Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مملوء

سجر

سجر: سَجَّر. سجَّر النار: سعَّر النار وأوقدها (فوك) تسجَّر. تسجَّرت النار، استعرت واتقدت (فوك) سَجَر: واحدته سجرة، وهي تصحيف شجر (بوشر) لأن من الصعب نطق الشين إذا تلتها الجيم.
وفي معجم الكالا: سجار تصحيف شجار (انظر الكلمة).
سِجَار مِسْجَر: أي مِحضاً، ومحضب، خشبة تحرك بها النار. (فوك).
سِجَار: حرارة، وهيج (أبو الوليد ص369 رقم 46) سِجار: انظر المادة السابقة ساجُور: رباط من الخيزران أو خشب آخر. ورباط تحزم به الرزمة (الكالا).
سجر: {سجرت}: ملئت ونفذ بعضها إلى بعض فصار بحرا واحدا مملوءــا.
(سجر) الْإِنَاء وَنَحْوه سجره وَالْمَاء فجره وَالشعر رجله وأرسله وَالْكَلب سجره
س ج ر : سَجَرْتُهُ سَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ مَلَأْتُهُ وَسَجَرْتُ التَّنُّورَ أَوْقَدْتُهُ. 
(سجر)
سجرا وسجورا امْتَلَأَ والإناء وَنَحْوه ملأَهُ وَالشعر أرْسلهُ وَرجله وَالْمَاء فِي حلقه صبه والتنور ملأَهُ وقودا وأحماه وَالرجل الْكَلْب وضع الساجور فِي عُنُقه

سجر


سَجَرَ(n. ac. سَجْر
سُجُوْر)
a. Filled ( the bed of a river: water ).
b. Uttered a prolonged yearning cry (camel).
c. Heated (oven).
d. Put a collar on ( a dog ).
سُجْرَةa. see 4 (b)b. Rain-water; pool.

سَجَرa. Turbidness.
b. Redness of the eyes.

مِسْجَرa. see 26
سَجِيْر
(pl.
سُجَرَآءُ)
a. Sincere friend.

سَجُوْرa. Fuel.

سَاْجُوْر
(pl.
سَوَاْجِيْرُ)
a. Dog's collar.
س ج ر: (سَجَرَ) التَّنُّورَ أَحْمَاهُ، وَ (سَجَرَ) النَّهْرَ مَلَأَهُ وَمِنْهُ الْبَحْرُ (الْمَسْجُورُ) وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَ (السَّجُورُ) بِالْفَتْحِ مَا يُسْجَرُ بِهِ التَّنُّورُ. وَ (السَّاجُورُ) خَشَبَةٌ تُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ يُقَالُ: كَلْبٌ (مُسَوْجَرٌ) . 
(س ج ر) : (سَجَرَ) التَّنُّورَ مَلَأَهُ سُجُورًا وَهُوَ وَقُودُهُ وَسَجَرَهُ أَيْضًا أَوْقَدَهُ بِالْمِسْجَرَةِ وَهِيَ الْمِسْعَرُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهَا تُسْجَرُ فِيهَا نَارُ جَهَنَّمَ» أَيْ تُوقَدُ وَقَوْلُهُ فِي الْغَصْبِ جَاءَ إلَى تَنُّورِ رَءَّاس وَقَدْ سُجِّرَتْ بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُبَالَغَةِ وَالصَّوَابُ تَرْكُ التَّاءِ لِأَنَّ التَّنُّورَ مُذَكَّرٌ.
[سجر] نه: فيه: كان صلى الله عليه وسلم "أسجر" العين، السجرة أن يخالط بياضها حمرة يسيرة، وقيل: أن يخالط الحمرة الزرقة، وأصله الكدرة. ش: هو بفتح مهملة وسكون جيم. نه: وفيه: فصل حتى يعدل الرمح ظله ثم اقصر فإن جهنم "تسجر" وتفتح أبوابها، أي توقد، كأنه أراد الإبراد بالظهر، وقيل: أراد ما في أخر: إن الشمس إذا استوت قارنها الشيطان، فلعل سجر جهنم ح لمقارنته وتهيئته لسجود عبادها؛ الخطابي: سجر جهنم بين قرني الشيطان من ألفاظ شرعية ينفرد الشارع بمعانيها ويجب علينا التصديق بها. غ: ((والبحر "المسجور")) الــمملوء أو الموقد. مد: ((وإذا البحار "سجرت")) أي ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود بحرًا واحدًا، أو ملئت نيرانًا لتعذيب الفجار.
سجر
السَّجْرُ: تهييج النار، يقال: سَجَرْتُ التَّنُّورَ، ومنه: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ
[الطور/ 6] ، قال الشاعر: إذا شاء طالع مَسْجُورَة ترى حولها النّبع والسّاسما
وقوله: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ
[التكوير/ 6] أي: أضرمت نارا، عن الحسن ، وقيل: غيضت مياهها، وإنما يكون كذلك لتسجير النار فيه، ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ
[غافر/ 72] ، نحو:
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ [البقرة/ 24] ، وسَجَرَتِ الناقة، استعارة لالتهابها في العدو، نحو: اشتعلت الناقة، والسَّجِيرُ: الخليل الذي يسجر في مودّة خليله، كقولهم: فلان محرق في مودّة فلان، قال الشاعر:
سُجَرَاءُ نفسي غير جمع أشابة
س ج ر

كلب مسجور ومسجّر ومسوجر، وقد سجرته وسجرته وسوجرته: طوقته الساجور وهو طوق من حديد مسمر بمسامير حديدة الأطراف. وبحر مسجور ومسجّر. وعين مسجورة ومسجّرة: مفعمة، وسجر السيل الآبار والأحساء. ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مرّ به السيل فملأه. وسجر التنور: ملأه سجوراً وهو وقوده. وسجره بالمسجرة وهي المسعر.

ومن المجاز: سجرت الناقة سجراً وسجرت تسجيراً: مدت حنينها في إثر ولدها وملأت به فاها. قال:

حنت إلى بركٍ فقلت لها قري ... بعض الحنين فإن سجرك شائقي

ومنه ساجرته مساجرة وهي المخالة والمخالطة، وهو سجيري وهم سجرائي لأن كلّ واحد منهما يسجر إلى صاحبه: يحنّ، ومنه ماء أسجر وهو الذي خالطته كدرة وحمرة من ماء السماء يقال: إن فيه لسجرة وإنه لأسجر، وقطرة سجراء. وعين سجراء. قال الحويدرة:

بغريض سارية أدرّته الصّبا ... من ماء أسجر طيب المستنقع

وعين سجراء: خالطت بياضها حمرة، وإن في عينك لسجرةً. وفي أعناقهم السواجير أي الأغلال.
(سجر) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "أَنَّه كان أَسْجَرِ العَيْنِ "
قال الأصمعي: هو أن يكون سَوادُها مُشرَباً حُمرةً .
وقيل: بل تكون الحُمرةُ في بياضها؛ وهو أشبَه لِأنَّه في حديث آخَرَ: "أَنّه كان أَشكلَ العَيْن".
وأَصلُ السَّجْرِ والسُّجْرةِ الكُدرةُ، وقيل: هو أن يُخالِطَ الحُمرةَ الزُّرقةُ.
- في حديث عَمْرو بن عَبَسَة - رضي الله عنه -: "فصَلِّ حتى يَعدِل الرُّمحَ ظِلُّه، ثم اقْصُر، فإن جهنَّم تُسْجَر وتُفَتح أَبوابُها، فإذا زَاغَت فصَلِّ". تُسْجَر: أي تُوقَد، والذي يقتَضِيه العقل أَنَّ عند تسجير جهنّم يُستحبُّ الإكثارُ من الصلاة لكَيْما يكون سَبَباً للنّجاة منها، وقد جعله عِلَّةً للمنع من الصّلاة إلا أن يكون معناه معنَى حديثِه الآخر: "أَبردوا بالظُّهر، فإن شِدَّةَ الحرِّ من فَيْح جهنّم": أي يشتَدُّ الحَرُّ في ذلك الوقتِ بحيث لا يعَقِل المُصلِّي صلاتَه، لشِدَّة الحَرَّ.
وقد جاء في حديث آخر: "أَنَّ الشمسَ إذا طلعت قارنَها الشَّيطان، فإذا ارتَفعَت فارقَها، فإذا استَوتْ قارَنَها، فإذا زالت فارقَها" فلعَلَّ تَسجِيرَ جهنم حينئذ لمُقارنَةِ الشَّيطانِ الشَمسَ وتَهْيِئَتِهِ لأن يسجُد له عُبَّادُ الشمس، فلهذا نَهَى عن الصلاة في ذلك الوَقْت، والله أعلم.
سجر
سجَرَ يَسجُر، سَجْرًا وسُجورًا، فهو ساجِر، والمفعول مَسْجور (للمتعدِّي)
• سجَر الإناءُ: امتلأ.
• سجَر الإناءَ ونحوَه: ملأه حتى فاض "سجر التنُّورَ: ملأه وقودًا وأحماه- {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِرَتْ} [ق]- {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} " ° اللؤلؤ المسجور: المنتظم أو المنتثر من نظامه، كثير الماء.
• سجَر اللهُ الكافِرَ: أحرَقه " {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}: توقد به النار". 

انسجرَ يَنسجِر، انسجارًا، فهو منسجِر
• انسجر الإناءُ ونحوُه: مُطاوع سجَرَ: امتلأ. 

سجَّرَ يُسجِّر، تسجيرًا، فهو مُسجِّر، والمفعول مُسجَّر
• سجَّر الإناءَ ونحوَه: سَجَره؛ ملأه حتى فاض " {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}: فاضت وارتفعت أمواجُها".
• سجَّرَ النَّارَ: أوقدها، أحماها " {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} ". 

سَجْر [مفرد]: مصدر سجَرَ ° سَجْر الرعد: صوتُه الشديد. 

سجُور [مفرد]: مصدر سجَرَ. 
[سجر] سَجَرْتُ التَنُّورَ أَسْجُرُهُ سَجْراً، إذا أَحْمَيْتَه. وسُجِرْتُ النَهْرَ، مَلأْتُهُ. وسجرت الثماد ، إذا ملئت من المَطَرِ، وذلك الماءُ سُجْرَةٌ، والجمع سُجَر. ومنه البحر المسَجور. والسَجورُ: ما يُسْجَر به التَنُّورُ. وسَجيرُ الرَجُل: صَفِيُّهُ وخَليله، والجمع السُجَراء. والمَسْجور: اللبن الذي ماؤه أكثر منه. والساجِرُ: الموضع الذي يأتي عليه السيل فيملؤه. ومنه قول الشماخ: وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر * ببطن المراض كل حسى وساجر - والساجور: خشبة تُجْعَلُ في عُنُقِ الكلب. يقال: كلب مسوجر. والساجور أيضا: اسم موضع. وسجرت الناقة تسجر سَجْراً وسُجوراً، إذا مَدَّت حَنينَها. قال الشاعر : حَنَّتْ إلى بَرْقٍ فقلتُ لها قِرى * بَعْضَ الحَنينِ فإنَّ سَجْرَكِ شائِقي - واللؤلؤ المَسْجورُ: المنظومُ المسترسِل. وأنشد أبو زيد : كاللُؤْلُؤِ المَسْجورِ أُعْقِلَ في * سِلْكِ النِظامِ فَخانَهُ النَظْمُ - وعَيْنٌ سَجْرَاءُ، بيِّنة السَجَر، إذا خالط بَياضَها حُمْرَةٌ. والأَسْجَرُ: الغَديرُ الحُرُّ الطين. قال الشاعر متمم بن نويرة : بغريض ساريةٍ أدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أسجر طيب المستنقع - الاصمعي، شَعَرٌ مُنْسَجِرٌ، وهو المُسْتَرْسِلُ. وقال:

إذا ما انُثَنى شَعْرُها المُنْسَجِرْ * وانسَجَرتِ الإبِلُ في السَيْر: تَتَابَعَتْ وسنجار: موضع.
سجر: السَّجْرُ: إيْقَادُكَ في التَّنّوُر؛ تَسْجُرُه سَجْراً. والسَّجُوْرُ: الحَطَبُ. والمِسْجَرَةُ: الخَشَبَةُ التي تَسُوْطُ بها السَّجُوْرَ. والسّجُوْرُ: امتِلاءُ البَحْرِ والعَيْن وكَثْرَةُ مائه، ومنه: " والبَحْرِ المَسْجُورِ " أي المُفْعَمِ. ونَهرٌ مَسْجوْرٌ ومُسَجَّرٌ: لايَبْقى فيه ماءٌ، ومنه: " وإذا البِحَارُ سُجَّرَتْ " أي غِيْضَتْ. وكأنَّه من الأضداد. وماءٌ سُجْرٌ وبِئْرٌ سُجْرٌ: أي مَلأَها السَّيْلُ. والمَسْجُوْرُ من اللَّبَنِ: الذي خالَطْته كَدْرَةٌ. والذي ماؤه أكْئَرُ من لَبَنِه. وكذلك الشَّرَابُ الأسْجَرُ: الذي ليس بِصَافٍ. والساجِرُ: المَوْضِعُ الذي يَمرُّ به السَّيْلُ فَيَمْلؤه. والمَسْجُوْرُ: السايحُ من المِيَاه. والانْسِجَارُ: النَّجَاءُ. والسَّجَرُ والسَّجْرَةُ: حُمْرَةٌ في بَيَاضِ العَيْنِ، وقيل: هو إذا خالَطَتِ الحُمْرَةُ الزُّرْقَةَ. والسَّجِيْرُ: الخَلِيلُ والصَّفيُّ، وهُمُ السُّجَرَاءُ. والمُسَاجَرَةُ: المُخَالَّةُ. والسَّجْوَرِيُ: الخَفِيْفُ مِن الرِّجال. وسَجَرْتُ الكَلْبَ: جَعَلْتَ في عُنُقِهِ ساجُوراً؛ وهو شِبْهُ طَوْقٍ من حَديدٍ عليه مَسَامِيْرُ. والسّوَاجِيْرُ: الأغْلال. والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من سَيْرِ الإِبل كالخَبَب. وهو الاسْتِرْسَالُ أيضاً. وشَعرٌ مُنْسَجِرٌ ومَسْجُوْرٌ: أي مُسْتَرْسِلٌ. وسَجَرَتِ المَرْأةُ شَعرَها: إذا سَرَّحَتْه بالمُشْطِ. والسُّجُرُ: ما ارْتَفَعَ من الأرْضِ. وسَجَرَتِ النَّاقَةُ تَسْجُرُ سَجْراً: إذا مَدَّتْ حَنِيْنَها. والسَّوْجَرُ: ضَرْبٌ من السَّجَرِ، وقيل: إِنَّهُ الخِلافُ.
(س ج ر)

سَجَره يَسْجُره سَجْرا، وسُجُورا، وسُجَّره: ملأَهُ، وَقَوله تَعَالَى: (وإِذا البِحَارُ سُجِّرت) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: ملئت. وَلَا وَجه لَهُ إِلَّا أَن يكون ملئت نَارا، وَقَوله تَعَالَى: (والْبَحْر الْمَسْجُور) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن الْبَحْر يُسْجَر فَيكون نَار جَهَنَّم.

وسَجَر يَسْجُر، وانسجر: امْتَلَأَ.

وسُجِرت الثّمَادُ سَجْرا: ملئت من مَاء الْمَطَر.

والسّاجر: الْموضع الَّذِي يمر بِهِ السَّيْل فيملؤه، على النّسَب، أَو يكون فَاعِلا فِي معنى مفعول.

وبئر سَجْر: ممتلئة.

والمَسْجور: الفارغ من كل مَا تقدم، ضد، عَن أبي عَليّ.

والمَسْجور من اللَّبن: الَّذِي مَاؤُهُ اكثر مِنْهُ.

والمُسجَّر: الَّذِي غاض مَاؤُهُ.

وسَجَر التَّنور يَسْجُره سَجْرا: أوقده.

وَقيل: أشْبع وقوده.

والسَّجُور: مَا أوقده بِهِ.

والمِسْجَرة: الْخَشَبَة الَّتِي تسُوط بهَا فِيهِ السَّجُور.

وَشعر مُنْسَجِر، ومَسْجور: مسترسل.

وَكَذَلِكَ اللُّؤْلُؤ، قَالَ المُخَبَّل:

كَاللُّؤْلُؤِ الْمَسْجُور أُغْفِل فِي ... سِلك النِّظَامِ فخانه النَّظْمُ

وَشعر مُسَجَّر: مُرَجَّل.

وسَجَر الشَّيْء سَجْرا: أرْسلهُ.

وسَجَرت النَّاقة تَسْجُر سَجْرا: مدت حنينها، قَالَ أَبُو زبيد:

حَنَّتْ إِلَى بَرْقٍ فقلتُ لَهَا قِرِي ... بعضَ الحَنِين فإنّ سَجْرَكِ شائقي

" قري ": من الْوَقار. ويروى " فِرِي " من وَفَر. وَقد يسْتَعْمل السَّجْر فِي صَوت الرَّعْد.

والسّاجِر، والمَسْجُور: السَّاكِن.

والسَّاجُور: القلادة أَو الْخَشَبَة الَّتِي تُوضَع فِي عنق الْكَلْب.

وسَجَر الْكَلْب وَالرجل يَسْجُره سَجْرا: وضع السّاجور فِي عُنُقه.

وَحكى ابْن جني: كلب مُسَوْجَر. فَإِن صَحَّ ذَلِك فشاذ نَادِر.

والسَّجَر، والسُّجْرة: أَن يشرب سَواد الْعين حمرَة.

وَقيل: أَن يضْرب سوادها إِلَى الْحمرَة.

وَقيل: هِيَ حمرَة فِي بَيَاض.

وَقيل: هِيَ حمرَة فِي زرقة.

وَقيل: حمرَة يسيرَة تمازج السوَاد.

رجل أَسْجر وَامْرَأَة سَجْراء. وَكَذَلِكَ الْعين.

وغدير أَسْجر: يضْرب مَاؤُهُ إِلَى الْحمرَة، وَذَلِكَ إِذا كَانَ حَدِيث عهد بالسماء قبل أَن يصفو.

ونطفة سَجْراء. وَكَذَلِكَ: القطرة.

وَقيل: سُجْرة المَاء: كُدْرته، وَهُوَ من ذَلِك.

وأسَد أسجر: إِمَّا للونه وَإِمَّا لحمرة عَيْنَيْهِ.

وسَجِير الرجل: خَلِيله وصفيّه.

وَالْجمع، سُجَراء.

وسَاجَره: صَاحبه وصافاه، قَالَ أَبُو خرَاش:

وَكنت إِذا ساجرتَ مِنْهُم مساجِرا ... صفحتَ بِفضل فِي الْمُرُوءَة والعِلْم

والسَّجْر: ضرب من سير الْإِبِل بَين الخَبَب والهَمْلَجة.

والانسجار: التَّقَدُّم فِي السّير والنجاء. وَهُوَ بالشين مُعْجمَة أَعلَى، وَقد تقدم.

والسَّجْورِيُّ: الْخَفِيف من الرِّجَال، حَكَاهُ يَعْقُوب وَأنْشد:

جَاءَ يَسُوق العَكَر الهُمْهُوما

السَّجْوَريُّ لَا رَعَى مُسيما وصادف الغَضَنْفَر الشَّتِيما

والسَّوْجَر: ضرب من الشّجر.

وَقيل: هُوَ الْخلاف، يَمَانِية.

والمُسْجَئرّ: الصُّلْب.

وساجِر: اسْم مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

ظَعَنَ وودَّ عَن الجَمَاد مَلاَمة ... جَمَادَ قَساً لمَّا دعاهنّ ساجِرُ

سجر

1 سَجَرَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. سَجْرٌ (Msb, TA) and سُجُورٌ; (TA;) and ↓ سجّرهُ, inf. تَسْجِيرٌ; (TA;) He filled it; (S, A, Msb, K;) namely, a river, or channel for water; (S, A, K;) and a vessel; as also سَكَرَهُ; (TA;) with water. (S.) You say, سَجَرَ السَّيْلُ الآبَارَ [The torrent filled the wells]. (A.) And سُجِرَتِ الثِّمَادُ The ثماد [see its sing. ثَمَدٌ] became filled by the rain. (S.) In the Kur [lxxxi. 6], وَ إِذَا الْبِحَارُ سُجِرَتْ, some read thus; and others, ↓ سُجِّرَتْ; (Zj;) and Th explains it, and so Zj the former reading, as signifying, And when the seas shall be filled: but ISd says that there is no way of understanding this unless it mean filled with fire: or it means and when the seas shall overflow: or shall meet together and become one sea: (TA:) or ↓ سُجِّرَتْ signifies shall flow forth, one into another, and thus become one sea, (Zj, Bd,) and so be filled: (Bd:) and there are other explanations of the above-mentioned words of the Kur, which see below. b2: سَجَرَ المَآءَ فِى حَلْقِهِ He poured the water into his throat. (K.) b3: سَجَرَ التَّنُّورَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. سَجْرٌ; (S;) and ↓ سجّرهُ; (Bd in lxxxi. 6;) or the latter has an intensive signification; (Mgh;) He heated the oven; (S, A, K;) kindled fire in it: (Msb:) or filled it with firewood, to heat it: (Mgh Bd:) or he heated it fully with fuel. (TA.) The words of the Kur quoted above, و اذا البحار سُجِرَتْ, are said to signify And when the seas shall be set on fire: (El-Hasan El-Basree:) or shall become without water, (Katádeh,) or shall be dried up, by the kindling of fire therein: (B:) or shall be kindled, and become fire: (Jel:) or shall be mixed together, and dry up, and become fire; (El-Ubbee;) an explanation founded upon the license to employ a homonym in its several significations together: (MF:) or by “ sea ” is meant hell. (Kaab.) You say also, سَجَرَ الوَقُودَ بِالْمِسْجَرَةِ [He stirred the fuel with the مسجرة]. (A.) A2: سَجَرَتِ النَّاقَةُ, (S, A, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. سَجْرٌ (S, A, K) and سُجُورٌ; (S, K;) and ↓ سجّرت, inf. n. تَسْجِيرٌ; (A;) (tropical:) The she-camel prolonged her yearning cry (حَنِين, S, A, K) after her young one, (As, A,) and filled her mouth with it. (A.) A3: سَجَرَهُ, inf. n. سَجْرٌ; [and ↓ سجّرهُ, and ↓ سَوْجَرَهُ; (see the pass. part. ns., below;)] He made it [namely hair or the like] to hang down. (TA. [See also سَرَجَتْ شَعْرَهَا.]) A4: سَجَرَهُ; (A, K;) and ↓ سجّرهُ, (A,) inf. n. تَسْجِيرٌ; (TA;) and ↓ سَوْجَرَهُ; (IJ, A, K;) He put a سَاجُور upon, or around, his (a dog's) neck: (A:) or he bound him (a dog) with a ساجور. (K.) 2 سجّر المَآءَ, inf. n. تَسْجِيرٌ, He opened a way to the water; made it to flow forth, (Aboo-Sa'eed, K,) whithersoever he would. (Aboo-Sa'eed.) b2: See also 1, throughout.3 سَاجَرَهُ, (A,) inf. n. مُسَاجَرَةٌ, (A, K,) (tropical:) He acted or associated with him as a friend, or as a true friend; (A, * K, * TA;) mixed, or held intercourse, with him: from سَجَرَتِ النَّاقَةُ. (A.) 7 انسجر It (a vessel) became full. (TA.) b2: [It (hair) hung down. (See the part. n., voce مَسْجُورٌ.)] b3: انسجرت الإِبِلُ The camels followed one another in a continuous series, or uninterruptedly, in their march, or progress: (S, K: * [but in some copies of the K, for انسجر فِى السَّيْرِ, is put أَسْجَرَ:]) or they advanced and hastened; as also انشجر. (TA.) Q. Q. 1 سَوْجَرَهُ: see 1, last two sentences.

سَجَرٌ (T, S, M, K, &c.) and ↓ سُجْرَةٌ (T, M, K) Turbidness, or dinginess: this is the primary signification: and hence, (TA,) (tropical:) an intermixture of redness in the white of the eye: (S, K:) or redness in the white of the eye: (T:) or redness inclining to whiteness: or redness inclining to blueness: or redness in the black of the eye: or an intermixture, or a tinge, of redness in the black of the eye: or a slight redness mixing with the blackness: or an inclining of the black to redness: or a slight whiteness in the black of the eye: or a dinginess in the interior of the eye, arising from neglecting, or leaving off, the use of collyrium. (TA.) سُجْرَةٌ: see سَجَرٌ. b2: Also [A fall of] rainwater which fills what are called ثِمَاد [pl. of ثَمَدٌ, q. v.]: pl. سُجَرٌ. (S.) بِئْرٌ سُجُرٌّ A full well. (TA.) سَجُورٌ Fuel with which an oven (تَنُّور) is heated; (S, A, Mgh, K;) as also ↓ مِسْجَرٌ (K) and ↓ مِسْجَرَةٌ. (TA). [See also مِسْجَرَةٌ below.]

سَجِيرٌ (tropical:) A man's friend, or true or sincere friend: pl. سُجَرَآءُ: (S, A, K:) from سَجَرَتِ النَّاقَةُ; because each of two friends yearns towards the other. (A.) b2: And hence, (assumed tropical:) A sword. (Ham p. 265.) سَاجِرٌ A torrent that fills everything. (TA.) b2: A place upon which a torrent comes and which it fills: (S, A, K:) a possessive epithet, or of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (TA.) A2: See also مَسْجُورٌ.

سَاجُورٌ A wooden thing, or piece of wood, (S, K,) that is put, (S,) or hung, (K,) upon the neck of a dog: (S, K:) or a collar, (TA,) or ring or collar of iron, (A,) that is put upon the neck of a dog: (A, TA:) [pl. سَوَاجِيرُ or سَوَاجِرُ.] One says, فِى أَعْنَاقِهِمْ سَوَاجِرُ (tropical:) Upon their necks are iron collars. (A.) أَسْجَرُ, applied to a pool of water left by a torrent (غَدِيرٌ), (assumed tropical:) Having mud unmixed with sand; or having good mud: (S, K:) or (assumed tropical:) of which the water inclines to a red colour; which is the case when its rain-water is recent, before it has become clear: (TA:) and (tropical:) rain-water intermixed with turbidness and redness. (A.) b2: (tropical:) A man having what is termed سَجَرٌ or سُجْرَةٌ in the eye or eyes: fem. سَجْرَآءُ (TA.) b3: عَيْنٌ سَجْرَآءُ (tropical:) An eye of which the white is intermixed with redness: (S, A, K:) an eye in which is what is termed سَجَرٌ [q. v.]. (TA.) b4: قَطْرَةٌ سَجْرَآءُ (tropical:) A turbid drop: (A, * TA:) and in like manner نُطْفَةٌ. (TA.) مِسْجَرٌ: see سَجُورٌ: and also what here follows.

مِسْجَرَةٌ: see سَجُورٌ. b2: Also [and app. ↓ مِسْجَرٌ] A piece of wood, or stick, with which the fuel in an oven (تَنُّور) is stirred. (A, L, TA.) مَسْجُورٌ Filled: (Az:) applied to the sea in this sense: (S:) or the sea [itself]: (K: [in the TA, by the omission of وَاللَّبَنُ after البَحْرُ, it is made to signify “ a sea of which the water is more than it is itself; ” a meaning which, as there remarked, is not found in other lexicons:]) and مَسْجُورٌ بِالنَّارِ filled with fire: ('Alee:) and عَيْنٌ مَسْجُورَةٌ, and ↓ مُسَجَّرَةٌ, a full eye or source; syn. مُفْعَمَةٌ. (A, TA.) b2: Milk of which the water is more than it is itself. (Fr, S, K.) b3: Made to flow forth. (TA.) b4: Empty. (Az, Aboo-'Alee.) Thus it bears two contr. significations. (TA.) b5: Kindled. (K.) b6: Still, or quiet; (K;) as also ↓ سَاجِرٌ: (TA:) or still, or quiet, and full at the same time. (A 'Obeyd, TA.) b7: لُؤْلُؤٌ مَسْجُورٌ Pearls strung and hanging down: (A 'Obeyd, S, K:) or that have fallen and become scattered from their string: and لُؤْلُؤَةٌ مَسْجُورَةٌ is said to signify a pearl of much brilliancy. (TA.) b8: شَعَرٌ مَسْجُورٌ, (TA,) and ↓ مُسَجَّرٌ, and ↓ مُسَوْجَرٌ, (K,) and ↓ مُنْسَجِرٌ, (S, K,) Hair made to hang down; (K;) hanging down. (S, K.) b9: كَلْبٌ مَسْجُورٌ, (Az, A,) and ↓ مُسَجَّرٌ, (A,) and مُسَوْجَرٌ, (S, A,) A dog having a سَاجُور (q. v.) upon his neck. (Az, S, A.) مُسَجَّرٌ: see مَسْجُورٌ, in three places. b2: Also, Dried up; of which the water has sunk into the ground. (TA.) مُسَوْجَرٌ: see مَسْجُورٌ, in two places.

مُنْسَجِرٌ: see مَسْجُورٌ.

سجر: سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه: ملأَه. وسَجَرْتُ

النهَرَ: ملأْتُه. وقوله تعالى: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ فسره ثعلب فقال:

مُلِئَتْ، قال ابن سيده: ولا وجه له إِلا أَن تكون مُلِئَت ناراً. وقوله

تعالى: والبحرِ المَسْجُورِ؛ جاء في التفسير: أَن البحر يُسْجَر فيكون

نارَ جهنم. وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ: امتلأَ. وكان علي بن أَبي طالب،

عليه السلام، يقول: المسجورُ بالنار أَي مملوء. قال: والمسجور في كلام

العرب الــمملوء. وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته؛ قال لبيد:

مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلاَّمُها

وقال في قوله: وإِذا البِحارُ سُجِّرَت؛ أَفضى بعضها إِلى بعض فصارت

بحراً واحداً. وقال الربيع: سُجِّرَتْ أَي فاضت، وقال قتادة: ذَهَب ماؤها،

وقال كعب: البحر جَهنم يُسْجَر، وقال الزجاج: قرئ سُجِّرت وسُجِرَت،

ومعنى سُجِّرَت فُجِّرَت، وسُجِرَت مُلِئَتْ؛ وقيل: جُعِلَت مَبانِيها

نِيرانَها بها أَهْلُ النار. أَبو سعيد: بحر مسجورٌ ومفجورٌ. ويقال: سَجَّرْ

هذا الماءَ أَي فَجّرْه حيث تُرِيدُ. وسُجِرَت الثِّماد

(* قوله: «وسجرت

الثماد» كذا بالأَصل المعوّل عليه ونسخة خط من الصحاح أَيضاً، وفي المطبوع

منه الثمار بالراء وحرر، وقوله وكذلك الماء إلخ كذا بالأَصل المعوّل عليه

والذي في الصحاح وذلك وهو الأولى). سَجْراً: مُلِئت من المطر وكذلك

الماءُ سُجْرَة، والجمع سُجَر، ومنه البحر المسجور. والساجر: الموضع الذي

يمرّ به السيل فيملؤه، على النسب، أَو يكون فاعلاً في معنى مفعول، والساجر:

السيل الذي يملأ كل شيء. وسَجَرْت الماء في حلقه: صببته؛ قال مزاحم:

كما سَجَرَتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ،

بِيُمْنَى يَدَيْها، مِنْ قَدِيٍّ مُعَسَّلِ

القَدِيُّ: الطَّيِّبُ الطَّعْمِ من الشراب والطعام. ويقال:

(* قوله:

«ويقال إلخ» عبارة الأساس ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مر به السيل

فملأه). وَرَدْنا ماءً ساجِراً إذا ملأَ السيْلُ. والساجر: الموضع الذي

يأْتي عليه السيل فيملؤه؛ قال الشماخ:

وأَحْمَى عليها ابْنَا يَزِيدَ بنِ مُسْهِرٍ،

بِبَطْنِ المَراضِ، كلَّ حِسْيٍ وساجِرِ

وبئر سَجْرٌ: ممتلئة والمَسْجُورُ: الفارغ من كل ما تقدم، ضِدٌّ؛ عن

أَبي علي. أَبو زيد: المسجور يكون الــمَمْلُوءَ ويكون الذي ليس فيه شيء.

الفراء: المَسْجُورُ اللبنُ الذي ماؤه أَكثر من لبنه. والمُسَجَّرُ: الذي غاض

ماؤه.

والسَّجْرُ: إيقادك في التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً.

والسَّجُورُ: اسم الحَطَب. وسَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده

وأَحماه، وقيل: أَشبع وَقُودَه. والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به. والمِسْجَرَةُ:

الخَشَبة التي تَسُوطُ بها فيه السَّجُورَ. وفي حديث عمرو بن العاص:

فَصَلِّ حتى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظَلُّه ثم اقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ وتُفتح

أَبوابُها أَي توقد؛ كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر لقوله، صلى الله

عليه وسلم: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شِدَّةَ الحرّ من فَيْحِ جهنم، وقيل:

أَراد به ما جاء في الحديث الآخر: إِنّ الشمس إِذا استوتْ قارَنَها

الشيطانُ فإِذا زالت فارَقَها؛ فلعل سَجْرَ جهنم حينئذٍ لمقارنة الشيطانِ الشمسَ

وتَهْيِئَتِه لأَن يَسْجد له عُبَّادُ الشمس، فلذلك نهى عن ذلك في ذلك

الوقت؛ قال الخطابي، رحمه الله تعالى: قوله تُسْجَرُ جهنم وبين قرني

الشيطان وأَمثالها من الأَلفاظ الشرعية التي ينفرد الشارع بمعانيها ويجب علينا

التصديقُ بها والوُقوفُ عند الإِقرار بصحتها والعملُ بِمُوجَبِها.

وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَمَسْجُورٌ

(* قوله: «ومسجور» في القاموس مسوجر،

وزاد شارحه ما في الأصل): مسترسل؛ قال الشاعر:

إِذا ما انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ

وكذلك اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انتثر من نظامه.

الجوهري: اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ المسترسل؛ قال المخبل السعدي

واسمه ربيعة بن مالك:

وإِذ أَلَمَّ خَيَالُها طَرَفَتْ

عَيْني، فماءُ شُؤُونها سَجْمُ

كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ في

سِلْكِ النِّظامِ، فخانه النَّظْمُ

أَي كأَنَّ عيني أَصابتها طَرْفَةٌ فسالت دموعها منحدرة، كَدُرٍّ في

سِلْكٍ انقطع فَتَحَدَّرَ دُرُّه؛ والشُّؤُونُ: جمعُ شَأْنٍ، وهو مَجْرَى

الدمع إِلى العين. وشعر مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ. وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً:

أَرسله، والمُسَجَّرُ: الشعَر المُرْسَل؛ وأَنشد:

إِذا ثُني فَرْعُها المُسَجَّر

ولؤلؤة مَسْجُورَةٌ: كثيرة الماء. الأَصمعي: إِذا حنَّت الناقة

فَطَرِبَتْ في إِثر ولدها قيل: سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً

ومَدَّتْ حنينها؛ قال أَبو زُبَيْد الطائي في الوليد بن عثمان بن عفان، ويروى

أَيضاً للحزين الكناني:

فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ ناقتي،

تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ

حَنَّتْ إِلى بَرْقٍ فَقُلْتُ لها: قُرِي

بَعْضَ الحَنِينِ، فإِنَّ سَجْرَكِ شائقي

(* قوله: «إلى برق» كذا في الأَصل بالقاف، وفي الصحاح أَيضاً. والذي في

الأَساس إلى برك، واستصوبه السيد مرتضى بهامش الأصل).

كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ وسَماحَةٍ،

وشَمائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائق

قُرِي: هو من الوَقارِ والسكون، ونصب به بعض الحنين على معنى كُفِّي عن

بعض الحنين فإِنَّ حنينك إِلى وطنك شائقي لأَنه مُذَكِّر لي أَهلي ووطني.

والسَّمالِقُ: جمعُ سَمْلَق، وهي الأَرض التي لا نبات بها. ويروى:

قِرِي، من وَقَرَ. وقد يستعمل السَّجْرُ في صَوْتِ الرَّعْدِ. والساجِرُ

والمَسْجُورُ: الساكن. أَبو عبيد: المَسْجُورُ الساكن والمُمْتَلِئُ

معاً.والساجُورُ: القِلادةُ أَو الخشبة التي توضع في عنق الكلب. وسَجَرَ

الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً: وضع الساجُورَ في عنقه؛ وحكى ابن جني:

كلبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صح ذلك فشاذٌّ نادر. أَبو زيد: كتب الحجاج إِلى عامل

له أَنِ ابْعَثْ إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً

مغلولاً. وكلب مَسْجُورٌ: في عنقه ساجورٌ.

وعين سَجْراءُ: بَيِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خالط بياضها حمرة. التهذيب:

السَّجَرُ والسُّجْرَةُ حُمْرَةٌ في العين في بياضها، وبعضهم يقول: إِذا

خالطت الحمرة الزرقة فهي أَيضاً سَجْراءُ؛ قال أَبو العباس: اختلفوا في

السَّجَرِ في العين فقال بعضهم: هي الحمرة في سواد العين، وقيل: البياض

الخفيف في سواد العين، وقيل: هي كُدْرَة في باطن العين من ترك الكحل. وفي صفة

علي، عليه

السلام: كان أَسْجَرَ العين؛ وأَصل السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدْرَةُ.

ابن سيده: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ أَن يُشْرَبَ سوادُ العين حُمْرَةً،

وقيل: أَن يضرب سوادها إِلى الحمرة، وقيل: هي حمرة في بياض، وقيل: حمرة في

زرقة، وقيل: حمرةٌ يسيرة تُمازج السوادَ؛ رجل أَسْجَرُ وامرأَة سَجْراءُ

وكذلك العين.

والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ؛ قال الشاعر:

بِغَرِيضِ ساريةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا،

من ماء أَسْجَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ

وغَدِيرٌ أَسْجَرُ: يضرب ماؤه إِلى الحمرة، وذلك إِذا كان حديث عهد

بالسماء قبل أَن يصفو؛ ونُطْفَةٌ سَجْراءُ، وكذلك القَطْرَةُ؛ وقيل: سُجْرَةُ

الماء كُدْرَتُه، وهو من ذلك. وأَسَدٌ أَسْجَرُ: إِمَّا للونه، وإِما

لحمرة عينيه.

وسَجِيرُ الرجل: خَلِيلُه وصَفِيُّه، والجمع سُجَرَاءٌ. وسَاجَرَه:

صاحَبَهُ وصافاه؛ قال أَبو خراش:

وكُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ منهم مُساجِراً،

صَبَحْتُ بِفَضْلٍ في المُروءَةِ والعِلْم

والسَّجِيرُ: الصَّدِيقُ، وجمعُه سُجَراء.

وانْسَجَرَتِ الإِبلُ في السير: تتابعت. والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من سير

الإِبل بين الخَبَب والهَمْلَجَةِ. والانْسِجارُ: التقدّمُ في السير

والنَّجاءُ، وهو بالشين معجمة، وسيأْتي ذكره.

والسَّجْوَرِيُّ: الأَحْمَقُ. والسَّجْوَرِيُّ: الخفيف من الرجال؛ حكاه

يعقوب، وأَنشد:

جاء يَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا

السَّجْوَرِيُّ لا رَعَى مُسِيمَا

وصادَفَ الغَضْنْفَرَ الشَّتِيمَا

والسَّوْجَرُ: ضرب من الشجر، قيل: هو الخِلافُ؛ يمانية. والمُسْجَئِرُّ:

الصُّلْبُ. وساجِرٌ: اسم موضع؛ قال الراعي:

ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً،

جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ

والسَّاجُورُ: اسم موضع. وسِنْجارٌ: موضع؛ وقول السفاح بن خالد التغلبي:

إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ،

وساجِراً واللهِ لَنْ تَحُلّوهْ

قال ابن بري: ساجراً اسم ماء يجتمع من السيل.

سجر
: (سَجَرَ التَّنُّورَ) يَسْجُره سَجْراً: أَوْقَدَه و (أَحْماهُ) ، وَقيل: أَشْبَعَ وَقُودَه. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بنِ العَاص (فَصَلِّ حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظِلُّه ثمَّ اقْصُر فإِنّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وَتُفْتَح أَبْوابُهَا) أَي تُوقَد، كأَنَّه أَرادَ الإِبْرَادَ بالظُّهْرِ، كَمَا فِي حَدِيثٍ آخَرَ. وَقَالَ الخطَّابِيُّ: قَوْله: تُسْجَرَ جَهَنَّم، وَبَين قَرْنَيِ الشَّيْطَان، وأَمثالُها، من الأَلْفَاظ الشَّرْعيَّة الَّتِي يَنْفَرِد الشارِعُ بمعَانِيهَا، ويَجِب علينا التَّصْدِيقُ بهَا والوقوفُ عِنْد الإِقرار بصِحَّتها والعَمَلُ بِمُوجِبِها.
(و) سَجَرَ (النَّهْرَ) يَسْجُره سَجْراً وسُجُوراً: (مَلأَه) ، كسَجَّزَه تَسْجِيراً.
(و) سَجَرْت (الماءَ فِي حَلْقِه: صَبَبْتُه) . قَالَ مُزاحِمٌ:
كَمَا سَجَرَتْ فِي المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ
بيُمْنَى يَدَيْهَا مِن قَدِيَ مُعَسَّلِ
ويُرْوَى سَحَرَتْ. والقَدِيُّ: الطَّيِّب الطَّعْمِ من الشَّرَابِ والطَّعَامِ.
(و) من المَجَاز: سَجَرَت (النَّاقَةُ) تَسْجُر (سَجْراً وسُجُوراً: مَدَّت حَنِينَها) فَطَرَبَتْ فِي إِثْر وَلَدِهَا، قَالَه الأَصمَعِيّ. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ فِي الوَلِيد بنِ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ، ويُروَى أَيضاً للحَزِينِ الكِنَانِيّ:
فإِلى الوَليدِ اليَوْمَ حَنَّتْ ناقَتِي
تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ
حَنَّتْ إِلى بَرْكٍ فقُلْتُ لهاقُرِي
بَعْضَ الحَنِينَ فإِنّ سَجْرَكَ شائِقِي كَمْ عِنْدَه من نائِلٍ وسَمَاحَة
وشَمَائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائِقِ
قَوْله: (قُرِى) من الوَقَارِ والسُّكُون. وَنصب بِهِ (بعض الحَنِين) على معنى كُفِّي عَن بعض الحَنِين فإِنَّ حَنِينَك إِلى وَطَنِك شائِقي لأَنَّه مُذَكِّر لي أَهْلِي ووَطَنِي (والسَّمالِق جَمْع سَمْلَق، وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، ويُرْوَى: قِرِى، من وَقَر) .
(والسَّجُورُ) ، كصَبُور: (مَا يُسْجَرُ بِهِ التَّنُّور) ، أَي يُوقَد ويُحْمَى، فَهُوَ كالوَقُود لَفْظاً وَمعنى، (كالْمِسْجَر) ، بالكَسْر، والمِسْجَرة، وَهِي الخَشَبَة الَّتِي يُسَاطُ بهَا السَّجُور فِي التَّنُّور، قَالَه الصاغانيّ.
(والمَسْجُورُ: المُوقَدُ) .
والمَسْجُور: الفَارِغُ، عَن أَبي علِيّ.
(و) الساجِرُ والمَسْجُور: (السَّاكِنُ) .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المَسْجُور: الساكِن، والمْمْتِلىء، مَعًا. وَقَالَ أَبو زَيْد: المَسْجورُ يكون الــمملوءَ، وَيكون الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شيْءٌ، (ضِدّ) .
(و) المَسْجُورُ: (البَحْرُ الَّذِي ماؤُه أَكثرُ مِنْهُ) .
وَقَوله تَعَالَى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجّرَتْ} (التكوير: 6) فَسَّره ثَعْلب فَقَالَ: مُلِئتْ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا أَن تكون مُلِئَتْ نَاراً، وجاءَ أَنَّ البحرَ يُسْجَر فيكُون نارَ جَهَنَّم، وَكَانَ عليٌّ رَضِي الله عَنهُ يَقُول: مَسْجُورٌ بالنَّار، أَي مَمْلوءٌ. قَالَ: والمَسْجُور فِي كَلَام الْعَرَب: الــمَمْلُوءُ. وَقد سَكَرْتُ الإِنَاءَ وسَجَرْتُه، إِذا مَلأْتَه. قَالَ لَبِيد:
مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها
وَقَالَ فِي قولِه تَعَالَى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجّرَتْ} (التكوير: 6) أَفْضَى بعضُها إِلى بَعْض فَصَارَ بَحْراً واحِداً. وَقَالَ الرّبِيع: سُجِّرت، أَي فاضَتْ. وَقَالَ قَتادَةُ. ذَهَبَ مَاؤُهَا. وَقَالَ كَعْب: البَحْرُ جَهَنَّم يُسْجَر. وَقَالَ الزَّجَّاج: جُعِلَت مَبانِيهَا نِيرانَها يُحَاطُ بِها أَهْلُ النَّار. وَقَالَ أَبو سَعِيد: بَحْرٌ مَسْجُورٌ ومَفْجُورٌ. وَقَالَ الحَسَن البَصْريّ، أَي أُضْرِمَت نَارا. وقِيل: غِيضَت مِيَاهُها، وإِنما يكون ذالِك لِتَسْجِير النَّارِ فِيهَا، وهاذا الأَخِير من البصائر وَقيل: لَا يَبعُدُ الْجَمِيع، تُخْلَط وتَفِيض وتَصِير نَارا، قَالَه الأَبّيّ وغيرُه. قَالَ شَيْخُنَا: وهاذا مبنِيٌّ على جَوازِ اسْتِعْمَال المُشْتَرَك فِي معانِيه، وَهُوَ مَذْهَب الجُمْهُور. ثمَّ إِنَّ قولَ المصنّف: البحرُ الَّذِي ماؤُه أكثرُ مِنْهُ، لم أَجِده فِي أُمَّهات الأُصولِ اللغَويَّة. وهُم صَرَّحُوا أَن المَسْجُورَ الــمملوءُ أَو المُوقَدُ أَو المفجورُ. أَو غيرُ ذالِك، وَقد تقدَّم. ولعلَّه أُخِذَ من قَول الفَرَّاءِ؛ فإِنّه قَالَ: المَسْجُور اللّبَن الَّذِي ماؤُه أَكثرُ من لَبَنِه، وَهُوَ يُشِير إِلى مَعْنَى المُخَالَطَةِ، فتأَمَّل.
(و) فِي الصّحاح: المَسْجُور: (من اللُّؤْلُؤ: المَنْظُومُ المُسْتَرْسِلُ) . قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ.
وإِذَا أَلَّمَ خَيَالُهَا طَرَفَتْ
عَيْنِي فمَاءُ شُؤُونِهَا سَجْمُ
كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغْفِل فِي
سِلْكِ النِّظَامِ فخَانَه النَّظْمُ
(و) يُقال: مَرَرْنا بكُلِّ حاجِرٍ وسَاجِرٍ. (الساجِرُ: المَوْضِعُ الَّذِي يأْتِي عَلَيْهِ السَّيْلُ) ويَمُرّ بِهِ (فيَمْلَؤُه) ، على النَّسَبِ أَو يَكُونُ فاعِلاً بمعنَى مَفْعُول. قَالَ الشَّمَّاخ:
وأَحمَى عَلَيْهَا ابْنَا يَزِيدَ بْنِ مُسْهِرٍ
ببَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْي وساجِرِ (و) ساجِرٌ: (مَاءٌ باليَمَامَةِ) لضَبَّةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يَجْتَمِع من السَّيْل، وَبِه فُسِّرَ قولُ السَّفَّاح بنِ خالِدٍ التَّغْلِبِيّ:
إِنَّ الكُلاَب ماؤُنا فخَلُّوهْ
وساجِراً واللهاِ لَنْ تَحُلُّوهْ
(و) ساجِرٌ: (ع) آخَرُ. قَالَ الرَّاعي:
ظَعَنَّ وَوَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلاَمَةً
جَمَادَ قَسَا لَمَّا دَعَاهُنَّ ساجِرُ
وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُب:
وأَمْسَوْا حِلاَلاً مَا يُفرَّقُ جَمْعُهُمْ
عَلَى كُلِّ ماءٍ بَينَ فَيْدَ وساجِرِ
(و) من المَجَاز: (السَّجِيرُ: الخَلِيلُ الصَّفِيُّ) المُخَالِط الصَّدِيقُ، من سَجَرَت النَّاقَةُ إِذا حَنَّت، لأَنَّ كُلَّ واحِد مِنْهُمَا يَحِنّ إِلى صَاحبه، كَمَا فِي الأَساس والبصائر، (ج سُجَرَاءُ) ، كأَمِيرٍ وأُمراءَ.
(والسّاجُورُ: خَشَبَةٌ تُعَلَّق) . وَقَالَ الزَّمخشريّ: طَوْقٌ من حَدِيد. وَقَالَ بَعضهم: السَّاجُور: القِلادةُ تُجْعَل (فِي عُنُق الكَلْب. و) قد (سَجَره) ، إِذا (شَدَّهُ بِه) ، وكُلُّ مَسْجُورٍ فِي عُنُقِه ساجُورٌ، عَن أَب زَيْد، (كسَوْجَرَه) ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، فإِنه قَالَ: كَلْبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صَحَّ ذالك فشَاذٌّ نادِرٌ.
وَقَالَ أَبو زيد. كَتبَ الحَجَّاجُ إِلى عامِلٍ لَهُ أَن ابْعَثْ إِليَّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً، أَي مُقَيَّداً مَغْلولاً. قلْت، وزادَ الزمخشريّ: سَجَّرَه تَسْجِيراً. وَقَالَ: كَلْبٌ مَسْجُورٌ ومُسَجَّرٌ ومُسَوْجَرٌ. وَقد سَجَرْتُه وسَجَّرْتُه وسَوْجَرْتُه، إِذا طوَّقْتَه السَّاجورَ.
ط (و) السّاجُور: (نَهرٌ بمَنْبِجَ) ، ضِفَّتَاه بَسَاتِينُ، وَيُقَال لَهما: السَّوَاجِرُ، أَيضاً.
(و) السِّجَارُ، (ككِتَاب: ة، قُربَ بُخَارَى) ، وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا: ججَار، بجِيمَين، وَقد ذَكَرها المُصَنِّف هُنَاكَ. وَمِنْهَا أَبو شُعَيْب الوَلِيّ العَابِد الْمَذْكُور، فَكَانَ يَنبغِي أَن يُنَبّه على ذالك، لِئَلَّا يَغْتَرّ المُطَالِعُ بأَنِما اثْنَتَانِ.
(والسَّوْجَرُ: شَجَرُ، أَو) هُوَ شَجَرُ (الخِلاَف) ، يمانِيَةٌ، (أَو الصَّواب بالمهملَة) ، كَمَا سيأْتي.
(والسَّجْوَرِيُّ، كجَوْهَرِيّ: الرَّجُل الخَفِيفُ) ، حَكَاهُ يَعُقُوب، وأَنْشَد
جَاءَ يَسُوقُ العَكَر الهُمْهُومَا
السَّجْوَرِيُّ لَا رَعَى مُسِيمَا
وصَادَفَ الغَضَنْفَآع الشَّتِيمَا
(أَو) السَّجْوَرِيُّ: (الأَحْمَقُ) ، لخِفَّة عقْلِه.
(وعَيْنٌ سَجْرَاءُ: خَالَطَت بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ) أَو زُرْقَةٌ، (وَهِي بَيِّنَةُ السُّجْرَةِ، بالضَّمِّ، والسَّجَرِ، بالتَّحْرِيك) وَفِي التَّهْذِيب: السَّجَرُ والشُّجْرَةُ: حُمْرَةٌ فِي العَيْن فِي بَيَاضِها وَقَالَ بَعْضُهم: إِذا خالَطَت الحُمْرَةُ الزُّرقَةَ فَهِيَ أَيضاً سَجْرَاءُ. وَقَالَ أَبو العَبَّاس: اختلَفُوا فِي السَّجَر فِي العَيْن، فَقَالَ بَعْضُهُم: هِيَ الحُمْرَة فِي سَوَادِ العَيْن. وَقيل: البَيَاضُ الخَفِيفُ فِي سَوَادِ العَيْن. وَقيل: هِيَ كُدْرَةٌ فِي باطِنِ العَيْن من تَرْكِ الكُحْلِ. وَفِي صِفَةِ عَلِيَ رَضِي الله عَنْه (كَانَ أَسْجَرَ العَيْنِ) ، وأَصلُ السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدرَةُ. وَفِي المُحْكَم: السَّجَرُ والسُّجْرَة: أَن يُشْرَب سَوادُ العَيْنِ حُمْرَةً. وَقيل: أَن يَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلى الحُمْرَة. وَقيل: هِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاض. وَقيل: حُمْرَةٌ فِي زُرْقَة. وَقيل: حُمْرَة يَسيرةٌ تُمازِجُ السَّوَادَ. رَجلٌ أَسْجَرُ وامرأَةٌ سَجْرَاءُ، وكذالِك العَيْن.
(وشَعرٌ مُسَجَّرٌ ومُنْسَجِرٌ ومُسَوْجَرٌ: مُسْتَرْسِلٌ مُرْسَلٌ) . وَقَالُوا: شَعرٌ ومُنْسَجِرٌ ومَسْجُورٌ: مُسْتَرسِلٌ: وشَعرٌ مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ.
وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرْسَلَه. والمُسَجَّرُ: الشَّعرُ المُرْسَل. قَالَ الشَّاعر:
إِذَا مَا انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ
وَقَالَ آخَر:
إِذَا ثُنِي فَرْعُها المُسَجَّرْ
(والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ) . قَالَ الحُوَيْدِرَةُ:
بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
وَيُقَال: غَدِيرٌ أَسْجَرُ، إِذا كَان يَضْرب ماؤُه إِلى الحُمْرة، وذالك إِذا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بالسماءِ قبْل أَن يَصْفُوَ.
(و) الأَسْجَرُ: (الأَسَدُ) ، إِمَّا للَوْنِه وإِمّا لحُمْرةِ عَيْنَيْه.
(وتَسْجِيرُ المَاءِ: تَفْجِيرُه) حَيثُ يُرِيد، قَالَه أَبُو سَعِيد.
وَقَالَ الزَّجّاج: قُرِىءَ {سُجِرَت} {وسُجِّرَت} (التكوير: 6) فسُجِرَت: مُلِئَت. وشُجِّرَت: فُجِّرَت وأَفْضَى بَعْضُها إِلى بعضٍ فَصَارَت بحْراً واحِداً، نَقله الصَّاغانِي.
(و) من المَجاز: المُسَاجَرَةُ: (المُخَالَّةُ) والمُصَادَقَة والمُصَاحَبَة والمُصَافَاة، من سَجَرَتِ النَّاقَة سَجْراً، إِذا مَلأَت فاهَا من الحَنِين إِلى وَلدِها، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ، ومثلُه فِي البصائر، قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
وكُنْتَ إِذا ساجَرْتَ مِنْهُم مُسَاجِراً
صَبَحْتَ بفَضْلٍ فِي المُروءَةِ والعِلْمِ
(وأَسْجَرَ فِي السَّيْرِ: تَتَابَعَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي الأُمّهات اللُّغويّة: انْسَجَرَتِ الإِبِلُ فِي السَّيْر: تَتَابَعَتْ.
والسَّجْرُ: ضَرْبٌ من السَّيْر للإِب بَين الخَبَبِ والهَمْلَجَةِ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: شَبِيهٌ بخَبَبِ الدَّوَابِّ. وَقيل: الانْسِجَارُ: التَّقَدُّمُ فِي السَّيْرِ والنَّجَاءُ. وَيُقَال أَيضاً بالشِّين المعجمةِ، كَمَا سَيَأْتي.
(والمُسْجَئِرُّ، كمُقْشَعِرَ: الصُّلْبُ) من كلّ شَيْءٍ، عَن ابْن دُرَيْد.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
انْسَجَر الإناءُ: امْتَلأَ.
وسَجَرَ البَحْرُ: فَاضَ أَو غَاضَ.
وسُجِرَت الثِّمَادُ: مُلِئَتْ من المَطَر، وكذالك الماءُ سُجْرَةٌ، والجمْع سَجَر.
والسَّاجِر: السَّيْلُ الَّذِي يَملأُ كُلَّ شَيْءٍ.
وبِئْرٌ سَجْرٌ، أَي مُمْتَلِئَةٌ.
والمَسْجُور: اللَّبَنُ الذِي ماؤُه أكرُ من لَبَنِه، عَن الفَرَّاءِ.
والمُسَجَّر: الَّذِي غَاضَ ماؤُه.
ولُؤْلُؤٌ مَسْجُورٌ: انتَثَرَ من نِظَامِه. وَقيل: لُؤُلُؤَة مَسْجُورة: كَثِيرةُ المَاءِ.
وسَجَّرَت النَّاقَةُ تَسْجِيراً: حَنَّتْ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وَقد يُستعمَل السَّجْرُ فِي صَوْت الرَّعْدِ.
وعَينُ مُسَجَّرَةٌ: مُفْعَمَةٌ.
والسَّاجِر: الساكِن.
وقَطْرَةٌ سَجْرَاءُ: كَدِرَةٌ، وكذالك النُّطْفَةُ.
وَفِي أَعْنَاقِهِم سَوَاجِرُ، أَي أَغلالٌ، وَهُوَ مَجَاز ...
وسَجْرٌ، بِالْفَتْح: موضعٌ حِجَازِيّ.

طبع

الطبع: ما يقع على الإنسان بغير إرادة، وقيل: الطبع، بالسكون: الجِبِلَّة التي خلق الإنسان عليها.
بَاب الطَّبْع

غريزتي وخليقتي وضريبتي ونحيزتي وسليقتي وخيمي وشيمتي ونحيتتي وشمائلي وسجيتي وجبلتي وخلقتي ودربتي وبنيتي وعادتي وشنشنتي وديدني وإجرياي 
ط ب ع: (الطَّبْعُ) السَّجِيَّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الْإِنْسَانُ. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَ (الطَّبِيعَةُ) مِثْلُهُ وَكَذَا (الطِّبَاعُ) بِالْكَسْرِ وَ (الطَّبْعُ) الْخَتْمُ وَهُوَ التَّأْثِيرُ فِي الطِّينِ وَنَحْوِهِ. وَ (الطَّابَعُ) بِالْفَتْحِ الْخَاتَمُ وَالْكَسْرُ فِيهِ لُغَةٌ. وَ (طَبَعَ) عَلَى الْكِتَابِ خَتَمَ. وَطَبَعَ السَّيْفَ وَالدِّرْهَمَ عَمِلَهُمَا وَطَبَعَ مِنَ الطِّينِ جَرَّةً وَبَابُ الْكُلِّ قَطَعَ. 
(ط ب ع) : (الطَّبْعُ) ابْتِدَاءُ صَنْعَةِ الشَّيْءِ يُقَالُ (طَبَعَ) اللَّبِنَ وَالسَّيْفَ إذَا عَمِلَهُمَا وَطَبَعَ الدَّرَاهِمَ إذَا ضَرَبَهَا وَقَوْلُ شَمْسِ الْأَئِمَّةِ السَّرَخْسِيِّ مَا يَذُوبُ وَيَنْطَبِعُ أَيْ يَقْبَلُ الطَّبْعَ وَهَذَا جَائِزٌ قِيَاسًا وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ وَفِي الصِّحَاحِ الطَّبْعُ الْخَتْمُ وَهُوَ التَّأْثِيرُ فِي الطِّينِ وَنَحْوِهِ يُقَالُ طَبَعَ الْكِتَابَ وَعَلَى الْكِتَابِ إذَا خَتَمَهُ وَالطَّابَعُ الْخَاتَمُ (وَمِنْهُ) طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ إذَا خَتَمَ فَلَا يَعِي وَعْظًا وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ.
ط ب ع : الطَّبْعُ الْخَتْمُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَطَبَعْتُ الدَّرَاهِمَ ضَرَبْتُهَا وَطَبَعْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ عَمِلْتُهُ وَطَبَعْتُ الْكِتَابَ وَعَلَيْهِ خَتَمْتُهُ وَالطَّابَعُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا
مَا يُطْبَعُ بِهِ وَالطَّبْعُ بِالسُّكُونِ أَيْضًا الْجِبِلَّةُ الَّتِي خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا.

وَالطَّبْعُ بِالْفَتْحِ الدَّنَسُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَشَيْءٌ طَبِعٌ مِثْلُ دَنِسٍ وَزْنًا وَمَعْنًى.

وَالطَّبِيعَةُ مِزَاجُ الْإِنْسَانِ الْمُرَكَّبُ مِنْ الْأَخْلَاطِ. 
طبع / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: استعيذوا بِاللَّه من طمع يهدي إِلَى طبع. قَوْله: إِلَى طبع الطَّبْع الدنس وَالْعَيْب وكل شين فِي دين أَو دنيا فَهُوَ طبع يُقَال مِنْهُ: رجل طبع. وَمِنْه حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز: لَا يتَزَوَّج من الموَالِي فِي الْعَرَب إِلَّا الأشر البَطِر وَلَا يتَزَوَّج من الْعَرَب فِي الموَالِي إِلَّا الطمِع الطَّبْع وَقَالَ الْأَعْشَى يمدح هَوْذَة بْن عَليّ الْحَنَفِيّ: [الْبَسِيط]

لَهُ أكاليل بالياقوت فصّلها ... صواغها لَا ترى عيّبا وَلَا طبعا
ط ب ع

طبع السيف الدرهم: ضربه. وهو طباع حسن الطباعة، وطبع الكتاب وعلى الكتاب: ضرب عليه الخاتم، ورأيت الطابع في يد الطابع. وطبع السيف: ركبه الصدأ الكثير، وسيف طبع. وطبع الإناء: أتأقه. وتطبع النهر حتى إنه ليندفق. ورأيت طبعاً وأطباعاً تجري. وعن بعض العرب في وصف امرأة: جناءة ثمارها. طفارة أطباعها؛ وهي الأنهار الــمملوءــة. وناقة مطبعة: سمينة أو مثقلة.

ومن المجاز: طبع الله على قلب الكافر. وإن فلاناً لطمع طبع: دنس الأخلاق: " ورب طمع، يهدي إلى طبع ". وقال المغيرة بن حبناء:

وأمك حين تنسب أم صدق ... ولكن ابنها طبع سخيف

وهو مطبوع على الكرم، وقد طبع على الأخلاق المحمودة، وهو كريم الطبع والطبيعة والطباع والطبائع. وهو متطبع بكذا. وهذا كلام عليه طبائع الفصاحة.
[طبع] الطَبْعُ: السجيّهُ التي جُبِلَ عليها الإنسان، وهو في الأصل مصدرٌ، والطَبيعَةُ مثله، وكذلك الطِباعُ. والطَبْعُ: الخَتْمُ، وهو التأثير في الطين ونحوه. والطابَعُ بالفتح: الخاتَمُ. والطابع بالكسر: لغة فيه. وطبعت على الكتاب، أي ختمتُ. وطَبَعْتُ الدرهم والسيف، أي عَمَلْتُ. وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً . والطَبَّاع: الذي يعملها. والطِبْعُ بالكسر: النهرُ، والجمع أَطْباعٌ، عن الاصمعي. ويقال: هو اسم نهرٍ بعينه. قال لبيد: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيهُمُ * كرَوايا الطِبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ * والطَبَعُ بالتحريك: الدنَسُ، يقال منه: طَبِعَ الرجلُ بالكسر. وطَبِعَ أيضاً بمعنى كَسِلَ. وطَبِعَ السيفُ، أي علاه الصدأ. وقال الراجز  * إنا إذا قلت طخارير القزع * * نفحلها البيض القليلات الطبع * وطبعت السقاء وغيره تَطْبيعاً: ملأته، فَتَطَبَعَ، أي امتلأ. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، أي مُثَقَّلَةٌ بالحمل، قال الراجز:

وأين وسق الناقة المطبعه * ويروى: " الجلنفعه ".
طبع
الــطبَعُ: صَدأ السيف، وقد يُسَكَنُ أيضاً. ودَنَسُ الأخْلاق، يُقال: رَجُل طَبعٌ طَمِعٌ.
والطباعُ: الذىِ يَعْمَلُ السيُوفَ، وقد طَبَع طَبْعــاً. وصنعَتُه الطبَاعَة. وهو مَطْبوع على كذا.
والطبَاعُ: ما جُيلَ في الانسان من طِبَاع المأْكَل والمَشْرَب. والطبِيْعَة: الاسْمُ. وله طابع حَسَن: أي طَبيعة حَسَنَة.
وطَبَعَ اللَّهُ الخَلْقَ: خَلقَهم.
والــطبْعُ: الخَتْمُ. والطابَعُ: الخاتَم. وهذا طُبْعَــان الأمير: أي طِيْنه الذي تُخْتًم به الكُتُب.
وطَبَعْــتُ الإناءَ وطَبَّعْــتُه: مَلأته. والــطًبْعُ: ملْءُ المِكْيال والإناء. وتــطَبَّعَ النَهرُ: تَدَفق.
والــطبْعُ: المَزَادة.
والأطْبَاع: مَغَائضُ الماء.
والطبُّوْعُ - على وَزْنِ كلوبٍ - دابة شديدةُ الأذى.
[طبع] نه: فيه: من ترك ثلاث جمع "طبع" الله على قلبه، أي ختم عليه وغشاه ومنعه ألطافه، والطبع بالسكون الختم وبالحركة الدنس وأصله من الوسخ والدنس يغشيان السيف، من طبع السيف، ثم استعمل في الأنام وغيرها من القبائح. ومنه: أعوذ من طمع يهدي إلى "طبع"، أي شين وعيب، ويرون أن الطبع هو الرين؛ مجاهد: الرين أيسر منه وهو أيسر من الإقفال. ط: أي طمع يسوقني إلى شين في الدين وإزراء بالمروءة. نه: ومنه: لا يتزوج من العرب في الموالي إلا الطمع "الطبع". وفيه: فإن أمين مثل "الطابع" على الصحيفة، هو بالفتح الخاتم؛ يريد أنها تختم على الدعاء وترفع كفعل الإنسان بما يعز عليه. ط: فإن عليه "طابع" الشهداء، هو بالفتح والكسر لغة، أي علامة الشهداء. وفي ح الجمعة: "طبعت" فيها طينة آدم، أي جعلت صلصالًا أي طينًا مطبوخًا بالنار، ومطابقته للجواب من اجتماع أمور عظام فيها ولا شك أن خلق آدم يوجب شرفًا، وكذا وفاته وقيام الساعة لأنهما موصلان لأرباب الكمال إلى النعيم، وفيها البطشة أي الأخذ الشديد أي يوم القيامة، وفي آخر ثلاث ساعات ساعة، فيه تجريد نحو: في البيضة عشرون رطلًا. نه: كل الخلال "يطبع" عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب، أي يخلق عليها، والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر، وهو بكسر طاء اسم مؤنث. وفي "لها طلع" هو "الطبيع" في كفراه، هو بوزن قنديل لب الطلع، وكفراه وعاؤه. وفيه: ألقى الشبكة "فطبعها" سمكًا، أي ملاها، تطبع النهر امتلأ وطبعته ملأته.

طبع


طَبَعَ(n. ac. طَبْع)
a. [acc.
or
'Ala], Stamped, sealed; made an impression or mark on;
printed (book); punched; struck, coined (
money ); made, fashioned, shaped, moulded
manufactured.
b. [pass.] ['Ala], Was made, shaped like, according to.
طَبِعَ(n. ac. طَبَع)
a. Was, became dirty, filthy; was rusty.

طَبَّعَa. Stamped, sealed, marked &c. deeply.
b. Filled full (measure).
c. Sullied, dirted, stained.
d. [ coll. ], Broke in, dressed
trained (animal).
تَطَبَّعَa. Acquired, contracted (habit).
b. Was affected.
c. Showed signs, gave evidence of; had such
& such a character.
d. Was filled, was full (measure).
e. [ coll. ], Was broken in
trained (animal).
إِنْطَبَعَa. Was stamped, sealed, marked; was printed
&c.

طَبْع
(pl.
طِبَاْع)
a. Impression, seal, stamp; mark, print, imprint
impress.
b. Make, fashion, form, shape, mould; nature, character
disposition, temperament.

طَبْعَةa. Proof, proofsheet; slip, impression.

طِبْع
(pl.
أَطْبَاْع)
a. Full measure; quantity.
b. River; canal.
c. see 4
طَبَعa. Dirt, stain, filth; rust.

طَبِعa. Rusty; sordid, filthy; vicious.

مَطْبَع
مَطْبَعَة
17t
(pl.
مَطَاْبِعُ)
a. Printing-works.

مِطْبَعَة
(pl.
مَطَاْبِعُ)
a. Printing-press.

طَاْبِع
(pl.
طَوَاْبِعُ)
a. Stamp, seal, signet-ring.
b. see 23
طِبَاْعa. Character, disposition, temperament; acquired
habit.

طِبَاْعَةa. Printing ( art of ), typography.

طَبِيْعَة
(pl.
طَبَاْئِعُ)
a. see 23b. Nature, quality; constitution; temperament.

طَبِيْعِيّa. Natural, innate.
b. Physical.

طَبَّاْعa. Maker of swords.
b. Potter.
c. Printer.

طَبُّوْعa. Crab-louse.

طُبْعَاْنa. Sealing-wax.

N. P.
طَبڤعَa. Stamped, sealed; marked; printed.
b. Innate.
c. Natural, unaffected.
d. Talented, gifted.

N. P.
طَبَّعَ
a. [ coll. ], Broken in, trained (
animal ).
N. Ac.
تَطَبَّعَa. see 23
طَابَع
a. see 21 (a)
عِلْم الطَبِيْعِيَّات
a. Physical science, physics.
طبع
الطَّبْعُ: أن تصوّر الشيء بصورة مّا، كَطَبْعِ السّكّةِ، وطَبْعِ الدّراهمِ، وهو أعمّ من الختم وأخصّ من النّقش، والطَّابَعُ والخاتم: ما يُطْبَعُ ويختم. والطَّابِعُ: فاعل ذلك، وقيل للطَّابَعِ طَابِعٌ، وذلك كتسمية الفعل إلى الآلة، نحو:
سيف قاطع. قال تعالى: فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ
[المنافقون/ 3] ، كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
[الروم/ 59] ، كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ
[يونس/ 74] ، وقد تقدّم الكلام في قوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وبه اعتبر الطَّبْعُ والطَّبِيعَةُ التي هي السجيّة، فإنّ ذلك هو نقش النّفس بصورة مّا، إمّا من حيث الخلقة، وإمّا من حيث العادة، وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب، ولهذا قيل:
وتأبى الطِّبَاعُ على الناقل
وطَبِيعَةُ النارِ، وطَبِيعَةُ الدّواءِ: ما سخّر الله له من مزاجه. وطِبْعُ السَّيْفِ، صدؤه ودنسه، وقيل:
رجلٌ طَبِعٌ ، وقد حمل بعضهم: طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ
[محمد/ 16] ، وكَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ
[يونس/ 74] ، على ذلك، ومعناه: دنّسه، كقوله: بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ [المطففين/ 14] ، وقوله: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ [المائدة/ 41] ، وقيل: طَبَعْتُ المكيالَ: إذا ملأته، وذلك لكون الملء كالعلامة المانعة من تناول بعض ما فيه، والطَّبْعُ: المَطْبُوعُ، أي: الــمملوء: قال الشاعر: كروايا الطّبع همّت بالوحل
(ط ب ع)

الطَّبِيَعُة: الخليقة.

والطِّباع: كالطَّبيعة، مؤنث، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي: الطِّباع: وَاحِد مُذَكّر كالنحاس والنجار.

وَحكى الَّلحيانيّ: " لَهُ طابعٌ حسن " بِكَسْر الْبَاء، أَي طبيعة، وَأنْشد:

لَهُ طابِعٌ يَجري عَلَيْهِ وإنَّما ... تُفاضِلُ مَا بينَ الرّجال الطَّبائعُ

وطبعَه الله على الْأَمر يَطْبَعُه طَبْعا: فطره. وطَبَعَ الْخلق يَطْبَعُهُمْ طَبْعا: خلقهمْ. وَهِي طَبيعته الَّتِي طُبع عَلَيْهَا، وطُبِعَها، وَالَّتِي طُبِعَ، عَن الَّلحيانيّ. لم يزدْ على ذَلِك: أَرَادَ الَّتِي طُبِع صَاحبهَا عَلَيْهَا.

وطَبَعَ الدِّرْهَم وَالسيف وَغَيرهمَا، يطْبَعُهُ طَبْعا: صاغه.

والطَّبَّاع: الَّذِي يَأْخُذ الحديدة المستطيلة، فيطبع مِنْهَا سَيْفا أَو سكينا أَو نَحْو ذَلِك. وصَنْعته الطِّباعة.

وطَبَعَ الشَّيْء وَعَلِيهِ يطْبَعُ طَبْعا: ختم.

والطَّابَع والطَّابِع: الْخَاتم الَّذِي يخْتم بِهِ. الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ وَأبي حنيفَة.

وطَبَعَ الله على قلبه: ختم، على الْمثل. وطَبَع الْإِنَاء والسقاء يطْبَعُه طَبْعا، وطَبَّعَه فتَطَبَّع: ملأَهُ. وطِبْعُه: ملؤه.

وتَطَبَّع النَّهر بِالْمَاءِ: فاض بِهِ من جوانبه.

والطِّبْع: النَّهر. قَالَ لبيد:

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُم ... كَرَوَايا الطِّبْع هَمَّتْ بالوَحَلْ

وَقيل: الطَّبع هُنَا: المَاء الَّذِي طُبِعَت بِهِ الرِّوَايَة، أَي ملئت. والطبع أَيْضا: مغيض المَاء. وَكَأَنَّهُ ضد. وَجمع ذَلِك كُله: أطباعٌ، وطِباع. وناقة مُطْبَعَة، ومُطَبَّعة. مثقلة بحملها. على الْمثل بِالْمَاءِ. قَالَ عويف لقوافي:

عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانْشَجَرَتْ بِنا ... طِوَالُ الهَوَادي مُطْبَعاتٌ منَ الوِقْرِ

وقرية مُطَبَّعَةٌ طَعَاما: مملؤة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَقيل تَحَّملْ فوقَ طَوقِك إنَّها ... مُطَبَّعَةٌ مَنْ يأْتِها لَا يَضِيرُها

وطَبِعَ السَّيْف وَغَيره طَبَعا، فَهُوَ طَبِع: صدئ. قَالَ جرير:

وَإِذا هُززتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبةَ ... وخَرَجْت لَا طَبِعا وَلَا مَبْهُورَا

وطَبِعَ الثَّوْب طَبَعا: اتسخ.

