أن يُعتِقَه، ثم يكْتُمَه إيّاه، أو يَعْتَقِلَه بَعد العِتْق، فيَسْتَخْدِمَه كُرهًا. يقال: عَبَدْتُه وأَعْبَدْته: جَعلتُه عَبداً، وتَعَّبْدته واستَعْبَدْتُه: صَيَّرتُه كالعَبْد، واعْتَبَدتُه وأَعْبَدْتُه: اتَّخذتُه عَبدًا، والقِياسُ أن يكون اعْتَبَده: اتَّخذَه عَبدًا، وأَعْبَده: جَعلَه عَبدًا. وأَعبدْتُه فلانًا: مَلّكْتُه إيَّاه.
- في كلام عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "عَبِدْتُ فصَمَتُّ"
: أي أَنِفْت .
- في حَديثِ أَبِى هُرَيرة، - رضي الله عنه - "لا يَقُل أَحدُكم لممْلُوكِه عَبْدِى وأَمَتِى" . وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم}
وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}
أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم
- في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية"
قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء.
قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها.
وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها.
- في الحديث : "فعَبَروا النَّهْر"
بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور. والعِبْرة: الاسْمُ، من الاعْتبار، وهو مَعرِفة الحَقَائِق بالدّلَالاتِ.
ع ب د: (الْعَبْدُ) ضِدُّ الْحُرِّ وَجَمْعُهُ (عَبِيدٌ) مِثْلُ كَلْبٍ وَكَلِيبٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ وَ (أَعْبُدٌ) وَ (عِبَادٌ) وَ (عُبْدَانٌ) بِالضَّمِّ كَتَمْرٍ وَتُمْرَانٍ وَ (عِبْدَانٌ) بِالْكَسْرِ كَجَحْشٍ وَجِحْشَانٍ. وَ (عِبِدَّانٌ) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَ (عِبِدَّى) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ وَ (مَعْبُودَاءُ) بِالْمَدِّ وَ (عُبُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَقْفٍ وَسُقُفٍ، وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعُبُدَ الطَّاغُوتِ» بِالْإِضَافَةِ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ» بِوَزْنِ عَضُدٍ مَعَ الْإِضَافَةِ أَيْضًا أَيْ خَدَمُ الطَّاغُوتِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَمْعٍ لِأَنَّ فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعُلٍ وَإِنَّمَا هُوَ اسْمٌ بُنِيَ عَلَى فَعُلٍ مِثْلُ حَذُرٍ وَنَدُسٍ. وَتَقُولُ: عَبْدٌ بَيِّنُ (الْعُبُودَةِ) وَ (الْعُبُودِيَّةِ) . وَأَصْلُ الْعُبُودِيَّةِ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ. وَ (التَّعْبِيدُ) التَّذْلِيلُ يُقَالُ: طَرِيقٌ (مُعَبَّدٌ) . وَ (التَّعْبِيدُ) أَيْضًا (الِاسْتِعْبَادُ) وَهُوَ اتِّخَاذُ الشَّخْصِ عَبْدًا وَكَذَا (الِاعْتِبَادُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلٌ (اعْتَبَدَ) مُحَرَّرًا» وَكَذَا (الْإِعْبَادُ) وَ (التَّعَبُّدُ) أَيْضًا. يُقَالُ: (تَعَبَّدَهُ) أَيِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا. وَ (الْعِبَادَةُ) الطَّاعَةُ. وَ (التَّعَبُّدُ) التَّنَسُّكُ. وَ (عَبِدَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَضِبَ وَأَنِفَ وَالِاسْمُ (الْعَبَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُوَ كُلَيْبًا بِدَارِمٍ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} [الفجر: 29] أَيْ فِي حِزْبِي. وَ (الْعَبَادِلَةُ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: فَسَّرَ رَحِمَهُ اللَّهُ الْعَبَادِلَةَ فِي بَابِ الْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ عِنْدَ ذِكْرِ أَقْسَامِ الْهَاءِ بِخِلَافِ مَا فَسَّرَ بِهِ هُنَا. 
[عبد] في ح الاستسقاء: هؤلاء "عبداك" بفناء حرمك، هو بالقصر والمد جمع عبد. ومنه: ما هذه "العبدي" حولك؟ أراد فقراء أهل الصفة رضي الله عنهم وكانوا يقولون "واتبعك الأرذلون" وفيه: هؤلاء قد ثارت معهم "عبدانكم"، هو جمع عبد أيضًا. ومنه: ثلاثة أنا خصمهم: رجل "اعتبد" محررًا، وروى: أعبد، أي اتخذه عبدًا بأن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرهًا أو يأخذ حرًا فيدعيه عبدًا ويتملكه، ويقال: تعبده واستعبده، صيره كالعبد. ط: "اعتبد" محررة- بتاء صفة نفس أو بضمير مجرور. نه: وفي ح عمر: مكان "عبد عبد" كان من مذهبه فيمن سي من العرب في الجاهلية وأدركه الإسلام أن يرد حرًا إلى نسبه وتكون قيمته عليه للسابي فجعل مكان كل رأس منهم رأسًا من الرقيق، وقوله:الكافر، وهو مردود. ط: كان أي داود "أعبد" البشر، أي أشكر الناس في عصره، قيل: إنه جزأ ساعات ليله ونهاره على أهله فلم يكن ساعة إلا وإنسان من إله قائم يصلي. وفيه: خرج "عبدان" إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو بكسر عين وضمها وسكون باء وبكسرهما مع تشديد دال جمع عبد، وروى هنا بالأولين. شم: إن لله ملائكة سياحين "عبادتها" كل دار فيها أحمد أو محمد، هو بموحدة مبتدأ خبره كل دار بحذف مضاف، أي حفظ أهلها أو إعانتهم. ش: هو بتحتية الزيارة ز: هو فيما رأيت زيارة مكان عبادة. غ: ""عباد" أمثالكم" أي تعبد الله كما تعبدونه.
[عبد] العَبْدَ: خلاف الحُرِّ، والجمع عبيد، مثل كلب وكليب - وهو جمع عزيز - وأعبد وعباد، وعبدان بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ، وعِبدانٌ بالكسر مثل جحشان، وعبدان مشددة الدال، وعِبِداً يمدُّ ويقصر، ومَعْبُوداءُ بالمد. وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد: انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ * أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عبد - قال: ومنه قرأ بعضهم:

(عبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت. قال: وليس هذا بجمع، لان فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم يبنى على فعل، مثل حذر وندس، فيكون المعنى خادم الطاعوت. وأما قول الشاعر أوس بن حجر: أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد - فإن الفراء يقول: إنما ضم الباء ضروة، لان القصيدة من الكامل. وهى حذاء. تقول: عبد بين العبودة والعُبودِيَّةِ. وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ في سفينة ركبها.

قبله: أبنى لبينى لست معترفا * ليكون ألام منكم أحد - معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً. وكذلك الاعْتِباد. وفي الحديث: " ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ". والإعْبادُ مثله. قال الشاعر : علامَ يَعْبِدُني قومي وقد كثرث * فيهم أباعر ما شاءوا وعِبْدانُ - وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر: تَعَبَّدَني نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ - والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ قال الفرزدق: أولئك أحْلاسي فَجِئْني بمثلهم * وأَعْبَدُ أن أَهْجو كلَيْباً بِدارِمِ - قال أبو عمرو: وقوله تعالى:

(فأنا أول العابدين) * من الأنَفِ والغَضَب. ويقال أيضاً: ناقةٌ ذاب عبدة، أي ذات قوة وسِمَنٍ. وما لثوبك عَبَدَةٌ، أي قوة. وعبدة بن الطبيب بالتسكين، وعلقمة بن عبدة بالتحريك. والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كلِّ وجه، وكذلك العبابيدُ. يقال: صار القوم عَباديدَ وعبابيد. والنسبة عباديدى. قال سيبويه: لانه لا واحد له، وواحده على فعلول أو فعليل أو فعلال، في القياس. والعباد بالفتح : قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، والنسبة إليهم عبادي. وقيل لعبادي: أي حماريك شر؟ فقال: هذا ثم هذا! وعبيدان: اسم واد كان يقال أن فيه حية قد منعته فلا يرعى ولا يؤتى. قال النابغة: ليهنأ لكم أن قد نفيتم بيوتنا * مندى عبيدان المحلا باقره - يقول: نفيتم بيوتنا إلى بعد كبعد عبيدان. والعبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. وقال: أتجعل نهبى ونهب العبي‍ * - د بين عيينة والاقرع - وعبيد في قول الاعشى: لم تعطف على حوار ولم يق‍ * - طع عبيد عروقها من خمال - اسم بيطار: وقوله تعالى:

(فادْخلي في عِبادي) *، أي في حزبى. والعبدى: منسوب إلى عبد القيس، وربما قالوا عبقسى. وقال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلاعطست شيبان إلا بأجدعا - والعبدى: منسوب إلى بطن من بنى عدى ابن جناب من قضاعة، يقال لهم بنو العبيد، كما قالوا في النسبة إلى بنى الهذيل هذلي. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله:

ولست من الكرام بنى العبيد * والعبدان في بنى قشير: عبد الله بن قشير، وهو الاعور وهو ابن لبينى، وعبد الله بن سلمة ابن قشير، وهو سلمة الخير.

سويد بن أبى كاهل.

صدره:

بنو الشهر الحرام فلست منهم: والعبيدتان: عبيدة بن معاوية بن قشير، وهو الاعور، وعبيدة بن عمرو بن معاوية. والعبادلة، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصى.
عبد
عبَدَ يَعبُد، عِبادةً وعُبُوديَّةً، فهو عابِد، والمفعول مَعْبود
• عبَد اللهَ: وحَّدَه وأطاعَه، وانقادَ وخضَع وذلَّ له، والتزمَ شرائعَ دينه، وأدَّى فرائِضَه "الله هو المعبود بحقٍّ- الصّلاة عبادةٌ روحيَّة- وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ: من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ". 

استعبدَ يستعبد، استعبادًا، فهو مُستعبِد، والمفعول مُستعبَد
• استعبد فلانًا: اتَّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا أو عامله معاملة العَبْد "استعبده الطَّمعُ- شعبٌ مُسْتَعْبَدٌ- مَتَى اسْتَعْبَدتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدتْهُمْ أَمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه". 

تعبَّدَ يتعبَّد، تَعبُّدًا، فهو مُتعبِّد، والمفعول مُتعبَّد
• تعبَّد الشَّخصُ: تفرَّغ للعبادة.
• تعبَّد فلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد "يعامل خادمَه بقسوة كأنّما يتعبَّده". 

عبَّدَ يُعبِّد، تعبيدًا، فهو مُعبِّد، والمفعول مُعبَّد
• عبَّد الطَّريقَ ونحوَه: ذلَّلَه ومهَّده "شوارعُ معبَّدةٌ".
• عبَّد فُلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا؛ أي عبدًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد، ذلَّله حتَّى عمِل عمَل العبيد " {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ".
• عبَّد الاسمَ: جعله يبدأ بكلمة عبْد "أفضِّل من الأسماء ما عُبِّد". 

استعباديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعباد.
2 - مصدر صناعيّ من استعباد: سياسة ينتهجها بعض الحكّام في التَّعامل مع أفراد شعوبهم، وتستعملها كذلك الدُّول
 الكبرى تجاه بعض الدُّول النامية "تميَّز الحكم الرّوماني باستعباديَّته".
• النَّزعة الاستعباديَّة: النزعة التي لدى الجنس الأبيض في إخضاع الجنس الأسود لسيطرتهم التامّة واسترقاقهم "سادت النزعة الاستعباديّة للسود في القرن الثامن عشر". 

عابد1 [مفرد]: ج عابدون وعُبَّاد وعَبَدة: اسم فاعل من عبَدَ. 

عابد2 [مفرد]: آنف، جاحد " {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ". 

عِبادة [مفرد]: ج عبادات (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَدَ.
2 - ما يؤدِّيه المكلَّف تقرُّبًا لله تعالى كالصَّلاة وغيرها "اهتمَّ بتعليم ابنه كلَّ العبادات المفروضة عليه". 

عَبَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من عبَدَ.
• عبَّاد الشَّمس: دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام "كثُرت الزُّيوت المُستخلَصة من عبَّاد الشَّمس".
• ورقة عبَّاد الشَّمس: (كم) ورقة مُشبَّعة بمسحوق عبَّاد الشَّمس تُستخدم كدليل على الحامضيَّة أو القاعديَّة، فتكون حمراء اللَّون في المحلول المائيّ الحامضيّ، زرقاء اللَّون في المحلول المائيّ القاعديّ. 

عَبْد1 [مفرد]: ج عِباد وعُبَّاد وعَبَدة:
1 - إنسانٌ، حرًّا كان أو رقيقًا "أنا عبدٌ لله- {فَبَشِّرْ عِبَادِ} " ° عَبَدة الطّاغوت: المشركين- عَبَدة الشَّيطان- عِباد الرحمن/ عِباد الله: مخلوقاته الذين يعبدونه.
2 - مخلوق، مُطيع، خاضع. 

عَبْد2 [مفرد]: ج عَبيد: رقيق، مملوك غير حُرّ، إنسان يُباع ويُشترى "ليس بيننا سادةٌ ولا عَبيد- *العبدُ يُقْرع بالعصا والحُرّ تكفيه الإشارة*- {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى} " ° عبيد العَصا: أذلَّة، يخافون مَنْ يؤذيهم.
• عَبْدُ المالِ: الذي خضَع لسيطرته لشدَّة حُبِّه له.
• فُستق العبيد: (نت) الفول السودانيّ، نبات من الفصيلة القرنيَّة، يزرع لبذوره الدُّهنيّة التي تؤكل محمَّصة، وتُعصَر ليستخلص منها زيت نباتيّ صالح للطعام. 

عُبوديَّة [مفرد]:
1 - مصدر عبَدَ.
2 - استرقاق، خلاف الحرِّيَّة والاستقلال، وقوع الشَّخص تحت قهر داخليّ أو خارجيّ "انتهى زمنُ العُبوديَّة: ولَّى وزال- لا للعُبوديَّة". 

مَعْبَد [مفرد]: ج مَعابِدُ: مكان العبادة "معبدٌ أثريّ- يوجد كثير من المعابد في مدينة الأقصر". 
(ع ب د)

العَبْد: الْإِنْسَان حُرّا كَانَ أَو رَقيقا يُذْهَبُ بذلك إِلَى أَنه مَرْبوبٌ لِباريه جَلَّ وعزّ.

والعَبْد: المَمْلوكُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصْل صِفُةٌ. قَالُوا: رجل عَبْدُ، وَلكنه استُعْمِل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، وَالْجمع أعْبُدٌ وعَبِيدٌ وعِبادٌ وعُبُدٌ وعِبْدان وعُبْدان وعِبِدَّانٌ وأعابِدُ جمع أعْبُدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُد الإياديّ يصف نَارا:

لَهَقٌ كنار الرأسِ بَال ... عَلْياء تُذكيها الأعابدْ

والعِبِدَّي والعِبِدَّاءُ والمَعْبُوداء والَمْعبَدةُ أسماءُ الجمعِ، وَجعل بَعضهم العِبادَ لله، وغيرَه من الْجمع لله وللمخلوقين. وخَصَّ بعضُهُم بالعِبِدَّي: العبيدَ الَّذين وُلدُوا فِي المِلْكِ.

وَالْأُنْثَى عَبدة.

والعَبْدَلُ: العبدُ، لامُه زائدةٌ.

والتَّعْبِدَة: الُمعْرِق فِي المِلْكِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العُبُودَة والعُبُوديَّة، وَلَا فعْلَ لَهُ عِنْد أبي عبيد. وَحكى اللِّحياني: عَبُدَ عُبُودَةً وعُبُودِيَّة.

وأعْبَدَهُ عَبْدًا: مَلَّكَهُ إيَّاه.

وتَعَبَّد الرَّجُلَ وعَبَّده وأعْبده: صَيَّرَه كَالْعَبْدِ، قَالَ:

حَتَّى مَ يُعْبِدُنِي قَوْمي وَقد كَثُرَتْ ... فِيهم أباعِرُ مَا شاءُوا وعِبْدان

وعَبَّدَه واعتبده واستعبده: اتَّخذهُ عبدا، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ رؤبة الراجز:

يرْضَوْنَ بالتَّعْبيد والتَّأمِّي أَرَادَ: والتامِيَة. وَفِي التَّنْزِيل: (وتلكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَليَّ أنْ عَبَّدْتَ بني إسْرائيلَ) ، وَمَوْضِع " أنْ " رَفْعٌ. كَأَنَّهُ قَالَ: وَتلك نَعمةٌ تَمُنُّها عَليَّ تعَبُّدُك. وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب، وَيكون الْمَعْنى: إِنَّمَا صَارَت نعْمَة على لِأَن عَبَّدْتَ بني اسرائيل، أَي لَو لم تفعل مَا فَعَلْتَ لكَفَلَنِي أهْلي وَلم يُلْقوني فِي الَيمّ.

وعَبُدَ الرجُلُ عُبُودة ًو عُبُودِيَّةً وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤه من قَبُلُ.

والعبِادُ: قومٌ من قبائل شَتَّى من الْعَرَب اجْتَمعُوا على النصرانيَّة، فأنِفُوا أَن يَتَسمَّوْا بالعَبيد وَقَالُوا: نَحن العِبادُ. والنَّسبَ إِلَيْهِ: عِبادِيّ كأنصَارِيّ.

وعَبَد اللهَ يعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَدًا ومَعْبَدةً تَألَّه لَهُ.

ورجلٌ عابِدٌ من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّاد.

وتُقْرأ هَذِه الْآيَة على سَبْعَة أوجُهٍ: (وعَبَد الطاغُوتَ) مَعْنَاهُ: أَنه عَبَدَ الطَّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطاغوتُ. وعَبُدَ الطاغوتُ، مَعْنَاهُ، صَار الطاغوتُ يُعْبَدُ، كَمَا تَقول: ظَرُفَ الرَّجُلُ. وعُبَّدَ الطاغُوِت مَعْنَاهُ: عُبَّادُ الطاغوتِ. وعبَدَ الطاغُوتِ، أَرَادَ عَبَدَة الطاغوتِ. قَالَ أَبُو الْحسن: عَبَدَ الطاغوت، اسمٌ لجمع عَابِد كخادم وخَدَم. وعُبُد الطاغوت جماعةُ عَابِد. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ جمع عبيد كرغيف ورُغفُ. وعَبْدَ الطاغوتِ - بِإِسْكَان الْبَاء وَفتح الدَّال - يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون مخفَّفا من عَبُدٍ كَمَا يُقَال فِي عَضُدٍ وَجَائِز أَن يكون عَبْدٌ اسْمَ الْوَاحِد يدُلُّ على الْجِنْس. وَيجوز فِي عبْد النصبُ والرفعُ.

والُمتَعَبِّدُ: المتفرّد بِالْعبَادَة.

والُمَعَبِّدُ: الُمكَرَّمُ المَعَظَّم كَأَنَّهُ يُعْبَد. قَالَ:

تقولُ أَلا تُمْسِكْ عَلَيْك فإنني ... أرَى المَال عِنْد الباخلين مُعْبَد

" عَلِىُّ ": سكَّنَ آخِر تُمْسِك لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ " سِكُعَ " من تُمْسِكُ عليكَ بِنَاء فِيهِ ضَمةٌ بعدَ كسرَةٍ وَذَلِكَ مُستثقَلٌ، فسكَّنَ كَقَوْل جرير:

سِيُروا بني الَعمّ فالأهْوَازُ مْنزِلُكمْ ... ونهْرُ تِيرَي وَلَا تعْرِفْكُم الَعرَبُ

وبعير مُعَبَّدُ: مُكَرَّم. والعَبَدُ: الجَرَبُ، وَقيل: الَجَربُ الَّذِي لَا ينْفَعُه دواءٌ وَقد عَبِدَ عَبَدًا، وبعير مُعَبَّدُ: أَصَابَهُ ذَلِك الجرب، عَن كُرَاع.

وبَعِيرٌ معَبَّدٌ: مَهْنُوءٌ، قَالَ طرفَة:

إِلَى أَن تَحامَتْنِي العَشيرةُ كُلُّها ... وأُفْرِدتُ أفْرَادَ الْبَعِير المعَبَّدِ

وبعير مُعَبَّدٌ: مُذَلَّل.

وَطَرِيق معبَّد: مسلوك مذلّل، وَقيل هُوَ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ المُخْتِلفةُ، وَقَول بِشْر:

ترى الطَّرَقَ الُمعَبَّد مِن يَدَيها ... لكِذَّان الإكامِ بِهِ انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّين فِي الْيَدَيْنِ، وعَنى بالمعبَّد: الطَّرَق الَّذِي لَا يُبْسَ يَحْدُثُ عَنهُ وَلَا جُسُوء فَكَأَنَّهُ طَرِيق معبَّد قد سُهَّلَ وذُلِّل.

وعَبِدّ عَلَيْهِ عَبَدًا وعَبَدَة فَهُوَ عابِدٌ وعَبِد: غضب. وعدَّاه الفرزدق بِغَيْر حرف فَقَالَ:

علامَ يَعْبَدِني قومِي وَقد كثرت ... فيهم أباعِرُ مَا شَاءُوا وعُبْدَانُ

أنْشدهُ يَعْقُوب، وَقد تقدّمت رِوَايَة من روى: يُعْبِدُني.

وَقيل: عَبِدَ عَبَدًا فهُو عَبِدٌ وعابِدٌ: غضب وأنِفَ، وَالِاسْم العَبَدَةُ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأَنا أوَّلُ العابِدِينَ) وتُقْرأ " العَبِدينَ ".

وتَعَبَّد كَعَبِدَ، قَالَ جرير:

يَرَى الُمتَعَبِّدون عَلىَّ دُوني ... حِياضَ الَموتِ واللُّجَجَ الغِمارَا

وأعْبَدُوا بِهِ: اجْتَمعُوا عَلَيْهِ يضربونه.

وأُعْبِدَ بِهِ: مَاتَت رَاحِلَته أَو اعتَلَّتْ فانقُطِعَ بِهِ.

وعبَّدَ الرَّجُلُ: أسرعَ.

وَمَا عَبِدَك عني: أَي مَا حَبَسَك. حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ.

وعَبِد بِهِ: لزمَه فَلم يُفَارِقهُ، عَنهُ أَيْضا. والعَبَدَةُ: البَقاء، يُقَال: لَيْسَ لثوبك عَبَدَة: أَي بَقَاء، عَن اللِّحياني.

والعَبَدَة: صَلاءَة الطيِّب.

والعَبَدَة: النَّاقة الشَّدِيدَة، قَالَ مَعْنُ بنُ أوْسٍ:

تَرَى عَبَداِتِهنَّ يَعُدْنَ حُدْبا ... تَناوَلُها الفَلاةُ إِلَى الفَلاةِ

وناقة ذَات عَبَدَةٍ: أَي ذاتُ قوٍة.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ الاياديّ:

ذَات أسْرَارٍ لَهَا عَبَدَةْ

والِمْعبَدُ: المِسْحاةُ.

وتفرَّق القومُ عَباديِدَ وعَبابيدَ.

والعباديدُ والعبابيدُ: الخيلُ المتفرّقةُ فِي ذهابها ومجيئها، وَلَا وَاحِد لذَلِك كُله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبتَ إِلَى عَباديد قلت عَباديدِيّ. " عليّ ": ذَهب إِلَى انه لَو كَانَ لَهُ واحدٌ لَرُدَّ فِي النَّسب إِلَيْهِ.

والعَباديدُ: الآكامُ.

العَبابيد: الأطْرافُ الْبَعِيدَة. قَالَ الشَّماخ:

والقومُ آتُوكَ بَهْزٌ دون إخْوَتِهِم ... كالسَّيْلِ يركَبُ أطْرافَ العَبابِيد

بَهْزٌ: حَيّ من سُلَيْم.

وَمَا عَبَّدَ أَن فعل ذَلِك: أَي مَا لَبِثَ.

والعَبْدُ: وادٍ معروفٌ فِي جبال طَيِّء.

وعَبُّودٌ: اسمُ رجُلٍ ضُرِب بِهِ المثلُ فَقيل: " نامَ نومَة عَبُّود " وَكَانَ رجلا تَماوَت على أَهله وَقَالَ: انْدُبِيني لأعَلْم كَيفَ تنْدبيني. فنَدَبَتْه فَمَاتَ على تِلْكَ الْحَال.

وأعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعَبِيدَة وعَبْد وعُبادةُ وعَبَّادٌ وعَبْدِيدٌ وعِبْدَانُ وعَبْدَة وعَبَدَة: أسماءٌ. وَمِنْه علقمةُ بنُ عبَدة، فإمَّا أَن يكون من العَبَدَة الَّتِي هِيَ الْبَقَاء وَإِمَّا أَن يكون سُمّيَ بالعَبَدَة الَّتِي هِيَ صَلاءَةُ الطِّيب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَى عبد القَيْس عبْديّ، وَهُوَ من الْقسم الَّذِي أُضيف فِيهِ إِلَى الأوّل، لأَنهم لَو قَالُوا: قَيْسيّ لالْتبَسَ بالمضاف إِلَى قَيْسِ عيْلانَ ونحوِه والعَبِيدتَان: عَبِيدةُ بنُ مُعاوية وعَبِيدَةُ ابنُ عَمْرو.

وَبَنُو عَبِيدَة: حَيّ، النّسَب إِلَيْهِ عُبَدِيّ، وَهُوَ من نَادِر مَعْدُوِل النّسَب.

وعابِدٌ: مَوضِع.

وعَبُّودٌ: مَوضِع أَو جبل.

وعُبَيدان: مَوضِع.

