Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: من_الضروري

حقق

(حقق) الْأَمر أثْبته وَصدقه يُقَال حقق الظَّن وحقق القَوْل والقضية وَالشَّيْء وَالْأَمر أحكمه وَيُقَال حقق الثَّوْب أحكم نسجه وصبغ الثَّوْب صبغا تَحْقِيقا مشبعا وَكَلَام مُحَقّق مُحكم الصَّنْعَة رصين وَالثَّوْب وَغَيره وشاه بوشي على صُورَة الأحقاق وَمَعَ فلَان فِي قَضِيَّة أَخذ أَقْوَاله فِيهَا (محدثة)
حقق بن / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث مطرف حِين قَالَ لِابْنِهِ لما اجْتهد فِي الْعِبَادَة: خير الْأُمُور أوساطها والحسنة بَين السيئتين وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. سئية [قَالَ الْأَصْمَعِي -] قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين يَعْنِي أَن الغلو فِي الْعِبَادَة سَيِّئَة وَالتَّقْصِير سَيِّئَة والاقتصاد بَينهمَا حَسَنَة. وَقَوله: شَرّ السّير الحَقْحَقَة وَهُوَ أَن يُّلحَّ فِي شدَّة السّير حَتَّى تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته أَو تعطب فَيبقى مُنْقَطِعًا بِهِ. وَهَذَا مثل ضربه للمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر. [حَدِيث صَفْوَان مُحرز رَحمَه الله وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث صَفْوَان بن مُحرز إِذا دخلت بَيْتِي فَأكلت رغيفا وشربت عَلَيْهِ من المَاء فعلى الدُّنْيَا ال

حقق


حَقَّ(n. ac. حَقّ)
a. Was certain, convinced of; deemed right
correct.
b. Declared or rendered necessary.
c. Made good his right against.
d. Realized, justified ( one's apprehensions
fears ).
e. [pass.] [La], Was the duty of.
f.(n. ac. حَقّ
حَقَّة), Was certain, evident.
g.
(n. ac.
حَقّ
حَقَّة
حُقُوْق), Was right, just, proper, fitting, necessary; behoved
was the duty of.
حَقَّقَa. Verified, established, proved.
b. Certified; assured; confirmed.
c. Necessitated.

حَاْقَقَa. Disputed, contended with.
b. Contested ( one's right, claims ).

أَحْقَقَa. Got the better of, made good his right against.
b. Spoke truly.
c. Rendered necessary, made binding, established
confirmed.

تَحَقَّقَa. Was proved to be, true, right, correct; was certain
indubitable.
b. Confirmed; rendered or declared binding, valid.
c. Was certain of.

تَحَاْقَقَa. Contended, disputed together ( for a right & c. ).
إِنْحَقَقَa. Was tied, made fast (knot).
إِحْتَقَقَa. Hit, pierced.
b. Was lean, lank (horse).
c. see VI
إِسْتَحْقَقَa. Merited, deserved, was worthy of; was fit for.
b. Had a right, was entitled to; claimed.
c. Became due (payment).
حَقّ
(pl.
حُقُوْق)
a. Right.
b. Truth, reality, certainty.
c. Right, due, claim.
d. Duty, obligation.
e. Right, correct, true, real.
f. [Bi], Deserving, worthy of; fit for.
g. [, or art. & prec. by
Bi ], Really, truly, in truth.
حُقّ
(pl.
حِقَاْق)
a. Head, socket.
b. see 3tc. Tube.
d. Jar.

حُقَّة
(pl.
حُقَق حِقَاْق
حُقُوْق
أَحْقَاْق)
a. Small box: snuffbox; compass; ciborium, pyx.

أَحْقَقُ
a. [Bi], Worthier, more deserving of, better entitled to.
b. Better fitted, more suitable for.

حَاْقِقa. True, veritable.
b. Perfect.
c. Middle.

حَاْقِقَةa. Certainty.
b. [art.], Resurrection.
حَقِيْق
(pl.
أَحْقِقَآءُ)
a. Worthy, deserving of.
b. Fit, suitable for.
c. True, correct.

حَقِيْقَة
(pl.
حَقَاْئِقُ)
a. Truth, reality; real state.
b. Proper sense ( of a word ).
حَقِيْقِيّa. see 1 (e)
حَقِيْقَةً بِالحَقِيْقَة
a. Truly, really; in fact, indeed, in truth.
ح ق ق: (الْحَقُّ) ضِدُّ الْبَاطِلِ، وَالْحَقُّ أَيْضًا وَاحِدُ (الْحُقُوقِ) . وَ (الْحُقَّةُ) بِالضَّمِّ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ (حُقٌّ) وَ (حُقَقٌ) وَ (حِقَاقٌ) . وَ (الْحِقُّ) بِالْكَسْرِ مَا كَانَ مِنَ الْإِبِلِ ابْنَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَقَدْ دَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ، وَالْأُنْثَى (حِقَّةٌ) وَ (حِقٌّ) أَيْضًا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِحْقَاقِهِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُنْتَفَعَ بِهِ، وَالْجَمْعُ (حِقَاقٌ) ثُمَّ (حُقُقٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ. وَ (الْحَاقَّةُ) الْقِيَامَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا حَوَاقَّ الْأُمُورِ. وَ (حَاقَّهُ) خَاصَمَهُ وَادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَقَّ فَإِذَا غَلَبَهُ قِيلَ (حَقَّهُ) . وَ (التَّحَاقُّ) التَّخَاصُمُ وَ (الِاحْتِقَاقُ) الِاخْتِصَامُ وَلَا يُقَالُ إِلَّا لِاثْنَيْنِ وَ (حَقَّ) حِذْرَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَحَقَّهُ) أَيْضًا إِذَا فَعَلَ مَا كَانَ يَحْذَرُهُ وَ (حَقَّ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا وَ (أَحَقَّهُ) أَيْ تَحَقَّقَهُ وَصَارَ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ. وَيُقَالُ: (حُقَّ) لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا وَحَقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا بِمَعْنًى، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَهُوَ (حَقِيقٌ) بِهِ وَ (مَحْقُوقٌ) بِهِ أَيْ خَلِيقٌ بِهِ وَالْجَمْعُ (أَحِقَّاءُ) وَ (مَحْقُوقُونَ) . وَ (حَقَّ) الشَّيْءُ يَحِقُّ بِالْكَسْرِ (حَقًّا) أَيْ وَجَبَ وَ (أَحَقَّهُ) غَيْرُهُ أَوْجَبَهُ وَ (اسْتَحَقَّهُ) أَيِ اسْتَوْجَبَهُ. وَ (تَحَقَقَّ) عِنْدَهُ الْخَبَرُ صَحَّ وَ (حَقَّقَ) قَوْلَهُ وَظَنَّهُ (تَحْقِيقًا) أَيْ صَدَّقَهُ. وَكَلَامٌ (مُحَقَّقٌ) أَيْ رَصِينٌ. وَ (الْحَقِيقَةُ) ضِدُّ الْمَجَازِ وَ (الْحَقِيقَةُ) أَيْضًا مَا يَحِقُّ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَحْمِيَهُ. وَفُلَانٌ حَامِي الْحَقِيقَةِ، وَيُقَالُ: الْحَقِيقَةُ الرَّايَةُ. وَ (الْحَقْحَقَةُ) أَرْفَعُ السِّيَرِ وَأَتْعَبُهُ لِلظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: «شَرُّ السَّيْرِ الْحَقْحَقَةُ» وَقِيلَ هُوَ السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. 
ح ق ق

قال أبو زيد: حق الله الأمر حقاً: أثبته وأوجبه. وحق الأمر بنفسه حقاً وحقوقاً. وقال الكسائي: حققت ظنه مثل حققته. وأنشد:

فبذلت مالك لي وجدت به ... وحققت ظني ثم لم تخب

وحققت الأمر وأحققته: كنت على يقين منه. وحققت الخبر فأنا أحقه: وقفت على حقيقته. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أحق لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته. فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حقيق بأن تفعل، وأنت محقوق به، وإنك لمحقوقة بأن تفعلي، وحقيقة به، وحققت بأن تفعل، وحق لك أن تفعل، قلت: أما حقيق، فهو من حقق في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فقر مقدراً، وفي شديد من شدد، ونظره خليق وجدير، من خلق بكذا وجذر به، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو محقوق لقولهم: أنت حقيقة بكذا، وهذه امرأة حقيقة بالحضانة. وأما حققت بأن تفعل، وأنت محقوق به، فبمعنى جعلت حقيقاً به وهو من باب فعلته ففعل، كقولك: قبح وقبحه الله. قال:

ألا قبح الإله بني زياد ... وحيّ أبيهم قبح الحمار وبرد الماء وبردته، وحقر وحقرته، ورفع صوته ورفعه. ويجوز أن يكون من حققت الخبر أب عرفت بذلك. وتحقق منك أنك تفعله لشهادة أحوالك به. وأما حق لك أن نفعل، من حق الله الأمر أي جعفل حقاً لك أن تفعل، وأثبت لك ذلك. وهذا قول حق. والله هو الحق. وحقاً لا آتيك، ولحق لأفعل، وهو مشبه بالغايات، وأصله لحق الله، فحذف المضاف إليه وقدر، ودعل كالغاية. وأحقاً أن أظلم، وأفي الحق أن أغصب حقي. ولما رأيت الحاقة مني هربت، وروي الحقة. قال رؤبة:

وحقة ليست بقول الترة

ويوم القيامة تكون حواق الأمور. وأحق الرجل إذا قال حقاً وادعاه، وهو محق غير مبطل. وأحق الله الحق: أظهره وأثبته " ويحق الله الحق بكلماته وحقق قوله. وتحققت الأمر، وعرفت حقيقته، ووقفت على حقائق الأمور. وأحققت عليه القضاء: أوجبته. وأحققت حذره وحققته إذا فعلت ما كان يحذر. وإنه لحق عالم. وحاققت صاحبي فحققته أحقه: خاصمته وادعى كل منا الحق فغلبته. وكانت بينهما محاقة ومداقة. واحتقوا في الدين: اختصموا فيه. وفلان يسبأ الزق بالحق، والزقاق بالحقاق.

ومن المجاز: طعنة محتقة: لا زيع فيها، وقد احتقت طعنتك أي لم تخطيء المقتل. وثوب محقق النسج: محكمه. وكلام محقق. محكم النظم. ورمى فأحق الرمية إذا قتله على المكان. وحققت العقدة أحقها إذا أحكمت شدها. وكان ذلك عند حق لقاحها أي حين ثبت أنها لاقح. وأتت الناقة على حقها أي على وقت ضرابها، ومعناه دارت السّنة وتمت مدة حملها. وحقتني الشمس بلغتني. ولقيته عند حاق باب المسجد، وعند حق بابه أي بقربه. وسقط على حاق القفا وهو وسطه. وفلان حامي الحقيقة، وهو من حماة الحقائق أي يحمي ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته. قال لبيد:

أتيت أبا هند بهند ومالكاً ... بأسماء إنّي من حماة الحقائق

وإن فلاناً لنزق الحقاق: لمن يخاصم في صغار الأشياء.
ح ق ق : الْحَقُّ خِلَافُ الْبَاطِلِ وَهُوَ مَصْدَرُ حَقَّ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ إذَا وَجَبَ وَثَبَتَ وَلِهَذَا يُقَالُ لِمَرَافِقِ الدَّارِ حُقُوقُهَا وَحَقَّتْ الْقِيَامَةُ تَحُقُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ
أَحَاطَتْ بِالْخَلَائِقِ فَهِيَ حَاقَّةٌ وَمِنْ هُنَا قِيلَ حَقَّتْ الْحَاجَةُ إذَا نَزَلَتْ وَاشْتَدَّتْ فَهِيَ حَاقَّةٌ أَيْضًا وَحَقَقْتُ الْأَمْرَ أَحُقُّهُ إذَا تَيَقَّنْتُهُ أَوْ جَعَلْتُهُ ثَابِتًا لَازِمًا.
وَفِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ وَحَقَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَحَقِيقَةُ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ وَأَصْلُهُ الْمُشْتَمِلُ عَلَيْهِ وَفُلَانٌ حَقِيقٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَقِّ الثَّابِتِ وَقَوْلُهُمْ هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا اخْتِصَاصُهُ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُشَارَكَةٍ نَحْوُ زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ أَيْ لَا حَقَّ لِغَيْرِهِ فِيهِ وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ فَيَقْتَضِي اشْتِرَاكَهُ مَعَ غَيْرِهِ وَتَرْجِيحَهُ عَلَى غَيْرِهِ كَقَوْلِهِمْ زَيْدٌ أَحْسَنُ وَجْهًا مِنْ فُلَانٍ وَمَعْنَاهُ ثُبُوتُ الْحُسْنِ لَهُمَا وَتَرْجِيحُهُ لِلْأَوَّلِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ «الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا» فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ وَلَكِنْ حَقُّهَا آكَدُ وَاسْتَحَقَّ فُلَانٌ الْأَمْرَ اسْتَوْجَبَهُ قَالَهُ الْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ فَالْأَمْرُ مُسْتَحَقٌّ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ خَرَجَ الْمَبِيعُ مُسْتَحَقًّا وَأَحَقَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ قَالَ حَقًّا أَوْ أَظْهَرَهُ أَوْ ادَّعَاهُ فَوَجَبَ لَهُ فَهُوَ مُحِقٌّ.

وَالْحِقُّ بِالْكَسْرِ مِنْ الْإِبِلِ مَا طَعَنَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ وَالْجَمْعُ حِقَاقٌ وَالْأُنْثَى حِقَّةٌ وَجَمْعُهَا حِقَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَحَقَّ الْبَعِيرُ إحْقَاقًا صَارَ حِقًّا قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَحِقَّةٌ بَيِّنَةُ الْحِقَّةِ بِكَسْرِهِمَا فَالْأُولَى النَّاقَةُ وَالثَّانِيَةُ مَصْدَرٌ وَلَا يَكَادُ يُعْرَفُ لَهَا نَظِيرٌ.
وَفِي الدُّعَاءِ حَقٌّ مَا قَالَ الْعَبْدُ هُوَ مَرْفُوعٌ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُبْتَدَأٌ وَقَوْلُهُ كُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ بَدَلٌ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ أَحَقُّ وَكُلُّنَا بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَوَاوٍ فَأَحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُضَافٌ إلَيْهِ وَالتَّقْدِيرُ هَذَا الْقَوْلُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ وَحَاقَقْتُهُ خَاصَمْتُهُ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ فَإِذَا ظَهَرَتْ دَعْوَاكَ قِيلَ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ. 
(حقق) - وفي الحديث الذي رَوَاه ابنُ عُمَر، رضي الله عنهما: "ما حَقّ امْرِىءٍ له مَالٌ يُوصِى فيه، يَبِيتُ لَيْلَتَيْن إلا وَوَصِيَّتُه مَكْتوبة عِنْدَه" .
قال الشَّافِعِىُّ، رضي الله عنه: أي مَا الحَزْم والأَحْوط إلا هَذا.
وحَكَى الطَّحاوِى أنَّه قَالَ: ويُحتَمل، ما المَعْرُوف في الأَخْلاق إلا هَذَا من جِهَة الفَرْض.
وقال الطَّحاوى ما مَعْنَاه: إِنَّ فِيه مَعْنًى آخَرَ أَولَى به عِنْدَه، وهو أَنَّ الله تَعالَى حَكَم على عِبادِه بقَوْله تَعالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} الآية. ثم نَسَخ الوَصِيَّة للوَارِث على لِسانِ نَبِيِّه - صلى الله عليه وسلم - بقَوْله: "إنَّ الله أَعطىَ كُلَّ ذى حَقٍّ حَقَّه فلا وَصِيَّة لِوَارِثٍ".
وإن كَانَ لم يَرِد إلا من جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، في حَدِيثِ شُرَحبِيل، عن أَبِى أمامة، غَيْر أَنَّهم قَبِلوا ذلك واحْتَجُّوا به، فبَقِى مَنْ سِوَى الوَارِث من الأَقْرباء مَأْمورًا بالوَصِيَّة له.
- في حَديثِ المِقْدَام: أَبِى كَرِيمة : "لَيلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ، فمَنْ أَصبَح بفِنائه ضَيْف فَهُو عَلَيْه دَيْن".
قال الخَطَّابى: رَآهَا حَقًّا من طَرِيق المَعْرُوف والعَادَة المَحْمُودَة، ولم يزل قِرَى الضَّيْف من شِيَمِ الكِرامِ، ومَنْعُ القِرَى مَذْمُوم، وصَاحِبُه مَلُوم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ يُؤمِن باللهِ واليَومِ الآخِر فَلْيُكْرِم ضَيفَه".
- وفي رواية: "أَيُّما رَجُلٍ ضَافَ قَوماً فأَصبحَ مَحْروماً، فإنَّ نَصْرَه حَقٌّ على كُلِّ مُسلِم حتى يَأْخُذَ قِرَى لَيْلَتِه من زَرْعِه ومَالِه".
ويُشبِه أن يكون هذا في المُفْطِر الَّذِى لا يَجِد ما يَطْعَمُه، ويَخافُ التَّلَفَ على نَفسِه، كان له أن يَتَناولَ من مَالِ أَخِيه ما يُقِيم به نَفسَه، وإذا فَعَل فقد اخْتُلِف فيما يَلزَمه. فذَهَب بَعضُهم إلى أنه يَرُدُّ إلَيه قِيمَته، وهذا يُشْبِه مَذْهَب الشَّافعى، رضي الله عنه. وذَهبَ قَومٌ إلى أن لا شَىْءَ عليه، واحتَجُّوا بأَنَّ أَبا بَكْر، رضي الله عنه، حَلَب لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَبناً من شَاةِ رَجُلٍ من قُريْش وصَاحِبُها غَائِب. وبِحَدِيث ابنِ عُمَر: "مَنْ دَخَل حائِطًا فَلْيَأْكل ولا يتَّخِذْ جَنْبة" .
وعن الحَسَن قال: "إذا مَرَّ الرَّجل بالِإبلِ وهو عَطْشَان صَاحَ برَبِّ الِإبِل ثَلاثًا، فإن أَجابَه، وإلَّا حَلَب وشَرِبَ".
وقال زَيْد بنُ أَسلَم في الرَّجُل يَضْطرُّ إلى المَيْتَة، وإلى مَالِ المُسْلِم. فقال: يَأْكل المَيْتَة.
وقال عَبدُ اللهِ بنُ دِينار: يَأكُلُ مَالَ المُسلِم.
وقال سَعِيد: المَيْتَة تَحِلُّ إذا اضْطرُّ، ولا يَحِلُّ مَالُ المُسلِم.
- في كِتابِه - صلى الله عليه وسلم - لِحُصَيْن: "أنَّ لَه كَذَا وكَذَا، لا يُحاقُّه فيها أَحدٌ" . قال أَحمدُ: حاقَّ فُلانٌ فُلانًا، إذا خَاصَمه وادَّعَى كُلُّ واحد منهما أنَّه حَقُّه، فإذا حَقَّه غلبه.
قيل: قد حَقَّه، ويقال للرَّجُل إذا خاصم صِغَارَ الأَشْياء: إنَّه لَنَزِق الحِقَاق. واحتَقُّوا في الشَّىء، إذا ادَّعى كُلُّ واحدٍ أَنَّه حَقُّه وحَقَّ الشَّىءُ: وَجَبَ.
والحِقَّهُ من أَولادِ الِإبل: التي تَسْتَحِقُّ أن يُحمَل عليها.
- في الحَدِيث: "مَتَى ما يَغْلُوا في القُرآنِ يَحْتَقُّوا" .
: أي يَخْتَصموا.
- وفي حَدِيثِ زَيْد: "لَبَّيكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورِقًّا" .
قوله: حَقًّا مَصْدَر مُؤكّدِ لغَيْره، المَعْنَى أَنَّه الدِّين، يعنى: الْزَم طَاعَتك الذي دَلَّ عليه "لَبَّيْك" كما تَقُول: هَذَا عَبدُ اللهِ حَقًّا، تَوكِيد مَضْمُون بِلَبَّيْك، وتَكْرِيرُه لِزِيادة التَّأْكِيد. وقَولُه: "تَعَبُّدًا" مَفْعولٌ له. 
[حقق] نه فيه: "الحق" تعالى، الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلهيته، والحق ضد الباطل. ومنه: من رآني فقد رأى الحق، أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث أحلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مشتبه، ويتم في الراء. ومنه أميناً "حق" أمين، أي صدقاً، وقيل: واجباً ثابتاً له الأمانة. وح: ما "حق" العباد على الله؟ أي ثوابهم الذي وعدهم به فهو واجب الإنجاز ثابت بوعده الحق. ومنه ح: "الحق" بعدي مع عمر. وح: لبيك "حقاً" أي غير باطل، أي ألزم طاعتك الذي دل عليه لبيك وهو مصدر مؤكد لغيره نحو هذا عبد الله حقاً، وتعبداً مفعول له. وح: أعطى كل "ذي حق حقه" أي حظه ونصيبه المفروض له. وح عمر: لما طعن: أوقظ للصلاة فقال: الصلاة والله إذاً ولا "حق" أي لا حظ في الإسلام لمن تركها، وقيل: أراد الصلاة مقضية إذاً ولا حق مقضي غيرها يعني أن في عنقه حقوقاً كثيرة يجب عليه الخروج عن عهدتها وهو غير قادر عليه فهب أنه قضى حق الصلاة فما بال الحقوق الأخر. ومنه ح: ليلة الضيف "حق" جعلها حقاً بطريق المروءة ولم يزل قرى الضيف من شيم الكريم، ومنع القرى مذموم. وح: أيما رجل ضاف قوماً فأصبح محروماً فإن نصره "حق" على كل مسلم حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه وماله، الخطابي: يشبه أن يكون هذا فينم يخاف التلف على نفسه. وفيه: ما "حق" امرئ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده، أي ما الحزم له إلا هذا، وقيل: ما المعروفيبين في ن. وفيه: إذا أعطوا الحق قبلوه، الحق يجيء لمعان لموجد الشيء على الحكمة، ولما يوجد عليها، واعتقاد الشيء على ما هو عليه، وللفعل، أو القول الواقع بحسب ما يجب، وفي وقت يجب، كما يقال: الله حق، وفعله حق، وكلمته حق، وقوله حق. والسابقون هم الأئمة العدول، والمعنى إذا نصحهم ناصح بكلمة حق قبلوها من البذل للرعية، والعدل، أو هم السابقون المقربون، والمعنى إذا ثبت له حق إذا أعطى قبل، ثم بذل للمستحقين، كقوله لعمر: خذه فتموله، أو أراد بالحق ما يوجد بحسب الحكمة ككلمة الحق فإنها ضالة الحكيم يعمل بها ويعلمها. ج: ثم لم ينس "حق" الله، حق ظهورها أن يحمل عليها منقطعاً، وحق رقابها الإحسان إليها، وقيل: الحمل عليها. غ ""حقيق" علي" أي واجب علي. و"فحق" عليه القول" أي وجب الوعيد. "و"حقاً" على المؤمنين" أي إيجاباً وحققت عليه القضاء، وأحققته أوجبته. و"استحقا" إثماً" استوجبا. و""استحق" عليهم الأولين" أي ملك عليهم حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة. و"استحق" المبيع على المشتري ملكه. و"الحاقة" أي فيها حقائق الأمور، أو يحق كل إنسان بعمله. وحاققته فحققته خاصمته فخصمته. و"نقذف "بالحق"" بالقرآن "على الباطل" أي الكفر. و"ما ننزل الملائكة إلا "بالحق"" أي الأمر المقضي المفصول. والحق الموت. وحق الطريق ركبه. مد "وأذنت لربها" أي سمعت وأطاعت إلى الانشقاق "وحقت" أي حق لها أن تسمع إذ هي مخلوقة الله تعالى.
حقق
حقَّ1 حَقَقْتُ، يَحُقّ، احْقُقْ/ حُقَّ، حَقًّا، فهو حاقّ، والمفعول مَحْقوق
• حقَّ الأمرَ:
1 - تَيَقَّنه "حقَّ الخبرَ".
2 - صدَّقه "حقَّ ظنَّ صديقه".
• حقَّ فلانًا: غَلَبه في الخصومة. 

حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ حَقَقْتُ، يحِقّ، احْقِقْ/ حِقَّ، حَقًّا وحَقّةً وحُقُوقًا، فهو حقيق، والمفعول محقوق عليه
• حقَّ الأمرُ: صحّ وثبت وصدق " {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} " ° حقّتِ الحاجةُ: نزلت واشتدّت.
• حقَّ عليه الأمرُ: وجَب "يحقّ على المظلوم أن يجاهد في وجه الظُّلم- له حقّ واجب على ولده"? حقّ عليهم القولُ: حقّ عليهم القضاءُ.
• حقَّ له الأمرُ: ساغ "يحقّ لك أن تغضب منّي إن أهملت طلبَك". 

حُقَّ لـ يُحقّ، حَقًّا، والمفعول محقوق له
• حُقَّ له أن يفعل كذا: وجب وثبت "حُقَّ له أن يغضب/ يفرح- أخي جاوزَ الظّالمون المدى ... فحُقّ الجهادُ وحُقّ الفِدا- {وَكَثِيرٌ حُقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [ق] ". 

أحقَّ يُحقّ، أَحْقِقْ/ أَحِقَّ، إحقاقًا، فهو مُحِقّ، والمفعول مُحَقّ (للمتعدِّي)
• أحقَّ فلانٌ: قال: حَقًّا.
• أحقَّ الأمرَ: أوجبه وصيَّره حقًّا لا يُشكّ فيه، أظهره وأثبته " {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} " ° إحقاقًا للحقّ: تعزيزًا للحقّ- أحقَّ اللهُ الحقَّ: أظهره وأثبته. 

استحقَّ يستحقّ، اسْتَحْقِقْ/ اسْتَحِقَّ، استحقاقًا، فهو مُستحِقّ، والمفعول مُستحَقّ (للمتعدِّي)
• استحقَّ الدَّيْنُ: حانَ دفعُه "لا تتأخَّر عن دفع الدَّيْن إذا استحقّ".
• استحقَّ الشَّيءَ/ استحقَّ الأمرَ: استَوْجَبَه، واستأهله وكان جديرًا به "استحقَّ المُصابُ الشَّفقةَ- استحقَّ مكافأةً/ التّقديرَ/ الشُّكرَ/ الإجلالَ والإكبارَ- حادث يستحق الذِّكرَ: ذو أهميّة في هذا المقام- لا يستحقّ الحلوَ مَنْ لم يذق الحامض [مثل]- {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} ".
• استحقَّ الإثمَ: وجبت عليه عقوبتُه " {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا}: استوجبا ذنبًا لكذبهما في الشّهادة". 

تحاقَّ يتحاقّ، تَحاقَقْ/ حاقَّ، تَحَاقًّا، فهو مُتحاقّ
• تحاقَّ الشَّريكان: تخاصما وادَّعى كلٌّ منهما الحقَّ لنفسه "كانوا يتحاقّون أمام القاضي وهو يستمع إليهم". 

تحقَّقَ/ تحقَّقَ من يتحقَّق، تحقُّقًا، فهو مُتحقِّق، والمفعول مُتحقَّق (للمتعدِّي)
• تحقَّق الأمرُ:
1 - مُطاوع حقَّقَ/ حقَّقَ في: صحَّ ووقع "تحقّق الحلمُ- تحقق له رأيُ أبيه".
2 - ثَبَت "تحقّق الخبرُ- تحقَّقت براءتُه".
• تحقَّق الأمرَ: تأكّد منه، تثبَّت وتيقّن بشأنه "فلمّا سمع بخبر الحادث سارع ليتحقّقه بنفسه- العين تلاحِظ واليَدُ تحقِّق [مثل أجنبيّ] ".
• تحقَّق من الأمر: تيقَّن وتثبّت "تحقَّق من نوعيّة البضاعة/ النّظريّة". 

حاقَّ يُحاقّ، مُحاقّةً، فهو مُحاقّ، والمفعول مُحَاقّ
• حاقَّ زميلَه: خاصمه وادَّعى أنّه أحقُّ بالأمر منه "حاقَّه في ملكيّة الأرض". 

حقَّقَ/ حقَّقَ في يحقِّق، تحقيقًا، فهو مُحقِّق، والمفعول مُحقَّق
• حقَّق مع فلان: أخذ أقوالَه في قضيّةٍ ما "يحقّق رجالُ الأمن مع المتّهم قبل تقديمه إلى المحاكمة- قاضي التَّحقيق: المشرف على التَّحقيق".
• حقَّق الأمرَ:
1 - أرساه، جعله واقعًا "نطمح إلى نظام يحقّق العدالة بين الأفراد- حقّق غايتَه/ أهدافَه/ نجاحًا/ ربحًا".
2 - أثبَته، وأكّده "حقَّق نتائج بحثه" ° مِن المحقَّق: من المؤكَّد الثابت.
3 - شهد به.
4 - تحرَّاه وتثبّت منه.
• حقَّق النَّصَّ أو الكتابَ أو نحوَهما: تثبّت منه بطُرق التّحقيق المختلفة.
• حقَّق في الأمر: بحث فيه ودقَّق. 

أحقُّ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: أولى، أحرى " {فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُْ} ".
2 - اختصاص شخص بشيء من غير مشاركة "زيد أحقُّ بماله: لا حَقَّ لغيره فيه- كُلُّ دارٍ أحقُّ بالأهل إلاّ ... في خبيثٍ من المذاهب رجسِ". 

أَحَقِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أحقُّ: أهليّة وجدارة "ترى الإدارات المحليّة أحقّيتها في الإشراف على التَّعليم في أقاليمها". 

استحقاق [مفرد]: ج استحقاقات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحقَّ.
2 - مستحقّ الدّفع أو الأداء ° استحقاق الدَّين: وقت تسديده- بدون استحقاق: من غير وجه حقّ- تاريخ الاستحقاق: موعد دفع الدَّيْن أو الرَّسم- عن استحقاق: عن جدارة وأهليّة- وسام الاستحقاق: أحد الأوسمة التي تمنحها الدَّولة تقديرًا.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته قبل موعد استحقاق أيّ مشروع استثماريّ.
• الاستحقاقات: شهادات الجوائز والمكافآت. 

استحقاقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحقاق.
2 - مصدر صناعيّ من استحقاق: أهليّة، جدارة "نوّه بجدارة لجنة التحكيم واستحقاقيّتها لإصدار الأحكام".
• مشاورات استحقاقيّة: مشاورات متعلقة بإعطاء الحقوق لأصحابها. 

تحقيق [مفرد]: ج تحقيقات (لغير المصدر):
1 - مصدر حقَّقَ/ حقَّقَ في ° تحقيق الشَّخصيّة: التثبُّت من هُويَّة شخص ما- تحقيق الهمزة: إعطاؤها حقّها الصوتيّ عند النطق بها- تحقيق صحفيّ: تقرير يعدّه أحد الصَّحفيِّين عن أحداث شهدها أو قضيّة تهمّ المجتمع- تحقيق قضائيّ: سماع شهادة الشّهود بحضور المتخاصمين- حرف تحقيق: أداة تأكيدٍ- مديريّة التَّحقيقات/ إدارة التَّحقيقات: الجهة المسئولة عن شئون التَّحقيق.
2 - تَحَرٍّ، استقصاء ° التَّحقيق جارٍ: لم يُغلق ملفّ القضيّة بعد.
3 - (سف) إثبات ذاتيّة الشَّيء.
• تحقيق الذَّات: تطوير وتحسين لإمكانيّات الشَّخص وتحقيق الاكتفاء الذاتيّ.
• تحقيق الكتب والمخطوطات والنُّصوص: فرع من فروع البحث العلميّ يراد به التَّثبُّتُ من سلامة النَّصّ عن طريق جمع النُّسخ ومقابلة بعضها ببعض وذكر الخلاف.
 • محضر التَّحقيق: (قن) سجلّ يضمُّ المعلومات الخاصَّة بالتَّحقيق في قضيَّة ما. 

حاقَّة [مفرد]: ج حَواقُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حقَّ1.
2 - نازلة وداهية.
• الحاقَّة:
1 - يوم القيامة، سُمّي بذلك؛ لأنّ فيه حواقَّ الأمور ودواهيها، ولأنّها تحِقّ كلَّ إنسان من خير أو شر " {الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 69 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية. 

حَقّ [مفرد]: ج حُقُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر حُقَّ لـ وحقَّ1 وحقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° أخَذ بحقِّه: انتصر له وردَّ له حقَّه- أعطي كُلَّ ذي حقّ حقَّه- إنَّ قول الحقِّ لم يدع لي صديقًا- الحقّ أبلج والباطل لجلج- الحقّ عليك: أنت مخطئ على غير حقّ، أنت المخطئ- الحقّ معك: أنت على حقّ- الحقّ مغضبة- الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه- الحقوق السِّياسيّة: حقوق يجوز لكلّ مواطن بمقتضاها أن يشترك في إدارة بلاده- الدِّين الحقّ: الإسلام- بِحَقٍّ: بجدارة بدون شكٍّ- بِحَقٍّ/ في حِقّ: بشأن/ في شأن/ بخصوص- حقًّا: حقيقة في الواقع بالتّأكيد- حقُّ الزَّوجيّة: النَّفقة والمعاشرة بالمعروف- حقُّ تقرير المصير: حقّ الشّعوب في أن تقرِّر بنفسها نظامَ الحكم في بلادها واتِّجاه سياستها وربط علاقاتها مع سائر الدول- حقّ قدره: ما يستحقّه- حقّ يضرُّ خيرٌ من باطل يسرُّ- حقوق الله: ما يجب علينا نحوه- دَوْلَة الباطل ساعة ودَوْلَة الحقّ إلى قيام السَّاعة- ذهَبٌ حقٌّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه- صاحب الحقّ: دائن، غريم- قصَّر في حقِّه: لم يوفّه حقّه- قل الحقّ ولو كان مرًّا- كان على حقّ: كان على صواب- كلّيّة الحقوق: خاصّة بتدريس القوانين وإعداد المحامين- لا يموت حقٌّ وراءه مطالب [مثل]- الرجوع إلى الحقّ خير من التّمادي في الباطل- مِنْ حقِّه- وحقِّك: عبارة قَسَم.
2 - صحيح، ثابتٌ بلا شكّ، عكسه باطل "الحقّ فوق القوّة- {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} - {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}: حقيقةٌ وصدق" ° عَلِم حَقَّ العِلم: علم بدقّة جيّدًا وبدون شكّ- فهِم حقّ الفَهْمِ: فهم فهمًا دقيقًا كاملاً- قَوْلٌ حَقٌّ: ثابت صحيح لا شكّ فيه- هو العالمُ حقُّ العالم: متناهٍ في العلم.
3 - زكاة، نصيب واجب للفرد أو الجماعة " {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} - {وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}: الزّكاة المفروضة".
4 - دَيْن " {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} ".
5 - عدل وقسط " {خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ} ".
• حقوق الملكيَّة: (قص) حقّ امتلاك أصل، وهذا الحقّ يمنح مالكه امتيازات وصلاحيّات معيَّنة.
• الحقّ:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: مالا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به وهو الحقّ المطلق الذي يأخذ منه كلُّ حقٍّ حقيقتَه " {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ} ".
2 - القرآن الكريم "جاء الحقّ وزهق الباطل- {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} ".
• حقُّ النَّقض/ حقُّ الفيتو:
1 - (سة) حقّ خصّت به الدّول الخمس ذات المقعد الدَّائم في مجلس الأمن التَّابع لهيئة الأمم المتَّحدة يخوِّل كلاًّ منها أن توقف أو تنقض قرارات المجلس التي لا توافق عليها.
2 - (قن) السُّلطة المكتسبة أو الحقّ المُعطى لفرع أو دائرة حكوميّة لرفض الموافقة على إجراءات مُقترَحة من دائرةٍ أخرى وخاصّة السُّلطة الممنوحة للمدير التنفيذيّ لرفض مشروع قانون تقدِّمه الهيئة التَّشريعيّة وبذلك يُرفض أو يتمُّ تأخير تنفيذه ليصبح قانونًا.
• حقُّ اليقين: (سف) مصطلح صوفيّ يعبّر عن عُليا مراتب المعرفة عند الصُّوفيّة، وفيها تتوحَّد ذات العارف مع موضوع المعرفة، بمعنى فناء العبد في الحقّ والبقاء به علمًا وشهودًا، وأُولى مراتب المعرفة علم اليقين يليها مرتبة عين اليقين ثم حقّ اليقين.
• حقُّ المياه: (قن) حقّ سحب المياه من مصدر معيّن، بحيرة أو قناة أو غيرهما.
• حقُّ الخيار: الحقُّ أو الفرصة لقبول أو رفض شيء قبل عرضه في مكان آخر.
• سقوط الحَقّ: (قن) زوال الحقّ من يد صاحبه لأنّه لم يستعمله في مدَّة معيَّنة؛ كسقوط حقّ المحكوم عليه في

استئناف الحكم إذا لم يستأنفه في الآجال الموقوتة قانونًا.
• حقُّ الدِّفاع عن النَّفس: (قن) الحقّ في حماية النَّفس من العنف أو التّهديد به بأيّة قوَّة أو وسيلة ضروريّة.
• حقُّ الزِّيارة: (مع) حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طفلهما كما نُصَّ في أمر الطَّلاق أو الانفصال.
• الحقوق المدنيَّة: الحقوق التي يخوِّلها القانون لجميع المقيمين في الدولة وهي أشمل من الحقوق السياسيّة المتّصلة باختيار الحاكم، كما أنّها تتميّز عن الحقوق الطبيعيّة في أنّ لها قيمة قانونيّة إلى جانب قيمتها الفلسفيَّة المثاليَّة، والحقوق المدنيَّة نسبيَّة غير مطلقة تتكيَّف أوضاعها مع الزمان والمكان.
• حقوق الإنسان: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: وثيقة أقرَّتها الأمم المتحدة عام 1948م، ونصَّت فيها على حقوق البشر الأساسيَّة كالمساواة، وحريّة الفكر، والضمير، والدين، والحقّ في مستوى من العيش كافٍ لضمان الصِّحَّة والهناء. 

حُقّ [مفرد]: ج أَحقاق وحِقاق وحُقُوق:
1 - وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما.
2 - (شر) نُقْرة فيها رأس الفَخِذ أو الوَرِك.
3 - (شر) رأس الوَرك الذي فيه عظم الفَخِذ. 

حَقَّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَقّ: على غير قياس "قِسْمة حقّانيّة" ° وزارة الحقَّانيّة: وزارة العدل كما كانت تسمّى سابقًا في مصر.
2 - من يرعى حقوقَ الآخرين. 

حَقَّة [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° صداقة حقَّة: على الوجه الأمثل. 

حُقَّة [مفرد]: ج حِقاق وحُقَق: حُقّ، وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما. 

حُقوق [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ. 

حقيق [مفرد]: ج أَحِقّاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: جدير، حريّ، خليق.
2 - حريص " {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} ". 

حقيقة [مفرد]: ج حقائِقُ:
1 - مؤنَّث حقيق.
2 - شيءٌ ثابت قطعًا ويقينًا "هذه شهادة مطابقةٌ للحقيقة- قد تُلامُ الحقيقة لكنَّها لن تخجل [مثل] " ° أهل الحقيقة: المتصوّفة- تقصِّي الحقائق: استكشافها، تتبُّعها والتَّيقُّن منها- حقائِقُ أبديَّة: مبادئ أو قوانين مطلقة محيطة بجميع الموجودات- حقائق علميَّة: مقطوع بها- حقيقةً: في الواقع فعلاً- حقيقةً بديهيَّة: تُثبت نفسَها- حقيقةً واقعة: ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة- حقيقةً واقعيّة: الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا- نصف الحقيقة: بيان أو إفادة تحذف بعض الحقائق الضروريّة بهدف التَّضليل والغشِّ والخداع.
3 - (لغ) ما استعمل في معناه الأصليّ عكسه المجاز.
• حقيقة الشَّيء: كنهُه وخالصُه وجوهره "يرى بعضُهم أنّ الوقوفَ على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر- لمَس حقيقةَ التّفوّق" ° الحقيقة جارحة [مثل]- ظهَر على حقيقته: انكشف أمرُه، افتُضح- في الحقيقة: في الواقع.
• حقيقة الأمر: يقينُه "يبدو أنّ هناك اختلافًا بين القادة ولكنّنا نجهل حقيقتَه". 

حقيقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حقيقة.
2 - واقعيّ وموجود بالفعل "هذا صديق حقيقيّ- نريد سلامًا حقيقيًّا".
3 - صادق، خلاف خياليّ "نريد تصويرًا حقيقيًّا لا خياليًّا- عاطفة حقيقيّة".
4 - حَقٌّ باعتباره صفة "هذا قول حقيقيّ: مطابق للحقّ" ° ذهب حقيقيّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه.
• معنًى حقيقيّ: (بغ) مدلول الكلمة المستعملة فيما وُضعت له، عكسه معنًى مجازيّ.
• الزَّمن الحقيقيّ: (حس) الزَّمن الفعليّ الذي يحتاجه حاسوب لإتمام عمليَّة.
• الأجر الحقيقيّ: (قص) ما للنّقد الذي يحصل عليه العامل من قوّة الشِّراء.
• العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيَّر بتغيُّر المِلل والأديان كعلم المنطق. 

مُحَقِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حقَّقَ/ حقَّقَ في.
2 - من يقوم بإجراء تحقيق وتحرِّيات للكشف عن ملابسات قضيَّة غامضة "مُحَقِّق خاصّ: يُسْتَأجَر من قبل الأفراد".
3 - مَنْ يثبِّت ويحقِّق كتابًا أو نصًّا وَفْق قواعدَ علميَّة. 

مُسْتَحَقّ [مفرد]: ج مستحقّات: اسم مفعول من استحقَّ ° مُسْتَحَقَّات: رُسوم العُضويّة في نادٍ أو منظَّمة.
• سند مُسْتَحَقّ: (قن) اعتراف خطِّيّ بدَيْنٍ لطرف مُعَيَّن لكنّه لا يُدفع لدى طلب الطرف ولا يمكن نقلُه بتظهيره. 
حقق
{الحَقُّ: من أَسمَاء اللهِ تَعالَى، أَو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ المَوجُودُ} حَقِيقَة، {المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته، وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ الحَقِّ: المُطابقةُ والمُوافَقَة، كمُطابَقَةِ رِجلِ الْبَاب فِي} حُقهِ، لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ، {والحَقًّ: يقالُ لمُوجدِ الشيءَ. بحَسَب مَا تَقْتَضِيه الحِكمَةُ، ولِذلِكَ يُقال: فِعلُ اللهٍ كُله} حَقٌّ، وللاعْتقادِ فِي الشَّيْء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء فِي نَفْسِه، نَحْو: اعتَقادُ زَند فِي البَعثِ حَق، وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب مَا يَجِبُ، وقَدر مَا يَجِبُ فِي الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نَحْو: فِعلك حَق، وقولُكَ حَق. والحَق: القُرآنُ قَالَه أَبُو إسحاقَ فِي قَولِه تَعالَى: وَلَا تَلْبسُوا {الحَقَّ بِالْبَاطِلِ قَالَ: الحَق: أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلمَ، وَمَا جَاءَ بهِ من القُرْآن، وكذلِكَ قالَ فِي قَوْلِه تَعالى: بَل نَقْذِفُ} بالحَقِّ عَلَى الباطِل. والحَق: خِلاف الباطِل جَمعُه: {حُقُوق} وحقاقٌ، وليسَ لَهُ بِناءُ أَدنَى عدَد. والحَقُّ: الأمرُ الْمُقْتَضى المَفعُول، وَبِه فُسرَ قولُه تَعَالَى: مَا نُنَزلُ المَلائِكَةَ إِلَّا بالحَقِّ ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى: وَلَو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ. والحَق: العَدلُ. والحَقُّ: الْإِسْلَام وَبِه فُسر قولُ عُمَرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ، فقالَ: الصَّلاةُ واللهِ، إذَنْ، وَلَا! حَقَّ أَي: لاحظَّ فِي الْإِسْلَام لمَن تَرَكها. والحَقُّ: المالُ. وَالْحق: المِلْكُ بكسرِ الْمِيم. والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الَّذِي لَا يَسُوغُ إِنْكارُه. والحَقُّ: الصِّدقُ فِي الحَدِيثِ. والحَقُّ: المَوْتُ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالى: وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ كَمَا فِي العُبابِ، والمَعْنى: جاءَت السَّكْرَة الَّتِي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ، أَي: بالمَوْتِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ، قالَ ابنُ سِيدَه: ورُوىَ عَن أبي بَكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ: وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد. والحَقُّ: الحَزمُ وَبِه فَسرَ الشّافِعيًّ رضِي اللهُ عَنهُ قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلًّمَ: مَا {حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قَالَ مَعْناهُ: مَا الحَرمُ لامْرِئً، وَمَا المَعْرُوف فِي الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ، وَلَا الأحوَطُ إلاّ هذَا، لَا أَنَّه واجِبٌ، وَلَا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ، وَفِي شَرْح العَقائدِ: الحَق عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع، يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك، ويُقابِلُه الباطِلُ، وأَمَّا الصِّدْقُ، فشاعَ فِي الأَقْوالِ فَقَط، ويُقابِلُه الكَذِبُ، وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ)
المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ فِي الحَقِّ من جانِبِ الواقِع، وَفِي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم، فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ: واحِدُ الحُقُوقِ، والحَقَّةُ: أَخَص مِنْهُ يُقالُ: هذِه حَقَّتِي، أَي: حَقِّي، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (و) } الحَقَّةُ أيْضاً: {حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ} الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب، نَقَله الجَوْهَرِي. {وحَقِيقَةُ الأمْرِ: مَا يَصيرُ إِليه} حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه، يُقال: بَلَغَ {حَقِيقَةَ الأمْرِ، أَي: يَقِينَ شَأنِه. وقولُهم: كَانَ ذلِكَ عندَ} حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ، أَي: حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فِيهَا وَفِي الأساس:(و) {حَقَّ الشّيءَ: أَوجْبَهَ وأثبَتَه، وصارَ عندَه} حَقاً لَا يَشُك فِيهِ، ويُقال: {يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، أَي: يَجبُ} كأحَقَّه، {وحَققَه وقِيلَ:} أحَقَّه: صَيًّرَه {حَقاً. (و) } حَق الطرِيقَ: ركِبَ حاقهُ أَي: وَسَطَه، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنه قالَ للنساءَ: ليسَ لَكُنَّ أنْ {تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ. وحَق فُلاناً} يَحقَّه {حَقًّا: ضَرَبَه فِي} حاقِّ رَأسِه أَي: وَسَطِه أَو ضَرَبَه فِي {حُقِّ كَتِفِه: اسْم للنُّقْرَةِ الَّتِي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل: هُوَ رَأس العَضُدِ الَّذِي)
فِيهِ الوابِلَةُ. (و) } حَقَّ الأمرُ {يَحُقُّ بالضمّ} ويَحِق بالكسرِ {حَقةً، بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ، وَكَذَلِكَ} حَقًّا، {وحُقوقاً، كقُعُودٍ: صارَ حَقاً، وثَبَتَ، قَالَ الأزهَرِي: مَعناه: وَجَبَ وُجُوباً، وَمِنْه قولُه تَعالى: ولكِنْ} حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ أَي: وَجَبَت وثَبَتَتْ، وكذلِكَ قولُه تعالَى: لَقَد {حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ. وقالَ ابنُ درَيد: حَقَّ الأمْرُ} يَحِقُّ {حَقاً،} ويَحُقُّ: إِذا وَقَعَ بِلَا شَك وَنَصّ الجَمْهَرِة: وَضَحَ وَلم يَكُ فِيهِ شكّ لازِم مُتَعَد. {وحَقَقْت حَذرَه} أحُقُّه حَقاً {وأحْقَقْتُه: إِذا فَعَلْت مَا كانَ يَحْذَرُه نَقله الصاغانِيُّ، وأنْكَره الأزْهَرِي، وَقَالَ: إنَّما هُوَ} أَحْقَقْت حَذَرَه، لَا غَيْره. (و) {حَقَقْتُ الأمْرَ: إِذا} تَحَققْته وتَيَقنته أَي: وصرتَ مِنْهُ عَلَى يَقِين، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. { (و) حَقَقْتَ فُلاناً: إِذا أَتَيته} كأحْقَقْتَه، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً. وَقَالَ الكِسائِي: يُقال: {حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذَا، بالضَّمِّ،} وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه، بِمَعْنى واحِد (و) {حُق لَهُ أَن يَفْعَل، كَذَا، وَهُوَ} مَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيق، وهم! مَحقُوقُونَ. وَقَالَ ابْن عَبّاد، هُوَ {حَقِيقٌ بِهِ،} وحَقٌّ أَي: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ، وَقَوله تعالَى: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ أَي: أَنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ، وَقَرَأَ: نافعٌ حَقِيقٌ عليَّ بتشديدِ الياءَ، أَي: واجِبٌ عليَّ، وَقَالَ شَمرٌ: تَقُول العَرَبُ: {حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك، وحَق، وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً، وَهُوَ} حَقِيق بِهِ، {ومَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيقٌ لَهُ، والجَمعُ} أَحِقّاءُ، {ومَحْقُوقُونَ، وَقَالَ الفَراء:} حُقَّ لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك، {وحَقَّ، وإِني} لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كَذَا، فإِذَا قُلْتَ: {حُقَّ، قلْتَ: لَكَ، وَإِذا قُلْتَ:} حَقَّ، قلتَ: عَلَيْكَ، قَالَ: وتَقول: {يَحِقُّ عليكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا، وحُق لكَ، وَلم يَقُولُوا:} حَقَقْتَ أَن تَفْعَلَ، وَقَوله تَعَالَى: وَأَذِنَتْ لرَبِّها {وحُقَّتْ أَي:} وحُقّ لَها أَنْ تَفْعَلَ، ومعنَى قَولِ من قَالَ: {حَقَّ عليكَ أنْ تَفْعَلَ: وَجَبَ عليكَ، وقالُوا: حَق أَنْ تَفعَلَ،} وحَقيقٌ أَنْ تَفْعَلَ، وحقِيق فِي {حَقَّ} وحُقَّ: فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول، قالَ الشّاعِر: قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ {مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ: أنْتِ} حَقِيقَةٌ لذلِكَ، يَجعَلونَه كالاسْم، وأنْتِ! مَحْقُوقةٌ لذلِك، وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ، وأمّا قولُ الأعْشَى:
(وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق)

(لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ)
فَإِنَّهُ أَرادَ: لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ، يَعْنِي بالخُلَّةِ الخَلِيلَ، وَلَا تَكُونُ الهاة فِي مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ، إِنّما هِيَ فِي أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ، وَلَا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ: لمَحقُوقَة أنْتِ، لِأَن الصّفةَ إِذا) جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ، وَهَذَا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ.ويُقال: الحَقِيقَةُ: الرّايَة وَمِنْه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ:
(حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ)
قالَ الصاغانِيُّ: جَعفَر هَذَا أَبو جَدِّهِ، لِأَنَّهُ عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مَالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ.
وبَناتُ {الحُقَيق، كزبيْرٍ: تَمر رَدِئ، قِيلَ: هُوَ الشِّيصُ، نقَله الليثُ وابنُ عبّاد، وكَذَا أَبو رَافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ: سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الَّذِي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عَنهُ بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ مُصَغرٌ أَيضاً. وقَرب حَقحاق: جاد وذلِكَ إِذا كانَ السَّيرُ)
فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً، وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه، على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي.} والحقةُ بِالضَّمِّ: وعَاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما، مِمَّا يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت مِنْهُ، عَرٌ بِي مَعرُوفٌ، وَقد جاءَ فِي الشِّعر الفَصِيح. ج: {حُق بالضمِّ، جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ، وَهَذَا أَكثرهُ إنّما هُوَ فِي المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع، وَنَظِيره من المَصنُوع: دواةٌ ودَوى، وسَفِينَةٌ وسَفِين، وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم:
(وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا)
ويُقالُ أَيْضا فِي جَمعِه:} حُقُوق بالضمِّ، ويُقال: هُوَ جَمعُ الحُقِّ، فَيكون جَمعَ الجَمعَ. وقِالَ ابْن سِيدَه: جَمْع الحُقةِ: {حُقَق، وجَمعُ} الحقِّ:! أحقاقٌ، {وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ: سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط} الحُقَق تَقلِيلُ مَا قارَعنَ من سُفرِ الطرَق (و) {الحُقَّةُ: الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها، ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ. (و) } الحُقةُ: المَرْأةُ على التشْبِيه. (و) {الحُقُّ بِلَا هَاء: بَيْتُ الكَهْوَلِ، أَي: العَنْكَبوتِ وَمِنْه حَدِيثُ عَمرِو ابْن الْعَاصِ أنّه قالَ لمُعاوِيَة فِي مُحاورات كانَت بينَهما: لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ} كحُق الكَهْوَلِ، وكالحَجاةِ فِي الضُّعْف، فَمَا زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أَي: واهٍ، قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد رَوَى ابْن قُتَيْبَةَ هَذَا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه، وَقَالَ: مثل {حقِّ الكَهْدَلِ، بالدالِ بدلَ الْوَاو، وخَبَطَ فِي تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء، وَالصَّوَاب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ: العَنكَبُوتُ،} وحُقُّه: بيتُه، وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى.
والحُق: أَصل رَأس الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ. وقِيلَ: هُوَ رَأس العَضُدِ الّذِي فِيهِ الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد فِي الجَمْهَرة: رَأس العَضُدِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ الفَخِذِ، وَقد تَقدمت الإشارَةُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ: إِن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الْحق: الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ، أَو هِي المُطمَئنَّة واللُّق: المُرْتَفِعَة، قَالَ الصاغانِي: فَأَما فِي حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة. وقيلَ: الحُقُّ: مثل الجُحر فِي الأرْضِ. {- والحُقيُّ بياء النسبَةِ: تَمْرٌ نَقَلَه الصَّاغَانِي.} والحِق، بِالْكَسْرِ، من الإِبِل: الدّاخِلَةُ فِي الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ، عَن أَبي عُبَيْد وَقد {حَقت} تَحِق {حِقة،} وحِقاً، بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ {وأَحَقَّتْ، وَهِي} حِق، {وحِقة بَيِّنَةُ} الحِقَّةِ، بالكسرِ أَيْضا، قَالَ ابنَ سِيدَه: وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ {الحَقاقَةِ} والحُقُوقةِ، أَو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة، لأنَّ المَصدرَ فِي مِثل هَذَا يُخالِفُ الصِّفَةَ وَلَا نَظِيرَ لَها فِي مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ فِي البناءَ، إِلاّ قَولهم: أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ، وأَنْشَدَ ابْن دُرَيْد:) إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع فَابْن اللَّبُونِ {الحِق،} والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى:
( {بحِقَّتِها رُبِطَت فِي اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لَهَا قد أَسَنّْ)
أرادَ أَنّها رُبِطَت فِي اللجينِ وَقْتَ أَنْ كَانَت} حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها، أَي: نَبَتَ ج: {حِقَق كعِنَبٍ،} وحِقاق بالكسرِ، نَقله الجَوهَرِيُّ، وَقَالَ الأعشَى:
(وهُمُ مَا همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وَقَامَت زقَاقُهم {والحِقاق)
أَي: يبِيعُون زِقّاً بحِق، لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي: جمع الْجمع} حُقُقٌ بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ، وَمِنْه قولَ المُسَيبِ بن علَس:
(قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ)
كَمَا فِي الصِّحَاح سُمى {حِقَّةَ لأنهُ} استحَقَّ أَن يُركَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ وَأَن يُنْتَفَعَ بِهِ، نقَلَه الجَوهرِي أَو لأنَّه {استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كَمَا فِي اللسانِ.} والحِقُّ أَيْضا: أَن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام الَّتِي ضُرِبَتْ فِيها قَالَ ابْن سِيدَه، وبعضُهُم يجعَلُ {الحِقَّةَ فِي قولِ الأعْشَى: الوَقْت، ويُقال: أَتَتِ النّاقَةُ عَليّ} حِقَّتِها، أَي: على وَقْتِها الَّذِي ضَرَبَها الفَحْلُ فِيهِ من قابِلٍ، وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أَوَّلَ، حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ، وقِيلَ: {حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها: تَمامُ حَمْلِها، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ} حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ)
أَي: إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ وَلم تَلدْ قِيلَ: قد جازَت الحِقَّ. (و) {الحِق: النّاقَةُ الَّتِي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً.} والحِقَّةُ، بالكَسْرِ: الحَق الواجِبُ يُقالُ: هذِه {- حِقَّتِي، وَهَذَا} - حَقِّي، يُكْسَرُ مَعَ التاءَ، ويُفْتَحُ دُونَها وَقد مَرَّ لَهُ آنِفاً أَنه يُفْتَحُ مَعَ الهاءَ أَيْضاً، وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من {الحَقِّ، كَمَا نَقَلهَ الجَوْهريُّ وَغَيره، فتَأمل ذلِكَ. وَأم} حِقةَ: اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس:
(فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها مَا شِئتَ والوُدُّ خادِعُ)
{والحِقَّةُ بالكَسْرِ: لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى، وذلَكَ لِأَن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ: إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ، قَالَ سُوَيدٌ: لقد رَأيْتُها وَهِي} حِقَّةٌ، أَي: {كالحِقَّةِ من الإبِل فِي) عِظَمِها. أَو فِي حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ: حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وَرَاء} حِقاق العُرْفُطِ قَالَ الصّاغانِي: الأرنَبَةُ: الأرنبُ، كالعَقرَبَةِ فِي العَقْرَبِ، وَقيل: هِيَ نَبْتٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: هِيَ الأريْنَة، وَهِي: نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ، قَالَ الصّاغانِي: أولُ مَا رأَيتُ الأرَينَةَ سنة، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة، بينَها وَبَين جبل حراءوَيُقَال: إِنَه لنَزِق {الحِقاقِ، أَي: مُخاصِم فِي صِغارِ الأَشياءِ وَهُوَ مَجاز.} والأَحَقّ من الخَيْلِ: الفرَس الَّذِي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الَّذِي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عَن مَوْقِع حافرِ يَدِه، وَذَلِكَ عَيْب أَيْضا. وَقَالَ الجوهويُّ: هُوَ الّذِي لَا يَعْرَقُ وَهُوَ عَيْب أَيْضا، قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرو لرَجل من الأَنْصار،)
قلت: هُوَ عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ:
(وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لَا {أَحَقَُّ وَلَا شَئَيتُ)
هَذِه رِوايَةُ أبي عَمْرو، وأَبي عبَيْدٍ، وَفِي المحْكَم: وروَى ابْن دُرَيدٍ:
(بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لَا أَحَقُّ وَلَا شَئَيت)
قلت: وَالَّذِي فِي الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو، وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما} الحَقَقُ، محَركَةً يُقَال: أَحَق بَيِّن الحَقق. (و) {حَقَقْت عَلَيْهِ القَضاءَ،} أَحُقّه حَقًا {وأحققته} أحقه {إحقاقاً أوجبته وَهَذَا قد تقدم فَهُوَ تكْرَار، وَقَالَ أَبُو مَالك} أحَقَّت البكرة إِذا استوفت ثَلَاث سِنِين. وَقَالَ ابْن عباد أحقت صَارَت حقة مثل {حَقَّت. وَيُقَال: رمى} فأحقَّ الرَّمية إِذا قَتلهَا على الْمَكَان عَن ابْن عباد والزمخشري وَهُوَ مجَاز. {والمُحِقُّ ضد الْمُبْطل، يُقَال:} أحْقَقْتُ ذَلِك أَي أثْبته {حقًّا أَو حكمت بِكَوْنِهِ حَقًا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:} ويُحِقُّ الله الْحق بكلماته وَقَالَ الرَّاغِب:! إحقاق الْحق ضَرْبَان أَحدهمَا: بِإِظْهَار الْأَدِلَّة والآيات وَالثَّانِي بإكمال الشَّرِيعَة وبثها. {والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ مِنْهَا لِبَأٌ، قَالَه أَبو حاتِم وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هِيَ: الَّتِي لم يُنْتَجن فِي الْعَام الماضِي وَلم يُحلَبْنَ فِيهِ.} وحَقًّقَهُ {تَحْقِيقاً: صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ: صَدَّقَ قائِلَه، وقِيلَ:} حَقَّقَ الرَّجُلُ: إِذا قالَ هَذَا الشَّيْء هُوَ الحَق، كقَوْلِكَ: صَدَّقَ. {والمحَقَّقُ من الْكَلَام: الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ رؤبَة: دعْ ذَا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى: مذلقاً. (و) } المُحَقَّقُ من الثِّيابِ: المُحْكمُ النَّسخ الَّذِي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ {الحُقَقِ، كَمَا يُقال: برد مرجل وَهُوَ مجَاز أَيْضا، وَقَالَ:
(تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا)
} والاحْتِقاقُ: الاخْتِصامُ وَذَلِكَ أَن يقولَ كُلُّ وَاحِد مِنْهُم: {الحَقُّ بيَدِي، ومَعِي، وَمِنْه حديثُ الحضانَةِ: فجاءَ رَجُلانِ} يَحْتَقّان فِي وَلَدِ أَي: تختصِان، ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ مِنْهَا {حَقَّه، وَفِي حَديثٍ آخر: مَتى مَا تَغْلُوا فِي القُرآن} تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ فِي القُرآنِ. وَمن المَجازِ: طَعْنَةٌ {محَققَةٌ: إِذا كانَتْ لَا زَيْغَ فِيها وَقد نَفَذَتْ هكَذا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ: طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، كَمَا هُوَ نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ.} واحْتَقَّا: اختصَما وَهَذَا قَدْ ذُكِرَ قَرِيبا، فَلَا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً، ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لَا يُقالُ:! احْتَقَّ للواحِدِ، كَمَا لَا يُقال: اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ، وإِنَّما يُقال: احْتَقَّ فلَان وفُلانٌ. واحْتَقَّ المَال: سَمِنَ والَّذِي فِي اللِّسَان والأَساسِ والعُباب: احْتَقَّ القَوْمُ {احْتِقاقاً: إِذا سَمِنَ مَا لهُمْ، وانْتَهَى سمَنه. (و) } احْتَقَّت بِهِ الطعْنَةُ أَي: قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو، وفَسَّرَ بِهِ قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي:
(وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ {مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّم)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُ: أَي} حَقتْ بِهِ الطَّعْنَة لَا زَيْغ فِيها، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي اللِّسانِ: {المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ: النافِذُ إِلى الجَوْفِ، وقالَ فِي معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ: أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ فِي جَوْفِها، وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها، وَلم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ. أَو} احْتقَّتْ بِهِ الطَّعْنَة: إِذا أَصابَتْ {حُقَّ وَرِكِهِ وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي يَدورُ فِيه، قالَه ابنُ حَبِيب. (و) } احْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً. وقالَ ابنُ عَبّادِ: {انْحَقَّت العُقْدَة أَي: انشَدَّتْ وَهُوَ مَجازٌ.} واستَحَقَّهُ أَي: الشيءَ: اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى: فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما {اسْتَحَقَّا إِثْماً أَي: استَوْجَباه بالخِيانَةِ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ: فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً، أَي: خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ الَّتِي أَقْدَما عَلَيْهَا، وَإِذا اشْتَرَى رجلٌ دَارا من رَجُلٍ، فادّعاها رجلٌ آخَر، وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه، وحَكَم لَهُ الحاكِمُ ببَيِّنَتِه، فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الَّذِي اشْتَراها، أَي: مَلَكَها عَلَيْهِ، وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن} اسْتَحَقَّها، ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الَّذِي أَدَّاه إِليه، {والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ، قَالَ الصاغانِيّ: وقولُ النّاسِ:} المُسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فِيهِ خَلَلانِ، الأَوّلُ: أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من {اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله مَا} يَسْتَحِقُّه، والثانِي: أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ، وَلَيْسَ كَذلك.{وتَحَقّقَ عِنْده الخَبَر أَي: صَحَ. وَفِي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ: خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها، والحَسَنَة بَين السيئتين، وشَرّ السيرِ} الحَقْحَقَة يُقَال: هوَ أَرْفّعُ السّير، وأَتْعَبُه لِلظهْرِ نَقله الجَوهَرِيُّ، وَهُوَ إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ فِي العِبادَةِ، يَعني عليكَ بالقَصدِ فِي العِبادَةِ، وَلَا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم، وَخير العَمَلِ مَا دِيمَ وإِن قَلَّ، أَو اللَّجاج فِي السيْرِ حَتَّى يُنقَطَعَ بِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا يُرِيدُ الوِرْدَ إِلَّا {حَقحَقَا أَو هُوَ: السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عَن ذلِكَ، نَقَلَه الجَوهري، وَهُوَ قَول اللَّيْثِ، ونصُّه فِي العَيْنِ.
الحَقحَقَةُ: السّير أَوَّل اللَّيْلِ، وَقد نُهى عَنهُ، قالَ: وقالَ بعضُهم. الحَقحَقَةَ فِي السيرِ: إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ، انْتهى، قَالَ الأَزهرِيّ: وَلم يصِب اللَّيْثُ فِي وَاحِد مِمَّا فَسر، وَمَا قالَه، إِن الحَقْحقةَ: السّير أَولَ اللَّيْلِ، فَهُوَ باطلٌ، مَا قَالَه أَحَد، وَلَكِن يُقَال. قَحَّموا عَن اللًّيل أَي: لَا تَسيروا)
فِيهِ. أَو هُوَ: أنْ يَلجَّ فِي السيرِ حَتى تَعطَب رَاحِلَته أَو تَنقطعَ هذَا هُوَ الَّذِي صَوبَه الأَزْهَرِي، وأَيدَه بقولِ العَرَبِ، ونَصُّه: أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على مَا يتعبه، وَمَا لَا يطيقه، حَتَّى يبدع براكِبه، وقالَ ابنُ الأًعرابِي: الحَقْحَقَة: أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السّير.} والتَحاقّ: التَّخاصم، {وحاقَّه} محاقَّةً: خاصَمَه وادَّعَى كُل وَاحِد منهُما الحَقَّ، فإِذا غَلَبَه قِيلَ: قد حَقهُ {حَقَّاً، وَقد ذكِر ذلِك، وأَكثرُ مَا يَستَعْمِلونَه فِي الفِعلِ الغائِب، يَقولون} - حاقني وَلم! - يحاقنِي فِيهِ أَحَد.
وَمِمَّا يُستدرك عليهِ: {الحَق: الحظُّ، يُقَال: أَغطَى كَل ذِي} حَق {حَقه، أَي: حَظه ونَصِيبه. الَّذِي فْرضَ لَهُ، وَمِنْه حَدِيث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة، فَقَالَ: الصَّلاة واللهِ إِذن، وَلَا حَقَّ أَي لاحَظَّ فِي الْإِسْلَام لمَنْ تَرَكَها، وَيحْتَمل: وَلَا فِيهَا، لِأَنَّهُ وجد نَفسه على حَال سَقَطت عَنهُ الصَّلَاة فِيهَا قَالَ الصاغانيِّ: وَهَذَا أوقَع.} والحَقُّ: الْيَقِين بعد الشَكِّ {وحَقَّه} حَقًّا {وأحَقَّهُ: صَيَرهُ} حَقًّا لَا شكّ فيهِ وحَقه حَقاً: صَدقَه. {وأحْققتُ الأمرَ} إحقاقاً أحكَمته وصَححته، وَهُوَ مجَاز، قَالَ: قد كُنْت أوعَزت إِلَى الْعَلَاء بأنْ {يُحِقَّ وَذَم الدَلاءَ} وحَقَّ الأَمْرَ، {وأّحَقَّهُ. كانَ مِنْهُ على يَقِين. وَيُقَال: مَا لِي فِيك} حَقٌّ، وَلَا {حَقَقٌ، أَي: خُصُومَة.
} واسْتحقه: طلَب {حَقَّه.} واحْتَقَّهُ إِلَى كَذَا إِذا أَخّرهُ وضيق عَلَيْهِ. وَهُوَ فِي {حاقَّ من كَذَا، أَي: ضيق. وَمَا كَانَ} يَحُقُّكَ أَن تفعَله، فِي معنى مَا {حُقَّ لَك.} وأحِقَّ عليكَ القضاءُ {فحَقَّ، أَي: أُثبتَتَ فثَبَت.} وحقِيقَةُ الإِنسان. خالِصه، ومَحضه، وكنهه.! والحَقِيقَةُ: الحرمَة والفِناءُ.وأَيْضاً: {المُحِقونَ لمَا ادَّعوا. وتُجْمَعُ} الحِقَّةُ أَيضاً على {الحَقائِق، كقَوْلِهم: امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كإِفالٍ وأَفائل، فَهُوَ جَمْعُ} حِقاق لَا {حِقةٍ، وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ: ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق لَسْن بأنياب وَلَا} حَقائِقِ قَالَ ابْن سِيدَه: وَهُوَ نادِر. وهلال بن {حق بالكسَرِ: من المُحَدِّثِين. وبابُ} حُقّات، بالضمِّ: من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ، {وحقّاتٌ: خارِجَ هَذَا البابِ، بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس، قِيلَ: إِنها مجنةٌ.
} واستِحقاق الناقَةِ: تَمامُ حَمْلِها. {وحِقاق الشَّجَرِ: صِغارُها، بصِغارِ الإِبل، قَالَه الأصْمعِيُّ.
وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً، أَي: مشْبَعاً. وَأَنا} حقيق على كَذا، أَي. حَرِيص عَلَيْهِ عَن أَبِي عَليّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: حَقيق عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق. {وحقٌّ العَجُوزِ: ثَدْيها، وحقُّ الكَمْأَةِ: بَيْضها، كِلاهُما بالضَّمِّ. وأَصابَ} حاقّ عَيْنِه، أَي: وَسَطَها، قَالَ الأَزهريُّ: سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظَهرت ببعيرٍ، فشَكُّوا فِيهَا، فَقَالَ: هَذَا حاقّ صمادِح الجَرَبِ.
وسَقَطَ على حَقَ الْقَفَا، أَي: {حاقَهِ. ويُقالُ:} اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً، {وأَحَقَّتْ رَبِيعاً: إِذا كَانَ الرَّبِيع تامّاً فرَعَته.} وأَحَق القومُ {إِحْقاقاً: سَمِنَ مالُهم. قالَ ابْن سِيده:} أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع: ْ إِذا سَمِنوا ة عَن أَبِي حَنِيفَةَ، يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم {وحَقَّت النّاقَةُ،} وأحَقَّتْ، {واسْتَحقَّت.
سمنت.} واسْتَحَقَّتْ النَّاقة لقاحاً إِذا لقحت {واسْتَحَقَّ لقاحها يَجْعَل الْفِعْل مرّة للناقة وَمرَّة للقاح.
وَيُقَال: لَا} يَحِقُّ مَا فِي هَذَا الْوِعَاء رطلا أَي لَا يزن رطلا. وَقرب {مُحَقْحَقٌ: جاد.} - وحَقَّتْني الشَّمْس بلغتني. ولقيته عِنْد {حاقِّ الْمَسْجِد وَعند} حَقِّ بَابه أَي بِقُرْبِهِ وَهُوَ مجَاز. {- والحَقّانِيُّ مَنْسُوب إِلَى} الحَقِّ كالرباني إِلَى الرب.
حقق: {حق}: وجب. {الحاقة}: القيامة.

حقق: الحَقُّ: نقيض الباطل، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وليس له بِناء أدنى

عدَد. وفي حديث التلبية: لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد

لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك، كما

تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد،

وتَعَبُّداً مفعول له

(* قوله «وتعبداً مفعول له» كذا هو في النهاية أيضاً.) وحكى

سيبويه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال: لَيقِينُ ذاك

أمرُك، وليست في كلام كل العرب، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك

وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه، قال سيبويه: سمعنا فصحاء العرب

يقولونه، وقال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب

ووجه جوازِه، على قِلَّته، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه، وإذا طال

الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر، ألا ترى إلى ما حكاه

الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئاً؟ ولو قلت: ما أنا بالذي قائم

لقَبُح. وقوله تعالى: ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل؛ قال أبو إسحق: الحق

أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن؛ وكذلك قال في قوله

تعالى: بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل. وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ

حَقّاً وحُقوقاً: صار حَقّاً وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب

وجُوباً، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا. وفي التنزيل: قال الذي حَقَّ

عليهم القولُ؛ أي ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطين. وقوله تعالى:

ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين؛ أي وجبت وثبتت، وكذلك: لقد حقَّ القول

على أكثرهم؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه، كلاهما: أثبته وصار عنده

حقّاً لا يشكُّ فيه. وأحقَّه: صيره حقّاً. وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وقال

ابن دريد: صدَّق قائلَه. وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ

كقولك صدَّق. ويقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته؛

وأنشد:قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء

بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء

وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه: كان منه على يقين؛ تقول:

حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه. ويقال: ما لي فيك حقٌّ ولا

حِقاقٌ أي خُصومة. وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره

وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره. وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه؛

حكاه أبو عبيد. قال الأَزهري: ولا تقل حَقَّ حذَرَك، وقال: حقَقْت الرجل

وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه. قال ابن سيده: وحقَّه على

الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه.

واحْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ في يدي. وفي حديث ابن عباس

في قُرَّراء القرآن: متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا، يعني المِراء

في القرآن، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم: الحقُّ بيدي

ومعي؛ ومنه حديث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان

ويطلُب كل واحد منهما حقّه؛ ومنه الحديث: من يحاقُّني في ولدي؟ وحديث وهْب:

كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ، عليه السلام: أتحاقُّني بِخِطْئِك؛ ومنه

كتابه لحُصَين: إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد. وفي حديث أبي بكر،

رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما

أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته، ويروى بالتخفيف

من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع

عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ

يَحِقُّ. وفي حديث تأخير الصلاة: وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي

تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء

المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.

والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته؛ قال ابن الأَثير: هو

الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه. والحَق: ضدّ الباطل. وفي

التنزيل: ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ. وقوله تعالى: ولو اتبع الحقُّ

أهواءَهم؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون

الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ.

وقوله تعالى: وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل

الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي

بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل:

الحق هنا الله تعالى. وقولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل. وقال

الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ، إنما هو على إضافة

الشيء إلى نفسه؛ قال الأَزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد

نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً، وقرأ من

قرأ: فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ. وقال

الفراءُ في قوله تعالى: قال فالحق والحقَّ أقول، قرأ القراء الأَول بالرفع

والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ،

وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء، منهم من يجعل الأَول على معنى

الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف؛ قال ابن

سيده: ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقديره فأحُقُّ

الحقّ حقّاً؛ وقال ثعلب: تقديره فأقول الحقَّ حقّاً؛ ومن قرأ فالحقِّ، أراد

فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر. وأما قول الله عز وجل: هنالك

الوَلايةُ لله الحقَّ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ

وأحُقُّه حَقّاً، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته

فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله. وفي الحديث: من رآني

فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام، وقيل: فقد رآني

حقيقة غير مُشَبَّهٍ. ومنه الحديث: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً،

وقيل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ ومنه الحديث: أتدْرِي ما حَقُّ العباد على

الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه

الحقِّ؛ ومنه الحديث: الحقُّ بعدي مع عمر.

ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويَحُقُّ لك أن تفعل

ويَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال:

يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه

يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا

وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب

حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً،

وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون. وقال

الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا،

فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك، قال: وتقول يَحِقُّ عليك

أَن تفعل كذا وحُقَّ لك، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل. وقوله تعالى:

وأَذِنَت لربِها وحُقَّت؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل. ومعنى قول من قال حَقَّ

عليك أَن تفعل وجَب عليك. وقالوا: حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل. وفي

التنزيل: حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ. وحَقِيقٌ في

حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بمعنى مَفْعول، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي

محقوق أَن تفعله، وتقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر:

قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق

وفي التنزيل: فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا. ويقال للمرأَة: أَنت حقِيقة

لذلك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت مَحْقوقة لذلك، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي

ذلك؛ وأَما قول الأَعشى:

وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه

من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ

لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه،

وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ، ولا تكون الهاء

في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون

المَفْعُولين، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير

موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير، وهذا كله

تعليل الفارسي؛ وقول الفرزدق:

إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً،

بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا

فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها،

فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا

أي حُقَّ له. والحَقُّ واحد الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه،

وهو في معنى الحَق؛ قال الأزهري: كأنها أوجَبُ وأخصّ، تقول هذه حَقَّتي

أي حَقِّي. وفي الحديث: أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي

حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لما طُعِنَ

أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في

الإسلام لِمَن تركَها، وقيل: أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ

غيرها، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها

وهو غير قادر عليه، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟

وفي الحديث: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه

دَيْن؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من

شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم؛ ومنه الحديث: أَيُّما رجُل ضافَ قوماً

فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من

زَرعه وماله؛ وقال الخطابي: يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على

نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه، وقد

اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا. قال ابن

سيده: قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ يريدون بذلك التَّناهي

وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال، قال: وقالوا هذا عبد الله

الحَقَّ لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا

أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً.

وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن

(* قوله «وحققت أن إلخ» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر.) تفعل وما كان

يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك. وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي

أُثْبِتَ فثبت، والعرب تقول: حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه

أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته. قال الأزهري: قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال

الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق.

وقوله تعالى: حَقّاً على المُحسنين، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم

حقّاً؛ هذا قول أبي إسحق النحوي؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على

المحسنين وما أشبهه في الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله

مَتاعاً بالمعروف حقّاً، قال: وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً، إنما

نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال

الأزهري: هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه

قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكريا الفراء: وكلُّ ما كان في

القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً، فوجه

الكلام فيه النصب كقول الله تعالى: وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ؛

والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه.

وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه. وفي الحديث: لا يبلُغ المؤمن

حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه؛ يعني خالِصَ الإيمان

ومَحْضَه وكُنْهَه. وحقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه

الدِّفاعُ عنه من أهل بيته؛ والعرب تقول: فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ

الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل، سميت وسيقة

لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها، والوَديقةُ شدّة الحر،

والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه، وجمعها الحَقائقُ. والحقيقةُ في

اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه، والمَجازُ ما كان بضد ذلك،

وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة: وهي الإتِّساع

والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ، وقيل:

الحقيقة الرّاية؛ قال عامر بن الطفيل:

لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني

أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ

وقيل: الحقيقة الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء.

وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أي وجب. وفي حديث حذيفة: ما حَقَّ

القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ

بالنساءِ أي وجَب ولَزِم. وفي التنزيل: ولكن حَقَّ القولُ مني. وأحقَقْت الشئ أي

أوجبته. وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ. وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي

صدَّقَ. وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين؛ قال الراجز:

دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا

والحَقُّ: صِدْق الحديثِ. والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.

وأحقِّ الرجالُ: قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له.

واستحقَّ الشيءَ: استوجبه. وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا

اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على

أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ

يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك

عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا

اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه

وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها

عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري

على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ

قريبان من السواء. وأما قوله تعالى: لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما، فيجوز

أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد

من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما

مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت. وفي حديث ابن عمر أن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه

عنده؛ قال الشافعي: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة

لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض، وقيل:

معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث

فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث، وهو ما قدَّره الشارع

بثلث ماله.

وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أنه أولى بالحق منه،

وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل

الغائب. وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق.

وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل حَقَّه.

والتَّحَاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصام. ويقال: احْتَقَّ فلان

وفلان، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر. وفي حديث

علي، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، ورواه بعضهم: نَصُّ

الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلى؛ قال أبو عبيدة: نَصَّ كل شيء مُنتهاه

ومَبْلَغ أقصاه. والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في

الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها، ويقولون بل نحن أحَقُّ، وأراد بِنَصِّ

الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر؛

يقول: ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة

أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل

الآباء والإخْوة والأعمام؛ وقال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل،

وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام

فهو العقل والإدراك. وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه

تزويجها وتصَرُّفها في أمرها، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ

وحِقَّةٍ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه

وتحميله، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة، وهو ما يصير إليه

حَقُّ الأمر ووجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإبل؛ ومنه قولهم: فلان حَامي

الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه. ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم

في صغار الأشياء.

والحاقَّةُ: النازلة وهي الداهية أيضاً. وفي التهذيب: الحَقَّةُ الداهية

والحاقَّةُ القيامة، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ. وفي التنزيل: الحاقَّةُ ما

الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة والقيامة، سميت حاقَّةً

لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر؛ قال ذلك الزجاج، وقال الفراء:

سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ. والحَقَّةُ: حقيقة الأمر،

قال: والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ

والحاقَّةُ بمعنى واحد؛ وقيل: سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في

دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه

وتَخُصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه

أي غلبته وفَلَجْتُ عليه. وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ: رفعت

بالابتداء، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً، والحاقَّةُ الثانية خبر ما، والمعنى

تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ. وقوله عز وجل: وما أدراكَ

ما الحاقَّةُ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، وما موضعُها

رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ.

ومن أيمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنية على الضم؛ قال الجوهري:

وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد

اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك؛ قال ابن بري: يريد

لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول

اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام. والحَقُّ:

المِلْك.والحُقُقُ: القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها، قال: والحُقُقُ

المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً.

والحِقُّ من أولاد الإبل: الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب،

يعني أن يضرب الناقةَ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق، وقيل: إذا بلغت أمُّه

أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قال

الأَزهري: ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء، وقيل: إذا بلغ هو

وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهري: سمي حِقّاً لاستحقاقه

أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وهو

مصدر، وقيل: الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة؛ قال:

إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ،

فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ

والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً؛ قال ابن سيده:

والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وإنما حكمه بَيِّنة

الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في

مثل هذا يخالف الصفة، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في

البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا

استوفت ثلاث سنين، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً.

والحِقَّةُ أيضاً: الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً

وأربعين. وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ

وحَقائق؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس:

قد نالَني منه على عَدَمٍ

مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ

قال ابن بري: الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو

النعمان؛ قال الجوهري: وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل، قال ابن

سيده: وهو نادر؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق:

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ،

لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ

وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر،

وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد. والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل

والديات، قال أَبو عبيد: البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في

الرابعة فهو حينئذ حِقُّ، والأُنثى حِقَّة. والحِقَّة: نَبْرُ أُم جَرِير بن

الخَطَفَى، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له: إِنها

لصغيرة صُرْعةٌ، قال سويد: لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من

الإِبل في عِظَمها؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ومن وَراء حِقاقِ

العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها، تشبيهاً بِحقاق الإبل. وحَقَّتِ الحِقَّةُ

تَحِقُّ وأَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشى:

بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ

نِ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ

قال ابن بري: يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة،

يقول: قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، والجمع حِقاقٌ

وحُقُقٌ؛ قال الجوهري: ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما

لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها، ولا أَراد

بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يقال

أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً

كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وجمع الحِقاق حُقُق مثل

كِتاب وكتُب؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت، وأَتت

الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل، وهو إِذا

تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً

من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ، وقيل:

حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة:

أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها،

إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً، وقيل: معنى البيت أَنه

كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، وذلك أَنها رُكبت في

سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وقال بعضهم: سميت

الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وقولهم: كان ذلك عند

حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بالكسر، أَي حين ثبت ذلك فيها.

الأَصمعي: إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ؛

وقولُ عَدِيّ:أَي قومي إِذا عزّت الخمر

وقامت رفاقهم بالحقاق

ويروى: وقامت حقاقهم بالرفاق، قال: وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق

الإِبل.

ويقال: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً

استوْجب به عُقوبة؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَهْلِكُ

الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم.

وصبَغْتُ الثوبَ

صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً. وثوب مُحقَّق: عليه وَشْيٌ

على صورة الحُقَق، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ. وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان

مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر:

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا

كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا

وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه؛ عن أَبي عليّ، وبه فسر قوله

تعالى: حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ، في قراءة من قرأَ

به، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله

إِلاَّ بالحق.

والحُقُّ والحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج

وغير ذلك مما يصلح أَن

يُنحت منه، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح؛ قال الأَزهري: وقد

تُسوّى الحُقة من العاج وغيره؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم:

وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً،

حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا

قال الجوهري: والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قال ابن سيده: وجمع الحُقّ

أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة:

سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ

وصَفَ

حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما

قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من

باب سِدْرة وسِدْر، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره

من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين. والحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ

رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، وقيل:

الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ. والحُق أَيضاً: النُّقْرة

التي في رأْس الكتف. والحُقُّ: رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما

أَشْبهها.

ويقال: أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه،

وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّآً يقول

لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ

الجَرَبِ.

وفي الحديث: ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها

وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه. وفي حديث يوسف بن

عمر: إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ؛

الحُق: الأَرض المطمئنة، واللُّق: المرتفعة. وحُقُّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت؛

ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما:

لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في

الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم، في حديث فيه طول، قال: أَي واهٍ.

وحُقُّ الكَهول: بيت العنكبوت. قال الأَزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف

بعينه فصحَّفه وقال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: وخبَطَ

في تفسيره خَبْط العَشْواء، والصواب مثل حُق الكَهول، والكَهول العنكبوت،

وحُقَّه بيته. وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا.

ويقال: استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً

فرعَتْه. وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم. واحتقَّ القوم

احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه. قال ابن سيده: وأَحقَّ القومُ

من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبي حنيفة، يريد سَمِنت

مَواشِيهم. وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت: سمنت. وحكى ابن السكيت عن ابن

عطاء أَنه قال: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب

فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه، قلت: من

بني تميم، قال: من أَيّ تميم؟ قلت: رباني، قال: وما صنعتُك؟ قلت: الإِبل،

قال: فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبيراً: هذه

بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ

فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد

حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات،

فقال لي: لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت

واستحقّ لَقاحُها، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح.

قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ

يكون الحَلْبة الأُولى، والثانية منها لِبَأٌ. والمَحاقُّ: اللاتي لم

يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه.

واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر. ويقال: لا يحقُّ

ما في هذا الوِعاء رطلاً، معناه أَنه لا يَزِنُ

رطلاً. وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت. ويقال: رمَى

فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً

أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً؛ والمُحْتقُّ من الطعْن:

النافِذُ إِلى الجوف؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي:

هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها،

ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ

أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ

إِلى الجوف.

والأَحقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَق، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله

موضع حافر يده، وهما عيب؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ:

بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ

جَوادِ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ

قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أَبي عبيد:

وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ،

كُمَيْتٌ، لا أَحقُّ ولا شئيت

الأَقدرُ: الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه، والأَحقُّ: الذي

يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ

يديه، والشَّئيتُ: الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك

أَيضاً عيب، والاسم الحَقَق.

وبنات الحُقَيْقِ: ضرْب من رَدِيء التمر، وقيل: هو الشِّيص، قال

الأَزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من

التمر رديء. وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولَوْنُ الحُبيق معروف.

قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهى عن لوْْنين من

التمر في الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته

عَذْقُ ابن حبيق

(* قوله «عذق ابن حبيق» ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي

الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو

كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.)

وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر

بن محمد عن أَبيه قال: لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق؛ قال

الشافعي: وهذا تمر رديء والسس

(* قوله «والسس» كذا بالأصل ولعله وأيبس.)

تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.

والحَقْحقةُ: شدَّة السير. حَقْحقَ القومُ

إِذا اشتدّوا في السير. وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه. وتعَبَّدَ عبد

الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه: يا عبد الله،

العلمُ أَفضلُ من العمل، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين، وخيرُ

الأُمور أَوساطُها، وشرُّ

السير الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة، يعني عليك

بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم؛ وخيرُ

العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا

تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ من

العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك. والحَقحقةُ: أَرفع السير وأَتْعَبُه

للظَّهر. وقال الليث: الحقحقة سير الليل في أَوّله، وقد نهي عنه، قال:

وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ

ساعة وكفُّ ساعة؛ قال الأَزهري: فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم

يصب الصواب في واحد منهما، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل

على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه، وقيل: هو المُتعِب من

السير، قال: وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله

أَحد، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه. وقال ابن

الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ

السير. قال ابن سيده: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ

على البدل، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل. وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق

وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً.

وأُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس:

فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً،

وأَنْكَرها ما شئت، والودُّ خادِعُ

نفق

(نفق)
الشَّيْء نفقا نفد يُقَال نفق الزَّاد ونفقت الدَّرَاهِم واليربوع خرج من نافقائه جُحْره وَالدَّابَّة نفوقا مَاتَت وَالْجرْح تقشر والبضاعة نفَاقًا راجت وَرغب فِيهَا وَيُقَال نفقت الْمَرْأَة كثر خطابها
ن ف ق: (نَفَقَتِ) الدَّابَّةُ مَاتَتْ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَ (نَفَقَ) الْبَيْعُ يَنْفُقُ بِالضَّمِّ (نَفَاقًا) رَاجَ. وَ (النِّفَاقُ) بِالْكَسْرِ فِعْلُ (الْمُنَافِقِ) . وَ (أَنْفَقَ) الرَّجُلُ افْتَقَرَ وَذَهَبَ مَالُهُ وَمِنْهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء: 100] . وَ (أَنْفَقَ) الدَّرَاهِمَ مِنَ النَّفَقَةِ. وَ (النَّفَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ سَرَبٌ فِي الْأَرْضِ لَهُ مَخْلَصٌ إِلَى مَكَانٍ. وَ (نَيْفَقُ) السَّرَاوِيلِ الْمَوْضِعُ الْمُتَّسِعُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِكَسْرِ النُّونِ. 

نفق

1 نَفَقَتِ السُّوقُ The marked became brisk, its goods selling much; syn. قَامَت. (K.) b2: نَفَقَ It was, or became, saleable; easy, or ready, of sale; or in much demand: see its syn. رَاجَ. b3: نَفَقَتْ It (a commodity, سِلْعَة,) was in much demand: and she (a woman) was demanded in marriage by many. (Msb.) b4: نَفِقَتِ الدَّراَهِمُ, inf. n. نَفَقٌ, The dirhems passed away, came to an end, or became spent or exhausted; syn. نَفِدَت. (Msb.) 3 نَافَقَ He played the hypocrite in religion: (K, TA:) he pretended, to the Muslims, that he held the religion of El-Islám, concealing in his heart another religion than El-Islám. (Msb.) And نَافَقَ فُلاَنًا He acted with such a one hypocritically. (TK in art. دهن. [But I have not found this elsewhere.]) And نَافَقَ فِى المَحَبَّةِ [He acted the hypocrite in respect of love]. (Har, p. 505.) See خَانَ.4 أَنْفَقَ He expended money: and he (God or a man) dispensed gifts.5 تَنَفَّفَتِ الجَزُورُ [The slaughtered camel became dealt out, or dispensed]. (S, K in art. شيط.) b2: تَنَفَّقَ: see Har, p. 472. b3: تَنَفَّقَ It (a wound) cracked in its sides, and made, in the flesh, what resembled ↓ أَنْفَاق, i. e. holes in the ground, or subterranean excavations or habitations, pl. of نَفَقٌ. (TA in art. دسم.) نَفَقٌ

: see سَرَبٌ b2: أَنْفَاقٌ The hole of rats or mice. (S, TA in art. خفى:) see 1 in that art.: holes in the ground; or subterranean excavations or habitations; pl. of نَفَقٌ. (TA in art. دسم.) See 5.

A2: Also Fresh olive-oil: see فَاقٌ in art. فوق: also mentioned in art. نفق in the TA.

نَفَقَةٌ What one expends, of money and the like, (K, TA,) upon himself and upon his family or household. (TA.) نَيْفَقٌ The part of a pair of drawers, or trousers, which is turned down at the top, and sewed, and through which the waistband, or string, passes. See نُقْبَة.
(نفق) السّلْعَة روجها
(ن ف ق) : (نَفَاقُ السِّلْعَةِ) بِالْفَتْحِ رَوَاجُهَا (وَنُفُوقُ الدَّابَّةِ) مَوْتُهَا وَخُرُوجُ الرُّوحِ مِنْهَا وَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ طَلَبَ.
ن ف ق [نفقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ .
قال: سريا في الأرض فتذهب هربا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
فدسّ لها على الإنفاق عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا 

نفق


نَفِقَ(n. ac. نَفَق)
a. see supra
(b) (e).
نَفَّقَa. Disposed of readily; made to sell.
b. see VIII
نَاْفَقَa. Entered its hole (mouse).
b. [Fī], Was a hypocrite in (religion).

أَنْفَقَa. see II (a)b. Impoverished himself by alms-giving &c.
c. [acc. & 'Ala], Spent, lavished (money) over.

تَنَفَّقَa. Unearthed (mouse).
b. Asserted himself.

إِنْتَفَقَa. Crept into or out of its hole (mouse).

إِسْتَنْفَقَa. see IV (c)
نَفَقa. Hole, burrow; chink.

نَفَقَة
( pl.
reg. &
نِفَاْق)
a. Expense, expenditure, outlay, disbursements.

نَفِقa. Short-winded (horse).
نُفَقَةa. see 4
نَاْفِقa. Selling well, in demand (merchandis).
b. Brisk (market).
c. Fieldmouse.

نَاْفِقَةa. Bladder of the musk-cat.
b. fem. of
نَاْفِق
نِفَاْقa. Hypocrisy.
b. [ coll. ], Sacrilege.

مِنْفَاْقa. Extravagant.

N. Ag.
نَاْفَقَa. Hypocrite, dissembler.

N. Ac.
نَاْفَقَ
a. see 23
N. Ac.
أَنْفَقَa. see 4t
نَافِقَآء (pl.
نَوَاْفِقُ)
a. see 4
نَيْفَق
a. Seat of the trousers.
نَفَكَة
a. see نَكَفَ
نَفَقَة
نفق كفر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر الْمُنَافِقين وَمَا فِي التَّنْزِيل من ذكرهم و [من -] ذكر الْكفَّار. فَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْمُنَافِق منافقًا لِأَنَّهُ نَافق كاليربوع وَإِنَّمَا هُوَ دُخُوله نافقاءه يُقَال مِنْهُ: قد نفق فِيهِ ونافق وَهُوَ جُحْره وَله جُحر آخر يُقَال لَهُ: القاصعاء فَإِذا طلب قصع فَخرج من القاصعاء وَهُوَ يدْخل فِي النافقاء وَيخرج من القاصعاء أَو يدْخل فِي القاصعاء وَيخرج من النافقاء فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ. وَأما الْكَافِر فَيُقَال وَالله أعلم: إِنَّمَا سمي كَافِرًا لِأَنَّهُ متكفر بِهِ كالمتكفر بِالسِّلَاحِ وَهُوَ الَّذِي قد ألبسهُ السِّلَاح حَتَّى غطى كل شَيْء مِنْهُ وَكَذَلِكَ غطى الْكفْر قلب الْكَافِر وَلِهَذَا قيل لِليْل كَافِر لِأَنَّهُ ألبس كل شَيْء قَال
ن ف ق : نَفَقَتْ الدَّرَاهِمُ نَفَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ نَفِدَتْ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْفَقْتُهَا وَالنَّفَقَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَجَمْعُهَا نِفَاقٌ مِثْلُ رَقَبَةٍ وَرِقَابٍ وَنَفَقَاتٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ أَيْضًا وَنَفَقَ الشَّيْءُ نَفَقًا أَيْضًا فَنِيَ وَأَنْفَقْتُهُ أَفْنَيْتُهُ وَأَنْفَقَ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ فَنِيَ زَادُهُ.

وَنَفَقَتْ الدَّابَّةُ نُفُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ مَاتَتْ.

وَنَفَقَتْ السِّلْعَةُ وَالْمَرْأَةُ نَفَاقًا بِالْفَتْحِ كَثُرَ طُلَّابُهَا وَخُطَّابُهَا.

وَالنَّفَقُ بِفَتْحَتَيْنِ سَرَبٌ فِي الْأَرْضِ يَكُونُ لَهُ مَخْرَجٌ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ وَنَافَقَ الْيَرْبُوعُ إذَا أَتَى النَّافِقَاءَ وَمِنْهُ قِيلَ.

نَافَقَ الرَّجُلُ إذَا أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ لِأَهْلِهِ وَأَضْمَرَ غَيْرَ الْإِسْلَامِ وَأَتَاهُ مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ بِذَلِكَ وَمَحَلُّ النِّفَاقِ الْقَلْبُ. 
نفق
نَفَقَتِ الدابَّةُ: أي ماتَتْ، تَنْفُقُ نُفُوقاً.
ونَفَقَ السِّعْرُ نَفَاقاً. وطَعَامٌ نَفِقٌ: إذا لم يكُنْ له نَزَلٌ.
والنَّفَقَةُ: ما أنْفَقْتَ واسْتَنْفَقْتَ. ونَفِقَ الطَّعامُ: أي فَنِيَ.
ونَفِقَتْ نِفَاقُ القَوْم: أي نَقَصَتْ نَفَقَاتُهم. ومِيْرَةٌ نَفِقَة.
وفَرَسٌ نَفِقٌ: قَصِيرُ الغايَة.
والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأرض له مَخْلَصٌ. وأرْضٌ مِنْفَاقٌ: كثيرةُ النِّفَقِ.
والنافِقَاءُ: مَوْضِعٌ يُرَقِّقُه اليَرْبُوْعُ من جُحْرِه، وهي النُّفَقَةُ أيضاً. وأنْفَقْنا اليَرْبُوْعَ: إذا لم يُرْفَقْ به حتى انْتَفَقَ وذَهَبَ. وتَنفَّقْتُه: اسْتَخْرَجْته من نافِقائه.
والنافِقُ: المُصْفَرُّ وَجْهه ذُعْراً.
والنُّفُقُ من النِّسَاء: التي تَنْفُقُ عند الرِّجال فَتَحْظى عندهم.
وفي المَثَل: " مَنْ باعَ بِعِرْضِه أنْفَقَ " أي مَنْ شاتَمَ الناسَ وَجَدَ عِرْضه نافِقاً.
والنِّفَاقُ: الكُفْرُ والخِلافُ، نافَقَ يُنافِقُ.
والنَّيْفَقُ - دَخِيلٌ -: في صِفَةِ السَّرَاوِيل، وكذلك المُنَفَّقُ.
والنافِقَةُ - أيضاً دَخِيْلٌ -: فَأرَةُ المِسْكِ.
وأنْفَقَ القَوْمُ: ذَهَبَتْ أزْوادُهم وأمْوالُهم. ونَفِقَ المالُ نَفْسُه.
[نفق] نَفَقَتِ الدابَّة تَنْفُقُ نُفوقاً، أي ماتت. ونفقَ البيعُ نَفاقاً بالفتح، أي راج. والنِفاقُ بالكسر: فِعل المُنافِقُ. والنِفاقُ أيضاً: جمع النَفَقَةِ من الدراهم. يقال: نَفِقَتْ بالكسر نِفاقُ القومِ، أي فنيت. ونَفِقَ الزاد يتفق نفقا، أي نفذ. وفرسٌ نَفِقُ الجري، إذا كان سريع انقطاع الجرى. قال علقمة بن عبدة يصف ظليما: فلا تزيده في مشيه نفق ولا الزفيف دوين الشد مسئوم وأنفق القوم، أي نَفَقَتْ سوقُهُم. وأَنفَقَ الرجل، أي افتقر وذهب ماله، ومنه قوله تعالى: (إذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الانفاق) . وقد أنفقت الدرهم، من النفقة. ورجل منقاق، أي كثير النفقة. والنفق: سرب في الارض له مخلص إلى مكان. وفى المثل: " ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقهُ " أي جُحْره. والنافقاء: إحدى جِحَرَةِ اليربوع، يكتُمها ويُظهر عيرها، وهو موضع يرققه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ القاصِعاءِ ضربَ النافِقاءَ برأسه فانْتَفَقَ، أي خرج. والجمع النَوافِقُ. والنُفقَةُ أيضاً، مثال الهمزة: النافقاء. وتقول منه: نفق اليربوع تَنْفيقاً ونافَقَ، أي أخذ في نافِقائه. ومنه اشتقاق المُنافِقِ في الدينِ. ونَيْفَقُ السراويلِ: الموضعُ المتسع منها. والعامة تقول نيفق، بكسر النون. والمنتفق: اسم رجل. ومالك بن المنتفق: قاتل بسطام بن قيس.
نفق كفر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذكر الْمُنَافِقين وَمَا فِي التَّنْزِيل من ذكرهم و [من -] ذكر الْكفَّار. فَيُقَال: إِنَّمَا سمي الْمُنَافِق منافقًا لِأَنَّهُ نَافق كاليربوع وَإِنَّمَا هُوَ دُخُوله نافقاءه يُقَال مِنْهُ: قد نفق فِيهِ ونافق وَهُوَ جُحْره وَله جُحر آخر يُقَال لَهُ: القاصعاء فَإِذا طلب قصع فَخرج من القاصعاء وَهُوَ يدْخل فِي النافقاء وَيخرج من القاصعاء أَو يدْخل فِي القاصعاء وَيخرج من النافقاء فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ. وَأما الْكَافِر فَيُقَال وَالله أعلم: إِنَّمَا سمي كَافِرًا لِأَنَّهُ متكفر بِهِ كالمتكفر بِالسِّلَاحِ وَهُوَ الَّذِي قد ألبسهُ السِّلَاح حَتَّى غطى كل شَيْء مِنْهُ وَكَذَلِكَ غطى الْكفْر قلب الْكَافِر وَلِهَذَا قيل لِليْل كَافِر لِأَنَّهُ ألبس كل شَيْء قَالقَالَ لبيد يذكر الشَّمْس: [الْكَامِل]

حَتَّى إِذا أَلْقَت يدا فِي كَافِر ... وأجنّ عورات الثغور ظلامُها

 وَقَالَ [أَيْضا -] : [الْكَامِل]

فِي لَيْلَة كفر النجومَ غمامُها.

وَيُقَال: الْكَافِر سمي بذلك للجحود كَمَا يُقَال: كافرني فلَان حَقي إِذا جَحده حَقه كفر يَقُول: غطاها السَّحَاب. وَقد يُقَال فِي الْمُنَافِق: إِنَّمَا سمي منافقا للنفق وَهُوَ السرب فِي الأَرْض وَالتَّفْسِير الأول أعجب إِلَيّ. 
ن ف ق

نفقت الدّراهم، وأنفقتها، كقولك: نفدت وأنفدتها، وأنفق الرجل على عياله واستنفق، وخذ هذه الدّراهم فاستنفقها. ونفقت نفقة القوم ونفقاتهم ونفاقهم. وهو يبتغي نفقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاق. ونفق اليربوع وانتفق: خرج من نافقائه، ونفّق ونافق: دخل فيها، وتنفّقته: أخرجته منها. ونفقت سلعته نفاقاً، ونفّقتها. قال سدوس بن ضباب:

عبد ينفق نفسه ويسومها ... ويقول إني آبرٌ زرّاع

وأنفق التاجر: نفقت تجارته، ومنه المثل " من باع بعرضه أنفق ". وقال:

أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أخيه في المعاشر ينفق

ووسّع نيفق السراويل. ويقال: وسّع منفّقها وخدّل مسوّقها وأحكم منطّقها. وله نافجة من مسك ونافقة.

ومن المجاز: فرس نفق الجري إذا كان قصير الغاية قريب مدى الجري. قال علقمة:

فلا تزيّده في مشيه نفق ... ولا الزّفيف دوين الشدّ مسئوم

وطعام نفق: نقيض نزل وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج. قال:

وهارب منّي بروح نافق ... قد كاد إلاّ رمق المرامق

ومنه: نفقت الدابّة نفوقاً. ونافق الرجل نفاقاً. وامرأة نفق بوزن: فنق: تنفق عند الأزواج وتحظى عندهم. وأنشد أبو عثمان المازنيّ:

إنّ لنا لكنّةً غير نفق ... كريمة الأحساب بيضاء الخلق

وهي على ذلك ليّاء العنق

أي لا تنفق وهي كريمة سخيّة تلوي عنقها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى طعامها.
نفق
نَفَقَ الشَّيْءُ: مَضَى ونَفِدَ، يَنْفُقُ، إِمَّا بالبيع نحو: نَفَقَ البَيْعُ نَفَاقاً، ومنه: نَفَاقُ الأَيِّم، ونَفَقَ القَوْمُ: إذا نَفَقَ سُوقُهُمْ، وإمّا بالمَوْتِ نحو:
نَفَقَتِ الدَّابَّةُ نُفُوقاً، وإمّا بالفَنَاءِ نحو: نَفِقَتِ الدَّرَاهِمُ تُنْفَقُ وأَنْفَقْتُهَا. والإِنْفَاقُ قد يكون في المَالِ، وفي غَيْرِهِ، وقد يكون واجباً وتطوُّعاً، قال تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
[البقرة/ 195] ، وأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ [البقرة/ 254] وقال: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ
[آل عمران/ 92] ، وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
[سبأ/ 39] ، لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ
[الحديد/ 10] إلى غير ذلك من الآيات. وقوله: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ
[الإسراء/ 100] أي: خَشْيَةَ الإِقْتَارِ، يقال: أَنْفَقَ فلانٌ: إذا نَفِقَ مالُهُ فافْتَقَرَ، فالإِنْفَاقُ هاهنا كالإِمْلَاقِ في قوله: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ [الإسراء/ 31] والنَّفَقَةُ اسمٌ لما يُنْفَقُ، قال:
وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ
[البقرة/ 270] ، وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً [التوبة/ 121] ، والنَّفَقُ:
الطريقُ النَّافِذُ، والسَّرَبُ في الأَرْض النَّافِذُ فيه.
قال: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ
[الأنعام/ 35] ومنه: نَافِقَاءُ اليَرْبُوعِ، وقد نَافَقَ اليَرْبُوعُ، ونَفَقَ، ومنه: النِّفَاقُ، وهو الدّخولُ في الشَّرْعِ من بابٍ والخروجُ عنه من بابٍ، وعلى ذلك نبَّه بقوله: إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ
[التوبة/ 67] أي: الخارجون من الشَّرْعِ، وجعل اللَّهُ المنافقين شرّاً من الكافرين.
فقال: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
[النساء/ 145] ونَيْفَقُ السَّرَاوِيلِ معروفٌ .
(ن ف ق)

نفق الْفرس وَسَائِر الْبَهَائِم ينْفق نفوقا: مَاتَ.

ونفقت السّلْعَة تنْفق نفَاقًا: غلت وَرغب فِيهَا، وأنفقها هُوَ، ونفقها.

ونفق الدِّرْهَم ينْفق نفَاقًا: كَذَلِك، هَذِه عَن اللحياني، كَأَن الدِّرْهَم قل فَرغب فِيهِ.

وَأنْفق الْقَوْم: نفقت سوقهم.

ونفق مَاله ودرهمه وَطَعَامه نفقا ونفاقا، ونفق، كِلَاهُمَا: قل.

وَقيل: فنى وَذهب.

وأنفقوا: نفقت أَمْوَالهم.

وَأنْفق المَال: صرفه. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِذا قيل لَهُم أَنْفقُوا مِمَّا رزقكم الله) أَي: أَنْفقُوا فِي سَبِيل الله وأطعموا وتصدقوا.

واستنفقه: أذهبه.

وَالنَّفقَة: مَا انفق، وَالْجمع: نفاق.

حكى اللحياني: نفدت نفاق الْقَوْم، ونفقاتهم.

والنفق: سرب فِي الأَرْض، مُشْتَقّ إِلَى مَوضِع اخر، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِن اسْتَطَعْت أَن تبتغي نفقاً فِي الأَرْض) وَالْجمع أنفاق، واستعاره امْرُؤ الْقَيْس لجحرة الفئرة فَقَالَ يصف فرسا:

خفاهن من أنفاقهن كَأَنَّمَا ... خفاهن ودق من عشي مجلب

وَالنَّفقَة، والنافقاء: جُحر الضَّب واليربوع. وَقيل: النَّفَقَة، والنافقاء: مَوضِع يرققه اليربوع من جُحْره، فَإِذا أَتَى من القاصعاء ضرب النافقاء بِرَأْسِهِ فَخرج.

ونفق اليربوع، ونفق، وانتفق، ونفق: خرج مِنْهُ.

وتنفقه الحارش، وانتفقه: استخرجه من نافقائه. واستعاره بَعضهم للشَّيْطَان فَقَالَ:

إِذا الشَّيْطَان قصع فِي قفاها ... تنفقناه بالحبل التؤام

أَي: استخرجناه اسْتِخْرَاج الضَّب من نافقائه.

وَأنْفق الضَّب: إِذا لم يرفق بِهِ حَتَّى ينتفق.

والنفاق: الدُّخُول فِي الْإِسْلَام من وَجه، وَالْخُرُوج عَنهُ من وَجه آخر، مُشْتَقّ من نافقاء اليربوع، إسلامية.

وَقد نَافق منافقة، ونفاقا.

والنافقة: فَأْرَة الْمسك: يَعْنِي وعاءه.

وَمَالك بن المنتفق الضَّبِّيّ: أحد بني صباح ابْن طريف.

والنفيق: مَوضِع.

ونيفق الْقَمِيص والسراويل: مَعْرُوف، وَهُوَ فَارسي مُعرب، وَهُوَ الْمُنفق.
[نفق] نه: فيه ذكر "النفاق"، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص، وهو من يستر كفره ويظهر إيمانه وإن عرف أصله في اللغة كنافق منافقة، أخذ من النافقاء: أحد جحر اليربوع، إذا طلب من واحد خرج من الآخر، وقيل: من النفق وهو سرب يستتر فيه. وفيه: "نافق" حنظلة! أراد أنه إذا كان عنده صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا وإذا خرج عنه كان بخلافه، فكأنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أن يسامح به نفسه. ج: وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يؤاخذون بأقل الأشياء. ن: خاف النفاق حيث عدم خشية يجدها في مجلس الوعظ واشتغل بأمور معاشه عند غيبته عنه، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يكلفون الدوام عليه بل ساعة فساعة. نه: وفيه: أكثر "منافقي" هذه الأمة قراؤها، أراد به الرياء، لأن كليهما إظهار غير ما في الباطن- ومر في قر. ك: وفي ح حاطب: أضرب عنق هذا "المنافق"، لعله قاله قبل قوله صلى الله عليه وسلم: قد صدقكم، أو أراد وإن صدق فلا عذر، وإنما عذره النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان متأولًا ولم ينافق بقلبه بل ذكر أنه كان في كتابه تفخيم أمر الجيش وأنه لا طاقة لهم به فخوفهم ليخرجوا من مكة، وحسن هذا التأويل تعلق خاطره بأهله وولده، ولذا قيل: قل ما يفلح ذو عيال. ط: آية "المنافق" ثلاثة، أي من استمر على هذه الخصال فبالحرى أن يسمى منافقًا لا من افتتن بها مرة وتركها أخرى، ثم إن للنفاق علامات فتارة ذكر ثلاثًا وتارة أربعًا فصاعدًا. ج: إنما "النفاق" كان على عهده صلى الله عليه وسلم، يعني حكم النفاق من إبقاء أرواحهم وإجراء أحكام المسلمين عليهم كان في عهده صلى الله عليه وسلم لمصالح من تكثير جماعتنا واستشعار خوف العدو وإظهار حسن التخلق"خشية "الإنفاق"" النفاد، نفق الزاد: نفد.
نفق
نفَقَ1 يَنفُق، نَفْقًا، فهو نافِق
• نفَق المالُ: نفِد "نفَق الزّادُ- متاعٌ نافِق- نفقُ الدُّنيا قريب: نفادُها". 

نفَقَ2 يَنفُق، نَفَاقًا، فهو نافِق
• نفَقتِ البضاعةُ: راجَت ورُغِب فيها "نَفاقُ السِّلع الغذائيَّة- تجارة نافِقة".
• نفَقتِ المرأةُ: كثُر خُطّابُها. 

نفَقَ3 يَنفُق، نُفوقًا، فهو نافِق
• نفَقتِ الدّابّةُ: ماتَتْ "نفَق الفرسُ- جملٌ يشقُّ الرّمالُ ولا يخشى النُّفوقَ".
• نفَق الجرحُ: تقشَّر "جرح في مرحلة النُّفوق". 

أنفقَ/ أنفقَ على يُنفق، إنفاقًا، فهو مُنفِق، والمفعول مُنفَق (للمتعدِّي)
• أنفق الشَّخصُ: افتقر وذهب مالُه " {إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ} ".
• أنفق السِّلعةَ: روَّجها "عُنِي التّاجرُ بالدّعاية لبضاعته كي يُنفقها".
• أنفق مالاً: صرفه وأنفده "أنفق بلا حساب/ ببذَخ- أنفق على بناء المنزل- ومن يُنفق السَّاعات في جمع مالهِ ... مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ- مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ [حديث]- {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} " ° أنفق على مضض- الإنفاق القوميّ: القيمة النقديَّة لمجموع إنفاق مجتمع معيّن في زمن معيَّن هو عادةً سنة- سياسَةُ الإنفاق- مُخَصَّص للإنفاق: متبقٍّ للشَّخص بعد حسم الضَّرائب.
• أنفق على المُطَلَّقة: أعطاها النَّفقة. 

نافقَ ينافق، نِفاقًا ومُنافقةً، فهو مُنافِق
• نافَق الشَّخصُ:
1 - أظهر خلاف ما يُبطن "لا تنخدع به فإنَّه يُنافِق- نافق رؤساءه- آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ [حديث] ".
2 - (دن) أظهر إيمانَه بلسانه وستر كفرَه في قلبه " {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} ". 

مُنافِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نافقَ: مخادع.
2 - (دن) مَنْ يُخفي الكُفر في قلبه ويُظهر الإيمانَ بلسانه " {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ".
• المنافقون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 63 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

مِنْفاق [مفرد]: ج مَنافِيقُ، مؤ مِنْفاق ومِنْفاقَة: صيغة مبالغة من نفَقَ1: كثير النَّفقة وبذل المال "لا تكن مِنفاقًا بل مقتصدًا- امرأة مِنْفاق/ مِنْفاقَة". 

نَفاق [مفرد]: مصدر نفَقَ2. 

نِفاق [مفرد]:
1 - مصدر نافقَ.
2 - إخفاء الكفر في الباطن والتَّظاهر بالإيمان. 

نفَق [مفرد]: ج أنْفاق: مَمرّ يخترق الحواجزَ كالجبال أو البحار له مدخلٌ ومخرج "نفقُ القطار/ السيّارات/ السكة الحديديّة- تمّ إنشاء نفق تحت البحر يصل البلدين- مترو الأنفاق: قطار يعمل بالكهرباء وأغلب سيره في أنفاق تحت
 الأرض- {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ} ".
• النَّفق الهوائيّ: تجويف نفقيّ يتمّ دفع الهواء فيه لتقدير أثر ضغط الرِّياح على طائرة أو قذيفة موجّهة. 

نَفْق [مفرد]: مصدر نفَقَ1. 

نفقات [جمع]: مف نفقة: أجر، ما يعطى لموظّف لقاء عمل ما.
• النَّفقات الجارية: (قص) مصروفات تتكبّدها المؤسَّسة في أعمالها العاديَّة اليوميَّة، وكذلك نفقات التَّشغيل العاديَّة التي تكون مستمرَّة بطبيعتها.
• نفقات التَّشغيل: (قص) تكاليف تشغيل المؤسَّسة عدا تكاليف الموادّ والأيدي العاملة، وتعرف هذه التكاليف بأنّها تلك التي تستمرّ الشركة في تكبّدها بصرف النَّظر عن حجم الإنتاج أو مستواه، أو التَّكاليف التي لا يمكن قيدها مباشرة على حساب أيَّة مرحلة أو قسم أو وحدة إنتاجيّة معيّنة في الشركة، ومثال ذلك: رواتب الموظّفين والإيجار والتأمين والصيانة والاستهلاك وما إليها. 

نَفَقَة [مفرد]: ج نَفَقَات ونِفاق:
1 - ما يُبذل من المال "أقام مأدُبةً على نَفَقَتِه- نفقات المعيشة/ انتقال- أسبغ له النَّفقة: وسّع عليه- {وَلاَ يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} " ° على نفقة فلان: على حسابه، من ماله الخاصّ- فلانٌ قليل النَّفقات: بخيل.
2 - زاد، كلّ ما يحتاج إليه الإنسان ليعيش عيشة لائقة.
3 - ما يُفرض على الزّوج لزوجته من مالٍ وسكنٍ وحضانة "حدّد القاضي نفقة هذه المرأة المطلّقة". 

نُفوق [مفرد]: مصدر نفَقَ3. 
نفق:
نَفَقَ: نفق البيع راج ورغب فيه وكذلك راحت السلعة على فلان أي إزاءه (عبد الواحد 172: 14): وكان يقول لو نفق عليهم علم الموسيقى لأنفقته عليهم.
نفق على فلان: واسم المصدر نفاق أي كان له شأن كبير عنده (معجم الطرائف، فخري 370)، وكذلك حين يقال أنها امرأة نفق أي أنها مرغوبة جدا من الرجال أو تحظى بتقدير عال من زوجها (معجم الطرائف).
نفق: باع rendre ( بوشر).
نفق: =أنفق (النويري أسبانيا 466): فلما امتنع أهل مدن الأندلس من أداء الخراج إليهم رجعوا إلى تلك الذخائر فنفقوها.
نفق بإفراز: أي بالتقتير والاقتصاد (بوشر).
نفق وانفق في أو على الأمراء أو الجنود منحهم عطايا وهبات (مملوك 1: 1: 162 - 3).
نفق: مثلما يقال نفق السوق تقال نفق السوق (ياقوت 2: 113 ابن بطوطة 1: 5 مولر 18: 16).
نفق الدرهم: قبل الدرهم لرواجه (معجم البلاذري) (انظرها في مادة روج).
نافقه: أي داهنه ودلس عليه (حيان 37): فأظهر عمر قبوله واستمسك بالطاعة شهورا أنفذ فيها الأمير عبد الله وهو ينافقه.
نافق على: عصاه ونافق عليه contre se revolter ( معجم الادريسي، المعجم اللاتيني) (نفاق rebellium) ( بوسييه، محمد بن الحارث 209): أبيت كما أبت السماوات والأرض اباية إشفاق لا اباية عصيان ونفاق، وفي (حيان 23): كان ابن حفصون كبير المنافقين أي من أكبر العصاة، المتمردين (أخبار 101: 12 [وفي رواية نفاقه] 115، 12، 124، 2، قرطاس 108: 6، 206: 8 و216: 13 و222: 5 و279 و1 و16، البربرية 1: 136 و207: 3، مولر 18: 16، ابن بطوطة 4: 357 و358 لم تترجم جيدا).
نافق على: هي عند (فوك) باللاتينية contradicere وكذلك مادة guera.
نفاق: خصام، حرب (الكالا gurra) وبالفرنسية guerre ( قرطاس 226: 6): وعظم النفاق في جميع أقطارها بين المسلمين والروم (وفي 229: 7): بعد أن دام النفاق بينهما مدة.
انفق: معناها المجازي قبل، أقر، وافق على faire accepter ( دي سلان المقدمة 1؛ 46): وينفقون هذا الباطل بعظائم ينسبونها إلي. أنفق: انظر (نفق).
اتفق: = أطعم anurrir ( الكالا).
انفق عليه: (معجم التنبيه، قرطاس 263: 3): وشرط له أن ينفق عليه وعلى محتله بطول إقامته عليها (ابن بطوطة 4: 288): أنفق عليه. كان يحيا على نفقة الدولة.
أنفق: عاش، بقى، دام aubsister ( الكالا) (المقري 2؛ 421: 6): خفض عليك إنما ينفق مثلك بمثل هذا (1: 492): لقن أحد الصوفية صاحبه قولا يقوله حين يكون بحاجة إلى أمر من الأمور: فإنا أنفق منها منذ سمعتها وقولا آخر كنز تنفق منه (المصدر نفسه 1: 19).
أنفق أوقاته على أو في: قضى أوقاته أو بدد قواه دون حساب (بوشر) أو حين يتعلق الكلام بالناس، ضحوا، استغلوا دون تحفظ، أو من غير حساب (المقدمة 264: 16): أنفقوهم في وجوه الدولة ومذاهبها أي أجبروهم على استنفاد قواهم في خدمة الدولة (350: 2 البربرية 1: 360 و 2: 365: 6 وبصيغة المبني للمجهول 359: 4).
تنفق ب: روى أكاذيب (المقري 2: 54): وأعانهم على نفسه بما كان يتنفق به من الكذب.
نفق والجمع أنفاق: حجر النار أو اليربوع (ديوان امرئ القيس 25، البيت الثاني).
نفق والجمع أنفاق: ديماس واقع تحت الأرض له مخرج يفسر بأنه سرب في الأرض له مخرج إلى مكان (ابن الأثير 1: 249): واتخذت نفقا من مجلسها إلى حصن لها داخل مدينتها ثم قالت إن فجئني أمر دخلت النفق إلى حصني انظر (250 و251) في قصة (الزباء) نفسها (للمسعودي 3: 190، 196، 1972 بدرون 94: 4 القزويني 2: 234): وبنت على طرف الفرات مدينتين متقابلتين من شرقي الفرات وغربيه وجعلت بينهما نفقا تحت الفرات فكانت إذا أرهقها الأعداء آوت إليه، انظر أيضا (العبدري 66) (جامع المدينة): باب آخر هو نفق في الأرض يهبط فيه (وفي المخطوطة الثانية منه) على درج، وفي (75): نفق يهبط منه على درج من رخام. وعليه ينبغي أن نحذف من (فريتاج) تعبير lacerus uter. إن (دي ساسي) (انثول. نحو 70) حين ترجم للحريري جملة لا يقال للسرب نفق إلا إذا كان مخروقا، فلا يقال نفق للقربة ما لم تكن ممزقة، كان الأجدر أن يترجمها بكلمة فلا يقال للنفق إنه تحت الأرض ما لم تكن هناك ثغرة، أو سرب (الحفير تحت الأرض يدخل منها الماء الحائط أو الماء الذي يصب في القربة) (م. المحيط).
نفق: عند (بارث 4: 528) اسم لمكيال للتمر ولعله تصحيف فنق (انظر فنق).
نفق: انظر نفق.
نفقة: مبلغ من المال مخصص للإنفاق؛ ما معي نفقة أي لا املك مالا اصرفه (بوشر، ابن بطوطة 1: 65): فبعث إليك بهذه النفقة ودفع إلي جملة دراهم.
نفقة: مال (مملوك 1: 163): صرة فيها نفقة، وفي (النويري أسبانيا 437): ثم ألحقتني أختي أم الإصبع مولاي بدرا بنفقة وجوهر. وفي (العبدري 59): كنت مجبرا على الهروب مع القافلة خوفا على النفوس وعلى بعض نفقة كانت معنا.
نفق ما تنفقه الأسرة من مال أو نقود في عيد أو احتفال ديني وما تبذله من نفقات أخرى (الجريدة الآسيوية 1852: 2: 509).
نفقة: إنعام، منح للأمراء أو الجيش (مملوك 1: 1: 163، النويري مصر 2: 79): أرسل إليهم السلطان الملك الصالح النفقات والخلع والكساوي؛ (الجريدة الآسيوية 1851: 61: 10).
نفقة: الهدايا التي يتسلمها المعلم من والدي التلميذ خلال بعض الأعياد الدينية (جريدة الشرق والجزائر 7: 85).
نفقة: راتب العسكريين، الأجور التي تدفع لرجال الحرب (بوشر).
نفقة، النفقات المالية اللازمة لسد الحاجة إلى الغذاء ... الخ، نفقة أسرة على سبيل المثال (بوسييه)، وفي (محيط المحيط): (النفقة اسم من الإنفاق وما تنفقه من الدراهم ونحوها؛ وشرعا ما يتوقف عليه بقاء الشيء من المأكول والملبوس والسكن والجمع نفاق ونفقات). انظر (فان دن برج 17 هوبست 106): تلزم أسرة الحامل الأرملة بنفقاتها أي بالإنفاق عليها إلى أن تضع حملها) (ابن بطوطة 4: 124): على مستأجرهن نفقتهن، وفي (427): فأحسن إليه بأربعة آلاف مثقال لنفقته.
نفقة: كمية من المواد الغذائية الضرورية للعيش خلال مدة معينة (ابن بطوطة 3: 290): أمر السلطان، خلال مدة القحط، أن يعطى لجميع أهل دهلي نفقة ستة أشهر من المخزن، وبعد ذلك أضاف المؤلف أن هذه العطايا قد زادت بحيث أصبحت الكمية التي تعطى لكل واحد بحدود نصف رطل يوميا من الجمل (البربري) وفي (337): وعين لهما نفقة من الدقيق واللحم في كل يوم، وفي (4: 27): وكنت أعطيهم نفقة خمسة أيام في خمسة أيام أي كنت أعطيهم، كل خمسة أيام، المواد الضرورية لإعالتهم في خمسة أيام.
نفقة: إسراف، تبذير (الكالا).
نفاق: انظر (نافق).
نفيق: محترم، مكرم، مبجل (معجم الجغرافيا).
نفاق: مبذر، مسرف (فوك، الكالا prodigo) .
نفاق: خازن المؤن والخمور، القائم بالصرف (الكالا).
أنفق: اكثر رواجا (كوسج، كرست 99: 3). منفق: المكان الذي تكون فيه السلعة أكثر رواجا (الشرق 1: 409).
منافق: مداهن، متزلف (بوشر).
منافقة: نزلف، مداهنة (بوشر).