وَرجل طَبِع: طمع، متدنس الْعرض، ذُو خلق دنيء، لَا يستحي من سوءة. وَقد طَبِعَ طَبَعا. قَالَ ثَابت قطنة:

لَا خَير فِي طَمَعٍ يُدْنِى إِلَى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تكفِيني

وَمَا أَدْرِي من أَيْن طَبَع: أَي طَلَع.
طبع: طَبع: طبع على ثلاثين مثقالاً: وضع ثلاثين مثقالاً في ورقة وختمها (عباد 1: 313).
طبع: وَسَم بحديدة حارة (لين) وفي ريشادسون (مراكش 2:237): واستولى الباي على إبل- رعيته وغيرها فوسمت بسمة الباي ووسم بالحديدة الحارة على أرجلها.
طبع في: أثر في، انتقل اليه، ويقال ذلك عمن تنتقل رائحته إلى الملابس.
ففي ابن البيطار (1:51): الاشنة في طَبْعها قبولُ الرائحة من كل ما جاورها ولذلك تجعل جسداً في الذرائر إذا جعلت جسداً فيها لم تطبع في الثوب.
طبع في عقله: ثبتَ في ذهنه ورسخه (بوشر).
طبع على: وسَّخ، دنس، لوث. وفي عباد (2:175): ولم يكن يملك غير ثلاثين ديناراً وضعها في حذائه وطبع عليها دَمُهَ (انظر طبع بمعنى لطخة، بقعة، ويمكن أن تقرأ طبَّع (انظر الكلمة) أو الاحتفاظ بما جاء في المخطوطة وهو وأطْبَعَ ما دامت أطْبَع (انظر الكلمة) تدل على معنى طبع. طبع: أزال التصلب والتوتر ويستعمل مجازاً (بوشر).
طَبَّع (بالتشديد): جعله طبيعياً (فوك) طبّع: لَيَّن، طرّي، جعله ليناً، طرّياً، لدناً، رخصاً (بوشر).
طبَّع الدابة: راضها وذللها (بوشر، محيط المحيط) يطبَّع: يمكن ترويضه وتذليله (بوشر).
طبَّع: أقلم النبات الغريب المجلوب في البلد (بوشر).
طبَّع: صنع، صاغ، شكّل (بوشر).
طبَّع: دنّس، وسّخ، لوَّث (فوك) وانظر: طبع.
أطْبَع: طَبَع، ختم (فوك) وفي ألكالا: مطبع بمعنى واضع الختم وفيه: consignar وقد ترجمها ب رشم وأختمَ.
أطبع: وفّق، لاءم، طابق (ألكالا)
مُطْبعِ: موفق. مصلح، وسيط (ألكالا). أطبَع: نسَّق، حسّن، زيّن، زخرف، جمّل (ألكالا) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص19 ق): وكذلك أنال الفَعَلة والبَنائين والصُنّاع بركات وخيرات حين استحسن ما صنعوه ووضعوه، وجاءوا به على الغرض الذي بفذ به الأمر المطاع بالوصف الذي سمعوه، واستقر في أفهامهم فانطبعوا في بنائه واطبعوه، وشادوا في ذلك بناء الخورنق والسدير.
أطبْع: وافق (ألكالا).
أطبع: عاير الذهب (ألكالا).
أطبع: دنَس، لطخ، لوّث (انظر: طَبْعَ).
تطبَّع. بِطَبْع: تخلق بأخلاق، ويقال: الطَبْع يغلب التَطَبُّع أي الطبع أغلب (بوشر).
تطبعَّ: تدنس، تلطخ، تلوث (فوك) انطبع: خضع، دان، استسلم، وافق في الرأي امتثل (ألكالا) وفيه apanarenformar غير اني ارى أن هذا خطأ: وصوابه apanarse conformar انطبع: انثنى، انطوى، خضع، ويقال: ما انطبع (بوشر) ولا ينطبع: جموح، صعب الترويض (بوشر) وانظر عبارة ابن صاحب الصلاة التي نقلتها في مادة اطبع. (عباد 1: 41) = (المقري 2: 625) وفي (إضافات) رأي السيد فليشر خطأ منه إنه يجب ابدال انطباعها بانطياعها. وقد أخطأ لين أيضاً لتخطئته جوليوس.
انطبع: كان ذا موهبة وقريحة يقول الشعر عفو الخاطر، وهي ضد تكلف. ففي كتاب عبد الواحد (ص227): قلَّة انطباعها وظهور تكلُّفها (يدرون ص3، ابن خلكان 1: 384، ابن جبير ص222، المقري 1: 583).
استطبع: وجده ذا موهبة وقريحة وأنه مَطْبُوع (المقري 2: 177).
طَبْع: جبلّة، مزاج، بنية. وتجمع على طباع (بوشر) وطبيعة، فطرة، خلق، سحية وتجمع على أطباع (بوشر).
من احتبس طبعه: من أصيب بالانسداد والكظام (ابن الجوزي ص147 ق).
طَبْع: بمعنى المثال والصيغة، (تجمع عند ألكالا على طبائع).
طَبْع وجمعها أطباع: طريقة، أسلوب، نمط، (بوشر).
طَبْع، وجمعها أطباع: نوع، صنف، ضرب. (بوشر بربرية، هلو).
وجمعها طُبُوع: صفة: خاصية، وعارض، طارئ (ألكالا).
طَبع: عنصر مادة (بوشر).
طَبْع: موهبة شعرية (عباد 1: 326 رقم 7).
طَبْع، وفاق، اتفاق، تعاقد، معاهدة (ألكالا).
ويقال أيضاً: طبع: طبع بشرط (ألكالا).
طَبْع: لطافة، ظرافة، رقة (ألكالا).
طَبْع: احتكار، استئثار (ألكالا).
طَبْع: لطخة، وجمعها طبوع. ففي ابن البيطار (2: 545) نقلاً عن الادريسي: وهو يقلع الآثار والطبوع السود عن الثياب البيض ويزيلها.
طَبْع (في الموسيقى) لحن: طبقة الغناء (ألكالا) ونصف طبع: نصف طبقة الغناء نصف لحن (الكالا) خرج من الطبْع: نشر، خرج عن اللحن (ألكالا).
أخرج من الطَبْع: أخرج عن اللحن (ألكالا).
قليل الطبع: نشاز، خارج عن اللحن (ألكالا).
قِلَّة الطبع: تنافر (ألكالا).
بقلة الطبع: بتنافر (ألكالا) طَبْع وجمعها طبوع: لحن موسيقى، نغم (ألكالا) وفيه ( canto cosa puntada طبع الغنا) (هوست ص258) وفي المقري (1: 120): اندفع يغني بصوت ندى، وطبع حسن.
طَبْع وجمعها طُبُوع: موسيقى، فن الغناء (ألكالا) وقد ذكر هذا في مادة musayca obra antigua وهذا يعني موازييك، فسيفساء، وهذه خطأ، فالكلمات العربية تختص بالموسيقى وليس لها علاقة بالموازييك والفسيفساء.
طبع مُثَنَّى: تناغم، توافق الأنغام (ألكالا) طبع خامسة (كذا): خماسية، فاصلة خماسية في الموسيقى (ألكالا) طَبْعَة. طبعة ثانية: إعادة الطبع (بوشر).
طبعته مسهولة: عنده إسهال خفيف (بوشر).
طبعة: وحل، طين، مَوْحَل، جورة، وحِله، حمأة. (همبرت ص41 جزائرية ص175) وفي الجزائر: وحل، وطين، وفي قسطنطينية: ركام من الطين (مارتن ص 170).
طِبَاع: كلمة مؤنثة (فليشر على المقري 1: 626، بريشت ص208 رسالة إلى السيد فليشر ص87).
طَبِيعَة. عِلْم الطبيعة: علم الفيزياء (حيان-بسام 3:28 ق) طبائع في الكيمياء القديمة: العناصر الأربعة.
(دي سلان المقدمة 3: 211 رقم 1).
يُعقل الطبيعة: يسبب السداد والكظام (ابن البيطار 1: 24) احتبست الطبيعة: حصل له انسداد وكظام. وقد تكرر ذكر هذا عند شكوري (ص204 ق).
ويقال أيضاً تعذَّرت طبيعته (ص213 و).
واستمساك في الطبيعة (ص213 و) واعتقال في الطبيعة (ص213 و).
الاحتقان للطبيعة: اخذ حقنة شرجية (المقري 3: 133).
طبيعي: عنصري، نسبة إلى العنصر (بوشر).
طبيعي: فيزياوي، عالم الفيزياء (بوشر، معجم المنصوري مادة شفيف ومواضع أخرى)
فيلسوف طبيعي: فيلسوف مادي، ومذهب الطبيعين: الذين يعتبرون الطبيعة المبدأ الأول (بوشر).
طبيعي: أخلاقي، أدبي (المعجم اللاتيني العربي) الابن الطبيعي: ابن زنا، ولد غير شرعي، نغل. (همبرت ص 30).
طَبائِعيّ: فيزوياوي، عالم الفيزياء (بوشر).
الأطباء الطبائعية زيشر 20:209).
طَبّاع: ضارب النقود، من يسك النقود (معجم البلاذري).
طَبَّاع: من يطبع الكتب ونحوها، عامل مطبعة (بوشر).
طابَع وطابِع: تجمع على طوابِع (فوك، ألكالا، بوشر).
صاحب الطابع: الوزير الأول في تونس (بلاكيبر 2: 201، مجلة الشرق 4: 88).
طابع: مسحة، صبغة، وتستعمل مجازاً بمعنى سمات الوجه الخاصة (الثعالبي لطائف ص 108). طابع وجمعها طوابع: مكتوب مختوم يخطر به القاضي شخصاً للحضور أمامه، انذار، إخطار رسمي. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص237، 238، 286): فقال له يا قاضي المسلمين أن فلانا غصبني دارا فقال له عمرو بن عبد الله القاضي خُذْ به طابعا فقال له الرجل الضعيف مثلي يسير إلى مِثْله بطابع لَسْتُ آمنَهُ على نفسي فقال له القاضي خُذْ فيه طابعا كما آمُرُك فاخذ الرجل طابعه ثم توجه إليه به- فلم يكن إلا ساعة إذ رجع الرجل الضعيف فقال له يا قاضي أني عرضتُ عليه الطابع عن بُعْدِ ثم هربتُ إليك فقال له عمرو اجلسّ سَيُقْبل. وفيه (ص295): قام عليه بعض أهلها في مال ادَّعاه في يديه فبعث فيه بطابع فلما وقف إليه بطابع القاضي زجره وأمر بضربه وفي (ص296) فقال له القاضي جالس في المسجد وهذا طابعه وهو يأمرك بالنزول إليه فقال سمعاً وطاعة.
طابع: إشارة: علامة لحذف وشطب وإلغاء صك وعقد (ألكالا).
طابع وجمعها طوابع: شكل من أشكال الفسيفساء (معجم ابن جبير ص21).
طابع وجمعها طوابع: قرص، دواء، عقَّار صلب مسطح الشكل، ففي شكوري (ص214 و) بعد أن ذكر أسماء العناصر التي تدخل في تركيب العقاقير تُدق فرَادى وتُجمع بماء الورد وتعمل طوابع. طابع الأسد أو طابع الحصى أي خاتم الأسد وخاتم الحصى: نوع من الطلسمات، وضعت في المقدمة (3:130).
تَطْبيِعَة: لطخة (فوك).
مطْبع وجمعها مطابع: مطبعة، آلة للطبع (بوشر).
مطْبَعجي: مطبعي، عامل المطبعة (بوشر).
مطبوع: مألوف: لا تكلف فيه: ويقال أسلوب مطبوع (المقدمة 3: 351، تاريخ البربر 1: 24).
مَطْبُوع: من يتكلم أو يكتب بسهولة على البديهة، بلا تكلف. ففي حيان (ص33 ق): وكان مطبوعاً يسهل القول عليه. وفي المقري 1:542): مطبوع النوادر.
مَطْبُوع: ظريف، لطيف، (ألكالا) وشعر مَطْبُوع: رشيق، أنيق، بديع (عبد الواحد ص21) وانظر ابن جبير (ص96) وفي زيشر (7:368) وزن مطبوع (فلوجل وزن ظريف).
مَطْبُوع: شكلي، صوري (ألكالا).
مَطْبُوع ب: مقصَّب، مزركش، مرقم، ففي ألف ليلة (برسل 4: 151) فقدَّم له المملوك شمشك مطبوع. بالابريسم والحرير الأخضر مَطْبُوع: دوكا، نقد ذهبي في البندقية قديما (= مثقال ذهب) (هوست ص280)

طبع: الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ التي جُبِلَ عليها

الإِنسان. والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وقال أَبو القاسم الزجاجي:

الطِّباعُ واحدٌ مذكر كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قال الأَزهري: ويجمع طَبْعُ

الإِنسان طِباعاً، وهو ما طُبِعَ عليه من طِباعِ الإِنسان في مأْكَلِه

ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه

ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه. والطِّباعُ: واحد طِباعِ الإِنسان، على فِعال

مثل مِثالٍ، اسم للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قال ابن الأَعرابي: الطَّبْعُ

المِثالُ. يقال: اضْرِبْه على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وصيغَتِه

وهَِدْيَتِه أَي على قَدرِه. وحكى اللحياني: له طابِعٌ حسن، بكسر الباء، أَي

طَبِيعةٌ؛ وأَنشد:

له طابِعٌ يَجْرِي عليه، وإِنَّما

تُفاضِلُ ما بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ

وطَبَعَه اللهُ على الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه. وطبَع اللهُ

الخَلْقَ على الطبائعِ التي خلقها فأَنشأَهم عليها وهي خَلائِقُهم يَطْبَعُهم

طبْعاً: خَلَقَهم، وهي طَبِيعَتُه التي طُبِعَ عليها وطُبِعَها والتي

طُبِعَ؛ عن اللحياني لم يزد على ذلك، أَراد التي طُبِعَ صاحبها عليها. وفي

الحديث: كل الخِلال يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ والكذب أَي

يخلق عليها. والطِّباعُ: ما رُكِّبَ في الإِنسان من جميع الأَخْلاق التي لا

يكادُ يُزاوِلُها من الخير والشر.

والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشيء، تقول: طبعت اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ

الدرهم والسيف وغيرهما يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه. والطَّبّاعُ: الذي يأْخذ

الحديدةَ المستطيلة فَيَطْبَعُ منها سيفاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو

نحو ذلك، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ من الطين جَرَّةً: عَمِلْت،

والطَّبّاعُ: الذي يعمَلها. والطبْعُ: الخَتْم وهو التأْثير في الطين ونحوه.

وفي نوادر الأَعراب: يقال قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضربته بأَطراف

الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ اليد من القفا قلت: طَبَعْتُ قفاه، وطَبع الشيءَ

وعليه يَطْبَعُ طبْعاً: ختم. والطابَعُ والطابِعُ، بالفتح والكسر: الخاتم

الذي يختم به؛ الأَخيرة عن اللحياني وأَبي حنيفة. والطابِعُ والطابَعُ:

مِيسَم الفرائض. يقال: طبَع الشاةَ. وطبَع الله على قلبه: ختم، على المثل.

ويقال: طبَع الله على قلوب الكافرين، نعوذ بالله منه، أَي خَتَمَ فلا يَعِي

وغطّى ولا يُوَفَّقُ لخير. وقال أَبو إِسحق النحوي: معنى طبع في اللغة وختم

واحد، وهو التغْطِيةُ على الشيء والاسْتِيثاقُ من أَن يدخله شيء كما قال

ا تعالى: أَم على قلوب أَقْفالُها، وقال عز وجل: كلاَّ بلْ رانَ على

قلوبهم؛ معناه غَطَّى على قلوبهم، وكذلك طبع الله على قلوبهم؛ قال ابن

الأَثير: كانوا يرون أَن الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ، قال مجاهد: الرَّيْنُ أَيسر من

الطبع، والطبع أَيسر من الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ من ذلك كله، هذا

تفسير الطبع، بإِسكان الباء، وأَما طَبَعُ القلب، بتحريك الباء، فهو

تلطيخه بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يكثر على السيف وغيره. وفي الحديث:

من تَرَكَ ثلاث جُمَعٍ من غير عذر طبع الله على قلبه أَي ختم عليه وغشّاه

ومنعه أَلطافه؛ الطَّبْع، بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدَّنَسُ، وأَصله

من الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السيف، ثم استعير فيما يشبه ذلك من

الأَوْزار والآثامِ وغيرهما من المَقابِحِ. وفي حديث الدُّعاء: اخْتِمْه

بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ على الصحيفة؛ الطابع، بالفتح: الخاتم،

يريد أَنه يَخْتِمُ عليها وتُرْفَعُ كما يفعل الإِنسان بما يَعِزُّ عليه.

وطبَع الإناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع:

مَلأَه. وطِبْعُه: مِلْؤُه. والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حتى لا مَزِيدَ

فيه من شدّة مَلْئِه. قال: ولا يقال للمصدر طَبْعٌ لأَنّ فعله لا

يُخَفَّفُ كما يخفف فِعْلُ مَلأْت. وتَطَبَّعَ النهرُ بالماء. فاض به من جوانبه

وتَدَفَّق.

والطِّبْعُ، بالكسر: النهر، وجمعه أَطباع، وقيل: هو اسم نهر بعينه؛ قال

لبيد:

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ،

كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

وقيل: الطِّبْعُ هنا المِلءُ، وقيل: الطِّبْعُ هنا الماء الذي طُبِّعَتْ

به الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قال الأَزهري: ولم يعرف الليث الطِّبْعَ في

بيت لبيد فتحَيَّر فيه، فمرّة جعله المِلْءَ، وهو ما أَخذ الإِناءُ من

الماءِ، ومرة جعله الماء، قال: وهو في المعنيين غير مصيب. والطِّبْعُ في بيت

لبيد النهر، وهو ما قاله الأَصمعي، وسمي النهر طِبْعاً لأَن الناس

ابْتَدَؤُوا حفره، وهو بمعنى المفعول كالقِطْف بمعنى المَقْطوف، والنِّكْث

بمعنى المَنْكوث من الصوف، وأَما الأَنهار التي شقّها الله تعالى في الأَرض

شَقًّا مثل دَجْلةَ والفُرات والنيل وما أَشبهها فإِنها لا تسمى طُبوعاً،

إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار التي أَحْدَثها بنو آدم واحتفروها لمَرافِقِهم؛

قال: وقول لبيد هَمَّتْ بالوَحل يدل على ما قاله الأَصمعي، لأَن

الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مملوءــة ماء ثم خاضت أَنهاراً فيها وحَلٌ

عَسُر عليها المشي فيها والخُروج منها، وربما ارْتَطَمَتْ فيها ارْتِطاماً

إِذا كثر فيها الوحل، فشبه لبيد القوم، الذين حاجُّوه عند النعمان بن

المنذر فأَدْحَضَ حُجَّتهم حتى زَلِقُوا فلم يتكلموا، بروايا مُثْقَلة خاضت

أَنهاراً ذات وحل فتساقطت فيها، والله أَعلم. قال الأَزهري: ويجمع الطِّبْعُ

بمعنى النهر على الطُّبوعِ، سمعته من العرب. وفي الحديث: أَلقى الشَّبكةَ

فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها. والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ

وكأَنه ضِدّ، وجمع ذلك كله أَطباعٌ وطِباعٌ. وناقة مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ:

مُثْقَلةٌ بحِمْلِها على المثل كالماء؛ قال عُوَيفُ القَوافي:

عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا

طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ من الوِقْرِ

(* قوله «تسديناك» تقدم في مادة شجر تعديناك.)

قال الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عن أَبي عبيدة؛ قال: وأَنشد غيره:

أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟

وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟

ويروى الجَلنْفَعهْ. وقال: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قال الأَزهري: وتكون

المطبَّعة الناقة التي مُلِئت لحماً وشحماً فتَوَثَّقَ خلقها. وقِربة

مُطبَّعة طعاماً: مملوءــة؛ قال أَبو ذؤيب:

فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها

مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لا يَضيرُها

وطَبِعَ السْيفُ وغيره طَبَعاً، فهو طَبِعٌ: صدئ؛ قال جرير:

وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ،

وخَرَجْتَ لا طَبِعاً، ولا مَبْهُورا

قال ابن بري: هذا البيت شاهد الطَّبِعِ الكَسِلِ. وطَبِعَ الثوبُ

طَبَعاً: اتَّسَخَ. ورجل طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذو خُلُقٍ دَنيء

لا يستَحْيي من سَوأَة. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: لا يتزوج من الموالي

في العرب إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، ولا من العرب في المَوالي إِلا الطَّمِعُ

الطَّبِعُ؛ وقد طَبِعَ طَبَعاً؛ قال ثابت بن قُطْنةَ:

لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ،

وعُفّةٌ من قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني

قال شمر: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛

قال: وأَنشدتنا أُم سالم الكلابية:

ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ،

وتُبْغِضُ أَيضاً عن تُسَبَّ فَتُطْبَعا

قال: ضَمَّت التاء وفتحت الباء وقالت: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فهي تُبْغِضُ

أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وقال ابن الطثَريّة:

وعن تَخْلِطي في طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا،

منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا

أَراد أَن تَخْلِطي، وهي لغة تميم. والمُطَبَّع: الذي نُجِّسَ،

والمَأْبيُّ: الماء الذي تأْبى الإِبل شربه. وما أَدري من أَين طبَع أَي طلَع.

وطَبِعَ: بمعنى كَسِلَ. وذكر عمرو بن بَحْرٍ الطَّبُّوعَ في ذواتِ

السُّمُومِ من الدوابّ، سمعت رجلاً من أَهل مصر يقول: هو من جنس القِرْدانِ إِلاَّ

أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شديداً، وربما وَرِمَ مَعْضُوضه، ويعلّل

بالأَشياء الحُلْوة. قال الأَزهري: هو النِّبْرُ عند العرب؛ وأَنشد الأَصمعي

وغيره أُرْجوزة نسبها ابن بري للفَقْعَسي، قال: ويقال إِنها لحكيم بن

مُعَيّة الرَّبَعِيّ:

إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ،

وصَدَرَ الشارِبُ منها عن جُرَعْ،

نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ،

من كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ

مِثْلِ قُدامى النَّسْر ما مَسَّ بَضَعْ،

يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ

لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ،

تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ

من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ

وفي الحديث: نعوذ بالله من طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يؤدي إِلى شَيْنٍ

وعَيْبٍ؛ قال أَبو عبيد: الطبَعُ الدنس والعيب، بالتحريك. وكل شَينٍ في

دِين أَو دُنيا، فهو طبَع.

وأما الذي في حديث الحسن: وسئل عن قوله تعالى: لها طلع نضيد، فقال: هو

الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه؛ الطِّبِّيعُ، بوزن القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ،

وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه.

طبع

1 طَبَعَ, aor. ـَ inf. n. طَبْعٌ, He sealed, stamped, imprinted, or impressed; syn. خَتَمَ: (Msb:) [and, as now used, he printed a book or the like:] تَبْعٌ and خَتْمٌ both signify the making an impression in, or upon, clay and the like: (S, Mgh, O, K:) or, as Er-Rághib says, the impressing a thing with the engraving of the signet and stamp: (TA in this art. and in art. ختم: [see more in the first paragraph of the latter art:]) and he says also that طَبْعٌ signifies the figuring a thing with some particular figure; as in the case of the طَبْع of the die for stamping coins, and the طَبْع of coins [themselves]: but that it is more general in signification than خَتْمٌ, and more particular than نَقْشٌ; as will be shown by what follows: accord. to Aboo-Is-hák the Grammarian, طَبْعٌ and خَتْمٌ both signify the covering over a thing, and securing oneself from a thing's entering it: and IAth says [in like manner] that they held طَبْعٌ to be syn. with رَيْنٌ [inf. n. of رَانَ]: but Mujáhid says that رَيْنٌ denotes less than طَبْعٌ; and طَبْعٌ, less than إِقْفَالٌ [or the “ closing with a lock: ” this he says with reference to a phrase in the Kur xlvii. 26]. (TA.) You say, طَبَعَ الكِتَابَ, (Mgh, Msb,) and طَبَعَ عَلَى

الكِتَابِ, (S, Mgh, Msb, K, *) He sealed (خَتَمَ, S, Mgh, Msb, K,) the writing, or letter. (S, Mgh, Msb.) And طَبَعَ He branded, or otherwise marked, the sheep, or goat. (O. [See طَابَعٌ.]) And طَبَعَ اللّٰهُ عَلَى قَلْبِهِ (tropical:) God sealed [or set a seal upon] his [i. e. an unbeliever's] heart, so that he should not heed admonition, nor be disposed to that which is good; (Mgh;) or so that belief should not enter it: (O:) [and in like manner, خَتَمَ عَلَيْهِ, q. v.:] in this, regard is had to the طَبْع, and the طَبِيعَة, which is the natural constitution or disposition; for it denotes the characterizing of the soul with some particular quality or qualities, either by creation or by habit, and more especially by creation. (Er-Rághib, TA.) b2: Also He began to make, or manufacture, a thing: and he made [a thing] as in instances here following. (Mgh.) You say, طَبَعَ مِنَ الطِّينِ جَرَّةً He made, [or fashioned, or moulded,] of the clay, a jar. (S, O, K.) And طَبَعَ اللَّبِنَ, (Mgh, TA,) and السَّيْفَ, (S, Mgh, O, K,) and الدِّرْهَمُ, (S, O, K,) He made (S, Mgh, O, K) [the crude bricks, and the sword, and the dirhem]: or طَبَعَ الدَّرَاهِمَ he struck (Mgh, Msb) with the die (Msb) [i. e. coined, or minted,] the dirhems, or money. (Mgh, Msb.) And [hence] one says, طَبَقَهُ اللّٰهُ عَلَى الأَمْرِ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) God created him with an adaptation, or a disposition, to the thing, affair, state, condition, or case; or adapted him, or disposed him, by creation, [or nature], thereto. (TA.) And طُبِعَ عَلَى الشَّىْءِ (assumed tropical:) He (a man, O, TA) was created with an adaptation, or a disposition, to the thing; or was adapted, or disposed, by creation [or nature], thereto; syn. جُبِلَ, (IDrd, O, K, TA,) or فُطِرَ. (Lh, TA.) b3: Also, (aor. as above, TA, and so the inf. n., O, TA,) He filled (Er-Rághib, O, K, TA) a measure for corn or the like, (Er-Rághib, TA,) or a leathern bucket, (O, K, TA,) and a skin, (O, TA,) &c.; (O;) and so ↓ طبّع, (S, O, K,) inf. n. تَطْبِيعٌ: (S, O:) because the quantity that fills it is a sign that prevents the taking a portion of what is in it [without the act's being discovered]. (Er-Rághib, TA.) b4: And طَبَعَ قَفَاهُ, (IAar, O, K,) inf. n. as above, (IAar, O,) He struck the back of his neck with his hand; (IAar, O, K;) i. e. the back of the neck of a boy: if with the ends of the fingers, one says, قَذَّ قَفَاهُ. (IAar, O.) b5: مَا أَدْرِى مِنْ أَيْنَ طَبَعَ means I know not whence he came forth; syn. طَلَعَ. (TA.) A2: طَبِعَ, (aor.

طَبَعَ,] inf. n. طَبَعٌ, said of a sword, It was, or became, rusty, or overspread with rust: (S:) or very rusty, or overspread with much rust. (K, TA: from an explanation of the aor. : but this is written in the CK and in my MS. copy of the K, and in the O, يُطْبَعُ. [An explanation of طَبَعٌ in the O and K confirms the reading يَطْبَعُ; and another confirmation thereof will be found in what follows in this paragraph.]) b2: Said of a thing, (Msb,) or of a garment, or piece of cloth, (TA,) inf. n. طَبَعٌ, It was, or became, dirty; (Msb, TA;) and ↓ تطّبع is likewise said [in the same sense] of a garment, or piece of cloth. (M and TA voce رَانَ, in art. رين.) b3: Said of a man, (assumed tropical:) He was or became, filthy or foul [in character]. (S.) And (assumed tropical:) He was, or became, sluggish, lazy, or indolent. (S.) One says of a man, يَطْبَعُ, (O, K,) like يَفْرَحُ, (K,) meaning (assumed tropical:) He has no penetrative energy, sharpness, or effectiveness, in the affairs that are the means, or causes, of attaining honour, like the sword that is overspread with much rust. (O, K.) A3: طُبِعَ, (O, K,) inf. n. طَبْعٌ, (O,) said of a man, (assumed tropical:) He was rendered [or pronounced] filthy or foul [in character]; (O, K;) on the authority of Sh; (O;) and so طَبِعَ, like فَرِحَ; (TA as on the authority of Sh; [but this I think doubtful;]) and disgraced, or dishonoured: (K:) and ↓ طُبِّعَ, (O, TA,) inf. n. تَطْبِيعٌ, (TA,) he was rendered [or pronounced] filthy or foul [in character], (O, TA,) and blamed, or discommended. (O.) 2 طبّع, inf. n. تَطْبِيعٌ, He sealed well [or much, or he sealed a number of writings &c.]. (KL: in which only the inf. n. is mentioned.) b2: And He loaded [a beast heavily, or] well. (KL.) b3: See also 1, a little after the middle.

A2: تَطْبِيعٌ signifies also The rendering unclean, dirty, filthy, or impure. (O, K.) b2: See 1, last sentence.5 تطبّع (assumed tropical:) He affected what was not in his natural disposition. (Har p. 236.) You say, تطبّع بِطِبَاعِهِ (tropical:) He affected, or feigned, his [i. e. another's] natural dispositions. (O, K, TA.) b2: Also It (a vessel) became full or filled: (S, O, K:) quasi-pass. of طبّعهُ. (S.) And تطبّع بِالمَآءِ It (a river, or rivulet,) overflowed its sides with the water, and poured it forth abundantly. (TA.) b3: See also 1, last quarter.7 يَذُوبُ وَيَنْطَبِعُ, a phrase of Es-Sarakhsee, meaning [It melts, and then] it admits of being sealed, stamped, imprinted, or impressed, is allowable on the ground of analogy, though we have not heard it [as transmitted from the Arabs of pure speech]. (Mgh.) b2: [Golius has erroneously expl. انطبع as meaning “ Mansuetus, edoctus, obsequens fuit; ” on the authority of the KL; evidently in consequence of his having found its inf. n. (اِنْطِبَاعٌ) written in a copy of that work for اِنْطِياعٌ, the reading in my own copy.]8 الاِطِّبَاعُ for الاِضْطِبَاعُ see in art ضبع.

طَبْعٌ, originally an inf. n., (S,) signifies (assumed tropical:) A nature; or a natural, a native, or an innate, disposition or temper or the like; or an idiosyncrasy; syn. سَجِيَّةٌ (S, O, K, TA) or جِبِلَّةٌ (Msb) and خَلِيقَةٌ; (TA;) to which a man is adapted by creation; (S, O, Msb, K, TA;) [as though it were stamped, or impressed, upon him;] as also ↓ طَبِيعَةٌ; (S, O, K, TA;) or this signifies his مِزَاج [i. e. constitution, or temperament, or aggregate natural constituents], composed of the [four] humours; (Msb; [see مِزَاجٌ;]) and ↓ طِبَاعٌ; (S, O, K, TA;) or this last signifies, (K,) or signifies also, (O,) with the article ال prefixed to it, what is, or are, constituted in us in consequence of food and drink &c. (مَا رُكِّبَ فِينَا مِنَ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَغْيَرِ ذٰلِكَ [in which مطعم and مشرب are evidently used as inf. ns. agreeably with general analogy]), (O, K, TA,) by غير ذلك being meant such as straitness and ampleness [of circumstances], and niggardliness and liberality, (TA,) of the natural dispositions that are inseparable from us; (O, K, TA;) and this word is fem., (O, TA,) like طَبِيعَةٌ, as is said in the M; or it is sing. and masc. accord. to Abu-l-Kásim Ez-Zejjájee; and it is also pl. of طَبْعٌ, as it is said to be by Az; (TA;) [and those who have asserted it to be fem. may have held it to be a pl.;] and ↓ طَابِعٌ is syn. with طِبَاعٌ [as a sing.]; (K, TA;) or, as Lh says, it is syn. with

↓ طَبِيعَةٌ; of which the pl. is طَبَائِعُ. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Model, make, fashion, or mould: as in the saying, اِضْرِبْهُ عَلَى طَبْعِ هٰذَا (assumed tropical:) [Make thou it, fashion it, or mould it, according to the model, make, fashion, or mould, of this]. (IAar, O, L, K, TA.) طِبْعٌ A river, or rivulet; (As, T, S, O, K, TA;) so called because first dug [and filled] by men; having the meaning of مَطْبُوعٌ, like قطْفٌ in the sense of مَقْطُوفٌ; not applied to any of those cleft by God, such as the Tigris and the Euphrates and the Nile and the like thereof: (Az, TA:) pl. أَطْبَاعٌ [properly a pl. of pauc.,] (As, S, O,) or طُبُوعٌ, as heard by Az from the Arabs, and طِبَاعٌ: (TA:) or الطِّبْعُ, as some say, is the name of a particular river: (S, O:) or it is also thus applied, i. e. to a particular river. (K.) b2: And i. q. مَغِيضُ مَآءٍ [i. e. A place where water sinks, or goes away, into the earth; or where water enters into the earth; and where it collects]: (O, K:) pl. أَطْبَاعٌ. (O, TA.) b3: And The quantity sufficient for the filling of a measure for corn or the like, and of a skin, (O, K, TA, [والسِّقآءُ in the CK being a mistake for وَالسِّقَآءِ,]) such as does not admit of any addition: and the quantity that a vessel holds, of water. (TA.) A2: See also the next paragraph, in two places.

طَبَعٌ Dirtiness, (S, Msb,) or dirt: (S:) or, as also ↓ طِبْعٌ, rustiness, or rust, (O, K, TA,) upon iron; (TA;) and dirtiness, or dirt, (O, K, TA,) covering the sword: (TA:) or the former signifies much dirtiness or dirt, from rust: (Lth, O, K:) pl. أَطْبَاعٌ. (K. [See طَبِعَ, of which طَبَعٌ is the inf. n.]) b2: Also (tropical:) Disgrace, or dishonour; (A'Obeyd, O, K, TA;) and so ↓ طِيْعٌ; (TA;) it is in religion, or in respect of worldly things. (A'Obeyd, TA.) Thábit-Kutneh says, in a verse ascribed by Et-Tanookhee to 'Orweh Ibn-Udheyneh, لَا خَيْرَ فِى طَمَعٍ يَهْدِى إِلَى طَبَعٍ

وَغُفَّةٌ مِنْ قِوَامِ العَيْشِ تَكْفِينِى

[There is no good in coveting, or covetousness, that leads to disgrace: and a sufficiency of the means of subsistence contents me]: (O, TA:) يَهْدِى in this case means يُؤَدِّى. (O.) طَبِعٌ Rusty; applied to a sword. (TA.) b2: Dirty. (Msb.) b3: Applied to a man, (O,) (tropical:) Filthy, or foul, base, ignoble, mean, or sordid, in disposition; that will not be ashamed of an evil action or saying. (O, K, TA.) b4: And (assumed tropical:) Sluggish, lazy, or indolent. (TA.) طُبْعَانُ الأَمِيرِ The clay with which the prince, or governor, seals. (O, K.) طِبَاعٌ, as a sing. and a pl.: see طِبْعٌ.

طِبَاعَةٌ The art, or craft, of the طَبَّاع, or manufacturer of swords, (O, K, TA,) or of knives, or of spear-heads, or the like. (TA.) b2: [Also, as used in the present day, The art of printing.]

طَبِيعَةٌ: see طَبْعٌ, in two places. [It generally signifies] The مِزَاج [or nature, as meaning the constitution, or temperament, or aggregate natural constituents, of an animal body, or any other thing, for instance,] of medicine, and of fire, which God has rendered subservient [to some purpose or purposes]. (TA.) [Hence the phrase يَبَسَتْ طَبِيعَتُهُ, meaning He became costive. and الطَّبَائِعُ الأَرْبَعُ The four humours of the body: see خِلْطٌ and مِزَاجٌ.]

طَبِيعِىٌّ Natural; i. e. of, or relating to, the natural, native, or innate, disposition, or temper, or other quality or property; like جِبِلِّىٌّ; meaning essential; resulting from the Creator's ordering of the natural disposition in the body. (Msb in art. جبل.) [Hence, العِلْمُ الطَّبِيعِىُّ Natural, or physical, science.]

طَبَّاعٌ A manufacturer of swords, (O, K, TA,) or of knives, or of spear-heads, or the like. (TA.) طَبُّوعٌ A certain venomous دُوَيْبَّة [or insect]: (El-Jáhidh, O, K, TA:) or, (K,) as said to Az by a man of Egypt, an insect (دُوَيْبَّة) (O) of the same kind as the قِرْدَان [or ticks], (O, K,) but (O) the bite of which occasions intense pain; (O, K;) and sometimes, or often, he that is bitten by it becomes swollen [app. in the part bitten], and is relieved by sweet things: Az says that it is with the Arabs [called, or what is called,] the نِبْر [which is expl. as meaning the tick; or an insect resembling the tick, which, when it creeps upon the camel, causes the track along which it creeps to swell; or as being smaller than the tick, that bites, and causes the place of its bite to swell; &c.]: (O:) [accord. to Dmr, as stated by Freytag, i. q. قَمْقَامَةٌ, which is expl. as applied to a small tick; and a species of louse, that clings tightly to the roots of the hair, app. meaning a crab-louse:] what is known thereof [or by this appellation] now is a thing of the form of a small emaciated tick, that sticks to the body of a man, and is hardly, or not at all, severed, except by the application of mercury. (TA.) طِبِّيعٌ The heart (لُبّ) of the طَلْع [as meaning the spathe of the palm-tree]; (O, K;) so called because of its fulness; expl. in a trad. of El-Hasan El-Basree as meaning the طَلْع [i. e., in this case, agreeably with general usage, the spadix of the palm-tree] in its كُفُرَّى [i. e. spathe], the كُفُرُّى being the envelope of the طَلْع. (O, TA.) طَابَعٌ and ↓ طَابِعٌ (S, O, Msb, K, &c.) i. q. خَاتَمٌ (S, O) and خَاتِمٌ (O) [meaning A signet, seal, or stamp; i. e.] a thing with which one seals, stamps, imprints, or impresses: (Msb, TA:) [and also a seal, or stamp, as meaning a piece of clay or wax or the like, or a place in a paper &c., impressed, or imprinted, with the instrument thus called:] and accord. to ISh, the former, (O,) or each, (K,) signifies the مِيسَم [which means the instrument for the branding or otherwise marking, and the brand or other mark,] of the فَرَائِض [or beasts that are to be given in payment of the poor-rate: see طَبَعَ الشَّاةَ]. (O, K.) One says, ↓ الطَّابِعُ طَابِعٌ [The signet, &c., is a thing that seals, &c.]; which is like the attribution of the act to the instrument. (Er-Rághib, TA.) And كَلَامٌ عَلَيْهِ طَابَعُ الفَصَاحَةِ (tropical:) [Language upon which is the stamp of chasteness, or perspicuity, &c.]. (TA.) طَابِعٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see also طَبْعٌ.

مَطْبَعٌ A place where anything is sealed, stamped, imprinted, or impressed. And, as used in the present day, A printing-house; as also مَطْبَعَةٌ.]

مُطْبَعَةٌ, applied to a she-camel: see the next paragraph.

مُطَبَّعٌ Filled: so its fem. in the phrase قِرْبَةٌ مُطَبَّعَةٌ طَعَامًا [A skin filled with food]. (TA.) b2: And مُطَبَّعَةٌ applied to a she-camel, Filled with fat and flesh, so as to be rendered firm in make: (Az, TA:) or [simply] fat. (Z, TA.) b3: And, (TA,) so applied, Heavily laden; (S, O, K, TA;) and [in like manner] ↓ مُطْبَعَةٌ a she-camel heavily burdened by her load. (TA.) b4: and مُهْرٌ مُطَبَّعٌ A colt trained, or rendered tractable or manageable. (TA.) مُطْبُوعٌ [pass. part. n. of طَبَعَ in all its senses]. b2: You say, هُوَ مَطْبُوعٌ عَلَى الكَرَمِ (tropical:) [He is created with an adaptation, or a disposition, to generosity]. (TA.)
طبع
طبَعَ/ طبَعَ على يَطبَع، طَبْعًا وطِباعةً، فهو طَابِع، والمفعول مَطْبوع
• طبَع الكتابَ: أنتج نسخًا منه بواسطة الطابعة "طبع رسالة الدكتوراه/ لوحة جميلة/ صُوَر الفيلم/ أوراق النقد".
• طبَع اللهُ النَّاسَ: خلقهم وأنشأهم على صورة معينة ° طُبع الشخصُ على شيء: جُبِلَ عليه، اتّصف به.
• طبَع القُماشَ بالألوان: رسَمه ونقَش عليه.
• طبَع تاريخًا في ذهنه: سجّله، ثبّته "طبَع تاريخَ زواجه في ذاكرته".
• طبَعه على الكرم: عوَّده ونشَّأه "طُبع على حب الخَيْر".
• طبَع الشَّيءَ/ طبَع على الشَّيء: ختمه، وضع عليه علامة مميزة "طبع الغلاف- {وَطَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: ختم عليها وغطَّاها فلا يعي أصحابها شيئًا ولا يوفّقون لخير"? طبع الشَّيء بطابعه: ترك فيه أثره- طبع قُبلةً على خدِّه: قبّله. 

انطبعَ/ انطبعَ بـ/ انطبعَ في يَنطبِع، انطِباعًا، فهو مُنطبِع، والمفعول مُنطبَع به
• انطبع الكتابُ: مُطاوع طبَعَ/ طبَعَ على: ظهر بصورة ما.
• انطبع بالأخلاق الحميدة: اتّسم بحُسْن الخُلُق "انطبع بحُسن التصرّف في الأمور".
• انطبعت الفكرةُ في ذهنه: ترسّخت وثبتت "انطبع أثرُ الزلزال في ذاكرة السكان". 

تطبَّعَ بـ يَتطبَّع، تَطبُّعًا، فهو مُتطبِّع، والمفعول مُتطبَّع به
• تطبَّع بأخلاق والده: مُطاوع طبَّعَ: اكتسبها وتخلّق بها "تطبعّت الفتاةُ بطابع الحياء". 

طبَّعَ يُطبِّع، تطبيعًا، فهو مُطبِّع، والمفعول مُطبَّع
• طبَّع المُهْرَ: علّمَه الانقياد والمطاوعة.
• طبَّع القُماشَ بالألوان: بالغ في رسمه والنقش عليه.
• طبَّع ابنَه على حُبّ الخير: عوّده عليه "طبّع صديقه على حُسن التعامل مع الآخرين- طبّع الحيوانات المفترسة بالحديقة: عودها على الانقياد والمطاوعة".
• طبَّع العلاقاتِ بين البلدين: جعلها طبيعيّة عاديَّة "طبّع التعاملات بين البنوك- تسعى إسرائيل إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربيّة- بين الدولتين تطبيع سياسيّ واقتصاديّ". 

انطباع [مفرد]: ج انطباعات (لغير المصدر):
1 - مصدر انطبعَ/ انطبعَ بـ/ انطبعَ في.
2 - تأثُّر "لم يترك حديثه في النفس أيّ انطباع- كان للكلام انطباع حسن- ترك الخبر انطباعا على وجهه".
3 - (دب) شعور يُحسّ به القارئ نتيجة لقراءته الأثر الأدبيّ.
4 - (دب) تأثُّر الكاتب بما يشهده في الحياة الواقعيّة ثمّ يُعبِّر عنه كتابة مثلما يحدث في أدب الرحلات أو ذكريات الصبا.
5 - (سف) نوعٌ من الشعور يجيء ردّ فعل لمؤثر خارجيّ. 

انطباعِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انطباع.
2 - مصدر صناعيّ من انطباع: ما يدلُّ على الحالة الذهنيّة والنفسيَّة للإنسان.
3 - (دب) حركة أدبيّة تهتم باستخدام التفاصيل والأشياء المترابطة في الذهن التي تصوِّر انطباعات حسيّة وغير موضوعيّة. 

تطبُّع [مفرد]: مصدر تطبَّعَ بـ ° الطَّبْع يغلب التَّطبُّع [مثل].
• تطبُّع ثقافيّ: (فن) عملية اكتساب شخص ثقافة دون ثقافة قومه وبيئته. 

طابَع/ طابِع1 [مفرد]: ج طوابعُ:
1 - بطاقة ورقيَّة صغيرة، تُلصق على الأوراق والسلع "وضع طابع البريد على الرسالة" ° طابع أميريّ/ طابع دمغة/ طابع ماليّ: طابع يُستعمل في المعاملات الإداريَّة والماليَّة- طابع تذكاريّ: طابع بريديّ أُصْدِر لتخليد ذكرى معيَّنة.
2 - كُلُّ ما يُميَّز به "له طابعٌ مميَّز- هذا خطاب عليه طابع الفصاحة". 

طابِع2 [مفرد]: ج طابعون (للعاقل) وطبَعَة (للعاقل):
1 - اسم فاعل من طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - عامل الطباعة "طابع ماهر- يعمل طابعًا بالمطابع الأميريّة".
3 - طبيعة، صفة غالبة، ما يُتأثَّر به من خُلق الإنسان وسجاياه "مُعلِّم له طابع خاصّ- شابٌّ عليه طابِع التُّقى" ° طابع اقتصاديّ/ طابع سياسيّ/ طابع عسكريّ/ طابع محلِّيّ: اتجاه، صفة- طبعه
 بطابعه: أثّر فيه بأخلاقه. 

طابِعة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - آلة الطِّباعة "طابعة إلكترونيَّة- طبعت الكتاب على طابعة كهربائيّة- طابعة الليزر: طابعة تستخدم أشعة الليزر للطباعة بسرعة فائقة". 

طِباعة [مفرد]:
1 - مصدر طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - حرفة طبع النُّسخ المتعدّدة من الكتابة أو الصور بواسطة الآلة (حرفة الطابِع أو الطبّاع) "أحرف طباعيَّة- حبر طِباعة- ورث الطِّباعة عن أبيه وجدِّه" ° دار الطِّباعة: المَطْبَعة، مكان الطَّبْع.
• الطِّباعة الحريريَّة: أسلوب في الطِّباعة باستخدام صفيحة رقيقة من معدن أو ورق مقوَّى أو مشمّع لها مسامُّ لكي يدخل الحبر من خلالها، بحيث يوضع التَّصميم على هذه الصفيحة ويتمُّ إدخال الحبر من خلال هذه الصَّفيحة إلى المادَّة المطبوعة.
• طباعة أوفست: طباعة عن طريق الانتقال غير المباشر للصورة خاصة باستعمال صفيحة معدنية أو ورقية لتحبير الجزء المطاطي الدّوّار من الآلة الطابعة والذي ينقل الحبر للورق. 

طبَّاع [مفرد]: ج طبّاعون وطبَّاعة:
1 - صيغة مبالغة من طبَعَ/ طبَعَ على.
2 - عاملُ الطباعة "طبّاع ماهر- يعمل طبّاعًا في مطبعة يدويّة". 

طَبْع [مفرد]: ج طِباع (لغير المصدر):
1 - مصدر طبَعَ/ طبَعَ على ° إعادة طَبْع- تحت الطَّبْع: يجري طبعه- صالحٌ للطَّبْع: عبارة تعني الموافقة على طبع نصٍّ تمّ تصحيحه ومراجعته- مُسوّدة الطَّبْع/ تجربة الطَّبْع: صورة الطَّبْع الأولى.
2 - خُلُق وسجيَّة جُبِلَ عليها الإنسان "كان حادّ الطبع- رجلٌ بارد الطبع".
3 - (دب) عدم التكلُّف "الإلهام الشعري بين الطّبع والتكلُّف".
4 - (نف) جِبلَّة؛ سلوك مكتسب أو موروث يميّز فردًا عن آخر.
• طَبْعًا: أكيد بلا ريب "طَبْعًا سيدافع عن وطنه بكلّ ما يملك" ° بالطبع: بكل تأكيد.
• علم الطِّباع: (نف) دراسة الصفات الأكثر ديمومة من شخصيّة الإنسان بمعناها الاجتماعيّ والأخلاقيّ. 

طَبْعَة [مفرد]: ج طَبَعَات وطَبْعات:
1 - اسم مرَّة من طبَعَ/ طبَعَ على: "صدر من الكتاب ثلاثُ طَبَعات- طبعة أخيرة" ° طبعة مُحقّقة: طبعة موثقة ومقابلة على النُّسخ المختلفة للمخطوطة- طبعة مزيدة: طبعة عليها إضافات لم تكن موجودة في الطبعة الأولى- طبعة معدَّلة: طبعة أُحدث فيها تغيير- طبعة منقحة: طبعة هُذِّبت وأُصلحت.
2 - مجموع النُّسخ المطبوعة بمرّة واحدة من كتاب أو جريدة "الطبعة الأولى/ الأصليّة: أول إصدار لجريدة في اليوم، أو طبعة نشرت من عمل أدبي- الطبعة التجارية: كتاب يُنشر بهدف التوزيع لعامّة الناس عبر بائعي الكتب- الطبعة المدرسية: طبعة معدّة للاستخدام في المدارس أو الجامعات".
3 - أَثَر، بصمة، علامة مطبوعة "طبعة خاتم". 

طَبْعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى طَبْع.
2 - لفظ يُطلق على ما يُولد مع الإنسان من صفات وعلى ما هو مجبول عليه "كُرهٌ طَبْعيّ للكذب- حُبٌّ طَبْعيّ للوالدين". 

طَبَعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى طبيعة: بحذف الياء، والفصيح النسبة إلى الكلمة مع ثبوت الياء فيقال: طبيعيّ. 

طبيعة [مفرد]: ج طبائع:
1 - مخلوقات الله من أرض وسماء وجبال وأودية ونبات وغيرها "ارتمى في أحضان الطبيعة- تجوّل السُّيَّاح في أرجاء الطبيعة" ° الطَّبائع الأربع: الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة- خوارق الطَّبيعة: عجائبها- ما وراء الطبيعة: عالم الغيب، الميتافيزيقا.
2 - طبع، فطرة، خلقٌ وسجيّة "له طبيعة سمحة- طبيعته محمودة في معاملاته" ° طبائع النُّفوس والأشياء: خصائصها وصفاتها.
3 - عادة، أمر مألوف "تحدَّث في المجلس بطبيعته: دون تكلُّف" ° بطبيعة الحال: من البديهي، طبعًا، بالتأكيد- على الطَّبيعة: طبيعي.
• علم الطَّبيعة: (فز) فيزياء، علم يبحث عن طبائع المادّة وصورها من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة، ومعرفة قوانين تبدُّلها من حيث الصلابة والسيولة والغازيّة "اجتهد في دراسته لعلم الطبيعة- قام بأبحاث عديدة وناجحة في علم الطبيعة".
• طبيعة صامتة: تمثيل لأشياء لا حياة فيها كالفاكهة في
 الرسم أو التصوير. 

طبيعيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى طبيعة: "بالحديقة مناظر طبيعيّة خلاّبة- مشهد طبيعيّ ساحر" ° أمرٌ طبيعيّ: عادي ومألوف- الفلسفة الطَّبيعيَّة: دراسة الطبيعة والكون المحسوس- علوم طبيعيّة: علوم تبحث في ظواهر وقوانين الطبيعة كالفيزياء والكيميَاء وعلم الأحياء والجيولوجيا- فوق الطَّبيعيّ: مرتبط بقوى خارقة للطبيعة- قانون طبيعيّ: مأخوذ من الطبيعة وهو بخلاف القانون الوضعي- مِن الطبيعيّ: مما لا شك فيه، من المألوف المعتاد- وفاة طبيعيّة: بدون قتلٍ أو انتحار.
2 - غير مصنوع "ارتدت الفتاةُ عباءة من الحرير الطبيعي- تزيّنت المرأة بعقد من اللؤلؤ الطبيعي- تعمل السيارة بالغاز الطبيعي".
3 - (فز) وصف لعنصر أو معدن ما يُوجد غير مُتَّحد بغيره من العناصر مثل اليورانيوم الطبيعيّ.
• المذهب الطَّبيعيّ: الاتّجاه إلى استخدام المنهج التّجريبي في العلوم الإنسانيّة.
• الانتقاء الطَّبيعيّ: (حي) عمليّة طبيعيّة أو اصطناعيّة تُفضِّل أو تسبِّب بقاء وتكاثر نوع واحد من الكائنات الحيّة على الأخرى التي تموت أو تفشل في التَّكاثر.
• علاج طبيعيّ: (طب) علاج عن طريق أداء تمارين رياضية، واستخدام وسائل طبيعيّة كأشعة الشمس والتدليك، أو عن طريق الحفز بالكهرباء لتسهيل الأداء والنمو الطبيعيّ.
• النَّزعة الطَّبيعيَّة: (دب، فن) نظريَّة تقول بأن الفنّ يجب أن يُحاكي الطَّبيعة كما هي من غير تكلُّف ولا تصنُّع.
• جغرافيا طبيعيَّة: (جغ) علم يدرس الظّواهر الطبيعيّة لسطح الأرض بمظاهرها الحاليّة، بما في ذلك بنية السطح والمناخ وتوزيع الحياة النباتية والحيوانية.
• حدود طبيعيَّة: (جغ) حواجز جغرافيَّة كالجبال والأنهار والصحاري التي تفصل بين المجتمعات والتي تضمن وحدة المجتمع وتماسكه. 

طَبِيعيَّات [جمع]
• علم الطَّبِيعيَّات: (فز) علم يبحث عن طبائع الأشياء وما جعله الله فيها من خصائص وقوًى. 

مَطبعة [مفرد]: ج مَطْبعات ومَطابُعُ: اسم مكان من طبَعَ/ طبَعَ على: "يعمل في مطبعة حكومية- أنشأت المؤسسة مطبعة على الطراز الحديث". 

مِطبعة [مفرد]: ج مِطْبعات ومَطابِعُ: اسم آلة من طبَعَ/ طبَعَ على: طابعة، آلة لطباعة الورق "اشتريت مِطبعة حديثة". 

مَطْبوع [مفرد]: ج مطبوعون (للعاقل) ومطبوعات (للمؤنث وغير العاقل):
1 - اسم مفعول من طبَعَ/ طبَعَ على: "شاعرات مطبوعات: يأتين بالشعر دون تكلُّفه".
2 - مادة ورقية مطبوعة "قانون/ قلم المطبوعات- مَطْبوعات دوريّة/ شهريّة".
3 - شخص يتصرّف حسب طبيعته من غير تكلُّف "العربي مَطْبوعٌ على الكرم: شيمته الكرم". 
طبع
الطَّبْعُ، والطَّبيعَةُ، والطِّباعُ، ككِتابٍ: الخَليقَةُ والسَّجِيَّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، زادَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَي الطَّبْعُ فِي الأَصلِ مَصدَرٌ، وَفِي الحَدِيث: الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّباعُ أَو الطِّباعُ، ككِتابٍ: مَا رُكِّبَ فِينَا من المَطعَمِ والمَشرَبِ، وَغير ذلكَ من الأَخلاق الّتي لَا تُزايِلُنا، المُرادُ من قولِه: وَغير ذَلِك، كالشِدَّةِ والرَّخاءِ، والبُخلِ والسَّخاءِ. والطِّباعُ مؤَنَّثَةٌ، كالطَّبيعةِ، كَمَا فِي المُحكَمِ.
وَقَالَ أَبو الْقَاسِم الزَّجّاجِيُّ: الطِّباعُ واحِدٌ مُذَكَّرٌ، كالنِّحاسِ والنِّجارِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُجمَعُ طَبعُ الإنسانِ طِباعاً، وَهُوَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ من الأَخلاقِ وغيرِها. والطِّباعُ: واحِدُ طِباعِ الإنسانِ، على فِعالٍ، نَحو مِثالٍ ومِهادٍ، ومثلُه فِي الصِّحاحِ والأَساسِ، وغيرِ هؤلاءِ من الكُتُبِ، فَقَوْل شيخِنا: ظاهِرُه، بل صَريحُه، كالصِّحاح أَنَّ الطِّباعَ مفرَدٌ، كالطِّبْعِ والطِّبيعَةِ، وَبِه قَالَ بعضُ من لَا تَحقيقَ عندَه، تقليداً لِمثلِ المُصَنِّفِ، والمَشهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجُمهورُ أَنَّ الطِّباعَ جَمعُ طَبْعٍ. يُتَعَجَّبُ من غرابَتِه ومَخالَفَته لِنُقولِ الأَئمَّةِ الّتي سَرَدناها آنِفاً، ولَيتَ شِعري مَن المُراد بالجُمهور هَل هم إلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجوهَرِيِّ وابنِ سِيدَه والأَزْهَرِيِّ والصَّاغانِيِّ، ومِن قَبلِهِم أَبي القاسِم الزَّجّاجِيُّ فهؤلاءِ كُلُّهُم نقلوا فِي كتُبِهِم أَنَّ الطِّباعَ مُفرَدٌ، وَلَا يَمنعَ هَذَا أَنْ يكونَ جَمعاً للطَّبع من وَجهٍ آخَرَ، كَمَا يَدُلُّ لهُ نَصُّ الأَزْهَرِيِّ، وَأرى شيخَنا رحمَه الله تَعَالَى لم يُراجِعْ أُمَّهاتِ اللُّغةِ فِي هَذَا المَوضِعِ، سامَحَه الله تَعَالَى، وَعَفا عَنّا وَعنهُ، وَهَذَا أَحدُ المَزالِق فِي شَرحِه، فتأَمّلْ، كالطَّابِعِ، كصاحِبٍ، فِيمَا حَكَاهُ اللِّحيانِيُّ فِي نوادرِه، قَالَ: لَهُ طابِعٌ حسَنٌ، أَي طَبيعَةٌ، وأَنشدَ:
(لَه طابِعٌ يَجري عَلَيْهِ وإنَّما ... تُفاضِلُ مَا بينَ الرِّجالِ الطَّبائِعُ)
وطَبَعَه اللهُ على الأَمر يطْبَعه طَبعاً: فطَرَه، وطَبَعَ الله الخَلقَ على الطَّبائع الّتي خلَقَها، فأَنشأَهُم عَلَيْهَا، وَهِي خَلائقُهُم، يَطبَعُهم طَبعاً: خَلَقَهم، وَهِي طَبِيعَته الَّتِي طُبِعَ عَلَيْهَا. وَفِي الحَديثِ: كُلُّ الخِلالِ يُطْبَعُ عَلَيْهَا المُؤْمِنُ إلاّ الخِيانَةَ والكَذِبَ، أَي يُخلَقُ عَلَيْهَا. منَ المَجاز: طَبَعَ عَلَيْهِ، كمَنَع، طَبعاً: خَتَمَ، يُقَال: طَبَعَ اللهُ على قلبِ الكافِرِ، أَي خَتَمَ فَلَا يَعي، وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ، قَالَ أَبو إسحاقَ النَّحْوِيُّ: الطَّبْعُ والخَتْمُ واحِدٌ، وَهُوَ التَّغطِيَةُ على الشيءِ، والاستيثاقُ مِن أَن يَدخُلَهُ شيءٌ، كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: أَمْ على قُلوبٍ أَقفالُها، وَقَالَ عزَّ وجَلَّ: كَلاّ بلْ رانَ على قُلوبِهِمْ) مَعناهُ غَطَّى على قُلوبِهِم، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هُوَ الرَّيْنُ، قَالَ مُجاهِدٌ: الرَّيْنُ أَيسر من الطَّبع، والطَّبعُ أَيسرُ من الإقفالِ، والإقفال: أَشَدُّ من ذلكَ كُلِّه، قلتُ: والّذي صَرَّحَ بِهِ الرَّاغِبُ أَنَّ الطَّبْعَ أَعَمُّ من الخَتْمِ، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبا. الطَّبْعُ: ابتداءُ صَنعَةِ الشيءِ،وسيأْتي فِي مَوضِعِه، إِن شاءَ الله تَعَالَى. قَالَ الليثُ: الطِّبْعُ، بالكَسرِ: مَغيضُ الماءِ، جَمعُه أَطْباعٌ، وأَنشدَ: فلَمْ تَثْنِهِ الأَطباعُ دُونِي وَلَا الجُدُرْ وعَلى هَذَا هُوَ معَ قولِ الأَصمعيِّ الْآتِي: إنَّ الطِّبْعَ هُوَ النَّهْر: ضِدٌّ، أَغفلَه المُصَنِّفُ، ونَبَّه عَلَيْهِ صاحِبُ اللِّسان. الطِّبْعُ: مِلءُ الكَيْلِ والسِّقاءِ حتّى لَا مَزيدَ فيهمَا من شِدَّةِ مَلْئِها، وَفِي العبابِ: والطِّبْعُ المَصدَر، كالطَّحْنِ والطِّحْن، وَفِي اللسانِ: وَلَا يُقال فِي المَصدَرِ الطَّبْعُ، لأَنَّ فِعلَهُ لَا يُخَفَّف كَمَا يُخَفَّف فِعلُ مَلأَ، فتأَمَّلْ بينَ العِبارَتين، وَقَالَ الرَّاغِب: وَقيل: طبعْتُ المِكيالَ، إِذا) مَلأْتَه، وذلكَ لِكَونِ المَلءِ الْعَلامَة مِنْهَا المانِعَة من تناوُل بعض مَا فِيهِ. الطَّبْعُ: نَهْرٌ بعينِهِ، قَالَ الأَصمعِيُّ: الطَّبْعُ: النَّهْرُ مُطلَقاً، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(فَتَوَلَّوا فاتِراً مَشْيُهُمُ ... كرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلم يعرف الليثُ الطِّبْعَ فِي بيتِ لَبيدٍ، فتحَيَّرَ فِيهِ، فمرَّةً جَعَلَه المِلءَ، وَهُوَ: مَا أَخَذَ الْإِنَاء من الماءِ، ومرّةً جَعَلَه الماءَ، قَالَ: وَهُوَ فِي المَعنيَيْن غيرُ مُصيبٍ، والطِّبْعُ فِي بيتِ لَبيدٍ: النَّهْر، وَهُوَ مَا قَالَه الأَصْمَعِيّ، وسُمِّي النهرُ طِبْعاً لأنّ الناسَ ابْتَدَءوا حَفْرَه، وَهُوَ بِمَعْنى المَفعول، كالقِطْفِ بِمَعْنى المَقْطوف، وأمّا الْأَنْهَار الَّتِي شَقَّها الله تَعالى فِي الأرضِ شَقّاً، مثل دِجْلَةَ والفُراتِ والنيلِ وَمَا أَشْبَهها، فإنّها لَا تُسمّى طُبوعاً، وإنّما الطُّبوع: الأنهارُ الَّتِي أَحْدَثَها بَنو آدَم، واحْتَفَروها لمَرافِقِهم، وقولُ لَبيدٍ: هَمَّتْ بالوَحَلْ. يدلُّ على مَا قَالَه الأَصْمَعِيّ لأنّ الرَّوايا إِذا وُقِرَت المَزايدُ مَمْلُوءَــةً ناءً، ثمّ خاضتْ أَنهَارًا فِيهَا وَحَلٌ، عَسُرَ عَلَيْهَا المَشيُ فِيهَا، والخروجُ مِنْهَا، وَرُبمَا ارتَطمَتْ فِيهَا ارْتِطاماً إِذا كَثُرَ فِيهَا الوحَلُ، فشَبَّه لبيدٌ القومَ الَّذين حاجُّوه عِنْد النعمانِ بنِ المُنذِر، فَأَدْحَضَ حُجَّتَهم حَتَّى زَلِقوا، فَلم يتكلَّموا، بروايا مثْقَلةٍ خاضتْ أَنْهَاراً ذاتَ وَحَلٍ، فتساقَطَتْ فِيهَا، واللهُ أعلم. الطِّبْع، بالكَسْر: الصدَأُ يركبُ الحَديد، والدَّنَسُ والوسَخُ يَغْشَيان السيفَ، ويُحرَّكُ فيهمَا ج: أَطْبَاعٌ، أَي جَمْعُ الكلِّ ممّا تقدّم. أَو بِالتَّحْرِيكِ: الوسَخُ الشديدُ من الصدَإ، قَالَه اللَّيْث. منَ المَجاز: الطَّبَع: الشَّيْنُ والعَيبُ فِي دِينٍ أَو دنيا، عَن أبي عُبَيْدٍ، وَمِنْه الحَدِيث: اسَتعيذوا باللهِ من طَمَعٍ يهدي إِلَى طَبَعٍ بَينهمَا جناسُ تَحريفٍ، وَقَالَ الْأَعْشَى:
(مَن يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ ... إِذا تعَمَّمَ فوقَ التاجِ أَو وَضَعَا)

(لَهُ أكاليلُ بالياقوتِ زَيَّنَها ... صَوَّاغُها لَا ترى عَيْبَاً وَلَا طَبَعَا)
وَقَالَ ثابتُ قُطْنَةَ، وَهُوَ ثابتُ بن كَعْبِ بن جابرٍ الأَزْديُّ، وأنشدَه القَاضِي التَّنوخِيُّ فِي كتابِ الفرَجِ بعدَ الشِّدَّة لعُروَةَ بنِ أُذَيْنةَ:
(لَا خيرَ فِي طَمَعٍ يهدي إِلَى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيشِ تَكْفيني)
والطابِع، كهاجَر وتُكسَرُ الباءُ عَن اللِّحيانيِّ وَأبي حنيفَة: مَا يَطْبَعُ ويَخْتِم، كالخاتَم والخاتِم، وَفِي حديثِ الدُّعَاء: اخْتِمْه بآمين، فإنّ آمينَ مثلُ الطابَعِ على الصَّحيفةِ أَي الخاتَم، يريدُ أنّه يُختَمُ عَلَيْهَا، وتُرفَعُ كَمَا يَفْعَلُ الإنسانُ بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الطابَع: مِيسَمُ الفَرائِضِ، يُقَال: طَبَعَ الشاةَ. قَالَ ابْن عَبَّاد: يُقَال: هَذَا طُبْعانُ الْأَمِير، بالضَّمّ، أَي: طِينُه الَّذِي يَخْتِمُ بِهِ. الطَّبَّاع،)
كشَدَّادٍ: الَّذِي يأخذُ الحَديدةَ المُستَطيلَةَ، فَيَطْبَعُ مِنْهَا سَيْفَاً أَو سِكِّيناً أَو سِناناً، أَو نحوَ ذَلِك. ويُطلَقُ على السَّيَّافِ وغيرِه. الطِّبَاعَة ككِتابَةٍ: حِرفَتُه على القياسِ فِيمَا جاءَ من نَظائرِه. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: طُبِعَ الرجلُ على الشيءِ، بالضَّمّ، إِذا جُبِلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ اللحيانيُّ: فُطِرَ عَلَيْهِ. قَالَ شَمِرٌ: طَبِعَ الرجلُ، كفَرِحَ: إِذا دَنِسَ. وطُبِعَ فلانٌ: إِذا دُنِّسَ وعِيبَ وشِينَ، قَالَ: وأنشدَتْنا أمُّ سالمٍ الكِلابِيَّةُ:
(ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأهلُ كلُّهمْ ... وتُبْغِضُ أَيْضا عَن تُسَبَّ فتُطْبَعا)
قَالَ: ضمَّتْ التاءَ وفتحتْ الباءَ وَقَالَت: الطِّبْع: الشَّيْن، فَهِيَ تُبغِضُ أَن تُشانَ وَعَن تُسَبَّ، أَي أنْ، وَهِي عَنْعَنَةُ تَميمٍ. منَ المَجاز: فلانٌ يَطْبَعُ، إِذا لم يكن لَهُ نَفاذٌ فِي مكارمِ الْأُمُور، كَمَا يَطْبَعُ السيفُ إِذا كَثُرَ الصَّدأُ عَلَيْهِ، قَالَه الليثُ، وأنشدَ:
(بِيضٌ صَوارِمُ نَجْلُوها إِذا طَبِعَتْ ... تَخالُهُنَّ على الأبْطالِ كَتّانا)
منَ المَجاز: هُوَ طَبِعٌ طَمِعٌ، ككَتِفٍ، فيهمَا، أَي دَنيءُ الخُلُقِ لَئيمُه، دَنِس العِرْضِ لَا يَستَحي من سَوْأَةٍ، قَالَ المُغيرَةُ بنُ حَبْنَاءَ يشكو أَخَاهُ صَخْرَاً:
(وأمُّكَ حِين تُذكَرُ أمُّ صِدقٍ ... ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سَخيفُ)
وَفِي حديثِ عمر بن عبد الْعَزِيز، رَحمَه الله تَعالى: لَا يَتَزَوَّجُ من العربِ فِي المَوالي إلاّ كلُّ طَمِعٍ طَبِعٍ، وَلَا يتزوَّجُ من الموَالِي فِي العربِ إلاّ كلُّ أَشِرٍ بَطِرٍ. الطَّبُّوع، كتَنُّور: دُوَيْبَّةٌ ذَات سمٍّ، نَقله الجاحظ، أَو هِيَ من جِنسِ القِرْدان، لعَضَّتِه ألمٌ شديدٌ، وَرُبمَا وَرِمَ مَعْضُوضُه، ويُعَلَّلُ بالأشياءِ الحُلوة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: كَذَا سَمِعْتُ رجلا من أهلِ مِصرَ يَقُول ذَلِك، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ النِّبْرُ عِنْد العربِ. قلتُ: والمعروفُ مِنْهُ الْآن شيءٌ على صورةِ القُرادِ الصغيرِ المَهزول، يَلْصَقُ بجَسَدِ الْإِنْسَان، وَلَا يكادُ يَنْقَطِعُ إلاّ بحَملِ الزِّئبَقِ، قَالَ أعرابيٌّ من بَني تَميمٍ يذكرُ دَوابَّ الأرضِ، وَكَانَ فِي باديةِ الشَّام:
(وَفِي الأرضِ، أَحْنَاشٌ وسَبعٌ وخارِبٌ ... ونحنُ أَسارى وَسْطَها نَتَقَلَّبُ)

(رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشِبْثانُ ظُلمَةٍ ... وأَرْقَطُ حُرْقوصٌ، وَضَمْجٌ وَعَنْكَبُ)
الطِّبِّيع، كسِكِّيت: لُبُّ الطَّلْع، سُمِّي بذلك لامتِلائِه، من طَبَعْتُ السِّقاءَ، إِذا ملأتَه. وَفِي حديثِ الحسَنِ البَصْريِّ أنّه سُئِلَ عَن قَوْله تَعالى: لَهَا طَلْعٌ نَضيدٌ فَقَالَ: هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرّاه، والكُفُرَّى: وعاءُ الطَّلْع. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، كمُعَظّمة: مُثْقَلَةٌ بالحِملِ، قَالَ:
(أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ حِمْلُ الناقةِ المُطَبَّعَهْ)

ويُروى الجَلَنْفَعَة. والتَّطْبيع: التَّنْجيس، قَالَ يزيدُ بنُ الطَّثَريَّة:
(وَعَن تَخْلِطي فِي الشِّربِ يَا لَيْلَ بَيْنَنا ... من الكَدِر المأبِيّ شِرْباً مُطبَّعا)
أرادَ: أَن تَخْلِطي وَهِي لغةُ تَميمٍ، والمُطبَّع الَّذِي نُجِّسَ، والمَأْبِيّ: الَّذِي تأبى الإبلُ شُربَه. منَ المَجاز: تطَبَّعَ بطِباعِه، أَي تخَلَّقَ بأخلاقِه. تطَبَّعَ الإناءُ: امْتَلَأَ، وَهُوَ مُطاوِعُ طَبَعَه، وطَبَّعَه.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الطابِع، كصاحِبٍ: الناقِش. وَقيل للطابِع طابِعٌ وَذَلِكَ كنِسبَةِ الفِعلِ إِلَى الآلةِ، نَحْو سَيْفٌ قاطِعٌ، قَالَه الراغبُ، وَمن سَجَعَاتِ الأساسِ: رَأَيْتُ الطابَع فِي يدِ الطابِع.
وجمعُ الطَّبْع: طِبَاعٌ وأَطْبَاعٌ. وجمعُ الطَّبيعَة: طَبائِع. وطَبَعَ الشيءَ، كَطَبَعَ عَلَيْهِ. وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ، كمُعَظَّمةٍ: سَمينةٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَيكون المُطَبَّعَةُ: النَّاقة الَّتِي مُلِئَت شَحْمَاً ولَحْمَاً، فَتَوَثَّقَ خَلْقُها. وقِربَةٌ مُطَبَّعةٌ طَعاماً: مَمْلُوءــةٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(فقيلَ تحَمَّلْ فوقَ طَوْقِكَ إنَّها ... مُطبَّعَةٌ مَن يَأْتِها لَا يَضيرُها)
وتَطبَّعَ النهرُ بالماءِ: فاضَ بِهِ من جوانبِه وتدفَّق. وَجمع الطِّبْع، بالكَسْر: طِباع. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُجمَع الطِّبْع بِمَعْنى النهرِ على الطُّبُوع، سَمِعْتُه من الْعَرَب. وَقَالَ غيرُه: ناقةٌ مُطْبَعَةٌ، كمُكرَمةٍ: مُقَلَةٌ بحِملِها، على المثَل، قَالَ عُوَيْفُ القَوافي:
(عَمْدَاً تسَدَّيْناكَ وانْشَجرَتْ بِنَا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٌ من الوِقْرِ)
والطَّبِع، ككَتِفٍ: الكَسِلُ، قَالَ جَريرٌ: وَإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبَةٍ وخَرَجْتَ لَا طَبِعاً وَلَا مَبْهُورا قَالَ ابنُ بَرِّيّ. وسَيفٌ طَبِعٌ، ككَتِفٍ: صَدِئُ. وطَبِعَ الثوبُ طَبَعَاً: اتَّسخَ. وطُبِّعَ، بالضَّمّ تَطْبِيعاً: دُنِّسَ، عَن شَمِرٍ. وَمَا أَدْرِي من أَيْن طَبَعَ، أَي طَلَعَ. ومُهرٌ مُطَبَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مُذَلَّلٌ. ومنَ المَجاز: هُوَ مَطْبُوعٌ على الكرِم. وكَريم الطِّبَاع. وكلامٌ عَلَيْهِ طابِعُ الفَصاحَة.

زكتْ

زكتْ
: (الزَّكْتُ: المَلْءُ، أَو مَلْءُ القِرْبَةِ، كالتَّزْكِيتِ) فيهمَا، يُقَال: زَكَتَ الإِنَاءَ زَكْتاً، وزَكَّتَهُ، كِلاهُمَا: مَلأَهُ وزَكَتُه الرَّبْوُ زَكْتاً: مَلأَ جَوْفَهُ. وَعَن الأَحمر: زَكَّتُّ السِّقاءَ والقِرْبَةَ، تَزْكِيتاً: مَلأَتُه، والسّقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكِّتٌ. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: قِرْبَةٌ مزْكُوتَةٌ، ومَوْكُوتَةٌ، ومَزْكُورَةٌ، ومَوْكُورَةٌ، بِمَعْنى واحِدٍ، أَي مملوءَــة. ومثلُه عَن اللِّحيانيّ، (والإِزكَاتِ) ، عَن ابْن دُرَيْد.
(و) زَكْتٌ: (ع) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(وأَزْكَتَتِ) المرأَةُ بغُلامٍ: (وَلَدَتْ) كَذَا فِي الصَّحاح.
(والمَزْكُوتُ: المَهْمُوم) ، أَو الــمَمْلُوءُ هَمّاً، أَو الكَمِدُ من الهَمّ. وَفِي صفة عليَ، رضِيَ الله عَنهُ: (كَانَ مَزكوتاً) أَي: مَمْلوءــاً عِلْماً من، زَكَتُّ الأَناءَ زَكْتاً: إِذا مَلأْتَهُ. وَقيل: أَراد: كَانَ مَذّاءً، من المَذْيِ.
(و) المزكوتُ (مِنَ الجَرَادِ الّذِي فِي بَطْنِهِ بَيْضٌ) ، وكأَنّه بِمَعْنى الــمملوءِ، وَهُوَ أَصلُ معنَى المزكوتِ.
(و) المزْكوتُ: (الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيْهِ البَرْدُ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) قيل: إِنّ قولَهُم: كَانَ عَليٌّ مَزْكُوتاً، مأْخوذ من (زَكَتُّهُ الحديثَ) زَكْتاً: (أَوْعَيْتُهُ إِيَّاهُ) ، أَي: أَحفَظْتُهُ، فَهُوَ ممّا يتَعَدَّى لِمفعولين. وصَحَّفه شيخُنا، فَقَالَ: أَوْعَبْتهُ، بالموحّدة، أَي: جَمعتُه، والصَّوابُ بالتّحتيّة، كَمَا فِي غيرِ أُمَّهَات.

بطن

بطن


بَطَنَ(n. ac. بَطْن
بُطُوْن)
a. Was hidden.
b. Penetrated.

بَطِنَ(n. ac. بَطَن)
بَطُنَ(n. ac. بَطَاْنَة)
a. Was, became big, inflated, distended; was
big-bellied.

بَطَّنَa. Lined.
b. Tightened the girth of (horse).

بَاْطَنَa. Confided in.

أَبْطَنَa. see II
تَبَطَّنَa. Was lined.
b. Compressed.

إِسْتَبْطَنَa. Penetrated.

بَطْن
(pl.
بُطُوْن)
a. Belly; paunch.

بِطْنَةa. Gluttony.

بَطِنa. Big-bellied, paunchy.
b. Glutton.

بَاْطِن
(pl.
بَوَاْطِنُ)
a. Hidden: inner, inward, internal; intrinsic;
esoteric.
b. Recess ( of the mind ).
بِطَاْن
(pl.
بُطْن
أَبْطِنَة)
a. Girth.