وعُبَيدان: ماءٌ مُنقطعٌ بِأَرْض الْيمن لَا بقْرَبُه أنيسٌ وَلَا وَحْش، قَالَ الحُطَيئة:

فَهَل كنتُ إِلَّا نَائِيا إِذْ دَعَوْتَنِي ... مُنادَي عُبَيْدانَ الُمَحَّلأ باقِرُهْ

وَقيل: عُبَيْدان فِي البيتِ: رجل كَانَ رَاعيا لرجلٍ من عادٍ ثمَّ أحَدِ بني سُوٍد، وَله خبر طَوِيل.
عبد
: (العَبْدُ: الإِنسانُ، حُرًّا كانَ أَو رَقِيقاً) كَذَا فِي المُحكَم والمُوعِب، كَأَنَّه يُذْهَبُ بذالك إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه، جلَّ وعَزَّ. وَقَالَ ابْن حَزْمٍ: العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
(و) العَبْدُ: (المَمْلُوكُ) خلافُ الحُرِّ.
وَعبارَة الأَساس: العَبْدُ: الإِنسانُ، وضِدُّه الحُرُّ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصل صِفَةٌ، قَالُوا: رَجُلٌ عَبْدٌ، ولاكنه استُعْمِلَ استِعْمَالَ الأَسماءِ.
(العَبْدَلِ) ، اللامُ زَائِدَة، كَمَا صرَّحُوا، (ج: عَبْدُونَ) أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ، نظرا إِلى أَنَّه وَصْفٌ، كَمَا مَرَّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وصَرَّحَ بِهِ بعضُ شُرَّاحِ (الفَصِيح) (وعَبِيدٌ) ، مثل كَلْبٍ، وكَلِيبٍ، وَمَعْز ومَعِيزٍ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ جمعٌ عَزِيزٌ. قَالَ شيخُنَا: ووقعَ خِلافٌ فِيهِ بينَ أَهْلِ العربيّةِ، هَل هُوَ جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ، وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ، وَقَالَ: إِنه وَردَ فِي أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ، إِلّا أَنَّهُم تَارَة عاملوه مُعَامَلةَ الجُمُوعِ، فأَنَّثُوه، كالعَبِيدِ وَتارَة عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه. كالحَجِيج، والكَلِيب، (وأَعْبُدٌ) كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وعِبَادةٌ) بِالْكَسْرِ، وَلَا يأْباهُمَ القِيَاسُ. (وعُبْدَانٌ) ، بالضّمّ، كتَمْرٍ وتُمْرَان. وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ فِي النَّوَادِر:
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وَقد كَثُرَتْ
فيهمْ أَباعِرُ مَا شاءُوا وعُبْدانُ
(وعِبْدانٌ) بِالْكَسْرِ، كجَحْش وجِحْشَان، (وعِبِدَّانٌ، بكسرتين، مُشَدَّدةَ الدَّالِ) ، قَالَ شَمِرٌ: (و) يُقَال للعَبِيد؛ (مَعْبَدَةٌ) ، وأَنْشَدَ للفرزدق:
وَمَا كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ
بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ قَالَ الأَزهريّ: ومعْبَدةٌ جمع العَبْدِ (مَشْيَخَةٍ) جمعِ الشَّيْخِ، ومَسْيَفَةٍ، جمع السَّيْف. وَجعله ابْن سِيده: اسمَ الجمْع. (ومَعَابِدُ) ، وَمِنْهُم من جعلَه جمْعَ مَعْبَدةٍ، كمَشْيَخَة، فَهُوَ جمْعُ الجمْع. (وعِبِدَّاءُ) ، بِكَسْر الْعين والباءِ، وشَدِّ الدَّال، ممدوداً، نَقله صاحِبُ المُوعِب، عَن سِيبَوَيْهٍ، (وعَبِدى) مَقْصُورا، عَن سِيبَوَيْهٍ أَيضاً، وخَصَّ بعضُهم بالعِبِدَّى: العَبِيدَ الّذي وُلِدُوا فِي المِلْك. والأُنثَى عَبْدَة. وَقَالَ اللَّيث: العِبِدَّى: جماعةُ العَبِيدِ الَّذين وُلِدُوا فِي العُبُودِيَّةِ، تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة، أَي فِي العُبُودِيَّةِ إِلى آبَائِهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، يُقَال: هاؤلاءِ عِبِدَّى اللهِ، أَي عِبَادُه. وَفِي الحَدِيث الّذِي جاءَ فِي الاستِسْقَاءِ (هؤلاءِ عِبِدَّاَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ) .
وَفِي حَدِيث عامرِ بن الطُّفَيْل: (أَنَّه قَالَ للنّبيِّ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم: مَا هاذِه العِبِدَّى حَوْلَك يَا مُحَمَّد) ، أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وكانُوا يَقُولون: اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ. (وعُبُدٌ بضمّتين) مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ، وأَنشد الأَخفشُ:
انسُبِ اعَبْدَ إِلى آبائِهِ
أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ
وَمِنْه قَرأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) كَذَا فِي الصّحاح. (وعَبُدٌ) ، بِفَتْح فضمّ (كَنَدُسٍ) ، وَبِه قرأَ بعضُ القُرَّاءِ {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بِفَتْح الْعين، وَضم الباءِ وَفتح الدَّال، وخفض الطاغوتِ. قَالَ ابْن القَطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) لَهُ: وَلَا وَجْه لَهُ فِي العَرَبِيّة، وَقيل: عَبُدٌ، واحدٌ يَدُلُّ على جمَاعَة، كَمَا تَقول حَدُثٌ، المعنَى: وخاِمَ الطَّاغَوتِ، وَقيل مَعْنَاهُ: وخَدَمَ الطّاغوتِ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ بجَمْعٍ، لأَن فَعْلاً لَا يُجْمَع على فَعُل، وإِنما هُوَ اسمٌ بُنِيَ على فَعْلٍ مثْل حَذُرٍ، كَمَا قَالَه الأَخفش، قَالَ لأَزهَرِيُّ: وأَما قَول أَوْسِ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً
لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ
فَقَالَ الفرّاءُ: إِنما ضمَّ الباءَ ضَرُورَة، وإِنما أَراد عَبْدُ؛ لأَن القصيدةَ من الكامِلِ، وَهِي حَذَّاءُ. قَالَ شيخُنا: فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ. (ومَعْبُوداءُ) ، بالمعدِّ، عَن يعقوبَ فِي (الأَلفاظ) ، (جج) ، أَي جمْع الجمعِ: (أَعابِدُ) جمْع أَعْبُدٍ، قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِياديُّ يصف نَارا:
لَهَنٌ كنَارِ الرَأْسِ بَال
عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ
فغاية مَا ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ: خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً.
وَزَاد ابْن القطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) : عُبُدَاءَ، بضمّتين ممدوداً، وعَبَدَة، محرّكَ، ومَعْبُودَى، مَقْصُورا، وأَعبِدة، بكسْر الموحَّدة (وأَعْبَاد) ، وعُبُود، وعُبَّد، بضمّ فموحّدة مشدَّدة مفتوحَة، وعُبَّاد، على وَزْنِ رُمَّان، وعِبَّاد، بِكَسْر فتشديد، وعِبِدَّة، بِكَسْر الْعين والباءِ وَتَشْديد الدّال.
فهاذه عشرةُ أوْجُه، صَار الْمَجْمُوع خَمْسَة وَعشْرين وَجْهاً.
وَزَاد بعضٌ: العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة.
وَقد جَمَعَ الشَّيْخ بنُ مالِكٍ هاذه الجموعَ مختَصِراً فِي قَوْله:
عِبادٌ، عَبِيدٌ، جمْع عَبْدٍ، وأَعْبَدٌ
أَعابِدُ، مَعُبوداءُ، مَعْبَدَةٌ، عُبُدْ
كذالِك عُبْدَنٌ، وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ
كذَاكَ العِبِدَّى وامدُدِ إنْ شِئتَ أَن تَمُدّ
واستَدركَ عَلَيْهِ الجلالُ السُّويطيُّ فِي أَوّلِ شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ، فَقَالَ:
وَقد زِيدَ أَعْبَادٌ، عُبُودٌ، عِبِدَّةٌ
وخَفِّفْ بِفَتْحٍ، والعِبِدَّانُ إِن تَشُدْ
وأَعْبِدةٌ، عَبُدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا
عَبِيدُونَ، مَعْبُودَى، بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ
وَزَاد الشيخُ سَيِّدي المَهْدِيُّ الفاسِيُّ شارِحُ (الدَّلائِل) قولَه:
ومَنَدُساً وازَى كذَاكَ مَعَابِدٌ
بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ قَالَ شيخُنا: وأَجْمَعُ ارأَيْتُ فِي ذالك لبَعض الفضلاءِ فِي أَبياتٍ:
جُمُوعُ عَبْدٍ، عُبُودٌ أَعْبُدٌ، عُبُدٌ
أَعابِدٌ، عبَّدٌ، عَبُدُونَ، عُبْدَانُ
عُبْدٌ، عِبِدَّى، ومَعْبودَا، ومدُّهُما
عِبَدَّةٌ، عَبُدٌ، عُبَّادُ، عِبْدانُ
عَبِيدٌ أَعْبِدةٌ عِبَّادُ، مَعْبَدةٌ
مَعَابِدٌ، وعَبِيدُونَ، العِبِدَّانُ
قَالَ شَيخنَا: وللنظَرِ مَجَالٌ فِي بعْضِ الأَلْفاظِ: هَل هِيَ جموعٌ لِعَبْدٍ، أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ، كأَعابِدَ، ومَعَابِدَ.
ويُنْظر فِي (عَبيدونَ) ، فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِيد. والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ، فَيبقى النّظر فِي جمْعِهِ جَمْعَ مذكْرٍ سالما، فإِن هاذا غيرُ مَعْرُوفٍ فِي العربيّة، جمْع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سَلامةٍ. واعَبْدُونَ أَنَّه اعْتبر فِيهِ معنَى الوَصْفِيَّةِ الّتي هِيَ الأَصْلُ فِيهِ عِنْدَ سِيبَويْهِ وَغَيره.
(والعَبْدِيَّةُ) حَكَاهُ صَاحب المُوعِب، عَن الفَرْاءِ (والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ) بِضَمِّهِما (والعِبَادَةُ) بِالْكَسْرِ: (الطَّاعةُ) . وَقَالَ بعضُ أَئِمَّةِ الِاشْتِقَاق: أَصْلُ العُبُودِيّةِ: الذُّلُّ والخُضُوعُ. وَقَالَ آخَرُونَ: العُبُودَةُ: الرِّضا بِمَا يَفْعَلُ الرَّبُّ، والعِبَادَةُ: فِعْلُ مَا يَرْضَى بِهِ الرَّبُّ. والأَوَّلُ أَقوَى وأَشَقُّ، فَلِذَا قِيلَ: تَسْقُطُ العِبَادةُ فِي الآخِرَةِ لَا العُبُودةُ، لأَنّ العُبودَةَ أَن لَا يَرَى مُتَصِرِّفاً فِي الدَّارَيْنِ فِي الحقيقِ إِلّا اللهَ.
قَالَ شَيخنَا: هَذَا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لَا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللغَوِيَّةِ فِيهِ.
وَفِي اللّسان: وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْد أَبي عُبَيْد.
قلْت: وَهُوَ الّذِي جَزَم بِهِ أَكثَرُ شُرّاحِ (الفَصِيح) . وحكَى اللِّحْيانيّ: عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً.
قلت: وأَوضَحُ مِنْهُ قولُ ابْن القَطَّاعِ فِي (كتاب الأَفعال) ، فَقَالَ: عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً عُبُودِيَّةً. وأَما عَبَدَ اللهَ فَمَصْدَرُهُ: عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة، أَي أَطاعه. وَفِي اللّسَان: وعَبَد اللهَ يَعُده عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدةً: تَأَلَّه لَهُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: اجتمعَ العامَّةُ لى تَفْرِقَةِ مَا بَين عِبادِ اللهِ، والممالِيكِ، فَقَالُوا: هاذا عَبْدٌ من عِبادِ اللهِ، وهاؤلاءِ عَبِيدٌ مماليكُ. قَالَ: وَلَا يُقَال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إِلَّا لمَن يَعْبُد اللهَ، وَمن عَبَدَ دُونَهُ إِلاهاً فَهُوَ من الخاسِرِين. قَالَ: وأَما عبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فَلَا يُقَال عَبَدَهُ. قَالَ اللّيث: وَيُقَال لِلْمُشْرِكِينَ: هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ، وَيُقَال للمُسْلِمين: عِبَادُ اللهِ يَعْبُدونَ اللهَ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلٌ: {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (الْبَقَرَة: 21) أَي أَطِيعُوا رَبَّكُمْ.
وقولهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الْفَاتِحَة: 5) أَي نُطِيعُ الطَّاعَةَ الَّتِي يُخْضَع مَعَهَا، قَالَ ابنُ الأَثِير وَمعنى العِبَادَةِ فِي اللُّغَة: الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع.
وَقَوله تَعَالَى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) .
قرأَ أَبو جعْفَرٍ، وشَيْبةُ، وافِعٌ، وعاصِمٌ، وأَبو عَمْرٍ ووالكِسَائِيُّ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} قَالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ مَعْطُوفٌ على قَوْله، عَزَّ وجَلَّ: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} وَمَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ نَسَقٌ على: {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ} ، المعنَى: مَن لَعَنِ اللهُ، ومَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُون اللهِ، عَزَّ وجَلَّ، أَي أَطاعَهُ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِيمَا سَوَّلَ لَهُ وأَغْواه. قَالَ الجوهَريُّ: وَقَرَأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وأَضافَهُ قَالَ: والمَعْنَى، فِيمَا يُقَال: خَدَمُ الطَّاغُوتِ. وَقد تَقَدَّم فِيهِ الكلامُ. وَقَالَ اللَّيْث. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} مَعْنَاهُ: صَار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ، مَا يقَالُ: ظَرُف الرّجُلُ وفَقُهَ. وَقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ. وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} محركةً وخَفْض الطاغُوتِ، وَهُوَ أَيضاً جمع عابِدٍ، وأَصله: عَبَدَةٌ، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ، حُذِفَتْ مِنْهُ الهاءُ وقُرِىءَ {وعَابِدَ الطَّاغُوتِ} ، مثل: ضارِب الرَّجُلِ، وَهِي قراءَة ابْن أَبي زَائِدَة، وقرِىء {وعُبُدَ الطَّاغُوتِ} ، جمع عابِدٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَمْع عَبِيدٍ، كَرَغِيف ورُغُفٍ، وَهِي قراءَ يَحْيَى بنِ وعثَّابٍ، وحَة. ورُوِيَ عَن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ: {وعُبْدَ الطَّاغُوتِ} بإسكانِ الباءِ، وفتْح الدَّالِ. وقُرِىءَ {وعَبْدَ الطَّاغُوتِ} ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبْدٍ، كَمَا يُقَال: فِي عَضُدٍ: عَضْدٌ. وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسْمَع الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس، وَيجوز فِي عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ. وَذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّا وعبدَ اللهِ قرآ {وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ} . ورُوِيَ عَن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ {وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ} .
قلت ونسبها ابنُ القَطَّاعَ إِلى أَبِي واقِدٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ورُوِيَ عَن ابْن عَباسٍ {وعُبِّدَ الطّاغوتُ} مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ. ورُوِيَ عَنهُ أَيْضا: {وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ} بِضَمَ، فتشديد، مَعْنَاهُ عُبَّادُ الطَّاغُوتِ. وقُرِىء: {وعُبِدَ الطَّاغُوتُ} مَبْنِيًّا للْمَجْهُول، كضُرِبَ، وَهِي قراءةُ أَبي جَعْفَرٍ. وقرأَ أَبيُّ بنُ كَعْبٍ {وعَبَدَة الطَّاغُوتِ} محرّكة. قَالَ الأَزهريُّ وذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قراءَةً. أُخرى، مَا قرأَ بهَا أَحدٌ، وَهِي {وعابِدُوا الطَّاغوتِ} جمَاعَة، قَالَ: وَكَانَ رَحِمَ اللهُ قليلَ المعرفَةِ بالقراءات وهاذا دَلِيل أَنَّ إِضافَةَ كتابِهِ إِلى الخَلِيلِ بنِ أَحمدَ غيرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الخَلِيلَ كَانَ أَعْقَلَ من أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هَذِه الْحَرْف قراءات فِي القُرآن، وَلَا تكون مَحْفُوظَة لقارىءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ.
فصارَ المجموعُ مِمَّا ذكرناهُ من الأَوْجُهِ فِي الآيةِ الشَّرِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ وَجْهاً، جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّى. وأَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ، فِي كِتَابه، إِلى تْسِعةَ عَشَرَ وَجْهاً. وَفِيمَا ذكرنَا كفايةٌ. واللهُ المُوَفِّقُ للصَّوَاب. (والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ) ، فِيمَا مَضَى، (كَانَتْ أَفضلَ مِن هاذِه) الدَّرَاهِمِ الّتي بأَيْدِينَا (وأَرْجَحَ) فِي الوَزْنِ.
(والعَبْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ) تَكْلَفُ بِهِ الإِبِلُ، لأَنّه مَلْبَنةٌ مَسْمَنَةٌ حارُّ المِزَاجِ، إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ. قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
حَرَّقَها العَبدُ بعُنْظُوانِ
فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَانَانِ
(و) العَبْدُ: (النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
(و) العَبْدُ: (جَبَلٌ لبني أَسَدٍ) يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ مِنْهُ، يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ. كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) العَبْدُ: جَبلٌ (آخَرُ لِغَيْرِهِمْ) .
(و) العَبْدُ: (ع بِبِلَاد طَيِّىءٍ) بالسَّبُعانِ.
(و) العَبَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ) ، عَبِدَ عَلَيْهِ عَبَداً وعَبَدَةً، فَهُوَ عَبِدٌ وعابِد: غَضِب. وعَدَّاه الفرزدقُ بِغَيْر حَرْفٍ. وَقيل: عَبِدَ عَبَداً فَهُوَ عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، كأَحِنَ، وأَمِدَ، وأَبِدَ. وَبِه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزخرف: 81) أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين. وَقد رَدَّه ابْن عَرَفَة، كَمَا سيأْتِي.
(و) العَبَدُ: (الجَرَبُ) ، وَقيل: الجَرَبُ (الشَّدِيدُ) الّذِي لَا يَنْفَعُه دَوَاءٌ، وَقد عَبِدَ عَبَداً. وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: أَصابَهُ ذالِكَ الجَرَبُ.
(و) العَبَدُ: (النَّدَامَةُ) وَقد عَبِدَ، إِذا نَدِمَ على فائِتٍ، أَو لَامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وَقَعَ مِنْهُ.
(و) العَبَدُ: (مَلَامةُ النَّفْسِ) على تَقْصِيرٍ وَقَع مِنْهُ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هاذا المعنَى مفهومٌ من النَّدامةِ.
(و) العَبَد: (الحِرْصُ والإِنكارُ، عَبِدَ كفَرِحَ) يَعْبَد عَبَداً (فِي الكُلِّ) .
(والعَبَدَةُ، مُحَرَّكةً: القُوَّةُ والسِّمَنُ) يُقَال: ناقةٌ ذاتُ عَبَدَة أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ.
(و) العَبَدَةُ: (البَقاءُ) ، بالمُوحَّدةِ، عَن شَمِرٍ، وَيُقَال بالنُّون، هاكذا وُجِدَ مضبوطاً فِي الأُمَّهَاتِ، يُقَال: ليسَ لثَوْبِكَ عَبَدَةٌ، أَي بَقَاءٌ.
(و) العَبَدَةِ: (صَلَاءَةُ الطِّيبِ) ، عَن الصاغانِيّ.
(و) العَبَدَةُ: (الأَنَفَةُ) والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو يُسْتَنْكَفُ. وَقد عبِدَ، أَي أَنِفَ. ونَسَبه الجوهَريُّ إِلى أَبي زَيْدٍ، قَالَ الفرزدقُ:
أُولائكَ أَحْلَاسِي فجِئنِي بمِثْلِهِمْ
وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ
وَفِي الأَساس: وعَبْدٌ فِي أَنْفِهِ عَبَدَةٌ، أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ، قَالَ أَبو عَمْرو: وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ، من الأَنَفِ والغَضب. وَقيل من عبَدَ، كنَصَر، قَالَ ابْن عَرَفَةَ: إِنما يُقَال من عَبِد بِالْكَسْرِ: عَبِدٌ كفَرِح، وقَلَّما يُقَال عابِدٌ. والقُرْآن لَا يَأْتِي بالقَلِيلِ من اللّغَةِ، وَلَا الشَّاذِّ، ولكنَّ المعنَى: فأَنا أَوْلُ مَن يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى على أَنّه واحِدٌ لَا وَلَدَ لَهُ. كَذَا فِي (التَّنْوِير) لِابْنِ دِحْيَةَ.
(وذُو عَبَدانَ، مُحَرَّكَةً: قَيْلٌ) من أَقْيَال حِمْيَرَ، هُوَ ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ.
(وعَبَدَانُ) ، محرّكةً: (صُقْعٌ من اليَمَنِ) .
(و) عَبْدَانُ (كَسَحْبَانَ: لَا بمَرْوَ، مِنْهَا) الإِمامُ الفاضلُ (عَبْدُ الحَميد بنُ عبد الرَّحْمان) بن أحْمَدَ (أَبو القَسم خَوَاهَرْ زادَهْ) أَي ابنُ بنت القَاضِي، أَبي الحُسَيْن عليّ بن الْحسن الدِّهْقَانيّ، رَوَى عَن خَاله هاذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزَّاق الكُشْمِيهَنيّ.
(و) عَبْدَانُ: اسمُ (رَجُلٍ) من أَهل البَحْرين، (وَله نَهْرٌ، م) أَي مَعْرُوف، (بالبَصْرَة) من جَانب الفُرات. (و) العُبَيْدُ، (كَزُبَيْر: فَرَسٌ) للعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَميِّ، وَفِيه يَقُول:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ
د بَينَ عُيَيْنةَ والأَقْرَعِ
فَمَا كانَ حِصْنٌ وَلَا حابسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَع
وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كُتُب السِّيَر.
(وعُبَيْدان، مُصَغرًا تَثْنِيَة عُبيدٍ: (وادٍ) كَانَ يُقَال إِنَّ فِيهِ حَيَّةً تَحْميه فَلَا يُرْعَى وَلَا يُؤتَى. وَقيل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض اليَمَن لَا يَقْرَبُهُ أَنيسٌ وَلَا وَحْشٌ.
(وبَنُو العُبَيْد) ، مُصَغَّراً: (بَطْنٌ) من بَني عَديِّ بن جَنَابِ بن قُضاعةَ، (وَهُوَ عُبَدِيٌّ، كَهُذَلِيَ) ، فِي هُذَيلٍ.
(و) يُقَال: صُكَّ بِهِ فِي (أُمِّ عُبَيْدٍ) ، أَي (الفَلَاة) ، عَن الفَرَّاءِ، قَالَ: وقلْت للعتَّابيّ: مَا عُبَيْدٌ؟ قَالَ: ابنُ الفَلاة، وَهِي الرَّقَاصَةُ أَيضاً. وَقيل: هِيَ (الخَالِيَةُ) من الأَرض، (أَو مَا أَخُطأَهَاالمَطَرُ) ، عَن الصاغانيّ، وَقد يُعَبَّر عَنْهَا بالدّاهيَة الْعَظِيمَة.
وجاءَ فِي المَثَل: (وَقَعُوا فِي أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا) أَي فِي داهيةِ عظيمةٍ، كَمَا قَالَه المَيْدانيُّ.
(والعُبَيْدَةُ) ، تَصْغِير عَبْدة: (الفَحِثُ) والحَفِث، وَقد تقدَّم ذِكره.
وأُمُّ عَبيدة، كسَفِينة: قُرْبَ واسِطِ (العراقِ) بهَا قَبْرُ (أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ، صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ (السَّيِّدِ) الكبيرِ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ) بنِ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ يَحْيَى بن حازِمِ بنِ عليِّ بن رِفَاعةَ (الرِّفاعِيِّ) نِسْبَة إِلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطَائِحِيِّ، المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ونَفَعَنا بهم.
(و) فِي الأَساس: أَعوذُ باللهِ من قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ، ومِن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ، عَبُّودٌ (كَتَنّورِ: رجلٌ نَوَّامٌ، نامَ فِي مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِينَ) ، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. وَفِي أَمثال الأَصفهَانيّ.
(أَنْوَمُ من عَبّودٍ) وَذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كَانَ عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً، فَغَبَرَ فِي مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ، ثمَّ انصَرَفَ، فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ أَقربُ من سَبْعِ سنِينَ، الَّتِي ذَكَرَ المُصنِّفُ.
(و) عَبُّودٌ: (ع وجَبَلٌ) أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ. وَقيل: عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بَين السّيالَة ومَلَل، وَله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي فِي: هَبُّود، قَالَ الجَمُوحُ الهُذَلِيُّ:
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ
أَخْلَى لَهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ
(و) جاءَ (فِي حَدِيثٍ مُعْضِلٍ) فِيمَا رَوَاهُ محمّدُ بنُ كَعْب القُرَظِيّ ((أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ، يُقَال لَهُ: عَبّودٌ؛ وذالكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا إِلى أَهلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ، إِلّا ذالكَ الأَسودُ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا لَهُ بِئراً فصيَّرُوهُ فِيهَا، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً، فَكَانَ ذالكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي بِهِ طَعَاماً وشَرَاباً، ثمَّ يأْتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه اللهُ تَعَالَى على تِلْكَ الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي) أَي يُنْزَلِ (لَهُ ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، أَنَّ الأَسْود) المذكورَ (احَتطَبَ يَوْمًا، ثمَّ جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فَنَامَ سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ) أَي قَامَ (من نَومَتِهِ وَهُوَ لَا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ) وَفِي بعضِ النُّسخ: لَا يرَى أَنَّه نَام إِلَّا (سَاعَة من نَهَارٍ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ) على عادَتِهِ (فَبَاعَ حَطَبَهُ، ثمَّ أَتَى الحُفْرَةَ فَلم يَجِد النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم فِيها، وَقد كَانَ بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ) من البئرِ (فَكَانَ يسأَلُ عَن) ذالك (الأَسْودِ، فيَقُولون: لَا نَدْرِي أَيْنَ هُو. فَضُرِبَ بِهِ المَثَلُ لِمَن نَام طَويلاً) .
وَفِي (المُضَافِ والمَنْسُوب) لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ: قَالَ الشَّرْقِيُّ: أَصلُه أَن عَبُّوداً قَالَ لِقَوْمِه: اندُبُونِي لِأَعْلَم كَيفَ تَنْدُبُونِّي إِذا مِتّ، ثمَّ نَامَ فماتَ. وَقَالَ ابْن الحَجَّاج:
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ
وَفِي التكملة، عَن الشَّرْقِيّ: أَنَّه كَانَ رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه، وَقَالَ: اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً، فَنَدَبْنَهِ، وَمَات على الحالِ.
(و) أَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ (بن عَبُّودِ) بن واقدٍ: (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه.
(و) المِعْبَد، (كمِنْبَرٍ المِسْحَاة) والجمْع: المَابد، وَهِي المَساحِي والمُرُورْ، قَالَ عَدِيُّ بن زيدٍ:
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ
(و) يُقَال: ذَهَبُوا عَبابِيدَ، وعَبَادِيدَ. وَتقول: أَمّا بَنُو فُلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا. قَالَ الجوهريُّ: (العَبابِيدُ، والعَبَادِيدُ، بِلَا واحدٍ من لَفْظِهِمَا) ، قالَه سيبَوَيْه وَعَلِيهِ الأَكْثَرُ، وَلذَا قَالُوا: إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم: عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ، وهم (الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ، الذَّاهِبونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ) ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول، أَو فِعِّيل، أَو فِعْلالٍ.
(و) العَبَادِيدُ (الآكامُ) ، عَن الصَّاغَانِيِّ.
(و) العَبابِيدُ: (الطُّرُقُ البَعِيدةُ) الأَطرافِ، المُخْتَلِفَةُ. وَقيل: لَا يُتَكَلَّم بهَا فِي الإِقبالِ، إِنَّما فِي التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ.
(والعَبَادِيدُ: ع) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وعَابُودُ: د، قُرْبَ القُدْسِ) ، مَا بَين الرَّمْلَةِ ونابُلُسَ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وسكَنَتْه بِنور زيد (وعابِدٌ: جَبَلٌ) : وَقيل: موضِعٌ. وَقيل: صُقْعٌ بِمصْر.
(و) عابِدُ بنُ عبدِ الله (بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ) القُرَشِيّ (ومِن وَلَدِهِ: عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ) بن أَبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ (الصَّحَابِيُّ) القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ، القَارىءُ المَكِّيُّ، قرأَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ.
(وعبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ) بن عابِدٍ، أَبو عبدِ الرَّحْمانِ، وَقيل أَبو السَّائِب، (المُحَدِّثُ، العابِدِيَّانِ) المَخْزُومِيَّانِ.
(والعِبَادُ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا قَالَه ابْن دريدٍ وغيرُه، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ. (و) قَالَ ابْن بَرِّيَ والصاغانِيُّ: (الفَتْحُ غَلَطٌ، وَهِمَ الجوهرِيُّ) فِي ذالِكَ، وتَبِعَ فِيهِ غَيره. وهُم قومٌ مِنْ (قَبَائِلَ شَتَّى) من بُطُونِ العَرَبِ، (اجتَمَعُوا على) دينِ (النَّصْرَانِيَّةِ) فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد، وَقَالُوا: نَحن العِبَادُ. والنَّسَبُ إِليه: عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيَ، نَزلُوا (بالحِيرةِ) ، وَمِنْهُم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ، جاهِلِيٌّ من أَهل الحِيرة، يُكْنَى أَبَا عُمَيْر، وجَدُّه أَيُّوبُ، أَوَّلُ مَن تَسَمَّى أَيُّوبَ من الْعَرَب، كَمَا سبقت الإِشارةُ إِليه فِي الموحَّدة.
وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ أَحمدُ بن أَبِي يَعْقُوبَ: إِنَّمَا سُمِّيَ نَصَارَى الحِيرَةِ لعبَادَ، لأَنه وَفَد على كَنُود مِنْهُم خمسٌ، فَقَالَ للأَوّلِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المَسِيح. وَقَالَ للثَّانِي: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ يَا لِيلَ. وَقَالَ للثّالث: مَا اسمُكَ؟ قَالَ عبدُ عَمْرو. وَقَالَ للرّابع: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عَبْدُ ياسُوعَ. وَقَالَ للخامس: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ اللهِ. فَقَالَ: أَنتُم عِبادٌ كُلُّكُم. فسُمُّوا عِباداً.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: (أَعْبَدَنِي فلانٌ فلَانا، أَي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَةِ: أَعْبَدْتُ فُلاناً، أَي استَعْبَدْتُه. قَالَ: ولسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ مَا قَالَه اللَّيْثُ، إِن صَحَّ لِثِقَةٍ من الأَئِمَّةِ، فإِنَّ السَّماعَ فِي اللُّغَاتِ أَوْلَى بِنَا مِن خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْسِ، وابتداعِ قِيَاسَاتٍ لَا تَطَّرِدُ.
(و) أَعبدَنِي فلانٌ (اتَّخَذَنِي عَبْداً) أَو صَيَّرِني كالعَبْدِ. وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ أَعْبَدَ مُحَرَّراً) ، أَي اتَّخَذه عَبْداً، وَهُوَ أَن يُعتِقَه ثمَّ يَكْتُمَهُ إِيّاه، أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخُذَ حُرًّا فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه. والقياسُ أَن يكونَ: أَعْبَدْتُه: جعَلْتُه عَبْداً.
(و) أَعْبَدَ (القَوْمُ بالرَّجُلِ) : اجتَمَعُوا عَلَيْهِ و (ضَرَبُوه) .
(والعَبَّادِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: لَا، بالمَرْجِ) . نقلَه الصاغانيُّ.
(وعَبَّادَانُ: جَزِيرة أَحاطَ بهَا شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ فِي بَحْر فارِسَ) ، مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك. مثله فِي الْمِصْبَاح، المَشَارق. وَقَالَ ابْن خُرداد: إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِراقِ، بينعه وَبَين البَصْرَةِ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخاً، سُمِّيَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيّ. وَفِي الْمثل: (مَا وَراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ) .
(وعَبَّادَةُ) التَّشْدِيد: (جَارِيةُ) المُهَلَّبِيَّة، لَهَا قِصَّةٌ ذَكرها الزُّبَيْر، وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبو العَتاهِيةِ:
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ
فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْ
أَنْسَاه عَبَّاد ذاتَ الهَوَى
وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ وابنُ غُرَيْرٍ كانَ يَهْوَى عَبَّادة.
(و) اسمُ (مُخَنَّث) ذِي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ، ذكَره الذَّهَبِيُّ.
(و) يُقَال: (عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ، أَي (أُغْرِيتُ) بِهِ.
(والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الطَّرِيقِ وغيرِهِ) ، يُقَال: بَعِيرٌ مُعَبَّد، أَي مُذَلَّلٌ، وطَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَي مَسْلُوكٌ مُذَلَّل. وَقيل: هُوَ الَّذِي تَكثرُ فِيهِ المُخْتَلِفةُ. قَالَ الأَزهريُّ: والمُعَبَّد: الطَّرِيقُ المَوطُوءُ. (و) المُعَبَّدُ: (المُكَرَّمُ) المُعَظَّم، كأَنّه يُعْبَد، (ضِدٌّ) ، قَالَ حَاتِم:
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني
أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا
أَي مُعَظَّماً مَخْدُوماً، وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّمٌ.
(و) قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً
إِذا مَا ضَرَبْنَا رأْسَه لَا يُرَنِّحُ
قَالَ الأَزهريُّ: المُعَبَّدُ هُنَا: (الوَتِدُ) .
(و) المُعَبَّد: (المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) المُعَبَّدُ (بَلَدٌ مَا فِيهِ أَثَرٌ وَلَا عَلَمٌ وَلَا ماءٌ) ، أَنشد شَمِرٌ:
وَبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ
(و) المُعَبَّد: البَعِيرُ (المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ) ، قَالَ طَرَفةُ:
إِلَى أَن تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
قَالَ شَمِرٌ: لمُعَبَّدُ من الإِبل: الَّذِي قد عُمَّ جِلْدُه بالقَطْرَانِ. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: الأَجْرَبُ الّذي قَد تَساقَطَ وَبَرُهُ، فأُفْرِدَ عَن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ.
قلت: وَمثله عَن كُرَاع، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: هُوَ الّذِي عَبَّدِ الجَرَبُ، أَي ذَلَّله.
(وعَبَّدَ تَعْبِيداً: ذَهَبَ شارِداً) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَا عَبَّدَ أَن فَعَلَ) ذالك أَي (مَا لَبِثَ) ، وَكَذَا مَا عتَّمَ، وَمَا كَذَّبَ.
(وأَعْبَدُوا) بِهِ: (اجتَمَعُوا) عَلَيْه يَضْرِبُونَه. نَقله الصاغانيُّ.
(والاعتِبَادُ، والاسْتِعْبادُ: التَّعْبِيدُ) ، يُقَال: فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ، أَي اتَّخَذَه عَبْداً.
وعَبَّد الرَّجُلَ، واعْتَبَدَه: صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ لَهُ.
(وتَعَبَّدَ: تَنَسَّكَ) ، وقَعَدَ فِي مُتَعَبَّدِهِ، أَي مَوضِع نُسُكِه.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرُ: امتَنَعَ وصَعُبَ) ، وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْت الكِلابِيّينَ يَقُولونَ: بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد، إِذا امْتَنَعَ على النّاسِ صُعُوبَةً، فَصَارَ كآبِدةِ الوَحْشِ.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرَ: طَرَدَهُ حتَّى أَعْيَا) وكَلَّ فانقُطِعَ بِهِ.
(و) تَعَبَّدَ (فُلاناً: اتَّخَذَه عَبْداً، كاعْتَبَدَهُ) وعَبَّده، واسْتَعْبَدَه، عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ رُؤْبَةُ:
يَرْضَوْ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي
وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً) وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: (المُعَبَّدة: السفينةُ المُقَيَّرَةُ) أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهُنِ أَو القَارِ.
(و) يُقَال: (أُعْبِدَ بِهِ، مَبْنِيًّا للمَجْهُول، أَي (أُبْدِعَ) ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ.
(و) يُقَال: أُعْبِدَ بالرَّجُلِ، إِذا (كَلَّتْ راحِلَتُهُ) أَو ماتَتَ، أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ بِهِ.
(وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ، بالفَتْح) فالسُّكون واسمُ الطَّبِيب زيدُ بن مالِكِ بنِ امْرىءِ القَيس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ.
(وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ) ، نَسَبُه فِي تَمِيمٍ، وَهُوَ عَلْقمَةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْس، يُعْرَفُ بِعَلْقَمةَ الفَحلِ. وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك) ، كَذَا فِي (الإِيناس) .
(والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إِلى عَبْدِ القَيْسِ) القَبِيلَةِ المَشْهُورَ. (وَيُقَال: عَبْقَسِيٌّ، أَيضاً) على النَّحْتِ، كَعَبْشَمِيَ، والأَولُ أَكْثَرُ.
(والعَبْدَانِ) فِي بني قُشَيْرِ: (عبدُ اللهِ بنُ قُشَيْر) بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، القَبِيلةِ المشهورةِ، (وَهُوَ الأَعْوَرُ، وَهُوَ ابنُ لُبَيْنَى) ، تَصْغِير لُبْنَى، وَفِيهِمْ يَقُول أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً
ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُ
(وعبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعَةَ، (وَهُوَ سَلَمَةُ الخَيْرِ) وَوَلَدُ وَلَدِه: بَيْحَرةُ بنُ فِرَاس،، الّذِي نَخَس ناقَة النبيِّ، صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فصرَعَتْه، فَلَعَنَه النَّبِيُّ، صلّى اللهُ عليْه وسلّم.
(والعَبِيدَتَانِ: عَبِيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ، (وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ) بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة.
(والعَبَادِلَةُ) جمعُ عبدِ اللهِ، على النَّحْتِ، لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ، وبعضِ المُضَافِ إِليه، لَا أَنّه جمع لِعَبْدَل، كَمَا تَوَهَّمَهُ بعضُهم، وإِن كَانَ صَحِيحاً فِي اللَّفْظِ، إِلَّا أَنَّ المَعْنَى يأْباهُ. وأُطْلِق على هاؤلاءِ للتَّغْلِيب. قَالَه شيخُنا. وهم ثَلَاثَة، وَقيل: أَربعة.
أَوَّلُهم: سَيِّدُنا الحَبْرُ عبدُ الله (بنُ عَبَّاسِ) بن عبدِ المُطَّلِب، الهاشِمِيُّ القُرَشيُّ، تُرْجمانُ القرآنِ، تُوُفِّيَ بالطَّائِف.
(و) ثانيهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عُمَرَ) بنِ الخَطَّاب، العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ.
(و) ثالثهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ) السَّهْمِيّ القُرَشِيُّ.
فهؤلاءِ ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ. وآخِرُهم مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ، سنةَ ثلاثٍ وسِتِّين.
(وَلَيْسَ مِنْهُم) ، أَي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ مَسْعُودٍ) الهُذَلِيّ. وذَكَرَ ابنُ الهمامِ فِي (فَتْح الْقَدِير) أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مَسْعودٍ مِنْهم، دُون ابْن عَمْرِو بن العاصِ. قَالَ: وعُرْفُ غَيرِنَا بالعَكْسِ وَمِنْهُم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَيْرِ. (وغَلِطَ الجوهَرِيُّ) . قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِنَاء مِنْهُ على أَنَّ الجَوْهَريَّ ذَكَر فِي العِبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ، رَضِي الله عَنهُ، وَلَيْسَ فِي شيْءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرً لَهُ وَلَا تَعَرُّضٌ، بل اقتَصَر فِي الصّحاح على الثَّلاثةِ الّذِين ذَكَرهم المصنِّفُ، وكَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ فِي نُسْخَتِهِ زيادةٌ مُحَرَّفةٌ أَو جامِعَةٌ بِلَا تَصحيحٍ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ الأَولَى أَن يَنْسُبَ الغَلَط إِليها. وَقد راجَعْت أَكثَرَ من خمسين نُسخةً من الصّحاح فَلم أَرَه ذَكَر غيْرَ الثلاثةِ، لم يَتَعَرَّض لغيرِهم، نَعَمْ رأَيتُ فِي بعْضه النُّسخ النادِرَةِ زيادَةَ بنِ مَسْعُودٍ فِي الهامِشِ، كأَنَّها مُلْحَقَةٌ صْلِيحاً. ورأَيتُ العلَّامةَ سْدى لبي أَنكَر هاذه الزيادةَ، وذَكَر أَنَّه تَتَبَّعَ كثيرا من نُسَخِ الصّحاحِ، فلَم يَجدْ فِيهَا هاذه الزيادةَ. وجَزَمَ بأَن الجَوْهَرِيَّ لم يَعُدَّه.
(وعَبْدَلُ، بِاللَّامِ: اسمُ حَضرَمَوْتَ) القديمُ، نقلَه الصاغانيُّ.
(وَذُو عَبْدانَ) كسَحْبانَ: (قَيْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ) بن أَشْرَسَ بن ثَوْر. وهاذا تَقَدَّمَ بعَيْنِهِ، فَهُوَ تَكرارٌ مُخِلٌّ. والصَّوابُ فِي ضَبْطِه بالتَّحْرِيك، كَمَا مرَّ لَهُ.
(وسَمَّوْا عِبَاداً) ككِتَاب، (وعُبَاداً) كغُرَبٍ، (ومَعْبَداً) كمَسْكَنٍ، (وعِبْدِيداً) بِكَسْر فَسُكُون، (وأَعبُداً) ، كأَفْلُس، (وَعبَّاداً) ككَتَّانٍ، (وعابِداً، وُعَبِيداً) كأَمِيرٍ، (وعُبَيْداً) ، مُصَغَّراً (وعُبَيْدَةَ) بِزِيَادَة الهاءِ، (وعَبِيدَةَ) ، بِفَتْح فَكسر، (وعَبْدَةَ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ، بضمِّهما، وعَبْدَلاً) بِزِيَادَة اللّام، (وعَبْدَكاً) ، بِزِيَادَة الْكَاف، (وعَبْدُوساً) ، بزيادةِ الواوِ وَالسِّين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العابِد: المُوحِّد.
والتَّعْبِيدة: العُبُودِيَّةُ.
وَمَا عَبَدَكَ عَنِّي: مَا حَبَسَك.
وعَبَدَ بِهِ: لَزِمَهُ فلَمْ يُفَارِقْه.
والعَبَدَةُ، محرّكَةً: النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ.
وقولُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِى فِى عِبَادِى} (الْفجْر: 29) أَي حِزْبِي.
وعَبَدَ يَعْدُو، إِذا أَسْرَعَ.
والعَبَدُ: الحُزْنُ والوَجْد.
وقولُه تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) أَي إِلَّا لأَدْعُوَهُم إِلى عِبادَتِي، وأَنا مُرِيدٌ للعِبَادَةِ مِنْهُم، وَقد عَلِمَ اللهُ، قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم، مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ بِه، وَلَو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانُوا كُلُّهُم عِبَاداً مُؤْمِنِين. كَذَا فِي تَفْسِير الزَّجَّاج. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا قولُ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ.
وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤُه من قَبْلُ.
وَقَالَ بنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ، وَهُوَ الخاضِعُ لِرَبِّهِ، المُسْتَلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه، والمُتَعَبِّد: المخنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ.
وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ، وَهُوَ الْذِي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ.
وَقَالَ أَبو جعْفَرٍ: وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عَن أَبي زَيْدٍ: عَبَّدْت الرجُلَ: ذَلَّلْتُه حتَّى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ.
وعُبَادُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ، سَمِعَ الحديثَ على الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ.
وعَبَادُ بنُ السَّكُون، كسَحَابٍ: قَبِيلةٌ، وَقيل: بَطْنٌ من تُجِيبَ. وعَبادَة بن نَسِيَ التُّجِيبِيُّ، قَاضِي الأُرْدُنَّ، من صالِحِي التابِعِينَ.
وَيُقَال؛ عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ.
وعابِدٌ: لَقَبُ أَبي المُظَفَّرِ ناصِرِ بنِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ، السَّمَرْقَنْدِيِّ، المحدِّثِ، قيل: كَانَ أَبُوه دِهْقاناً كَثِيرَ المَال، فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ، فباعَ غَلَّتَه بِنِصْفه ثَمَنِها، وأَعْطَى الّذين يجْلِبُونَ الطَّعَامَ ليُرْخِصُوه، فحَصَل بهِ رِفْقٌ، فَقيل: عابِدٌ. فَبَقِيَ عَلَيْهِ وعَلى عَقِبِهِ.
وَفِي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضمّ، ابنُ جَذِيمةً بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم. ذَكَرَه الوزيرُ المَغْرِبِيُّ.
وَفِي الصّحاح (حِمَارَا العِبَادِيّ) بالتَّثْنِيَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً فِي التَّرَدُّدِ بَيْنَ مَا أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخر. قيل لِعِبَادِيِّ: أَيُّ حِمارَيْكَ شعرٌّ؟ قَالَ: هاذا ثُمَّ هاذا.
(ويَومُ عَبِيدٍ) يُضْرَبُ مَثَلاً للْيَومِ المَنْحُوسِ، لأَنّه لَقِيَ النّعْمَانَ فِي يومِ بُؤْسِهِ فَقَتلَه.
والعُبَيدِيّون: خُلَفَاءُ مصر، معروفون.
وعَبَدَة، بِالتَّحْرِيكِ، فِي نَسبِ كثيرٍ من أَهل الجاهليّ، والصّحابة، والتّابعين، فَمن الْمَشَاهِير: الجَرَنْفَش ابْن عَبَدَة الطائِيُّ المُعَمَّر، وجَرِير بن عَبَدةَ، وأَيْفعُ بنُ عَبَد، وأَبو النجْمِ العِجْليُّ الرَّجِزُ فِي أَجداده عَبَدَة بن الحارِثِ، ضَبَطَه أَبو عمرٍ والشَّيبانِيُّ.
وكسَفِينَة: عَبِيدَة بن عَمْرٍ والسَّلْمانيّ، وآخَرُون.
وبالضّمّ كثير.
وأَبو العَبْد أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ، حدَّثَ.
وعِبْدانُ، بِالْكَسْرِ: جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة، حدَّث عَنهُ يعقوبُ بن محمّدٍ الزُّهريّ، وَابْنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر، ورَبيعَة بن عِبدانَ، صحابِيٌّ. وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وَتَشْديد الدّال، حَكَاهُ النَّوَوِيُّ فِي شرْح مُسْلِم.
ودير عَبْدُون: مَعْرُوف بِالشَّام، قَالَ ابْن المُعْتَزّ:
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ
ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّالُ مِنَ المَطَرِ
وعَبْدَة بنتُ صَفْوَان: صحابِيَّةٌ مَشْهُورَة.
وَالْعَابِد: الخادِمُ، قيل إِنه مجَاز.
وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّي مَوْلَى العاصِي بنِ وابصةَ المَخْزُومِيّ.
وَبَنُو عُبَادَة من بني عُقَيْل بنِ كَعْبٍ.
وعُبَيْد، مصغّراً: اسْم بَيْطَارٍ، وَقعَ فِي شِعرِ الأَعشى:
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ وَلم يقْ
طَع عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِ
وعُبَيْدَنُ فِي بَيت الحُطَيئةِ: راعٍ كَانَ لِرَجُلٍ من عادٍ، ثمَّ أَحَدِ بَني سُوَيد وَله خَبَرٌ طويلٌ.
وأَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد، العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ، فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 هـ.
وأَما الأَمير أَبو الْحُسَيْن أَزد شير بن أَبي مَنْصُور الْوَاعِظ العباديّ، فإِلى عبَادَة، قَرْيَة بمرو.
وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس، من بني بكر بن وَائِل: قَبيلَة.
والمَعْبد: العِبادة وَهُوَ مصدر.
والعَبِد، ككَتِف: الجَرِب.
وأَود عَبُّود فِي قَول حَسَّان بنِ ثَابت:
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ
أَو الأَخابِثِ من أَولادِ عَبّودِ
أَراد، عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ.
وعابِدةُ الحَسناءُ بنْت شُعَيْب أُخت عَمْرو بن شُعيب.
وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة، مِنْهُم: عُبَّدَةُ بن هِلَالِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ، فَرْدٌ، وجَزمَ عبد الْغَنِيّ بأَنه كصُرَد. وَقَالَ ابْن مَاكُولَا: وَهُوَ الأَشبهُ. قَالَ: وَيُقَال بضمّتين مُخَفَّفاً، وبفتح فَسُكُون، وبضمّ فَسُكُون.
وعُبَادَى، كحُبَالَى: اسمُ نصرانِيَ جاءَ فِي السِّيَرِ أَنهى هدَى إِلى رَسُول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم.
وعَبِدَهُ، كعَلِمَ: أَنكره.
والعَبِدُ، كَتِف: الحَرِيصُ.
ومُنْيَةُ عَبَّادٍ، ككَتَّان: قَرْيَةٌ بمصْرَ.
والعَبَابِدَةُ: بَطْنٌ من العَرَبِ، نُسِبَتْ إِليهم النُّوقُ الفارِيقيَّةُ.
والمَعابِدَةُ: اسْم للمُحصَّب.
وعَبْدلُ، بِاللَّامِ، ابنُ الْحَارِث العِجْلِيّ، وابنُ ابنِ أَخيه، عَبْدلُ بن حَنْظَلةَ بن يامِ بن الْحَارِث، كَانَ شَرِيفاً.
والحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ لأَسَدِيُّ، الشاعِرُ كُوفِيٌّ ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي زَمنِ زِياد.
وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ.
وسَمَّوْا: عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة. وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب. وَفِي تَفْصِيل ذالك طُولٌ.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ الله بنِ عَبْدٍ: كَانَ شاعِراً كاتِباً.
وأَبو أَحمد محمّد بن عَليّ بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ: مُقَدَّم السبعةِ بهَا رَوى وحدَّث.
والعَبْدَلِيُّ: نِسبةٌ إِلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ.
وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ. ذَكرَ الثعالبي فِي (الْيَتِيمَة) .
وأَبو عبد الله محمّد لبنُ إِبراهيمَ بنِ عَبْدُوَيه، وَابْن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهيم العَبْدُويانِ. والنُّحَاةُ يفتحون الدّال: محدّثانِ.
وَفِي هَمْدانَ: عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالكِ بن حاشد. وَفِي تَمِيم: عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع. وَفِي الأَنصار: عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ. وَفِي نَهْد: عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيِّ بن مَالك بن نَهْد: قبائلُ. والنِّسبة إِليهم: عُبَيْدِيٌّ.
وأَبو بكرٍ محمدُ بن فارسِ بنِ حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمان بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَدِيُّ. قَالَ الخَطِيب: يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ. وأَبو عبدِ الله محمَّدُّ بن أَبِي مُوسَى بن بن عِيسَى بن أَحمد بن مُوسَى المَعْبَدِيّ: من وَلَدِ مَعْبَده ابنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلب، انْتَهَت إِليه رِيَاسَةُ العَبَّاسيّينَ فِي وَقْته، رَوَيَا وحَدَّثا.
ويَعْبُدَى: مَوضِع بِالشَّام.
والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد: مَوْضِعُ العِبَادَةِ.
(عبد) عبدا وَعَبدَة نَدم وَعَلِيهِ غضب وَمِنْه أنف وعَلى نَفسه لامها وَعَلِيهِ حرص وَبِه لزمَه فَلم يُفَارِقهُ فَهُوَ عَابِد وَعبد

