Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هواء

طوح

[طوح] نه: فيه: فما رئي موطن أكثر قحفًا ساقطًا وكفا "طائحة"، أي طائرة من معصمها ساقطة، من طاح يطيح ويطوح إذا سقط وهلك.
[طوح] طاحَ يَطوحُ ويَطيحُ: هلك وسقط، وكذلك إذا تاهَ في الأرض. وطَوَّحَهُ، أي توَّهَهُ وذهب به هَهُنا وهَهُنا، فَتَطَوَّحَ في البلاد، إذا رمى بنفسه ههنا وههنا. وتطاوَحَتْ بهم النَوى، أي ترامَتْ. والمَطاوِحُ: المَقاذِف. وطَوَّحته الطوائح: قذفته القواذف. ولا يقال المطوحات. وهو من النوادر كقوله تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح) على أحد التأويلين.
(طوح) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "كفّ طَائِحَة"
: أي باَئِنَة من مِعْصَمِها سَاقِطَة. يقال: طَاحَ الشىّءُ: إذا سَقَط وذَهَب وتَلِفَ وهَلَك وفَنِى. ويقال: طَاحَ يَطِيح، وأَصلُه فَعِل يَفْعِل بالكسر فيهما عند الخَلِيل وسِيبَوَيْه مثل: حَسِب يَحسِب وعند غَيرهِما مثل: بَاعَ يَبِيع، وقد يقال: طَاحَ يَطُوحُ وقد طَوَّحه وطيَّحه.
طوح
الطّائحُ: الهالِكُ. وكُلُّ شَيْءٍ فَنِيَ وذَهَبَ: فقد طاحَ يَطِيْحُ طَيْحاً وطَوْحاً. وطَوَّحُوا بفُلانٍ: حَمَلُوه على رُكُوْبِ مَفازَةٍ. وطَوَّحَ الرَّجُلُ بِثَوْبِه: رَمي به في مَهْلَكَةٍ، وطَيَّحَ: مِثْلُه. والتَّطْوِيْحُ: الضَّرْبُ بالعَصَا، والمِطْوَاحُ: العَصا. ونِيَّةٌ طَوَحٌ وطَرَحٌ: بَعِيْدَةٌ. وتَطاوَحْنا الأمْرَ بَيْنَنا: بمعنى تَطارَحْنا. والمِطْوَحَةُ: الوَجْبَةُ للأكْلَةِ الواحِدَةِ.
ط و ح: (طَاحَ) هَلَكَ وَسَقَطَ وَبَابُهُ قَالَ وَبَاعَ. وَكَذَا إِذَا تَاهَ فِي الْأَرْضِ. وَ (طَوَّحَهُ تَطْوِيحًا) تَوَّهَهُ وَذَهَبَ بِهِ هُنَا وَهُنَا (فَتَطَوَّحَ) . وَ (طَوَّحَتْهُ الطَّوَائِحُ) أَيْضًا قَذَفَتْهُ الْقَوَاذِفُ. وَلَا يُقَالُ: الْمُطَوِّحَاتُ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] عَلَى أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ. 

طوح


طَاحَ (و)(n. ac. طَوْح)
a. Went away; wandered, strayed, went astray.
b. Missed (arrow).
c. Fell.
d. Perished, came to nought; was near perishing.

طَوَّحَa. Led astray; made to wander about.
b. [Bi], Led, enticed into a desert; filled with desire
passion.
طَاْوَحَ
a. [acc. & Bi], Threw, cast, shot at.
أَطْوَحَa. Destroyed, ruined, made to perish.

تَطَوَّحَa. Wandered about, strayed, roved.

تَطَاْوَحَa. Swung; cast, tossed to & fro.
b. [Bi], Separated from (distance).
c. [Bi], Contended with.
طَائِح []
a. Perishing; led astray, misguided; errant.

طُوَّاحَة []
a. Swing (child's).
طَوَائِح []
a. Accidents, mishaps, misadventures; changes of
fortune.

مَطَاوِح []
a. Dangerous places.
طوح: طاح: طاح دمُهُ على يدفلان: قتل بأمر فلان (المقري 2: 329).
طّوح: طوّح السهَم رماه وأطلقه ويقال: طوَّح السهَم: بالقوس وكذلك: طوّح القوس (أبو الوليد ص787).
طوّح بفلان: توهه وذهب به هاهنا وهاهنا (لين تاج العروس) في تاريخ البربر (2:126): لم يزل الاغتراب مَطّوحا به إلى أن هلك. وانظر (2: 407، 432).
طوّح الصوَت: مدّه (محيط المحيط).
طوّح: في السهر: مدّه واطاله (محيط المحيط).
أطاح: أسقط. ويقال: أطاح رأسه عن بدنه (كوسج طرائف ص74، ألف ليلة 1: 270) وكذلك: أطاح رأسه (نفس المصدر).
تطوّح: تهزهز، تذبذب، تدلدل (بوشر).
مطَوحّات: أغاني تغنيها النسوة البدويات في الأعراس والختان ففي (زيشر 102 رقم 28): وهي أغان تغني بصوت مرتفع جداً بعيد المدى يرددون فيها أسماء البعيد عن القبيلة الذين يعيشون في ديار الغربة.
ط و ح

طاح الشيء من يده: سقط. وطاح في المفازة وتطوّح: تاه فيها. وطاح: هلك يطوح ويطيح، وطوّحه وطوح به وطيحه. قال أبو النجم:

وبلد تحسبه مكسوحاً ... يطوح الهادي به تطويحاً

وأطاحته المطاوح. قال:

ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبطٌ مما تطيح الطوائح

أي المُطيحات والمطاوح. وتطاوحت بهم النوى: ترامت. وتطاوحوه بالضرب. قال العجاج:

تطاوحوا أركانه بالردس

وهو الضرب بالحجر الثقيل. وتطاوحوا الأمر بينهم: تنازعوه. والدلو تطوح في البئر. قال ذو الرمة:

ترى قرطها في واضح الليت مشرفاً ... على هلك في نفنف يتطوح

وطاح به فرسه: مضى مضيَّ السهم. وأين طيح بك؟ أي ذهب بك. وما كانت إلا مزحة طاح بها لساني. وأصابت الناس طيحة، وكان ذلك زمن الطيحة.
(ط وح)

طاحَ يَطوحُ ويَطيحُ طَوْحاً: أشرف على الْهَلَاك، وَقيل: هلك أَو ذهب.

وطَوَّحه هُوَ، وطوَّحَ بِهِ: حمله على ركُوب مفازة يخَاف فِيهَا هَلَاكه، قَالَ أَبُو النَّجْم:

يُطَوَّحُ الهادِي بِهِ تَطوِيحَا

والمُطَوَّحُ: الَّذِي طُوّحَ بِهِ الأَرْض، أَي ذهب بِهِ. وطوَّحَه، بَعثه إِلَى أَرض لَا يرجع مِنْهَا، قَالَ:

ولكنَّ البُعوثَ جَرَت علينا ... فصِرنا بينَ تَطويحٍ وغُرْمَ

وتَطَوَّحَ: إِذا ذهبَ وجاءَ فِي الــهواءِ، قَالَ ذُو الرمة:

ونَشْوانَ من كأسِ النُّعاسِ كأنَّه ... بِحَبْلَينِ فِي مَشْطونَةٍ يَتَطَوَّح

قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي طاحَ يَطيحُ، انه فعل يفعل، لِأَن فعل يفعل لَا يكون من بَنَات الْوَاو كَرَاهِيَة الالتباس ببنات الْيَاء، كَمَا أَن فعل يفعل لَا يكون فِي بَنَات الْيَاء كَرَاهِيَة الالتباس ببنات الْوَاو أَيْضا، فَلَمَّا كَانَ ذَلِك عدما الْبَتَّةَ، ووجدوا فعل يفعل فِي الصَّحِيح، كحسب يحْسب وَأَخَوَاتهَا، وَفِي المعتل كولي يَلِي وأخواته، حملُوا طاح يطيح على ذَلِك، وَله نَظَائِر: كتاه يتيه وماه يميه.

وَهَذَا كُله فِيمَن لم يقل إِلَّا طَوَّحَه وتوهه وماهت الرَّكية موها، وَأما من قَالَ: طَيَّحه وتيَّهه وماهت الرَّكية ميها، فقد كفينا القَوْل فِي لغته، لِأَن طاح يطيح وأخواته على هَذِه اللُّغَة من بَنَات الْيَاء كباع يَبِيع وَنَحْوهَا.

وطوَّحَ بِثَوْبِهِ: رمى بِهِ فِي مهلكة.

وطَوَّحَ نَفسه: توهها.

وتَطاوَحَ: ترامى. وطاوَحَه راماه قَالَ:

فَأَما وَاحِدًا فكَفاكَ مِني ... فمَنْ ليَدٍ تُطاوِحُها أيادِي

تُطاوِحها: أَي ترامى بهَا. والأيادي جمع أيد الَّتِي هِيَ جمع يَد، أَي أكفيك وَاحِدًا، فَإِذا كثرت الأيادي فَلَا طَاقَة لي بهَا.

وطوَّحَ الشَّيْء وطَيَّحَه: ضيعه.

طوح: طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً: أَشرف على الهلاك، وقيل: هلك وسقط

أَو ذهب، وكذلك إِذا تاه في الأَرض. والطائح: الهالك المُشْرِفُ على

الهلاك؛ وكل شيء ذَهَبَ وفَنيَ: فقد طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً وطَيْحاً، لغتان.

وطَوَّحَه هو وطَوَّحَ به: تَوَّهَه وذهب به ههنا وههنا، فَتَطوَّح في

البلاد إِذا رَمَى بنفسه ههنا وههنا، أَو حَمَلهُ على ركوب مفازة يُخافُ

فيها هلاكُه؛ قال أَبو النجم:

يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا

والطَّيْحُ: الهلاك. والمُطَوَّحُ: الذي طُوِّحَ به في الأَرض أَي

ذُهِبَ به.

وطَوَّحَه: بعث به إِلى أَرض لا يرجع منها؛ قال:

ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ علينا،

فَصِرْنا بين تَطْوِيحٍ وغُرْمِ

وتَطَوَّحَ إِذا ذهب وجاء في الــهواء؛ قال ذو الرمة يصف رجلاً على

البعير، في النوم يتطوَّح أَي يجيء ويذهب في الــهواء:

ونَشْوانَ من كأْسِ النُّعاسِ كأَنه،

بحَبْلَينِ في مَشْطونَةٍ، يَتَطَوَّحُ

قال سيبويه في طاحَ يَطِيحُ: إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِلُ لا

يكون في بنات الواو، كراهية الالتباس ببنات الياء، كما أَن فَعَلَ

يَفْعُل لا يكون في بنات الياء، كراهية الالتباس ببنات الواو أَيضاً، فلما كان

ذلك عَدَماً البَتَّةَ، ووجدوا فَعِل يَفْعِلُ وفي الصحيح كَحَسِبَ

يَحْسِبُ وأَخواتها، وفي المعتل كَوَلي يَلي وأَخواته حملوا طاح يَطِيحُ على

ذلك، وله نظائر كتاه يَتِيه وماهَ يَمِيهُ، وهذا كله فيمن لم يقل إِلاَّ

طَوَّحه وتَوَّهَه، وماهَتِ الرَّكِيَّة مَوْهاً، وأَما مَن قال طَيَّحَه

وتَيَّهه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فقد كُفِينا القولَ في لغته،

لأَن طاحَ يَطِيحُ وأَخواته على هذه اللغة من بنات الياء، كبَاع يَبيعُ

ونحوها.

وطَوَّحَ بثوبه: رمى به في مَهْلَكة؛ وطَيَّح به مثله؛ الفراء: يقال

طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ رِيحُه وتَضَيَّع، والمَياثِقُ

والمواثِقُ.

وطاحَ به فرسُه إِذا مضى يَطِيحُ طَيْحاً وذلك كذهاب السهم بسرعة.

ويقال: أَين طُيِّحَ بك؟ أَي أَين ذُهب بك؟ قال الجَعْدي يذكر فرساً:

يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج، ذي الْـ

ـقَوْنَسِ، حتى يَغِيبَ في القَتَمِ

القَتَمُ: الغُبار.

أَبو سعيد: أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت بينهم، وكان ذلك

في زمن الطَّيْحةِ.

ابن الأَعرابي: أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه. وطَوَّحَ بالشيء:

أَلقاه في الــهواء. وفي حديث أَبي هريرة في يوم اليَرْمُوك: فما رُؤِيَ

مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً ساقطاً وكفّاً طائحةً أَي طائرة من مِعْصَمها.

وطوَّحَ نفسَه: تَوَّهها. وتَطاوَح: تَرامَى. وطاوَحه: راماه؛ قال:

فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي،

فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها أَيادي؟

تُطاوِحُها أَي ترامي بها. والأَيادي: جمع أَيْدٍ التي هي جمع يَدٍ أَي

أَكفيك واحداً فإِذا كثرت الأَيادِي فلا طاقة لي بها. وتَطاوحت بهم

النَّوَى أَي ترامت. والمَطاوِحُ: المَقاذِفُ. وطَوَّحَتْه الطَّوائِح:

قَذَفَتْه القَواذِفُ. ولا يقال المُطَوِّحاتُ، وهو من النَّوادر كقوله تعالى:

وأَرسلنا الرياحَ لَواقِحَ؛ على أَحد التأْويلين. وطَوَّح الشيءَ

وطَيَّحه: ضيَّعه.

طوح
طاحَ/ طاحَ في يَطُوح، طُحْ، طَوْحًا، فهو طائِح، والمفعول مَطُوحٌ فيه
• طاحَتِ الحكومةُ: سَقطَت "طاحت الحكومة وتألفت حكومة جديدة- طاحت اللجنة بعد حجب الثقة" ° مُزْحةٌ طاح بها لساني: زلّ بها.
• طاح السَّهمُ: ضَلَّ الهدفَ لخروجه عن غير قَصْد، أو لعدم إصابته الهدف "طاح عقلُهُ: اضطرب، فقَد رشده".
• طاح الغوَّاصُ في قاع المحيط: غرِق وهلك "طاح الرَّجُل في الصحراء- طاحَ المُغَامِر بين الجبال". 

أطاحَ/ أطاحَ بـ يُطيح، أَطِحْ، إطاحةً، فهو مُطِيح، والمفعول مُطَاح
• أطاح الحاكِمَ/ أطاح بالحاكم: أسقطه وأهلكه (انظر: ط ي ح - أطاحَ/ أطاحَ بـ) "أطاح الجيشُ الاحتلال َالأجنبي- أطاح بالنظام القائم على الفساد- مؤامرة للإطاحة بالزعِيم واغتياله". 

تطاوحَ/ تطاوحَ في يتطاوح، تطاوُحًا، فهو مُتطاوِح، والمفعول مُتطاوَح
• تطاوحوا الأمرَ بينهم: تنازعوه وتبادلوه "تطاوَحوا اللصَّ بينهم بالضرب".
• تطاوحت الفتاةُ في مشيتها: تمايَلَت، ترنَّحتْ. 

تطوَّحَ/ تطوَّحَ في يتطوَّح، تطوُّحًا، فهو مُتطوِّح، والمفعول مُتطوَّح فيه
• تطوَّحَ السِّكِّيرُ: مُطاوع طوَّحَ/ طوَّحَ بـ: تمايل، ترنَّح.
• تطوَّحت الدَّلوُ: جاءت وذهبت في الــهواء "تطوّحتِ الأرجوحة".
• تطوَّح في النَّهر: سقَط فيه.
• تطوَّح الرَّجلُ في البلاد ونحوها: رمَى بنفسه فيها وذهب هنا وهناك "تطوّح في بلاد الصين- تطوّح في أماكن عديدة حتى أصبح غنيًّا". 

تمطوحَ يتمطوح، تَمَطْوُحًا، فهو مُتمطوِح (انظر: م ط و ح - تمطوحَ). 

طوَّحَ/ طوَّحَ بـ يطوِّح، تطويحًا، فهو مُطوِّح، والمفعول مُطوَّح
• طوَّح الكُرَةَ/ طوَّح بالكُرَة: ألقاها، رماها في الــهواء "طوّح بالكُرَة في الشبكة- طوّحت الأمُّ بصغيرها: ألقت به في الــهواء واستقبلته ثانيةً".
• طوَّح فلانًا: توَّهه وذهب به هنا وهناك وبعّده في أرض لا يرجع منها "طوّح غريمه" ° طوّحت به طوائحُ الزَّمن: رمت به حوادثُه. 

مطوحَ يمطوح، مَطْوَحةً، فهو مُمطوِح، والمفعول مُمَطوَح (انظر: م ط و ح - مطوحَ). 

إطاحة [مفرد]: مصدر أطاحَ/ أطاحَ بـ. 

طائح [مفرد]: اسم فاعل من طاحَ/ طاحَ في. 

طَوْح [مفرد]: مصدر طاحَ/ طاحَ في. 

مِطْوَاح [مفرد]: ج مَطَاوِيح: اسم آلة من طاحَ/ طاحَ في: ما يُطَاحُ به الشيء أو يرمى به في الــهواء "اصطاد العصفور بمطواح الحجارة". 
طوح
: ( {طاحَ} يَطُوح {ويَطِيحُ) } طَوْحاً: (هَلَكَ، أَو أَشْرَفَ على الهَلاك. و) كلّ شيْءٍ (ذَهَبَ) وفَنِيَ: فقد طاحَ {يَطِيح} طَوْحاً {وطَيْحاً، لغتانِ. (و) قيل: طاحَ (سَقَط. و) كذالك إِذا (تَاه فِي الأَرْض) .
(} وطَوَّحَه) هُوَ، {وطوَّح بِهِ، (} فَتَطَوّحَ) فِي الْبِلَاد، أَي (توَّهَه) وذَهَبَ بِهِ، (فَرَمَى هُوَ بنفسِه هَا هُنا وَهَا هُنَا) .

(و) قَوْلهم: ( {طَوَّحَتْه} الطَّوَائحُ) : أَي (قَذَفَتْه القَواذِفُ) ، وَمثله! أَطاحَتْه {المَطَاوِحُ. وأَنشد سِيبَوَيْهٍ:
لِيُبَكَ يَزِيدُ، ضارِعٌ لِخُصُومَة
ومُخْتَبِطٌ ممّا} تُطِيحُ {الطَّوَائِحُ
(وَلَا يُقَال:} المُطوِّحات، وَهُوَ نادرٌ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {6. 033 واءَرسلنا الرِّيَاح لَوَاقِح} (الْحجر: 22) على أَحد التّأْويلين؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . وَنقل شيخُنا عَن الخفاجيّ فِي العِناية، قَالَ يُونس: {الطَّوائِحُ: جمع} مُطِيحة، على خِلاف الْقيَاس، من {الإِطاحة بمعنَى الإِذهابِ والإِهلاك.
(} وطوَّحَه: ضَرَبه بالعصا. و) طَوَّحَه: (بَعَثَه إِلى أَرضٍ لَا يجِيءُ) ، وَفِي نُسخة: لَا يَرجع (مِنْهَا) ، قَالَ:
ولاكنّ البُعوثَ جَرَت عَلَيْنا
فَصِرْنا بَين {تَطْوِيحٍ وغُرْمِ
(و) } طوَّحَه: أَهْلَكَه. {وطَوَّحَ (بِهِ أَلْقاه فِي الــهَوَاءِ. و) } طَوَّحَ (بزَيدٍ: حمَلَه على رُكوبُ مَفَازةٍ مُهْلِكةٍ) ، أَي يُخاف فِيهَا هلاكُه. قَالَ أَبو النّجم:
{يُطوِّح الهادِي بِهِ} تَطْوِيحَا
(والمِطْواحُ: العصَا) ، آلةِ {الطَّيْح وَهُوَ الهَلاك.
(ونِيَّةٌ} طَوَحٌ) ، محرَّكَةً: بَعيدةٌ) .
(و) {أَطاحتْه (} المَطاوِحُ) ، أَي (المقاذِفُ) .
( {وتَطاوحتْ بهم النَّوَى) أَي (ترامَتْ) ،} وتَطَاوح: تَرَامَى. قَالَ:
فأَمّا واحدٌ فكَفَاكَ مِنِّي
فمَنْ لِيَدٍ {تُطاوِحُهَا أَيادِي
أَي تُرامِي بهَا، أَي أَكْفِيكَ وَاحِدًا فإِذا كَثُرت الأَيادِي فَلَا طاقَةَ لي بهَا.
(} وأَطاحَ شَعرَه: أَسْقطه. و) أَطاحَ (الشَّيْءٍ: أَفْنَاهُ وأَذْهَبه) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: {أَطاحَ مالَه،} وطَوّحَه، أَي أَهلَكه.
( {وطَاوَحَه) } مُطَاوحَةً: (رَامَاه) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الطّائح: الهالِكُ المُشْرِفُ على الهَلاَك.
} والمُطَوَّحُ، كمعظَّمٍ: الّذي {طُوِّحَ بِهِ فِي الأَرْض، أَي ذُهِبَ بِهِ.
} وتَطوَّحَ، إِذا ذَهَبَ وجَاءَ فِي الــهواءِ. قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصف رَجُلاً على الْبَعِير فِي النَّومِ {يَتَطوَّح، أَي يَجِيء ويَذهَبُ فِي الــهوَاءِ:
ونَشْوَانَ مِن كأْسِ النُّعاسِ كأَنَّه
بحَبْلَيْنِ فِي مَشْطُونَةٍ} يَتَطوَّحِ
{وطَوَّحَ بثَوْبِه: رَمَى بِهِ فِي مَهْلَكةٍ. وطَيَّحَ بِهِ، مثله. وَقَالَ الفرّاءُ يُقَال:} طَيَّحْتُه {وطَوَّحْتُه، وتضَوَّعَ رِيحُه وتَضيَّعَ، والمَيَاثِق والمَوَاثِق.
} وطَوَّحَ الشَّيْءَ {وطَيَّحَه (: ضَيَّعَه) .
} وتطاوحوه بالأَمْرِ وبالضَّربِ: تَنازَعوه.
والدَّلْوُ {تَطَوَّحَ فِي البِئر: سَقَطَ.

طوح

1 طَاحَ, (S, A, L, K,) aor. ـُ and يَطِيحُ, (S, L, K,) inf. n. of the former طَوْحٌ, and of the latter طَيْحٌ, (L,) He, or it, perished, or came to nought; (S, A, K;) as also ↓ تطوّح: (A:) or was, or became, at the point of perishing: (K:) and he, or it, (i. e. anything, TA,) went away; passed away; (K, TA;) came to nought. (TA.) b2: And (as some say, TA) He, or it, fell; (S, A, K;) and so ↓ تطوّح, as in the phrase تطوّح فِى البِئْرِ [It fell into the well], said of a bucket. (TA.) b3: And He lost his way, syn. تَاهَ, (S, A, K,) in the land, (S, K,) or in the desert; as also ↓ تطّوح and ↓ تطيّح. (TA.) And, said of an arrow, It missed its aim. (Har p. 126.) A2: and أَيْنَ طِيحَ بِكَ Whither hast thou been taken, or carried, away? (A.) And طاح بِهِ فَرَسُهُ His horse went away with him [or carried him away] like an arrow. (A.) And مَا كَانَتْ إِلَّا مَزْحَةً

طَاحَ بِهَا لِسَانِى [It was nought but a jest, or joke, which my tongue hastily uttered, or which my tongue let full]. (A.) b2: See also the next paragraph.2 طوّحهُ He caused him, or it, to perish, or come to nought; as also طوّح بِهِ, (A,) and طيّحهُ; (A, and K in art. طيح;) and ↓ اطاحهُ/ signifies the same, (IAar, K,) said of a thing, (K,) or of property, (IAar, and K in art. طيح,) as is also طوّحهُ, (IAar,) and he made it pass away. (K.) And He sent him to a land from which he should not return. (K.) And طوّح بِثَوْبِهِ He cast his garment [app. meaning himself (see a verse of Esh-Shemmákh, or of Leylà, cited voce ثوب)] into a place of destruction; as also طيّح به. (L, and K in art. طيح.) and ↓ طَوَّحَتْهُ الطّوَائِحُ i. q. قَذَفَتْهُ القَوَاذِفُ (S, K) i. e. Accidents, or events, that cast into places of perdition [cast him thereinto]: (MF, * TK:) one should not say المُطَوِّحَاتُ: it is an extr. phrase, (S, K,) like the phrase in the Kur [xv. 22], وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ accord. to one of the two interpretations thereof: (S:) and المَطَاوِحُ ↓ أَطَاحَتْهُ and الطَّوَائِحُ signify the same, i. e. قَذَفَتْهُ القَوَاذِفُ; (A;) or [rather] the former of these two phrases has a similar meaning [i. e. the places of perdition caused him to fall thereinto; unless مَطَاوِحُ have a signification which I do not find explained]. (TA.) And طوّح بِهِ He incited him, induced him, or made him, to venture upon a desert in which perdition was to be feared. (K, * TA.) b2: Also He, or it, caused him to lose his way, syn. تَوَّهَهُ, (S, K,) and so بِهِ ↓ طاح, (Har p. 126,) and طيّحهُ, (K in art. طيح,) and carried him away hither and thither, (S,) or so that he cast himself hither and thither, (K, TA,) and so طوّح بِهِ. (TA.) And طوّح نَفْسَهُ He made himself to be, or become, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; like تُوَّهَهَا and تَيَّهَهَا. (S in art. تيه.) b3: طوّح بِهِ also signifies He threw it, or cast it, in the air. (K, TA. [For الهَوَآء, Golius and Freytag have read الهَوَى. See 5.]) b4: And طوّحهُ He beat him, or struck him, with a staff, or stick. (K.) A2: طوّح فِى الجِبَالِ He went round about much, or often, in the mountains; i. q. طَوَّفَ and طَوَّدَ. (S in art. طود.) 3 طاوحهُ He contended with him in casting, or shooting. (L, K.) A poet says, فأَمَّا وَاحِدٌ فَكَفَاكَ مِنِّى

فَمَنْ لِيَدٍ تُطَاوِحُهَا الأَيَادِى

Now as for one, what would proceed from me would suffice thee: but who will be responsible for a hand with which several hands contend in casting, or shooting? (L.) 4 أَطْوَحَ see 2, in two places. b2: One says also, طاح شَعَرَهُ He, or it, caused his hair to fall off. (K.) [And اطاح قَوَائِمَهُ is said of a horse, or of a man in relation to a horse, app. meaning He made his legs to fall in a particular manner: see مِسْعَرٌ.] b3: مَا أَطْوَحَهُ and مَا أَطْيَحَهُ i. q. مَا أَتْوَهَهُ and ما أَتْيَهَهُ: see 4 in art. توه.5 تطوّح: see 1, in four places. b2: Also [He lost his way, or was made to lose his way, and] he cast himself hither and thither (S, K) فِى البِلَادِ in the countries. (S.) b3: And He, or it, went and came, or moved to and fro, in the air: and he moved to and fro in sleep, upon the back of a camel. (L.) 6 تَطَاوُحٌ signifies The casting, or throwing, a thing [to and fro,] one with another; or one to, or at, another. (KL.) b2: [Hence,] تَطَاوَحَتْ بِهِمُ النَّوَى i. q. تَرَامَتٌ [i. e. (assumed tropical:) Distance cast them away, one from another]. (S, A, K.) b3: and تَطَاوَحُوهُ بِالضَّرْبِ, and بِالأَمْرِ, They contended with him [in beating, and in the affair]. (A.) نِيَّةٌ طَوَحٌ i. q. بَعِيدَةٌ [app. meaning A distant, or remote, thing, or place, that is the object of an action or a journey]; (K, and O in art. ضرح;) like طَرَحٌ and طَمَحٌ and ضَرَحٌ. (O.) طَوَائِحُ i. q. قَوَاذِفُ, (S, A, K,) i. e. Accidents, or events, that cast into places of perdition: (MF, * TK:) said in the 'Ináyeh to be an anomalous pl. of ↓ مُطِيحَةٌ, from أَطَاحَ meaning “ he, or it, caused to pass away,” and “ to perish, or come to nought. ” (MF.) See 2.

طَوَّاحٌ is expl. by Freytag as signifying Evilaffecting: but he names no authority.]

طُوَّحَةٌ A child's swing, of rope. (TA voce رُجَّاحَةٌ.) طَائِحٌ [part. n. of 1] Perishing [&c.]. (L.) b2: See also art. طيح.

طايِحَة, correctly طَائِحَةٌ, is expl. by Freytag, on the authority of the Deewán of the Hudhalees, as meaning An army.]

مُطِيحَةٌ: see طَوَائِحُ.

مِطْوَاحٌ A staff, or stick, (K, TA,) [as being] an instrument of destruction. (TA.) مَطَاوِحُ i. q. مَقَاذِفُ, (S, K,) which means Places of perdition; (TA in art. قذف;) like مَطَاوِدُ [pl. of مَطَادَةٌ]. (S and TA in art. طود.) مُتَطَاوِحٌ, app. a mistranscription for مُتَطَاوَحٌ, which lit. means A place of casting, or throwing, to and fro, is expl. by Freytag, on the authority of the Deewán of Jereer, as meaning the intermediate part between the top and bottom of a well.]

الرّوح

(الرّوح) الرَّاحَة وَالرَّحْمَة ونسيم الرّيح تَقول وجدت روح الشمَال برد نسيمها (ج) أَرْوَاح وَيَوْم روح طيب الرّيح وَعَشِيَّة رَوْحَة كَذَلِك وَالسُّرُور والفرح

(الرّوح) مَا بِهِ حَيَاة النَّفس (يذكر وَيُؤَنث) وَالنَّفس وَالنَّفس (ج) أَرْوَاح وَالْقُرْآن وَالْوَحي
وروح الْقُدس (عِنْد النَّصَارَى) الأقنوم الثَّالِث وَالروح الْأمين وروح الْقُدس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام و (فِي الفلسفة) مَا يُقَابل الْمَادَّة و (فِي الكيمياء) الْجُزْء الطيار للمادة بعد تقطيرها كروح الزهر وروح النعنع (مج)
الرّوح:
[في الانكليزية] Spirit ،ghost ،soul
[ في الفرنسية] Esprit ،ame
بالضم وسكون الواو اختلف الأقوال في الروح. فقال كثير من أرباب علم المعاني وعلم الباطن والمتكلّمين لا نعلم حقيقته ولا يصحّ وصفه، وهو مما جهل العباد بعلمه مع التيقّن بوجوده، بدليل قوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا روي أنّ اليهود قالوا لقريش: اسألوا عن محمد عن ثلاثة أشياء.
فإن أخبركم عن شيئين وأمسك عن الثالثة فهو نبي. اسألوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها، فقال عليه السلام غدا أخبركم ولم يقل إن شاء الله تعالى. فانقطع الوحي أربعين يوما ثم نزل: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ تعالى ثم فسّر لهم قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين وأبهم قصة الروح، فنزل وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. ومنهم من طعن في هذه الرواية وقال إنّ الروح ليس أعظم شأنا من الله تعالى. فإذا كانت معرفته تعالى ممكنة بل حاصلة فأي معنى يمنع من معرفة الروح. وإنّ مسئلة الروح يعرفها أصاغر الفلاسفة وأراذل المتكلّمين، فكيف لا يعلم الرسول عليه السلام حقيقته مع أنّه أعلم العلماء وأفضل الفضلاء.
قال الإمام الرازي بل المختار عندنا أنهم سألوا عن الروح وأنّه صلوات الله عليه وسلامه أجاب عنه على أحسن الوجوه. بيانه أنّ المذكور في الآية أنهم سألوه عن الروح، والسؤال يقع على وجوه. أحدها أن يقال ما ماهيته؟ هو متحيّز أو حالّ في المتحيّز أو موجود غير متحيّز ولا حالّ فيه. وثانيها أن يقال أهو قديم أو حادث؟ وثالثها أن يقال أهو هل يبقى بعد فناء الأجسام أو يفني؟ ورابعها أن يقال ما حقيقة سعادة الأرواح وشقاوتها؟
وبالجملة فالمباحث المتعلّقة بالروح كثيرة وفي الآية ليست دلالة على أنهم عن أي هذه المسائل سألوا: إلّا أنّه تعالى ذكر في الجواب قل الروح من أمر ربي، وهذا الجواب لا يليق إلّا بمسألتين: إحداهما السؤال عن الماهية أهو عبارة عن أجسام موجودة في داخل البدن متولّدة عن امتزاج الطبائع والأخلاط، أو عبارة عن نفس هذا المزاج والتركيب، أو عن عرض آخر قائم بهذه الأجسام، أو عن موجود يغاير عن هذه الأشياء؟ فأجاب الله تعالى عنه بأنّه موجود مغاير لهذه الأشياء بل هو جوهر بسيط مجرّد لا يحدث إلّا بمحدث قوله كُنْ فَيَكُونُ، فهو موجود يحدث من أمر الله وتكوينه وتأثيره في إفادة الحياة للجسد، ولا يلزم من عدم العلم بحقيقته المخصوصة نفيه مطلقا، وهو المراد من قوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وثانيتهما السؤال عن قدمها وحدوثها فإنّ لفظ الأمر قد جاء بمعنى الفعل كقوله تعالى وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ فقوله مِنْ أَمْرِ رَبِّي معناه من فعل ربي فهذا الجواب يدلّ على أنهم سألوه عن قدمه وحدوثه فقال: بلى هو حادث، وإنّما حصل بفعل الله وتكوينه. ثم احتج على حدوثه بقوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا يعني أنّ الأرواح في مبدأ الفطرة خالية عن العلوم كلّها ثم تحصل فيها المعارف والعلوم، فهي لا تزال متغيّرة عن حال إلى حال والتغيّر من أمارات الحدوث انتهى.
ثم القائلون بعدم امتناع معرفة الروح اختلفوا في تفسيره على أقوال كثيرة. قيل إنّ الأقوال بلغت المائة. فمنهم من ذهب إلى أنّ الروح الإنساني وهو المسمّى بالنفس الناطقة مجرّد. ومنهم من ذهب إلى أنّه غير مجرّد.
ثم القائلون بعدم التجرد اختلفوا على أقوال. فقال النّظّام إنّه أجسام لطيفة سارية في البدن سريان ماء الورد في الورد، باقية من أول العمر إلى آخره، لا يتطرّق إله تحلّل ولا تبدّل، حتى إذا قطع عضو من البدن انقبض ما فيه من تلك الأجزاء إلى سائر الأعضاء. إنّما المتحلّل والمتبدّل من البدن فضل ينضمّ إليه وينفصل عنه، إذ كل أحد يعلم أنّه باق من أول العمر إلى آخره. ولا شكّ أنّ المتبدّل ليس كذلك.
واختار هذا الإمام الرازي وإمام الحرمين وطائفة عظيمة من القدماء كما في شرح الطوالع. وقيل إنّه جزء لا يتجزأ في القلب لدليل عدم الانقسام وامتناع وجود المجرّدات فيكون جوهرا فردا وهو في القلب، لأنه الذي ينسب إليه العلم، واختاره ابن الراوندي. وقيل جسم هوائي في القلب. وقيل جزء لا يتجزأ من أجزاء هوائية في القلب. وقيل هي الدماغ. وقيل هي جزء لا يتجزأ من أجزاء الدماغ. ويقرب منه ما قيل جزء لا يتجزأ في الدماغ. وقيل قوة في الدماغ مبدأ للحسّ والحركة. وقيل في القلب مبدأ للحياة في البدن. وقيل الحياة. وقيل أجزاء نارية وهي المسمّاة بالحرارة الغريزية. وقيل أجزاء مائية هي الأخلاط الأربعة المعتدلة كمّا وكيفا. وقيل الدم المعتدل إذ بكثرته واعتداله تقوى الحياة، وبفنائه تنعدم الحياة. وقيل الــهواء إذ بانقطاعها تنقطع الحياة طرفة عين، فالبدن بمنزلة الزّقّ المنفوخ فيه. وقيل الهيكل المخصوص المحسوس وهو المختار عند جمهور المتكلمين من المعتزلة وجماعة من الأشاعرة. وقيل المزاج وهو مذهب الأطباء، فما دام البدن على ذلك المزاج الذي يليق به الإنسان كان مصونا عن الفساد، فإذا خرج عن ذلك الاعتدال بطل المزاج وتفرّق البدن كذا في شرح الطوالع. وقيل الروح عند الأطباء جسم لطيف بخاري يتكوّن من لطافة الأخلاط وبخاريتها كتكوّن الأخلاط من كثافتها وهو الحامل للقوى الثلاث. وبهذا الاعتبار ينقسم إلى ثلاثة اقسام روح حيواني وروح نفساني وروح طبيعي، كذا في الأقسرائي. وقيل الروح هذه القوى الثلاث أي الحيوانية والطبيعية والنفسانية. وفي بحر الجواهر الروح عند الأطباء جوهر لطيف يتولّد من الدم الوارد على القلب في البطن الأيسر منه لأنّ الأيمن منه مشغول بجذب الدم من الكبد. وقال ابن العربي إنّهم اختلفوا في النفس والروح. فقيل هما شيء واحد. وقيل هما متغايران وقد يعبّر عن النفس بالروح وبالعكس وهو الحقّ انتهى. وبالنظر إلى التغاير [ما] وقع في مجمع السلوك من أنّ النفس جسم لطيف كلطافة الــهواء ظلمانية غير زاكية منتشرة في أجزاء البدن كالزّبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز يعني سريان النفس في البدن كسريان الزبد في اللبن والدهن في الجوز واللوز. والروح نور روحاني آلة للنفس كما أنّ السر آلة لها أيضا، فإنّ الحياة في البدن إنما تبقى بشرط وجود الروح في النفس. وقريب من هذا ما قال في التعريف وأجمع الجمهور على أنّ الروح معنى يحيى به الجسد. وفي الأصل الصغار أنّ النفس جسم كثيف والروح فيه جسم لطيف والعقل فيه جوهر نوراني. وقيل النفس ريح حارة تكون منها الحركات والشهوات، والروح نسيم طيّب تكون به الحياة. وقيل النفس لطيفة مودعة في القلب منها الأخلاق والصفات المذمومة كما أنّ الروح لطيف مودع في القلب منه الأخلاق والصفات المحمودة.
وقيل النفس موضع نظر الخلق والقلب موضع نظر الخالق، فإنّ له سبحانه تعالى في قلوب العباد في كل يوم وليلة ثلاثمائة وستين نظرة.
وأما الروح الخفي ويسمّيه السالكون بالأخفى فهو نور ألطف من السّر والروح وهو أقرب إلى عالم الحقيقة. وثمّة روح آخر ألطف من هذه الأرواح كلّها ولا يكون هذا لكل واحد بل هو للخواص انتهى. ويجيء توضيح هذا في لفظ السّر وبعض هذه المعاني قد سبق في لفظ الإنسان أيضا.
والقائلون بتجرّد الروح يقولون الروح جوهر مجرّد متعلّق بالبدن تعلّق التّدبير والتصرّف، وإليه ذهب أكثر أهل الرياضات وقدماء المعتزلة وبعض الشيعة وأكثر الحكماء كما عرفت في لفظ الإنسان، وهي النفس الناطقة، ويجيء تحقيقه.

