Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وجع

ضَارِجٌ

ضَارِجٌ:
بعد الألف راء مكسورة ثمّ جيم، يقال:
ضرجه أي شقّه، فهو ضارج أي مشقوق، فاعل بمعنى مفعول، حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أشياخه أنّه أقبل قوم من اليمن يريدون النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فضلوا الطريق ووقعوا على غيرها ومكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء وجعــل الرجل منهم يستذري بفيء السّمر والطّلح حتى أيسوا من الحياة إذ أقبل راكب على بعير له فأنشد بعضهم:
ولما رأت أنّ الشّريعة همّها، ... وأنّ البياض من فرائصها دامي
تيمّمت العين التي عند ضارج، ... يفيء عليها الظلّ عرمضها طامي
والعرمض: الطّحلب الذي على الماء، فقال لهم الراكب وقد علم ما هم عليه من الجهد: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، قال: والله ما كذب، هذا ضارج عندكم، وأشار إليه، فجثوا على ركبهم فإذا ماء عذب وعليه العرمض والظل يفيء عليه، فشربوا منه ريهم وحملوا منه ما اكتفوا به حتى بلغوا الماء فأتوا النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا:
يا رسول الله أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس، وأنشدوه الشعر، فقال النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم: ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسيّ في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة وبيده لواء الشعراء إلى النار، قلت: هذا من أشهر الأخبار إلّا أنّ أبا عبيد السكوني قال: إن ضارجا أرض سبخة مشرفة على بارق، وبارق، كما ذكرنا: قرب الكوفة، وهذا حيز بين اليمن والمدينة وليس له مخرج إلّا أن تكون هذه غير تلك، وقال نصر:
ضارج من النّقي ماء ونخل لبني سعد بن زيد مناة وهي الآن للرباب، وقيل: لبني الصيداء من بني أسد بينهم وبين بني سبيع فخذ من حنظلة، وقال آخر:
وقلت: تبيّن هل ترى بين ضارج ... ونهي الأكفّ صارخا غير أعجما؟

قلص

(قلص) : قَلَصَ يَقْلِصُ: إذا وَثَبَ.
(قلص) : قَلَصَنا البَرْدُ، يَقْلِصُنا أَي حَرَّكَنا.

قلص



القِلاَصُ

, or القَلاَئِصُ, Some small stars before الدَّبَرَانُ; [i. e., towards التُّرَيَّا; being between the Hyades and t(??) (??)eiades;] following الثريّا. (Mir-át ez-Zemán.) Or The Hyades.
(قلص) الشَّيْء قلص والدرع انضمت وَالدَّوَاب جدت فِي سَيرهَا واستمرت فِي مضيها وَبَين الرجلَيْن خلص بَينهمَا فِي سباب أَو قتال وثوبه شمره
[قلص] فيه: سئل عن «القلوص» أيتوضأ منه؟ فقال: ما لم يتغير، هو نهر قذر إلا أنه جار، وأهل دمشق يسمون النهر الذي تنصب إليه الأقذار والأوساخ نهر قلوط.
(قلص)
الشَّيْء قلوصا تدانى وانضم وَالثَّوْب بعد الْغسْل انكمش وَقصر والظل عني انقبض وَنقص
والشفة شمرت وَارْتَفَعت والبئر أَو الغدير ذهب أَكثر مَائه وَالْقَوْم اجْتَمعُوا فَسَارُوا وَالرجل ذهب وَنَفسه غثت
(ق ل ص) : (قَلَصَ) الشَّيْءُ ارْتَفَعَ وَانْزَوَى مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) رَجُلٌ قَالِصُ الشَّفَةِ أَنْدَر خجيذة وَقَلَّصَ وَتَقَلَّصَ مِثْلُهُ (وَمِنْهُ) حَتَّى يَتَقَلَّصَ لَبَنُهَا أَيْ يَرْتَفِعَ (وَقَلَصَ) الظِّلُّ وَتَقَلَّصَ (وَالْقَلُوصُ) مِنْ الْإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْجَمْع قُلُصٌ وَقَلَائِصُ.
ق ل ص : قَلَصَتْ شَفَتُهُ تَقْلِصُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ انْزَوَتْ وَتَقَلَّصَتْ مِثْلُهُ وَقَلَصَ الظِّلُّ ارْتَفَعَ وَقَلَصَ الثَّوْبُ انْزَوَى بَعْدَ غَسْلِهِ وَرَجُلٌ قَالِصُ الشَّفَةِ وَالْقَلُوصُ مِنْ الْإِبِلِ بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ مِنْ النِّسَاءِ وَهِيَ الشَّابَّةُ وَالْجَمْعُ قُلُصٌ بِضَمَّتَيْنِ وَقِلَاصٌ بِالْكَسْرِ وَقَلَائِصُ. 
ق ل ص: (قَلَصَ) الشَّيْءُ ارْتَفَعَ وَبَابُهُ جَلَسَ وَكَذَا (قَلَّصَ تَقْلِيصًا) وَ (تَقَلَّصَ) كُلُّهُ بِمَعْنَى انْضَمَّ وَانْزَوَى. وَ (قَلَصَ) الثَّوْبُ بَعْدَ الْغَسْلِ. وَشَفَةٌ (قَالِصَةٌ) وَظِلٌّ (قَالِصٌ) إِذَا نَقَصَ. وَ (الْقَلُوصُ) مِنَ النُّوقِ الشَّابَّةُ وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَجَمْعُهَا (قُلُصٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (قَلَائِصُ) مِثْلُ قُدُومٍ وَقُدُمٍ وَقَدَائِمَ وَجَمْعُ الْقُلُصِ (قِلَاصٌ) . 
قلص: قلص: نقص، يقال: قلص الماء. ففي البكري (ص82): قلص وانقطع.
قلص (باتشديد): تشنج، أقبضت الأعصاب. (بوشر).
قلص الظل: انقبض ونقص. (عباد 1: 39، 45، 57).
تقلص الثوب: انكمش وقصر بعد الغسل. (معجم مسلم).
تقلص الظل: انقبض ونقص. ويقال: تقلص ظل العدل (دي ساسي طرائف 2: 64).
نقلص الماء عن: بعد عن. ففي طرائف دي ساسي (1: 276): تقلص ماء النيل عن سور القاهرة.
تقلص: قصر، كان قصيرا. ففي الأخبار (ص150): تقلص أيامه أي حياته القصيرة.
تقلص عليه الثوب: كان (معجم مسلم).
تقلص: تشنج، تختلج. (باين سميث 1152).
قلوص، والجمع قلاص: يظهر أن معناها: جمأة، مؤجل، الموضع الذي فيه الوحل وهو الطين الرقيق (ملر ص9).
قلوص: براز. (بوشر، ألف ليلة برسل 2: 56).
قالص: قالس (انظر قالس).
مقلص: مقلس (انظر مقلس).
مقلاص: يقول ابن الابار (ملر ص195) في كلامه عن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور: وكان يقال لأبي جعفر في صغره مقلاص لقب بذلك تشبيها بالمقلاص من الإبل وهي الناقة التي تسمن في الصيف وتهزل في الشتاء وكذلك كان أبو جعفر.
قلص
قَلَصَ الشَّيْءُ يَقْلِصُ قُلُوصاً: انْضَمَّ. وشَفَةٌ قالِصةٌ، وظِلٌّ قالِصٌ، وكذلك الثَّوْبُ.
وقَلَّصَ يُقَلِّصُ: شَمَّرَ. وقَلَّصَ الغَدِيرُ: ذَهَبَ ماؤه إلا قليلاً.
والقَلُوْصُ: الأنثى من الإبل والنَّعَام، والجميع القَلائص. والناقَةُ الباقِيَةُ على السَّيْرِ، ولا تَزالُ قَلُوصاً حتّى تَبْرُكَ. وقَلَّصَتِ الإبلُ تَقْلِيصاً: اسْتَمًرّتْ في مُضِيِّها.
وفَرَسٌ مُقَلِّصٌ: طَويلُ القَوائم مُنْضَمُ البَطْنِ.
والقَلُوْصُ: الضخْمَةُ من الحُبارى. وهو من الآبار: التي إذا وَضَعْت الدَّلْوَ جَمَّتْ فَكَثُرَ ماؤها، وهي القَلائصُ، وقَلَصَ الماءُ فهو قَلِيْصٌ وقَلاصق.
وقَلَصَتْ نَفْسي تَقْلِصُ قَلْصاً: أي غَثَتْ، وقَلِصَتْ لُغَةٌ.
وأقْلَصَتِ الناقَةُ فهي مِقْلاصٌ: أي سَمِنَتْ في الصَيف، وكذلك إذا نَقَصَ لبنها.
وأقْلَصَ سنَامُ البَعِير: ارْتَفَعَ. وأقْلَصَ الفَصِيلُ: اسْتَبانَ سَنامُه، والسَّخْلُ: إذا سَمِنَ وَشَبَّ، وكذلك الصَّبيُّ.

قلص


قَلَصَ(n. ac. قُلُوْص)
a. Became drawn together; contracted, shrank; went away;
was wrinkled (lip).
b. ['An], Passed away from.
c. Rose (water).
d.(n. ac. قَلْص), Heaved; was troubled, agitated.
e.(n. ac. قُلُوْص), Leapt, bounded.
f. Departed.
g. Walked (boy).
قَلِصَ(n. ac. قَلَص)
a. see I (d)
قَلَّصَa. see I (a) (b).
c. Became contracted; was tucked up (shirt).
d. Raised, tucked up.
e. [Bain], Separated.
f. see IV (b)
أَقْلَصَa. see I (a)b. Appeared, rose (hump).
تَقَلَّصَa. see I (a)
& II (c).
قَلْصa. Abundance ( of water ).
b. Small quantity.

قَلْصَةa. see 1
قَلَصَة
(pl.
قَلَص
& reg. )
a. see 1 (a)b. Fatness ( in a camel ).
قُلُصa. Young women, maidens.

قَاْلِصa. Shrinking, contracting; decreasing; shrunken
contracted, short; tucked up (shirt).
b. Abundant (water).
قَلِيْص
(pl.
قُلُص)
a. see 21 (b)
قَلُوْص
(pl.
قُلُص
قِلَاْص
قُلْصَاْن
قَلَاْئِصُ
46)
a. Young she-camel.
b. Young she-ostrich; young bustard.
c. (pl.
قَلَاْئِصُ), Full (well).
قُلُوْصa. see 4t (b)
قَلَّاْصa. see 21 (b)
مِقْلَاْصa. Fat (she-camel).
قَلَاْئِصُa. see 10
N. Ag.
قَلَّصَa. Contracted; raised, tucked up (garment).
b. Longlegged; light.
[قلص] قلص الشئ يقلص قلوصا: ارتفع. يقال: قَلَصَ الظلُّ. وقَلَصَ الماء، إذا ارتفع في البئر، فهو ماءٌ قالِصٌ وقَلاَّصٌ وقَليصٌ. قال امرؤ القيس: فأَوْرَدَها من آخرِ الليلِ مَشْرَباً * بَلاثِقَ خُضْراً ماؤُهُنَّ قليص * وقال الراجز: يا ريها من بارد قلاص * قد جم حتى هم بانقياص * وهى قلصة البئر، ويجمع قلصاتٍ للماء الذي يَجِمُّ فيها ويرتفع. وقَلَصَ وقَلَّصَ وتَقَلَّصَ، كله بمعنى انضمَّ وانزوى. يقال: قَلَصَتْ شَفَتُهُ، أي انزوتْ. وقَلَصَ الثوب بعد الغسل. وشفةٌ قالِصَةٌ وظلٌّ قالِصٌ، إذا نقص. قال ابن السكيت: يقال أقْلَصَ البعير، إذا ظهر سَنامُه شيئا. وأقْلَصَتِ الناقة، إذا سمِنتْ في الصيف. وناقة مقلاص، إذا كان ذلك السمن إنَّما يكون منها في الصيف. وفرسٌ مُقَلِّصٌ بكسر اللام: مُشْرِفٌ، أي مُشَمِّرٌ طويل القوائم. قال بشر: يُضَمَّرُ بالأصائلِ فهو نَهْدٌ * أقب مقلص فيه اقورار * (133 - صحاح - 3) والقلوص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء. وجمع القَلوصِ قلص وقلائص، مثل قدوم وقدم وقدائم. وجمع القلص قلاص، مثل سلب وسلاب . وأنشد أبو عبيدة:

على قلاص تختطي الخطائطا * وقال العدوى: القلوص أول ما يركب من إناث الابل إلى أن تثنى، فإذا أثنت فهى ناقة. والقعود: أول ما يركب من ذكور الابل إلى أن يثنى، فإذا أثنى فهو جمل. وربَّما سَمُّوا الناقة الطويلة القوائم قَلوصاً. والقَلوصُ أيضاً: الأنثى من النعام من الرئال .
(قلص) - في حديثِ عائشةَ - رضي الله عنها -: "أنها رَأت على سَعْدٍ - رضي الله عنه - دِرْعًا مُقَلَّصَةً "
يقال: قَلَّصَت الدِّرعُ، وتقلَّصَت: تَضامَّت. وأَكثَر ذلك فيما يكون إلى فَوْق، كالشِّفَةِ العُلْيَا، ونحوها.
وأَصلُه التَّخفِيفُ، فَهو قَالِصٌ، والتَّثْقِيل للمبالغة. - ومنه حديثُ عائشة - رضي الله عنها -: "فَقَلصَ دَمْعِي "
: أي ارْتَفَع وذَهَبَ.
- في حديث ابنِ مَسعُودٍ - رضىَ الله عنه -: "قال للضَّرْع: اقْلِصْ - بالكسر -، فقَلَصَ"
وقد يَكُون قَلَصَ مُتعَديًا. يُقالُ: قَلَصَنَا البَردُ يَقْلِصُنَا.
: أي قَبضَنا، فإذَا أردتَ أظْعَنَنَا قلت: أَقْلصَنا.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "قَلَائِصَنَا "
بالنَّصبِ: أي تَدَراكْهنَّ. كَنَى بها عن النِّسَاءِ. وأَصلُهَا الشَّوابُّ من النُّوقِ، الواحدة قَلُوصٌ.
- ومنه حَدِيثُ علىٍّ - رضي الله عنه -: "عَلَى قُلُص نَواجٍ"
وقيل: القَلُوصُ: الأُنثى من النَّعام والِإبلِ.
وقيل: لا تَزالُ قَلُوصًا حتى تَبْزُل ؛ وجَمعُها: قِلَاصٌ وقُلُصٌ وقَلائِصُ.
وقيل: هي النَّاقَةُ البَاقِيةُ على السَّيْر. وقيل: الطويلَةُ القَوائِم.
- في حديثِ مَكْحُول: "أَنَّه سُئِلَ عَن القَلُوص ، أَيُتَوضَّأُ منه؟ فقال: ما لم يَتَغَيَّر."
قال أبو عُبَيْد: القَلُوصُ: نَهرٌ قَذِرٌ، إلَّا أَنَّه جارٍ. 
[قلص] في ح عائشة: «فقلص» دمعي، أي ارتفع وذهب، من قلص، وهو مخفف ويشدد للمبالغة. ن: قلص: بفتحتين. ك: وذلك لاستعظام ما يعتنى من الكلام، حتى ما أحس - بضم همزة، ومنزل - فاعل التنزيل، وياء ببراءتي - سببية، أي تحولت مقدرًا أن الله يبرئني عند الناس بسبب أني بريئة منه في الواقع، وروي بفاعل الإبراز، وبي صلته، وقولها: لا أقوم - إدلال. نه: ومنه ح: قال للضرع: «اقلص، فقلص»، أي اجتمع. وح: رأت على سعد درعًا «مقلصة»، أي مجتمعة، من قلص الدرع وتقلص، وأكثر ما يقال فيما يكون إلى فوق. وفيه: «قلائصنا» هداك الله، أراد بها النساء، ونصبها بمعنى تدارك قلائصنا، وأصله جمع قلوص: الناقة الشابة، ويجمع على قرص وقلص أيضًا. وح: ولحوقها «بالقلائص» - مر في إبلاس من ب. ومنه: لتتركن «القلاص» فلا يسعى عليها - ومر في س. ن: أي لا يعتني بها، ومنه «وإذا العشار عطلت»، وقيل: لا يطلب زماتها، والأول الصواب. وح: فلوه أو «قلوصه» - بفتح قاف، وجمعه القلاص - بكسرها. ك: القلص - بضمتين جمع قلوص، وجمع الجمع قلاص، وتقلص عنى - ارتفعت وانضمت أو تأخرت، واشتروا - أي ثوبًا. ط: كلما بصدقة «قلصت»، أي اشتدت والتصقت الحلق بعضها ببعض. وح: أن يأخذ على «قلائص» الصدقة، أي يأخذ من ليس له ظهر إبلًا دينًا إلى أوان حصول قلائص الصدقة. وفيه: إشكالان: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وكون الأجل مجهولًا. وفيه: إذا سجدت «تقلصت» عني، أي اجتمعت وانضمت. ومنه: «قلصت» عن يديه. ومنه: إذا كان أحدكم في الفيء «فقلصت» عنه، أي ارتفع الظل عنه وبقي بعضه في الشمس فليقم فإنه مضر، والحق في أمثاله التسليم لمقالته فإنه يعلم ما لا نعلم. مله يفسد مزاجه لاختلال حال البدن لما يحل به من المؤثرين المتضادين، وأضيف إلى الشيطان لأنه الباعث إلى الجلوس فيه. وح: «فتقلص» شفته، بصيغة المضارع أي تنقبض. نه: ومنه ح: أتوك على «قلص» نواج.
قلص
قلَصَ يَقلِص، قُلُُوصًا، فهو قالِص
• قلَصَ الثوبُ بعد غَسْلِه: انكمش وقصُر.
• قلَص الظِّلُّ: انقبض، نقص، انحسر.
• قلَصَتِ البئرُ: ذهب أكثرُ مائها "قلص الدّمعُ: ذهب". 

تقلَّصَ يتقلّص، تقلُّصًا، فهو متقلِّص
• تقلَّص الظِّلُّ: قلَص؛ قصُرَ، عكس تمدَّد "تقلَّص جسْمُه/ نفوذُه" ° تقلَّص ظِلُّه: ضعُف نفوذُه.
• تقلَّص الثَّوبُ: قلَص؛ انكمش بعد الغَسْل.
• تقلَّصت عضلاتُه: تقبَّضت، انكمشت "أساريرُ وجههِ متقلِّصة". 

قلَّصَ يقلِّص، تَقْلِيصًا، فهو مُقَلِّص، والمفعول مُقلَّص (للمتعدِّي)
• قلَّص الثّوبُ: قلَص؛ انكمش بعد غَسْله.
• قلَّصَ الظِّلُّ: قلَص، انقبض ونقص.
• قلَّصَتِ البئرُ: قلَصت؛ ذهب أكثرُ مائها.

• قلَّص ثوبَه: شمَّره، ورفعه.
• قلَّص البَرْدُ العضلاتِ: ثنّاها، وجعَّــدها.
• قلَّص حجمَ القوَّات: جعلها تنكمش وتقلّ "قلَّص الميزانيّةَ/ الإنتاجَ/ المصروفات- قلَّص الرئيسُ نفوذَ وزيره". 

تقلُّص [مفرد]:
1 - مصدر تقلَّصَ.
2 - (طب) انقباض عضليّ لا إراديّ يحدث بغتة.
3 - (كم) نقص في الحجم أو في الطّول. 

قُلوص [مفرد]: مصدر قلَصَ. 
ق ل ص

قلص الشيء وقلّص وتقلّص: ارتفع. ويقال: قلّص الثوب، وقميص مقلّص: قصير. وقلص الظلّ، وظلّ قالص. وقلصت شفته: انزوت علواً. قال:

وقد عجمتني العاجمات فأسأرت ... صليب العصا جلداً على الحدثان

صبوراً على عضّ الحروب وضرسها ... إذا قلصت عن الفم الشّفتان

وقلصوا عن الدار: خفّوا، وحان منهم قلوص. وقلص ماء البئر: ارتفع بمعنى ذهب وبمعنى تصعّد لجمومه. وفرس مقلّص: مرتفع نهد. وقلصت الإبل. ارتفعت في سيرها. وتحته قلوص مهريّة، وله قلصٌ وقلائص.

ومن المجاز: رأيت ظليماً وقلوصه وهي أنثاه. وقال لبيد:

ذعرت قلاص الثلج تحت ظلاله ... بمثنى الأيادي والمنيح المعقب

يعني أنه طرد البرد وكل الشتاء بالقرى، وقلاص الثلج: السحاب الذي يأتي به.

ق ل ع قلع الشجرة واقتلعه. وتقلّع المدر عن إثارة الأرض، ورماه بقلاعة بالتخفيف والتثقيل: بمدرة يقتلعها من الأرض، ورماه بالمقلاع. وسيف قلعيّ بفتح اللام: عتيق نسب إلى معدن بالقلع وهو جبل بالشام. قال أوس:

يعلون بالقلع البصريّ هامهم ... ويخرج الفسو من تحت الدّقارير

وهو جمع القلعيّ كالعرك والعركيّ والعرب والعربيّ. وله جام من القلعيّ وهو الرّصاص الجيد. وتحصّنوا بالقلعة والقلاع. وسميت بالقلعة واحدة القلع وهي السحاب العظام.

ومن المجاز: فلان يقلع الناس بسفهه وشتائمه. واستعمل عليهم فقلعهم ظلماً وإجحافاً. وقلع الأمير: عزل، وتقول: لم يزل يقلع الناس حتى قلع. ورجل قلع: يتقلّع عن سرجه لا يثبت فيه. وقلع القدم إذا لم يثبت عند الصّراع. وهذا منزل قلعة إذا لم يكن وطيئاً، وشرّ المجالس مجلس قلعة وهو الذي يقلع عنه الجالس إذا جاء من هو أعزّ منه. والقوم على قلعة: على رحلة. وأقلع عن الأمر: تركه. وأقلعت عنه الحمّى وقلعت. وتركته في قلع من حمّاه. " وإنه لضب قلعة " وهي الصخرة العظيمة يحتفر فيها فيكون أمنع له يضرب لمن يمنع ما وراء ظهره.
باب القاف والصاد واللام معهما قلص، صقل، لصق، قصل، لقص مستعملات

قلص: قَلصَ الشيء يقْلِصُ قُلوصاً أي انضم إلى أصله. وفرس مُقًلَّصٌ: طويل القوائم منضم البطن. وقميص مُقلَّصٌ. وقَلَّصَتِ الإبل تقليصاً: استمرت في مضيها. وثوب قالِصٌ، وظل قالِصٌ، وقال:

يطلب في الجندل ظلاً قالصاً

وقَلَّصَ الغدير تقليصاً: ذهب ماؤه إلا قليلا. والقَلُوصُ: كل أنثى من الإبل من حين تركب إلى أن تبزل ، وسميت لطول قوائمها ولم تجسم بعد. والقلوصُ: الأنثى من النعام، وهي الضخمة من الحباري أيضاً.

صلق: الصَّلقُ: الصدمة، قال لبيد:

فصَلقنا في مراد صَلقة

والصَّلقُ: صوت أنياب البعير إذا صَلَقهَا وضرب بعضها ببعض، وأصلقت أنيابه. والصَّلقةُ: تصادم الأنياب. وتَصَلَّقت المرأة عند الطلق: ألقت نفسها مرة ومرة كذا، وكذلك كل ذي ألم إذا تَصَلَّقُ على جنبيه. وقاع صَلَقٌ: مستديرة ملساء، فإن كان بها شجر فقليل، ويجمع أَصالِقَ، والسين لغة، قال أبو دواد:

ترى فاه إذا أقبل ... مثل الصَلَقِ الجدب

يصف سعة فم الفرس. والصِّلائقُ: الخبز الرقيق، قال الشاعر:

تكلفني معيشة آل زيدٍ ... ومن لي بالصَّلائِقِ والصِّنابِ  لصق: لَصِقَ يلصَقُ لُصُوقاً، لغة تميم، ولَسِقَ أحسن لقيْسٍ، ولزق لربيعة وهي أقبحها إلا في أشياء نصفها في حدودها. والمُلصَقُ: الدعي.

قصل: القَصْلُ: قطع الشيء من وسطه أو أسفله قطعاً وحياً. وسمي قَصيلُ الدابة لسرعة اقتِصالهِ من رخاصته. وسيف قَصّالٌ أي قطاع ومِقصَلٌ أيضاً. وما يعزل عن البر إذا نقي ثم لين ثانية فهو قُصالةٌ.

صقل: الصُّقلانِ: القرنان من كل دابة، قال:

من خلفها لاحق الصُّقْلَيْنِ همهيم .

والصَّقلُ: الجلاء، وبالسين جائز. والمِصقَلةُ: التي يصقل بها الصَّيْقَل سيفه.

لقص: لقِصَ الرجل يَلْقَصُ لَقَصاً فهو لَقِصٌ: كثير الكلام سريع إلى الشر. 
(ق ل ص)

قلص الشَّيْء يقلص قلوصاً: تدانى.

وقلص الظل يقلص عني: انقبض. وَقَوله انشده ثَعْلَب:

وَعصب عَن نسويه قالص

قَالَ: يُرِيد انه سمين فقد بَان مَوضِع النسا: وَهُوَ عرق يكون فِي الْفَخْذ.

وقلص المَاء يقلص قلوصاً، فَهُوَ قالص، وقليص، وقلاص: ارْتَفع فِي الْبِئْر. قَالَ:

بلاثق خضرًا ماؤهن قليص

وَقَالَ:

يَا ريها من بَارِد قلاَّصِ ... قد جم حَتَّى هم بانقياص

وقلصة المَاء، وقلصته: جمته.

وبئر قلُوص: لَهَا قلصة. وَالْجمع: قَلَائِص.

وقلصت الشّفة تقلص: شمرت.

وقلصت قَمِيصِي: شمرته ورفعته. قَالَ:

سراج الدجى حلت بسهل وَأعْطيت ... نعيماً وتقليصاً بدرع المناطق

وتقلص هُوَ: تشمر.

وَفرس مقلص: طَوِيل القوائم منضم الْبَطن.

وقلصت الْإِبِل فِي سَيرهَا: شمرت.

وقلصت النَّاقة، واقلصت، وَهِي مِقْلَاص: سمنت فِي سنامها، وَكَذَلِكَ: الْجمل. قَالَ:

إِذا رَآهُ فِي السنام اقلصا

وَقيل: هُوَ إِذا سمنت فِي الصَّيف والقلص، والقلوص: أول سمنها.

والقلوص: الْفتية من الْإِبِل.

وَقيل: هِيَ الثَّنية.

وَقيل: هِيَ ابْنة الْمَخَاض.

وَقيل: هِيَ كل أُنْثَى من الْإِبِل حِين تركب وَإِن كَانَت بنت لبون، أَو حقة إِلَى أَن تصير بكرَة أَو تبزل. وَقد تسمى قلوصا ساعةتوضع.

وَالْجمع من كل ذَلِك: قَلَائِص، وقلاص، وقلص.

وقلصان: جمع الْجمع.

وحالها: القلاص.

والقلوص من النعام: الشَّابَّة، مثل قلُوص الْإِبِل. والقلوص: أُنْثَى الحباري.

وَقيل: هِيَ الحباري الصَّغِيرَة.

وقلص بَين الرجلَيْن: خلص بَينهمَا فِي سباب أَو قتال.

وقلصت نَفسه تقلص قلصاً، وقلصت: غثت.

وقلص الغدير: ذهب مَاؤُهُ. وَقَول لبيد:

لورد تقلص الْغِيطَان عَنهُ ... يبذ مفازة الْخمس الكلال

يَعْنِي: تخلت عَنهُ، بذلك فسره ابْن الْأَعرَابِي.

قلص

1 قَلَصَ, (S, M, A, &c.) aor. ـِ inf. n. قُلُوصٌ, (S, M, Msb, K,) [has, among its significations, three which I mention together because two of them are assigned to it in one of the phrases here following, and all of them in another:] It contracted, or shrank; or became contracted or shrunk; (S, M, Mgh, L, Msb, K; *) as also ↓ قلّص, (S, Mgh, K, *) inf. n. تَقْلِيصٌ; (K;) and ↓ تقلّص: (S, M, * Mgh, Msb, * K:) and i. q. اِرْتَفَعَ; [which has two significations: it rose, or became raised: and it went away:] (S, M, * A, Mgh, Msb, * K; *) as also ↓ قلّص, and ↓ تقلّص. (A, Mgh.) You say, قَلَصَ الظِّلُّ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) and قلّص (TA) and تقلّص (Mgh) and ↓ اقلص, (Fr, TA,) The shade contracted, or shrank, (M, K, TA,) عَنِّى from me: (M, K:) or decreased: (TA:) or went away; syn. اِرْتَفَعَ: (S, Msb, TA:) all of which explanations are correct. (TA.) and قَلَصَتْ شَفَتُهُ His lip became contracted; (S, M, Msb, K;) as also ↓ تقلّصت: (Msb:) or became contracted upwards. (A, TA.) And قَلَصَ الضَّرْعُ The udder became drawn together. (TA.) and قَلَصَ الثَّوْبُ بَعْدَ الغَسْلِ The garment, or piece of cloth, contracted, or shrank, after the washing. (S, Msb, K.) And القَمِيصُ ↓ قلّص, inf. n. تَقْلِيصٌ; (K, TA;) or ↓ تقلّص; (M, TA;) The shirt became contracted, or raised, or tucked up: (M, K, TA:) and in like manner, الدِّرْعُ ↓ قلّصت, and ↓ تقلّصت, [the coat of mail became contracted,] most frequently meaning upwards. (TA.) b2: It (water) collected in a well, and became abundant: (IKtt, TA:) or rose (S, M, K) in a well; (S;) syn. اِرْتَفَعَ: (S, M, K:) or, when said of the water of a well, it signifies اِرْتَفَعَ as meaning it went away: and also as meaning it rose by its becoming copious: (A, TA:) thus it has two contr. significations: and it is also said that قَلَصَتِ البِئْرُ signifies the water of the well rose to its upper part: and the well became nearly, or entirely, exhausted: (TA:) and قَلَصَ الغَدِيرُ the water of the pool left by a torrent went away. (M.) b3: قَلَصَتْ نَفْسُهُ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. قَلْصٌ, (M,) and قَلِصَتْ, (M, K,) with kesr; (K;) His soul heaved; or became agitated by a tendency to vomit; syn. غَثَتْ: (M, K:) and a dial. form thereof is with س [i. e. قَلَسَتْ, and also لَقِسَتْ]. (TA.) b4: Also قَلَصَ, aor. ـِ inf. n. قُلُوصٌ, He leaped, sprang, or bounded. (AA, K.) b5: قَلَصَتِ الإِبِلُ; (so in a copy of the A;) and ↓ قلّصت, (M, K,) inf. n. تَقْلِيصٌ; (K;) [probably signify the same: or] the former signifies The camels rose in their pace, or going: (A:) and the latter, they (the camels) were light, or active, and quick, or were vigorous, (شَمَّرَتْ,) in their pace, or going: (M:) or went on in one regular, uniform, or constant, course. (K.) b6: قَلَصَ, inf. n. قُلُوصٌ, also signifies He went away; (IB, TA;) and so ↓ قلّص, inf. n. تَقْلِيصٌ: (TA:) each likewise signifies the same, but the latter in an intensive sense, said of tears; and so the latter when said of anything: (TA:) and so ↓ تقلّص said of an animal's milk. (Mgh.) b7: Also, قَلَصَ القَوْمُ, inf. n. قُلُوصٌ, The company of men took up their luggage, (O, TS, K,) or collected themselves together, (L,) and went, or departed: (O, TS, L, K:) or they became distant, or remote: (TA:) or removed, or migrated, quickly from the dwelling. (A, TA.) b8: And قَلَصَ الغُلَامُ, inf. n. as above, The boy grew up and walked. (TA.) See قَلُوصٌ.2 قَلَّصَ see 1, passim: b2: see also 4.

A2: قلّص قَمِيصَهُ He contracted his shirt; he raised it, or tucked it up. (M, K, * TA.) Thus the verb is trans. as well as intrans. (K.) b2: قلّص بِيْنَ الرَّجُلَيْنِ He separated the two men, each from the other, in a case of reviling or fighting; syn. خَلَّصَ. (M.) 4 اقلص: see 1, second sentence. b2: It (a camel's hump) began to come forth: (IKtt, TA:) and, said of a camel, his hump appeared in some degree, (ISk, S, K, TA,) and rose: (TA:) and in like manner اقلصت said of a she-camel: (TA:) or the latter signifies she (a camel) became fat in her hump; as also ↓ قلّصت; and in like manner one says of a he-camel [اقلص and ↓ قلّص]: (M:) or she became fat in the [season called]

صَيْف: (S, M, * K:) or i. q. غَارَتْ; [so in the copies of the K, evidently a mistake for غَارَّتْ, q. v.;] and her milk went away, or became drawn up; (K;) [a signification nearly agreeing with explanations of غارّت;] opposed to أَنْزَلَتْ. (TA.) See also قَلَصٌ.5 تَقَلَّصَ see 1, passim.

قَلْصٌ Abundance of water: and, contr., paucity thereof: (TA:) and ↓ قَلَصَةٌ and ↓ قَلْصَةٌ have the former of these significations: (M:) or ↓ قَلَصَةٌ signifies water of a well collecting therein and rising: (S, K:) and so ↓ قَلْصَةٌ, accord. to some lexicologists, as mentioned by Ibn-El-Ajdábee: (IB:) the pl. of قَلَصَةٌ is قَلَصَاتٌ: (S, K:) and the pl. [or rather quasi-pl. n.] of قَلْصَةٌ is ↓ قَلَصٌ. (IB.) An Arab of the desert is related to have said, مِنَ المَاءِ ↓ فَمَا وَجَدْتُ فِيهَا إِلَّا قَلْصَةً, meaning, And I found not in it [i. e. the well] save a little quantity of water. (TA.) قَلَصٌ: see قَلْصٌ.

A2: The beginning of a she-camel's becoming fat; as also ↓ قُلُوصٌ. (M.) See 4.

قَلْصَةٌ and قَلَصَةٌ: see قَلْصٌ, throughout.

قَلُوصٌ A young, or youthful, she-camel; (S, M, Msb, K;) i. e. among camels (Mgh, Msb) the like of a جَارِيَة among women: (S, Mgh, Msb:) or such as endures journeying; (Lth, K;) so called until her tush grows forth, [in her ninth year,] when she ceases to be so called: (Lth:) or a young, or youthful, Arabian camel: (TA:) or a she-camel from the time when first ridden, until she sheds the central incisor, [in her sixth year,] when she is called نَاقَةٌ; (El-'Adawee, S, Sgh, K;) the he-camel during that period being called قَعُودٌ, and then جَمَلٌ: (El-'Adawee, S, Sgh:) or any sh-camel from the time when she is ridden, whether she be a بِنْتُ لَبُونٍ or a حِقَّة, until she becomes a بَكْرَة, or until her tush grows forth: (M:) or a she-camel in her sixth year: or in her second year: (M:) and sometimes a she-camel just born is thus called: (M:) the قلوص is so called because of the length of her legs, and her not being yet bulky in the body: (T, TA:) and a long-legged she-camel is so called, (S, K,) sometimes: (S:) the term is only applied to a female: (IDrd, K:) [dim. قُلَيِّصَةٌ, of the pl. of which (قُلَيِّصَاتٌ) see an ex. in a verse cited in art. ده:] pl. قَلَائِصُ and قُلُصٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and قُلْصَانٌ (M, L) and (pl. pl., K, i. e. pl. of قُلُصٌ, S) قِلَاصٌ. (S, M, Msb, K.) [Hence,] قِلَاصُ الثَّلْجِ (tropical:) The clouds that bring snow. (A, TA.) [Hence also,] قِلَاصُ النَّجْمِ [also called القِلَاصُ and القَلَائِصُ] (assumed tropical:) Twenty stars, which, as the Arabs assert, الدَّبَرَان drove before him in demanding in marriage الثُّرَيَّا; (TA;) some small stars before الدبران, following الثريّا: (Mir-át ez-Zemán:) [by some applied in the present day to the Hyades:] or the قِلَاص are the stars around الدَّبَرَان. (Kzw.) b2: Also, (tropical:) A young, or youthful, female of the ostrich-kind; like the قلوص of the camel-kind; (M, TA;) the female of رِئَال [or young ostriches, or young ostriches a year old]; i. e. a رَأْلَة; (TA;) a female of the ostrich-kind, of such as are termed رئال: (S:) or a female of the ostrich-kind: (A, O, K:) and of such as are termed رئال: (K:) or قُلُصُ النَّعَامِ signifies the رئال of the ostrich: (IDrd, TA:) or قلوص [so in the TA, app. a mistake for قُلُص,] signifies the offspring of the ostrich; its حَفَّان and its رئال: so says IKh, on the authority of El-Azdee. (IB, TA.) b3: Also, (assumed tropical:) The young of the [species of bustard called] حُبَارَى: (K:) or the female of the حبارى: or a little female حبارى. (M.) b4: قُلُصٌ is also metonymically applied to signify (tropical:) Young women; (K;) as also قَلَائِصُ: (TA:) and the latter, to signify women [in a general sense]. (TA.) A2: بِئْرٌ قَلُوصٌ A well having abundance of water: pl. قَلَائِصُ. (M.) قُلُوصٌ: see 1, (of which it is an inf. n.,) throughout: b2: and see قَلَصٌ.

قَلِيصٌ: see قَالِصٌ.

قَلَّاصٌ: see قَالِصٌ.

ظِلٌّ قَالِصٌ Shade [contracting, or shrinking, from one: (see 1:) or] decreasing: (S, TA:) [or going away.] شَفَةٌ قَالِصَةٌ A contracting lip: (S:) and رَجُلٌ قَالِصُ الشَّفَةِ a man having a contracting lip. (Msb.) ثَوْبٌ قَالِصٌ A garment contracted and short: (Sh, TA:) and ↓ قميص مُقَلِّصٌ a short shirt: (A:) or a shirt contracted, or raised, or tucked up: and ↓ دِرْعٌ مُقَلِّصَةٌ [a coat of mail contracted]: most frequently meaning upwards. (TA.) b2: مَآءٌ قَالِصٌ and ↓ قَلِيصٌ and ↓ قَلَّاصٌ Water collecting and becoming abundant in a well: (TA:) or rising, or high, (S, M, K,) in a well: (S:) the pl. of قَلِيصٌ is قُلُصٌ. (TA.) See also 1.

مُقَلِّصٌ: see قَالِصٌ, in two places. b2: Also, applied to a horse, Long in the legs, and contracted in the belly: (M, TA:) or light, or active, and quick, (مُشَمِّرٌ,) tall, and long in the legs: (S, K:) or tall. (A.) مِقْلَاصٌ A she-camel fat in the hump; and in like manner, a he-camel: (M:) or a she-camel that becomes fat in the [season called] صَيْف: (S, M:) and also, a she-camel that becomes fat and lean in the winter. (Ks, TA.) قلع قلف قلق See Supplement

قلص: قَلَصَ الشيءُ يَقْلِص قُلوصاً: تَدانى وانضمّ، وفي الصحاح: ارتفع.

وقَلَصَ الظلُّ يَقْلِصُ عني قُلوصاً: انقبض وانضمّ وانْزَوَى. وقَلَص

وقلَّصَ وتقلَّص كله بمعنى انضمّ وانزَوَى؛ قال ابن بري: وقلَص قلوصاً

ذهب؛ قال الأَعشى:

وأَجْمَعْتُ منها لِحَجّ قلوصا

وقال رؤبة:

قَلَّصْنَ تَقْليص النَّعَامِ الوَخَّادْ

ويقال: قَلَصَتْ شفته أَي انْزَوَتْ. وقَلَص ثوبُهُ يَقْلِص، وقَلَص

ثوبُهُ بعد الغَسْل، وشفة قالِصَة وظلٌّ قالص إِذا نَقَص؛ وقوله أَنشده

ثعلب:وعَصَب عن نَسَويْه قالِص

قال: يريد أَنه سمين فقد بان موضعُ النسا وهو عرق يكون في الفخذ.

وقَلَصَ الماءُ يقلِصُ قُلوصاً، فهو قالِص وقَلِيص وقَلاَّص: ارتفع في البئر؛

قال امرؤ القيس:

فأَوْرَدَها من آخرِ الليل مَشْرَباً،

بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِيص

وقال الراجز:

يا رِيَّهَا من بارِدٍ قَلاَّصِ،

قد جَمَّ حتى هَمَّ بانْقِياصِ

وأَنشد ابن بري لشاعر:

يَشْربْن ماءً طَيّباً قَلِيصُهُ،

كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه

وقَلَصَةُ الماء وقَلْصَتُه: جَمّته. وبئر قَلوصٌ: لها قَلَصَة، والجمع

قَلائص، وهو قَلَصَة البئر، وجمعها قَلَصَات، وهو الماء الذي يَجِمُّ

فيها ويرْتَفع. قال ابن بري: وحكى ابن الأَجدابي عن أَهل اللغة قَلْصَة،

بالإِسكان، وجمعها قَلَص مثل حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك.

والقَلْص: كثرة الماء وقلته، وهو من الأَضداد. وقال أَعرابي: أَبَنْت

بَيْنُونة فما وجدت فيها إِلاَّ قَلْصَةً من الماء أَي قليلاً. وقَلَصَت

البئرُ إِذا ارتفعت إِلى أَعلاها، وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ.

شمر: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ القصير. وفي حديث عائشة، رضوان

اللّه عليها: فقَلَصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً أَي ارتفع وذهب.

يقال: قَلَصَ الدمعُ مخففاً، وإِذا شدد فللمبالغة. وكل شيء ارتفع فذهب، فقد

قَلَّص تقليصاً؛ وقال:

يوماً تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا،

يَطْلُبُ في الجَنْدَل ظِلاًّ قالِصا

وفي حديث ابن مسعود: أَنه قال للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص أَي اجتمع؛ وقول

عبد مناف بن ربع:

فقَلْصِي ونَزْلِي قد وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ،

وشَرّي لكم، ما عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ

قَلْصي: انقباضي. ونَزْلي: استرسالي. يقال للناقة إِذا غارت وارتفع

لبنها: قد أَقْلَصَت، وإِذا نزل لبنُها: قد أَنْزَلَتْ. وحَفِيلُه: كثرة

لبنه. وقَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجتمعوا فساروا؛ قال امرؤ القيس:

وقد حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص

وقَلَصَت الشفة تَقْلِص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت. وشفة قالِصة وقميص

مُقَلَّص، وقَلَّصْتُ قميصي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قال:

سراج الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ

نَعِيماً وتَقْليصاً بدِرْعِ المَناطِقِ

وتَقَلَّص هو: تَشَمَّر. وفي حديث عائشة: أَنها رأَت على سعد درعاً

مُقَلِّصة أَي مجتمعة منضمة. يقال: قَلَّصَت الدرعُ وتَقَلَّصَت، وأَكثر ما

يقال فيما يكون إِلى فوق. وفرس مُقَلِّص، بكسْر اللام: طويل القوائم منضم

البطن، وقيل: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قال بشر:

يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد

أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فيه اقْوِرارُ

وقَلَّصَت الإِبلُ في سيرها: شَمَّرَتْ. وقلَّصَت الإِبلُ تَقْليصاً

إِذا استمرت في مضيها؛ وقال أَعرابي:

قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلّْ

يخاطب إِبلاً يَحدُوها. وقَلَّصَت الناقةُ وأَقْلَصَت وهي مِقْلاص:

سَمِنت في سَنَامها، وكذلك الجمل؛ قال:

إِذا رآه في السَّنام أَقْلَصها

وقيل: هو إِذا سمنت في الصيف. وناقة مِقْلاص إِذا كان ذلك السِّمَن

إِنما يكون منها في الصيف، وقيل: أَقْلَص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شيئاً

وارتفع؛ والقَلْص والقُلُوص: أَولُ سِمَنها. الكسائي: إِذا كانت الناقة

تسمَن وتُهْزَلُ في الشتاء فهي مِقْلاص أَيضاً. والقَلُوص: الفَتِيَّة من

الإِبل بمنزلة الجارية الفَتَاة من النساء، وقيل: هي الثَّنِيَّة، وقيل:

هي ابنة المخاض، وقيل: هي كل أُنثى من الإِبل حين تركب وإِن كانت بنت

لبون أَو حقة إِلى أَن تصير بَكْرة أَو تَبْزُل، زاد التهذيب: سميت قَلُوصاً

لطول قوائمها ولم تَجْسُم بَعْدُ، وقال العدوي: القَلُوص أَول ما

يُرْكَب من إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فهي ناقة، والقَعُود

أَول ما يركب من ذكور الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فهو جمل، وربما

سموا الناقة الطويلة القوائم قَلُوصاً، قال: وقد تسمى قَلُوصاً ساعَةَ

توضَع، والجمع من كل ذلك قَلائِص وقِلاص وقُلُص، وقُلْصانٌ جمع الجمع،

وحالبها القَلاَّص؛ قال الشاعر:

على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا،

يَشْدَخْنَ بالليل الشجاعَ الخابِطا

وفي الحديث: لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعى عليها أَي لا يَخْرُج ساع

إِلى زكاة لقلة حاجة الناس إِلى المال واستغنائهم عنه، وفي حديث ذي

المِشْعار: أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: على

قُلُص نَوَاجٍ؛ وأَما ما ورد في حديث مكحول: أَنه سئل عن القَلُوص

أَيُتوضأُ منه؟ فقال: لم يتَغَير القَلوص نهر، قَذِرٌ إِلا أَنه جار. وأَهل دمشق

يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بالطاء.

والقَلُوص من النعام: الأُنثى الشابة من الرِّئَال مثل قَلُوص الإِبل.

قال ابن بري: حكى ابن خالويه عن الأَزدي أَن القَلُوص ولد النعام

حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد

(* البيت لعنترة من معلقته.) :

تَأْوي له قُلُصُ النَّعام، كما أَوَت

حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

والقَلُوص: أُنثى الحُبارى، وقيل: هي الحُبارى الصغيرة، وقيل: القَلُوص

أَيضاً فرخ الحُبارى؛ وأَنشد للشماخ:

وقد أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلاً كَأنَّها

قَلُوص حُبارَى، رِيشُها قد تَمَوَّرا

والعرب تَكْني عن الفَتَيات بالقُلُص؛ وكتب رجل من المسلمين إِلى عمر بن

الخطاب، رضي اللّه عنه، من مَغْزىً له في شأْن رجل كان يخالف الغزاة

إِلى المُغِيبَات بهذه الأَبيات:

أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رسولاً

فِدىً لك، من أَخي ثقةٍ، إِزارِي

قَلائِصَنَا، هداك اللّه، إِنا

شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار

فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ،

قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ

يُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ،

وبئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار

(* ورد في رواية اللسان في مادة

ازر: الخيار بدلاً من الظؤار.)

أراد بالقلائص ههنا النساء ونصبها على المفعول بإِضمار فعل أَي تدارَكْ

قلائصنا، وهي في الأَصل جمع قَلُوص، وهي الناقة الشابة، وقيل: لا تزال

قلوصاً حتى تصير بازلاً؛ وقول الأَعشى:

ولقد شَبَّت الحروبُ فما عَمْـ

ـمَرْتَ فيها، إِذ قَلَّصَتْ عن حيالِ

أَي لم تَدْعُ في الحروب عمراً إِذ قَلَّصَتْ أَي لَقِحَت بعد أَن كانت

حائلاً تحمل وقد حالت؛ قال الحرث بن عباد:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي،

لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عن حِيَالِ

وقَلَّصَتْ وشَالَت واحد أَي لقحت.

وقِلاص النجم: هي العشرون نجماً التي ساقها الدَبَران في خِطبة الثريا

كما تزعم العرب؛ قال طفيل:

أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فقد أَوفى بذمَّتِهِ،

كما وَفى بقِلاصِ النجم حاديها

وقال ذو الرمة:

قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعْمِّمٌ،

هَجَائِنُ قد كادَتْ عليه تَفَرَّقُ

وقَلَّص بين الرجلين: خلَّص بينهما في سِباب أَو قتال. وقلَصَتْ نفسُه

تقْلِص قَلْصاً وقَلِصَت: غَثَتْ. وقَلَص الغديرُ: ذهب ماؤه؛ وقول لبيد:

لوِرْد تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ،

يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ

يعني تَخلَّف عنه؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي.

قلص
قَلَصَ يَقْلِصُ قُلُوصاً: وَثَبَ، عَن أَبي عَمْرٍ و. وَفِي اللِّسَان: قَلَصَ الشَّيْءُ يَقْلِصُ قُلُوصاً: تَدَانَى وانْضَمَّ. وَفِي الصّحاح: ارْتَفَع. قَلَصَتْ نَفْسُه: غَثَتْ، كقَلِصَ، بالكَسْر، والسّينُ لُغَةٌ فِيهِ. قَلَصَ المَاءُ يَقْلِصُ قُلُوصاً: ارْتَفَعَ فِي البِئْر. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: اجْتَمَع فِي البئْر وكثُرَ، فَهُوَ قَالِصٌ وقَلِيصٌ. وقَلاَّصٌ. قَالَ امرُؤُ القَيْس:
(فأَورَدَهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ مَشْرَباً ... بَلاَثِقَ خُضْراً ماؤُهُنَّ قَليصُ)
وَقَالَ آخَرُ: يَا رِيَّهَا منْ بَاردٍ قَلاَّصِ قَدْ جَمَّ حَتَّى هَمَّ بانْقِيَاصِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيَ لشَاعر: يَشْرَبْن مَاءً طَيِّباً قَلِيصُهُ كالْحَبَشِيِّ فَوْقَهُ قَمِيصُهُ وجَمْعُ القَلِيص قُلُصٌ. قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه يَصف قَوْساً:
(كَأَنَّ فِي عَجْسِها عَجْلَى ورَنَّتها ... على ثِمَادِ يُحَسِّي ماؤُهَا قُلُصَا)
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: قَلَصَ ماءُ البئْر: ارْتَفَعَ بمَعْنَى ذَهَبَ، وبمَعْنَى تَصَعَّد لجُمُومِه. قُلتُ: يُشِيرُ إِلَة أَنّه من الأَضْدادِ، فقد قالُوا: قَلَصَتِ البِئْرُ، إِذا ارْتَفَعَتْ إِلَى أَعْلاها. وقَلَصَتْ، إِذا نَزَحَتْ، وَهَذَا قد أَغْفَلَه المُصَنِّف تَقْصيراً. قَلَصَ القَوْمُ قُلُوصاً: احْتَمَلُوا، هَكَذَا فِي العُبَاب والتَّكْملَة، وَفِي اللِّسَان: اجْتَمَعُوا فسَارُوا، قَالَ امرُؤُ القَيْس: (تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً بسَفْحِ عُنَيْزَةٍ ... وقَدْ حَانَ منْهَا رِحْلَةٌ وقُلُوصُ)
يُقَالُ: قَلَصَتْ شَفَتُهُ، إِذا انْزَوَتْ. وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَريّ، وزَادَ الزَّمَخْشَريُّ: عُلُوّاً. وَزَادَ المُصَنّف: وشَمَّرَت، وَزَاد غَيْرُه: ونَقَصَتْ. وشَفَةٌ قالِصَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:
(ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةُ عَمِّيَ بالضُّحَى ... إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتانِ عَن وَضَحِ الفَمِ)
قَلَصَ الظِّلُّ عَنِّي يَقْلِصُ قُلوُصاً: انْقَبَضَن وانْضَمَّ وانْزَوَى، وَقيل: ارْتَفَع، وَقيل: نَقَصَ، وكُلُّه صَحِيح. قَلَصَ الثَّوْبُ بَعْدَ الغَسْلِ قُلُوصاً: انْكَمَشَ، وتَشَمَّرَ. وقَلَصَةُ البِئْرِ، مُحَرَّكةً، هَكَذَا فِي الصّحاح: المَاءُ الَّذِي يَجِمُّ فِيهَا ويَرْتَفِعُ. ج قَلَصَاتٌ، مُحَرَّكةً أَيضاً. قَالَ ابْن بَرِّيّ: وحَكَى ابنُ)
الأَجْدَابِيّ عَن أَهْلِ اللُّغَة: قَلْصَةُ البِئْرِ، بإِسْكَان الَّلامِ، وجَمْعُهَا قَلَصُ، كحَلْقَة وحَلَقٍ، وفَلْكَةٍ وفَلَكٍ. والقَلُوصُ، كصَبُور، من الإِبِلِ: الشَّابَّةُ، وَهِي بمَنْزِلَةِ الجَارِيَةِ مِنَ النِّسَاءِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيّ. أَو هِيَ البَاقِيَةُ على السَّيْرِ، وَلَا تَزالُ قَلُوصاً حَتَّى تَبْزُلَ، ثُمَّ لَا تُسَمَّى قَلُوصاً. وَهَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ العَرَبِيَّة الفَتِيَّةُ، أَوْ هِيَ أَوَّلُ مَا يُرْكَبُ منْ إِناثَها إِلَى أَن تُثْنِيَ، ثُمَّ هِيَ نَاقَةٌ ن أَي إِذا أَثْنَتْ. والقَعُودُ: أَوَّلُ مَا يُرْكَبُ من ذُكورِها إِلَى أَن يُثنِيَ، ثُمَّ هُوَ جَمَلٌ. وهذَا نَقَلَه الجَوْهَريُّ والصَّاغَانيّ عَن العَدَوِيّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الثَّنيَّةُ، وَقيل: هيَ ابْنَةُ مَخَاضٍ. وقيلَ: هِيَ كُلُّ أُنْثَى من الإِبل حينَ تُرْكَبُ، وإِنْ كانَت بنْتَ لَبُونٍ أَو حِقَّةً إِلى أَنْ تَصيرَ بَكْرَةً أَوْ تَبْزُلَ، والأَقْوالُ مُتَقَاربَةٌ. قَالَ الجَوْهَريُّ: رُبَّمَا سَمَّوا النَّاقَة الطَّويلَة القَوائم قَلُوصاً. وَفِي التَّهْذيب: سُمِّيَتْ قَلُوصاً لِطُولِ قَوائمهَا ولَمْ تَجْسُمْ بَعْدُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَاصٌّ بالإِناثِ، وَلَا يُقال للذُّكُورِ قَلُوصٌ. قَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ:
(حَنَّت قَلُوصِي إِلى بَابُوسِها جَزَعاً ... مَاذَا حَنِينُك أَمْ مَا أَنْتَ والذِّكَرُ)
وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِه: أَيُّ قَلُوصِ رَاكبٍ تَراهَا طَارُوا عُلاهُنّ فطِرْ عَلاَهَا واشْدُد بمَثْنَىْ حَقَبٍ حَقْوَاهَا ناجِيَةً وناجِياً أَباهَا الكُلِّ قلائصُ، وقُلُصٌ، مثل قَدُومٍ وقُدُمٍ وقَدَائِمَ، وجج قِلاَصٌ، بالكَسْر، مثْل سُلُبٍ وسِلاَبٍ.
وزَادَ فِي اللِّسَان فِي جُمُوعه: قُلْصانٌ، بالضمّ، أَيضاً. وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَة لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ:
(عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطَا ... يَشْدَخنَ باللَّيْلِ الشُّجَاعَ الخَابِطَا)
القَلُوصُ أَيضاً: الأُنْثَى من النَّعام، وَمن الرِّئَال، هَكَذَا بواو العَطْف فِي سَائِر النُّسَخ. ونَصُّ الجَوهَريّ: من النَّعَام من الرِّئّال، بإِسْقَاطِ الوَاو. وَفِي العُبَاب: القَلُوصُ: الأُنْثَى من النَّعَام. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: قُلُصُ النَّعَامِ: رِئَالُهَا. قَالَ عَنْتَرَةُ العَبْسيُّ:
(تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ)
ثمَّ قَال: وقيلَ: القَلُوصُ: الأُنْثَى من الرِّئال، وَهِي الرَّأْلَةَ. وَفِي اللِّسَان: القَلُوصُ من النَّعام: الأُنْثَى الشَّابَّة من الرِّئال، مثْل قَلُوصِ الإِبلِ، أَي فَهُوَ مَجازٌ، وصَرَّح بِهِ الزَّمَخْشَريّ. قَالَ ابنُ) بَرّيّ: حَكَى ابنُ خَالَوَيْه عَن الأَزْدِيّ أَنَّ القَلُوصَ وَلَدُ النَّعَامِ: حَفَّانُهَا ورِئالُهَا. وأَنْشَدَ قَوْلَ عَنْتَرَة السَّابِق. القَلُوصُ، أَيضاً: فَرْخُ الحُبَارَى، وقِيلَ: أُنْثَاها. وقِيل: هِيَ الحُبَارَى الصَّغِيرَةُ. وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِلشَّمَّاخ:
(وقَدْ أَنْعَلَتْهَا الشَّمْسُ حَتَّى كَأَنَّهَا ... قَلُوصُ حُبَارَى زِفُّهَا قد تَمَوَّرَا)
ويَكْنُونَ عَن الفَتَيات بالقُلُص والقَلائص. وكَتَبَ أَبُو الْمِنْهَال، بُقَيْلَةُ الأَكْبَر، إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه، من مَغْزىً لَهُ فِي شَأْنِ جَعْدَةَ، كانَ يُخَالِفُ الغُزَاةَ إِلَى المُغِيبَاتِ بهذِه الأَبْيَاتِ:
(أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدىً لَكَ من أَخِي ثِقَةٍ إِزارِي)

(قَلائِصَنَا هَدَاكَ اللهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُم زَمَنَ الحِصَارِ)

(فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ)

(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ من سُلَيْمٍ ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ)
أَرادَ بالقَلائِصِ هُنَا النِّسَاءَ، ونَصَبَهَا على المَفْعُول بإِضْمَار فِعْلٍ، أَي تَدَارَكْ قلائِصَنَا، وهِيَ فِي الأَصْلِ جَمْعُ قَلُوصٍ، للنَّاقَةِ الشَّابَّة. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: ادْعُوا إِلَيَّ جَعْدَةَ. فأُتِيَ بِهِ فجُلِدَ مَعْقُولاً. قَالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ: إِنِّي لَفِي الأُغَيْلِمَة الَّذِين يَجُرُّونَ جَعْدَةَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ. من أَمْثَالِهِم: آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ، يَأْتي بَيَانُه فِي خَ ت ع. قَالَ ابنُ السِّكّيت: أَقْلَصَ البَعِيرُ: ظَهَرَ سَنَامُه شَيْئاً وارْتَفَع. وَقَالَ ابْنُ القَطَّاع: أَقْلَصَ السَّنَامُ: بَدَأَ بالخُروجِ. قَالَ: إِذا رَآهُ فِي السّنَامِ أَقْلَصَا وَقَالَ غَيْرُهُمَا: وكَذلِكَ النَّاقَةُ، وَهِي مِقْلاصٌ. قيل: أَقْلَصَتِ النَّاقَةُ: سَمِنَتْ فِي الصَّيْفِ. ونَاقَةٌ مِقْلاصٌ، إِذا كانَ ذلِكَ السِّمَنُ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْهَا فِي الصَّيْف. وقِيلَ: القَلْصُ والقُلُوصُ: أَوَّلُ سِمَنِها.
وَقَالَ الكسَائِيُّ: إِذا كانَتِ النَّاقَةُ تَسْمَنُ وتُهْزَلُ فِي الشِّتَاءِ فَهِيَ مِقْلاصٌ أَيضاً. أَو أَقْلَصَتْ، إِذا غَارَتْ وارْتَفَعَ لَبَنُهَا. وأَنْزَلَت، إِذا نَزَلَ لَبَنُها. وقَلَّصَتِ الإِبِلُ فِي سَيْرِهَا تَقْلِيصاً: شَمَّرَتْ، وقِيلَ: اسْتَمَرَّت فِي مَضِيِّهَا. قَالَ أَعرابيٌّ: قُلِّصْنَ والْحَقْنَ بِدِبْثَا والأَشَلّْ يُخَاطِبُ إِبِلاً يَحْدُوهَا)
مقْلاصٌ، كمِفْتَاح: جَدُّ وَالِدِ عَبْدِ العَزِيز بنِ عِمْرَانَ بْنِ أَيُّوبَ الفَقِيهِ الإِمَامِ، من أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، مَشْهُورٌ. تَرْجَمَه الخَيْضَرِيُّ وغَيْرُهُ فِي الطَّبَقَات، وكَانَ من أَكابِرِ الأَئِمَّةِ المَالِكِيَّةِ، فَلَمَّا رأَى الشَّافِعِيَّ انْتَقَلَ إِلَيْهِ وَتَمَذْهَبَ بمَذْهَبِه. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القُلُوصُ: التَّدَانِي والانْضِمَامُ والانْزِوَاءُ، وكذلِكَ التَّقَلُّص والتَّقْلِيص. قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قَلَصَ قُلُوصاً: ذَهَبَ. قَالَ الأَعْشَى: وأَجْمَعْتَ مِنْهَا لِحَجٍّ قُلُوصَا وَقَالَ رُؤْبَةُ: قَلَّصْنَ تَقْلِيصَ النَّعَامِ الوَخَّادْ والقَالِصُ: البائنُ. وأَنْشَدَ ثَعْلَب: وعَصَب عَنْ نَسَوَيْهِ قَالِص قَالَ: يُرِيدُ أَنَّهُ سَمِيينٌ فَقَد بانَ مَوْضِعُ النَّسَا. وبِئْرٌ قَلُوصٌ: لَهَا قَلَصَةٌ، والجَمْعُ قَلائصُ. والقَلْصُ: كَثْرَةُ الماءِ، وقِلَّتُه، ضِدٌّ. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: فَمَا وَجَدْتُ فِيهَا إِلا قَلْصَةً من الماءِ. بالفَتْح، أَي قَلِيلاً.
وقَلَصَتِ البِئْرُ، إِذا ارْتَفَعَتْ إِلَى أَعْلاها. وقَلَصَتْ، إِذا نَزَحَتْ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَالِصُ من الثِّيَابِ: المُشَمَّرُ القَصِيرُ. وَفِي حَدِيثِ عائشَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: فقَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْه قَطْرَةً أَي ارْتَفَعَ وذَهَبَ. يُقَالُ: قَلَصَ الدَّمْعُ، مُخَفَّفاً، ويُشَدَّدُ لِلْمُبَالَغة، وكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَع فذَهَب فقَد قَلَّص تَقْلِيصاً، وظِلٌّ قالِصٌ: نَاقِصٌ. وقَلَصَ الضَّرْعُ: اجْتَمَع. والقَلْصُ والنَّزْلُ اسْمَانِ من أَقْلَصَتِ، النَّاقة وأَنْزَلَتْ، إِذا غَارَتْ أَوْ نَزَلَ لَبَنُهَا. وَمِنْه قَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ الهُذَلِيّ:
(فقَلْصِي ونَزْلِي قد وَجَدْتُم حَفيلَهُ ... وشَرِّي لَكُمْ مَا عِشْتُمُ ذُو دَغَاوِلِ)
ويُرْوَى: قد عَلِمْتُم، والبَيْتُ من قَصيدَةٍ يَرْثِي بهَا دُبّيَّة السُّلَمِيَّ، وأُمُّه هُذَلِيَّة. وَفِي اللِّسَان: قَلْصِي: انْقِبَاضِي. ونَزْلِي: اسْتِرْسَالِي. وَفِي العُبَاب: وقِيل: نَزْلُه وقَلْصُه خَيْرُه وشَرُّه. قلتُ: ويأْباهُ قَوْلُهُ فِيمَا بَعْد: وشَرِّي لَكُم، إِلَى آخِرِه. وَفِي شَرْحِ الدِيوَان عَن الباهِلِيّ أَيْ تَشْمِيرِي ونُزُولِي. والقُلُوصُ، بالضَّمّ: البُعْدُ، وَبِه فَسَّرَ بَعْضُهُم قولَ امْرِئ القَيْس: رِحْلَةٌ وقُلُوصُ.
ويُرْوَى: فقُلُوصُ: وَفِي الأَسَاس: قَلَصوا عَن الدَّارِ: خَفُّوا. وحانَ مِنْهُم قُلُوصٌ. وقَمِيصٌ مُقَلَّصٌ، وقَلَّصْتُ قَمِيصِي: شَمَّرْتُه ورَفَعْتُه، وقَلَّصَ هُوَ تَشَمَّر، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وَقيل: تَقَلَّصَ. ودِرْعٌ مُقَلِّصَةٌ، أَي مُجْتَمِعَةٌ مُنْظَمَّةٌ. يُقَال: قَلَّصَتِ الدِّرْعُ وتَقَلَّصَت، وأَكْثَرُ مَا يُقَالُ فِيمَا يَكُونُ إِلى فَوْق، قَالَ:)
(سِرَاجُ الدُّجَى حَلَّتْ بسَهْلٍ وأُعْطِيَتْ ... نَعِيماً وتَقْلِيصاً بدِرْعِ المَنَاطِقِ)
وفَرَسٌ مُقَلِّصٌ، كمُحَدِثٍ: طَوِيلُ القوَائمِ مُنْضَمُّ البَطْنِ، وَقيل: مُشْرِفٌ مُشَمِّرٌ. قَالَ بِشْرٌ:
(يُضَمَّرُ بالأَصَائِلِ فَهُوَ نَهْدٌ ... أَقَبُّ مُقَلِّصٌ فِيهِ اقْوِرَارُ)
والمِقْلاصُ: الناقَةُ السَّمِينَةُ السَّنَامِ، أَو الَّتِي لَا تَسْمَنُ إِلاَّ فِي الصَّيْفِ أَو الَّتِي تَسْمَنُ ونُهْزَلُ فِي الشِّتَاءِ. والقَلُوصُ، كصَبُورٍ: النَّاقَةُ سَاعَةَ تُوضَعُ. والقَلاَّصُ، ككَتَّانٍ: حَالِبُ القَلُوصِ، كالمِقْلاصِ، عَن اللَّيْثِ. والقَلُوصُ: نَهْرٌ جَارٍ تَنْصَبُّ إِليه الأَقْذَارُ والأَوْسَاخُ. وأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَهُ القَلُوط، بالطَّاءِ. وأَقْلَصَ الظِّلُّ، لُغَةٌ فِي قَلَصَ، عَن الفَرّاءِ. وقَلَّصَتِ النَّاقَةُ تَقْلِيصاً: لَقِحَتْ، وكَذلِك شَالَتْ بَعْد أَنْ كانَت حَائِلاً. قَالَ الأَعْشَى: (ولَقَدْ شُبَّت الحُرُوبُ فَمَا عَمَّ ... رْتَ فِيها إِذْ قَلَّصَتْ عَن حيَال)
أَي لم تَدْعُ فِي الحُرُوب عَمْراً إِذْ قَلَّصَتْ. وَقَالَ يونُس: قَلَصَنَا البَرْدُ يَقْلِصُنَا، أَي حَرَّكَنا. قَالَ الصّاغَانِيّ: وقالوُص مَوْضِعٌ بمِصْرَ، وهم يَقُولُون قُلُوصُ، انْتَهَى، أَي بالضَّمّ، وكأَنَّهُ يُرِيدُ قُلُوصْنَه، بِزِيَادَة النُّون والهاءِ، ويُقَال أَيضاً بالسِّين بَدَلَ الصَّاد، كَمَا هُوَ المَشْهُور المَعْرُوف، فإِنْ كَانَ كَذلك فَهِيَ قَرْيَةٌ عامرَةٌ من أَعْمَال البَهْنَسَا وَقد وَرَدْتُهَا، فانْظُره. وقلاصُ النَّجْمِ: هِيَ العشْرُون نَجْماً الَّتِي ساقَهَا الدَّبَرَانُ فِي خطْبَةِ الثُّرِيَّا، كَمَا تَزْعُم العَرَبُ. قَالَ طُفَيْلٌ:
(أَمّا ابنُ طُوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بذمَّتِهِ ... كمَا وَفَى بقِلاَصِ النَّجْمِ حادِيهَا)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
(قِلاَصٌ حَدَاهَا رَاكبٌ مُتَعَمِّمٌ ... هَجَائن قَدْ كادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ)
وقَلَصَ الغَدِيرُ: ذَهَبَ ماؤُه. وقَلَصَ الغُلاَمُ قُلُوصاً: شَبَّ ومَشَى. وقَوْلُ لَبِيد، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(لِوِرْدٍ تَقْلصُ الغيطَانُ عَنْهُ ... يَبُذُّ مَفَازَهَ الخِمْسِ الكِلالِ)
يَعْني تَخَلَّفَ عَنهُ، بذلِك فَسَّره ابنُ الأَعْرَابِيّ. وبَنُو القَلِيصَى بالفَتْح: بَطْنٌ من بَني الحُسَيْنِ، مَسْكَنُهُم حَوَالَيْ وَادي زَبِيدَ. وَمن المَجاز: قلاَصُ الثَّلْجِ: هِيَ السَّحَائبُ الَّتي تَأْتي بِهِ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. 