(عبد) عبودا وعبودية ملك هُوَ وآباؤه من قبل
ع ب د

يقال: عبد بيّن العبودية، وأقرّ بالعبودية. وفلان قد استعبده الطمع. وتعبدني فلان واعتبدني: صيرني كالعبد له. قال:

تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

وعبده وأعبده: جعله عبداً. قال:

علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان

وأعبدني فلاناً: ملكنيه. وتعبد فلان وتنسّك. وقعد في متعبده. وطريق وبعير معبد: مذلل، وتقول: لا تجعلني كالبعير المعبّد، والأسير المتعبد. وذهبوا عباديد. وتقول: أما بنو فلان فقد تبدّدوا وتعبددوا. وعبدٌ في أنفه عبدة أي أنفة شديدة. وأعوذ بالله من قومة العبوديّة، ومن النومة العبودية؛ وكان عبود مثلاً في النوم.
عبد: عبَّد (بالتشديد): جعله عبداً (فوك).
تعبَّدان: المعنى الذي ذكره فريتاج باللاتينية لهذا الفعل وهو امر أن يعبد معنى جيد ولو إنه لم يأت بشاهد عليه (وهذا المعنى لم يذكره لين) وهذا الفعل يسند إلى الله سبحانه وتعالى ونجده في كتاب عبد اللطيف الذي نشره سلفستر دي ساسي (ص533) ففيها: فإن لله سبحانه تعبَّد أن يدعى جهراً الخ. أي أن الله سبحانه فرض علينا أن ندعوه جهراً ولو إنه يعلم السرّ وأخفى.
تعبَّد ب: تعهد واخذ على نفسه إطاعة أوامر الله تعالى (بدرون ص123 من التعليقات) وانظر عن هذا المعنى والذي سبقه (معجم الماوردي).
تعبَّد الطريق: صار ممهداً أمنا (المقري 2: 701) عَبْد. العِباد: النصارى النساطرة كالذين يسكنون مدينة الحيرة. وهم عرب من تنوخ وكانوا يؤلفون القسم الأعظم من النصارى.
وكلمة عِبادِيّ تطلق عادة على أحد هؤلاء العرب من النصارى (الجريدة الآسيوية 1838، 2: 502).
عبد البطن: نِهم، شره (بوشر).
عبد الشمس: عبَاد الشمس، دوّار الشمس (زهر). (بوشر).
عُبْدِية: عُبوديّة، رقّ (فوك).
عِبادِيّ: انظرها في مادة عبد. عُبِيْديَّة: مجموعة من ضفائر الشعر المستعار تخالطها شرائط حريرية سود تربطه النساء بشعورهن ويتركنه يتدلى خلفهن (بوشر، برجون ص806، محيط المحيط).
عَبّاديّ. حصير عباديّ: حصير من السمار والاسل والحلفاء (فوك) وانظر المادة التالية.
عَبَّادانِيّ: من سكان عبادان وهو موضع حقير مقفر واقع في منطقة كلها مستنقع كبير إنما يحصلون على أسباب العيش من نسج الحصر.
(المقدسي ص118) وكانت هذه الحصر جميلة وكانت تقلد في مواضع أخرى. ومن هذا أصبحت كلمة عباداني اسما لنوع جميل جداً من الحصر.
(المقدسي ص128، 203، 242، 451، 1: 3 من التعليقات) وقد أرشدني إلى هذه المصادر في المقدسي السيد دي غويه. وفي ألف ليلة (برسل 7: 190) ايوان بفسقية وشادروان وحصر عيداني ومخّدات اسكندراني، ويجب تصحيح عيداني فالصواب عَبَّداني أو عباداني.
وقد ذكر فوك حَصِير عبادي بمعنى حصير من السمار أو الاسل. وهو نفس الكلمة لأن اسم هذا المكان كان في الأصل عَبَّاد غير أن أهل البصرة ونواحيها اعتادوا أن يلحقوا ألفا ونوناً إلى اسم الأماكن، وهكذا قالوا زيادان على مكان سمي باسم زياد، وبلالان على مكان آخر سمي باسم بلال. (انظر ياقوت 3: 298).
عابد: راهب، من نذر نفسه للعبادة. (فوك، الكالا).
عابد: ناسك، زاهد، حبيس (فوك، بوشر) وعند النصارى الراهب المنفرد للعبادة. (محيط المحيط).
تَّعبدُّ: عبودية، رق (بوشر).
مِعْبَدَة= مِعْبَد (ديوان الهذليين ص135).
مَعْبُود: مملوك اسود (الكالا) وفيه: عَبْد للمملوك مطلقاً.
مُتَّعبَّد: تعّبد، عبادة. ففي أماري ديب (ص175) كنيسة لمتعبّدهم. وفي رحلة ابن بطوطة (2: 137): بيت متعبده.
عبد
العُبُودِيَّةُ: إظهار التّذلّل، والعِبَادَةُ أبلغُ منها، لأنها غاية التّذلّل، ولا يستحقّها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] .
والعِبَادَةُ ضربان:
عِبَادَةٌ بالتّسخير، وهو كما ذكرناه في السّجود.
وعِبَادَةٌ بالاختيار، وهي لذوي النّطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
[البقرة/ 21] ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء/ 36] .
والعَبْدُ يقال على أربعة أضرب:
الأوّل: عَبْدٌ بحكم الشّرع، وهو الإنسان الذي يصحّ بيعه وابتياعه، نحو: الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
[البقرة/ 178] ، وعَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ
[النحل/ 75] .
الثاني: عَبْدٌ بالإيجاد، وذلك ليس إلّا لله، وإيّاه قصد بقوله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً
[مريم/ 93] .
والثالث: عَبْدٌ بالعِبَادَةِ والخدمة، والناس في هذا ضربان:
عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله:
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ
[ص/ 41] ، إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ
[الفرقان/ 1] ، عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ [الكهف/ 1] ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ
[الحجر/ 42] ، كُونُوا عِباداً لِي
[آل عمران/ 79] ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
[الحجر/ 40] ، وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ
[مريم/ 61] ، وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان/ 63] ، فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا
[الدخان/ 23] ، فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا
[الكهف/ 65] .
وعَبْدٌ للدّنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإيّاه قصد النّبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «تعس عَبْدُ الدّرهمِ، تعس عَبْدُ الدّينار» ، وعلى هذا النحو يصحّ أن يقال:
ليس كلّ إنسان عَبْداً لله، فإنّ العَبْدَ على هذا بمعنى العَابِدِ، لكن العَبْدَ أبلغ من العَابِدِ، والناس كلّهم عِبَادُ الله بل الأشياء كلّها كذلك، لكن بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، وجمع العَبْدِ الذي هو مُسترَقٌّ: عَبِيدٌ، وقيل: عِبِدَّى ، وجمع العَبْدِ الذي هو العَابِدُ عِبَادٌ، فالعَبِيدُ إذا أضيف إلى الله أعمّ من العِبَادِ. ولهذا قال: وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق/ 29] ، فنبّه أنه لا يظلم من يختصّ بِعِبَادَتِهِ ومن انتسب إلى غيره من الّذين تسمّوا بِعَبْدِ الشمس وعَبْدِ اللّات ونحو ذلك.
ويقال: طريق مُعَبَّدٌ، أي: مذلّل بالوطء، وبعير مُعَبَّدٌ: مذلّل بالقطران، وعَبَّدتُ فلاناً: إذا ذلّلته، وإذا اتّخذته عَبْداً. قال تعالى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[الشعراء/ 22] .
باب العين والدال والباء معهما ع ب د- د ع ب- ب ع د- ب د ع مستعملات ع د ب- د ب ع مهملان

عبد: العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي: لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال :

تعبدني نمر بن سعد، وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى (أن) يُنْجِمَ عنكَ، [أي] لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ. وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. والجزم فيها ة خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني: جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي: مَلَّكَني إياه. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران، وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال :

وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد

وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة.

ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: عَبِدْتُ فَصَمَتُّ

أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال :

ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد

والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهبت الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ :

والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ ... كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد  والعباديد: الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة، وكذا العبابيد.

دعب: الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال :

واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم ... مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ

رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتا للداعب، ويكسعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:

يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا ... بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا

أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز :

يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ ... إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ

أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلما هي تستعمل في الكلام. والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. والدعبوب: النشيط. قال :

يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ ... رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ

بعد: بعد: خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف بعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ، أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه من صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله [له] مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ، البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وبعّد، قال الطّرماح :

تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ

والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال :

من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ

وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ

ويقرأ: بَعِدَتْ ثَمُودُ وبَعِدَتْ ثَمُودُ. إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال :

وقلنا أبعدوا كبعاد عاد وهذا من قولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَتْ ثَمُودُ، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.

بدع: البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عز وجل: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ

، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر :

فلست بِبِدْعٍ من النائبات ... ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال :

إنّ (نبا) ومطيعاً ... خُلِقا خلقاً بديعا

جمعةُ تُتْبَعُ سبتا ... وجُمادَى وربيعا

ويُقرأ: بديعَ السماوات والأرض بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه على التعجّب، والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر :

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا ... والطعن أمر من الواشين لا بدع

وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظهره. 