وقال شيخ الشيوخ: الروح الإنساني السماوي من عالم الأمر أي لا يدخل تحت المساحة والمقدار، والروح الحيواني البشري من عالم الخلق أي يدخل تحت المساحة والمقدار، وهو محل الروح العلوي. والروح الحيواني جسماني لطيف حامل لقوة الحسّ والحركة ومحلّه القلب، كذا في مجمع السلوك.
قال في الإنسان الكامل في باب الوهم:
اعلم أنّ الروح في الأصل بدخولها في الجسد وحلولها فيه لا تفارق مكانها ومحلّها، ولكن تكون في محلّها، وهي ناظرة إلى الجسد.
وعادة الأرواح أنّها تحلّ موضع نظرها فأي محلّ وقع فيه نظرها تحلّه من غير مفارقة لمركزها الأصلي، هذا أمر يستحيله العقل ولا يعرف إلّا بالكشف. ثم إنّه لما نظرت إلى الجسم نظر الاتحاد وحلّت فيه حلول الشيء في هويته اكتسبت التصوير الجسدي بهذا الحلول في أوّل وهلة، ثم لا تزال تكتسب منه. أمّا الأخلاق الرّضيّة الإلهية فتصعد وتنمو به في علّيين. وأما الأخلاق البهيمية الحيوانية الأرضية فتهبط بتلك الأخلاق إلى سجّين. وصعودها هو تمكّنها من العالم الملكوتي حال تصوّرها بهذه الصورة الإنسانية لأنّ هذه الصورة تكتسب الأرواح ثقلها وحكمها، فإذا تصوّر بصورة الجسد اكتسب حكمه من الثّقل والحصر والعجز ونحوها، فيفارق الروح بما كان له من الخفّة والسّريان لا مفارقة انفصال ولكن مفارقة اتصال لأنّها تكون متّصفة بجميع أوصافها الأصلية، ولكنها غير متمكّنة من إتيان الأمور الفعلية، فتكون أوصافها فيها بالقوة لا بالفعل. ولذا قلنا مفارقة اتصال لا انفصال، فإن كان صاحب الجسم يستعمل الأخلاق الملكية فإنّ الروح تتقوّى ويرفع حكم الثقل عن نفسها حتى لا تزال كذلك إلى أن يصير الجسد في نفسه كالروح، فيمشي على الماء ويطير في الــهواء.
وإن كان يستعمل الأخلاق البشرية فإنّه يتقوّى على الروح حكم الرّسوب والثّقل فتنحصر في سجنه فتحشر غدا في السّجّين، كما قال قائل بالفارسية:
الإنسان تحفة معجونة من أصل ملائكي وآخر حيواني فإن مال إلى أصله الحيواني فهو أدنى منه وإن مال إلى أصله الملائكي فهو أعلى مقاما منه.
ثم إنّها لما تعشّقت بالجسم وتعشّق الجسم بها فهي ناظرة إليه ما دام معتدلا في صحته. فإذا سقم وحصل فها الألم بسببه أخذت في رفع نظرها عنه إلى عالمها الروحي، إذ تفريحها فيه، ولو كانت تكره مفارقة الجسد فإنّها تأخذ نظرها فترفعه من العالم الجسدي رفعا ما إلى العالم الروحي. كمن يهرب عن ضيق إلى سعة.
ولو كان له في المحل الذي يضيق فيه من ينجّيه فلا تحذير من الفرار. ثم لا تزال الروح كذلك إلى أن يصل الأجل المحتوم فيأتيها عزرائيل عليه السلام على صورة مناسبة بحالها عند الله من الحسنة أو القبيحة، مثلا يأتي إلى الظالم من عمّال الدّيوان على صفة من ينتقم منه أو على صفة رسل الملك لكن في هيئة منكرة، كما أنّه يأتي إلى الصّلحاء في صورة أحبّ الناس إليهم. وقد يتصوّر لهم بصورة النبي عليه السلام. فإذا شهدوا تلك الصورة خرجت أرواحهم. وتصوّره بصورة النبي عليه السلام وكذا لأمثاله من الملائكة المقرّبين مباح لأنهم مخلوقون من قوى روحية، وهذا التصور من باب تصوّر روح الشخص بجسده، فما تصوّر بصورة محمد عليه السلام إلّا روحه، بخلاف إبليس عليه اللعنة واتباعه المخلوقين من بشريته لأنّه عليه السلام ما تنبّأ إلّا دما فيه شيء من البشرية للحديث: «إنّ الملك [أتاه و] شقّ قلبه فأخرج منه دما فطهّر قلبه»، فالدّم هي النفس البشرية وهي محلّ الشياطين، فلذا لم يقدر أحد منهم أن يتمثّل بصورته لعدم التناسب.
وكذا يأتي إلى الفرس بصورة الأسد ونحوه، وإلى الطيور على صفة الذابح ونحوه. وبالجملة فلا بد له من مناسبة إلّا من يأتيه على غير صورة مركبة بل في بسيط غير مرئي يهلك الشخص بشمّه. فقد تكون رائحة طيبة وقد تكون كريهة وقد لا تعرف رائحته بل يمرّ عليه كما لا يعرفه.
ثم إنّ الروح بعد خروجه من الجسد أي بعد ارتفاع نظره عنه، إذ لا خروج ولا دخول هاهنا، لا يفارق الجسدية أبدا، لكن يكون لها زمان تكون فيه ساكنة كالنائم الذي ينام ولا يرى شيئا في نومه، ولا يعتدّ بمن يقول إنّ كل نائم لا بد له أن يرى شيئا. فمن الناس من يحفظ ومنهم من ينساه. وهذا السكون الأول هو موت الأرواح. ألا ترى إلى الملائكة كيف عبّر صلى الله عليه وسلم عن موتهم بانقطاع الذّكر. ثم إذا فرغ عن مدّة هذا السكون المسمّى بموت الأرواح تصير الروح في البرزخ انتهى ما في الإنسان الكامل.
ونقل ابن منده عن بعض المتكلمين أنّ لكل نبي خمسة أرواح ولكل مؤمن ثلاثة أرواح كذا في المواهب اللدنية، وفي مشكاة الأنوار تصنيف الإمام حجة الإسلام الغزالي الطوسي أنّ مراتب الأرواح البشرية النورانية خمس. فالأولى منها الروح الحسّاس وهو الذي يتلقى ما يورده الحواس الخمس وكأنه أصل الروح الحيواني وأوله، إذ به يصير الحيوان حيوانا وهو موجود للصبي الرضيع. والثانية الروح الخيالي وهو الذي يتشبّث ما أورده الحواس ويحفظ مخزونا عنه ليعرضه على الروح العقلي الذي فوقه عند الحاجة إليه، وهذا لا يوجد للصبي الرضيع في بداية نشوئه، وذلك يولع للشيء ليأخذه، فإذا غيّب عنه ينساه ولا ينازعه نفسه إليه إلى أن يكبر قليلا، فيصير بحيث إذا غيّب عنه بكى وطلب لبقاء صورته المحفوظة في خياله. وهذا قد يوجد في بعض الحيوانات دون بعض، ولا يوجد للفراش المتهافت على النار لأنه يقصد النار لشغفه بضياء النار، فيظن أنّ السراج كوّة مفتوحة إلى موضع الضياء فيلقي نفسه عليها فيتأذّى به، ولكنه إذا جاوزه وحصل في الظلمة عادة مرة أخرى. ولو كان له الروح الحافظ المتشبّث لما أدّاه الحسّ إليه من الألم لما عاوده بعد التضرّر. والكلب إذا ضرب مرّة بخشبة فإذا رأى تلك الخشبة بعد ذلك يهرب. والثالثة الروح العقلي الذي به يدرك المعاني. الخارجة عن الحسّ والخيال وهو الجوهر الإنسي الخاص، ولا يوجد للبهيمة ولا للصبي، ومدركاته المعارف الضرورية الكلية. والرابعة الروح الذّكري الفكري وهو الذي أخذ المصارف العقلية فيوقع بينها تأليفات وازدواجات ويستنتج منها معاني شريفة. ثم إذا استفاد نتيجتين مثلا ألّف بينهما نتيجة أخرى، ولا تزال تتزايد كذلك إلى غير النهاية. والخامسة الروح القدسي النّبوي الذي يختصّ به الأنبياء وبعض الأولياء وفيه يتجلّى لوائح الغيب وأحكام الآخرة وجملة من معارف ملكوت السموات والأرض بل المعارف الربانية التي يقصر دونها الروح العقلي والفكري؛ ولا يبعد أيها المعتكف في عالم العقل أن يكون وراء العقل طور آخر يظهر فيه ما لا يظهر في العقل، كما لا يبعد كون العقل طورا وراء التميّز والإحساس ينكشف فيه عوالم وعجائب يقصر عنها الإحساس والتميّز، ولا يجعل أقصى الكمالات وقفا على نفسك. ألا ترى كيف يختص بذوق الشّعر قوم ويحرم عنه بعض حتى لا يتميّز عندهم الألحان الموزونة عن غيرها انتهى.
اعلم أنّ كلّ شيء محسوس فله روح.
وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية، والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرّف في العنصريات، والشيطان هو القوّة المتخيّلة. وإنّ لكل فلك روحا كليا ينشعب منه أرواح كثيرة، والمدبّر لأمر العرش يسمّى بالنفس الكلّي. ولكلّ من أنواع الكائنات روح يدبّر أمره يسمّى بالطبائع التامة انتهى. وفي الإنسان الكامل اعلم أنّ كل شيء من المحسوسات له روح مخلوق قام به صورته. والروح لذلك الصورة كالمعنى للفظ. ثم إنّ لذلك الروح المخلوق روحا إلهيا قام به ذلك الروح، وذلك الروح الإلهي هو روح القدس المسمّى بروح الأرواح، وهو المنزّه عن الدخول تحت كلمة كن، يعني أنّه غير مخلوق لأنه وجه خاص من وجوه الحق قام به الوجود، وهو المنفوخ في آدم. فروح آدم مخلوق وروح الله غير مخلوق. فذلك الوجه في كل شيء هو روح الله وهو روح القدس أي المقدّس عن النقائص الكونية. وروح الشيء نفسه والوجود قائم بنفس الله، ونفسه ذاته. فمن نظر إلى روح القدس في إنسان رآها مخلوقة لانتفاء قديمين، فلا قديم إلّا الله وحده، ويلحق بذاته جميع أسمائه وصفاته لاستحالة الانفكاك، وما سوى ذلك فمخلوق. فالإنسان مثلا له جسد وهو صورته وروح هو معناه وسرّ هو الروح ووجه وهو المعبّر عنه بروح القدس وبالسرّ الالهي والوجود الساري. فإذا كان الأغلب على الانسان الأمور التي تقتضيها صورته وهي المعبّر عنه بالبشرية وبالشهوانية فإنّ روحه يكتسب الرسوب المعدني الذي هو أصل الصورة ومنشأ محلها، حتى كاد تخالف عالمها الأصلي لتمكّن المقتضيات البشرية فيها، فتقيّدت بالصورة عن إطلاقها الروحي، فصارت في سجن الطبيعة والعادة وذلك في دار الدنيا، مثال السجين في دار الآخرة بل عين السجين هو ما استقر فيه الروح، لكن السجين في الآخرة سجن محسوس من النار وهي في الدنيا هذا المعنى المذكور لأنّ الآخرة محل تبرز فيه المعاني صورا محسوسة، وبعكسه الإنسان إذا كان الأغلب عليه الأمور الروحانية من دوام الفكر الصحيح وإقلال الطعام والمنام والكلام وترك الأمور التي تقتضيها البشرية، فإنّ هيكله يكتسب اللّطف الروحي فيخطو على الماء ويطير في الــهواء ولا يحجبه الجدران وبعد البلدان، فتصير في أعلى مراتب المخلوقات وذلك هو عالم الأرواح المطلقة عن القيود الحاصلة بسبب مجاورة الأجسام، وهو المشار إليه بقوله إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ.
فائدة:
اختلفوا في المراد من الروح المذكور في قوله تعالى قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي على أقوال. فقيل المراد به ما هو سبب الحياة.
وقيل القرآن يدلّ عليه قوله وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا وأيضا فبالقرآن تحصيل حياة الأرواح وهي معرفة الله تعالى. وقيل جبرئيل لقوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلى قَلْبِكَ. وقيل ملك من ملكوت السموات هو أعظمهم قدرا وقوة وهو المراد من قوله يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا.
ونقل عن علي رضي الله عنه أنه قال هو ملك له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يسبّح الله تعالى بتلك اللغات كلّها، ويخلق الله تعالى بكل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيمة. ولم يخلق الله تعالى خلقا أعظم من الروح غير العرش. ولو شاء أن يبلع السموات السبع والأرض السبع ومن فيهن بلقمة واحدة.
ولقائل أن يقول هذا ضعيف لأنّ هذا التفصيل ما عرفه علي رضي الله عنه إلّا من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الشرح لعلي رضي الله عنه، فلم لم يذكره لغيره. ولأنّ ذلك الملك إن كان حيوانا واحدا وعاقلا واحدا لم يمكن تكثير تلك اللغات. وإن كان المتكلم بكل واحدة من تلك اللغات حيوانا آخر لم يكن ذلك ملكا واحدا بل كان مجموع ملائكة. ولأنّ هذا شيء مجهول الوجود فكيف يسأل عنه كذا في التفسير الكبير. وقيل الروح خلق ليسوا بالملائكة على صورة بني آدم يأكلون ولهم أيد وأرجل ورءوس. قال أبو صالح يشتبهون الناس وليسوا منهم.
قال الإمام الرازي في التفسير الكبير ولم أجد في القرآن ولا في الأخبار الصحيحة شيئا يمكن التمسّك به في إثبات هذا القول، وأيضا فهذا شيء مجهول، فيبتعد صرف هذا السؤال إليه انتهى
قال صاحب الإنسان الكامل الملك المسمّى بالروح هو المسمّى في اصطلاح الصوفية بالحق المخلوق به والحقيقة المحمدية نظر الله تعالى إلى هذا الملك بما نظر به [إلى] نفسه فخلقه من نوره وخلق العالم منه وجعله محلّ نظره من العالم. ومن أسمائه أمر الله هو أشرف الموجودات وأعلاها مكانة وأسماها منزلة ليس فوقه ملك، هو سيد المرسلين وأفضل المكرمين.
اعلم أنّه خلق الله تعالى هذا الملك مرآة لذاته لا يظهر الله تعالى بذاته إلّا في هذا الملك، وظهوره في جميع المخلوقات إنّما هو بصفاته، فهو قطب الدنيا والآخرة وأهل الجنة والنار والأعراف، اقتضت الحقيقة الإلهية في علم الله سبحانه أن لا يخلق شيئا إلّا ولهذا الملك فيه وجه، يدور ذلك المخلوق على وجهه فهو قطبه لا يتعرّف هذا الملك إلى أحد من خلق الله إلّا للإنسان الكامل، فإذا عرفه الولي علّمه أشياء، فإذا تحقّق بها صار قطبا تدور عليه رحى الوجود جميعه، لكن لا بحكم الأصالة بل بحكم النيابة والعارية، فاعرفه فإنّه الروح المذكور في قوله تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا يقوم هذا الملك في الدولة الإلهية والملائكة بين يديه وقوفا صفا في خدمته وهو قائم في عبودية الحق متصرّف في تلك الحضرة الإلهية بما أمره الله به. وقوله لا يَتَكَلَّمُونَ راجع إلى الملائكة دونه فهو مأذون له بالكلام مطلقا في الحضرة الإلهية لأنّه مظهرها الأكمل والملائكة وإنّ أذن لهم بالتكلّم لم يتكلّم كلّ ملك إلّا بكلمة واحدة ليس في طاقته أكثر من ذلك، فلا يمكنه البسط في الكلام، فأول ما يتلقّى الأمر بنفوذ أمر في العالم خلق الله منه ملكا لائقا بذلك الأمر فيرسله الروح فيفعل الملك ما أمر به الروح؛ وجميع الملائكة المقرّبين مخلوقون منه كإسرافيل وميكائيل وجبرئيل وعزرائيل ومن هو فوقهم وهو الملك القائم تحت الكرسي، والملك المسمّى بالمفضّل وهو القائم تحت الإمام المبين، وهؤلاء هم العالون الذين لم يؤمروا لسجود آدم، كيف ظهروا على كل من بني آدم فيتصوّرهم في النوم بالأمثال التي بها يظهر الحق للنائم، فتلك الصور جميعها ملائكة الله تنزل بحكم ما يأمرها الملك الموكل بضرب الأمثال فيتصوّر بكل صورة للنائم. ولهذا يرى النائم أنّ الجماد يكلّمه ولو لم يكن روحا متصورا بالصورة الجمادية لم يكن يتكلّم. ولذا قال عليه السلام: «الرؤيا الصادقة وحي من الله» وذلك لأنّ الملك ينزل به. ولما كان إبليس عليه اللعنة من جملة المأمورين بالسجود ولم يسجد، أمر الشياطين وهم نتيجته وذريته أن يتصوّروا للنائم بما يتصوّر به الملائكة فظهرت المرايا الكاذبة. اعلم أنّ هذا الملك له أسماء كثيرة على عدد وجوهه يسمّى بالأعلى وبروح محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالعقل الأول وبالروح الإلهي من تسمية الأصل بالفرع، وإلّا فليس له في الحضرة الإلهية إلّا اسم واحد وهو الروح انتهى. وأيضا يطلق الروح عند أهل الرّمل على عنصر النار. فمثلا نار لحيان، يقولون عنها إنّها الروح الأولى، ونار نصرة الخارج تسمّى الروح الثانية. وقالوا في بعض الرسائل: النار هي الروح، والريح هي العقل والماء هو النفس، والتراب هو الجسم فالروح الأوّلي، إذا، هي النار الأولى، كما يقولون، وهكذا حتى النفي التي هي الروح السابعة.
والروح الأولى يسمّونها العقل الأوّل إلى عتبة الداخل التي هي العقل السابع. والماء الأوّل يقولون إنّها النفس النار الأولى الجسم الأوّل إلى عتبة الداخل الذي هو الجسم السابع انتهى.
وفي كليات أبي البقاء الروح بالضم هو الريح المتردّد في مخارق البدن ومنافذه واسم للنفس واسم أيضا للجزء الذي تحصل به الحياة واستجلاب المنافع واستدفاع المضار. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني، وينتشر بواسطة العروق [الضوارب] إلى سائر أجزاء البدن؛ والروح الإنساني لا يعلم كنهه إلّا الله تعالى. ومذهب أهل السنة والجماعة أنّ الروح والعقل من الأعيان وليسا بعرضين كما ظنّته المعتزلة وغيرهم، وأنهما يقبلان الزيادة من الصفات الحسنة والقبيحة كما تقبل العين الناظر غشاوة ورمدا والشمس انكسافا. ولهذا وصف الروح بالأمّارة بالسّوء مرة وبالمطمئنّة أخرى. وملخص ما قال الغزالي إنّ الروح ليس بجسم يحلّ البدن حلول الماء في إناء ولا هو عرض يحلّ القلب والدماغ حلول العلم في العالم، بل هو جوهر لأنّه يعرف نفسه وخالقه ويدرك المعقولات وهو باتفاق العقلاء جزء لا يتجزّأ وشيء لا ينقسم، إلّا أنّ لفظ الجزء غير لائق به لأنّ الجزء مضاف إلى الكل ولا كلّ هاهنا فلا جزء، إلّا أن يراد به ما يريد القائل بقوله الواحد جزء من العشرة فإذا أخذت جميع [الموجودات أو جميع] ما به قوام البدن في كونه إنسانا كان الروح واحدا من جملتها لا هو داخل فيه ولا هو خارج عنه ولا هو منفصل منه ولا هو متّصل به، بل هو منزّه عن الحلول في المحال والاتصال بالأجسام والاختصاص بالجهات، مقدّس عن هذه العوارض وليس هذا تشبيها وإثباتا لأخصّ وصف الله تعالى في حق الروح، بل أخصّ وصف الله تعالى أنّه قيّوم أي قائم بذاته، وكل ما سواه قائم به. فالقيومية ليست إلّا لله تعالى. ومن قال إنّ الروح مخلوق أراد انه حادث وليس بقديم. ومن قال إنّ الروح غير مخلوق أراد أنّه غير مقدّر بكمية فلا يدخل تحت المساحة والتقدير. ثم اعلم أنّ الروح هو الجوهر العلوي الذي قيل في شأنه قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي يعني أنّه موجود بالأمر وهو الذي يستعمل في ما ليس له مادة فيكون وجوده زمانيّا لا بالخلق، وهو الذي يستعمل في مادّيات فيكون وجوده آنيا. فبالأمر توجد الأرواح وبالخلق توجد الأجسام المادية. قال الله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ. وقال وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ.
والأرواح عندنا أجسام لطيفة غير مادية خلافا لفلاسفة فإذا كان الروح غير مادي كان لطيفا نورانيا غير قابل للانحلال ساريا في الأعضاء للطافته، وكان حيا بالذات لأنّه عالم قادر على تحريك البدن. وقد ألّف الله [بين] الروح والنفس الحيوانية. فالروح بمنزلة الزوج والنفس الحيوانية بمنزلة الزوجة وجعل بينهما تعاشقا. فما دام في البدن كان البدن حيا يقظان، وإن فارقه لا بالكلّية بل تعلقه باق [ببقاء النفس الحيوانية] كان البدن نائما، وإن فارقه بالكليّة بأن لم تبق النفس الحيوانية فيه فالبدن ميّت.
ثم هي أصناف بعضها في غاية الصّفاء وبعضها في غاية الكدورة وبينهما مراتب لا تحصى. وهي حادثة؛ أمّا عندنا فلأنّ كل ممكن حادث لكن قبل حدوث الأجسام لقوله عليه الصلاة والسلام: «خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام». وعند أرسطو حادثة مع البدن.
وعند البعض قديمة لأنّ كل حادث مسبوق بالمادة ولا مادة له وهذا ضعيف. والحق أنّ الجوهر الفائض من الله تعالى المشرّف بالاختصاص بقوله تعالى وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي الذي من شأنه أن يحيى به ما يتّصل به لا يكون من شأنه أن يفنى مع إمكان هذا.
والأخبار الدالّة على بقائه بعد الموت وإعادته في البدن وخلوده دالّة على بقائه وأبديته. واتفق العقلاء على أنّ الأرواح بعد المفارقة عن الأبدان تنقل إلى جسم آخر لحديث: «أنّ أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر» إلى آخره.

وروي: «أرواح الشهداء» الخ. ومنعوا لزوم التناسخ لأنّ لزومه على تقدير عدم عودها إلى جسم نفسها الذي كانت فيه وذلك غير لازم، بل إنّما يعاد الروح في الأجزاء الأصلية، إنّما التغيّر في الهيئة والشكل واللون وغيرها من الأعراض والعوارض.
ولفظ الروح في القرآن جاء لعدة معان.
الأول ما به حياة البدن نحو قوله تعالى:
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ. والثاني بمعنى الأمر نحو وَرُوحٌ مِنْهُ والثالث بمعنى الوحي نحو تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ. والرابع بمعنى القرآن نحو وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا والخامس الرحمة نحو وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ والسادس جبرئيل نحو فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا انتهى من كليات أبي البقاء.
وفي الاصطلاحات الصوفية الروح في اصطلاح القوم هي اللطيفة الإنسانية المجرّدة.
وفي اصطلاح الأطباء هو البخار اللطيف المتولّد في القلب القابل لقوة الحياة والحسّ والحركة، ويسمّى هذا في اصطلاحهم النفس. فالمتوسّط بينهما المدرك للكلّيات والجزئيات القلب. ولا يفرّق الحكماء بين القلب والروح الأول ويسمّونها النفس الناطقة. وفي الجرجاني الروح الإنساني وهو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني نازل من [عالم] الأمر يعجز العقول عن إدراك كنهه، وذلك الروح قد يكون مجرّدة وقد يكون منطبقة في البدن. والروح الحيواني جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن. والروح الأعظم الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، لذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ولا يروم وصلها رائم لا يعلم كنهها إلّا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه وهو العقل الأول والحقيقة المحمدية والنفس الواحدة والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات ونورانيته مظهر علمها، ويسمّى باعتبار الجوهرية نفسا واحدة، وباعتبار النورانية عقلا أوّلا، وكما أنّ له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول والقلم الأعلى والنور والنفس الكلية واللوح المحفوظ وغير ذلك، كذلك له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه. وفي اصطلاح أهل الله وغيرهم وهي السّر والخفي والروح والقلب والكلمة والرّوع والفؤاد والصدر والعقل والنفس.

الجنّ

الجنّ:
[في الانكليزية] Djinn ،jinn ،demon
[ في الفرنسية] Dijinn ،demon
بالكسر وتشديد النون بمعنى پري، وهو خلاف الإنس. الواحد منه جنّي بكسرتين كذا في الصّراح. وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرف في العنصريات، والشيطان القوّة المتخيلة. ولا يمتنع ظهور الكل أي الملائكة والجنّ والشياطين على بعض الأبصار وفي بعض الأحوال انتهى.
اعلم أنّ الناس قديما وحديثا اختلفوا في ثبوت الجنّ ونفيه. وفي النقل الظاهر عن أكثر الفلاسفة إنكاره وذلك لأنّ أبا علي بن سينا قال: الجنّ حيوان هوائي يتشكّل بأشكال مختلفة. ثم قال: وهذا شرح الاسم. فقوله وهذا شرح الاسم يدل على أنّ هذا الحدّ شرح للمراد من هذا اللفظ وليس لهذه الحقيقة وجود في الخارج. وأمّا جمهور أرباب الملل والمصدّقين بالأنبياء فقد اعترفوا بوجود الجنّ، واعترف به جمع عظيم من قدماء الفلاسفة وأصحاب الروحانيات، ويسمّونها الأرواح السّفلية وزعموا أنّ الأرواح السفلية أسرع إجابة لأنها ضعيفة. وأما الأرواح الفلكية فهي أبطأ إجابة لأنها أقوى.

واختلف المثبتون على قولين: منهم من زعم أنها ليست أجساما ولا حالة فيها، بل جواهر قائمة بأنفسها. قالوا ولا يلزم من هذا تساويها لذات الإله لأنّ كونها ليست أجساما ولا جسمانية سلوب، والمشاركة في السلوب لا تقتضي المساواة في الماهية. وقالوا ثم إنّ هذه الذوات بعد اشتراكها في هذه السلوب أنواع مختلفة بالماهية كاختلاف ماهيات الأعراض بعد اشتراكها في الحاجة إلى المحلّ. فبعضها خيّرة محبة للخيرات وبعضها شريرة محبّة للشرور والآفات. ولا يعرف عدد أنواعهم وأصنافهم إلّا الله تعالى. وقالوا: وكونها موجودات مجرّدة لا يمنع من كونها عالمة بالجزئيات قادرة على الأفعال. وهذه الأرواح يمكنها أن تسمع وتبصر وتعلم الأحوال الجزئية وتفعل الأفعال وتعقل الأحوال المخصوصة. ولما ذكرنا أنّ ماهياتها مختلفة لا جرم لم يبعد في أنواعها أن يكون نوع منها قادرا على أفعال شاقّة عظيمة يعجز عنها قوى البشر ولا يبعد أن يكون لكلّ نوع منها تعلّق بنوع مخصوص من أجسام هذا العالم. وكما أنّه دلت الدلائل الطبيّة أي المذكورة في علم الطب على أنّ المتعلّق الأول للنفس الناطقة أجسام بخارية لطيفة تتولد من ألطف أجزاء الدم وهي المسمّى بالروح القلبي والروح الحيواني، ثم بواسطة تعلّق النفس للأرواح تصير متعلقة بالأعضاء التي تسري فيها هذه الأرواح، لم يبعد أيضا أن يكون لكلّ واحد من هؤلاء الجنّ تعلّق بجزء من أجزاء الــهواء ويكون ذلك الجزء من الــهواء هو المتعلّق الأول لذلك الروح، ثم بواسطة سريان ذلك الــهواء في جسم آخر كثيف يحصل لتلك الأرواح تعلّق وتصرف في تلك الأجسام الكثيفة.
ومن النّاس من ذكر في الجنّ طريقة أخرى فقال: هذه الأرواح البشرية والنفوس الناطقة إذا فارقت أبدانها وازدادت قوة وكمالا بسبب ما في ذلك العالم الروحاني من انكشاف الأسرار الروحانية فإذا اتفق أن حدث بدن آخر مشابه لما كان لتلك النفس المفارقة من البدن، فبسبب تلك المشاكلة يحصل لتلك النفس المفارقة تعلّق ما بهذا البدن وتصير تلك النفس المفارقة كالمعاونة لنفس ذلك البدن في أفعالها وتدبيرها لذلك البدن فإنّ الجنسية علّة الضّمّ، فإن اتفقت هذه الحالة في النفس الخيّرة سمي ذلك المعين ملكا وتلك الإعانة إلهاما، وإن اتفقت في النفس الشريرة سمّي ذلك المعين شيطانا وتلك الإعانة وسوسة. ومنهم من زعم أنها أجسام. والقائلون بهذا اختلفوا على قولين: منهم من زعم أنّ الأجسام مختلفة في ماهياتها إنما المشترك بينها صفة واحدة، وهو كونها بأسرها في الحيّز والمكان والجهة، وكونها قابلة للأبعاد الثلاثة، والاشتراك في الصفات لا يقتضي الاشتراك في الماهية، وإلّا يلزم أن تكون الأعراض كلها متساوية في تمام الماهية، مع أنّ الحق عند الحكماء أنّه ليس للأعراض قدر مشترك بينها من الذاتيات إذ لو كان كذلك لكان ذلك المشترك جنسا لها وحينئذ لا تكون الأعراض التسعة أجناسا عالية، بل كانت أنواع جنس. فلما كان الحال في الأعراض كذلك فلم لا يجوز أن يكون الحال في الأجسام أيضا كذلك، فإنّه كما أنّ الأعراض مختلفة في تمام الماهية متساوية في وصف عرضي، وهو كونها عارضة لمعروضاتها، فكذلك الأجسام مختلفة في الماهيات متساوية في الوصف العرضي المذكور. وهذا الاحتمال لا دافع له أصلا.
فلمّا ثبت هذا الاحتمال ثبت أنّه لا يمتنع في بعض الأجسام اللطيفة الهوائية أن يكون مخالفا لسائر أنواع الــهواء في الماهية، ثم تكون تلك الماهية تقتضي لذاتها علما مخصوصا وقدرة على أفعال عجيبة من التّشكّل بأشكال مختلفة ونحوه. وعلى هذا يكون القول بالجن وقدرتها على التّشكل ظاهر الاحتمال.
ومنهم من قال الأجسام متساوية في تمام الماهية والقائلون بهذا أيضا فرقتان. الأولى الذين زعموا أنّ البنية ليست شرطا للحياة وهو قول الأشعري وجمهور أتباعه. وأدلتهم في هذا الباب ظاهرة قريبة. قالوا لو كانت البنية شرطا للحياة لكان إمّا أن يقوم بالجزءين حياة واحدة فيلزم قيام العرض الواحد بالكثير وأنه محال، وإمّا أن يقوم بكل جزء منها حياة على حدّة، وحينئذ فإمّا أن يكون كلّ واحد من الجزءين مشروطا بالآخر في قيام الحياة فيلزم الدور، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر في قيام الحياة وبالعكس فيلزم الدور أيضا، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر من غير عكس فيلزم الترجيح بلا مرجّح، أو لا يكون شيء منهما مشروطا بالآخر وهو المطلوب. وإذا ثبت هذا لم يبعد أن يخلق الله تعالى في الجواهر الفردة علما بأمور كثيرة وقدرة على أشياء شاقّة شديدة وإرادة إليها.
فظهر القول [بإمكان] بوجود الجنّ سواء كانت أجسامهم لطيفة أو كثيفة، وسواء كانت أجرامهم صغيرة أو كبيرة. الثانية الذين زعموا أنّ البنية شرط للحياة وأنّه لا بدّ من صلابة في الجثة حتى يكون قادرا على الأفعال الشاقة، وهو قول المعتزلة. وقالوا لا يمكن أن يكون المرء حاضرا والموانع مرتفعة والشرائط من القرب والبعد حاصلا وتكون الحاسة سليمة، ومع هذا لا يحصل الإدراك المتعلّق بتلك الحاسة بل يجب حصول ذلك الإدراك حينئذ، وإلّا لجاز أن يكون بحضرتنا جبال لا نراها وهذا سفسطة. وقال الأشاعرة يجوز أن لا يحصل ذلك الإدراك لأنّ الجسم الكبير لا معنى له إلّا تلك الأجزاء المتألّفة، وإذا رأينا ذلك الجسم الكبير على مقدار من البعد فقد رأينا تلك الأجزاء، فإمّا أن تكون رؤية هذا الجزء مشروطة برؤية ذلك الجزء أو لا يكون. فإن كان الأول لزم الدور لأنّ الأجزاء متساوية، وإن لم يحصل هذا الافتقار فحينئذ رؤية الجوهر الفرد على ذلك القدر من المسافة تكون ممكنة. ثم من المعلوم أنّ ذلك الجوهر الفرد لو حصل وحده من غير أن ينضمّ إليه سائر الجواهر، فإنّه لا يرى فعلمنا أنّ حصول الرؤية عند اجتماع جملة الشرائط لا يكون واجبا بل جائزا، فعلى هذا قول المعتزلة بثبوت الملك والجنّ مشكل فإنّهم إن كانوا موصوفين بالكثافة والصلابة فوجب عندهم رؤيتهم، مع أنه ليس كذلك. فإنّ جمعا من الملائكة عندهم وعند الأشاعرة حاضرون أبدا وهم الحفظة والكرام الكاتبون ويحضرون أيضا عند قبض الأرواح، وقد كانوا يحضرون عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ أحدا من القوم ما كان يراهم. وكذلك الناس الجالسون عند من يكون في النزع لا يرون أحدا فإن وجب رؤية الكثيف عند الحضور فلم لا نراها، وإن لم تجب الرؤية فقد بطل مذهبهم، وإن كانوا موصوفين بالقوة الشديدة مع عدم الكثافة والصلابة فقد بطل مذهبهم. وقولهم البنية شرط للحياة إن قالوا إنّها أجسام لطيفة روحانية ولكنها للطافتها لا تقدر على الأفعال الشاقة، فهذا إنكار بصريح القرآن، فإنّ القرآن دلّ على أنّ قوتها عظيمة على الأفعال الشاقة.
وبالجملة فحالهم في الإقرار بالملك والجنّ مع هذه المذاهب عجيب. هكذا في التفسير الكبير في تفسير سورة الجن. وما يتعلّق بهذا يجئ في لفظ المفارق. وفي الينابيع قيل العقلاء ثلاثة أصناف الملائكة والجنّ والإنس. فالملائكة خلقت من النور والإنس خلق من الطين والجن خلق من النار. فالجن خلقوا رقاق الأجسام بخلاف الملائكة والإنس. ورووا أنّ النبي عليه السلام قال: (الجن ثلاثة أقسام: قسم منها: له ريش كالطيور تطير. وآخر على هيئة الأفعى والكلب، وثالث على هيئة النّاس، ويستطيعون التشكل بأي شكل يريدون). وفي الإنسان الكامل: اعلم أنّ سائر الجنّ على اختلاف أجناسهم كلهم على أربعة أنواع: فنوع عنصريون ونوع ناريون ونوع هوائيون ونوع ترابيون. فأما العنصريون فلا يخرجون عن عالم الأرواح وتغلب عليهم البساطة، وهم أشد قوة. سمّوا بهذا الاسم لقوة مناسبتهم بالملائكة، وذلك لغلبة الأمور الروحانية على الأمور الطبيعية السفلية [منهم،] ولا ظهور لهم إلّا في الخواطر. قال تعالى شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ ولا يترأون إلّا للأولياء. وأما الناريون فيخرجون من عالم الأرواح غالبا وهم متنوعون في كل صورة، أكثر ما يناجون الإنسان في عالم المثال فيفعلون به ما يشاءون في ذلك العالم، وكيد هؤلاء شديد.
فمنهم من يحمل الشخص بهيكله فيرفعه إلى موضعه، ومنهم من يقيم معه فلا يزال الرائي مصروعا ما دام عنده. وأما الهوائيون فإنّهم يترأون في المحسوس يقابلون الروح فتنعكس صورتهم على الرائي فيصرع. وأما الترابيون فإنّهم يلبّسون الشخص ويضرونه برائحتهم، وهؤلاء أضعف الجنّ قوة ومكرا انتهى.
فائدة: قد يطلق لفظ الجنّ على الملائكة والروحانيين لأنّ لفظ الجنّ مشتق من الاستتار، والملائكة والروحانيون لا يرون بالعينين، فصارت كأنها مستترة من العيون، فلهذا أطلق لفظ الجنّ عليها. وبهذا المعنى وقع في قوله وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ.
فائدة: قال أصحابنا الأشاعرة الجنّ يرون الإنس لأنه تعالى خلق في عيونهم إدراكا والإنس لا يرونهم لأنه تعالى لم يخلق الإدراك في عيون الإنس. وقالت المعتزلة الوجه في أنّ الإنس لا يرون الجنّ أنّ الجنّ لرقة أجسامهم ولطافتها لا يرون، ولو زاد الله في أبصارنا قوة لرأيناهم كما يرى بعضنا بعضا، ولو أنه تعالى كثّف أجسامهم وبقيت أبصارنا على هذه الحالة لرأيناهم أيضا. فعلى هذا كون الإنس مبصرا للجنّ موقوف عندهم إمّا على ازدياد كثافة أجسام الجنّ أو على ازدياد قوة إبصار الإنس.
فائدة جليلة: الإنسان قد يصير جنا في عالم البرزخ بالمسخ، وهذا تعذيب وغضب من الله تعالى على من شاء، كمن كان يمسخ في الأمم السابقة والقرون الماضية قردة وخنازير، إلّا أنّه قد رفع هذا العذاب عن هذه الأمة المرحومة في عالم الشهادة ببركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا ما هو من علامات الساعة الكبرى. فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن يكون في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف عند القيامة، وذلك أي مسخ الإنسان جنا في البرزخ يكون غالبا في الكفار والمؤمنين الظالمين المؤذين والزانين والمغلمين سيما إذا ماتوا أو قتلوا على جنابة. وكذا المرتدين غير تائبين إذا ماتوا غير تائبين. وليس كل من كان كذلك يكون ممسوخا بل من شاء الله تعالى مسخه وعذابه. والمسخ لا يكون في الصلحاء والأولياء أصلا وإن ماتوا على جنابة. ويكون المسخ في القيامة كثيرا كما ورد أنّ كلب أصحاب الكهف يصير بلعما والبلعم يجعل كلبا ويدخل ذلك في الجنة ويلقى هذا في النار. ومن هذا القبيل جعل رأس من رفع ووضع رأسه في الصلاة قبل الإمام رأس حمار. ومنه مسخ آخذ الرّشوة وآكل الربا وواضع الأحاديث وأمثال ذلك كثير، كذا في شرح البرزخ لملا معين.
فائدة: اختلفوا: هل من الجنّ رسول أم لا فقال ضحّاك إنّ من الجنّ رسلا كالإنس بدليل قوله تعالى وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وقوله تعالى وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا الآية. قال المفسرون فيه استئناس الإنسان بالإنسان أكمل من استئناسه بالملك، فاقتضى حكمة الله تعالى أن يجعل رسول الإنس من الإنس لتكميل الاستئناس، فهذا السبب حامل في الجنّ فيكون رسول الجنّ من الجنّ.
والأكثرون قالوا ما كان من الجنّ رسول البتة وإنّما كان الرسول من بني آدم، واحتجوا بالإجماع هو بعيد لأنه كيف ينعقد الإجماع مع حصول الاختلاف. واستدلّوا أيضا بقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً الآية، فإنّهم اتفقوا على أنّ المراد بالاصطفاء النبوّة، فوجب كون النبوة مخصوصة بهذا القوم.
فائدة: لا يجب أن يكون كل معصية تصدر من إنسان فإنها تكون بسبب وسوسة الشيطان، وإلّا لزم التسلسل والدور في هؤلاء الشياطين، فوجب الانتهاء إلى قبيح أول ومعصية سابقة حصلت بلا واسطة وسوسة شيطان آخر.
ثم نقول الشياطين كما أنّهم يلقون الوسواس إلى الإنس فقد يوسوس بعضهم بعضا. فقيل الأرواح إمّا ملكية وإمّا أرضية والأرضية منها طيبة طاهرة ومنها خبيثة قذرة شريرة تأمر المعاصي والقبائح وهم الشياطين. ثم إنّ تلك الأرواح الطيبة كما تأمر النّاس بالطاعات والخيرات فكذلك قد تأمر بعضهم بعضا بها، وكذلك الأرواح الخبيثة كما تأمر الناس بالمعصية كذلك تأمر بعضهم بعضا بها. ثم إنّ صفات الطّهر كثيرة وصفات الخبث أيضا كذلك. وبحسب كل نوع منها طوائف من البشر وطوائف من الأرواح الأرضية، وبحسب تلك المجانسة والمشابهة ينضم الجنس إلى جنسه. فإن كان ذلك من باب الخير كان الحامل عليه ملكا يقويه وذلك الخاطر إلهام.
وإن كان من باب الشّر كان الحامل عليه شيطانا يقويه وذلك الخاطر وسوسة، فلا بد من المناسبة. ومتى لم يحصل نوع من أنواع المناسبة بين البشرية وبين تلك الأرواح لم يحصل ذلك الانضمام بالنفوس البشرية، هكذا يستفاد من التفسير الكبير في تفسير سورة الجنّ والأنعام والأعراف.
فائدة: اختلف الناس في حكم الجنّ، هل هم من أهل الجنّة أو النّار؟ فالكفار هم من أهل النّار باتفاق. وأمّا المؤمنون منهم فيقول أبو حنيفة رحمه الله هم ناجون من النّار ولا يدخلون الجنة، بل يفنون كالحيوانات الأخرى؛ وثمّة قول آخر بأنّهم يدخلون الجنة. كذا في الينابيع.

اللّون

اللّون:
[في الانكليزية] colour
[ في الفرنسية] couleur
بالفتح وسكون الواو غني عن التعريف. وما قيل من أنّه كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر هو الضوء بيان لحكم من أحكامه. قال بعض القدماء من الحكماء لا حقيقة لشيء من الألوان أصلا بل كلّها متخيّلة، وإنّما يتخيل البياض من مخالطة الــهواء المضيء للأجسام الشّفّافة المتصغّرة جدا كما في زبد البحر والثلج والزجاج المدقوق ناعما، والسواد، يتخيّل بضدّ ذلك وهو عدم غور الــهواء والضوء في عمق الجسم. ومنهم من قال الماء يوجب السواد أي تخيّله لماء يخرج الــهواء فإنّ الــهواء إذا ابتلّت مالت إلى السواد. وقيل السواد لون حقيقي لا تخيّلي فإنّه لا ينسلخ عن الجسم البتة بخلاف البياض فإنّ الأبيض قابل للألوان كلها، والقابل لها يكون خاليا عنها ومن اعترف بوجودهما قال هما أصلان والبواقي من الألوان يحصل بالتركيب فإنّهما ماذا خلطا وحدهما حصلت الغبرة وإذا خلطا مع ضوء كفى الغمام الذي أشرقت عليه الشمس، والدخان الذي خالطه النار حصلت الحمرة إن غلبت السواد على الضوء في الجملة، وإن اشتدّت غلبته حصلت القتمة ومع غلبة الضوء على السواد حصلت الصفرة، وإن خالط الصفرة سواد مشرق فالخضرة، والخضرة إذا خلطت مع بياض حصلت الزنجارية ومع سواد حصلت الكراثية الشديدة، والكراثية إن خلط بها سواد مع قليل حمرة حصلت النيلية ثم النيلية إن خلطها حمرة حصلت الأرجوانية وعلى هذا فقس. وقال قوم من المعترفين بالألوان الأصل فيها خمسة: السواد والبياض والحمرة والصفرة والخضرة، فهذه ألوان بسيطة ويحصل البواقي بالتركيب. والمحققون على أنّها كيفيات متحقّقة وقد تكون متخيّلة كما في بعض الصور المذكورة وأمّا أنّ الألوان البسيطة خمسة أو أقل أو أكثر فمما لم يقم عليه دليل.
فائدة:
قال ابن سينا وكثير من الحكماء إنّما يحدث اللون في الجسم بالفعل عند حصول الضوء فيه وأنّه غير موجود في الظلمة بل الجسم في الظلمة مستعد لأن يحصل فيه اللون المعيّن وعند الضوء المشهور بين الجمهور أنّ الضوء شرط لرؤيته لا لوجوده في نفسه فإنّ رؤيته زائدة على ذاته المتيقّن عدم رؤيته في الظلمة، وأمّا عدمه في نفسه فلا وهو مختار الإمام كذا في شرح المواقف في المبصرات.

الشّمّ

الشّمّ:
[في الانكليزية] Smell ،olfaction
[ في الفرنسية] Odorat ،olfaction
عند المتكلمين والحكماء نوع من الحواس الظاهرة وهي قوة مستودعة في زائدتي مقدّم الدّماغ مثل حلمتي الثدي. والجمهور على أنّ الــهواء المتوسّط بين القوة الشامة وذي الرائحة يتكيّف بالرائحة الأقرب فالأقرب إلى أن يصل إلى ما يجاور الشّامة فتدركها من غير أن يخالطه شيء من أجزاء ذي الرائحة. وأيّد ذلك بأنّ الرائحة كلّما كان أبعد كانت الرائحة المدركة أضعف لأنّ كلّ جزء من الــهواء إنّما ينفعل بالرائحة من مجاورتها. ولا شكّ أنّ كيفية المتأثّر أضعف من كيفية المؤثّر. وقال بعضهم سببه انفصال أجزاء من ذي الرائحة تخالط الأجزاء الهوائيّة فتصل إلى الشّامة فتدركها. وردّ بأنّ المسك القليل يعطر مواضع كثيرة ويدوم ذلك مدة بقائه ولا يقلّ وزنه ولو كان ذلك بتخلّل منه لامتنع ذلك. وقيل إنّه يفعل ذو الرائحة في الشّامة من غير استحالته في الــهواء ولا بتجزّؤ وانفصال. وردّ بأنّ المسك قد يذهب به إلى المسافة البعيدة ويحرق بالكليّة مع أنّ رائحته مدركة في الــهواء أزمنة متطاولة. ثم اعلم أنّ ما يدرك بالشّمّ يسمّى مشموما، ولا اسم له عند المتكلّمين إلّا من وجوه ثلاثة: الأول باعتبار الملائمة والمنافرة فيقال للملائم طيّب وللمنافر منتن. الثاني بحسب ما يقارنها من طعم كما يقال رائحة حلوة أو حامضة. الثالث بالإضافة إلى محلّها كرائحة الورد والتّفاح كذا في شرح المواقف وغيره.

ذرو

(ذرو - ى) : ذَرَا فُوه يَذْرُو، وذَرِى يَذْرَى، وذَرَأَ يَذْرَأُ، أي: سَقَطَ.