بِطَاْنَة
(pl.
بَطَاْئِنُ)
a. Lining, inner-covering.
b. Secret.
c. Intimate (friend); kinsman.
بَطِيْنa. see 5
مِبْطَاْنa. see 5
مُبَطَّنَة
a. Felucca, bark.
(بطن) : أًبطَنْتُ الثوبَ: مثل بَطَّنْتُه.
(ب ط ن) : (الْمَبْطُونُ) الَّذِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ (وَقَوْلُهُ) إنْ شَهِدَ لَهَا مِنْ بِطَانَتِهَا أَيْ مِنْ أَهْلِهَا وَخَاصَّتِهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ بِطَانَةِ الثَّوْبِ.
(بطن) بَطنا أَصَابَهُ الْبَطن وبطر وَكثر مَاله فَهُوَ بطن

(بطن) بطانة عظم بَطْنه وَيُقَال بطن الْمَكَان بعد فَهُوَ بطين

(بطن) اعتل بَطْنه فَهُوَ مبطون
ب ط ن : الْبَطْنُ خِلَافُ الظَّهْرِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالْجَمْعُ بُطُونٌ وَأَبْطُنٌ وَالْبَطْنُ دُونَ الْقَبِيلَةِ مُؤَنَّثَةٌ وَإِنْ أُرِيدَ الْحَيُّ فَمُذَكَّرٌ وَالْجَمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ وَبَطَنَ الشَّيْءُ يَبْطُنُ مِنْ بَابِ قَتَلَ خِلَافُ ظَهَرَ فَهُوَ بَاطِنٌ وَبَطَنْتُهُ أَبْطُنُهُ عَرَفْتُهُ وَخَبَرْتُ بَاطِنَهُ وَالْبِطَانَةُ بِالْكَسْرِ خِلَافُ الظِّهَارَةِ وَبُطِنَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَبْطُونٌ أَيْ عَلِيلُ الْبَطْنِ وَبِطَانُ الرَّجُلِ مِثْلُ: الْحِزَامِ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
(بطن) - قَولُه تَعالَى: {بَطائِنُها مِنْ إسْتَبْرقٍ} .
البَطَائِن: حمع البِطَانة، وهي ضدُّ الظَّواهِر وما تَحتَها، وقيل بَطائِنُها: ظَوَاهِرُها، وظَهْرُ السَّماء وبَطنُها واحد: أي وَجْهها، وكُلُّ شىءٍ مُبطَّن له وَجْهان، كُلّ وجه بِطانَةٌ للوَجْهِ الآخر.
- في الحديث في صِفَة القُرآن: "لِكُلِّ آيةٍ مبها ظَهْرٌ وبَطْنٌ".
قيل: البَطْن: ما احْتِيج إلى تَفسِيره، والظَّهْر: ما ظَهَر منه بَيانُه.
- وفي حديث عَطَاء: "بَطَنَت بك الحُمَّى".
: أي أثَّرت في باطنك، يقال: بَطَنه الدَّاءُ يَبطِنه بُطوناً: دخل بَطْنَه.
- في بعض الأحادِيث: "غَسْل البَطِنَة": أي الدُّبُر.
- في صفة على رضي الله عنه "أَنْزَعُ، بَطِينٌ".
البَطِين: العَظِيم البَطْن، والمِبْطان أيضا والمبطون، وبَطِن بَطَنًا: عَظُم بطنه، وقيل: المِبْطانُ: الكَثِير الأَكْل، والمُبَطَّن: الخَمِيصُ البَطْن.
- في حديث عَلِىّ : "كَتَب على كُلِّ بَطْن عُقُولَه". البَطْن: ما دُونَ القَبِيلة، والفَخِذ: ما دون البَطْن: أي كُتِب عليهم ما تَغْرَمه العاقِلَةُ من الدِّيات، فبَيَّن ما عَلَى كُلِّ قومٍ منهم.
- في الحديث: "يُنادِى مُنادٍ من بُطْنان العَرْش".
البَطْن: المُنْخَفِض من الأرْض، وجَمعُه بُطونٌ وبُطْنَان، وضِدُّه الظَّهر. وجَمعُه ظُهورٌ وظُهْران، وبُطْنان الرِّيش وظُهْرانُه كذلك، وبُطْنان الرَّبِيع: صَمِيمُه، فكان بُطنانَ العَرشِ أَصلُه أيضا.
- في الحَدِيث: "رجلٌ ارتَبطَ فرساً ليَسْتَبْطِنَها".
: أي لِيَطلُب ما في بَطْنِها من النِّتاج.
ب ط ن: (الْبَطْنُ) ضِدُّ الظَّهْرِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ تَأْنِيثَهُ لُغَةٌ. وَ (الْبَطْنُ) أَيْضًا دُونَ الْقَبِيلَةِ. وَ (بُطْنَانُ) الْجَنَّةِ وَسَطُهَا. وَ (بَطَنَ) الْوَادِيَ دَخَلَهُ، وَبَطَنَ الْأَمْرَ عَرَفَ بَاطِنَهُ، وَبَابُهُمَا نَصَرَ، وَمِنْهُ (الْبَاطِنُ) فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَ (بَطَنَ) بِفُلَانٍ صَارَ مِنْ خَوَاصِّهِ، وَبَابُهُ دَخَلَ وَكَتَبَ. وَ (بُطِنَ) الرَّجُلُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ اشْتَكَى بَطْنَهُ. وَ (بَطِنَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ عَظُمَ بَطْنُهُ مِنَ الشِّبَعِ. وَ (الْبِطَانُ) لِلْقَتْبِ الْحِزَامُ الَّذِي يُجْعَلُ تَحْتَ بَطْنِ الْبَعِيرِ، يُقَالُ: الْتَقَتْ حَلْقَتَا الْبِطَانِ، لِلْأَمْرِ إِذَا اشْتَدَّ. وَ (بِطَانَةُ) الثَّوْبِ بِالْكَسْرِ ضِدُّ ظِهَارَتِهِ. وَبِطَانَةُ الرَّجُلِ وَلِيجَتُهُ، وَ (أَبْطَنَهُ) جَعَلَهُ مِنْ خَوَاصِّهِ وَ (بَطَّنَ) الثَّوْبَ (تَبْطِينًا) جَعَلَ لَهُ بِطَانَةً. وَ (اسْتَبْطَنَ) الشَّيْءَ. قُلْتُ: اسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ دَخَلَ فِي بَطْنِهِ تَقُولُ مِنْهُ: اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَنَحْوَهُ، وَاسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ أَخْفَاهُ، وَاسْتَبْطَنَ الشَّيْءَ طَلَبَ مَا فِي بَطْنِهِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (تَبَطَّنَ) الْكَلَأَ جَوَّلَ فِيهِ. وَ (الْبِطْنَةُ) الِامْتِلَاءُ الشَّدِيدُ مِنَ الطَّعَامِ يُقَالُ: لَيْسَ لِلْبِطْنَةِ خَيْرٌ مِنْ خَمْصَةٍ تَتْبَعُهَا. وَ (الْبَطِنُ) الَّذِي لَا يَهُمُّهُ إِلَّا بَطْنُهُ. وَ (الْمَبْطُونُ) الْعَلِيلُ الْبَطْنِ. وَ (الْمِبْطَانُ) الَّذِي لَا يَزَالُ عَظِيمَ الْبَطْنِ مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ. وَ (الْمُبَطَّنُ) الضَّامِرُ الْبَطْنِ وَالْمَرْأَةُ مُبَطَّنَةٌ وَ (الْبَطِينُ) الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَالْبَطِينُ أَيْضًا الْبَعِيدُ، يُقَالُ: شَأْوٌ بَطِينٌ. 
ب ط ن

ألقت الدجاجة ذا بطنها. ونثرت المرأة للزوج بطنها إذا أكثرت الولد. وبطنه وظهره: ضربهما منه. وقد بطن فلان إذا اعتل بطنه. وهو مبطون وبطين ومبطان ومبطن أي عليل البطن وعظيمه وأكول وخميص. وأبطن البعير: شد بطانه. وباطنت صاحبي: شددته معه. وبطن ثوبه بطانة حسنة، وبطائن ثيابهم الديباج. وهم أهل باطنة الكوفة، وإخوانهم أهل ضاحيتها.

ومن المجاز: رش سهمك بظهران، ولا ترشه ببطنان؛ وهو في بطنان الشباب أي في وسطه. والبحبوحة بطنان الجنة. قال الراعي:

فإن يود ربعي الشباب فقد أرى ... ببطنانه قدام سرب أوانقه

أي يونقني السرب وأونقه. وطلع البطين وهو بطن الحمل. قال:

وقاء عليه الليث أفلاذ كبده ... وكهله قلد من البطن مردم

ونزلوا بطن الوادي، وهم في بطن مكة. وبطنه من أكرم بطون العرب. واستبطن الشيء: دخل بطنه، كما يستبطن العرق اللحم. واستبطن أمره: عرف باطنه. وتبطن الكلأ: جول فيه وتوسطه. قالت الخنساء:

فجاء يبشر أصحابه ... تبطنت يا قوم غيثاً خصيباً

وتبطن الجاية: جعلها بطانة له. قال امرؤ القيس:

ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال

وفلان مجرب قد بطن الأمور، كأنه ضرب بطونها عرفاناً بحقائقها.

ويقال: أنت أبطن بهذا الأمر خبره، وأطول له عشره. وهو بطانتي وهم بطانتي، وأهل بطانتي. وإذا اكتريت، فاشترط العلاوة والبطانة وهي ما يجعل تحت العكم من قربة ونحوها. ونزت به البطنة أي أبطره الغنى. وفلان عريض البطان أي غني. وشأو بطين: بعيد. قال زهير:

فبصبص بين أداني الغضى ... وبين عنيزة شأواً بطيناً

وتباطن المكان: تباعد.
بطن
البَطْنُ: خِلافُ الظَهْرِ. ورَجُلٌ بَطِيْنٌ: ضَخْمُ البَطْنِ، وهو الكَثِيرُ المالِ أيضاً. وبَطِنَ بَطَناً: عَظُمَ بَطْنُه. والمِبْطَانُ: العَظِيْمُ البَطْنِ.
والباطِنُ: ضِد الظّاهِرِ.
والبِطَانَةُ: باطِنُ الثَّوْبِ.
ولحَافٌ مُبَطَّنٌ. والباطِنَةُ من الكُوْفَةِ والبَصْرَةِ: مُجْتَمَعُهم في وَسَطِهما. وبَطْنُ الراحَةِ. وباطِنُ الإبْطِ. والنَعْمَةُ الباطِنَةُ: التي خَصَّتْ. وتَبَطَنْتُ في الأمْرِ: دَخَلْت فيه حتّى عَلِمْت باطِنَه. وتَبَطَّنْتُ الأرْضَ والكَلأ: جَولْتُ فيه.
وهو أبْطَنُ بالأمْرِ خِبْرَةً: أي أعْلَمُ بباطِنِه. والبِطْنَةُ: امْتِلاءُ البَطْنِ من الطَعَام، يُقال: نَزَتْ به البِطْنَةُ. ورَجُلٌ مَبْطُوْنٌ: به بَطَنٌ.
وألْقَتِ الدَجَاجَةُ بَطْنَها.
ونَثَرَتِ المَرْأةُ للزَّوْجِِ بَطْنَها: أكْثَرَتِ الوَلَدَ. وبَطَّنْتُ الدّابَةَ تَبْطِيْناً: ضَرَبْت بَطْنَها بالسَّوْطِ، وبَطَنْتُه - أيضاً - مُخَفَفٌ. ومنه قَوْلُهم: إذا ضَرَبْتَ موْقَراً فابْطُنْ لَهْ والأبْطَنُ في الذِّرَاعِ من الفرس: عِرْقٌ في باطِنِها.
ورَجُلٌ مِبْطَانٌ: وهو الذي يَغِيْبُ بالعَشِيّاتِ عن النّاسِ في الشُّرْبِ وغَيْرِه.
وهو - أيضاً -: الذي لا يَزَالُ يَأكُلُ دُوْنَ أصْحَابِه. وهو عَرِيْضُ البِطَانِ: أي كَثِيرُ المالِ.
والبِطَانَةُ: ما يُجْعَلُ تَحْتَ عِكْمَىِ البَعِيْرِ، يُقال: بَطَنْتُ البَعِيْرَ وأبْطَنْتُه: شَدَدْت بِطَانَه؛ وهو بمَنْزِلَةِ الحِزَام.
وابْتَطَنْتُ الفَحْلَ، واسْتَبْطَنْتُه ثَلاثَةَ أبْطُنٍ.
وغائِطُ بَطِيْنٌ: أي بَعِيْد، وكذلك شَأوٌ بَطِيْنٌ. وتَبَاطَنَ المَكانُ: بَعُدَ. وبِطَانَةُ الرجُلِ: وَليْجَتُه من القَوْمِ الذين يُدَاخِلُوْنَه. وبَطَنَ فلانٌ بفلانٍ يَبْطُنُ به بُطُوْناً: إذا كانَ خاصّاً به داخِلاً في أمْرِه. وأبْطَنْتَ فلاناً دُوْني: جَعَلْتَه أخَصَّ مني. وأبْطَنْتُ السَّيْفَ كَشْحي. والبَطْنُ من الأرْضِ: الغامِضُ، وجَمْعُه بُطْنَانٌ.
والبَطْنُ: القَبِيْلَةُ، وتَصْغِيْرُه بُطَيْنَةٌ. والبُطَيْنُ: نَجْم، يقول الساجِعُ: إذا طَلعَ البُطَيْن، اقْتُضِيَ الدَّيْن، وظَهَرَ الزيْن، واقْتُفِيَ العَطّارُ والقَيْن. ويقولونَ: إبْطَ بِطَانْ: زَجْرٌ للعَنْزِ.
[بطن] البَطنُ: خلاف الظهر، وهو مذكر. وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة أنَّ تأنيثه لغة. والبَطْنُ: دونَ القبيلة. والبَطْنُ: الجانب الطويل من الريش، والجمع بُطْنانٌ مثل ظهر وظهران، وعبد وعبدان. والبُطْنانُ أيضاً: جمع البَطْنِ، وهو الغامض من الأرض. وبَطْنانُ الجَنَّةِ: وسَطُها. وبَطَنْتُهُ: ضربتُ بَطْنَهُ. وقال: إذا ضربت موقرا فابطن له بين قصيراه وبين الجله أردا فأبطنه، فزاد لاما. (*) وقال قومٌ: بَطَنَهُ وبَطَنَ له، مثل شَكَرَهُ وشَكَرَ له، ونَصَحَهُ ونَصَحَ له. وبَطَنْتُ الواديَ: دخلتُه. وبَطَنْتُ هذا الأمرَ: عرفت باطِنَهُ. ومنه الباطِنُ في صفة الله عزّ وجلّ. وبَطَنْتُ بِفُلانٍ: صرت من خواصه. وبُطِنَ الرجل، على ما لم يسمّ فاعله: اشتكى بَطْنَهُ. وبَطِنَ بالكسر يَبْطِنُ بَطَناً: عَظُمَ بطنه من الشبع. قال القلاخ: ولم تضع أولادها من البطن ولم تصبه نعسة على غدن والغدن: الاسترخاء والفترة. والبطان للقتب: الحزامُ الذي يجعل تحتَ بطن البعير: ويقال: " التقتْ حَلَقَتا البِطانِ " للأمر إذا اشتدّ. وهو بمنزلة التصدير للرَحْلِ. يقال منه: أَبْطَنْتُ البعير إبْطاناً، إذا شددتَ بطانَهُ. والأَبْطَنُ في ذراع الفرس: عِرْقٌ في باطنها، وهما أَبْطَنَانِ. وبِطَانَةُ الثوب: خلاف ظِهارته. وبِطانَةُ الرجل: وَليجَتُهُ. وأَبْطَنْتُ الرجل، إذا جعلته من خواصك. وأبطنت السيف كشحى. وبَطَّنْتُ الثوب تَبْطِيناً، إذا جعلتَ له بطانة. واستبطنت الشئ. وتبطنت الجاريةَ. قال امرؤ القيس: كَأَنّيَ لَمْ أركبْ جواداً لِلَذَّةٍ ولم أَتَبَطَّنْ كاعباً ذاتَ خَلْخالِ وتَبَطَّنْتُ الكلأ: جَوَّلْتُ فيه. وابْتَطَنْتُ الناقةَ عشرة أَبْطُنٍ، أي نَتَجتُها عشرَ مرات. والبِطْنَةُ: الكِظَّةُ، وهو أن تمتلئ من الطعام امتلاءً شديداً. يقال: ليس للبِطْنَةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تتبعها. والبَطِن: النَهِمُ الذي لا يُهِمُّه إلا بَطْنُهُ. والمَبْطونُ: العليل البَطْنِ. والمِبْطانُ: الذي لا يزال عظيمَ البَطْنِ من كثرة الأكل. والمُبَطَّنُ: الضامرُ البَطْنِ. والمرأةُ مُبَطَّنَةٌ. قال ذو الرمة: رخيمات الكلام مُبَطَّناتٌ جَواعِلُ في البُرى قَصَباً خِدالا والبَطينُ: العظيم البَطْنِ. والبَطينُ: البعيد. يقال: شأوٌ بَطينٌ. والبطين من منازل القمر، وهو ثلاثة كواكب صغار مستوية التثليث كأنها أثافى، وهو بطن الحمل، وصغر لان الحمل نجوم كثيرة على صورة الحمل فالشرطان قرناه، والبطين بطنه، والثريا أليته.
[بطن] نه فيه: "الباطن" تعالى: المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم، وقيل: العالم بما بطن، من بطنته إذا عرفت باطنه. ط: أنت "الباطن" فليس دونك شيء أي فليس شيء أبطن منك. نه وفيه: ما من نبي ولا خليفة إلا كانت له "بطانتان"، بطانته صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. ك: "بطانتان" أي جلساء صالحة وطالحة، والمعصوم من عصمه الله من الطالحة وقيل: أي نفس أمارة بالسوء ونفس لوامة، والمعصوم من أعطى نفساً مطمئنة، أو لكل قوة ملكية وقوة حيوانية، والمعصوم من عصمة الله لا من عصمته نفسه. و"بطانة" من دونكم بكسر موحدة فسره البخاري بالدخلاء. ومنه: إن جاءت ببينة من "بطانة" أهلها أي من خواصها. ط: فإن قيل: كيف يتصور بطانة السوء في الأنبياء؟ قلت: المراد به الشيطان ولكنه يسلم بإعانة الله. وح: فإنها بئس "البطانة" هو ضد الظهارة وأصله في الثوب فاتسع فيما يستبطن الرجل من أمره. و"بطن الشاة" الكبد وما معه من القلب وغيرهما. نه: وجاء أهل "البطانة" يضجون، البطانة خارج المدينة. وح: لكل أية ظهر و"بطن" "الظهر" ما ظهر بيانه و"البطن" ما احتيج إلى تفسيره. در: وقيل: ظهرها لفظها، وبطنها معناها، وقيل: قصصه في الظاهر أخبار، وفي الباطن عبرة، وقيل: الظهر التلاوة، والبطن التفهم، ويتم بيانه في "حد". نه وفيه: "المبطون" شهيد أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. ومنه: إن امرأة ماتت في "بطن" قيل أراد به هنا النفاس وهو أظهر. ن: "المبطون" من به إسهال، واستسقاء، وانتفاخ بطن، أومن يشتكي بطنه، أو من يموت بداء بطنه مطلقاً- أقوال، وإنما كان بهذه المعاني من الشهداءباب الباء مع الظاء
بطن
أصل البَطْن الجارحة، وجمعه بُطُون، قال تعالى: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم/ 32] ، وقد بَطَنْتُهُ: أصبت بطنه، والبَطْن: خلاف الظّهر في كلّ شيء، ويقال للجهة السفلى: بَطْنٌ، وللجهة العليا: ظهر، وبه شبّه بطن الأمر وبطن الوادي، والبطن من العرب اعتبارا بأنّهم كشخص واحد، وأنّ كلّ قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وكاهل، وعلى هذا الاعتبار قال الشاعر:
النّاس جسم وإمام الهدى رأس وأنت العين في الرأس
ويقال لكلّ غامض: بطن، ولكلّ ظاهر:
ظهر، ومنه: بُطْنَان القدر وظهرانها، ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن.
قال عزّ وجلّ: وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ [الأنعام/ 120] ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ [الأنعام/ 151] ، والبَطِين: العظيم البطن، والبَطِنُ: الكثير الأكل، والمِبْطَان: الذي يكثر الأكل حتى يعظم بطنه، والبِطْنَة: كثرة الأكل، وقيل: (البطنة تذهب الفطنة) .
وقد بَطِنَ الرجل بَطَناً: إذا أشر من الشبع ومن كثرة الأكل، وقد بَطِنَ الرجل: عظم بطنه، ومُبَطَّن: خميص البطن، وبَطَنَ الإنسان: أصيب بطنه، ومنه: رجل مَبْطُون: عليل البطن، والبِطانَة: خلاف الظهارة، وبَطَّنْتُ ثوبي بآخر:
جعلته تحته.
وقد بَطَنَ فلان بفلان بُطُوناً، وتستعار البِطَانَةُ لمن تختصه بالاطّلاع على باطن أمرك.
قال عزّ وجل: لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ [آل عمران/ 118] أي: مختصا بكم يستبطن أموركم، وذلك استعارة من بطانة الثوب، بدلالة قولهم: لبست فلانا: إذا اختصصته، وفلان شعاري ودثاري، وروي عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «ما بعث الله من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالشرّ وتحثّه عليه» .
والبِطان: حزام يشدّ على البطن، وجمعه:
أَبْطِنَة وبُطُن، والأَبْطَنَان: عرقان يمرّان على البطن.
والبُطين: نجم هو بطن الحمل، والتَبَطُّن:
دخول في باطن الأمر.
والظاهر والباطن في صفات الله تعالى: لا يقال إلا مزدوجين، كالأوّل والآخر ، فالظاهر قيل: إشارة إلى معرفتنا البديهية، فإنّ الفطرة تقتضي في كلّ ما نظر إليه الإنسان أنه تعالى موجود، كما قال: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ [الزخرف/ 84] ، ولذلك قال بعض الحكماء: مثل طالب معرفته مثل من طوف في الآفاق في طلب ما هو معه.
والبَاطِن: إشارة إلى معرفته الحقيقية، وهي التي أشار إليها أبو بكر رضي الله عنه بقوله: يا من غاية معرفته القصور عن معرفته.
وقيل: ظاهر بآياته باطن بذاته، وقيل: ظاهر بأنّه محيط بالأشياء مدرك لها، باطن من أن يحاط به، كما قال عزّ وجل: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [الأنعام/ 103] .
وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه ما دلّ على تفسير اللفظتين حيث قال: (تجلّى لعباده من غير أن رأوه، وأراهم نفسه من غير أن تجلّى لهم) . ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثاقب وعقل وافر.
وقوله تعالى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً [لقمان/ 20] . قيل: الظاهرة بالنبوّة الباطنة بالعقل، وقيل: الظاهرة: المحسوسات، والباطنة: المعقولات، وقيل: الظاهرة: النصرة على الأعداء بالناس، والباطنة: النصرة بالملائكة.
وكلّ ذلك يدخل في عموم الآية.
[ب ط ن] البَطْنُ من الإنسانِ وسائرِ الحيوانِ: خِلافُ الظَّهرِ، مُذكَّرٌ. وقد قَدَّمْنا وَجْهَ الرفْعِ والنَّصْبِ فيما حَكاه سِيبَويْه من قَوْلِ العَربِ: ضُرِبَ عَبْدُ اللهِ ظَهْرُه وبَطْنُه، وضَرِبَ زَيْدٌ الظَّهْرُ والبَطْن، فأغْنانا ذلك عن إعادَتِه هنا. وجَمْعُ البَطْنِ: أَبْطُنٌ، وبُطُونٌ، وبُطْنانٌ. والبِطْنةُ: امِتلاءُ البَطْنِ من الطَّعِام، بَطِنَ بَطَناً، وبَطْنَةً، وبَطُنَ، وهو بَطِينٌ. ورَجُلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له إلاَ بَطْنُه، وقِيلَ: هو الرَّغِيبُ الَّذي لا تَنْتَهِي نَفْسُه عن الأَكْلِ. وقَالُوا: كِيْسٌ بَطِينٌ، أَيْ: مَلآنُ، على المَثَلِ، أَنْشَد ثَعلَبٌ لبَعْضِ اللُّصوصِ:

(فأَصْدَرْتُ منها عْيبةً ذاتَ حُلَّه ... وكِيسُ أَبِي الجارود غيرُ بَطينِ)

ورَجُلٌ مِبْطانٌ: كَثيرُ الأكلِ لا يُهِمُّه إلاّ بَطْنُه. و [رَجَلٌ] بَطِينٌ: عظيمُ البَطْنِ. وَمُبَطَّنٌ: ضامِرُ البَطْنِ، وهذا على السَّلْبِ، كأَنَّه سُلِبَ بَطْنَه فَأُعْدِمَه، والأُنْثَى مُبَطَّةٌ. ومَبْطُونٌ: يَشْتَِكِي بَطْنَه. والبَطَنُ: داءُ البَطْنِ. وبَطَنَه يَبْطُنُه بَطْناً، وبَطَنَ له كِلاهما: ضَرَبَ بَطْنَه، أَنْشَدَ يَعقُوبُ:

(إذا ضَرَبْتَُ مُوقَراً فابْطُنْ لَهْ ... )

وأَلْقَي الرَِّجُلُ ذا بَطْنِه، كِنايةً عن الرَّجِيعِ. وأَلْقَتْ الدَّجاجَةُ ذا بَطْنِها يَعِني: مَزْقَها. ونَثَرتِ المَرأَةُ بَطْنَها: كَثُرَ وَلَدُها. والبَطْنُ: دُونَ القَبيلَةِ، وقِيلَ: هو دُونَ الفَخِذِ وفَوقَ العِمارِة، مُذكَّرٌ، والجمعُ: أَبْطُنٌ، وبُطونٌ، فأمَّا قَوْلُه:

(وإنَّ كلاِبًا هذه عَشْرُ أَبْطنٍ ... وأَنْتَ بَرِيءُ مِن قَبائِلها العَشْرِ)

فإنَّه أَنَّتَّ على مَعْنَي القِبيلةِ، وأَبانَ ذلك بقَولِه: ((من قَبائِلها العَشْرِ)) . وفَرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبْيَضُ البطْنِ والظَّهرِ. والبَطْنُ من كُلِّ شيءٍ: جَوْفُه، والجَمْعُ كالَجْمعِ. والباطنُ: خِلافُ الظَّاهِر، والجمعُ: بَواطِنُ، وقَوْلُه:

(وسُفْعاً ضَباهُنَّ الوَقُودُ فأَصْبَحْت ... ظَواهِرُها سُوداً وباطِنُها حُمْراً) أَرادَ: وبَواطِنُها حَمِرا، فَوضَعَ الواحِدَ مَوْضِعَ الجَمْعِ، ولذلك استجازَ أَنْ يقولَ حُمْراً وقد بَطَنَ يَبْطُنُ. والباطِنُ: من أَسماء الله جَلَّ وعزَّ، وفي التَّنْزِيلِ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ والظَّاهِرُ والبْاَطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءْ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] . وقَوْلُه تَعالَي: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه} [الأنعام: 120] . فَسَّرَه ثَعلَبٌ فَقَالَ: ظاهِرُه: المُخالَّةُ، وباطِنُه: الزِّنَي، وقد تَقَدَّمَ. والباطِنَةُ: خِلافُ الظّاهِرَةِ. والبِطانَةُ: خِلافُ الظِّهارَةِ. وبِطانَةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه. وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانَةً. والنِّعْمةُ الباطِنَةُ: الخاصَّةُ، والظاهِرَةُ: العامَّةُ. وأَفْرَِشَنِي بَطْنَ أَمْرِه وظَهْرَه، أي: سِرَّه وعَلانِيتَهَ. وبَطَنَ خَبَره يَبْطُنُه: خَبَره. واسْتَبْطَن أَمْرَه: وقَفَ على دخْلَتِه. وبَطَنَ بفُلان: دَخَلَ في أَمرِه. والبِطانَةُ: السَّرِيرةُ: وباطِنَةُ الكُورَةِ: وَسَطُها، وظاهِرتُها: ما تَنَحَّي منها. وباطِنُ كُلِّ شَيءٍ: داخِلُه. وبَطْنُ الأَرْضِ، وباطِنُها: ما غَمضَ منها واطْمَأَنَّ، والجَمْعُ القليلُ: أَبْطِنَةٌ، نادِرٌ، والكَثيرُ: بُطْنانٌ. وقَالَ أَبو حَنِيفَة: البُطْنانُ من الأَرضِ واحِدٌ كالبَطْنِ. والبُطْنانُ: مَسايِلُ الماء في الغِلَظِ، واحِدُها باطِنٌ، وقَوْلُ مُلْيْحٍ الهُذَلِيِّ:

(مُنِيرٍ تَجوزُ العِيسُ من بَطِناتِه ... حَصًي مِثْلَ أَنواءِ الرَّضِيحِ المُفَلَّقِ)

قَالَ: بَطِناتِه: مَحاجُّه. والبَطْنُ: الشَّقُّ الأَطوَلُ من الرِّيشَةِ، وجِمُعها: بُطنانٌ. والبُطنانُ أيضاً من الرِّيشِ: ما كانَ بَطنُ القُذَّةِ منه يَلِي بَطْنَ الأُخْرَى. وقِيلَ: البُطْنانُ: ما كان تَحتَ العَسِيبِ. وقَالَ أَبو حنيفةَ: البُطنانُ من الرِّيشِ: الذي يَلِي الأَرْضَ إذا وَقَعَ الطّائرُ، أو سَفَعَ شيئاً، أو جَثَمَ على بَيْضِه أو فِراخِه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ: ما جُعِلَ من ظَهرِ عَسِيبِ الرِّيشِة. وأَبْطَنَ الرَّجُلُ كَشْحَه سَيْفَه، وبسَيْفِه: جَعَلَه بِطانَتَه. وبَطَنَ ثَوْبَه بثَوْبٍ آخَرَ: جَعَلَه تَحْتَه. والأَبْطَنانِ: عرِقانُ مُسْتبْطنا بَواطِنِ وَظِيفَي الذِّراعَيْنِ حَتَّى يَنْغَمِساَ في الكَفَّيْنِ. والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْلِ والقَتَبِ، وقِيلَ: هو للبَعيرِ كالحزِامِ للدَّابَّة، والجَمعُ: أَبْطنَةٌ، وبُطُنٌ. وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانَه، قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ وَحْدَه: أَبْطَنْتُ البَعِيرَ، ولا يُقالُ: بَطَنْتُه بغَيرِ ألِفٍ. وإنَّه لَعَريضُ البِطانِ، أي: رَخِيُّ البَالِ. ورَجُلٌ بَطِنٌ: كَثِيرُ المَالِ. والبَطِنُ: الأَشِرُ. والبَطْنَةُ: الأَشَرُ والبَطَرُ. وفي المَثَلِ: ((البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ)) . وقد بَطِنَ. وشَأْوٌ بَطِينٌ: وَاسِعٌ. والبُطَيْنُ: نَجْمٌ من نُجومِ السَّماءِ، وهو بَطْنُ الحَمَلِ فِيما يُقالُ، والعَربُ تَزْعُمُ أَنَّ البُطَيْنَ لا نَوْءَ له إلاّ الرِّيحُ. والبُطَيْن: فَرَسٌ مَعروفٌ من خَيْلِ العَرَب، وكذلك البِطانُ وهو ابنُ البُطَينِ. والبَطِينُ: رَجَلٌ من الخَوارجِ. والبُطَيْنُ الحَمْصِيُّ: من شُعَرائَِهم.
بطن:
بَطّن بالتضعيف. بَطّن بقطن: جعل للثوب بطانة من قطن، (بوشر) وبطن بفرو: جعل له بطانة من فرو (بوشر). وبَطّن: جعل للثوب بطانة (الكالا) وفيه لباس مبطن: له بطانة من قطن أو فرو. - وبَطّن: جعل للثوب بطانة من جلد (الكالا) وألبسه كساء قصيراً (الكالا) - وبطّن علي: أخفى (فوك) - وبطن: كسى باطن السقف بالجص (جصصه) (شيرب ديال ص71) ومنه: تبطان وهو كسوة باطن السقف بالجص (تجصيصه). - ويقول الادريسي في كلامه عن صومعة كسيت واجهتها بنوع من الحجارة (ص31): ووجه هذه الصومعة كله مبطن باللذان اللكي.
وبطّن الفرس: أزال شعب الحافر عند تنعيله (وضع حديدة الحافر) (ابن العوام 2: 562).
وبطّن النسيج: طرقه وكبسه وصقله (الكالا) والفعل بهذا المعنى ليس من أصل عربي بل هو كما أشار إلى ذلك سيمونيه (ص274) وهو مصب الفعل الأسباني: batanar ( المشتق من الاسم bat?n) وهو باللاتينية القديمة: batare وباللاتينية batere و batuere. باطنه: شاركه فيما يبطنه (أي يخفيه) وتآمر معه (معجم البيان، تاريخ البربر 1: 337) وفي ابن حيان (ص95و): أظهر اللعين عمر بن حفصون النصرانية وباطن العجم نصرى (نصارى) الذمة.
أبطن: دعا بالسر، ففي تاريخ بني الأغلب ص60: ظهر بكتابه يدعو للرضى من آل محمد ويبطن الدعوة لعبيد الله المهدي.
ولم يتضح لي معنى هذا الفعل في عبارة محمد بن الحارث ص317 وهي: وتوفي الأمير رحمه الله وموسى ابن زياد خامل وذلك إنه نظر فيما لا يعنيه وتكلم فيما لم يستشر فيه من مهمات الأمور وعظيمات الأشياء مما تَنْبَني به الخلافة وتقوم به الإمارة، وأبطن من ذلك شيئاً فأعقبه الله في ذلك بشر عقبا.
تَبَطّن على فلان: تدلس عليه (محيط المحيط) استبطن: قارن مع لين ما جاء في تاريخ البربر (2: 331): ((واتخذ منه ثوباً للباسه في الجمع والأعياد يستبطنه بين ثيابه)). أي يلبسه مخفياً بين ثيابه.
وفي المستعيني انظر جفت البلوط: هو المستبطن لقشرة ثمره (ثمرته) الملفوف على نفس جرم البلوط.
واستبطن بأشهب بازل = بُلِيّ بأشهب بازل (انظر لين في مادة بازل) معجم البلاذري.
بَطْن. ذو البطن: الجنين. ففي المقدمة (1: 200) ((إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية)) أي: ما في بطن (امرأتي) بنت خارجة فيما أرى.
وبطن: حمل وهو ما تحمله الأنثى في بطنها من الأجنة عند حبلها يقال مثلاً هم من فرد بطن أي من نفس الحمل (بوشر، كليلة ودمنة ص217). وفي معجم الكالا: نفيسة من أول بطن: أي نفيسة بكر أمها أي من أول حمل حملته. - ويقال لكل جنية من النبات والأشجار ذوات الثمر: بطن (ابن العوام 1: 172، 2: 128) - ولحقته البطن = أخذه بطنه في معجم فريتاج، ألف ليلة 1: 17) - وبطنه مشي: ذرب - وشرب دوا مشّى بطنه أربع خمس مرات: أي شرب دواء جعله يختلف إلى المرحاض أربع أو خمس مرات (بوشر) - وبطن الشيء: وسطه يقال في بطن السوق أي في وسطه (ألف ليلة 1: 233) - وداخل الشيء، يقال مثلاً: طلب بطن الأرض، أي أراد الاختفاء داخل الأرض (تاريخ البربر 2: 522) وفي حيان بسام (1: 23ق) واختفوا في بطون الأرض حتى قل بالنهار ظهورهم. - وجوف، قعر الكهف، ففي ألف ليلة في الكلام عن أرض فيها كهوف: فرأيتها خالية البطون، وفسرها لين بما معناه: خالية التجاويف أو الغيران. وتطلق لفظة ((بطن)) تقريباً على كل القنوات التي تجري في الأرضين متجهة من الجنوب نحو الشمال، كما تسمى ((بطن)) الارضون الواقعة بين النيل ومرتفعات ليبيا. (صفة مصر 16: 13).
وبطن: خلع (سَجَق) مصير (مصران) غليظ محشو بلحم الخنزير، وهي في معجم الكالا: بطن محشي (معجم الأسبانية ص236). غير أن لفظة بطن وحدها أو بطن خنزير تدل على نفس هذا المعنى. ففي ابن البيطار (2: 51): وهو سمك بحري الطري منه إن أخذ وصير في بطن خنزير وخيط البطن الخ. وهذا ترجمة لفقرة من كلام باليونانية لديسقوريدوس.
وبطن: كرة زجاجية تستعمل للتقطير (ابن العوام 2: 392 وما يليها، 397).
وبطون الدماغ: تجاويف الدماغ (المقدمة 2: 364، ومعجم المنصوري انظر: سكتة) وبطنا القلب: تجويفا القلب. ففي معجم المنصوري (انظر بطن): فبطون الدماغ هي تجاويف مملوءــة بخاراً يسميه الأطباء روحاً نفسانياً. وبطنا القلب تجويفان فيه مملوء دماً وهو الأيمن والآخر وهو الأيسر مملوء دماً رقيقاً وبخاراً يسمي الأطباء مجموعها روحاً حيوانياً.
بطن الساق: المأبض، القسم الخارجي من الركبة.
وبطون الأوراق = الكتب (كرتاس 120) وداء البطن: السعار، وهو مرض الجوع الشديد يصحبه ضعف (بوشر).
وعبد البطن: الشره، النهم (بوشر) وفي النويري ص170ق: على أن تقيموا ببلادها فتقلبوها بغاراتكم ظهراً لبطن: أي تجعلون عاليها سافلها.
بَطِن (في معجم الكالا patîn وفي اللاتينية الاولى patinus) وتجمع على بَطِنات: حذاء من خشب (فوك، الكالا) - وبَطِن ويجمع على بطنات أيضاً (من اللاتينية potina) صحن، صحفة (الكالا).
بِطْنَة، أهل البِطَن: ذوو البطون الكبيرة الذين يكثرون من الأكل (المقري 2: 205).
بِطَن الفَرَس (مصطلح طبي): وهو الزبل تدفن به القوارير الــمملوءــة دواء (محيط المحيط). بطني: بَطِين، ذو البطن الكبير (فوك، الكالا).
استسقاء بطني: سقي، حبن، اجتماع سائل في أسفل البطن (بوشر).
بَطْنِيَّة: حزام (ما يشد به وسط الجسم) (فوك).
بَطْنَنَة: شره، نهم (همبرت 245).
بَطْنانيّ: شره، نهم (هلو) تلقامة (بوشر) أبيقوري، منغمس في الملذات المادية (بوشر).
بُطْنينيّ: شره، نهم (همبرت).
بطنجها: بطن كبير، كرش (بوشر).
بِطَان: سقف، باطنة السقف. (شيرب ديال 71).
بَطَانَة (أسبانية) صَحيفة الكأس وهي صحن من الزجاج تغطى بها الكأس (الكالا) وصحن صغير، صحيفة (الكالا) قارن كرتاس 37). وادوات المطبخ والبيت (الكالا وتجمع على بطانات) وسفساف، شيء لا طائل فيه (الكالا).
بِطَانَة: حَوَر، جلد حمل مدبوغ يستعمل بطانة للثياب (معجم الأسبانية 231 - 232) البَطائِن: يظهر أنها كانت اسماً لنسيج خاص (معجم الأسبانية 61 - 62، الثعالبي لطائف 72 وما يليها، المكتبة الجغرافية العربية 1: 168) حيث ترجمتها بالفارسية آستر أي نسيج رقيق يتخذ بطانة للملابس. وهذا المعنى الذي يتفق مع أصل الكلمة هو المعنى الصحيح فيما يظهر. وما يذكره الثعالبي عنها يحمل على الظن أن البطائن كانت من النسيج الموصلي (الموسلين) البالغ الرقة من النوع الذي لا يزال ينسج في الهند والذي ينقلونه في سفن البامبو. (انظر: Das Ausland 1872 رقم ص95).
وبطائن: لذائذ الأطعمة: (همبرت 245) وبطانة: قطعة من الخشب ترتفع في داخل جؤجؤ السفينة وداخل حاملة السكان. وقد وضعت هناك لكي يشد الجؤجؤ وحاملة السكان بالصالب (وهو العارض الرئيس الذي يمتد على طول قعر السفينة. والكلمة الأسبانية " albitana" ( البطانة) تعني نفس هذا المعنى (معجم الأسبانية 71).
وبطانة: شبكة كبيرة للصيد، والكلمة البرتغالية alvitana ( الفيتانة) تعني نفس هذا المعنى. (معجم الأسبانية 188).
وحَوَّلَ على البطانة: جعل البطانة ظهارة. جعل الداخل خارجاً (الكالا).
بَطانِيَّة: جلد غنم بصوفه (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر 8: 155، وهو يكتبها أولا " btana" وبعد ذلك: " batania" غطاء من الصوف مبرقش أو مخطط بألوان (بُرجُد) (معجم الأسبانية 62، دى جوبرن 117) ورداء مبطن للأولاد، ورداء القسس (بوشر).
بَطِيني: بطين، عظيم البطن (فوك) وشره، نهم (همبرت 245) وفي معجم بوشر بُطِيني.
باطن. في باطنه: سراً. ففي ابن حيان 15ق: وتراخى عبد الرحمن في باطنه عن سد حبس ولده محمد فكسره وانطلق هارباً عنه في الليل.
وباطن: عقلي، ذهني، وجداني - وباطناً: عقلياً، ذهنياً، وجدانياً (بوشر).
واستأجر من باطن وأجر من باطن: استأجر من المستأجر (لا من صاحب الملك) وأجّر المستأجرُ إلى مستأجر آخر (بوشر).
ولم يتضح لي معنى هذه الكلمة في هاتين العبارتين من ألف ليلة. ففي (4: 259) منها: ((وكان نور الدين باطنه بكر عمره ما شرب خمراً إلا في تلك الساعة. (وكذلك جاءت هذه العبارة في طبعة برسل) وفي طبعة برسل (4: 71) حيث يدور الكلام على مركب: ((وأكريت لها ريس من باطني)) باطني: معي، مصير (بوشر).
باطون: معادٍ (هلو).
مُبَطّنة: كساء مبطن بالفرو (معجم بدرون، المكتبة الجغرافية العربية 1: 138، ياقوت 2: 792).
بطن
بطَنَ يَبطُن، بُطونًا وبَطْنًا، فهو باطِن، والمفعول مبطون (للمتعدِّي)
• بطَن عيبٌ ونحوُه: خَفِيَ واستتر، خلاف ظهر "بطَنت الفواحِشُ- {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} - {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} ".
• بطَن الأمورَ وغيرَها: جرَّبها وعرفها، خبرها وعرف بواطنَها "لا يمكن أن يقع في حبائله مادام قد بطَنه".
• بطَن الدَّاءُ الشَّخصَ: أصاب بطنَه. 

بطُنَ يَبطُن، بَطانةً، فهو أبطن وبَطين
• بطُن الشَّخصُ: عَظُم بَطْنُه، ظَهَر له بَطْن ضَخْم "رجلٌ أبطنُ: ضخم البطن". 

بطِنَ يَبطَن، بَطَنًا، فهو بَطِن
• بطِن المريضُ: أصابه داءُ البَطْن، أُصيب بألم في بطنه. 

أبطنَ يُبطن، إبطانًا، فهو مُبطِن، والمفعول مُبطَن
• أبطن الكُفْرَ وغيرَه: أخفاه وكتمه "يُظهر خلافَ ما يُبطن".
• أبطن الثَّوبَ وغيرَه: جعل له طبقة رَقيقة واقية داخليًّا. 

استبطنَ يستبطن، استِبطانًا، فهو مُستبطِن، والمفعول مُستبطَن
• استبطن الأمرَ: عرَف باطِنَه، ووقف على حقيقته "استبطن نيّات صديقه".
• استبطن السِّرَّ: أخفاه في نفسه، احتفظ به في دَخيلة نفسه "استبطن المتآمرون السّرّ للوقت المناسب". 

بطَّنَ يبطِّن، تبطينًا، فهو مُبطِّن، والمفعول مُبطَّن
• بطَّنَ الثَّوبَ وغيرَه: أبطنه، جعل له طبقة رَقيقة واقية داخليًّا "بطَّن مِعْطفًا" ° تبطين آبار البترول: وقايتها ببِطانة- كلامٌ مُبَطَّن: ظاهره خلاف باطنه خفيّ يحتمل التأويل، فيه تلميح.
• بطَّن النَّسِيجَ: طرَقه، وكيَّسَه وصَقَله. 

أبطنُ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطُنَ. 

استِبْطان [مفرد]:
1 - مصدر استبطنَ.
2 - (نف) ملاحظة داخِليّة وتأمّل ذاتيّ للحالات الشعوريّة التي يحسّ بها الشّخص. 

استِبْطانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من استِبْطان.
• الاستِبْطانيَّة: (نف) المنهج الذي يعتمد التّأمّل الذَّاتيّ للحالات الشُّعوريّة. 

باطِن [مفرد]: ج أَبْطِنَة وبَواطِنُ، مؤ باطِنة، ج مؤ بَواطِنُ: اسم فاعل من بطَنَ ° العقلُ الباطِن: اللاشعور، اللاّوعي- المستأجِر من الباطن: المستأجِر من مستأجِر- باطِنًا: سرًّا وخفاءً- باطِن الأرض/ بواطن الأرض: أعماقها- باطن الإنسان: طوِيَّته، دخيلته- باطن الجسم: داخله- باطِن القدم: وجهها الأسفل، ما يطأ الأرضَ منها- باطِن الكفّ: راحة اليَد، داخلها- بواطن الأمر: خفاياه، وجوهه غير الظاهرة- في باطن الأمر: في الحقيقة- في باطن نفسه: في داخله، في سِرّه- مُقاوِل من الباطن: يعمل من خلال مُقاوِل آخر، مقاول يأخذ بشكل تبعيّ قسمًا من أعمال مقاول أصْليّ أو هو مقاول يحلُّ محلّ مقاول تعهَّد عملاً- وقَفت على بواطنه: عرفت خفاياه.
• الباطِن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يُحَسّ، وإنّما يُدرَك بآثاره وأفعاله، والذي لا يُعلم كُنْه حقيقته للخلق، والعالم ببواطن الأمور والمطّلع على حقيقة كلّ شيء " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} ".
• علم الباطِن: (سف) معرفة الأمور الخفيَّة. 

باطِنة [مفرد]: ج بَواطِنُ:
1 - مؤنَّث باطِن.
2 - سريرة الإنسان، أو مكنون صدره. 

باطِنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى باطِن ° باطنيّ النُّموّ: داخليّ النموّ- تأمّل باطِنيّ: فحص المرء أفكاره ودوافعه وشعوره.
2 - جوفيّ، تحت سطح الأرض، أو تحت سطح الماء.
3 - (سف) من أتباع الباطِنيَّة.
• طِبّ باطِنيّ: (طب) فرع من الطبّ يهتم بتشخيص الأمراض التي تصيب الأعضاء الداخليّة للجسم وما تسبِّبه
 من آفات واضطرابات، وهو يختص بالتشخيص والعلاج غير الجراحيّ "مرض باطِنيّ: داخِليّ". 

باطِنيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من باطِن.
• الباطنيَّة: مجموعة فرق إسلاميَّة مبتدعة تعتقد أنّ للشَّريعة ظاهرًا وباطنًا وأنَّ لكلِّ ظاهرٍ باطنًا ولكلِّ تنزيل تأويلاً. 

بِطان [مفرد]: ج أَبْطِنَة: نِطاق، حزام يُشدُّ على البطن ° رَجُلٌ عريض البِطان: رخيّ البال. 

بَطانَة1 [مفرد]: مصدر بطُنَ. 

بَطانَة2/ بِطانَة [مفرد]: ج بَطائِنُ:
1 - ما يُبَطَّن به الثَّوبُ وغيرُه من الدَّاخِل، ما تحت الظِّهارة " {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} " ° بطانة بنطلون: شريط متين يُخاط عند ملتقى السَّاقين لمنع البلى- بطانة كعْب: صفيحة من الفلِّين توضع تحت كعب حذاء لتقويته.
2 - (شر) طبقة طلائيّة تُبطِّن جميع الأوعية الدَّمويّة واللِّمفاويّة ° بطانة الرَّحم: نسيج يغشى التجويف الرّحميّ.
• بِطانَة الملك ونحوه: حاشيته، خاصّته وأهل ثقته، مَنْ يحيطونه ويلازمونه وهم مُقرَّبون إليه ولا يُحجب عنهم سرّ " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} "? فلان بطانة فلان: مؤانس له. 

بَطَّانيَّة [مفرد]: ج بَطّانيّات وبَطاطينُ: غطاء من الصّوف أو غيره يُلتحف به للوقاية من البرد. 

بَطْن [مفرد]: ج أَبْطُن وبُطْنان وبُطون:
1 - مصدر بطَنَ.
2 - (شر) جزء من الجسم واقع بين الصَّدر والحوض، وفيه الأحشاء والأمعاء، ويقابله الظَّهر (مذكّر وقد يُؤنّث) "مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ [حديث]- {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} - {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا} " ° داء البطن: سُعار، جوع مرضيّ- بقر بطنه: شقّه وفتحه- رقبتا البطن: ما بين الخاصرة والرفغ من الجانبين- زقزقت عصافير بطنه: جاع- عبدُ البطن/ ابن بطنه: الشَّرِه، النَّهِم- فلانٌ لا يفكِّر إلاّ في بطنه: لا ينشغل إلاّ بما يأكل ويشرب.
3 - مَرَّةُ واحدة من النِّتاج "وَلدتْ بَطْنًا واحدًا" ° ذو البطن: الجنين، ما تحمله الأنثى في بطنها من الأجنّة عند حملها.
4 - فرع من العَشيرة، جماعة دون القبيلة "بُطون قريش" ° فلان بطن فلان: أي خَصّه وآثره بمودّته على غيره.
• البَطْن من كلِّ شيء: جَوْفه، داخِله، عكْسه الظَّهر "بَطْن الأرض: ما انخفض منها، جوفها- بُطون الجبال- {بِبَطْنِ مَكَّةَ} "? ألقى الرَّجلُ ذا بطنه: كناية عن الرجيع- بطنا القلب: تجويفا القلب- بطن السَّاق: مَأْبِضها، باطن الرُّكبة- بَطْن اليد: راحتها- بطون الدِّماغ: تجاويف الدِّماغ- بناتُ البطون: الأمعاء- بياض البطن: شحم الكُلَى وغيره- في بُطون الكتب: داخلها- قلَب الأمرَ ظَهْرًا لبَطْن: اختبره. 

بَطَن [مفرد]:
1 - مصدر بطِنَ.
2 - (طب) مرض يصيب البَطْنَ. 

بَطِن [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطِنَ.
2 - نَهِم لا يهمُّه إلاّ ملء بطنه بالطّعام والشّراب. 

بِطْنَة [مفرد]: ج بِطْنات
• البِطْنَة: الامتلاء الشَّديد من الطَّعام "البِطْنَة تذهب الفطنة [مثل] ". 

بُطون [مفرد]: مصدر بطَنَ. 

بَطين [مفرد]: ج بِطان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بطُنَ: أبطن، ضخم البطن.
2 - شَرِه، نَهِم، أَكول، لا يهمُّه إلاّ بَطْنُه. 

بُطَيْن [مفرد]:
1 - تصغير بَطْن.
2 - (شر) أحد التجويفين السُّفليَّين للقلب اللذين يجتمع فيهما الدَّم ثمّ يدفع في الشّرايين، وهما بُطينان: أيمن وأيسر "جدار بُطينيّ". 

تَبَطُّن [مفرد]: (سف) تحويل ما هو موضوعيّ إلى ذاتيّ بحيث يُدرك إدراكًا باطنًا. 

مِبْطان [مفرد]: مؤ مِبْطان ومِبْطانَة:
1 - صيغة مبالغة من بطُنَ: عظيم البَطْن.
2 - كثير الأكل، شَرِه، أَكول "رجل مِبْطان- امرأة مِبْطان/ مِبْطانَة". 

مبطون [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بطَنَ.
2 - عليل البَطْن، أو مَنْ به إسهال يمتدّ أشهرًا لضعف المَعِدة "المَبْطُونُ شَهِيدٌ
 [حديث] ". 

بطن

1 بَطُنَ, aor. ـُ (K,) inf. n. بَطَانَةٌ, (TA,) He (a man) was, or became, big, or large, in the belly, (K, TA,) in consequence of much eating. (TA.) b2: And بَطِنَ, aor. ـَ inf. n. بَطَنٌ, He (a man) was, or became, big, or large, in the belly, in consequence of satiety, (S, TA,) and disordered therein: (TA:) he was, or became, in a state of repletion, or much filled with food. (TA.) b3: b4: And [hence,] بَطِنَ signifies also (tropical:) i. q. أَشِرَ and بَطِرَ [He exulted, or exulted greatly, or excessively, and behaved insolently and unthankfully, or ungratefully: &c.]. (TA.) b5: بُطِنَ He (a man, S, TA) had a complaint of, or a disease in, or a pain in, his belly. (S, Msb, TA.) A2: بَطَنَهُ, (S, K,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. بَطْنٌ, (TA,) He struck, or beat, his belly; as also بَطَنَ لَهُ, (S, K,) accord. to some, or the ل is added [only] in verse; (S;) and ↓ بطّنهُ, (K,) inf. n. تَبْطِينٌ. (TA.) b2: It (a disease) entered into him: [as though it penetrated into his belly: see 10:] in this sense it has for its inf. n. بُطُونٌ. (TA.) And بَطَنَتْ بِهِ الحُمَّى The fever produced an effect within him. (TA.) b3: He entered into it; namely, a valley; (S, TA;) in which sense it has for its inf. n. بَطْنٌ; and ↓ تبطّنهُ signifies the same: or the latter, he went about in it; namely, the valley; as also ↓ استبطنهُ. (TA.) b4: (tropical:) [He penetrated into it mentally;] he knew it; (Msb, K, TA;) namely, the news or story, or the state or case, of another: (K, TA:) (tropical:) he knew the inward, or intrinsic, state or circumstances thereof; (S, Msb, TA;) i. e., of a case, or an affair; (S, TA;) as also ↓ استبطنهُ: (K, A, TA:) and ↓ تبطّنهُ (assumed tropical:) he entered into it so that he knew its inward, or intrinsic, state or circumstances. (Ham p. 688.) b5: بَطَنَ بِفُلَانٍ, accord. to the S and M, but in the K مِنْ فُلَانٍ, (TA,) (tropical:) He became one of his particular, or special, intimates, friends, or associates, (S, K, TA,) entering into his affair [or affairs]: (TA:) or بَطَنَ بِهِ, aor. ـُ inf. n. بُطُونٌ and بَطَانَةٌ, means (assumed tropical:) he entered into his affair [or affairs]. (TA.) b6: And بَطَنَ, (Msb, K,) aor. ـُ said of a thing, (Msb,) It was, or became, unapparent, hidden, concealed, or covert; (K, TA;) contr. of ظَهَرَ. (Msb.) b7: See also 4.2 بطّنهُ, inf. n. تَبْطِينٌ: see 1. b2: See also 4. b3: He put a بِطَانَة, i. e. a lining, to it; namely, a garment, or piece of cloth; (S, K;) as also ↓ ابطنهُ. (K.) b4: بطّن لِحَيَتَهُ, inf. n. as above, He took, or cut off, from that part of his beard which was beneath the chin and lower jaw. (Sh, Nh, TA.) Accord. to the copies of the K, تَبْطِينُ اللِّحْيَةِ signifies the not doing so: but this is wrong. (TA.) 3 بَاطَنْتُ صَاحِبِى i. q. شددته [app. a mistranscription for شَاوَرْتُهُ, meaning (assumed tropical:) I consulted with my companion in order to know what was in his mind]. (TA.) 4 ابطن البَعِيرَ, (IAar, S, K,) inf. n. إِبْطَانٌ, (S,) He bound, or made fast, the camel's بِطَان [or belly-girth]; (S, K;) as also ↓ بطّنهُ, accord. to the copies of the K; but this is a mistake for ↓ بَطَنَهُ, aor. ـُ inf. n. بَطْنٌ; which last verb, however, though said by Az to be a dial. var., is disallowed by IAar and by AHeyth. (TA.) b2: أَبْطَنْتُ السِّيْفَ كَشْحِى (S, TA) I put the sword beneath my waist. (TA.) And ابطن كَشْحَهُ سَيْفَهُ (assumed tropical:) He made his sword to be his ↓ بِطَانَة [app. meaning his secret companion]. (TA.) [This seems to be from the phrase next following.] b3: أَبْطَنْتُ الرَّجُلَ (assumed tropical:) I made the man to be one of my particular, or special, intimates, friends, or associates; (S, TA; *) took him as a بِطَانَة. (TA.) One says also, فُلَانًا دُونَكَ ↓ اِسْتَبْطَنْتُ (Ham p. 688; [there rendered by خامصته, app. a mistranscription for خَصَصْتُهُ; meaning (assumed tropical:) I took, or chose, such a one particularly, or specially, for my companion, in preference to thee: it is said in explanation of the phrase مُسْتَبْطِنًا سَيْفِى, which seems to mean (assumed tropical:) taking my sword as my special companion, or putting it beneath my waist; so that سَيْفَهُ ↓ استبطن is similar to one, or both, of two phrases mentioned above in this paragraph.]) b4: See also 2.5 تبطّن He filled the [meaning his] belly. (Har p. 176.) b2: تبطّن جَارِيَةً (Sh, S, TA) He made his بَطْن to be in contact with that of a girl, skin to skin: (Sh, TA:) or inivit puellam; i. e. أَوْلَحَ ذَكَرَهُ فِيهَا. (TA.) b3: تبطّن الكَلَأَ He was, or became, in the middle, or midst, of the herbage: (TA:) or he went round about in the herbage. (S.) See also 1, in two places.6 تباطن It (a place) was far-extending; one part thereof being remote from another. (TA.) 8 اِبْتَطَنْتُ النَّاقَةَ عَشَرَةَ أَبْطُنٍ I assisted the she-camel in bringing forth, or delivered her of her young, ten times. (S, TA. [Golius and Freytag render the verb by “ ventre enixa fuit: ” and the former renders the phrase above (incorrectly printed in his Lex.) by “ peperit camela decem vicibus. ”]) 10 استبطن الفَرَسَ He sought to find what young was in the belly of the mare. (TA.) b2: استبطن الفَحْلُ الشُّوَّلَ The stallion covered the she-camels raising their tails, so that they conceived, or received his seed into their wombs; as though [meaning] he deposited his seed in their bellies. (TA.) b3: استبطنهُ He, or it, entered [or penetrated] into his, or its, belly, or interior; [or was, or became, or lay, within it;] like as the vein enters [or penetrates] into [or lies within] (يَسْتَبْطِنُ) the flesh. (A, TA.) You say, اِسْتَبْطَنْتُ الشَّىْءَ [I entered, or penetrated, into the thing, whether actually or mentally]. (S.) See 1, in two places. b4: See also 4, in two places. b5: اِسْتِبْطَانٌ also signifies The having, or holding, [a thing] concealed within. (PS.) [This explanation seems to be given to show that, in the opinion of the author of the PS, اِسْتَبْطَنْتُ الشَّىْءَ in the S means I had, or held, the thing concealed within.]

بَطْنٌ The belly, or abdomen; i. e. the part of the body which is separated from the جَوْف [i. e. chest, or thorax,] by the حِجَاب [i. e. midriff, or diaphragm]; containing the liver and the spleen and the stomach and the lower intestines &c.; (Zj in his “ Khalk el-Insán; ” [in which it is erroneously said to comprise also the lungs;]) contr. of ظَهْرٌ; (S, Msb, K;) of a man and of any animal: (TA:) of the masc. gender, (S, K,) and, accord. to AO, fem. also: (AHát, S:) pl. أَبْطُنٌ and بُطُونٌ (Az, Msb, K) and بُطْنَانٌ; (K;) the first a pl. of pauc.; and the second [as also the third] a pl. of mult., applied to more than ten. (Az, TA.) [Hence,] ذُو البَطْنِ [What is in the belly: but generally meaning] excrement, ordure, or dung. (K, TA.) You say, أَلْقَى ذَا بَطْنِهِ He (a man) ejected his excrement, or ordure. (TA.) and أَلْقَتْ ذَا بَطْنِهَا She (a woman, TA) brought forth; (K;) as also وَضَعَتْ ذَاتَ بَطْنِهَا: (TA in art. ذو:) and she (a hen) laid an egg. (K.) And نَثَرَتْ ذَا بَطْنِهَا, (T and Mgh in art. نثر,) and [elliptically]

نَثَرَتْ بَطْنَهَا, (T and A and Mgh in that art.,) She (a woman) brought forth many children. (T in that art.) And it is said in a prov., (TA,) الذِّئْبُ يُغْبَطُ بِذِى بَطْنِهِ [The wolf is envied for what is in his belly]: for one never thinks him to be hungry, but only thinks him to be in a state of repletion, because of his hostility to men and cattle, (A'Obeyd, K,) though he is sometimes distressed by hunger. (A'Obeyd. [See various readings of this prov. in Freytag's Arab. Prov. i. 500 and 501.]) مَاتَتْ فِى بَطْنٍ, a phrase occurring in a trad., means She (a woman) died in childbirth. (TA.) See also فُلَانٌ ابْنُ بَطْنِهِ. بَطَنٌ. means (assumed tropical:) Such a one is solicitous for his belly. (Er-Rághib, TA in art. بنى.) [Many phrases in which the word بَطْن occurs will be found explained under other words of those phrases; as ظَهْرٌ, and أَخَذَ, and عُصْفُورٌ, &c.] بَطْنُ الحُوتِ: see الرِّشَآءُ. b2: Also The inside, or interior, of anything; syn. جَوْفٌ: and so ↓ بَاطِنٌ; syn. دَاخِلٌ: (K:) pl. of the former as above. (TA.) Thus بَطْنُ وَادٍ means The interior of a water-course or riverbed [or valley; i. e. its bottom, in which flows, occasionally or constantly, its torrent or river]. (MA.) And بَطْنُ مَكَّةَ means The interior of Mekkeh. (Bd in xlviii. 24.) [Hence,] it is said of the Kur-án, لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ, meaning (assumed tropical:) To every verse thereof is an apparent sense and a sense requiring development. (TA.) [See ظَهْرٌ.] See also بَاطِنٌ. [And its pl. بُطْنَانٌ is also used as a sing., meaning The middle, or midst, of a thing: and the lower, or lowest, part, or the foundation. Thus,] بُطْنَانُ الجَنَّةِ means The middle, or midst, of Paradise: (S, TA:) and بُطْنَانُ العَرْشِ, The lower, or lowest, part, or the foundation, of the عرش [vulgarly held to be the throne of God]. (TA.) You say also [بَطْنُ الكَفِّ and] الكَفِّ ↓ بَاطِنُ (assumed tropical:) The palm of the hand [opposed to ظَهْرُهَا and ظَاهِرُهَا]: and [بَطْنُ القَدَمِ and]

القَدَمِ ↓ بَاطِنُ (assumed tropical:) The sole of the foot [likewise opposed to ظَهْرُهَا and ظَاهِرُهَا]: (Zj in his “ Khalk-el-Insán: ”) and بَطْنُ الحَافِرُ (S in art. نسر) and الحَافِرِ ↓ بَاطِنُ (M and K in that art.) (assumed tropical:) [The sole of the solid hoof;] the part of the solid hoof in which is the نَسْر, q. v. (S and M and K in that art.) بَطْنُ الرَّاحَةِ is well known [as another name for بَطْنُ الكَفِّ, explained above; for الرَّاحَة is often used as syn. with الكَفّ]: and الخُفِّ ↓ بَاطِنُ is [said to be] (assumed tropical:) The part of the foot of a camel or the like that is next the leg: and one says, ↓ بَاطِنُ الإِبْطِ, [meaning (assumed tropical:) The armpit, or hollow of the inner side of the shoulder-joint,] but not بَطْنُ الإِبْطِ: (TA:) [and العُنُقِ ↓ بَاطِنُ the throat.] The بَطْن of a feather is (tropical:) The long, (S,) or longer, (K,) [or wider, i. e. inner,] lateral half: pl. بُطْنَانٌ; (S, K, TA;) which is explained as signifying the parts beneath the shaft: opposed to ظُهْرَانٌ, pl. of ظَهْرٌ [q. v.]. (TA.) b3: Also A low, or depressed, tract, or portion, of land, or ground; (S, TA;) and so ↓ بَاطِنٌ: (TA:) [or a bottom, or low land; or a low, soft flat; i. e.] soft, plain, fine, low land or ground; opposed to ظَهْرٌ [q. v.]: (TA in art. ظهر:) pl. of the former, (S,) or of the latter, (K,) بُطْنَانٌ, (S, K,) a pl. of mult., (TA,) and أَبْطِنَةٌ, (K,) a pl. of pauc., and anomalous [as pl. of either]: (TA:) the former pl., in relation to land, is also used as a sing., like بَطْنٌ: (AHn, TA:) and accord. to ISh, بُطْنَانُ الأَرْضِ signifies the low, or depressed, tract, or tracts, of land, of the plain, or soft, parts thereof, and of the rugged, and of the meadows, where water rests and stagnates: and such tracts are also called بَوَاطِنُ and بُطُونٌ. (TA.) b4: بَطْنُ السَّمَآءِ and ظَهْرُ السَّمَآءِ both signify (assumed tropical:) The apparent, visible, part of the sky. (Fr, T voce ظَهْرٌ [q. v.].) A2: Also (tropical:) A tribe below that which is termed قَبِيلَة: (S, Msb, K, TA:) or next below the عِمَارَة: (S and TA voce شَعْبٌ, &c.:) or below the فَخِذ and above the عمارة: (K: [but for this I have found no other authority:]) of the masc. gender: (TA:) or [properly] fem.: but if حَيٌّ [said by some to signify a tribe, absolutely,] be meant thereby, it is masc.: (Msb:) or fem. if used in the sense of قَبِيلَة: (TA:) pl. [of pauc.] أَبْطُنٌ and [of mult.]

بُطُونٌ. (Msb, K.) [See شَعْبٌ.]

بَطَنٌ Disease of the belly, (K, TA,) being a state of enlargement thereof arising from satiety; and so ↓ بَطْنٌ; whence the phrase مَاتَ بِالبَطْنِ He died by the disease of the belly. (TA.) بَطَنٌ One whose object of care, or anxiety, is his belly: (K:) or who has an inordinate desire, or appetite, for food; (S;) whom nothing causes care, or anxiety, but his belly; (S, TA;) as also ↓ مِبْطَانٌ: (TA:) or the former, (TA,) or ↓ the latter, (S,) ever large, or big, in the belly in consequence of much eating: (S, TA:) or ↓ both signify voracious; not ceasing from eating. (K.) b2: and [hence,] (tropical:) One who exults, or exults greatly, or excessively, and behaves insolently and unthankfully, or ungratefully: (TA:) or who does so, being abundant in wealth. (K, TA.) بِطْنَةٌ Repletion; the state of being much filled with food (S, K) and drink. (So in a copy of the S.) It is said in a prov., البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ [Repletion banishes intelligence]. (TA.) b2: and [hence,] (tropical:) Exultation, or great or excessive exultation, and insolent and unthankful, or ungrateful, behaviour. (K, TA.) b3: [Hence also,] مَاتَ فُلَانٌ بِبِطْنَتِهِ (assumed tropical:) Such a one died with his wealth complete, not having expended, or dispensed, anything thereof: or, accord. to A'Obeyd, this prov. relates to religion, and means (assumed tropical:) he went forth from the present world in a state of integrity, without any infringement of his religion. (TA.) [See also تَغَضْغَضَ, in two places.] [Hence also,] نَزَّتْ بِهِ البَطِنَةُ (assumed tropical:) Richness caused him to exult, or exult greatly, or excessively, and to behave insolently and unthankfully, or ungratefully. (TA.) البَطِنَةُ i. q. الدُّبُرُ [The back, hinder part, posteriors, &c.]. (TA.) b2: بَطِنَاتُ الوَادِى The roads, or beaten tracks, of the valley. (TA.) بِطَانٌ [The belly-girth of a camel: or] the girth of the [kind of saddle called] قَتَب, (S, K,) which is put beneath the belly of the camel, and is like the تَصْدِير to the رَحْل: (S:) or the girth of the [saddle called] رَحْل: (Msb:) pl. [of pauc.] أَبْطِنَةٌ and [of mult.] بُطْنٌ. (K.) [Hence,] اِلْتَقَتْ حَلْقَتَا البِطَانِ [The two rings of the belly-girth met]: said of a case, or an affair, that has become severe, strait, or distressing. (S.) And رَجُلٌ عَرِيضُ البِطَانِ (tropical:) A man in ample and easy circumstances; or in an easy, or a pleasant, state or condition; or easy, or unstraitened, in mind. (K, TA. [See also art. عرض.]) And مَاتَ فُلَانٌ وَهُوَ عَرِيضُ البِطَانِ, meaning, accord. to A'Obeyd, (assumed tropical:) Such a one died broad in the fleshy parts (المَلَاحِم); nothing of him having gone. (TA. [But this seems to be said of a man's dying in a state of opulence: see Freytag's Arab. Prov. ii. 601.]) بَطِينٌ, applied to a man, (K,) Big, or large, in the belly; (S, K;) as also ↓ مِبْطَانٌ: the former occurs, in a description of 'Alee, used as an epithet of praise: and signifies also big, or large, in the belly in consequence of much eating: and having the belly full; as also ↓ the latter: pl. of the former بِطَانٌ. (TA.) b2: Hence, (tropical:) Full; applied to a purse [&c.]. (TA.) You say رَجُلٌ بَطِينُ الكُرْزِ (assumed tropical:) [lit. A man having the pair of provision-bags full]; meaning (assumed tropical:) a man who conceals his travel-ling-provision in a journey, and eats that of his companion. (TA.) b3: (assumed tropical:) Far; far-extending. (S, K, TA.) So in the phrase شَأْوٌ بَطِينٌ (assumed tropical:) [A farextending heat, or single run to a goal or limit], (S, TA,) and شَوْطٌ بَطِينٌ [signifying the same]. (TA.) b4: (assumed tropical:) Wide, and low, or depressed; applied to a tract of land or ground. (Ham p. 506.) البُطَيْنُ One of the Mansions of the Moon; (S, K;) namely, the Second; (Kzw, &c.;) three small stars [e and p and n], (S, K,) disposed in the form of an equilateral triangle, (S,) as though they were three stones whereon a cooking-pot is placed, and forming the belly of the Ram; (S, K;) the appellation being made a diminutive because the Ram consists of many stars in the form of a ram; [so I here render حَمَل though it properly signifies a lamb;] the شَزَطَانِ being its two horns; and the بُطَيْن, its belly; [or, accord. to our configuration of Aries, the rump;] and the ثُرَيَّا, its rump, or tail; (S;) three obscure stars, forming the points of a triangle, in the belly of the Ram, between the شَرَطَانِ and the ثُرَيَّا; (Kzw, Mir-át ez-Zemán, &c.;) the three stars of which two are on the tail and one on the thigh of the Ram, forming an equilateral triangle. (Kzw in his description of Aries.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] The Arabs assert that it has no نَوْء

[here meaning effect upon the weather], except wind. (TA.) بِطَانَةٌ The lining, or inner covering, of a garment, or piece of cloth [&c.]; contr. of ظِهَارَةٌ; (S, Msb, K;) as also ↓ بَاطِنَةٌ: (JK in art. ظهر:) pl. of the former بَطَائنُ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A secret (K, TA) that a man conceals. (TA.) One says, هُوَ ذُو بِطَانَةٍ بِفُلَانٍ, i. e. (assumed tropical:) He is one who possesses knowledge of the inward, or intrinsic, state or circumstances of the case, or affair, of such a one. (TA.) b3: (tropical:) A particular, or special, intimate, friend, or associate; (S, K, TA;) one who is particularly distinguished by entering into, and becoming acquainted with, the inward, or intrinsic, state or circumstances of one's case or affair; (TA;) an intimate and familiar friend or associate; (Zj, TA;) a confidential friend, who is consulted respecting one's circumstances: (TA:) it is from the same word in the sense first explained above, relating to a garment, or piece of cloth: (Mgh, Er-Rághib:) and is used in a pl. sense, as meaning intimate and familiar friends or associates, to whom one is open, or unreserved, in conversation, and who know the inward state or circumstances [of one's case or affair]: (Zj, TA:) or one's family; and one's particular, or special, intimates, friends, or associates. (Mgh.) You say, هُوَ بِطَانَتِى (tropical:) [He is my particular, or special, intimate, &c.]: and هُمْ بِطَانَتِى and أَهْلُ بِطَانَتِى (tropical:) [They are my particular, or special, intimates, &c.]. (A, TA.) See also 4. b4: Coupled with عَلَاوَة, it signifies What is put beneath [the things that compose the main load of a camel], such as a water-skin and the like. (TA.) b5: See also بَاطِنَةٌ.

بَاطِنٌ Unapparent; hidden; concealed; covert: (K, TA:) [and inward; inner; interior; internal; intrinsic; esoteric: in all these senses] contr. of ظَاهِرٌ. (Msb, TA.) b2: بَاطِنُ أَمْرٍ [The inward, or intrinsic, state or circumstances, of a case or an affair]; (TA, &c.;) [and so أَمْرٍ ↓ بَطْنُ; whence the phrases,] أَفْرَشَنِى ظَهْرَ أَمْرِهِ وَبَطْنَهُ (assumed tropical:) [He displayed, or laid open, to me the outward state or circumstances of his case or affair, and the inward state or circumstances thereof]; and هُوَ مُجَرِّبٌ بَطْنَ الأُمُورِ (assumed tropical:) [He is one who possesses experience of the inward, or intrinsic, state or circumstances of affairs], as though he hit their bellies by his knowledge of their true, or real, states or circumstances. (TA.) b3: البَاطِنُ [The internal, inward, or intrinsic, state, condition, character, or circumstances, of a man: and the heart, meaning the secret thoughts; the recesses of the mind; the state of mind; the inward, or secret, disposition of the mind: opposed to الظَّاهِرُ. b4: Also,] an epithet applied to God, meaning He who knows the inward, or intrinsic, states or circumstances of things: (S:) or He who knows the secret and hidden things: or He who is veiled from the eyes and imaginations of created beings. (TA.) b5: [بَاطِنًا Covertly; secretly.] b6: See also بَاطِنَةٌ, in eight places. b7: بِطَانَةٌ also signifies A water-course, or place in which water flows, in rugged ground: pl. بُطْنَانٌ (K) and بُطْنٌ. (TA.) بَاطِنَةٌ: see بِطَانَةٌ. b2: Also The middle, and the retired part, of a كُورَة [i. e. province, or district, or city]: in the copies of the K erroneously written ↓ بِطَانَة, and explained as meaning the “ middle of a كورة. ” (TA.) الأَبْطَنُ A certain vein in the interior of the arm of the horse; one of two veins which are called الأَبْطَنَانِ: (S:) accord. to AO, these are two veins that penetrate into the interior of the arm until they become hidden among the sinews of the shank. (TA.) مُبَطَّنٌ, applied to a man, Lank in the belly: (S, K, TA:) fem. with ة. (S.) b2: Applied to a horse, White in the back and belly. (K.) b3: Lined; having a بِطَانَة put to it. (TA.) مِبْطَانٌ: see بَطِينٌ, in two places: and see بَطِنٌ, in three places.

مَبْطُونٌ Having a complaint of, or a disease in, or a pain in, his belly: (S, Mgh, Msb, K:) one who dies of disease of his belly, as dropsy and the like: such is reckoned a martyr. (TA.)