نفق: نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً: مات؛ قال

ابن بري أَنشد ثعلب:

فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ،

فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ

وفي حديث ابن عباس: والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت؛

وقال الشاعر:

نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه،

في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ

وأورده ابن بري: سرجي والبَغَلْ.

ونَفَقَ البيع نَفَاقاً: راج. ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً،

بالفتح: غَلَتْ ورغب فيها، وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها. وفي الحديث: المُنَفِّق

سلْعته بالحلف الكاذب؛ المُنَفِّقُ، بالتشديد: من النَّفَاق وهو ضد

الكَسَاد؛ ومنه الحديث: اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة

أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له. وفي الحديث عن ابن عباس: لا يُنَفِّقْ

بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش، فإنه

بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها.

ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً: كذلك؛ هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ

فرغب فيه.

وأَنْفَقَ القوم: نَفَقت سوقهم. ونَفَق مالُه ودرهمه وطعامه نَفْقاً

ونَفاقاً، كلاهما: نقص وقلّ، وقيل فني وذهب. وأَنْفَقُوا: نَفَقت أَموالهم.

وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر؛ ومنه قوله تعالى: إذاً لأَمسكتم خشية

الإنْفَاقِ؛ أَي خشية الفناء والنَّفَاد. وأَنْفَقَ المال: صرفه. وفي التنزيل:

وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله؛ أَي أَنفقوا في سبيل الله

وأَطعموا وتصدقوا. واسْتَنْفَقه: أَذهبه. والنَّفقة: ما أُنِفق، والجمع

نِفاق.حكى اللحياني: نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم، بالكسر، إذا نفدت وفنيت.

والنِّفاقُ، بالكسر: جمع النَّفَقة من الدراهم، ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ

نَفَقاً أي نفد، وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة. ورجل مِنْفاقٌ أي كثير

النَّفَقة. والنَّفَقة: ما أَنفَقْت، واستنفقت على العيال وعلى نفسك.

التهذيب: الليث نَفَقَ السعر

(* قوله «السعر» كذا هو في الأصل ولعله

الشيء). يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه، وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد

نَفاقاً لمتاعه. وفي مثل من أَمثالهم: من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم

الناس شُتِمَ، ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه؛ ومنه قول كعب

بن زهير:

أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ، ومن يَبِعْ

بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ

أَي يجد نَفاقاً، والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه. ونَفَقَت الأَيّم

تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها. وفي حديث عمر: من حَظّ المَرْء نَفاق

أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ

كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق. والنَّفِقُ: السريع الانقطاعِ من كل شيء،

يقال: سير نَفِقٌ أي منقطع؛ قال لبيد:

شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله

للوِرْدِ، لا نَفِق ولا مَسْؤُوم

أَي عَدْو غير منقطع. وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري:

قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً:

فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ،

ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم

والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر، وفي التهذيب: له

مَخْلَصٌ إلى مكان اخر. وفي المثل: ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره. وفي

التنزيل: فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض، والجمع أَنْفَاق؛ واستعاره

امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً:

خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما

خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ

والنُّفَقةُ والنَّافِقاء: جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع، وقيل: النُّفقةُ

والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره، فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء

ضرب النافِقاء برأْسه فخرج. ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق:

خرج منه. وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه: استخرجه من نافِقائه؛ واستعاره

بعضهم للشيطان فقال:

إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها،

تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام

أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه. وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع

إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب. ابن الأَعرابي: قُصَعَةُ

اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها، ويسمى ذلك التراب الدَّامّاء، ثم

يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها،

ولكنه يحفرها حتى ترقّ، فإذا أُخِذَ عليه بقاصِعائه عدا إلى النافِقاء

فضربها برأْسه ومَرَق منها، وتراب النُّفَقَةِ يقال له الراهِطَاء؛

وأَنشد:وما أُمُّ الرُّدَيْنِ، وإن أَدلَّتْ،

بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام

إذا الشيطانُ قَصَّع في قفاها

تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام

أَي إذا سكن في قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَي استخرجناه كما يُستخرج

اليربوع من نافقائه. قال الأَصمعي في القاصعاء. إنما قيل له ذلك لأَن

اليَرْبوع يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم

إذا امتلأَ به، وقيل له الدامَّاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلي به فم الآخر

من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد. ويقال: نافَقَ

اليربوعُ إذا دخل في نافِقائه، وقَصَّع إذا خرج من القاصِعاء. وتَنَفَّق:

خرج؛ قال ذو الرمة:

إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا

أَبو عبيد: سمي المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وهو السَّرَب في الأَرض،

وقيل: إنما سمي مُنافقاً لأنه نافَقَ كاليربوع وهو دخوله نافقاءه. يقال: قد

نفق به ونافَقَ، وله جحر آخر يقال له القاصِعاء، فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج

من القاصِعاء، فهو يدخل في النافِقاء ويخرج من القاصِعاء، أو يدخل في

القاصِعاء ويخرج من النافِقاء، فيقال هكذا يفعل المُنافق، يدخل في الإسلام

ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه. الجوهري: والنافِقاء إحدى جِحَرةَ

اليَرْبوع يكتمها ويُظْهر غيرها وهو موضع يرققه، فإذا أُتِيَ من قِبَلِ

القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خرج، والجمع النَّوَافِقُ.

قال ابن بري: جِحَرة اليربوع سبعة: القاصِعاء والنافِقاء والدامَّاء

والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ، وهي اللُّغَّيْزَى أَيضاً.

قال أَبو زيد: هي النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهطاء

والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة، وما جاء على فاعِلاء أَيضاً حاوياء وسافياءُ

وسابياء والسموأَل ابن عادِياء، والخافِيَاء الجنّ، والكارِـاء

(* قوله

«الكارـاء» هكذا هو في الأصل بدون نقط.) واللأَّوِياء والجاسِياء للصَّلابة

والبَالغاء للأَكارع، وبنُو قَابِعاء للسَّبّ. والنُّفَقة مثال الهُمَزة:

النَّافِقاء، تقول منه: نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دخل في

نافِقائه، ومنه اشتقاق المُنافق في الدين. والنِّفاق، بالكسر، فعل

المنافِق. والنِّفاقُ: الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر، مشتقّ

من نَافِقَاء اليربوع إسلامية، وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وقد تكرر

في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً، وهو اسم إسلاميّ لم

تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه

وإن كان أَصله في اللغة معروفاً. يقال: نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً،

وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه

لستره كُفْره. وفي حديث حنظلة: نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إذا كان عند

النبي، صلى الله عليه وسلم، أخلص وزهد في الدنيا، وإذا خرج عنه ترك ما كان

عليه ورغب فيها، فكأَنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أَن يسامح به

نفسه. وفي الحديث: أَكثر مُنافِقِي هذه الأُمَّة قُرَّاؤها؛ أَراد

بالنِّفاق ههنا الرياء لأَن كليهما إظْهار غير ما في الباطن؛ وقول أبي

وجزة:يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكنفْنَهُ،

صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ

أَي نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن، وفي نوادر الأَعراب: أَنْفَقَت

الإبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن. قالوا: ونَفَق الجُرْح إذا

تقشَّر، ويقال زيْت انفاق؛ قال الراجز:

إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق،

قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزيت الانْفاق

والنَّافِقة: نافِقة المِسْك، دخيل، وهي فأْرة المسك وهي وعاؤه.

ومالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بني صُبَاح بن طريف قاتل بِسْطَامِ

بن قَيْس.

والنُّفَيْقُ: موضع. ونَيْقَقُ القميص والسراويل: معروف، وهو قارسي

معرب، وهو المُنَفَّقُ، وقيل النَّيْقَقُ دخيل، نَيْفق السراويل. الجوهري:

ونيفق السروايل الموضع المتسع منها، والعامة تقول نِيفَق، بكسر النون،

والمُنْتَفِقُ: اسم رجل.

نفق
نفَقَ البيعُ ينْفُقُ نَفاقاً، كسَحاب: رَاجَ، وَكَذَلِكَ السِّلْعَةُ تنْفُق: إِذا غلَت ورُغِبَ فِيهَا، ونفَق الدّرْهَمُ نَفاقاً كَذَلِك، وَهَذِه عَن اللّحياني، كأنّه قَلّ فرُغِبَ فِيهِ. وَمن الْمجَاز: نفَقَت السّوقُ أَي: قَامَت وراجَتْ. وَمن المَجاز: نفَقَ الرّجلُ، وَكَذَا الدّابّةُ كالفَرَسِ والبَغْل، وسائِرِ البهائِم، ينفُقُ نُفوقاً بِالضَّمِّ: مَاتَا، قَالَ ابنُ برّي وَأنْشد ثعْلب:
(فَمَا أشياءُ نشْريها بمالٍ ... فإنْ نفقَتْ فأكسدُ مَا تكونُ)
وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاس: والجَزورُ نافِقَةٌ أَي: ميِّتَة. وَقَالَ الشَّاعِر:
(نفَقَ البَغلُ وأوْدَى سرْجُه ... فِي سبيلِ الله سرْجي وبَغَلْ)
وروايةُ ابنِ برّي: سرْجي والبَغَل. ثمَّ إنّ ظاهرَ سِياق المُصنّف كالجوْهَريّ وغيرِه من الأئمّة أَنه من حدِّ كتَبَ لَا غير. قَالَ شيخُنا: وزادُ ابنُ القَطّاع أَنه يُقَال: نفِقَت الدّابةُ، كفرِح، ووافَقَه ابنُ السِّيد فِي الفَرْقِ، فتأمّل ذَلِك. ونَفَق الجُرحُ نُفوقاً: تقشّر وَهُوَ مجَاز. ونَفِقَ مالُه ودِرْهَمُه وطَعامُه كفرِح ونَصَر نَفْقاً ونَفاقاً: نَفِد وفَنِيَ وذهَبَ، أَو نقَص أَو قلّ فرُغِب فِيهِ وراجَ، وَهَذَا عَن اللِّحياني. والنِّفاق ككِتاب: فِعْلُ المُنافِق وَهُوَ الدّخولِ فِي الْإِسْلَام من وجهٍ، والخُروج عَنهُ)
من آخر، وَقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وَقد تكرّر فِي الحديثِ النِّفاق وَمَا تصرّفَ مِنْهُ اسْماً وفِعْلاً، وَهُوَ اسمٌ إسلاميٌّ لم تعْرِفْهُ العربُ بالمَعْنى المَخْصوصِ بِهِ، وهوَ الَّذِي يسْتُر كُفرَه، ويُظْهِرُ إسمانَه، وَإِن كَانَ أصلُه فِي اللّغة معْروفاً، صرّح بذلك ابنُ فَارس وابنُ الْأَثِير، وعقَد لَهُ السُّيوطيّ فِي المُزْهِرِ نوْعاً خَاصّا، وبسَطه الشِّهابُ فِي العنايَة، وَفِي مواضِعَ من شرْحِ الشِّفاءِ.
ونقَل الصاغانيّ عَن ابنِ الأنْباريّ فِي الاعتِلال لتَسْمِية المُنافق مُنافِقاً ثَلاثَة أقْوال: أَحدهَا: أنّه سُمّي بِهِ لأنّه يسْتُر كُفرَه ويُغيِّبه، فشُبِّه بِالَّذِي يدْخُل النَّفَق، وَهُوَ السَّرَبُ، يسْتتِرُ فِيهِ.
وَالثَّانِي: أَنه نافَقَ كاليَرْبوع، فشُبِّه بِهِ لِأَنَّهُ يخْرُج من الْإِيمَان من غيرِ الوجْه الَّذِي دخَل فِيهِ.
والثالِث: أنّه سُمّي بِهِ لإظهارِه غيرَ مَا يُضمِر، تشْبيهاً باليَرْبوع، فَكَذَلِك المُنافِقُ ظاهِرُه إيمانٌ وباطنُه كُفْر. قلت: وعَلى هَذَا يُحمَلُ حديثُ: أكْثرُ مُنافِقي هَذِه الأمّة قُرّاؤها، أَرَادَ بالنِّفاق هُنا الرِّياءَ لأنّ كِلاهُما إظهارُ غيرِ مَا فِي الباطِن. والنِّفاقُ أَيْضا: جمْع نفَقَةٍ مُحرَّكة، كثَمَرة وثِمار.
وحَكى اللِّحياني: نفِقَت نِفاقُهُم كفرِح، أَي: فنِيَتْ نَفَقاتُهم ونَفِدَتْ. ورجُلٌ مِنْفاقٌ بالكَسْر: كثيرُ النّفَقَة لِما يصْرِفُه من الدّراهِم وغيرِها. وَمن المَجاز: فرَسٌ نفِقُ الجرْيِ، ككتِفٍ: إِذا كَانَ سريع انْقِطاعِه نَقله الجوهريّ، وَأنْشد لعَلْقَمَة بنِ عبَدَة يصِف ظليماً:
(فَلَا تزيُّدُهُ فِي مشْيِه نفِقٌ ... وَلَا الزَّفيفُ دُوَيْنَ الشّدِّ مسْؤومُ)
أَي: عدْو غيْر مُنْقَطِع. والنُّفَيْق كزُبَيْر: ع. ونافِقان: ة بمَرْو. والنَّفَق، مُحرّكة: سرَبٌ فِي الأَرْض مشتَقٌّ الى موضِعٍ آخر. وَفِي الصِّحاح والتّهذيب: لَهُ مَخْلَصٌ الى مَكَان آخر. وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) فإنْ استَطَعْتَ أَن تبْتَغي نفَقاً فِي الأَرْض أَو سُلَّماً فِي السّماء (.غيرُه: وَكَذَلِكَ نيْفَقُ القَميص، وَهُوَ فارسيٌّ معرَّب. قلت: فإذَنْ ينبَغي أَن يُذْكَرَ فِي ترْكيب مُستَقِل. وأنْفَقَ لَازم متعَدٍّ، يُقال: أنفقَ: إِذا افْتَقر وذهَب مَاله. وأنفَقَ مالَه: أنْفَدَهُ وأفْناه، وقولُه تَعَالَى:) إِذا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفاق (أَي: خشْية الفَناءِ والنّفاد وَقَالَ قَتادَةُ: أَي خشيةَ إنْفاقِه، والكلامُ عَلَيْهِ كالكلامِ على أمْلَق، وَقد تقدّم. كاسْتَنْفَقَه أَي أنْفَقَه وأذْهَبه. وَمِنْه حديثُ خالِد بن زيْدٍ الجُهَنيّ رَضِي الله عَنهُ: فَإِن جاءَ أحدٌ يُخْبِرُك بهَا وَإِلَّا فاسْتَنفِقْها نقَله الزّمَخشَريّ والصاغانيّ. وأنْفَقَ القومُ: نفَقَت سوقُهم أَي: راجَتْ. وَمن المَجاز: أنفَقَت الإبلُ: إِذا انْتَشَرت.
وَفِي النّوادِر: انتثَرت بالثّاءِ أوبارُها سِمَناً أَي: عَن سِمَن. ونفّق السِّلعةَ تنْفيقاً: روّجَها ورغّب فِيهَا. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: لَا يُنفِّقْ بعضُكم بعْضاً أَي: لَا يقْصِد أَن يُروّج سِلعَتَه على جِهة النّجْش، فَإِنَّهُ يزيادَتِه فِيهَا يُرغِّب السّامِعَ، فَيكون قولُه سَبباً لابْتِياعِها، ومُنفِّقاً لَهَا، وَكَذَا الحَدِيث: المُنفِّقُ سِلْعَتَه بالحَلِفِ الكاذِب كأنْفَقَها يُنفِقُها إنفاقاً. والمُنْتَفِق: أَبُو قَبيلة، وَهُوَ المُنتَفِقُ بنُ عامِر بن عُقَيل بن كعْبِ بنِ رَبيعةَ بن عامِر بن صعْصَعَة. ومالِكُ بنُ المُنْتَفِق الضّبيّ: أحدُ بَني صُباحِ بنِ طريف، قاتِلُ بِسْطامِ بنِ قيْس بنِ مسْعود الشّيْباني. قُلت: وَالَّذِي فِي أنْسابِ أبي عُبيد القاسِمِ بنِ سلاّم أنّ قاتِلَ بسْطام بن قيْس هُوَ عاصِمُ بن خَليفَة بن مَعْقِل بن صُباح بن طَريف بنِ زيْد بنِ عمْرو بنِ عامِر بنِ رَبيعة بنِ كعْب بن رَبيعة بنِ ثعْلَبَة بن سعْدِ بنِ ضبّة، فَانْظُر ذَلِك. وَمن الْمجَاز: نافَق فِي الدّين: إِذا سَتَر كُفرَه، وأظْهَر إيمانَه، ومصْدرُه النِّفاق، وَقد تقدّم مَا فِيهِ، وَهُوَ مَأْخُوذ من قولِهم: نافَقَ اليرْبوع: إِذا أخذَ فِي نافِقائِه، وَكَذَلِكَ نفق بِهِ كانْتَفَق، وَذَلِكَ إِذا أَتَى فِي قاصِعائِه. وتنفَّقْتُه: استَخْرَجْتُه من نافِقائِه بالحَرْش، واسْتَعارَه بعضُهم للشّيطانِ، أنشدَ ابنُ الأعرابيّ:
(وَمَا أُمُّ الرُّدَيْنِ وإنْ أدَلّتْ ... بعالمةٍ بأخْلاقِ الكِرامِ)

(إِذا الشّيطانُ قصّع فِي قَفاها ... تنفّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ)
أَي: استَخرجْناه استِخْراجَ الضّبِّ من نافِقائِه. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فِي الحَدِيث: اليَمينُ الكاذِبةُ منْفَقَةٌ للسِّلْعة، مَمْحَقَةٌ للبَرَكةِ أَي: هِيَ مظنّة لنَفاقِها وموْضِع لَهُ. وأنْفَقوا: نفَقت أموالُهم. وَجمع النَّفَقة أنْفاق. وَكَذَلِكَ جمْع النَّفَق بِمَعْنى السَّرَب. واستَعارَه امْرُؤ القيْس لجِحَرَةِ الفِئَرةِ، فَقَالَ يصِف فرسا:
(خَفاهُنّ من أنْفاقِهِنّ كأنّما ... خفاهُنّ ودْقٌ من عشيٍّ مُجَلِّبِ)
ونفَقَ السِّعرُ نُفوقاً: كَثُر مُشْتَروه، عَن اللّيثِ. وأنفَقَ الرّجلُ: وجد نَفاقاً لمتاعِه. وَفِي المثَل: منْ باعَ عِرضَه أنْفَقَ أَي: من شاتَم النّاسَ شُتِم. وَمَعْنَاهُ أَنه يجِدُ نَفاقاً بعِرْضِه ينالُ مِنْهُ. وَمِنْه قولُ كعْبِ بنِ زُهير رَضِي الله عَنهُ:
(أبَيتُ وَلَا أهْجو الصّديق وَمن يَبِعْ ... بعِرْضِ أَبِيه فِي المَعاشِرِ يُنْفِقِ) أَي: يجِدُ نَفاقاً، والباءُ مُقْحَمَة فِي قوْله: بعِرْضِ أَبِيه. ونفَقَت الأيّم تنْفُق نَفاقاً: إِذا كثُر خُطّابُها.
وَفِي حَدِيث عُمَر: منْ حَظِّ المرْءِ نَفاقُ أيِّمه أَي: من سَعادتِه أَن تُخطَب نِساؤُه من بَناتِه وأخَواتِه، وَلَا يكْسَدْنَ كسادَ السِّلَعِ الَّتِي لَا تنْفُق. وانْتَفَق الحارِشُ اليرْبوعَ: استَخْرجه من نافِقائِه.
وأنْفَقَ الضّبَّ، والسرْبوعَ: إِذا لم يرْفُقْ بِهِ حَتَّى ينْتَفِقَ ويذْهَبَ. وقولُ أبي وجْزة:
(يهدي قلائِصَ خُضَّعاً يكْنُفْنَه ... صُعْرَ الخُدودِ نَوافِقَ الأوْبارِ)
أَي: نسَلَت أوبارُها من السِّمَنِ. وزيْت أنفاق: غضٌّ. قَالَ الراجز: إِذا سمِعْن صوْتَ فحْلٍ شَقْشاقْ قطَعْنَ مُصْفَرّاً كزَيْتِ الأنْفاقْ وَقد ذكر فِي ف وق. وَفِي الْمثل: دونَ ذَا وينْفُقُ الحِمار، وأصلُه أنّ إنْسَانا أرادَ بيْعَ حِمار لَهُ، فَقَالَ لمُشَوِّرٍ: أطْرِ حِماري ولكَ عليّ جُعْلٌ، فَلَمَّا دخَل بِهِ السّوقَ قَالَ لَهُ المُشوِّر: هَذَا حِمارُك الَّذِي كُنتَ تصيدُ عَلَيْهِ الوحْشَ، فَقَالَ الرّجل: دونَ ذَا وينْفُق الحِمار أَي: الزَمْ قوْلاً دون الَّذِي تَقول، أَي: أقلَّ مِنْهُ والحِمار ينْفقُ الآنَ دونَ هَذَا، وَالْوَاو للْحَال. ومُنفَّقُ السّراويل، كمُعظَمٍ: نيْفَقُها. يُقال: وسِّع مُنفَّقَها، وخدِّلْ مُسَوَّقَها، وأحْكِم منَطَّقَها، كَمَا فِي الأساس. وَطَعَام نفِقٌ، ككتِف: نقيضُ نزِلٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا ريْع لَهُ. ونفَقَ روحُه: خرَج، وَهُوَ مجَاز. وَكَذَا امرأةٌ نُفُقٌ، بضمّتَيْن: إِذا كَانَت تْفُق عِنْد الْأزْوَاج، وتَحظى عِنْدهم.) 
نفق: {نفقا}: سربا. {ينفقون}: يتصدقون ويزكون. {المنافقون}: مشتق من النفق وهو السراب [السرداب].
(نفق) - في الحديث: "المُنَفَّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ كَاذِبٌ"
المُنَفِّقُ - بالتَّشديد -: من النِّفاق ، فأمّا المُنْفِقُ فمن الإنفَاق.
ونَفقَ كلُّ ذِي خُفٍّ أَو ظلْف أَو حَافِرٍ؛ إذا مَاتَ وقيلِ: المُنْفِقُ بمعنَى المُنَفِّق، وَأنفق القَوْمُ: نفَقَت سُوقُهم - بالفتح، ونَفِقَ الزّادُ - بالكَسْر - فنِىَ، وأنفَقَ الرجُلُ: أَقْتَرَ، من قوله تعالى: {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} .
- في الحديث : "جَزورٌ نافِقة"
: أي مَيّتة.
- وفي الحديث: "أَكثَر منافقِىِ أُمَّتى قُرَّاؤُها"
أراد بالنِّفاق الرِّياءَ؛ لأن كِلَيْهما إراءةُ غير ما في الناظر، وقد ذكر في القاف.

العقل

العقل: بالضم الديةُ أي المال الذي هو بدلُ النفس.
العقل: بالملكة، العلم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.
العقل:
[في الانكليزية] Wind ،reason ،intellect
[ في الفرنسية] Vent ،raison ،intellect
بالفتح وسكون القاف يطلق على معان منها إسقاط الخامس المتحرّك كذا في عنوان الشرف. وفي رسالة قطب الدين السرخسي العقل إسقاط الخامس بعد العصب انتهى، والمآل واحد إلّا أنّ الأول لقلة عمله أولى.
ويقول في منتخب اللغات العقل هو إسقاط التاء من مفاعلتن. وعلى هذا اصطلاح أهل العروض، ومنها الشكل المسمّى بالطريق في علم الرمل ومنها عنصر الهواء. وأهل الرّمل يسمّون الريح عقلا، الريح الأولى يسمّونها العقل الأول، حتى إنهم يسمّون ريح العتبة الداخلة العقل السابع، حسب ترتيب وضع جدول الأنوار في الطالب والمطلوب كما مرّ. وهذا اصطلاح أهل الرّمل. ومنها التعقّل صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشيته لشرح المواقف في تعريف النّظر، وهو إدراك شيء لم يعرضه العوارض الجزئية الملحقة بسبب المادة في الوجود الخارجي من الكم والكيف والأين والوضع وغير ذلك. وحاصله إدراك شيء كلّي أو جزئي مجرّد عن اللواحق الخارجية، وإن كان التجرّد حصل بالتجريد فإنّ المجرّدات كلّية كانت أو جزئية معقولة بلا احتياج إلى الانتزاع والتجريد، والماديات الكلّية أيضا معقولة لكنها محتاجة إلى الانتزاع والتجريد عن العوارض الخارجية المانعة من التعقّل. وأما الماديات الجزئية فلا تتعقّل، بل إن كانت صورا تدرك بالحواس وإن كانت معاني فبالوهم التابع للحسّ الظاهري، هكذا حقّق السّيد السّند في حواشي شرح حكمة العين. ومنها مطلق المدرك نفسا كان أو عقلا أو غيرهما كما يجيء في لفظ العلم. ومنها موجود ممكن ليس جسما ولا حالا فيه ولا جزءا منه، بل هو جوهر مجرّد في ذاته مستغن في فاعليته عن آلات جسمانية.
وبعبارة أخرى هو الجوهر المجرّد في ذاته وفعله أي لا يكون جسما ولا جسمانيا ولا يتوقّف أفعاله على تعلّقه بجسم. وبعبارة أخرى هو جوهر مجرّد غير متعلّق بالجسم تعلّق التدبير والتصرّف، وإن كان متعلّقا بالجسم على سبيل التأثير. فبقيد الجوهر خرج العرض والجسم.
وبقيد المجرّد خرج الهيولى والصورة. وبالقيد الأخير خرج النفس الناطقة. والعقل بهذا المعنى أثبته الحكماء. وقال المتكلّمون لم يثبت وجود المجرّد عندنا بدليل، فجاز أن يكون موجودا وأن لا يكون موجودا، سواء كان ممكنا أو ممتنعا. لكن قال الغزالي والرّاغب في النفس إنّه الجوهر المجرّد عن المادة. ومنهم من جزم امتناع الجوهر المجرّد. وفي العلمي حاشية شرح هداية الحكمة: هذا الجوهر يسمّيه الحكماء عقلا ويسمّيه أهل الشرع ملكا، وفي بعض حواشي شرح الهداية القول بأنّ العقول المجرّدة هي الملائكة تستّر بالإسلام لأنّ الملائكة في الإسلام أجسام لطيفة نورانية قادرة على أفعال شاقّة متشكّلة بأشكال مختلفة ولهم أجنحة وحواس. والعقول عندهم مجرّدة عن المادة، وكأنّ هذا تشبيه، يعني كما أنّ عندكم المؤثّر في العالم أجسام لطيفة فكذلك عندنا المؤثّر فيه عقول مجردة انتهى.
فائدة:

قال الحكماء: الصادر الأول من البارئ تعالى هو العقل الكلّ وله ثلاثة اعتبارات:
وجوده في نفسه ووجوبه بالغير وإمكانه لذاته، فيصدر عنه أي عن العقل الكلّ بكل اعتبار أمر فباعتبار وجوده يصدر عنه عقل ثان، وباعتبار وجوبه بالغير يصدر نفس، وباعتبار إمكانه يصدر جسم، وهو فلك الأفلاك. وإنّما قلنا إنّ صدورها عنه على هذا الوجه استنادا للأشرف إلى الجهة الأشرف والأخسّ إلى الأخسّ، فإنّه أحرى وأخلق. وكذلك يصدر من العقل الثاني عقل ثالث ونفس ثانية وفلك ثان، هكذا إلى العقل العاشر الذي هو في مرتبة التاسع من الأفلاك، أعني فلك القمر، ويسمّى هذا العقل بالعقل الفعّال، ويسمّى في لسان أهل الشرع بجبرئيل عليه السلام كما في شرح هداية الحكمة، وهو المؤثّر في هيولى العالم السّفلي المفيض للصّور والنفوس والأعراض على العناصر والمركّبات بسبب ما يحصل لها من الاستعدادات المسبّبة من الحركات الفلكية والاتصالات الكوكبية وأوضاعها. وفي الملخص إنهم خبطوا فتارة اعتبروا في الأول جهتين:
وجوده وجعلوه علّة التعقّل، وإمكانه وجعلوه علّة الفلك. ومنهم من اعتبر بدلهما تعلّقه بوجوده وإمكانه علّة تعقّل وفلك وتارة اعتبروا فيه كثرة من وجوه ثلاثة كما مرّ، وتارة من أربعة أوجه، فزادوا علمه بذلك الغير وجعلوا إمكانه علّة لهيولى الفلك، وعلمه علّة لصورته. وبالجملة فالحقّ أنّ العقول عاجزة عن درك نظام الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر.
فائدة:
قالوا العقول لها سبعة أحكام. الأول أنّها ليست حادثة لأنّ الحدوث يستدعي مادة.
الثاني ليست كائنة ولا فاسدة، إذ ذاك عبارة عن ترك صورة ولبس صورة أخرى، فلا يتصوّر ذلك إلّا في المركّب المشتمل على جهتي قبول وفعل. الثالث نوع كلّ عقل منحصر في شخصه إذ تشخّصه بماهيته، وإلّا لكان من المادة هذا خلف. الرابع ذاتها جامعة لكمالاتها أي ما يمكن أن يحصل لها فهو حاصل بالفعل دائما وما ليس حاصلا لها فهو غير ممكن. الخامس أنّها عاقلة لذواتها. السادس أنّها تعقل الكليات وكذا كلّ مجرّد فإنّه يعقل الكليات. السابع أنّها لا تعقل الجزئيات من حيث هي جزئية لأنّ تعقّل الجزئيات يحتاج إلى آلات جسمانية. وإن شئت أن يرتسم خبطهم في ذهنك فارجع إلى شرح المواقف.
فائدة:
قال الحكماء أول ما خلق الله تعالى العقل كما ورد به نصّ الحديث. قال بعضهم وجه الجمع بينه وبين الحديثين الآخرين (أول ما خلق الله القلم) و (أول ما خلق الله نوري) أنّ المعلول الأول من حيث إنّه مجرّد يعقل ذاته ومبدأه يسمّى عقلا، ومن حيث إنّه واسطة في صدور سائر الموجودات في نقوش العلوم يسمّى قلما، ومن حيث توسّطه في إفاضة أنوار النّبوّة كان نورا لسيّد الأنبياء عليه وعليهم السلام، كذا في شرح المواقف. قال في كشف اللغات:
العقل الأول في لسان الصوفية هو مرتبة الوحدة. ويقول في لطائف اللغات: العقل هو عبارة عن النّور المحمدي صلّى الله عليه وسلّم.. وفي الإنسان الكامل العقل الأول هو محلّ تشكيل العلم الإلهي في الوجود لأنّه العلم الأعلى ثم ينزل منه العلم إلى اللوح المحفوظ، فهو إجمال اللوح واللوح تفصيله، بل هو تفصيل علم الإجمال الإلهي واللوح محلّ تنزّله. ثم العقل الأول من الأسرار الإلهية ما لا يسعه اللوح كما أنّ اللوح من العلم الإلهي ما لا يكون العقل الأول محلا له، فالعلم الإلهي هو أمّ الكتاب والعقل الأول هو الإمام المبين واللوح هو الكتاب المبين، فاللوح مأموم بالقلم تابع له، والقلم الذي هو العقل الأول حاكم على اللوح مفصّل للقضايا المجملة في دواة العلم الإلهي المعبّر عنها بالنون. والفرق بين العقل الأول والعقل الكلّ وعقل المعاش أنّ العقل الأول بعد علم إلهي ظهر في أول تنزلاته التعيينية الخلقية.
وإن شئت قلت أول تفصيل الإجمال الإلهي.
ولذا قال عليه الصلاة والسلام (أنّ أول ما خلق الله تعالى العقل) فهو أقرب الحقائق الخلقية إلى الحقائق الإلهية، والعقل الكلّ هو القسطاس المستقيم وهو ميزان العدل في قبّة الروح للفصل. وبالجملة فالعقل الكلّ هو العاقلة أي المدركة النورية التي ظهر بها صور العلوم المودعة في العقل الأول. ثم إنّ عقل المعاش هو النور الموزون بالقانون الفكري فهو لا يدرك إلّا بآلة الفكر، ثم إدراكه بوجه من وجوه العقل الكلّ فقط لا طريق له إلى العقل الأوّل، لأنّ العقل الأوّل منزّه عن القيد بالقياس وعن الحصر بالقسطاس، بل هو محلّ صدور الوحي القدسي إلى نوع النفس، والعقل الكلّ هو الميزان العدل للأمر الفصلي، وهو منزّه عن الحصر بقانون دون غيره، بل وزنه للأشياء على معيار وليس لعقل المعاش إلّا معيار واحد وهو الفكر وكفّة واحدة وهي العادة وطرف واحد وهو المعلوم وشوكة واحدة وهو الطبيعة، بخلاف العقل الكلّ فإنّ له كفّتين الحكمة والقدرة، وطرفين الاقتضاءات الإلهية والقوابل الطبعية، وشوكتين الإرادة الإلهية والمقتضيات الخلقية، وله معاير شتّى. ولذا كان العقل الكلّ هو القسطاس المستقيم لأنّه لا يحيف ولا يظلم ولا يفوته شيء بخلاف عقل المعاش فإنّه قد يحيف ويفوته أشياء كثيرة لأنّه على كفة واحدة وطرف واحد.
فنسبة العقل الأول مثلا نسبة الشمس، ونسبة العقل الكلّ نسبة الماء الذي وقع فيه نور الشمس، ونسبة عقل المعاش نسبة شعاع ذلك الماء إذا بلغ على جدار، فالناظر في الماء يأخذ هيئة الشمس على صحته ويعرف نوره على حليته كما لو رأى الشمس لا يكاد يظهر الفرق بينهما، إلّا أنّ الناظر إلى الشمس يرفع رأسه إلى العلو والناظر إلى الماء ينكس رأسه إلى السفل، فكذلك الآخذ علمه من العقل الأول يرفع بنور قلبه إلى العلم الإلهي، والآخذ علمه من العقل الكلّ ينكس بنور قلبه إلى المحلّ الكتاب فيأخذ منه العلوم المتعلّقة بالأكوان وهو الحدّ الذي أودعه الله في اللوح المحفوظ، إمّا يأخذ بقوانين الحكمة وإمّا بمعيار القدرة على قانون وغير قانون، فهذا الاستقراء منه انتكاس لأنّه من اللوازم الخلقية الكلّية لا يكاد يخطئ إلّا فيما استأثر الله به بخلاف العقل الأول فإنّه يتلقّى من الحقّ بنفسه.
اعلم أنّ العقل الكلّ قد يستدرج به أهل الشقاوة فيقبح عليهم أهويتهم فيظفرون على أسرار القدرة من تحت سجف الأكوان كالطبائع والأفلاك والنور والضياء وأمثالها، فيذهبون إلى عبادة هذه الأشياء، وذلك بمكر الله لهم. والنكتة فيه أنّ الله سبحانه يتجلّى لهم في لباس هذه الأشياء فيدركها هؤلاء بالعقل فيقولون بأنّه هي الفعّالة والآلهة، لأنّ العقل الكلّ لا يتعدّى الكون، فلا يعرفون الله به لأنّ العقل لا يعرف إلّا بنور الإيمان، وإلّا فلا يمكن أن يعرفه العقل من نظيره وقياسه سواء كان العقل معاشا أو عقلا كلّا؛ على أنّه قد ذهب أئمتنا إلى أنّ العقل من أسباب المعرفة، وهذا من طريق التوسّع لإقامة الحجّة، وكذلك عقل المعاش فإنّه ليس له إلّا جهة واحدة وهي النظر والفكر. فصاحبه إذا أخذ في معرفة الله به فإنّه يخطئ، ولهذا إذا قلنا بأنّ الله لا يدرك بالعقل أردنا به عقل المعاش. ومتى قلنا إنّه يعرف بالعقل أردنا به عقل المعاش. ومتى قلنا إنّه يعرف بالعقل أردنا به العقل الأول.
اعلم أنّ علم العقول الأوّل والقلم الأعلى نور واحد فبنسبته إلى العبد يسمّى العقل الأول وبنسبته إلى الحق يسمّى القلم الأعلى. ثم إنّ العقل الأول المنسوب إلى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم خلق الله جبرئيل عليه السلام منه في الأول فكان محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا لجبرئيل وأصلا لجميع العالم. فاعلم إن كنت ممّن يعلم أنّه لهذا وقف عنه جبرئيل في إسرائه وتقدّم وحده، ويسمّى العقل الأول بالروح الأمين لأنّه خزانة علم الله وأمينه، ويسمّى بهذا الاسم جبرئيل من تسمية الفرع بأصله انتهى ما في الإنسان الكامل. ويقول في كشف اللغات:
العقل الأوّل والعقل الكلّي هو جبرائيل عليه السلام. وفي القاموس: إنّهم يسمّون العرش عقلا، وكذلك أصل وحقيقة الإنسان من حيث أنّه فيض وواسطة لظهور النفس الكلّية. وقد أطلقوا عليه أربعة أسماء: الأول: العقل. الثاني القلم الأول. الثالث الروح الأعظم. الرابع أمّ الكتاب.

وعلى وجه الحقيقة: إنّ آدم هو صورة العقل الكلّي وحواء هي صورة النّفس الكلّية، انتهى كلامه. ومنها النفس الناطقة باعتبار مراتبها في استكمالها علما وعملا وإطلاق العقل على النفس بدون هذا الاعتبار أيضا شائع كما في بديع الميزان من أنّ العقل جوهر مجرّد عن المادة لذاته، مقارن لها في فعله، وهو النفس الناطقة التي يشير إليها كلّ واحد بقوله أنا. منها نفس تلك المراتب. ومنها قواها في تلك المراتب. قال الحكماء بيان ذلك أنّ للنفس الناطقة جهتين: جهة إلى عالم الغيب وهي باعتبار هذه الجهة متأثّرة مستفيضة عمّا فوقها من المبادئ العالية وجهة إلى عالم الشهادة وهي باعتبار هذه الجهة مؤثّرة متصرّفة فيما تحتها من الأبدان، ولا بد لها بحسب كلّ جهة قوة ينتظم بها حالها هناك. فالقوة التي بها تتأثّر وتستفيض من المبادئ العالية لتكميل جوهرها من التعقّلات تسمّى قوة نظريّة وعقلا نظريا، والتي بها تؤثّر في البدن وتتصرّف فيه لتكميل جوهره تسمّى قوة عملية وعقلا عمليا، وإن كان ذلك أيضا عائدا إلى تكميل النفس من جهة أنّ البدن آلة لها في تحصيل العلم والعمل. ولكلّ من القوتين أربع مراتب. فمراتب القوة النظرية أولها العقل الهيولاني وهو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهو قوّة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال، فإنّ لهم في حال الطفولية وابتداء الخلقة استعدادا محضا وإلّا امتنع اتصاف النفس بالعلوم. وكما يكون النفس في بعض الأوقات خالية عن مبادئ نظري من النظريات فهذه الحالة عقل هيولاني لذلك النفس بالاعتبار إلى هذا النظري، وليس هذا الاستعداد حاصلا لسائر الحيوانات. وإنّما نسب إلى الهيولى لأنّ النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حدّ ذاتها عن الصور كلّها وتسمّى النفس وكذا قوة النفس في هذه المرتبة بالعقل الهيولاني أيضا. وعلى هذا فقس سائر المراتب. وفي كون هذه المرتبة من مراتب القوة النظرية نظر لأنّ النفس ليس لها هاهنا تأثّر بل استعداد تأثّر، فينبغي أن تفسّر القوة النظرية بالتي يتأثّر بها النفس أو تستعد بها لذلك، ويمكن أن يقال استعداد الشيء من جملته. فمبنى هذا على المساهلة وإنّما بني على المساهلة تنبيها على أنّ المراد هو الاستعداد القريب من الفعل إذ لو كان مطلق الاستعداد لما انحصرت المراتب في الأربع إذ ليس لها باعتبار الاستعداد البعيد مرتبة أخرى فوق الهيولاني وهي المرتبة الحاصلة لها قبل تعلّق النفس بالبدن. وثانيتها العقل بالملكة وهو العلم بالضروريات واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات منها، وهذا العلم حادث بعد ابتداء الفطرة، فله شرط حادث بالضرورة دفعا للترجيح بلا مرجّح في اختصاصه بزمان معيّن، وما هو إلّا الإحساس بالجزئيات والتنبيه لما بينها من المشاركات والمباينات، فإنّ النفس، إذا أحسّت بجزئيات كثيرة وارتسمت صورها في آلاتها الجسمانية ولاحظت نسبة بعضها إلى بعض استعدّت لأن تفيض عليها من المبدأ صور كلّية وأحكام تصديقية فيما بينها، فهذه علوم ضرورية، ولا نريد بها العلم بجميع الضروريات فإنّ الضروريات قد تفقد إمّا بفقد التصوّر كحسّ البصر للأكمه وقوة المجامعة للعنّين، أو بفقد شرط التصديق، فإنّ فاقد الحسّ فاقد للقضايا المستندة إلى ذلك الحسّ، وبالجملة فالمراد بالضروريات أوائل العلوم وبالنظريات ثوانيها سمّيت به لأنّ المراد بالملكة إمّا ما يقابل الحال، ولا شكّ أنّ استعداد الانتقال إلى المعقولات راسخ في هذه المرتبة، أو ما يقابل العدم كأنّه قد حصل للنفس فيها وجود الانتقال إليها بناء على قربه، كما سمّي العقل بالفعل عقلا بالفعل لأنّ قوته قريبة من الفعل جدا. قال شارح هداية الحكمة: العقل بالملكة إن كان في الغاية بأن يكون حصول كلّ نظري بالحدس من غير حاجة إلى فكر يسمّى قوة قدسية. وثالثتها العقل بالفعل وهو ملكة استنباط النظريات من الضروريات أي صيرورة الشخص بحيث متى شاء استحضر الضروريات ولا حظها واستنتج منها النظريات، وهذه الحالة إنّما تحصل إذا صار طريقة الاستنباط ملكة راسخة فيه. وقيل العقل بالفعل هو حصول النظريات وصيرورتها بعد استنتاجها من الضروريات بحيث استحضرها متى شاء بلا تجشّم كسب جديد، وذلك إنّما يحصل إذا لاحظ النظريات الحاصلة مرة بعد أخرى حتى يحصل له ملكة نفسانية يقوى بها على استحضارها متى أراد من غير فكر، وهذا هو المشهور في أكثر الكتب. وبالجملة العقل بالفعل على القول الأول ملكة الاستنباط والاستحصال وعلى القول الثاني ملكة الاستحضار. ورابعتها العقل المستفاد وهو أن يحصّل النظريات مشاهدة سمّيت به لاستفادتها من العقل الفعّال، وصاحب هداية الحكمة سمّاها عقلا مطلقا وسمّى معقولاتها عقلا مستفادا. وقال شارحها لا يخفى أنّ تسمية معقولات تلك المرتبة بالعقل المستفاد خلاف اصطلاح القوم.
اعلم أنّ العقل الهيولاني والعقل بالملكة استعدادان لاستحصال الكمال ابتداء والعقل بالفعل بالمعنى الثاني المشهور استعداد لاسترجاعه واسترداده فهو متأخّر في الحدوث عن العقل المستفاد لأنّ المدرك ما لم يشاهد مرات كثيرة لا يصير ملكة ومتقدّم عليه في البقاء لأنّ المشاهدة تزول بسرعة وتبقى ملكة الاستحضار مستمرة فيتوصّل بها إلى مشاهدته، فبالنظر إلى الاعتبار الثاني يجوز تقديم العقل بالفعل على العقل المستفاد، وبالنظر إلى الاعتبار الأول يجوز العكس، أمّا العقل بالفعل بالمعنى الأول فالظاهر أنّه مقدّم على العقل المستفاد. واعلم أيضا أنّ هذه المراتب تعتبر بالقياس إلى كلّ نظري على المشهور فيختلف الحال إذ قد تكون النفس بالنسبة إلى بعض النظريات في المرتبة الأولى وبالنسبة إلى بعضها في الثانية وإلى بعضها في الثالثة وإلى بعضها في الرابعة. فما قال صاحب المواقف من أنّ العقل المستفاد هو أن يصير النفس مشاهدة لجميع النظريات التي أدركتها بحيث لا يغيب عنها شيء لزمه أنّ لا يوجد العقل المستفاد لأحد في الدنيا بل في الآخرة. ومنهم من جوّز ذلك لنفوس نبوية لا يشغلها شأن عن شأن، وهم في جلابيب من أبدانهم قد نضوها وانخرطوا في سلك المجرّدات التي تشاهد معقولاتها دائما.
فائدة:
وجه الحصر في الأربع أنّ القوة النظرية إنّما هي لاستكمال الناطقة بالإدراكات إلّا أنّ البديهيات ليست كمالا معتدّا به يشاركه الحيوانات العجم لها فيها بل كمالها المعتدّ به الإدراكات الكسبية، ومراتب النفس في الاستكمال بهذا الكمال منحصرة في نفس الكمال واستعداده لأنّ الخارج عنهما لا يتعلّق بذلك الاستكمال، فالكمال هو العقل المستفاد أعني مشاهدة النظريات، والاستعداد إمّا قريب وهو العقل بالفعل أو بعيد وهو الهيولاني أو متوسّط وهو العقل بالملكة. وأمّا مراتب القوة العملية فأولها تهذيب الظاهر أي كون الشخص بحيث يصير استعمال الشرائع النبوية والاجتناب عما نكره عادة له، ولا يتصوّر منه خلافه عادة.
وثانيتها تهذيب الباطن من الملكات الرديئة ونفض آثار شواغله عن عالم الغيب. وثالثتها ما يحصل بعد الاتّصال بعالم الغيب وهو تجلّي النفس بالصور القدسية، فإنّ النفس إذ هذبت ظاهرها وباطنها عن رذائل الأعمال والأخلاق وقطعت عوائقها عن التوجّه إلى مركزها ومستقرها الأصلي الذي هو عالم الغيب بمقتضى طباعها إذ هي مجرّدة في حدّ ذاتها وعالم الغيب أيضا كذلك، وطبيعة المجرّد تقتضي عالمها كما أنّ طبيعة المادي تقتضي عالم المادّيات الذي هو عالم الشهادة اتصلت بعالم الغيب للجنسية اتصالا معنويا لا صوريا، فينعكس إليها بما ارتسمت فيه من النقوش العلمية، فتتجلّى النفس حينئذ بالصور الإدراكية القدسية، أي الخالصة عن شوائب الشكوك والأوهام، إذ الشكوك والشبهات إنّما تحصل من طرق الحواس، وفي هذه لا يحصل العلم من تلك الطرق. وفي بعض حواشي شرح المطالع بيانه أنّ حقائق الأشياء مسطورة في المبدأ المسمّى في لسان الشرع باللوح المحفوظ فإنّ الله تعالى كتب نسخة العالم من أوله إلى آخره في المبدأ ثم أخرجه إلى الوجود على وفق تلك النسخة، والعالم الذي خرج إلى الوجود بصورته تتأدّى منه صورة أخرى إلى الحواس والخيال ويأخذ منها الواهمة معاني، ثم يتأدّى من الخيال أثر إلى النفس فيحصل فيها حقائق الأشياء التي دخلت في الحسّ والخيال. فالحاصل في النفس موافق للعالم الحاصل في الخيال، وهو موافق للعالم الموجود في نفسه خارجا من خيال الإنسان ونفسه، والعالم الموجود موافق للنسخة الموجودة في المبدأ، فكأنّ للعالم أربع درجات في الوجود، وجود في المبدأ وهو سابق على وجوده الجسماني ويتبعه وجوده الجسماني الحقيقي ويتبع وجوده الحقيقي وجوده الخيالي ويتبع وجوده الخيالي وجوده العقلي، وبعض هذه الوجودات روحانية وبعضها جسمانية، والروحانية بعضها أشدّ روحانية من بعض. إذا عرفت هذا فنقول النفس يتصوّر أن يحصل فيها حقيقة العالم وصورته تارة من الحواس وتارة من المبدأ، فمهما ارتفع حجاب التعلّقات بينها وبين المبدأ حصل لها العلم من المبدأ فاستغنت عن الاقتباس من مداخل الحواس، وهناك لا مدخل للوهم التابع للحواس. ومهما أقبلت على الخيالات الحاصلة من المحسوسات كان ذلك حجابا لها من مطالع المبدأ، فهناك تتصوّر الواهمة وتعرض للنفس من الغلط ما يعرض، فإذا للنفس بابان، باب مفتوح إلى عالم الملكوت وهو اللوح المحفوظ وعالم الملائكة والمجرّدات، وباب مفتوح إلى الحواس الخمس المتمسّكة بعالم الشهادة والملك وهذا الباب مفتوح للمجرّد وغيره. والباب الأول لا يفتح إلّا للمتجرّدين من العلائق والعوائق. ورابعتها ما يتجلّى له عقيب اكتساب ملكة الاتصال والانفصال عن نفسه بالكلّية وهو ملاحظة جمال الله أي صفاته الثبوتية وجلاله أي صفاته السلبية، وقصر النظر على كماله في ذاته وصفاته وأفعاله حتى يرى كلّ قدرة مضمحلّة في جنب قدرته الكاملة وكلّ علم مستغرقا في علمه الشامل، بل يرى أنّ كلّ كمال ووجود إنّما هو فائض من جنابه تعالى شأنه. فان قيل بعد الاتصال بعالم الغيب ينبغي أن يحصل له الملاحظة المذكورة وحينئذ لا تكون مرتبة أخرى غير الثالثة بل هي مندرجة فيها. قلت المراد الملاحظة على وجه الاستغراق وقصر النظر على كماله بحيث لا يلتفت إلى غيره، فعلى هذا الغاية القصوى هي هذه المرتبة كما أنّ الغاية القصوى من مراتب النظري هو الثالثة أي العقل بالفعل.
اعلم أنّ المرتبتين الأخيرتين أثران للأوليين اللتين هما من مراتب العملية قطعا، فصحّ عدّهما من مراتب العملية وإن لم تكونا من قبيل تأثير النفس فيما تحتها. هذا كله هو المستفاد من شرح التجريد وشرح المواقف في مبحث العلم وشرح المطالع وحواشيه في الخطبة.
اعلم أنّ العقل الذي هو مناط التكاليف الشرعية اختلف أهل الشرع في تفسيره. فقال الأشعري هو العلم ببعض الضروريات الذي سمّيناه بالعقل بالملكة. وما قال القاضي هو العلم بوجوب الواجبات العقلية واستحالة المستحيلات وجواز الجائزات ومجاري العادات أي الضروريات التي يحكم بها بجريان العادة من أنّ الجبل لا ينقلب ذهبا، فلا يبعد أن يكون تفسيرا لما قال الأشعري، واحتجّ عليه بأنّ العقل ليس غير العلم وإلّا جاز تصوّر انفكاكهما وهو محال، إذ يمتنع أن يقال عاقل لا علم له أصلا وعالم لا عقل له أصلا، وليس العقل العلم بالنظريات لأنّه مشروط بالنظر والنظر مشروط بكمال العقل، فيكون العلم بالنظريات متأخرا عن العقل بمرتبتين، فلا يكون نفسه، فيكون العقل هو العلم بالضروريات وليس علما بكلها، فإنّ العاقل قد يفقد بعضها لفقد شرطه كما مرّ، فهو العلم ببعضها وهو المطلوب.
وجوابه أنّا لا نسلّم أنّه لو كان غير العقل جاز الانفكاك بينهما لجواز تلازمهما. وقال الإمام الرازي والظاهر أنّ العقل صفة غريزية يلزمها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات وهي الحواس الظاهرة والباطنة. وإنّما اعتبر قيد سلامة الآلات لأنّ النائم لم يزل عقله عنه وإن لم يكن عالما حالة النوم لاختلال وقع في الآلات، وكذا الحال في اليقظان الذي لا يستحضر شيئا من العلوم الضرورية لدهش ورد عليه، فظهر أنّ العقل ليس العلم بالضروريات.
ولا شكّ أنّ العاقل إذا كان سالما عن الآفات المتعلّقة كان مدركا لبعض الضروريات قطعا.
فالعقل صفة غريزية يتبعها تلك العلوم، وهذا معنى ما قيل: قوة للنفس بها تتمكّن من إدراك الحقائق. ومحلّ تلك القوة قيل الرأس، وقيل القلب، وما قيل هو الأثر الفائض على النفس من العقل الفعال. والمعتزلة القائلون بأنّ الحسن والقبح للعقل فسّروه بما يعرف به حسن المستحسنات وقبح المستقبحات، ولا يبعد أن يقرب منه ما قيل هو قوة مميزة بين الأمور الحسنة والقبيحة. وقيل هو ملكة حاصلة بالتجارب يستنبط بها المصالح والأغراض.
وهذا معنى ما قيل هو ما يحصل به الوقوف على العواقب. وقيل هو هيئة محمودة للإنسان في حركاته وسكناته. وقيل هو نور يضيئ به طريق يبتدأ به من حيث ينتهي إليه درك الحواس، فيبدأ المطلوب للطالب فيدركه القلب بتأمّله وبتوفيق الله تعالى. ومعنى هذا أنّه قوة للنفس بها تنتقل من الضروريات إلى النظريات ويحتمل أن يراد به الأثر الفائض من العقل الفعّال كما ذكره الحكماء من أنّ العقل الفعّال هو الذي يؤثّر في النفس ويعدّها للإدراك، وحال نفوسنا بالنسبة إليه كحال أبصارنا بالنسبة إلى الشمس. فكما أنّ بإفاضة نور الشمس تدرك المحسوسات كذلك بإفاضة نوره تدرك المعقولات. فقوله نور أي قوة شبيهة بالنور في أنها يحصل به الإدراك ويضيئ أي يصير ذا ضوء أي بذلك النور طريق يبتدأ به أي بذلك الطريق، والمراد به أي بالطريق الأفكار وترتيب المبادئ الموصلة إلى المطلوب. ومعنى إضاءتها صيرورتها بحيث يهتدي القلب إليها ويتمكّن من ترتيبها وسلوكها توصلا إلى المطلوب. وقوله من حيث ينتهي إليه متعلّق بقوله يبتدأ، وضمير إليه عائد إلى حيث، أي من محلّ ينتهي إليه إدراك الحواس، فيبدأ أي يظهر المطلوب للقلب أي الروح المسمّى بالقوة العاقلة والنفس الناطقة فيدركه القلب بتأمّله أي التفاته إليه والتوجّه نحوه بتوفيق الله تعالى وإلهامه، لا بتأثير النفس أو توكيدها، فإنّ الأفكار معدات للنفس وفيضان المطلوب إنّما هو بإلهام الله سبحانه. فبداية درك الحواس هو ارتسام المحسوسات في إحدى الحواس الخمس الظاهرة، ونهاية دركها ارتسامها في الحواس الباطنة. ومن هاهنا بداية درك العقل، ونهاية درك العقل ظهور المطلوب كما عرف في الفكر بمعنى الحركتين، هذا كله خلاصة ما في شرح التجريد وشرح المواقف والتلويح.

وفي خلاصة السلوك قال أهل العلم:
العقل جوهر مضيء خلقه الله في الدماغ وجعل نوره في القلب، وقال أهل اللسان: العقل ما ينجّي صاحبه من ملامة الدنيا وندامة العقبى وقال حكيم: العقل حياة الروح والروح حياة الجسد. وقال حكيم ركّب الله في الملائكة العقل بلا شهوة وركّب في البهائم الشهوة بلا عقل، وفي ابن آدم كليهما. فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم. وقال أهل المعرفة العاقل من اتّقى ربّه وحاسب نفسه وقيل من يبصر مواضع خطواته قبل أن يضعها. وقيل الذي ذهب دنياه لآخرته. وقيل الذي يتواضع لمن فوقه ولا يحتقر لمن دونه ويمسك الفضل من منطقه ويخالط الناس باختلافهم. وقيل الذي يترك الدنيا قبل أن تتركه ويعمّر القبر قبل أن يدخله وأرضى الله قبل أن يلقاه، وقيل إذا اجتمع للرجل العلم والعمل والأدب يسمّى عاقلا، وإذا علم ولم يعمل أو عمل بغير أدب أو عمل بأدب ولم يعلم لم يكن عاقلا.
العقل: المستفاد، أن يحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.
العقل: بالفعل، أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث يحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت في غير تجشم كسب جديد.
العقل: الهيولاني، الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهو قوة محضة خالية عن الفعل كما في الأطفال، وإنما نسب إلى الهيولى لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حد ذاتها عن الصور كلها.

المناسبة

المناسبة:
[في الانكليزية] Convenience ،agreement ،harmony
[ في الفرنسية] Convenance ،accord ،harmonie
هي عند المتكلّمين والحكماء هي الاتحاد في النسبة وتسمّى تناسبا أيضا كزيد وعمرو إذا تشاركا في بنوّة بكر كذا في شرح المواقف وشرح حكمة العين في أقسام الوحدة. وعند أهل البديع وتسمّى أيضا بالتناسب والتوفيق والايتلاف والتلفيق ومراعاة النظير جمع أمر وما يناسبه لا بالتضاد. وبهذا القيد يخرج الطباق فإنّ فيه المناسبة بالتضاد وهي أن يكون كلّ واحد من الأمرين مقابلا للآخر، وذلك قد يكون بالجمع بين أمرين نحو الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ وقد يكون بالجمع بين أمور ثلاثة كقول البحتري:
كالقسيّ المعطفات بل الأسهم مبرية بل الأوتار جمع بين القوس والسّهم والوتر. وقد يكون بين أربعة كقول البعض للمهدي الوزير أيها الوزير إسماعيلي الوعد شعيبي التوفيق يوسفي العفو ومحمّدي الخلق، وقد يكون بين أكثر منه، ومنها أي من مراعاة النظير ما يسمّيه بعضهم تشابه الأطراف وهو أن يختم الكلام بما يناسب ابتداءه في المعنى. والتناسب قد يكون ظاهرا نحو لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فإنّ اللطيف يناسب كونه غير مدرك بالأبصار والخبير يناسب كونه مدركا للأبصار لأنّ المدرك للشيء يكون خبيرا به، وقد يكون خفيا نحو إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فإنّ قوله تعالى وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ يوهم أنّ الفاصلة الغفور الرحيم، لكن يعرف بعد التأمّل أنّ الواجب هو العزيز الحكيم، لأنّه لا يغفر لمن يستحقّ العذاب إلّا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه فهو العزيز أي الغالب. ثم وجب أن يوصف بالحكيم على سبيل الاحتراس لئلّا يتوهّم أنّه خارج عن الحكمة لأنّ الحكيم من يضع الشيء في محله أي إن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا اعتراض عليك لأحد في ذلك، والحكمة فيما فعلته. ويلحق بالتناسب أن يجمع بين معنيين غير متناسبين بلفظين يكون لهما معنيان متناسبان، وإن لم يكونا مقصودين هاهنا نحو الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ أي ينقادان لله تعالى.
فالمراد بالنجم النبات الذي ينجم أي يظهر من الأرض مما لا ساق له كالبقول وهو بهذا المعنى لا يناسب الشمس والقمر، لكنه قد يكون بمعنى الكوكب وهو مناسب لهما، ولهذا يسمّى مثل ذلك إيهام التناسب والنجم بالنسبة إلى الشّجر من التناسب حقيقة، هكذا يستفاد من المطول وحواشيه. ويقول في جامع الصنائع: إنّ الفرق بين التناسب الذي يسمّى مراعاة النظير وبين رعاية التناسب هو: أن يقول ما يقول بالنسبة، على سبيل العموم وذلك في الأسماء الذاتية والصّفات والأفعال والحروف ومثاله ما ترجمته:
شفتك اللمياء طافت في العالم وأجرت الدّماء هذه الطرفة فحينا فوق السّوالف تنعقد وحينا تتقلّب على العين ففي هذا البيت مراعاة التناسب بين الارتباط فوق السّوالف والتقلّب على العين، وهو لازم أيضا، لأنّك لو قلت: التقلّب على السوالف فإنّ المعنى يحصل ولكنّ التركيب لا تناسب فيه.
وفي التناسب أكثر ما يكون استعمال أسماء الذوات، وذلك لأنّه عبارة عن الجمع بين أمر وآخر يناسبه وليس مضادا له. مثاله ما ترجمته:
لو استطاع الفرقدان لوضعا الرأس تحت قدمك يدري هذا الكلام من أحضره من الفرقدين ففي هذا البيت كلمة رأس وقدم وفرق هي أسماء ذوات. انتهى. وأما عند الأصوليين ففي أصول الحنفية أنّ المناسبة هي الملائمة وهي موافقة الوصف أي العلّة للحكم بأن يصحّ إضافة الحكم إليه ولا يكون نائبا عنه، كإضافة ثبوت الفرقة في إسلام أحد الزوجين إلى آباء الآخر لأنّه يناسبه لا إلى وصف الإسلام لأنّه ناب عنه، لأنّ الإسلام عرف عاصما للحقوق لا قاطعا لها، وكذا المحظور يصلح سببا للعقوبة والمباح سببا للعبادة لا العكس لعدم الملائمة، وهذا معنى قولهم الملائمة أن يكون الوصف على وفق ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن السلف فإنّهم كانوا يعلّلون بأوصاف مناسبة وملائمة للأحكام غير نائبة عنها، ويقابلها الطّرد، أعني وجود الحكم عند وجود الوصف من غير اشتراط ملائمة وتأثير، أو وجوده عند وجوده وعدمه عند عدمه على اختلاف الرأيين.
والشافعية يجعلون المناسبة أعمّ من الملائمة ويقسمون المناسب إلى ملائم وغير ملائم، وفسّرها الآمدي بأنّها وصف ظاهر منضبط يحصل عقلا من ترتّب الحكم عليه ما يصلح أن يكون مقصودا للعقلاء من حصول مصلحة أو دفع مضرة أو مجموعهما، وذلك إمّا في الدنيا كالمعاملات أو في الأخرى كإيجاب الطاعات وتحريم المعاصي، وفيه أخذ المناسبة بمعنى المناسب تجوّزا. والتحقيق أن يقال إنّ المناسبة كون الوصف ظاهرا إلى آخره، واحترز بالظاهر عن الوصف الخفي وبالمنضبط عن غير المنضبط وهو المضطرب، وبقوله عقلا عن الشبه، وبقوله ما يصلح أن يكون مقصودا عن الوصف المستبقي في السير وعن الوصف المدار في الدوران وغيرهما من الأوصاف التي لا يكون اعتبارها لترتّب ما يصلح كونه مقصودا عليه.
وفسّر المقصود بما يكون مقصودا للعقلاء من حصول مصلحة واندفاع مفسدة لئلّا يتوهّم أنّ المراد ما يكون مقصودا من شرعية الحكم فيلزم الدور. فمن فسّره بما يكون مقصودا للشارع من شرع الحكم نفيا كان أو إثباتا سواء كان المقصود جلب منفعة للعبد أو دفع مفسدة عنه فقد لزمه الدّور لأنّ ذلك إنّما يعرف بكونه مناسبا، فلو عرف كونه مناسبا بذلك كان دورا والمصلحة اللذة وطريقها والمفسدة الألم وطريقه مثاله القتل العمد العدوان فإنّه وصف مناسب لوجوب القصاص، لأنّه يلزم من ترتّب وجوب القصاص على القتل حصول ما هو مقصود من شرعية القصاص وهو بقاء النفوس على ما يشير إليه قوله تعالى وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ.
ثم إن كان الوصف الذي يحصل من ترتّب الحكم عليه المقصود خفيا أو غير منضبط لم يعتبر لأنّه لم يعلم فكيف يعلم به الحكم فالطريق حينئذ أن يعتبر وصف ظاهر منضبط يلازم ذلك الوصف الحكم فيوجد بوجوده ويعدم بعدمه، سواء كانت الملازمة عقلية أو لا، فيجعل ذلك الوصف الظاهر معرّفا للحكم مثلا وصف العمدية في القتل العمد العدوان خفي، لأنّ القصد وعدمه أمر نفسي لا يدرك شيء منه فيتعلّق القصاص بما يلازم العمدية من أفعال مخصوصة يقتضي في العرف عليها بكونها عمدا كاستعمال الجارح في القتل. وقال القاضي الإمام أبو زيد: المناسب ما لو عرض على العقول تلقته بالقبول أي إذا عرض على العقل أنّ هذا الحكم إنّما يشرع لأجل هذه المصلحة يكون ذلك الحكم موصلا إلى تلك المصلحة عقلا أو تكون تلك المصلحة أمرا مقصودا عقلا، وهذا قريب من تفسير الآمدي لأنّ تلقّي العقول بالقبول في قوة ما يصلح مقصودا للعقلاء من ترتّب الحكم عليه، إلّا أنّه لم يصرّح بالظهور والانضباط ولعدم التصريح المذكور ولعدم كونه صالحا إلّا للناظر دون المناظر، إذ ربّما يقول الخصم هذا مما لا يتلقاه عقلي بالقبول فلا يكون مناسبا عندي، عدل عنه الآمدي، وبه يقول أبو زيد فإنّه قائل بامتناع التمسّك بالمناسبة في مقام المناظرة، وإن لم يمتنع في مقام النظر لأنّ العاقل لا يكابر نفسه فيما يقتضي به عقله. قيل هذا يرد على الآمدي أيضا لأنّه ذكر قيد العقل، فللمناظر أن يمنع بأنّه لا يصلح في عقلي. وقيل المناسب ما يجلب نفعا ويدفع ضررا وهو قريب مما ذكره الإمام في المحصول أنّه الوصف الذي يقضي إلى ما يجلب للإنسان نفعا أو يدفع عنه ضررا. والفرق بينهما أنّ المناسب على هذا القول نفس الجالب.
وعلى ما ذكره الإمام المفضي إلى الجالب.
وقال الغزالي المراد بالمناسب ما هو على منهاج المصالح بحيث إذا أضيف إليه الحكم انتظم كالإسكار لحرمة الخمر فإنّه المناسب لأنّه يزيل العقل هو ملاك التكليف، بخلاف كونها مائعا يقذف بالزّبد ويحفظ في الدّنّ، فإنّ ذلك لا يناسب. واعلم أنّ هذه التعاريف إنّما هي على قول من يجعل الأحكام الثابتة بالنصوص متعلّقة بالحكم والمصالح، ومن يأبى عنه يقول المناسب هو الملائم لأفعال العقلاء في العادات.
اعلم أنّ المناسبة كما يطلق على ما مرّ من كون الوصف ظاهرا منضبطا إلى آخره كذلك يطلق على معنى أخصّ من ذلك وهو تعيين العلّة في الأصل بمجرّد إبداء مناسبة بينها وبين الحكم من ذات الأصل لا بنصّ ولا غيره، أي كون الوصف بحيث تتعيّن علّيته إلى آخره، نصّ على ذلك المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي.

وقال في التلويح: المذكور في أصول الشافعية أنّ المناسب هو المخيّل ومعناه تعيين العلّة في الأصل إلى آخره، وهذا على المسامحة، حيث عرّف المناسب بتعريف المناسبة، وإلّا فالتحقيق أنّ المناسب هو الوصف الذي يتعين علّيته إلى آخره. فقولنا بمجرّد إبداء المناسبة أي إظهار المناسبة بينها وبين الحكم، والمراد المناسبة بالمعنى اللغوي لئلّا يلزم الدور، وبهذا خرج الطّرد إذ ليس فيه مناسبة والسّبر والتقسيم إذ لا يعتبر فيه المناسبة أيضا. وبقولنا من ذات الأصل خرج الشّبه لأنّ مناسبته إنّما هي بالتّبع.
وقولنا لا بنصّ ولا غيره يخرج إثبات العلّة بهما فإنّه ليس بمناسبة. مثاله الإسكار لتحريم الخمر فإنّ النظر في نفس المسكر وحكمه ووصفه يعلم منه كون الإسكار مناسبا لشرع التحريم صيانة للعقل الشريف عن الزوال، ويسمّى بالإحالة أيضا لأنّه بالنظر إليه يحال أي يظن أنّه علّة، ويسمّى تخريج المناط أيضا لأنّه إبداء مناط الحكم أي علّيته وهو من أحد مسالك إثبات العلّة. وإنّما كان هذا المعنى أخصّ لأنّه هو معنى المناسب المرسل. ولذا قال في التلويح:

قال الإمام الغزالي: من المصالح ما يشهد الشرع باعتباره هي أصل في القياس وحجة، ومنها ما يشهد ببطلانه وهو باطل، ومنها ما لم يشهد له بالاعتبار ولا بالإبطال، وهذا في محل النّظر. وإذا أطلقنا المعنى المخيل والمناسب في باب القياس أردنا به هذا الجنس.

التقسيم:
للمناسب تقسيمات باعتبارات. الأول باعتبار إفضائه إلى المقصود ينقسم إلى خمسة أقسام. الأول أن يحصل المقصود منه يقينا كالبيع للحل. الثاني أن يحصل ظنّا كالقصاص للانزجار فإنّ الممتنعين أكثر من المقدمين، وهذان مما لا ينكرهما أحد. الثالث أن يكون حصوله وعدم حصوله متساويين كحدّ الخمر للزجر فإنّ عدد الممتنع والمقدم متقاربان. الرابع أن يكون نفي الحصول أرجح من الحصول كنكاح الآيسة لتحصيل غرض التّناسل، فإنّ عدد من لا ينتسل منهن أكثر من عدد من ينتسل، وهذان قد أنكروا، والمختار الجواز. الخامس أن يكون المقصود فائتا بالكلّية مثاله جعل النكاح مظنّة لحصول النطفة في الرّحم فرتّب عليه إلحاق الولد بالأب، فإذا تزوّج مشرقي مغربية وقد علم عدم تلاقيهما فاتفق الجمهور على أنّه لا يعتبر، وخالف في ذلك الحنفية نظرا إلى ظاهر العلّة. وقيل لم ينقل أحد من الحنفية في كتبهم جواز التعليل بوصف مع تيقّن الخلوّ عن المقصود، وهذا المثال من قبيل ما يكون المقصود غالب الحصول في صور الجنس، وفي مثله يجوز التعليل اتفاقا، ولا يشترط حصول المقصود في كلّ فرد. والثاني باعتبار نفس المقصود فنقول المقاصد ضربان: ضروري وهو أيضا ينقسم إلى قسمين ضروري في أصله وهو أعلى المقاصد كالمقاصد الخمسة التي روعيت في كلّ صلة: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. فالدين كقتل الكافر المضل وعقوبة الداعي إلى البدع. والنفس كالقصاص.
والنسل كالحدّ على الزنا. والمال كعقوبة السارق والمحارب أي قاطع الطريق. ومكمل للضروري كتحريم قليل الخمر مع أنّه لا يزيل العقل الذي هو المقصود للتتميم والتكميل لأنّ قليله يدعو إلى كثيره بما يورث النفس من الطرب المطلوب زيادته بزيادة سببه إلى أن يسكر. وغير ضروري وهو ينقسم إلى حاجي وغير حاجي، والحاج أيضا ينقسم إلى قسمين حاجي في نفسه ومكمّل للحاجي. مثال الحاجي في نفسه البيع والإجارة ونحوها كالفرض فإنّ المعاوضة وإن ظنّت أنّها ضرورية، لكن كلّ واحد منها ليس بحيث لو لم يشرع لأدّى إلى فوات شيء من الضروريات الخمس. واعلم أنّ هذه ليست في مرتبة واحدة، فإنّ الحاجة تشتدّ وتضعف، وبعضها آكد من بعض. وقد يكون بعضها ضروريا في بعض الصور كالإجارة في تربية الطفل الذي لا أمّ له ترضعه، وكشراء المطعوم والملبوس فإنّه ضروري من قبيل حفظ النفس. ولذلك لم يخل عنه شريعة؛ وإنّما أطلقنا الحاجي عليها بالاعتبار الأغلب. ومثال المكمّل للحاجي وجوب رعاية مهر المثل والكفاءة في الصغيرة، فإنّ أصل المقصود من شرع النكاح وإن كان حاصلا بدونهما، لكنه أشدّ إفضاء إلى دوام النكاح، وهي من مكمّلات مقصود النكاح، وغير الحاجي وهو ما لا حاجة إليه لكن فيه تحسين وتزيين كسلب العبد أهلية الشهادة. وإن كان ذا دين وعدالة لانحطاط رتبته عن الحرّ فلا يليق به المناصب الشريفة.
والثالث اعتبار الشارع إلى مؤثّر ملائم وغريب ومرسل لأنّه إمّا معتبر شرعا أو لا. فالمعتبر إمّا أن يثبت اعتباره بنصّ أو إجماع وهو المؤثّر أوّلا، بل يترتّب الحكم على وفقه بأن يثبت الحكم معه في المحل، فذلك لا يخلو إمّا أن يثبت بنصّ أو إجماع اعتبار عينه في جنس الحكم أو جنسه في عين الحكم أو جنسه في جنس الحكم أو لا. فإن ثبت فهو الملائم وتسمّيه الحنفية بالملائم المعدّل، وإن لم يثبت فهو الغريب. وأما غير المعتبر لا بنصّ ولا بإجماع ولا يترتّب الحكم على وفقه فهو المرسل. فإن قلت كيف يتصوّر اعتبار العين في الجنس أو الجنس في العين أو الجنس في الجنس فيما لم يعتبر شرعا؟ وهل هذا إلّا تهافت؟ قلت معنى الاعتبار شرعا عند الإطلاق هو اعتبار عين الوصف في عين الحكم في موضع آخر، وعلى هذا فلا إشكال. وبالجملة فالمؤثّر وصف مناسب ثبت بنصّ أو إجماع اعتبار عينه في عين الحكم كإحياء الأرض بالنسبة إلى تملّكها فإنّه يثبت تأثيره بالنصّ وهو قوله عليه السلام: (من أحيى أرضا ميتة فهي له)، وكالصغر بالنسبة إلى ولاية المال فإنّه اعتبر عين الصغر في عين الولاية بالمال بالإجماع. والملائم هو المناسب الذي لم يثبت اعتباره بنصّ أو إجماع بل بترتّب الحكم على وفقه فقط ومع ذلك يثبت بنصّ أو إجماع اعتبار عينه في جنس الحكم أو جنسه في عين الحكم أو جنسه في جنس الحكم. فمثال تأثير العين في الجنس ما يقال ثبت للأب ولاية النكاح على الصغيرة كما يثبت له عليها ولاية المال بجامع الصّغر، فالوصف الصّغر وهو أمر واحد ليس بجنس والحكم الولاية وهو جنس تحته نوعان من التصرّف وهما ولاية النكاح وولاية المال، وعين الصّغر معتبر في جنس الولاية بالإجماع، لأنّ الإجماع على اعتباره في ولاية المال إجماع على اعتباره في جنس الولاية، بخلاف اعتباره في عين ولاية النكاح فإنّه إنّما يثبت بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه حيث يثبت الولاية في الجملة، وإن وقع الاختلاف في أنّه للصّغر أو للبكارة أو لهما جميعا. ومثال تأثير الجنس في العين ما يقال الجمع جائز في الحضر مع المطر قياسا على السّفر بجامع الحرج، فالحكم رخصة وهو واحد والوصف الحرج وهو جنس بجمع الحاصل بالسّفر وبالمطر وهما نوعان مختلفان، وقد اعتبر جنس الحرج في عين رخصة الجمع للنصّ والإجماع على اعتبار حرج السفر ولو في الحج فيها. وأمّا اعتبار عين الحرج فليس إلّا بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه إذ لا نصّ ولا إجماع على علّية نفس حرج السّفر. ومثال تأثير الجنس في الجنس أن يقال يجب القصاص في القتل بالمثقل قياسا على القتل بالمحدد لجامع كونها جناية عمد عدوان، فالحكم أيضا مطلق وهو القصاص وهو جنس بجمع القصاص في النفس وفي الأطراف وفي المال، وقد اعتبر جنس الجناية في جنس القصاص في النفس لا بالنصّ أو الإجماع بل يترتّب الحكم على وفقه ليكون من الملائم دون المؤثّر، ووجهه أن لا نصّ ولا إجماع على أنّ العلّة ذلك وحده أو مع قيد كونه بالمحدّد. والغريب هو ما ثبت اعتبار عينه في عين الحكم بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه لكن لم يثبت بنصّ أو إجماع اعتبار عينه في جنس الحكم أو جنسه في عين الحكم أو جنسه في جنس الحكم. مثاله أن يقال يحرّم النبيذ قياسا على الخمر بجامع الإسكار على تقدير عدم فرض النصّ بالتعليل فيه لأنّ الإسكار مناسب للتحريم حفظا للعقل، وعلم أنّ الشارع لم يعتبر عينه في جنس التحريم ولا جنسه في عين التحريم ولا جنسه في جنس التحريم. فلو لم يدلّ النّصّ وهو قوله (كلّ مسكر حرام) بالإيماء على اعتبار عينه لكان غريبا. والمرسل هو ما لم يثبت اعتبار عينه في عين الحكم أصلا وبعبارة أخرى ما لم يعتبر شرعا لا بنصّ ولا إجماع ولا بترتّب الحكم على وفقه، وهو ينقسم إلى ما علم إلغاؤه وإلى ما لم يعلم إلغاؤه.
والثاني أي ما لا يعلم إلغاؤه ينقسم إلى ملائم قد علم اعتبار عينه في جنس الحكم أو جنسه في عين الحكم أو جنسه في جنس الحكم، وإلى ما لا يعلم منه ذلك وهو الغريب. فإن كان غريبا أو علم إلغاؤه فمردود اتفاقا، وإن كان ملائما فقد قيل بقبوله، والمختار أنّه مردود. وقد شرط الغزالي في قبوله شروطا ثلاثة: أن تكون ضرورية لا حاجية وقطعية لا ظنّية وكلّية لا جزئية. أمّا الأوّلان أي المؤثّر والملائم فمقبولان وفاقا، فكلّ واحد من الملائم والغريب له معنيان هو بأحدهما من الأقسام الأوّلية للمناسب، وبالآخر من أقسام المرسل، فأقسام المرسل ثلاثة ما علم إلغاؤه والملائم والغريب. ومثال ما علم إلغاؤه إيجاب صيام شهرين قبل العجز عن الإعتاق في كفّارة الظّهار بالنسبة إلى من يسهل عليه الإعتاق دون الصيام فإنّه مناسب تحصيلا لمقصود الزجر لكن علم عدم اعتبار الشارع له فلا يجوز. ثم اعتبار العين في العين أو في الجنس أو اعتبار الجنس في العين أو في الجنس بحسب أفراده أو تركيبه الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي، والنّظر في أنّ الجنس قريب أو بعيد أو متوسط وأنّ ثبوت ذلك بالنّصّ أو الإجماع أو بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه يفضي إلى أقسام كثيرة وإيراد أمثلة متعددة، وقد أشير إلى نبذ منها في التلويح. هذا وقال الآمدي أنّ من القياس مؤثّرا يكون علّته منصوصة أو مجمعا عليها أو أثر عين الوصف في عين الحكم أو في جنسه أو جنسه في عين الحكم أو أثر جنس الوصف في جنس الحكم، ويناسب هذا الاصطلاح ما وقع في التوضيح من أنّ المراد بالملائمة اعتبار الشارع جنس هذا الوصف في جنس هذا الحكم، إلّا أنّه خصّ الجنس بكونه أخصّ من كونه متضمّنا لمصلحة اعتبرها الشارع كمصلحة حفظ النفس مثلا.
فالمراد أن يكون أخصّ من مصلحة حفظ النفس، وكذا من مصلحة حفظ الدين إلى غير ذلك، ولا يكفي كونه أخصّ من المتضمن لمصلحة ما لأنّ المتضمّن لمصلحة حفظ النفس أخصّ من المتضمّن لمصلحة ما، وليس بملائم.
وقال الآمدي أيضا الملائم ما أثّر عين الوصف في عين الحكم كما أثّر جنس الوصف في جنس الحكم. هذا كله خلاصة ما في العضدي والتوضيح وغيرهما.

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الفاتك اللهج أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.

المعرفة

المعرفة: عند النحاة: ما وضع ليدل على شيء بعينه وهي المضمرات والأعلام والمبهمات، وما عرف باللام، والمضاف إلى أحدهما.وعند أهل النظر: إدراك الشيء على ما هو عليه وهي مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم، ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف.المعرفة عند القوم: سمو اليقين. وقيل سقوط الوهم لوضوح الاسم. وقيل زوال البرهان بكمال العيان. وقيل دثور الريب لظهور الغيب. وقيل هجوم الأنوار على الأبرار.
المعرفة:
[في الانكليزية] Knowledge
[ في الفرنسية] Connaissance
هي تطلق على معان. منها العلم بمعنى الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا. ولهذا قيل كلّ معرفة وعلم فإمّا تصوّر أو تصديق.
ومنها التصوّر كما سبق وعلى هذا يسمّى التصديق علما كما مرّ أيضا. ومنها إدراك البسيط سواء كان تصوّرا للماهية أو تصديقا بأحوالها، وإدراك المركّب سواء كان تصوّرا أو تصديقا، على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، فبين المعرفة والعلم تباين بهذا المعنى، وكلاهما أخصّ من العلم بمعنى الإدراك مطلقا، وكذا الحال في المعنى الثاني للمعرفة والعلم. وبهذا الاعتبار يقال عرفت الله دون علمته. ومناسبة هذا الاصطلاح بما نسمعه من أئمة اللغة من حيث إنّ متعلّق المعرفة في هذا الاصطلاح وهو البسيط واحد ومتعلّق العلم وهو المركّب متعدّد، كما أنّهما كذلك عند أهل اللغة وإن اختلف وجه التعدّد والوحدة، فإنّ وجه التعدّد والوحدة في اللغوي يرجع إلى تقييد الاسم الأول بإسناد أمر إليه وإطلاقه عنه، سواء كان مدخوله مركّبا أو بسيطا، وفي الاصطلاحي إلى نفس المحكوم عليه. فإن كان مركّبا فهو متعلّق العلم وإن كان بسيطا فمتعلّق المعرفة. ومنها إدراك الجزئي سواء كان مفهوما جزئيا أو حكما جزئيا، وإدراك الكلّي مفهوما كلّيا كان أو حكما كلّيا على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، وبالنظر إلى هذا يقال أيضا عرفت الله دون علمته، والمراد بالحكم التصديق، والنسبة بينهما على هذا على قياس المعنى الثاني والثالث، والنسبة بين تلك المعاني الثلاثة للمعرفة هي العموم من وجه، وكذا بين تلك المعاني الثلاثة للعلم، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثاني أي بمعنى التصوّر وبين العلم بالمعنى الثالث الرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثالث والعلم بالمعنى والرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الرابع والعلم بالمعنى الثالث كما لا يخفى. قيل الاصطلاح الثاني والرابع متفرّعان على الثالث لأنّ الجزئي والتصوّر أشبه بالبسيط والكلّي والتصديق بالمركّب، هذا والأقرب أن يجعل استعمال المعرفة في التصوّرات والعلم في التصديقات أصلا لأنّه عين المعنى اللغوي ثم يفرّع عليه المعنيان الآخران، هكذا في شرح المطالع وحواشيه وحواشي المطول. ومنها إدراك الجزئي عن دليل كما في التوضيح في تعريف الفقه ويسمّى معرفة استدلالية أيضا. ومنها الإدراك الأخير من الإدراكين لشيء واحد إذا تخلّل بينهما عدم بأن أدرك أولا ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا. قيل المراد بالذهول هو ما يفضي إلى نسيان محوج إلى كسب جديد وإلّا فالحاصل بعد الذهول التفات لا إدراك إلّا مجازا. والحقّ أنّ الذهول زوال الصورة عن المدركة فيكون الموجود بعده إدراكا، وإن كان بلا كسب جديد. ومنها الإدراك الذي هو بعد الجهل ويعبّر عنه أيضا بالإدراك المسبوق بالعدم والعلم يقال للإدراك المجرّد من هذين الاعتبارين بمعنى أنّه لم يعتبر فيه شيء من هذين القيدين، وبالنظر إلى هذه المعاني الثلاثة يقال: الله تعالى عالم ولا يقال عارف، إذ ليس إدراكه تعالى استدلاليا ولا مسبوقا بالعدم ولا قابلا للذهول، والنسبة بين المعرفة والعلم بهذين المعنيين هي العموم مطلقا، هكذا في حواشي المطول في تعريف علم المعاني، وباقي النّسب يظهر بأدنى توجّه.
ومنها ما هو مصطلح الصوفية. قال في مجمع السلوك: المعرفة لغة العلم، وعرفا العلم الذي تقدّمه نكرة. وفي عبارة الصوفية العلم الذي لا يقبل الشكّ إذا كان المعلوم ذات الله تعالى وصفاته، ومعرفة الذات أن يعلم أنّه تعالى موجود واحد فرد وذات وشيء وقائم ولا يشبه شيئا ولا يشبهه. وأما معرفة الصفات فأن يعرف الله تعالى حيّا عالما سميعا بصيرا مريدا متكلّما إلى غير ذلك من الصفات. وإنما لا تطلق المعرفة على الله تعالى لأنّها في الأصل اسم لعلم كان بعد أن لم يكن، وعلمه تعالى قديم.
ثم المعرفة إمّا استدلالية، وهو الاستدلال بالآيات على خالقها لأنّ منهم من يرى الأشياء فيراه بالأشياء، وهذه المعرفة على التحقيق إنّما تحصل لمن انكشف له شيء من أمور الغيب حتى استدلّ على الله تعالى بالآيات الظاهرة والغائبة، فمن اقتصر استدلاله بظاهر العالم دون باطنه فلم يستدل بالدليلين فتعطّل استدلاله بالباطن وهي درجة العلماء الراسخين في العلم.
وأمّا شهودية ضرورية وهو الاستدلال بناصب الآيات على الآيات، وهي درجة الصّدّيقين وهم أصحاب المشاهدة. قال بعض المشايخ: رأيت الله قبل كلّ شيء وهو عرفان الإيقان والإحسان، فعرفوا كلّ شيء به لا أنّهم عرفوه بشيء انتهى. ويقرب من هذا ما في شرح القصيدة الفارضية من أنّ المعرفة أخصّ من العلم لأنّها تطلق على معنيين، كلّ منهما نوع من العلم، أحدهما العلم بأمر باطن يستدلّ عليه بأثر ظاهر كما توسّمت شخصا فعلمت باطن أمره بعلامة ظاهرة منه، ومن ذلك ما خوطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. وثانيهما العلم بمشهود سبق به عهد كما رأيت شخصا رأيته قبل ذلك بمدة فعلمت أنّه ذلك المعهود، فقلت عرفته بعد كذا سنّة عهده، فالمعروف على الأول غائب وعلى الثاني شاهد. وهل التفاوت البعيد بين عارف وعارف إلّا لبعد التفاوت بين المعرفتين؟ فمن العارفين من ليس له طريق إلى معرفة الله تعالى إلّا الاستدلال بفعله على صفته وبصفته على اسمه وباسمه على ذاته، أولئك ينادون من مكان بعيد. ومنهم من يحمله العناية الأزلية فتطرقه إلى حريم الشّهود فيشهد المعروف تعالى جده بعد المشاهدة السابقة في معهد أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ويعرف به أسماءه وصفاته على عكس ما يعرفه العارف الأول، فبين العارفين بون بيّن، إذ الأول لغيبة معروفة كنائم يرى خيالا غير مطابق للواقع، والثاني لشهود معروفه كمستيقظ يرى مشهودا حقيقيا مطابقا للواقع انتهى كلامه.

قال في مجمع السلوك: أوحى الله تعالى لداود عليه السلام يا داود: أتدري ما معرفتي؟ قال:

لا. قال: حياة القلب في مشاهدتي. وقال الواسطي: المعرفة ما شاهدته حسّا والعلم ما شاهدته خبرا أي بخبر الأنبياء عليهم السلام.

وقال البعض: المعرفة اسم لعلم تقدّمه نكرة وغفلة، ولهذا لا يصحّ إطلاقه على الله تعالى.

وقال الشبلي: إذا كنت بالله تعالى متعلّقا لا بأعمالك غير ناظر إلى ما سواه فأنت كامل المعرفة. وقيل الرؤية في الآخرة كالمعرفة في الدنيا كما أنّه تعالى يعرف في الدنيا من غير إدراك كذلك يرى في العقبى من غير إدراك، لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ.
وقالوا من لم يعرف الله تعالى فالسكوت عليه حتم، ومن عرف الله تعالى فالصّمت له جزم.
ولذلك قيل من عرف الله كلّ لسانه، ولا يعارضه ما قيل: من عرف الله طال لسانه: إذ المعنى من عرف الله بالذات كلّ لسانه ومن عرف الله بالصفات طال لسانه. لأنّ الشّخص الذي له مقام التلوين يكون له معرفة الصفات، وأمّا من كان في مقام التمكين فله معرفة الذات.
وذلك مثل سيدنا موسى عند ما كان في مقام التلوين فتطاول قائلا: ربّ أرني أنظر إليك.

فجاءه الجواب: لن تراني. وأمّا نبيّنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فلكونه في مقام التمكين فلم يتطاول بلسانه ولم يطلب الرؤية لهذا حظي بالرؤية. أو يقال: المعنى من عرف الله بمعرفته الشهودية الضرورية كلّ لسانه، ومن عرف الله بمعرفته الاستدلالية طال لسانه انتهى. وفي خلاصة السلوك: المعرفة ظهور الشيء للنفس عن ثقة، قال به عليّ بن عيسى. وقال عبد الله بن يحيى إذا أراك الاضطراب عن مقام العلم بدوام الصحبة فهو معرفة. وقيل المعرفة إحاطة العلم بالأشياء، قال عليه الصلاة والسلام: «لو عرفتم الله حقّ معرفته لزال الجبال عن دعائكم». قال أبو يزيد: حقيقة المعرفة الحياة بذكر الله وحقيقة الجهل الغفلة عن الله.
حكى أبو عليّ ثمرة المعرفة إذا ابتلي صبر وإذا أعطي النّعم شكر وإذا أصابه المكروه رضي.

وقال أهل الإشارات: العارف من لا يشغله شاغل طرفة عين. قال الجنيد: العارف الذي نطق الحقّ عن سرّه وهو ساكت. وقيل الذي ضاقت الدنيا عليه بسعتها. وقيل: الناس على أربعة أصناف: الثابت الذي يعمل للدرجات، والمحبّ الذي يعمل للزلفى القريبة، والعارف الذي يعمل لرضاء ربه من غير حفظ لنفسه منه.
ومنها ما هو مصطلح النحاة وهي اسم وضع لشيء بعينه. وقيل اسم وضع ليستعمل في شيء بعينه ويقابلها النكرة. اعلم أنّ التعريف عبارة عن جعل الذات مشارا بها إلى خارج إشارة وضعية ويقابلها التنكير وهو جعل الذات غير مشار بها إلى خارج في الوضع، والمراد بالذات المعنى المستقلّ بالمفهومية الذي يصلح أن يحكم عليه وبه، وهو معنى الاسم فقط، فإنّ معنى الفعل والجملة لدخول النسبة فيه خارج عن تلك الصلاحية، وكذا معنى الحرف. ثم لا يخفى أنّ المشار به إلى خارج إنّما هو اللفظ الدالّ على الذات وإنّما نسب إليها مجازا أو أراد بالذات ما يدلّ عليها مجازا، فالتعريف والتنكير من عوارض الذات أي من عوارض ما يكون مدلوله الذات، فلا يجريان في غير الاسم. فعلى هذا لو بدّل الذات بالاسم لكان أنسب. والمراد بالخارج مقابل الذهن. وإنّما قيل إلى خارج لأنّ كلّ اسم موضوع للدلالة على ما سبق في علم المخاطب بكون ذلك الاسم دالا عليه، ومن ثمّة لا يحسن أن يخاطب بلسان إلّا من سبق معرفته بذلك اللسان، فعلى هذا كلّ لفظ فهو إشارة إلى ما ثبت في ذهن المخاطب أنّ ذلك اللفظ موضوع له، فلو لم يقل إلى خارج لدخل في الحدّ جميع الأسماء معارفها ونكراتها. وتوضيحه أنّ المعرفة يشار بها إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه، ولهذا قيل المعرفة يقصد بها معيّن عند السامع من حيث هو معيّن كأنه إشارة إليه بذلك الاعتبار. وأمّا النكرة فيقصد بها التفات الذهن إلى المعيّن من حيث ذاته ولا يلاحظ فيها تعيينه وإن كان معيّنا في نفسه، لكن بين مصاحبة التعيين وملاحظته فرق جلي. ولا شكّ في أنّ الأمر الحاضر في الذهن وإن كان أمرا ذهنيا إلّا أنه مع قيد الحضور في الذهن أمر خارج عن الذهن لأنّ الموجود في الذهن مجرّد ذاته لا مع قيد الحضور فيه، فالمراد بالخارج المعيّن من حيث هو معيّن، وقد يقيّد الخارج بالمختصّ ويجعل فائدته الاحتراز عن الضمائر العائدة إلى ما لم يختص بشيء قبله نحو: أرجل قائم أبوه، ونحو: ربّه رجلا وربّ رجل وأخيه، ويا لها قصة، فإنّ هذه الضمائر نكرات إذ لم يسبق اختصاص المرجوع إليه بحكم. ولو قلت ربّ رجل كريم وأخيه، وربّ شاة سوداء وسخلتها لم يجز لأنّ الضمير معرفة لرجوعه إلى نكرة مخصصة بالصفة. وفيه بحث لأنّه إن كانت هذه الضمائر إشارة إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه كان الظاهر كونها معرفة لا نكرة، وإن كانت إشارة إليه من حيث ذاته خرجت من قيد خارج فلم يحتج إلى قيد مختص. وأيضا معنى التعريف هو التعيين أي الإشارة إلى معلوم حاضر في ذهن السامع من حيث هو معلوم وإن كان مبهما كما سبق، وهذا المعنى موجود في الضمير العائد إلى النكرة، فلا وجه للحكم بكونه نكرة. وأيضا لمّا اعتبر مجرّد الإشارة إلى الخارج فاعتبار التخصيص الغير الواصل إلى حدّ التعيين مستبعد جدا. ولما كان الحقّ إدخال تلك الضمائر في المعارف لم يقيّد الخارج بالمختص. وإنّما قيل إشارة وضعية ليخرج عن الحدّ النكرات المعيّنة عند المخاطب نحو أتيت رجلا إذا علمه المتكلّم بعينه إذ ليس في رجلا إشارة لا وضعا ولا استعمالا إلى معيّن؛ ويدخل في الحدّ تعريف الأعلام المشتركة إذ يشار بها إلى معيّن بحسب الوضع.
فالمعرفة على هذا ما أشير به إلى خارج إشارة وضيعة. وعند من قيّد الخارج بالمختصّ هي ما أشير به إلى خارج مختصّ إشارة وضعية، والنكرة ما ليس كذلك.
ثم اعلم أنّ الجمهور على أنّ المعتبر في المعرفة التعيين عند الاستعمال دون الوضع، فعرّفوا المعرفة بما وضع ليستعمل في شيء بعينه أي متلبّس بعينه أي في شيء معيّن من حيث إنّه معيّن. وحاصله الإشارة إلى أنّه معهود ومعلوم بوجه ما، وبهذا خرج النكرة لأنّ معاني النكرات وإن أوجبت معلوميتها للسامع لكن ليس في اللفظ إشارة إلى تلك المعلومية. ولمّا اعتبر التعيين عند الاستعمال دخل في الحدّ المضمرات والمبهمات وسائر المعارف، فإنّ لفظ أنا لا يستعمل إلّا في الاشخاص المعيّنة إذ لا يصحّ أن يقال إنا ويراد به متكلّم لا بعينه، وليست موضوعة لواحد منها وإلّا لكانت في غيره مجازا، ولا لكلّ واحد منها وإلّا لكانت مشتركة موضوعة أوضاعا بعدد الأفراد. وأيضا لا قدرة على وضعها لأمور متعيّنة لا يمكن ضبطها وملاحظتها حين الوضع، فوجب أن تكون موضوعة لمفهوم كلّي شامل لكلّ الأفراد، ويكون الغرض من وضعها له استعمالها في أفراده المعيّنة دونه، فما سوى العلم معارف استعمالية لا وضعية، فالشيء المذكور في التعريف أعمّ ممّا وضع اللفظ المستعمل فيه له كالأعلام وممّا وضع لما يصدق عليه كما في سائر المعارف. وهذا هو الذي اختاره المحقّق التفتازاني. وقال في التلويح بأنّه الأحسن.
وذهب بعض المتأخّرين إلى أنّ المعتبر التعيين عند الوضع وعرّفوها بما وضع لشيء بعينه.
فالموضوع له لا بدّ أن يكون معيّنا سواء كان الوضع خاصا كما في العلم أو عاما كما في غيره من المعارف، ولا يلزم المجاز ولا الاشتراك وتعدّد الأوضاع. ويرد على قولهم لا قدرة على وضعها لأمور الخ أنّه كيف صحّ منكم اشتراط أن لا يستعمل إلّا في واحد معيّن من طائفة من المعيّنات فيما ضبطتم للمستعمل فيه يمكن أن يضبط الموضوع له ويوضع له، ولو صحّ ما ذكرتموه لكانت أنت وأنا وهذا مجازات لا حقائق لها إذ لا تستعمل فيما وضعت هي لها من المفهومات الكلّية، بل لا يصحّ استعمالها فيها أصلا، وهذا مستبعد جدا، كيف لا ولو كانت كذلك لما اختلف أئمّة اللغة في عدم استلزام المجاز الحقيقة ولما احتيج في نفي الاستلزام أن يتمسّك في ذلك بأمثلة نادرة، وهذا هو الذي اختاره السّيّد السّند وصاحب الأطول وغيرهما، وقالوا بأنّه هو الحقّ الحقيق بالتحقيق ويجيء لذلك توضيح في لفظ الوضع.
هذا كلّه خلاصة ما في المطول وحواشيه والأطول في بيان فائدة تعريف المسند إليه.

اعلم أنّ المعارف بحسب الاستقراء ستّ:
المضمرات والأعلام والمبهمات وما عرّف باللام وما عرّف بالنداء والمضاف إلى إحدى هذه الخمسة، ولم يذكر المتقدّمون ما عرّف بالنداء لرجوعه إلى ذي اللام إذ أصل يا رجل يا أيّها الرجل، ويذكر هاهنا المعرّف باللام والإضافة. فأقول اشتهر فيما بينهم أنّ لام التعريف يكون للعهد الخارجي ولتعريف الجنس وللعهد الذهني وللاستغراق وكذلك المعرّف بالإضافة. وذهب المحقّقون إلى أنّ اللام لتعريف العهد والجنس لا غير، إلّا أنّ القوم أخذوا بالحاصل وجعلوه أربعة أقسام: توضيحا وتسهيلا، وجعلوا تعريف الاستغراق من أقسام تعريف الجنس، واختلفوا في المعهود الذهني.
فبعضهم جعله من أقسام العهد الخارجي وقال إذا ذكر بعض أفراد الجنس خارجا أو ذهنا فحمل الفرد على ذلك البعض أولى من حمله على جميع الأفراد ويسمّى المعهود خارجيا أو ذهنيا، وإلى هذا ذهب صاحب التوضيح كما صرّح به الفاضل الچلپي في حاشية التلويح في بيان ألفاظ العموم، وإلى هذا يشير أيضا ما وقع في الاتقان حيث قال: التعريف باللام نوعان:

عهدية وجنسية، وكلّ منهما ثلاثة أقسام:
فالعهدية إمّا أن يكون مصحوبها معهودا ذكريا نحو كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ وضابطته أنّ يسدّ الضمير مسدّها مع مصحوبها أو معهودا ذهنيا نحو إِذْ هُما فِي الْغارِ أو معهودا حضوريا نحو الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي. قال ابن عصفور وكذا كلّ ما وقع بعد اسم الإشارة نحو جاءني هذا الرجل، وبعد أيّ في النداء نحو يا أيّها الرجل، أو إذا الفجائية نحو خرجت فإذا الأسد، أو في اسم الزمان الحاضر نحو الآن انتهى نظرك. والجنسية إمّا لاستغراق الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ حقيقة نحو وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها نحو إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا أو وصفه بالجمع نحو أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا وإمّا لاستغراق خصائص الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ مجازا نحو ذلك الكتاب أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنزّلة وخصائصها. وإمّا لتعريف الماهية والحقيقة والجنس وهي التي لا يخلفها كلّ لا حقيقة ولا مجازا نحو جعلنا من الماء كل شيء حيّا، ومثل هذا في المغني أيضا. وبعضهم جعله أي المعهود الذهني من أقسام الجنس ولذا حقّق صاحب المفتاح أنّ لام التعريف للإشارة إلى تعيين حصّة من مفهوم مدخوله أو تعيين نفس المفهوم والعهد الذهني والاستغراق من أقسام لام تعريف الجنس. واعلم أنّ معنى التعريف مطلقا هو الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في الذهن فلا فرق بين لام الجنس ولام العهد في الحقيقة إذ كلّ منهما إشارة إلى معهود غايته أنّ المعهود في أحدهما جنس وفي الآخر حصّة منه، فتسمية أحدهما بلام الجنس والآخر بلام العهد اصطلاح عائد إلى معروض التعيين، أي التعريف، لا إلى التعيين نفسه. ولهذا قال أئمة الأصول حقيقة التعريف العهد لا غير، وإلى هذا أشار السّكّاكي واختار في اللام أنّ معناها العهد، أي الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في ذهن السامع. وإذا كانت اللام موضوعة لمعنى العهد مطلقا أي سواء كان الحاضر ماهية أو حصة منها كان تعريف الحقيقة قسما من العهد، كما أنّ ما سمّوه تعريف عهد قسم آخر منه، وهذا كلام حقّ. هكذا يستفاد من الأطول وحواشي المطول، وبهذا ظهر فساد ما في بعض شروح المغني أنّ الألف واللام عند السّكّاكي إنّما هي لتعريف العهد الذهني خاصة. وأمّا الجنسية والاستغراقية والعهدية خارجيا فكلّها داخلة في العهد الذهني انتهى. واعلم أيضا أنّه إذا دخلت اللام على اسم الجنس فإمّا أن يشار بها إلى حصّة معيّنة منه فردا كان أو أفرادا مذكورة تحقيقا أو تقديرا، ويسمّى لام العهد الخارجي والأول وهو ما كان مذكورا تحقيقا بأن يذكر سابقا في كلامك أو كلام غيرك صريحا أو غير صريح هو العهد التحقيقي، والثاني وهو ما كان مذكورا تقديرا بأن يكون معلوما حقيقة أو ادعاء لغرض وهو العهد التقديري. وأمّا أن يشار بها إلى الجنس نفسه وحينئذ إمّا أن يقصد الجنس من حيث هو كما في التعريفات وفي نحو قولنا الرجل خير من المرأة ويسمّى لام الحقيقة والطبيعة، وإمّا أن يقصد الجنس من حيث هو موجود في ضمن الأفراد بقرينة الأحكام الجارية عليه الثابتة له في ضمنها، فأمّا في جميعها كما في المقام الخطابي وهو الاستغراق أو في بعضها وهو المعهود الذهني. فإن قلت هلّا جعلت العهد الخارجي كالذهني راجعا إلى الجنس؟ قلت:
لأنّ معرفة الجنس غير كافية في تعيين شيء من أفراده، بل يحتاج فيه إلى معرفة أخرى. ثم الظاهر أنّ الاسم في المعهود الخارجي له وضع آخر بإزاء خصوصية كلّ معهود. ومثله يسمّى وضعا عاما، ولا حاجة إلى ذلك في العهد الذهني والاستغراق، والتعريف الجنسي إذا جعل أسماء الأجناس موضوعة للماهيات من حيث هي. هذا خلاصة ما قال عضد الملّة في الفوائد الغياثية، فهذا صريح في أنّ لام الحقيقة ولام الطبيعة بمعنى واحد، وهو قسم من لام الجنس مقابل للعهد الذهني والاستغراق، والمفهوم من المطول والإيضاح أنّ لام الجنس ولام الحقيقة بمعنى واحد كذا في الأطول.
فائدة:
قولهم لام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة معناه أنّ لام الجنس تشير إلى مطلق المفهوم أي مفهوم المسمّى، سواء كان حقيقيا أو مجازيا، فإنّها كما تدخل على الحقيقة تدخل على المجاز أيضا، كقولك الأسد الذي يرمي خير من الأسد المفترس، وسواء اقتصر الحكم على المفهوم أو أفضي صرفه إلى الفرد، وليس معناه أنّها تشير إلى نفس المفهوم من غير زيادة كما توهّم، وإلّا لم يصح جعل العهد الذهني والاستغراق داخلين تحته. وقد تكون الإشارة إلى نفس الحقيقة لدعوى اتحاده مع شيء، وجعل منه قوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وهو الذي قصده جار الله حيث قال: إنّ معنى التعريف في «المفلحون» الدلالة على أن المتقين هم الذين إن حصلت صفة المفلحين وتحقّقوا بما هم فيه وتصوّروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة، كما تقول لصاحبك هل عرفت الأسد وما جبل إليه من فرط الإقدام أنّ زيدا هو هو. وقد يشار بها إلى تعيين الجنس من حيث انتسابه إلى المسند إليه فيرجع التعيين إلى الانتساب كما في بيت حسّان ووالدك العبد أي المعروف بالعبودية، فظهر أنّ تعريف الجنس ليس تعريفا لفظيا لا يحكم به إلّا بضبط أحكام اللفظ من غير حظّ المعنى فيه، كما قال بعض محقّقي النحاة، كلّ لام تعريف سوى لام العهد لا معنى للتعريف فيها، فإنّ الناظرين في المعاني لهم شرب آخر ولا يعتبرون التعريف اللفظي، ولذلك تراهم طووا ذكر علم الجنس بأقسامه في مقام التعرض للعلم وأحكامه؛ فلام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة باعتبار حضورها وتعيّنها وعهديتها في الذهن. ولذا قال السّكّاكي لا بدّ في تعريف الجنس من تنزيله منزلة المعهود بوجه من الوجوه الخطابية إمّا لكون ذلك الشيء محتاجا إليه على طريق التحقيق أو على طريق التحكّم، فهو لذلك حاضر في الذهن، أو لأنّه عظيم الخطر معقود به الهمم لذلك على أحد الطريقين، أو لأنّه لا يغيب عن الجنس على أحد الطريقين، وإمّا لأنّه جار على الألسن كثير الدور في الكلام على أحد الطريقين، فإن قلت لم لم يجعل علم الجنس موضوعا بجوهره لما وضع له المعرّف بلام الجنس؟ قلت: لأنّ اعتبار التعين الذهني تكلّف إذ ليس نظر أرباب وضع اللفظ إلّا على الأمور الخارجية، وذو اللام يدعو إليه لئلّا يلغو اللام، ولا داعي إليه في نحو أسامة كذا في الأطول.
فائدة:
الاستغراق مطلقا باللام كان أو غيره ضربان: حقيقي نحو عالم الغيب والشّهادة وعرفي نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة بلده أو مملكته. وفسّر المحقّق التفتازاني الحقيقي بالشمول لكلّ ما يتناوله اللفظ بحسب اللغة وكأنّه أراد أعم من التناول بحسب المعنى المجازي أو الحقيقي والعرفي بالشمول لما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف. والعرف إذا أطلق يراد به العرف العام فيتّجه أنّه يبقى الشمول شرعا واصطلاحا واسطة وأنّ الظاهر لغوي وعرفي. وفسّر في شرح المفتاح السّيد السند أيضا الحقيقي بما كان شموله للأفراد على سبيل الحقيقة بأن لا يخرج فرد والعرفي مما يعدّ شمولا في عرف الناس، وإن خرج عنه كثير من أفراد المفهوم. هذا ولا يخفى عليك أنّ التقسيم إلى الحقيقي والعرفي لا يختص الاستغراق بل هو تخصيص من غير مخصّص إذ المعرّف باللام أيضا لواحد منها يكون عرفيا وحقيقيا، فنحو أدخل السوق عرفي إذ المراد سوق من أسواق البلد لا أسواق الدنيا، بل الإشارة إلى الحقيقة من حيث هي أيضا كذلك لأنّك ربما تقول في بلد البطيخ خير من العنب لأنّ بطيخه خير من عنبه، فالإشارة في كلّ من البطيخ والعنب إلى جنس خاص منهما بمعونة العرف. ولذا قد يعكس ذلك في بلد آخر وهذه دقيقة قد أبدعها السّكّاكي واتخذها من جاء بعده مذهبا. والحق أن لا استغراق إلّا حقيقيا والتصرّف في أمثال هذا المثال في الاسم المعرّف حيث خصّ ببعض مفهومه بقرينة التعارف فأريد بالصاغة إحدى الصاغتين، وأدخل اللام فاستفيد العموم كذا في الأطول.
فائدة:
الفرق بين المعرّف بلام الحقيقة والطبيعة وبين أسماء الأجناس التي ليست فيها دلالة على البعضية والكلّية نحو رجعى وذكرى ونحوهما من المصادر لأنّ المصادر ليس فيها القصد إلّا إلى الحقيقة المتحدة بالإجماع هو أنّ المعرّف بلام الحقيقة يقصد فيه الإشارة إلى الحقيقة باعتبار حضورها في الذهن وليس أسماء الأجناس المذكورة كذلك. والفرق بينه وبين علم الجنس هو أنّ علم الجنس يدلّ بجوهره على حضور الماهية في الذهن بخلاف المعرّف باللام فإنّه يدلّ على الحضور بالآلة. ومثل هذا الفرق بين المعهود الخارجي وعلم الشخص. وأيضا المعرّف باللام كثيرا ما لا يدلّ على المعهود بشخصه بخلاف علم الشخص. والفرق بين المعرّف بلام الاستغراق وبين كل مضافا إلى النكرة أنّ المعرّف مستعمل في الماهية بخلاف كلّ مضافا إلى النكرة، وأيضا في المعرّف باللام إشارة إلى حضورها في الذهن دون كلّ مضافا إلى النكرة، هكذا في المطول وأبي القاسم.
والفرق بين المعهود الذهني وبين النكرة هو أنّ النكرة تفيد أنّ ذلك الاسم بعض من جملة الحقيقة نحو أدخل سوقا سواء كانت موضوعة للحقيقة مع وحدة أو كانت موضوعة للحقيقة المتحدة، لأنّها مع التنوين تفيد الماهية مع وحدة لا بعينها، فإطلاقها على الواحد حقيقة بخلاف المعرّف باللام نحو أدخل السوق فإنّ المراد به نفس الحقيقة والبعضية مستفادة من القرينة، فإنّ الدخول أفاد أنّ الحقيقة المتحدة المرادة بالمعرّف باللام متحدة مع معهود، فإطلاقه على الواحد مجاز. وبالجملة قولك أدخل سوقا يأتي لواحد من حاق اللفظ فالنكرة أقوى في الإتيان لواحد، ولذا قالوا المعهود الذهني في المعنى كالنكرة وإن كان في اللفظ معرفة صرفة لوجود اللام وعدم التنوين، ولذا يجري عليه أحكام المعارف تارة من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة ونحو ذلك، وأحكام النكرات تارة أخرى كتوصيفه بالجملة في قول الشاعر:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني وفي قوله تعالى كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. هذا حاصل ما في الأطول. لكن في المطول أنّ إطلاق المعرّف بلام الحقيقة وكذا علم الجنس على الواحد حقيقة إذ لم يستعمل إلّا فيما وضع له، والفرق بين المعرّف والنكرة أنّ إرادة البعض في النكرة بنفس اللفظ، وفي المعرّف بالقرينة. واعترض عليه بأنّ الموضوع له الماهية المطلقة والمستعمل فيه هو الماهية المخلوطة، ولا شك في تغايرهما فينبغي أن يكون مجازا. وأجيب بأن الموضوع له هو الماهية لا بشرط شيء، وهي تتحقّق في ضمن المخلوطة، فالمستعمل فيه ليس إلّا الماهية لا بشرط شيء، والفرد المنتشر إنّما فهم من القرينة، وإنّما سمّي معهودا باعتبار مطابقته للماهية المعهودة فله عهد بهذا الاعتبار فسمّي معهودا ذهنيا. قال صاحب الأطول: لا يخفى أنّ المعرّف في مقام الاستغراق أيضا كالنكرة لأنّه يأتي للوحدات من غير إشارة إلى تعيينها، غايته أنّه متحد مع الماهية المعهودة كالمعهود الذهني، والمعرّف بلام الحقيقة من المصادر كالنكرة منها في المعنى، فلا وجه لتخصيص هذا الحكم بهذا القسم. ويمكن أن يقال يراد أنّ هذا في المعنى كالنكرة في اعتبار البلغاء وليس غيره كذلك. ولذا لم يعامل معه معاملة النكرة، ونظرهم في هذا التخصيص محمود لأنّ مناط الإفادة وهو الفرد في هذا القسم مبهم فلم يعتدّ بتعيين تعلّق بالمفهوم بخلاف ما إذا أريد جميع الأفراد فإنّها لتعيّنها بالعموم نائبة مناب المتعيّن.
فائدة:
اعلم أنّ التعريف باللام والنداء وبالإضافة جاء لمدلول اللفظ من الخارج. وأمّا تعريف باقي المعارف فمن جوهر اللفظ ولوضعه للأمر المأخوذ مع التعيّن. وما ذكره السّيّد السّند ناقلا عن الرّضي أنّ تعريف الموصول واسم الإشارة والضمير من الخارج كالمعرّف باللام والنداء والإضافة والانقسام إلى الخمسة بحسب تفاوت ما يستفاد منه مزيّف لأنّ الخارج في الموصول ونظيريه قرينة المراد من اللفظ لا الإشارة إلى تعيّنه كما قال، ولأنّ تفاوت ما يستفاد منه أزيد من الخمسة كذا في الأطول.

خلو

خلو
: (و ( {خَلا المَكانُ) والشَّيءُ (} خُلُوّاً) ، كسُمُوَ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وأَخْلَى {واسْتَخْلَى) : إِذا (فَرَغَ) وَلم يَكُن فِيهِ أَحَد وَلَا شَيْء فِيهِ، وَهُوَ} خالٍ.
وخَلا {واسْتَخْلَى: مِن بابِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا رأَوْا آيَة يَسْتَسْخِرُونَ} ؛ كَذَا فِي تذْكرَةِ أَبي عليَ.