ذرو


ذَرَا(n. ac. ذَرْو [ ])
a. Raised, scattered (wind).
b. Winnowed, fanned (wheat).
c. Scattered, sowed (seed).
d.(n. ac. ذَرْو), Ran.
ذ ر و : ذَرَتْ الرِّيحُ الشَّيْءَ تَذْرُوهُ ذَرْوًا نَسَفَتْهُ وَفَرَّقَتْهُ وَذَرَّيْتُ الطَّعَامَ تَذْرِيَةً إذَا خَلَّصْتُهُ مِنْ تِبْنِهِ وَتَذَرَّيْتُ بِالشَّيْءِ تَذَرِّيًا اسْتَتَرْتُ بِهِ وَالذَّرَى وِزَانُ الْحَصَى كُلُّ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ الشَّخْصُ وَالذِّرْوَةُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ مِنْ كُلِّ شَيْءِ أَعْلَاهُ وَالذُّرَةُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَالْأَصْلُ ذُرَوٌ أَوْ ذُرَيٌ فَخُذِفَتْ اللَّامُ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ ذَرْأً بِالْهَمْزِ مِنْ بَابِ نَفَعَ خَلَقَهُمْ. 
ذرو
ذِرْوَةُ السّنام وذُرَاه: أعلاه، ومنه قيل: أنا في ذُرَاكَ، أي: في أعلى مكان من جنابك.
والمِذْرَوَان: طرفا الأليتين، وذَرَتْهُ الرّيح تَذْرُوهُ وتَذْرِيهِ. قال تعالى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً
[الذاريات/ 1] ، وقال: تَذْرُوهُ الرِّياحُ [الكهف/ 45] ، والذُّرِّيَّة أصلها: الصّغار من الأولاد، وإن كان قد يقع على الصّغار والكبار معا في التّعارف، ويستعمل للواحد والجمع، وأصله الجمع، قال تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [آل عمران/ 34] ، وقال: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ [الإسراء/ 3] ، وقال: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ [يس/ 41] ، وقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي [البقرة/ 124] ، وفي الذُّرِّيَّة ثلاثة أقوال: قيل هو من: ذرأ الله الخلق ، فترك همزه، نحو: رويّة وبريّة. وقيل: أصله ذرويّة.
وقيل: هو فعليّة من الذّرّ نحو قمريّة. وقال (أبو القاسم البلخيّ) : قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ [الأعراف/ 179] ، من قولهم: ذريت الحنطة، ولم يعتبر أنّ الأوّل مهموز.
ذرو: الذَّرْوُ: ذّرْوُ الرِّيْحِ التُّرَابَ؛ وهو حَمْلُها له.
والتَّذْرِيَةُ: مَصْدَرُ المُذَرّي الحُبُوْبَ. والمِذْرَاةُ: الخَشَبَةُ التي يُذَرّى بها. وذَرَّيْتُ الظَّعَامَ وذَرَّوْتُه. والذَّرَى: اسْمُ ما تَذْرُوْهُ الرِّيْحُ.
وتَذَرَّيْتُ من بَرْدِ الشَّمَالِ بحائطٍ: أي اسْتَتَرْتُ.
وهو بمَذْرى الرِّيَاحِ: أي بمَدْرَجِها.
وهذا ذَرىً ذَرِيٌّ ودِفْءٌ دَفِيْءٌ.
ومَوْضِعُه بمَذْرَى الفُلْفُلِ: أي بُعْداً.
والذُّرَةُ: حَبٌّ مَعْرُوْفٌ.
والذِّرْوَةُ والذُّرْوَةُ: أعلى السَّنَامِ وأعْلى كُلِّ شَيْءٍ حَتّى الحَسَب، وجَمْعُها ذُرىً، والعَدَدُ ذِرَوَاتٌ وذُرَوَاتٌ.
ويقولونَ: أثْرى وأذْرى: أي طالَتْ ذِرْوَتُه فصارَ عَزِيْزاً مَنِيْعاً.
وتَذَرَّيْتُ الشَّيْءَ: عَلَوْتُ ذِرْوَتَه. وتَذَرَّيْتُ في بَني فلانٍ: تَزَوَّجْتُ في ذِرْوَتِهم.
وجَزَزْتُ الكَبْشَ فأذْرَيْتُه: أي تَرَكْتُ على ظَهْرِه من صُوْفِه مِثْلَ الذِّرْوَةِ.
وذِرْوَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بالبادِيَةِ.
والذَّرْوُ: طَرَفٌ من الخَبَرِ، وعَرَفْتُ ذاكَ في ذَرْوِ كَلامِه: أي في فَحْوَاه. وعَدَدُ الذُّرِّيَّةِ، يُقال: أنْمى اللهُ ذَرْوَكَ.
وذَرَا الفَرَسُ يَذْرُو: إذا أسْرَعَ.
والمِذْرَوَانِ: فَرْعا الألْيَتَيْنِ، ومنه قَوْلُهم: " جاءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ " أي جاءَ مُتَهَدِّداً. وقيل: جانِبَا الرَّأْسِ.
وفَرْعا القَوْسِ الذي يَقَعُ عليهما الوَتَرُ: مِذْرَوَاها.
والمَذْرَوِيَّةُ: اسْمُ الدُّبُرِ، من قَوْلِهم: أذْرى فلانٌ: إذا خَرَجَتْ منه رِيْحٌ.
وذَرَا فُوْهُ يَذْرُو: إذا سَقَطَتْ أسْنَانُه. وذَرَا نَابُه.
وذَرَا أرْضَه يَذْرُوْها: إذا بَذَرَها، وقد يُهْمَزُ.
والذَّرَا: الكَنَفُ والكِنُّ، اسْتَذْرَيْتُ به: لَجَأْتُ إلى ذَرَاه. والمُتَذَرّي: المُتَحَرِّزُ.
والذَّرَا: الحَدُّ أيضاً. والخَلْقُ كالبَرى.
وذَهَبَتِ الإِبِلُ ذَرىً: مُتَفَرِّقَةً.
وهو ذُوْ ذَرْوَةٍ من المالِ: أي ثَرْوَةٍ.
[ذ ر و] ذَرَت الرِّيحُ التُّرابَ وغَيْرَه ذَرْوًا وأَذْرَتْهُ أَطارَتْه وأَذْهَبَتْه وقد ذَرَا هو نَفْسُه وذَرَوْتُ الحِنْطَةَ وذَرَّيْتُها نَقَّيْتُها في الرِّيحِ وتَذَرَّتْ هي تَنَقَّت والذُّراوَةُ ما ارْفَتَّ من النَّبْتِ ويَبِسَ وطارَت به الرِّياحُ والذَّرَا والذَّراوَةُ ما ذرا من الشَّيْءِ والذُّراوَةُ ما سَقَطَ من الطَّعامِ عندَ التَّذَرِّي وخَصَّ اللِّحْيانِيُّ به الحِنْطَةَ قال حُمَيْدُ ابنُ ثَوْرٍ الهِلالَيُّ

(وعادَ خُبّازٌ يُسَقٍّ يهِ النًّدَى ... ذُرَاوةً تَنْسِجُهُ الهُوجُ الدُّرُجْ)

وذَرَّى رَأْسَه سَرَّحَه كما يُذَرَّى الشيءُ في الرِّيحِ والدّالُ أَعلَى وقد تَقَدَّم وهو يَذْرُو ذَرْوًا أَي يَمُرُّ مَرّا سَرِيعاً وخَصَّ بَعضُهم به الظَّبْيَ وذَرَا نابُّه ذَرْوًا انْكَسَر حَدُّه وقيلَ سَقَطَ وذَرَوْتُه أَنا وذَرْوَةُ كُلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه أَعْلاه وذَرَوَةُ السَّنامِ والرَّأْسِ أَشْرَفُهما وتَذَرَّيْتُ الذِّرْوَةَ رَكِبْتُها وعَلَوْتُها وتَذَرَّيْتُ فِيهم تَزَوَّجْتُ في الذِّرْوَةِ مِنْهُم وذَرَّيْتُه مَدَحْتُه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(عَمْدًا أُذَرِّي حَسَبِي أَنْ يُشْتَمَا ... )

وإِنَّما أَثْبَتُّ هذا هُنا لأَنَّ الاشْتِقاقَ يُؤْذِنُ بذلِكَ كأَنِّي جَعَلْتُه في الذِّرْوَة والمِذْرَى طَرَفُ الأَلْيَةِ وقِيلَ المِذْرَوانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْنِ ليسَ لهما واحِدٌ وهو أَجْوَدُ القَوْلَيْن لأَنه لو قِيلَ مِذْرَى لقِيلَ في التَّثْنِيَةِ مِذْرَيان للمُجاوَرَةِ ولَمَا كانت بالواوِ في التثنيةِ ولكنه من باب عَقَلْتُه بثِنْيايَيْنِ في أَنَّه لم يُثَنَّ على الواحِدِ قالَ أَبُو عَليٌّ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الأَلِفَ في التَّثْنِية حَرْفُ إِعْرابٍ صِحَّةُ الواو في مِذْرَوانِ قالَ أَلا تَرَى أَنَّه لو كانَت الأَلِفُ إِعرابًا أَو دَلِيلَ إِعرابٍ ولَيْسَت مَصُوغَةً في بناءِ الكَلِمةِ مُتَّصِلَةً بِها اتّصالَ حَرْف إِعرابٍ بما بَعْدَه لوَجَبَ أَنْ تُقْلبَ الواوُ ياءً فيُقال مِذْرَيانِ لأَنَّها كانَتْ تكونُ عَلَى هذا القَوْلِ طَرَفًا كلامِ مَغْزًى ومَدْعًى ومَلْهًى فصِحَّةُ الواوِ في مِذْرَوَانِ دَلالَةٌ على أَنَّ الأَلِفَ من جُمْلَةِ الكَلِمةِ وأَنَّها لَيستْ في تَقْديرِ الانْفِصالِ الَّذِي يكونُ في الإعْرابِ قالَ فجَرَت الأَلِفُ في مِذْرَوَانِ مَجْرَى الواو في عُنْفُوان وإِن اخْتَلَفَت النُّونانِ وهذا حَسَنٌ في مَعناه والمِذْرَوانِ ناحِيَتا الرَّأْسِ مثلُ الفَوْدَيْنِ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مِذْرَوَا القَوْسِ المَوْضِعانِ اللَّذانِ يَقَعُ عَلَيهِما الوَتَرُ من أَسْفَلَ وأَعْلَى قالَ الهُذَلِيُّ

(عَلَى عِجْسِ هَتّافَةِ المِذْرَويْن ... صَفْراءَ مُضْجِعَةٍ في الشِّمالِ) قالَ وقالَ أَبُو عَمْرٍ وواحِدُها مِذْرًى وذَرَا اللهُ الخَلْقَ ذَرْوًا خَلَقَهُم لُغَةٌ في ذَرَأَ والذَّرْوُ والذَّرَى والذُّرِّيَّةُ الخَلْقُ وقِيلَ الذَّرْوُ والذَّرَى عَدَدُ الذُّرِّيَّةِ وقولُه صلى الله عليه وسلم ورأَى في بَعْضِ غَزَواتِه امْرَأَةً مَقْتُولَة فقالَ ها ما كانَتْ هذِه لتُقاتِلَ الْحَقْ خالِدًا فقُلْ له لا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفًا فسَمَّى النِّساءَ ذُرِّيَّةً ومنهُ حَدِيثُ عُمَرَ حُجُّوا بالذُّرِّيَّةِ لا تَأْكُلُوا أَرْزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها وأَتانَا ذَرْوٌ من خَبَرٍ وهو اليَسِيرُ مِنْهُ لُغَةٌ في ذَرْءٍ وذَرْوَةُ مَوْضِعٌ وذَرِيّات مَوْضِعٌ قال القَتّالُ الكِلابِيُّ

(سَقَى اللهُ ما بَيْنَ الرَّجامِ وغَمْرَةٍ ... وبَيْنَ ذَرِيّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ)

(نَجاءَ الثُّرَيّا كُلَّما ناءَ كَوكبٌ ... أَهَلَّ يَسُحُّ الماءَ فيه دُجُونُ)

وذَرْوَةُ بنُ جُحْفَةَ من شُعَرائِهم وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ بكسر الذال من شُعَرائِهم وذَرَا حَبّا اسمُ رَجُلٍ يكُونُ من الواوِ ومن الياءِ
ذرو
ذرا يَذْرو، اذْرُ، ذَرْوًا، فهو ذارٍ، والمفعول مذروّ (للمتعدِّي)
• ذرا التُّرابُ: طار في الــهواء وتفرّق وتبدّد ° ذرا فوه: سقطت أسنانه.
• ذرا المُزارعُ الحَبَّ: نقّاه في الريح من التِّبْن "ذرا الفلاحُ القمحَ".
• ذرَتِ الرِّيحُ التُّرابَ: أطارته وفرَّقته " {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} - {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}: الرِّياح تطير بالتراب وتفرّقه تفريقًا وتبديدًا".
• ذرا اللهُ الخلقَ: ذرأهم؛ أبدعهم على أحسن مثال وبثَّهم وكثَّرهم. 

أذرى يُذري، أَذْرِ، إذراءً، فهو مُذْرٍ، والمفعول مُذْرًى
• أذرتِ الرِّيحُ التُّرابَ: ذرَته؛ أطارته وفرَّقته "أذرى الفلاحُ الحَبَّ- {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تُذْرِيْه الرِّيَاحُ} [ق] ".
• أذرتِ العينُ دَمْعَهَا: أسالته. 

تذرَّى يتذرَّى، تذرَّ، تذرّيًا، فهو مُتذرٍّ
• تذرَّى التُّرابُ: مُطاوع ذرَّى: تطاير وتفرَّق.
• تذرَّى الحَبُّ: تنقَّى. 

ذرَّى يُذرِّي، ذَرِّ، تذريةً، فهو مُذَرٍّ، والمفعول مُذرًّى
• ذرَّتِ الرِّيحُ التُّرابَ: ذَرَته؛ أطارته، فرّقته "كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اطْحَنُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ [حديث] ".
• ذرَّى الزَّارعُ القمحَ: ذَرَاه، نقَّاه في الرِّيح. 

إذراء [مفرد]: مصدر أذرى. 

تَذْرية [مفرد]:
1 - مصدر ذرَّى.
2 - إثارة الرِّمال والغبار بقوَّة دفع الــهواء

ذارِية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل ذرا.
• الذَّاريات:
1 - الرِّياح تحرِّك التُّرابَ " {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 51 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّون آية. 

ذُرَاوة [مفرد]: ما سقط من الحَبّ المُذَرَّى، أي: المفرَّق المُطيَّر في الــهواء

ذُرَة [جمع]: (نت) نبات زراعيّ حبيّ سنويّ من الفصيلة النجيليَّة، يؤكل مشويًّا أو مطبوخًا، كما أنّه يُطحن ويُصنع منه الدّقيق.
• ذُرة صفراء: (نت) نبات عشبيّ حوليّ من فصيلة النجيليّات، زراعتُه منتشرة في أنحاء العالم، أنواعه عديدة، ساقه ليفيَّة، أوراقُه سنانيَّة الشّكل، وافر المحصول. 

ذُرِّيَّة [مفرد]: ج ذُرِّيّات وذَراريُّ:
1 - نَسْل، أولاد، وأصلُها بالهمزة وخُفِّفت همزتها، وتستخدم للمفرد والجمع ذكرًا أو أنثى (انظر: ذ ر أ - ذُرِّيَّة، ذ ر ر - ذُرِّيَّة) " {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ} ".
2 - نساء وصغار "لاَ تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلاَ عَسِيفًا [حديث]: من حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لخالد، وذلك عندما رأى امرأة مقتولة، والعسيف هو الأجير".
3 - آباء وأجداد " {وَءَايَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} ".
4 - طائفة " {فَمَا ءَامَنَ لِمُوسَى إلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ} ". 

ذَرْو [مفرد]: مصدر ذرا. 

ذُرْوَة [مفرد]: ج ذُرُوات وذُرْوات وذُرًى: أعلَى الشّيء وقمَّته "ذُرْوة الجبل: قمّته- ذُرْوة الجمل: سنامه- هو في ذُرْوة الشّرف: أرقى منازلِه- بلغ ذُرْوة الإنتاج: أعلى معدّلِه- يشتدّ الزِّحام في ساعة الذُّرْوَة" ° اجتماع الذُّرْوة: اجتماع القمّة- ذُرْوَة الأحداث: شدّتها- ذُرْوَة الرِّواية/ ذُرْوَة القصّة/ ذُرْوَة المسرحيّة: اللحظة الحاسمة التي تعقد فيها الأحداث- ذُرْوَة الغضب: أقصى ما يبلغه شيء من شدَّة وقوّة- ذُرْوَة المجد: قمَّته وأوجه- فلانٌ يفتل في الذُّرْوَة والغارب: يستخدم الحيلة للوصُول إلى ما يريد.
• الذُّرْوَة:
1 - (دب) اللحظة الحاسمة في العمل الأدبيّ التي تصل فيها الأزمةُ إلى أشدّ نقاطها كثافة وتكون قد اقتربت من الحلّ في بعض الأوجه.
2 - (فز) القيمة المطلقة العظمى التي يصلها تيَّارٌ مُتذبذِب. 

ذِرْوَة [مفرد]: ج ذِرْوات وذِرًى: ذُرْوَة. 

مِذْراة [مفرد]: ج مَذارٍ: اسم آلة من ذرا: أداة من خشب أو حديد ذات أصابع يُذرُّ بها الحَبُّ في الــهواء ليُنقَّى ممّا علق به "مِذْراة خشبيَّة- مذراة غِلال" ° جاء نافضًا مِذْراتَه: جاء باغيًا مُهدِّدًا أو جاء مختالاً. 

مِذْرى [مفرد]: ج مَذارٍ:
1 - مِذراة، أداة من خشب أو حديد ذات أصابع يُفرّق بها الحَبُّ، ويُنّقى ويُرفع بها الكلأُ والزِّبلُ، وغيرُهما.
2 - غِربال "مِذْرى توابل/ دقيق". 
ذرو and ذرى 1 ذَرَتْهُ الرِّيحُ, (T, S, M, Msb, K,) aor. ـْ (S, M, Msb,) inf. n. ذَرْوٌ; (S M, Msb, K;) and aor. ـْ (S, M,) inf. n. ذَرْىٌ; (S;) and ↓ ذرّتهُ; and ↓ اذرتهُ; (M, K;) the last on the authority of IAar, but said in the T to be disallowed in this sense by AHeyth; (TA;) The wind raised it, (T, S, *) or made it to fly, (AHeyth, T, S, * M, K,) and carried it away; (S, * M, Msb, * K;) and dispersed it; (Msb;) namely, a thing, (Msb, K,) or the dust, (T, S, M,) &c. (S, M.) And accord. to IAar, one says, ذَرَتِ الرِّيحُ, and ↓ أَذْرَت, [elliptically,] meaning ذَرَتِ التُّرَابَ [i. e. The wind raised the dust, or made it to fly, &c.]. (T.)

b2: [Hence,] ذَرَا الرِّوَايَةَ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ (assumed tropical:) He carried on the relation uninterruptedly and rapidly [like as the wind carries away the dry herbage that is broken in pieces.] (TA.)

b3: Hence also, ذَرَا

النَّاسُ الحِنْطَةَ [The people winnowed the wheat]. (S.) You say, ذَرَوْتُ الحِنْطَةَ, (IAar, T, M, K, *)

aor. ـْ inf. n. ذَرْوٌ; (IAar, T;) and ↓ ذَرَّيْتُهَا; (M;) I winnowed the wheat: (M, K: *) or الطَّعَامَ ↓ ذَرَّيْتُ, inf. n. تَذْرِيَةٌ; (Msb;) and ذَرَيْتُهُ and ذَرَوْتُهُ; (T;) I cleared the wheat from its straw. (Msb.) And ذَرَوْتُهُ, (S, M,) and ذَرَيْتُهُ, but the former is more approved; and ↓ ذَرَّيْتُهُ; (M;) I made it to fly, and go away; (S, M;)

namely, a thing, (S,) or grain, and the like. (M.) الأَكْدَاسِ ↓ تَذْرِيَةُ is well known [as meaning The winnowing of the heaps of grain]. (S.)

And hence, (S,) ذَرَّيْتُ تُرَابَ المَعْدِنِ I sought the gold of the dust of the mine [by sifting it or winnowing it]: (S, K:) and ↓ اِذَّرَيْتُهُ signifies the same. (T and S in art. درى. [See a verse cited in the first paragraph of that art.: and see also 2 in the same art.])

b4: ذَرَيْتُ الشَّىْءَ, (T,) or ↓ أَذْرَيْتُهُ, (S, TA,) accord. to AHeyth, (TA,) I threw the thing [or scattered it] like as one throws grain for sowing. (T, S, TA.) And ذَرَا الأَرْضَ He sowed the land, scattering the seed; as also ذَرَأَ الارض; but the former is said to be the more chaste. (MF and TA in art. ذرأ.)

b5: And ذَرَاهُمْ, inf. n. ذَرْوٌ, is a dial. var. of ذَرَأَهُمْ, meaning He [God] created them. (M.)

b6: ذَرَا الشَّىْءَ He broke the thing (K, TA) without separating. (TA.)

And ذَرَوْتُ نَابَهُ I broke his canine tooth. (M, TA.)

b7: ذَرَاهُ بِالرُّمْحِ He displaced, or uprooted, him, or it, with the spear. (Kr, M.)

A2: ذَرَا, intrans., It (a thing, K, or dust, &c., M) flew up, and went away, or became carried away [by the wind]. (M, K.)

b2: He (a gazelle, K, or, accord. to some, any animal, TA) hastened (K, TA) in his running. (TA.) You say, مَرَّ يَذْرُو, inf. n. ذَرْوٌ, He (a man, S) passed, or went, along quickly: (S, M:) accord. to some, said particularly of a gazelle. (M.) And ذَرَا إِلَى فُلَانٍ He rose and betook himself to such a one. (TA.)

b3: It (a thing) fell. (S, K.)

b4: ذَرَا نَابَهُ, inf. n. ذَرْوٌ, His canine tooth broke: or, as some say, fell out. (M.) And ذَرَافُوهُ, (K,) inf. n. ذَرْوٌ, (TA,) His

teeth fell out from his mouth; (K TA;) as also ذَرَى, and ذَرَأَ; but the last is said to be of weak authority, or a mispronunciation. (MF and TA in art. ذرأ.)

2 1َ2َّ3َ see 1, in five places.

b2: [Hence,] ذَرَّى رَأْسَهُ, (M, TA,) inf. n. تَذْرِيَةٌ, (TA,) He combed his head (M, TA) [so as to remove the scurf &c.], like as one winnows a thing: but دَرَّى [with the unpointed د] is of higher authority. (M.)

A2: ذَرَّيْتُهُ, namely, a sheep, inf. n. as above, I shore, or sheared, his wool, leaving somewhat thereof upon his back in order that he might be known thereby: and in like manner one says in relation to a camel. (S, M.) [See مُذَرًّى.]

b2: [Hence, app, or from ذِرَوْةٌ, as is indicated in what follows,] (assumed tropical:) I praised him. (IAar, M, K.) You say, فُلَانٌ

يُذَرِّى فُلَانًا (assumed tropical:) Such a one exalts the state, or condition, of such a one; and praises him. (T.) A poet says, [namely, Ru-beh, (so in the margin of one of my copies of the S,)]

عَيْدًا أُذَرِّى حَسَبِى أَنْ يُشْتَمَا (assumed tropical:) [Purposely I praise and exalt what constitutes my grounds of pretension to respect or honour, lest it should be reviled]: (T, S, M:) as though I put it upon the ذِرْوَةٌ [q. v.] (M.)

4 أَ1ْ2َ3َ see 1, in three places.

b2: Accord. to AHeyth, this verb is not used in the sense first explained above; but one says, أَذْرَيْتُ الشَّىْءَ عَنِ الشَّىْءِ, meaning I threw down the thing from the thing: (T, TA:) or إِذْرَآءٌ signifies the striking a thing and throwing it down: (Lth, T:) and sometimes, the throwing down without cutting. (M.) Yousay, ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَأَذْرَيْتُ رَأْسَهُ [I struck him with the sword and made his head to fall from him]. (T.) And طَعَنْتُهُ فَأَذْرَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ, (T,) or عَنْ ظَهْرِ

دَابَّتِهِ, (S,) i. e. [I thrust him, or pierced him, and]

threw him down [from his horse, or from the back of his beast]. (T, S.) And أَذْرَتِ الدَّابَّةُ

رَاكِبَهَا The beast threw down its rider. (M.)

And اذرى الشَّىْءَ بِالسَّيْفِ He struck the thing with the sword so as to throw it down. (M.)

And أَذْرَتِ العَيْنُ دَمْعَهَا, (S,) or الدَّمْعَ, (M,) The eye poured forth [or let fall its tears, or the tears]. (S, M.) [See also أَذْرَأَ.]

A2: اذرى said of a camel, He was, or became, tall, or long, in his ذِرْوَة [or hump]. (TA.)

5 تذرّت الحِنْطَةُ The wheat was, or became, winnowed: (M, K:) or was, or became, cleared from its straw. (TA.)

A2: تذرّى بِهِ He protected, or sheltered, himself by means of it; (M, Msb;)

i. e. by means of a wall, &c., from the wind and the cold; as also به ↓ استذرى. (M.) One says, تَذَرَّ مِنَ الشَّمَالِ بَذْرًى Protect, or shelter, thyself from the north wind by means of a shelter. (T.)

And بِهٰذِهِ الشَّجَرَةِ ↓ اِسْتَذْرِ Shelter thyself by means of this tree: (T:) or بِالشَّجَرَةِ ↓ اِسْتَذْرَيْتُ I shaded and sheltered myself by means of the tree. (S.)

And تذرّتِ الإِبِلُ The camels protected, or sheltered, themselves from the cold, one by means of another; or by means of the [trees called]

عِضَاه. (M.) And بِفُلَانٍ ↓ اِسْتَذْرَيْتُ I sought refuge with such a one, and became in his protection. (S.) And اذرى [thus I find it written, without any syll. signs, evidently for ↓ اِذَّرَى, of the measure اِفْتَعَلَ, like اِلْتَجَأَ and اِكْتَنَّ,] He sought protection by means of a king. (TA.)

A3: تذرّى السَّنَامَ, (S,) or الذِّرْوَةَ, (M, K,) He mounted upon [the hump, or the top of the hump &c.]. (S, M, K.)

b2: [Hence,] تَذَرَّيْتُ بَنِى فُلَانٍ وَ تَنَصَّيْتُهُمْ (assumed tropical:) I married among the ذِرْوَة and the نَاصِيَة of the sons of such a one; (As, T, * S;) i. e., among the noble and high of them: (T:) or تذرّى فِيهِمْ (assumed tropical:) He married among the ذِرْوَة of them. (M.)

8 إِ1ْتَ2َ3َ see 1: A2: and see also 5.

10 إِسْتَ1ْ2َ3َ see 5, in four places.

b2: اِسْتَذْرَتْ, said of a she-goat, She desired the ram; (S, K;) like

اِسْتَدَرَّتْ. (S.)

b3: And the inf. n. اِسْتِذْرَآءُ signifies The act of leaping upon a female. (KL.)

ذُرَةٌ, originally ذُرَوٌ, (S, Msb, K,) or ذُرَىٌ, (S, M, * Msb,) the ة being a substitute (S, Msb) for the final radical letter, (Msb,) [A species of millet; the holcus sorghum of Linn.; thus called in the present day, and also, vulgarly, ذُرَة صَيْفِىّ and ذُرَةقَيْظِىّ, to distinguish it from maize, the zea mays of Linn., which is vulgarly called ذُرَةشَامِىّ and ذُرَة كِيزَان;] a species of grain; (M;) a certain grain, well known: (S, Msb, K:) the word is used as a n. un. and as a coll. n. (T.) [See مِيرَةٌ.]

ذَرْوٌ A portion (طَرَفٌ) not completed, of a saying; as in the phrase, بَلَغَنِى عَنْهُ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ [An uncompleted portion of a saying was related to me from him]: (T, S:) or a little; a dial. var. of ذَرْءٌ [q. v.]. (M.)

A2: Also, and ↓ ذَرًى, i. q. ↓ ذُرِّيَّةٌ, (M, TA,) [respecting the derivation of which there are different opinions, explained in art. ذرأ,] i. e. Created beings: [or children, or offspring: (see art ذرأ:)] or ذَرْوٌ and ↓ ذَرًى

signify the number of the ذُرِّيَّة. (M.) One says, أَنْمَى اللّٰهُ ذَرْأَكَ and ذَرْوَكَ, meaning May God increase [the number of] thine offspring. (T.)

b2: And ذَرْوُالنَّارِ occurs in a trad., as some relate it, instead of ذَرْءُ النَّارِ, as others relate it; meaning [either The children of the fire of Hell, agreeably with what next precedes, or] to be scattered in the fire. (S and TA in art. ذرأ.)

A3: Also, ذَرْوٌ, The curved extremity of a bow. (So in a copy of the S.)

ذَرًى, also written ذَرًا, (or, accord. to some copies of the S, ↓ ذُرًى,) A thing [such as dust &c.] that the wind has raised, or made to fly, and carried away: (S:) or it signifies what one has winnowed; (M;) or مَا تَذْرُوهُ [what thou winnowest, as is indicated by the context of this explanation]; like as نَفَضٌ signifies مَاتَنْفُضُهُ. (T.)

b2: And ذَرًى or ↓ ذُرًى (accord. to different copies of the S) Tears poured forth: (S:) or so ↓ ذَرِىٌّ [or دَمْعٌ ذَرِىٌّ]. (M, TA.)

A2: Also A shelter; (M, TA;) anything by which one is protected, or sheltered: (S, Msb:) a shelter from the cold wind, consisting of a wall, or of trees: and particularly a shelter that is made for camels such as are termed شَوْل, by pulling up trees of the kind called عَرْفَج &c. and placing them one upon another in the direction whence blows the north, or northerly, wind, in the camel's nightly resting-place. (T.)

[Hence,] one says, فُلَانٌ فِى ذَرَى فُلَانٍ Such a one is in the protection of such a one. (T.) and أَنَا فِى ظِلِّ فُلَانٌ وَفِى ذَرَاهُ I am in the protection of such a one, and in his shelter. (S.) and [hence, perhaps,] إِنَّ فُلَانًا لَكَرِيمُ الذَّرَى (assumed tropical:) Verily

such a one is generous in disposition. (Az, T.)

b2: Also The court, or yard, (فِنَآء,) of a house. (Har pp. 56 and 442.)

A3: see also ذَرْوٌ, in two places.

ذُرًى: see ذَرًى, in two places:

b2: and ذُرَاوَةٌ.

ذَرْوَةٌ Much property; like ثَرْوَةٌ: so in the saying, هُوَ ذُو ذَرْوَةٍ [He is a possessor of much property]. (TA.)

A2: See also ذِرْوَةٌ.

ذُرْوَةٌ: see what next follows.

ذِرْوَةٌ and ↓ ذُرْوَةٌ The upper, or uppermost, part of a thing (S, M, Msb, K) of any kind; (M, Msb;) and so, accord. to Et-Takee Esh-Shemenee, ↓ ذَرْوَةٌ: (TA:) and particularly, of a camel's

hump, (S, M,) and of the head: (M:) and a camel's hump itself: (TA:) pl. ذُرًى. (S, TA.)

It is said in a trad., أَتَى بِإِبِلٍ غُرَرِ الذُّرَى [or غُرِّ

الذُّرَى?] He brought camels having white humps. (TA.) And in another trad., عَلَى ذِرْوَةِ كُلِّ بَعِيرِ

شَيْطَانُ [On the hump of every camel is a devil]. (TA.) And in a prov., مَا زَالَ يَفْتِلُ فِى الذِّرْوَةِ

وَالغَارِبِ [He ceased not to twist the fur of the upper part and the fore part of the hump: originating from, or occurring in, a trad., which see explained in art. غرب]: it means, (tropical:) he ceased not to render familiar, or tame, [or rather to endeavour to do so,] and to remove refractoriness. (TA.)

b2: [Hence,] تَزَوَّجَ مِنْهُمْ فِى الذِّرْوَةِ وَ النَّاصِيَةِ (T, M *) (assumed tropical:) He married among the noble and high of them. (T.)

ذَرِىٌّ: see ذَرًى.

A2: ذَرًى ذَرِىٌّ A warm shelter. (TA.)

ذَرِيَّةٌ A she-camel by means of which one conceals himself from the objects of the chase: on the authority of Th: but the more approved word is with د [i. e. دَرِيَّةٌ, or, accord. to Az, دَرِيْئَةٌ]. (M.)

ذُرَاوَةٌ (vulgarly pronounced دَرَاوَةٌ, TA) What

has become broken into small particles, (M, K,) and dried up, (M,) or of what has dried up, (K,) of a plant, or of herbage, and has been blown away by the wind. (M, K.)

b2: And What has fallen of, or from, corn, (M, K,) or especially wheat, (Lh, M,) in the process of winnowing. (M, K.) And What has fallen of, or from, a thing; as also ↓ ذُرًى. (M, * K.)

ذُرِّيَّةٌ: see ذَرْوٌ.

الذَّرِيَاتٌ [as used in the Kur li. 1] means The winds (S, Bd, Jel) raising, or making to fly, and carrying away, or dispersing, the dust &c.: (Bd, Jel:) or (assumed tropical:) the prolific women; for they scatter children: or (assumed tropical:) the causes of the scattering of the created beings, angels and others. (Bd.)

مِذْرًى (S, M) and ↓ مِذْرَاةٌ (M) A wooden implement, (S, M,) or a small wooden implement, (so in one copy of the S,) having [several] ex

tremities [or prongs], (S,) with which one winnows (S, M) wheat, and with which the heaps of grain are cleared [from the straw &c.]: (S) or the former word signifies the thing with which the wheat is carried to be winnowed: and the latter, the wooden implement with which one winnows. (T.)

A2: Also, the former word, The extremity of the buttock: (AO, T, M, K:) or ↓ مِذْرَوَانِ signifies the two extremities of the two buttocks; (A'Obeyd, T, S, M, K *) or the two uppermost parts of the two buttocks; (Meyd in explaining a prov. cited

below;) and it has no sing.; (A'Obeyd, T, S, M, Meyd, K;) for if the sing. were مِذْرًى, the dual would be مِذْرَيَانِ. (A'Obeyd, T, S, M, Meyd.)

Hence, (Meyd,) ↓ جَآءَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ [He came shaking the two extremities, or the two uppermost parts, of his buttocks]; (S, Meyd, K;) a prov., applied to one behaving insolently (بَاغٍ), and threatening; (S, K; *) or to one threatening vainly: (Meyd, and Har p. 603:) and ↓ جَآءَ يَضْرِبُ مِذْرَوَيْهِ

[He came striking. &c.]; a prov. also, applied to him who has come empty, not having accomplished that which he sought. (Har ubi suprà.)

b2: ↓ مِذْرَوَانِ also signifies The two sides of the head: (M, K:) or مَذَارٍ signifies the temples of the head; and the sing. is مِذْرًى; accord. to AA. (S.)

b3: Also, ↓ مِذْرَوَانِ, The two places, of a bow, upon which lies the string, in the upper portion and the lower: (AHn, S, M, K: *) and in this sense it has no sing.: (S:) or, accord. to AA, its sing. is مِذْرًى. (M.)

مِذْرَاةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence.

مِذْرَوَانِ: see مِذْرًى, in five places.

مُذَرَّى, fem. مُذَرَّاةٌ, A sheep having a portion of its wool left unshorn between the shoulders when the rest has been shorn. (T.) [See 2.]
ذرو
: (و (} ذَرتِ الرِّيحُ الشَّيءَ) {تَذْرُوه (} ذَرْواً {وأَذْرَتْهُ) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ (} ذَروتُه: أَطارَتْهُ وأَذْهَبَتْهُ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: حَمَلَتْه فأَثارَتْهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: ذَرَوْتُه طَيَّرْتُه وأَذْهَبْته؛ قالَ أَوْسُ:
إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا {ذَرَى حَدُّنا بِهِ
تَخَمَّطَ مِنَّا نابُ آخَرَ مُقْرَمِوفي التَّهذيبِ: قالَ أَبو الهَيْثم:} ذَرَتْهُ الرِّيحُ طَيَّرَتْه؛ وأَنْكَرَ {أَذْرَتْه بمعْنَى طَيَّرَتْه؛ وقالَ: إنَّما يقالُ} أَذْرَيْت الشيءَ عَن الشيءِ أَلْقَيْتَه؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
لَهَا مُنْخُلٌ! تُذْرِي إِذا عَصَفَتْ بِهِ
أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأمِ قالَ: ومَعْناهُ تُسْقِطُ وتَطْرَح، والمُنْخُلُ لَا يرْفَعُ شَيْئا إنَّما يُسْقِط مَا دَقَّ ويُمْسِكُ مَا جَلَّ.
قالَ: والقُرْآنُ وكَلامُ العَرَبِ على هَذَا؛ قالَ تَعَالَى: { {والذَّارِياتِ} ذَرْواً} ، أَي الرِّياح.
( {وذَرا هُوَ بنَفْسِه) : أَي سَقَطَ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ.
(و) } ذَرا (الحِنْطَةَ) {يَذْرُوها} ذَرْواً: (نَقَّاها فِي الرِّيح) ، رَواهُ شمِرٌ عَن ابنِ الأعرابيّ.
(فتَذَرَّتْ) هِيَ: أَي تَخَلَّصَتْ مِن تبينها.
(و) {ذَرا (الشَّيءَ: كَسَرَهُ) مِن غيرِ إبانَةٍ.
(و) ذَرا (الظَّبْيُ) } ذَرْواً: (أَسْرَعَ) فِي عَدْوِهِ؛ وعَمَّ بِهِ بعضُهم.
(و) ذَرا (فُوهُ) ذَرْواً: (سَقَطَ) ،
وقيلَ: ذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسَرَ.
( {وذُراوَةُ النَّبْتِ، بالضَّمِّ) والعامَّة تَفْتَحُه؛ (مَا ارْفَتَّ من يابِسِه فطارَتْ بِهِ الرِّيحُ.
(و) أَيْضاً: (مَا سَقَطَ من الطَّعامِ عنْدَ التَّذَرِّي) وخَصّ اللَّحْياني بِهِ الحِنْطَةَ؛ قالَ حُمَيْد بنُ ثورٍ:
وعادَ خُبَّارٌ يُسَقِّيهِ النَّدَى
} ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الهُوج الدُّرُجْ (وَمَا {ذَرا مِن الشيءِ) : أَي سَقَطَ، (} كالذُّرا بالضمِّ.
( {وذُرْوَةُ الشَّيءُ، بالضَّمِّ والكسْرِ: أَعْلاهُ) .
ورَوَى التَّقيُّ الشمني فِي شرْحِ الشَّفاءِ: أنَّه يُثَلَّثُ، والجَمْعُ} الذُّرا، بالضمِّ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتي بإبِلٍ غُرِّ الذُّرَا) ، أَي بيض الأَسْمِنَمَةِ.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (على {ذِرْوَةِ كلِّ بَعيرٍ شَيْطانٌ) .
(} وتَذَرَّيْتُها) ، أَي {الذَّرْوَة وَهِي أعْلَى السَّنَام، (عَلَوْتُها) وفَرَعْتها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وذَرَّيْتُه {تَذْرِيةً: مَدَحْتُه) ورَفَعْتُ مِن أمْرِه وشأنِه؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لرُؤْبَة:
عَمْداً} أُذرِّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا بهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما (و) {ذَرَّيْتُ (تُرابَ المَعْدِنِ: طَلَبْتُ ذَهَبَه) .
وَفِي الصَّحاحِ: طَلَبْتُ مِنْهُ الذَّهَبَ؛ وَفِي نسخةٍ: فِيهِ الذَّهَبَ.
(} والمِذْرَوانِ، بالكسْرِ: أَطْرافُ الأَلْيَةِ) ، وَهُوَ نَصّ أَبي عبيدَةَ؛ وَفِي الصِّحاحِ: الأَلْيَتَيْن، (بِلا واحِدٍ) لَهُما.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهُوَ أَجْوَدُ القَوْلَيْن لأنَّه لَو كانَ لَهما واحِدٌ وقيلَ مِذْرَى لقيلَ فِي التَّثْنيةِ {مِذْريَانِ، لأنَّ المَقْصورَ إِذا كانَ على أَرْبَعَةِ أَحْرفٍ يُثَنَّى بالياءِ على كلِّ حالٍ مِقْلىً ومِقْلَيان. (أَو هُوَ) ، أَي الواحِدُ، (} المِذْرَى) ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عبيدَةَ نَقَلَهُ الجوهريُّ فِي سِياقِ كَلامِ أَبي عبيد قالَ: والرَّانِقَةُ ناحيَتُها.
(و) {المِذْرَوانِ (من الرَّأْسِ: ناحِيَتاهُ) كالفَوْدَيْن.
(} والمِذْرَوانِ (من القَوْسِ: مَا يَقَعُ عَلَيْهَا) ، وَفِي الصِّحاحِ عَلَيْهِمَا؛ (طَرَفُ الوَتَرِ مِن أَعْلَى وأَسْفَلَ) وَلَا واحِدَ لَهما.
وقالَ أَبو عَمْرو: الواحِدُ {مِذْرَى؛ وقالَ الهُذَليُّ:
على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْ
نِ صَفْراءَ مُضْجَعَةٍ فِي الشِّمالْ (و) فِي المثَلِ: (جاءَ) فلانٌ (يَنْفُضُ} مِذْرَوَيْهِ) : إِذا جاءَ (باغِياً مُتَهَدِّداً) ؛ قالَ عنترَةُ يَهْجُو عُمارَةَ بنَ زيادٍ:
أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ {مِذْرَوَيْها
لتَقْتُلَنِي فها أَنا ذَا عُمارَايُريدُ يَا عُمارَةُ.
(} واسْتَذْرَتِ المِعْزَى: اشْتَهَتِ الفَحْلَ) ، مثْل اسْتَدَرَّتْ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.
( {والذُّرَةُ، كَثُبَةٍ: حَبٌّ م) مَعْروفٌ، (أَصْلُها ذُرَوٌ) ، بضمِّ ففتْحٍ، أَو ذُرَيٌ بالياءِ والهاءُ عِوَض؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التهْذيبِ: يقالُ للواحِدَةِ} ذُرَةٌ وللجماعَةِ ذُرَةٌ، ويقالُ لَهُ أَرْزَن.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا على مَا لم تَظْهر ياؤُه مِن هَذَا البابِ بالياءِ لكَوْنِها لاماً.
(وأَبو {الذَّرْيِ، كالسَّعْيِ) ؛ وضَبَطَه الحافِظُ بكسْرِ الراءِ وتَخْفِيفِ الياءِ؛ (خالِدُ بنُ عبدِ الرحمانِ) بنِ زِيادِ بنِ أنْعمَ (الأَفْرِيقيُّ) ، كَتَبَ عَنهُ عَبْدُا للَّهِ بنُ يوسُفَ التنيسيّ، وأَبوه أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمانِ قاضِي أَفْرِيقِيَة أَوَّل مَوْلودٍ وُلِدَ فِي الإسْلامِ بهَا، سَمِعَ أَباهُ وأَبا عَبْد الرحمانِ الحبليّ وبكْر بن سوادَةَ وعَبْد الرحمانِ بن رافِعٍ التَّنوخي قاضِي أَفْريقيَةَ؛ وَعنهُ الثَّوْريُّ وابنُ لهيعَةَ وابنُ وهبٍ؛ تَكَلَّموا فِيهِ، تُوفي سنة 156، وَقد نَيف على المائَةِ؛ وقالَ التَّرمذيُّ: رأَيْتُ البُخارِي يُقَوِّي أَمْرَه، ويقولُ هُوَ مُقارب الحدِيثِ، وَله قصَّة مَعَ أَبي جَعْفرٍ المَنْصور ذَكَرها ياقوت فِي تَرْجمة أَفْرِيقيَةَ فِي مُعْجَمهِ.
(وعليُّ بنُ} ذَرْي الحَضْرميُّ) ، هُوَ أَيْضاً بالضَّبْط السابقِ، رَوَى عَن زيدِ بنِ أَرْقم.
(وأَنْعَمُ بنُ ذَرْي) بنِ محمدٍ (الشَّعْبانيُّ) ، هَذَا هُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ عبدِ الرحمانِ الَّذِي قدمَ ذِكْرُه؛ وشَعْبان لَقَبُ حسَّان بنِ عَمْرو بنِ قَيْسِ بَطْن مِن حِمْيَر، وَقد رَوَى عَنهُ ابْنُه زيادٌ المَذْكور؛ وَسِيَاق المصنِّفِ سياقُ مَنْ ليسَ لَهُ دربة فِي عِلْم النَّسَبِ، فتأَمَّل.
(مُحدِّثونَ.
(وبِئْرُ! ذَرْوانَ) : جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ سِحر النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بئْرٌ لبَني زُرَيْق (بالمدينَةِ) المشرَّفَةِ.
(أَو هُوَ ذُو أَرْوانَ، بسكونِ الرَّاءِ) ، وَقد تقدَّمتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ فِي النونِ؛ (وقيلَ بتَحْرِيكِهِ أَصَحُّ) عنْدَ المحدِّثِيْن. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المِذْراةُ} والمِذْرَى: الخَشَبَةُ الَّتِي {يُذَرَّى بهَا، وَهِي خَشَبَةٌ ذاتُ أَطْرافٍ تُنَقَّى بهَا الأكْداسُ.
} والذَّرا، بالفتْحِ: مَا {ذَرَّيْته كالنَّفَضِ اسمٌ لمَا تَنْفُضُه.
} والذَّرا: الكِنُّ وَقَالَ الأصْمعيُّ: هُوَ كلُّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ. يقالُ: أَنا فِي ظلِّ فلانٍ وَفِي {ذَراهُ، أَي فِي كَنَفِهِ وسِتْرِه ودِفْئِه.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إنَّ فلَانا الكريمُ} الذَّرا، أَي الطَّبيعَة.
{وتَذَرَّى بالحائِطِ وغيرِهِ مِن الرّيح والبَرْدِ} واستَذْرى، كِلاهُما: اسْتَكَن.
{وتَذَرَّتِ الإِبِلُ: أَحَسَّتِ البَرْدَ فاسْتَتر بعضُها ببعضٍ، أَو اسْتَتَرَتْ بالعِضاهِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} اسْتَذْرَيْت بالشَّجَرَةِ: اسْتَظَلَلْتُ بهَا وصرْتُ فِي دفْئِها.
{واسْتَذْرَيْتُ بفلانٍ: الْتَجأْتُ إِلَيْهِ وصِرْتُ فِي كَنَفِه، انتَهَى.
} والذَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الناقَةُ المُسْتَتَر بهَا عَن الصَّيْدِ؛ عَن ثَعْلَب، والدَّال أعْلَى، وَقد مَرَّ.
{والذَّرِيُّ، كغِنيَ: مَا انْصَبَّ من الدَّمْعِ.
وَقد} أَذْرَتِ العَيْنُ الدَّمْعَ {تُذْرِيه} إذْراءً.
{وأَذْرَى الشيءَ بالسَّيْفِ ضَرَبَه حَتَّى صَرَعَهُ.
والسيفُ} يُذْرِي ضرِيبَتَه: أَي يَرْمي بهَا؛ كَذَا فِي المُحْكم؛ وَفِي التهْذيبِ: بِهِ؛ وَقد يُوصَفُ بِهِ الرَّمْي من غيرِ قَطْع.
{وذَرَّاهُ بالرُّمْح: قَلَعَهُ؛ هَذِه عَن كُراعٍ.
} وأَذْرَتِ الدابَّةُ راكِبَها: صَرَعَتْه.
وطَعَنَه {فأَذْراهُ عَن فَرَسِهِ: صَرَعَهُ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم:} أَذْرَيْت الشيءَ إِذا أَلْقَيْته كإلْقائِكَ الحَبّ للزَّرْعِ.
{وذَرَوْت نابَه: كَسَرْته.
} والذَّرْوُ {والذَّرَى} الذُّرِّيَّةُ، {وذَراهُم} ذَرْواً: خَلَقَهُم؛ لُغَةٌ فِي الهَمْزَةِ.
! وتَذْريةُ الأكْداسِ مَعْروفَةٌ. وقالَ أَبو زَيْدٍ: {ذَرَّيْت الشاةَ} تَذْرِيةً: وَهُوَ أَن تَجُزَّ صُوفَها وتَدَعَ فَوْقَ ظَهْرِها شَيْئا مِنْهُ لتُعْرَفَ بِهِ؛ وَذَلِكَ فِي الضأْنِ خاصَّةً وَفِي الإبِلِ؛ نقلَهُ الجَوهرِيُّ.
ويقالُ: سَوُّوا للشَّوْلِ {ذَرَى، وَهُوَ أنْ يُقْلعَ الشَّجَرُ مِن العَرْفَجِ وغيرِهِ فيُوضَعُ بعضُه فوقَ بعضٍ ممَّا يلِي مَهَبّ الشمالِ يُحْظرُ بِهِ على الإِبِلِ فِي مَأْواها.
} وتَذَرَّى بَني فلانٍ وتَنَصَّاهم: أَي تَزَوَّج مِنْهُم فِي {الذِّرْوةِ والناصِيَةِ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ، أَي فِي أَهْلِ الشَّرَف والعَلاء.
وَفِي الذُّرِّيَّة أَقوالٌ ثلاثَةٌ: قيلَ: مِن ذَرَأَ اللَّهُ الخَلْقَ، فتركَ هَمْزه نَحْو روية وبرية؛ وقيلَ: أَصْلُه ذُرْوِيَّة وقيلَ فُعْلِيَّة من الذَّرِّ.
} وذَرا الرِّوايَة ذَرْو الرِّيح الهَشِيم: أَي سَرَدَها.
وَهُوَ ذُو {ذَرْوةٍ: أَي ثَرْوَةٍ، وَهِي الجِدَةُ والمالُ، وَهُوَ مِن بابِ الاعْتِقابِ لاشْتِراكِهِ فِي المَخْرج.
ومحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي} ذرة، مُحدِّثٌ.
والحلحالُ بنُ {ذُرَيِّ، كُسمَيَ، تابِعي.
وَفِي المَثَلِ: مَا زالَ يفتلُ فِي} الذروةِ والغاربِ، يُرادُ بِهِ التَّأَنِيس وإزالَةَ النُّفُورَ.
{وذرا إِلَى فلانٍ: ارْتَفَعَ وقَصَدَ؛ وَمِنْه قولُ سُلَيْمان بن صُرَد: (بَلَغَنِي عَن عليَ} ذَرْوٌ مِن القَوْلِ) أَي طَرَفُه وحَواشِيَهُ.
{وذَرْوان: جَبَلٌ باليمنِ فِي مِخلافِ ريمة، وَقد صَعَدْته.
} وذَرْوَةُ: موضعٌ فِي دِيارِ غَطَفانَ بأكْنافِ الحجازِ لبَني مرَّةَ بنِ عَوْفٍ؛ قالَهُ نَصْر.
وأيْضاً: قَرْيَةٌ بمِصْرَ. وبنُو {ذَرْوةٍ: بَطْنٌ مِن العلويين باليَمَن مَساكِنُهم أَطْراف وادِي حبيا.
} وذَرَّى حَبّاً: لَقَبُ رجُلٍ ذُكِرَ فِي ح ب ب.
وذَرى رأْسَه تَذْرِيةً: سرَّحَه، والدَّال أَعْلَى.
{وذَرْوَةُ بنُ جُحفَةَ: شاعِرٌ.
وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ، بالكسْرِ، شاعِرٌ أَيْضاً.
وأَرْضٌ} ذَروَةٌ وعروةٌ وعصمةٌ إِذا كانتْ خصيبَةً خصباً يَبْقى.
{وذَرَةُ: جِبالٌ كثيرَةٌ مُتّصلَةٌ لبَني الحارِثِ بنِ بهثَةَ بنِ سُلَيْم.
ويقالُ:} ذَرْيٌ {ذَرِيٌ أَي دِفءٌ دَفِيءٌ.
} وأَذْرَى الجَمَلُ: طالَتْ ذرْوَتُه.
{والمَذْرَويةُ: الاسْتُ.
} وأَذْرى: اسْتَعاذَ بملكٍ.
{وذروان: سيفُ الأخْنَسِ بنِ شهابٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ذَرَيْتُ الحبَّ ونحوَه {ذَرْياً،} وذَرَتْه الرِّيحُ {ذَرْياً، وَهِي لغةٌ، والواوُ أَعْلَى.
وَفِي حرفِ ابنِ مَسْعود وابنِ عبَّاس {} تَذْرِيهِ الريحُ} ، {وذَريْتُ الشيءَ: أَلْقَيْته.
وإهمالُ المصنِّفِ إيَّاها قُصُورٌ، كيفَ وَقد أَشارَ إِلَيْهَا الجَوهرِيُّ وغيرُهُ.
ذرو: {ذروا}: تفريقا. {تذروه}: تفرقه.