شوه

(شوه) : الأَشْوَهُ: المُخْتالُ.
شوه
عن الفارسية من شو بمعنى غسل وطهر ومطهر.
(شوه) الشَّيْء شوها كَانَ أشوه وأشرف وارتفع واشتدت إِصَابَته بِالْعينِ فَهُوَ أشوه وَهِي شوهاء (ج) شوه
ش و ه

رجل أشوه، وامرأة شوهاء، وشاهت الوجوه؛ قبحت. وشهه الله تعالى فهو مشوه. ولا تشوه عليّ: لا تصبني بعين. وهو رب الشويهة والبعير. وأرض مشاهة مأبلة.
شوه: شوَّه. شوّه وجهه: خمشه (فوك) شوّه بالألوان المختلفة: برقش، رقش (بوشر).
تشوّه: تشوَّه وَجْهُه: حدث فيه عيب كأثر قرحة ونحو ذلك فتشنع (محيط المحيط).
تشوَّه: صار أجذم (فوك).
تشوَّه: تكلم أو فعل فعلاً بوقاحة، لم يراع الاحترام (الكالا).
شاة: نعجة، وجمعها شَوَاهي في معجم فوك.
شاة: دابة، ماشية مدغشقر (بوشر).
شوه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين رمى الْمُشْركين بِالتُّرَابِ وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه. قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي قبحت. يُقَال مِنْهُ: شاه وَجهه يشوه شوهاًوشوهة فَهُوَ مُشَوه وَيُقَال [مِنْهُ -] : رَجُل أشوه وَامْرَأَة شوهاء وَجمعه شوه وَيُقَال: شوهه الله.
شوه
الشوه: مصدر الأشوه والشوهاء: وهو القبيح الوجه والخلقة. وفي الحديث: " شاهت الوجوه ". ورجل شائه البصر: حديده. وشاه البصر. والشوهاء: هي الحسنة الرائعة. والشيه: القبيح الخلقة، وهم الشيهون. وما هو إلا شوهة في بوهة. والشوه: الذين يتشوهون ليصيبوا الناس بالعين: أي يحتالون. وشهته بعيني أشوهه، وكذلك إذا أفزعته. ولا تشوه علي: أي لاتصبني بالعين. والشاة: تصغيرها شويهةٌ، والعدد الشياه، والجميع الشاء، ويجمع على الشوي أيضاً. وأرض مشاهة: كثيرة الشياه. وفرس شوهاء: في رأسها طول وفي منخريها سعة. والشوه: امتداد العنق وسعة الشدق. وشوه فلان بيده: أي أشار بها من بعيد.

شوه


شَوِهَ(n. ac. شَوَه [ ])
a. Became ugly, unseemly, hideous.

شَوَّهَa. Rendered foul.
b. Made a sign.
c. ['Ala]
see IV
أَشْوَهَa. Smote with the evil eye.

تَشَوَّهَa. Became unseemly, ugly; disfigured himself.

شُوْهَةa. Remoteness, distance.

شَوَهa. Ugliness, hideousness; deformity
disfigurement.
b. Unluckiness, inauspiciousness.

أَشْوَهُ
(pl.
شُوْه)
a. Ugly, hideous; deformed, disfigured; unseemly, foul;
morose, forbidding.
b. Beautiful, comely.
c. Self-conceited, vain. — (شَاْوِه
(pl.
شُوَّه
[شُوَّه]), Envying, envious.
شَاْ
P.
a. Shah; king.

شَاه بَلُّوْط
a. Chesnut.

شَاه بَنْدَر
a. Syndic, provost; mayor.

شَاهَانِيّ
P.
a. Kingly, royal; regal; imperial.
شَاة (pl.
شَآء
شِيَاه )
a. Sheep; goat.
b. Wild bull.
c. Woman.
ش و هـ : الشَّاةُ مِنْ الْغَنَمِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَالَ هَذَا شَاةٌ لِلذَّكَرِ وَهَذِهِ شَاةٌ لِلْأُنْثَى وَشَاةٌ ذَكَرٌ وَشَاةٌ أُنْثَى وَتَصْغِيرُهَا شُوَيْهَةٌ وَالْجَمْعُ شَاءٌ وَشِيَاهٌ بِالْهَاءِ رُجُوعًا إلَى الْأَصْلِ كَمَا قِيلَ شَفَةٌ وَشِفَاهٌ وَيُقَالُ أَصْلُهَا شَاهَةٌ مِثْلُ عَاهَةٍ.

وَالشَّوَهُ قُبْحُ الْخِلْقَةِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُلٌ أَشْوَهُ قَبِيحُ الْمَنْظَرِ وَامْرَأَةٌ شَوْهَاءُ وَالْجَمْعُ شُوهٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَشَاهَتْ الْوُجُوهُ تَشُوهُ قَبُحَتْ وَشَوَّهْتُهَا قَبَّحْتُهَا. 
ش و هـ: (شَاهَتِ) الْوُجُوهُ قَبُحَتْ وَبَابُهُ قَالَ، وَ (شَوَّهَهُ) اللَّهُ (تَشْوِيهًا) فَهُوَ (مُشَوَّهٌ) . وَفَرَسٌ (شَوْهَاءُ) صِفَةٌ مَحْمُودَةٌ فِيهَا قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ سِعَةُ أَشْدَاقِهَا وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ: أَشْوَهٌ. وَ (الشَّاةُ) مِنَ الْغَنَمِ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. وَفُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْجِنْسِ. وَأَصْلُ الشَّاةِ شَاهَةٌ لِأَنَّ تَصْغِيرَهَا (شُوَيْهَةٌ) وَالْجَمْعُ (شِيَاهٌ) بِالْهَاءِ، تَقُولُ: ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى الْعَشْرِ فَإِذَا جَاوَزَتِ الْعَشْرَ فَبِالتَّاءِ فَإِذَا كَثُرَتْ قِيلَ: هَذِهِ (شَاءٌ) كَثِيرَةٌ. وَجَمْعُ (الشَّاءِ) (شَوِيٌّ) . 
(شوه) - في الحديث: "قال لحسَّان رضي الله عنه: أتَشَوَّهتَ عَلَى قَومى أن هداهم الله عَزّ وجَلَّ"
قال الأحمر: الأَشْوه: السَّرِيع الإصابَة بالعَينْ، ولقد شُهتَ مالِى.
قال أبو عُبيَدة: "لا تُشَوِّه علىَّ": أي لا تَقُل ما أحَسنَك، فتُصِيبَنِي بعَيْن. ورَجُل شائِهُ البَصَرِ، وشَاهِى البَصَرِ: حَدِيدُه. - في الحديث: "فأمر لها بشِياهِ غَنَم" .
إنما عَرَّفَها بالغَنَم لأنهم يُسَمُّون البَقرةَ الوَحْشِيَّة، والوَعِلِ والنَّعامة شَاةً. وأَصلُ الشَّاة: شوَهَة، فصُيِّرت شَاهَةً، ثم شَاةً وتُصَغَّر شُوَيْهة، وتُجمع على شِياهٍ وشَاءٍ، والهَمزةُ بَدلٌ من الهاء كالماء عند بَعضِهم.
[شوه] نه: فيه: رأيتني في الجنة فإذا امرأة "شوهاء" أي الحسنة الرائعة وهو من الأضداد يقال للقبيحة، والشوهاء الواسعة الفم والصغيرة الفم. ومنه ح: "شوه" الله حلوقكم، أي وسعها. وح: رمى المشركين بالتراب وقال: "شاهت" الوجوه! أي قبحت، ويقال لخطبة لم يصل فيها: شوهاء. ط: قوله: فما خلق الله، الظاهر أن يقال: فما بقى أحد، وعدل إليه تأكيدًا للحصر، فلما غشوا أي قارب الكفار الغشيان. نه: وقوله لابن صياد: "شاه" الوجه. وفيه: قال لصفوان حين ضرب حسان بالسيف: أ "تشوهت" على قومي إن هداهم الله تعالى للإسلام؟ أي أتنكرت وتقبحت لهم، وجعــل الأنصار قومه لنصرتهم إياه، وقيل: الأشوه السريع الإصابة بالعين، ورجل شائه البصر وشاهي البصر أي حديده؛ أبو عبيدة: لا تشوه علي، أي لا تقل: ما أحسنك فتصيبني بعينك. ك: أبو شاه" بهاء، وقد تروى بتاء. ن: بتاء تكون هاء في وقف. ك: "شاهان شاه" بسكون نون. وروى: شاه شاه، والتسمي به حرام كالتسمي بالمختص به كالرحمن والقدوس.
[شوه] شاهَتِ الوجوهُ تَشوهُ شَوْهاً: قَبُحَتْ. وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ. وفرسٌ شَوْهاءُ: صفةٌ محمودةٌ فيها، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر : فهي شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فوها * مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ ولا يقال للذكر أَشْوَهُ. ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ، إذا كان سريعَ الإصابة بالعين. ابن السكيت: يقال لا تُشَوِّهْ عليَّ , أي لا تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبني بالعين. ويقال أيضاً: تَشَوَّهَ له، أي تنكّر له وتَغَوَّلَ. ورجل شأنه البصر، أي حديد البصر. والشاةُ من الغنم تذكَّر وتؤنَّث. وفلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع، لأنَّ الألف واللام للجنس. وأصل الشاةِ شاهة، لان تصغيرها شويهة، (*) والجمع شِياهٌ بالهاء في [أدنى ] العدد. تقول ثلاث شِياهٍ إلى العَشْرِ، فإذا جاوزْتَ فبالتاء، فإذا كثرت قيل: هذه شاءٌ كثيرةٌ. وجمع الشاءِ شَوِيٌّ. والشاةُ أيضاً: الثَور الوحشيّ قال طرفة:

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ * وتَشَوَّهْتُ شاةً، إذا اصطدته . أبو عبيد: أرض مشاهة: ذاتُ شاءٍ، كما يقال: أرضٌ مَأْبَلَةٌ. والنسبة إلى الشاءِ شاوِيٌّ. وقال الراجز : لا ينفع الشاوي فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته وإن سمَّيتَ به رجلاً قلت شائى، وإن شئت شاوى، كما تقول عطاوى. وإن نسبْتَ إلى الشاةِ قلت شاهِيٌّ. وأما قول الاعشى يذكر بعض الحصون: أقام به شاهبور الجُنو * دَ حَوْلَيْنِ تَضربُ فيه القدم فإنما عنى بذلك شابور الملك، إلا أنه لما احتاج إلى إقامة وزن الشعر رده إلى أصله في الفارسية، وجعــل الاسمين اسما واحدا وبناه على الفتح مثل خمسة عشر.
شوهـ
شاهَ يَشُوه، شُهْ، شَوْهًا، فهو شائه
• شاه الشَّيءُ: قَبُح "شَاهَتِ الْوُجُوهُ [حديث]: دعاء دعا به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المشركين في غزوة بدر". 

شوِهَ يَشوَه، شَوَهًا، فهو أشوهُ
• شوِه الشَّيءُ: شاه، قَبُح "شوِه الوجهُ". 

تشوَّهَ يتشوَّه، تشوُّهًا، فهو مُتشوِّه
• تشوَّه الشَّيءُ: مُطاوع شوَّهَ: صار قبيحًا، تغيَّر شكلُه إلى الأسوأ "تشوَّه وجهُه: تغيَّرت معالمُه- تشوَّهت سمعتُه- تشوَّهت أجسادُ ضحايا الحادث- تشوُّه خِلْقيّ". 

شوَّهَ يشوِّه، تشويهًا، فهو مُشوِّه، والمفعول مُشوَّه
• شوَّه الشَّيءَ: قبَّحه، أفسد مظهرَه الخارجيّ "شوَّه وجهَه/ عبارتَه/ صورتَه/ ذِكرَه- شوَّه الخبرَ: حرّفه" ° شوَّه الحقيقةَ/ شوَّه وجه الحقيقة: أخفاها وطمسها، غيَّر من وجه استقامتها، أوردها بغير أمانة- شوَّه سمعتَه: عرَّضه للامتهان بتصرّف شائن- مشَوَّهُ الحربِ: الذي قطع عضوٌ من أعضائه في الحرب. 

أشْوهُ [مفرد]: ج شُوهٌ، مؤ شَوْهاءُ، ج مؤ شَوْهاوات وشُوهٌ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شوِهَ. 

تشوُّه [مفرد]:
1 - مصدر تشوَّهَ.
2 - (حي) تغيُّر غير سويّ في التّكوين الجسميّ للكائن الحيّ، وقد يكون مكتسبًا أو بسبب عَرَض.
3 - (فز) تغيُّر في الشَّكل الأصليّ لصورة تحدثها موجات ضوئيّة، أو في الشَّكل الموجيّ لموجات صوتيَّة، أو لتيّار متردِّد. 

شائه [مفرد]: اسم فاعل من شاهَ. 

شاة [مفرد]: ج شاءٌ وشياهٌ: نعجة، أنثى الضأن، مذكّرها خروف "لا يضرُّ الشَّاةَ سلخُها بعد ذبحها" ° كلّ شاة برجلها معلَّقة: كلّ إنسان محاسب على فعله، لا أحد يغني عن أحد. 

شاه [مفرد]:
1 - لقب كان يُطلق على ملوك إيران.
2 - إحدى قطع لعبة الشِّطْرَنج. 

شاهِنْشاه [مفرد]: ملك الملوك، الملك الأعظم. 

شَوْه [مفرد]: مصدر شاهَ. 

شَوَه [مفرد]: مصدر شوِهَ. 
(ش وه)

رجل أشوَهُ: قَبِيح الْوَجْه، وَقد شَوَّهَه الله، قَالَ الحطيئة:

أرَى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَه ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ

وَإنَّهُ لقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ، عَن اللحياني.

والشوْهاءُ: العابسة، وَقيل المشؤومة، وَالِاسْم مِنْهُمَا الشَّوَهُ، وكل شَيْء من الْخلق لَا يُوَافق بعضه بَعْضًا أشوَهُ ومُشَوَّهٌ.

والمُشَوَّهُ أَيْضا: الْقَبِيح الْعقل، وَقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهَةً، وشَوِهَ شَوَهاً فيهمَا.

والشَّوَهُ: سرعَة الْإِصَابَة بِالْعينِ، وَقيل: شدَّة الْإِصَابَة بهَا، وَرجل أشْوَهُ.

وشاهَ مَاله: أَصَابَهُ بِعَين، هَذِه عَن اللحياني.

وتَشَوَّهَ: رفع طرفه إِلَيْهِ ليصيبه بِالْعينِ.

وَلَا تُشَوِّهْ عَليَّ: وَلَا تَشَوَّهْ، أَي لَا تقل: مَا أحْسنه، فتصيبني بِالْعينِ.

والشّائِهُ: الْحَاسِد، وَالْجمع شُوَّهٌ، حَكَاهُ اللحياني عَن الْأَصْمَعِي.

وشاهَه شَوْهاً: أفزعه، عَن اللحياني.

وَفرس شَوْهاءُ: طَوِيلَة رائعة مشرفة، وَقيل: هِيَ المفرطة رحب الشدقين والمنخرين وَلَا يُقَال: فرس أشْوَهُ، وَقيل: الشَّوْهاءُ من الْخَيل: الحديدة الْفُؤَاد.

والشَّوَهُ: طول الْعُنُق وارتفاعها وإشراف الرَّأْس، وَفرس أشوَهُ.

والشَّوَهُ: الْحسن، وَامْرَأَة شَوْهاءُ: حَسَنَة، فَهُوَ ضد.

وَرجل شائِهُ الْبَصَر وشاهٍ: حَدِيد.

والشَّاةُ: الْوَاحِد من الْغنم، يكون للذّكر والانثى، وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل: هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَة: (هَذَا رَحمَةٌ مِن رَبِّي) وَقيل: الشَّاةُ تكون من الضَّأْن والمعزوالظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش، قَالَ الْأَعْشَى:

وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حيثُ خَيَّما

وَرُبمَا كنى بالشَّاةِ عَن الْمَرْأَة أَيْضا، قَالَ الْأَعْشَى:

فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شاتِهِ ... فأصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

وَالْجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ، وشِياهٌ، وشِواهٌ وأشاوِهُ، وشَوِىٌّ، وشِيهٌ، وشَيِّهٌ كسيد، الثَّالِثَة اسْم للْجمع، وَلَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء، كَانَ جِنْسا أَو مُسَمّى بِهِ، فَأَما شِيهٌ فعلى التوفية، وَقد يجوز أَن تكون فعلا كأكمة وأكم شُوُهٌ، ثمَّ وَقع الإعلال بالإسكان، ثمَّ وَقع الْبَدَل للخفة كعيد فِيمَن جعله فعلا، وَأما شوى فَيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفيه، ثمَّ وَقع الْبَدَل للمجانسة، لِأَن قبلهَا واوا وياء، وهما حرفا عِلّة ولمشاكلة الْهَاء الْيَاء، أَلا ترى أَن الْهَاء قد أبدلت من الْيَاء، فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ذه فِي ذِي، وَقد يجوز أَن يكون شَوِىٌّ على الْحَذف فِي الْوَاحِد وَالزِّيَادَة فِي الْجمع، فَيكون من بَاب لآل فِي التَّغْيِير إِلَّا أَن شَوِيًّا مغير بِالزِّيَادَةِ، ولآل بالحذف، وَأما شَيِّهٌ فَبين شَيْوِهٌ، فأبدلت الْوَاو يَاء، لانكسارها ومجاورتها الْيَاء.

وتَشَوَّه شَاة: اصطادها.

وَرجل شاوِيٌّ: صَاحب شاءٍ، قَالَ:

ولَسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامَةٌ ... إِذا مَا غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأسْهُمِ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على غير قِيَاس، وَوجه ذَلِك أَن الْهمزَة لَا تنْقَلب فِي حد النّسَب واوا، إِلَّا أَن تكون همزَة تانيث، كحمراء وَنَحْوه، أَلا ترى انك تَقول فِي عَطاء: عطائي، فَإِن سميت بشاءٍ فعلى الْقيَاس شائِيٌّ لَا غير.

وَأَرْض مَشاهَةٌ: كَثِيرَة الشاءِ، وَقيل: ذَات شاءٍ قلت أم كثرت.

شوه

1 شَاهَ وَجْهُهُ, aor. ـُ (K;) and شَاهَتِ الوُجُوهُ, aor. ـُ (S, Msb;) inf. n. شَوْهٌ (S, K) and شَوْهَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst.; (TA;) and شَوِهَ وَجْهُهُ, (K,) inf. n. شَوَهٌ; (TA;) His face was, (K,) and the faces were, (S, Msb,) foul, unseemly, or ugly. (S, Msb, K.) And شَوِهَ, (Msb,) and شَوِهَتْ, (Mgh,) inf. n. شَوَهٌ, (Mgh, Msb,) He, (a man, Msb,) and she, (a woman, Mgh,) was, or became, foul, unseemly, or ugly, (Mgh, Msb,) in face, (Mgh,) or in make. (Msb.) b2: شَوَهٌ is also syn. with حُسْنٌ [app. as an inf. n., of which the verb is شَوِهَ signifying He was, or became, beautiful: thus having two contr. meanings]. (TA.) b3: Also, (K,) as an inf. n., (TK,) The neck's being long, (K, TA,) and high, and the head's overtopping; whence ↓ أَشْوَهُ applied to a horse: (TA:) and the neck's being short: thus [again] having two contr. meanings: (K:) one says, [app. of a horse,] شَوِهَتْ عُنُقُهُ His neck was long [&c.]: and his neck was short: (TK:) or شَوَهٌ said of the neck [of a horse] signifies the being extended: and said of the شِدْق [or side of the mouth], the being wide, (JK. [It probably signifies any of the attributes denoted by the epithet أَشْوَهُ, q. v.]) b4: Also, [and app. in this sense likewise an inf. n. of which the verb is شَوِهَ,] The being quick to smite with the [evil] eye. (S.) b5: And one says, شَاهَ فُلَانًا, (K,) inf. n. شَوْهٌ, (TA,) He smote such a one with the [evil] eye; (K, TA;) as also ↓ اشاههُ: (TA in art. شهو:) and in like manner, مَالَهُ [his cattle, or property]: (Lh, TA:) or شَوْهٌ signifies the smiting vehemently therewith. (TA.) And عَلَىَّ ↓ لَا تُشَوِّهْ Smite not thou me with an [evil] eye: (K:) or, accord. to Abu-l-Mekárim this means say not, How eloquent art thou! (Az, TA,) or say not, How beautiful art thou! (ISk, S,) and so doing smite me with the [evil] eye, or with an [evil] eye. (ISk, Az, S, TA.) ↓ تشوّه signifies He practised artifice to smite people with the evil eye. (JK.) And one says, هُوَ يَتَشَوَّهُ ↓ أَمْوَالَ النَّاسِ لِيُصِيبَهَا بِالعَيْنِ i. e. He raises his look towards the cattle, or possessions, of the people to smite them with the [evil] eye. (TA.) [See also 1 in art. شيه.] b6: Also, He frightened, or terrified, such a one. (Lh, K.) b7: And He envied such a one. (K.) b8: And شَاهَتْ نَفْسُهُ إِلَى كَذَا His desire became raised towards such a thing. (AA, K.) 2 شوّههُ, (S, K,) inf. n. تَشْوِيهٌ, (TA,) He (God) rendered foul, unseemly, or ugly, his face: (S, K, TA:) and it, i. e. the conformation of the face. (TA, from a verse of El-Hotei-ah.) And شَوَّهْتُ الوُجُوهَ I rendered foul, unseemly, or ugly, the faces. (Msb.) b2: And شَوَّهَ اللّٰهُ حُلُوقَكُمْ God rendered, or may God render, wide your throats, or fauces. (TA.) b3: لَا تُشَوِّهْ عَلَىَّ: see 1, latter half. b4: شوّه بِيَدِهِ He (a man) made a sign with his arm, or hand. (JK.) 4 اشاههُ: see 1.5 تشوّه لَهُ He became altered in countenance to him, so as to be not known by him, (syn. تَنَكَّرَ, S, K,) and assumed various appearances. (S.) b2: See also 1, in two places, near the end.

A2: تشوّه شَاةً He hunted a شاة [app. here meaning a wild bull, as seems to be indicated by the context in the S]. (S, K.) شَآءٌ: see the next paragraph.

شَاةٌ, (S, Msb, K, &c.,) originally شَاهَةٌ, (S, Msb, TA,) A sheep, or goat; [each and either, but more commonly the former; see an instance voce صُوفٌ;] i. e. one of what are termed غَنَم; (S, * Msb, * K;) applied to the male and to the female; (S, Msb, K;) so that one says of the male, هٰذَا شَاةٌ, (Msb,) which is said by Kh to be like the phrase هٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّى; (Sb, TA;) and of the female, هٰذِهِ شَاةٌ; and شَاةٌ ذَكَرٌ and شَاةٌ أُنْثَى: (Msb:) or it may be [one] of sheep, and of goats, and of gazelles or antelopes, and of the bovine kind [app. of the wild bovine kind i. e. of bovine antelopes], and of ostriches, and of wild asses; (K;) it is applied to a wild bull by Tarafeh, in his saying, كَسَامِعَتَىْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ (S) i. e. Like the two ears of a wild bull, in Howmal, solitary; the poet likening thereto the ears of a she-camel in respect of sharpness and erectness; (EM p. 76;) and likewise by Lebeed, and by El-Farezdak: (IB, TA:) and it is also applied to [a wild cow; (though said in the K in art. شوى to signify the wild bull, specially the male;) and hence, as being likened thereto,] (tropical:) a woman; (K, TA;) thus by El-Aashà; and thus also by Antarah, in his saying, يَا شَاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَىَّ وَلَيْتَهَا لَمْ تَحْرُمِ (TA) O شاة [i. e. wild cow] of the chase (ما being redundant) for him to whom she is lawful: she has become forbidden to me, and would that she were not forbidden: (EM p. 246:) pl. ↓ شَآءٌ, (S, Msb, K,) originally شَاهٌ, (K,) used when they are many in number, (S,) [but this is properly termed a coll. gen. n.,] and شِيَاهٌ, (S, Mgh, Msb, K,) with ه, which is used of a number from three to ten [inclusive], for more than which it is with ت [meaning ة, i. e. شَاةٌ, agreeably with a general rule], (S,) and شِوَاهٌ, [the original of شِيَاهٌ,] (K,) and ↓ شَوِىٌّ, (S, K, TA, [in the CK, erroneously, شَوًى,]) which is pl. of شَآءٌ, (S, TA,) or rather a quasi-pl. n., originally شَوِيهٌ, the ه being changed into ى like as it is in ذِى for ذِهْ, (TA,) and أَشَاوِهُ, (K,) and ↓ شَيْهٌ, (so in copies of the K, [in the TA said to be like عِنَبٌ, which is a mistake, (perhaps for عَيْنٌ,) for it is there said to be a quasi-pl. n., which could not be said if it were شِيَهٌ,]) and ↓ شِيهٌ, (CK, [but this, which is another quasi-pl. n., is not in my MS. copy of the K nor in the TA,]) and ↓ شَيِّهٌ, (K,) originally شَيْوِهٌ, but this, also, is a quasi-pl. n., (TA,) and ↓ شِيَةٌ also is syn. with شَآءٌ: (IAar, K in art. شوى:) it has not a pl. formed with ا and ت, [i. e. it has not for a pl. شَاآتٌ,] whether it be used as a gen. n. or as a proper name: (TA:) the dim. is ↓ شُوَيْهَةٌ. (S, Msb.) The sing. is also used in the sense of the pl., in the saying فُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالبَعِيرِ [Such a one is possessor of a large number of sheep or goats, and of camels], because the article ال denotes the genus. (S.) And it is said in a trad.

فَأَمَرَ لَهَا بِشِيَاهِ غَنَمٍ [And he ordered that sheep or goats should be given to her]: شياه being prefixed to غنم, governing it in the gen. case, for the sake of distinction; because the Arabs [sometimes] call an animal of the wild bovine kind شاة. (IAth, TA.) b2: الشَّاةُ is also the name of (assumed tropical:) Certain small stars (K in art. شوى) between القرحه [or الفرجة, thus in the work of Kzw, in his descr. of Cepheus, and there said to be the star in the breast of Cepheus,] and الجَدْىُ [i. e. the pole-star]; (TA in that art.;) [the same that are described by Kzw as certain small stars, called by the Arabs الأَغْنَامُ, between the legs of Cepheus and the star الجَدْىُ.]

شَاهُ البَصَرِ, and شَاهِى البَصَرِ: see شَائِهٌ.

شَوَهٌ an inf. n., of شَوِهَ. (Mgh, Msb, TA. [See 1, in several places.]) A2: Also a subst. meaning Unluckiness, or inauspiciousness, of a woman. (TA.) شَيْهٌ and شِيهٌ and شِيَةٌ: see شَاةٌ.

شُوهَةٌ Remoteness: (K, TA:) and so بُوهَةٌ: one says, in dispraise, شُوهَةً لَهُ وَبُوهَةً [i. e. بُعْدًا لَهُ, lit. Remoteness to him! meaning may God alienate him or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him!]. (TA.) شَوِىٌّ, originally شَوِيهٌ: see شَاةٌ.

شُوَيْهَةٌ dim. of شَاةٌ, q. v. (S, Msb.) شَائِهٌ Envying: pl. شُوَّهٌ: (As, Lh, TA:) or the latter signifies persons practising artifice to smite men with the [evil] eye. (JK.) b2: And شَائِهُ البَصَرِ, (JK, S, K,) and البَصَرِ ↓ شَاهُ, (JK, K,) and شَاهِى

البَصَرِ, (JK, TA, and S and K in art. شهو,) the last formed by transposition from the first, (S in art. شهو,) A man sharp of sight. (JK, S, K.) شَائِىٌّ: see the next paragraph.

شَاهِىٌّ: see the next paragraph.

شَاوِىٌّ and ↓ شَاهِىٌّ A man possessing شَآء [meaning sheep or goats or both]: (K:) the former is the rel. n. of شَآءٌ; and the latter, that of شَاةٌ: but used as a proper name of a man, it is ↓ شَائِىٌّ, and, if you will, شَاوِىٌّ. (S, TA. *) شَيِّهٌ: see the next paragraph: A2: and see شَاةٌ.

أَشْوَهُ, applied to a man, (Msb,) Foul, unseemly, or ugly, (JK, Msb, K,) in face, (JK, K,) or in aspect, (Msb,) and, as also ↓ شَيِّهٌ, of which the pl. is شَيِّهُونَ, in make: (JK:) fem. شَوْهَآءُ: (JK, Mgh, Msb:) and pl. شُوهٌ. (Msb.) Any created thing incongruous in its several parts; as also ↓ مُشَوَّهٌ. (TA.) And the fem., A woman frowning, or morose, in face; (K, * TA;) foul, unseemly, or ugly, in make: (TA:) and also beautiful, goodly, or comely; (K, * TA;) that excites admiration and approval by her beauty: (TA:) thus having two contr. meanings. (K, TA.) Also, the fem., Unlucky, or inauspicious. (K.) b2: and the masc. applied to a man, (Lth, S, TA,) and the fem. applied to a woman, (Lth, TA,) That smites quickly with the [evil] eye: (Lth, S, TA:) or that smites people effectually with his, and her, [evil] eye. (TA.) And أَشْوَهُ العَيْن Having an evil eye. (Fr, TA in art. شزر.) b3: The fem. is also applied to a mare, (JK, T, S, K,) as an epithet of commendation, but not the masc. to a horse, meaning, it is said, Wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth]: (S:) or long in the head, and wide in the nostrils: (JK:) or tall, and such as excites admiration and approval by her beauty or excellence: (K, * TA:) or exceedingly wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth] and the nostrils: (K, TA:) or, as some say, wide in the mouth: (TA:) and small in the mouth: thus having two contr. meanings: (K, TA:) or sharpsighted: (T, TA:) or sharp in spirit: (TA:) see also 1. b4: Also, the masc., Proud, and self-conceited. (K.) b5: And خُطْبَةٌ شَوْهَآءُ [An oration from the pulpit] in which a blessing is not invoked on the Prophet. (TA.) أَرْضٌ مَشَاهَةٌ A land in which are شَآء; (A'Obeyd, S, K;) like as one says أَرْضٌ مَأْبَلَةٌ: (A'Obeyd, S:) or in which are many thereof. (K.) مُشَوَّهٌ Rendered foul, unseemly, or ugly, in face, by God: (TA:) or foul, &c., in shape. (K.) See also أَشْوَهُ, second sentence. b2: and Bad in intellect. (TA.)

شوه: رجل أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وقد

شوَّهَه اللهُ عز وجل، فهو مُشَوَّه؛ قال الحُطيْئة:

أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه،

فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حامِلُهْ

شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال

شاهَت الوجوه، فهَزَمَهم الله تعالى؛ أَبو عمرو: يعني قَبُحَت الوُجوهُ. ورجل

أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً، والاسم الشُّوهَة. ويقال

للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي، صلى الله عليه وسلم: شَوْهاء.

وفيه: قال لابن صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ. وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له

وتغَوَّل. وفي الحديث: أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ

بالسيف: أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي

أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم، وجعــلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه. وإنه

لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ؛ عن اللحياني، والشَّوْهاءُ: العابِسةُ، وقيل:

المَشْؤومَةُ، والإسمُ منها الشَّوَهُ. والشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه

والشَّوْهاء، وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة. وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق

بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه. والمُشَوَّهُ أَيضاً: القبيحُ العَقلِِ،

وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما. والشُّوهةُ:

البُعْدُ، وكذلك البُوهةُ. يقال: شُوهةً وبُوهةً، وهذا يقال في الذم.

والشَّوَه: سُرعةُ الإصابَةِ بالعين، وقيل: شدَّةُ الإِصابةِ بها، ورجل

أَشْوَه. وشاهَ مالَه: أَصابَه بعين؛ هذه عن اللحياني. وتَشَوَّه: رَفَع طَرْفه

إليه ليُصِيبَه بالعين. ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا

تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين، وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي

المكارم: إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما

أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين. وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها

بالعين. الليث: الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين، والمرأَةُ شَوْهاء. أَبو

عمرو: إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه. ابن بُزُرْج:

يقال رجل شَيُوهٌ، وهو أَشْيَهُ الناسِ، وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي

يَعِينُه. اللحياني: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني. ورجل

أَشْوَهُ بَيِّنُ

الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها

فتَنْفُذُ عَيْنُها. والشائِِهُ: الحاسدُ، والجمع شُوَّهٌ؛ حكاه اللحياني عن

الأَصمعي. وشاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عن اللحياني، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً.

وفرس شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فيها: طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، وقيل: هي

المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، ولا يقال فرس أَشْوَهُ

إِنما هي صفة للأُنثى، وقيل: فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي

مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ. والشَّوْهاء: القبيحةُ. والشَّوْهاءُ: المَلِيحةُ

والشَّوْهاء: الواسِعةُ الفم. والشَّوْهاء: الصغيرةُ الفم؛ قال أَبو دواد

يصف فرساً:

فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها

مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ

قال ابن بري: والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة؛ قال بِشْرُ بن أَبي

خازم:وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي،

على الشَّوْهاء، يَجْمَحُ في اللِّجام

وفي حديث ابن الزبير: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها. وقيل:

الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ

الفُؤادِ، وفي التهذيب: فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر، ولا يقال

للذكر أَشْوَهُ؛ قال: ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ. والشَّوَهُ: طُولُ

العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ، وفرسٌ أَشْوَهُ. والشَّوَهُ:

الحُسْنُ. وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر:

وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ

وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت

رائعةً حَسَنةً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بَيْنا أَنا

نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ

قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.

ورجل شائه البصر وشاهٍ: حديدُ البصرِ، وكذلك شاهي البصرِ.

والشاةُ: الواحد من الغنم، يكون للذكر، والأُنثى، وحكى سيبويه عن

الخليل: هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي، وقيل: الشاةُ تكون من الضأْن

والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش؛ قال الأَعشى:

وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما

الجوهري: والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ، قال: ولا يقال إِلا للذكر،

واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما؛ قال: وربما شَبَّهوا به المرأَة

فأَنثوه كما قال عنترة:

يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له

حَرُِمَتْ عليَّ، ولَيْتَها لم تَحْرُمِ

فأَنتها؛ وقال طرفة:

مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما

كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

قال ابن بري: ومثله للبيد:

أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ

وقال الفرزدق:

تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ،

إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا

والرواية:

فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ

وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً؛ قال الأَعشى:

فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه،

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها

ويقال للثور الوحشي: شاةٌ. الجوهري: تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته.

والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي

تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج، وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء،

والأَصل ماهَة وماءة، وجمعوها مِياهاً. قال ابن سيده: والجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ

وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ،

الثلاثةُ اسمٌ للجمع، ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به، فأَما

شِيْه فعلى التوفية، وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ، ثم

وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً،

وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية، ثم وقع البدل

للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً، وهما حرفا علة، ولمشاكلة الهاء الياء،

أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذِهْ

في ذِي؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في

الجمع، فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير، إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة

ولأْآلٍ بالحذف، وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ، فأُبدلت الواو ياءً

لانكسارها ومجاورَتها الياء. غيره: تصغيره شُوَيْهة، والعدد شِياهٌ،

والجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف، وإِذا قالوها بالهاء

قصروا وقالوا شاةٌ، وتجمع على الشَّوِيِّ. وقال ابن الأَعرابي: الشاءُ

والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ؛ وأَنشد:

قالتْ بُهَيَّةُ: لا يُجاوِرُ رَحْلَنا

أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ

(* قوله «لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ» هكذا في الأصل يجاور

بالراء، وعاب بالعين المهملة. وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي).

ورجل كثيرُ

الشاةِ والبعير: وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس. قال:

وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة. وذكر ابن الأَثير في تصغيرها

شُوَيَّةٌ، فأَما عينها فواو، وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين، والجمعُ

شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد، تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر، فإِذا

جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة. وفي حديث سوادَةَ

بنِالرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ. قال ابن الأَثير:

وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها

بالإِضافة لذلك، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ. وفي حديث الصدقة: وفي الشَّوِيِّ

في كل أَربعين واحدة؛ الشَّوِيُّ: اسم جمع للشاة، وقيل: هو جمع لها نحو

كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ

مُسِنَّة. وفي حديث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها

شاةٌ، فقال: ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ، وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة

إِلى الحج تجب عليه بدنة. وتَشَوَّه شاةً: اصْطادَها. ورجل شاوِيٌّ:

صاحبُ شاء؛ قال:

ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ،

إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ

وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ:

ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ،

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ

ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ،

إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ

وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ، وإِن شئتَ شاوِيٌّ، كما تقول

عَطاوِيٌّ؛ قال سيبويه: هو على غير قياس، ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ

النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه، أَلا ترى أَنك

تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير.

وأَرض مَشاهَةٌ: كثيرة الشاء، وقيل: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كثرت، كما يقال

أَرض مأْبَلةٌ، وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ. التهذيب: إِذا نسبوا

إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ؛ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون:

أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو

دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ

فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن

الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية، وجعــل الاسمين واحداً وبناه على

الفتح مثل خمسة عشر؛ قال ابن بري: هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ، بفتح

الراء، وقال ابن القطاع: شاهبورُ الجنودِ، برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود،

والمشهور شاهبورُ الجُنودَ، برفع الراء ونصب الدال، أَي أَقام الجنودَ

به حولين هذا المَلِكُ. والشاهُ، بهاء أَصلية: المَلِكُ، وكذلك الشاه

المستعملة في الشِّطْرَنْجِ، هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها

في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك. والشاهُ: اللفظةُ

المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ، وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ،

يراد به ملِك الملوك؛ قال الأَعشى:

وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه

له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ

قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية: إِنه مَلِكُ

المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، وأَراد شاهانْ شاه؛ قال ابن بري: انقضى

كلام أَبي سعيد، قال: وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك،

ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه، والله أَعلم.

شوه
: ( {شاهَ وَجْهُهُ) } يَشُوه ( {شَوْهاً} وشَوْهَةً: قَبُحَ) ؛) ويقالُ: الشُّوهَةُ الاسمُ.
وَفِي حدِيثِ حُنَيْنٍ: أَنَّه رَمى المُشْرِكينَ بكفَ مِنْ حَصًى وقالَ: ( {شاهَتِ الوُجُوه) ، فهَزَمَهم اللَّهُ تَعَالَى.
قالَ أَبو عَمْرو: أَي قَبُحَتِ الوُجُوه.
وَفِي حدِيثِ ابنِ صَيَّادٍ أَيْضاً قالَ لَهُ: (شَاهَ الوَجْهُ) .
(} كَشَوِهَ، كفَرِحَ) ، {شَوهاً (فَهُوَ أَشْوَهُ) وَهِي} شَوْهاءُ، وهُما القَبِيحا الوَجْه والخلْقَةِ.
(و) شاهَ (فُلاناً) شَوْهاً: (أَفْزَعَهُ) ؛) عَن اللّحْيانيِّ.
(و) أَيْضاً: (أَصابَهُ بالعَيْنِ) .) وقيلَ:! الشَّوَهُ شِدَّةُ الإصابَةِ بهَا. رجُلٌ {أَشْوَه وامْرأَةٌ} شَوْهاءُ: يُصِيبانِ الناسَ بعَيْنِهما فتَنْفُذُ عَيْنُهما.
وقالَ الليْثُ: {الأَشْوَهُ السَّرِيعُ الإصابَةِ بالعَيْنِ، والمرْأَةُ} شَوْهاءُ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: {شاهَ مالَهُ أَصابَه بعَيْنِه.
(و) } شاههَهُ: (حَسَدَهُ) ، فَهُوَ {شائِهٌ، والجَمْعُ} شُوَّهٌ، حَكَاه اللّحْيانيّ عَن الأصْمعيّ.
(و) {شاهَتْ (نَفْسُهُ إِلَى كَذَا) } تَشُوهُ: (طَمَحَتْ) إِلَيْهِ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
( {وشَوَّهَهُ اللَّهُ) تَعَالَى} تَشْويهاً: (قَبَّحَ وَجْهَهُ) ، فَهُوَ {مُشَوَّهٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
أَرى ثَمَّ وَجْهاً} شَوَّهَ اللَّهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْوكلُّ شيءٍ من الخَلْقِ لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا: {أَشْوَهُ} ومُشَوَّهٌ.
(و) يقالُ: (لَا {تُشَوِّهْ عَلَيَّ) ، أَي (لَا تُصِبْنِي بعَيْنٍ) .) وخَصَّصَه الأزْهرِيُّ فرَوَى عَن أَبي المَكارِمِ: إِذا سَمِعْتَني أَتَكَلَّمُ فَلَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُلْ مَا أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
( {والشَّوْهاءُ: العابِسَةُ) الوَجْهِ القَبِيحَةُ الخلْقَةِ.
(و) أَيْضاً: (الجَمِيلَةُ) المَلِيحَةُ الحَسَنةُ.
ورُوِي عَن مُنْتَجِع بنِ نَبْهان قالَ: امْرأَةٌ شَوْهاءُ رائِعَةٌ حَسَنةٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (بَيْنا أَنا نائِمٌ رأَيْتُني فِي الجنَّةِ فَإِذا امْرأَةٌ} شَوْهاءُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فقُلْتُ: لمَنْ هَذَا القَصْر؟ قَالُوا: لعُمَرَ) ؛ وقالَ الشاعِرُ:
وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنيوحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) {الشَّوْهاءُ: (المَشْؤُومَةُ) ، والاسمُ مِنْهَا} الشَّوَهُ.
(و) الشَّوْهاءُ (من الخَيْلِ) :) صفَةٌ مَحْمودَةٌ فِيهِ، وَهِي (الرَّائِعَةُ) المُشْرِفَةُ (الطَّوِيلَةُ.
(و) قيلَ: هِيَ (المُفْرِطَةُ رَحْبِ الشِّدْقَيْنِ والمِنْخَرَيْنِ) .
(وقيلَ: هِيَ الواسِعَةُ الفَمِ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَبي دُوَاد:
فهْيَ {شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشّكِيمُ (و) قيلَ: هِيَ (الصَّغيرَةُ الفَمِ) ؛) فَهُوَ (ضِدٌّ) .) وَلَا يقالُ: فَرَسٌ} أَشْوَهُ إنَّما هِيَ صفَةٌ للأُنْثى.
(و) الشُّوْهاءُ: (فَرَسانِ) ، إحْدَاهما لحاجِبِ بنِ زُرَارَةَ؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالِيعلى الشَّوْهاءِ يَجْمَحُ فِي اللِّجامِوالثانِيَةُ فَرَسُ عَمْرو بنِ مالِكٍ الأَوْدِي.
(و) {المُشَوَّهُ، (كمُعَظَّمٍ: القَبِيحُ الشَّكْلِ) الَّذِي لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا} كالأَشْوَهِ.
( {والشَّوَهُ، محرّكةً: طُولُ العُنُقِ) وارْتفاعُها وإشْرافُ الرأْسِ؛ وَمِنْه فَرَسٌ أَشْوَهٌ.
(و) أَيْضاً: (قِصَرُها: ضِدٌّ.
(ورجُلٌ} شائِهُ البَصَرِ {وشاهُ البَصَرِ) :) أَي (حَديدُهُ) ، وكَذلِكَ} شاهِي البَصَرِ.
(! والشَّاةُ الواحِدَةُ من الغَنَمِ) تكونُ (للذَّكَرِ والأُنْثَى) .
(وحَكَى سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ: هَذَا شاةٌ بمنْزِلَةِ هَذَا رحمةٌ مِن ربِّي.
(أَو يكونُ من الضَّأْنِ والمَعَزِ والظِّباءِ والبَقَرِ والنَّعامِ وحُمُرِ الوَحْشِ) ؛) قالَ الأعْشَى:
وحانَ انْطِلاقُ {الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لطرَفَةَ فِي الثوْرِ الوَحْشي:
مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهم اكسامِعَتَيْ} شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِقالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه للبيدٍ:
أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شَاة إرانِ وقالَ الفَرَزْدقُ:
فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلَى سعيدٍ إِذا مَا الشاةُ فِي الأَرْطاةِ قَالَا (و) رُبَّما كَنّوا {بالشاةِ عَن (المَرْأَةِ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
فرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِه عَن} شاتِه فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبه وطِحالَهاوقالَ عنترَةُ:
يَا شاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهحَرُمَتْ عليَّ ولَيْتَها لم تَحْرُم {ِوالشاةُ: أَصْلُها} شاهَةٌ، حذِفَتِ الهاءُ الأصْلِيَّة وأُثْبِتَتِ الهاءُ الَّتِي هِيَ للعَلامةِ الَّتِي تَنْقَلِبُ تَاء فِي الإدْراجِ، وقيلَ فِي الجَمْعِ شِيَاهٌ كَمَا قَالُوا ماءٌ، والأصْلُ ماهَةٌ وماءَةٌ، وجَمَعُوها مِياهاً.
وقالَ ابنُ سِيدَه: (ج {شاءٌ أَصْلُهُ} شاهٌ {وشِياهٌ} وشِواهٌ) ، بكسْرِهما، ( {وأَشاوِهُ} وشَوِيٌّ {وشِيَهٌ) ، كعِنَبٍ، (} وشَيِّهٌ، كسَيِّدٍ) ، الثلاثَةُ الأخيرَةُ اسمٌ للجَمْعِ، وَلَا يُجْمَعُ بالألِفِ والتاءِ كانَ جنْساً أَو مُسَمّى بِهِ. فأَمَّا {شِيْه فعلى التَّوْفِيَة، وَقد يَجوزُ أَن يكونَ فُعُلاً، ثمَّ وَقَعَ الإعلالُ بالإِسْكانِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ، للخِفَّةِ.
وأَمَّا} شَوِيٌّ فيَجوزُ أَنْ يكونَ أَصْله {شَوِيهٌ على التَّوفِيَةِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ للمُجانَسَةِ لأنَّ قَبْلَها واواً وياءً، وهُما حَرْفا عِلَّةٍ ولمُشاكَلَةِ الْهَاء الْيَاء، أَلا تَرى أنَّ الهاءَ قد أُبْدِلت مِن الياءِ فيمَا حَكَاهُ سِيْبَوَيْه من قوْلِهم: ذِهْ فِي ذِي؟ وَقد يَجوزُ أَنْ يكونَ شَوِيٌّ على الحذْفِ فِي الواحِدِ والزِّيادةِ فِي الجَمْعِ، فَيكون مِن بابِ لآل فِي التّغْييرِ، إلاَّ أنَّ} شَوِيًّا مغيَّرٌ بالزِّيادَةِ ولآلٌ بالحذْفِ.
وأَمَّا {شَيِّهٌ فبَيِّنٌ أَنّه شَيْوِهٌ، وأُبْدِلت الواوُ يَاء لانْكِسارِها ومَجاورَتِها الْيَاء.
وقالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُ} الشاةِ {شاهَةٌ لأنَّ تَصْغيرَها} شُوَيْهَةٌ، والجَمْعُ {شِياهٌ بالهاءِ فِي أَدْنَى العَددِ تقولُ: ثلاثُ شِياهٍ إِلَى العَشْر فَإِذا جاوَزْتَ فبالتاءِ، فَإِذا كَثَّرْتَ قيلَ هَذَا} شاءٌ كثيرَةٌ، وجَمْعُ {الشاءِ} شَوِيٌّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الشاءُ {والشَوِيُّ} والشَّيِّهُ واحِدٌ؛ وأَنْشَدَ:
قالتْ بُهَيَّةُ لَا يُجاوِزُ رَحْلَناأَهْلُ {الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِوفي الحدِيثِ: (فأَمْرَ لَهَا} بشِياهِ غَنَمٍ) ، إنّما أضافَها إِلَى الغَنَم لأنَّ العَرَبَ تُسمِّي البَقَرةَ الوَحْشيَّةَ {شَاة فميَّزَها بالإِضافَةِ لذلِكَ، قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وأَرْضٌ} مَشاهَةٌ: ذاتُ! شاءٍ) ؛) كَمَا يقالُ مَأْبَلَةٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي عبيدٍ؛ زادَ غيرُهُ: قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ (أَو كَثيرَتُها.
(ورجُلٌ {شاوِيٌّ} وشاهِيٌّ: صاحِبُ شاءٍ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لمُبَشِّرِ بنِ هُذَيْلٍ:
لَا يَنْفَعُ {الشاوِيَّ فِيهَا} شاتُهُ وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ قالَ: وَإِن سَمِّيْتَ بِهِ رجُلاً قلْتَ {شائِيٌّ، وَإِن شِئْتَ: شاوِيٌّ، كَمَا تقولُ عَطاوِيٌّ، وَإِن نَسَبْتَ إِلَى الشاةِ قُلْتَ: شاهِيٌّ، انتَهَى.
وقالَ سِيْبَوَيْه:} شاوِيٌّ على غيرِ قِياسٍ، ووَجْه ذلِكَ أنَّ الهَمْزةَ لَا تَنْقلبُ فِي حَدِّ النَّسَب واواً إلاّ أَنْ تكونَ هَمْزةَ تأْنِيثٍ كحَمْراء ونَحْوِه، أَلا تَرى أَنَّك تقولُ فِي عطاءٍ عَطائِيٌّ؟ فَإِن سَمّيْتَ {بشاءٍ فعلى القِياسِ شائِيٌّ لَا غَيْر.
(} وتَشَوَّهَ {شَاة: اصْطَادَها) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) } تَشَوَّهَ (لَهُ: تَنَكَّرَ) لَهُ وتَغَوَّلَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: قالَ لصَفْوان بنِ المُعَطَّل حينَ ضَرَبَ حَسَّانَ بالسَّيْفِ: ( {أَتَشَوَّهْتَ على قوْمِي أَنْ هَداهُمُ اللَّهُ للإسْلامِ) ؟ أَي تَنَكَّرْتَ وتَقَبَّحْتَ لَهُم.
(} والشُّوهَةُ، بالضَّمِّ: البُعْدُ) ، وكَذلِكَ البُوهَةُ. يقالُ: شُوهَةٌ لَهُ وبُوهَةٌ، وَهَذَا يقالُ فِي الذَّم.
(وأَبو {شاهٍ: صَحابيٌّ) ، وَهُوَ الَّذِي قالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومَ الفتْحِ: (اكْتُبُوا لأبي شاهٍ) .
(} وشاهُ الكِرْمانيُّ: مِنَ الأوْلياءِ) المَشْهورِين، ترْجَمَه غيرُ واحِدٍ مِن العُلماءِ، (يُمْنَعُ ويُصْرَفُ) .
(قالَ شيْخُنا: أَمَّا الصَّرْفُ فظاهِرٌ، وأَمَّا مَنْعُه فلعلَّه للعِلْميَّة والعُجْمةِ. (وابنُ {شاهِينٍ: مُحدِّثٌ) كثيرُ التَّصانِيفِ، صَنَّفَ ثلثمِائة وثلاثِينَ مُصَنّفاً مِنْهَا التَّفْسيرُ أَلْفُ جزْءٍ والمُسْنَدُ أَلْفُ وخَمْسمائَةِ جزْءٍ والتارِيخُ مائَةٌ وخَمْسونَ مُجلّداً، ومدَادُه الَّذِي كَتَبَ بِهِ التَّصانِيفَ أَلْفُ قنْطارٍ وثَمانْمائَة وسَبْعَة وعِشْرُونَ قنْطاراً.
قالَ شيْخُنا: أَوْرَدَ المصنِّفُ} الشَّاهِينَ وَمَا يَتعلَّقُ بِهِ فِي النونِ، فكانَ الأوْلى ذِكْرُ هَذَا هُنَاكَ أَيْضاً، والفَرْقُ بأَنَّ النونَ هُنَاكَ أَصْلٌ وَهنا زائِدَةٌ فَرْق بِلا فارِقٍ.
(والأَشْوَهُ: المُخْتالُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المُشَوَّهُ: القَبِيحُ العَقْلِ.
وخطْبَةٌ} شَوْهاءُ: لم يُصَلَّ فِيهَا على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وتَشوَّهَ: رَفَعَ طَرْفَه إِلَيْهِ ليُصِيبَه بالعَيْنِ؛ وَبِه رُوِي: لَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُل مَا أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
يقالُ: هُوَ {يَتَشَوَّهُ أَمْوالَ الناسِ ليُصيبَها بالعَيْنِ.
} وشَوَّهَ اللَّهُ حلوقَكُم: أَي وَسَّعَها.
{والشَّوْهاءُ مِن الخَيْلِ: الحَديدَةُ الفُؤادِ.
وَفِي التَّهذِيبِ: فَرَسٌ} شَوْهاءُ حَديدَةُ البَصَرِ.
{والشَّوَهُ، محرّكةً: الحُسْنُ.
} وشاهَ بُورُ: من مُلُوكِ الفُرْسِ، وَهُوَ سابُورُ ذُو الأكْتافِ.
{والشاهُ: السُّلْطانُ، فارِسِيَّةٌ؛ وَمِنْه} الشاهُ المُسْتَعْملةُ فِي رقْعَةِ الشَّطَرَنْج؛ وَمِنْه شَهَنْشَاهْ: أَي مَلِكُ المُلُوكِ؛ قالَ الأعْشى:
وكِسْرَى {شَهَنْشاهُ الَّذِي سارَ مُلْكُهله مَا اشْتَهَى راحٌ عَتِيقٌ وزَنْبَق ُقالَ السُّكَّرِيُّ: أَرادَ} شاهانْ شَاه، ولكنَّ الأعْشى حذَفَ الألِفَيْن مِنْهُ؛ ونَقَلَه أَيْضاً شرَّاحُ البُخارِي.
! وشاهُوَيْه، بضمِّ الهاءِ: جَدُّ أَبي بكْرٍ مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ عليَ القاضِي الفَقِيه الفارِسِيّ مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، وَرَدَ رَسُولاً إِلَى نَيْسابُورَ فماتَ بهَا سَنَة 361؛ وأَيْضاً جَدُّ محمدِ بنِ إبراهيمَ السَّمَرْقَنْدِي عَن عليِّ بنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ، ماتَ سَنَة 297.
{وشاهينُ بنُ مَنْصورِ بنِ عامِرٍ الأرمناويُّ الحَنَفيُّ؛ وُلِدَ سَنَة 1030، ورَوَى عَن البَابليّ والمزاحيّ والشّبراملسي؛ وَعنهُ عَالِيا شيْخنا المعمِّرُ سُلَيْمانُ بنُ مُصْطفى المَنْصورِيُّ، وشيوخُ مشايخِنا السيِّدُ عليُّ بنُ مُصْطفَى بنِ حَسَنٍ الضَّريرُ السّيواسيُّ، ومُصْطفَى بنُ فتْحِ اللَّهِ الحَمويُّ المَكِّيُّ والمعمِّرُ أَبو لُقْمان يَحْيَى بنُ عمَّار بنِ مُقْبِل بنِ شاهان الختلانيُّ سَمِعَ البُخارِي على الفَرْبري، وَعنهُ الشيخُ المعمِّرُ ثلثمِائة سنة بَابا يُوسُف الهَرَويّ، ذَكَرَه الشيخُ أَبو الفُتُوحِ الطاوِسيّ وَمن طرِيقِه رَوَيْنا البُخارِي عالِياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شهه:) } شه: حكَايَةُ كَلامٍ شبْه الانْتِهارِ.
وشه: طائِرٌ شبْهُ {الشّاهِين وليسَ بِهِ، أَعْجميٌّ كَمَا فِي اللّسانِ.
(ش و هـ) : (امْرَأَةٌ شَوْهَاءُ) قَبِيحَةُ الْوَجْهِ وَقَدْ شَوِهَتْ شَوَهًا وَالشِّيَاهُ جَمْعُ شَاةٍ.