عبد

1 عَبَدَ اللّٰهَ, aor. ـُ inf. n. عِبَادَةٌ (IKtt, L, Msb, &c.) and عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ (IKtt) and مَعْبَدٌ and مَعْبَدَةٌ, (L,) He served, worshipped, or adored, God; rendered to Him religious service, worship, or adoration: (L:) or he obeyed God: (IKtt:) or he obeyed God with humility or submissiveness; rendered to Him humble, or submissive, obedience: (IAth, L, Msb:) [or, inf. n. عِبَادَةٌ, he did what God approved: and, inf. n. عُبُودَةٌ, he approved what God did: (see the former of these ns. below:)] the verb is used in these senses only when the object is God, or a false god, or the Devil. (TA.) A2: عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ I was excited against him to annoy, molest, harm, or hurt, him. (O, K.) b2: And مَا عَبَدَكَ عَنِّى What has withheld thee from me? (IAar, L.) A3: عَبُدَ, aor. ـُ inf. n. عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ, accord. to Lh and IKtt, but A'Obeyd held that there is no verb to these two ns., He was, or became, a slave, or in a state of slavery: or he was, or became, in a state of slavery, his fathers having been so before him; as also ↓ عُبِّدَ. (L.) b2: Lth read [in the Kur v. 65] وَعَبُدَ الطَّاغُوتُ; explaining the meaning to be, Et-Tághoot having become an object of worship; and saying that عَبُدَ, here, is a verb similar to ظَرُفَ and فَقُهَ: but Az says that in this he has committed a mistake. (L.) A4: عَبِدَ, aor. ـَ inf. n. عَبَدٌ (and عَبَدَةٌ, or this is a simple subst., L), He was, or became, angry; (Fr, S, O, * L, Msb, K;) [and so ↓ تعبّد, in the Deewán of Jereer, accord. to Freytag;] like أَبِدَ and أَمِدَ and أَحِنَ: (Fr:) and he was long angry. (L.) You say, عَبِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (Fr.) And ElFarezdak makes it trans. without a prep., saying يَعْبَدُنِى. (L.) b2: He disdained, or scorned. (Az, S, O, L.) El-Farezdak says, وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُو كُلَيْبًا بِدَارِمِ [And I disdain to satirize Kuleyb with Dárim: the former being unworthy to be coupled with the latter even as an object of satire]. (S, O, L.) [See also عَبِدٌ.] b3: He denied, disacknowledged, or disallowed. (O, K.) [See, again, عَبِدٌ.] b4: He repented, and blamed himself, (O, K, TA,) for having been remiss, or having fallen short of doing what he ought to have done. (TA.) b5: He mourned, grieved, or was sorrowful. (L.) b6: He was covetous; or inordinately, or culpably, desirous. (O, K.) And عَبِدَ بِهِ He clave, or kept, to it, or him, inseparably. (L.) b7: And, (O, L, K,) said of a camel, (L,) He was, or became, affected with mange, or scab: (L:) or with incurable mange or scab: (O, L:) or with severe mange or scab. (K.) 2 عبّدهُ, (S, * A, O, ast; Msb, K, *) inf. n. تَعْبِيدٌ; (S, O, K;) and ↓ اعبدهُ, (S, A, O, K,) inf. n. إِعْبَادٌ; (S;) and ↓ تعبّدهُ, and ↓ اعتبدهُ, (S, O, K,) and ↓ استعبدهُ; (S, * O, * Msb, K; *) He made him, or took him as, a slave; he enslaved him: (S, A, O, Msb, K:) or عبّدهُ and ↓ اعبدهُ (TA) and ↓ تعبّدهُ and ↓ اعتبدهُ (A) he made him to be as a slave to him. (A, TA.) See also 1, former half. You say [also] الطَّمَعُ ↓ استعبدهُ Covetousness made him a slave. (A.) And فُلَانًا ↓ أَعْبَدَنِى He made me to posses such a one as a slave: (A, O, Msb, K:) so accord. to Lth: but Az says that the meaning of أَعْبَدْتُ فُلَانًا as commonly known to the lexicologists is اِسْتَعْبَدْتُهُ: he adds, however, that he does not deny the meaning assigned by Lth if it can be verified. (L.) مُحَرَّرًا ↓ اِعْتَبَدَ, occurring in a trad., or as some relate it, ↓ أَعْبَدَ, means He took an emancipated man as a slave: i. e. he emancipated a slave, and then concealed the act from him, or confined him, and made him to serve him by force; or he took a freeman, and pretended that he was a slave, and took possession of him by force. (L.) b2: عبّدهُ also signifies He brought him under, (namely, a man,) subdued him, or rendered him submissive, so that he did the work of slaves. (Az, TA.) عبّد, inf. n. as above, is syn. with ذَلَّلَ. (S, O.) [And hence it has also the following significations, among others indicated by explanations of its pass. part. n. below. b3: He rendered a camel submissive, or tractable. b4: And He beat, or trod, a road, or path, so as to make it even, or easy to walk or ride upon.]

A2: عبّد [as intrans.], inf. n. as above, He departed, taking fright, and running away, or going away at random: (O, K:) or he hastened, or went quickly. (TA.) And عبّد يَعْدُو He hastened time after time, running. (TA.) b2: مَا عَبَّدَ أَنْ فَعَلَ ذَاكَ, (inf. n. as above, S,) He delayed not, or was not slow, to do, or in doing, that. (S, O, K. *) 4 اعبد as trans.: see 2, former half, in four places.

A2: اعبدوا They collected themselves together; assembled together. (K.) b2: اعبد القَوْمُ بِالرَّجُلِ The people, or party, beat the man: (O, K:) or collected themselves together and beat him. (TA.) A3: أُعْبِدَ بِهِ His riding-camel became fatigued: (S, O, K:) or perished; or flagged, or became powerless; or stopped with him: (S, O:) or died, or became ill, or went away, so that he was obliged to stop: (L:) i. q. أُبْدِعَ بِهِ [q. v.], (S, O, L, K,) from which it is formed by transposition. (TA.) 5 تعبّد He became, or made himself, a servant of God; devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (S, A, O, L, Msb, K.) And تعبّد بِالْإِسْلَامِ He became, or made himself, a servant of God by [following the religion of] El-Islám; [i. e. he followed El-Islám as his religion;] syn. ذَانَ بِهِ. (Msb in art. دين.) A2: Also, He (a camel) became refractory, and difficult to manage, (K,) like a wild animal. (L.) b2: See also عَبِدَ, first sentence.

A3: تعبّدهُ: see 2, first sentence, in two places. b2: Also He called him, or invited him, to obedience. (Msb.) A4: تعبّد البَعِيرَ He drove away the camel until he became fatigued (O, K, TA) and was obliged to stop. (TA.) 8 إِعْتَبَدَ see 2, former half, in three places.10 إِسْتَعْبَدَ see 2, in two places. R. Q. 2 تَعَبْدَدُوا They (a people) went away in parties in every direction. (TA.) [See عَبَادِيدُ.]

عَبْدٌ, originally an epithet, but used as a subst., (Sb, TA,) A male slave; (S, A, O, L, Msb, K;) i. q. مَمْلُوكٌ; (L, K;) [but عَبْدٌ is now generally applied to a male black slave; and مَمْلُوكٌ, to a male white slave; and this distinction has long obtained;] contr. of حُرٌّ; (S, A, O, L, Msb;) as also ↓ عَبْدَلٌ, (L, K,) in which the ل is augmentative: (L:) and a servant, or worshipper, of God, and of a false god, or of the Devil: (Lth, L, &c.:) [you say عَبْدُ اللّٰهِ and عَبْدُ الشَّمْسِ &c.: see also عَابِدٌ, which signifies the same; and see the remarks in this paragraph on the pls. عَبِيدٌ and عِبَادٌ and عَبَدَةٌ &c.:] and a man, or human being; (M, A, L, K;) as being a bondman (مَرْبُوبٌ) to his Creator; (L;) applied to a male and to a female; (Ibn-Hazm, TA;) whether free or a slave: (K:) pl. أَعْبُدٌ (S, O, Msb, K) and أَعْبِدَةٌ and أَعْبَادٌ, (IKtt, TA,) [all pls. of pauc.,] of which the first is the most commonly known, (Msb,) and ↓ عَبِيدٌ and عِبَادٌ, (S, O, Msb, K,) which two and the first are the most commonly known of all the many pls. of عَبْدٌ, (Msb,) عَبِيدٌ being like كَلِيبٌ as pl. of كَلْبٌ, a rare form of pl.; (S, O;) or, accord. to some, it is a quasipl. n.; accord. to Ibn-Málik, فَعِيلٌ occurs as a pl. measure, but sometimes they use it in the manner of a pl. and make it fem., as in the instance of عَبِيدٌ, and sometimes they use it in the manner of quasi-pl. ns. and make it masc., as in the instances of حَجِيجٌ and كَلِيبٌ; (MF;) [accord. to the general and more approved opinion, it is a quasi-pl. n., and therefore fem. and masc., but most commonly fem.;] and further it should be remarked that the common people agree in making a difference between عَبِيدٌ and عِبَادٌ, by the former meaning slaves [and by the latter meaning servants of God and also simply, with the article ال, mankind], saying, هٰؤُلَآءِ عَبِيدٌ these are slaves, and هٰذَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللّٰهِ [this is a servant, of the servants of God]: (Az, L:) [and a distinction is also made between عِبَادٌ and عَبَدَةٌ, respecting which see what follows:] other pls. of عَبْدٌ are عُبْدَانٌ, (S, O, K,) like تُمْرَانٌ pl. of تَمْرٌ, (S, O,) and عِبْدَانٌ, (S, O, K,) like جِحْشَانٌ pl. of جَحْشٌ, (S, O,) and عُبُدٌ, (S, O, K,) like سُقُفٌ pl. of سَقْفٌ, (S, O,) or this is pl. of عَبِيدٌ, like رُغُفٌ pl. of رَغِيفٌ, (Zj,) and is also a pl. of عَابِدٌ, (L,) and some read [in the Kur v. 65] عُبُدَ الطَّاغُوتِ, (Akh, S, O,) and عُبْدٌ (MF) and عُبُودٌ and عُبَّدٌ and عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ, (IKtt, TA,) the last three of which are also pls. of عَابِدٌ: (L:) one says of the worshippers of a plurality of gods, هُمْ عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ [they are the servants of Et-Tághoot]; but the Muslims one calls عِبَادُ اللّٰهِ, meaning the servants, or worshippers, of God: (Lth, L:) [all these are pls. in the proper sense of the term, of the broken class:] and عَبْدُونَ, (O, K,) a pl. of the sound class, adopted because عَبْدٌ is originally an epithet: (TA:) and [the following, with the exception of the first, and of some which are particularized as being pls. of pls., are also said to be pls., but are properly speaking quasi-pl. ns., namely,] ↓ عَبُدٌ, (O, K,) accord. to some, who read [in the Kur ubi suprà] عَبُدَ الطَّاغُوتِ, making the former a prefixed noun, as meaning the servants (خَدَم) of Et-Tághoot; but it is a n. of the measure فَعُلٌ, like حَذُرٌ and نَدُسٌ, not a pl.; the meaning being the servant (خَادِم) of Et-Tághoot; (Akh, S, O;) and it is also used by poetic license for عَبْدٌ; (Fr, T, S, O;) and ↓ عِبِدَّانٌ and ↓ عِبِدَّآءُ and ↓ عِبِدَّى; (S, O, K;) or, accord. to some, the last of these signifies slaves born in a state of slavery; and the female is termed ↓ عَبْدَةٌ; and Lth says that ↓ عِبِدَّى signifies a number of slaves born in a state of slavery, generation after generation; but Az says that this is a mistake, that عِبِدَّى اللّٰهِ signifies the same as عبَادُ اللّٰهِ, that it is thus used in a trad., and that عِبِدَّى is applied in another trad. to poor men of the class called أَهْلُ الصُّفَّة; (L;) and ↓ عُبُدَّآءُ and ↓ عِبِدَّةٌ and ↓ عِبَادٌّ (IKtt, TA) and ↓ مَعْبَدَةٌ, like مَشْيَخَةٌ, (T, O, K,) and ↓ مَعْبُودَآءُ (Yaakoob, S, O, K) and ↓ مَعْبُودَى, (IKtt, TA,) and [pl. pl.] ↓ مَعَابِدُ, (O, K,) said to be pl. of مَعْبَدَةٌ; (TA;) and pl. pl. أَعَابِدُ, (K,) pl. of أَعْبُدٌ; (TA;) and عَبِيدُونَ, (Es-Suyootee, MF,) app. pl. of ↓ عَبِيدٌ. (MF.) فَادْخُلِى فِى عِبَادِى, in the Kur lxxxix. 29, means Then enter thou among my righteous servants: (Ksh, Bd, Jel:) or it means فِى حِزْبِى [among my peculiar party]. (S, O.) b2: Also (tropical:) Ignoble, or base-born; like as حُرٌّ is used to signify “ generous,” “ noble,” or “ well-born. ” (Mgh in art. حر.) A2: Also A certain plant, of sweet odour, (O, K, TA,) of which the camels are fond because it makes the milk to become plentiful, and fattens; it is sharp, or hot, (حَادّ O, or حَارّ TA,) in temperament; and when they depasture it they become thirsty, and seek the water: (O, TA:) so says IAar. (O.) A3: And A short and broad نَصْل [or arrow-head, or spear-head, or blade]. (AA, O, * K.) عَبَدٌ: see عَابِدٌ.

عَبُدٌ: see the paragraph commencing with عَبْدٌ, latter half.

عَبِدٌ and ↓ عَابِدٌ (but the latter is rarely used, Ibn-'Arafeh) Angry. (L.) And (both words) Disdaining, or disdainful; scorning, or scornful. (L.) Accord. to AA, العَابِدِينَ in the words of the Kur [xliii. 81], إِنْ كَانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ

↓ العَابِدِينَ, means The disdainers, or scorners, and the angry: (S, * L:) but Ibn-'Arafeh rejects this assertion: (TA:) these words are variously explained; as meaning There is not to the Compassionate a son; and I am the first of the angry disdainers or scorners of the assertion that there is: or, and I am the first of the deniers of this assertion: or, and I am the first of the worshippers of God according to the unitarian doctrine, or, of the worshippers of God of this people: or if there were to the Compassionate a son, I would be the first of his worshippers: or if there be to the Compassionate a son, I am the first of worshippers; but I am not the first worshipper of God: or, accord. to Az, the best interpretation is one ascribed to Mujáhid; i. e. if there be to the Compassionate a son in your opinion, I am the first of those who have worshipped God alone, and who have thus charged you with uttering a falsehood in this your assertion. (L.) عَبْدَةٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبَدَةٌ [as a subst. from عَبِدَ (q. v.), Anger. b2: ] Disdain, or scorn; (S, O, L, K;) disdain occasioned by a saying at which one is ashamed, and from which one abstains through scorn and pride: (L:) or intense disdain or scorn. (A.) b3: Strength: so in the saying مَا لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ [There is not any strength to thy garment]. (S, O.) b4: Strength and fatness: (S, O, K:) thus in the phrase نَاقَةٌ ذَاتُ عَبَدَةٍ [A she-camel possessing strength and fatness]. (S, O.) And one says [also] نَاقَةٌ عَبَدَةٌ [if this be not a mistake for the phrase here next preceding] meaning A strong she-camel. (L, Msb.) b5: And Lastingness, or continuance; syn. بَقَآءٌ; (O, L, K, TA;) in some lexicons نَقَآءٌ; (TA;) and strength. (L.) One says, لَيْسَ لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ meaning There is not to thy garment any lastingness, or continuance, and strength. (Lh, L.) A2: Also A stone with which perfume is bruised, or pounded. (O, L, K.) عَبْدِىٌّ [a rel. n. from عَبْدٌ]. الدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ Certain Dirhems, which were superior to those of late times, and of greater weight. (O, K, TA.) عَبْدِيَّةٌ, as a subst.: see عِبَادَةٌ: b2: and عُبُودِيَّةٌ.

عِبِدَّةٌ: see عَبْدٌ, last quarter.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half, in two places.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half.

عُِبُِدَّآءٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبْدَلٌ: see عَبْدٌ, near the beginning.

عَبْدَلِّىٌّ and عَبْدَلَّاوِىٌّ [both post-classical, the latter, which is the more common, said by Forskål to be an appellation of the Cucumis chate, which is app. from قِثَّآء, denoting several species of cucumber; but it is] a sort of melon, [abounding in Egypt, of little flavour, eaten with sugar,] said to be thus called in relation to 'AbdAllah Ibn-Táhir, a governor of Egypt on the part of El-Ma-moon. ('Abd-El-Lateef: see pp. 52 and 54 of the Ar. text, and pp. 34 and 35, and 125-7, of De Sacy's Transl. and Notes: and see also Forskål's Flora Ægypt. Arab. pp. lxxvi. and 168.) [See also عَجُورٌ.]

عَبِيدٌ: see عَبْدٌ, first and last quarters.

عُبَيْدٌ [dim. of عَبْدٌ. b2: And, used as a proper name,] The son of the desert, or of the waterless desert: thus expl. by El-Kanánee to Fr. (O.) b3: And [hence] أُمُّ عُبَيْدٍ The desert, or waterless desert, (Fr, O, K,) that is vacant, or desolate: (K:) or the land that is vacant, or desolate: (El-Kaná- nee, Fr, O:) or the land that the rain has missed. (O, K.) And sometimes it is used as meaning (assumed tropical:) Great calamity: (TA:) it is said in a prov., وَقَعُوا فِى أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَيَّاتُهَا [for تَتَصَايَحُ, lit. They became, or found themselves, in the desert, &c., of which the serpents were hissing, one at another], meaning (assumed tropical:) [they fell] into a great calamity. (Meyd, TA.) عِبَادَةٌ (S, IKtt, A, IAth, L, K) and ↓ عُبُودِيَّةٌ and ↓ عُبُودَةٌ (IKtt, K) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (Fr, K) and ↓ مَعْبَدٌ and ↓ مَعْبَدَةٌ (L) [all said by some to be inf. ns., except the fourth,] Religious service, worship, adoration, or devotion; (L;) obedience: (S, IKtt, A, K:) obedience with humility or submissiveness; humble, or submissive, obedience: (IAth, L:) or عِبَادَةٌ signifies the Doing what God approves: and ↓ عُبُودَةٌ, the approving what God does: and the primary signification of ↓ عُبَودِيَّةٌ is humility, and submissiveness: (S, A, O:) عِبَادَةٌ is rendered only to God, or a false god, or the Devil. (TA.) عُبُودَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see عُبُودِيَّةٌ.

العُبَيْدَةُ The [portion, or appertenance, of the stomach, of a ruminant, called] فَحِث, (O, K, TA,) also called حَفِث [q. v.]. (TA.) عُبُودِيَّةٌ The state, or condition, of a slave; slavery; servitude; (S, O, L, Msb;) as also ↓ عُبُودَةٌ (S, O, L) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (O, Msb) and ↓ تَعْبِيدَةٌ. (L.) b2: See also عِبَادَةٌ, in two places.

عِبَادٌّ: see عَبْدٌ, last quarter.

عَبَادِيدُ and عَبَابِيدُ, each a pl. having no sing., Parties of people (S, O, K) going in every direction: (S, O:) and horsemen going in every direction. (K.) One says, صَارَ القَوْمُ عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ The people became divided into parties going in every direction. (S, O.) And ذَهَبُوا عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ They went away in parties in every direction. (TA.) b2: Also (both words, K, or the latter [only], TA,) Far-extending roads: (K:) or diverse and far-extending roads: said to be used in this sense not with respect to coming, but only with respect to dispersion, and going away. (TA.) b3: Also (or the former [only], TA) Hills such as are called إِكَام or آكَام [pls. of أَكَمَةٌ]. (K, TA.) b4: And one says, مَرَّ رَاكِبًا عَبَادِيدَهُ He passed, or went away, riding upon the extremities of his buttocks. (O, K.) عَبَادِيدِىٌّ (S, O) and عَبَابِيدِىٌّ (O, TA) rel. ns. from عَبَادِيدُ (S, O) and عَبَابِيدُ (O, TA) thus formed because the said ns. have no sings., (Sb, S, O, TA,) Of, or relating to, parties of people going in every direction. (S, O.) عَابِدٌ A server, a worshipper, or an adorer, of God: (L:) an obeyer of God with humility, or submissiveness: (L, Msb:) [a devotee:] a unitarian: (L:) by a secondary application, used of him who takes for his god other than the True God, such as an idol, and the sun, &c.: (Msb:) pl. عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ (L, Msb) and عُبُدٌ and عُبَّدٌ, all of which are also pls. of عَبْدٌ [q. v.]: (L:) [and quasi-pl. n. ↓ عَبَدٌ (like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ), accord. to a reading of a phrase in the Kur v. 65, as expl. by some.] b2: And A servant: a meaning said to be tropical. (TA.) b3: See also عَبِدٌ, in two places.

تَعْبِيدَةٌ: see عُبُودِيَّةٌ.

مَعْبَدٌ: see عِبَادَةٌ: A2: and see also مُتَعَبَّدٌ.

مِعْبَدٌ A shovel, or spade, of iron; syn. مِسْحَاةٌ: (K:) pl. مَعَابِدُ. (TA.) مَعْبَدَةٌ, and the pl. مَعَابِدُ: see عَبْدٌ, last quarter: A2: and for the former see also عِبَادَةٌ.

مُعَبَّدٌ, applied to a camel, Rendered submissive, or tractable; broken, or trained; syn. مُذَلَّلٌ: (A, L:) or anointed with tar, (S, O, K,) and rendered submissive, or tractable: (S, O:) or whose whole skin is anointed with tar: (Sh:) or mangy, or scabby, whose fur has fallen off by degrees, and which is set apart from the other camels to be anointed with tar: or rendered submissive by the mange, or scab: or affected with the mange, or scab; or with incurable mange or scab. (L. [And, applied to a camel, it has other meanings, which see in what follows.]) [And hence, app.,] سَفِينَةٌ مُعَبَّدَةٌ A ship, or boat, tarred: (AO, S, O, L, K:) or smeared with fat, or oil. (AO, L.) b2: Applied to a road, Beaten; syn. مُذَلَّلٌ; (S, A, O, K;) trodden; (Az, TA;) or travelled by many passengers going to and fro: (TA:) and syn. with مُذَلَّلٌ as applied to other things also. (K.) b3: And [hence] A wooden pin, peg, or stake. (Az, O, K, TA. [In the CK, المُؤَتَّدُ is erroneously put for الوَتِدُ.]) So in the following verse of Ibn-Mukbil: وَضَمَّنْتُ أَرْسَانَ الجِيَادِ مُعَبَّدًا

إِذَا مَا ضَرَبْنَا رَأْسَهُ لَا يُرَنَّحُ [And I made a wooden peg to be a guarantee for the ropes of the coursers: when we beat its head, it did not wabble]. (Az, O, TA.) b4: Also Honoured, or treated with honour, (L, K,) and served; applied to a camel. (L.) Thus it has two contr. significations. (K.) b5: And A camel left unridden. (O, L.) b6: And, applied to a stallion [camel], Excited by lust, or by vehement lust. (O, K.) b7: Also, applied to a country, or tract of land, In which is no footprint, or track, nor any sign of the way, nor water: (O, K:) you say بَلَدٌ مُعَبَّدٌ. (O.) مَعْبُودَى and مَعْبُودَآءُ: see عَبْدٌ, last quarter.

مُتَعَبَّدٌ [and ↓ مَعْبَدٌ] A place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion. (TA.)

عبد: العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً، يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه

مربوب لباريه، جل وعز. وفي حديث عمر في الفداء: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ، كان

من مذهب عمر، رضي الله عنه، فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه

الإِسلام، وهو عند من سباه، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه

يؤَدّيها إِلى من سباه، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق؛

وأَما قوله: وفي ابن الأَمة عَبْدان، فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة

لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً، ولكنه يُفْدَى بعبدين، وإِلى هذا

ذهب الثوري وابن راهويه، وسائرُ الفقهاء على خلافه. والعَبْدُ: المملوك

خلاف الحرّ؛ قال سيبويه: هو في الأَصل صفة، قالوا: رجل عَبْدٌ، ولكنه

استُعمل استعمال الأَسماء، والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ، وهو

جَمْع عَزيزٌ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف؛ وأَنشد الأَخفش:

انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه،

أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ

ومنه قرأَ بعضُهم: وعُبُدَ الطاغوتِ؛ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ،

بالكسر، مثل جِحْشانٍ. وفي حديث عليّ: هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم.

وعُبْدانٌ، بالضم: مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ. وعِبِدَّان، مشدّدة الدال، وأَعابِدُ

جمع أَعْبُدٍ؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً:

لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْـ

ـعَلْياءِ، تُذْكيها الأَعابِدْ

ويقال: فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ؛

وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل. والعِبِدَّى، مقصور، والعبدَّاءُ،

ممدود، والمَعْبوداء، بالمد، والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع. وفي حديث أَبي

هريرة: لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي؛ هذا

على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه، فإِن المستحق لذلك

الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ، وجعل بعضهم العِباد لله،

وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين، وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين

وُلِدوا في المِلْك، والأُنثى عَبْدة. قال الأَزهري: اجتمع العامة على تفرقة ما

بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله، وهو لاء

عَبيدٌ مماليك. قال: ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله،

ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين. قال: وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه

فلا يقال عَبَدَه. قال الليث: ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت، ويقال

للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله. والعابد: المُوَحِّدُ. قال الليث:

العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن

تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه، قال الأَزهري: هذا غلط، يقال: هؤلاء

عِبِدَّى الله أَي عباده. وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء: هؤلاء

عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك؛ العِبِدَّاءُ، بالمد والقصر، جمع العبد. وفي حديث

عامر بن الطفيل: أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما هذه العِبِدَّى

حوْلَك يا محمد؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، وكانوا يقولون اتَّبَعَه

الأَرذلون. قال شمر: ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ؛ وأَنشد للفرزدق:

وما كانت فُقَيْمٌ، حيثُ كانت

بِيَثْرِبَ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ

قال الأَزهري: ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ،

ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ. قال اللحياني: عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً.

وقال الزجاج في قوله تعالى: وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون، المعنى

ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم، وقد علم

الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به، ولو كان خلقهم ليجبرهم على

العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين؛ قال الأَزهري: وهذا قول أَهل السنَّة

والجماعة. والَعبْدَلُ: العبدُ، ولامه زائدة.

والتِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ في المِلْكِ، والاسم من كل ذلك العُبودةُ

والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد؛ وحكى اللحياني: عَبُدَ عُبودَة

وعُبودِية. الليث: وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه؛ قال الأَزهري: والمعروف

عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه؛ قال: ولست

أُنْكِرُ جواز ما قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات

أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا

تَطَّرِدُ. وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد،

وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده؛ وقال الشاعر:

حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي، وقد كَثُرَت

فيهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعِبْدانُ؟

وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده؛ اتخذه عَبْداً؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي

أَراد: والتَّأْمِيَةِ. يقال: تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً

مثل عَبَّدْتُه سواء. وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة. وفي

الحديث: ثلاثة أَنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، وفي رواية: أَعبَدَ

مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً، وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه، أَو

يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخذ حُرًّا

فيدَّعيه عَبداً. وفي التنزيل: وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل؛ قال الأَزهري: وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر

بالأَصح الأَوضح. قال الأَخفش في قوله تعالى: وتلك نعمة، قال: يقال هذا

استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال: أَن عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل، فجعله بدلاً من النعمة؛ قال أَبو العباس: وهذا غلط لا يجوز أَن

يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ، فيكون الاستفهام كالخبر؛ وقد

استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام، استقبحوا قول امرئ

القيس:تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ

قال بعضهم: هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام

أَولى والنفي تام؛ وقال أَكثرهم: الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس

معه أَم لم يقله إِنسان. قال أَبو العباس: وقال الفراء: وتلك نعمة تمنها

عليّ، لأَنه قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه

فقال: نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني، فيكون موضع

أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً، من رفع ردّها على النعمة كأَنه قال وتلك

نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني، ومن خفض أَو نصب

أَضمر اللام؛ قال الأَزهري: والنصب أَحسن الوجوه؛ المعنى: أَن فرعون لما

قال لموسى: أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين،

فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ

فكان من جواب موسى له: تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني

إِسرائيل، ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ، فإِنما

صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك؛ قال أَبو إِسحق: المفسرون

أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة، كأَنه قال: وأَيّ

نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل، واللفظ لفظ خبر؛ قال: والمعنى

يخرج على ما قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب، كأَنه قال

له: هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً.

وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ: مُلِكَ هو وآباؤَه من

قبلُ.