الثَّلج

(الثَّلج) مَا جمد من المَاء (ج) ثلوج
الثَّلج: بِالْفَارِسِيَّةِ (برف) . وَسبب حُدُوثه أَن الْبرد الْقوي إِذا يصل إِلَى أَجزَاء السَّحَاب فَإِن وصل إِلَيْهَا قبل اجتماعها ينزل السَّحَاب حَال كَونه ثلجا وَإِن وصل بعد اجتماعها ينزل السَّحَاب حَال كَونه بردا بِفَتْح الرَّاء الْمُهْملَة. وَسبب وُصُول الْبُرُودَة بالسحاب أَن السَّحَاب هُوَ البخار الصاعد إِذا يصل إِلَى الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْــهَوَاء الَّتِي يُسمى طبقَة زمهريرية يتكاثف بكسب الْبُرُودَة من تِلْكَ الطَّبَقَة فَإِن لم يكن الْبرد قَوِيا اجْتمع ذَلِك البخار وتقاطر للثقل الْحَاصِل من التكاثف والإنجماد. وَإِنَّمَا قُلْنَا للثقل لِأَنَّهُ إِذا صَار ثقيلا يكون متحركا وَفِي الْحَرَكَة حرارة فبسبب الْحَرَارَة يكون متقاطرا وَإِن كَانَ الْبرد قَوِيا فقد علمت تَفْصِيله الْآن. وَإِذا لم يصل البخار إِلَى الطَّبَقَة الزمهريرية لقلَّة حرارته الْمُوجبَة للصعود فَإِن كَانَ البخار كثيرا فقد ينْعَقد سحابا ماطرا أَيْضا إِذا أَصَابَهُ برد.
كَمَا حكى الشَّيْخ أَبُو عَليّ بن سينا أَنه شَاهد البخار قد صعد من أسافل بعض الْجبَال صعُودًا يَسِيرا وتكاثف حَتَّى كَأَنَّهُ مكبة مَوْضُوعَة على وهدة فَكَانَ الشَّيْخ فَوق تِلْكَ الغمامة فِي الشَّمْس وَكَانَ من هُوَ تَحت الغمامة من أهل الْقرْيَة الَّتِي كَانَت هُنَاكَ صَاحب الْمَطَر. وَقد لَا ينْعَقد وَيُسمى ضبابا يرْتَفع بِأَدْنَى حرارة تصل إِلَيْهِ لِكَثْرَة لطافته. وَإِن كَانَ قَلِيلا فَإِذا ضربه برد اللَّيْل فَإِن لم ينجمد فَهُوَ الطل وَإِن انجمد فَهُوَ الصقيع. ونسبته إِلَى الطل كنسبة الثَّلج إِلَى الْمَطَر.
ثمَّ اعْلَم أَن الثَّلج ينزل على كل شكل إِلَّا المخمس وَعَلَيْك أَن تعلم أَن سَبَب تكاثف البخار لَيْسَ وصولها بالطبقة الزمهريرية فَقَط بل تكاثف البخار بأمرين: أَحدهمَا: أَن الْــهَوَاء المجاور للْمَاء فِي الْأَجْزَاء البخارية يَسْتَفِيد كَيْفيَّة الْبرد من المَاء وَالْبرد يُوجب الكثافة. وَثَانِيهمَا: أَن فِي صُعُوده يصل إِلَى طبقَة زمهريرية بَارِدَة فَإِذا بلغ البخار فِي صُعُوده إِلَيْهَا تكاثف. فالتكاثف إِنَّمَا عرض للبخار لأجل مَاله فِي ذَاته وَلأَجل صُعُوده ووصوله إِلَى الطَّبَقَة الْمَذْكُورَة. فعلى هَذَا لَا يرد على الْحَكِيم أثير الدّين الْأَبْهَرِيّ رَحمَه الله أَن قَوْله فِي هِدَايَة الْحِكْمَة لِأَن مَا يجاور المَاء من الْــهَوَاء يَسْتَفِيد كَيْفيَّة الْبرد من المَاء مُسْتَدْرك. وتوجيه الِاسْتِدْرَاك أَن قَوْله لِأَن مَا يجاور المَاء الخ تَعْلِيل لتكاثف أَجزَاء البخار وتكاثفها يعلم من قَوْله ثمَّ الطَّبَقَة الَّتِي تَنْقَطِع الخ فَلَا حَاجَة إِلَى ذَلِك القَوْل وتوجيه عدم الْوُرُود أَن المُرَاد بِالْمَاءِ هَا هُنَا مُطلق المَاء سَوَاء كَانَ جُزْء البخار أَو الَّذِي على سطح الأَرْض وَكَذَا المُرَاد من الْــهَوَاء. وَقَوله لِأَن مَا يجاور تَعْلِيل التكاثف والتكاثف يحصل من مَجْمُوع الْأَمريْنِ الْمَذْكُورين لَا من ... بالطبقة الزهريرية فَافْهَم فَإِنَّهُ حَاصِل الْجَواب الَّذِي ذكره الشَّارِح الْحسن الميبذي رَحمَه الله بقوله وَأَقُول يُمكن تَوْجِيه الْكَلَام الخ.

رطب

(رطب) الْبُسْر أرطب وَالشَّيْء أرطبه وَفُلَانًا أطْعمهُ الرطب
(رطب)
الْبُسْر رطوبا صَار رطبا وَالدَّابَّة أكلت الرطب وَفُلَانًا رطبا ورطوبا أطْعمهُ الرطب وَالدَّابَّة أطعمها الرطب أَو عَلفهَا الرّطبَة

(رطب) رُطُوبَة ورطابة ندى وابتل فَهُوَ رطب وَهِي رطبَة وَيُقَال رطب لساني بذكرك وَفُلَان رطبا تكلم بِمَا عِنْده أَو بِمَا عَن لَهُ من الصَّوَاب وَالْخَطَأ

(رطب) رُطُوبَة ورطابة رطب ولان وَنعم فَهُوَ رطب ورطيب والــهواء رُطُوبَة تشبع بالبخار (مو) والبسر رطابة صَار رطبا
رطب
الرَّطْبُ: خلاف اليابس، قال تعالى: وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ
[الأنعام/ 59] ، وخصّ الرُّطَبُ بالرَّطْبِ من التّمر، قال تعالى: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا [مريم/ 25] ، وأَرْطَبَ النّخلُ ، نحو: أتمر وأجنى، ورَطَبْتُ الفرس ورَطَّبْتُهُ: أطعمته الرّطب، فَرَطَبَ الفرس: أكله.
ورَطِبَ الرّجل رَطَباً: إذا تكلّم بما عنّ له من خطإ وصواب ، تشبيها برطب الفرس، والرَّطِيبُ:
عبارة عن النّاعم.

رطب


رَطَبَ(n. ac. رَطَاْبَة)
a. Was fresh, tender; juicy, ripe.
b.(n. ac. رَطْب
رُطُوْب), Gave fresh dates to.
c. Fed on fresh grass.

رَطِبَ
رَطُبَ(n. ac. رَطَاْبَة
رُطُوْبَة)
a. Was moist, juicy, sappy; was soft, tender
delicate.

رَطَّبَa. Moistened; freshened up.
b. Gave fresh dates to.

أَرْطَبَa. see II (a)b. Was fresh, tender &c
c. Had ripe dates.

تَرَطَّبَa. Was, became moist &c.

رَطْبa. Moist; succulent, sappy; juicy, ripe.
b. Fresh; tender, soft, delicate.

رُطْبa. Fresh green herbage.

رُطَب
(pl.
رِطَاْب
أَرْطَاْب)
a. Fresh ripe dates.

رُطُبa. see 3
رَطَاْبَةa. Freshness; juiciness, succulency; ripeness.

رَطِيْب
(pl.
رِطَاْب)
a. see 1
رُطُوْبَةa. Moistness, humidity.
b. Softness, tenderness; delicacy.

رُطُوْبَات
a. The humours, the juices ( of the body ).
رطب
الرطَبُ: نَضِيْجُ البُسْرِ، الواحِدَةُ رُطَبَةٌ. وأرْطَبَ البُسْرُ؛ والقَوْمُ: أرْطَبَ نَخْلُهم. ورَطَبْتُهم: أطْعَمْتُهُم رُطَباً.
والرُطْبُ: الرعْيُ الأخْضَرُ من البُقُولِ والشجَرِ. وأرْض مُرْطِبَةٌ: ذاتُ رُطْبٍ. والرطْبُ: الشيْءُ المُبْتَلُّ بالماء، رَطُبَ يَرْطُبُ رُطُوْبَةً ورَطَابَةً. وخُذْ ما رَطَبَتْ يَدَاكَ: أي حاجَتَك؛ أي ما وَجَدَتْه يداكَ رَطْباً.
والناعِمُ أيضاً، جارِيَةٌ رَطْبَةٌ وغُلام َرَطْبٌ. والرطْبُ: الفِسْفِسَةُ ما دامَتْ خَضْرَاءَ، والجَمِيْعُ رِطَاب.
ورَكِيَّةٌ مَرْطَبَةٌ: أي عَذْبَةٌ بَيْنَ رَكَايَا مِلاحٍ.
(ر ط ب) : (الرُّطْبُ) بِالضَّمِّ الرَّطْبُ مِمَّا تَرْعَاهُ الدَّوَابُّ وَالرَّطْبَةُ بِالْفَتْحِ الإسفست الرَّطْبُ وَالْجَمْعُ رِطَابٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ حُذَيْفَةَ وَابْنِ حُنَيْفٍ وَظَّفَا عَلَى كُلِّ جَدِيبٍ مِنْ أَرْضِ الزَّرْعِ دِرْهَمًا وَمِنْ أَرْضِ الرَّطْبَةِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَفِي كِتَابِ الْعُشْرِ الْبُقُولُ غَيْرُ الرُّطَابِ فَإِنَّمَا الْبُقُولُ مِثْلُ الْكُرَّاثِ وَنَحْوِ ذَلِكَ (وَالرِّطَابُ) هُوَ الْقِثَّاءُ وَالْبِطِّيخُ وَالْبَاذِنْجَانُ وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهُ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَذْكُورُ فِيمَا عِنْدِي مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ فَحَسْبُ (وَالرُّطَبُ) مَا أَدْرَكَ مِنْ ثَمَرِ النَّخْلِ الْوَاحِدَةُ رُطَبَةٌ.
ر ط ب: (الرَّطْبُ) بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْيَابِسِ. وَ (رَطُبَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ سَهُلَ فَهُوَ (رَطْبٌ) وَ (رَطِيبٌ) . وَغُصْنٌ رَطِيبٌ أَيْ نَاعِمٌ. وَ (الرُّطْبُ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا أَيْضًا الْكَلَأُ. وَ (الرَّطْبَةُ) بِالْفَتْحِ الْقَضْبُ خَاصَّةً مَا دَامَ رَطْبًا وَالْجَمْعُ (رِطَابٌ) . وَ (الرُّطَبُ) مِنَ النَّخْلِ وَمِنَ التَّمْرِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (أَرْطَابٌ) وَ (رِطَابٌ) وَجَمْعُ (الرُّطَبَةِ) رُطَبَاتٌ وَ (رُطَبٌ) . وَ (أَرْطَبَ) الْبُسْرُ صَارَ رُطَبًا وَأَرْطَبَ النَّخْلُ صَارَ مَا عَلَيْهِ رُطَبًا. وَ (رَطَّبَهُ تَرْطِيبًا) أَطْعَمَهُ الرُّطَبَ. 
[رطب] الرَطْبُ، بالفتح: خلاف اليابس. تقول رطب الشئ رطوبة فهو رَطْبٌ ورطيبٌ. ورَطَّبْتُهُ أنا ترطيباً. وغُصنٌ رطيبٌ، وريشٌ رطيبٌ، أي ناعم. والمرطوبُ: صاحبُ الرطوبةِ. والرُطْبُ، بالضم ساكنة الطاء: الكلا. ومنه قول ذى الرمة: حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها الماء والرطب وهو مثل عسر وعسر. والرطبة، بالفتح: القضب خاصة مادام رَطْباً، والجمع رِطابٌ. تقول منه: رطبت الفرس رطبا ورطوبا. عن أبى عبيد. والرطب من التمر معروف، الواحدة رُطَبَةٌ، وجمع الرُطَبِ أرطابٌ ورِطابٌ أيضاً، مثل ربع ورباع، وجمع الرُطَبَةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. وأَرْطَبَ البُسْرُ: صار رُطْباً. وأرطب النخلُ: صار ما عليه رُطَباً. ورَطَّبْتُ القومَ ترطيباً إذا أطعمتَهم الرُطَبَ. وأرض مرطبة: كثيرة الكلا.
ر ط ب

شيء رطب ورطيب: مبتل بالماء أو رخص في الممضغة، وقد رطب رطوبة. ورطبت الثوب: بللته. وجزأت الماشية بالرطب عن الماء وهو الكلأ الرطب. وأرض معشبة مرطبة. ووفرت الرطبة في أرض فلان والرطاب وهي القت الرطب. ورطبت الفرس أرطبه رطباً: علفته الرطبة، وفرس مرطوب. وأرطبت النخلة: جاءت بالرطب. وأرطب البسر: صار رطباً. وأرطبت أرضهم: كثر رطبهها. وأرض بني فلان مرطبة. وأرطب فلان: كثر عنده الرطب. ورطب القوم: أطعمهم الرطب. وتقول: من أرطب نخله ولم يرطب، خبث فعله ولم يطب.


ومن المجاز: رطب لساني بذكرك وترطّب، ومازلت أرطبه به وهو رطيب به. وما رطّب لساني بذكرك، إلا ما بللتني به من برك. وعيش رطيب: ناعم. وجارية رطبة: رخصة ناعمة. ورجل رطب: فيه لين. وامرأة رطبة: فاجرة، وفي شتائمهم: يا ابن الرطبة. وخذ ما رطبت يداك أي ما وجدته رطباً نافعاً.
ر ط ب : رَطُبَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ رُطُوبَةً نَدِيَ وَهُوَ خِلَافُ الْيَابِس الْجَافِّ وَالرُّطَبُ أَيْضًا الشَّيْءُ الرَّخْصُ وَشَيْءٌ رَطْبٌ وَرَطِيبٌ إذَا كَانَ مُبْتَلًّا أَوْ رَخْصًا لَيِّنًا.

وَالرَّطْبَةُ الْقَضْبَةُ خَاصَّةٌ وَالْجَمْعُ رِطَابٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالرُّطْبُ وِزَانُ قُفْلٍ الْمَرْعَى الْأَخْضَرُ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الرُّطْبَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ الْخَلَا
وَهُوَ الْغَضُّ مِنْ الْكَلَإِ وَأَرْطَبَتْ الْأَرْضُ إرْطَابًا صَارَتْ ذَاتَ نَبَاتٍ رَطْبٍ وَأَرْطَبَ الْقَوْمُ صَارُوا فِيهِ وَالرُّطَبُ ثَمَرُ النَّخْلِ إذَا أَدْرَكَ وَنَضِجَ قَبْلَ أَنْ يَتَتَمَّرَ الْوَاحِدَةُ رُطَبَةٌ وَالْجَمْعُ أَرْطَابٌ وَأَرْطَبَتْ الْبُسْرَةُ إرْطَابًا بَدَا فِيهَا التَّرْطِيبُ وَالرُّطَبُ نَوْعَانِ أَحَدُهُمَا لَا يَتَتَمَّرُ وَإِذَا تَأَخَّرَ أَكْلُهُ تَسَارَعَ إلَيْهِ الْفَسَادُ وَالثَّانِي يَتَتَمَّرُ وَيَصِيرُ عَجْوَةً وَتَمْرًا يَابِسًا. 
رطب: رَطَّب (بالتشديد)، رطّب الدم: برَّد، سكَّن، هدأه بالدواء (بوشر).
رطَّب القلب: برده وسكنه وهدأه، ويستعمل مجازاً بمعنى: رَوَّح عنه، وطيب خاطره، وأنعم عليه (بوشر).
ترطَّب: تشبع رطوبة، ابتل (بوشر).
رَطْب، خبز رطب: خبز طريّ (ألكالا).
رطب العنان، فرس رطب العنان: وديع، سلس القياد (ابن جبير ص72).
رطب العَيْنَينْ: مصاب بمرض ابينورا تدمع منه العين (ألف ليلة برسل 8: 225).
رطب اللسان بشكره (تاريخ البربر 2: 273) وفي معجم لين (مادة رطب): رطيب اللسان بهذا المعنى. وفي كتاب عبد الواحد (ص243) اسم التفضيل أرطب، ففيه: أرطب الناس لساناً بذكر الله.
رَطْبَة: فصفصة، وهي أيضاً: رطبة القداح (المستعيني مادة فصفصة). رُطُوبَة: برودة، نداوة، طراوة. يقال مثلاً: رطوبة الــهواء (كرتاس ص15).
رُطُوبة: نزلة، مرض تسببه برودة الــهواء الندي (بوشر).
رطوبات: أبخرة (المقدمة 2: 125، 1: 126).
رطوبات: مصالات، نخامات، بلغم (بوشر).
رطوبة النساء: نور، مرض من أمراض النساء (بوشر).
رطوبة السَرْج: ميثرة توضع على كفل الفرس لتحمل عليها الحقائق (ألكالا).
أَرْطَبُ: انظر مادة رَطْب.
مُرَطِّب، هواء مرطب القلب: طقس صاح طلق معتدل (بوشر).
مُرطِّبات: أدوية مبردة (محيط المحيط).
مَرْطَبان: أنظره في موضعه في حرف الميم.
مَرْطُوب: من غلبت على مزاجه الرطوبة (محيط المحيط، دي ساسي طرائف 2: 19).
(رطب) في الحديث: "أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله، إنَّا كَلٌّ على آبائِنا وأَبنائِنا، فما يَحِلُّ لنا من أَموالِهم؟. قال الرَّطْبُ تأكُلْنَه وتُهدِينَه". قال الخَطَّابى: إنما خَصَّ الرَّطْب من الطعام؛ لأَنَّ خَطْبَه أَيسَر، والفَسادَ إليه أَسرَع، إذا تُرِك فلم يُؤكَل، وربما عَفِن ولم يُنتَفَعْ به، فَيَصِير إلى أن يُلقَى ويُرمَى به، وليس كذلك اليَابِس منه؛ لأنه يَبقَى على الخَزْن ويُنتَفَع به إذا رُفِع وادُّخِر، فلم يأذن لهم في استِهلاكِه، وقد جرت العادةُ بين الجِيرة والأقارب أن يَتَهادَوْا رَطْبَ الفاكهة والبُقول، وأن يَغرِفوا لهم من الطَّبِيخ، لأن يُتحِفوا الضيفَ والزّائرَ بما يحضُرهُم منها، فوقَعَت المُسامحَة في هذا الباب، بأن يُتركَ الاسْتِئذانُ له، وأن يُجْرَى على العادَة المُسْتَحْسَنة في مِثلِه، وإنما جاء هذا فيمَن يُتبَسَّطُ إليه في ماله من الآباء والأبناء دون الأَزواج والزَّوجات، فإنَّ الحَالَ بين الوَلَد والوَالِد أَلطفُ من أن يُحتَاج مَعَهُما إلى زِيادةِ استِقصاءٍ في الاستِئمار للشَّرِكة النِّسْبِيَّة بينهما والبَعْضِيَّة المَوْجُودة فِيهِما.
فأما نَفَقة الزوج على الزَّوجَة فإنها مُعاوَضَةٌ علما الاستِمْتاع، وهي مُقدَّرة بكَمِّية ومُتَناهِيَة إلى غَايَة، فلا يُقاسُ أحدُ الأَمرين بالآخر، وليس لأَحدِهما أن يَفعلَ شيئاً من ذلك إلا بإذن صاحبه.
- في الحَديثِ: "مَنْ أَرأدَ أن يَقَرأ القُرآن رَطْباً".
قيل: أي لَيِّناً لا شِدَّة في صَوتِ قارئِه، وقيل: غَضًّا، كما في رِوايةٍ أُخرَى.
[رط ب] الرَّطْبُ ضِدُّ اليَابِسِ. والرَّطْبُ: النَّاعِمُ. رَطُبَ رُطُوبةً ورَطَابةً، ورَطِبَ، فهو رَطِيبٌ. وجَارِيةُ رَطْبةٌ: رَخْصَةٌ. وغُلامٌ رَطْبٌ: فيه لِينُ النِّساءِ. ويُقالُ للمَرأَةِ: يا رَطابِ، تُسَبُّ به. والرُّطْبُ والرُّطُبُ: الرِّعْي الأَخضُر من البَقْلِ والشَّجَرِ، وهو اسْمٌ للجِنْسِ. وقَالَ أبو حَيِنفَةَ: الرُّطْبُ: جَماعَةُ العُشْبِ الرَّطْبِ. وأَرْضٌ مُرْطِبةٌ: كَثِيرةٌ الرُّطْبِ. والرَّطْبَةُ: رَوْضَةُ الفِصِفْصِةَ ما دَامَتْ خَضْراءَِ، وقِيلَ: هي الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، وجَمُعها: رَِطابٌ. ورَطَبَ الدَّابَّةَ. عَلَفَها رَطْبَةً. والرُّطًَبُ: نَِضيجُ البُسْرِ قَبلَ أَنْ يُتْمِرَ، وَاحِدَتُه رُطَبَةٌ، قَالَ سِيبَِويِه: ليس رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإنَّما الرُّطَبُ كالتَّمْرِ [واحِدَ اللّفظِ] مُذَكَّرٌ، يقولونَ: هذا الرُّطَبُ، ولو كان تكْسِيراً لأَنُتوه كالغُرَفِ. وقالَ أَبو حَنيفَة: الرُّطَبُ: البُسْرُ إذا انْهَضَم فَلاَنَ وحَلاَ. وجَمْعُ الرُّطَبِ: أَرْطابٌ. ورَطَبَ الرُّطَبُ، ورَطُبَ: وَرَطَّبَ، وأرَطَّبَ: حانَ أوانُ رُطَبِه. وتَمرٌ رَطِيبٌ: مُرْطِبٌ. وأرْطَبَ القَومُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم. ورَطَبِهم: أَطْمَعَهُم الرُّطَبَ. ورَطَّبَ الثَّوْبَ وغيرَه، وأَرْطَبه كِلاهما: بَلَّه، قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤيَّةَ:

(بِشَرَيَّةِ دِمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرطَي يَعُوذُ بهِ إذا ما يُرْطَبُ)
[رطب] فيه: قالت امرأة: يا رسول الله! إنا كل على آبائنا وأبنائنا فما يحل لنا من أموالهم؟ قال: "الرطب" تأكلنه وتهدينه، أراد ما لا يدخر ولا يبقى كالفواكهأو النبات والشجر والحجر والمدر، أقول: هما عبارة عن الاستيعاب والإضافة على المخاطبين تقتضي كون الاستيعاب في نوع الإنسان. ن: إلى قبر "رطب" يعني جديدًا أو ترابه رطب بعدُ، قوله: من شهده، بدل من من. والرُطب بضم راء وسكون طاء النبات الرطب.

رطب: الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ اليابسِ. والرَّطْبُ: النَّاعِمُ.

رَطُبَ، بالضَّمِّ، يَرْطُب رُطوبَةً ورَطابَةً، ورَطِبَ فهو رَطْبٌ

ورَطِـيبٌ، ورَطَّبْتُه أَنا تَرْطِـيباً.

وجارِيَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة. وغلام رَطْبٌ: فيه لِـينُ النساءِ. ويقال

للمرْأَةِ: يا رَطَابِ ! تُسَبُّ به.

والرُّطُبُ: كلُّ عُودٍ رَطْبٍ، وهو جَمْعُ رَطْبٍ.

وغُصنٌ رَطِـيبٌ، ورِيشٌ رَطِـيبٌ أَي ناعِمٌ.

والـمَرْطُوبُ: صاحِبُ الرُّطُوبَةِ.

وفي الحديث: مَن أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآن رَطْباً أَي لَيِّناً لا شِدَّةَ في صَوْتِ قَارِئِه.

والرُّطْبُ والرُّطُبُ: الرِّعْيُ الأَخْضَرُ من بُقُولِ الرَّبِـيعِ؛ وفي التهذيب: من البَقْلِ والشجر، وهو اسْمٌ للجِنْسِ.

والرُّطْبُ، بالضمِّ، ساكِنَةَ الطاءِ: الكَـلأُ؛ ومنه قول ذي الرمة:

حَتى إِذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ، * بأَجـَّةٍ، نَشَّ عَنْها الـمَاءُ والرُّطْبُ

وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَراد: هَيْجَ كُلِّ عُودٍ رَطْبٍ، والرُّطْبُ:

جَمعُ رَطْبٍ؛ أَراد: ذَوَى كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ فَهاجَ. وقال أَبو حنيفة: الرُّطْب جماعة العُشْبِ الرَّطْبِ.

وأَرْضٌ مُرْطِـبةٌ أَي مُعْشِـبَةٌ، كَثِـيرةُ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ.

والرَّطْبة: رَوْضَة الفِصْفِصَة ما دامَتْ خَضْراءَ؛ وقيل: هي

الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، وجمعُها رِطابٌ.

ورَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً.

وفي الصحاح: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، ما دامَ طَرِيّاً رَطْباً؛ تقول منه: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً ورُطوباً، عن أَبي عبيد. وفي الحديث: أَنَّ امرَأَةً قالت: يا رسولَ اللّه، إِنَّا كَلٌّ على آبائِنَا وأَبْنائِنَا، فما يَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَـأْكُلْنَه وتُهْدِينَه؛ أَراد: مَا لا يُدَّخَر،ولا يَبْقَى كالفواكهِ والبُقول؛ وإِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ خَطْبَه أَيْسَر، والفسادَ إِليه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ ولم يُؤْكَلْ، هَلَك ورُمِـيَ، بخلافِ اليابس إِذا رُفِـعَ وادُّخِرَ، فَوَقَعَتِ الـمُسامَحة في ذلك بتركِ الاسْتِئْذانِ، وأَن يجري على العادةِ الـمُسْتحسَنةِ فيه؛ قال: وهذا فيما بين الآباءِ والأُمـَّهاتِ والأَبناءِ، دون الأَزواجِ والزَّوجاتِ، فليس لأَحدِهما أَن يَفعل شيئاً إِلاَّ بإِذنِ صاحبِه.

والرُّطَبُ: نَضِـيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قال

سيبويه: ليس رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، واحد

اللفظ مُذَكَّر؛ يقولون: هذا الرُّطَب، ولو كان تَكْسيراً لأَنـَّثوا.

وقال أَبو حنيفة: الرُّطَبُ البُسْرُ إِذا انهَضَم فَلانَ وحَـَلا؛ وفي

الصحاح: الرُّطَبُ من التمر معروفٌ، الواحدة رُطَبة، وجمع الرُّطَبِ أَرْطابٌ ورِطابٌ أَيضاً، مثلُ رُبَعٍ ورِباعٍ، وجمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ.ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ ورَطَّبَ وأَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه.وتَمرٌ رَطِـيبٌ: مُرْطِبٌ.

وأَرْطَبَ البُسْر: صار رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النخلة، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم وصار ما عليه رُطَباً.

ورَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عمرو: إِذا بلَغ الرُّطَب اليَبِـيس،

فوُضِـعَ في الجِرارِ، وصُبَّ عليه الماءُ، فذلك الرَّبيطُ؛ فإِنْ صُبَّ

عليه الدِّبْسُ، فهو الـمُصَقَّر.

ابن الأَعرابي: يقال للرَّطْبِ: رَطِبَ يَرْطَبُ، ورَطُبَ يَرْطُبُ

رُطُوبة؛ ورَطَّبَتِ البُسرة وأَرْطَبَت، فهي مُرَطِّبةٌ ومُرْطِـبة.

والرَّطْبُ: الـمُبْتَلُّ بالماءِ. ورَطَّبَ الثوْبَ وَغيرَه وأَرْطَبَه كِلاهما:

بَلَّه؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِـيب، بدُوره * أَرْطَى، يَعُوذُ به، إِذا مَا يُرطَبُ

رطب
رطَبَ يَرطُب، رَطابةً ورُطُوبةً، فهو رَطْب
• رطَب البلحُ: لان وحلا قبل أن يصير تمرًا. 

رطُبَ يَرطُب، رُطوبةً، فهو رَطْب ورَطيب
• رطُب الــهواءُ: نَدِي، ابتلّ وتشبع بالبُخار "رطُبت الأرضُ- لا تكن رَطْبًا فتُعْصر ولا يابسًا فتُكْسَر [مثل]- {وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} " ° رطُب لساني بذكره: أكثرت من الإشادة به. 

رطِبَ يَرطَب، رُطوبةً ورَطَابةً، فهو رَطْب
• رطِب الشَّيءُ: رطُبَ؛ نَدِي، ابتلَّ وتشبَّع بالبُخار "رطِب الــهواءُ- رطِب العُشبُ بعد هطول المطر" ° رطِبَ لساني بذكره: أكثرت من الإشادة به. 

أرطبَ يُرطب، إرطابًا، فهو مُرطِب، والمفعول مُرطَبٌ (للمتعدِّي)
• أَرطب البلحُ: رطَب؛ لان وحلا قبل أن يصير تمرًا.
• أرطب النَّخلُ: جاء بالرُّطَب، أي ثمر النخل حين يلين ويحلو، قبل أن يصير تمرًا.
• أرطب الثَّوبَ: بلَّله وندّاه "أرطب المطرُ النباتَ". 

ترطَّبَ يترطَّب، ترطُّبًا، فهو مُترطِّبُ
• ترطًَّب الزَّرعُ: مُطاوع رطَّبَ: ابتلَّ "ترطَّب لساني بذكرك".
• ترطَّب الجوُّ: تندَّى. 

رطَّبَ يُرطِّب، ترطيبًا، فهو مُرطِّب، والمفعول مُرطَّبٌ (للمتعدِّي)
• رطَّب البلحُ: رطَب؛ صار ليِّنًا حُلوًا قبل أن يصير تَمْرًا.
• رطَّبَ الثَّوبَ: أرطبه؛ بلَّله وندَّاه "رطَّب الأرضَ- قام بترطيب القميص قبل كيِّه" ° رطَّبَ قلبه: برَّده وسكَّنه وهدّأه بمعنى طيَّب خاطره وأنعم عليه- رطَّبَ لسانَه بذكر الله: أكثر من التسبيح والتحميد والتكبير وتلاوة القرآن .. إلخ- رطَّبَ لسانه بذكر فلان: أكثر من الإشادة به. 

ترطيب [مفرد]: مصدر رطَّبَ.
• ترطيب كحوليّ: مزج الكحول بالحبر بنسب مُعيَّنة آليًّا ونقلها إلى لوح الطباعة أثناء إنجاز الطبعة. 

رَطابة [مفرد]: مصدر رطَبَ ورطِبَ. 

رَطْب [مفرد]: ج رُطْب ورُطُب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رطَبَ ورطُبَ ورطِبَ ° فرسٌ رَطْب العنان: وديع سلِس القياد. 

رُطَب [جمع]: جج رِطاب وأرطاب، مف رُطَبَة: ما نضج من البلح قبل أن يصير تَمْرًا " {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} ". 

رَطْبة [مفرد]: ج رَطَبات ورَطْبات ورِطاب ورَطْب: كُلُّ ما أكل من النبات غضًّا طريًّا "نباتات/ فواكه رَطْبة". 

رُطوبة [مفرد]:
1 - مصدر رطَبَ ورطُبَ ورطِبَ.
2 - نزلة مرض، تسبِّبه برودة الــهواء النديّ.
3 - (جو) حالة الجوّ فيما يتَّصل ببخار الماء الذي يحتويه، وتقدَّر عادة تقديرًا نسبيًّا أو مطلقًا "حين ترتفع الرُّطوبة يزيد الإحساس بحرارة الجوِّ" ° قياس درجة الرّطوبة: قياس كمّيّة بخار الماء في الجوّ- مقياس رطوبة الجَوّ: المقياس الذي يستخدم الفرق في القراءات بين الترمومتر المبتلّ والجاف لقياس رطوبة الجو النسبيَّة.
4 - (شر) سائل شفاف لا لون له موجود بين قرنيّة العين وبلوّريتها.
• رطوبة نسبيَّة: (جو) معدَّل كميّة الماء المتبخِّر في الــهواء إلى الكميَّة الأعلى التي يمكن للــهواء أن يحملها في الدرجة ذاتها، ويُعبَّر عنها بنسبة. 

رَطيب [مفرد]: ج رِطاب، مؤ رطيبة، ج مؤ رطيبات ورِطاب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رطُبَ. 

مِرْطاب [مفرد]: مقياس الرطوبة. 

مُرطِّبات [جمع]: مف مُرطِّب: مشروبات حارّة أو مثلجة (شاي، قهوة، ليمونادة، عصير فواكه ونحوها) "ستُقدم المُرطِّبات بعد المحاضرة- محَلّ مُرطِّبات". ر ط ل
2126 - ر ط ل
رطَّلَ يُرطِّل، تَرْطيلاً، فهو مُرطِّل، والمفعول مُرطَّل
• رطَّل الشَّيءَ: وَزَنه بالرَّطْل: وهو وزن يعادل اثنتيْ عشرة أوقيّة. 

رطب

1 رَطُبَ, (S, A, MA, Msb, K,) aor. ـُ (K;) and رَطِبَ, aor. ـَ (K;) inf. n. رُطُوبَةٌ (S, A, MA, Msb, K) of the former verb (S, A, Msb) and رَطَابَةٌ [also of the former verb]; (MA, K;) It (a thing, S, Msb) was, or became, the contr. of what is termed يَا بِس (S, Msb, K) and جَافّ; i. e., (Msb,) it was, or became, moist, humid, succulent, sappy, or juicy: (A, MA, Msb:) or soft, or tender, to chew: (A:) [and fresh, or green; agreeably with the Pers\. explanation, تَرْشُدْ, in the MA: and supple, pliant, or flexible: all meanings well known, of frequent occurrence, and implied in the first of the explanations above, and in explanations of رَطْبٌ and رَطِيبٌ:] and soft, or tender, said of a branch, or twig, and of plumage, &c.: (K:) [and ↓ ترطّب, as used in the L in art. عقد, &c., signifies the same.] رُطُوبَةٌ [used as a simple subst.] signifies A quality necessarily involving facility of assuming shape and of separation and of conjunction. (KT.) b2: [Hence, رَطُبَتْ said of a girl, (assumed tropical:) She was, or became, sappy, or supple; and soft, or tender: and رَطُبَ said of a boy, (assumed tropical:) He was, or became, sappy, or soft, or supple; and femininely soft or supple: see رَطْبٌ, below. b3: Hence also,] رَطُبَ لِسَانِى

بِذِكْرِكَ and ↓ ترطّب (tropical:) [My tongue has become supple by mentioning thee; i. e., has been much occupied by mentioning thee: a well-known phrase: (see also 2:) it may also be used as meaning my tongue has become refreshed (lit. moistened) by mentioning thee]. (A.) And خُذْ مَا رَطُبَتْ بِهِ يَدَاكَ (tropical:) [Take that by means of the frequent handling of which thy hands have become supple]; meaning, what thou hast found to be profitable, or useful. (A.) b4: See also 4, in two places.

A2: رَطِبَ, aor. ـَ He spoke what he had in his mind, right and wrong, or correct and erroneous. (K, TA.) A3: رَطَبَ, (aor.

رَطُبَ, A,) inf. n. رَطْبٌ, (A'Obeyd, S, A, K) and رُطُوبٌ, (A'Obeyd, S, K,) He fed a horse (or similar beast, K) with [the trefoil called] رَطْبَة [q. v.]. (A'Obeyd, S, A, K.) b2: See also 2.2 رطّب, inf. n. تَرْطِيبٌ, He [or it] made, or rendered, a thing such as is termed رَطْبٌ and رَطِيبٌ; i. e. [moist, humid, succulent, sappy, or juicy: or soft, or tender, to chew: and fresh, new, or green: and supple, pliant, or flexible: and soft, or tender, as applied to a branch, or twig, and to plumage, &c.:] contr. of يَا بِس: (S:) he moistened a garment, or piece of cloth, (A, K, TA,) &c.; (TA;) as also ↓ ارطب. (K, TA.) b2: [Hence,] one says, لِسَانِى بِذِكْرِكَ ↓ مَا زِلْتُ أُرْطِبُ (tropical:) [I have not ceased to make my tongue supple by mentioning thee; meaning I have not ceased to employ my tongue frequently in mentioning thee: or ما زلت أُرَطِّبُ الخ: for] one says also مَا رَطَّبَ لِسَانِى بِذِكْرِكَ إِلَّا مَا بَلَلْتَنِى بِهِ مِنْ بِرِّكَ (tropical:) [Nothing has made my tongue to become supple by mentioning thee save what thou hast bestowed upon me of thy bounty]. (A. [See also 1.]) A2: Also رطّب, (S, A, K,) inf. n. as above, (S,) He fed people with رُطَب [or fresh ripe dates]; (S, A, K;) and so ↓ رَطَبَ. (K.) You say, ↓ مَنْ أَرْطَبَ نَخْلُهُ وَلَمْ يُرَطِّبْ خَبُثَ فِعْلُهُ وَلَمْ يَطِبْ [He whose palm-trees have fresh ripe dates and he does not feed people with such dates, his conduct is bad, and is not good]. (A.) A3: See also the next paragraph, in two places.4 ارطب as a trans. v.: see the next preceding paragraph, in two places.

A2: ارطب البُسْرُ The fullgrown unripe dates became رُطَب [i. e. freshly ripe dates]: (S, A:) or so ↓ رَطَبَ, and ↓ رَطُبَ, and ↓ رطّب, (K,) of which last the inf. n. is تَرْطِيبٌ: or all signify, attained to the time of ripening: (TA:) or ارطبت البُسْرَةُ signifies the full-grown unripe date had ripening (↓ تَرْطِيب) beginning in it. (Msb.) b2: And ارطب النَّخْلُ The palm-trees had upon them, (S,) or produced, (A,) or attained to the time of having, (K,) dates such as are termed رُطَب. (S, A, K.) See an ex. in the next preceding paragraph. b3: And ارطب القَوْمُ The people had palm-trees that had attained to the time of having such dates: (K:) or ارطب signifies he had abundance of such dates. (A.) b4: [Also] The people became amid fresh green herbage. (Msb.) b5: And ارطبت الأَرْضُ, inf. n. إِرْطَابٌ, The land had such herbage: (Msb:) or abounded therewith. (A.) 5 تَرَطَّبَ see 1, in two places.

رَطْبٌ and ↓ رَطِيبٌ Contr. of يَابِسٌ (S, Msb, K) and جَافٌّ; i. e. (Msb) moist, humid, succulent, sappy, or juicy: (A, MA, Msb:) or soft, or tender, to chew: (A:) and [fresh, (agreeably with the Pers\. explanation, تَرْ, in the MA,) or] green; applied to herbage: (TA:) or they signify, (Msb,) or signify also, (S, K,) soft, or tender; (S, Msb, K;) applied to a branch, or twig, and to plumage, (S, K,) &c.: (K:) [and] supple, pliant, or flexible. (Msb.) [All these meanings are well known, of frequent occurrence, and implied in the first of the explanations above.] The former occurs in a trad. as an epithet particularly applied to Any article of property [or of provisions] that is not stored up, and will not keep; such as [most kinds of] fruits, and herbs, or leguminous plants: such, IAth says, fathers and mothers and children may eat and give away agreeably with approved usage, without asking permission; but not husbands nor wives [when it belongs to one of them exclusively], without the permission of the owner. (TA.) b2: [Hence,] جَارِيَةٌ رَطْبَةٌ (tropical:) A soft, or tender, [or a sappy, or supple,] girl, or young woman. (A, K, * TA.) And غُلَامٌ رَطْبٌ (tropical:) A boy, or young man, [sappy, or soft, or supple, or] femininely soft or supple. (A, K.) And رَجُلٌ رَطْبٌ (tropical:) A soft, or supple, man. (A.) b3: [Hence also,] بِذِكْرِكَ ↓ لِسَانِى رَطِيبٌ (tropical:) [My tongue is become supple by mentioning thee: and it may also be used as meaning my tongue is become refreshed (lit. moistened) by mentioning thee]. (A. [See also 1 and 2.]) b4: And اِمْرَأَةٌ رَطْبَةٌ (tropical:) [A pliant, or] a vitious, or an unchaste, woman; a fornicatress, or an adulteress. (A.) One says, in reviling, يَا ابْنَ الرَّطْبَةِ (tropical:) [O son of the fornicatress or adulteress]. (A.) and ↓ يَا رَطَابِ, like قَطَامِ, (tropical:) [meaning O fornicatress or adulteress, رَطَابِ, being indecl., as a proper name in this sense,] is said in reviling a woman or girl. (A, K.) b5: [And يَحْمِلُ الحَطَبَ الرَّطْبَ (tropical:) : see 1 in art. حمل.] b6: And عَيْشٌ رَطْبٌ (tropical:) A soft, a delicate, or an easy, life. (A.) b7: And قَرَأَ القُرْآنَ رَطْبًا (assumed tropical:) He read, or recited, the Kur-án softly, or gently; not with a loud voice. (TA from a trad) b8: لُؤْلُؤٌ رَطْبٌ is a metonymical expression, meaning (tropical:) Brilliant pearls, beautiful, smooth in the exterior, and perfect in clearness: it does not denote the رُطُوَبة that is the contr. of يُبُوسَة: and similar to this is the expression المَنْدَلُ الرَّطْبُ [app. meaning (tropical:) Fresh and fragrant, or fine, aloes-wood]. (TA.) رُطْبٌ (S, A, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ رُطُبٌ (S, K) Herbage, or pasture, (S, A, Mgh,) such as is juicy, fresh, or green: (A, Mgh:) or green pasture, consisting of herbs, or leguminous plants, (T, Msb, K, TA,) of the [season called] رَبِيع, (Msb, TA,) and of trees [or shrubs]: (T, K, TA:) [each] a coll. gen. n.: (TA:) or green herbage in general: (K, TA:) accord. to the Kifáyet el-Mutahaffidh, رُطْبٌ signifies fresh, or juicy, herbage or pasture; (TA;) or, as some say, ↓ رُطْبَةٌ, like غُرْفَةٌ, [though this seems to be the n. un. of رُطْبٌ,] has this last meaning; (Msb;) what is dry being called حَشِيش. (TA.) رُطَبٌ [Fresh ripe dates; i. e.] ripe dates (A, Mgh, Msb, K) before they become dry; (Msb, TA;) also called ↓ تَمْرٌ رَطِيبٌ and ↓ مُرْطِبٌ (K, TA) and ↓ مُرَطِّبٌ: (TA:) the dates so called are well known: (S:) [it is a coll. gen, n.:] n. un. with ة: (S, Mgh, Msb, K:) it is not a broken pl. of رُطَبَةٌ, being masc. [as well as fem.] like تَمْرٌ: you say, هٰذَا رُطَبٌ [These are fresh ripe dates]; whereas, if it were a broken pl., you would make it [only] fem.: (Sb, TA:) its pl. [of pauc.] is أَرْطَابٌ (S, Msb) and [of mult.] رِطَابٌ; and the pl. of the n. un. is رُطَبَاتٌ. (S.) There are two sorts of رُطَب: one sort cannot be dried, and spoils if not soon eaten: the other sort dries, and is made into عَجْوَة [q. v.]. (Msb.) [See also بُسْرٌ.]