} وخَلا لكَ الشيءُ وأَخْلَى: فَرَغَ؛ قالَ معْنُ بنُ أَوْس المُزَنيُّ:
أَعاذِلَ هَل يأْتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوْتِ أَمْ {أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا؟ ووَجَدْتُ الدارَ} مُخْلِيَةً: أَي {خالِيَة؛ وَقد} خَلَتْ {وأَخْلَت.
ووَجَدْتُ فلانَةَ} مُخْلِيَة: أَي {خالِيَة.
(ومَكانٌ} خَلاءٌ: مَا فِيهِ أَحَدٌ) وَلَا شَيْء فِيهِ.
( {وأَخْلاهُ: جَعَلَهُ) } خالِياً، (أَو وَجَدَهُ خالِياً) .
يقالُ: {أَخْلَيْتُ، أَي} خَلَوْت؛ {وأَخْلَيْت غَيْرِي يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قالَ عُتَيُّ بنُ مالِكٍ العُقَيْليُّ:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبنْ
} فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عندَ {خَلائِي قالَ ابنُ برِّي: قالَ الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه:} أَخْلَيْتُ وجدْتُها {خالِيَةً مِثْل أَجْبَنْته وَجَدْتُه جَبَاناً، فعلى هَذَا القَوْل يكونُ مَفْعول أَخْلَيْتُ مَحذُوفاً أَي} أَخْلَيْتُها.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ حبيبَةَ: (قَالَت لَهُ لستُ لكَ {بمُخْلِيَةٍ) ، أَي لم أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجاتِ غَيْرِي؛ وليسَ مِن قوْلِهم امْرأَةٌ} مُخْلِيَة إِذا خَلَتْ مِن الزَّوْج.
( {وخَلا) الرَّجُلُ: (وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ،} كأَخْلَى) .
وَمِنْه المَثَلُ: الذِّئْبُ! مُخْلِياً أَشَدُّ. (و) خَلا (على بَعْضِ الطَّعامِ) : إِذا (اقْتَصَرَ) عَلَيْهِ.
( {واسْتَخْلَى المَلِكَ} فأخْلاهُ و) {أَخْلَى (بِهِ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ؛ (} واسْتَخْلَى بِهِ، {وخَلا بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ) ؛ عَن أَبي إسْحاقَ؛ (} خَلْواً) ، بالفتْحِ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وخَلْوَةً) ، بالفتْحِ وَهَذِه عَن اللَّحْيانيّ؛ (سَأَلَهُ أَن يَجْتَمِعَ بِهِ فِي {خَلْوَةٍ فَفَعَلَ،} وأَخْلاهُ مَعَه.
(وقيلَ: {الخُلُوُّ} والخَلاءُ المَصْدَرُ؛ {والخَلْوَةُ: الاسْمُ.
(وقوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا} خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهِم} ؛ يقالُ إِلَى بمعْنَى مَعْ كَمَا قالَ تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى ا} .
(وقالَ بعضُهم: أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي خَلَوْتُ بِهِ.
( {أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي} خَلَوْتُ بِهِ.
(ويقولُ الرَّجُلُ للرجلِ: أخْلُ معي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، أَي كُنْ معي {خالِياً.
(وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرَى القَمَر} مُخْلِياً بِهِ) ؟ .
(ووجَدَهُما {خِلْوَيْنِ، بالكسْرِ) : أَي (} خالِيَيْنِ.
(و) الخَلِيُّ، (كغَنِيَ: الفارِغُ) . يقالُ: أَنْتَ {خَلِيٌّ من هَذَا الأَمْرِ، أَي خالٍ فارِغٌ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجيِّ؛ وَمِنْه المَثَلُ: وَيْلٌ للشجيِّ مِن} الخَلِيِّ؛ أَي من الفارِغِ الَّذِي لَا هَمَّ لَهُ؛ (ج {خَلِيُّونَ) فِي السَّلامَةِ، (} وأَخْلياءُ) فِي التّكْسيرِ.
(و) {الخَليُّ: (من لَا زَوْجَةَ لَهُ) فَهُوَ فارِغُ البالِ لَا هَمَّ لَهُ.
ووَجَدْتُ فِي بعضِ المجاميعِ مَا نصَّه: وجد 118 حجر فِي جِدَارِ الكعْبَةِ فَإِذا فِيهِ ثلاثَةُ أَسطر بقلم المسندِ الأوّل: أَنَا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ لَا مَعِيشَة لَهُ.
الثَّاني: أَنا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَن لَا وَلَدَ لَهُ لَا ذِكْرَ لَهُ.
الثَّالث: أَنا ربّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ وَلَا وَلَدَ لَهُ لَا هَمَّ لَهُ.
(} والخِلْوُ، بالكسْرِ: الخَلِيُّ أيْضاً؛ وَهِي {خِلْوَةٌ} وخِلْوٌ، ج {أَخْلاءٌ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: الوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ، وَقد ثَنَّى بعضُهم وجَمَعَ وأَنَّثَ، قالَ: وليسَ بالوَجْه.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (أَنْتَ} خِلْوٌ مِن مُصِيبَتي) ، أَي فارِغُ البالِ مِنْهَا. وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: هُوَ خِلْوٌ مِن هَذَا الأمْر، أَي {خالٍ، وَقيل: أَي خارِجٌ، وهُما} خِلْوٌ وهُم خِلْوٌ.
وقالَ بعضُهم: هُما {خِلْوان من هَذَا الأمْرِ وهُم خِلاءٌ، وليسَ بالوَجْه.
(} والخَالي العَزَبُ) الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْس:
أَلَمْ تَرني أُصْبي على المَرْءِ عِرْسَهُ
وأَمْنَعُ عِرْسِي أَن يُزَنَّ بهَا {الخالِي؟ (و) أَيْضاً: (العَزَبَةُ) ، أَي أُنْثاهُ بغيرِ هاءٍ؛ (ج} أَخْلاءٌ.
( {وخَلَّى الأَمْرَ} وتَخَلَّى مِنْهُ، وَعنهُ، {وخَالاَهُ) } خلاءً: (تَرَكَهُ) .
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى: {ليَقْضِ عَلْينا رَبُّك} ، قالَ: {فخَلَّى عَنْهُم أَرْبَعِين عَاما، ثمَّ {قَالَ: اخْسَؤُوا فِيهَا} ، أَي تَرَكَهُم وأَعْرَضَ عَنْهُم؛ وقالَ الذبياني:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ:} خالُوا بني أَسدٍ
يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِأَي تارِكُوهُم.
( {والخَلِيَّةُ} والخَلِيُّ) ، كغِنِيَّةٍ وغَنِيَ: (مَا يُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ) من غَيره مَا يُعالَجُ لَهَا من العَسَّالاتِ.
(أَو مِثلُ الرَّاقُودِ من طينٍ) يُعْمَل لَهَا ذَلِك.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت! الخَلِيَّة من طينٍ فَهِيَ كُوَّارَةٌ.
(أَو خَشَبَةٍ تُنْقَر ليُعَسِّلَ فِيهَا) ، وجَمْعُ {الخَلِيَّة} الخَلايَا، وشاهِدُ الخَلِيّ قَوْل الشَّاعِرِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ {بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ
شَرِيجَيْن ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُشَرِيجَيْن أَي ضَرْبَيْن من العَسَل..
(أَو) الخَلِيَّةُ: (أَسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ كأَنَّهُ راقُودٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقودِ يُعْمَل لَهَا من طينٍ.
(} والخَلِيَّةُ مِن الإِبِلِ: {المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أَو الَّتِي عَطَفَتْ على وَلَدٍ) ؛ وَفِي المُحْكَم: على واحِدٍ؛ (أَو) الَّتِي (} خَلَتْ مِن ولَدِها) ؛ ونَصّ المُحْكَم: عَن ولَدِها؛ ورَئمَتْ وَلَدَ غَيْرِها، وَإِن لم تَرْأَمْهُ فَهِيَ {خَلِيَّة أَيْضاً.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} خَلَتْ عَن ولَدِها بمَوْتٍ أَو نَحْرٍ (فتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ) ؛ ونَصّ المُحْكَم: بولَدِ غيرِها؛ (وَلَا تُرْضِعُهُ بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ من غيرِ إرْضاعٍ) ، فسُمِّيَت {خَلِيَة لأنَّها لَا تُرْضِعُ ولَدَها وَلَا غيرَهُ) .
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُنْتَجُ وَهِي غَزيرَةٌ فيُجَرُّ ولَدُها من تَحْتِها فيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى،} وتُخَلَّى هِيَ للحَلْبِ) ، وذلكَ لكَرَمِها؛ هَذَا قوْلُ اللَّحْيانيّ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسَمِعْتُهم يقولونَ: بَنُو فلانٍ قد {خَلَوْا وهم} يَخْلُون؛ وَهِي الناقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولَدُها ساعَةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقَةٍ كانتْ ولَدَتْ قَبْلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَر إِلَى أَغْزَر الناقتين فتُجْعَلُ! خَلِيَّةً، وَلَا يكونُ للحُوارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها وتُتْرَكُ الأُخْرَى للحُوارِ يَرْضعُها متَى مَا شاءَ وتُسَمَّى بَشُوطاً، والجَمْعُ بُشْطٌ، الغَزيرَةُ الَّتِي {يَتَخَلَّى بلَبَنِها أَهْلُها هِيَ} الخَلِيَّة.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخلِيَّةُ الناقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرى على ولدٍ واحِدٍ فيَدُرَّان عَلَيْهِ،} ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحِدَةٍ يَحْلبُونَها؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ خالِدُ بنُ جَعْفر يَصِفُ فَرَساً:
أَمرْتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِانتَهَى.
(أَو) {الخَلِيَّةُ: (ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أَو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على) ولَدٍ (واحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ) لأَنْفُسِهم (بِمَا بَقِيَ) واحِدَةً أَو ثِنْتَيْن يَحْلبُونَها؛ (أَي يَتَفَرَّغُ) هُوَ تَفْسير} ليَتَخَلَّى وَهُوَ تَفَعّل مِن {الْخُلُو، يقالُ} تَخَلَّى للعبادَةِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هِيَ الناقَةُ تُنْتَجُ فينْخَرُ وَلدُها عَمْداً ليَدُومَ لهُم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واختليت، ورُبَّما جَمَعُوا من الخَلايا ثَلَاثًا وأَرْبعاً، على حُوارٍ واحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ورُبَّما عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَرْبعاً على فَصِيلٍ ويأَيَتِهِنَّ شاؤُوا {تَخَلَّوُا.
(و) } الخَلِيَّةُ أَيْضاً: النَّاقَةُ (المُطْلَقَةُ من عِقالٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الناقَةُ تُطْلَقُ من عِقالِها! ويُخَلَّى عَنْهَا؛ ورُفِعَ إِلَى عُمَر، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، رجُلٌ وَقد قالتْ لَهُ امرأَتُه أَنَّه شَبِّهْني، فقالَ: كأَنَّكِ ظَبْيةٌ كأنَّكِ حَمامَةٌ؛ فقالتْ: لَا أَرْضى حَتَّى تقولَ: خَلِيَّة طالِقٌ، فقالَ ذَلِك، فقالَ عُمَرُ: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك لمَّا لم تكُنْ نيَّتُه الطَّلاقَ، وإنَّما غالَطَتْه بلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظُ الطَّلاقِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَرادَ {بالخَلِيَّة هُنَا الناقَة} تُخَلَّى من عِقالِها، وطَلَقَت من العِقالِ تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طالِقٌ، وقيلَ: أَرادَ بالخَلِيَّةِ الغَزيرَةَ تَعْطِفُ على ولدِ غيرِها، والطَّالِقُ: الَّتِي لَا خِطامَ لَهَا، وأَرادَتْ هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا القَوْل ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطَّلاقُ؛ فقالَ لَهُ عُمَر: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك، وَلم يُوقِع عَلَيْهَا الطَّلاقَ لأنَّه لم يَنْوِه، وكانَ ذلكَ خِداعاً مِنْهَا.
(و) الخَلِيَّةُ: (السَّفِينَةُ العَظيمَةُ، أَو) هِيَ (الَّتِي تَسيرُ من غيرِ أَن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أَو) هِيَ (الَّتِي يَتْبَعُها زَوْرَقٌ صغيرٌ) .
وصَحَّحَ الأزهرِيُّ الأوَّل؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ وقالَ الأعْشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع
وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِم ْوالجَمْعُ {الخَلايا؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لطرفَةَ:
كأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة غُدْوَةً
} خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ (و) فِي الصِّحاحِ: ويقالُ للمرْأَةِ أَنْتِ! خَلِيَّةٌ، (كنايَةٌ عَن الطَّلاقِ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: الخَلِيَّةُ كلمةٌ تُطَلَّقُ بهَا المرْأَةُ، يقالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّة أَنْتَ خَلِيَّة، تَطْلَقُ بهَا المَرْأَةَ إِذا نَوى بهَا.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر: كَانَ الرَّجُلُ فِي الجاهِلِيَّة يقولُ لزَوْجَتِه: أَنْتِ {خَلِيَّة فكانتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِي فِي الإسْلامِ مِن الكِناياتِ، فَإِذا نَوى بهَا الطَّلاق وَقَعَ.
(و) مِن المجازِ: (} خَلا مَكانُهُ) : أَي (ماتَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
وأَمَّا إِذا ذُكِرَ المَكانُ فَهُوَ خَلَّى، بالتَّشْدِيدِ، {تَخْلِيَةً، وَهُوَ أَيْضاً صَحِيحٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشريُّ وغَيرُهُما. فَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ يتأَمَّل لَهُ والأَولى حذف مَكانه.
(و) } خَلا الشَّيءُ {خُلُوّاً: (مَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنْ من أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل.
والقُرونُ} الخالِيَةُ: هُم المواضِي وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (تَزَوَّجْت امْرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا) ، أَي كَبِرَتْ ومَضَى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فلمَّا خَلا مني ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي، تُرِيدُ أنَّها كَبِرَتْ وأَوْلَدَتْ لَهُ.
(و) خَلاَ (عَن الأَمْرِ وَمِنْه) : إِذا (تَبَرّأَ) .
ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: خَلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنْبٍ قُرِفَ بِهِ.
(و) خَلا (عَن الشَّيءِ: أَرْسَلَهُ) ؛ وَهَذِه أَيْضاً رُوِيَتْ بالتَّشْديدِ، فَفِي سِياقِه نَظَرٌ.
(و) مِن المجازِ: خَلا (بِهِ) إِذا (سَخِرَ مِنْهُ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ أَيْضاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ حَرْفٌ غَريبٌ لَا أَعْرِفه لغير اللّحْيانيّ وأَظُنّه حَفِظَه.
( {وخَلاَ: من حُروفِ الاسْتِثْناءِ) .
قالَ الجَوهرِي: كَلمَةٌ يُسْتَثْنى بهَا ويُنْصَبُ مَا بَعْدها ويُجَرُّ؛ تقولُ: جاؤُوني} خَلا زيْداً، تَنْصبُ بهَا إِذا جَعَلْتها فعْلاً وتَضْمر فِيهَا الفاعِلَ كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زيْدٍ، وَإِذا قلْتَ خَلا زيْد، فجَرَرْتَ بهَا فَهِيَ عنْدَ بعضِ النَّحويِّين حَرْف جَرَ بمنْزِلَةِ حاشَا، وعنْدَ بعضِهم مَصْدَر مُضافٌ.
قالَ ابنُ برِّي، عنْدَ قوْلِه كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جاءَني مِن زيْدٍ: صَوابُه خَلا بعضُهم زيدا، انتَهَى.
وتقولُ: مَا أَرَدْت مَساءَتَك خَلا أَني وَعَظْتك، مَعْناه إلاَّ أَني وَعَظْتك؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلا اللَّهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وإِنَّما
أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا (و) فِي المَثَلِ: (أَنا مِنْهُ فالِجُ) وَفِي الصِّحاحِ: كفالِجِ (بن {خَلاوَةَ، بالفتْحِ) أَي} خَلَاءٌ (بَرِيءٌ) ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الجيمِ.
( {والخَلاوَةُ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ وغيرِه مِن الأُصولِ} وخَلاوَةُ بَلا لامٍ؛ (بَطْنٌ من تُجِيبَ) ، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ جَعْفِرِ بنِ أُسامَةَ بنِ سعْدِ بنِ تجيب.
وقالَ ابنُ الجواني النسَّابَةُ فِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة: وأعْقَبَ شَبِيبُ بنُ السّكون بنِ أَشْرس بنِ كنْدَةِ مِن أَشْرَس وشكامة، فأَعْقَبَ أَشْرَسُ مِن عدِيّ وسَعْد وهُم تُجِيب، وَلَهُم خطَّةٌ بمِصْرَ مَعْروفَةٌ، عُرِفوا بتُجِيب هِيَ أُمُّ عدِيَ وسَعْد، وَهِي تُجيبُ بنْتُ ثَوْبان بنِ سلم بنِ رها بنِ مُنَبّه بنِ حريبِ بنِ عله بنِ جله بنِ مذْحج.
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: أنَّ بَني خَلاوَةَ بطْنٌ مِن أَشْجَع، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ سُبَيْع بنِ بكْرِ بنِ أَشْجَع.
قُلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُوَ بَطْنٌ آخَرُ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، وكلّ مِنْهُمَا يُعْرَفُ {بخَلاوَةَ،
فأمَّا خَلاوَةُ كنْدَةَ فإنَّ (مِنْهُم: مالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ} الخَلاوِيّ) ؛ وَابْنه أَبو عَمْرو سَعْد بن مالِكِ النخَّاس؛ قالَ ابنُ يونُسَ: كَتَبْتُ عَنهُ حِكايَةً مِن حفْظِه، وتُوفي فِي شَهْر رَمَضَان سَنَة 307؛ وأَخُوه خَلاوَة بن عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ، كَتَبَ مَعَ يونُس بن عبْدِ الأعْلى، وجد سَمَاعه من ابْن وهبٍ فِي كتابِ جدِّه. ومِن هَذَا البَطْن أَيْضاً الشمسُ محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ اللَّهِ الدِّمَشْقيّ الشاعِرُ، رَوَى عَن الشمسِ الصَّائِغ والشَّهاب مَحْمود، وكانتْ ولادَتُه بدِمَشْق سَنَة 693.
وأَمَّا الَّذِي هُوَ مِن أَشْجَع فَمنهمْ نعيمُ بنُ مَسْعود بنِ عامِرِ بنِ أنيف بنِ ثَعْلبَةَ بنِ قنفلِ بنِ خَلاوَةَ الأَشجَعيُّ لَهُ صحْبَةٌ وَغَيره.
( {والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ) ، سُمِّي بذلكَ} لخلوِّه، وَهُوَ بالمدِّ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ {الخَلاءَ فِي الأصلِ مَصْدرٌ ثمَّ اسْتُعْمِل فِي المَكانِ} الخالِي المُتَّخَذ لقَضاءِ الحاجَةِ لَا للوضوءِ فَقَط كَمَا يُوهِمهُ قَوْله المُتَوَضّأ، أَي مَحلّ الوضُوءِ.
وقالَ الْحطاب فِي شرْحِ المُخْتَصَر: يقالُ لموْضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ {الخَلاءُ، بالمدِّ، وأَصْلُه المَكانُ} الخالِي، ثمَّ نُقِل إِلَى مَوْضِع قَضاءِ الحاجَةِ.
قالَ شيْخُنا: قَوْله أَصْلُه المَكانُ {الخالِي، كأنَّه أَرادَ الأَصل الثَّانِي وإلاَّ فأَصْله الأوّل هُوَ مَصْدَر} خَلا المَكانُ خلاءً إِذا فَرَغَ وَلم يَكُن فِيهِ أَحدٌ.
ثمَّ نَقَل الحطابُ عَن الحكيمِ التّرمذيّ أَنَّه سُمِّي بذلِكَ باسْمِ شَيْطانٍ يقالُ لَهُ {خَلاءٌ وأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثا، وقيلَ: لأنَّه} يَتَخلَّى فِيهِ أَي يتبرَّزُ، والجَمْعُ {أَخْلِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره الحكيمُ يحتاجُ إِلَى ثَبْت، وَلَعَلَّ العَرَبَ الَّذِي وَضَعُوه لَا يَعْرفونَ ذلكَ لأنَّه قدِيمُ الوَضْعِ، فتأَمَّل.
(و) } الخَلاءُ: (المكانُ) الَّذِي (لَا شيءَ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: ( {خَلاؤُكَ أَقْنَى لحَيائِكَ) .
قالَ الجَوهرِيُّ: (أَي مَنْزِلُكَ إِذا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ لحيائِكَ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وأَمَّا مَا} خَلا فَلَا يكونُ بَعْدها إلاَّ النَّصْب، تقولُ: جاؤُوني مَا خَلا زيْداً، لأنَّ خَلا لَا يكونُ بَعْدَ مَا إلاَّ صِلَّة لَهَا، وَهِي مَعهَا مَصْدَرٌ، كأنَّك قلْتَ: (جاؤُوني {خُلُوَّ زَيْدٍ، أَي} خُلُوَّهُمْ مِنْهُ، أَي {خالِينَ مِنْهُ) .
قالَ ابنُ برِّي: مَا المَصْدرِيَّة لَا تُوصَلُ بحَرْفِ الجَرِّ، فدلَّ على أنَّ خَلا فِعْلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} أَخْلِ أَمْرَكَ وبأَمْرِكَ: أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ.
{وأَخْلَيْتُ عَن الطَّعامِ:} خَلَوْتُ عَنهُ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: تمِيمٌ تقولُ! خَلا فُلانٌ على اللَّبَنِ واللحْمِ، إِذا لم يأْكُلْ مَعَه شَيْئا وَلَا خَلَطَ بِهِ؛ وكِنانَةُ وقَيْسُ تقولُ: {أَخْلَى فلانٌ على اللّبَنِ واللحْمِ؛ قالَ الرَّاعي:
رَعَتْه أَشْهراً} وخَلا عَلَيْها
فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغاراوخَلا عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ.
{وأَخْلَى: إِذا انْفَرَدَ.
} واسْتَخْلَى البُكاء: انْفَرَد بِهِ.
{وخَلا بِهِ: خادَعَهُ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
} وخَلَّى بَيْنها {تَخْلِيةً} وأَخْلاه مَعَه.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَنتَ خَلاءٌ مِن هَذَا الأَمْرِ، أَي بَراءٌ؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ.
{وتَخَلَّى: بَرَزَ لقَضاءِ حاجَتِه.
وتَخَلَّى} خَلِيَّة: اتَّخَذَ لنَفْسِه.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: امْرأَةٌ {خَلِيَّةٌ ونِساءٌ} خَلِيَّاتٌ لَا أَزْواج لهُنَّ وَلَا أَوْلادَ.
وَقَالُوا: امرأَةٌ {خِلْوةٌ وهُما} خِلْوَتانِ وهُنَّ {خِلْواتٌ، أَي عَزَبات.
وقالَ ثَعْلَب: إنَّه لحُلْوُ} الخَلا إِذا كانَ حَسَنَ الكَلامِ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُمُ
بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضّبابِ الخَوادع ِ {وخَلَّى سَبِيلَه فَهُوَ مُخَلَّى عَنهُ، ورأَيْته} مُخَلِّياً؛ قالَ الشاعِرُ:
مَا لي أَراكَ مُخَلِّياً
أَيْنَ السَّلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمُ
أَمْ ليسَ يَضْبَطُكَ الحدِيد؟ ! وخَلَّى فلانٌ مَكانَه: إِذا ماتَ؛ قالَ الشاعِرُ:
فإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه والمصَنِّفُ ذَكَرَهُ بالتَّخْفيفِ كَمَا تقدَّمَ التَّنْبيه عَلَيْهِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
{وخَلا إِذا أَكَلَ الطَّيِّبَ.
وخَلا إِذا تَعَبَّد.
ويقالُ: لَا} أَخْلى اللَّهُ مَكانَك، تَدْعو لَهُ بالبَقاءِ. {والمُسْتَخْلِي: المتعبد
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَلْوتَانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحِدَتُهما {خَلْوَةٌ.
وقوْلُهم: افْعَلْ ذلكَ} وخَلاكَ ذَمٌّ، أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عنْكَ الذَّمُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: ناقَةٌ {مخلاءٌ: أُخْلِيَتْ عَن ولَدِها؛ قالَ أَعْرابيٌّ:
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ} ومُخْلاة صَفيّ {والخِلاءُ، ككِتابٍ: الفرقَةُ.
} واسْتخلت الدَّار: خَلَتْ.
{وأَخْلاء: موضِعٌ عامِرٌ على الفُرَات.
خ ل و : خَلَا الْمَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ يَخْلُو خُلُوًّا وَخَلَاءً فَهُوَ خَالٍ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُخْلٍ وَأَخْلَيْتُهُ جَعَلْتُهُ خَالِيًا وَوَجَدْتُهُ كَذَلِكَ وَخَلَا الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَخَلَا بِزَيْدٍ خَلْوَةً انْفَرَدَ بِهِ وَكَذَلِكَ خَلَا بِزَوْجَتِهِ خَلْوَةً وَلَا تُسَمَّى خَلْوَةً إلَّا بِالِاسْتِمْتَاعِ بِالْمُفَاخَذَةِ وَحِينَئِذٍ تُؤَثِّرُ فِي أُمُورِ الزَّوْجِيَّةِ فَإِنْ حَصَلَ مَعَهَا وَطْءٌ فَهُوَ الدُّخُولُ وَخَلَا مِنْ الْعَيْبِ خُلُوًّا بَرِئَ مِنْهُ فَهُوَ خَلِيٌّ وَهَذَا يُؤَنَّثُ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَيُقَالُ خَلَاءٌ مِثْلُ: سَلَامِ وَخِلْوٌ مِثْلُ: حِمْلٍ.

وَخَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ مَانِعِ النِّكَاحِ خَلْوًا فَهِيَ خَلِيَّةٌ وَنِسَاءٌ خَلِيَّاتٌ وَنَاقَةٌ خَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ مِنْ عِقَالِهَا فَهِيَ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ هِيَ خَلِيَّةٌ وَخَلِيَّةُ النَّحْل مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ خَلَايَا وَتَكُونُ مِنْ طِينٍ أَوْ خَشَبِ وَقَالَ اللَّيْثُ هِيَ مِنْ الطِّينِ كِوَارَةٌ بِالْكَسْرِ وَخَلِيٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ.

وَالْخَلَا بِالْقَصْرِ الرَّطْبُ مِنْ النَّبَاتِ الْوَاحِدَةُ خَلَاةٌ مِثْلُ: حَصًى وَحَصَاةٍ قَالَ فِي الْكِفَايَةِ الْخَلَا الرَّطْبُ وَهُوَ مَا كَانَ غَضًّا مِنْ الْكَلَإِ وَأَمَّا الْحَشِيشُ فَهُوَ الْيَابِسُ وَاخْتَلَيْتُ الْخَلَا اخْتِلَاءً قَطَعْتُهُ وَخَلَيْتُهُ خَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى مِثْلُهُ وَالْفَاعِلُ مُخْتَلٍ وَخَالٍ وَفِي الْحَدِيث «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا» أَيْ لَا يُجَزُّ وَالْخَلَاءُ بِالْمَدِّ مِثْلُ: الْفَضَاءِ وَالْخَلَاءُ أَيْضًا الْمُتَوَضَّأُ. 
خ ل و

خلا المكان خلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا بنفسه: انفرد. واستخليت الملك فأخلاني أي خلا معي، وأخلي لي مجلسه. وخلا لك الجوّ. ومكان خلاء، وبات في البلد الخلاء، والأرض الفضاء، وهو خلوٌ من هذا الأمر، وهي خلوة، وهم أخلاء، وهو خليٌّ من الهم، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهن خليات. وخلوت على اللبن وعلى اللحم إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخليته وخلّيت عنه: أرسلته. وخليت فلاناً وصاحبه. وخلّيت بينهما. وخاليته مخالاة: وادعته. وتخلّى من الدنيا وخالاها مخالاة، وما أحسن مخالاتك الدنيا! وخلا شبابك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون الأوالى، والأمم الخوالى؛ وافعل ذلك وخلاك ذمّ. وما أردت مساءتك خلا أني وعظتك. والعسل في الخلية وفي الخلايا. وعلفته الخلى وهو الحشيش. واختليته: اجتززته. وخليت دابتي: حششت له وملأت له المخلاة، وعلقوا على دوابهم المخالي. والمخلاء في المخلاة وهو ما يقطع به الخلى: وأخليت الدابة: علفته الخَلَى.


ومن المجاز: خَلّى فلان مكانه: مات. ولا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخلّى سبيله: تركه. وخلا به: سخر منه وخدعه لأن الساحر والخادع يخلوان به يريانه النصح والخصوصية. وأخلى الفرس اللجام: ألقمه إياه إلقام الخلى. قال ابن مقبل:

تمّطيت أخليه اللجام وبذّني ... وشخصي يسامى شخصه وهو طائله

وفلان حلو الخلى إذا كان حسن الكلام. قال كثير:

ومحترش ضب العداوة منهم ... بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع

وأخلى القدر: أوقد تحتها بالبعر كأنه جعله خلًى لها. قال الراعي:

إذا أخليت عود الهشيمة أرزمت ... حناجرها حتى نبيت نذودها

وما كنت خلاةً لموعد. قال الأعشى:

وحوليَ بكر وأشياعها ... فلست خلاة لمن أوعدن

وهذا سيف يختلي الأيدي والأرجل. قال:

كأن اختلاء المشرفيّ رءوسهم ... هويّ جنوب في يبيس محرق
الْخَاء وَاللَّام وَالْوَاو

خَلا المكانُ خُلُوّاً، وخَلاءً، وأخلى، إِذا لم يكن فِيهِ أحد.

واستخلى، كخلا، من بَاب: عَلا قِرْنهَ واستعلاه، وَمن قَوْله تَعَالَى: (وإِذا رَأَوْا آيَة يَسْتسخرون) ، من تذكرة أبي عَليّ.

وَمَكَان خَلاءٌ: لَا أحد بِهِ.

واخلى المكانَ: جعله خَالِيا.

وأخلاه: وجد كَذَلِك، قَالَ:

أتيتُ مَعَ الحُدَاث لَيْلى فَلم أبن فأخليت فاسْتعجمتُ عِنْد خَلائي

وخلا الرجلُ، وأخلىَ: وَقع فِي مَوضِع خالٍ لَا يُزاحم فِيهِ، وَفِي الْمثل: " الذِّئب مُخْلِياً أشدُّ ".

وخلا لَك الشَّيْء، وأخلى لَك: فَرغَ، قَالَ مَعنُ بن أَوْس المُزني: أعاذلَ هَل يَأتي القبائلَ حَظُّها من الموتِ أم أخلى لنا الموتُ وَحَدَنا

وخلا على بعض الطَّعام: اقْتصر.

وَقَالَ اللحياني: تَميم تَقول: خلافانٌ على الَّلبن وعَلى اللَّحْم، إِذا لم يَأْكُل مَعَه شَيئاً وَلَا خلطه بِهِ.

قَالَ: وكنانةُ وَقيس يَقُولُونَ: أخلى فلَان على اللَّبن وَاللَّحم.

والخلاء: المُتوضأ، لخُلّوة.

واستخلى الملِكَ فأخلاه، وخَلا بِهِ.

وخلا الرجلُ بِصَاحِبِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ، عَن أبي إِسْحَاق، خَلاءً وخَلْوةً، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني.

وَقيل: الْخَلَاء والخُلُوّ، الْمصدر، والخَلوة، الِاسْم.

وأخْلى بِهِ، كخلا، هَذِه عَن اللحياني.

وحُكى عَن بعض الْعَرَب: تركته مُخلِياً لفُلَان، أَي: خَالِيا بِهِ.

واسْتخلى بِهِ، كخلا. عَنهُ أَيْضا.

وخلَّى بَينهمَا، واخلاه مَعَه.

وَكُنَّا خِلْوَيْن، أَي: خاليين.

وَأَنت خلِيّ من هَذَا الامر، أَي: خالٍ فارغ، وَفِي الْمثل: وَيْل للشَّجِيّ من الخَلِيّ.

وَالْجمع: خليّون، وأخلياء.

والخِلْو، كالخِليّ.

وَالْأُنْثَى: خِلْوة: وخِلْوٌ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقائلةٍ خَوْلانُ فانْكح فتاتَهم وأكْرُومة الحيَّين خِلْوٌ كَمَا هِياَ

وَالْجمع: أخلاء.

قَالَ اللحياني: الْوَجْه من " خِلْو " لَا يثنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، وَقد ثنَّى بَعضهم وَجمع وأنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَحكى اللِّحياني، أَيْضا: أَنْت خَلاَءٌ من هَذَا الامر، كخلي، فَمن قَالَ " خليّ "، ثنى وَجمع وأنث، وَمن قَالَ " خَلاء " لم يثن وَلَا جمع وَلَا أنث.

والخالي: العَزَب.

وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أخلاء.

وخلَّى الامر، وتَخلَّى مِنْهُ وَعنهُ، وخالاه: تَركه.

وخالَى فُلاناً: تَركه، قَالَ النابغةُ الذبياني:

قَالَت بَنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ يَا بُؤسَ لْلجَهلِ ضَرَّاراً لأقوام

أَي: تَاِركُوهم، وَهُوَ من ذَلِك.

والخَلِيّة، والخَلِيّ: مَا يُعسِّل فِيهِ النَّحُل من غير مَا يُعالَج لَهَا من العَسَّالات.

وَقيل: الخلية: مَا كَانَ مصرّعا، وَقد تقدّم.

وَقيل: الخَلية. والخلى: خَشَبَة تُنْقَر فيُعسِّل فِيهَا النَّحْل، قَالَ:

إِذا مَا تأرت بالخَلِي ابْتَنَتْ بِهِ شَرِيَجْين مِمَّا تأتَرِى وتَتُيعُ

شريجين، أَي: ضَربين من الْعَسَل.

والخَلية: اسفل شَجَرَة. يُقَال لَهَا: الخَزْمة، كَأَنَّهُ راقُود.

وَقيل: هُوَ مثل الراقود يُعمل لَهَا من طين، وَفِي الحَدِيث، فِي خَلايا النَّحْل: إِن فِيهَا العُشر.

والخلية، من الْإِبِل: الَّتِي خُلِّيت للحَلب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي عطفت على ولد.

وَقيل: هِيَ الَّتِي خَلَت عَن وَلَدهَا بِمَوْت أَو نحر فُتستدَرّ بِغَيْر وَلَدهَا وَلَا تُرضعه، إِنَّمَا تعطف على حُوار تُستدَرّ بِهِ من غير أَن تُرضعه، فسُمِّيت: خَليّة، لِأَنَّهَا لَا تُرضع وَلَدهَا وَلَا غَيره.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: الَّتِي تُنْتِجُ هِيَ غزيرة، فيجُر وَلَدهَا من تحتهَا فيُجعل تَحت أُخْرَى وتُخلَّى هِيَ للحلب، وَذَلِكَ لكرمها. وَقيل: الخلية: نَاقَة أَو ناقتان أَو ثَلَاث يُعْطفن على ولد وَاحِد فَيدْرُرْن عَلَيْهِ فيرضع الولدُ من وَاحِدَة، ويتخلى أهلُ الْبَيْت لأنفسِهم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ يحلبونها.

وتخلَّى خَليةً: اتخذها لنَفسِهِ.

والخليّة، من الْإِبِل: المُطْلقة من عِقال، ورُفع إِلَى عمر. رَضِي الله عَنهُ، رجلٌ، وَقد قَالَت لَهُ امْرَأَته: شبِّهني، فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْية، كَأَنَّك حمامة، فَقَالَت: لَا ارضى حَتَّى تَقول: خَلِيّة طَالِق، فَقَالَ ذَلِك، فَقَالَ عمر، رَحمَه الله: خُذ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امراتك، لمّا لم نَكُنْ نيتهُ الطلاقَ، وَإِنَّمَا غالطته بلَفظ يُشبه لفظ الطَّلَاق.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: كلمةٌ تُطلَّق بهَا الْمَرْأَة، يُقَال لَهَا: أَنْت بَريّة وخليْة، فَيُقَال: قد خلت الْمَرْأَة من زَوجهَا.

والخليّة: السَّفِينَة الَّتِي تسير من غير أَن يُسيِّرها ملاح، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتبعها زورق صَغِير.

وَقيل: الخلية: الْعَظِيمَة من السفن، قَالَ طرفَة:

كَأَن خُدوج المالكيّة غُدوةً خلايا سَفِين بالنَّواصف من دَدِ

وخلا الشَّيْء خُلُوّاً: مَضى.

وتخَلى عَن الامر، وَمن الْأَمر: تَبرأ.

وخلى عَن الشَّيْء: أرْسلهُ.

وخلَى مَكَانَهُ: مَاتَ.

وَلَا اخلى الله مَكَانك: تَدْعُو لَهُ بِالْبَقَاءِ.

وخلا، من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء، تُجّر مَا بعْدهَا وتنصبه، فَإِذا قلت: مَا خلا زيدا، فالنصب لَا غير.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر كفالج بن خَلاَوة، أَي: خلاء.

وخَلاَوةُ: اسمُ رجل، مُشتق من ذَلِك.

وَبَنُو خَلاَوة: بطن من أَشْجَع، قَالَ أَبُو الرُّبَيس التغلبي:

خَلاوِيةٌ إِن قُلتَ جودي وَجدتَها نوارَ الصَّبَا قَطَّاعةً للعلائقِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَلْوتان: شَفرتا النَّصل، واحدتهما: خَلْوة.

وخلا بِهِ: سَخر مِنْهُ.
خلو: خلا: يستعمل هذا الفعل متعدياً إلى مفعوله إذا كان بمعنى قابله، وانفرد به ففي الأغاني فيما نقله عنه دي ساسي في الطرائف (2: 419): فإن أنت خلوته وأعجبته فأنت مصيب منه خيراً. وهذا النص موجود في الأغاني (9: 176) طبعة بولاق ولذا فان كتابة خلوته صحيحة.
وفي أساس البلاغة مجد كذلك: واستخليت الملك فلا خلاني أي (لا) خلا معي.
خلا من الشيء: أعوزه. ويقال مثلاً: خلا من نعم الحياة ورغد العيش (المقري 1: 138).
وخلا من العلم الضروري (تاريخ البربر 1: 588).
وخلا من: تجرد عن، تبرأ من. (تاريخ البربر 1: 52).
وخلا من: احتزر من، تحزر من، كان في مأمن من. ففي المقري (2: 406): كلامه هذا لا يخلو من النقد - أي كلامه هذا ليس في مأمن من النقد.
خلا وجهه: تفرغ من كل عمل (معجم اللطائف، البكر ص120) وخلا وجهه من: تخلص من، نجا من (عباد 1: 283، رقم133) وخلا وجهه له: تفرغ له. ففي كليلة ودمنة (ص197): وسرت المرأة سروراً عظيماً حين علمت أن زوجها سيسافر .. ويخلو وجهها لخليلها، أي تكون حرة وتتفرغ لاستقبال خليلها.
وفي عباد (1: 324): وخلا وجه قرطبة بعد ذلك للمعتمد وعاد إليه ملكها.
خلّى (بالتشديد): ترك، غادر، نسي (بوشر).
وخلّى: خلَّف، أورث، ترك ماله لأبنائه (بوشر).
وخلّى: تخلى من، تخلص من، باع. ففي ألف ليلة (1: 17) وخلّيت ما عندي من المال وكل ما كان عندي من البضائع. أي بعت ما عندي من الأملاك وكل ما عندي من البضائع.
خلّى عند: أودع عند، استودع (بوشر).
خلّى خلف: ترك خلف بمعنى نقل خلف. ففي ألف ليلة (1: 97): أخلى حجارة مدينتك خلف جبل قاف.
وخلّى خلف: تركه خلف الطريدة الهاربة (مرجريت ص180).
وخلّى: ترك، يقال مثلاً: خلّيني أفوت أي اتركني أمر، وخلى الفرصة تفوته أي ترك الفرصة تفوته. وما أخلي يوماً يفوت إلا وأكتب لك. أي لا أترك يوماً يمر دون أن أكتب لك (بوشر).
خلّوة يكتب: اتركوه يكتب (ألف ليلة 1: 94).
وخلّى بمعنى سمح له. وأذن له (معجم اللطائف).
خليني: اتركني، دعني (بوشر).
خَلّينا: دعنا من هذا، كفى (بوشر).
خلّينا من هذا الكلام: كفانا هذا الكلام، دعنا من هذا الكلام (بوشر).
ويقال: خليني من. أي لا تحدثني عن هذا ففي طرائف دي ساسي (1: 80):
وَدَع المُعَطِّلَ للسرور وخَلّني ... من حسن ظن الناس بالمتنمّس
وهو بيت لم يحسن الناشر تفسيره، ومعناه: دع النساك الذين تركوا السرور وابتعدوا عنه ولا تحدثني عن حسن ظن الناس بمن تظاهر بما ليس له من فضيلة.
وخلاّه: تركه يفعل أو يقول ولم يمنعه (بوشر) وفي المقري (1: 120): كان ضيفه يحب الشراب و (خلاّه وما أحب أي تركه يفعل ما أحب) تركه يشرب. وفي معجم بوشر: خلّى يعمل.
وخلاّه يعمل: تركه يرتكب الفاحشة (ألف ليلة برسل 3: 272).
وخلَّى فلاناً وخلّى لفلان: تخلى له عن الشيء وتركه له (بوشر، معجم اللطائف).
وخلَّى: استبقى، ادخر (بوشر).
وخلَّى: حمله على فعل شئ، جعله يفعل. يقال مثلاً: أخلّيه يعطيك أي حملته على أن يعطيك (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 109): خليت أبي يكافئك أي حملت أبي على أن يكافئك.
خلّى بمعنى أخذ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 219) في قصة أسلوبها رديء جداً: قالت له أنا ماخذ هذا المصاغ على مشورة، الذي يعجبها يخلوه ونأتي له بثمنه وخَلِّ هذا الولد عندك. وفي طبعة ماكن (3: 430): وقالت له أنا آخذ هذا المصاغ على المشاورة فالذي يعجبهم يأخذونه وآتي لك بثمنه وخذ هذا الولد عندك.
خَلِّي بينهما. وخلّى ما بينهما أيضاً: سمح لهما بالتفاوض، سمح لهما بالتحدث والتذاكر (عباد 1: 67).
خلَّى بينه وبين الشيء: سمح له به (معجم البلاذري، عبد الواحد ص14).
خَلاّه وشأنه أو خلّى وشأنه: تركه يفعل ما يشاء. ففي تاريخ البربر (1: 441): وشاور وزراءه في تخليتهم وشانهم من النزول بالساحل أو صدهم عنه. أي شاور وزراءه فيما إذا كان من الأفضل أن يترك الأعداء ينزلون بالساحل أو يمنعهم من ذلك (دي سلان) وبعده: وخلّوا وشأنهم من النزول.
خَلِّك: ابقَ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 316): خَلِّيكم عندي أي ابقوا عندي. وفي طبعة ماكن: أقيما عندي. وفيها (برسل 9: 388): خَلِّيك واقفاً أي ابق حيث أنت. وفي طبعة ماكن: قف أنت هنا.
وفيها (3: 210) طبعة ماكن: خَلِّيك بعيداً عني. وقد ترجمها لين بما معناه: ابتعد عني.
خَلِّ بَالَك: انتبه، تيقظ (ألف ليلة 2: 108) وفي ترجمة لين ما معناه: كن منتبهاً.
ويقال أيضاً خليِّ باله ل: تنّبه، انتبه، تيقّظ، أعطى البال ل (انظره في مادة بال).
خلَّى في الحيرة: تركه متردداً متحيراً (بوشر).
خَلَّى مَنْزلاً للناس: اتخذ نُزُلا (فندقاً) للناس. ففي ألف ليله (ماكن 2: 635): كتب شاعر إلى سيدة: أنت التي كان لها ألف صديق وخليل -
أراك خلّيت للنا ... س منزلاً في الطريق
خلَّى عن: أقلع عن، تخلص من عادته (بوشر).
وخلَّى عن: عدل عن (بوشر).
وخلَّى عنه الشيء: كفّ عن، أقصر (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 38) خَلَّ عنك هذا الكلام: كفّ عن هذا الكلام.
خلَّى عن جنب: ادخر، خزن (بوشر).
خلاَّه يعاند: حرّضه وحمله على العناد (بوشر).
الله يخليك: من فضل، أرجوك، رحماك، دخلك، أترجاك (بوشر).
أخلى: بمعنى انفرد به في خلوة وتجد مثالاً له في معجم فريتاج ومعجم لين (كليلة ودمنة ص249).
ويقال أيضاً: أخلاه نفسه أي تفرد به وتفرغ له للحديث سراً (أخبار ص72، 128).
أَخْلَتْهُما: تركتهما وحدهما (معجم اللطائف).
وأخلى المكان: جعله خالياً، أفرغ. ففي القلائد (مخطوطة 1 ص101): فوقع الاتفاق على إخلاء حصن جملة (الخطيب ص182 ق، الحلل ص20 ق).
وأخلى: نظف، نزع عنه الأوساخ. يقال مثلاً أخلى البئر (الكالا).
وأخلى: أخرب، خرَّب، اجتاح، دمّر، جعله خلاء لا شئ فيه (فوك، الكالا).
وأخلى: جعله يتقهقر، يرجع إلى خلف. ففي حيان (ص76 ر) في كلامه عن فارسين كانا يتقاتلان: فأخليا من كان بازائهما.
وأخلى: أخرج (الكالا).
وأخلى فلاناً من: حرمه من، منعه من. (المقري 2: 290).
أخلى من اللوازم، عرّاه وجرّده (المقري 2: 290).
.أخلى من اللوازم، عراه وجرده من كل ما هو ضروري (بوشر).
أخلى: رمى سهماً، رشق سهماً، أطلق قوساً (الكالا).
تخلّى عن: حُرِم من، سُلِب من (ابن جبير ص345).
وتخلّى عن: استغنى عن. امتنع عن. ففي المقري (1: 601): وهذا الرجل التقي كان متخلياً عَماَّ في أيدي الناس (وهذا صواب قراءة الكلمة وفقاً لطبعة بولاق) ومعناه: إنه لم يكن يقبل الهدايا أو الصدقات.
وتخلّى عن المكان: تركه وفارقه، ففي حيان - بسام (3: 4ق): الجلاء عن مثواهم والتخلي عن قواهم.
وتخلى عن فلان: خذله، وتركه لمصيره، ففي كوسج لطائف (ص90) قد أعطيته زمامي، ولا أبقى أتخلّى عنه ولو أن روحي تطير قدّامي.
وتخلّى لفلان وعن فلان: سلم، تنازل له عن، واعتزل. استعفى من. تنحى له عن منصبه (بوشر، عباد1 ك 283 رقم 138). وفي حيان (ص104 ق): تخلّى عن حصنه له، أي تنازل له عن حصنه. ويقال أيضاً: تخلى من، ففي أخبار (ص72): يتخلى لي من هذا الأمر.
وتخلّى من وعن: ذكرت في معجم فوك في مادة dimitere.
وقولهم: تخليت عن نفسي (ألف ليلة 3: 89) يعني: لم أعد أفكر في خلاص نفسي.
وتخلّى: خرج مراراً إلى الخلاء لقضاء حاجته. استطلق بطنه (باين سميث 1442).
تخاليا: تهامسا (هلو).
انخلى واختلى: ذكرت في معجم فوك في مادة racuare ومادة depopular.
اختلى: انفرد، انزوى، اعتزل (بوشر).
اختلى بها: كان معها في خلوة (قصة عنتر (4: 1).
واختلى: انظر انخلى.
خلا. خلا عن: باستثناء (بوشر).
خِلْو. يقال: خلة من: خالٍ من، عاطل من، محروم من، مجرد من. يقال هو خلو من العلم وخلو من الفضائل. (المقدمة 3: 222 حيث أراد دي سلان تغيير الكلمة وهو مخطئ في ذلك، 464، تاريخ البربر 1: 433، 2: 93، وعليك أن تقرأ الكلمة خلة بدل خلق، 366).
وفي (1: 508) منه: وأبقى خطة الحجابة خلواً ممن يقوم بها والمعنى إنه لم يعين أحداً في وظيفة الحاجب.
وخِلو: نوع من عقود إيجار العقار الدائم لا يمكن بواسطته سلبه من المستأجر ولا من ورثته إذا ما دفع أجر الإيجار وليس عليه إلا أن يدفع مبلغ الإيجار المعين في العقد في أوقاته المعينة. (زيشر 8: 347 - 349).
خِلْو نِسَاء: مغرم بالنساء (الكامل ص352). خُلُوّ: خلاء، خواء، فضاء (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 224).
خُلُوّ: طلل، رسم دارس، ففي المقدمة (2: 380): وأمّا الفقه عندهم فرسم خُلّوٍ واثر بعد عين.
خلوُّ البال: لا مبالاة، عدم اكتراث (بوشر).
خَلاَة على خَلاَة: على مهل، على هينة (بوشر).
خَلْوَة أتى الأسدَ على خلوة منه. أي أتى الأسد حين كان وحده (كليلة ودمنة ص105).
وخَلْوَة: حجرة صغيرة، حجيرة، مخدع، منصورة (بوشر، الملابس ص160 رقم 1، لين عادات 1: 372، 2: 53، دوماس عادات ص306، ابن بطوطة 4: 28، 38، المقدمة 1: 420، تاريخ البربر 2: 138، ألف ليلة 1: 87، 90، برسل 12: 292).
وخَلْوة: حَجَلة، غرفة العرس (الملابس ص160، 161).
وخَلْوة: جوسق في بستان (الملابس 161) = (المقري 1: 472).
وخَلْوة عند الدروز: صومعة، فأتقياء العقال من الدروز يبنون الخلوات في أعالي الجبال ويقيمون فيها منفردين (زيشر 6: 395، محيط المحيط).
وخَلْوة: معبد الدروز (بركهات سوريا ص202) وهو يذكر في (ص304) الجمع خلاوي.
خَلْوة: قضاء الحاجة الطبيعية. ففي المقري (1: 597). وقد خرج إلى موضع بخارج المدينة برسم خلوة. وخَلْوة: جماع، تسافد (الملابس ص161، ابن بطوطة 4: 156).
ليلة الخلوة: ليلة دخول بعل العروس عليها (محيط المحيط).
وخَلْوة: لواط (المقري 2: 427) وفي الجوبري (ص15 ق): الخلوة مع المردان. وفي حيان - بسام (1: 154و): ظنين الخلوة. ويقال أيضاً: عُهر الخلوة (المقري 1: 799) وفي مخطوطة ابن بسام في نفس الموضع: عهد الخلوة. ونفس هذه الغلطة موجودة لدى حيان - بسام (1: 174ق) ففيه: كانت عنده خمسمائة امرأة في حريمه (واتهم على ذلك بعهد (بعهر) الخلوة للذي شهر به من قلة الجماع).
ويسمى اللوطي عاهِر الخلوة. ففي حيان - بسام (1: 114و): أسير الشهوة عامر (عاهر) الخلوة.
وخَلْوَة: فرصة، وقت موافق. ففي (المعجم اللاتيني العربي): ( opportumitas خَلْوَة وامكان).
وخَلْوَة: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
خَلَويّ: بري. نسبة إلى خلاء (بوشر).
خَلَوِي: نوع من الصقور (مرجريت ص176) وفيه (الكرلوي El-Krelow) .
الحمام الخلوي: الحمام البري (دومب ص62).
خلوية عند الدروز = خَلْوة (انظر خلوة) ريشتر ص132.
خَلاء: برية، قضاء (بوشر).
باب الخلاء: باب البرية (جرابرج ص40).
وخَلاء: صحراء خالية من السكان. (دسكرياك ص18).
وخَلاء: أطلال البيوت والقرى والمدن ورسومها الخالية الدارسة (الكالا).
وخَلاء: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
بيت الخلاء: بيت الأدب، أدبخانة (بوشر).
خلائي. البيوت الخلائية: بيوت الأدب أو الراحة، مستراح، مرحاض، كنيف، متوضأ، مطهرة (ابن جبير ص275).
خَلاَوٍيّ: برّي، فضائي، فلاحي، بدوي.
وخلاوي: غابي، مختص بالغابات (بوشر).
خَلاَواتِيّ: بري، فضائي، فلاحي، بدوي، قروي (بوشر).
خَلاَيَة. خلاية نحل: خلية نحل، شورة، مشوارة، عَسالة، عميرة، قفير، كُوارة (بوشر).
خَلّية: بيت النحل الذي تعسل فيه، وقد جمعت على خلّيات في بيت ذكر في ألف ليلة (3: 226) غير أن طبعة برسل منها (9: 379) نجد الجمع المعروف خلايا. خال. فرس خال: ذو عيب في عنقه. (ابن العوام 2: 497).
تَخْلِية: من مصطلح أحكام القضاء وهو موضع اليد على الشيء (برجرن ص45).
وتَخْلِيَة: حذف، إسقاط، إخلال بالواجب (بوشر).
على التخلية: مرادف رُوسِيَّة، رأس، أرض داخلة في البحر. ومواز له، في خط مستقيم (معجم الادريسي).
خلو
خلا/ خلا عن/ خلا من يَخلُو، اخْلُ، خُلُوًّا وخلاءً، فهو خالٍ وخلِيّ وخِلْو، والمفعول مَخْلُوٌّ عنه
• خلا الوقتُ وغيره: مضى، ذهب وتقدَّم "عاد من السفر منذ أيام خَلَت- أنهى تأليف كتابه لخمس خَلَوْنَ من الشهر- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}: في الدنيا" ° القرون الخالية: الماضية.
• خلا المكانُ/ خلا المكانُ عن أَهْله/ خلا المكانُ من أهله: صار فارغًا، فرغ ممّا به "خلا الشارع من المارّة- لا يخلو كلامه من فائدة- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ

لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} "? لا يخلو الأمر من كذا: لابد أن يشتمل عليه- لا يخلو من فائدة: يشتمل على بعض الفائدة- وظائف خالية: شاغرة.
• خلا الرَّجلُ/ خلا الرَّجلُ من الهمِّ: عاش سعيدًا "خلا بالُه: كان ناعم البال مُطْمئنًّا- ويلٌ للشَّجيّ من الخَليّ".
• خلا الشَّيءُ أو الشَّخصُ من العيب: بَرِئ منه. 

خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ يَخلُو، اخْلُ، خَلْوَةً وخَلاءً وخُلُوًّا، فهو خالٍ، والمفعول مَخْلُوّ إليه
• خلا الزَّوجُ إلى زوجته/ خلا الزَّوجُ بزوجته: انفرد بها في خَلْوة "خلا بنفسه/ مع نفسه- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} " ° اخْلُ بأمرِك: تفرّد به وتفرَّغ له.
• خلا إلى العبادة/ خلا للعبادة: تفرّغ لها، انقطع لها "خلا إلى المذاكرة/ لدرس القضيّة- خلا المدير له ساعة"? خلا المحلِّفون للمداولة: انفردوا للتشاور- خلا له الجوّ: انفسح له المجال، انفرد بالشيء- خلت هيئة المحكمة للتَّداول: اختلى أعضاؤها للتشاور.
• خلا بفلان: خدَعه وسخِر منه. 

أخلى يُخلي، أخْلِ، إخلاءً، فهو مُخلٍ، والمفعول مُخلًى
• أخلى المكانَ والإناءَ وغيرهما: جعله خاليًا فارغًا "تمَّ إخلاء المبنى من السُّكّان- أخلى العقار: تركه وأعاده إلى مالكه" ° لا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء وطول العمر.
• أخلى سبيلَه: أطلق سراحه بعد حبس "أخلت النيابة سبيله بضمان".
• أخلى طَرَفه: أعطاه مخالصة "أقاله المدير وأخلى طرفه".
• أخلى لفلان مجلسَه: تركه له. 

اختلى بـ يختلي، اختَلِ، اختلاءً، فهو مختلٍ، والمفعول مختلًى به
• اختلى بضيفه/ اختلى بنفسه: انفرد في خَلْوة، انزوى، اعتزل "حُبِّب إليه الاختلاء- اختلى بزوجته". 

استخلى/ استخلى بـ يستخلى، استَخْلِ، استخلاءً، فهو مُسْتَخْلٍ، والمفعول مُسْتَخْلًى
• استخلى فلانٌ فلانًا: سأله أن يجتمع به في خَلْوة.
• استخلى فلانًا مَجْلِسَه: سأله أن يُخلِيه له.
• استخلى بفلان: استقلّ به وانفرد. 

تخلَّى عن/ تخلَّى لـ/ تخلَّى من يتخلّى، تَخَلَّ، تَخَلّيًا، فهو مُتخلٍّ، والمفعول مُتخلًّى عنه
• تخلَّى عن الشَّيء/ تخلَّى من الشَّيء: زهد فيه وتركه، هجره وابتعد عنه "تخلَّى عن الدنيا/ منصبه/ قراره/ موقفه- لا تتخلَّ عن صديقك في وقت الشدة: لا تَخْذُلْه أو تتركْه لمصيره".
• تخلَّى عن الحقّ: (قن) تنازل عنه "تَخَلَّى عن حقِّه في ملكيّة الدار لأخيه- تخلَّى عن نصيبه في التركة".
• تخلَّى لكذا: تفرّغ له، وانقطع له "تخلّى لكتابة أبحاثه- تخلّى للعبادة في رمضان". 

خلَّى يخلِّي، خَلِّ، تخليةً، فهو مُخلٍّ، والمفعول مُخلًّى (للمتعدِّي)
• خلَّى بينهما: تركهما مجتمعَيْن "خلِّ بيني وبين صديقي".
• خلَّى الشَّيءَ: أرسله وأطلقه " {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} " ° خَلِّ بالَك: تعبير دارج يعني: كن يقظًا، حذرًا- خلَّى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز.
• خلَّى الأمرَ أو المكانَ: تركه "خلِّ عنك الهمومَ- خَلَّى مَنْصِبَه"? الله يخلِّيك: تعبير دارج، يعني: أدام الله بقاءَك، حفظك- خلَّى فلانٌ مكانَه: مات. 

إخلاء [مفرد]:
1 - مصدر أخلى ° إخلاء السَّبيل: إعادة الحرية إلى الموقوف احتياطيًّا بقرار قضائيّ- إخلاء المدينة: تهجير سكَّانها.
2 - أن يتخلى واضعُ اليد عن العقار.
• إخلاء سبيل مشروط: إطلاق سراح سجين لمّا تنته مُدَّته بعد، على أن يكون مشروطًا بسلوك قانوني متعارف عليه ويخضع عادة للمراقبة من ضابط الشرطة أو في أحد مراكزها لفترة من الوقت. 

اختلاء [مفرد]: مصدر اختلى بـ. 

استخلاء [مفرد]: مصدر استخلى/ استخلى بـ. 

تخلية [مفرد]: مصدر خلَّى. 

خالٍ [مفرد]: ج أَخْلاء:
1 - اسم فاعل من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خالي البال: لا يَشْغله شاغل، مطمئن القلب- خالي الوِفاض: لا يَمْلك شيئًا- خالي شُغل: لا يعمل.
2 - عزبٌ لا زوجة له، وكذلك الأنثى. 

خلا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: خ ل ا - خلا). 

خَلاء [مفرد]:
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
2 - فضاء واسع لاشيء فيه "نام في الخلاء".
3 - موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت "قضى حاجته في الخلاء" ° بَيْتُ الخلاء: دورة المياه، مرحاض- خلاؤك أقضى لحيائك: منزلك أستر لعيوبك. 

خِلْو [مفرد]: ج أَخْلاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خالٍ فارغ البال من الهموم (للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع). 

خَلْوة [مفرد]: ج خَلَوات (لغير المصدر) وخَلْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ.
2 - اسم مرَّة من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
3 - مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها "يقضي معظم النهار في إحدى خلوات الريف".
4 - حجرة صغيرة "خَلْوَة مُلحقة بالمسجد".
• الخَلْوة الشَّرعيَّة: (فق) انفراد الرَّجل بامرأته على وجه لا يمنع من الوطء من جهة العقل أو الدِّين.
• الخَلْوة: (فق) انفراد الرَّجل بالمرأة في مكان لا يطّلع عليهما فيه أحد. 

خُلُوّ [مفرد]: مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خُلُوّ صحيفته من السَّوابق: لم يصدر ضده حُكم- فترة خُلُوّ العرش: فترة ممتدَّة بين نهاية حُكْم وتسلُّم الحاكم الجديد سُلطانه.
• خُلُوّ رِجْل: مبلغ يدفع للحصول على سكن "دفع المستأجر خُلُوًّا كبيرًا".
• خُلُوّ طَرَف: شهادة تثبت أداء الشَّخص لالتزاماته. 

خَلَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلاء: "منزل خَلوِيّ- نزهة خلويّة".
2 - اسم منسوب إلى خَلِيَّة: "نسيج خلوِي: مكوَّن من خلايا".
• علم الوراثة الخلويّ: (حي) فرع من علم الأحياء، يعني بالوراثة والمكونات الخلويَّة المرتبطة بالوراثة.
• التَّصنيف الخلويّ: (حي) تصنيف الكائنات الحيَّة العضويَّة بناء على البنية والوظيفة الخلويَّة.
• الغشاء الخلويّ: (حي) غشاء شبه مُنفِذ يغلِّف سيتوبلازم خليّة ما.
• الكيمياء الخَلَوِيَّة: (كم) فرع من الكيمياء الحيويّة يدرس التَّركيب الكيميائيّ للخلايا ونشاطها. 

خَلِيّ [مفرد]: ج خَلِيُّون وأخلياءُ، مؤ خليّة، ج مؤ خَليّات وخلايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خِلْو، فارغ البال من الهم، عكسه شَجِيّ.
2 - عزَب، من لا زوجة له "عاش خَلِيًّا حتى بلغ الخمسين". 

خَلِيَّة [مفرد]: ج خَليّات وخلايا:
1 - مؤنَّث خَلِيّ.
2 - بيت النحل الذي تُعَسِّل فيه "أخرج العسل من الخليّة" ° يعملون كخليَّة نحل: في نشاط.
3 - وحدة صغيرة من وحدات حزب أو حركة "خلايا الضباط الأحرار- خلايا المقاومة" ° خليّة نشاط: مكان يعج بالحركة والعمل.
4 - (حي) وحدة بناء الأحياء من نبات أو حيوان، صغيرة الحجم لا ترى بالعين المجردة، وتتألّف المادة الحيّة للخليّة وهي البروتوبلازم، من النواة والسيتوبلازم وغشاء بلازميّ يحيط بها، ويحيط بالخليّة النباتيّة كذلك جدار خلوي يتكوّن معظمه من السليلوز "يتألف جسم الإنسان من مجموعة خلايا".
• الخَلِيَّة الجسديَّة: (حي) الخليَّة في النبات أو الحيوان عدا الخليَّة التناسُليَّة.
• الخَلِيَّة اللِّيمفاويَّة: (شر، طب) واحدة الأنواع الثَّلاثة من الخلايا البيض التي تتكون بالانقسام الخَلَويّ في العقد الليمفاويَّة.

• الخليَّة القطبيَّة: (حي) خليَّة تتكون من البويضة قبل النُّضج تحتوي على نواة واحدة متكوِّنة من الانقسام المنصِّف الأوَّل أو الثَّاني.
• الخَلِيَّة البنَّاءة: (حي) نوع من أنواع بروتوبلازما الخليَّة الصِّبغيَّة، توجد في خلايا النَّبات وبعض الأعضاء الأخرى، ولها وظائف مختلفة كتكوين الطعام وتخزينه.
• الخَلِيَّة النَّجميَّة: (حي) خليَّة على شكل نجمة، وخاصة الخليَّة العصبيَّة.
• الخَلِيَّة الجرثوميَّة: (حي) الخلية التي تنتج الجراثيم بعد انقسامات متتالية.
• الخَلِيَّة الدَّمويَّة/ الخَلِيَّة الحمراء: (حي) المادَّة الحمراء في جسيمات الدَّم الحُمْر.
• الخَلِيَّة الذَّكريَّة: (حي) خلية تناسليَّة تمثل المشيج الذَّكري.
• علم الخليَّة: (حي) فرع من فروع علم الأحياء، يبحث في شكل الخليّة الحيَّة، وبنيانها، ووظيفتها، وكيميائها ودورة حياتها.
• خلِيَّة كُرَوِيَّة: (حي) خليَّة بكتيريَّة عديمة الجدار، أو ضعيفته مما يعطيها شكلاً كُرَويًّا.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليَّة ثنائيَّة الصبغيَّات، تمرُّ بالانقسام المنصِّف؛ لتكوّن أربع نُطَيْفات.
• خليَّة وقود: (كم) جهاز لإنتاج الكهرباء مباشرة بتفاعل كيميائيّ.
• خلايا عصبيَّة: (شر) الخلايا التي تكوّن النسيج العصبيّ وتتألّف كل منها من جسم مركزيّ بما فيه من نواة وسيتوبلازم، وتخرج منه ليفة دقيقة تسمّى المحور وفُُريع أو أكثر.
• خلايا الدّمُ البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم.
• خليَّة شمسيَّة: (فز) أداة شبه مُوصِّلة تحوِّل الطاقة الشمسيَّة إلى طاقة كهربائيَّة.
• خليَّة كهربيَّة: (فز) جهاز يشتمل على قطبين في حمض، يحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربيَّة.
• خلايا الطِّباعة: عيون مربَّعة توضع فيها الحروف بعضها في جانب بعض في ألواح من الخشب يسميها العامّة صناديق. 

خَوَالٍ [جمع]: مف خالية
• الأمم الخَوالي: البائدة.
• القرون الخَوالي: الماضية. 

مِخْلاة [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلًى، كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي - مِخْلاة) "رفع المخلاة من رقبة الفَرَس".
2 - كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ. 

مِخْلَى [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلاة، كيس يُعَلَّق على رقبة الدابّة يوضع فيه علفها.
2 - مِخْلاةٌ، كيس يحوي لوازم ومهمّات الجندي. 

خلو

1 خَلَا, (S, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. خُلُوٌّ, (S, Msb, K,) or خَلَآءٌ, (Msb,) or both, (K,) said of a place, (K,) of a place of alighting or abode, (Msb,) and of a thing, (S, TA,) It was, or became, empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (K, TA;) had none, and nothing, in it; (TA;) as also ↓ اخلى, (Msb, K,) and ↓ استخلى, (K.) [خَلَا المَكَانُ مِنَ النَّاسُ وَ المَآءِ وَالكَلَأ means The place was, or became, devoid, or destitute, of human beings and water and herbage or pasturage; without human beings &c.] Of a place of alighting or abode, you say, خَلَا مِنْ أَهْلِهِ and ↓ اخلى [It was, or became, devoid, or destitute, of its occupants]. (Msb.) And of a vessel, خَلَا مِمَّا فِيهِ It was, or became, empty of what was in it. (Mgh.) And خَلَوْتُ عَنِ الطَّعَامِ (S) I became empty, in the belly, of food; (PS;) and عَنْهُ ↓ أَخْلَيْتُ signifies the same. (S.) And خَلَا مِن العَيْبِ, (Msb,) or عَنِ الأَمْرِ, and مِنْهُ, (Kudot;,) inf. n. خُلُوٌّ, He was, or became, free (Msb, K) from fault, (Msb,) or from the thing, or affair: (K:) and, accord. to IAar, خلا alone signifies he was, or became, free from a fault, or the like, of which he was accused, or suspected. (TA.) And خَلَتْ عَنْ مَانِعِ النِّكَاحِ, inf. n. خُلُوٌّ, is said of a woman [as meaning She was, or became, free from any obstacle to marriage]. (Msb.) Accord. to the K, خَلَا مَكَانُهُ [lit. His place became vacant] means (tropical:) he died: but accord. to IAar, خَلَا alone has this signification [from the same verb signifying مَضَى. explained below]: and if you add مكانه, you say خَلَّى, with teshdeed; which see below. (TA.) You say also, خَلَا لَكَ الشَّىْءُ and ↓ اخلى, both signifying the same, (AA, S, TA,) i. q. فَرَغَ [i. e. The thing was, or became, vacant, or unoccupied, for thee: (see an ex. of the former verb in a saying of Tarafeh cited voce جَوٌّ:) and hence, the thing was, or became, exclusively for thee]. (TA.) AA cites as an ex. the saying of Maan Ibn-Ows, أَعَاذِلُ هَلْ يَأْتِى القَبَائِلَ حَظُّهَا لَنا المَوْتُ وَحْدَنَا ↓ مِنَ المَوْتِ أَمْ أَخْلَى

[O censurer, does their share of death come to the tribes in common, or is death exclusively for us alone?]. (S, TA.) See also the paragraph, below, commencing with خَلَا as a word denoting exception. b2: [Hence,] خَلَا and ↓ اخلى, (S, K,) said of a man, (TA,) or the same two verbs followed by بِنَفْسِهِ, said of a man, (Msb,) both signify the same; (S;) He was, or became, [without any companion, i. e.] alone, by himself; (Msb;) or he became (وَقَعَ [q. v.]) in a vacant place, in which he was not pressed against, or straitened. (K.) And خَلَا بِهِ, (S, Msb, K,) and إِلَيْهِ, (S, K,) and مَعَهُ, (K,) inf. n. خَلْوَةٌ (S, Msb, K) and خَلَآءٌ (S, K) and خَلْوٌ, (K, TA,) or خُلُوٌّ, (CK,) or the first of these, i. e. خَلْوَةٌ, is a simple subst., and the second and third are the inf. ns.; (TA;) and به ↓ اخلى, (Lh, K,) and ↓ اخلاهُ, (S, K,) and بِهِ ↓ استخلى; (K; [the last omitted in the CK;]) He was, or became, alone with him; (Msb;) he was, or became, in company with him, or he met him, or had a meeting or an interview with him, in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place]. (S, K.) In the saying in the Kur [ii. 13], وَإِذَا خَلَوْا إِلَى

شَيَاطِينِهِمْ, it is said that إِلَى is used in the sense of مَعَ, [so that the meaning is And when they are alone with their devils,] as in that other saying in the Kur [iii. 45 and lxi. 14], مَنْ أَنْصَارِى إِلَى اللّٰهُ. (S.) A man says to another man, اُخْلُ مَعِى حَتَّى

أُكَلِّمَكَ, i. e. Be [or come] thou alone with me [that I may speak to thee in private]. (TA.) And one says, خَلَا بِزَوْجَتِهِ, inf. n. خَلْوَةٌ, [but see what is said of this noun above,] He was, or became, alone with his wife: but [properly speaking, according to the law,] the term خَلْوَةٌ [or خَلْوَةٌ صَحِيحَةٌ, in this case,] is not used unless it be with the enjoyment of المُفَاخَذَة, [see 3 in art. فخذ,] and then it has an effect upon the circumstances of the marriage [by its rendering obligatory the payment of the dowry, though consummation has not taken place]: if with consummation, the act is termed دُخُولٌ. (Msb.) You say also, ↓ أَخْلِ

أَمْرَكَ and بِأَمْرِكَ Be thou alone in thine affair, with none to take part with thee in it; confine thyself to it exclusively of other things. (TA. [See also 5.]) And إِلَيْكَ ↓ أَخْلِ Keep thou to thine affair, and be alone in it, with none to take part with thee therein. (JK.) And البُكَآءُ ↓ استخلى

[app. for بِالبُكَآءِ] He was, or became, alone in weeping, with none to participate with him in it. (TA.) [And خَلَا لِلْأَمْرِ: see 5.] And خَلَاعَلَى

بَعْضِ الطَّعَامِ He restricted himself to a portion of the food. (K.) Temeem say, خَلَا فُلَانٌ عَلَى

اللَّبَنِ وَ اللَّحْمِ (JK, * TA) i. e. Such a one fed upon milk and flesh-meat alone; (JK;) or such a one ate not, nor mixed, anything with milk and flesh-meat: and Kináneh and Keys say ↓ أَخْلَى. (Lh, JK, * TA.) [And it seems to be indicated in the T that خَلَوْا signifies They selected a she-camel for a خَلِيَّة, q. v.: or i. q. تَخَلَّوْا بِخَلَيِّةٍ: see 5.] b3: خَلَا also ssignifies He devoted himself to religious services or exercises [app. in solitude, or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs]. (TA. [See also 5; and see مُسْتَخْلٍ.]) b4: And خَلَا بِهِ [sometimes] signifies (tropical:) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, him: (Lh, S, Z, K, TA:) said by Az to be strange, and not known by him or any other authority than that of Lh: (TA:) from the saying, خَلَا فُلَانٌ بِعِرْضِ فُلَانٍ يَعْبَثُ بِهِ [Such a one occupied himself alone with the honour, or reputation, of such a one, making sport with it]. (Ksh in ii. 13.) and i. q. خَادَعَهُ (tropical:) [He deceived, deluded, beguiled, circumvented, or outwitted, him; &c.: or he strove to do so]: (TA:) as also ↓ خالاهُ, (JK, and K in art. خلى,) inf. n. مُخَالَاةٌ. (JK.) b5: and خَلَا عَلَيْهِ He relied upon him; [as though he betook himself to him alone;] syn. اِعْتَمَدَ. (TA.) b6: And خَلَا, (JK, K,) inf. n. خُلُوٌّ, (TA,) or خَلَآءٌ, (JK,) said of a man (JK) and of a thing, (JK, TA,) He, or it, went, went away, or passed away. (JK, K.) Hence, (TA,) وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍإِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ, in the Kur [xxxv. 22], means [And there is not any people but a warner] hath gone, and hath been sent, among them. (S, TA.) [Hence also خَلَا explained above as meaning He died.] And خَلَا مِنْهَا [an elliptical phrase] She became old; the greater part of her life passed. (TA from a trad.) And خَلَاكَ ذَمٌّ [for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ] Blame passed away from thee; or may blame pass away from thee. (Ksh and Bd in ii. 13.) You say, اِفْعَلْ كَذَا وَ خَلَاكَ ذَمٌّ Do thou such a thing, and thou wilt have an excuse; [i. e.] blame will fall from thee. (S. [See art. ذم.]) and خَلَاهُ الحُزْنُ Grief passed away from him, and quitted him. (Har p. 590, from the Tekmileh.) b7: خَلَا عَنِ الشَّىْءِ: see 2.

A2: خَلَا [or خَلَى, probably belonging to art. خلى, though mentioned in the present art.,] He ate what was good, sweet, or pleasant. (TA.) 2 خَلَّى, inf. n. تَخْلِيَةٌ, [He left a place, &c., empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied.] Hence, خلّى مَكَانَهُ [He left his place vacant;] meaning (tropical:) he died: (TA, and so in Ham p. 478:) a meaning assigned in the K to ↓ خَلَا مَكَانُهُ, and by IAar to خَلَا alone, without tesh-deed; but when مكانه is added, it is with teshdeed. (TA.) And (assumed tropical:) He went his way. (Ham p. 379.) And خلّى سَبِيلَهُ [He left his way free, or open, to him]. (S, TA.) And خلّى بَيْنَهُمَا [He left the way, or space, free between them two; meaning he left them two free, each to do to the other as he pleased]. (TA.) [And خلّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا He left him free access to such a thing.] and خلّى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ He left him, or it, alone; syn. أَهْمَلَهُ. (S and O and K in art. همل.) [and خلّاهُ وَفُلَانًا He left him to do as he pleased with such a one.] And خلّى الأَمْرَ He left, left alone, or let alone, the thing, or affair; as also ↓ تخلّى

مِنْهُ and عَنْهُ; and ↓ خالاهُ, (K, TA,) inf. n. خِلَآءٌ. (TA.) For تَخْلِيَةٌ signifies The leaving, and making a thing to be alone. (Har p. 123.) [خلّاهُ and خلّى عَنْهُ both signify He left, or left alone, it, or him.] It is said in a trad., خلّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا He (God) left them, or left them alone, and turned from them, forty years. (TA.) [And خلّاهُ لِكَذَا He made him, or left him, vacant, unoccupied, unemployed, or at leisure, for such a thing.] b2: تَخْلِيَةٌ also signifies The act of loosing; contr. of شَدٌّ. (IAar, K in art. ابض.) [Hence,] خلّى عَنِ الشَّىْءِ, (JK, S, * TA,) in the K ↓ خَلَا, without teshdeed, but this requires consideration, (TA,) He dismissed, loosed, let loose, or let go, the thing. (JK, K, TA.) b3: [and hence خلّاهُ meaning He left it, permitted it, or allowed it: see the pass. part. n., below.]

A2: خُلِّيَتْ, said of a she-camel such as is termed خَلِيَّة; and hence, of a cooking-pot: see 1 in art. خلى.3 خالاهُ He left, forsook, relinquished, abandoned, deserted, or quitted, him, being left, &c., by him; namely, another man; syn. تَارَكَهُ; (S;) inf. n. مُخَالَاةٌ, syn. with مُوَادَعَةٌ, (JK,) [and خِلَآءٌ also: and he was, or became, distant, remote, far off, aloof, or apart, from him; for]

خِلَآءٌ is syn. with مُبَاعَدَةٌ and مُجَانَبَةٌ (TA in art. خلأ) and فُرْقَةٌ. (TA in the present art.) and خالى الأَمْرَ, inf. n. خِلَآءٌ: see 2. b2: [Also He went, or came, out, or forth, to him, in the field; for] مُخَالَاةٌ is also syn. with مُبَارَزَةٌ. (Sh, TA.) b3: Also, (Lth, JK, K,) inf. n. مُخَالَاةٌ, (Lth, JK,) He wrestled with him, each endeavouring to throw down the other; contended with him in wrestling: (Lth, JK, K: mentioned in the K in art. خلى:) because, when one does so, he is alone with the other, so that neither of them seeks aid from any other. (Az, TA.) And in like manner the word مُخَالَاةٌ is used [app. as meaning The act of contending with another, by oneself,] in relation to any affair, or case. (Lth, JK, TA. [See its act. part. n., below.]) b4: See also 1, in the latter part of the paragraph.4 أَخْلَوَ see 1, in eleven places.

A2: اخلى المَكَانَ, (S, K,) or المَنْزِلَ, (Msb,) He made the place, (K,) or the place of alighting or abode, (Msb,) empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied: (Msb, K:) or it signifies, (S, K,) or signifies also, (Msb,) he found it empty, &c. (S, Msb, K.) One says in praying for another that he may have a long life, لَا أَخْلَى اللّٰهُ مَكَانَكَ [May God not make thy place vacant]. (TA.) b2: اخلاهُ مَعَهُ [He made him, or found him, to be alone with him]. (K.) 5 تخلّى He went forth into the field, or open country, to satisfy a want of nature. (TA.) And تخلّى فِى الخَلَآءِ He went forth into the vacant tract, or into the privy, to satisfy a want of nature: or he satisfied a want of nature therein. (TA.) b2: Also He was, or became, or made himself, vacant from occupation, or business; [unoccupied; unemployed; or at leisure;] syn. تَفَرَّغَ: (S:) or so تخلّى مِنَ الشُّغْلِ. (K in art. فرغ.) You say, تخلّى لِلْعِبَادَةِ He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the service of God. (TA.) [See also 1, in the latter part of the paragraph. In like manner, one says also, لِلْأَمْرِ ↓ خَلَا He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the affair.] And تَخَلَّوْا بِخَلِيَّةٍ (S, K, TA) They confined themselves exclusively to a she-camel, or to she-camels, such as they termed خلية, (K, TA,) يَحْلُبُونَهَا [milking only her, or them]. (S, TA.) And تخلّى خَلِيَّةً He took for himself a خليّة. (TA.) b3: And تخلّى مِنَ الأَمْرِ and عَنْهُ: see 2. b4: And تَخَلَّتِ الإِبِلُ بِلَا رَاعٍ [The camels were left to themselves without a pastor]. (K in art. سوع.) 10 إِسْتَخْلَوَ see 1, in three places. [And see also مُسْتَخْلٍ.]

A2: استخلاهُ مَجْلِسَهُ He asked him to leave his sitting-place vacant, or unoccupied, for him. (S. [But found by me in only one copy of that work.]) b2: استخلى المَلِكَ He asked the king to have a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place; he asked the king to grant him a private meeting or interview]. (K.) خَلَا as a word denoting exception, (S, Mughnee, K,) when it governs a gen. case, (S, Mughnee,) as when you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدٍ [They came to me, except Zeyd], is a particle, (S, Mughnee, K,) accord. to some of the grammarians, like حَاشَى; but accord. to some, a prefixed inf. n. (S.) ↓ It. also governs an accus. case, as a verb: (S, Mughnee:) so that you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدًا [meaning as above]; the agent of خلا being implied, (S, Mughnee, *) like that of حَاشَى [used as a verb]: it is as though you said, خَلَا مَنْ جَآءَنِى مِنْ زَيْدٍ

[i. e. those who came to me were without Zeyd]: (S:) or correctly, accord. to IB, خَلَا بَعْضُهُمْ زَيْدًا [for مِنْ زَيْدٍ, like as you say, خَلَاكَ ذَمٌّ, for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ]. (TA.) When you say مَا خَلَا, it is followed only by an accus., because ما خلا is equivalent to an inf. n.; (S, Mughnee;) so that when you say, جَاؤُونِى مَا خَلَا زَيْدًا [meaning as above], it is as if you said, جَاؤُونِى خُلُوَّ زَيْدٍ [or خُلُوًّا زَيْدًا], i. e. خُلُوَّهُمْ مِنْ زَيْدٍ, (S,) which two phrases mean جَاؤُونِى خَالِينَ مِنْ زَيْدٍ [They came to me, they being without Zeyd]: (S, K:) [for] accord. to Seer, ماخلا occupies the place of a noun in the accus. as a denotative of state: but some say, as an adv. n. of time; so that, accord. to these, مَا خَلَا زَيْدًا means وَقْتَ خُلُوِّهِمْ عَنْ زَيْدٍ [in the time of their being without Zeyd]. (Mughnee.) You say also, مَا أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ خَلَا أَنِّى وَعَظْتُكَ, meaning [I desired not to displease thee,] but I admonished thee (إِلَّا أَنِّى وَعَظْتُكَ). (JK, TA.) خِلْوٌ, and its fem. (with ة), and dual: see خَالٍ, in seven places.

خَلْوَةٌ said by some to be an inf. n.: [see خَلَا بِهِ

&c. in the first paragraph of this art.:] by others said to be a simple subst.; (TA;) meaning Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. وَحْشَةٌ. (S and K in art. وحش.) [Hence, app.,] رَجُلٌ سَهْلُ الخَلْوَةِ [A man easy in private conference]. (Msb in art. سلس. [See also a phrase in the latter part of the next paragraph.]) b2: Also An empty, a vacant, a void, or an unoccupied, place. (KL. [See also خَلَآءٌ.]) [In the present day, it is often applied to A closet to which one retires for privacy; and particularly to a cell for religious retirement: and is vulgarly pronounced خِلْوَة.] You say, اِجْتَمَعَ مَعَهُ فِى خَلْوَةٍ (S) or اجتمع بِهِ فى خلوة (K) [He had a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied by others, i. e., in a private place].

A2: Also Each of the two sharp sides or edges of an arrow-head (AHn, JK, TA) or of a spear-head: (AHn, TA:) both together are called the خَلْوَتَانِ: (AHn, JK, TA.) خَلَآءٌ is primarily an inf. n. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) b2: [Then it is used as an epithet, syn. with خَالٍ:] see خَالٍ, in five places. b3: Then it is used [as a subst.] in the sense of A vacant place [in a general sense]: (MF, TA:) or a place in which is nothing: (S, K:) [often applied in the present day to any open tract of country or desert:] and then, particularly, such as one takes for the purpose of satisfying a want of nature; (MF, TA;) i. q. مُتَوَضَّأٌ, (S, Msb, K,) but not as meaning only a place for the performance of الوُضُوء, as might be imagined from this explanation: pl. أَخْلِيَةٌ. (MF, TA.) It is said in a prov., (S, Meyd,) خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائِكَ, (S, Meyd, K,) [in Freytag's Arab. Prov., (i. 436,) بِحَيَآيِكَ,] i. e. [Thy place of retirement is] most preservative (أَلْزَمُ) [of thy sense of shame, or modesty]; meaning it is most fit for thee to be alone in thine abode; (S, * Meyd;) for he who is so needs not to be careful for his shame, or modesty: it is used in blaming the mixing with others. (Meyd.) حُصِرَ عَلَيْهِ خَلَاؤُهُ [His place of retirement for satisfying a want of nature was straitened to him] is used as meaning he suffered suppression of the feces, or constipation of the bowels. (Ibn-Buzurj, TA in art. حصر.) A2: إِنَّهُ لَحْلُو الخَلَآءِ, (TA,) or [as written in a verse in which it occurs in the TA in the present art., and in art. خلى,] الخَلَا, (JK, TA,) [without ء, but whether this be the right reading, or only required by poetic license, seems to be doubtful,] is a phrase mentioned by Th, (TA,) meaning Verily he is good in speech. (JK, TA. [If the former reading be right, the meaning may be similar to that of سَهْلُ الخَلْوَةِ, mentioned above: if the latter only, or rather انّه لحلو الخَلَى, be right, it probably belongs to art. خلىٍ, and is tropical, from the herbage termed خَلى; and this may also be the case if the former reading be right.]) خَلِىٌّ; and its fem. خَلِيَّةٌ: see خَالٍ, in twelve places. b2: The fem. also signifies, applied to a she-camel, (S, Msb,) Loosed from the cord, or rope, with which her fore shank and her arm have been bound together, (S, Msb, K,) and left alone, or free, (S,) so that she pastures where she will. (Msb.) Hence, (Msb,) it is used by way of metonymy as meaning Divorced: (Lh, S, Msb, K:) one says to a woman, أَنْتِ خَلِيَّةٌ Thou art divorced; (Lh, S;) and thus a man used to say in the Time of Ignorance: (TA:) and one says, هِىَ خَلِيَّةٌ She is divorced: (Msb:) and a woman is divorced thereby when divorce is meant. (Lh, TA.) Applied to a woman, it signifies also Free from any obstacle to marriage: pl. خَلِيَّاتٌ. (Msb.) b3: Also A she-camel that is made to affect, with another she-camel, one young one, so that both yield their milk to it, and to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively of the other for the purpose of milking her: (S:) or a she-camel that is chosen as the one more abundant in milk, when one has brought forth and her young one is drawn away (يُجَرُّ) as soon as born, before she smells it, and the young one of another, that has brought forth before her, is brought near to her, and she affects it; the other is left to suckle the young one, and is termed بَسُوطٌ, pl. بسط [app. بُسْطٌ or بُسُطٌ]: (Az, TA:) or a she-camel that is left, or left alone, to be milked: (K:) or that affects a young one [not her own], or is destitute of her young one, (JK, M, K,) whether she incline to another's young one or do not, or that is destitute of her young one by death or slaughter, (M, TA,) and whose milk one causes to flow by means of the young one of another; but only by her affecting a young one, and not suckling it: (M, K: *) or that brings forth, when abundant in milk, and has her young one drawn (يُجَرُّ) from beneath her, and another put beneath her, and is then left, or left alone, to be milked; (Lh, K;) this being done because of her generous quality: (Lh:) or a she-camel, or two she-camels, to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively, for milking, when two or three she-camels are made to affect one young one, and to yield their milk to it; the young one [afterwards] sucking from one of them only: (K, * TA:) or a she-camel that brings forth, and whose young one is drawn away (يُجَرُّ) in order that her milk may continue for their use, she being made to yield her milk by means of the young one of another, which is then withdrawn from her, and she is milked: sometimes, also, they bring together three and four خَلَايَا [pl. of خَلِيَّةٌ] to one young camel: and the doing so is termed تَلَسُّنٌ: (IAar, TA:) in this case they take as a خليّة whichever of them they will. (ISh, TA.) [Applied to a she-camel in any of these senses, it seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant; i. e., used without its having نَاقَةٌ prefixed to it.]

A2: See also the paragraph next following, in two places.

خَلِيَّةٌ [as fem. of the epithet خَلِىٌّ: see the next preceding paragraph, and the places there referred to in its first sentence.

A2: As a subst. it signifies] A great ship: (T, S, K:) or a ship that goes of itself, without its being made to do so by the sailor: (JK, K:) or one that is followed by a small boat: (K:) the first held by Az to be the right meaning: (TA:) pl. خَلَايَا. (JK, S.) b2: Also, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) and ↓ خَلِىٌّ, (JK, Msb, K,) The habitation (بَيْت) of bees, [whether it be a manufactured hive or a hollow in the trunk of a tree or in a rock,] in which they deposit their honey; (S;) the place in which bees deposit their honey: (Mgh:) or the thing in which bees deposit their honey, (K, TA,) not manufactured for them: (TA:) or a thing like the [kind of jar called] رَاقُود, of clay, (K, TA,) made for bees: (TA:) or a certain thing for bees, well known, of clay or of wood: (Msb:) or, accord. to Lth, if made of clay, it is called كوارة, (Msb, TA,) i. e. [كُوَارَةٌ and كُوَّارَةٌ and كِوَارَةٌ] with kesr: (Msb:) or a piece of wood hollowed out for honey to be deposited therein [by bees]: or the lower part of a tree that is called خَزَمَةٌ, [n. un. of خَزَمٌ, q. v., hollowed out for that purpose,] resembling the [kind of jar called] رَاقُود: (K:) or ↓ خَلِىٌّ signifies the part of the كُوَّارَة which is the place of the honey: (JK:) pl. as above. (Msb, TA.) خَلَاوَةُ: see the next paragraph.

خَالٍ Empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (Mgh, TA;) having none, and nothing, in it: (TA:) applied to a place, (Msb, TA,) as also ↓ خَلِىٌّ (TA) and ↓ مُخْلٍ; (Msb;) and to a thing, as also ↓ خَلِىٌّ; (TA;) or a vessel. (Mgh.) You say also ↓ مَكَانٌ خَلَآءٌ, [as well as خَلَآءٌ alone,] meaning A place in which is none (K, TA) and nothing. (TA.) And وَجَدْتُ

↓ الدَّارَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found the house empty, &c.]. (TA.) b2: Vacant, or free; from a thing or an affair; or devoid, or destitute, of a thing; (TA;) and so ↓ خَلِىٌّ and ↓ خِلْوٌ; which last is the same as masc. and fem., though it has خِلْوَةٌ also for fem., and أَخْلَآءٌ for pl.; (K;) but properly, accord. to Lh, it has no dual form, nor pl., nor fem., though some give it such forms: (TA:) or ↓ خَلِىٌّ, which has a dual, [i. e.

خَلِيَّانِ,] and pl., (S, Msb,) i. e. خَلِيُّونَ and أَخْلِيَآءُ, (K,) signifies free [from a thing]; or clear or quit [of a thing or person]; as also ↓ خَلَآءُ, (S, Msb,) which, being [originally] an inf. n., has no dual nor pl. [nor fem.]; (S;) and ↓ خِلْوٌ. (Msb.) You say, مِنْ هٰذَا ↓ أَنْتَ خَلِىٌّ الأَمْرِ and خَالٍ, i. e. Thou art free from this thing, or affair. (TA.) And مِنَ الهَمِّ ↓ أَنَا خَلِىٌّ, meaning خَالٍ [i. e. I am free from anxiety]. (Mgh.) And مِنْ كَذَا ↓ أَنَا خِلْوٌ, meaning خَالٍ

[i. e. I am free from such a thing]: (S:) and هُمَا خِلْوٌ, and هُمْ خِلْوٌ; and some say, هُمَا خِلْوَانِ, and هُمْ أَخْلَآءٌ, which is not proper. (T, TA.) and مِنْ مُصِيبَتِى ↓ أَنْتَ خِلْوٌ Thou art free in mind from my affliction, or misfortune. (TA from a trad.) And مِنْكَ ↓ أَنَا خَلِىٌّ I am clear, or quit, of thee. (S.) And ↓ أَنَا مِنْكَ خَلَآءٌ signifies the same. (S.) And ↓ نَحْنُ مِنْكَ الخَلَآءُ and البَرَآءُ [q. v.] We are clear, or quit, of you. (Fr, T in art. برأ.) And مِنْ هٰذَا الأَمْرِ ↓ أَنْتَ خَلَآءٌ Thou art clear, or quit, of this affair. (TA.) and ↓ أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ [lit. I am, with respect to this affair, like Fálij Ibn-Kha- láweh], (S,) or فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, (so in the JK and K in this art., and in the S and K in art. فلج,) meaning بَرِىْءٌ [i. e. I am clear, or quit, of this affair]: (JK, S, K:) a saying originating from its being asked of Fálij Ibn-Khaláweh, on the day of Er-Rakam, when Uneys killed the captives, “Dost thou,” or “ wilt thou,” “ aid Uneys? ” and his answering, “I am clear,” or “ quit,” “ of him. ” (S and K in art. فلج.) And ↓ خَلِىٌّ [alone] signifies خَالٍ مِنَ الهَمِّ [Free from anxiety]; contr. of شَجِىٌّ. (S.) It is said in a prov., وَيْلٌ

↓ لِلشَّجِىِّ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. Woe to him who is occupied by anxiety from him who is free therefrom: (TA:) and in another, مَا يَلْقَى الشَّجِىُّ

↓ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. What will he who is occupied by anxiety experience from him who is free therefrom? meaning, accord. to AO, that the latter will not aid the former against his anxieties, but will censure him: it is said in the Tekmileh that الخَلِىّ [in these provs.] is from خَلَاهُ الحُزْنُ meaning “ Grief passed away from him,” and “ quitted him. ” (Har p. 590.) And ↓ أَنْتِ خَلِيَّةٌ means خَالِيَةٌ مِنَ الخَيْرِ [i. e. Thou, O woman, art devoid, or destitute, of good]. (Mgh.) b3: Also A man having no wife; (S, K;) [for خَالٍ مِنَ الزَّوَجَاتِ, a phrase occurring in the TA:] and a woman having no husband; (K;) thus without ة: (TA:) pl. أَخْلَآءٌ: (K:) and ↓ خِلْوَةٌ, also, has the latter meaning; dual خِلْوَتَانِ, and pl. خِلْوَاتٌ: and so has ↓ مُخْلِيَةٌ: and ↓ خَلِيَّةٌ means a woman having no husband nor children; pl. خَلِيَّاتٌ. (TA.) b4: [And Alone; as also ↓ مُخْلٍ, and ↓ خِلْوٌ.] It is said in a prov., أَشَدُّ ↓ الذِّئْبُ مُخْلِيًا The wolf when [alone or] in a vacant place [is most courageous, or violent]; (TA;) or خَالِيًا [which means the same]. (JK. [And another reading is أَسَدٌ. See Freytag's Arab. Prov., i. 500.]) And one says, ↓ وَجَدْتُ فُلَانَةَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found such a woman alone]. (TA.) And ↓ وَجَدَهُمَا خِلْوَيْنِ i. e. خَالِيَيْنِ [He found them two alone]. (K.) b5: [Also Past, or past away: as well as going, going away, or passing away.] القُرُونُ خَالِيَةُ means[The generations] that have passed. (JK, S, TA.) مُخْلٍ, and its fem. مُخْلِيَةٌ: see خَالٍ, in six places.

A2: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ, occurring in a trad., means I did not find thee destitute of wives beside me: it is not from اِمْرَأَةٌ مُخْلِيَةٌ signifying

“ a woman having no husband. ” (TA.) مِخْلَآءٌ A she-camel left alone, away from her young one. (IDrd, JK.) مُخَلًّى pass. part. n. of 2. (S, TA.) b2: Left, permitted, or allowed. (M in art. بسل.) مُخَالٍ [act. part. n. of 3, q. v.]. Accord. to IAar, it signifies Contending with another in war. (TA in art. خلأ.) مُسْتَخْلٍ Devoting himself to religious services or exercises [app. in solitude or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs: see also 1 and 5]. (TA.)
خلو: {خلوا إلى شياطينهم}: انفردوا بهم. {وتخلت}: من الخلوة.
خلو
خَلا الشَّيْءُ يَخْلُوخَلاَءً: أي فَرغ، وهوخالٍ. والخَلاءُ من الأرْضِ: قَرارٌ خالٍ. وخَلا الرَّجُلُ يَخْلو خَلْوَةً. واسْتَخْلَيْتُ فلاناً فأخْلاني: أي خَلا معي وخَلا بي وخَلا لي. وهوخِلْوٌ من الأمر وخَلِيٌّ، وهُمْ أخْلاَء منه، وهُنَّ أخلاءُ كذلك. وأخْلِ إليكَ: أي الْزَمْ شَأْنَكَ. واخْلُ به. ومَثَلٌ: " أخلِ إليك ذِئبٌ أزَلًّ ". وأخْلَيْتُ: أصَبْتُ خَلاءً أي خَلْوًة. وخَلَوْتُ على اللَّبَن وأخْلَيْتُ عليه: إذا أكَلَه وَحْدَه. رضي الله عنها " الذِّئْبُ خالياً أشَدُّ ". وخالَيْتُ فلاناً: صارعْتَه. وكذلك المُخالاة في كلِّ أمْرٍ. وهي المُخادَعَة أيضاً. والمُوَادَعَة. وهو في اللَّحم: أنْ يُخاليَ الرَّجُلُ الطَّعامَ كلَّه راغِبَاَ عنه إلى اللَّحم. وفي المَثَل: " لا يَدْري الشَّقيُّ بمَنْ يُخالي ". وتُسَمَّى الشَّفْرَتانِ من حَدِيدة السَّهم: الخَلْوَتَيْنِ، الواحدة خَلْوَةٌ. وفي المَثَل في بَراءة الساحة: " أنا منه فالجُ بن خَلاَوَةَ " أي أنا منه بَرِيْءٌ خالٍ. وخَلا لكَ الشَّيْءُ وأخْلى: بمعنىً. وامْرَأة مُخْلِيَةٌ: لا زَوْخ لها.

خلو


خَلَا(n. ac. خَلَآء []
خُلُوّ [] )
a. Was empty, vacant, void, unoccupied.
b. Was, alone, by himself.
c. Passed, passed away.
d. ['An
or
Min], Was free, void of.
e.(n. ac. خَلْو []
خَلْوَة [] خَلَآء [خَلَاْو]) [Bi
or
Ila], Was alone with, withdrew apart with.
f. [Ila], Occupied himself with exclusively, devoted himself
to entirely.
خَلَّوَa. Left empty, unoccupied; abandoned, quitted.
b. Kept alive, preserved ( God).
خَاْلَوَa. Left, abandoned.

أَخْلَوَa. Was lonely, retired; was alone, solitary.
b. [acc.
or
Bi], Was alone with.
c. Made to leave or evacuate ( a place ).
d. ['An], Deprived himself of.
تَخَلَّوَa. Satisfied a want of nature.
b. [Min
or
'An], Separated or freed himself from, abandoned
deserted.
c. [La], Was free to, at leisure for; devoted himself
exclusively to.
d. [Bi], Withdrew apart with.
إِخْتَلَوَa. Isolated himself, led a solitary life.

إِسْتَخْلَوَa. Was empty, unoccupied; was solitary.
b. Asked for a private interview.
c. [Bi], Had a private interview with.
خَلْوَة []
a. Solitude, loneliness, privacy.
b. Empty, unoccupied place.
c. Private place; retreat solitude; cell; closet.
d. Temple ( of the Druses ).
خِلْو (pl.
أَخْلَآء [] )
a. Alone, solitary.
b. see 21 (b)
خَلَاa. Except, save.

خالِي (pl.
خُلُوّ [] )
a. Empty, vacant, void, unoccupied.
b. Devoid, destitute of; free, quit, exempt.
c. Past, elapsed.
d. (pl.
أَخْلَآء
[أَخْلَاْو]), Bachelor, unmarried.
خَلِيّ [] (pl.
أَخِّلَآء [] )
a. see 21 (a) (b), (c).
خَلِيَّة [] (pl.
خَلَايَا)
a. Ship.
b. Hive.

خُلُوّa. Emptiness.

عَلَى خَلْوَةٍ
a. Aside, apart, in secret.

مَا خَلَا
a. see 4A

بَيْت الخَلَآء
a. Water-closet.

أخذ

أخذ
الأَخْذُ: حوز الشيء وتحصيله، وذلك تارةً بالتناول نحو: مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ [يوسف/ 79] ، وتارةً بالقهر نحو قوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة/ 255] .
ويقال: أخذته الحمّى، وقال تعالى: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ [هود/ 67] ، فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى [النازعات/ 25] ، وقال: وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى [هود/ 102] .
ويعبّر عن الأسير بالأَخِيذِ والمأخوذ، والاتّخاذ افتعال منه، ويعدّى إلى مفعولين ويجري مجرى الجعل نحو قوله تعالى: لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ [المائدة/ 51] ، أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ [الشورى/ 9] ، فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا [المؤمنون/ 110] ، أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة/ 116] ، وقوله تعالى:
وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ
[النحل/ 61] فتخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لما أخذوه من النعم فلم يقابلوه بالشكر. ويقال: فلان م
أخوذ، وبه أَخْذَةٌ من الجن، وفلان يأخذ مَأْخَذَ فلان، أي: يفعل فعله ويسلك مسلكه، ورجل أَخِيذٌ، وبه أُخُذٌ كناية عن الرّمد.
والإخاذة والإخاذ: أرض يأخذها الرجل لنفسه ، وذهبوا ومن أخذ أَخْذَهُمْ وإِخْذَهُمْ .
[أخذ] نه فيه: كن خير "أخذ" أي خير أسر والأخيذ الأسير. وأخذ بذنبه: أي حبس وجوزي عليه وعوقب به. وفيه: وإن أخذوا على أيديهم: أي منعوهم عما يريدون فعله كأنهم أمسكوا أيديهم. ج ومنه: أ "يؤخذ" على يدي أي منعت من التصرف في مالي ونفسي. نه: قالت امرأة: أأخذ جملي؟ قالت عائشة: نعم، التأخيذ حبس السواحر أزواجهن عن غيرهن من النساء، وكنت بالجمل عن زوجها ولم تعلم عائشة فأذنت لها فيه. ك: أو يؤخذ عنها أي يحبس عن جماعها، والأخذة بضم همزة رقية الساحر، وقيل خرزة بها النساء الرجال، ويشرح في "نشرة". ش: هو بسكون خاء ومن أخذ واعترض بمجهول التأخيذ، والعرض بالحركة: ما يعرض من نحو مرض. ك: "أخذ" عمر جبة من استبرق "فأخذها" المراد بأخذ الأول الشرى، ونوقشمولاهم وحصلوه. نه: أي نزلوا منازلهم. ن: أن ابن عمر كان "يأخذ" بخاء وذال، وروى يأجر بجيم وراء مضمومتين في الموضعين، وروى يؤاجر. ج: "فليأخذ" بأنفه ليوهم أن به رعافا وهو نوع من الأدب في إخفاء القبيح والتورية بالأحسن عن الأقبح لا من الكذب والرياء بل من التجمل والحياء. نه: وكانت فيه "إخاذات" أي غدران تأخذ ماء السماء فتحبسه على الشاربة جمع إخاذة. ومنه: جالست أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فوجدتهم "كالإخاذ" وجمعه أخذ ككتاب وكتب وقيل: جمع إخازة وتكفي الإخاذة الراكب وتكفي الإخاذة الراكبين وتكفي الإخاذة الفئام يعني أن فيهم الصغير والكبير والعالم والأعلم.
(أ خ ذ) : (الْأَخْذُ) مِنْ الشَّارِبِ قَصُّهُ وَقَطْعُ شَيْءٍ مِنْ شَعْرِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي خِيَارِ الرَّوِيَّةِ مِنْ الْمُنْتَقَى الْأَخْذُ مِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ لَيْسَ بِرَضِيٍّ الْإِخَاذَاتُ فِي أج.
أخ ذ

ما أنت إلا أخاذ نباذ: لمن يأخذ الشيء حريصاً عليه ثم ينبذه سريعاً، وفلان أخيذ في يد العدو. وهو أسير فتنه، وأخيذ محنه. وذهبوا ومن أخذ أخذهم، ولو كنت منا لأخذت بأخذنا أي بطريقتنا وشكلنا. ولفلانة أخذة تؤخذ بها الناس أي رقية، وهو مؤخذ عن النساء. وفي الحديث: " أؤخذ جملي " وهو يصطاد الناس بأخذ، والأخذة الرقية.
(أخذ) - في الحديث : "فأَخذَنِى ما قَدُم وما حَدُث".
قال الخَطَّابِىُّ: معناه الحُزنُ والكَآبة: أي عَاوَدَنى قدِيمُ الأحزانِ واتَّصل بحَدِيثها، وعندِى أَنَّه كان تَذَكَّر فيما كان قد أَتاه وجَرَى عليه من الأَقوال والأَفعال القَدِيمَة والحَدِيثة، أَيُّها كان مستوجِباً لِترك ردّهِ السَّلام عليه: أي غَلَب علىَّ ذلك وأَثَّر فِىّ.
أ خ ذ: (أَخَذَ) تَنَاوَلَ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (الْإِخْذُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ، وَالْأَمْرُ مِنْهُ (خُذْ) وَأَصْلُهُ اؤْخُذْ إِلَّا أَنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوهُمَا تَخْفِيفًا وَكَذَا الْقَوْلُ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَكَلَ وَأَمَرَ وَشِبْهِهِ. وَيُقَالُ خُذِ الْخِطَامَ وَخُذْ بِالْخِطَامِ بِمَعْنًى. وَ (آخَذَهُ) بِذَنْبِهِ (مُؤَاخَذَةً) وَالْعَامَّةُ تَقُولُ وَاخَذَهُ. وَ (الِاتِّخَاذُ) افْتِعَالٌ مِنَ الْأَخْذِ إِلَّا أَنَّهُ أُدْغِمَ بَعْدَ تَلْيِينِ الْهَمْزَةِ وَإِبْدَالِ التَّاءِ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرَ
اسْتِعْمَالُهُ عَلَى لَفْظِ الِافْتِعَالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التَّاءَ أَصْلِيَّةٌ فَبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ فَقَالُوا (تَخِذَ) يَتْخَذُ. وَقُرِئَ «لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا» وَقَوْلُهُمْ أَخَذْتُ كَذَا يُبْدِلُونَ الذَّالَ تَاءً وَيُدْغِمُونَهَا فِي التَّاءِ وَبَعْضُهُمْ يُظْهِرُ الذَّالَ وَهُوَ قَلِيلٌ. وَ (التَّأْخَاذُ) كَالتَّذْكَارِ تَفْعَالٌ مِنَ الْأَخْذِ. وَ (الْإِخَاذَةُ) بِالْكَسْرِ شَيْءٌ كَالْغَدِيرِ وَالْجَمْعُ (إِخَاذٌ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَجَمْعُ الْإِخَاذِ (أُخُذٌ) مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ (أُخْذٌ) وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ «مَا شَبَّهْتُ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْإِخَاذَةَ تَكْفِي الْإِخَاذَةُ الرَّاكِبَ وَتَكْفِي الْإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْنِ وَتَكْفِي الْإِخَاذَةُ الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ» .
(أخذ)
(هـ) فيه «أَنَّهُ أَخَذَ السَّيْفَ وَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكِ مِنِّي؟ فَقَالَ: كُن خَيْر آخِذٍ. أَيْ خَيْرَ آسِرٍ. والأَخِيذ الأسِيرُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أصابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أُخِذَ بِهِ» يُقَالُ أُخِذَ فُلَانٌ بِذَنْبِهِ: أَيْ حُبِس وجُوزِي عَلَيْهِ وعُوقِب بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنْ أُخِذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجوا» يُقَالُ أَخَذْتُ عَلَى يَدِ فُلَانٍ إِذَا منعتَه عَمَّا يريدُ أنْ يَفْعَلَه، كأنَّك أمسكْتَ يدَهُ.
(هـ) - وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لها: أأُؤَخِّذُ جَمَلِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ» التَّأْخِيذ حبْسُ السَّواحر أَزْوَاجَهُنَّ عَنْ غَيْرِهِنَّ مِنَ النِّسَاءِ. وكَنَت بِالْجَمَلِ عَنْ زَوْجِهَا، وَلَمْ تعلمَ عَائِشَةُ. فَلِذَلِكَ أَذِنَتْ لَهَا فِيهِ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «وَكَانَتْ فِيهَا إِخَاذَات أَمْسَكَتِ الْمَاءَ» الإِخَاذَات الغدرانُ الَّتِي تَأْخُذُ مَاءَ السَّمَاءِ فَتَحْبِسهُ عَلَى الشاربَة، الْوَاحِدَةُ إِخَاذَة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوقٍ «جَالَسْتُ أصحابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُمْ كالإِخَاذِ» هُوَ مُجْتَمَعُ الْمَاءِ. وَجَمْعُهُ أُخُذٌ، كَكِتَابٍ كُتُبٌ. وَقِيلَ هُوَ جَمْعُ الإِخَاذة وَهُوَ مَصْنَعٌ لِلْمَاءِ يَجْتَمِعُ فِيهِ.
وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ جِنْسًا للإخَاذة لَا جَمْعا، وَوَجْهُ التَّشْبيه مَذْكُورٌ فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ. قَالَ: تكْفي الْإِخَاذَةُ الراكبَ وَتَكْفِي الْإِخَاذَةُ الرَّاكبيْن، وَتَكْفِي الْإِخَاذَةُ الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ. يَعْنِي أَنَّ فِيهِمُ الصغيرَ وَالْكَبِيرَ وَالْعَالِمَ والأعلم. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الغَيث «وامْتَلَأت الإِخَاذ» .
وَفِي الْحَدِيثِ «قَدْ أَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ» أَيْ نَزَلوا منَازِلهم، وَهِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْخَاءِ.
[أخذ] أخذت الشئ آخذه أخذا: تناولته. والإخذُ بالكسر، الاسمُ. والأمْر منه خُذ، وأصله اُؤْخُذْ إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً. وكذلك القول في الامر من أكل وأمر وأشباه ذلك. وقولهم: خذ عنك، أي خذ ما أقول، ودَعّ عنك الشكَّ والمِراءَ. يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً. ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ، لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ منها. وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذة. والعامة تقول: واخذه. ويقال: ائتخذوا في القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضاً. والاتِّخافتعالٌ أيضاً من الأخذ: إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل، قالوا: تخذ يتخذ. وقرئ:

(لتخذت عليه أجرا) *. وقولهم: أخذت كذا يبدلون الذال تاء فيدغمونها في التاء، وبعضهم يظهر الذال وهو قليل. والاخيذ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخيذَةٌ. والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ. وأَخِذَ الفَصيلُ بالكسر يَأْخذُ أَخَذاً: اتَّخَمَ من اللبن. ويقال أيضاً: رَجُلٌ أَخِذٌ، أي رَمِدٌ. وبعينه أخذ بالضم، مثال جنب، أي رمد. وحكى المبرد أن بعض العرب يقول: استخذ فلان أيضا ، يريد اتخذ، فيبدل من إحدى التاءين سينا، كما أبدلوا التاء مكان السين في قولهم ست. ويجوز أن يكون أراد استفعل من تخذ يتخذ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا كما قالوا ظلت من ظللت. قال الاصمعي: المستأخذ: لمطأطئ رأسه من رمدٍ أو وجعٍ. والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الاخذ. قال الشاعر الاعشى: ليعودن لمعد عكرة * دلج الليل وتأخاذ المنح . - والاخاذة: شئ كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ مثال كتاب وكتب، وقد يخَّفف. قال الشاعر: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ مُتْرَعَةً * تَطْفو وأَسْجَلَ أنهاء وغدرانا - وفى حديث مسروق بن الاجدع قال: " ما شبهت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا الاخاذ، تكفى الاخاذة الراكب، وتكفى الاخاذة الراكبين، وتكفى الاخاذة الفئام من الناس ". والاخاذة والاخاذ أيضا: أرض يجوزها الرجل لنفسه أو السلطانُ. ويقال: ذهبَ بنو فلان ومن أخذ أخذهم بالفتح، أي ومن سار بسيرتهم. وحكى ابن السكيت: ومن أخذ أخذهم برفع الذال ونصب الهمزة، وإخذهم بكسر الهمزة مع رفع الذال، أي ومن أخذه إخذهم وسيرتهم. وحكى أبو عمرو: استعمل فلان على الشام وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما وجبَ عليه من حسن السيرة. ولا تقل: أخذه. ويقال: لو كنت منّا لأخذت بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.
أخذ
أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على يَأخُذ، اؤْخُذْ/ خُذْ، أَخْذًا، فهو آخِذ، والمفعول مَأْخوذ وأخيذ
• أخَذ الكتابَ/ أخَذ بالكتاب: تناوله وحصل عليه "أعطيته الهديَّة فأخَذها شاكرًا- أخذ حمّامًا: استحمَّ- أخَذ زمام المبادرة- {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ} " ° أخَذ ثأره: انتقم- أخَذ أخْذ فلان: سار سيرته وتخلَّق بأخلاقه- أخَذ أُهبته: استعد- أخَذ الطَّائرةَ: ركبها وسافر- أخَذته الألسنةُ: تناولته بالغيبة- أخَذ جزاءه: نال عقابه- أخَذ حذره: تنبَّه وتيقَّظ- أخَذ راحته/ أخَذ نَفَسًا: استراح- أخَذ طريقَه: سار ومشى- أخَذ مجلسَه: جلس- أخَذ نَفْسه بكذا: ألزمها به- أخَذه الله: أهلكه- أخَذه بالحُسْنى: عامله برفق ولين- أخَذه بالشِّدّة: عامله معاملة قاسية- أخَذه بعين الاعتبار: اهتمّ به وحسب له حسابًا- أخَذه على حين غرّة: فاجأه- أخَذه على عاتقه: تولاَّه وتحمّل مسئوليته- أخَذ وأعطى: تعامل وتفاهم- أخَذ وقته: تصرَّف بروِيَّة.
• أخَذ عيّنةً من الدَّم: استخرج كميّة محدودة منه لفحصها أو تحليلها.
• أخَذ الشَّيءَ: قبِله " {قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا} ".
• أخَذ فلانًا:
1 - حبسه " {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} ".
2 - قتله " {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} " ° أخَذ روحَه: قتله.
3 - أسره " {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ} ".
4 - عاقبه "قد يُؤخذ الجارُ بذنب الجار [مثل]- {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} ".
• أخَذه النُّعاسُ: غلبه " {اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ

تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} " ° أخَذتِ الخمرُ عقلَه/ أخَذتِ الخمرُ رأسَه: أفقدته رشده.
• أخَذه المرضُ: أهلكه، نزل به " {مَا يَنْظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ} - {وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} ".
• أخَذ الأمرُ مجراه: تمَّ كما يجب، سار سيره الطبيعيّ "أخذت العلاقات مجراها الطبيعيّ بين الدولتين: استقامت"? أخَذ فيه الدَّواءُ: أثَّر فيه.
• أخَذ فلانًا بالأمر: ألزمه إيَّاه.
• أخَذ على المؤلِّف إهمالَه ذكر المصادر: لامه، انتقده، أنكره "أخَذ عليه تهوُّره"? أخَذ على التَّعب: اعتاد وصبر على آلامه- أخَذ على خاطره: استاء، تكدَّر وانزعج.
• أخَذ عليه عهدًا: ألزمه به "أخَذ على نفسه أن لا يؤذي أحدًا".
• أخَذ الشَّيءَ في حسابه: اهتمّ به، اعتنى به ورعاه.
• أخَذ عنه العلمَ: تلقَّاه، نقله عنه ورواه "أخَذ علمه عن أساتذة كبار".
• أخَذ من الكاتب بعضَ أفكاره: اقتبس منه.
• أخَذ الطِّفلُ بثوب أمّه: أمسك به " {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} - {مَا مِنْ دَابَّةٍ إلاَّ هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}: مالكها وقاهرها"? أخَذ بثأره: انتقم- أخَذ السِّلاح: تسلَّح- أخَذ بأسباب الحضارة: اتَّصل بمقوّماتها- أخَذ بالعقول: كان مقنعًا- أخَذ بالقلوب والأبصار: شدّها وجذب الانتباه، سحرها- أخَذ بتعاليم الإسلام: اتَّبعها وسار على نهجها- أخَذ بتلابيبه: أمسك بخناقه، تشاجر معه- أخَذ بخاطره: عزّاه وواساه- أخَذ بخناق فلان: ضيَّق عليه- أخَذ برأيه: اتّبعه وعمل به- أخَذ بزمام الأمر: تحكّم فيه وسيطر عليه- أخَذ بيده: أعانه، ساعده- أخَذته العِزَّة بالإثم: تمسَّك بخطئه- أخَذ فلانًا بفلان: جعله مسئولاً عنه.
• أخَذ على يده: منعه عمَّا يريد أن يفعل "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ [حديث] "? أخَذ على فمه: منعه من الكلام- أخَذ عليه الطَّريق: قطعه.
• أخَذ الطالبُ يذاكرُ: من أفعال الشروع بمعنى بدأ وشرع "أخَذ يجِدّ في الأمر". 

آخذَ يؤاخذ، مُؤاخذةً، فهو مُؤاخِذ، والمفعول مُؤاخَذ
• آخذ الرَّجلَ: عاتبه، لامه وعابه "لا تؤاخذني إن قصَّرت في خدمتك- {قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} " ° لا تؤاخذني: كلمة اعتذار.
• آخذه بذنبه/ آخذه على ذنبه: عاقبه عليه وجازاه " {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ". 

اتَّخذَ يتَّخذ، اتِّخاذًا، فهو مُتَّخِذ، والمفعول مُتَّخَذ
• اتَّخذ أمرًا: اصطنعه؛ ثبتت إرادته عليه واستقرَّ خاطره "اتَّخذ موقفًا- اتَّخذ المدير قرارًا بحلّ المجلس دون أن يرجع لمستشاريه".
• اتَّخذ احتياطاتِه: تأهَّب واحترز لتفادي ما يُتوقَّع "اتَّخذتِ الحكومةُ التدابير أو الإجراءات الضروريَّة".
• اتَّخذه مثالاً: حذا حذوه وسار على نهجه.
• اتَّخذ أجرًا على عمله: أخذه " {قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} ".
• اتَّخذه صديقًا: جعله صديقًا " {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} - {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}: اختاره وجعله خليلاً" ° اتَّخذ فلانةً زوجةً له: تزوَّجها. 

أخّاذ [مفرد]: صيغة مبالغة من أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على: ساحر جذّاب "جمالٌ/ منظرٌ أخّاذ- ما أنت إلا أخَّاذ نبَّاذ: يقال لمن يأخذ الشّيء حريصًا عليه، ثم ينبذه بسرعة". 

أَخْذ [مفرد]:
1 - مصدر أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على ° أَخْذ عزيز مقتدر: أَخْذٌ بقوّة- أَخْذٌ وعطاءٌ: تبادل المنافع بين طرفين- بعد أَخْذ وردّ: بعد محاورة ومناقشة طويلة.
2 - سِيرة ونَهْج "لو كنت منَّا لأَخْذت بأَخْذنا". 

أَخيذ [مفرد]: ج أَخيذون وأُخذاء، مؤ أَخِيذة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على: مأخوذ أسير.
 2 - ما اغْتُصب فأُخِذ. 

أَخيذة [مفرد]:
1 - مؤنَّث أَخيذ.
2 - غنيمة.
3 - ما اغْتُصب فأُخذ. 

مُؤاخذة [مفرد]: ج مُؤاخذات:
1 - مصدر آخذَ.
2 - اعتراضٌ، لومٌ "هذه مُؤاخذات اللجنة على البحث المقدَّم إليها" ° بلا مُؤاخذة/ لا مُؤاخذة: معذرة، عفوًا أو أرجوك. 

مَأْخَذ [مفرد]: ج مآخذُ:
1 - مصدر ميميّ من أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على: "أخَذ الأمر مَأْخَذ الجدّ" ° قريب المَأْخَذ: سهل.
2 - مصدر الدراسة "مآخذ الكتاب: مصادره".
3 - ما يُعاب على العمل أو العامل "كان للنَّاقد مآخذ كثيرة على الرِّواية ومؤلّفها" ° لا مَأْخَذ فيه/ لا مَأْخَذ عليه: ليس به عيب أو نقص.
4 - منهج ومسلك "اتَّبع في بحثه مَأْخَذًا جادًّا" ° المَأْخَذ الأقرب: أسهل منهج أو طريقة. 

مأخوذ [مفرد]: اسم مفعول من أخَذَ/ أخَذَ بـ/ أخَذَ على ° مأخوذ به: نافذ، معمول به. 

مَأْخوذات [جمع]: مف مَأْخوذة: (سف) قضايا مُسَلَّم بها تُتَّخذ مُقدِّمة للقياس. 
أخذ: حوى، وسع (بوشر) - ويقال: أخذت الريح وودعت (جبير 315) أي اشتدت مرة وهدأت أخرى.
وأخذته البردية أو السخونة: أصابته الحمى (بوشر) - وأخذاته عينه: غلبه النوم (راجعة في عين) - وأخذته الألسنة: تناولته بالغيبة (حيان - بسام 1: 30ر) - وأخذنا مطر: فجأنا المطر (رياض النفوس 61ق) - وأخذك: خدعك (الأغاني 64) - وأخذه أن يفعل: أجبره واضطره (النويري أسبانيا 457) وكذلك: أخذه بأن يفعل، معجم المختارات، عبد الواحد 202، أماري 441، راجع التعليقات. وأخذ أمره بالحزم والاجتهاد: بدأ حكمه بالحزم الخ (أماري 441) وأخذ في: شرع في، بدأ (المقري 1: 130) - وأخذ البصر: خطفه وبهره. ويقال مجازا: أخذ العقل: أذهله وبهره (بوشر) - وأخذ جزاءه: نال عقابه (بوشر) - وأخذ حذره: احترس (بوشر) - وأخذ حلاّ: تحلل من نذره (بوشر) - وأخذ خاطراً: استأذن لينصرف، وسلم قبل أن ينصرف. (بوشر) - وأخذ خاطره في: عزاه في وفاة (بوشر) - وأخذ خيمه: استخرج سره (بوشر) - وأخذ دربه وراح: سار وذهب (بوشر) - وأخذ دما من: فصده (بوشر) - وأخذ رضاه: حصل على موافقته (بوشر) - وأخذ روحه: قتله (بوشر) - وأخذ زبداً: صفاه، واخرج خلاصته (بوشر) - وأخذ شعر فلان: قصه (معجم المختار) - وأخذ صحبته: استعان به (أو صحبه) (بوشر) - وأخذ صورته: استنسخه (بوشر) - وأخذ عقله: أفقده الرشد، وأخافه وأذهله، وبهره (بوشر) (راجع: أخذ البصر) - وأخذ كتابا في اللوح: نسخ كتابا في لوح (أمارى 192) - وأخذ نشان: صوب، سدد (بوشر) - وأخذ نفسا: استراح، (بوشر) - وأخذ وجها: تدلل، وتصرف كما يحلو له (بوشر) - وأخذ إليه: سار إلي ويقال أخذ الطريق إليه: أدى إليه (بوشر، وراجع معجم أبى الفداء) - وأخذ إلى: سار في طريق يؤدي إلى (البكري 114) وكذلك أخذ على (راجع ما يأتي) - وأخذ فلانا وأخذ فلانا إلى: قاده إلى وذهب به إلى (بوشر) - وفي لطائف الثعالبي ص75: فأما سائرهم فخذ إليك المنصور أمه أمة أي فخذ مثلا المنصور الخ. - وأخذ بثأره: أدرك ثأره وقتل القاتل (بوشر) - وأخذ بالحامي: عنف وعامل بعنف (بوشر) - وأخذ بخاطره أو في خاطره: شجعه وعزاه (فليشر معجم 83) وهدأه. ودلله، وجامله، وترضاه، ولاطفه، وتملقه، وداهنه، وتحبب إليه (بوشر) - وأخذ بالعين: فتن وخلب وسحر (فوك) - وأخذ بمعنى أو بسبيل: بدأه، وفهمه، وشرحه (بوشر) - وأُخِذ بقلبه: جبن وخانته شجاعته (معجم بدرون) - وأخذ بالمال: حوسب به (عبد الواحد) - وأخذ بيده: ساعده (الفخري 372) - وأخذ فلانا بالشيء: أمره أن يفعله أو يحمله أو أن يدفع مالا أو ضريبة (معجم البلاذري، دى يونج، معجم المختار، بربر 1: 50، 52).
وأخذ فلانا بفلان: جعله مسؤولا عنه (دى يونج، معجم المختار) - وأخذ ب وفي: عمل وأثر (معجم الماوردي)، وأخذ على فلان: التزم به وتكلف به (بوشر). وأخذ عليه: سيطر على روحه (عباد 2: 120) - ولا يقال: أخذ التلميذ عن شيخه فقط بل أخذ على شيخه أيضا، ففي عبد الواحد 129، أخذ عليه شيئا من أصول الفقه - وأخذ عليه: أي أخذ عليه العهد أو اليمين (بحذف العهد واليمين) ففي بسام 2: 113ق: وأخذ عليه إذا دعا أصحابه أن يكون أول داخل وآخر خارج (راجع عباد 2: 120) - وأخذ عليه: أمرضه وآذاه (بوشر) - وأخذ على الفرس: جرحه بالمسمار وهو ينعله (بوشر) - وأخذ على: سار يقال: أخذ على طريق مجانة (معجم البيان) - وأخذ على البر: سار في طريق البر (دى ساسي مختار 2: 25) - وخذ على شمالك: أي اتجه إلى شمالك (بوشر) ومثله أخذ إلى (البكري 114) - وخذوا علينا الباب: احرسوا الباب لئلا يدخل علينا أحد (معجم بدرون) - وأخذ عليه الطريق: قطع عليه الطريق (أبار 86 = حيان 94و). - وأخذ على التعب: اعتاده وصبر على آلامه (بوشر) - وأخذ على خاطره: تكدر وانزعج (بوشر) - وأخذ على نفسه أو لنفسه: احترس واحتاط (المقري 1: 162، راجع: عباد وفليشرب 177) - وأخذ عليه شيئا: أنكره عليه (أماري 673) وفي كتاب محمد بن الحارث ص344: أخذ عليه (في الوثيقة التي كتبها) مواضع أبانها له ثم قال له أبدلها (وبطوطة 1: 130) وكذلك أخذ على الشيء، ففي المقري (1: 504): وكان يأخذ أخذا شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش أي ينكر (راجع فليشرب 192) - وأخذ عن وأخذ عن ولد: تبنى (فوك). - وأخذت النار فيه: اشتعلت وأحرقته (بوشر) - وأخذ في خاطر: انظر أخذ بخاطره - وأخذ في الناعم: انسل وتراجع بهدوء من الخوف (بوشر).
وأخذت له: جعلته يتلو شيئا (عبد الواحد 62).
وأخذ لمعنى رديء: فسر الكلام تفسيرا رديئا (بوشر).
وأخذ لنفسه: انظر: أخذ على نفسه.
وأخذ معه في: بدأ يتحدث إليه في (معجم بدرون).
وأخذ مع فلان: تشاور معه (بربر 1: 406).
وأخذ الخليج من النهر: أخذ ماء من النهر (بحذف ماء) (دي ساسي مختار 1: 327).
وأخذ منه: انتفع واكتسب (معجم بدرون).
وأخذ من فلان: أنبه ووبخه (عبد الواحد 205).
وأخذت فيهم الخمر: أثرت فيهم وأسكرتهم (بدرون 35) وفي بسام (2: 113ق): أخذت منهم حميا الأكؤس.
وخذ مني على ما يجيك: سأنتقم منك. سترى ما أفعل، لن أنسى ذلك من فعلك. (بوشر).
أخّذ بالتضعيف. يقال، أخّذ بالممارسة: جعله يتمرس، ودربه (بوشر).
أتأخذ في نفسه: غني بنفسه (بوشر).
أَخْذ: سحر، ورقية كالسحر أو خرزة تمنع الجماع (راجع لين في أخَّذ وأخذة). وفي ابن البيطار (1: 290): ويقول أهل الهند أن خاصة هذا الحجر دفع السحر وإبطاله وإبطال الأخذ ودفع عين العائن ونظر العدو.
وأَخْذ في العلو: تحليق وارتفاع (بوشر).
وأخذ وعطا: صرافة، ومراسلة تجارية، ومخابرة، وتعامل، وأُلفة (بوشر).
أَخْذَة: جرعة، مقدار ما يؤخذ من الدواء (بوشر).
وأخذة بلاد: احتلالها والاستيلاء عليها (بوشر).
وأخذة: نِدافة (الكالا).
أخيذة: غنيمة، سلب (أبو الوليد - 357).
خذني معك: البلسكي، والودود (نبات) (بوشر). مأخذ: اسم مكان من أخذ (راجع لين) ومن هنا أطلق على المصدر الذي ينقل منه كل من المؤرخ والفقيه أو يفنبس (المقدمة 1: 8، 341).
والمأخذ لغة: المنهج والمسلك (راجع لين) ومجازا: أسلوب الكتابة والارتجال في الشعر والنثر. وهي مثل مهيع التي تدل على هذين المعنيين (عبد الواحد 104، 211، المقري 1: 384). وفي الخطيب (24و): رونق الكلام ولطف المأخذ.
والمأخذ: المكان الذي يحل به الإنسان (تذكرة تاريخ الأندلس 6: 116. حيث عليك أن تقرأ الذي حبسوا كما جاء في faesimila.

أخذ: الأَخْذ: خلاف العطاء، وهو أَيضاً التناول. أَخذت الشيء آخُذُه

أَخذاً: تناولته؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً، والإِخذُ، بالكسر: الاسم. وإِذا

أَمرت قلت: خذْ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما

تخفيفاً؛ قال ابن سيده: فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت

الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد جاء على الأَصل

فقيل: أُوخذ؛ وكذلك القول في الأَمر من أَكل وأَمر وأَشباه ذلك؛ ويقال:

خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بمعنى. والتأْخاذُ: تَفْعال من الأَخذ؛ قال

الأَعشى:

لَيَعُودَنْ لِمَعَدّ عَكْرَةً

دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ

قال ابن بري: والذي في شعر الأَعشى:

ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها

دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح

أَي عَطْفَها. يقال: رجع فلان إِلى عَكْرِه أَي إِلى ما كان عليه، وفسر

العكْرَ بقوله: دلجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح. والمنَحُ: جمع مِنْحَة، وهي

الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها ثم يعيدها. وفي النوادر:

إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وهي ثقافها.

وفي الحديث: جاءت امرأَة إِلى عائشة، رضي الله عنها، أُقَيّدُ جملي

(*

قوله «جاءت امرأة إلخ» كذا بالأصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد) . وفي

حديث آخر: أُؤْخِّذ جملي. فلم تَفْطُنْ لها حتى فُطِّنَتْ فأَمرتْ

بإِخراجها؛ وفي حديث آخر: قالت لها: أُؤْخِّذُ جملي؟ قالت: نعم. التأْخيذُ:

حَبْسُ السواحر أَزواجَهنَّ عن غيرهنّ من النساء، وكَنَتْ بالجمل عن زوجها

ولم تعلم عائشة، رضي الله عنها، فلذلك أَذِنت لها فيه. والتأْخِيذُ: أَن

تحتالَ المرأَةُ بحيَل في منعِ زوجِها من جِماع غيرها، وذلك نوع من

السحر. يقال: لفلانة أُخْذَةٌ تُؤْخِّذُ بها الرجال عن النساء، وقد أَخَّذَتْه

الساحرة تأَخيذاً؛ ومنه قيل للأَسير: أَخِيذٌ. وقد أُخِذَ فلان إِذا

أُسر؛ ومنه قوله تعالى: اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم. معناه، والله

أَعلم: ائْسِروهم. الفراء: أَكذَبُ من أَخِيذ الجيش، وهو الذي يأْخذُه

أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه على قومه، فهو يَكْذِبُهم بِجُهْدِه. والأَخيذُ:

المأْخُوذُ. والأَخيذ: الأَسير. والأَخِيذَةُ: المرأَة لِسَبْي. وفي

الحديث: أَنه أَخذ السيفَ وقال مَن يمنعُك مني؟ فقال: كن خير آخِذٍ أَي خيرَ

آسر. والأَخيذَةُ: ما اغْتُصِبَ من شيء فأُخِذَ.

وآخَذَه بذنبه مُؤاخذة: عاقبه. وفي التنزيل العزيز: فكلاًّ أَخذْنا

بذَنْبه. وقوله عز وجل: وكأَيِّنْ من قرية أَمليتُ لها وهي ظالمة ثم

أَخذتُها؛ أَي أَخذتها بالعذاب فاستغنى عنه لتقدّم ذكره في قوله: ويستعجلونك

بالعذاب. وفي الحديث: من أَصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به. يقال: أُخِذَ فلانٌ

بذنبه أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عليه وعُوقِب به.

وإِن أَخذوا على أَيديهم نَجَوْا. يقال: أَخذتُ على يد فلان إِذا منعته

عما يريد أَن يفعله كأَنك أَمْسكت على يده. وقوله عز وجل: وهمَّت كلُّ

أُمّة برسولهم ليأْخذوه قال الزجاج: ليتمكنوا منه فيقتلوه. وآخَذَه :

كأَخَذَه. وفي التنزيل العزيز: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا؛ والعامة تقول

واخَذَه. وأَتى العِراقَ وما أَخذَ إِخْذَه، وذهب الحجازَ وما أَخذ

إِخذه، ووَلي فلان مكةَ وما أَخذَ إِخذَها أَي ما يليها وما هو في ناحِيتها،

واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إِخْذَه، بالكسر، أَي لم يأْخذ

ما وجب عليه من حسن السيرة ولا تقل أَخْذَه، وقال الفراء: ما والاه وكان

في ناحيته.

وذهب بنو فلان ومن أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم، يكسرون

(* قوله «إخذهم

وأخذهم يكسرون إلخ» كذا بالأصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ اخذهم، بكسر

الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها). الأَلف ويضمون الذال، وإِن شئت فتحت

الأَلف وضممت الذال، أَي ومن سار سيرهم؛ ومن قال: ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي

ومن أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم. والعرب تقول: لو كنت منا لأَخَذْتَ

بإِخذنا، بكسر الأَلف، أَي بخلائقنا وزِيِّنا وشكلنا وهدينا؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:

فلو كنتمُ منا أَخَذْنا بأَخْذكم،

ولكنها الأَوجاد أَسفل سافل

(* قوله «ولكنها الأوجاد إلخ» كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأجساد).

فسره فقال: أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عليكم، لم يقل

ذلك غيره. وفي الحديث: قد أَخَذُوا أَخَذاتِهم؛ أَي نزلوا منازِلَهم؛ قال

ابن الأَثير: هو بفتح الهمزة والخاء.

والأُخْذَة، بالضم: رقية تأْخُذُ العينَ ونحوها كالسحر أَو خرزة

يُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال، من التأْخِيذِ. وآخَذَه: رَقاه. وقالت أُخْتُ

صُبْحٍ العاديِّ تبكي أَخاها صبحاً، وقد قتله رجل سِيقَ إِليه على سرير،

لأَنها قد كانت أَخَذَتْ عنه القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ

والراكِبَ: أَخَذْتُ عنك الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ، ولم

آخُذْ عنك النائمَ؛ وفي صبح هذا يقول لبيد:

ولقد رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه،

ما بين قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ

عن بخليله كَبِدَه لأَنه يروى أَن الأَسد بَقَر بطنه، وهو حيٌّ، فنظر

إِلى سوادِ كَبِده.

ورجل مُؤَخَّذٌ عن النساء: محبوس.

وائْتَخَذْنا في القتال، بهمزتين: أَخَذَ بعضُنا بعضاً. والاتِّخاذ:

افتعال أَيضاً من الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بعد تليين الهمزة وإِبدال التاء،

ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاء أَصلية فبنوا منه

فَعِلَ يَفْعَلُ. قالوا: تَخِذَ يَتْخَذ، وقرئ: لتَخِذْت عليه أَجراً.

وحكى المبرد أَن بعض العرب يقول: اسْتَخَذَ فلان أَرضاً يريد اتَّخَذَ

أَرضاً فتُبْدِلُ من إِحدى التاءين سيناً كما أَبدلوا التاءَ مكان السين في

قولهم ستُّ؛ ويجوز أَن يكون أَراد استفعل من تَخِذَ يَتْخَذ فحذف إِحدى

التاءَين تخفيفاً، كما قالوا: ظَلْتُ من ظَلِلْتُ. قال ابن شميل:

اسْتَخَذْتُ عليهم يداً وعندهم سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ.