التوكيد والتكرير

التوكيد والتكرير
التوكيد من أهم العوامل لبث الفكرة في نفوس الجماعات، وإقرارها في قلوبهم إقرارا، ينتهى إلى الإيمان بها، وقيمة التوكيد بدوام تكراره بالألفاظ عينها، ما أمكن ذلك، «فإذا تكرر الشيء رسخ في الأذهان رسوخا، تنتهى بقبوله حقيقة ناصعة» وللتكرار تأثير في عقول المستنيرين، وتأثيره أكبر في عقول الجماعات من باب أولى، والسبب في ذلك كون المكرر ينطبع في تجاويف الملكات اللاشعورية، التى تختمر فيها أسباب أفعال الإنسان، فإذا انقضى شطر من الزمن نسى الواحد منا صاحب التكرار، وانتهى بتصديق المكرر .
واستخدم القرآن التوكيد وسيلة لتثبيت المعنى في نفوس قارئيه، وإقراره في أفئدتهم، حتى يصبح عقيدة من عقائدهم.
وقد يكرر القرآن الجملة المؤكدة عدة مرات بألفاظها نفسها، علما منه بما لذلك.
من أثر في النفس، فتراه مثلا في سورة الشعراء يكرر الجملتين الآتيتين خمس مرات، من غير أن يغير من ألفاظهما حرفا، فقال على لسان بعض رسله: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الشعراء 107، 108 و 126 و 144 و 163 و 179).
وهى وإن كانت مقولة على ألسنة عدة رسل، توحى لتكررها بعبارة واحدة، بصدق هؤلاء الرسل وتثبيت التصديق بهم.
ويؤكد القرآن صفات الله، حتى يستقر الإيمان بها في النفوس، وذلك هو الأساس الذى ينبنى عليه الدين، فتسمعه يقول مكررا ومؤكدا في كثير مما يكرره:
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 20)، إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115)، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة 153)، فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (البقرة 158)، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة 173)، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (البقرة 190)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 195)، أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (البقرة 196)، أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 209)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 181)، أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 231)، أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267)، إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (آل عمران 5)، إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ (آل عمران 9)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (الرعد 31)، فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (آل عمران 199)، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (آل عمران 37)، إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (العنكبوت 6)، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (آل عمران 119)، إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (الأنفال 47)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 9).
فهذا التأكيد يقرر معانى هذه الصفات في النفس، وإذا تكررت هذه المعانى فى النفس انبثق منها العمل الصالح، المبنى على أساس من الإيمان المكين. وفي أحيان كثيرة يستغنى القرآن عن التوكيد بتكريرها في مواضع شتى، وهذا التكرير للصفات في المناسبات المختلفة مصدر توطيدها في النفس.
ويؤكد القرآن وعده ووعيده، فيكرر مؤكدا قوله: إن الله يحب المتقين، وإن الله مع المتقين، وفي مواضع شتى، وقوله: إن الله لا يحب الكافرين، وإن الله لا يهدى القوم الكافرين، وحينا يكتفى بالتكرير- كما قلنا- عن توكيد الجملة.
ويؤكد كل خبر هو مجال للشك أو الإنكار، وكلما توغل الخبر في ميدان الشك زادت ألوان المؤكدات، وتأمل لذلك قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 11 - 14). أولا تراهم عند ما أنكروا الإفساد في الأرض والسفاهة، أكد اتصافهم بها بألا، وإن، وتعريف ركنى الجملة المؤذن بالقصر، وضمير الفصل. ولمّا كان إقرارهم للمؤمنين بالإيمان بألسنتهم مبعثا للشك في نفوس شياطينهم، دفعهم ذلك إلى تأكيدهم لهم الثبات على مبادئهم، وأنهم لا يبغون عنها حولا.
واقرأ قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
(يس 13 - 16). ألا ترى المرسلين قد أكدوا رسالتهم بإن، عند ما كذبهم أصحاب القرية، فلما لج هؤلاء في التكذيب، زادوا في تأكيد رسالتهم مؤكدا جديدا، هو اللام، وأشهدوا ربهم على صدق دعواهم. وللتوكيد أساليب كثيرة في القرآن الكريم، فمنها التوكيد المعنوى بكل وأجمع، كما في قوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحجر 30). وفائدة هذا اللون من التوكيد رفع ما يتوهم من عدم الشمول، وإنى أرى هنا ما رآه الفراء من أن كلهم أفادت ذلك، وأجمعون أفادت اجتماعهم على السجود، وأنهم لم يسجدوا متفرقين.
ومنها التوكيد اللفظى، بأن يكرر السابق لفظه، اسما كان، أو فعلا، أو اسم فعل، أو حرفا، أو جملة، كما ترى ذلك في قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر 21). وقوله: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (الطارق 17). وقوله سبحانه:
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). وقوله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (المؤمنون 35)، وقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح 5، 6)، وكثيرا ما تقترن الجملة الثانية بثم، كما في قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 17، 18).
ومنه تأكيد الضمير المنفصل بمثله، كما قال تعالى: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (النمل 3). وتأكيد الضمير المتصل بالمنفصل، فى قوله سبحانه: قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (الأعراف 115)، وفي تأكيدهم ما يشعر بثقتهم بأنفسهم، وقوله تعالى: قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (طه 68). وفي ذلك تثبيت قلب موسى وبعث الطمأنينة إليه.
ومنه تأكيد الفعل بمصدره، ويكون ذلك في الأمور التى يتوهم فيها المجاز، فيأتى الفعل لرفع هذا التوهم، وتأمل ذلك في قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (النساء 104)، فقد يطلق الكلام على الإيحاء، وينصرف الذهن إليه، فجاء المصدر لإزالة هذا التوهم.
وقوله تعالى: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (الطور 7 - 10). أو لا ترى أن اضطراب السماء، وسير الجبال، مما قد تتردد النفس في قبوله، فجىء بالمصدر تأكيدا لوقوعه. وقد يؤكد الفعل بمصدر فعل آخر نيابة عن المصدر، كما في قوله تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (الجن 8). وفي ذلك دلالة على ما للتبتيل من أثر في استجلاب رضوان الله، فأمر به مؤكدا، ولعل السر فى العدول إلى هذا المصدر، هو المحافظة على النغمة الموسيقية للآية.
ومن ألوان التوكيد أن يكون في الجملة أداة من أدوات التوكيد، وهى إن، وأن، ولام الابتداء، والقسم، وألا الاستفتاحية، وهاء التنبيه، وكأن في تأكيد التشبيه، وضمير الشأن، وضمير الفصل، وقد، والسين، وسوف، والنونان في تأكيد الفعل، ودخول الأحرف الزائدة في الجملة، وتؤكد الجملة بذلك لتثبيت معناها وتوطيده في النفس، وكلما كان هذا المعنى مجالا للشك أو الإنكار، كان موضع التوكيد أنسب وأقوى، كما ذكرنا.
وقد يؤكد القرآن أمرا هو من البداهة بمكان، لأنه يرمى من وراء ذلك إلى هدف هام، تتبينه النفس عند ما تتدبر أمر هذا التوكيد، لترى ما موقعه، ولم كان، وتأمل قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 15، 16). فلما كان تماديهم في الضلال يصرفهم عن التفكير المستقيم، المؤدى إلى الإيمان، بالله ورسله، واليوم الآخر، وكانت هذه الغفلة تلفتهم عن التفكير في مصيرهم، فكأنهم مخلدون لا يصيبهم موت ولا فناء- أكد نزول الموت بهم تأكيدين ليفكروا فيه، وفيما يتطلبه نزوله بهم، من عمل صالح ينفعهم بعد هذا الموت.
وقد يكون تقوية التوكيد لقصد الترغيب، كما ترى ذلك في قوله تعالى: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 54)، فتأكيد هذه الصفة بأربعة تأكيدات، لترغيب العباد في التوبة، والرجوع إلى الله سبحانه.
تدخل إن في الكلام، ففضلا عن تأكيدها لمعنى الجملة، تربط ما بعدها بما قبلها. قال عبد القاهر: «هل شىء أبين في الفائدة، وأدل على أن ليس سواء دخولها وألا تدخل من أنك ترى الجملة إذا هى دخلت، ترتبط بما قبلها وتأتلف معه، وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغا واحدا وكأن أحدهم قد سبك فى الآخر، هذه هى الصورة، حتى إذا جئت إلى إن فأسقطتها، رأيت الثانى مبهما قد نبا عن الأول، وتجافى معناه عن معناه، ورأيته لا يتصل به، ولا يكون منه بسبيل، حتى تجىء بالفاء .. ثم لا ترى الفاء تعيد الجملتين إلى ما كانتا عليه من الألفة، وترد عليك الذى كنت تجد بإن من المعنى، وهذا الضرب كثير من التنزيل جدا، من ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1)، وقوله عز اسمه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (لقمان 17)، وقوله سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103)، ومن أبين ذلك قوله تعالى:
وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (هود 37). وقد يتكرر في الآية الواحدة، كقوله عز اسمه: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (يوسف 53)، وهى على الجملة من الكثرة، بحيث لا يدركها الإحصاء». وإنما تقع إن موضع الفاء، إذا كانت جملتها توضح ما قبلها، وتبين وجه الفائدة فيه، كتلك الآيات التى أوردها عبد القاهر، فقوله تعالى: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1). يبين سبب أمرهم بالتقوى في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ (الحج 1)، وكذلك إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103). بيان للسبب في طلب الصلاة لهم من النبى، ولكن ذلك لا يطرد في كل موضع، بل هناك ما لا يحصى من الجمل التى لا تقتضى الفاء، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الدخان 51، 52). فقبله إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (الدخان 50)، ولو أنك قلت:
«إن هذا ما كنتم به تمترون، إن المتقين في جنات وعيون» لم يكن كلاما ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (الأنبياء 100، 101). فلو أتينا مكان إن بالفاء لم تجد لها وجها، كما أنه لا يجوز المجيء بالفاء مكان إن في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (الحج 17).
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (الكهف 30).
لأن جملة إن الثانية خبر عن الأولى في الآيتين، والخبر لا يجوز عطفه على المبتدأ.
قال عبد القاهر : «ومن خصائصها أنك ترى لضمير الأمر والشأن معها من الحسن واللطف، ما لا تراه إذا هى لم تدخل عليه، بل تراه لا يصلح حيث يصلح إلا بها، وذلك في مثل قوله: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة 120).
وقوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ (التوبة 63). وقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ (الأنعام 54). وقوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (المؤمنون 117).
وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ (الحج 46).
فإن قلت أو ليس قد جاء ضمير الأمر مبتدأ به معرى من العوامل في قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). قيل: هو، وإن جاء هنا فإنه لا يكاد يوجد مع الجملة مع الشرط والجزاء، بل تراه لا يجيء إلا بإن، على أنهم قد أجازوا في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألا يكون الضمير للأمر».
ولما كان جواب السؤال والجمل التى تلقى في مواضيع الجدل مما يحتاج إلى إقراره في نفس السائل والمجادل وتثبيته في قلبهما، كانت الجملة التى تقع جوابا من المواضع التى تجىء فيها إن، كما في قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ (الكهف 83، 84). وقوله تعالى: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (الشعراء 216). وقوله تعالى: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأنعام 56). فإذا كان الكلام جواب منكر حشد له أكثر من أداة واحدة للتوكيد.
وقد تدخل إن للدلالة على أن المتكلم كان يظن أمرا فحدث خلافه، فيأتى بهذا التوكيد ليرد على نفسه ظنه، وكأنه يريد لهذه النفس أن يستقر فيها هذا النبأ الجديد الذى لم تكن تتوقعه، بل تتوقع سواه، وكأنها تريد أن تخلى مكانا من القلب قد شغل بخاطر، لتحل فيه خاطرا جديدا، وتأمل قوله تعالى حكاية عن أم مريم: قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (آل عمران 36). فأم مريم كان الأمل يملأ قلبها في أن تلد ذكرا نذرته لله، ولطول ما شغلها هذا الأمل تجسم في خيالها، حتى صار كأنه حقيقة واقعة، فلما وضعت مريم فوجئت، فأرادت أن تقر هذا الأمر الجديد في قلبها، حتى تروض نفسها عليه، وتستسلم لما كان. وكذلك قوله تعالى: حكاية عن نوح عليه السلام: قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (الشعراء 117). فلم يكن نوح يتوقع أن يكذبه قومه، وقد جاءهم من ربهم بالنور والهدى، فكان تكذيبهم صدمة له يريد أن يوطن عليها نفسه.
والتأكيد بإن أقوى من التوكيد باللام المؤكدة، واللام المؤكدة هى لام الابتداء فى قوله تعالى: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر 13). وقوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 4). وقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (الليل 12، 13). ولام القسم، كما في قوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا. (يوسف 91).
وهنا نقف عند قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (مريم 66).
فقد يبدو أن اللام لا موضع لها هنا لأن الإنسان المتحدث منكر للبعث. ولكن التأمل يبين أن هذا الإنسان المنكر إنما يحكى ما حدثه به الرسول حين أكد له هذا البعث.
ومن أمثلة «ألا» التنبيهية التى تفيد التوكيد قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13) وقوله سبحانه: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (هود 8). ومن أمثلة «ها» التنبيهية، ولم ترد في القرآن إلا داخلة على ضمير المخاطبين المخبر عنه باسم الإشارة- قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (آل عمران 119).
ويبدو لى أن منشأ التوكيد في البدء بهاتين الأداتين يعود إلى ما فيهما من تنبيه السامع إلى ما سيرد بعدهما من أخبار، وتهيئته لسماعها، وذلك لا يكون إلا حيث يعتنى بهذه الأخبار، لتستقر في النفس ونثبت بها.
ويفيد ضمير الشأن التوكيد من ناحية أنه يثير النفس، ويدفعها إلى معرفة المراد منه، فإذا جاء تفسيره استقر هذا التفسير في النفس، وتأكد فيها، وليس بكثير استخدام هذا الضمير في القرآن، وإنما يكون في المواضع التى يراد بها تعظيم أمر وتفخيمه عن طريق إبهامه ثمّ إيضاحه. ومن أمثلته قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). وفَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وفَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الأنبياء 97).
أما ضمير الفصل فهو كثير في القرآن، ومن أمثلته قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (النجم 43 - 52).
وقد استخدم القرآن هنا ضمير الفصل في الأفعال التى هى مظنة الاشتراك، كما ترى ذلك في جملة الإضحاك والإبكاء، والإماتة والإحياء والإغناء والإقناء، أما حيث لا تدعى الشركة فلا حاجة إلى هذا الضمير، كما ترى في جمل خلق الزوجين، والنشأة الأخرى، وإهلاك عاد الأولى.
ومن ذلك قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 75 - 82)، وترى هنا ما رأيته في الآية الماضية من المجيء بضمير الفصل حيث يتوهم في الفعل شركة، كما في الهداية والإطعام والشفاء، أما حيث لا تتوهم تلك الشركة فلا يأتى ضمير الفصل كما في الخلق والإماتة والإحياء.
ويقوى التوكيد في ضمير الفصل حتى يدل على القصر والاختصاص، كما ترى ذلك في الآيتين السالفتين، فإن ضمير الفصل نفى الشركة، وجعــل الفعل خاصا بالله وحده، وتلمس القصر الذى أفاده ضمير الفصل في قوله سبحانه على لسان عيسى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 117)، فبعد وفاة عيسى لم يكن الرقيب عليهم سوى الله وحده.
هذا وقد تحدث البلاغيون طويلا فيما تفيده الباء الزائدة في خبر ما، وليس، من تأكيد في الجملة، منشؤه ما للباء الزائدة من معان، منها المصاحبة، ففي قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (البقرة 144). وقوله تعالى: وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (المجادلة 10). ترى هذه الباء قد نفت كل صلة تربط بين الله والغفلة، فى الآية الأولى، وبين السحر والضير في الآية الثانية، فلا صحبة بينهما ولا تلاق.
... وكرر القرآن في سورة الرحمن نيفا وثلاثين مرة قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 16). متسائلا عما يستطيع أن ينكره الجن والإنس مما أولاهما الله من نعم، فلعل في هذا السؤال المتكرر ما يثير في نفس سامعيه اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وآلاء توالت.
وهنا يحسن أن أقف مشيرا إلى ما قد يبدو حينا من أن لا وجه لهذا التساؤل بعد بعض آيات السورة، كما يتراءى ذلك في قوله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 26 - 28)، فأى نعمة يذكر بها الجن والإنس في فناء هذا العالم؟
ولكن تأملا في هذه الآيات وما ورد من هذا السؤال بعد وصف اليوم الآخر وأهواله، يدل على أن مثل هذا السؤال سيوجه بعد فناء هذا العالم، فكأن القرآن يقرر أن سيلقى مثل هذا السؤال، يوم تنشق السماء، ويوم يعرف المجرمون بسيماهم، أفلا يجدر بالمرء أن يفكر طويلا، كما أوحى القرآن بذلك، فى تلك الآلاء والنعم، فيقوم بواجب الإيمان بالنعم وشكرها، حتى لا يقف موقف الجاحد لهذه النعم يوم يحاسب الله الثقلين.
وكررت في سورة المرسلات تلك الجملة المنذرة، وهى قوله تعالى: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (المرسلات 19)، وإذا نظرنا إلى هذه السورة، وجدناها تتحدث عن وقوع اليوم الآخر، وتصفه، فلا جرم كرر هذا الإنذار عقب كل وصف له، أو فعل يقع فيه، أو عمل من الله يدل على قدرة، يحيى بها الناس بعد موتهم، وفي هذا التكرير ما يوحى بالرهبة، ويملأ القلب رعبا من التكذيب بهذا اليوم الواقع بلا ريب.
وفي سورة الشعراء، كررت الآية الكريمة، وهى قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 8، 9). ثمانى مرات وكانت متمكنة من موضعها في كل مكان حلت فيه، فقد جاءت في هذه السورة أولا، بعد أن وجه القرآن نظرهم إلى الأرض، أو ليس فيما تنبته من كل زوج بهيج ما يثير فى النفس التأمل لمعرفة خالق الأرض ومحييها. واستمع إليه سبحانه يقول:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 7 - 9).
ويكرر الآية في موضع آخر، تحدث فيه عن انفلاق البحر لموسى، ونجاته، وغرق فرعون، وتلك آية من أكبر دلائل قدرته سبحانه، فهى جديرة بتسجيلها والإشارة إليها. قال تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 63 - 68).
وكررت تلك الآية ست مرات أخرى عقب كل ما يجدر أن يكون عظة يعتبر بها، كتصوير جند إبليس، وقد كبكبوا في جهنم، وأخذوا يختصمون فيما بينهم، ويقررون أنهم كانوا في ضلالة وعمى، ويتمنون لو عادوا ليصلحوا ما أفسدوه، أو ليس في ذلك من العظة ما ينهى عن مثل هذا المصير.
وكررها كذلك عقب قصة صالح ولوط وشعيب، لأن مصير أقوامهم حقيق بأن تتلقى منه العظات والعبر، وكأن تلك الآية المكررة تشير إلى مرحلة من القول، يحسن الوقوف عندها والتريث لتدبرها، وتأمل ما تحوى من دروس تستفاد مما مضى من حوادث التاريخ.
وختم الآية بوصفه تعالى بالعزة والرحمة فيه كل المناسبة للحديث عن مصير الكافر والمؤمن، فهو عزيز يعاقب الكافر، ورحيم بمن آمن.
وتجد الآية التى كررت في سورة القمر، وهى قوله سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر 17 و 22 و 32 و 40) - منبهة في كل موضع وردت فيه، إلى أن ما سيأتى بعدئذ مما عنى القرآن بالحديث عنه، تذكرة وعظة، وهو لذلك جدير بالتأمل الهادئ والتدبر والادكار.
وقد يحدث التكرير في آيتين متواليتين، كما في قوله سبحانه: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء 131، 132). وذلك لتثبيت الإيمان بغنى الله عن عبادة العابد، في قلوب الناس، ليقبلوا على العبادة مؤمنين بأنها لخيرهم وحدهم، بل قد يكون التكرير في الآية الواحدة وذلك لتثبيت المكرر في النفس، كما في قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (الحشر 18)، وقوله تعالى: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (آل عمران 42).
ويوحى التكرير في سورة «الكافرون» باليأس إلى قلوب من كفر من أن ينصرف الرسول عن دينه إلى ما كان يعبد هؤلاء الكفرة، فليتدبروا أمرهم بينهم مليّا، ليروا سر هذا الإصرار من محمد، فعساهم يدركون أن هذا السر هو أن الرسول على حق، فيما يدعو إليه، فلم ينصرف عنه إلى أديان لا سند لها من الصواب والحق.

قوا

قوا قطر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث سلمَان من صلّى بِأَرْض قِيٍّ فأذّن وَأقَام الصَّلَاة صلّى خَلفه من الْمَلَائِكَة مَا لَا يرى قُطْراه يَرْكَعُونَ بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنّون على دُعَائِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: القِيّ هُوَ القَفْر. وَهُوَ مَأْخُوذ من القَوا. [قَالَ العجاج: (الرجز)

قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ

وَقَوله: تناصيها أَي تتصل بهَا وَأَصلهَا مَأْخُوذ من الناصية] . [وَقَوله -] وقُطْراه: طرفاه وَالْجمع: أقطار [وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوْا مِن اقْطَارِ السَّماواتِ والأَرْضِ} والقُتْرُ مثل القُطْر] .
ق و ا: (الْقُوَّةُ) ضِدُّ الضَّعْفِ. وَالْقُوَّةُ الطَّاقَةُ مِنَ الْحَبْلِ وَجَمْعُهَا (قُوًى) . وَرَجُلٌ شَدِيدُ (الْقُوَى) أَيْ شَدِيدُ أَسْرِ الْخَلْقِ. وَ (أَقْوَى) الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ دَابَّتُهُ (قَوِيَّةً) يُقَالُ: فُلَانٌ (قَوِيٌّ مُقْوٍ) فَالْقَوِيُّ فِي نَفْسِهِ وَالْمُقْوِي فِي دَابَّتِهِ. وَ (الْقِيُّ) بِالْكَسْرِ وَ (الْقَوَى) وَ (الْقَوَاءُ) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ الْقَفْرُ. وَمَنْزِلٌ (قَوَاءٌ) لَا أَنِيسَ بِهِ. وَ (قَوِيَتِ) الدَّارُ وَ (أَقْوَتْ) أَيْ خَلَتْ، وَ (أَقْوَى) الْقَوْمُ صَارُوا بِالْقَوَاءِ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73] وَقِيلَ: (الْمُقْوِي) الَّذِي لَا زَادَ مَعَهُ. وَ (قَوِيَ) الضَّعِيفُ بِالْكَسْرِ (قُوَّةً) فَهُوَ (قَوِيٌّ) وَ (تَقَوَّى) مِثْلُهُ. وَ (قَاوَاهُ فَقَوَاهُ) أَيْ غَلَبَهُ. وَ (قَوِيَ) الْمَطَرُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا (قَوًى) أَيِ احْتَبَسَ. وَالدَّجَاجَةُ (تُقَوْقِي قَوْقَاةً) وَ (قِيقَاءً) أَيْ تَصِيحُ وَهُوَ مِنْ فَعْلَلَ فَعْلَلَةً وَفِعْلَالًا. 
[قوا] فيه: إنا قد "أقوينا" فأعطنا من الغنيمة، أي نفدت أزوادنا وهو أن يبقى مزوده قواء أي خاليًا. ومنه ح: "أقويت" منذ ثلاث فخفت ان يحطمني الجوع. وح الدعاء: وإن معادن إحسانك لا "تقوى"، أي لا تخلو من الجوهر، يريد به الإعطاء. وح عائشة: وبي رُخص لكم في صعيد "الأقواء"، وهو جمع قواء هو القفر الخالي من الأرض، تريد أنها سبب نزول آية التيمم. وفيه: قال في غزوة تبوك: لا يخرجن معنا إلا رجل "مقو"، أي ذو دابة قوية، من أقوى يقوى. ومنه ح في قوله "وإنا لجميع حاذرون" أي "مقوون" مؤدون أي أصحاب دواب قوية كاملو أداة الحرب. وفيه: لم يكن يرى بأسًا بالشركاء "يتقاوون" المتاع بينهم فيمن يزيد، التقاوى بين الشركاء أن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يبلغوا غاية ثمنها، يقال: بيني وبين فلان ثوب فتقاويناه، أي أعطيته به ثمنًا فأخذته أو أعطاني به ثمنًا فأخذه، وافتويت منه الغلام الذي كان بيننا، أي اشتريت حصته، وإذا كانت السلعة بينهما فقوّماها بثمن فهما في المقاومة سواء، فإذا اشتراها أحدهما فهو المقتوي دون صاحبه. ومنه ح مسروق أوصى في جاريته لبنيه: "لا تقتووها" بينكم ولكن بيعوها، إني لم أغشها ولكني جلست منها مجلسًا ما أحب أن يجلس ولدي ذلك المجلس. وفي ح: من اشترت زوجها إن "اقتوته" فرق بينهما وإن أعتقت فهما على نكاحهما، أي إن استخدمته، من القتو: الخدمة، الزمخشري: هو افعلّ منه كارعوى من الرعوى لكن يشكل بأن افعلّ لازم، قال: والذي سمعته: اقتوى- إذا صار خادمًا، ويجوز أن يكون افتعل من الاقتواء بمعنى الاستخلاص، فكنى به عن الاستخدام لأن من اقتوى عبدًا يستخلصه، والمشهور أن العبد إذا اشترته زوجته حرمت عليه مطلقًا، ولعل هذا مذهبه. ط: المؤمن "القوي" خير من الضعيف، أي الذي قوي في إيمانه وصلب في إيقانه بحيث لا يرى الأسباب ووثق بالمسبب فيكون أكثر في الغزو والأمر بالمعروف والصبر على الشدائد، وفي كل خير، أي في كل من القوي والضعيف خير، لاشتراكهما في الإيمان وبعض العبادات. ن: أراد بالقوة عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ليكون أكثر جهادًا وصبرًا على الأذى والمشاق في الله وأرغب في العبادات.
[قوا] القُوَّةُ: خلاف الضعف. والقُوَّةُ: الطاقة من الحبل، وجمعها قِوًى. ورجل شديد القوى، أي شديدُ أسرِ الخَلْقِ. وأقْوى الرجل، أي نزل القَواءَ. وأقْوى، أي فَنيَ زاده. ومنه قوله تعالى: (ومتاعاً للمُقْوين) . وأقْوى، إذا كانت دابّته قَوِيَّةً. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ. فالقَوِيُّ في نفسه، والمُقْوي في دابته. والإقْواءُ في الشعر، قال أبو عمرو بن العلاء: هو أن تختلف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور. وكان أبو عبيدة يقول: الاقواء نقصان حرف من الفاصلة، يعنى من عروض البيت. وهو مشتق من قوة الحبل، كأنه نقص قوة من قواه، وهو مثل القطع في عروض الكامل، كقول الشاعر : أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الاطهار وقد أقْوى الشاعر إقْواءً. والقيُّ: القفر. قال العجاج * في تناصيها بلاد قى * وكذلك القوى والقواء، بالمد والقصر. ومنزلٌ قَواءٌ، أي لا أنيس به. قال ألا حييا الربع قواء وسلما * وربعا كجُثمان الحمامة أدْهَما يقال: أقْوَتِ الدار وقَوِيَت أيضاً، أي خلتْ. وأقْوى القومٌ: صاروا بالقَواءِ. وبات فلانٌ القَواءَ وبات القَفْرَ، إذا بات جائعاً على غير طُعْمٍ. وقال: وإنّي لأختارُ القَوا طاوِيَ الحَشا * محافظةً من أن يقال لئيم وقو: اسم موضع بين فيد والنباج. وقال :

وحلت سليمى بطن قو فعرعرا * والقواء بالفتح: الارض التى لم تُمطَر بين أرضين ممطورتين. وقَوِيَ الضعيف قُوَّةً فهو قَوِيٌّ، وتَقَوَّى مثله. وقَوَّيْتُهُ أنا تَقْوِيَةً. (*) وقاوَيْتُهُ فَقَوَيْتُهُ، أي غلبته. وقَوِيَ المطر أيضا، إذا احتبس. وإنما لم تدغم قوى وأدغمت حى لاختلاف الحرفين وهما متحركان. وأدغمت في قولك لويت ليا وأصله لويا مع اختلافهما، لان الاولى منهما ساكنة قلبتها ياء وأدغمت. وتقول: اشترى الشركاءُ شيئاً ثمَّ اقْتَوَوْهُ، أي تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه. وقَوْقَيْتُ مثل ضَوْضَيْتُ. والدجاجة تُقَوْقي، أي تصيح قَوْقاةً وقيقاءً على فعلل فعللة وفعلالا، والياء مبدلة من واو لانها بمنزلة ضعضعت، كرر فيها الفاء والعين. والقيقاءة: الارض الغليظة. وقد ذكرناه في باب القاف في ترجمة (قوق) .

قوا: الليث: القوّة من تأْليف ق و ي، ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت

الياء في الواو كراهية تغير الضمة، والفِعالةُ منها قِوايةٌ، يقال ذلك في

الحَزْم ولا يقال في البَدَن؛ وأَنشد:

ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها،

وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ

قال: جعل مصدر القوِيّ على فِعالة، وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل

اللازم. ابن سيده: القُوَّةُ نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى. وقوله عز وجل:

يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى، وهي

القِوايةُ، نادر، إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة، يكون ذلك في البَدن

والعقل، وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك، قال رؤبة:

وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا

وقَوّاه هو. التهذيب: وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو

قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته.

ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه. وقال سبحانه

وتعالى: شدِيدُ القُوَى؛ قيل: هو جبريل، عليه السلام. والقُوَى: جمع

القُوَّة، قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح: فخذها بقوَّة؛ قال الزجاج: أَي

خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك. ابن سيده: قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك

مكان الضعف قُوَّة، وحكى سيبويه: هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك. وفرس

مُقْوٍ: قويٌّ، ورجل مُقْوٍ: ذو دابة قَوِيّة. وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ

إِذا كانت دابته قَوِيَّة. يقال: فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي في نفسه،

والمُقْوِي في دابته. وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك: لا يَخْرُجَنَّ

معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة. ومنه حديث الأَسود بن زيد

في قوله عز وجل: وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون، قال: مُقْوون مُؤْدونَ أَي

أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب. والقَوِيُّ من الحروف: ما لم

يكن حرف لين. والقُوَى: العقل؛ وأَنشد ثعلب:

وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما

نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قد عَلاهُما،

إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما

القُوَّة: الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل، وقيل: القُوَّة الطاقة

الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى. وحبل

قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كلاهما: مختلف القُوَى. وأَقْوَى الحبلَ والوَتر: جعل

بعض قُواه أَغلظ من بعض. وفي حديث ابن الديلمي: يُنْقَضُ الإِسلامُ

عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة. والمُقْوِي: الذي يُقَوِّي

وتره، وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه. ويقال: وتَر مُقْوًى.

أَبو عبيدة: يقال أَقْوَيْتَ حبلَك، وهو حبلٌ مُقْوًى، وهو أَن تُرْخِي

قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع، ويقال: قُوَّةٌ وقُوَّىً

مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، ومنه الإِقواء في الشعر. وفي الحديث:

يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة.

أَبو عمرو بن العلاء: الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي، فبعضه مرفوع

وبعضه منصوب أَو مجرور. أَبو عبيدة: الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من

الفاصلة يعني من عَرُوض البيت، وهو مشتق من قوَّة الحبل، كأَنه نقص

قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل؛ وهو كقول الربيع بن زياد:

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ

تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار؟فنقَص من عَروضه قُوَّة.

والعَروض: وسط البيت: وقال أَبو عمرو الشيباني: الإِقْواء اختلاف إِعراب

القَوافي؛ وكان يروي بيت الأَعشى:

ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها

بالرفع، ويقول: هذا إِقْواء، قال: وهو عند الناس الإِكفاء، وهو اختلاف

إِعراب القَوافي، وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء، ابن سيده: أَقْوَى في الشعر

خالفَ بين قَوافِيه، قال: هذا قول أَهل اللغة. وقال الأَخفش: الإِقْواء

رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر:

لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ،

جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ

ثم قال:

كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه،

مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصيرُ

قال: وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي، وقَلَّت قصيدة ينشدونها

إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر، وأَيضاً فإِن كل

بيت منها كأَنه شعر على حِياله. قال ابن جني: أَما سَمْعُه الإِقواء عن

العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ، فأَما

مخالطة النصب لواحد منهما فقليل، وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل

واحدة منهما جميعاً أُختها؛ فمن ذلك قول الحرث بن حلزة:

فَمَلَكْنا بذلك الناسَ، حتى

مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء

مع قوله:

آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ،

رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ

وقال آخر أَنشده أَبو عليّ:

رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً،

إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ

ويروى: الدَّمالِكُ.

فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ

بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ

ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه

بالعِصِيّ فقال هذين البيتين، ومثل هذا كثير، فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل؛

من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ:

فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً،

وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ

ثم قال:

وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلاء

قال ابن جني: وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي،

فقال:

يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه،

وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه

(* قوله« يا أمرس الناس إلخ» كذا بالأصل.)

وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه،

كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه

وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً:

أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ

مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ

فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني:

رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ

وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي:

لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً،

فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ

ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا،

إِذا قُلنا له: هذا أَبْوكا

وقال آخر:

لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً،

ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ

أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك.

وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا: إنها نَصَفٌ،

فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا

وقال القُحَيف العُقَيْلي:

أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ،

فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ

وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ،

كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ

وقال آخر:

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى،

ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا

وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ

لَبِسْتُ، ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ

ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي:

قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً،

فَقَدْ، وأَبي راعِي الكواعِبِ، أَفْرِسُ

أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً،

وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه،

وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا

قُولا لجابانَ: فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته،

نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ

وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ،

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام

ويروى: أُثْردانٍ.

وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً،

كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما

وقال: وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه. قال ابن جني:

وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد

كثر، قال:

واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر

الوزن؛ قال: وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من

الإِنشاد نحو قوله:

قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل

وقوله:

سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام

وقوله:

كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام

فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه،

ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل، أَلا ترى أَنه لا يمكن

الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه؟ فلهذا قل جدّاً

نحو قول الأعشى:

ما بالُها بالليلِ زال زوالُها

فيمن رفع. قال الأَخفش: قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً؛ وقال

الشاعر:

فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيدُ

قال: فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل

الإِقواء سناداً من العرب وجعــله عيباً. قال: وللنابغة في هذا خبر مشهور،

وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة:

وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ

فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه، فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته:

مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي

ومدّت الوصل وأَشبعته ثم قالت:

وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ

ومَطَلَت واو الوصل، فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال

إِلى قوله:

وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ

وقال: دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة، ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر

العرب.

واقْتَوى الشيءَ: اخْتَصَّه لنفسه. والتَّقاوِي: تزايُد الشركاء.

والقِيُّ: القَفْر من الأَرض، أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة، وكسروا

القاف لمجاورتها الياء. والقَواءُ: كالقِيّ، همزته منقلبة عن واو. وأَرض

قَواء وقَوايةٌ؛ الأَخيرة نادرة: قَفْرة لا أَحد فيها. وقال الفراء في قوله

عز وجل: نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: نحن جعلنا

النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين، يقول: منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا

بالأَرض القِيّ وهي القفر. وقال أَبو عبيد: المُقْوِي الذي لا زاد معه،

يقال: أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده. وروى أَبو إسحق: المُقْوِي الذي

ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية. أَبو عمرو: القَواية الأَرض التي لم

تُمْطَر. وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس، وإنما لم يدغم قَوِيَ

وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين، وهما متحركان، وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً

وأَصله لَوْياً، مع اختلافهما، لأَن الأُولى منهما ساكنة، قَلَبْتَها

ياء وأَدغمت. والقَواء، بالفتح: الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين

مَمطورتَين. شمر: قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر، وبلد قاوٍ ليس به

أَحد. ابن شميل: المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ، ولا

يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل. والمُقْوِية:

المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم؛ وأَنشد شمر

لأَبي الصوف الطائي:

لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار

رِسْلاً، وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطار

قال: والتَّقاوِي قِلَّته. وسنة قاويةٌ: قليلة الأَمطار. ابن الأَعرابي:

أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى، وأَقْوى إِذا افتقَرَ، وأَقْوَى القومُ إِذا

وقعوا في قِيٍّ من الأَرض. والقِيُّ: المُسْتَوِية المَلْساء، وهي

الخَوِيَّةُ أَيضاً. وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر. والقِيُّ: القفر؛ قال

العجاج:

وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ،

قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ

وكذلك القَوا والقَواء، بالمد والقصر. ومنزل قَواء: لا أَنِيسَ به؛ قال

جرير:

أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما،

ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ؛

الأَقْواءُ: جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض، تريد أَنها كانت سبب

رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء

فنزلت آية التيمم، والصَّعِيدُ: التراب. ودارٌ قَواء: خَلاء، وقد

قَوِيَتْ وأَقْوَتْ. أَبو عبيدة: قَوِيَت الدار قَواً، مقصور، وأَقْوَتْ إِقواءً

إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ. الفراء: أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ

قَوايةً وقَواً وقَواء. وفي حديث سَلْمان: مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ

وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه، وفي

رواية: ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض؛ القيّ، بالكسر والتشديد: فِعْل

من القَواء، وهي الأَرض القَفْر الخالية. وأَرض قَواء: لا أَهل فيها،

والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها، واشتقاقه من

القَواء. وأَقْوَى القومُ: نزلوا في القَواء. الجوهري: وبات فلان القَواء،

وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم؛ وقال حاتم طيِّء:

وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى،

مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ

ابن بري: وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ، وأَنشد بيت

حاتم؛ قال المهلبي: لا معنى للأَرض ههنا، وإِنما القَوَا ههنا بمعنى

الطَّوَى. وأَقْوى الرجل: نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده؛ ومنه قوله تعالى:

ومتاعاً للمُقْوِين. وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش: قال له المسلمون إِنَّا

قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا، وهو أَن يبقى

مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً؛ ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني

فَزارةَ: إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع؛ ومنه

حديث الدعاء: وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من

الجوهر، يريد به العطاء والإِفْضال. وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا

كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد. وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء، وإِن

كان في بيته وسْطَ قومه. الأَصمعي: القَواء القَفْر، والقِيُّ من

القَواء فعل منه مأْخوذ؛ قال أَبو عبيد: كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ، فلما جاءت

الياء كسرت القاف. وتقول: اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه

حتى بلغ غاية ثمنه. وفي حديث ابن سيرين: لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء

يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد؛ التَّقاوِي بين الشركاء: أَن يشتروا

سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها. يقال: بيني وبين

فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به

ثمناً فأَخذه. وفي حديث عطاء: سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ

عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته، فقال: إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق

بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه، من القَتْوِ

الخِدمةِ، وقد ذكر في موضعه من قَتا؛ قال الزمخشري: هو افْعَلَّ من القَتْوِ

الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى، قال: إِلا أَن فيه نظراً لأَن

افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً، قال: والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً،

قال: ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص، فكَنى به

عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه، قال: والمشهور

عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط

خدمة، قال: ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله. وروي عن مسروق أَنه أَوصى في

جارية له: أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها، إِني لم

أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك

المَجْلِس، قال أَبو زيد: يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو

الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها، وذلك إِذا قوّماها

فقامت على ثمن، فهما في التَّقاوِي سواء، فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو

المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين

ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها

وأَقْواهما البائع إِقْواء. والمُقْوِي: البائع الذي باع، ولا يكون الإِقْواء

إِلا من البائع، ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء، ولا الاقتواء إِلا ممن

يشتري من الشركاء، والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من

اللَّذَيْنِ تَقاويا، فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا

إِقْواء. قال ابن بري: لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء، قيل

أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها؛ قال شمر: ويروى بيت

ابن كلثوم:

مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا

أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا. وقال ابن شميل: كان بيني وبين

فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه

أَحدنا. وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه.

وقال الأَسدي: القاوِي الآخذ، يقال: قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه؛ قال

النَّظَّارُ الأَسدي:

ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا

رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا

التهذيب: والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء

فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه، وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً.

الأَصمعي: من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين

الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال؛ قال أَبو منصور: والقاويةُ هي

البيضة، سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها. والقُوَيُّ: الفَرْخ

الصغير، تصغير قاوٍ، سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ

عنها أَي خَلا وخَلَتْ، ومثله: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ؛ أَبو عمرو:

القائبةُ والقاوِيةُ البيضة، فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ

والقُوَيُّ، قال: والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية.

وقُوَّةُ: اسم رجل. وقَوٌّ: موضع، وقيل: موضع بين فَيْدٍ والنِّباج؛

وقال امْرُؤ القَيْس:

سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا،

وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا

والقَوقاةُ: صوت الدجاجة. وقَوْقَيْتُ: مثل ضَوْضَيْتُ. ابن سيده:

قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض، فهي مُقَوْقِيةٌ

أَي صاحت، مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً، على فَعْلَلَ

فَعَللة وفِعْلالاً، والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه

الفاء والعين؛ قال ابن سيده: وربما استعمل في الديك؛ وحكاه السيرافي في

الإِنسان، وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت

الدجاجة. ابن الأَعرابي: القِيقاءة والقِيقايةُ، لغتان: مشْرَبَة

كالتَّلْتلةِ؛ وأَنشد:

وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ

(* قوله« وشرب» هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر، وتصحف

في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ.)

قصره الشاعر. والقِيقاءة: القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى

جانب سهل، ومنهم من يقول قِيقاةٌ؛ قال رؤبة:

إِذا جَرَى، من آلِها الرَّقْراقِ،

رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي

والقِيقاءة: الأَرض الغَليظة؛ وقوله:

وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ

كأَنه جمع قِيقةٍ، وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها، قال: ومن قال هي قِيقة

وجمعها قَياقٍ، كما في بيت رؤبة، كان له مخرج.

ابنة المخاض

ابنة المخاض:
[في الانكليزية] One year old she -camel
[ في الفرنسية] Chamelle de lait
بالفتح وتخفيف الخاء المعجمة لغة ما أتى عليه حولان من الإبل وشريعة حول واحد، كما في شرح الطحاوي. لكن في جامع الأصول أنها ناقة تمّ لها سنة إلى تمام سنتين لأنّ أمّها ذات مخاض أي حمل. وفي المغرب المخاض وجع الولادة، هكذا في جامع الرموز.

ورى

ورى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا ورى بِغَيْرِهِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: التورية السّتْر يُقَال مِنْهُ: وريت الْخَبَر أوريه تورية - إِذا سترته وأظهرت غَيره قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أرَاهُ مأخوذًا إِلَّا من وَرَاء الْإِنْسَان لِأَنَّهُ إِذا قَالَ: وريته - فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جعله وَرَاءه حَيْثُ لَا يظْهر. قَالَ أَبُو عبيد: عَن الشَّعْبِيّ فِي قَوْله {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوْبَ} قَالَ: الوراء ولد الْوَلَد.
(ورى)
الزند (يرى) ووريا ورويا ورية خرجت ناره فَهُوَ وار ووري وَالنَّار وزيا ورية اتقدت وَالْإِبِل وَنَحْوهَا وريا سمنت وَكثر شحمها ونقيها والنقي خرج مِنْهُ ودك كثير وَالله فلَانا رَمَاه بداء الوري وَفُلَان فلَانا وَغَيره أصَاب رئته والقيح جَوْفه أكله وأفسده وَفِي الحَدِيث (لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا)
و ر ى: (وَرَى) الْقَيْحُ جَوْفَهُ يَرِيهِ (وَرْيًا) أَكَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ» . قُلْتُ: تَمَامُ الْحَدِيثِ: «خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» وَ (الْوَرَى) الْخَلْق. وَ (وَرَى) الزَّنْدُ يَرِي بِالْكَسْرِ (وَرْيًا) خَرَجَتْ نَارُهُ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: (وَرِيَ) يَرِي بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَ (أَوْرَاهُ) غَيْرُهُ وَ (وَرَّاهُ) (تَوْرِيَةً) أَخْفَاهُ. (وَتَوَارَى) اسْتَتَرَ. وَ (وَرَاءٌ) بِمَعْنَى خَلْفٍ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى قُدَّامٍ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَإِذَا لَمْ تُضِفْهُ قُلْتَ: لَقِيتُهُ مِنْ وَرَاءُ فَتَرَفَعُهُ عَلَى الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ: مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} [الكهف: 79] أَيْ أَمَامَهُمْ. وَتَقُولُ: (وَرَّى) الْخَبَرَ (تَوْرِيَةً) أَيْ سَتَرَهُ وَأَظْهَرَ غَيْرَهُ، كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ وَرَاءِ الْإِنْسَانِ كَأَنَّهُ يَجْعَلُهُ وَرَاءَهُ حَيْثُ لَا يَظْهَرُ. 
(ورى) - قوله تبارك وتعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ}
: أي استَتَرَت بِاللَّيْل، يَعني الشّمسَ، أَضمَرَهَا ولم يَجرِ لها ذِكْرٌ. والعَرَبُ تفعَلُ ذلك، إَذا كانَ في الكلام ما يَدُلّ عليه.
- وقوله تعالى: {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ}
: أي وَلَدِ الوَلَدَ، ومنهم مَن يَجْعَلْهُ من المَهْمُوزِ.
- قوله تعالى: {التَّوْرَاةَ}
قيل: معناها الضِّياءُ والنُّورُ؛ من وَرَى الزَّنْدُ يَرِى؛ إذا خرجَت نَارُه.
- في حديث أبي طَالبٍ في تزويج خدِيجَةَ - رضي الله عنها - "نَفَخْتَ فَأوْرَيْتَ" قال الحَربِيُّ: كان يَنْبغِى أن يقولَ: قَدَحْتَ فأَوْرَيْتَ والوارِى: الزَّنْدُ الذي يُورِى النّارَ سَرِيعاً.
ورجل وارِى الزِّنادِ: كَرِيمٌ.
- في حديث فَتْح أَصْبِهان: "تَبْعَثُ إلى أَهل البَصْرة فَيُوَرُّوا بِبَعْثٍ"
لعلَّه مِن قَولهمِ: وَرَّيْتُ النارَ تَوْرِيَةً: اسْتَخْرَجْتُها، واسْتَوْرَيْتُ فُلاناً رَأياً: سَألتُهُ أن يَسْتَخرِجَ لى رأْياً، ويَحتَمِل أن يكون مِن الحديث الآخر: "أنّه إذَا أراد سَفرًا ورَّى بغَيره".

ور

ى1 وَرَى

, aor. ـِ inf. n. وَرْىٌ [and وُرِىٌّ and رِيَةٌ, K]; and وَرِىَ, aor. ـِ and ↓ أَوْرَى; It (a زَنْد) produced its fire. (Msb.) b2: وَرِيَتْ بِكَ زِنَادِى, or وَرَتْ: see art. زند, and see وَقَدَ and زَهَرَ, and راى. b3: قَدْحٌ لَا يُورِى: see خَيَّابٌ.2 وَرَّى بِشَىْءٍ عَنْ شَىْءٍ

[He pretended, or made believe, a thing, instead of a thing which he meant: as is shown by the explanation of a trad. in the TA]. (S, art. عرض; save that the inf. n. is there mentioned instead of the pret.) b2: وَرَّى عَنْ كَذَا, inf. n. تَوْرِيَةٌ, He alluded to such a thing equivocally, or ambiguously: equivocated respecting it: he meant such a thing and pretended another. (M, K.) التورية is also called الإِيهَامُ and التَّوْجِيهُ and التَّخْيِيلُ: (Kull, p. 113:) and signifies The using a word, an expression, or a phrase, which has an obvious meaning, and intending thereby another meaning, to which it applies, but which is contrary to the obvious one. (Msb.) See مِعْرَاضٌ. b3: See 4.3 وَارَاهُ He hid it, concealed it, or covered it. (S, Msb, K, &c.) 4 أَوْرَى and ↓ وَرَّى and ↓ اِسْتَوْرَى He made his زند to produce fire. (S, K.) b2: See 1.10 إِسْتَوْرَىَ see 4.

وَرْىٌ Purulent matter in the interior of the body: or [an abscess; or] a severe ulcer that discharges purulent matter and blood. (M, K, TA.) وَرْيًا وَقُحَابًا: see قُحَابٌ.

رِيَةٌ

: see رِئَةٌ, in art. رأى.

وَرَائِى كَذَا Behind me is such a thing, as though it were a burden upon my back. b2: مِنْ وَرَآءَ وَرَآءَ From behind a thing covering, or concealing. (TA.) b3: فُلَانٌ مِنْ وَرَآءِ فُلَانٍ

Such a one is an aider of such a one: or a follower. (Ham, p. 206.) b4: اَللّٰهُ مِنْ وَرَائِكَ God is seeking after thee, and watching, or lying in wait, for thee. (Ham, p. 206.) See also an ex. in the first paragraph of art. فتل.

النَّوْرَاةُ The Book of the Law revealed to Moses. (Bd, iii. 2; &c.)
[ورى] وَرى القَيْحُ جوفَه يَريهِ وريا: أكله. وفى الحديث: " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ". وقال عبد بنى الحسحاس: وَراهنَّ رَبِّي مثلَ ما قدور يننى * وأحمى على أكبادهن المكاويا وأنشد اليزيدى:

قالت له وريا إذا تنحنح * تقول منه: ريا رجلُ، ورِيا للاثنين، وللجماعة: رُوا، وللمرأة: ري وهي ياء ضمير المؤنث مثل قومي واقعدي، وللمرأتين: ريا، وللنساء: رين. (*) والاسم الورى بالتحريك. الفراء: يقال " سلط الله عليه الوَرى، وحُمَّى خَيْبَرا ". والوَرى أيضاً: الخَلْقُ. يقال: ما أدري أيُّ الوَرى هو؟ أيْ أيُّ الخَلْقِ هو. قال ذو الرمة: وكائنْ ذَعَرْنا من مهاةٍ ورامِحٍ * بلادُ الوَرى ليست له بِبِلادِ ووَرى الزَنْدُ بالفتح يَري ورْياً، إذا خرجتْ ناره. وفيه لغة أخرى: ورى الزنديرى بالكسر فيهما. وأوْرَيْتُهُ أنا، وكذلك وَرَّيْتُهُ تَوْرِيَةً. وفلان يَسْتَوْري زِنادَ الضلالة. ويقال أيضاً: وَرِيَ المخُّ، إذا اكتنز. وناقةٌ واريةٌ، أي سمينة. وقال :

يأكلن من لحم السديف الوارى * ولحم ورى على فعيل، أي سمين. ويقال: وَرَّى الجرحُ سابره تورية: أصابه الورى. قال العجاج  * عن قلب ضجم تورى من سبر * كأنه يعدى من عظمه ونفور النفس عنه. وواريت الشئ، أي أخفيته. وتوارى هو، أي استتر. ووَراءَ بمعنى خَلْف، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ، وهي من الاضداد. قال الاخفش: يقال لقيته من وراء فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف، تجعله اسما، وهو غير متمكن كقولك من قبل ومن بعد. وأنشد : إذا أنا لم أو من عليك ولم يكن * لقاؤك إلا من وراء وراء وقولهم: " وراءك أوسع لك " نُصِبَ بالفعل المقدَّر، وهو تأخر. (*) وقوله تعالى: (وكان وراءهم مَلِكٌ) ، أي أمامهم. وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء، وهي شاذَّة. والوَراءُ أيضاً: وَلَدُ الوَلدِ وتقول: وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً، إذا سترتَهُ وأظهرْتَ غيره، كأنَّه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.
ورى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: حَتَّى يرِيه قَالَ: هُوَ من الورى عَليّ مِثَال الرَّمْي يُقَال مِنْهُ: رَجُل موري - غير مَهْمُوز وَهُوَ أَن يرْوى جَوْفه وَأنْشد: [الرجز]

قَالَتْ لَهُ وَرْياً إِذا تنحنح

[أَي -] تَدْعُو عَلَيْهِ بالورى. وأنشدنا الْأَصْمَعِي [أَيْضا -] / للعجاج يصف الْجِرَاحَات: [الرجز] / ب ... عَن قُلُبٍ ضُجْم تورى من سَبَرْ

يَقُول: إِن سبرها إِنْسَان أَصَابَهُ مِنْهَا الورى من شدتها. وَالْقلب: الْآبَار وَاحِدهَا قليب وَهِي الْبِئْر شبه الْجراحَة بهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي الورى مثله إِلَّا أَنه قَالَ: هُوَ أَن يَأْكُل الْقَيْح جَوْفه. وأنشدنا غَيره لعبد بني الحسحاس يذكر النِّسَاء: [الطَّوِيل]

وراهُنّ رَبِّي مثلَ مَا قد وَرَيْنَنِي ... وأحمَى عَلَى أكبادِهن المكاويا

قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَسمعت يزِيد يحدث بِحَدِيث أَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خير لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا. يَعْنِي من الشّعْر الَّذِي هجى بِهِ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي [هَذَا -] الحَدِيث غير هَذَا القَوْل لِأَن الَّذِي هجى بِهِ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَ شطر بَيت لَكَانَ كفرا فَكَأَنَّهُ إِذا حمل وَجه الحَدِيث على امتلاء الْقلب مِنْهُ أَنه قد رخص فِي الْقَلِيل مِنْهُ وَلَكِن وَجهه عِنْدِي أَن يمتلئ قلبه [من الشّعْر -] حَتَّى يقلب عَلَيْهِ فيشغله عَن الْقُرْآن وَعَن ذكر اللَّه فَيكون الْغَالِب عَلَيْهِ من أَي الشّعْر كَانَ فَإِذا كَانَ الْقُرْآن وَالْعلم الغالبين عَلَيْهِ فَلَيْسَ جَوف هَذَا عندنَا ممتلئًا من الشّعْر.
ورى
يقال: وَارَيْتُ كذا: إذا سترته. قال تعالى:
قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ
[الأعراف/ 26] وتَوَارَى: استتر. قال تعالى:
حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ
[ص/ 32] وروي أن النبيّ عليه الصلاة والسلام «كان إذا أراد غزوا وَرَّى بِغَيْرِهِ» ، وذلك إذا ستر خبرا وأظهر غيره.
والوَرَى، قال الخليل : الوَرَى: الأنامُ الذين على وجه الأرض في الوقت، ليس من مضى، ولا من يتناسل بعدهم، فكأنّهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم، و (وَرَاءُ) إذا قيل: وَرَاءُ زيدٍ كذا، فإنه يقال لمن خلفه. نحو قوله تعالى: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ [هود/ 71] ، ارْجِعُوا وَراءَكُمْ [الحديد/ 13] ، فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ [النساء/ 102] ، ويقال لما كان قدّامه نحو: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ [الكهف/ 79] ، وقوله: أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ [الحشر/ 14] ، فإن ذلك يقال في أيّ جانب من الجدار، فهو وَرَاءَهُ باعتبار الذي في الجانب الآخر. وقوله: وَراءَ ظُهُورِكُمْ
[الأنعام/ 94] ، أي: خلّفتموه بعد موتكم، وذلك تبكيت لهم في أن لم يتوصّلوا بمالهم إلى اكتساب ثواب الله تعالى به وقوله فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ
[آل عمران/ 187] ، فتبكيت لهم. أي: لم يعملوا به ولم يتدبّروا آياته، وقوله: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ
[المؤمنون/ 7] ، أي: من ابتغى أكثر مما بيّناه، وشرعناه من تعرّض لمن يحرم التّعرّض له فقد تعدّى طوره، وخرق ستره، وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ
[البقرة/ 91] ، اقتضى معنى ما بعده، ويقال: وَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَرْياً: خرجت ناره، وأصله أن يخرج النّار من وَرَاءِ المقدح، كأنما تصوّر كمونها فيه كما قال:
ككمون النار في حجره
يقال: وَرِيَ يَرِي مثل: وَلِيَ يَلِي. قال تعالى:
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ
[الواقعة/ 71] ويقال: فلان وَارِي الزّندِ: إذا كان منجحا، وكابي الزّند: إذا كان مخفقا، واللّحمُ الوَارِي:
السّمينُ. والوَرَاءُ: ولدُ الولدِ، وقولهم:
(وَرَاءَكَ) ، للإغراء ومعناه: تأخّر. يقال: وَرَاءَكَ أوسع لك، نصب بفعل مضمر. أي: ائت.
وقيل تقديره: يكن أوسع لك. أي: تنحّ، وائت مكانا أوسع لك. والتَّوْرَاةُ: الكتابُ الذي ورثوه عن موسى، وقد قيل: هو فَوْعَلَةٌ، ولم يجعل تَفْعَلَة لقلة وجود ذلك، والتاء بدل من الواو نحو:
تَيْقُورٍ، لأنّ أصله وَيْقُورٌ، التاء بدل عن الواو من الوقار، وقد تقدّم .
ورى:
ورّى: دفن (حيان - بسّام 8:1، البربرية 234:1).
ورّى في يمينه: أي استعمل صيغاً مبهمة في القَسَم الذي قسمه (مملوك 104:2:1 و7:1، ألف ليلة 9:167:2).
ورّى ب: تحدث بصيغ مبهمة من الكلام (ابن الخطيب 250): ومن شعره في المقطوعات التي ورّى فيها بالعلوم قوله (أنظر بقية الكلام في هذا الجزء في مادة تسب نسبة. وأبيات الشعر المذكورة فيه).
ورّى ب: شبّه ب، تنكّر، تظاهر بأمرٍ ما لإخفاء القصد الحقيقي الذي جعله يرى شيئاً آخر (عن)؛ (مملوك 104:2:1).
ورّى: اطلع، عرض (وردت أيضاً في بقطر).
وارى: في التراب، في لحده، في قبره أو متعدية إلى المفعول به واراه التراب (البربرية 5:589:1) أو وحدها بمعنى دفن (معجم البلاذري، معجم الطرائف، حيّان 3، البكري 5:172، ابن جبير 12:125، ابن الخطيب 159، البربرية 7:638:1 و7:116 و2:259 .. الخ. النويري مصر مخطوط 52و 2و 75: وبعض الأموات لم يجدوا مَنْ يواريهم قبورهم فأكلتهم الكلاب.
أورى: (تصحيف أَزاَي) اطلع، أشار (فوك، الكالا، مركس، 166:1. وفي ابن جبير مراراً وعلى سبيل المثال 5 و10): وأورا الناس المخاريق من النارنيجات ثم أوراهم انشقاق القمر. وهناك صيغة يوري إنه: faire semblant de تظاهر ب، تصنّع، تكلّف (فوك)؛ عرض، نشر، أنتج، أحضر أورى صورة أظهرها (بقطر).
توارى: اختفى (النويري أسبانيا 437): تواريت في غيضة (القلائد مخطوط 53:3): توارى بالحجاب: (اختفى وراء الستار).
وراء، وراءك، وراءكم: أي أمر بالرجوع: إلى الوراء! (معجم الطرائف).
مَنْ وراءهم: أي الذين أدنى منهم، مرؤوسوهم (المقري 20:250:1).
مِن وراء: لاحظ الصيغ الآتية: والحق من ورائه، أي أن هذا خلاف الحقيقة (مقدمة ابن خلدون: 33:1): وعلم الله من وراء ذلك: الله يعلم ذلك (المقري 15:155:1): والله من وراء مجازاة المحسنين (ابن جبير 5:53).
فيما وراء بابه: انظر مادة باب.
بوراء غيب = بظهر الغيب أي في موضع خفي عن الأنظار (ديوان امرئ القيس، ص 41، البيت 15، ص 116، ضمن الملاحظات).
وراني: من وراء (الكالا، بقطر)؛ ينبغي تشديد الراء عند النطق بها مثلما فعل (الكالا) وقد أخطأ صاحب (القلائد حين كتبها ورانية للدبر). انظر ورن.
وارى: انظر الكلمة في (فوك) في مادة sella: مقعد، جلوس، كرسي.
وارية الليل ووارية النهار: من أجناس الطير (ياقوت 7:855:1).
تورية: منظور Perespective ( بقطر).
تورية: إظهار، عرض exposition, demonstration ( بقطر).
تورية: مجاز، استعارة allegorie ( بقطر).
تورية: كناية: metalepse اصطلاح بلاغي: وعلى سبيل المثال قولنا: كان حياً أو نحن نبكيه ونعني بذلك انه ميت (بقطر). موارى: متملق (بقطر): flattaur.
[ورى] نه: فيه: كان إذا أراد سفرًا "ورى" بغيره، أي ستره وكنى عنه وأوهم أنه يريد غيره، من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره. ج: ورى لئلا ينتهي خبره إلى مقصده فيستعدوا للقائه. ك: قيد البعض بالهمزة، قال: وأصحاب الحديث لم يضبطوا الهمز فيه. نه: وليس "وراء" الله مرمى، أي ليس بعد الله مطلب لطالب فإليه انتهت العقول ووقفت فليس وراء معرفته والإيمان به غاية تقصد - ومر في مر. ومنه ح إبراهيم: إني كنت خليلًا من "وراء وراء"، يروى مبنيًا على الفتح أي من خلف حجاب. ن: اشتهرا بالفتح وروى الضم، أي لست بتلك الدرجة الرفيعة فإني أعطيت المكارم بواسطة جبرئيل فأنا وراء موسى الذي حصل له السماع بغير واسطة وهو وراء محمد صلى الله عليه وسلم فإنه حصل له السماع بلا واسطة والرؤية. نه: وفيه: أشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أو من "وراء وراء"، أي ممن جاء بعده. وح قال لقائل إنه ابن ابني: هو ابنك من "الوراء"، يقال لولد الولد: الوراء. ك: فيه: صليت "وراء" النبي صلى الله عليه وسلم، أي خلفه، وقد جاء بمعنى قدام نحو "وكان "وراءهم" ملك". وح: الإمام جنة يقاتل من "وراءه"، ظاهره معنى خلفه، وحمله المهلب على معنى أمام. وح: نخبر به من "وراءنا"، بحسب المكان من البلاد البعيدة أو بحسب الزمان من الأولاد، وروى بكسر ميم. غ: "يكفرون بما "وراءه"" بما سواه أو بما بعده. نه: وح: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا حتى "يريه" خير له من أن يمتلئ شعرًا، هو من الورى: داء، من ورى يوري فهو موري - إذا أصاب جوفه الداء، الأزهري: هو كالرمي، الفراء - بفتح راء، ثعلب: بالسكون مصدر وبالفتح اسم، الجوهري: ورى القيح جوفه: أكله،أو استغراقًا في مناجاة ربه. ن: غربت الشمس وتوارت هما بمعنى. وح: فما "توارت" يدك من شعرة، أي سترت. ط: كذا في مسلمن ولعل الظاهر: فما وارت يدك - بالرفع، فأخطأ بعض الرواة، ويحتمل كون يدك منصوبًا بنزع خافض، وفي توارت ضمير أي قطعة توارت بيدك. وح: "يواري" غبط بلال - مر في اخفت. ج: و"توارى" الشفق، استتر. وح: "فواريته"، أراد به الدفن.
باب وز
(ورى) عَن فَلَا نَصره وَدفع عَنهُ وَعَن الشَّيْء أَرَادَهُ وَأظْهر غَيره وَفِي الحَدِيث (أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا ورى بِغَيْرِهِ) وَفُلَان الزند أخرج ناره وَالنَّار استخرجها وَالشَّيْء أخفاه وَجعــله وَرَاءه وستره

وَرَغْسَر

وَرَغْسَر:
بفتح أوله وثانيه، وغين ساكنة، وسين مهملة مفتوحة، وراء: من قرى سمرقند عندها مقاسم مياه الصّغد وغيره وفيها كروم وضياع قد أزيل عنها الخراج وجعــل عليها إصلاح تلك السكور ومع ذلك فليس بهذه القرية منبر.

مزن

[مزن] أبو زيد: المُزْنَةُ: السحابة البيضاء والجمع مُزْنٌ. والبَرَدُ: حُبُّ المزن. والمازن: بيض النمل. ومازن: أبو قبيلة من تميم، وهو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. ومازن في بنى صعصعة ابن معاوية: ومازن في بنى شيبان. ويقال للهلال: ابن مزنة. قال : كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر والمزنة: المطرة. قال : ألم ترَ أنَّ الله أنزلَ مُزْنَةً * وعُفْرُ الظِباءِ في الكناس تقمع وكانت العرب تسمى عمان المزون. قال الكميت: وأما الازد أزد أبى سعيد * فأكره أن أسميها المزونا وهو أبو سعيد المهلب المزونى، أي أكره أن أنسبه إلى المزون، وهى أرض عمان. يقول: هو من مضر. وقال أبو عبيدة: يعنى بالمزون الملاحين. قال: وكان أردشير بن بابكان جعل الازد ملاحين بشحر عمان قبل الاسلام بستمائة سنة. ومزينة: قبيلة من مضر وهو مزينة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر ; والنسبة إليهم مزنى.
مزن: مزنة والجمع مزن: السحاب (فوك، بوشر بربرية).
[مزن] نه: فيه ذكر "المزن" وهو الغيم والسحاب، جمع مزنة، وقيل: هو السحابة البيضاء.