رُطُبٌ: see رُطْبٌ.

رَطْبَةٌ i. q. قَضْبٌ, (S, [in my copy of the Msb قَضْبَة, but this is the n. un. of قَضْبٌ,]) or قَتٌّ, (A,) or إِسْفِسْتٌ [in Pers\. إِسْفِسْت or إِسْپِسْت], (Mgh,) or فِصْفِصَةٌ, (K,) [all which signify A species of trefoil, or clover,] specially (S) while juicy, or fresh, or green, (S, A, Mgh, TA,) before it is dried: (Msb:) or, as some say, a meadow of فصفصة, while continuing green: and ↓ رُطْبَةٌ signifies the same: (TA:) pl. رِطَابٌ: (S, Mgh, Msb:) which is also said to be applied to the cucumber and melon and باذنجان [q. v.] and the like: but [Mtr says] the first is the meaning mentioned in the Lexicons in my hands, and is a sufficient explanation. (Mgh.) رُطْبَةٌ: see رُطْبٌ: b2: and رَطْبَةٌ.

رُطَبِىٌّ [A seller of رُطَب, or fresh ripe dates: mentioned in the K only as a surname].

رَطَابِ: see رَطْبٌ.

رَطِيبٌ: see رَطْبٌ, in two places: and رُطَبٌ.

مُرْطِبٌ: see رُطَبٌ. b2: أَرْضٌ مُرْطِبَةٌ Land abounding with رُطْب [q. v.]. (S, * A, K.) رَكِيَّةٌ مَرْطَبَةٌ A well of sweet water among wells of salt water. (K.) مُرَطِّبٌ: see رُطَبٌ.

مَرْطُوبٌ A horse fed with [the trefoil called]

رَطْبَة. (A.) b2: [And A man fed with رُطَب (or fresh ripe dates).]

A2: Also (assumed tropical:) A man in whom is softness, or suppleness; مَنْ بِهِ رُطُوبَةٌ; (K;) or صَاحِبُ رُطُوبَةٍ. (S.)
رطب
: (الرَّطْب) بالفَتْحِ (ضِدُّ اليَابِسِ، و) الرَّطْبُ (مِنَ الغُصْنِ والرِّيشِ وغيرِه النَّاعِمُ، رَطُبَ كَكَرُمَ وسَمِعَ) الأُولى عنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ يَرْطُبُ (رُطُوبَةً ورَطَابَةً) وَهَذِه عَن الصاغانيّ (فَهُوَ) رَطْبٌ و (رَطِيبٌ) ، ورِيشٌ رَطِيبٌ، أَيْ نَاعِمٌ، وَفِي الحَدِيث: (مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً) أَيْ لَيِّناً لَا شِدَّةَ فِي صَوْتِ قارِئِه، ونَقَلَ شيخُنا عَن أَبي الرَّيْحَانِ فِي كتاب (الجَمَاهِر) : قولُهُم فِي اللُّؤْلؤ رَطْبٌ، كِنَايَةٌ عَمَّا فِيهِ من ماءِ الرَّوْنَقِ والبَهَاءِ ونَعْمَةِ البَشَرَةِ وتَمَامِ النَّقَاءِ، لأَنَّ الرُّطُوبَةَ فَضْلٌ يَقوم لِذَاتِ المَاءِ، وَهِي تَنُوبُ عَنهُ فِي الذِّكْرِ، وَلَيْسَ نَعني بالرُّطُوبَةِ ضِدّ اليُبُوسَة وَكَذَلِكَ قولُهم: المَنْدَلُ الرَّطْبُ، انْتهى. (و) الرُّطْبُ (بِضَمَّةٍ، و) الرُّطُبُ (بِضَمَّتَيْنِ: الرِّعْيُ) بالكَسْرِ (الأَخْضَرُ مِنَ البَقْلِ) أَي مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ، وَفِي (التَّهْذِيب) : مِنَ البَقْلِ (والشجرِ) ، وَهُوَ اسْمٌ للجِنْسِ، وَقَالَ الجوهَرِيّ: الرُّطْبُ بضَمَ فسُكُونٍ: الكَلأُ، وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَه
بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهُ المَاءُ والرُّطُبُ
وهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ، وَفِي كِفاية المتحفظ: الرُّطْبُ بِضَمِّ الرَّاءِ: هُوَ مَا كَانَ غَضًّا منَ الكَلإِ، والحَشِيشُ: مَا يَبِسَ مِنْهُ، وَقَالَ البَكْرِيُّ فِي (شرح أَمَالِي القالي) : الرُّطْبُ بالضَّمِّ فِي النَّبَاتِ، وَفِي سائِرِ الأَشْيَاءِ بِالفَتْح، نَقله شيخُنا (أَوْ جَمَاعَةُ العُشْبِ) الرَّطْبِ، أَيِ (الأَخْضَرِ) قَالَه أَبُو حَنِيفَةَ (وأَرْضٌ مُرْطِبَةٌ بالضَّمِّ) أَي مُعْشِبَةٌ (كَثِيرَتُهُ) أَيِ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ، وَفِي الحدِيث (أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وأَبْنَائِنَا، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِم؟ فَقَالَ: الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه) أَرَادَ مَا لاَ يُدَّخَرُ وَلاَ يَبْقَى كالفَوَاكِهِ والبُقُولِ، وإِنَّمَا خَصَّ الرَّطْبَ لاِءَنَّ خَطْبَهُ أَيْسَرُ، والفَسَادَ إِليه أَسْرَعُ، فإِذا تُرِكَ ولَمْ يُؤكَلْ هَلَكَ ورُمِيَ، بخِلاَفِ اليَابِسِ إِذا رُفِعَ وادُّخِرَ فَوَقَعَتِ المُسَامَحَةُ فِي ذَلِك بتَرْككِ المُسْتَحْسَنَةِ فِيهِ، قَالَ ابنُ الأَثِيرُ: وهذَا فِيمَا بَيْنَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ والأَبْنَاءِ دُونَ الأَزْوَاجِ والزَّوْجَاتِ، فليسَ لأَحَدِهِمَا أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً إِلاَّ بإِذْنِ صاحبِه.
(والرُّطَبُ: نَضِيجُ البُسْرِ) قَبْلَ أَنْ يُتْمِرَ (وَاحِدَتُهُ بهَاءٍ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: ليْسَ رُطَبٌ بتَكْسِير رُطَبَةٍ، وإِنَّمَا الرُّطَبُ كالتَّمْرِ مُذَكَّرَة يقولونَ: هذَا الرُّطَب، وَلَو كانَ تَكْسِيراً لأَنَّثُوا، وَقَالَ أَبو حَنيفة: الرُّطَبُ البُسْرُ إِذَا انْهَضَمَ فَلاَنَ وحَلاَ، وَفِي (الصِّحَاح) الرُّطَبُ مِن التَّمْرِ: مَعْرُوف، الوَاحِدَة: رُطَبَةٌ (ج) أَيِ الرُّطَبِ (أَرْطَابٌ، و) الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو القَاسِم (أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ) بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَخْلَطِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مَخْلَدِ بنِ (الرُّطَبِيِّ) البَجَلِيّ الكَرْخِيّ (مِن كِبَارِ الشَّافِعِيَّةِ) وُرِدَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ سِتِّينَ وأَرْبَعِمَائَةٍ، (وحَفِيدُهُ) الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيهُ (القَاضِي أَبُو إِسحاقَ) وأَبو المُظَفَّرِ (إِبراهِيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ) وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سنة 542 وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ الحُسَيْنِ عَبْدِ الحَقِّ بنِ عبدِ الخَالِقِ، وأَبِي السَّعَادَاتِ نَصْرِ اللَّهِ بنِ البَطِرِ، وتَفَقَّه على أَبِي طَالب غُلامِ ابنِ الخَلِّ، ذَكَرَه المُنْذِرِيُّ فِي (التكملة) ، وَابْن نُقْطَةَ فِي (الإِكمال) والخَيْضَرِيُّ فِي (الطَبَقات) ، مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 615 (وابنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بن عُبَيْدِ اللَّهِ الرُّطَبِيُّ، حَدَّثَ عَن أَبِي القَاسِمِ) علِيِّ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن عليِّ (بن البُسْرِيِّ) ، وأَمَّا جَدُّه أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ فإِنَّه حَدَّثَ عَن مُحَمَّدٍ وطَرَّادٍ ابنَيِ الزَّيْنَبِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ عليِّ بن شُكْرَوَيْه، ومُحَمَّدِ بْنِ مَاجَهْ الأَبْهَرِيّ وجَمَاعَةٍ، وتَفَقَّه على أَبِي نَصْرِ بنِ الصَّبَّاغِ، وأَبِي إِسحاقَ الشِّيرَازِيّ، ثُمَّ رَحَلَ إِلى أَصْبَهَانَ، وتَفَقَّه بهَا على مُحَمَّدِ بنِ ناشِبٍ الخُجَنْدِيّ، وَرَجَعَ إِلى بَغْدَادَ، وَوَلِيَ حِسْبَتَهَا، وكانَ كَبِيرَ القَدْرِ حَسَنَ السَّمْتِ ذَا شَهَامَةٍ، ذَكَرَه ابنُ السِّمْعَانِيِّ، والخَيْضَرِيُّ، ماتَ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرِينَ وخَمْسِمَائَةٍ.
(ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ كَكَرُمَ) وأَرْطَبَ (ورَطَّبَ) تَرْطِيباً: حَانَ أَوَانُ رُطَبِه، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ: رَطَّبَتِ البُسْرَةُ وأَرْطَبَتْ فَهِيَ مُرَطِّبَةٌ ومُرْطِبَةٌ، (وتَمْرٌ رَطِيبٌ: مُرْطِبٌ) ، وأَرْطَبَ البُسْرُ: صَارَ رُطَباً (وأَرْطَبَ النَّخْلُ: حَانَ أَوَانُ رُطَبِهِ، والقَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهُمْ) وصَرَا مَا عَلَيْهِ رُطَباً، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: إِذا بَلَغَ الرُّطَبُ اليَبِيسَ فَوُضِعَ فِي جِرَارٍ وُصبَّ عليهِ المَاءُ فَذَلِك الرَّبِيطُ، فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ فهُوَ المُصَقَّرُ.
(و) رَطَبَ (الثَّوْبَ) وغَيُرَه وأَرْطَبَه كلاَهُمَا (بَلَّهُ، كَرَطَّبَهُ) قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيّة:
بِشَرَبَّةٍ دَمَثِ الكَثِيبِ بِدُورِهِ
أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا مَا يُرْطَبُ
(ورَطَبَ الدَّابَةَ رَطْباً ورُطُوباً: عَلَفَهَا رَطْبَةً) بالفَتْحِ والضَّمِّ (أَيْ فِصْفِصَةً) نَفْسَهَا (ج رِطَابٌ) وقِيلَ: الرَّطْبَةُ: رَوْضَةُ الفِصْفِصَةِ مَا دَامَتْ خَضْرَاءَ، وَفِي (الصِّحَاح) : الرَّطْبَةُ بالفَتْحِ: القَضْبُ خَاصَّةً مَا دَامَ طَرِيًّا رَطْباً، تقولُ مِنْهُ: رَطَبْتُ الفَرَسَ رَطْباً ورُطُوباً، عَن أَبي عُبَيْد، (و) رَطَبَ (القَوْمَ: أَطْعَمَهُمُ الرُّطَبَ، كَرَطَّبَهُمْ) تَرْطِيباً، وَمن سجعات الأَسَاس: مَنْ أَرْطَبَ نَحْلُهُ ولَمْ يُرَطِّبْ، خَبُثَ فِعْلُهُ ولَمْ يَطِبْ.
(و) رَطِبَ الرَّجُلُ (كَفَرِحَ: تَكَلَّمَ بِمَا عِنْدَه مِنَ الصَّوَابِ والخطَإِ) .
(و) من الْمجَاز (جَارِيَةٌ رَطْبَةٌ: رَخْصَةٌ) نَاعِمَةٌ، (وغُلاَمٌ رَطْبٌ: فيهِ لِينُ النِّسَاءِ، و) من الْمجَاز: امْرَأَةٌ رَطْبَةٌ: فَاجِرَةٌ.
ويقالُ لِلْمَرْأَةِ (يَا رَطَابِ، كَقَطَامِ: سَبٌّ لَهَا) وَفِي شَتْمِهِمْ يَا ابْنَ الرَّطْبَةِ.
(والمَرْطُوبُ مَنْ بِهِ رُطُوبَةٌ) .
(وَرَكِيَّةٌ مَرْطَبَةٌ بالفَتْحِ) كمَرْحَلَة (: عَذْبَةٌ بَيْنَ) رَكَايَا (أَمْلاَحٍ) .
وَمن الْمجَاز: رَطُبَ لِسَانِي بِذِكْرِكَ وتَرَطَّبَ، وَمَا زِلْتُ أُرَطِّبُهُ بِهِ، وهُوَ رَطِيبٌ بِهِ.
وأَرْطَبَانُ: مَوْلَى مُزَيْنَةَ، مِن التَّابِعِينَ، نَقَلْتُه مِنْ كِتَابِ (الثِّقَاتِ) لابنِ حِبَّانَ.

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءــه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءــها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءــها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

النّور

النّور:
[في الانكليزية] Light ،illumination ،maninfestation
[ في الفرنسية] Lumiere ،lueur ،manifestation 2 L بالضم وسكون الواو لغة اسم للكيفية العارضة من الشمس والقمر والنار على ظواهر الأجسام الكثيفة كالأرض، ومن خاصيته أن يصير المرئيات بسببه متجلّية منكشفة. ولهذا قيل في تعريفه هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره كذا في كشف البزدوي، فعلى هذا هو يرادف الضوء.
وقد يقال النور يختصّ بالمنير بالواسطة كالقمر والضوء بالمضيء بالذات وقد سبق. وقال الصوفية النور عبارة عن الوجود الحق باعتبار ظهوره في نفسه وإظهاره لغيره في العلم والعين ويسمّى شمسا أيضا كذا في شرح الفصوص في الفص اليوسفية. ويورد في مجمع السّلوك: اعلم أنّ لنور الأحد الحقيقي ذات ووجه ونفس.
فنظرا للوجود هذا نور آخر. ونظرا لهذا النور فهو يعمّ كلّ الموجودات الأخرى. ونظرا لمجموع كلا المرتبتين الأخريين. ولمّا كان لكلّ هؤلاء الثلاثة نظر. فمتى عرفتها أدركت، والوجود الذاتي نور. وهذا النور يعمّ كلّ الموجودات. مرتبة وجه هذا النور. ومجموع وجود كلا مرتبتي النفس هذا النور. وصفات هذا النور كائنة في مرتبة الذات. وأسماء هذا النور في مرتبة الوجه. وأفعال هذا النور في مرتبة النفس. يا عزيزي: هذا النور عام لكلّ الموجودات. وبقاء الموجودات من هذا النور.
فلا توجد ذرّة من ذرّات الكائنات إلّا ونور الله هو محيط بها. ويقال لهذا العموم والإحاطة وجه هذا النور إذا: حيثما تولّون وجوهكم فثمّ وجه الله. وكلّ من وصل لهذا النور الحقيقي تحقّقت جميع أموره. ولا يعرف هذا العالم بعلم الظاهر، بل يعرفه العارف الكامل. وكلّ من وصل لوجه الله فإنّه يعبد الله؛ ولكنّه مشرك.
(وما يؤمن أكثرهم بالله إلّا وهم مشركون). وكلّ من وصل إلى ذات الله فإنّه يعبد الله، وهو موحّد. انتهى وقال الحكماء الإشراقيون لا شيء أغنى عن التعريف من النور فإنّ النور هو الظهور أو زيادته، والظهور إمّا ذوات جوهرية قائمة بنفسها كالعقول والنفوس أو هيآت نورانية قائمة بالغير روحانيا كان أو جسمانيا، ولأنّ الوجود بالنسبة إلى العدم كالظهور بالنسبة إلى الخفاء والنور إلى الظلمة فيكون الموجودات من جهة خروجها من العدم إلى الوجود كالخارج من الخفاء بالنسبة إلى الظهور ومن الظلمة إلى النور فيكون الوجود كلّه نورا بهذا الاعتبار. ثم النور هو الضوء بالحقيقة وإن كان يطلق مجازا على الواضح عند العقل باعتبار أنّ الواضح ظاهر عند العقل فيكون نورا فالشيء ينقسم إلى نور وضوء في حقيقة نفسه أي في ذاته، وإلى ما ليس بنور وضوء في حقيقة نفسه وهو الظلمة، فإنّ الظلمة هي عدم النور على ما هو رأي الأقدمين من الحكماء، فالــهواء عندهم مظلم.
وقال المشّاءون إنّ الظلمة عدم النور فيما من شأنه أن يستر فلا يكون الــهواء مظلما عندهم لامتناع التنوّر عليه لشفيفه، والأول هو الحقّ فإنّ من فتح العين في الليلة الظلمانية ولم ير شيئا سمّي ما عنده مظلما جدارا كان أو هواء أو غيرهما. والنور ينقسم إلى ما هو هيئة لغيره ويسمّى بالنور العارض والنور العرضي، والهيئة وهو ما لا يقوم بذاتها بل تفتقر إلى محلّ يقوم به، سواء كان محله الأجسام النّيرة كالشمس والقمر أو المجرّدة، وإلى ما ليس هيئة لغيره بل هو قائم بذاته ويسمّى بالنور المجرّد والنور المحض، وهو إمّا فقير ومحتاج كالعقول والنفوس وإمّا غني مطلق لا افتقار فيه بوجه من الوجوه، إذ ليس وراءه نور وهو الحقّ سبحانه ويسمّى نور الأنوار لأنّ جميع الأنوار منه، والنور المحيط لإحاطته جميعها وكمال إشراقه ونفوذه فيها للطفه، والنور القيّوم لقيام الجميع به، والنور المقدّس أي المنزه عن جميع صفات النقص حتى الإمكان، والنور الأعظم الأعلى إذ لا أعظم ولا أعلى منه، ونور النّهار لأنّه يستر جميع الأنوار كالشمس يستر جميع الكواكب، والنور الإسفهبد هو مدبر الفلك وهو نفسه الناطقة سمّي به لأنّ الإسفهبد باللسان الفهلوي زعيم الجيش ورأسه والنفس الناطقة رئيس البدن وما فيه من القوى. ثم ما ليس بنور في حقيقة نفسه أعني الظلمة ينقسم إلى مستغن عن المحل وهو الجوهر الفاسق أي الجوهر الجسماني المظلم في ذاته فإنّه من حيث الجسمية مظلم لا نور فيه إذ نوريته ليست من ذاته بل من غيره كهيئة نورية حاصلة فيه من الغير، وإلى ما هو هيئة لغيره وهو ما لا يستغني عن المحل وهو الهيئة الظلمانية وهو المقولات التسع العرضية سوى النور العارض، هذا كله خلاصة ما في شرح إشراق الحكمة. 

شمّ

شمّ: شمَّ. شم الأخبار: فشم الأخبار وأدركها (ألف ليلة برسل 3: 223).
شم الــهواء: تنفس، ومصه بفمه (بوشر) واستنشق الــهواء، واستراح قليلاً (ألف ليلة 1: 152، 799، 801، 3: 4، 4: 466، برسل 4: 125).
شم الــهواء: تنزه (بوشر، همبرت ص43، زيشر 11: 509).
شم النسيم: انظر لين (عادات 2: 282 - 283) شَمَّم (بالتشديد): شمم هواء: جعله يشم الــهواء ويستنشقه (بوشر).
شمَّم. والمصدر، تشميم: التهاب، اشتعال توهج. (ألكالا) شمَّم: تصحيف شأم؟ أعلم، وضع علامة (فوك) وفيه تشمّم.
أشُمّ. صبغ الصوت اللغوي بمسحة من صوت آخر من نفس المخرج. مثل صبغ الصاد بصوت الزاء وصبغ الكاف بصوت الجيم (المقدمة 1: 54، تاريخ البربر 1: 194، 262، 272).
تشمَّم. تشمّم الأخبار: تنسم الأخبار وأدركها (ألف ليلة 1: 400) وانظره في شمّ.
انشم: مطاوع شمَّ (فوك).
إشتامّ: اشتامّ تصحيف اشتم شَمَّ (فوك) وتشديد الميم في القسم الاول منه.
شَمّ: حس الأنف وهو إدراك الروائح. (محيط المحيط).
شَمَّ: رائحة، عطر، وجمعه شُمُوم (ألكالا) وفيه ( Colores de unguentos espessos) ( هوجوفلايت ص49) وأحسن ترجمة هي التي أشار اليها الناشر (ص - 7 - رقم 54) والتي نبذها خطأ منه.
شَمَّة: معانقة، تقبيل (رايت ص2100 ص1150) شَمَّة: تبغ للنشوق (برتوفي) (هلو) ونشوق التبغ (هلو، بوشر).
شَمّة: غبار، مسحوق، ذرور (بوشر).
شَمىّ: مختص بالشمّ (بوشر).
شُمُوم: رائحة (ألكالا).
شمِيم: بمعنى أريج، عَرّف (رايت) وهو ينقل شميم عرار عند ابن خفاجة.
شَمْامَة: مجمرة العطور، علبة العطور. (المعجم اللاتيني - العربي).
شَمَّام: كثير الشم، ومن يشم (محيط المحيط، المعجم اللاتيني العربي، فوك، الكالا).
شمّام: باقة زهور (المقري 1: 97) شمّام: سحيق العطر. (ابن وافد - ص15 و): صفة شمام له وبعد وصفة: ويُشَمّ.
شمّام الأترجّ = شماّم (ابن البيطار 1: 420) وفيه نقلاً عن التميمي: هو شمام الاترجّ وحكمه حكم قشر الاترجّ.
شَمَّامَة: باقة زهور (المقري 1: 641. 2: 404، معيار ص29).
شماّمَة: تفاحة الشم (بوشر) وهي عند الأطباء كتلة مركبة من أدوية قوية الرائحة تحمل في أيام الوباء ويواظب على شمها احترازاً من شم الروائح الوبائية (محيط المحيط).
شمامة السراج عند المولدين: مكان وضع طرف الفتيلة الذي يوقد (محيط المحيط).
الشامّة: القوّة الشامّة، حاسة الشم (محيط المحيط، بوشر).
أشم: رفيع، يوصف به الرجل العربي (ملّر ص20) والقصر (ملّر ص34) والمدينة (أماري ص111).
شمّ: رائحة، ففي البكري (ص67): وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسناً وطعماً ومشمّاً.
شمّ: تستعمل بمعنى مَشامّ أي ذو الرائحة العطرية. وينقل شولتنز من الفرج بعد الشدة (ص55): فلم يَمْضِ إلا ساعة حتى جاءوا بالطعام فأكلنا وبالمشام والفواكه والنبيذ. وأرى ان الكلمة تعنى زهوراً عطرية أو باقات زهور لأن هذه توضع على المائدة بعد الطعام، وكلمات أخرى من نفس هذا الأصل تدل على هذا المعنى.
مَشْمُوم: زهور عطرية، باقة زهور وهذا المعنى الأخير موجود عند دومب (ص73) وهلو، وبرجرن، شيرب (ص387) وهمبرت ص50، ودلابورت ص144، وألف ليلة (1: 62، 115، 119، 212، 2: 638، 3: 116، 4: 192) ويرسل (1: 331) ومثله الجمع مشمومات (ابن جبير ص119، ألف ليلة (1: 59).

الضّوء

الضّوء:
[في الانكليزية] Light
[ في الفرنسية] Lumiere
بالفتح وسكون الواو روشنى وهو غني عن التعريف وما يقال في تعريفه فهو من خواصّه وأحكامه. فقيل الضوء كمال أول للشفاف من حيث هو شفاف وإنّما اعتبر قيد الحيثية لأنّ الضوء ليس كمالا للشفاف في جسميته بل في شفافيته والمراد بكونه كمالا أولا أنّه كمال ذاتي لا عرضي. وقال الإمام إنّه كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر، وعكسه اللون، فهو كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر هو الضوء فإنّ اللون ما لم يصر مستنيرا لا يكون مرئيا.
اعلم أنّهم اختلفوا فيه، فزعم بعض الحكماء الأقدمين أنّ الضوء أجسام صغار تنفصل من المضيء وتتصل بالمستضيء تمسكا بأنّه متحرّك بالذات، كما نشاهد في السراج المنقول من موضع إلى موضع، وكلّ متحرك بالذات جسم. والمحققون على أنّه ليس بجسم بل هو عرض قائم بالمحلّ معدّ لحصول مثله في الجسم المقابل وليست له حركة أصلا، بل حركته وهم محض وتخيّل باطل. وسبب التوهّم حدوث الضوء في القابل المقابل للمضيء فيتوهّم أنّه تحرّك منه ووصل إلى المقابل. ولما كان حدوثه فيه من مقابلة مضيء عال كالشمس تخيّل أنّه ينحدر. فالصواب إذن أنّه يحدث في القابل المقابل دفعة. وأيضا سبب آخر للتوهّم وهو أنّه لما كان حدوثه في الجسم القابل تابعا للوضع من المضيء ومحاذاته إيّاه، فإذا زالت تلك المحاذاة إلى قابل آخر زال الضوء عن الأول وحدث في ذلك الآخر ظنّ أنّه يتبعه في الحركة. وأيضا يرد عليهم الظّلّ فإنّه متحرّك بحركة صاحبه مع الاتّفاق على أنّه ليس بجسم.
ثم إنّ القائلين بكون الضوء كيفية لا جسما منهم من قال الضوء هو مراتب ظهور اللون، وادّعى أنّ الظهور المطلق هو الضوء والخفاء المطلق هو الظلمة والمتوسّط بينهما هو الظلّ؛ ويختلف مراتبه بحسب القرب والبعد من الطرفين. فإذا ألف الحسّ مرتبة من تلك المراتب ثم شاهد ما هو أكثر ظهورا من الأوّل حسب أنّ هناك بريقا ولمعانا، وليس الأمر كذلك، بل ليست هناك كيفية زائدة على اللون الذي ظهر ظهورا أتمّ.
فالضوء هو اللون الظاهر على مراتب مختلفة لا كيفية موجودة زائدة عليه. والتفرقة بين اللون المستنير والمظلم بسبب أنّ أحدهما خفي والآخر ظاهر لا بسبب كيفية أخرى موجودة مع المسبب. وقد بالغ بعضهم في ذلك حتى قال إنّ ضوء الشمس ليس إلّا الظهور التّام للونه.
ولما اشتد ظهوره وبلغ الغاية في ذلك قهر الإبصار حتى خفي اللون، لا لخفائه في نفسه بل لعجز البصر عن إدراك ما هو جلي في الغاية. والمحققون على أنّ الضوء واللون متغايران حسّا، وذلك أنّ البلور في الظلمة إذا وقع عليه ضوء يرى ضوءه دون لونه إذ لا لون له، كذا المار في الظلمة إذا وقع عليه الضوء فإنه يرى ضوءه لا لونه لعدمه، فقد وجد الضوء بدون اللون كما وجد اللون بدونه أيضا، فإنّ السواد وغيره من الألوان قد لا يكون مضيئا.
التقسيم
الضوء قسمان. ذاتي وهو القائم بالمضيء لذاته كما للشمس وسائر الكواكب سوى القمر، فإنّها مضيئة لذواتها غير مستفيدة ضوءها من مضيء آخر، ويسمّى هذا الضوء بالضّياء أيضا.
وقد يخصّ اسم الضوء به أي بهذا القسم.
وعرضي وهو القائم بالمضيء لغيره كما للقمر ويسمّى نورا إذا كان ذلك الغير مضيئا لذاته من قوله تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً، أي جعل الشمس ذات ضياء والقمر ذات نور. والعرضي قسمان: ضوء أول وهو الحاصل من مقابلة المضيء لذاته كضوء جرم القمر وضوء وجه الأرض المقابل للشمس.
وضوء ثان وهو الحاصل من مقابلة المضيء لغيره كضوء وجه الأرض حالة الإسفار وعقيب الغروب، ويسمّى بالظلّ أيضا. وقد يقال الضوء الثاني إن كان حاصلا في مقابلة الــهواء المضيء يسمّى ظلا. وبالجملة فالضوء إمّا ذاتي للجسم أو مستفاد من الغير، وذلك الغير إمّا مضيء بالذات أو بالغير فانحصرت الأقسام في الثلاث. وقد يقسم الضوء إلى أوّل وثان.
فالأول هو الحاصل من مقابلة المضيء لذاته، والثاني هو الحاصل من مقابلة المضيء لغيره.
فعلى هذا الضوء الذاتي غير خارج عن التقسيم، ولم يكن التقسيم حاصرا كذا في شرح المواقف.
اعلم أنّ مراتب المضيء في كونه مضيئا ثلاث. أدناها المضيء بالغير فهنا مضيء وضوء يغايره، وشيء ثالث أفاد الضوء. وأوسطها المضيء بالذات بضوء هو غيره أي الذي تقتضي ذاته ضوءه اقتضاء يمتنع تخلّفه عنه كجرم الشمس إذا فرض اقتضاؤه الضوء، فهذا المضيء له ذات وضوء يغاير ذاته. وأعلاها المضيء بذاته بضوء هو عينه كضوء الشمس مثلا فإنّه مضيء بذاته لا بضوء زائد على ذاته. وليس المراد بالمضيء هنا معناه اللغوي أي ما قام به الضوء، بل المراد به أنّ ما كان حاصلا لكل واحد من المضيء بغيره. والمضيء بضوء هو غيره، أعني الظهور على الإبصار بسبب الضوء فهو حاصل للضوء في نفسه بحسب ذاته لا بأمر زائد على ذاته، بل الظهور في الضوء أقوى وأكمل فإنّه ظاهر بذاته ومظهر لغيره على حسب قابليته للظهور، كذا في شرح التجريد في بحث الوجوب.
فائدة:
هل يتكيّف الــهواء بالضوء أو لا؟ منهم من منعه وجعل اللون شرطه، ولا لون للــهواء لبساطته، فلا يقبل الضوء. ومنهم من قال به، والتوضيح في شرح المواقف.
فائدة:
ثمة شيء غير الضوء يترقرق أي يتلألأ ويلمع على بعض الأجسام المستنيرة، وكأنّه شيء يفيض من تلك الأجسام، ويكاد يستر لونها وهو أي الشيء المترقرق لذلك الجسم، إمّا لذاته ويسمّى شعاعا كما للشمس من التلألؤ واللمعان الذاتي، وإمّا من غيره ويسمّى حينئذ بريقا كما للمرآة التي حاذت الشمس، ونسبة البريق إلى اللّمعان نسبة النور إلى الضوء في أنّ الشعاع والضوء ذاتيان للجسم والبريق والنور مستفادان من غيره.
معلوم أنّ الفرق بين الضوء والنور هو أنّ الضوء يستعمل في مجال التأثير في الغير. بينما النور عام سواء كان الشيء نوره ذاتيا أو عرضيا من الغير كما في قوله تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً، وفيه إشارة للفرق بين الضّياء والنور (الشمس مضيئة والقمر اكتسب نوره من الشمس). وكذلك يؤيّد هذا قوله سبحانه: فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ البقرة، يعني: أثر تلك النار بواسطة وبدون واسطة أذهبتها الريح. ولم يبق منهم أثر.
وثمّة فرق آخر وهو أنّ الضوء يستعمل غالبا في اللمعان الحسي بينما يستعمل النور في اللمعان الحسي والباطني. هكذا في التفسير العزيزي.

السّمع

(السّمع) قُوَّة فِي الْأذن بهَا تدْرك الْأَصْوَات وَالْأُذن والمسموع وَالذكر (ج) أسماع وَيُقَال سمعا وَطَاعَة أَي أسمع سمعا وَأطِيع طَاعَة وَسمع وَطَاعَة أَي أَمْرِي سمع وَطَاعَة وَأخذت عَنهُ سمعا سَمَاعا وسمعك إِلَيّ اسْمَع مني وَهُوَ بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي طولهَا وعرضها أَو لَا يدرى أَيْن توجه أَو بِأَرْض خَالِيَة لَا يسمع كَلَامه أحد وَلَا يبصره أحد إِلَّا الأَرْض القفر وَألقى نَفسه بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي غرر بِهِ وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدرى أَيْن هُوَ وَأم السّمع الدِّمَاغ

(السّمع) يُقَال فِي الدُّعَاء (اللَّهُمَّ سمعا لَا بلغا) و (سمع لَا بلغ) أَي يسمع وَلَا يبلغ يَقُوله من يسمع خَبرا لَا يُعجبهُ أَو أسمع بالدواهي وَلَا تبلغني وَيُقَال سمع أُذُنِي أَي على مسمع مني

(السّمع) الذّكر المسموع وحيوان من الفصيلة الْكَلْبِيَّة أكبر من الْكَلْب فِي الحجم قوائمه طَوِيلَة وَرَأسه مفلطح يضْرب بِهِ الْمثل فِي حِدة سَمعه فَيُقَال (أسمع من سمع) و (أسمع من السّمع الْأَزَل) 
السّمع: قُوَّة مودعة فِي الْعصبَة المفروشة فِي مُؤخر الصماخ الَّتِي فِيهَا هَوَاء محتبس كالطبل فَإِذا وصل الْــهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت لتموجه الْحَاصِل من قرع أَو قلع عنيفين مَعَ مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع إِلَى تِلْكَ الْعصبَة وقرعها أَدْرَكته الْقُوَّة بالمودعة فِيهَا وَكَذَا إِذا كَانَ الْــهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت قَرِيبا مِنْهَا وَإِن لم يكن قارعا وَلَيْسَ المُرَاد بوصول الْــهَوَاء الْحَامِل للصوت إِلَى السامعة أَن هَوَاء وَاحِدًا بِعَيْنِه يتموج ويتكيف بالصوت ويوصل التموج ذَلِك الْــهَوَاء إِلَى السامعة بل أَن الْــهَوَاء المجاور لذَلِك الْــهَوَاء المتكيف بالصوت يتموج ويتكيف بِهِ الْــهَوَاء الراكد فِي الصماخ فَتُدْرِكهُ السامعة حِين الْوُصُول.
وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن السّمع قُوَّة مؤدعة لِأَن الْوَدِيعَة تَزُول بِأخذ الْمُودع والسمع وَالْبَصَر أَيْضا كَذَلِك بِخِلَاف اللَّمْس والذوق والشم فَإِنَّهَا لَا تَزُول مَا دَامَت الْحَيَاة بَاقِيَة نعم قد يحدث النُّقْصَان فِيهَا وَهُوَ لَا يُوجب الزَّوَال كَمَا لَا يخفى.
ثمَّ اعْلَم أَن السّمع أفضل الْحَواس الظَّاهِرَة فَإِن التَّعْلِيم والتعلم والنطق مَوْقُوف عَلَيْهِ وَهُوَ يتَعَلَّق بالقريب والبعيد وَلِهَذَا كَانَ بعض الْأَنْبِيَاء أعمى لَا أَصمّ فَلَا بُد من احتياطه ومحافظته وَصِحَّته بالاجتناب عَن الْــهَوَاء الْحَار والبارد وَدخُول المَاء وَالْغُبَار وَالتُّرَاب والهوام وَالْوَاجِب تقطير الدّهن المحرور بالنَّار المعتدل والاجتناب عَن كَثْرَة الْكَلَام وَسَمَاع الْأَصْوَات القوية وَالْقِرَاءَة الجهرية وَالْحَرَكَة العنيفة والقيء وَالْحمام الْحَار وَالنَّوْم على الامتلاء وَالسكر المتوالي وَتَنَاول الأغذية المبخرة وَمن أَرَادَ حفظ صِحَة لسمع فَعَلَيهِ أَن يضع الْقطن فِي الْأذن لَيْلًا وَنَهَارًا.
السّمع:
[في الانكليزية] Hearing
[ في الفرنسية] Audition
بالفتح وسكون الميم في اللّغة الإذن.
وحسّ الأذن وهو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعّر الصماخ الذي فيه هو محتقن كالطبل، فإذا وصل الــهواء الحامل للصوت إلى ذلك العصب وقرعه أدركته القوة السامعة المودعة في ذلك العصب، فإذا انخرق ذلك العصب أو بطل حسّها بطل السمع. اعلم أنّ المسلمين اتفقوا على أنّه تعالى سميع بصير لكنهم اختلفوا في معناه. فقالت الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات. وقال الجمهور منا أي من الأشاعرة ومن المعتزلة والكرّامية إنّهما صفتان زائدتان على العلم. وقال ناقد المحصل: أراد فلاسفة الإسلام، فإنّ وصفه تعالى بالسمع والبصر مستفاد من النقل، وإنّما لم يوصف بالشّمّ والذّوق واللّمس لعدم ورود النقل بها. وإذا نظر في ذلك من حيث العقل لم يوجد لها وجه سوى ما ذكره هؤلاء فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها مما لا يمكن بالعقل، والأولى أن يقال لما ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنهما لا يكونان بالآلتين المعروفتين، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما كذا في شرح المواقف.

قال الصوفية: السمع عبارة عن تجلّي علم الحق بطريق إفادته من المعلوم لأنّه سبحانه يعلم كلّ ما يسمعه من قبل أن يسمعه ومن بعد ذلك، فما ثمّ إلّا تجلّي علمه بطريق حصوله من المعلوم سواء كان المعلوم نفسه أو مخلوقه فافهم، وهو لله وصف نفسي اقتضاه لكماله في نفسه فهو سبحانه يسمع كلام نفسه وشأنه كما يسمع مخلوقاته من حيث منطقها ومن حيث أحوالها. فسماعه لنفسه من حيث كلامه مفهوم سماعه لنفسه من حيث شئونه وهو ما اقتضته أسماؤه وصفاته من اعتباراتها وطلبها لمؤثراتها فإجابته لنفسه وهو إبراز تلك المقتضيات، فظهور تلك الآثار للأسماء والصفات. ومن هذا الأسماع الثاني تعليم الرحمن القرآن لعباده المخصوصين بذاته الذين نبّه عليهم النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله: «أهل القرآن أهل الله وخاصته» فيسمع العبد الذاتي مخاطبة الأوصاف والأسماء للذات فيجيبها إجابة الموصوف للصّفات، وهذا السّماع الثاني أعزّ من السّماع الكلامي، فإنّ الحقّ إذا أعار عبده الصفة السمعية يسمع ذلك العبد كلام الله بسمع الله، ولا يعلم ما هي عليه الأوصاف والأسماء مع الذّات في الذّات، ولا تعدّد بخلاف السمع الثاني الذي يعلم الرحمن عباده القرآن، فإنّ الصفة السمعية تكون هنا للعبد حقيقة ذاتية غير مستعارة ولا مستفادة. فإذا صحّ للعبد هذا التجلّي السمعي نصب له عرش الرحمانية فيتجلّى ربّه مستويا على عرشه. ولولا سماعه أولا بالشأن لما اقتضته الأسماء والأوصاف من ذات الديان لما أمكنه أن يتأدّب بآداب القرآن في حضرة الرحمن، ولا يعلم ذلك الأدباء وهم الأفراد المحققون. فسماعهم هذا الشأن ليس له انتهاء لأنّه لا نهاية لكلمات الله تعالى، وليست هذه الأسماء والصفات مخصوصة بما نعرفه منها بل لله أسماء وأوصاف مستأثرات في علمه لمن هو عنده، وهي الشئون التي يكون الحقّ بها مع عبده وهي الأحوال التي يكون بها العبد مع ربّه. فالأحوال بنسبتها إلى العبد مخلوقة والشئون بنسبتها إلى الله تعالى قديمة، وما تعطيه تلك الشئون من الأسماء والأوصاف هي المستأثرات في غيب الله تعالى.
وإلى قراءة هذا الكلام الثاني الإشارة في قوله:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ، فإنّ هذه القراءة قراءة أهل الخصوص وهم أهل القرآن، أعني الذاتيين المحمديين. أما قراءة الكلام الإلهي وسماعه من ذات الله بسمع الله تعالى فإنّها قراءة الفرقان وهو قراءة أهل الاصطفاء وهم النفسيون الموسويون. قال الله لموسى عليه السلام:
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي. فأهل القرآن ذاتيون وأهل الفرقان نفسيون، وبينهما من الفرق ما بين مقام الحبيب ومقام الكليم. كذا في الإنسان الكامل.