بطن: البَطْنُ من الإنسان وسائِر الحيوان: معروفٌ خلاف الظَّهْر،

مذكَّر، وحكى أَبو عبيدة أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قال ابن بري: شاهدُ التذكير فيه

قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار:

يَطْوي، إذا ما الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه،

بَطْناً، من الزادِ الخبيثِ، خَميصا

وقد ذَكرْنا في ترجمة ظهر في حرف الراء وجهَ الرفع والنصب فيما حكاه

سيبويه من قولِ العرب: ضُرِبَ عبدُ الله بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ

البطنُ والظهرُ. وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التهذيب: وهي

ثلاثةُ أَبْطُنٍ إلى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرة لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ

البَطْنِ بُطَيْنٌ. والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ من الطعام، وهي

الأَشَرُ من كَثْرةِ المال أَيضاً. بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ

وهو بَطينٌ، وذلك إذا عَظُمَ بطْنُه. ويقال: ثَقُلَتْ عليه البِطْنةُ، وهي

الكِظَّة، وهي أَن يَمْتلِئَ من الطعام امتلاءً شديداً. ويقال: ليس

للبِطْنةِ خيرٌ من خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ. ومن

أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ ومنه قول الشاعر:

يا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطـ

ـنةُ ممّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما

ويقال: مات فلانٌ بالبَطَنِ. الجوهري: وبُطِنَ الرجلُ، على ما لم يسمَّ

فاعله، اشْتَكَى بَطْنَه. وبَطِن، بالكسر، يَبْطَن بَطَناً: عَظُم

بَطْنُه من الشِّبَعِ؛ قال القُلاخ:

ولم تَضَعْ أَولادَها من البَطَنْ،

ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ

والغَدَنُ: الإسْتِرخاءُ والفَتْرة. وفي الحديث: المَبْطونُ شهيدٌ أَي

الذي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه؛ ومنه الحديث: أَنَّ

امرأَةً ماتت في بَطَن، وقيل: أَراد به ههنا النِّفاسَ، قال: وهو أَظهر لأَن

البخاريّ ترْجَم عليه باب الصلاة على النُّفَساء. وقوله في الحديث: تَغْدُو

خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ. وفي حديث موسى

وشعيبٍ، على نبيّنا وعليهما الصلاة والسلام، وعَوْد غَنَمِه: حُفَّلاً بِطاناً؛

ومنه حديث عليّ، عليه السلام: أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى؛

المِبْطان: الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ. وفي صفة علي، عليه السلام:

البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ. ورجلٌ بَطِنٌ: لا هَمَّ له

إلاَّ بَطْنُه، وقيل: هو الرَّغيب الذي لا تَنْتَهِي نفسُه من الأَكل،

وقيل: هو الذي لا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ من كثرةِ الأَكل، وقالوا: كِيسٌ

بَطينٌ أَي مَلآنُ، على المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لبعض اللُّصوص:

فأَصْدَرْتُ منها عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ،

وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ

ورجل مِبْطانٌ: كثيرُ الأَكل لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه، وبَطينٌ: عظيمُ

البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قال: وهذا على السَّلْب

كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ:

يَشْتَكي بَطْنَه؛ قال ذو الرمة:

رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات،

جَواعِل في البُرَى قَصَباً خِدالا

ومن أَمثالهم: الذئب يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قال أَبو عبيد: وذلك أَنه لا

يُظَنُّ به أَبداً الجوع إنما يُظَنّ به البِطْنةُ لِعَدْوِه على الناس

والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً من الجوع؛ وأَنشد:

ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه،

ويُغْبَطُ ما في بَطْنه وهْو جائعُ

وفي صفة عيسى، على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام: فإذا رجُل

مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، ويقال للذي لا يَزالُ

ضَخْمَ البطنِ من كثرة الأَكل مِبْطانٌ، فإذا قالوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ

فمعناه أَنه خَميص البَطْن؛ قال مُتمّم بن نُوَيرة:

فَتىً غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا

ومن أَمثال العرب التي تُضْرَب للأَمر إذا اشتدّ: التَقَتْ حَلْقَتا

البِطانِ، وأَما قول الراعي يصف إبلاً وحالبها:

إذا سُرِّحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلفَها،

بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غير أَرْوعا

مِبْطانُ الضُّحى: يعني راعياً يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حتى يَميلَ من

اللَّبَن. والبَطينُ: الذي لا يَهُمُّه إلا بَطْنُه. والمَبْطُونُ:

العَليل البَطْنِ. والمِبْطانُ: الذي لا يزالُ ضخْمَ البطنِ. والبَطَنُ: داءُ

البَطْن. ويقال: بَطَنَه الداءُ وهو يَبْطُنُه، إذا دَخَله، بُطوناً.

ورجل مَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه. وفي حديث عطاء: بَطَنتْ بك الحُمَّى أَي

أَثَّرَت في باطنك. يقال: بَطَنَه الداءُ يبطُنه. وفي الحديث: رجل

ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ ما في بطنها من النِّتاج.

وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ له، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه. وضرَب فلانٌ

البعيرَ فبَطَنَ له إذا ضرَب له تحت البَطْن؛ قال الشاعر:

إذا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ،

تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ،

فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ

أَراد فابطُنْه فزاد لاماً، وقيل: بَطَنَه وبَطَن له مثل شَكَره

وشَكَرَ له ونصَحَه ونصحَ له، قال ابن بري: وإنما أَسكن النون للإدغام في

اللام؛ يقول: إذا ضربت بعيراً مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه في موضع لا يَضُرُّ

به الضربُ، فإنّ ضرْبَه في ذلك الموضع من بطْنه خير له من غيره. وأَلقَى

الرجلُ ذا بَطْنه: كناية عن الرَّجيع. وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذا بَطْنِها:

يعني مَزْقَها إذا باضت. ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها ولداً: كَثُر ولدُها.

وأَلقت المرأَةُ ذا بطنِها أَي وَلَدَت. وفي حديث القاسم بن أَبي

بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ من الطَّهارة: الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ

البَطِنةِ ونَتْفِ الإبْطِ وتقليم الأَظفار وقصِّ الشارب والاستِنْثار؛ قال

بعضهم: البَطِنة هي الدبُر، هكذا رواها بَطِنة، بفتح الباء وكسر الطاء؛ قال

شمر: والانتِضاحُ

(* قوله «والانتضاح» هكذا بدون ذكره في الحديث).

الاسْتِنجاءُ بالماء. والبَطْنُ: دون القبيلة، وقيل: هو دون الفَخِذِ وفوق

العِمارة، مُذَكَّر، والجمع أَبْطُنٌ وبُطُونٌ. وفي حديث علي، عليه السلام:

كَتَب على كلِّ بطْنٍ عُقولَه؛ قال: البَطْنُ ما دون القبيلة وفوق الفخِذ،

أَي كَتَب عليهم ما تَغْرَمُه العاقلة من الدِّيات فبَيَّن ما على كل قوم

منها؛ فأَما قوله:

وإنَّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبْطُنٍ،

وأَنتَ بريءٌ من قبَائِلِها العَشْر

فإنه أَنّث على معنى القبيلة وأَبانَ ذلك بقوله من قبائلها العشر. وفرسٌ

مُبَطَّنٌ: أَبيضُ البَطْنِ والظهر كالثوب المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه ما

كان. والبَطْنُ من كل شيء: جَوْفُه، والجمع كالجمع. وفي صفة القرآن

العزيز: لكل آية منها ظَهْرٌ وبطْن؛ أَراد بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ بيانُه،

وبالبَطْن ما احتيج إلى تفسيره كالباطِن خلاف الظاهر، والجمع بَواطِنُ؛

وقوله:وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت

ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا

أَراد: وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الجمع، ولذلك استَجاز

أَن يقول حُمْراً، وقد بَطُنَ يَبْطُنُ. والباطِنُ: من أَسماء الله عز وجل.

وفي التنزيل العزيز: هو الأَوّلُ والآخِرُ والظاهر والباطن؛ وتأْويلُه

ما روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في تَمْجيد الربّ: اللهمّ أَنتَ

الظاهِر فليس فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فليس دونَك شيء، وقيل: معناه أَنه

علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كما علم كلَّ ما هو ظاهرُ الخَلْقِ، وقيل:

الباطِن هو المُحْتَجِب عن أَبصار الخلائِق وأَوْهامِهم فلا يُدرِكُه بَصَر

ولا يُحيطُ به وَهْم، وقيل: هو العالمُ بكلِّ ما بَطَن. يقال: بَطَنْتُ

الأَمرَ إذا عَرَفتَ باطنَه. وقوله تعالى: وذَرُوا ظاهرَ الإثْمِ

وباطِنَه؛ فسره ثعلب فقال: ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وهو مذكور في

موضعه. والباطِنةُ: خلافُ الظاهرة. والبِطانةُ: خلافُ الظِّهارة. وبِطانةُ

الرجل: خاصَّتُه، وفي الصحاح: بِطانةُ الرجل وَليجتُه. وأَبْطَنَه:

اتَّخَذَه بِطانةً. وأَبْطَنْتُ الرجلَ إذا جَعَلْتَه من خَواصِّك. وفي الحديث:

ما بَعَثَ الله من نبيّ ولا استَخْلَفَ من خليفة إلا كانت له بِطانتانِ؛

بِطانةُ الرجل: صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الذي يُشاوِرُه في أَحواله.

وقوله في حديث الاستسقاء: وجاء أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون؛ البِطانةُ:

الخارجُ من المدينة. والنَّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، والظاهرةُ:

العامَّةُ. ويقال: بَطْنُ الراحهِ وظَهْرُ الكَفّ. ويقال: باطنُ الإبْط، ولا يقال

بطْن الإبْط. وباطِنُ الخُفّ: الذي تَليه الرجْلُ. وفي حديث النَّخَعي:

أَنه كان يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ من جَوانِبها؛ قال شمر: معنى

يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر من تحت الحَنَك والذَّقَنِ، والله أَعلم.

وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ

خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف على دَخْلَته.

وبَطَن فلانٌ بفلان يَبْطُنُ به بُطوناً وبطانة إذا كان خاصّاً به

داخلاًفي أَمره، وقيل: بَطَنَ به دخل في أَمره. وبَطَنتُ بفلان: صِرْتُ من

خواصِّه. وإنَّ فلاناً لذو بِطانة بفلان أَي ذو علمٍ بداخلةِ أَمره. ويقال:

أَنتَ أَبْطنْتَ فلاناً دوني أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بك مني، وهو مُبَطَّنٌ

إذا أَدخَله في أَمره وخُصَّ به دون غيره وصار من أَهل دَخْلَتِه. وفي

التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمنوا لا تَتَّخِذُوا بِطانةً من دونكم؛

قال الزجاج: البِطانة الدُّخَلاء الذين يُنْبَسط إليهم ويُسْتَبْطَنونَ؛

يقال: فلان بِطانةٌ لفلان أَي مُداخِلٌ له مُؤانِس، والمعنى أَن المؤمنين

نُهوا أَن يَتَّخِذوا المنافقين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إليهم

أَسرارَهم. ويقال: أَنت أَبْطَنُ بهذا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه. وتبَطَّنْت

الأَمرَ: عَلِمت باطنَه. وبَطَنْت الوادي: دَخَلْته. وبَطَنْت هذا الأَمرَ:

عَرَفْت باطنَه، ومنه الباطِن في صفة الله عز وجل. والبطانةُ: السريرةُ.

وباطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، وظاهرتُها: ما تنَحَّى منها. والباطنةُ من

البَصْرةِ والكوفة: مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ في قَصَبتها،

والضاحيةُ: ما تنَحَّى عن المساكن وكان بارزاً. وبَطْنُ الأَرض وباطنُها: ما

غَمَض منها واطمأَنّ. والبَطْنُ من الأَرض: الغامضُ الداخلُ، والجمعُ القليل

أَبْطِنةٌ، نادرٌ، والكثير بُطْنان؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من

الأَرض واحدٌ كالبَطْن. وأَتى فلانٌ الوادي فتَبَطَّنه أَي دخل بطنَه. ابن

شميل: بُطْنانُ الأَرض ما تَوَطَّأَ في بطون الأَرض سَهْلِها وحَزْنها

ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنْقَعُه، وهي البواطنُ والبُطون. ويقال: أَخذ

فلانٌ باطناً من الأَرض وهي أَبطأُ جفوفاً من غيرها. وتبطَّنْتُ الوادي:

دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فيه. وبُطْنانُ الجنة: وسَطُها. وفي الحديث: ينادي

مُنادٍ من بُطْنانُ العرش أَي من وسَطه، وقيل: من أَصله، وقيل:

البُطْنان جمع بطن، وهو الغامض من الأَرض، يريد من دواخل العرش؛ ومنه كلام علي،

عليه السلام، في الاستسقاء: تَرْوَى به القِيعانُ وتسيل به البُطْنان.

والبُطْنُ: مسايلُ الماء في الغَلْظ، واحدها باطنٌ؛ وقول مُلَيْح:

مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ من بَطِناتِه

نَوىً، مثل أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق

قال: بَطِناتُه مَحاجُّه. والبَطْنُ: الجانب الطويلُ من الريش، والجمع

بُطْنانٌ مثل ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ. والبَطْنُ: الشِّقُّ

الأَطولُ من الريشة، وجمعها بُطْنان. والبُطْنانُ أَيضاً من الريش: ما كان

بطنُ القُذَّة منه يَلي بطنَ الأُخرى، وقيل: البُطْنانُ ما كان من تحت

العَسيب، وظُهْرانُه ما كان فوق العسيب؛ وقال أَبو حنيفة: البُطْنانُ من

الريش الذي يَلي الأَرضَ إذا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شيئاً أَو جَثَمَ على

بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ ما جُعِلَ من ظَهر عَسيب

الريشة. ويقال: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ ولم يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ

ظُهْرانَ الريش أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الريش قِصار، وواحدُ البُطْنانِ

بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الريش في وسَطِه.

وأَبْطَن الرجل كَشْحَه سَيفَه ولسيفه: جعله بطانتَه. وأَبطنَ السيفَ كشْحَه

إذا جعله تحت خَصْره. وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخر: جعله تحته. وبِطانةُ

الثوب: خلافُ ظِهارته. وبطَّنَ فلان ثوبه تبطيناً: جعل له بطانةً، ولِحافٌ

مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وهي البِطانة والظِّهارة. قال الله عز وجل:

بَطائنُها من إسْتَبْرقٍ. وقال الفراء في قوله تعالى: مُتَّكِئِين على فُرُشٍ

بَطائنُها من إستبرقٍ؛ قال: قد تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بطانةً،

وذلك أَن كلَّ واحدٍ منها قد يكونُ وجهاً، قال: وقد تقول العربُ هذا ظهرُ

السماء وهذا بطنُ السماء لظاهرها الذي تراه. وقال غير الفراء: البِطانةُ

ما بطَنَ من الثوب وكان من شأْن الناس إخْفاؤه، والظهارة ما ظَهَرَ وكان

من شأْن الناس إبداؤه. قال: وإنما يجوز ما قال الفراء في ذي الوجهين

المتساويين إذا وَلِيَ كلُّ واحد منهما قوْماً، كحائطٍ يلي أَحد صَفْحَيْه

قوماً، والصَّفْحُ الآخرُ قوماً آخرين، فكلُّ وجهٍ من الحائط ظَهْرٌ

لمن يليه، وكلُّ واحدٍ من الوجهين ظَهْر وبَطْن، وكذلك وجْها الجبل وما

شاكلَه، فأَما الثوبُ فلا يجوز أَن تكونَ بطانتُه ظهارةً ولا ظِهارتُه

بِطانةً، ويجوز أَن يُجْعَل ما يَلينا من وجه السماء والكواكِب ظهْراً

وبطْناً، وكذلك ما يَلينا من سُقوف البيت. أَبو عبيدة: في باطِن وظِيفَيِ

الفرس أَبْطَنانِ، وهما عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حتى انغَمَسا في

عَصَب الوَظيف. الجوهري: الأَبْطَنُ في ذِراع الفرسِ عِرْق في باطنها، وهما

أَبْطَنانِ. والأبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي

الذراعَينِ حتى يَنْغَمِسا في الكَفَّين. والبِطانُ: الحزامُ الذي يَلي البَطْنَ.

والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وقيل: هو للبعير كالحِزام للدابة،

والجمع أَبطِنةٌ وبُطُن. وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه.

قال ابن الأَعرابي وحده: أَبْطَنْتُ البعير ولا يقال بَطَنْتُه، بغير

أَلف؛ قال ذو الرمة يصف الظليم:

أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادجُه،

بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ

شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛

فشبَّه استِرْخاء

(* قوله «فشبه استرخاء إلخ» كذا بالأصل والتهذيب أيضاً،

ولعلها مقلوبة، والأصل: فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه).

عِكْمَيْه باسترخاء جَناحَيِ الظَّليم، وقد أَنكر أَبو الهيثم بَطَنْت، وقال:

لا يجوز إلا أَبْطَنت، واحتجَّ ببيت ذي الرمة. قال الأَزهري: وبَطَنْتُ

لغةٌ

أَيضاً. والبِطانُ للقَتَب خاصة، وجمعه أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج.

ابن شميل: يقال أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حتى يتَّضِع أَي حتى

يَسْترْخي على بَطْنه ويتمكن الحِمْل منه. الجوهري: البِطانُ للقَتَب

الحزامُ الذي يجعل تحت بطن البعير. يقال: التَقَتْ حَلْقَتا البطان للأَمر إذا

اشتدَّ، وهو بمنزلة التَّصدير للرحْل، يقال منه: أَبْطَنْتُ البعيرَ

إِبْطاناً إذا شَدَدْتَ بِطانَه. وإنه لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ.

وقال أَبو عبيد في باب البخيل، يموتُ ومالُه وافِرٌ لم يُنْفق منه شيئاً:

مات فلانٌ بِبِطْنَتِه لم يتَغَضْغَضْ منها شيء، ومثله: مات فلانٌ وهو

عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لم يَذهَبْ منه شيءٌ؛ قال أَبو عبيد:

ويُضْرَب هذا المثلُ في أَمر الدِّين أَي خرَجَ من الدنيا سليماً لم يَثْلِمْ

دينَه شيءٌ، قال ذلك عمرو ابنُ العاص في عبد الرحمن بن عَوف لما مات:

هنيئاً لك خرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ لم يتَغَضْغَضْ منها شيء؛ ضرَبَ

البطْنةَ مثلاً في أَمر الدين، وتغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قال: وقد يكون

ذمَّاً ولم يُرِدْ به هنا إلاْ المَدْحَ. ورجل بَطِنٌ: كثيرُ المال.

والبَطِنُ: الأَشِرُ. والبِطْنةُ: الأَشَرُ. وفي المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ

الفِطْنةَ، وقد بَطِنَ. وشأْوٌ بَطِينٌ: واسعٌ. والبَطين: البعيد، يقال:

شأْوٌ بطين أَي بعيد؛ وأَنشد:

وبَصْبَصْنَ، بين أَداني الغَضَا

وبين عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً

قال: وفي حديث سليمان بن صُرَد: الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بعيد. وتبطَّن

الرجلُ جاريتَه إذا باشَرها ولمَسَها، وقيل: تبطَّنها إذا أَوْلَج ذكرَه

فيها؛ قال امرؤُ القيس:

كأَنِّي لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ،

ولم أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ

وقال شمر: تبطَّنها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها في قوله:

إذا أَخُو لذَّةِ الدنيا تبطَّنها

ويقال: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إذا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه

أَوْدع نطفتَه بطونها؛ ومنه قول الكميت:

فلما رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ،

وصَرَّتَها في الفجر كالكاعِب الفُضُلْ،

وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ

بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ

صرَّتُها: جماعة كواكبها، والجَنادِب ترتَكِل من شدة الرَّمْضاء. وقال

عمرو بن بَحْر: ليس من حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإنسان والتمساح،

قال: والبهائم تأْتي إناثها من ورائها، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ

بالدبر، قال أَبو منصور: وقول ذي الرمة تبطَّنَها أَي علا بطْنَها

ليُجامِعَها. واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فيه. وابْتَطنْتُ

الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مرات. ورجل بَطِين الكُرْز إذا كان

يَخبَأُ زادَه في السفر ويأْكل زادَ صاحبه؛ وقال رؤبة يذم رجلاً:

أَو كُرَّزٌ يمشي بَطينَ الكُرْزِ

والبُطَيْن: نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرَطَيْن

والثُّرَيَّا، جاء مصغَّراً

عن العرب، وهو ثلاثةُ كواكبَ صغار مستوية التثليث كأَنها أَثافي، وهو

بطن الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كثيرة على صورة الحَمَل، والشرَطان

قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، والثريا أَليتُه، والعرب تزعُم أَن البُطَين

لا نَوْء له إلا الريحُ. والبَطينُ: فرس معروف من خيل العرب، وكذلك

البِطان، وهو ابن البَطين

(* قوله «وهو ابن البطين» عبارة القاموس: وهو أبو

البطين). والبَطين: رجل من الخَوارج. والبُطَين الحِمْضيّ: من

شُعَرائهم.

بطن
: (البَطْنُ) مِن الإنْسانِ وسائِرِ الحيوانِ مَعْروفٌ (خِلافُ الظَّهْرِ، مُذَكَّرٌ) .) وحَكَى أَبو حاتِمٍ عَن أَبي عبيدَةَ: أَنّ تأْنِيثَه لُغَةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، فاقْتِصار المصنِّفِ على التّذْكيرِ تَقْصيرٌ.
قالَ ابنُ بَرِّي: شاهِدُ التَّذْكيرِ فِيهِ قَوْلُ ميَّةَ بنتِ ضِرارٍ:
يَطْوي إِذا مَا الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَهبَطْناً من الزادِ الخبيثِ خَمِيصاوحكَى سِيْبَوَيْه قَوْلَ العَرَبِ: ضُرِبَ عبدُ اللَّهِ بَطْنُه وظهْرُه، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهْرُ، وقالَ: يَجوزُ فِيهِ الرَّفْعُ والنَّصْبُ، وَقد ذَكَرْناه فِي ظ هـ ر. (ج أَبْطُنٌ وبُطونٌ) ؛) قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهِي ثلاثَةُ أبْطُنٍ إِلَى العَشْرِ، وبُطونٌ كثيرَةٌ لمَا فَوْقَ العَشْرِ؛ (وبُطْنانٌ) ، بالضمِّ، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ.
(و) مِن المجازِ: البَطْنُ (دونَ القَبيلةِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو دونَ الفَخِذِ وفَوْقَ العِمارَةِ) ، مُذَكَّر. وَهُوَ قَوْلُ النَّسَّابَة.
ومَرَّ عَن الجوْهرِيّ فِي الرَّاء: أَوَّل العَشِيرَة الشّعْبُ ثمَّ القَبيلَةُ ثمَّ الفَصِيلَةُ ثمَّ العِمارَةُ ثمَّ البَطْنُ ثمَّ الفَخِذُ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وقسَّمَها الزُّبَيْرُ بنُ بكَّارٍ فِي كتابِ النَّسَبِ إِلَى شعبٍ ثمَّ قَبيلَةٍ ثمَّ عِمارَةٍ ثمَّ بَطْنٍ ثمَّ فخِذٍ ثمَّ فَصِيلَةٍ؛ وزادَ غيرُهُ قَبْل الشعبِ الجذمَ، وبَعْد الفَصِيلَة العَشِيرَة؛ وَمِنْهُم مَنْ زادَ بَعْدَ العَشِيرَة الأُسْرة.
قلْتُ: وَمِنْهُم مَنْ زادَ بَعْدَ الفَصِيلَة الرَّهْطِ. وقدمَ البَحْث فِي ذَلِك مُفَصّلاً فِي شعبٍ وَفِي عشر وَفِي قبل.
(ج أَبْطُنٌ وبُطونٌ) ؛) وقَوْل الشَّاعِرِ:
وإنَّ كِلاباً هَذِه عَشْرُ أَبْطُنٍ وأَنتَ بريءٌ من قَبائِلِها العَشْرِأَنَّثَ على معْنَى القَبيلَةِ، وأَبانَ ذلكَ بقوْلِه مِن قَبائِلِها العَشْرِ.
(و) البَطْنُ: (جَوْفُ كلِّ شيءٍ) ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.
وَفِي صفَةِ القُرآنِ العَزيزِ: لكلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ؛ أَرادَ بالظَّهْر مَا ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن مَا احْتِيج إِلَى تَفْسِيرِه.
(و) مِن المجازِ: البَطْنُ (الشَّقُّ الأَطْولُ من الرِّيشِ، ج بُطْنانٌ) ، كظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ، وقيلَ: بُطْنانُ الريشِ مَا كانَ تحْتَ العَسيبِ، وظُهْرانُه مَا كانَ فَوْقَه، والعَسيبُ: قَضِيبُ الريشِ فِي وسَطِه؛ وَقد ذُكِرَ ذلكَ فِي حَرْف الرَّاء.
(و) المُسَمَّى بالبَطْنِ (عِشْرونَ مَوْضِعاً) ، يقالُ فِي كلِّ واحِدٍ بَطْنُ كَذَا.
(و) البَطِنُ، (ككَتِفٍ: الأشِرُ) ، وقيلَ: هُوَ الأشِرُ (المُتَمَوِّلُ) ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) قيلَ: هُوَ (مَن هَمُّه بَطْنُه) .) يقالُ: رجُلٌ بَطِنٌ أَي لَا هَمَّ لَهُ إلاَّ بَطْنُه.
(أَو) هُوَ (الرَّغيبُ) الَّذِي (لَا يَنْتَهي) نَفْسُه (مِن الأكْلِ) .
(وقيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَزالُ عَظِيمَ البَطْنِ مِن كثْرَةِ الأكْلِ، (كالمِبْطانِ) ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَهُمُّه إلاَّ بَطْنُه؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهه: (أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى) .
(ورَجُلٌ بَطِينٌ: عَظيمُ البَطْنِ) مِن كثْرَةِ الأَكْلِ.
وَفِي صفَةِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (الأَنْزَعُ البَطِينُ) ، أَي العَظيمُ البَطْنِ، وَهُوَ مدْحٌ.
(وَقد بَطُنَ، ككَرُمَ) ، بَطانَةً.
(و) رَجُلٌ مُبَطَّنٌ، (كمعَظَّمٍ: ضامِرُ البَطْنِ) خَمِيصُه، وَهَذَا على السَّلْبِ كأنَّه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، وَهِي مُبَطَّنَةٌ من الشّبعِ.
(و) رجُلٌ (مَبْطونٌ: يَشْتَكِيه) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لذِي الرُّمَّة:
رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّناتجَواعِل فِي البُرَى قَصَباً خِدَالاوقد بُطِنَ، كعُنِيَ.
وَفِي الحدِيثِ: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ) ، أَي الَّذِي يَموتُ بمَرَضِ بَطْنه كالاسْتِسْقاءِ ونحْوه. وَفِي حدِيثٍ آخَر: (أنَّ امْرأَةً ماتَتْ فِي بَطَن) ، أَرادَ بِهِ هُنَا النِّفَاسَ.
(والبَطَنُ، محرّكةً: داءُ البَطْنِ) ، وَهُوَ أَن يَعْظمَ من الشِّبَعِ، وَقد بَطِنَ الرَّجُل كفَرِحَ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للقُلاخِ: وَلم تَضَعْ أَوْلادَها من البَطَنْولم تُصِبْه نَعْسةٌ على غَدَنْ (وبَطَنَه) بَطْناً؛ وقالَ قَوْمٌ: بَطْنه؛ (و) بَطَنَ (لَهُ) مثْلُ شَكَرَه وشَكَرَ لَهُ ونَصَحَه ونَصَحَ لَهُ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ؛ (و) زادَ غيرُهُ: (بَطَّنَه) تَبْطِيناً: إِذا (ضَرَبَ بَطْنَهُ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْتحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ قالَ ابنُ بَرِّي: أَي إِذا ضَرَبْتَ بَعيراً مُوقَراً بحِمْلِه فاضْرِبْه فِي مَوْضِعٍ لَا يَضُرُّ بِهِ الضَّرْبُ، فإنَّ ضرْبَه فِي ذلكَ المَوْضِعِ خَيْرٌ لَهُ.
(وبَطَنَ) الشَّيءُ: (خَفِيَ فَهُوَ باطِنٌ) ، خِلافُ الظاهِرِ، (ج بَواطِنُ.
(و) مِن المجازِ: بَطَنَ (خَبَرَه) :) إِذا (عَلِمَه) .) ويقالُ: بَطَنَ الأَمْرَ إِذا عَرَفَ باطِنَه.
(و) مِن المجازِ: بَطَنَ (مِن فلانٍ) ، وَفِي المُحْكَم والصِّحاحِ: بفُلانٍ، إِذا (صارَ من خواصِّهِ) داخِلاً فِي أَمْرِه؛ وقيلَ: بَطَنَ بِهِ: دَخَلَ فِي أَمْرِه، يَبْطُنُ بِهِ بُطوناً وبطانَةً.
(و) مِن المجازِ: (اسْتَبْطَنَ أَمْرَهُ) :) إِذا (وقَفَ على دَخْلَتِه) ، أَي باطِنِه.
وَفِي الأساسِ: اسْتَبْطَنَه: دَخَلَ بَطْنَه، كَمَا يَسْتَبْطِنُ العِرْقُ اللحْمَ.
واسْتَبْطَنَ أَمْرَه: عَرَفَ باطِنَه.
(والبِطانَةُ، بالكسْرِ: السَّريرَةُ) يسُّرها الرَّجُلُ. يقالُ: هُوَ ذُو بِطانَةٍ بفُلانٍ، أَي ذُو علْمٍ بدَاخلَةِ أَمْرِه.
(و) البِطانَةُ: (وَسَطُ الكورَةِ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: وباطِنَةُ الكُورَةِ وَسَطُها وَمَا تَنَحَّى مِنْهَا.
(و) البِطانَةُ: (الصَّاحِبُ) للسّرِّ الَّذِي يُشاوِرُ فِي الأَحْوالِ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا بَعَثَ اللَّهُ مِن نبيَ وَلَا اسْتَخْلَفَ من خَلِيفَةٍ إلاَّ كانتْ لَهُ بِطَانتانِ، بِطانَة تأْمرُه بالخيْرِ وتحضُّه عَلَيْهِ، وبِطانَة تأْمرُه بالشَّرِّ وتحثُّه عَلَيْهِ) .
(و) فِي الصِّحاحِ: البِطانَةُ: (الوَلِيجةُ) ، وَهُوَ الَّذِي يخْتَص بالولوجِ والاطّلاعِ على باطِنِ الأَمْرِ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِن دُونكم} ، أَي مُخْتصًّا بكم يَسْتَبْطنُ أَمْرَكم.
قالَ الرَّاغبُ: وَهُوَ مُسْتعارٌ مِن بِطانَةِ الثَّوْبِ بدَليلِ قَوْلهم: لبسْتُ فلَانا إِذا اخْتَصَصْته. وفلانٌ شِعارِي ودِثارِي.
وقالَ الزجَّاجُ: البِطانَةُ: الدُّخَلاءُ الَّذين يُنْبَسطُ إِلَيْهِم ويُسْتَبْطَنونَ؛ يقالُ: فلانٌ بِطانَةٌ لفلانٍ، أَي مُداخِلٌ لَهُ مُؤَانِسٌ، والمعْنَى أنَّ المُؤْمِنِينَ نُهوا أَنْ يَتَّخِذوا المُنافِقِين خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إِلَيْهِم أَسْرارَهم.
وَفِي الأساسِ: هُوَ بِطَانَتِي، وهُم بِطانَتِي وأَهْلُ بِطانَتِي.
(و) البِطانَةُ (من الثَّوْبِ: خِلافُ ظهارَتِه؛ وَقد بَطَّنَ الثَّوْبَ تَبْطِيناً وأَبْطَنَهُ) :) جَعَلَ لَهُ بِطانَةً، ولِحافٌ مُبَطَّنٌ؛ والجَمْعُ بَطائِنُ؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بَطائِنُها من اسْتَبْرقٍ} .
(و) بطانَةُ: (ع خارِجَ المَدينةِ) .
(وقالَ نَصْر: بطانَةُ: بِئْرٌ بجنبِ قرايين وهُما جَبَلان بينَ رَبيعَةَ والأضْبَط لبَني كِلابٍ.
(والباطِنُ: داخِلُ كلِّ شيءٍ.
(و) الباطِنُ (مِن الأرْضِ: مَا غَمَضَ) مِنْهَا واطْمَأَنَّ، كالبَطْنِ، (ج) فِي القليلِ (أَبْطِنَةٌ) وَهُوَ نادِرٌ، (و) الكَثير (بُطْنانٌ) .
(وقالَ أَبو حنيفَةَ: البُطْنانُ مِن الأرضِ واحِدٌ كالبَطْن.
(و) الباطِنُ: (مَسِيلُ الماءِ فِي الغِلَظِ، ج بُطْنانٌ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (تَرْوَى بِهِ القِيعانُ وتَسِيلُ بِهِ البُطْنان) .
وقالَ ابنُ شُمَيْل: بُطْنانُ الأرضِ: مَا تَوَطَّأَ فِي بُطونِ الأرضِ سَهْلِها وحَزْنِها ورِياضِها، وَهِي قرارُ الماءِ ومُسْتَنْقَعُه، وَهِي البَواطِنُ والبُطونُ.
(و) بِطانُ، (ككِتابٍ: عَنْزُ سَوْءٍ.
(و) أَيْضاً: اسمُ (فَرَسٍ وَهُوَ أَبو البَطِينِ) ، كأَمِيرٍ، (وكِلاهُما لمحمدِ بنِ الولِيدِ) بنِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوان، وَهَذَا نسبه البِطانُ بنُ البَطِين بنِ الحَرُونِ بنِ الخززِ بنِ الوثيمي بنِ أَعْوج، والقتادي أَخُو البِطان، وَكَانَ الحَرُون هَذَا اشْتَراهُ مُسْلمُ بنُ عَمْرو الباهِلِيُّ مِن رَجُلٍ مِن بَني هِلالٍ بأَلْفِ دِينارٍ واسْتَنْجبها البَطِين وسَبَقَ بهَا النَّاس دَهْراً، فلمَّا ماتَ مُسْلم أَخَذَ الحجَّاجُ البَطِين مِن قتيبَةَ بنِ مُسْلم فبَعَثَ بِهِ إِلَى عبْدِ المَلِكِ، فوَهَبَه عبدُ المَلِكِ لابْنِه الوَلِيدِ فسَبَقَ الناسَ عَلَيْهِ، ثمَّ اسْتَنْجَبَه فَهُوَ أَبو الزائِدِ، والزَّائِدُ أَبو أَشْقر مَرْوان؛ كَذَا فِي أنْسابِ الخيْلِ لابنِ الكَلْبي.
(و) البِطانُ: (حِزامُ القَتَبِ) الَّذِي يُجْعَل تحْتَ بَطْن البَعيرِ. يقالُ: الْتَقَتْ حَلْقَتا البِطان للأَمْرِ إِذا اشْتَدَّ، وَهُوَ بمنْزلَةِ التَّصْديرِ للرَّحْلِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج أَبْطِنَةٌ وبُطْنٌ) ، بالضمِّ.
(و) بِطانُ: (ع بينَ الشُّقوقِ والثَّعْلَبِيَّةِ) فِي طريقِ الكُوفَةِ؛ وأَنْشَدَ نَصْر:
أقولُ لصاحِبيَّ من التأَسّيوقد بلغَتْ نفوسُهُمُ الحَلوقا: إِذا بلغَ المطيُّ بِنَا بِطاناً وجُزْنا الثعلبيةَ والشُّقُوقاوخَلَّفنا زُبالة ثمَّ رُحنافَقَدْ وأبيكَ خَلَّفْنا الطريقا (و) بِطانُ: (ع لهُذَيْلٍ.
(و) أَيْضاً: (د ببِلادِ اليَمَنِ) ؛) وَلَو قالَ باليَمَنِ لكانَ أَخْصَر وكأَنَّه سَبْقُ قلَمٍ.
(وأَبْطَنَ البعيرَ: شَدَّ بِطانَهُ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ: قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الظليم:
أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإِبْطانَ حادِجُهبالأَمسِ فاسْتَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُشَبَّه اسْتِرْخاء العِكْمَيْن باسْتِرْخاء جَناحَيِ الظَّليم. (كبَطَّنَهُ) يُبَطّنُه بَطناً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهِي لُغَةٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَبْطَنْتُ البَعيرَ وَلَا يقالُ بَطَنْتُهُ بغيرِ أَلِفٍ.
وقالَ أَبو الهَيْثم: لَا يَجوزُ بَطَنْتُ البَعيرَ، واحْتَج بقوْلِ ذِي الرُّمَّة.
ووَقَعَ فِي نسخِ القاموسِ: كبَطَّنَه مُشَدّداً، وَهُوَ غَلَطٌ.
(و) مِن المجازِ: رجُلٌ (عَرِيضُ البِطانِ) :) أَي (رَخِيُّ البالِ) .
(وقالَ أَبو عبيدٍ: يقالُ: ماتَ فلانٌ وَهُوَ عَرِيضُ البِطانِ، أَي مالُه جَمٌّ لم يَذْهَبْ مِنْهُ شيءٌ.
(والبِطْنَةُ، بالكسْرِ: البَطَرُ والأَشَرُ) ، وَمِنْه البَطِنُ، ككَتِفٍ، للأَشَرِ البَطِرِ، وَقد تَقَدَّمَ، وَقد بَطِنَ كفَرِحَ.
(و) البِطْنَةُ: (الكِظَّةُ) ، أَي الامْتِلاءُ الشَّديدُ مِن الطَّعامِ، وَقد بَطِنَ بالكسْرِ.
وَفِي المَثَلِ: البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ.
ويقالُ: ليسَ للبِطْنَةِ خَيْرٌ من خَمْصَةٍ تَتْبَعُها؛ أَرادَ بالخَمْصَةِ الجوعَ؛ وقالَ الشاعِرُ:
يَا بَني المُنْذِرِ بن عَبْدانَ واليِطْنةُ ممَّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما (والبَطينُ: البَعيدُ) .) يقالُ: شَأْوٌ بَطِينٌ: أَي بَعِيدٌ واسِعٌ؛ قالَ:
وبَصْبَصْنَ بَين أَداني الغَضَى وَبَين عُنَيزةَ شَأْواً بَطِيناوفي حدِيثِ سُلَيْمان بنِ صُرَد: (الشَّوْطُ بَطِينٌ) ، أَي بَعِيدٌ.
وَفِي سَجَعاتِ الأَدِيبِ الحَرِيريّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: فَلم أَعْلَم أنَّ الشَّوْطَ بَطِينٌ وأنَّ الشيخَ شُوَيْطِين.
(و) البَطِينُ: (فَرَسُ محمدِ بنِ الولِيدِ بنِ عبدِ المَلِكِ) ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً فَهُوَ تِكْرارٌ.
(و) البَطِينُ: (لَقَبُ خارِجِيَ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ أَبي عِمْرانَ) ؛) صوابُه: مُسْلِم بنِ عِمْران، وَهُوَ أَبو عبدِ اللَّهِ الكُوفيّ؛ (المُحدِّثِ الجَلِيلِ) عَن أَبي وائِلٍ وعليّ بنِ الحُسَيْن وأَبي عبْدِ الرّحمنِ السّلَميّ، وَعنهُ الأَعْمشُ وابنُ عَوْفٍ وغيرُهُم.
(و) البُطَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: شاعِرٌ) حمصيٌّ.
(و) البُطَيْنُ: (مَنْزِلٌ للقَمَرِ) بينَ الشرَطَيْن والثُّرَيَّا، جاءَ مصغَّراً عَن العَرَبِ، وَهُوَ (ثلاثَةُ كواكِبَ صِغارٌ) مُسْتَوِيةُ التَّثْليثِ، (كأَنَّها أَثافِيُّ، وَهُوَ بَطْنُ الحَمَلِ) والشَّرَطان قَرْناهُ، والثُّرَيَّا أَليتُه؛ والعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّ البُطَيْنَ لَا نَوْءَ لَهُ إلاَّ الريحُ.
(وذُو البُطَيْنِ) :) لَقَبُ (أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ) .) قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ مَذْكورٌ بذلِكَ فِي كتابِ الإيمانِ فِي صَحِيحِ مُسْلم.
(و) المُبَطَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الأَبْيَضُ الظَّهْرِ والبَطْنِ مِن الخَيْلِ) وسائِر مَا كانَ، كأَنَّه بطنَ بثَوْبٍ أَبْيَض.
(والباطِنَةُ: ة بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ.
(و) مِن المجازِ: الباطِنَةُ (مِن البَصْرَةِ والكوفةِ: مُجْتَمَعُ الدُّورِ والأَسْواقِ) فِي قَصَبَتِها؛ (والضَّاحِيَةُ) مِنْهُمَا: (مَا تَنَحَّى عَن المساكِنِ وَكَانَ بارِزاً) ، إنَّما أَوْرَدَ الضاحِيَةَ هُنَا اسْتِطْراداً، وسَيَأْتي فِي مَوْضِعِه.
(وذُو البَطْنِ) :) كِنايَةٌ عَن (الجَعْسِ) ، وَهُوَ الرَّجِيعُ. يقالُ: أَلْقَى الرَّجُل ذَا بَطْنه.
(وألْقَتْ) المرْأَةُ (ذَا بَطْنِها) :) أَي (وَلَدَتْ.
(و) ألْقَتِ (الدَّجاجَةُ) ذَا بَطْنِها: يعْنِي مَزْقَها إِذا (باضَتْ.
(و) مِن الأَمْثالِ: (الذِّئْبُ يُغْبَطُ بذِي بَطْنِهِ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وذلكَ (لأَنَّه لَا يُظَنُّ بِهِ الجوعُ أَبَداً، وإنَّما تُظَنُّ بِهِ البِطْنَةُ) ، أَي الشِّبَع، (لعَدْوِهِ على النَّاسِ والماشِيَةِ) ، ورُبَّما يكونُ مَجْهوداً مِن الجُوعِ؛ وأَنْشَدَ:
ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُهويُغْبَطُ بِمَا فِي بَطْنِه وهْو جائِعُ (و) فِي حدِيثِ النَّخَعي، رحِمَه اللَّهُ: (أنَّه كانَ يُبَطِّنُ لِحْيَتَه ويأْخُذُ من جَوانِبِها) .
قالَ شَمِرٌ: (تَبْطينُ اللِّحْيَةِ: أَنْ لَا يُؤْخَذَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: أنْ يُؤْخَذَ، (ممَّا تَحْتَ الذَّقَنِ والحَنَكِ) ؛) كَذَا فِي النِّهايَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
البِطانُ، بالكسْرِ: جَمْعُ البَطِين، وَمِنْه الحدِيثُ: (وتَرُوحُ بِطاناً) ، أَي ممتَلِئَةَ البُطونِ.
والمِبْطانُ: العَظيمُ البَطْنِ.
وَقَالُوا: كِيسٌ بَطِينٌ: أَي مَلآنُ، على المَثَلِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب لبعضِ اللُّصوصِ:
فأَصْدَرْتُ مِنْهَا عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطِينِوقَوْل الرَّاعِي يَصِفُ إبِلا وحالِبَها:
إِذا سَرَحَتْ من مَبْرَكٍ نامَ خلْفَهابمَيْثاءَ مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعايعْنِي راعِياً يُبادِرُ الصَّبوح فيشْرَبُ حَتَّى يَميلَ مِن اللَّبَنِ.
والبَطَنُ: داءُ البَطْنِ؛ وَمِنْه: ماتَ فلانٌ بالبَطَنِ، وَقد بَطَنَه الداءُ بُطوناً: دَخَلَهُ.
وبَطَنَتْ بِهِ الحُمَّى: أَثّرَتْ فِي باطِنِه.
واسْتَبْطَنَ الفَرَسَ: طَلَبَ مَا فِي بَطْنِها مِن النِّتاجِ.
ونَثَرَتِ المرْأَةُ بَطْنَها ولدا: كَثُرَ وَلدُها.
والبَطِنَةُ، كفَرِحَةٍ: الدّبُرُ.
ومِن أَسْماءِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: الباطِنُ، أَي عالِمُ السرِّ والخفيَّاتِ؛ وقيلَ: هُوَ المُحْتَجِبُ عَن أَبْصارِ الخلائِقِ وأَوْهامِهم فَلَا يُدْرِكُه بَصَر وَلَا يُحيطُ بِهِ وَهْمٌ.
وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً، أَي خاصَّةً.
وجاءَ أَهْلُ البِطانَةِ يَضِجُّون؛ وَهُوَ الخارِجُ مِن المَدِينَةِ.
وبَطْنُ الرَّاحةِ مَعْروفٌ.
وباطِنُ الخُفِّ: الَّذِي تَلِيه الرجْلُ.
ويقالُ: باطِنُ الإِبْطِ، وَلَا يقالُ: بَطْنُ الإِبْطِ.
وأَفْرَشَنِي ظَهْرَ أَمْرِه وبَطْنَه، أَي سِرَّه وعَلانِيَتَه.
وبَطَنَ الوادِي بَطناً: دَخَلَهُ، كتَبَطَّنَه. وقيلَ: تَبَطَّنَ الوادِي: جَوَّلَ فِيهِ.
وبُطْنانُ الجنَّةِ: وسَطُها.
وبُطْنانُ العَرْشِ: أَصْلُه.
والبُطْنُ، بالضمِّ: مَسايلُ الماءِ فِي الغَلْظِ، واحِدُها باطِنٌ.
وبَطِناتُ الوادِي، كفَرِحَاتٍ: مَحاجُّه؛ قالَ مُلَيْح:
مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيْسُ من بَطِناتِهنَوًى مثلَ أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّقِوأَبْطَنَ الرَّجُلُ كَشْحَه سَيْفَه وبسَيْفِه: جَعَلَه بطانتَه. وأَبْطَنَ السَّيفَ كَشْحَه: جَعَلَه تحتَ خَصْرِه.
وقالَ أَبو عبيدٍ: فِي باطِنِ وظِيفَيِ الفَرَسِ أَبْطَنانِ، وهُما عِرْقانِ استبطنا الذِّراعَ حَتَّى انْغَمَسا فِي عَصَبِ الوَظِيفِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: الأَبْطَنُ فِي ذِراعِ الفَرَسِ عِرْقٌ فِي باطِنِها، وهُما أَبْطَنانِ.
وماتَ فلانٌ ببِطْنَتِه ومالِهِ: إِذا ماتَ ومالُه وافِرٌ وَلم يُنْفِقْ مِنْهُ شَيْئا.
قالَ أَبو عبيدٍ: يُضْرَبُ هَذَا المَثَلُ فِي أَمْر الدِّيْن، أَي خَرَجَ مِن الدُّنيا سَلِيماً لم يَثْلِمْ دينَه شيءٌ.
وتَبَطَّنَ الرَّجُلُ جارِيتَه: أَوْلَج ذَكَرَه فِيهَا؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ:
كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ وَلم أَتَبَطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِوقالَ شَمِرٌ: تَبَطَّنَها إِذا باشَرَ بطنُه بطنَها.
وقالَ الجاحِظُ: ليسَ مِن الحيوانِ يتبطَّنُ طَروقَتَه غَيْرُ الإِنْسانِ والتِّمْساحِ، والبَهائِمُ تأْتي إِناثَها مِن وَرَائها والطَّيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدُّبُرِ.
ويقالُ: اسْتَبْطَنَ الفَحْلُ الشَّوْلَ إِذا ضَرَبَها فلُقِحَتْ كلُّها كأَنَّه أَوْدَعَ نطْفَته بُطونَها. واسْتَبْطَنَ الوادِي: جَوَّلَ فِيهِ.
وابْتَطنْتُ الناقَةَ عشرةَ أَبْطُنٍ: أَي نَتَجْتُها عشْرَ مرَّاتٍ.
ورَجُلٌ بَطِينُ الكُرْزِ: إِذا كانَ يَخْبَأُ زادَه فِي السَّفَرِ ويأْكُلُ زادَ صاحِبِهِ؛ قالَ رُؤْبَة يذمُّ رجُلاً:
أَو كُرَّزٌ يمشِي بَطِينَ الكُرْزِ وباطَنْتُ صاحِبي: شَدَدْتُه.
وبَطْنُ مكَّةَ: أَشْرَف بُطونِ العَرَبِ.
وتَبَطَّنَ الكَلَأَ: تَوَسَّطَه.
وَهُوَ مُجَرِّبٌ قد بَطَنَ الأُمُورَ: كأَنَّه ضرَبَ بُطُونَها عِرْفاً بحقائِقِها.
ويقالُ: إِذا اكْتَرَيْتَ فاشْتَرِطِ العِلاَوَةَ والبِطَانَةَ وَهِي مَا يُجْعَلُ تحتَ العِكْمِ مِن نَحْو قِرْبَةٍ.
ونَزَتْ بِهِ البِطْنَةُ: أَي أَبْطَرَهُ الغِنَى.
وتَباطَرَ المَكانُ: تَباعَدَ.
ومنبج بطانة: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ قوص.
وَكفر بُطَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ: قَرْيَةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيَّة، وَقد رأَيْتُها.
والباطِنِيَّةُ: فرْقَةٌ مِن أَهْلِ الأَهْواءِ.
وأَبو عيسَى عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ بنِ عيسَى البطائِنِيُّ: محدِّثٌ مَشْهورٌ بَغْدادِيٌّ عَن الحَسَنِ بنِ عرفَةَ.
وبُطْنانُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ بينَ حَلَبَ ومَنْبَج يُضافُ إِلَيْهَا وادِي نبراعا، وَهُوَ بُطْنانُ حَبيبٍ، وَمِنْهَا: أَبو عليَ الحُسَيْنُ بنُ محمدِ بنِ موسَى البُطْنانيُّ عَن أَبي الولِيدِ الطَّيَالِسِيّ.
والباطِنِيَّةُ: فرْقَةٌ مِن الخَوارِجِ. 

ملأ

الملأ المتشابه: هو الأفلاك والعناصر، سوى السطح المحدب من الفلك الأعظم، وهو السطح الظاهر، والتشابه في الملأ أن تكون أجزاؤه متفقة الطبائع.
(ملأ) - في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -، حِين طُعِنَ: "أَكَانَ هذا عَن مَلَإٍ مِنكُمْ؟ "
: أي تَشَاوُر مِن جَماعَتِكم .
وَالمَلأُ: الجَماعَةُ، والجميعُ: الأَملَاءُ.
- في الحديث : "لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَواتِ والأَرْضِ"
هذا تَمثِيل؛ لأنّ الكَلَامَ لا يَسَعُ الأمِاكِن، والمرادُ به: كَثْرةُ العَدَد.
يقول: لو يُقدَّر أن تكون تلك الكَلِمات أجْساماً تُملأ بها الأَمَاكن لَبَلَغت مِن كَثْرَتِهَا مَا يَملَؤُهُمَا، ويُمكِن أن يُرِيدَ به: أَجْرَهَا وَثَوابَها ويُحتَمل أن يكُونَ المُرادُ به تفخِيمَ شَأنِها؛ كما يُقَالُ: تكلَّم بِكَلِمَةٍ كأنّها جَبَلٌ، وَحَلَف بِيَمينٍ كالسَّموَاتِ والأرضِ.
ملأ
المَلَأُ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ [البقرة/ 246] ، وقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف/ 60] ، إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ [القصص/ 20] ، قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل/ 29] ، وغير ذلك من الآيات. يقال: فلان مِلْءُ العيونِ. أي: معظّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه: قيل شابّ مَالِئُ العينِ ، والملأ: الخلق الــمملوء جمالا، قال الشاعر:
فقلنا أحسني مَلَأً جهينا
ومَالَأْتُهُ: عاونته وصرت من ملئه. أي:
جمعه. نحو: شايعته. أي: صرت من شيعته، ويقال: هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ: الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال: مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ:
مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال: أعطني ملأه ومِلْأَيْهِ وثلاثة أَمْلَائِهِ.
م ل أ: (مَلَأَ) الْإِنَاءَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (مَمْلُوءٌ) ، وَدَلْوٌ (مَلْأَى) كَفَعْلَى، وَكُوزٌ (مَلْآنُ) مَاءً وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَلًا مَاءً. وَ (الْمِلْءُ) بِالْكَسْرِ مَا يَأْخُذُهُ الْإِنَاءُ إِذَا امْتَلَأَ. وَ (امْتَلَأَ) الشَّيْءُ وَ (تَمَلَّأَ) بِمَعْنًى. وَ (مَلُؤَ) الرَّجُلُ صَارَ (مَلِيئًا) أَيْ ثِقَةً فَهُوَ (مَلِيءٌ) بِالْمَدِّ بَيِّنُ (الْمَلَاءِ) وَ (الْمَلَاءَةِ) مَمْدُودَانِ وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (مَالَأَهُ) عَلَى كَذَا مُمَالَأَةً سَاعَدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ» . وَتَمَالَؤُوا عَلَى الْأَمْرِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ. وَ (الْمَلَأُ) الْجَمَاعَةُ وَهُوَ الْخُلُقُ أَيْضًا وَجَمْعُهُ (أَمْلَاءٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ ضَرَبُوا الْأَعْرَابِيَّ: «أَحْسِنُوا أَمْلَاءَكُمْ» . 
(م ل أ) : (الْمُلَاءَةُ) وَاحِدَةُ الْمُلَاءِ وَهِيَ الرَّيْطَةُ (وَالْمُلَيَّةُ) تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ (وَعَلَيْهِ) حَدِيثُ ابْنَةِ مَخْرَمَةَ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ» جَمْعُ سَمَلٍ وَهُوَ الثَّوْبُ الْخَلَقُ وَالْإِضَافَةُ لِلْبَيَانِ وَمِلْءُ الْإِنَاءِ مَا يَمْلَؤُهُ وَمَالَأَهُ عَاوَنَهُ مُمَالَأَةً (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَاَللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَتَمَالَئُوا تَعَاوَنُوا وَمِنْهُ وَلَوْ تَمَالَأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ وَأَصْلُ ذَلِكَ الْعَوْنُ فِي الْمَلْءِ ثُمَّ عَمَّ (وَالْمَلِيءُ) الْغَنِيُّ الْمُقْتَدِرُ وَقَدْ مَلُؤَ مَلَاءَةً وَهُوَ أَمْلَأُ مِنْهُ عَلَى أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَمِنْهُ قَوْلُ شُرَيْحٍ اخْتَرْ أَمْلَأَهُمْ أَيْ أَقْدَرَهُمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَأَحَالَ عَلَى إنْسَانٍ أَمْلَى مِنْ الْغَرِيمِ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فَقَبِيحٌ.
ملأ: المَلأُ: الجَمَاعَةُ من النّاس يَجتَمِعُوْنَ للتَّشَاوُرِ، والجَمِيْعُ الأمْلاَءُ. والخُلُقُ، وجَمْعُه أمْلاَءٌ، يُقال: أحْسِنُوا أَمْلاَءَكُم: أي أخْلاقَكُم.
وكِرَامُ القَوْمِ: مَلأٌ.
وقَوْلُه:
أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا
أي ظَنّاً.
ووَقَعَ ذلكَ في مَلإِي: أي في خَلَدي.
ومالأْتُ فلاناً على الأَمْرِ: أي كُنْتُ مَعَه في مَشُوْرَتِه. والمُمَالأَةُ: المُعَاوَنَةُ، مالأْتُ عليه: عاوَنْتُ، وفي حَدِيْثِ عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه: " واللهِ ما قَتَلْتُ عُثْمَانَ ولا مالأْتُ في قَتْلِه ". والمَلأُ أيضاً: التَّمَالُؤُ والتَّعَاوُنُ.
والمَلأُ: الوُجُوْهُ والأشْرَافُ. والجَزَعُ على الشَّيْءِ يَفُوْتُكَ.
والمَلْءُ: من الامْتِلاَءِ؛ وهو مَصْدَرُ مَلأْتُه مَلأٌ، وهو مَمْلُوْءٌ مُمْتَلِيءٌ. والأَمْلِيَةُ: جَمْعُ المَلْءِ في الإِنَاءِ، وجَمْعُ مِلْءِ الأَكُفِّ. وشَرِبْتُ مِلْءَ القَدَحِ ومِلأْيهِ وثَلاَثَةَ أَمْلاَئه. وقِرْبَةٌ مِلْيَانَة: بمَعْنى مَلآنَة.
وشابٌّ مالِيءٌ للعَيْنِ حُسْناً.
وأفْرَطْتُ في القَوْمِ وأَمْلأْتُ: بمَعْنىً.
وأَمْلأَ النَّزْعَ في قَوْسِه إمْلاَءً: أسْرَعَ النَّزْعَ.
والمُلأةُ: ثِقَلٌ يَأْخُذُ في الرَّأْسِ كالزُّكامِ. والرَّجُلُ مَمْلُوْءٌ ومَمْلُؤَةٌ. والمُلاَءُ أيضاً: الزُّكَامُ.
والمُلأةُ: كِظَّةٌ من الأَكْلِ الكَثِيْرِ.
والمُمْلِىءُ من الشّاءِ: التي يَكُوْنُ في بَطْنِها ماءٌ وأغْرَاسٌ فيُخَيَّلُ إلى النَّاسِ أنَّ بها حَمْلاً.
والمُلاَءَةُ: الرَّيْطَةُ، والجَمِيْعُ مُلاَءٌ. والمَلاَءَةُ: مَصْدَرُ المَلِيْءِ، وقَوْمٌ مِلاَءٌ ومُلاَءٌ ومُلأَء.
وعِشْنا مُلأةً من الدَّهْرِ: أي حِيْناً.
وتَمَلأْتُ مُلأةً: لَبِسْتُها.
والملاَءُ بالمَدِّ: اسْمُ سَيْفٍ كانَ لعُمَرَ بنِ سَعْدٍ.
ومَلأتْ بَرْكَها بالأرْضِ: إذا وَقَفَتْ؛ في قول الجَعْدِيِّ.
[م ل أ] مَلأَ الشَّيءَ يَمْلَؤُهُ مَلأَ وَمَلأَهُ فَامْتَلأَ وَتَمَلأَ وَإِنَّهُ لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي المَلْءِ لا التَّمَلُّؤِ وَإِنَاءٌ مَلآنُ والأُنْثَى مَلأَى وَمَلآنَةٌ والجمع أَمْلاءٌ والمُلأَةُ والمُلاءَةُ والمُلاءُ الزُّكَامُ يُصِيبُ مِن امتِلاءِ المَعِدَةِ وقد مَلؤَ فَهُو مَلِيْءٌ وَمُلِئَ وَأَمْلأَهُ اللهُ والمِلأَةُ الكَظَّةُ مِن كَثْرةِ الأَكل وقد تَمَلأَ مِن الطَّعَامِ والشَّرابِ والمُلأَةُ رَهَلٌ يُصِيْبُ البَعِيرَ مِن طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيرِ ومَلأَ فِي قَوسِهِ غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ وَرَجُلٌ مَلِيءٌ كَثِيرُ المَالِ والجَمْعُ مِلاءٌ وَأَمْلِئَاءُ بِهمزَتينِ وَمُلآءُ كلاهما عن اللحياني وَحْدَهُ ولذلِكَ أَخَّرْتُهُمَا وَقَدْ مَلُؤَ مَلاءَةً واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ جَعَلَ دَيْنَهُ فِي مُلآءَ وَهَذَا الأَمْرُ أَمْلأُ بِكَ أَي أَمْلَكُ والمَلأُ الجَمَاعَةُ وقيلَ أَشْرَافُ النَّاسِ وَوُجُوهُهم وَيُرْوَى أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً مِن الأَنصارِ وقَد رجعوا مِن بدْرٍ يَقُولُ مَا قَتَلْنَا إِلاَّ عَجَائِزَ صُلْعًا فقال صلى الله عليه وسلم

أُولئِك المَلأُ من قُرَيْشٍ لَوْ حَضَرْتَ فِئَالَهُم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ والجمعُ أَمْلاءٌ أَبُو الحَسَن لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ وإنْ كانَا اسمين للجَمْعِ لأَنَّ رَهْطًا لا وَاحِدَ لَهُ مِن لَفظِه والمَلأُ وَإِن كانَ لم يُكَسَّرْ مَالِئٌ عَلَيهِ فإِنَّ مَالِئًا من لَفْظِهِ حَكَى أَحَمَدُ بنُ يَحْيَى رَجُلٌ مَالِئٌ جَلِيْلٌ يَمْلأُ العين بجُهْرَتِه فهو كعَرَبٍ وَرَوَحٍ وَحَكَى مَلأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ أَمْلَؤُهُ ومَالأْتُهُ وكذلكَ المَلأُ إِنَّما هُم القومُ ذَوُوْ الشَّارَةِ والتَّجمُّعِ للإِدارَةِ ففارَقَ بَابَ رَهْطٍ لِذَلِكَ والمَلأُ عَلَى هذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ وَقَدْ مالأْتُهُ عَلَى الأَمَرِ وتَمَالأْنَا عليهِ ومَا أَحْسَنَ مَلأَ بني فُلانٍ أَي أَخْلاقَهُم قال

(تَنَادَوْا يَا لبُهْئَةَ إِذ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا)

أَي أَخْلاقًا والجمعُ أَمْلاءُ وفي الحديث أَحسنوا أَمْلاءَكُمْ وقيل المَلأُ الخُلُقُ فهو على هذَا واحِدٌ والمَلأُ العِلْيَةُ والجمع أَمْلاءٌ أَيضًا ومَا كانَ هذا الأَمْرُ عن مَلاءٍ مِنَّا أَي عن تَشَاوُرٍ واجتِماعٍ والمَلأُ الطَّمَعُ والظَّنُّ عن ابن الأَعرابيّ وَبِه فَسَّرَ قَوْلَهُ وتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبَحَ أُمَّنَا عَذْرَاءَ لا كَهْلٌ وَلا مَوْلُودُ وَبِهِ فَسَّرَ أَيضًا قولَهُ فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً أي أَحسِنِي ظَنّا والمُلاءَةُ الرَّيْطَةُ والجمع مُلاءٌ وقولُ أَبي خِرَاشٍ

(كَأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِهِ ... صُرَاحِيَّةٌ والآخنِيُّ المُتَحَّمُ)

عَنَى بالمُلاءِ المَحْضِ هنا الغُبَارَ الخَالِصَ شَبَّهَهُ بالمُلاءِ منَ الثيَابِ 
ملأ
المَلْءُ - بالفتح -: مصدر مَلأْتُ الإناء، وكوزٌ مَلأنُ، ودَلو مَلأَى، والعامة تقول: كُوزٌ مَلأَ ماءً؛ والصواب مَلآنُ ماء، وقال ابن الأعرابي في نوادره: جعبَةٌ مَلآنَةٌ وامرأة ثَكْلانةٌ.
والمِلءُ - بالكسر -: اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، يُقال: أعطني مِلأَهُ ومِلْئَيْه وثلاثة أمْلائه.
والمُلأَةُ - بالضم مثال المُلْعَةِ -: الزكام.
ومُلِئَ الرجل؛ ويقال مَلُؤَ مثال كرُم: أي صار مَلِيْئاً: أي ثقة؛ فهو غنيٌّ مَلِيءٌ بيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ - ممدودين -، قال أبو ذُؤيَب الهُذلي:
أدَانَ وأنْبَأَه الأوَّلُوْنَ ... بأنَّ المُدَانَ مَلِيءٌ وفِيّْ
والمُلاءَةُ - بالضم والمد -: الرَّيطة، والجمْعُ مُلاءٌ.
والمُلاءُ: سيف سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، قال ابن النُّوَيْعِم يرثي عمر بن سعد بن أبي وقاص حين قتله المُختار بن أبي عُبيد: تَجَرَّدَ فيها والمُلاءُ بِكَفِّهِ ... لِيُخمِدَ منها ما تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ
والمَلأُ - بالتحريك -: الجماعة، قال أُبيٌّ الغنَويّ:
وتَحَدَّثُوا مَلأً لُصْبِحَ أُمُّنا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
أي: تشاوروا مجتمعين مُتمالئين على ذلك ليقتُلُونا أجمعين فتُصبِح أُمُّنا كأنها لن تَلِدْ.
والملأُ - أيضاً -: الخُلُق، يقال: ما أحسن مَلأَ بني فلان: أي عِشرتَهم وأخلاقهم، قال عبْد الشّارق بن عبد العُزّى الجُهَنيُّ:
فَنَادَوْا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا أحْسِني مَلأً جُهَيْنا
والجمْع أمْلاءٌ، وفي الحديث: أن أعرابيا دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّى ركعتين ثم رفع يديه وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً يعني سَعَة رحمَة الله تعالى، فلم يلبَث الأعرابيُّ أن قام وبال في آخر المسجد، فقام إليه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ليَضْرِبوه، فقال: أحسِنوا أملاءَكم! دَعوه وأريقوا على بَوْلِه سجْلاً من ماء؛ أو قال: ذنوباً من ماء؛ فإنما بُعثْتُم مُيسَرِّين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين.
والمَلأُ - أيضاً -: الأشراف، وفي الحديث: أن المسلمين لمّا انصرفوا من بدر إلى المدينة استقبلهم المسلمون يُهَنِّئونهم بالفتح ويسألونهم عمّن قُتل؛ قال سلامَةُ بن سَلَمة - رضي الله عنه -: ما قَتَلْنا أحداً فيه طَعْم ما قَتَلْنا إلاّ عجائز صُلْعاً، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا ابن سلَمة أولئك المَلأُ من قريش.
وأملأه الله: أي أزْكَمه؛ فهو ممْلُوْء على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.
وأمْلأْتُ النَّزعَ في القوس: إذا شَدَدتَ النَّزع فيها.
والمُملِئُ من الشاء: التي يكون في بطنها ماء وأغراس فيُخَيَّل إلى الناس أنَّ بها حَمْلاً.
ويقال: اجتمع بنو فلان فتشاوروا فيما بينهم حتى امْتَلأُوا على أمرهم الذي أرادوا: أي اتَّفقوا.
وامتَلأَ الشيء وتَمَلأَ: بمعنىً، يقال: تَمَلأْتُ من الطعام والشراب، وتَمَلأَ فلان غَيظاً.
أبو زيد: مالأْتُه على الأمر: ساعدْتُه عليه وشايعْتُه، وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: ما قتلتُ عثمان ولا ملأْتُ على قتلِه.
وتَمَالأُوا على الأمر: اجتمعوا عليه، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - في القَتيل: لو تَمَالأَ عليه أهل صنعاء لَقَتلتُهُم به.
والتركيب يدل على المساواة والكمال في الشيء.
[ملأ] نه: "الملأ" أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم، وجمعه أملاء. غ: لأنهم ملاء بالرأي والغنى. نه: ومنه ح: إنه سمع رجلًا منصرفهم من غزوة بدر يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، فقال: أولئك الملأ من قريش لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك، أي أشراف قريش. وح: هل تدري فيم يختصم "الملأ" الأعلى، يريد الملائكة المقربين. ط: أو نوعًا أعظمهم، واختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى ثبت تلك الأعمال والصعود بها، وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها، وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل لاختصاصهم بها وتفضلهم على الملائكة بسببها مع تهافتهم في الشهوات. ش: وأي بمعنى يا، ومرتين- متعلق بقال فيم، أي جرى السؤال من ربي والجواب مني مرتين. ك: في "ملأ" فارس- حال من المحرورين أي كائنين في زمرة أكابر فارس. وح: عليك "الملأ"، أي خذ الجماعة وأهلكهم. نه: ومنه ح عمر حين طعن: أكان هذا عن "ملأ" منكم، أي عن تشاور من أشرافكم وجماعتكم. وفيه: لما ازدحم الناس على الميضأة قال: أحسنوا "الملأ" فكلكم سيروي، هو بفتح ميم ولام وهمزة: الخلق. ن: وهو بالقصر: الخلق والعشر، وهو مفعول أحسنوا. نه: وأكثرإذا أتبع أحدكم على "ملئ" فليتبع، هو بالهمزة: الثقة الغنى، ملؤ فهو ملئ: بين الملاء والملاءة- بالمد، وقد ولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء. ن: هو كغنى وزنا ومعنى. ومنه: "ملئ" عن ملئ، أي ملئ بالعلم معتمد عليه، يعني بهما أبو أيوب عن أبي، وأبو- بالواو للحكاية، والجملة، مفعول يعني. وفلبثت "مليا"- يجيء في المعتل. نه: وفيه لو "تمالأ" عليه أهل صنعاء لأقدتهم، أي تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا. ومنه ح علي: ما قتلت عثمان ولا "مالأت" على قتله، أي ما ساعدت ولا عاونت. ك: ومنه ح السقيفة: ما "تمالأ" عليه القوم- ومر في فلتة.
ملأ
ملأَ يَملأ، مَلْئًا، فهو مَالِئ، والمفعول مَمْلوء
• ملأَ الكأسَ وغيرَه: وضع فيه قدرَ ما يسَع من الماء وغيره "ملأ برميلاً- مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ [حديث] " ° كلمة تملأ الفم: شنيعة لا يجوز أن تُقال- ملأ عَيْنَه: وقَع في نفسه موقع الاحترام والتقدير، أرضاه وأعجبه- ملأ منه عينَه: أعجبه منظره.
• ملأَ الورقةَ: عبَّأ بياناتها "ملأ استمارة- ملأ البطاقةَ".
• ملأَ النورُ القريةَ: غَمَرها "ملأ الجوَّ بصراخه/ بضجيجه/ بشجنه- ملأ الغمُّ قلبَه: طغا عليه"? ملأ الأرضَ عَدْلاً: نشره فيها- ملأ وقتَه بالعمل: شغله به. 

ملِئَ يَملأ، ملْئًا، فهو ملِيء
• ملِئ الإناءُ وغيرُه: امتلأ، حَوى قدرَ ما يسعه من ماء وغيره. 

استملأَ يَستملِئ، استملاءً، فهو مُسْتملِئ، والمفعول مُسْتملأ
• استملأ الأبُ ابنَه كوبَ الماء: طلب منه أن يملأه. 

امتلأَ/ امتلأَ من يمتلئ، امتِلاءً، فهو مُمتلِئ، والمفعول مُمتلأَ منه
• امتلأ الإناءُ وغيرُه: حوى قدرَ ما يسعُه من ماءٍ وغيره، فاض، طفح "امتلأ الكوبُ لبنًا- امتلأتِ السَّفينةُ غِلالاً- امتلأتِ القاعةُ بالمشاهدين: اكتظّّت" ° امتلأ القلبُ سرورًا- امتلأ حيويَّة ونشاطًًا: مفعم- امتلأ فلانٌ غيظًا: بلغ الغيظُ به حدًّا كبيرًا- حتَّى الامتلاء: إلى الحافة- لدرجة الامتلاء: طافح.
• امتلأ فلانٌ: سمِن "جسم/ قوام ممتلئ".
• امتلأ الشَّخصُ من الطَّعام: أكل ما يملأ معدته، احتشى منه. 

تملأَّ يتملأَّ، تملُّؤًا، فهو مُتملِّئ
• تَملأَّتِ المرأةُ: لبسَت المُلاءةَ (ثوب من قطعة واحدة ذو شقّيْن متضامّيْن). 

مالأَ يمالئ، مُمالأةً ومِلاءً، فهو مُمَالِئ، والمفعول مُمَالأ
• مالأ صديقَه على الأمر/ مالأ صديقَه في الأمر: ناصره، ماشاه وساعده وعاونه "مالأَ منكوبًا على همِّه- مالأ مسكينًا على فقره- لا ينفك يمالئ أخاه على إنشاء مصنع للسيّارات". 

مالِئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ملأَ ° شابٌّ مالئ العين: إذا كان فخمًا حسنًا.
2 - ما يُستعمل للمِلْء "حقن مالِئ". 

مَلْء [مفرد]: مصدر ملأَ وملِئَ. 

مِلْء [مفرد]: ج أملاء، مث مِلآن: اسم للشّيء الذي يُملأ، قدر ما يسعه الإناءُ ونحوه إذا امتلأ "مِلْءُ اليد- مِلْءُ ملعقة: قَدْر صغير- {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا} " ° شاعر مِلْء السمع والبصر: ذائع الصِّيت، مشهور- ضحِك بملء شدقيه: ضحك ضحكًا شديدًا- قال بصوتٍ مِلؤُه الشَّفقة: كُلُّه شفقة- لي مِلْءُ الحرِّيَّة في إنجاز هذا المشروع: تمام الحرِّيَّة- نام ملءَ جَفْنَيه: أي خاليا من الغمّ والهواجس. 

مَلأ [جمع]:
1 - جماعة "خطب في ملأ من النّاس- {قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} " ° صرّح بالموضوع على رءُوس الملأ/ صرّح بالموضوع على الملأ: علانية، أمام النّاس.
2 - أشراف القوم وعليتهم الذين يملأون العيون أبهة والصّدور هيبة " {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} " ° الملأ الأعلى: عالم الأرواح المجرَّدة، الملائكة المقرّبون، أو عامّة الملائكة. 

مَلآن [مفرد]: ج مِلاء، مؤ مَلآنة ومَلأى، ج مؤ مِلاء: ممتلئ، مكتظّ "مسرحٌ ملآن- كأسٌ مَلأى" ° قال بالفم الملآن: بصراحة تامّة- يده ملآنة: أيّ: ذو مالٍ يكفيه وزيادة. 

مُلاءَة [مفرد]: ج ملاءات ومُلاَء:
1 - ثوبٌ من قطعة واحدة ذو شقّين متضامَّين، أكبر من الجلباب "مُلاَءَة المرأة".
2 - مِلْحَفَة "مُلاءةٌ من حرير".
3 - غطاء رقيق يُفرَشُ على السَّرير "مُلاءة مطرَّزة". 