والعِبادُ: قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على

النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا: نحن العِبادُ،

والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ، نزلوا بالحِيرَة، وقيل: هم العَباد،

بالفتح، وقيل لِعَبادِيٍّ: أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ؟ فقال: هذا ثم هذا.

وذكره الجوهري: العَبادي، بفتح العين؛ قال ابن بري: هذا غلط بل مكسور

العين؛ كذا قال ابن دريد وغيره؛ ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي، بكسر العين،

وكذا وجد بخط الأَزهري.

وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه

له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ.

والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ.

والعِبادَةُ: الطاعة.

وقوله تعالى: قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من

لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ،

قال الفراء: وهو معطوف على قوله عز وجل: وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير

ومَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ وقال الزجاج: قوله: وعَبدَ الطاغوتَ، نسق على مَن

لعنه الله؛ المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل،

قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له

وأَغواه؛ قال: والطاغوتُ هو الشيطان. وقال في قوله تعالى: إِياك نعبد؛ أَي

نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها، وقيل: إِياك نُوَحِّد، قال: ومعنى

العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ، ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان

مذللاً بكثرة الوطءِ. وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة: وعَبُدَ

الطاغوتِ، قال الفراء: ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة

حَذُرٍ وعَجُلٍ. وقال نصر الرازي: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في

العربية. قال الليث: وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما

يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه؛ قال الأَزهري: غلط الليث في القراءة والتفسير،

ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ، برفع

الطاغوت، إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه؛ قال: والمعنى فيما يقال

خَدَمُ الطاغوتِ، قال: وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ

مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ، فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وذكر

الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد قال وهي: وعابدو الطاغوتِ

جماعة؛ قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت، وكان نَوْلُه أَن لا

يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها، والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل، وهذا

دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح، لأَن الخليل كان

أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة

لقارئ مشهور من قراء الأَمصار، ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب؛ قال ابن

سيده: وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قال الزجاج: هو جمع

عَبيدٍ كرغيف ورُغُف؛ وروي عن النخعي أَنه قرأَ: وعُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان

الباء وفتح الدال، وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان: أَحدهما أَن يكون

مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ، وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم

الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع، وذكر الفراء أَن

أُبَيًّا وعبد الله قرآ: وعَبَدوا الطاغوتَ؛ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ:

وعُبَّادَ الطاغوتِ، وبعضهم: وعابِدَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن عباس:

وعُبِّدَ الطاغوتُ، وروي عنه أَيضاً: وعُبَّدَ الطاغوتِ، ومعناه عُبَّاد

الطاغوتِ؛ وقرئ: وعَبَدَ الطاغوتِ، وقرئ: وعَبُدَ الطاغوتِ. قال

الأَزهري: والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها

قرأَ القرّاء المشهورون، وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته

أَوّلاً؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر:

أَبَنِي لُبَيْنَى، لَسْتُ مُعْتَرِفاً،

لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ

أَبَني لُبَيْنى، إِنَّ أُمَّكُمُ

أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ

فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة، فقال عَبُدُ لأَن

القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء. وقول الله تعالى: وقومهما لنا عابدون؛ أَي

دائنون. وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له. وقال ابن الأَنباري: فلان عابد

وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره. وقوله عز وجل: اعبدوا ربكم؛

أَي أَطيعوا ربكم. والمتعبد: المنفرد بالعبادة. والمُعَبَّد: المُكَرَّم

المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد؛ قال:

تقولُ: أَلا تُمْسِكْ عليكَ، فإِنَّني

أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا؟

سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ

(* هكذا في الأصل.) مَنْ

تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة، وذلك مستثقل فسكن، كقول جرير:

سِيروا بَني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم

ونَهْرُ تِيرَى، ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ

والمُعَبَّد: المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول:

تقولُ: أَلا تُبْقِي عليك، فإِنَّني

أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا؟

أَي مُعَظَّماً مخدوماً. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم.

والعَبَدُ: الجَرَبُ، وقيل: الجربُ الذي لا ينفعه دواء؛ وقد عَبِدَ

عَبَداً.

وبعير مُعَبَّد: أَصابه ذلك الجربُ؛ عن كراع.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالقَطِران؛ قال طرفة:

إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها،

وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

قال شمر: المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران؛

ويقال: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن

الإِبل لِيُهْنَأَ، ويقال: هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ؛ وقال ابن

مقبل:

وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً،

إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّحُ

قال: المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ. قال شمر: قيل للبعير إِذا هُنِئَ

بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وغيره فلا يمتنع.

وقال أَبو عدنان: سمعت الكلابيين يقولون: بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ

إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش. والمُعَبَّدُ: المذلل.

والتعبد: التذلل، ويقال: هو الذي يُترَك ولا يركب. والتعبيد: التذليل.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. وطريق مُعَبَّد: مسلوك مذلل، وقيل: هو الذي

تَكْثُرُ فيه المختلفة؛ قال الأَزهري: والمعبَّد الطريق الموطوء في

قوله:وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

وأَنشد شمر:

وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ،

قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ

قال: أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت: المعبَّد

الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة: السفينة المُقَيَّرة؛

قال بشر في سفينة ركبها:

مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ،

مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ

قال أَبو عبيدة: المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار؛

وقول بشر:

تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها،

لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّينُ في اليَدَينِ. وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا

يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ.

والتَّعْبِيدُ: الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك

الاعْتِبادُ. وفي الحديث: ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، والإِعبادُ مِثْلُه

وكذلك التَّعَبُّد؛ وقال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ، وقد أُرَى

ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ: غَضِب؛ وعدّاه

الفرزدق بغير حرف فقال:

علام يَعْبَدُني قَوْمي، وقد كَثُرَتْ

فيهم أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعُبِدانُ؟

أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني؛ وقيل: عَبِدَ عَبَداً

فهو عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، والاسم العَبَدَةُ. والعَبَدُ: طول

الغضب؛ قال الفراء: عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي

غَضِبَ. وقال الغَنَوِيُّ: العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ؛ وقيل في قول

الفرزدق:أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم،

وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ

أَعبَدُ أَي آنَفُ؛ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص:

فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها،

وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا

قيل: معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً. يقول: أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة.

وفي التنزيل: قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين، ويُقْرأُ:

العَبِدينَ؛ قال الليث: العَبَدُ، بالتحريك، الأَنَفُ والغَضَبُ

والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف، ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو

مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ؛ وقال الأَزهري: هذه آية مشكلة

وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي قال أَهل اللغة وأُخبر

بأَصحها عندي؛ أَما القول الذي قاله الليث في قراءَة العبدين، فهو قول أَبي

عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين، ولو قرئَ

مقصوراً كان ما قاله أَبو عبيدة محتملاً، وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم

نعبأْ به، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية

فقال: معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين، يقول: فكما أَني لست

أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد؛ وقال السدي: قال الله لمحمد: قل إِن

كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده؛ وقال

الكلبي: إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما

كان، فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة؛ قال

الكسائي: قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي

الآنفين، رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول،

وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون، ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على

الوحدانية مُخالَفَةً لكم. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت

أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ

غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بالكسر، يَعْبَدُ عَبَداً، بالتحريك، فهو عابِدٌ

وعَبِدٌ؛ وفي رواية أُخرى عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: عَبِدْتُ

فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ وقال ابن الأَنباري: ما كان للرحمن ولد،

والوقف على الولد ثم يبتدئ: فأَنا أَوّل العابدين له، على أَنه ولد له والوقف

على العابدين تامّ. قال الأَزهري: قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ

من جميع ما قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى

الفهم. روي عن مجاهد فيه أَنه يقول: إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا

أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون؛ قال الأَزهري: وهذا واضح، ومما

يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل قال لنبيِّه: قل يا محمد للكفار إِن كان

للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد

ولم يولد، وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من

عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد

في دعواكم، والله عز وجل واحد لا شريك له، وهو معبودي الذي لا ولَدَ له

ولا والِدَ؛ قال الأَزهري: وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من

ذوي المعرفة؛ قال: وهو الذي لا يجوز عندي غيره.

وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قال جرير:

يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني

حِياضَ المَوْتِ، واللُّجَجَ الغِمارا

وأَعْبَدُوا به: اجتمعوا عليه يضربونه. وأُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ

راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به، وكذلك أُبْدِعَ به.

وعَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك؛ حكاه ابن

الأَعرابي. وعَبِدَ به: لَزِمَه فلم يُفارِقْه؛ عنه أَيضاً. والعَبَدَةُ:

البَقاءُ؛ يقال: ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة؛ عن اللحياني.

والعَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطيِّب. ابن الأَعرابي: العَبْدُ نَبات طَيِّبُ

الرائحة؛ وأَنشد:

حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ،

فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنانِ

قال: والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، وهو

حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء.

والعَبَدَةُ: الناقة الشديدة؛ قال معن بن أَوس:

تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً،

تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ

وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادِيُّ:

إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ

صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه

والدراهمُ العَبْدِيَّة: كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر

وزناً. ويقال: عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما

كان منه.

والمِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابن الأَعرابي: المَعَابِدُ المَساحي

والمُرورُ؛ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي:

إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ

(* قوله «إذ يحرثنه إلخ» في شرح القاموس:

وملك سليمان بن داود زلزلت * دريدان إذ يحرثنه

بالمعابد)

وقال أَبو نصر: المَعَابِدُ العَبيدُ.

وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ: الخيل

المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله، ولا يقع إِلا في

جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ. الفراء: العباديدُ والشَّماطِيطُ لا

يُفْرَد له واحدٌ؛ وقال غيره: ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما

في التَّفَرُّق والذهاب. الأَصمعيُّ: يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي

مُتَفَرِّقِين؛ وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين. ولا يقال

أَقبلوا عَبادِيدَ. قالوا: والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ؛ قال أَبو الحسن

ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه. والعبادِيدُ:

الآكامُ. والعَبادِيدُ: الأَطرافُ البعيدة؛ قال الشماخ:

والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم،

كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ

وبَهْزٌ: حيٌّ من سُلَيمٍ. قال: هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء

المتفَرِّقةُ. قال الأَصمعي: العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة.

والتَّعْبيدُ: من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ؛ وما

عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه: ما لَبِثَ. ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ

يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ.

والعَبْدُ: واد معروف في جبال طيء.

وعَبُّودٌ: اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ،

وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال: انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني،

فندبته فمات على تلك الحال؛ قال المفضل بن سلمة: كان عَبُّودٌ عَبْداً

أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم، ثم انصرف وبقي

أُسبوعاً نائماً، فضرب به المثل وقيل: نام نومةَ عَبُّودٍ.

وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ

وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ، تصغيرُ عَبْدانَ، وعَبِدَةُ

وعَبَدَةُ: أَسماءٌ. ومنه علقمةُ بن عَبَدَة، بالتحريك، فإِما أَن يكون

من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ، وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي

صَلاءَةُ الطِّيبِ، وعَبْدة بن الطَّبيب، بالتسكين. قال سيبويه: النَّسب

إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ، وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول

لأَنهم لو قالوا قيسي، لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه، وربما

قالوا عَبْقَسِيٌّ؛ قال سويد بن أَبي كاهل:

وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَا

قال ابن بري: قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف

وأَقام صفته مكانه.

والعَبيدتانِ: عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو. وبنو عَبيدَة:

حيٌّ، النسب إِليه عُبَدِيٌّ، وهو من نادر معدول النسب. والعُبَيْدُ،

مُصَغَّرٌ: اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ؛ وقال:

أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْـ

ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟

وعابِدٌ: موضع. وعَبُّودٌّ: موضع أَو جبلُ. وعُبَيْدانُ: موضع.

وعُبَيْدانُ: ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ؛ قال

النابغة:

فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني،

مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

وقيل: عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني

سُوَيْدٍ وله خبر طويل؛ قال الجوهري: وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة

قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى؛ قال النابغة:

لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا،

مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

يقول: نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ؛ وقيل: عبيدان هنا

الفلاة. وقال أَبو عمرو: عبيدان اسم وادي الحية؛ قال ابن بري: صواب

إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من

باقِرَه، وأَوّل القصيدة:

أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة،

فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ

وقال: قال ابن الكلبي: عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان

آخر عاد، فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس

كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد، فلما أَدرك لقمان بن عاد

واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا، فكان لقمان يورد

إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه

الناس مثلاً. والمُنَدَّى: المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه

الحَمْضُ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى

فيه، ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها.

والباقِرُ: جماعة البَقَر. والمُحَلِّئُ: المانع. الفرَّاء: يقال صُكَّ

به في أُمِّ عُبَيْدٍ، وهي الفلاةُ، وهي الرقَّاصَةُ. قال: وقلت للعتابي:

ما عُبَيْدٌ؟ فقال: ابن الفلاة؛ وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ

ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ

اسم بَيْطارٍ. وقوله عز وجل: فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي؛ أَي

في حِزْبي. والعُبَدِيُّ: منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ

من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ، كما قالوا في النسبة إِلى بني

الهُذَيْل هُذَلِيٌّ، وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله:

بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم،

ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْدِ

قال ابن بَرِّيٍّ: سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث

بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ، ومعه

أُسارى، وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى، ثم سار عمرو حتى

نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن

نزله، فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله، فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ، فقال:

والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ، فأَرسل

الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه، ومضى شريح إِلى عمرو بن

ثعلبة فقال: إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء، فقال: خذ منهم

مَنْ شِئتَ، فقال: أَعطني هذا الأَعمى، فقال: وما تصنع بهذا الزَّمِنِ؟ خذ

أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل، فقال: ما أُريدُ إِلا هذا

الأَعمى فإِني قد رحمته، فوهبه له، ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة

ببيتين وهما هذا البيت «بنو الشهر الحرام» وبعده:

ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ،

ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ

فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي،

فقال له شريح: ما إِلى ذلك سبيل، فقال: إِنه هجاني، فقال شُرَيْحٌ: لا

يهجوك بعدها أَبداً؛ فقال الأَعشى يمدح شريحاً:

شُرَيْحُ، لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ،

حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ، أَظْفارِي

يقول فيها:

كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به

في جَحْفَلٍ، كَسَوادِ الليلِ، جَرَّارِ

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ،

حِصْنٌ حَصِينٌ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ

خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:

مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي

فقال: ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما،

فاخْتَرْ، وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ

فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم قال له:

أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري

وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل: أَوفى مِنَ

السَّمَوْأَل. وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل، وهو في حصنه،

وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل: اختر إِمّا أَن

تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس، وإِمّا أَن أَقتل

ولدك؛ فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده.

والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ: عبد الله بن قشير، وهو الأَعور، وهو ابن

لُبَيْنى، وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير، وهو سَلَمَةُ الخير.

والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر، وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية.

والعَبادِلَةُ: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن

العاص.طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً

وطَرَّده؛ قال:

فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ

عليَّ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا

حُدْباً: يعني دَواهِيَ، وكذلك اطَّرَدَه؛ قال طريح:

أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ

زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب

والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ من الناس، وفي المحكم المَطْرُود، والأُنثى

طَريدٌ وطَريدة؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ. وناقة طَريدٌ، بغير هاء: طُرِدَتْ

فَذُهِبَ بها كذلك، وجمعها طَرائِدُ. ويقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ،

ولا يقال فاطَّرَدَ. قال الجوهري: لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا

افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة.

والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وكذلك الطَّرَدُ، بالتحريك. والرجل مَطْرُودٌ

وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ.

وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها، وأَطْرَدْتُها

أَي أَمرتُ بِطَرْدِها.

وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن

السكيت: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك

وقلتَ له: اذهب عنا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَطْرَدْنا

المُعْتَرفِينَ. يقال: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، وحَقِيقَتُه

أَنه صيَّره طريداً. وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ

القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبَةٌ

إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها

إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ، وهي مَفْعَلة من

الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول؛

يقال: هو طريدُه. والليل والنهار طَريدان، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه؛ قال

الشاعر:

يُعيدانِ لي ما أَمضيا، وهما معاً

طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي

وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو؛ قال أَبو النجم:

فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ

وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَريداً

ونفاه. ابن شميل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن. وطَرَدْتُه:

نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه

وأَرهَقَتْه. قال سيبويه: يقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه.

والطريدة: ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره. طَرَّادٌ: واسع يَطَّرِدُ فيه

السَّرابُ. ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ ومنه

قول العجاج:

وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،

غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ،

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ،

وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ،

والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ

قوله نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد. يقال:

وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان

يَطْرُد حمر الوحش. والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو

عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛

قال ذو الرمة:

كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه،

أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج

واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى. واطَّرَدَ الأَمرُ:

استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. واطَّرَدَ الكلامُ

إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن

الخطيم:أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ

أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها

مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:

سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ،

كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا

أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ

وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.

والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه

أَي تتتابع. وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ

والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.

ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:

ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَما

جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد

وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.

وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما

يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.

وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.

والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. والفارس

يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في

اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد

اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة. وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي

أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران

والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها. يقال: هم

فرسان الطِّرادِ.

والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده:

المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.

والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به. ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح

ما بين الجُبَّةِ والعالية.

والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه. وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند

اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ

تكبيراً. الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو

عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.

والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح

فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها؛ قال الشماخُ يصف قوساً:

أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،

كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

أَبو الهيثم: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ

منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. وقال أَبو حنيفة: الطَّرِيدَة

قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها

بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطويلة

من الحرير. وفي حديث مُعاوية: أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ؛

التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: الجُبَّةُ

الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كانت طويلة، فهي الطَّرِيدَة. ويقال للخِرْقَة

التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة.

وثَوْبٌ طَرائد، عن اللحياني، أَي خَلَقٌ. ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ

مُتَمَّم؛ قال:

إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا

يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا

ويقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ

أَي طَرَّادٌ؛ قال الجوهري: وقول الشاعر يصف الفرس:

وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جرى

بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ

يعني به الأَنْفَ.

والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، والجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنيفة.

والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون.

والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي

طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً. والطَّرِيدَة:

الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وفي الصحاح: وهو ما

يُسْرَقُ من الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ؛ قال

أَبو خراش:

فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى

طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يقال لها

المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وليست بِثَبَت؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري

أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث:

قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً،

فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ

وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا. وفي

الحديثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قال

الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك

كذا. قال ابن بُزُرج: يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ

فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ.

ابن الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا

التُّيوس في الغنم. قال الشافعي: وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على

آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه، ويُنْسِخَه

أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه؛

قال أَبو منصور: معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له: قد عُدِّلَ

هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك؛

قال: وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين

لصاحبه: إِن سبقْتني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا، كأَنَّ الحاكم

يقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم.

وبنو طُرُودٍ: بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً.

القَتْرُ

القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقَةُ من العَيشِ. قَتَرَ يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً، فهو قاتِرٌ وقَتُورٌ وأقْتَرُ.
وقَتَّرَ عليهم،
وأقْتَرَ: ضَيَّقَ في النَّفَقَةِ.
والقَتَرُ والقَتَرَةُ، محرَّكتينِ،
والقَتْرَةُ، بالفتح: الغَبَرَةُ، وكهُمامٍ: ريحُ البَخُورِ والقِدْرِ والشِّوَاءِ والعَظْمِ المُحْرَقِ.
قَتِرَ، كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ،
وقَتَّرَ تَقْتِيراً: سَطَعَتْ رائحَتُهُ.
وقَتَّرَ للأَسَدِ تَقْتيراً: وضَعَ له لَحْماً يَجِدُ قُتارَهُ،
وـ لِلوَحْشِ: دَخَّنَ بِأَوْبَارِ الإِبِلِ لِئَلاَّ يَجِدَ ريحَ الصَّائِد،
وـ فلاناً: صَرَعَه على قُتْرَةٍ.
وقَتَّرَ بينهما تَقْتيراً: قارَبَ.
والقُتْرُ، بالضم وبضَّمتينِ: الناحِيَةُ، والجانِبُ
ج: أقْتارٌ.
وتَقَتَّرَ: غَضِبَ، وتَنَفَّشَ،
وـ للأَمْرِ: تَهَيَّأ له،
وـ فُلاناً: حاوَلَ خَتْلَهُ،
وـ عنه: تَنَحَّى.
والتَّقاتُرُ: التَّخَاتُلُ.
والقَتْرُ: القَدْرُ، ويُحَرَّكُ، وبالكسر: نَصْلٌ لِسهامِ الهَدَفِ، أو قَصَبٌ يُرْمَى بها الهَدَفُ. وككتفٍ: المُتَكَبِّرُ. وكأميرٍ: الشَّيْبُّ، أو أولُهُ، ورُؤُوسُ مَساميرِ الدُّرُوعِ.
والقاتِرُ والمُقْتِرُ، كمُحْسِنٍ، من الرِّحالِ والسُّرُوجِ: الجَيِّدُ الوُقُوعِ على الظَّهْرِ، أو اللطيفُ منها.
والقُتْرَةُ، بالضم: ناموسُ الصائِدِ، وقد أقْتَرَ فيها، وكُثْبَةٌ من بَعَرٍ أو حَصًى.
وقَتَرَ الشيءَ: ضَمَّ بعضَه إلى بعضٍ،
وـ الدِّرْعَ: جَعَلَ فيها قتِيراً،
وـ الشيءَ: لَزِمَهُ،
كأَقْتَرَ.
وابنُ قِتْرَةَ، بالكسر: حَيَّةٌ خبيثَةٌ إلى الصِّغَرِ.
وأبو قِتْرَةَ: إبليسُ، لَعَنَه الله تعالى،
أو قِتْرَةُ: عَلَمٌ للشَّيطانِ.
وأقْتَرَ: افْتَقَرَ،
وـ المرأةُ: تَبَخَّرَتْ بالعودِ.
والقَتُورُ: البَخيلُ. وكجُهَينة: اسمٌ، وأبو قَبيلةٍ من تُجِيبَ، منهم: المُحدِّثانِ محمدُ بنُ رَوْحٍ، والحسنُ بنُ العَلاءِ القُتَيْريانِ.

ظَنُنَ

(ظَنُنَ)
(هـ) فِيهِ «إيَّاكم والظَّنّ، فإنَّ الظَّنّ أكذبُ الْحَدِيثِ» أَرَادَ الشكَّ يعْرِضُ لَكَ فِي الشَّيء فتُحَقّقه وتَحْكم بِهِ، وَقِيلَ أرادَ إِيَّاكُمْ وسُوءَ الظَّنّ وتحقيقَه، دُون مَبادي الظُّنُون الَّتِي لَا تُمْلَك وخواطِر القُلُوب الَّتِي لَا تُدْفَع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقّق» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «احْتَجِزوا مِنَ النَّاس بِسُوءِ الظَّنِّ» أَيْ لَا تَثِقُوا بكلِّ أحَدٍ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لَكُم.
وَمِنْهُ المثَل: الحَزْمُ سُوءُ الظَّنّ.
(هـ) وَفِيهِ «لَا تَجُوز شهادَةُ ظَنِين» أَيْ مُتَّهم فِي دِيِنه، فَعِيل بِمَعْنَى مفْعُول، مِنَ الظِّنَّة: التُّهَمَة.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «وَلَا ظَنِين فِي وَلاءٍ» هُوَ الذَّي يَنْتَمي إِلَى غَير مَوَاليه، لَا تُقْبل شَهادتُه للتُّهمة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِين «لَمْ يَكُنْ عليٌّ يُظَّنُّ فِي قّتْل عُثْمان» أَيْ يُتَّهم. وأصلُه يُظْتَنُّ، ثُمَّ قُلبت التَّاءُ طَاءً مُهْمَلَةً، ثُمَّ قُلبت ظَاءً مُعْجَمَةً، ثُمَّ أُدْغِمَتْ. ويُرْوى بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ المُدْغَمة.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الطَّاءِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكر الظَّنّ والظِّنَّة، بِمَعْنَى الشَّك وَالتُّهَمَةِ. وَقَدْ يَجِيء الظَّنّ بِمَعْنَى العِلْم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَيد بْنِ حُضَير «فَظَنَنَّا أَنْ لَمْ يجد عليهما» أي علمنا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسَيد بْنِ حُضَير «فظَنَنَّا أَنْ لَمْ يَجُد عَلَيْهِمَا» أَيْ عَلِمنا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيدة «قَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرين: سأَلْته عَنْ قوله تعالى: «أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ» * فأشارَ بيَده، فظَنَنْت مَا قَالَ» أَيْ عَلِمْت.
(هـ) وَفِيهِ «فَنَزَلَ عَلَى ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيبِيَة ظَنُونِ الْمَاءِ يَتَبرَّضه تَبرُّضاً» الماءُ الظَّنُون: الَّذِي تَتَوهمه وَلَسْتَ مِنْهُ عَلَى ثِقَة، فَعُول بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُظَنُّ أَنَّ فِيهَا مَاءً وليسَ فِيهَا ماءٌ. وَقِيلَ: البئرُ القليلةُ الْمَاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ شَهْرٍ «حجَّ رجُلٌ فمرَّ بماءٍ ظَنُون» وَهُوَ رَاجعٌ إِلَى الظَّنِّ: الشَّكِّ والتُّهْمَة. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «إنَّ المُؤْمن لَا يُمْسي وَلَا يُصْبح إلاَّ ونَفسُه ظَنُون عِنْدَهُ» أَيْ مُتَهَمَة لدَيه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ «السَّوْآءُ بِنْتُ السَّيِّدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الحَسْنَاء بنْتِ الظَّنُون» أَيِ المُتَّهَمَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا زكاةَ فِي الدَّيْن الظَّنُون» هُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي صَاحِبُهُ أيَصِل إِلَيْهِ أَمْ لَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، وَقِيلَ عُثْمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «فِي الدَّيْن الظَّنُون يُزَكِّيه إِذَا قبَضَه لِمَا مَضَى» .
(س) وَفِي حَدِيثِ صِلَة بْنِ أَشْيَم «طلَبْتُ الدُّنيا منْ مَظَانّ حَلالَها» المَظَانّ: جَمْعُ مَظِنَّة بِكَسْرِ الظَّاءِ، وَهِيَ موضعُ الشَّيْءِ ومَعْدِنُه، مَفْعِلة، مِنَ الظَّنِّ بِمَعْنَى العِلم. وَكَانَ القياسُ فَتْحَ الظَّاءِ، وإنَّما كُسِرت لِأَجْلِ الهاءِ. الْمَعْنَى: طلَبتُها فِي المواضِع الَّتِي يُعلم فِيهَا الْحَلَالُ.

الموازنة

الموازنة: أن تتساوى الفاصلتان في اللفظ دون التقفية، نحو {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} .
(الموازنة) الميزانية و (موازنة سعر الصّرْف) (فِي الاقتصاد) عملية تقوم بهَا البنوك وَهِي شِرَاء الأوراق الْأَجْنَبِيَّة الَّتِي هِيَ مَوْضُوع الصّرْف من الْجِهَات الَّتِي هَبَطت فِيهَا أثمانها لتبيعها فِي الْجِهَات الَّتِي ارْتَفع فِيهَا السّعر (مج)
الموازنة: من المحسنات اللفظية البديعية. وَهِي تَسَاوِي الْكَلِمَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ من الفقرتين أَو المصراعين فِي الْوَزْن دون التقفية نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ونمارق مصفوفة} . {وزرابي مبثوثة} . فَإِن مصفوفة ومبثوثة متساويان فِي الْوَزْن لَا فِي التقفية إِذْ الأولى على الْفَاء وَالثَّانيَِة على الثَّاء وَلَا عِبْرَة لتاء التَّأْنِيث فِي القافية كَمَا بَين فِي مَوْضِعه.
الموازنة:
[في الانكليزية] Equilibrium
[ في الفرنسية] Equilibre
هي عند أهل البديع من المحسّنات اللفظية وهي تساوي الفاصلتين أي الكلمتين الأخيرتين من الفقرتين أو المصراعين في الوزن دون التقفية. ففي النّثر نحو نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة، فلفظا مصفوفة ومبثوثة متساويان وزنا لا تقفية لأنّ الأول على الفاء والثاني على الثاء إذ لا عبرة بتاء التأنيث على ما تقرّر. وفي النظم نحو:
هو الشمس قدرا والملوك كواكب هو البحر جودا والكرام جداول ثم الظاهر من قولهم دون التقفية إنّه يجب في الموازنة أن لا تتساوى الفاصلتان في التقفية البتّة، وحينئذ يكون بينها وبين السجع تباين، ويحتمل أن يراد أنّه يشترط فيها التساوي في الوزن ولا يشترط التساوي في التقفية وحينئذ يكون بينهما عموم من وجه لتصادقهما في مثل سرر مرفوعة وأكواب موضوعة، وصدق الموازنة بدون السجع في مثل نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة، وبالعكس في مثل ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا. وأمّا ما ذكره ابن الأثير من أنّ الموازنة هي تساوي فواصل النثر وصدر البيت وعجزه في الوزن لا في الحرف الأخير كما في السجع، فكلّ سجع موازنة وليس كلّ موازنة سجعا، فمبني على أنّه يشترط في السجع تساوي الفاصلتين وزنا ولا يشترط في الموازنة تساويهما في الحرف الأخير، كشديد وقريب ونحو ذلك. ثم إنّه بعد تساوي الفاصلتين وزنا دون تقفية إن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما في إحداهما مثل ما يقابله من القرينة الأخرى في الوزن سواء كان مثله في التقفية أو لم يكن، خصّ هذا النوع من الموازنة باسم المماثلة فهي من الموازنة بمنزلة الترصيع من السجع نحو:
وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. وهذا مثال مما يكون أكثر ما في إحدى القرينتين مثل ما يقابله من الأخرى لا جميعه إذ لا تماثل في الوزن في آتيناهما وهديناهما. ومثال الجمع قول البحتري:
فاحجم لمّا لم يجد فيك مطمعا وأقدم لمّا لم يجد عنك مهربا وتبين بهذا أنّ المماثلة لا تختص بالشعر كما وهم البعض، كذا في المطول.