علم النجوم

علم النجوم
هو: من فروع الطبعي وهو وعلم بأصول تعرف بها أحوال الشمس والقمر وغيرهما من بعض النجوم كذا في بعض حواشي الشافية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون هو: علم يعرف به الاستدلال على حوادث علم الكون والفساد بالتشكلات الفلكية وهي أوضاع الأفلاك والكواكب كالمقارنة والمقابلة والتثليث والتسديس والتربيع إلى غير ذلك وهو عند الإطلاق ينقسم إلى ثلاثة أقسام حسابية وطبيعيات ووهميات.
أما الحسابيات: فهي يقينية في علمها قد يعمل بها شرعاً.
وأما الطبيعيات: كالاستدلال بانتقال الشمس في البروج الفلكية على تغيير الفصول كالحر والبرد والاعتدال فليست بمردودة شرعا أيضاً.
أما الوهميات: كالاستدلال على الحوادث السفلية خيرها وشرها من اتصالات الكواكب بطريق العموم والخصوص فلا استناد لها إلى أصل شرعي ولذلك هي مردودة شرعا كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر النجوم فامسكوا". وقال: "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا". الحديث.
وقال صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالنجوم فقد كفر" لكن قالوا هذا إن اعتقد أنها مستقلة في تدبير العالم.
وقال الشافعي رحمه الله: إذا اعتقد المنجم أن المؤثر الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى لكن عادته سبحانه وتعالى جارية بوقوع الأحوال بحركاتها وأوضاعها المعهودة في ذلك لا بأس عندي. كذا ذكره السبكي في طبقاته الكبرى وعلى هذا يكون استناد التأثير حقيقة إلى النجوم مذموما فقط.
قال بعض العلماء: إن اعتقاد التأثير إليها بذاتها حرام. وذكر صاحب مفتاح السعادة أن الحافظ ابن القيم الجوزي أطنب في الطعن فيه والتنفير عنه.
فإن قيل: لم لا يجوز أن تكون بعض الأجرام العلوية أسباب للحوادث السفلية فيستدل النجم العاقل من كيفية حركات النجوم واختلافات مناظرها وانتقالاتها من برج إلى برج على بعض الحوادث قبل وقوعها.
يقال: يمكن على طريق إجراء العادة أن يكون بعض الحوادث سببا لبعضها لكن لا دليل فيه على كون الكواكب أسبابا للعادة وعللا للنحوسة لا حساً ولا عقلاً ولا سمعاً.
أما حسا: فظاهر أن أكثر أحكامهم ليست بمستقيمة كما قال بعض الحكماء: جزئياتها لا تدرك وكلياتها لا تتحقق.
وإما عقلا: فإن علل الأحكاميين وأصولهم متناقضة حيث قالوا: إن الأجرام العلوية ليست بمركبة من العناصر بل هي طبيعية خاصة ثم قالوا ببرودة زحل ويبوسته وحرارة المشتري ورطوبته فأثبتوا الطبيعة للكواكب وغير ذلك.
وأما شرعا: فهو مذموم بل ممنوع كما قال صلى الله عليه وسلم: "من آتي كاهنا بالنجوم أو عرافا أو منجما فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد". الحديث وسبب المبالغة في النهي عن هذه الثلاثة ذكره الشيخ علاء الدولة في العروة الوثقى وقال علي بن أحمد النسوي: علم النجوم أربع طبقات:
الأولى: معرفة رقم التقويم ومعرفة الإسطرلاب حسبما هو يتركب.
والثانية: معرفة المدخل إلى علم النجوم ومعرفة طبائع الكواكب والبروج ومزاجاتها.
والثالثة: معرفة حسنات أعمال النجوم وعمل الزيج والتقويم.
والرابعة: معرفة الهيئة والبراهين الهندسية على صحة أعمال النجوم ومن تصور ذلك فهو المنجم التام على التحقيق وأكثر أهل زماننا قد اقتصروا من علم التنجيم على الطبقتين الأوليين وقليل منهم يبلغ الطبقة الثالثة.
والكتب المصنفة فيه كثيرة منها: الأحكام وأبو قماش وأدوار وإرشاد والبارع ومختصر البارع وتحاويل وتنبيهات المنجمين وتفهيم الجامع الصغير ودرج الفلك والسراج والقرانات ولطائف الكلام ومجمل الأصول ومجموع ابن شرع ومسائل القصر وغير ذلك انتهى ما في كشف الظنون.
وفي كشاف اصطلاحات الفنون:
موضوعه النجوم من حيث يمكن أن تعرف بها أحوال العالم ومسائله كقولهم: كلما كان الشمس على هذا الموضع المخصوص فهي تدل على حدوث أمر كذا في هذا العالم انتهى.
وقال ابن خلدون: هذه الصناعة يزعم أصحابها أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات العنصرية مفردة ومجتمعة فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية.
فالمتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها بالتجربة وهو أمر تقصر الأعمار كلها لو اجتمعت عن تحصيله إذ التجربة إنما تحصل في المرات المتعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم أو الظن وأدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرره إلى آماد وأحقاب متطاولة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العالم وربما ذهب ضعفاء منهم إلى أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها كانت بالوحي وهو رأي قائل وقد كفونا مؤنة إبطاله.
ومن أوضح الأدلة فيه: أن تعلم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أبعد الناس عن الصنائع وأنهم لا يتعرضون للأخبار عن الغيب إلا أن يكون عن الله فكيف يدعون استنباطه بالصناعة ويشيرون بذلك لتابعيهم من الخلق.
وأما بطليموس ومن تبعه من المتأخرين فيرون أن دلالة الكواكب على ذلك دلالة طبيعية من قبل مزاج يحصل للكواكب في الكائنات العنصرية قال: لأن فعل النيرين وأثرهما في العنصريات ظاهر لا يسع أحدا جحده مثل فعل الشمس في تبدل الفصول وأمزجتها ونضج الثمار والزرع وغير ذلك.
وفعل القمر في الرطوبات والماء وإنضاج المواد المتعفنة وفواكه القناء وسائر أفعاله.
ثم قال: ولنا فيما بعدهما من الكواكب طريقان:
الأولى: التقليد لمن نقل ذلك عنه من أئمة الصناعة إلا أنه غير مقنع للنفس.
الثانية: الحدس والتجربة بقياس كل واحد منها إلى النير الأعظم الذي عرفنا طبيعته وأثره معرفة ظاهرة فننظر هل يزيد ذلك الكوكب عند القرآن في قوته ومزاجه فتعرف موافقته له في الطبيعة أو ينقص عنها فتعرف مضادته ثم إذا عرفنا قواها مفردة عرفناها مركبة وذلك عند تناظرها بأشكال التثليث والتربيع وغيرهما ومعرفة ذلك من قبل طبائع البروج بالقياس أيضا إلى النير الأعظم.
وإذا عرفنا قوى الكواكب كلها فهي مؤثرة في الــهواء وذلك ظاهر والمزاج الذي يحصل منها للــهواء يحصل لما تحتها من المولدات وتتخلق به النطف والبزر فتصير حالا للبدن المتكون عنها وللنفس المتعلقة به الفائضة عليه المكتسبة لما لها منه ولما يتبع النفس والبدن من الأحوال لأن كيفيات البزرة والنطفة كيفيات لما يتولد عنهما وينشأ منهما قال: وهو مع ذلك ظني وليس من اليقين في شيء وليس هو أيضا من القضاء الإلهي يعني: القدر إنما هو من جملة الأسباب الطبيعية للكائن والقضاء الإلهي سابق على كل شيء هذا محصل كلام بطليموس وأصحابه وهو منصوص في كتبه الأربع وغيره ومنه يتبين ضعف مدارك هذه الصناعة وذلك أن العلم الكائن أو الظن به إنما يحصل عن العلم بجملة أسبابه من الفاعل والقابل والصورة والغاية على ما تبين في موضعه.
والقوى النجومية على ما قرروه إنما هي فاعلة فقط والجزء العنصري هو القابل ثم إن القوى النجومية ليست هي الفاعلة بجملتها بل هناك قوى أخرى فاعلة معها في الجزء المادي مثل: قوة التوليد للأب والنوع التي في النطفة وقوى الخاصة التي تميز بها صنف صنف من النوع وغير ذلك فالقوى النجومية إذا حصل كمالها وحصل العلم فيها إنما هي فاعل واحد من جملة الأسباب الفاعلة للكائن ثم إنه يشترط مع العلم بقوى النجوم وتأثيراتها مزيد حدس وتخمين وحينئذ يحصل عنده الظن بوقوع الكائن والحدس والتخمين قوى للناظر في فكره وليس من علل الكائن ولا من أصول الصناعة فإذا فقد هذا الحدس والتخمين رجعت أدراجها عن الظن إلى الشك هذا إذا حصل العلم بالقوى النجومية على سداد ولم تعترضه آفة وهذا معوز لما فيه من معرفة حسبانات الكواكب في سيرها لتتعرف به أوضاعها ولما أن اختصاص كل كوكب بقوة لا دليل عليه ومدرك بطلميوس في إثبات القوى للكواكب الخمسة بقياسها إلى الشمس مدرك ضعيف لأن قوة الشمس غالبة لجميع القوى للكواكب الخمسة بقياسها إلى الشمس مدرك ضعيف لأن قوة الشمس غالبة لجميع القوى من الكواكب ومستولية عليها فقل أن يشعر بالزيادة فيها أو النقصان منها عند المقارنة كما قال وهذه كلها قادحة في تعريف الكائنات الواقعة في عالم العناصر بهذه الصناعة.
ثم إن تأثير الكواكب فيما تحتها باطل إذ قد تبين في باب التوحيد أن لا فاعل إلا الله بطريق استدلالي كما رأيته واحتج له أهل علم الكلام بما هو غني عن البيان من أن إسناد الأسباب إلى المسببات مجهول الكيفية والعقل متهم على ما يقضي به فيما يظهر بادي الرأي من التأثير فلعل استنادها على غير صورة التأثير المتعارف والقدرة الإلهية رابطة بينهما كما ربطت جميع الكائنات علوا وسفلا سيما والشرع يرد الحوادث كلها إلى قدرة الله تعالى ويبرأ مما سوى ذلك.
والنبوات أيضا منكرة لشأن النجوم وتأثيراتها واستقراء الشرعيات شاهد بذلك في مثل قوله: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته وفي قوله: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب. الحديث الصحيح
فقد بان لك بطلان هذه الصناعة من طريق الشرع وضعف مداركها مع ذلك من طريق العقل مع ما لها من المضار في العمران الإنساني بما تبعث في عقائد العوام من الفساد إذا اتفق الصدق من أحكامها في بعض الأحايين اتفاقا لا يرجع إلى تعليل ولا تحقيق فيلهج بذلك من لا معرفة له ويظن اطراد الصدق في سائر أحكامها وليس كذلك فيقع في رد الأشياء إلى غير خالقها ثم ما ينشأ عنها كثيرا في الدول من توقع القواطع وما يبعث عليه ذلك التوقع من تطاول الأعداء والمتربصين بالدولة إلى الفتك والثورة وقد شاهدنا من ذلك كثيرا فينبغي أن تحظر هذه الصناعة على جميع أهل العمران لما ينشأ عنها من المضاد في الدين والدول ولا يقدح في ذلك كون وجودها طبيعيا للبشر بمقتضى مداركهم وعلومهم فالخير والشرط طبيعتان موجودتان في العالم لا يمكن نزعهما وإنما يتعلق بالتكليف بأسباب حصولهم فيتعين السعي في اكتساب الخير بأسبابه ودفع أسباب الشر والمضار هذا هو الواجب على من عرف مفاسد العلم ومضاره وليعلم من ذلك أنها وإن كانت صحيحة في نفسها فلا يمكن أحدا من أهل الملة تحصيل علمها ولا ملكتها بل إن نظر فيها ناظر وظن الإحاطة بها فهو في غاية القصور في نفس الأمر
فإن الشريعة لما حظرت النظر فيها فقد الاجتماع من أهل العمران لقراءتها والتحليق لتعليمها وصار المولع بها من الناس وهم الأقل وأقل من الأقل إنما يطالع كتبها ومقالاتها في كسر بيته متسترا عن الناس وتحت ربقه الجمهور مع تشعب الصناعة وكثرة فروعها واعتياصها على الفهم فكيف يحصل منها على طائل ونحن نجد الفقه الذي علم نفعه دينا ودنيا وسهلت مآخذه من الكتاب والسنة وعكف الجمهور على قراءته وتعليمه ثم بعد التحقيق والتجميع وطول المدارسة وكثرة المجالس وتعددها إنما يحذق فيه الواحد في الأعصار والأجيال فكيف بعلم مهجور للشريعة مضروب دونه سد الحظر والتحريم مكتوم عن الجمهور صعب المآخذ محتاج بعد الممارسة والتحصيل لأصوله وفروعه إلى مزيد حدس وتخمين يكتنفان به من الناظر فأين التحصيل والحذق فيه مع هذه كلها ومدعى ذلك من الناس مردود على عقبه ولا شاهد له يقوم بذلك لغرابة الفن بين أهل الملة وقلة حملته فاعتبر ذلك يتبين لك صحة ما ذهبنا إليه والله أعلم بالغيب فلا يظهر على غيبة أحدا ومما وقع في هذا المعنى لبعض أصحابنا من أهل العصر عندما غلب العرب عساكر السلطان أبي الحسن وحاصروه بالقيروان وكثر إرجاف الفريقين الأولياء والأعداء وقال في ذلك أبو القاسم الروحي من شعراء أهل تونس:
استغفر الله كل حين ... قد ذهب العيش والهناء
أصبح في تونس وأمسى ... والصبح لله والمساء
الخوف والجوع والمنايا ... يحدثها الهرج والوباء
والناس في مرية وحرب ... وما عسى ينفع المراء
فاحمدي ترى عليا ... حل به الهلك والتواء
وآخر قال سوف يأتي ... به إليكم صبا رخاء
والله من فوق ذا وهذا ... يقضي لعبديه ما يشاء
يا راصد الخنس الجواري ... ما فعلت هذه السماء
مطلتمونا وقد زعمتم ... أنكم اليوم أملياء
من خميس على خميس ... وجاء سبت وأربعاء
ونصف شهر وعشرتان ... وثالث ضمه القضاء
ولا نرى غير زور قول ... أذاك جهل أم ازدراء
إنا إلى الله قدر علمنا ... أن ليس يستدفع القضاء
رضيت بالله لي إلها ... حسبكم البدر أو ذكاء
ما هذه الأنجم السواري ... إلا عباديد أو إماء
يقضي عليها وليس تقضي ... وما لها في الورى اقتضاء
ضلت عقول ترى قديما ... ما شأنه الجرم والفناء
وحكمت في الوجود طبعا ... يحدثه الماء والــهواء
لم ترحلوا إزاء مر ... تغذوهمو تربة وماء
الله ربي ولست أدري ... ما الجوهر الفرد والخلاء
ولا الهيولي التي تنادي ... ما لي عن صورة عراء
ولا وجود ولا انعدام ... ولا ثبوت ولا انتفاء
ولست أدري ما الكسب إلا ... ما جلب البيع والشراء
وإنما مذهبي وديني ... ما كان والناس أولياء
إذ لا فصول ولا أصول ... ولا جدال ولا ارتياء
ما تبع الصدر واقتفنينا ... يا حبذا كان الاقتفاء كانوا كما يعلمون منهم ... ولم يكن ذلك الهذاء
يا أشعري الزمان إني ... أشعرني الصيف والشتاء
أنا أجزي بالشر شرا ... والخير عن مثله جزاء
وإنني إن أكن مطيعا ... فرب أعصي ولي رجاء
وإنني تحت حكم بار ... أطاعه العرش والثراء
ليس باستطاركم ولكن ... أتاحه الحكم والقضاء
لو حدث الأشعري عمن ... له إلى رأيه انتماء
فقال أخبرهم بأني ... مما يقولونه براء
انتهى كلامه الشريف ولله دره وعلى الله أجره.

خلخل

[خلخل] ك فيه: بدت "خلاخلهن" هو جمع خلخل وهو الخلخال.

خلخل


خَلْخَلَ
a. Shook; moved.

تَخَلْخَلَa. Put on silver anklets.
b. Was shaken.

خَلْخَاْل
خِلْخَاْل
(pl.
خَلَاْخِيْلُ)
a. Silver anklet.
(خلخل)
الشَّيْء جعله غير متضام وَالْمَرْأَة ألبسها خلخالا والعظم أَخذ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم 
خلخل
خلخلَ يُخلخل، خَلْخَلَةً، فهو مُخلخِل، والمفعول مُخلخَل
• خلخل الحَجَرَ من مكانه: قلقله، حرّكه، هزّه بشدّة، جعله غير متضامٍّ ولا متماسك "خلخل سِنَّه حتى نزعها- سعت الثَّورة إلى خلخلة نظام الحكم".
• خلخل زوجتَه: ألبسها خَلْخالاً.
• خلخَل الــهواءَ: (فز) جعله أقلَّ كثافة. 

تخلخلَ/ تخلخلَ من يتخلخل، تخلخُلاً، فهو متخلخِل، والمفعول مُتَخَلْخَل منه
• تخلخلت المرأةُ: لبست الخَلْخال.
• تخلخل الشَّيءُ: صار ذا مسامَّ وخروق، صار غير متضام الأجزاء.
• تخلخل الــهواءُ: صار أقل كثافة، ترفق، تمدد.
• تخلخل الجيشُ: تشتت وتفرّق، أصبح غير منظم.
• تخلخل الحجرُ من مكانه: مُطاوع خلخلَ: تقلقل، تحرّك، اهتز بشدة "تخلخلت السنُّ". 

خَلْخال [مفرد]: ج خَلاخيلُ: حِجْل، حِلْية من فِضَّة كالسِّوار تحلِّي المرأة بها رِجْليها، تُلْبس حول الكعب. 

خلخلة [مفرد]:
1 - مصدر خلخلَ.
2 - عدم التماسك بين الجزئيَّات التي يتألف منها الجسم كأنّ بينها فراغًا وفروجًا ° خلخلة الأرض: جعلها أقل كثافة وأسهل للفلاحة وأصلح للزرع حين تحرث.
3 - (فز) منطقة ذات ضغط هوائي منخفض جدًّا. 
خلخل: خلخل المرأة ألبسها خلخالاً وهي حلية كالسوار تلبسها النساء في أرجلهن فوق كعب القدم.
وتطلق أيضاً على حلقة توضع على ظفر الكلب (كليلة ودمنة ص174).
كما تطلق على العمود الذي يحيط به حلقات (معجم ابن جبير).
والمصدر خلخلة يعني عدم التماسك بين الجزيئات التي يتألف منها الجسم كأن بينها فراغاً وفورجاً. ففي معجم المنصوري: خلخلة هو عدم تَضَاّم الأجزاء كأن في الشيء منافذ وفُرَجاً.
وكذلك يقال: خلخلة الأرض (ابن العوام 1: 515) إذا صيرت الأرض اقل كثافة وأسهل للفلاحة واصلح للزرع وذلك حين تحرث بالمحراث وغيره لكي تستطيع النباتات أن تنبت فيها.
واسم المفعول مُخلخل: غير متضام، غير كثيف، ففي ابن البيطار (1: 30): عناقيد مخلخلة وفيه (1: 71): أغصان دقاق جداً مخلخلة الورق.
وخلخل: قلل الكثافة، رقق، بسط (فوك) وفي المقدمة (1: 155): وتقرر أن الحرارة مغشية للــهواء والبخار مخلخلة له زائدة في كميته.
وخلخل أيضاً: رقق الــهواء وقلل كثافته في المكان. ففي المقدمة (ص 59): والمتدلين في الآبار والمطامير العميقة المهوى إذا سخن هواؤها بالعفونة ولم تداخلها الرياح فتخلخلها فان المتدلي فيها يهلك لحينه.
وخلخل: فرّق، فصل التراب عن الجذور. ففي ابن البيطار (2: 15): فيزعمون إنه لا يمكن قلعه إلا بأن يربط إذا خُلْخل ما حوله من التراب ولم يبق إلا عروق - رقاق في عنق كلب الخ ....
وخلخل: زلزل، زعزع، هَّزز بناية (شيرب ملاحظات جديدة. وفي ابن العوام 1: 199).
خلخل الريح الشجر هزّه وزعزعه. وفي معجم بوشر نجد اسم المفعول مخلخل بمعنى مرتج ومزلزل.
تخلخل: صار ذا مسام وخروق، صار كالإسفنج غير متضام، وهو ضد تَلَزَّر واكتنز (محيط المحيط) و (ابن العوام 1: 53، 54، 55، 195، 402).
وفي المستعيني مادة حجر فيثورا: هو حجر متخلخل الجسم.
وفي معجم المنصوري مادة غُدّة: ويشبه بها الأطباء اللحوم الرخوة المتخلخلة التي لا ليف لها ظاهر كلحم الثدي والضرع الخ.
وفيه (مادة) شفيف: الجسم المتخلخل الكثير الفَرَج. ومثله: سخافة. وفي شكوري (ص 183 و): وإذا تأملت الأبدان من جهة الكثافة والتخلخل.
وفيه (ص190 و): ومياه الآبار في البلاد الشديدة الحرارة لا تكون باردة لأن الأرض هناك متخلخلة، وانظر (ص218 و) منه وباين سميث (1269، 1270، 1271).
وتخلخل: ترقق، قلت كثافته، تبسط تمدد (فوك).
وتخلخل: تفكك، تفسخ، تقوض، انفصل (بوشر، معجم البيان).
وتخلخلت الأرض: انفصلت عن جذور النبات (ابن العوم 1: 189).
وتخلخل الجيش: تشتت وتفرق (بيان 2: 53، ابن القوطية ص14 و، رياض النفوس ص21 ق).
وتخلخل السن: تحرك (بوشر).

عَمَا

(عَمَا)
[هـ] فِي حَدِيثِ أَبِي رَزِين «قَالَ: يَا رَسُولَ اللَه، أيْن كَانَ ربُّنا عَزَّ وجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُق خَلْقَه؟ فَقَالَ: كَانَ فِي عَمَاء، تَحْتَه هَوَاءٌ وفَوقَه هواءٌ» العَمَاء بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: السَّحاب. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا يُدْري كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ العَمَاء.
وَفِي رِوَايَةٍ «كَانَ فِي عَمًا» بالقَصْر، ومَعناه لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ.
وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ أمْر لَا تُدْرِكُه عُقول بَنِي آدَمَ، وَلَا يَبْلُغ كُنْهَهُ الوَصْفُ والفِطَنُ.
ولا بُدَّ فِي قَوْلِهِ «أَيْنَ كَانَ ربُّنا» مِنْ مُضاف مَحْذُوفٍ، كَمَا حُذف فِي قَوْلِهِ تَعَالَى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ وَنَحْوِهِ، فَيَكُونُ التَّقدير: أيْن كَانَ عَرْش ربِّنا؟ ويَدُلّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: نحنُ نؤمِن بِهِ وَلَا نُكَيِّفه بِصِفَةٍ: أَيْ نُجْري اللَّفْظَ عَلَى مَا جَاءَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ تَأويل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الصَّوم «فَإِنْ عُمِّيَ عَلَيْكُمْ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، قِيلَ: هُوَ مِنَ العَمَاء:
السَّحاب الرَّقيق: أَيْ حَالَ دُونه مَا أعْمي الأبْصارَ عَنْ رُؤيتِه.
وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَن ورَائِي» مِنَ التَّعْمِيَة والإخْفاء والتَّلْبيس، حَتَّى لَا يتْبَعَكما أحَد.
(هـ س) وَفِيهِ «مَنْ قُتِل تَحت رَايةِ عِمِّيَّة فقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ» قِيلَ: هُوَ فِعِّيلة، مِنَ العَمَاء:
الضَّلالة، كالقِتال فِي العَصَبِيَّة والْأهْواء. وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِيهَا ضَمَّ الْعَيْنِ.
(هـ) وَمِنْهُ حديث الزُّبَيْر «لِئلَّا تموت مِيتَةَ عِمِّيَّة» أَيْ مِيتةَ فِتْنَةٍ وجَهالةٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ قُتِل فِي عِمِّيَّا فِي رَمْيٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ فَهُوَ خَطأ» وَفِي رِوَايَةٍ «فِي عِمِّيَّة فِي رِمِّيَّا تكونُ بَيْنَهُمْ بالحجَارة فَهُوَ خَطأ» العِمِّيَّا بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ والقصْر: فِعِّيلَى، مِنَ العَمَى، كالرِّمِّيَّا، مِنَ الرَّمْي، والخِصِّيصَي، مِنَ التَّخْصِيص، وَهِيَ مَصادِرُ. وَالْمَعْنَى أَنْ يُوجَد بَيْنَهُمْ قتَيل يَعْمَى أمرُه وَلَا يَتبيَّن قاتِلُهُ، فحُكْمه حُكم قَتِيلِ الَخطأ تَجِب فِيهِ الدِّية.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «يَنْزُو الشيطانُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَكُونُ دَما فِي عَمْيَاء فِي غَيْرِ ضَغِينَة» أَيْ فِي غَيْرِ جَهالة مِنْ غَيْرِ حِقْد وَعَداوة. والعَمْيَاء: تَأْنِيثُ الأَعْمَى، يُريد بِهَا الضَّلالة وَالْجَهَالَةَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تعَوّذوا بِاللَّهِ مِنَ الأَعْمَيَيْنِ» هُمَا السَّيل وَالْحَرِيقُ، لِمَا يُصِيب مَن يُصِيبانِه مِنَ الحَيْرة فِي أمْره، أَوْ لأنَّهما إِذَا حّدَثا ووَقَعا لَا يُبْقِيان مَوْضعا وَلَا يَتَجنَّبان شَيْئًا، كالأَعْمَى الَّذِي لَا يَدْري أَيْنَ يَسْلُك، فَهُوَ يَمْشي حَيْثُ أدَّتْه رجْلُه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سلْمان «سُئل مَا يَحِلّ لَنَا مِنْ ذِمَّتِنا؟ فَقَالَ: مِن عَمَاك إِلَى هُداك» أَيْ إِذَا ضَلَلْت طَرِيقا أخذْتَ مِنْهُمْ رجُلا حَتَّى يَقِفَك عَلَى الطَّرِيقِ. وَإِنَّمَا رَخّص سَلْمان فِي ذَلِكَ، لأنَّ أَهْلَ الذَّمّة كَانُوا صُولِحوا عَلَى ذَلِكَ وشُرِط عَلَيْهِمْ، فأمَّا إِذَا لَمْ يُشْرط فَلَا يَجُوزُ إِلَّا بالأجْرة.
وَقَوْلُهُ «مِنْ ذِمَّتِنا» : أَيْ مِنْ أَهْلِ ذِمَّتِنا.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ لنَا المَعَامِيَ» يُريد الْأَرْضَ الْمَجْهُولَةَ الأغفالِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا أثَر عِمارة، وَاحِدها: مَعْمًى، وَهُوَ مَوْضِعُ العَمَى، كالمَجْهَل.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «تَسَفهوا عَمَايَتَهم» العَمَايَة: الضَّلَالَةُ، وَهِيَ فَعَالة مِنَ العَمَى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نهَى عَنِ الصَّلَاةِ إِذَا قَامَ قائمُ الظَّهيرة صَكَّةَ عُمَيٍّ» يُرِيدُ أَشدّ الهاجِرة.
يُقَالُ: لَقِيُته صَكّةَ عُمَيٍّ: أَيْ نِصْفَ النَّهَارِ فِي شِدّة الحرَ، وَلَا يُقَالُ إلَّا فِي القَيظ، لأنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا خَرَجَ وَقْتَئِذٍ لَمْ يَقْدِر أَنْ يَمْلَأَ عينَيه مِنْ ضَوء الشَّمْسِ. وَقَدْ تقدَّم مبْسوطا فِي حَرْفِ الصَّادِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «أَنَّهُ كَانَ يُغِير عَلَى الصِّرم فِي عَمَايَة الصُّبح» أي في بَقيّة ظُلمة الليل. (هـ) وَفِيهِ «مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ شَاةٍ بَيْنَ رَبِيضَيْن ، تَعْمُو إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مرَّة» يُقَالُ: عَمَا يَعْمُو إِذَا خَضَع وذَلَّ، مِثْلَ عَنَا يَعْنُو، يُريد أَنَّهَا كَانَتْ تَمِيل إِلَى هَذِهِ وَإِلَى هَذِهِ.

الظّل

الظّل:
[في الانكليزية] Shadow
[ في الفرنسية] Ombre
بالكسر قيل هو الضوء الثاني وهو الحاصل من مقابلة المضيء بغيره، وقيل هو الضوء الثاني الحاصل من مقابلة الــهواء المضيء. فالضوء الحاصل على وجه الأرض حال الإسفار وعقيب الغروب ظلّ بالتفسيرين فإنّه مستفاد من مقابلة الــهواء المضيء بالشمس.
والحاصل على وجه الأرض من مقابلة القمر ظلّ على التفسير الأول لكون القمر مضيئا بالغير دون التفسير الثاني لعدم كون المضيء بالغير هواء فالتفسير الأول أعمّ مطلقا من الثاني. ثم للظلّ مراتب كثيرة متفاوتة بالشّدّة والضّعف، وطرفاه النور والظلمة. فالحاصل في فناء الجدار أقوى وأشدّ من الحاصل في البيت لكونه مستفادا من الأمور المستضيئة من مقابلة الشمس الواقعة في جوانبه. ثم الحاصل في البيت أقوى من الحاصل في المخدع وهو الخزانة لأنّ الأول مستفاد من المضيء بالشمس والثاني مستفاد من الأول، فاختلفت أحوال هذه الأظلال لاختلاف معداتها قوة وضعفا، وكذا الحال في البيت تختلف شدة وضعفا لصغر الكوّة، أي الثقبة وكبرها، فإنّه كلما كانت الكوّة أكبر كان الظلّ الحاصل في البيت أشدّ، وكلما كانت أصغر كان الظلّ أضعف، فينقسم الظلّ في داخل البيت بحسب مراتبه في الشّدّة والضّعف إلى غير النهاية. ولا يزال الظلّ بضعف بسبب صغر الكوة حتى ينعدم بالكلية وهو الظلمة كذا في شرح المواقف في المبصرات. وقال الرياضيون الظلّ هو الخط المستقيم في السطح الذي قام عليه المقياس عمودا بين مركز قاعدة المقياس وطرف الخط الشعاعي المار برأس المقياس عند ما يكون مركز النيّر وسهم المقياس في سطح واحد، والنيّر يشتمل الشمس والقمر. فما في كلام البعض من التخصيص بالشمس فبناء على الغالب، وما وقع من الخط الشعاعي المذكور بين رأس الظلّ وبين رأس المقياس يسمّى قطر الظلّ وخط الظلّ أيضا. والمقياس هو العمود القائم على سطح يكون الظلّ في ذلك السطح سواء كان عمودا على الأفق أو يكون موازيا للأفق ثم الظلّ قسمان لأنّه إمّا مأخوذ من المقياس المنصوب على موازاة سطح الأفق كوتد قائم عمودا على لوح أو جدار قائمين عمودين على سطح الأفق، ويسمّى بالظلّ الأول لابتدائه في أول طلوع النّير وبالظلّ المعكوس والمنكوس أيضا لكونه معكوسا في الوضع رأسه إلى تحت وبالمنتصب أيضا لكونه قائما على سطح الأفق منتصبا عليه، وبالظلّ المستعمل أيضا كما في بعض رسائل الاصطرلاب، وبالظلّ المطلق أيضا كما في الزيج الإيلخاني حيث قال: الظلّ الأوّل يستخدم في أعمال النجوم ويقال له الظّلّ المطلق، والظلّ الثاني يستخدم في معرفة الأوقات، انتهى.
لكن هذا في عرف المنجّمين. وأمّا في عرف أهل علم الفلك: فإذا قالوا: ظلّ مطلق فالمراد هو الظلّ الثاني غالبا بل إنّ الظلّ الثاني هو غاية الارتفاع. فيقولون مثلا: إذا كان العرض بلا زيادة من الميل الكلّي فالظّلّ دائما في جانب الشمال، فالمراد من الظّلّ هو الظّلّ الثاني، أي غاية الارتفاع. كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرحه على زيج ألغ بيكي. وإمّا مأخوذ من المقياس القائم عمودا على الأفق ويسمّى بالظلّ الثاني لكونه ثانيا بالقياس إلى الأول وبالظلّ المستوي أيضا لاستوائه في الوضع وانطباقه على سطح الأفق، وبالظلّ المبسوط لانبساطه على سطح الأفق. هذا هو المشهور، وبعضهم يسمّى الظلّ المستوي أولا والمعكوس ثانيا لأنّ المستوي يعرف أول الأمر بلا تأمّل، بخلاف المعكوس فإنّه يحتاج في معرفته إلى مزيد تأمّل. والظلّ الأول يبتدئ في أول طلوع النيّر يزيد شيئا فشيئا، وغاية زيادته في نصف النهار ثم يتناقص تدريجا حتى ينعدم عند وصول النيّر إلى الأفق عند الغروب. فإن كان النّير في نصف النهار على سمت الرأس كان الظلّ الأول غير متناه يعني أنّه لو كان بإزائه جسم غير متناه قابل للنور لكان مستظلا بظلّ غير متناه والظلّ الثاني يكون عند طلوع النيّر غير متناه ثم يتناقص إلى بلوغ النيّر نصف النهار، فهناك غاية النقصان. ثم يتزايد شيئا فشيئا إلى أن يصير غير متناه عند غروب النيّر فإن كان النيّر في نصف النهار على سمت الرأس لم يوجد الظلّ الثاني أصلا. وقد يقسّم مقياس الظلّ الثاني باثني عشر قسما ويسمّى أقسامه أصابع لأنّ اثني عشر إصبعا مقدار شبر وهو غالب مقدار المقياس، فإنّ من أراد أن ينصب عمودا على سطح الأفق أو على سطح قائم عليه فإنّه في الغالب يتوخّى أن يكون مقداره، شبرا. وقد يقسّم سبعة أقسام أو ستة ونصفا وتسمّى أقسامه حينئذ أقداما لأنّ طول معتدل القامة ستة أقدام ونصف قدم إلى سبعة أقدام، مع أنّ الإنسان عند معرفة أنّ ظلّ الشيء هل هو مثله يعتبر ذلك بقامته ثم بأقدامه. وقد يقسّم بستين قسما وتسمّى أقسامه حينئذ أجزاء، وقد تؤخذ درجة واحدة تجوّزا، وهذا من مخترعات الأستاذ أبي ريحان فإنّه قد أخذ المقياس ستين دقيقة لأجل سهولة الضرب والقسمة. وأمّا مقياس الظلّ الأول فقد جرت العادة بتقسيمه ستين قسما. وأمّا أصحاب صنعة الاصطرلاب فكما يقسّمون مقياس الظلّ الثاني بالأصابع والأقدام كذلك يقسّمون مقياس الظلّ الأول بالأصابع والأقدام بلا تفاوت. ثم الظلّ أبدا يقدّر بما يقدّر به المقياس، فعلى الأول يسمّى ظلّ الأصابع وعلى الثاني ظلّ الأقدام وعلى الثالث الظلّ الستيني. ثم الظل الثاني إذا انتهى في النقصان وذلك إمّا بأن ينتفى الظلّ بالكلية إن كان النيّر في غاية ارتفاعها على سمت الرأس ثم يبتدئ في الحدوث، وإمّا بأن يبقى منه مقدار هو أقل مقاديره في ذلك اليوم ثم يشرع في الزيادة فهو أول الزوال، وهذا الظلّ الحادث أو الزائد يسمّى قدر الزوال وفيء الزوال. واعلم أنّ الظلّ الأول لكل قوس هو الخطّ الذي يماس أحد طرفي تلك القوس ما بين نقطة التماسّ وبين تقاطع ذلك الخط مع قطر يمرّ بالطرف الآخر من تلك القوس، هكذا يستفاد من كلام عبد العلي البرجندي في تصانيفه والسيّد السّند في شرح الملخص. وظلّ السلم عبارة مربع حادث خلف حجرة الأصطرلاب في ربع تنقش عليه أجزاء الظلّ. وذلك الربع هو مقابل لربع الارتفاع. وأمّا كيفية إحداث ذلك الربع: فهو أن يقسم الربع إلى قسمين متوازيين.
ثم عند ملتقى القسمين يعني من نصف ذلك الربع يخرج عمودان أحدهما على خط العلاقة ما بين خط المشرق والمغرب الأول وعمود أقسام الظّل المستوي الثاني لأقسام الظل المعكوس.
ويقسم كلا العمودين بالأصابع أو بالقدم أو بأجزاء أخرى، ثم تكتب عليه العلامات، أحدها ابتداء من خط العلاقة، وذلك هو الظّل المستوي، والثاني: ابتداء من خط المشرق والمغرب وذلك هو الظّلّ المعكوس. ومن ذلك يحصل لدينا شكل متوازي ومتساوي الأضلاع.
فمن هذين العمودين وبعض خط العلاقة وبعض خط المشرق والمغرب يسمّى ظلّ السّلم. أي بسبب الانحراف الواقع في قسمة هذين العمودين، كذا قيل.

وبأ

[وب أ] الوَباءُ الطاعون وقيل هو كلُّ مرضٍ عامٍّ وقد وَبِئَتِ الأرضُ وَبَأ وَوَبُؤَتْ وِبَأ وَوِبَاءَةً وَإِباءً وَإِباءَةً على البدل وأَوْبَأَتْ وَوُبِئَتْ وَباءً وأرضٌ وَبِئَةٌ وَوبِيئَةٌ كثيرةُ الوباءِ والاسمُ البِيئَةُ واستوبَأ الأرضَ استَوْخَمها ووَبَّأ إليه وأَوْبَأ أوْمَأَ وقيل الإِيماءُ أن يكونَ أمامكَ فتشير إليه بيدكَ وتُقْبلَ بأصابعِك نحو راحَتِكَ تأمُره بالإقبالِ إليك والإيباءُ أن يكونَ خلفَك فتفتح أصابعَك إلى ظهر يدكِ تأمرهُ بالتأخُّرِ عنك قال الفزردق

(تَرى الناسَ إِنْ سِرْنا يسيرونَ خَلْفَنا ... وإنْ نَحْنُ وَبَّأْنا إلى الناسِ وقَّفُوا)

وأرى ثعلبًا حكى وبَأْتُ بالتخفيف ولستُ منه على ثقة وماءٌ لا يوبِيءٌ مثلُ لا يُؤْبِي وكذلك المرْعَى
(وبأ) إِلَى الشَّيْء أَشَارَ وَالشَّيْء عبأه كوبأ
وبأ:
وبي: طاعون (بقطر)؛ وبي: صفة للماء (معجم الجغرافيا).
وبائي: معدي (بقطر).
(وبأ)
إِلَى الشَّيْء (يوبأ) وبئا أَشَارَ وَالْمَتَاع عبأه وهيأه
و ب أ

وقع في أرضهم الوباء والوبأ، وأرض وبئة ووبيئة وموبوءة، وقد وبئت ووبئت.
وبأ: الوباء، مهموز: الطّاعون، وهو أيضاً كلّ مَرَض عامّ، تقول: أصاب أهل الكورة العام وباء شديد.. وأرضٌ وَبِئة، إذا كثر مَرْضُها، وقد استوبأتها.. وقد وَبُؤَت [تَوْبُؤُ] وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها.
و ب أ: (الْوَبَاءُ) بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ مَرَضٌ عَامٌّ وَجَمْعُ الْمَقْصُورِ (أَوْبَاءٌ) بِالْمَدِّ وَجَمْعُ الْمَمْدُودِ (أَوْبِئَةٌ) . 
(وبأ) - في الحديث: "إنَّ هذا الوَبَأ رِجْزٌ"
الوبَأُ على وَزن الوَبَش، وقد يُمَدُّ مع الهَمْز أيضاً: الطَّاعُونُ والمرضُ العَامُّ، وقد أَوْبَأَت الأرضُ.
قال الأصمعيّ: وَلا أُنكِرُ أن يُقالَ: وَبَأَتْ، ولَا وَبِئَتْ، وأرضٌ وَبِئَةٌ ومَوْبُوءَةٌ وَوَبَيَّة أيضاً.
- في حديث : "أنفعُ مِن عَذْبٍ مُوبٍ"
: أي مُورِث للوَباء.
[وبأ] نه: فيه: إن هذا "الوباء" رجز، هو بالقصر والمد والهمز طاعون ومرض عام، أوبأت الأرض فهي موبئة ووبئت أيضًا فهي موبوءة. ومنه: وإن جرعة شروب أنفع من عذب "موب"، أي مورث للوباء، وترك همزته للموازاة شروب، وهو مثل لرجلين: أحدهما أرفع وأضر، والآخر أدون وأنفع- ومر في شر. وح: أمر منها جانب "فأوبأ" أي صار وبيئًا. ن: وهي وبيئة - بهمزة، أي ذات وباء ويطلق على وخمة يكثر بها الأمراض سيما للغرباء. ط: هو مرض عام أو موت ذريع، قيل: هو الــهواء المتعفن.
[وبأ] الوَبَأُ، يمدُّ ويقصر: مَرضٌ عامٌّ، وجمع المقصور أوْباءٌ وجمع الممدود أوْبِئَةٌ. وقد وَبِئَتِ الأرضُ تَوْبَأُ وَبَأً فهي مَوْبوءَةً، إذا كثُر مرضها. وكذلك وَبِئَتْ تَوْبَأُ وباءة مثل تمه تماهة، فهى وبئة ووبيئة على فعلة وفعيلة. وفيه لغة ثالثة أو بأت فهى موبئة. واستوبأت الارض: وجدتها وبئة. ووبأت إليه بالفتح، وأَوْبَأْتُ: لغة في وَمَأْتُ وأوْمَأْتُ، إذا أشرت إليه. قال الشاعر :

وإن نحن أو بأنا إلى الناس وقفوا  
وبأ
وَبَأَتْ ناقَتي تَبَأُ: أي حنَّتْ.
ووَبَأْتُ إليه: أشَرْتُ.
والوَبَأ - يُمَدُّ ويُقصَر -: مرضٌ عام، وجمْعُ المقصور: أوباءٌ، وجمْعُ الممدود: أوْبِئة، وقد وُبِئَت الأرض تُوْبَأُ وَبَأً؛ فهي مَوبوءةٌ، ووبِئَتْ تَوْبَأُ وتَيْبَأُ وَبَأءَةً؛ فهي وَبِئَةٌ ووَبِيْئَةٌ - على فَعِلَةَ وفَعِيْلَةَ -، وأوْبَأَتْ: إذا كثُر مرضُها.
ابن الأعرابي: أُوْبِئَ الفَصيلُ: إذا سَنِق لامتِلائِه.

والمُوْبِئُ: القليل من الماء، قال: ويقال للماء إذا انقطع: ماء مُوْبئٌ.
وأوْبَأْتُ: أشرْتُ؛ مثل وَبَأْتُ، قال الفرزدق:
تَرى الناسَ ما سِرْنا يَسِيْرُوْنَ حوْلَنا ... وإنْ نحنُ أوْبَأْنا إلى الناس وَقَّفُوا
البيت لجميل بن معْمر أخذه منه الفرزدق وقال: أنا أحقُّ بهذا البيت منك؛ متى كان الملك في عذرة إنما هذا لِمُضَر.
ووبَأْتُ المتاع ووَبَّأْتُه: مثال عَبَأْتُه وعَبَّأْتُه بمعناهما.
وتَوَبَّأْتُ البلد واسْتَوْبَأْتُه: اسْتَوْخَمْتُه.

وبأ: الوَبَأُ: الطاعون بالقصر والمد والهمز. وقيل هو كلُّ مَرَضٍ عامٍّ، وفي الحديث: إِن هذا الوَبَاءَ رِجْزٌ. وجمعُ الـممدود أَوْبِيةٌ وجمع المقصور أَوْباءٌ، وقد وَبِئَتِ الأَرضُ تَوْبَأُ وَبَأً. ووَبُوأَتْ وِبَاءً وَوِباءة(1)

(1 قوله «وباء ووباءة إلخ» كذا ضبط في نسخة عتيقة من

المحكم يوثق بضبطها وضبط في القاموس بفتح ذلك.) وإِباءة على البدل، وأَوْبَأَتْ إِيبَاءً ووُبِئَتْ تِيبَأُ وَبَاءً، وأَرضٌ وَبِيئةٌ على فَعيلةٍ ووَبِئةٌ على فَعِلةٍ ومَوْبُوءة ومُوبِئةٌ: كثيرة الوَباء. والاسم

البِئةُ إِذا كَثُر مرَضُها. واسْتَوْبَأْتُ البلدَ والماءَ.

وَتَوَبَّأْتُه: اسْتَوخَمْتُه، وهو ماءٌ وَبِيءٌ على فَعِيلٍ.

وفي حديث عبدالرحمن بن عوف: وإِنَّ جُرْعَةَ شَرُوبٍ أَنْفَعُ مِن

عَذْبٍ مُوبٍ أَي مُورِثٍ للوَباءِ. قال ابن الأَثير: هكذا روي بغير همز، وإِنما تُرِكَ الهمزُ ليوازَنَ به الحَرفُ الذي قبله، وهو الشَّرُوبُ، وهذا مَثلَ ضربه لرجلين: أَحدُهما أَرْفَعُ وأَضَرُّ، والآخر أَدْوَنُ وأَنْفَعُ.

وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه: أَمَرَّ منها جانِبٌ فأَوْبَأَ أَي

صار وَبِيئاً. واسْتَوْبَأَ الأَرضَ: اسْتَوْخَمَها ووجَدها وَبِئةً.

والباطِل وَبيءٌ لا تُحْمَدُ عاقِبَتُه. ابن الأَعرابي: الوَبيءُ العَلِيلُ.

ووَبَّأَ إِليه وأَوْبَأَ، لغة في وَمَأْتُ وأَوْمَأْتُ إِذا أَشرتَ إِليه.

وقيل: الإِيماءُ أَن يكونَ أَمامَك فتُشِيرَ إليه بيدكَ، وتُقْبِلَ

بأَصابِعك نحو راحَتِكَ تَأْمُرُه بالإِقْبالِ إِلَيْكَ، وهو أَوْمَأْتُ إليه.

والإِيبَاءُ: أَن يكون خَلْفَك فَتَفْتَح أَصابِعَك إِلى ظهر يدك تأْمره

بالتأَخُّر عنك، وهو أَوْبَأْتُ. قال الفرزدق، رحمه اللّه تعالى:

تَرَى الناسَ إِنْ سِرْنا يَسِيرُونَ خَلْفَنا، * وإِنْ نَحْنُ وَبَّأْنا إِلى النَّاسِ وقَّفُوا

ويروى: أَوْبَأَنا. قال: وأَرى ثعلباً حكى وبَأْتُ بالتخفيف. قال: ولست منه على ثقة. ابن بُزُرْجَ: أَوْمَأْتُ بالحاجبين والعينين ووَبَأْتُ باليَدَيْنِ والثَّوْبِ والرأْس. قال: ووَبَأْتُ الـمَتاعَ وعَبَأْتُه بمعنى واحد. وقال الكسائي: وَبَأْتُ إليه مِثل أَوْمَأْتُ. وماءٌ لا يُوبئُ مثل لا يُؤْبي(1)

(1 قوله «مثل لا يؤبي» كذا ضبط في نسخة عتيقة من المحكم

بالبناء للفاعل وقال في المحكم في مادة أبى ولا تقل لا يؤبى أي مهموز الفاء والبناء للمفعول فما وقع في مادة أبي تحريف.). وكذلك الـمَرْعَى.

ورَكِيَّةٌ لا تُوبئُ أَي لا تَنْقَطِعُ؛ واللّه أَعلم.