والإِخاذةُ: الضَّيْعَة يتخذها الإِنسان لنفسه؛ وكذلك الإِخاذُ وهي

أَيضاً أَرض يحوزها الإِنسان لنفسه أَو السلطان. والأَخْذُ: ما حَفَرْتَ

كهيئةِ الحوض لنفسك، والجمع الأُخْذانُ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً . والإِخْذُ

والإِخْذَةُ: ما حفرته كهيئةِ الحوض، والجمع أُخْذٌ وإِخاذ.

والإِخاذُ: الغُدُرُ، وقيل: الإِخاذُ واحد والجمع آخاذ، نادر، وقيل:

الإِخاذُ والإِخاذةُ بمعنى، والإِخاذةُ: شيء كالغدير، والجمع إِخاذ، وجمع

الإِخاذِ أُخُذٌ مثل كتاب وكُتُبٍ، وقد يخفف؛ قال الشاعر:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة

تَطْفُو، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا

وفي حديث مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قال: ما شَبَّهْتُ بأَصحاب محمد، صلى

الله عليه وسلم، إِلا الإِخاذ تكفي الإِخاذةُ الراكب وتكفي الإِخاذَةُ

الراكبَين وتكفي الإِخاذَةُ الفِئامَ من الناسِ؛ وقال أَبو عبيد: هو

الإِخاذُ بغير هاء؛ وهو مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بالغدير؛ قال عدِيّ بنُ زيد يصف

مطراً:

فاضَ فيه مِثلُ العُهونِ من الرَّوْ

ضِ، وما ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ

وجمع الإِخاذِ أُخُذٌ؛ وقال الأَخطل:

فظَلَّ مُرْتَثِئاً، والأُخْذُ قد حُمِيَتْ،

وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ

وقاله أَيضاً أَبو عمرو وزاد فيه: وأَما الإِخاذةُ، بالهاء، فإِنها

الأَرض يأْخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها، وقيل: الإِخاذُ جمع

الإِخاذةِ وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمع فيه، والأَولى أَن يكون جنساً للإِخاذة

لا جمعاً، ووجه التشبيه مذكور في سياق الحديث في قوله تكفي الإِخاذةُ

الراكِبَ، وباقي الحديث يعني أَنَّ فيهم الصغيرَ والكبيرَ والعالم والأَعلم؛

ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث: وامتلأَت الإِخاذُ؛ أَبو عدنان: إِخاذٌ

جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جمع إِخاذ؛ وقال أَبو عبيدة: الإِخاذةُ والإِخاذ،

بالهاء وغير الهاء، جمع إِخْذٍ، والإِخْذُ صَنَعُ الماء يجتمع فيه. وفي حديث

أَبي موسى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ مَثَلَ ما بعَثني

الله به من الههُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً، فكانت منها

طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ والعشب الكثير، وكانت فيها

إِخاذاتٌ أَمسكتِ الماء فنفع الله بها الناسَ، فشرِبوا منها وسَقَوْا ورَعَوْا،

وأَصابَ طائفةً منها أُخرى إِنما هي قيعان لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ

كلأً، وكذلك مَثلُ من فقُه في دين الله ونَفَعه ما بعَثني الله به فعلم

وعلَّم، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأْساً ولم يَقْبلْ هُدى الله الذي

أُرْسِلْتُ به؛ الإِخاذاتُ: الغُدرانُ التي تأْخذُ ماءَ السماءِ

فَتَحْبِسهُ على الشاربة، الواحدةُ إِخاذة. والقيعانُ: جمع قاع، وهي أَرض حَرَّة لا

رملَ فيها ولا يَثبتُ عليها الماء لاستوائها، ولا غُدُر فيها تُمسِكُ

الماءَ، فهي لا تنبت الكلأَ ولا تمسك الماء. اهـ.

وأَخَذَ يَفْعَلُ كذا أَي جعل، وهي عند سيبويه من الأَفعال التي لا يوضع

اسمُ الفاعل في موضع الفعلِ الذي هو خبرها. وأَخذ في كذا أَي بدأَ.

ونجوم الأَخْذِ: منازلُ القمر لأَن القمر يأْخذ كل ليلة في منزل منها؛

قال:

وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً،

أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري

قوله: يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ، وهي نجومُ الأَنواءِ، وقيل: إِنما قيل

لها نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كل يوم في نَوْءِ ولأَخْذِ القمر في

منازلها كل ليلة في منزل منها، وقيل: نجومُ الأَخْذِ التي يُرمى بها

مُسْتَرِقُ السمع، والأَول أَصح.

وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً، وذلك إِذا تصارعوا فأَخذ كلٌّ

منهم على مُصَارِعِه أُخذَةً يعتقله بها، وجمعها أُخَذٌ؛ ومنه قول

الراجز:وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر

الليث: يقال اتخَذَ فلان مالاً يَتَّخِذه اتِّخاذاً، وتَخِذَ يَتْخَذُ

تخَذاً، وتَخِذْتُ مالاً أَي كسَبْتُه، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها

أَصلية. قال الله عز وجل: لو شئتَ لَتَخِذْتَ عليه أَجراً؛ قال الفراء: قرأَ

مجاهد لَتَخِذْتَ؛ قال: وأَنشدني العتابي:

تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه

قال: وأَصلها افتعلت؛ قال أَبو منصور: وصحت هذه القراءة عن ابن عباس

وبها قرأَ أَبو عمرو بن العلاء، وقرأَ أَبو زيد: لَتَخَذْتَ عليه أَجراً.

قال: وكذلك مكتوب هو في الإِمام وبه يقرأُ القراء؛ ومن قرأَ لاتَّخَذْت،

بفتح الخاء وبالأَلف، فإِنه يخالف الكتاب. وقال الليث: من قرأَ لاتَّخَذْت

فقد أَدغم التاءَ في الياءَ فاجتمعت همزتان فصيرت إِحداهما باء،

وأُدْغِمَت كراهةَ التقائهما.

والأَخِذُ من الإِبل: الذي أَخَذَ فيه السِّمنُ، والجمع أَواخِذُ.

وأَخِذَ الفصيل، بالكسر، يأْخَذُ أَخَذاً، فهو أَخِذ: أَكثر من اللبن حتى

فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم.

أَبو زيد: إِنه لأَكْذَب من الأَخِيذِ الصَّيْحانِ، وروي عن الفراء أَنه

قال: من الأَخِذِ الصَّيْحانِ بلا ياء؛ قال أَبو زيد: هو الفصيل الذي

اتُّخِذَ من اللبن. والأَخَذُ: شبه الجنون، فصيل أَخِذٌ على فَعِل، وأَخِذَ

البعيرُ أَخَذاً، وهو أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الجنون يعتريه وكذلك الشاة،

وقياسه أَخِذٌ.

والأُخُذُ: الرَّمَد، وقدأَخِذَت عينه أَخَذاً. ورجل أَخِذٌ: بعينه

أُخُذ مثل جُنُب أَي رمد، والقياس أَخِذٌ كالأَوّل. ورجل مُسْتأْخِذٌ:

كأَخِذ؛ قال أَبو ذؤيب:

يرمي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ

مُغْضٍ كما كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ

والمستأْخذُ: الذي به أُخُذٌ من الرمد. والمستأْخِذُ: المُطَأْطِئُ

الرأْسِ من رَمَدٍ أَو وجع أَو غيره.

أَبو عمرو: يقال أَصبح فلان مؤتخذاً لمرضه ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ

مُسْتَكِيناً.

وقولهم: خُذْ عنك أَي خُذْ ما أَقول ودع عنك الشك والمِراء؛ فقال: خذ

الخطام

(* قوله «فقال خذ الخطام» كذا بالأصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى

له.) وقولهم: أَخَذْتُ كذا يُبدلون الذال تاء فيُدْغمونها في التاء،

وبعضهم يُظهرُ الذال، وهو قليل.

ثلث

ثلث
الثَّلَاثَة والثَّلَاثُون، والثَّلَاث والثَّلَاثُمِائَة، وثَلَاثَة آلاف، والثُّلُثُ والثُّلُثَان.
قال عزّ وجلّ: فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ [النساء/ 11] ، أي: أحد أجزائه الثلاثة، والجمع أَثْلَاث، قال تعالى: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً [الأعراف/ 142] ، وقال عزّ وجل: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ [المجادلة/ 7] ، وقال تعالى: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ [النور/ 58] ، أي: ثلاثة أوقات العورة، وقال عزّ وجلّ: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ [الكهف/ 25] ، وقال تعالى: بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ [آل عمران/ 124] ، وقال تعالى:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ [المزمل/ 20] ، وقال عزّ وجل:
مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[فاطر/ 1] ، أي: اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة. وثَلَّثْتُ الشيء: جزّأته أثلاثا، وثَلَّثْتُ القوم: أخذت ثلث أموالهم، وأَثْلَثْتُهُمْ:
صرت ثالثهم أو ثلثهم، وأَثْلَثْتُ الدراهم فأثلثت هي ، وأَثْلَثَ القوم: صاروا ثلاثة وحبل مَثْلُوث: مفتول على ثلاثة قوى، ورجل مَثْلُوث:
أخذ ثلث ماله، وثَلَّثَ الفرس وربّع جاء ثالثا ورابعا في السباق، ويقال: أثلاثة وثلاثون عندك أو ثلاث وثلاثون؟ كناية عن الرجال والنساء، وجاؤوا ثُلَاثَ ومَثْلَثَ، أي: ثلاثة ثلاثة، وناقة ثَلُوث : تحلب من ثلاثة أخلاف، والثَّلَاثَاء والأربعاء من الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء، نحو: حسنة وحسناء، فخصّ اللفظ باليوم، وحكي: ثَلَّثْتُ الشيء تَثْلِيثاً: جعلته على ثلاثة أجزاء، وثَلَّثَ البسر: إذا بلغ الرطب ثلثيه، أو ثَلَّثَ العنب: أدرك ثلثاه، وثوب ثُلَاثِيٌّ: طوله ثلاثة أذرع.
(ثلث)
الْحَبل وَنَحْوه ثلثا فتله من ثَلَاث قوى وَالْعَمَل عمله ثَلَاث مَرَّات وَالشَّيْء أَخذ ثلثه فَهُوَ مثلوث والاثنين ثلثا كملها ثَلَاثَة
(ثلث) جَاءَ ثَالِثا وَيُقَال ثلث الْفرس جَاءَ بعد الْمُصَلِّي والبسر أرطب ثلثه وَالشَّيْء جزأه ثَلَاثَة وصيره ذَا ثَلَاثَة أَجزَاء وَالشرَاب طبخه حَتَّى ذهب ثُلُثَاهُ
(ث ل ث) : (قَوْلُهُ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ) يَعْنِي إذَا عَمِلَ عَمَلَ أَبَوَيْهِ لِأَنَّهُ نَتِيجَةُ الْخَبِيثَيْنِ قَالَ إنَّ السَّرِيَّ هُوَ السَّرِيُّ بِنَفْسِهِ وَابْنُ السَّرِيِّ إذَا أَسْرَى أَسْرَاهُمَا (وَالْمُثَلَّثُ) مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ مَا طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَاهُ (وَالْمُثَلَّثَةُ) مِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ هِيَ الْعُثْمَانِيَّةُ (أَحَدُ) الثَّلَاثَةِ أَحْمَقُ (فِي قح) شِبْهُ الْعَمْدِ (أَثْلَاثًا) فِي ذَيْلِ الْكِتَابِ.
(ثلث) - قَولُه تَعالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}
: أي ثَلاثًا من النِّساءِ.
- وقَولُه تَعالَى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} .
: أي ثَلَاثة من الأَجْنِحَة، لأَنَّ الجَناحَ مُذَكَّر، والأولُ مُؤنَّث وثَلاثٌ يُستَعْمَل فيهما على لَفْظٍ وَاحِدٍ لا يُصرَف ولا يَدخُل عليه الأَلِفُ واللَّامُ، وكَذَا أَخَواتها.
- وقَولُه تَعالى: {ثَلَاثُونَ شَهْرًا} .
قيل: هو جَمْع ثَلَاثَةٍ وثَلَاثَةٍ عَشْر مَرَّات.

ثلث


ثَلَثَ(n. ac.
ثَلْث)
a. Took a third of.
b. Was the third.
c. Did three times, or the third time.

ثَلَّثَa. Made, or counted, or took three; tripled; trisected
made triangular, trilateral; made three-pointed; did one third of
did three times.

أَثْلَثَa. Was, or became, three.
ثِلْثa. Third, the third; tertian (fever).

ثُلْث
ثُلُثa. A third, third part.

ثُلُثِيّa. Large ornamental writing.

ثَاْلِثa. Third; the third.

ثَاْلِثَة
(pl.
ثَوَاْلِثُ)
a. see 21 (a)b. Sixteenth part of a second ( astronomical).
ثَلَاْث
[ fem. ]
a. Three.

ثَلَاْثَة
[ mas. ]
a. Three.

ثُلَاْثa. By threes, three & three.
b. Thrice, three times.

ثُلَاْثِيّa. Threefold.
b. Triliteral (verb).
ثَلِيْثa. see 3
ثَاْلُوْث
a. [art.], The Trinity.
ثَالِثًا
a. Thirdly.

ثَلَاثُوْن
a. Thirty.

ثَلَاثًَا
a. Thrice, three times.

ثَلَاث عَشَرِة
a. Thirteen [ mas.].
ثَلَاثَة عَشَر
a. Thirteen [ fem.].
مُثَلَّث
a. Triangular; triangle.
b. Tripled.
c. [], Tertian (fever).
الثَُّلَاثَآء
a. Tuesday, the third day of the week.

تَثْلِيْثِيُّوْن
a. Trinitarians.

تَثْلِيْثِيَّة
a. Trinitarianism.
ث ل ث: يَوْمُ (الثُّلَاثَاءِ) بِالْمَدِّ وَيُضَمُّ وَجَمْعُهُ (ثَلَاثَاوَاتٌ) وَ (الثَّلِيثُ الثُّلُثُ) وَأَنْكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ.
وَ (ثُلَاثُ) بِالضَّمِّ وَ (مَثْلَثُ) بِوَزْنِ مَذْهَبٍ غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ. وَ (ثَلَثَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ نَصَرَ، أَخَذَ ثُلُثَ أَمْوَالِهِمْ. وَ (ثَلَثَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا كَانَ (ثَالِثَهُمْ) أَوْ كَمَّلَهُمْ ثَلَاثَةً بِنَفْسِهِ. قُلْتُ: فِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ وَكَمَّلَهُمْ بِغَيْرِ أَلِفٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِلَى الْعَشَرَةِ إِلَّا أَنَّكَ تَفْتَحُ أَرْبَعَهُمْ وَأَسْبَعَهُمْ وَأَتْسَعَهُمْ فِي الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا لِمَكَانِ الْعَيْنِ. وَ (أَثْلَثَ) الْقَوْمُ صَارُوا ثَلَاثَةً وَأَرْبَعُوا صَارُوا أَرْبَعَةً وَهَكَذَا إِلَى الْعَشَرَةِ. وَ (الْمُثَلَّثُ) مِنَ الشَّرَابِ الَّذِي طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَاهُ مِنْهُ. 
ث ل ث : الثُّلْثُ جُزْءٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ وَتُضَمُّ اللَّامُ لِلْإِتْبَاعِ وَتُسَكَّنُ وَالْجَمْعُ أَثْلَاثٌ مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ وَالثَّلِيثُ مِثْلُ: كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ وَحُمَّى الثِّلْثِ قَالَ الْأَطِبَّاءُ هِيَ حُمَّى الْغِبِّ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَأْخُذُ يَوْمًا وَتُقْلِعُ يَوْمًا ثُمَّ تَأْخُذُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَهِيَ بِوَزْنِهَا قَالُوا وَالْعَامَّةُ تُسَمِّيهَا الْمُثَلَّثَةُ وَالثَّلَاثَةُ عَدَدٌ تَثْبُتُ الْهَاءُ فِيهِ لِلْمُذَكَّرِ وَتُحْذَفُ لِلْمُؤَنَّثِ فَيُقَالُ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ» أَنَّثَ عَلَى مَعْنَى الْأَنْفُسِ وَلَوْ أُرِيدَ الْأَشْخَاصُ ذُكِرَ بِالْهَاءِ فَقِيلَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَثْتُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ ثَالِثَهُمَا وَثَلَثْتُ الْقَوْمَ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ ثُلْثَ أَمْوَالِهِمْ وَيَوْمُ الثُّلَاثَاءِ مَمْدُودٌ وَالْجَمْعُ ثَلَاثَاوَاتٌ بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ وَاوًا. 
ث ل ث

حبل مثلوث: فتل على ثلاث قوًى. ومزادة مثلوثة: عملت من ثلاثة جلود. قال:

هل لكم في سلعة نبيلهْ ... مزادة مثلوثة ثقيلهْ

وقال أبو دؤاد:

فكأن العين من مثلوثة ... نضح الماء كلاها فهمل

وما مثلوث: أخذ ثلثه. تقول: ثلثت التركة.

وأرض مثلوثة: كربت ثلاث مرات، ومثنية: كربت مرتين، وقد ثنيتها وثلثتها. وفلان يثني ولا يثلث أي يعد من الخلفاء اثنين وهما الشيخان، ويبطل غيرهما وفلان يثلث ولا يربع أي يعد منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يثني ولا يثلث أي لا يقدر في المرة الثانية ولا الثالثة أن ينهض. وهو يسقى نخلة الثلث بالكسر أي مرة في ثلاثة أيام. وهؤلاء بكرها، وثنيها، وثلثها أي ولدها الأول والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوب ثلاثي: طوله ثلاث أذرع. وناقة ثلوث: تملأ ثلاثة آنية في حلبة، وهي التي يبس ثلاثة من أخلافها. ويقال: خلف بناقته: صر خلفاً واحداً من أخلافها، وشطر بها: صر خلفين، وثلث بها: صر ثلاثة، وأجمع بها: صر جمعها.

ومن المجاز: التقت عرى ذي ثلاثها إذا ضمرت. قال الممزق:

وقد ضمرت حتى التقى من نسوعها ... عرى ذي ثلاث لم تكن قبل تلتقي

يريد عرى وضينها، وذلك أن له ثلاث عرى في طرفيه ووسطه، وانطوى ذو ثلاثها إذا لحق بطنها، والثلاث: الخرصيان. والجلد، والكرش. قال الطرماح:

طواها السرى حتى انطوى ذو ثلاثها ... إلى أبهري درماء شعب السناسن

وروى: حتى ارتقى ذو ثلاثها أي ولدها، والثلاث السلى، والسابياء، والرحم أي صعد إلى الظهر، وعليه ذو ثلاث أي كساء عمل من صوف ثلاث من الغنم. قال:

وأبردنا لهفي عليها وندم ... من خير ما يعمل من صوف الغنم

ذات ثلاث لونها لون الحمم ... صوف اللقاع والبيهم والفحم

وهي أعلام لشاءٍ.
ثلث: ثلَّث: حرث الأرض مرة ثالثة لتطيب (الكالا) وهو يذكر في مادة barvechar: عمر وثنّى وثَلَّث، أي حرث الأرض أول مرة وثاني مرة وثالث مرة، ومنه: التثليث (ابن العوام 2: 128).
وفي ابن حيان: وثلَّث بالأمير عبد الله أي كان الأمير عبد الله ثالث من مدحهم بشعره. تثلث: أصبح ثلاثة أضعاف (فوك).
ثلث (؟): اسم نبات، أنظر ثلب.
ثُلُث: حرف تاجي (حرف كبير تبدأ به العبارة وأسماء الأعلام. وقلم ثلث. حرف تاجي، وهو حرف كبير تبدأ به العبارة وأسماء الأعلام (بوشر) وقلم الثلث خط حروفه كبيرة غليظة (المقري 2: 750، ألف ليلة 1: 94).
ثُلْثى: النمر بلغه أهل أفريقية (هلو، محيط المحيط) وعند آخرين: تلتي (انظر الكلمة) ثُلْثي، وجمعها ثلاثي: غليونة (مركب شراعي صغير؟ (ألكالا) وفي ابن بطوطة (4: 92): ويتبع كل مركب كبير منها ثلاثة: النصفي والثلثي والربعي.
ثَلاثَ. ثلاث الرفاع: ثلاثاء المرفع عند الغربيين يوم الكرنفال (بوشر).
ثلاثة في مثله، أو ثلاثة: مربع يشتمل على تسع مربعات (بوشر).
ثُلاّثي: جمل يقطع مسافة ثلاثة أيام في يوم واحد (جاكسون 40).
ثلاثيات: أحاديث يرويها ثلاث رواة متتابعين، ففي العبدري ص98و: قرأت عليه ثلاثيات البخاري وكتبتها من اصله (انظر تساعي الخ).
ثلوثية: ثالوث (إله واحد في ثلاثة أشخاص (فوك).
ثالوث زهرة الثالوث: ضرب من الأزهار (بوشر).
تَثْلِيث: مثلث (باين سميث 1511، 1516) والتثليث عند المنجمين (أربعة مثلثات أو عدد من المثلثات يتألف كل واحد منها من ثلاث صور من صور البروج، تبعد كل صورة عن الأخرى مائة وعشرين درجة.
والتثليث: أن يبعد كوكب عن كوكب أو نجم آخر ثلث فلك البروج.
والتثليث الأيسر: هو الذي تحسب درجاته تبعا لنظام سير الفلك.
والتثليث الأيمن على الضد من الأيمن). (تعليق دي سلان على المقدمة 2: 186). تَثْلِيثيّ: القائل بالتثليث (محيط المحيط) مُثلَّث: بمعنى ذو ثلاثة أضلاع يجمع على مثلثات (فوك، بوشر) يقال: مساحة المثلثات: علم حساب المثلثات.
والمثلّث: كوكبة نجوم على شكل مثلث.
ويسمى النجم الذي في قمة المثلث: رأس المثلث (القزويني 1: 35، دورن 51، بوشر، ألف أسترون 1: 13 وقد حرفت فيه الكلمة إلى السيد يلس alcedeles والمثلث: شراب مسكر اساسه العرق، روح النبيذ، عرق عنبري (بوشر).
والمثلث: مذنب الكوكب (فوك) والمثلث نبات اسمه العلمي: Tragopogon Crocifolium ( ابن البيطار 2: 160، 329).
والحب المثلث: مركب من الصبر والمر والراوند (محيط المحيط).
مُثَّلثَة: مرادف مُثَلَّث وهو ضرب من مركبات الطيب (أنظر المقري 2: 231، وفي ابن البيطار (1: 57): والأظفار القرشية تدخل في الندود والاعواء والبرمكية والمثلثة. وفي (2: 145) منه: في كلامه عن صمغ الضرو: ويقع منه يسير في الند والبرمكية والمثلثة.
ومثلثة: طعام يتخذ من الأرز والعدس والقمح (باين سميث 1174).
والمثلثة عند المنجمين: المثلث (المقدمة 2: 186، معجم أبي الفداء) وانظر: تثليث.
مثْلاث. قسّم مثلاثة: قسم الشيء ثلاثة أقسام (بوشر).
مُثْلُوث: مبرد أخشبية ذو ثلاثة أضلاع (محيط المحيط)
[ثلث] الثلاثة في عدد المذكر، والثلاث في عدد المؤنث. والثلاثاء من الأيام ويجمع على ثَلاثاواتٍ. والثُلُثُ: سهمٌ من ثلاثة، فإذا فتحت الثاء زدت ياءً فقلت ثَليثٌ، مثل ثَمينٍ، وسَبيعٍ وسَديسٍ وخميس ونصيف. وأنكر أبو زيد منها خميسا وثليثا. والثلث، بالكسر، من قولهم هو يَسْقي نخْلة الثِلْثِ، لا يُستعملُ الثِلْثُ إلا في هذا الموضع. وليس في الورد ثلث، لان أقصر الورد الرفه وهو أن تشرب الابل كل يوم، ثم الغب وهو أن ترد يوما وتدع يوما، فإذا ارتفع من الغب فالظمء الربع ثم الخمس، وكذلك إلى العشر. قاله الاصمعي. وثلاث ومثلث غير مصروف للعدل والصفة، لأنه عدل من ثَلاثَةٍ إلى ثُلاثَ ومَثْلَثَ، وهو صفةٌ لأنّك تقول: مررت بقوم مثنى وثلاث. وقال تعالى: (أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) فوصف به. وهذا قول سيبويه، وقال غيره: إنما لم ينصرف لتكرر العدل فيه في اللفظ والمعنى، لانه عدل عن لفظ اثنين إلى لفظ مثنى وثناء، وعن معنى اثنين إلى معنى اثنين اثنين، لانك إذا قلت جاءت الخيل مثنى فالمعنى اثنين اثنين، أي جاءوا مزدوجين. وكذلك جميع معدول العدد. فإن صغرته صرفته فقلت أحيد، وثنيى ، وثليث، وربيع، لانه مثل حمير فخرج إلى مثال ما ينصرف. وليس كذلك أحمد وأحسن، لانه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لانهم قد قالوا في التعجب: ما أميلح زيدا وما أحيسنه. وثلثت القوم أَثْلَثُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ ثُلُثَ أموالهم. وأَثْلِثُهُمْ بالكسر، إذا كنت ثالِثَهُمْ أو كَمَّلْتَهُمْ ثلاثةً بنفسك . قال الشاعر: فإنْ تَثْلِثوا نَرْبَعْ وإنْ يَكُ خامسٌ * يَكُنْ سادسٌ حتى يبيركم القتل وكذلك إلى العشرة، إلا أنك تفتح أربعهم وأسبعهم وأتسعهم فيهما جميعا لمكان العين. وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثلثتهم، أي صرت بهم تمام ثلاثين. وكانوا تسعة وثلاثين فربعتهم، مثل لفظ الثلاثة والاربعة، وكذلك إلى المائة، قاله أبو عبيدة. وثالثة الاثافي: الحيد النادر من الجبل، يجمع إليه صخرتان ثم تنصب عليهما القدر. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة. وكانوا ثلاثة فأربَعوا كذلك، إلى العشرة. قال ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة مضاف، إلى العشرة، ولا ينون. فإن اختلفا فإن شئت نونت وإن شئت أضفت، قلت: هو رابع ثلاثة ورابع ثلاثة، كما تقول هو ضارب عمرو وضارب عمرا، لان معناه الوقوع، أي كملهم بنفسه أربعة. وإذا اتفقا فالاضافة لا غير لانه في مذهب الاسماء، لانك لم ترد معنى الفعل وإنما أردت هو أحد الثلاثة وبعض الثلاثة، وهذا لا يكون إلا مضافا. وتقول: هذا ثالث اثنين وثالث اثنين . المعنى هذا ثلث اثنين أي صيرهما ثلاثة بنفسه. وكذلك هو ثالث عشر وثالث عشر بالرفع والنصب، إلى تسعة عشر. فمن رفع قال: أردت ثالث ثلاثة عشر فحذفت الثلاثة وتركت ثالثا على إعرابه. ومن نصب قال: أردت ثالث ثلاثة عشر، فلما أسقطت منه الثلاثة ألزمت إعرابها الاول ليعلم أن هاهنا شيئا محذوقا. وتقول: هذا الحادى عشر والثانى عشر إلى العشرين، مفتوح كله، لما ذكرناه. وفى المؤنث هذه الحادية عشرة وكذلك إلى العشرين، تدخل الهاء فيها جميعا. وأهل الحجاز يقولون: أتونى ثلاثتهم وأربعتهم إلى العشرة فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أتيننى ثلاثهن وأربعهن. وغيرهم يعربه بالحركات الثلاث، يجعله مثل كلهم. فإذا جاوزت العشرة لم يكن إلا النصب، تقول: أتونى أحد عشرهم، وتسعة عشرهم. وللنساء: أتيننى إحدى عشرتهن، وثماني عشرتهن. والثَلوثُ من النوق: التي تجمع بين ثَلاثِ آنية تملؤها إذا حُلِبَتْ، وكذلك التي تَيْبَسُ ثلاثةٌ من أخلافها. والمثلوثة: مَزادةٌ تكون من ثلاثة جلود. وحبلٌ مثلوثٌ، إذا كان على ثَلاثِ قُوىً. وشئ مثلث، أي ذو أركان ثلاثة. والمثلَّثَّ من الشراب: الذي طُبِخَ حتَّى ذهب ثُلُثاهُ. ويقال أيضاً: ثَلَّثَ بناقته، إذا صَرَّ منها ثلاثةَ أخلافٍ. فإن صَرَّ خلفين قيل: شطر بها. فإن صر خلفا واحدا قيل: خلف بها. فإن صر أخلافها كلها جمع قيل: أجمع بناقته وأكمش.
[ث ل ث] الثَّلاثَةُ من العَدَدِ مَعْرُوفٌ والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ وثَلَثَ الاثْنَيْنِ يَثْلِثُهما ثَلْثًا صارَ لَهُما ثالِثًا فأَمّا قَوْلُه

(يَفْدِيكِ يا زُرْعَ أَبِي وخَالِي ... )

(قَدْ مَرًّ يَومانِ وهذا الثّالِي ... )

(وأَنْتِ بالهِجْرانِ لا تُبالِي ... )

أَرادَ الثّالثَ فأَبْدَل الياءَ من الثّاءِ وأَثْلَثَ القَوْمُ صارُوا ثَلاثَةً عن ثَعْلَبٍ وقَوْلُهم فُلانٌ لا يَثْنِي ولا يَثْلِثُ أَي هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فإِذا أَرادَ النُّهُوضَ لم يَقْدِرْ في مَرَّةٍ ولا في مَرَّتَيْن ولا في ثَلاثٍ والثَّلاثُونَ من العَدَد لَيْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ ولكن على تَضْعِيفِ العَشَرَةِ ولذلك إِذا سَمَّيْتَ رَجُلاً ثلاثِين لم تَقُل في تَحْقِيره ثُلَيِّثُونَ علَّلَ ذلك سِيبَوَيْهِ وقالُوا كانُوا تِسْعَةً وعِشْرِين فَثَلَثْتُهم أَثْلِثُهُم أَي صِرْت لهم تَمامَ الثًّلاثِين وأَثْلَثُوا صارُوا ثَلاثِين كلُّ ذلك على لَفْظِ الثَّلاثَةِ وكذلك جميعُ العُقُودِ إِلى المِئَةِ تَصْرِيفُ فِعْلِها كتَصْريف الآحادِ والثًّلاثاءُ من الأيّامِ كانَ حَقُّه الثّالِثَ ولكِنّه صِيغَ له هذا البِناءُ ليَتَفَرَّدَ به كما فُعٍ لَ ذلك بالدَّبَرانِ والسِّماكِ هذا مَعْنَى قَوْلِ سِيبَويْهِ قال اللِّحْيانِيُّ كانَ أَبُو زِيادٍ يَقُول مَضَى الثَّلاثاءُ بما فِيه فيُفْرِدُ ويُذَكِّر وحُكِيَ عن ثَعْلِبٍ مَضَت الثَّلاثاءُ بما فِيها فأَنَّثَ وكانَ أَبُو الجَرّاحِ يَقُولُ مَضَت الثَّلاثاءُ بما فِيهنَّ يُخْرِجُها مُخْرَجَ العَدد والجمُع ثَلاثَاواتٌ وأَثالِثُ حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عن ثَعْلبٍ وحَكى ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ لا تَكُنْ ثَلاثَاوِيّا أَي ممن يَصُومُ الثَّلاثاءَ وَحْدَه وشيْءٌ مُثَلَّثٌ مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقاتٍ ومَثْلُوثٌ مَفْتُولٌ على ثَلاثِ قُوًى وكذلك في جَمِيع ما بَيْنَ الثَّلاثَةِ إِلى العَشَرَةِ إِلاَّ الثًّمانِيَة والعَشَرَةَ وثَلَّثَ الفَرَسُ جاءَ بعدَ المُصَلِّي ثُمَّ رَبَّعَ ثُمَّ خَمَّسَ والتَّثْلِيثُ أَنْ يَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا والثُّلاثِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى الثَّلاثَةِ على غَيْرِ قياسٍ ونَاقَةٌ ثَلُوثٌ يَبِسَت ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها وقِيلَ هِي الَّتِي صُرِمَ أَحَدُ أَخْلاَفِها وذَلك أَنْ يُكْوَى بنارٍ حَتَّى يَنْقَطِع ويكونَ وَسْمًا لَها هذه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ والثَّلُوثُ أَيضًا التي تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَقْداحٍ إِذا حًلِبت ولا يَكُونُ أكثرَ من ذلك عن ابنِ الأَعْرابِيِّ يَعْنِي ولا يكُونُ المَلْءُ أكثرَ من ثَلاثةٍ وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ ومَثْلَتَ مَثْلَتَ أَي ثَلاثَةً ثَلاثَةً والثُّلاثَةُ بالضَّمِّ الثًّلاثَةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(فما حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى ... ولا قُيِّلَت إِلاّ قَرِيبًا مَقالُها)

هكذا أَنْشَدَه بضَمِّ الثاء الثُّلاثَة وفَسَّرَه بأَنَّه ثَلاثَةُ آنِيَةٍ وكذا رواه قُيِّلَتْ بضمِّ القاف ولم يُفَسٍّ رْهُ وقالَ ثَعْلَبٌ إِنَّما هُو قَيَّلَتْ بفتحها وفَسَّرَه بأّنَّها الَّتِي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقِيهِمْ لَبَن القَيْلِ وهو شُرْبُ نِصْف النَّهارِ والمَفْعُولُ عَلَى هذا مَحْذُوفٌ وثِلْثُ النّاقَةِ وَلَدُها الثالثُ وأَطْرَدَه ثَعْلَبٌ في وَلَدِ كُلِّ أُنْثَى وقد أَثْلَثَتْ وهي مُثْلِثٌ ولا يُقالُ ناقَةٌ ثِلْثٌ والمُثَلِّثُ السّاعِي بأَخِيه لأنه يُهْلِكُ ثَلاثةً نَفْسَه وأَخاه وإِمَامَهُ وفي الحَدِيثِ شَرُّ النّاسِ المُثَلِّثُ التَّفْسِيرُ للهَرَوِيِّ في الغَرِيبَيْن والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجْزاءِ مَعْرُوفٌ يَطَّرِدُ ذلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِم في هذه الكُسُورِ وجَمْعُها أثلاث وثَلَثَهُمْ يَثْلُثُهُم أَخَذَ ثُلُثَ أَمْوالِهم وكذلك جَمِيعُ الكُسُورِ إِلى العُشْر والمَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثُه وكُلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ وقِيلَ المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثُه والمَنْهُوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه وهو رَأْيُ العَرُوضِيِّينَ في الرَّجَزِ والمَنْسَرِح والمِثلاثُ من الثُلُثِ كالمِرْباعِ من الرُّبُعِ وأَثْلَثَ الكَرْمُ فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلثاه وثَلَّثَ البُسْرُ أَرْطَب ثُلُثُه وإِناءٌ ثَلْثانٌ بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه وكذلك هُوَ في الشًّرابِ وغَيْرِه والثَّلِثانُ شَجَرَةُ عِنَبِ الثًّعْلَبِ وتَثْلِيثُ وادٍ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ قالَ الأَعْشَى

(كخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْلِيثَ ... قَفْرًا خَلاَ لها الأَسْلاقُ)
[ثلث] فيه: دية شبه العمد "أثلاثاً" أي ثلاث وثلاثون حقة، وثلاث وثلاثون جذعة، وأربع وثلاثون ثنية. وفيه: قل هو الله أحد لتعدل "ثلث" القرآن، وهذا"بثلاث" تعني قبل أن يدخل بها لا قبل العقد، وإنما كان قبل العقد بنحو سنة ونصف. ك: يتوفى له "ثلاث" مفهوم العدد عند مثبتيه حجة ضعيفة يعارضه ما هو أقوى منها يدل على ثبوت الفضيلة لمن مات له اثنان وواحد، وهل تثبت لمن مات له في الكفر اختلفت فيها الأخبار، وهل تدخل أولاد الأولاد البنات والبنين محل تردد، وضمير إياهم للأولاد، وقيل للآباء. وفيه: لم يتكلم إلا "ثلاثة" فإن قيل: تكلم غير الثلاثة شاهد يوسف، وصبي ماشطة فرعون، قلت: لعل ذلك قبل علمه صلى الله ويتم في ك.
ثلث
ثلَثَ يَثلُث ويَثلِث، ثَلْثًا، فهو ثالِث، والمفعول مَثْلوث
• ثلَث الشَّيءَ: أخذ ثُلُثه، أي جزءًا من ثلاثة أجزاء متساوية.
• ثلَث فلانًا: أخذ ثُلث ماله.
• ثلَث القومَ: صار ثالثهم، كمَّلهم بنفسه ثلاثة. 

أثلثَ يُثلث، إثلاثًا، فهو مُثْلِث، والمفعول مُثْلَثٌ (للمتعدِّي)
• أثلث الشَّيءُ: بقي ثلثه، وذهب ثلثاه "رقدنا بعد أن أثلث الليلُ".
• أثلث القومُ: تقسَّموا ثلاث فرق.
• أثلثت الحاملُ: ولدت الولد الثالث.
• أثلث الشَّيءَ: صيَّره ثلاثةً "أثلث الرسمَ: صيَّره ذا ثلاثة أركان". 

ثلَّثَ يثلِّث، تَثْليثًا، فهو مُثلِّث، والمفعول مُثلَّث (للمتعدِّي)
• ثلَّث فلانٌ: جاء ثالثًا "ثلَّث المتسابِقُ: جاء في المركز الثالث".
 • ثلَّث الشَّيءَ:
1 - جعله ذا ثلاثة أركان أو أجزاء "ثلّث الرَّسمَ: قسَّمه إلى مثلّثات".
2 - صيَّره ثلاثة "ثلَّث دَخْلَه/ رِبْحه: ضاعفه ثلاث مرّات".
• ثلَّثَ الاثنين: ثلَثهم، جعلهما ثلاثةً بانضمامه إليهما. 

تثليث [مفرد]:
1 - مصدر ثلَّثَ.
2 - تقسيم منطقة ما إلى عناصر مثلثة تعتمد على خط معلوم الطول حتى يُتمكن من قياس باقي الأضلاع باستخدام علم المثلثات.
• التَّثليث: (دن) عند النَّصارى: القول بوجود ثلاثة أقانيم في الذَّات الإلهيّة. 

ثالِث [مفرد]: ج ثوالثُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ثلَثَ.
2 - عدد ترتيبي يوصف به يدل على فرد واحد جاء ثالثًا، ما بعد الثاني وقبل الرابع " {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} " ° ثالثًا: الواقع بعد الثاني، ويستعمل في العدّ، فيقال: ثانيًا، ثالثًا، ... - حَرْق من الدَّرجة الثَّالثة: حرق شديد يدمِّر الجلد والأنسجة التحتيّة.
• الثَّالث عَشرَ: عدد ترتيبي يوصف به، يلي الثَّاني عشر ويسبق الرابع عشر مبني على فتح الجزأين "القرن الثالث عشر الهجري".
• ثالث اثنين: مَنْ أو ما يضاف إلى الاثنين فيجعلهما ثلاثة.
• ثالث ثلاثة: أحدهم " {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} "? رماه بثالثة الأثافيّ: رماه بالشَّرّ كُلِّه.
• العالم الثَّالث: الدُّول النامية التي لديها معدلات عالية من الفقر والأميّة والجهل والنِّسب العالية لزيادة السُّكان والمرض ومشاكل التَّغذية والفقيرة في التِّكنولوجيا واستخداماتها، وقيل هي الدُّول المحايدة التي لم تكن تنتمي إلى المعسكرين الشرقيّ والغربيّ زمن الحرب الباردة. 

ثالوث [مفرد]: ما رُكِّب من ثلاثة "القصيدة نتاج تفاعل ثالوثٍ مكوَّنٍ من الشاعر والكون واللغة" ° الثَّالوث الحكوميّ: الجيش والقضاء والإدارة.
• الثَّالوث الأقدس: (دن) الآب والابن والروح القدس، اتحاد الأقانيم الثَّلاثة في لاهوت واحد. 

ثُلاثَ [مفرد]: ثلاثةً ثلاثة، معدول عن ثلاثة ثلاثة بالتكرار يستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي ممنوعة من الصرف "جاءوا ثُلاثَ- {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ". 

ثُلاثاء [مفرد]: ج ثُلاثاءات وثُلاثاوات، مث ثُلاثاءان وثُلاثاوان
• الثُّلاثاء: رابع أيّام الأسبوع، يأتي بعد الإثنين، ويليه الأربعاء. 

ثَلاثة [مفرد]: اسم عدد أصلي فوق الاثنين ودون الأربعة تخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "ثلاث طالبات- ثلاثة طلاب- في مكتبتي ثلاثة عشر كتابًا- {قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إلاَّ رَمْزًا} " ° الطَّلاق بالثَّلاثة: الطلاق النهائي.
• ثلاثةَ عشرَ: عدد مركَّب من ثلاثة وعشر يلي اثني عشر ويسبق أربعة عشر، مبنيّ على فتح الجزأين "ثلاثة عشر رجلاً- ثلاث عشرة امرأة". 

ثَلاثون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وعشرين وواحدٍ وثلاثين، يساوي ثلاث عشرات، وهو من ألفاظ العقود يستوي فيه المذكر والمؤنث ويعامل معاملة جمع المذكر السالم "حضر الندوة ثلاثون أستاذًا- {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً} ".
2 - وصف من العدد ثلاثين، المتمِّم للثلاثين "جاوز العام الثلاثين من عمره- الصفحة الثلاثون". 

ثَلاثينيّات [جمع]
• الثَّلاثينيَّات: السَّنتان الثلاثون والتاسعة والثلاثون ومابينهما، العقد الرابع من قرن ما "حصل على الدكتوراه في الثلاثينيّات". 

ثُلاثيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ثُلاثَ.
2 - ما كان له ثلاثة أركان أو أجزاء "تشكيلات ثلاثيّة: يؤدِّيها مجموعات يتكون كل منها من ثلاثة أشخاص- مؤتمر ثُلاثيّ: يضمّ ممثلين عن ثلاث دول" ° الحِلْف الثُّلاثيّ:

المكوّن من ثلاثة أقسام أو الذي يجمع ثلاثة أطراف- العُدوان الثُّلاثيّ: العدوان الذي كان على مصر عام 1956م وشاركت فيه إسرائيل وبريطانيا وفرنسا- ثُلاثيّ الأبعاد/ ثُلاثيّ الجوانب: متكوّن من ثلاثة أبعاد أو جوانب، طول وعرض وارتفاع- ثُلاثيّ العناصر: نظام من ثلاثة عناصر لمجموع معيَّن- خُطَّة ثلاثيَّة: تشمل ثلاث سنوات.
• ثلاثيّ التَّجزيء: (حي) نعت يطلق على الأعضاء النباتيَّة والحيوانيَّة المؤلَّفة من ثلاثة أجزاء.
• ثلاثيّ الأدوار: (فز) التيار الكهربيّ ذو الأدوار الثلاثة.
• فعل ثُلاثيّ: (نح) مكوّن من ثلاثة أحرف أصول.
• ثلاثيّ الفصوص: ما كان مركَّبًا من ثلاثة فصوص أو أفلاق من النباتات.
• ثلاثيّ الأضلاع: (هس) مثلّث، شكل هندسيّ محدود بثلاثة أضلاع مستقيمة يتلاقى كلّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمّى بالرأس.
• ثلاثيّ السُّطوح: مجسَّم مكوّن من ثلاثة سطوح تلتقي في نقطة واحدة. 

ثُلاثيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ثُلاثَ: "خُطُّة ثلاثيّة".
2 - مصدر صناعيّ من ثُلاثَ: سلسلة من ثلاثة مؤلفات كل منها قائم بذاته وإن كانت تربطها فكرة أو موضوع واحد، مثالها في الأدب العربيّ الحديث: ثُلاثيَّة نجيب محفوظ الشهيرة، حيث تتألف من بين القصرين، وقصر الشوق، والسكّريّة "تغطِّي ثلاثيّة نجيب محفوظ جوانب مهمّة من حياة الأسرة المصريّة في فترة ما قبل قيام الثورة".
3 - رميّة- في كرة السَّلَّة- يسدِّدها اللاعب من مكان محدَّد "حسمت الثلاثيَّات مباراة الأمس".
• ثُلاثيَّة صوتيَّة: قطعة لثلاثة أصوات أو ثلاث آلات.
• الزَّهرة الثُّلاثيَّة: (نت) نوع من النَّباتات التي لها عنقود واحد من ثلاثة أوراق وأزهارها ثلاثيَّة الأوراق. 

ثَلْث [مفرد]: مصدر ثلَثَ. 

ثُلْث/ ثُلُث [مفرد]: ج أثلاث: جزء واحد من ثلاثة أجزاء متساوية من الشيء " {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} ".
• خطُّ الثُّلُث: نوع من أنواع الخط العربيّ، يُستعمل في كتابة عناوين الأبواب والفصول. 

ثِلْث [مفرد]: ج أثلاث
• الثِّلْث: المرّة الثَّالثة مما يُعتاد أن يتكرَّر.
• حمَّى الثِّلث: (طب) الحمى التي تأتي المريض يومًا وتفارقه يومًا وتأتيه في اليوم الثالث. 

ثلثمائة/ ثلاث مائة [مفرد]: عدد يساوي ثلاث مئات، وهو مركب من ثلاث ومائة، ويجوز فصلهما فيقال ثلاث مائة " {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} ". 

مُثلَّث [مفرد]: ج مثلَّثات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من ثلَّثَ.
2 - (سق) آلة نقر موسيقيَّة مفتوحة عند زاوية واحدة.
3 - (هس) شكل هندسيّ يتكوّن من ثلاثة أضلاع وثلاث زوايا داخليَّة "مثلَّث متساوي الأضلاع: مثلَّث أضلاعه الثلاثة متساوية- مثلَّث حادّ: مثلَّث إحدى زواياه حادَّة- مثلَّث قائم الزاوية: مثلَّث إحدى زواياه قائمة أي تسعون درجة".
• حساب المُثلَّث/ حساب المثلَّثات: (جب) فرع من الرياضيَّات يتعامل مع كلّ ما يتعلَّق بالمثلَّثات من أضلاع وزوايا والحسابات المبنيّة عليها خاصة الدالاّت المثلثيَّة.
• حرف مثلَّث: ذو ثلاث نقط "الثاء والشين حرفان مثلّثان". 

مُثلّثانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُثلَّث: على غير قياس: مؤلّف من مثلَّثات أو متميّز بها. 

ثلث: الثَّلاثة: مِن العدد، في عدد المذكر، معروف، والمؤَنث ثلاث.

وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً. وفي التهذيب:

ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم. وكَمَّلْتَهم ثلاثةً

بنفسك، وكذلك إِلى العشرة، إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم

وأَتْسَعُهم فيها جميعاً، لمكان العين، وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي

صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين، وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم، مثل لفظ

الثلاثة والأَربعة، كذلك إِلى المائة. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ وكانوا

ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلى العشرة. ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة،

مضاف إِلى العشرة، ولا ينوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، وإِن شئت

أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ

زيداً، لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ وإِذا اتفقا

فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنى الفعل، وإِنما

أَردت: هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة، وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً،

وتقول: هذا ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي

صَيَّرهما ثلاثة بنفسه؛ وكذلك هو ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بالرفع والنصب

إِلى تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة،

وتركتُ ثالثاً على إِعرابه؛ ومن نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما

أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً

محذوفاً. وتقول: هذا الحادي عَشَرَ، والثاني عَشَرَ، إِلى العشرين مفتوح

كله، لِما ذكرناه. وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرَة، وكذلك إِلى العشرين،

تدخل الهاء فيهما جميعاً، وأَهل الحجاز يقولون: أَتَوْني ثلاثَتَهم

وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة، فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أَتَيْنَني

ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث، يجعله مثلَ

كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ، تقول: أَتوني أَحَدَ

عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ

عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بري، رحمه الله: قول الجوهري آنفاً: هذا ثالثُ

اثْنين، وثالثٌ اثنين، ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه؛

وقوله أَيضاً: هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بضم الثاء وفتحها، إِلى

تسعة عشر وَهَمٌ، والصواب: ثالثُ اثنينِ، بالرفع، وكذلك قوله: ثَلَّثَ

اثْنين وَهَمٌ، وصوابه: ثَلَثَ، بتخفيف اللام، وكذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر،

بضم الثاء، وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح، لأَنه مركب؛ وأَهل

الكوفة يُجيزونه، وهو عند البصريين غلط، قال ابن سيده وأَما قول الشاعر:

يَفْديكِ يا زُرْعَ أَبي وخالي،

قد مَرَّ يومانِ، وهذا الثالي

وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالي

فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الياء من الثاء. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا

ثلاثة، عن ثعلب. وفي الحديث: دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَي ثلاثٌ

وثلاثون حقةً، وثلاثٌ وثلاثون جذعةً، وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً.

وفي الحديث: قل هو ا لله أَحد، والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ

ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز

ثلاثةَ أَقسام، وهي: الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله، عز وجل، وتقديسه

أَو معرفة صفاته وأَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، وسُنَّته في عباده، ولما

اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، وهو التقديس،

وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله، صلى ا لله عليه وسلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن

مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من

نوعه وشِبْهه، ودَلَّ عليه قولُه: لم يلد؛ ولا يكون هو حاصلاً ممن هو

نظيره وشبهه، ودلَّ عليه قوله: ولم يولد؛ ولا يكون في درجته وإِن لم يكن

أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله، ودل عليه قوله: ولم يكن له كفواً أَحد.

ويجمع جميع ذلك قوله: قل هو ا لله أَحد؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك: لا إِله

إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه، فلا رَطْب

ولا يابس إِلا في كتاب مبين.

وقولهم: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير، فإِذا أَراد

النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة، ولا مرتين، ولا في ثلاث.

والثلاثون من العدد: ليس على تضعيف الثلاثة، ولكن على تضعيف العشرة،

ولذلك إِذا سميت رجلاً ثلاثين، لم تقل ثُلَيِّثُون، ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذلك

سيبويه. وقالوا: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ

لهم مَقام الثلاثين. وأَثْلَثوا: صاروا ثلاثين، كل ذلك على لفظ الثلاثة،

وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة، تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد.

والثَّلاثاء: من الأَيام؛ كان حَقُّه الثالث، ولكنَّه صيغ له هذا البناء

ليَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ. وحكي عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما

فيها فأَنَّث. وكان أَبو الجرّاح يقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن،

يُخْرِجُها مُخْرَج العدد، والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حكى الأَخيرَة

المُطَرِّزِيُّ، عن ثعلب. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي

ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذيب: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً،

جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين، وكذلك

الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم، كما قالوا:

حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام

الاسم، وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة.

وقول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابي؛ قال ابن بري: وهو لعبد ا لله بن

الزبير يهجو طَيِّئاً:

فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، وإِن يَكُ خامِسٌ،

يكنْ سادِسٌ، حتى يُبِيرَكم القَتْلُ

أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً؛ وبعده:

وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، وإِن يَكُ تاسِعٌ،

يكنْ عاشرٌ، حتى يكونَ لنا الفَضْلُ

يقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة،

فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً. ويقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف.

وفي التنزيل العزيز: لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ. قال

الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا

مضافاً، ولا يجوز التنوين في ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ وكذلك قوله: ثانيَ

اثْنَين، لا يكون إِلا مضافاً، لأَنه في مذهب الاسم، كأَنك قلت واحد من

اثنين، وواحد من ثلاثة، أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه، ولا ثالثاً

لنفسه؟ ولو قلت: أَنت ثالثُ اثنين، جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين، بالإِضافة

والتنوين ونَصْب الاثنين؛ وكذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً،

جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع. وقال الفراء. كانوا اثنين فثَلَثْتُهما، قال:

وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه. وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم، ومعي

عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِِثْهُنَّ؛ هذا فيما بين

اثني عشر إِلى العشرين. ابن السكيت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، وهي ثالثةُ

ثلاثٍ، فإِذا كان فيه مذكر، قلت: هي ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ

المؤَنثَ. وتقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يعني هو أَحدهم، وقي المؤَنث: هو

ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير، الرفع في الأَوّل. وأَرضٌ مُثَلَّثة: لها

ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، ومنها المُثَلَّثُ القائم. وشيء

مُثَلَّثٌ: موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ. ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ على ثلاثِ

قُوًى؛ وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة، إِلا الثمانية والعشرة.

الجوهري: شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة. الليث: المُثَلَّثُ ما كان من

الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ.

والمَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوًى، وكذلك ما يُنْسَجُ

أَو يُضْفَر.

وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، والثاني:

المُصَلِّي، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابن سيده: وثَلَّثَ

الفرسُ: جاء بعد المُصَّلِّي، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ. وقال علي بن أَبي طالب،

عليه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وثَنَّى أَبو بكر،

وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله. قال أَبو عبيد: ولم

أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها، إِلاَّ الثانيَ

والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وما سوى

ذَيْنِكَ إِنما يقال: الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع. وقال ابن

الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل: المُجَلِّي، والمُصَلِّي،

والمُسَلِّي، والتالي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ،

واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قال أَبو منصور: ولم أَحفظها عن ثقة، وقد ذكرها ابن

الأَنباري، ولم ينسبها إِلى أَحد؛ قال: فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم

لا؟

والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بعد الثُّنْيا.

والثِّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس. التهذيب: الثُّلاثيُّ

يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ

ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وكذلك الغلام، يقال: غلام خُماسِيٌّ، ولا يقال

سُداسِيٌّ، لأَنه إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلاً. والحروفُ الثُّلاثيَّة: التي

اجتمع فيها ثلاثة أَحرف.

وناقة ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، وذلك أَن تُكْوَى بنار

حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابي.

ويقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وهي الداهيةُ العظيمة، والأَمْرُ

العظيم، وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، ولم

يجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن. وثالثةُ

الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ من الجبل، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثم يُنْصَبُ

عليها القِدْرُ.

والثَّلُوثُ من النُّوق: التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ، ولا

يكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابي؛ يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من

ثلاثة.ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، وتَحْلُب من ثلاثة

أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي:

أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ الـ

ـصَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ

وقال ابن الأَعرابي: الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: التي

لها ثَلاثةُ أَخْلاف. وقال ابن السكيت: ناقة ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد

أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً.

والمُثَلَّثُ من الشراب: الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه؛ وكذلك أَيضاً

ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قيل:

شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قيل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ

أَخلافَها جَمَعَ، قيل: أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش. التهذيب: الناقة إِذا

يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهي ثَلُوثٌ. وناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة

أَخْلافٍ؛ قال الشاعر:

فتَقْنَعُ بالقليل، تَراه غُنْماً،

وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ

ومَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهري: المَثْلُوثة مَزادة تكون

من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابي: إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ، فهي

ثَلُوثٌ.

وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً.

والثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى،

ولا قُيِّلَتْ إِلاَّ قَريباً مَقالُها

هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وكذلك

رواه قُيِّلَتْ، بضم القاف، ولم يفسره؛ وقال ثعلب: إِنما هو قَيَّلَتْ،

بفتحها، وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وهو

شُرْبُ النهار فالمفعول، على هذا محذوف.

وقال الزجاج في قوله تعالى: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى

وثُلاثَ ورُباعَ؛ معناه: اثنين اثنين، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم

ينصرف لجهتين، وذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين،

وثَلاثٍ ثَلاثٍ، والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ.

الجوهري: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة، لأَنه عُدِلَ من

ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وهو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَى

وثُلاثَ. قال تعالى: أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ فوُصِفَ به؛

وهذا قول سيبويه. وقال غيره: إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في

اللفظ والمعنى، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء، عن

معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين، إِذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى؛

فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وكذلك جميعُ معدولِ العددِ، فإِن

صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه

مثلُ حَمَيِّرٍ، فخرج إِلى مثال ما ينصرف، وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن،

لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا في التعجب: ما

أُمَيْلِحَ زيداً وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَى

وثُلاثَ، وسَمُّوا الله تعالى. يقال: فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ،

غير مصروفات، إِذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وأَربعاً

أَربعاً.والمُثَلِّثُ: الساعي بأَخيه. وفي حديث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْني

ما المُثَلِّثُ؟ فقال: وما المُثَلِّثُ؟ لا أَبا لكَ فقال: شَرُّ الناسِ

المُثَلِّثُ؛ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً: نفسَه،

وأَخاه، وإِمامه بالسعي فيه إِليه. وفي حديث أَبي هريرة؛ دعاه عمرُ إِلى

العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أَفلا

تقول خمساً؟ قال: أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم، وأَقْضِيَ بغير عِلْم،

وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَمِ عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مالي،

الثَّلاثُ والاثنتان؛ هذه الخلال التي ذكرها، إِنما لم يقل خمساً، لأَن

الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه، فخاف أَن يُضِيعَه، والخِلالُ

الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن يُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها.

وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى.

وقد أَثْلَثَتْ، فهي مُثْلِثٌ، ولا يقال: ناقةٌ ثِلْث.

والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء: معروف، يَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم،

في هذه الكسور، وجمعُهما أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ،

ولم يَعْرِفْه أَبو زيد؛ وأَنشد شمر:

تُوفي الثَّلِيثَ، إِذا ماكانَ في رَجَبٍ،

والحَيُّ في خائِرٍ منها، وإِيقَاعِ

قال: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ

ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهري: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء

زادت ياء، فقلت: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛

وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً. وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً:

أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ.

والمَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وقيل:

المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، وهو رَأْيُ

العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح. والمَثْلُوثُ من الشعر: الذي ذهب جُزْآنِ

من ستة أَجزائه.

والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع.

وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه. وثَلَّثَ

البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وكذلك هو

في الشراب وغيره. والثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب.

الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد:

مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ

ويقال لوَضِين البَعير: ذو ثُلاثٍ؛ قال:

وقد ضُمِّرَتْ، حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها،

إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ

ويقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر

بعد السَّلْخ.

الجوهري: والثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛

ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع؛ وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ

لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم؛ ثم

الغِبُّ، وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ

فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، وكذلك إِلى العِشْر؛ قاله الأَصمعي.

وتَثْلِيثُ: اسم موضع؛ وقيل: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور؛ قال الأَعشى:

كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ، مِن تَثْـ

لِيثَ، قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ

ثلث

1 ثَلَثَ القَوْمَ, aor. ـُ (S, M, Msb, K,) inf. n. ثَلْثٌ, (TA,) He took the third of the goods, or property, of the people, or company of men. (S, M, Msb, K.) And ثُلِثَتِ التَّرِكَةُ The property left at death had a third of it taken. (A.) and ثَلَثَ, aor. ـِ [but in this case it seems that it should be ثَلُثَ, as above,] is also said to signify He slew a third. (L.) b2: ثَلَثَ القَوْمَ, (T, S, K,) or الاِثْنَيْنِ, (Fr, T, M,) or الرَّجُلَيْنِ, (Msb,) aor. ـِ (S, M, Msb, K,) [thus distinguished from the verb in the first sense explained above,] inf. n. ثَلْثٌ, (TA,) signifies He was, or became, the third of the people, (T, S, K,) or a third to the two, (Fr, T, M,) or to the two men: (Msb:) or he made them, with himself, three: (T, S, K:) and similar to this are the other verbs of number, to ten [inclusive], except that you say, أَرْبَعُهُمْ and أَسْبَعُهُمْ and أَتْسَعُهُمْ, with fet-h, because of the ع. (S.) A poet says, (IAar, S,) namely, AbdAllah Ibn-Ez-Zubeyr El-Asadee, satirizing the tribe of Teiyi, (IB, TA,) فَإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وَإِنْ يَكُ خَامِسٌ يَكُنْ سَادِسٌ حَتَّى يُبِيرَكُمُ القَتْلُ [And if ye make up the number of three, we will make up the number of four; and if there be a fifth of you, there shall be a sixth of us; so that slaughter shall destroy you]: (IAar, S, IB:) he means, if ye become three, we will become four: or if ye slay three. (IB, TA.) b3: Also; (S, M, TA;) in the K, “or,” but this is wrong; (MF, TA;) ثَلَثَ القَوْمَ signifies He made the people, with himself, thirty; (A 'Obeyd, S, M, K;) they being twenty-nine: and in like manner one uses the other verbs of number, to a hundred [exclusive]. (A 'Obeyd, S.) And ثَلَثَ also signifies He made twelve to be thirteen. (T.) b4: ثَلَثَ الأَرْضَ He turned over the ground three times for sowing, or cultivating. (A, TA.) b5: See also 2. b6: ثَلَثَ, (T, M, L, TA,) [as though intrans., an objective complement being app. understood,] or ↓ ثلّث, (K, [but the former is app. the right reading, unless both be correct,]) said of a horse, He came [third in the race; i. e., next] after that which is called المُصَلِّى: (T, M, L, K: [in the CK, الذى, after الفَرَسُ, should be omitted:]) then you say رَبَعَ: then, خَمَسَ. (T, M, L.) And in like manner it is said of a man [as meaning He came third]. (T.) b7: لَا يَثْنِى

وَلَا يَثْلِثُ, (so in a copy of the M in art. ثنى, but in the present art. in the same copy written لا يثنِى ولا يثْلِثُ,) or ↓ لَا يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ, (so in a copy of the A, [in the CK in art. ثنى, and in Freytag's Arab. Prov. ii. 545, لَا يُثَنَّى وَلَا يُثَلَّثُ,]) or ↓ لَا يُثْنِى وَلَا يُثْلِثُ, (so in a copy of the K in art. ثنى, [in the TA, in the present art. and in art. ثنى, without any syll. signs,]) said of an old man, meaning He cannot rise, (M, A, TA,) when he desires to do so, a first time, nor can he (M, TA) the second time, nor the third. (M, A, TA.) 2 ثلّثهُ He made it three; or called it three: (Esh-Sheybánee, and K in art. وحد:) تَثْلِيثٌ signifies the making [a thing] three [by addition or multiplication or division]; as also ↓ ثَلْثٌ [inf. n. of ثَلَثَ]: and the calling [it] three. (KL.) b2: [Hence, ثلّث, inf. n. تَثْلِيثٌ, He asserted the doctrine of the Trinity.] b3: [Hence also,] فُلَانٌ يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ Such a one counts two Khaleefehs, namely, the two Sheykhs [Aboo-Bekr and 'Omar], and [does not count three, i. e.,] rejects the other [that succeeded them]: and فُلَانٌ يُثَلِّثُ وَلَا يُرَبِّعُ Such a one counts three Khaleefehs, [namely, those mentioned above and 'Othmán,] and [does not count a fourth, i. e.,] rejects ['Alee,] the fourth. (A, TA.) b4: لَا يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ: see 1. b5: ثلّث لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained three nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: ثلّث بِنَاقَتِهِ He tied, or bound, three of the teats of his she-camel with the صِرَار. (S.) b7: ثَلَّثَتْ said of a she-camel, and of any female: see 4. b8: ثلّث said of a horse in a race: see 1. b9: ثلّث البُسْرُ, (M, K,) inf. n. as above, (K,) The full-grown unripe dates became, to the extent of a third part of them, ripe, or in the state in which they are termed رُطَب. (M, K.) b10: تَثْلِيثٌ also signifies The watering seed-produce [on the third day, i. e.,] another time بَعْدَ الثُّنْيَا [which app. means after excepting, or omitting, one day]. (M.) b11: And The making [a thing] triangular [or trilateral]. (KL.) b12: [The making a letter three-pointed; making it to have three dots.] b13: The making [a thing] to be a third part. (KL.) b14: The making the electuary, or confection, of aromatics, or perfumes, that is called مُثَلَّث. (KL.) 4 اثلث القَوْمُ The party of men became three: (Th, S, M, L, K:) and similar to this are the other verbs of number, to ten [inclusive]: (S:) also The party of men became thirty: and so in the cases of other numbers, to a hundred [exclusive]. (M, L.) b2: اثلثت She (a camel, and any female,) brought forth her third young one, or offspring; (Th, M;) and so ↓ ثلّثت, or ↓ اثتلثت. (TA in art. بكر.) b3: لَا يُثْنِى وَلَا يُثْلِثُ: see 1. b4: اثلث said of a grape-vine, It had one third of its fruit remaining, two thirds thereof having been eaten. (M.) 8 إِثْتَلَثَ see 4.

ثُلْثٌ: see ثُلُثٌ.

ثِلْثٌ The third young one or offspring, (M, A, K,) of a she-camel, (M, K,) and, accord, to Th, of any female: (M:) and in like manner others are termed, to ten [inclusive]. (A.) But one should not say نَاقَةٌ ثِلْثٌ [after the manner of ثِنْىٌ, q. v.]. (M.) b2: سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ He watered his palm-trees once in three days: (A:) or he watered them بَعْدَ الثُّنْيَا [which app. means after excepting, or omitting, one day]. (K.) ثِلْثٌ is not used [thus] except in this case: there is no ثِلْث in the watering of camels; for the shortest period of watering is the رِفْه when the camels drink every day; then is the غِبّ, which is when they come to the water one day and not the next day; and next after this is the رِبْع; then, the خِمْس; and so on to the عِشْر: so says As: (S, TA:) and this is correct, though J's assertion that ثِلْث is not used except in this case is said by F to require consideration. (TA.) b3: حُمَّى الثِّلْثِ i. q. حُمَّى الغِبِّ, [The tertian fever;] the fever that attacks one day and intermits one day and attacks again on the third day; called by the vulgar ↓ المُثَلِّثَةُ. (Msb.) ثُلَثٌ: see what next follows.

ثُلُثٌ (T, S, M, A, Msb, K) and ↓ ثُلْثٌ (Msb, K) and ↓ ثُلَثٌ, which last is either a dial. var. or is so pronounced to make the utterance more easy, (MF,) A third; a third part or portion; (S, A, Msb, K;) as also ↓ ثَلِيتٌ, (As, T, S, M, Msb, K,) like ثَمِينٌ and سَبِيعٌ and سَدِيسٌ and خَمِيسٌ and نَصِيفٌ, (S,) though Az ignored ثَلِيثٌ (T, S) and خَمِيسٌ: (S:) [and ↓ مِثْلَاثٌ, q. v., app, signifies the same:] the pl. of ثلث, (M, Msb,) and of ثليث also, (M,) is أَثْلَاثٌ. (M, Msb.) It is said in a trad., دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلَاثًا [The expiatory mulct for that homicide which resembles what is intentional shall be thirds]; i. e., thirty-three she-camels each such as is termed حِقَّة, and thirtythree of which each is such as is termed جَذَعَة, and thirty-four of which each is what is termed ثَنِيَّة. (TA.) إِنَآءٌ ثَلْثَانُ A vessel in which the corn &c. that is measured therein reaches to one third of it: and in like manner one uses this expression in relation to beverage, or wine, &c. (M, L.) ثِلْثَانٌ, (so in a copy of the M,) or ثَلِثَانٌ, and ثَلَثَانٌ, (K,) I. q. عِنَبُ الثَّعْلَبِ; (K;) the tree thus called. (M, TA.) ثَلَاثٌ, also written ثَلٰثٌ: see ثَلَاثَةٌ, in six places: and ثُلَاثُ, in two places.

ثُلَاثُ and ↓ مَثْلَثُ (S, L, K) Three and three; three and three together; or three at a time and three at a time; (L;) imperfectly decl. [because] changed from the original form of ثَلَاثَةٌ ثَلَاثَةٌ; (K;) or because of their having the quality of epithets and deviating from the original form of ثَلَاثَةٌ: they are epithets; for you say, مَرَرْتُ بِقَوْمٍ

مَثْنَى وَثُلَاثَ [I passed by a party of men two and two, and three and three, together]: (Sb, S:) or they are imperfectly decl. because they deviate from their original as to the letter and the meaning; the original word being changed as above stated, and the meaning being changed to ثَلَاثَةٌ ثَلَاثَةٌ: but the dim. is ↓ ثُلَيِّثٌ, perfectly decl., like أُحَيِّدٌ &c., because it is like حُمَيِّرٌ [dim. of حِمَارٌ], assuming the form of that which is perfectly decl., though it is not so in the cases of أَحْسَنُ and the like, as these words, in assuming the dim. form, do not deviate from the measure of a verb, for مَا أُحَيْسِنَهُ [How goodly is he!] is sometimes said. (S.) It is said in the Kur [iv. 3], فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَآءِ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ, i. e. Then marry ye such as please you, of women, two [and] two, and three [and] three, and four [and] four: [meaning, two at a time, &c.:] here مثنى &c. are imperfectly decl. because deviating from the original form of اِثْنَيْنِ اِثْنَيْنِ, &c., and from the fem. form. (Zj, T, L.) And one says ↓ مَثْلَثَ مَثْلَثَ, like ثُلَاثَ ثُلَاثَ. (T.) You say also, فَعَلْتُ الشَّىْءَ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ, meaning I did the thing twice and twice, and thrice and thrice, and four times and four times. (L.) b2: [ثُلَاثٌ is app. fem. of ثُلَاثَةٌ, a dial, var. of ثَلَاثَةٌ, of which the fem. is ثَلَاثٌ: and hence,] ذُو ثُلَاثٍ, with damm [to the initial ث], A camel's [girth of the kind called]

وَضِين. (K.) You say, اِلْتَقَتْ عُرَا ذِى ثُلَاثِهَا (tropical:) [lit., The loops of her girth met together]; (A, TA; [but in a copy of the former, ↓ ذى ثَلَاثِهَا;]) meaning, she was, or became, lean, or lank in the belly. (A. [See a similar saying voce بِطَانٌ.]) And a poet says, وَقَدْ ضَمَرَتْ حَتَّى بَدَا ذُو ثُلَاثِهَا [And she had become lean, or lank in the belly, so that her girth appeared]: but some say that ذو ثلاثها [here] means her belly, and the two skins, [namely,] the upper, and that which is pared, or scraped off, after the flaying: (TA:) or, accord. to some, the phrase is حَتَّى ارْتَقَى ذو ثلاثها, meaning, so that her fœtus rose to her back; the ثلاث [here again in a copy of the A written with fet-h to the initial ث, and in like manner ثلاثها,] being the سَابِيَآء and the سَلَا and the womb. (A, TA.) You say also ↓ عَلَيْهِ ذُو ثَلَاثٍ, [so I find it written, but perhaps it should be ذو ثُلَاثٍ,] meaning, (tropical:) Upon him is a [garment of the kind called]

كِسَآء made of the wool of three sheep. (A, TA. [In the latter without any syll. sign to show that ثلاث here differs from the form in the exs. cited before.]) ثِلَاث: see ثَالِثٌ.

ثَلُوثٌ A she-camel that fills three vessels (S, M, A, L, K) such as are called أَقْدَاح, (M, L,) when she is milked, (S, K,) [i. e.,] at one milking. (A.) This is the utmost quantity that the camel yields at one milking. (IAar, M.) b2: Also A she-camel three of whose teats dry up: (S, M, A, K: [accord. to the TA, it is said in the T that such is termed ↓ مَثْلُوثٌ; but I think that this is a mistranscription:]) or that has had one of her teats cut off (IAar, T, M, L, K) by cauterization, which becomes a mark to her, (IAar, M,) and [in some copies of the K “ or ”] is milked from three teats: (T, M, L, K:) or that has three teats; (IAar, TA;) [and] so ↓ مُثَلِّثَةٌ: (T, TA:) or a she-camel having one of her teats dried up in consequence of something that has happened to it. (ISk.) ثَلِيثٌ: see ثُلُثٌ.

ثَلَاثَةٌ, also written ثَلٰثَةٌ, a noun of number, [i. e. Three,] is masc., (S, M, Msb,) and is also written and pronounced ↓ ثُلَاثَةٌ, with damm: (IAar, M, TA:) the fem. is ↓ ثَلَاثٌ, also written ثَلٰثٌ; (S, M, Msb;) [and app. ثُلَاثٌ also, mentioned above, under the head of ثُلَاثُ, but only as occurring with ذُو prefixed to it.] You say ثُلَاثَةُ رِجَالٍ [Three men]: and نِسْوَةٍ ↓ ثَلَاثُ [three women]. (Msb.) In the saying of Mohammad, ↓ رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ [The pen of the recording angel is withheld from three persons] ثلاث is for ثَلَاثِ أَنْفُسٍ. (Msb. [See art. رفع.]) [In like manner, ↓ ثَلَاثٌ occurs in several trads. for ثَلَاثُ خِصَالٍ; as, for instance, in the saying,] ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللّٰهُ حِسَابًا يَسِيرًا [There are three qualities: in whomsoever they be, God will reckon with him with an easy reckoning]: these are, thy giving to him who denies thee, and forgiving him who wrongs thee, and being kind to him who cuts thee off from him. (El-Jámi' es-Sagheer.) The people of El-Hijáz say, أَتَوْنِى ثَلَاثَتَهُمْ [The three of them came to me], and أَرْبَعَتَهُمْ, and so on to ten [inclusive], with nasb in every case; and in like manner in the fem., ↓ أَتَيْنَنِى ثَلَاثَهُنَّ, and أَرْبَعَهُنَّ: but others decline the word with the three vowels, making it like كُلُّهُمْ: after ten, however, only nasb is used; so that you say, أَتَوْنِى أَحَدَ عَشَرَهُمْ [and ثَلَاثَةَ عَشَرَهُمْ], and إِحْدَى عَشْرَتَهُنَّ [and ثَلَاثَ عَشْرَتَهُنَّ]. (S.) The saying وَلَدُ الزِّنَا شَرٌ الثَّلَاثَةِ means [The offspring of adultery, or fornication, is the worst of the three] if he do the deeds of his parents. (Mgh.) [It is said that when ثلاثة means the things numbered, not the amount of the number, it is imperfectly decl., being regarded as a proper name; and so are other ns. of number. (See ثُمَانِيةٌ.) See also سِتَّةٌ.] b2: ثَلَاثَةَ عَشَرَ [indecl. in every case, meaning Thirteen,] is pronounced by some of the Arabs ثَلَاثَةَ عْشَرَ: and [the fem.] عَشْرَةَ ↓ ثَلَاثَ, thus in the dial. of El-Hijáz [and of most of the Arabs], is pronounced ثَلَاثَ عَشِرَةَ in the dial. of Nejd. (S in art. عشر.) ثُلَاثَةٌ: see ثَلَاثَةٌ.

الثَّلَاثَآءُ, also written الثَّلٰثَآءُ, (Lth, T, S, M,) or يَوْمُ الثَّلَاثَآءِ or الثَّلٰثَآءِ, (A, Msb, K,) and ↓ الثُّلَاثَآء, with damm, (A, K,) [meaning The third day of the week, Tuesday,] has this form for the sake of distinction; for properly it should be الثَّالِثُ: (S, M:) or it has meddeh in the place of the ة in the noun of number [ثَلَاثَةٌ] to distinguish it from the latter: (Lth, T:) [it is without tenween in every case; when indeterminate as well as when determinate; being fem.:] the pl. is ثَلَاثَاوَاتٌ (S, M, Msb) and أَثَالِثُ. (Th, M.) It has no dim. (Sb, S in art. امس.) Lh relates that Aboo-Ziyád used to say, مَضَى الثَّلَاثَآءُ بِمَا فِيهِ [Tuesday passed with what occurred in it]; making ثلاثاء sing. and masc.; [but this he did because he meant thereby يَوْمُ الثَّلَاثَآءِ; يوم being masc.:] Th is related to have said, بِمَا فِيهَا; making it fem.: and Abu-l-Jarráh used to say, مَضَتِ الثَّلَاثَآءُ بِمَا فِيهِنَّ, treating the word as a numeral. (M.) الثُّلَاثَآءُ: see الثَّلَاثَآءُ.

ثُلَاثِىٌّ a rel. n. from ثَلَاثَةٌ, anomalously formed, (M,) [or regularly formed from ثُلَاثَةٌ,] Of, or relating to, three things. (T, TA.) b2: Three cubits in length, or height; applied in this sense to a garment, or piece of cloth; (T, A;) and to a boy. (T.) b3: A word comprising, or composed of, three letters [radical only, or of three radical letters with one or more augmentative; i. e., of three radical letters with, or without, an augment]. (T, TA.) ثَلَاثُونَ, [also written ثَلٰثُونَ,] the noun of number, [meaning Thirty, and also thirtieth,] is not considered as a multiple of ثَلَاثَةٌ, but as a multiple of عَشَرَةٌ; and therefore, if you name a man ثَلَاثُونَ, you do not make the dim. to be ثَلِيِّثُون, but [you assimilate the noun from which it is formed to a pl. with و and ن from عَشَرَةٌ, or to عِشْرُونَ, and say] ↓ ثُلَيْثُونَ. (Sb, M.) ثُلَيْثُونَ: see what immediately precedes.

ثَلَاثَاوِىٌّ: One who fasts alone on the third day of the week. (IAar, Th, M.) ثُلَيِّثٌ: see ثُلَاثُ.

ثَالِثٌ [Third]: fem. with ة. (T, &c.) The final ث in الثَّالِثُ is sometimes changed into ى. (M.) You say, هُوَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ [He, or it, is the third of three]: thus you say when the two [terms] agree, each with the other; but not ثَالِثٌ ثَلَاثَةً; ثالث being regarded in the former case as though it were a subst.; for you do not mean to convey by it a verbal signification, but only mean that he, or it, is one of the three, or a portion of the three: (Fr, ISk, T, S:) and in like manner you say, هِىَ ثَالِثَةُ ثَلَاثَ [She is the third of three]; but when there is among the females a male, you say, هِىَ ثَالِثَةُ ثَلَاثَةٍ, making the masc. to predominate over the fem. (T.) When the two [terms] are different, you may make the former to govern the gen. case or to govern as a verb; saying, هُوَ رَابِعُ ثَلَاثَةٍ or هُوَ رَابِعٌ ثَلَاثَةً, like as you say ضَارِبُ زَيْدٍ and ضَارِبٌ زَيْدًا; and thus you also say, هٰذَا ثَالِثُ اثْنَيْنِ and هٰذَا ثَالِثٌ اثْنَيْنِ, meaning This makes two to be three, with himself, or itself. (ISk, T, * S. [In most copies of the S, for ثَالِثٌ اثْنَيْنِ is put ثَالِثَ اثْنَيْنِ; and, in the explanation of this phrase, ثَلَّثَ اثْنَيْنِ for ثَلَثَ اثْنَيْنِ: IB has remarked that these are mistakes.]) ↓ ثِلَاث occurs in the sense of ثَالِث in a trad. cited voce ثَانٍ in art. ثنى. (Sh, T in art. ثنى.) b2: ثَالِثَةُ الأَثَافِى meansA projecting portion of a mountain, by which are placed two pieces of rock, upon all which is placed the cooking-pot. (S, K.) Hence the saying, رَمَاهُ اللّٰهُ بِثَالِثَةِ الأَثَافِى [explained in art. اثف]. (TA.) b3: [ثَالِثَ عَشَرَ and ثَالِثَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Thirteenth, are generally held to be indecl. in every case without the art.; but with the art., most say in the nom. الثَّالِثُ عَشَرَ, accus. الثَّالِثَ عَشَرَ, and gen. الثَّالِثِ عَشَرَ; and in like manner in the fem. Accord. to some,] you say, هُوَ ثَالِثُ عَشَرَ as well as هُوَ ثَالِثَ عَشَرَ [He, or it, is a thirteenth]: he who uses the former phrase says that he means هُوَ ثَالِثُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ, (T, S,) i. e. He, or it, is one of thirteen, (T,) and that he suppresses ثلاثه, and leaves ثالث decl. as it was; and he who uses the latter phrase says that he likewise means this, but that, suppressing ثلاثة, he gives its final vowel to the word ثالث, (T, S,) to show that there is a suppression: (S:) but IB says that the former of these two phrases is wrong; that the Koofees allow it, but that the Basrees disallow it, and pronounce it a mistake. (L.) [And accord. to J, one says, هٰذَا الثَّالِثَ عَشَرَ and هٰذِهِ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ This is the thirteenth, or this thirteenth: for he adds,] and you say, هذَا الحَادِى عَشَرَ and الثَّانِىَ عَشَرَ and so on to twenty [exclusive]; all with fet-h; for the reason which we have mentioned: and in like manner in the fem., in which each of the two nouns is with ة. (S.) You say also, ثَالِثَ عَشَرَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ [The thirteenth of thirteen]; and so on to تَاسِعَ عَشَرَ تِسْعَةَ عَشَرَ: and in like manner in the fem. (I' AK p. 316.) الثَّالُوثُ The Trinity.]

مَثْلَثُ and مَثْلَثَ: see ثُلَاثُ. b2: مثلث [i. e.

مَتْلَثٌ] signifies A chord [of a lute] composed of three twists: that which is of two twists is called مثنى [i. e. مَثْنًى]: or, as some say, these two words signify [respectively] the third chord and the second: their pls. are مَثَالِثُ and مَثَانٍ. (Har p.244.) مُثْلِثٌ A she-camel, and any female, bringing forth her third young one, or offspring: one should not say نَاقَةٌ ثِلْثٌ. (M.) b2: See also مُثَلِّثٌ.

مُثَلَّثٌ A thing having three angles or corners, triangular [or trilateral]; a triangle. (S, K.) You say مُثَلَّثٌ حَادٌّ [An acute-angled triangle]: and مُثَلَّثٌ قَائِمٌ [A right-angled triangle]. (TA.) And أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ A three-sided piece of land. (TA.) b2: A thing composed of three layers or strata, or of three distinct fascicles or the like; (M, TA;) [see also مَثْلُوثٌ;] and in like manner what are composed of four, and more, to ten [inclusive], are called by similar epithets: (TA:) or a thing of three folds. (Lth, T.) b3: [As a conventional term in lexicology, A word having a letter which has any of the three vowels: ex. gr., بَدْأَةٌ is مُثَلَّثَةُ البَآءِ; i. e., it is written بَدْأَةٌ and بُدْأَةٌ and بِدْأَةٌ. As such also, A verb having its عَيْن (or middle radical letter) movent by any of the three vowels: ex. gr., بَهَأَ بِهِ is مُثَلَّثٌ; i. e., it is written بَهَأَ and بَهُؤَ and بَهِئَ. And as such, مُثَلَّثَةٌ (not مُثْلَثَةٌ) signifies Three-pointed; having three diacritical points: it is an epithet added to ثَآء, to prevent its being mistaken for بَآء or تَآء or يَآء.]

b4: Wine (شَرَاب) cooked until the quantity of two thirds of it has gone; (S, K;) the expressed juice of grapes so cooked. (Mgh.) b5: And A certain electuary, or confection, of aromatics, or perfumes. (KL.) مُثَلِّثٌ A calumniator, or slanderer, of his brother [or fellow] to his prince; because he destroys three; namely, himself and his brother and his prince: (Sh, T, M, * K:) as also ↓ مُثْلِثٌ; (K;) or thus accord. to Aboo-'Owáneh. (Sh, T.) b2: See also ثِلْثٌ, last sentence: b3: and see ثَلُوثٌ.

مِثْلَاثٌ from ثُلُثٌ is like مِرْبَاعٌ from رُبْعٌ. (M.) See ثُلُثٌ and مِرْبَاعٌ.

مَثْلُوثٌ Property of which a third part has been taken. (A.) b2: [Applied to a verse,] That of which a third has been taken away: (M, K:) whatever is مَثْلُوث is مَنْهُوك: (TA:) or the former word signifies as above, and the latter signifies that of which two thirds have been taken away: this is the opinion of the authors on versification with respect to the metres called رَجَز and مُنْسَرِح: (M, TA:) the مثلوث in poetry is that whereof two feet out of six have gone. (TA.) b3: A rope composed of three strands (Lth, T, S, M, A, K) twisted together, (Lth, T, A,) and in like manner woven, or plaited: (Lth, T:) and ropes composed of four, five, six, seven, and nine, strands, but not of eight nor of ten, are similarly called. (M.) b4: A garment of the kind called كِسَآء woven of wool and camels' hair (وَبَر) and goats' hair (شَعَر). (Fr, T.) b5: مَزَادَةٌ مَثْلَوثَةٌ A مزادة [or leathern water-bag] made of three skins. (T. S, A, K.) b6: أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ Land turned over three times for sowing or cultivating. (A.) b7: See also ثَلُوثٌ.
ثلث
: (الثُّلثُ) ، بضمّ فَسُكُون (وبِضَمَّتَيْنِ) ويُقَال: بضَمَّة ففَتْحَة كأَمثاله: لُغَةً أَو تَخْفِيفاً، وَهُوَ كَثِير فِي كَلَامهم، وإِنْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَبَعاً للجوهريّ، كَذَا قَالَه شيْخُنَا (: سَهْمٌ) أَي حَظٌّ ونَصِيبٌ (من ثَلاثَةِ) أَنْصِباءَ (كالثَّلِيثِ) يَطَّرِدُ ذالك عِنْد بعضِهم فِي هاذِه الكُسُورِ، وجَمْعُها، أَثْلاَثٌ.
ونَصُّ الجوهَرِيّ: فإِذا فتَحْتَ الثَّاءَ زِدْت يَاء، فَقلت: ثَلِيثٌ، مثل: ثَمِينٍ وسَبِيعٍ وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ، وأَنْكَرَ أَبو زَيْدٍ مِنْهَا خَمِيساً وثَلِيثاً.
قلت: وقَرَأْتُ فِي مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ مَا نَصُّه: قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: قَالَ اللُّغَوِيُّون: فِي الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ: يُقَال: هُوَ الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ، وَكَذَلِكَ العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ، يَطَّرِدُ فِي سائِرِ العَدَدِ، وَلم يُسْمَع الثَّلِيثُ، فَمن تَكَلَّمَ بِهِ أَخْطَأَ، فالمصنّف جَرَى على رَأَيِ الأَكْثَرِ، وَقَالُوا: نَصِيفٌ بِمَعْنى النِّصْف، لاكِن الْمَعْرُوف فِي النِّصْفِ الكَسْرُ، بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ، فإِنّهَا على مَا قُلْنَا.
وَعَن الأَصمعيّ: الثَّلِيثُ: بِمَعْنى الثُّلُثِ، وَلم يَعْرِفْه أَبو زيد، وأَنشدَ شَمِرٌ: تُوفِي الثَّلِيثَ إِذا مَا كانَ فِي رَجَبٍ
والحَيُّ فِي خَاثِرٍ مِنْهَا وإِيقاعِ
الثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِم: (سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ بِالْكَسْرِ أَي بَعْدَ الثُّنْيَا) .
(وثِلْثُ النّاقَةِ أَيضاً: وَلَدُهَا الثَّالِثُ) ، وطَرَدَه ثَعْلَب فِي وَلَدِ كلِّ أُنْثَى، وَقد أَثْلَثَت، فَهِيَ مُثْلِثٌ، وَلَا يُقَال: نَاقَةٌ ثِلْثٌ.
(وَفِي قولِ الجَوْهَرِيّ: وَلَا تُسْتَعْمَلُ) أَي الثِّلْث (بالكَسْره إِلاّ فِي الأَوَّلِ) يَعْنِي فِي قَوْلهم: هُوَ يَسْقى نَخْلَه الثِّلْثَ (نَظَرٌ) كأَنَّه نَقَضَ كلامَه بِمَا حَكَاه من ثلْث النَّاقَةِ: وَلدِها الثَّالِث، وَهَذَا غَيْرُ وارِد عَلعيْه؛ لأَنَّ مُرادَ الجَوْهَرِيّ أَنّ الثِّلْثَ فِي الأَظْماءِ غيرُ وارِدٍ، ونَصُّ عبارَتهِ: والثِّلْثُ بالكَسْرِ من قَوْلِهِمْ: هُوَ يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثع، وَلَا يُسْتَعْمَلُ الثِّلْثُ إِلا فِي هاذا المَوْضِع، وَلَيْسَ فِي الوِرْدِ ثِلْثٌ؛ لأَنَّ أَقْصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ: وَهُوَ أَنْ تَشْرَبَ الإِبِلُ كلَّ يومٍ، ثمَّ الغِبُّ: وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتَدَعَ يَوْمًا، فإِذا ارتَفَعَ من الغبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ، ثُمّ الخِمْسُ، وَكَذَلِكَ إِلى العِشْرِ، قَالَه الأَصْمَعِيّ. انْتهى.
فعُرِف من هَذَا أَنَّ مُرَادَه أَنّ الأَظْماءَ ليسَ فِيهَا ثِلْثٌ، وَهُوَ صحيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْه، ووجودُ ثِلْثِ النَّخْلِ، أَو ثِلْثِ النَّاقَةِ لِوَلدِهَا الثَّالِث لَا يُثْبِتُ هَذا، وَلَا يَحُومُ حَوْلَهُ، كَمَا هُو ظاهِرٌ، فَقَوله: فِيهِ نَظرٌ، فِيهِ نَظَرٌ. كَمَا حَقَّقه شيخُنا.
(و) جَاءُوا (ثُلاثَ) ثُلاثَ (ومَثْلَثَ) مَثْلَثَ، أَي ثَلاَثَةً ثَلاثَةً.
وَقَالَ الزَّجّاج: فِي قولِه تَعالى: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النّسَآء مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 3) مَعْنَاهُ: اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ، وثَلاَثاً ثَلاثاً، إِلاَّ أَنَّهُ لمْ يَنْصَرِفْ؛ لِجِهَتَيْنِ: وَذَلِكَ أَنَّهُ اجتمَعَ عِلَّتانِ: إِحداهما أَنه مَعْدُولٌ عَناثْنَيْن اثْنَيْن وثَلاثٍ ثلاثٍ، وَالثَّانيَِة أَنّه عُدِلَ عَن تَأْنِيثٍ.
وَفِي الصّحاح: ثُلاثُ ومَثْلَثُ (غيرُ مَصْرُوفٍ) للعَدْلِ والصِّفَة، والمُصَنِّف أَشار إِلى عِلَّة واحدةٍ، وَهِي العَدْل، وأغْفَلَ عَن الوَصْفِيّة فَقَالَ: (مَعْدُولٌ من ثَلاثةٍ ثلاثَةٍ) إِلى ثُلاثَ وَمَثْلَثَ، وَهُوَ صِفَةٌ؛ لأَنَّك تقُول: مَرَرْتُ بقومٍ مَثْنَى وثُلاَثَ، وَهَذَا قولُ سِيبَوَيْهٍ.
وَقَالَ غيرُه: إِنّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِتَكعرُّرِ العَدْلِ فِيهِ: فِي اللَّفْظِ، والمعنَى لأَنَّهُ عُدِلَ عَن لفظِ اثْنَينِ إِلى لفظِ مَثْنَى وثُنَاءَ، وَعَن معنى اثْنَيْنِ إِلى معنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ إِذا قُلْتَ: جاءَتِ الخيلُ مَثْنَى، فالمَعْنَى: اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، أَي جَاءُوا مُزْدَوِجين، وَكَذَلِكَ جميعُ معدولِ العَدَدِ، فإِنْ صَغَّرْتَه صَرَفْتَه، فقلتَ: أُحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ؛ لأَنَّه مثل حُمَيِّر، فَخرج إِلى مِثَالِ مَا يَنْصَرِف، وَلَيْسَ كذالك أَحْمَدُ وأَحْسَنُ؛ لأَنَّه لَا يَخْرُجُ بالتَّصْغِير عَن وزْنه الفِعْل؛ لأَنَّهم قد قَالُوا فِي التَّعَجّب: مَا أُمَيْلِحَ زَيْداً، وَمَا أُحَيْسِنَهُ.
وَفِي الحَدِيث: (لاكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ وسَمُّوا الله تَعالَى) يُقَال: فعلت الشيءَ مَثْنَى وثُلاثَ ورُبَاعَ، غيرَ مصروفاتٍ، إِذا فَعْلَتَه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وثَلاثاً ثَلاثاً، وأَربعاً أَرْبَعاً.
(وثَلَثْتُ القَوْمَ) أَثْلُثُهُم ثَلْثاً، (كنَصَرَ: أَخَذْتُ ثُلُثَ أَمْوَالِهِم) ، وكذالك جَمِيع الكُسور إِلى العُشْر.
(و) ثَلَثْتُ (، كَضَرَبَ) أَثْلِثُ ثَلْثاً (: كُنْتُ ثَالِثَهُم، أَو كَمَّلْتُهم ثَلاثَةً، أَو ثَلاثِينَ، بِنَفْسِي) .
قَالَ شيخُنا: (أَو) هُنَا بِمَعْنى الْوَاو، أَو للتَّفْصِيل والتّخْيِير، وَلَا يَصحّ كونُهَا لتَنْويعِ الخِلاف. انْتهى.
قَالَ ابْن مَنْظُور: وَكَذَلِكَ إِلى العَشَرَة، إِلاّ أَنّك تَفْتَح: أَرْبْعُهُم وأَسْبَعُهُم وأَتْسَعُهُم فِيهَا جَمِيعًا؛ لِمَكَانه العَيْن.
وتقولُ: كَانُوا تِسْعَةً وعِشرِينَ فَثَلَثْتُهم، أَي صِرْتُ بهم تَمَامَ ثلاَثِينَ وَكَانُوا تِسعَةً وثَلاثِين فَرَبَعْتُهم، مثل لفظ الثّلاثةِ والأَرْبَعَة، كَذَلِك إِلى المائةِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ قولَ الشَّاعِر فِي ثَلَثَهُم إِذا صارَ ثالِثَهُم، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لعَبْدِ الله بنِ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ يهجو طَيّئاً:
فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِنْ يَكُ خَامِسٌ
يَكنْ سَادِسٌ حتّى يِبِيرَكُمُ القَتْلُ
أَرادَ بقَوْله: تَثْلِثُوا، أَي تَقْتُلوا ثالِثاً. وبعدَه:
وإِنْ تَسْبَعُوا نَثْمِن وإِن يَكُ تَاسِعٌ
يَكُنْ عاشِرٌ حتّى يَكُونَ لنا الفَضْلُ
يَقُول: إِن صِرْتُم ثَلاثَةً صِرْنا أَرْبَعَةً، وإِن صِرْتُم أَربعةً صِرْنا خَمْسَة، فَلَا نَبْرَحُ نَزيدُ عَلَيْكُم أَبداً.
(و) يقالُ: (رَماهُ الله بثَالِثَةِ الأَثَافِي) ، وَهِي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ، والأَمْرُ العَظِيم، وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلَ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ، وَلم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ.
و (ثالِثَةُ الأَثافِي: الحَيْدُ النَّارِدُ من الجَبَلِ يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ، فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ) .
(وأَثْلَثُوا: صارُوا ثَلاثَةً) ، عَن ثَعْلَب، وكانُوا ثَلاثَةً فأَرْبَعُوا، كَذَلِك إِلى العَشَرة.
وَفِي اللِّسَان: وأَثْلَثُوا: صارُوا ثَلاثِين، كلُّ ذَلِك عَن لفظِ الثَّلاثة، وَكَذَلِكَ جميعُ العُقُودِ إِلى المِائَة، تصريفُ فِعْلِهَا كتَصْرِيفِ الآحادِ.
(والثَّلُوثُ) من النُّوق (: ناقَةٌ تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَوَانٍ) ، وَفِي اللِّسَان: ثَلاثَة أَقْدَاحٍ (إِذا حُلِبَتْ) ، وَلَا يَكُون أَكْثَرَ من ذالك، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ؛ يَعْنِي لَا يكونُ المَلْءُ أَكثَرَ من ثَلاثَةِ.
(و) هِيَ أَيضاً: (ناقَةٌ تَيْبَسُ ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها) وَذَلِكَ أَن تُكْوَى بِنارٍ حتّى يَنْقَطِع، ويكُونَ وَسْماً لَهَا، هاذه عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (أَو) هِيَ الَّتِي (صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافها، أَو) بِمَعْنى الْوَاو، وَلَيْسَت لتَنْوِيع الخِلاف، فإِنّها مَعَ مَا قبلهَا عبارةٌ واحدةٌ، (تُحْلَبُ من ثلاثَةِ أَخْلافٍ) ، وَعبارَة اللِّسَان: وَيُقَال للنّاقَةِ الَّتِي صُرِمع خِلْفٌ من أَخْلافِها، وتُحْلَبُ من ثَلاثَة أَخْلاف: ثَلُوثٌ أَيضاً، وَقَالَ أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِيّ:
أَلاَ قولاَ لِعَبْدِ الجَهْل إِنّ ال
صَّحيحَةَ لَا تُحَالِبُها الثَّلُوثُ
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الصَّحِيحَةُ: الَّتِي لَهَا أَرْبَعَةُ أَخْلافٍ، والثَّلُوثُ: الَّتِي لَهَا ثلاثةُ أَخْلافٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: نَاقةٌ ثَلُوثٌ إِذا أَصابَ أَحَدَ أَخْلافِها شيءٌ فَيَبِسَ وأَنشدَ قولَ الهُذَليّ أَيضاً.
وكذالك أَيضاً ثَلَّثَ بِنَاقَتِه، إِذا صَرَّ مِنْهَا ثَلاثَةَ أَخْلاف، فإِن صَرَّ خِلْفَيْنِ قيل: شَطَّرع بِها، فإِن صَرَّ خِلْفاً واحِداً قيل: خَلَّفَ بهَا، فإِن صَرَّ أَخْلافَها جُمَعَ قيل: أَجْمَعَ بِنَاقَتِه وأَكْمَشَ.

وَفِي التَّهْذِيب: النَّاقَةُ إِذَا يَبِسَ ثَلاَثةُ أَخْلافٍ منْهَا، فَهِيَ ثَلُوثٌ. ونَاقَةٌ مُثَلَّثَةٌ: لَهَا ثلاثَةُ أَخْلافٍ، قَالَ الشَّاعِر:
فتَقْنَعُ بالقَلِيلِ تَرَاهُ غُنْماً
ويَكْفِيك المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ
(والمَثْلُوثَةُ: مَزَادَةٌ) من ثَلاثةِ آدِمَةٍ، وَفِي الصّحاح: (من ثَلاَثَةِ جُلُودٍ) .
(والمَثْلُوثُ: مَا أُخِذَ ثُلُثُه) ، وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ.
وقِيل: المَثْلُوثُ: مَا أُخِذَ ثُلُثُه، والمَنْهُوكُ: مَا أُخِذَ ثُلُثاهُ، وَهُوَ رَأْيُ العَرُوضِيِّينَ فِي الرَّجَزِ والمُنْسَرِح.
والمَثْلُوثُ من الشِّعْرِ: الَّذِي ذَهَبَ جُزآنِ من سِتَّةِ أَجزائِه.
(و) المَثْلُوثُ (: حَبْلٌ ذُو ثَلاثِ قُوًى) ، وكذالك فِي جَمِيع مَا بَيْنَ الثّلاثَةِ إِلى العَشَرَة، إِلاّ الثَّمَانِيةَ والعشرةَ.
وَعَن اللَّيْث: المَثْلُوثُ من الحبال: مَا فُتِلَ على ثَلاث قُوًى، وكذالك مَا ينْسَج أَو يُضْفَرُ.
(والمُثَلَّثُ) ؛ كمُعَظَّمٍ (: شَرابٌ طُبِخَ حتّى ذَهَبَ ثُلُثاه) ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث.
(و) أَرْضٌ مُثَلَّثَةٌ: لَهَا ثَلاثةُ أَطرافٍ، فمِنْهَا المُثَلَّثُ الحَادُّ، وَمِنْهَا المُثَلَّثُ القائِم.
و (شَيْءٌ) مُثَلَّثٌ: (ذُو ثَلاَثَةِ أَرْكَان) قَالَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ غيرُه: شَيْءٌ مُثَلَّثٌ: مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقَاتٍ، وكذالك فِي جَمِيع العَدَدِ مَا بَين الثّلاثَة إِلى العَشَرة.
وقالَ اللَّيْثُ: المُثَلَّثُ: مَا كَانَ من الأَشْيَاءِ على ثَلاثَةِ أَثْنَاءِ.
(ويَثْلَثُ، كيَضْرِبُ أَو يَمْنَع، وتَثْلِيثُ، وثَلاثٌ، كسَحَاب، وثُلاثَانُ بالضَّمّ: مواضعُ) ، الأَخيرُ قيلَ: ماءٌ لبَنِي أَسَدٍ. قَالَ امرُؤُ القَيْس:
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ
وبينَ تِلاعِ يَثْلِثَ فالعَرِيضِ وَقَالَ الأَعشى:
كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْ
لِيثَ قَفْراً خَلاَ لَهَا الأَسْلاقُ
وَفِي شرحِ شيخِنَا، قَالَ الأَعْشَى:
وجَاشَتِ النَّفْسُ لمَّا جَاءَ جَمْعُهُمُ
ورَاكِبٌ جَاءً من تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ
وَقَالَ آخر:
أَلاَ حَبَّذا وادِي ثُلاَثَانَ إِنَّنِي
وَجَدْتُ بِهِ طَعْمع الحَيَاةِ يَطِيبُ
(والثَّلِثَانُ، كالظَّرِبَانِ) ، نقل شَيخنَا عَن ابْن جِنِّى فِي الْمُحْتَسب، أَنَّ هاذا من الأَلْفَاظِ الَّتِي جاءَت على فَعِلانَ بِفَتْح الفاءِ وكَسْرِ العَيْنِ وَهِي: ثَلثَانُ، وبَدِلانُ، وشَقِرَانُ، وقَطِرَانُ، لَا خامِسَ لَهَا، (ويَحَرَّكُ) : شَجعرةُ (عِنَب الثَّعْلبِ) ، قَالَ أَبو حنيفَةَ: أَخبرنِي بذالك بعضُ الأَعْرَاب، قَالَ: وَهُوَ الرَّبْرَقُ أَيضاً، وَهُوَ ثُعَالَةُ، وقولُه: ويُحَرَّك، الصَّواب ويُفْتَح، كَمَا ضَبَطَه الصّاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: الْتَقَتْ عُرَى ذِي ثَلاثها.
(ذُو ثُلاث. بالضَّمِّ) هُوَ (وَضِينُ البَعِيرِ) . قَالَ الطِّرِمّاح:
وَقد ضُمِّرَتْ حَتَّى بَدا ذُو ثَلاثِها
إِلى أَبْهَرَىْ دَرْمَاءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ
ويُقَال: ذُو ثُلاثِها: بَطْنُها، والجِلْدَتَانِ العُلْيَا، والجِلْدَةُ الَّتِي تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخِ.
وَفِي الأَسَاس: وروى (حَتَّى ارْتَقَى ذُو ثَلاثِها) أَي وَلَدُها، والثَّلاثُ: السَّابِياءُ، والرَّحِم، والسَّلَى، أَي صَعِدَ إِلى الظَّهْرِ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (يَومُ الثَّلاثَاء) وَهُوَ (بالمَدِّ، ويُضَمُّ) كَانَ حَقُّه الثّالث، ولاكنه صِيغَ لَهُ هاذا البِناءُ، ليَتَفَرَّدَ بِهِ، كَمَا فُعِل ذَلِك بالدَّبَرَانِ، وحُكِيَ عَن ثَعْلَب: مَضت الثَّلاثَاءُ بِمَا فِيها، فَاينَّثَ، وَكَانَ أَبُو الجَرَّاحِ يَقُول: مَضَت الثَّلاثَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، يُخْرِجُهَا مُخْرَج العَدَد، والجَمْع: ثَلاثَاوَاتٌ وأَثَالِثُ. حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِيُّ عَن ثَعْلَب.
وَحكى ثعلبٌ عَن ابْن الأَعرابيّ: لاَ تَكُنْ ثَلاَثاوِيًّا، أَي مِمّن يَصُوم الثَّلاثَاءَ وَحْدَه.
وَفِي التَّهْذِيب: والثَّلاثَاءٌ لمّا جُعِل اسْماً جُعِلَت الهَاءُ الَّتِي كَانَت فِي العَدد مَدّةً، فَرْقاً بَين الحَالَيْنِ، كذالك الأَرْبِعَاءُ من الأَرْبَعَة، فَهَذِهِ الأَسمَاءُ جُعلت بالمَدّ تَوْكِيداً لِلاسمِ، كَمَا قَالُوا: حَسَنَةٌ وحَسْنَاءُ، وقَصَبَةٌ وقَصْبَاءُ، حيثُ أَلْزَمُوا النَّعْتَ إِلزامَ الاسمِ، وَكَذَلِكَ الشَّجْراءُ والطَّرْفَاءُ، والواحِدُ من كلّ ذالك بوزْن فَعَلَة.
(وَثَلَّثَ البُسْرُ تَثْلِيثاً: أَرْطَبَ ثُلُثُه) وَهُوَ مُثَلِّثُ. (و) قَالَ ابنُ سيدَه ثَلَّثَ (الفَرَسُ: جاءَ بَعْدَ المُصَلِّي) ، ثُمَّ رَبَّع، ثمّ خَمَّسَ. وَقَالَ عَلِيُّ رَضِي الله عَنهُ (سَبَقَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثَنَّى أَبُو بكرٍ، وثَلَّثَ عُمَرُ، وخَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ، فَمَا شَاءَ الله) .
قَالَ أَبو عُبَيْد: وَلم أَسمَعْ فِي سَوَابِقِ الخَيْلِ مِمّن يوثَق بِعِلمِه اسْماً لشيْءٍ مِنْهَا إِلاّ الثّانَي، والعَاشِرَ، فإِنّ الثَّانيَ اسمُه المُصَلِّي، والعَاشرَ السُّكَيْتُ، وَمَا سَوِي ذَيْنك إِنما يُقَال: الثّالِثُ والرَّابع، وَكَذَلِكَ إِلى التّاسع.
وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخَيْلِ: المُجعلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، والتَّالِي، والحَظِيُّ، والمُؤَمِّلُ، والمُرْتَاحُ، والعَاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسّكَيْتُ. قالَ أَبو مَنْصُور: وَلم أَحْفَظْهَا عَن ثِقَةٍ، وَقد ذكرهَا ابنُ الأَنْبَارِيّ، وَلم يَنْسُبْهَا إِلى أَحَدٍ، فَلَا أَدْرهي أَحفِظَهَا لِثِقَةٍ أَمْ لَا.
(و) فِي حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قالَ لعُمر: أَنْبِئني مَا (المُثَلِّثُ) ؟ حِين قَالَ لَهُ: (شَرُّ النَّاسِ المُثَلِّثُ) . أَي كمُحَدّثٍ (ويُخَفَّفُ) قَالَ شَمرٌ: هَكَذَا رَوَاهُ لنا البَكحرَاوِيّ عَن عَوَانَةَ بالتَّخْفِيفِ وإِعْرَابُه بالتَّشْديد. مُثَلِّثٌ من تَثْلِيثِ الشَّيْء فَقَالَ عُمر: المُثَلِّث لَا أَبَالك، هُوَ (السَّاعِي بأَخيه عندَ) وَفِي نُسْخَة إِلى (السُّلْطَان، لأَنّه يُهْلِكُ ثلاثَةً: نَفْسَه وأَخاه والسُّلْطَانَ) وَفِي نُسخَةٍ: وإِمَامَهُ، أَي بالسَّعْيِ فِيهِ إِليه. والرّواية: هُوَ الرَّجُلُ يَمْحَلُ بأَخِيه إِلى إِمَامه، فيبْدَأُ بنَفْسه فيُعْنِتُهَا، ثمّ بأَخِيهِ ثمَّ بإِمامهِ، فذَلِك المُثَلِّثُ، وَهُوَ شَرُّ النَّاسِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الثَّلاثَةُ من العَدَدِ: فِي عَدَدِ المذَكَّرِ معروفٌ، والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ.
وَعَن ابْن السِّكِّيت: يُقَال: هُوَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ، مضافٌ إِلى العَشَرَة، وَلَا ينَوَّن، فإِن اخْتَلَفَا: فإِن شِئتَ نَوَّنْتَ، وإِن شِئْتَ أَضَفْتَ، قلت: هُوَ رابِعٌ ثَلاثةٍ، ورَابِعٌ ثَلاثَةً، كَمَا تَقول: ضارِبُ زَيْدٍ، وضَارِبٌ زَيْداً؛ لأَن مَعْنَاهُ الوُقُوع، أَي كَمَّلَهُم بنَفْسِه أَرْبَعَةً.
وإِذَا اتَّفقَا، فالإِضافَةُ لَا غَيْرُ، لأَنه فِي مذهَبِ الأَسماءِ، لأَنك لم تُرِدْ معنَى الفِعْلِ، وإِنّمَا أَردْتَ هُوَ أَحدُ الثَّلاثَةِ، وبعضُ الثلاثةُ، وَهَذَا مَا لَا يكونُ إِلا مُضَافاً.
وَقد أَطَالَ الجوهَريّ فِي الصّحاح، وتَبِعَهُ ابنُ مَنْظُور، وغيرُه، ولابنِ بَرِّيّ هُنَا فِي حَوَاشِيه كلامٌ حَسَن.
قل بن سَيّده: وأَمّا قولُ الشّاعر:
يَفْدِيكِ يَا زُرْعَ أَبِي وخَالِي
قَدْ مَرَّ يومَانِ وهاذا الثَّالِي
وأَنتِ بالهِجْرَانِ لَا تُبَالِي
فإِنّه أَرادَ الثَّالِثَ، فأَبْدلَ الياءَ من الثَّاءِ.
وَفِي الحَدِيث: (دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثاً) أَي ثلاثٌ وثَلاثُونَ حِقَّةً، وثلاثٌ وثلاثُونَ جَذَعَةً، وأَربعٌ وثلاثُون ثَنِيَّةً.
والثُّلاَثَةُ بالضَّمّ: الثَّلاثةُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. وأَنشد:
فمَا حَلَبَتْ إِلاَّ الثُّلاثَةَ والثُّنَى
وَلَا قُيِّلَتْ إِلا قَرِيباً مَقَالُهَا
هَكَذَا أَنشدَه بِضَم الثّاءِ من الثَّلاثَة.
والثَّلاثُون مِنَ العَدَدِ ليْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ، وَلَكِن على تَضْعِيفِ العَشَرَة، قالَهُ سيبويهِ.
والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد الثُّنْيَا.
والُّلاثِيّ: منسوبٌ إِلى الثَّلاثَة، على غيرِ قياسٍ.
وَفِي التَّهْذيب: الثُّلاثِيُّ: ينْسَب إِلى ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ، أَو كانَ طُولُه ثلاثَةَ أَذْرُعٍ: ثَوْبٌ ثُلاثِيّ ورُبَاعِيّ، وَكَذَلِكَ الغلامُ، يُقَال: غُلامٌ خُمَاسِيّ وَلَا يُقَال: سُدَاسِيّ؛ لأَنَّه إِذا تَمَّت لَهُ خَمْسٌ صَار رَجُلاً.
والحُرُوف الثُّلاثِيَّة: الَّتِي اجْتَمَع فِيهِ ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ. والمِثْلاثُ: من الثُّلُثِ، كالمِرْباعِ من الرُّبُع.
وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه.
وإِناءٌ ثَلْثَانُ: بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه، وكذالك هُوَ فِي الشَّرَابِ وغيرِه.
وَعَن الفرَّاءِ: كِساءٌ مَثْلُوثٌ: مَنْسُوجٌ من صُوفٍ ووَبَرٍ وشَعَرٍ، وأَنشد:
مَدْرَعَةٌ كِسَاؤُهَا مَثْلُوثُ
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ مَثْلُوثَةٌ: كُرِبَتْ ثَلاَثَ مَرّاتٍ، ومَثْنِيَّة: كُرِبَتْ مَرّتَيْنِ. و (قد) ثَنَيْتُهَا وثَلَثْتُها. وفُلان يَثْنِي وَلَا يَثْلِثُ، أَي يَعُدّ من الخُلفاءِ اثْنَيْن، وهما الشَّيْخَانِ، ويُبْطِلُ غيرَهُما. وفلانٌ يَثْلِثُ وَلَا يَرْبَعُ، أَي يَعُدُّ مِنْهُم ثَلاثَةً، ويُبْطِلُ الرّابِعَ.
وشَيْخٌ لَا يَثْنهي وَلَا يَثْلِثُ، أَي لَا يَقْدِرُ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ وَلَا الثَّالِثَةِ أَنْ يَنْهَضَ.
وَمن الْمجَاز: عَلَيْهِ ذُو ثَلاثٍ، أَي كِسَاءٌ عُمِلَ من صُوفِ ثَلاثغ من الغَنَمِ.
وتَثْنِيَةُ الثَّلاثاءِان، عَن الفَرّاءِ، ذهبَ إِلى تَذْكِير الِاسْم.
وثُلَّيْث مُصَغَّراً مُشَدَّداً مَوضِعٌ على طريقِ طَيِّىء إِلى الشّامِ.
(ثلث - نصف) : إناءٌ ثَلْثانُ: إلى الثُّلُثِ، كالنَّصْفان: إلى النِّصْفِ.

جلس

جلس
أصل الجَلْس: الغليظ من الأرض، وسمي النجد جلسا لذلك، وروي «أنّه عليه السلام أعطاهم معادن القبلية غوريّها وجَلْسِيّها» . وجَلَسَ أصله أن يقصد بمقعده جلسا من الأرض، ثم جعل الجُلُوس لكل قعود، والمَجْلِس: لكلّ موضع يقعد فيه الإنسان. قال الله تعالى: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ [المجادلة/ 11] .
(جلس) - في الحَدِيثِ: "لا تَجْلِسُوا على القُبُور".
قيل: أَرادَ الجُلوسَ للحَدِيث. ويُحتَمل إجلالُ القَبْرِ من أن يُوطَأَ، وهو الأَظْهَر عندي، لِقولِه عليه الصَّلاة والسَّلَام: "إنَّ المَيِّتَ يتأَذَّى بِمَا يَتأَذَّى منه الحَيُّ". وقَولِه عليه الصلاة والسلام: "كَسْر عَظْم المَيِّت كَكَسْره حَيًّا".
وقد وَردَ من الآثارِ ما يَدُلّ على هَذَا المَعْنَى.
ج ل س: (جَلَسَ) يَجْلِسُ بِالْكَسْرِ (جُلُوسًا) وَ (أَجْلَسَهُ) غَيْرُهُ وَقَوْمٌ (جُلُوسٌ) . وَ (الْمَجْلِسُ) بِكَسْرِ اللَّامِ مَوْضِعُ الْجُلُوسِ وَبِفَتْحِهَا الْمَصْدَرُ. وَرَجُلٌ (جُلَسَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ كَثِيرُ (الْجُلُوسِ) . وَ (الْجِلْسَةُ) بِالْكَسْرِ الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا (الْجَالِسُ) وَ (جَالَسَهُ) فَهُوَ (جِلْسُهُ) وَ (جَلِيسُهُ) كَمَا تَقُولُ: خِدْنُهُ وَخَدِينُهُ وَ (تَجَالَسُوا) فِي الْمَجَالِسِ. 
ج ل س

هو حسن الجلسة، وهذا جليسه وجلسه ومجالسه. ولا تجالس، من لا تجانس. وتجالسوا فتآنسوا. ورأيتهم مجلساً أي جالسين. قال ذو الرمة:

لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها

ورآني قائماً فاستجلسني. وجلس القوم: أنجدوا، ورأيتهم يعدون جالسين أي منجدين و" أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلال بن الحارث معادن القبلية: جلسيّها وغوريّها " وقال دريد:

حرام عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي

وناقة جلس: مشرفة. وكأنه كسرى مع جلسائه في جلّسانه، وهو قبة كانت له ينثر عليه من كوًى في أعلاها الورد، تعريب " كلشان ".

ومن المجاز: قول الشمّاخ:

فأضحت على ماء العذيب وعينها ... كوقب الصفا جلسيها قد تغوّرا

أي غار ما كان مرتفعا منها. وجلست الرخمة: جثمت. وفلان جليس نفسه إذا كان من أهل العزلة.
[جلس] نه فيه: أنه أقطع بلالاً معادن الجبلية غوريا و"جلسيها" الجلس كل مرتفع من الأرض ويقال لنجد: جلس، وجلس يجلس إذا أتى نجداً. والمشهور: معادن القبلية، وهي ناحية قرب المدينة. ج: والغور ما انهبط من الأرض، أراد أقطعه جميع تلك الأرض. به: وامرأة "جلس" أي تجلس في الفناء ولا تتبرج. وفيه: وإن "مجلس" بني عوف ينظرون إليه، أي أهل المجلس بحذف مضاف. ك: فصلوا "جلوساً" أجمعون، جمع جالس، وأجمعون تأكيد لفاعل صلوا. وح: أخذ بيدي "فأجلسني" على، وهذا لما روى حديث: لأن أجلس على جمر محرق ما دون لحمي حتى يفضى إلى أحب من أن أجلس على قبر، فقال: إنما كره لمن أحدث عليه فحشا الإجلاس، ولبعض من التجليس. وفيه: "فجلست" فخلا عاماً، أي جلست عن قضائه فخلاً أي مضى السلف عاماً، وروى: فجلست- بصيغة الغائبة، و: نخلاً- بنون، أي جلست الأرض من الأثمار من جهة النخل، وروى: خنست- بمعجمة ونون، أي تأخرت، وروى: خاست- بمعجمة، من خاس إذا كسر حتى فسد أو تغير، أي تغير نخلها عما كان عليه. وح: مثل جليس الصالح، من إضافة الموصوف، وفيه فضيلة الصحبة فليس لهم فضيلة كالصحبة، ولذا سموا بالصحابة مع أنهم علماء كرماء شجعاء- إلى تمام فضائلهم. وفيه: حتى إذا طال "مجلسه" بفتح اللام أي جلوسه. ومنه: إذا أبيتم إلا "المجلس". وح: "جلس" على فراشي "كمجلسك" مني. وح أم الدرداء: "تجلس" في صلاتها "جلسة" الرجل، بكسر جيم أي كهيئة جلوسه. ن: و"أجلسوا" أصحابي خلفي، وهذا ليمكن تكذيبه فإنه في الوجه صعب. ط: هلا "جلس" في بيت أبيه؟ هذا تعبير له وتحقير لشأنه. وفيه: أن كل أمر يتذرع به إلى محظور فهو محظور كقرض يجر منفعة، ودار مرهونة يسكنها المرتهن بلا كراء، وبيع شيء حقير بثمن ثمين مع استقراص يرفع ربحه إلى ذلك الثمن، ورهن دار بمبلغ كثير مع إجارة بشيء قليل.
ج ل س : جَلَسَ جُلُوسًا وَالْجَلْسَةُ بِالْفَتْحِ لِلْمَرَّةِ وَبِالْكَسْرِ النَّوْعُ وَالْحَالَةُ الَّتِي يَكُونَ عَلَيْهَا كَجِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَجِلْسَةِ الْفَصْلِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ لِأَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْجُلُوسِ وَالنَّوْعُ هُوَ الَّذِي يُفْهَمُ مِنْهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ كَمَا يُقَالُ إنَّهُ لَحَسَنُ الْجِلْسَةِ وَالْجُلُوسُ غَيْرُ الْقُعُودِ فَإِنَّ الْجُلُوسَ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ سُفْلٍ إلَى عُلْوٍ وَالْقُعُودُ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ فَعَلَى الْأَوَّلِ يُقَالُ لِمَنْ هُوَ نَائِمٌ أَوْ سَاجِدٌ اجْلِسْ وَعَلَى الثَّانِي يُقَالُ لِمَنْ هُوَ قَائِمٌ اُقْعُدْ وَقَدْ يَكُونُ جَلَسَ بِمَعْنَى قَعَدَ يُقَالُ جَلَسَ مُتَرَبِّعًا وَقَعَدَ مُتَرَبِّعًا وَقَدْ يُفَارِقُهُ وَمِنْهُ جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا أَيْ حَصَلَ وَتَمَكَّنَ إذْ لَا يُسَمَّى هَذَا قُعُودًا فَإِنَّ الرَّجُلَ حِينَئِذٍ يَكُونُ مُعْتَمِدًا عَلَى أَعْضَائِهِ الْأَرْبَعِ وَيُقَالُ جَلَسَ مُتَّكِئًا وَلَا يُقَالُ قَعَدَ مُتَّكِئًا بِمَعْنَى الِاعْتِمَادِ عَلَى أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ الْجُلُوسُ نَقِيضُ الْقِيَامِ فَهُوَ أَعَمُّ مِنْ الْقُعُودِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلَانِ بِمَعْنَى الْكَوْنِ وَالْحُصُولِ فَيَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَمِنْهُ يُقَالَ جَلَسَ مُتَرَبِّعًا وَقَعَدَ مُتَرَبِّعًا وَجَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا أَيْ حَصَلَ وَتَمَكَّنَ.

وَالْجَلِيسُ مَنْ يُجَالِسُكَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.

وَالْمَجْلِسُ مَوْضِعُ الْجُلُوسِ وَالْجَمْعُ الْمَجَالِسُ وَقَدْ يُطْلَقُ الْمَجْلِسُ عَلَى أَهْلِهِ مَجَازًا تَسْمِيَةً لِلْحَالِ بِاسْمِ الْمَحَلِّ يُقَالُ اتَّفَقَ الْمَجْلِسُ. 
جلس
جلَسَ/ جلَسَ على يَجلِس، جُلوسًا، فهو جالِس وجليس، والمفعول مجلوسٌ عليه
• جلَس الشَّخْصُ/ جلَس الشَّخصُ على المقعد: قعَد عكْسه وقَف "جلَس مع صديقه- جلس على النار: جلَس إليها ليستدفئ- جلس مستديمًا في مقعده: على مقعده" ° جلَسَ القرفصاء- جلَسَ على العرش: تُوِّج مَلِكًا، تبوَّأه، اعتلاه. 

أجلسَ يُجلس، إجلاسًا، فهو مُجْلِس، والمفعول مُجْلَس
• أجلس الضَّيفَ في حجرةٍ مكيَّفة: أقعده فيها "أجلس أستاذَه مكانه في الحفل". 

استجلسَ يستجلس، استجلاسًا، فهو مُستجلِس، والمفعول مُستجلَس
• استجلس صديقَه: طلب منه أن يجلس "استجلسه بجانبه وأخذ يحدثه هَمْسًا". 

تجالسَ يتجالس، تجالُسًا، فهو مُتجالِس
• تجالس القومُ: جلَس بعضُهم مع بعض "تجالس المتشاحنان في المحكمة". 

جالسَ يجالس، مُجالَسةً، فهو مُجالِس وجَليس، والمفعول مُجالَس
• جالس صديقَه: قعد معه، شاركه القعود "كان دائمًا يجالس العلماءَ- جالستِ الأطفالَ: اعتنت بهم فترة غياب أمهاتهم". 

جَلْسَة [مفرد]: ج جَلَسات وجَلْسات:
1 - اسم مرَّة من جلَسَ/ جلَسَ على.
2 - اجتماع يُعْقَد لوقت محدود للنَّظر في شأن من الشُّئون "رُفعت الجَلْسَة- جَلْسة برلمانيَّة" ° جَلْسَة الخطيب: جلوسه بين الخُطبتين- جَلْسَة حامية الوطيس- جَلْسَة ختاميَّة- جَلْسَة سرّيّة/ جَلْسَة مُغلقة: هي التي تكون خاصَّة بالأعضاء- جَلْسَة طارئة: غير متوقَّعة، لم تُقرَّر من قبل- جَلْسَة عاصفة: صاخبة- جَلْسَة عامّة/ جَلْسَة علنيّة/ جَلْسَة مفتوحة: يشارك فيها أو يشهدها غير الأعضاء- مَحْضَر الجَلْسَة: قيدٌ يُسجِّل الأعمال التي نُوقشت في الجَلْسَة. 

جُلوس [مفرد]: مصدر جلَسَ/ جلَسَ على ° عيد الجُلوس: ذكرى جلوس المَلِك على العرش. 

جَليس [مفرد]: ج جُلساءُ وجُلاَّس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جالسَ وجلَسَ/ جلَسَ على: "*وخير جَليس في الأنام كتاب*- مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيس السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير [حديث] " ° جليس نفسِه: معتزل الناس. 

جَليسة [مفرد]: امرأة تقوم على شئون رعاية الطفل أو غيره وخدمته مقابل أجر "تعمل جليسة أطفال- يُوجد في الدَّار جليسات للمسنّين". 