حوز

حوز

1 حَازَهُ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَوْزٌ and حِيَازَةٌ; (S, A, Msb, K;) as also حَازَهُ, [aor. ـِ inf. n. حَيْزٌ; (Msb;) He drew, collected, or gathered, it together; (S, A, Msb, K;) and so ↓ احتازهُ, (TA,) inf. n. اِحْتِيَازٌ; (K;) and ↓ حوّزهُ, inf. n. تَحْوِيزٌ: (TA:) he drew, collected, or gathered, it together (namely, property or wealth &c., TA) to himself; (S, A, Msb;) as also ↓ احتازهُ, (S,) and لِنَفْسِهِ ↓ احتازهُ, (A, TA,) and حَازَهُ إِلَيْهِ, and اليه ↓ احتازهُ. (TA.) You say, عَلَيْكَ بِحِيَازَةِ المَالِ Take thou to the collecting of wealth. (A, TA.) b2: حَازَهُ, aor. ـُ (TA,) inf. n. حَوْزٌ, (K, TA,) He had, held, or possessed, it; had it, or held it, in his possession; had, took, got, obtained, or acquired, possession, or occupation, of it; (AA, K, * TA; [المَلِكُ, given as an explanation of the inf. n. in the CK, is a mistake for المِلْكُ;]) he took, or received, it; he had it, or took it, to, or for, himself. (AA, TA.) [See حَوْزَةٌ, below. Hence, It comprehended, comprised, or embraced, it.] b3: حَازَ الأَرْضَ, inf. n. حَوْزٌ, He took for himself the land, and marked out its boundaries, and had an exclusive right to it. (TA: but only the inf. n. is there mentioned.) b4: حَازَ, aor. ـُ also signifies [He or] it overcame, conquered, or mastered, [a thing,] as in an instance in art. حز, voce حَزَّازٌ: (Sh, K:) [as also حَاذَ.] b5: Also, (A, TA,) inf. n. حَوْزٌ, (K,) (tropical:) He compressed a woman: (A, * K, * TA:) [as though he mastered her.] b6: حَازَ الحِمَارُ أُتُنَهُ The he-ass gained the mastery over his she-asses, and collected them together; as also حَاذَهَا. (L in art. حوذ.) b7: حَازَ الإِبِلَ, aor. ـُ (S, A, Msb,) inf. n. حَوْزٌ, (S, K,) He drove the camels gently; (S, Msb, K;) as also حَازَهَا, aor. ـِ (S, Msb,) inf. n. حَيْزٌ; (S, TA;) and ↓ حوّزها. (TA.) Also He drove the camels vehemently; (K;) and so حازها, aor. ـِ (TA in art. حيز,) inf. n. حَيْزٌ: (K in art. حيز:) thus bearing two contr. significations: (K:) [as also حَاذَهَا:] you say [also] ↓ أَحِزْهَا, [unless this be a mistranscription for حُزْهَا,] meaning, Drive thou them vehemently. (TA.) Also He drove the camels to water; (A;) and so ↓ حوّزها; (S, A;) [and حَاذَهَا:] or ↓ حوّزها, (As, S, K,) inf. n. تَحْوِيزٌ, (K,) signifies he drove them during the first night to water, (As, S, K,) it being distant from the pasture: (As, S:) because in that night they are driven gently. (TA.) [See also حَوْزٌ, below.] b8: حَازَ الشَّىْءَ He removed the thing from its place; put it away; placed it at a distance. (Sh, TA.2 حوّزهُ: see 1, first sentence: b2: and حوّز: الإِبِلَ: see 1, in three places.4 أَحِزِ الإِبِلَ: see 1.5 تحوّز He, or it, writhed, or twisted, about, (K, TA,) and turned over and over; (TA;) as also ↓ تحيّز: (K:) or was restless, or unquiet, not remaining still, upon the ground. (Lth, TA.) You say, تحوّزت الحَيَّةُ, and ↓ تحيزّت, The serpent writhed, or twisted, about. (Both in the S; and the latter in the K in art. حيز.) And مَا لَكَ تَتَحَوَّزُ تَحَوُّزَ الحَيَّةِ, and تَحَيُّزَ الحَيَّةِ ↓ تَتَحَيَّزُ, Wherefore dost thou writhe about like the writhing about of the serpent? the latter verb, accord. to Sb, is of the measure تَفَيْعَلَ, from حُزْتُ الشَّىْءَ. (S.) b2: He removed, withdrew, or retired to a distance, (A'Obeyd, S, K,) and drew back, (S,) عَنْهُ [or مِنْهُ] from him or it; (TA;) as also ↓ تحيّز; (A'Obeyd, S;) and ↓ انحاز. (A.) Yousay, دَخَلَ عَلَيْهِ فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ He went in to him and he did not move for him from his bed, or mattress. (TK.) And El-Katámee says, (S, TA,) describing an old woman of whom he sought hospitality, and who eluded him, (TA,) مِنِّى خَشْيَةً أَنْ أَضِيفَهَا ↓ تَحَيَّزُ الأَفْعَى مَخَافَةَ ضَارِبِ ↓ كَمَا انْحَازَتِ She (this old woman) retires and draws back from me for fear of my alighting at her abode as a guest [like as the viper turns away in fear of a beater]: or, as some relate the verse, تَحَوَّزُ. (S.) b3: He tarried, or loitered: he was slow in rising; as also تحوّس: he desired to rise, and it was tedious to him to do so; as also ↓ تحيّز. (TA.) AA says, تَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحَيَّةِ, [as though meaning, He was slow in rising like as the rising of the serpent is slow: for he adds,] and it is slow in rising when it desires to rise. (S.) 6 تحاوز الفَرِيقَانِ The two parties, or divisions, turned away, each from the other, (S, K,) in war or battle. (S.) 7 إِنْحَوَزَانحاز القَوْمُ The company of men left their appointed station, (S, K, TA,) and place of fighting, (TA,) and turned away to another place. (S, * K, * TA.) You say also, انحاز عَنْهُ He turned away from him: (S, K:) and انحاز إِلَيْهِ he turned to, or towards, him; and he joined himself to him. (Har pp. 122 and 326.) You say of friends, انحازو عَنِ العَدُوِّ, and حَاصُوا; [They turned away from the enemy;] and of enemies, اِنْهَزَمُوا, and وَلَّوْ مُدْبِرِينَ. (S, TA.) Or انحاز signifies He separated himself from others that he might be with those who were fighting. (Aboo-Is-hák, TA.) And انحاز الرَّحُلُ إِلَى القَوْمِ signifies the same as إِلَيْهِمْ ↓ تحيّز [The man turned, removed, withdrew, or retired, or he joined himself, to the company of men]. (Msb.) See 5, in two places. b2: انحاز عَلَى الشَّىْءِ [for عن, in the TA, I have substituted على, as the former is apparently a mistranscription] He drew himself together, and fell to the thing; expl. by ضَمَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ

وَأَكَبَّ عَلَيْهِ. (TA.) 8 احتازهُ: see حَازَهُ, in four places, first sentence. Q. Q. 2 تَحَيَّزَ, [originally تَحَيْوزَ,] of the measure تَفَيْعَلَ, (Sb, S, TA,) [from حَيِّزٌ, originally حَيْوِزٌ,] He turned aside to a حَيِّز [or place, &c.]. (Mgh.) You say also تحيّز المَالُ [The property, or the camels or the like,] became drawn, collected, or gathered, together; or drew, collected, or gathered, themselves together; to a حَيِّز. (Msb.) b2: See also 5, throughout; and see 7.

حَوْزٌ inf. n. of 1 [q. v.]. b2: فِى حَوْزِهِ: see حَوْزَةٌ.

A2: A place of which a man takes possession, (TA,) and around which a dam (مُسَنَّاةٌ) is made: (K, TA:) pl. أَحْوَازٌ. (TA.) b2: حَوْزُ الدَّارِ: see حَيِّزٌ.

A3: لَيْلَةُ الحَوْزِ The first night during which camels repair towards the water (As, S, K) when it is distant from the pasture: (As, S:) because they are driven gently that night: but when their faces are turned towards the water and they are left to pasture that night, the night is called لَيْلَةُ الطَّلَقِ. (TA.) One says to a man, when he holds back respecting an affair, دَعْنِى مِنْ حَوْزِكَ وَطَلَقِكَ (assumed tropical:) [Let me alone and cease from this and that discursion of thine]. (TA.) And one says also, طَوَّلَ عَلَيْنَا فُلَانٌ بِالْحَوْزِ وَالطَّلَقِ قَبْلَ القَرَبِ (assumed tropical:) [Such a one was prolix, or tedious, to us with this and that discursion before coming to the point]. (TA.) b2: حَوْزٌ is also used as an epithet; though properly an inf. n.: you say, سَوْقٌ حَوْزٌ [A gentle driving: or a vehement driving]. (TA.) حَوْزَةٌ i. q. حَيِّزٌ, as pointed out in two places below. (S, Msb, &c.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) A thing that is in one's possession or occupation; a thing that is one's property: so in the saying of a certain woman, وَأَحْمِى حَوْزَةَ الغَائِبِ (assumed tropical:) And I guard from encroachment the property of the absent: meaning her فَرْج, which was the property of her husband by the marriage-contract: whence it appears that, if this saying be the only ground upon which Az has asserted that one of the significations of حَوْزَةٌ is the فَرْج of a woman, [as is also said in the K,] his assertion requires consideration; for a woman's فرج is her own when she has no husband; and when she is married, it is her husband's property. (L, TA.) You say also, صَارَفِى حَوْزَتِهِ, and ↓ فِى حَوْزِهِ, [and ↓ فى حَيِّزِهِ,] It became in his possession, or occupation. (L, TA.) And فُلَانٌ مَانِعٌ حَوْزَتَهُ (assumed tropical:) Such a one defends, or guards, from encroachment, or invasion, or attack, what is in his حَيِّز [or place; meaning, in his possession or occupation]. (TA.) In like manner, a poet says, حَمَى حَوْزَاتِهِ فَتُرِكْنَ قَفْرًا He guarded from encroachment his tracts of pasture-land [so that they were left deserted]. (Fr, TA.) And it is said in a trad., فَحَمَى حَوْزَةً

الإِسْلَامِ (tropical:) And he defended, or protected, or guarded, from encroachment, or invasion, or attack, the limits, [meaning, what the limits comprised, i. e., the territory,] and the tracts, or regions, of El-Islám [meaning, of the Muslims]. (TA.) حَوْزَةُ المُلْكِ signifies [in like manner]

بَيْضَتُهُ [i. e. (assumed tropical:) The seat of regal power: or the heart, or principal part, of the kingdom]. (S, K.) b3: (assumed tropical:) Nature; or natural disposition, temper, or other quality or property; (K, TA;) whether good or evil. (TA.) حَيِّزٌ, (S, Mgh, Msb,) of the measure فَيْعِلٌ, (Mgh, Msb,) from الحَوْزُ, (S, * Mgh,) as signifying “ the drawing, collecting, or gathering, together,” (Mgh,) originally حَيْوِزٌ, (TA,) and also contracted into حَيْزٌ, (S, Msb, TA,) like هَيِّنٌ and هَيْنٌ, and لَيِّنٌ and لَيْنٌ; (S, TA;) [The continent, or container, or receptacle, of anything; like بَيْضَةٌ; as also ↓ حَوْزَةٌ, q. v.:] any place in which a thing is: (Mgh:) in scholastic theology, the imaginary portion of space occupied by a thing having extent, as a body; or by a thing not having extent, as an indivisible atom: in philosophy, the inner surface of a container, which is contiguous [in every part] to the outer surface of the thing contained: and [hence,] الحَيِّزُ الطَبِيعِىُّ [the proper natural place of a thing;] that in which the nature of a thing requires it to be. (KT.) b2: A quarter, tract, region, or place, considered relatively, or as part of a whole; or a part, or portion, of a place; syn. نَاحِيَةٌ; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ حَوْزَةٌ: (S, Msb, K:) so the authors on practical law mean by حَيِّزٌ; such, for instance, as a room, or an apartment, of a house: (Mgh:) pl. أَحْيَازٌ, (S, Msb, TA,) which is extr., (TA,) being from the contracted form [حَيْزٌ]: (Msb:) by rule it should be أَحْوَازٌ, (Az, Msb, TA,) like أَمْوَاتٌ, pl. of مَيِّتٌ [and مَيْتٌ]: (Az, TA:) or by rule [if from the uncontracted form حَيِّزٌ] it should be حَيَائِزُ, with hemz, accord. to Sb; or حَيَاوِزُ, with و, accord. to Abu-l-Hasan. (TA.) حَيِّزُ الدَّارِ, (S, Msb, TA,) as also الدّارِ ↓ حَوْزُ, (TA,) signifies What is annexed to the house, (S, TA,) or appertains thereto, (Msb,) of the مَرَافِق (S, Msb, TA) and مَنَافِع (TA) and نَوَاحٍ; (Msb;) [i. e., of the conveniences thereof, such as the privy and the kitchen and the like, and other parts or apartments;] such are termed collectively أَحْيَازُ الدَّارِ; (Msb;) and each part or apartment (نَاحِيَة), by itself, is termed حَيِّزٌ. (TA.) b3: [Hence the saying,] أَنَا فِى حَيِّزِهِ وَكَنَفِهِ (tropical:) [I am in his quarter and protection]. (A, TA.) b4: [And hence also the saying,] فِى حَيِّزِ التَّوَاتِرُ (tropical:) In the manner, and place, of [that kind of transmission which is termed] التواتر [which is “ transmission by such a number of persons as cannot be supposed to have agreed to a falsehood: ” as explained in the Mz, 3rd نوع]. (Mgh.) b5: And صَارَ فِى حَيِّزِهِ: see حَوْزَةٌ. b6: [And عَلَى حَيِّزِهِ By himself or itself.]

الإِثْمُ حَوَّازُ القُلُوبِ: see حَزَّازُ, in art. حز.

أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ, in the Kur [viii. 16], signifies Or turning aside to a different company of the Muslims: (Mgh, Msb: *) or the meaning is, or separating themselves from others to betake themselves to [a different company of] those engaged in fighting. (Aboo-Is-hák, TA.) The original form of مُتَحَيِّزٌ is مُتَحَيْوِزٌ. (TA.) قِطْعَةٌ مِنَ الأَرْضِ مُسْتَحِيزَةٌ [A portion of the earth, or of land, comprehended within certain limits]. (M and K in art. بلد.)
(حوز) الدَّوَابّ إِلَى المَاء حازها وَالْأَمر أحكمه

حوز


حَازَ (و)(n. ac. حَوْزحِيَازة [] )
a. Got, possessed.
b. Drove (camels).
حَوَّزَa. Took to water (camels).

حَاْوَزَa. Associated, had relations with.

تَحَوَّزَa. Writhed, coiled up (snake).
b. Turned back.

تَحَاْوَزَa. Separated.

إِنْحَوَزَ
a. ['An], Withdrew, retired from; fled.
إِحْتَوَزَa. see I (a)
حَوْزa. Possession.
b. Enclosure.

حَوْزَةa. Tract, region, side.
b. Possession.

أَحْوَزُa. Black.
b. Sharp, agile.
(حوز) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِن جَمِيعَ اللَّأْمةِ كان يَحُوز المُسلِمِين" .
: أي يَسُوقُهم. يقال: حُزتُه: أي مَلكتُه وقَبضْتُه استبدَدْتُ به.
- في حديث أَبِى عُبَيْدَة، رَضِى الله عنه: "وقد انْحازَ على حَلْقَة" . : أي أكبَّ عليها، والانْحِيَازُ: أن يَجمَع نَفسَه ويَنْضَمَّ بَعضُه إلى بَعْض.
ح و ز: (الْحَوْزُ) الْجَمْعُ وَبَابُهُ قَالَ وَكَتَبَ، وَكُلُّ مَنْ ضَمَّ شَيْئًا إِلَى نَفْسِهِ فَقَدَ (حَازَهُ) وَ (احْتَازَهُ) أَيْضًا. وَ (الْحَيِّزُ) بِوَزْنِ الْهَيِّنِ مَا انْضَمَّ إِلَى الدَّارِ مِنْ مَرَافِقِهَا. وَكُلُّ نَاحِيَةٍ (حَيِّزٌ) . وَ (الْحَوْزَةُ) بِوَزْنِ الْجَوْزَةِ النَّاحِيَةُ. وَ (انْحَازَ) عَنْهُ عَدَلَ. وَانْحَازَ الْقَوْمُ تَرَكُوا مَرْكَزَهُمْ إِلَى آخَرَ. 
ح و ز

حاز المال، واحتازه لنفسه، وعليك بحيازة المال. وحاز الأبل: ساقها إلى الماء، وحوزها. وهذه ليلة الحوز. وانحاز عن القوم: اعتزلهم. وانحاز إليهم وتحيز: انضم " أو متحيزاً إلى فئة " وتحوزت الحية. وتحوز الرجل للقيام. ودخل عليه فما تحوز له عن فراشه.

ومن المجاز: فلان يحمي حوزة الإسلام. وأنا في حيز فلان وكنفه. وقال لمن نكح المرأة: قد حازها. ورجل أحوزي: يسوق ما وكل إليه أحسن مساق.
(ح و ز) : (الْحَيِّزُ) كُلُّ مَكَان فَيْعِلٌ مِنْ الْحَوْزِ الْجَمْعُ وَمُرَادُ الْفُقَهَاءِ بِهِ بَعْضُ النَّوَاحِي كَالْبَيْتِ مِنْ الدَّارِ مَثَلًا وَقَوْلُهُ وَإِذَا أَحْيَا مَوَاتًا اُعْتُبِرَ الْحَيِّزُ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَالْمَاءُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَقَوْلُهُمْ فِي (حَيِّزِ) التَّوَاتُرِ أَيْ فِي جِهَتِهِ وَمَكَانِهِ وَهُوَ مُجَازٌ (وَتَحَيَّزَ) مَالَ إلَى الْحَيِّزِ وَفِي التَّنْزِيلِ {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: 16] أَيْ مَائِلًا إلَى جَمَاعَةٍ مُسْلِمِينَ سِوَى الَّتِي فَرَّ مِنْهَا.
حوز قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: تحوز هُوَ التنحي وَفِيه لُغَتَانِ: التحوّز والتحيز قَالَ اللَّه [تبَارك و -] تَعَالَى {أوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ} فالتحوّز التفعل والتحيّز التفيعُل قَالَ الْقطَامِي يذكر عجوزًا استضافها فَجعلت تروغ عَنهُ فَقَالَ: [الطَّوِيل]

تحوّز عني خشيَة أَن أضيفها ... كَمَا انْحَازَتْ الأفعى مَخَافَة ضَارب وَإِنَّمَا أَرَادَ من هَذَا الحَدِيث أَنه لم يقم وَلم يَتَنَحَّ لَهُ عَن صدر فرَاشه لِأَن السّنة أَن الرجل أَحَق بصدر فرَاشه وَصدر دَابَّته.
ح و ز : حُزْت الشَّيْءَ أَحُوزُهُ حَوْزًا وَحِيَازَةً ضَمَمْتُهُ وَجَمَعْتُهُ وَكُلُّ مَنْ ضَمَّ إلَى نَفْسِهِ شَيْئًا فَقَدْ حَازَهُ وَحَازَهُ حَيْزًا مِنْ بَابِ سَارَ لُغَةٌ فِيهِ وَحُزْتُ الْإِبِلَ بِاللُّغَتَيْنِ سُقْتهَا بِرِفْقٍ وَالْحَوْزَةُ النَّاحِيَةُ وَالْحَيِّزُ النَّاحِيَةُ أَيْضًا وَهُوَ فَيْعِلٌ وَرُبَّمَا خُفِّفَ وَلِهَذَا قِيلَ فِي جَمْعِهِ أَحْيَازٌ وَالْقِيَاسُ أَحْوَازٌ لَكِنَّهُ جُمِعَ عَلَى لَفْظِ الْمُخَفَّفِ كَمَا قِيلَ فِي جَمْعِ قَائِمٍ وَصَائِمٍ قُيَّمٌ وَصُيَّمٌ عَلَى لُغَةِ مَنْ رَاعَى لَفْظَ الْوَاحِدِ وَأَحْيَازُ الدَّارِ نَوَاحِيهَا وَمَرَافِقُهَا وَتَحَيَّزَ الْمَالُ انْضَمَّ إلَى الْحَيِّزِ وقَوْله تَعَالَى: {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: 16] مَعْنَاهُ أَوْ مَائِلًا إلَى جَمَاعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَانْحَازَ الرَّجُلُ إلَى الْقَوْمِ بِمَعْنَى تَحَيَّزَ إلَيْهِمْ. 
حوز
الحَوْزُ: مَوْضِعٌ يَحُوْزُه الرَّجُلُ يَتَّخِذُ حَوَالَيِهْ مُسَنّاةً، والجَميعُ: الأحْوَازُ. وحازَ الشَّيْءَ واحْتَازَه. وحَوْزُ الرَّجُلِ: طَبِيْعَتُه من خَيْرٍ أو شَرٍّ. وما لَكَ تَتَحَوَّزُ: إذا لم يَسْتَقِرَّ. وتَحَوَّزَ للقِيام: انْقَلَعَ له من مَكانٍ إلى مكانٍ. والحَوْزُ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ. والسَّوْقُ، حازَ إبِلَه: ساقَها. والمُحَاوَزَةُ: المُخَالَطَةُ؛ في قوله:
وازْوَرَّ عَمَّنْ يُحَاوِزُ والمُحَاوِزُ: شِبْهُ المُطارِدِ في الحَرْب. والأحْوَزُ: المُنْحَازُ في ناحِيتَه الجادُّ في أمْرِه، وهو الأحْوَزِيُّ. وقال يعقوب: الحَوْزُ: النِّكاحُ، قد حازَها. وذَهَبَ لِحُوْزِيَّتِه: أي لِطَيَّتِه وهَوَاه. وليس يَنْحَازُ من شَيْءٍ ولا يَنْحَاشُ ولا يُبَالي.
وإنَّ فيك حُوَيْزَاءَ عَنِّي - مَمْدُوْدٌ -: وهي الذَّخِيْرَةُ يَطْويها عنك. والحَوزُ: جَماعَةُ الإبِلِ، والحُوْزِيَّةُ من الإبِلِ: المَجْمُوْعَةُ إلى أوْساطِها. ولَيِلَةُ الحَوْزِ للإبِلِ: لَيْلَةُ الماءِ، قد حَوَّزَها تَحْويزاً. والحَوْزَةُ: عِنَبٌ ليس بِعْظيم الحَبِّ. وهو من النَّزْعِ في القَوْسِ: المُبَالَغَةُ فيه، يقال: حُزْتُ النَّزْعَ.
[حوز] نه فيه: أن رجلاً من المشركين جمع اللأمة كان "يحوز" المسلمين، أي يجمعهم ويسوقهم، حازه يحوزه إذا قبضه وملكه واستبد به. ومنه ح: الإثم "حواز" القلوب، شدد واوه شمر من حاز أي يجمع القلوب ويغلب عليها، والمشهور بتشديد الزاي وقد مر. وح: "فتحوز" كل منهم فصلى، أي تنحى وانفرد، ويروى بالجيم من السرعة والتسهل. وح: "فحوز" عبادي إلى الطور، أي ضمهم إليه، والرواية بالراء. وح عمر لعائشة يوم الخندق: ما يؤمنك أن يكون بلاء و"تحوز" هو من قوله تعالى {أو متحيزاً إلى فئة} أي منضماً إليها، والتحوز والتحيز والانحياز بمعنى. وح أبي عبيدة: وقد "انحاز" على حلقة نشبت في جراحة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، أي أكب عليها وجمع نفسه وضم بعضها إلى بعض. وح: فحمى "حوزة" الإسلام، أي حدوده ونواحيه، وفلان مانع لحوزته أي لما في حيزه، والحوزة فعلة منه سميت به الناحية. شم: هي بفتح مهملة. نه وح: أنه أتى ابن رواحة يعوده فما "تحوز" له عن فراشه، أي ما تنحى عن صدر فراشه لأن السنة في ترك ذلك. وفي ح عائشة تصف عمر: [كان والله أحوزياً] والأحوزي هو الحسن السياق للأمور وفيه بعض النفار، وقيل: هو الخفيف، ومر في الذال. ك: وأقبل بصفية قد "حازها" أي اختارها من الغنيمة. ومنه: ما "احتازها" دونكم من الاحتياز، وهو الجمع أي ما جمعها لنفسه، قوله: حتى بقي هذا المال، أي هذا المقدار الذي تطلبان حصتكما منه، قوله: مجعل مال الله، أي مصالح المسلمين. ط: "تحوز" المرأة ثلث ميراث عتيقها ولقيطها، الحديث غير ثابت عند أهل النقل، وأخذ ميراث عتيقها متفق عليه، وأما ميراث اللقيط فمحمول على أنها أولى الناس بأن يصرف إليها تركته لا على طريق التوريث. ج ومنه: حتى "تحوزه" إلى رحلك، من حزته. غ "متحيزاً إلى فئة" أي يصير إلى حيز فئة يمنعونه من العدو، وما "حوزنا" أي ما موضعنا الذي أردناه.
[حوز] الحَوْزُ: الجمع. وكل من ضمَّ إلى نفسه شيئاً فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَةً، واحْتازَهُ أيضاً. والحَوْزُ والحَيْزُ: السَوْقُ الليِّنُ. وقد حَاز الإبل يَحُوزُها ويَحيزُها. والأَحْوَزِيُّ مثل الأَحْوَذِيِّ، وهو السائقُ الخفيف، عن أبي عمرو. قال العجاج: يَحوزُهُنَّ وله حوزيُّ * كما يَحوزُ الفِئَةَ الكَميُّ * وأبو عبيد يرويه بالذال، والمعنى واحد، يعني به الثَوْرَ أنّه يطرُد الكلاب وله طارد من نفسه يطرده، من نشاطه. وحَوَّزَ الإبل: ساقها إلى الماء. قال الأصمعي: إذا كانت بَعيدَةَ المرعى من الماء فأوًّلَ ليلة تُوَجِّهِها إلى الماء ليلة الحَوْزِ. وقد حَوَّزَها. وأنشد: حَوَّزَها من برق الغميم * أهدأ يمشى مِشْيَةَ الظَليمِ * بالحَوْزِ والرفْقِ وبالطَميمِ * والمُحَاوَزَةُ: المخالطة. وتَحَوَّزَتِ الحَيَّةُ وتَحَيَّزَتْ، أي تلوت. يقال: مالك تتحوَّزُ تَحَوُّزَ الحَيَّةِ، وتتحيَّزُ تحيُّزَ الحية. قال سيبويه: هو تفيعل من حزت الشئ. قال القطامى: تحيز منى خَشْيَة أَنْ أَضيفَها * كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَة ضارِبِ * يقول: تَتَنَحَّى عنّي هذه العجوز وتتأخّر خوفاً أن أنزل عليها ضيفاً. ويروى " تحوز منى ". قال أبو عمرو: وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحيَّةِ، وهو بُطء القيام إذا أراد أن يقوم. والحَيِّزُ: ما انضمَّ إلى الدار من مَرافقها. وكلُّ ناحيةٍ حَيِّزٌ، وأصلُهُ من الواو. والحَيْزُ: تخفيف الحيز، مثل هين وهين، ولين ولين. والحمع أحياز. والحوزة: الناحية. وحَوْزَةُ المُلْكِ: بَيْضَتُه. وانْحازَ عنه، أي عَدَلَ. وانْحازَ القومُ: تركوا مَرْكزهم إلى آخَر. يقال للأولياء: انْحازوا عن العدوّ وحاصوا، وللأعداء: انهزموا ووَلَّوا مُدْبِرينَ. وتَحاوَزَ الفريقان في الحرب، أي انْحازَ كلُّ فريق عن الآخر.
(ح وز)

الحَوزُ: السّير الشَّديد والرويد. حازَ إبِله حَوْزاً وحَوَّزها: سَاقهَا سوقا رويدا.