وب

أ1 وَبِئَتِ الأَرْضُ, (S, K,) aor. ـب (K, TA,) or ـْ (CK,) and تَوْبَأُ, (accord. to the K: in the (S and) L and other lexicons, only this last aor. is mentioned; but it is asserted on the authority of Az, who says that this form of the pret. is of the dial. of the Kusheyrees, that the aor. is تِيبَا, with kesr to the ت, [contr. to analogy,] TA,) inf. n. وَبَأٌ; (K;) or وَبَآءَةٌ; (S;) and وَبِيَت, aor. ـْ and تَوْبَا; (Moo'ab and Jámi') and وَبُؤَت, inf. n. وَبَآءٌ and وَبَآءَةٌ and أَبَآ and أَبَآةٌ (K, the و being changed into أ in the latter two); and with و without وَبُاَ, [i. e., وَبُوَت]; (Moo'ab and Jámi'] and وُبِئَت, (S, K,) like عُنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] (K,) aor. ـب (L and other lexicons,) in which, the و being changed into ى, the vowel of the first letter necessarily becomes kesr, (TA,) or تُوبَأُ, (S,) inf. n. وَبْءٌ, (K, TA: in the CK وَبَأٌ,) or وَبَآءٌ; (S, L, &c.;) and ↓ أَوْبَأَت, (S, K,) inf. n. إِيبَآءٌ; (TA;) The land was, or became, afflicted with وَبَأ: (K:) or, much afflicted with disease. (S.) A2: وَبَأَ, aor. ـْ (K; contr. to rule, which requires that the aor. should be يَبَا; MF;) and ↓ وبّأ; He put the utensils, or goods, one upon another; or packed them up: or he prepared, set in order, or arranged, them; syn. عَبَأَ. (K.) A3: وَبَأَ إِلَيْهِ; (S, K: Ibn-El-Mukarram says, I think that Th has mentioned وَبَأْتُ, without tesh-deed; but I am not confident of it; TA;) and ↓ اوبأ, inf. n. إِيْبَآءٌ; (S, K;) dial. vars. of وَمَأَ and أَوْمَأَ; (S;) He made a sign to him: (S, K:) or اوبأ اليه signifies he made a sign to him with his fingers, forwards, that he should approach; and اومأ اليه “ he made a sign to him with his fingers, backwards, that he should retire, or remain behind. ” So accord. to the K; but this is at variance with what the leading lexicographers have transmitted. In the L it is said, وبأ اليه and اوبأ are dial. syns. of ومأ and اومأ he made a sign to him: or, accord. to some, اومأ اليه signifies “ he made a sign with his hand to him, (i. e., to a person before him,) turning his fingers towards the palm of his hand, in order that he should approach him; ” [in doing which, the palm of the hand is held towards the person beckoned;] and ↓ اوبا أليه he made a sign to him; (i. e., to a person behind him,) opening his fingers [from the palm] towards the back of the hand, in order that he should retire, or remain behind; [in doing which, the palm of his hand is towards himself]. El-Ferezdak says, تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا يَسِيرُونَ خَلْفَنَا النَّاسِ وَقَّفُوا ↓ وَإِنْ نَحْنُ وَبَّأْنَا إِلَى

[If we journey on, thou seest the people journey on behind us; and if we make a sign to the people to remain behind, they stop, one after another]. ↓ أَوْبَأْنَا is also read in this verse for وَبَّأْنَا. Ibn-Buzruj says, that اومأ signifies “ he made a sign with the eyebrows, and the eyes; ” and ↓ وبّأ, he made a sign with the hands, and a garment, and the head. (TA.) b2: وَبَأَتْ إِلَيْهِ, aor. ـَ She (a camel) yearned towards it [i. e., towards her young one]; or uttered to it the cry produced by yearning: syn. حَنَّتْ. (K.) 2 وَبَّاَ see 1.4 اوبأ It became unwholesome: syn. صَارَ وَبِيْأً. (TA.) A2: See 1.

A3: أُوبِئَ He (a young weaned camel) suffered in the stomach from indigestion, in consequence of repletion. (K, TA.) A4: مَاءٌ لَا يُوبِئُ, like يُوبِى, Water that does not fail, or stop. The like is said of pasture. (TA.) 5 تَوَبَّاَ see 10.10 استوبا (S, K,) and ↓ توبّأ (TA) He found, or deemed, a country, (S, K,) or water, (TA,) unhealthy, or unwholesome: (K, TA:) [see وَبَأٌ:] or, much afflicted with disease. (S.) وَبَأٌ and ↓ وَبَآءٌ, (S, K,) and also without وَبُاَ, [وَبًا,] (TA,) Plague, or pestilence; syn. طَاعُونٌ: (K:) or a common, or general, [or an epidemic,] disease: (S:) or any such disease: (K:) or a quickness, and commonness, of death among men. (TA.) Accord. to Ibn-En-Nefees, it is a corruption happening to the substance of the air, by reason of causes in the heavens or the earth; as stinking water, and carcases, such as are the result of bloody battles. Accord. to the hakeem Dá-ood, it is a change effected in the air by events in the higher regions, as the conjunction of beaming stars; and by events in the lower regions, as bloody battles, and the opening of graves, and the ascending of putrid exhalations; with which causes conspire the changes of the seasons and elements, and the revolutions of the universe. They mention also its signs; among which are fever, small-pox, defluxions, itch or scab, tumours, &c. What is said in the Nuzheh necessarily implies that the طاعون is one of the different kinds of وبا; as the physicians hold to be the case: but the opinion which the critics among the professors of practical law and the relaters of traditions hold is, that these two diseases are distinct, the one from the other; the وبا being an unwholesomeness in the air, in consequence of which diseases become common among men; and the طاعون being that kind [of disease] with which men are smitten by the jinn, or genii: an opinion which they corroborate by the words in a trad. إِنَّهُ وَحْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الجِنِّ [Verily it is the unpenetrating thrusting of your enemies among the jinn]. (TA.) The pl. of وَبَأٌ is أَوْبَآءُ; and of ↓ أَوْبِيَةٌ, وَبَآءٌ (S, K, TA) or أَوْبِئَةٌ. (CK.) بِئَةٌ The state of a land being afflicted with وَبَأ. (K.) أَرْضٌ وَبِئَةٌ, and ↓ وَبِيْئَةٌ, (S, K,) and ↓ مَوْبُوْءَةٌ, (S, L,) and مُوبِئَةٌ, (S, K,) a land much, or often, afflicted with وَبَأ: (K:) or, much afflicted with disease. (S.) وَبَاءٌ: see وَبَأٌ.

وَبِىْءٌ Sick; unwell; (IAar:) See أرْضٌ وَبِئَةٌ. b2: وَبِىْءٌ Unwholesome water. (TA.) مُوبِئٌ Engendering وَبَأ. (TA.) b2: جُرْعَةَ شَرُوبٍ

أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ A draught of brackish water is more profitable than sweet water that engenders وَبَأ. (A trad.) Here the وَبُاَ is omitted in the last word to assimilate it to شروب. It is a proverb, applied to two men; one, superior in station, and more slim; the other, inferior in station, but more useful. (TA.) b3: See أَرْضٌ وَبِئَةٌ. b4: مُوبِئٌ Water that is little in quantity; and failing, or stopping. (K.) مَوْبُوْءَةٌ: see أَرُضٌ وَبِئَهٌ.
وبأ
: ( {الوَبَأُ مُحرَّكةً) بِالْقصرِ والمَدّ والهمزة، يُهمز وَلَا يُهمز (: الطَّاعُونَ) قَالَ ابنُ النَّفِيس: الوَبَاءُ: فَسادٌ يَعْرِض لِجَوْهَر الــهَوَاءِ لأَسبابٍ سَمَاوِيّة أَو أَرْضِيَّة، كالمَاءِ الآسن والجِيَفِ الكثيرَة، كَمَا فِي المَلاحِم، وَنقل شيخُنا عَن الحَكيم داؤود الأَنطاكي رَحمَه الله تَعَالَى اينَّ الوَبَاءَ حَقيقة تَغَيُّر الــهواءِ بالعَوَارِض العُلْوِيَة، كاجتماع كواكبَ ذاتِ أَشِعَّة والسُّفْلِيّة كالملاحِم وانفتاحِ القُبور وصُعودِ الأَبْخِرة الْفَاسِدَة، وأَسبابُه مَعَ مَا ذُكِرَ تَغَيُّرُ فصولِ الزمانِ والعناصرِ وانقلابُ الكائنات، وَذكروا لَهُ علاماتٍ، مِنْهَا الحُمَّى والجُدَرِيّ والنَّزَلاَت والحِكَّة والأَورام وغيرُ ذَلِك، ثمَّ قَالَ: وَعبارَة النُّزهة تَقْتَضِي أَن الطَّاعُون نوعٌ من أَنواع الوَبَاءِ وفَرْدٌ من أَفراده، وَعَلِيهِ الأَطباءُ، وَالَّذِي عَلَيْهِ المُحَقِّقون من الْفُقَهَاء والمُحَدِّثين أَنهما مُتبايِنَانِ،} فالْوَبَاءُ: وَخَمٌ يُغَيِّرُ الــهواءَ فتَكثُر بِسَبَبِهِ الأَمراضُ فِي الناسِ، والطاعونُ هُوَ الضَّرْبُ الَّذِي يُصِيب الإِنحسَ من الجِنِّ، وأَيَّدوه بِمَا فِي الحَديث أَنه وَخْزُ أَعْدائكم من الجِنّ (أَو كلُّ مَرَضٍ عَامَ) ، حَكَاهُ القَزَّاز فِي جَامعه، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ هَذَا الوَبَأَ رِجْزٌ) (ج) أَي الْمَقْصُور المهموز ( {أَوبَاءٌ) كَسَبَبٍ وأَسباب (ويُمَدُّ) مَعَ الْهَمْز وَحِينَئِذٍ (ج} أَوْبِيَةٌ) كــهَوَاءٍ وأَهْوِيَة، وَنقل شَيخنَا عَن بَعضهم ايْنَ المقصورَ بِلَا هَمْزٍ يُجمَع على أَوْبِيَة، والمهموز على أَوْباءٍ، قَالَ: هَذِه التفرقةُ غيرُ مَسموعةٍ سَمَاعا وَلَا جارِيةٌ على القياسِ. قلت: هُوَ كَمَا قَالَ. وَفِي (شرح المُوَطَّإِ) : الوبَاءُ، بالمَدِّ: سُرْعَة المَوْتِ وكَثْرَته فِي النَّاس.
وَقد ( {وَبِئَتِ الأَرْضُ كفَرِحَ} تِيبَأُ) بِالْكَسْرِ، {وتَيْبَأُ بِالْفَتْح (} وَتَوْبَأُ) بِالْوَاو ( {وَبَأً) محركةً، (و) } وَبُؤَ (ككَرمَ وَباءً {ووَبَاءَةً) بالمدّ فيهمَا (} وأَباءً {وأَبَاءَةً) ، على البدَل (و) } وُبِىءَ بالمبنى للْمَفْعُول (كَعُنِيَ {وَبْأً) على فَعْلٍ (} وأَوْبَأَتْ) ، وسياقُه هَذَا لَا يَخْلُو عَن قلقٍ مَا، فإِن الَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وغيرِه من كتب اللُّغَة أَنّ {وَبِئَت الأَرضُ كَفَرِح} تَوْبَأُ، بِالْوَاو فِي الأَصل، وَبَأً محركة، {ووَبُؤَتْ كَكَرُم} وَبَاءً {وَوَبَاءَةً بِالْمدِّ فيهمَا، وأَباءً وأَباءَةً، على الْبَدَل والمَدِّ فيهمَا، وأَوْبَأَتْ} إِيبَاءً ووُبِئَتْ كعُنِي {تِيْبَأُ، أَي بقلب الْوَاو يَاء، فلزمَ كَسْرُ علامةِ المُضَارَة لمُناسبة الياءِ، وَبَاءً، بالمدّ. نقل شيخُنا عَن أَبي زيدٍ فِي كتاب الْهَمْز لَهُ: وَبِئَت بِالْكَسْرِ فِي الْمَاضِي مَعَ الْهَمْز لُغةُ القُشَيْرِيِّين، قَالَ: وَفِي الْمُسْتَقْبل تِيبَأُ، بِكَسْر التاءِ مَعَ الْهَمْز أَيضاً، وَحكى صَاحب (الموعب) وَصَاحب (الْجَامِع) : وَبِيَتْ، بِالْكَسْرِ بِغَيْر همز تَيْبَا وتَوْبَا، بِفَتْح التاءِ فيهمَا وبالواو من غير همزٍ. انْتهى.
(وَهِي) أَي الأَرض (} وَبِئَةٌ) على فَعِلَة ( {وَوَبِيئَةٌ) على فَعِيلة} ومَوْبُوءَةٌ، ذكره ابنُ مَنْظُور، ( {وَمُوبِئَةٌ) كمُحْسِنة أَي (كَثِيرَتُه) أَي الوَباءِ، (والاسمُ) مِنْهُ (} البِئَةُ كَعِدَةٍ) .
{واسْتَوْبَأْتُ الماءَ والبلَدَ} وتَوَبَّأْتُه: استَوْخَمْتُه، وَهُوَ ماءٌ {- وَبِيءٌ، على فَعِيلٍ. وَفِي حَدِيث عبد الرحمان بن عَوْفٍ (وإِنَّ جُرْعَةَ شَرُوبٍ أَنْفَعُ من عَذْبِ} مُوبٍ) ، أَي مُورث {للوَبَاءِ. قَالَ ابنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِي بِغَيْر همزٍ، وإِنما ترك الْهَمْز لِيُوازَنَ بِهِ الحرفُ الَّذِي قَبْلَه وَهُوَ الشَّرُوب، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبه لرجلينِ: أَحدُهما أَرفَعُ وأَضَرُّ، وَالْآخر أَدْوَن وأَنْفَعُ. وَفِي حديثِ عَلِيَ (أَمَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ} فَأَوْبَأَ) أَي صَارَ {وَبيئاً.
(} واسْتَوْبَأَهَا) أَي (اسْتَوْخَمَها) ووجدَها {وَبِيئَةً.
والباطِلُ} - وَبِيءٌ لَا تُحْمَد عاقِبتُه، وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: {- الوَبيءُ: العليلُ.
(} وَوَبَأَه! يَوْبَؤُه) . قَالَ شَيخنَا: هَذَا مُخالفٌ للْقِيَاس ولقاعدةِ المُصنّف، لأَن قَاعِدَته تقتضِي أَنْ يكون مثل ضَرَب، حَيْثُ أَتْبَع الماضِيَ بالآتي، وَلَيْسَ ذَلِك بمرادِه هُنا وَلَا صحيحٍ فين فس الأَمر، والقياسُ يَقْتَضِي حَذْفَ الوَاوِ، لأَنه إِنما فَتح لِمكان حَرْفِ الحَلْقِ، فحَقُّه أَن يكون كَوَهَبَ، وكلامُه يُنافِي الأَمْرَينِ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، انْتهى وَقد سقط من بعض النّسخ ذِكْرُ يَوْبَؤُه، فعلى هَذَا لَا إِشكال. وَوَبأَهُ يَعْنِي المَتَاعَ و (عَبَأَه) بِمَعْنى وَاحِد، وَقد تقدَّم ( {كَوَبَّأَهُ) مُضعَّفاً.
(و) وَبَأَ (إِليه: أَشَارَ} كَأَوْبأَ) لغةٌ فِي وَمَأَ وَأَوْمَأَ، بِالْمِيم، (أَو {الإِيباءُ) هُوَ (الإِشارَةُ بالأَصابع من أَمامكَ لِيُقْبِلَ، والإِيماءُ) بالميمِ: هُوَ الإِشارةُ بالأَصابع (مِنْ خَلْفِكَ لِتَتَأَخَّرَ) ، وَهَذَا الْفرق الَّذِي ذكره مُخالِفٌ لما نَقله أَئمةُ اللُّغَة. فَفِي (لسانِ الْعَرَب) : وَبَأَ إِليه وأَوْبَأَ، لُغة مفي وَمَأْتُ وأَوْمَأْتُ إِذَا أَشَرْت، وَقيل: الإِيماءُ: أَن يَكون أَمامَك فتشِيرَ إِليه بِيَدِكَ وتُقْبِلَ بأَصابعك نَحو رَاحَتِك تأْمُرُه بالإِقبال إِليك، وَهُوَ أَوْمأْتُ إِليه،} والإِيباءُ: ايْنَ يكون خَلْفَكَ فَتَفْتَح أَصابِعَكَ إِلى ظَهْرِ يَدِك، تَأْمُره بالتَّأَخُّرِ عَنْك، وَهُوَ أَوْبَأْتُ، قَالَ الفرزدق:
تَرَى النَّاسَ إِنْ سِرْنَا يَسِيرُونَ خَلْفَنَا
وَإِنْ نَحْنُ {وَبَّأْنَا إِلى النَّاسِ وَقَّفُوا
ورُوِي} أَوْبَأْنَا، وَنقل شيخُنا هَذَا الفَرْقَ عَن كُرَاع فِي المُجَرَّد، وابنِ جِنِّي وابنِ هِشامٍ اللَّخْمِيّ وأَبي جَعْفَرٍ اللَّبْلِيِّ فِي (شَرْح الفصيح) ، وَمثله عَن ابْن القَطَّاع، قَالَ: وَفِي (الْقَامُوس) سَبْقُ قَلَمٍ، لمخالَفته الجُمْهورَ، واعترَض عَلَيْهِ كثيرٌ من الأَئمّة، وأَشار إِليه الْمَنَاوِيّ فِي شرْحِه. قلت: وَقَالَ ابْن سَيّده: وأُرَى ثَعْلَباً حَكَى وَبَأْتُ بالتخيف. قَالَ: وَلست مِنْهُ على ثِقَةٍ. وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: أَوْمَأْتُ بالحَاجِبَيْنِ والعَيْنَيْنِ، وأَوْبأْتُ باليَدَيْنِ والثَّوْبِ والرَّأْسِ.
( {وَأُوبِىءَ الفَصِيلُ: سَنِقَ) أَي بِشَمِ (لامْتِلاَئِه) .
(} والمُوبِىءُ) كمُحْنِسٍ: (القَلِيلُ من الماءِ والمُنْقَطِعُ) وماءٌ لَا يُوبِيءُ مثلا لَا يُؤْبِي، وَكَذَلِكَ المَرْعَى، وَرَكِيَّةٌ لَا تُؤْبي أَي لَا تَنْقَطِع.
(ووَبَأَتْ ناقتِي إِليه {تَبَأُ) ، أَي بِحَذْف الْوَاو وبالفتح، لمَكَان حَرْف الْحلق، أَي (حَنَّتْ) إِليه نَقله الصَّاغَانِي.
(و ب أ) : (الْوَبَاءُ) بِالْمَدِّ الْمَرَضُ الْعَامُّ (وَأَرْضٌ وَبِيئَةٌ وَوَبِيَّةٌ وَمَوْبُوءَةٌ) كَثُرَ مَرَضُهَا (وَقَدْ وَبِئَتْ وَوُبِئَتْ وَبَاءً)) .
وبأ
وبُؤَ يَوبُؤ، وَباءً ووَباءةً، فهو وبيء
• وبُؤت الأرضُ: كثُر فيها الوباءُ. 

وبِئَ يَوبَأ، وَبَأً ووَبَاءً، فهو وَبِئ
• وَبِئَ البلدُ: وبُؤ؛ كثُرَ فيه الوباءُ "معسكر وبئ". 

وُبِئَ يُوبَأ، وَباءً ووَبْئًا، والمفعول مَوْبوء وووبيء
• وُبئتِ الأرضُ: كثُر فيها الوباءُ. 
5535 - 
أوبأَ يُوبئ، إيباءً، فهو مُوبِئ
• أوبأ مكانُ المعركة: صار وبيئًا، أي كثُرت فيه الأمراض العامَّة الفاشية كالطَّاعون وغيره. 

مَوْبوء [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وُبِئَ.
2 - مُصابٌ بالوباء "بلدٌ/ فأرٌ موبوء- منطقة/ قطَّة موبوءة".
• موبُوءٌ بالشّيء: مُتَعفِّنٌ به "وسطٌ موبوء بالغازات السَّامّة- أفكار مَوبوءة بالخرافات". 

وَبْء [مفرد]: مصدر وُبِئَ. 

وَبَأ [مفرد]: ج أوباء (لغير المصدر):
1 - مصدر وبِئَ.
2 - (طب) وباء؛ كُلُّ مرضٍ شديد العدوى، سريع الانتشار من مكان إلى مكان يصيب الإنسان والحيوان والنّبات، وعادة ما يكون قاتلاً كالطّاعون "كثيرًا ما تنتشر الأوباءُ بعد الحرب". 

وَبِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبِئَ. 

وَباء [مفرد]: ج أَوْبئة (لغير المصدر):
1 - مصدر وبُؤَ ووُبِئَ ووبِئَ.
2 - (طب) وَبَأ؛ كُلُّ مرضٍ شديد العدوى، سريع الانتشار من مكان إلى مكان، يصيب الإنسان والحيوان والنَّبات، وعادةً ما يكون قاتلاً كالطّاعون "وَباءُ الكوليرا/ الطَّاعون- تفشَّى الوَباءُ" ° شهادة خُلُوّ من الأوبئة: أي براءة صحّيّة- وَباء مستوطن: دائم الانتشار في بلد.
• وباءٌ موضعيّ: (طب) وباء محدود الانتشار لا يتجاوز المزرعة أو المنطقة الجغرافيّة، وهو يُصيب نوعًا أو أنواعًا من الحيوانات. 

وَباءة [مفرد]: مصدر وبُؤَ. 

وَبائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وَباء.
• مرض وبائيّ: (طب) مرض سريع الانتشار، مهاجم لأعداد كبيرة من البشر، أو الحيوانات في وقت واحد، ضمن منطقة أو إقليم واحد.
• الْتِهاب الكبد الوبائيّ: (طب) مرض ينتج عن الإصابة بفيروس يؤدِّي إلى التهاب الكبد، أعراضه الحُمّى والضَّعف، وفقدان الشَّهيّة والقيء واصفرار الجلد والصَّفراء، تنتقل عدواه عن طريق الغذاء الملوَّث ونقل الدَّم الملوث أو الحقن الملوَّثة.
• عِلْم الأمراض الوبائيَّة: (طب) أحد فروع الطب الذي يدرس الأمراض الوبائية. 

وبائيّات [جمع]: مف وبائيَّة: (طب) أمراض شديدة العَدْوى، سريعة الانتشار من مكان إلى مكان، تُصيب الإنسان والحيوان والنَّبات، وقد تكون أفكارًا هدَّامة ومبادئ لغزو العقول والثَّقافات "أصبحت الأرض المحتلَّة مُمهَّدة لاستقبال الوبائيّات النفسيّة والاجتماعيّة- هناك وبائيَّات مستوطنة كالملاريا والتيفوئيد- تتزايد وبائيّات الإدمان ومضاعفاته في العالم". 

وَبِيء [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبُؤَ ° مَوْرِد الجَهْل وَبِيء المَنْهَل [مثل]: يُضرب في النَّهي عن اتّخاذ الجهل وسيلة لقضاء الحوائج. 

سكك

سكك


سَكَّ(n. ac. سَكّ)
a. Made fast, barred, barricaded (door).
b. Dug out (well).
c. Cut off the ears of, docked.
d. Struck, coined (money).
e. Stumbled, fell.
f.(n. ac. سَكَك), Had small ears; had a narrow ear-hole.
g. Was deaf.

إِسْتَكَكَa. Was stopped up.

سَكّ
(pl.
سِكَاْك سُكُوْك)
a. Nail; ironpeg.
b. Rank.
c. Series.
d. see 3
سَكِّيّa. see 1 (a)
سِكَّة
(pl.
سِكَك)
a. Ploughshare.
b. Die ( for coining ).
c. Coin.
d. Street, high-road; avenue.

سِكِّيّa. see 2t (c)
سُكّ
(pl.
سِكَاْك)
a. Narrow well.
b. Coat of mail, corselet.

سَكَكa. Deafness.

سِكَّة حَدِيْد
a. Railway, railroad.

دَار السِّكَّة
a. Mint.
س ك ك: (السَّكُّ) الْمِسْمَارُ. وَ (اسْتَكَّتْ) مَسَامِعُهُ أَيْ صَمَّتْ وَضَاقَتْ. وَ (السِّكَّةُ) حَدِيدَةٌ تُحْرَثُ بِهَا الْأَرْضُ. وَالسِّكَّةُ أَيْضًا الطَّرِيقَةُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: «خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ» أَيْ مُلْقَحَةٌ. قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ الْمُحَدِّثُونَ وَأَئِمَّةُ اللُّغَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْجَوْهَرِيُّ أَيْضًا ذَكَرَهُ فِي [أم ر] وَقَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: السِّكَّةُ هُنَا الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا وَمَأْبُورَةٌ مُصْلَحَةٌ. قَالَ: وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ خَيْرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَوْ زَرْعٌ. وَالسِّكَّةُ أَيْضًا الزُّقَاقُ. وَسِكَّةُ الدَّرَاهِمِ هِيَ الْمَنْقُوشَةُ. وَ (السُّكُّ) مِنَ الطِّيبِ عَرَبِيٌّ. 
(س ك ك) : (السَّكَكُ) صِغَرُ الْأُذُنِ وَرَجُلٌ أَسَكُّ وَعَنْزٌ سَكَّاءُ وَهِيَ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ الَّتِي لَا أُذُنَ لَهَا إلَّا الصِّمَاخَ وَعَنْ هِشَامٍ سَأَلْتُ أَبَا يُوسُفَ عَنْ السَّكَّاءِ وَاَلَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَقَالَ تُجْزِئُ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَأَمَّا السَّكَّاءُ فَإِنْ كَانَتْ لَهَا أُذُنٌ فَهِيَ تُجْزِئُ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةَ الْأُذُنِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أُذُنٌ فَإِنَّهَا لَا تُجْزِئُ وَلَفْظُ الْقُدُورِيِّ فَأَمَّا السَّكَّاءُ فَهِيَ الَّتِي لَا أُذُنَ لَهَا خِلْقَةً وَأَمَّا مَنْ قَالَ هِيَ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَقَدْ أَخْطَأَ (وَالسِّكَّةُ) الزُّقَاقُ الْوَاسِعُ وَالسِّكَّةُ أَيْضًا دَارُ الْبَرِيدِ (وَأَصْحَابُ السِّكَكِ) فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هُمْ الْبُرُدُ الْمُرَتَّبُونَ بِهَا لِيُرْسَلُوا فِي الْمُهِمَّات (وَالسِّكِّينُ) يُذَّكَرُ وَيُؤَنَّثُ فِعْلِينُ مِنْ السَّكِّ أَوْ فِعِّيلٌ مِنْ السُّكُونِ (وَالسُّكُّ) بِالضَّمِّ ضَرْبٌ مِنْ الطِّيبِ.
س ك ك

إذن سكاء بيّنة السكك وهو قصرها وصغرها، وقيل: صغر قوفها وضيق صماخها، وآذان سك. ورجل أسك. ويقال لما لا أذن له أصلاً: أسك. وكل الطير سك: مصلمة الآذان، وسكه يسكه إذا اصطلم أذنيه. وضرب هذا الدرهم في سكة فلان. وشق الأرض بالسكة. وله سكة من نخل. وهو يسكن سكة بني فلان وهي الزقاق الواسع. ودرع مشدودة السك وهو مسمارها. ودخلت العقرب في سكها: في جحرها. وحلق النسر في السكاك: في الجو.

ومن المجاز: استكت مسامعه: صمت. قال النابغة:

وأخبرت خير الناس أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع واستك البيت: استد خصاصه. واستكّت الرياض: التفت واستد خصاصها التفافاً. قال الطرماح يصف ظليماً:

صنتع الحاجبين خرطه البق ... ل بدياً قبل استكاك الرياض

ودرع سكاء: ضيقة الحلق. ويقال: خذ في هذه السكة أي الطريقة، وأنت على سكة واضحة. قال الشماخ:

حنت على سكة الساري تجاوبها ... حمامة من حمام ذات أطواق

والساري: موضع. وفلان صعب السكة إذا لم يقر لنزاقة فيه.
[سكك] فيه: خير المال "سكة" مأبورة، هي الطريقة المصطفة من النخل، ومنها السكك للازقة لاصطفاف الدور فيها. ج: والسكة موضع كان يه الرجال المرتبون من رباط أو قبة. وفيه ح: نهى عن كسر "سكة" المسلمين الجائزة فيما بينهم، أراد الدينار والدراهم المضروبة لأنهما طبعتا بالحديدة واسمها السكة - ومر في بأس من ب. وح: ما دخلت "السكة" دار قوم إلا ذلوا، هي التى تحرث بها الأرض أي أن المسلمين إذا اقبلوا على الدهنقة والزراعة شغلوا عن الغزو وأخذهم السلطان بالمطالبات والجبايات، ويقرب منه ح: العز في نواصى الخيل والذل في أذناب البقر. ك: السكة بالكسر، والحاصل أن فيها ذل الدنيا وعز الآخرة لما فيها من الثواب بانتفاع ذى كبد وهو أفضل المكاسب على الصحيح، وقيل: هو التجارة، وقيل: الصياغة. ط: وجه الذل أن اختياره لجبن في النفس أو قصور في الهمة واكثرهم يلزمون بالحقوق السلطانية ولو أثروا الجهاد لدرت عليهم الأرزاق واتسعت المذاهب. نه: مر بجدى "أسك" أي مصطلم الأذنين مقطوعهما. وفيه:"استكتا" إن لم أكن سمعته، أي صمتا والاستكاك الصمم وذهاب السمع. وفيه: خطب على المنبر وهو غير "مسكوك" أي غير مسمر بمسامير الحديد، والسك تضبيب الباب، والسكى المسمار، ويروى بالشين المعجمة وهو المشدود. وفيه: كنا نضمد جباهنا "بالسك" المطيب عند الإحرام، هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. ك: قلادة من طيب و"سك" هو بضم مهملة وكسر كاف طيب، وقيل: خيط ينظم فيه خرز. ومنه: ثم جمعته في سك. ط: ومنه كان له "سكة" يتطيب منها. نه: وفي ح الصبية المفقودة: فحملنى على خافية من خوافيه ثم دوم بى في "السكاك" هو الجوا وهو ما بين السماء والأرض. ومنه: شق الأرجاء و"سكائك" الــهواء، هو جمع سكاكة وهو السكاك. ك: ويسعون في "السكك" بكسر سين جمع سكة أي أزقة خيبر ويقولون: محمد! أي جاء محمد.
[سكك] السَكُّ: المسمار، والجمع السِكاكُ. قال الشاعر يصف درعاً : ومَشْدُودَة السَكِّ مَوْضونَة تَضاَءلُ في الطَيِّ كالمبرد قوله " مشدودة " منصوب لانه معطوف على قوله:

وأعددت للحرب وثابة * وربما قالوا سكى، كما يقال دو ودوى، ومنه قول الأعشى:

كماالسَكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ * والسَكُّ: الدرعُ الضيّقةُ الحَلَقِ. والسَكُّ: أن تُضَبِّبَ الباب بالحديد. والسكك: صغر الاذن. وأُذُنٌ سَكًّاءُ، أي صغيرةٌ. يقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبيضُ، وكلُّ شَرْفاءَ تَلِدُ فالسَكَّاءُ: التي لا أذن لها. والشرفاء: التي لها أذن وإن كانت مشقوقة. ويقال سَكَّهُ يَسُكُّهُ، إذا اصطلمَ أُذُنَيه. وهو يَسُكُّ سَكَّاً، إذا رَقَّ ما يجئ منه من الغائط. واستكت مسامعه، أي صَمَّتْ وضاقت. ومنه قول الشاعر :

وتلك التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ * وقال عبيد بن الأبرص: دَعا مَعاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهُمْ يا لَهْفَ نَفْسِيَ لو يَدْعو بني أُسَدِ واسْتَكَّ النبتُ، أي التف وانسد خصاصه. قال الطرماح: صنتع الحاجبين خوطة البقل بديا قبل استكاك الرياض قال أبو عمرو: السِكَّةُ: حديدة تحرث بها الارض. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل. ومنه قولهم: " خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مأمورةٌ، أو سِكةٌ مأبورةٌ " أي ملحقة، وكان الاصمى يقول: السِكَّةُ ها هنا الحديدةُ التي يُحرَث بها. ومأبورةٌ. مُصْلَحَةٌ. قال: ومعنى هذا الكلام خيرُ المال نِتاجٌ أو زرعٌ. والسِكَّةُ: الزُقاقُ. وسِكَّةُ الدراهم، هي المنقوشة. والسُكُّ بالضم: البئر الضيِّقة من أعلاها إلى أسفلها. عن أبى زيد. ويسمى جحر العقرب سُكَّاً. والسُكُّ أيضاً من الطيبِ، عربيٌّ. والسُكاكُ والسُكاكَةُ: الــهواءُ الذي يلاقي أعنانَ السماء. ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ولو نزوت في السُكاكِ "، أي في السماء. والسكاسك: أبو قبيلة من اليمن، وهو السكاسك بن وائلة بن حمير بن سبأ. والنسبة إليه سكسكى.
سكك
سَكَّ سَكَكْتُ، يَسُكّ، اسْكُكْ/ سُكَّ، سَكًّا، فهو ساكّ وأَسَكّ، والمفعول مَسْكوك
• سكَّ البابَ: أغلقه بالحديد أو المسامير "سكَكْت البابَ على من بالدَّار".
• سكَّ النُّقودَ: ضربها، سبكها وطبَعها ° سكَّه على قفاه: ضربه.
• سكَّ الصَّوتُ المرتفعُ السَّمعَ: أصمَّه لشِدَّته. 

استكَّ يستكّ، اسْتَكِكْ/ اسْتَكَّ، اِسْتِكاكًا، فهو مُسْتَكّ
• استكَّت مسامعُه: انسدَّت وصُمَّتْ "ما استكَّ في مسامعي مثله: ما دخل". 

أَسَكُّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سَكَّ: أَصَمُّ. 

سَكّ [مفرد]: مصدر سَكَّ.
• دار السَّكّ: مصنع يعهد إليه بسَكّ النقود المعدنيّة.
• قرص السَّكّ: قرص مسطح من المعدن جاهز للطبع كالعملة. 

سَكّاك [مفرد]: ج سَكّاكة:
1 - صيغة مبالغة من سَكَّ: كثير الإغلاق.
2 - مَنْ يضرب السِّكّة، وهي حديدة النُّقود. 

سكّاكة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَكّاك.
2 - آلة تُغلق بها الأبواب. 

سِكّة [مفرد]: ج سِكَك:
1 - طريق مُسْتوٍ "قابلته في السِّكّة- سكّة السفر" ° أصحاب السِّكك: رجال البريد- أولاد السِّكك: أولاد الزِّنى- سكّة السلامة: دعاء بسلامة الشخص من شرّ الطريق.
2 - حديدة منقوشة تضرب عليها النقود.
3 - حديدة المحراث التي تشقّ الأرض "شقّ الأرض بالسِّكّة".
• سِكَّة الحديد/ سِكَّة حَديدِيَّة: طريق ممهّد عليه قضيبان من الحديد متوازيان، تسير عليهما القطارات الآليّة. 

مَسْكوكات [جمع]: مف مَسْكوكة: قطع معدنيّة تحمل خاتما من السّلطة العامّة لضمان وزنها ودرجة نقائها "مسكوكات ذهبيّة/ فضيّة". 
(س ك ك) و (س ك س ك)

السكَك: الصمم.

وَقيل: السكَك: صغر الْأذن ولزوقها بِالرَّأْسِ وَقلة إشرافها.

وَقيل: قصرهَا ولصوقها بالخششاء. وَقيل: هُوَ صغر قوف الْأذن وضيق الصماخ، يكون ذَلِك فِي النَّاس وَغَيرهم.

وَقد سك سككاً، وَهُوَ أسك، قَالَ الراجز:

لَيْلَة حك لَيْسَ فِيهَا شكّ

أحك حَتَّى ساعدي منفك

أسهرني الأسيود الأسك

يَعْنِي: البراغيث، وأفرد على إِرَادَة الْجِنْس.

والنعام كلهَا: سك، وَكَذَلِكَ: القطا.

والسكاكة: الصَّغِيرَة الاذنين أَيْضا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَا رب بكر بالردا فِي واسج ... سكاكة سفنج سفانج

وسك الشَّيْء يسكه سكاًّ، فاستكَّ: سَده فانسدّ.

وَطَرِيق سك: ضيق منسد، عَن اللحياني.

وبئر سك، وسك: ضيق الْخرق.

وَقيل: الضيقة المحفر من اولها إِلَى اخرها، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

مَاذَا أخْشَى من قليب سك ... يأسن فِيهِ الورل المذكى

وَجَمعهَا: سكاك.

وبئر سكوك: كسك.

والسك: جُحر الْعَقْرَب وَالْعَنْكَبُوت لضيقه.

والسك: تضبيبك الْبَاب بالحديد.

والسك، والسكي، والسكي: المسمار، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابد من جَار يجير سَبِيلهَا ... كَمَا سلك السكي فِي الْبَاب فيتق يَعْنِي: النجار، وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة يصف درعا:

بَيْضَاء لَا ترتدى إِلَّا إِلَى فزع ... من نسج دَاوُد فِيهَا السك مقتور

والمقتور: الْمُقدر.

وَجمعه: سكوك، وسكاك.

وَدرع سك، وسكاء: ضيقَة الْحلق.

وَالسِّكَّة: حَدِيدَة تضرب عَلَيْهَا الدَّرَاهِم.

وسكة الحراث: حَدِيدَة الفدان.

وَالسِّكَّة: السطر الْمُصْطَفّ من الشّجر والنخيل وَمِنْه الحَدِيث الْمَأْثُور: " خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة "، الْمَأْبُورَة: الْمصلحَة الملقحة من النّخل، والمأمورة: الْكَثِيرَة النِّتَاج والنسل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كَانَ الْأَصْمَعِي يذهب فِي السكةالمأبورة إِلَى الزَّرْع، وَيجْعَل السِّكَّة هُنَا: سكَّة الحراث، كَأَنَّهُ كنى بالسكة عَن الأَرْض المحروثة بهَا.

وَالسِّكَّة: أوسع من الزقاق، سميت بذلك لاصطفاق الدّور فِيهَا، على التَّشْبِيه بالسكة من النّخل.

وَالسِّكَّة: الطَّرِيق المستوي.

وضربوا بُيُوتهم سكاكاً: أَي صفاًّ وَاحِدًا، عَن ثَعْلَب، وَقد تقدم بالشين عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَأدْركَ الْأَمر بسكته: أَي فِي حِين إِمْكَانه.

والسكاك، والسكاكة: الْــهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض.

والسكاكة من الرِّجَال: المستبد بِرَأْيهِ وَهُوَ الَّذِي يمْضِي رَأْيه وَلَا يشاور أحدا لَا يُبَالِي كَيفَ وَقع رَأْيه.

وَالْجمع: سكاكات، وَلَا يكسر. والسك: ضرب من الطّيب يركب من مسك ورامك.

وسك النعام سكاًّ: ألْقى مَا فِي بَطْنه كسجّ.

وسك بسلحه سكاًّ: رَمَاه رَقِيقا.

وَأَخذه ليلته سكٌّ: إِذا قعد مقاعد رقاقا.

وَقَالَ يَعْقُوب: اخذه سكٌّ فِي بَطْنه وسجٌّ: إِذا لَان بَطْنه، وَزعم أَنه مبدل، فَلَا ادري ايهما ابدل من صَاحبه.

وسكاء: اسْم قَرْيَة، قَالَ الرَّاعِي:

فَلَا ردهَا رَبِّي إِلَى مرج راهط ... وَلَا أَصبَحت تمشي سكاء فِي وَحل

والسكسكة: الضعْف.

وسكسك بن اشرس: من أقيال الْيمن.

والسكاسك، والسكاسكة، حَيّ من الْيمن، ابوهم ذَلِك الرجل.

سكك: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وقيل: السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها

بالرأْس وقِلََّة إشرافها، وقيل: قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء، وقيل: هو صِغر

فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وقد وصف به الصَّمَمُ، يكون ذلك في الآدميين

وغيرهم، وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ؛ قال الراجز:

ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ،

أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ،

أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ

يعني البراغيث، وأَفرده على إرادة الجنس. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك

القطا؛ ابن الأَعرابي: يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، وسَكَّاءُ

لأَنه لا أُذن لها، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد:

حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً،

للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

وقوله:

إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ

مثلُ النِّعامِ، والنعامُ صُكُّ

سُكٌّ أَي صُمُّ. الليث: يقال ظليم أَسَكُّ لأنه لا يسمع؛ قال زهير:

أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى،

له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ

(* وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكُّ).

واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ. ويقال: ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه

أَي ما دَخَلَ. وأُذن سَكَّاء أي صغيرة. وحكى ابن الأَعرابي: رجل سُكاكة

لصغير الأُذن، قال: والمعروف أَسَكّ. ابن سيده: والسُّكاكة الصغير الأذنين؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ،

سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ

ويقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: التي لا

أُذن لها، والشَّرْفاء: التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة. ويقال: سَكَّة

يَسُكّه إذا اصطَلم أُذنيه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي

مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت؛

ومنه قول النابغة الذبياني:

أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني،

وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ

وقال عَبيدُ بن الأَبرص:

دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم،

يا لَهْفَ نفْسيَ، لو يَدْعُو بني أَسَدِ

وفي حديث الخُدْرِي: أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم

أَكن سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الذهبُ بالذهب، أَي صَمَّتا.

والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وذهاب السمع. وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً

فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وطريق سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحياني.

وبئر سَكٌّ وسُكُّ: ضيقة الخرق، وقيل: الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى

آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ،

يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي؟

وجمعها سِكَاكٌ. وبئر سَكُوك: كَسُكٍّ. الأَصمعي: إذا ضاقت البئر فهي

سُكُّ؛ وأَنشد:

يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ

الفراء: حفروا قليباً سُكّاً، وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق.

والسُّكُّ من الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب والطيّ. والسُّكُّ، بالضم: البئر

الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها؛ عن أَبي زيد. والسُّكُّ: جُحْر العقرب

وجُحْرُ العنكبوت لضيقه.

واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه.

الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح يصف عَيْراً:

صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْـ

لُ بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ

والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد، وهو السَّكِّيُّ

والسَّكُّ. والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قال الأَعشى:

ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها،

كما سَلَكَ السَّكِّيَّ في البابِ فيَتْقُ

ويروى السَّكِّيّ بالكسرِ، وقيل: هو المسمار، وقيل الدينار، وقيل

البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وقيل الحَدَّاد، وقيل البَّواب، وقيل

المَلِكُ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو

غير مَسْكُوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد، ويروى بالشين، وهو

المشدود؛ وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً:

بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلاّ إلى فَزَعٍ،

من نَسْجِ داودَ، فيها السَّكُّ مَقْتُورُ

والمَقْتُور: المُقَدَّر، وجمعه سُكُوكِ وسِكَاك. والسُّكُّ: الدِّرع

الضيقة الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّاءٌ: ضيقة الحَلعق. والسِّكَّةُ:

حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة. وفي الحديث عن النبي،

صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم

إلاَّ من بأس؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ المضروبين، سمي كل

واحد منهما سِكَّة لأَنه طبع بالحديدة المُعَلِّمة له، ويقال له السَّكُّ،

وكل مسار عند العرب سَكٌّ؛ قال امرؤُ القيس يصف درعاً:

ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً،

تَضَاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ

قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله:

وأَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً،

جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ

وسِكَّةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: ما دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قوم إلاَّ ذَلُّوا.

والسَّكَّة في هذا الحديث: الحديدة التي يحرث بها الأرض، وهي السِّنُّ

واللُّؤمَةُ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا

كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدوّ بالزراعة والخفض، وإنهم

إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً من

عُمَّال الخراج وذلاً من الإلزامات، وقد عَلِمَ، عليه السلام، ما يلقاه

أصحاب الضِّيَاعِ والمزارع من عَسْفِ السلطان وإِيجابه عليهم بالمطالبات،

وماينالهم من الذلِّ عند تغير الأحوال بعده، وقريب من هذا الحديث قوله في

الحديث الآخر: العِزُّ في نواصي الخيل والذل في أَذناب البقر، وقد ذكرت

السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة معان مختلفة. والسِّكَّةُ

والسِّنَّةُ: المَأنُ الذي تحرث به الأرض.

ابن الأعرابي: السُّكُّ لُؤمُ الطبع. يقال: هو بسُكَّ طَبْعِه يفعل ذلك.