مَليء [مفرد]: ج مُلآنُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ملأَ: مملوء "الكوب مليء بالماء".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِئَ. 
ملأ: ملأ ب ومن: في محيط المحيط (ملأه شحنه ونعمه يقال ملأ الإناء ماء ومن الماء وبالماء) وانظر ملأ من في معجم (بدرون) أيضا.
ملأ ب: أحيانا تحذف ويكتفى بحرف الجر فقط (مرسنج 8: 25): راسل الكمال على الكرماني بما لا يليق يريد القول أنه (كتب رسالة إلى كمال الدين وملأها بما لا يليق من الكلام ضد الكرماني) وفي (مرسنج أيضا 45: 196): ثم أكب على التاريخ وساق فيه إعراض الناس وملأ بمساوئ الخلق وكل ما رموا به أن صدقا وإن كذبا.
ملأ السرج: امتطاه، كان عليه (عباد 3: 143).
ملأ دماغه: أثاره وهيجه، ألقى في ذهنه فكرة أو عزما، رسخ فيه فكرة (معينة) (بوشر).
ملأ عينه من امرأة: رأى إليها بعين الاشتهاء (أبو الفداء: تاريخ الجاهلية 17: 88).
لا يملأ قلبه شيء: ذكر (فريتاج) هذه العبارة دون تحريك للكلمات ومعناها لا شيء يقلقه، أو لا شيء يجعله يضيع رشده (انظر في فريتاج 14: 39): وكان شجاعا صارما لا يملأ قلبه شيء.
ملا صدر السلطان عليه: أوغر قلبه عليه نفره منه (البربرية 1: 484).
ملأ عينه: سره (رسالة إلى السيد فليشر 105)، وكذلك ملأ العين والقلب: (العمراني 212: كان كاتبا بليغا فصيحا كريما يملأ العين والقلب)، وكذلك ملأ سمعه: حدثه بما يسره (الكامل 14: 328): دخل إلى معاوية وعليه عباءة فظة وحين رأى علامات الازدراء في عيني الأمير قال له: (ليست العباءة تكلمك وإنما يكلمك من فيها ثم تكلم فملا سمعه ثم نهض ولم يسله -كذا في الأصل. المترجم- فقال معاوية ما رأيت رجلا أحقر أولا ولا أجل آخرا).
ملأ: شد (القوس) (على سبيل المثال) (تاريخ جوكتان 1: 134) (المقري 14: 208) حيث يجب، وفقا لمخطوطات ابن الخصيب، أن تقرأ العبارة ولما قلته في رسالتي إلى السيد فليشر على النحو الآتي: (فعاد والارتياح قد ملا عطفه والتيه قد رفع انفه). أن في المعجمات المزيد من استعمالات ملأ مرادفا لشد إلا أن ملأ، حين تتعدى إلى المفعول به بحرف الجر في، اعتقد، في الوقت الحاضر، إنها تطابق في معناها هذا الفعل في صيغة الأولى، التي وردت في أول الكلام، أي صيغة فعل (راجع الآتي).
ملا الفرس فروجه: أي شد عطفه الذي هو بين ساقيه الأماميتين وعطفه الذي بين ساقيه الخلفيتين ومعنى هذا: ركض بسرعة كبيرة (لدرون ملاحظات 115: 6) إلا أنني أعتقد أن الفعل هنا ينبغي أن يكون في الصيغة الأولى دون الثانية أي صيغة فعل وليس فعل وهذا هو السبب في أن ملأ فروجه تعني أقصى سرعته (ابن العوام 2: 543): حتى إذا توهم أنك قد نمت على ظهرك فحركه وملء فروجه (وفيه 685 الملاحظة 3: ثم أجر فرسا بعد ذلك ملء فروجه (ابن خلكان 8: 145):
جرت تحته العليا ملء فروجها ... إلى غاية طالت إلى من يطاوله
انظر (دوماس حياة العرب ص187): جرى بأقصى سرعة. وكذلك ملأ حوافره (ابن العوام 2: 617): ثم ركض حتى تملا (وفي المخطوطة الأولى بملأ) حوافره.
ملا دماغه: انظر ملأ التي وردت في صدر الكلام على وزن فعل.
ملا ماء: في محيط المحيط (العامة تقول ملا ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي ... الخ) بدون همزة.
مالأه: تآمر معه على آخر (كليلة ودمنة 2: 193).
امتلأ من الغنائم (الأغلب 3: 71 في الحديث عن أحد القادة): فهزمهم وامتلأ من غنائمهم.
امتلأ الزرع: ظهرت السنبلة في الحنطة (البكري 6: 177).
استملا في الدين: (أساء فريتاج تفسيرها) في محيط المحيط (استملأ في الدين استملاء جعل دينه في املئاء أي أغنياء ثقة).
ملا تصحيف ملآن: وردت في (الأغاني. كوسح كرست 9: 130). كانت مغرمة بالشراب وكانت تقول خذ ملا واردد فارغا (أخطأ كوسج حين كتبها ملأ) راجع (معجم الجغرافيا). أعتقد أني وجدت ملا في جملة أيام ملي أي ملى التي تشير إلى أيام السعد، في الشهر القمري، لأعمال الزراعة (باللاتينية dies felicec operum أي أيام الحراثة السعيدة) (فرجيل) في مقابل أيام فارغة التي تشير إلى أيام النحس، راجع (فرجيل ديوان الفلاحيات الجزء الأول: البيت 276 مع ملاحظة هايني) (ابن العوام 1: 223). إن هذه الكلمة تبقى على حالها دون تغيير إذ يقال يوم ملى، يومان ملى، أيام ملى أو الملى وحدها.
ملأ: تدفق، سيلان (بوشر).
ملء: ملء الأرض ذهبا (سورة آل عمران آية 91: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به).
ملء فؤاد: بمقدار ما يشتهي القلب (حيان بسام 3: 4 وضرب تجارها أوجه الركاب نحوهم حتى بلغوا من ذلك البغية وفوق ملئ فؤاد الأمنية (الكلمات الأربع الأخيرة محذوفة من مخطوطة B) .
نام ملء جفونه: في محيط المحيط (ملء الجفن مثل في الخلو من الفم لأنه كل من كان له غم ليس له نوم من الحزن والفكرة ومنه قول المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
ملء فروجه: انظر ما ذكرناه في صدر هذه المادة من باب فعل.
ملء العنان: كان في ركضه غاية في السرعة (القلائد 2: 190): وجرى إلى لذاته ملء العنان. بكى ملء عينيه: بكى بحرقة (القلائد 16، 65): (حين لفظ ابن طاهر نفسه الأخير دخل أحد أصدقائه وهو يبكي ملء عينيه ويقلب على ما فاته منه كفيه).
ملأ: في محيط المحيط (والملأ عند الحكماء الجسم لأنه يملأ المكان والملأ المتشابه عندهم لا يوجد فيه أمور مختلفة الحقائق والملأ الأعلى هي العقول المجردة والنفوس الكلية) (انظر الملأ الأعلى في دي سلان، المقدمة 1: 200 رقم 2).
ملاء: ليس الملاء جمعا لملاءة حسب بل إنها تستعمل اسم جمع للمفرد المذكر (معجم مسلم، معلقة امرئ القيس، البيت 61، والشنفري البيت 67 والازرقي 3: 174، كوسج كرست 7: 130).
ملئ أو ملى في (محيط المحيط: بالبدل والإدغام هو الغني المتمول المقتدر) وفي (معجم بدرون): ملئ ب.
ملئ: ذكرت بعض الملاحظات في (الجريدة الآسيوية 1869: 2: 168 - 170) مفادها أن المعنى الثاني الذي ذكره (فريتاج) لهذه الكلمة ينبغي تصحيحه إلى: يدفع ديونه في الوقت المحدد، موسر قادر على الوفاء.
ملاءة: فسرت ملاء (اسم جمع للمفرد المذكر) في عهد الجاهلية بأنها قطعة الفرش التي تغطى به الكعبة (على سبيل المثال) (الازرقي: أخبار مكة: 3: 174). ثم أطلقت على الرداء، وفي (الحماسة 2: 16) أن الناس كانوا يلبسون الملاءة فوق الزرد. (احذف من فريتاج صيغة ملاة لأنها غير موجودة) وفي (ابن السكيت 528): ملاء عنترة العبس كانت بيضاء.
والملاية: في هذه الأيام، شقة من القماش القطني المخطط بخطوط زرق وبيض طولها ثمانية وعرضها أربعة أقدام تطرح بعد أن تبطن على الكتف الأيسر وتستعمل المعطف (الإزار) أو استعمال جبة كبار رجال الكهنوت (الملابس عند العرب ص330، 1، 39، 2، 94 بركهارت نوبيا 87، عوادي 341، 703) (انظر ما جاء في كتاب الملابس عند العرب حول ملاءة أو ملاية النساء ص331 وزد عليها ما جاء في رحلة دارفور ص204): (الملاية الشائعة الاستعمال في مصر هي نسيج كبير من الكتان أو القطن وأحيانا من الحرير ذي لون أزرق. في الغالب، مربعات صغيرة مطرزة تطريزات منسوجة في القماش غير منفصلة عنه. هذا اللباس خاص بنساء الطبقة المتوسطة. والملاية النسائية تنسب إلى أسرة الأزر الكبيرة أو المعاطف الواسعة التي تستر بها النساء الجسم كله. أنهن يتدثرن به في جعله ينحدر من الرأس من فوق الكتفين والذراعين إلى الكعبين ويمسكن به بأيديهن من طرفيه ويثبتنه في الرأس بكلاب واحد أو اثنين) (بالم 42: 50) (بيرتون 2: 15). ملاءة: خمار من صوف أو حرير يلف به الرأس وقد فسر صاحب المحيط الشاش بأنه (ملاءة من الحرير يعتم بها).
ملاءة: لحاف، بطانية، غطاء؛ ملاية فرش: غطاء سرير (بوشر).
ملاية: سماط، غطاء الخوان (هلو).
ملاءة: لاحظ أخيرا أن الملاءة تستعمل أيضا كاسم جمع (الثعالبي لطائف 9: 72) ومن الملاءة ثمانية آلاف ملاءة.
ملاية: صيغة حديثة للملاءة (انظر ملاءة).
ملان: ربعة، مربوع، وسمين، قوي (بوشر).
ملآن: غاضب ففي (عنتر 6: 17): أنا أعلم أن قلبك عليّ ملآن، وإنك لما جرى عليك حردان.
ملآن: مزكوم (محيك المحيط): من الامتلاء.
مليان: مفعم، ملئ (بوشر).
ملا: في محيط المحيط (العامة تقول ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي بالملا ولا تهزهما).
البحر المالي: مد البحر (دومب 56، بوشر).
امتلاء: كظة الدم، وهو عند الأطباء أن يمتلئ البدن من خلط من الأخلاط الأربعة (محيط المحيط) (التقويم 8: 42).
امتلائي: ناتج من كظمة الدم (ابن البيطار 1: 58): ينفع من التشنج الامتلائي.
ممتلئ: ضخم، كبير، جسيم (انظر في مادة صرف) وفي (ابن البيطار 2: 73): وعصية على غلظ الرمح الممتلئ من الدردار.

ملأ: مَلأَ الشيءَ يَمْلَؤُه مَلأً، فهو مَمْلُوءٌ، ومَلأَه فامْتَلأَ، وتَمَلأَ، وإنه لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي الـمَلْءِ، لا التَّمَلُّؤِ.

وإِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، والجمع مِلاءٌ؛ والعامة

تقول: إِناءٌ مَلاً. أَبو حاتم يقال: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبةٌ مَلأَى، وحِبابٌ

مِلاءٌ. قال: وإِن شئت خففت الهمزة، فقلت في المذكر مَلانُ، وفي المؤَنث مَلاً. ودَلْوٌ مَلاً، ومنه قوله:

حَبَّذا دَلْوُك إِذْ جاءَت مَلا

أَراد مَلأَى. ويقال: مَلأْتُه مَلأَ، بوزن مَلْعاً، فإِن خففت قلت:

مَلاً؛ وأَنشد شمر في مَلاً، غير مهموز، بمعنى مَلْءٍ:

وكائِنْ ما تَرَى مِنْ مُهْوَئِنٍّ، * مَلا عَيْنٍ وأَكْثِبةٍ وَقُورِ

أَراد مَلْء عَيْنٍ، فخفف الهمزة.

وقد امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، وامْتَلأَ وتَمَلأَ، بمعنى.

والمِلْءُ، بالكسر: اسم ما يأْخذه الإِناءُ إِذا امْتَلأَ. يقال: أَعْطَى

مِلأَه ومِلأَيْهِ وثلاثةَ أَمْلائه.

وكوزٌ مَلآنُ؛ والعامَّةُ تقول: مَلاً ماءً.

وفي دعاء الصلاة: لكَ الحمدُ مِلْءَ السمواتِ والأَرضِ. هذا تمثيل لأَنّ الكلامَ لا يَسَعُ الأَماكِنَ، والمراد به كثرة العدد. يقول: لو قُدِّر أَن تكون كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت من كثرتها أَن تَمْلأَ السمواتِ والأَرضَ؛ ويجوز أَن يكون المرادُ به تَفْخِيمَ شأْنِ كلمة الحَمد، ويجوز أَن يرادَ به أَجْرُها وثَوابُها. ومنه حديث إِسلام أَبي ذر، رضي اللّه عنه: قال لنا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ أَي إِنها عظيمة شَنِيعةٌ، لا يجوز أَن تُحْكَى وتُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بها لا يَقْدِرُ على النُّطق. ومنه الحديث: امْلَؤُوا أَفْواهَكم من القُرْآنِ. وفي حديث أُمّ زرع: مِلْءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها؛ أَرادت أَنها سَمِينة، فإِذا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه.

وفي حديث عِمْرانَ ومَزادةِ الماء: إِنه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ

مِلأَةً منها حين ابْتُدِئَ فيها، أَي أَشدُّ امْتلاءً.

يقال مَلأْتُ الإِناءَ أَمـْلَؤُه مَلأً،و المِلْءُ الاسم، والمِلأَةُ أَخصُّ منه.

والمُلأَة، بالضم مثال الـمُتْعةِ، والـمُلاءة والـمُلاءُ: الزُّكام يُصيب مِن امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد مَلُؤَ، فهو مَلِيءٌ، ومُلِئَ فلان، وأَمـْلأَه اللّهُ إملاءً أَي أَزْكَمه، فهو مَمْلُوءٌ، على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.

والمِلْءُ: الكِظَّة من كثرة الأَكل. الليث: الـمُلأَةُ

ثِقَلٌ يأْخذ في

الرأْس كالزُّكام من امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد تَمَلأَ من الطعام والشراب

تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً. ابن السكيت: تَمَلأْتُ من الطعام تَملُّؤاً، وقد تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إِذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلاً.والمُلأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ من طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْر.ومَلأَ في قَوْسِه: غَرِّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ.

وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوْسِ إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فيها.

التهذيب، يقال: أَمْلأَ فلان في قَوْسِه إِذا أَغْرَقَ في النَّزْعِ، ومَلأَ

فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. ورَجل مَلِيءٌ،

مهموز: كثير المالِ، بَيِّن الـمَلاء، يا هذا، والجمع مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ،

بهمزتين، ومُلآءُ، كلاهما عن اللحياني وحده، ولذلك أُتِيَ بهما آخراً.

وقد مَلُؤَ الرجل يَمْلُؤُ مَلاءة، فهو مَلِيءٌ: صار مَلِيئاً أَي ثِقةً، فهو غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن الـمَلاءِ والمَلاءة، مـمدودان. وفي حديث الدَّيْنِ: إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ.

الـمَلِيءٌ، بالهمز: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وقد أُولِعَ فيه الناس بترك الهمز وتشديد الياء. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: لا مَلِئٌ واللّه باصْدارِ ما ورَدَ عليه.

واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه في مُلآءَ. وهذا الأَمر أَمْلأُ بكَ أَي أَمْلَكُ.

والـمَلأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنهم مِلاءٌ بما يُحتاج إليه.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الجماعة، وقيل أَشْرافُ القوم ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الذين يُرْجَع إِلى قولهم. وفي الحديث: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟ يريد الملائكةَ الـمُقَرَّبين. وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى الـمَلإِ. وفيه أَيضاً: وقال الـمَلأُ. ويروى أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَمِعَ رَجُلاً من الأَنصار وقد رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يقول: ما قَتَلْنا إِلاَّ عَجائزَ صُلْعاً، فقال عليه السلام: أُولئِكَ الـمَلأَ مِنْ قُرَيْش، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ؛ أَي أَشْرافُ قريش، والجمع أَمْلاء. أَبو الحسن: ليس الـمَلأُ مِن باب رَهْطٍ، وإِن كانا اسمين للجمع، لأَن رَهْطاً لا واحد له من لفظه، والـمَلأُ وإِن كان لم يُكسر مالِئٌ عليه، فإِنَّ مالِئاً من لفظه.

حكى أَحمد بن يحيى: رجل مالِئٌ جليل يَمْلأَ العين بِجُهْرَتِه، فهو

كعَرَبٍ ورَوَحِ. وشابٌّ مالِئُ العين إِذا كان فَخْماً حَسَناً. قال الراجز:

بِهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

ويقال: فلان أَمْلأُ لعيني مِن فلان، أَي أَتَمُّ في كل شيء مَنْظَراً

وحُسْناً. وهو رجل مالِئُ العين إِذا أَعْجبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه.

وحَكَى: مَلأَهُ على الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ(1)

(1 قوله «وحكى ملأه على الأمر إلخ» كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملأه على الأمر ساعده كمالأه.) ، وكذلك الـمَلأُ إِنما هم القَوْم ذَوُو الشارة والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك، والـمَلأُ على هذا صفة غالبة.

وقد مَالأْتُه على الأَمر مُمالأَةَ: ساعَدْتُه عليه وشايَعْتُه.

وتَمالأْنا عليه: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عليه: اجْتَمعوا عليه؛ وقول

الشاعر:

وتَحَدَّثُوا مَلأً، لِتُصْبِحَ أُمـّنا * عَذْراءَ، لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ

أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليَقْتُلونا أَجمعين، فتصبح أُمنا كالعَذْراء التي لا وَلَد لها.

قال أَبو عبيد: يقال للقوم إِذا تَتابَعُوا برَأْيِهم على أَمر قد تَمالَؤُوا عليه. ابن الأَعرابي: مالأَه إِذا عاوَنَه، ومَالأَه إِذا صَحِبَه أَشْباهُه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: واللّه ما قَتَلْتُ عُثمانَ، ولا

مالأْت على قتله؛ أَي ما ساعَدْتُ ولا عاوَنْتُ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ برجل قَتَلُوه غِيلةً، وقال: لَو تَمالأَ عليه أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به. وفي رواية: لَقَتَلْتُهم. يقول: لو

تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الخُلُقُ. وفي التهذيب: الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحْتاجُ إليه. وما أَحسن مَلأَ بني فلان أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم.

قال الجُهَنِيُّ:

تَنادَوْا يا لَبُهْثَةَ، إِذْ رَأَوْنا، * فَقُلْنا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يا جُهَيْنةُ؛ والجمع أَملاء. ويقال: أَراد

أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً، من قولك مالأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ

وظاهَرْته. والـمَلأُ في كلام العرب: الخُلُقُ، يقال: أَحْسِنُوا

أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم.

وفي حديث أَبي قَتادَة، رضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لما تَكابُّوا على الماء في تلك الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ وفي طريق: لَـمَّا ازدَحَمَ الناسُ على المِيضأَةِ، قال لهم رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: أَحْسِنُوا الـمَلأَ، فكلكم سَيَرْوَى. قال ابن الأَثير: وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ، بكسر الميم وسكون اللام من مَلْءِ الإِنـاءِ، قال: وليس بشيء. وفي الحديث أَنه قال لأَصحابه حين ضَرَبُوا الأَعْرابيَّ الذي بال في الـمَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَي أَخْلاقَكم. وفي غريب أَبي عُبيدة: مَلأً أَي غَلَبَةً(1)

(1 قوله «ملأ أي غلبة» كذا هو في غير نسخة من النهاية.). وفي حديث الحسن أَنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها الـمَرْؤُون.

والـمَلأَ: العِلْيةُ، والجمع أَمْلاءٌ أَيضاً.

وما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ واجتماع. وفي حديث عمر، رَضي اللّه عنه، حِين طُعِنَ: أَكان هذا عن مَلإٍ منكم، أَي مُشاوَرةٍ من أَشرافِكم وجَماعَتِكم. والـمَلأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ، عن ابن الأَعْرابي، وبه فسر قوله وتحَدَّثُوا مَلأً، البيت الذي تَقَدَّم، وبه فسر أَيضاً قوله:

فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي ظَنّاً.

والمُلاءة، بالضم والمدّ، الرَّيْطة، وهي المِلْحفةُ، والجمع مُلاءٌ.

وفي حديث الاستسقاءِ: فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حين

تُطْوَى. الـمُلاءُ، بالضم والمدّ: جمع مُلاءةٍ، وهي الإِزارُ والرَّيْطة.

وقال بعضهم: إِن الجمع مُلأٌ، بغير مد، والواحد مـمدود، والأَول أَثبت.

شبَّه تَفَرُّقَ الغيم واجتماع بعضه إِلى بعض في أَطراف السماء بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ومنه حديث قَيْلةَ: وعليه أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ، هو تصغير مُلاءة مثناة المخففة الهمز، وقول أَبي خِراش:

كأَنَّ الـمُلاءَ الـمَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه، * - صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ الـمُتَحَّمُ

عنى بالـمَحْضِ هنا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالـمُلاءِ من الثياب.

ملأَ

1 مَلَأَ, aor. ـَ inf. n. مَلْءٌ (S, K) and مَلْأَةٌ and مِلْأَةٌ; (K;) and مَلِئَ; (TA;) and ↓ ملّأ, inf. n. تَمْلِئَةٌ; (K;) He filled (K;) a vessel &c. (S, TA.) You may also say مَلَأْتُهُ مَلًا, for مَلْئًا, (TA.)

b2: مَلَأَ العَيْنَ (tropical:) He satisfied [or glutted] the eye by his comeliness of aspect. (TA.) See an ex. in a verse cited voce عَقِبٌ.

b3: مَلَأْتُ مِنْهُ عَيْنِى (tropical:) [I satisfied, or glutted, my eye by the sight of his comeliness]. (TA.)

b4: مَلُؤَ, aor. ـُ (K,) inf. n. مَلَآءَةٌ and مَلَآءٌ; (S, K;) and مَلَأَ, aor. ـَ (K;) the former is that which commonly obtains; (TA;) He became rich, wealthy, &c., syn. صَارَ مَلِيئًا. (K.)

b5: كَلِمَةٌ تَمْلَأُ الفَمَ (assumed tropical:) [A word, or saying, that fills the mouth;] i. e., gross, and abominable; not allowable to be spoken; that fills the mouth so that it cannot articulate. (TA, from a trad.)

b6: إِمْلَؤُوا أَفْوَاءَكُمْ مِنَ القُرْآنِ (assumed tropical:) [Fill your mouths with the Kur-án]. (TA.)

b7: مُلِئَ رُعْبًا, and مَلُؤَ رعبا, (tropical:) He was filled with fright. (A.)

b8: مَلَأَ ثِيَابِى (tropical:) He sprinkled my clothes with mud, &c. (A.)

مَلَأَ رَاكِبَهُ [He (a camel) bespattered his rider with his ejected cud]. (S, K, art. زرد.)

b9: مَلَأَ

عِنَانَهُ (assumed tropical:) He made, or urged, his beast to run vehemently. (TA in art. عن.)

b10: مُلِئَ, like عُنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] and مَلُؤَ, (tropical:) He had the disease called مُلَآءَة. (A, K.)

b11: See 3.

2 ملّأ فُرُوجَ فَرَسِهِ He made his horse to run at the utmost rate of the pace termed حُضْر. (TA.)

b2: And see 1, and 4.

3 مالأهُ عَلَى الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. مُمَالَأَةٌ; (S;) and ↓ مَلَأَهُ; (K;) but this latter the lexicologists do not hold in good repute; (TA;) He aided, or assisted, him, and conformed with him, to do the thing. (IAar, * Az, S, K.)

4 املأ النَّزْعَ فِى قَوْسِهِ, (S,) and املأ فى قوسه, and فى قوسه ↓ ملّأ, (K,) (tropical:) He pulled his bow to the utmost. (S, K, TA.)

b2: املأهُ اللّٰهُ, (S, K,) inf. n. إِمْلَاءٌ, (TA,) (assumed tropical:) God affected him with the disease called مُلَآءَة. (S, K.)

5 تملّأ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ He became full of food and drink. (S.)

b2: See 8.

b3: تملّأ غَيْظًا, and ↓ امتلأ, (tropical:) He became filled with rage. (S.)

b4: تملّأ شِبَعًا, and ↓ امتلأ, He became filled to satiety. (TA.)

b5: تملّأ He put on himself a مُلَآءَة; i. e., a covering of the kind so called. (TA.)

6 تَمَالَؤُوا عَلَى الأَمْرِ They agreed, or conspired together, to do the thing: (ISk, S, K, TA:) they

aided, or assisted, [and conformed with,] one

another to do the thing. (TA.)

8 امتلأ and ↓ تملّأ; (S, K;) and مَلِئَ, aor. ـَ (K;) It (a vessel, &c., TA) became full. (S, K.)

b2: See 5.

b3: امتلأ شَبَابًا (assumed tropical:) [He became full of sap, or vigour, or youth, or young manhood]. (The Lexicons, &c., passim.) And امتلأ الشَّبَابُ (assumed tropical:) [The sap, or vigour, of youth, or young manhood, became full, or mantled, in a person.] (S, K, in art. غطى.) [And امتلأ, alone, He was, or became, plump.]

b4: امتلأ عِنَانُهُ (assumed tropical:) The utmost of his power, or ability, was accomplished. (TA in art. عن.)

10 استملأ فِى الدَّيْنِ signifies جَعَلَ دَيْنَهُ فِى مُلَأءَ (CK, and a MS copy of the K) [app., He made wealthy persons, or honest wealthy persons, his debtors: but in one copy of the K, for مُلَأءَ, we find مُلَآءٍ, which affords no sense that seems admissible here: and in another, دِين seems to be put in the place of دَيْن, in both the above instances; and مَلَآءٍ in that of مُلَأءَ; for Golius renders the phrase استملأ فى الدين by opulentiæ studuit in religione sua: i. e., religionem suam in illa posuit: a meaning which IbrD rejects].

مِلْءٌ [A thing sufficient in quantity, or dimensions, for the filling of a vessel, &c., or] the quantity that a vessel, &c., holds when it is filled. (S, K.)

b2: أَعْطِهِ مِلْأَهُ وَمِلْأَيْهِ وَثَلَاثَةَ أَمْلَآئِهِ Give

it (i. e., the cup, TA) what will fill it; and what will twice fill it; and what will thrice fill it. (S, K.)

b3: حَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ A stone that fills the hand. (TA.)

b4: لَكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ To Thee be praise that shall fill the heavens and the earth. (TA.)

b5: مِلْءُ كِسَائِهَا A fat woman; that fills her كساء when she covers herself with it. (TA, from a trad.)

مَلَأٌ An assembly, (IAar, S, K,) absolutely, (TA,) [whether of nobles or others]: pl. أَمْلَآءٌ. (IAar.)

b2: Nobles; chiefs; princes; syn. أَشْرَافٌ and عِلْيَةٌ; (K;) principal persons; persons whose opinion is respected. (TA.) (المَلَأُ الأَعلْىَ [The most exalted princes; i. e.] the angels that are admitted near [to the presence of God]; or the archangels. TA.) See سَمعَهُ, for other explanations.

b3: A people of comely appearance, figure, attire, or adornment, united for some purpose or design; expl. by قَوْمٌ ذو الشَّارَةِ والتَّجَمُّعِ لِلْإِرَادَةِ: (Abu-l-Hasan, K:) [but this is wrong, see Beyd, ii. 247.] Thus it is of a different class from رَهَطٌ, though, like this word, a quasi-pl. n. It is an epithet in which the quality of a substantive predominates. (Abu-l-Hasan.)

b4: (tropical:) Consultation. (K.)

[You say,] مَا كَانَ هٰذَا الأَمْرُ عَنْ مَلَإٍ مِنَّا (tropical:) This

thing was not the result of a consultation and consent on our part: [and] أَكَانَ هٰذَا عَنْ

مَلَإٍ مِنْكُمْ (tropical:) Was this the result of a consultation of your nobles, and of your assembly? said by 'Omar when he was stabbed: asserted to be tropical in this sense by Z and others. (TA.)

تَحَدَّثُوا مَلَأً They conversed, consulting together. (S.)

b5: Opinion. (K.) [See a supposed example below.]

b6: Disposition; nature; manners; (S, K;) a nature rich in needful qualities: (T:) pl. أَمْلَآءٌ. (S.) [You say,] مَا أَحْسَنَ مَلَأَ بَنِى فُلَانٍ How

good are the dispositions, or manners, and conversation, of the sons of such a one! (S.) ElJuhanee says, تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا

فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلَأً جُهَيْنَا (S) [They called out, one to another, O Buhtheh!

come to our aid! when they saw us: and we said,] Be of good disposition, or manners, O Juheyneh!

or, accord. to some, Be of good opinion, O Juheyneh! (see above:) or, as some say, Aid well, O Juheyneh! taking ملأ in the sense of مُمَالَأَةً: [see 3]. (TA.)

b7: أَحْسِنُوا أَمْلَآءَ كُمْ Amend your manners; or have good manners. From a trad. (S, K.)

b8: Also مَلَأٌ A coveting. (K.)

مُلْأَةٌ A tremulousness and flabbiness and swelling of the flesh, in a camel, in consequence of long confinement after a journey. (K.)

b2: See مُلَآءَةٌ.

مِلْأَةٌ The manner in which a thing is filled. (K.) [You say,] إِنَّهُ لَحَسَنُ المِلْأَةِ (not التَّمَلُّؤِ)

Verily it is well filled. (K.)

b2: مِلْأَةٌ An oppression occasioned by repletion with food. (K, TA.)

[See also مُلَآءَةٌ.]

مَلَآءٌ and ↓ مَلَآءَةٌ Richness, wealthiness, &c.: (K:) or trustiness, or honest. (S.) [See مَلِىْءٌ.]

مُلَآءٌ: see مُلَآءَةٌ.

مَلِىْءٌ, (S, K,) also written and pronounced مَلِىٌّ, (Nh,) A rich, wealthy, opulent, man: (K:) or trusty, or honest: (S:) or trusty, or honest, and rich: (TA:) or a rich man, or one not literally rich, who is honest, and pays his debts well, without giving trouble to his creditor: (K, * TA:) or an able, rich, man: (Msb:) [a solvent man:] pl. مِلَآءٌ and أَمْلِئَآءُ and مُلَأءُ. (K.)

b2: Also مُلَأءُ

Chiefs: so called because rich in needful things. (TA.)

مُلَآءَةٌ (K) and ↓ مُلْأَةٌ (S, K) and ↓ مُلَآءٌ (K) (tropical:) A defluxion, or rheum, syn. زُكَامٌ, (S, K,) occasioned

by repletion, or a heaviness in the head, like a defluxion, or rheum, (زكام,) from repletion of the stomach. (A.) [See also مِلْأَةٌ.]

A2: مُلَآءَةٌ A piece of drapery which is wrapped about the body; i. q., إِزَارٌ (TA) and رَيْطَةٌ: (S, K:) or the ملاءة is a covering for the body formed of two pieces; (TA;) composed of two oblong pieces of cloth sewed together; (Msb, in art. لغق;) and the ريطة is of a single piece. (TA.) [It appears to have been generally yellow, (see وَرْسٌ, and أَوْرَسَ,) and was probably otherwise similar to the modern مِلَايَة, which is described and represented in my work on the Modern Egyptians, part i., ch. 1.]

Pl. مُلَآءٌ; (S, K;) [or rather this is a quasi-pl.

n.; or a coll. gen. n., of which ملاءة is the n. un.;] or, accord. to some, مُلَأٌ; but the former is better established. (TA.) Dim. مُلَيْئَةٌ; for which مُلَيَّةٌ

was also used, accord. to a tradition. (TA.)

b2: مُلَآءَةُ الحُسْنِ (tropical:) Fairness of complexion. (TA.)

b3: المَحْضُ ↓ المُلَآءُ (tropical:) Simple dust. (TA.)

b4: Also مُلَآءَةٌ The skim that forms on the surface of milk. (El-Moajam.)

مَلْآنٌ (S, K) [and مَلْآنُ, as it forms in the]

fem. مَلْآنَةٌ (K) and مَلْأَى; (S;) pl. مِلَآءٌ; (K;)

Full: (S, K) said of a vessel, &c. (S, TA.)

The masc. is also written and pronounced مَلَان; and the fem., مَلَا: (TA:) and the vulgar say إِنَاءٌ مَلَا A full vessel. (S, TA.)

b2: مَلْآنٌ من الكَرَمِ (tropical:) [Full of generosity]. (TA.)

b3: See مَمْلُوْءٌ.

مَالِئٌ (tropical:) A majestic person: one whose aspect satisfies the eye. (TA.)

b2: مَالِئٌ العَيْنِ, and مَالِئٌ لِلْعَيْنِ, (tropical:) A person whose aspect satisfies the eye by his comeliness &c. (TA.)

فُلَانٌ أَمْلَأُ لِعَيْنِى مِنْ فُلَانٍ (tropical:) Such a one is more satisfactory to my eye by his comeliness than such a one. (TA.)

b2: هٰذَا الأَمْرُ أَمْلَأُ بِكَ

This thing is better for thee, and more satisfactory: expl. by أَمْلَكُ [which is said to have this signification]. (TA.)

مَمْلُوْءٌ, pass. part. n. of مَلَأَ, Filled. (S.)

b2: Also, (assumed tropical:) Having the disease called مُلَآءَة: as part.

n. of مَلِئَ. (A.)

b3: Also, (and accord. to some copies of the K, ↓ مَلْآن,) Affected by God with that disease: extr. [with respect to rule], (S, K,) as it is used in the sense of the pass. part. n. of أَمْلَأَ: by rule it should be مُمْلَأٌ. (TA.)

مُمْلِئٌ An ewe in whose belly are water and matter [such seems to be the meaning of أَغْرَاسٌ

in the explanation] so that one thinks her to be pregnant. (K.)

شَابٌّ مُمْتَلِئٌ [A youth in the full bloom of his age. See art. عَبْعَبٌ.]

مَلأ

(مَلأ) الْإِنَاء مُبَالغَة فِي ملأَهُ وَفِي قوسه أملأ
(مَلأ)
فِي الْقوس ملئا جذب الْوتر جذبا شَدِيدا وَالشَّيْء وضع فِيهِ من المَاء وَغَيره قدر مَا يسع وَيُقَال ملأَهُ على الْأَمر ساعده وشايعه وملأت مِنْهُ عَيْني أعجبني منظره وَهُوَ يمْلَأ الْعين حسنا وملأ فروج فرسه حمله على أَشد الْعَدو
مَلأ
: ( {مَلأَه) أَي الشيءَ (كَمَنَع) يَمْلَؤُه (} مَلأً {وَمَلأَةً} وَمِلأَةً) أَي (بِالْفَتْح وَالْكَسْر {ومَلأَهُ} تَمْلِئَةً {فامْتَلأَ} وتَمَلأَ) ، فِي الْعبارَة لفٌّ ونَشْر، وَذَلِكَ أَن {امتلأَ مُطاوع مَلأَه} وَملِئَه بِالْفَتْح وَالْكَسْر. {وتَمَلأَ مُطاوع} ملأَة كعَلَّمَه فتَعلَّم ( {ومَلِيءَ) بِالْكَسْرِ (كسَمِعَ، وَإِنَّه لحَسَنُ} المِلأَةِ) أَي المِلْءِ (بِالْكَسْرِ لَا {التَّمَلُّؤِ) لأَن الْمَقْصُود الْهَيْئَة (وَهُوَ) أَي الإِناء (} مَلآنُ وَهِي) أَي الأُنثى ( {مَلأَى) على فَعْلَى، كَمَا فِي (الصِّحَاح) (} ومَلآنةٌ) بهاء (ج! مِلاَءٌ) ككرامٍ، كَذَا فِي النّسخ {وأَمَلاءُ، كَمَا فِي (اللِّسَان) ، والعامة تَقول إِناءُ} مَلاً مَاءً، وَالصَّوَاب {ملآنُ مَاء، قَالَ أَبو حَاتِم: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبَةٌ} مَلأَى، وحِبَاب {مِلاَءُ، قَالَ: وإِن شئتَ خفَّفْت الهمزةَ فَقلت فِي المُذكّر} مَلاَنُ، وَفِي المُؤَنّثَ مَلاَ، ودَلْوٌ {مَلاً، وَمِنْه قَوْله:
وحَبَّذَا دَلْوُكِ إِذْ جَاءَتْ مَلاَ
أَراد} مَلأَى، وَيُقَال {مَلأْتُه} مَلأً بِوَزْن مَلْعاً فإِن خَفَّفْتَ قُلت مَلاً، وَقد {امتلأَ الإِناءُ} امتلاءً. {وامْتَلاَ} وتَمَلأَ بِمَعْنى.
( {والمُلاَءَةُ) ممدوداً (والمُلاَءُ) كغُراب (} والمُلأَة) كمُتْعَة (بضمِّهن: الزُّكَام) يُصيب (من {الامْتِلاءِ) أَي} امتلاءِ المَعِدة، (وَقد {مُلِىءَ كعُنِيَ) مبنيًّا للْمَفْعُول (و) } مَلُؤَ مِثال (كَرُمَ {وأَمْلأَه اللَّهُ تَعَالَى) } إِمْلاَءً، أَي أَزكمه (فَهُوَ {مَمْلُوءٌ) . كَذَا فِي النّسخ وَفِي بَعْضهَا فَهُوَ مَلآنُ (} ومَمْلُوءٌ) وَهَذَا خِلاف الْقيَاس يُحْمَل على مُلِيءَ، فَهُوَ حِينَئِذٍ (نادِرٌ) لأَن الْقيَاس فِي مفعولٍ الرباعيِّ مُفْعَل كمُكْرَم. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز بِهِ {مُلأَةٌ، وَهُوَ ثِقَلٌ يأْخُذ بالرأْس وزُكْمَةٌ من امتلاء الْمعدة. ومُلِيءَ الرجلُ وَهُوَ مَملوءٌ. انْتهى. وَقَالَ اللَّيْث:} المُلاَءُ: ثقَلٌ يأَخذُ فِي الرأْس كالزُّكامِ من امتلاءِ المَعِدة، وَقد تَمَلأَ من الطَّعَام والشَّرابِ {تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً وشِبَعاً} وامتلأَ. قلت: وَهُوَ من الْمجَاز. وَقَالَ ابْن السكّيت: {تَمَلأْتُ من الطَّعَام} تَمَلُّؤًا، وتَمَلَّيْتُ العَيْشَ {تَمَلِّياً، إِذا عِشْتَ} مَلِيًّا، أَي طَويلا.
( {والمَلأُ، كجَبَلٍ: التَّشَاوُرُ) يُقَال: مَا كَانَ هَذَا الأَمرُ عَن} مَلإٍ مِنَّا أَي تَشاوُرٍ واجتماعٍ، وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ حِين طُعِن: أَكان هَذَا عَن مَلإٍ مِنْكُم؟ أَي عَن مُشاوَرَةٍ من أَشرافكم وجَماعتِكم. فَهُوَ مجازٌ، صَرَّح بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه (و) المَلأُ (: الأَشْرَافُ) أَي من الْقَوْم ووُجُوههم ورُؤَساؤُهم ومُقَدَّمُوهم الَّذين يُرْجَع إِلى قَوْلِهِم (والعِلْيَةُ) بِالْكَسْرِ، ذكره أَبو عُبيدةَ فِي غَرِيبه، وَهُوَ كعطفِ تفسيرٍ لِما قَبْلَه، وَالْجمع أَمْلاَءٌ، وَفِي الحَدِيث. هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟) يُرِيد الملائكةَ المُقَرَّبِينَ، ويروى أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَمع رَجُلاً من الأَنصار وَقد رَجعوا مِن غَزْوَةِ بَدْرٍ يَقُول: مَا قَتَلْنَا إِلاَّ عَجائِزَ صُلْعاً. فَقَالَ عَلَيْهِ السلامُ: (أُولئك المَلأُ مِن قُرَيْشٍ لَو حَضَرْتَ فِعَالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ) أَي أَشرافُ قُريشٍ. (و) المَلأُ (: الجَمَاعَةُ) أَي مُطلقًا، وَلَو ذكره عِنْد التشاوُرِ كَانَ أَوْلَى للمناسبة (و) الملأُ (: الطَّمَعُ والظَّنُّ) . وَالْجمع أَمْلاَءٌ، أَي جَماعاتٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وَبِه فسّر قَول الشَّاعِر:
وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا
عَذْرَاءَ لاَ كَهحلٌ وَلَا مَوْلُودُ
وَبِه فُسِّرَ أَيضاً قولُ الجُهنِيِّ الْآتِي ذِكْرُه:
فَقُلْنَا أَحْسِني مَلأً جُهَيْنَا
أَي أَحْسِني ظَنًّا، وَقَالَ أَبو الْحسن: لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ، وإِن كانَا اسمَيْنِ للجَمْعِ، لأَن رَهْطاف لَا واحِدَ لَهُ من لَفظه، ثمَّ قَالَ: (و) الملأُ إِنَّما هم (القَوْمُ ذَوُو الشَّارَةِ، والتَّجَمُّعُ) للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْطٍ لذَلِك، والمَلأُ على هَذَا صِفَةٌ غالبةٌ. (و) المَلأُ (الخُلُقُ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : الخُلُقُ! - المَلِيءُ بِمَا يُحْتَاج إِليه، وَمَا أَحْسَن مَلأَ بَني فُلانٍ، أَي أَخلاقَهم وعِشْرَتَهم، قَالَ الجُهَنِيُّ:
تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا
فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلأً جُهَيْنَا أَي أَحْسِني أَخلاقاً يَا جُهَيْنَة، وَالْجمع أَمْلاَءٌ، وَفِيه وُجُوهٌ أُخَرُ، ذُكِر مِنْهَا وَجْهٌ، وسيأْتي وجهٌ آخَرُ، وَفِي حَدِيث أَبي قَتادة: لمَّا ازدحمَ الناسُ على المِيضَأَةِ فِي بعضِ الغَزَواتِ قَالَ لَهُم رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْسِنوا المَلأَ فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى) ، قَالَ ابنُ الأَثير: وأَكثر قُرَّاءِ الحَدِيث يَقْرؤُونها (أَحْسِنُوا المِلْءِ) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللَّام، وَلَيْسَ بِشَيْء (وَمِنْه) مَا جاءَ فِي الحَدِيث أَيضاً حِين ضَربُوا الأَعرابيَّ الَّذِي بَال فِي الْمَسْجِد (أَحْسِنُوا {أَمْلاَءَكُمْ، أَي أَخْلاَقَكُمْ) وتقدّم فِي م ر أَحديثُ الحَسن البصرِيّ: لما ازْدَحَموا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَحْسِنُوا أَمْلاَءَكُم أَيُّها المَرْؤُونَ.
(و) } المُلاَءُ (كَغُرَابٍ: سَيْفُ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنهُ، قَالَ ابنُ النُّوَيْعِمِ يَرثي عُمَرَ بنَ سَعْدِ حِين قَتَلَه المُخْتارُ بنُ أَبي عُبَيْدٍ:
تجَرَّدَ فِيهَا والمُلاَءُ بِكَفِّهِ
لِيُخْمِدَ مِنْهَا مَا تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ
(و) {المُلاَءَة (بِهَاءٍ) كُنْيَتُها (أُمُّ المُرْتَجِزِ) هِيَ (فَرَسُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكره الصَّاغَانِي فِي (التكملة) .
(} والمِلاَءُ بِالْكَسْرِ) والمَدّ ككِرام ( {والأَمْلِئَاءُ، بهمزتَيْنِ) كأَنْصِباء (} والمُلآءُ) كَكُبَرَاء، كِلَاهُمَا عَن اللِّحيانيّ وحْدَه هم (: الأَغْنياءُ المُتَمَوِّلُونَ) ذَوُو الأَموال، (أَو) هم (الحَسَنُو القَضَاءِ مِنْهُم) أَي مِن الأَغنياءِ فِي إِعطاءِ الدَّيْنِ وتَسْلِيمهِ لِطالِبه ومُتقاضِيه بِلَا مَشَقَّةٍ، وَلَو لم يَكُونُوا فِي الْحَقِيقَة أَغنياءَ، والمُلآءُ أَيضاً الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهُم مُلآءُ بِمَا يُحْتَاج إِليه (الواحِدُ {- مَلِيءٌ) كَكَرِيمٍ مهموزٌ: كثيرُ المَال، أَو الثِّقَة الغَنِيّ. قَالَه الجوهريّ. أَو الغَنِيُّ المُقتدِر، قَالَه الفيّوميّ.
وَحكى أَحمد بن يحيى: رَجُلٌ} مالِىءٌ: جليلٌ يَمَلأُ العَيْنَ بجُهْرَتِهِ، وشَابٌّ مالِيءُ العَيْنِ، إِذا كَانَ فَخْماً حَسَناً. وَيُقَال: فُلانٌ أَمْلأُ لِعَيْنِي مِن فُلانٍ، أَي أَتمُّ فِي كُلِّ شيءٍ مَنْظَراً وَحُسْناً، وَهُوَ رجلٌ مَاليءٌ للعين إِذا أَعجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه، (وَقد مَلأَ) الرجل (كَمنَع وكَرُم) ، وَالْمَشْهُور الضمُّ، يَمْلُؤُ ( {مَلاَءَةً) ككرَامَةٍ (} ومَلاَءً) كسَحابٍ وَهَذِه (عَن كُراع) فَهُوَ مَلِيءٌ: صَار مَلِيئاً، أَي ثِقَةً، فَهُوَ غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّنُ المَلاَءِ والمَلاَءَةِ، ممدُودَانِ. وَفِي حَدِيث الدَّيْنِ (إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ) المَلِيءُ بِالْهَمْز أَي الثِّقَةُ الغَنِيُّ. وَقد أُولع فِيهِ الناسُ بتَرْكِ الهَمْزِ وَتَشْديد اليَاءِ كَذَا فِي (النِّهاية) ، وَنقل شيخُنا عَن الْجلَال فِي الدرّ النثير، وَقد: يُسَهَّل. وَفِي (الْمِصْبَاح) : ويَجوز البَدَلُ والإِدغام، وَهُوَ المَسموع فِي أَكثر الرِّوَايَات.
(واسْتَمْلأَ فِي الدَّيْنِ: جَعَل دَيْنَه فِي مُلآءَ) بالضمّ وَالْمدّ، كَذَا هُوَ مضبوط فِي نسختنا.
وَهَذَا الأَمرُ أَمْلأُ بِك، أَي أَمْلَكُ.
(والمُلأَةُ بالضَّمِّ) كالمُتْعَة (: رَهَلٌ) محرّكة، يُصيب (البَعِيرَ مِنح طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ) .
( {والمُلأَةُ بِالضَّمِّ والمَدِّ) وَهِي الإِزار و (الرَّيْطَةُ) بالفَتْح هِيَ المِلْحَفَة (ج مُلاَءٌ) وَقَالَ بَعضهم: إِن الْجمع مُلأٌ، بِغَيْر مَدَ، وَالْوَاحد ممدودٌ، والأَوَّلُ أَثبَتُ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء (فَرَأَيْت السَّحابَ يَتَمزَّقُ كأَنه المُلاءُ حِين يُطْوَى) شَبَّه تَفرُّقَ الغَيْم واجتماعَ بعضِه إِلى بعضٍ فِي أَطرافِ السماءِ بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ثمَّ إِن المُلاَءَة والرَّبْطَة، قيل: مُترادِفانِ وَقيل: المُلاءَة: هِيَ المِلْحَفَة ذَات اللِّفْقَيْنِ، فإِن كَانَت ليستْ ذاتَ لِفْقَيْنِ فَهِيَ رَيْطَةٌ، وسيأْتي بَيَان ذَلِك إِن شاءَ الله تَعَالَى.
} وتَمَلأْتُ: لَبِستُ المُلاَءَةَ. وتصغيرُ المُلاَءَةِ! مُلَيْئَةٌ، ورد فِي حَدِيث قَيْلَةَ (وَعَلِيهِ أَسْمَالُ {مُلَيَّتَيْنِ) تَصغير مُلاَةٍ مُثَنَّاة مُخَفَّفة الْهَمْز.
والمُلاَءُ المَحْض فِي قَوْلِ أَبي خِرَاشٍ الهُذليّ بِمَعْنى الغُبَارِ الخَالِص:
كَأَنَّ المُلاَءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِه
صُرَاحِيُّةُ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ
شَبَّهَة} بالمُلاَءِ مِن الثِّيَابِ، وَفِي (المُعجم) : المُلاَءَةُ: القِشْرَة الَّتِي تَعْلُوا اللَّبَن، وأَنشدَ قَوْلَ مَطَر:
وَمَعْرِفَة بالكَفِّ عَجْلَي وجَفْنَة
ذَوَائِبُهَا مِثْلُ المُلاَءَةِ تضربُ
وَفِي (أَحكام الأَساس) : وَمن الْمجَاز قولُهم: عَلَيْهِ مُلاَءَةُ الحُسْنِ. وجَمَّش فَتى من العَربِ حَضَرِيَّةً فَتَشَاحَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: (واللَّهِ) مَالَكِ مُلاَءَةُ الحُسْنِ وَلَا عَمُودُه وَلَا بُرْنُسُه، فَمَا هَذَا الامتناعُ؟ مُلاَءَة الحُسْنِ: البَياضُ. وعَمُوده: الطُّولُ، وبُرْنُسه: الشَّعر.
(وَمَلأَه على الأَمْرِ) كمَنَعه، لَيْسَ بِمَشْهُور عِنْد اللغويين (: سَاعَدَه وشَايَعَه) أَي أَعانه وَقَوَّاه، (كَمَالأَهُ) عَلَيْهِ مُمَالأَةً.
( {وَتَمَالَئُوا عَلَيْهِ) أَي (اجْتَمَعُوا) ، قَالَ الشاعرُ:
وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا
عَذْرَاءَ لاَ كَهْلٌ وَلاَ مَوْلُوِدُ
أَي تَشاوَرُوا وَتَحَدَّثُوا} مُتَمالِئينَ على ذَلِك لِيَقْتُلونا أَجمعينَ، فتُصْبِح أُمُّنا كالعذراءِ الَّتِي وَلَا ولدَ لَهَا. قَالَ أَبو عبيد: يقالُ للقومِ إِذا تَتابَعُوا بِرَأْيِهم على أَمْرٍ: قد تَمَالَئُوا عَلَيْهِ. وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: مالأَه، إِذا عَاوَنه، وَلامَأَه: إِذَا صَحِبَه أَشْبَاهُه. وَفِي حَدِيث عليَ: واللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثمَانَ وَلَا {مَالأْتُ على قَتْلِهِ. أَي مَا ساعدت وَلَا عَاوَنْتُ. وَفِي حَدِيث عُمَر: لَو} تَمَالأَ عليهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لأَقَدْتُهم بِهِ. أَءَ لَو تَضَافَروا عَلَيْهِ وتَعَاوَنُوا وتَساعدو. وَيُقَال:
أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا
أَي أَحْسِني! مُمَالأَةً، أَي مُعاونَةً، مِن مَالأْتُ فُلاناً: ظَاهَرْته. ( {والمِلْءُ بالكَسرِ: اسمُ مَا يأْخُذُه الإِناءُ إِذا امتلأَ) يُقَال (: أَعْطِه) أَي القَدَحَ (} مِلأَهُ {ومِلأَيْهِ} أَمْلاَئِهِ) وحَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ. وَفِي دُعَاءِ الصَّلَاة (لَك الحَمْدُ مِلْءَ السّمواتِ والأَرض) ، هَذَا تَمْثِيل، لأَن الكَلام لَا يَسع الأَماكِنَ، والمُراد بِهِ كَثْرَةُ العَددِ. وَفِي حَدِيث إِسلام أَبي ذَرَ قَالَ: لنا كَلِمةٌ تَمْلأُ الفَم. أَي أَنها عَظيمةٌ شَنيعةٌ، لَا يَجوز أَن تُحْكَى وتُقال، فكأَنّ الفَمَ {مَلآنُ بهَا، لَا يَقْدِر على النُّطْقِ. وَمِنْه فِي الحَدِيث (} امْلَئُوا أَفْواهَكُم مِنَ القُرْآن) وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ جَارَتِها. أَرادت أَنها سَمِينَةٌ، فإِذا تَغطَّت بكسائها مَلأَتْه.
(و) {المِلأَةُ (بِهَاءٍ: هَيْئَةُ الامتِلاءِ) وإِنه لَحَسَنُ المِلأَةِ، وَقد تَقدَّم (وَمصْدَرُ مَلأَهُ) بالفَتح، وَقد تَقدَّمَ أَيضاً، فَذكره كالاستدراك. وَفِي حَدِيث عِمْرانَ: إِنّه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ مِلأَةً مِنْهَا حِين ابْتُدِيءَ فِيهَا. أَي أَشدُّ امتلاءً (و) المِلأَة أَيضاً (الكَظَّةُ) مضبوطٌ عندنَا بِالْكَسْرِ، وَضَبطه شيخُنا بِالْفَتْح (مِنَ الطَّعامِ) هُوَ مَا يَعْترِي الإِنسانَ مِن الكَرْبِ عِنْد الامتلاءِ مِنْهُ.
(و) من الْمجَاز، كَذَا فِي (الأَساس) وَتَبعهُ المناوِي (أَملأَ) النَّزْعَ (فِي قَوْسهِ وَمَّلأَ) مُضَعَّفاً إِذا (أَغْرَق) فِي النَّزْعِ، وَقيل مَلأَ فِي قَوْسِه: غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ، وأَمْلأْتُ النَّزَعَ فِي القَوس، إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فِيهَا. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُقَال: أَمَلأَ فُلانٌ فِي قَوْسِهِ إِذا أَغْرَق فِي النَّزْع. ومَلأَ فُلانٌ فُرُوجَ فَرَسه، إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. وَقد أَغفله الْمُؤلف.
(} والمُمْلِىءُ: شَاةٌ فِي بَطْنِهَا ماءٌ وأَعْرَاسٌ) جمع غِرْسٍ، بِالْكَسْرِ، جِلْدَة على جَبْهَة الفَصِيل، وسيأْتي، (فَتَحْسَبُها حَامِلاً) لامْتِلاءِ بَطْنِها.
وَمن الْمجَاز: نَظرتُ إِليه فملأْتُ مِنْهُ عَيْنِي، وَهُوَ مَلآنُ من الكَرَمِ ومُلِيءَ! ومُلّىءَ رُعْباً. وفلانٌ مَلأَ ثِيابي، إِذا رَشَّ عَلَيْهِ طِيناً أَو غيرَه، كَذَا فِي (الأَحكام) . 

كنّ

كنّ: ومصدرها كنون: في (محيط المحيط ص795): والعامة تقول كنّ الريح وغيره كنوناً سكن.
استكنّ، فتّش عن ملجأ في (فوك) (انظره في مادة apricum؛ وفي مادة كَنّ) أمّا استكن إلى فقد ورد في (تقويم 961م لقرطبة لدوزي ص3: 100): ويستكن النمل إلى الغور.
كن وجمعها أكنان: ملجأ، ملاذ (فوك في مادة apricum لا يستعملها هنا في معناها الذي في اللاتينية القديمة بل فيما يرادف كلمة abrigo, abri و abric في اللغات الرومانية في صيغ لم ترد عند دوكانج).
كَنَّة. الكَنَّة: الجنّة عند العامة في لهجتهم (معجم الطرائف).
كنَّة: تردد. حيرة (بوشر).
كنَّة: اكتفاء، استغناء. تردد، تحفظ (تعليقة بوشر على معاني الكلمة المجازية).
موضع كَنين: موضع آمن وأمين، في حزر من، محمي (من الريح وغيره) (فوك) (محيط المحيط 795 كنين: مستور).
كنينة: دافئة، حارة وباللاتينية calidus ( المعجم اللاتيني).
كانون وجمعها كوانين: الموقد والمصطلى (محيط المحيط، فوك، بوشر، المقري 299:2، 7؛ 324:13) والفرن (شيرب): فرن في الأرض يستخدم بمثابة منقل أو موقد جمر من فقراء الذين يطبخون ويضعون قدور الطبخ عليه ويصفه (بركهات في كتابة الأمثال العربية 23:2) بأنه موقد صغير من الطين مصبوغ بصبغة حمراء وصفراء.
كانون: موقد: وردت في مخطوطة محفوظة في متحف الاسكوريال لابن بشكوال في فقرة تضمنت أخباراً عن ابن سعيد بن كوثر من أهالي طليطلة؛ وذكر (سيمونيه) في كتابه معجم الألفاظ الأبيرية الحكاية التالية: قص علينا أحد تلاميذه إنه ذهب لرؤيته، مع جمع غفير، والإنصات لدروسه في تشرين الثاني وكانون الأول الثاني وكان هناك، في وسط المجلس كانون في طوله قامة الإنسان مملوءــاً فحماً يأخذ دف كلُ من المجلس (سسيمونيه).
المفروض أن يقال: كانون بطول قامة الإنسان أو طوله طول قامة الإنسان مملوء فحماً يدفئ .. الخ. (المترجم) خبر الكانون: الخبر المصنوع نحت الرمل (شكوري 192): وأمّا خبر الكانون المدفون في الرماد فلا خير فيه؛ انظره في كانونية.
كانونية: الخبز المصنوع تحت الرماد (الكالا): pan cosido la ceniza انظر خبز الكانون.
كينون= كانون (فوك) موقد (الكالا) موقد منزلي، جمعها كوانين.
مِكّن ومكنّة: ملجأ، ملاذ (مزامير سعديا 14، 16، 104).
مُكنّن (صيغت من كنانة): حامل الجعبة، المتسلّح بها (الكالا).
مكنون. زهر مكنون: حديقة الزهور المحاطة بسياج (الكوسج. كرست 8: 75).

المُحَذْرَفُ

المُحَذْرَفُ: المُحَذَّف المُسَتّوى نحو الحافِرِ والظِّلْفِ. وإناءٌ مُحَذْرَفٌ: مَمْلُوْءٌ. وأُمُّ حِذْرَفَ: كُنْيَةُ الضَّبُعِ.
المُحَذْرَفُ، بفتح الراء: الشيءُ المُسَوَّى نحوُ الحافِرِ والظِلْفِ، والــمَمْلُوءُ من الأواني.
وأُمُّ حِذْرِفٍ، كزِبْرِجٍ: الضَّبُعُ.
ومالَهُ حَذْرَفُوتٌ، كعَنْكَبُوتٍ، أَي: مالَهُ فَسِيطٌ، أَو الحَذْرَفُوتُ: قُلامَةُ الظُّفُرِ.

فرم

[فرم] الفَرْمَةُ بالتسكين والفَرْمُ: ما تعالج به المرأة قُبْلَها ليضيق. يقال منه: استفرمت المرأة. وقال يصف خيلا:

مستفرمات بالحصى جوافلا * يقول: من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها. وكتب عبد الملك إلى الحجاج: " يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب ". وأفرمت الاناء: ملاته، بلغة هذيل. وفرماء، بالتحريك : موضع. وقال سليك يرثى فرسا له نفق في هذا الموضع: علا فرماء عالية شواه كأن بياض غرته خمار يقول: علت قوائمه فرماء. وقال ثعلب: ليس في الكلام فعلاء إلا ثأداء وفرماء. وذكر الفراء السحناء. ابن كيسان: أما الثأداء والسحناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق، كما يسوغ التحريك. ونظيرها الجمزى في باب القصر.
(فرم)
اللَّحْم فرما فراه (محدثة)
ف ر م

استفرمت المرأة إذا تضيّقت بالفرم، ويقال: أذلّ من فرم الأمة. وفي حديث عبد الملك: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب.
باب الراء والفاء والميم معهما ف ر م مستعمل فقط

فرم : الفِرامُ: تَضييق المرأة فَلْهَمَها بعَجَم الزَّبيب. وقد استَفْرَمَتِ المرأةُ فهي مُسْتَفْرِمةٌ، إذا احتشَتْ. والفَرَما: مدينة من عَمَل مِصْر.
(فرم) - في حديث الحُسَينْ - رضي الله عنه -: "حتى تكونوا أذلّ من فَرَم الأَمَة"
قال جَعفَر بنُ سُليمان: فَرَمُ الأَمَة: خِرقَة الحَيْض.
وقال غيرُه: الفَرْمَة والفِرامَ: ما تَحْتَشي به المَرأةُ.
والمِفْرَمُ - أَيضاً - والفَرَمُ: الخِرقَة.
- في حديث أَنَس - رَضي الله عنه -: "أَيَّامُ التَّشرِيق أَيَّامُ لَهْوٍ وفِرام" كأنَّه يَعني المُجامَعَة .
[فرم] نه: فيه: أيام التشريق أيام لهو و"فِرام"، وهو كناية عن المجامعة، من الفَرْم وهو تضييق المرأة فرجها بأشياء عفصة، استفرمت- إذا احتشت به. ومنه ح عبد الملك: كتب إلى الحجاج لما شكا منه أنس: يا ابن "المستفرمة" بعجم الزبيب، أي المضيقة فرجها بحب الزبيب، وهو مما يستفرم به. ومنه ح: إن الحسين بن علي قال لرجل: عليك "بفِرام" أمك، قال ثعلب: كانت أمه ثقفية، وفي أحراح نساء ثقيف سعة، ولذا يعالجن بنحو الزبيب. وح: حتى لا تكونوا أذل من "فَرَم" الأمة، وهو بالحركة: ما تعالج به المرأة فرجها ليضيق، وقيل: هو خرقة الحيض.

فرم


فَرَمَ
a. [ coll.],(n. ac. فَرْم), Chopped up; hashed, minced.
فَرَّمَ
a. [ coll. ]
see Ib. Lost, shed its milk-teeth (child).

أَفْرَمَa. Filled.

تَفَرَّمَ
a. [ coll. ], Was chopped up; was
hashed, minced.
إِفْتَرَمَa. Wore a menstrual cloth (woman).

فَرْمa. Astringent ( for woman ).
فَرْمَةa. see 1
. (b) [ coll. ], Piece
bit, fragment.
فَرَمa. Menstrual cloth.

أَفْرَمُa. Shedding the teeth: toothless.

فِرَاْمa. see 1
فِرَاْمَةa. see 4
فَرَّاْم
a. [ coll. ], Cutter of tobacco.

فَرَمَاْن
(pl.
فَرَامِيْن), P.
a. Firman, edict, decree, mandate.
b. Passport, pass, permit; certificate; license.

N. P.
أَفْرَمَa. Filled with water.

فِرْمَسْيُوْنِيّ
a. [ coll. ], Freemason.

فِرْمَسْيُوْن
a. Freemasonery.
فرم: الخارزنجيُّ: المُفْرَمُ: الــمَمْلُوْءُ، أفْرَمْتُ القِرْبَةَ إفْرَاماً.
وعَدَدٌ مُفْرَمٌ: تامٌّ. وافْتَرَمَتِ المَرْأَةُ: احْتَشَتْ بالخِرَقِ والمُشَاقَةِ عِنْدَ الحَيْضِ. والمِحْشَاةُ: الفِرَامُ والمِفْرَمُ، وجَمْعُه مَفَارِمُ. ويُقال: فَرَمْتُه وأفْرَمْتُه. والفَرْمُ: الخِرْقَةُ واسْتَفْرَمَتِ المَرْأَةُ: اتَّخَذَتْ فَرَمَةً.
وقَوْلُه:
مُسْتَفْرِمَات بالحَصى
أي من شِدَّةِ عَدْوِها جَعَلَتِ الحَصى في فُرُوْجِها.
والفَرَمُ: سَبٌّ وعَيْبٌ، وهو يَفْرِمُه.
ورَجُلٌ أفْرَمُ وامْرَأَةٌ فَرْمَاءُ: أي مُتَحَطِّمَةُ الأسْنَانِ مُتَكَسِّرَةٌ.
فرم
فرَمَ يَفرُم، فَرْمًا، فهو فارِم، والمفعول مَفْروم
• فرَم اللحمَ: قطّعه قطعًا صغيرة بالسكين أو بالآلة "فرَم البصلَ- كانت تفرم اللحم في المنزل بفرّامة آليّة" ° فرم خصمه: قضى عليه تمامًا. 

فَرّامة [مفرد]: اسم آلة من فرَمَ: آلة الفَرْم "فرّامة لحم/ بصل- تستفيد ربَّةُ المنزل من الفَرَّامة في المطبخ- فرَمتُ الأوراق التالفة بالفرَّامة". 

فَرْم [مفرد]: مصدر فرَمَ. 

مِفْرَمة [مفرد]: ج مَفارِمُ: اسم آلة من فرَمَ: آلة الفَرْم "مِفْرمة لحم/ بصل". 
[ف ر م] الفَرْمُ والفِرامُ ما تَتَضَيًّقُ بهِ المَرْأَةُ من دَواءٍ ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمَةٌ وهي الَّتِي تَجْعَلُ الدَّواءَ في فَرْجِها ليَضِيقَ وكَتَبَ عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ إِلى الحَجّاجِ يا بْنَ المُسْتَفْرِمَةِ بعَجَمِ الزَّبِيبِ يُرِيدُ أَنَّها تُعالِجُ بها فَرْجَهَا ليَضِيقَ ويَسْتَحْصِفَ وقِيلَ إِنِّما كَتَبَ إِليه بذلِك لأَنَّ في نِساءِ ثَقِيفٍ سَعَةً فهن يَفْعَلْنَ ذلِكَ يَسْتَضِقْنَ بهِ والمَفارِمُ الخِرَقُ تُتَّخَذُ للحَيْضِ لا واحِدَ لَها والمُفْرَمُ الــمَمْلُوءُ بالماءِ وغيرِه هُذَلِيَّةٌ قالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ

(وحَيٍّ حِلالٍ لَهُمْ سامِرٌ ... شَهِدْتُ وشِعْبِهِمُ مُفَرَمُ)

أَي مَمْلُوءٌ بالنّاسِ والفَرَما اسمُ مَوْضِعٍ حَكاهُ سِيبَوَيْهِ ليس بعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ 
فرم: فرم (بالتشديد). فرم الصبي أسنانه: سقطت منه أسنان اللبن لتخرج له أسنان جديدة. (بوشر).
وفي محيط المحيط: فرم الصبي.
فرمة: قطعة. (محيط المحيط).
فرمة: ثلمة في إناء. (هلو).
فرمة، والجمع فرم: منجل؛ آلة يدوية لحش الكلا أو لحصد الزرع المستحصد. (الكالا).
وقد سألت السيد سيمونيه إذا ما كانت هذه الكلمة تعريب للكلمة اللاتينية forma فأجابني بالإيجاب. وهو يقارن هذه الكلمة بالكلمة القسطلانية formon ( أزميل النجار) وبالكلمة القطلونية Formador.
فرمة: جماعة من العنب أعدت للعصر، كما يقول أبو الوليد (ص67 رقم 18): وهذه الكلمة من نفس الأصل وهي forma بمعنى قفص من العيدان يحتوي على عنب أعد للعصير. ثم أطلقت على العنب نفسه.
افرم: الصبي سقطت أسنانه ولما ينبت غيرها موضعها. (محيط المحيط).
مفارم. (جمع): ذكرت في شرح ديوان امرئ القيس (ص39) وقد فسرت في مخطوطة أمنه بمثل ما فسرها لين. وقد ترجمها إلى اللاتينية بما معناه دواء تضيق به المرأة قبلها. (وهذا فيما أرى أكثر ملائمة لمعنى النص)، وهو يقول في (ص112) إنه تابع في ذلك تفسير اللغوي في مخطوطة ب.

فرم

2 تَفْرِيمٌ [as an inf. n. of which the verb is فَرَّمَت] signifies A woman's contracting her فَلْهَم (or قُبُل, TA) [i. e. vulva or vagina] with the stones of raisins [which were supposed to have an astringent property, or with some other medicament: see فَرْمٌ: and see also 10]: and so تَفْرِيبٌ. (IAar, T.) 3 فِرَامٌ [app. as an inf. n. of which the verb is فَارَمَت] signifies A woman's menstruating, and stuffing her vulva with a piece of rag: and one says of her who has done this, ↓ اِفْتَرَمَت [and app. also فَاَرَمَت]. (T, K.) [See also فِرَامَةٌ.] b2: It occurs in a trad. [as an inf. n.] used in the sense of مُجَامَعَة [meaning (tropical:) The act of compressing]. (IAth, TA.) 4 افرم He filled (T, S, K) a watering-trough (T, K) or a vessel: (S:) of the dial. of Hudheyl. (T, S.) 8 اِفْتَرَمَت, said of a woman: see 3.10 اِسْتَفْرَمَت She (a woman) applied a medicament to her vulva, or vagina, to contract it: (S, K: *) or she stuffed her vulva, or vagina, (T, TA,) with the stones of raisins, and the like: (TA:) the women of [the tribe of] Thakeef, having a wideness in that part, made this use of the stones of raisins, desiring thereby to contract it: (M, TA: *) [see also 2: and see فَرْمٌ:] the epithet ↓ فَرْمَآءُ is applied to her who does thus; as also ↓ مُسْتَفْرِمَةٌ. (M, K.) b2: And [hence] one says of a mare, اِسْتَفْرَمَتْ بِالحَصَى, meaning (assumed tropical:) She caused the pebbles to enter her vulva by her vehement running. (TA. [And the same is implied in the S by an ex. and explanation of the part. n.]) فَرْمٌ, (T, S, M, K,) and ↓ فَرْمَةٌ, (S, K,) and ↓ فِرَامٌ, (M, K,) A medicament, or remedial application, (T, S, M, K,) such as the stones of raisins, (T, M,) used by a woman for the purpose of contracting her vulva, or vagina. (T, S, M, K.) فَرَمٌ The rag that is used on the occasion of menstruation: (IAth, TA:) and ↓ مَفَارِمُ signifies the rags used on the occasion thereof; and [may be an irreg. pl. of فَرَمٌ, like as مَشَابِهُ is held to be of شَبَهٌ, but it is said that it] is a pl. having no sing.: (M, TA:) [in the K, in art. حشو, the ↓ مَفَارِمُ (there in the CK erroneously written مَقَارِم) are said to be used by the مُسْتَحَاضَة: see 8 in that art.]

فَرْمَةٌ: see فَرْمٌ.

فَرْمَآءُ: see 10.

فِرَامٌ: see فَرْمٌ: A2: and see also the next following paragraph.

فِرَامَةٌ The piece of rag which a woman bears [stuffed] in her vulva, or vagina: (Az, T, K:) or her menstruating, and stuffing her vulva with a piece of rag; like ↓ فِرَامٌ [as expl. above: see 3]. (K.) أَفْرَمُ A man (TA) whose teeth become much broken. (K, TA.) مُفْرَمٌ Filled with water (T, M) &c.: (M:) mentioned by A'Obeyd, as applied to a wateringtrough: (T:) and applied also to a شِعْب [or road in a mountain, &c.,] as meaning filled with men, or people: (M:) of the dial. of Hudheyl. (T, M.) مَفَارِمُ: see فَرَمٌ, in two places.

مُسْتَفْرِمَةٌ: see 10.

فرم: الفَرْمُ والفِرامُ: ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء. ومَرَةٌ

فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة: وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق. التهذيب:

التفريب والتفريم، بالباء والميم، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ

الزبيب. يقال: اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت، فهي مستَفرمة، وربما

تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها. وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما

شكا منه أَنس ابن مالك: يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب، وهو مما

يُسْتَفْرَم به؛ يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف، وقيل:

إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن

به. وفي الحديث: أن الحسين بن علي، عليهما السلام، قال لرجل عليك بِفِرام

أُمك؛ سئل عنه ثعلب فقال: كانت أُمه ثقفية، وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة،

ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره. وفي حديث الحسن، عليه السلام: حتى لا تكونوا

أَذَلَّ من فَرَم الأمة؛ وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها

ليَضِيق، وقيل: هي خرقة الحيض. أبو زيد: الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة

في فرجها، واللجمة: الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها، وقيل:

الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت؛ قال الشاعر:

وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام،

مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم

الجوهري: الفَرْمة، بالتسكين، والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها

ليضيق؛ وقول امرئ القيس:

يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا

مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا

يقول: من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها. وفي حديث أَنس: أَيامُ

التشريق أيامُ لَهْو وفِرام؛ قال ابن الأَثير: هو كناية عن المجامعة، وأَصله من

الفَرْم، وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة، وقد اسْتَفْرمت

أي احتشت بذلك. والمَفارِم: الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها.

والمُفْرَم: الــمملوء بالماء وغيره، هذلية؛ قال البريق الهذلي:

وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ

شَهِدْتُ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ

أي مملوء بالناس. أبو عبيد: المُفْرَم من الحياض الــمملوء بالماء، في لغة

هذيل؛ وأنشد:

حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه

يقال: أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته. الجوهري:

أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته، بلغة هذيل.

والفِرْمَى: اسم موضع ليس بعربي صحيح. الجوهري: وفَرَما، بالتحريك،

موضع؛ قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع:

كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا

تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ

(* قوله «تحمل» في التكملة: تروح).

عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه،

كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ

يقول: عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء؛ قال ابن بري: من زعم أن الشاعر رثى فرسه

في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه،

ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه

وعاليةً، بالرفع والنصب، قال: وصواب إنشاده على قَرَماء، بالقاف، قال:

وكذلك هو في كتاب سيبويه، وهو المعروف عند أهل اللغة، قال ثعلب: قَرَماء

عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه، ورواه عاليةً شواه

لا غير، والنحَّام: اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت. قال ابن بري:

يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي: فَرَماء وجَنَفاء

وجَسَداء، وهي أَسماء مواضع، فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا؛ وشاهد

جَنَفاء قول الشاعر:

رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء، حتَّى

أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي

وشاهد جَسَداء قول لبيد:

فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً،

على جَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ

قال: وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء، لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء،

وزاد ابن القوطية نَفَساء، لغة في النَّفْساء. قال: ومما جاء فيه فَعْلاء

وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء، لغة

في النُّفَساء. قال ابن كيسان: أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا

لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر، قال: وفَرماء ليست

فيه هذه العلة، قال: وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة، قال: ونظيرها

الجَمَزى في باب القصر، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال: لا أَعلم

قَرَماء، بالقاف، ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء، وهي بمصر؛ وأنشد قول

الشاعر:

سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي

قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا

وقال ابن خالويه: الفَرَما، بالفاء، مقصور لا غير، وهي مدينة بقرب مصر،

سميت بأَخي الإسكندر، واسمه فرَما، وكان الفرما كافراً، وهي قرية إسمعيل

ابن إبراهيم، عليه السلام.