وسوق حَوْزٌ، وصف بِالْمَصْدَرِ.

وَلَيْلَة الحَوْزِ: أول لَيْلَة توجه فِيهَا الْإِبِل إِلَى المَاء إِذا كَانَت بعيدَة مِنْهُ، سميت بذلك لِأَنَّهُ يرفق بهَا تِلْكَ اللَّيْلَة فيسار بهَا رويدا. وَقد حَوَّزها، قَالَ:

حَوَّزَها من بُرَقِ الغَميمِ

أهْدَأ يمشي مِشَيَةَ الظليمِ

وَقَوله:

وَلم تُحوَّزْ فِي رِكابِ العيرِ

عَنى انه لم يشْتَد عَلَيْهَا فِي السُّوق. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لم يحمل عَلَيْهَا.

والأحوَزِيُّ والحُوزِيُّ: الْحسن السِّيَاقَة، وَفِيه مَعَ ذَلِك بعض النفار، قَالَ العجاج:

يَحوزُهنَّ وَله حُوزِيُّ

كَمَا يَحوزُ الفئَةَ الكَمِيُّ

والأحْوَزِيُّ والحُوزِيُّ أَيْضا: الجاد فِي أمره. والحُوزِيُّ: المتنزه فِي الْمحل الَّذِي يحْتَمل وَيحل وَحده وَلَا يخالط الْبيُوت بِنَفسِهِ وَلَا مَاله.

وانحاز الْقَوْم: تركُوا مركزهم ومعركة قِتَالهمْ ومالوا إِلَى مَوضِع آخر.

وتَحوَّز عَنهُ وتَحيَّزَ: تنحى، وَهِي تفعيل أَصْلهَا تَحيْوَزَ فقلبت الْوَاو يَاء لمجاورة الْيَاء، وأدغمت فِيهَا.

وتَحَوَّزَ عَن فرَاشه: تنحى.

والحَوْزاءُ: الْحَرْب تحوزُ الْقَوْم، حَكَاهَا أَبُو رياش فِي شرح أشعار الحماسة فِي قَول جَابر بن ثَعْلَب:

فهَلاَّ على أخلاقِ نَعْلَىْ مَعصَّبٍ ... شَغَبْتَ وَذُو الحوزاءِ يَحفِزُه الوتْرُ

الْوتر هُنَا: الْغَضَب.

والتَحَوُّزُ: التلبث والتمكث.

والتحَيُّزُ والتحوُّزُ: التلوي والتقلب، وَخص بَعضهم بِهِ الْحَيَّة. وَمن كَلَامهم: مَالك تَحَوَّزُ كَمَا تحوَّزُ الْحَيَّة، وتَحَّيزُ.

وتحوَّزَ الرجل وتَحيَّز: أَرَادَ الْقيام فَأَبْطَأَ ذَلِك عَلَيْهِ.

وكل من ضم شَيْئا إِلَى نَفسه من مَال أَو غير ذَلِك فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَةً، وحازَه إِلَيْهِ واحتازَه إِلَيْهِ.

وَقَوْلهمْ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، إِذا طلعت الشعريان يَحوزهما النَّهَار فهنالك لَا يجد الْحر مزيدا، وَإِذا طلعتا يحوزُهما اللَّيْل فهناك لَا يجد القر مزيدا. لم يفسره، وَهُوَ يحْتَمل عِنْدِي أَن يكون: يضمهما، وَأَن يكون: يسوقهما.

وحَوْزُ الدَّار وحَيْزُها: مَا انْضَمَّ إِلَيْهَا من الْمرَافِق وَالْمَنَافِع.

وكل نَاحيَة على حِدة: حَيِّزٌ. وَالْجمع أحيازٌ، نَادِر، فَأَما على الْقيَاس فَحَيائِزُ، بِالْهَمْز فِي قَول سِيبَوَيْهٍ وحياوِزُ بِالْوَاو فِي قَول أبي الْحسن.

والحَوْزُ: مَوضِع يحوزُه الرجل يتَّخذ حواليه مسناة، وَالْجمع أحْوازٌ.

وَهُوَ يحمي حَوْزَتَه، أَي مَا يَلِيهِ ويَحوزُه.

والحُوَّازُ: مَا يَحوزُه الْجعل من الدحروج، وَهُوَ الخرء الَّذِي يدحرجه، قَالَ: سَمينُ المَطايا يَشربُ الشُّربَ والحَسَا ... قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدحاريج أَبتر

والحَوْزُ: الطبيعة من خير أَو شَرّ.

وحازَها حَوْزاً: نَكَحَهَا.

وحاوَزَه: خالطه.

وَأمر محوزٌ، مُحكم.

والحائزُ: الْخَشَبَة الَّتِي تنصب عَلَيْهَا الأجذاع.

وَبَنُو حَويزةَ: قَبيلَة، أَظن ذَلِك.

وأحْوَزُ وحَوَّازٌ: اسمان.

وحَوْزَةُ: اسْم مَوضِع، قَالَ صَخْر ابْن عَمْرو:

قَتَلتُ الخالِدَيْنِ بهَا وعَمْراً ... وبِشْرًا يومَ حَوْزةَ وابنَ بِشْرِ
حوز
حازَ/ حازَ على يَحوز، حُزْ، حَوْزًا وحِيازةً، فهو حائز، والمفعول محوز
• حاز الشَّيءَ/ حاز على الشَّيء: ضمّه وملكَه، حصل عليه وناله "حاز عقارًا/ مالاً- حاز على إعجاب الآخرين" ° حاز الأرضَ: أعلمها وأحيا حدودَها- حاز قصبَ السَّبْق: ملك، سبق غيرَه، تفوَّق على غيره. 

احتازَ يحتاز، احْتَزْ، احتيازًا، فهو مُحتاز، والمفعول مُحتاز
• احتاز الشَّيءَ: حازه؛ احتواه، ضمَّه وملكَه "احتاز مالاً/ عقارًا". 

انحازَ/ انحازَ إلى/ انحازَ عن ينحاز، انحَزْ، انْحيازًا، فهو مُنحاز، والمفعول منحاز إليه
• انحازَ القومُ: تركوا مركزَهم إلى آخر.
• انحازَ إلى فلان/ انحازَ إلى الشَّيء: مال إليه "انحاز إلى رأي أستاذه- انحاز إلى أحد الأطراف المتخاصمة- هذا فكر منحاز".
• انحازَ عن فلان/ انحازَ عن الشَّيء: عدل عنه "انحازَ عن العدوّ/ الشَّرِّ". 

تحوَّزَ عن/ تحوَّزَ في يتحوَّز، تحوُّزًا، فهو مُتحوِّز، والمفعول مُتحوَّز عنه
• تحوَّز عن الشَّيء: تنحَّى عنه "تحوَّز عن المعصية/ التَّرشيح/ منصبه".
• تحوَّز الشَّخصُ في المكان: تمكّث وتلبّث "استطاب الإقامة في الرِّيف فتحوَّز فيه". 

تحيَّزَ إلى يتحيَّز، تَحيُّزًا، فهو مُتحيِّز، والمفعول مُتحيَّز إليه
• تحيَّزَ إلى فلان: حاباه، انضمَّ إليه ووافقه في الرَّأي دون مراعاة للحقّ "الحكم لا يتحيَّز إلى أحد الفريقين". 

انحياز [مفرد]:
1 - مصدر انحازَ/ انحازَ إلى/ انحازَ عن.
2 - ميل إلى تأييد نظرية أو فرض أو رفضهما نتيجة لتأثّر سابق موجّه للحكم الذي يصدره الشّخص على القضايا "اعترض الخَصمُ على انحياز الحكَم إلى خصمه".
• سياسة عدم الانحياز: (سة) عدم الانضمام إلى فريق دون فريق.
• دول عدم الانحياز: (سة) مجموعة من الدُّول ساد بينها اتّجاه سياسيّ يهدف إلى تأكيد استقلالها إزاء الدولتين العظميين: الاتّحاد السُّوفيتِّي والولايات المتّحدة الأمريكيَّة، ولا ينحاز إلى فريق دون آخر، ويحاول أن يكون له دور في السِّياسة الدَّوليّة، ويطلق عليها أيضًا الدول غير المنحازة. 

حائز [مفرد]: اسم فاعل من حازَ/ حازَ على. 

حَوْز [مفرد]: ج أَحواز (لغير المصدر):
1 - مصدر حازَ/ حازَ على.
2 - ما يضمُّه الإنسانُ لنفسه من الأرض ويبني حدودَه ويقيم عليه الحواجزَ فلا يكون لأحدٍ حقّ فيها "أرض حَوْز فلان" ° حَوْز الدَّار: ما انضمّ إليها من مرافق ومنافع، حقوق الدار، حدودها. 

حَوْزَة [مفرد]: ج حَوْزات وحَوَزات
• حَوْزَة الرَّجُلِ: ملكه "في حوزته أشياء ثمينة/ وثائق" ° حَوْزَة الشَّيخ: مجلسه الذي يلقي على مريديه فيه العلم- في حوزته/ في حوزة يده: يملكه، أو عنده.
• حَوْزَة الإسلام: حدوده ونواهيه "فلان يحمي حوزةَ الإسلام"? حَوْزَة البلد: ترابه. 

حِيازَة [مفرد]:
1 - مصدر حازَ/ حازَ على ° حِيازَة إيجاريّة: استئجار ملكيّة كالأرض بواسطة عقد- حِيازَة الرَّجُل: ما في ملكه من مالٍ أو عقار.
2 - (رع) أرض زراعيّة تدخل في تصرُّف فرد أو هيئة.
• استرداد حيازة/ إعادة حيازة: (قن) استعادة الممتلكات بموجب حقّ منصوص عليه في تصرُّف ملكيَّة سابقة. 

حَيِّز [مفرد]:
1 - كلّ جمع منضمٌّ بعضه إلى بعض "الحيِّز الاقتصاديّ الأوربيّ" ° حيِّز الدَّار: ما انضمّ إليها من مرافق ومنافع.
2 - مكان أو مجال "ترك حيِّزًا كبيرًا- برز إلى حيِّز المعقول" ° أخْرج إلى حيِّز العمل: حقّق ونفَّذ- الحيِّز الخارجيّ: الامتداد- في حيّز الإمكان: في حدوده- في حيّز الأموات: قارب الموتَ، كاد يموت- في حيِّز التَّنفيذ: قيد التَّنفيذ- في حيِّز الصَّلاحيَّات الدَّاخليّة: في حدودها وإطارها- في حيِّز المجانين: قارب الجنون، كاد يُجَنّ- في حيّز هذا المفهوم: في نطاقه- كانت في حيِّز الانقطاع: كادت أن تنقطع- لم تخرج إلى حيّز الوجود: لم تظهر- هذا في حيِّز التواتر: في جهته ومكانه. 

حوز: الحَوْزُ السير الشديد والرُّوَيْد، وقيل: الحَوْز والحَيْزُ السوق

اللين. وحازَ الإِبلَ يَحُوزُها ويَحِيزها حَوْزاً وحَيْزاً وحَوَّزَها:

ساقها سوقاً رُوَيْداً. وسَوْقٌ حَوْزٌ، وصف بالمصدر، قال الأَصمعي: وهو

الحوز؛ وأَنشد:

وقد نَظَرْتُكُمُ إِينَاء صادِرَةٍ

للوِرْدِ، طال بها حَوْزِي وتَنْساسِي

ويقال: حُزْها أَي سُقْها سوقاً شديداً.

وليلة الحَوْز: أَول ليلة تُوَجَّه فيها الإِبل إِلى الماء إِذا كانت

بعيدة منه، سميت بذلك لأَنه يُرْفَقُ بها تلك الليلة فَيُسار بها

رُوَيْداً. وحَوَّزَ الإِبلَ: ساقها إِلى الماء؛ قال:

حَوَّزَها، من بُرَقِ الغَمِيمِ،

أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ

بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّمِيمِ

وقول الشاعر:

ولم تُحَوَّز في رِكابي العيرُ

عَنى أَنه لم يشتدّ عليها في السَّوْق؛ وقال ثعلب: معناه لم يُحْمَل

عليها.

والأَحْوَزِيّ والحُوزِي: الحَسَن السِّياقة وفيه مع ذلك بعض النِّفار؛

قال العجاج يصف ثوراً وكلاباً:

يَحُوزُهُنَّ، وله حُوزِيّ،

كما يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيّ

والأَحْوَزِيُّ والحُوزِيّ: الجادْ في أَمره. وقالت عائشة في عمر، رضي

الله عنهما: كان واللهِ أَحْوَزِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه؛ قال ابن الأَثير:

هو الحَسَن السِّياق للأُمور وفيه بعض النِّفار. وكان أَبو عمرو يقول:

الأَحْوَزِيّ الخفيف، ورواه بعضهم: كان الله أَحْوَذِيّاً، بالذال، وهو قريب

من الأَحْوَزِيّ، وهو السائق الخفيف. وكان أَبو عبيدة يروي رجز العجاج

حُوذِيّ، بالذال، والمعنى واحد، يعني به الثورَ أَنه يَطْرد الكلابَ وله

طارِدٌ من نفسه يَطْرده من نشاطه وحَدّه. وقول العجاج: وله حُوزِيّ أَي

مَذْخُور سَيْرٍ لم يَبْتذله، أَي يغلبهن بالهُوَيْنا. والحُوزِيّ:

المُتَنَزِّه في المَحِل الذي يحتمل ويَحُلُّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا

ماله.

وانْحازَ القومُ: تركوا مَرْكَزهم ومَعْركة قتالهم ومالوا إِلى موضع

آخر. وتَحَوَّز عنه وتَحَيَّزَ إِذا تَنَحَّى، وهي تَفَيْعَل، أَصلها

تَحَيْوَز فقلبت الواو ياء لمجاورة الياء وأُدغمت فيها. وتَحَوَّزَ له عن

فراشه: تَنَحَّى. وفي الحديث: كما تَحَوَّز له عن فِراشه. قال أَبو عبيدة:

التَّحَوُّز هو التنحي، وفيه لغتان: التَّحَوّز والتَّحَيّز. قال الله عز

وجل: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة؛ فالتَّحَوّز التَّفَعُّل، والتَّحَيُّز

التَّفَيْعُل، وقال القطامي يصف عجوزاً استضافها فجعلت تَرُوغ عنه فقال:

تَحَوَّزُ عَنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها،

كما انْحازَت الأَفْعَى مَخافَة ضارِبِ

يقول: تَتَنَحَّى هذه العجوز وتتأَخر خوفاً أَن أَنزل عليها ضيفاً،

ويروى: تَحَيَّزُ مني، وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى

فئة، نصب مُتَحَيِّزاً ومُتَحَرِّفاً على الحال أَي إِلا أَن يتحرف لأَن

يقاتل أَو أَن يَنْحاز أَي ينفرد ليكون مع المُقاتِلة، قال: وأَصل

مُتَحَيِّز مُتَحَيْوِز فأُدغمت الواو في الياء. وقال الليث: يقال ما لك

تَتَحَوَّز إِذا لم يستقر على الأَرض، والاسم منه التَّحَوُّز.

والحَوْزاءُ: الحَرب تَحُوز القوم، حكاها أَبو رياش في شرح أَشعار

الحماسة في وقول جابر بن الثعلب:

فَهَلاَّ على أَخْلاق نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ

شَغَبْتَ، وذُو الحَوْزاءِ يَحْفِزُه الوِتْر

الوِتْر ههنا: الغضب. والتَّحَوُّز: التَّلبُّث والتَّمَكُّث.

والتَّحَيُّز والتَّحَوُّز: التَّلَوّي والتقلُّب، وخص بعضهم به الحية. يقال:

تَحَوَّزَت الحية وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت. ومن كلامه: ما لك تَحَوَّزُ كما

تَحَيَّزُ الحية؟ وتَحَوَّزُ تَحَيُّز الحية، وتَحَوُّزَ الحية، وهو

بُطْءُ القيام إِذا أَراد أَن يقوم؛ قال غيره: والتَّحَوُّس مثله، وقال

سيبويه: هو تَفَيْعل من حُزْت الشيء، والحَوْز من الأَرض أَن يتخذها رجلٌ ويبين

حدودها فيستحقها فلا يكون لأَحد فيها حق معه، فذلك الحَوْز. تَحَوَّز

الرجل وتَحَيَّز إِذا أَراد القيام فأَبطأَ ذلك عليه. والحَوْز: الجمع.

وكل من ضَمَّ شيئاً إِلى نفسه من مال أَو غير ذلك، فقد حازَه حَوْزاً

وحِيازَة وحازَه إِليه واحْتازَهُ إِليه؛ وقول الأَعشى يصف إِبلاً:

حُوزِيَّة طُوِيَتْ على زَفَراتِها،

طَيَّ القَناطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا

قال: الحُوزِيَّة النُّوق التي لها خَلِفة انقطعت عن الإِبل في

خَلِفَتها وفَراهتها، كما تقول: مُنْقَطِعُ القَرِينِ، وقيل: ناقة حُوزِيَّة أَي

مُنْحازة عن الإِبل لا تخالطها، وقيل: بل الحُوزِيَّة التي عندها سير

مذخور من سيرها مَصُون لا يُدْرك، وكذلك الرجل الحُوزِيُّ الذي له إِبْداءٌ

من رأْيه وعقله مذخور. وقال في قول العجاج: وله حُوزِيّ، أَي يغلبهن

بالهُوَيْنا وعنده مذخور لم يَبْتَذِله. وقولهم حكاه ابن الأَعرابي: إِذا

طَلَعَتِ الشِّعْرَيانِ يَحُوزُهما النهار فهناك لا يجد الحَرُّ مَزِيداً،

وإِذا طلعتا يَحُوزُهما الليل فهناك لا يجد القُرّ مَزيداً، لم يفسره؛ قال

ابن سيده: وهو يحتمل عندي أَن يكون يضمُّهما وأَن يكون يسوقهما. وفي

الحديث: أَن رجلاً من المشركين جَميعَ اللأْمَةِ كان يحوز المسلمين أَي

يجمعهم؛ حازَه يَجُوزه إِذا قبضه ومَلَكه واسْتَبَدَّ به. قال شمر: حُزْت

الشيء جَمَعْتُه أَو نَحَّيته؛ قال: والحُوزِيّ المُتَوَحِّد في قول

الطرماح:يَطُفْن بِحُوزيِّ المَراتِع، لم تَرُعْ

بوَادِيه من قَرْعِ القِسِيِّ، والكَنَائِن

قال: الحُوزِيُّ المتوحد وهو الفحل منا، وهو من حُزْتُ الشيء إِذا جمعته

أَو نَحَّيته؛ ومنه حديث معاذ، رضي الله عنه: فَتَحَوَّز كلٌّ منهم

فَصَلَّى صلاة خفيفة أَي تَنَحَّى وانفرد، ويروى بالجيم، من السرعة والتسهل؛

ومنه حديث يأْجوج: فَحَوِّزْ عبادي إِلى الطُّور أَي ضُمَّهم إِليه،

والرواية فَحَرِّزْ، بالراء، وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال لعائشة، رضي

الله عنها، يوم الخَنْدَقِ: ما يُؤَمِّنُك أَن يكون بَلاء أَو تَحَوُّزٌ؟

وهو من قوله تعالى: أَو مُتَحَيِّزاً إِلى فئة، أَي مُنْضمّاً إِليها.

والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز بمعنى. وفي حديث أَبي عبيدة: وقد

انْحازَ على حَلْقَة نَشِبَت في جراحة النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم

أُحُدٍ أَي أَكَبَّ عليها وجمع نفسه وضَمَّ بعضها إِلى بعض. قال عبيد بن حرٍّ

(* قوله « عبيد بن حر» كذا بالأصل): كنت مع أَبي نَضْرَة من الفُسْطاط

إِلى الإِسْكنْدَرِيَّة في سفينة، فلما دَفَعْنا من مَرْسانا أَمر

بِسُفْرته فَقُرِّبت ودعانا إِلى الغداء، وذلك في رمضان، فقلت: ما تَغَيَّبَتْ

عنا منازلُنا؛ فقال: أَترغب عن سنة النبي، صلى الله عليه وسلم؟ فلم نزل

مفطرين حتى بلغنا ماحُوزَنا؛ قال شمر في قوله ماحُوزَنا: هو موضعهم الذي

أَرادوه، وأَهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدوّ الذي فيه

أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ، وقال بعضهم: هو من قولك حُزْتُ الشيء إِذا

أَحْرَزْتَه، قال أَبو منصور: لو كان منه لقيل مَحازنا أَو مَحُوزنا.

وحُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها وأَحييت حدودها. وهو يُحاوِزُه أَي يخالطه

ويجامعه؛ قال: وأَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غير عربية، وكذلك الماحُوز لغة

غير عربية، وكأَنه فاعُول، والميم أَصلية، مثل الفاخُور لنبت،

والرَّاجُول للرَّجل. ويقال للرجل إِذا تَحَبَّسَ في الأَمر: دعني من حَوْزك

وطِلْقك. ويقال: طَوّل علينا فلانٌ بالحَوْزِ والطِّلْق، والطِّلق: أَن يخلي

وجوه الإِبل إِلى الماء ويتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئِذٍ فهي ليلة

الطِّلْق؛ وأَنشد ابن السكيت:

قد غَرّ زَيْداً حَوْزُه وطِلْقُه

وحَوْز الدار وحَيْزها: ما انضم إِليها من المَرافِقِ والمنافع. وكل

ناحية على حِدَةٍ حَيِّز، بتشديد الياء، وأَصله من الواو. والحَيْز: تخفيف

الحَيِّز مثل هَيْن وهَيِّن وليْن وليِّن، والجمع أَحْيازٌ نادر. فأَما

على القياس فَحَيائِز، بالهمز، في قول سيبويه، وحَياوِزُ، بالواو، في قول

أَبي الحسن. قال الأَزهري: وكان القياس أَن يكون أَحْواز بمنزلة الميت

والأَموات ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس.

وفي الحديث: فَحَمَى حَوْزَة الإِسلام أَي حدوده ونواحيه. وفلان مانع

لحَوْزَته أَي لما في حَيّزه. والحَوْزة، فَعْلَةٌ، منه سميت بها الناحية.

وفي الحديث: أَنه أَتى عبدَ الله بن رَواحَةَ يعوده فما تَحَوَّز له عن

فراشه أَي ما تَنَحَّى؛ التَّحَوُّز: من الحَوزة، وهي الجانب كالتَّنَحِّي

من الناحية. يقال: تَحَوَّز وتَحَيَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل

والتَّحَيُّز تَفَيْعُل، وإِنما لم يَتَنَحَّ له عن صدر فراشه لأَن السنَّة

في ترك ذلك. والحَوْز: موضع يَحُوزه الرجل يَتَّخِذُ حواليه مُسَنَّاةً،

والجمع أَحْواز، وهو يَحْمِي حَوْزته أَي ما يليه ويَحُوزه. والحَوْزة:

الناحية. والمُحاوَزَةُ: المخالطة. وحَوْزَةُ المُلْكِ: بَْيضَتُه.

وانْحاز عنه: انعدل. وانحاز القومُ: تركوا مركزهم إِلى آخر. يقال

للأَولياء: انحازوا عن العدوّ وحاصُوا، وللأَعداء: انهزموا ووَلَّوْا

مُدْبِرين. وتَحاوَز الفريقان في الحَرْب أَي انْحاز كلُّ فريق منهم عن الآخر.

وحاوَزَه: خالطه. والحَوْز: الملْك. وحَوْزة المرأَة: فَرْجها؛ وقالت

امرأَة:فَظَلْتُ أَحْثي التُّرْبَ في وجهِه

عَني، وأَحْمِي حَوْزَةَ الغائب

قال الأَزهري: قال المنذري يقال حَمَى حَوْزاتِه؛ وأَنشد يقول:

لها سَلَف يَعُودُ بِكُلِّ رَيْع،

حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَر الإِفالا

قال: السلَفُ الفحل. حَمَى حوزاتِه أَي لا يَدْنو فحل سواه منها؛ وأَنشد

الفراء:

حَمَى حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً،

وأَحْمَى ما يَلِيه من الإِجامِ

أَراد بحَوْزاته نواحيه من المرعى.

قال محمد بن المكرم: إِن كان للأَزهري دليل غير شعر المرأَة في قولها

وأَحْمِي حَوْزَتي للغائب على أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ،

واستدلالُه بهذا البيت فيه نظر لأَنها لو قالت وأَحْمي حَوْزتي للغائب صح

الاستدلال، لكنها قالت وأَحمي حوزة الغائب، وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى

في أَن الحَوْزَة فرج المرأَة لأَن كل عِضْو للإِنسان قد جعله الله تعالى

في حَوْزه، وجميع أَعضاء المرأة والرجل حَوْزُه، وفرج المرأَة أَيضاً في

حَوْزها ما دامت أَيِّماً لا يَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ برضاها،

فإِذا نكحت صار فَرْجها في حَوْزة زوجها، فقولا وأَحْمي حَوْزَة الغائب

معناه أَن فرجها مما حازه زوجُها فملكه بعُقْدَةِ نكاحها، واستحق التمتع

به دون غيره فهو إِذاً حَوْزَته بهذه الطريق لا حَوْزَتُها بالعَلَمية،

وما أَشبه هذا بِوَهْم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته

لابنه سالم بقوله:

وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ

على أَن الجلدة التي بين العين والأَنْف يقال لها سالم، وإِنما قَصَد

عبدُ الله قُرْبَه منه ومحله عنده، وكذلك هذه المرأَة جَعَلَت فرجها

حَوْزَة زوجها فَحَمَتْه له من غيره، لا أَن اسمه حَوْزَة، فالفرج لا يختص بهذا

الاسم دون أَعضائها، وهذا الغائب بعينه لا يختص بهذا الاسم دون غيره ممن

يتزوجها، إِذ لو طَلَّقها هذا الغائبُ وتزوجها غيره بعده صار هذا الفرجُ

بعينه حَوْزَةً للزوج الأَخير، وارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأَول،

والله أَعلم. ابن سيده: الحَوْز النكاح. وحازَ المرأَةَ حَوْزاً: نكحها؛ قال

الشاعر:

يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي

أَي جامعها.

والحُوَّازُ: ما يَحُوزه الجُعَلُ من الدُّحْرُوج وهو الخُرْءُ الذي

يُدَحْرِجُه؛ قال:

سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا،

قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ

والحَوْزُ: الطبيعة من خير أَو شر. وحَوْز الرجل: طَبيعته من خير أَو

شر. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: الإِثْمُ حَوَّازُ القلوب؛ هكذا

رواه شمر، بتشديد الواو، من حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ، والمشهور

بتشديد الزاي، وقيل: حَوَّازُ القلوب أَي يَحُوز القلبَ ويغلب عليه حتى

يَرْكَبَ ما لا يُحَب، قال الأَزهري: ولكن الرواية حَزَّاز القلوب أَي ما

حَزَّ في القلب وحَكَّ فيه.

وأَمر مُحَوَّزٌ: محكم. والحائِزُ: الخشبةُ التي تنصب عليها الأَجْذاع.