مزن



مُزْنٌ Clouds (K, and Ham, p. 564) of any kind: (Ham, ibid:) or white clouds: (S, K, and Ham, p. 53:) or clouds containing water. (K.) إِبْنُ مَازِنٍ The ant. (TA in art. بنى.)
م ز ن : الْمُزْنُ السَّحَابُ الْوَاحِدَةُ مُزْنَةٌ وَتَصْغِيرُهَا مُزَيْنَةٌ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا مُزَنِيٌّ بِحَذْفِ يَاءِ التَّصْغِيرِ. 
م ز ن: أَبُو زَيْدٍ: (الْمُزْنَةُ) السَّحَابَةُ الْبَيْضَاءُ وَالْجَمْعُ (مُزْنٌ) . وَ (الْمُزْنَةُ) أَيْضًا الْمَطْرَةُ. 
(مزن)
مزونا مضى مسرعا فِي طلب الْحَاجة وَيُقَال مزن من الْعَدو وَنَحْوه فر وَفُلَان أَضَاء وَجهه وَفُلَانًا فَضله ومدحه فِي غيبته عِنْد ذِي سُلْطَان والقرية مزنا ملأها
مزن
مُزْن [جمع]: مف مُزْنة: (جو) سَحابٌ يُمطر أو يمكن أن يؤدِّي إلى سقوط مطر " {ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} " ° ابن مُزنة: الهلال يخرج من بين السّحب- حَبُّ المُزْن: البَرَدُ. 
مزن
المُزْن: السّحاب المضيء، والقطعة منه:
مُزْنَةٌ. قال تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ [الواقعة/ 69] ويقال للهلال الذي يظهر من خلال السّحاب: ابن مزنة، وفلان يتمزّن، أي: يتسخّى ويتشبّه بالمزن، ومزّنت فلاناً: شبّهته بالمزن، وقيل: المازن:
بيض النمل.

مزن


مَزَنَ(n. ac. مَزْن
مُزُوْن)
a. Went away.
b. Fled.
c. Filled.
d. Praised.
e. Had a bright face.

مَزَّنَa. see I (c) (d).
تَمَزَّنَa. see I (a) (b).
c. ['Ala], Accustomed himself to; practised.
d. ['Ala], Surpassed, excelled.
e. Pushed himself forward.

مَزْنa. Departure.
b. Flight.

مُزْنa. Rain-cloud.

مُزْنَةa. Cloud.
b. Rain.

مَزَنa. Custom, usage; manner.
b. State, condition.

مَاْزِنa. Ants' eggs.

حَبَّ المُزْن
a. Hail.

إِبْن مُزْنَة
a. New moon.
م ز ن

عيناه من الحزن، كواكف المزن وكأن يده مزنة هطالة. وطلع ابن مزنة وهو الهلال. قال:

كأن ابن مزنتها جانحاً ... قسيط لدى الأفق من خنصر

وتقول: ما أشبه يدك إلا بمزنه، ووجهك إلا بابن مزنه. وتقول: عندهم بنو مازن، كبنات مازن، وهو بيض النمل وبناته الذرّ. قال:

وترى الذّنين على مراسنهم ... يوم اللقاء كمازن الجثل

وفلان يتمزّن: يتسخّى كأنه يتشبه بالمزن.
[م ز ن] مَزَنَ يَمْزُنَ مَزْناً، ومُزُوناً، وتَمزَّنَ: مَضَى لوَجْهه وذَهبَ. وتَمَزَّنَ على أَصحابِه: تَفَضَّلَ، وأَظهَرَ أكثَرَ مما عِندَه. ومَزَنَه مَزْناً: مَدَحَه. والمُزْنُ: السَّحابُ عامَّةً، وقِيلَ: السَّحابُ ذُو الماءِ، واحِدَتُه مُزْنَةٌ. وابنُ مُزْنَةَ: الهِلالُ، حَكِىَ ذَلِكَ عن ثَعْلَبٍ. ومُزْن: اسْمُ امرأَةٍ، وهو من ذلكَ. والمَازِنُ: بَيْضُ النملِ. ومازِنٌ، ومُزَيْنَةُ: حَيَّانِ. وقولُهم: مَازِ رَأسَكَ والسَّيْفَ)) إنَّما هو تَزْخِيمُ مازِنٍ اسم رَجُل؛ لأَنَّه لو كان صِفَةً لم يَجْزْ تَرْخِيمُه، وكانَ قد قَتَلَه بُجَيْرٌ، وقالَ له هذا القولَ، ثمّ كَثُرَ اسْتعْمالُهم له، فقالُوه لِكُلِّ من أرادُوا قَتْلَه، يُريدُونَ به مُدَّ عُنٌ قَكَ. ومُزُونُ: اسْمُ عُمانَ بالفَارِسِيِةَّ، أنْشَدَ ابنُ الأَعرابِي: (فَأَصْبْحَ العَبْدُ المُزُونِىُّ عَثَرْ ... )
مزن
المُزْنُ: السَّحَابُ، والقِطْعَةُ مُزْنَةٌ، وسُمِّيَ مُزْناً لمُزُوله أي مَضَائه. والهِلاَلُ: ابْنُ مُزْنَةَ. والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ. والحَوْضُ الصَّغِيْرُ. وماءٌ مَعْرُوْفٌ. وكانَتِ العَرَبُ تُسَمِّي عُمَانَ: مَزُوْنَ. ومَزَنَ قِرْبَتَه ومَزَنَها: أي مَلأها. ومَزَنَ في الأرْضِ مُزُوْناً: ذَهَبَ فيها. والمازِنُ: الذّاهِبُ على وَجْهِهِ، وبه سُقَيَ الرجُلُ مازِناً. والتمَزنُ: الفِرَارُ والثَفَارُ، وكذلك المُزْنُ.
ومَزَنَ به: أي سَبَقَ. والتَّمَزُّنُ: التَظَرُفُ. وأنْ تَرَى لنَفْسِكَ فَضْلاً على غَيْرِكَ ولَسْتَ هُنَاكَ، وهو يَتَمَزَّنُ: أي يَتَعَظمُ. ومَزَنْتُ الرَّجُلَ: مَدَحْته، والمازِنُ: المادِحُ.

مزن: المَزْنُ: الإِسراع في طلب الحاجة. مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً

ومُزُوناً وتَمَزَّنَ: مضى لوجهه وذهب ويقال: هذا يومُ مَزْنٍ إِذا كان يوم

فرار من العدوّ. التهذيب: قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف؛ وأَنشد:

بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ

في الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ

قال أَبو منصور: التَّمَزُّنُ عندي ههنا تفَعُّل من مَزَن في الأَرض

إِذا ذهب فيها، كما يقال فلان شاطِرٌ وفلان عَيّارٌ؛ قال رؤبة:

وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ،

يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ

قال: هو من المُزُونِ وهو البعد. وتَمَزَّنَ على أَصحابه: تفَضِّلَ

وأَظهر أَكثر مما عنده، وقيل: التَّمَزُّنُ أَن ترى لنفسك فضلاً على غيرك

ولست هناك؛ قال رَكَّاضٌ الدُّبيريّ:

يا عُرْوَ، إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً

لما لم يَكُنْ، فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ

قال المبرد: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند

خليفة أَو وال. ومَزَنَهُ مَزْناً: مدحه. والمُزْنُ: السحاب عامةٌ، وقيل:

السحاب ذو الماء، واحدته مُزْنةٌ، وقيل: المُزْنَةُ السحابة البيضاء،

والجمع مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وتكرر في الحديث ذكر المزنِ. قال

ابن الأَثير: المُزْنُ وهو الغيم والسحاب، واحدته مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة

تصغير مُزْنةٍ، وهي السحابة البيضاء، قال: ويكون تصغير مَزْنَةٍ. يقال:

مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة، وما أَحسن

مُزْنَتَه، وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ. والمُزْنَةُ: المَطْرَةُ؛ قال

أَوْسُ بن حجَرٍ:

أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً،

وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

وابن مُزْنةَ الهلال؛ حكي ذلك عن ثعلب؛ وأَنشد الجوهري لعمرو بن

قَمِيئة:كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً

فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ من خِنْصِرِ

ومُزْنُ: اسم امرأَة، وهو من ذلك. والمازِنُ: بيض النمل؛ وأَنشد:

وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ،

يوم الهِياج، كمازِنِ الجَثْلِ

ومازِنُ ومُزَيْنةُ: حَيّان، وقيل: مازِن أَبو قبيلة من تميم، وهو

مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم، ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية، ومازِنُ

في بني شيبان.

وقولهم: مازِ رأْسَكَ والسيفَ، إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل، لأَنه لو

كان صفة لم يجز ترخيمه، وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول، ثم كثر

استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك.

ومَزُون: اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ

الجوهري: كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ؛ قال الكُميتُ:

فأَما الأَزْدُ، أَزْدُ سَعِيدٍ،

فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا

قال الجوهري: وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن

أَنْسُبَه إلى المَزُونِ، وهي أَرض عُمَانَ، يقول: هم من مُضَرَ. وقال أَبو

عبيدة: يعني بالمَزونِ المَلاَّحين، وكان أَرْدَشِير بابْكان

(* قوله

«أردشير بابكان» هكذا بالأصل والصحاح، والذي في ياقوت: اردشير بن بابك). جعل

الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة. قال ابن بري:

أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي

صُفْرَةَ. والمَزُونُ: قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس

بها غيرهم، وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت: إن أَزْدَ

عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً؛ وقال

جرير:

وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها،

وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا

قال أَبو منصور الجَواليقي: المَرُونُ بفتح الميم، لعُمان ولا نقل

المُزُون، بضم الميم، قال: وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن

وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة

لما قدم خُرَاسان:

تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ

مَزُونِيّاً، بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ

فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ،

وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ

فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ

رِجالٌ، والنوائبُ قد تَنُوبُ

قال: وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون، بضم الميم،

لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية، ومُزَينة: قبيلة من

مُضَرَ، وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر، والنسبة إليهم

مُزَنِيٌّ. وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر، قال:

مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ، وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن

أُدِّ بن طابخة.

مزن
: (مَزَنَ) يَمْزُنُ (مَزْناً ومُزُوناً: مَضَى) مُسْرعاً فِي طَلَبِ الحاجَةِ (لوَجْهِهِ وذَهَبَ؛ كتَمَزَّنَ) ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي التهْذِيبِ: مَزَنَ فِي الأرضِ: ذَهَبَ فِيهَا؛ والتَّمَزُّنُ: تَفَعُّلٌ مِنْهُ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الشاعِرِ:
بعد ارْقِدادِ العَزَبِ الجَمُوحِفي الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ (و) مزنَ الرَّجُل: (أَضاءَ وَجْهُه.
(و) مَزَنَ (القِرْبَةَ) مَزْناً: (مَلأَهَا، كمَزَّنَها) تَمْزِيناً.
(و) مَزَنَ (فلَانا: مَدَحَهُ) ، عَن المبرِّدِ.
(و) أَيْضاً: (فَضَّلَهُ أَو قَرَّظَهُ من وَرَائِه عنْدَ ذِي سُلْطانٍ) ، كخَلِيفَةٍ أَو والٍ؛ ذَكَرَه المبرِّدُ إلاَّ أنَّه بصِيغَةِ التَّفْعِيل.
(والمُزْنُ، بالضمِّ: السَّحابُ) عامَّةً؛ (أَو أَبْيَضُه، أَو) السَّحابُ (ذُو الماءِ) ؛) وقيلَ: هُوَ المُضِيءُ، (القِطْعَةُ: مُزْنَةُ.
(و) مُزْنٌ، بِلا لامٍ: اسمُ (امْرَأَةٍ.
(وبِلا لامٍ: ة بسَمَرْقَنْدَ) ، مِنْهَا أَحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الغيرار عَن عليِّ بنِ الحَسَنِ البيكَنْدي، وَعنهُ محمدُ بنُ جَعْفرِ بنِ الأشْعَثِ. (وَقد يقالُ) فِيهَا: (مُزْنَةُ) بالهاءِ.
(و) مُزْنُ: (د بالدَّيْلَمِ.
(و) المَزَنُ، (بالتَّحْرِيكِ: العادَةُ والطَّريقَةُ والحالُ) .) يقالُ: مَا زالَ مَزَنَكَ هَكَذَا؛ وَهُوَ على مَزَنٍ واحِدٍ؛ (وليسَ بتَصْحيفِ مَرِنٍ) ، ككَتِفٍ بالرَّاءِ.
(والمازِنُ، كصاحِبٍ: بَيْضُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ بيظ، (النَّمْلِ) ؛) عَن ابنِ دُرَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ:
وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْيوم الهِياجِ كمازِنِ الجَثْلِ (و) مازِنُ: (أَبو قَبيلَةٍ) مِن تمِيمٍ، هُوَ مازِنُ بنُ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، وَمِنْهُم النَّضْرُ بنُ شُمَيْل شيخُ مَرْوَ، وشَيْخه أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ أَحَدُ القُرَّاء السَّبْعةِ وأَبو عُثْمان المازِنيُّ صاحِبُ التَّصْريفِ وآخرُون.
(و) مازِنُ: اسمُ (ماءٍ.
(والمُزْنَةُ، بالضَّمِّ: المَطْرَةُ) ؛) قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
أَلم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مُزْنَةًوعُفْرُ الظِّباءِ فِي الكِناسِ تَقَمَّعُ؟ وقيلَ: المُزْنَةُ السَّحابَةُ البَيْضاءُ.
(وابنُ مُزْنَة، بالضَّمِّ: الهِلالُ) يَخْرجُ مِن خِلالِ السَّحابِ، حكِي ذلكَ عَن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعَمْرِو بنِ قَمِيئةَ:
كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ (والتَّمَزُّنُ: التَّمَرُّنُ) ، وَهُوَ التَّدَرُّبُ.
(و) أَيْضاً: (التَّسَخِّي) ، كأَنَّه مُتَشَبِّه بالمُزْنِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) أَيْضاً: (التفضلي) على أَصْحابِه.
وقيلَ: هُوَ أَنْ ترى لنَفْسِك فَضْلاً على غيْرِكَ ولسْت هُنَاكَ، قالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
يَا عُرْوَ إنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً بِمَا لم يَكُنْ فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ (و) أَيْضاً: (التَظَرُّفُ) ؛) عَن قُطْرُبٍ.
(و) قيلَ: هُوَ (إظهارُ أَكْثَرَ ممَّا عِنْدَكَ.
(والتَّمْزِينُ: التَّفْضِيلُ) ، وَقد مَزَنَه.
(و) أَيْضاً: (المَدْحُ والتَّقْرِيظُ) ؛) عَن المبرِّدِ.
(و) مَزُونٌ، (كصَبُورٍ) :) اسمُ (أَرْضِ عُمانَ) ، بالفارِسِيَّةِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: هَكَذَا كانتِ العَرَبُ تُسَمِّيها؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت:
فَأَما الأَزْدُ أَزْدُ أَبي سَعِيدٍ فأَكْرَهُ أَن أُسَمِّيها المَزُونَاقالَ: وَهُوَ أَبو سعيدٍ المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكْره أَن أَنْسُبَه إِلَى المَزُونِ، وَهُوَ أَرْضُ عُمانَ، يقولُ: هُم مِن مُضَرَ.
وقالَ أَبو عُبيدَةَ: يعْنِي بالمَزُونِ المَلاَّحِينَ، وكانَ أَرْدَشِير بابْكان جَعَلَ الأزد مَلاَّحِين بشِحْر عُمَان قَبْل الإسْلامِ بستمائَةِ سَنَةٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: أَزْدُ أَبي سعِيدٍ هُم أَزْدُ عُمانَ، وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بنِ أَبي صُفْرَةَ.
والمَزُونُ: قَرْيَةٌ مِن قُرَى عُمَانَ يَسْكِنُها اليَهودُ والمَلاَّحُونَ ليسَ بهَا غَيْرهُم، وكانتِ الفُرْسُ يسمُّونَ عُمَانَ المَزُونَ، فقالَ الكُمَيْتُ: إنَّ أَزْدَ عُمَانَ يكْرَهُونَ أَن يُسَمَّوا المَزُونَ، وأَنا أَكْرَه ذلكَ أَيْضاً؛ وقالَ جَريرٌ:
وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزُونِ وأَهْلِهاوقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّراقالَ ابنُ الجَوالِيقي: المَزُونُ، بفتْحِ الميمِ، لعُمانَ وَلَا تَقُل المُزُونَ، بضمِّ الميمِ، قالَ: كَذَا وَجَدْته فِي شِعْرِ البَعِيثِ اليَشْكُرِيِّ يَهْجُو المُهَلَّبَ لمَّا قَدِمَ خُرَاسان:
تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيًّا بفَقْحَتِه الصَّلِيبُفأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُفلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ والنَّوائبُ قد تَنُوبُقالَ: وظاهِرُ كَلامِ أَبي عُبيدٍ فِي هَذَا الفَصْلِ أنَّها، بضمِّ الميمِ، لأنَّه جَعَلَ المُزُون المَلاَّحِين فِي أَصْلِ التَّسْميةِ.
(و) مُزَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: قَبيلةٌ) ، مِن مُضَرَ، وَهُوَ ابنُ أُدِّ بنِ طابِخَةَ، وَمِنْهُم كَعْبُ بنُ زهيرِ بن أَبي سُلْمى الشاعِرُ.
قالَ ابنُ عبْدِ البرِّ فِي الاسْتِيعابِ: كعْبُ بنُ زهيرِ المزنيُّ، محلّته فِي بِلادِ غَطَفانَ فيظنُّ الناسُ أنَّه فِي غَطَفانَ وَهُوَ غَلَطٌ.
قالَ عبْدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ: وَفِيه رَدٌّ على ابنِ قُتَيْبة حيثُ قالَ فِي كتابِ الشُّعراءِ: إنَّ زُهيراً نَسَبَهُ غي غَطَفانَ، وَالنَّاس يَنْسبُونَه إِلَى مُزَيْنَةَ، (وَهُوَ مُزَنِيٌّ.
(وَهَذَا يَوْمُ مَزْنٍ، بالفتْحِ) ، أَي (يَوْمُ فِرارٍ مِن العَدُوِّ) ، وليسَ بتَصْحيفِ مَرنٍ بالرَّاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: المَزْنُ: الإسْراعُ.
ومَزَنَ فِي الأرضِ مَزْنَةً واحِدَةً: أَي سارَ عُقْبَةً واحِدَةً.
وَمَا أَحْسَنَ مُزْنَتَه: وَهُوَ الاسمُ مِثْل الحُسْوةِ والحَسْوةِ.
والمُزُونُ: البُعْدُ.
وقوْلُهم: مازِ رأسَكَ وَالسيف، إنَّما هُوَ تَرْخيمُ مازِنٍ. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي ميز، وَهنا محلُّ ذِكْرِه.
ومازِنُ بنُ خلاوَةَ بنِ ثعْلَبَةَ بنِ هزمَةَ بنِ طاطمٍ: جَدٌّ لزُهيرِ بنِ أَبي سُلْمى، وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ فيُقالُ المازِنيُّ. وكأَنَّ الصَّلاحَ الصفديّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، لم يَقِفْ عَلَيْهِ فقالَ فِي حاشِيَتِه على الصِّحاحِ: كَذَا وَجَدْتَه بخطِّ الجَوْهرِيِّ وَيَاقُوت وغيرِهِ فِي النسخِ المُعْتَبَرَةِ، وصَوابُه مِن بَني مُزَيْنَة فوهَمَ مَا بينَ مازِنَ ومُزَيْنَة.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي حاشِيَتِه الكَعْبيةِ: كِلاهُما صَوابٌ إلاَّ أنَّ الأشْهَر النِّسْبَة إِلَى مُزَيْنَةَ جَدِّه الأَعْلَى.
ومازِنُ بنُ الغضوبَة الطائيُّ: لَهُ وِفادَةٌ.
وزَيْدُ بنُ المُزَيْنِ الأنْصارِيُّ، كزُبَيْرٍ، بَدْرِيٌّ، ذَكَرَه ابنُ مَاكُولَا؛ ويقالُ اسْمُه يَزيدُ ولَقَبُه المُزَيْن.
ويَحْيَى بنُ إبراهيمَ بنِ مُزَيْنٍ المزينيُّ الأنْدَلُسِيُّ عَن مطرف والقَعْنَبيّ، وأَوْلاده الحَسَن وسَعِيد وجَعْــفَر، حَدَّثُوا، وماتَ جَعْفَر سَنَة 291، وَكَانَ فَقِيهاً مالِكِيًّا، وماتَ أَبُوهم يَحْيَى سَنَة 260.
ومَزْنِي، بفتْحٍ فسكونٍ فكسْرِ النّونِ: جَدُّ ناصِرِ بنِ أَحمدَ البَكْريّ المُؤَرِّخ نَزِيلُ القاهِرَة؛ قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: سَمِعَ منِّي واسْتَفَدْتُ مِنْهُ.
وبنُو مازِن بنِ النجَّارِ الخَزْرَجِيُّون، وَمِنْهُم عبدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ بنِ عاصِمٍ المازِنيُّ بَدْرِيٌّ، وواسِعُ بنُ حبَّانٍ وآخَرُون.
وَفِي قَيْسِ بنِ عيلان: بنُو مازِنِ بنِ مَنْصور بنِ عِكْرِمَة، مِنْهُم عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ أَحَدُ التابِعِيْن.
ومَزيْنَان: بفتحٍ فكسْرٍ فسكونٍ: بليْدَةٌ بآخر حَدِّ خُرَاسانَ، مِنْهَا: أَبو عَمْرو أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ مُقْبِل الكاتِبُ مِن مشايخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ.

إِرْمِينِيَةُ

إِرْمِينِيَةُ:
بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء
خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمنيّ على غير قياس، بفتح الهمزة وكسر الميم، وينشد بعضهم:
ولو شهدت أمّ القديد طعاننا، ... بمرعش، خيل الأرمنيّ أرنّت
وحكى إسماعيل بن حمّاد فتحهما معا، قال أبو عليّ:
أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العربي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة، وحكمها أن تكسر لتكون مثل إجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك، ثم ألحقت ياء النسبة، ثم ألحق بعدها تاء التأنيث، وكان القياس في النسبة إليها أرمينيّ، إلا أنها لما وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في روميّ وروم، وسنديّ وسند، أو يكون مثل بدويّ ونحوه مما غيّر في النسب، قال أهل السّير:
سمّيت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث ابن نوح، عليه السلام، وكان أول من نزلها وسكنها، وقيل: هما أرمينيتان الكبرى والصّغرى، وحدّهما من برذعة إلى باب الأبواب، ومن الجهة الأخرى إلى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير، وقيل: إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها، وقيل: هي ثلاث أرمينيات، وقيل:
أربع، فالأولى: بيلقان وقبلة وشروان وما انضمّ إليها عدّ منها، والثانية: جرزان وصغدبيل وباب فيروز قباذ واللّكز، والثالثة: البسفرجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنّشوى، والرابعة وبها قبر صفوان بن المعطّل صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو قرب حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما هي، ولها حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيّب جدّا، فمن الرابعة: شمشاط وقاليقلا وأرجيش وباجنيس، وكانت كور أرّان والسيسجان ودبيل والنّشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة الروم، فافتتحها الفرس وضمّوها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى، عليه السلام، التي بقرب عين الحيوان، ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الخامس، طالعها تسع عشرة درجة من السرطان، يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي، ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل، بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان، قال: ومدينة أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، طالعها عشرون درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، ولها شركة في العوّاء وفي الدّبّ الأكبر ولها شركة في كوكب هوز، وهو كوكب الحكماء، وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوز الا وكان حكيما، وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس، وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء، يدور عليها من كل بنات نعش أربعة أجزاء، وهي صحيحة الهواء، وكل من سكنها طال عمره، بإذن الله تعالى، هذا كله من كتاب الملحمة. وفي كتب الفرس: أن جرزان وأرّان كانتا في أيدي الخزر، وسائر ارمينية في ايدي الروم يتولّاها صاحبها أرميناقس وسمّته العرب أرميناق، فكانت الخزر تخرج فتغير، فربما بلغت الدينور، فوجّه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء
قواده في اثني عشر ألفا، فوطئ بلاد أرّان ففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرّسّ إلى شروان، ثم ان قباذ لحق به فبنى بأرّان مدينة البيلقان، ومدينة برذعة، وهي مدينة الثغر كله، ومدينة قبلة، ونفى الخزر ثم بنى سدّ اللبن في ما بين شروان واللّان، وبنى على سدّ اللبن ثلاثمائة وستين مدينة، خربت بعد بناء باب الأبواب. ثم ملك بعد قباذ ابنه أنوشروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب الأبواب، وإنما سمّيت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل، وأسكن ما بنى من هذه المواضع قوما سمّاهم السياسجين، وبنى بأرض أرّان أبواب شكّى والقميران وأبواب الدّودانية، وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن معدّ بن عدنان، وبنى الدّرزوقية، وهي اثنا عشر بابا، على كل باب منها قصر من حجارة، وبنى بأرض جرزان مدينة يقال لها صغدبيل، وأنزلها قوما من الصّغد وأبناء فارس وجعــلها مسلحة، وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروز قباذ، وقصرا يقال له باب لازقة، وقصرا يقال له باب بارقة، وهو على بحر طرابزندة، وبنى باب اللان وباب سمسخى، وبنى قلعة الجردمان وقلعة سمشلدى، وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية، وعمّر مدينة دبيل ومدينة النّشوى وهي نقجوان، وهي مدينة كورة البسفرجان، وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان، منها: قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة، ولم تزل أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام، وقد ذكر في فتوح أرمينية في مواضعه من كل بلد، وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال. المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة، وذكر أن عدة ممالكها مائة وثماني عشرة مملكة، منها: صاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكين، مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف قرية، وأرّان أول مملكته بأرمينية، فيها أربعة آلاف قرية وأكثرها لصاحب السرير، وسائر الممالك فيما بين ذلك تزيد على أربعة آلاف وتنقص عن مملكة صاحب السرير، ومنها: شروان وملكها يقال له شروان شاه. وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سمّوا بذلك؟ فقال:
هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس، ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم على ولايتهم، وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم يملكوا قط قبل الإسلام فسمّوا أحرارا لشرفهم، وقد نسب بهذه النسبة قوم من أهل العلم، منهم: أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني، سافر إلى مصر والمغرب.

الابن

الابن: الولد سمي به لكونه بناء للأب لأنه الذي بناه وجعــله الله سببا لإيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء، أو تربيته أو تفقده أو كثرة خدمته أو قيامه بأمره ابنه، نحو ابن السبيل للمسافر، وابن الحرب للمجاهد، وفلان ابن بطنه وابن فرجه إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه إذا لم يتفكر في غد.

التشبيه في القرآن

التشبيه في القرآن
- 1 - أرى واجبا علىّ قبل الحديث عن التشبيه في القرآن الكريم، أن أتحدث قليلا عن بعض نظرات للأقدمين في هذا الباب، لا أوافقهم عليها، ولا أرى لها قيمة في التقدير الفنى السليم.
فمما اعتمد عليه القدماء في عقد التشبيه العقل، يجعلونه رابطا بين أمرين أو مفرّقا بينهما، وأغفلوا في كثير من الأحيان وقع الشيء على النفس، وشعورها به سرورا أو ألما، وليس التشبيه في واقع الأمر سوى إدراك ما بين أمرين من صلة في وقعهما على النفس، أما تبطن الأمور، وإدراك الصلة التى يربطها العقل وحده فليس ذلك من التشبيه الفنى البليغ، وعلى الأساس الذى أقاموه استجادوا قول ابن الرومى:
بذل الوعد للأخلاء سمحا ... وأبى بعد ذاك بذل العطاء
فغدا كالخلاف، يورق للعين، ويأبى الإثمار كل الإباء
وجعــلوا الجامع بين الأمرين جمال المنظر وتفاهة المخبر، وهو جامع عقلى، كما نرى، لا يقوم عليه تشبيه فنى صحيح، ذلك أن من يقف أمام شجرة الخلاف أو غيرها من
الأشجار، لا ينطبع في نفسه عند رؤيتها سوى جمالها ونضرة ورقها وحسن أزهارها، ولا يخطر بباله أن يكون لتلك الشجرة الوارفة الظلال ثمر يجنيه أو لا يكون، ولا يقلل من قيمتها لدى رائيها، ولا يحط من جمالها وجلالها، ألا يكون لها بعد ذلك ثمر شهى، فإذا كانت تفاهة المخبر تقلل من شأن الرجل ذى المنظر الأنيق، وتعكس صورته منتقصة في نفس رائيه، فإن الشجرة لا يقلل من جمالها لدى النفس عدم إثمارها، وبهذا اختلف الوقع لدى النفس بين المشبّه والمشبه به، ولذلك لا يعد من التشبيه الفنى المقبول.
وقبل الأقدمون من التشبيه ما عقدت الحواس الصلة بينهما، وإن لم تعقدها النفس، فاستجادوا مثل قول الشاعر يصف بنفسجا:
ولازورديّة تزهو بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت
كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت فليس ثمة ما يجمع بين البنفسج وعود الكبريت، وقد بدأت النار تشتعل فيه، سوى لون الزرقة التى لا تكاد تبدأ حتى تختفى في حمرة اللهب، وفضلا عن التفاوت بين اللونين، فهو في البنفسج شديد الزرقة، وفي أوائل النار ضعيفها، فضلا عن هذا التفاوت نجد الوقع النفسى للطرفين شديد التباين، فزهرة البنفسج توحى إلى النفس بالهدوء والاستسلام وفقدان المقاومة، وربما اتخذت لذلك رمزا للحب، بينما أوائل النار في أطراف الكبريت تحمل إلى النفس معنى القوة واليقظة والمهاجمة، ولا تكاد النفس تجد بينهما رابطا. كما استجادوا كذلك قول ابن المعتز:
كأنا وضوء الصبح يستعجل الدجى ... نطير غرابا ذا قوادم جون
قال صاحب الإيضاح: «شبه ظلام الليل حين يظهر فيه ضوء الصبح بأشخاص الغربان، ثم شرط قوادم ريشها بيضاء؛ لأن تلك الفرق من الظلمة تقع في حواشيها، من حيث يلى معظم الصبح وعموده، لمع نور، يتخيل منها في العين كشكل قوادم بيض». وهكذا لم ير ابن المعتز من الدجى وضوء الصباح سوى لونيها، أما هذا الجلال الذى يشعر به في الدجى، وتلك الحياة التى يوحى بها ضوء الصبح، والتى عبّر القرآن عنها بقوله: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 18).- فمما لم يحس به شاعرنا، ولم يقدره نقادنا، وأين من جلال هذا الكون الكبير، ذرة تطير؟!
وقبلوا من التشبيه ما كان فيه المشبه به خياليّا، توجد أجزاؤه في الخارج دون صورته المركبة، ولا أتردد في وضع هذا التشبيه بعيدا عن دائرة الفن؛ لأنه لا يحقق الهدف الفنى للتشبيه، فكيف تلمح النفس صلة بين صورة ترى، وصورة يجمع العقل أجزاءها من هنا وهنا، وكيف يتخذ المتخيل مثالا لمحسوس مرئى، وقبل الأقدمون لذلك قول الشاعر:
وكأن محمرّ الشقيق ... إذا تصوّب أو تصعّد
أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد
ألا ترى أن هذه الأعلام من الياقوت المنشورة على رماح الزّبرجد، لم تزدك عمق شعور بمحمر الشقيق، بل لم ترسم لك صورته إذا كنت جاهله، فما قيمة التشبيه إذا وما هدفه؟! وسوف أتحدث عن الآية الكريمة التى فيها هذا اللون من التشبيه لندرك سره وقيمته.
هذا، ولن نقدّر التشبيه بنفاسة عناصره، بل بقدرته على التصوير والتأثير، فليس تشبيه ابن المعتز للهلال حين يقول:
انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر وتلمس شبه له بهذا الزّورق الفضى المثقل بحمولة العنبر، مما يرفع من شأنه، أو ينهض بهذا التّشبيه الذى لم يزدنا شعورا بجمال الهلال، ولا أنسا برؤيته، ولم يزد على أن وضع لنا إلى جانب الهلال الجميل صورة شوهاء متخيلة، وأين الزورق الضخم من الهلال النحيل، وإن شئت فوازن بين هذه الصورة التى رسمها ابن المعتز للهلال، وتلك الصورة التى تعبر عن الإحساس البصرى والشعور النفسى معا، حينما تحدّث القرآن عن هذا الهلال، فقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39). فهذا العرجون القديم أقدر على تصوير القمر كما تراه العين وكما تحسّ به النفس أكثر من تصوير الزورق الفضى له، كما سنرى.
- 2 - التشبيه لمح صلة بين أمرين من حيث وقعهما النفسى، وبه يوضح الفنان شعوره نحو شىء ما، حتى يصبح واضحا وضوحا وجدانيّا، وحتى يحس السامع بما أحس المتكلم به، فهو ليس دلالة مجردة، ولكنه دلالة فنية، ذلك أنك تقول: ذاك رجل لا ينتفع بعلمه، وليس فيما تقول سوى خبر مجرد عن شعورك نحو قبح هذا الرجل، فإذا قلت إنه كالحمار يحمل أسفارا، فقد وصفت لنا شعورك نحوه، ودللت على احتقارك له وسخريتك منه.
والغرض من التشبيه هو الوضوح والتأثير، ذلك أن المتفنن يدرك ما بين الأشياء من صلات يمكن أن يستعين بها في توضيح شعوره، فهو يلمح وضاءة ونورا في شىء ما، فيضعه بجانب آخر يلقى عليه ضوءا منه، فهو مصباح يوضح هذا الإحساس الوجدانى، ويستطيع أن ينقله إلى السامع.
ليس من أغراض التشبيه إذا ما ذكره الأقدمون من «بيان أن وجود المشبه ممكن وذلك في كل أمر غريب يمكن أن يخالف فيه ويدعى امتناعه» . وقد استشهدوا على هذا الغرض بقول المتنبى:
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
وليس في هذا البيت تشبيه فنّى مقبول، فليس الأثر الذى يحدثه المسك في النفس سوى الارتياح لرائحته الذكية، ولا يمر بالخاطر أنه بعض دم الغزال، بل إن هذا الخاطر إذا مرّ بالنفس قلّل من قيمة المسك ومن التّلذذ به، وهذه الصورة التى جاء بها المتنبى ليوضح إحساسه نحو سموّ فرد على الأنام، ليست قوية مضيئة، تلقى أشعتها على شعوره، فتضيئه لنا، فإن تحول بعض دم الغزال إلى مسك ليس بظاهرة قريبة مألوفة، حتى تقرب إلى النفس ظاهرة تفوق الممدوح على الأنام، كما أن ظاهرة تحول الممدوح غير واضحة، ومن ذلك كله يبدو أن الرابط هنا عقلى لا نفسى وجدانى.
وليس من أغراضه ما ذكره الأقدمون أيضا من الاستطراف، فليس تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب- تشبيها فنيّا على هذا المقياس الذى وضعناه، فإن بحر المسك ذا الموج الذهبى، ليس بهذا المصباح الوهاج الذى ينير الصورة ويهبها نورا ووضوحا.
ولما كان هدف التشبيه الإيضاح والتأثير أرى الأقدمين قد أخطئوا حينما عدّوا البليغ من التشبيه ما كان بعيدا غريبا نادرا، ولذلك عدّوا قوله:
وكأنّ أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق
أفضل من قول ذى الرمة:
كحلاء في برج، صفراء في نعج  ... كأنها فضة قد مسها ذهب
«لأن الأول مما يندر وجوده دون الثانى، فإن الناس أبدا يرون في الصياغات فضة قد موهت بذهب ولا يكاد يتفق أن يوجد درر قد نثرن على بساط أزرق» .
وذلك قلب للأوضاع، وبعد عن مجال التشبيه الفنى الذى توضع فيه صورة قوية تبعث الحياة والقوة في صورة أخرى بجوارها، وبرغم أن التشبيهين السالفين حسّيان أرى التشبيه الثانى أقوى وأرفع، ولست أرمى إلى أن يكون التشبيه مبتذلا، فإن الابتذال لا يثير النفس، فيفقد التشبيه هدفه، ولكن أن يكون في قرب التشبيه ما يجعل الصورة واضحة مؤثرة كما سنرى.
- 3 - ليس الحس وحده هو الذى يجمع بين المشبه والمشبه به في القرآن، ولكنه الحس والنفس معا، بل إن للنفس النصيب الأكبر والحظ الأوفى.
والقرآن حين يشبه محسوسا بمحسوس يرمى أحيانا إلى رسم الصورة كما تحس بها النفس، تجد ذلك في قوله سبحانه يصف سفينة نوح: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). ألا ترى الجبال تصور للعين هذه الأمواج الضخمة، وتصور في الوقت نفسه، ما كان يحس به ركاب هذه السفينة وهم يشاهدون هذه الأمواج، من رهبة وجلال معا، كما يحس بهما من يقف أمام شامخ الجبال. وقوله تعالى يصف الجبال يوم القيامة: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). فالعهن المنفوش يصور أمامك منظر هذه الجبال، وقد صارت هشة لا تتماسك أجزاؤها، ويحمل إلى نفسك معنى خفتها ولينها. وقوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (يس 39). فهذا القمر بهجة السماء وملك الليل، لا يزال يتنقل في منازله حتى يصبح بعد هذه الاستدارة المبهجة، وهذا الضوء الساطع الغامر، يبدد ظلمة الليل، ويحيل وحشته أنسا- يصبح بعد هذا كله دقيقا نحيلا محدودبا لا تكاد العين تنتبه إليه، وكأنما هو في السماء كوكب تائه، لا أهمية له، ولا عناية بأمره، أو لا ترى في كلمة العرجون ووصفهما بالقديم ما يصور لك هيئة الهلال في آخر الشهر، ويحمل إلى نفسك ضآلة أمره معا. وقوله تعالى يصف نيران يوم القيامة: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 32، 33)، فالقصر وهو الشجر الضخم، والجمال الصفر توحى إلى النفس بالضخامة والرهبة معا، وصور لنفسك شررا في مثل هذا الحجم من الضخامة يطير.
ويرمى أحيانا إلى اشتراك الطرفين في صفة محسوسة، ولكن للنفس كذلك نصيبها فى اختيار المشبه به الذى له تلك الصفة، وحسبى أن أورد هنا آيات ثلاث تتبين فيها هذا الذى أشرنا إليه. فالقرآن قد شبه نساء الجنة، فقال: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (الرحمن 56 - 58). وقال: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (الصافات 48). وقال: وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (الواقعة 22، 23).
فليس في الياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون لون فحسب، وإنما هو لون صاف حىّ فيه نقاء وهدوء، وهى أحجار كريمة تصان ويحرص عليها، وللنساء نصيبهن من الصيانة والحرص، وهن يتخذن من تلك الحجارة زينتهن، فقربت بذلك الصلة واشتد الارتباط، أما الصلة التى تربطهن بالبيض المكنون، فضلا عن نقاء اللون، فهى هذا الرفق والحذر الذى يجب أن يعامل به كلاهما، أو لا ترى في هذا الكون أيضا صلة تجمع بينهما، وهكذا لا تجد الحس وحده هو الرابط والجامع، ولكن للنفس نصيب أى نصيب.
وحينا يجمع بين الطرفين المحسوسين معنى من المعانى لا يدرك بإحدى الحواس، وقلّ ذلك في القرآن الكريم الذى يعتمد في التأثير أكثر اعتماد على حاسة البصر، ومن القليل قوله سبحانه: أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ (الأعراف 179).
وصفة ضلال الأنعام من أبرز الصفات وأوضحها لدى النفس. وكثر في القرآن إيضاح الأمور المعنوية بالصور المرئية المحسوسة، تلقى عليها أشعة الضوء تغمرها فتصبح شديدة الأثر، وها هو ذا يمثل وهن ما اعتمد عليه المشركون من عبادتهم غير الله وهنا لن يفيدهم فائدة ما، فهم يعبدون ويبذلون جهدا يظنونه مثمرا وهو لا يجدى، فوجد في العنكبوت ذلك الحيوان الذى يتعب نفسه في البناء، ويبذل جهده في التنظيم، وهو لا يبنى سوى أوهن البيوت وأضعفها، فقرن تلك الصورة المحسوسة إلى الأمر المعنوى، فزادته وضوحا وتأثيرا قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41).
وها هو ذا يريد أن يحدثنا عن أعمال الكفرة، وأنها لا غناء فيها، ولا ثمرة ترجى منها، فهى كعدمها فوجد في الرماد الدقيق، لا تبقى عليه الريح العاصفة، صورة تبين ذلك المعنى أتم بيان وأوفاه، فقال سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (إبراهيم 18).
وليس في القرآن سوى هذين اللونين من التشبيه: تشبيه المحسوس بالمحسوس، وتشبيه المعقول بالمحسوس، أما قوله سبحانه: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (الصافات 64، 65). فالذى سمح بأن يكون المشبه به خياليّا، هو ما تراكم على الخيال بمرور الزمن من أوهام رسمت في النفس صورة رءوس الشياطين في هيئة بشعة مرعبة، وأخذت هذه الصورة يشتد رسوخها بمرور الزمن، ويقوى فعلها في النفس، حتى كأنها محسوسة ترى بالعين وتلمس باليد، فلما كانت هذه الصورة من القوة إلى هذا الحد ساغ وضعها في موضع التصوير والإيضاح، ولا نستطيع أن ننكر ما لهذه الصورة من تأثير بالغ في النفس، ومما جرى على نسق هذه الآية قوله تعالى: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ (النمل 10). ففي الخيال صورة قوية للجان، تمثله شديد الحركة لا يكاد يهدأ ولا يستقر.
والتشبيه في القرآن تعود فائدته إلى المشبه تصويرا له وتوضيحا، ولهذا كان المشبه به دائما أقوى من المشبه وأشد وضوحا، وهنا نقف عند قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (النور 35). فقد يبدو للنظرة العجلى أن المشبه وهو نور الله أقوى من مصباح هذه المشكاة، ولكن نظرة إلى الآية الكريمة ترى أن النور المراد هنا هو النور الذى يغمر القلب، ويشرق على الضمير، فيهدى إلى سواء السبيل، أو لا ترى أن القلب ليس في حاجة إلى أكثر من هذا المصباح، يلقى عليه ضوءه، فيهتدى إلى الحق، وأقوم السبل، ثم ألا ترى في اختيار هذا التشبيه إيحاء بحالة القلب وقد لفه ظلام الشك، فهو متردد قلق خائف، ثم لا يلبث نور اليقين أن يشرق عليه، فيجد الراحة والأمن والاستقرار، فهو كسارى الليل يخبط فى الظلام على غير هدى، حتى إذا أوى إلى بيته فوجد هذا المصباح في المشكاة، وجد الأمن سبيله إلى قلبه، واستقرت الطمأنينة في نفسه، وشعر بالسرور يغمر فؤاده.
وإذا تأملت الآية الكريمة رأيتها قد مضت تصف ضوء هذا المصباح وتتأنق في وصفه، بما يصور لك قوته وصفاءه، فهذا المصباح له زجاجة تكسب ضوءه قوة، تجعله يتلألأ كأنه كوكب له بريق الدر ولمعانه، أما زيت هذا المصباح فمن شجرة مباركة قد أخذت من الشمس بأوفى نصيب، فصفا لذلك زيتها حتى ليكاد يضيء ولو لم تمسسه نار. ألا ترى أن هذا المصباح جدير أن يبدد ظلمة الليل، ومثله جدير أن يبدد ظلام الشك، ويمزق دجى الكفر والنفاق. وقد ظهر بما ذكرناه جمال هذا التشبيه ودقته وبراعته.
- 4 - أول ما يسترعى النظر من خصائص التشبيه في القرآن أنه يستمد عناصره من الطبيعة، وذلك هو سر خلوده، فهو باق ما بقيت هذه الطبيعة، وسر عمومه للناس جميعا، يؤثر فيهم لأنهم يدركون عناصره، ويرونها قريبة منهم، وبين أيديهم، فلا تجد في القرآن تشبيها مصنوعا يدرك جماله فرد دون آخر، ويتأثر به إنسان دون إنسان، فليس فيه هذه التشبيهات المحلية الضيقة مثل تشبيه ابن المعتز:
كأن آذريونها ... والشمس فيه كالية
مداهن من ذهب ... فيها بقايا غالية
مما لا يستطيع أن يفهمه على وجهه، ويعرف سر حسنه، إلا من كان يعيش في مثل حياة ابن المعتز، وله من أدوات الترف مثل أدواته.
تشبيهات القرآن تستمد عناصرها من الطبيعة، انظر إليه يجد في السراب وهو ظاهرة طبيعية يراها الناس جميعا، فيغرهم مرآها، ويمضون إلى السراب يظنونه ماء، فيسعون إليه، يريدون أن يطفئوا حرارة ظمئهم، ولكنهم لا يلبثون أن تملأ الخيبة قلوبهم، حينما يصلون إليه بعد جهد جهيد، فلا يجدون شيئا مما كانوا يؤمّلون، إنه يجد في هذا السراب صورة قوية توضح أعمال الكفرة، تظن مجدية نافعة، وما هى بشيء، فيقول: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً (النور 39).
ويجد في الحجارة تنبو على الجسو ولا تلين، ويشعر عندها المرء بالنبو والجسوة، يجد فيها المثال الملموس لقسوة القلوب، وبعدها عن أن تلين لجلال الحق، وقوة منطق الصدق، فيقول: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (البقرة 74). أو لا ترى أن القسوة عند ما تخطر بالذهن، يخطر إلى جوارها الحجارة الجاسية القاسية.
ويجد في هذا الذى يعالج سكرات الموت، فتدور عينه حول عواده في نظرات شاردة تائهة، صورة تخطر بالذهن لدى رؤية هؤلاء الخائفين الفزعين من المضى إلى القتال وأخذهم بنصيب من أعباء الجهاد، فيقول: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ (الأحزاب 18، 19).
ويجد في الزرع وقد نبت ضئيلا ضعيفا ثمّ لا يلبث ساقه أن يقوى، بما ينبت حوله من البراعم، فيشتد بها ساعده، ويغلظ، حتى يصبح بهجة الزارع وموضع إعجابه، يجد في ذلك صورة شديدة المجاورة لصورة أصحاب محمد، فقد بدءوا قلة ضعافا ثمّ أخذوا في الكثرة والنماء، حتى اشتد ساعدهم، وقوى عضدهم، وصاروا قوة تملأ قلب محمد بهجة، وقلب الكفار حقدا وغيظا فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (الفتح 29).
ويجد في أعجاز النخل المنقعر المقتلع عن مغرسه، وفي الهشيم الضعيف الذاوى صورة قريبة من صورة هؤلاء الصرعى، قد أرسلت عليهم ريح صرصر تنزعهم عن أماكنهم، فألقوا على الأرض مصرّعين هنا وهناك، فيقول: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (القمر 19، 20). ويقول: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (القمر 31).
فأنت في هذا تراه يتخذ الطبيعة ميدانا يقتبس منها صور تشبيهاته، من نباتها وحيوانها وجمادها، فمما اتخذ مشبها به من نبات الأرض العرجون، وأعجاز النخل والعصف المأكول، والشجرة الطيبة، والشجرة الخبيثة، والحبة تنبت سبع سنابل، وهشيم المحتظر، والزرع الذى أخرج شطأه. ومما اتخذ مشبها به من حيوانها الإنسان في أحوال مختلفة والعنكبوت والحمار، والكلب، والفراش، والجراد، والجمال، والأنعام، ومما اتخذ مشبها به من جمادها العهن المنفوش، والصيب، والجبال، والحجارة، والرماد، والياقوت، والمرجان، والخشب، ومن ذلك ترى أن القرآن لا يعنى بنفاسة المشبه به، وإنما يعنى العناية كلها باقتراب الصورتين في النفس، وشدة وضوحها وتأثيرها.
هذا ولا يعكر على ما ذكرناه من استمداد القرآن عناصر التشبيه من الطبيعة، ما جاء فيه من تشبيه نور الله بمصباح وصفه بأنه في زجاجة كأنها كوكب درىّ؛ لأن هذا المصباح قد تغير وتحول، فإن المراد تشبيه نور الله بالمصباح القوى، والمصباح باق ما بقى الإنسان في حاجة إلى نور يبدد به ظلام الليل.
ومن خصائص التشبيه القرآنى، أنه ليس عنصرا إضافيّا في الجملة، ولكنه جزء أساسى لا يتم المعنى بدونه، وإذا سقط من الجملة انهار المعنى من أساسه، فعمله في الجملة أنه يعطى الفكرة في صورة واضحة مؤثرة، فهو لا يمضى إلى التشبيه كأنما هو عمل مقصود لذاته، ولكن التشبيه يأتى ضرورة في الجملة، يتطلبه المعنى ليصبح واضحا قويّا، وتأمل قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). تجد فكرة عدم سماعهم الحق وأنهم لا ينطقون به، ولا ينظرون إلى الأدلة التى تهدى إليه، إنما نقلها إليك التشبيه في صورة قوية مؤثرة، كما تدرك شدة الفزع والرهبة التى ألمت بهؤلاء الذين دعوا إلى الجهاد، فلم يدفعهم إيمانهم إليه في رضاء وتسليم، بل ملأ الخوف نفوسهم من أن يكون الموت مصيرهم، وتدرك ذلك من قوله سبحانه: يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (الأنفال 6). وتفهم اضطراب المرأة وقلقها، وعدم استقرارها على حال، حتى لتصبح حياتها مليئة بالتعب والعناء- من قوله سبحانه: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ (النساء 129).
وتفهم مدى حب المشركين لآلهتهم من قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (البقرة 165). وهكذا تجد للتشبيه مكانه في نقل الفكرة وتصويرها، وقل أن يأتى التشبيه في القرآن بعد أن تتضح الفكرة نوع وضوح كما فى قوله تعالى: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ (الأعراف 171). وإذا أنت تأملت أسلوب الآية الكريمة وجدت هذا التعبير أقوى من أن يقال: وإذ صار الجبل كأنه ظلة، لما فى كلمة «نتق» من تصوير انتزاع الجبل من الأرض تصويرا يوحى إلى النفس بالرهبة والفزع، ولما في كلمة «فوقهم» من زيادة هذا التصوير المفزع وتأكيده فى النفس، وذلك كله يمهد للتشبيه خير تمهيد، حتى إذا جاء مكن للصورة في النفس، ووطد من أركانها. ومع ذلك ليس التشبيه في الآية عملا إضافيا، بل فيه إتمام المعنى وإكماله، فهو يوحى بالإحاطة بهم، وشمولهم، والقرب منهم قرب الظلة من المستظل بها، وفي ذلك ما يوحى بخوف سقوطه عليهم.
ومن خصائص التشبيه القرآنى دقته، فهو يصف ويقيد حتى تصبح الصورة دقيقة واضحة أخاذة، وخذ مثلا لذلك قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الجمعة 5).
فقد يتراءى أنه يكفى في التشبيه أن يقال: مثلهم كمثل الحمار الذى لا يعقل، ولكن الصورة تزداد قوة والتصاقا والتحاما، حين يقرن بين هؤلاء وقد حملوا التوراة، فلم ينتفعوا بما فيها، وبين الحمار يحمل أسفار العلم ولا يدرى مما ضمته شيئا، فتمام الصورتين يأتى من هذا القيد الذى جعل الصلة بينهما قوية وثيقة.
وقوله تعالى: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (المدثر 49 - 51). فربما بدا أنه يكفى في تصوير إعراضهم وصفهم بأنهم كالحمير، ولكنه في دقته لا يكتفى بذلك، فهو يريد أن يصور نفرتهم من الدعوة، وإسراعهم في إبعاد أنفسهم عنها، إسراعا يمضون فيه على غير هدى، فوصف الحمر بأنها مستنفرة تحمل نفسها على الهرب، وتحثها عليه، يزيد في هربها وفرارها أسد هصور يجرى خلفها، فهى تتفرق في كل مكان، وتجرى غير مهتدية فى جريها، أو لا ترى في صورة هذه الحمر وهى تجد في هربها لا تلوى على شىء، تبغى الفرار من أسد يجرى وراءها، ما ينقل إليك صورة هؤلاء القوم معرضين عن التذكرة، فارين أمام الدعوة لا يلوون على شىء، سائرين على غير هدى، ثم ألا تبعث فيك هذه الصورة الهزء بهم والسخرية.
ومن ذلك وصفه الخشب بأنها مُسَنَّدَةٌ فى قوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (المنافقون 4). فهى ليست خشبا قائمة في أشجارها لما قد يكون لها من جمال في ذلك الوضع، وليست موضوعة فى جدار؛ لأنها حينئذ تؤدى عملا، وتشعر بمدى فائدتها، وليست متخذا منها أبواب ونوافذ، لما فيها من الحسن والزخرف والجمال، ولكنها خشب مسندة قد خلت من الجمال، وتوحى بالغفلة والاستسلام والبلاهة.
ولم يكتف في تشبيه الجبال يوم القيامة بالعهن، بل وصفها بالمنفوش، إذ قال: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). للدقة في تصوير هشاشة الجبال، كما لم يكتف في تشبيه الناس يخرجون يوم القيامة بأنهم كالجراد بل وصفه بالمنتشر، فقال: يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (القمر 7). حتى يكون دقيقا فى تصوير هذه الجموع الحاشدة، خارجة من أجداثها منتشرة في كل مكان تملأ الأفق، ولا يتم هذا التصوير إلا بهذا الوصف الكاشف.
ومن خصائص التشبيه القرآنى المقدرة الفائقة في اختيار ألفاظه الدقيقة المصورة الموحية، تجد ذلك في تشبيه قرآنى، وحسبى أن أشير هنا إلى بعض أمثلة لهذا الاختيار.
نجد القرآن قد شبه بالجبال في موضعين، فقال: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). وقال: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (الشورى 32). ولكنك تراه قد آثر كلمة الجبال عند الموج، لما أنها توحى بالضخامة والجلال معا، أما عند وصف السفن فقد آثر كلمة الأعلام، جمع علم بمعنى جبل، وسر إيثارها هو أن الكلمة المشتركة بين عدة معان تتداعى هذه المعانى عند ذكر هذه الكلمة، ولما كان من معانى العلم الراية التى تستخدم للزينة والتجميل، كان ذكر الأعلام محضرا إلى النفس هذا المعنى، إلى جانب إحضارها صورة الجبال، وكان إثارة هذا الخاطر ملحوظا عند ذكر السفن الجارية فوق البحر، تزين سطحه، فكأنما أريد الإشارة إلى جلالها وجمالها معا، وفي كلمة الأعلام وفاء بتأدية هذا المعنى أدق وفاء.
وشبه القرآن الموج في موضعين، فقال: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ (هود 42). وقال: وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (لقمان 32). وسر هذا التنويع أن الهدف في الآية الأولى يرمى إلى تصوير الموج عاليا ضخما، مما تستطيع كلمة الجبال أن توحى به إلى النفس، أما الآية الثانية فتصف قوما يذكرون الله عند الشدة، وينسونه لدى الرخاء، ويصف موقفا من مواقفهم كانوا فيه خائفين مرتاعين، يركبون سفينة تتقاذفها الأمواج، ألا ترى أن الموج يكون أشد إرهابا وأقوى تخويفا إذا هو ارتفع حتى ظلل الرءوس، هنالك يملأ الخوف القلوب، وتذهل الرهبة النفوس، وتبلغ القلوب الحناجر، وفي تلك اللحظة يدعون الله مخلصين له الدين، فلما كان المقام مقام رهبة وخوف، كان وصف الموج بأنه كالظلل أدق في تصوير هذا المقام وأصدق.
وعلى طريقة إيثار كلمة الأعلام على الجبال التى تحدثنا عنها، آثر كلمة القصر على الشجر الضخم؛ لأن الاشتراك في هذه الكلمة بين هذا المعنى، ومعنى البيت الضخم يثير المعنيين في النفس معا فتزيد الفكرة عن ضخامة الشرر رسوخا في النفس.
وآثر القرآن كلمة بُنْيانٌ فى قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف 4). لما تثيره في النفس من معنى الالتحام والاتصال والاجتماع القوى، وغير ذلك من معان ترتبط بما ذكرناه، مما لا يثار فى النفس عند كلمة حائط أو جدار مثلا.
واختار القرآن كلمة «لباس»، فى قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (البقرة 187). لما توحى به تلك الكلمة من شدة الاحتياج، كاحتياج المرء للباس، يكون مصدر راحة، وعنوان زينة معا.
ومن مميزات التشبيه القرآنى أيضا أن المشبه قد يكون واحدا ويشبه بأمرين أو أكثر، لمحا لصلة تربط بين هذا الأمر وما يشبهه، تثبيتا للفكرة في النفس.
أو لمحا لها من عدة زوايا، ومن ذلك مثلا تصوير حيرة المنافقين واضطراب أمرهم، فإن هذه الحيرة يشتد تصورها لدى النفس، إذا هى استحضرت صورة هذا السارى قد أوقد نارا تضيء طريقه، فعرف أين يمشى ثمّ لم يلبث أن ذهب الضوء، وشمل المكان ظلام دامس، لا يدرى السائر فيه أين يضع قدمه، ولا كيف يأخذ سبيله، فهو يتخبط ولا يمشى خطوة حتى يرتد خطوات. أو إذا استحضرت صورة هذا السائر تحت صيّب من المطر قد صحبه ظلمات ورعد وبرق، أما الرعد فمتناه فى الشدة إلى درجة أنه يود اتقاءه بوضع أصابعه إذا استطاع في أذنه، وأما البرق فيكاد يخطف البصر، وأما الظلمات المتراكمة فتحول بين السائر وبين الاهتداء إلى سواء السبيل. وتجد تعدّد هذا التشبيه في قوله سبحانه: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ... أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ .... (البقرة 17 - 19).
ومن النظر إلى الفكرة من عدّة زوايا، أنه حينا ينظر إلى أعمال الكافرين من ناحية أنها لا أثر لها ولا نتيجة، فيرد إلى الذهن حينئذ هذا الرماد الدقيق لا يقوى على البقاء أمام ريح شديدة لا تهدأ حتى تبدأ؛ لأنها في يوم عاصف، ألا ترى هذه الريح كفيلة بتبديد ذرّات هذا الغبار شذر مذر، وأنها لا تبقى عليه ولا تذر، وكذلك أعمال الكافرين، لا تلبث أن تهب عليها ريح الكفر، حتى تبددها ولا تبقى عليها، وللتعبير عن ذلك جاء قوله سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي
يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
(إبراهيم 18).
وحينا ينظر إليها من ناحية أنها تغر أصحابها فيظنونها نافعة لهم، مجدية عليهم، حتى إذا جاءوا يوم القيامة لم يجدوا شيئا، ألا ترى في السراب هذا الأمل المطمع، ذا النهاية المؤيسة، ولأداء هذا المعنى قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً (النور 39). وحينا ينظر إليها من ناحية ما يلم بصاحبها من اضطراب وفزع، عند ما يجد آماله في أعماله قد انهارت، ألا تظلم الدنيا أمام عينيه ويتزلزل كيانه كهذا الذى اكتنفه الظلام في بحر قد تلاطمت أمواجه، وأطبقت ظلمة السحاب على ظلمة الأمواج، ألا يشعر هذا الرجل بمصيره اليائس، وهلاكه المحتوم، ألا يصور لك ذلك صورة هؤلاء الكفار عند ما يجيئون إلى أعمالهم، فلا يجدون لها ثوابا ولا نفعا، ولتصوير ذلك جاء قوله سبحانه: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (النور 40).
- 5 - ويهدف التشبيه في القرآن إلى ما يهدف إليه كلّ فنّ بلاغىّ فيه، من التأثير في العاطفة، فترغب أو ترهب، ومن أجل هذا كان للمنافقين والكافرين والمشركين نصيب وافر من التشبيه الذى يزيد نفسيتهم وضوحا، ويصور وقع الدعوة على قلوبهم، وما كانوا يقابلون به تلك الدعوة من النفور والإعراض.
يصور لنا حالهم وقد استمعوا إلى دعوة الداعى، فلم تثر فيهم تلك الدعوة رغبة فى التفكير فيها، لمعرفة ما قد تنطوى عليه من صدق، وما قد يكون فيها من صواب، بل يحول بينهم وبين ذلك الكبر والأنفة، وما أشبههم حينئذ بالرجل لم يسمع عن الدعوة شيئا، ولم يطرق أذنه عنها نبأ، بل ما أشبههم بمن في أذنه صمم، فهو لا يسمع شيئا مما يدور حوله، وبمن أصيب بالبكم، فهو لا ينطق بصواب اهتدى إليه، وبمن أصيب بالعمى، فهو لا يرى الحق الواضح، وبذلك شبههم القرآن، فقال: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (الجاثية 7، 8)، وقال: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (البقرة 171).
أما ما يشعرون به عند ما يسمعون دعوة الحق فضيق يملأ صدورهم، ويئودهم حمله، كهذا الضيق الذى يشعر به المصعد في جبل، فهو يجر نفسه ويلهث من التعب والعناء، وهكذا صور الله ضيق صدورهم بقوله: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (الأنعام 125).
وما دام هؤلاء القوم لا يستخدمون عقولهم فيما خلقت له، ولم تصغ آذانهم إصغاء من يسمع ليتدبر، فقد وجد القرآن في الأنعام شبيها لهم يقرنهم بها، ويعقد بينهم وبينها وثيق الصلات، فقال: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (الأعراف 179). وأنت ترى في هذا التشبيه كيف مهد له التمهيد الصالح، فجعل لهم قلوبا لا يفقهون بها، وأعينا لا يبصرون بها، وآذانا لا يسمعون بها، ألا ترى نفسك بعدئذ مسوقا إلى إنزالهم منزلة البهائم، فإذا ورد هذا التشبيه عليك، وجد في قلبك مكانا، ولم تجد فيه بعدا ولا غرابة، بل ينزل بهم حينا عن درجة الأنعام، فيراهم خشبا مسندة.
وحينا يريد أن يصورهم، وقد جدوا في الهرب والنفرة من تلك الدعوة الجديدة، فيقول: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (المدثر 49 - 51). وقد تحدثنا عن هذا التشبيه فيما مضى.
أما هذا الذى آمن ثمّ كفر، وانسلخ عن الإيمان واتبع هواه، فقد عاش مثال الذلة والهوان، وقد وجد القرآن في الكلب شبها يبين عن خسته وحقارته، ومما يزيد في الصلة بين الاثنين أن هذا المنسلخ يظل غير مطمئن القلب، مزعزع العقيدة، مضطرب الفؤاد، سواء أدعوته إلى الإيمان، أم أهملت أمره، كالكلب يظل لاهثا، طردته وزجرته، أم تركته وأهملته، قال: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف 175، 176).
ولم ينس القرآن تصوير حيرتهم، واضطراب نفسيتهم، ولمح في اضطرابهم صلة بينهم وبين من استوقد نارا، ثم ذهب الله بنوره وبين السائر تحت صيّب منهمر، فيه ظلمات ورعد وبرق.
وصوّر وهن ما يعتمد عليه من يتخذ من دون الله أولياء بوهن بيت العنكبوت، وحين أراد أن يتحدث عن أن هؤلاء الأولياء لن يستفيد منهم عابدوهم بشيء، رأى في هذا الذى يبسط كفه إلى الماء، يريد وهو على تلك الحال أن ينقل الماء إلى فيه، وما هو ببالغه، شبيها لهم فقال: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (الرعد 14).
وتعرض لأعمال الكفرة كما سبق أن ذكرنا، ولصدقاتهم التى كان جديرا بها أن تثمر وتزهر، ويفيدوا منها لولا أن هبت عليها ريح الشرك فأبادتها، كما تهب الريح الشديدة البرد بزرع كان ينتظر إثماره فأهلكته: مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (آل عمران 117).
وهناك طائفة من التشبيهات ترتبط بيوم القيامة، لجأ إليها القرآن للتصوير والتأثير معا، فإذا أراد القرآن أن يبين قدرة الله على أن يأتى بذلك اليوم، بأسرع مما يتصور المتصورون لجأ إلى أسرع ما يراه الرائى، فاتخذه مثلا يؤدى إلى الهدف المراد، فيقول: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77).
ويقرب أمر البعث إلى الأذهان بتوجيه النظر إلى بدء الإنسان، وأن هذا البعث صورة من هذا البدء، فيقول: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (الأعراف 29). وبتوجيه النظر إلى هذا السحاب الثّقال يسوقه الله لبلد ميت، حتى إذا نزل ماؤه دبت الحياة في أوصال الأرض، فخرج الثمر منها يانعا، وهكذا يخلق الله الحياة في الموتى، قال سبحانه:
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57).
وإذا جاء يوم القيامة استيقظ الناس لا يشعرون بأنه قد مضى عليهم حين من الدهر طويل منذ فارقوا حياتهم، ويورد القرآن من التشبيه ما يصور هذه الحالة النفسية، فيقول: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (يونس 45). وإذا نظرت إلى قوة التشبيه مقترنة بقوله: يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ أدركت مدى ما يستطيع أن يحدثه في النفس من أثر. وقد كرر هذا المعنى في موضع آخر يريد أن يثبته في النفس ويؤكده فقال: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (النازعات 42 - 46).
ها هم أولاء قد بعثوا، خارجين من أجداثهم في كثرة لا تدرك العين مداها، وماذا يستطيع أن يرسم لك تلك الصورة، تدل على الغزارة والحركة والانبعاث، أفضل من هذا التشبيه الذى أورده القرآن حين قال: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (القمر 7، 8).
وحينا يصوّرهم ضعافا يتهافتون مسرعين إلى الداعى كى يحاسبهم، فيجد في الفراش صورتهم، فيقول: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (القارعة 1 - 4). ولا أخال أحدا لم ير الفراش يسرع إلى الضوء، ويتهافت عليه في ضعف وإلحاف معا، ولقد تناول القرآن إسراعهم مرة أخرى، فشبههم بهؤلاء الذين كانوا يسرعون في خطوهم، ليعبدوا أنصابا مقامة، وتماثيل منحوتة، كانوا متحمسين في عبادتها، يقبلون عليها في رغبة واشتياق، فيقول: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (المعارج 43).
ويتناول المجرمين، فيصوّر ما سوف يجدونه يومئذ من ذلة وخزى، ويرسم وجوههم، وقد علتها الكآبة: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (يونس 27). أما طعامهم فمن شجرة الزقوم، يتناولونها فيحسون بنيران تحرق أمعاءهم فكأنما طعموا نحاسا ذائبا أو زيتا ملتهبا، وإذا ما اشتد بهم الظمأ واستغاثوا قدمت إليهم مياه كهذا النحاس والزيت تشوى وجوههم، قال تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (الدخان 43 - 46). وقال سبحانه: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ (الكهف 29). ألا ترى التشبيه يثير في النفس خوفا وانزعاجا.
ويصور آكل الربا يوم القيامة صورة منفرة منه، مزرية به، فهل رأيت ذلك الذى أصابه مس من الشيطان، فهو لا ينهض واقفا حتى يسقط، ولا يقوم إلّا ليقع، ذلك مثل آكل الربا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا (البقرة 275).
ولعب التشبيه دورا في تصوير يوم القيامة، وما فيه من الجنة والنار، ففي ذلك الحين، تفقد الجبال تماسكها، وتكون كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (القارعة 5). وتفقد السماء نظام جاذبيتها، فتنشق، ويصبح الجوّ ذا لون أحمر كالورد: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (الرحمن 37). وأما جهنم فضخامتها وقوة لهبها مما لا يستطيع العقل تصوره، ومما لا يمكن أن تقاس إليها تلك النيران التى نشاهدها في حياتنا، وحسبك أن تعلم أن شررها ليس كهذا الشرر الذى يشبه الهباءة اليسيرة، وإنما هو شرر ضخم ضخامة غير معهودة، وهنا يسعف التشبيه، فيمد الخيال بالصورة، حين يجعل لك هذا الشرر كأنه أشجار ضخمة تتهاوى، أو جمال صفر تتساقط: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (المرسلات 32، 33). وأما الجنة ففي سعة لا يدرك العقل مداها، ولا يستطيع التعبير أن يحدها، أو يعرف منتهاها، ويأتى التشبيه ممدا في الخيال، كى يسبح ما يشاء أن يسبح، فيقول: وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ (الحديد 21).
وهكذا ترى التشبيه يعمل على تمثيل الغائب حتى يصبح حاضرا، وتقريب البعيد النائى حتى يصير قريبا دانيا. ولجأ القرآن إلى التشبيه يصور به فناء هذا العالم الذى نراه مزدهرا أمامنا، عامرا بألوان الجمال، فيخيل إلينا استمراره وخلوده، فيجد القرآن في الزرع يرتوى من الماء فيصبح بهيجا نضرا، يعجب رائيه، ولكنه لا يلبث أن يذبل ويصفر، ويصبح هشيما تذروه الرياح- يجد القرآن في ذلك شبها لهذه الحياة الدنيا، ولقد أوجز القرآن مرة في هذا التشبيه وأطنب، ليستقر معناه في النفس، ويحدث أثره في القلب، فقال مرة: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقال مرة أخرى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً
(الحديد 20). وقال مرة ثالثة: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس 24).
ولما كان للمال أثره في الحياة الاجتماعية، لعب التشبيه دوره في التأثير في النفس، كى تسمح ببذله في سبيل تخفيف أعباء المجتمع، فقرر مضاعفة الثواب على ما يبذل في هذه الناحية، فقال في موضع: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 265). فلهذا التشبيه أثره في دفع النفس إلى بذل المال راضية مغتبطة، كما يغتبط من له جنة قد استقرت على مرتفع من الأرض، ترتوى بما هى فى حاجة إليه من ماء المطر، وتترك ما زاد عن حاجتها، فلا يظل بها حتى يتلفها، كما يستقر في المنخفضات، فجاءت الجنة بثمرها مضاعفا، وفي مرة أخرى رأى مضاعفة جزاء الحسنة كمضاعفة الثمرة، لهذا الذى يبذر حبة قمح، فتخرج عودا يحمل سبع سنابل، فى كل سنبلة مائة حبة: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 261).
وحاط القرآن هذه المضاعفة بشرط ألا يكون الإنفاق عن رياء، وهنا نقف أمام هذا التشبيه القرآنى الذى سيق تصويرا لمن يتصدق لا عن باعث نفسى، نتبين إيحاءاته، ونتلمس وجه اختياره، إذ يقول سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (البقرة 264). أرأيت هذا الحجر الصلد قد غطته قشرة رقيقة من التراب فخاله الرائى صالحا للزرع والإنبات، ولكن وابل المطر لم يلبث أن أزال هذه القشرة فبدا الحجر على حقيقته، صلدا لا يستطيع أحد أن يجد فيه موضع خصب، ولا تربة صالحة للزراعة، ألا ترى في اختيار كلمة الصفوان هنا ما يمثل لك هذا القلب الخالى من الشعور الإنسانى النبيل، والعطف على أبناء جنسه عطفا ينبع من شعور حى صادق، ولكن الصدقة تغطيه بثوب رقيق حتى يخاله الرائى، قلبا ينبض بحب الإنسانية، ويبنى عليه كبار الآمال فيما سوف يقدمه للمجتمع من خير، ولكن الرياء والمن والأذى لا تلبث أن تزيل هذا الغشاء الرقيق، فيظهر القلب على حقيقته قاسيا صلبا لا يلين.
- 6 - وتأتى الكاف في القرآن أحيانا لا لهذا التشبيه الفنى الخالص، بل لإيقاع التساوى بين أمرين، ومن أمثلة هذا الباب قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالًا وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (التوبة 68، 69). وقوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا (المزمل 15، 16). فهو يعقد موازنة بينهم وبين من سبقهم، ويبين لهم الوجوه التى يتفقون فيها معهم، ولا ينسى أن يذكر ما أصاب سابقيهم، وإلى هنا يقف، تاركا لهم أن يصلوا بأنفسهم إلى ما ينتظرهم من العواقب، وإنها لطريقة مؤثرة في النفس حقّا، أن تضع لها شبيها، وتتركها تصل بنفسها إلى النتيجة في سكينة وهدوء، لا أن تقذف بها في وجهها، فربما تتمرد وتثور.
ومن كاف التساوى أيضا قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ (النساء 163). وقد يلمح في ذلك الرغبة في إزالة الغرابة عن نفوس السامعين، واستبعادهم نزول الوحى على الرسول، فالقرآن يقرنه بمن لا يشكّون فى رسالته، ليأنسوا بدعوة النبى، وقد يكون في هذا التساوى مثار للتهكم، كما فى قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ (الأنعام 94). أو مثار للاستنكار، كما في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ (العنكبوت 10). فسر الاستنكار كما ترى هو تسوية عذاب الناس بعذاب الله. وقد تأتى الكاف وسيلة للإيضاح، وتقوم هى وما بعدها مقام المثال للقاعدة، وغير خاف ما للمثل يضرب من التأثير والإقناع، ومن ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (آل عمران 10، 11)، فجاء بآل فرعون مثالا لأولئك الذين لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا، ومن كاف الإيضاح قوله سبحانه: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ، وقوله: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي.