وسَكَّ إذا ضَيَّق، وسَكَّ إذا لَؤُمَ. والسِّكَّة: السطر المصطف من

الشجر والنخيل، ومنه الحديثُ المأثورُ: خير المال سِكَّةٌ مأبُورَةٌ

ومُهْرَةٌ مأمُورة؛ المأبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل،

والمأمورة: الكثيرة النِّتاجِ والنسل، وقيل: السِّكَّة المأبورة هي الطريق

المستوية المصطفة من النخل، والسَّة الزُّقاقُ، وقيل: إنما سميت الأزِقَّةُ

سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النخل. وقال أبو حنيفة: كان الأصمعي

يذهب في السِّكَّةِ المأبورة إلى الزرع ويجعل السكة هنا سكة الحرَّاث

كأَنه كنى بالسكة عن الأرض المحروثة، ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع،

والسِّكَّة أَوسع من الزُّقاقِ، سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على

التشبيه بالسِّكَّةِ من النخل. والسِّكَّةُ: الطريق المستوي، وبه سميت سِكَكُ

البَرِيدِ؛ قال الشَّمَّاخ:

حَنَّتْ على سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها

حمامةٌ من حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ

أََي على طريق الساري، وهو موضع؛ قال العجاج:

نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا

الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحلَه فقال: ذهب فمه سَكّاً في

الأرض عَشْرَ قِيَمٍ ثم سَرَبَ يميناً؛ أَراد بقوله سَكّاً أَي مستقيماً

لا عِوَجَ فيه. والسِّكَّةُ: الطريقة المُصْطَقَّة من النخل. وضربوا

بيوتَهم سكاكاً أي صفّاً واحداً؛ عن ثعلب، ويُقال بالشين المعجمة؛ عن ابن

الأَعرابي. وأدرك الأمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي في حين إمكانه.

واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ: الــهواءُ بين السماء والأرض، وقيل:

الذي لا يلاقي أعْنان السماء؛ ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في

السُّكاكِ أَي في السماء. وفي حديث الصبية المفقودة. قالت فحملني على

خَافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في السُّكاكِ؛ السُّكاك والسُّكاكة:

الجَوُّ وهو ما بين السماء والأرض؛ ومنه حديث علي، عليه السلام: شَقَّ

الأَرجاءَ وسَكائِكَ الــهواء؛ السكائك جمع السُّكاكَةِ وهي السُّكاكُ كذاؤبة

وذوائب. والسُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يعني الحُبَاريَات. ابن شميل:

سَلْقَى بناءَه أي جعله مُسْتَلْقِياً ولم يجعله سَكَكاً، قال: والسَّكُّ

المستقيم من البناء والحَفْرِ كهيئة الحائط. والسُّكَاكَةُ من الرجال:

المسْتَبِدُّ برأيه وهو الذي يُمْضِي رأيه ولا يشاور أَحداً ولايبالي كيف

وقع رأيه، والجمع سُكاكَاتٌ ولا يُكَسِّر.

والسُّكُّ: ضرب من الطيب يُرَكَّبُ من مِسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وفي حديث

عائشة: كنا نُضَمِّدُ جِباهَنابالسُّكِّ المُطَيَّب عند الإحرام؛ هو طيب

معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل.

وسَكِّ النعامُ سَكّاً: أَلقى ما في بطنه كَسجٍّ. وسَكَّ بسْلْحِه

سَكّاً: رماه رقيقاً. يقال: سَكٌّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إذا حذَف به.

الأصمعي: هو يَسُكُّ سَكّاً ويَسّجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجيء من سَلْحه. أَبو

عمرو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رمى به يزُكُّ ويَسُكُّ. وأخذه ليلَته

سَكُّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً، وقال يعقوب: أَخذه سَكٌّ في بطنه وسَجٌّ

إذا لانَ بطنُه، وزعم أنه مبدل ولم يعلم أَيُّهما أَبدل من صاحبه. وهو

يَسُكُّ سَكّاً إذا رق ما يجيء به من الغائط. وسكاء: اسم قرية؛ قال الراعي

يصف إبلاً له:

فلا رَدَّها رَبِّي إلى مَرْجِ راهِطٍ،

ولا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ في رَحل

والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: من أَقْيال اليمن.

والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ: حَيٌّ

من اليمن أَبوهم ذلك الرجلُ. والسَّكاسِكُ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو

السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بن سَبَأ، والنسبة إِليهم

سَكْسَكِيٌّ.

سكك
{السَّكُّ بِالْفَتْح: المِسمارُ} - كالسَّكِّيِّ بزيادَةِ الياءِ رُبّما قالُوا ذلِكَ كَمَا قَالُوا: دَوٌّ، ودَوِّيٌّ، ومِنَ الأَوّلِ قَوْلُ أبي دَهْبَلٍ الجُمَحِيِّ: دِرْعِي دِلاصٌ {سَكّها} سَكٌّ عَجَبْ وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ وَمن الثَّانِي قَوْلُ الأَعْشَى:
(وَلَا بدَ من جَار يُجِيزُ سَبِيلَها ... كَمَا جَوَّزَ {- السَّكِّيَ فِي البابِ فيتَقُ)
وَقد تَقَدَّم فِي ف ت ق.} سِكاكٌ بِالْكَسْرِ! وسُكوكٌ بالضمِّ. والسَّكّ: البِئْرُ الضَّيِّقَةُ الْخرق وقِيلَ: الضَّيِّقَةُ المَحْفِرِ من أَوَّلِها إِلى آخِرِها، وأَنْشَد ابنُ الْأَعرَابِي: ماذَا أخشِّى مِنْ قَلِيبٍ سَكِّوَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: السك: لُؤمُ الطَّبعِ وَقد سَكَّ: إِذا لَؤُم يُقَال: هُوَ {بسُكِّ طَبعِه يَفْعَلُ ذَلِك. والسُّكُّ: الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ من الدُّرُوعِ، كالسَّكّاءِ نَقَلَه الْجَوْهَرِي. والسّكُّ مِنَ الطُّرُقِ: المُنْسَدُّ يُقال: طَرِيقٌ} سُكٌّ: أَي ضَيقٌ منْسَدٌّ، عَن اللِّحْياني. والسّكّ: جَمْعُ)
{الأَسَك مِنَ الظِّلْمانِ وَمِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ: إِنّ بني وَقْدانَ قَوْمٌ سُكُّ مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُك وسُكّ: أَي صُمٌّ، قَالَ اللّيثُ: يُقال: ظَلِيمٌ} أَسَكّ لأَنّه لَا يَسمَعُ، قَالَ زُهَيرٌ:
( {أَسَكَّ مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ)
والسُّكُّ: طِيبٌ يُتّخَدُ من الرّامَكِ قَالَ ابنُ دُرَيْد: عَرَبيٌ: وأَنْشَدَ: كأَنَّ بينَ فَكِّها والفَكِّ فَأْرَةُ مِسْكٍ ذُبِحَت فِي سُكِّ وقالَ غيرُه: يُتَّخَذُ مِنْهُ مَدْقُوقًا مَنْخُولاً مَعْجُونًا بالماءِ، ويُعْرَكُ عَركًا شَدِيدًا، وُيمْسَحُ بدُهْنِ الخَيرِيِّ لِئَلاّ يَلْصَقَ الإِناءِ، ويُتْرَكُ لَيلَةً ثمَّ يُسحَقُ المِسكُ ويُلْقَمُه ويُعْرَكُ شَدِيدًا ويُقَرَص ويُتْرَك يَوْمَيْنِ، ثمَّ يُثْقَبُ بمِسَلَّةٍ ويُنْظَمُ فِي خَيطِ قِنَّبٍ، ويتْرَكُ سَنَةً، وكُلَّما عَتُقَ طابَتْ رائِحَتُه وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنْهَا: كُنّا نُضَمِّدُ جِباهَنَا} بالسُّكِّ لمُطَيَّبِ عندَ الإِحْرامِ. {والسَّكَكُ، مُحَرَّكَةً: الصَّمَمُ، وقِيلَ: صِغَرُ الأذُنِ ولُزُوقُها بالرَّأْسِ وقِلَّةُ إِشْرافِها وَقيل: قِصَرُها ولُصُوقُها بالخُشَشَاءِ أَو صِغَرُ قُوفِ الأُذُنِ وضِيقُ الصِّمَاخِ، وَقد وُصِفَ بِهِ الصَّمَمُ يكونُ ذلِكَ فِي النّاسِ وغَيرِهِمْ يُقال: سَكَكْتَ يَا جُدَيّ، وَقد سَكَّ} سَكَكًا، وَهُوَ أَسَكُّ، وَهِي سَكّاءُ، قَالَ الرّاجِزُ: لَيلَةُ حَك لَيسَ فِيها شَك أَحُكُّ حتّى ساعِدِي مُنْفَكُّ أَسْهَرَني الأسَيوِدُ الأَسَكُّ يَعْنِي البَراغِيثَ، وأَفْرَدَه على إِرَادَة الجِنْسِ، والنَّعامُ كُلُّها سُكٌّ، وَكَذَلِكَ القَطَا. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: يُقالُ للقَطاةِ حَذّاءُ لقِصَرِ ذَنَبِها، وسَكّاءُ لأَنه لَا أذُنَ لَها، وأَصلُ {السَّكَكِ الصَّمَمُ وأَنْشَدَ:
(حَذّاءُ مُدْبِرَةً} سَكّاءُ مُقْبِلَةً ... للماءِ فِي النَّحْر مِنْها نَوْطَةٌ عَجَبُ)
وأُذُنٌ سَكّاءُ: صَغِيرَةٌ. ويُقالُ: كُلُّ سَكّاءَ تَبِيض، وكُلُّ شَرفاءَ تَلِدُ، {فالسَّكّاءُ: الَّتِي لَا أذُنَ لَهَا، والشَّرفاءُ: الَّتِي لَهَا أُذُنٌ وِإنْ كانَتْ مَشْقُوقَةً، وَفِي الحَدِيث: أَنّه مًرّ بجَدْيٍ أَسَكَّ أَي: مُصْطَلَم الأذُنَيْنِ مَقْطُوعِهما.} والسُّكاكَةُ، كثُمامَةٍ: الصَّغِيرُ الأذُنِ هَكَذَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِي الأذُنَيْنِ، وأَنْشَد: يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافي واسِجِ {سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفانِجِ)
قالَ: والمَعْرُوف أَسَكُّ. (و) } السُّكاكَةُ: الــهَواءُ المُلاقِي عِنانَ السَّماءِ وَقيل: هُوَ الــهَواءُ بينَ السَّماءِ والأَرْضِ، وَكَذَلِكَ للُّوحُ {كالسكاكِ كغُرابٍ، وَمِنْه قولُهم: لَا أفْعَلُ ذَلِك وَلَو نَزَوْتُ فِي} السكاكِ وَفِي حَدِيثِ الصَّبِيَّةِ المَفْقُودَة: قَالَت: فحَمَلَني على خافِيَةٍ من خَوافِيه، ثمَّ دَوَّمَ بِي فِي السُكاكِ. وجمعُ السكاكَةِ سَكائِك، كذُؤابَة وذوائِبَ، وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ: ثمَّ أَنْشَأَ سُبحانَه فَتْقَ الأَجْواءِ، وشَقَّ الأَرْجاءِ {وسَكائِكَ الــهَواءِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: السُّكاكَةُ: المُشتَبِهُّ برَأْيِه الَّذِي يُمْضِي رَأْيَهُ وَلَا يُشاورُ أَحَدًا وَلَا يُبالِي كَيفَ وَقَعَ رأْيُه والجمعُ} سُكاكاتٌ، وَلَا يُكَسّر.! والسِّكَّةُ، بالكَسرِ: حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ كُتِبَ عَليها يُضْرَبُ عَلَيْهَا الدَّراهِمُ وَمِنْه الحَدِيث: أَنّه نَهي عَن كَسرِ {سِكَّةِ المُسلِمِينَ الجائِزَةِ بينَهُم إِلاّ مِنْ بَأْسٍ أَرادَ بهَا الدِّرْهَمَ والدِّينارَ المَضْرُوبَيْنِ، سَمَّى كُلَّ وَاحِد منهُما سِكَّة لأَنّه طُبعَ بالحَدِيدَةِ المُعَلِّمَةِ لَهُ.
(و) } السِّكَّةُ: السَّطْرُ المُصْطَفُّ من الشَّجَرِ والنَّخِيلِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: خَيرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ المَأْبُورَةُ: المُصْلَحَةُ المُلْقَحَة من النَّخْلِ، والمَأمُورَة: الكَثِيرَةُ النِّتاجِ والنَّسلِ. وسِكَّةُ الحَرّاثِ: حَدِيدَةُ الفَدّانِ وَهِي الَّتِي يُحْرَث بهَا الأَرْضُ، وَمِنْه الحَدِيث: مَا دَخَلَت السِّكَّةُ دارَ قَوْمٍ إِلاّ ذَلُّوا وَفِيه إِشارةٌ إِلى مَا يَلْقاهُ أَصْحابُ المَزارِعِ من عَسفِ السُّلْطانِ وِإيجابهِ عَلَيْهِم بالمُطالَباتِ، وَمَا يَنالُهم من الذّلِّ عندَ تَغَيُّرِ الأَحْوالِ بعدَه صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وقَرِيب من هَذَا الحَدِيث الحَدِيثُ الآخرُ: العِزُّ فِي نَواصِي الخَيلِ والذُّلُّ فِي أَذْنابِ البَقَرِ وَقد ذُكِرَت السِّكَّةُ فِي ثلاثَةِ أَحادِيثَ بثلاثَةِ مَعانٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَمن المَجازِ: السِّكَّةُ: الطَّرِيقُ المُستَوِي من الأَزِقَّةِ، سُمِّيَتْ لاصْطِفافِ الدُّورِ فِيهَا، على التّشْبِيهِ {بالسِّكَّةِ من النَّخْلِ، قَالَ الشَمّاخ:
(حَنَّتْ على سِكَّةِ السّارِي تُجاوِبُها ... حَمامَةٌ من حَمامٍ ذَات أَطْوَاقِ)
} - والسِّكِّيُ بالكسرِ: الدِّينارُ وَبِه فُسِّرَ قولُ الأعْشَى السّابِق. ويُقال: ضَرَبُوا بُيُوتَهُم {سِكاكًا، بالكَسرِ، أَي: صَفًّا واحِدًا عَن ثَعْلَبٍ، ويُقالُ بالشِّينِ المُعْجَمَة، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَيُقَال: أَخَذَ الأَمْرَ وأَدْرَكَه} بسِكَّتِه أَي: فِي حِينِ إِمْكانِه.
{وسَكّاءُ، كزَبّاءَ: قَالَ الراعِي يَصِفُ إِبِلاً لَهُ:
(فَلَا رَدَّها رَبِّي إِلى مَرجِ راهِطٍ ... وَلَا أَصْبَحَتْ تَمْشِي} بسَكّاءَ فِي وحْلِ)
{والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ عَن ابْن سِيدَه. وأَيْضًا: الشَّجاعَةُ نَقَلَه الصاغانيُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.} والسَّكاسِكُ: حَيٌ باليَمَنِ، جَدُّهُم القَيلُ! سَكْسَكُ بنُ أَشْرَسَ بنِ ثَوْرٍ، وَهُوَ كِنْدَةُ بنُ عُفيرِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ بنِ مُرَةَ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْد، واسمُ سَكْسَكَ حُمَيس، وَهُوَ أَخُو السَّكون وحاشِدٍ ومالِك بني أَشْرَسَ أَو جَدُّهُم {السَّكاسِكُ بنُ وائِلَةَ، أَو هَذَا وَهَمٌ والصّوابُ الأَوّلُ. قلتُ: وَالَّذِي حَقَّقَه ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ وغيرُه من الأَئِمَّةِ على الصّحيحِ أَنَّهُما قَبيلَتانِ، فالأُولَى: من كِنْدَةَ، والثانِيَةُ من حِمْيَر، وهم بَنُو زَيْدِ بنِ وائِلَةَ بن حِمْيَر، ولقب زَيْدٍ السَّكاسِكُ، وَهِي غَيرُ} سَكاسِكِ كِنْدَةَ والنِّسبةُ {- سَكْسَكِيٌ وكِلاهما باليَمَن، وَقد وَهِمَ المُصَنِّفُ فِي جَعْلِهما واحِدًا، فتأَمَّلْ. وَمن المجازِ} استَكَّ النَّبتُ {اسْتِكاكًا: الْتَفَّ واسْتَدَّ) خَصاصُه، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: اسْتَكَّت الرِّياضُ: الْتَفَّتْ، قَالَ الطِّرمّاحُ يَصِفُ عَيرا:
(صُنْتُعُ الحَاجِبَيْنِ خَرَّطَهُ البَق ... ل بَدِيئًا قَبلَ} اسْتِكاكِ الرياضِ)
وَمن المَجازِ: {اسْتَكَّت المَسامِعُ أَي: صَمّت وضاقَتْ، وَمِنْه حَدِيث أبي سَعِيدٍ الخُدْرِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنّه وَضَعَ يَدَيْهِ على أُذُنَيهِ وَقَالَ:} اسْتَكَّتَا إِنْ لَم أَكُنْ سَمِعْتُ النَّبيَ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلّم يَقُولُ: الذَّهَبُ بالذهَبِ والفِضَّة بالفِضَّةِ مِثْلٌ بمِثْلٍ وَقَالَ النّابِغَةُ الذبْياني: وخُبِّرتخَيرَ النَّاسأَنَّكَ لُمْتَنى وتلكَ الَّتِي {تَستَكَّ مِنْها المَسامِعُ} والأَسَكُّ: الأَصَمُّ بَيِّنُ {السَّكَكِ. (و) } الأَسَكُّ: فَرَسٌ كانَ لبَعْضِ بني عَبدِ اللَّه بن عَمرِو بن كُلْثُوم نَقَلَه الصّاغانيُ.
{وتَسَكْسَكَ أَي: تَضَرَّعَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ:} السُّكاكُ، كغُرابٍ: المَوْضِعُ الَّذِي فِيه الريشُ من السَّهْمِ يَقُولونَ: هُوَ أَطْوَلُ من السُّكاكِ. قالَ: {وانْسِكاكُ القَطَا: أَن} يَنْسَكَّ على وُجُوهِه ويُصَوِّبَ صُدُورَه بَعْدَ التَّحْلِيقِ، ونَصُّ المُحِيطِ: وُجُوهها وصُدُورها. قَالَ الصَّاغانيُ: والتَّركِيبُ يَدُل على ضِيقٍ وانْضِمام وصِغَير، وَقد شذَّ عَن هَذَا التَّركِيبِ {السُّكاكُ} والسُّكاكَةُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقال: مَا {اسْتَكَّ فِي مَسامِعِي مِثْلُه، أَي: مَا دَخَلَ. وَمَا سَكَّ سَمْعي مِثْلُ ذَلِك الكَلامِ، أَي: مَا دَخَلَ. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: يُقال: أَين} تَسكُّ أَي: أَيْنَ تَذْهَبُ، يُقَال: سَكَّ فِي الأَرْضِ، أَي: سَكَعَ. قَالَ: {- والسِّكّي، بِالْكَسْرِ: البَريدُ، نُسِب إِلى} السِّكَّةِ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضًا قولُ الأَعْشَى. ومِنْبَرٌ {مَسكُوكٌ: مُسَمَّرٌ بمَسامِير الحَدِيدِ، وَيُقَال أَيْضًا بالشِّينِ المُعْجَمَة: أَي مَشْدُودٌ، وَمِنْه سَكُّ الأَبْواب، مُوَلَّدة.} والسَّكائِكُ: الأَزِقَّةُ، وَمِنْه قولُ العَجّاج: نَضْربهُم إِذْ أَخَذُوا {السَّكائِكَا} والسَّكّاكَةُ، مشدَّدَةً: أَبْناءُ السَّبِيلِ. وأَيضًا مَحَلَّةٌ بنَيسابُورَ، وَمِنْهَا {- السَّكّاكيُ صاحِبُ المِفْتاحِ.} والسَّكاك: من يَضْرِبُ السِّكةَ. وأَبُو عبد اللَّه مُحَمّدُ بنُ {السَّكّاكِ: مَغْرِبيٌ مَشْهُور.} والسُّكُكُ، بضَمَّتَيْن: الحُبَارَياتُ. وَمن المَجازِ: فُلانٌ صَعْبُ السِّكَّةِ: أَي لَا يَقَر لنَزاقَةٍ فيهِ، نَقَله الزَّمَخْشَرِي وابنُ عَبّاد. وذكرَ ابنُ عَبّادٍ السِّكِّينَ فِي هَذَا التّركِيبِ، وَقَالَ: مَأْخُوذٌ من {السَّكِّ، وَهُوَ التَّضْبِيبُ وتَركِيبُ نَصْلِه فِي مَقْبِضِه. قَالَ:} وانْسَكَّت الإِبِلُ: إِذا مَضَتْ على وُجُوهِها.
(سكك) - في الحديث: "أنه مرّ بجَدْىٍ أَسَكَّ".
: أي مُصْطَلِم الأُذُنَيْن. يقال: سَكّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا استَأصلَ أُذُنَه. والأَسَكُّ أيضا: الصَّغِيرُ الأُذُن، وهو السَّكَكُ
س ك ك : السِّكَّةُ الزُّقَاقُ وَالسِّكَّةُ الطَّرِيقُ الْمُصْطَفَّةُ مِنْ النَّخْلِ وَالسِّكَّةُ حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ تُطْبَعُ بِهَا الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ وَالْجَمْعُ سِكَكٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.

وَالسُّكُّ بِالضَّمِّ نَوْعٌ مِنْ الطِّيبِ وَالسَّكَكُ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ صِغَرُ الْأُذُنَيْنِ وَأُذُنٌ سَكَّاءُ وَاسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُ بِمَعْنَى صَمَّتْ. 

فطس

(ف ط س) : (الْفِطِّيسُ) بِكَسْرِ الْفَاء وَتَشْدِيدِ الطَّاء الْمِطْرَقَةُ الْعَظِيمَةُ.
ف ط س : فَطَسَ فَطْسًا وَفُطُوسًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ مَاتَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَفِنْطِيسَةُ الْخِنْزِيرِ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالطَّاءِ خَطْمُهُ. 
ف ط س

يقال للأفطس وهو المفترش الأنف: أبعد الله هذه الفطسة. وفطس الحدّاد الحديد بالفطّيس وهو مطرقته الكبيرة إذا فطحه. وتقول: اصبر على أدب النّطّيس، وإن طرقك بالفطيس.
[فطس] في أشراط الساعة: تقاتلون قومًا "فطس" الأنوف، الفطس انخفاض قصبة الأنف وانفراشها، والرجل أفطس. ط: ولعل المراد منه ما وقع في هذا العصر بين المسلمين والترك. نه: ومنه في ح العجوة: "فطس" خنس، أي صغار الحب لاطئة الأقماع، وفطس جمع فطساء.
(فطس)
فطسا وفطوسا مَاتَ من غير عِلّة ظَاهِرَة والحديدة فطسا عرضه بالطرق وَفُلَانًا بِالْكَلِمَةِ جبهه بهَا

(فطس) فطسا انخفضت قَصَبَة أَنفه فَهُوَ أفطس وَهِي فطساء (ج) فطس

(فطس) مُبَالغَة فطس
(فطس) - في الحديث: " تُقاتِلونَ قومًا فُطْسَ الأُنوفِ"
قال ابنُ فارس: الفَطَس في الأَنْف: انفِراشُه وانْخِفَاضُ قَصَبَتِه، وهو أَفْطَس.
- وفي صِفَة العَجْوَةِ "فُطْسٌ خُنْسٌ ."
: أي صِغارُ الحَبِّ لاطِئَةُ الأقماع. وفَطَس الحدِيدَ: ضَربَه بالفِطِّيس حتى عَرَّضه.
ف ط س: (الْفَطَسُ) بِفَتْحَتَيْنِ تَطَامُنُ قَصَبَةِ الْأَنْفِ وَانْتِشَارُهَا وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَفْطَسُ) وَالِاسْمُ (الْفَطَسَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ لِأَنَّهُ كَالْعَاهَةِ. وَ (فَطَسَ) مَاتَ وَبَابُهُ جَلَسَ. 
[فطس] الفطسُ بالتحريك: تطامنُ قصبةِ الأنف وانتشارها. والرجل أفْطَسُ. والاسمُ الفَطَسَةُ بالتحريك، لأنه كالعاهة. والفَطْسَةُ بالتسكين: خرزة يؤخذ بها. يقولون: " أخذته بالفطسة، بالثؤباء والعطسة ". وفطس يَفْطِسُ فُطوساً، أي مات. والفِطِّيسُ، مثال الفسيق: المطرقةُ العظيمة. وفِطِّيسةُ الخنزير أيضاً: أنفه ; وكذلك الفنطيسة.

فطس


فَطَسَ(n. ac.
فُطُوْس)
a. Died, expired.
b. [ coll. ], Was choked
suffocated.
c.(n. ac. فَطْس), Beat, hammered, flattened.
d. [acc. & Bi], Threw in his face, told to his face.
e. [acc. & An], Repelled, thrust from.
فَطِسَ(n. ac. فَطَس)
a. Was flat-nosed.

فَطَّسَa. Killed.
b. [ coll. ], Throttled, strangled
choked, suffocated.
c. see I (d)
فَطْسa. Myrtle-berries.

فَطْسَةa. Myrtleberry.
b. Bead, amulet, charm.
c. [ coll. ], Suffocation;
strangulation.
فَطَسَةa. Flatness of the nose.

أَفْطَسُa. Flat-nosed.

فَاْطِسa. Dying; dead.

فَطِيْس
a. [ coll. ], Choked
suffocated; strangled, throttled.
فِطِّيْس
(pl.
فَطَاْطِيْسُ), S.
a. Sledge-hammer.

فِطِّيْسَةa. Snout.
ف ط س

الفَطَسُ عِرَضُ قَصَبَةِ الأَنْفِ والفِطِيسَةُ والفِنْطِيسَةُ خَطْمُ الخِنْزِيرِ والفِطِّيسُ المِطْرقَةُ العظِيمة والفأس العظيمةُ والفَطْسُ حَبُّ الآس واحدتُه فَطْسَة والفَطْسُ شِدةُ الوَطْءِ وفَطَسَ فُطُوساً مات وقيل مات من غير داءٍ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(تَتْركُ يَرْبُوعَ الفلاةِ فاطِسَا ... )

والفَطْسةُ خَرَزةٌ يُؤَخَّذُ بها الأخيرةُ عن اللحيانيِّ وأنشد

(جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ ... والدَّرْدَبيسُ مُقابلاً في المَنْظَمِ)
فطس
الفَطْسُ: حَب الآسِ، الواحِدَةُ فَطْسَة.
والفَطَسُ: انْخِفَاضُ قَصَبَةِ الأنْفِ. ويُقال لخَطْمِ الخِنْزِيْرِ: فِطيْسَةٌ. والفَطْسَةُ: أصْلُ الأنْفِ. ورَجُلٌ أفْطَسُ وامْرَأةٌ فَطْسَاءُ، وقد فَطِسَ يَفْطَسُ فَطَساً. والفِطِّيْسُ: المِطْرَقَةُ التي يَضْرِبُ بها الحَدّادُوْنَ، يُقال: فَطَسْتُ الحَدِيْدَ: أي عَرضْته.
والفُطُوْسُ: مَصْدَرُ الفاطِسِ وهو المَيِّتُ الذي يَمُوْتُ من غَيْرِ داءٍ ظاهِرٍ، يُقال: فَطَسَ وفَقَسَ. والفَطْسَةُ: من خَرَزِ العَرَبِ في الحُبِّ والبُغْضِ. وفَطَسْتُه عن أمْرِ كذا: أي وَقَمْته. وكذلك إذا ضَرَبْته. وفَطَسْتُه بالكَلِمَةِ وبالخَبَر: أي قُلْته في وَجْهِه. وظَلِلْتُ أُفَطسُه. والفَطْسَةُ: جِلْدُ غَيْرِ الذَّكيِّ.

وفَطَسَ المالُ يَفْطِسُ في الرَّعْيِ.
باب السين والطاء والفاء معهما ف ط س، ف س ط، س ف ط، ط ف س مستعملات

فطس: الفَطْسُ حَبُّ الآسِ، والواحدة فَطْسةٌ. والفَطَسُ: انخِفاض قَصَبةِ الأنف، والنَّعْتُ أَفطَسُ، وفَطِسَ فَطَساً. ويقال لِخَطْم الخِنْزير: فَطَسةٌ. والفِطيِّسُ: المِطرَقة للحَدّادين. والفُطُوس: مصدر الفاطس، وهو الذي يموت من غير داءٍ ظاهر، وفطس وفقس. فسط: الفٌسطاط والفِسْطاط: ضَرْب من الأبنية. والفُسْطاط: مُجْتَمعُ أهل الكُورةِ حَوالَي مسجدهم، وهم الجماعة، ويقال: هؤلاء أهل الفسطاط. والفَسيط: عِلاقة ما بينَ القِمَع والنَّواة، وهو الثُّفْروق ، والواحدة فسيطة.

سفط: جمع السَّفَطِ أسفاط. ويقال: نفسي سَفيطةٌ أي قويّةٌ. ويقال: انِّه لَيِّنُ سَفاطةِ النَّفس.

طفس: الطَّفَس: قَذَر الانسان اذا لم يتعاهدْ نفسَه ولا يَتَنَظَّف، وإنَّه لَطَفِسٌ، واِنّها لَطَفِسةٌ.

فطس: الفَطَس: عِرَضُ قَصَبَة الأَنف وطُمَأْنِينَتُها، وقيل: الفَطَس،

بالتحريك، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف وتَطامُنها وانتِشارُها، والاسم

الفَطَسَة لأَنها كالعاهة، وقد فَطِسَ فَطَساً، وهو أَفطَس، والأُنثى فطساء.

والفَطَسة: موضع الفَطَس من الأَنف. وفي حديث أَشراط الساعة: تُقاتِلون

قَوْماً فُطْس الأُنوف؛ الفَطَس:

انخِفاض قَصَبَة الأَنف وانفِراشُها. وفي الحديث في صفة نَمْرَةِ

العَجُوزِ: فُطْسٌ خُنْسٌ أَي صغار الحب لاطئة الأَقْماع. وفُطْس: جمع فَطْساء.

والفِطِّيسة والفِنْطِيسَة: خَطْم الخنزير. ويقال لِخَطْم الخنزير:

فَطَسَة؛ وروي عن أَحمد ابن يحيى قال: هي الشفة من الإِنسان، ومن ذات الخف

المِشْفَر، ومن السباع الخَطْم والخُرْطُوم، ومن الخنزير الفِنْطِيسة؛ كذا

رواه على فِنْعِيلة، والنون زائدة: الجوهري: فِطِّيسة الخنزير أَنفه،

وكذلك الفِنْطِيسة.

والفِطِّيس، مثال الفِسِّيق: المِطْرَقَة العظيمة والفَأْس العظيمة.

والفَطْسُ: حبُّ الآس، واحدته فَطْسة. والفَطْس: شدّة الوطء. وفَطَس

يَفْطِس فُطُوساً إِذا مات؛ وقيل: مات من غير داء ظاهر. وطَفَسَ أَيضاً:

مات، فهو طافِس وفاطِس؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا

والفَطْسَة، بالتسكين: خَرَزَة يؤخَّذ بها؛ يقولون

(* قوله «يقولون

أَخذته إلخ» عبارة القاموس وشرحه: يقولون:

أَخذته بالفطسة بالثؤبا والعطسة

بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك.) :

أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ

بالثُّؤَبَا والعَطْسَةِ

قال الشاعر:

جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسةٍ

والدَّرْدَبِيسِ، مُقابَلاً في المَنْظَمِ

فطس
فطَسَ يَفطِس، فَطْسًا وفُطوسًا، فهو فاطِس
• فطَس الرجلُ:
1 - مات من غير علّة ظاهرة أو مات مغمومًا "فطَس بعد ما عانى الكثيرَ من الهَمِّ والقلق".
2 - انقطع نَفَسه؛ لم يستطع استنشاق الــهواء

فطِسَ يَفطَس، فَطَسًا، فهو أفطسُ
• فطِسَ الولدُ:
1 - انخفضت قصبة أنفه وانتشرت.
2 - فطَس، مات.
3 - فطَس، انقطع نَفَسُه من سبب يمنعه استنشاق الــهواء

فطَّسَ يفطِّس، تفطيسًا، فهو مُفطِّس، والمفعول مُفطَّس
• فطَّس فلانًا: أماته؛ منع عنه استنشاق الــهواء

أفطسُ [مفرد]: ج فُطْس، مؤ فَطْساءُ، ج مؤ فَطْساوات وفُطْس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فطِسَ: منخفض قصبة الأنف "رجل أفطس- امرأة فطساء". 

فَطْس [مفرد]: مصدر فطَسَ. 

فَطَس [مفرد]: مصدر فطِسَ. 

فُطوس [مفرد]: مصدر فطَسَ. 
فطس
الفَطَسُ - بالتحريك -: تَطَأْمُنُ قصبة الأنف وانْتشارها، والرجل أفْطَس. وقال ابن دريد: الفَطَسُ في الأنف: انْفِراشُهُ في الوجه. وقال غيره: الاسم منه الفَطَسَة - بالتحريك -؛ كالقَطَعَة والصَّلَعَة والفَلَحَة والشَّتَرَة والجَدَعَة والقَلَفَة والكَشَفَة والعَفَلَة والخَرَمَة.
والفَطْسُ - بالفتح -: حَبُّ الآس، الواحِدة: فَطْسَة.
والفَطْسَة - أيضاً -: خَرَزَة من خَرَز الأعراب التي تَزْعُمُ النساء أنَّهُنَّ يُؤخِّذْنَ بها الرِّجال، يَقُلْنَ:
أخَّذْتُه بالفَطْسَهْ ... بالثُّؤبا والعَطْسَه
يَقْصْرنَ الثُّوباءَ مُراعاةً لوَزْنِ المَنْهوك.
وقال ابن دريد: فَطَسَ الرجل يَفْطِسُ فُطُوْساً - مثال جَلَسَ يَجْلِسُ جُلُوْساً -: أي مات.
والفِطِّيْس - مثال سِكِّيْت -: المِطْرَقَة العظيمة. وقال ابن دريد: فأمّا الفِطِّيْسُ فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْض إمّا رُومِيّة وإمّا سُرْيَانِيّة، إلاّ أنَّهُم قالوا: فِطِّيْسَة الخِنْزير؛ يُريدونَ أنفَهُ وما والاه.
وقال ثعلب: هي الشَّفَة من الإنسان، ومن ذوات الخُفِّ: المِشْفَرُ، ومن السِّباع: الخَطْمُ والخُرْطُوم، ومن الخنزير: الفِنْطِيْسَة؛ هكذا رواه بالنون على فِنْعِيْلَة، والنون زائدة.
وقال ابن عبّاد: يقال فَطَسْتُه عن كذا: أي وَقَمْتُه، وكذلك إذا ضَرَبْتَه.
وفَطَسْتُه بالكَلِمَة وبالخَبَر: إذا قُلْتَه في وجهه.
قال: والفَطْسَة: جِلْدُ غيرِ الذَّكيِّ.
وفَطسْتُ الحديدَ: عَرَّضْتُه.
وظَلِلْتُ أُفَطِّسُهُ تَفْطِيْساً: مِثْلُ فَطَسْتُه بالكَلمَة وبالخَبَرِ.

فطس

1 فَطَسَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K) and فَطُسَ, (Msb,) inf. n. فُطُوسٌ, (S, M, &c.,) He died; (S, M, &c.;) as also طَفَسَ: (TA:) or he died without disease: (M:) or without any apparent disease. (TA.) A2: فَطَسَ الحَدِيدَ, (A, O, K, TA,) aor. ـِ (K, * TA,) inf. n. فَطْسٌ, (TA,) He made the iron broad (A, O, K) with the great hammer called فِطِّيس: (A:) or he beat the iron. (TA.) b2: And الفَطْسُ signifies The treading vehemently, or the compressing vehemently. (M, TA: the word thus doubly rendered is الوَطْءُ.) b3: And you say, فَطَسْتُهُ عَنْ كَذَا meaning I repelled him in a most evil manner from such a thing: and likewise I beat him [app. away from such a thing]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b4: And فَطَسَهُ بِالكَلِمَةِ, (Ibn-'Abbád, O, K,) and بِالخَبَرِ, (Ibn-'Abbád, O,) aor. ـِ (K,) He uttered in his face [the word, or sentence, and the tidings, or information]; as also ↓ فطّسهُ, (Ibn-'Abbád, O, K,) inf. n. تَفْطِيسٌ. (Ibn-'Abbád, O.) A3: فِطِسَ, aor. ـَ inf. n. فَطَسٌ, (S, M, A, K,) He had the bone of his nose wide and depressed; (M;) or depressed and expanded: (S, A, K:) he had his nose spreading upon his face. (A, K.) [And فَطِئَ app. signifies the same.]2 فطّسهُ He killed him. (Msb.) A2: See also 1.

فَطْسٌ (with fet-h, O, in a copy of the M written فُطْس,) The berries of the myrtle: n. un. with ة. (Lth, M, O, K.) فَطَسٌ: see فَطَسَةٌ.

فَطْسَةٌ The skin of an animal that has not been slaughtered in the manner prescribed by the law. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: [See also فَطْسٌ.] b3: Also A certain bead used for fascinating and restraining [men]; (Lh, S, M, K;) one of the beads of the Arabs of the desert, with which women are asserted by the Arabs to fascinate and restrain men. (O.) They (i. e. women, O, K) say, بَالثُّؤَبَا وَاعَطْسَةِ أَخَّذْتُهُ بِالفَطْسَةِ [I captivated and restrained him by means of the fatseh, by means of yawning and of sneezing]: (S, O, K: [in some copies of the S and K بِالثُّؤَبآءِ:]) they shorten الثوبآء on account of the metre, which is رَجَز with the third foot of each hemistich suppressed. (O.) فَطَسَةٌ a subst. from فَطِسَ [as such signifying A state of depression and expansion of the bone of the nose; or a spreading of the nose upon the face]: (S, O, K:) or the same word, (M, L,) or ↓ فَطَسٌ, (TA, [but this is the inf. n. of فَطِسَ, and seems to be here a mistranscription,]) the place of a width and depression of the bone of the nose. (M, L, TA.) فِطِّيسٌ A great hammer, (S, M, A, O, K,) such as is used by a blacksmith: (A, TA:) or, (K,) accord. to IDrd, (O,) it is either Greek or Syriac, (O, K,) not genuine Arabic. (O.) b2: And A great فَأْس [i. e. hoe or adz or axe]. (M, TA.) فِطِّيسَةٌ The snout of the swine; as also ↓ فِنْطِيسَةٌ: (S, M, * K:) or its nose with what is next thereto: (IDrd, O, K:) and, (K,) accord. to Th, (O,) it [app. meaning the lip] is [called] the شَفَة of man, and of camels the مِشْفَر, and of beasts of prey the خَطْم and the خُرْطُوم, and of the swine the ↓ فِنْطِيسِة, (O, K, * [in the latter of which it is plainly stated that فِطِّيسَةٌ is used in relation to man and to camels and to beasts of prey, whereas Th seems evidently to mean that what is called the شَفَة of man, and of camels the مَشْفَر, &c., is called the فَنْطِيسَة of the swine,]) which word فنطيسة he [thus] mentions, with ن, as of the measure فِنْعِيلَةٌ, the ن being augmentative. (O.) فَاطِسٌ Dying, or dead. (IAar, M.) فِنْطِيسَةٌ: see فِطِّيسِةٌ, in two places: and see also art. فنطس, in two places.

أَفْطَسُ A man (S) having the bone of his nose wide and depressed; (M;) or depressed and ex-panded: (S, K:) having his nose spreading upon his face: (K:) fem. فطْسَآءُ. (M, K.) And it is also applied as an epithet to the nose itself [as meaning Having its bone wide and expanded; &c.]. (A in art. نفس.) b2: تَمْرَةٌ فَطْسَآءُ means A date small in the drupe, having the base cleaving [to it]. (TA.)
فطس
الفَطْسُ: حَبُّ الآس، والفَطْسَةُ: وَاحِدَتُه، قَالَه اللَّيْثُ. والفَطْسَةُ: جِلْدُ غَيْرِ الذَكيّ، عَن ابْن عَبّادٍ.
والفَطْسَة: خَرَزَةٌ لَهُم للتَّأْخِيذِ، كَمَا تَزْعُم العَرَبُ يقُلْنَ: أَخَّذْتُه بالفَطْسَة بالثُّؤَبَا والعطْسَة بقَصْر الثُّؤَبَا، مُرَاعَاةً لوَزْنِ المَنْهُك، قَالَ الشّاعِرُ:
(جَمَّعْنَ منْ قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ ... والدَّرْدَبِيسِ مُقَابَلاً فِي المَنْظَمِ)
والفَطَسُ، بالتَّحْرِيك: تَطُامُنُ قَصَبَةِ الأَنْف وانخفاضها وانتشارها أَو الفطس انقراش قَصَبَة الْأنف المنهوكِ فِي الوَجْهِ وانْخِفَاضُها. وَقد فَطِسَ، كفَرِحَ، والنَّعْتُ أَفْطَسٍُ، وَهِي فَطْساءُ، والجَمْعُ الفُطْسُ، والاسْمُ الفَطَسَةُ، مُحَرَّكةً، لأَنَّهَا كالعَاهَة. وفَطَسَ يَفْطسُ فُطُوساً، من حَدِّ ضَرَب: ماتَ، كطَفَس، فَهُوَ فَاطِسٌ وطافِسٌ، وَقيل: ماتَ من غير ِ داءٍ ظاهِرٍ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ: تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاتِ فاطِساً والفِطِّيسُ، كسِكِّيتٍ: المِطْرَقَةُ العَظيمَةُ، وَقد طَرَقَ الحَدَّادُ الحَدِيدَ بالفِطِّيس. وفَطْسَة أَيْضاً لَيْسَ بعربيٍّ مَحْضٍ، أَو رُوميَّة أَو سُرْيانيَّةٌ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وقيلَ: الفِطِّيسُ: الفَأْسُ العَظيمةُ.
والفِطِّيسةُ، بالهَاءِ: أَنْفُ الخِنْزير، كالفِنْطِيسَة، والنُّونُ زَائِدَة، أَو فِطِّيسَتُه: أَنْفُه وَمَا وَالاَه.
والفِطِّيسَةُ: شَفَةُ الإِنْسانِ ومِشْفَرُ ذَواتِ الخُفِّ، وخَرَاطيمُ السِّبَاع، هَكَذَا فِي سَائِر أُصُولِ الْقَامُوس، والعِبَارةَ مَأْخُوذةٌ من نَصِّ أَحْمَدَ بن يَحْيَى، وَفِيه مَخَالَفةٌ، فإِن نَصَّه: الفَطَسَةُ، وَهُوَ الشَّفَةُ من الإِنْسَان، وَمن ذَوات الخُفِّ: المِشْفَر، وَمن السِّباع: الخَطْمُ والخُرْطُومُ، وَمن الخِنْزِير: الفِنْطِيسَة. فليسَ فِيهِ مَا يَدلُّ على إِطْلاقِ الفِطِّيسَة على المِشْفَر والخَرَاطِيم، وإِنَّما أَتَى بِمَا بَعْدَ شَفَة الإِنْسَان اسْتطْراداً، وإِيضاحاً للمُبْهَم، فتَأَمَّل. وفَطَسه بالكَلمَة يَفْطِسُه: قالَها فِي وَجْهِه، عَن ابْن عَبّادٍ، كفَطَّسَه تَفْطِيساً. وفَطَسَ الحَدِيدَ يَفطِسُه فَطْساً: عَرَّضَه بالفِطِّيس، أَو طَرَقَه. ومِمَّا يُسْتَدْرّكُ عَليه: الفَطَسُ، مُحَرَّكةً: مَوْضِعُ الفَطَسِ من الأَنْفِ. وتَمْرَةٌ فَطْسَاءُ: صَغِيرَةُ الحَبِّ لاطِئَةُ الأَقْمَاعِ. والفَطْسُ: شِدَّةُ الوَطْءِ. وَقد سَمَّوا فُطَيْساً، مُصَغَّراً. وبَنُو الفُطَيْسِيّ: قَبِيلَةٌ بالمَغْرِب. وصَدَقَةُ بن أَبي بَكْرِ بن أَبي غالِبِ ابْن المَفْطُوسِ، سَمِع أَبا عَلِيِّ بن المَجْبُوب. وفَطَسْتُه عَن كَذَا: أَوْقَمْتُه، وَكَذَلِكَ إِذا ضَرَبْتَه، قَالَه ابنُ عَبّاد.
فطس: فطس: ضرب، ففي ألف ليلة (يرسل 7: 132) في الكلام عن جلاد: ففطسه رمى رقبته. وفيها (9: 257): فطس مزراق البدوي كسره وفي طبعة ماكن: ضرب مزراق البدوي فكسره.
فطس: اختنق، (بوشر، محيط المحيط).
فطَّس (بالتشديد): خنق. (بوشر).
فطَّس: جعله أفطس الأنف وهو الذي انخفضت أرنبة أنفه. (فوك).
تفطس: صار أفطس الأنف. (فوك). فطس: اختناق، بهر، صعوبة التنفس. (بوشر).
فطيس: جثة، جيفة ميت. وهو عند أعراب الجزيرة العربية من يموت حتف أنفه. (برتون 2: 101).
فطيسة، والجمع فطائس، جثة، جيفة ميت (هلو).
أفطس: المبضع الأفطس: المبضع (المشرط والمفصد) ذو الطرف القصير. (ابن العوام 2: 580).
أفطس: تسمي المرأة التي تنعى على زوجها عدم قدرته على الإنجاب باسم بغل أفطس. (ألف ليلة 3: 419).
مفطس الأذان: عريض الأذان المتدلية. (معجم فليشر).
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.