مَجْلِس [مفرد]: ج مَجالسُ:
1 - اسم مكان من جلَسَ/ جلَسَ على: "كان يضع الورود حول مجلسه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} ".
2 - طائفة من الناس تخصّص للنظر فيما يُناط بها من أعمال "لقد أقرّ المجلس قرارين" ° المجلس النِّيابيّ: المكان الذي يجتمع فيه نوّاب الأمّة- طاولة المجلس: طاولة تعقد عليها الاجتماعات- مَجْلِس اقتصاديّ- مَجْلِس الإدارة: مجلس منتخب ومكلّف بإدارة شركة أو مؤسّسة- مَجْلِس الأُمَّة: البرلمان، المجلس النيابيّ الذي يضمّ ممثلي الشعب- مَجْلِس الأمن: هيئة متفرّعة من منظمة الأمم المتحدة ومناط بها

الحفاظ على السِّلم والأمن الدوليّين- مَجْلِس الأمناء: مجلس منتخب يشرف على إدارة جامعة أو مؤسّسة علميَّة- مَجْلِس الحرب- مَجْلِس الدِّفاع- مَجْلِس الشَّعب: البرلمان، المجلس النيابيّ، سلطة تمثِّل الأمّة- مَجْلِس الشُّيوخ: سلطة تشريعيَّة في بعض البلدان تكمّل عمل مَجْلِس النّواب، وهي تضمّ أعيان البلد من شخصيّات منتخبة أو معيّنة نظرًا لأهميتها السياسيَّة أو القوميّة- مَجْلِس العُموم: مَجلس مُمثِّلي الأُمَّة المنتخَبين في انجلترا- مَجْلِس المديرية- مَجْلِس النُّوَّاب: مجلس الشعب، البرلمان- مَجْلِس الوزراء: مجموع وزراء الدولة، الحكومة- مَجْلِس بلديّ: يتألّف من أعضاء مكلّفين بإدارة بلديَّة والإشراف على شئون سكّانها- مَجْلِس تأديبيّ: شبه محكمة مكلّفة بالسّهر على احترام قوانين مهنة أو التقيُّد بنظام عام- مَجْلِس تأسيسيّ- مَجْلِس حَسْبيّ- مَجْلِس روحيّ- مَجْلِس عُرفيّ: مَجْلِس استثنائيّ، لا يخضع لقانون المحاكم- مَجْلِس قرويّ- مَجْلِس قوميّ- مَجْلِس قيادة الثورة: جماعة عسكريّة تدير شئون البلاد إثر انقلاب عسكريّ- مَجْلِس مختلط.
• مجلس الأعيان: مجلس يضمّ مجموعة من الأشخاص يعيِّنهم الحاكم أو ينتخبهم الشعب.
• مجلس الدَّولة: هيئة قضائية عليا لها حقّ الرِّقابة على تشريعات الحكومة.
• مجلس الشُّورى: مجلس يتكوّن من أصحاب الرأي تستشيره الحكومة في شئون البلاد.
• مجلس الوِصاية: المجلس الذي يساعد الوصيّ على العرش في القيام بشئون المملكة. 

جلس

1 جَلَسَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (A, K,) inf. n. جُلُوسٌ (S, A, Msb, K) and ↓ مَجْلَسٌ, (S, A, K,) He placed his seat, or posteriors, upon rugged [or rather elevated] ground, such as is termed جَلْسٌ: this is the primary signification: (TA:) [and hence,] He sat; i. q. قَعَدَ [when the latter is used in its largest sense]: (Msb, and so S and L and A and K in art. قعد:) you say, جَلَسَ مُتَرَبِّعًا and قَعَدَ مُتَرَبِّعًا [He sat cross-legged]: (Msb:) accord. to El-Fárábee and others, contr. of قَامَ; and thus it has a more common application than قَعَدَ [when the latter is used in its most proper and restricted sense]: (Msb:) but قَعَدَ also signifies the contr. of قَامَ: ('Orweh Ibn-Zubeyr, L in art. قعد:) properly speaking, جَلَسَ differs from قَعَدَ; the former signifying he sat up; or sat after sleeping, or prostration, (Msb,) or after lying on his side; (B, TA;) and the latter, he sat down; or sat after standing: (Msb, B, TA: and see other authorities to the same effect in art. قعد:) for جُلُوسٌ is a change of place from low to high, and قُعُودٌ is a change of place from high to low: and one says, جَلَسَ مُتَّكِئًا, but not قَعَدَ مُتَّكِئًا, meaning [He sat] leaning, or reclining, upon one side: (Msb:) but both these verbs sometimes signify he was, or became: and thus, [it is said,] جَلَسَ مُتَرَبِّعًا and فَعَدَ مُتَرَبِّعًا signify he was, or became, cross-legged: and جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ in like manner signifies he was, or became, [between her four limbs,] (El-Fárábee, Msb,) because the man, in this case, is resting upon his own four limbs. (Msb.) [جَلَسَ مَعَهُ and جَلَسَ إِلَيْهِ, like خَلَا معه and خلا اليه, signify the same; i. e. He sat with him: or the latter, he sat by him; like “ assedit ei. ”] An instance of the inf. n. مَجْلَسٌ is found in a trad., in which it is said, فَإِذَا أَتَيْتُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ [But when ye come to sitting, perform ye the duties relating to the road]. (TA.) [The trad. commences thus: إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ Beware ye of sitting on the roads: and then, after the words before cited, (in which, however, in my copy of the Jámi' es-Sagheer, instead of المجلس, I find المَجَالِسِ, which is pl. of المَجْلِسُ,) it is added that the duties thus alluded to are the lowering of the eyes, the putting away or aside what is hurtful or annoying, the returning of salutations, the enjoining of that which is good, and the forbidding of that which is evil.] b2: جَلَسَتِ الرَّخَمَةُ (tropical:) The aquiline vulture lay upon its breast on the ground; syn. جَثَمَت: a saying applied to him who is of the seceders. (A, TA.) [See also قَعَدَ.] b3: جَلَسَ also signifies (assumed tropical:) It (a thing, as, for instance, a plant,) remained, or continued. (AHn, TA.) b4: Also, (aor.

جَلِسَ, inf. n. جَلْسٌ, TA,) He came to الجَلْس, (TA,) or [the high country called] Nejd: (T, S, A, TA:) and in like manner said of a cloud; it came to Nejd. (TA.) 3 جالسهُ, inf. n. مُجَالَسَةٌ and جِلَاسٌ, [He sat with him.] (TA.) You say, لَا تُجَالِسْ مَنْ لَا تُجَانِسْ [Sit not with him with whom thou wilt not be congenial]. (A, TA.) And كَرِيمُ النِّحَاسِ طَيِّيبُ الجِلَاسِ [Generous in origin, or disposition; pleasant to sit with;] is said of a man. (TA.) 4 اجلسهُ [He seated him; made him to sit: or he made him to sit up]: (S, K, TA:) he gave him place, or settled him, (مَكَّنَهُ,) in sitting. (TA.) 6 تجاسلوا [They sat together; one with another;] (S, A, TA;) فِى المَجَالِسِ [in the sittingplaces]. (S.) 10 استجلسهُ [He asked him, or desired him, to sit: or to sit up.]. You say, رَآنِى قَائِمًا فَاسْتَجْلَسَنِى

[He saw me standing, and he asked me, or desired me, to sit]: (A, TA:) but this is at variance with what we have mentioned in the beginning of the art., respecting the distinction [between جَلَسَ and قَعَدَ]. (TA.) جَلْسٌ Rugged ground or land: (S, K:) this is the primary signification. (TA.) b2: [Also, app., Elevated ground or land:] a place elevated and hard: or, as some say, a tract of land extending widely. (Ham p. 688.) b3: [And hence,] الجَلْسُ What is elevated above the غَوْر [or low country]: (TA:) applied especially to the country of Nejd. (T, S, M, K.) A2: [Persons sitting: or sitting up:] a quasi-pl. n., accord. to Sb, or a pl., accord. to Akh, of ↓ جَالِسٌ: said to be used as sing. and pl. and fem. and masc.; but this assertion is of no account: (ISd, L:) or the people of a مَجْلِس: (Lh, ISd, L, K:) [↓ جُلُوسٌ is also a pl. of ↓ جَالِسٌ; like as بُكِىٌّ, originally بُكُوىٌ, is of بَاكِ: or it is an inf. n. used as an epithet: see جَاثٍ:)] you say قَوْمٌ جُلُوسٌ [a company of men sitting: or sitting up]. (S.) [See also مَجْلِسٌ.] b2: Also A woman who sits in the فِنَآء [or court of the house], not quitting it: (K:) or she who is of noble rank (K, TA) among her people. (TA.) جِلْسٌ: see جَلِيسٌ, in two places.

جَلْسَةٌ A single sitting: or sitting up. (Msb.) جِلْسَةٌ A mode or manner, (TA,) kind, (Msb,) or state, (S, A, Msb,) of sitting: or of sitting up. (S, * A, * Msb, K. *) You say, هُوَ حَسَنُ الجِلْسَةِ [He has a good mode, &c., of sitting]. (A, Msb, K.) جُلَسَةٌ A man (S) who sits much; sedentary. (S, K.) جُلُوسٌ: see جَلْسٌ.

جَلِيسٌ (S, A, Msb, K) and ↓ جِلِّيسٌ (TA, as found in a copy of the K, [but this is an intensive form,]) and ↓ جِلْسٌ (S, A, K) A companion with whom one sits: (A, Msb, K:) fem. of the first with ة: (TA:) and pl. [of the same] جُلَسَآءُ (A, K) and [irreg., being by rule pl. of جَالِسٌ,] جُلَّاسٌ. (K.) You say, ↓ هُوَ جِلْسِى and جَلِيسِى [He is my companion with whom I sit]; like as you say, هُوَ خِدْنِى and خَدِينِى. (S.) جِلِّيسٌ: see جَلِيسٌ.

جَالِسٌ: see جَلْسٌ, in two places. b2: Also A man, and a cloud, coming to [the high country called] Nejd. (TA.) You say, رَأَيْتُهُمْ يَعْدُونَ جَالِسِينَ I saw them running, coming to Nejd. (A, TA.) مَجْلَسٌ: see 1: b2: and see مَجْلِسٌ.

مَجْلِسٌ A sitting-place; (S, Msb, K;) as also ↓ with ة; (Fr, Lh, Sgh, K;) similar to مَكَانٌ and مَكَانَةٌ: (Sgh, TA:) [a place where persons sit together and converse; a sitting-room:] a thing upon which one sits: (MF:) some make a strange distinction between مَجْلِسٌ and ↓ مَجْلَسٌ, asserting the former to be applied to the chamber or house (بَيْت) [in which people sit]; and the latter, to a place of honour upon which it is forbidden to sit without permission; but the former is the only correct form of the two: (MF, TA:) pl. مَجَالِسُ. (S, Msb.) You say, اُرْزُنْ فِى مَجْلِسِكَ and ↓ مَجْلِسَتِكَ [Be thou grave] in thy sitting-place. (Fr, Sgh.) b2: (tropical:) The people of a مَجْلِس; (Msb, TA;) elliptical, for أَهْلُ مَجْلِسٍ: (TA:) an assembly, or a company of men, sitting [together]: (Th, TA:) not well explained as being, with the article ال, syn. with النَّاسُ: (TA:) persons sitting, or sitting up. (A, TA.) [See also جَلْسٌ.] You say, اِنْفَضَّ المَجْلِسُ (assumed tropical:) [The assembly of persons sitting together broke up]. (Msb.) And رَأَيْتُهُمْ مَجْلِسًا I saw them sitting. (A, TA.) b3: (assumed tropical:) An oration or a discourse, or an exhortation, (خُطْبَةٌ أَوْ عِظَةٌ,) delivered in a مَجْلِس; like مَقَامَةٌ. (Mtr, in the Preface to Har.) b4: It is also used in the same manner as حَضْرَة and جَنَاب: you say مَجْلِسُ فُلَانٍ

[meaning (assumed tropical:) The object of resort, with whom others sit and converse, such a one]; like حَضْرَةُ فُلَانٍ. (Kull p. 146.) [See arts. حضر and جنب. But this usage I believe to be post-classical.] b5: [Also (assumed tropical:) A stool; meaning, an evacuation. So in medical books.]

مَجْلِسَةٌ: see مَجْلِسٌ, in two places.
جلس
جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ - بفتح اللام -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود.
والمَجْلِس - بكسر اللام - والمَجْلِسَة - عن الفرّاء - كالمكان والمكانة: موضع الجلوس.
والمَجلِس - أيضاً -: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل:
نُبِّيتُ أنَّ النار بعدَكَ أُوقِدَت ... واسْتَبَّ بعدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ
أي أهل المجلس. وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه.
ورجلٌ جُلَسَة - مثال تُؤّدّةٍ -: أي كثير الجلوس.
والجِلسَة - بالكسر -: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة.
وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي.
وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه.
وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت.
والجَلْس - بالفتح -: الغَليظ من الأرض. ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج:
كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه أعطى بلال بن الحارث - رضي الله عنه - معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته:
وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها ... كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا
وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة - على ساكنيها السلام - مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال:
ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ ... إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا
قياماً يَنظرونَ إلى سعيدٍ ... كأنَّهُم يَرَونَ به هِلالا
قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال:
قُل للفَرَزدَق والسَّفاهة كاسمها ... إن كنت تاركَ ما أمرتُكَ فاجلِسِ
ودَعِ المدينَةَ إنها محروسةٌ ... واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقدِسِ
وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح:
إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعائنٍ ... جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ
وقال مالك بن خالد الخُناعي:
إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا ... سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ
وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان:
شِمالَ من غارَ به مُفرِعاً ... وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ
وشَجَرَةُ جَلْسُ. وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ:
وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها ... جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَوْعُ
وقال بعد أحد عشر بيتاً:
بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّبَت ... من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ
وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي - رضي الله عنه - يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة: أمّا لياليَ كُنتُ جاريَةً ... فَحُفِفْتُ بالرُّقباءِ والحَبْسِ
حتى إذا ما البيت أبرزَني ... نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ
ويُروى: " إذا ما الخِدْرُ ".
وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير.
والجَلْس: الوقت.
والجَلْس: السهم الطويل.
وقال غيره: الجَلْس: الخَمر.
وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً:
أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شاهِقَةٍ ... جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ
وقال ابن الأعرابي: الجِلْس - بالكسر -: الفَدْمُ.
وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون.
والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة.
والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي - رضي الله عنهما -: لهما صحبة.
وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَفسَج ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما
وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال:
فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا ... كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ
وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس.
وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه.
ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم.
وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ.
والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء.
جلس: جَلَس: تهيأ لقبول الزائرين، ففي رياض النفوس (ص88 و): فمضيت إليه فوجدت الباب مردودا بلا حديدة وكانت علامهة جلوسه فدخلت ولم استأذن.
جلس على الكرسي: جلس على العرش، تولى الملك (بوشر) وكذلك جلس وحدها. ففي ألف ليلة (1: 80) مثلا في الكلام عن وزير غصب الملك واستولى على العرش: قتل الوزير والدي وجلس مكانه.
_ وجلس إليه (أنظر لين) معناها على وجه الدقة جلس ملتفتا إليه (معجم بدرون، دي يونج، معجم البلاذري، ابن بطوطة 2: 86 (كررت فيه مرتين)، ابن خلكان (1: 178، 9: 132) طبعة وستنفلد، أماري 652، كاتراس 77، الجريدة الآسيوية 1845، 1: 9: 189): جلس إليهم، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص239) في كلامه عن سلطان في مقابلة رعيته: فقال لبعض من يجلس إليه (يعني إلى القاضي) دلوني على القاضي. وفي ص284 منه: وهو جالس في ركن المسجد مع من يجلس إليه من أهل الحوائج والخصومات (285، 298). وفي رياض النفوس (ص 57و): في كلامه عن شيخين: وكنت أجلس إلى حلقتهما. ويقول بعد ذلك: جلست إليهما على سبيل العادة.
جلس إلى الطعام: جلس كي يطعم (معجم بدرون) وجلس إلى الأرض: جلس على الأرض. (معجم بدرون).
جلس عن، في كتاب شكوري (187و): جلس عن التبرز سبعة أيام أي بقي سبعة أيام دون أن يتبرز.
جلّس (بالتشديد): أجلس جعله يجلس (محيط المحيط، فوك ألكالا).
وعند ابن العوام (1: 188): ويدرس باليد ويَجُلَّس تجليسا جيداً معتدلاً، وقد ترجمها بانكري باللاتينية بما معناه: يسوي وترجمها كلمنت موليه بالفرنسية (ص688) بما معناه: وقد ثبت بصورة راسخة ومستوية.
جَلَّس في منصب: أقام، قلد، ولاه.
وتجليس أسقف: تقليده منصب الاسقفية، واجلاسه في هذا المنصب (بوشر).
وجلَّس: صب من إناء في آخر (ألكالا).
وجلس العصا: قومها (محيط المحيط).
وجلَّست السفينة: استقرت على الصخور أو الرمال (الكالا) ومنه تجليس السفينة مسها قعر البحر أو شاطئه (ابن بطوطة 2: 235) وفيه يجب أن تحل لفظه لفظة مُجلِّسة محل مُجْلسَة التي وردت في المطبوع. ويؤيد هذا ما ذكره ألكالا وما يدل عليه معنى تجلُّس (أنظر الكلمة).
وجَلَّس بزر القز: تأخر منه جانب عن فقس الدود (محيط المحيط).
أجلس: ولى الأسقف منصبه (بوشر).
تجلَّس: تجلَّست السفينة: مست الصخور أو الرمال (ابن بطوطة 4: 186).
وتجلَّس الأمر: اصطلح (محيط المحيط).
جَلْس وتجمع على أجلاس: درس الأستاذ (ميرسنج ص22).
جَلْسَة: اسم المرة من الجلوس.
وجلسة الخطيب: جلوسه بين الخطبتين.
ولما كانت هذه الجلسة قصيرة سريعة ضرب بها المثل في القصر والسرعة. ففي رحلة ابن جبير (ص304): جلسة الخطيب المضروب بها المثل في السرعة (المقري 2: 312) (أنظر 1: 5)، وص426 مع تعليق فليشر بريشت ص48 - 49).
وجَلْسة: حصة من الوقت يجلس فيها ذوو الأمر للنظر في شأن من الشؤون (بوشر). وجَلْسة: حصة درس الأستاذ (المقري مقدمة ص 1).
وجَلْسة: حق التملك والاستيلاء (هلو). ويقول دارست (ص130): (الهابو) لا يجوز بيعه، غير أن العقار إذا تلف في يد المتصرف به وكان خرابه وشيكا دون أن يستطيع المالك الصرف على إصلاحه فإن بيعه يجوز بقرار وإذن من المجلس (اجتماع المفتي والقضاة). وعقد البيع الذي يسلم إلى الشخص الثالث المشتري يسمى (عناء) أو جلسة. وهو يوجب على المالك الجديد آن يقوم بالإصلاحات الضرورية، وآن يدفع دوما دخلا سنويا يحل محل العقار في انتقاله الممكن من يد إلى يد ويستمر في حفظ العقار في أيدي من كان في يدهم.
جُلُوس: تولى منصب رقيع (بوشر).
جُلُوس أسقف: تقلده منصب الأسقفية (بوشر).
وجُلوس: حق الاجتماع في مجلس، (بوشر).
جَليس: يطلق في غرناطة على تاجر الحرير (معجم الأسبانية ص275 - 276).
جَليسَة: فتاة شرف لدى الأميرات (بوشر).
جَلاَّس، ويجمع على جَلاَلِيس: مقعد من نسيج الحلفاء (ألكالا).
وجَلاس: مصباح، قنديل (ابن بطوطة 2: 263). وفي حكاية باسم الحداد (ص22، 23): وأوقد شمعتي وأشعل الجلاس والسراج. وفيه (ص24 وما بعدها): وأخذ سيرج للجلاس وزيت للسراج.
وجَلاس: مبولة، قصرية (دومب ص90) وفيه: كلاّس.
جالِس ويجمع على جُلاس: الحاضر في مجلس (بوشر) - وجالس: مستقيم، ليس بأعوج (محيط المحيط).
جوالس: شنجبار، حشيشة الدرر (نبات) (بوشر).
جوالس: شنجبار، حشيشة الدرروالرمل. (ميهرن ص27). مَجْلِس: مجلس بلدي (بلجراف 2: 330، 378).
وتطلق كلمة مجلس في الجزائر على محكمة الاستئناف المؤلفة من قضاة ومفتين (بروجر 11، كارترون) قارن هذا بما جاء في (جلسة).
وقصر العدل (فوك).
قاعة واسعة يلقى فيها الأستاذ درسه (المقري 1: 473).
درس الأستاذ وما يمليه على طلابه أثناء الدرس (المقري 1: 244، 245)، ففي كتاب ابن الخطيب (ص21 ق): ودرس الأحكام الجدية (كذا) وفي كتاب العبدري (ص19 و): وسمعت منه مجالس من كتاب التيسير. وفي تفسير السيوطي طبعة ميرسنج (ص26) وقد أملى عدة مجالس. ويقال أيضاً: مجلس العلم (المقري 1: 483).
ومجلس عند الدروز: معبد يجتمع فيه العقال منهم (محيط المحيط).
ومجلس: الفعل التام مما يسمى بالذكر (لين الأخلاق والعادات عند المصريين2: 212).
والجمع مجالس: أساس العمارة، فعند ابن ليون (ص4 ق): ميزان الأزُر الذي بأيدي البّنَّائين لإخراج الماء من مجالس عند رمي السطوح.
ومجلس: لقب تشريف يطلق على بعض الأشخاص كما نقول اليوم: سعادة ومعالي وفخامة. فعند رتجرز (ص16) وأنظر (ص172) أيضاً تجد مثلا في كلامه عن سفير: المجلس السامي حسين جاء وش.
وكذلك نجد عند أماري ديب (ص219).
وهو يقول في كلامه عن موظفي الدولة (ص214): المجالس السامية. ويراد به الدهقان أيضاً: (أماري ديب 212).
والمعنى الأخير الذي يذكره لين لهذه الكلمة صحيح، لأننا نجد في معجم المستعيني إنه كناية عن الدفعة الواحدة للبراز ونجد في معجم بوشر: براز من اصطلاح الطب وهو الدفعة الواحدة. للبراز. غير أن معنى الخلاء (المستراح) الذي يذكره فريتاج للكلمة وهم منه فيما أرى.
مجلس السرج: الموضع الذي يجلس عليه الفارس من السرج (المقري 1: 231).
مجلس النظر: مجمع علماء يتناظرون (المقري 1: 485) - ومجلس وحدها: مناظرة (المقري 1: 505).
أمير مجلس: لقب موظف في بلاط السلاطين المماليك، واليه النظر في شؤون الجراحين والأطباء وغيرهم، ولقب بذلك لحقه في الجلوس في مجلس السلطان حين يجلس للناس، وتسمى وظيفته إمرة مجلس (مملوك2، 1: 97).
صاحب المجالس: لقب كان يطلق في الأندلس على الموظف الذي يشرف على توزيع الغرف على ضيوف السلطان. يقول النويري (مصر 2: 114ق): إن المسلمين الذين حاصرهم الأسبان في حصن دسكرة صالحوهم على أن يقيم الطرفان المتحاربان في الحصن، فطلب صاحب الحصن المسلم من الأسبان أن يرسلوا إلى الحصن، منتصف الليل، خمسمائة من خيرة فرسانهم (فلما دخلوا الحصن فرقهم صاحب المجالس وقتلهم عن آخرهم ولم يشعر بعضهم ببعض.
مُجْلَس: صاف، رائق، يقال: ماء مُجلس، لان الماء الكدر إذا ترك بعض الوقت يجلس ما فيه من أسباب الكدورة في القاع فيصفو ويروق (الكالا).
مُجالس: هو الذي يحق له الجلوس في حضرة السلطان في بلاط مراكش (هوست ص181) وكان عدد المجالسين في أيام هذا الرحالة خمسة.

جلس: الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، فهو جالس من قوم

جُلُوسٍ وجُلاَّس، وأَجْلَسَه غيره. والجِلْسَةُ: الهيئة التي تَجْلِسُ

عليها، بالكسر، على ما يطرد عليه هذا النحو، وفي الصحاح: الجِلْسَةُ الحال

التي يكون عليها الجالس، وهو حَسَنُ الجِلْسَة. والمَجْلَسُ، بفتح اللام،

المصدر، والمَجلِس: موضع الجُلُوس، وهو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها

الفعلُ بغير في، قال سيبويه: لا تقول هو مَجْلِسُ زيد. وقوله تعالى: يا

أَيها الذين آمنوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحوا في المَجْلِس؛ قيل: يعني به

مَجْلِسَ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وقرئَ: في المجالس، وقيل: يعني

بالمجالس مجالس الحرب، كما قال تعالى: مقاعد للقتال. ورجل جُلَسَة مثال

هُمَزَة أَي كثير الجُلوس. وقال اللحياني: هو المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ؛

يقال: ارْزُنْ في مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك. والمَجْلِسُ: جماعة الجُلُوس؛

أَنشد ثعلب:

لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ،

سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها

وفي الحديث: وإِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه؛ أَي أَهل المجْلِس على

حذُ المضاف. يقال: داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها، وقد جالَسَه

مُجالَسَةً وجِلاساً. وذكر بعض الأَعراب رجلاً فقال: كريمُ النِّحاسِ

طَيِّبُ الجِلاسِ.

والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ: المُجالِسُ، وهم الجُلَساءُ

والجُلاَّسُ، وقيل: الجِلْسُ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤَنث. ابن سيده:

وحكى اللحياني أََن المَجْلِسَ والجَلْسَ ليشهدون بكذا وكذا، يريد أَهلَ

المَجْلس، قال: وهذا ليس بشيء إِنما على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس

الجماعة من الجُلُوس، وهذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة

اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش.

ويقال: فلان جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وفلانة جَلِيسَتي، وجالَسْتُه فهو جِلْسي

وجَلِيسي، كما تقول خِدْني وخَديني، وتَجالَسُوا في المَجالِسِ. وجَلَسَ

الشيءُ: أَقام؛ قال أَبو حنيفة: الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ

سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل، ولم يفسر يتعطل.

والجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ في المَجْلِس. والجُلَّسانُ: الورد

الأَبيض. والجُلَّسانُ: ضرب من الرَّيّحان؛ وبه فسر قول الأَعشى:

لها جُلَّسانٌ عندها وبَنَفْسَجٌ،

وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما

وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ

يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما

وقال الليث: الجُلَّسانُ دَخِيلٌ، وهو بالفارسية كُلَّشان. غيره:

والجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه وينثر عليهم. قال: واسم الورد بالفارسية جُلْ، وقول

الجوهري: هو معرب كُلْشان هو نثار الورد. وقال الأَخفش: الجُلَّسانُ قبة

ينثر عليها الورد والريحان. والمَرْزَجُوش: هو المَردَقوش وهو بالفارسية

أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة وجوش أُذنها، فيصير في اللفظ فأْرة أُذن

بتقديم المضاف إِليه على المضاف، وذلك مطرد في اللغة الفارسية، وكذلك

دُوغْ باجْ للمَضِيرَة، فدوغ لبن حامض وباج لون، أَي لون اللبن، ومثله

سِكْباج، فسك خلّ وباج لون، يريد لون الخل. والمنمنم: المصفرّ الورق، والهاس في

عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت؛ وقول الشاعر:

فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا،

كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ

قال: ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه. وجَلَسَتِ

الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. والجَلْسُ: الجبل. وجَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلاً؛

قال الهذلي:

أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ،

جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ والحَجَلُ

والجَلْسُ: الغليظ من الأَرض، ومنه جمل جَلْسٌ وناقة جَلْسٌُّ أَي وثيقٌ

جسيم. وشجرة جَلْسٌ وشُهْدٌ أَي غليظ. وفي حديث النساءِ: بِزَوْلَةٍ

وجَلْسِ. ويقال: امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح؛ قالت

الخَنْساء:

أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً،

فَحُفِفْتُ بالرٍُّقَباء والجَلْسِ

حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني،

نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ

وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وهَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ

قال ابن بري: الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: وليس للخنساء كما ذكر

الجوهري، وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط،

وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت: أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن

يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، وأَما

حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني

بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعني نفسها، ثم قالت: ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً

بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح

كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم

الحِلْسُ برذعة البعير، يقال: هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه. والجَلْسُ:

الصخرة العظيمة الشديدة. والجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، وزاد الأَزهري

فخصص: في بلاد نَجْدٍ. ابن سيده: الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك. وجَلَسَ

القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، وفي التهذيب: أَتوا نَجْداً؛

قال الشاعر:

شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً،

وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ

وقال عبد اللَّه بن الزبير:

قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها:

إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ

أَي ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بري: البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان

مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله

وأَوهمه أَن فيها عطية، وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس، فلما خرج عن

المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت:

ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ،

واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ

أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ، إِنها

نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ

وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط

عليه بالهجاء. وجَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ

جُؤَيَّة:

ثم انتهى بَصَري، وأَصْبَحَ جالِساً

منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ

وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له. وناقة جَلْسٌ: شديدة مَشْرِفَة

شبهت بالصخرة، والجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل:

فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها

إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا

والكثير جِلاسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، والجمع جِلاسٌ. وقال اللحياني: كل

عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ. وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيق

جسيم، قيل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى

اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه؛ وقالت طائفة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله

وارتفاعه. وفي الحديث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها

وجَلْسِيَّها؛ الجَلْسُ: كل مرتفع من الأَرض؛ والمشهور في الحديث:

معادِنَ القَبَلِيَّة، بالقاف، وهي ناحية قرب المدينة، وقيل: هي من ناحية

الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خلاف نِكْس؛ قال الهذلي:

كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ

فأُغْرِقَه، ولا جَلْسٌ عَمُوجُ

ويروى غَمُوجٌ، وكل ذلك مذكور في موضعه.

والجِلْسِيُّ: ما حول الحَدَقَة، وقيل: ظاهر العين؛ قال الشماخ.

فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ، وعَيْنُها

كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

ابن الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، والجَلْسُ البقية من العسل تبقى في

الإِناء. ابن سيده: والجَلْسُ العسل، وقيل: هو الشديد منه؛ قال

الطِّرماح:وما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها

جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ

قال أَبو حنيفة: ويروى وُشُوعُ، وهي الضُّرُوبُ. وقد سمت جُلاساً

وجَلاَّساً؛ قال سيبويه عن الخليل: هو مشتق، واللَّه أَعلم.

جلس
جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، بالضَّمِّ، ومَجْلَساً، كمَقْعَدٍ، وَمِنْه الحَدِيث: فَإِذا أَبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلَسَ فأَعْطُوا الطَّرِيقَ حقَّه قَالَ الأَصبهانيُّ فِي المُفردات، وَتَبعهُ المصنِّف فِي البصائر: إنَّ الجُلوسَ إنَّما هُوَ لِمَنْ كَانَ مُضْطَجِعاً، والقُعودُ لِمَنْ كانَ قَائِما، بِاعْتِبَار أَنَّ الجالِسَ مَن كَانَ يقْصد الارتفاعَ، أَي مَكاناً مُرتفِعاً، وإنَّما هَذَا يُتَصَوَّرُ فِي المُضْطَجِعِ، والقاعِدُ بخِلافِه، فيُناسِبُ القائمَ. وأَجْلَسْتُه يتعَدَّى بالهَمزَةِ. والمَجْلِسُ مَوضِعُه كالمَجْلِسَةِ، بالهاءِ، حكاهُما اللِّحيانِيُّ، قَالَ: يُقال: ارْزُنْ فِي مَجْلِسِكَ ومَجْلِسَتِكَ، وَنَقله الصَّاغانِيُّ عَن الفَرّاءِ وَقَالَ: هُوَ كالمَكانِ والمَكانَةِ، قَالَ شيخُنا وأَغرَب فِي الفَرْقِ من المَجلِسِ بِكَسْر اللَّام: البيْت، وبالفتحِ: مَوضِعُ التَّكرِمَةِ المَنْهِيِّ عَن الجُلوس عَلَيْهَا بِغَيْر إذْنٍ، قَالَ: وَلَا يَظْهَرُ للفتحِ فِيهِ وَجْهٌ بل الصَّوابُ فِيهِ بالكَسْر، لأَنَّه اسمٌ لما يُجْلَسُ عَلَيْهِ. فِي الصِّحاح: الجِلْسَةُ، بالكَسْرِ: الحالَةُ الَّتِي يكون عَلَيْهَا الجالِسُ، ويُقالُ: هُوَ حسن الجِلْسَة، وَقَالَ غيرُه: الجِلْسَةُ: الهَيئةُ الَّتِي يُجْلَسُ عَلَيْهَا، بالكسْر، على مَا يَطَّرِدُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ.
الجُلَسَةُ، كتُؤَدَةٍ: الرَّجُلُ الكثيرُ الجُلوسِ. يُقال: هَذَا جِلْسُكَ، بالكسْرِ، وجَليسُك، كأَميرٍ، كَمَا تقولُ خِدْنُك وخَدِينُك، وجِلِّيسُكَ، كسِكِّيتٍ، كَمَا فِي نُسخَتِنا، وَقد سقطَ من بعضِ الأُصولِ، أَي مُجالِسُك، وَقيل: الجِلْسُ: يَقع على الْوَاحِد والجَمْعِ والمُؤَنَّث والمُذَكَّر، والجَليسُ للمُذَكَّرِ، والأُنْثَى جَليسَةٌ. وجُلاّسُكَ: جُلَساؤُكَ الذينَ يُجالِسونَك. والجَلْسُ، بِالْفَتْح: الغَليظُ من الأَرضِ، هَذَا هُوَ الأَصلُ فِي المادَّةِ، وَمِنْه سُمِّيَ الجُلوسُ، وَهُوَ أَن يضَعَ مَقْعَدَهُ فِي جَلْسٍ من الأَرْضِ، كَمَا صرَّح)
بِهِ أَربابُ الاشتِقاقِ، وذِكْرُ الْفَتْح مُستدرَكٌ. الجَلْسُ: الشَّديد من العَسَلِ، وَيُقَال: شُهْدٌ جَلْسٌ: غَليظٌ. الجَلْسُ: الغليظُ من الشَّجَرِ. الجَلْسُ: النّاقةُ الوَثيقَةُ الجِسْمِ الشَّديدةُ المُشرِفَةُ، شُبِّهَتْ بالصَّخْرَةِ، والجَمْعُ أَجْلاسٌ، قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(فأَجْمَعُ أَجلاساً شِداداً يَسُوقُها ... إليَّ إِذا راحَ الرِّعاءُ رِعائِيا)
والكثيرُ جُلاّسٌ. وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلكَ، والجَمع جُلاّسٌ وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: كلُّ عظيمٍ من الإبلِ والرِّجالِ جَلْسٌ، وناقَةٌ جَلْسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيقٌ جَسيمٌ، قيل: أَصلُه جَلْزٌ، فقلبَت الزَّايُ سِيناً، كأَنَّه جُلِزَ جَلْزاً، أَي فُتِلَ حتّى اكْتَنَزَ واشْتَدَّ أَسْرُه، وَقَالَت طائفَةٌ: يُسَمَّى جَلْساً لطُولِه وارتِفاعِه.
الجَلْسُ: بَقِيَّة العَسَلِ تبقى فِي الإناءِ، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(وَمَا جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها ... جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وشُوعُ)
الجَلْسُ: المَرأَة تَجلِسُ فِي الفِناءِ لَا تَبرَحُ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يُخاطِبُ امرأَةً، فَقَالَت لَهُ: مَا طَمِعَ أَحَدٌ فيَّ قَطُّ، فذَكَرَت أَسبابَ اليأْسِ مِنْهَا، فَقَالَت:
(أَمّا لَيالِيَ كُنتُ جارِيَةً ... فحُفِفْتُ بالرُّقَباءِ والحَبْسِ)

(حتَّى إِذا مَا الخِدْرُ أَبْرَزَنِي ... نُبِذَ الرِّجالُ بزَوْلَةٍ جَلْسِ)

(وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنِي ... وحَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ)
الجَلْسُ: مَا ارتفَعَ من الغَوْرِِ، وزادَ الأَزْهَرِيّ: فخَصَّصَ بلادَ نَجْدٍ، وَفِي المُحكَم: والجَلْسُ: نَجْدٌ، سُمِّيَت بذلك. حكَى اللِّحيانِيُّ: إنَّ المَجْلِسَ والجَلْسَ ليَشْهَدونَ بِكَذَا وَكَذَا، يُرِيد أَهلَ المَجْلِس، قَالَ ابْن سِيده: وَهَذَا لَيْسَ بشيءٍ، إِنَّمَا هُوَ على مَا حكاهُ ثعلبٌ من أَنَّ المَجلِسَ: الجَماعةُ من الجُلوسِ، وَهَذَا أَشبَه بالْكلَام، لقَوْله: الجَلْسَ الَّذِي هُوَ لَا محالَةَ اسمٌ لجمعِ فاعِلٍ، فِي قِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ، أَو جَمْعٌ لهُ، فِي قِيَاس قَول الأَخفشِ. الجَلْسُ: الغَديرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الجَلْسُ: الوَقتُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّاءِ المُثَنَّاةِ، والصَّوابُ: الوَقْبُ، بالمُوَحَّدةِ، كَمَا فِي المُحيط. الجَلْسُ: السَّهْمُ الطَّويلُ، عَن ابْن عَبَّادٍ. قلت وَهُوَ خِلافُ النِّكسِ قَالَ الهُذَلِيُّ:
(كمَتْنِ الذِّئْبِ لَا نِكْسٌ قَصيرٌ ... فأُغْرِقَه وَلَا جَلْسٌ عَمُوجُ)
الجَلْسُ: الخَمْرُ العَتيقُ. الجَلْسُ: الجَبَلُ وَقيل: وَهُوَ العالي الطَّويل، قَالَ الهُذَلِيُّ:
(أَدْفَى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ ... جَلْسٍ يَزِلُّ بهَا الخُطَّافُ والحَجَلُ)
عَن ابْن الأَعرابيِّ: الجِلْسُ، بالكَسر: الرجلُ الفَدْمُ الغَبِيُّ. وَبلا لامٍ، جِلْسُ بن عامِرِ بنِ ربيعةَ بنِ) تَدُولَ بنِ الحارِث بن بَكرِ بن ثعلبَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ السَّكونِ، أَبو قبيلَةٍ من السَّكونِ. والجِلْسيُّ، بالكسْر، وضبطَه الصَّاغانِيّ بِالْفَتْح ضَبْطَ القلَم: مَا حولَ الحَدَقَةِ، وَقيل: ظاهِرُ العَيْنِ، قَالَ الشَّمّاخ:
(فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ وعَينُها ... كوَقْبِ الصَّفا جِلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا)
الجُلاسُ، كغُرابٍ: ابنُ عَمْروٍ الكِندِيُّ، يروي زيد بنُ هِلالِ بنِ قُطْبَةَ الكِندِيُّ عَنهُ، إِن صَحَّ.
الجُلاسُ بنُ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتِ بنِ خالدٍ الأَوسِيُّ: صحابيَّانِ. وفاتَه: الجُلاسُ بنُ صَلْتٍ اليَربُوعِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، روَت عَنهُ بنْتُه أُمُّ مُنْقِذٍ فِي الوُضوءِ. والجُلَّسانُ، بتَشْديد اللَّام المَفتوحةِ مَعَ ضَمِّ الجيمِ: نِثارُ الوَردِ فِي المَجلِسِ، مُعرَّب كُلْشَنَ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كُلْشانَ، ومثلُه قَول اللَّيْث، وَكِلَاهُمَا صحيحٌ، وَقيل: الجُلَّسانُ: الوردُ الأَبيَضُ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من الرُّيْحانِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الأَعشَى:
(لنا جُلَّسانٌ عِندَها وبَنَفْسَجٌ ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما)

(وآسٌ وخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كُلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما)
وَقَالَ الأَخفشُ: الجُلَّسانُ: قُبَّةٌ يُنثَرُ عَلَيْهَا الوَرْدُ والرَّيحانُ، ومثلُه لِابْنِ الجَواليقيِّ فِي المُعَرَّبِ، وَفِي كتاب السَّامي فِي الأَسامي للمَيدانِيِّ: الجُلَّسانُ مُعَرَّبُ كُلْشانَ هَكَذَا ذكرَه مَعَ الصُّفَّةِ والدّكّةِ وَمَا يجْرِي مَجراهُما، وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: كأَنَّه كِسرى مَعَ جُلَسائه فِي جُلَّسانِه، قَالَ: وَهِي قُبَّةٌ كَانَت لَهُ يُنثَرُ عَلَيْهِ من كُوَّةٍ فِي أَعلاها الوَرْدُ. فَإِذا عرَفْتَ ذلكَ ظهَرَ لكَ القصورُ فِي عبارةِ المُصنِّف. ومُجالِسٌ، بالضَّمِّ: فرَسٌ كَانَ لبَني عُقَيْلٍ، أَو بني فُقَيْمٍ. قَالَه أَبو النَّدى، هَكَذَا ذكره الصَّاغانِيّ هُنَا، وسيأْتي أَيضاً فِي خلس مثل ذلكَ، فليُتَأّمَّلْ. وَالْقَاضِي الجَليسُ، كأَميرٍ: لقَبُ عبد الْعَزِيز بن الحُسين بن عبد الله بنِ أَحمدَ التَّميميِّ السّعديّ، عُرِفَ بابنِ الحُبابِ، وَهُوَ لقَبُ جَدِّه عَبْد الله، وإنَّما لُقِّبَ بذلك لأَنَّه كَانَ يُجالِسُ الخليفةَ، وللقاضي الفاضلِ فِيهِ مَدائحُ كثيرةٌ، وَقد حدَّثَ هُوَ وجَماعَةٌ من أَهلِ بيتِه، فأَوَّلُهم: أَخوه عبد الرَّحمنِ بنِ الحسينِ أَبو القاسمِ، حدَّثَ عَن مُحَمَّد ابنِ أَبي الذِّكْرِ الصِقِلِّيّ، وابنُه إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحمن حدَّثَ عَن السَّلَفيّ، وعبدُ القَويّ بن عبد العزيزِ سَمِعَ من ابنِ رِفَاعَةَ، وابنُ أَخيهِ أَبو الفضْلِ أَحمد بن مُحَمَّد بنِ عبدِ العزيزِ، سَمِعَ السِّلَفِيَّ، وَغير هؤلاءِ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: المَجْلِسُ: النّاسُ، حَكَاهُ شيخُنا عَن أَبي عليٍّ القالي، وأَنشدَ:)
(نُبِّئْتُ أَنَّ النَّارَ بعدَكَ أُوْقِدَتْ ... واسْتَبَّ بعدَكَ يَا كُلَيْبُ المَجْلِسُ)
الشِّعرُ لمُهَلْهَلٍ. قلتُ: وأَحسَنُ من هَذَا مَا قالَه ثَعلَبٌ: إنَّ المَجْلِسَ جَماعَةُ الجُلوسِ، وأَنشدَ:
(لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ ... سَواسِيَةٌ أَحرارُها وعَبيدُها)
وَفِي الحَدِيث: وإنَّ مَجْلِسَ بَني عَوْفٍ يَنظُرونَ إِلَيْهِ، أَي أَهلَ الْمجْلس، على حَذْف المُضافِ.
وَفِي الأَساسِ: رأَيتُهم مَجْلِساً، أَي جالسين. وجالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً. وَذكر بعض الرجالِ فَقَالَ: كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاس. وتَجالَسوا فتآنَسوا، وَلَا تُجالِسْ من لَا تُجانِس. وَجلسَ الشيءُ: أَقامَ، قَالَ أَبو حنيفةَ: الوَرْسُ يُزْرَعُ سنة فيجلِسُ عشْرَ سنينَ، أَي يقيمُ فِي الأَرضِ، وَلَا يتعطَّلُ.
وابْنا جالِسٍ وسَميرٍ: طَرِيقَانِ يُخالف كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبَه، قَالَ الشَّاعِرُ:
(فإنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنَا ... كَمَا اختلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ) وَهُوَ مَجاز. وجلسَت الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. عَن أَبي الهَيْثَمِ وفلانٌ جليسُ نفسِه: يُقال ذَلِك لمَن كانَ من أَهلِ العُزْلَةِ، وَهُوَ مَجاز، ذكرَه الزَّمخشريُّ. والجَلْسُ: الصَّخرة العظيمةُ الشَّديدةُ، قيل: وَبِه شُبِّهَت النّاقةُ. وجلَسَ القَومُ يَجلِسونَ جَلْساً: أَتَوا الجَلْسَ، وَفِي التَّهذيب: أَتَوا نَجْداً، قَالَ الشاعِر، وَهُوَ العَرْجِيُّ:
(شِمالَ مَن غارَ بِهِ مُفْرِعاً ... وعَن يَمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ)
وَقَالَ مَرْوَان بن الحَكَمِِ:
(قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسمِها ... إنْ كنتَ تارِكَ مَا أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ)
أَي ائْتِ نَجداً، وأَنشدَ الزَّمخشريُّ لدُرَيْد:
(حَرامٌ عَلَيْهَا أَن تُرَى فِي حياتِها ... كمِثْلِ أَبي جَعْدٍ فغُوري أَو اجْلِسي)
ورأَيْتُهُم يَعْدُونَ جالِسينَ، أَي مُنجِدين. وجلَسَ السَّحابُ: أَتى نَجداً، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّةَ:
(ثمَّ انْتهى بصَري وأَصبح جالِساً ... منهُ لِنَجْدٍ طائقٌ مُتَغَرِّبُ)
وعَدَّاه بِاللَّامِ لأَنَّه فِي معنى عامِداً لَهُ، وَفِي الحَدِيث أَنه أَقطَعَ بلالَ بنِ الحارثِ مَعادِنَ القَبَلِيَّةِ غَوْرِيَّها وجَلْسِيَّها. قلتُ: وَهِي فِي نَاحيَة الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خِلافُ نِكْسٍ، وَقد تقدَّم.
وَقد سَمَّوا جَلاّساً، ككَتَّانٍ. وَفِي الأَساس: رَآني قَائِما فاسْتَجْلَسَني. قلتُ: وَهَذَا على خِلاف مَا ذَكَرناه من الْفرق فِي أَوَّل المادَّة. وأَبو الجُلاسِ عُقْبَةُ بنُ يَسارٍ الشَّامِيّ، روَى عَن عليِّ بنِ شَمَّاخ، على خِلافٍ، وَعنهُ عبد الْوَارِث أَبو سعيدٍ، ذكره المِزِّيُّ فِي الكُنَى، وعُلاثَةُ بنُ الجُلاسِ)
الحَنْظَلِيُّ: فارسٌ شاعِرٌ. وأَجْلَسْتُه فِي المكانِ: مكَّنْتُه فِي الجُلوسِ.
(جلس)
الْإِنْسَان جُلُوسًا ومجلسا قعد والطائر جثم وَالشَّيْء أَقَامَ وَفُلَان جلسا أَتَى جلسا من الأَرْض فَهُوَ جَالس (ج) جلاس وجلوس وَيُقَال جلس السَّحَاب قصد الْجِهَات الْعَالِيَة

جلس


جَلَسَ(n. ac. مَجْلَس
جُلُوْس)
a. Sat, sat down; was seated.
b. [Ila], Gave audience to.
c. Was placed upright, stood up.
d.(n. ac. جَلْس), Came to Nejd.
جَلَّسَa. see IVb. Placed upright, stood up.

جَاْلَسَa. Sat with.

أَجْلَسَa. Made to sit down, seated.

تَجَلَّسَa. Was settled (affair).
تَجَاْلَسَa. Sat together; held a sitting.

إِسْتَجْلَسَa. Desired to be seated.

جَلْسa. Upland, highland.
b. [art.], Nejd.
جَلْسَةa. Sitting; session.

جِلْسَةa. Mode of sitting.

مَجْلَس
مَجْلِس
(pl.
مَجَاْلِسُ)
a. Place of sitting; sitting room; divan, council-chamber;
court; tribunal.
b. Council.
c. Sitting, session, audience.

جَاْلِسa. Sitting, seated.
b. Straight, upright.

جَلِيْس
(pl.
جُلَسَآءُ)
a. Companion, friend.

جُلُوْسa. Sitting, session.
b. Assembly.

جَالِيْش
a. Standard-bearer.
b. Spearman.
[جلس] جَلَسَ جلوساً. وأَجْلَسَهُ غيره. وقومٌ جلوسٌ. والمَجْلِسُ: موضع الجُلوسِ. والمَجْلِسُ بفتح اللام: المصدر. ورجلٌ جلسة، مثال همزة، أي كثير الجلوس. والجلسة بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالسُ. وجالسْتُهُ فهو جِلْسي وجَليسي، كما تقول: خِدْني وخَديني. وتَجالَسوا في المجالس. والجلس: الغليظ من الأرض. ومنه جَملٌ جَلْسٌ وناقةٌ جَلْسٌ، أي وثيقٌ جسيمٌ. وشجرةٌ جَلْسٌ وشَهْدٌ جلْسٌ، أي غليظٌ. ويقال: امرأةٌ جَلْسٌ، للتي تَجْلِسُ في الفناء ولا تبرح. قالت الخنساء : حتى إذا ما الخدر أبرزني * نبذ الرجال بزولة جلس * والجلس: أيضا نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى نجدا. وقال : قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس * وقول الاعشى:

لنا جلسان عندها وبنفسج * إنما هو معرب " كلشان " بالفارسية.

ألف

(ألف) فلَان رَأسه جعله تَحت ثَوْبه والطائر رَأسه جعله تَحت جناحيه
(ألف) فلَان صَارَت أَمْوَاله ألفا وَيُقَال فلَان من المؤلفين وَبَينهمَا جمع وَالشَّيْء وصل بعضه بِبَعْض وَالْكتاب جمعه وَوَضعه وَالْعدَد كمله ألفا وَقَلبه استماله
(أ ل ف) : (أَلِفَ) الْمَكَانَ فَأَلِفَهُ إلْفًا وَإِلَافًا وَأَلَّفْت بَيْنَهُمْ فَتَأَلَّفُوا وَتَأَلَّفَهُ تَكَلَّفَ مَعَهُ الْإِلْفَ (وَالْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعْطِيهِمْ مِنْ الصَّدَقَاتِ بَعْضَهُمْ دَفْعًا لِأَذَاهُ عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَبَعْضَهُمْ طَمَعًا فِي إسْلَامِهِ وَبَعْضَهُمْ تَثْبِيتًا لِقُرْبِ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَنَعَهُمْ ذَلِكَ وَقَالَ انْقَطَعَتْ الْآنَ الرِّشَا لِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ.
ألف: الأَلْفُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآلاَفُ، وآلَفَتِ الإِبِلُ صارَتْ أَلْفاً، والمُؤْلِفُ: الذي له أَلْفٌ أو أُلُوْفٌ من الإِبِلِ.
والأَلَفَانُ: مَصْدَرُ أَلِفْتُ الشَّيْءَ آلَفُه، وهي الأُلْفَةُ والائْتِلاَفُ، والإلْفُ والأَلِيْفُ.
وأَوَالِفُ الطَّيْرِ: التي أَلِفَتْ مَكَّةَ، وهي مُؤْلِفَاتٌ.
وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَ بَعْضَه إلى بَعْضٍ: فقد ألَّفْتَه، ومنه تَأْلِيْفُ الكُتُبِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لإِيْلاَفِ قُرَيْشٍ " من ذلك.
وآلَفْتُ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ: أي آمَنْتُ به إيْمَاناً، وأَلِفْتُها إلاَفاً.
والأَلِفُ والأَلِيْفُ: الحَرْفُ.
ألف
الأَلِفُ من حروف التهجي، والإِلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة ويقال للمألوف: إِلْفٌ وأَلِيفٌ. قال تعالى: إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ [آل عمران/ 103] ، وقال: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] .
والمُؤَلَّف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيبا قدّم فيه ما حقه أن يقدّم، وأخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر. ولِإِيلافِ قُرَيْشٍ
[قريش/ 1] مصدر من آلف .
والمؤلَّفة قلوبهم : هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] ، وأو الف الطير: ما ألفت الدار. والأَلْفُ: العدد المخصوص، وسمّي بذلك لكون الأعداد فيه مؤتلفة، فإنّ الأعداد أربعة:
آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم: الألف من ذلك، لأنه مبدأ النظام، وقيل: آلَفْتُ الدراهم، أي: بلغت بها الألف، نحو ماءيت، وآلفت هي نحو أمأت.
[ألف] الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة. وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ. وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى هذه الدراهم أَلْفٌ، لجاز. والجمع أُلوفٌ وآلافٌ. وأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ بالكسر: أعطاه أَلْفاً. قال الشاعر وكريمة من آل قيس ألفته حتى تبذخ فارتقى الاعلام أي رب كريمة. والهاء للمبالغة. أي فارتقى إلى الاعلام، فحذف " إلى " وهو يريده. وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم. وكذلك آلفت الدارهم وآلفت هي. والالف: الأَليْفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الالف. وجمع الاليف آلائف، مثل تبيع وتبائع وأفيل وأفائل. قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من أَلائِفِهِ يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب والالاف: جمع آلف مثل كافر وكفار. وفلان قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه. ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أُولِفهْ إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤْالِفُهُ مؤالفة وإلافا، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدا. وألفت بين الشيئين تأليفا، فنألفا وأتلفا. ويقال أيضا: أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أي مكمَّلَةٌ. وتَأَلّفْتُهُ على الإسلام. ومنه المُؤَلَّفَةُ قلوبُهم. وقوله تعالى: {لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ} يقول تعالى: أهلكت أصحاب الفيل لأُولِفَ قريشاَ مكّة، ولِتُؤَلِّفَ قريشٌ رحلَة الشتاء والصيف، أي تجمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذِهِ أخذوا في ذه. وهذا كما تقول: ضربته لكذا لكذا، بحذف الواو.
[أل ف] الأَلْفُ من العدَدِ معروفٌ والجمعُ آلُفٌ قال بُكَيْرٌ أَصَمُّ بني الحَارثِ بن عُبَادٍ

(عَرَبًا ثَلاثَةُ آلُفٍ وَكتيبَةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِن بَني القُدَّامِ)

وآلافٌ وأُلُوفٌ فأما قولُ الشَّاعِرِ

(وكانَ حامِلُكم منَّا ورَافِدُكُم ... وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَفِ)

إنما أرادَ الآلاف فحذفَ اللامَ ضَرُورَةً وكذلكَ أرادَ المِئينَ فحذفَ الهَمْزَةَ وأَلَّفَ العَدَدَ وَآلَفَهُ جَعَلَهُ أَلْفًا وآلَفُوا صَارُوا أَلْفًا وفي الحديثِ أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنُو فُلانٍ وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً أي على أَلْفٍ عن ابن الأَعْرابيّ وأَلِفَ الشيءَ إِلْفًا وإِلافًا وَوِلافًا الأخيرَةُ شاذَّةٌ وأَلْفَانًا وآلَفَه لَزِمَهُ وآلَفَهُ إيَّاهُ أَلْزَمهُ إيَّاهُ وفي التَّنْزِيلِ {إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} قريش 2 فِيمَنْ جَعَلَ الهاءَ مفعولاً ورحلَةَ مفعولاً ثانيًا وقد يجوزُ أن يكونَ المفعولُ هنا واحدًا على قولِكَ آلَفْتُ الشيءَ كأَلِفْتُه وتكونَ الهاءُ والميمُ في موضعِ الفاعلِ كما تقولُ عجبتُ من ضربِ زيدٍ عَمْرًا وهي الأُلْفَةُ وائْتَلَفَ الشّيءْ أَلِفَ بعضُهُ بَعْضًا وألَّفَهُ جَمَعَ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ وتألَّفَ تَنَظَّمَ والإِلْفُ الذي تَأْلَفُهُ وجَمُعُه آلافٌ وحكى بعضُهُم في جَمْعِ إِلْفٍ أُلُوفٌ وعِنْدي أَنَّهُ جَمعُ آلِفٍ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ وهوالأَلِيْفُ وَجَمعُه أُلَفَاءُ والأُنثَى إِلْفَةٌ وَإِلْفٌ قال

(وَحَوْرَاءِ المَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ ... )

وقال

(قَفْرٌ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعاجِ بها ... يُرُوحُ فَرْدًا ويَلْقَى إِلْفَهُ طاوِيَهْ)

وهذا من شاذِّ البسيطِ لأنَّ قولَهُ طاوِيَهْ فاعِلُنْ وَضَرْبُ البسيطِ لا يأتي علَى فَاعِلُنْ والذي حَكَاهُ أبو إِسحاقَ وعزاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أنَّ أَعْرَابيًا سُئِلَ أنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تامًا من البسيطِ فَصَنعَ هذا البَيْتَ وهذا ليسَ بحُجَّةٍ فيُعْتَدَّ بفاعِلُنْ ضَرْبًا في البسيطِ إنما هو مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ فأما المُسْتَعْمَلُ فَفَعِلُنْ وَفَعْلُنْ وآلَفَ الرَّجُلُ تَجَرَ وأَلَّفَ القومُ إلى كَذا وتَأَلَّفوا اسْتَجَارُوا والأَلِفُ والأَلِيفُ حَرْفُ هِجَاءٍ قال اللِّحْيَانيُّ قال الكِسائيُّ الأَلِفُ من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ وكذلك سائِرُ الحروفِ هذا كلامُ العربِ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ قال سِيبَوَيْهِ حُروفُ المُعْجَمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أن اللِّسانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ وقولُه تعالى {الم ذلك الكتاب} البقرة 1 2 و {المص} الأعراف 1 و {المر} الرعد 1 قال الزَّجَّاجُ الذي اخترْنا في تفسيرِها قولُ ابن عباسٍ إن {الم} أنا اللهُ أعلمُ و {المص} أنا اللهُ أعلمُ وأفَصِلُ و {المر} أنا اللهُ أعلمُ وأَرى قال بعضُ النحوِيِّينَ موضِعُ هذه الحروفِ رَفْعٌ بما بعدَها قال {المص كتاب} فكِتابٌ مُرْتَفِعٌ ب {المص} وكأنَّ معناه المص حُروفُ كتابٍ أُنزِلَ إليك قال وهذا لو كانَ كما وَصَفَ لكانَ بعد هذه الحروفِ أبدًا ذِكْرُ الكتابِ فقولُه {الم الله لا إله إلا هو} آل عمران 1 2 يدلُّ على أن الأمرَ مُدافِعٌ لها على قوله وكذلك {يس والقرآن الحكيم} يس 1 2 وكذلك {حم عسق كذلك يوحي إليك} الشورى 1 3 وقوله {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه} الدخان 1 3 فهذِه الأشياءُ تَدُلُّ على أن الأمرَ على غيرِ ما ذَكَرَ ولو كانَ كذلك أَيضًا لما كانَ الم وحم مكرَّرَينِ وقد أجمعَ النَّحْوِيُّونَ على أن قولَهُ {كتاب أنزلناه إليك} إبراهيم 1 بغير هذه الحروفِ والمعنى هذا كتابٌ أُنزِلَ إليكَ
ألف
ألِفَ يَألَف، أُلْفةً وإلفًا، فهو آلف وأليف، والمفعول مَأْلوف وإلْف
• ألِف فلانًا: أنِس به وأحبَّه "آلفُ من حمام مكّة [مثل] " ° صيغة مألوفة: مقبولة.
• ألِف المكانَ:
1 - تعوّده واستأنس به "مكان مألوف".
2 - لزِمَه "ألف مجالسَ الأدب". 

آلفَ1 يُؤلف، إيلافًا، فهو مؤلِف، والمفعول مؤلَف
• آلف المكانَ ونحوَه: ألِفه؛ أنِسَ به وأحبَّه.
• آلف العددَ: جعله ألفًا. 

آلفَ2 يؤالف، مؤالفةً وإلافًا، فهو مُؤالِف، والمفعول مؤالَف
• آلف فلانًا: عاشره، آنسه، خالطه "آلف رفيقًا في غُربته". 

ألَّفَ يؤلِّف، تأليفًا، فهو مؤلِّف، والمفعول مؤلَّف (للمتعدِّي)
• ألَّف الطِّفلُ: صار ما ادّخره ألفًا.
• ألَّف المصلُّون: بلغ عددُهم ألفًا.
• ألَّف بين مُتخاصِمَيْن: أصلح بينهما، جمع شملهُما "المِحن تؤلِّف القلوب- {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} " ° ألّف قلبَه: استماله.
• ألَّفَ الكتابَ: كتبه، جمع مادّته وصاغ أفكاره.
 • ألَّف خبرًا: اختلقه.
• ألَّف الحكومةَ: شكّلها، نظَّمها. 

ائتلفَ/ ائتلفَ من يأتلف، ائتلافًا، فهو مؤتلِف، والمفعول مؤتلَف منه
• ائتلف النَّاسُ: اجتمعوا وتوافقوا واتّحدوا بعد اختلاف "ائتلف الأهلُ/ الجيرانُ".
• ائتلفَت اللَّجنةُ من ستَّة أعضاء: تكوَّنت، تشكّلت "انحلّ الائتلاف بعد مناقشة دامت ستّة أسابيع". 

تآلفَ يتآلف، تآلُفًا، فهو متآلِف
• تآلف القومُ: مُطاوع آلفَ2: اجتمعوا على وئام وإخاء.
• تآلفت الأصواتُ ونحوُها: انسجمتْ وتلاءمت "تآلفت الألوانُ". 

تألَّفَ/ تألَّفَ من يتألَّف، تألُّفًا، فهو متألِّف، والمفعول مُتألَّف (للمتعدِّي)
• تألَّفتِ الوزارةُ: مُطاوع ألَّفَ: تشكّلت.
• تألَّف قلبَ فلان: استماله.
• تألَّف الوفدُ من عشرين عضوًا: تكوّن. 

آلِف [مفرد]: ج أُلوف: اسم فاعل من ألِفَ: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}: وهم مؤتلفون". 

إلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ2.
2 - أمان وعهد يُؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرض إلى أرض. 

أَلْف [مفرد]: ج آلاف وأُلوف: عشر مئات "حصل على جائزة قدرها ألف جنيه- والناس ألفٌ منهم كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إن أمرٌ عَنَا- {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} " ° أَلْفٌ مؤلَّف: ألف تامّ- حسَبَ له ألفَ حساب: اهتمّ به جيِّدًا- سكَت ألفًا ونطَق خَلْفًا [مَثَل]: ْيُضرب لمن يُطيل الصَّمت ثم يتكلّم بخطأ- عُصْفور في اليدّ خير من ألفٍ على الشَّجرة [مَثَل]: القناعة بالقليل الذي حَصَلْتَ عليه خير من الكثير الذي لا تضمن تحصيله.
• ألف ليلة وليلة: (دب) مجموعة من القصص الشعبيّ العربيّ، كُتبت بين القرنين (7، 8 هـ/ 13، 14م)، يغلب عليها طابع الخيال، ولغتُها بين العاميّة والفصحى ويتخلّلها شعر مصنوع. 

أَلِف [مفرد]: اسم حرف المدّ (ا) وقد يطلق على الهمزة أوّل الحروف في الأبجديّة العربيّة ° ألفباء: مركّبة من اسمَيْ الحرفين الأوَّلَيْن في الأبجديّة العربيّة (أ) و (ب) وتطلق على الحروف العربيّة مجموعة- ألفباء العلم: مبادئه وأوّليّاته- مِنْ ألفه إلى يائه: من بدايته إلى نهايته. 

إِلْف [مفرد]: ج آلاف (لغير المصدر)، مؤ إلْف (لغير المصدر) وإلفة (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ألِفَ: صديق ودود، حبيب، أنيس.
3 - صداقة ومؤانسة "يجري بينهما نهرُ الإلف". 

أُلْفة [مفرد]: ج أُلُفات (لغير المصدر) وأُلْفات (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - وشيجة ورابطة بين شخصين أو أكثر يُحدثها تجاذب الميول النَّفسيّة، كصلة القرابة أو الصَّداقة وغيرهما "تربطهما ألفة الصداقة".
3 - (نف) تجاذب الظواهر النفسيّة في المجال الشُّعوريّ بتداعي الأفكار وترابطها.
4 - اجتماع والتئام، سهولة وأنس المعاشرة. 

ألْفيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أَلْف: فترة زمنيّة عبارة عن ألف سنة كاملة "نعيش الآن في الألفيّة الثالثة".
• الأَلْفيَّة: (نح) عمل نحويّ مشهور لابن مالك لخَّص فيه النَّحو العربيّ في أرجوزة من ألف بيت. 

أَلوف [مفرد]: ج أُلُف وألوفون، مؤ أُلوف، ج مؤ ألائف: صيغة مبالغة من ألِفَ. 

أليف [مفرد]: ج أُلفاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ألِفَ: أنيس، ودود ° حيوان أليف: ليس متوحِّشًا.
• أليفات الزُّهور: (حن) مجموعة من الحشرات من رتبة غشائيّات الأجنحة تعتمد في غذائها أساسًا على طلع الزُّهور ورحيقها دون أن تُلحق به ضررًا، كما في نحل العسل. 

إيلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ1.
2 - إلاف، أمان وعهد
 يؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرضٍ إلى أرض " {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ} ". 

ائتلاف [مفرد]:
1 - مصدر ائتلفَ/ ائتلفَ من.
2 - (سة) وحدة أو اتّفاق بين جماعتين أو أكثر من أجل العمل سويًّا لتحقيق أهداف مشتركة، أو بهدف ممارسة نشاط تعاونيّ محدود، وقد يكون بين الأحزاب السِّياسيّة ذات الاتِّجاهات المختلفة وقد يحدث بين الأمم "حكومة ائتلاف- ائتلاف انتخابيّ".
• ائتلاف منفصل: (سق) عزف نغمات موسيقيَّة بتوالٍ سريع عِوضًا عن عزفها معًا.
• حكومة ائتلافيَّة: حكومة أو مجلس وزراء مؤلَّف من ممثِّلي أكثر من حزب واحد، وذلك بقصد تأمين عدد كافٍ من الموالين والمؤيِّدين لها في مجلس النوَّاب. 

ائتلافيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ائتلاف.
2 - مصدر صناعيّ من ائتلاف: هيئة تضم أعضاء من جهات مختلفة أو متخاصمة يعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة "استطاعوا إنجاز أكبر قدر من الأعمال من خلال ائتلافيّة واسعة".
• لائحة ائتلافيَّة/ صيغة ائتلافيَّة: آراء أو موادّ مقبولة ومُتَّفق عليها لإدارة أو تنظيم عملٍ ما "وقّع الطرفان على صيغة ائتلافيَّة موضوعيَّة مسئولة". 

تأليف [مفرد]: ج تأليفات (لغير المصدر) وتآليف (لغير المصدر):
1 - مصدر ألَّفَ ° تأليف القلوب: استمالتها.
2 - مُصَنَّف أو كتاب يُدوَّن فيه علم أو أدب أو فنّ "عُرف الطَّبريّ بتآليفه الكثيرة في التفسير والتاريخ".
• تأليف عظميّ: (طب) طريقة لمعالجة الكسور تقوم على جمع أجزاء عظم مكسور بواسطة أدوات معدنيّة.
• حقوق التَّأليف والنَّشر: (قن) حقٌّ للنّشر أو التوزيع القانونيّ لعمل أدبيّ أو علميّ أو فنّيّ. 

مُؤلَّف [مفرد]: ج مؤلَّفات:
1 - اسم مفعول من ألَّفَ.
2 - كتاب أو عمل موسيقيّ "نشر مؤلَّفًا جديدًا- للجاحظ مؤلَّفات كثيرة".
• المؤلَّفة قلوبهم: المستمالة قلوبهم بالإحسان والمودَّة، حيث كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يترضَّاهم في أوّل الإسلام بالإحسان إليهم وإعطائهم من أموال الصَّدقات " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} ". 

ألف: الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ

بني الحرث بن عباد:

عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً

أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ

وآلافٌ وأُلُوفٌ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع.

قال اللّه عز وجل: وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر:

وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ،

وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ

إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة.

ويقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، وإن أُنّث على أَنه

جمع فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير؛ قال الأَزهري: وهذا قول جميع

النحويين. ويقال: هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي

تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ. قال ابن السكيت: ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه

الدراهمُ أَلف لجاز؛ وأَنشد ابن بري في التذكير:

فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وهو صادِقي،

نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا

قال: وقال آخر:

ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا

وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جعله أَلْفاً. وآلَفُوا: صاروا أَلفاً. وفي

الحديث: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بنو

فلان. قال أَبو عبيد: يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين

فآلفْتُهم، مَـمْدُود، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، وكذلك أَمـْأَيْتُهم

فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهري: آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم

أَلفاً، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي. ويقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ

أَي مُكَمَّلةٌ.

وأَلَفَه يأْلِفُه، بالكسر، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر:

وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه

حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ

أَي ورُبَّ كَريمةٍ، والهاء للمبالغة، وارْتَقى إلى الأعْلام، فحَذَف

إلى وهو يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف؛ عن ابن الأعرابي.

وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا

وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إيّاه: أَلْزَمَه. وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ،

بالكسر، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه، ويقال أَيضاً: آلَفْتُ الموضع

أُولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً،

فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة، وأَلَّفْتُ بين الشيئين

تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وفي التنزيل العزيز: لإيلافِ قُريش

إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً

ثانياً، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء

كأَلِفْتُه، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ

زيدٍ عمراً، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه: لإيلاف،

ولإِلاف، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ، قال: وقد قُرئ بالوجهين الأَولين. أَبو

عبيد: أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ

ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة:

مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ،

شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ

أَبو زيد: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به،

وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء

تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ

أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً،

والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش

الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها، أَي أَهلكَ

اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابن

الأَعرابي: أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو

عبد مناف، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون

قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ، فأَمـّا هاشم فإنه

أَخذ حَبْلاً من ملك الروم، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى، وأَخذ عبد

شمس حبلاً من النجاشي، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير، قال: فكان

تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ

لهم؛ قال ابن الأَنباري: من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ

يأْلَف، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ، قال: ومعنى يُؤَلِّفُون

يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: وهو على قول ابن الأَعرابي

بمعنى يُجِيرُون، والإلْفُ والإلافُ بمعنى؛ وأَنشد حبيب بن أَوس في باب

الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد:

زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ،

لَهُمْ إلْفٌ، وليس لَكُمْ إلافُ

وقال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون، قال: وأَجود

من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف. والإيلافُ: من

يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابي: كان هاشمٌ

يُؤَلِّفُ إلى الشام، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ، والمطلبُ إلى

اليَمن، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ. قال: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قال

الأَزهري: ومنه قول أَبي ذؤيب:

تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الـ

ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها

وفي حديث ابن عباس: وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ

لَهاشِمٌ؛ الإيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من

الملوك لقريش، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش: يقول تعالى: أَهلكت

أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي

تَجْمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه، وهو كما تقول ضربته لكذا

لكذا، بحذف الواو، وهي الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً،

وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإلْف:

الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل

تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة:

فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه،

يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ

والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ.

وتأَلَّفَه على الإسْلام، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذيب في قوله

تعالى: لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم، قال:

نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه، قال: والمؤَلَّفةُ قلوبهم في

آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه، صلى اللّه

عليه وسلم، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم

ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف

نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين، وقد نَفَّلهم

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم،

منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ،

وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ، وقد قال بعض أَهل

العلم: إن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ

الكفار، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع

أَهل المِلَل، أَغنى اللّه تعالى، وله الحمد، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ

اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار، والحمد للّه رب

العالمين؛ وأَنشد بعضهم:

إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً،

دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ

قيل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، وقيل: منزِلةٌ من اللّه. وفي حديث حنين:

إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ:

الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من

المال؛ ومنه حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم.

والإلْفُ: الذي تأْلَفُه، والجمع آلافٌ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ

اُُلُوفٌ. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ،

وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال:

وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر

وقال:

قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها

يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ

وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي

على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل

أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة

فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل

فهو فعِلن وفَعْلن.

ويقال: فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي، وقد نَزَعَ البعير إلى

أُلاَّفه؛ وقول ذي الرمة:

أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف، لُزَّتْ كُراعُه

إلى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ

يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ

ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً.

وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللّه تعالى.

وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج:

أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى

أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة:

تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ

قال ابن الأعرابي: أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم

آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا:

استجاروا.

والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من

حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛

قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر

ويؤنث.وقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي

اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللّه أَعلم، وأَلمص: أَنا

اللّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين:

موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص،

وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد

هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ

القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن

الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف

الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل.

ألف
} الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ، يُقال: هَذَا {أَلْفٌ، بدليلِ: قَوْلِهِمْ: ثلاثةُ} آلافٍ وَلم يَقُولُوا ثَلَاث آلَاف وَيُقَال هَذَا ألف وَاحِد وَلَا يُقَال وَاحِدَة، هَذَا أَلفٌ أَقْرَعُ، اي: تَامٌّ، وَلَا يُقَال قَرْعاءُ، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: ولَوْ أَنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، بِمَعْنى هذِه الدَّرَاهمِ أَلْفٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: وكلامُ العربِ فيهِ التَّذْكير، قَالَ الأًَزْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِييِّنَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ فِي التَّذْكير:
(فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقاً وهْوَ صَادِقِي ... نَقُدْ نَحْوَكُم {أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا)
قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:
(ولَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْتهَمُ ... } بِأَلْفٍ أَؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا)
ج: {أُلُوفٌ} وآلاَفٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، ويُقَال: ثَلاثةُ {آلافٍ إِلَى العشرةِ، ثمَّ أَلوف جَمْعُ الجَمْعِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: (وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَ} أَلفَهُ، {يَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ: أَعْطَاهُ أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي: مِن المالِ، وَمن الإِبِلِ، وأَنْشَدَ:
(وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ} أَلَفْتُهُ ... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ)
أَي: ورُبَّ كَرِيمَةٍ، والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ، ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ، فحذَف إِلَى وَهُوَ يُرِيدُهُ.
{والإِلْفُ، بالكَسْرِ:} الألِيفُ، تَقول: حَنَّ فُلانٌ إِلَى فُلان حَنِينَ! الإِلْفِ إِلَى الإِلْفِ ج: آلافٌ، وجَمْعُ الأَلِيفِ: أَلاَثِفُ، مثل تَبِيِع وتَبَائِعَ، وأَفِيل وأفائِلَ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَفِهِ ... يَرْتَادُ أحْلِيَةً اعْجَازُهَا شَذَبُ)
{والأَلُوفُ، كصَبُورٍ: الْكَثِيرُ} الأُلْفَةِ، ج: {ألْفٌ، ككُتُبٍ والإلْفُ،} والإِلْفَةُ، بكَسْرِهِما: الْمَرأَةُ {تَأْلَفُهَا} وتَأْلَفُكَ، قَالَ: وحَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ {إِلْفِ صَخْرِ وَقَالَ:)
(قَفْرُ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بهَا ... يَرُوحُ فَرْداً وتَبْقَى} إِلْفُهُ طَاوِيَهْ)
وَهَذَا مِنْْ شَاذِّ البَسِيط، لأَنَّ قَوْلَه: طَاويَة، فَاعِلُنْ، وضَرْبُ البَسِيطِ نَقَلَه لَا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو إِسحاقَ، وعَزَاهُ إِلَى الأَخْفَشِ، أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سُئِلَ أَنْ يصْنَعَ بَيْتاً تَامَّاً مِن البَسِيطِ، فَصَنَعَ هَذَا البيتَ، وَهَذَا لَيْسَ بحُجَّةٍ، فيُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً فِي البَسِيطِ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوع الدَّائِرَةِ فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فَهُوَ: فَعِلُنْ، وفَعْلُنْ.
وَقد {أَلِفَهُ أَي: الشَّيءِ كَعَلِمَهُ،} إِلْفاً، بالكَسْرِ والْفَتْحِ كالعِلْمِ والسَّمْعِ، وَهُوَ {آلِفٌ ككتاِبٍ، ج:} ألاَّفٌ ككاتبٍ، يُقَال: نَزَعَ البَعِيرُ إِلَى {أُلاَّفِهِ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَكُنْ مِثْلَ ذِي} الأَلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ ... إِلَى أُخْتِهَا الأُخْرَى ووَلَّي صَوَاحِبُهْ)

(مَتىَ تَظْعَنِي يَامَيُّ مِن دَارِ جِيرَةٍ ... لَنَا والْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَن يُغالِبُهْ)
وَقَالَ العَجَّاجُ يصِفُ الدَّهْرَ: يَخْتَرِمُ {الإِلْفَ عَلَى الأُلاَّفِ ومِن الإِلْفِ بالكَسْرِ قراءَةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم) } لإِلْفِ قُرَيْشٍ {إِلْفِهِمْ (بِغَيْر ياءٍ} وأَلِفٍ، وسيأْتي قَرِيبا، وَفِي الحديثِ) المُؤْمِنُ {إِلْفٌ} مَأْلُوفٌ (.
وَهِي {آلِفَةٌ، ج:} آلِفَاتٌ، {وأَوالِفُ، قَالَ العَجَّاجُ: ورَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ والْقَاطِنَاتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ} أَوَالِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِى هَكَذَا أَوْرَدَهُ فِي العُبَابِ قلتُ: أَراد {بالأَوَالِفِ هُنَا} أَوَالِفَ الطَّيْرِ الَّتِي قد {أَلِفَتِ الْحَرَمَ، وقولُه: مِن وُرْقِ الْحَمِى، أَراد الحَمَامَ، فَلم يَسْتَتمَّ لَهُ الوَزْنُ، فَقَالَ: الْحَمِى.
} المَأْلَفُ كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُهَا أَي: {الأَوالِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ.
قَالَ أَبو زيد:} الْمَاْلَفُ: الشَّجَرُ الْمُورِقُ الَّذِي يَدْنُو إِليه الصَّيْدُ {لإِلْفِهِ إِيَّاهُ.
} والأُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: اسْمٌ مِن الائْتِلافِ وَهِي الأُنْسُ.
{والأَلِفُ، ككَتِفٍ: الرَّجُلُ العَزَبُ فِيمَا يُقَالُ، كَمَا فِي العُبابِ،} والأَلِفُ: أَوَّلُ الحُرُوفِ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ:)
قَالَ الْكِسَائِيُّ: الأَلِف من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ، وَكَذَلِكَ سائرُ الحروفِ، هَذَا كلامُ العربِ، وإِن ذُكِّرَتْ جَازَ، قَالَ سِيبَوَيْه: حروفُ المعجمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، كَمَا أَنَّ الإِنْسَانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والأَلِفُ أَيضاً {الأَلِيفُ، والجَمْعُ:} آلافٌ ككَتِبِ وأَكْتَافٍ، الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبطِنُ الْعَضُدِ إِلَى الذِّراعِ عَلَى التَّشْبِيه وهما {الألفان وَالْألف الْوَاحِد من كل شَيْء على التَّشْبِيه} بالأَلِف، فإنَّه واحدٌ فِي الأَعْدَادِ.
{وآلَفَهُمْ} إِيلاَفاً: كَمَّلَهُمْ {أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَالُ كَانَ القومُ تِسْعَمِائةٍ وتِسْعَةٍ وتِسْعِين} فَآلَفْتُهُمْ، مَمْدودٌ،! وآلَفُوا هُمْ: إِذا صارُوا أَلْفاً، وكذلِك أَمْأَيْتُهُم فَأَمْأُوا: إِذا صارُوا مِائةً. {وآلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ: جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ ومَاءٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(مِنَ} المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ)
أَي: من الإِبلِ الَّتِي {ألِفَت الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه} مأْلَفاً.
والْمَكَانَ: {أَلِفَهُ، وَفِي الصِّحاحِ:} آلَفَ الدَّراهِمَ إِيلاَفاً: جَعَلَهَا أَلْفاً أَي: كَمَّلَها ألْفاً {فَآلَفَتْ هِيَ: صارتْ ألْفاً} وآلَفَ فُلاناً مَكانَ كَذَا: إِذا جَعَلَه {يَأْلفُهُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَيُقَال أَيْضاً:} آلَفْتُ الْمَوْضِعَ {أُولِفُهُ إِيلاَفاً، وكذلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ} أَؤالِفُهُ {مُؤَالَفَةً} وإِلاَفاً، فَصَارَ صورَةُ أَفْعَلَ وفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً.
{والإِيلاَفُ فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: العَهْدُ والذِّمامٌ وشِبْهُ الإِجَازَةِ بالْخُفَارَةِ، وأَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِكِ الشَّأْمِ كَمَا جاءَ فِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وتَأْوِيلُهُ أَنَّ قُرَيْشاً كانُوا سُكَّانَ الْحَرَمِ وَلم يَكُنْ لَهُم زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ آمِنِينَ فِي امْتِيارِهِمْ، وتَنَقُّلاتِهِم شِتَاءً وصَيْفاً، والنَّاسُ يُتَخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا: نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللهِ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُم أَحَدٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَمِنْه قَول أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِيناً} ويُؤْلِفُ الْ ... جِوَارَ ويُغْشِيَها الأَمَانَ رِبابُهَا)
أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ، أَي: اعْجَبُوا {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. وَقَالَ بعضُهم: مَعْنَاهَا مُتَّضِلُّ بِمَا بعدُ، المَعْىَ فَلْيَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هَذَا الْبَيْت} لإِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ لِلامْتِيَارِ، وَقَالَ بعضُهُم: هِيَ مَوصُولَةٌ بِمَا قَبْلَهَا، الْمَعْنى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وَهَذَا القَوْلُ الأَخِيرُ ذكَره الجَوْهَرِيُّ، ونَصُّهُ: يَقُول: أَهْلَكْتُ أَصْحابَ الفِيل! لأُولِفَ قُرَيْشاً مَكَّةَ، {ولِتُؤْلِفَ قُرَيْشٌ رِحْلَيَتْهَا، أَي تَجْمَعَ بَينهمَا، إِذا فَرَغُوا من ذِهِ أَخَذَوا فِي ذِهِ، كَمَا تقولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا، لِكَذَا، بحَذْفِ الْوَاو)
انْتهى.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هَذَا قَوْلٌ لَا أَحبُّهُ مِن وَجْهَيْنِ أَحَدُهِما: أَنَّ بينَ السُّورَتَيْن بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم، وذلِك دليلٌ عَلَى انْقِضَاءِ السُّورةِ، وافْتِتَاحِ الأُخْرَى، والآخَرُ: أَنَّ} الإِيلافَ إِنَّمَا هُوَ العُهُودُ الَّتِي كانُوا يَأَخَذَونَهَا إِذا خَرَجُوا فِي التِّجَاراتِ، فيَأْمَنُونَ بهَا.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَصْحابُ الإِيلاَفِ أَربعةُ إِخْوَةٍ: هاشِمٌ، وعبدُ شَمْسٍ، والمُطَلِبُ، ونَوْفَلٌ، بَنو عَبْدِ مَنافٍ، وَكَانُوا {يُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً، يُجِيرُونَ قُرَيْشاً بِمِيرِهِمء، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْمُيِجيرِين، وَكَانَ هَاشِمٌ} يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّأْمِ، وعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِفُ إِلَى الْحَبَشَةِ، والمُطَّلِبُ يُؤَلِّفُ إِلَى الْيَمَنِ، ونَوْفَلٌ يُؤَلِّفُ إِلَى فَارِسَ، قَالَ: وَكَانَ تُجَّارُ قُرَيْشٍ يخْتَلِفُونَ إِلَى هذِه الأَمْصَارِ بِحِبال هذِه كَذَا فِي النُّسَخِ، والأَوْلَى هؤُلاءِ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُم، وَكَانَ كُلُّ أَخٍ منْهم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكِ نَاحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ فَأَمَّا هاشِمٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكَ الرُّومِ، وأَما عبدُ شَمْسٍ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النَّجَاشِيّ وَأما الْمطلب فَإِنَّهُ أَخذ حبلاً من أَقْيَالِ حِمْيَرَ، وأَمَّا نَوْفَلٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن كِسْرَى، كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: فِي) لإِيلافِ قرَيْشٍ (ثلاثةُ أوْجه:) {لئيلاَفِ} ولإِلاَفِ (ووَجْهٌ ثالِثٌ) {لِإلْفِ قُرَيْشٍ (، قَالَ: وَقد قُرِئَ بالوَجْهَيْنِ الأَوَّلَيْنِ.
قلتُ: والوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِيُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: مَن قَرَأَ) } لإِلافِهِمْ (و) {إِلْفِهم (فهُمَا مِن ألَفَ يَأْلَفُ، ومَن قَرَأَ} لإِيلاَفِهِمْ فَهُوَ مِن {آلَفَ} يُؤْلِفُ، قَالَ: وَمعنى! يُؤْلِفُونَ، أَي: يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُونَ.قَالَ الأًزْهَرِيُّ: وعلَى قَوْلِ ابنِ الأعْرَابِيِّ بمعنَى يُجِيرُون.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَن قَرَأَ) {إِلْفِهِمْ (فقد يون من} يُؤَلِّفُونَ، قَالَ: وأَجْوَدُ مِنِ ذلِك أَنْ يُجْعَلَ مِن {يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ، والإِيلافُ مِن يُؤَلِّفُونَ، أَي: يُهَيِّئونَ ويُجَهِّزونَ.
} وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً: أَوْقَع {الأُلْفَةَ، وجمَع بَينهمَا بعدَ تَفَرُّقٍ، ووَصَلَهُمَا، وَمِنْه} تَأْلِيفُ الكُتُبِ، والفَرْقُ بَينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ الْفُرُوقِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) ولكِنَّ اللهَ {أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (.} أَلّفَ {أَلِفاً: خَطَّهَا، كَمَا يُقَال: جَيَّمَ جيماً.} أَلَّفَ {الْأَلْفَ: كَمَّلَهُ، كَمَا فِي يُقَالُ:} أَلْفٌ {مُؤَلَّفَةٌ، أَي: مُكَمَّلَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ الأًزْهَرِيُّ:} والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ: قَوْمٌ مِن سَادَةِ الْعَرَبِ، أََمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ) عَلَيْه وسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ {بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ، وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ، ولِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِيَّةُ مَعَ ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مَعَ الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقد نَفَلهم النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائََيْنِ مِن الإِبِلِ،} تَأَلُّفاً لَهُم، وهُم أَحَدٌ وَثَلَاثُونَ رجلا، عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ: الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِيُّ الدَّارِمِيُّ، وَقد تقدَّم ذِكْرُه، وذِكْرُ أَخِيهِ مَرْثَدٍ فِي) ق ر ع (.
وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِيُّ أَبو محمدٍ، ويُقَال: أَبو عَدِيٍّ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وحُلَمَائِها، وكانَ يُؤْخَذُ عَنهُ النَّسَبُ لِقُرَيْشٍ وللعرب قَاطِبَة، وَكَانَ يَقُول: أَخذتُ النَّسَبَ عَن أَبي بكرٍ رضيَ اللهُ عَنهُ، أَسْلَمَ بعدَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَله عدَّةُ أَحادِيثَ. والْجَدُّ بنُ قَيْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ ابنِ غنَمِْبنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ أَبو عبدِ اللهِ ابْن عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ، رَوَى عَنهُ جابرٌ، وأَبو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يُزَنُّ بالنِّفَاقِ، وَكَانَ قَدْ سَادَ فِي الجَاهِلِيَّةِ جَمِيعَ بني سَلِمَة، فنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ذَلِك مِنْهُ بقَوْلِهِ:) يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ (قَالُوا: الْجَدُّ بنُ قَيْسٍ قَالَ:) بَلْ سَيِّدُكُمْ ابْنُ الْجَمُوحِ (، وَكَانَ الْجَدُّ يومَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ، وَلم يُبَايِعْ، ثمَّ تَابَ، وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَمَات فِي خِلافةِ عثمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. والْحَارثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ الْمَخْزومِيُّ، أَسْلَمَ وقُتِلَ يومَ أَجْنَادِينَ.
وحَكِيمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وُلِدَ فِي الكعبةِ، كَانَ مِنْهُم، ثمَّ تَابَ وحَسُنَ إِسْلامُه. وحَكِيمُ بنُ طُلَيْقِ بنِ سُفْيَان بنِ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْس الأُمَوِيُّ، كَانَ مِنْهُم وَلَا عَقِبَ لَهُ.
وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّي بنِ أَبي قَيْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيُّ أَبو يَزِيدَ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وخُطَبائِهم، وكانَ أَعْلَمَ الشَّفَة، وأَخُوه السَّكْرَانُ مِن مُهاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وأَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، لَهُ عَقِبٌ بالمَدِينَة.
وخَالِدُ بنُ أَسِيد، وخَالِدُ بنُ قَيْسٍ، وزَيْدُ الخَيْلِ، وسَعِيدُ بنُ يَرْبُوعٍ، وسُهَيْلُ بنُ عبدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ.
وسُهَيْلُ بنُ عَمْروٍ الْجُمَحِيُّ، هكَذَا ذكَرَهُ الصَّاغَانيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، وَلم أَجِدْ لَهُ ذِكْراً فِي مَعاجِم الصَّحابَةِ، فَلْيُنْظَرْ فِيهِ، وإِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِي جُمَح، فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو ابنِ وَهْبِ بنِ حُذَافة بنِ جُمَحَ.)
وصَخْرُ بنُ أُمَيَّةَ، هكَذَا ذكرَه الصَّاغَانيُّ، وَلم أَجدْهُ فِي مَعَاجِم الصَّحابةِ، والصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ ابنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ المَكْنِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ وأَبي حَنْظَلَةَ، فتَأَمَّلْ، وكانَ إِليه رَايَةُ العُقَابِ، وَهُوَ الَّذِي قَادَ قُرَيْشاً كلَّهَا يومَ أُحُدٍ.
وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَة بنِ جُمَح الْجُمَحِيُّ، كُنْيَتُه أَبو وَهْبٍ، أَسْلَمَ يومَ حُنَيْنٍ، كَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ والفُصَحاءِ، وحَفِيدُه صَفْوَانُ بنُ عبدِ الرحمنِ لَهُ رُؤْيَةٌ.
والْعَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيُّ، أَبو الهَيْثَمِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ، وَقد تقَدَّم ذِكْرُه فِي السِّين.
وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ يَرْبُوعِ بنِ مِنْكَثَةَ بن عامِرٍ المَخْزُومِيُّ، ذكرَه يَحْيى بن أَبي كَثِيرٍ فيهِم.
والْعَلاَءُ بنُ جَاريَةَ بن عبدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ من حُلَفَاءِ بني زُهْرَةَ.
وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاَثَةَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِيُّ الْكِلاَبِيُّ، من الأَشْرَافِ، ومِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم، ثمَّ ارْتَدَّ، ثمَّ أَسْلَمَ وحَسُنَ إِسْلامُه، واسْتَعْمِلُه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه عَلَى حَرَّانَ، فماتَ بهَا.
وأَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكَ بنِ الحَجّاجِ، ويُقَال: اسمُه حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ. وعَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، أَخو العبّاس، ذكَرَه ابنُ الْكَلْبِيِّ فيهم.
وعُمَيْرُ بنُ وَهْبِ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَة بنِ جُمَح، أَبو أُمَيَّةَ أَحَدُ أشْرَافِ بني جُمَح، وَكَانَ من أَبْطَالِ قُرَيْشٍ، قَدِمَ المدينةَ ليَغْدُرَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فأَسْلَمَ، قَالَهُ ابنُ فَهْدٍ.
قلتُ: وَالَّذِي فِي أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ، أَن عُمْيْراً هَذَا أَسِرَ يومَ بَدْرٍ، ثمَّ أسْلَمَ، وابنُه وَهَبُ بنُ عُمَيْرٍ، الَّذِي كَانَ ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَن يَقْتُلْ النبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ، ثمَّ أَسْلَمَ. وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَة بنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ، شَهِد حُنَيْناً والطَّائِفَ، وَكَانَ أَحْمَقَ مُطَاعاً، دخلَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ بغَيْرِ إِذْنٍ، وأَساءَ الأَدَبَ، فصَبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَلَى جَفْوَتِهِ واعْرَابِيَّتِهِ، وَقد ارْتَدَّ، وآمَنَ بطُلَيْحَةَ، ثمَّ أُسِرَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ الصِّدِّيقُ، ثمَّ لم يَزَلْ مُظْهِراً لِلإِسْلامِ، وَكَانَ يَتْبَعُهُ عَشْرَةُ آلافِ قَتَّاتٍ، وَكَانَ مِن الجَرَّارةِ، واسْمُه حُذَيْفَةُ، ولَقَبُه عُيَيْنَةُ لشَتَرِ عَيْنِه، وسيأْتي فِي) عين (.
وقَيْسُ بنُ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا فِي العُبَابِ، والمُصَنِّفُ قَلَّدَهُ، وَهُوَ غَلَطٌ، لأَنَّ قَيْساً هُوَ جَدُّ خُنَيْسِ ابنِ حُذَافَةَ الصَّحَابِيِّ، وَلم يذْكُرْه أَحَدٌ فِي الصَّحابةِ، إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لحَفِيدِه المذكورِ، وحُذافَةُ أَبو خُنَيسٍ لَا رُؤْيَةَ لَهُ عَلَى الصَّحِيحِ، فَتَأَمَّلْ.)
وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلِبِ ابنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ، وُلِدَ عامَ الفِيلِ، وَكَانَ شَرِيفا. ومَالِكُ بنُ عَوْفٍ النَّصْريُّ أَبو عليٍّ، رئيسُ المُشْرِكين يومَ حُنَيْنٍ ثمَّ أَسْلَمَ.
ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ.
ومُعَاوِيَةُ بنُ أَبي سُفْيَانَ صَخْرِ ابنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأَمَوِيُّ.
والْمُغِيرَةُ بنُ الْحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، كُنْيَتُه أَبو سُفْيَان، مَشْهورٌ بكُنْيتِه، هَكَذَا سَمَّاه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وابنُ الكَلْبِيِّ، وإِبراهِيمُ بن المُنْذِرِ، ووَهِم ابنُ عَبْدِ البَرِّ، فَقَالَ: هُوَ أَخُو أَمى سُفْيَان.
قلتُ: ووَلَدُه جعفرُ بن أَبِي سُفْيَان شاعرٌ، وَكَانَ المُغِيرةُ هَذَا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وأَخاهُ من الرَّضاعةِ، تُوُفِّيَ سنةَ عشْرين.
والنُّضَيْرُ بن الْحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ ابنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ، قيل: كَانَ مِن المُهَاجِرِين، وَقيل: مِن مُسْلمَةِ الفَتْحِ قَالَ ابنُ سَعْدٍ: أُعْطِيَ مِن غَنَائِم حُنَيْنٍ مائَة مِن الإِبِل، اسْتُشْهِدَ باليَرْمُوكِ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَقد رُوِى عَن ابنِ إِسحاق، أَن الَّذِي شَهِدَ حُنَيْناً وأُعْطِيَ مائَة مِن الإِبِلِ هُوَ النَّضْرُ بنُ الحارِثِ، وَهَكَذَا أخْرَجَه ابنُ مَنْدَه، وأَبو نُعَيْم أَيضاً، وَهُوَ وَهَمٌ فَاحِشٌ، فإِن النَّضْرَ هَذَا قُتِلَ بعدَمَا أُسَِ يومَ بَدْرٍ، قَتَلَهُ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه بأَمْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فتَأَمَّلْ.
وهِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربيعَة بن الْحَارِث الْعَامِرِيُّ، أَحَدُ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم بِدُونِ مِائةٍ من الإِبِلِ، وَكَانَ أَحَدَ مَن قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ، وَله فِي ذَلِك أَثَرٌ عَظِيمٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
وَقد فَاتَهُ: طُلَيْقُ بنُ سُفْيَانَ، أَبو حَكِيمٍ الْمَذْكُور، فقد ذَكَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم، وَكَذَا هِشَامُ بنُ الولِيدِ بنِ المُغِيرةِ الْمُخْرُومِيُّ، أَخو خالدِ بنِ الولِيد، هَكَذَا ذَكَره بعضُهُم، وَلَكِن نُظِرَ فِيهِ.
وَقد قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعلم: إِنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم تَأَلَّفَ فِي وَقْت بعضَ سَادةِ الكُفَّارِ، فلمَّا دَخَلَ الناسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً، وظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللهِ عَلَى جَمِيع أَهْلِ المِلَلِ، أغْنَى اللهُ تعالَى ولَهُ الحَمْدُ عَن أَن يُتَأَلَّفَ كافرٌ اليومَ بمَالٍ يُعْطَي، لِظُهورِ أَهلِ دِينهِ عَلَى جَمِيعِ الكُفَّارِ، والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين.
{وتَأَلَّفَ فُلانٌ فُلاناً: إِذا دَارهُ، وآنَسَهُ، وقَارَبَهُ، ووَاصَلَهُ، حَتَّى يسْتَمِيلُهُ إِليه، وَمِنْه حديثُ حُنَيْنٍ:) إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ} أَتَأَلَّفُهُمْ أَي: أُدَارِيهِم، وأُونِسُهُم، لِيَثْبُتُو عَلَى الإِسْلامِ، رَغْبَةً فِيمَا يصِلُ إِليهم مِن الْمالِ.) (و) {تَأَلَّفَ الْقَوْمُ} تَأَلُّفاً: اجْتَمَعُوا، كائْتَلَفُوا ائْتِلافاً، وهما مُطَاوِعا {أَلَّفَهُمْ} تَأْلِيفاً.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ {أَلْف} آلُفٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وَمِنْه قَوْلُ بُكَيْرٍ أَصَمِّ بني الحارِث بِنِ عَبَّادٍ:
(عَرَباً ثَلاثَةَ آلُفٍ وكُتِيبَةً ... ! أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ) وَقد يُقَال:) {الأَلَفُ (مُحَرَّكةً فِي} الآلاف، فِي ضَرُورَةِ الشِّعَرِ، قَالَ:
(وكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا ورَافِدُكُمْ ... وحَامِلُ الْمِينَ بَعْدَ المَينَ والأَلَفِ)
فإنَّه أَراد الآلاَفَ، فحَذَفَ للضَّرُورةِ، وكذلِكَ أَرَادَ المِئِينَ، فحَذَفَ الهَمْزَةَ.
{وآلَفَ الْقَوْمُ: صَارُوا} أَلْفاً، وَمِنْه الحَدِيث:) أَوَّلُ حَيٍّ {آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو فُلانٍ (.
وشَارَطَهُ} مُؤَالَفَةً: أَي علَى {أَلْفٍ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
} وأَلِفَ الشَّيْءَ كعَلِمَ، {إِلاَفاً، ووِلاَفاً، بكَسْرِهِمَا، الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ،} وأَلَفَاناً مُحَرَّكَةً: لَزِمَه، {كَأَلَفَهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ.
} وآلَفَهُ إِيلافاً: هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ، {والإِلْفُ} والإِلاَفُ، بكَسْرِهِمَا، بمَعْنىً واحدٍ، وأَنْشَدَ حَبِيبُ بن أَوْسٍ، فِي بَاب الهِجَاءِ لِمُساوِرِ بن هِنْد، يَهْجُوبني أَسَدٍ:
(زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتُكُمْ قُرَيْشاً ... لَهُمْ إِلْفٌ ولَيْسَ لَكُمْ {إِلاَفِ)

(أُولئكَ أُومِنُوا جُوعاً وخَوْفاً ... وَقد جَاعَتْ بَنو أَسَدٍ وخَافُوا)
وأَنْشَدَ بَعْضُهُم:
(إِلاَفُ اللهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً ... دَعَائِمُهُ الخَلاَفَةُ والنُّسُورُ)
قيل: إِلاَفُ اللهِ: أَمَانُهُ، وَقيل: مَنْزِلَةٌ مِنْهُ.
} وآلِفٌ {وأُلُوفٌ، كشَاهِدٍ وشُهُودٍ، وبِهِ فَسَّرَ بعضُهُم قولَه تعالَى:) وَهُمْ} أُلُوفٌ حَذَرَ المْوَتِ (، {وآلِفٌ} وآلاَفٌ، كَناصِرٍ وأَنْصَارٍ، وبِه رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السابقُ أَيضاً، وَكَذَا قَوْلُ رُؤْبَةَ: تَا للهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الآلافِ قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَراد الَّذين {يَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ، وَاحِدُهُم} آلِفٌ.
وجَمْعُ {الأَلِيفِ، كأمِيرٍ: أُلَفَاءُ، كَكُبَرَاءَ.
وأَوالِفُ الْحَمَامِ: دَوَاجِنُهَا الَّتِي} تَأْلَفُ الْبُيُوتَ.)
{وآلَفَ الرَّجُلُ} مُؤَالَفَةً: تَجَرَ.
{وأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كَذَا،} وتَأَلَّفُوا: اسْتَجَارُوا. {والأَلِيفُ، كأَمِيرٍ: لُغَةٌ فِي الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الهِجَاءِ.
وَهُوَ مِن} الْمُؤَلَّفِينَ، بالفَتْحِ: أَي أَصْحابِ {الأُلُوفِ: صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً.
} وأَلِفٌ، ككَتِفٍ: مُحَدِّثَةٌ، وَهِي أُخْتُ نَشْوَانَ، حَدَّث عَنْهَا الحافظُ السَّيُوطِيُّ، وغيرُه.
وهذَا {- أَلْفِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى} الإَْفِ مِن الْعَدَدِ.
وبَرْقٌ إِلاَفٌ، بالكَسْرِ: مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ.
أ ل ف

هو إلفي، وأليفي. وهم ألاّفي، وألفائي. ولو تألف فلان وحشياً لألف. قال:

ولو تألف موشياً أكارعه ... من وحش شوط بأدنى دلهاً ألفا

وهذا من أوالف الطير أي من دواجنها. وهذه الطير قد ألفت هذا المكان. وهذه ألف مؤلفة أي مكملة. وفلان من المؤلفين أي من أصحاب الألوف. وقد ألف فلان: صارت إبله ألفاً.
أ ل ف: (الْأَلْفُ) عَدَدٌ وَهُوَ مُذَكَّرٌ يُقَالُ هَذَا أَلْفٌ وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ وَهَذَا أَلْفٌ أَقْرَعُ أَيْ تَامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعَاءُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْفٌ بِمَعْنَى الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، وَالْجَمْعُ (أُلُوفٌ) وَ (آلَافٌ) . وَ (الْإِلْفُ) بِالْكَسْرِ (الْأَلِيفُ) يُقَالُ: حَنَّتِ الْإِلْفُ إِلَى الْإِلْفِ، وَجَمْعُ الْأَلِيفِ (أَلَائِفُ) كَتَبِيعٍ وَتَبَائِعَ وَ (الْأُلَّافُ) جَمْعُ (آلِفٍ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَفُلَانٌ قَدْ (أَلِفَ) هَذَا الْمَوْضِعَ بِالْكَسْرِ يَأْلَفُهُ (إِلْفًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَ (آلَفَهُ) إِيَّاهُ غَيْرُهُ وَيُقَالُ أَيْضًا آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ (إِيلَافًا) وَ (آلَفْتُ) الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ (مُؤَالَفَةً) وَ (إِلَافًا) فَصَارَ صُورَةُ أَفْعَلَ وَفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدًا وَ (أَلَّفَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (فَتَأَلَّفَا) وَ (أْتَلَفَا) وَيُقَالُ أَلْفٌ (مُؤَلَّفَةٌ) أَيْ مُكَمَّلَةٌ. وَ (تَأَلَّفَهُ) عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمِنْهُ (الْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ - إِيلَافِهِمْ} [قريش: 1 - 2] يَقُولُ أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لِأُولِفَ قُرَيْشًا مَكَّةَ وَلِتُؤَلِّفَ قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَيْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخَذُوا فِي ذِهِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا بِحَذْفِ الْوَاوِ. 
ألف: ألف: أنس واعتاد (بوشر).
ألّف بالتضعيف (في معجم الكالا ومعجم بوشر: ولف في كل المعاني التي انقلها عنهما): آلف وأنّس (بوشر، هيلو، همبرت 66) وعوّد (هيلو، همبرت 66) - ومعناها العام: هيأ وجهز وأعد الشيء في حالة يتطلبها ما أعد له من استعمال.
أما المعنى الخاص فيحدده المفعول الذي يذكر مع هذا الفعل، فيقال مثلا: ألف اللحم: أعده وتبله وطهاه.
وألف الخشب: سحجه وصقله بالمنجر، أو صنعه صنعة فنية يقال خشب مؤلف الصنعة (تاريخ البربر 1: 412).
وألف النحاس: طرقه، وألف الزجاج: قطعه صفائح وربطها (معجم الادريسي).
وألف عند أهل الكيمياء: خلط ومزج (معجم الادريسي).
وألف: زين وزخرف (الكالا).
وألف: اخترع ولفق (بوشر).
وألف: أدخل الماشية في الحظيرة (الكالا).
والف، جمع الجند وقادهم (الكالا). والف: أغرى بالفجور، وأغرى الجند بالفرار (بوشر).
وألفه على الشيء: عوده (بوشر).
وولف حاله: تهيأ واستعد، وتأهب (يقولها أهل كسروان) (بوشر).
تألف: تعود، وتأنس (بوشر، همبرت 66).
وتألف الفرسان: انتظموا في صف (ملر، نصر 4).
مطاوع ألف (فوك).
ائتلف: التأم، ضد اختلف، فعند عبد الواحد في كلامه عن الربيع ص121: ائتلاف أوانه والأوان هنا الزمان والوقت، والمؤلف يتكلم عن تساوى حالة الجو في الربيع، وائتلاف ضد اختلاف في الفقرة التي تليها. ويبدو لي أن هوجفلايت (ص150 رقم 3، ورقم 185) لم يفهم المعنى المراد في هذه الفقرة.
استألف، استألفه: استماله، وحاول كسب صداقته، ففي حيان (40و): فاستألف عوسجة من أهل الخليج التاكرني وعاقده (أخبار 68 = بيان 2: 44) وكرتاس 54. وفي ابن القوطية (41ق): إن أمكنني أن استألفه بهذه المصاهرة إلى الطاعة فعلت. وتجد في فقرة من تاريخ البربر (1: 295): استئلافاً بهم، وصوابه استئلافاً لهم.
ألْف: وصيغة منتهي الجموع منه ألافات - وصاحب ألافات - من يملك ألف ألف (مليونير) - بالألافات: بالألوف.
خير من ألف دينار، أو خير من ألف، أو ألف دينار: اسم يطلقه أهل الأندلس على نبات كزبرة الثعلب.
وفي الكالا: ( Pinpinella ألف دينار) وفي ابن البيطار (1: 95): وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يعرفه عامة الغرب خير من ألف وهو كزبرة الثعلب. هذا ما جاء في مخطوطة أمنه وفي مخطوطة ب: خير من ألف دينار. وليس من الضروري إضافة كلمة دينار ويؤيد هذا ما جاء في المخطوطتين أوب (2: 62): هذا النبات تسميه عامتنا بالأندلس خير من ألف.
ذو ألف ورقة (ابن البيطار 1: 474) أو ألف ورق (الكالا) نبات يسمى أيضا اسطراطيوطس البري، ففي ابن البيطار (1: 1) بعد قوله إنه ذو ألف ورقة قال: ((وقد يسمى أيضاً اسطراطيوطس البري بهذا الاسم)).
إِلْف: في كلام بمأمون: ذاك غرس يدي وإلف أدبي. وقد ترجمت ألف بمعنى: مريد وتلميذ (معجم المختار) وأرى أن إلف هنا لها معناها اللغوي المعتاد وهو الرفيق الذي يؤلف. ويجب ترجمتها بما معناه رفيقي الذي يجاريني في آداب السلوك. - والإِلف: الصديق (معجم مسلم).
ألف. أَلف باء: جزء تعليم حروف الهجاء (بوشر).
الألف واللام: أل أدَاة التعريف (بوشر).
إلفة: رفيقة: أنثى الطائر (بوشر).
أُلْفَة: معاشرة، علاقة غرام (بوشر).
أَلْفِى: ما قيمته ألف قرش، وقد وردت الكلمة في شعر جاء في كتاب صفة مصر (16: 138) حيث الكلام عن دكة (تكة) فتاة. - وتاجر ألفى: تاجر يملك ألف بدرة (ترجمة لين لألف ليلة 4: 640).
تأليف: جمع وتنسيق (بوشر).
تأليفة: مؤلف في الشعر أو النثر (بوشر).
تأليفي: تركيبي، وتأليفياً: تركيبياً.
توليف (بمعنى تأليف): جمع العمال لتشغيلهم (بوشر).
مؤلف: فصيح، بليغ (الكالا) - ومبرش، مسحل، ضرب من المبارد (الكالا) - وجامع العمال ومستخدمهم (بوشر) - مؤلف الكذب: ملفقه ومختلفه.
مألوف: معتاد، والمعتاد أكله من الطعام، ويذكر ابن العوام (1: 67) الأرز مع ((الحبوب المألوفة)).
مواليف: يجب أن يكون له معنى ولكنه لم يتبين لي (ألف ليلة: 1: 365).
مؤتلف: المجانس لفظاً، ويطلق على الإسناد الذي يرد فيه اسم راو من الرواة يجانس في الكتابة اسم راو آخر ولكنه يلفظ بصورة تختلف عن الأول (دى سلان، المقدمة 2: 483).

نقد

ن ق د: (نَقَدَهُ) الدَّرَاهِمَ وَ (نَقَدَ) لَهُ الدَّرَاهِمَ أَيْ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا (فَانْتَقَدَهَا) أَيْ قَبَضَهَا. وَ (نَقَدَ) الدَّرَاهِمَ وَ (انْتَقَدَهَا) أَخْرَجَ مِنْهَا الزَّيْفَ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَدِرْهَمٌ (نَقْدٌ) أَيْ وَازِنٌ جَيِّدٌ. وَ (نَاقَدَهُ) نَاقَشَهُ فِي الْأَمْرِ. 
نقد
النَّقْدُ: تَمْيِيزُ الدَّرَاهِم. وأخْذُها الانْتِقادُ.
والنَّقدةُ: ضَرْبَةُ الصَّبيِّ جَوْزَةً بإصْبَعِه.
والطائرُ يَنْقُد الفَخَّ: أي يَنْقُرُه بمِنْقَارهِ.
والانسانُ يَنْقُدُ إلى الشَّيْءِ بعَيْنِه: أي يَخْتَلِسُ النَّظَرَ إليه حتّى لا يُفْطَنَ له.
والأنْقَدُ: السُّلَحْفَاةُ الذَّكَرُ. وقيل: القُنْفُذُ، وفي المَثَل: " أسْرَى من أنْقَدَ ". و " لَيْلَتُكم لَيْلَةُ أنْقَدَ " لأنَّ القُنْفُذَ لا يَنامُ.
والنَقَدُ من الغَنَم: ضَرب منه صِغارٌ، يُجْمَعُ على الأنْقادِ والنِّقَاد.
وكذلك من الناس: الصَّغِيرُ الجُثَّةِ، وهو النِّقْدُ أيضاً والنِّقَادَةُ والنَّقِيْدُ. والنَّقّادُ: صاحِبُ النَّقَدِ من الغَنَم.
وانْتَقَدَ الوَلَدُ: شَبَّ شَباباً. وضَبٌّ ناقِدٌ: سَمِينٌ.
والنَّقِدُ: الرَّجُلُ المُسِنُّ القَدِيْمُ. ويقولونَ: نَقِدٌ أبِدٌ: أي عالِمٌ بالأمور مجرب أرِيبٌ.
والنًّقَادَةُ: الشَّيْءُ المُخْتَارُ. وهو من نُقَادَتهم: أي من خِيارِهم.
والنَّقَدَةُ: الذَّمِيْمُ، هو من نَقَدَتِهم: أي من سَفِلَتِهِم. والنُّقْدَةُ: شَجَرَةٌ، وجَمْعُها نُقْدٌ، وهو من نَباتِ السَّهْل يُشْبِهُ البَهْرَمانَ.
والنَّيْقُدَانُ والنُّقْدُ: واحِدٌ، وهو شَجَرٌ تَأْكُلُها الإبلُ مُرَّةً.
والنُّقْدُ: نَبْت صَغِيرٌ له وَرَقٌ.
ونَقِدَ الضِّرْسُ: إذا ائْتَكَلَ وتَكَسَّرَ، ورَجُلٌ أنْقَدُ، وكذلك الخَشَبُ. والحافِرُ: إذا تَقَشَّرَ وحَفِيَ.
(ن ق د)

النَّقْد: خلاف النَّسِيئَة.

والنقد، والتنقاد: تَمْيِيز الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير، انشد سِيبَوَيْهٍ:

تنفى يداها الْحَصَى فِي كل هاجرة ... نفى الدَّنَانِير تنقاد الصياريف

وَرِوَايَة سِيبَوَيْهٍ: نفي الدراهيم. وَقد تقدم جمع دِرْهَم على غير قِيَاس، أَو درهام على الْقيَاس، فِيمَن قَالَه.

وَقد نقدها ينقدها نَقْدا، وانتقدها، وتنقدها.

ونقده إِيَّاهَا نَقْدا: أَعْطَاهَا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذِه مائَة نقد النَّاس، على إِرَادَة حذف اللَّام: وَالصّفة فِي ذَلِك اكثر وَقَوله انشده ثَعْلَب:

لتنتجن ولدا أَو نَقْدا

فسره فَقَالَ: يَقُول: لتنتجن نَاقَة فتقتني، أَو ذكرا فَيُبَاع، لأَنهم قَلما يمسكون الذُّكُور.

وَنقد الشَّيْء ينقده نَقْدا: إِذا نقره بإصبعه كَمَا تنقر الجوزة.

والمنقدة: حريرة ينْقد عَلَيْهَا الْجَوْز.

وَنقد الطَّائِر الفخ: ضربه بمنقاره.

والمنقاد: منقاره.

وَنقد الرجل الشَّيْء بنظره ينقده نَقْدا، وَنقد إِلَيْهِ: اختلس النّظر نَحوه.

ونقدته الْحَيَّة: لدغته.

وَنقد الضرس والقرن نَقْدا، فَهُوَ نقدٌ: ائتكل وتكسر. قَالَ الْهُذلِيّ:

عاضها الله غُلَاما بعد مَا ... شابت الأصداغ والضرس نقد

وَقَالَ صَخْر الغي: تَيْس تيوس إِذا يناطحها ... يألم قرنا أرومه نقد

قرنا: مَنْصُوب على التَّمْيِيز. ويروى: قرنٌ، أَي: يألم قرنٌ مِنْهُ.

وَنقد الْجذع نَقْدا: أَرض.

وانتقدته الأرضة: اكلته فتركته أجوف.

والنقدة: الصَّغِيرَة من الْغنم، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء. وَالْجمع: نقد ونقاد، ونقادة.

وَقيل: النَّقْد: غنم صغَار، حجازية.

والنقاد: راعيها. وَقَول أبي زبيد يصف الْأسد:

كَأَن أَثوَاب نقاد قدرن لَهُ ... يَعْلُو بخملتها كهباء هدابا

فسره ثَعْلَب فَقَالَ: النقاد: صَاحب مسوك النَّقْد، كَأَنَّهُ جعل عَلَيْهِ خمله: أَي إِنَّه ورد، وَنصب كهباء بيعلو.

والنقد: البطيء الشَّبَاب الْقَلِيل الْجِسْم.

وانقد الشّجر: أَوْرَق.

والأنقد: الْقُنْفُذ والسلحفاة، قَالَ:

فَبَاتَ يقاسي ليل أنقد دائباً ... يحدر بالقف اخْتِلَاف العجاهن

والنقد، والنقد: ضَرْبَان من الشّجر، واحدته: نقدة. قَالَ اللحياني: وَبَعْضهمْ يَقُول: نقدة، فيحرك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النقدة. فِيمَا ذكر أَبُو عَمْرو: من الخوصة، ونورها يشبه البهرمان، وَهُوَ العصفر، وانشد للخضري فِي وصف القطاة وفرخيها:

يمدان أشداقاً إِلَيْهَا كَأَنَّمَا ... تفرج عَن نوار نقد مثقب

ونقدة: مَوضِع، قَالَ لبيد: فقد نرتعي سبتاً وَأهْلك حيرة ... مَحل الْمُلُوك نقدة فالمغاسلا

نقد: النقْدُ: خلافُ النَّسيئة. والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم

وإِخراجُ الزَّيْفِ منها؛ أَنشد سيبويه:

تَنْفِي يَداها الحَصَى، في كلِّ هاجِرةٍ،

نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

ورواية سيبويه: نَفْيَ الدراهِيمِ، وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو

دِرْهام على القياس فيمن قاله.

وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه

إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. الليث: النقْدُ تمييز

الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مصدر

نَقَدْتُه دراهِمَه. ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته

فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ

منها الزَّيْفَ. وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه، قال: فَنَقَدَني ثمنَه أَي

أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً. والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ.

وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر. قال سيبويه: وقالوا هذه مائة نَقْدٌ،

الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا

فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما

يمسكون الذكور. ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما

تُنْقَر الجوزة.

والمِنْقَدَةُ: حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ. والنقْدةُ: ضربةُ

الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب. ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛

قال خلف:

وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة،

يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة

أَي يشقُّها عن دَمها.

ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه،

والمِنْقادُ مِنْقارُه. وفي حديث أَبي ذر: كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه

السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فقال: إِني صائم، فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً

من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً؛ وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي

أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده

إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً، وهو مثل النَّقْر، ويروى بالراء؛ ومنه

حديث أَبي هريرة: وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا

(* قوله «تهذرون

الدنيا» قال ابن الاثير: وروي تهذرون يعني بضم الذال، قال: وهو أَشبه بالصواب

يعني تتوسعون في الدنيا). ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ

الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النظر نحوه. وما زال

فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه. والإِنسانُ

يَنْقُدُ الشيءَ بعينه، وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له. وفي حديث أَبي

الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ

تركوك؛ معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله، وهو من قولهم

نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضربته ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها،

ويروى بالفاء والذال المعجمة، وهو مذكور في موضعه. ونقَدَتْه الحيَّةُ:

لدغَتْه.

والنَّقَدُ: تَقَشُّرٌ في الحافِرِ وتَأَكُّلٌ في الأَسنان، تقول منه:

نَقِدَ الحافر، بالكسر، ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ

نَقَداً، فهو نَقِدٌ: ائتُكِلَ وتَكَسَّر. الأَزهري: والنقَدُ أَكل

الضِّرْس، ويكون في القَرْن أَيضاً؛ قال الهذلي:

عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَما

شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد

ويروى بالكسر أَيضاً؛ وقال صخر الغيّ:

تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها،

يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ

أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، وقَرْناً منصوب على التمييز، ويروى قَرْنٌ أَي

يأْلَم قَرْنٌ منه.

ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه

فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.

والنَّقَدةُ: الصغيرة من الغَنَم، الذكَرُ والأُنثى في ذلك سواء، والجمع

نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ؛ قال علقمة:

والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ به،

على نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ

والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من الناس، وقيل: النقَدُ، بالتحريك، جِنْس من

الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَيْنِ؛ يقال: هو

أَذَلُّ من النقَد؛ وأَنشد:

رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ،

ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ

وقيل: النقَد غنم صِغارٌ حِجازِيّة، والنقَّادُ: راعِيها. وفي حديث علي:

أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلٍّ بُه إِلى

المدينة؛ النقَد: صغار الغنم، واحدتها نقَدة وجمعها نِقاد؛ ومنه حديث خزيمة:

وعاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً؛ وقول أَبي زبيد يصف الأَسد:

كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه،

يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا

فسره ثعلب فقال: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل عليه خَمْلَه

أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو؛ وقال الأَصمعي: أَجْوَدُ

الصُّوفِ صوفُ النقَد.

والنِّقْدُ: البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ، وربما قيل للقَمِيءِ

من الصبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ نَقَدٌ.

وأَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ.

والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ. بالدال والذال: القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ؛

قال:

فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً،

ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ

وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسامة. ومن أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَيْلَةِ

أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً، ومع ذلك أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لا

ينامُ الليلَ كُلّه. ويقال: أَسْرى من أَنْقَدَ.

الليث: الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر.

والنُّقْدُ والتُّعَضُ: شجر، واحدته نُقدةٌ ونُعْضةٌ. والنُّقُدُ

والنَّقَدُ: ضربان من الشجر، واحدته نُقدةٌ، بالضم. قال اللحياني: وبعضهم يقول

نَقَدةٌ فيحرك. وقال أَبو حنيفة: النُّقْدةُ فيما ذكر أَبو عمرو من

الخوصة، ونَوْرُها يشبه البَهْرَمانَ، وهو العُصْفُر؛ وأَنشد للخضري في وصف

القطاة وفَرْخَيْها:

يَمُدّانِ أَشْداقاً إليها، كأَنما

تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ

اللحياني: نُقْدةٌ ونُقْدٌ، وهي شجرة، وبعضهم يقول نَقدةٌ ونَقَدٌ؛ قال

الأَزهري: وأَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ، محرك القاف، وله نَور أَصفر

ينبت في القيعان. والنُّقْدُ: ثمر نبت يشبه البهرمان. والنِّقْدةُ:

الكَرَوْيا. ابن الأَعرابي: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. والنِّقْدةُ، بالنون:

الكَرَوْيا. ونَقْدةُ: موضع

(* قوله «ونقدة موضع» وقوله ونقدة، بالضم، اسم

موضع ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة، بالفتح ثم السكون ودال

مهملة وقد تضم النون، عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط

ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد) ؛ قال لبيد:

فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً،

مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدلاً فالمَغاسِلا

ونُقْدَةُ، بالضم: اسم موضع؛ ويقال: النُّقْدةُ بالتعريف.

ن ق د : نَقَدْتُ الدَّرَاهِمَ نَقْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالْفَاعِلُ نَاقِدٌ وَالْجَمْعُ نُقَّادٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَانْتَقَدْتُ كَذَلِكَ إذَا نَظَرْتَهَا لِتَعْرِفَ جَيِّدَهَا وَزَيْفَهَا وَنَقَدْتُ الرَّجُلَ الدَّرَاهِمَ بِمَعْنَى أَعْطَيْتُهُ فَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَنَقَدْتُهَا لَهُ عَلَى الزِّيَادَةِ أَيْضًا فَانْتَقَدَهَا أَيْ قَبَضَهَا. 
[نقد] نه: فيه: "فنقدني" ثمنه، أي أعطانيه نقدًا معجلًا. وفي ح أبي ذر: دعاه أصحابه إلى السفرة في السفر فقال: إني صائم، فلما فرغوا جعل "ينقد" شيئًا من طعامهم، أي يأكل شيئًا يسيرًا، وهو من فقدت الشيء بإصبعي أنقده واحدًا واحدًا نقد الدراهم، ونقد الطائر الحب- إذا كان يلقطه واحدًا واحدًا، وهو كالنقر، ويروى بالراء. ومنه ح: وقد أصبحتم تهذرون الدنيا- و"نقد" بإصبعه، أي نقر. وفيه: إن "نقدت" الناس نقدوك، أي عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله، من نقدت الجوزة: ضربتها، ويروى بفاء وذال معجمة- ومر. وفيه: جئت "بنقد" أجلبه إلى الكوفة، النقد: صغار الغنم، واحدتها نقدة وجمعها نقاد. ومنه: ارموهم فإنما هم "نقد"، شبهم بالنقد. ومنه: وعاد "النقاد" مجرنثما.
(نقد)
الشَّيْء نَقْدا نقره ليختبره أَو ليميز جيده من رديئه يُقَال نقد الطَّائِر الفخ ونقدت رَأسه بإصبعي وَنقد الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَغَيرهمَا نَقْدا وتنقادا ميز جيدها من رديئها وَيُقَال نقد النثر وَنقد الشّعْر أظهر مَا فيهمَا من عيب أَو حسن وَفُلَان ينْقد النَّاس يعيبهم ويغتابهم والحية فلَانا لدغته وَالشَّيْء وَإِلَيْهِ ببصره نقودا اختلس النّظر نَحوه حَتَّى لَا يفْطن لَهُ وَفُلَانًا الدَّرَاهِم نَقْدا وتنقادا أعطَاهُ إِيَّاهَا وَفُلَانًا الثّمن وَله الثّمن أعطَاهُ إِيَّاه نَقْدا معجلا

(نقد) الشَّيْء نَقْدا وَقع فِيهِ الْفساد يُقَال نقد الضرس أَو الْقرن تَأْكُل وتكسر وَنقد الْحَافِر تقشر وَنقد الْجذع أَرض فَهُوَ نقد وَنقد
(نقد) - في حديث أَبى ذرّ - رضي الله عنه -: "حِينَ قال: إنّي صَائِمٌ، فلمَّا فَرَغوا، جاء يَنْقُد شَيْئاً مِن طَعَامِهم"
: أي يَرمُقُه ببصَرِه؛ وقد نقَدَ الرّجُلُ بِبَصرِه إلى الشىّء يَنْقُدُ نُقُوداً؛ إذا أَدامَ النظرَ إليه اختِلاَساً، لكيلا يفطَنَ له.
ويجوز أن يكون مِن نَقَدْتُ الشىء بإصْبَعِى.
ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ؛ إذا كان يَلْقُطه واحداً واحداً؛ ومنه نَقْدُ الدَّراهم.
وفي رِوَايةٍ: "يَنْقُرُ" بالرَّاءِ؛ وهو بمعنى التخيُّر، كأنه يَنقُرُه بإصْبَعِهِ، ليَستَطرِفَ منه الشىءَ بَعْدَ الشىءِ، ويتعلَّلَ بِه.
- في حديث على - رضي الله عنه -: "أنّ مُكاتَباً لبَنىِ أَسَدٍ قال: جِئتُ بنَقَدٍ أجْلُبُه إلى الكُوفَةِ"
وهي صِغَارُ الغَنَم، واحدتُها: نَقَدَة ونَقِيدٌ.
يقال: هو أذَلُّ مِن النَّقَدِ . 
[نقد] نَقَدْتُهُ الدراهمَ، ونَقَدْتُ له الدراهمَ، أي أعطيته، فانْتَقَدَها، أي قبضها. ونَقَدْتُ الدراهم وانْتَقَدْتُها، إذا أخرجتَ منها الزَيْفَ. والدرهم نَقْدٌ، أي وازِنٌ جيِّدٌ. وناقَدْتُ فلاناً، إذا ناقشته في الأمر. والنَقَدُ بالتحريك: جِنسٌ من الغنم قِصار الأرجل قِباحُ الوجوه تكون بالبحرين، الواحدة نَقَدَةٌ. ويقال: " أذلُّ من النَقَدِ ". قال الأصمعيّ: أجودُ الصوفِ صوفُ النَقَدِ. والنَقَدُ أيضاً: تقشُّرٌ في الحافر وتأكُّلٌ في الأسنان . تقول منه: نَقِدَ الحافر بالكسر، ونَقِدَتْ أسنانه. قال الشاعر : عاضَها اللهُ غلاماً بَعْدَما * شابَتِ الأصْداغُ والضرس نقد - ويروى: " نقد ". وربما قيل للقمئ من الصِبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ: نَقَدٌ. والنُقْدَةُ بالضم: ضربٌ من الشجر، واسم موضع. ويقال للقنفذ: أنقد، وهي معرفةٌ كما قيل للأسد أسامة: ومنه قولهم: " باتَ فلانٌ بلَيلِ أنْقَدَ ": لأنَّ القنفذ لا ينام الليل كله. ومازال فلان ينقد بصره إلى الشئ، إذا لم يزل ينظر إليه.