فرم

(الفَرْمُ والفَرْمَةُ و) الفِرَامُ (كَكِتَابٍ) وعَلى الأَوَّلَيْنِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ: (دَوَاءٌ تَتَضَيَّقُ بِهِ المَرْأَةُ) قُبُلَها، (فَهِيَ: فَرْمَاءُ ومُسْتَفْرِمَةٌ) .
وَقد استَفْرَمَتْ إِذَا احْتَشَتْ بحَبِّ الزَّبِيبِ ونَحْوِه، وكَتَبَ عَبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ إِلَى الحَجَّاجِ لَمَّا شَكَا مِنْهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: " يَا ابْنَ المُسْتَفْرِمةِ بِعَجَمِ الزَّبِيبِ "، قِيلَ: إِنَّما كَتَب إِلَيْهِ بِذَلِك لأَنَّ فِي نِساءِ ثَقِيفٍ سَعَةً فَهُنَّ يَفْعَلْنَ ذَلِك يَسْتَضِقْنَ بِهِ. وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهما قَالَ لِرَجُل: " عَلَيْكَ بِفِرَامِ أُمِّكَ ". سُئِل عَنهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ " كانَتْ أُمُّه ثَقَفِيَّةً، وَفِي أَحْراحِ نِساءِ ثَقِيفٍ سَعَةٌ، وَلذَلِك يُعَالِجْنَ بالزَّبِيبِ وغَيرِه.
(و) الفِرَامَةُ، (كَكِتَابةٍ: خِرْقَةٌ تَحْمِلُهَا فِي فَرْجِها) عَن أَبِي زَيْدٍ، (أَوْ أَنْ تَحِيضَ وتَحْتَشِيَ بالخِرْقَةِ، كالفِرَامِ) ، بالكَسْرِ أَيْضا. (وَقد افْتَرَمَتْ) ، قَالَ:
(وَجَدْتُكَ فِيهَا كأُمِّ الغُلامِ ... مَتى مَا تَجِدْ فارِمًا تَفْتَرِمْ) (وقَولُ الجَوْهَرِيِّ: فَرْماءُ: ع، سَهْو وإِنَّما هُوَ) قَرْمَاء (بِالقَافِ وكَذَا فِي بَيْتٍ أَنْشَدَه) . قلتُ: نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: وفَرَماءُ بالتَّحْرِيك: مَوضِعٌ. وَقَالَ [سُلَيْكٌ] يَرْثِي فَرَسًا نَفَقَ فِي هَذَا المَوْضِع:
(عَلاَ فَرَماءَ عَالِيَةً شَوَاهُ ... كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ)

يَقُولُ: عَلَتْ قَوائِمُه فَرَماءَ، وقَال ثَعْلَبٌ: لَيْسَ فِي الكَلامِ فَعَلاءُ إِلَّا ثَأَدَاءَ وفَرَمَاءَ، وَذكر الفَرَّاءُ السَّحَنَاءَ، قَالَ ابنُ كَيْسَانَ: أَمَّا الثَّأَداءُ والسَّحَنَاءُ، فإِنَّما حُرِّكَتا لِمَكان حَرْفِ الحَلْقِ كَمَا يَسُوغُ التَّحْرِيكُ فِي الشَّعَرِ والنَّهَرِ، وفَرَمَاءُ لَيْسَت فِيهِ هَذِه العِلَّةُ، وأَحْسِبُهَا مَقْصُورةً مَدَّها الشَّاعِرُ ضَرُورَةً، ونَظِيرُها: الجَمَزَى. والنَّحَّامُ اسْمُ فَرَسِهِ، وقَدْ رَدَّ على الجوهريِّ قَوْلَه هذَا الشَّيْخُ أَبُو زَكَرِيَّا فَإِنِّهُ وُجِدَ بِخَطِّه أنْ مَا قَالَه المُصَنِّفُ تَصْحِيفٌ، والصّوابُ بِالقَافِ، وهَكَذَا أَوْرَدَهُ سِيْبَوَيْهِ فِي الكِتابِ قَالَ: ومَعْنَاه أَنه لَمَّا وَقَعَ صَارَتْ أَطْرافُه أعْلاهُ فَبَانَتْ حَوافِرُهُ كأَنَّها مَحَارٌ، جَمْعُ مَحَارَةٍ، وقَالَ الشَّيْخُ ابنُ بَرِّيّ: مَنْ زَعَم أنَّ الشَّاعِرَ رَثَى فِي هَذَا البَيْت فَرَسَه لَم يَرْوِه إِلَّا عَالِيَةً شَواه؛ لِأَنَّهُ إِذا مَاتَ انْتَفَخَ وعَلَتْ قَوَائِمُهُ، ومَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وإنَّما وَصَفَهُ بارْتِفاعِ القَوائِم فإنَّه يَرْوِيه عَالِيةٌ شَواه، وعَالِيَةً، بِالرَّفْعِ والنَّصْبِ، قَالَ: وصَوابُ إنْشَادِه: على قَرْمَاءَ، بالقَافِ، وكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتابِ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ المَعْرِوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: قَرَماءُ عَقَبةٌ. وَصَفَ أَنَّ فَرَسَه نَفَقَ وَهُوَ على ظَهْرِه قَدْ رَفَع قَوائِمَه، وَرَوَاهُ عاليةً شَوَاه لَا غَيْر. وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: أَيضًا: لَيْس فِي الكَلامِ عَلَى فَعَلاءَ إِلاّ ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ، وَهِي: فَرَماءُ، وجَنَفَاءُ، وجَسَدَاءُ، وَهِي أَسْماءُ مَوَاضِعَ. قَالَ الشَّاعِرُ:
(رَحَلْتُ إِلَيْكَ من جَنَفَاء حَتَّى ... أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالِي)

وَقَالَ آخَرُ:
(فَبِتْنَا حَيثُ أَمْسَيْنَا ثَلاثَا ... على جَسَداءَ تَنْبَحُنَا الكِلابُ)

قَالَ: وزَادَ الفَرَّاءُ: ثَأَدَاءَ وسَحَناءَ، لُغَة فِي الثَّأْدَاءِ والسَّحْنَاءِ، وزَادَ ابنُ القُوطِيَّةِ نَفَسَاءَ، لُغَةٌ فِي النَّفْسَاءِ. قُلتُ: فكُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ شَاهِدٌ لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُصَنِّفُ، ولَكِنْْ قَدْ يُعَضِّدُ الجَوْهَرِيَّ مَا حَكَى عِليُّ ابنُ حَمْزَةَ عَن ابنِ حَبِيبٍ أَنَّه قَالَ: لَا أَعْلَمُ قَرَماءَ بالقَافِ، وَلَا أَعْلَمَهُ إلاّ فَرَمَاءَ بِالْفَاءِ قَالَ: وَهِيَ بِمصْرَ وأَنْشَدَ:
(سَتُحْبِطُ حَائِطَيْ فَرَمَاءَ مِنِّي ... قَصَائِدُ لَا أُريدُ بِهَا عِتَابَا)

وَقَالَ ابنُ خَالَويْهِ: الفَرَمَا، بِالفَاءِ مَقْصُورٌ لَا غَيْر، وَهِي مَدِينةٌ بِقُرْب مِصْرَ سُمّيت بِأَخِي الإسْكَنْدرِ واسْمُه فَرَما، وَكَانَ كافِرًا، قَالَ: وهِيَ قَرْيةُ إسْمَاعِيلَ عَلَيه السَّلاَمُ، وَقَالَ غَيرُه: فَرَما مَقْصُورًا بِالفَاءِ من أَعْمالِ مِصْرَ، وقَد جَاءَ فِي شِعْر أَبِي نُوَاس، والنِّسْبةُ إِلَيْهَا فَرَمَاوِيٌ، مُحَرَّكَةً وَهُوَ المَشْهُورْ، وفَرَمَى وَهِي بُلَيْدَةٌ بِمصْرَ مِنْهَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ يَعْقُوبَ الفَرَمَاوِيُّ، عَن بَكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمياطِيِّ. وَقَالَ اليَعْقُوبِيُّ: الفَرَمَاءُ: أَوَّلُ مِصْرَ من جِهَةِ الشَّمَال، بينَها وبَيْنَ البَحْرِ الأَخْضَرِ ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ، مِنها الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُونَ الفَرَمِيُّ من مَوَالِي آل شُرَحْبِيل بنِ حَسَنَةَ، ثِقَةٌ، وَفِي مُعْجَمِ يَاقُوت أَنَّ الإسْكَنْدَرَ والفَرَمَا أَخَوَانِ، فَبَنَى كُلٌّ مِنْهُما مَدِينَة بِأَرْضِ مِصْرَ، وسَمَّاهَا باسْمِه، ولَمَّا فَرَغَ الإسْكَنْدَرُ مِن مَدِينَتِهِ، قَالَ: قَدْ بَنَيْتُ مَدِينَةً إِلَى اللهِ فَقِيرَةً، وَعَن النَّاسِ غَنِيَّةً، فَبَقِيَتْ بَهْجَتُها ونَضَارَتُها إِلَى اليَوْمِ. وَقَالَ الفَرَمَا لَمَّا فَرَغَ مِنْ مَدِينَتِه: قد بَنَيْتُ مَدِينَةً عَن اللهِ غَنِيَّةً، وَإِلَى النَّاسِ فَقِيرَةً، فَذَهَبَ نُورُها، فَلَا يَمُرُّ يَوْمٌ إِلَّا وَشَيءٌ مِنْها يَنْهَدِم، وأَرْسَلَ الله عَلَيْها الرَّمالَ إِلَى أَنْ دُثِرَتْ وذَهَب أَثَرُها.
(وأَفْرَمَ الحَوْضُ: مَلأَهُ) فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:
(وحَيٍّ حِلالٍ لَهم سَامِرٌ ... شَهِدْتُ وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ)

أَي: مَمْلُوءٌ بِالنَّاسِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المُفْرَمُ من الحِياضِ: الــمَمْلوءُ بِالماءِ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ، وأَنْشَدَ:
(حِياضُها مُفْرَمَةٌ مُطَيَّعَةُ ... )
(والأَفْرَمُ) : الرَّجُلُ (المُتَحَطِّمُ الأسْنانِ) أَيْ: المُتَكَسِّرُها.
(و) الأَفْرمُ: (رَجُلٌ) من أُمَراءِ مِصْرَ (وجامِعُه بِمصْرَ م) ، مَعْروفٌ عِنْدَ جِبَلِ الرَّصْدِ، وقَدْ خَرِبَ مُنْذُ زَمانٍ، ولَم يَبْقَ مِنْهُ إلاَّ بَعْضُ الآثارِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
التَّفْرِيمُ والتَّفْرِيبُ: تَضْيِيقُ المَرْأَةِ قُبُلَها بِعَجَم الزَّبِيبِ، نَقَلَه الأزْهَرِيُّ.
والفَرَمُ، مُحَرَّكَةً: خِرْقَةُ الحَيْضِ، نَقَلَه ابنُ الأثِير.
ويُقالُ فِي الفَرَسِ: اسْتَفْرَمَتْ بالحَصَى، إذَا اشْتَدَّ جَرْيُها حَتَّى يَدْخُلَ الحَصَى فِي فُرُوجِها.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيامُ لَهْوٍ وفِرَامٍ، هُوَ بِالكَسْرِ، كِنَايَةٌ عَن المُجَامَعَةِ، نَقله ابنُ الأَثِيرِ. والمَفَارِمُ: خِرَقُ الحَيْضِ، لَا واحِدَ لَهَا.
وفائِدُ بنُ أَفْرَم شاعِرٌ مَدَحَ أَبَا شِهَابٍ، رَوَى عَنهُ بُهْلُولُ بنُ سُلَيْمَانَ.

دَحَسَ

(دَحَسَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ سَلْخ الشَّاة «فَدَحَسَ بِيَدِه حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الإبْطِ، ثُمَّ مَضَى وصلَّى وَلَمْ يَتَوضأ» أَيْ دسَّها بَيْنَ الْجِلْدِ واللَّحم كَمَا يَفْعَلُ السَّلاَّخ.
وَفِي حَدِيثِ جَرير «أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بيتٍ مَدْحُوسٍ مِنَ النَّاسِ فَقَامَ بالْبَاب» أَيْ مَمْلُوءٍ، وكُلُّ شَيْءٍ مَلأَته فَقَدْ دَحَسْتَهُ. والدَّحْسُ والدسُّ مُتَقاربان.
وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ دَارَه وَهِيَ دِحَاسٌ» أَيْ ذَات دِحَاسٍ. وَهُوَ الإمتلاءُ وَالزِّحَامُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «حقٌّ عَلَى النَّاس أَنْ يَدْحَسُوا الصُّفوف حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرَجٌ» أَيْ يَزْدحِموا فِيهَا ويَدُسُّوا أَنْفُسَهُمْ بَيْنَ فُرَجها. وَيُرْوَى بخَاء مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ.
وَفِي شعْر العَلاء بْنِ الحَضْرَمي؛ أَنْشَدَهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَإِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّمًا ... وَإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلَا تَسَلْ
يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، يُريدُ إِنْ فَعلوا الشَّرَّ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُ.
دَحَسَ بينهم، كمنع: أفْسَدَ، وأدْخَلَ اليَدَ بَيْنَ جِلْدِ الشَّاةِ وصِفَاقِها لِلسَّلْخِ،
وـ الشيءَ: مَلأَهُ.
وـ السُّنْبُلُ: امْتَلأَتْ أكِمَّتُهُ من الحَبِّ،
كأدْحَسَ،
وـ بِرِجْلِهِ: دَحَصَ،
وـ الحديثَ: غَيَّبَهُ،
وـ بالشَّرِّ: دَسَّهُ من حيثُ لا يُعْلَمُ.
والدَّحْسُ: الزَّرْعُ إذا امتلأَ حَبّاً.
وداحِسٌ: فَرَسٌ لِقَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ، ومنه: حَرْبُ دَاحِسٍ: تَرَاهَنَ قَيْسٌ وحُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ على عِشرينَ بَعيراً، وجَعَلاَ الغايَةَ مِئةَ غَلْوَةٍ، والمِضْمَارَ أربَعِينَ لَيْلَةً. فأجْرَى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ، وحُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفَاءَ، فَوَضَعَتْ بَنُو فَزَارَةَ رَهْطُ حُذَيْفَةَ كَمِيناً في الطريقِ، فَرَدُّوا الغَبْراء، ولَطَموهَا، وكانَتْ سَابِقَةً. فَهَاجَتِ الحَرْبُ بينَ عَبْسٍ وذُبْيَانَ أربعينَ سنةً. وسُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوَى الكُبْرَى مَرَّتْ بِذِي العُقَّالِ، وكان ذو العقال مع جارِيَتَيْنِ من الحَيِّ، فلما رأى جَلْوَى، وَدَى، فَضَحِكَ شَبَابٌ من الحَيِّ، فاسْتَحْيَتَا، فأرسَلَتَاهُ، فَنَزَا عليها، فَوافَقَ قَبُولَها، فَعَرَفَ حَوْطٌ ـ صاحِبُ ذي العُقَّالِ ـ ذلك، حِينَ رَأى عَيْنَ فَرَسِهِ وكان شِرِّيراً، فَطَلَبَ منهم ماء فَحْلِهِ. فلما عَظُمَ الخَطْبُ بينهم، قالوا له: دُونَكَ ماءَ فَرَسِكَ، فَسَطَا عليها حَوْطٌ، وَجَعَلَ يَدَهُ في ماء وتُرابٍ، فأدْخَلَ يَدَهُ في رحمها حتى ظَنَّ أنه قد أخرَجَ الماء. واشْتَمَلَتِ الرَّحِمُ على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْواشٌ مُهْراً، فَسُمِّيَ داحِساً من ذلك، وخَرَجَ كأنه ذو العُقَّالِ أبوهُ، وضُرِبَ به المَثَلُ، فقيل: "أشْأمُ من داحِسٍ".
والدَّحَّاسُ، كرُمَّانٍ وشَدادٍ: دُوَيبَّةٌ صَفْراءُ، تَشُدُّها الصِّبْيَانُ في الفِخَاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ.
والداحِسُ والداحُوسُ: قَرْحَةٌ، أو بَثْرَةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الظُّفُرِ واللحْمِ، فَيَنْقَلِعُ منها الظُّفُرُ. والإِصْبَعُ مَدْحُوسَةٌ.
وبيتٌ مَدْحُوسٌ ودِحَاسٌ، بالكسر: ممْلُوءٌ كثيرُ الأهْلِ.
والدَّيْحَسُ: الكثيرُ من كلِّ شيءٍ.

قصب

(قصب) : القُصْبُ: الظَّهْر.
(قصب) : القَصُوبُ من الغَنَم: التي تَجُرُّها [قبل حقٍّ جِزازها] .
(قصب) أقصب وشعره لواه وجعده وَالثَّوْب طواه وحلاه بالقصب وَفُلَانًا شدّ يَدَيْهِ إِلَى عُنُقه يُقَال أَخذ الرجل الرجل فقصبه
(قصب)
الشَّيْء قصبا قطعه والجزار الشَّاة فصل قصبها وقطعها عضوا عضوا فَهُوَ قاصب وقصاب وَفُلَانًا شَتمه وعابه
ق ص ب: (الْقَصَبُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْقَصْبَاءُ) كَالْحَمْرَاءِ مِثْلُهُ وَالْوَاحِدَةُ (قَصَبَةٌ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: (الْقَصْبَاءُ) وَالْحَلْفَاءُ وَالطَّرْفَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (الْقَصَبُ) أَيْضًا أَنَابِيبُ مِنْ جَوْهَرٍ وَفِي الْحَدِيثِ: «بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» . وَ (قَصَبَةُ) الْأَنْفِ عَظْمُهُ. وَقَصَبَةُ الْقَرْيَةِ وَسَطُهَا. وَقَصَبَةُ السَّوَادِ مَدِينَتُهَا. وَ (الْقَصْبُ) الْقَطْعُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَمِنْهُ (الْقَصَّابُ) . 
(قصب) - في الحديث: "رأيت عَمْرَو بنَ لُحَيٍ يَجُرّ قُصْبَه في النَّارِ"
قال أبو عُبَيدٍ: القُصْبُ: ما كان أسْفَلَ البَطْنِ مِن المِعاء.
وقيل: الأمعاء كلُّها، والجمع الأَقْصَاب، سُمِّى به؛ لأَنّه أجوفُ. وقيلَ: البَطنُ كلُّه.
- في حديث عَبدِ المَلِك بنِ مَرْوَان: "قال لعُرْوة : هلْ سَمِعْتَ أخاك يَقْصِبُ نِسَاءَنا؟ قال: لا"
: أي يَعِيبُ. وقَصَبَه: عَابَه. ورَجُلٌ قَصَّابة: يقَع في النَّاسِ ويَثْلُبُهم ويُمَزِّقُهم.
وأَصْل القَصْبِ: القَطْعُ؛ ومنه القَصَّاب وقيل: لأنه يُعالِج الأَقصابَ.
(ق ص ب) : (الْقَصَبُ) كُلُّ نَبَاتٍ كَانَ سَاقُهُ أَنَابِيبَ وَكُعُوبًا وَالْوَاحِدَةُ قَصَبَةٌ وَالْقَصْبَاءُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ عَنْ سِيبَوَيْهِ وَقِيلَ هِيَ (الْقَصَبُ) الْكَثِيرُ النَّابِت فِي الْغَيْضَةِ (وَمِنْهَا) وَلَوْ اشْتَرَى أَجَمَةً وَفِيهَا قَصْبَاءُ (وَالْمَقْصَبَةُ) مَنْبِتُهُ وَمَوْضِعُهُ (وَقَوْلُهُ) وَإِذَا اتَّخَذَ الْأَرْضَ مَقْصَبَةً فَالْخَرَاجُ عَلَى الْقَاصِبِ أَيْ عَلَى الْمُسْتَنْبِتِ وَهُوَ مِنْ بَابِ لَابْن وَقَامِر وَأَنْوَاعُ الْقَصَبِ الْفَارِسِيُّ وَهُوَ مَا يُتَّخَذُ مِنْ أَنَابِيبِهِ الْأَقْلَامُ (وَمِنْهَا) قَصَبُ السُّكَّرِ وَهُوَ أَسْوَدُ وَأَبْيَضُ وَأَصْفَرُ وَإِنَّمَا يُعْتَصَرُ النَّوْعَانِ دُونَ الْأَسْوَدِ وَيُقَالُ لِتِلْكَ الْعُصَارَةِ عَسَل الْقَصَبِ (وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ) ضَرْبٌ مِنْهُ مُتَقَارِبُ الْعُقَدِ يَتَكَسَّرُ شَظَايَا كَثِيرَة وَأُنْبُوبهُ مَمْلُوءٌ مِنْ مَثَلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وَفِي مَضْغِهِ حَرَافَةٌ وَمَسْحُوقُهُ عِطْرٌ إلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاضِ (وَالْقُصْبُ) بِالضَّمِّ الْمِعَى وَالْجَمْعُ أَقْصَابٌ (وَمِنْهُ) (الْقَصَّابُ) لِأَنَّهُ يُعَالِجُ الْأَقْصَابَ أَيْ الْأَمْعَاءَ.
[قصب] في صفته صلى الله عليه وسلم: سبط «القصب»، هو كل عظم أجوف فيه مخ، جمع قصبة. وفيه: بشر خديجة ببيت من «قصب»، هو لؤلؤ مجوف واسع كالالمنيف، والقصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف. ك: وفيه إشارة إلى قصب سبقها في الإسلام، وقائل هذه خديجة جبرئيل، وأو إناء - شك من الراوي هل قال: إناء فيه طعام، أو أطلق الإناء ولم يذكر ما فيه - وصخب مر في ص. نه: وفيه: إنه سبق بين الحيل فجعلها مائة «قصبة»، أراد أنه ذرع الغابة بالقصب وتركز تلك القصبة عند أقصى الغاية فمن سبق إليها أخذها واستحق الخطر، فلذا يقال: حاز قصب السبق واستولى على الأمد. وفيه: رأيت عمرو بن لحى يجر «قصبه» في النار، هو بالضم: المعى، وجمعه أقصاب، واختلف انه اسم للأمعاء كلها أو لما كان أسفل البطن من الأمعاء. ط: هو بسكون صاد وهو أول من سيب السوائب وأول من سن عبادة الأصنام بمكة، ولعله كوشف من شأن ما كان يعاقب به في النار، يجر قصبه - لأنه استخرج من باطنه بدعة جر بها الجريرة إلى قومه. ك: وروي: عمرو بن عامر، ولعلهما واحد أو أحدهما أبوه والآخر جده. نه: ومنه ح: من يتخطى رقاب الناس كالجار «قصبه» في النار. وقال عبد الله لعروة: هل سمعت أخاك «يقصب» نساءنا؟ قال: لا، قصبه - إذا عابه، وأصله القطع، ومنه القصاب، ورجل قصابة: يقع في الناس. ك: هو من يقطع المذبوح عضوًا عضوًا.
ق ص ب : قَصَبْتُ الشَّاةَ قَصْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَطَعْتُهَا عُضْوًا عُضْوًا وَالْفَاعِلُ قَصَّابٌ وَالْقِصَابَةُ الصِّنَاعَةُ بِالْكَسْرِ وَالْقَصَبُ كُلُّ نَبَاتٍ يَكُونُ سَاقُهُ أَنَابِيبَ وَكُعُوبًا قَالَهُ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْوَاحِدَةُ قَصَبَةٌ وَالْمَقْصَبَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالصَّادِ مَوْضِعُ نَبْتِ الْقَصَبِ.

وَقَصَبُ السُّكَّرِ مَعْرُوفٌ وَالْقَصَبُ الْفَارِسِيُّ مِنْهُ صُلْبٌ غَلِيظٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْمَزَامِيرُ وَيُسَقَّفُ بِهِ الْبُيُوتُ وَمِنْهُ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الْأَقْلَامُ وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ مِنْهُ مَا يَكُونُ مُتَقَارِبَ الْعُقَدِ يَتَكَسَّرُ شَظَايَا كَثِيرَةً وَأَنَابِيبُهُ مَمْلُوءَــةٌ مِنْ شَيْءٍ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وَفِي مَضْغِهِ وَالْحَرَافَةُ عِطْرٌ إلَى الصُّفْرَةِ وَالْبَيَاضِ.

وَالْقَصَبُ عِظَامُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَنَحْوِهِمَا وَالْقَصَبُ ثِيَابٌ مِنْ كَتَّانٍ نَاعِمَةٌ وَاحِدُهَا قَصَبِيٌّ عَلَى النِّسْبَةِ وَثَوْبٌ مُقَصَّبٌ مَطْوِيٌّ.

وَقَصَبَةُ الْبِلَادِ مَدِينَتُهَا وَقَصَبَةُ الْقَرْيَةِ وَسَطُهَا وَقَصَبَةُ الْإِصْبَعِ أُنْمُلَتُهَا وَقَصَبَةُ الرِّئَةِ عُرُوقُهَا الَّتِي هِيَ مَجْرَى النَّفَسِ وَقَوْلُهُمْ أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ أَصْلُهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَنْصِبُونَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاقِ قَصَبَةً فَمَنْ سَبَقَ اقْتَلَعَهَا وَأَخَذَهَا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ السَّابِقُ مِنْ غَيْرِ نِزَاعٍ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى الْمُبَرِّزِ وَالْمُشَمِّرِ. 

قصب


قَصَبَ(n. ac. قَصْب)
a. Cut, cut off; cut up.
b. Affronted; reviled.
c.(n. ac. قَصْب
قُصُوْب), Refused to drink (camel).
d. Prevented from drinking.
e. Sucked in.
f. Played the flute.

قَصَّبَa. see I (b)b. Curled, twisted, frizzed (hair).
c. Produced culms (corn).
d. Bound, fettered.
e. [ coll. ], Cut (
stones ).
f. [ coll. ], Worked, embroidered
figured, fringed (cloth).
أَقْصَبَa. Produced reeds, canes (place).
b. Caused to impugn ( the honour of ).
c. Performed his service badly (pastor).
d. see II (c)
إِقْتَصَبَa. see I (a)
قُصْب
(pl.
أَقْصَاْب)
a. Gut, bowel.
b. Back.

قَصَبa. Reed, cane; culm, haulm, stalk.
b. Pipe, tube; canal; channel.
c. Bronchi, bronchial tubes; duct.
d. Flute, reed-pipe.
e. Finger bones, phalanges.
f. Quills.
g. Jewels.
h. Ewe.
i. [ coll. ], Gold-thread
silverthread, filigree-work.
قَصَبَةa. Rod, a certain measure.
b. Bone ( of the nose ).
c. Shaft ( of a well ); cane-roll ( of a
loom ).
d. Recently dug well.
e. Middle, interior ( of a country & c. ); city; capital, chief town; fortress, citadel
&c.
f. see 4
قَصَبِيّ
(pl.
قَصَب)
a. Cambric, fine linen.

قَصِبَةa. Reedy (country).
مَقْصَبَةa. Reed-bank; cane-brake.

قَاْصِبa. see 28 (a) (b).
c. Refusing to drink (camel).
d. Grower of reeds.

قِصَاْبa. Dam, dyke.
b. Water-channels.

قِصَاْبَةa. Fluteplaying.
b. Butcher's trade.
c. see 23 (a)
قَصِيْبa. see 21 (c)
قَصِيْبَة
(pl.
قَصَاْئِبُ)
a. see 28t (b)b. Lock, curl, ringlet.

قَصُوْبa. Shorn.

قَصَّاْبa. Flute-player, piper.
b. Butcher.

قَصَّاْبَةa. fem. of
قَصَّاْبb. Pipe, tube; reed, flute.
c. Abusive; reviler, vilifier.

قُصَّاْبَة
(pl.
قُصَّاْب)
a. Portion, section of a reed or cane.
b. see 25t (b) & 28t
(b).
قَصْبَآءُa. see 4 (a) & 17t
مِقْصَاْبa. Place abounding with reeds, canes.

N. Ag.
قَصَّبَa. Winner, victor.
b. Fleet, swift (horse).
N. P.
قَصَّبَa. Curled, frizzed (hair).
b. [ coll. ], Embroidered, worked (
cloth ).
قَصَْبَاة
a. see 4 (a)
تَقْصِبَة تَقْصِيْبَة (pl.
تَقَاْصِب
تَقَاْصِيْب)
a. see 25t (b)
قَصَب السُّكَّر
a. Sugar-cane.

قَصَب المَصّ
a. [ coll. ]
see supra.

قَصسَبَة الرِّئَة
a. Trachea.

قَصَبَة المَرِيْء
a. Oesophagus; gullet.
قصب
القَصَبُ: ثِيابٌ من كَتّانٍ رِقَاقٌ ناعِمَةٌ، الواحِدُ قَصَبِيٌ.
وثَوْبٌ مُقَصّب: مَطْوِيٌ.
وكُلّ نَبْتٍ كانَ ساقُه ذا أنابِيْبَ فهو قَصبٌ. وقَصبَ الزَّرْعُ تَقْصِيباً.
والقَصَبُ: عِظَامُ اليَدَيْن والرِّجْلَيْنِ. وقَصبَاتُ الأشاجِع.
والقَصَبَةُ: عَظْمُ الفَخِذِ. ووَسَطُ الحِصنِ وجوْفُه. وكُلُّ عَظْمٍ مستدير أجْوَفَ. والقَصْبَاءُ: هي القَصَبُ النابِتُ في المَقْصَبَة. والقَصَبَةُ: الخَشَبَةُ التي فيها مِحْوَرُ البَكْرَةِ.
والقُصْبَة: خُصْلَةٌ من الشَعر تَلْتَوي، وإذا قَصَبْتَها كانَتْ تَقْصِيْبَةً، والجميع التَقاصِيْبُ.
والقَصْبُ: الثَّلْبُ، فلانٌ يَقْصِبُ فلاناً ويَقْصُبُه: إذا مَزَّقَه. وهو القَطْعُ أيضاً، ومنه القَصّاب. وأنْ تُدْخِلَ إحدى عُرْوَتَي الجُوالِقِ في الأخْرى ثمَّ تثَنِّيْها مَرَةً أُخرى.
والقُصْبُ: الأمْعَاءُ كلُّها، وجَمْعُها أقْصَابٌ.
والقُصّابُ: الأوْتارُ، وكذلك الأقْصَابُ. وقيل: المَزامِيْرُ. والقَصّابُ: الزَّمّارُ.
وإذا وَرَدَتِ الإِبلُ الماءَ فما امْتَنَعَ منها عن الشُّرْب فهو قاصِبٌ، قَصبَ يَقْصبُ. وأقْصَبَ الراعي: قَصبَتْ إبِلُه. ومن أمثالِهم في سُوْءِ الرَّعْي: " رَعى فأقْصَبَ ".
والقِصَابُ: الدِّبَارُ، الواحدةُ قَصبَةٌ، وقَصَبَ أرْضَه. وهي البِئارُ أيضاً.
والقَصْبُ: الماءُ الكثيرُ. والقَلِيْبُ. وإذا كَثفَتِ الرُّغْوَةُ على اللَبَنِ فهو مقَصِّبٌ.
وقُصْبُ البَعِيرِ: ما يَمَسُّ منه الأرْضَ إذا بَرَكَ، والجميع القُصُوبُ.
والقاصِبُ: السَّحَابُ المُرْتَجِسُ. وهذا رَجُلٌ لم يُقَصَّبْ: أي لم يُخْتَنْ.
والتَّقْصِيْبُ: كَيٌّ على أخْدَعٍ أو نَسًى من قَطْع العِرْقِ.
والقُصّابى: طائرٌ يَتَتَبَّعُ الشَّجَرَ كثيرُ الصِّيَاح.
والمُقَصِّبُ: هو الذي يُحْرِزُ في السِّبَاقِ قَصَبَ السَّبْقِ.
والنَّعْجَةُ تُسَمّى: القَصَبَ، وتُدْعى فيُقال: قَصَبْ قَصَبْ.
وقَصيْبَةُ البِئْرِ: جِرَابُها. وقَصْبَاءَةُ الرِّيْش: مَنْبِتُه، كقَصْباءِ الأجَمَة.
[قصب] القَصَبُ: الأباء. والقَصْباء مثله، الواحدة قصبة. قال سيبويه: القصباء واحدٌ وجمع. قال: وكذلك الحلفاء والطَرفاء. والقَصَب: كلُّ عظمٍ مستديرٍ أجوف، وكذلك كلُّ ما اتُّخذَ من فضَّة وغيرها ، الواحدة قَصَبة. والقَصَب: مجاري الماء من العيون. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خيمةً * على قَصَبٍ وفراتٍ نَهَرْ وقال الأصمعيّ: قَصَبُ البطحاء: مياهٌ تجري إلى عيون الرَكايا. يقول: أقامت بين قَصَبٍ، أي ركايا، وماء عذب. وكل عذب فرات وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر. والقصب: عروق الرئة، وهي مخارج النَفَس ومجاريه. والقَصَب: ثيابُ كتَّانٍ رِقاقٌ. والقَصَب: أنابيبُ من جوهرٍ. وفي الحديث: " بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنَّة من قَصَب ". وقَصَبَةُ الأنف: عظمه. وقَصَبَةُ القَريةَ: وسطها. وقَصَبَةُ السَواد: مدينتها. والقصب، بالضم: المعى. يقال: هو يجرُّ قُصْبَهُ. قال الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ وأما قول امرئ القيس:

والقصب مضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ * فيريد الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أقصاب. قال الأعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمي‍ * نُ والمُسْمِعاتُ بأقصابِها أي بأوتارها، وهي تُتَّخذ من الأمعاء. ويروى " بِقُصَّابِها "، وهي المزامير. وشَعَر مقصَّب، أي مجعَّد. وقد قصَّب الزرعُ تقصيباً ، وذلك بعد التفريخ. والقصائب: الذوائب المقصَّبة تُلوى لياً حتَّى تترجَّل، ولا تُضفر ضفراً، واحدتها قصيبة وقصابة، بالضم والتشديد. وهى الانبوبة أيضا، والمزمار، والجمع قُصَّاب . والقَصَّاب بالفتح: الزمار، عن أبى عمرو. قال رؤبة يصف الحمار:

في جوفه وحى كوحى القصاب * وكذلك القاصب، والصنعة القصابة. والقَصْب: القطع. وقَصَب القَصَّاب الشاةَ قَصْباً، إذا قطَّعها عضواً عضواً. وقصَبْت البعيرَ وغيرَه، إذا قطعت عليه شربه قبل أن يَروى. وقَصَب البعير أيضاً شُرْبه، إذا امتنع منه قبل أن يَروى، فهو بعيرٌ قاصب، وناقةٌ قاصب أيضا، عن ابن السكيت. وأقصب الرجل، إذا فعلت إبله ذلك. وفى المثل: " رعى فأقصب "، يضرب للراعي، لانه إذا أساء رعيها لم تشرب الماء، لانها إنما تشرب إذا شبعت من الكلا. وقصبه، أي عابه. قال الكميت:

على أنِّي أُذَمُّ وأقصب
ق ص ب

أرض مقصبة: كثيرة القصباء وهي القصب النابت. وتقول: قصب الخط، أنفذ من قصب الخطّ. وقصّب الزرع: صار له قصب. وعن بعض العرب: قلت أبياتاً فغنّى بها حكم الوادي فوالله ما حرذك بها قصّابةً إلا خفت النار فتركت قول الشّعر وهي الوتر. ونفخ في القصّابة: في المزمار، ورأيت القصّاب، ينفخون في القصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير جمع: قاصبٍ. وقال رؤبة:

في جوفه وحيٌ كوحي القصّاب

أراد الزمّار. ورأيت القصّاب، ينقّي الأقصاب: الأمعاء، الواحد: قصبٌ. وفي الحديث " رأيت عمرو بن لحيّ يجرّ قصبه في النار " وقال الراعي:

تكسو المفارق واللّبّات ذا أرجٍ ... من قصب معتلف الكافور درّاج

ومن المجاز: خرج الماء من القصب وهي منابع العين. قال:

فصبحت والماء يجري حببه ... هزاهز البحر يعجّ قصبه

وامرأة تامّة القصب وهي عظام اليدين والرجلين، وفي كلّ إصبع ثلاث قصبات وفي الإبهام قصبتان. وانسدّت قصب رئته وهي عروقها التي هي مخارج النفس، وقصب كبده. ومع فلانٍ قصب صنعاء وقصب مصر أي قصب العقيق. وقصب الكتان. ولا تسكن إلاّ قصب الأمصار. وكنت في قصبة البلد والقصر والحصن أي في جوفه. قال أبو دؤاد:

دخلنا على البيض الكواعب كالدّمى ... لنا قصب الحصن الذي كان يمنع

وضربه على قصبة أنفه وهي عظمه. وبئرٌ مستقيمة القصبة وهي جرابها أي جوفها من أعلاها إلى أسفلها. وأحرز فلان القصبة والقصب. وجوادٌ مقصّبٌ: سابق. قال الحجّاج فيمن وهب له فرساً:

حمى سبرة بن النّحف يوم لقيته ... ذمار العتيك بالجواد المقصّب

وقصّبت المرأة شعرها: فتلت خصلة حتى تصير كالقصب. وقيل الشعر المقصّب: السّبط الذي يجعّدونه بالقصب والخيوط. وما أحسن تقاصيبها! الواحدة: تقصيبةٌ وهي الخصلة المقصّبة فإن كانت خلقةً قيل: القصيبة والقصائب. وقال مسكين الدارميّ يصف فراخ القطاة:

إذا خرّقت قصباءة الرّيش خلتها ... نصالاً ولكنّ النّصال حديد

أي إذا خرّقت قصب الرّيش الجلد وطلعت. وقصّبه: عابه ومعناه قطعه باللوم. وفلان لم يقصب: لم يختن من القصب بمعنى القطع. وتقول: يفعل بلحم أخيه القصّاب، ما لا يفعل بلحم شاته القصّاب. وسحابٌ قاصب: مرتجس.
باب القاف والصاد والباء معهما ق ص ب، ص ق ب، ق ب ص، ب ص ق مستعملات

قصب: القَصَبُ: ثياب من كتان ناعمة رقاق، والواحد قصَبيُّ. وكل نبت ساقه ذو أنابيب فهو قَصبٌ، وقصب الزرع تقصيباً. والقَصَبُ: عظام اليدين والرجلين، وقصَبةُ الأنف عظمه، وكل عظيم مستدير أجوف. وما اتخذ من فضة أو غيرها قصب. والقَصْباءُ: القَصَبُ الكثير في مَقْصَبَتِه. وقَصَبُ الرئة عروق غلاظ فيها، وهي مخارج النفس ومجاريه. والقَصَبةُ: جوف القصر أو جوف الحصن يبنى فيه بناء هو أوسطه. والقَصبةُ خصلة من الشعر تلتوي فإذا أنت قَصَّبْتَها كانت تَقصيبةً، وتجمع تَقاصيبَ، قال بشار:

وفرعٌ زانَ متنيكِ ... وزانته التَّقاصيبُ

وهو أن تضمها لياً إلى أصلها وتشدها فتصبح تَقَاصيبَ. وفلان يقصِبُ فلاناً: يمزقه ويذكره بالقبيح. والقَصْبُ: القطع، والقَصّابُ يقصب الشاة ويفصل أعضاءها تقصيباً. والقَصَبُ من الجوهر: ما كان مستطيلاً أجوف.

ولخديجة بيت في الجنة من قَصَبٍ لا وصب فيه ولا نصب

أي لا داء فيه ولا عناء. والقَصَبَ: الأمعاء كلها، وجمعه أقصابٌ. والقاصِبُ: الزامر.

صقب: الصَّقبُ والسَّقبُ الطويل مع ترارة في كل شيء. والصِّقَبُ: القرب، وبالسين لغة. ويقال للفصيل والفصيلة سَقْبٌ وسَقْبَةٌ ويقال للغصن الطويل الريان سَقْبٌ، قال ذو الرمة:

سَقْبانِ لم يتقشرْ عنهما النجب  قبص: القَبْصُ: التناول بأطراف الأصابع. ويروى: فَقَبَصْتُ قَبْصَةً ، أي أخذت من أثر دابة جبرئيل- ع. من التراب بأطراف أصابعي. وفرس قَبُوصٌ أي إذا جرى لم يصب الأرض إلا أطراف سنابكه من قدم، ويقال: هو الرشيق الخلق، قال:

سليم الرجع طهطاه قَبوصُ

والقَبْصُ، والقِبْصُ أجود،: مجمع النمل الكثير. وتقول: إنهم لفي قِبْصٍ من العدد، وفي قِبْصِ الحصى أي في كثرة لا يستطاع عده. والقَبَصُ: ارتفاع في الرأس وعظم، وقَبِصَ قَبَصاً فهو رجل أَقَبصُ الرأس ضخم مدور، قال:

قَبْصاءُ لم تنطح ولم تكتل

بصق: بَصَقَ لغة في بَسَق، وبُصاقُ الجراد لعابه. والبِصاقُ: هنات من الحرة تبدو منها إلى المستوى، الواحدة بَصْقةٌ كأن الحر بَصَقَها بَصْقاً  
قصب
قصَبَ يَقصِب، قَصْبًا، فهو قاصِب، والمفعول مَقْصوب
• قصَب الجزّارُ الشَّاةَ: فصل عظامَها وقطّعها عُضْوًا عُضْوًا. 

قصَّبَ يقصِّب، تقْصيبًا، فهو مُقصِّب، والمفعول مُقصَّب
• قصَّب الثَّوبَ: نسجه بخيوط الذَّهبِ والفِضّة "قصَّبَتِ الخيّاطة فُستانَ العَرُوس- مشت تزهو في ثوبها المقصَّب" ° حرير مقصَّب: مزيَّن بخيوط الذهب أو الفضّة.
• قصَّب الجزّارُ الشَّاةَ: قصبها؛ فصل عظامَها، وقطّعها عُضْوًا عُضْوًا.
• قصَّب شعرَه: لَوَاه وجعَّده.
• قصَّب الحجرَ: نحته وسوَّاه "قصَّب أرضَه قبل بذرها: سَوّاها". 

قِصابة [مفرد]: حرفة القصّاب، ذبح الماشية وبيع لحومها بالمفرَّق، جِزارة "رفض أن يعمل مع أبيه في القِصابة". 

قَصْب [مفرد]: مصدر قصَبَ. 

قَصَب [جمع]: مف قصَبَة:
1 - كلُّ نبات له أنابيب وكعوب "قصب السُّكّر" ° أحرز قَصَبَ السَّبْق: سبَق غيره إلى الفوز في أمرٍ، تفوّق على غيره.
2 - خطوط ذهبيّة أو فضيّة توشى بها ثياب المرأة "وشت فستانها بالقصب".
3 - (نت) نبات مائيّ من الفصيلة النجيليّة، ينمو حول الأنهار وقد يزرع، وساقه جوفاء تُستعمل في صناعة الحواجز والسِّلال ويسمى في مصر: الغاب البلديّ، وقصب النيل.
4 - قلم من بوص "يكتب الخطَّاط بقلم القَصَب".
• قصب السُّكَّر: (نت) جنس نبات مُعَمَّر من فصيلة النجيليّات، مهده البلاد الآسيويّة الحارّة، أزهاره صغيرة الحجم، سوقه مُنتصبة مصقولة يُستخرج منها السُّكّر، وتُعطى أوراقه علفًا للماشية. 

قَصَبَة [مفرد]: ج قَصَبات وقَصَب:
1 - كلُّ أنْبُوبة في ساق الشَجَرة تنتهي بعُقْدَتين.
2 - قطعة من القَصَب مُثَقَّبة يَنفخ فيها الزَّامرُ، وهي النَّاي "قَصَبَة الرَّاعي".
3 - (رع) مقياس تُقاس به الأرض في مصر يبلغ طوله ثلاثة أمتار و 55 سم "قَصَبَة مربَّعة: مساحة مربَّعة طولها قَصَبَة وعرضها قَصَبَة".
4 - (شر) كُلُّ عَظْم مستدير أجْوَف ذي مُخٍّ "قَصَبَة الإصبع: أنملتها/ عظامها- قَصَبَة الأنف: عظمه".
• القَصَبة الهوائيَّة: (شر) القصبة الرِّئويّة، أنبوبة مدعَّمة بحلقات غضروفيّة لتظلّ مفتوحة دائمًا، تمتدّ من الحنجرة إلى الشُّعبتين الرِّئويَّتين، يسلكها هواء الشّهيق إلى الرِّئتين، ويخرج منها هواء الزَّفير إلى الخارج. 

قَصَّاب [مفرد]:
1 - جزّار "ذبح القصَّابُ الشَّاةَ".
2 - بائع اللَّحم.
3 - زمّار؛ مَنْ يزمِّر بالقَصَبة "عزف القصّابُ بالنّاي فأطرَبَنا". 

قَصّابَة [مفرد]: أداة تجرّها الدّوابُّ أو قوّة آليّة، تستعمل لقطع الأرض وتسويتها. 

مَقْصَبَة [مفرد]: ج مَقْصَبات ومَقاصِبُ: منْبَت القَصَب ومَوْضِعه.
• أرض مَقْصَبَة: كثيرة القَصَب. 
الْقَاف وَالصَّاد وَالْبَاء

الْقصب: كل نَبَات ذِي انابيب، واحدتها: قَصَبَة.

والقصباء: جمَاعَة الْقصب، واحدتها: قَصَبَة، وقصباءة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الطرفاء والقصباء وَنَحْوهمَا، اسْم وَاحِد يَقع على جَمِيع. وفيع عَلامَة التَّأْنِيث، وواحده على بنائِهِ وَلَفظه، وَفِيه عَلامَة التَّأْنِيث الَّتِي فِيهِ، وَذَلِكَ قَوْلك للْجَمِيع: حلفاء، وللواحدة: حلفاء لما كَانَت تقع للْجَمِيع، وَلم تكن اسْما مكسَّرا عَلَيْهِ الْوَاحِد، أراوا أَن يكون الْوَاحِد من بِنَاء فِيهِ عَلامَة التانيث، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي الْأَكْثَر الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث وَيَقَع مذكرا، نَحْو التَّمْر وَالْبر وَالشعِير واشباه ذَلِك، وَلم يجاوزا الْبناء الَّذِي يَقع للْجَمِيع، حَيْثُ أَرَادوا وَاحِدًا فِيهِ عَلامَة تَأْنِيث، لِأَنَّهُ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، فاكتفوا بذلك، وبينوا الْوَاحِدَة بِأَن وصفوها بِوَاحِدَة، وَلم يجيئوا بعلامة سوى الْعَلامَة الَّتِي فِي الْجمع، ليفرق بَين هَذَا، وَبَين الِاسْم الَّذِي يَقع للْجَمِيع وَلَيْسَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث، نَحْو التَّمْر والبسر، وَتقول: أرطى وأرطاة، وعلقى وعلقاة، لِأَن الألفات لم تلْحق للتأنيث، فَمن ثمَّ دخلت الْهَاء. وَقد تقدم ذَلِك فِي حرف الْحَاء عِنْد ذكر الحلفاء.

والقصباء: منبت الْقصب.

وَقد اقصب الْمَكَان. وَأَرْض قَصَبَة، ومقصبة: ذَات قصب.

وقصب الزَّرْع، وأقصب: صَار لَهُ قصب.

والقصبة: كل عظم لَهُ مخ، على التَّشْبِيه بالقصبة. وَالْجمع: قصب.

والقصب: عِظَام الْأَصَابِع من الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَقيل: مَا بَين كل مفصلين من الْأَصَابِع.

وقصب الشَّاة يقصبها قصباً: فصل قصبها.

ودرة قاصبة: إِذا خرجت سهلة كَأَنَّهَا قضيب فضَّة.

وقصب الشَّيْء يقصبه قصباً، واقتصبه: قطعه.

والقاصب والقصاب: الجزار.

وحرفته: القصابة، فإمَّا أَن يكون من الْقطع، وَإِمَّا أَن يكون من أَنه يَأْخُذ الشَّاة بقصبتها: أَي بساقها.

والقصابة: المزمار.

وَالْجمع: قصاب، قَالَ الْأَعْشَى:

وشاهدنا الجل والياسمي ... ن والمسمعات بقصابها

والقاصب، والقصاب: النافخ فِي الْقصب، قَالَ:

وقاصبون لنا فِيهَا وسمار

والقصاب: الزمار، وَقَالَ رؤبة يصف الْحمار:

فِي جَوْفه وَحي كوحي القصاب

والقصابة، والقصبة، والقصيبة، والتقصيبة، والتقصبة: الْخصْلَة الملتوية من الشّعْر.

وَقد قصبه: قَالَ بشر بن لبي خازم:

رأى درة بَيْضَاء يحفل لَوْنهَا ... سخام كغربان البرير مقصب والقصب: مجاري المَاء من الْعُيُون.

واحدتها: قَصَبَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أَقَامَت بهَا فابتنت خيمة ... على قصب وفرات نهر

والقصبة: الْبِئْر الحديثة الْحفر.

والقصب: شعب الْحلق.

والقصب: عروق الرئة، وَهِي مخارج الانفاس وَالْوَاحد: كالواحد.

والقصب: المعي. وَالْجمع: أقصاب.

والقصب من الْجَوْهَر: مَا كَانَ مستطيلا أجوف.

والقصبة: جَوف الْقصر. وَقيل: الْقصر.

وقصبة الْبَلَد: مدينته. وَقيل: معظمه.

والقصبة: الْقرْيَة.

والقصب: ثِيَاب كتَّان ناعمة.

وَاحِدهَا: قصبى مثل: عَرَبِيّ وعرب.

وقصب الْبَعِير المَاء يقصبه قصباً: مصَّه.

وبعير قصيب. يقصب المَاء.

وقاصب: مُمْتَنع من شرب المَاء، وَرَافِع رَأسه عَنهُ، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَقد قصب يقصب قصباً، وقصوبا.

وأقصب الرَّاعِي: عافت إبِله المَاء، وَفِي الْمثل: " رعى فأقصب ".

وَدخل، رؤبة على سُلَيْمَان بن عَليّ، وَهُوَ وَالِي الْبَصْرَة، فَقَالَ: أَيْن أَنْت من النِّسَاء؟ فَقَالَ: أطيل الظمء ثمَّ ارد فأقصب.

وَقيل: القصوب: الرّيّ من وُرُود المَاء وَغَيره.

وقصب الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَالْبَعِير يقصبه قصباً: مَنعه شربه قبل أَن يرْوى. وقصبه يقصبه قصباً، وقصبه: شَتمه وعابه.

وأقصبه عرضه: الحمه إِيَّاه.

والقصابة: مسناة تنبي فِي اللهج كَرَاهِيَة أَن يستجمع السَّيْل فيربل الْحَائِط: أَي يذهب بِهِ الوبل وينهدم عراقه.

والقصاب: الديار، واحدتها: قَصَبَة.

والقاصب: المصوت من الرَّعْد.

والقصيبة: اسْم مَوضِع، قَالَ:

وَهل ي إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتي ... وأحببت طرفاء القصيبة من ذَنْب
قصب: قصب (بالتشديد): جهز وعبا بالقصب. (شيرب ديال ص71).
قصب: بنى سقفا من قصب. (شيرب ديال ص72 ن).
قصب: العامة تقول قصب البناء الحجر أي نحته وسواه (محيط المحيط).
قصب: زبر الكرم وقلمه (انظر مادة زبر).
قصب وقصبة، والجمع قصاب: بوص. (المقري 1: 354) (انظر إضافات) وقصاب جمع قصبة في معجم فوك.
قصب: نبات اسمه العلمي arundo donax. ( الجريدة الآسيوية 1848، 1: 275) ويسمى أيضا: القصب الفارسي أو قصب الفارس (المستعيني، أماري ص8، ألف ليلة 1: 363، كوسج طرائف ص96) وقد وجد أماري هذه الكلمة في عقد صقلي فقال في المخطوطات: (في هذا الموضع المعين في هذا العقد ينبت القصب المسمى: arundo donax كما ينبت في كل موضع في صقلية.
ومن أسمائه: القصب الأندلسي، ففي ابن ليون (ص46 ق): وقال ابن وافد القصب الفارسي هو القصب الأندلسي.
قصب البنيان: سمي بذلك لأن هذا النوع من القصب يستعمل في البنايات. (ابن العوام 1: 18، 396 وما يليها (وكذلك في مخطوطتنا) (ابن العوام 1: 19 خاصة.
قصب الساج: ولعل الصواب قصب السياج (انظر سياج) وسياج بمعنى خندق.
وفي المستعيني: قصب الساج هو قصب الفارس وهو الأندلسي ويقال له باسطوس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب، ومنه ما يقال له بلش وهو الأنثى وهو كثير العقد يصلح أن يكتب به (بدل باسطوس اقراناسطوس فهي الكلمة اليونانية nasthus وفي ديسقوريدوس (1: 114): منه ما يقال له ناسطوس وهو المصمت وهو الذي يعمل منه النشاب.
أما Arundo femina وهو صنف من أصناف Arun- dodonax فقد ذكره هذا المؤلف أيضا وسماه بلش، ولعل باش هذه هي الكلمة اليونانية بلوس التي تعني أيضا نوعا من القصب.
قصب؛ قصب السكر. (دي ساسي طرائف 1: 276، 2: 8) ويقال له أيضا قصب حلو، (معجم الإدريسي، المستعيني، فوك، بوشر). وقصب السكر (المستعيني، محيط المحيط، بوشر) وقصب سكري (معجم الإدريسي) وقصب مص (همبرت 56 (سوريا)، بوشر) وقصب المص وسمي بذلك لأنه يمص (محيط المحيط). وأخيرا عود قصب (بوشر).
وفي ابن البيطار (2: 304) يوجد ثلاثة أنواع من قصب السكر فمنه أبيض ومنه أصفر ومنه أسود، والأسود لا يعصر وإنما يعصر الأبيض والأصفر وتسمى عصارته عسل القصب. وفي ألف ليلة (4: 679): عسل قصب قصب: نوع من الذرة في بلاد البربر. (دنهام 1، 173، ليون ص73، ص275، بارت 1: 156، 176، مجلة الشرق والجزائر 16: 108، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 10: 549، كاريت جغرافية ص150، ريشاردسن سنترال 1: 83، 102، 109) وعند ريشاردسن صحارى (1: 80، 334): (نوع من الذرة اسمها العلمي: Pennisetum typhoideum وتسمى درا في تونس بشنه في طرابلس). وفي غدامس (ص185): ذرة بيضاء طويلة، وفي (ص332): (ذرة تجلب من السودان ذات سنبلة (عرنوص) طويلة وحب ابيض ويوجد صنف آخر منها حبه أصفر).
وعند بانكري (2: 30): (حب القصب، وقلما يعرف في الأقطار الاوربية، هو أكثر الدقيق استعمالا في تغذية أهل طرابلس وهو الغذاء الرئيس لجمهور الناس وتحوى هذا الحب سنبلة طولها نحو ثلاثة أقدام واستدارتها مثل ذلك، وهذه تنبت على رأس قصبة قلما يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أقدام، والحب في حجم الرصاصة (الطلقة النارية) الكبيرة تقريبا لونه رصاصي باهت. وكثير عندهم جدا).
وعند التيجاني (الجريدة الرئيسة الدرا وهي صنف من الذرة البيضاء ويسمونها القصب).
قصبة الحية: في المغرب قنطوريون صغير (م. المنصوري مادة قنطوريون وقد تحرفت الكلمة فصارت Gacat- el- hai وفسرت بأنها نبات اسمه- chironia Pulchella، أي قنطريون صغير. (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 346).
القصب الذعبي: هو في الأندلس نبات اسمه العلمي: Lysimachia Vulgaris ( ابن البيطار 2: 445).
القصب القبطي: ذكره ابن العوام (2: 443).
قصبة الحنطة: ساق السنبلة، قشة مجوفة. (بوشر).
قصبة، والجمع قصب: بوصة يربط بها خيط الصنارة وهي الشص لصيد السمك. (رولاند ديال ص591، ص592).
قصبة، والجمع قصب: رمح، وذلك لأنه يتخذ من الأسل. (معجم البيان).
لعب القصب: العاب فروسية، لعب السباق على ظهور الخيل. (الكالا).
قصبة: غليون هندي، غليون طويل الأنبوب يستعمله الهنود الحمر في أمريكا، بيبة، غليون للتدخين. (بوشر).
قصبة وقصب: اسم آلة موسيقية، ناي، شبابة. (دوماس عادات ص285، شوا: 296، بانانتي 2: 88، 89) أو مزمار وشبابة من قصب ذات ثقبين أو ثلاثة (كاربرون ص252، ص495) وطرف المزمار أو الشبابة مزود بقريص من نحاس ينطبق على الشفتين، (جاكو ص216) وانظر (سلفادور ص12، 36).
قصبة: مقياس للمساحة، وهو ستة أذرع وثلثي الذراع (بوشر) وفي محيط المحيط: القصبة في المساحة أربعون ذراعا وسدس ذراع مربعة. (انظر لين عادات 2: 417).
العد بالقصب: عد اللبن والآجر جملة وقياسه بالقامة وهي مقياس يساوي ستة أقدام.
ففي طرائف دي ساسي (1: 60): وكان أبو حنيفة صاحب المذهب يعد اللبن والآجر وهو الذي اخترع عده بالقصب اختصار.
قصبة، والجمع قصب: أنبوب، أنبوبة، أنبوب أعقف. (بوشر، تاج العروس).
قصبة: علبة أسطوانية تحفظ فيها التعاويذ والتمائم، حجاب. (كوسج طرائف ص73).
قصبة: ميزاب، مرزاب. (بوشر).
قصية الذراع: عظم الذراع وهو أجوف كالأنبوبة. (الكالا).
القصبة الصغر: عظم الساق الخارجي (بوشر).
القصبة الكبرى: ظنبوب، عظم الساق الأكبر، عظم الساق الداخلي. (بوشر) وفي معجم الكالا: قصبة الساق، والجمع قصائب.
قصبة: ساقية الدرع، درع الساق. (الكالا).
قصبة الرجل: عنق القدم، رسغ. (دومب ص85).
قصبة: أنبوب التنفس (بوشر) وعند همبرت (ص3): قصبة الحلق.
قصبة الرية: رغامي، مجرى الهواء إلى الرئة (بوشر همبرت ص3).
قصبة المريء: مجرى الطعام من الحلق إلى المعدة. (محيط المحيط).
قصبة: ربو، نسمة، ضيق النفس. (بوشر). قصب: سلك من الذهب يحيط بخيط حرير أو كتان. (بوشر، محيط المحيط).
قصب فضة وقصب ابيض: سلك من الفضة يحيط بخيط حرير أو كتاب (بوشر).
قصب أصفر: سلك من الذهب يحيط بخيط حرير أو كتان (بوشر).
قصب ذهب: سلك من الذهب أو الفضة يحيط بخيط حرير أو كتان. (صفة مصر 18، قسم 2، ص 386).
قصب ذهب سلك ذهب (برجون، كوسج طرائف ص80، ألف ليلة 1: 56، 2: 222).
قصبة، والجمع قصبات: خرزات مستطيلة أسطوانية الشكل للقلادة، كما رأى لين أن يترجم بهذا عبارة ألف ليلة (1: 576): وفي رقبته طوق من الذهب الأحمر وثلث قصبات من الزبرجد وهذا المعنى جاء في محيط المحيط ففيه: والقصب ما كان مستطيلا من الجوهر. ويقول السيد دي غويه يجب ان نضيف إلى هذا إنها مجوفة. ففي الفائق (2: 347): قال صاحب العين القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف وفيه أيضا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) فسره ببيت من لؤلؤ مجباة أي المجوفة. وكذلك ما نقله صاحب تاج العروس عن ابن الأثير.
وعند بعضهم: القصب انابيب من جوهر. وقصب أيضا: شرابه بشكل أنبوب، يقال مثلا: شاش بقصبات زركش (الملابس ص332).
قصب: سوار (فوك) وفيه: قصب فضة.
قصب فول، وقصب ذهب. وفي معجم الكالا: سوار ذهب: قصبة والجمع قصب. وفيه أيضا قصوب (قصاب) والجمع اقصاب.
قصب، عند الفرس: نسيج من الحرير، وفي مصر: نسيج موشى ومرصع بأسلاك من الذهب أو الفضة. (مملوك 2، 2: 75).
قصب الذهب: بروكار، نسيج مقصب بخيوط الحرير والذهب، ديباج، سندس. (برجرن).
قصبة العمود: ساق العمود، جذع العمود. (مثل Ca بالأسبانية). (الإدريسي روما).
قصب: كهربا، كهرمان أصفر، كهرب اصفر. (المستعيني مادة كهربا) وبخاصة في مخطوطتي ن، لا. ولم تضبط فيهما الكلمة بالشكل.
قصب عراق: ذكر مع ما يؤكل بعد الطعام في ألف ليلة (برسل 1: 149) ويرى السيد دي غويه إنه قصب السكر لأن في مخطوطة المتحف البريطاني لأبي القاسم بين أسماء ما يأكله أغنياء بغداد بعد الطعام قصب السكر المقطع المغسول بماء الورد.
قصبة: عاصمة الإقليم وحاضرته. (أماري ص24 ص12، ص144) وقد فسرت بكرسي الكورة. (ابن خلكان 1: 602).
قصبي. الشبوب المريش والقصبى: الشب بشكل الريش وبشكل الأنابيب. (البكري ص15).
قصبية: في ألف ليلة (برسل 1: 149): إلى أن جاءت إلى الحلواني فاشترت منه قصبية طبق من جميع ما عنده. وأرى أن كلمة طبق تفسير وشرح لكلمة قصبية. (وفي ماكن (1: 56) طبقا فقط) وإن قصبية هذه معناها سلة أو قفة من الاسل.
قصبجي: ساحب خيوط الذهب، وهو الذي يطرق الذهب والفضة ويحصل منهما أسلاكا. (بوشر) وفي مملوط (2، 2: 75): (العمال الذين يعملون أسلاك الذهب والفضة وهم القصبجية من الأقباط وهم يزركشون بهذه الأسلاك الحرير الأصفر والأبيض بعد أن يكونوا قد قطعوا هذه الأسلاك قطعا صغيرة).
قصابة: أنبوب معقوف. (بوشر).
قصابة: حين يفسر الجوهري هذه الكلمة بصناعة القصاب، فيجب فيما أرى أن لا تؤخذ كلمة قصاب بمعنى الزمار وهو النافخ بالمزمار، بل بمعنى الجزار ولذلك يجب أن لا تترجم بما معناه صناعة المزمار كما ترجمها فريتاج، بل بما معناه مهنة الجزار، وبهذا المعنى وجدت قصابة عند المقري (2: 525، باين سميث 1424).
غير أن صاحب تاج العروس يرى أن تفسير القصاب بالمزمار وهو النافخ في القصب صحيح فهو يقول: والقصاب الزمار وهو النافخ في القصب والقصاب الجزار وحرفة الأخير القصابة، وكلام الجوهري يقتضي أن هذا التصريف في الزمر أيضا.
وأري أن صاحب التاج إنما يستنتج ذلك استنتاجا ولا يذكر له مثالا.
قصيبة: شوفان، خرطال، هرطمان. (باجني مخطوطات).
قصاب: حامل قصبة المساحة (مساح). (صفة مصر 11).
مقصب: قصباء موضع مزروع بالقصب (بوشر).
مقصب (وصف)، يقال: نسيج مقصب أي مزركش بأسلاك الذهب. (مملوك 2، 2: 76).
مقصب (اسم): ضفيرة ذهبية. شريطة مزركشة بأسلاك الذهب. (بوشر، مملوك 1: 1، معجم الأسبانية (ص168).
مقصبة، والجمع مقاصب: موضع القصب ومنبته وموضع كثير القصب. (محيط المحيط، فوك، الكالا).
مقصبة: زراعة قصب السكر. ففي ابن العوام (1: 392): ويبيت فيها الغنم حتى يصير زبلها أرض المقصبة (وهذا ما جاء في مخطوطتنا).

قصب: القَصَبُ: كلُّ نَباتٍ ذي أَنابيبَ، واحدتُها قَصَبةٌ؛ وكلُّ نباتٍ كان ساقُه أَنابيبَ وكُعوباً، فهو قَصَبٌ. والقَصَبُ: الأَباء.

والقَصْباءُ: جماعةُ القَصَب، واحدتُها قَصَبة وقَصباءةٌ. قال سيبويه: الطَّرْفاءُ، والـحَلْفاءُ، والقَصْباءُ، ونحوها اسم واحدٌ يقع على جميع، وفيه علامةُ التأْنيث، وواحدُه على بنائه ولفظه، وفيه علامة التأْنيث التي فيه، وذلك قولك للجميع حَلْفاء، وللواحدة حَلْفاء، لَـمَّا كانت تقع للجميع، ولم تكن اسماً مُكَسَّراً عليه الواحدُ؛ أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناءٍ فيه علامةُ التأْنيث، كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليس فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبُسْر والبُرّ والشَّعيرِ، وأَشباه ذلك؛ ولم يُجاوِزوا البناء الذي يقع للجميع حيثُ أَرادوا واحداً، فيه علامة تأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفوا بذلك، وبَيَّنُوا الواحدة

بِأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِـيئُوا بعَلامة سوى العلامة التي في الجمع، ليُفْرَقَ بين هذا وبين الاسم، الذي يقع للجميع، وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.

وتقول: أَرْطى وأَرْطاةٌ، وعَلْقَى وعَلْقاة، لأَن الأَلِفات لم تُلْحَقْ للتأْنيث، فَمِن ثم دخلت الهاء؛ وسنذكر ذلك في ترجمة حلف، إِن شاء اللّه تعالى.

والقَصْباءُ: هو القَصَبُ النابت، الكثير في مَقْصَبته. ابن سيده:

القَصْباءُ مَنْبِتُ القَصَب. وقد أَقصَبَ المكانُ، وأَرض مُقْصِـبة

وقَصِـبةٌ: ذاتُ قَصَبٍ.

وقَصَّبَ الزرعُ تَقْصيباً، وأَقْصَبَ: صار له قَصَبٌ، وذلك بعد التَّفْريخ.

والقَصَبة: كلُّ عظمٍ ذي مُخٍّ، على التشبيه بالقَصَبة، والجمع قَصَبٌ.

والقَصَبُ: كل عظمٍ مستدير أَجْوَفَ، وكلُّ ما اتُّخِذَ من فضة أَو

غيرها، الواحدة قَصَبةٌ. والقَصَبُ: عظام الأَصابع من اليدين والرجلين؛ وقيل: هي ما بين كل مَفْصِلَيْن من الأَصابع، وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: سَبْطُ القَصَب. القَصَبُ من العظام: كلُّ عظم أَجوفَ فيه مُخٌّ، واحدتُه قَصَبة، وكلُّ عظمٍ عَريضٍ لَوْحٌ. والقَصْبُ: القَطْع. وقَصَبَ الجزارُ الشاةَ يَقْصِـبُها قَصْباً: فَصَل قَصَبَها، وقطعها عُضْواً عُضْواً.

ودِرَّة قاصبة إِذا خرجت سَهْلة كأَنها قضِـيبُ فِضَّةٍ. وقَصَبَ الشيءَ يَقْصِـبُه قَصْباً، واقْتَصَبَه: قطَعه. والقاصِبُ والقَصَّابُ:

الجَزَّارُ وحِرْفَته القِصَابةُ. فإِما أَن يكون من القَطْع، وإِما أَن يكون من أَنه يأْخذ الشاةَ بقَصَبَتِها أَي بساقِها؛ وسُمِّي القَصَّابُ

قَصَّاباً لتَنْقيته أَقْصابَ البَطْن. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه: لئن وَلِـيتُ بني أُمَيَّةَ، لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ

الوَذِمةَ؛ يريدُ اللُّحومَ التي تَعَفَّرَتْ بسقوطها في التُّراب؛ وقيل: أَراد بالقصَّاب السَّبُعَ. والتِّراب: أَصلُ ذراع الشاةِ، وقد تقدم ذلك في فصل التاءِ مبسوطاً.

ابن شميل: أَخَذ الرجُل الرجلَ فقَصَّبه؛ والتَّقْصِـيبُ أَن يَشُدَّ

يديه إِلى عُنُقه، ومنه سُمي القَصَّابُ قَصَّاباً. والقاصِبُ: الزامِرُ.

والقُصَّابة: المِزْمارُ(1)

(1 قوله «والقصابة المزمار إلخ» أي بضم القاف وتشديد الصاد كما صرح به الجوهري وإن وقع في القاموس إطلاق الضبط المقتضي الفتح على قاعدته وسكت عليه الشارح.) والجمع قُصَّابٌ؛ قال الأَعشى:

وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِـيـ * ـنُ والـمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها

وقال الأَصمعي: أَراد الأَعشى بالقُصَّاب الأَوْتارَ التي سُوِّيَتْ مِنَ الأَمْعاءِ؛ وقال أَبو عمرو: هي المزامير، والقاصِبُ والقَصَّاب النافخُ في القَصَب؛ قال:

وقاصِـبُونَ لنا فيها وسُمَّارُ

والقَصَّابُ، بالفتح: الزَّمَّارُ؛ وقال رؤبة يصف الحمار:

في جَوْفِه وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّاب

يعني عَيراً يَنْهَقُ. والصنعة القِصابةُ والقُصَّابة والقَصْبة والقَصِـيبة والتَّقْصِـيبة والتَّقْصِـبةُ: الخُصْلة الـمُلْتَوِيةُ من الشَّعَر؛ وقد قَصَّبه؛ قال بشر بن أَبي خازم:

رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها * سُخامٌ، كغِرْبانِ البريرِ، مُقَصَّبُ

والقَصائبُ: الذَّوائبُ الـمُقَصَّبةُ، تُلْوى لَيّاً حتى تَتَرَجَّلَ، ولا تُضْفَرُ ضَفْراً؛ وهي الأُنْبوبة أَيضاً. وشَعْر مُقَصَّبٌ أَي مُجَعَّدٌ. وقَصَّبَ شَعره أَي جَعَّدَه. ولها قُصَّابَتانِ أَي غَديرتانِ؛ وقال الليث: القَصْبة خُصْلة من الشعر تَلْتَوي، فإِنْ أَنتَ قَصَّبْتَها

كانت تَقْصِـيبة، والجمع التَّقاصِـيبُ؛ وتَقْصِـيبُك إِيّاها لَيُّك

الخُصلة إِلى أَسْفلها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِـحُ وقد صارت

تَقاصِـيبَ، كأَنها بلابِلُ جاريةٍ. أَبو زيد: القَصائبُ الشَّعَر الـمُقَصَّبُ، واحدتُها قَصِـيبة. والقَصَبُ: مَجاري الماءِ من العيون، واحدتُها قَصَبة؛ قال أَبو ذؤيب:

أَقامتْ به، فابْتَنَتْ خَيْمةً * على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهَرْ

وقال الأَصمعي: قَصَبُ البَطْحاءِ مِـياهٌ تجري إِلى عُيونِ الرَّكايا؛

يقول: أَقامتْ بين قَصَبٍ أَي رَكايا وماءٍ عَذْبٍ. وكل ماءٍ عذبٍ:

فراتٌ؛ وكلُّ كثيرٍ جَرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ.

والقَصَبةُ: البئر الحديثةُ الـحَفْرِ.

التهذيب، الأَصمعي: القَصَبُ مَجاري ماءِ البئر من العيون. والقَصَبُ: شُعَبُ الـحَلْق. والقَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وهي مَخارِجُ الأَنْفاس ومجاريها.

وقَصَبةُ الأَنْفِ: عَظْمُه. والقُصْبُ: الـمِعَى، والجمع أَقْصابٌ. الجوهري: القُصْبُ، بالضم: الـمِعَى. وفي الحديث: أَنَّ عَمْرو ابنَ لُـحَيٍّ أَوَّلُ من بَدَّل دينَ إِسمعيل، عليه السلام؛ قال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: فرأَيتُه يَجُرُّ قُصْبَه في النار؛ قيل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كُلِّها؛ وقيل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاءِ؛ ومنه الحديثُ: الذي يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ يومَ الجمعة، كالجارِّ قُصْبَهُ في النار؛ وقال الراعي:

تَكْسُو الـمَفارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ، * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ

قال: وأَما قول امرئِ القيس:

والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والـمَتْنُ مَلْحوبُ

فيريد به الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أَقْصابٌ؛ وأَنشد بيتَ الأَعشى:

والـمُسْمِعاتُ بأَقْصابِها

وقال: أَي بأَوتارها، وهي تُتَّخَذُ من الأَمْعاءِ؛ قال ابن بري: زعم

الجوهري أَنَّ قول الشاعر:

والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمتنُ مَلْحوبُ

لامرئِ القيس؛ قال: والبيت لإِبراهيم بن عمران الأَنصاري؛ وهو بكماله:

والماءُ مُنْهَمِرٌ، والشَّدُّ مُنْحَدِرٌ، * والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، والـمَتْنُ مَلْحوبُ

وقبله:

قد أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعواءَ، تَحْمِلُني * جَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْيَـيْن، سُرْحُوبُ

إِذا تَبَصَّرَها الرَّاؤُونَ مُقْبِلةً، * لاحَتْ لَـهُمْ، غُرَّةٌ، منْها، وتَجْبِـيبُ

رَقاقُها ضَرِمٌ، وجَرْيُها خَذِمٌ، * ولَـحْمها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والعَينُ قادِحَةٌ، واليَدُّ سابِحَةٌ، * والرِّجْلُ ضارِحةٌ، واللَّوْنُ غِرْبيبُ

والقَصَبُ من الجَوْهر: ما كان مُسْتَطِـيلاً أَجْوَفَ؛ وقيل: القَصَبُ

أَنابِـيبُ من جَوْهَرٍ. وفي الحديث: أَنَّ جبريلَ، عليه السلام، قال

للنبي، صلى اللّه عليه وسلم: بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنة من قَصَبٍ، لا صَخَب فيه ولا نَصَب؛ ابن الأَثير: القَصَبُ في هذا الحديث لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسعٌ، كالقَصْرِ الـمُنيف. والقَصَبُ من الجوهر: ما اسْتطالَ منه في تَجْويف. وسأَل أَبو العباس ابنَ الأَعرابي عن تفسيره؛ فقال: القَصَبُ، ههنا: الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ الـمُرَصَّعُ بالياقوت؛ قال: والبَيتُ ههنا بمعنى القَصْر والدار، كقولك بيت الـمَلِك أَي قَصْرُه. والقَصَبةُ: جَوْفُ القَصْرِ؛ وقيل: القَصْرُ. وقَصَبةُ البَلد: مَدينَتُه؛ وقيل: مُعْظَمُه. وقَصَبة السَّوادِ: مَدينتُها. والقَصَبَةُ: جَوْفُ الـحِصْن، يُبْنى فيه بناءٌ، هو أَوسَطُه. وقَصَبةُ البلاد:

مَدينَتُها. والقَصَبة: القَرية. وقَصَبةُ القَرية: وسَطُها.

والقَصَبُ: ثيابٌ، تُتَّخَذ من كَتَّان، رِقاقٌ ناعمةٌ، واحدُها قَصَبـيٌّ، مثل عَربيٍّ وعَرَبٍ. وقَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِـبُه قَصْباً: مَصَّه.

وبعير قَصِـيبٌ، يَقصِبُ الماءَ، وقاصِبٌ: ممتنع من شُرْب الماءِ، رافعٌ رأْسه عنه؛ وكذلك الأُنثى، بغير هاء. وقد قَصَبَ يَقْصِبُ قَصْباً وقُصُوباً، وقَصَبَ شُرْبَه إِذا امتنع منه قبل أَن يَرْوَى. الأَصمعي: قَصَبَ البعيرُ، فهو قاصِبٌ إِذا أَبى أَن يَشْرَب. والقومُ مُقْصِـبُونَ إِذا لم تَشْرَب إِبِلُهم.

وأَقْصَبَ الراعي: عافَتْ إِبلُه الماءَ. وفي المثل: رَعَى فأَقْصَبَ،

يُضْرَب للراعي، لأَنه إِذا أَساءَ رَعْيَها لم تَشْرَبِ الماءَ، لأَنها

إِنما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ. ودَخَلَ رُؤْبة على سليمان بن

علي، وهو والي البصرة؛ فقال: أَين أَنْتَ من النساءِ؟ فقال: أُطِـيلُ الظِّمْءَ، ثم أَرِدُ فأُقْصِبُ.

وقيل: القُصُوبُ الرِّيُّ من وُرود الماءِ وغيره. وقَصَبَ الإِنسانَ

والدَّابةَ والبعيرَ يَقْصِـبُهُ قَصْباً: منعه شُرْبَه، وقَطَعه عليه، قبل

أَن يَرْوَى. وبعيرٌ قاصِبٌ، وناقة قاصِبٌ أَيضاً؛ عن ابن السكيت.

وأَقْصَبَ الرجلُ إِذا فَعَلَت إِبلُه ذلك.

وقَصَبَه يَقْصِـبُه قَصْباً، وقَصَّبه: شَتَمَه وعابه، ووَقعَ فيه.

وأَقْصَبَهُ عِرْضَه: أَلْحَمَه إِياه؛ قال الكميت:

وكنتُ لهم، من هؤلاكَ وهؤُلا، * مُحِـبّاً، على أَنـِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ

ورجلٌ قَصّابَةٌ للناس إِذا كان يَقَعُ فيهم. وفي حديث عبدالملك، قال لعروة بن الزبير: هل سمعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نساءَنا؟ قال: لا.

والقِصابةُ: مُسَنَّاة تُبْنى في اللَّهْج (1)

(1 قوله «تبنى في اللهج» كذا في المحكم أيضاً مضبوطاً ولم نجد له معنى يناسب هنا. وفي القاموس تبنى في اللحف أي بالحاء المهملة. قال شارحه وفي بعض الامهات في اللهج اهـ. ولم نجد له معنى يناسب هنا أيضاً والذي يزيل الوقفة ان شاء اللّه ان الصواب تبنى في اللجف بالجيم محركاً وهو محبس الماء وحفر في جانب البئر. وقوله والقصاب الدبار إلخ بالباء الموحدة كما في المحكم جمع دبرة كتمرة. ووقع في القاموس الديار بالمثناة من تحت ولعله محرف عن الموحدة.) ، كراهيةَ أَن يَسْتَجْمِـعَ السيلُ فيُوبَلَ الحائطُ أَي يَذْهَبَ به الوَبْلُ، ويَنْهَدِمَ عِراقُه.

والقِصابُ: الدِّبارُ، واحِدَتُها قَصَبَة.

والقاصِبُ: الـمُصَوِّتُ من الرعد. الأَصمعي في باب السَّحاب الذي فيه رَعْدٌ وبَرْقٌ: منه الـمُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والـمُدَوِّي،

والـمُرْتَجِسُ؛ الأَزهري: شَبَّه السَّحابَ ذا الرعد بالقاصبِ أَي

الزامر.ويقال للـمُراهِنِ إِذا سَبَقَ: أَحْرَزَ قَصَبَة السَّبْق. وفرس

مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ ومنه قوله:

ذِمارَ العَتِـيك بالجَوادِ الـمُقَصِّبِ

وقيل للسابق: أَحْرَزَ القَصَبَ، لأَنَّ الغاية التي يسبق إِليها، تُذْرَعُ بالقَصَبِ، وتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهى الغاية، فَمَنْ سَبَقَ إِليها حازها واسْتَحَقَّ الخَطَر. ويقال: حازَ قَصَبَ السَّبْق أَي اسْتَولى على الأَمَد. وفي حديث سعيد بن العاص: أَنه سَبَقَ بين الخَيْل في الكوفة، فَجَعلها مائة قَصَبةٍ وجَعَل لأَخيرها قَصَبَةً أَلفَ درهم؛

أَراد: أَنه ذَرَع الغاية بالقَصَبِ، فجَعَلَها مائة قَصَبةٍ.