وبنو حُوَيْزَة: قبيلة؛ قال ابن سيده: أَظن ذلك ظنّاً. وأَحْوَزُ

وحَوّازٌ: اسمان. وحَوْزَةُ: اسم موضع؛ قال صخر بن عمرو:

قَتَلْتُ الخالِدَيْن بها وعَمْراً

وبِشْراً، يومَ حَوْزَة، وابْنَ بِشْرِ

حوز
{الحَوْز: الجَمعُ وضَمُّ الشيءِ، وكلُّ مَن ضمَّ شَيْئا إِلَى نَفْسِه من مالٍ أَو غيرِ ذَلِك فقد} حازَه {حَوْزَاً،} كالحِيازَة، بِالْكَسْرِ، {والاحْتِياز. وَيُقَال: حازَ المالَ، إِذا} احْتازَه لنَفسِه. وعليكَ {بحِيازَةِ المالِ،} وحازَه إِلَيْهِ {واحْتازَه. الحَوْز: السَّوْقُ اللَّيِّنُ،} كالحَيْز، وَقد {حازَ الإبلَ يحُوزُها} ويَحيزُها {وحوَّزَها: ساقَها سَوْقَاً رُوَيْداً قيل:} الحَوْز: السَّوْقُ الشَّديد. يُقَال: {حُزْها أَي سُقْها سَوْقَاً شَدِيدا، ضدٌّ. الحَوْز: المَوضِعُ يحُوزُه الرجلُ تُتَّخَذُ حوالَيْه مُسَنّاة، والجمعُ} الأَحْواز. (و) قَالَ أَبُو عَمْرُو: الحَوْز: المِلْك، يُقَال: {حازَه} يَحُوزُه، إِذا مَلَكَه وقَبَضَه واستبَدَّ بِهِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: {الحَوْز: النِّكاح.
} حازَ المرأةَ {حَوْزَاً، إِذا نَكَحَها، قَالَ الشَّاعِر: يقولُ لمَّا} حازَها حَوْزَ المَطِيّ أَي جامَعَها، وَنَسَبه الصَّاغانِيّ إِلَى اللَّيْث. قلتُ وَفِي الأساس، منَ المَجاز: وَيُقَال لمن نَكَحَ امْرَأَة قد حازَها. الحَوْز: الإغراقُ فِي نَزْعِ القَوس، نَقله الصَّاغانِيّ. الحَوْز: محَلَّةٌ بِأَعْلَى بَعقُوبا مِنْهَا عبدُ الحقّ بن مَحْمُود بن الفرّاش، الْفَقِيه الزَّاهِد البَعْقُوبيّ {- الحَوْزيّ، سَمِعَ أَبَا الْفَتْح بن شاتيل.
الحَوْز: ة، بواسِط فِي شَرقيِّها يُقَال لَهَا حَوْزُ بَرْقَة، مِنْهَا خَميسُ بن عليّ الحَوْزيّ شَيْخُ أبي طاهرٍ السِّلَفيّ الأَصْبهانيّ. وَمِنْهَا أَيْضا أَبُو طَاهِر بَرَكَةُ بن حسّان الحَوْزيُّ، سَمِعَ الحسنَ بن أَحْمد الغُنْدُجانيّ، وَكَذَا عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ الحَوْزيّ كاتبُ الوَقْف، حدَّث عَنهُ أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن الجُلاّبيّ. وَأَبُو جَعْفَر عَبْد الله بن بَرَكَة الحَوْزيّ، عَن أَحْمد بن عُبَيْد الله الآمِديّ، وَعنهُ ابْن الدَّبيثيّ. وَعبد الْوَاحِد بن أَحْمد الحَوْزيّ الحمّاميّ، حدَّثَ عَن أبي السَّعادات المُبارك بن نَغُوبا، وَعنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَسَن الواسِطيّ. الحَوْز: ة، بالكُوفة، مِنْهَا الحسنُ بن عليّ)
بن زيد بن الهَيثمِ الحَوْزيّ، عَن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النَّحَّاس وابنُه يحيى حدَّثَ أَيْضا.} الحَوْزَة، بهاءٍ: الناحِيَةُ، يُقَال: فلانٌ مانِعٌ {حَوْزَتَه، لما فِي} حيِّزه. {والحَوْزَةُ فَعْلَةٌ مِنْهُ، سُمِّيت بهَا النّاحيَة، وَفِي الحَدِيث: فَحَمَى} حَوْزَةَ الْإِسْلَام، أَي حُدودَه ونَواحيه، وَهُوَ مَجاز. (و) {الحَوْزَة: بَيْضَةُ المُلْكِ.
الحَوْزَة: عِنَبٌ لَيْسَ بعظيمِ الحَبِّ، نَقله الصَّاغانِيّ. الحَوْزَة: فَرْجُ المرأةِ، وَقَالَت امرأةٌ:
(فَظَلْتُ أَحْثِي التُّرْبَ فِي وَجْهِهِ ... عنِّي وأَحْمِي حَوْزَةَ الغائبِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ المُنْذِريّ: يُقَال: حمى} حَوْزَاتِه، وَأنْشد:
(لَهَا سلَفٌ يَعُوذُ بكلِّ رِيعٍ ... حَمَى! الحَوْزاتِ واشْتَهرَ الإفالا) قَالَ: السَّلَف: الفَحْل، حَمَى {حَوْزَاته، أَي لَا يَدْنُو فَحْلٌ سِواه مِنْهَا، وَأنْشد الفَرّاء:
(حَمَى حَوْزَاتِه فَتُرِكْنَ قَفْرَاً ... وأَحْمَى مَا يليهِ من الإجَامِ)
أَرَادَ} بحَوْزَاتِه نَواحيه من المَرعى. قَالَ صاحبُ اللِّسان: إِن كَانَ للأزهريّ دليلٌ غيرُ شِعر المرأةِ فِي قولِها: وأَحمي حَوْزَةَ الغائبِ، على أنّ حَوْزَةَ المرأةِ فَرْجُها سُمع، واستِدْلالُه بِهَذَا الْبَيْت فِيهِ نَظَرٌ، لأنّها لَو قَالَت: وأحمي {- حَوْزَتي للْغَائِب، صَحَّ لَهُ الاسْتِدلال، وَلكنهَا قَالَت: وأحمي حَوْزَةَ الْغَائِب، وَهَذَا القولُ مِنْهَا لَا يُعطي حَصْرَ الْمَعْنى فِي أنّ الحَوْزَةَ فَرْجُ المرأةِ.
لأنّ كلَّ عُضْوٍ للإنسانِ قد جعله اللهُ تَعَالَى فِي حَوْزِه، وجميعُ أعضاءِ المرأةِ وَالرجل حوْزُه، وفَرْجُ المرأةِ أَيْضا فِي} حَوْزِها مَا دامتْ أيِّماً لَا {يَحُوزُه أحدٌ إلاّ إِذا نُكِحَتْ برِضاها، فَإِذا نُكِحَتْ صارَ فَرْجُها فِي} حَوْزَةِ زَوْجِها، فقولُها: وأَحمي حَوْزَةَ الغائبِ، مَعْنَاهُ أَن فَرْجَها ممّا حازَه زَوْجُها فَمَلَكه بعُقدَةِ نِكاحِها، واستحَقَّ التَّمتُّع بِهِ دونَ غَيْرِه، فَهُوَ إِذا حَوْزَتُه بِهَذِهِ الطَّرِيق لَا حَوْزَتُها بالعَلميّة. وَمَا أشبهَ هَذَا بوَهمِ الجَوْهَرِيّ فِي استِدْلالِه ببَيتِ عَبْد الله بن عمر فِي مَحبَّته لِابْنِهِ سالمٍ بقوله: وجِلْدَةُ بَيْنَ العَينِ والأَنفِ سالِمُ على أنَّ الجِلْدَةَ الَّتِي بَين العينِ والأنفِ يُقَال لَهَا سالِمٌ، وإنّما قَصَدَ عَبْد الله قُربَهُ مِنْهُ ومحَلَّه عِنْده، وَكَذَلِكَ هَذِه المرأةُ جَعَلَتْ فَرْجَها حَوْزَةَ زَوْجِها فَحَمَتْه لَهُ من غَيْرِه، لَا أنّ اسمَه حَوْزَةٌ، فالفرجُ لَا يختصّ بِهَذَا الاسمِ دون أعضائِها، وَهَذَا الغائبُ بعَينِه ممّن يَتَزَوَّجُها، إِذْ لَو طلَّقَها هَذَا الغائبُ وَتَزَوَّجها غَيْرُه بَعْدَه صَار هَذَا الفرجُ بعَينِه حَوْزَةً للزَّوْجِ الْأَخير، وارتفعَ عَنهُ هَذَا الاسمُ للزَّوْجِ الأوّل. وَالله أعلم. {الحَوْز: الطبيعةُ من خَيْر أَو شرٍّ. حَوْزَة: وادٍ بالحِجاز كَانَت عِنْده) وَقْعَةٌ لعَمْرو بن مَعْدِ يَكْرِبَ مَعَ بني سُلَيْمٍ، قَالَ صَخْرُ بن عَمْروٍ:
(قَتَلْتُ الخالِديْن بهَا وعَمْراً ... وبِشْراً يَوْمَ حَوْزَةَ وابنَ بِشْرِ)
وأوّلُ لَيْلَةِ توجُّهِ الإبلِ إِلَى الماءِ إِذا كَانَت بعيدَة تُسمّى لَيْلَةَ الحَوْز، لأنّه يُرفَقُ بهَا تِلْكَ الليلةَ فيُسارُ بهَا رُوَيْداً. والطَّلَقُ أَن يُخلِيَ وُجوهَ الإبلِ إِلَى الماءِ ويَتْرُكها فِي ذَلِك تَرْعَى لَيْلَتَئِذٍ فَهِيَ لَيْلَة الطَّلَق. وَأنْشد ابْن السِّكِّيت: قد غَرَّ زَيْدَاً} حَوْزُه وَطَلَقُه قلتُ: وَهُوَ لبَشير بن النِّكْث الكلبيّ وَآخره: من امْرئٍ وفَّقَه مُوَفِّقُهْ يَقُول: غرَّه حَوْزُه فَلم يَسْقِ وَلم يكن مثلَ امرئٍ وفَّقَه موَفِّقُه فهيَّأَ آلةَ الشُّرْب. نَقله الصَّاغانِيّ.
وَيُقَال للرجل إِذا تحَبَّسَ فِي الْأَمر: دَعْنِي من {حَوْزِك وطَلَقِك. وَيُقَال: طَوَّلَ علينا فلانٌ} بالحَوْز والطَّلَق، والطَّلَق قَبْلَ القَرَب، وَقد {حَوَّزَ الإبلَ} تَحْوِيزاً: ساقَها إِلَى الماءِ، وَقَالَ:
( {حَوَّزَها من بُرْقِ الغَميمِ ... أَهْدَأُ يَمْشِي مِشيَةَ الظَّليمِ)
} بالحَوْزِ والرِّفْقِ وبالطَّميمِ وَكَذَلِكَ {حازَها، كَمَا فِي الأساس.} والمُحاوَزَة: المُخالَطة. {المُحاوَزَة: الوَطْءُ، نَقله الصَّاغانِيّ.
} - والأَحْوَزِيّ: هُوَ الأَحْوَذِيّ، بِالذَّالِ المُعجَمَة، وَهُوَ الجادُّ فِي أَمْرِه. وَقَالَت عائشةُ فِي عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: كَانَ واللهِ {أَحْوَزِيَّاً نَسيجَ وَحْدِه. وَكَانَ أَبُو عمروٍ يَقُول:} الأَحْوَزِيّ: الخفيفُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهم بِالذَّالِ، وَالْمعْنَى واحدٌ، وَهُوَ السَّابِق الْخَفِيف، {كالأَحْوَز، وَهُوَ المُنْحاز فِي ناحيةٍ الجادُّ فِي أُمُوره، قَالَه الصَّاغانِيّ.} - الأحْوَزِيُّ: الأَسْوَد. الأَحْوَزِيّ: الحسَنُ السِّياقة للأمور، وَفِيه بَعْضُ النِّفَار، قَالَه ابنُ الْأَثِير فِي تَفْسِير قَوْلِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَهُوَ مَجاز، {كالحُوزِيّ، بالضمّ، قَالَ العَجّاج يصف ثَوْرَاً وكِلاباً:
(} يَحُوزُهُنَّ وَله {- حُوزِيُّ ... كَمَا} يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيُّ)
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدة يروي رَجزَ العَجّاج: حُوذِيّ، بِالذَّالِ، وَالْمعْنَى واحدٌ، يَعْنِي بِهِ الثَّوْرَ أنّه يَطْرُدُ الكِلابَ وَله طاردٌ من نَفْسه يَطْرُدُه من نشاطِه وحَدِّه. وَقَالَ غَيْرُه: الحُوزيُّ: الجادُّ فِي أمره، {كالأَحْوَزيّ، أَو الحُوزيّ: المُتَنَزِّه فِي المَحل الَّذِي يَحْتَمل وَحْدَه ويَنْزِلُ وَحْدَه وَلَا يُخالِطُ البيوتَ بنَفْسه وَلَا مالِه، وَفِي قَول الطِّرِمَّاح:)
(يَطُفْنَ} - بحُوزيِّ المَراتِعِ لم تَرُعْ ... بَواديهِ من قَرْعِ القِسِيِّ الكَنائِنِ)
{- الحُوزيُّ هُوَ المُتَوَحِّدُ وَهُوَ الفَحلُ مِنْهَا، وَهُوَ من حُزْتُ الشيءَ، إِذا جَمَعْتَه أَو نَحَّيْتَه. الحُوزيّ: رجلٌ رَأْيُه وعَقْلُه مُدَّخَر، وَفِي اللِّسان: مَذْخُورٌ. الحُوزيُّ: الأَسْوَد.} انْحازَ القومُ: تركُوا مَرْكَزَهم، ومعركة قِتالِهم ومالوا إِلَى مَوْضِعٍ آخَر. {وتَحاوَزَ الْفَرِيقَانِ فِي الْحَرْب: أَي} انْحازَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا عَن الآخَر. {وحَوَّاز الْقُلُوب، كشَدَّاد، فِي حَدِيث ابْن مَسْعود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ونَصُّه: الإثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوب. هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ وَقَالَ: هُوَ مَا} يَحُوزُها، أَي الْقُلُوب، ويَغْلِبُها.
ونَصُّ شَمِرٍ، ويَغْلِبُ عَلَيْهَا حَتَّى تَرْكَبَ مَالا يُحَبُّ. ويُروى: {حَوَازُّ، بتَشْديد الزَّاي، وَهُوَ الأكثرُ فِي الرِّوايات، والمَشهورُ عِنْد المُحدِّثين جَمْعُ} حازَّة، وَهِي الْأُمُور الَّتِي {تَحُزُّ فِي الْقُلُوب وتَحُكُّ وتُؤَثِّر كَمَا يُؤَثِّر الحَزُّ فِي الشيءِ ويَتَخالَجُ فِيهَا، ويَخْطِر من أَن تكون مَعاصي، لفَقْد الطُّمَأْنينة إِلَيْهَا، وَقَالَ الليثُ: يَعْنِي مَا حزَّ فِي القلبِ وحَكَّ، ويُروى: الإثْمُ} حَزَّازُ الْقُلُوب. بزاءَيْن، الأُولى مُشدَّدة وَهُوَ فَعّال من الحَزِّ. وَكَانَ يَنْبَغِي من المُصَنِّف أَن يَذْكُر الرِّوايةَ المشهورةَ هناكَ وَيَقُول هُنَا: ويروى حَوَّازُ الْقُلُوب، كشَدّاد، كَمَا فَعَلَه غَيره من المصنِّفين فِي اللُّغَة مَا عدا الصَّاغانِيّ، والمُصَنِّف قلَّده فِي ذَلِك على عادَتِه. {وَتَحَوَّزَ: تلَوَّى وَتَقَلَّبَ، وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ الحَيَّةَ، كَتَحَيَّزَ، يُقَال:} تحَوَّزَت الحَيَّةُ وَتَحَيَّزَت، أَي تلَوَّت. وَمن كَلَامهم: مالَكَ {تحَوَّزُ كَمَا تحَيَّزُ الحَيَّةُ. تحَوَّزَ عَنهُ وَتَحَيَّزَ: تنَحَّى، وَفِي الحَدِيث: فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَن فِراشِه. قَالَ أَبُو عُبَيْد: التَّحَوُّزُ هُوَ التَّنَحِّي، وَفِيه لُغتَان: التَّحَوُّز والتَّحَيُّز، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَو مُتَحَيِّزاً إِلَى فَئِةٍ. والتَّحَوُّز التَّفَعُّل، والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل. وَقَالَ أَبُو إسحاقَ فِي معنى الْآيَة: أَي إلاّ أَن يَنْحَازَ أَي يَنْفَرِدَ ليكونَ مَعَ المُقاتِلَة. وأصلُه مُتَحَيْوِزٌ، قُلِبَت الْوَاو يَاء لمجاورةِ الياءِ ثمّ أُدْغِمتْ فِيهَا وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: مالَكَ} تَتَحَوَّزُ، إِذا لم تَسْتَقِرّ على الأَرْض، وَقَالَ القُطاميّ يصفُ عجوزاً أنّه اسْتَضافَها فَجَعَلتْ تَرُوغ عَنهُ فَقَالَ:
( {تَحَوَّزُ عنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها ... كَمَا} انْحازَت الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ)
{والحُوزِيَّةُ بالضمّ: الناقةُ} المُنْحازَةُ عَن الإبلِ لَا تُخالِطُها، أَو هِيَ الَّتِي عِنْدهَا سَيْرٌ مَذْخُورٌ من سَيْرِها مَصونٌ لَا يُدرَك، وَبِه فسّر رَجز العَجّاج السَّابِق ذِكرُه وَله حُوزيُّ: أَي يغلبهنَّ بالهُوَيْنى وعِندَه مَذْخُورُ سيرٍ لم يبْتَذِلْه، أَو هِيَ الَّتِي لَهَا خَلِفَةٌ انقطعتْ عَن الْإِبِل فِي خَلِفَتِها وفَراهَتِها، هَكَذَا بِفَتْح الخاءِ المعجمةِ وكَسرِ اللَّام، وَوَقع فِي نُسْخَة التكملة بِكَسْر الخاءِ وَسُكُون اللَّام، والأُولى الصَّوَاب، وَهَذَا كَمَا تَقول: منْقَطِعُ القَرين وبكلٍّ من الأقوالِ الثَّلَاثَة فُسِّرَ قَوْلُ الْأَعْشَى)
يصفُ الإبلَ:
( {حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَرَاتها ... طَيَّ القَناطرِ قد نَزَلْنَ نُزولا)
يُقَال: إنّ فِيكُم} حُوَيْزاءَ عنِّي، {الحُوَيْزاء: الذَّخيرةُ تَطْوِيها عَن صَاحبك، نَقله الصَّاغانِيّ، كأنّه} يَحوزُها ويَستَبِدُّ بهَا دون صَاحبه، والتصغير للتَّعظيم. {وحَوْزَانُ} وحَوْزَى كَسَكْران وسَكْرَى، قَرْيَتَان، أما الأولى فَمن قُرى مَرْوِ الرُّوذِ، والرّجالةُ {الحَوْزانيّة مَنْسُوبون إِلَيْهَا.} والحُوَيْزَة: كدُوَيْرَة: قَصَبَةٌ بخُوزِسْتان، بَينهَا وَبَين واسِطَ والبَصرة، مِنْهَا: أَبُو العبّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان العبّاسيّ! الحُوَيْزيّ الْفَقِيه الشَّاعِر، تفَقَّه بِبَغْدَاد وَمَات سنة وابنُه حسنٌ نَشأ بِبَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن بالرِّوايات على أبي الكَرَم الشَّهْرَزوريّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم السَّمَرْقَنْديّ وَكَانَ يعرف الموسيقى، وَهُوَ شاعرٌ مُحدِّث مُقرئ، سَكَنَ واسِطَ إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة وعَبْد الله بن الْحسن الحُوَيْزيّ المُحدِّثان. ومحمود بن إِسْمَاعِيل {الحُوَيْزانيّ الخطيبُ المُحدِّث، من شُيُوخ بَغْدَاد، بعد الثَّمَانِينَ وسِتِّمائة قيل: منسوبٌ إِلَى الحُوَيْزَة هَذِه كأنّه من تَغْيِير النَّسَب.} وحُوَيْزة، كجُهَيْنَة، ممّن قاتَل الْحُسَيْن بن عليّ رَضِي الله عَنْهُمَا، وعَلى {حُوَيْزةَ مَا يستَحِقّ. وبَدرُ بن حُوَيْزةَ مُحدِّث، روى عَن الشَّعْبيّ. قلتُ: وماوِيَّة بنتُ حُوَيْزة وَيُقَال:} حَوْزَة، ذكرهَا الزُّبَيْر بن بكّار فَقَالَ: هِيَ والدةُ عاتِكَة بنت مُرَّة، وعاتِكَةُ أمُّ عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْدِ مَنافٍ وإخوتِه. نَقله الْحَافِظ. (و) {حَوَّاز، ككَتَّان: رجلٌ. (و) } الحُوَّاز، كرُمَّان: الجِعْلانُ الكِبار، نَقله الصَّاغانِيّ، وكأنّه جَمْعُ حائِزٍ، وَالَّذِي فِي اللِّسان وغيرِه: {الحُوَّاز وَهُوَ مَا يَحوزُه الجُعَلُ من الدُّحْروج وَهُوَ الخُرْءُ الَّذِي يُدَحْرِجُه، قَالَ:
(سَمينُ المَطايا يشربُ الشِّرْبَ والحِسَا ... قِمَطْرٌ كحُوَّازِ الدَّحاريجِ أَبْتَرُ)
} والحَوْزاء: الحربُ الَّتِي تَحُوزُ القومَ، أَي تَجْمَعُهم وتَضُمُّهم، حَكَاهَا الرِّياشيّ فِي شَرْحِ أشعارِ الحماسةِ فِي قَوْلِ جابرِ بن الثَّعلب:
(فَهَلاّ على أخْلاقِ نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ ... شَغَبْتَ وَذُو الحَوْزاءِ يُحْفِزُه الوِتْرُ)
الوِتْرُ هُنَا: الْغَضَب. وهِلالُ بن أَحْوَزَ قاتلُ جَهْمِ بن صَفْوَان، الصحيحُ أنّ قاتلَ جَهْم بن صَفْوَان هُوَ سَلْمُ بن أَحْوَزَ، وَأما أَخُوهُ هلالٌ فَلهُ ذِكرٌ فِي دَوْلَةِ بني أُميّة، هَكَذَا حقّقه الْحَافِظ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يُقَال: سَوْقٌ حَوْزٌ، وَصفٌ بِالْمَصْدَرِ. {وحَوَّزَ العِيرَ} تَحْوِيزاً: حَمَلَ عَلَيْهَا، قَاَلَه ثَعْلَب. {والتَّحَوُّز: التَّلَبُّثُ والتَّمَكُّث.} والتَّحَوُّز: بُطءُ القِيامِ، كالتَّحَوُّس. والحَوْزُ من الأَرْض: أَن)
يتَّخِذَها رجلٌ ويُبَيِّنَ حدودَها فيَستَحِقَّها فَلَا يكونُ لأحدٍ فِيهَا حقٌّ مَعَه. {وَتَحَوَّزَ الرجلُ وَتَحَيَّزَ: أَرَادَ القِيامَ فَأَبْطأَ ذَلِك عَلَيْهِ.} وحازَ الشيءَ: نَحَّاه، عَن شَمِرٍ. {وَحَوَّزَه} تَحْوِيزاً: ضمَّه. {وانْحازَ على الشيءِ: ضمَّ بَعْضَه على بعضٍ وأَكَبَّ عَلَيْهِ.} وحَوْزُ الدارِ وحَيِّزُها: مَا انضمَّ إِلَيْهَا من المَرافِقِ والمنافِع، وكلُّ ناحيةٍ على حِدَةٍ {حَيِّزٌ، وأصلُه حَيْوِز، وَيُقَال فِيهِ:} الحَيْز، بِالتَّخْفِيفِ، كهَيِّن وهَيْن، ولَيِّن ولَيْن، وَالْجمع {أَحْيَازٌ، نادرٌ، فأمّا على الْقيَاس فحَيائِز، بِالْهَمْز، فِي قَول سِيبَوَيْهٍ، وحَياوِز، بِالْوَاو، فِي قَول أبي الْحسن، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَكَانَ القياسُ أَن يكون أَحْوَازاً، بمنزلةِ المَيْت والأَمْوات، ولكنّهم فرَّقوا بَينهمَا كراهةَ الالْتِباس.} وحَوْزَةُ الْإِسْلَام: حُدُوده، وَهُوَ مَجاز. وحَوْزَةُ الرجل: مَا فِي حَيِّزِه. وأمرٌ {مُحَوَّزٌ، كمُعَظَّم: مُحْكَمٌ،} والحائز: الخشبَةُ الَّتِي تُنصَبُ عَلَيْهَا الأجذاع، هَكَذَا أَوْرَده صاحبُ اللِّسان. قلتُ: وَهُوَ بِالْجِيم أَشْبَه، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه. وَيُقَال أَنا فِي حَيِّزِه وكَنَفِه، وَهُوَ مَجاز. وبَنو! حُوَيْزةَ: قبيلةٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أظنّ ذَلِك ظَنَّاً. {والمُحاوَزَة: المطارَدَة. نَقله الصَّاغانِيّ. وَيُقَال: ذَهَبَ} لحُوزِيَّتِه، بالضمّ، أَي لطِيَّتِه، نَقله الصَّاغانِيّ. {والماحُوز: ذَكَرَه بَعْضُ الأئمّة هُنَا، والصوابُ ذِكرُه فِي محز.

حيّز
} الحَيْز: السَّوْق الشديدُ والرُّوَيْد، لغةٌ فِي الحَوْز، وَقد تقدّم. وَيُقَال: الحَوْزُ {والحَيْز: السَّيْرُ الرُّوَيْد، والسَّوْقُ اللَّيِّن. وحازَ الإبلَ يَحوزُها} ويَحيزُها: سارَها فِي رِفق. ضدٌّ. {التَّحيُّز: التَّلَوِّي والتَّقَلُّب، يُقَال:} تحَيَّزَتِ الحَيَّةُ: إِذا تلَوَّت، ويُروى فِي شِعرِ القُطاميّ: {تَحَيَّزُ عنِّي وَقد سَبَقَ ذِكرُه، أَي تَتَلَوَّى وَتَتَنحَّى، وَكَذَا} تحَيَّزَ الرجلُ، إِذا أرادَ القِيامَ فَأَبْطأَ، كَتَحَوَّزَ، وَالْوَاو فيهمَا أَعْلَى. قَالَ الفَرّاء: حَيْزِ كجَيْرِ: زَجْرٌ للحِمار، وَقَالَ غيرُه: حَيْزِ حَيْزِ: من زَجْرِ المِعْزى، وَأنْشد:
(شَمْطَاءَ جاءَت من بلادِ البَرِّ ... قد تركَتْ {حَيْزِ وقالتْ حَرِّ)
وَرَوَاهُ ثَعْلَب: حَيْهِ. وبَنو} حيّازٍ: كشَدّاد: بَطنٌ من طَيّئ، نَقله الصَّاغانِيّ. {وحِيزانُ، بِالْكَسْرِ: د، بديارِ بكرٍ. قلتُ: وَهُوَ من مدنِ أَرْمِينيَة، قريبٌ من شَرْوَان، من فُتوحِ سُلَيْمان بن رَبيعة، وَقد ضُبِطَ بالفَتْح أَيْضا، مِنْهُ أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الحِيزانيّ الْفَقِيه الشَّاعِر، مَاتَ سنة.
وَمُحَمّد بن أبي طالبٍ} - الحِيزانيّ الأديب، كتب عَنهُ الشِّهابُ القُوصيّ، سنة عشر وسِتّمائة. قلتُ:)
وَمِنْه أَيْضا: حَمْدُون بنُ عليٍّ الحِيزانيّ الأَسْعَرْديّ، روى عَن سُلَيْم الرازيّ، وَعنهُ أَبُو بكرٍ الشاشيّ، ذَكَرَه ابنُ نُقطَة. ويوسف بن مَحْمُود بن يوسفَ الحِيزانيّ، ذكره أَبُو العلاءِ الفَرَضيّ.
(حوز) الأَحْوَزيُّ: الأَسْوَد.

علم المنطق

علم المنطق
ويسمى علم الميزان أيضا وهو: علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المبسوطة في المنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعلم المنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا الميزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العلم.
قالوا: ويستغنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في علم النحو.
وأصول المنطق تسعة على المشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة الميبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المصنفة في المنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المولوي عبد الحق.
وتهذيب المنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى علم المنطق بل يصدر عنه العلم المطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام الموزون ممن لا يعلم بعلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد السلم المراد.
وقد اختلف أهل العلم في أن المنطق من العلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمعرفة للماهيات والحجج المفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لما خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العلم إما تصور للماهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المطالب العلمية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المنطق.
وتكلم فيه المتقدمون أول ما تكلموا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمعلم الأول وكتابه المخصوص بالمنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المادة ونعني به المادة المنتجة للمطلوب المخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المعرفات والحدود إذ المطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المطابقة بين الحد والمحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المفيد قطع المشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المنطق الثمانية عند المتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في الملة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المتأخرون فغيروا اصطلاحات المنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المقولات لأن نظر المنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكلموا في القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم لا بحسب المادة وحدقوا النظر فيه بحسب المادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يلم بعضهم باليسير منها إلماما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المهم المعتمد في الفن.
ثم تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر الموجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المتعلمون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولما رغب الخليفة المأمون في علوم الأوائل أرسل إلى الملك المذكور وطلب الكتب فلم يرسل فغضب المأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى الملك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المسلمين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن الملك فأرسلها إلى المأمون فجمع المأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمعلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المبنية بأصبهان المسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعلم أن الأوائل من الملوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولما انقضت دولتهم باستيلاء الملك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولما انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المبسوطة في المنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمناهج كلها في المنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمحمد بن عبد الملك الخونجي وهو صاحب الموجز في المنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش الملقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: الملخص وشرح الإشارات للرازي والمعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولما أحس بالموت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المنطق فعليك بتعديل الميزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالما تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
علم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعلم المذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على الملك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له الملك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله أقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن الملك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المسلمين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المسلمين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المسلمون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.