غن

(غن)
غنا وغنة كَانَ فِي صَوته غنة يُقَال غن الرجل وغن الظبي وَنَحْو ذَلِك وَالرَّوْضَة أَو الْوَادي كثر شَجَره والتف فَكثر ذبابه فَسمع لَهُ غنة فَهُوَ أغن وَهِي غناء (ج) غن
الغُنَّةُ صَوْث فيه تَرْخِيْمٌ من نحو الخَياشِيم.
وقَرْيَةٌ غَنّاءُ: جَمَّةُ الأهل كثِيرةُ البُنْيانِ. ووادٍ أغَنُّ: من العُشْب أخْضَر، ورَوْضَة غَناءُ. وبها غُنَانٌ. وأغَن النبْتُ. وأجِدُ رِيْحَ غُنَانَةٍ. ومَكانٌ مُغِن.
باب الغين والنون غن، نغ مستعملان

غن: الغُنَّةُ: صوت فيه ترخيمٌ نحو الخياشيم يغُور من نحو الأنف بعونِ من نفسِ الأنفِ. قال الخليل: النون أشد الحروف غُنَّةً. وقرية غَنّاءُ أي: جمة الأهل والبنيان. ويجمع الأغَنُّ والغَنّاء على غُنٍّ. وهو بين الغُنَّة أو الغَنَن.

نغ: النُّغْنُغُ: موضعٌ بين اللهاة وشواربِ الحنجورِ. ونُغْنِغَ فلان: عرض له في نُغْنُغِه داء، قال جرير:

غمز ابن مرة يا فرزدق كينها ... غمز الطبيب نغانغ المعذور
الْغَيْن وَالنُّون

الغُنة: أَن يجْرِي الكلامُ فِي اللَّهاة، وَهِي أقل من الخُنّة.

غَنّ يَغَنّ، فَهُوَ أغنّ.

وَقيل: الأغنّ: الَّذِي يخرج كَلَامه من خياشيمه.

وظبَي أغنّ: يخرج صَوته من خَيشومه، قَالَ:

فقد أَرَنيِّ وَلَقَد أرَنيِّ غُرّاً كَآرم الصَّريم الغُن

وَمَا أَدْرِي مَا غَنَّنَه، أَي: جعله أغن.

وَقَوله: وجعــلتْ لَخَّتها تُغنِّيه أَرَادَ: تُغننه، فحوَّل إِحْدَى النونين يَاء، كَمَا قَالُوا: تظنّيت، وَفِي " تظننت " وَقَالَ ابْن جني، وَذكر النُّون، فَقَالَ: إِنَّمَا زيدت النُّون هُنَا، وَإِن لم تكن حرف مدّ، من قبيل إِنَّهَا حرف اغن، وَإِنَّمَا عَنى بِهِ أَنه حرف تحدث عَنهُ الغُنة، فنسب ذَلِك إِلَى الْحَرْف.

وَاسْتعْمل يزِيد بن الاعور الثّنِّي: " الغُنّة " فِي تَصويت الْحِجَارَة، فَقَالَ:

إِذا عَلا صَوّانُهُ أرَنّا يَرْمَعها والجَنْدلَ الأغَنَّا

وأَغنت الأرضُ: اكتهل عُشبها.

وَقَوله:

فظَلْن يَخْبطن هَشِيمَ الثِّنِّ بعد عَمِيم الرَّوضة المُغِنِّ

يجوز أَن يكون " المُغن " من نعت " العَميم "، وَيجوز أَن يكون من نعت " الرَّوْضَة "، كَمَا قَالُوا: امْرَأَة مُرضع، وَلَيْسَ هَذَا بِقَوي.

وأغن الذُّبَاب: صّوت.

وَالِاسْم الغُنان، قَالَ: حَتَّى إِذا الْوَادي أغنّ غُنانُه وروضة غنّاء: تمر الرّيح فِيهَا غير صَافِيَة الصَّوْت، من كَثَافَة عُشبها والتفافه.

وواد أغنّ، كَذَلِك.

وغنّ الْوَادي، وأغن: كَثر شَجَره.

وقرية غَنّاء: جمة الْأَهْل والبُنيان.

وكُله من " الغُنة " فِي الْأنف.

وغَنّ النخلُ، وأغن: أدْرك.

غن

1 غَنَّ, (MA, Msb, K,) originally غَنِنَ, (Msb, MF,) [sec. Pers\. غَنِنْتَ,] aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. غُنَّةٌ (MA, KL) and غَنَنٌ, (MA, [and the same seems to be indicated in the Msb by its being said that the verb is of the class of تَعِبَ,]) or غَنٌّ, (TK, [but this I think a mistake,]) He spoke (MA, Msb, KL) in, (MA,) or from, (Msb, KL,) or [rather] through, (KL,) his nose, (MA, KL,) or his خَيَاشِيم [app. here meaning the innermost parts of the air-passages of the nose]. (Msb.) [The author of the K gives no indication of the proper signification of this verb but that of its implying what he states to be meant by غُنَّةٌ, which see below.] b2: See also 4, in two places.2 غنّنهُ, inf. n. تَغْنِينٌ, It rendered him أَغَنّ [q. v.]. (K.) One says, مَا أَدْرِى مَا غَنَّنَهُ I know not what rendered him, or has rendered him أَغَنّ. (TA.) b2: And غنّن صَوْتَهُ He made his voice to have in it a غُنَّة [q. v.]. (Mughnee, art. حَرْفُ النُّونِ. [See مُغَنٍّ, voce غَنَّآءٌ, in art. غنى.]) 4 اغنّ said of a man, He made one to hear his ↓ غُنَّة, i. e. soft, or gentle, plaintive, and melodious, voice, in singing. (Har p. 645.) b2: اغنّ الذُّبَابُ The flies made a sound [or humming]. (K.) b3: اغنّ الوَادِى (tropical:) The valley had in it the sound [or humming] of flies, [or resounded therewith,] being abundant in herbs, or herbage: (S:) or abounded with trees; as also ↓ غَنَّ. (K, TA.) b4: اغنّت الأَرْض (assumed tropical:) The land had its herbs, or herbage, tall, full-grown, or of full height, and in blossom. (TA.) b5: اغنّ النَّخْلُ (tropical:) The palm-trees attained to maturity; as also ↓ غَنَّ. (K, TA.) b6: and اغنّ السِّقَآءُ (tropical:) The skin became filled (S, K, TA) with water. (S, TA.) A2: And [it is also trans.:] one says, اغنّ اللّٰهُ غُصْنَهُ (tropical:) God made its branch beautiful and bright. (K, TA.) غُنَّةٌ [mentioned above as an inf. n. of غَنَّ but generally expl. as a simple subst. signifying A sort of nasal sound, or twang:] a sound that comes forth from the nose; (Ham p. 339;) a sound (S, Msb) in, (S,) or that comes forth from, (Msb,) the خَيْشُوم [app. here meaning the innermost part of the air-passages of the nose]: (S, Msb:) or a sound from the لَهَاة [q. v., app. here meaning the arches, or pillars, of the soft palate, or the furthest part of the mouth,] and the nose, like [that which is heard in the utterance of] the ن of مِنْكَ and عَنْكَ, for the tongue has not part in it: (Mgh:) or the flowing [or passage] of the speech in the لَهَاة [app. here also meaning as expl. above]: (K:) or a mixture of the sound of the خَيْشُوم [expl. above] in the pronunciation of a letter: (Mbr, TA:) ن is that one of the letters in which it is greatest in degree: (Kh, Mgh, Msb, TA:) خُنَّةٌ is [a sound] greater in degree than غُنَّةٌ. (TA.) b2: [Also The roughness of the voice, of a boy, consequent upon the attaining to puberty; or, as Mtr says,] الغُنَّةُ signifies also what is incident to the boy on the occasion of his attaining to puberty, when his voice becomes rough. (Mgh.) b3: And A soft, or gentle, plaintive, and melodious, voice, in singing. (Har p. 645.) See 4. b4: And The sound [or humming] produced by the flying of flies; (TA;) and ↓ غُنَانٌ [likewise] signifies the sound of flies. (K, TA.) [See مُغِنٌّ and أَغَنُّ. And see also an ex. voce ثُنَّةٌ: and another voce عُنَّةٌ.] b5: And the poet Yezeed Ibn-El-Aawar has used it in relation to the sounding of stones: (K:) [or rather] he has so used the epithet ↓ أَغَنّ. (TA.) عُنَانٌ: see the next preceding paragraph, near the end.

أَغَنُّ One who speaks [with a nasal sound, or twang, i. e.] in [or rather through] his nose; (TA;) who speaks from his خَيَاشِيم [app. here meaning (as expl. before) the innermost parts of the airpassages of the nose]: (S, Msb:) or, accord. to Az, (Mgh, TA,) whose speech flows, (Mgh, K, *) or passes forth, (TA,) in his لَهَاة [app. (as expl. voce غُنَّةٌ) the arches, or pillars, of the soft palate, or the furthest part of the mouth]: (Mgh, K, TA:) fem. غَنَّآءُ, applied to a woman. (Msb.) b2: It is also applied to a gazelle (ظَبْىٌ), meaning Whose cry issues from his خَيَاشِيم [expl. above]: J has erred in saying that it is applied to طَيْر [i. e. birds, or flying things]: (K:) or if by طير he mean flies (ذُبَابٌ), his saying thus is not a mistake, for it is applied to them [as meaning making a humming sound]. (TA.) b3: [Hence,] وَادٍ أَغَنُّ (assumed tropical:) A valley abounding with herbs or herbage: for to such the flies constantly keep, and in their sounds is a غُنَّة. (S. [See also مُغِنٌّ.]) And (for this reason, TA) one says رَوْضَةٌ غَنَّآءُ i. e. (assumed tropical:) [A meadow, or garden,] abounding with herbs or herbage: or in which the winds pass with a sound that is not clear, [i. e. with a confused, humming, or murmuring, sound,] by reason of the denseness of its herbs or herbage. (K, TA.) And [for the same reason one says]

عُشْبٌ أَغَنُّ (assumed tropical:) Herbs, or herbage, tall, full-grown, or of full height, and in blossom. (TA.) b4: and (hence also, S) قَرْيَةٌ غَنَّآءُ (tropical:) [A town, or village,] abounding with inhabitants (S, K, TA) and buildings (K, TA) and herbs or herbage [so that in it is heard the hum of men and women and of flies &c.]. (S, TA.) b5: حَرْفٌ أَغْنُّ means A letter from [the utterance of] which results what is termed غُنَّة [i. e. the nasal sound thus termed]. (TA.) b6: See also غُنَّةٌ, last sentence.

وَادٍ مُغِنٌّ (tropical:) A valley in which is [heard] the sound [or humming] of flies; these not being in any valley but such as abounds with herbs or herbage; (S;) a valley of which the flies are abundant, by reason of the denseness, or luxuriance, of its herbs or herbage, so that a غُنَّة [or humming] is heard, produced by their flying: the epithet being applied to it, but being properly applicable to the flies. (TA.) [See also أَغَنُّ.]

صدر

(صدر) : صَدَرْتُه: أي أَصْدَرْتُهُ.
الصدر: هو أول جزء من المصراع الأول في البيت.
(صدر) الْفرس سبق غَيره من الْخَيل وَفُلَانًا رجعه وَقدمه وَأَجْلسهُ فِي صدر الْمجْلس وَالْكتاب افتتحه بمقدمة والبضاعة أرسلها من بلد إِلَى بلد آخر (محدثة)
(صدر)
الْأَمر صَدرا وصدورا وَقع وتقرر وَالشَّيْء عَن غَيره نَشأ وَيُقَال فلَان يصدر عَن كَذَا أَي يستمد مِنْهُ وَعَن الْمَكَان والورد صَدرا وصدرا رَجَعَ وَانْصَرف وَإِلَى الْمَكَان انْتهى إِلَيْهِ وَفُلَانًا رجعه وَصَرفه وَأصَاب صَدره

(صدر) صَدرا شكا صَدره فَهُوَ مصدور
صدر [فَقَالَ -] [أَبُو عبيد -] وَكَذَلِكَ إِذا ضَربته على مثانته قلت: مثَنته أمثُنه وأمثِنه مَثْنا فَهُوَ ممثون [وَهَذَا -] مثل قَوْلهم إِذا اشْتَكَى رَأسه أَو ضرب على رَأسه قيل: مرؤوس وَمن الْفُؤَاد: مفؤود وعَلى هَذَا عَامَّة مَا فِي الْجَسَد وَلِهَذَا قيل: للَّذي بِهِ المَشِى: مبطون وَكَذَلِكَ: مصدور إِذا كَانَ يشتكي صَدره وَمِنْه قَول عبيد الله بن عبد الله بنعتبَة بن مَسْعُود حِين قَالَ لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز: حَتَّى مَتى تَقول هَذَا الشّعْر الشّعْر فَقَالَ عبيد الله: [الرجز]

لَا بُد للمصدور من أَن يسعُلا
ص د ر : صَدَرَ الْقَوْمُ صُدُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَأَصْدَرْتُهُ بِالْأَلِفِ وَأَصْلُهُ الِانْصِرَافُ يُقَالُ صَدَرَ الْقَوْمُ وَأَصْدَرْنَاهُمْ إذَا صَرَفْتَهُمْ وَصَدَرْتُ عَنْ الْمَوْضِعِ صَدْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَجَعْتُ قَالَ الشَّاعِرُ
وَلَيْلَةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا ... صَدْرَ الْمَطِيَّةِ حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفَا
فَصَدْرٌ مَصْدَرٌ وَالِاسْمُ الصَّدَرُ بِفَتْحَتَيْنِ.

وَالصَّدْرُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ صُدُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَرَجُلٌ مَصْدُورٌ يَشْكُو صَدْرَهُ وَصَدْرُ النَّهَارِ أَوَّلُهُ وَصَدْرُ الْمَجْلِسِ مُرْتَفَعُهُ وَصَدْرُ الطَّرِيقِ مُتَّسَعُهُ وَصَدْرُ السَّهْمِ مَا جَاوَزَ مِنْ وَسَطِهِ إلَى مُسْتَدَقِّهِ سُمِّي بِذَلِكَ لِأَنَّهُ الْمُتَقَدِّمُ إذَا رُمِيَ بِهِ 
ص د ر: (الصَّدْرُ) وَاحِدُ (الصُّدُورِ) وَهُوَ مُذَكَّرٌ. وَإِنَّمَا قَالَ الْأَعْشَى:

كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ الْقَنَاةِ مِنَ الدَّمِ
حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى لِأَنَّ صَدْرَ الْقَنَاةِ مِنَ الْقَنَاةِ. وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ لِأَنَّهُمْ يُؤَنِّثُونَ الِاسْمَ الْمُضَافَ إِلَى الْمُؤَنَّثِ. وَ (صَدْرُ) كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ. وَ (الْمَصْدُورُ) الَّذِي يَشْتَكِي صَدْرَهُ. وَ (الصَّدَرُ) بِفَتْحِ الدَّالِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: (صَدَرَ) عَنِ الْمَاءِ وَعَنِ الْبِلَادِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (أَصْدَرَهُ فَصَدَرَ) أَيْ رَجَعَهُ فَرَجَعَ وَالْمَوْضِعُ (مَصْدَرٌ) . وَمِنْهُ (مَصَادِرُ) الْأَفْعَالِ. وَ (صَادَرَهُ) عَلَى كَذَا. وَ (صَدَّرَ) كِتَابَهُ (تَصْدِيرًا) جَعَلَ لَهُ صَدْرًا. وَ (صَدَّرَهُ) أَيْضًا فِي الْمَجْلِسِ (فَتَصَدَّرَ) . 
ص د ر

صدروا عن الماء صدوراً وصدراً. " وتركتهم على مثل ليلة الصدر ". وأصدرتهم عنه. وتصادروا. وليست المحد الصدار. وأخضل الدمع صدارها وهو ثوب تغطّى به الرأس والصدر. وشد البعير بالتصدير وهو حبل يشد في صدره. قال ذو الرمة:

يكاد من التصدير ينسل كلما ... ترنم أو مس العمامة راكبه

وأسد مصدر: شديد الصدر. ورجل أصدر مصدر: مشرف الصدرة قويّ الصدر، والصدرة: أعلى الصدر. وضربته فصدرته: أصبت صدره. ورجل مصدور: يشكو صدره. ونعجة مصدرة: سوداء الصدر.

ومن المجاز: طريق وارد صادر: يرد فيه الناس ويصدرون. ورصفت صدر السهم وهو ما فوق نصفه إلى المراش. وسهم مصدر: غليظ الصدر. وطعنه بصدر القناة. وأخذ الأمر بصدره: بأوله، والأمور بصدورها. وهو يعرف موارد الأمور ومصادرها. وإذا أورد أمراً أصدره. وفلان يورد ولا يصدر: يأخذ في الأمر ولا يتمه، ورجل مصدر: متم للأمور. وصادرت فلاناً من هذا الأمر على نجح. وتصادروا على ما شاؤا. وهؤلاء صدرة القوم: مقدموهم. وصدر فلان فتصدر: قدم فتقدم. وصدر كتابه بكذا. وجاء فرس فلان مصدراً: سابقاً. قال الراجز:

مصدر لا وسط ولا تالي

وأكلوا حتى صدروا. وأطعمهم حتى أصدرهم أي أشبعهم.
(صدر) - في حديث الزُّهرى: "وقيل له: أكان عُبَيدُ اللَّهِ يَقولُ الِشِّعر؟
قال: ويَسْتَطِيع المَصْدُورُ أَلَّا يَنْفُثَ؟ "
والمَصْدُور: الذي يَشْتكِي صَدْرَه، وهذا مَثَل، أي يَحدُث للإنسان حالٌ يتمثَّل فيه بالِشِّعر يُطيِّب به نَفسَه. - في حديث الخَنْساء: "أَنَّها دَخَلت على عائِشةَ، - رضي الله عنها -، وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدَارُ شَعَر"
الصِّدَار: القَمِيصُ القَصِير، وكذلك الصُّدْرَة.
وقيل: الصِّدار: ثَوبٌ رأسُه كالمِقْنَعَة وأَسفَلُه يُغَشىِّ الصَّدْرَ والمَنكِبَين.
والصُّدْرةُ: ما أَشرَف من أَعلَى الصَّدر، وهو من صُدْرةِ القَوْم: أي من خِيارهم
- في حديث عبد الملك: "أنه أُتىِ بأَسيرٍ مُصَدَّر"
: أي عَظِيمِ الصَّدْر. والمُصَدَّر؛ الأسَدُ القَوِىُّ الصَّدر المِقْدامُ، وكذلك الذِّئْب.
وسَهْمٌ مُصَدَّر: صَدرُه غَليِظٌ شَدِيدٌ.
وَصدَّر الفَرسُ: جاءَ سَابِقاً.
- في حديث الحَسَن: يَضرِب أصْدَرَيْه"
: أي مَنكِبَيْه. وقيل: هما عِرْقان في الصُّدغَينْ، يقال ذلك للِفَارِغ، ويَجىِء بالسِّين وبالزَّاى بدل الصَّاد.

صدر


صَدَرَ(n. ac.
صَدْر
مَصْدَر)
a. ['An], Returned, came back from.
b.(n. ac. صُدُوْر), Occurred, happened, took place.
c.(n. ac. صُدُوْر) ['An], Came, proceeded, emanated, resulted from; issued
originated from; was derived from.
d. [Ila], Went to, came to.
e. Struck, hit in the chest, breast.

صَدَّرَa. Walked first, led (horse).
b. Put first, in the highest place.
c. Put a title, preface to, headed (book).
d. [acc. & Bi], Began with, by. —
e. see IV (a)
صَاْدَرَ
a. [acc. & 'Ala
or
Bi], Importuned about.
b. Vied, competed, contended with.

أَصْدَرَ
a. [acc. & 'An], Brought back from.
b. Issued ( an order ).
تَصَدَّرَa. Protruded the chest.
b. Was, went first, led; occupied the first place;
presided.
c. Was advanced, promoted.

صَدْر
(pl.
صُدُوْر)
a. The foremost or uppermost part, the front of.
b. Breast, chest; bosom.
c. Chief, head, leader; president.
d. Commencement, beginning; opening.
e. Foremost place, seat of honour.

صَدْرِيَّة
a. [ coll. ], Waist-coat, vest.
b. Bodice.
c. Breast-plate, corselet, cuirass.
d. Breastgirth.

صُدْرَة
(pl.
صُدَر)
a. see 1 (b) & 1yit
صَدَرa. Return.

أَصْدَرُa. see
N. P.
صَدَّرَ
(a. a ).
مَصْدَر
(pl.
مَصَاْدِرُ)
a. Result, consequence; outcome; issue.
b. Source, origin.
c. Noun of action, verbal noun; infinitive.

صَاْدِرa. Emenating; returning.

صَدَاْرَةa. see 25t
صِدَاْرa. Chemisette.

صِدَاْرَةa. Presidency; premiership; residence of a Prime
Minister.

صَدِيْرَة
(pl.
صَدَاْئِرُ)
a. Elevated part of a valley.

N. P.
صَدڤرَa. One affected with chest-disease, consumptive.

N. Ag.
صَدَّرَa. Strong-chested, broad-chested.
b. [art.], The Lion.
N. Ac.
صَدَّرَa. see 1yit (d)
أَلْصَّدْر الأَعْظَم
a. Premier, Prime Minister.

صَدْر عَدَالَة
a. High Court of Justice.

مَا لَهُ صَادِر وَلَا وَارِد
a. He has nought.
[صدر] نه: فيه: يهلكون مهلكًا واحدًا و"يصدرون مصادر" شتى، الصدر بالحركة رجوع المسافر من مقصده والشاربة من الورد، يعني يخسق بهم جميعًا خيارهم وشرارهم ثم يصدرون بعده مصادرًا متفرقة على قدر أعمالهم ونياتهم ففريق في الجنة وفريق في السعير. ومنه ح: للمهاجر، أقامة ثلاث بعد "الصدر"، يعني بمكة بعد أن يقضي نسكه. ك: الصدر بالحركة أي بعد الرجوع من منى، وكان إثامة المهاجر بمكة حرامًا ثم أبيح بعد قضاء النسك ثلاثة أيام. نه: وح: كان له ركوة تسمس "الصادر"، لأنه يصدر عنها بالري. وح: "فأصدرتنا" ركابنا، أي صرفتنا رواء فلم نحتج إلى المقام بها للماء. ك: أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا، أصدرته رجعته، فرجع ما شئنا أي قدرًا أردنا شربه، والركاب الإبل؛ وخذا يدل أن بركة الماء ظهرت في البئر والثاني يدل أنها ظهرت في الركوة، ولا منافاة لإحتمال الظهور فيهما. نه: وفيه: قيل لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة: حتى متى نقول هذا الشعر؟ فقال: لا بد "للمصدور" من أن يسعلا؛ هو من يشتكي صدره، أي من أصيب صدره لا بد له أن يسعل يعني يحدث للإنسان حال بتمثل فيه بالشعر ويطيب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه. ومنه ح الزهري قيل له: إن عبيد الله يقول الشعر، قال: ويستطيع "المصدور" أن لا ينفث! أي لا يبزق، سبه الشعر بالنفث لأنها يخرجان من الفم. وح عطاء قيل له: رجل "مصدور" ينهز قيحًا أحدث هو؟ قال: لا، أي يبزق قيحًا. وفيه ح: وعليها خمار ممزق و"صدار" شعر، الصدار القميص القصير، وقيل: ثوب رأسه كالمقنعة وأسفله يغشى الصدر والمنكبين. وح: أتي بأسير "مصدر"، أي عظيم الصدر. ط:"يصدر" الناس عن رأيه، شبه المنصرفين عنه صلى الله عليه وسلم بعد توجههم إليه لسؤال معادهم ومعاشهم بواردة صدروًا عن المنهل بعد الري، أي ينصرفون عما يراه ويستصوبونه ويعملون به. غ: ("يصدر" الرعاء)، يرجع ويصدر أي مواشيهم، وتصدى مر في صدد.
صدر
الصَّدْرُ: الجارحة. قال تعالى: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [طه/ 25] ، وجمعه: صُدُورٌ.
قال: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ
[العاديات/ 10] ، وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ 46] ، ثم استعير لمقدّم الشيء كَصَدْرِ القناة، وصَدْرِ المجلس، والكتاب، والكلام، وصَدَرَهُ أَصَابَ صَدْرَهُ، أو قَصَدَ قَصْدَهُ نحو: ظَهَرَهُ، وكَتَفَهُ، ومنه قيل: رجل مَصْدُورٌ:
يشكو صَدْرَهُ، وإذا عدّي صَدَرَ ب (عن) اقتضى الانصراف، تقول: صَدَرَتِ الإبل عن الماء صَدَراً، وقيل: الصَّدْرُ، قال: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً
[الزلزلة/ 6] ، والْمَصْدَرُ في الحقيقة: صَدَرٌ عن الماء، ولموضع المصدر، ولزمانه، وقد يقال في تعارف النّحويّين للّفظ الذي روعي فيه صدور الفعل الماضي والمستقبل عنه. والصِّدَارُ: ثوب يغطّى به الصَّدْرُ، على بناء دثار ولباس، ويقال له:
الصُّدْرَةُ، ويقال ذلك لسمة على صَدْرِ البعير.
وصَدَّرَ الفرس: جاء سابقا بصدره، قال بعض الحكماء: حيثما ذكر الله تعالى القلب فإشارة إلى العقل والعلم نحو: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ [ق/ 37] ، وحيثما ذكر الصَّدْرُ فإشارة إلى ذلك، وإلى سائر القوى من الشّهوة والهوى والغضب ونحوها، وقوله:
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [طه/ 25] ، فسؤال لإصلاح قواه، وكذلك قوله: وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
[التوبة/ 14] ، إشارة إلى اشتفائهم، وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ 46] ، أي: العقول التي هي مندرسة فيما بين سائر القوى وليست بمهتدية، والله أعلم بذلك، وبوجه الصواب فيه.
صدر
الصدْرُ: أعْلى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ. والصُدْرَةُ من الإنسانِ: ما أشْرَفَ من أعْلى صَدْرِه. وهو من صُدْرَةِ القَوْمِ: أي من خِيَارِهم.
والصدَارُ: ثَوْبٌ رَأسُه كالمِقْنَعَةِ وأسْفَلُه يُغَشّي الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ. والتَصْدِيرُ: حَبْلٌ يُصَدَّرُ به البَعِيرُ إذا جَر حِمْلَه إلى خَلْفٍ. والحَبْلُ: الصدَارُ. والتَّصَدرُ: نَصْبُ الصدْرِ في الجُلُوسِ. والأصْدَرُ: الذي أشْرَفَتْ صدْرَتُه. وصدَرَ فُلانٌ فلاناً: أصابَ صَدْرَه.
وصَدرَ الفَرَسُ: إذا جاءَ سابقاً.
وقَوْلُ طُفَيْل:
بَعْدَما صُدرْنَ من عَرَقٍ
بضَم الصاد: أي ابْتَلتْ صُدُوْرُهُنَ من العَرَقِ والتَّعَبِ. وسَهْم مُصَدَّرٌ: صَدْرُه غَليظٌ شَدِيدٌ. وصَدْرُ السهْمِ: ما فَوْقَ نِصْفِه إلى المَرَاشَ.
والمُصَدرُ: اسْمٌ من أسْمَاءِ السهَامِ الأغْفَالِ. والأصْدَرَانِ: المَنْكِبَانِ، يُقَال: " هو يَضْرِبُ أصْدَرَيْهِ " للفارِغ. والمُصَدرُ: الأسَدُ. والذَئْبُ. والصدَرُ: الانْصِرَافُ عن الوِرْدِ وعن كُلِّ أمْرٍ. وطَرِيقٌ صادِرٌ: في مَعْنى يَصْدُرُ بأهْلِه عن الماء. وصَدَروا، وأصْدَرْناهم. والمَصْدَرَةُ: الطَّرِيْقُ التي يَصْدُرُ الناسُ فيها عن الماء.

وفلان يوْرِدُ ولا يُصْدِرُ: أي يَأْخُذُ في الأمْرِ ولا يُتِمه. والصدْرُ - بجَزْم الدّال -: مَصْدَرٌ من صَدَرْتُ عن الماء. ومَثَلٌ: " تَرَكْتُهم على مِثْلِ لَيْلَةِ الصدرِ " لأنَّهم إذا صَدَرُوا لمِ يَدَعُوا من مَتَاعِهم شَيْئاً. ولَيْلَةُ الصدَرِ: هو أنْ تَقِيْلَ على الماء ثم تَصْدُرَعَشِيةَ.
والمَصْدَرُ: أصْلُ الكَلِمَةِ التي تَصْدُرُ منه صَوَادِرُ الأفْعَالِ. وصادَرْتُ فلاناً على كذا: أي فارَقْته.
[صدر] الصَدْرُ: واحد الصُدورِ، وهو مذكر. وإنَّما قال الأعشى: ويَشْرَقُ بالقول الذى قد أذعته * كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناةِ من الدَمِ - فأنَّثَه على المعنى لأنَّ صدر القناة من القناة. وهذا كقولهم: ذهبت بعض أصابعه، لانهم يؤنثون الاسم المضاف إلى المؤنث. وصدر كل شئ: أوله. وصدر السهم: ما جاز من وسطه إلى مستدَقِّه وسمِّي بذلك لأنه المتقدِّم إذا رمى. والصدر: الطائفة من الشئ. والصُدْرَةُ من الإنسان: ما أشرف من أعلى صَدْرِهِ، ومنه الصُدْرَةُ التي تلبس. والمصدورُ: ألذي يشتكي صَدْرَهُ. وطريق صادِرٌ، أي يَصْدُرُ بأهله عن الماء. والصِدارُ، بكسر الصادِ: قميصٌ صغير يلي الجسد، وفي المثل: " كل ذات صِدارٍ خالة "، أي من حق الرجل أن يغار على كلِّ امرأة كما يغار على حُرَمه. والصِدارُ: سِمَةٌ على صَدْرِ البعير. والصَدَرُ بالتحريك: الاسم من قولك: صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد. وفي المثل: " تركتُه على مثل ليلة الصَدَرِ "، يعني حين صَدَرَ الناسُ من حَجِّهِمْ. والصَدْرُ بالتسكين المَصْدَرُ. قال الشاعر : وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصبحَ مَوْعِدَها * صَدْرَ المَطِيَّةِ حتَّى تعرف السدفا - قال أبو عبيد: قوله صَدْرَ المطية، مصدر من قولك: صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. وأَصْدَرْتُهُ فصَدَرَ، أي رَجَعْتُهُ فرجع. والموضعُ مَصْدَرٌ، ومنه مَصادِرُ الأفعال. وصادَرَهُ على كذا. وصَدَّرَ الفرسُ، أي برز بصدره وسبق: قال طفيل يصف الفرس: كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ * سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلولُ - ويروى: " صُدِّرْنَ " على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي ابتلت صدورهن بالعرق، الاول أجود. والعَرَقُ: الصفُّ من الخيل. وصَدَّرَ كتابه: جعل له صَدْراً. وصَدَّرَهُ في المجلس فَتَصَدَّرَ. والمُصَدَّرُ: الشديد الصَدْرِ. ويقال للأسد: المُصَدَّرُ. والتَصْديرُ: الحزامُ، وهو في صَدْرِ البعير، والحقب عند الثيل.
باب الصاد والدال والراء معهما ص د ر، ر ص د، ص ر د، د ر ص مستعملات

صدر: الصَّدْرُ: أعلى مُقَدَّمِ كُلِّ شيءٍ، وصَدْرُ القَناةِ أعلاها، وصَدْرُ الأمر أوَّلُه. وصُدْرةُ الاِنسانِ: ما أَشَرفَ من أعلى صدره.والصِّدارُ: ثَوبٌ رأسُه كالمِقْنَعَةِ، وأسفلُه يُغَشِّي الصَّدْر والمَنْكِبَيْنِ تَلْبَسُه النِّساءُ. والتصدير: حَبْلٌ يُصَدَّرُ به البعير اذا جَرَّ حِمْلَه الى خَلف، فالحَبْلُ اسمه التصدير، والفِعْل التصدير. والتَصَدُّر : نَصْبُ الصَّدْر في الجلوس. ويقال: صَدَرَ فلانٌ فلاناً اذا أصابَ صدْرَه بشيءٍ. والأَصْدَرُ: الذي أشرفت صدرته. (وصَدِرَ فلانٌ اذا وَجِعَ صَدرُه) . والصَّدَرُ: الانصراف عن الوِرْدِ وعن كلِّ أمرٍ، ويقال: صدروا وأصدرناهم. وطريق صادر في معنى يصدُر عن الماء بأهلِه، وكذلك يَرِدُ بهم مكانَ كذا وكذا، فهو واردٌ، [وقَال لبيد يذكر ناقَتَيْن:

ثُمَّ أصدرناهما في واردٍ ... صادر وهم صواه قد مَثَلْ]

[أراد في طريقٍ يُورَدُ فيه ويُصْدَر عن الماء فيه، والوَهْمُ الضَّخْم] . والمصدَرُ: أصلُ الكلمة الذي تَصدُرُ عنه الأفعالُ. [وتفسيره: ان المصادر كانت أوّلَ الكلام، كقولك: الذَّهاب والسَّمْع والحِفظ، وانما صَدَرت الأفعالُ عنها، فيقال: ذَهَبَ ذَهاباً، وسَمعَ سمعاً وسَماعاً وحَفِظَ حِفظاً] . والمُصَدَّرُ من السِّهامِ: الذي صدرُه غليظٌ، وصَدُرُ السَّهم: ما فَوْقَ نصفه الى المَراش . والمُصَدَّرُ: الأَسَدُ .

رصد: المَرْصَدُ: موضعُ الرَّصْد. [والرَّصَدُ] هم القوم الذين يرصُدون كالحَرَس، والرصد الفِعل . والرَّصَدُ: كَلأٌ قليل في أرضٍ يُرجَى بها حَيَا الربيع، وتقول: بها رَصَدٌ من حَياً، وأرض مَرْصِدة: بها شيءٌ من رَصَد، ومنه إِرصادُ الانسان في المُكافَأَةِ والخيرِ، يقال: أنا مُرْصِدٌ لك بإِحسانِكَ حتى أُكافِئَكَ به، قال:

وحَيَّةٍ ترصد بالهواجر  صرد: الصُّرَدُ: طائِرٌ يصيد العصافيرَ، أكبَرُ منها شيئاً. ويومٌ صَرِدٌ وليلةٌ صَرِدةٌ، والاسْمُ الصَّرْدُ، قال رؤبة:

بمَطَرٍ ليسَ بثَلْجِ صَرْدِ

واذا انتَهَى القَلْبُ عن شيءٍ، قيل: صَرِدَ عنه وقد صَرِدَ صَرُداً، وقَومٌ صَرْدَى، قال:

أَصبَحَ قلبي صردا ... لا يشتهي أن يَرِدا

(ورجل صَرِدٌ ومِصْرادٌ، وهو الذي يَشتَدُّ عليه البَرْدُ ويقلُّ صَبْرُه عليه) . وجَيشٌ صَرِدٌ، كأنّه من تُؤَدَةِ سَيْرِه جامِدٌ. والصُّرّادُ: غَيْمٌ رقيقٌ تَسْتَخِفُّه الريحُ الباردةُ، وقال:

وهاجَتِ الرِّيحُ بصُرّاد الفَزَعْ

ويقال: صُرَّيْدٌ مثل زُمّال وزُمَّيل، وهو التَّرخيم. والتَّصريدُ في السَّقي دون الرِّيِّ، قال النابغة: وتسقي إذا ما شئت غير مصرد ...بزوراء في أكنافِها المِسْكُ كارعُ

وصَرَّدَ له عَطاءَه أي أعطاه قليلاً قليلاً. وصَرِدَ السَّهْمُ من الرَّمِيَّةِ صَرَداً: نَفَذَ منه شَباةُ حَدِّهِ، ونَصْلٌ صاردٌ: خارجٌ من الرَّمِيَّة شيئاً، فاذا خَرَجَ بعضه فهو نافِذٌ، واذا جاوَزَ فهو مارِقٌ. ويقال: الصَّرَدَ الإِنفاذ، قال:

ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال

والصَّرَدُ: الخَطَأُ. والصُّرَدانِ: عِرْقانِ أخضَرانِ تحتِ اللسان، قال: له صُرَدانِ مُنطَلِقا اللسانِ

درص: الدِّرْصُ: وَلَدُ الفَأْرِ والقَنافِذ وشِبْهه، والجمعُ الدِّرَصَةُ والدِّرْصانُ. والدِّرْصُ، والدرص لغتان، [وأنشد: لعَمْركَ لو تَغدو عليَّ بدرصها ... عشرت لها مالي اذا ما تَألَّتِ]
الصاد والدال والراء ص د ر

الصَّدرُ أعْلَى مُقدَّم كل شيءٍ وأوَلُه حتى إنَّهُم لَيَقُولونَ صَدْرُ النَّهارِ واللَّيْلِ وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيفِ وما أشْبَه ذلك مذكَّر فأما قولُه

(وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الذي قد أدَعْتَه ... كما شَرِقتْ صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ)

فإن شِئْتَ قُلْتَ أَنَّثَ لأنه أراد القَناةَ وإن شئت قلتَ إن صَدْرَ القناةِ قناةٌ وعليه قولُه

(مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسمِ)

وكل ما واجَهَكَ صَدْرٌ وصَدْرُ الإِنسانِ منه مُذكَّرٌ عن اللحيانيِّ وجمعُه صُدورٌ ولا يُكَسَّر على غير ذلك وقولُه تعالى {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} والقَلْبُ لا يكونُ إلا في الصَّدر إنما جَرَى هذا على التَّوْكِيدِ كما قال تعالى {يقولون بأفواههم} الحجر 46 والقولُ لا يكونُ إلا بالفَمِ لكنه أكَّدَ بذلك وعلى هذا قِراءةُ مَنْ قَرَأَ {إنَّ هذا أخِي له تِسْعٌ وتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنْثَى} ص 23 والصُّدُرَةُ الصَّدْرُ وقيل ما أَشْرفَ من أعلاه وبَنَاتُ الصَّدْرِ خَلَل عظامه وصُدِرَ صَدْراً شَكَا صَدْرَه وصَدَرَهُ يَصْدُرُه صَدْراً أصَاب صَدْرَه ورجلٌ أصْدَرُ عَظِيمُ الصَّدْرِ ومُصَدَّرٌ قَوِيُّ الصَّدْرِ وكذلك الأسَدُ والذِّئْبُ وفَرسٌ مُصدَّرٌ بَلَغَ العَرَقُ صَدْرَهُ والمُصدَّرُ من الخَيْلِ والغَنَمِ الأبْيضُ لَبَّةِ الصَّدْرِ وقيل هي من النِّعاجِ السًّوْداء الصَّدْرِ وسائِرُها أبيضُ ورَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْرِ لا يُعْطَفُ وهو على المَثَلَ والتَّصَوُّرُ نَصْبُ الصَّدْرِ في الجُلُوسِ وتصدَّرَ الفَرَسُ وصَدَّر كِلاهُما تقدَّم الخَيْلَ بصَدْرِهِ وقال ابن الأعرابيِّ المُصَدَّر من الخَيْلِ السابقُ ولم يَذْكُرِ الصَّدْرَ والصِّدارُ ثَوْبٌ رأسُه كالمِقْنَعَةِ وأَسْفَلُهُ يُغْشِّي الصَّدرَ والمَنْكِبَيْن وصَدْرُ القَدَمِ مُقَدَّمُها ما بَيْنَ أصابِعها إلى الحِمارَّةِ وصَدْرُ النَّعْلِ ما قُدَّامَ الخُرْتِ منها وصَدْرُ السَّهْمِ ما جاوزَ وَسَطَهُ إلى مُسْتَدَقِّهِ وهو الذي يَلِي النَّصْلَ إذا رُمِيَ بِه وسَهْمٌ مُصدَّرٌ غَلِيظُ الصَّدْرِ وصَدْرُ الرُّمْحِ مثله ويَوْمٌ كَصَدْرِ الرُّمْحِ ضيِّقٌ شديدٌ قال ثَعْلَب هذا يَوْمٌ تُخَصُّ به الحَرْبُ قال وأنشد ابنُ الأعرابيِّ

(ويَوْمٍ كَصَدْرِ الرُّمْح قَصَّرْتَ طُولَهُ ... بِلَيْلِي فَلهَّانِي وما كُنْتُ لاهِيا)

وصَدْرُ الوادِي أَعالِيه ومَقَادِمُه وكذلك صَدَائِرُه عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(أئِنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ ... بَكَيْتَ ولَمْ يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ)

(تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحَى ... على فَنَنٍ قَدْ نَغَّمَتْه الصَّدائِرُ)

واحدها صِدَارَةٌ وصَدِيرَةٌ والصَّدْر في العَرُوضِ حَذْفُ أَلِف فاعِلُن لمُعاقَبَتِها نُونَ فاعِلاتُنْ هذا قولُ الخَليلِ وإنَّما حُكْمُهُ أن نقولَ الصَّدْرُ الأَلِفُ المَحْذوفَةُ لمُعاقَبَتِها نُونَ فاعلاتُنْ ويقول التَّصديرُ حَذْفُ أَلِفِ فاعِلُن لمُعاقَبَتِها نونَ فاعلاتُنْ والتَّصْدير حِزامُ الرَّحْلِ والهَوْدجِ قال سيبَوَيْه وأما قولُهم التَّزْديرُ فَعَلَى المُضارعةِ ولَيْستْ بِلُغةٍ وقد صدَّر عن البَعِيرِ والمُصَدَّرُ أوَّلُ القِداحِ الغُفْلِ التي لَيْستْ لها فروضٌ ولا أنْصِبَاءٌ إنّما تثقَّلُ بها القِداحُ كَراهِيةَ التُّهَمَةِ هذا قولُ اللحيانيِّ والصَّدَرُ نَقِيضُ الوِرْدِ صَدَرَ عنه يَصْدِرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدراً الأخيرة مضَارِعةٌ قال (ودَعْ ذا الهَوَى قَبْلَ القِلَى تَرْكُ ذِي الهَوَى ... مَتِينِ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا)

وقد أصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ والأُولَى أَعْلَى وفي التنزيل {حتى يصدر الرعاء} القصص 23 فإمَّا أن يكونَ هذا على نِيَّةِ التَّعَدِّي كأنه قال حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ إِبلَهم ثم حَذَفَ المفعولَ وإما أن يكونَ يَصْدُرُ هاهُنا غير مُتعَدٍّ لَفْظاً ولا مَعْنىً لأَنَّهم قالوا صَدَرْتُ عن الماءِ فلم يُعَدُّوهُ وما له صَادِرٌ ولا وارِدٌ أي ما لَه شيءٌ وقال اللحيانيُّ معناه ما لَهُ شيءٌ ولا قَوْمٌ وطريقٌ صادِرٌ يَصْدُرُ بأَهْلِهِ عن الماءِ وواردٌ يَرِدُهُ بهم وقيل الصَّدَرُ عن كُلِّ شيءٍ الرُّجوعُ قال أبو عُبيده صَدَرْتُ عن البلادِ صَدَراً هو الاسمُ فإن أردتَ المَصْدَرَ جَزَمْتَ الدالَ وأنْشَدَ لابْنِ مُقْبِلٍ

(ولَيْلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها ... صَدْرَ المَطِيَّةِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفَا)

وهذا منه عَييٌّ واختِلاطٌ الصَّدْرُ اليومُ الرابعُ من أيام النَّحْرِ لأنَّ الناسَ يَصْدُرُون فيه عن مكَّةَ إلى أماكِنِهم وتَرَكْتُه على مِثْلِ لَيْلةِ الصَّدَر أي لا شيءَ له والصَّدَرُ اسمٌ لِجَمْعِ صَادرٍ قال أبو ذُؤَيبٍ

(بِأَطْيَبَ منها إذا ما النُّجومُ ... أَعْتَقْن مِثْلَ هَوَادِي الصَّدَرْ)

والأصْدَران عِرْقانِ يَضْرِبانِ تحت الصُّدْغَيْن لا يُفْرَدُ لهما واحدٌ وجاء يَضْرِبُ أصْدَرَيْه إذا جاء فارِغاً وصَادِرٌ موضع وكذلك بُرْقَةُ صادِرٍ قال النابغِةُ

(لقد قُلْتُ للنُّعمانِ يَوْمَ لَقِيتُه ... يُريدُ بَنِي حُنَّ بِبُرْقَةِ صَادِرِ)

وصادِرَةُ اسمُ سِدْرةٍ معروفةٍ ومُصْدِرٌ من أسماءِ جُمادَى الأولى أُراها عادِيَّة 
صدر: صَدَر: كما يقال صدر عنه الفعل (لين) بمعنى نشأ، يقال أيضاً: صدر منه (ألف ليلة 1: 80).
صدر في مدة: حدث في مدّة، وقع في مدّة (بوشر) صدر عن رَأي فلان: فعل بما أمره به أو أشار به عليه (عباد 2: 6).
صَدَر: شبع، امتلأ بطنه (معجم البلاذري).
صدر (بالتشديد). صدّر الفرس: فصده من اللبان أي من صدره (ابن العوام 1: 34، 2: 672).
صَدَّر: اضطجع على صدره، أو أسند صدره على شيء (ألكالا) وقد تابعت في هذا ما ذكر فيكتور.
ما صَدَّرْتُه: ما عرضته أعلاه (ابن بطوطة 3: 443) وفي مخطوطة دي جانيجوس: ما صَدَّرْناه.
كان مُصَدِّراً لإمارته: كان يأمر بتنفيذ أوامره (تاريخ البربر 1: 480).
صدَّر: درَّس، ألقى درساً (دي ساسي طرائف 1: 140) ولم يفهم الناشر معنى هذا الفعل (ميرسنج ص5).
تصدير الفقه: تدريس الفقه، إلقاء درس في الفقه (ميرسنج ص22. وانظره في تصدَّر).
صادَر: استولى، ويستعمل هذا الفعل في الكلام عن ضغط مياه النهر وإلحاحها على الشاطئ فمثلاً: بنيت القاهرة على مسافة كبيرة من النيل لئلا يصادرها ويأكل ديارها. (معجم الادريسي).
صادر فلاناً في: ألَحْ عليه في. ففي رحلة ابن بطوطة (4: 209): صادرني في دخول الجزيرة.
وقولهم: صادره على كذا من المال (انظر لين) يستعمل أيضاً بكذا يدل على كذا، كما أشار إليه رايسكم (في معجم فريتاج) وتجد أمثلة عليه في رحلة ابن جبير (ص167) وفي حيان - بسام (3311 ق): صودروا بأموال.
صادر: لم يفهم لين في آخر كلامه عن فعل صادر الفعل فارق (انظر فارق). وفي محيط المحيط أيضاً: ويقال صادره على مال أي فارقه على أن يُؤَدِّيَه. غير أن هذا يقال عن المنتصر الذي يصالح المغلوب على أن يدفع إليه ضريبة.
صادر: هذا الفعل ليس فعلاً متعدياً دائماً كما يرى لين، لأنه يستعمل أيضاً بمعنى صَدَر فيكون حينئذ لازماً، ففي المقري (2: 266) ولما تألَّب بنو حسُّون على القاضي الوحيدي المذكور صادر عنه العالم الأصولي أبو عبد الله بن الفخَّار وطلع في حقه إلى حضرة الإمامة مراكش.
أصدر. أصدر الكتابة إلى: التزم بمراسلته. (تاريخ البربر 1: 208).
وروداً وإصداراً: للإيرادات والمصروفات.
أصدر: أشبع (معجم البلاذري).
تصَدَّر: جلس قدّامه، ففي المقري (1: 166): تصدَّر قُدَّامه.
تصدَّر: كان أول من فهل ما كان يبدو صعباً (بوشر).
تصدَّر له: قاومه، وصمد له (بوشر).
تصدَّر: جلس في صدر المجلس. ولما كان صدر المجلس في قاعة الدرس يجلس فيه الأستاذ قيل: تصدَّر للإقراء بمعنى درَّس، ألقى درساً، كان أستاذاً، ففي كتاب ابن عبد الملك (ص5 و): وعاد إلى بلده وتصدَّر للإقراء به. (فهرست المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 2: 9 رقم 2، المقري 1: 476، 563، ميرسنج ص3) ويقال كذلك: تصدَّر للإفادة (ميرسنج ص14) أو تصدّر لبثِّ العلم (المقري 3: 201) وتصدر لإقراء العربية (المقري 1: 608) وتصدَّر لإقراء القرآن والفقه والنحو (المقري 1: 687) أو تصدَّر لعلم اقليدس.
(أماري ص618، 646).
تصدّر: ألقى درساً في كتاب مدرسي. يقال تصدَّر لإقراء كتاب ابن الحاجب (المقري 3: 183) وتصدَّر لإقراء كتاب الشفا النبوي (المقري 1: 612).
مُتصدّر: أستاذ (المقري 3: 202، أماري ص663، 664، 674).
تصدَّر: استهل الكلام (فوك).
انصدر: صدر عن، انبثق (فوك).
صَدْر: رجل نابغة، متفوق، عالي الشأن. (المقري 1: 884). وفي كتاب الخطيب (ص21 ق): كان صدراً جليلاً، وفيه: كان صدراً في الفرائض والحساب، وفيه (ص26 و) حاله من صدور أهل العلم والتفنن. وفي (ص28 و) منه: هذا الرجل صدر عدول الحضرة الفاسيّة. وفيه (ص28 ق): كان صدر العلماء.
الصدر أو الصدر الأَعْظَم: الوزير ذو المرتبة الأولى بعد الملك (محيط المحيط).
الصدر: الصفوف الأولى من الجيش المعد للقتال (المقري 1: 882) وانظر إضافات (2: 695).
الصدر الأول. يقال في الصدر الأول أي في المبدأ، وفق المبدأ.
(في المصدر الأول من فتح الأندلس: الأيام الأولى بعد فتح الأندلس (عبد الواحد ص122) وتطلق على أيام ظهور الإسلام خاصةً (ابن جبير ص157) وكذلك على أوائل الأمراء المسلمين (ابن بطوطة 3: 294).
صدر صفيح: واقية الصدر في الدرع: صُدرة الدرع (بوشر).
صدر: غطاء لَبان الفرس. (الجريدة الأسيوية 1849، 2: 319 رقم1).
صوان المشروبات، صينية، طبق، خزان توضع عليه الأكواب (بوشر، فليشر معجم ص14).
من الصدر: من الذاكرة، غيباً (ألكالا) وفيه قرأ من الصدر، ويقال أيضاً من صدره، ففي المقري (1: 501): يوردها من صدره، دون كتاب. وصدراً منه، ففي العبدري (ص14 ق): وقد قرأه (المُوطَّأ) عليه صدراً منه.
صدر البازي: قمح أسود، نضم، حنطة سوداء. ففي ابن ليون (ص33 ق): القمح الذي يصلح ان يَزْرَع في المروج هو القمح الأسود المعروف بصدر البازي وهو قمح يتحاماه الخنزير ولا تؤثر فيه الرياح والإصرار لكن لا يتمادى على زرعه أكثر من أربعة أعوام أو خمسة.
وقد أطلق اسم صدر البازي على هذا النبات لأن زهوره البيض تذكرنا بصدر البازي الأبيض ومن ثم بريشه.
صدر النحاس: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
حلَّ الصدر: فَكَّ الأزرار (ألكالا).
ذوات الصدر: عند النحاة هي كل ما يتعين له صدر الكلام الداخل عليه من الأدوات كأدوات الشرط والاستفهام ونحوها (محيط المحيط).
صدرة: يظهر أنها محطة على الحدود. ففي تاريخ البربر (2: 385): وخرج بالسبي والغنائم إلى أدنى صدرة من أرضهم وأناخ بها.
صُدْرَة وجمعها صُدَر: غضروف (ألكالا) صَدْرَيّ: نافع للصدر (بوشر).
الصدري: المختص بالصدر، عضلة (بوشر) صَدْرِيَّة، وتحرف فيقال صِدْرِيَّة وجمعها صَدْاري: نوع من الصدرة أو القمصلة لا أكمام لها وليس لها تقويرة أمامية أو خلفية. بل لها ثلاثة ثقوب لإدخال الرأس واليدين منها. (الملابس ص246 - 247، محيط المحيط، بوشر، برجون ص147، هلو، ميشيل ص182 دونانت ص201، زيشر 11: 481) وصِدار بأكمام (برجون ص799، 800).
صَدْرِيَّة: زاقية الصدر في الدرع (بوشر) ودِرْع (هلو).
صَدْرِيَّة: تسم محكمو اختصاصها استلام الضرائب المتأخرة. ففي ابن خلكان (1: 481) وصِدار بأكمام (برجون ص799، 800) في كلامه عن الحرير: تتولى صدرية المشان (أي مدينة المشان). انظر التعليقة في ترجمة للسيد دي سلان (2: 495 رقم 11). وفي ياقوت (2: 13): تولِّى صدرية المخزن. ويظهر أن هذه الكلمة مشتقة بهذا المعنى من قولهم: صادَره على كذا من المال.
صُدَيري: صدار، صُدرة، أو مشد نسوي للخصر والردفين (بوشر) وانظر الملابس (ص247).
صُدَيْرِيَة: مشدّ من الخام الهندي أو قماش آخر تلبسه النسوة لرفع النهدين دون أن يزعجهن المشد الأوربي (برتون 2: 15 المدينة).
صادر: أبو الحن، أبو الحناء (طائر). (باجني مخطوطات) وفيه Seder. وقد كتبها صادر لأن بوسويه يذكر بهذا المعنى صُوَيْدِر وهو تصغير صادر.
صُوَيْدِر: انظر ما تقدم.
تَصْدِير: رد العجز على الصدر وهو من المحسنات البديعية. وهو ان تكون الكلمة في صدر البيت ثم تذكر في القافية (فريتاج قواعد العربية، محيط المحيط، ابن بدرون ص3).
تصدير: إملاء. نص إملاء (ميرسيخ ص7).
مَصْدَر: مقدمة، تمهيد، مدخل، فاتحة (المعجم اللاتيني - العربي).
مَصْدَر: حمالة السيف (برتون 2: 115).
مصدر الشرح: موضوع بحث، مبحث (همبرت ص113).
مَصْدَرة الكتاب (فريتاج) انظر ديوان الهذليين (ص111).
مَصْدَّر: غضروفي (ألكالا).
المصدَّرات في العلوم: مبادئ العلوم (باين سميث 1001).
مُصادَرَة: من اصطلاحات المنطق وتجد عنها كثيراً من التفصيلات في محيط المحيط.
مُتَصَدِّر: أستاذ. (انظرها في مادة تصدَّر).