نقد


نَقَدَ(n. ac. نَقْد
تَنْقَاْد)
a. Picked over, sorted; examined, tested (
money ).
b. Picked out; pecked at.
c. Paid in cash.
d.(n. ac. نَقْد
نُقُوْد) [acc. & Ila], Cast, shot ( a glance ) at.
e. [Bi & Ila], Fixed ( his eye ) upon.
f. Bit.
g. see VIII (e)
نَقِدَ(n. ac. نَقَد)
a. Was corroded, decayed; scaled, peeled off (
hoof ); was worm-eaten.
نَقَّدَa. see I (c)
نَاْقَدَa. Disputed, wrangled with.

أَنْقَدَa. Budded, sprouted, greened (tree).

تَنَقَّدَa. see I (a) (c).
إِنْتَقَدَa. see I (a)b. Received in cash.
c. Grew up to manhood.
d. Gnawed, ate.
e. Criticised.

نَقْد
(pl.
نُقُوْد)
a. Cash, readymoney; money.
b. Of fullweight, good (money).
نَقْدِيَّة
a. [ coll. ], Good coin, good
money; cash.
نِقْدa. Lean, spare.

نِقْدَةa. see 3 (b)
نُقْدa. A certain tree.
b. Caraway.
c. see 2
نُقْدَةa. see 3 (b)
نَقَدa. see 3 (a) & 5
(a)
c. (pl.
نِقَاْد
نِقَاْدَة), Inferior breed of sheep.
نَقَدَةa. see 3 (a) & 4
(c).
نَقِدa. Sickly, puny.
b. Broken; decayed.

نُقَدa. see 3 (a)
نُقُدa. see 2
&
نُقْد
(a).
نُقُدَةa. see 3 (a)
أَنْقَدُa. Hedgehog; porcupine.
b. Tortoise.

مِنْقَدَة
(pl.
مَنَاْقِدُ)
a. Instrument for picking nuts.

نَاْقِد
(pl.
نُقَّاْد)
a. Sorter; scrutinizer.

نَقَّاْدa. see 21
مِنْقَاْد
(pl.
مَنَاْقِيْدُ)
a. Beak, bill.

إِنْقِدَان
a. Tortoise.

نَقْد العُرُوْس
a. Dowry; marriagegift.

أَنْقَدُ لَيْلٍ
a. Slanderer.
ن ق د

نقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:

كما تنوقد عند الجهبذ الورق

و" أسرى من أنقد " و" بات بليلة أنقد " وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:

وأرنبة لك محمرّة ... تكاد تقطّرها نقده

ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها: النّقّاد. قال أبو زبيد:

كأن أثواب نقّاد قدرن له ... يعلو بخملتها كهباء هدّابا

ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقّاده. وتقول: هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
نقد: نقد: ميز الأحاديث الصحيحة عن غيرها (المقري 1: 465): في شفاء غياض أحاديث لم يعرف أهل المشرق النقاد مخرجها مع اعترافهم بجلالة حفاظ الأندلس الذين نقلوها (ابن الخطيب 34): وكان إماما في الحديث حفاظا ناقدا ذاكرا تواريخ المحدثين وأنسابهم ... الخ.
نقد: انتقد، علق على، عاب، لام؛ أهل النقد: النقاد (رسالة إلى السيد فليشر 33: 4). نقد على فلان: عابه على ما فعله أو عابه على شيء فعله (القلائد مخطوطة 1: 156): فبلغه أنهم نقدوا عليه شربه. إن تعبير على فلان معناه اضمر في قلبه الحقد الشديد على فلان لما جاهر به من عقيدة (المقري 1) وقد نقد عليه أهل الديار المصرية وسعوا في إراقة دمه (انظر 591: 12).
نقد: راقب (ألف ليلة، برسل، في الحديث عن حاجبه، أو حارسه الباب تنقد الداخل والخارج. هنا استعمل (ماكني صيغة افتعل: أي انتقد). أما (فوك) فقد استعمل الفعل observar في موضع كلمتي نقد وانتقد واستخرج لهما منه تعبير نقد على.
نقد: عرض، ناقض، نازع (هلو).
نقد: دفع المبلغ نقدا، في (همبرت) وفي (محيط المحيط): وردت جملة مقتبسة من الحديث .. والجملة: نقدني ثمنه أي أعطانيه نقدا معجلا (معجم البيان، الفخري 345: 7) ووردت نقد عن أي دفع عن أحدهم (المقري 1: 602) (انظر هذا الفعل في (فوك) في مادة spondalicium) حيث ورد استعماله، على نحو خاص خلال الحديث عن الأب الذي دفع مهر ابنته عند (المقري 3: 577): وأشهد على نفسه بأنه زوج ابنته فلانة من هذا الشاب ونقدها عنه الشطر الأول من العشرة آلاف دينار التي وصله بها الملك واجل لها عنه الشطر الثاني: إلا أنني اعتقد بأن من الضروري الحفاظ على تعبير (دفع نقدا) ولذلك فإني أترجمها (أعطى لابنته، من ماله الخاص نصف مبلغ العشرة آلاف دينار التي جاءته من الملك وتعهد بأن يدفع النصف الثاني في أجل مجدد). وقد قدم لنا (بوسييه) اصطلاحات استقاها من العقود القانونية مثل نقدها من ذلك (أي من تلك المواد التي خصصها الزوج لها) أو ينقد الشطر أي يقدم نصف المقرر.
انتقد: ميز الصواب من الخطأ والجيد من الرديء (عباد 1: 37): كل ذي فهم منتقد أي (74: 12) مميز الصواب من الخطأ (المقري 1: 630) (المعجم اللاتيني- العربي).
انتقد: فحص (عباد 1: 46) (مع ملاحظة أني قمت بتصحيح الترجمة 3: 10) (دي سلان، المقدمة 1: Lxxv) ( ينبغي تصحيح كلمة متنقد وجعلها منتقد بدلا من ذلك) (المقدمة 1، 8، 5، 57، 1 النويري أفريقيا): من منتقدي المعاني أي الحريص على التدقيق في صحة معاني الأسماء.
انتقد: استهجن، لام، وانظر في المعجم اللاتيني العربي: لام فلانا على وأثر استعمال كلمة غي معهما، وانظر في (مهرن بلاغة 202) معنى كلمة منتقد: موبخ، لائم (بوشر، فهرست المخطوطات، ليدن 1: 305، المقري 1: 82، 2، 134، 4، 206، 12: 512، 16، 534، و21، 572، 1، 939، 6، 2، 94، 14، 143، 10، 396، 7 و 8، 522، 5: 527، 1، قرطاس 44: 17): انتقد عليه بعضهم بأن (المقري 2: 104) وهناك أيضا انتقد عليه ما فعله أو أخذ عليه قيامه بالأمر الفلاني (معجم ابن جبير، المقري 1: 612، ابن خلكان 1: 37، مخطوطة البيان المغرب انتقدت عليه أخبار شنيعة وأحوال فضيحة (ابن بطوطة 1: 159 ولا يوجد، في الأصل، ترجمة للجملة)؛ هاهنا انتقاد: أي يجب ان نضيف هنا ملاحظة أو تنبيها، أو حاشية أو تعليقا (ياقوت 4: 915).
انتقاد: إضمار كراهية شديدة لبعض الأشخاص لما جاهر به من عقيدة (المقري 1: 591).
انتقاد: ملاحظة (انظر نقد). observer.
نقد: مال (بكري 183: 3): وتجارة أهل بلد كوكوا بالملح وهو نقدهم.
نقدا: الدفع فورا (معجم التنبيه، ابن بطوطة 3: 420، المقري 2: 530): دراهم نقد: نقود عينية، عملة، دراهم numeraire ( بوشر).
نقد: والجمع نقود: دراهم dirhems ( محيط المحيط): وربما سميت الدراهم بالنقود أيضا. وقد شاع في عصر دولة (الاغالبة) اصطلاح الدراهم ذات العيار الرديء: وبعكسه الدراهم الصحاح (البيان 114 و1: 10).
نقد: قطع نقدية من الذهب أو الفضة أو الدراهم أو الدنانير (فريتاج كرست 138: 4): ونقودها من الدراهم والدنانير مضروبة باسمه (المقدمة 1: 407: 2 و6، وكذلك في 3: 232: 15) ما معي شيء من النقود (برسل 4: 73).
نقد والجمع نقود: صداق (دوطة) (فوك، هلو)، وفي (محيط المحيط): ونقد العروس لصداقها من كلام بعض العامة.
النقدان: في (محيط المحيط): في عرف الفقهاء الذهب والفضة). النقدان العزيزان (المقدمة 1: 149) أو الشريفان (1: 150).
نقد: انظر العبارة التي وردت في ديوان الهذليين (17 البيت 22، وانظر الكامل 742: 17).
نقدة: تحريف تِقدة أو تَقدة أو تَقِدة: كزبرة (المستعيني): كزبرة وهي النقدة ويقال التقدة بالتاء والأطباء يعرفونها بالنون.
نقدية: مسكوكات، دراهم نقدية (انظر النقدان فيما تقدم -محيط المحيط) (بوشر).
نقادة: اتهام (المعجم اللاتيني): crimen.
منقد والجمع مناقد: صندوق أو درج الصيرفي (انظر عبارة توريس التي ذكرتها فيما تقدم 1: 691 a) ( ألف ليلة 3: 468: 2): وعنده ميزان وصنج وذهب وفضة ومناقد، وفي (470: 12): وفرغ الكيس الذهب والكيس الفضة في المنقد قدامه، وفي (472: 9): وفرغ الذهب والفضة في المنقد.

نقد

1 نَقَدَ الدَّرَاهِمَ (S, A, L, Msb) aor. ـُ (L, Msb,) inf. n. نَقْدٌ (L, Msb, K) and تَنْقَادٌ; (L, K;) and ↓ انتقدها (S, L, Msb, K) and ↓ تنقّدها; (L, K:) He picked, or separated, the money, or pieces of money, (Lth, L, K,) and put forth the bad; (S, L, K;) he picked, or separated, the good money from the bad: (A:) he examined the money, or pieces of money, to pick, or separate, the good from the bad: (Msb:) and the verbs are used in the same sense with respect to other things than pieces of money. (K.) b2: [نَقَدَ, aor. ـُ inf. n. نَقْدٌ, q. v. infra, He gave cash, or ready money; paid in cash, or ready money. Often used in this sense.] b3: نَقَدَهُ الثَّمَنَ, aor. ـُ inf. n. نَقْدٌ; He gave him the price in cash, or ready money: (L:) or simply he gave him the price; as also نَقَدَ لَهُ الثَّمَنَ: (A:) and نَقَدَهُ الدَّرَاهِمَ, and نَقَدَ لَهُ الدَّرَاهِم, he gave him the money, or pieces of money. (S, L, Msb.) b4: [Hence, from the first meaning,] نَقَدَ الكَلَامَ, [and الشِّعْرَ,] and so He picked out the faults of the language, [and of the poetry;] syn. نَاقَشَهُ. (TA.) b5: ↓ اِنْتَقَدَ الشِعْرَ عَلَى قَائِلِهِ (tropical:) [He picked out the faults of the poetry and urged them against its author.] (A.) b6: نَقَدَهُ بِنَظَرِهِ, and نَقَدَ إِلَيْهِ, aor. ـُ (L,) inf. n. نَقْدٌ (L, K) (tropical:) He looked furtively at, or towards it: (L, K: *) and so نقده بِعَيْبِهِ: (L:) and نقد بِعَيْنِهِ اليه he continued looking furtively at, or towards, it: you say also, مَا زَالَ بَصَرُهُ يَنْقُدُ إِلَى ذٰلِكَ [his gaze ceased not to be furtively directed at, or towards, that]: as though likened to the look of a man picking, or separating, what is good from what is bad: (A:) and مَا زَالَ يَنْقُدُ بَصَرَهُ إِلَى الشَّىْءِ he ceased not to look at, or towards, the thing. (S, L.) A2: يَقِدَ, (S, L,) [aor. ـَ inf. n. نَقَدٌ; (S, L, K;) and, as some say, نَقَدَ; (S, L;) It (a tooth, S, L, K, and a horn, T, L, and a hoof of a horse or the like, L,) became eroded, (T, S, L, K,) and much broken: (L, K:) and it (the hoof of a horse or the like) sealed off, part after part: (S, L:) it (the trunk of a tree) became wormeaten. (L.) 3 ناقدهُ (tropical:) He reckoned with him to the utmost, syn. نَاقَشَهُ, (S, A, L, K,) فِى أَمْرٍ in, or respecting, an affair, (S, L,) [picking out his faults].4 انقد It (a tree) put forth its leaves. (L, K.) 5 تَنَقَّدَ see 1.8 انتقد الدَّرَاهِمَ He received the money, or pieces of money; (Lth, S, L, Msb, K;) and الثَّمَنَ the price. (A.) b2: See 1.

A2: انتقد It (a worm) ate the trunk of a tree, and rendered it hollow. (L.) A3: He (a boy) grew up into manhood. (K.) نَقْدٌ [properly an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., and thus signifying “ paid,” Cash, or ready money: or simply money]. You say نَقْدٌ جَيِّدٌ [Good cash, or ready money: or good money]: pl. نُقُودٌ جِيَادٌ. (A.) التَّقْدَانِ signifies Silver and gold money; dirhems and deenárs. (TA in art. عرض.) b2: نَقْدٌ Payment in cash, or ready money; contr. of نَسْيئَةٌ: (L, K:) the giving of نَقْد [i. e., cash, or ready money]: (K:) [an inf. n.: see 1]. b3: الدِّرْهَمُ نَقْدٌ The piece of money is of full weight, (S, L, K, *) and good. (S, L.) b4: هٰذِهِ مِائَةٌ نَقْدُ النَّاسِ [This is a hundred, ready money of the people] is a phrase used by the Arabs, in which ل is meant to be understood [before النّاس: i. e. الناس is for لِلنَّاسِ; and نَقْدُ for نَقْدٌ, as an epithet of مائة; you may also say نَقْدَ النَاس, making نقد a denotative of state; but] the epithetic mode of construction is that which prevails in this case. (Sb, L.) b5: نَقْدٌ. b6: The saying of the poet, لَتُنْتَجَنَّ وَلَدًا أَوْ نَقْدَا means She will certainly bring forth a she-camel, which shall be a permanent acquisition for breeding, or a male, which shall be sold: for they seldom kept the male camels. (Th, L.) نُقْدٌ (Lh, L, K,) and ↓ نُقُدٌ (K) and ↓ نُقَدٌ. (Lh, Az, L,) the form most frequently heard by Az from the Arabs, (L,) or ↓ نَقَدٌ, (K,) [coll. gen. n.] A certain kind of tree, (Lh, L, K,) accord. to AA, of the description termed خُوصَة, having a blossom resembling the بَهْرَمَان, i. e. the عُصْفُر [or bastard-saffron]; (AHn, L;) its blossom is yellow, and it grows in plain, or soft, grounds: (Az, L:) n. un. with ة; (K;) نُقْدَةٌ (Lh, S, L) and نُقُدَةٌ (TA) and نُقَدَةٌ (Lh, L) and نَقَدَةٌ. (TA.) b2: Also ↓ نُقْدَةٌ, (L,) or ↓ نِقْدَةٌ, (IAar, L, K,) The كَرَوْيَآء [or caraway]. (IAar, L, K.) b3: See نَقِدٌ.

نِقْدٌ: see نَقِدٌ.

نَقَدٌ [a coll. gen. n.] A kind of sheep, of ugly form; (K;) a kind of sheep of El-Bahreyn, having short legs and ugly faces: (S, L:) or a kind of small sheep of El-Hijáz: (L:) or, simply, lambs: (A, L:) [see an ex. in a prov. cited voce شَامَ in art. شيم:] n. un. with ة: (S, L:) applied alike to the male and female: (L:) pl. نِقَادٌ, and [quasi-pl. n.] نِقَادَةٌ. (L, K.) As says, that the best of wool is that of نَقَد. And one says, أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ [More abject, or vile, than the sheep called نقد]. (S, L.) b2: Also, (assumed tropical:) The lower sort of people. (L.) b3: See نُقْدٌ and نَقِدٌ.

نَقِدٌ, (L,) or ↓ نِقْدٌ, (K,) Slow in growing up into manhood, and having little flesh: (L, K:) [and so ↓ نُقْدٌ, accord. to the CK: but ويُضمّ is there put by mistake for وبِضَمٍّ: and the former, (S, L,) or ↓ نَقَدٌ, (K,) a boy despised and little in the eyes of others, that scarcely grows up into manhood; (S, L, K;) sometimes thus applied. (S, L.) b2: نَقِدٌ A horn eaten, or eroded, at the root. (L.) See also نَقِدَ.

نُقُدٌ and نُقَدٌ and نُقْدَةٌ and نِقْدَهٌ: see نُقْدٌ.

نُقَادَةٌ The choice part of a thing. (JK.) b2: هُوَ مِنْ نُقَادَةِ قُوْمِهِ (tropical:) He is of the best of his people. (A.) نَقَّادٌ A shepherd who tends the kind of sheep called نَقَد: (L, K:) or a possessor of skins of that kind of sheep. (Th, L.) b2: See نَاقِدٌ.

نَاقِدٌ [One who picks, or separates, money, and puts forth the bad; who picks, or separates, good money from bad:] who examines money, to pick, or separate the good from the bad: [as also ↓ نَقَّادٌ:] pl. نُقَّادٌ (Msb) [and نَقَدَةٌ]. b2: [نَاقِدُ شِعْرٍ, and ↓ نَقَّادُهُ (tropical:) One who picks out the faults of poetry; and, the ↓ latter, one who is accustomed to do so.]

b3: هُوَ مِنْ نَقَدَةِ الشِّعْرِ and مِنْ نُقَّادِهِ, (tropical:) [He is one of those who pick out the faults of poetry]. (A.) أَنْقَدُ The hedge-hog; القُنْفُذُ; (S, L, K;) a proper name, like أَسَامَةُ applied to the lion: (S:) as also الأَنْقَدُ; (K;) but some disallow the prefixing of the art.; (TA;) and الأَنْقَذُ. (L.) Hence the saying, بَاتَ بِلَيْلِ أَنْقَدَ, (S, L,) or بِلَيْلَةِ أَنْقَدَ, (A, L,) He passed the night of the hedge-hog; i. e. sleepless: (L:) because the hedge-hog remains sleepless (and sees, L) all night: (S, L, K:) and أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ [A greater journeyer by night than the hedge-hog]. (A, L.) b2: أَنْقَدُ لَيْلٍ A calumniator; a slanderer; as also قُنْفُذُ لَيْلٍ. (L, art. قنفذ.) b3: Also, الأَنْقَدُ [L, K,) and ↓ الإِنْقِدَانُ (K) The tortoise: (L, K:) or the latter, the male tortoise: (Lth:) as also with ذ. (TA.) الإِنْقِدَانُ: see preceding sentence.
نقد
نقَدَ يَنقُد، نَقْدًا، فهو ناقد، والمفعول مَنْقود
• نقَد العُملةَ: ميَّزها ونظرها ليعرف جيِّدَها من رديئها "ناقِد عملات".
• نقَد صديقَه مالاً: أعطاه إيَّاه.
• نقَد التّاجرَ الثَّمنَ/ نقَد للتاجر الثّمنَ: أعطاه إيّاه نقدًا معجَّلاً.
• نقَد الشّيءَ: بيَّن حسنَه ورديئه، أظهر عيوبه ومحاسنه "لا يُبصر الدينارَ غيرُ الناقدِ: لا يبصر حقيقة الأمر إلاّ الخبير به- نقدُ الشِّعر/ الكلام- ناقد مسرحي".
• نقَد النَّاسَ: أظهر ما بهم من عيوب "عرّض نفسه لنَقْد لاذع- يثير نقدًا حادًّا".
• نقَدته الحيَّةُ: لدَغَتْه. 

أنقدَ يُنقد، إنقادًا، فهو مُنقِد، والمفعول مُنقَد
• أنقد صديقَه: أعطاه نقدًا. 

انتقدَ ينتقد، انتِقادًا، فهو مُنتقِد، والمفعول منتقَد
• انتقدَ راتِبَه: قبضه، حصَّله.
• انتقد العملةَ: نقدها؛ ميَّزها ليعرف جيّدها من رديئها.
• انتقد الكتابَ وغيرَه: أظهر عيوبَه ومحاسنَه "انتقد الكلامَ/ العملَ/ الخطابَ".
• انتقد سلوكَ صديقِه: استنكره وأبدى رأيًا شاجبًا له "انتقده بشدّة/ بقسوة". 

تناقدَ يتناقد، تَناقُدًا، فهو مُتناقِد
• تناقد الأدباءُ: نقد بعضُهم بعضًا، وأظهروا عيوبَ بعضِهم بعضًا. 

ناقدَ يناقد، مُناقَدةً، فهو مُناقِد، والمفعول مُناقَد
• ناقد أستاذَه: ناقَشه في الأمر "ناقَد الأتباعُ زعيمَهم- ناقد الشُّركاءُ المديرَ". 

انتقاديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انتِقاد ° أسلوب انتقاديّ: يتميَّز بحدَّة النّقد وإظهار المساوئ دون الالتفات إلى نقاط القوّة.
2 - مولع بالانتقاد القاسي، عيّاب متعنِّت في النَّقد. 

انتقاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتِقاد: "تفحّص العملَ المقدّم وأبدى عليه ملاحظات انتقاديّة- انتشرت البرامجُ الانتقاديّة في التلفزيون- ردود فعل انتقاديّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتِقاد: نزعة ترمي إلى الإصلاح عن طريق إبداء العيوب أو المساوئ في عملٍ ما "انتشرت السلبيّات نتيجة لافتقاد الانتقاديّة". 

ناقِد [مفرد]: ج ناقِدون ونَقَدَة ونُقّاد:
1 - اسم فاعل من نقَدَ.
2 - من يعطي حُكْما على مزايا أو عيوب أو قيمة، أو صحّة أمر ما.
• ناقد فنِّيّ: مَنْ يُظهر صفات عملٍ ما من جَوْدةٍ ورداءَة "ناقد أدبيّ/ مسرحيّ/ تشكيليّ/ سينمائيّ/ رياضيّ". 

نَقْد1 [مفرد]:
1 - مصدر نقَدَ.
2 - فنُّ تمييز جيّد الكلام من رديئه وصحيحه من فاسده "النَّقْد الأدبيّ".
• النَّقد الأدبيّ: (دب) الأساليب المتَّبعة لفحص الآثار الأدبيّة، بقصد كشف الغامض وتفسير النَّصّ الأدبيّ والإدلاء بحكم عليه في ضوء مبادئ أو مناهج بحث يختصّ بها ناقد من النُّقّاد.
• النَّقد المسرحيّ: (دب) نقد ينصبّ على المسرحيّات إثر تمثيلها مُباشرة، ويظهر على شكل مقالات في الصُّحف والمجلاّت.
• النَّقد القانونيّ: (قن) نقد يقدم لدفع دين ويفرض القانون على الدَّائن أن يقبله.
• النَّقد النَّصِّيّ: (لغ) دراسة الكتابات والمخطوطات والمطبوعات وذلك لتحديد الشَّكل الأصليّ للعمل وخاصَّة لنصٍّ أدبيّ.
• النَّقد الذَّاتيّ: (نف) نقد الشَّخْص لأخطائه أو نقاط ضَعْفه بهدف تحسينها. 

نَقْد2 [مفرد]: ج نُقُود:
1 - (قص) عملة الدَّولة من الذَّهب أو الفضَّة أو غيرهما من المعادن النفيسة أو الورق "قطعة/ حافظة/ حقيبة نقود- تداول النَّقد- تخفيض قيمة النَّقد- نقود ورقيّة" ° دِرْهَمٌ نَقْدٌ: جيِّد لا زَيْف فيه- صندوق النَّقد: مكنة تسجِّل قائمة بقيمة المعاملات الماليّة وتصنع سجلا دائمًا بها، ولها درج تُحفظ فيه النُّقود- محصول نقديّ: محصول كالتَّبغ يزرع للبيع المباشر بدلا من علف المواشي- نقد صعب: نقْد عينيّ مقارنة بالدَّفْع بواسطة شيكات.
2 - (قص) ما يُدفع من الثَّمن عند الشِّراء، خلاف الدَّين "اشترى السيارة نقدًا".
• النَّقد المتداوَل: (جر) العملة التي هي بين أيدي النَّاس يتعاملون بها.
• وحدة النَّقد: (قص) وزن ثابت من معدن معيَّن العيار يحدّده المشرِّع.
• صندوق النَّقْد الدَّوْليّ: (قص) مؤسَّسة دوليّة تمنح قروضًا لبلاد يصعب عليها إيجاد توازن في مبادلاتها الخارجيّة تأسَّست عام 1945م.
• عِيار النُّقود: (قص) مقدار ما في العملة من المعدن الخالص المعدود أساسًا لها بالنِّسبة لوزنها. 

نَقْدانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَقْد: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من نَقْد: (سف) مذهب مبنيّ على نقد قيمة المعرفة، فهو يذهب إلى القول بأنّ الفكر حاصل بذاته على شروط المعرفة "قدّم بحثًا عن نقدانيّة كانط المتعالية". 

نِقْدَة [جمع]: (نت) كرَوْيا؛ عشب من الفصيلة الخيميّة، ورقتُه كثيرة التفصُّص، وثمرته من الأفاويه، يُتَّخذ منها شراب منبّه. 

نَقْديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَقْد.
• المعروض النَّقديّ: (قص) وصف لقيمة الأوراق النقديَّة والعملات المعدنيَّة المتداولة بما في ذلك الودائع المصرفيَّة للقطاع الخاصّ، وبشكل عامّ يُعدّ ارتفاع المعروض النقديّ مؤشِّرًا سلبيًّا لآفاق معدّلات التضخُّم المستقبليَّة. 

نَقْديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى نَقْد.
• المُعَدَّلات النَّقديَّة: (قص) استثمارات قصيرة الأجل وعالية الجودة قيمتُها تعادل القيمةَ النَّقدية الفعليَّة، وبمعنى
 آخر قيمتها النقديّة لا تتغيَّر. 

نَقَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من نقَدَ. 
نقد
: (النَّقْدُ: خِلاَفُ النَّسِيئَةِ) ، وَمن أَثالِهم (النَّقْدُ عِنْد الحافِرة) .
(و) النَّقْدُ (: تَمْيِيزُ الدَّارهِمِ) وإِخراجُ الزَّيْفِ مِنْهَا، (و) كَذَا تَمييزُ (غَيْرِها، كالتَّنْقَادِ والتَّنَقُّدِ) ، وَقد نَقَدها ينْقُدُها نَقْداً، وانْتَقَدها، وتَنَقَّدها، إِذا مَيَّزَ جَيِّدها مِن رَدِيئها، وأَنشد سيبويهِ:
تَنْفِي يَدَاها الحَصَى فِي كُلِّ هاجِرةٍ
نَفْيَ الدَّنَانِيرِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ
(و) النَّقْدُ (: إِعْطَاءُ النَّقْدِ) ، قَالَ الليثُ: النَّقْدُ: تَمْيِيزُ الدَّراهِم وإِعْطَاؤُكَها إِنساناً. وأَخْذُها: الانْتِقَادُ. وَفِي حَدِيث جابرٍ وجَملِهِ (فَنَقَدنِي الثَّمَنَ) أَي أَعْطانِيهِ نَقْداً مُعجَّلاً.
(و) النَّقْدُ: (النَّقْرُ بالإِصْبَعِ فِي الجَوْزِ) ، ونَقَدَ الشيْءَ يَنْقُدُه نَقْداً، إِذا نَقَرَه بإِصْبَعِه، كَمَا تُنْقَدُ الجَوْزَةُ، والنَّقْدَة: ضَرْبةُ الصَّبِيِّ جَوْزَةً بإِصْبَعِه إِذا ضَربَ.
(و) النَّقْدُ (أَنْ يَضْرِبَ الطائرُ بِمِنْقَادِه، أَي بمِنْقَارِه فِي الفَخِّ) ، وَقد نَقَده إِذا نَقَرَه كنَقْدِ الدراهمِ، وَكَذَا نَقَدَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُدُه، إِذا كَانَ يَلْقُطُه وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُوَ مِثْلُ النَّقْرِ، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ (فَلَمَّا فَرَغُوا جَعلَ يَنْقُدُ شَيْئاً مِن طَعامِهِمْ) أَي يأْكُلُ شَيْئا يَسيرً. وَفِي حَدِيث أَبي هُريْرَةَ (وَقد أَصْبحْتُم تَهْذِرُونَ الدُّنْيَا. ونَقَد بإِصْبَعِه) أَي نَقَرَ.
(و) النَّقْدُ: الجَيِّدُ (الوازِنُ من الدَّراهِمِ) . ودِرْهمٌ نَقْدٌ. ونُقُودٌ جِيادٌ. (و) من الْمجَاز النَّقْدُ: (اخْتِلاسُ النَّظَرِ نَحْوَ الشيْءِ) ، وَقد نَقَدَ الرجُلُ الشيْءَ بنَظَرِه ينْقُده نَقْداً، ونَقَد إِليه: اخْتَلَس النَظَرَ نَحْوَه، وَمَا زَالَ فُلانٌ يَنْقُد بصَرَه إِلى الشيْءِ، إِذا لم يَزَلْ يَنْظَر إِليه، والإِنسان يَنْقُدُ الشيْءَ بِعَيْهِ، وَهُوَ مُخَالَسةُ النَّظرِ لئلاَّ يُفْطَنَ لَهُ، وَزَاد فِي الأَساس: كأَنَّما شُبِّه بنظَرِ الناقِدِ إِلى مَا يَنْقُدُه.
(و) النَّقْدُ (: لَدْغُ الحَيَّةِ) ، وَقد نَقَدَتْه الحيَّةُ، إِذا لَدَغَتْه.
(و) النُّقْدُ (بِالْكَسْرِ: البطِىءُ الشَّبَابِ القليلُ اللَّحْمِ) وَفِي بعض الأُمهات (الجسْم) بدل (اللَّحم) (ويُضَمُّ) فِي هاذه.
(و) النّقدُ (بِضَمَّتَيْنِ وبالتحريك: ضَرْبٌ من الشَّجرِ) ، التحريكُ عَن اللِّحْيانيّ، وَقَالَ الأَزهرِيُّ: وبتحريك القافِ أَكْثَرُ مَا سمعتُ من الْعَرَب، وَقَالَ: هُوَ ثَمرُ نَبْتٍ يُشبِه البَهْرَمانَ (واحِدَتُه بهاءٍ) ، نَقَدَةٌ ونَقَدٌ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: النُّقْدةُ بالضمّ فِيمَا ذَكر أَبو من الخُوصَة، ونَوْرُها يُشْبِه البَهْرَمَان، وَهُوَ العُصْفُر، ويروى النُّقْدُ بضمّ فسكونٍ، وأَنشد لِلْخُضْرِيّ فِي وَصْفِ القَطاةِ وفَرْخَيْها:
يمُدَّانِ أَشْداقاً إِلَيْها كَأَنَّما
تَفَرَّقَ عنْ نُوَّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ
(و) فِي الْمثل (هُوَ أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ) ، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك: جِنْسٌ من الغَنَم) قَصِيرُ الأَرْجُلِ (قَبِيحُ الشَّكْلِ) يكون بالبَحْرَيْن، وأَنشدوا:
رُبَّ عدِيمٍ، أَعزُّ مِنْ أَسَدِ
ورُبَّ مُثْرِ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ
الذكَر والأُنثى فِي ذالك سواءٌ، وَقيل: النَّقَدُ: غَنَمٌ صِغارٌ حِجازِيَّة، وَفِي حَدِيث علِيَ (أَنَّ مُكَاتَباً لِبَنِي أَسدٍ قَالَ: جِئْتُ بِنَقَدٍ أَجْلُبُه إِلى المدِينة) (وراعِيه نَقَّادٌ) . وَمِنْه حَدِيث خُزَيْمةَ (وَعَاد النَّقَّادُ مُجْرَنْثِماً) . وَقَالَ أَبو زُبَيْد:
كَأَنَّ أَثْوابَ نَقَّادٍ قُدِرْنَ لَهُ
يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدَّابَا
وفسّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: النَّقَّادُ: صاحِبُ مُسُوكِ النَّقَدِ، كأَنّه جعلَ عَلَيْهِ خَمْلَتَهُ. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ، (ج نِقَادٌ ونِقَادَةٌ، بكسرِهِما) ، قَالَ علْقَمةُ:
والمالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعبُونَ بِهِ
علَى نِقَاتِه وَافٍ ومجْلُومُ
(و) النَّقَدُ (: تَكَسُّرُ الضِّرْسِ) وكذالك القَرْن، (وائْتِكَالُه) ، وَفِي بعض النُّسخ: انْتكَاله، بالنُّون، والأُولَى الصوَابُ، ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً فَهُوَ نَقِدٌ ائْتَكَلَ وتكَسَّر، وَفِي التَّهْذِيب: النَّقَدُ أَكَلُ الضِّرْسِ، وَيكون فِي القَرْنِ أَيضاً، قَالَ الهذليُّ:
عَاضَهَا الله غُلاَماً بَعْدَما
شَابَتِ الأَصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ
ويروى بِالْكَسْرِ أَيضاً، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
تَيْسُ تُيُوسٍ إِذَا يُنَاطِحُهَا
يَأْلَمُ قَرْناً أُرُومُه نَقِدُ
أَي أَصلُه مُؤْتَكِلٌ.
(و) النَّقَدُ (: تَقَشُّرُ الحَافِرِ) وَتَأَكُّلُه، وَقد نَقدَ الحافرُ، إِذا انْتَقَرَ وتَقَشَّر.
(و) النَّقَدُ (من الصِّبْيَانِ: القَمِىءُ الَّذِي لَا يَكادُ يَشِبُّ) ، وَفِي اللِّسَان: ورُبَّمَا قيل لَهُ ذالك.
(وأَنْقَدُ، كأَحْمَدَ) ، وبإِعجام الدَّال (وَقد تَدْخُلُ عَلَيْهِ أَل) للتعريف (: القُنْفُذُ) ، قَالَ:
فَبَاتَ يُقَاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دَائِباً
ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجَاهِنِ
وَقَالَ الجوهريُّ والزمخشريُّ والميدانيُّ: إِن أَنْقَدَ لَا تَدْخُله الأَلف وَاللَّام، وَهُوَ معرفَة، كَمَا قيل للأَسد أُسَامة، (و) مِنْهُ المثَلُ ((بَاتَ) فلانٌ (بِلَيْلِ أَنْقَدَ)) إِذا باتَ ساهِراً، وذالك (لأَنَّه) يَسْرِي لَيْلَه أَجْمَعَ (لَا يَنامُ الليْلَ كُلَّه) وَيُقَال: (أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ) وَمن سجَعات الأَساس: إِن جَعَلْتُم لَيلَتَكم ليلَةَ أَنْقَد، فَقَدْ وَصَلْتُم وكَأَنْ قَد.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: التِّقْدَة: الكُزْبُرَة، بالتَّاءِ، و (النِّقْدَةُ، بالكَسْر: الكَرَوْيَا) ، بالنُّون.
(والأَنْقَدُ، بِالْفَتْح، والإِنْقِدَانُ، بِالْكَسْرِ: السُّلَحْفَاةُ) ، وقيّدَه الليثُ بالذَّكَر، ويُروَى فيهمَا إِعجامُ الدالِ أَيضاً كَمَا سيأْتي.
(وأَنْقَدَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ) وَهُوَ مَجاز.
(وانْتَقَدَ الدرَاهِمَ: قَبَضَها) ، يُقَال: نَقَدَ الدراهِمَ يَنْقُدُها نَقْداً: أَعطاه فانْتَقَدها وَقَالَ اللَّيْث: انْتِقَادُ الدارهِم: أَخْذُها.
(و) انْتَقَد (الولَدُ: شَبَّ) وغَلُظَ.
(ونَوْقَدُ قُريْشٍ: ة) كَبِيرةٌ (بِنَسَفَ) بَينهَا وَبَين نَسَفَ سِتَّةُ فَراسِخَ (مِنْهَا الإِمامُ) أَبو الْفضل (عبدُ القادرِ بن عبد الخالِق) بن عبد الرحمان بنِ الْقَاسِم بن الْفضل النَّوْقَدِيّ، سمعَ ببخَارَا السيدَ أَبا بكرٍ محمّدَ بن عليّ بن حَيْدرةَ الجَعْفَرِيّ، وبمكّةَ أَبا عبد الله الحسنَ بن عليَ الطَّبرِيَّ، وغيَرهما (ونَوْقَدُ خُرْداخُنَ) ، بضمّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الراءِ وَبعد الأَلفِ خاءٌ أُخرَى مَضْمُومَة (: ة) أُخْرَى بِنَسَفَ، (مِنْهَا أَبو بكرٍ محمَّدُ بن سُليمانَ) بن الحُصين بن أَحمد بن الحَكم (المُعدَّل) النَّوحقَدِيّ، روَى عَن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عنْتَر عَن أَبي عِيسَى التِّرّمِذِيّ كتابَ الصَّحيحِ لَهُ، توفِّيَ سنة 407. (ونَوْقَدُ) أَيضاً تُضَافُ إِلى (سارةَ) ، فِي النُّسخ بالراءه وَالصَّوَاب بالزاي كَمَا فِي المعجم (: ة) أُخْرعى (مِنْهَا) أَبو إِسحاق (إِبراهيمُ بن مُحمّد بن نُوح) بن مُحَمَّد بن زيد بن النُّعْمان النَّوْقَدِيّ النَّوحِيّ (الفَقِيهُ) . يَروِي عَن أَبي بكرٍ الأَسْتَراباذِيّ وأَبي جَعفر النَّوحقَدِيّ، وَعنهُ أَبو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِرِيّ، وَمَات سنة 425 وَقد ذكر فِي ن وح.
(ونَاقَده) فِي الأَمْر (: نَاقَشَه) ، وَمِنْه الحَدِيث (إِنْ نَاقَدْتَهم نَاقَدُوكَ) ويروى بالفاءِ، وَقد تقدّم.
(والمِنْقَدةُ، بِالْكَسْرِ: خُريْفَةٌ) ، تَصْغِير خُرْفَة بضمّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وفتْح الفاءِ، وَفِي اللِّسَان: حُرَيْرة (يُنْقَدُ علَيْها) وَفِي اللِّسَان: بهَا (الجوْزُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ سِيبوبهِ: وَقَالُوا: هاذه مائَة نَقْدٌ، النَّاسُ، على إِرادة حذْفِ اللَّام، والصِّفَةُ فِي ذالك أَكثرُ، وَقَوله أَنشده ثَعْلَبٌ:
لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَوْ نَقْدَا
فسّرَه فَقَالَ: لَتُنْتَجَنَّ ناقَةً فَتُقْتَنَى، أَو ذَكَراً فيُباع. لأَنهم قَلَّما يُمَسِكُونَ الذكورَ.
ونَقَدَ أَرْنَبَتَه بِإِصْبَعِه، إِذا ضَرَبها، قَالَ خَلَفٌ:
وأَرْنَبَةٌ لَكَ مُحْمَرَّةٌ
يَكَادُ يُقَطِّرُهَا نَقْدَهْ
أَي يشُق 2 هَا عَن دمِها، وَفِي حَدِيث أَبي الدَّرْداءِ أَنه قَالَ (إِن نَقَدْتَ النَّاس نَقَدُوكَ، وإِن تَرَكْتَهم تَركُوك) معنى نَقَدْتَهم، أَي عِبْتَهم واغْتَبْتَهم قابلُوك بِمثلِهِ، وَهُوَ من قَوْلهم: نَقَدْتُ رَأْسَه بإِصْبَعي، ايي ضَرَبْتُه، ويُروَى بالفَاءِ وبالذال الْمُعْجَمَة أَيضاً، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوْضِعه.
ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَة: أَكَلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.
والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من النَّاس.
والنَّيْقَدَانُ: شَجرةُ النُّقْدِ.
وتُنُوقَدَ الوَرِقُ.
ونَقَدْتُ رأْسَه بإِصبَعي نَقْدةً.
وَمن المَجاز: هُوَ من نُقَادَةِ قَوْمِه: (من) خِيارِهِم.
ونَقَدَ الكَلاَمَ: ناقَشَه، وَهُوَ من نَقَدِه الشِّعْرِ ونُقَّادِه، وَتقول: هُوَ أَشْبهُ بالنَّقَّادِ مِنْهُ بالنَّقَّادِ. من النَّقَدِ والنَّقْدِ.
وانْتَقَد الشِّعْر على قائِلِه.
ونَقْدةُ، بِالْفَتْح، وَقد تُضَمُّ نُونُه: مَوضِعٌ فِي دِيارِ بني عامِرٍ، قَالَ لَبِيدُ بنُ ربِيعَة:
فَقَدْ نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهْلُكِ جِيرَةٌ
مَحَلَّ المُلُوكِ نَقْدةً بالمغَاسِلاَ
وَيُقَال فِيهِ: النُّقْدة، بالتعريف، وَقَالَ ياقوت: قرأْتُ بخطّ ابنِ نُباتَة السعديّ: نُقْدة بضمّ النّون فِي قَوْلِ لَبِيدٍ:
فأَسْرعَ فِيهَا قَبْلَ ذالِك حِقْبَةً
رَكَاح فَجَنْبَا نُقْدةٍ فالمغَاسِلُ
ونَقِيد، كأَمير: من قُرَى اليَمامة، وَيُقَال: نُقَيْدة، تَصغير نَقْدة، وَهِي من نَواحي الْيَمَامَة، وَفِي الشّعْر نُقَيْدَتان.
ونَقَادةُ، كسَحَابة: قَرْيةٌ بالصَّعيد الأَعْلى.
نقد: انقد: رفع، حمل، خطف، تهب، سرق enlever، اقتلع، نزع arracher معجم الادريسي.
استنقذ: خطف، اقتلع (الحلي -على سبيل المثال) (قرطاس 35: 2): ... فقهاء المدينة وأشياخها أن يستنفذ الموحدون عليهم ذلك النقش والزخرف، أو استنقاذ المدينة من عدوها (قرطاس 126: 7): برسم غزو الروم واستنفاذ المرية من أيديهم استنفاذ كنوز المدينة من عدوها (النويري أسبانيا 455): توسط بلادهم فخربها واستنقذ خزائن ملوكهم.
ناقذ: منج، مخلص، مفتدي racheter.

نقض

(نقض) النَّبَات أنقض والنبات الأَرْض صدع ترابها
نقض: {أنقض ظهرك}: أثقله حتى سمع نقيضه أي صوته. ويقال: جعله نِقْضا والنقض: البعير الذي قد أتعبه السير.
النقض: وجود العلة بلا حكم.

النقض: في العروض هو حذف الحرف السابع الساكن من مفاعلتن وتسكين الخامس، كحذف نونه وإسكان لامه ليبقى مفاعلت فينقل إلى مفاعيل، ويسمى: منقوصًا.
النقض: لغةً: هو الكسر، وفي الاصطلاح: هو بيان تخلف الحكم المدعى ثبوته أو نفيه عن دليل المعلل الدال عليه في بعض من الصور؛ فإن وقع بمنع شيء من مقدمات الدليل على الإجمال، سمي نقضًا إجماليًا؛ لأن حاصله يرجع إلى منع شيء من مقدمات الدليل على الإجمال، وإن وقع بالمنع المجرد، أو مع السند سمي نقضًا تفصيليًا؛ لأنه منع مقدمة معينة.
(ن ق ض) : (نَقَضَ) الْبِنَاءَ أَوْ الْحَبْلَ نَقْضًا (وَانْتَقَضَ) بِنَفْسِهِ (وَنَاقَضَ) آخِرُ قَوْلِهِ الْأَوَّلَ (وَتَنَاقَضَ) الْقَوْلَانِ وَفِي كَلَامِهِ (تَنَاقُضٌ) وَقَوْلُهُ فَالْتَقَيَا (فَتَنَاقَضَا) الْبَيْعَ أَيْ نَقَضَاهُ كَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ تَرَاءَوْا الْهِلَالَ أَيْ رَأَوْهُ وَتَدَاعَوْا الْقَوْمَ وَتَسَاءَلُوهُمْ أَيْ دَعَوْهُمْ وَسَأَلُوهُمْ وَإِلَّا فَالتَّنَاقُضُ لَازِمٌ (وَالنَّقْضُ) الْبِنَاءُ الْمَنْقُوضُ وَالْجَمْعُ نُقُوضٌ وَعَنْ الْغُورِيِّ فِي (النِّقْضِ) بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ.
نقض
النَّقْضُ: إفْسَادُ ما أبْرَمْتَ من حَبْلٍ أو بِناءٍ. والنُقْضُ: اسْمُ البِناءِ المَنْقُوضَ.
والنِّقْضُ والنِّقْضَةُ: الجَمَلُ والناقَةُ المَهْزُولانِ، والجميع الأنْقَاضُ.
والنِّقْضُ: مُنْتَقَضُ الكَمْأةِ من الأرض.
والانْتِقاضُ: أنْ يَعُوْدَ الجُرْحُ بعد البُرْءِ. وكذلك انْتِقاضُ الأمور والثُّغُور ونحوها.
والنَّقِيْضُ: صَوْتُ المَفاصِل والأصابع، أنْقَضَت الأضْلاع تُنْقِضُ إنقاضاً.
وأنْقَضْتُ بالحِمَارِ: صًوّتَّ به. وأنْقَضَتِ الدَّجاجَةُ تُنْقِض.
والنَّقّاضُ: الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقَاضَةُ.
ويُقال لِبَعْض الأخْذِ في الصِّراع: نُقَض.
ن ق ض: (نَقَضَ) الْبِنَاءَ وَالْحَبْلَ وَالْعَهْدَ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (النُّقَاضَةُ) بِالضَّمِّ مَا نُقِضَ مِنْ حَبْلِ الشَّعْرِ. وَ (الْمُنَاقَضَةُ) فِي الْقَوْلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا (يَتَنَاقَضُ) مَعْنَاهُ. وَ (الِانْتِقَاضُ) الِانْتِكَاثُ. وَ (النِّقْضُ) بِالْكَسْرِ (الْمَنْقُوضُ) . وَ (أَنْقَضَ) الْحِمْلُ ظَهْرَهُ أَثْقَلَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح: 3] وَأَصْلُ (الْإِنْقَاضِ) صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ. وَ (إِنْقَاضُ) الْعِلْكِ تَصْوِيتُهُ وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (النَّقِيضُ) صَوْتُ الْمَحَامِلِ وَالرِّحَالِ. 
ن ق ض

نقض البناء والحبل، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرض عن الكمأة. وأصلح نقض بنائك: ما نقض منه. وأنقضت الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقض الرّحل والأصابع والأضلاع. ولها نقيض. وأنقض الحمل ظهره. ورأيته نتقض أصابعه. وأنقض بالعنز: دعاها. وأنقض بالقعود: نقربها. قال:

ربّ عجوز من أناس شهبره ... علّمتها الإنقاض بعد القرقره

سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بكراً تنقض به.

ومن المجاز: نقض العهد. وناقض قوله الثاني الأول. وفي كلامه تناقض. وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران، وناقض أحدهما الآخر: يقول قصيدة فينقض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نقيضة قصيدة فلان. ولهما نقائض، ومنه: نقائض جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت الأمور. وانتقضت القرحة، نكست. ونقض فلان وتره إذا أخذ ثأره. قال بيهس:

شفيت يا مازن حرّ صدري ... نقمت ثأري ونقضت وتري
ن ق ض : نَقَضْتُ الْبِنَاءَ نَقْضًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالنَّقْضُ مِثْلُ قُفْلٍ وَحِمْلٍ بِمَعْنَى الْمَنْقُوضِ وَاقْتَصَرَ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ قَالَ النُّقْضُ اسْمُ الْبِنَاءِ الْمَنْقُوضِ إذَا هُدِمَ وَبَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْكَسْرِ وَيَمْنَعُ الضَّمَّ وَالْجَمْعُ نُقُوضٌ.

وَنَقَضْتُ الْحَبْلَ نَقْضًا أَيْضًا حَلَلْتُ
بَرْمَهُ وَمِنْهُ يُقَالُ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمَهُ إذَا أَبْطَلْتَهُ وَانْتَقَضَ هُوَ بِنَفْسِهِ.

وَانْتَقَضَتْ الطَّهَارَةُ بَطَلَتْ وَانْتَقَضَ الْجُرْحُ بَعْدَ بُرْئِهِ وَالْأَمْرُ بَعْدَ الْتِئَامِهِ فَسَدَ وَتَنَاقَضَ الْكَلَامَانِ تَدَافَعَا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ نَقَضَ الْآخَرَ وَفِي كَلَامِهِ تَنَاقُضٌ إذَا كَانَ بَعْضُهُ يَقْتَضِي إبْطَالَ بَعْضٍ وَأَنْقَضَ الْحِمْلُ الظَّهْرَ أَثْقَلَهُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَنْقَضَهُ فَدَحَهُ بِثِقَلِهِ. 
نقض
النَّقْضُ: انْتِثَارُ العَقْدِ مِنَ البِنَاءِ والحَبْلِ، والعِقْدِ، وهو ضِدُّ الإِبْرَامِ، يقال: نَقَضْتُ البِنَاءَ والحَبْلَ والعِقْدَ، وقد انْتَقَضَ انْتِقَاضاً، والنِّقْضُ المَنْقُوضُ، وذلك في الشِّعْر أكثرُ، والنَّقْضُ كَذَلِكَ، وذلك في البِنَاء أكثرُ ، ومنه قيل للبعير المهزول: نِقْضٌ، ومُنْتَقِض الأَرْضِ من الكَمْأَةِ نِقْضٌ، ومن نَقْضِ الحَبْل والعِقْد استُعِيرَ نَقْضُ العَهْدِ. قال تعالى: الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ
[الأنفال/ 56] ، الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ [البقرة/ 27] ، وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها
[النحل/ 91] ومنه المُنَاقَضَةُ في الكلام، وفي الشِّعْرِ كنَقَائِضِ جَرِيرٍ والفرزدقِ ، والنَّقِيضَانِ مِنَ الكلامِ: ما لا يصحُّ أحدُهما مَعَ الآخَرِ. نحو: هو كذا، وليس بكذا في شيءٍ واحدٍ وحالٍ واحدةٍ، ومنه: انْتَقَضَتِ القُرْحَةُ، وانْتَقَضَتِ الدَّجَاجَةُ: صَوَّتَتْ عند وَقْتِ البَيْضِ، وحقيقةُ الانْتِقَاضِ ليس الصَّوَتَ إنما هو انْتِقَاضُهَا في نَفْسِهَا لِكَيْ يكونَ منها الصَّوْتُ في ذلك الوَقْتِ، فَعُبِّرَ عن الصَّوْتِ بِهِ، وقوله: الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] أي: كَسَرَهُ حتى صار له نَقِيضٌ، والإِنْقَاضُ.
صَوْتٌ لزَجْرِ القَعُودِ، قال الشاعر:
أَعْلَمْتُهَا الإِنْقَاضَ بَعْدَ القَرْقَرَة
ونَقِيضُ المَفَاصِلِ: صَوْتُهَا.
[نقض] النَقْضُ: نَقْضُ البناءِ والحَبْلِ والعهدِ. والنُقاضَةُ: ما نُقِضَ من حبَل الشَعر. والمُناقَضَةُ في القول: أن يتكلَّم بما يَتَناقَضُ معناه. والنَقيضَةُ في الشِعر: ما يُنْقَض به. والانْتِقاضُ: الانتكاثُ. والنِقْضُ، بالكسر: البعير الذي أضناهُ السفر، وكذلك الناقةُ. والجمع أنْقاضٌ. والنِقْضُ أيضاً: الموضعُ الذي ينْتَقِضُ عن الكمأة. والنِقْضُ أيضاً: المَنْقوضُ، مثل النِكْثِ. وتَنَقَّضَتِ الأرضُ عن الكمأةِ، أي تَفَطَّرَتْ. وأَنْقَضَتِ العُقابُ، أي صوَّتَتْ. وأنشد الاصمعي:

تنقض أيديها نقيض العقبان * وكذلك الدجاجة. قال الراجز:

تنقض إنقاض الدجاج المخض * والانقاض والكتيت: أصوات صغار الابل. والقرقرة والهدير: أصوات مسان الابل. قال شظاظ، وهو لص من بنى ضبة: رب عجوز من نمير شهبره * علمتها الانقاض بعد القرقره * أي أسمعتها. وذلك أنه اجتاز على امرأة من بنى نمير تعقل بعيرا لها وتتعوذ من شظاظ، وكان شظاظ على بكر، فنزل وسرق بعيرها وترك هناك بكره. قال أبو زيد: أنْقَضْتُ بالمعزِ إنْقاضاً: دعوت بها. والإنْقاضُ: صُوَيْتٌ مثل النَقْر. وإنْقاضُ العِلْكِ: تصويته، وهو مكروهٌ. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهره، أي أثقله. وأصله الصوت، ومنه قوله تعالى: {الذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} . والنَقيضُ: صوتُ المَحامِلِ والرحال. قال الراجز: شيب أصداغى فهن بيض * محامل لقدها نقيض
باب القاف والضاد والنون معهما ن ق ض يستعمل فقط

نقض: النَّقْضُ: إفساد ما أبرمت من حبل أو بناء والنِّقْضُ: البناء المنْقُوضُ، يعني اللبن إذا خرج منه. والنَّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجمل والناقة اللذان هزلتهما الأسفار وأدبرتهما، والجميع الأنقاض، قال:

إذا مطونا نقضة أو نقضا

والمناقضة في الأشياء، نحو الشعر، كشاعرٍ ينْقُضُ قصيدة أخرى بغيرها، والاسم النَّقيضةُ ويجمع نَقائِضَ، ومن هذا نَقائضُ جريرٍ والفرزدق. والنَّقْضُ: مُنْتَقَضُ الكماة من الأرض إذا أرادت أن تخرج، ونَقَضْتُها نَقْضاً فَانتَقَضَتْ منه، وجمعها أنقاضٌ. والانتِقاضُ: أن يعود الجرح بعد البرء، وكذلك انتِقاضُ الأمور والثغور ونحوها. والنَّقيضُ: صوت الأصابع والمفاصل والأضلاع، وأنْقَضَتِ الأضلاع والأصابع إنقاضاً، ورأيته يُنْقِضُ، ويُنْقِضُ أصابعه، قال:

وحُزْن تُنْقِضُ الأضلاعُ منه ... مقيم في الجوانحِ لن يَزولا

. وقولك: أنْقَضْتُ يعني أخذت الأصابع إنقاضاً. ونقيضُ المحجمة: صوتها إذا شدها الحجام بمصه، قال:

...... كأنما ... زوى بين عينيه نقيضُ المحاجمِ

والنُّقّاضُ: نبات. والنقاض: الذي يَنْقُضُ الدمقس، وحرفته النِّقاضةُ. وأَنْقَضْتُ بالحمار إذا ألزقت طرف لسانك بالغار الأعلى ثم صوت بحافتيه من غير أن ترفع طرفه عن موضعه، وكذلك ما أشبهه من أصوات الفراريج والعقاب والرحل فهو إنقاضٌ، قال:

أواخرِ الميسِ إنقاض الفراريج  
[نقض] نه: فيه: إنه سمع "نقيضًا" من فوقه، النقيض: الصوت، ونقيض المحامل: صوتها، ونقيض السقف: تحريك خشبه. بي: ومنه: بينا جبرئيل سمع "نقيضًا"، أي صوتًا كصوت باب إذا فتح، ولا يبعد أن يكون ابن عباس تمثل له جبرئيل فشاهده فسمع، والظاهر أنه إنما سمع من إخباره صلى الله عليه وسلم، وضمائر سمع ورفع وقال- لجبرئيل، وقيل: للنبي، وقيل: في الثالث لجبرئيل. ط: ضمير سمع ورفع وقال- لجبرئيل، لأنه أكثر إطلاعًا على أحوال السماء، وقيل: ضمير سمع ورفع- للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي قال- لجبرئيل، لأن حضور جبرئيل لإخبار عن أمر غريب وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزل منه ملك- هذا من قول الراوي في حكايته ما سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه منه، فسلم أي ذلك الملك- ومر الكلام في أعطيت، نه: وفيه: ولقد "تنقضت" الغرفة، أي تشققت وجاء صوتها. وفيه: "فأنقض" به دريد، أي نقر بلسانه في فيه مكا يزجر الحمار، فعله استجهالًا، وقيل: أنقض به أي صفق بإحدى يديه على الأخرى حتى يسمع لهما نقيض أي صوت. وفي ح صوم التطوع: "فناقضني" وناقضته، هي مفاعلة من نقض البناء أي هدمه أي ينقض قولي وأنقض قوله، وأراد به المراجعة والمرادة. ش: "ناقض" اثنا عشر شاعرًا، مناقضة الشعراء أن يعمل كل نقيض الآخر. نه: ومنه ح "نقض" الوتر، أي إبطاله وتشفيعه بركعة لمن يريد أن يتنفل بعد أن أوتر. قس: هل "ينقض" الوتر؟ أي إذا صلى ثلاث ركعات ونام فهل يصلي بعد النوم شيئًا آخر مضافًا إلى الأول. وفيه: "انقضى" رأسك، بضم قاف أي حلي شعرها، وأمسكي أي عن عمرتك أي اتركي عملها وإتمامها، ولا يريد الخروج منها فإن الحج والعمرة لا يخرج منهما فتكون قارنه، وقيل: يريد الخروج لقولها: ترجع صواحبي بحج وعمرة وأرجع أنا بالحج. وح: ثم "لم ينقضها" عمرة، أي لم يفسخها إلى العمرة، وهذا ابن عمر فلا يسألونه؟ أي أفلا يسألونه، ولا أحد- عطف على فاعل لم ينقضها، أي لم ينقضها ابن عمر ولا أحد من السلف، ما كانوا يبدؤن بشيء آخر حين يضعون أقدامهم في المسجد من الطواف أي لأجل الطواف أي لا يصلون تحية المسجد ولا يشتغلون بغير الطواف. وح: "انقضى" رأسك وامتشطي، إن كان نقض شعرها لغسل الإحرام- وهو سنة- فلغسل الحيض- وهو فرض- أولى فيوافق الترجمة. وح: "نقض" شعر المرأة، أي شعر رأسها لأجل إيصال الماء إلى أصولها وتنظيفه من الأوساخ. ش: و"لم ينقض" العمامة، أي لم يحلها، وهو تأكيد لقوله: فأدخل يده من تحت العمامة. ك: أمر "نقض" بما كانوا ينهون عنه، أي ناقض لنهي ادخار الأضحية بعد الثلاث. وح "وزرك الذي "انقض" ظهرك" أي أتقن، ويروى: أثقل، وروى: أوهن، أي أحكمه؛ وعن الفربري أن أتقن- خطأ، وصوابه: أثقل، قوله: في الجاهلية، صفة للوزر لا متعلق بالوضع. وح. فيدخل "فينتقض"، هو كناية عن قضاء حاجته أي يستنجي، وهو المراد بيقضي حاجته في الرواية الأولى. ن: "انقض" البارحةن سقط. "يريد أن "ينقض"" أي قرب من الانقضاض، والإرادة مجاز عن القرب.
نقض: نقض: بدلا من نقض العهد يقال نقض وحدها أي نقضه أو نقض ب: (معجم البلاذري).
نقض الوضوء: (معجم التنبيه): بطلانه وزواله (بوشر)، (معجم التنبيه).
نقض: فند، دحض، رد. نقض كلامه فنده. وفي (النويري أسبانيا 467): نقض عليه: (وقال ابن الرقيق أنه أخ لعبد الله بن محمد وليس بصحيح وينقض ذلك عليه انه قال فيه ... الخ (المقدمة 1: 280).
نقض: استدرك القول، عدل. نقض قوله استدرك قوله (بوشر).
نقض: ثار (معجم البلاذري).
نقض: حجز المقاتلين عن بعضهم (الكالا): النقض حجر المقاتلين.
ناقض: حاجز المقاتلين بمنع بعضهم من بعض (الكالا).
نقض الجرح: فتح جرحا بمعناه المجازي وكذلك الحقيقي وبالتشديد وسواه (بوشر).
نقض: نقض عليه الحمى: عادت الحمى إليه (بوشر).
نقض: خرب، قوض (باين سميث 1615 - 6).
نقض: انظر شهب (في معجم المنصوري): النجوم الساقطة تدعى بنجوم الرجم المنقضة.
نقض الجرح: (انظر نقض).
ناقض: فند، دحض (بوشر).
ناقض: يبدو أن المرادف الذي أعطاه (فوك) في القسم الأول، أي corumpere كان خطأ.
أنقض: أذاب، حل، فك (عباد 1: 190، عدد 194) فتق (فوك).
أنقض الزرد: قطع، فك، فتق الزرد (الكالا).
أنقض: أحذف المعنى الأخير الذي ذكره (فريتاج)، لأن (رايسك) كان مخطئا، أنظر (فهرست المخطوطات الذي وضعته (ليدن 2: 36، عدد 1).
تناقضوا الكلام بينهم: تحادثوا بينهم: تحادثوا (ألف ليلة برسل 10: 222): وجلسوا يتحدثون ويتنادمون الكلام بينهم.
تناقضا البيع= نقضاه (محيط المحيط) انتقض: انفصل، انفك (الكالا).
انتقاض الرزرد: فتقة انفكاكة وقطعه (الكالا) وعنده انتقض وحدها تستعمل للتعبير عن انتقاض الزرد.
شيء ينتقض: شيء قابل للبسط (الكالا).
انتقض الأمر: في (محيط المحيط). (انتقض الجرح بعد برئه والأمر بعد التئامه، أي نكس وفسد)، -أن الذي لاحظته أن (م. المحيط) لم يشرح معنى انتقض الأمر، بل ذكر معنى انتقض البناء والحبل انتكث وانحل برمه والطهارة بطلت ويقال انتقض الجرح بعد برئه .. الخ، لذلك بات من الضروري العودة إلى معنى الجملة التي ذكرها (دوزي) المصنف (انتقض الأمر)، فقد ذكر أن معناها بالفرنسية s'est brouille, L'affaire، أي أن القضية قد تشوشت أو تلبكت: (المترجم).
انتقضت الطهارة: بطلت (محيط المحيط)، (معجم التنبيه).
انتقض المجلس: رفعت الجلسة (بوشر): الفاء من أخطاء الطباعة.
انتقض على: ثار على (معجم البلاذري، عبد الواحد 198: 12 و99: 15 و262: 6 عادات 6، حيان 37 و38 و69، ابن خلدون مخطوطة 4: 9).
انتقض: في (محيط المحيط): (انتقض الجرح بعد برئه، بعد التئامه، أي نكس وفسد) (معجم البلاذري، كليلة ودمنة 178: 2، البربرية 2: 242، قرطاس 67: 4، 198).
انتقض: ابتعد، ارتحل (هوجفلايت 90، العدد 151).
نقض: بسط ما كان مطويا (الكالا).
نقض: في (محيط المحيط): (ما انتقض من البنيان والجمع أنقاض ونقوض) (المقري 1: 471: 10 و16. قرطاس 33: 3، الفخري 185: 10، محمد بن الحارث 299): لست أبيع نقضها (كذا) بهذا الثمن فكيف الدار جميعا.
نقضة والجمع نقض: في (محيط المحيط): (النقضة المرة وعند النجارين الخشبة يسقف بها البيت والجمع نقض).
نقيضة: عكس (دي ساسي كرست 1: 37).
نقاض: هدام البناء (معجم البلاذري).
منقوص: مطروح أرضا (الكالا).
تناقض: في (محيط المحيط): (التناقض التخالف والتدافع ويقال في كلامه تناقض إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض) (سي ساسي كرست 1: 39).
نقض
نقَضَ يَنقُض، نقْضًا، فهو ناقض، والمفعول مَنْقوض
• نقَض الأمرَ ونحوَه:
1 - أفسَده بعد إحكامِه "نقَض التَّجربةَ الكيميائيَّة- {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} ".
2 - فكَّه وحلّه "نقَض الحبلَ".
• نقَض الحائِطَ: هدَمه "نَقْضُ المباني بالقذائف".
• نقَض العهدَ أو اليمينَ: نكَثه ولم يعمل به "نقض وعودَه- نقض المعاهدةَ: أعلن إبطالَها- {وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ".
• نقَض الولاءَ والطّاعةَ: تمرّد وخرج على السّلطة الشَّرعيَّة، خلع الطَّاعة "نقض ولاءَه للسّلطة الحاكمة".
• نقَض حكمًا: أصدر حكمًا قضائيًّا بإلغاء حكم سابق وإعلان بُطلانه. 

أنقضَ يُنقض، إنقاضًا، فهو مُنقِض، والمفعول مُنقَض
• أنقضَ الحملُ الظَّهرَ: أثقلَه، حمَّلَه ما لا يطيق " {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أنقض ظهرَه الهمُّ: بلَغ منه وبرَّح به. 

انتقضَ/ انتقضَ على ينتقض، انتِقاضًا، فهو مُنتقِض، والمفعول مُنتقَض عليه
• انتقض الوضوءُ: مُطاوع نقَضَ: فسَد وبطُل.
• انتقض الحبلُ: انفكّ وانحلّ بعد إحكام.
• انتقض الجرْحُ: عاوده المرضُ بعد الشِّفَاء.
• انتقض القومُ على السُّلطان: خرجوا عليه، وخلعوا طاعتَه.
• انتقض البناءُ: تهدّم. 

تناقضَ يتناقض، تناقُضًا، فهو مُتناقِض، والمفعول مُتناقَض (للمتعدِّي)
• تناقضَ الحبلُ: انتقض، انحلّ وانفّك بعد إحكامه "تناقض الوضوءُ: فسَد- تناقض الجُرْحُ".
• تناقض الشَّيئان: تخالفَا وتعارَضا "حاول أن يوفّق بين سياسات متناقضة".
• تناقض الشَّاعران: قال كلٌّ منهما قصيدةً ينقض فيها قصيدة الآخر ويعارضها.
• تناقض الشَّخصان البيعَ: أبطلاه ولم يُتِمَّاه. 

ناقضَ يناقض، مُناقضةً، فهو مُناقِض، والمفعول مُناقَض
• ناقض الشّخصُ غيرَه: خالَفَه وعارَضَه "ناقضت شهادةُ الشُّهود ادِّعاءَ المتَّهم- ناقض غيرَه في قوله: تكلَّم بما يخالف معناه" ° ناقضَ نفسَه: خالف ما قاله أو فعله.
 • ناقض الشَّاعِرُ الشّاعرَ: قال أحدُهما قصيدةً فردّ عليه الآخرُ بمثلها في الوزن والقافية ردًّا على ما فيها ومعارضةً له "كثيرًا ما ناقض الفرزدقُ جريرًا". 

أنقاض [جمع]: مف نَقْض: بقايا هدم البناء "خرج حيًّا من تحت الأنقاض- إزالة الأنقاض". 

تناقُض [مفرد]: ج تناقُضات (لغير المصدر):
1 - مصدر تناقضَ.
2 - تعارض بين أمرين لا يتطابقان أبدًا "تناقُض سلوك- تناقض السَّلب والإيجاب" ° التَّناقُض الذَّاتيّ: مناقضةُ الشَّيء لذاته أو احتوائه على تناقض- مبدأ التَّناقُض: هو القول: إنّ الشَّيء نفسَه لا يمكن أن يكون حقًّا وباطلاً معًا.
3 - (سف) علاقة بين عبارات متناقضة.
4 - (فق) تقابُل الدَّليلَيْن المتساويَيْن على نحو لا يمكن الجمع بينهما، ويُسمّى أيضًا التَّعارُض أو المُعَارضة. 

مُناقضة [مفرد]:
1 - مصدر ناقضَ.
2 - (سف) تناقُض القوانين والمبادئ عند تطبيقها.
3 - (قص) منازعة في دَيْن الدّائن الذي تقدّم بدينه في التفليسة من جانب دائن آخر ممّن تقدّموا بديونهم في التفليسة. 

نَقْض [مفرد]:
1 - مصدر نقَضَ.
2 - (قن) تغيير أو إلغاء قرار محكمة من قِبل محكمة عليا.
• نقْض الحُكْم: (قن) إبطال الحكم إذا كان قد صدر مبنيّا على خطأ في تطبيق القانون أو تأويله، أو كان هناك خطأ جوهريّ في إجراءات الفصل أو بطلان في الحكم. والنَّقض قد يصيب الحكم المدنيّ والحكم الجنائيّ على السَّواء متى كان أحدهما قد صدر نهائيًّا من المحاكم الابتدائيّة.
• حقُّ النَّقض:
1 - (سة) الفيتو؛ حقّ خُصّت به الدّول الخمس ذات المقعد الدَّائم في مجلس الأمن التَّابع لهيئة الأمم المتحدة في نقض قرارات المجلس وإبطالها.
2 - السلطة المكتسبة أو الحقّ المُعطَى لفرع أو دائرة حكوميَّة لرفض الموافقة على إجراءات مُقترَحة من دائرة أخرى وخاصَّة السُّلطة الممنوحة للمدير التَّنفيذي لرفض مشروع قانون تقدِّمه الهيئة التَّشريعيّة وبذلك يُرفض أو يتمّ تأخيرُ تنفيذه ليصبح قانونًا.
• محكمة النَّقض: (قن) هي المحكمة العليا في البلاد وتعدّ المبادئ المستمدة من أحكامها ملزمة للمحاكم الأخرى. 

نقيض [مفرد]: مخالف ومعارِض "هذا القولُ نقيض ذاك- الخير نقيض الشرّ" ° على النَّقيض من هذا: بخلافه، على عكسه- هما على طَرَفي نقيض: مختلفان، متناقضان.
• النَّقيضان: ما لا يجتمعان في شيء واحد مثل أبيض وأسود. 

نقيضة [مفرد]: ج نقائِضُ:
1 - (دب) قصيدة ينقضُ بها الشَّاعرُ ما قاله شاعرٌ آخر وتلتزم وزنَ القصيدة الأولى وقافيتَها "نقائض جرير والفرزدق".
2 - (سف) تناقض القوانين والمبادئ عند تطبيقها، ويريد بها بعض الفلاسفة: تنازع قوانين العقل وتناقضها. 

نقض: النَّقْضُ: إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء، وفي

الصحاح: النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ. غيره: النقْضُ ضِدُّ

الإِبْرام، نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ. والنَّقْضُ:

اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم. وفي حديث صوم التَّطَوُّع: فناقَضَني

وناقَضْتُه، هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه، أَي يَنْقُضُ

قولي وأَنْقُضُ قوله، وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ. وناقضَه في

الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه؛ قال:

وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً

وذا رَحِمٍ، فقُلْتُ له نِقاضا

أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي. والمُناقَضةُ في القول: أَن

يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه. والنَّقِيضةُ في الشِّعْرِ: ما يُنْقَضُ به؛

وقال الشاعر:

إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمرارِ

أَي ما أَمَرَّ عادَ عليه فنقَضَه، وكذلك المُناقَضةُ في الشِّعْر

يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله الأَوّل، والنَّقِيضةُ الاسم يجمع على

النَّقائض، ولذلك قالوا: نَقائضُ جرير والفرزدق. ونَقِيضُك: الذي يُخالِفُك،

والأُنثى بالهاء. والنَّقْضُ: ما نَقَضْتَ، والجمع أَنْقاض. ويقال:

انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء، وانتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه، وانتقَض أَمرُ

الثغْرِ بعد سَدِّه.

والنِّقْضُ والنِّقْضةُ: هما الجملُ والناقةُ اللذان قد هَزَلْتَهما

وأَدْبَرْتَهما، والجمع الأَنْقاضُ؛ قال رؤبة:

إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَي، نِقْضا

والنِّقْضُ، بالكسر: البعير الذي أَنْضاه السفر، وكذلك الناقة.

والنِّقْضُ: المَهْزُول من الإِبل والخيل، قال السيرافي: كأَنَّ السفَرَ نقَض

بِنْيتَه، والجمع أَنْقاضٌ؛ قال سيبويه: ولا يُكَسَّر على غير ذلك، والأُنثى

نِقْضةٌ والجمع أَنْقاضٌ كالمذكر على توَهُّمِ حذْفِ الزائد.

والانْتِقاضُ: الانْتِكاثُ. والنَّقْضُ: ما نُكث من الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل

ثانية، والنُّقاضةُ: ما نُقض من ذلك. والنِّقْضُ: المَنْقُوضُ مثل

النِّكْث. والنِّقْضُ: مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ، وهو الموضع الذي

يَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت

الأَرض؛ وأَنشد:

كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ

لأَوَّلِ جانٍ، بالعَصا يَسْتَثِيرُها

والنَّقّاضُ: الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقاضةُ؛ قال

الأَزهري: وهو النَّكّاثُ، وجمعه أَنْقاض وأَنْكاث. ابن سيده: والنِّقْضُ

قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة، والجمع أَنْقاض ونُقوضٌ، وقد

أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عنها، وتَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَي تقطَّرَت.

وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض: تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه؛ قال:

ونَفَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ

(* قوله «ونقض الكمء» تقدم انشاده في مادة بصر: ونقض الكمء بالفاء ونصب

الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا.)

والنِّقْضُ: العسَلُ يُسَوِّسُ فيؤخذ فيُدَقّ فيُلْطَخ به موضع النحل مع

الآس فتأْتيه النحل فتُعَسِّلُ فيه؛ عن الهَجَرِيّ. والنَّقِيضُ من

اَلأَصْواتِ: يكون لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ

والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ، وقد

أَنْقَض؛ قال:

فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه،

كما يُنْقِضُ الوُزْغانُ، زُرْقاً عُيونُها

وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت؛ وأَنشد الأَصمعي:

تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ

وكذلك الدجاجةُ؛ قال الراجز:

تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ

والإِنْقاضُ والكَتِيتُ: أَصوات صغار الإِبل، والقَرْقَرةُ والهَديرُ:

أَصوات مَسانِّ الإِبل؛ قال شِظاظٌ وهو لِصٌّ من بني ضَبّة:

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،

عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ

أَي أَسْمَعْتُها، وذلك أَنه اجْتازَ على امرأَة من بني نُمير تَعْقِلُ

بعيراً لها وتَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ، وكان شِظاظ على بكر، فنزل وسرَق

بعيرها وترك هناك بَكْرَه. وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت. أَبو زيد:

أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه: أَثقله

وجعله يُنْقِضُ من ثِقَله أَي يُصَوِّتُ. وفي التنزيل العزيز: ووضَعْنا عنك

وِزْرَك الذي أَنْقَض ظهرَك؛ أَي جعلَه يُسْمَعُ له نَقِيضٌ من ثِقَلِه.

وجاء في التفسير: أَثْقل ظهرك، قال ذلك مجاهد وقتادةُ، والأَصل فيه أَن

الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له نَقِيض أَي صوت خفي كما يُنْقِض

الرَّجل لحماره إِذا ساقَه، قال: فأَخبر اللّه عزّ وجلّ أَنه غفر لنبيه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، أَوزارَه التي كانت تراكمت على ظهره حتى أَثقلته،

وأَنها لو كانت أَثقالاً حملت على ظهره لسمع لها نقيض أَي صوت؛ قال محمد بن

المكرّم، عفا اللّه عنه: هذا القول فيه تسَمُّح في اللفظ وإغلاظ في النطق،

ومن أَين لسيدنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَوزار تتراكم على

ظهره الشريف حتى تثقله أَو يسمع لها نقيض وهو السيد المعصوم المنزه عن

ذلك، صلّى اللّه عليه وسلّم؟ ولو كان، وحاش للّه، يأْتي بذنوب لم يكن يجد

لها ثِقَلاً فإِن اللّه تعالى قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأَخر،

وإِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَين ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل

وُقوعه فلا صُورة له ولا إِحْساسَ به، ومن أَين للمفسِّر لفظ المغفرة

هنا؟ وإِنما نص التلاوة ووَضَعْنا، وتفسير الوِزْر هنا بالحِمل الثقيل، وهو

الأَصل في اللغة، أَولى من تفسيره بما يُخْبَر عنه بالمغفرة ولا ذكر لها

في السورة، ويحمل هذا على أَنه عزّ وجلّ وضع عنه وزره الذي أَنقض ظهره

من حَمْلِه هَمَّ قريش إِذ لم يسلموا، أَو هَمَّ المنافقين إِذ لم

يُخْلِصوا، أَو همّ الإِيمانِ إِذ لم يُعمّ عشيرته الأَقربين، أَو همّ العالَمِ

إذ لم يكونوا كلهم مؤمنين، أَو همّ الفتح إِذ لم يعجَّل للمسلمين، أَو

هموم أُمته المذنبين، فهذه أَوزاره التي أَثقلت ظهره، صلّى اللّه عليه

وسلّم، رغبة في انتشار دعوته وخَشْيةً على أُمته ومحافظة على ظهور ملته

وحِرْصاً على صفاء شِرْعته، ولعل بين قوله عزّ وجلّ: ووضعنا عنك وزرك، وبين

قوله: فلعلك باخع نفسك على آثارهم إِن لم يؤمنوا بهذا الحديث أَسفاً،

مناسبةً من هذا المعنى الذي نحن فيه، وإِلا فمن أَين لمن غفر اللّه له ما

تقدّم من ذنبه وما تأَخَّر ذنوب؟ وهل ما تقدَّم وما تأَخَّر من ذنبه المغفور

إِلا حسنات سواه من الأَبْرار يراها حسنة وهو سيّد المقربين يراها سيئة،

فالبَرُّ بها يتقرَّب والمُقَرَّبُ منها يتوب؛ وما أَوْلى هذا المكان أَن

يُنْشَد فيه:

ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب

وكل صوت لمَفْصِل وإِصْبَع، فهو نَقِيضٌ. وقد أَنْقَضَ ظهرُ فلان إِذا

سُمع له نَقِيض؛ قال:

وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه،

مُقِيم في الجَوانِحِ لنْ يَزُولا

ونَقِيضُ المِحْجَمةِ: صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه، يقال:

أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ؛ قال الأَعشى:

زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم

وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ؛ قال ذو الرمة وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ

بأَصوات الفراريج:

كأَنَّ أَصْواتَ، من إِيغالِهِنَّ بِنا،

أَواخِرِ المَيْسِ، إِنْقاضُ الفَرارِيجِ

قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنِيه المُنْذِري رواية عن أَبي الهيثم، وفيه

تقديم أُريد التأْخير، أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ

الفراريج إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَي أَسْرَعَت، ونَقِيضُ الرّحال

والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ: صوتُها من ذلك؛ قال الراجز:

شَيَّبَ أَصْداغي، فَهُنَّ بِيضُ،

مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ

وفي الحديث: أَنه سمع نَقيضاً من فوقه؛ النَّقِيضُ الصوت. ونَقِيضُ

السقْفِ: تحريك خشبه. وفي حديث هِرَقْلَ: ولقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي

تشقَّقت وجاء صوتها. وفي حديث هوازِنَ: فأَنْقَضَ به دُرَيْد أَي نَقَرَ بلسانه

في فيه كما يُزْجَرُ الحِمار، فَعَله اسْتجهالاً؛ وقال الخطابي:

أَنْقَضَ به أَي صَفَّق بإحدى يديه على الأُخرى حتى سُمع لها نَقِيضٌ أَي صوتٌ،

وقيل: الإِنْقاضُ في الحَيوان والنَّقْضُ في المَوَتان، وقد نقَض

يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً. والإِنْقاضُ: صُوَيْت مثل النَّقْرِ. وإِنْقاضُ

العِلْك: تَصويته، وهو مكروه. وأَنْقَضَ أَصابعه: صوَّت بها. وأَنْقض

بالدابة: أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلى ثم صوَّت في حافتيه من غير أَن يرفع

طَرفه عن موضعه، وكذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراريج والرِّحال. وقال

الكسائي: أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها. أَبو عبيد: أَنْقَضَ

الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً. وقال الأَصمعي: يقال أَنْقَضْتُ

بالعَيْر والفرس، قال: وكلُّ ما نقَرْت به، فقد أَنْقَضْتَ به. وأَنْقَضَت

الأَرضُ: بدَا نباتُها. ونَقْضا الأُذنين

(* قوله «وتقضا الأذنين» كذا ضبط في

الأَصل.): مُسْتدارُهما. والنُّقَّاضُ: نَبات. والإِنْقِيضُ: رائحة

الطِّيب، خُزاعية.

وفي النوادر: نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى ولم يَسْتَحْكِم

إِنْعاظُه، ومثله سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ.

نقض

1 نَقَضَهُ, (M, Mgh, Msb,) aor. ـُ (M, Msb, TA,) inf. n. نَقْضٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) He undid it; took it; or pulled it, to pieces: untwisted it: unravelled it: unwove it: dissolved it: broke it: or rendered it uncompact, unsound, or unfirm,: after having made it compact, sound, or firm: (JK, M, A, Msb, K, TA:) namely a building, or structure: and a rope, or cord: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) and silk, or flax: (TA:) and cloth: (L:) and (tropical:) a compact, contract, or covenant; (S, A, Msb, K, TA;) and (assumed tropical:) a sale: (Mgh:) and (assumed tropical:) other things; (A, K, TA;) such as (assumed tropical:) an affair, or a case; and (assumed tropical:) the state of a place through which the invasion of an enemy is feared: (TA:) contr. of أَبْرَمَهُ, (M, A, K, TA,) as relating to a building or structure, and to a rope or cord, (A, K, TA,) and to a compact or contract or covenant, &c.: (K, TA:) or i. q. حَلَّ بَرْمَهُ, as relating to a rope or cord, and to a compact or contract or covenant: (Msb:) or i. q. هَدَمَهُ, as relating to a building or structure: (TA:) or the inf. n. signifies إِفْسَادُ مَا أَبْرَمْتَ, as relating to a building or structure. (JK, TA,) and to a rope or cord, (JK,) and to a compact or contract or covenant. (TA.) [It is said in the K, that النَّقْضُ is the contr. of الإِبْرَامُ, like الإِنْتقَاضُ and التَّنَاقُضُ: but this is a glaring mistake; and seems to be a corruption of the following passage in the M: النَّقْضُ ضِدُّ الإِبْرَامِ نَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضًا وَانْتَقَضَ وَتَنَاقَضَ, which is meant indicate that انتقض and تناقض are quasi-passives of نَقَضَهُ: and in like manner, the passage in the A, النَّقْضُ فِى البِنَآءِ وَالحَبْلِ وَغَيْرِهِ ضِدُّ الإِبْرَامِ وَانْتَقَضَ وَنَتَقَّضَ, indicates that انتقض and تنقّض are quasi-passives of نَقَضَهُ. Further. it should be observed that نَقَضَهُ, as relating to a building, is not well explained by هَدَمَهُ; for you say, نَقَضَ البِنَآءَ مِنْ غَيْرِ هَدْمٍ, (mentioned in the S and A, &c., in art. قوض,) meaning He took to pieces the building without demolishing, or destroying.] b2: [Hence,] نَقَصَ فُلَانٌ وَتَرَهُ [lit. Such a one undid, or untwisted, his bow-string]; meaning (tropical:) such a one took, or had taken, his blood-revenge. (A, TA.) And الدَّهْرُ ذُو نَقْضٍ

وَإِمْرَارٍ [lit. Time, or fortune, has a property of untwisting and twisting tightly]; meaning (tropical:) that which time, or fortune, [as it were] twists tightly, [or makes firm.] it, at another time, [as it were] untwists, or undoes. (TA.) And نَقَضْتُ مَا أَبْرَمَهُ (tropical:) I annulled [what he confirmed, or made firm]. (Msb.) And يَنْقُضُ عَلَيْهِ (tropical:) [He undoes, or annuls, or contradicts, what he (another) has said]; said of a poet replying to another poet. (Lth, A, K.) b3: نقض السقف, [i. e., app., نَقْضُ السَّقْفِ,] also signifies تحريك خشبه [i. e. تَحْرِيكُ خَشَبِهِ, The moving, or shaking, of the pieces of wood, or rafters, of the roof]. (TA. [But perhaps the phrase to be explained is السَّقْفُ ↓ نَقَّضَ, and the explanation, correctly, تَحَرَّكَ خَشَبُهُ, i. e. The pieces of wood, or rafters, of the roof moved, or shook, (for this, I am informed, is agreeable with modern usage,) app. so as to produce a sound: see also 5.]) A2: See also 4.2 نَقَّضَ see 4, in two places: b2: and 5; and see 1, next before the last break.3 المُنَاقَضَةُ فِى القَوْلِ is (tropical:) The saying that which is contradictory in its meaning [or meanings; as though one of its meanings undid, or annulled, the other]: (S, * K, TA:) from نَقْضُ البِنَآءِ: and meaning (tropical:) the contending with another in words, [or in contradiction,] each rebutting what the other said. (TA.) You say, ناقضهُ فِى الشَّىْءِ, inf. n. مُنَاقَضَةٌ and نِقَاضٌ, (tropical:) He contradicted him in, or respecting, the thing. (M, TA. *) and قُلْتُ لَهُ نِقَاضًا (tropical:) I contradicted him with respect to his saying, and his satirizing of me. (M, TA.) And ناقض أَحَدُ الشَّاعِرَيْنِ الأَخَرَ (tropical:) [One of the two poets contradicted the other]. (A.) And ناقض قَوْلُهُ الثَّانِى الآوَّلَ (tropical:) [His second saying contradicted the first]. (A, TA.) And ناقض آخِرُ قَوْلِهِ الأَوَّلَ (tropical:) [The last part of his saying contradicted the first]. (Mgh.) [See also 6.]4 انقض الكَمْأَةَ, (M, K, TA.) and انقض عَنْهَا. (M, TA,) He removed the crust of earth from over the truffles: (M:) or he extracted, or took forth, the truffles from the earth. (K, TA.) A2: انقض الكَمْءُ The crusts of earth ??? up (تَقَلْفَعَتْ) from over the truffle; as also ↓ نَقَّضَ. (M, TA.) [See also 5.] b2: انقضت الأَرْضُ The earth showed [or put forth] its plants, or herbage. (M, TA.) A3: انقض also signifies It produced, made, gave, emitted, or uttered, a sound, noise, voice, or cry: (S, M, K, TA:) and [particularly] a slight sound like what is termed نَقْرٌ: (S, TA:) said of a joint of a man, (M, K,) and of the fingers [when their joints are made to crack], and of the ribs, (A,) [see also 5,] and of a camel's saddle, (A, TA.,) and of a cupping-instrument when the cupper sucks it, (TA,) [&c., (see نَقِيضٌ,)] and of an eagle, (S, M, K,) and of a hen (S, A) on the occasion of her laying eggs, (A,) and of a chicken, (M, A, K,) and of an ostrich, and of a quail, and of a hawk, and of a scorpion, and of a frog, and of the [kind of lizard called] وَزَغ, and of the وَبْر [or Syrian hyrax], (M, K,) and of a young camel, the sounds of which are denoted by إِنْقَاضٌ and كَتِيتٌ, as those of a camel advanced in age are by قَرْقَرَةٌ and هَدِيرٌ: (S:) or إِنْقَاضٌ relates to animate things; and ↓ نَقْضٌ, inf. n. of نَقضَ, aor. ـُ and نَقِضَ, to inanimate things. (M, K.) [Accord. to the A, whether said of animate things or of inanimate, it is proper, not tropical, but accord. to what is said in the TA voce نَقِيض, it is properly said of animate things, and tropically of inanimate; though, if any such distinction exist, the reverse seems to me to be more probable.] b2: You say also, انقض بِالدَّابَّةِ, (K,) or بِالْحِمَارِ. (Lth,) or, as As says, (M, TA,) بِالعَيْرِ, (M,) or بِالبَعِيرِ, (TA,) and بِالفَرَسِ, (M, TA,) He made a sound to the beast of carriage, (M, K,) or to the ass, (Lth, As, M,) or to the camel, (As, TA,) and to the horse, (As, M, TA,) at the two sides of his tongue, after making it cleave to the roof of his mouth, (Lth, M, K, TA,) without removing its extremity from its place, (Lth, TA,) in order to chide the beast: (L:) or انقض بِهِ signifies i. q. نَقَرَ بِهِ [q. v.]; (As, M, A, TA;) the object being a [camel such as is called] قَعُود; (A;) or whatever be the object. (As, M, TA.) And انقض بِالْمَعْزِ, (S, Sgh, K,) or بِالعَنْزِ, (M, A,) He called the goats, (S, Sgh, K,) or the she-goat; (M, A;) accord. to Az, (S, Sgh,) or Ks. (M, L.) and انقض بِهِ He made a sound to him like as when thou makest a smacking with the tongue to a sheep or goat, [in the TA, كما تنقر الشاة, for which I read كَمَا تَنْقُرُ بِالشَّاةِ,] deeming him ignorant. (TA.) And He made a clapping to him with one of his hands upon the other, so as to cause a [sound such as is termed] نَقِيض to be heard. (El-Khattábee.) A4: انقض أَصَابِعَهُ (M, A, K) He made a sound, or sounds, [app. a cracking of the joints,] with his fingers: (M:) [and so ↓ نَقَّضَهَا, inf. n. تَنْقِيضٌ: (see فَرْقَعَ:)] or he struck with his fingers in order that they might make a sound, or sounds: (K:) if it mean cracking of the joints (فَرْقَعَة), it is disapproved; but if clapping, it is not. (TA.) And انقض العِلْكَ He caused the [kind of gum called] علك to make a sound, or sounds; [i. e., in chewing it, as many women do;] the doing of which is disapproved. (S, L, K. [But in the S and L, it said that إِنْقَاضُ العِلْكَ signifies تَصْوِيتُهُ, which does not necessarily indicate that the former verb is transitive.]) b2: Hence, (S, M, TA,) انقض الحِمْلُ ظَهْرَهُ (S, M, A, Msb, K *) The load made his back to sound by reason of its weight: (M:) or pressed heavily upon him, (S, M, Msb, K,) so that his back was heard to make a sound such as is termed نَقِيض; (M, K; * i. e. the sound of the camel's saddle when it becomes infirm by reason of the weight of the load; (Bd, xciv. 3;) or a slight sound, as when a man makes a smacking with his tongue (يُنْقِضُ) to his ass, in driving him: (TA:) or oppressed his back by its weight: (Msb:) or rendered him lean, or emaciated; جَعَلَهُ نِقْضًا, i. e. مَهْزُولًا. (Ibn-'Arafeh, K.) Thus in the phrase الَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكَ, (S, M, K,) in [xciv. 3, of] the Kur. (S, M.) 5 تنقّض: see 8. b2: الأَرْضُ عَنِ الكَمْأَةِ The earth clave, or cracked, or burst, from over the truffles; (S, A, * TA;) syn. تَفَطَّرَتْ. (S, TA.) In all the copies of the K, we find تنقّض الدَّمُ, explained by تَقَطَّرَ; [as though meaning The blood was made to drop, drip, or fall in drops;] but how likely is this to be a mistranscription. (TA.) [The right reading of the phrase is probably تنقّض الكَمْءُ; and of the explanation, تَفَطَّرَ; and if so, the phrase is like أَنْقَضَ الكَمْءُ, and نَقَّضَ, explained above: see 4, second sentence.] b3: تنقّض الَبْيتُ The house, or chamber, became cleft, or cracked, in several places, so as to cause a sound to be heard (K, TA.) And تنقّض is also said of a building, [app. in the same sense,] like ↓ نَقَّضَ. (TA.) [See نَقَّضَ السَّقْفُ, in 1, next before the last break.] You say also, تنقّضت عِظَامُهُ (tropical:) His bones made a sound [app. in being broken]. (IF, K, TA.) [See also 4.]6 تناقض: see 8. b2: تَنَاقُضٌ also signifies (tropical:) Mutual contradiction, or repugnancy; contr. of تَوَافُقٌ. (O, TA.) You say, فِى كَلَامِهِ تَنَاقُضٌ (A, Mgh, Msb, TA,) (tropical:) [In his speech is contradiction, or repugnancy, between different parts;] one part of his speech necessarily implies the annulment of another part; (Msb;) his second saying contradicted (نَاقَضَ) his first. (TA.) And تَنَاقَضَ القَوْلَانِ, (A, Mgh,) or الكَلَامَانِ, (Msb,) (tropical:) The two saying, or sentences, contradicted each other; or were mutually repugnant; as though each undid the other; (Msb;) [they annulled each other.] And تناقض الشَّاعِرَانِ (tropical:) [The two poets contradicted each other.] (A, TA.) And تناقض مَعْنَاهُ (tropical:) Its meaning was contradictory. (S, * K, TA.) A2: [It is also used transitively:] you say, تَنَاقَضَا البَيْعَ (assumed tropical:) They two mutually dissolved the sale: as though compared with the saying تَرَآءَوُا الهِلَالَ, meaning “ they [together] saw the new moon; ” and تَدَاعَوُا القَوْمَ, meaning “ they [together] called the people; ” and تَسَآءَلُوهُمْ, meaning “ they [together] asked them; ” notwithstanding that تناقض is [properly] intransitive. (Mgh.) And تَنَاقَضُوا عُهُودَهُمْ (assumed tropical:) [They mutually dissolved, or broke, their compacts, contracts, or covenants]. (T, voce تناكثوا.) 8 انتقض quasi-pass. of نَقَضَهُ [It became undone; taken, or pulled to pieces: untwisted: unravelled: unwoven: dissolved; broken: or rendered uncompact, unsound, or infirm, after it had been made compact, sound, or firm]: (M, A, Mgh, Msb, TA:) as also ↓ تنقّض, (A,) and ↓ تناقض: (M, TA:) [respecting the first and last, see a remark upon a mistake in the K, following the first sentence in 1: but انتقض afterwards occurs in the K used properly in the phrase مَا انْتَقَضَ مِنَ البُنْيَانِ:] i. q. اِنْتَكثَ: (S:) said of a building, or structure: and of a rope, or cord: (A, Mgh, Msb, TA:) [and of silk, or flax: and of cloth: (see 1:)] and (tropical:) of a compact, contract, or covenant: (TA:) [and of a sale: (see 1:)] and (tropical:) of other things. (A, TA.) b2: [Hence,] انتقضت القَرْحَةُ (tropical:) The wound, or ulcer, became recrudescent. (IF, * A.) And انتقض الجُرْحُ بَعْدَ بُرْئِهِ (assumed tropical:) The wound became in a bad, or corrupt, state, after its healing. (Msb.) and انتقض الأَمْرُ بَعْدَ الْتِئَامِهِ (A, * Msb, TA) (tropical:) The affair, or case, became in a bad, or unsound state, after it had been in a sound state. (Msb.) and انتقض أَمْرُ الثَّغْرِ بَعْدَ سَدِّهِ (assumed tropical:) [The state of the place through which the invasion of an enemy was feared became unfortified, after its being fortified, or closed]. (TA.) And انتقضت الطَّهَارَةُ (assumed tropical:) The state of purity became annulled. (Msb.) And انتقض عَلَيْهِ الشِّعْرُ (tropical:) [The poetry became undone, annulled, or contradicted, by a reply against him: see يَنْقُضُ عَلَيْهِ]. (A, TA.) 11 انقاضّ It (a wall) cracked, without falling down; like إِنْقَضَّ. (K in art. قض.) See also إِنْقَاضَ, in art. قيض.]

نُقْضٌ: see نِقْضٌ, in two places.

نِقْضٌ i. q. ↓ مَنْقُوضٌ [Undone; taken, or pulled, to pieces: untwisted: unravelled: unwoven: dissolved; broken: &c. (see 1:)] (S, Mgh, Msb, K:) like نِكْثٌ (S, TA) in the sense of مَنْكُوثٌ: (TA:) as also ↓ نُقْضٌ; (Mgh, Msb;) and ↓ نَقَضٌ: (Sgh:) but El-Ghooree allows only the first: (Mgh:) Az, however, mentions only the second; (Msb;) which signifies as above, applied to a building, or structure; (M, Mgh;) or what has become taken, or pulled, to pieces, (مَا انْتَقَضَ,) of a building, or structure; (K;) as also the first: (TA:) or نَقْضٌ signifies مَا نَقَضْتَ what thou hast undone; taken, or pulled, to pieces; untwisted; &c.]: (M:) and what is undone, of [the stuff of the tents called] أَخْبِيَة, and of [the garments called] أَكْسِيَة, and twisted a second time; (M, K;) as also ↓ نَقَضٌ; (K;) and ↓ نُقَاضَةٌ: (L:) or this last signifies what is undone of a hair-rope: (S, O, K:) the pl. of نِقْضٌ is أَنْقَاضٌ [a pl. of pauc.], (M,) and of the same, (Msb,) or of ↓ نُقْضٌ, (Mgh, Msb,) نُقُوضٌ. (Mgh, Msb.) b2: (tropical:) Emaciated, or rendered lean, (S, M, K,) by travel; (S, K;) upon which one has journeyed time after time: (O:) Seer says, as though travel had unknit its frame; (M, TA;) thus indicating it to be tropical: (TA:) applied to a male camel, (S, M, K,) and to a horse, (M.) and to a female camel, (S, K,) or the female is termed نِقْضَةٌ: (M, K:) pl. أَنْقَاضٌ, (Sb, S, K,) only, (Sb, M,) both of the masc. and fem.; in the latter, the ة being imagined to be elided; (M;) and نَقَائِضُ is [also said to be] a pl. of نِقْضٌ signifying jaded, applied to a she-camel. (So in a copy of the S in art. نفص.) b3: [See an ex. in a verse cited voce سَدٌّ.] b4: The place, (S,) or crust of earth, (M, K,) that becomes broken from over truffles; (S, M, K;) for when they are about to come forth, they break asunder the surface of the earth: (O:) pl. [of pauc.] أَنْقَاضٌ and [of mult.]

نُقُوضٌ. (M, K.) b5: Accord. to the K, i. q. نِفْضٌ; but the latter is a mistranscription; (TA;) Honey that has in it [worms of the kind called] سُوس; wherefore it is taken, (M, K in art. نفض,) and pounded, (K, ubi supra,) and the place of the bees is smeared (يُلَطَّخُ [in a copy of the M يُطْبَخُ, which is doubtless a mistranscription,]) therewith, together with myrtle (آس) and the bees then come to it, and deposit their honey in it; (M, K, ubi supra;) on the authority of El-Hejeree: (M:) or the dung of bees in the place where they deposit their honey: (IAar, AHn, K, ubi supra:) or the bees that have died therein. (Sgh, K, ubi supra.) A2: See also نَقِيضٌ.

نَقَضٌ: see نِقْضٌ, in two places.

نَقِيضٌ (tropical:) A contradictor: applied to a man: fem. with ة. (M, TA.) You say [also], ذَا نقيضُ ذَاكَ (tropical:) This is a contradictor [i. e. the contrary] of that: (A, TA:) [or this is inconsistent with that: for] النَّقِيضَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ [what are termed نقيضان cannot be coëxistent in the same thing, nor simultaneously nonexistent in the same thing]; as existence itself and nonexistence, and motion and rest. (Kull, pp. 231, 232) You say also, هٰذِهِ قَصِيدَةٌ نَقِيضُ قَصِيدَةِ فُلَانٍ (tropical:) [This poem is a contradictor of the poem of such a one]. (A.) And النَّقِيضَةُ in poetry is (tropical:) That by which one undoes or annuls or contradicts [what another poet has said]: (S:) or نَقِيضَةُ الشِّعْرِ consists in a poet's putting forth poetry, and another poet's undoing or annulling or contradicting it, by putting forth what is different therefrom: (Lth, K, * TA:) the subst is نَقِيضٌ: [or rather this seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant, and syn. with نَقِيضَةٌ:] and the act of the two is termed ↓ مُنَاقَضَةٌ: the pl. of نَقِيضَةٌ is نَقَائِضُ: (TA:) you speak of the نَقَائِض of Jereer and El-Farezdak. (A, TA.) A2: A sound, noise, voice, or cry; (Lth, S, M, O, K:) as also ↓ نِقْضٌ accord to the K; but this is an enormous error: (TA:) the former, of the joints (Lth, M, K) of a man, (M,) [a meaning also assigned to نِقْضٌ in the K,] and of the fingers, and of the ribs, (Lth, M, A,) and of camels' saddles, (S, K,) or of a camel's saddle, (M, O, K, [but in CK, for الرَّحْل, we find الرِّجْل, the foot,]) and of camels' litters, (S, K,) and of tanned skins, (K,) or of a tanned skin, (M,) and of a bow-string, (M, K,) and of نِسْع [q. v.] (O, K,) when new, (O,) and of the sucking of a cupping-instrument; (K;) [in all these senses said in the TA to be tropical; but see 4;] and also the former, (S, M, TA,) in the K, erroneously, the latter word, (TA,) of an eagle, (S, M, K,) and of chickens, and of an ostrich, and of a quail, and of a hawk, and of a scorpion, and of a frog, and of the [kind of lizard called] وَزَغ, and of the وَبْر [or Syrian hyrax; &c., see 4] (M,) نُقَاضَةٌ: see نِقْضٌ.

نَقِيضَةٌ: see نَقِيضٌ.

مَنْقُوضٌ: see نِقْضٌ.

مُنَاقَضَةٌ: see نَقِيَضٌ.

مُنْتقِضٌ i. q. مُترَيِّعٌ, [Refraining.] see art. ريع.
نقض
النَّقْضُ فِي البناءِ، والحَبْلِ، والعَهْدِ، وغيرِه: ضدُّ الإِبْرامِ، كالانْتِقاضِ والتَّناقُضِ، وَفِي المُحكم: النَّقْضُ: إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ من عقْدٍ أَو بِناءٍ، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ الحَبْلَ والعَهْدَ. ونَقْضُ البِناءِ هدْمُه.
وجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ نَقْضَ العَهْدِ من المَجازِ، وَهُوَ ظاهرٌ. والمُرادُ من قولِه: وغيرِه، كالنَّقْضِ فِي الأَمْرِ، وَفِي الثُّغورِ، وَمَا أَشْبَههما. ونَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضاً، وانْتَقَضَ، وتَناقَضَ. وانْتَقَضَ الأَمْرُ بعدَ الْتِئامِهِ، وانْتَقَضَ أَمرُ الثَّغْرِ بعد سَدِّه. والنِّقْضُ، بالكَسْرِ:أَيْضاً أَنْقاضٌ، كجمعِ المُذكَّرِ، عَلَى تَوَهُّم حذفِ الزَّائد، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: فأَتَتْكَ أَنْقاضاً عَلَى أَنْقاضِ وأَمَّا شاهدُ الأَنْقاضِ، جمع النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ، فقولُ الشَّاعر:
(كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ ... لأَوَّلِ جانٍ بالعَصَا يَسْتَثيرُها)
ويُجمعُ أَيْضاً عَلَى نُقُوضٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه فِي جمْعِ النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ. والنِّقْضُ من)
الفراريجِ والعَقْرَبِ والضِّفدعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانَى والبازِيّ والوَبْر والوَزَغِ ومَفْصِل الآدَميِّ: أَصْواتُها، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ فاحشٌ، والصَّوَابُ: النَّقِيضُ كأَميرٍ، كَمَا فِي الصّحاح والمُحكم والعُبَاب والتَّهذيب. ونصُّ المُحْكَمِ: والنَّقيضُ من الأَصواتِ يَكُونُ لمَفاصِلِ الإِنْسانِ والفَراريجِ والعقرَبِ، ثمَّ ساقَ العِبارَةَ المذكورَةَ إِلَى آخِرها، ويشهدُ لذَلِك قولُه: وَقَدْ انْقَضُوا. وَفِي الصّحاح: انْقَضَتِ العُقابُ، أَي صوَّتَتْ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْ قَالَ: وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَة قَالَ الراجز تنقض إنقاض الدَّجَاج المخض ومثلُه فِي الأَساس واللّسَان، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة وشَبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصْواتِ الفَراريجِ: (كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا ... أَواخِرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ)
قالَ الأّزْهَرِيّ: هَكَذا أَقْرَأَنيه المُنْذِرِيُّ رِوَايَة عَن أَبي الهَيْثَمِ، وَفِيه تقديمٌ أُريدُ التَّأْخيرُ، أَرادَ كأَنَّ أَصْواتَ أَواخرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ إِذا أَوْغَلَتِ الرِّكابُ بِنَا، أَي أَسرَعَتْ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً، إِذا صأَى صَئِيًّا، وأَنْشَدَ غيرُه فِي نَقيضِ الوَزَغِ:
(فَلَمَّا تَجَاذَبْنا تفَرْقَعَ ظَهْرُهُ ... كَمَا تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عيُونُهَا)
والنُّقْضُ، بالضَّمِّ: مَا انْتَقَضَ من البُنْيانِ، أَي انهَدَم، فَهُوَ كالنِّقْضِ، بالكَسْرِ. والنُّقَضُ، كصُرَدٍ: نوعٌ من الأَخْذِ فِي الصِّراع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عبَّادٍ. وَمن المَجَازِ: نَقِيضُ الأَدَمِ والرَّحْلِ والوَتَرِ والنِّسْعِ والرِّحالِ والمَحَامِلِ والأَصابِعِ والأَضْلاعِ والمَفَاصِلِ: أَصْواتُها، وَفِي العِبارَةِ تَطْويلٌ مُخِلٌّ، فإِنَّ ذِكْرَ الرَّحلِ يُغْني عَن النِّسْعِ، وتقدَّم لَهُ صوتُ المَفاصِلِ عِنْد ذِكرِ نَقِيضِ الحَيَوانِ، وَفِيمَا تَقَدَّم كُلُّها حَقائِقُ إلاَّ صَوت المَفْصِل، وهُنا كُلُّها مَجازات. وكلُّ صوتٍ لمَفْصِلٍ وإِصْبَعٍ فَهُوَ نَقِيضٌ، وَفِي الصِّحَاح، النَّقِيضُ: صوْتُ المحامِلِ والرِّحالِ، قالَ الرَّاجِزُ: شَيَّبَ أَصْدَاغِي فهُنَّ بِيضُ مَحَامِلٌ لِقِدِّها نَقِيضُ وَفِي العُبَاب: يُقَالُ: سمعتُ نَقِيضَ النِّسْعِ والرَّحْلِ، إِذا كانَ جَديداً. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّقيضُ: صوتُ المَفَاصِلِ والأَصابعِ والأَضلاع. وشاهِدُ أَنْقَضتِ الأَضْلاعُ قَوْلُ الشَّاعرِ:
(وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ ... مُقِيم فِي الجَوَانِحِ لَنْ يَزُولا)

وَمن المَجَازِ: النَّقيضُ من المِحْجَمَةِ: صوتُ مَصِّكَ إِيَّاها، أَي إِذا شدَّها الحَجَّامُ بمَصِّه، يُقَالُ:مَكْروهٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والجَماعَةُ. ونَقَّضَ الفَرَسُ تَنْقيضاً، إِذا أَدلَى وَلم يستَحْكِمْ إِنْعاظُهُ، ومثلُه رَفَّضَ، وسيأَ، وأَساب، وشَوَّلَ، وسيَّحَ، وسَمَّلَ، وانْساحَ، وماسَ، كَذَا فِي النَّوادر. والنُّقاضَةُ، بالضَّمِّ: مَا نُقِضَ من حَبْلِ الشَّعرِ، كَمَا فِي العُبَاب.
وَفِي اللّسَان: مَا نُقِضَ من الأَكسِيَةِ والأَخبيَةِ الَّتِي نُكِثَتْ ثمَّ غُزِلَتْ ثَانِيَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: النُّقَّاضُ، كرُمَّانٍ: نباتٌ، وَلم يذكُرْه أَبو حَنِيفَةَ، قالَهُ الصَّاغَانِيُّ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّم فِي ن ف ض أَنَّهُ إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ، عَن ابنِ عبَّادٍ، إِنْ لم يكُن أحدهُما تَصْحيفاً عَن الآخرِ، فتأَمَّلْ. والنَّقَّاضُ، كشَدَّادٍ: لَقَبُ الفَقيهِ أَبي شُرَيْحٍ إسماعيلَ ابنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الشَّاشيّ ثِقَة صَدُوق، روى عَن أَبي الحَسَنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن الدَّبَّاسِ، وَعنهُ أَبو عَبْدِ اللهِ الفراوِيّ، وأَبو القاسِم السُّحامِيُّ، ماتَ سنة أَرْبَعمِائَة وَسبعين أَو قبلَهَا. قُلْتُ: وإِنَّما لُقِّبَ بِهِ لأنَّه كانَ يَنْقُض الدِّمَقْسَ. وَفِي التَّنزيل العزيزِ ووَضَعْنا عنكَ وِزْرَكَ الَّذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ قالَ ابنُ عَرفَةَ: أَي أَثْقَلَهُ حتَّى جعلَهُ نِقْضاً، أَي مهْزولاً، وَهُوَ الَّذي أَتعَبَهُ السَّفَرُ والعَمَل فنَقَضَ لَحْمَه، أَو أَثْقَلَهُ حتَّى سُمِعَ نَقيضُهُ، أَي صوتُهُ، وَهَذَا قَوْلُ الأّزْهَرِيّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ من أَنْقَضَ الحِمْلَ ظَهْرَه، أَي أَثْقَلَهُ، وأَصلُه)
الصَّوْتُ. قُلْتُ: هُوَ قَوْلُ مُجاهِدٍ وقَتادَةَ، والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الظهْرَ إِذا أَثْقَلَهُ الحمْلُ سُمِعَ لَهُ نَقيضٌ، أَي صوتٌ خَفِيٌّ، كَمَا يُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ. والنَّقيضَةُ: الطَّريقُ فِي الجَبَلِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَمن المَجَازِ: نَقِيضَةُ الشِّعْر، وَهُوَ أَن يقولَ شاعرٌ شِعْراً فيَنْقُضَ عَلَيْهِ شاعرٌ آخرُ حتَّى يجيءَ بغيرِ مَا قالَ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَالِاسْم النَّقيضَةُ، وفعلُهما المُناقَضَةُ، وجمعُ النَّقيضَة: النَّقائضُ، وَلذَلِك قَالُوا: نَقَائِضُ جَريرٍ والفَرَزْدَقِ. والإِنْقِيضُ، كإِزْميلٍ: الطِّيبُ الَّذي لَهُ رائحةٌ طَيِّبَةٌ، خُزاعِيَّةٌ، نَقَلَهُ أَبو زَيْدٍ، كَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَفِي اللّسَان: هُوَ رائِحَةُ الطِّيبِ. وتَنَقَّضَ الدَّمُ: تَقَطَّرَ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَمَا أَحْراهُ بالتَّحْريف والتَّصحيف، فَفِي المُحْكَمِ: تَنَقَّضَتِ الأَرضُ عَن الكمْأَةِ، أَي تَفَطَّرَتْ، وَقَالَ ابنُ فارسٍ: انْتَقَضَت القَرْحَةَ، كأَنَّها كَانَت تَلاءَمتْ ثمَّ انْتَقَضَت، وتَنَقَّضَتْ عَنْهَا: تَفطَّرَت. وَمن المَجَازِ: تَنَقَّضَت عِظامُهُ، أَي صوَّتَتْ، عَن ابنِ فارسٍ. وتَنَقَّضَ البَيْتُ: تشَقَّقَ فسُمِعَ لَهُ صوتٌ، وَفِي حديثِ هِرَقْل: لَقَدْ تَنَقَّضَت الغُرفَةُ أَي تشَقَّقَتْ وجاءَ صوتُها. وَمن المَجَازِ: المُناقَضَةُ فِي القولِ: أَنْ يتكلَّمَ بِمَا يِتِناقَضُ مَعْنَاهُ، أَي يَتَخالَفُ. والتَّناقُضُ: خلاف التَّوافُقِ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ مُفَاعَلَةٌ من نَقْضِ البِناءِ، وَهُوَ هَدْمُه، ويُرادُ بِهِ المُراجعَةُ والمُراوَدَة، ومِنْهُ حديثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ فنَاقَضَنِي وناقَضْتُه. وناقَضَهُ مُناقَضَةً: خالَفَهُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: النِّقْضُ، بالكَسْرِ: المَهْزولُ من الخَيْلِ، عَن السِّيرَافيِّ، قالَ: كأَنَّ السَّفرَ نَقَضَ بنْيَتَه، والجمعُ: أَنْقاضٌ. والنَّقَّاضُ، ككَتَّانٍ: من يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحرْفَتُه النِّقاضَةُ، بالكَسْرِ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَهُوَ النَّكَّاثُ. والنِّقَاضُ، ككِتابٍ: المُناقَضَةُ. قالَ الشَّاعر:
(وكانَ أَبو العَيُوفِ أَخاً وجَاراً ... وذَا رَحِمٍ فقلتُ لَهُ نِقَاضَا) أَي ناقَضْتُه فِي قَوْله وهَجْوِه إِيَّايَ. وَمن المَجَازِ: الدَّهرُ ذُو نَقْضٍ وإِمْرارٍ، أَي مَا يُمِرُّه يَعودُ عَلَيْهِ فيَنْقُضُه، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعر: إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذَا نَقْضٍ وإِمْرارِ ونَقِيضُك: الَّذي يُخالِفُك، والأُنْثَى بالهاءِ. وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونَقَّضَ: تَقَلْفَعَتْ عَنهُ أَنْقاضُهُ، قالَ: ونَقَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ والإِنْقاضُ: صوتُ صِغارِ الإِبِلِ، قالَ شِظَاظٌ، وَهُوَ لصٌّ من بني ضَبَّةَ: رُبَّ عجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم تَفْسِير الْبَيْت فِي ق ر ر. وأَنْقَضَ الرَّحْلُ، إِذا أَطَّ. ونَقِيضُ السَّقْف: تَحْريكُ خَشَبِه. وأَنْقَضَ بِهِ: صفَّقَ بإِحْدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرى حتَّى سُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ، قالَه الخَطَّابيّ. وأَنْقَضَتِ الأَرْضُ: بَدَا نَباتُها. والأَنْقاضُ: صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ. ونَقْضَا الأُذُنَيْنِ: مُسْتَدارهُمَا. وأَنْقَضَ بِهِ: صوَّتَ بِهِ كَمَا تُنْقَرُ الشَّاةُ، اسْتِجْهالاً لَهُ. وتَنَقَّضَ البِناءُ مِثْلُ نَقَضَ.
وَمن المَجَازِ: وَفِي كَلَامه تَناقُضٌ، إِذا ناقَضَ قولُه الثَّاني الأَوَّلَ. وذَا نَقِيضُ ذَا، إِذا كانَ مُنَاقِضَهُ. وتَنَاقَضَ الشَّاعِرانِ. وانْتَقَضَ عَلَيْهِ الثَّغْرُ. وانْتَقَضَت الأُمورُ والعُهُودُ. ونَقَضَ فلانٌ وِتْرَهُ، إِذا أَخَذَ ثَأْرَهُ. وكلُّ ذَلِك مَجَازٌ.
(نقض)
الشَّيْء نقضا أفْسدهُ بعد إحكامه يُقَال نقض الْبناء هَدمه وَنقض الْحَبل أَو الْغَزل حل طاقاته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا} وَنقض الْيَمين أَو الْعَهْد نكثه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا تنقضوا الْأَيْمَان بعد توكيدها} وَقَوله سُبْحَانَهُ {الَّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} وَنقض مَا أبرمه فلَان أبْطلهُ ووتره أَخذ ثَأْره والكمأة وَجه الأَرْض كَسرته وشقته

نقض


نَقَضَ(n. ac. نَقْض)
a. Destroyed, demolished, pulled down; violated (
compact & c. ).
b. Undid, untied, untwisted; unravelled; marred; threw
into confusion.
c.
(n. ac.
نَقْض), Creaked; cracked.
d. ['Ala]
see III
نَقَّضَa. Moved, shook.
b. see IV (e)
& V (a).
نَاْقَضَa. Contradicted, disagreed with.

أَنْقَضَa. Screamed, screeched; creaked, cracked.
b. [Bi], Called.
c. Weighed down (burden).
d. [acc.
or
'An], Pulled up, unearthed.
e. Left uncovered.
f. Put forth vegetation.

تَنَقَّضَa. Burst, cracked; crumbled.
b. ['An], Burst, left uncovered ( truffies : the
ground ).
c. Dropped, trickled.
d. Pass. of I (a), (b).

تَنَاْقَضَa. Was discrepant; contradicted each other.
b. Broke, annulled (compact).
c. Pass. of I (a), (b).

إِنْتَقَضَa. Pass. of I (a), (b).
c. Re-opened (wound); fell into disorder.
d. ['Ala], Revolted against.
e. see V (b)
إِنْقَاْضَّa. Cracked ( wall & c. ).

نَقْضa. Dissolution, destruction, demolition; breach, rupture;
ruin.
b. Refutation; contradiction, discrepancy.
c. Suppression of a letter ( in prosody ).

نَقْضَة
(pl.
نَقْض)
a. [ coll. ], Beam; joist; rafter.

نِقْضa. Undone, unravelled; dissolved & c.
b. Unravelled part ( of a garment ).
c. Exhausted, worn-out; emaciated (animal).
d. (pl.
نُقُوْض
أَنْقَاْض
38), Broken earth.
e. see 25 (a)
نِقْضَةa. see 2 (c)
نُقْض
(pl.
نُقُوْض أَنْقَاْض)
a. Ruins, rubbish.
b. see 2 (a)
نَقَضa. see 2 (a)
نُقَاْضَةa. Unravelled part of a cord.

نَقِيْضa. Cracking, creaking; screech, cry; sound.
b. Contradictory, inconsistent, discrepant, contrary;
contrast, antithesis.
c. Contradiction.
d. Hostile; adversary.
e. see 1
a ).
نَقِيْضَة
(pl.
نَقَاْئِضُ)
a. Contradiction; contrast; reverse.
b. Mountainroad.
c. Satirical poem.

نَقَاْئِضُa. Fragments.