صدر: الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر

النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول

الأَعشى:

وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه،

كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ

قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن

صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله:

مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ

أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم

والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما

شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو

كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث،

وصَدْر القناة: أَعلاها. وصَدْر الأَمر: أَوّله. وصَدْر كل شيء: أَوّله.

وكلُّ ما واجهك: صَدْرٌ، وصدر الإِنسان منه مذكَّر؛ عن اللحياني، وجمعه

صُدُور ولا يكسَّر على غير ذلك. وقوله عز وجل: ولكن تَعْمَى القُلوب التي

في الصُّدُور؛ والقلب لا يكون إِلاَّ في الصَّدْر إِنما جرى هذا على

التوكيد، كما قال عز وجل: يقولون بأَفواههم؛ والقول لا يكون إِلاَّ بالفَمِ

لكنه أَكَّد بذلك، وعلى هذا قراءة من قرأَ: إِن أَخي له تِسْعٌ وتسعون

نَعْجَةً أُنثى. والصُّدُرة: الصَّدْر، وقيل: ما أَشرف من أَعلاه. والصَّدْر:

الطائفة من الشيء. التهذيب: والصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلى

صدْره؛ ومنه الصُّدْرة التي تُلبَس؛ قال الأَزهري: ومن هذا قول امرأَة

طائيَّة كانت تحت امرئ القيس، فَفَرِ كَتْهُ وقالت: إِني ما عَلِمْتُكَ

إِلاَّ ثَقِيل الصُّدْرة سريع الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة.

والأَصْدَر: الذي أَشرفت صَدْرته.

والمَصْدُور: الذي يشتكي صدره؛ وفي حديث ابن عبد العزيز: قال لعبيدالله

بن عبدالله بن عتبة: حتى متَى تقولُ هذا الشعر؟ فقال:

لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن يَسْعُلا

المَصْدُور: الذي يشتكي صَدْره، صُدِرَ فهو مصدور؛ يريد: أَن من أُصيب

صَدْره لا بدّ له أَن يَسْعُل، يعني أَنه يَحْدُث للإِنسان حال يتمثَّل

فيه بالشعر ويطيِّب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه. وفي حديث الزهري: قيل له

إِن عبيد الله يقول الشِّعْر، قال: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا

يَنْفُِثَ أَي لا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يخرجان من

الفَمِ. وفي حديث عطاء: قيل له رجل مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ؟

قال: لا، يعني يَبزُق قَيْحاً. وبَنَات الصدر: خَلَل عِظامه.

وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً: شكا صَدْرَه؛ وأَنشد:

كأَنما هُوَ في أَحشاء مَصْدُورِ

وصَدَرَ فلان فلاناً يَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه. ورجل أَصْدَرُ:

عظيم الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قويّ الصَّدْر شديده؛ وكذلك الأَسَد والذئب.

وفي حديث عبد الملك: أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر؛ هو العظيم الصَّدْر. وفَرس

مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه. والمُصَدَّرُ من الخيل والغنم:

الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وقيل: هو من النِّعاج السَّوداء الصدر وسائرُها

أَبيضُ؛ ونعجة مُصَدَّرَة. ورجل بعيد الصَّدْر: لا يُعطَف، وهو على

المثَل.والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس. وصَدَّر كتابه: جعل له

صَدْراً؛ وصَدَّره في المجلس فتصدَّر. وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كلاهما: تقدَّم

الخيلَ بِصَدره. وقال ابن الأَعرابي: المُصَدَّرُ من الخيل السابق، ولم

يذكر الصَّدْرَ؛ ويقال: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق وبرز بِصَدْرِه

وجاء مُصَدَّراً؛ وقال طفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً:

كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل، مَبْلُولُ

كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعدما صَدَّرْنَ: يعني خَيْلاَ سَبَقْنَ

بصُدُورِهِنَّ. والعَرَق: الصفُّ من الخيل؛ وقال دكين:

مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ ولا بَالي

(* قوله: «مصدر إِلخ» كذا بالأَصل).

وقال أَبو سعيد في قوله: بعدما صَدَّرْنَ من عرق أَي هَرَقْنَ صَدْراً

ومن العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ ور وي عن ابن الأَعرابي أَنه قال:

رواه بعدما صُدِّرْنَ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي أَصاب العَرَقُ

صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ؛ قال: والأَول أَجود؛ وقول الفرزدق يخاطب

جريراً:وحَسِبتَ خيْلَ بني كليب مَصْدَراً،

فَغَرِقْتَ حين وَقَعْتَ في القَمْقَامِ

يقول: اغْتَرَرْتَ بخيْل قومك وظننت أَنهم يخلِّصونك من بحر فلم يفعلوا.

ومن كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يقال: صُودِرَ فلانٌ العامل على مالٍ

يؤدِّيه أَي فُورِقَ على مالٍ ضَمِنَه.

والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ

والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قال الأَزهري: وكانت المرأَة الثَّكْلَى

إِذا فقدت حميمها فأَحَدّتْ عليه لبست صِدَاراً من صُوف؛ وقال الراعي

يصف فلاة:

كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فيها

عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا

ابن الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وهي الصِّدار والأُصْدَة.

والعرَب تقول للقميص الصغير والدِّرْع القصيرة: الصُّدْرَةُ، وقال الأَصمعي:

يقال لِمَا يَلي الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ. الجوهري: الصِّدارُ. بكسر

الصاد، قميص صغير يَلي الجسد. وفي المثل: كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَي من

حَقِّ الرجل أَن يَغارَ على كل امرأَة كما يَغارُ على حُرَمِهِ. وفي حديث

الخَنْساء: دخلتْ على عائشة وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر؛

الصِّدار: القميص القصير كما وَصَفناه أَوَّلاً.

وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها ما بين أَصابعها إِلي الحِمارَة. وصَدْرُ

النعل: ما قُدَّام الخُرْت منها. وصَدْرُ السَّهْم: ما جاوز وسَطَه إِلى

مُسْتَدَقِّهِ، وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به، وسُمي بذلك

لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وقيل: صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلى المَرَاش.

وسهم مُصَدَّر: غليظ الصَّدْر، وصَدْرُ الرمح: مثله. ويومٌ كصَدْرِ

الرمح: ضيِّق شديد. قال ثعلب: هذا يوم تُخَصُّ به الحرْب؛ قال وأَنشدني ابن

الأَعرابي:

ويوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه

بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وما كُنْتُ لاهِيَا

وصُدُورُ الوادي: أَعاليه ومَقادمُه، وكذلك صَدَائرُهُ؛ عن ابن

الأَعرابي، وأَنشد.

أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ

بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ في الجهلِ عاذِرف؟

تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى

على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ

واحدها صَادِرَة وصَدِيرَة.

(* قوله: «واحدها صادرة وصديرة» هكذا في

الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة). والصَّدْرُْ في العَروضِ: حَذْف

أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ؛ قال ابن سيده: هذا قول

الخليل، وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون

فاعِلاتُنْ. والتَّصْدِيرُ؛ حزام الرَّحْل والهَوْدَجِ. قال سيبويه: فأَما

قولهم التَّزْدِيرُ فعلى المُضارعة وليست بلُغَة؛ وقد صَدَّرَ عن

البعير. والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وهو في صَدْرِ البعير، والحَقَبُ عند الثِّيل.

والليث: التَّصْدِيرُ حبل يُصَدَّرُ به البعير إِذا جرَّ حِمْله إِلى

خلْف، والحبلُ اسمه التَّصْدِيرُ، والفعل التَّصْدِيرُ. قال الأَصمعي: وفي

الرحل حِزامَةٌ يقال له التَّصْدِيرُ، قال: والوَضِينُ والبِطان

لِلْقَتَبِ، وأَكثر ما يقال الحِزام للسَّرج. وقال الليث: يقال صَدِّرْ عن

بَعِيرك، وذلك إِذا خَمُصَ بطنُه واضطرب تَصْدِيُرهُ فيُشدُّ حبل من

التَّصْدِيرِ إِلى ما وراء الكِرْكِرَة، فيثبت التَّصْدِير في موضعه، وذلك الحبل

يقال له السِّنافُ. قال الأَزهري: الذي قاله الليث أَنَّ التَّصدْيِر حبل

يُصَدَّر به البعير إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، والذي أَراده يسمَّى

السِّناف، والتَّصْديرُ: الحزام نفسُه. والصِّدارُ: سِمَةٌ على صدر

البعير.والمُصَدَّرُ: أَول القداح الغُفْل التي ليست لها فُروضٌ ولا أَنْصباء،

إِنما تثقَّل بها القداح كراهِيَة التُّهَمَة؛ هذا قول اللحياني.

والصَّدَرُ، بالتحريك: الاسم، من قولك صَدَرْت عن الماء وعن البِلاد.

وفي المثل: تَرَكْته على مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يعني حين صَدَرَ الناس من

حَجِّهِم. وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، والموضع مَصْدَر

ومنه مَصادِر الأَفعال. وصادَرَه على كذا. والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد.

صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً؛ الأَخيرة مضارِعة؛

قال:ودَعْ ذا الهَوَى قبل القِلى؛ تَرْكُ ذي الهَوَى،

مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا

وقد أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى. وفي التنزيل العزيز:

حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ؛ قال ابن سيده: فإِمَّا أَن يكون هذا على نِيَّةِ

التعدَّي كأَنه قال حتى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول،

وإِمَّا أَن يكون يَصدرُ ههنا غير متعدٍّ لفظاً ولا معنى لأَنهم قالوا صَدَرْتُ

عن الماء فلما يُعَدُّوه. وفي الحديث: يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً

ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى؛ الصَّدَرُ، بالتحريك: رُجوع المسافر من مَقصِده

والشَّارِبةِ من الوِرْدِ. يقال: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً؛

يعني أَنه يُخْسَفُ بهم جميعهم فَيْهلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثم

يَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة على قدْر أَعمالهم

ونِيَّاتِهم، ففريقٌ في الجنة وفريق في السعير. وفي الحديث: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ

ثلاثٍ بعد الصَّدَر؛ يعني بمكة بعد أَن يقضي نُسُكَه. وفي الحديث: كانت له

رَكْوة تسمَّى الصادِرَ؛ سمِّيت به لأَنه يُصْدَرُ عنها بالرِّيّ؛ ومنه:

فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلى المُقام بها

للماء. وما له صادِرٌ ولا وارِدٌ أَي ما له شيء. وقال اللحياني: ما لَهُ

شيء ولا قوْم. وطريق صادِرٌ: معناه أَنه يَصْدُر بِأَهْله عن الماء.

ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قال لبيد يذكر ناقَتَيْن:

ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ

صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قد مَثَلْ

أَراد في طريق يُورد فيه ويُصْدَر عن الماء فيه. والوَهْمُ: الضَّخْمُ،

وقيل: الصَّدَرُ عن كل شيء الرُّجُوع. الليث: الصَّدَرُ الانصراف عن

الوِرْد وعن كل أَمر. يقال: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم. ويقال للذي يَبْتَدِئُ

أَمْراً ثم لا يُتِمُّه: فُلان يُورِد ولا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قيل:

أَوْرَدَ وأَصْدَرَ. قال أَبو عبيد: صَدَرْتُ عن البِلاد وعن الماء

صَدَراً، وهو الاسم، فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال؛ وأَنشد لابن مقبل:

وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها

صَدْرَ المطِيَّة حتء تعرف السَّدَفا

قال ابن سيده: وهذا منه عِيٌّ واختلاط، وقد وَضَعَ منه بهذه المقالة في

خطبة كتابِه المحكَم فقال: وهل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه

الإِشارة؟ الجوهري: الصَّدْرُ، بالتسكين، المصدر، وقوله صَدْرَ

المطِيَّة مصدر من قولك صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. قال ابن بري: الذي رواه أَبو

عمرو الشيباني السَّدَف، قال: وهو الصحيح، وغيره يرويه السُّدَف جمع

سُدْفَة، قال: والمشهور في شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو، والله أَعلم.

والصَّدَر: اليوم الرابع من أَيام النحر لأَن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إِلى

أَماكنهم. وتركته على مِثْل ليلة الصَّدَر أَي لا شيء له. والصَّدَر:

اسم لجمع صادر؛ قال أَبو ذؤيب:

بِأَطْيَبَ منها، إِذا مال النُّجُو

مُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ

والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يضربان تحت الصُّدْغَيْنِ، لا يفرد لهما واحد.

وجاء يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جاء فارِغاً، يعنى عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى

أَسْدَرَيْهِ، بالسين، وروى أَبو حاتم: جاء فلان يضرب أَصْدَرِيْهِ

وأَزْدَرَيهِ أَي جاء فارغاً، قال: ولم يدر ما أَصله؛ قال أَبو حاتم: قال بعضهم

أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ ولم يعرِف شيئاً منهنَّ. وفي حديث

الحسَن: يضرب أَصْدَرَيْه أَي منكِبيه، ويروى بالزاي والسين. وقوله تعالى:

يَصْدُرَ الرِّعاء؛ أَي يرجعوا من سَقْيِهم، ومن قرأَ يُصْدِرَ أَراد

يردّون. مواشِيَهُمْ. وقوله عز وجل: يومئذٍ يَصْدُرُ الناس أَشتاتاً؛ أَي

يرجعون. يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي رَجَعُوا عنه، وصَدَرُوا إِلى

المكان صاروا إِليه؛ قال: قال ذلك ابن عرفة. والوارِدُ: الجائِي،

والصَّادِرُ: المنصرف.

التهذيب: قال الليث: المَصْدَرُ أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها

صَوادِرُ الأَفعال، وتفسيره أَن المصادر كانت أَول الكلام، كقولك الذّهاب

والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها، فيقال: ذهب ذهاباً وسمِع

سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً؛ قال ابن كيسان: أَعلم أَن المصدر

المنصوب بالفعل الذي اشتُقَّ منه مفعولٌ وهو توكيد للفعل، وذلك نحو قمت

قِياماً وضربته ضَرْباً إِنما كررته

(*

قوله: «إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع» هكذا في الأَصل). وفي قمتُ

دليلٌ لتوكيد خبرك على أَحد وجهين: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يكون من

تُخاطِبه لم يَفهم عنك أَوَّلَ كلامك، غير أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلاً، فقلتَ

فعلتُ فِعلاً لتردِّد اللفظ الذي بدأْت به مكرَّراً عليه ليكون أَثبت

عنده من سماعه مرَّة واحدة، والوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ

عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ وأَنت تريد غير ذلك، فردَّدته لتوكيد

أَنك قلتَه على حقيقته، قال: فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفتْه دنا من

المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعريف، كقولك قلت قولاً

حسناً وقمت القيام الذي وَعَدْتك.

وصادِرٌ: موضع؛ وكذلك بُرْقَةُ صادر؛ قال النابغة:

لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه

يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ

وصادِرَة: اسم سِدْرَة معروفة: ومُصْدِرٌ: من أَسماء جُمادَى الأُولى؛

قال ابن سيده: أُراها عادِيَّة.

صدر
صدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من يَصدُر، صُدورًا وصَدْرًا، فهو صادِر، والمفعول مَصْدورٌ (للمتعدِّي)
• صدَر الكِتابُ: ظهر "صدَر العددُ الأوّل من المجلّة".
• صدَر النَّاسُ: خرجوا من قبورهم إلى الحشر، بُعثوا للحساب " {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} ".
• صدَر الحُكْمُ/ صدَر الحُكْمُ في القضيَّة: حَدَثَ؛ وقع وتقرَّر "صَدَر الأمرُ".
• صدَر الشَّخصَ: أصاب صَدْره.
• صدَر إلى المكان: انتهى إليه.
• صدَر عن موقفه ارتياحٌ بين أصدقائه/ صدَر من موقفه ارتياحٌ بين أصدقائه: نشأ ونتج عنه ذلك ° احتمل ما صدَر عنه: أغضى عليه وعفا عنه.
• صدَر منه عملٌ ما: فعله. 

صُدِرَ يُصدَر، صَدْرًا، والمفعول مَصْدور
• صُدِر الرَّجلُ: شكا صَدْرَه. 

أصدرَ يُصدر، إصدارًا، فهو مُصدِر، والمفعول مُصدَر
• أصدر الأمرَ: أنفذه وأذاعه "أصدر الرَّئيسُ مرسومًا/ قانونًا- أصدر القاضي حكمًا ببراءة المتَّهم- أصدرت الفاكهةُ الفاسدة رائحة خبيثة".
• أصدر النَّاشرُ كتابًا: نشره ووزَّعه "أصدرت دارُ النشر الطبعةَ الثالثة من الدِّيوان- أصدر صحيفةً".
• أصدر الرُّعاةُ دوابَّهم: صرفوها عن الماء بعد ارتوائها " {قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} " ° أورد وأصدر: ابتدأ أمرًا ثم أتمَّه- يُورد ولا يُصْدِر: يشرع في عمل ولا يُتمُّه. 

استصدرَ يستصدر، استصدارًا، فهو مُستصدِر، والمفعول مُستصدَر
• استصدر الأمرَ: طلب إصدارهَ "استصدر أمرًا بتفتيش منزله- استصدرتِ الحكومةُ من مجلس النُّوَّاب قانونَ المرور". 

تصدَّرَ يتصدَّر، تصدُّرًا، فهو مُتصدِّر، والمفعول مُتصدَّر (للمتعدِّي)
• تصدَّر الشَّخصُ: جلس في صدر المجلس "تصدَّرتِ العروسُ حفلَ الزِّفاف".
• تصدَّر القَومَ: تقدَّمهم وترأَّسهم "تصدَّر الوزيرُ الاجتماعَ- تصدَّر العدّاء العربيّ المتسابقين جميعهم- تصدَّر رأسَ المجموعة". 

صادرَ يُصادر، مُصادَرةً، فهو مُصادِر، والمفعول مُصادَر
• صادرتِ الدَّولةُ أموالَ الخائنين: استولت عليها عقوبة لهم "صادرتِ الحكومةُ البضائعَ المهرّبة". 

صدَّرَ يصدِّر، تصديرًا، فهو مُصدِّر، والمفعول مُصدَّر
• صدَّرَ فلانًا: قدَّمه، أجلسه في صدر المجلس.
• صدَّر المُؤلِّفُ الكِتابَ: وضع له مقدِّمة وتوطئة، مَهَّد له.
• صدَّر البِضاعةَ: أرسلها من بلدٍ إلى بلدٍ آخر "صدَّرت البلادُ العربيّة البترولَ إلى دول أوربا". 

إصدار [مفرد]: ج إصدارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أصدرَ.
2 - شيء مُصْدَر أو موزَّع أو منشور مثل مجموعة طوابع أو عملات عن طريق مكتب أو دائرة رسميّة.
3 - عدد من مجلَّة دوريَّة.
4 - مجموعة مُميَّزة من نسخ لطبعة كتاب تتميَّز بأنّها تختلف عن غيرها في المادَّة المطبوعة "تحظى إصدارات مكتبة الأسرة بإقبال واسع من القرَّاء".
• الضَّامنُ تغطيةَ إصدارٍ: (قص) الشَّخص الذي يتعهَّد بشراء ما يُصدره الغيرُ من أسهم وسندات خاصَّة أثناء فترة معيَّنة. 

أَصْدَرُ [مفرد]:
1 - عظيم الصَّدْر "رياضِيٌّ أَصْدَرُ".
2 - (شر) عِرْقٌ تحت الصُّدْغ، وهما أَصْدران. 

تصدُّريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تصدُّر: أَحَقِّيَّة تحقيق
 السَّبق. 

تصدير [مفرد]:
1 - مصدر صدَّرَ.
2 - كلمة يكتبها المؤلِّف في أوَّل كتابه يعبِّر فيها عن ملاحظات شخصيّة موجَّهة إلى قارئ الكتاب، وتنتهي عادة بفقرة فيها شكر للأشخاص والهيئات التي ساعدته في بحثه.
• رخصة تصدير: (جر) إذن أو تصريح تصدره سلطة إداريّة مختصَّة تجيز فيه لمقدِّم الطلب شحن بضاعة معيَّنة إلى أحد البلدان الأجنبيَّة. 

تصديريَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تصدير: تجارة، بيع وشراء.
2 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تصدير: "سلع تصديريَّة". 

صادر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من صدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من.
2 - مُستند يصدر عن إدارة ويوجّه إلى باقي الإدارات.
• الصَّادرات: (قص) بضائع وطنيّة تُرْسل إلى بلاد أخرى لبيعها، عكسها واردات "ينبغي على الدولة زيادة صادراتها إلى الخارج- زادت صادراتُ الحبوب هذا العام". 

صِدار [مفرد]: ثوبٌ سميك بلا كُمَّين وياقة يُغطَّى به الصَّدر، يمتدّ من الخِصْر وحتَّى الكَتِف، ويُرتدى خاصَّة فوق القميص.
• صِدار النَّجاة: أداة تستخدم لإبقاء الشَّخص طافيًا فوق الماء.
• صِدار الطِّفل: قطعة من قماش أو بلاستيك تُثبَّت تحت الذَّقن لإبقاء ملابس الطِّفل نظيفة أثناء تناول الطَّعام. 

صَدارة [مفرد]: تقدُّم وسبق وأولويَّة "له الصَّدارة في مجتمعه- يلعب دَوْرَ الصَّدارة" ° احتلّ مكانَ الصَّدارة.
• الصَّدارة: (نح) اختصاص الكلمة بوقوعها في أوَّل الكلام كأسماء الاستفهام "أين الكتاب؟ ". 

صَدْر [مفرد]: ج صدور (لغير المصدر):
1 - مصدر صُدِرَ وصدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من.
2 - مقدَّم كلِّ شيء ° الصَّدْر الأعظم: الوزير الأكبر- ذوات الصَّدْر: ما تعيَّن له صدر- صَدْر الإسلام: بدايته- صَدْر القميص/ صَدْر المكان: وجهه- صَدْر القوم: رئيسهم- صَدْر الكتاب: أوّله- صَدْر المجلس: أوسطه وأعلاه.
3 - (شر) جزء ممتدّ من أسفل العنق إلى فضاء الجَوْف، وفيه القلب والرِّئتان، ويطلق الصَّدر على (القلب) لحلوله به، وفي الحشرات ذلك الجزء من الجسم الذي يكون له في المعتاد ثلاثة أزواج من الأرجل، كما يكون له في الغالب زوجان من الأجنحة "ضمّه إلى صدره- صَدْر حنون- {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} " ° أثلج صَدْرَه: سرَّه وطمأنه وأسعده- أوغر صَدْرَه: أغضبه، وملأه حقدًا وكراهيةً- انشرح صَدْرَه: ابتهج وسُرَّ- بناتُ الصَّدْر: همومه ووساوسه- حزَّ في صَدْره: أثّر فيه- حَسَكُ الصَّدْر: الحِقْد والعداوة- ذات الصَّدْر/ ذات الصَّدور: أسرار النفوس وخباياها، الضَّمائر والنَّوايا- رَحْبُ الصَّدْر/ واسع الصَّدْر: كريم، حليم، طويل الأناة- صَدْر دافئ: حميم، الدفء القلبيّ- صَدْرك أوسع لسرِّك: تقال للحثّ على كتمان السرّ- ضيِّق الصَّدْر: سريع الغضب والسآمة، عصبيّ- عامرة الصَّدر: كبيرة الثديين- في حنايا صَدْره: في أعماقه، داخله- مكنونات الصَّدْر: أسراره- منقبض الصَّدْر: مكتئب مغتمّ.
• الصَّدر الرَّأسِيّ: (شر) المنطقة الأماميَّة من جسم العنكبوت والعديد من القشريَّات، تتألَّف من اندماج الرَّأس والصَّدر.
• الصَّدر الأعظم: (سة) نائب السّلطان ورئيس الوزراء في الباب العالي، كان يرأس الحكومةَ العثمانيَّة وما اشتملت عليه من المؤسَّسات المختلفة، كما كان يقود المعاركَ وحده أو في معيّة السُّلطان.
• صَدْر البَيْت الشِّعريّ: (عر) نصفه الأوَّل، عكسه: عَجُز. 

صُدْرة [مفرد]: ج صُدُرات وصُدْرات وصُدَر: سترة بلا كُمِّيْن لها أزرار من الأمام تُلبس عادة فوق قميص أو بلوزة. 

صَدْريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى صَدْر: "أُصيب الطِّفلُ بنزلة صَدْرِيَّة".
• الصَّدْريَّة: جزء من الثِّياب ترتديه المرأةُ على النِّصف الأعلى من الجسم.
• العضلة الصَّدْرِيَّة: (شر) إحدى عضلات الصَّدر التي تساعد على حركة الكتف والذِّراع.
 • القَناة الصَّدْرِيَّة: (شر) القناة الرَّئيسيَّة في الجهاز اللِّمفاويّ، التي تصعد من التَّجويف الصَّدريّ على طول العمود الفقريّ، وتقوم بتفريغ نسيج لمفاويّ ومستحلَب الطَّعام المهضوم قبل امتصاصه في الأمعاء إلى الوريد تحت الترقويّ الواقع في اليسار.
• ذَبْحة صَدْرِيَّة: (طب) ألم نَوْبيّ وضيق بالصدر مع إحساس بالاختناق وبالإشراف على الموت يسبّبه سوء إمداد الدَّم إلى عضلة القلب. 

صُدْريّة [مفرد]
• الصُّدْريَّة: الجزء الأعلى من ثوب يمتدُّ من الأكتاف حتَّى خطّ الخَصْر. 

صُدور [مفرد]: مصدر صدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من. 

صِديريّ [مفرد]: ثوب قصير يغطِّي نصفَ الجسم الأعلى، مفتوح الأمام، لا طَوقَ له ولا كُمَّيْن. 

مُصادَرة [مفرد]:
1 - مصدر صادرَ.
2 - (قص) دفعة ماليّة منتزَعة عن طريق الحكومة في أوقات الحرب.
3 - (قن) عقاب موضوعه استصفاء مال المحكوم عليه واستيلاء الدَّولة عليه "مصادرة أموال المختلسين/ تجّار المخدّرات/ السلاح" ° مُصادَرة الرَّأي: فرض قيود عليه- مُصادَرة عَسْكريَّة: تكليف السُّلطة العسكريَّة بالإشراف على أحد أجهزة الأمن- مُصادَرة مدنيَّة: استيلاء السُّلطة العامّة على ملكيَّة خاصّة. 

مُصَدِّر [مفرد]: اسم فاعل من صدَّرَ: "هم مصدّرون للبضائع- هو من الدُّول المصدّرة للنّفط".
• مُصَدِّر لقاح: (طب) الشَّخص أو الحيوان الذي يحمل بُثور لقاح أو جُدريّ ويؤخذ قيحُها ليحضَّر منه لقاح ضدّ الجدريّ. 

مَصْدَر [مفرد]: ج مَصادِرُ:
1 - اسم مكان من صدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من: ما يُصْدَرُ عنه الشَّيء "مصدرٌ الأخبار- مصادر الطَّاقة/ الدَّخْل" ° مَصْدَر الرِّزق: أسباب العيش وموارده- مَصْدَر المتاعب/ مَصْدَر المشاكل: سببهما.
2 - كتاب كالقاموس أو الموسوعة، يمكن الرجوع إليه للمعلومات الموثَّقة "مصادِر الفقه الإسلاميّ/ القانون الجنائيّ/ البحث- مصادِر جديرة بالثِّقة" ° المصادِر الأوَّليَّة: التي تتضمّن المعلومات الأساسيّة والبيانات المستقاة من التحليلات والإحصاءات عن الموضوع- المصادِر الثَّانويَّة: كلُّ ما يتضمَّن التعليقات والتفسيرات الخاصَّة بالموضوع- المصادِر والمراجع- مصادِر الشِّعر الجاهليّ.
3 - (قص) وسيلة متاحة للتنمية الاقتصاديَّة والسياسيَّة، كالثروة المعدنيَّة والعمَّاليَّة.
4 - (نح) صيغة اسميّة تدل على الحدث من غير زمان مثل: إكرام، ودخول.
• المَصْدَر الميميّ: (نح) المَصْدَر المبدوء بميم زائدة لغير المفاعلة.
• اسم المَصْدَر: (نح) ما دلّ على الحدث، وحُذِف منه بعضُ حروف فعله من غير تعويض. 

مُصْدِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أصدرَ.
2 - (طب) عامل على بثّ النَّبضات العصبيّة بعيدًا عن النِّظام العصبيّ المركزيّ. 

مصدريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مَصْدَر: "أصول/ أحرف مصدريَّة".
2 - مصدر صناعيّ من مَصْدَر: ما يصدر عنه الشّيء "مصدريَّة الفكر العربيّ".
3 - (نح) كون الشّيء مصدرًا "نصب الاسم على المصدريَّة". 

مَصْدور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صُدِرَ وصدَرَ/ صدَرَ إلى/ صدَرَ عن/ صدَرَ في/ صدَرَ من.
2 - (طب) مُصاب بداء السُّلّ في رئته. 
صدر
: (الصَّدْرُ: أَعلَى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ وأَوَّلُه) ، حَتَّى إِنَّهُم ليقُولُون: صَدْرُ النّهَارُ والليلِ، وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيْف وَمَا أَشبه ذالك، وَيَقُولُونَ: أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه، أَي بأَوَّلِه، والأُمورُ بصُدُورِهَا، وَهُوَ مَجاز.
(وكُلُّ مَا وَاجَهَك) صَدْرٌ، وَمِنْه صَدْرُ الإِنسان.
(و) من المَجاز: رَصَفْتُ صَدْرَ السَّهْمِ: الصَّدْرُ (من السَّهْم: مَا جَا) وَ (زَ مِن وَسَطِه إِلى مُسْتَدَقِّهِ) ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ بِهِ، وسُمِّيَ بذالك (لأَنه المُتَقَدِّمُ إِذا رُمِيَ) .
وَقيل: صَدْرُ السَّهْمِ: مَا فَوْقَ نِصْفِه إِلى المَرَاشِ، وَعَلِيهِ اقْتصر الزَّمَخْشَرِيّ.
(و) الصَّدْرُ: (حَذْفُ أَلفِ فاعِلُنْ فِي العَرُوضِ) ، لمعاقَبَتِهَا نونَ فاعِلاتُنْ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هاذا قولُ الخَلِيل، وإِنما حُكْمه أَن يَقُولَ: الصَّدْرُ: الأَلِف المحذُوفَةُ، لمُعَاقَبَتِها نونَ فاعِلاتُنْ.
(و) الصَّدْرُ: (الطّائِفَةُ من الشّيْءِ) .
(و) الصَّدْرُ: (الرُّجُوعُ، كالمَصْدَرِ) ، صَدَرَ (يَصْدُرُ) ، بالضَّمّ، (ويَصْدِرُ) ، بالكَسْر، صُدُوراً وصَدْراً.
(والاسْمُ) من قَولِك: صَدَرْتُ عَن الماءِ، وَعَن البلادِ الصَّدَرُ (بالتَّحْرِيك) ، يُقَال: صَدَرَ عَنهُ يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدَراً ومَزْدَراً، الأَخيرَةُ مُضارِعَةٌ، قَالَ:
ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القَلَى تَرْكُ ذِي الهَوَى
مَتِينَ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا
(وَمِنْه طَوافُ الصَّدَرِ) ، وَهُوَ طَوَافُ الإِفَاضة.
(وقَدْ صَدَرَ غَيْرَه، وأَصْدَرَهُ، وصَدَّرَهُ) ، وَالثَّانيَِة أَعلَى، (فَصَدَرَ) هُوَ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {حَتَّى يُصْدِرَ الرّعَآء} (الْقَصَص: 23) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: فإِمّا أَن يكون هاذا على نِيَّةِ التَّعَدِّي، كأَنّه قَالَ: حَتَّى يَصْدُرَ الرعاءِ إِبِلَهُم، ثمّ حذف الْمَفْعُول، وإِمّا أَن يكون يَصْدُر هُنَا غير مُتعدَ لفظا وَلَا معنى؛ لأَنّهُم قالُوا: صَدَرْتُ عَن الماءِ، فَلم يُعَدُّوه، وَفِي الحَدِيث: (يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحِداً ويَصْدُرُونَ مَصادِرَ شَتَّى) ، قَالَ ابنُ الأَثير: الصَّدَرُ، بالتَّحْرِيك: رجُوعُ المُسَافِرِ من مَقْصِدِه والشَّارِبَةُ من الوِرْدِ: يَعْنِي يُخْسَف بهم جميعِهِم ثمّ يَصْدُرُونَ بعدَ الهَلَكَةِ مَصَادِرَ متفَرِّقَةً على قَدْرِ أَعمالِهِم.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّدَرُ: الانْصِرَافُ عَن الوِرْدِ، وَعَن كُلِّ أَمْرٍ، يُقَال: صَدَرُوا، وأَصْدَرْنَاهُمْ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: صَدَرْتُ عَن البِلادِ، وَعَن الماءِ صَدَراً، وَهُوَ الاسمُ، فإِن أَردْتَ المصدَرَ جَزَمْتَ الدالَ، وأَنشدَ لِابْنِ مُقْبِل:
ولَيْلَة قد جعلْتُ الصُّبحَ مَوْعِدَها
صَدْرَ المَطِيَّةِ حتّى تَعْرِفَ السَّدَفَا
قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا عِيٌّ مِنْهُ واخْتِلاطٌ.
قلْت: وَقد وَضَعَ مِنْهُ بهاذِه المَقَالَة فِي خطبةِ كِتَابه المُحْكَمِ، فَقَالَ: وَهل أَوْحَشُ من هاذه العِبَارَة؟ أَو أَفْحَشُ من هاذِه الإِشَارَة. (وصَدْرُ الإِنسانِ مُذَكَّرٌ) ، فأَمَّا قولُ الأَعْشَى:
وتَشْرَق بالقَوْلِ الَّذِي قَدْ أَذَعْتَه
كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ من الدَّمِ
فَقَالَ ابنُ سِيدَه: إِنّمَا أَنَّثَهُ على المَعْنَى؛ لأَنَّ صَدْرَ القَنَاةِ من القَنَاةِ، وَهُوَ كقَوْلهم: ذَهَبَتْ بعضُ أَصابِعِه؛ لأَنّهم يُؤَنِّثُونَ الاسمَ المضافَ إِلى المُؤَنَّثِ.
(والصُّدْرَةُ، بالضَّمّ: الصَّدْرُ، أَو) صُدْرَةُ الإِنْسَانِ: (مَا أَشْرَفَ من أَعْلاَه) أَي أَعْلَى صَدْرِه، وَعَلِيهِ اقتصرَ الأَزْهَرِيّ، قَالَ: (و) مِنْهُ الصُّدْرَةُ الَّتِي تُلْبَسُ، وَهُوَ (ثَوْبٌ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَمن هاذا قولُ الطّائِيَّة، وَكَانَت تحتَ امرِىءِ القَيسِ، ففَفَرِكَتْه وَقَالَت: إِنّي مَا علِمْتُكَ إِلاّ ثَقِيلَ الصُّدْرَةِ، سَرِيعَ الهِرَاقة، بطيءَ الإِفَاقَةِ.
(وصَدَرَهُ) يَصْدُرُه صَدْراً: (أَصابَ صَدْرَه) ، وَيُقَال: ضَرَبْتُه فصَدَرْتُه، أَي أَصَبْتُ صَدْرَه.
(و) صُدِرَ، (كعُنِيَ. شَكَاهُ) ، فَهُوَ مَصْدُورٌ: يَشْكُو صَدْرَه، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الله بنِ عُتْبَةَ:
لَا بُدّ للمَصْدُورِ منْ أَنْ يَسْعُلاَ
يُرِيد أَنّ من أُصِيبَ صَدْرُه لَا بدُ لَهُ أَن يَسْعُلَ، وذالك حينَ قيل لَهُ: حَتّى متَى تَقُولُ هاذا الشِّعْرَ؟ يَعْنِي أَنه يَحْدُث للإِنسان حالٌ يَتَمثَّلُ فِيهِ بالشِّعر، وتَطِيبُ بِهِ نَفْسُه، وَلَا يكَاد يَمْتَنِعُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ، قيل لَهُ: (إِنّ عُبَيْدَ اللَّهِ يقولُ الشِّعْرَ؟ قَالَ: ويَسْتَطيعُ المَصْدُورُ أَن لَا يَنْفُثَ؟) ، أَي لَا يَبْزُق شَبَّه الشِّعرَ بالنَّفْثِ؛ لأَنّهما يَخْرُجَان من الفَمِ، وَفِي حَدِيث عَطَاءٍ قيل لَهُ: (رَجُلٌ مَصْدُورٌ يَنْهَزُ قَيْحاً أَحدَثٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا) . يَعْنِي يَبْزُقُ قَيْحاً.
(والأَصْدَرُ: العَظِيمُهُ) ، أَي الَّذِي أَشْرَفَتْ صُدْرَتُه.
(والمُصَدَّرُ، كمُعَظَّمٍ: القَوِيُّهُ) الشَّدِيدُهُ، وَمِنْه حديثُ عبدِ المَلِكِ: (أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّرٍ) ، هُوَ العَظِيمُ الصَّدْرِ.
(و) المُصَدَّر من الخَيْلِ: (مَنْ بَلَغَ العَرَقُ صَدْرَه) ، وَبِه فسّر ابنُ الأَعرابيّ قولَ طُفَيْل الغَنَوِيّ يصف فرسا:
كأَنَّه بَعْدَ مَا صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ
سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ
ورَوَاه: بعدَ مَا صُدِّرْنَ على مَا لم يسَمَّ فاعِلُه، أَي أَصابَ العَرَقُ صُدُورَهُنْ بعد مَا عَرِقَ.
وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَي هَرَقْنَ صَدْراً من العَرَقِ، وَلم يَسْتَفْزِغْنَه. وَعَلِيهِ اقْتصر الصّاغانيّ.
والأَجوَدُ فِي مَعْنَاه: أَي بَعْدَ مَا سَبَقْنَ بصُدُورِهِنّ، والعَرَقُ: الصَّفُّ من الخَيْلِ كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) المُصَدَّرُ: (الأَبْيَضُ لَبَّةِ الصَّدْرِ من الغَنَمِ والخَيْلِ) . (أَو) هُوَ (السَّوْدَاءُ الصَّدْرِ من النِّعاجِ وسائِرُهَا أَبْيَضُ) . ونَعْجَةٌ مُصَدَّرَةٌ، قَالَه أَبو زيد.
(و) تَصَدَّرَ الفَرَسُ، وصَدَّرَ كِلَاهُمَا: تَقَدَّمَ الخَيْلَ بِصَدْرِه.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: المُصَدَّرُ: (السابِقُ من الخَيْلِ) ، وَلم يَذْكُر الصَّدْرَ، وَهُوَ مَجَاز، وَبِه فُسِّر قولُ طُفَيْل الغَنَوِيّ السابِق.
(و) من المَجَاز: المُصَدَّرُ: (الغَلِيظُ الصَّدْرِ من السِّهامِ) .
(و) المُصَدَّرُ: (أَوَّلُ القِدَاحِ الغُفْلِ) الَّتِي لَيست لَهَا فُروضٌ وَلَا أَنْصِبَاءُ، إِنما يُثَقَّلُ بهَا القِدَاحُ كَرَاهِيةَ التُّهَمَةِ، هاذا قَول اللِّحْيَانِيّ.
(و) المُصَدَّرُ: (الأَسَدُ والذِّئْبُ) ، لشدَّتِهِمَا وقُوَّةِ صَدْرِهِمَا.
(وتَصَدَّرَ) الرجُلُ: (نَصَبَ صَدْرَه فِي الجُلُوسِ) .
(و) يُقَال: صَدَّرَهُ فتَصَدَّرَ: (جَلَسَ فِي صَدْرِ المَجْلِسِ) ، أَي أَعلاه.
(و) تَصَدَّرَ (الفَرَسُ: تَقَدَّمَ الخَيْلَ بصَدْرِه، كصَدَّرَ) تَصْدِيراً، وسيأْتي للمصنّف فِي آخر الْمَادَّة: صَدَّرَ الفَرَسُ، فَهُوَ كالتكرار؛ لأَنّ المعنَى واحدٌ.
(وصُدُورُ الوَادِي: أَعاليه ومَقَادِمُه، كصَدَائِرِهِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
أَأَنْ غَرَّدَتْ فِي بَطْنِ وَاد حَمَامَةٌ
بَكَيْتَ ولَمْ يَعْذرْكَ فِي الجَهْلِ عاذِرُ
تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيَّة تَلَعَ الضُّحَى
عَلَى فَنَنٍ قد نَعَّمَتْه الصَّدَائِرُ
(جَمْعُ صَدَارَةٍ وَصَدِيرَة) ، هاكذا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: واحدُها صادِرَةٌ وصَدِيرَةٌ.
(و) من المَجَاز قولُهم: (مَا لَه صادِرٌ وَلَا وَارِدٌ، أَي) مَا لَهُ (شَيْءٌ) ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: مَا لَهُ شَيْءٌ وَلَا قَوْمٌ.
(و) من المَجَاز: طَرِيقٌ صَادِرٌ) ، أَي (يَصْدُرُ بأَهْلِهِ عَن الماءِ) ، كَمَا يُقَال: طَريقٌ وارِدٌ، يَرِدُهُ بهم، قَالَ لَبِيدٌ يذكرُ ناقَتَيْن:
ثمَّ أَصْدَرْناهُمَا فِي وَاردٍ
صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ قد مَثَلْ
أَراد: فِي طَرِيقٍ يُورَدُ فِيهِ، ويُصْدَرُ عَن الماءِ فِيهِ، والوَهْمُ: الضَّخْمُ.
(والصَّدَرُ، مُحَرَّكَةً: اليَوْمُ الرّابِعُ من أَيّامِ النَّحْرِ) ، لأَنّ النَّاسَ يَصْدُرُونَ عَن مكَّةَ إِلى أَماكِنِهِمْ، وَفِي الحَدِيث: (للمُهَاجِرِ إِقَامَةُ ثَلاثٍ بعدَ الصَّدَرِ) ، يَعْنِي بمكَّةَ بعدَ أَن يَقْضِيَ نُسُكَه.
(و) الصَّدَرُ: (اسمُ لجَمْعِ صادِر) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
بأَطْيَبَ مِنْهَا إِذَا مَا النُّجُو
مُ أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي الصَّدَرْ
(والأَصْدَرَانِ: عِرْقانِ) يَضْرِبانِ (تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ) ، لَا يُفْرَدُ لَهما واحدٌ.
(و) فِي المَثَل: ((جاءَ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْهِ) أَي) جاءَ (فارِغاً) يَعْنِي عِطْفَيْه.
وَروَى أَبو حاتمٍ: (جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه) و (أَزْدَرَيْه) ، أَي جاءَ فارِغاً، قَالَ: وَلم يُدْرَ مَا أَصْلُه: قَالَ أَبو حَاتِم: قَالَ بعضُهم: أَصْدَرَاهُ وأَزْدَرَاهُ وأَصْدَغاه. وَلم يُعَرِّفْ شَيْئا منهُنَّ، وَفِي حديثِ الحَسَن: (يَضْرِبُ أَصْدَرَيْهِ) ، أَي مَنْكِبَيْه، ويُرْوَى: (أَسْدَرَيْه) ، بِالسِّين أَيضاً.
(وصادِرٌ: ع) ، وكذالك بُرْقَةُ صَادرٍ، قَالَ النّابِغَةُ:
لقَدْ قُلْتُ للنُّعْمَانِ حِينَ لَقِيتُه
يُرِيدُ بَنِي حُنَ ببُرْقَةِ صادِرِ
(و) صادِرَةُ، (بهاءٍ: اسْمُ سِدْرَة) مَعْرُوفَة.
(ومُصْدِرٌ، كمُحْسِن: اسمُ جُمَادَى الأُولَى) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُرَاها عادِيّة.
(و) الصِّدَارُ، (ككِتَابٍ: ثَوْبٌ رَأْسُه كالمِقْنَعَةِ وأَسْفَلُه يُغَشِّي الصَّدْرَ) والمَنْكِبَيْن، تَلْبَسُه المَرْأَةُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وكانَت المرأَةُ الثَّكْلَى إِذا فَقَدَتْ حَمِيمَها فأَحَدَّتْ عَلَيْهِ لَبِسَتْ صِدَاراً من صُوفٍ، وَقَالَ الرّاعي يَصِف فَلاةً:
كأَنَّ العِرْمسَ الوَجْنَاءَ فيهَا
عَجُولٌ خَرَّقَتْ عَنْهَا الصِّدَارَا
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: المِجْوَلُ: الصُّدْرَةُ، وَهِي الصِّدَارُ، والأُصْدَة، والعَرَبُ تقولُ للقَمِيص الصَّغِيرِ، والدِّرْع القَصِيرِ: الصُّدْرَةُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال لما يَلِي الصَّدْرَ من الدِّرْعِ: صِدَارٌ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الصِّدَارُ: قَمِيصٌ صَغِيرٌ يَلِي الجَسَدَ، وَفِي الْمثل: (كُلُّ ذاتِ صِدَارٍ خَالَةٌ) أَي من حَقِّ الرجُلِ أَنْ يُغَارَ على كُلِّ امرأَة، كَمَا يَغارُ على حُرَمِه.
(و) الصِّدَارَةُ (بهاءٍ: ة، باليَمَامَةِ) لبني جَعْدَةَ. وبالفَتْح قَرْيَةٌ من قُرَى اليَمَنِ، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) من المَجَاز: (صَدَّرَ كِتَابَه تَصْدِيراً) ، إِذا (جَعَلَ لَهُ صَدْراً) وصَدْرُ الكِتَابِ: عُنْوَانُه وأَوَّله.
(و) صَدَّرَ (بَعِيرَه) تَصْديراً: (شَدَّ حَبْلاً من حِزَامِه إِلى مَا وَرَاءَ الكِرْكِرَة) ، وَفِي اللّسَان: قَالَ اللّيثُ: يُقَال: صَدِّرْ عَن بَعيرِكَ، وذالك إِذا خَمُصَ بَطْنُه واضْطَرَبَ تَصْديرُه، فيُشَدّ حَبْلٌ من التَّصْدِيرِ إِلى مَا وَرَاءَ الكِرْكِرَة، فيَثَبُتُ التَّصْديرُ فِي مَوْضِعِه.
وذالك الحَبْلُ يُقَالُ لَهُ: السِّنَافُ؛ وَنَقله الصّاغانِيّ فِي التَّكْملة، وسَلَّمَه.
(و) من المَجاز: صَدَّرَ (الفَرَسُ) تَصْدِيراً، إِذا (بَرَزَ بِرَأْسِه) هاكذا فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب: بصَدْرِه، كَمَا فِي سائِرِ الأُمَّهَاتِ (وسَبَقَ) ، وفَرَسٌ مُصَدَّرٌ: سابِقٌ يتَقَدَّمُ الخَيلَ بصَدْرِه، وأَنشد قولَ طُفَيْل الغَنَوِيِّ السابِقَ.
(وصَادَرَهُ علَى كَذَا) من المَالِ: (طالَبَهُ بهِ) .
وَمن كَلامِ كُتّابِ الدَّواوينِ أَن يُقَالَ: صُودِرَ فُلانٌ العامِلُ على مَال يُؤَدِّيه، أَي قُورِفَ على مالٍ ضَمِنَه.
(و) صَدَرُ، أَو صُدَرُ، (كجَبَل أَو زُفَرَ: ة، ببَيْتِ المَقْدِس) ، مِنْهَا أَبو عَمْرٍ ولاحقُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عِمْرانَ بنِ أَبي الوَرْدِ الصدَريّ، حَدّثَ عَن المَحَامِلِيّ، وَعنهُ الْحَاكِم، ماتَ بنواحِي خُوَارَزْمَ.
(و) صُدَارٌ، (كغُرَاب: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ) المشرَّفة، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلام، مِنْهُ محمّدُ بنُ عبْدِ الله الصُّدَارِيّ، رَوَى عَنهُ يَزيدُ بنُ عبد اللَّهِ بنِ الهَادِ، قلْت: هاكذا ذَكرُوهُ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ هاذا هُوَ ابنُ الحَسَنِ المُثَنَّى، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً: الصُّرَارِيّ، براءَين، فليُنْظَرْ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
بَنَاتُ الصَّدْرِ: خَلَلُ عِظَامِه. وَهُوَ مَجَاز.
ورَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْرِ: لَا يُعْطَفُ، وَهُوَ على المَثَل.
وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُهَا مَا بَين أَصابِعِها إِلى الحِمَارَةِ.
وصَدْرُ النَّعْلِ: مَا قُدَّامُ الخُرْتِ مِنْهَا. ويومٌ كصَدْرِ الرُّمْحِ: ضَيِّقٌ شَدِيدٌ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هاذا يَوْمٌ تُخَصُّ بِهِ الحَرْبُ، قَالَ: وأَنْشَدَني ابنُ الأَعرابِيّ:
ويَوْمٍ كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْتُ طُولَه
بلَيْلَى فلَهّانِي ومَا كُنْتُ لاهِيَا
والتَّصْدِيرُ: حِزَامُ الرَّحْلِ والهَوْدَجِ، قَالَ سيبويهِ: فأَمّا قولُهُم: التَّزْدِيرُ، فعَلَى المُضَارَعَة، وليسَتْ بلُغَة. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: وَفِي الرَّحْلِ حِزَامُ يقالُ لَهُ التَّصْدِيرُ، قَالَ: والوَضينُ والبِطَانُ للقَتَبِ، وأَكثرُ مَا يُقَال الحِزَامُ للسَّرْجِ.
الصِّدَارُ: سِمَةٌ على صَدْر البَعِيرِ.
وَفِي الْمثل: (تَرَكْتهُ على مِثْلِ لَيْلَةٍ الصَّدَرِ) ، أَي لَا شيْءَ لَهُ.
والمَصْدَرُ بالفَتْح: مَوْضع الصُّدُورِ، وَهُوَ الانصرافُ، وَمِنْه مَصادِرُ الأَفْعال.
وَقَالَ اللَّيْث: المَصْدَرُ: أَصلُ الكلمةِ الَّتِي تَصْدُرُ عَنْهَا صَوادِرُ الأَفعال.
وَفِي الحَدِيث: (كانَتْ لَهُ رَكْوَةٌ تُسَمَّى الصادِرَ) ، سُمِّيَت بِهِ لأَنّه يُصْدَرُ عَنْهَا بالرِّيِّ، وَمِنْه: فأَصْدَرْنَا رِكَابَنَا. أَي صُرِفْنَا رِوَاءً، فَلم نَحْتَجّ إِلى المُقَامِ بهَا للماءِ.
ويُقالُ للّذي يَبْتَدِىءُ أَمراً ثمَّ لَا يُتِمُّه: فلانٌ يُورِدُ وَلَا يُصْدِرُ. فإِذا أَتَمَّه قيل: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ.
وَرجل مُصْدِرٌ: مُتِمٌّ للأُمورِ، وَهُوَ مَجاز.
وصَدَرُوا إِلى المَكَانِ: صَارُوا إِليه، قَالَه ابنُ عَرَفَةَ.
والصّادِرُ: المُنْصَرِفُ وتصادَرُوا.
وطَعَنَه بصَدْرِ القَنَاةِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَهُوَ يَعرِف مَوَارِدَ الأُمورِ ومَصَادِرَهَا.
وصادَرْتُ فلَانا من هاذا الأَمْرِ على نُجْحٍ.
وتَصَادَرُوا علَى مَا شَاءُوا.
وهاؤُلاءِ صُدْرَةُ القَوْمِ: مُقَدَّمُوهُم. وصَدْرُ القَوْمِ: رَئِيسُهم، كالمُصَدَّر، وَمِنْه: صَدْرُ الصُّدُورِ: للقائِمِ بأَعْبَاءِ المُلْكِ.
والصَّدَارَةُ، بالفَتْح: التَّقَدُّمُ.
والصُّدَيْرَةُ، تَصغير الصُّدْرَة، لمَا يَلِي الجَسَدَ من القَمِيصِ القَصِير.

صدر

1 صَدَرَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb, K) and صَدِرَ, (K,) inf. n. صَدْرٌ (S, M, A, Msb, K) and صُدُورٌ (A, TA) and مَصْدَرٌ (M, K) and مَزْدَرٌ because of the similarity [of the letters ص and ز], (M,) He returned, went back; (S, M, A, Msb, K;) and went, or turned, away; (Msb;) from (عَنْ) water, (S, M, A,) and a country, (S, M,) or a place, (Msb,) and (assumed tropical:) any affair. (Lth.) b2: Hence, صَدَرَ القَوْلُ, aor. ـُ inf. n. صُدُورٌ, (assumed tropical:) [The saying issued, proceeded, or emanated, عَنْهُ from him.] (Msb.) [And صَدَرَ عَنْهُ الفِعْلُ, with the same aor. and inf. n., (assumed tropical:) The action proceeded from him.] b3: And صَدَرَ إِلَيْهِ He went to it; namely, a place: (TA:) he came to it. (Kull. p. 228.) A2: صَدَرَهُ: see 4.

A3: Also, (M, K,) aor. ـُ inf. n. صَدْرٌ, (M,) He hit, struck, or hurt, his صَدْر [i. e. breast]. (M, K.) You say, ضَرَبْتُهُ فَصَدَرْتُهُ I struck him and hit his breast. (A.) b2: And صَدِرَ He had a complaint of the صَدْر [or chest]. (M, K.) [See its part. n., below.]2 صدّرهُ: see 4.

A2: صدّر بَعِيرَهُ, (K,) inf. n. تَصْدِيرٌ, (TA,) He tied a cord from the girth of his camel to the part behind [or beyond] the callous lump on his breast: (K, TA:) or, accord. to Lth, (L,) one says, صدّر عَنْ بَعِيرِهِ, (M, L,) and the meaning is, he tied a cord from the تَصْدِير [or breast-girth] to the part behind [or beyond] the callous lump on the breast of his camel, to keep the تصدير in its place, when it had become loose in consequence of the animal's having become lank in the belly: the cord above mentioned is called سِنَافٌ [q. v.]. (Lth, L.) b2: And صدّر عَلَى البَعِيرِ [app. He put the breast-girth upon the camel]: from التَّصْدِيرُ, i. e. “ the girth ” [thus called]. (MA.) b3: صُدِّرَ His (a horse's) breast became wetted with sweat. (S.) See 5. b4: صدّرهُ, (TA,) or صدّرهُ فِى المَجْلِسِ, (S,) (assumed tropical:) He placed him, or seated him, in the upper, or highest, part in the sitting-room, or sitting-place. (TA.) And صُدِّرَ He was advanced, or promoted. (A.) b5: صدّر كِتَابَهُ, (S, K,) inf. n. as above, (K,) (tropical:) He put to his book, or writing, a صَدْر, (S, K, TA,) i. e. a title, or a commencement. (TA.) And صدّر كِتَابَهُ بِكَذَا (tropical:) [He commenced his book, or writing, with such a thing]. (A.) A3: See also 5, where it is expl. as intrans., in two places.3 مُصَادَرَةٌ signifies The returning, or going back, [app. with another, from water, &c.] (KL.) [The verb is probably trans., agreeably with general analogy, in all its senses; صادرهُ app. signifying primarily He returned, or went back, with him from water &c. b2: Ibr D thinks that it signifies also (assumed tropical:) He vied, or contended, with him for precedence, or priority.]

A2: Also (assumed tropical:) The exacting a fine or the like [app. from another: or the suing, or prosecuting, another, for a debt &c.]. (KL.) You say, صادرهُ عَلَى كَذَا مِنَ المَالِ (S, * K, * TA) (assumed tropical:) He desired, or sought, to obtain from him; or he demanded of him; or he sued, or prosecuted, him for; such a sum, or such an amount, of property. (K, * TA.) b2: And صَادَرْتُهُ عَلَى كَذَ ا وَكَذَا (assumed tropical:) I released him from my reckoning with him on such and such terms agreed upon by both. (TA in art. فرق.) And صُودِرَ عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ (assumed tropical:) He (an agent) was released from being reckoned with (فُورِقَ) on the condition of his paying certain property for which he became responsible: a phrase of the registrars of accounts. (TA in the present art.) 4 اصدرهُ, (S, M, A, Msb, K,) and ↓ صَدَرَهُ, (M, K,) and ↓ صدّرهُ, (K,) He caused him to return; sent him, or brought him, back, (S, M, A, Msb, K,) or away; (Msb;) from (عَنْ) water, and a country [or place], (S,) and (assumed tropical:) any affair. (Lth.) You say, أَصْدَرْنَا رِكَابَنَا We sent, or brought, back our riding-camels satisfied with drink so that it was not necessary for us to remain with them for the sake of the water. (TA.) And أَوْرَدَهُ وَأَصْدَرَهُ He brought it and he took it away. (Har p.

361.) b2: [Hence,] أَوْرَدَ وَأَصْدَرَ (tropical:) He began and completed. (TA.) You say, إِذَا أَوْرَدَ أَمْرًا أَصْدَرَهُ (tropical:) When he begins a thing, or an affair, he completes it. (A.) And فُلَانٌ يُورِدُ وَلَا يُصْدِرُ (tropical:) Such a one begins and does not complete. (A.) b3: and اصدر القَوْلَ (assumed tropical:) [He issued forth the saying; made it to issue, proceed, or emanate, عَنْهُ from him]. (Msb. [See 1.]) [And اصدر عَنْهُ الفِعْلَ (assumed tropical:) He, or it, made the action to proceed from him.]5 تصدّر He [a man, TA) erected his chest in sitting. (M, K.) b2: (tropical:) He [a horse) outreached the other horses with his chest; (M, K, * TA;) as also ↓ صدّر, (S, * M, MA, K,) inf. n. تَصْدِيرٌ: the latter verb is afterwards expl. in the K as meaning بَرَزَ بِرَأْسِهِ; but this is a mistake. (TA.) Tufeyl says, describing a horse, مِنْ عَرَقٍ ↓ كَأَنَّهُ بَعْدَ مَا صَدَّرْنَ سِيدٌ تَمَطَّرَ جِنْحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ

As though he were, after they had outreached with their chests, from a row of [other] horses, [a wolf that had exposed himself to rain during a portion of the night, and had become wetted:] but accord. to one relation, it is ↓ صُدِّرْنَ, meaning their breasts were wetted [مِنْ عَرَقٍ] by reason of sweat: the former reading, however is the better. (S.) b3: Also (assumed tropical:) He sat, or became placed or seated, in the upper, or highest, part in the sitting-room, or sitting-place. (S, * K, * TA.) and He became advanced, or promoted. (A.) تصدّر لِأُمُورِ النَّاسِ (assumed tropical:) [He became advanced to the foremost place for the conducting of the affairs of the people]. (Har p. 194.) 6 تصادروا [app. They returned together from water, &c.]. (A. [This meaning seems to be there indicated by the context.]) b2: And one says, تصادروا عَلَى مَا شَاؤُوا (tropical:) [app. meaning They released one another from being reckoned with, by mutual agreement, on such terms as they would: see 3]. (A.) صَدْرٌ Anything that fronts, or faces, one. (M, K.) b2: And hence, (M,) The صَدْر [i. e. breast, or chest, or bosom,] of a man, [often meaning his mind,] (M, Msb, K,) and of other than man: (Msb:) of the masc. gender: (Lh, S, M, K:) pl. صُدُورٌ, (S, M, Msb,) the only pl. form. (M.) [See also صُدْرَةٌ.] As to the saying of the poet, (S, M,) El-Aashà, (S,) وَتَشْرَقُ بِالقَوْلِ الَّذِى قَدْ أَذَعْتُهُ كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّمِ

[And thou becomest, or wilt become, red by reason of the saying that I have published, like as the fore part of the spear becomes red from blood], (S, * M,) he has made صدر fem. because the صدر of the قناة is a part of the قناة; for they [sometimes] make a noun fem. when it is prefixed to a fem. noun: (S:) or if you will, you may say that he has made صدر fem. because he meant [thereby] the قناة; and if you will, you may say that the صدر of a قناة is a قناة. (M.) [Hence,] بَنَاتُ الصَّدْرِ (tropical:) The spaces between the bones of the breast. (M, TA.) [And also] (assumed tropical:) Anxieties. (T in art. بنى.) And ذَاتُ الصُّدُورِ (assumed tropical:) What is in the minds. (Ksh and Bd and Jel in iii. 115, &c.) and ضَاقَ صَدْرُهُ (assumed tropical:) His bosom, or mind, became strait, or contracted. (Msb in art. ضيق. [See the Kur xv. 97 and xxvi. 12.]) And شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْرًا (assumed tropical:) He opened and dilated his bosom, meaning, was pleased, with infidelity. (Jel in xvi. 108.