N. P.
نَقڤضَa. see 2 (a)
N. Ac.
نَاْقَضَ
a. Contradiction; refutation.

N. Ac.
تَنَاْقَضَa. Contradiction, opposition, contrast.

N. Ag.
إِنْتَقَضَa. Refraining.

التَّصَوُّر والتصديق

التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

علم الهيئة

علم الهيئة
ذكره في كشف الظنون ولم يزد على ذلك. وقال في مدينة العلوم: هو علم يعرف منه أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية وأشكالها وأوضاعها ومقاديرها وأبعادها.
وموضوعه الأجرام المذكورة من الحيثية المذكورة وقد يذكر هذا العلم تارة مع براهينها الهندسية كما هو الأصل وهذا هو المذكور في المجسطي لبطليموس ولخصه الأبهري وعربه.
ومن الكتب المختصرة: فيه هيئة ابن أفلح.
ومن المبسوطة: القانون المسعودي لأبي ريحان البيروتي وشرح المجسطي للنيروزي وقد تجرد عن البراهين ويقتصر على التصور والتخيل دون اليقين ويسمى هيئة بسيطة.
ومن المختصر فيه: التذكرة لنصير الدين الطوسي.
ومن المتوسط: هيئة العرضي ومن المبسوطة: أيضا التحفة ونهاية الإدراك كلاهما للعلامة قطب الدين الشيرازي.
ومن المختصرة: الملخص المشهور لمحمود الجغميني وعليه شروح منها: شرح لفضل الله العبيدي وكمال الدين الزاكاني والشريف الجرجاني.
وأحسن الشروح شرح الفاضل قاضي زادة الرومي.
ومن المختصرة النافعة فيه: غاية النفع كتاب النخبة لعلي بن محمد القوشجي وعليه شرح لمولانا سنان الدين وشرحه أستاذي محمود بن محمد بن قاضي زاده الرومي وهو ابن بنت المصنف علي بن محمد القوشجي كتبه عند قراءتي عليه الكتاب المذكور وهذا الشرح من أحسن المؤلفات في هذا الفن وكانت القدماء قد اقتصروا في هيئة الأفلاك على الدوائر المجردة وتسمى: هيئة مسطحة وفيه كتاب لأبي علي بن الهيثم انتهى كلامه.
قال في كشاف اصطلاحات الفنون: علم الهيئة: هو من أصول الرياضي وهو علم يبحث فيه عن أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية من حيث الكمية والكيفية والوضع والحركة اللازمة لها وما يلزم منها.
فالكمية إما منفصلة: كأعداد الأفلاك وبعض الكواكب دون أعداد العناصر فإنها مأخوذة من الطبعيات وأما متصلة: كمقادير الأجرام والأبعاد واليوم وأجزاءه وما يتركب منها.
وأما الكيفية: فكالشكل إذ تتبين فيه استدارة هذه الأجسام وكلون الكواكب وضوئها.
وأما الوضع: فكقرب الكواكب وبعدها عن دائرة معينة وانتصاب دائرة وميلانها بالنسبة إلى سمت رؤوس سكان الأقاليم وحيلولة الأرض بين النيرين والقمر بين الشمس والأبصار ونحو ذلك.
وأما الحركة فالمبحوث عنه في هذا الفن منها هو قدرها وجهتها.
وأما البحث عن أصل الحركة وإثباتها للأفلاك فمن الطبعيات والمراد باللازمة الدائمة على زعمهم وهي حركات الأفلاك والكواكب واحترز بها عن حركات العناصر كالرياح والأمواج والزلازل فإن البحث عنها من الطبعيات.
وأما حركة الأرض من المغرب إلى المشرق وحركة الهواء بمشايعتها وحركة النار بمشايعة الفلك فمما لم يثبت ولو ثبت فلا يبعد أن يجعل البحث عنها من حيث القدر والجهة من مسائل الهيئة والمراد بما يلزم من الحركة الرجوع والاستقامة التذكرة هذا القيد - أعني قيد ما يلزم منها - والظاهر أنه لا حاجة إليه.
والغرض من قيد الحيثية: الاحتراز عن علم السماء والعالم فإن موضوعه البسائط المذكورة أيضا لكن يبحث فيه عنها لا عن الحيثية المذكورة بل من حيث طبائعها ومواضعها والحكمة في ترتيبها ونضدها وحركاتها إلا باعتبار القدر والجهة.
وبالجملة فموضوع الهيئة الجسم البسيط من حيث إمكان عروض الأشكال والحركات المخصوصة ونحوها وموضوع علم السماء والعالم الذي هو من أقسام الطبعي الجسم البسيط أيضا لكن من حيث إمكان عروض التغير والثبات وإنما زيد لفظ الإمكان إشارة إلى أن ما هو من جزء الموضوع ينبغي أن يكون مسلم الثبوت وهو إمكان العروض لا العروض بالفعل.
وقيل: موضوع كل من العلمين الجسم البسيط من حيث إمكان عروض الأشكال والحركات والتمايز بينهما إنما هو بالبرهان فإن أثبت المطلوب بالبرهان الآني يكون من الهيئة وإن أثبت بالبرهان اللمي يكون من علم السماء والعالم فإن تمايز العلوم كما يكون بتمايز الموضوعات كذلك قد يقع بالمحمولات والقول بأن التمايز في العلوم إنما هو بالموضوع فأمر لم يثبت بالدليل بل هو مجرد رعاية مناسبة.
واعلم أن الناظر في حركات الكواكب وضبطها وإقامة البراهين على أحوالها يكفيه الاقتصار على اعتبار الدوائر ويسمى ذلك هيئة غير مجسمة ومن أراد تصور مبادئ تلك الحركات على الوجه المطابق لقاعد الحكمة فعليه تصور الكرات على وجه تظهر حركات مراكز الكواكب وما يجري مجراها في مناطقها ويسمى ذلك هيئة مجسمة وإطلاق العام على المجسمة مجاز ولهذا قال صاحب التذكرة:
إنها ليست بعلم تام لأن العلوم هو التصديق بالمسائل على وجه البرهان فإذا لم يورد بالبرهان يكون حكاية للمسائل المثبتة بالبرهان في موضع آخر هذا كله خلاصة ما ذكره عبد العلي البرجندي في حواشي شرح الملخص.
والمذكور في علم الهيئة ليس مبينا على المقدمات الطبعية والإلهية وما جرت به العادة من تصدير المصنفين كتبهم بها إنما هو بطريق المتابعة للفلاسفة وليس ذلك أمرا واجبا بل يمكن إثباته من غير ملاحظة الابتناء عليها فإن المذكور فيه بعضه مقدمات هندسية لا يتطرق إليها شبهة مثلا: مشاهدة التشكلات البدرية والهلالية على الوجه المرصود توجب اليقين بان نور القمر مستفاد من نور الشمس وبعضه مقدمات يحكم بها العقل بحسب الأخذ لما هو الأليق والأحرى كما يقولون: إن محدب الحامل يماس محدب الممثل على نقطة مشتركة وكذا مقعره بمقعره ولا مستند لهم غير أن الأولى أن لا يكون في الفلكيات فضل لا يحتاج إليه وكذا الحال في أعداد الأفلاك من أنها تسعة وبعضه مقدمات يذكرونها على سبيل التردد دن الجزم كما يقولون أن اختلاف حركة الشمس بالسرعة والبطء إما بناء على أصل الخارج أو على أصل التدوير من غير جزم بأحدهما فظهر أن ما قيل: من أن إثبات مسائل هذا الفن مبني على أصول فاسدة مأخوذة من الفلاسفة من نفي القادر المختار وعدم تجويز الخرق والالتئام على الأفلاك وغير ذلك ليس بشيء ومنشأه عدم الاطلاع على مسائل هذا الفن ودلائله. وذلك لأن مشاهدة التشكلات البدرية والهلالية على الوجه المرصود توجب اليقين بأن نور القمر حاصل من نور الشمس وإن الخسوف إنما هو بسبب حيلولة الأرض بين النيرين والكسوف إنما هو بسبب حيلولة القمر بين الشمس والبصر مع القول بثبوت القادر المختار ونفي تلك الأصول المذكور فإن ثبوت القادر المختار وانتفاء تلك الأصول لا ينفيان أن يكون الحال ما ذكر غاية الأمر أنهما يجوزان الاحتمالات الآخر مثلا: على تقدير ثبوت القادر المختار يجوز أن يسود القادر بحسب أرادته وينور وجه القمر على ما يشاهد من التشكلات البدرية والهلالية وأيضا يجوز على تقدير الاختلاف في حركات الفلكيات وسائر أحوالها أن يكون أحد نصفي كل من النيرين مضيئا والآخر مظلما ويتحرك النيران على مركزيهما بحيث يصير وجهاهما المظلمان مواجهين لنا في حالتي الخسوف والكسوف إما بالتمام إذا كانا تامين أو بالبعض إن كانا ناقصين وعلى هذا القياس حال التشكلات البدرية والهلالية لكنا نجزم مع قيام الاحتمالات المذكور أن الحال على ما ذكر من استفادة القمر النور من الشمس وأن الخسوف والكسوف بسبب الحيلولة ومثل هذا الاحتمال قائم في العلوم العادية والتجريبية أيضا بل في جميع الضروريات مع أن القادر المختار يجوز أن يجعلها كذلك بحسب إرادته بل على تقدير أن يكون المبدأ موجبا يجوز أن يتحقق وضع غريب من الأوضاع الفلكية فيقتضي ظهور ذلك الأمر الغريب على مذهب القائلين بالإيجاب من استناد الحوادث إلى الأوضاع الفلكية وغير ذلك مما هو مذكور في شبه القادحين في الضروريات.
ولو سلم أن إثبات مسائل هذا الفن يتوقف على تلك الأصول الفاسدة فلا شك أنه إنما يكون ذلك إذا ادعى أصحاب هذا الفن أنه لا يمكن إلا على الوجه الذي ذكرنا.
أما إذا كان دعواهم أنه يمكن أن يكون على ذلك الوجه ويمكن أن يكون على الوجوه الآخر فلا يتصور التوقف حينئذ وكفى بهم فضلا أنهم تخيلوا من الوجوه الممكنة ما تنضبط به أحوال تلك الكواكب مع كثرة اختلافاتها على وجه تيسر لهم أن يعينوا مواضع تلك الكواكب واتصالات بعضها ببعض في كل وقت وأرادوا بحيث يطابق الحس والعيان مطابقة تتحير فيها العقول والأذهان كذا في شرح التجريد وهكذا يستفاد من شرح المواقف في موقف الجواهر في آخر بيان محدد الجهات.
وفي إرشاد القاصد الهيئة: وهو علم تعرف به أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية وأشكالها وأوضاعها وأبعاد ما بينها وحركات الأفلاك والكواكب ومقاديرها.
وموضوعه: الأجسام المذكورة من حيث كميتها وأوضاعها وحركاتها اللازمة لها.
وأما العلوم المتفرعة عليه فهي خمسة وذلك لأنه إما أن يبحث عن إيجاد ما تبرهن بالفعل أولا.
الثاني: كيفية.
الأرصاد والأول: إما حساب الأعمال أو التوصل إلى معرفتها بالآلات.
فالأول منهما: إن اختص بالكواكب المجردة فهو علم الزيجات والتقاويم وإلا فهو علم المواقيت.
والآلات: إما شعاعية أو ظلية فإن كانت شعاعية فهو علم تسطيح الكرة وإن كانت ظلية فعلم الآلات الظلية وقد ذكرنا هذه العلوم في هذا الكتاب على نهج الترتيب المختار فيه.
وقال ابن خلدون: هو علم ينظر في حركات الكواكب الثابتة والمتحركة والمتحيرة ويتسدل بكيفيات تلك الحركات على أشكال وأوضاع للأفلاك لزمت عنها هذه الحركات المحسوسة بطرق هندسة كما يبرهن على أن مركز الأرض مبائن لمركز فلك الشمس بوجود حركة الإقبال والأدبار وكما يستدل بالرجوع والاستقامة للكواكب على وجود أفلاك صغيرة حاملة لها متحركة داخل فلكها الأعظم وكما يبرهن على وجود الفلك الثامن بحركة الكواكب الثابتة وكما يبرهن على تعدد الأفلاك للكوكب الواحد بتعدد الميلول له وأمثال ذلك وإدراك الموجود من الحركات وكيفياتها وأجناسها إنما هو بالرصد فإنا إنما علمنا حركة الإقبال والأدبار به وكذا ترتيب الأفلاك في طبقاتها وكذا الرجوع والاستقامة وأمثال ذلك.
وكان اليونانيون يعتنون بالرصد كثيرا ويتخذون له الآلات التي توضع ليرصد بها حركة الكوكب المعين وكانت تسمى عندهم: ذات الحلق وصناعة عملها والبراهين عليه في مطابقة حركتها بحركة الفلك منقول بأيدي الناس.
وأما في الإسلام: فلم تقع به عناية إلا في القليل وكان في أيام المأمون شيء منه وصنع الآلة المعروفة للرصد المسماة: ذات الحلق وشرع في ذلك فلم يتم ولما مات ذهب رسمه وأغفل واعتمد من بعده على الأرصاد القديمة وليست بمغنية لاختلاف الحركات باتصال الأحقاب.
وإن مطابقة حركة الآلة في الرصد بحركة الأفلاك والكواكب إنما هو بالتقريب ولا يعطى التحقيق فإذا طال الزمان ظهر تفاوت ذلك بالتقريب.
وهذه الهيئة صناعة شريفة وليست على ما يفهم في المشهور إنها تعطي صورة السموات وترتيب الأفلاك والكواكب بالحقيقة بل إنما تعطي أن هذه الصور والهيئات للأفلاك لزمت عن هذه الحركات وأنت تعلم أنه لا يبعد أن يكون الشيء الواحد لازما لمختلفين وإن قلنا:
إن الحركات لازمة فهو استدلال باللازم على وجود الملزوم ولا يعطي الحقيقة بوجه على أنه علم جليل وهو أحد أركان التعاليم.
ومن أحسن التآليف فيه: كتاب المجسطي منسوب لبطليموس وليس من ملوك اليونان الذين أسماهم بطليموس على ما حققه شراح الكتاب وقد اختصره الأئمة من حكماء الإسلام كما فعله ابن سينا وأدرجه في تعاليم الشفاء ولخصه ابن رشد أيضا من حكماء الأندلس وابن السمح وابن الصلت في كتاب الاقتصار ولابن الفرغاني هيئة ملخصة قربها وحذف براهينها الهندسية والله علم الإنسان ما لم يعلم سبحانه لا إله إلا هو رب العلمين انتهى كلام ابن خلدون. وقد بسطنا القول في الهيئة في كتابنا لقطة العجلان فمن شاء أن يطلع عليه فعليه به والله الموفق. 

عير

عير: العَيْر: الحمار، أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً، وقد غلب على

الوَحْشِيْ، والأُنثى عَيْرة. قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في الرضا

بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم: إِن ذَهَب العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط؛

قال: ولأَهل الشام في هذا مثل: عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عشرة. وكان خلفاء

بني أُميّة كلما مات واحد منهم زاد الذي يخلُفه في عطائهم عشرة فكانوا

يقولون هذا عند ذلك. ومن أَمثالهم: فلان أَذَلُّ من العَيُرِ، فبعضهم يجعله

الحمار الأَهلي، وبعضهم يجعله الوتد؛ وقول شمر:

لو كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّة،

أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح

أَراد بالعَيْر الحمارَ، وبِكْسرِ القبيح طرف عظم المِرْفق الذي لا لحم

عليه؛ قال: ومنه قولهم فلان أَذلُّ من العَيْر. وجمع العَيْر أَعْيارٌ

وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات، ومَعْيوراء اسم للجمع. قال الأَزهري:

المَعْيُورا الحَمِير، مقصور، وقد يقال المَعْيوراء ممدودة، مثل

المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء، يمد ذلك كله ويقصر. وفي الحديث: إِذا

أَرادَ اللهُ بَعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عليه بذُنوبِه حتى يُوافيه يوم

القيامة كأَنه عَيْر؛ العَيْر: الحمار الوحشي، وقيل: أَراد الجبَل الذي

بالمدينة اسمه عَيْر، شبَّه عِظَم ذنوبه به. وفي حديث عليّ: لأَنْ أَمْسْح على

ظَهْر عَيْر بالفلاة أَي حمارِ وحْشٍ؛ فأَما قول الشاعر:

أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً،

وفي الحَرْب أَشباهَ النّساء العَوارك؟

فإِنه لم يجعلهم أَعْياراً على الحقيقة لأَنه إِنما يخاطب قوماً، والقوم

لا يكونون أَعياراً وإِنما شبّههم بها في الجفاء والغلظة، ونصبه على

معنى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مرة كذا ومرة كذا؟ وأَما قول سيبويه: لو

مَثَّلْت الأَعْيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت: أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت

معناه، فليس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن يصوغُ فعلاً أَي بناءَ

كَيْفِيَّة البدل من اللفظ بالفعل، وقوله لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى ما له

فعل من لفظه، يُدلّك على أَن قوله تَعَيّرون ليس من كلام العرب. والعَيرُ

العظم الناتئ وسط الكف

(* قوله: «وسط الكف» كذا في الأَصل، ولعله الكتف.

وقوله: معيرة ومعيرة على الأَصل، هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع

قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح الميم وكسر العين). والجمع

أَعْيارٌ. وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة على الأَصل: ذات عَيْر. وعَيْر النصل:

الناتئ في وسطه؛ قال الراعي:

فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ،

كَسَرْن العَيْرَ منه والغِرارا

وقيل: عَيْرُ النَّصل وسطه. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو عمرو: نصل

مُعْيَر فيه عَيْر. والعَيْر من أُذن الإِنسان والفرسِ ما تحت الفَرْع من باطنه

كعَيْر السهم، وقيل: العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَى الفرس. وفي حديث أَبي

هريرة: إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ على عِيَار الأُذُنين الماء؛ العِيارُ جمع

عَيْرٍ، وهو الناتئ المرتفع من الأَذن. وكل عظم ناتئ من البدن:

عَيْرٌ. وعَير القدم: الناتئ في ظهرها. وعَيرُ الوَرقة: الخط الناتئ في وسطها

كأَنه جُدَيِّر. وعَيرُ الصخرة: حرفٌ ناتئ فيها خلقة، وقيل: كل ناتئ

في وسط مستو عَيرٌ. وعَيْرُ الأُذن: الوتد الذي في باطنها. والعَيْر:

ماقيء العين؛ عن ثعلب، وقيل: العَيْر إِنسانُ العين، وقيل لَحْظُها؛ قال

تأَبَّطَ شَرّاً:

ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ،

بدارٍ ما أُرِيدُ بها مُقاما

سوى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ،

أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما

وفي المثل: جاءَ قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى أَي قبل لحظة العين. قال أَبو

طالب: العَيْر المِثال الذي في الحدقة يسمى اللُّعْبة؛ قال: والذي جرى

الطَّرْفُ، وجَرْيُه حركته؛ والمعنى: قبل أَن يَطْرِف الإِنسانُ، وقيل:

عَيْرُ العين جَفْنُها. قال الجوهري: يقال فعلت قبل عِيْرٍ وما جرى. قال

أَبو عبيدة: ولا يقال أَفعل؛ وقول الشماخ:

أَعَدْوَ القِبِصَّى قبل عَيْرٍ وما جَرى،

ولم تَدْرِ ما خُبْرِي، ولم أَدْرِ ما لَها؟

فسره ثعلب فقال: معناه قبل أَن أَنظر إِليك، ولا يُتَكلّم بشيء من ذلك

في النفي. والقِبِصَّى والقِمِصَّى: ضَرْبٌ من العَدْو فيه نَزْوٌ. وقال

اللحياني: العَيْرُ هنا الحمار الوحشي، ومن قال: قبل عائرٍ وما جرى، عنى

السهم. والعَير: الوَتد. والعَيْر: الجَبلُ، وقد غلب على جبل بالمدينة.

والَعيْر: السيّد والمَلِك. وعَيْرُ القوم: سيّدُهم؛ وقوله:

زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْـ

ـر مَوالٍ لنا، وأَنَّى الوَلاءُ؟

(* في معلقة الحرث بن حِلْزة: «مُوال لنا ـــــ وأَنّا الوَلاء» ولا

يمكن إِصلاح هذا البيت على ما هو عليه في المعلقة لأَن له شرحاً يناسب

روايته هنا لاحقاً).

قيل: معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ على عَيْرٍ، وقيل: يعني الوتد، أَي من

ضرب وتِداً من أَهل العَمَد، وقيل: يعني إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير،

وقيل: يعني جبلاً، ومنهم من خص فقال: جبلاً بالحجاز، وأَدخل عليه اللام

كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها عَيْر، وجعل اللام زائدة على

قوله:ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ

إِنما أَراد بنات أَوبر فقال: كل من ضربه أَي ضرب فيه وتداً أَو نزله،

وقيل: يعني المُنْذِر بن ماء السماء لِسيادتهِ، ويروي الوِلاء، بالكسر،

حكى الأَزهري عن أَبي عمرو بن العلاء، قال: مات مَنْ كان يحسن تفسير بيت

الحرث بن حلزة: زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر (البيت).

قال أَبو عمر: العَيْر هو الناتئ في بُؤْبُؤِ العين، ومعناه أَن كل من

انْتَبَه من نَوْمِه حتى يدور عَيْرُه جَنى جناية فهو مَوْلًى لنا؛

يقولونه ظلماً وتجَنّياً؛ قال: ومنه قولهم: أَتيتك قبل عَيْرٍ وما جَرى أَي

قبل أَن ينتبه نائم. وقال أَحمد بن يحيى في قوله: وما جرى، أَرادوا

وجَرُيه، أَرادوا المصدر. ويقال: ما أَدري أَيّ مَن ضرب العَيْر هو، أَي أَيّ

الناس هو؛ حكاه يعقوب. والعَيْرانِ: المَتْنانِ يكتنفان جانبي الصُّلْب.

والعَيْرُ: الطَّبْل.

وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً: ذهب كأَنه مُنْفَلت من صاحبه

يتردد ومن أَمثالهم: كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ؛ فالعائرُ المتردد،

وبه سمي العَيْرُ لأَنه يَعِير فيتردّد في الفلاة. وعارَ الفرسُ إِذا

ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه. وعارَ الرجلُ في القوم يضربُهم: مثل عاث.

الأَزهري: فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ، وهو الذي يكون نافراً ذاهباً في الأَرض.

وفرس عَيّار بأَوصالٍ أَي بَعِير ههنا وههنا من نشاطه. وفرس عَيّار إِذا

نَشِط فرَكِبَ جانباً ثم عدل إِلى جانب آخر من نشاطه؛ وأَنشد أَبو عبيد:

ولقد رأَيتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا،

غَنَظطُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ

قال ابن الأَعرابي في مثل العرب: غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العيّار؛ قال:

العَيّار رجل، وجرادة فرس؛ قال: وغيره يخالفه ويزعم أَن جرادة العيّار

جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت، وقيل: أَراد بجرادة العَيَّار جرادة

وضعها في فيه فأَفْلَتت من فيه، قال: وغَنَظَه وركَظَعه يَكِظُه

وَكْظاً، وهي المُواكَظَة والمُواظبة، كل ذلك إِذا لازمه وغمَّه بشدة تَقاضٍ

وخُصومة؛ وقال:

لو يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً،

مالُوا بسَلْمَى، ولم يَعْدِلهْمُ أَحَدُ

وقصيدة عاثرة: سائرة، والفعل كالفعل،د والاسم العِيَارة. وفي الحديث:

أَنه كان يمُرّ بالتمرة العاثِرةِ فما يَمْنعُه من أَخذها إِلاَّ مَخافةُ

أَن تكون من الصدقة؛ العائرة: الساقطة لا يُعْرَف لها مالك، من عارَ

الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً على وجهه؛ ومنه الحديث: مَثقَلُ المُنافِق

مَثَلُ الشاةِ العائرة بين غَنَمْينِ أَي المتردّدة بين قَطِيعين لا

تَدْري أَيّهما تَتْبَع. وفي حديث ابن عمر في الكلب الذي دخل حائِطَه: إِنما

هو عائرٌ؛ وحديثه الآخر: أَنَّ فرساً له عارَ أَي أَفْلَت وذهب على

وجهه. ورجل عَيّار: كثير المجيء والذهاب في الأَرض، وربما سمي الأَسد بذلك

لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد: قال أَوس بن حجر:

لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِية،

كالمَزبَرانيّ، عَيَّارٌ بأَوْصالِ

(* قوله: «كالمزبراني إلخ» قال الجوهري في مادة رزب ما نصه: ورواه

المفضل كالمزبراني عيار بأوصال، ذهب إِلى زبرة الأسد فقال له الأَصمعي: يا

عجباه الشيء يشبه بنفسه وإِنما هو المرزباني ا هـ. وفي القاموس والمرزبة

كمرحلة رياسة الفرس وهو مرزبانهم بضم الزاي).

أَي يذهب بها ويجيء؛ قال ابن بري: من رواه عيّار، بالراء، فمعناه أَنه

يذهب بأَوْصال الرِّجال إِلى أَجَمَته، ومنه قولهم ما أَدري أَي الجراد

عارَِه، ويروى عَيَّال، وسنذكره في موضعه؛ وأَنشد الجوهري:

لَمّا رأَيتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له

مِنِّي، كما رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ

جمع غَرِيف وهو الغابة. قال: وحكى الفراء رجل عَيَّار إِذا كان كثير

التَّطْواف والحركة ذكِيّاً؛ وفرس عَيَّار وعيّال؛ والعَيْرانة من الإِبل:

الناجية في نشاطه، من ذلك، وقيل: شبّهت بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها، وليس

ذلك بقوي؛ وفي قصيد كعب:

عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ

هي الناقة الصلبة تَشْبيهاً بِعَيْر الوحش، والأَلف والنون زائدتان. ابن

الأَعرابي: العَيِّرُ الفرس النشيط. قال: والعرب تمدح بالعَيَّار

وتَذُمّ به، يقال: غلام عَيّار نَشِيط في المعاصي، وغلام عَيّار نشيط في طاعة

الله تعالى. قال الأَزهري: والعَيْر جمع عائِر وهو النشيط، وهو مدح

وذدمٌّ.عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كان في شَوْل فتركها وانطلق نحوَ

أُخْرَى يريد القَرْع،. والعائِرةُ التي تخرج من الإِبل إِلى أُخْرَى ليضربها

الفحل. وعارَ الأَرض يَعِير أَي ذهب، وعارَ الرجلُ في القوم يضربهم بالسيف

عَيَراناً: ذهب وجاء؛ ولم يقيده الأَزهري بضرب ولا بسيف بل قال: عارَ

الرجلُ يَعِير عَيَراناً، وهو تردّدهُ في ذهابه ومجيئه؛ ومنه قيل: كلْبٌ

عائِرٌ وعَيّار، وهو من ذوات الياء، وأَعطاه من المال عائرةَ عينين أَي ما

يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا، وقد تقدم في عور أَيضاً.

وعيرانُ الجراد وعَوائِرهُ: أَوائلُِ الذاهبة المفْترقة في قلة. ويقال:

ما أَدري أَيّ الجراد عارَه أَي ذهب به وأَتْلَفه، لا آتَي له في قول

الأَكثر،

(* هكذا في الأصل). وقيل:

يَعِيره ويَعُوره؛ وقول مالك بن زغبة:

إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ

عوائرُ نَبْلٍ، كالجرادِ نُطِيرُها

عنى به الذاهبة المتفرقة؛ وأَصله في الجراد فاستعاره قال المؤرج: ومن

أَمثالهم؛ عَيْرٌ عارَه وَتِدُه؛ عارَه أَي أَهلكه كما يقال لا أَدري أَيّ

الجراد عارَه. وعِرْث ثوبه: ذهبت به. وعَيَّر الدينارَ: وازَنَ به آخر.

وعَيَّر الميزان والمكيال وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ بينهما

مُعايَرَة وعِياراً: قدَّرَهما ونظر ما بينهما؛ ذكر ذلك أَبو الجراح في باب ما

خالفت العامة فيه لغة العرب. ويقال: فلان يُعايرُ فلاناً ويُكايلُه أَي

يُسامِيه ويُفاخِره. وقال أَبو زيد: يقال هما يتعايبانِ ويَتَعايَران،

فالتعايُرُ التسابّ، والتَعايُب دون التَّعايُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً.

والمِعْيار من المكاييل: ما عُيِّر. قال الليث: العِيَار ما عايَرْت به

المكاييل، فالعِيَار صحيح تامٌّ وافٍ، تقول: عايَرْت به أَي سَوَّيْتُه،

وهو العِيَار والمِعْيار. يقال: عايِرُوا ما بين مكاييلكم ومَوازِينكم،

وهو فاعِلُوا من العِيَار، ولا تقل: عَيِّروا.

وعَيَّرْتُ الدنانير: وهو أَن تُلْقِي ديناراً ديناراً فتُوازِنَ به

ديناراً ديناراً، وكذلك عَيَّرْت تْعْييراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً،

يقال هذا في الكيل والوزن. قال الأَزهري: فرق الليث بين عايَرْت وعَيَّرْت،

فجعل عايَرْت في المكيال وعَيَّرْت في الميزان؛ قال: والصواب ما ذكرناه

في عايَرْت وعَيَّرت فلا يكون عَيَّرْت إِلاَّ من العار والتَّعْيِير؛

وأَنشد الباهلي قول الراجز:

وإِن أَعارَت حافراً مُعارا

وَأْباً، حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا

وقال: ومعنى أَعارَت رفعت وحوّلت، قال: ومنه إِعارةُ الثياب والأَدوات.

واستعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته: رفعه وحوَّله منها إِلى يده؛ وأَنشد

قوله:

هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها،

وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها،

شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها

شهباء: مُعْبَلة، والهاء في مُسْتَعِيرها لها. والبَصِيرة: طريقة الدّم.

والعِيرُ، مؤنثة: القافلة، وقيل: العِيرُ الإِبل التي تحمل المِيرَة، لا

واحد لها من لفظها. وفي التنزيل: ولَمَّا فَصَلت العِيرُ؛ وروى سلمة عن

الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة:

زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِير

بكسر العين. قال: والعِيرُ الإِبل، أَي كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا

أَي العربُ كلهم موالٍ لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فيهم قلَنا نِعَمٌ

عليهم؛ قال ابن سيده: وهذا قول ثعلب، والجمع عِيَرات، قال سيبويه: جمعوه

بالأَلف والتاء لمكان التأْنيث وحركوا الياء لمكان الجمع بالتاء وكونه

اسماً فأَجمعوا على لغة هذيل لأَنهم يقولون جَوَزات وبَيّضات. قال: وقد قال

بعضهم عِيرات، بالإِسكان، ولم يُكَسَّر على البناء الذي يُكَسَّر عليه

مثله، جعلوا التاء عوضاً من ذلك، كما فعلوا ذلك في أَشياء كثيرة لأَنهم مما

يستغنون بالأَلف والتاء عن التكسير، وبعكس ذلك، وقال أَبو الهيثم في

قوله: ولما فَصَلَت العِيرُ كانت حُمُراً، قال: وقول من قال العِيرُ الإِبلُ

خاصّة باطلٌ. العِيرُ: كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبل والحَمِير

والبغال، فهو عِيرٌ؛ قال: وأَنشدني نُصَير لأَبي عمرو السعدي في صفة حَمِير

سماها عِبراً:

أَهكذا لا ثَلَّةٌ ولا لَبَنْ؟

ولا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنّْ،

مُفَلْطَحات الرَّوْثِ يأْكُلْن الدِّمَنْ،

لا بدّ أَن يَخْترْن مِنِّي بين أَنْ

يُسَقْنَ عِيراً، أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ

قال: وقال نصيرٌ الإِبل لا تكون عِيراً حتى يُمْتارَ عليها. وحكى

الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: العيرُ من الإِبل ما كان عليه حملُه أَو لم

يكن. وفي حديث عثمان: أَنه كان يشتري العِيرَ حُكْرة، ثم يقول: من

يُرْبِحُني عُقْلَها؟ العِيرُ: الإِبل بأَحْمالها. فِعْلٌ من عارَ يَعير إِذا سار،

وقيل: هي قافلة الحَمِير، وكثرت حتى سميت بها كل قافلة، فكل قافلة عِيرٌ

كأَنها جمع عَيْر، وكان قياسها أَن يكون فُعْلاً، بالضم، كسُقْف في

سَقْف إِلاَّ أَنه حوفظ على الياء بالكسرة نحو عِين. وفي الحديث: أَنهم كانوا

يترصّدون عِيَرات قُرَيْش؛ هو جمع عِير، يريد إِبلهم ودوابهم التي كانوا

يتاجرون عليها. وفي حديث ابن عباس: أَجاز لها العْيَرات؛ هي جمع عِيرٍ

أَيضاً؛ قال سيبويه: اجتمعوا فيها على لغة هذيل، يعني تحريك الياء،

والقياس التسكين؛ وقول أَبي النجم:

وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها،

من حَسَكِ التَّلْع ومن خافورها

إِنما استعاره للنمل، وأَصله فيما تقدم.

وفلان عُيَيْرُ وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره، وهو في الذمِّ، كقولك:

نَسِيج وحده، في المدح. وقال ثعلب: عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وحده. قال

الأَزهري: فلانٌ عُيَيْرُ وحده وجُحَيْش وَحْدِه. وهما اللذان لا يُشاوِران

الناس ولا يخالطانهم وفيهما مع ذلك مهانة وضعف. وقال الجوهري: فلان

عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه، وإِن شئت كسرت أَوله مثل شُيَيْخٍ

وشِيَيْخٍ، ولا تقل: عُوَير ولا شُوَيخ.

والعارُ: السُّبّة والعيب، وقيل: هو كل شيء يلزم به سُبّة أَو عيب،

والجمع أَعْيارٌ. ويقال: فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر العيوب؛ قال

الراعي:ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً،

دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ

كأَنه مما يُعَيَّر به، والفعل منه التَّعْيير، ومن هذا قيل: هم

يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة؛ قال الأَزهري: وكلام العرب

يَتَعَوَّرون، بالواو، وقد عيّره الأَمرَ؛ قال النابغة:

وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ خَشيَتَه،

وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار؟

وتعايرَ القومُ: عَيَّر بعضُهم بعضاً، والعامة تقول: عيّره بكذا.

والمَعايرُ: المعايب؛ يقال: عارَه إِذا عابَه؛ قالت ليلى الأَخيلية:

لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ،

إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ

وتعايرَ القومُ: تعايَبُوا. والعارِيَّة: المَنيحة، ذهب بعضهم إِلى

أَنها مِن العارِ، وهو قُوَيل ضعيف، وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون

العَواريِّ، وليس على وضعه إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء. وقال

الليث: سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها عارٌ على من طلبها. وفي الحديث: أَن

امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت

يدُها؛ الاستعارةُ من العاريّة، وهي معروفة. قال ابن الأَثير: وذهب عامة أَهل

العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا يُقْطَع لأَنه جاحد

خائن، وليس بسارق، والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً. وذهب

إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث، وقال أَحمد: لا أَعلم شيئاً يدفعه؛ قال

الخطابي: وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية

لأَنها سَرَقت، وذلك بََيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث؛ ورواه مسعود بن

الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِيفة من بيت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ

كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن عادتها، كما عُرِّفت بأَنها

مخزوميَّة، إِلاَّ أَنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقَّت إِلى السرقة، واجترأَت

عليها، فأَمر بها فقطعت. والمُسْتَعِير: السَّمِين من الخيل. والمُعارُ:

المُسَمَّن. يقال: أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه؛ قال:

أَعِيرُوا خَيْلَكم ثم ارْكُضوها،

أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ

ومنهم من قال: المُعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المُعار المُضَمَّر

المُقَدَّح، وقيل: المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة متنه نتأَت فصار لها عيرٌ

ناتئ، وقال ابن الأَعرابي وحده: هو من العاريَّة، وذكره ابن بري أَيضاً

وقال: لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه؛ وقيل

في قوله :

أَعيروا خيلكم ثم اركبوها

إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها، من عارَ يَعير، إِذا ذهب

وجاء. وقد روي المِعار، بكسر الميم، والناس رَوَوْه المُعار؛ قال: والمِعارُ

الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق؛ قال الأَزهري:

مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر، فقيل مِعار. قال

الجوهري: وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب ههنا وههنا من المَرَح، وأَعارَه

صاحبُه، فهو مُعَار؛ ومنه قول الطِّرمَّاح:

وجَدْنا في كتاب بني تميمٍ:

أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ

قال: والناسُ يَرَوْنه المُعار من العارِيَّة، وهو خَطَأ؛ قال ابن بري:

وهذا البيت يُروى لِبشْر بن أَبي خازِم.

وعَيْرُ السَّراة: طائر كهيئة الحمامة قصير الرجلين مُسَرْوَلُهما أَصفر

الرِّجلين والمِنقار أَكحل العينين صافي اللَّوْن إِلى الخُضْرة أَصفر

البطن وما تحت جناحيه وباطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ، ويُجمَع عُيُورَ

السَّراةِ، والسَّراةُ موضع بناحية الطائف، ويزعمون أَن هذا الطائر يأْكل

ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً وكذلك العِنَب.

والعَيْرُ: اسم رجُل كان له وادٍ مُخْصِب، وقيل:

هو اسم موضع خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر، فكانت العرب تستوحشه وتضرب به

المَثَل في البلَد الوَحْش، وقيل: هو اسم وادٍ؛ قال امرؤ القيس:

ووادٍ، كجَوْف العَيْرِ، قَفْرٍ مَضِلَّةٍ،

قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ

قال الأَزهري: قوله كجَوْف العَيرِ، أَي كوادي العَيرِ وكلُّ وادٍ عند

العرب: جوفٌ. ويقال للموضع الذي لا خيرَ فيه: هو كجوف عَيرٍ لأَنه لا شيء

في جَوْفه يُنتفع به؛ ويقال: أَصله قولهم أَخلى من جَوْف حِمار. وفي حديث

أَبي سفيان: قال رجل: أُغْتال محمداً ثم آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي أَي

أَمْضي فيه وأَجعلُه طريقي وأَهْرب؛ حكى ذلك ابن الأَثير عن أَبي موسى.

وعَيْرٌ: اسم جَبلَ؛ قال الراعي:

بِأَعْلام موَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ،

مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا

وفي الحديث: أَنه حَرَّم ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ؛ هما جبلان، وقال

ابن الأَثير: جبلان بالمدينة، وقيل: ثَوْرٌ بمكة؛ قال: ولعلّ الحديث ما بين

عَيْرٍ إِلى أُحُد، وقيل: بمكة أَيضاً جبل يقال له عَيْرٌ.

وابْنَةُ مِعْيَرٍ الداهية. وبنَاتُ مِعْيَرٍ: الدواهي؛ يقال: لقيت منه

ابْنَةَ مِعْيَرٍ؛ يُريدون الداهية والشدّة.

وتِعَارٌ، بكسر التاء: اسم جبَل؛ قال بِشْر يصف ظُعْناً ارتحلن من

منازلهن فشبّههنَّ في هَوَادِجِهِن بالظِّباء في أَكْنِسَتِها:

وليل ما أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ

وَشابَة، عن شمائِلها تِعارُ

كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة عليها

كَوانِس، قالِصاً عنها المَغَارُ

المَغارُ: أَماكن الظِّباء، وهي كُنُسها. وشابَة وتِعار: جبَلان في

بِلاد قيس. وأَرُوم وشابة: موضعان.

عير: {العير}: الإبل تحمل الميرة.
ع ي ر

يقال للموضع الذي لا خير فيه: " هو كجوف العير " وهو الحمار لأنه ليس في جوفه ما ينتفع به. وقيل: رجل خرّب الله واديه. قال:

لقد كان جوف العير للعين منظراً ... أنيقاً وفيه للمجاور منفس

وقد كان ذا نخلٍ وزرع وجامل ... فأمسى وما فيه لباغٍ معرّس

وفلان نسيج وحده، وعيير وحده. و" فعل ذلك قبل عيرٍ وما جرى " أي قبل عيرٍ وجريه: يراد السرعة. وقيل: العير: إنسان العين أي قبل لحظةٍ. وسهم عائر: غرب. وفرس عائر وعيّار. وقصيدة عائرة: سائرة، وما قالت العرب بيتاً أعير منه. وهمّة عائرة. وتعاير القوم: تعايبوا. ويقال: إن الله يغيّر، ولا يعيّر. وعاير المكاييل والموازين: قايسها.
عير
العِيرُ: القوم الذين معهم أحمال الميرة، وذلك اسم للرّجال والجمال الحاملة للميرة، وإن كان قد يستعمل في كلّ واحد من دون الآخر. قال تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ [يوسف/ 94] ، أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ [يوسف/ 70] ، وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها [يوسف/ 82] ، والْعَيْرُ يقال للحمار الوحشيّ، وللنّاشز على ظهر القدم، ولإنسان العين، ولما تحت غضروف الأذن، ولما يعلو الماء من الغثاء، وللوتد، ولحرف النّصل في وسطه، فإن يكن استعماله في كلّ ذلك صحيحا ففي مناسبة بعضها لبعض منه تعسّف. والْعِيَارُ:
تقدير المكيال والميزان، ومنه قيل: عَيَّرْتُ الدّنانير، وعَيَّرْتُهُ: ذممته، من العَارِ، وقولهم:
تَعَايَرَ بنو فلان، قيل: معناه تذاكروا العَارَ. وقيل:
تعاطوا الْعِيَارَةَ، أي: فِعْلَ العَيْرِ في الانفلات والتّخلية، ومنه: عَارَتِ الدّابّة تَعِيرُ إذا انفلتت، وقيل: فلان عَيَّارٌ.

عير


عَارَ (ي)(n. ac. عَيْر)
a. Roamed, roved, wandered about.
b. Became widely-known (poem).
c. Went away with.
d. see II (a)
عَيَّرَa. Reproached, upbraided; insulted, affronted.
b. Weighed, tested, gauged, verified ( money
&c. ).
c. Became slimy (water).
عَاْيَرَa. see II (a) (b).
c. [Bain], Compared; made equal.
أَعْيَرَa. Allowed to rove, to roam.
b. Fattened.

تَعَاْيَرَa. Reproached, upbraided, reviled, insulted each
other.

عَيْر (pl.
عِيَاْر
عُيُوْر
عُيُوْرَة
أَعْيَاْر
38)
a. Ass, wild ass.
b. Chief, lord.
c. Pupil of the eye; eyelid.
d. Projection, ridge, protuberance, prominence.
e. Spine.
f. Peg.

عَارa. Shame, ignominy, opprobrium, disgrace.

عِيْر (pl.
عِيَْرَات)
a. Caravan; train, file of beasts.

عَائِر []
a. Wandering, roving, roaming; chance;
stray (arrow).
b. Celebrated, famous (poem).
عِيَارa. Standard weight or measure; gauge; stamp.

عِيَارَة []
a. Celebrity ( of a poem ).
عَيَّار []
a. Rover; vagabond; adventurer, sharper.

مَعَائِر []
a. Faults, defects.

مِعْيَار [] (pl.
مَعَاْيِيْرُ)
a. see 23
هُوَ كَجَوْف عَيْر
a. There is not much good in him.

إِبْنَة مِعْيَر
a. Calamity; hardship.

عَيْر السَّرَاة
a. A kind of pigeon.
(عير) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَالْعِيرَ الَّتيِ أَقْبَلْنَا فِيهَا}
قيل: إنها جَمْع عَائِر؛ وهو الذي يَتَصَرَّف حَيثُ يَشَاء للمِيرَة وغَيرها. وجَمعْ العِير عِيراتٌ.
- وفي الحَديثِ: "أَنَّهم كانوا يتَرصَّدون عِيرات قُرَيشٍ"
- وفي الحَديثِ: "أَنَّ فرسًا لابنِ عُمَر - رضي الله عنهما - عَارَ"
: أي أَفْلَت وذَهَبَ على وَجْهِه. ومنه: العَيَّارُ للخَليع البَطَّال. - في حديث أَبِي سُفْيانَ: "قال رَجُلٌ: أَغْتالُ مُحمّدًا، ثم آخُذُ في عَيْر عَدْوى"
وهو اسْمُ جَبَل بمكَّة: أي أمضي فيه، وأَجعلُه طَرِيقي وأَهْرُب.
- في الحديث : "إذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّا أَمسَك عليه بذُنُوبِه، حتى يُوافِيَه يَومَ القِيَامَة، كأَنَّه عَيْر"
قال أبو نُعَيْم الحَافِظ: عَيْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينة، شَبَّه عِظَمَ ذُنُوبِه وكَثْرَتِها به. وقال غَيرُه: هو الحِمارُ الوَحْشيّ.
- في حديث عُثْمان: "كان يَشْتَرِي العِيرَ حُكْرَة"
وهي الإِبِل بأَحْمالِها، من عَارَ يَعِير؛ إذا سَارَ. وقيل: هي قَافِلةُ الحَمِير، ثم كَثُرت حتى سُمِّيت بها كُلُّ قافِلَة كأَنَّها جمع عَيْر، وقِياسُها. فُعْل، كَسُقْف ولُدْن في جَمْع سَقْف ولَدْن، إلا أَنَّه حُوفِظَ على اليَاءِ بالكَسْرة نَحْو بِيْض وعِيْن.
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاسٍ: "أَجازَ لها العِيَرات"
وهي جَمْع عِيرٍ. قال سِيبَويْه: اجتَمَعُوا فيها على لغة هُذَيْل. يَعنِي تَحرِيكَ الياء، والقِياسُ التَّسْكِين بَيَضات وعِيرَات. 
ع ي ر : عَارَ الْفَرَسُ يَعِيرُ مِنْ بَابِ سَارَ عِيَارًا أَفْلَتَ وَذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَالْعَارُ كُلُّ شَيْءِ يَلْزَمُ مِنْهُ عَيْبٌ أَوْ سَبٌّ وَعَيَّرْتُهُ كَذَا وَعَيَّرْتُهُ بِهِ قَبَّحْتُهُ عَلَيْهِ وَنَسَبْتُهُ إلَيْهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ قَالَ السُّيُوطِيّ فِي شَرْحِ الْحَمَاسَةِ وَالْمُخْتَارُ أَنْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ قَالَ الشَّاعِرُ
أَعَيَّرْتَنَا أَلْبَانَهَا وَلُحُومَهَا ... وَذَلِكَ عَارٌ يَا ابْنَ رَيْطَةَ ظَاهِرُ
يَقُولُ عَيَّرْتَنَا كَثْرَةَ الْإِبِلِ وَاللَّبَنِ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِلتِّجَارَةِ بَلْ لِلضُّيُوفِ وَذَلِكَ عَارٌ لَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ وَعَيَّرْتُ الدَّنَانِيرَ تَعْيِيرًا امْتَحَنْتُهَا لِمَعْرِفَةِ أَوْزَانِهَا.

وَعَايَرْتُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ مُعَايَرَةً وَعِيَارًا امْتَحَنْتُهُ بِغَيْرِهِ لِمَعْرِفَةِ صِحَّتِهِ وَعِيَارُ الشَّيْءِ مَا جُعِلَ نِظَامًا لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الصَّوَابُ عَايَرْتُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ وَلَا يُقَالُ عَيَّرْتُ إلَّا مِنْ الْعَارِ هَكَذَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ عَايَرْتُ بَيْنَ الْمِكْيَالَيْنِ امْتَحَنْتُهُمَا لِمَعْرِفَةِ تُسَاوِيهِمَا وَلَا تَقُلْ عَيَّرْتُ الْمِيزَانَيْنِ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبِهِ.

وَالْعَيْرُ بِالْفَتْحِ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ وَالْأَهْلِيُّ أَيْضًا وَالْجَمْعُ أَعْيَارٌ مِثْلُ ثَوْبٍ
وَأَثْوَابٍ وَعُيُورَةٌ أَيْضًا وَالْأُنْثَى عَيْرَةٌ.

وَعَيْرٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَنُقِلَ حَدِيثٌ أَنَّهُ حَرَّمَ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلَى ثَوْرٍ وَتَقَدَّمَ فِي ثَوْرٍ.

وَالْعِيرُ بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ تَحْمِلُ الْمِيرَةَ ثُمَّ غَلَبَ عَلَى كُلِّ قَافِلَةٍ.

وَسَهْمٌ عَائِرٌ لَا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ.

وَرَجُلٌ عَيَّارٌ كَثِيرُ الْحَرَكَةِ كَثِيرُ التَّطْوَافِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْعَيَّارُ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يُخَلِّي نَفْسَهُ وَهَوَاهَا لَا يَرُوعُهَا وَلَا يَزْجُرُهَا. 
[عير] نه: فيه: إنه كان يمر بالتمرة "العائرة"، هي الساقطة لا يعرف لها مالك، من عار الفرس يعير إذا انطلق من مربطه مارًا على وجهه. ومنه ح: مثل المنافق مثل الشاة "العاثرة" بين غنمين، أي المترددة بين قطيعتين لا تدري أيهما تتبع. ط: هي التي تطلب الفحل فتردد بين التيسين فلا يستقر مع إحداهما كالمنافقاشتهر رواية، وقيل: إن عير جبل بمكة أيضًا، فالمعنى بحذف مضاف، أي حرمها قدر ما بين عير وثور في حرم مكة. نه: ومنه ح أبي سفيان: قال رجل: أغتال محمدًا ثم أخذ في "عير" عدوي، أي أمضي فيه وأجعله طريقي وأهرب. وفيه ح: إذا توضأت فأمر على "عيار" الأذنين الماء، العيار جمع عير وهو الناتئ المرتفع من الأذن وكل عظم ناتئ من البدن عير. وح عثمان: كان يشتري "العير" حكرة ثم يقول: من يربحني عقلها؟ العير الإبل بأحمالها، من عار يعير إذا سار، وقيل: هي قافلة الحمير فكثرت حتى سميت بها كل قافلة وكأنها جمع عير، وقياسه الضم كسقف في سقف والكسر لحفظ الياء. ومنه ح: إنهم كانوا يترصدون "عيرات" قريش، هي جمع عير، أي إبلهم ودوابهم التي كانوا يتاجرون عليها. وح: أجاز لها "العيرات"، هي جمع عير؛ سيبويه: حركوا الياء على لغة هذيل. ك: منه: إذ أقبلت "عير" من الشام، هو بكسر عين، وهو إبل تحمل طعامًا من الشام لدحية وعبد الرحمن ابن عوف. وح: ما صنعت "عير" أبي سفيان. ش: العير- بفتح عين وسكون تحتيته: حمار الوحش. ك: ساببت رجلًا "فعيرته"، أي شاتمته ونسبته إلى العار، وروى: فقلت: يا ابن الأسود- وقد مر في خول أن الرجل بلال.
[عير] والعير: الحمار الوحشى والاهلى أيضاً، والأنثى عَيْرَةٌ، والجمع أعْيارٌ ومعيوراء وعيورة، مثل فحل وفحولة. وعير العين: جفنها. ومنه قولهم: فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جرى، أي قبل لحظ العينِ. قال أبو عبيدة: ولا يقال أفعل. قال الحارث بن حلزة. زعموا أن كل من ضرب العي‍ * - ر موال لنا وأنى الولاء - قال أبو عمرو بن العلاء: ذهب من كان يعرف هذا البيت . ويقال: ما أدري أيُّ من ضرب العَيْرَ هو، أيْ أي الناس هو، حكاه يعقوب. وعَيْرُ القوم: سيّدهم. وقولهم: " عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عَشَرَةٍ "، كان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم عشرة دراهم. والعير: الوتد. وعير: جبل المدينة. وفى الحديث: " أنه حرم ما عير إلى ثور ". وعير النصل: الناتئ منه في وسطه. وكذلك عَيْرُ الكتفِ. وعَيْرُ القدم: الشاخصُ في ظهرها. وعَيْرُ الأذن: الوتد الذى في باطنها. وعير الورقة: الخط في وسطها. وعَيْرُ السَراة: طائرٌ كهيئة الحمامة. ويقال للموضوع الذى لا خير فيه: هو كجوف عيرٍ، لأنه لا شئ في جوفه ينتفع به. ويقال: أصله قولهم: أخلى من جوف حمار، وقد فسرناه. ويقال: العيرها هنا: الطبل. وقصيدة عائرة، أي سائرة. ويقال: ما قالت العربُ بيتاً أعْيَرَ من كذا، أي أسيَرَ. وفلانٌ عُيَيْرُ وحدِهِ، أي معجبٌ برأيه، وهو ذمٌّ. وإن شئت كسرت أوله مثل شييخ وشييخ. ولا تقل عوير ولا شويخ. وعار في الأرض يَعيرُ، أي ذهب. والعائِرةُ: الناقة تخرج من الإبل إلى الأخرى ليضربها الفحل. والجملُ عائِرٌ: يترك الشَوْل إلى أخرى. وعارَ الفرس، أي انفلت وذهب هاهنا وهاهنا، من مرحه. وأعارَهُ صاحبهُ فهو معار. ومنه قول الطرماح : وجدنا في كتابِ بني تميمٍ * أحق الخيل بالركض المعار - قال أبو عبيدة: والناس يرونه " المعار " من العارية، وهو خطأ. وفرس عيَّارٌ بأوصالِ، أي يعيرُ هاهنا وهاهنا من نشاطه. وسمِّي الأسدُ: عيارا، لمجيئه وذهابه في طلب صيده. قال الشاعر: لما رأيت أبا عمرو رزمت له * منى كما رزم العيار في الغرف - جمع غريف، وهى الغابة. وحكى الفراء: رجل عيار، إذا كان كثير التطواف والحركة ذكيًّا. ويقال: عارَ الرجل في القوم يضربهم، مثل عاث. وتعار بكسر التاء: اسم جبل. قال بشر:

وشابة عن شمائلها تعار * وهما جبلان في بلاد قيس. وعيره كذا من التعيير. والعامة تقول: عيره بكذا . قال النابغة: وعيرتني بنو ذبْيانَ رَهْبَتَهُ * وهل عَليَّ بأن أخشاكَ من عارِ - والعارُ: السبة والعيب. يقال: عاره، إذ عابه. والمَعايِرُ: المَعايِبُ. قالت ليلى الأخيليَّةُ: لعمرُكَ ما بالموتِ عارٌ على امرئٍ * إذا لم تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايِرُ - وتَعايَرَ القوم: تعايَبوا. وعايَرْتُ المكاييل والموازين عِياراً وعاوَرْتُ بمعنًى. يقال: عايِروا بين مكاييلكم وموازينكم، هو فاعلوا من العِيارِ. ولا تقل: عَيِّروا. والمِعْيارُ: العِيارُ. وبناتُ مِعْيَرٍ: الدواهي. والعَيْرانَةُ: الناقة تشبّه بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها. والعيرُ بالكسر: الإبل التي تحمل الميرة، ويجوز أن تجمعه على عيرات .
عير: عير (بالتشديد): عاب، نسبه إلى العار وقبح فعله وقولهم عير ب الذي ينكره الفصحاء موجود مع ذلك عند كثير من الفصحاء فقد جاء مثلاً في شعر عمر بن أبي ربيعة في الأغاني (ص71) وفي حديث نقله صاحب محيط المحيط ويذكر دي يونج كثيراً من الأمثلة. ويمكن أن نضيف إليها ما نقله عبد الواحد (ص78) عن ابن عمار، وبيتاً من الشعر في ألف ليلة (1: 2).
وعير: اتهم. (بوشر).
عَيرَّ: قاس الإناء ليعرف إذا كان بالمقدار الذي يجب أن يكون عليه. (فان دن برج ص56 رقم 1).
عَيرَّ: امتحن الذهب والفضة. (فوك دومب ص131).
عايَر: وزن الإناء أو الوعاء قبل أن يملأه (بوشر).
تَعَيَّر: مطاوع عير بمعنى عاب ونسبه إلى العار. (فوك).
تعير: مصدر تعير، خزي، عار، فضيحة. (هلو).
تَعَيَّر: توازن، تعادل. (فوك).
يتعاير قابل القياس أو الكيل، ممكن قياسه أو كيله، يقاس، يكال. (بوشر).
عار، ارمى في العار: أخزى، فضح، أنب، وبخ. (الكالا).
كل عار. اوابن عار: دنيء، حقير، سافل، نذل، خسيس. (ألكالا) وابن عار عند (عباد 2: 233).
العار بن العار (المقري 3: 426) وأظن أنها اختصار عاهر ففي البكري ص101):
فقلت كذبتم بدَّد الله شملكم ... فما هو إلا عاهر وابن عاهر
عار: أسوأ، أردأ، أقبح، شر من. (الكالا).
عير: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886). وكذلك في بعض مخطوطات القزويني (2: 119). وفي بعضها الاخر عبر. انظر القزويني (2: 396).
عير قبان= حمار قبان: (ابن البيطار 1: 330، 2: 568).
عير: شيء لا قيمة ل. ففي عباد (1: 323) (وتمَّ لابن عكاشة تدبيره، واستوسق له عيره ويسيره).
عيرة: انظر أصل الكلمة في مادة عور.
عَيْرُورَة: ذكرت في المعجم اللاتيني- العربي وهي مرادفة خطاء.
عيار: معاير، كيل. وهي مصدر عاير. (بوشر).
عيار: وسع سفينة لحمل النبيذ أو الحبوب (بوشر).
عيار: قياس، مقاس، وزن، كيل. (بوشر). (باين سميث 1713).
عيار الشراب: حصة الشراب ومقداره في كل وجبة طعام. (بوشر).
عيار، والجمع عيارات: ثقل من المعدن يوزن به. (فوك) وانظر في مادة سنجة.
عيار (والجمع عيارات: ثقالة، رجازة) ثقل موزان. وعصا البلهوان (الكالا) وهي بفتح العين.
عيار: دليل: ًإشارة الوزن. (هلو).
عيار: وصفة تركيب الادوية، اشارة إلى وزنها، أو نسبه مقاديرها كما ترجمها (رينو ص23).
عيار: ثقل إضافي يوضع في إحدى كفتي الميزان ليعادل وفق الوعاء الذي توضع فيه البضاعة عند وزنها. (الكالا) وهي فيه بفتح العين وكسرها، وجمعها عيارات.
عيار: مقدار العنصر الحر الصرف الذي تحتويه مادة معينة، مقدار المعدن الثمين من الذهب أو فضة الموجود في الحلي أو العملة المكسكوكة.
(بوشر، لين) وعيار المعادن. (بوشر، معجم البلاذري، المقدمة 3: 412، قصة عنتر ص67).
عيار: قطر الرصاص وحجمها وقطر ماسورة الأسلحة النارية. ويقال عيارهم واحد أي من وزن ومقياس واحد. (بوشر).
عيارة: ذو عيارة = عيار: رجل من سفلة الناس، متشرد، متسكع. (الماوردي)، متشرد، متسكع. (معجم الطرائف، المقدمة 2: 142و): أكثرهم صبية أغمار عيارون من نمطه.
عَياَّر: لص، قاطع طريق، كما جاء في العبارتين اللتين نقلهما فريتاج من ألف ليلة (1: 772: 801).
واقرأ عَيَّار في ألف ليلة (برسل 9: 277، 291).
عَيَّار: أريب، نبيه، محتال، داهية، شاطر. (بوشر) ويقال: اللص العيار (بركهارت أمثال ص28) أي اللص الماهر في السرقة، البارع فيها.
عَيَّار: أسلاك تثبيت الصاري. وتستعمل أيضاً لتحميل السفينة وتفريغ حمولتها. (الجريدة الآسيوية 1841،1: 588).
عائر: سهم عائر وهو الذي لا يدري من رماه وقد ذكره فريتاج نقلاً عن رايكه في مادة عور، وهذا صحيح. وكان يجب ذكره في هذه المادة في معجم الطرائف.
معيرة: ذكرت في المعجم اللاتيني العربي بمعنى إمتهان. (كوسج طرائف ص88 (صحح فيه الحركات) ألف ليلة 1: 70).
معيار: في فاكهة الخلفا (ص131): (وأنا أوصلك كل نهار دينار. ذهبا نضارا، كاملا وافيا معيارا) وقد نقلها فريتاج وهو يرى أن هذه الكلمة ليست وصفاً بل اسما بمعنى الذي يفي معيار.
مُعاير: معاير النقد، موازن النقد. (صفة مصر 16: 487 رقم 1).
عير
عارَ يَعِير، عِرْ، عَيْرًا وعَيَرانًا، فهو عائر، والمفعول مَعِير
• عار الشَّخصَ: عابه، ذكر من صفاته أو أعماله ما يدعو إلى الخجل أو الاستخذاء "عاره بهزيمته في المباراة/ برسوبه في الامتحان/ بفراره من المعركة". 

تعايرَ يتعاير، تعايُرًا، فهو مُتعايِر
• تعاير التَّلاميذُ: عيَّر بعضُهم بعضًا، تعايبوا، أي تبادلوا ذِكْر الصِّفات القبيحة "تعاير الجيران/ الخصمان". 

عايرَ يعاير، مُعايرةً وعِيارًا، فهو مُعايِر، والمفعول مُعايَر
• عاير الأرزَ بالميزان: قدَّره حَسْب كيله أو وزنه "عاير القمحَ بالمكيال/ اللّحمَ بالميزان/ الماءَ بالقدح".
• عاير الميزانَ: امتحنه بمقياسٍ آخر لمعرفة صحَّته "يحسن بالبائع أن يعاير ميزانَه بين مدَّة وأخرى".
• عايره بالجهل: لامه عليه ووبّخه. 

عيَّرَ يعيِّر، تعييرًا، فهو مُعيِّر، والمفعول مُعيَّر
• عيَّره ذنبَه/ عيَّره بذنبه: نسبه إلى العار، قبَّح عليه صفاتِه وفعلَه "عيَّره بجهله/ بهزيمته- عيَّره قلَّة وفائه- عيَّرتْني بالشَّيب وهو وقارُ ... ليتها عيّرتْ بما هو عارُ". 

عائر [مفرد]: اسم فاعل من عارَ. 

عار [مفرد]: ج أَعْيار: عيب، كلُّ ما يُعيَّر به الإنسان من فعلٍ أو قول أو يلزم منه سُبَّة "محا العارَ- جنَّبه العار: أبعده عنه- النار ولا العار [مثل]- لا تَنْهَ عن خلق وتأتيَ مثلَه ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ" ° وصمة عار: عمل مَعيب، سلوك مشين. 

عِيار1 [مفرد]: ج عِيارات (لغير المصدر):
1 - مصدر عايرَ.
2 - كلُّ ما يُتَّخذ أساسًا لتقدير كيل أو وزن الأشياء، أو يتَّخذ أساسًا للمقارنة، مِقْياس "استعمل عيارات مزوَّرة- من عيارات الكيل اللِّترُ والقدح- اشترى خاتمًا ذهبًا من عيار 21".
• عِيار النُّقود/ عيار الذَّهب: (قص) مقدار ما فيها من المعدن الخالص المعدود أساسًا لها بالنِّسبة لوزنها "اشتريت خاتمًا من عيار 21". 

عِيار2 [مفرد]: ج عِيارات (لغير المصدر) وأعيرة (لغير المصدر): مصدر عايرَ.
• العيار النَّاريّ: (سك) قذيفة تُطلق من المُسدَّس أو البندقيَّة أو المدفع على وزن خاصّ. 

عَيْر [مفرد]: ج أَعْيار (لغير المصدر):
1 - مصدر عارَ.
2 - حمار، حمار وحشيّ "رأى عيْرًا في حديقة الحيوان- افترس الأسدُ عَيْرًا- إن ذهب عَيْرٌ فعَيْرٌ في الرِّباط [مثل]: يُضرب في الرِّضا بالحاضر وترك الغائب". 

عِير [جمع]: جج عِيَرَات: قافلة الإبل أو الحمير أو البِغال يُجلب عليها الطَّعامُ وغيره "أقبل في العِير- {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} " ° فلانٌ لا في العير ولا في النَّفير: صغير القدر لا أهميَّة له. 

عَيَران [مفرد]: مصدر عارَ. 

معايرة [مفرد]:
1 - مصدر عايرَ.
2 - (كم) تقديرٌ بالحجم، بمحاليل قياسيّةٍ معروفةٍ قوَّتُها. 

مِعْيار [مفرد]: ج معاييرُ:
1 - عيار؛ مقياسٌ يُقاسُ به غيرُه للحكم والتَّقييم "اخترته حسب معايير معيّنة- معيار الذَّهب/ العيش- اختاروا الموظَّفين حسب معايير محدَّدة"
 ° غير مِعياريّ: مختلف أو غير ملتزم بمعيار معيَّن.
2 - (سف) نموذج متحقِّق أو متصوَّر لما ينبغي أن يكون عليه الشَّيء "مِعيار القبول". 

مِعْياريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِعْيار: "يُعَدّ احترام المواعيد من الضّوابط المعياريَّة للحياة العمليّة".
2 - مصدر صناعيّ من مِعْيار: إخضاع الأشياء لمقاييس محدَّدة تُقَيَّم من خلالها "معياريّة اقتصاديّة/ سياسيّة/ أخلاقيَّة- ناقش معياريّة التَّغير القِيَميّ في المجتمع".
• العلوم المعياريَّة: العلوم التي تهدف إلى صوغ القواعد والنَّماذج الضَّروريّة لتحديد القيم كالمنطق والأخلاق وعلم الجمال.
• اللاَّمِعيارِيَّة: فُقدان التَّنظيم الطَّبيعيّ أو القانونيّ "تتَّسم مرافعاته أمام المحاكم باللاَّمِعياريَّة". 
(ع ي ر)

العَيْرُ: الْحمار أياً كَانَ. وَقد غلب على الوحشي، وَفِي الْمثل " إِن ذهب عَيرٌ فَعَيرٌ فِي الرِّبَاط " وَالْجمع أعْيارٌ وعِيارٌ وعُيُورٌ وعُيُورَةٌ وعِيارَاتٌ. ومَعْيُورَاءُ اسْم للْجمع، فَأَما قَول الشَّاعِر:

أفِي السِّلْمِ أعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحرْبِ أشْباهَ النِّساءِ العوَارِكِ فَإِنَّهُ لم يجعلهم أعيارًا على الْحَقِيقَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُخَاطب قوما، وَالْقَوْم لَا يكونُونَ أعياراً، وَإِنَّمَا شبههم بهَا فِي الْجفَاء والغلظة، ونصبه على معنى أتلونون وتنقلون مرّة كَذَا وَمرَّة كَذَا؟ وَأما قَول سِيبَوَيْهٍ: لَو مثلت الأعيار فِي الْبَدَل من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ لَقلت أتعيرون إِذا أوضحت مَعْنَاهُ، فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا أَرَادَ أَن يصوغ فعلا ليرينا كَيْفيَّة الْبَدَل من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ. وَقَوله: لِأَنَّك إِنَّمَا تجريه مجْرى مَاله فعل من لَفظه، يدلك على أَن قَوْله أتعيرون لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب.

والعَيْرُ: الْعظم الناتئ وسط الْكَتف وَالْجمع أعيار. وكتف مُعَيَّرَةٌ ومُعْيرَةٌ على الأَصْل: ذَات عَيْرٍ.

وعَيْرُ النصل وَالسيف: الناتئ وسطهما، قَالَ الرَّاعِي:

فَصَادَفَ سَهْمُه أحْجارَ قُفٍّ ... كَسَرْنَ العَيرَ مِنْهُ والغِرَارَا

وَقيل: عَيْرُ النصل: وَسطه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو عَمْرو: نصل مُعْيَرٌ: فِيهِ عَيْرٌ.

والعَيْرُ من إِذن الْإِنْسَان وَالْفرس: مَا تَحت الْفَرْع من بَاطِنه كعَيْرِ السهْم. وَقيل: العْيران: متْنا أُذُنِي الْفرس.

وعَيْرُ الْقدَم: الناتئ فِي ظهرهَا.

وعَيْرُ الورقة: الْخط الناتئ وَسطهَا كَأَنَّهُ جدير.

وعَيْرُ الصَّخْرَة: حرف ناتئ فِيهَا خلقَة.

وَقيل: كل ناتئ فِي وسط مستو: عَيْرٌ.

والعَيْرُ: مآقي الْعين، عَن ثَعْلَب. وَقيل: العَيْر: إِنْسَان الْعين، وَقيل: لحظها. وَقَالَ تأبط شرا:

ونارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيْدَ هَدْءٍ ... بِدَارٍ مَا أرِيدُ بهَا مُقاما

سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكالِئُهُ مَخافَةَ أنْ يَناما

وَفِي الْمثل " جَاءَ قبل عَيْرٍ وَمَا جرى " أَي قبل لَحْظَة الْعين. وَقَوله: أعَدْوَ القِبِصَّي قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرى ... ولمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي ولَمْ أدْرِ مَالهَا

فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: قبل أَن أنظر إِلَيْك. وَلَا يتَكَلَّم بِشَيْء من ذَلِك فِي النَّفْي وَقَالَ اللحياني: العَيرُ هُنَا: الْحمار الوحشي. وَمن قَالَ: قَبْلَ عايرٍ وَمَا جرى: عَنى السهْم.

والعَيْر: ُ الوتد.

والعَيْرُ: الْجَبَل، وَقد غلب على جبل بِالْمَدِينَةِ.

والعَيْرُ: السَّيِّد والمَلِكُ. وَقَوله:

زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ ... رَ لَنا وأنَّى الوَلاءُ

قيل: مَعْنَاهُ: كل من ضرب بجفن على عير. وَقيل يَعْنِي الوتد أَي من ضرب وتدا من أهل الْعمد. وَقيل: يَعْنِي إياداً لأَنهم أَصْحَاب حمير، وَقيل: يَعْنِي جبلا، وَأدْخل عَلَيْهِ اللَّام كَأَنَّهُ جعله من أجبل كل وَاحِد مِنْهَا عَيْرٌ، أَو جعل اللَّام زَائِدَة على قَوْله:

ولقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأوْبَرِ

إِنَّمَا أَرَادَ بَنَات أوبر، فَقَالَ: كل من ضربه أَي ضرب فِيهِ وتدا أَو نزله، وَقيل: يَعْنِي الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء لسيادته، وَإِنَّمَا ذكره هَاهُنَا لِأَن شمرا قَتله يَوْم عين أُباغَ، وَقيل يَعْنِي كليبا أَيْضا لسيادته، ويروى الْوَلَاء بِالْكَسْرِ.

والعَيْرَانِ: المتنان يكتنفان ناحيتي الصلب.

والعَيْرُ: الطبل.

وعارَ الْفرس وَالْكَلب يعير عيارا: ذهب كَأَنَّهُ منفلت من صَاحبه يتَرَدَّد.

وقصيدة عائِرَةٌ: سائرة، وَالْفِعْل كالفعل وَالِاسْم العِيارَةُ.

وَرجل عيَّارٌ: كثير الْمَجِيء والذهاب وَرُبمَا سمى الْأسد بذلك لتردده فِي طلب الصَّيْد. قَالَ أَوْس بن حجر:

ليْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِىّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّارٌ بأوْصَالِ أَي يذهب وَيَجِيء. ويروى عَيَّالٌ، وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي بَابه.

والعَيرانَةُ من الْإِبِل: النَّاجِية فِي نشاط. من ذَلِك. وَقيل: شبهت بالعير، وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وعارَ الْبَعِير عَيَرَانا وعِياراً: إِذا كَانَ فِي شول فَتَركهَا وَانْطَلق نَحْو أُخْرَى يُرِيد القرع.

وعارَ الرجل فِي الْقَوْم يَضْرِبهُمْ بِالسَّيْفِ عَيَرَانا: ذهب وَجَاء.

وَأَعْطَاهُ المَال عائِرَةَ عينين أَيّمَا يذهب فِيهِ الْبَصَر مرّة هُنَا وَمرَّة هُنَا.

وعِيرَانُ الْجَرَاد وعَوَائِرُه: أَوَائِله الذاهبة المتفرقة فِي قلَّة.

وَمَا أَدْرِي أَي الْجَرَاد عارَهُ أَي ذهب بِهِ، لَا آتِي لَهُ، فِي قَول الْأَكْثَر. وَقيل: يَعِيرُه ويَعُورُه، وَقَول مَالك بن زغبة:

إِذا انْتَسئُوا فَوْتَ الرّماحِ أتَتْهُمُ ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرَادِ نُطِيرُها

عَنى بهَا الذاهبة المتفرقة، وَأَصله فِي الْجَرَاد فاستعاره.

وعِرْتُ ثَوْبه: ذهبت بِهِ.

وعَيَّرَ الدِّينَار: وازن بِهِ آخر.

وعَيَّرَ الْمِيزَان والمكيال وعايَرَهَمَا وعايَرَ بَينهمَا مُعايَرَةً وعِيَاراً: قدرهما وَنظر مَا بَينهمَا.

والمعْيارُ من المكاييل: مَا عُيِّر.

والعِيرُ - مُؤَنّثَة -: الْقَافِلَة. وَقيل: العِيرُ: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْميرَة لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا، وَفِي التَّنْزِيل (ولمَّا فَصَلَتِ العِيرُ) وَقد روى قَوْله:

زَعمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَب العِيرَ....

بِالْكَسْرِ، أَي كل من ركب الْإِبِل لنا موَالٍ وَذَلِكَ لأَنا قد أسَرْنا فيهم وَلنَا عَلَيْهِم نِعَمْ هَذَا قَول ثَعْلَب. وَالْجمع عِيَرَاتٌ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَمَعُوهُ بِالْألف وَالتَّاء لمَكَان التَّأْنِيث، وحركوا الْيَاء لمَكَان الْجمع بِالتَّاءِ وَكَونه اسْما فَأَجْمعُوا على لُغَة هُذَيْل لأَنهم يَقُولُونَ جوزات وبيضات. قَالَ: وَقد قَالَ بَعضهم: عِيرَاتٌ بالإسكان وَلم يكسر على الْبناء الَّذِي يكسر عَلَيْهِ مثله، جعلُوا التَّاء عوضا من ذَلِك فِي أَشْيَاء كَثِيرَة، لأَنهم مِمَّا يستغنون بِالْألف وَالتَّاء عَن التكسير وبعكس ذَلِك. وَقَول أبي النَّجْم:

وأتَتِ النمَّلُ القُرَى بعيرِها ... من حَسَكِ التَّلْعِ وَمن خافُورِها

إِنَّمَا استعاره للنمل، وَأَصله فِيمَا تقدم.

وَفُلَان عُيَيْرُ وَحده إِذا انْفَرد بأَمْره، وَهُوَ فِي الذَّم، كَقَوْلِك: نَسِيج وَحده فِي الْمَدْح، وَقَالَ ثَعْلَب عُيَيْرُ وَحده أَي يَأْكُل وَحده.

والعارُ: كل شَيْء لزم بِهِ عيب، وَالْجمع أعيارٌ قَالَ:

ونَبَتَّ شَرَّ بَنِي تَمِيم مَنْصِبا ... دَنِسَ المُرُوءَةِ ظاهِرَ الأعيارِ

وَقد عيَّره الْأَمر قَالَ:

وعَيَّرَتْنِي بَنو ذُبْيان خَشْيَتَه ... وهَلْ علىَّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عارِ

وتعاير الْقَوْم: عَيَّر بَعضهم بَعْضًا.

والعارِيَّةُ: المنيحة، ذهب بَعضهم إِلَى أَنَّهَا من العارِ. وَهُوَ قَول ضَعِيف، وَإِنَّمَا غرهم مِنْهُ قَوْلهم: يَتَعَيَّرُون العَوَاريَّ، وَلَيْسَ على وَضعه إِنَّمَا هِيَ معاقبة من الْوَاو إِلَى الْيَاء.

والمُسْتَعِيرُ: السمين من الْخَيل.

والمُعارُ: المسمَّن قَالَ:

أعيرُوا خَيْلَكُمْ ثمَّ ارْكُضُوها ... أحَقُّ الخيلِ بالرَّكْضِ المُعارُ

وعَيْرُ السراة: طَائِر كَهَيئَةِ الْحَمَامَة قصير الرجلَيْن مسرولهما أصفر الرجلَيْن والمنقار أكحل الْعَينَيْنِ صافي اللَّوْن إِلَى الخضرة أصفر الْبَطن وَمَا تَحت جناحيه وباطن ذَنبه، كَأَنَّهُ برد وشي، وَيجمع عُيُورَ السراة، والسراة: مَوضِع بِنَاحِيَة الطَّائِف، ويزعمون أَن هَذَا الطَّائِر يَأْكُل ثَلَاث مائَة تينة من حِين تطلع من الْوَرق صغَارًا وَكَذَلِكَ الْعِنَب.

والعَيْرُ: اسْم رجل كَانَ لَهُ وَاد مخصب، وَقيل: هُوَ اسْم مَوضِع خصيب غيَّره الدَّهْر فأقفر، فَكَانَت الْعَرَب تستوحشه قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ ... قَطَعْتُ بِسامٍ ساهمِ الوَجْهِ حُسَّان

وعَيْرٌ: اسْم جبل. قَالَ الرَّاعِي:

بأعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَغُرَّبٍ ... مَغَانِيَ أُمّ الوَبْرِ إذْ هيَ ماهِيا

وَابْنَة مِعْيرٍ: الداهية. وَبَنَات مِعْيرٍ: الدَّوَاهِي.

عير

1 عَارَ, aor. ـِ He went, or journeyed. (TA.) b2: عَارَ فِى الأَرْضِ, aor. as above, He went away in, or into, the land, or country. (S.) b3: and عَارَ, (S, O, &c.,) aor. as above, (Msb, K,) inf. n. عِيَارٌ, (Msb, TA,) or this is a simple subst., (K,) He (a horse, S, Mgh, O, Msb, K, and a dog, K) went away (O, K, TA) hither and thither, (O, TA,) which action is also termed مُعَايَرَةٌ [inf. n. of ↓ عَايَرَ], (O,) as though he had made his escape (K, TA) from his master, going to and fro: (TA:) and the same is said of news: (IKtt, TA:) or escaped, or got loose, and went away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness: (S:) or escaped, or got loose, and went away at random: (Msb:) or went away hither and thither, by reason of his sprightliness: or strayed at random, nothing turning him: (Mgh:) or went away at random, far from his master. (TA.) b4: And عَارَ, (aor. as above, TA,) He (a man) came and went, (K,) moving to and fro. (TA.) b5: عَارَ فِى القَوْمِ يَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ, (S, * TA,) inf. n. عَيَرَانٌ, (TA,) He (a man) went and came among the people, (TA,) or did mischief among them, (S,) smiting them with the sword. (S, * TA.) b6: عَارَتِ القَصِيدَةُ (assumed tropical:) The ode became current. (K.) b7: عَارَ, (K,) aor. as above, inf. n. عِيَارٌ and عَيَرَانٌ, (TA,) He (a camel) left his females that were seven months gone with young, and went away to others, (IKtt, L, K,) to cover them. (IKtt, L.) In [some of] the copies of the K, شَوْلَهَا is put in the place of شَوْلَهُ, which latter is the reading in the Tahdheeb of IKtt [and in the CK]. (TA.) A2: عَارَهُ, aor. ـِ and يَعُورُهُ, (S and K in art. عور,) or the aor. is not used, or it is scarcely ever used, (TA in the same art.,) He, or it, took, and went away with, him, or it: (S and K in the same art.:) or destroyed him, or it. (K and TA in the same art.) See art. عور. You say عِرْتُ ثَوْبَهُ, I took, or went away with, his garment. (TA.) And it is said in a prov., عَيْرٌ عَارَهُ وَتِدُهُ An ass which his peg [to which he was tethered] destroyed [by preventing his escape from wild beasts that attacked him]. (Meyd, TA. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 87.]) A3: عَارَهُ, [aor. as above,] also signifies He blamed, or reproached, him; found fault with him; attributed or imputed to him, or charged him with, or accused him of, a vice, or fault, or the like. (S, O, TA.) [See also what next follows.]2 عيّرهُ كَذَا, (S, O, Msb, K,) and عيّره بِهِ, though the former is the more approved, (ElMarzookee, in his Expos. of the Hamáseh, and Msb, and MF,) or the latter is peculiar to the vulgar, (S, and El-Hareeree in the Durrat el-Ghowwás.) and should not be used, (O, K,) inf. n. تَعْيِيرٌ, (S, O,) He upbraided him with such a thing; reproached him for it; declared it to be bad, evil, abominable, or foal, and charged him with it. (Msb.) [You also say عيّرهُ عَلَي فِعْلِهِ He upbraided him, or reproached him, for his deed.] And عيّر عَلَيْهِ [is an elliptical phrase, signifying the same; فِعْلَهُ or the like being understood: or He upbraided him; charged him with acting disgracefully]. (TA, voce تعريب.) [See also 1, last signification.]

A2: عيّر الدَّنَانِيرَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He weighed the pieces of gold one after another: (K:) and he put, or threw down, the pieces of gold, one by one, and compared them, one by one. (TA.) The verb is [said to be] used in relation to measuring and weighing; but, says Az, Lth makes a distinction between عَايَرْتُ and عَيَّرْتُ, making the former to relate to a measure of capacity, and the latter to an instrument for weighing: and [SM adds,] F mentions the former in art. عور, and the latter in the present art. (TA.) See also 3, in five places.

A3: And عيّر المَآءُ The water became overspread with [the green substance termed] طُحْلُب: (O, K:) but [SM adds,] it is more probably أَغْثَرَ, with ا and غ and ث. (TA.) 3 عاير المَكَايِيلَ, (S, Mgh, and K in art. عور,) and المَوَازِينَ, (S, Mgh,) inf. n. عِيَارٌ; (S;) and عاورها, (S, K,) and عوّرها; (K;) signify the same, (S, K,) He measured, or compared, the measures of capacity, (Mgh, K,) and the instruments for weighing, one by, or with, another. (Mgh.) One should not say ↓ عيّر. (S.) The saying اِسْتَعَارَ

?? ↓ دَرَاهِمَ لِيُعَيِّرَ, meaning, [He borrowed pieces of money] that he might equalize [with them the weights of his balance], should be, correctly, لِيُعَايِرَ. (Mgh.) You say عَايَرْتُ المِكْيَالَ, and المِيزَانَ, inf. n. مُعَايَرَةٌ and عِيَارٌ, meaning I tried, or proved, the measure of capacity, and the instrument for weighing, [or gauged the former,] that I might know its correctness [or incorrectness]: this, says Az, is the correct form: one should not say ↓ عَيَّرْتُ, except from العَارُ, accord. to the leading lexicologists and ISk says, عَايَرْتُ بَيْنَ المِكْيَالَيْنِ signifies I tried, or proved, the two measure of capacity, that I might know their equality [or inequality]: you should not say المِيزَانَيْنِ ↓ عَيَّرْتُ, (Msb.) [But in the TA, الميزان ↓ عيّر and المكيال is mentioned without any remark of disapproval, with عاورهما and عايرهما.] You also say عاير بَيْنَهُمَا, inf. n. مُعَايَرَةٌ and عِيَارٌ, He measured, or compared, them two. each by, or with, the other, and examined what [difference] was between them. (K in art. عور.) b2: [Hence, عاير app. signifies also He assayed gold &c.]

A2: See also 1, third sentence.4 اعار الفَرَسَ, (S, K,) and الكَلْبَ, (K,) He (his master) made the horse, and the dog, to go away as though he had escaped, or got loose: (K:) or made him to escape; (TA:) or made him to escape, or get loose, and go away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness. (S.) A2: أَعْيَرَ النَّصْلَ He made to the iron head or blade of an arrow, or of a spear, or of a sword, or of a knife, or the like, what is called عَيْرٌ. (AA, K.) A3: أَعَارَتْ حَافِرًا means She (a mare) raised and shifted a hoof; b2: and hence, accord. to Az, إِعَارَةُ الثِّيَابِ [The lending of garments] &c. (L, TA. [See 4 in art. عور.]) A4: And اعارهُ is also said to signify He fattened him; namely, a horse: b2: and He plucked out the hair of his tail; like

أَعْرَاهُ: both of which meanings are mentioned by IKtt and others: b3: and i. q. ضَمَّرَهُ [He made him lean, or light of flesh, &c.]; from عَارَ “ he went and came. ” (TA.) 5 هُمْ يَتَعَيَّرُونَ مِنْ جِيرَانِهِمُ الأَمْتِعَةَ is said to mean يَسْتَعِيرُونَ [i. e. They ask of their neighbours the loan of the household-goods, &c.]: but Az says that the word used by the Arabs is يَتَعَيَّرُونَ. (TA. [See 10 in art. عور.]) 6 تعايروا They blamed, upbraided, or reproached, one another; found fault, one with another; i. q. تَعَايَبُوا, (S, O, Msb,) or عَيَّرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: (K:) or they reviled, or vilified, one another; syn. تَسَابُّوا. (Az.) 10 استعار سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ: see art. عور.

عَارٌ A disgrace; a shame; a thing that occasions one's being reviled; a vice, or fault, or the like; (S, O;) a thing for which one is, or is to be, blamed, or dispraised; (B, in TA, art. عور;) anything that necessarily occasions blame or reproach, (Msb, K,) or disgrace: (Msb:) pl. أَعْيَارٌ: (TA:) and ↓ مَعَايِرُ, (S, O, K,) of which the sing. is app. ↓ مَعْيَرَةٌ, (O,) [is syn. with أَعْيَارٌ, for it] signifies things for which one is, or is to be, blamed, upbraided, reproached, or found fault with; syn. مَعَايِبُ. (S, O, K.) عَيْرٌ The ass; (S, O, Msb, K;) both the wild and the domestic; (S, O, Msb;) its predominant application is to the former: (K:) so called because he goes away hither and thither (يَعِيرُ فَيَتَرَدَّدُ) in the desert: (TA:) fem. with ة: (S, Msb:) pl. [of pauc.] أَعْيَارٌ, (S, O, Msb, K.) and [of mult.] عِيَارٌ and عُيُورٌ (K) and عُيُورَةٌ (S, O, Msb, K) and عِيَرَةٌ (O) and ↓ مَعْيُورَآءُ, (S, O, K,) like مَشْيُوخَآءُ &c., or this is [properly speaking] a quasi-pl. n., (TA,) and ↓ مَعْيُورَى, [also a quasipl. n.,] (Az, TA,) and pl. pl. عِيَرَاتٌ (O) and عِيَارَاتٌ. (K.) [Dim. عُيَيْرٌ, q. v. intra.] b2: It is said in a prov., relating to contentment with that which is present and forgetting what is absent, إِنْ ذَهَبَ العَيْرُ فَعَيْرٌ فِى الرِّبَاطِ [If the ass has gone away, there is an ass in the tether]. (A 'Obeyd.) b3: You say also, of a place in which is no good, هُوَ كَجَوْفِ عَيْرٍ [It is like the belly of an ass], (S, TA,) or كجوف العَيْرِ [like the belly of the ass]; (TA;) because there is nothing in his belly of which any use is made: (S, TA:) or this originated from the saying هُوَ أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ [It is more empty than the valley of Himar]; (S, O, * TA;) for حمار was the name of a certain unbeliever, who possessed a valley, which for his infidelity, God rendered waste and unproductive; (O, * TA;) and Imra-el-Keys, (O, TA,) as some say, but correctly Taäbbata-sharrà, (O,) quoting the above-mentioned saying, has substituted العير for حمار, for the sake of the metre. (O, TA.) b4: One says also أَذَلُّ مِنَ العَيْرِ More vile than the ass. (TA.) [But this is doubtful: see the same phrase expl. differently later in this paragraph. The wild ass is superior to every other kind of animal that is an object of the chase: (see فَرَأٌ:) and hence, app., the signification here next following.] b5: عَيْرٌ also signifies A lord, or chief, (S, O, K,) of a people: (S, O:) a king: (K:) pl. أَعْيَارٌ. (O.) b6: The saying (S, K) of the people of Syria, used by them proverbially, (TA,) عَيْرٌ بِعَيْرٍ وَزِيَادَةُ عَشَرَةٍ [A lord for a lord, or a lord is succeeded by a lord, and an increase of ten] is expl. by the fact that, when the Khaleefeh of the sons of Umeiyeh died, and another arose, he increased their stipends by ten dirhems: (S, O, K:) so they said thus on that occasion. (O, TA.) b7: عَيْرُ السَّرَاةِ is an appellation of A certain bird, (S, O, K, TA,) resembling the pigeon, (S, O, TA,) short in the legs, which are coved with feathers, yellow in the legs and bill, having the eye bordered with black, of a clear colour inclining to greenness, or dark dust-colour, (خُضْرَة,) yellow in the belly and the part beneath its wings and the inner part of its tail; as though it were a variegated بُرْد: pl. عُيُورُ السَّرَاةِ: السَّرَاةُ being a place in the district of Et-Táïf: they assert that this bird eats three hundred figs, from the time of their coming forth from among the leaves, small; and in like manner, grapes. (TA.) A2: Also The prominence, or ridge, in the middle of the iron head or blade of an arrow or of a spear or of a sword or of a knife or the like. (S, O.) [See ذُبَابٌ.]

b2: The prominent line, (S, O, TA,) like a little wall, (TA,) in the middle of a leaf; its middle rib. (S, O, TA.) b3: The spine, i. e. the prominent part, in the middle of the scapula, or shoulderblade. (S, O.) b4: The prominent, or projecting, bone in the middle of the hand: pl. أَعْيَارٌ. (TA.) [In the K, it is expl. simply by العَظْمُ النَّاتِئُ وَسَطَهَا: but this is a wrong reading, app. occasioned by an omission, which is supplied in the TA, though somewhat awkwardly: it seems that we should read وَمِنَ الكَفِّ العَظْمُ النَّتِئُ وَسَطَهَا; or, more probably, ومن الكَتِفِ الخ; for I incline to think that الكفّ in the TA is a mistake for الكتف, and that the last signification of عير, given here, is doubtful.] b5: The prominence, or protuberance, in the upper, or convex, part, or back, of the foot. (S, O, TA.) b6: Any prominent, or protuberant, bone in the body. (TA.) b7: An edge, or a ridge, of a rock, naturally prominent. (TA.) b8: Anything prominent, or protuberant, in an even thing, (K,) or in the middle of an even thing [or surface]. (TA.) b9: Each of the two portions of flesh and sinew next the back bone, one on either side thereof: both together are called عَيْرَانِ. (K, * TA.) [So called because it forms a kind of ridge.] b10: The prominent, or protuberant, part at the pupil (بُؤْبُؤ) of the eye: (AA, TA:) or the lid of the eye: (S, O, K:) or the inner angle [ for مَأٰقِى, in the CK, I read مَأْقَى, as in other copies of the K,] of the eye: (Th, K:) or the image that is seen in the black of the eye when a thing faces it; (Aboo-Tálib, L, K; *) also called لُعْبَةٌ: (Aboo-Tálib, L:) or the eye-ball: (TA:) or a looking from the outer angle (لَحْظ [or perhaps this signifies here the outer angle itself]) of the eye. (K.) Hence the saying, (S, O,) فَعَلْتُ ذَاكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى I did that before a look from the outer angle of the eye: (S, O, K: *) or before he winked [or could wink]; عير meaning the “ image that is seen in the black of the eye; ” and ما جرى, “what moved,” i. e., “the eye itself: ” (Aboo-Tálib:) or before I looked [or could look] at thee; not used with a negative: (Th:) nor do you say أَفْعَلُ ذاك [instead of فعلت ذاك in this phrase]: (A O, S:) or عير here signifies the wild ass. (Lh.) You say also أَتَيْتُكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى, meaning I came to thee before a sleeper awoke [or could awake]. (AA, TA.) b11: The وَتِد [or tragus] which is in the inner part of the ear: (S:) [see وَتِدٌ:] or the part of the interior of the ear which is below the فَرْع [or upper portion thereof], (K,) in a man and in a horse, like the عَيْر [of the head] of an arrow: (TA:) or the عَيْرَانِ are the مَتْنَانِ [app. meaning the two backs, though the word may have some other application in this case,] of the two ears of a horse: pl. عِيَارٌ. (TA.) A3: A wooden pin, peg, or stake, which is fixed in the ground or in a wall. (S, O, K.) Hence, as some say, the prov. فُلَانٌ أَذَلُّ مِنَ العَيْرِ [Such a one is more vile than the wooden pin, or peg, of a tent &c.]. (TA.) [See another explanation above: and see also مَذَلَّةٌ.] Hence also, accord. to some, (TA,) one says, مَا أَدْرِى أَىُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هُوَ, meaning I known not what one of mankind is he. (Yaakoob, S, O, K, TA.) and hence too, as some say, the saying of El-Hárith Ibn-Hillizeh, (O, TA,) زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْ رَ مَوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الوَلَآءُ of which Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà said that he had passed away, or died, who knew the meaning of this verse, (S, O, TA,) and which is differently related, some saying مَوَالٍ لَهَا, and some saying الوِلَآءُ: (TA:) but various meanings are assigned to العير in this instance; and some expl. it as a proper name: (O, TA:) and some, relating this verse, say العِيرَ [q. v.]: (TA:) [the following explanation of the verse has been given as preferable to others:] They (the Arákim, mentioned two verses before,) have asserted that all who have hunted the wild ass are the sons of our paternal uncles, and that we are the relations of them; الولآء being for أَصْحَابُ وَلَائِهِمْ: meaning that we are responsible for their crimes, or offences, as though we were their heirs. (EM p. 261.) A4: Also A certain piece of wood which is in the fore part of the [vehicle called] هَوْدَج. (O, K.) A5: And A drum. (O, K.) And so, as some say, in the verse cited above. (O, TA.) A6: And A mountain. (K.) And also the name of A mountain of El-Medeeneh: (K, TA:) and, as some say, of a mountain of Mekkeh. (TA.) A7: And الأَعْيَارُ (of which the sing. is العَيْرُ, TA) is a name of Certain bright stars in the track of the feet of سُهَيْل [or Canopus]. (O, K.) عِيرٌ A caravan; syn. قَافِلَةٌ; of the fem. gen.: (K:) from عَارَ “ he journeyed: ” (TA:) or camels that carry provision of corn: (S, Mgh, O, Msb, K:) then generally applied to any caravan: (Mgh, Msb:) or a caravan of asses; and then extended to any caravan; as though pl. of عَيْرٌ, being originally and regularly of the measure فُعُلٌ, [i. e.

عُيُرٌ,] like سُقُفٌ as pl. of سَقْفٌ; (TA;) but it has no proper sing.: (K:) or any beasts upon which provision of corn is brought, whether camels or asses or mules: (K:) the عير mentioned in the Kur xii. 94 consisted of asses; and the assertion of him who says that عير is applied specially to camels is false: (AHeyth, O, TA:) Nuseyr cites the poet Aboo-'Amr El-Asadee as applying this appellation to asses; and says that camels are not so called unless employed for bringing provision of corn: (AHeyth, TA:) IAar says that it is applied to camels bearing burdens, and not bearing burdens: (Az:) but camels are not thus called that bring corn for their owners: (TA, voce رِكَاب:) pl. عِيَرَاتٌ, (O, K,) with ا and ت because it is of the fem. gender, and, being a subst., with the ى movent, accord. to the dial. of Hudheyl, for they say جَوْزَاتٌ and بَيْضَاتٌ; (Sb;) and عِيْرَاتٌ (S, K) is allowable, (S,) and is the regular form, and occurs in a trad., meaning horses or the like, and camels carrying merchandise. (TA.) عَيْرَانٌ applied to a he-camel, (O,) and عَيْرَانَةٌ applied to a she-camel, (S, O, K,) Resembling the [wild] ass (العَيْر) in quickness and briskness: (S, O:) or the latter, swift, with briskness; (K, TA;) so termed because of her frequent going round about [or to and fro], rather than as being likened to the [wild] ass: and also hard, or hardy. (TA.) عِيرَانٌ: see عَائِرٌ in art. عور.

عِيَارٌ and ↓ مِعْيَارٌ are syn.; (S;) both signify [A standard of measure or weight;] a thing with which another thing is measured, or compared, and equalized; (Mgh;) [and with which it is assayed:] or a thing with which measures of capacity are measured, compared, or equalized: (Lth:) the عِيَار of a thing is that which is made, or appointed, a standard thereof, by which to regulate or adjust it; expl. by مَا جُعِلَ نِظَامًا لَهُ. (Msb.) b2: The عِيَار of dirhems, and of deenárs, is [The rate, or standard, of fineness;] the quantity of pure silver, and of pure gold, that is put into them. (Mgh.) A2: [See also 1.]

عِيَارَةٌ Currency of a poem. (K.) عُيَيْرٌ [dim. of عَيْرٌ]. You say, فُلَانٌ عُيَيْرُ وَحْدِهِ (assumed tropical:) Such a one is a person who is pleased with his own opinion; (S, O, K;) an expression of dispraise; (S;) like as نَسِيجُ وَحْدِهِ is one of praise: (TA:) or a person who does not consult others, nor mix with them, yet in whom is ignobleness and weakness; as also جُحَيْشُ وَحْدِهِ [q. v.]: (Az:) or a person who eats by himself. (Th, K.) Youmay also say عِيَيْرٌ, like شِيَيْخٌ for شُيَيْخٌ; but you should not say عُوَيْر, nor شُوَيْخ. (S, O.) عَيِّرٌ: see عَائِرٌ.

عَيَّارٌ: see the next paragraph, in five places.

عَائِرٌ That goes to and fro, and round about; as also ↓ عَيَّارٌ: both are applied [to a man and] also to a dog: (TA:) and ↓ the latter is also expl. as follows: a man (TA) often coming and going (K, TA) in the land: (TA:) often going round about, (Fr, S, Msb, K,) often in motion, (Fr, S, Msb,) and sharp, or quick, of intellect: (S, K:) it is used as an epithet of praise and as one of dispraise: for instance, applied to a boy, it signifies brisk in obeying God, and brisk in acts of disobedience: (IAar:) and ↓ عَيِّرٌ, applied to a horse, signifies brisk, lively, or sprightly: (IAar:) and ↓ عَيَّارٌ, so applied, mischievous; and that is brisk, lively, or sprightly, so that he goes on one side of the way, and then turns to the other side: (TA:) and, applied to a man, that goes to and fro without work: (Ajnás en-Nátifee, Mgh:) or that leaves himself to follow his natural desire, not restraining himself. (IAmb, Mgh, Msb.) It is said in a prov., كَلْبٌ عَائِرٌ خَيْرٌ مِنْ أَسَدٍ رَابِضٍ A dog going to and fro and round about is better [as a guard] than a lion lying down. (TA.) You say also شَاةٌ عَائِرَةٌ A sheep that goes to and fro between two flocks, not knowing which of them to follow: to such is a hypocrite likened. (TA.) And نَاقَةٌ عَائِرَةٌ A she-camel that goes forth from the other camels in order that the stallion may cover her (S, O, TA.) And جَمَلٌ عَائِرٌ A he-camel that leaves the females seven months gone with young, and goes to others. (S.) And بأَوْصَالٍ ↓ عَيَّارٌ A horse that goes away hither and thither, by reason of his sprightliness: (S, O:) or a lion that goes away with the joints, or whole bones. of men to his thicket. (IB.) ↓ العَيَّارُ is an appellation given to The lion, (S, O, K,) because of his coming and going in search of his prey. (S, O.) b2: قَصِيدَةٌ عَائِرَةٌ (assumed tropical:) An ode having currency. (O.) b3: سَهْمٌ An arrow from an unknown shouter. (Msb. [Mentioned also in art. عور.]) And ثَمَرَةٌ عَائِرَةٌ A fallen fruit, of which the owner is not known (TA.) A2: عَائِرُ العَيْنِ, and عَائِرَةُ عَيْنٍ or عَيْنَيْنِ, &c.: see art. عور.

مَا قَالَتِ العَرَبُ بَيْتًا أَعْيَرَ مِنْهُ The Arabs have not uttered a verse more current than it. (A, O, TA.) مُعَارٌ A horse, (S, K,) and a dog, (K.) made to go away as though he had escaped. or got loose: (K:) or made to escape: (TA:) or made to escape, or get loose, and go away hither and thither, by reason of his exceeding sprightliness. (S.) It is also expl. as signifying, applied to a horse, Fattened: and having the hair of is tail plucked out: these two explanations mentioned by IKtt and others: and made lean, or light of flesh. (TA. [See 4, last sentence.]) See also the next paragraph.

مِعَارٌ, (O, K,) as though originally مِعْيَرٌ, from عَارَ, aor. ـِ (Az, O,) A horse that turns away from the road with his rider. (O, K.) Hence the saying of Bishr Ibn-Abee-Házim, (K,) or Kházim, as written by Sgh, (TA,) not Et-Tirimmáh, J having made a mistake [in ascribing it to him (but in one of my copies of the S it is ascribed to Bishr Ibn-Abee-Házim and in the other to a poet unnamed)], أَحَقُّ الخَيْلِ بِالرَّكْضِ المِعَارُ [The most deserving, of horses, of being urged to run by the striking with the foot is he that turns away from the road with his rider]. (K.) Aboo-'Obeyd, (so in my copies of the S,) or Aboo-'Obeydeh, (so in the K and TA,) says that the people, in relating this, say ↓ المُعَارُ, [deriving it] from العَارِيَّة; which is a mistake: (S, K, TA:) the truth being that this is a mistake as to the damm and the derivation; which is the saying of IAar alone, and is mentioned by IB also: (TA:) or the last word is المُغَارُ. (TA in art. غور, q. v.) نَصْلٌ مُعْيَرٌ An iron head or blade, of an arrow or of a spear or of a sword or of a knife or the like, having what is termed عَيْرٌ. (AHn, from AA.) And كَفٌّ مُعْيِرَةٌ, and ↓ مُعَيِّرَةٌ, [so in the TA, but more probably مُعْيَرَةٌ and مُعَيَّرَةٌ,] A كَفّ [or hand] having what is so termed. (TA. [But I think that كَفٌّ is here a mistranscription for كَتِفٌ: see عَيْرٌ.]) اِبْنَةُ مِعْيَرٍ Calamity, (K, TA,) and hardship. (TA.) And بَنَاتُ مِعْيَرٍ Calamities. (S, O, TA,) and hardships. (TA.) مُعْيَرَةٌ, and the pl. مَعَايِرٌ: see عَارٌ كَفٌّ مُعَيَّرَةٌ [or كَتِفٌ?]: see مُعْيَرٌ.

مِعْيَارٌ: see عِيَارٌ.

مَعْيُورَى and مَعْيُورَآءُ: see عَيْرٌ, first sentence.

مُسْتَعِيرٌ Resembling the عَيْر [i. e. ass, or wild, ass,] in make. (O, K.)
ع ي ر
. {العَيْرُ، بالفَتْح: الحِمَارُ، أَهْلِيّا كانَ أَو وَحْشِيّاً، وَقد غَلَبَ عَلَى الوَحْشِيّ، والأُنْثَى عَيْرَةٌ. قَالَ شَمِرٌ:
(لَو كُنْتَ} عَيْراً كنتَ {عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أَو كُنْتَ عَظْماً كنتَ كِسْرَ قَبِيحِ)
أَراد بالعَيْرِ الحِمَارَ، وبكسرِ القَبِيح طَرَفَ عَظْمِ المِرْفَقِ الّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْه. قَالَ: ومِنْهُ قولُهُم: أَذَلُّ من العَيْر قِيلَ: سُمِّىَ بِهِ لأَنَّه} يَعِيُر فيَتَردَّدُ فِي الفُلاةِ، ج {أَعْيَارٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَفِي السّلْمِ} أَعْيَاراً جَفَاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحَرْبِ أَشْبَاهَ النِّسَاءِ العَوَاركِ)
{وعِيَارٌ، بالكَسْرِ،} وعُيُورٌ {وعُيُورَةٌ، بضمّهما،} ومَعْيُوراءُ، مَمْدُوداً، مِثْل المَعْلُوجاءِ والمَشْيُوخاءِ والمَأْتُوناءِ، ويُقْصَرُ فِي كُلّ ذَلِك قالَهُ الأزَهريّ. وقِيل: مَعْيُورَاءُ: اسْمٌ للجَمْع وجج، جَمْعُ الجَمْع {عِيارَاتٌ. والعَيْرُ: العُظَيمُ النّاتِئُ وَسَطَ الكَتِف. والجَمْع أَعْيَارٌ.} وعَيْرُ النَّصْلِ: الناتئ وَسَطَها. قَالَ الرّاعِي:
(فَصادَفَ سَهْمُه أَحْجَارَ قُفٍّ ... كَسَرْن العَيْرَ مِنْه والغِرَارَا)
وكلُّ عَظْمٍ ناتئٍ فِي البَدَن: عَيْرٌ. وعَيْرُ القَدَم: الناتِئُ فِي ظَهْرِهَا. وعَيْرُ الوَرَقَةِ: الخَطُّ الناتِئ فِي وَسَطها كأَنّه جُدَيِّر. وعَيْرُ الصَّخْرَةِ: حَرْفٌ ناتِئٌ فِيهَا خِلْقَةً. وقِيلَ: كُلُّ ناتِئٍ فِي وَسَطٍ مُسْتَوٍ: عَيْرٌ. والعَيْرُ: ماقِئُ العَيْنِ، عَن ثَعْلَب، أَو عَيْرُ العَيْنِ: جَفْنُها، أَو هُوَ إِنْسَانُهَا، وَقَالَ أَبُو طالِبٍ: العَيْرُ: هُوَ المِثَالُ الَّذِي فِي الحَدَقةِ ويُسَمّى اللُّعْبَةَ، أَو عَيْرُ العَيْنِ: لَحْظُهَا، قَالَ تَأَبَّط شَرّاً:
(ونارٍ قَدْ حَضأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ ... بِدارٍ مَا أُرِيدُ بهَا مُقامَا)

(سِوَى تَحْلِيلِ رَاحِلَةٍ وعَيْرٍ ... أُكالِئُهُ مَخَافَةَ أَن يَنَامَا)
والعَيْر: مَا تَحْتَ الفَرْعِ من باطِنِ الأُذُنِ، من الإِنْسَانِ والفَرَسِ، {كعَيْرِ السَّهْمِ. وَقيل:} العَيْرَانِ:) مَتْنَا أُذُنَيِ الفَرَسِ. والجَمْعُ {العِيَارُ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَة رَضِيَ الله عَنهُ: إِذا تَوَضَّأْت فأَمِرَّ عَلَى} عِيارِ الأُذنَيْنِ الماءَ. وعَيْرٌ: اسمُ وادٍ بِعَيْنِه. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَيْر: اسْمُ ع كانَ مُخْصِباً فغَيَّرَهُ الدَّهرُ فأَقْفَرَهُ، هَكَذَا فِي النُّسخ كُلّها، ونصُّ اللَّيْث: فأَقْفَرَ، بِغَيْر هاءِ الضّمِير. ثمَّ قَالَ: فكانَت العَرَبُ تَضْرِبُ المَثَلَ فِي البَلَدِ الوَحْشِ. وقِيلَ: العَيْر: لَقَبُ حِمَارِ بنِ مُوَيْلِعٍ كافرٍ، وزَعَمَ ابنُ الكَلْبِيِّ أَنّه كَانَ مُؤْمِناً ثمَّ ارْتَدَّ. وَقد مَرَّ فِي ح م ر وَقد ضَرَبَت العَرَبُ المَثَل بكُفْرِه، فَيُقَال: أَكْفَرُ من حِمَار كانَ لهُ وادٍ فأَرْسَلَ اللهُ تَعالَى عليهِ نَارا فأَحْرَقَتْه، وَفِي نَصّ ابنِ الكَلْبِيِّ: فاسْوَدَّ فصارَ لَا يُنْبِتُ شَيْئا فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي كُلِّ مُقَوٍ. وَبِه فُسِّر قولُ امرِئ الْقَيْس:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْر قَفْرٍ قَطَعْتُه ... بِهِ الذئبُ يَعْوِى كالخَلِيع المُعَيَّلِ)
وقِيلَ: كَانَ اسمُه حِماراً فجَعَلَه! عَيْراً لإِقامةٍ الوَزْن. هَكَذَا أَنشده الصاغانيّ وفَسَّره. وَفِي اللِّسَان قَالَ امُرؤُ القَيْس:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ ... قَطَعْتُ بسامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حُسّانِ)
قَالَ الأزهريّ: قولُه: كجَوْفِ العَيْرِ، أَي كوادِي العَيْرِ، وكُلُّ وادِ عِنْد العَرَب جَوْفٌ. ويُقال للمَوْضِع الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ: هُوَ كجَوْفِ عَيْرٍ، لأَنّه لاشَيْءَ فِي جَوْفِهِ يُنْتَفَعُ بِهِ. ويُقَال أَصْلُه قولُهم: أَخْلَى مِنْ جَوْفِ حِمار. وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ:
(لَقَدْ كانَ جَوْفُ العَيْرِ لِلْعَيْنِ مَنْظَراً ... أَنِيقاً وفِيه للمُجَاوِرِ مَنْفَسُ)

(وقَدْ كَانَ ذَا نَخْلٍ وزَرْعٍ وجامِلٍ ... فأَمْسَى وَمَا فِيه لِباغٍ مُعرَّسُ)
والعَيْرُ: خَشَبَةٌ تَكُونُ فِي مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ، ذكره الصاغَانيّ. والعَيْرُ: الوَتِدُ، قِيلَ: وَمِنْه المَثَلُ: فُلانٌ أَذَلُّ مِنَ العَيْر. والعَيْرُ: الجَبَلٌ، وَقد غَلَبَ على جَبَلٍ بِالْمَدِينَةِ، كَمَا سيأْتِي. والعَيْرُ: السَّيِّدُ والمَلِكُ، وعَيْرُ القَوْمِ: سَيِّدُهُم وعَيْرٌ: اسمُ جضبَل، قَالَ الرّاعِي:
(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فعَيْرٍ فغُرَّب ... مَغَانشيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هيَ مَا هيَا)
وَفِي الحَدِيث: أَنَّه حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرِ إِلى ثَوْر. قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ جَبَلٌ بالمَدِينَة شَرَّفها الله تَعَالَى. وقِيل: بمَكَّةَ أَيضاً جَبَلٌ يُقَال لَهُ: عَيْر. والعَيْرُ: الطَّبْلُ. والعَيْرُ: المَتْنُ فِي الصُّلْبُ، وهُمَا عَيْرَانِ يَكْتَنِفَانِ جانِبَيِ الصُّلْبِ. (و) {العِيْرُ، بالكَسْرِ، فِي قَوْله تَعَالَى: ولَمَّا فَصَلَتِ العيرُ: القافِلَةُ، مؤنَّثةً، من} عارَ {يَعِيرُ، إِذا سَارَ، أَو العِيرُ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المِيرَةَ، بِلَا واحِدٍ لَهَا مِن لَفْظِهَا.
وقيلَ: العِيرُ: قافِلَةُ الحَمِيرِ، ثمَّ كَثُرَتْ حَتَّى سُمِّيَتْ بهَا كُلُّ قافِلَةٍ، فكُلُّ قافِلضةٍ عِيرٌ، كأَنَّهَا جَمْعُ) عَيْرٍ. وكانَ قِيَاسُهَا أَن يَكُونَ فُعلاً بالضمّ كسُقفٍ فِي سَقْف، إِلاَّ أَنّه حُوفِظِ على الياءِ بالكَسْرَةِ، نَحْو عِين، أَو كُلّ مَا امْتِيرَ عَلَيْه، إِبِلاً كانَتْ أَو حَمِيراً أَو بِغَالاً فهوَ عِيرٌ. قَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي تَفْسِير قولِهِ تَعالَى الْمَذْكُور: العِيرُ: كانَتْ حُمُراً. قَالَ: وقَوْلُ مَنْ قَالَ العِيرُ الإِبِلُ خاصَّةً باطِلٌ.
قَالَ: وأَنْشَدَنِي نُصَيْرٌ لأَبِي عَمْروٍ الأَسَدِيّ فِي صِفة حَمِيرٍ سَمّاها} عِيراً:
(أَهكَذَا لَا ثَلَّةٌ وَلَا لَبَنْ ... وَلَا يُزَكِّينَ إِذا الدّينُ اطْمَأَنْ)

(مُفَلْطَحَات الرَّوْث يَأْكُلْنَ الدِّمَْن ... لابُدَّ أَنْ يَخْتَرَْن مِنّي بَيْنَ أَنْ)
يُسَقْن عِيراً أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ قَالَ: وَقَالَ نُصير: الإِبِلُ لَا تَكُونُ عِيراً حتَّى يُمْتارَ عَلَيْهَا. وحَكَى الأَزهرِيّ عَن ابنِ الأَعرابيّ قَالَ: العِيْرُ مِنَ الإِبِلِ: مَا كانَ عَلَيْهِ{والعَيّارُ، كشَدَّادٍ، الرَّجُلُ الكَثِيرُ المَجِئِ والذَّهابِ فِي الأَرْض. وقِيلَ: هُوَ الذَّكِيّ الكَثِيرُ التَّطْوافِ والحَرَكَة، حَكاه الأَزْهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: والعَرَبُ تَمْدَحُ} بالعَيّارِ وتَذُمُّ بِهِ. يُقَال: غُلاٌ م {عَيّارٌ: نَشِيطٌ فِي المَعَاصِي)
وغُلامٌ عَيّارٌ: نَشِيطٌ فِي طَاعَةِ الله عَزَّ وجَلّ. ورُبمَا سُمِّىَ الأَسَدُ بالعَيّارِ لِتَرَدُّدِه ومَجِيئه وذَهابِه فِي طَلَب الصَّيْد. قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(لَيْثٌ عَلَيْه من البَرْدِىِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرَانِيِّ عَيّارٌ بأَوْصالِ)
قَالَ ابنُ بَرّىّ: أَي يَذْهَبُ بأَوْصَالِ الرِّجال إِلى أَجَمَتِهِ. ورُوِىَ بالّلام عَيّالٌ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوْضِعه. وأَنشد الجوهريّ:
(لَمّا رَأَيْتُ أَبا عَمْرو رَزْمتُ لَهُ ... مِنّى كَمَا رَزَمَ العَيّارُ فِي الغُرُفِ)
جمع غَرِيفٍ، وَهُوَ الغَابَةُ: والعَيّار: اسمُ فَرَس خالدِ بن الوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنهُ، وكانَ أَشْقَرَ، فِيمَا يُقَال. وَقَالَ السِّراجُ البلْقينيّ فِي قَطْر السَّيل: لعلّه مأْخُوذٌ من قَوْلهم: رَجُلٌ عَيّارٌ، إِذا كَانَ كثيرَ التَّطْوافِ والحَرَكَة ذَكِيّا. وأَنشد لمُضْرِّسِ ابنِ أَنَس المُحَارِبيّ:
(ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَوْمَ يَمَامَةٍ ... يَهْدِى المَقَانِبَ فارِسُ العَيّارِ)
والعَيّارُ: عَلَمٌ من أَعْلامِ الأَناسِيّ.} والعَيْرَانَةُ من الإِبِلِ: النّاجِيَةُ فِي نَشَاطٍ، سُمِّيَت لِكَثْرَة تَطْوَافِها وحَرَكَتِهَا. وَقيل: شُبِّهَت بالعَيْرِ فِي سُرْعَتِهَا ونَشَاطِهَا. وَلَيْسَ ذَلِك بقَويّ. وَفِي قَصِيد كَعْبٍ:! عَيْرَانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ. هِيَ النّاقَةُ الصُّلْبَة تَشبيهاً بعَيْر الوَحش والأَلِفُ والنُّونُ زائدتان. {وعِيرَانُ، الجَرَادِ بالكَسْرِ: أَوائلُه الذاهِبَةُ المُتَفَرِّقَةُ فِي قِلَّةٍ،} كالعَوائِر. وأَعْطَاهُ من المَالِ عائِرَةَ عَيْنَيْنِ، أَي مَا يَمْلَؤُهما، وَقد ذُكِرَا فِي ع ور. والعارُ: السُّبَّة والعَيْبُ. وقِيلَ: هُوَ كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ بِهِ سُبَّةٌ أَو عَيْبٌ، وَالْجمع أَعْيَارٌ. ويُقَال: فلانٌ ظاهِرُ الأَعْيارِ، أَي العُيُوب. وَقد {عَيَّرَهُ الأَمْرَ، وَلَا تَقُلْ: عَيَّرَه بالأَمْرِ، فإِنَّهُ قَولُ العَامَّة هَكَذَا صَوَّبَه الحَرِيرِيُّ فِي دُرّة الغَوّاص. وَقد صَرَّح المَرْزوقيّ فِي شَرْحِ الحَمَاسة بأَنّه يَتَعَدَّى بالباءِ، قَالَ: وَالْمُخْتَار تَعْديَتُه بنَفْسِه، قَالَه شَيْخُنا. وأَنشد الأَزهريُّ للنابِغَة:
(} - وعَيَّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ خَشْيَتَهُ ... وهَلْ عَلَيَّ بأَنْ أَخْشَاكَ من عَارِ)
{وتَعَايَرُوا: عَيَّر بَعْضُهم بَعْضاً قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: هُما يَتَعَايَبَان} ويَتَعَايَران، {فالتَّعَايُر: التَّسَابُّ، والتَّعَايُبُ دُونَ} التَّعَايُرِ، إِذا عابَ بَعْضُهم بَعْضاً. وابْنَةُ {مِعْيَرٍ، كمِنْبَرٍ: الدّاهِيَةُ والشِّدَّةُ يُقَال: لَقِيتُ مِنْهُ ابْنَةَ مِعْيَرٍ، وبَناتِ مِعْيَرٍ، أَي الدَّوَاهِي والشَّدَائد وأَبُو مَحْذُورَةَ أَوْسُ وقِيلَ: سَمُرَةُ بنُ مِعْيَر بنِ لَوْذانَ بنِ رَبِيعَةَ بن عُوَيجِ بنِ سَعْدِ بن جُمَحَ الجُمَحِيّ القُرَشِيُّ: الأَوّل قَوْلُ الزُّبَيْرِ ابنِ بَكّار وعَمّه، وإِليه ذَهَبَ ابنُ الكَلْبِيّ، صَحَابِيّ، وَهُوَ مُؤذِّنُ النَّبِيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم، وحَدِيثُه)
فِي التِّرمذيّ. وَقد أَشارَ لَهُ المُصَنّف أَيضاً فِي ح ذ ر. قلتُ: وأَخُوهُ أُنَيْسُ بنُ مِعْيَرٍ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْر كافِراً قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ.} والمِعَارُ، بِالْكَسْرِ: الفَرَسُ الّذِي يَحِيدُ عَن الطَّرِيق بِراكِبِه، كَمَا يُقَالُ: حادَ عَن الطَّرِيق. قَالَ الأَزهريُّ: مِفْعَلٌ مِنْ عارَ يَعِيرُ، كأَنَّهُ فِي الأَصلِ {مِعْيَر فقِيلَ} مِعَارٌ، وَمِنْه قَوْلُ بِشْرِ بن أَبي خازِم، كَمَا أَنْشَدَه المُؤَوّخ، هَكَذَا بالخاءِ المُعْجَمَةِ كَمَا ضَبَطَه الصاغانيّ لَا الطِّرِمّاح، وغَلِط الجوهَرِيُّ. قَالَ شَيْخُنَا: لَا غَلَط، فإِنّ هَذَا الشَّطْرَ وُجِدَ فِي كَلاِم الطِّرِمّاح وَفِي كَلام بِشْر، كَمَا قَالَه رُوَاةُ أَشعارِ العَرَب. فكُلٌّ نَسَبَهُ كَمَا رَوَاه أَو وَجَدَهُ. فالتَّغْلِيطُ بمِثْلِه دُونَ إِحاطَةٍ وَلَا اسْتِقْراءٍ تامٍّ هُوَ الغَلَطُ، كَمَا لَا يَخْفَى. ووُقُوعُ الحافرِ على الحافِر فِي كَلامِهِم لَا يَكَادُ يُفَارِقُ أَكْثَرَ أَكابِرِهم وَلَا سِيَّما إِذا تَقَارَبَت القَرَائِحُ. انْتهى: وجَدْنا فِي كِتَابِ بَنِي تَمِيمٍ. وَقد يُنْشَد: بَنِي نُمَيْر أَيضاً. أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ! المِعَارُ. وَقَالَ الصاغانيّ: البَيْتُ لِبِشْرِ بن أَبي خازِمٍ، وهُوَ مَوْجُودٌ فِي شِعْرِ بِشْرٍ دُونَ الطِّرِمّاح. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَهَذَا البَيْتُ يُرْوَي لِبِشْرِ بن أَبي خازمٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: والنَّاسُ يَرْوُونَه: المُعَارُ، بضَمّ المِيمِ، من العارِيَّة، هكَذَا فِي الأُصُول الصَّحِيحَة يَرْوُونَه بالواوين من الرِّواية. وَقَالَ القَرَافِيّ: يَرَوْنه من الرُؤْيَة، أَي يَعْتَقِدُونَه، بالخَطَإِ فِي الاعْتِقَادِ لَا الضَّمّ. قَالَ شَيْخُنَا: وَفِيه مُخَالَفَةٌ ظاهِرَةٌ لِصَنِيع المُصَنّف، كَمَا لَا يَخْفَى. قلتُ: ومِثْلُ مَا قَال القَرَافِيُّ مَوْجُودٌ فِي نُسَخِ الصّحاح، ويَدُلّ عَلَى ذَلِك قَوْلُه فِيمَا بَعْد: وهُوَ خَطَأٌ. أَي اعْتِقَادُُهم أَنَّه من العَارِيَّةِ لَا الضَّمّ، فتَأَمَّل. هَكَذَا تَحْقِيقُ هَذَا المَقَامِ على مَا ذَهَبَ إِليه القرافيُّ.
والصَّوَابُ أَنَّ الخَطَأَ فِي الضَّمّ، وَفِي الاعْتِقَادِ أَنَّهُ من العارِيَّةِ، على مَا ذَهَب إِليه الجوهريّ. وَقد أَشارَ بذلك الرَّدّ على مَنْ يَقُولُ إِنّه بالضَّمّ من العارِيَّة، وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعرابيّ وَحْدَهُ. وذَكَرَه ابنُ بَرّيّ أَيضاً وَقَالَ: لأَن المُعَارَ يُهَانَ بالابْتذال ِ وَلَا يُشْفَقُ عَلَيْه شَفَقَةَ صاحِبهِ. وقِيل: المُعَارُ هُنَا: المُسَمَّن من الخَيْلِ، مِنْ أَعَارَه يُعِيرُه، إِذَا أَسْمَنَهُ. ومِنْهُم من قَالَ: المُعارُ هُنا: المَنْتُوفُ الذَّنَبِ، من أَعَارَهُ وأَعْرَاهُ، إِذا هَلَبْتَ ذَنَبَهُ قالَهُمَا ابنُ القَطّاعِ وغَيْرُه. وَقيل: المُعارُ: المُضَمَّر المُقَدَّح. ومَعْنَى أَعِيرُوا خَيْلَكم، أَي ضَمِّرُوها بتَرْدِيدها، من عارَ يَعِيرُ، إِذا ذَهَبَ وجاءَ. فَهِيَ أَقْوالٌ أَرْبَعَةٌ غيرَ الَّذِي ذَكَرَه الجوهَريّ، أَشارَ بالرَدِّ على واحِدٍ مِنْهَا، وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ وهُنَاكَ رِوَايَةٌ غَرِيبَةٌ تَفردَّ بهَا أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ، فَرَوَى المُغارُ، بالغَيْن المُعْجَمَة، وَقَالَ: مَعْنَاه المُضَمَّرُ كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا من أَحَاسِن الكَلامِ ومَحَاسِن الكِرام فِي أَمْثَالِ العَرَب لأَبِي النُّعْمَان بِشْرِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الجَعْفَرِيّ التّبْرِيزِيّ. قَالَ: وَقد خَلَتْ عَنْهَا الدَّوِاوينُ، فَهُوَ نَقْلٌ غَرِيبٌ عَن غَرِيب.)
قلتُ: لَيْسَ بِغَرِيبٍ، فقد ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي غ ور حَيْثُ قَالَ: والمُغارُ من الفَرَسِ: الشَّدِيدُ المَفَاصِل. وَقَالَ الأَزهريّ مَعْنَاه شِدَّةُ الأَسْرِ، أَي كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً. ومِثْلُه قولُهم: حَبْلٌ مُغارٌ، إِلاّ أَنّهم لَمْ يُفْسِّروا بِهِ البيتَ. وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي غ ور. ويُقَالُ: {عَيَّرَ الدَّنانِيرَ: وَزَنَهَا واحِداً بَعْدَ واحِدً، وَكَذَا إِذا أَلْقَاهَا دِينَاراً دِيناراً فوازَنَ بِهِ دِينَاراً دِينَاراً، يُقَال هَذَا فِي الكَيْلِ والوَزْنِ.
قَالَ الأَزْهريّ: فَرَّقَ اللَّيْثُ بَين عايَرْتُ وعَيَّرْتُ، فجَعَل عايَرْتُ فِي المِكْيَالِ،} وعَيَّرْتُ فِي المِيزانِ. قلتُ: وإِيّاه تَبِعَ المُصَنِّف، ففَرَّقَ بَينهمَا بالذَّكْرِ فِي المادَّتَيْن، فذَكَرَ المُعَايَرةَ فِي ع ور {والتَّعْيِيرُ هُنَا. وعَيَّرَ الماءُ، إِذا طَحْلَبَ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ أَغْثَرَ الماءُ بالأَلف والغَيْنِ الْمُعْجَمَة والمُثَلَّثَةِ، كَمَا سيأْتي.} والأَعْيَارُ: كواكِبُ زُهْرٌ فِي مَجْرَى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ، نَقَلَه الصاغانيّ، واحِدُها العَيْرُ، شُبِّهَت بِعَيْرِ العَيْنِ، أَي حَدَقَتِهَا، أَو غَيْرِ ذلِك مِن مَعَانِي العَيْرِ ممّا تَقَدَّمت. {وأَعْيَرَ النَّصْلَ: جَعَلَ لَهُ عَيْراً ونَصْلٌ} مُعْيَرٌ: فِيهِ عَيْرٌ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي عَمْرِو. وبُرْقَةُ {العِيَرَاتِ، بكَسْرِ العَيْنِ ثمّ فَتْحِ التَّحْتِيَّة: ع قَالَ امرُؤ القَيْس:
(غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ ... فعارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيَرَاتِ)
وأَفْرَده الحُصَيْنُ بنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِيّ فَقَالَ:
(وارْتَبَعَتْ بالحَزْنِ ذاتِ الصِّيَرَهْ ... وأَصْيَفَتْ بَين اللَّوَى} والعِيَرَهْ)
وعَيْرُ السَّرَاةِ، بالفَتْح: طائرٌ كَهَيئَةِ الحَمَامَة، قَصِيرُ الرِّجْلَيْن مُسَرْوَلُهما، أَصفرُ الرِّجْلين والمِنْقَار، أَكْحَلُ العَيْنِ، صافِي اللَّوْنِ إِلى الخُضْرَة، أَصْفَرُ البَطْنِ وَمَا تَحْت جَناحَيْه، وباطنُ ذَنَبهِ كأَنّه بُرْدٌ مَوْشِىً. ويُجْمَع: {عُيُور السَّرَاةِ. والسَّرَاة: مَوضعٌ بناحِيَةِ الطَّائِف، ويَزْعُمون أَنّ هَذَا الطَّيْرَ يأْكل ثَلاَثمائةِ تِينَةٍ من حِين تَطْلُعُ من الوَرَقِ صِغَاراً وَكَذَلِكَ العِنَب. وَيُقَال: مَا أَدْرِى أَيُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هُو، أَي أَيُّ الناسِ حَكَاهُ يَعْقُوبُ ويَعْنُونَ} بالعَيْرِ الوَتِد، وقِيلَ: جَفْنُ العَيْنِ. وقِيل غَيْرُ ذَلِك. وَمن أَمْثَالِ أَهلِ الشّأْم قَوْلُهم: عَيْرٌ! بَعِيْرٍ، وزِيَادةُ عَشَرَةٍ كَانَ الخَلِيفَةُ من بَنِي أُمَيّةَ إِذا ماتَ وقامَ آخرُ زادَ فِي أَرْزاقِهِم وعطاياهُمَ عَشَرَةَ دراهِمَ، فكانُوا يَقُولُونَ هَذَا عِنْد ذَلِك. وَفِي المَثَلِ: فَعَلْتُهُ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى: أَي قَبْلَ لَحْظِ العَيْنِ، قَالَ أَبو طالِبٍ: العَيْر: المِثالُ الّذي فِي الحَدَقَة، والَّذِي جَرَى الطَّرْفُ، وجَرْيُه حَرَكَتُه، والمَعْنَى قَبْلَ أَن يَطْرِفَ. وَفِي الصِّحَاح: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَا يُقَال: أَفْعَلُ. وقولُ الشَّمّاخ:
(أَعَدْوَ القِبِصَّي قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى ... وَلم تَدْرِ مَا خُبُرِي ولَمْ أَدرِ مالِهَا)
) فَسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ: قبلَ أَنْ أَنْظُر إِليك وَلَا يُتكلَّم بشيْءٍ من ذَلِك فِي النَّفْيِ. والقِبِصَّي والقِمِصَّي. ضَرْبٌ من العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ اللّحيانيّ: العَيْر هُنَا: الحِمَارُ الوَحشيّ. {وتِعَارٌ، بالكَسْر: جضبَلٌ ببلادِ قَيْسٍ، بنَجْدٍ، قَالَ كُثَيِّر:
(وَمَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي وَمَا ثَوَى ... مُقِيماً بنجْدٍ عَوْفُها} وتِعَارُهَا)
وَفِي اللّسان فِي ع ور: وَهَذِه الكلمةُ يحْتَمل أَن تَكُونَ فِي الثُّلاثِيّ الصحيحِ والثُّلاثيّ المُعْتَلِّ. ثمَّ قَالَ فِي عير: وتِعارٌ، بالكَسْر: اسمُ جَبَلٍ، قَالَ بِشْرٌ يصف ظُعُناً ارْتَحَلْنَ من منازِلِهن فشَّبَههُنّ فِي هَوادِجِهِنَّ بالظِّباءِ فِي أَكْنِسَتِها:
(بِلَيْلٍ مَا أَتَيْنَ على أَرُومٍ ... وشابَةَ عَن شَمائِلها تِعَارُ)

(كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمَةٍ عَلَيْها ... كَوانِسَ قالِصاً عَنْهَا المَغَارُ)
قَالَ المَغارُ: أَماكِنُ الظّبَاءِ، وَهِي كُنُسُها. وأَرُوم: موضِعٌ. وشابَةُ وتِعَار: جَبَلانِ فِي بِلَاد قَيْس.
قلتُ: وَقد ذكره المصنّف أَيضاً فِي ت ع ر. {والمَعَايِرُ: المَعايِبُ، يُقَال عارَه، إِذَا عابَه، قَالَت ليلى الأَخْيَلِيَّة:
(لَعَمْرُك مَا بالمَوْتِ عارٌ على امْرِئ ... إِذا لم تُصِبْهُ فِي الحَيَاةِ} المعَايِرُ)
{والمُسْتَعِيرُ: مَا كانَ شَبِيهاً} بالعَيْرِ فِي خِلْقَته، نَقله الصاغانيّ، فالسِّينُ فِيهِ للصَّيْرُورَة لَيست للطَّلَب. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: من أَمثالِهم فِي الرِّضا بالحاضِرِ ونِسْيَانِ الغَائب قولُهم: إِنْ ذَهَبَ العَيْرُ {فعَيْرٌ فِي الرِّباط قَالَه أَبو عُبَيْد. وكَتِفٌ} مُعَيَّرَةٌ {ومُعْيَرَة، على الأَصْل: ذاتُ عَيْر.} والعائرُ: المُتَردِّدُ، الجَوّال كالعَيّارِ. وَمِنْه المَثَلُ: كَلْبٌ {عائِرٌ خَيْرٌ من أَسَدٍ رابضٍ. ويُقَال: كَلْبٌ} عائِرٌ {وعَيّارٌ.} وعارَ الرَّجُلُ فِي القَوْمِ: عاثَوعَابَ ذكرهمَا ابنُ القطّاع، وَقد ذكر المصنّف الأَخيرَ، كَمَا تقدّم. وعارَ فِي القَوْم يَضْرِبُهُم بالسَّيْف عَيَرَاناً: ذَهَبَ وجَاءَ، وَلم يُقَيِّدْهُ الأَزهريّ بضَرْبٍ وَلَا بِسَيْفٍ. وفَرَسٌ {عَيّارٌ، إِذا عاثَ، وإِذَا نَشِطَ فرَكِبَ جانِباً ثمّ عَدَلَ إِلى جَانِبٍ آخَرَ. وجرادةُ} العَيَّارِ: مَثَلٌ، وَقد تقدّم فِي ج ر د. وَقيل: العَيّارُ: رجلٌ، وجَرادَةُ: فَرَسُه. وأَنشد أَبو عُبَيْد:
(ولَقَدْ رَأَيْتُ فَوارِساً من قَوْمِنا ... غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادَةِ {العَيّارِ)
وثَمَرَةٌ عائِرَةٌ: ساقِطَةٌ لَا يُعْرَف لَهَا مالِكٌ. وشاةٌ} عائِرَةٌ: متردِّدَةٌ بَين قَطِيعَيْن لَا تَدْرِي أَيّهما تَتْبَع. وَقد مُثِّل بهَا المُنَافِق. {والعَيِّر، كسَيّدٍ: الفَرَسُ النَّشِيط قَالَه ابْن الأَعرابيّ والعَائِرَةُ من الإِبِلِ: الَّتِي تَخْرُج مِنْهَا إِلَى أُخْرَى لِيَضْرِبَها الفَحْلُ. وَمن أَمْثَالهم: عَيْرٌ} عارَه وَتِدُه أَي أَهْلَكه،)
كَمَا يُقَال: لَا أَدْرِي أَيُّ الجَرَادِ! عارَهُ، قَالَه المُؤَرّجُ. {وعِرْتُ ثَوْبَهُ: ذَهَبْتُ بِهِ. وأَنشد الباهِلِيّ قولَ الراجِز: وإِنْ} أَعَارَتْ حافِراً {مُعَارَا. أَي رَفَعَتْ وحَوَّلَت. قَالَ الأَزهريّ: وَمِنْه} إِعارَةُ الثِّيابِ والأَدَواتِ. {واسْتَعارَ فُلانٌ سَهْماً من كِنَانتِه: رَفَعَه وحَوَّلَه مِنْهَا، وأَنشد قَوْل الراجِز:
(هُتّافَةٌ تَخْفِضُ مِن نَذِيرِها ... وَفِي اليَدِ اليُمْنَى} لمُسْتَعِيرِها)
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِها وَذكره الزَّمخشريّ فِي ع ور وَقد تَقَدّم. وَيُقَال: هُمْ {يَتَعَيَّرُونَ من جيرانهم الأَمْتِعَةَ والقُمَاشَ، أَي} يَسْتَعِيرُون. قَالَ الأَزهريّ: وكلامُ العَرَب: يَتَعَوَّرُون، بِالْوَاو. وَفِي حَدِيث أَبِي سُفْيَانَ: قَالَ رجلٌ: أَغتالُ مُحَمَّداً ثمّ آخُذُ فِي عَيْرٍ عَدْوي، أَي أَمْضى فِيهِ وأَجْعَلُه طَرِيقِي وأَهْرُبُ حَكَى ذَلِك ابنُ الأَثِيرِ عَن أَبي مُوسَى. {وعِيَارٌ، ككِتَابٍ: هَضْبَةٌ فِي دِيارِ الأَزْدِ لِبَنِي الإِواس بن الحِجْر، مِنْهُم. والعَيْرَةُ، بالفَتْحِ: جَبَلٌ بأَبْطَح مَكّة.} وعَيْرٌ: جَبَلٌ آخَرُ بِمَكَّة، يُقَابِلُ الثَّنِيَّةَ المعروفَةَ بشِعْبِ الخُوزِ كَذَا فِي المعجم. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ: {العَيْرَةُ: الجَبَلُ الّذِي عِنْد المِيلِ، على يَمِين الذاهبِ إِلى مِنىً.} والعَيْرُ: الجَبَلُ الَّذِي يُقَابِلُه، فهُمَا {العَيْرَتانِ. وإِيّاهُمَا عَنَي الحارِث بنُ خالِدٍ المَخْزُومِيّ فِي قَوْله:
(أَقْوَى مِنَ الِ ظَلِيمَةَ الحَزْمُ ... } فالعَيْرَتَانِ فَأَوْحَشَ الخَطْمُ)
قَالَ: ولَيْسَ {بالعَيْرِ} والعَيْرَة اللَّتَيْن عِنْد مَدْخَلِ مَكّة مِمَا يَلِي خُمّ، انْتهى. وسَعِيدُ بنُ أَبِي سَعِيدٍ العَيّارُ: مُحَدِّث مشهورٌ. وراعِي العِيرِ: لَقَبُ والدِ بِشْرٍ الصَّحابيّ. تَكْمِيل: قَالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ:
(زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العَيْ ... رَ مَوَالٍ لَها وأَنَّى الوَلاءُ)
هَكَذَا أَنْشَدَه الصاغانيّ. وَفِي اللّسَان: مَوَال لنا. ويُرْوَى: الوِلاءُ، بالكسْر. وَقد اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى العَيْرِ فِي هَذَا البَيْتِ اخْتِلَافا كثيرا، حَتَّى حَكَى الأَزهريّ عَن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنه قالَ: ماتَ مَنْ كانَ يُحْسِنُ تَفْسِيرَ بَيْتِ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ: زَعَمُوا أَنّ كُلَّ من ضَرَبَ العَيْر. إِلى آخِرِه.
وَهَا أَنا أَجْمَعُ لَك مَا تَشَتَّتَ من أَقْوَالهِم فِي الكُتُب، لئلاّ يَخْلُو هَذا الكِتَابُ عَن هَذِه الفائِدَة، فقِيلَ: العَيْرُ هُنا: كُلَيْبٌ، أَي أَنّهم قَتَلوهُ، فجَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً. قَالَ ابنُ دُرَيْد: وأَنشدَ ابنُ الكَلْبِيّ لِرَجُلٍ من كضلْبٍ قَديمٍ فِيمَا ذكره، وجَعَلَ كُلَيْباً عَيْراً كَمَا جَعَلَه الحارِثُ. أَيضاً عَيْراً فِي شِعْره:
(كُلَيْبُ العَيْرُ أَيْسَرُ مِنْك ذَنْباً ... غَدَاةَ يَسُومُنَا بالفْتِكَرِينِ)
)
(فمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ ... وَلَا قَطَنٌ وَلَا أَهْلُ الحَجُونِ)
كَذَا نقلَهُ الصاغانيّ. وَقيل: العَيْر: هُنَا سَيّدُ القَوْم ورَئِيسُهم مُطْلَقاً. وقِيل: بل المُرَادُ بِهِ هُوَ المُنْذِرُ بن ماءِ السَّمَاءِ، لِسِيادَتِه. وَقَالَ الصاغانيّ: لأَنَّ شَمِراً قَتَلَهُ يومَ عَيْنِ أُباغَ، وشَمِرٌ حَنَفِيٌّ، فَهُوَ مِنْهُم. وَقيل: المُرَاد! بالعَيْرِ هُنَا الطَّبْلُ. وَقيل: المُرَاد مَعْنَاه: كُلّ من ضَرَبَ بجَفْنٍ على عَيْر، أَي على مُقْلَة. وَقيل: المُرادُ بالعَيْر الوَتِدُ، أَي مَن ضَرَبَ وَتِداً من أَهْلِ العَمَدِ مُطْلَقاً. وَقيل: يَعْنِي إِياداً، لأَنّهُم أَصْحابُ حَمِيرٍ. وَقيل: يَعْنِي بالعَيْرِ جَبَلاً. وَمِنْهُم مَنْ خَصَّ فَقَالَ: جَبَلاً بالحِجَازِ، وأَدْخَلَ علَيْه الَّلامَ كأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَجْبُلٍ، كُلُّ واحِدٍ مِنْهَا عَيْرٌ، أَو جَعَلَ اللَّام زائدَةً على قَوْله: ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَنَاتِ الأَوْبَرِ. إِنما أَراد: بَناتِ أَوْبَرَ، فَقَالَ: كلُّ من ضَرَبَهُ أَي ضَرَبَ فِيهِ وَتِداً أَو نَزَلَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: العَيْر: هُوَ النّاتِئُ فِي بُؤْبُؤِ العَيْن، وَمَعْنَاهُ أَنّ كُلّ من انْتَبَهَ من نَوْمِه حَتَّى يَدُورَ عَيْرُه جَنَى جِنَايَة فَهُوَ مَوْلىً لَنَا، يقولُونه ظُلْماً وتَجَنِّياً. قَالَ: ومِنْهُ قولُهم: أَتَيْتُكَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى، أَي قَبْلَ أَن يَنْتَبِهَ نائمٌ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَن الفَرّاءِ أَنّه أَنْشَدَهُ كلَّ مَنْ ضَرَبَ العِيرَ، بِكَسْر الْعين. والعِيُر: الإِبِلُ، أَي كُلّ مَنْ رَكِبَ الإِبِلَ مَوَالٍ لَنا، أَي العَرَب كُلّهم مَوالٍ لَنَا من أَسْفَل، لأَنَّا أَسَرْنَا فِيهِم فلَنَا نِعَمٌ عَلَيْهِم. فَهَذِهِ عَشَرَةُ أَقْوَالٍ، قَلَّمَا تُوجَدُ فِي مَجْمُوعٍ واحِدٍ، فاظْفَرْ بهَا، وَالله أَعْلَم.
ع ي ر: (الْعَيْرُ) الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ وَالْأَهْلِيُّ أَيْضًا وَالْأُنْثَى (عَيْرَةٌ) . وَ (عَيْرٌ) جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ» وَفُلَانٌ (عُيَيْرُ) وَحْدِهِ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا أَيْ مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ. وَهُوَ ذَمٌّ. وَلَا تَقُلْ: عُوَيْرُ وَحْدِهِ. وَ (عَارَ) الْفَرَسُ انْفَلَتَ وَذَهَبَ هَا هُنَا وَهَا هُنَا مِنْ مَرَحِهِ وَ (أَعَارَهُ) صَاحِبُهُ فَهُوَ (مُعَارٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

أَحَقُّ الْخَيْلِ بِالرَّكْضِ الْمُعَارُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَالنَّاسُ يَرَوْنَهُ مِنَ الْعَارِيَّةِ وَهُوَ خَطَأٌ. وَفَرَسٌ (عَيَّارٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ يَعِيرُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا مِنْ نَشَاطِهِ. وَيُسَمَّى الْأَسَدُ عَيَّارًا لِمَجِيئِهِ وَذَهَابِهِ فِي طَلَبِ صَيْدِهِ. وَرَجُلٌ عَيَّارٌ أَيْ كَثِيرُ التَّطْوَافِ وَالْحَرَكَةِ ذَكِيٌّ. وَ (عَيَّرَهُ) كَذَا مِنَ (التَّعْيِيرِ) أَيِ التَّوْبِيخِ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَيَّرَهُ بِكَذَا. وَ (الْعَارُ) السُّبَّةُ وَالْعَيْبُ. وَ (عَايَرَ) الْمَكَايِيلَ وَالْمَوَازِينَ (عِيَارًا) وَلَا تَقُلْ: عَيَّرَ. وَ (الْمِعْيَارُ) بِالْكَسْرِ (الْعِيَارُ) . وَ (الْعِيرُ) بِالْكَسْرِ الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمِيرَةَ. 
عير
العَيْرُ: العَظْمُ النّاتيءُ وَسْطَ الكَتِفِ، والجَمْعُ: عِيَرَةٌ. وَحَرْفٌ في وَسْطِ النَّصْل، وأعْيَرْتُ النّصْلَ: جَعَلْتَ له عَيْراً. وإنْسَانُ العَيْن، ومنه المَثَلُ: " قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى " والحِمَارُ الوَحْشِيُّ الأهْلِيُّ، والعُيُوْرُ جَمْعُه، ويُقال للأُنْثى: عَيْرَةٌ، والمَعْيُوْراء الجماعَةُ منه. وسَيِّدُ القَوْم. واسْمُ رَجُلٍ يُنْسَبُ إليه وادٍ خَصِبٌ فأقَفْرَ من بَعْدُ، وعلى هذا فُسِّرَ: ووَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ.....
واسْمُ وادٍ بِعَيْنِه باليَمن. والخَشَبَةُ التي تكونُ في مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ. والوَتِدُ. واسْمُ جَبَلٍ بالمَدِينَة. وما عَارَ في الحِياض من الأقذاء، يُقال: عَيَّرَ الماءُ: إذا طَحْلَبَ. والأعْيَارُ: كَواكِبُ زُهْرٌ في مَجْرى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ. ولا أدْري أيُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هو: أيْ أيُّ الخَلْقِ هو. وفُلانٌ عَيْرُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه: أي هو لِنَفْسِه لا يَنْفَعُ أحَداً.
والمُسْتَعِيْرُ: ما كان شَبيهاً بالعَيْرِ في خِلْقَتِه. وعارَه عُيُوْراً: أخَذَه. وعَارَ الشَّيْءُ: ذَهَبَ، ومنه أُخِذَ العِيْرُ: وهي جَمَاعَاتُ السَّفْرِ، وهو جَمْعُ عائرٍ، كَعَائذٍ وعُوْذٍ، إلاّ أنَّ العَيْنَ كُسِرَتْ لِتَدُلَّ على الياء، ويُجْمَعُ العِيْرُ: عِيَرَات. والعَيْرَانُ: الجَمَلُ السَّرِيْعُ السَّيْرِ، والأُنْثى عَيْرَانَةٌ.
والعِيَارُ: فِعْلُ الفَرَسِ أو الكَلْبِ العائِر: وهو المُنْفَلِتُ. وقَصِيدَةٌ عائرَةٌ: سائرة، ومنه: العَيَّارُ والعِيَارَةُ. وَعيَّرْتُه كَذا، ولا يُقال: بِكَذا. وعايَرْتُ المِكْيَالَ بالعِيَار. وعَيَّرْتُ الدَّنانِيْرَ: وَزَنْتَها واحِداً واحِداً.

الوضع

الوضع: لغة: جعل اللفظ بإزاء المعنى.

واصطلاحا: تخصيص شيء بشيء متى، أطلق فهم منه الشيء الثاني.

وعند الحكماء: هو هيئة عارضة للشيء بسبب نسبتين: نسبة أجزائه بعضهما إلى بعض، ونسبة أجزائه إلى الأمور الخارجة عنه كالقيام والقعود، فإن كلا منهما هيئة عارضة للشخص بسبب نسبة أعضائه بعضها لبعض، وإلى الأمور الخارجة عنه. والوضع الحسي: ألقاء الشيء المستثقل، ذكره الحرالي. وقال الراغب: والوضع أعم من الحط، ومنه الموضع. والوضيعة: الحطيطة.
الوضع:
[في الانكليزية] Situation ،position ،attitude
[ في الفرنسية] Situation ،position ،attitude
بالفتح وسكون الضاد المعجمة في اللغة وضع شيء في مكان، كما في الصراح. وعند الحكماء يطلق على معان. منها ما هو مقولة من المقولات التسع من الأعراض هي هيئة تعرّض للشيء بسبب نسبة بعض أجزائه إلى بعض منها، وإلى الأمور الخارجة عنه كالقيام والقعود والمراد بالشيء الجسم أي هي هيئة حاصلة للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض بالقرب والبعد والمحاذاة منه وغيرها، وبسبب نسبة أجزائه إلى الأمور الخارجة عن ذلك الشيء كوقوع بعضها نحو السماء مثلا وبعضها نحو الأرض، سواء كانت الأجزاء بالفعل أو بالقوة فالوضع هيئة معلولة للنسبتين معا، ولو لم يعتبر في ماهيته نسبة الأجزاء إلى الأمور الخارجية، بل اكتفي فيها بالنسبة فيما بين الأجزاء وحدها لزم أن يكون القيام بعينه الانتكاس لأنّ القائم إذا قلب بحيث لا تتغيّر النسبة فيما بين أجزائه كانت الهيئة معلولة لهذه النسبة وحدها باقية بشخصها، فيكون وضع الانتكاس بعينه وضع القيام. قال شارح حكمة العين: اللازم مما ذكرتم اشتراكهما في معنى الوضع الذي هو جنسهما فجاز أن يفترقا بالفصل الحاصل من النسبة الخارجية. وأجيب بأنّ الجنس والفصل يتحدان وجودا وجعلا، فكيف يتصوّر أنّ حصة من الجنس قارنت فصلا ثم فارقته إلى فصل آخر. ثم إنّهم اتفقوا على أنّ الوضع هيئة بسيطة معلولة للنسبتين وليست مركّبة منهما، إذ النسبة فيما بين الأجزاء وفيما بينها وبين الأمور الخارجية ليس إلّا القرب والبعد والمحاذاة والمجاورة والتماسّ، وليس القيام والقعود نفس تلك النسب ولا مركّبا من الهيئتين الحاصلتين منها إذ لا دليل على وجودهما في القيام مثلا، فضلا عن تركّبه منها فهو هيئة وحدانية معلولة لهما. واعلم أنّ الإمام في المباحث المشرقية عرّف الوضع بأنّه هيئة تحصل للجسم بسبب نسبة بعض أجزائه إلى بعض نسبة تتخالف الأجزاء لأجلها بالقياس إلى تلك الجهات في الموازاة والانحراف، ولا تخالف بين التعريفين وأنّ ظاهر هذا التعريف مشعر بأنّه معلول لنسبة الأجزاء فيما بينها لأنّه قيد فيه النسبة لكونها موجبة لتخالفها بالقياس إلى تلك الجهات وذلك لا يحصل إلّا بعد اعتبار النسبة إلى الأمور الخارجية أيضا، إلّا أنّه في التعريف المشهور جعل معلولا لمجموع النسبتين، وفيما ذكره الإمام معلولا للنسبة المقيّدة، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته لمولانا عبد الحكيم.
ومنها ما هو جزء المقولة وهو هيئة عارضة للشيء بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض.
ومنها كون الشيء بحيث يمكن أن يشار إليه إشارة حسّية، فالنقطة بهذا المعنى ذات وضع دون الوحدة، هكذا في شرح التجريد وشرح حكمة العين. وعند أهل العربية عبارة عن تعيين الشيء للدلالة على شيء والشيء الأول هو الموضوع لفظا كان أو غيره كالخطّ والعقد والنصب والإشارة والهيئة، والشيء الثاني هو المعنى الموضوع له، فهذا تعريف لمطلق الوضع لا لوضع اللفظ صرّح به في الأطول. وأمّا وضع اللفظ فقال السّيّد السّند في حاشية شرح المطالع في بحث الدلالة إنّه مشترك بين معنيين أحدهما تعيين اللفظ للدلالة على المعنى، وعلى هذا ففي المجاز وضع نوعي قطعا إذ لا بدّ من العلاقة المعتبرة نوعها عند الوضع. وأمّا الوضع الشخصي فربّما يثبت في بعض، والثاني تعيين اللفظ للدلالة على المعنى بنفسه أي ليدلّ بنفسه لا بقرينة تنضم إليه، وعلى هذا فلا وضع في المجاز أصلا لا شخصيا ولا نوعيا، لأنّ الواضع لم يعيّن اللفظ للمعنى المجازي بنفسه بل بالقرينة الشخصية أو النوعية، فاستعماله فيه بالمناسبة لا بالوضع بخلاف تعيين المشتقّات كاسم الفاعل ونظائره فهو وضع قطعا لدلالتها على معانيها بأنفسها، لكنه وضع نوعي أي بضابطة كلّية كأن يقال كلّ صيغة فاعل كذا فهو لكذا.

التقسيم:
الوضع على قسمين وضع شخصي ويسمّى أيضا وضعا جزئيا ووضعا عينيا، ووضع نوعي ويسمّى وضعا كلّيا أيضا. فالوضع الشخصي تعيين اللفظ بخصوصه وبعينه للمعنى كما يقال هذا اللفظ موضوع لكذا، والوضع النوعي تعيين اللفظ لا بخصوصه وبعينه للمعنى بل في ضمن القاعدة الكلّية، ولذا وقع في شرح المطالع من أنّه قد يعتبر عموم الوضع في جانب اللفظ ويسمّى حينئذ وضعا نوعيا انتهى. ويؤيّد ما ذكرنا أيضا ما قال الهداد في حاشية الكافية من أنّه لا نعني بالوضع الجزئي سوى وضع اللفظ بشخصه لمعنى كالمضمرات والمبهمات فإنّها وضعت بأشخاصها للإطلاق على المعيّن أيّ معيّن كان، بخلاف ذي اللام فإنّه غير موضوع بشخصه. فنحو الرجل لم يوضع هكذا بشخصه وإنّما وضعت قاعدة كلّية تطلق عليه وعلى أمثاله وهي أنّ ما دخله اللام فهو معرفة فكان وضعه كلّيا لا جزئيا انتهى. قال في التلويح في فصل قصر العام: الوضع النوعي قد يكون بثبوت قاعدة دالّة على أنّ كلّ لفظ يكون بكيفية كذا فهو متعيّن للدلالة بنفسه على معنى مخصوص يفهم منه بواسطة تعيينه له، مثل الحكم بأنّ كلّ اسم آخره ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ونون مكسورة فهو لفردين من مدلول ما لحق آخره هذه العلامة، وكلّ اسم غيّر إلى نحو رجال ومسلمين ومسلمات فهو لجمع من مسمّيات ذلك الاسم، وكلّ جمع عرّف باللام فهو لجميع تلك المسمّيات إلى غير ذلك، ومثل هذا من باب الحقيقة بمنزلة الموضوعات الشخصية بأعيانها، بل أكثر الحقائق من هذا القبيل كالمثنى والمصغّر والمنسوب وعامة الأفعال والمشتقات والمركّبات. وبالجملة كلّ ما يكون دلالته على المعنى بهيئته فهو من هذا القبيل. وقد يكون بثبوت قاعدة دالّة على أنّ كلّ لفظ معيّن للدلالة بنفسه على معنى فهو عند القرينة المانعة من إرادة ذلك المعنى متعيّن لما يتعلّق بذلك المعنى تعلّقا خاصا ودال عليه بمعنى أنّه يفهم منه بواسطة القرينة لا بواسطة هذا التعيّن حتى لو لم يثبت من الواضع جواز استعمال اللفظ في المعنى المجازي لكانت دلالته عليه وفهمه منه عند قيام القرينة بحالها، ومثله مجاز لتجاوزه المعنى الأصلي، فالوضع عند الإطلاق يراد به تعيين اللفظ للدلالة على معنى بنفسه سواء كان ذلك التعيين بأن يفرد اللفظ بعينه بالتعيين أو يدرج في القاعدة الدّالّة على التعيين وهو المراد بالوضع المأخوذ في تعريف الحقيقة والمجاز، ويشتمل الوضع الشخصي والقسم الأول من النوعي انتهى. وبالجملة فالوضع النوعي على قسمين، وأيضا ينقسم إلى وضع لغوي وشرعي وعرفي واصطلاحي وقد سبق في لفظ المجاز.
وأيضا ينقسم الوضع إلى ثلاثة أقسام. قال السّيّد السّند في حاشية شرح مختصر الأصول في بحث الحروف لا بدّ للواضع في الوضع من تصوّر المعنى فإن تصوّر معنى جزئيا وعيّن بإزائه لفظا مخصوصا أو ألفاظا مخصوصة متصوّرة إجمالا أو تفصيلا كان الوضع خاصا لخصوص التصوّر المعتبر فيه أي تصوّر المعنى والموضوع له أيضا خاصا، وإن تصوّر معنى عاما يندرج تحته جزئيات إضافية أو حقيقية فله أن يعيّن لفظا معلوما أو ألفاظا معلومة على أحد الوجهين بإزاء ذلك المعنى العام فيكون الوضع عاما لعموم التصوّر المعتبر فيه والموضوع له أيضا عاما، وله أن يعيّن اللفظ أو الألفاظ بإزاء الخصوصيات المندرجة تحته لأنّها معلومة إجمالا إذا توجّه العقل بذلك المفهوم العام ونحوها، والعلم الإجمالي كاف في الوضع فيكون الوضع عاما لعموم التصوّر المعتبر فيه والموضوع له خاصا. وأمّا عكس هذا أعني بكون الوضع خاصا لخصوص التصوّر المعتبر فيه والموضوع له عاما فلا يتصوّر لأنّ الجزئي ليس وجها من وجوه الكلّي ليتوجّه العقل به إليه فيتصوّره إجمالا، إنّما الأمر بالعكس انتهى.
ومثله ذكر مولانا عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية حيث قال: الوضع الجزئي ما لوحظ فيه الموضوع له الجزئي بعينه ويسمّى وضعا خاصا أيضا والوضع الكلّي ما لوحظ فيه الموضوع له الكلّي بنفسه أو الموضوع له الجزئي بعنوان أعمّ كما يقال لوحظ كلّ مشار إليه يعنون المشار إليه ووضع له بعينه اسم الإشارة ويسمّى وضعا عاما أيضا، فالأول وضع عام لموضوع له عام والثاني وضع عام لموضوع له خاص انتهى.

وقال المحقّق التفتازاني: اعلم أنّ نظر الواضع في وضعه قد يكون إلى خصوص اللفظ بخصوص المعنى كما في الأعلام وقد يكون إلى خصوص اللفظ لعموم المعنى أي للمعنى الكلّي المحتمل للمقولية على الكثرة كوضع رجل حتى يصحّ أن يقال أكرم رجلا، والمراد رجلا ما ولو أريد زيد بخصوصه لم يصح حقيقة. وقد يكون إلى عموم اللفظ لخصوص المعنى بأن لا يلاحظ لفظا بعينه بل أمرا كلّيا يندرج فيه كثير من الألفاظ وذلك في وضع الهيئات بأن يقول صيغة فاعل من كلّ مصدر لمن قام به مدلول ذلك المصدر فيعلم منه أنّ ضاربا لمن قام به الضرب وقاعدا لمن قام به القعود إلى غير ذلك من الخصوصيات، مع أنّه لم يعتبرها ولم يلاحظها على التفصيل. وقد يكون إلى اللفظ بخصوصه فيضعه بملاحظة أمر عام لأفراد ذلك الأمر بخصوصياتها حتى لا يكون الموضوع له هو ذلك الأمر العام بل خصوصياته على التفصيل، إلّا أنّ نظر الواضع عند الوضع يكون إلى ذلك الأمر لا إلى الخصوصيات بمعنى أنّه عين اللفظ لتلك الخصوصيات لكن بملاحظة ذلك الأمر العام كما في تعيين لفظ هذا لهذا الرجل وهذا الفرس إلى غير ذلك مما لا يتناهى بملاحظة أمر كلّي هو مفهوم المشار إليه بالخصوص. ففي القسم الأخير من القسمين الأخيرين خصوص المعنى الشخصي لا يحتمل الكثرة واعتبار خصوص اللفظ في نظر الواضع ضروري بخلاف القسم الأول منهما فإنّ خصوصيات المعاني كلّيات وملاحظة الألفاظ عند الوضع ليست باعتبار خصوصياتها بل باعتبار اندراجها تحت أمر كلّي انتهى كلامه. ففهم من هذا أنّ في الأقسام الأربعة التي ذكرها المحقّق التفتازاني سوى القسم الثالث وضعا شخصيا لاعتبار الخصوص في جانب اللفظ وفي القسم الثالث منهما وضعا نوعيا لاعتبار العموم في جانب اللفظ وأنّ في القسم الأول منها الوضع والموضوع له كليهما خاصان، وفي القسم الثاني كليهما عامان، وفي القسمين الأخيرين الوضع عام والموضوع له خاص إذ عموم الوضع وخصوصه معتبر لعموم تصوّر المعنى عند الوضع وخصوصه عنده وعموم الموضوع له وخصوصه معتبر بعموم المعنى الذي وضع ذلك اللفظ بإزائه وخصوصه يشهد بذلك التأمّل الصادق.

تنبيه:

الوضع الجزئي يطلق على معنيين:
أحدهما الوضع الشخصي وثانيهما الوضع الخاص، وكذلك الوضع الكلّي يطلق على معنيين: أحدهما الوضع النوعي والثاني الوضع العام.
فائدة:
من قبيل الوضع العام لموضوع له خاص وضع المبهمات والمضمرات، فإنّ لفظ هذا مثلا موضوع لكلّ مشار إليه مخصوص، فإنّ الواضع تصوّر كلّ مشار إليه مفرد مذكّر باعتبار هذا المفهوم العام ولم يضع اللفظ لهذا المعنى الكلّي بل لتلك الجزئيات المندرجة تحته، فصار الوضع عاما والموضوع له خاصا، وإنّما حكمنا بذلك لأنّ لفظ هذا لا يطلق إلّا على الخصوصيات ولا يجوز إطلاقه على غيرها، إذ لا يقال هذا والمراد أحد ممّا يشار إليه، بل لا بدّ في إطلاقه من المقصد إلى خصوصية معيّنة فلو كان موضوعا للمعنى العام كرجل لجاز فيه ذلك ولكان استعماله في الخصوصيات مجازا.
والقول بأنّه موضوع لمفهوم كلّي لكن الواضع قد اشترط أن لا يستعمل إلّا في الجزئيات بخلاف نحو رجل تمحّل ظاهر. فإن قلت إذا كان هذا موضوعا للخصوصيات المتعدّدة كان مشتركا لفظا. قلت إنّما يلزم ذلك لو كان موضوعا لها بأوضاع متعدّدة وليس كذلك بل موضوع لها وضعا واحدا. واعلم أنّ وضعه للخصوصيات من حيث إنّها مندرجة تحت المفهوم الكلّي، فزيد من حيث تعلّق به إشارة مخصوصة معنى لهذا فله اعتبار في الوضع وفي الموضوع له أيضا، وكذا الحال في المضمرات فإنّ لفظ أنا موضوع لكلّ متكلّم واحد ولفظ أنت لكلّ مخاطب مذكّر واحد، ولفظ هو لكلّ مفرد مذكّر غائب مخصوص، ولا يقدح في ذلك أنّ هذا يشار به أيضا إلى أمر كلّي مذكور وأنّ ضمير الغائب قد يرجع إليه أيضا. أمّا الأول فلأنّ هذا يقتضي بحسب أصل الوضع مشارا إليه إشارة حسّية فلا يكون إلّا جزئيا حقيقيا، وإذا استعمل في غيره فقد نزّل منزلته، والكلّي المذكور من حيث إنّه مذكور بهذا الذكر الجزئي جزئي لا يحتمل الشركة. وأمّا الثاني فلاقتضاء ضمير الغائب ذكرا جزئيا للمرجوع إليه إمّا لفظا أو معنى أو حكما، وقد عرفت أنّ الكلّي من حيث هو مذكور ذكرا جزئيا جزئي ومنه المشتقات كالأفعال فإنّها بالنظر إلى النسب الداخلة في مفهومها من هذا القبيل، وكالأسماء المتصلة بها مثل اسم الفاعل واسم المفعول ونحوهما وكالمصغّر والمنسوب، إلّا أنّ في وضع المبهمات والمضمرات وبين وضع المشتقات فرقا من وجهين: الأول أنّ الخصوصيات التي وضعت بإزائها المشتقات جزئيات إضافية كلّ واحد منها كلّي في نفسه حتى لو فرض أنّ الواضع تصوّر مفهوم الضارب وعيّن بإزائه كان الوضع والموضوع له عامين، والخصوصيات التي وضعت المبهمات والمضمرات بإزائها جزئيات حقيقية. والثاني أنّ تصوّر اللفظ والمعنى في المشتقات بوجه عام وأمّا في المبهمات والمضمرات فعموم التصوّر في المعنى، لكن الوضع في كليهما عام لأنّ المعتبر في ذلك هو المعنى إذ لا يترتّب على اعتباره في اللفظ فائدة. ومنه الحروف فإنّ لفظة من مثلا موضوعة لكلّ ابتداء خاص بوضع واحد، هكذا ذكر السّيّد الشريف في حاشية شرح مختصر الأصول.
فائدة:
من المعلوم أنّ دلالة اللفظ على مفهوم دون مفهوم آخر مع استواء نسبته إليهما ممتنعة بل لا بدّ من اختصاص يقتضي لإمكانه مخصّصا ينحصر بحكم التقسيم العقلي في ذات اللفظ وغيرها، وذلك الغير إمّا الله تعالى أو غيره، فذهب عبّاد بن سليمان الصيري وأهل التكسير أي أصحاب علم الحروف وبعض المعتزلة إلى الأول وزعموا أنّ بين اللفظ والمعنى مناسبة ذاتية مخصوصة منها نشأت دلالته عليه، والحقّ خلافه، لأنّا لو فرضنا وضع اللفظ الدّالّ على الشيء لمناسبة ذاتية على زعمكم لنقيض ذلك الشيء أو لضدّه دلّ اللفظ على النقيض أو الضدّ دون هذا المدلول الذي هو الشيء، فقد تخلّف عن اللفظ الدلالة عليه، أو لو فرضنا وضع اللفظ للشيء ولنقيضه أو له ولضده دلّ عليهما، فقد اختلف دلالته فتارة على الشيء وحده وتارة عليه وعلى نقيضه أو عليه وعلى ضدّه، وما كان ثابتا لشيء بالذات وبحسب اقتضائها لا يتخلّف عنها ولا تختلف في شيء من الأحوال قطعا فلا تكون دلالته مستندة إلى ذاته، وبهذا التقرير يندفع ما يقال لم لا يجوز أن يكون للفظ مناسبة ذاتية إلى النقيضين أو الضدين إذ لا دليل على استحالته. نعم إنّه مستبعد لكنه لا ينافي الجواز ولا الوقوع. ثم إنّه لا يلزم التخصيص بلا مخصّص إذ إرادة الواضع المختار يصلح مخصصا من غير انضمام داعية إليه كتخصيص الله الحدوث بوقت وكتخصيص العبد الأعلام بالأشخاص. واعلم أنّ المخالف لعلّه يدعي ما يدعيه الاشتقاقيون في ملاحظة الواضع مناسبة ما بين اللفظ ومدلوله في الوضع وإلّا فبطلانه ضروري.
فائدة:
الواضع إمّا الله تعالى أو الخلق أو الله تعالى والخلق بالتوزيع، ثم أن يجزم بأصالة الثلاثة أم لا؟ فهذه أربعة أقسام، قال بكلّ قسم منها قائل. فقال الأشعري ومتابعوه الواضع للغات هو الله تعالى وعلّمها بالوحي أي بأن خاطب إمّا بذاته أو بإرسال ملك عبدا أو داعيا بكون الألفاظ موضوعة للمعاني، أو بخلق أصوات تدلّ على الوضع، وذلك إمّا بخلق الأصوات والحروف أعني جميع الألفاظ التي وضعها للمعاني وإسماعها لواحد أو لجماعة بحيث يحصل له أو لهم العلم بأنّها بإزاء تلك المعاني، وإمّا بخلق أصوات وحروف تدلّ على أنّ تلك الألفاظ موضوعة، أو بخلق علم ضروري بأن يخلق العلم الضروري لواحد أو لجماعة باللغات وأنّ واضعها قد وضعها لتلك المعاني المخصوصة. وقالت البهشمية أي أصحاب أبي هاشم وضعها البشر واحدا أو جماعة بأن انبعث داعيته أو داعيتهم إلى وضع هذه الألفاظ بإزاء معانيها ثم حصل تعريف الباقين بالإشارة والتكرار كما في الأطفال يتعلمون اللغات بترديد الألفاظ مرة بعد أخرى مع قرينة الإشارة وغيرها، كأن يقال هات الكتاب ولم يكن فيه غيره فيعلم أنّ اللفظ بإزائه. وقال الاستاذ أبو إسحاق الواضع هو الله تعالى والخلق بالتوزيع لا من حيث أنّ بعضا لهذا قطعا وبعضا لذلك قطعا، بل من حيث إنّ البعض لله سبحانه جزما والبعض الآخر يتردّد بينهما، وأما عكس مذهبه بأن يكون الاصطلاحي مقدّما على التوقيفي فهو وإن كان مندرجا تحت التوزيع لكنه على ما قيل من أنّه لم يتحقّق لا هو ولا صاحبه، والقدر المحتاج إليه في التعريف يحصل بالتوقيف من قبل الله وغيره محتمل للأمرين. وقال القاضي أبو بكر الجميع ممكن عقلا ولشيء من أدلة المذاهب لا يفيد القطع فوجب التوقّف وهذا هو الصحيح.
ثم إنّه إن كان المقصود هو الظّنّ بأن كان النزاع في الظهور لا في القطع وهو الحقّ إذ الألفاظ يكتفى فيها بالظواهر، فالحقّ ما صار إليه الأشعري لقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها.
فائدة:
طريق معرفة الوضع هو النقل لأنّ وضع لفظ معيّن لمعنى معيّن من الممكنات والعقل لا يستقلّ بها. والنقل إمّا متواتر يفيد القطع أو آحاد يفيد الظّنّ، واللغات قسمان: قسم لا يقبل التشكيك كالأرض والسماء والحرّ والبرد مما يعلم وضعها لما يستعمل فيه قطعا، وقسم يقبله كاللغات العربية، فالطريق فيما لا يقبل التشكيك هو التواتر وفي غيره الآحاد، ولا يراد بالنقل أن يكون مستقلا بالدلالة من غير مدخل العقل فيه إذ صدق المخبر لا بدّ فيه وأنّه عقلي، بل يراد به أن يكون للنقل مدخل. وإن شئت زيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.

الوجوب

الوجوب:
[في الانكليزية] Necessity ،obligation
[ في الفرنسية] Necessite ،obligation
بالضم وتخفيف الجيم في اللغة هو الثبوت وفي العرف هو الاستحسان والأولوية، يقال يجب أي يستحسن ويسمّى بالوجوب العرفي والاستحساني، ويقابله الوجوب العقلي والشرعي. أمّا الوجوب العقلي فقال المتكلّمون والحكماء الوجوب والإمكان والامتناع قد تطلق على المعاني المصدرية الانتزاعية وتصوّراتها بالكنه ضرورية إذ ليس كنهها إلّا هذه المعاني الثلاثة المنتزعة الحاصلة في الذّهن، فإنّ كلّ عاقل غير قادر على الكسب يتصوّر حقيقتها كوجوب حيوانية الإنسان وإمكان كاتبيته وامتناع حجريته وتصوّر الحصّة يستلزم تصوّر الطبيعة ضرورة أنّها طبيعة مقيّدة، ومن عرّفها فلم يزد على أن يقول الواجب ما يمتنع عدمه أو لا يمكن عدمه، فإذا قيل له ما الممتنع؟ قال: ما يجب عدميا وما لا يمكن وجوده. وإذا قيل له ما الممكن؟ قال: ما لا يجب وجوده أو ما لا يمتنع وجوده ولا عدمه فيأخذ كلا من الثلاثة في تعريف الآخر وأنّه دور، وعلى هذا القياس الوجوب والإمكان والامتناع. فإن قلت قد عرف الواجب بالممكن العام ثم عرّف الممكن الخاص بالواجب فلا دور. قلت الإمكان العام والخاص حصّة من الإمكان المطلق بهذا المعنى وكذا مشتقّ كلّ منهما حصّة من مشتقّه، وخفاء الحصّة إنّما هو لخفاء الطبيعة. نعم لو عرف الوجوب بالمعنى الآتي مثلا بالإمكان والامتناع بهذا المعنى لم يلزم الدور. وقد تطلق على المعاني التي هي منشأ لانتزاع المعاني المصدرية، والظاهر أنّ تصوّراتها نظرية، ولذا اختلف في ثبوتها واعتباريتها، والظاهر أنّ المبحوث عنها في فنّ الكلام هذه المفهومات بمعنى مصداق الحمل والمبحوث عنها في المنطق بالمعاني المصدرية، والمشهور أنّ المبحوث عنها في فنّ الكلام هي التي جهات القضايا في المنطق، لكن في قضايا مخصوصة محمولاتها وجود الشيء في نفسه، فإنّه إذا أطلق المتكلّمون الواجب والممكن والممتنع أرادوا بها الواجب الوجود والممكن الوجود والممتنع الوجود. ثم الوجوب أي بمعنى مصداق الحمل ومنشأ الانتزاع يقال على الواجب باعتبار ما له من الخواص لا بالمعنى المصدري، فإنّه إذا كان الوجوب مقولا على الواجب ومحمولا عليه باعتبار هذه الخواص فهذه الخواص منشأ لانتزاعه ومصداق لحمله. الأولى استغناء في وجوده عن الغير وقد يعبّر عنها بعدم احتياجه أو بعدم توقّفه فيه على غيره. والثانية كون ذاته مقتضية لوجوده اقتضاء تاما. والثالثة الشيء الذي به يمتاز الذات عن الغير فالمعنيان الأوّلان أمران نسبيان بتاء على أنّ المراد منهما كون وجود الواجب عين ذاته، إلّا أنّ الأول منهما عدمي والثاني ثبوتي. ثم النظر الدقيق يحكم بأنّ كلاهما أمران ثبوتيان لرجوعهما إلى نحو وجود الواجب وخصوصية ذاته فالخاصة الثالثة كما أنّها غير الذات بحسب المفهوم وعينها بحسب ما هو المراد منها كذلك الأولى والثانية إلّا أن يبنى ذلك على مذهب المتكلّمين، ويحمل العينية على حمل المواطأة مطلقا، وبهذا التقرير اندفع ما قيل الخاصة الثانية لا تصدق عليه تعالى على مذهب الحكماء القائلين بغيبة الوجود، هذا هو المستفاد من كلام مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف، وهذا تحقيق تفرّد به. والمستفاد من كلام مولانا عبد الحكيم أنّ الوجوب الذي يقال على الواجب باعتبار تلك الخواص هو الوجوب بالمعنى المصدري يعنى أنّ الوجوب بالمعنى الضروري كيفية نسبة الوجود فهو صفة للنسبة ولا يوصف به ذاته تعالى وإلّا لكان وصفا بحال متعلّقه، بل إنّما يوصف به باعتبار استعماله في أحد تلك المعاني التي تختصّ بذاته تعالى لكون هذه المفهومات لازمة لذلك المعنى الذي هو صفة للنسبة، إمّا بطريق المجاز أو الاشتراك وإطلاق الوجوب على المعنيين الأوّلين ظاهر.
وأمّا إطلاقه على الثالث فإمّا بتأويل الواجب أو إرادة مبدأ الوجوب إذ ليس الوجوب بالمعنى الثالث قائما بذاته تعالى حتى يوصف بما يشتقّ منه، بل هو محمول عليه مواطأة، فلا بدّ من أحد التأويلين، وعلى التأويلين يكون الوجوب عبارة عن كون الشيء بحيث يمتاز عن غيره، وهذه الخواص متغايرة مفهوما لكنها متلازمة، إذ متى كان ذاته كافيا في اقتضاء وجوده لم يحتج في وجوده إلى غيره وبالعكس، ومتى وجد أحد هذين الأمرين وجد ما به يتميّز الذات عن الغير وبالعكس. قال شارح التجريد ما حاصله إنّ الوجوب بالمعنى الأول أي بمعنى الاستغناء عن الغير صفة للوجود وبالمعنى الثاني أي بمعنى اقتضاء الذات للوجود صفة للذات بالقياس إلى الوجود وهو لا يتصوّر إلّا في ذات مغايرة للوجود، فهو عند الحكماء القائلين بعينية الوجود ليس بمتحقّق إذ الشيء لا يقتضي نفسه، ومعنى ذلك الاقتضاء عدم انفكاك الوجود عن الذات، لا أن يكون هناك اقتضاء وتأثير فإنّ ذات البارئ لمّا وجب اتصافه بالوجود ولم يجز أن لا يتصف به لم يكن هناك علّة بها يصير متصفا بالوجود إذ شأن العلّة ترجيح أحد المتساويين على الآخر، فإذا لم يكن هناك طرفان متساويان، فأي حاجة إلى العلّة. ولهذا قال بعض المحقّقين صفات الواجب تعالى لا تكون آثارا له وإنّما يمتنع عدمها لكونها من لوازم الذات. وتوضيح ما قلنا هو أنّ مراتب الوجود في الموجودية بحسب التقسيم العقلي ثلاث لا مزيد عليها، أدناها الموجود بالغير أي الذي يوجده غيره، فهذا الموجود له ذات ووجود مغاير له وموجد مغاير لهما، فإذا نظر إلى ذاته مع قطع النظر عن موجده أمكن في نفس الأمر انفكاك الوجود عنه، ولا شكّ أنّه يمكن تصوّر انفكاكه عنه أيضا. فالتصوّر والمتصوّر كلاهما ممكن، وهذا حال الماهيات الممكنة كما هو المشهور. وأوسطها الموجود بالذات بوجود هو غيره أي الذي يقتضي ذاته وجوده اقتضاء تاما يستحيل معه انفكاك الوجود عنه فهذا الموجود له ذات ووجود مغاير له فيمتنع انفكاك الوجود عنه بالنّظر إلى ذاته، لكن يمكن تصوّر هذا الانفكاك فالمتصوّر محال والتصوّر ممكن، وهذا حال الواجب تعالى عند جمهور المتكلّمين. وأعلاها الموجود بالذات بوجود هو عينه أي الذي وجوده عين الذات فهذا الموجود ليس له وجود مغاير للذات فلا يمكن تصوّر انفكاك الوجود عنه بل الانفكاك وتصوّره كلاهما محال، وهذا حال الواجب تعالى عند جمهور الحكماء. وهذه المراتب مثل مراتب المضيء كما سبقت في محله. قال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي: وجوب الوجود عند الحكماء استغناؤه تعالى في الموجودية في الخارج عن غيره. وعند المتكلّمين اقتضاء ذاته وجوده اقتضاء تاما. ومن هاهنا تسمعهم يقولون في الواجب تارة هو ما يستغني في موجوديته عن غيره وأخرى هو ما يقتضي ذاته وجوده اقتضاء تاما، وقد يفسّر بما يكون وجوده ضروريا بالنظر إلى ذاته انتهى.
ومآل التفسير الثالث مع الثاني واحد كما لا يخفى.
اعلم أنّ هذه الثلاثة قد تؤخذ بحسب الذات كما عرفت والقسمة أي قسمة كيفية نسبة المحمول إلى الموضوع إلى هذه الثلاثة حينئذ قسمة حقيقية حاصرة بأن يقال نسبة كلّ محمول سواء كان وجودا أو غيره إلى موضوعه، سواء كانت النسبة إيجابية أو سلبية لا يخلو ذات الموضوع إمّا أن يقتضي تلك النسبة أو لا، وعلى الثاني إمّا أن يقتضي نقيض تلك النسبة أو لا، والأول هو الوجوب والثاني هو الامتناع والثالث هو الإمكان، ولا يمكن انقلاب أحد هذه الثلاثة بالآخر بأن يزول أحدهما عن الذات ويتّصف الذات بالآخر مكانه، فيصير الواجب بالذات ممكنا بالذات وبالعكس لأنّ ما بالذات لا يزول، وقد يؤخذ الوجوب والامتناع بحسب الغير إذ لا ممكن بالغير فالوجوب بالغير هو الذي للذات باعتبار غيره، وهكذا الامتناع بالغير وحينئذ القسمة مانعة الجمع لاستحالة اجتماع الوجود والعدم في ذات دون الخلوّ لانتفائهما عن كلّ من الواجب والممتنع بالذات، ويمكن انقلابهما إذ الواجب بالغير قد يعدم علّته فيصير ممتنعا بالغير، وكذا الممتنع بالغير قد يوجد علّته فيصير واجبا بالغير فالوجوب شامل للذاتي والغيري، وكذا الامتناع والوجوب بالغير والامتناع بالغير إنّما يعرضان للممكن بالذات، وأمّا الواجب بالذات فيمتنع عروض الوجوب بالغير له وإلّا لتوارد علّتان مستقلتان أعني الذات والغير على معلول واحد شخصي هو وجوب ذلك الوجوب، وكذا عروض الامتناع بالغير له وإلّا لكان موجودا ومعدوما في حالة، وعلى هذا القياس الممتنع بالذات. والتحقيق أنّه إن أريد بالإمكان بالغير أن لا يقتضي الغير وجود الماهية ولا عدمها كما أنّ الوجوب بالغير أن يقتضي الغير وجوبها والامتناع بالغير أن يقتضي الغير عدمها، فلا شكّ أنّه لا ينافي الوجوب الذاتي ولا الامتناع الذاتي، وإن أريد بالإمكان بالغير أن يقتضي الغير تساوي نسبة الماهية إلى الوجود والعدم فلا كلام في أنّه ينافي الوجوب والامتناع الذاتيين وكذا الإمكان الذاتي للزوم توارد العلتين على معلول واحد. ثم الإمكان إنّما يعرض للماهية من حيث هي لا مأخوذة مع وجودها ولا مع عدمها ولا مع وجود علّتها وعدمها، أمّا إذا أخذت الماهية مع الوجود فإنّ نسبتها حينئذ إلى الوجود بالوجوب ويسمّى ذلك وجوبا لاحقا، وإذا أخذت مع العدم فنسبتها إلى الوجود حينئذ يكون بالامتناع لا بالإمكان ويسمّى ذلك امتناعا لاحقا، وكلاهما يسمّى ضرورة بشرط المحمول، وإذا أخذت مع وجود علّتها كانت واجبة ما دامت العلّة موجودة ويسمّى ذلك وجوبا سابقا وإذا اخذت مع عدم علتها كانت ممتنعة ما دامت العلّة معدومة ويسمّى ذلك امتناعا سابقا. فكلّ وجود محفوف بوجوبين سابق ولاحق وكلاهما وجوب بالغير، وكلّ معدوم محفوف بامتناعين سابق ولاحق وكلاهما امتناع بالغير.
فائدة:
قال بعض المتكلّمين الواجب والقديم مترادفان لكنه ليس بمستقيم المقطع بتغاير المفهومين، إنّما النزاع في التساوي بحسب الصدق. فقيل القديم أعمّ لصدقه على صفات الواجب وبعض المتأخّرين كالإمام حميد الدين الضريري ومن تبعه صرّحوا بأنّ الواجب الوجود لذاته هو الله تعالى وصفاته، وأوّله البعض بأنّ معناه أن الصفات واجبة الواجب أي لا تفتقر إلى غير الذات، لكن هذا لا يوافق استدلالهم. بأنّ كلّ ما هو قديم لو لم يكن واجبا لذاته لكان جائز العدم في نفسه فيحتاج في وجوده إلى مخصّص فيكون محدثا، إذ لا نعني بالمحدث إلّا ما يتعلّق وجوده بإيجاد شيء آخر.
وقيل منشأ هذا القول إمّا التلبيس خوفا من القول بإمكان الصفات الموجب لحدوثها على أصلهم من أنّ كلّ ممكن حادث، وهو أن يقال لمّا كان الواجب لذاته بمعنيين الواجب بحقيقته بأن تكون ضرورة وجوده ناشئة من حقيقته، والواجب بموصوفه بأن تكون ضرورة وجوده ناشئة من اقتضاء موصوفه لوجوده واستقلاله به وضع أحدهما مكان الآخر في القول بأنّ الصفات واجبة لذواتها، حتى لو سئل هل الصفات واجبة لذواتها لم يكن للقائل أن يجيب عنه بنعم، ويظهر أمر التلبيس، وإمّا الالتباس بأن يقال لمّا كان اقتضاء الواجب وجوده جعل وجوده واجبا توهّم مثلا أنّ اقتضاء العلم مثلا يقتضي كون العلم واجبا، فرّق بينهما بأنّ اقتضاء الواجب وجوده لوجوب غذائه في وجوده عن وجود غيره، واقتضاؤه وجود العلم بوجوب احتياج العلم إلى وجود غيره انتهى.
فائدة:
الإمكان أيضا يقال على الممكن باعتبار ما له من الخواص الأولى احتياجه في وجوده إلى غيره، والثانية عدم اقتضاء ذاته وجوده أو عدمه، والثالثة ما به يمتاز ذات الممكن عن الغير فإمّا أن يراد بالإمكان بمعنى مصداق الحمل والمراد بالخاصتين الأوليين زيادة الوجود على الماهية فهما ترجعان إلى خصوصية الذات، ونحو تقرّرها على قياس الوجوب فكما أنّ الوجوب بمعنى مصداق الحمل نفس ذات الواجب كذلك الإمكان بهذا المعنى نفس ذات الممكن. وإمّا بالمعنى المصدري والحال في تغايرها وتلازمها كما عرفت في الوجوب، وهكذا الامتناع يطلق باعتبار الخواص على الممتنع، إلّا أنّه لا كمال في معرفته، ولذا تركوا بيانه. وأمّا الوجوب الشرعي فقد اختلفت العبارات في تفسيره، فقيل هو حكم بطلب فعل غير كفّ ينتهض تركه في جميع وقته سببا للعقاب، وذلك الفعل المطلوب يسمّى واجبا، فالوجوب قسم من الحكم والواجب قسم من الأفعال وما وقع في عبارة البعض من أنّ الواجب والمندوب ونحوهما أقسام للحكم ليس على ظاهر. فبقيد الطلب خرج الإباحة والوضع. وقوله غير كفّ يخرج الحرمة لأنّها أيضا طلب فعل لكنه فعل هو كفّ، وهذا إشارة إلى الخلاف الواقع بين الأصوليين من أنّ المراد بالنهي هو نفي الفعل أو فعل الضدّ، فقال أبو هاشم بالأول والأشعري بالثاني. وبالجملة فمن يقول بأنّ الكفّ فعل يعرف الوجوب بما مرّ والحرمة بأنّها حكم بطلب الكفّ عن فعل ينتهض ذلك الفعل سببا للعقاب. وأمّا من يقول بأنّ الكفّ نفي فعل فيطرح من حدّ الوجوب قيد غير كفّ ويقول الوجوب حكم بطلب فعل ينتهض تركه الخ، والحرمة حكم بطلب نفي فعل ينتهض فعله سببا للعقاب، وكذا يخرج الكراهة لأنّها طلب كفّ لا فعل عند من يقول بأنّ الكفّ فعل، وأمّا عند من لا يقول به فيخرج بقيد ينتهض، إذ فعلها وتركها كلّ منهما لا ينتهض سببا للعقاب. ثم قوله ينتهض يخرج النّدب. وقوله في جميع وقته ليشتمل الحدّ الواجب الموسع إذ تركه ليس سببا للعقاب إلّا إذا ترك في جميع الوقت، وفيه أنّه لو لم يذكره لما لزم الخلل لأنّ انتهاض تركه سببا في الجملة لا يوجب انتهاضه دائما، فالواجب الموسع داخل فيه حينئذ أيضا. والمراد بسببية الفعل للثواب والعقاب أنّه من الأمارات الدّالة عليه والأسباب العادية له لا السبب الموجب له عقلا كما ذهب إليه الأشعري. قيل يلزم أن لا يكون الصوم واجبا لأنّ صوموا طلب لفعل هو كفّ. وأجيب بمنع كونه كفّا لأنّ جزءه أعني النية غير كفّ. قيل يرد عليه كفّ نفسك عن كذا فإنّه إيجاب ولا يصدق عليه أنّه طلب فعل غير كفّ ويصدق عليه أنّه طلب كفّ عن فعل ينتهض ذلك الفعل سببا للعقاب مع أنّه ليس بتحريم. وأجيب بأنّ الحيثية معتبرة، فالمراد أنّ الوجوب طلب يعتبر من حيث تعلّقه بفعل والحرمة طلب يعتبر من حيث تعلّقه بكفّ عن فعل، فيكون اكفف عن فعل كذا من حيث تعلّقه بالكفّ إيجابا، وبالفعل المكفوف عنه تحريما، ولكنه حينئذ لم يكن قوله غير كفّ محتاجا إليه ويكفي أن يقال طلب فعل ينتهض تركه الخ، اللهم إلّا أن يقصد زيادة الوضوح والتنبيه.
اعلم أنّ الوجوب والإيجاب متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا وقد سبق في لفظ الحكم. وقيل الواجب ما يعاقب تاركه، وردّ بأنّه يخرج عنه الواجب المعفو عن تركه. وقيل ما أوعد بالعقاب على تركه ليندفع ذلك لأنّ الخلف في الوعيد جائز وإن لم يجز في الوعد كما ذهب إليه بعض المتكلّمين. وأمّا عند من لم يجوّز ذلك فالنقض عنده بحاله. وقيل ما يخاف العقاب على تركه وهو مردود بما شكّ في وجوبه ولا يكون واجبا في نفسه فإنّه يخاف العقاب. وقال القاضي أبو بكر ما يذمّ شرعا تاركه بوجه ما، والمراد بالذمّ نصّ الشارع به أو بدليله إذ لا وجوب إلّا بالشرع، وقال بوجه ما ليدخل الواجب الموسع فإنّه يذمّ تاركه إذا تركه في جميع وقته لا في بعض الوقت، وكذا فرض الكفاية فإنّه يذمّ تاركه إذا لم يقم به غيره. ويرد عليه صلاة النّائم والناسي وصوم المسافر لأنّه يصدق على كلّ منها لأنّه يذمّ تاركه على تقدير عدم القضاء بعد التذكّر والتنبه والإقامة. وأجيب بأنّ المراد أنّه يذمّ تاركه من حيث إنّه تارك وباعتبار ذلك الترك وإلّا فيصدق على كلّ فعل أنّه يذم تاركه على تقدير تركك الفرض معه، وفي الصلاة المذكورة ليس الذمّ على ترك الصلاة حال النسيان والنوم والصوم حال السفر بل على ترك القضاء. وإن شئت الزيادة فارجع إلى العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ جميع التعاريف للمواجب بالمعنى الأعم الشامل للقطعي والظّنّي على ما ذهب إليه جمهور الأصوليين. وأمّا عند الحنفية القائلين بتخصيصه بالظّنّي فيقال الواجب ما ثبت بدليل ظنّي واستحقّ الذّمّ على تركه مطلقا من غير عذر، وقد سبق في لفظ الفرض. والواجب عند المعتزلة فيما يدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل هو ما اشتمل تركه على مفسدة وقد سبق في لفظ الحسن.
اعلم أنّهم قد يقولون نفس الوجوب وقد يقولون وجوب الأداء فلا بدّ من بيان الفرق، فنقول: الوجوب في عرف الفقهاء على اختلاف العبارات في تفسيره يرجع إلى كون الفعل بحيث يستحقّ تاركه الذّمّ في العاجل والعقاب في الآجل. فمن هاهنا ذهب جمهور الشافعية إلى أنّه لا معنى له إلّا لزوم الإتيان بالفعل وأنّه لا معنى للوجوب بدون وجوب الأداء، بمعنى الإتيان بالفعل أعمّ من الأداء والقضاء والإعادة، فإذا تحقّق السبب ووجد المحل من غير مانع تحقّق وجوب الأداء حتى يأثم تاركه ويجب عليه القضاء، وإن وجد في الوقت مانع شرعي أو عقلي من حيض أو نوم أو نحو ذلك فالوجوب يتأخّر إلى زمان ارتفاع المانع، وحينئذ افترقوا ثلاث فرق. فذهب الجمهور إلى أنّ الفعل في الزمان الثاني قضاء بناء على أنّ المعتبر في وجوب القضاء سبق الوجوب في الجملة لا سبق الوجوب على ذلك الشخص، فعلى هذا يكون فعل النائم والحائض ونحوهما قضاء. وبعضهم يعتبر سبق الوجوب عليه حتى لا يكون فعل النائم والحائض ونحوهما قضاء لعدم الوجوب عليهم بدليل الإجماع على جواز الترك.
وبعضهم يقول بالوجوب عليهم بمعنى انعقاد السبب وصلاحية المحل وتحقّق اللزوم لولا المانع ويسمّيه وجوبا بدون وجوب الأداء، وليس هذا إلّا تغيير عبارة بالنسبة إلى مذهب الحنفية لأنّ مرادهم بتحقّق اللزوم تحقّق لزوم الأداء لولا المانع، فإذا وجد المانع لم يتحقّق وجوب الأداء، وقد قالوا بالوجوب عليهم عند المانع. وأمّا الحنفية فذهب بعضهم إلى أنّه لا فرق بين الوجوب ووجوب الأداء في العبادات البدنية حتى أنّ الشيخ المحقّق أبا المعين بالغ في ردّه وادّعى أنّ استحالته غنية عن البيان. ثم قال إنّ الشارع أوجب على من مضى عليه الوقت وهو نائم مثلا بعد زوال النوم ما كان يوجبه في الوقت لولا النوم بشرائط مخصوصة، ولم يوجب ذلك في باب الصبي والكفر، وهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وأوجب الصوم على المريض والمسافر معلّقا باختيارهما الوقت تخفيفا ومرحمة، فإن اختار الأداء في الشهر كان الصوم واجبا فيه وإن أخّراه إلى الصحة والإقامة كان واجبا بعدهما، وهذا بخلاف الواجب المالي فإنّ فيه شيئين إذ الواجب هو المال والأداء فعل في ذلك المال، فيجب على الولي أداء ما وضع في ذمّة الصبي من المال كما لو وضع في بيت الصبي مال معيّن. وأما الذاهبون إلى الفرق فمنهم من اكتفى بالتمثيل فقال نفس وجوب الثمن بالبيع ووجوب الأداء بالمطالبة. وذهب صاحب الكشف إلى أنّ نفس الوجوب عبارة عن اشتغال الذمة بوجود الفعل الذهني ووجوب الأداء عبارة عن إخراجه من العدم إلى الوجود الخارجي، ولا شكّ في تغايرهما. ولذا لا يتبدّل ذلك التصوّر بتبدّل الوجود الخارجي بالعدم بل يبقى على حاله، وكذا في المالي أصل الوجوب لزوم مال تصوّر في الذمة ووجوب الأداء إخراجه من العدم إلى الوجود الخارجي، إلّا أنّه لمّا لم يكن في وسع العبد ذلك أقيم مال آخر من جنسه مقامه في حقّ صحة الأداء والخروج عن العهدة وجعل كأنّه ذلك المال الواجب، وهذا معنى قولهم:
الدّيون تقضى بأمثالها لا بأعيانها، فظهر الفرق بين الفعل وأداء الفعل، هذا كلامه. والمراد بالفعل الذّهني أنّه أمر عقلي لا وجود له في الخارج لا أنّه شرط في اشتغال الذّمة به أن يتصوّره من عليه الوجوب أو غيره. وفي تفسير وجوب الأداء بالإخراج تسامح، والمراد لزوم الإخراج. وذهب صدر الشريعة إلى أنّ نفس الوجوب هو اشتغال الذّمة بفعل أو مال ووجوب الأداء لزوم تفريغ الذمة عمّا اشتغلت به، وتحقيقه أنّ للفعل معنى مصدريا وهو الإيقاع ومعنى حاصلا بالمصدر وهو الحالة المخصوصة، فلزوم وقوع تلك الحالة هو نفس الوجوب ولزوم إيقاعها وإخراجها من العدم إلى الوجود هو وجوب الأداء، وكذا في المالي لزوم المال وثبوته في الذّمة نفس الوجوب ولزوم تسليمه إلى من له الحقّ وجوب الأداء، فالوجوب في كلّ منهما صفة لشيء آخر فافترقا في المعنى. ثم إنّهما يفترقان في الوجود أيضا.
أمّا في البدني فكما في صلاة النائم والناسي وصوم المسافر والمريض، فإنّ وقوع الحالة المخصوصة التي هي الصلاة والصوم لازم نظرا إلى وجود السبب وأهلية المحلّ وإيقاعها من هؤلاء غير لازم لعدم الخطاب وقيام المانع.
وأمّا في المالي فكما في الثمن إذا اشترى الرجل شيئا بثمن غير مشار إليه بالتعيين فإنّه يجب في الذمة الامتناع البيع بلا ثمن ولا يجب أداؤه إلّا بعد المطالبة. وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى التوضيح والتلويح وحواشيه.

التقسيم:
للواجب تقسيمات باعتبارات. الأول باعتبار فاعله ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية. ففرض الكفاية واجب يحصل منه الغرض بفعل بعض المكلّفين، أيّ بعض كان، وفرض العين بخلافه، مثال الكفاية الجهاد فإنّ الغرض منه حراسة المؤمنين وإذلال العدو وإعلاء كلمة الحقّ وذلك حاصل بوجود الجهاد من أيّ فاعل كان، وكذا إقامة الحجج ودفع الشبه إذ الغرض منها حفظ قواعد الدين من أن تزلزلها شبه المبطلين، وحصوله لا يتوقّف إلّا من صدوره من فاعل ما، ومثل هذا لا يتعلّق بكلّ واحد من الأعيان بحيث لا يسقط بفعل البعض لاقتضائه إلى إلزام ما لا حاجة إليه، ولا ببعض معيّن لأدائه إلى الترجيح من غير مرجّح، فتعيّن أن يتعلّق وجوبه بالكلّ على وجه يسقط بفعل البعض أو يتعلّق ببعض غير معيّن. ومثال فرض العين الصلاة والصوم. وبالجملة ففرض العين ما وجب على كلّ واحد واحد من آحاد المكلّفين وفرض الكفاية ما وجب على بعض غير معيّن أو على الكلّ بحيث لو فعل البعض سقط عن الباقين. والثاني باعتبار نفسه إلى معيّن ومخيّر، فالمعيّن ما ثبت بالأمر بواحد معيّن كما يقال سلّ أو يقال أوجبت عليك الصلاة، والمخيّر ما ثبت بالأمر بواحد مبهم من أمور مبهمة ولا فائدة فيه أصلا. فالواجب واحد من تلك الأمور المبهمة يعيّنه فعل المكلّف ولا يعيّنه قوله بأن يقول عيّنت كذا وهذا هو مذهب الفقهاء. وذهب الجبّائي وابنه أنّ الكل واجب على التخيير وفسّره البعض بأنّه لا يجوز الإخلال بجميعها ولا يجب الإتيان به، وللمكلّف أن يختار أيا ما كان وهو بعينه مذهب الفقهاء، ولكنه ما ذهب إليه بعض المعتزلة من أنّه يثاب ويعاقب على كلّ واحد ولو أتى بواحد سقط عنه الباقي بناء على أنّ الواجب واحد معيّن عند الله دون المكلّف، ويسقط بفعله أي بفعل ذلك الواحد المعيّن أو بفعل غيره.
والثالث باعتبار وقته إلى مضيّق وموسّع فإنّ زمان الواجب إن كان مساويا له سمّي واجبا مضيّقا كالصوم ووقته يسمّى معيارا، وإن كان زائدا عليه يسمّى واجبا موسّعا كالظهر وقته يسمّى ظرفا، ولا يجوز كون الوقت ناقصا عنه إلّا لغرض القضاء، كما إذا طهرت وقد بقي من الوقت مقدار ركعة فذهب الجمهور من الشافعية والحنفية والمتكلّمين إلى أنّ جميعه وقت للأداء.
وقال القاضي الباقلاني إنّ الواجب الفعل في كلّ جزء ما لم يتضيّق الوقت أو العزم على الفعل، لكن الفعل أصل، وإنّما يجوز تركه ببدل وهو العزم وآخره متعيّن للفعل. ومن الشافعية من عيّن أوله للأداء فإن أخّره فقضاء. ومن الحنفية من عكس وقال آخر الوقت متعيّن للأداء فإن قدّمه فهو نفل يسقط به الفرض كتعجيل الزكاة قبل وقوعها. والرابع باعتبار مقدّمة وجوده إلى مطلق ومقيّد، فالمطلق ما لا يتوقّف وجوبه على مقدّمة وجوده من حيث هو كذلك والمقيّد بخلافه، وفي اعتبار الحيثية إشارة إلى جواز كون الشيء واجبا مطلقا بالقياس إلى المقدّمة ومقيّدا بالقياس إلى أخرى، فإنّ الصلاة بل التكاليف بأسرها موقوفة على البلوغ والعقل فهي بالقياس إليهما مقيّدة، وأمّا بالإضافة إلى الطهارة فواجبة مطلقا. وقد فسّر الواجب المطلق بما يجب في كلّ وقت وعلى كلّ حال فنوقض بالصلاة، فزيد كلّ وقت قدّره الشارع فنوقض بصلاة الحائض، فزيد إلّا لمانع وهذا لا يشتمل غير المؤقتات ولا مثل الحج والزكاة في إيجاب ما يتوقّف عليه من الشروط والمقدّمات. وان شئت توضيح المقام فارجع إلى العضدي وحواشيه.
الوجوب: الشرعي ما يستحق تاركه الذم والعقاب.

العكس

العكس: رد الشيء إلى سننه أي طريقه الأول كعكس المرآة إذا ردت بصرك بصفائها إلى وجهك بنور عينك. وفي عرف الأصوليين: انتفاء الحكم لانتفاء العلة. وفي عرف الفقهاء: تعليق نقيض الحكم المذكور بنقيض علته المذكورة ردا إلى أصل آخر.
العكس:
[في الانكليزية] Contrary
[ في الفرنسية] Contraire ،oppose
بالفتح وسكون الكاف يطلق على معان.
منها نفي الشيء، قالوا عكس الإثبات نفي. ولذا قيل العكس في باب المعرّف مفسّر بأنّه كلّما انتفى الحدّ انتفى المحدود، أي كلّما لم يصدق عليه الحدّ لم يصدق عليه المحدود والطّرد مفسّر بأنّه كلما صدق عليه الحدّ صدق عليه المحدود، وقد سبق في لفظ الطرد. ويؤيّده ما قال في شرح المواقف في مبحث المبصرات.
من أنّ الضوء كيفية لا يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر، واللون عكسه، أي كيفية يتوقّف إبصارها على إبصار شيء آخر انتهى.
ومنها ما هو قسم من المعارضة كما سيجيء.
ومنها الرّجعة وهي حركة الكوكب على خلاف التوالي، وعلى هذا اصطلاح المنجّمين وأهل الهيئة وقد سبق. لكن مولانا عبد العلي البرجندي في شرح زيج «الغ بيكي» في الباب الثامن يقول: الكوكب الراجع حينما ينتقل من برج إلى برج مقدّم فذلك ما يقال له العكس.
وكذلك نقل رأس العمر وذنبه إلى برج آخر يقال له عكس. انتهى كلامه. ومنها العمل بعكس ما أفاده السائل ويسمّى بالتعاكس والتعكيس والتحليل، وعليه اصطلاح المحاسبين؛ وطريقه أنّه إن ضعّف السائل عددا فينصف المجيب له أو جذّر فيربّع أو ضرب فيقسم أو زاد فينقص أو عكس فيعكس مبتدئا للعمل من آخر السؤال ليخرج الجواب. فلو قيل: أيّ عدد ضرب في نفسه وزيد على الحاصل اثنان وضعّف وزيد على الحاصل ثلاثة وقسم المجتمع على خمسة وضرب الخارج في عشرة حصل خمسون؟
فاقسم الخمسين على العشرة واضرب الخارج وهو الخمسة في نفسها وأنقص من الحاصل وهو خمسة وعشرون ثلاثة يبقى اثنان وعشرون، وانقص من منصّف ذلك اثنين يبقى تسعة، وجذر التسعة وهو ثلاثة هو الجواب، كذا في شرح خلاصة الحساب. وعكس النسبة عندهم يجيء في لفظ النسبة. ومنها أن تقدّم في الكلام جزءا ثم تعكس فتقدّم ما أخّرت وتؤخّر ما قدّمت ويسمّى تبديلا أيضا، وهذا من مصطلحات أهل البديع المعدود في المحسنات المعنوية، ويقع على وجوه: منها أن يقع بين أحد طرفي جملة وما أضيف إليه ذلك الطرف نحو عادات السّادات سادات العادات، فإنّ العكس فيه قد وقع بين العادات وهو أحد طرفي الكلام وبين السّادات وهو الذي أضيف إليه العادات. ومعنى وقوعه بينهما أنّه قدّم العادات على السّادات ثم عكس فقدم السّادات على العادات. ومنها أن يقع بين متعلّقي فعلين في جملتين نحو تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ.
ومنها أن يقع بين لفظين في طرفي جملتين نحو لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ ومنها أن يقع بين طرفي الجملة كما قيل:
طويت لإحراز الفنون ونيلها رداء شبابي والجنون فنون فحين تعاطيت الفنون وحظّها تبيّن لي أنّ الفنون جنون كذا في المطول. وفي الاتقان بعد تعريف العكس بما ذكر قال ابن أبي الإصبع: ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً، وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الأولى لتقدّم العمل في الأولى عن الإيمان وتأخّره في الثانية عن الإسلام. ومنه نوع يسمّى القلب والمقلوب المستوي وما لا يستحيل بالانعكاس وهو أن تقرأ الكلمة من آخرها إلى أولها كما تقرأ من أولها إلى آخرها نحو كُلٌّ فِي فَلَكٍ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ولا ثالث له في القرآن، انتهى. لكن صاحب التلخيص ذكر القلب والمقلوب المستوي في المحسّنات اللفظية، فعلى هذا لا يكون هو من أنواع العكس. ومنها ما يسمّى عكسا مستويا وعكسا مستقيما وهو تبديل كلّ من طرفي القضية بالآخر مع بقاء الصدق والكيفية أي الإيجاب والسّلب بحالهما، وهذا من مصطلحات المنطقيين، وهو المتبادر عند إطلاق لفظ العكس كما في شرح إشراق الحكمة. وقد يطلقون العكس مجازا على القضية الحاصلة من هذا التبديل. وقيل الظاهر أنّه حقيقة لكثرة الاستعمال في ذلك فيقال عكس الموجبة الكلّية موجبة جزئية، وهكذا في بواقي القضايا، وذلك أن تجمع بينهما بأنّ العكس نقل أولا من المعنى اللغوي إلى المعنى المصدري الذي يشتقّ منه سائر الصيغ، كقولهم عكس وانعكس وينعكس ونحوها، ثم استعمل في القضية المخصوصة بعلاقة السّببية، ثم كثر استعماله فيها حتى صار حقيقة بالغلبة. ثم المراد بتبديل الطرفين التبديل المعنوي أي المغيّر للمعنى حتى يخرج تبديل طرفي المنفصلة فإنّهم قالوا لا عكس للمنفصلات. ويحتمل أن يكون مرادهم أنّه ليس للمنفصلات عكس معتدّ به، فحينئذ لا حاجة إلى تخصيص التبديل، وذكر الطرفين أولى من الموضوع والمحمول كما ذكره البعض لشموله عكس الحمليات والشرطيات.
والمراد بطرفي القضية طرفاها في الذّكر فلا يرد أنّ طرفي القضية الحقيقية لم يدخلا في التعريف فإنّ الطرف الأول منها ذات الموضوع والثاني وصف المحمول، وفي العكس يصير ذات المحمول موضوعا ووصف الموضوع محمولا، والمراد ببقاء الصدق لزوم بقائه بمعنى أنّه لو فرض الأصل صادقا لزم منه لذاته مع قطع النظر عن خصوص المادة صدق الفرع بلا واسطة فرع آخر لصدق المفروض في الأصل في الفرع لذاته بلا واسطة، ليدخل في التعريف عكس القضية الكاذبة، وليخرج عنه تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه قضية لازمة الصدق مع الأصل لحصول المادة، كتبديل الموجبة الكلّية بالموجبة الكلّية في قولنا كلّ إنسان ناطق وكلّ ناطق إنسان، وليخرج عنه تبديل طرفيها بحيث يحصل منه قضية أعمّ من العكس كتبديل طرفي السّالبة الكلّية بحيث يحصل سالبة جزئية، وتبديل طرفي الضرورية بحيث يحصل ممكنة عامة. وإنّما اشترطوا بقاء الصدق لأنّ العكس لازم خاص من لوازم الأصل ويستحيل صدق الملزوم بدون اللازم، فعند التحقيق العكس بالمعنى المصدري تبديل طرفي القضية بحيث يحصل منه أخصّ قضايا لازمة لها لذاتها موافقة لها في الكيف، وبالمعنى الحاصل بالمصدر أخصّ قضايا حاصلة بتبديل طرفي القضية لازمة للأصل لذاته، موافقة له في الكيف، فلا بد في إثبات انعكاس قضية إلى قضية من بيان لزوم العكس للأصل في جميع المواد بدليل أو تنبيه، ومن بيان عدم لزوم قضية أخصّ منه، كذلك بتخلّفها عنه في بعض المواد، كما يقال الموجبة كلّية أو جزئية تنعكس موجبة جزئية للزومها لهما في جميع المواد وعدم لزوم الموجبة الكلية لشيء منهما في جميعها لتخلّفها عنهما فيما إذا كان المحمول أعمّ من الموضوع والتالي أعمّ من المقدّم، كما في قولك كلّ إنسان حيوان وقولنا إذا كان الشيء إنسانا كان حيوانا، إذ لا يصدق العكس هناك كلّية مع صدق الأصلين قطعا، ولم يعتبروا بقاء الكذب لجواز لزوم الصدق الكاذب، والمراد ببقاء الكيف بقاء الكيف الموجود في الأصل في الفرع، بمعنى أن يكون عكس الموجبة موجبة وعكس السّالبة سالبة. اعلم أنّ معنى انعكاس القضية أنّه يلزمها العكس لزوما كليا، ومعنى عدم انعكاسها أنّه ليس يلزمها العكس لزوما كلّيا.
فائدة:
السالبة الكلية تنعكس كنفسها، والجزئية لا تنعكس لجواز عموم الموضوع، والموجبة مطلقا تنعكس جزئية ولا عكس للمنفصلات والاتفاقيات لعدم الجدوى. وأمّا بحسب الجهة فمن السوالب الكلّية تنعكس الدائمتان والعامّتان كنفسهما والخاصتان عامتين مع اللّادوام في البعض، ولا عكس للبواقي. ومن السوالب الجزئية لا تنعكس إلّا الخاصّتان كنفسهما. ومن الموجبات تنعكس الوجوديتان والوقتيتان والمطلقة العامة مطلقة عامة، والخاصتان حينية لا دائمة. ومنها ما يسمّى عكس النقيض وهو تبديل نقيضي الطّرفين مع بقاء الصدق والكيف بحالهما. وقد يطلق عكس النقيض أيضا على القضية الحاصلة من هذا التبديل والمعنى الأول أصل بالنسبة إلى الثاني، والثاني منقول منه والمراد بتبديل نقيضي الطرفين تبديل كلّ من الطرفين بنقيض الطرف الآخر. والمراد ببقاء الصدق والكيف ما عرفت في العكس المستوي.
والحاصل أنّ عكس النقيض قد يطلق على جعل نقيض المحكوم به محكوما عليه ونقيض المحكوم عليه محكوما به على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل بهذا التبديل مع الموافقة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يطلق على أخصّ القضايا اللازمة للأصل على الوجه المذكور.
فإذا قلنا كلّ إنسان حيوان كان عكس نقيضه كلّما ليس بحيوان ليس بإنسان وهذان الإطلاقان مبنيان على اصطلاح قدماء المنطقيين. وقالوا المستعمل في العلوم هو هذا المعنى، وحكم الموجبات فيه حكم السوالب في العكس المستوي والبيان البيان. وأمّا عند المتأخّرين منهم فعكس النقيض جعل نقيض المحكوم به من الأصل محكوما عليه وعين المحكوم عليه منه محكوما به مع بقاء الصدق دون الكيف، أي على وجه يحصل أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا التبديل مع المخالفة في الكيف بلا واسطة، ومع قطع النظر عن خصوص المادة. وقد يستعمل في هذا الاصطلاح أيضا في أخصّ القضايا اللازمة للأصل على هذا الوجه. فعكس نقيض قولنا كلّ إنسان حيوان لا شيء مما ليس بحيوان بإنسان وحكم الموجبات عندهم أيضا حكم السوالب في العكس المستوي لا بالعكس، أي ليس حكم السوالب من عكس النقيض حكم الموجبات في العكس المستوي كما قاله المتقدّمون.
فائدة:
قال المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي: لا يفهم من تقييد العكس بالمستوي وإضافته إلى النقيض أنّ للعكس معنى اصطلاحيا مشتركا بينهما، بل بعد تخصيص العكس اللغوي بالصفة والإضافة استعمل كل من القيدين في معنى اصطلاحي، وليس لفظ العكس مشتركا لفظيا بينهما، إذ لا دليل على وضعه للمعنيين انتهى.
فائدة:
للقوم في بيان انعكاس القضايا طرق ثلاث: الأول الخلف، والثاني الافتراض، والثالث وهو أن يعكس نقيض الأصل أو جزئه ليحصل ما ينافي الأصل. هذا كله خلاصة ما في تكملة الحاشية الجلالية وما في حاشية القطبي للمولوي عبد الحكيم.

ضرر

ض ر ر: (الضَّرُّ) ضِدُّ النَّفْعِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (ضَارَّهُ) بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى (ضَرَّهُ) وَالِاسْمُ (الضَّرَرُ) . وَ (ضَرَّةُ) الْمَرْأَةِ امْرَأَةُ زَوْجِهَا. وَالْبَأْسَاءُ وَ (الضَّرَّاءُ) الشِّدَّةُ وَهُمَا اسْمَانِ مُؤَنَّثَانِ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ. وَ (الضُّرُّ) بِالضَّمِّ الْهُزَالُ وَسُوءُ الْحَالِ. وَ (الْمَضَرَّةُ) خِلَافُ الْمَنْفَعَةِ. وَ (الضِّرَارُ) (الْمُضَارَّةُ) وَرَجُلٌ ذُو (ضَارُورَةٍ) وَ (ضَرُورَةٍ) أَيْ ذُو حَاجَةٍ. وَقَدِ (اضْطَرَّ) إِلَى الشَّيْءِ أَيْ أُلْجِئَ إِلَيْهِ. وَرَجُلٌ (ضَرِيرٌ) بَيِّنُ (الضَّرَارَةِ) بِالْفَتْحِ أَيْ ذَاهِبُ الْبَصَرِ. وَ (الضَّرَائِرُ) الْمَحَاوِيجُ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا (تَضَارُّونَ) بِفَتْحِ التَّاءِ أَيْ لَا تَضَامُّونَ. 
ضرر: {أولي الضرر}: الزمانة والمرض. و {الضر}: ضد النفع. {اضطر}: ألجئ، أصله: اضتر. 
ض ر ر

ضره ضرراً وضاره ضراراً " ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام " وأضر به، واستضررت به، ولحقه ضرر ومضرة ومضار، ومسته البأساء والضراء، ورجل مضرور، وما أشد ضريره: مضارته. وضرة بينة الضر. ونكحت فلانة على ضر. قال:

يجدن من نهم الحداة سراً ... وجد المقاليت يخفن الضرا

نكت بالسر والمقاليت. وامرأة مضر: ذات ضرائر، ورجل مضر ذو أزواج.

ومن المجاز: ما أشجد ضريره عليها: غيرته. قال:

حتى إذا ما لان من ضريره

وبينهم داء الضرائر: الحسد. ورجل ضرير: بيّن الضرارة من قوم أضراء. ورجل ضرير: مريض، وامرأة ضريرة. وبه ضر: مرض أو هزال " أني مسني الضر " وما يضرك على الضب صيد وما يضيرك، وما تضرك عليها جارية أي ما تزيدك. وأضر عليه: ألح. وأضر الفرس على فأس اللجام: أزم عليه. وأضربه إذا دنا منه دنواً شديداً ولصق به. وبنو فلان يضرّ بهم الطريق إذا كانوا على ممر السابلة. وسحاب مضر: مسف.

ضرر


ضَرَّ(n. ac. ضَرّ)
a. Injured, hurt, harmed; molested.

ضَاْرَرَa. see Ib. Opposed, resisted, withstood.

أَضْرَرَ
a. [Bi]
see Ib. [acc. & 'Ala]
see VIII (a)
تَضَرَّرَ
a. [Min], Was injured, hurt by.
إِنْضَرَرَ
a. [ coll. ], Was injured, hurt;
was wronged.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. [acc. & Ila], Forced, compelled, constrained to.
b. [pass.] [ 1la ], Was forced
compelled, constrained to.
ضَرّa. see 3
ضَرَّة
(pl.
ضَرَاْئِرُ)
a. see 3b. Breast; udder.
c. Fellowwife.
d. . Fleshy part of the thumb.

ضِرّa. Polygamy.

ضُرّa. Injury, hurt, harm; misfortune.

ضَرَر
(pl.
أَضْرَاْر)
a. Detriment, injury, damage; loss.

مَضْرَرَة
(pl.
مَضَاْرِرُ)
a. see 4
ضَاْرِرa. Injurious, hurtful, harmful.

ضَرَاْرَةa. Blindness.
b. Losses.

ضَرِيْر
(pl.
أَضْرَاْر
أَضْرِرَآءُ
68)
a. Blind, sightless.

ضَرِيْرَة
(pl.
ضَرَاْئِرُ)
a. A certain plant.

ضَرُوْرَة
( pl.
reg. )
a. Necessity; urgency.
b. Need, want, distress, misery.

ضَرُوْرِيّa. Necessary, indispensable.
b. Instinctive, intuitive, natural ( knowledge).
ضَاْرُوْر
ضَاْرُوْرَة
40ta. Need, want.

ضَرَّآءُa. see 4
ضَرَاْئِرُa. Necessaries.

N. Ag.
أَضْرَرَa. see 21b. Polygamist.

N. P.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. Forced, constrained.

N. Ac.
إِضْتَرَرَ
(ط)
a. Force, constraint, compulsion.
b. Necessity.

مُضَارَّة [ N.
Ac.
ضَاْرَرَ
(ضِرّ)]
a. see 2
تَضُِرَّة
a. Evil plight.
ض ر ر : الضُّرُّ الْفَاقَةُ وَالْفَقْرُ بِضَمِّ الضَّادِ اسْمٌ وَبِفَتْحِهَا مَصْدَرُ ضَرَّهُ يَضُرُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا فَعَلَ بِهِ مَكْرُوهًا.

وَأَضَرَّ بِهِ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ ثُلَاثِيًّا وَبِالْبَاءِ رُبَاعِيًّا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ كُلُّ مَا كَانَ سُوءَ حَالٍ وَفَقْرٍ وَشِدَّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ ضُرٌّ بِالضَّمِّ وَمَا كَانَ ضِدَّ النَّفْعِ فَهُوَ بِفَتْحِهَا وَفِي التَّنْزِيلِ {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] أَيْ الْمَرَضُ وَالِاسْمُ الضَّرَرُ وَقَدْ أُطْلِقَ عَلَى نَقْصٍ يَدْخُلُ الْأَعْيَانَ

وَرَجُلٌ ضَرِيرٌ بِهِ ضَرَرٌ مِنْ ذَهَابِ عَيْنٍ أَوْ ضَنًى وَضَارَّهُ مُضَارَّةً وَضِرَارًا بِمَعْنَى ضَرَّهُ وَضَرَّهُ إلَى كَذَا وَاضْطَرَّهُ بِمَعْنَى أَلْجَأَهُ إلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ وَالضَّرُورَةُ اسْمٌ مِنْ الِاضْطِرَارِ وَالضَّرَّاءُ نَقِيضُ السَّرَّاءِ وَلِهَذَا أُطْلِقَتْ عَلَى الْمَشَقَّةِ وَالْمَضَرَّةُ الضَّرَرُ وَالْجَمْعُ الْمَضَارُّ.

وَضَرَّةُ الْمَرْأَةِ امْرَأَةُ زَوْجِهَا وَالْجَمْعُ ضَرَّاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ ضَرَائِرُ وَكَأَنَّهَا جَمْعُ ضَرِيرَةٍ مِثْلُ كَرِيمَةٍ وَكَرَائِمَ وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهَا نَظِيرٌ وَرَجُلٌ مُضِرٌّ ذُو ضَرَائِرَ وَامْرَأَةٌ
مُضِرٌّ أَيْضًا لَهَا ضَرَائِرُ وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَضَرَّ إذَا تَزَوَّجَ عَلَى ضَرَّةٍ. 
[ضرر] الضَرُّ: خلاف النفع. وقد ضَرَّه وضَارَّه بمعنًى. والاسم الضَرَرُ. قال ابن السكيت: قولهم: لا يَضُرُّكَ عليه جَمَلٌ، أي لا يزيدك. ولا يَضُرُّكَ عليه رجلٌ، أي لا تجد رجلاً يزيدكَ على ما عند هذا الرجل من الكِفاية. والضَرَّةُ: لحمة الضرَع. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى، أي ملأى من اللبن. والضَرَّةُ أيضاً: المال الكثير. والمضر: الذى تروح عليه ضَرَّةٌ من المال. قال الأشعر : بِحَسْبِكَ في القوم أن يعلَموا * بأنّك فيهم غنيٌّ مُضِرّْ - وضَرَّة الإبهام: اللحمة التي تحتها، وهي التي تقابل الألْية في الكفّ. والضرتان: حجر الرحى. وضرة المرأة: امرأة زوجِها. والضِرُّ بالكسر: تزوُّج المرأة على ضَرَّةٍ. يقال: نكحتُ فلانةَ على ضِرٍّ، أي على امرأة كانت قبلها. وحكى أبو عبد الله الطُوالُ: تزوَّجتُ المرأة على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضم. والبأساء والضرَّاء: الشدّة، وهما اسمان مؤنَّثان من غير تذكير. قال الفرَّاء: لو جُمِعا على أبؤُسٍ وأضر، كما تجمع النعماء بمعنى النعمة على أنْعُمٍ، لجاز والضُرُّ بالضم: الهزال وسؤ الحال. والمضرة: خلاف المنفعة. والضِرار: المضارَّةُ. ومكانٌ ذو ضرار، أي ضيق، عن أبى عبيد. ويقال: لا ضَرَر عليك ولا ضارورةَ ولا تضرة. ورجل ذو ضارورة وضَرورَةٍ، أي ذو حاجة. وقد اضطر إلى الشئ، أي ألجئ إليه. قال الشاعر: أثيبي أخا ضارورةٍ أصْفَقَ العِدى * عليه وقلَّت في الصديق أواصِرُهْ - ورجل ضريرٌ بَيِّنُ الضَرارَةِ، أي ذاهب البصَر. والضَرائِرُ: المحاويجُ. والضَريرُ: حرف الوادي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أحد ضَريرَي الوادي، أي على أحد جانبيه. قال أوس بن حجر: وما خليج من المروت ذو شعب * يرمى الضرير بخشب الطلح والضال - والضرير: النفس وبقية الجسم. قال العجاج:

حامي الحُمَيَّا مَرِسَ الضرير * وإنه لذو ضرر على الشئ، إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة له. قال جرير: من كل جرشعة الهواجر زادها * بعد المفاوز جرأة وضريرا - يقال: ناقة ذاتُ ضرير، إذا كانت شديدة النفسِ بطيئة اللُغُوبِ. قال أبو عمرو: الضرير من الدوابِّ، الصبور على كل شئ. والضرير: المضارة، وأكثر ما يستعمل في الغَيرة. يقال: ما أشدّ ضريرَهُ عليها. وأضرَّ بي فلانٌ، أي دنا منِّي دنوًّا شديداً. قال الشاعر، ابن عَنَمَة : لأُمِّ الأرضِ ويلٌ ما أجَنَّتْ * بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل - وفي الحديث: " لا تضارُّون في رويته ". وبعضهم يقول: " لا تضارون " بفتح التاء، أي لا تَضامُّونَ . وسحابٌ مُضِرٌّ، أي مُسِفٌّ. وأضَرَّ الفرسُ على فأس اللجام، أي أزَمَ عليه، مثل أضَزَّ بالزاي. وأضَرَّ يعدو، إذا أسرعَ بعض الاسراع. حكاهما أبو عبيد: والاضرار: أن يتزوج الرجل على ضَرَّةٍ، عن الأصمعي. قال: ومنه قيل: رجل مُضِرٌّ. وامرأة مضر أيضا: لها ضرائر.
[ضرر] فيه: "الضار" تعالى من يضر من يشاء من خلقه حيث هو خالق كل شيء خيرها وشرها ونفعها وضرها. وفيه: لا"ضرر" ولا "ضرار" في الإسلام، الضر ضد النفع، ضره ضرًا وضرارًا وأضر به إضرارًا. ن: فالثلاثي متعد، والرباعي متعد بالباء. نه: أي "لا يضر" الرجل أخاه فينقصه شيئًا من حقه، والضرار فعال من الضر أي لا يجازيه على إضراره بإدخال الضر عليه، والضرر فعل الواحد والضرر فعل الاثنين، والضرر ابتداء الفعل والضرار الجزاء عليه؛ وقيل: الضرر ما تضر به صاحبك وتنتفع أنت به والضرار أن تضره من غير أن تنتفع به؛ وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأكيد. ز: كلامه يدل على أن لفظه: لا ضرر ولا ضرار، وكذا هو فيفي إتلاف مال أو مشقة بتكليفه عملًا شاقًا يؤذي بدنه. ك: قال مالك: هو ما أضر بالناس في طريق أو بيع أو غيره، قال: ومثل هؤلاء الذين يطلبون العلم فيضر بعضهم بعضًا حتى يمنعني ذلك أن أجيبهم- وقد مر في شق من ش. غ: "و"لا يضار" كاتب ولا شهيد"، أي لا يضارر فيدعي أن يكتب وهو مشغول، أو لا يضارر لا يكتب إلا بالحق. وكذا، ""لا تضار" والدة"، لا تضارر بنزع الرجل الولد منها، أو لا تضارر الأم الأب فلا ترضعه. و"غير أولى "الضرر""، أي من به علة يقطعه عن الجهاد فإنهم يساوون المجاهدين.
الضاد والراء ض ر ر

الضَّرُّ والضُّرُّ ضدُّ النَّفْعِ والضَّرُّ المصْدرُ والضُّرُّ الاسمُ وقيل هما لغتان كالشَّهدِ والشُّهد ضَرَّه يَضُرُّه ضراّ وضَرَّ به وأضَرَّ بِه وضارّهمضارَّةً وضِراراً وقوله تعالى {غير مضار} النساء 12 مَنع من الضِّرَارِ في الوَصِيّةِ ورُوِيَ عن أبي هُرَيرةَ

من ضارَّ في وصيَّتِه ألقاه اللهُ في وادٍ من جَهَّنم أوْ من نارٍ

والضّرارُ في الوَصِيَّة راجعٌ إلى الميراثِ والضَّارُوراء القَحْطُ والشِدّّة والضَّرُّ سُوءُ الضَّرَرِ والتَّضَرَّةُ والتَّضُرَّةُ الأخيرة مَثّلَ بها سيبَوَيْهِ وفسَّرها السِّيرافيُّ وقوله أَنْشَدُه ثَعْلبٌ

(مُحَلّى بأَطواقٍ عِتاقٍ يُبِينُهما ... على الضَّرِّ رَاعِي الضَأْنِ لَوْ يَتَقوَّفُ)

إنما كنى به عن سُوءِ حالِه في الجَهْلِ وقلّةِ التَّمْييزِ يقول كَرَمُهُ وجُودُه يَبِينُ لمن لا يَفْهَم الخيرَ فكَيْفَ بمَنْ يفهم والضَّرَّاءُ نَقِيضُ السَّراءِ وقوله تعالى {فأخذناهم بالبأساء والضراء} الأنعام 42 قيل الضَرَّاءُ النَّقْصُ في الأموالِ والأَنْفُسِ وكذلك الضَّرَّةُ والضَّرَارَة والضَّرَرُ النُّقصانُ يَدْخُلُ في الشيءِ ورجلٌ ضَرِيرٌ ذاهبُ البَصَرِ والجمعُ أَضْرَّاءُ والضَّرِيرُ المَهزُولُ المريضُ والجمعُ كالجمعِ والأُنْثَى ضَرِيرَةٌ وكُلُّ شيءٍ خالَطَه ضُرٌّ ضَرِيرٌ ومَضْرور والاضْطرار الاحِتِياجُ إلى الشيء وقد اضْطَرَّه إليه أَمْرٌ والاسْمُ الضَّرَّةُ قال دُرَيدُ ابن الصِّمَّةِ

(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)

أي تَلأْلُؤَ عَضْبٍ ويُرْوَى ذَرِّيَّ عضْب يَعْني فِرَنْدَ السَّيْفِ لأنه يُشَبَّهُ بمَدَبِّ النَّحْلِ والضَّرُورةُ كالضَّرَّةِ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورَةٌ ولا ضارورةٌ والضَّررُ الضِّيقُ ومكان ذو ضرر أي ضِيقٍ ومكانٌ ضَرَرٌ ضَيِّقٌ ومنه قولُ ابن مُقْبِلٍ

(ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرر ... )

والمُضِرُّ الدّانِي من الشيءِ قال الأخْطلُ

(ظلَّت ظِبَاءُ بَنِي البَكَّاءِ راتِعةً ... حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإضرْارِ)

وأَضَرَّ بالطَّريقِ دَنَا منه ولم يُخالِطْه قال

(لأُمِّ الأرضَ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ ... غَداةَ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ)

الحسَن اسمُ رَمْلٍ وأضَرَّ السَّيْلُ من الحائِط دَنَا منه وأضَرَّ السَّحابُ إلى الأرضِ دَنا منه وكلُّ ما دَنا دُنُوّا مُضَيَّقاً فَقد أَضَرَّ وأمَّا ما رُوِيَ في الحديث من قولِهم لا تُضَارُّونَ في رؤيتِهِ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من ذلك أي لا تَضَامُّونَ تَضَامّا يدْنو به بعضكُم من بعضٍ فَتُضايَقُون والضَّرِيرانِ جانِبَا الوادي قال أوسُ بن حَجَرٍ

(وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ... يَرْمي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ)

واحدهما ضَريرٌ وجمعُه أَضِرَّة وإنّه لَذُو ضَرِيرٍ أي صَبْرٍ على الشَّرِّ ومُقَاساةٍ له وقيل هو مِن الناسِ والدوابّ الصَّبُورُ على كلِّ شيءِ قال

(باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضَرِزَّةٍ ... شَدِيدَةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرِيرِ) وقال

(أمَّا الصُّدورُ لاَ صُدورَ لجَعْفَرٍ ... ولكنَّ أَعْجَازا شديداً ضَرِيرُهَا)

وقولُ مُليحٍ الهُذَليِّ

(وإني لأُقْرِئُ الهَمَّ حين يُسُوؤني ... بُعَيْدَ الكَرَى منهُ ضَريرٌ مُحافِلُ)

وإنَّه لَضِرُّ أضْرارٍ أي شَديدُ أشِدَّاء قال أبو خِراشٍ

(والقَوْمُ أَعْلَمُ لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها ... لَكانَ عُرْوةُ فيها ضِرَّ أضْرارِ)

وإنه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأتِه أَي غَيْرَةٍ قال الراجزُ يصف حماراً

(حتى إذا ما لانَ مِنْ ضَرِيره ... )

وضارَّه مُضارَّةً وضِراراً خالَفَه قال نابغةُ بَنِي جَعْدَةَ

(وخَصْمَيْ ضِرَارٍ ذَوَيْ تَدْرَأٍ ... متَى بَاتَ سِلْمُهما يَشْغَبَا)

وقد فُسِّر قولُه صلى الله عليه وسلم فإنكُم لا تَضارُّون في رُؤْيَتِه يعني رؤُية الباري جلَّ وعزَّ بأنَّ معناه لا يُخالفُ بعضكم بعضاً عن الزَّجاج ويروى تُضَارُّون أي لا يَضُرُّ بعضُكُم بعضاً ويروى تُضَارُون من الضَّيرِ والضَرَّتانِ امْرأتا الرَّجلِ كل واحدةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها وهو من ذلك وهُنَّ الضَّرائرُ نادرٌ قال أبو ذؤيبٍ يصف قُدُوراً

(لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّثِيلِ كأنَّها ... ضَرَائِرُ حِرْميٍّ تَفاحَشَ غارُها)

وهي الضِّرُّ وتَزوّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أي مُضَارَّة بين امرأَتْينِ ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ حكَى كُراعٌ تزوَّجْتُ المرأةَ على ضِرٍّ كُنَّ لها فإذا كان كذلك فهو مَصْدرٌ على طَرْح الزائد أو جمعٌ لا واحدَ له والإِضْرارُ التَّزْويجُ على ضَرَّةٍ رجُلٌ مُضِرٌّ وامرأةٌ مُضِرٌّ والضَّرْتانِ الأَلْيَةُ من جانِبَيْ عَظْمِها وهما اللَّحْمتان اللتان تَنْهدِلانِ من جانِبَيْها وضَرّةُ الإِبهامِ لَحْمَةٌ تَحْتَها وقيل أصْلُها وقيل هي باطنُ الكَفِّ حِيَال الخِنْصَرِ تُقَابِلُ الأَلْيَةَ في الكَفِّ والضَّرَّةُ ما وقع عليه الوَطْءُ من لحمِ باطن القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ والضرَّة أصلُ الضرَّع الذي لا يخلو من اللَّبَن أو لا يكادُ يَخْلُو منه وقيل هو الضَّرْعُ كلُّه ما خَلاَ الأطْبَاءَ ولا يُسَمّى بذلك إلا أن يكونَ فيه لَبَنٌ وقيل الضرَّةُ الخِلْفُ قال طَرَفَةُ يصفُ نَعْجَةً

(من الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قَادِمَاها ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ)

والضَرَّةُ أصلُ الثَّدْيِ والجمع من ذلك كله ضَرائِرُ وقد بَيَّنْتُ أنه جمعٌ نادرٌ أنشد ثعلب

(وصارَ أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي ... )

إنما عَنَى بالضَّرائرِ أحدَ هذه الأشياء المتقدّمة والضَّرَّةُ المالُ يَعْتَمِد عليه الرَّجلُ وهو لغيرِه من أقاربِه وعليه ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ والضَّرةُ القِطعةُ من المالِ والإِبِلِ والغَنَمِ وقيل هو الكثيرُ من الماشية خاصّةً دون العَيْرِ رَجُلٌ مُضِرٌّ له ضَرَّةٌ من مالٍ قال

(بحَسْبِكَ في القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا ... بأنّكَ فيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرْ) والضّرتانِ الرَّحَيانِ والضَّرِيرُ النَّفْسُ وقيل بَقِيّةُ النَّفسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِير مُضِرَّةٌ بالإِبِلِ في شِدَّة سَيْرها وبه فُسِّر قولُ أمَّيةَ بن أبي عائذٍ الهُذِليِّ

(تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاَتِ الضَّرير ... وتَقْدُمُهُنَّ عَتُوداً عَنُونا)

وأضَرَّ يَعْدُو أَسْرَعَ وقيل أسرعَ بعضَ الإِسراعِ هذه حكاية أبي عُبَيْدٍ قال الطوسيُّ وقد غَلِطَ إنّما هو أَصَرَّ والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخيل التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ عن ابن الأعرابيِّ وأَنشدَ

(إذا أنت مَضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ ... أغْلظُ شيءٍ جَانِباً بِقُطْرِ)

وضُرٌّ ماءٌ معروفٌ قال أبو خراشٍ

(نُسابِقُهُم على وَصَفٍ وضُرٍّ ... كَدابِغَةٍ وقد نَغَلَ الأَديمُ)

وضِرارٌ اسمُ رَجُلٍ
ضرر
ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ضَرَرْتُ، يَضُرّ، اضْرُرْ/ضُرَّ، ضَرًّا وضُرًّا وضَرَرًا، فهو ضارّ، والمفعول مَضْرور
• ضرَّ فلانًا/ ضرَّ بفلان: ألحق به أذًى أو مكروهًا، عكسه نفعه "ضرّ الحصارُ بالبلاد- {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} " ° لا يضرُّ السَّحابَ نُباحُ الكلاب [مثل]: يُضرب في الحقير يتطاول على عظيم القدر. 

ضُرَّ يُضَرّ، ضَرارةً، والمفعول مَضْرور
• ضُرّ بَصرُ الرَّجُل: صار ضريرًا. 

أضرَّ/ أضرَّ بـ يُضرّ، أضْرِرْ/أضِرَّ، إضرارًا، فهو مُضِرّ، والمفعول مُضَرّ (للمتعدِّي)
• أضرَّتِ المرأةُ: تزوّجت على ضَرّة.
• أضرَّ صحَّتَه/ أضرَّ بصحَّته: ضرَّها؛ ألحق بها أذى أو مكروهًا "أضرّ بمصالح غيره- أضرّ جارَه".
• أضرَّ بالشَّيء: أتلفه. 

اضطرَّ يضطرّ، اضْطَرِرْ/اضْطَرَّ، اضطرارًا، فهو مُضطرّ، والمفعول مُضطرّ
• اضطَرَّه إلى الانسحاب: أحوجه وألجأه إليه وأرغمه عليه "اضطَرَّه إلى الهروب/ عدم الحركة- {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ} - {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} " ° عند الاضطرار/ في حالات الاضطرار: عند الضرورة القصوى.

اضطُرَّ/ اضطُرَّ إلى/ اضطُرَّ على/ اضطُرَّ لـ يُضطَرّ، اضطرارًا، والمفعول مُضطرّ
• اضطُرَّ الشَّخصُ/ اضطُرَّ الشَّخصُ إلى الاعتراف/ اضطُرَّ الشَّخصُ على الاعتراف/ اضطُرَّ الشَّخصُ للاعتراف: أُلجئَ إليه وأُكره عليه " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ". 

تضرَّرَ/ تضرَّرَ بـ/ تضرَّرَ من يتضرَّر، تضرُّرًا، فهو مُتضرِّر، والمفعول مُتضرَّر به
• تضرَّر الشَّيءُ: أصابه أذًى.
• تضرَّر بالحرب/ تضرَّر من الحرب: أصابه بها أو منها ضرر "تضرَّر الزَّرعُ بالمطر الغزير- تضرَّر المزارعون من الجفاف" ° على المُتضرِّر اللُّجوء إلى القضاء: عبارة قانونيّة شائعة تعني إبقاءَ كلّ شيء على ما هو عليه انتظارًا لحكم القضاء. 

ضارَّ يضارّ، ضارِرْ/ضارَّ، مُضارَّةً وضِرارًا، فهو مُضارّ، والمفعول مُضارّ
• ضارَّ فلانًا: جازاه على ضرره "ضارَّه خصومُه- لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ [حديث]- {لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} - {وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} ". 

ضارّ [مفرد]: اسم فاعل من ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ° ربَّ ضارّة نافعة: نعمة في ثوب نقمة.
• الضَّارّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المقدِّر للضّرّ لمن أراد وكيف أراد يُفقر ويُمرض على مقتضى حكمته. 

ضَرَارَة [مفرد]: مصدر ضُرَّ. 

ضَرّ [مفرد]:
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ.
2 - ضُرّ؛ شدّة وبلاء وسوء حال " {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضَّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [ق] ". 

ضَرَر [مفرد]: ج أضرار (لغير المصدر):
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ.
2 - أذًى، خسارة "ألحق به الضَّرَر- أحدثت الحرائقُ أضرارًا جسيمة في الممتلكات" ° أخفّ الضَّرَرَيْن: أهونهما، أقلُّهما شرًّا.
3 - عِلّة تُقعِد عن الجهاد ونحوه " {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} ".
4 - ضيق وسوء حال "يعاني الجارُ ضَرَرًا كبيرًا".
• الضَّرَر المدنيّ: (قن) أذًى أو خسارة تُصيب الشّخصَ في جسمه أو ماله نتيجة إخلال تعاقديّ أو جريمة، ممّا
 يُجيز له التماس التَّعويض بدعوى مدنيّة. 

ضُرّ [مفرد]: ج أضرار (لغير المصدر):
1 - مصدر ضَرَّ/ ضَرَّ بـ ° تزوَّج على ضُرّ: مضارّة بين امرأتين أو أكثر.
2 - سوء حال أو فقر، شدّة في بدن من هُزال، أو مرض " {إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضُرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} [ق]- {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} ". 

ضرَّاءُ [مفرد]: فَقْر، شدَّة، مشقّة، مرض، عكس سرَّاء "كان صبورًا في الضَّرَّاء- وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ [حديث]- {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ}: وقت اليسر والعسر أو في الرَّخاء والشِّدَّة، في جميع الأحوال والظُّروف". 

ضَرَّة [مفرد]: ج ضَرَّات وضَرَائِرُ:
1 - اسم مرَّة من ضَرَّ/ ضَرَّ بـ: أذيَّة "لم أرَ منه ضَرَّةً في حياتي".
2 - إحدى زوجتي الرَّجل، أو إحدى زوجاته "بينهم داء الضَّرائر [مثل]: الحسد، يُضرب في العداوة الرَّاسخة".
3 - أصل الثَّدْي، لحمة الضَّرع "ضرَّةُ الشَّاة".
• الضَّرَّتان: حجر الرَّحَى. 

ضَرورة [مفرد]: ج ضَرُورات وضَرَائِرُ:
1 - حاجة "تضامُن الدول العربيَّة أصبح ضرورةً حيويّة" ° الضَّرورات تبيح المحظورات: الحاجات الملحّة تجيز ما لا يجوز- الضَّرورة القصوى/ الضَّرورة الملحَّة: الحاجة البالغة الشدّة- بالضَّرورة: وجوبًا، حَتْمًا- عند الضَّرورة: عند الحاجة.
2 - مشقّة، شدّة لا رادّ لها "للضَّرورة أحكام".
• الضَّرُورة: اسم لما يتميَّز به الشّيء من وجوب أو امتناع، وهي خلاف الجواز ° المعلوم بالضَّرورة: الثابت بصفة قطعيّة.
• الضَّرورة الشِّعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يُستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصرف، وهي رخصة مُنحت للشُّعراء كي يَخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تعرض لهم كلمة لا يؤدّي معناها في موقعها سواها. 

ضروريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ضَرورة: كلّ ما تمسّ إليه الحاجة خلاف الكماليّ "النوم ضروريّ للإنسان" ° الضَّروريّات: الحاجات التي يعتقد المستهلك أنها ذات منفعة أساسيّة إذا قورنت بغيرها، وعكسها الكماليَّات.
2 - واجب حتميّ "الانسحاب من الأراضي المحتلَّة شرط ضروريّ للسلام" ° ضروريّات الأحوال: مقتضياتها- مِنْ الضَّروريّ أن/ كان مِنْ الضَّروريّ أن: من اللاّزم أن. 

ضرير [مفرد]: ج ضريرون وأضِرّاء، مؤ ضريرة، ج مؤ ضريرات وضَرَائِرُ: أعمى "كان طه حسين ضريرًا" ° ضرير القَلب: من لا تَفكُّر عنده و لا بصيرة. 

مَضَرَّة [مفرد]: ج مَضَرَّات ومَضَارُّ: ضَرَر، أذى، ما يَلحق بالإنسان من ضيقٍ أو مرضٍ، عكس منفعة "مضارُّ الحرب- مَضَرَّة التكاسُل والإهمال تقع على صاحبها". 

ضرر: في أَسماء الله تعالى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وهو الذي ينفع من

يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها: خيرِها وشرّها ونفعها

وضرّها. الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان: ضد النفع. والضَّرُّ المصدر، والضُّرّ

الاسم، وقيل: هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جمعت بين الضَّرّ

والنفع فتحت الضاد، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً،

كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هكذا تستعمله العرب. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ

ضد النفع، والضُّر، بالضم، الهزالُ وسوء الحال. وقوله عز وجل: وإِذا مسّ

الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه؛ وقال: كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ

مسَّه؛ فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ، وما كان

ضدّاً للنفع فهو ضَرّ؛ وقوله: لا يَضُرّكم كيدُهم؛ من الضَّرَر، وهو ضد

النفع.

والمَضَرّة: خلاف المَنْفعة. وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ

بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى؛ والاسم الضَّرَر. وروي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام؛

قال: ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر: فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا

يَضُرّ الرجل أَخاه، وهو ضد النفع، وقوله: ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد

منهما صاحبه، فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد، ومعنى قوله:

ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه، كقوله

عز وجل: ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه

ولِيٌّ حَمِيمٌ؛ قال ابن الأَثير: قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه

فَيَنْقُصه شيئاً من حقه، والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ، أَي لا يجازيه على

إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه؛ والضَّرَر فعل الواحد، والضِّرَارُ فعل

الاثنين، والضَّرَر ابتداء الفعل، والضِّرَار الجزاء عليه؛ وقيل:

الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به، والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن

تنتفع، وقيل: هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد.

وقوله تعالى: غير مُضَارّ؛ مَنع من الضِّرَار في الوصية؛ وروي عن أَبي

هريرة: من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو

نار؛ والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث؛ ومنه الحديث: إِنّ الرجلَ

يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران

في الوصية فتجبُ لهما النار؛ المُضارَّةُ في الوصية: أَن لا تُمْضى أَو

يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة.

الأَزهري: وقوله عز وجل: ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد، له وجهان: أَحدهما لا

يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول، والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ

الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق،

ويستوي اللفظان في الإِدغام؛ وكذلك قوله: لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها؛ يجوز أَن

يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل، وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها

فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى، ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا

تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه.

والضَّرَّاءُ: السَّنَة. والضَّارُوراءُ: القحط والشدة.

والضَّرُّ: سوء الحال، وجمعه أَضُرٌّ؛ قال عديّ بن زيد العبّادي:

وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْـ

شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي

وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مثل بها سيبويه

وفسرها السيرافي؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها،

على الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ

إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز؛ يقول: كرمُه وجوده

يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم؟ والضَّرَّاءُ: نقيض السَّرَّاء.

وفي الحديث: ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وابتلينا بالسَّرَّاء

فلم نَصْبِرْ؛ قال ابن الأَثير: الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ، وهي

نقيض السَّرَّاء، وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما، يريد أَنا اخْتُبِرْنا

بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا

والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر. وقوله تعالى: وأَخذناهم بالبأْساءِ

والضَّرَّاءِ؛ قيل: الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس، وكذلك

الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النقصان يدخل في الشيء، يقال: دخل عليه

ضَرَرٌ في ماله. وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى:

ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع

فقال: الضَّرَّةُ شدة الحال، فَعْلَة من الضَّرّ، قال: والضُّرّ أَيضاً

هو حال الضَّرِيرِ، وهو الزَّمِنُ. والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابن

الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وقوله عز وجل: غير أُولي الضَّرَر؛ أَي غير أُولي

الزَّمانة. وقال ابن عرفة: أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن

الجهاد، وهي الضَّرَارَة أَيضاً، يقال ذلك في البصر وغيره، يقول: لا يَسْتَوي

القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين؛

الجوهري: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة، وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير،

قال الفراء: لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى

النِّعْمة على أَنْعُم لجاز. ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذاهب

البصر، والجمع أَضِرَّاءُ. يقال: رجل ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ به

المرضُ يقال: رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة. وفي حديث البراء: فجاء ابن أُمّ

مكتوم يشكو ضَرَارَتَه؛ الضَّرَارَة ههنا العَمَى، والرجل ضَرِيرٌ، وهي من

الضَّرّ سوء الحال. والضَّرِيرُ: المريض المهزول، والجمع كالجمع،

والأُنثى ضَرِيرَة. وكل شيء خالطه ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ. والضَّرائِرُ:

المَحاويج.

والاضطِرَارُ: الاحتياج إِلى الشيء، وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، والاسم

الضَّرَّة؛ قال دريد بن الصمة:

وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً،

وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، ويروى: ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه

يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ.

والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وليس عليك ضَرَرٌ

ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ. ورجل ذو ضارُورةٍ

وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛

قال الشاعر:

أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى

عليه، وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ

الليث: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تقول: حَمَلَتْني

الضّرُورَةُ على كذا وكذا. وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا، بِناؤُه افْتَعَلَ،

فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ.

وقوله عز وجل: فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل

الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع، وأَصله من

الضّرَرِ، وهو الضِّيقُ. وقال ابن بزرج: هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود. وفي

حديث عليّ، عليه السلام، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنَّه نهى عن بيع

المُضْطَرّ؛ قال ابن الأَثير: هذا يكون من وجهين: أَحدُهما أَنْ

يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه، قال: وهذا بيعٌ فاسدٌ لا

يَنْعَقِدُ، والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو

مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ، وهذا سبيلُه في

حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ، ولكن

يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ

عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ

أَهلِ العلْم له، ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو

قَبُولُ البَيْعِ. والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ،

فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ؛ ومنه حديث ابن

عمر: لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ على

المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج. وفي حديث سَمُرَةَ:

يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق؛ الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ،

أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ

الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وليس له اين يَجْمعَ بينهما. والضَّرَرُ:

الضِّيقُ. ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ. ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ ومنه قول

ابن مُقْبِل:

ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر

وقول الأَخطل:

لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ

أَضاةٌ، ماؤها ضَرَرٌ يَمُور

قال ابن الأَعرابي: ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ، وأَرادَ

أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به، وإِن اتَّسَعَتْ. والمُضِرُّ:

الدَّاني من الشيْءِ؛ قال الأَخْطل:

ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً،

حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار

وفي حديث معاذ: أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده

فكَسَرَهُ؛ قوله: أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه. وأَضَرَّ

بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا منه ولم

يُخالِطْه؛ قال عبدالله بن عَنْمة

(* قوله: «ابن عنمة» ضبط في الأصل

بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك). الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ

قَيْسٍ:

لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ

غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟

(* قوله: «غداة» في ياقوت بحيث).

يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو

أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ

الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ

لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من

السَّبِيلِ. وأَبو الصهباء: كُنْيَةُ بسْطام. وأَضَرَّ السيْلُ من

الحائط: دَنَا منه. وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ. وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى

الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فقد أَضَرَّ. وفي

الحديث: لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له؛ هذه الكلمةُ

يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ

والتَّرْغِيبُ.والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي

الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه.

والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قال أَوس بن حَجَر:

وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ،

يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ

واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ

على الشرِّ ومُقَاساةٍ له. والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ

على كلّ شيء؛ قال:

باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ،

شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ

وقال:

أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ،

ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها

الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ

عليه ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد:

وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ

يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ؛ قال

الأَصمعي في قول الشاعر:

بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها

بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها

قال: ضريرُها شدَّتُها؛ حكاه الباهِليُّ عنه؛ وقول مليح الهذلي:

وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حين يَنوبني،

بُعَيدَ الكَرَى منه، ضَرِيرٌ مُحافِلُ

أَراد مُلازِم شَدِيد. وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ

أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه؛ قال أَبو

خراش:

والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها،

لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ

أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ. وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وكان

لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم

يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه:

إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ

من سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار

الفراء: سمعت أَبَا ثَروانَ يقول: ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما

يَزِيدُكَ؛ قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ

صَبْراً، وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ. ابن

الأَعرابي: ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً، واحِدٌ. وقال ابن

السكيت في أَبواب النفي: يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً

يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية، ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ

أَي لا يَزِيدُك. والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر ما

يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ. يقال: ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها. وإِنه لذُو ضَرِيرٍ

على امرأَته أَي غَيْرة؛ قال الراجز يصف حماراً:

حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه

وضارّه مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قال نابغةُ بنِي جَعْدة:

وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ،

متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا

وروُي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: أَنَرَى رَبَّنا يومَ

القيامةِ؟ فقال: أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ؟

قالوا: لا، قال: فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى؛ قال أَبو

منصور: رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ، أَي لا يَضُرُّ بعضُكم

بَعْضاً، وروي تُضارُونَ، بالتخفيف، من الضَّيْرِ. ومعناهما واحدٌ؛ ضارَهُ

ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ

أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه. والضرَرُ: الضِّيقُ، وقيل: لا

تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه. يقال:

ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قال الجوهري: وبعضُهم

يقول لا تَضارّون، بفتح التاء، أَي لا تَضامُّون، ويروى لا تَضامُّون في

رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له:

أَرِنِيهِ، كما يَفْعَلُون عند، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، ولكن يَنْفَردُ كلٌّ

منهم برُؤْيته؛ ويروى: لا تُضامُون، بالتخفيف، ومعناه لا يَنالُكْم

ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم

بعضُكم بعْضاً. قال الأَزهري: ومعاني هذه الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت،

مُتَقارِبةٌ، وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً، وهو

من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وغُرَرِها ولا

يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وقال أَبو بكر: مَنْ رواه: هل

تَضارُّون في رؤيته، مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وهو

تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ، قال: وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته

ضُرٌّ، وتُضارُون، بالتخفيف، من الضَّيْرِ، وهو الضُّرُّ، وتُضامُون لا

يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ؛ وقال ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف

والتَّشْديد، فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ

النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يقال: ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل

ضَرَّه يَضُرُّه، وقيل: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند

النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ،

والمَعْنَى فيه كالأَوّل، قال ابن سيده: وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على

صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ، أَي لا تَضامُّون

تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون.

وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ،

كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وهو من ذلك، وهُنَّ الضرائِرُ،

نادِرٌ؛ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً:

لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها

ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها

وهي الضِّرُّ. وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ

امْرَأَتينِ، ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ. وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ على

ضِرٍّكُنَّ لَها، فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ

لا واحدَ له. والإِضْرارُ: التزْويجُ على ضَرَّةٍ؛ وفي الصحاح: أَنْ

يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ؛ ومنه قيل: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ.

والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ. يقال: نكَحْتُ فُلانة

على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها. وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ:

تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضمِّ. وامرأَةٌ مُضِرٌّ

أَيضاً: لها ضرائر، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، ويقال: امرأَةٌ مُضِرٌّ

إِذا كان لها ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ

ضرائرُ. والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ للرجل، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ

كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها، وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها

ضَرَّة، وقيل: جارةٌ؛ كذلك جاء في الحديث. الأَصمعي: الإِضْرارُ

التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ؛ يقال منه: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بغير هاء. ابن

بُزُرج: تزوج فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ. ويقال:

هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ

خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ. وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ: عند

اعْتِكارِ الضرائرِ؛ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا

يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ.

والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وفي

المحكم: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها. وضَرَّةُ

الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وقيل: أَصْلُها، وقيل: هي باطنُ الكَفِّ

حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ. والضَّرَّةُ: ما وَقَع عليه

الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ. وضَرَّةُ

الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي

مَلأَى من اللَّبَنِ. والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن

أَو لا يكادُ يَخْلُو منه، وقيل: هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ،

ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ

اللَبنُ قيل له: خَيْفٌ، وقيل: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قال طرفة يصف نعجة:

من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها،

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ

وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد؛

الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ من ذلك كُلِّه

ضرائرُ، وهو جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثعلب:

وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي

إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ. والضرَّةُ:

المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه، وعليه ضَرَّتانِ

من ضأْنٍ ومعَزٍ. والضرَّةُ: القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ، وقيل:

هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ. ورجلٌ مُضِرٌّ: له

ضَرَّةٌ من مالٍ. الجوهري: المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال؛ قال

الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان:

تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه،

أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟

بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا

بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ

وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون

بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ

وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار،

فلا أَنَتَ حُلْوٌ، ولا أَنت مُرْ

والمَسِيخ: الذي لا طَعْمَ له. والضَّرّة: المالُ الكثيرُ.

والضَّرّتانِ: حَجَر الرّحى، وفي المحكم: الرحَيانِ. والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ

الجِسْمِ؛ قال العجاج:

حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ

ويقال: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ

اللُّغُوبِ، وقيل: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ

بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها؛ وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ

الهذلي:تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير،

وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا

وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وقيل: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هذه

حكاية أَبي عبيد؛ قال الطوسي: وقد غَلِظَ، إِنما هو أَصَرَّ.

والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ

شِدْقَها من النَّشاطِ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ،

أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ

وضُرٌّ: ماءٌ معروف؛ قال أَبو خراش:

نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ،

كدَابِغةٍ، وقد نَغِلَ الأَدِيمُ

وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. ويقال: أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا

أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ، بالزاي. وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي

صَبَرَ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة

له؛ قال جرير:

طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى،

نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا

من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها

بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا

من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في

الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ، والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على

امرأَة تقدّم ذكرُها، أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون، أَراد طرقت أَصْحابَ

إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ، والسَّواهِمُ:

المَهْزُولةُ، وقوله: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف

بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. والزُّورُ: جمع

زَوْراءَ. والتَّنائِفُ: جمع تَنُوفَةٍ، وهي الأَرْضُ القَفْرُ، وهي التي

لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً.

(ضرر) - في حديث علىٍّ، - رضي الله عنه -: "نهَى عن بَيْعِ المُضْطَرِّ"
قيل: هذا يَكُون من وجْهَين:
أَحدُهما: أن يُضْطَرَّ إلى العَقْد من طَرِيقِ الإِكراهِ عليه، فهذا فاسِدٌ لا يَنْعَقِد.
والآخر: أن يُضطَرَّ إلى البَيْع لِدَيْن رَكِبَه أو مَؤُونَة تَرهَقُه، فيَبِيعَ ما في يده بالوَكْسِ من أَجلِ الضَّرُورة، فهذا سَبِيلُه في حَقّ الدِّين والمرُوءَةِ أَلَّا يُبَايَعَ على هذا الوَجْه وأَلَّا يُفْتَات عليه بمالِه، ولكن يُعانُ، ويُقْرض، ويُسْتَمْهَل له إلى المَيْسَرة حتى يكونَ له في ذلك بَلاغُ، فإن عُقِد البَيْعُ مع الضَّرُورة على هذا الوَجْه جَازَ في الحُكْمِ ولم يُفْسَخْ.
وفي إسنادِ هذا الحديث رَجلٌ مجهولٌ إلا أَنَّ عامَّةَ أَهلِ العلم كَرِهوا هذا البَيعَ. ومَعنَى البَيعِ ها هنا الشِّراءُ، أو المُبايعَةُ، أو قَبولُ البَيْعِ. وأَصلُ اضْطُرّ اضْتُر، افتُعِل من الضَّرُورة، صارت التَّاءُ طاءً لِمُجاورَة الضَّاد.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.