[See also the similar phrases شَرَحَ اللّٰهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ and لِقَبُولِ الخَيْرِ expl. in art. شرح.]) And اِنْشَرَحَ صَدْرُهُ (assumed tropical:) His bosom became dilated or enlarged [with joy]. (S in art. شرح.) And وَاسِعُ الصَّدْرِ and رَحِيبُ الصَّدْرِ (assumed tropical:) Ample, or dilated, in the breast, or bosom; [meaning free-minded; free from distress of mind; without care: and free from narrowness of mind; liberal, munificent, or generous.] (S and TA in art. رحب.) [and ضَيِّقُ الصَّدْرِ (assumed tropical:) Having the bosom, or mind, strait, or contracted.] And رَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْرِ (tropical:) A man who is not to be turned, or bent, or inclined. (M.) In the saying هَلْ يَسْتَطِيعُ مَنْ بِهِ صَدْرٌ إِلَّا

أَنْ يَنْفِثَ [meaning Is he who has the disease of the chest (دَآءُ الصَّدْرِ) able to do without spitting?], if it be correct, the prefixed noun [دآء] is suppressed. (Mgh.) [صَدْرُ الدَّجَاجَةِ, as said by Freytag, is the name of (assumed tropical:) The star γ of Cygnus.] b3: Also (assumed tropical:) The upper, or uppermost, part of the front of anything. (M, K.) [Hence,] صُدُورُ الوَادِى (assumed tropical:) The higher, or upper, parts, and fronts, or fore parts, of the valley; (M, K;) as also صَدَائِرُهُ, which is pl. of ↓ صَدَارَةٌ, (K,) or ↓ صِدَارَةٌ, (as in a copy of the M,) or ↓ صَادِرَةٌ, (as in the L,) or of ↓ صَدِيرَةٌ. (M, L, K.) And صَدْرُ المَجْلِسِ (assumed tropical:) The upper, or highest, part [or end] of the sitting-room, or sitting-place: (TA:) the elevated part thereof. (Msb.) b4: [(assumed tropical:) The fore part of anything. (assumed tropical:) The prow, or fore part, of a ship.] (assumed tropical:) The fore part of the foot, between the toes and the [protuberant part called the] حِمَارَة. (M.) (assumed tropical:) The fore part of the sandal, before the [hole through which is put the thong called the شِرَاك, i. e. the hole called the] خُرْت. (M.) (tropical:) The part of the arrow that is above the middle, as far as the مراش: (so in a copy of the A: [an evident mistranscription for رَأْس, i. e. head:]) or the part of the arrow that is beyond the middle, as far as the slender part, (S, M, Msb, K,) which is next the head; (M;) so called because it is the fore part when it is shot: (S, Msb, K:) and likewise of the spear [as in the verse cited above in this paragraph]. (M.) يَوْمٌ كَصَدْرِ الرُّمْحِ [lit. (assumed tropical:) A day like the fore part of the spear] means (assumed tropical:) a day of straitness and distress: accord. to Th, it is a day by which war, or battle, is peculiarly distinguished. (M, L.) b5: (assumed tropical:) The first, first part, or commencement, of anything; (S, M, K;) even (assumed tropical:) of the day, (M, Msb,) and (assumed tropical:) of the night, and (assumed tropical:) of the winter, and (assumed tropical:) of the summer, and (assumed tropical:) the like, (M,) and (tropical:) of an affair. (A. [See an ex. voce عَجُزٌ.]) (tropical:) The title of a book or writing: and the first part, or commencement, thereof. (TA.) [(assumed tropical:) The first foot of the first hemistich of a verse.] And The first hemistich (altogether) of a verse. (O voce عَجُزٌ.) [And (assumed tropical:) The first verse of a قَصِيدَة.] b6: صَدْرُ الطَّرِيقِ (assumed tropical:) The wide, or widening, part of the road. (Msb.) b7: صَدْرُ القَوْمِ (assumed tropical:) The head, or chief, of the people, or party; as also ↓ المَصْدَرُ. (TA.) And hence, صَدْرُ الصُّدُورِ (assumed tropical:) [The chief of the chiefs; a title applied to the prime minister of the king; and also to the chief judge; app., in the earlier times, to the former;] he who performs the onerous duties of the king, or of the state. (TA.) b8: And (assumed tropical:) A part, or portion, of a thing. (S, K.) صَدَرٌ a subst. signifying Return, (S, M, Msb, K,) from (عَنْ) water, (S, M,) and a country, (S,) or a place, (Msb,) and (assumed tropical:) any affair: (Lth:) as some say, from anything. (M.) Hence, طَوَافُ الصَّدَرِ, (K, TA, in the CK الصَّدْرِ,) i. e. The compassing of the Kaabeh on the occasion of the return of the pilgrims from ' Arafát. (TA.) [Hence also,] الصَّدَرُ The fourth day of the days of the sacrifice [performed by the pilgrims]: (M, K:) so called because the people then return from Mekkeh to their abodes. (M.) [And hence the saying,] تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ لَيْلَةِ الصَّدَرِ I left him as in the night preceding the fourth day of the days of the sacrifice: (A:) or [as in the night preceding the day] when the people return from their pilgrimage; (S;) meaning, (assumed tropical:) possessing nothing. (M.) A2: Also quasi-pl. n. of صَادِرٌ, q. v. (M, K.) صُدْرَةٌ The صَدْر [or breast] (M, K) of a man [or beast]: (TA:) or the prominent part of the upper portion thereof. (T, S, M, K.) b2: Hence, (S,) A certain garment [which covers the breast], (S, M,) well known: (K:) a short shirt: a short دِرْع: and the dim., ↓ صُدَيْرَةٌ, is applied to a short shirt which is worn next the body. (TA.) [In the present day, صُدَيْرِى, which is a corruption of the dim., is applied to A kind of waistcoat; a short vest without sleeves: and its pl. is صُدَيْرِيَات.] See also the next paragraph.

صِدَارٌ A certain garment, of which the head, or upper part, is like the مِقْنَعَة, [covering the head,] and the lower part of which covers the breast (M, K) and the shoulders: (M:) a woman in mourning for the death of her husband or relation used to wear a صدار of wool: (Az:) or i. q. ↓ صُدْرَةٌ [q. v.] and مِجْوَلٌ and أُصْدَةٌ: (IAar:) or a certain garment with which the head and breast are covered, worn by a woman in mourning for her husband: (A:) or a small shirt worn next the body: (S:) or a دِرْع worn next the breast: (As:) or i. q. إِتْبٌ [q. v.]. (T in art. اتب.) It is said in a prov., كُلُّ ذَاتِ صِدَارٍ خَالَةٌ [Every female having a صدار is as a maternal aunt]: i. e., it is incumbent on a man to be jealous for every woman like as he is jealous for his women under covert, or the females of his family whom he is under an obligation to respect and protect. (S. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 310.]) b2: Also A certain mark made with a hot iron upon the breast of a camel. (S.) صَدَارَةٌ (assumed tropical:) Precedence, or priority. (TA.) b2: See also صَدْرٌ, near the middle of the paragraph.

صِدَارَةٌ: see صَدْرٌ, near the middle of the paragraph.

صَدِيرَةٌ: see صَدْرٌ, near the middle of the paragraph.

صُدَيْرَةٌ dim. of صُدْرَةٌ, q. v. (TA.) صَادِرٌ Returning [from water, &c.]; going, or turning, back, or away: (TA:) quasi-pl. n.

↓ صَدَرٌ. (M, K.) b2: [Hence the saying,] مَا لَهُ صَادِرٌ وَلَا وَارِدٌ (tropical:) He has not anything: (M, K:) or he has not a thing nor a people. (Lh, M.) b3: And طَرِيقٌ صَادِرٌ (tropical:) A road, or way, by which people return from water: (S, M, A, K:) opposed to طَرِيقٌ وَارِدٌ. (M, A.) صَادِرَةٌ: see صَدْرٌ, near the middle of the paragraph.

أَصْدَرُ A man (M) having a large breast, or chest; (M, K, TA;) i. e. having the breast, or chest, or the upper part thereof, prominent; as also ↓ مُصَدَّرٌ. (TA.) A2: الأَصْدَرَانِ Two veins (M, K) that beat, or pulse, (M,) beneath the temples: (M, K:) or the two sides of a man: or the two shoulder-joints: (TA:) the word has no singular. (M.) [Hence the saying,] جَآءَ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْهِ; (M, Meyd, K, TA;) and some say أَسْدَرَيْهِ [q. v.], (Meyd, TA,) and this is the original; (Meyd;) and some, أَزْدَرَيْهِ; (Meyd, TA;) a prov.; (M, Meyd, TA;) meaning He came beating [with his hand] his two sides, (TA,) or his two shoulderjoints: (Meyd, TA:) i. e. he came empty [-handed]; (M, Meyd, K, * TA;) not having accomplished the object of his desire: (Meyd:) or he came exulting, or behaving insolently, (Meyd, and Har p. 603,) not knowing where were his أَصْدَرَانِ: so accord. to Yoo: and some say, جَآءَ بَضْرِبُ بِأَصْدَرَيْهِ. (Har.) تَصْدِيرٌ [a subst. like تَذْرِيعٌ and تَنْبِيتٌ] The [fore-girth, i. e. breast-girth, or] girth that is upon the breast of the camel: (S, A: *) [the hind girth, or belly-girth,] that which is next the ثِيل, is called the حَقَب: (S:) or the girth of the camel's saddle (الرَّحْل), and of the [camel-vehicle called] هَوْدَج. (M.) مَصْدَرٌ A place of returning or going back, (S, TA,) or of going, or turning, away [from water, and from a country or place, and (assumed tropical:) from an affair or thing]. (TA. [See 1, first sentence.]) b2: [Hence, مَصْدَرُ أَمْرٍ (tropical:) The way of return from, or of completing, a thing or an affair: opposed to مَوْرِدُهُ.] One says, هُوَ يَعْرِفُ مَوَارِدَ الأُمُورِ وَمَصَادِرَهَا (tropical:) [He knows the ways of betaking himself to things or affairs, and the ways of withdrawing himself from them; or of commencing them and of completing them]. (A.) [See also another ex. in art. رحب, conj. 6.] b3: And hence [also], the مَصَادِر [pl. of مَصْدَر] of verbs: (S, TA:) مَصْدَرٌ signifies (assumed tropical:) The root of a word, from which proceed the derivatives of verbs: (Lth, TA:) [in this sense it is a conventional term of grammar and lexicology, not belonging to the classical language; but on account of the importance of understanding its true application in lexicology, it is necessary to give here a full explanation of it: it is, agreeably with its etymology, the source (lit. place) of derivation, accord. to the grammarians of ElBasrah; and is what I term an infinitive noun: it is defined as] a noun signifying, by its original application, an accident as subsisting in, or proceeding from, an agent (as الفَرَحُ [“ the being joyful ”], الضَّرْبُ [“ the act of beating ”], and القُعُودُ [“ the act of sitting ”]), or affecting an object of action, (as الجُنُونُ [“ the being possessed by a jinnee ”]), conformable to its verb, so as to comprise all the letters in that verb, either literally (as in the instances above) or virtually (as in القِتَالُ [“ the act of fighting ”], which wants the ا that is before the ت in the verb, yet wants it as to the letter only, and not virtually, wherefore it is sometimes pronounced as if with the said letter, as in قَاتَلَ قِيتَالًا, but the ا is changed into ى on account of the kesr of the letter before it), or substituting another letter for any of those letters that it wants (as in العِدَةُ [“ the act of promising ”], which wants the و that is in its verb as to the letter and virtually, but has ة substituted for it [by way of compensation]): (from a comparison of definitions &c. in the Expos. of the “ Kitab Hodood en-Nahw ” by the author of the work thus entitled, arts. مصدر and اسم مصدر; the Expos. of the “ Shudhoor edh-Dhahab ” by the author of the work thus entitled, section on the nouns that govern as verbs; I' Ak; &c.:) but the grammarians of El-Koofeh hold that the verb is the root, and that the مصدر is derived from it: (I' Ak p. 148:) some مصادر, moreover, are derived from real (as opposed to ideal) substantives, as التَّحَجُّرُ [“ the becoming stone ”] from الحَجَرُ [“ stone ”]. (Kull p. 327.) The مصدر has the same government as its own verb: it is often, and may be at pleasure, used as an ideal subst. or abstract noun: and it is often employed in the place of an act. or a pass. part. n.: (Kull, &c.:) [when thus used as an epithet, it is employed alike as sing. and pl. and masc. and fem.:] accord. to Zj, every مصدر used as an epithet is for ذُو [or ذَات &c.] followed by the مصدر, and therefore it has no dual nor pl. [nor fem.] form. (TA voce حَرَضٌ.) [It has also other uses, which are expl. in the grammars. Used as a مَصْدَر, it is sometimes made fem.; as it is also when used in the sense of a noun that is properly fem.: see صَرْفٌ, third sentence.] b4: اِسْمُ مَصْدَرٍ, called by some اِسْمٌ لِلْمَصْدَرِ, is a term applied to [(assumed tropical:) A quasi-infinitive noun; i. e.] a noun which is not a مصدر, but which is occasionally used in the place of a مصدر; like as a مصدر is used in the place of an act. part. n., and in that of a pass. part. n.: such as الوُضُوْءُ for التَّوَضُّؤُ [“ the performing of the ablution preparatory to prayer ”], and الغُسْلُ for الاِغْتِسَالُ [“ the washing of oneself ”]; each of which wants somewhat that is in its verb without substituting anything for that which is wanting. (Expos. of the “ Kitáb el-Hodood,” cited above.) This kind of noun the grammarians of El-Koofeh and Baghdád allow to govern as a مصدر; but the grammarians of ElBasrah hold that the noun governed in the accus. case in each of the exs. adduced by the former as confirmatory of their opinion is so governed by a verb understood. (Expos. of the “ Shudhoor,”

ubi suprà.) It is also applied to A proper name signifying an accident [or attribute]; as فَجَارِ and حَمَادِ, proper names, by original application, for الفَجْرَةُ and المَحْمَدَةُ [“ vice ” and “ praise ”] and the like: and this kind does not govern as a مصدر. (Expos. of the “ Kitáb Hodood enNahw,” ubi suprà; and Expos. of the “ Shudhoor,” ubi suprà.) It is also applied to [what is more properly termed اِسْمٌ لِلْمَعْنَى الحَاصِلِ بِالمَصْدَرِ, by some termed simply حَاصِلٌ بِالمَصْدَرِ, i. e. An ideal substantive, or abstract noun;] a noun applied to signify an accident [or attribute] considered abstractedly [such as صَدَرٌ signifying

“ return; ” and this kind is commonly termed in the lexicons simply an اِسْم as distinguished from a مصدر]. (Kull p. 327.) Some apply it also to what is [properly] termed مَصْدَرٌ مِيمِىٌّ [i. e. A مصدر commencing with an augmentative م], if not of the measure مُفَاعَلَةٌ: but such is really a مَصْدَر. (Expos. of the “ Shudhoor,” ubi suprà.) And some of the grammarians [and of the lexicographers likewise] apply it to A noun that signifies the instrument [or means] with [or by] which the action signified by a مصدر is performed: as الأُكْلُ [“ food,” as being “ that by means of which the act of eating (الأَكْلُ) is performed ”]. (Kull, ubi suprà.) b5: See also صَدْرٌ, last sentence but two.

مُصْدِرٌ [act. part. n. of 4, q. v. b2: ] (tropical:) A man who completes things or affairs. (A.) A2: and One of the names of the month جُمَادَى الأُولَى: (M, K:) [ISd says,] I think it to be of the dial. of [the tribe of] 'Ad. (M.) مَصْدَرَةُ القَوْمِ (tropical:) Those who are made to have the precedence, or priority, of the people, or party. (A, TA.) مَصْدَرِىٌّ, as a grammatical term, Of, or relating to, the مَصْدَر. See the particles أَنْ and كَىْ &c.]

مُصَدَّرٌ A man (M) strong in the chest; (S, M, K;) and in like manner a lion, (M, A,) and a wolf: (M:) and the lion; (S, K;) and the wolf; (K;) because they are strong in the chest. (TA.) b2: See also أَصْدَرُ. b3: A horse to whose breast the sweat has reached. (M, K.) b4: A horse, and a sheep or goat, white in the upper part (لَبَّة) of the breast: (M, K:) or (with ة, A) a ewe having a black breast, (M, A, K,) the rest of her being white. (M.) b5: (tropical:) A horse that outreaches others (IAar, M, A, K) with his breast: (TA:) IAar does not mention the breast. (M, TA.) [Accord. to rule, this should be مُصَدِّرٌ, as is shown by a verse cited above: see 5.] b6: (tropical:) An arrow thick in the part called the صَدْر. (M, A, K.) b7: And المُصَدَّرُ is a name applied to (assumed tropical:) The first of the arrows termed غُفْل, (M, K,) which have no notches, and to which is assigned no portion [and no fine, in the game called المَيْسِر]; these being added only to give additional weight to the collection of arrows from a dislike of suspicion [of foul play]. (Lh, M. [See السَّفِيحُ and المَنِيحُ.]) مَصْدُورٌ A man (A &c.) having a complaint of the chest. (S, A, Mgh, Msb.) 'Obeyd-Allah Ibn-'Abd-Allah Ibn-'Otbeh, on its being said to him, How long wilt thou utter this poetry? replied, لَا بُدَّ لِلْمَصْدُورِ مِنْ أَنْ يَسْعُلَا To him who has a complaint of the chest, there is no avoiding coughing. (TA. [See also نَفَثَ.]) b2: It is also often used as meaning (assumed tropical:) Grieved, afflicted, or vexed. (TA in art. نفث.)
(ص د ر) : (رَجُلٌ مَصْدُورٌ) يَشْتَكِي صَدْرَهُ (وَمِنْهُ) الْمَثَلُ لَا بُدَّ لِلْمَصْدُورِ أَنْ يَنْفِثَ وَعَنْ سُفْيَانَ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ مَنْ بِهِ صَدْرٌ إلَّا أَنْ يَنْفِثَ وَهَذَا إنْ صَحَّ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ.

جفر

(ج ف ر) : (الْجَفْرُ) مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَالْأُنْثَى جَفْرَةٌ.
(جفر)
جفورا انْقَطع عَن الضراب أَو الْجِمَاع والجدي وَنَحْوه صَار جفرا وجنباه تسعا وَمن الْمَرَض خرج وبرأ
ج ف ر: (الْجَفْرُ) مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. وَ (جَفَرَ) جَنْبَاهُ اتَّسَعَا وَفُصِلَ عَنْ أُمِّهِ وَالْأُنْثَى (جَفْرَةٌ) . 
جفر: (أنظر لين 432 في آخر المادة) في وسط الربيع ينقطع فحل الإبل عن الضراب، فالجمل يجفر (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 1: 181).
جَفير: صلب (محيط المحيط وفيه الجاسي).
جفير: غمد السيف (ألف ليلة) 1: 6668، 3: 315).
جفارة: (أطار، دارة، دائرة) خبت قاع (براكس مجلة الشرق والجزائر 7: 261).
مُجَفَّر: ربطة من خيوط القطن (محيط المحيط).
جفر
جَفْر [مفرد]
• عِلْم الجَفْرِ: عِلْمٌ يدَّعي أصحابُه أنّهم يعرفون به أحداث العالم قبل وقوعها ويُسَمَّى عِلْم الحروف. 

جفير [مفرد]: جَعبة واسعة تصنع من الجلد أو الخشب "ليس في جفيره غير زندين [مثل]: يُضرب لمن ليس فيه خير". 
(جفر) - في حَديثِ المُغِيرةِ، رضي الله عنه، في صِفَة النِّساءِ: "إِيَّاكَ وكُلَّ مُجْفِرَةٍ" .
يقال: رجل مُجْفِرٌ، وامرأةٌ مُجفِرةٌ: مُتَغَيِّرةُ رِيحِ الجَسَد، والفِعْل منه أَجفَر.
- في حَدِيثِ طَلحَة، رضِي الله عنه، وما أَصابَه يوم أُحُد، قال أبو بكر، رضي الله عنه: "فوَجَدْنَاه في بَعْض تلك الجِفَار". الجُفْرة: كالحُفْرةِ في الأرضِ، والجَفْر: البِئْر التي لم تُطْوَ. والجِفَار: مَوضِعٌ خَاصٌّ بنَجْد.

جفر


جَفَرَ(n. ac. جَفْر
جُفُوْر)
a. Became wide, swollen, inflated; filled out (
sides ).
b. Was full-grown (lamb).
c. [Min], Recovered from.
d. ['An], Abstained from.
جَفَّرَ
a. ['An]
see I (d)b. [acc. & 'An], Cut off, withheld from.
أَجْفَرَa. see I (d)b. Abandoned, relinquished.
c. Was hidden.

جَفْرa. see 1t
جَفْرَة
(pl.
جَفَرَة
جِفَاْر
جُفُوْر
أَجْفَاْر
38)
a. Full grown lamb or kid; child.
b. Well.

جُفْرَة
(pl.
جُفَر
جِفَاْر)
a. Cavity, hollow.

جَفِيْرa. Quiver.

جَفِيْرَةa. Pocket-book; portfolio.

عِلْم الجَفْر
a. Divination, soothsaying.
ج ف ر : الْجَفْرُ مِنْ وَلَدِ الشَّاءِ مَا جَفَرَ جَنْبَاه أَيْ اتَّسَعَ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ الْجَفْرَةُ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ وَالذَّكَرُ جَفْرٌ وَالْجَمْعُ جِفَارٌ وَقِيلَ الْجَفْرُ مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ مَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَالْأُنْثَى جَفْرَةٌ وَفَرَسٌ مُجْفَرٌ مُخَفَّفٌ اسْمُ مَفْعُولٍ أَيْ عَظِيمُ الْجَفْرَةِ وَهِيَ وَسَطُهُ وَالْجَفْرُ الْبِئْرُ لَمْ تُطْوَ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالْجَمْعُ جِفَارٌ مِثْلُ: سَهْمِ وَسِهَامٍ. 
جفر وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: صُومُوا ووَفِّروا أَشْعَاركُم فَإِنَّهَا مَجفرة يَقُول: مَقطعة للنِّكَاح وَنقص المَاء تَقول للبعير إِذا أَكثر الضراب حَتَّىيَنْقَطِع: قد جفر يجفُر جُفورا فَهُوَ جافر وَقَالَ ذُو الرمة يصف النُّجُوم:

[الطَّوِيل]

وَقد عاوض الشَّعري سهيلٌ كَأَنَّهُ ... قريُع هجانٍ عارضَ الشولَ جافرُ

ويروي: يتبع الشول. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْعَرَبيَّة قَوْله: فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ فأغرى غَائِبا وَلَا تكَاد الْعَرَب تغري إِلَّا الشَّاهِد يَقُولُونَ: عَلَيْك زيدا ودونك 
ج ف ر

فرس مجفر الجنبين: منتفجهما، وقد أجفر جنباه. قال امرؤ القيس:

بمجفرة حرف كأن قتودها ... على أبلق الكشحين ليس بمغرب أي ليس بلقه بإغراب وهو المتسلخ بياضاً حتى يحمرّ. وفرس عظيم الجفرة وهي وسطه. وذبح لهم جفرة وهي الماعزة الجذعة، والذكر جفر لإجفار جنبيه. وحفروا جفراً: بئراً واسعة لم يطووها. وتقول: أكب فلان على حفره، حتى انكب في جفره. وجفر الفحل عن الإبل، وربض الكبش عن الغنم إذا امتنع عن الضراب، وفحل جافر. والشمس مجفرة مبخرة. وتقول: يملأ الجفير، قبل أن يقع النفير؛ وهو الواسع من الكنائن.

ومن المجاز: غلام جفر: وقد استجفر إذا اتسع جفره أي جوفه وأكل. وفلان منهدم الجفر: لا رأي له. وإن جفرك إليّ لهارٌّ أي شرك إليّ متسرع.
[جفر] الجَفْرُ من أولاد المعز: ما بلغ أربعة أشهر وجفر جنباه وفص عن أمه. والانثى جَفْرَةٌ. والجَفْرُ: البئر الواسعة لم تطو. ومنه جفر الهباءة، ومستنقع ببلاد غطفان. والجفرة بالضم: سعة في الأرض مستديرة، والجمع جِفارٌ، مثل بُرْمَةٍ وبِرامٍ. ومنه قيل للجَوْفِ: جَفْرَةٌ. وفرس مُجْفَرٌ، وناقة مُجْفَرَةٌ، أي عظيمة الجُفْرَةِ، وهي وسَطُه. قال الجعدى: فتآيا بطرير مرهف * جفرة المحزم منه فسعل - والجفار أيضا: ماء لبنى تميم بنجد، ومنه يوم الجفار. قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما - أي هلاكا. والجفير كالكنانة، أوسع منها. وجفر الفحلُ عن الضِرابِ يَجْفُرُ بالضم جُفوراً، وذلك إذا أكثَرَ الضراب حتَّى حَسَر وانقطع وعدَلَ عنه. ويقال في الكبش: ربض، ولا يقال جفر. ومنه قيل: الصَوم مَجْفَرَةٌ، أي مقطعة للنكاح. قال ذو الرمّة: وقد عارضَ الشِعْرى سُهَيْلٌ كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافر - وجفر جنباه اتسعا. ويقال: أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه، أي تركته. وأَجْفَرْتُ فلاناً: قطعتُه وتركت زيادته.
[جفر] في ح حليمة ظئره صلى الله عليه وسلم: قالت: كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، فبلغ ستاً وهو "جفر". استجفر الصبي إذا قوي على الأكل، وأصله ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه، والأنثى جفرة. ومنه ح: فخرج إلى ابن له "جفر". وح عمر: في محرم يصيب الأرنب "جفرة". وح: يكفيه ذراع "الجفرة"، مدحته بقلة الأكل. ك: وهو مما يمدح به الرجل، وهو بفتح جيم وبفاء الأنثى من ولد المعز. نه وفيه: صوموا ووفروا أشعاركم فإنها "مجفرة" أي مقطعة للنكاح ونقص للماء، جفر الفحل يجفر إذا أكثر الضراب وانقطع عنه. ومنه ح: عليك بالصوم فإنه "مجفرة". وح على: أنه رأى رجلاً في الشمس فقال: قم عنها فإنها "مجفرة" أي تذهب شهوة النكاح. وح عمر: إياكم ونومة الغداة فإنها "مجفرة". وفيه: إياك وكل "مجفرة" أي متغيرة ريح الجسد، وفعله أجفر، ويجوز كونه من قولهم: امرأة مجفرة الجنبين، أي عظيمتهما كأنه كره السمن. وفيه: من اتخذ قوساً عربية و"جفيرها" نفى الله عنه الفقر، الجفير الكنانة والجعبة التي فيها السهام، وتخصيص العربية كراهة زي العجم. وفيه: فوجداه في بعض تلك "الجفار"، جمع جفرة حفرة في الأرض. ومنه: الجفر للبئر التي لم تطو. وجفرة بضم جيم وسكون فاء جفرة خالد بناحية البصرة.
(ج ف ر)

الجَفْر من أَوْلَاد الشَّاء: إِذا عظم واستكرش. قَالَ أَبُو عبيد: إِذا بلغ ولد المعزى أَرْبَعَة اشهر، وَفصل عَن أمه فَهُوَ جَفْر.

وَالْجمع أجفار، وجِفَار، وجَفَرة. وَالْأُنْثَى: جَفْرة.

وَقد جَفَر، واستجفر، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا ذَلِك لأربعة أشهر أَو خَمْسَة من يَوْم وُلِد. والجَفْر: الصَّبِي إِذا انتفخ لَحْمه وَأكل وَصَارَت لَهُ كرش.

وَالْأُنْثَى: جَفْرة أَيْضا.

وَقد استجفر، وتَجفَّر.

والمُجَفَّر: الْعَظِيم الجنبين من كل شَيْء.

والجُفْرة: جَوف الصَّدْر.

وَقيل: مَا يجمع الْبَطن والجنبين.

وَقيل: هُوَ منحنى الضلوع.

وَكَذَلِكَ: هُوَ من الْفرس وَغَيره.

وَقيل: جُفْرة الْفرس: وَسطه.

وَالْجمع: جُفَر، وجِفار.

والجُفْرة: الحُفْرة الواسعة المستديرة.

والجفر: خروق الدعائم الَّتِي تحفر لَهَا تَحت الأَرْض.

والجَفْر: الْبِئْر الَّتِي لم تُطْوَ.

وَقيل: هِيَ الَّتِي طُوِى بَعْضهَا وَلم يطو بعض.

وَالْجمع: جِفَار.

والجَفِير: جَعْبة من جُلُود لَا خشب فِيهَا، أَو من خشب لَا جُلُود فِيهَا.

والجَفير أَيْضا: جعبة من جُلُود مشقوقة فِي جنبها، يفعل ذَلِك بهَا لتدخلها الرّيح فَلَا يأتكل الريش.

وجَفَر الْفَحْل يَجْفُر جُفُورا: انْقَطع عَن الضِّراب وقلَّ مَاؤُهُ.

وأجفر الرجل عَن الْمَرْأَة: انْقَطع.

وجفّره الْأَمر عَنْهَا: قطعه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وتُجْفِروا عَن نسَاء قد تحل لكم ... وَفِي الرُّدَيْنيّ والهنديّ تجفير

أَي إِن فيهمَا من ألم الْجراح مَا يُجَفِّر الرجل عَن الْمَرْأَة. وَقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ إماتتها إيَّاهُم، لِأَنَّهُ إِذا مَاتَ فقد جَفَر.

وَطَعَام مَجْفَر، ومَجْفَرة، عَن اللحياني: يقطع عَن الْجِمَاع، وَمن كَلَام الْعَرَب: أكل الْبِطِّيخ مَجْفَرة: أَي يقطع مَاء الصُّلْب، روى ذَلِك أَبُو الْحسن اللحياني.

والمُجْفِر: الْمُتَغَيّر ريح الْجَسَد.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكَهَنْبَلُ: صنف من الطَّلْح جَفْر، فاراه عَنى بِهِ: الْقَبِيح الرَّائِحَة من النَّبَات.

وأجفرك الشَّيْء: غَابَ عَنْك.

وَمن كَلَام بعض الْعَرَب: أجفرَنا هَذَا الذِّئْب فَمَا حسسناه مُنْذُ أَيَّام.

وَفعلت ذَلِك من جَفْر كَذَا: أَي من اجله.

والجُفُرَّى، والجُفُرَّاة: الكافور من النّخل حَكَاهُمَا أَبُو حنيفَة.

وجَيْفر، ومجفرّ، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ محشر بالشين وَقد تقدم: اسمان.

والجَفْر: مَوضِع.

والجِفَار: مَوضِع بِنَجْد، قَالَ الشَّاعِر:

ويومُ الجِفَار ويومُ النِّسَا ... وَكَانَا عذَابا وَكَانَا غراما

والجفائر: رمال مَعْرُوفَة، أنْشد الْفَارِسِي:

ألمَّا على وَحش الجفائر فانظرا ... إِلَيْهَا وَإِن لم تمكن الوحشُ راميا

والأجفر: مَوضِع.

جفر

1 جَفَرَ He, or it, became wide: (K:) or became inflated, or swollen. (A.) And جَفَرَ جَنْبَاهُ His (a kid's, S and Msb, or lamb's, Msb) sides became widened, or distended: (S, Msb:) and جَنْبَاهُ ↓ اجفر [and ↓ انجفر (K in art. هضم)] his (a horse's) sides became inflated, or swollen. (A.) b2: He (a lamb, K, and a kid, TA) became what is termed جَفْرٌ; as also ↓ تجفّر and ↓ استجفر: (K:) and ↓ تجفّرت and ↓ استجفرت she (a kid) became a جَفْرَة. (ISh, TA.) And He (a boy) became what is termed جَفْرٌ; as also ↓ تجفّر (TA) and ↓ استجفر: (A:) and this last verb, he became large in the sides. (L.) A2: جَفَرَ (S, A) عَنِ الضِّرَابِ, (S,) or عَنِ الإِبِلِ, (A,) aor. ـُ (S,) inf. n. جُفُورٌ; (S, K;) and ↓ اجتفر; and ↓ اجفر, inf. n. إِجْفَارٌ; and ↓ جفّر, inf. n. تَجْفِيرٌ; (K;) He (a stallioncamel) ceased, (S, K,) or abstained, (A,) from covering, (S, A, K,) and avoided it; having indulged in it so much that he was wearied; (S;) and his seminal fluid became little: (TA:) you say of a ram, رَبَضَ, (S, A,) not جَفَرَ. (S.) and جَفَرَ عَنِ المَرْأَةِ, (IAar, TA,) and عَنْهَا ↓ اجفر, (IAar, K,) and ↓ اجتفر, and ↓ جفّر, (IAar, TA,) He (a man) abstained from the woman; (K;) he abstained from sexual intercourse with her. (IAar, TA.) b2: جَفَرَ مِنَ المَرَضِ He recovered from the disease. (K, TA.) 2 جَفَّرَ see 1, in two places.

A2: جفّرهُ الأَمْرُ عَنْهُ The thing, or affair, cut him off from him, or it. (IAar, L.) 4 أَجْفَرَ see 1, in three places.

A2: اجفر also signifies He cut, abandoned, or forsook, (S, K,) another, (S,) or his companion, or friend, (K,) and left off visiting him. (S, K.) And أَجْفَرْتُ مَا كُنْتُ فِيهِ I left, or relinquished, that in which I was occupied. (S.) A3: Also It (a thing, TA) was, or became, absent, or hidden, or concealed, (K, TA,) from one. (TA.) 5 تَجَفَّرَ see 1, in three places.7 إِنْجَفَرَ see 1.8 إِجْتَفَرَ see 1, in two places.10 إِسْتَجْفَرَ see 1, in three places.

جَفْرٌ A lamb, or kid, whose sides have become widened, or distended: (Msb:) or a lamb, (IAmb, Msb, K,) and a kid, (K, * TA,) that has become large, and begun to pasture, (K, TA,) and whose sides have become widened, or distended: (TA:) or a lamb, (K,) or a kid, (S, Mgh, Msb, K, * TA,) that is four months old, (S, Mgh, Msb, K,) and whose sides have become widened, and that is weaned, (A'Obeyd, S,) and has taken to pasture: (A'Obeyd, TA:) or this is sometimes four months, and sometimes five months, after the birth: or a young lamb, and a kid, after it has been weaned, when six months old: (IAar, TA:) pl. [of pauc.]

أَجْفَارٌ (K) and [of mult.] جِفَارٌ (Msb, K) and جَفَرَةٌ: (K) fem. with ة: (S, A, Mgh, Msb, K:) or جَفْرَةٌ signifies a female kid that has become satiated with leguminous herbs and with shrubs, and is independent of its mother: (ISh, TA:) IAmb applies it to a female lamb and a female kid; and this is correct, though some say that it is applied to the latter only. (TA.) b2: A boy when his belly has become widened, (A,) or when his flesh has become swollen out, (K,) and he has begun to eat: (A, K:) fem. with ة (K.) [See شَادِخٌ; and see also مُطَبِّخٌ.]

A2: A well, (Msb, K,) or a wide well, (S, A,) not cased, or walled round, within; (S, A, Msb, K;) as also ↓ جَفْرَةٌ: (R, TA:) or, of which a portion is cased, or walled round, within, (K, TA,) and a portion is not: (TA:) the former of the masc. gender: pl. جِفَارٌ. (Msb.) b2: [Hence,] فُلَانٌ مُنْهَدِمُ الجَفْرِ (A, K *) [Such a one's well is in a state of demolition; meaning,] such a one has no judgment: (A:) or has no intelligence. (K.) And إِنَّ جَفْرَكَ عَلَىَّ لَهَارٍ

[Verily thy well is falling in upon me; meaning] thy mischief is coming quickly upon me. (A, TA.) b3: [The pl.] جَفَارٌ also signifies [simply] Wells. (K.) b4: And hence, (TA,) She-camels abounding with milk. (K, TA.) جَفْرَةٌ: see جَفْرٌ.

جُفْرَةٌ A round space in the ground: (S, K:) or a round and wide cavity in the ground: (L:) pl. جِفَارٌ. (S.) b2: Hence, (S,) The belly, or interior of the body: (S:) or the cavity of the chest: or what comprises the belly [in the TA the chest] and the two sides: (K:) or the place where the ribs curve; and so in a horse &c.: (TA:) the middle of a horse, (S, Msb, K,) and of a camel: and, as some say, the middle, and main part, of anything: and thus, the main part of the sea: (TA:) pl. جُفَرٌ and جِفَارٌ, accord. to the K; but the latter is pl. of جُفْرَةٌ in the sense of "a round cavity." (TA.) b3: Also [the pl.]

جُفَرٌ signifies The holes that are dug in the ground for props. (TA.) جَفِيرٌ A kind of quiver like the كِنَانَة, but wider, (Lth, S, TA,) in which are put many arrows: (Lth, TA:) or a [quiver of the kind called] جَعْبَة [q. v.], of skins, in which is no wood: or of wood, in which are no skins; (K;) or in which is no skin; as in some good lexicons: (TA:) or of skins, and slit in its side, that the wind may enter it, and the feathers in consequence may not be eaten: (TA: [see also جَشِيرٌ:]) or the same as the جعبة and the كنانة: (El-Ahmar, TA:) or a quiver for نَبْل, wide, of wood. (Ham p. 358.) Hence, لَيْسَ فِى جَفِيرِهِ غَيْرُ زَنْدَيْنِ [There is not in his quiver aught save two pieces of wood for producing fire]: a prov. applied to him in whom is no good. (Meyd.) مَجْفَرٌ: see مَجْفَرَةٌ.

مُجْفَرٌ, applied to a horse, (S, Msb, K,) and with ة applied to a she-camel, (S,) Large in the middle: (S, Msb, K:) and مُجْفَرُ الجَنْبَيْنِ a horse inflated, or swollen, in the sides. (A.) مَجْفَرَةٌ (S, A, K) and ↓ مَجْفَرٌ (Lh, K) An impediment to venery; (Lh, A'Obeyd, S, A, K;) and a cause of diminishing the seminal fluid: (A'Obeyd, TA:) applied to food: (Lh, K:) and such is fasting said to be; (A'Obeyd, S, K;) and the sun, (A, * TA,) i. e., sitting in the sun; and such, also, the sleeping between daybreak and sunrise, or in the first part of the day. (TA.)

جفر: الجَفْرُ: من أَولاد الشاء إِذا عَظُمَ واستكرشَ، قال أَبو عبيد:

إِذا بلغ ولد المعزى أَربعة أَشهر وجَفَرَ جَنْبَاه وفُصِلَ عن أُمه

وأَخَذَ في الرَّعْي، فهو جَفْرٌ، والجمع أَجْفَار وجِفَار وجَفَرَةٌ،

والأُنثى جَفْرَةٌ؛ وقد جَفَرَ واسْتَجفَرَ؛ قال ابن الأَعرابي: إِنما ذلك

لأَربعة أَشهر أَو خمسة من يوم ولد. وفي حديث عمر: أَنه قضى في اليَرْبُوع

إِذا قتله المحرم بجَفْرَةٍ؛ وفي رواية: قضى في الأَرنب يصيبها المحرم

جَفْرَةً. ابن الأَعرابي: الجَفْرُ الجَمَلُ الصغير والجَديُ بعدما يُفْطَمُ

ابن ستة أَشهر. قال: والغلام جَفْرٌ.

ابن شميل: الجَفْرَةُ العَناق التي شَبِعَتْ من البَقْلِ والشجر واستغنت

عن أُمِّها، وقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ. وفي حديث حليمة ظَئِرَ

النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت: كان يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصبي في

الشهر فبلغ ستّاً وهو جَفرٌ. قال ابن الأَثير: اسْتَجْفَر الصَّبيُّ إِذا

قوي على الأَكل. وفي حديث أَبي اليَسَرِ: فخرج

(* قوله «فخرج إِلخ» كذا

بضبط القلم في نسخة من النهاية يظن بها الصحة والعهدة عليها). إِليَّ ابنٌ

له جَفْرٌ. وفي حديث أُم زرع: يكفيه ذراعُ الجَفْرَةِ؛ مدحته بقلة

الأَكل. والجَفْرُ: الصبي إِذا انتفخ لحمه وأَكل وصارت له كرش، والأُنثى

جَفْرَةٌ، وقد استَجْفَر وتَجَفَّرَ. والمُجْفَرُ: العظيم الجنبين من كل شيء.

واسْتَجْفَرَ إِذا عظم؛ حكاه شمر وقال: جُفْرَةُ البطن باطِنُ

المُجْرَئِشِّ.

والجُفْرَةُ: جَوْفُ الصدر، وقيل: ما يجمع البطن والجنبين، وقيل: هو

مُنحَنَى الضلوع، وكذلك هو من الفرس وغيره، وقيل: جُفْرَةُ الفرس وسَطُه،

والجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ. وجُفْرَةُ كل شيء: وسطه ومعظمه. وفَرَسٌ مُجْفَرٌ

وناقة مُجْفَرَة أَي عظيمة الجُفْرةِ، وهي وسطه؛ قال الجَعْدِيُّ:

فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ

جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ

والجُفْرَةُ: الحُفْرَةُ الواسعة المستديرة. والجُفَرُ: خُروق الدعائم

التي تحفر لها تحت الأَرض. والجَفْرُ: البئر الواسعة التي لم تُطْوَ،

وقيل: هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض، والجمع جِفَارٌ؛ ومنه جَفْرُ

الهَبَاءَةِ، وهو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان. والجُفْرَةُ، بالضم: سَعَةٌ في

الأَرض مستديرة، والجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ وبرام، ومنه قيل للجوف:

جُفْرةٌ. وفي حديث طلحة: فوجدناه في بعض تلك الجِفَارِ، وهو جمع جُفْرة، بالضم.

وفي الحديث ذكر جُفرة، بضم الجيم وسكون الفاء، جفرة خالد من ناحية

البصرة تنسب إِلى خالد بن عبدالله بن أَسِيدٍ، لها ذكر في حديث عبد الملك بن

مروان.

والجَفِيرُ: جَعْبَة من جلود لا خشب فيها أَو من خشب لا جلد فيها.

والجَفِيرُ أَيضاً: جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة في جنبها، يُفعل ذلك بها ليدخلها

الريح فلا يأْتكل الريش. الأَحمر: الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة.

الليث: الجَفِير شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها يجعل فيه نُشَّابٌ

كثير. وفي الحديث: من اتخذ قوساً عربية وجَفِيرَها نفى الله عنه الفقر؛

الجَفير: الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام، وتخصيصُ القِسِيِّ

العربية كراهيةَ زِيِّ العجم.

وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر، بالضم، جُفُوراً: انقطع عن الضِّراب وقَلَّ

ماؤه، وذلك إِذا أَكثر الضراب حتى حَسَرَ وانقطع وعَدَلَ عنه. ويقال في

الكبش: رَبَضَ ولا يقال جَفَرَ. ابن الأَعرابي: أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ

وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع، وإِذا ذَلَّ قيل: قد اجْتَفَرَ.

وأَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة: انقطع. وجَفَّرَه الأَمرُ عنه: قَطَعَه؛ عن

ابن الأَعرابي، وأَنشد:

وتُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ،

وفي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ

أَي أَن فيهما من أَلم الجراح ما يُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة، وقد يجوز

أَن يعني به إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ.

وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ؛ عن اللحياني: يقطع عن الجماع. ومن كلام

العرب: أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ. وفي الحديث أَنه قال لعثمان بن مظعون:

عليك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ؛ أَي مَقْطَعَةٌ للنكاح. وفي الحديث أَيضاً:

صُوموا وَوَفِّرُوا أَشْعاركم

(* قوله: «ووفروا أشعاركم» يعني شعر

العانة. وفي رواية فإِنه أَي الصوم مجفر، بصيغة اسم الفاعل من أجفر، وهذا أَمر

لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب، كذا بهامش النهاية). فإِنها

مَجْفَرَةٌ. قال أَبو عبيد: يعني مَقْطَعَة للنكاح ونقصاً للماء. ويقال

للبعير إِذا أَكثر الضراب حتى ينقطع: قد جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً، فهو جافر؛

وقال ذو الرمة في ذلك:

وقد عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كَأَنَّهُ

قَرِيعُ هَجانٍ، عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ

وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: أَنه رأَى رجلاً في الشمس فقال: قُمْ

عنها فإِنها مَجْفَرَةٌ أَي تُذْهِبُ شهوة النكاح. وفي حديث عمر، رضي الله

عنه: إِياكم وَنَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ؛ وجعــله القتيبي من

حديث علي، كرم الله وجهه.

والمُجْفِرُ: المتغير ريح الجسد. وفي حديث المُغِيرةِ: إِياكم وكلَّ

مُجْفِرَةٍ أَي مُتَغَيِّرة رِيحِ الجسد، والفعل منه أَجْفَر. قال: ويجوز

أَن يكون من قولهم امرأَة مُجْفِرَةُ الجنين أَي عظيمتهما. وجَفَرَ

جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا، كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ. وقال أَبو حنيفة:

الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ من الطَّلْحِ جَفْرٌ.

قال ابن سيده: أُراه عَنَى به قبيح الرائحة من النبات. الفراء: كنت

آتيكم فَقَد أَجْفَرْتُكم أَي تركت زيارتكم وقطعتها. ويقالُ: أَجْفَرْتُ ما

كنتُ فيه أَي تركته. وأَجْفَرْتُ فلاناً: قطعته وتركت زيارته. وأَجْفَرَ

الشيءُ: غاب عنك. ومن كلام العرب: أَجْفَرَنا هذا الذئبُ فما حَسَسْناه

منذ أَيام. وفعلتُ ذلك من جَفْرِ كذا

(* قوله: «من جفر كذا إلخ» بفتح فسكون

وبالتحريك وجفرة كذا بفتح فسكون كل ذلك عن ابن دريد أفاده شارح

القاموس). أَي من أَجله. ويقال للرجل الذي لا عقل له: إِنه لَمُنْهَدِمُ الحال

ومُنْهَدِمُ الجَفْرِ.

والجُفُرَّى والكُفُرَّى: وِعاء الطلع.

وإِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كانت غِزاراً، شبهت بِجِفَارِ الرَّكابا.

والجُفُرَّاء والجُفُرَّاةُ: الكافور من النخل؛ حكاهما أَبو حنيفة.

وجَيْفَرٌ ومُجَفَّر: اسمان: والجَفْرُ: موضع بنجد. والجِفَارُ: موضع،

وقيل: هو ماء لبني تميم، قال: ومنه يوم الجِفَارِ؛ قال الشاعر:

وَيَوْمُ الجِفَارِ وَيَوْمُ النِّسا

رِ كانا عَذَاباً، وكانا غَرَامَا

أَي هلاكاً. والجَفَائِرُ: رمال معروفة؛ أَنشد الفارسي:

أَلِمَّا على وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا

إِليها، وإِنْ لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا

والأَجْفَرُ: موضع.

جفر
: (الجَفْرُ) ، بفَتْحٍ فسُكُون، (مِن أَولادِ) المَعزِ و (الشّاءِ) كَمَا فِي الصّحاح، واقتصرَ فِي المُحكَم على الشّاءِ، وتَبِعَه المصنِّف، وَزَاد بعضُهُم: والضَّأْنِ: (مَا عَظُمَ واسْتَكْرَشَ) وجَفَرَ جَنْباه، أَي اتَّسَعَ.
(أَو) الجَفْرُ: هُوَ إِذا (بَلَغَ) وَلدُ المَعْزَى (أَربَعَةَ أَشْهُرٍ) ، وجَفَرَ جَنْبَاه، وفُصِلَ عَن أُمِّه، وأَخَذَ فِي الرَّعْيِ، قالَه أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: إِنما ذالك لأَربعة أَشهرٍ أَو خمسةٍ مِن يَوْم وُلِدَ، وَعنهُ أَيضاً: الجَفْرُ: الجَمَلُ الصغيرُ، والجَدْيُ بعد مَا يُفْطَمُ ابنَ ستَّةِ أَشهر.
(ج أَجْفَارٌ وجِفَارٌ) ، بِالْكَسْرِ. (وَجَفَرَةٌ) ، محرَّكةً.
(وَقد جَفَر، واسْتَجْفَرَ، وتَجفَّرَ) .
(و) مِنَ المَجَازِ: الجَفْرُ: (الصَّبِيُّ إِذا انْتَفَخَ لَحْمُه، وأَكلَ) ، وصارَتْ لَهُ كَرِشٌ. وَقد جَفَرَ وتَجَفَّرَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: والغُلامُ جَفْرٌ. وَفِي حَدِيث حَلِيمةَ ظِئْرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، قَالَت: (كَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْم شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ، فبَلَغ سِتًّا وَهُوَ جَفْرٌ) . وَفِي حَدِيث أَبي اليَسَرِ: (فخَرَجَ إِليّ ابنٌ لَهُ جَفْرٌ) .
(وَهِي بهاءٍ فيهمَا) .
قَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الجَفْرَةُ: العَنَاقُ الَّتِي شَبِعَتْ من البَقْل والشَّجَر، واسْتَغْنَتْ عَن أُمِّها. وَقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: (يَكْفِيه ذِراعُ الجَفْرَةِ) ؛ مَدَحَتْه بقِلَّةِ الأَكلِ، وَقَالَ ابْن الأَنباريِّ فِي شَرْحِه على الحَدِيث: هِيَ الأُنْثى مِن وَلَدِ الضَّأْنِ، وَقَالَ غيرُه: الأُنْثَى من المَعزِ فَقَط، وَقيل: مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَهُوَ الصَّواب.
(و) الجَفْرُ: (البِئْرُ) الواسِعةُ الَّتِي (لم تُطْوَ) ، كالجُفْرَةِ، ذَكَرَهما السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض، (أَو) هِيَ الَّتِي (طُوِيَ بعضُها) وَلم يُطْوَ بعضٌ. والجمعُ جِفَارٌ.
(و) الجَفْرُ: (ع بِنَاحِيَة ضَرِيَّةَ) ، وَهِي صُقْعٌ واسِعٌ بنَجْد، يُنسَبُ إِليه الحِمَى (مِن نَواحِي الْمَدِينَة) المشرَّفة، على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، يَلِيها أُمَراءُ المدينةِ (كَانَ بِهِ ضَيْعَةٌ لسعيدِ بنِ سُلَيمانَ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّبْصِير: سعيدُ بنُ عبدِ الجَبّار المُسافعيّ، وَلِيَ القَضاءَ زَمَنَ المَهْدِيِّ، (وَكَانَ يُكْثِرُ الخُرُوج إِليها، فَقيل لَهُ: الجعفْرِيُّ) لذالك.
(و) الجَفْرُ: (بئْرٌ بمكَّة) المشرَّفة (لبَني تَيْم بن مُرَّة) بن كَعْب بن لُؤيّ بن غالبٍ القُرَشيِّ.
(و) الجَفْرُ: (ماءٌ لبَني نَصْر) بن مُعَاويةَ بن بَكْر بن هَوازنَ.
(و) الجَفْرُ: (مُسْتَنْقعٌ ببلادِ غَطَفَانَ) ، ويُسَمَّى جَفرَ الهَباءَةِ، وسيَأْتي فِي كَلَام المصنِّف قَرِيبا.
(وجَفْرُ الفَرَس: ماءٌ) سُمِّيَ بِهِ؛ لأَنه (وَقع فِيهَا) ، كَذَا فِي النسَخ، والصَّواب: فِيهِ (فرَسٌ) فِي الجاهِلِيَّة، (فبَقِي أَيّاماً، ويَشْرَبُ مِنْهَا، ثمَّ خرَج صَحِيحاً) . وَفِي التكملة: فأُخْرِج صَحيحاً؛ فنُسِبَ إِليه.
(وجَفْرُ الشَّحْم: ماءٌ لبَني عَبْسٍ) ببَطْن الرُّمَّةِ، حِذاءَ أَكمَة الخيْم.
(وجَفْرُ البَعَر: ماءٌ لبَني أَبي بَكْر بن كِلاب) .
(وجَفْرُ الأَمْلاكِ) : مَوضعٌ (بنواحي الحِيرَة) ، من الكُوفة.
(وجَفْرُ ضَمْضَمَ) : ع (كلُّ ذالك نَقله الصّغَانيُّ.
(وجَفْرُ الهَبَاءَةِ: ع) بِبِلَاد غَطَفانَ بالشَّرَبَّةِ، (قُتِل فِيهِ حَمَلٌ وحُذيْفَةُ ابْنا بَدْرٍ الفَزَاريّان) ، قَتَلَهما قَيْسُ بنُ زُهَيْر، وَفِيه يَقُول:
تَعَلَّمْ أَنّ خَيرَ النَّاس مَيْتاً
على جَفْر الهَبَاءَةِ لَا يَريمُ
وَلَوْلَا ظُلْمُه مَا زلتُ أَبْكي
عَلَيْهِ الدَّهْرَ مَا طَلَعَ النُّجُومُ
ولاكنّ الفَتَى حَمَلَ بنَ بَدْرٍ
بَغَى والبَغْيُ مَصْرَعُه وَخيمُ
(وجَفْرَةُ بَنِي خُوَيْلِدٍ: ماءٌ لبَنِي عُقَيْلٍ) من هَوازِنَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (الجُفْرَةُ، بالضمّ: جَوْفُ الصَّدْرِ، أَو) هُوَ (مَا يَجْمَعُ الصَّدْرَ والجَنْبَيْنِ) ، وَقيل: هُوَ مُنْحَنَى الضُّلُوعِ، وكذالك هُوَ مِن الفَرَسِ وغيرِه.
(و) الجُفْرَةُ فِي الأَصل؛ (سَعَةٌ فِي الأَرض مُسْتَدِيرةٌ) ، وَهِي الحُفْرَةُ.
(و) قيل: الجُفْرَةُ (من الفَرَس: وَسَطهُ. وَهُوَ مُجْفَرٌ بِفَتْح الفاءِ أَي واسِعُهَا) ، أَي الجُفْرَةِ. وَفِي الأَساس: مُنْتَفِجُهَا، وكذالك ناقةٌ مُجْفَرَةٌ؛ أَي عظيمةُ الجُفْرَة، وَهِي وَسطُها. قَالَ الجَعْدِيُّ:
فَتآيَا بطَريرٍ مُرْهَفٍ
جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فسَعَلْ
وَقيل: جُفْرَةُ كلِّ شيْءٍ: وَسَطُه ومُعْظَمُه. (ج جُفَرٌ) ، بضمَ فَفتح (وجِفَارٌ) ، بِالْكَسْرِ. يُقَال: فَرَسُ عظيمُ الجُفْرَةِ، وناقةٌ عظيمةُ الجُفْرةِ. وأَمّا الثَّانِي فجمعُ جُفْرَة بِمَعْنى الحُفْرَةِ المستَدِيرة. وَمِنْه حديثُ طَلْحَةَ: (فَوَجَدْنَاه فِي بعض تِلْكَ الجِفَار) .
(و) الجُفْرَةُ: (ع بالبَصْرة) يُقَال لَهُ: جُفْرَةُ خالدٍ، يُنْسَبُ إِلى خالِدِ بن عبدِ اللهِ بن أَسِيد، (كَانَ بهَا) أَي بالجُفْرَة (حَرْبٌ شَدِيدٌ عامَ سَبْعينَ) أَو إِحْدَى وسبعينَ بعدَ الهجْرَة، وَلها ذكْرٌ فِي حَديث عبدِ المَلك بن مَرْوانَ.
(وَقيل لِجَعْفَر بن حَيْانَ العُطَارِدِيِّ) البَصْريِّ الخَرّاز الأَعْمَى، كُنْيَتُه أَبو الأَشْهَب، من أَكبر قُرّاءِ البَصْرَةِ، قَرَأَ على أَبي رَجاءٍ العُطَارديِّ، وَهُوَ مِن رجال الصَّحِيحَيْن: (الجُفْرِيُّ) بالضمّ؛ (لأَنه وُلِدَ عامَ الجُفْرَةِ) ، وَهُوَ عامُ سبعينَ، أَو إِحدَى وسبعينَ، وتُوُفِّيَ سنة 165 هـ.
(والجفِيرُ: جَعْبَةٌ من جُلُودٍ لَا خَشبَ فِيهَا، أَو من خَشَبٍ لَا جُلُودَ) ، وَفِي بعض الأُصول الجيِّدة: لَا جِلْد (فِيهَا) ، وَهِي من جُلُودٍ مَشْقُوقَة فِي جنْبها، يُفْعل ذالك بهَا ليَدْخُلَها الرِّيحُ، فَلَا يأْتكلُ الرِّيشُ. وَقَالَ الأَحمرُ: الجَفِيرُ والجَعْبَةُ: الكِنَانَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَفِيرُ: شِبْهُ الكِنَانَةِ إِلّا أَنه أَوْسعُ مِنْهَا، يُجْعل فِيهَا نُشّابٌ كثيرٌ. وَفِي الحَدِيث: (مَن اتَّخَذَ قَوْساً عربيَّةً وجَفِيرها نَفي اللهُ عَنهُ الفَقْر) .
(و) الجفيرُ: (ع بِنَاحِيَة ضَرِيَّةَ) بنجْد، كثير الضِّباع، لغطَفانَ. وَقيل: هُوَ بالحاءِ المهملَة، وسيأْتي، ولعلَّ الصّوابَ بِالْمُهْمَلَةِ؛ وَلذَا سَقَطَ فِي كثير من النُّسَخ المُعْتمدة.
(و) جُفيْر (كزُبَيْر: ة بالبحْرَيْن) ذاتُ بَسَاتينَ ورِياض ومياهٍ ومنازِهَ، وَقد تَرافَقْتُ بجماعةٍ من أَهلها، فِي سَفري من اليَمن إِلى مكَّة، وهم يُسمُّونها الجفيرةَ، قَالُوا: وَهِي قريبةٌ من اللذكى.
(والجُفُورُ) ، بالضمّ: مصدرُ جَفَر يَجْفِرُ، وَهُوَ (انقطاعُ الفَحْل عَن الضِّراب) وامتناعُه، (كالاجْتِفَار، والأَجْفار، والتَّجْفِير) . يُقَال: جفر الفَحْلُ، إِذا انقطَع عَن الضِّراب. وقَلَّ ماؤُه؛ وذالك إِذا أَكْثر الضِّراب حَتَّى حسَرَ، انْقَطع، وعَدَل عَنهُ. وَيُقَال فِي الكَبْش: رَبَضَ، وَلَا يُقَال: جَفَرَ. والفحلُ جافرٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وَقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ كأَنَّه
قَرِيعُ هِجَانٍ عَارض الشَّوْلَ جافِرُ
(وأَجْفَر) الشيْءُ: (غَابَ) عنكَ.
(و) أَجْفَر الرجلُ (عَن المرأَة) إِذا (انقَطعَ) عَن الجِماع، كجْتَفَر، وَجفر، وجَفَّر، قَالَه ابْن الأَعرابيّ، وإِذا ذَلَّ قِيل: اجتفر، وَجفر، وجَفَّر، قَالَه ابْن الأَعرابيّ، وإِذا ذَلَّ قِيل: اجتفر، وسيأْتي، وأَنشد:
وتُجْفِرُوا عَن نِساءٍ قد تحِلُّ لكمْ
وَفِي الرُّديْنيِّ والهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ
أَي أَن فيهمَا مِن أَلَم الجِراحِ مَا يُجْفِرُ الرجلُ عَن المرأَة.
(و) أَجْفَر (صاحِبَه: قَطعَه) عَنهُ (وتَركَ زيارتَه) . قَالَ الفَرْاءُ: كنت آتِيكم فقد أَجْفَرْتُكم، أَي تَركتُ زِيارتكم وقطَعْتُها. وَيُقَال: أَجْفَرْتُ مَا كنتُ فِيهِ، أَي تَرَكْتُه. (وجَفَر: اتَّسعَ) . وَجَفَرَ: انْتَفَخ، جَفَرَ جَنْباه: اتَّسَعَا.
(و) جَفَر (مِن المرَض: خرَجَ) ، ذالك إِذا بَرَأَ.
(والجَوْفرُ: الجوْهرُ) وزنا وَمعنى.
(والجَيْفَرُ: الأَسدُ الشديدُ) ، انتفاخِه عِنْد الغَضَب.
(وجيْفَرُ بنُ الجُلَنْدَى) الأَزْدِيُّ: لكُ عُمَانَ) ورئيسُها. (أَسْلم هُوَ أَخُوه عبدُ اللهِ، على يَدِ) سيِّدِنا عَمْرو بن الْعَاصِ) بن وائلٍ السَّهْميِّ، رضيَ اللهُ عَنهُ، (لمّا وَجَّهه رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إِليهما، وهما على عُمَانَ) ، وَلَا رؤيةَ لَهما، وَلم يَذْكُرِ لذَّهبِيُّ أَخاه عبدَ الله فِي التَّجْرِيد، وَلَا ابنُ فَهْدِ، مَعَ جَمْعِهما فِي كتابيْهما مَن شَذَّ ونَدَر، فلْيُنْظَرْ فَيكْتب السِّيَرِ.
(وضُميْرَةُ بنتُ جَيْفَرٍ: صَحابِيَّةٌ) ، وَلم يذكرهَا الذَّهَبِيُّ، وَلَا ابنُ فَهْد، فلْينْظَرْ.
(وطَعامٌ مَجْفَرٌ ومجْفَرةٌ، بفتحِهما) ، عَن اللِّحْيانِيّ: (يَقْطَعُ عَن الجِمَاعِ، وَمِنْه قولُهم: الصَّوْمُ مَجْفَرَةٌ) ، وَقد وَرَد فِي الحَدِيث أَنه قَالَ لعُثْمَان بن مَظْعُونٍ: (عليكَ بالصَّوْم؛ فإِنه مَجْفَرةٌ) ؛ أَي مَقْطَعةٌ (للنِّكاحِ) ، وَفِي الحَدِيث أَيضاً: (صُومُوا ووَفِّرُوا أَشْعَارَكم فإِنها مَجْفَرَةٌ) ، قَالَ أَبو عُبَيْد؛ يعْنِي مَقْطَعاً للنِّكاح ونَقْصاً للماءِ. وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ: (أَنه رأَى رجلا فِي الشَّمْس، فَقَالَ: قُمْ عَنْهَا فإِنها مَجْفَرةٌ) ؛ أَي تُذهِبُ شَهوةَ النِّكَاحِ، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ: (إِيّاكم ونَومَة الغَدَاةِ فإِنّها مَجْفَرَةٌ) ، وجَعــلَه القُتَيْبِيُّ من حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ.
(و) المُجَفَّرُ (كمُعَظَّم: المُتَغيِّرُ رِيح الجَسَدِ) . وَفِي حَدِيث المُغِيرة: (إِيّاكم وكلَّ مُجْفِرَةٍ) أَي مُتَغَيِّرةِ رِيحِ الجَسَدِ، والفِعْلُ مِنْهُ أَجْفَر، ويجوزُ أَن يكونَ من قَوْلهم: امرأَةٌ مُجْفِرَةُ الجَنْبيْن (أَي عَظيمتهما) ، كأَنه كرِهَ السِّمَنَ.
(و) قولُهم: (فَعَلَ) ذالك (مِن جَفْرِكَ) ، بفتحٍ فسكونٍ، (وجَفَرِكَ) ، محرَّكَةً، (وجَفْرَتِكَ) ، بِفَتْح فسكونٍ وفتحِ الراءِ، أَي (مِن أَجْلكَ) ، كلُّ ذالك عَن ابْن دُريْد.
(و) مِن الْمجَاز: رجلٌ (مُنْهَدِمُ الجَفْرِ: لَا عَقْل) وَفِي الأَساس: لَا رَأْيَ (لَهُ) ، كَمَا يُقَال: مُنْهَدِمُ الحالِ.
(والجُفُرِّى، ككُفُرَّى) وَزْناً وَمعنى، (ويُمدُّ) ، والجُفُرّاةُ، وهاذانِ حَكاهما أَبو حنيفةَ: الكافُورُ النَّخْل، وَهُوَ (وِعَاءُ الطَّلْعِ) .
(و) الجِفَارُ، (ككِتابٍ: الرَّكايَا) .
(و) الجِفَارُ: مَوضعٌ بنَجْدٍ، وَقيل: (ماءٌ لبني تَمهيم) ، وَمِنْه يومُ الجفَارِ، قَالَ الشاعِر، وَهُوَ بِشْرٌ:
ويومُ الجِفَارِ ويومُ النِّسَا
رِ كانَا عَذاباً وَكَانَا غَراما
والجِفَارُ: موضعٌ آخَرُ بَين مصرَ والشّامِ، وآخَرُ بَين البصْرَةِ والكُوفةِ، قَالَه البكْريُّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الجِفارُ (من الإِبل: الغِزَارُ) اللَّبَنِ؛ شُبِّهَتْ بالرَّكَايَا، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(والأَجْفَرُ: ع بَين الخُزَيْمِيَّة وفَيْدَ) ، وسيأْتي للمصنِّف فِي خزم: أَن الخُزَيْمِيَّةَ مَنزلةٌ للحاجِّ بَين الأَجْفَرِ والثَّعْلَبِيَّةِ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
المُسْتَجْفِرُ من الصِّبيان: العظيمُ الجَنْبَيْنِ.
وجُفْرَةُ البَحرِ: مُعْظَمُ.
وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: جَفَّرَهُ الأَمْرُ عَنهُ: قَطَعَه. وَقَالَ أَبو حنيفَة: الكَنَهْبَلُ: صِنْفٌ من الطَّلْح جَفْرٌ، قَالَ ابْن سِيدَه: وأُراه عنَى بِهِ القَبِيحَ الرائحةِ من النَّبات.
ومُجَفَّرٌ، كمُعَظَّمٍ: إسمٌ.
والجُفريُّ، بالضمّ: لَقَبُ عبدِ الراحمان بن عبد اللهِ بن علوي الشَّريف الصُّوفيِّ، وَبِه يُعْرَفُ وَلَدُه باليَمن.
والجُفَرُ: خُرُوقُ الدَّعائم الَّتِي تُحْفَرُ لَهَا تَحت الأَرض.
وأَجْفرَ الرجُلُ: تغَيَّرَتْ رائحةُ جَسَدهِ.
وأَجْفرَ، واجْتَفَرَ، وجَفَّرَ: انْقَطَع عَن الجِمَاع.
واجْتَفَر: ذلَّ، لغةٌ فِي احْتَفَر، بالتاءِ.
وتَجَفَّرَتِ العَنَاقُ: سَمِنَتْ وعَظُمتْ.
وَيُقَال: قد تَراغَبَ هاذا واسْتَجْفَرَ.
والخَشْخَاسُ بنُ جَنَاب بن الْحَارِث بن مُجْفِر كمُحْسِن لَهُ صُحْبَةٌ.
والتَّجْفِيرُ فِي الرَّكِيَّةِ: تَوْسِيعٌ فِي نَواحِيها.
والحسنُ بنُ أَبي جعْفَر الجُفْريُّ، من أَهل الجُفْرَة: موضعٌ بِالْبَصْرَةِ، سمِعَ قَتادةَ وأَيُّوبَ.
والجَفَائرُ: رِمالٌ معروفةٌ، أَنشَد الفارسِيُّ:
أَلِمّا على وَحْشِ الجَفَائِرِ فانْظُرَا
إِليها وإِن لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا
ومَحلُّ جافِرٌ: نَتِنٌ.
وإِنّ جفْرَكَ إِلى لهارٌّ، أَي شَرّكَ إِليَّ مُتَسَرِّعٌ. كَمَا فِي الأَساس.
وَذُو جَوْفَرٍ: وَادٍ لمُحارِبِ بنِ خَصفَةَ.
والجُفَارُ، كغُرَاب: كُورَةٌ كَانَت بِمصْر قَدِيما مشتملَةٌ على خَمْسِ قُرًى، وَهِي: الفَرَما والبَقَّرة والوَرّادة والعَرِيش ورَفَح، كَانَت جميعُها فِي زَمَنِ فِرْعَونِ مُوسَى فِي غَايَة العِمَارةِ بالمياه والقُرَى، قالَه الإِمامُ عبدُ الحَكَم.

اليَتِيمَةُ

اليَتِيمَةُ:
بلفظ تأنيث اليتيم، وهو الذي مات أبوه:
موضع في قول عدي بن الرقاع:
وعلى الجمال إذا رثين لسائق ... أنزلن آخر ريّحا فحداها
من بين بكر كالمهاة وكاعب ... شفع اليتيم شبابها فعداها
وقال:
وجعــلن محمل ذي السلا ... ح مجنّه رعن اليتيمة
أي جعلن رعن اليتيمة عن أيسارهن كما يحمل ذو السلاح مجنّه لأن المجن هو الترس يحمل على الجانب الأيسر.

بلو

(بلو) : ابْلََوْلَي العُشْبُ: إِذا طالَ واستَمْكَنَتْ منه الإِبلُ.
بلو: {البلاء}: مشترك بين النعمة والاختبار والمكروه.
بلو: بَلِيٌّ: حَيٌّ من اليَمَنِ، والنّسْبَةُ إليه بَلَوِيٌّ.
وناقَةٌ بِلْوٌ: مِثْلُ نِضْوٍ قد أَبْلاَها السَّفَرُ.
وبِلْوُ شَرٍّ: أي سُؤْرُ شَرٍّ وصاحِبُه. والرّاعي الحَسَنُ الرِّعْيَةِ، يُقال: إنَّه بِلْوٌ من أَبْلاَئِها.
وبَلَوْتُ الشَّيْءَ: شَمِمْتُه. والبلْوَةُ: الرّائِحَةُ.

بلو


بَلَا(n. ac. بَلْوبَلَآء [] )
a. Tried, tested, essayed.
b. Grieved afflicted.

بَاْلَوَ
a. [acc.
or
Bi], Cared for, heeded, paid attention to.
أَبْلَوَa. Inflicted upon.
b. Swore, put upon his oath (another).

إِبْتَلَوَa. see I (b)b. Was tried, tested.
c. Enquired about.

بَلْوَى
بِلْوa. see 22
بَلَاْوa. Trial, trouble, affliction; probation.

بَلِيَّة (pl.
بَلَايَا)
a. Trial, affliction.

مُبَالَاة
a. Care, regard, solicitude, heed.

بِلَّوْر بَلُّوْر
P.
a. Beryl; crystal.
b. Crystalline, crystal.
بل واستبل. وكثيراً ما كان يتمثل سيبويه بقوله:

إذا بل من داء به ظن أنه ... نجا وبه الداء الذي هو قاتله

وبللت به: ظفرت. قال طرفة:

منيعاً إذا بلت بقائمه يدي

وهو حل بل. وفي صدره بلبال وبلابل. وتقول: متى أخطرتك بالبال، وقعت في البلبال.

ومن المجاز: بلو أرحامكم، ونحوه ند رحمك، وضحت ودك. قال:

نضحت أديم الود بيني وبينكم

وبلك الله بابن. وما أحسن بلة لسانه إذا كان واقعاً على مخارج الحروف. وفلان بزيع المنطق بليل الريق. ولم أر أبل منه ريقاً. ولا تبلك عند بالة أي لا يصيبك خير. وابتل فلان وتبلل: حسنت حاله بعد الهزال. وطويته على بلته إذا احتملته على فساده، وأصله السقاء يطوى وهو مبتل فيعفن. قال:

ولقد طويتكم على بللاتكم ... وعلمت ما فيكم من الأذراب
(ب ل و) : (قَوْلُهُ مَا لَمْ يُبْلِ) الْعُذْرَ أَيْ لَمْ يُبَيِّنْهُ وَلَمْ يُظْهِرْهُ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مُتَعَدٍّ إلَى مَفْعُولَيْنِ يُقَالُ أَبْلَيْت فُلَانًا عُذْرًا إذَا بَيَّنْتَهُ لَهُ بَيَانًا لَا لَوْمَ عَلَيْكَ بَعْدَهُ وَحَقِيقَتُهُ جَعَلْتُهُ بِالْيَاءِ لِعُذْرِي أَيْ خَابِرًا لَهُ عَالِمًا بِكُنْهِهِ مِنْ بَلَاهُ إذَا خَبَرَهُ وَجَرَّبَهُ (وَمِنْهُ أَبْلَى) فِي الْحَرْبِ إذَا أَظْهَرَ بَأْسَهُ حَتَّى بَلَاهُ النَّاسُ وَخَبَرُوهُ وَلَهُ يَوْمَ كَذَا بَلَاءٌ (وَقَوْلُهُ) أَبْلَى عُذْرَهُ إلَّا أَنَّهُ مُجَازِفٌ أَيْ اجْتَهَدَ فِي الْعَمَلِ إلَّا أَنَّهُ مَجْدُودٌ غَيْرُ مَرْزُوقٍ (وَقَوْلُهُمْ) لَا أُبَالِيهِ وَلَا أُبَالِي بِهِ أَيْ لَا أَهْتَمُّ لَهُ وَلَا أَكْتَرِثُ لَهُ وَحَقِيقَتُهُ لَا أُخَابِرُهُ لِقِلَّةِ اكْتِرَاثِي لَهُ وَيُقَالُ لَمْ أُبَالِ وَلَمْ أبل فَيَحْذِفُونَ الْأَلِفَ تَخْفِيفًا كَمَا يَحْذِفُونَ الْيَاءَ فِي الْمَصْدَرِ فَيَقُولُونَ لَا أُبَالِيهِ مُبَالَاةً وَبَالَةً وَهُوَ فِي الْأَصْلِ بَالِيَةً كَعَافَاهُ مُعَافَاةً وَعَافِيَةً.
ب ل و

بلوته فكان خير مبلو وتقول: اللهم لا تبلنا إلا بالذي هو أحسن. وقد بلي بكذا وابتلي به. وبلي فلان: أصابته بلية. قال:


بليت وفقدان الحبيب بلية ... وكم من كريم يبتلى ثم يصبر

وأصابته بلوى. ونزلت بلاء على الكفار.

وفي الحديث: " أعوذ بالله من جهد البلاء، إلا بلاء فيه علاء " أي علو منزلة عند الله. وهما يتباريان ويتباليان أي يتخابران. ومنه قولهم: لا أباليه: أي لا أخابره لقلة اكتراثي له، وهو أفصح من لا أبالي به. قال زهير:

لقد باليت مظعن أم أوفى ... ولكن أم أوفى لا تبالي

وقيل: هو قلب لا أباوله من البال أي لا أخطره ببالي ولا ألقي إليه بالاً. ولذلك قالوا: لا أباليه بالة، وقيل: أصلها بالية. وناقة بلو سفر: قد بلاها السفر أو أبلاها. وقولهم: أبليته عذراً إذا بينته له بياناً لا لوم عليك بعده، حقيقته جعلته بالياً لعذري أي خابراً له عالماً بكنهه. وكذلك أبليته يميناً. قال جرير:

فأبلى أمير المؤمنين أمانة ... وأبلاه صدقاً في الأمور الشدائد

ومنه أبلى في الحرب بلاء حسناً إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه. وكان له يوم كذا بلاء وأبلى الله العبد بلاء حسناً أو سيئاً. والله يبلي ويولي، كما تقول: عرفك الله بركاته. وابتليت الأمر: تعرفته. قال:

تسائل أماء الرفاق وتبتلي ... ومن دون ما يهوين باب وحاجب

يريد أنه محبوس.

ومن المجاز: بلوت الشيء: شممته. قال يصف الماء الآجن القديم:

بأصفر ورد آل حتى كأنما ... يسوف به البالي عصارة خردل
[ب ل و] بَلَوْتُ الرَّجُلَ بَلْوًا وَبَلاءً وابْتَلَيْتُهُ اخْتَبَرْتُهُ وَأَبْلَيْتُهُ أَخْبَرْتُهُ وفي حَدِيثِ حُذِيْفَةَ لا أُبْلِي أَحَدًا بَعْدَكَ أَبَدًا وَقَدْ ابْتَلَيْتُهُ فأَبْلانِي أَي اسْتَخْبَرْتُهُ فَأَخْبَرَنِيوابْتَلاهُ اللهُ امْتَحَنَهُ والاسْمُ البَلْوَى والبِلْوَةُ والبَلِيَّةُ وَبُلِيَ بالشَّيءِ بَلاءً وابْتُلِيَ والبَلاءُ يَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرَّ يقالُ أَبْلَيْتُهُ بَلاءً حَسَنًا وَبَلاءً سَيِّئًا وَنَزَلَتْ بَلاءِ عَلى الكُفَّارِ يَعْنِي البَلاءَ وَأَبْلاهُ عُذْرًا أَدَّاهُ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ وَكذلِكَ أَبْلاهُ جُهْدَهُ وَنَائِلَهُ وَرَجُلٌ بِلْوُ شَرٍّ وَبِلْيُ شَرٍّ أَيْ قَوِيٌّ عَلَيهِ مُبتلى بِهِ وَإِنَّهُ لَبِلْوٌ وَبِلْيٌ من أَبْلاَءِ المَالِ أَي قَيِّمٌ عَلَيْهِ قالَ

(فَصَادَفَتْ أَعْصَلَ مِن أَبْلاَئِهَا ... )

(يُعْجِلُهَا النَّزْعَ عَلَى ظِمائِها ... )

قُلِبَتِ الوَاوُ في كُلِّ ذَلِكَ يَاءً للِكَسْرَةِ وَضُعْفِ الحَاجِزِ فَصَارتِ الكَسْرَةُ كَأَنَّهَا بَاشَرَتِ الوَاوَ وَبَلِيَ الثَّوْبُ بِلًى وَبَلاءً وَأَبلاهُ هُوَ وَبَلاَّهُ قال ابنُ أحْمرَ

(لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ ... وَبَلَّيْتُ أَعْمَامِي وَبَلَّيْتُ خَالِيَا)

يُريْدُ إِنِّي عِشْتُ المُدَّةَ الَّتِي عَاشَهَا أَبِي وقيلَ عَامَرْتُهُ طُولَ حَيَاتِهِ وَبلاهُ السَّفَرُ وَبَلَّى عَلَيهِ وَأَبْلاَهُ وَأَنْشَدَ ابن الأَعْرابِيّ

(قَلُوصَانِ عَوْجَاوَانِ بَلَّى عَلَيْهِمَا ... دُءُوْبُ السُّرَى ثُمَّ اقْتِرَاحُ الهَوَاجِرِ)

وَنَاقَةٌ بِلْوُ سَفَرٍ قَدْ بَلاهَا السَّفَرُ وكذلكَ الرَّجُلُ والبَعِيْرُ والجمَعُ أَبْلاءٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ في اليَاءِ لأَنَّهَا يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ والبَلِيَّةُ النَّاقَةُ أَو الدَّابَّةُ تُشَدُّ عِندَ قَبْرِ صَاحِبِهَا لا تُعْلَفُ وَلا تُسْقَى حَتَّى تَمُوتَ كانوا يَقُولُونَ إِنَّ صَاحِبَها يُحْشَرُ عَلَيْهَا قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ

(بَاتَتْ وَبَاتُوا كَبَلايَا الأَبْلاءْ ... )

(مُطْلَنْفِئِينَ عِندَهَا كالأَطلاءْ ... ) يَصِفُ حَلْبَةً قَادَهَا أَصحابُها إِلى الغَايَةِ وقَدْ بُلِيَتْ وَأَبْلَيْتُ الرَّجُلَ أَحْلَفْتُهُ وابتَلَى هُوَ استَخْلَفَ واسْتَعْرَفَ قالَ

(تَبَغَّى أَبَاهَا فِي الرِّفَاقِ وتَبْتَلِي ... وَأَوْدَى بِهِ فِي لجَّةِ البَحْرِ تِمْسَحُ)

أَي تَقَولُ لَهُم نَاشَدْتُكُم اللهَ هَلْ تعْرِفُونَ لأَبِي خَبَرًا وَأَبْلَى الرَّجُلَ حَلَفَ لَهُ قال

(وَإِنِّي لأُبْلِي النَّاسَ في حُبِّ غَيْرِهَا ... فَأمَّا عَلَى جُمْلٍ فَإِنِّي لا أُبْلِي)

أَي أَحْلِفُ للنَّاسِ إِذَا قَالُوا هَلْ تُحِبُّ غَيْرَهَا أَنَّي لا أُحِبُّ غَيْرَهَا فَأَمَّا عَلَيْهَا فَإِنِّي لا أَحْلِفُ وَقَوْلُ أَوْسٍ

(كَأَنَّ جَدِيْدَ الأَرْضِ يُبْلِيْكَ عَنْهُمُ ... )

أَي يَحْلِفُ لَكَ ويُقَالُ مَا أُبَالِيهِ بَالَةً وَبَالاً قَالَ ابنُ أَحْمَرَ

(أَغَدْوًا وَاعَدَ الحَيُّ الزِّئَالا ... وَشَوْقًا لا تُبَالي العَيْنُ بَالا)

وَبِلاءٌ وَمُبَالاةً وَلَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلْ قالَ سيبويه وَسأَلْتُ الخَلِيْلُ عَنْ قَوْلِهم لَمْ أُبَلْ فقالَ هِيَ مِنْ بَالَيْتُ ولَكِنَّهُم لَمَّا أَسْكَنُوا اللامَ حَذَفُوا الألِفَ لِئَلا يَلْتَقِي سَاكنَانِ وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ بالجَزْمِ لأَنَّهُ مَوْضِعُ حَذْفٍ فَلَمَّا حَذَفُوا اليَاءَ الَّتي هِيَ مِن نَفْسِ الحَرفِ بَعْدَ اللامِ صَارَتْ عِنَدَهُم بِمَنْزِلَةِ نُونِ يَكُنْ حَيْثُ أُسْكِنَتْ فإِسْكَانُ اللامِ هنا بِمَنْزِلَةِ حَذْفِ النُّونِ من يَكُنْ وَإِنَّمَا فَعَلُوا هذا بَهَذَيْنِ حَيْثُ كَثُرَ في كَلامهم حَذْفُ النُّونِ والحَرَكاتِ وذلك نَحْو مُذْ وَلَدُ وَقَدْ عَلْمَ وَإِنَّمَا الأَصْلُ لَدُنْ وَمُنْذُ وَقَدْ عَلِمَ وهذا مِنَ الشَّوَاذِّ وَلَيْسَ مِمَّا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَيُطْرَدُ وَزَعَمَ أَنَّ نَاسًا مِنَ العَربِ يَقُولُونَ لَمْ أُبَلِهْ لاَ يَزِيْدُونَ على حَذْفِ الأَلِفِ حِيْثُ كَثُرَ الحَذْفُ في كَلاَمِهِم كما حَذَفُوا أَلِفَ احْمَرَّ وَأَلِفَ عُلَبِطٍ وَوَاوَ غَدٍ وَكَذلِكَ فَعَلُوا بِقَوْلِهِم بَالَةً كَأَنَّهَا بَلَيِةٌ بِمَنْزِلَةِ العَافِيَةِ وَلَمْ يَحْذفُوا لا أُبَالِي لأنَّ الحَذْفَ لا يَقْوَى هنا وَلا يَلْزَمُهُ حَذْفٌ كَمَا أَنَّهُم إِذَا قالُوا لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ فَكَانَتْ في مَوْضِعِ تَحَرُّكٍ لَمْ تُحْذَفْ وَجَعَــلُوا الألِفَ تَثْبُتُ مَعَ الحَرَكَةِ أَلا تَرَى أَنَّهَا لا تُحْذَفُ في لا أُبَالِي في غَيْرِ مَوْضِعِ الجَزْمِ وَإِنَّمَا تُحْذَفُ في المَوْضِعِ الَّذِي تُحْذَفُ مِنْهُ الحَرَكَةُ وَالأَبْلاءُ مَوْضِعٌ وقدْ قَدَّمَتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الكَلامِ اسمٌ عَلَى أَفْعَالٍ إِلا الأَبْوَاءُ والأَنْبَارُ والأَبْلاءُ وَبَلَى جَوَابُ اسْتِفْهَامٍ مَعْقُودٍ بالجَحْدِ كَقَوْلِهِ تعالى {ألست بربكم قالوا بلى} الأعراف 172 وَقَوْلُهُ تعالى {بلى قد جاءتك آياتي} الزمر 59 جَاءَ بِبَلي الَّتِي هِيَ مَعْقُودَةٌ بالجَحْدِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ في الكَلامِ لَفْظُ جَحْدٍ لأَنَّ قَوْلَهُ {لو أن الله هداني} الزمر 57 في قُوَّةِ الجَحْدِ كَأَنَّهُ قَالَ مَا هُدِيْتُ فَقِيْلَ {بلى قد جاءتك آياتي} الزمر 59 وَإِنَّمَا حَمَلْتُ هذا كُلَّهُ عَلَى الوَاوِ لأَنَّ الوَاوَ أَظْهَرُ هنا مِنَ اليَاءِ فَحَمَلْتُ مَا لَمْ تَظْهَرْ فيه عَلَى مَا ظَهَرَتِ فِيهِ وقَدْ قِيلَ إنَّ الإِمَالَةَ جَائِزَةٌ في بَلَى فَإِذا كانَ ذلكَ فَهُوَ منَ الياءِ قالَ بَعْضُ النَّحْوِيّينَ إِنَّمَا دَخَلَتِ الإِمَالَةُ فِي بَلَى لأَنَّهَا شابَهَتْ بِتَمامِ الكَلامِ واسْتِقْلالِهِ بِهَا وَغَنائِهَا عَمَّا بَعْدَهَا الأسْمَاءَ المُسْتَقِلَّةَ بِأَنْفُسِهَا فَمِنْ حَيْثُ جَازتْ إِمَالَةُ الأَسْمَاءِ كَذَلِكَ أيْضًا جَازَتْ إِمَالَةُ بَلَى ألا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ في جَوَابِ مَنْ قالَ لَكَ أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا بَلَى فَلاَ يَحْتَاجُ لِكَوْنِهَا جَوَابًا مُسْتَقِلاً إِلى شَيءٍ بَعْدَهَا فَلَمَّا قَامَتْ بِنَفْسِهَا وَقَوِيَتْ لَحِقَتْ فِي القُوَّةِ بالأَسْمَاءِ في جَوَازِ إِمَالَتِهَا كَمَا أُمِيْلَ نَحْوُ أَنَّي وَمَتَى

بلو

1 بَلَاهُ, (T, S, Mgh, Msb,) aor. ـُ (T, Msb,) inf. n. بَلَآءٌ, (S,) or this is a simple subst., and the inf. n. is بَلْوٌ, (T, Msb,) He (God) tried, proved, or tested, him, (T, S, Msb,) بِخَيْرٍ [by, or with, good], or بِشَّرٍ [by, or with, evil]; (Msb;) for God tries his servant (يَبْلُوهُ) by, or with, a benefit, to test his thankfulness; and by, or with, a calamity, to test his patience; (T;) [wherefore it often means He afflicted him;] as also ↓ ابلاهُ, (T, S, Msb,) inf. n. إِبْلَآءٌ; (T, S; [in both restrieted to good; but in the Msb it seems to be common to good and evil;]) and ↓ ابتلاه: (T, S, M, Msb:) and بَلَوْتُهُ, inf. n. بَلْوٌ (S, M, K) and بَلَآءٌ, (M, K,) [but from what has been said above, it seems that the latter is used only when the agent is God, and that it is properly a simple subst.,] I tried, proved, or tested, him; (S, M, Mgh, * K;) as also ↓ اِبْتَلَيْتُهُ: (M, K:) each of these verbs implying two things; one of which is the learning the state, or condition, of the object, and becoming acquainted with what was unknown of the case thereof; and the other, the manifesting of the goodness or badness thereof; both of these things being sometimes meant, and sometimes only one of them, as when God is the agent, in which case only the latter is meant: (Er-Rághib, TA:) and ↓ التَّبَالِى, also, signifies the act of trying, proving, or testing. (S.) It is said in the Kur [xxi. 36], وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِ وَالخَيْرِ فِتْنَةً [And we try you by, or with, evil and good, by way of probation]. (TA.) And in the same [ii. 118], ↓ وَإِذَ ابْتَلَى

إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلَمَاتٍ [And when his Lord tried Abraham by certain words, meaning commands and prohibitions]. (TA.) And you say, ↓ لَا تُبْلِنَا

إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ [Try Thou not us save by those things that are best]; (T;) from a trad. (TA.) [See also 4 and 8 below.] b2: [Hence,] بَلَوْتُهُ also signifies (tropical:) I smelt it. (T in art. بول, and A and TA.) b3: [And بَلَاهُ He knew it, or became acquainted with it. (See بَالٍ.)] b4: See also 4, in the latter half of the paragraph.

A2: بَلِى, aor. ـَ inf. n. بِلًا, or بِلًى, [in the CK, erroneously, بَلًى,] and بَلَآءٌ, [in the CK, erroneously, بِلاء,] (T, S, M, Msb, K,) the former with kesr and the latter with fet-h, (T, S, Msb,) said of a garment, (T, S, M, &c.,) It was, or became, old, and worn out: (Msb:) belonging to the present art. and to art. بلى. (M.) [The inf. n., used as a subst., signifies Wear; attrition; wear and tear: see an ex. in a hemistich cited near the end of the first paragraph of art. الا, where a dwelling is likened to a garment.] b2: Also said of a plant [as meaning It became old and withered, or wasted]. (K in art. عنث, &c.) b3: And of a corpse, meaning It became consumed by the earth. (Msb.) b4: and of a bone, meaning It became old, and decayed; syn. رَمَّ. (S and K &c. in art. رم.) b5: And of a man's reputation, meaning (assumed tropical:) It became worn out of regard or notice. (TA in art. دثر.) b6: and [hence,] بَلِيَتْ, (M,) or بُلِيَتْ, (K,) She (a camel, M, K, or a mare, or beast of the equine kind, M) was, or became, a بَلَيِّة; i. e., was tied at her dead master's grave (M, K) without food or water (M) until she died (M, K) and wasted away. (M in art. بلى.) 2 بَلَّوَ see 4, in six places, in the latter half of the paragraph.3 لَا أَبَالِيهِ is from البلآء, [inf. n. of بَلَاهُ,] so that it signifies [properly] I shall not, or I do not, care for him, mind him, heed him, or regard him, so as to share with him my trial and his trial: (Ham p. 94:) [and hence,] one says thus, (S, Mgh, Msb,) or مَا أَبَالِيهِ, (M, K,) and لَا أَبَالِىبِهِ, (Mgh, Msb,) or مَا أُبَالِى بِهِ, (MF, TA,) but the verb is more chastely made trans. without the preposition بِ, (A, TA,) inf. n. مُبَالَاةٌ (M, Mgh, Msb, K) and بِلَآءٌ (M, K, TA [in the CK, erroneously, بَلاء]) and بَالَةٌ (T, S, M, Mgh, Msb, K,) said by some to be a quasi-inf. n. and by others to be an inf. n., (MF, TA,) [in the T it is said to be a subst., from المُبَالَاةُ,] originally بَالِيَةٌ, like عَافِيَةٌ from عَافَاهُ, (T, S, Mgh, Msb,) and بَالٌ, [which is more strange,] (M, K,) meaning [merely] I shall not, or I do not, care for, mind, heed, or regard, him, or it; (S, Mgh, Msb, K;) I shall not be, or I am not, disquieted by him, or it: (Mgh, Msb:) or, as some say, لَا أُبَالِيهِ is formed by transposition from لَا أُبَاوِلُهُ, from البَالُ, i. e. I will not, or I do not, cause him, or it, to move, or occur to, my mind; nor give, or pay, any attention to him, or it: (Z, TA: [and the like is said in the T:]) or the proper [or literal] meaning is, I will not, or I do not, contend with him for superiority in goodness, or excellence, by reason of my little care, or regard, for him: (Mgh:) or it was employed to denote the contending with another for superiority in glory, or excellence, as will be shown by the citation of a verse in the latter portion of this paragraph; and then, in consequence of frequency of usage, came to denote contempt, or mean estimation: (Ham p. 31:) or its original meaning is, I will not, or I do not, strive with him to be first; neglecting him, or leaving him to himself; from تَبَالَى القَوْمُ as explained below; see 6. (Msb.) It is said in a trad., لَا يُبَالِيهِمُ اللّٰهُ بَالَةً, or, accord. to one reading, لَا يُبَالِى بِهِمْ بَالَةً, meaning God will not hold them to be of any value or weight. (TA.) And in another, هٰؤُلآءِ فِى الجَنَّةِ وَلَا أُبَالِى وَهٰؤُلَآءِ فِى النَّارِ وَلَا أُبَالِى, said to mean [These will be in Paradise, and] I shall not disapprove; [and these will be in the fire of Hell,] and I shall not disapprove. (Az, TA.) And one says, لَا أُبَالِى مَا صَنَعْتَ [I shall not, or I do not, care for what thou didst, or hast done]. (IDrd, TA.) And مَا أُبَالِى أَقُمْتَ

أَمْ قَعَدْتَ [I care not whether thou stand or sit]: and مَا أُبَالِى بِقِيَامِكَ وَعَدَمِهِ [I care not for thy standing and thy not doing so]. (Mughnee in art. ا.) And مَا بَالَيْتُ بِهِ (Az, Msb, TA) I did not care for, mind, or regard, him, or it. (TA.) And بَالَى بِالشَّىْءِ [He cared for the thing; or] he was disquieted by the thing. (T.) The verb is sometimes thus used, in an affirmative manner; (Ham p. 94; [and the like is said in the TA;]) though some say that it is not; (Msb;) but it is not unless it occurs with a negative in the former part of the sentence or in the latter part thereof; as when one says, مَا بَالَى بِكَ صَدِيقُكَ وَلٰكِنْ بَالَى

عَبْدُكَ [Thy friend cared not for thee, but thy slave cared]; and as in the saying of Zuheyr, لَقَدْ بَالَيْتُ مَظْعَنَ أُمِّ أَوْفَى

وَلٰكِنْ أُمُّ أَوْفَى لَا تُبَالِى

[Verily I cared for the departure of Umm-Owfà, but Umm-Owfà cares not]. (Ham p. 94.) One says also, لَمْ أُبَالِ and لَمْ أُبَلْ [I did not care, &c.]: (T, S, M, Mgh, Msb, K: [but in the CK the latter of these is omitted:]) in the latter the ا [of prolongation] is suppressed for the purpose of alleviating the utterance, like as ى is suppressed in the inf. n. [or quasi-inf. n.] بَالَةٌ, (S, Mgh, Msb,) originally بَالِيَةٌ, (S, Msb,) and in لَا أَدْرِ: (S:) or the ا is suppressed in this case to avoid the concurrence of two quiescent letters; (Kh, Sb, M, IB;) not for the purpose of alleviating the utterance; (IB, TA;) for this is done because the ل is made quiescent. (Kh, Sb, M.) And, accord. to Kh, (Sb, M,) some of the Arabs say, لَمْ أُبَلِهِ [I did not care for him, or it], (Sb, M,) or لَمْ أُبَلِ, [in the CK, erroneously, لم اَبْلِ,] with kesr to the ل; (K, TA;) [for لم أُبَالِهِ, or لم أُبَالِ;] only suppressing the ا, as they do in عُلَبِطٌ [ for عُلَابِطٌ]. (Sb, S, M.) b2: IAar says that بَالَى, inf. n. مُبَالَاةٌ, is like ↓ أَبْلَى meaning He exerted himself in a description of a war, or battle, or of generous conduct; as when one says, أَبْلَى ذٰلِكَ اليَوْمَ بَلَآءً حَسَنًا [He exerted himself well, that day, in a description of war, &c.]: and he cites the following verse [to which reference has been made above]: وَأَنْتَ قَدْمَتَّ مِنَ الهُزَالِ [What hath happened to me that I see thee standing exerting thyself in a description of generous qualities, when thou hast become like one dead by reason of leanness?]: he says that he [the poet] heard him [whom he thus addresses] saying, “We have eaten and we have drunk [with guests], and we have done [such and such things]; ” enumerating, or recounting, generous qualities or actions, and lying in doing so: (T, TA:) in another place he says that تُبَالِى means looking to see which of them [or of thee and others] is best in بال [i. e. state, or condition], while thou art dying: (TA:) he says, also, that بَالَاهُ, inf. n. مُبَالَاةٌ, signifies he contended with him for superiority in glory, or excellence; (T, TA; *) and [it is said that] تبالى in the verse here cited means thus contending; syn. تُفَاخِرُ: (Ham p. 31:) and accord. to IAar, بَالَاهُ also signifies he contended with him in contradiction. (T, TA.) 4 ابلاهُ, inf. n. إِبْلَآءٌ: see 1, in two places. b2: [Hence,] ابلاهُ اللّٰهُ إِبْلَآءً حَسَنًا, (T,) or بَلَآءَ حَسَنًا, (S,) God did to him a good deed. (T.) [and hence,] it is said in the Kur [viii. 17], وَلِيُبْلِىَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَآءً حَسَنُا (TA) And that He might confer upon the believers a great benefit, or favour, or blessing: (Bd:) or a good gift; meaning spoil. (Jel.) And أَبْلَيْتُهُ مَعْرُوفًا [I conferred upon him a favour, or benefit]. (S.) Zuheyr says, جَزَى اللّٰهُ بِا لإِحْسَانِ مَا فَعَلَا بِكُمْ وَأَبْلَاهُمَا خَيْرَ البَلَآءِ الَّذِى يَبْلُو (T, * S,) meaning, الذى يَبْلُو بِهِ عِبَادَهُ, (T,) or الذى يَخْتَبِرُ بِهِ عِبَادَ, (S,) i. e. [May God recompense with beneficence what they two have done to you,] and do to them two the best of the deeds wherewith He tries [the thankfulness of] his servants. (T.) b3: ابلاهُ also signifies He made him to swear; [as though he tried his veracity by so doing;] (M, K;) or so ابلاهُ يَمِينًا. (TA.) [See also 8.] b4: And He swore to him: (M, K:) or this, (TA,) or ابلاهُ يَمِينًا, [as above,] (T, S,) he swore [or swore an oath] to him, and thereby soothed, or placated, his mind. (T, S, * TA.) b5: And hence, (TA,) He informed him, acquainted him, or told him. (IAar, M, K, TA.) b6: [and hence, He manifested it; revealed it; made it manifest, apparent, evident, clear, or plain; whence a phrase in a verse cited voce مُضْمَرٌ; and the phrase] مَا لَمْ يُبْلِ العُذْرَ, i. e. As long as he does not manifest, show, or make apparent, the excuse: but the verb [in this sense] is originally doubly trans.: one says, أَبْلَيْتُ فُلَانًا عُذْرًا, meaning I manifested to such a one an excuse so that I was not to be blamed after it; properly signifying I made such a one to be acquainted with my excuse, and to know the manner thereof; (Mgh;) and thus it is explained in the A: (TA: [in like manner, also, it is explained in the T:]) [or]

ابلاهُ عُذْرًا signifies He gave him an excuse which he accepted: (M, K:) and in like manner, ابلاهُ جُهْدَهُ [He gave him his endeavour, or energy, in an acceptable manner]; and نَائِلَهُ [his gift]. (M.) Hence, ابلى عُذْرَهُ signifies also He strove, laboured, or exerted himself, [and thus manifested his excuse,] in work. (Mgh.) And hence, ابلى فِى الحَرْبِ He manifested, or showed, his might, valour, or prowess, in war, or fight, [and he strove, laboured, or exerted himself, therein, (عُذْرَهُ being understood,)] so that men proved him and knew him. (Mgh.) See also 3, where another explanation of ابلى is given, in the latter portion of the paragraph.

A2: ابلى الثَّوْبَ [He wore out the garment;] trans. of بَلِىَ; (T, S, M, K;) as also ↓ بَلَّاهُ; (M, K;) belonging to the present art. and to art. بلى. (M.) One says to the مُجِدّ [i. e. him who makes, or puts on, a new garment], أَبْلِ وَ يُخْلِفُ اللّٰهُ [Wear out thy garment, and God will replace it with another; or, may God replace &c.]. (S.) And أَبْلِ وَ أَجِدَّ وَاحْمِدَ الكَاسِى Wear out, and make new, [or put on new,] and praise the Clother [meaning God]. (S in art. جد.) b2: [Hence,] السَّفَرُ ↓ بَلَّاهُ [Journeying, or travel, wore him, or wasted him]; namely, a man; (M, K; but in the copies of the latter, ↓ بَلَاهُ [which I think an evident mistranscription];) as also عَلَيْهِ ↓ بلّى; and ابلاهُ: (M:) and so الهَمُّ [anxiety], (M, K,) and the like, (M,) and التَّجَارِبُ [tryings, or trying events]: (K:) and ابلاها السَّفَرُ (T, S) or ↓ بلّاها (thus in a copy of the S) [journeying, or travel, wore her, or wasted her]; namely, a she-camel. (T, S.) El-'Ajjáj says, وَالمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلَآءَ السِّرْبَالْ كَرُّاللَّيالِى وَاخْتِلَافُ الأَحْوَالُ [And man, the returning of the nights time after time, and the alternation of states of being, wear him out as the wearing out of the shirt]: (S, M: *) he means, إِبْلَآءَ السِرْبَال, or فَبَلِىَ بَلَآءَ السِّرْبَال. (M.) And Ibn-Ahmar says, لَبِسْتُ أَبِى حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ وَبَلَّيْتُ أَعْمَامِى وَ بَلَّيْتُ خَالِيَا he means I lived the period that my father lived [so that I had long enjoyment of his life, and I outwore my paternal uncles, and I outwore my maternal uncle]: or, as some say, I lived with my father for the length of his life &c. (M, TA. * [In the latter, ↓ تَبَلَّيْتُ is put in the place of تَمَلَّيْتُ; and hence it is there said that تَبَلَّاهُ is like بَلَّاهُ: but I think that تبلّيت is a mistranscription.]) b3: أَبْلَيْتُ and ↓ بَلَّيْتُ also signify I bound the foreshank of a she-camel to her arm at the grave of her [dead] master, and left her without food or water until she died; or I dug for her a pit, and left her in it until she died. (S, TA. [See بَلِيَّةٌ, and مُبَلًّى.]) 5 تَبَلَّوَ see 4, near the end of the paragraph.6 التَّبَالِى [inf. n. of تَبَالَى]: see 1.

A2: تبالى القَوْمُ The people, or company of men, vied, or strove, one with another, in hastening to a little water, and drew from it. (Msb.) 8 ابتلاهُ: see 1, in three places. [Hence, اُبْتِلِىَ بِكَذَا (vulg. اِبْتَلَى) He was tried, proved, or tested, by, or with, such a thing; generally meaning he was afflicted thereby, or therewith; as, for instance, by, or with, a disease.] b2: Also He asked, or sought, or desired, of him information, or news, or tidings. (M, K.) And ابتلى signifies also He conjured, or adjured, and asked if any had knowledge; syn. اِسْتَحْلَفَ and اِسْتَعْرَفَ [explained by what here follows]. (M, K, TA. [In the CK, both the verb and the explanation are here wrong: the former is written اُبْلِىَ; and the latter, اسْتُحْلِفَ و اسْتُعْرِفَ.]) A poet says, تَبَغَّى أَبَاهَا فِى الرِّفَاقِ وَ تَبْتَلِى

وَ أَوْدَي بِهِ فِى لُجَّةِ البَحْرِ تَمْسَحُ [She seeks for her father among the travellingcompanions, and conjures, or adjures, and asks. if any have knowledge, when a crocodile has destroyed him in the depth of the great river: تَبَغَّى is for تَتَبَغَّى]: he means that she says to them, “I conjure you, or adjure you, by God, (نَاشَدْتُكُمْ اللّٰهَ,) [tell me,] do ye know any tidings of my father? ” (M, TA.) But Aboo-Sa'eed says that تتبلى here means tries, proves, or tests; and that الاِبْتِلَآءُ signifies the trying, proving, or testing, whether by an oath or otherwise. (TA.) b3: [Also He desired it; he sought it.] It is said in a trad., النَّذْرُ مَا ابْتُلِىَ بِهِ وَجْهُ اللّٰهُ, i. e. [The vow that a man makes to be binding, or obligatory, on himself is that whereby the recompense of God] is desired, or sought. (TA.) b4: And He chose him, made choice of him, or elected him. (Sh and T, from a trad.) 12 اِبْلَوْلَى It (herbage) became tall, so that the camels were able to avail themselves of it. (K.) بِلْوُ سَفَرٍ, (T, S, M, A,) with kesr to the ب, (S,) and بِلْىُ سَفَرٍ, (S, A,) Worn, or wasted, by journeying, or travel; applied to a she-camel, (T, S, M, A,) and in like manner to a man, and to a he-camel: (M:) and بِلْىُ أَسْفَارٍ (M, K) and بِلْوُ

أَسْفَارٍ, (K, TA,) with kesr to the ب in both, (TA, [in the CK written with fet-h,]) a man worn, or wasted, by journeyings, or travels, and anxiety, (M, K, *) and the like, (M,) and tryings, or trying events: (K:) pl. أَبْلَآءٌ. (S, M.) And بِلْوٌ شَرٍّ and بِلْىُ شَرٍّ [both written in the CK with fet-h to the ب] A man having strength, or power, to endure evil; tried, proved, or tested, thereby: (M, K:) and in like manner, بِلْوُ خَيْرٍ and بِلْىُ خَيْرٍ

[tried, &c., by good, or prosperity]. (TA.) and إِنَّهُ لِبَلْوٌ مِنْ أَبْلَآءِ المَالِ and بِلْىٌ [both written in the CK with fet-h to the ب as before] Verily he is one of those who manage, or tend, camels, or the like, well. (M, * K, * TA.) The ى in بِلْى, in all these instances, is originally و, changed into ى because of the kesreh, and the weakness of the intervening letter, ل; as is the case in عِلَْيَةٌ: so says IJ. (M.) بَلَى: see art. بلى.

بِلْوَةٌ: see what next follows.

بِلْيَةٌ: see what next follows.

بَلْوَي: see what next follows.

بَلَآءٌ (T, S, Msb) and ↓ بَلْوَى (T, S, M, Msb, K) and ↓ بَلِيَّةٌ (S, M, Msb, K) and ↓ بِلْوَةٌ, (S, M, K,) with kesr, (S, K,) and ↓ بِلْيَةٌ, (so in a copy of the S, beside the third,) thus in the handwriting of Aboo-Zekereeyà, in the place of the third, (TA,) substs. (T, M, Msb, K) from بَلَاهُ اللّٰهُ, (T, Msb,) or from اِبْتَلَاهُ اللّٰهُ, [which is the same in meaning,] (M,) or from بَلَوْتُهُ, (K,) are one [in their signification; which is A trial, as meaning a probation, or a test; and as meaning particularly a trouble or an affliction of any kind by which one's patience or any other grace or virtue is tried, proved, or tested]; (S;) and the pl. (S, TA) of ↓ بَلِيَّةٌ (TA) is بَلَايَا, of the measure فَعَائِلُ changed to فَعَالَى: (S, TA:) [or] بَلَآءٌ is [properly, or originally,] an inf. n., (S, M, K,) and signifies the act of trying, proving, or testing, by, or with, good, and by, or with, evil: (S, M:) it is evil and good: (T, M: *) a trial, or an affliction, (T, K,) which is its original meaning; (T;) and a [probationary] benefit, favour, or blessing, (T,) or a [probationary] gift; (K;) the former of these requiring patience, and the latter being the greater of the two [as being commonly the more dangerous to the soul]; (TA;) [but the latter meaning is generally indicated only by the addition of an epithet: thus] بَلَآءٌ حَسَنٌ means a great benefit, or favour, or blessing, of God; (Bd in viii. 17;) or a good gift of God: (Jel ibid.:) بَلَآءٌ also means grief; as though it tried the body: (Er-Rághib, K:) and the imposition of a difficult, or troublesome, thing; a requirement; an exaction; because it is difficult, or distressing, to the body; or because it is trying. (K.) بَلَآءِ (like قَطَامِ, S, K) is syn. with البَلَآءُ: (S, M, K:) occurring in the saying, نَزَلَتْ بَلَآءِ عَلَى الكُفَّارِ [Trial, or affliction, befell the unbelievers]: (S, M, * K: *) mentioned by El-Ahmar, as heard by him from the Arabs. (S.) بِلَآءٌ, like كِتَابٌ in form, [is an inf. n. of 3, q. v.: A2: and also signifies] Anxiety respecting which one talks to himself, or soliloquizes. (Msb. [Compare a meaning of بَلَآءٌ, above.]) بَلِىٌّ: see the paragraph next following; last sentence.

بَلِيَّةٌ: see بَلَآءٌ, in two places.

A2: Also A she-camel that has her fore shank bound to her arm at the grave of her master, and is left without food until she dies: (T:) or a she-camel, (M in arts. بلو and بلى, and K,) or a mare, or beast of the equine kind, (M in art. بلو,) that is bound at the grave of her master, (M, K,) he being dead, and is left without food or water (M) until she dies (M, K) and wastes away; for they used to say that her master would be raised from the dead upon her: (M:) or a she-camel which, in the Time of Ignorance, had her fore shank bound to her arm at the grave of her master, and was left without food or water until she died: or for which was dug a pit, wherein she was left until she died: for they used to assert that men would be raised from the dead riding upon the بَلَايَا, [pl. of بَلِيَّةٌ in the sense above explained, (T, TA,)] or walking if their beasts whereon they rode were not bound, with the head turned backwards, at their graves: (S:) or a cow, or she-camel, or sheep, or goat, which, in the Time of Ignorance, they used to hamstring, or slaughter, at the grave: so in a trad. (TA.) Suh says that this custom proves that, in the Time of Ignorance, they held the doctrine of the resurrection of the body: but they who held it were the fewer number. (TA.) It is said that بَلِيَّةٌ is originally ↓ مُبْلَاةٌ or ↓ مُبَلَّاةٌ. (TA.) Et-Tirimmáh says, مَنَازِلُ لَا تَرَى الأَنْصَابَ فِيهَا وَلَا حُفَرَ المُبَلَّى لِلْمَنُونِ [Places of abode in which thou wilt not see the stones, or other things, that have been set up to be worshipped, nor the pits of the beast left by the grave of the master to die]; meaning places of abode of the people of El-Islám, exclusively of the pagans. (S.) IAar says that ↓ بَلِىٌّ and بَلِيَّةٌ signify Such as is wearied, or jaded, and emaciated, and dying. (TA.) بَالٍ [act. part. n. of بَلَاهُ; Trying, proving, or testing. b2: And hence,] Knowing, or being acquainted [with a thing]; as in the phrase, جَعَلْتُهُ بَالِيًا بِعُذْرِى I made him to be acquainted with my excuse, and to know the manner thereof. (Mgh.) A2: Also Old, and wearing out [or worn out]; applied to a garment. (Msb.) b2: [Hence,] بَالِيَاتٌ is used as meaning The places of tents. (Ham p. 492.) مُبْلَاةٌ, fem. of مُبَلًى: see بَلِيَّةٌ.

مُبْلًّى, and its fem. مُبَلَّاةٌ: see بَلِيَّةٌ.

مُبَلِّيَاتُ Women that stand around a man's riding-camel [which they bind, or place in a pit, by his grave, to die of hunger and thirst,] when he has died or been slain, wailing for him. (T, S. *) You say, قَامَتْ مُبَلِّيَاتُ فُلَانٍ يَنُحْنَ عَلَيْهِ [The women that bound, or placed, the بَلِيَّة by the grave of such a one stood around it wailing for him]. (T, S.)

ر

ر


ر
a. Rā . The tenth letter of the alphabet. Its numerical value is Two Hundred, (200).
[ر] ز: "ر" مفتوحًا صيغة أمر من رأى يرى. ك ومنه: "فر" فيها رأيكن وروى بهمزة بعد راء.
ر
ر [كلمة وظيفيَّة]: الحرف العاشر من حروف الهجاء، وهو صوت لثويّ، مجهور، ساكن تكراريّ (تردُّديّ)، مُرقَّق. 

ر: الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذُّلْق، وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام.

الراءُ: حَرْفٌ مِن حُروفِ المُعْجم تُمَدُّ وتُقْصَرُ. ورَيَّيْتُ رَاء حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبْتُها؛ والجَمْعُ أَرْواءٌ ورَاآتٌ.
وقصِيدَةٌ رَوِيُّها الرَّاء؛ ويقالُ: الرَّاويةُ، ويقالُ الرَّئِيّةُ.
ومِن أمْثالِ الْعَامَّة: الرَّاءُ حِمارُ الشُّعراءِ إشارَةً إِلَى سعَةِ وُقُوعِها فِي كَلامِ العَرَبِ.
والراءُ، بالمدِّ، للشَّجَرَة، قد تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ، وَكَانَ على المصنِّف أَن يُشِيرَ لَهُ هُنَا.
ر alphabetical letter ر

The tenth letter of the alphabet: called رَآءٌ and رَا: pl. [of the former] رَاآتٌ and [of the latter]

أَرْوَآءٌ. (TA in باب الالف الليّنه.) It is one of the letters termed مَجْهُورَة [or vocal, i. e. pronounced

with the voice, not with the breath only]; and of the letters termed ذُلْق, which are, and ل and ن, [also termed ذَوْلَقِيَّة, or pronounced with the extremity of the tongue, and ب and ف and م which are also termed شَفَهِيَّة, or pronounced with the lips:] these letters which are pronounced with the tip of the tongue and with the lips abound in the composition of Arabic words: (L:) and hence ر is termed, in a vulgar prov., حِمَارُ الشُعَرَآءِ [“ the ass of the poets ”]. (TA in باب الالف اللّينة.)

ر is substituted for ل, in نَثْرَةٌ for نَثْلَةٌ, and in رَعَلَّ for لَعَلَّ, and in وَجِرٌ and أَوْجَرُ for وَجِلٌ and أَوْجَلُ; and this substitution is a peculiarity of the dial. of Keys; wherefore some assert that the ر in these cases is an original radical letter. (MF.)

A2: [As a numeral, it denotes Two hundred..]

رَ is an imperative of رَأَى [q. v.]. (Az, T and S and M in art. رأى.)
من كتاب القامُوس.
قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: الرّاءُ من الْحُرُوف المَجْهُورة، وَهِي من الحُرُوفِ الذُّلْقِ، وَهِي ثَلَاثَة: الرّاءُ واللّامُ والنُّونُ، وهنَّ فِي حَيِّز واحدٍ. وإِنما سمِّيَتْ بالذُّلْق، لأَنَّ الذَّلَاقَةَ فِي المَنْطِقِ إِنما هِيَ بطَرَفِ أَسَلةِ اللِّسَان، وهنَّ كالشَّفَوِيَّة كَثِيرَة الدُّخولِ فِي أَبنيةِ الكلامِ.
قَالَ شيخُنَا: وَقد أُبدِلَتِ الرّاءُ من اللامِ فِي النَّثْرة بمعنَى النَّثْلة، وَهُوَ الدِّرع، بِدَلِيل قَوْلهم: نَثَلَ دِرْعَ عَلَيْهِ، ولمي قُولُوا: نَثَرها، فاللّامُ أَكثرُ تصريفاً، والرّاءُ بَدَلٌ مِنْهَا، كَمَا أَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ فِي شرْح الخُلاصة وَقَالُوا: رَعَلَّ بمعنَى لَعَلَّ، وَقَالُوا: رجلٌ وَجِرٌ وأَوْجَرُ، وامرأَةٌ وَجِرَةٌ، بِمَعْنى وَجِلٍ وأَوْجَلَ ووَجِلَةٍ، وَهِي لغةُ قَيْس، ولذالك ادَّعَى بعضُهم أصالتَها. وَقَالَ الفَرّاءُ: أَنشَدَنِي أَبو الهَيْثَمِ:
وإِنِّيَ بالجارِ الخَفَاجِيِّ واثقٌ
وقَلْبي مِن الجارِ العِبَادِيِّ أَوْجَرُ
إِذا مَا عُقيْلِيَّانِ قامَا بذِمَّة
شرِيكيْنِ فِيهَا فالعِبَادِيُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بِمَعْنى أَوْجَل وأَخْوَف.

ر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي:

زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها،

تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو

بنى الأَمر على المخفف، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في

المستقبل، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فحذفت التاء الأُولى، وعليه ما أُنشده

الأَصمعي، قال: أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة:

جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها

خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر

أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين

الشاطِبي، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى

اللهَ رجل فعَل خَيْراً؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل، فيحذفون ويخفقون، قال:

وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، على لغة من قال تَعْلَمُ

وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب،

وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ

هُذيل فيقولون تَعْلَم، والقرآن عليها، قال: وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد

علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبي

زيد. قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ

نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي

أَقيها؛ قال النحويون: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما

قالوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء

وأَدغموها في الياء التي بعدها، وكسروا القاف لتصبح الياء؛ قال أَبو بكر:

والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل، فأَدغموا الياء الأُولى في

الثانية، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء،

ومن قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه، قال أَبو منصور:

اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى، على افتعل، فقلبت الواو ياء

لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ

الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي، بفتح التاء

فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى

يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي؛ قال ابن بري: أَدخل همزة الوصل على تَقى،

والتاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل

لتحرك التاء؛ قال أَبو أَوس:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف

رُمْحاً؛ وقال الأَسدي:

ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني،

ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يقال: داهِيةٌ رَبْساء، ومن رواها

بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا

البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بفتح التاء لا غير، قال:

وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً، وقال: يلزم أَن يقال في الأَمر

اتْقِ، ولا يقال ذلك، قال: وهذا هو الصحيح. التهذيب. اتَّقى كان في

الأَصل اوْتَقى، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل

اتَّقى، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي

بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه، وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه

صار تَقِيّاً، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي. ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ

بمعنى واحد. وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: واحدة

التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى، وهذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهري:

وأَصل الحرف وَقى يَقي، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية،

قال: ولذلك كتبتها في باب التاء. وفي الحديث: إِنما الإِمام جُنَّة

يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى

بقُوّته، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية، وتقديرها

اوْتَقى، فقلبت وأُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف

فقالوا اتَّقى يَتَّقي، بفتح التاء فيهما.

(* قوله«فقالوا اتقي يتقي بفتح

التاء فيهما» كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله

فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده

ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.) وفي الحديث:

كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،

أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به

وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وفي الحديث: قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ؟

قال: نَعَمْ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ؛ التَّقِيَّةُ

والتُّقاةُ بمعنى، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ

والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتَّقْوى اسم، وموضع التاء واو وأَصلها

وَقْوَى، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ، وقال في موضع آخر: التَّقوى أَصلها

وَقْوَى من وَقَيْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ في

تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ

والاتِّقاءِ، قال: والتُّفاةُ جمع، ويجمع تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع

أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ، على فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولى

تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياءِ

الأَخيرة، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ، وقيل: تَقيٌّ كان في الأَصل

وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، ولذلك جمع على أَتْقِياء. الجوهري: التَّقْوى

والتُّقى واحد، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا. وحكى ابن بري

عن القزاز: أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ:

التَّقِيَّةُ، يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بري:

جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم

إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى.

والوِقايةُ التي للنساءِ، والوَقايةُ، بالفتح لغة، والوِقاءُ والوَقاءُ: ما

وَقَيْتَ به شيئاً.

والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً، وإن جعلتها

فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب؛ وقال اللحياني: هي الأُوقِيَّةُ وجمعها

أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وهي قليلة، وجمعها وَقايا. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي

عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِيَّة أَربعون درهماً،

والنَّشُّ عشرون. غيره: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهري:

واللغة أُوقِيَّةٌ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ. وفي حديث آخر مرفوع: ليس

فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ

مائتا دِرْهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صَدَقة

في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ

وأَثافِيَّ وأثافٍ، قال: وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها

زائدة، قال: وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً، وهي في

غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف

باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأُوقيَّة في الحديث، بضم الهمزة وتشديد

الياء، اسم لأَربعين درهماً، ووزنه أُفْعولةٌ، والأَلف زائدة، وفي بعض

الروايات وُقِية، بغير أَلف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأَما

اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة

دراهم وخمسة أَسباع درهم، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار، والجمع الأَواقي،

مشدداً، وإِن شئت خففت الياء في الجمع. والأَواقِي أَيضاً: جمع واقِيةٍ؛

وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وقد تقدّم في صدر هذه

الترجمة، قال: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع

الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً.

وسَرْجٌ واقٍ: غير مِعْقَر، وفي التهذيب: لم يكن مِعْقَراً، وما

أَوْقاه، وكذلك الرَّحْل، وقال اللحياني: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود،

وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى من الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قال

امرؤ القيس:

وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى،

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

ويقال: فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره، وقد

وَقَى يَقِي؛ عن الأَصمعي، وقيل: فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ

الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ؛ قال ابن

أَحمر:تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وفرس واقِيةٌ: للتي بها

ظَلْعٌ، والجمع الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً. قال ابن

بري: والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر؛ قال أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي،

إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

ويقال للشجاع: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ على ظَلْعِك أَي

الزَمْه وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِك، وقد يقال: قِ على ظَلْعِك

أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك، فتقول: قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً.

التهذيب: أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مثل

القاضِي؛ قال مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو، على واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قال أَبو الهيثم: قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه، فشُبّه

بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قال خُثَيْمُ

بن عَدِيّ، وقيل: هو للرَّقَّاص

(* قوله« للرقاص إلخ» في التكملة: هو لقب

خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر،

قال ابن بري: وهو الصحيح:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ

بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وليس بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه،

يقول: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،

إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: وفي جمهرة

النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ،

قال: وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة

بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير

معروف. قال الجوهريّ: ويقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا ياء، لأَنه سمي

بذلك لحكاية صوته.

وابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، والله أَعلم.

كذلك

كذلك
وردت «كذلك» فى القرآن الكريم، فى أكثر من مائة موضع، ولوجود الكاف.
وهى للتشبيه فيها، ظن كثير من العلماء أنها لا تكون إلا للتشبيه، ومضى في كل آية ورد فيها هذا التعبير، يبين التشبيه في الجملة، وفي كثير من الأحيان لا يبدو معنى التشبيه واضحا، فيتلمس مقوماته، ويتكلف تفسيره تكلفا يوحى بضآلة هذا التشبيه، وأنه لم يزد المعنى جلاء، وهو الغرض الأول من التشبيه.
وقد تتبعت هذه العبارة فيما وردت فيه من الآيات فوجدتها أكثر ما تأتى لمعان ثلاثة:
أولها التشبيه، وذلك عند ما يراد عقد الصلة بين أمرين، ولمح ما بينهما من ارتباط، وهنا يؤدى التشبيه رسالته في إيضاح المعنى وتوطيده في النفس، تجد ذلك في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57). فالصلة وثيقة بين بعث الحياة في الموتى وبين بعث الحياة فى الأرض الميتة، فتنبت من كل الثمرات، وإن فيما نراه بأعيننا من هذه الظاهرة الطبيعية التى نشاهدها في كل حين، إذ نرى أرضا ميتة لا حياة فيها، ثم لا يلبث السحاب الثقال أن يفرغ عليها مطره، فلا تلبث أن تزدهر وتخرج من كل زوج بهيج، إن في ذلك لما يبعث في النفس الاطمئنان إلى فكرة البعث، والإيمان بها، فلا جرم، انعقد التشبيه بين البعثين، وزاد التشبيه الفكرة جلاء.
واقرأ قوله تعالى: إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ  فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (القلم 17 - 33). أرأيت أصحاب هذه الجنة، وقد أقسموا أن يستأثروا بثمر جنتهم، وأن يجنوا ثمارها مبكرين في الصباح، ولم يدر بخلدهم الاستعانة بالله في عملهم، وبينما هم يستعجلون قدوم الصباح، ويحلمون بالثروة التى ستدرّها عليهم حديقتهم، طاف على تلك الجنة طائف أباد ثمرها وهم نائمون، وفي بكرة الصباح أسرع بعضهم ينادى بعضا أن الخير في البكور، فانطلقوا لا تكاد تسمع لأقدامهم وقعا، يتهامسون وهم يتحدثون، كى لا يسمع مسكين صوتهم، فيتبعهم، ولقد وصلوا إلى حديقتهم، واطمأنوا إلى أنهم سيقدرون على إحراز غلتها، ومنع المساكين منها فما راعهم إلا أن وجدوا أشجارهم بلا ثمار، وجنتهم جرداء مقفرة، هنالك ملأ الندم قلوبهم، وأخذ بعضهم يلوم بعضا، يتحسرون على أمل قد ضاع، وعلى ما اقترفوه من ظلم وطغيان، أرأيت هذا العذاب الذى صار إليه هؤلاء القوم، عذاب من فقد أمله وقد كان قريبا من يده، وعذاب من يؤنبه ضميره على جرم اقترفه، وقد رأى جزاءه أمام عينيه، ألا ترى أن هذا العذاب النفسى الأليم جدير بأن يكون مثالا ينذر به الله كل من يتصرف تصرف أصحاب هذه الجنة.
وهى أيضا للتشبيه في قوله سبحانه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (النساء 94). وقوله تعالى: قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (الشعراء 74).
وما على نسق هذه الآيات مما تعقد فيه الكاف صلة بين أمرين.
وتأتى كاف كذلك في كثير من الآيات بمعنى مثل في قولك: مثلك لا يكذب، تريد أنت لا تكذب، وفائدة مجىء مثل، الإشارة إلى أن من له صفاتك لا يليق به أن يكذب، تجد ذلك في مثل قوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 265، 266). فالمعنى على أن الله يبين الآيات ذلك البيان الجلىّ الواضح المؤثر، لعله يثمر ثمرته فيدعو سامعيه إلى التفكير والتدبر. ذلك هو ما أفهمه من هذا التعبير، ولا أفهم أنه يريد أن يبين آيات غير هذه الآيات بيانا يشبه بيان الآيات السالفة، وإذا أنت حاولت عقد التشبيه على حقيقته رأيت فيه تفاهة وقلة غناء؛ وخذ قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (الأعراف 40). فليس المراد- على ما يظهر لى- أن المجرمين يجزون جزاء يشبه الجزاء الموصوف في الآية الكريمة، وإنما يجزون هذا الجزاء نفسه، من غلق أبواب السماء في وجوههم وأنهم لا يدخلون الجنة أبدا.
واقرأ قوله تعالى: تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (الأعراف 101). تر المراد أن الله يطبع على قلوب الكافرين ذلك الطبع الذى يحول بينهم وبين الإيمان بما كذبوا من قبل، وإذا أنت حاولت عقد تشبيه لم تجد فيه كبير غناء، إذ يصير المعنى: يطبع الله على قلوب الكافرين طبعا يشبه طبعه على قلوب الكافرين، وفي ذلك ما فيه من ضياع قيمة التشبيه.
فمن هذا يبدو أن التشبيه في هذه الآيات وأمثالها غير ملحوظ، وإنما يراد توجيه النظر إلى ما سبق هذه الأداة فحسب، وتأتى الكاف حينئذ إشارة إلى أن ما ذكر في الآيات وأشير إليه، قد بلغ من الكمال مبلغا عظيما، لدرجة أنه صار نموذجا كاملا، يمكن أن يتخذ مثالا، يشبه به سواه، فقد أفادت الكاف بلوغ المعنى تمامه.
وتأتى كَذلِكَ أيضا لتحقيق المعنى وتثبيته، ولا يبدو فيها التشبيه، كما تجد ذلك في قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (آل عمران 40). وفي قوله تعالى: قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ
وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
(مريم 20، 21). ومحاولة خلق تشبيه من هذه العبارة لا يؤدى إلا إلى التكلف والتفاهة معا، ويقدر بعض العلماء في مثل هذا التركيب أن كذلك خبر لمبتدإ محذوف تقديره الأمر كذلك، ونحن نوافق على هذا التقدير، وليس في كذلك تشبيه هنا، وإنما المراد الأمر هو ما أخبرت به، لا ريب فيه، ومن كَذلِكَ هذه التى للتحقيق والتوكيد، تولدت كلمة (كده) فى اللغة العامية للدلالة على التحقيق أيضا، ونحن نستخدمها في ذلك المعنى عند ما نقول: الحق كذلك والصواب كذلك، نريد الحق والصواب هو ذلك، ولعل السر في المجيء بكاف التشبيه هنا هو بيان تمام المطابقة بين الحقيقة الخارجية والحقيقة الكلامية، أى إن ما يكون في الواقع يطابق ما دل عليه الكلام.
تفيد كَذلِكَ التحقيق إذا كوّنت هى ومبتدؤها جملة مستقلة، كما في الآيتين السالفتين وما على شاكلتهما، وتفيد التحقيق وتأكيد الجملة في غير هذا الموضع أيضا، ويكثر ذلك عند ما يليها فعل ماض، كما في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَــلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 122، 123). فلا تجد للتشبيه موضعا فى هذه الآية، وإذا أنت حاولته وجدته لا يغنى في التصوير شيئا، وكَذلِكَ هنا تؤدى معنى قد، ولها أمثلة كثيرة في القرآن كقوله تعالى: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (يونس 32، 33). وقوله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 103)، وقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ (الرعد 29، 30). وربما جاءت إفادتها للتحقيق، من كثرة مجيئها لبيان التطابق، واستعملت في لازم معناها الأصلى الذى تنوسى.
واستعمال كذلك للتحقيق والتوكيد لا يقل عن استخدامها في التشبيه، وكثير من المفسرين يتكلف جعلها في تلك المواضع أيضا للتشبيه، فيتمحّل، ويمضى فى تأويلات لا نصيب لها من البلاغة وقوة الفن.
ومما ذكرناه يبدو أن تلك العبارة لا تقف عند حد التشبيه، بل لها هذه المعانى الثلاثة التى شرحناها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.