والقُصَيْبَة: اسم موضع؛ قال الشاعر:

وهَلْ لِـيَ، إِنْ أَحْبَبْتُ أَرضَ عَشِـيرتي * وأَحْبَبْتُ طَرْفاءَ القُصَيْبة، من ذنْب؟

قصب

1 قَصَبَهُ, aor. ـِ (M, K,) inf. n. قَصْبٌ, (S, M, O,) He cut it, (S, * M, O, * K,) namely, a thing; (M;) as also ↓ اقتصبهُ. (M, K.) And قَصَبَ الشَّاةَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. as above, (M, Msb,) and so the inf. n., (S, M, O, Msb,) said of the butcher, (O,) He cut up the sheep, or goat, into joints, or separate limbs: (S, O, Msb:) or he separated the [bones called] قَصَب of the sheep, or goat. (M, K.) b2: فُلَانٌ لَمْ يُقْصَبٌ meaning (tropical:) Such a one has not been circumcised, is from القَصْبُ signifying “ the act of cutting. ” (A.) b3: And قَصَبَهُ, (S, M, A, O, K,) aor. ـِ inf. n. قَصْبً; (M;) and ↓ قصّبهُ, (M, K,) inf. n. تَقْصِبٌ, (K,) (tropical:) He attributed, or imputed, to him, or accused him of, a vice, or fault, or the like; (S, M, A, O, K;) and reviled, or vilified, him; (M, A, K;) meaning he cut him with censure. (A.) A2: And قَصَبَهُ, (S, M, O, K,) namely, a camel, and [any] other [animal], (S, O,) or a man, (M, K,) and a beast, (M,) aor. and inf. n. as above, (M,) He stopped, or cut short, (S, O,) or prevented, (M, K,) his drinking, before he had satisfied his thirst. (S, M, O, K.) b2: And قَصَبَ شُرْبَهُ He (a camel) abstained from his drinking before he had satisfied his thirst: (ISk, S, O:) or قَصَبَ [alone], said of a camel, (As, M, K, TA,) aor. as above, inf. n. قَصْبٌ and قُصُوبٌ, (M, K,) he refused to drink: (As, TA:) or he abstained from drinking the water, raising his head from it, (M, K, TA,) before he had satisfied his thirst: (TA:) or, as some say, قُصُوبٌ signifies the satisfying of thirst by coming to the water &c. (M, TA.) b3: And قَصَبَ المَآءَ, aor. ـِ inf. n. قَصْبٌ, He (a camel) sucked up, or sucked in, the water. (M, TA.) A3: It seems to be applied in the S that قَصَبَ, aor. as above, also signifies He played upon a musical reed, or pipe. (MF.) 2 قَصَّبَ see the preceding paragraph.

A2: قصّب الزَّرْعُ, (S, M, O,) inf. n. تَقْصِيبٌ; (S;) and ↓ اقصب; (M;) The زرع [i. e. seed-produce, or wheat or the like,] produced its قَصَب [or jointed stalks, or culms:] (M:) this is the case after the تَفْرِيخ. (S, O. [See 2 in art. فرخ.]) [Hence the saying,] إِنِّى أَرَى الشَّرَّ قَصَّبَ (assumed tropical:) [Verily I see evil, or the evil, to have grown, like corn producing its culms]. (TA voce نَبَّبَ.) b2: And قصّب الشَّعَرَ, (M, K,) inf. n. تَقْصِيبٌ, (O, K,) (assumed tropical:) He twisted the locks of the hair [in a spiral form so that they became like hollow canes]: (M, K:) or قَصَّبَتْ شَعَرَهَا (tropical:) she (a woman) twisted the locks of her hair so that they became like قَصَب [i. e. hollow canes]: (A:) and (K) (assumed tropical:) he curled the hair; syn. جَعَّدَهُ. (O, K.) b3: And قصّبهُ, (ISh, TA,) inf. n. as above, (O, K,) He bound his hands to his neck, (ISh, O, K, TA,) namely, a man's: (ISh, TA:) [and app., in like manner, his fore-legs, namely, a sheep's or a goat's: sea قَصَّابٌ, last sentence.]4 اقصبهُ عِرْضَهُ (assumed tropical:) He empowered him to revile, or vilify, him. (M.) [Agreeably with an explanation of قَصَبَهُ in the A, mentioned above, it may rather be rendered (tropical:) He caused him to cut, with censure, or to wound, his honour, or reputation.]

A2: اقصب said of a pastor, (ISk, S, M, O, K,) [He performed his service ill, so that] his camels disliked, and refused to drink, the water; (ISk, M, K;) or, [so that] his camels abstained from drinking before they had satisfied their thirst. (S, O.) رَعَى فَأَقْصَبَ [He pastured, and performed his service ill, &c.,] is a prov., (S, M, O, K,) applied to a [bad] pastor; because, if he pasture the camels ill, they will not drink; (S, O, K;) for they drink only when they are satiated with the herbage: (S, O:) or, as Meyd says, it is applied to him who will not act sincerely, or honestly, and with energy, or vigour, in an affair which he has undertaken, so that he mars, or vitiates, it. (TA.) A3: اقصب said of a place, It produced reeds, or canes. (M, K.) b2: See also 2.8 إِقْتَصَبَ see 1, first sentence.

قُصْبٌ A gut; syn. مِعًى: (S, M, Mgh, O, K:) or all the أَمْعَآء [or guts]: or the guts [امعآء] that are in the lower part of the belly: TA:) pl. أَقْصَابٌ. (S. M, Mgh, O, K.) One says, هُوَ يَجُرُّ قُصْبَهُ [expl. by what here follows]. (S, O.) The Prophet said, respecting 'Amr Ibn-'Ámir El-Khurá'ee, who first set at liberty سَوَائِب [pl. of سَائِبَةٌ, q. v.], (O,) or respecting 'Amr Ibn-Kamee-ah, who first changed the religion of Ishmael, (TA,) رَأَيْتُهُ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النُّارِ [I saw him dragging his guts in the fire of Hell]. (O, TA.) b2: El-Aashà in his saying وَشَاهِدُنَا الجُلَّ وَاليَاسَمِى

نُ وَالمُسْمِعَاتُ بِأَقْصَابِهَا means [The rose being present with us, and the jasmine, and the songstresses] with their chords of gut: or, as some relate it, (and as it is cited in the M,) he said ↓ بِقُصَّابِهَا, meaning with their musical reeds, or pipes. (S, O.) b3: And (tropical:) The middle of the body; metaphorically applied thereto: so in the saying of Imra-el-Keys, (S, O, L,) or, accord. to the people of El-Koofeh and ElBasrah, it is falsely ascribed to him, (O,) والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ [And the middle of the body slender and lean, and the portion next the back-bone, on either side, smooth, and sloping downwards]. (S, O, L.) b4: And (assumed tropical:) The back. (O, K. [SM, not having found this in any lexicon but the K, supposed that الظَّهْرُ might be substituted in it for الخَصْرُ, which is not therein mentioned as a meaning of القُصْبُ.]) قَصَبٌ [a coll. gen. n., signifying Reeds, or canes; and the like, as the culms of corn, &c.; and sometimes signifying a reed, or cane, and the like, as meaning a species thereof;] any plant having (M, A, Mgh, Msb, K) its stem composed of (Mgh, Msb) أَنَابِيب [or internodial portions] (M, A, Mgh, Msb, K) and [their] كُعُوب [or connecting knots, or joints]; (Mgh, Msb;) [i. e. any kind, or species, of plant having a jointed stem;] i. q. أَبَآءٌ [a word comparatively little known]; (S; [in the O اَناء, a mistranscription;]) and [it is said that] ↓ قَصْبَآءُ signifies the same: (S, O: [but see what follows:]) the n. un. of the former is ↓ قَصَبَةٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and ↓ قَصْبَاةٌ or ↓ قَصَبَاةٌ: (K accord. to different copies; the former accord. to the TA: [but each of these I believe to be a mistake for ↓ قَصُبْآءَةٌ, which is said to be a n. un. of قَصْبَآءُ, and therefore held by some to be syn. with قَصَبَةٌ:]) ↓ قَصْبَآءُ [appears, however, to differ somewhat from قَصَب, for it is said that it] signifies an assemblage of قَصَب; (M, K;) and its n. un. is ↓ قَصَبَةٌ and ↓ قَصْبَآءَةٌ [like حَلَفَةٌ and حَلْفَآءَةٌ which are both said to be ns. un. of حَلْفَآءٌ; and طَرَفَةٌ and طَرْفَآءَةٌ, said to be ns. un. of طَرْفَآءٌ; the former in each case anomalous]: (M: [see also Ham p. 201:]) or, accord. to Sb, ↓ قَصْبَآءُ is sing. and pl., (S, M, Mgh, O,) and so طَرْفَآءُ, (S, M, O,) and حَلْفَآءُ; (S, O;) as pl. and as sing. also having the sign of the fem. gender; therefore, when they mean to express the sing. signification, they add the epithet وَاحِدَةٌ; thus, and thus only, distinguishing the sing. meaning from the pl., and making a difference between a word of this class and a noun that denotes a pl. meaning and has not the sign of the fem. gender such as تَمْرٌ and بُسْرٌ, and such as أَرْطًى and عَلْقًى of which the ns. un. are أَرْطَاةٌ and عَلْقَاةٌ: (M:) or, as some say, ↓ قَصْبَآءُ signifies many قَصَب growing in a place: (Mgh:) and it signifies also a place in which قَصَب grow: (M, K:) [or] ↓ مَقْصَبَةٌ has this last meaning; (Mgh, Msb;) or signifies, like ↓ أَرْضٌ قَصِبَةٌ, a land having قَصَب. (M, K. *) b2: أَحْرَزَ قَصَبَ السَّبْقِ, (Msb,) or السَّبْقِ ↓ قَصَبَةَ, (TA,) [meaning (assumed tropical:) He won, or acquired, the canes, or cane, of victory in racing,] is said of the winner in horseracing: they used to set up, in the horse-course, a cane (قَصَبَة,) and he who outstripped plucked it up and took it, in order that he might be known to be the one who outstripped, without contention: this was the origin of the phrase: then, in consequence of frequency of usage, it was applied also to the expeditious, quick, and light, or active: (Msb, * TA:) [accord. to the TA, it is a tropical phrase, but perhaps it is so only when used in the latter way:] it is said in a trad. of Sa'eed Ibn-El-Ás, that he measured the horse-course with the cane, making it to be a hundred canes in length, and the cane was stuck upright in the ground at the goal, and he who was first in arriving at it took it, and was entitled to the stake. (O, TA. [See also مُقَصِّبٌ.]) b3: [The ↓ قَصَبَة here mentioned as A certain measure of length, used in measuring race-courses, was also used in other cases, in measuring land, and differed in different countries and in different times: accord. to some, it was ten cubits; thus nearly agreeing with our “ rod: ” (see جَرِيبٌ:) accord. to others, six cubits and a third of a cubit: (see فَدَّانٌ:) the modern Egyptian قَصَبَة, until it was reduced some years ago, was about twelve English feet and a half; its twentyfourth part, called قَبْضَةٌ, being the measure of a man's fist with the thumb erect, or about six inches and a quarter.] b4: القَصَبُ الفَارِسِىُّ [The Persian reed] is a kind whereof writing-reeds are made: (Mgh, Msb:) and another kind thereof is hard and thick; and of this kind are made musical reeds, or pipes; and with it houses, or chambers, are roofed. (Msb) One says, قَصَبُ الخطِّ أَنْفَذُ مِنْ قَصَبِ الخَطِّ [meaning Writingreeds are more penetrating, or effective, than the canes of El-Khatt (which are spears); i. e., words wound more than spears]. (A, TA.) b5: قَصَبُ السُّكَّرِ is well-known [as meaning The sugar-cane]: (Msb:) this is of three kinds; white and yellow and black: of the first and second, but not of the third, the juice [of which sugar is made] is expressed; and this expressed juice is called عَسَلُ القَصَبِ. (Mgh.) b6: قَصَبُ الذَّرِيرَةِ [is Calamus aromaticus; also called قَصَبُ الطِّيبِ]: a species thereof has the joints near together, and breaks into many fragments, or splinters, and the internodial portions thereof are filled with a substance like spiders' webs: when chewed, it has an acrid taste, and it is aromatic (Mgh, Msb) when brayed, or powdered; (Mgh;) and inclines to yellowness and whiteness. (Mgh, Msb. [See also ذَرِيرَةٌ, in art. ذر.]) b7: قَصَبٌ also signifies (assumed tropical:) Any round and hollow bone [or rather bones]; (S, O;) it is pl. [or rather a coll. gen. n.] of which ↓ قَصَبَةٌ is the sing. [or n. un,], this latter signifying any bone containing marrow; (M, K;) thus called by way of comparison [to the reed, or cane]. (M.) b8: And (tropical:) The bones of the يَدَانِ and رِجْلَانِ [i. e. arms and legs, or hands and feet, but here app. meaning the latter], (A, Msb,) and the like: (Msb:) [or] (assumed tropical:) the [phalanges, or] bones of the fingers and toes; (M, K, * TA;) (tropical:) the bones whereof there are three in each finger and two in the thumb [and the like in the feet]; (A, TA;) and Zj says, the bones of the أَصَابِع [or fingers and toes] which are also called سُلَامَى: (Msb in art. سلم:) or, as some say, the portions between every two joints of the أَصَابِع: (M, TA:) and الأَصَابِعِ ↓ قَصَبَةُ [or قَصَبُةُ الإِصْبَعِ] signifies the أَنْمَلَة [here perhaps meaning the ungual phalanx] of the finger or toe. (Msb, TA.) b9: And (assumed tropical:) The bones and veins of a wing. (MF.) b10: [And (assumed tropical:) Quills: thus in the phrase صَارَ الرِّيشُ قَصَبًا, in the K, voce أَنُوقٌ, meaning The feathers became quills: n. un. ↓ قَصَبَةٌ: see صَنَمَةٌ.] b11: And (tropical:) [The bronchi;] the branches of the windpipe; (M, K;) and outlets of the breath; (K;) [i. e.] القَصَبُ, (S, M, O,) or فَصَبُ الرِّئَةِ, (A, Msb,) signifies the ducts (عُرُوق) of the lungs; (S, A, O, Msb;) through which the breath passes forth. (S, M, A, O, Msb.) [See حَلْقٌ.] b12: And (assumed tropical:) Any things made of silver, and of other material, resembling [in form] the kind of round and hollow bone [or bones] thus called: n. un. ↓ قَصَبَةٌ. (S, O.) And (assumed tropical:) Jewels (S, M, K) having the form of tubes (أَنَابِيب), (S,) or oblong, (M, K,) and hollow. (M.) b13: And (assumed tropical:) Brilliant pearls, and brilliant chrysolites, interset with jacinths. (IAar, O, K.) So in the saying, in a trad., (O, K,) related as uttered by Gabriel, (O,) [cited in the S app. as an ex. of the meaning next preceding this last,] بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتِ فِى الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ (IAar, O, K) i. e. [Rejoice thou Khadeejeh by the announcement of] a pavilion [in Paradise] of brilliant pearls, &c.: (IAar, O:) or the meaning is, of hollow pearls [or pearl], spacious, like the lofty palace: (IAth, TA:) or of emerald: (TA voce بَيْتٌ:) and it is said by some to convey an allusion to Khadeejeh's acquiring what is termed قَصَبُ السَّبْقِ [expl. above], because she was the first person, or the first of women, who embraced El-Islám. (MF, TA.) b14: And (tropical:) Fine, thin, or delicate, (S, O,) or soft, (M, Msb, K,) garments, or cloths, of linen: (S, M, O, Msb, K:) a single one thereof is called ↓ قَصَبِىٌّ. (M, O, Msb, K.) One says, مَعَ فُلَانٍ قَصَبُ صَنْعَآءَ وَقَصَبُ مِصْرَ (tropical:) [In the possession of such a one are]

قَصَب [meaning the cylindrical, or oblong, hollow pieces] of carnelian [of San'à], and قَصَب [meaning the fine, or soft, garments, or cloths,] of linen [of Egypt]. (A.) b15: Also (tropical:) The channels by which water flows from the springs, or sources: (S, M, A, O, K:) or the channels by which the water of a well flows from the springs, or sources: (As, T, TA:) n. un. ↓ قَصَبَةٌ. (M.) And قَصَبُ البَطْحَآءِ (assumed tropical:) The waters [of the kind of water-course called بطحآء (q. v.)] that run to the springs, or sources, of the wells. (As, S, O.) Aboo-Dhueyb says, أَقَامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً

عَلَى قَصَبٍ وَفُرَاتٍ نَهَرْ (As, S, M, O,) meaning She remained [in it, and constructed for herself a booth, or a tent,] amid wells and sweet water that flowed copiously. (As, S, O.) b16: See also قَصَبَةٌ below, in the next paragraph.

A2: القَصَبُ is also a name for The ewe. (O.) b2: And قَصَبْ قَصَبْ is A call to the ewe (O, K) to be milked. (O.) قَصَبَةٌ: see the next preceding paragraph, in nine places. b2: [It also, app., signifies The caneroll of a loom: see نِيرٌ. b3: And, app., (assumed tropical:) The mouth, which has the form of a short cylinder, in the middle of the upper part, of the kind of leathern water-bag called مَزَادَة: see خُرْتَةٌ.] b4: (tropical:) The bone of the nose; قَصَبَةُ الأَنْفِ signifying the nasal bone. (S, A.) b5: [And (assumed tropical:) The shaft of a well.] You say بِئْرٌ مُسْتَقِيمَةُ القَصَبَةِ (assumed tropical:) [A well of which the shaft is straight]. (TA.) b6: and (tropical:) A well recently dug. (M, K, TA.) b7: and (tropical:) The interior part of a country or town; (A;) and of a قَصْر [i. e. pavilion, or palace]; (M, A, K;) and of a fortress; (A:) or of a fortress containing a building or buildings; or the middle of such a fortress, (TA,) and of a town or village: (S, L, Msb, TA: [Golius, reading قِرْيَة قَرْيَة, assigns to it also the signification of the “ middle of a water-skin: ”]) or a قَصْر [i. e. pavilion, or palace,] itself; (M, K;) and [a fortress itself, or] a fortified castle such as is occupied by a commander and his forces: (TA in art. خوج:) and a town or village [itself]: (M, K:) and the حَرِيم [as meaning interior, or middle,] of a house. (T and TA in art. حرم.) Also A city: (K:) or the [chief] city (S, M, Msb) of the Sawád, (S,) or, [by a general application,] of a country: (M, Msb:) or the chief, or main, part (M, K) of a city (M) or of cities. (K: but in the TA this last meaning is given as the explanation of الأَمْصَارِ ↓ قَصَبُ.) b8: See also قَصِيبَةٌ, in two places: b9: and see قِصَابٌ.

أَرْضٌ قَصِبَةٌ: see قَصَبٌ, first quarter.

قَصْبَآءُ: see قَصَبٌ, first quarter, in four places.

قَصْبَاةٌ or قَصَبَاةٌ: see قَصَبٌ, first sentence.

قَصْبَآءَةٌ: see قَصَبٌ, first sentence, in two places.

قَصَبِىٌّ: see قَصَبٌ, last quarter.

قِصَابٌ, (so in the K, there said to be like كِتَابٌ,) or ↓ قِصَابَةٌ, (so in the M and L,) A dam that is constructed in the place that has been eaten away by water, [for لَجْف in the CK, and لِحْف in other copies of the K, (in the place of which I find لُهْج in a copy of the M, app. a mistranscription,) I read, and thus render لَجَف, supposing it to mean such a place in the side of a rivulet for irrigation,] lest the torrent should collect itself together from every place, and consequently the border of the rivulet for irrigation of the garden of palm-trees [thus I render عِرَاقُ الحَائِطِ (see art. عرق)] should become demolished. (M, K.) b2: And قِصَابٌ signifies دِبَارٌ: (so accord. to a copy of the M:) or دِيَارٌ: (so in copies of the K:) [the former I think to be the preferable reading; but its meaning is doubtful: accord. to the K it signifies Small channels for irrigation between tracts of seed-produce; and ISd says the like: accord. to AHn, patches of sown ground: see more voce دَبْرٌ: it is a pl.,] and the sing. is ↓ قَصَبَةٌ. (M, K.) قَصُوبٌ A sheep or goat that one shears. (O, K.) قَصِيبٌ, applied to a he-camel, (M, TA,) and likewise to a she-camel, (TA, [but this I think doubtful, as it has the meaning of an act. (not pass.) part. n.,]) That sucks up, or sucks in, the water. (M, TA.) b2: See also قَاصِبٌ.

قِصَابَةٌ The art of playing upon the musical reed, or pipe. (S, O.) b2: [And] The craft, or occupation, of the butcher. (M, Msb.) A2: See also قِصَابٌ.

قَصِيبَةٌ: see قُصَّابَةٌ. b2: Also, and ↓ قُصَّابَةٌ, (S, M, O, K,) and ↓ قَصَبَةٌ, (Lth, M, K,) and ↓ تَقْصِيبَةٌ, (M, O, K,) and ↓ تَقْصِبَةٌ, (M, K,) (tropical:) A lock of hair having a [spiral] twisted form [so as to be like a hollow cane]: (Lth, M, K:) or a pendent lock of hair that is twisted so as to curl [in a spiral form]; not plaited: (S, O:) or قَصِيبَةٌ signifies a lock of hair that curls naturally so as to be like a hollow cane; (A;) and its pl. is قَصَائِبٌ: (S, A:) [and,] accord. to Lth, such is termed ↓ قَصَبَةٌ (TA) [and app. ↓ قُصَّابَةٌ also]: and ↓ تَقْصِيبَةٌ, (Lth, A, TA,) of which the pl. is تَقَاصِيبُ, (Lth, A, O, TA,) signifies such as is twisted and made to curl by a woman; (Lth, * A, TA;) [and so, app., ↓ تَقْصِبَةٌ;] i. e., such as, being [naturally] lank, is curled by means of canes and thread. (A.) قَصَّابٌ A blower in reeds or canes (نَافِخٌ فِى

القَصَبِ); as also ↓ قَاصِبٌ. (M, K. [In the former, this explanation is given in such a manner as plainly shows that it is meant to be understood as being distinct from that which next follows: but I incline to think that the two explanations are taken from different sources and have one and the same application.]) And (M, K) A player on the musical reed, or pipe; (AA, S, M, O, K;) and so ↓ قَاصِبٌ. (S, O.) Ru-beh says, (S, M, O, TA,) describing an ass, (S, O, TA,) braying, (TA,) فِى جَوْفِهِ وَحْىٌ كَوَحْىِ القَصَّابْ [In his chest is, or was, a sound like the sound of the player on the musical reed]. (S, M, O, TA.) b2: and A butcher; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ قَاصِبٌ: (M, K:) so called from قَصَبَ in the first of the senses expl. in this art.; (M, O, Msb, TA;) or because he takes the sheep or goat by its قَصَبَة, i. e. its shank-bone; (M, TA;) or because he cleanses the أَفْصَاب, or guts, of the belly; or from قَصَّبَهُ signifying as expl. in the last sentence of the second paragraph of this article. (O, TA.) قُصَّابٌ: see قُصَّابَهٌ, in two places.

قَصَّابَةٌ (O, K, accord. to my MS. copy of the K قُصَّابَةٌ [which is wrong]) لِلنَّاسِ (O) (tropical:) One who reviles men, vilifies them, or defames them, much: (O, K:) [or, very much; for] the ة is added to render the epithet [doubly] intensive. (O.) [See 1, third sentence.]

قُصَّابَةٌ, (S, O, and so accord. to my MS copy of the K, accord. to other copies of the K قَصَّابَةٌ [which is wrong,]) with damm and teshdeed, (S,) An internodial portion of a reed or cane; such a portion thereof as intervenes between two joints, or knots; syn. أَنْبُوبَةٌ; (S, O, K;) [a n. un. of the coll. gen. n. ↓ قُصَّابٌ;] and ↓ قَصِيبَةٌ, (O, K,) of which the pl. is قَصَائِبُ, (TA,) signifies the same. (O, K.) b2: And A musical reed, or pipe; syn. مِزْمَارٌ: (S, M, K:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ قُصَّابٌ. (S, M, O.) See an ex. of the latter in a verse of El-Aashà (accord. to one relation thereof) cited voce قُصْبٌ. (S, M, O.) b3: See also قَصِيبَةٌ, in two places.

قَاصبٌ, applied to a he-camel and a she-camel, (ISk, S, M, O, K,) Abstaining from drinking before having satisfied thirst: (ISk, S, O:) or abstaining from drinking the water, and raising the head from it; (M, K;) and so ↓ قَصيبٌ, likewise applied to the he-camel and the she-camel: (K: [but this latter I think doubtful:]) or a camel (بَعِيرٌ) refusing to drink: (As, TA:) and ↓ مُقْتَصِبَةٌ is also said to be applied to a she-camel. (TA.) A2: And A raiser, or grower, of قَصَب [i. e. reeds, or canes]. (Mgh.) b2: See also قَصَّابٌ, in two places. b3: Also (assumed tropical:) Sounding thunder: (M:) and a cloud in which is thunder and lightning: (As, TA:) or, accord. to As, a cloud in which is thunder; (O;) [and] so says Az; (TA;) likened to a player on a musical reed, or pipe. (O, TA.) b4: And دِرَّةٌ قَاصِبَةٌ (assumed tropical:) A stream of milk coming forth easily (M, O) from the teat of the udder (O) as though it were a rod of silver. (M, O.) b5: See, again, قَصَّابٌ, last sentence.

تَقْصِبَةٌ and تَقْصِيبَةٌ: see قَصِيبَةٌ; each in two places.

مَقْصَبَةٌ: see قَصَبٌ, first quarter.

مُقَصَّبٌ (tropical:) Hair curled in the manner expl. above, voce قَصِيبَةٌ. (S, A, O.) b2: And (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, folded. (Msb.) مُقَصِّبٌ (tropical:) One who wins, or acquires, the canes of the contest for victory (in racing يُحْرِزُ قَصَبَ السِّبَاقِ, A, O, K, TA, in the CK قَصَبَاتِ السِّباقِ) [i. e. in horse-racing]: and (tropical:) a fleet horse, that outstrips others. (A.) b2: And (assumed tropical:) Milk upon which the froth is thick. (O, K.) مِقْصَابٌ may mean A place abounding with قَصَب [i. e. reeds, or canes]; like as مِعْشَابٌ means“ a place abounding with [herbage of the kind termed] عُشْب. ” (Ham p. 490.) مُقْتَصِبَهٌ: see قَاصِبٌ.
قصب
: (القَصَبُ، محرّكةً: كلُّ نباتٍ ذِي أَنابِيبَ، الواحدةُ قَصَبَةٌ) ، أَي بالهاءِ، وَهَذَا مِمّا خالفَ فِيهِ قاعِدتَهُ.
(و) كلّ نَبَاتٍ كَانَ ساقُه أَنَابِيبَ وكُعُوباً، فَهُوَ قَصَبٌ.
والقَصَبُ: الأَبَاءُ، الواحدةُ (قَصْبَاةٌ) ، بِالْفَتْح، مَقْصُورا بأَلفِ الإِلحاقِ، وآخِرُهُ هاءُ تأْنيثٍ (و) قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ (والقَصْباءُ) ، ونحوُها: اسمٌ واحدٌ، يَقع على جميعٍ، وَفِيه علامةُ التَّأْنيث، وواحدُهُ على بِنائِهِ ولَفْظِهِ، وَفِيه عَلامَة التّأْنيث الَّتي فِيهِ، وذالك قولُك للْجَمِيع حلْفَاءُ، والواحدة حَلفاءُ، وسيأْتي تَحْقِيق ذالك فِي حلف، (جَماعتُهَا) ، أَي: القَصبِ النّابتِ الْكثير فِي مَقْصَبةٍ. (و) عَن ابْنِ سِيدهْ: القَصْبَاءُ: (مَنْبِتُهَا، وَقد أَقْصبَ المكانُ) .
(وأَرْضٌ) قَصِبَةٌ كفَرِحَةٍ (ومَقْصَبَةٌ) بِالْفَتْح، أَيْ: ذاتُ قَصبٍ.
وقَصَّبَ الزَّرْعُ، تَقْصِيباً، واقْتَصَبَ صَار لَهُ قَصَبٌ، وذالك بعدَ التَّفريخ.
(و) القَصْبُ: القَطْعُ، يُقَال: (قَصَبَهُ) ، أَي الشَّيْءَ، (يَقْصِبُهُ) ، من بَاب ضَرَبَ، قَصْباً، إِذا (قَطَعَهُ، كاقْتَصَبَه) .
(و) قَصَبَ الجَزَّارُ (الشَّاةَ) يَقْصِبُهَا قَصْباً: (فَصَلَ قَصَبَها) ، وقَطَّعَها عُضْواً عُضْواً.
(و) قَصَبَ (البَعِيرُ) الماءَ، يَقصِبه، (قَصْباً) : مَصَّهُ.
(و) قد قَصَب يَقْصِب (قُصُوباً: امْتَنَع مِنْ شُرْبِ الماءِ) قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، (فرَفَعَ رَأْسَهُ عَنهُ) ، وَقيل: القُصُوبُ: الرِّيُّ من وُرُودِ الماءِ وغيرِهِ و (بَعِيرٌ) قَصِيبٌ: يَقْصِبُ المَاءَ، (و) كذالك (ناقَةٌ قَصِيبٌ) ، أَي: يَمُصُّهُ (وقاصِبٌ) : مُمْتَنِعٌ من شُرْبِ الماءِ رافِعٌ رأْسَهُ. وبَعِيرٌ قاصِبٌ، وناقةٌ قاصِبٌ أَيضاً، عَن ابْنِ السِّكِّيت. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عاصِم:
سَتحْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكُمْ
كَمَا حَزّ فِي أَنْفِ القَصِيبِ جَرِيرُها
وَوجدت فِي حَاشِيَة كتاب البَلاذُرِيِّ: ويُقَال: ناقَةٌ مُقْتَصَبَةٌ.
(و) قَصَبَ (فُلاناً) ، أَو دَابَّةً، أَو بَعِيراً، يَقْصِبُهِ، قَصْباً: (مَنَعَه من الشُّرْبِ) وقَطَعَهُ عليهِ (قَبْلَ أَنْ يَرْوَى) . وَعَن الأَصْمَعِيِّ: قَصَبَ البَعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشرَبَ، والقومُ مُقْصِبُون: إِذَا لم تَشْرَبْ إِبلُهُمْ. ودخَلَ رُؤْبَةُ على سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيَ، وَهُوَ والِي البَصْرَةِ، فقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ من النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: أُطِيلُ الظِّمْءَ، ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ.
(و) قَصَبَه، يَقْصِبُهُ، قَصْباً: (عابَهُ، وشتَمَهُ) ، ووَقَعَ فِيهِ.
وأَقْصَبَه عِرْضَهُ: أَلْحَمَهُ إِيَّاه، وقالَ الكُميت:
وكُنْتُ لَهُمْ من هاؤُلاكَ وهاؤُلاَ
مِجَنّاً على أَنِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ
ورَجُلٌ قَصَّابَةٌ لِلنَّاسِ: إِذا كانَ يَقَعُ فيهم، وسيأْتي. وَفِي حَدِيث عبد المَلِكِ قَالَ لِعُرْوَةِ بْنِ الزُّبَيْرِ: (هَلْ سَمِعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نِساءَنَا؟ قَالَ: لَا) ، (كقَصَّبَه) تَقصيباً.
(والقَصَبُ، محرَّكَةً أَيضاً: عِظامُ الأَصابِعِ) من اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ. وامْرَأَةٌ تامَّةٌ القَصَبِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: هِيَ مَا بَين كُلِّ مَفْصِلَيْنِ من الأَصَابِع، وَفِي صفته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَبْطُ القَصَبِ) . وَفِي المِصْبَاح: القَصَبُ: عِظامُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ ونَحْوِهِما. وقَصَبَةُ الإِصبَعِ: أُنْمُلَتُها. وَفِي الأَساس: فِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثلاثُ قَصَباتٍ، وَفِي الإِبْهامِ قَصَبتانِ، انْتهى. (و) فِي التّهذيب: عَن الأَصْمعيّ: (شُعَبُ الحلْقِ) .
(و) القَصَبُ: عُرُوقُ الرِّئَةِ، وَهِي (مخارِجُ الأَنْفَاسِ) ومَجَارِيها، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) القَصبُ: (مَا كَانَ مُسْتَطِيلاً) أجْوَفَ (من الجوْهِرِ) ، وَفِي بَعضِ الأُمَّهاتِ: من الجَواهِرِ، قَالَه ابنُ الأَثيرِ وَقيل: القصبُ: أَنابِيبُ من جَوْهَرٍ.
(و) القَصبُ: (ثِيابٌ ناعِمَةٌ) رِقاقٌ، تُتَّخَذُ (من كَتَّانٍ، الوَاحِدَةُ قَصَبِيٌّ) ، مِثْلُ عَرَبيَ وعَرَبٍ. وَفِي الأَسَاسِ، فِي المجازِ: وَمَعَ فلانٍ قَصَبُ صنْعاءَ، وقَصبُ مِصْرَ، أَيْ: قَصبُ العقِيقِ، وقَصبُ الكتَّانِ.
(و) القَصَب: (الدُّرُّ الرَّطْبُ) ، والزَّبَرْجدُ الرَّطْبُ (المُرَصَّعُ بالياقُوتِ) ، قَالَه أَبُو العبَّاسِ عَن ابْنِ الأَعْرابيِّ حِينَ سُئِلَ عَن تفْسِيرِ الحديثِ الْآتِي، (ومِنْهُ) الحَدِيث: (أَنَّ جِبْرِيلَ قالَ لِلنَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ) ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ) . هاكذا فِي أُصُولنا، وَفِي نسخةِ الطّبْلاوِيّ وغيرِه، وَهُوَ الصَّواب، ويُوجَدُ فِي بعض النّسخ: وَمِنْه: (بُشِّرَتْ) ، بتاء التَّأْنيث الساكنة، كأَنّهُ حكايةٌ لِلَّفْظ الْوَارِد فِي الحَدِيث. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: القَصَبُ هُنا: لُؤْلُؤٌ مُجَوَّفٌ واسعٌ، كالقَصْرِ المُنِيف؛ وَمثله فِي التَّوشِيح، وَعَن ابْنِ الأَعرابيّ: البيْتُ، هُنا، بِمَعْنى: القَصْر والدّارِ، كقولكِ: بَيْتُ المَلِكِ، أَي: قصرُهُ، وسيأْتي. قَالَ شيخُنا: وأَخرجَ الطَّبرانِيُّ عَن فاطمةَ، رضيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: فِي بَيْتٍ من قَصَبٍ. قلتُ: أَمِنْ هَذَا القَصَبِ؟ قَالَ: لَا، من القَصَبِ المنظومِ بالدُّرِّ والياقُوتِ واللُّؤْلُؤِ) . ثمّ قَالَ: قلتُ: وَقد قَالَ بعضُ حُذّاقِ المُحَدِّثينَ: إِنَّهُ إِشارةٌ إِلى أَنّها حازَتْ قَصَبَ السَّبْقِ، لاِءَنَّهَا أَوَّلُ مَنْ أَسلَمَ مُطْلَقاً، أَو من النِّساءِ، انْتهى.
(و) من المَجَاز: خَرَجَ الماءُ من القَصَبِ، وَهِي (مَجارِي الماءِ من العُيُونِ) ، ومَنَابِعها. وَفِي التَّهْذِيب عَن الأَصْمَعِيّ: القَصَبُ: مَجارِي ماءِ البِئْرِ من العُيُونِ، واحِدَتُهَا قَصَبَةٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
أَقامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً
على قَصَبِ وفُرَاتٍ نَهِرْ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَصَبُ البَطْحاءِ: مياهٌ تَجرِي إِلى عُيُونِ الرَّكَايا، يَقُول: أَقامتْ بَين قَصَبٍ، أَيْ: رَكَايا، وماءٍ عَذْبٍ. وكُلُّ ماءٍ عَذْبٍ: فُراتٌ؛ وكُلُّ كثيرٍ جَرَى فقَدْ نَهَرَ واسْتَنْهَرَ.
(والقُصْبُ، بالضَّمِّ: الظَّهْرُ) هاكذا فِي نسختنا، وَقد تصفَّحْتُ أُمَّهاتِ اللُّغَة، فَلم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ، وإِنّمَا فِي لِسَان الْعَرَب قَالَ: وأَما قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ:
والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ
فيُرِيدُ بِهِ الخَصْرَ، وَهُوَ على الاستِعارة، وَالْجمع أَقْصابٌ. قلتُ: فلَعَلَّهُ (الخَصْرُ) بدل: (الظَّهْرِ) ، وَلم يتعرَّضْ شيخُنا لَهُ، وَلم يَحُمْ حِماهُ، فليُحَقَّقْ.
(و) القُصْبُ أَيضاً: المِعَى، بِالْكَسْرِ، (ج: أَقْصَابٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ عَمْرَو بْنَ لُحَيَ أَوَّلُ من بَدَّلَ دِينَ إِسماعيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، قَالَ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فرَأَيْتُهُ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) وَقيل: القُصْب: اسْمٌ لِلأَمْعاءِ كُلِّهَا، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ أَسفلَ الْبَطن من الأَمعاءِ، وَمِنْه الحَدِيث: (الَّذِي يَتخطَّى رِقَابَ النَّاسِ يومَ الجُمُعةِ كالجارِّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) . وَقَالَ الرّاعي:
تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ
مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ
(والقَصّابُ) ، كشَدّادٍ: (الزَّمّارُ، والنَّافِخُ فِي القَصَبِ) ، قالَ:
وقاصِبُونَ لنا فِيهَا وسُمّارُ
وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الحِمَارَ:
فِي جَوْفِهِ وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّابْ
يَعْنِي عَيْراً يَنْهَقُ.
(و) القَصَّابُ: (الجَزّارُ، كالقاصِب فيهِمَا) ، والمسموعُ فِي الأَولِ كثيرٌ، وحِرْفَهُ الأَخِيرِ القِصَابَةُ، كَذَا فِي الْمِصْبَاح. وكلامُ الجَوْهَرِيّ يَقتضِي أَنّ هاذا التَّصريفَ فِي الزَّمْرِ أَيضاً، قَالَه شيخُنا؛ فإِمَّا أَنْ يكونَ من القَطْعِ، وإِمّا أَنْ يكونَ من أَنَّهُ يأْخُذُ الشَّاةَ بقَصَبَتِها، أَي: بسَاقِها. وَقيل: سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً، لِتَنْقِيَتِهِ أَقْصَابَ البَطْنِ. وَفِي حديثِ عليّ، كرَّمَ اللَّهُ وَجهَهُ: (لَئنْ وَلِيتُ بنِي أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصّابِ التِّرَابَ الوذِمَة) ، يُرِيدُ اللحُومَ الّتي تَتَرَّبُ بسُقُوطِها فِي التُّرَاب؛ وَقيل: أَرادَ بالقَصَّابِ السَّبُعَ. والتِّرابُ: أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاةِ، وَقد تقدم فِي ترب.
وَعَن ابْنِ شُمَيْلٍ: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فقَصَّبَه. والتَّقْصِيبُ: أَنْ يَشُدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِهِ، وَمِنْه سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) من المَجَاز: (القَصْبَة) ، بِفَتْح فسُكُون، كَذَا هُوَ مضبوطاً فِي نسختنا: (البِئرُ الحَدِيثَةُ الحَفْرِ) ، وَيُقَال: بِئْرٌ مستقيمةُ القَصبةِ.
(و) القَصبَة: (القَصْرُ، أَوْ جَوْفه) . يُقَال: كنت فِي قَصبَةِ البلدِ، والقَصر، والحِصْن، أَي: فِي جَوْفه.
(و) القَصبَةُ من البَلَدِ: (المَدِينة، أَوْ) لَا تُسَكَّنُ، قَصَبُ الأَمصار: (مُعْظَمُ المُدُنِ) ، وقَصبةُ السَّوَادِ: مَدِينَتُها. والقَصبَةُ: جَوْفُ الحِصْنِ، يُبْنَى فِيهِ بناءٌ، هُوَ أَوْسَطُه. وقَصبةُ البِلاد: مدينَتُها. (و) القَصبَة: (القَرْيَةُ) . وقَصبَةُ القَرْيةِ: وَسَطُهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) القَصبَةُ: (ة بالعِرَاقِ) ، وَهِي واسِطُ القَصَب، لأَنَّها كَانَت قبلَ بنائِهَا قَصَباً، وإِليها نُسِبَ أَبو حنيفةَ محمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ ماهانَ. سكن بغْدَادَ، ويقالُ لَهُ أَيضاً: الواسِطِيّ.
(و) القَصبَةُ: (الخُصْلَةُ المُلْتَوِيَةُ مِنَ الشَّعَرِ، كالقُصَّابَةِ، كَرُمّانَةٍ والقَصِيبَةُ) ، ككَرِيمَةٍ، (والتّقصِيبَةُ والتَّقْصِبَةُ) على تَفْعِلَةٍ. (وقَدْ قَصَّبَهُ تَقْصِيباً) ، ومثلُهُ فِي الْفرق، لاِبْنِ السِّيدِ. قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خازمٍ:
رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَهَا
سُخامٌ كغُربانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ
والقَصَائبُ: الذَّوَائِبُ المُقَصَّبَةُ، تُلْوَى لَيَّاً حتّى تَتَرَجَّلَ، وَلَا تُضْفَرُ ضَفْراً.
وشَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَي مُجَعَّد. وقَصَّبَ شَعْرَه: جَعَّدَه، وَلها قُصّابَتانِ: أَيْ غَدِيرَتَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصْبَةُ: خُصْلَةٌ من الشَّعَر تلتوِي، فإِنْ أَنت قَصَّبْتَها، كَانَت تَقْصِيبَةً، والجمعُ التَّقاصِيبُ. وتقصيبُكَ إِياها: لَيُّكَ الخُصْلَةَ إِلى أَسفلِها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِحُ وَقد صارَت تقاصِيبَ، كأَنَّها بَلابِلُ جاريةٍ. وَعَن أَبِي زيد: القَصائبُ: الشَّعَرُ المُقَصَّبُ، وَاحِدَتُها قَصِيبَةٌ. (و) القَصَبَة (كُلُّ عَظْمِ ذِي مُخَ) ، على التَّشْبيه بالقَصَبة، وَالْجمع قَصَبٌ. والقَصَب: كلُّ عَظمٍ مستديرٍ أَجوَفَ، وكذالك مَا اتُّخِذَ من فِضَّةٍ، وغيْره الواحدةُ قَصَبة.
(والقُصّابَة، مشَدَّدةً) : هِيَ (الأُنْبُوبَةُ، كالقَصِيبَةِ) ، وَجمعه القَصائبُ.
(و) القُصّابَةُ: (المِزْمارُ) ، والجمعُ قُصّابٌ، قَالَ الأَعْشَى:
وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي
نُ والمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها
وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: أَراد الأَعْشى بالقُصّابِ الأَوتارَ الّتي سُوِّيَتْ من الأَمعاءِ، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: هِيَ المزامِيرُ.
(و) القَصّابَة: الرَّجُلُ (الوقّاعُ فِي النّاسِ) ، وَفِي حَدِيث عبد المَلكِ، قَالَ لعُرْوةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، هلْ سمِعْتَ أَخَاكَ يَقْصِبُ نِساءَنا؟ قَالَ: لَا) .
(و) القِصَابُ، (كَكِتَابٍ) ، وَفِي نسخَةٍ ككِتَابَةٍ: (مُسَنَّاةٌ، تُبْنَى فِي اللِّحْفِ) بالكَسْرِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بعض الأُمَّهات: فِي اللهجِ (لَئلاّ يَسْتَجْمِعَ السَّيْلُ) ، ويُوبَلَ (فَيَنْهدِمَ عِرَاقُ الحائِطِ) ، أَي أَصْلُهُ، (بسَبَبِه) .
(و) القِصَابُ: (الدِّبَارُ) ، الواحِدةُ (قَصَبَة) .
(وذُو قِصَابٍ) : اسمُ (فَرسٍ لمالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ) اليرْبُوعِيّ، رَضِي الله عنهُ.
(و) من المجازِ (القاصِبُ: الرَّعْدُ المُصَوِّتُ) ، قالَ الأَصمعيّ، فِي بَاب السَّحابِ الَّذي فِيهِ رَعْدٌ وبَرْقٌ: مِنْهُ المُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والمُدَوِّي، والمُرْتَجِسُ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: شُبِّهَ السَّحَابُ ذُو الرَّعْدِ بالزَّامِر.
(والقَصَبَات) ، مُحَركَة: (د، بالمغرِبِ) نُسِب إِليه جماعةٌ. (و: ة، باليَمامةِ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(والقُصَيْبَة، كجُهيْنةَ: ع، بِأَرْضِ اليَمامَةِ لِتَيْمٍ وعَدِيّ وثَوْرٍ بني عبدِ مَنَاةَ) قَالَت وجِيهةُ بِنتُ أَوْسٍ الضَّبِّيَّة:
فمَالِيَ إِن أَحْببْتُ أَرْضَ عَشِيرتِي
وأَبْغَضْتُ طَرْفَاءَ القُصَيْبةِ مِن ذَنْبِ
كَذَا قرأْتُ فِي ديوَان الحَمَاسة، لأِبِي تَمّامٍ.
(و) قُصَيْبة: (ع) آخَرُ (بيْن يَنْبُعَ وخَيْبَرَ) ، لَهُ ذِكرٌ فِي كُتُب السِّيَرِ، قِيل: هُو لِبَنِي مالكِ بْنِ سعْدٍ، بالقُرْب من أُوَارةَ، كَانَ بِهِ منزِلُ العَجَّاجِ وَولده (و: ع) آخر (بالبَحْرَينِ) .
والقُصَيْبات: موضِعٌ بنواحِي الشَّام.
(وأَقصَب الرَّاعِي: عَافَتْ إِبلُهُ الماءَ) ، عَن ابْن السِّكيت.
وَعَن الأَصمَعِيّ: قَصَبَ البعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشْربَ، والقَوْمُ مُقْصِبُون: إِذا لم تَشْرَبْ إِبِلُهُم.
(والتَّقْصِيبُ: تَجْعِيدُ الشَّعَرِ) يُقال: شَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَيْ مُجَعَّدٌ، وقَصَّبَ شَعَرَهُ: أَي جَعَّدَهُ، وَلها قُصَّابَتانِ: أَي غَدِيرَتَانِ.
(و) التَّقْصِيبُ أَيضاً: (شَدُّ اليَدَيْنِ إِلى العُنُق) وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: يُقَال: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَقصَّبَه: أَي شَدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِه، وَمِنْه سُمِّيَ القَصَّابُ قَصَّاباً. (والمُقَصِّبُ، بِكَسْر الصّادِ المشَدَّدةِ) ، أَي على صِيغَة اسمِ الْفَاعِل: الفَرسُ الجَوادُ السّابقُ. قَالَ شيخُنَا: وهاذا الضَّبْطُ جَرى على خِلافِ اصطلاحِه، والأَوفقُ لَهُ قولُه: والمُقَصِّبُ كمُحَدِّثٍ، أَو هُوَ (الَّذي يُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ) ، أَي: يأْخُذُهَا ويَحُوزُهَا. وَهُوَ فِي معْنَيَيْهِ من الْمجَاز كَذَا فِي الأَساس.
وَيُقَال للمُرَاهِن إِذا سبَقَ: أَحْرَزَ قَصبةَ السَّبْقِ، وَقيل للسّابق: أَحْرَزَ القَصبَ، لاِءَنَّ الغايةَ الَّتِي يَسبق إِليها تُذرعُ بالقَصَب، وتُرْكَزُ تِلْكَ القَصَبةُ عِنْد مُنْتَهَى الغايَةِ، فَمن سَبقَها، حازَها واسْتَحَقَّ الخَطَر، وَيُقَال: حازَ قَصَبَ السَّبْقِ: أَي استولى على الأَمَدِ؛ وَقَالَ شيخُنا: وأَصلُه أَنهم كانُوا ينْصِبُونَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاق قَصَبَةً، فمَنْ سبقَ، اقتَلَعَها وأَخَذَها، ليُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غيرِ نِزَاعٍ، ثمّ كَثُر حَتَّى أُطْلِقَ على المُبَرِّزِ الّذِي يسْبِق الخَيْلَ فِي الحَلْيَة، والمُشمِّرِ المُسْرِعِ الْخَفِيف، وَهُوَ كثير فِي الِاسْتِعْمَال، انْتهى. وَفِي حَدِيث سعِيد بْنِ العاصِ: (أَنَّهُ سَبَقَ بينَ الخَيْل، فجَعَلَها مائَةَ قَصَبَةٍ) أَرادَ أَنه ذَرَعَ الغايةَ بالقَصَبِ، فَجَعلهَا مِائَةَ قَصَبَةٍ.
(و) المُقَصِّبُ، أَيضاً: هُوَ (اللَّبَنُ) قَدْ (كَثُفَتْ عَلَيْهِ الرَّغْوَةُ. و) فِي المَثَل: (رَعَى فأَقْصَبَ) ، مثلُه للجَوْهَرِيّ والمَيْدَانِيّ (يُضْرَبُ للرَّاعِي، لأَنَّه إِذا أَساءَ رَعْيَها، لم تَشْرَبِ) الماءَ، لأَنّها إِنَّما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ؛ زادَ المَيْدانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يَنْصَحُ، وَلَا يُبالغُ فِيمَا تَوَلَّى حتّى يَفْسُدَ الأَمْرُ.
(والقَصُوبُ، من الغَنَمِ: الَّتي تَجُزُّها) ، من بَاب ضَرَبَ. (وتُدْعَى النَّعْجَةُ، فيُقَالُ: قَصَبْ قَصَبْ) ، بالتسْكِين فيهمَا.
وَفِي الأَساس: تَقول: قَصَبُ الحَظِّ. أَنْفَذُ من قَصَبِ الخَطِّ.
وَفِيه فِي المَجَاز: وضَرَبَهُ على قَصَبَةِ أَنْفِه: عَظْمِه.
وفُلانٌ لم يُقْصَبْ: أَي لم يُخْتَنْ.
وَزَاد شيخُنا نَقْلاً عَن بعضِ الدَّواوين: القَصَبُ عُرُوقُ الجَنَاحِ، وعِظامُها.
والحَسَنُ بْنُ عبدِ اللَّهِ القَصَّابُ، وأَبو عبدِ اللَّهِ حَبِيبُ بْنُ أَبي عمْرَة القَصَّابُ، وأَبو نَصْرٍ مذكورُ بْنُ سُلَيْمَانَ المُخَرِّميّ القَصَبانيُّ، بالنُّون، وأَبو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ القَصَّابُ القَصَبِيُّ، مُحَدِّثُونَ.
ومَحَلَّةُ القَصَبِ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ من الغَرْبِيَّة، وَقد دخَلْتُ إِحداهما.
ووَاسِطُ القَصَبِ: مدينةٌ مَشْهُورَة بالعِرَاق، وَقد يأْتي فِي وسط. سُمِّيَت بِهِ، لاِءَنَّها كَانَت قبل بِنائها قَصَباً.

زكت

زكت


زَكَتَ(n. ac. زَكْت)
a. Filled.
b. Related to, told.
[زكت] في صفة عليّ: كان "مزكوتا" أي مملوءًــا علمًا، زكت الإناء ملأته، وزكته الحديث زكتا إذا أوعاه إياه، وقيل: أراد كان مذاء من المذي.
[زكت] قال اللِحْيانيّ: قربة مزكوتة، أي مملوءــة. وزكَّتَ القِربةَ تزكيتاً: ملأها. وأزكتَت المرأةُ بغلامٍ: ولدَتْه. 
(زكت) - في صِفةِ عليّ - رضي الله عنه - "كان مَزْكُوتاً"
قيل: مَملُوءًــا عِلماً. وقيل: كان مَذَّاءً، والأصل من قولهم: زَكَتُّ الإناءَ: مَلأتُه، والمزكُوتُ: الذي زَكَّتَه النّاسُ غَضَباً، والجَرادُ الذي في بطنه بيضٌ مزكُوتٌ، وزكَتَه الحديثَ زَكْتاً: أَوعَاه إيّاه.
زكت
مُهْمَل عنده. الخارزنجي: زَكَتَ السِّقَاء يَزْكُتُه: إذا مَلأَه، وكذلك القِرْبَةُ والإِنَاءُ، وقرْبَةٌ مَزْكُوْتَةٌ. والمَزْكُوْتُ: الذي زَكَتَه الناسُ أي مَلأوه غَضَباً. وكذلك المُتَزَكتُ. ويُقال للجَرَادِ الذي في بَطْنِه بَيْضٌ: مَزْكُوْتٌ. وزَكَته الحَدِيثَ زَكْتاً: إذا أوْعَيْتَه إيّاه. وأصْبَحَ مَزْكُوْتاً من القُرِّ: إِذا اشْتَدَّ عليه.

زكت: زَكَتَ الإِناءَ زَكْتاً وزَكَّتَه: كلاهما مَلأَه. وزَكَتَه

الرَّبْوُ يَزْكُتُه: مَلأَ جَوفَه. الأَحمر: زَكَّتُّ السِّقاءَ والقِربةَ

تَزْكِيتاً: مَلأْتُه، والسقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكَّتٌ. ابن الأَعرابي:

زَكَّتَ فلانٌ فلاناً عَلَيَّ يُزَكِّتُه أَي أَسْخَطه.

وأَزْكَتَتِ المرأَةُ بغلام: ولدته، وقِربة مَزْكُوتة، ومَوكُوتةٌ،

ومَزكُورةٌ، ومَوكُورة، بمعنى واحد: مملوءــة. وفي النوادر: زَفَتَ فلانٌ في

أُذنِ الأَصَمِّ الحديثَ زَفْتاً، وكَتَّه كَتَّاً، وزَكَتَه، بمعنى. وفي

صفة عليّ، عليه السلام: أَنه كان مَزْكُوتاً أَي مملوءــاً علماً؛ هو من

زَكَتُّ الإِناءَ إِذا ملأْته. وزَكَتَه الحديثَ زَكْتاً إِذا أَوعاه إِياه.

وقيل: أَراد كان مَذّاءً من المَذْيِ.

دحس

د ح س

ما بي داحس وهو تشعث الإصبع وسقوط الظفر. قال مزرد:

تشاخت إبهاماك إن كنت كاذباً ... ولا برئا من داحس وكناع

وتشنج. وخرج الحجاج في بعض الليالي فسمع صوتاً هائلاً. فقال: إن كان هذا صاحب عائرٍ أو قادح أو داحس، فلا تحدث شيأ وإلا فأخرج لسانه من قفاه أي صاحب رمد أو وجع ضرس.
(دحس)
السنبل دحسا امْتَلَأت أكمته من الْحبّ وَيُقَال دحس الزَّرْع وَالْبَيْت امْتَلَأَ بأَهْله وَبِيَدِهِ فِي الذَّبِيحَة أدخلها بَين جلدهَا ولحمها ليسلخها وبرجله فحص وبالشر دسه وستره بِحَيْثُ لَا يعلم وَبَين الْقَوْم أفسد وَيُقَال دحس عَلَيْهِم وَفِي الْأَمر طلب خَفِي علمه والصفوف دس نَفسه فِي فرجهَا والإناء وَنَحْوه ملأَهُ وَمَا فِي الْإِنَاء حساه وَالشَّيْء فِي الشَّيْء أدخلهُ فِيهِ والْحَدِيث عَنهُ غيبه

دحس


دَحَسَ(n. ac. دَحْس)
a. Sowed enmity, discord (between).

دَاْحِسa. Hang-nail.

دَحَّاْس
دُحَّاْسa. Insect used for bait.

دَاْحُوْسa. see 21
دُوْحَاس
a. see 21
دحس: دحَس: ذكرت في معجم فوك، ومعها دَحّس واندحس في مادة Pugnus.
دُحْس وتجمع على دُحاسات ودَحَاسي: جمع الكف (فوك).
دُحاس: شتن، شتونة، جسأة، يبوسة في الجلد تتولد عند الاحتكاك وبخاصة في اصابع القدمين، ثغن، عسو، وشرت، تشقق الجلد من البرد وورمه وتقشره (بوشر).
دحبس. في (المعجم اللاتيني العربي): opacus سفيق دحيس.
دوحاس: عامية داحس وهو ورم في الأغلة بالقرب من الظفر (محيط المحيط).
دحس
الدَّحْسُ: التَّدْسِيْسِ وتَعَرُّفُ الشَّيْءِ في خَفَاءٍ، دَحَسُوا عنك الحَدِيْثَ: كَتَمُوْه. ودَحّاسَةُ: دُوْدَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ صَفْرَاءُ تُشَدُّ في الفِخَاخِ. والدَّحْسُ: الزَّرْعُ إِذا امْتَلأَ حَبّاً، دَحَسَ دَحْساً وأدْحَسَ إِدْحاساً. والمَدْحُوْسُ: الــمَملُوْءُ. والدَّحْسُ: إِدْخَالُ الشَّيْءِ في الوِعاءِ، دَحَسَ الوِعَاءَ: حَشَاه. ودَحِسَتْ إِصْبَعُه: من الدّاحِسِ. والدَّحْسُ: الكَشْطُ. والدّاحِسُ: وَجَعٌ يَأْخُذُ في الاصْبَعِ فَيَسْقُطُ منه الظُّفُرُ.
دحس
دُحِسَ يُدْحَس، دَحْسًا، والمفعول مَدْحوس
• دُحِستِ الإصبعُ: أصابها الدَّاحِسُ، وهو نوع من الورم في الأنمُلة. 

داحِس [مفرد]: ج دواحِسُ:
1 - (طب) بثرة تظهر بين الظُّفر واللَّحم تتقرَّح فينقلع منها الظُّفر.
2 - نوع من الوَرَم في الأنمُلة. 

دَحْس [مفرد]: مصدر دُحِسَ. 
[دحس] في ح: سلخ الشاة "فدحس" بيده حتى توارت إلى الإبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأ، أي دسها بين الجلد واللحم كفعل السلاخ. وفيه: جاء النبي صلى الله لعيه وسلم وهو في بيت "مدحوس" من الناس، أي مملو فقام بالباب، وكل شيء ملأته فقد دحسته، والدحس والدس متقاربان. ومنه ح: أنه دخل على داره وهي "دحاس" أي ذات دحاس، وهو الامتلاء والزحام. ومنه ح: أنه دخل على داره وهي "دحاس" أي ذات دحاس، وهو الامتلاء والزحام. ومنه ح: حق على الناس أن "يدحسوا" الصفوف حتى لا يكون بينهم فرج، أي يزدحموا فيها ويدسوا أنفسهم بين فرجها، ويروى بالخاء بمعناه، وفي شعر:
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما
يروى بحاء وبخاء أي إن فعلوا الشر من حيث لا تعلم.
[دحس] دَحَسْتُ بينَ القوم، أي أفسدت. ومنه قول العجاج يصف الخلفاء:

ويعتلون من مأى في الدحس * والدحس أيضا: إدخال اليد بين جِلْدِ الشاة وصِفاقها لسَلْخها. والدَحَّاسُ: دُوَيْبَّةٌ تغيب في التراب. والجمع الدحاحيس. وداحس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير ابن جذيمة العبسى. ومنه حرب داحس: وذلك أن قيسا وحذيفة بن بدر الذبيانى ثم الفزارى تراهنا على خطر عشرين بعيرا، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة، والمجرى من ذات الاصاد، فأجرى قيس داحسا والغبراء، وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء، فوضعت بنو فزارة كمينا على الطريق، فردوا الغبراء ولطموها وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة.
(د ح س)

دَحَس بَين الْقَوْم دَحْسا، أفسد.

ودحَسَ مَا فِي الْإِنَاء دَحْسا، حَساه.

والدَّحْسُ: التجسيس لِلْأَمْرِ تطلبه أخْفى مَا تقدر.

والدَحّاسَةُ: دودة تندس تَحت التُّرَاب صفراء صَافِيَة لَهَا رَأس مشعب دقيقة، يشدها الصّبيان فِي الفخاخ لصيد العصافير.

والدَحْسُ: أَن تدخل يدك بَين جلدَة الشَّاة وصفاقها فتسلخها.

ودَحَس الثَّوْب فِي الْوِعَاء يَدْحَسُهُ دَحْسا، أدخلهُ. قَالَ:

يَؤرُّها بمُسمغدّ الجَنْبَين

كَمَا دحَسْتَ الثوبَ فِي الوِعاءين

والدحْسُ: امتلاء أكمة السنبل من الْحبّ، وَقد أدْحَسَ. وَبَيت دِحاسٌ ممتلئ. والداحِسُ: من الورم، وَلم يحددوه. وَأنْشد أَبُو عَليّ وَبَعض أهل اللُّغَة:

تَشاخَصَ إبهاماكَ إِن كنتَ كَاذِبًا ... وَلَا برِئا من داحِسٍ وكُنَاعِ

وداحِسٌ: مَوضِع.

وداحِسٌ: اسْم فرس.

وداحِسٌ: قَبيلَة أَو حَيّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وَقد أكثرَ الواشونَ بيني وَبَينهَا ... كَمَا لم يَغِبْ عَن غَيِّ ذبيانَ داحِسَ وعلق " أَكثر " ببين، لِأَنَّهُ فِي معنى: سعى.

دحس: دَحَسَ بين القوم دَحْساً: أَفسد بينهم، وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ.

قال الأَزهري: وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده

للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم:

وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً،

وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ

قال ابن الأَثير: يروى بالحاء والخاء، يريد: إِن فعلوا الشر من حيث لا

تعلمه. ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً: حَساه. والدَّحْسُ: التَدْسِيسُ

للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه، ولذلك سميت دُودَةٌ

تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سيده: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء

صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير

لا تؤْذي، وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ، والجمع الدَّحاحِيسُ؛ وأَنشد في

الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ:

ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ

وقال بعض بني سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد.

قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، وهو الشي

الكثير. والدَّحْسُ: أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها.

وفي حديث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى

ولم يتوضأْ؛ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ.

ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال:

يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ،

كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ

والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، وقد أَدْحَسَ.

وبيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ. وفي حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم، وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَي مملوء. وكل شيء

ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان.

وفي حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وهو

الامتلاء والزحام. وفي حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف

حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين

فُرَجِها، ويروى بالخاء، وهو بمعناه. والدَّاحِسُ: من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه؛

وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة:

تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً،

ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ

وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية

بَرْوَرَهْ.

وداحِسٌ: موضع. وداحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ

بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ، وذلك أَنَّ قَيْساً هذا

وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين

بعيراً، وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين ليلة،

والمَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ

(* وفي رواية

أخرى: أَنَّ داحساً لقيس، والغبراء لحمل بن بدر.)، وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ

والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة. كَمِيناً على الطريق فردوا

الغبراء ولَطَمُوها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين

سنة.

دحس
دَحَسْتُ بين القوم: أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ ... بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ
والدَّحس - أيضاً -: إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلَم -: أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له: تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ.
وفي حديث عطاءٍ: حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج. أراد: أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى: " أن يَدْخَسُوا " بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز. وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه.
وداحِس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جَذيمَة العَبْسي. ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيساً وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيراً؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِساً والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كميناً على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة. وقال أبو عبيدة: كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ:
إنَّ الرباط النُّكدَ من آلِ داحِس ... أبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ
جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتل مالِكٍ ... وطَرَّحْنَ قيساً من وراء عُمانِ
وقال لبيد رضي الله عنه:
ولقد سَئَمتُ من الحياةِ وطولِها ... وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لَبيدُ
وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مجرى داحِسٍ ... لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ
وقال الأزهريّ: إنَّما سُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت - قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع - بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيراً، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له: دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهراً فسَمِّيَ داحِساً من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه. ويضرب به المثل فيُقال: أشأمُ من داحِس.
والدَّحّاس والدُّحّاس: دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع: الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير.
والدّاحِس: قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له: الدّاحوس أيضاً، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال: إصبَعٌ مَدْحوسَة.
والدَّحس: المَلءُ من كل شيء، يقال: وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس.
وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس - بالكسر -: أي مملوء كثير الأهل.
وقال ابن عبّاد: الدَّحْسُ: الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال: دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل: إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ.
وقال ابن الأعرابي: دَحَسَ بِرِجْلِه: مثل دَحَصَ. وقال أبو عمرو: الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ: الكثير من كل شيء، وأنشد:
تَرعى حَلِيّاً ونَصيّاً دَيْحَسا
ودَحَسوا عنك الحديث: أي غَيَّبوه.
والدَّحْسُ بالشَّرِّ: دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه:
وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّما ... وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ
وأدْحَسَ السنبُلُ: إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ.
والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق.
دحس
دَحَسَ بَيْنَهُمْ دَحْساً، كمَنَعَ: أَفْسَدَ، وكذلِك مَأَسَ وأَرَّشَ. ودَحَسَ: أَدْخَلَ اليَدَ بينَ جِلْدِ الشّاةِ وصِفَاقِهَا للسَّلْخِ، وَمِنْه الحَدِيث: فدَحَسَ بِيَدِهِ حَتَّى تَوَارَتْ إِلى الإِبطِ ثُمَّ مَضَى وصَلَّى وَلم يَتَوَضَّأْ أَي دَسَّهَا بَين الجِلْدِ واللَّحْمِ، كَمَا يَفعل السَّلاَّخُ.
ودَحَسَ الشَّيْءَ: مَلأَه ودَسَّه. ودَحَسَ السُّنْبُلُ: امْتَلأَتْ أَكِمَّتُه مِنَ الحَبِّ، كأَدْحَسَ، وذلِكَ إِذا غَلُظَ.
ودَحَسَ برِجْلِه: مثل دَحَصَ. ودَحَسَ عَنهُ الحَدِيثَ: غَيَّبَه. ودَحَسَ بالشَّرِّ: دَسَّهُ مِن حَيْثُ لَا يُعْلَمُ.
وَمِنْه قولُ العَلاءِ ابنِ الحَضْرَمِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، أَنشدَه النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ:
(وَإِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّماً ... وإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلاَ تَسَلْ) قَالَ ابنُ الأَثِير: يُرْوَى بالْحَاءِ وبالخَاءِ، يُريد: إِن فَعَلُوا الشَّرَّ مِن حيثُ لَا تَعْلَمُه. قَالَ: والدَّحْسُ: التَّدْسِيسُ للأُمُورِ لِتَسْتَبْطِنَها وتَطْلُبَها أَخْفَى مَا تَقْدِر عَلَيْهِ. والدَّحْسُ، كالمَنْعِ: الزَّرْعُ إِذَا امْتَلأَ حَباً، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ. وداحِسٌ والغَبْرَاءُ: فَرسَانِ مَشْهُوران. قالُه الجَوْهَرِيّ. داحِسٌ: فَرَسٌ لقَيْسِ بن زُهَيْر بن جَذِيمةَ العَبْسيّ. وَمِنْه: وَقَع بَيْنَهُم حَرْبُ دَاحِسٍ، وذلِكَ أَنَّه تَرَاهَنَ قَيْسٌ وحُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ الذُّبيانِيُّ ثمّ الفَزارِيُّ على خَطَرٍ: عِشْرينَ بَعِيراً، وجَعَلاَ الغَايَةَ مائةَ غَلْوَةٍ، والْمِضْمَارَ) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. والمَجْرَى مِن ذاتِ الإِصادِ، مَوْضعٍ فِي بلادِ بَنِي فَزَارَةَ. فأَجْرَى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ. وهما فَرسانِ لَهُ، وَقد أُغْفِلَ المصنِّف عَنهُ فِي غ ب ر واسْتُدْرِك عَلَيْهِ هُنَالك. وأَجْرَى حُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفَاءَ، وهما فَرسانِ لَهُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَيُقَال: إِن الحَنفاءَ هيَ الَّتِي أُجْرِيَتْ مَعَ الغَبْرَاءِ ذلِكَ اليومَ، وَفِيه يَقُولُ الشاعِرُ:
(إِذا كانَتِ الغَبْرَاءُ لِلْمَرْءِ عُدَّةً ... أَتَتَهُ الرَّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائدِ)

(فَقَدْ جَرَّتِ الحَنْفَاءُ حَتْفَ حُذَيْفَةٍ ... وكانَ يَرَاهَا عُدَّةً للشَّدائدِ)
فَوَضَعَتْ بَنو فَزَارَةَ رَهْطُ حُذَيْفَةَ كَمِيناً فِي الطَّرِيقِ، وَفِي الصّحاحِ: على الطّرِيقِ، فَرَدُّوا الغَبْراءَ ولَطَمُوها، وَكَانَت سابِقَةً، فهاجَتِ الحَرْبُ بينَ عَبْسٍ وذُبْيَانَ أَربَعِينَ سنة. وَهُوَ نَظِيرُ حربِ البَسُوسِ، فإِنها أَيضاً كانَتْ أَرْبَعِينَ سَنةً، وَقد تقدَّم بَيانُهَا فِي بس. وقالَ السُّهَيْلِيُّ ويُقَال: دامَتْ حَرْبُ داحسٍ ثَمانِ عَشْرَةَ سَنةً، لم تَحْمِلْ فِيهَا أُنْثَى، لأَنَّهُم كانُوا لَا يَقْرَبُون النِّسَاء مَا دَامُوا مُحَارِبِينَ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَره المصنِّف هُنَا بعَيْنِه هُوَ عِبَارَةُ الجُوْهَرِيِّ. وكَوْنُ داحِسٍ والغَبْرَاءِ فَرَسَيْ قَيْسٍ، هُوَ الصَّحِيحُ، وصَرَّح بِهِ أَيضاً أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ فِي شرحِ أَمالِي القالِي، ونَقَل السُّهَيْلِيُّ عَن الأَصْبَهَانِيِّ أَنَّ حَربَ داحِسٍ كانَت بعدَ يَوْمِ جَبَلَةَ بأَرْبَعِينَ سَنةً، وآخِرها بِقُلَهَ، من أَرْضِ قَيْسٍ. وهُناكَ اصْطَلَحَتْ حَيْسٌ ومَنُولَةُ، وَهِي أُمُّ بَني فَزَارَةَ.
وَقد تَقدَّم للمصنِّف فِي غ ب ر أنَّ الغَبْراءَ فَرَسُ حَمَلِ بن بَدْرٍ، وصوَّب شيخُنا أَنَّهَا لأَخِيه حُذِيفَةِ ابنِ بَدْرٍ، وجَعَلَ كلاَمَ المصنِّف لَا يَخْلُو عَن تَخْلِيطٍ، وَقد قلتُ: إِنَّ الَّذِي أَوْرَدَه المصنِّف هُوَ نَصُّ الجَوْهَرِيّ، وَلَا تَخْليطَ فِيهِ أَصْلاً، وَمَا صَوَّبه شيخُنَا من أَنَّ الغَبْراءَ لُحُذَيْفَةَ فِيهِ نَظَرٌ، فإِنَّ الذِي عُرِفَ من كلامِهم أنَّ الغَبْراءِ اسمٌ لثلاثةِ أَفْراسٍ، لَحَملِ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، ولقُدَامةَ بنِ نَصّارٍ الكَلْبِيِّ، ولقَيْسِ ابنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيِّ، وَهَذِه الأَخِيرَةُ هِيَ خالَةُ داحِسٍ، وأُخْتُه لأَبِيهِ، كَمَا صَرَّح بِهِ ابنُ الكَلْبِيّ فِي الأَنْسَابِ. والحَنْفَاءُ والخَطَّارُ كِلاهُمَا لحُذَيْفَةَ، والأُولَى أُخْتُ داحِسٍ لأَبِيه من وَلَدِ ذِي العُقَّالِ. ومِن وَلدِ الغَبْراءِ هَذِه الصَّفا: فَرَسُ مُجَاشِعِ بنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ، الَّذِي اشْتَراهُ مِنْهُ سيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فِي خِلافته بعَشْرَةِ آلافِ دِرْهمٍ، ثمّ أَعطاه لَهُ لمَّا أَرْسَلَه إِلى بلادِ فارِسَ. نَقله ابنُ الكَلْبِيِّ. وسُمِّيَ داحِساً لأَنَّ أُمَّهُ جَلْوَى الكُبْرَى كانَتْ لبنِي تَميمٍ، ثمّ لرَجُلٍ من بَنِي يَرْبُوعٍ، اسمُه قِرْوَاشُ بنُ عُوْفٍ مَرَّتْ بِذي العُقَّال ابنِ أَعْوَجَ. فِي الأَنْسَاب: ابنِ الهُجَيْسِيّ بن زادِ الرَّكْب. وَكَانَ ذُو العُقَّالِ فَرَساً عَتِيقاً لِحَوْطِ بنِ أَبِي)
جابِرٍ، مَعَ جارِيَتَيْنِ من الحَيِّ خَرَجَتَا لِتَسْقِياهِ فلّما رأَى جَلْوَى ودَىَ، فضَحِكَ شَبَابٌ مِن الحَيِّ كانُوا هُنَاك، فاسْتَحْيَتَا، فأَرْسَلَتَاه. ونَصُّ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ: فاسْتَحيَا ونَكِّسَا رؤوُسَهما، فأَفْلَتَ ذُو العقَّالِ فَنَزَى عَلَيْهما، فوافَقَ قَبُولَهَا، فعرَفَ حَوْطٌ صاحِبُ ذِي العُقَّالِ ذلِكَ حِين رأى عين فرسة وَهُوَ رجل من بني ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوع، وَكَانَ شِرِّيراً، فأَقْبَلَ مُغْضَباً فطَلَبَ مِنْهُم ماءَ فَحْلِه، فلمّا عَظُمَ الخَطْبُ بينَهُم قَالُوا لَهُ: دُونَكَ ماءَ فَرَسِك، فسَطاَ عَلَيْهَا حَوْطٌ وجَعَلَ يَدَه فِي ماءٍ وتُرَابٍ، فأَدْخَلَ يدَه فِي رَحِمِها ثمَّ دَحَسَها حتَّى ظَنَّ أَنَّه قد أخْرَجَ الماءَ، واشْتَمَلتِ الرَّحِمُ على مَا فِيهَا من بقيَّة الماءِ فنَتَجَها قِرْوَاشٌ مُهْراً، فسُمِّيّ داحِساً، وخَرَجَ وكَأَنَّه ذُو العُقَّالِ أَبُوهُ. وَله حَدِيثٌ طويلٌ فِي حَرْبِ غَطَفَانَ وضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فَقيل: أَشْأَمُ من دَاحِسٍ. وذلِكَ لِمَا جَرَى بسَبَبِه من الخُطُوبِ. فَلَا يُقَال: إِنَّ الصوابَ أَشْأَمُ من الغَبْرَاءِ كَمَا نَقَلَه شيخُنَا عَن بَعْضِ أَهْلِ النَّظَرِ، زَعَمُوا. وقالُوا: هُوَ المُطَابِقُ للواقِعِ لأَنَّ الحَرْبَ إِنّمَا هَاجَتْ بسَبَبِ الغَبْرَاءِ، فإِنَّ المُرَادَ فِي شُؤْمِه هُنَا هُوَ مَا أشارَ لَهُ المصنِّف فِي قِصَّة نِتاجِهِ، دُونَ المُرَاهَنَةِ الَّتِي سَبَقتْ مِن قَيْسٍ وحُذَيْفَةَ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، فتأَمَّلْ. قَالَ السُّهَيْلِيّ: وأَظْهَرُ مِنْهُ أَن يكونَ مِثْلَ: لابِنٍ وتامِرٍ، وأَنْ يكونَ فاعِلاً بِمَعْنى مَفْعُولٍ. وإِنَّمَا قَيَّدَ المصنِّفُ جَلْوَى بالكُبْرَى احْتِرَازاً من الصُّغْرَى، فإِنّهَا بِنْتُ ذِي العُقَّال مِن الْكُبْرَى، فإِنَّها سُمِّيتْ باسمِ أُمِّهَا، فَهِيَ أُختُ داحِسٍ من أَبِيه وأُمِّه، وَهِي أَيضاً لبني ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوعٍ. والدحّاسُ، كرُمَّانٍ وشَدَّادٍ: دُوَيْبَّةٌ صَفْراءُ سُمِّيَتْ لاستِيطانِهَا فِي الأَرْضِ، وَهِي فِي الصّحاح هَكَذَا، والجَمْعُ: الدَّحَاحِيسُ والأُولَى نَقَلَها الصاغانِيّ. وَفِي المُحْكَم: الدَّحّاسَةُ: دُودَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ صَفْرَاءُ صافِيةٌ، لَهَا رأْسٌ مُشَعّبٌ دَقِيقَةٌ تَشُدُّها الصِّبْيَانُ فِي الفِخاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ، لَا تُؤْذِي. والدَّاحِسُ والدَّاحُوسُ: قَرْحَةٌ تَخْرُج باليَدِ، وَبِه أَجابَ الأَزْهَرِيُّ حينَ سُئِل عَنهُ، أَو بَثْرَةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الظُّفْرِ واللَّحْمِ فيَنْقَلِعُ مِنْهَا الظُّفُرُ، كَمَا حدَّدَهُ الأَطِبّاءُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الداحِسُ: تَشَعُّثُ الإِصْبَعِ، وسُقُوطُ الظُّفُرِ. وأَنشَدَ أَبو عليٍّ:
(تَشَاخَسَ إِبْهَامَاكَ إِنْ كُنْتَ كاذِباً ... ولاَ بَرِئاَ مِنْ دَاحِسٍ وكُنَاعِ)
والإِصْبَعُ مَدْحُوسَةٌ، من ذَلِك. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنَّه دَخَلَ عليهِ دارَهُ وهِيَ دِحَاسٌ أَي ذاتُ دِحَاسٍ وبَيْتٌ مَدْحُوسٌ ودِحَاسٌ، بالكَسْرِ: مَمْلُوءٌ كثيرُ الأَهْلِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والدِّحَاسُ: الامتلاءُ والزِّحَامْ. والدَّيْحَسُ، كصَيْقَلٍ: الكثيرُ من كلِّ شَيْءٍ، كالدَّيْخَسِ والدَّيْكَسِ. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْه: دَحَسَ مَا فِي الإِنَاءِ دَحْساً: حَسَاهُ. ووِعاءٌ مَدْحُوسٌ ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ، بِمَعْنى وَاحدٍ. نقَلَه)
الأَزْهَرِيُّ عَن بعضِ بني سُلَيْمٍ. ودَحَسَ الثَّوْبَ فِي الوَعَاءِ يَدْحَسُه دَحْساً: أَدْخَله. وبَيْتٌ مَدْحُوسٌ من النّاسِ: أَي مملوءٌ ودَحَسَ الصُّفُوفَ: زَاحَمَها بالمَنَاكِبِ. ودَاحِسٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(أَقُولُ لِعَجْلَى بَيْنَ يَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّى فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمالِسُ)
والدَّحْسُ: الكَشْطُ. (

شحن

شحن: {المشحون}: الــمملوء.
ش ح ن

شحن السفينة: ملأها وأتمّ جهازها كلّه " في الفلك المشحون " وبينهما شحناه: عداوة، وهو مشاحن لأخيه. ويقال: للشيء الشديد الحموضة: إنه ليشحن الذباب أي يطرده.
(شحن)
السَّفِينَة وَغَيرهَا شحنا حملهَا وملأها والإناء وَنَحْوه ملأَهُ وَيُقَال شحن الْبَلَد بِالْخَيْلِ ملأَهُ بهَا وَفُلَانًا طرده وأبعده

(شحن) عَلَيْهِ شحنا حقد
شحن
قال تعالى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
[الشعراء/ 119] ، أي: الــمملوء، والشَّحْنَاءُ:
عداوة امتلأت منها النّفس. يقال: عدوّ مُشَاحِنٍ، وأَشْحَنَ للبكاء: امتلأت نفسه لتهيّئه له.
ش ح ن: (شَحَنَ) السَّفِينَةَ مَلَأَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: 119] . وَ (الشَّحْنَاءُ) الْعَدَاوَةُ وَكَذَا (الشِّحْنَةُ) بِالْكَسْرِ. وَعَدُوٌّ (مُشَاحِنٌ) . 
شحن
الشَّحْنُ: المَلْءُ، شَحَنْتُ السَّفِيْنَةَ فهيَ مَشْحُونَةٌ. والشَّاحِنُ: أعْظَمُ السُّفُن. والشَّحْنَاءُ: العَدَاوَةُ، وعَدُوٌّ مُشَاحِنٌ. والشَّيْءُ الحامِضُ يَشْحَنُ الذِّبّانَ شَحْناً: أي يَطْرُدُها. وأشْحَنَ له بالسَّيْفِ: رَفَعَه لِيَضْرِبَ به. وأشْحَنَ الصَّبِيُّ للبُكاء: تَهَيَّأ له. وشاحَنْتُه الشَّيْءَ مُشَاحَنَةً: خَالَطْتُه وفاوَضْتُه.
ش ح ن : شَحَنْتُ الْبَيْتَ وَغَيْرَهُ شَحْنًا مِنْ بَابِ نَفَعَ مَلَأْتُهُ وَشَحَنَهُ شَحْنًا طَرَدَهُ.

وَالشَّحْنَاءُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ وَشَحِنْتُ عَلَيْهِ شَحْنًا مِنْ بَابِ تَعِبَ حَقَدْتُ وَأَظْهَرْتُ الْعَدَاوَةَ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَشَاحَنْتُهُ مُشَاحَنَةً وَتَشَاحَنَ الْقَوْمُ. 

شحن


شَحَنَ(n. ac. شَحْن)
a. Filled; laded, freighted, equipped, fitted out (
ship ); garrisoned (town).
b. Drove away.
c.
( n. ac.
شَحْن), Pursued without catching (game).

شَحِنَ(n. ac. شَحَن)
a. ['Ala], Bore malice against.
b. see supra
(c)
شَاْحَنَa. Hated.

أَشْحَنَa. Sheathed.
b. Was ready to weep.
c. see I (a)
شَحْنa. Cargo; freight.

شِحْنَةa. Garrison; detachment of cavalry.
b. Rations, allowance.
c. see 42
شَاْحِنa. Laded, laden.

شَحْنَآءُa. Hatred, malice, spite, enmity.

N. P.
شَحڤنَa. see 21
N. Ag.
شَاْحَنَa. Rancorous, vindictive, malevolent.

N. Ac.
شَاْحَنَ
(شِحْن)
a. Hostility, malevolence.
[شحن] فيه: يغفر الله لكل عبد ما خلا مشركًا أو "مشاحنًا" أي معاديًا، والشحناء العداوة؛ الأوزاعي: أراد بالمشاحن هنا صاحب بدعة مفارق جماعة، ومن الأول: إلا رجلًا بينه وبين أخيه "شحناء" أي عداوة. ط: لطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر إلا لهما، والشحناء العداوة والغل والحقد، ولعل المراد ما يقع بين المسلمين من النفس الإمارة لا للدين. وفيه: وليذهب "الشحناء" والتباغض، وذلك لأن جميع الخلق يكونون على ملة واحدة، وأعلى أسباب التباغض اختلاف الأديان، وليدعون بفتح واو وهو لام الفعل وفاعله ضمير عيسى. ومنه: إلا رجل كانت بينه وبين أخيه "شحناء" كأنه يشحن قلبه بغضًا له، ورفعه على المعنى وإلا فالظاهر نصبه لأنه من موجب، وانظروا هذين يقطع همزة أي أخروهما. غ: "شحنت" السفينة ملأتها.
[شحن] شَحَنْتُ السفينة: ملأتها. قال الله تعالى: (في الفُلْكِ المَشْحونِ) . وشَحَنْتُ البلدَ بالخيل: ملأته. وبالبلد شِحْنَةٌ من الخيل، أي رابطة. ويقال: مريشحنهم شحنا، أي يطردهم ويشلهم ويكسؤهم. والشحناء: العداوة، وكذلك الشحنة بالكسر. وعدو مشاحن. وأشحن الصبى، أي تهيأ للبكاء، منه قول أبي قِلابة الهُذَلي: إذْ عارَتِ النَبْلُ والتفّ اللُفوفُ وإذْ سَلُّوا السيوفَ وقد هَمَّتْ بإشْحان شدن الغزال يشدن شدونا: قوى وطلع قرناه واستغنى عن أُمَّه. وربَّما قالوا: شَدَنَ المُهْرُ. فإذا أفردوا الشادِنَ فهو ولد الظَبْية. وأَشْدَنَتِ الظبيةُ فهي مُشْدِنٌ، إذا شَدَنَ ولدها. والجمع مَشادِنُ ومشادين، مثل مطافل ومطافيل. والشدنيات من النوق: منسوبة إلى موضع باليمن.
(ش ح ن)

شَحَنَ الرجل السَّفِينَة يشْحَنُها شَحْنا، ملأها. وشحْنُها، مَا فِيهَا كَذَلِك. والشِّحْنَةُ، مَا شَحَنَها، وَقَوله:

تأطَّرْنَ بالميناءِ ثمَّ تركْنَه ... وَقد لحَّ من أحْمالِهن شُحونُ

يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ، وَأَن يكون جمع شِحنَةٍ، نَادرا.

ومركب شاحنٌ، مشحونٌ عَن كرَاع، كَمَا قَالُوا: سر كاتم، أَي مَكْتُوم.

وشَحَنَ الْمَدِينَة وأشْحنَها، ملأها.

وشَحَنَ الْقَوْم يَشْحَنُهم شَحْنا، طردهم.

والشَّحْن، الْعَدو الشَّديد.

وشَحَنَت الْكلاب تَشْحَنُ وتشحُنُ شُحونا، أبعدت الطَّرْد وَلم تصد شَيْئا، قَالَ الطرماح يصف الصَّيْد وَالْكلاب:

يودِّعُ بالأمراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... من المُطْعِماتِ الصَّيدَ غير الشواحن

وأشحَنَ الصَّبِي: تهَيَّأ للبكاء، وَقيل: هُوَ الاستعبار عِنْد اسْتِقْبَال الْبكاء.

والشحْناءُ، الحقد. وَقد شَحِنَ عَلَيْهِ شَحَنا وشاحنَه.

والشَيْحانُ: الطَّوِيل، وَقد يكون فعلانا فَيكون من غير هَذَا الْبَاب وَسَيَأْتِي ذكره.
شحن: شَحَن: جَهز الموضع بالمؤن. وزوده بكل ما يحتاج إليه للدفاع (البلاذري ص133، 163، 165) والمصدر منه ليس هو شَحْن فقط بل شحنة أيضاً (البلاذري ص128، 133، 134، 168).
شحن: بدل أن يقال شحن المركب بالمتاع (البكري ص36) وهو التعبير الصحيح يقال: اكترى مراكب وشحن فيها متاعاً كثيراً (البيان 1: 176) شحَّن (بالتشديد). شحّن ب: ملأ (بوشر).
أشحن. أشحنه بالجراحات: أثخنه جراحاً (بوشر) وأظن أن هذا من خطأ الطباعة والصواب أثخنه الذي يدل على نفس هذا المعنى.
شَحْن (عند البحرية): ما تشحن به السفينة من البضائع وغيرها (محيط المحيط).
شِحْنَة: عدة الحرب وأجهزتها الذي يحتاج إليه الموضع. ففي البلاذري (ص188): ووضع فيها شحنتها من السلاح.
شِحْنَة: مؤونة الطعام، وجمعها شِحَن: ففي رتجرز (ص159) نقلاً من نص عربي: ما كان من شحنة الحبوب ونحوها. (رتجرز ص 127، 159، 160، 176).
شِحْنَة: وسق المركب، حمولة المركب. ففي رياض النفوس (ص89 ق): فانفتح لنا لوح فرجعنا إلى قمودة وفرّغنا بعض الشحنة أو الشحنة كلها ثم أصلحنا المركب.
شِحْنَة: هذه الكلمة تعنى حسب الأزمنة والبلاد: الحاكم أو من يتولى أمر الشرطة في المدينة والرئيس والقيّم والوكيل، وتجمع أحيانا على شِحَن غير أنها تجمع في الغالب على شَحَانِي. (انظر مملوك 142: 195 - 196، دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 172 رقم4). ويقول ابن جبير (ص301): كان الشحنة في المشرق يتولى ما كان يتولاه صاحب الشرطة في الأندلس. ويقول ابن بطوطة (3: 160) إنه كان الحاكم ورئيس الشرطة.

شحن: قال الله تعالى: في الفُلك المَشْحُونِ؛ أَي الــمملوء. الشَّحْنُ:

مَلْؤُكَ السفينة وإِتْمامُك جِهازَها كله. شَحَنَ السفينة يَشْحَنُها

شَحْناً: مَلأَها، وشَحَنَها ما فيها كذلك. والشِّحْنَةُ: ما شَحَنها.

وشَحَنَ البلدَ بالخيل: ملأَه. وبالبلد شِحْنةٌ من الخيل أَي رابطة. قال ابن

بري: وقول العامَّة في الشِّحْنةِ إنه الأَمير غلط. وقال الأَزهري:

شِحْنةُ الكورَة مَنْ فيهم الكفاية لضبطها من أَولياء السلطان؛ وقوله:

تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثم تَرَكْنَه،

وقد لَجَّ من أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ، وأَن يكون جمع شِحْنة نادراً.

ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون؛ عن كراع، كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي

مكتوم. وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً: طردهم. ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي

يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم، وقد شَحَنه إذا طرده. الأَزهري: سمعت

أَعرابياً يقول لآخر: اشْحَنْ عنك فلاناً أَي نَحِّه وأَبْعِدْه.

والشَّحْنُ: العَدْوُ الشديد. وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً:

أَبْعَدتِ الطَّرَد ولم تَصِد شيئاً؛ قال الطرماح يصف الصيد والكلاب:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ

من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ، غيرِ الشَّواحِنِ.

والشاحِنُ من الكلاب: الذي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ ولا يصيد. الأَزهري:

الشِّحْنة ما يُقامُ للدوابّ من العَلَف الذي يكفيها يومها وليلتها هو

شِحْنَتها. والشَّحْناء: الحقد. والشَّحْناء: العداوة، وكذلك الشحِْنه،

بالكسر، وقد شَحِنَ عليه شَحْنَاً وشاحَنَه، وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ. وشاحَنَه

مُشاحنةً: من الشَّحْناء، وآحَنَه مُؤَاحَنة: من الإِحْنةِ، وهو مُشاحِنٌ لك.

وفي الحديث: يغفر الله لكل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً؛

المُشاحِنُ: المُعادي. والتَّشاحُنُ: تفاعل من الشَّحْناء العداوة؛ وقال

الأَوزاعي: أَراد بالمُشاحن ههنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لجماعة

الأُمَّة، وقيل: المُشاحَنةُ ما دون القتال من السَّبِّ، والتَّعايُر من

الشَّحْناءِ مأْخوذ، وهي العداوة، ومن الأَول: إلا رجلاً كان بينه وبين أَخيه

شَحْناء أَي عداوة. وأَشْحَنَ الصبيُّ، وقيل: الرجلُ، إِشْحاناً وأَجْهَشَ

إِجْهاشاً: تَهيأَ للبكاء، وقيل: هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البكاء؛

قال الهذلي:

وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ

الأَزهري: ابن الأَعرابي سيوف مُشْحَنة في أَغمادِها؛ وأَنشد:

إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ، وإِذْ

سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ

وهذا البيت أَورده ابن بري في أَماليه متمماً لما أَورده الجوهري في

قوله: وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ، مستشهداً به على أَجْهَشَ الصَّبيُّ إذا تهيأَ

للبكاء، فقال الهُذَلي: هو أَبو قِلابَة؛ والبيت بكماله:

إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ

سلُّوا السيوف، وقد هَمَّت بإشْحانِ

وقد أَورده الأَزهري:

إذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ، وإذْ

سَلُّوا السيوف عراة بعد إِشحانِ

قال ابن سيده: والشِّيحان والشَّيْحان الطويل، وقد يكون فَعْلاناً

فيكون من غير هذا الباب، وسيُذْكر.

شحن
شحَنَ يَشحَن، شَحْنًا، فهو شاحن، والمفعول مَشْحون
• شحَن السّفينةَ ونحوَها: حمَّلها بالبضائع "شحن الإناءَ بالماء: ملأَه- {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} " ° شحنه بالكراهية: ملأ صدرَه بها- يَوْمٌ مشحون بالمتاعب: مزدحم.
• شحَن البضاعةَ: بعثها إلى مكان آخر بطريق البحر أو البرّ أو الجوّ "سفينة شَحْن".
• شحَن بطَّاريّةً: حوّل طاقتها الكهربائيّة إلى طاقة كيماويّة، يمكن استعمالها مصدرًا للكهرباء "شاحن البطَّاريّة: جهاز لشحنها". 

شحِنَ على يَشحَن، شحْنًا وشَحَنًا، فهو شاحِن، والمفعول مشحون عليه
• شحِِن على فلانٍ: حَقَد عليه، وأظهر له العداوةَ والبغضاءَ "لا تَشْحَنْ على من أساء إليك". 

تشاحنَ يتشاحن، تشاحُنًا، فهو مُتشاحِن
• تشاحن القومُ: تباغضوا وتعادَوا، امتلأت قلوبُهم بالضَّغينة والكراهية "تشاحن أهلُ القرية بسبب الانتخابات". 

شاحنَ يشاحن، مشاحنةً، فهو مُشاحِن، والمفعول مُشاحَن
• شاحن فلانًا: باغضه وعاداه "شاحن جارَه". 

شاحن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شحَنَ وشحِنَ على.
2 - مشحون، أي محمَّل ومملوء "مَركبٌ شاحن بالنّفط".
3 - جهاز لشَحْن البطّاريّة "اشتريت الهاتفَ الجوَّال بالشّاحن". 

شاحِنة [مفرد]:
1 - مؤنَّث شاحن.
2 - عربة كبيرة في قطار، تُشحن بالبضائع ونحوها.
3 - سيّارة نقل كبيرة، مركبة تنقل البضائع برًّا. 

شَحْن [مفرد]: مصدر شحَنَ وشحِنَ على.
• بوليصة الشَّحن: (قص) السند أو الإيصال الذي يتسلَّمه صاحب البضائع الجاهزة للشحن من الشركة التي تنقل هذه البضائع.
• بيان الشَّحْن: (جر) تقرير أو مستند يوقّعه القبطان، يتضمّن قائمة بحمولة السفينة والجهة التي تقصدها. 

شَحَن [مفرد]: مصدر شحِنَ على. 

شَحْناءُ [مفرد]: عداوة وبغضاء امتلأت بها النَّفسُ "أزيلوا الشّحناءَ من قلوبكم- أسرَّ له الشّحناءَ". 

شَحْنة [مفرد]: ج شَحَنات وشَحْنات: اسم مرَّة من شحَنَ. 

شِحْنة [مفرد]: ج شِحْنات وشِحَن:
1 - بضاعة توضع في السّفينة ونحوها "أفرغتِ السّفينةُ شِحْنَتَها".
2 - شحناء؛ عداوة وبغضاء "حدثت شحنة بين الجيران".
• الشِّحنة الكهربائيَّة:
1 - (فز) مقدار ما يتحمّله جسم من الكهرباء "شِحْنة مُكثِّف".
2 - كميَّة الكهربا الموجبة أو السَّالبة على جسم ما.

• الشِّحنة المُوجبة: (فز) كهربيَّة تنتج من فقدان الجسم المتعادل كهربيًّا عددًا من الإلكترونات.
• الشِّحنة السَّالبة: (فز) كهربيَّة تحدث من إضافة عدد من الإلكترونات إلى جسم متعادل كهربيًّا.
• شِحنة مُتفجِّرة: (كم) كمِّيَّة المادّة التي تُفجَّر مرّة واحدة. 

شحن

1 شَحَنَ, (S, L, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. شَحْنٌ, (L, Msb,) He filled (S, L, Msb, K) a ship, (S, L, K,) or a house, or chamber, &c.: (Msb:) he filled, [or laded,] and completely equipped or furnished, a ship. (L.) And in like manner, It (i. e. what was in it) filled a ship. (L.) And, (S, L, K,) as also ↓ اشحن, (K,) He filled a town or city (S, L, K) بِالخَيْلِ [with horsemen or the horsemen]. (S, L.) A2: Also, (L, Msb, K,) aor. as above, (L,) and so the inf. n., (L, Msb,) He drove away (L, Msb, K) a people, or party, (L,) or him. (Msb.) And (L) one says, مَرَّ يَشْحَنُهُمْ, (S, L,) inf. n. as above, (S,) He passed along driving them away, and pursuing them. (S, L.) Az heard an Arab of the desert say, اِشْحَنْ عَنْكَ فُلَانًا, meaning Remove thou, and put far away, from thee such a one. (L.) And one says of a thing that is intensely acid, إِنَّهُ يَشْحَنُ الذُّبَابَ i. e. Verily it drives away the flies. (TA.) A3: شَحْنٌ also signifies The running vehemently. (L.) And شَحَنَ, He went far, or far away. (K.) And one says, شَحَنَتِ الكِلَابُ, (L,) [and شَحِنَت, as appears from what follows,] aor. ـْ and تَشْحُنُ, (L, K,) like تَمْنَعُ and تَعْلَمُ and تَنْصُرُ, (K,) inf. n. شُحُونٌ, (L,) The dogs went far in pursuit without catching any prey, or game. (L, K.) A4: شَحِنَ عَلَيْهِ, aor. ـَ (L, Msb, K,) inf. n. شَحَنٌ; (L, Msb;) and شَحَنَ, aor. ـَ inf. n. شَحْنٌ; (Msb;) He bore rancour, malevolence, malice, or spite, against him; (Msb, K;) and (Msb) bore, (L,) or showed, (Msb,) enmity towards him. (L, Msb.) 2 شحّنهُ He made him, or appointed him to the office of, a شِحْنَة, q. v.; occurring in postclassical works.]3 شاحنهُ, (L, Msb, K,) inf. n. مُشَاحَنَةٌ, (L, Msb, KL,) He regarded him, or treated him, with rancour, malevolence, malice, or spite; (Msb;) or with enmity; being so regarded, or treated, by him: (L, Msb, K, KL:) or, as some say, مُشَاحَنَةٌ is such reviling, and blaming, upbraiding, or reproaching, reciprocally, as does not amount to fighting one another; from شَحْنَآءُ meaning “ enmity. ” (L.) 4 اشحن: see 1. b2: Also, (K,) inf. n. إِشْحَانٌ, (L,) He sheathed the sword: (L, * K:) and he drew the sword: thus having two contr. significations. (K.) A2: Also, (S, L, K,) inf. n. as above, (S, L,) He (a boy, or child, S, L, and, as some say, a man, L) was ready, or about, to weep: (S, L, K:) or his eyes watered at the approach of weeping (L.) b2: And اشحن لَهُ بِسَهْمٍ He prepared himself to shoot him, or to shoot at him, with an arrow. (K.) 6 تَشَاحُنٌ The regarding, or treating, one another [with rancour, malevolence, malice, or spite; (see 1, last sentence; and 3;) or] with enmity. (L.) شَحْنَةٌ [thus written, with fet-h to the ش, but I incline to think that it is correctly ↓ شِحْنَةٌ,] The contents of a ship, that fill it. (L.) شِحْنَةٌ: see what next precedes. b2: [Also] A body of men sufficing for the guarding, controlling, or firm holding, of a province, or city, on the part of the Sultán. (Az, L, K. *) And (K) A troop of horsemen keeping post (S, L, K) in a country or town. (S, L.) IB says that the vulgar usage of this word as syn. with أَمِيرٌ [i. e. A commander or commandant, &c., being used app. only in post-classical times, from the Pers\.

شَحْنَهْ, meaning in Pers\., and hence in Arabic also, a viceroy, prefect, chief of the police, or the like,] is a mistake. (L.) b3: And The quantity of fodder appointed to beasts as sufficing them for a day and a night. (Az, L, K.) A2: See also what next follows.

شَحْنَآءُ Rancour, malevolence, malice, or spite: (L:) or vehement hatred: (Msb:) and enmity; (S, L, Msb, K;) as also ↓ شِحْنَةٌ. (S, L, K.) Hence the saying, كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَآءُ i. e. [There was between him and his brother] enmity. (L.) شُحُون in the following verse, cited by ISd, تَأَطَّرْنَ فِى المِينَآءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ وَقَدْ لَجَّ مِنْ أَحْمَالِهِنَّ شُحُونُ may be, accord. to him, an inf. n. of شَحَنَ, or an extr. pl. of شِحْنَةٌ: (L:) [but I rather think that it is a pl. of ↓ شَاحِنٌ, like as شُهُودٌ is of شَاهِدٌ; and accordingly I would render the verse (which evidently relates to ships) thus: They kept close in the port, then they left it, and laders had persisted in contention by reason of their burdens, i. e. the burdens of the ships, because of the labour that they occasioned.]

شَاحِنٌ [act. part. n. of شَحَنَ]: see the next preceding paragraph. b2: See also مَشْحُونٌ.

A2: Also A dog going far in pursuit without catching any prey, or game: pl. شَوَاحِنُ. (L.) A3: and Bearing enmity [or rancour &c. (see 1, last sentence,)] towards another: one says, هُوَ شَاحِنٌ لَكَ [He is bearing enmity &c. towards thee]. (L.) مَشْحُونٌ A ship (فُلْكٌ, so in the Kur [xxvi. 119 &c.], S, L, or مَرْكَبٌ, K [in the L, erroneously, رَكَبٌ],) Filled [or laded, and completely equipped or furnished: see 1, first sentence]; (S, L, K;) as also ↓ شَاحِنٌ, like كَاتِمٌ in the sense of مُكْتُومٌ, (L, K,) mentioned by Kr. (L.) مُشْحَئِنٌّ Becoming angered; or made angry. (K.) عَدُوٌّ مُشَاحِنٌ [An enemy who regards, or treats, another with rancour, &c., being so regarded, or treated by him: see 3]. (S, L.) المُشَاحِنُ as used in a trad. means The schismatic innovator in religion: (L, K:) so says El-Owzá'ee: or the transgressor: (L:) or it means he who has in his heart rancour &c. (شَحْنَآء) towards the Companions of the Apostle of God: or he who forsakes the institutes, or rule and usage, of his prophet; who speaks against his people; who sheds their blood. (TA.)
شحن
: (شَحَنَ السَّفينةَ، كمَنَعَ) ، يَشْحَنُها شَحْناً: (مَلأَها) .
وأَتَمَّ جِهازَها كُلّه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {فِي الفُلكِ المَشْحُونِ} ، أَي الــمَمْلُوء.
(و) شَحَنَ شَحْناً: (طَرَدَ وشَلَّ) . يقالُ: مَرَّ يَشْحَنُهم، أَي يَطْرُدُهم يَشُلُّهم ويَكْسَؤُهم.
(و) شَحَنَ شَحْناً؛ (أَبْعَدَ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: أشْحَنْ عَنْك فلَانا أَي نَحِّه وأَبْعِدْه.
(و) شَحَنَ (المَدينَةَ) بالخيْلِ شَحْناً: (مَلأَها) بهَا، (كأَشَحْنَهَا.
(و) شَحَنَتِ (الكِلابُ تَشْحُنُ، كتَنْصُرُ وتَعْلَمُ وتَمْنَعُ) ، شَحْناً وشُحُوناً: (أَبْعَدَتِ الطَّرْدَ وَلم تَصِدْ شَيئاً) فَهُوَ كلبٌ شاحِنٌ، والجَمْعُ الشَّواحِنُ: قالَ الطرمَّاحُ يَصِفُ الصَّيْدَ والكِلابَ:
توَدِّعُ بالأَعْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحِنِويُرْوَى: الشوَّاجِن بالجيمِ؛ وتكلَّفَ ابنُ سِيْدَه فِي معْناهُ.
(والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا يُقامُ) ؛ وَفِي التهْذِيبِ: مَا يُفاضُ، (للدَّوابِّ من العَلَفِ الَّذِي يَكْفِيها يَوْمَها ولَيْلَتَها) هُوَ شِحْنَتُها؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) الشِّحْنَةُ (فِي البَلَدِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: وشِحْنَة الكُورَةِ، (مَنْ فِيهِ) ، وَفِي التهْذِيبِ: مَنْ فيهم، (الكِفايَةُ لضَبْطِها من جِهَةِ) ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِن أَوْلياءِ، (السُّلْطانِ) .
وقالَ ابنُ بَرِّي: وقوْلُ العامَّةِ فِي الشِّحْنَةِ إنَّه الأَميرُ غَلَطٌ.
(و) الشِّحْنَةُ: (العَداوَةُ) تَمْتلِىءُ مِنْهَا النَّفْس، (كالشَّحْناءِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إلاَّ رجلا كانَ بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
(و) الشِّحْنَةُ: (الَّرابِطَةُ من الخَيْلِ) ، هَذَا هُوَ الأَصْل فِي اللّغَةِ، ثمَّ أَطْلَقها العامَّةُ على الأميرِ على هَؤُلَاءِ.
(وشاحَنَهُ) مُشاحَنَةً: (باغَضَهُ) ، وقيلَ: مَا دُونَ القِتالِ مِن السَّبِّ والتَّعايُرِ.
(وأَشْحَنَ) الرَّجُلُ، وقيلَ الصَّبيُّ: (تَهَيَّأَ للبُكَاءِ) ، وكذلِكَ أَجْهَشَ؛ وقيلَ: هُوَ الاسْتِعْبارُ عنْدَ اسْتِقْبالِ البُكَاءِ.
وقالَ الرَّاغبُ: الإِشْحانُ: أَنْ تَمْتلىءَ نَفْسه لتهيئه للبُكَاءِ.
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي قِلابَة الهُذَليّ:
إِذْ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ وإِذْسَلُّوا السُّيوفَ وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ (و) أَشْحَنَ (السَّيفَ: أَغْمَدَهُ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وسيوفٌ مُشْحَنة فِي أَغمادِها؛ وأَنْشَدَ قَوْل أَبي قِلابَة المَذْكُور:
سَلُّوا السُّيوفَ عُراةً بعدَ إشْحانِ ورِوايَةُ الجَوْهرِيّ هُنَا:
وَقد هَمَّتْ بإشْحانِ.
كَمَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّي، ورَوَاه الأزْهرِيُّ:
عُراةً بعْدَ إشْحانِ.
(و) نَقَلَ الصَّاغانيُّ عَن بعضِهم: أَشْحَنَ السَّيفَ: (سَلَّهُ) مِن غمْدِهِ، فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) أَشْحَنَ (لَهُ بسَهْمٍ) : إِذا (اسْتَعَدَّ لَهُ ليَرْمِيَهُ) ؛ عَن الصَّاغانيّ. (والمُشاحِنُ المذكورُ فِي الحديثِ) ، يعْنِي حدِيْث لَيْلَة النّصْفِ مِن شَعْبان: (يَغْفرُ اللهاُ لكلِّ بَشَرٍ مَا خَلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِنا) .
وَفِي حدِيثِ أَبي سعيدٍ مِن طريقِ محمدِ بنِ عيسَى بنِ حبَان: (لَا يَنْظر اللهاُ فِيهَا إِلَى مُشْرِكٍ وَلَا إِلَى مُشاحِنٍ) .
وأَخْرَجَ الإمامُ أَحمدُ فِي مُسْندِه مِن حدِيثِ أَبي لهيعَةَ بسَنَدِه عَن عبدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ: إلاَّ لاثْنَيْن مُشاحِنٌ وقاتِلُ نفْسٍ.
وَفِي حدِيثِ أَبي الدَّرْداء: (إلاَّ لمُشْرِكٍ أَو قاتِل نفْسٍ حَرَّمَها الّلهُ تَعَالَى، أَو مُشاحِن) : (ورُوِي عَن عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلام بسَنَدهِ إِلَى عُثْمان بنِ أَبي العاصِ: (إلاَّ زَانِيَة تكْسَبُ بفَرْجِها، أَو عشاراً، أَو رجلا بَيْنه وبينَ أَخِيه شَحْناء) .
وَعَن القاسِمِ بنِ محمدٍ عَن أَبيهِ عَن جدِّه: (إلاَّ مَنْ فِي قلْبهِ شَحْناء، أَو مُشْرِكاً بالّلهِ، عزَّ وجلَّ) ، وَفِي رِوايَةٍ عَنهُ أَيْضاً: مَا خَلا كافِراً أَو رجلا فِي قلْبهِ شَحْناء؛ فَسَّرُوه بأنَّ المُرادَ بِهِ المُتعادِي، إلاَّ الأُوزَاعِي فإنَّه قالَ: المُرادُ بِهِ (صاحِبُ البِدْعَةِ التَّارِكُ للجَماعَةِ) المُفارِقُ للأُمَّةِ، رَوَاه عَنهُ ابنُ المُبارَكِ؛ وَفِي رِوايَةٍ عَن الأُوزَاعِي: ليسَ المُشاحِنُ الَّذِي لَا يكلِّمُ الرَّجُل إنَّما المُشاحِنُ الَّذِي فِي قلْبِه شَحْناء لأَصْحابِ رَسُول الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
ورُوِي عَن عميرِ بنِ هانىءٍ: سأَلْتُ ابنَ ثَوْبان عَن المُشاحِنِ؟ فقالَ: هُوَ التَّارِكُ لسُنَّةِ نبيِّه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطاعِنُ على أُمَّتِه السَّافِكُ دِماءَهم.
(ومَرْكَبٌ شاحِنٌ) : أَي (مَشْحُونٌ) ، عَن كُراعٍ؛ (ككَاتِمٍ للمَكْتُومِ.
(وشَحِنَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ) ، شَحَناً: (حَقَدَ) ، وَهُوَ الشَّحْناءُ.
(والمُشْحَئِنُّ، كمُشْمَعِلَ: المُتَغَضِّبُ) ، كالمُشْحَئِنِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الشَّحْنُ: العَدْوُ الشَّديدُ.
والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ مِن الشَّحْناءِ العَداوَة.
ويُقالُ للشيءِ الشَّديد الحموضَةِ إنَّه يَشْحَن الذُّبابَ أَي يَطْردُه.
والشِّيْحانُ: الطَّويلُ، فِيعالٌ مِن الشَّحْن أَو فَعْلان مِن شاحَ، فيكونُ مِن غيرِ هَذَا البَابِ، عَن ابنِ سِيْدَه.
والشِّحْنَةُ، بالكسْرِ: مَا تُشْحَنُ بِهِ السَّفينَةُ.
وأَبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ أَبي طالِبِ بنِ أَبي النَّعيم بنِ الشِّحْنَةِ، بالكسْرِ: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
وبنُو الشّحْنَةِ الحَنَفيُّون، مِنْهُم: السريُّ بنُ عبدِ البرِّ وأصولُهُ مَعْرُوفُون، يقالُ إنَّ جدَّهم الكَبيرَ كانَ شحْنَة بحَلَبَ.
وشَحِنَ السِّقاء، كفَرِحَ: تَغَيَّرَتْ رائِحَتُه مِن تَرْك الغسْلِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وكثُمامَةٍ: عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عُمَرَ بنِ شُحَانَةَ الحرَّانيُّ، محدِّثٌ مَعْروفٌ، سَمِعَ ابنَ الحرستاني.
وَفِي المحيطِ: شاحَنَهُ: خالَطَهُ وفاوَضَهُ.
قالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صَوابُه بالسِّيْن المُهْمَلَةِ.

سجل

سجل قَالَ أَبُو عبيد: السَجْل الدَّلْو. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حدثيه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا 
(سجل) : السَّوْجلُ: الرِّخْوُ من القَوْم.
(س ج ل) : (السِّجِلُّ) كِتَابُ الْحُكْمِ وَقَدْ سَجَّلَ عَلَيْهِ الْقَاضِي.
(سجل)
بِهِ سجلا رمى بِهِ من فَوق وَالشَّيْء أرْسلهُ مُتَّصِلا يُقَال سجل المَاء صبه صبا مُتَّصِلا وسجل السُّورَة وَالْقَصِيدَة قَرَأَهَا قِرَاءَة مُتَّصِلَة
(سجل) كتب السّجل وَالْقَاضِي قضى وَحكم وَأثبت حكمه فِي السّجل وَالْعقد وَنَحْوه قَيده فِي سجل رسمي وَالْخطاب وَنَحْوه فِي الْبَرِيد قَيده فِي سجل خَاص حفظا لَهُ من الضّيَاع وَعَلِيهِ بِكَذَا شهره
سجل: {سجيل}: {سجين}: الصلب من الحجارة

سجل


سَجَلَ(n. ac. سَجْل)
a. Poured out (liquid).
b. [Bi], Threw down.
سَجَّلَa. Registered, recorded ( judicial sentence ).

أَسْجَلَa. Was rich.
b. Filled; gave great gifts to.
c. Let loose; left.
d. Delivered (speech).
سَجْل
(pl.
سِجَاْل
سُجُوْل)
a. Great bucket full of water; great udder; bountiful
man.
b. Gift, present.

سِجِّيْلa. Mystic stones ( whereon are written the names of
the people destined to be punished in Hell ).

سِجِلّ (pl.
سِجِلَّات)
a. Roll, scroll; register, record.
b. Decree, edict.
c. Public scribe, notary.

سَوْجَل
a. Flask-case.
سجل: سْجَّل (بالتشديد): كتب بالسجل ولا يقال: سَجّل القاضي بمعنى اثبت حكمه في السجل فقط، بل يقال أيضاً، سجَّل الأمير وغيره حين يثبت ما يعطى في السجل، يقال سجَّل لفلان بكل ما سأل (منتخبات من تاريخ العرب) .. وقد ذكر فوك هذا الفعل في مادة لاتينية معناها: انعم عليه وأعطاه امتيازا أفضله عليه.
سَجَّل: دوَّن، قيدَّ (بوشر) واثبت، حقق (هلو) سَجَّل عليه: تمنى له الشر (دي سلان المقدمة 3: 331).
سَجْل = سَجيل: صلب؟ (معجم بدرون) تَسْجِيل وجمعها تساجيل: جزء من سجل الدعوى (ألكالا).
سجل
السَّجْلُ: الدّلو العظيمة، وسَجَلْتُ الماء فَانْسَجَلَ، أي: صببته فانصبّ، وأَسْجَلْتُهُ:
أعطيته سجلا، واستعير للعطيّة الكثيرة، والْمُسَاجَلَةُ: المساقاة بالسّجل، وجعلت عبارة عن المباراة والمناضلة، قال:
من يساجلني يساجل ماجدا
والسِّجِّيلُ: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل: فارسيّ معرّب، والسِّجِلُّ: قيل حجر كان يكتب فيه، ثم سمّي كلّ ما يكتب فيه سجلّا، قال تعالى: كطيّ السّجلّ للكتاب [الأنبياء/ 104] ، أي: كطيّه لما كتب فيه حفظا له.
س ج ل : السِّجِلُّ كِتَابُ الْقَاضِي وَالْجَمْعُ سِجِلَّاتٌ وَأَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ إسْجَالًا كَتَبْتُ لَهُ كِتَابًا وَسَجَّلَ الْقَاضِي بِالتَّشْدِيدِ قَضَى وَحَكَمَ وَأَثْبَتَ حُكْمَهُ فِي السِّجِلِّ وَالسَّجْلُ مِثَالُ فَلْسٍ عِنْدِي الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ إذَا كَانَتْ مَمْلُوءَــةً وَالسَّجْلُ النَّصِيبُ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ أَيْ نُصْرَتُهَا بَيْنَ الْقَوْمِ مُتَدَاوَلَةٌ.

وَالسِّجِلَّاطُ نَمَطُ الْهَوْدَجِ وَقِيلَ كِسَاءٌ أَحْمَرُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَا يَصْلُحُ لِذَلِكَ وَهُوَ بِكَسْرِ السِّينِ وَالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ. 
س ج ل: (السَّجْلُ) مُذَكَّرٌ وَهُوَ الدَّلْوُ إِذَا كَانَ فِيهِ مَاءٌ
قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَلَا يُقَالُ لَهَا وَهِيَ فَارِغَةٌ: سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ وَالْجَمْعُ (سِجَالٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفَارَابِيُّ وَغَيْرُهُمَا: (السَّجْلُ) الدَّلْوُ الْمَلْأَى. وَ (السِّجِلُّ) الصَّكُّ وَقَدْ (سَجَّلَ) الْحَاكِمُ (تَسْجِيلًا) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [هود: 82] قَالُوا: هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسْمَاءُ الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} [الذاريات: 33] وَ (السَّجَنْجَلُ) الْمِرْآةُ وَهُوَ رُومِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
س ج ل

سقيته سجلاً وسجالاً وهو الدلو العظيمة، وساجله: باراه في الاستقاء. وكتب عليه سجلاً وعليهم سجلات، وسجل عليهم، وكتاب مسجل.

ومن المجاز: ساجله: فاخره مساجلة. و" الحرب سجال ": مرة على هؤلاء وأخرى على هؤلاء. وله من المجد سجل سجيل: ضخم. قال الحطيئة:

إذا قايسوه المجد أربى عليهم ... بمستفرغماء الذناب سجيل

وجواد عظيم السجل أي العطاء. وله برفائض السجال، وأسجله: أكثر له من العطاء، وأعطاه سجله من كذا أي نصيبه كما يقال: ذنوبه. قال زهير:

تهامون نجديّون كيداً ونجعة ... لكل أناس من وقائعهم سجل

وهذا مسجل له: مرسل مطلق إن شاء أخذه وإن شاء لم يأخذه. وأسجلت البهمة مع أمها وأرجلت إذا أرسلت.
[سجل] فيه: فأمر "بسجل" فصب على بوله، هو الدلو الملأي ماء وجمعه سجال، ومنه: والحرب بيننا "سجال" أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل سجل. ج: من "المساجلة" المفاخرة لأن لكل من الواردين دلو ولكل منهما يوم في الاستقاء. ط: ونحن منه في هذه المدة أي مدة الهدنة والصلح فلا ندري أيغدر في مدة هذا الصلح أو لا. كل" أي دول، وهو بكسر سين وخفة جيم جمع سجل بفتح فسكون، أي المتحاربون كالمستقين يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا، والمساجلة أن يفعل كل من الخصمين مثل ما يفعله صاحبه. ومنه: "سجلا" من ماء أو ذنوبًا، وهو الدلو الكبير أو الــمملوء وكذا الذنوب، فأو للشك على الترادف، وللتخيير على غيره. نه: افتتح سورة النساء "فسجلها" أي قرأها قراءة متصلة، من السجل الصب، من سجلت الماء سجلًا صببته صبًا متصلًا. وفيه: مطلقة في الإحسان إلى كل أحد برًا أو فاجرًا، والمسجل المال المبذول. ومنه: و"لا تسجلوا" أنعامكم، أي لا تطلقوها في زروع الناس. وفيه: فتوضع "السجلات" في كفة، هي جمع سجل بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير. ك: "السجل" الصحيفة، أي يطوى لكتب فيها، ويقال: اسم ملك. غ: ((كطي "السجل" للكتب)) الصحيفة التي فيها الكتاب، أو ملك، أو كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم. و"سجيل" من جل وحجازة، أصله فارسي - وبين في قوله: حجارة من طين.
الجيم والسين واللام
سجل: السَّجْلُ: مَلْءُ الدَّلوِ. وأسْجَلْتُ فلاناً. وسِجْلٌ سَجِيْلٌ: أي عَظِيمٌ، وسَجِيْلَةٌ مِثْلُه. والحَرْبُ سِجَالٌ: أي مَرَّةً منها سَجْلٌ على هؤلاء وسَجْلٌ على أولئك. والمُسَاجَلَةُ: المُبَارَاةُ في العَمَلِ أيُّهُما يَغْلِبُ صَاحِبَه. والسَّجْلُ من الضُّرُوْعِ: الطَّوِيْلُ. والخُصْيَةُ السَّجِلَةُ: المُسْتَرْخِيَةُ الصَفَنِ. والسِّجِلُّ: كِتابُ العَهْدِ، وقيل: الكاتِبُ. ويُخَفَّفُ فيُقال: سِجْلٌ. وهذا الشَّيْءُ مُسْجَلٌ: أي مُرْسَلٌ مَنْ شاءَ أَخَذَه. وسَجَلْتُه بالشَّيْءِ: رَمَيْتَه به من فَوْق. وعنْزٌ سَجُولٌ بَيَّنَةُ السَّجَالَةِ: أي غَزِيْرَةٌ، وهو مَأْخُوذٌ من السَّجْلِ وهو الجِزْعَةُ في السِّقَاء. والسَّجْلاءُ من النِّسَاءِ: العَظِيمَةُ المَآكِمِ. والسَّجِيْلَةُ: الضَّخْمَةُ. وتُسَمّى النَّعْجَةُ: السِّجَالَ، وتُدْعَى للحَلَبِ يُقال: سِجَالْ سِجَالْ. والسِّجَالُ: الصَّفِيُّ لها ضَرْعٌ كأنَّه الدَّلْوُ. وقيل: أُسْجِلَ البَهْمُ مَعَ أُمَّهَاتِهِ: أي تُرِكَ مَعَها يَرْضَعها. والسَّجِّيْلُ: الحِجَارَةُ كالمَدَرِ وهو حَجَرٌ وطِيْنٌ. والَّسوْجَلُ: الأوَّلُ المُتَقِّمُ، يُقال: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ. والسَّوَاجِيْلُ: غُلفُ القَوارِيْرِ، واحِدُها ساجَلٌ.
باب الجيم والسين واللاّم معهما س ج ل، س ل ج، ج ل س مستعملات

سجل: السَّجلُ: ملاكُ الدَّلِو، وأعطيته سجلا وسجلين، وأسجلته. والحَربُ سِجالٌ أي مرَّةٌ منها سجلٌ على هؤلاء، ومرّةً على هؤلاء. والمُساجَلةُ: المغالبة أيهما يغلب صاحبه. والسجل من الضُّروع: الطويل. وخُصيةٌ سجيلةٌ أي مُسترخية الصَّفنِ. والسِّجِلُّ: كتاب العهدة، ويجمعُ سجلات. والسجيل: حجارة كالمدر، وهو حجَر وطين، ويُفسَّر أنه مُعرَّبٌ دخيلٌ. ويقال: هذا الشيء مسجل للعامَّة أي مرسل من شاء أخذه أو أخذ منه. والسَّجَنجلُ ثلاثي ألحق بالخماسي، وهو المرأة النَّقية.

سلج: السُّلَّجُ نبات رخو من دقِّ الشَّجَر، والسُّلَّجان ضرب منه.

جلس: ناقة جَلسٌ وجَمَلٌ جَلسٌ أي وثيق. والجلسُ: ما ارتفع عن الغور من أرض نجدٍ، وتقول: أغارُوا وأجلسوا وغاروا وجلسوا. وجَلَسَ يجلس جُلوساً، وهو حسن الجلسة. والجَلسِيُّ: ما حول الحَدَقة، ويقال: ظاهر العين. والجُلَّسانُ: دخيل، وهو بالفارسية كُلَّشان، وقال: لنا جلسان عندها وبنفسج ... وسِيسَنبر والمرزجوشُ مُنمنما
[سجل] السَجْلُ مذكَّر، وهو الدلوُ إذا كان فيه ماء، قلَّ أو كثُر. ولا يقال لها وهي فارغةٌ: سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ، والجمع السِجالُ. والسَجيلةُ: الدَلو الضَخمةُ. قال الراجز: خذها واعط عمك السجيله إن لم يكن عمك ذا حليله وسَجَلْتُ الماء فانسَجَلَ، أي صببته فانصبّ. وأَسْجَلْتُ الحوض: ملأتُه. وقال: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً تطفو وأُسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا والسَجيلُ من الضروعِ: الطويلُ. يقال: ناقةٌ سَجْلاءُ. والسجل: الصك. وقد سجل الحاكم تَسْجيلاً. وقوله تعالى: (حجارةً من سِجِّيْلٍ ) . قالوا: هي حجارةٌ من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب عليها أسماء القوم، لقوله تعالى: (لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين) . والمساجلة: المفاخرة، بأن تصنع مثله صنعه في جَرْيٍ أو سَقْيٍ. وأصله من الدَلْو. وقال الفَضْلُ ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب: من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِداً يملأ الدَلوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ ومنه قولهم: " الحربُ سِجالٌ ". وتساجلوا، أي تفاخروا. والمسجل: المبذول المباحُ الذي لا يُمْنَعُ من أحد. وأنشد الضبى: أنخت قلوصى بالمُرَيْرِ ورَحْلُها لِما نابَهُ من طارق الليل مُسْجَلُ أراد بالرَحْلِ المنزل. وقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) قال فيه محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر. قال الاصمعي: أي مرسلة لم يشترط فيها بر دون فاجر. يقال أسجلت الكلام، أي أرسلته. والسجنجل: المرآة، وهو رومى معرّب. قال امرؤ القيس:

تَرائِبُها مصقولة كالسجنجل
سجل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ} قَالَ: هِيَ مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر من حَدِيث ابْن عيينه عَن سَالم بن أبي حَفْصَة عَن مُنْذر عَن ابْن الْحَنَفِيَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله مُسْجَلة يَعْنِي مُرْسَلة لم يُشْتَرط فِيهَا بَرٌّ دونَ فاجرٍ يَقُول: فالإحسان إِلَى كلّ أحدٍ جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان وَإِن كَانَ الَّذِي يُصْطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم شَيْء يدلّ على ذَلِك قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل يحدِّث عَن أيّوب قَالَ: نُبئت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي على رجلٍ قد قُطعتْ يدُه فِي سرِقة وَهُوَ فِي فُسْطاط فَقَالَ: من آوى هَذَا العَبْد المُصاب فَقَالُوا: فاتك أَو خُرَيْمُ بن فاتِك فَقَالَ: اللهمَّ باركْ على آل فاتك كَمَا آوَى هَذَا العَبْد الْمُصَاب. قَالَ وحَدَّثَنِي حجاج عَن ابْن جريج فِي قَوْله: {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيْناً وَّيَتِيْماً وَّأسِيْراً} قَالَ: لم يكن الْأَسير على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من الْمُشْركين قَالَ أَبُو عبيد: فَأرى أَن الله عزّ وجلّ قد أثنى على من أحسن إِلَى أَسِير الْمُشْركين وَمِنْه قَول النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله عز وَجل كتب الْإِحْسَان على كل شَيْء فَإِذا قتلتم فأحْسِنوا القتْلةَ وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذّبْح -] .

[حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَحمَه الله
(س ج ل)

السَّجْل: الدَّلْو الضخمة الــمملوءــة، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ ملؤُهَا.

وَالْجمع: سِجال، وسُجُول.

وَلَا يُقَال لَهَا فارغة سَجْل، وَلَكِن دلو.

وأسجله: أعطَاهُ سَجْلا أَو سَجْلين.

وَقَالُوا الحروب سِجال: أَي سَجْل مِنْهَا على هَؤُلَاءِ وَآخر على هَؤُلَاءِ.

ودلو سَجِيل، وسَجِيلة: ضخمة، قَالَ:

خُذْهَا وَأعْطِ عَمَّك السَّجِيلهْ

إِن لم يكن عَمُّك ذَا حليلهْ

وخصية سَجيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مسترخية الصفن وَاسِعَة.

وضَرْع سَجِيل: طَوِيل متدل.

وناقة سجلاء: عَظِيمَة الضَّرع.

وساجل الرجل: باراه، وَأَصله فِي الاستقاء، وهما يتساجلان.

وَرجل سَجْلٌ: جواد، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي. وأسجلَ الرجل: كثر خَيره.

وسَجَّل: أنْعط.

وأَسْجل النَّاس: تَركهم.

وأسجل لَهُم الْأَمر: أطلقهُ لَهُم، وَمِنْه قَول مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله فِي قَوْله تَعَالَى: (هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان) : هِيَ مُسْجَلة للبر والفاجر، يَعْنِي: مُرْسلَة لم يشْتَرط فِيهَا بر دون فَاجر.

وَفعلنَا ذَلِك والدهر مُسجَل: أَي لَا يخَاف أحد أحدا.

والسِّجِلّ: كتاب الْعَهْد وَنَحْوه.

وَالْجمع: سِجِلاَّت، وَهُوَ أحد الْأَسْمَاء المذكرة الْمَجْمُوعَة بِالتَّاءِ، وَلها نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْمُخَصّص وَلَا يكسر السِّجِلّ.

وَقيل: السِّجِلُّ: الْكَاتِب.

وَقد سجّل لَهُ.

والسَّجِيل: النَّصِيب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ " فَعِيل ": من السَّجْل، الَّذِي هُوَ الدَّلْو المَلأى وَلَا يُعجبنِي.

والسَّجِيل: الصلب الشَّديد.

والسِّجِّيل: حِجَارَة كالمدر، وَفِي التَّنْزِيل: (ترميهم بحجارة من سِجِّيل) . وَقيل: هُوَ حجر من طين، مُعرب دخيل وَهُوَ: " سِنْك وكِلْ " أَي حِجَارَة وطين.

وسَجَّله بالشَّيْء: رَمَاه بِهِ من فَوق.

والسَّاجول، والسَّوْجَل، والسَّوْجَلَة: غلاف القارورة، عَن كرَاع.

والسجنجل: الْمرْآة.

والسَّجَنْجَل، أَيْضا: قطع الْفضة وسبائكها. وَيُقَال: هُوَ الذَّهَب، وَيُقَال الزَّعْفَرَان، وَيُقَال: إِنَّه رومي مُعرب.
سجل
سجَلَ يَسجُل، سَجْلاً، فهو ساجِل، والمفعول مَسْجول
• سجَل الماءَ: صبَّه صبًّا متّصِلاً. 

انسجلَ يَنسجِل، انسجالاً، فهو مُنسجِل
• انسجل الماءُ والدَّمعُ: مُطاوع سجَلَ: انصبّ "حزنت على فقيدها فانسجل دمعُها عليه مدرارًا". 

تساجلَ يَتساجَل، تساجُلاً، فهو مُتساجِل
• تساجل القومُ: تبارَوْا وتفاخَرُوا "تساجل المتسامرون بقراءة الأشعار". 

ساجلَ يُساجل، سِجالاً ومُساجَلةً، فهو مُساجِل، والمفعول مُساجَل
• ساجل فلانًا: باراه وعارضه وفاخره في جري، أو قول شِعْر "ساجَله الحديثَ- ساجَل رفيقَه في الشِّعر- كانت المناقشة سجالاً بين المتحدِّثين: مناوبة" ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سجَّلَ يُسجِّل، تسجيلاً، فهو مُسجِّل، والمفعول مُسجَّل
• سجَّل الشَّيءَ: دوَّنه وقيَّده كتابةً في سجلّ خاصّ "سجّل الحكمَ/ العقدَ- سجّل محاضرَ الجلسات- سجّل أفكارَه: حفظها في كتاب- سجّل الوقائعَ والأحداثَ: أرّخها- خطاب مسجّل: مكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاصّ" ° سجَّل رقمًا قياسيًّا: تفوَّق على من سبقوه- سجَّل نُقطة/ سجَّل إصابة/ سجَّل هدفًا: فاز بهدف رياضيّ، حقَّق نقطة تفوّق- عَقْد مُسجّل: اكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاص.
• سجَّل الصُّورةَ/ سجَّل الصَّوتَ: نقله إلى أسطوانة أو شريط بواسطة آلة خاصّة لحفظه وإعادة سماعه "سجَّل أغنيةً/ خُطبة"? شريط مُسجّل: شريط صوتيّ مسجل عليه كلام.
• سجَّل اسمَه في الحزب: انتسب إليه، انضمَّ إليه "سجّل اسمَه في الجامعة". 

تَسْجيل [مفرد]: ج تَسْجيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَّلَ ° آلة تسجيل: آلة حفظ الصوت- إدارة التَّسجيل: إدارة مسئولة في الجامعة عن قبول الطلاّب ومتابعة المقرّرات التي يدرسونها.
2 - مادَّة مُسجَّلة بالصوت والصورة أو الاثنين معا "فُقد كثير من تسجيلات الشيخ محمد رفعت".
• تسجيل مغنطيسيّ: (حس) تسجيل إشارة كالصوت أو تعليمات الحاسوب على سطح قابل للمغنطة؛ لتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.
• شريط تسجيل: شريط مغناطيسيّ تسُجَّل عليه الأصوات أو المشاهد.
• لَوْحة التَّسجيل: لوحة الأهداف في لعبة أو مباراة. 

تسجيليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَسْجيل.
• فيلم تسجيليّ/ برنامج تسجيليّ: فيلم أو برنامج توثيقيّ، يسجِّل حقائق ووثائق واقعيَّة وتاريخيّة. 

سِجِّيل [مفرد]:
1 - طين يابس متحجِّر، حجارة صلبة حادّة ذات نتوء " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
2 - وادٍ في جهنّم " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
3 - اسم السَّماء الدنيا " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ". 

سَجْل [مفرد]: ج سِجال (لغير المصدر) وسُجُول (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَلَ.
2 - دلو عظيمة مملوءــة، أو فيها ماء قلّ أو كثر (مذكّر).
3 - نصيب من الشّيء ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سِجِلّ [مفرد]: ج سِجِلاّت (لغير العاقل):
1 - دفتر يُدوَّن فيه ما يُراد حفظه من معلومات "سجلّ الأحوال الشخصيّة/ الضريبة- سِجلّ أعمال الحكومة- سجلّ الشهداء: جدول بأسماء الشهداء- {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} " ° أمين السِّجلّ: موظف مسئول عن حفظ
 السجلات وضمان سريّتها- السِّجلُّ الأسود: كتاب يدوّن فيه أسماء الأشخاص أو المنظمات غير المرغوب فيها- السَّجلّ التِّجاريّ: موسوعة تضمّ بيانات معيّنة عن الشركات والأشخاص الذين يمارسون التجارة في محلّ خاصّ- السِّجِلُّ العقاريُّ: هو السِّجل الرَّسميّ الصَّادر عن الدوائر العقاريَّة يبيِّن المنطقة ورقم العقار وحدوده ومساحته ومحتوياته واسم مالكه والحقوق العينيّة المنصبَّة عليه- سجلّ الحالات/ سجلّ القضايا: سجلّ مشتمل على معلومات تفصيليّة في مجال معيّن يستعمل كمرجع وفي التدريس- سجلّ السفينة: جهاز لقياس سرعة السفينة- سجلّ المجرمين: مجموعة من صور المجرمين المعروفين المشتبه بهم تُحفظ في ملفات الشرطة- سِجِلّ مدنيّ.
2 - كاتب " {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ".
3 - كتاب القاضي ° السِّجلُّ العدليّ: بيان عن الأحكام الصادرة ضدّ شخص ما.
4 - (حس) مجموعة من المفردات المترابطة من المعلومات تُعامل كوحدة.
• سجلّ التَّشريفات: دفتر يُسجِّل فيه الزائرون أسماءهم. 

مُسَجِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سجَّلَ.
2 - آلة تسجيل الأصوات على شريط خاص ° مسجِّل الحركة: جهاز لتسجيل الحركة.
3 - موظّف مختصّ بحفظ السّجلاّت ° مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل. 

سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة الــمملوءــةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل:

هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ

وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له

وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر:

السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب،

حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب

قال: وأَنشد ابن الأَعرابي:

أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ

قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى،

والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده

مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري:

السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها

ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على

بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال

لبيد:

يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال

وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي

سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.

وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه

مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين

من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن

مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من

السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً.

ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال:

خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله،

إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله

وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.

والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.

وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع

الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع

الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.

والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال

الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب:

مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً،

يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب

قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ

واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ،

فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه

يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.

وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ

انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة:

وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ

سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا

وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض:

مَلأْته؛ قال:

وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً

تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ:

كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم

الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في

قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ

والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط

فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من

أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ:

أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها،

لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ

أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا

تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا

ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.

والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء

المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ،

وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ

السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة

التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون

الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ

مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن

السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث

الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ،

بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.

والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي

هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد

سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.

والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من

سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل

(*

قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون

الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو

إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين،

وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛

قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو

فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال:

لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن

كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج،

فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل،

تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل:

ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ،

ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا

قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من

أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم

سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت

اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا

وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا

القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال

الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما

سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة

مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها

عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين

طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم

حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.

والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.

والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة

وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب،

وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة

دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ،

تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

سجل
السَّجْلُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ مَمْلُوءَــةً مَاء، مُذَكَّرٌ، وقيلَ: هوَ مِلْءُ الدَّلْوِ، وقيلَ: إِذا كانَ فيهِ ماءٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، وَلَا يُقالُ لَها فَارِغَةً: سَجْلٌ، ولَكِنْ: دَلْوٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقالُ لَهُ وَهُوَ فارِغٌ سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: السَّجْلُ اسْمُها مَلأَى مَاء، والذَّنُوبُ إِنَّما يكونُ فِيهَا مِثْلُ نِصْفِها مَاء، وَفِي حديثِ بَوْلِ الأَعْرابِيِّ فِي المَسْجِدِ: ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِن ماءٍ فَأُفْرِغَ عَلى بَوْلِهِ، وقالَ الشَّاعِرُ: السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ حتَّى يرى مَرْكُوّها يَثُوبُ والسَّجْلُ: الرَّجُلُ الْجَوادُ، عَن أبي العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ. والسَّجْلُ: الضَّرْعُ العَظِيمُ، ج: سِجَالٌ، بالكَسْرِ، وسُجُولٌ، بالضَّمِّ، قالَ لَبِيدٌ: يُجِيلُونَ السَّجالَ على السِّجالِ وأَنْشَدَ أَعْرابِيٌّ:
(أُرْجِّي نَائِلاً منْ سَيْلِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ)
الذَّمَّةُ: البِئْرُ القَلِيلَةُ الْماءِ، والسِّجَالُ: الدِّلاءُ المَلأَى، والمَعْنَى قَلِيلُهُ كَثِيرٌ، ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ: وذِمَّتُهُ، بالكَسْرِ، أَي عَهْدُهُ مُحْكَمٌ، مِنْ قَوْلِكَ: سَجَّلَ القَاضِي لِفُلاَنٍ بِمَالِهِ، أَي اسْتَوْثَقَ لَهُ بهِ. وَلَهُم مِنَ الْمَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ: أَي ضَخْمٌ، مُبَالَغَةً. وأِسْجَلَهُ: أَعْطَاهُ سَجْلاً أَو سَجْلَيْنِ، وقيلَ: إِذا كَثَّرَ لَهُ العَطاءَ. وقالُوا: الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجالٌ، ككِتَابٍ: أَي سَجْلٌ مِنْهَا عَلى هؤلاءِ، وآخَرُ عَلى هؤلاءِ، وأَصْلُهُ أَنَّ المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ، يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا سَجْلٌ، أَي دَلْوٌ مَلآنُ مَاء، وقَدْ جاءَ ذِكْرُهُ فِي حَدَِيثِ أبي سُفْيانَ: لَمَّا سَأَلَهُ هِرَقْلُ، فقالَ: ذلكَ مَعْناهُ: أنَّا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّةً، ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخْرى. ودَلْوٌ سَجِيلٌ، وسَجِيلَةٌ: أَي ضَخْمَةٌ، قَالَ: بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ لابَنِيْ لَهْ خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيلَهْ إنْ لَمْ يَكُنْ عَمُّكَ ذَا حَلِيلَهْ أَي بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ الَّذِي لَا بَنِينَ لَهُ، هَذَا المَقامُ الَّذِي يُقالُ لَهُ هَذَا الْكَلام. وخُصْيَةٌ سَجِيلَةٌ: بَيِّنَةُ السَّجالَةِ، مُسْتَرْخِيَةُ الصّفَنِ، واسِعَتُهُن. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طَوِيلٌ، وأَسْجَلُ: مُتَدَلٍّ واسِعٍ، وقالَ ابنُ) شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ أَسْجَلُ، هُوَ الواسِعُ الرِّخْوُ المُضْطَرِبُ، الَّذِي يَضْرِبُ رِجْلَيْها مِن خَلْفِها، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ ضُرُوعِ الشّاءِ، ونَاقَةٌ سَجْلاءُ: عَظِيمَةُ الضَّرْعِ. ومِنَ المَجازِ: سَاجَلَهُ مُساجَلَةً، إِذا بَاراهُ وفاخَرَهُ، بَأنْ صَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ، فِي جَرْيٍ أَو سَقْيٍ، وأَصْلُهُ فِي الاِسْتِقَاءِ، وهما يَتَساجَلانِ، أَي يَتَبارَيانِ، قالَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ اللَّهَبِيُّ:
(مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ مَاجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الْكَرَبْ)
قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ المُساجَلَةِ، أَنْ يَسْتَقِيَ سَاقِيانِ، فيُخْرِجَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَجْلِهِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فقد غُلِبَ، فضَرَبَتْهُ العَرَبُ مَثَلاً لِلْمُفاخَرَةِ، فَإِذا قيلَ: فُلانٌ يُساجِلُ فُلاناً، فمَعْناهُ أَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الشَّرَفِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُهُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فد غُلِبَ، وتَساجَلُوا: تَفاخَرُوا، قَالَ ابنُ أبي الحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاغَةِ: وَقد نَزَلَ القُرْآنُ عَلى مَخْرَج كَلامِهِم فِي المُساجَلَةِ، فَقَالَ: فإِنَّ لِلَّذِين ظَلَمُوا ذَنُوباً الْآيَة، والذَّنُوبُ: الدَّلْوُ. وأَسْجَلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ خَيْرُهُ، وبِرُّهُ، وعَطاؤُهُ لِلنَّاسِ، وأْسَجَلَ النَّاسَ: تَرَكَتُهم وأَسجَلَ لَهُمْ الأَمرَ: أَطْلَقَهُ لهُم، وَمِنْه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسانِ إِلاَّ الإِحْسانُ قَالَ: هيَ مُسَجَلَةٌ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ. يَعْنِي مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ فِي الإِحْسانِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ، لَمْ يُشْتَرَطْ فِيهَا بَرٌّ دُونَ فاجِرٍ، وَفِي الحديثِ: ولاَ تُسْجِلُ أَنْعامَكُم، أَي لَا تُطْلِقُوهَا فِي زُرُوعِ النَّاسِ.
وأَسْجَلَ الحَوْضَ: مَلأهُ، قالَ:
(وغَادَرَ الأُخْذَ والاَوْجَاذًَ مُتْرَعَةً ... تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرَانَا)
ويُقالُ: فَعَلْنَاه والدَّهْرُ مُسْجَلٌ، كمُكْرَمٍ، وَالَّذِي فِي اللِّسانِ: والدَّهْرُ سجل: أَي لَا يَخافُ أَحَدٌ أَحَداً.
والمُسْجَلُ، كمُكْرَمٍ: الْمَبْذُولُ الْمُباحُ لِكُلِّ أَحَدٍ، وأَنْشَدَ الضَّبِّيُّ:
(أَنَخْتُ قَلُوصِي بِالْمُرَيْرِ ورَحْلُها ... لِمَا نَابَهُ مِنْ طَارِقِ اللَّيْلِ مُسْجَلُ)
أَرادَ بالرَّحْلِ المَنْزِلَ. وسَجَّلَ الرَّجُلُ، تَسْجِيلاً: أَي أَنْعَظَ. وسَجَّلَ بِهِ، إِذا رَمَى بهِ مِنْ فَوْقُ، كسَجَلَ سَجْلاً. وكَتَبَ السِّجِلَّ، بِكَسْرَتَيْنِ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وهوَ الصَّكُّ: اسْمٌ لِكِتابِ الْعَهْدِ، ونَحْوِهِ، قالَ اللهُ تَعالى: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ، ج: سِجِلاَّتٌ، وَهُوَ أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرَةِ المَجْمُوعَةِ بالتَّاءِ، وَلها نَظائِرُ، وَمِنْه الحَدِيثِ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَهُوَ أَيْضاً: الْكاتِبُ، وَقد سَجَّلَ لَهُ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ وقيلَ: هوَ الرَّجُلُ بِالْحَبَشيَّةِ، ورُوِيَ عَن أبي الجَوْزَاءِ أنَّهُ قالَ: السِّجِلُّ اسْمُ كاتِبٍ للنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتَمامُ الْكَلامِ لِلْكِتَابِ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وذَكَرَهُ بَعْضُهم فِي)
الصَّحابَةِ، وَلَا يَصِحُّ. قلتُ: هَكَذَا أوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّجْرِيدِ، وابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ، وَقَالا: فيهِ نَزَلَتْ الآيَةُ المَذْكُورَةُ، وَقيل: اسْمُ مَلَكٍ. والسِّجْلُ، بالكسْرِ: هُوَ السِّجِلُّ، لُغَةٌ لِلْكِتابِ، رُوِيَ ذَلِك عَن عِيسَى بنِ عُمَرَ الكُوفِيِّ، وبهِ قَرَأَ، وَلَو قَالَ: وبالكَسْرِ: الصَّحِيفَةُ، كانَ أَخْصَرَ. والسُّجْلُ، بالضَّمِّ: جَمْعٌ لِلنَّاقَةِ السَّجْلاءِ، لِلْعَظِيمَةِ الضَّرْعِ. والسّجِيلُ، كأَمِيرٍ: النَّصِيبُ، قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ السَّجْلِ، الَّذِي هُوَ الدَّلْوُ الْمَلأَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والسَّجِيلُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.
والسِّجِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: حِجَارَةٌ كالْمَدَرِ، قالَ اللهُ تَعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ، وَهُوَ مَعَرَّبٌ دَخِيلٌ، أَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل، أَي الحَجَرُ والطِّينِ، والواوُ عَاطِفَةٌ، فَلَمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ، أَو كانَتْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ، وكُتِبَ فِيهَا أَسْماءُ الْقَوْمِ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ، وَهَذَا قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ: لِلنَّاسِ فِي السِّجِّيلٍ أَقْوالٌ، وَفِي التَّفْسِيرِ أنَّها مِن جِلٍّ وطينٍ، وقيلَ: مِنْ جِلٍّ وحِجَارَةٍ، وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هَذَا فَارِسِيٌّ، والعَرَبُ لَا تَعْرِفُ هَذَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَالَّذِي عِنْدَنا واللَّهُ أَعْلَمُ، أنَّهُ إِذا كانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحاً، فهوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِبَ، لأَنَّ اللهَ تَعالى قد ذَكَرَ هَذِه الْحِجارَةَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ عَليْهِ السَّلامُ، وقالَ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، فقد بَيَّنَ لِلْعَرَبِ مَا عَنَى بِسِجِّيلٍ، ومِنْ كَلام الْفُرْسِ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيبَاجٍ، وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يَكونَ هَذَا مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِنْ سِجِّيلٍ، تَأْوِيلُهُ: كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وقالَ: إِنَّ مِثْلَ ذلكَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَنْ عُرُضٍ ... ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا)
قَالَ: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ، بمَعْنىً واحِدٍ، وَقَالَ بعضهُم: سِجِّيلٌ، مِنْ أَسْجَلْتُهُ، أَي أَرْسَلْتُهُ، فكأَنَّها مُرْسَلَةٌ عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو إِسْحاقَ: وقالَ بعضُهُم: مِن أَسْجَلْتُ، إِذا أَعْطَيْت، وجَعَلَهُ مِنَ السَّجْلِ، أَو قَوْلُه تَعالى: مِنْ سِجِّيلٍ أَي مِن سِجِلٍّ، أَي مَمَّا كُتِبَ لَهُم أنَّهُم يُعَذَّبُونَ بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا القَوْلُ إِذا فُسِّرَ فَهُوَ أَبْيَنُها، لأَنَّ مِن كَتَابِ اللهِ دَلِيلاً عليْه، قالَ اللهُ تَعَالَى: كَلاً إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين، وَمَا أدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ، ويْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ، والسِّجِّيلُ بِمَعْنَى السَّجِّينِ، والمَعْنَى أنَّها حَجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أنَّهُ يُعَذِّبُهم بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا أَحْسَنُ مَا مَرَّ فِيها، أَي فِي الآيَةِ، عنْدِي، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنهُ أَيْضا، وسَلَّمَهُ، وقَلَّدَهُ المُصَّنِّفُ، وزادَ: وأَثْبَتُهَا، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. والسَّاجُولُ، والسَّوْجَلُ، والسَّوْجَلَةُ: غِلاَفُ الْقَارُورَةِ، عَن كُرَاعٍ، والجمعُ) سَواجِيلُ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وغَلَّطَهُ، وقالَ: الصَّوَابُ: السَّاحوُلُ، بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ.
والسِّجَنْجَلُ: الْمِرآةُ، رُوِمِيٌّ مُعَرَّبٌ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجلِ)
وذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي الخُمَاسِيِّ، قَالَ: وقالَ بَعْضُهم: زَجَنْجَلٌ، وَقد تقدَّم. وَأَيْضًا: الذَّهَبُ، ويُقالُ: سَبائِكُ الْفِضَّةِ، وقِطَعُها، عَلى التَّشْبِيهِ بالمِرْآةِ. ويُقالُ: الزَّعْفَرانُ، ومَن قالَ ذلكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ: بالسَّجَنْجَلِ، وفَسَّرَهُ بِهِ. وسَجَلَ الْماءَ، سَجْلاَ، فانْسَجَلَ: صَبَّهُ صَبّاً مُتَّصِلاً، فانْصَبَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَها بِعَيْنٍ ... سَجُومِ الْماءِ فَانْسَجَلَ انْسِجَالاً)
وعَيْنٌ سَجُولٌ: غَزِيرَةٌ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: عَنْزٌ سَجُولٌ، كَمَا هوَ نَصُّ العُبابِ.
والسَّجْلاءُ: الْمَرْأَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَأْكَمَةِ، والجَمْعُ السُّجْلُ، بالضَّمِّ. وسِجالْ سِجَالْ، بالكَسْرِ: دُعَاءٌ لِلْنَّعْجَةِ لِلْحَلْبِ، وبهِ تُسَمَّى قالَهُ ابْنُ عَبَّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: سَجَّلَ القاضِي لِفُلانٍ بِمَالِهِ: اسْتَوْثَقَ لَهُ بِهِ، وقيلَ: سَجَّلَهُ بِهِ: حَكَمَ بِهِ حُكْماً قَطْعِيّاً، هَكَذَا فَسَّرَهُ الشَّرِيفُ، وقيلَ: قَرَّرَهُ وأَثْبَتَهُ، كَمَا فِي الْعِنايَةِ، وسَجَّل عليْهِ بِكَذَا: شَهَرَهُ، ووَسَمَهُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي شَرْحِ الْمَقاماتِ لَهُ.
وسَجَلَ الْقِراءَةَ، سَجْلاً: قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً، وأَسْجَلْتُ الْكَلامَ: أَرْسَلتُهُ. ولَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ.
وأُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّها، وأَرْحَلَتْ: إِذا أُرْسِلَتِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقَرَأَ بَعْضُهم: كَطَيِّ السَّجْلِ، بالفَتْحِ، وقالَ: هُوَ مَلَكٌ. قُلْتُ: وهيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وفَسَّرَهُ بَأَنَّهُ رَجُلٌ. والسَّوْجَلُ: الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ، يُقالُ: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وقَرأَ أَبُو زُرْعَةَ عَلى أبي هُرَيْرَةَ: السُّجُلِّ بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وَهِي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيفَةِ. وسِجِلِّينُ: قَرْيَةٌ بِعَسْقَلاَنَ، مِنْهَا عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي عامِرٍ السِّجِلِّينِيُّ، عنهُ أَبُو القاسِمِ الطّبَرَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

سجل

1 سَجَلَ المَآءَ, (S, K,) inf. n. سَجْلٌ, (TA,) He poured out, or forth, the water, (S, K, JM, TA,) continuously. (JM, TA.) b2: Hence, سَجَلَ القُرْآنَ He read, or recited, the Kur-án continuously. (JM. [See also سَحَلَ.]) b3: See also 2: b4: and 4.2 سجّل, inf. n. تَسْجِيلٌ, (S, Msb, K,) said of a judge, (S,) or kádee, (Msb,) He wrote a سِجِلّ [q. v.]: (S, * K:) or he decided judicially, and recorded his sentence in the سِجِلّ: (Msb:) and Mtr says that ↓ إِسْجَالٌ may be syn. with تَسْجِيلٌ, signifying the writing of سِجِلَّات [pl. of سِجِلٌّ], though not found by him in the lexicons: (Har p. 473:) [but I have found it, for Sgh says,] the إِسْجَال of the kádee and his تَسْجِيل are one [in meaning]. (O.) You say, سجّل بِهِ He decided it judicially, [and recorded it in the سِجِلّ;] or he decreed it decisively; so expl. by the Shereef: or, as in the 'Ináyeh, he established it and recorded it [in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل القَاضِى

لِفُلَانٍ بِمَالِهِ The kádee secured to such a one his property [by a judicial decision recorded in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل عَلَيْهِ القَاضِى [The kadee decided judicially against him, and recorded his sentence in the سِجِلّ]. (Mgh.) b2: And سجّل عَلَيْهِ بِكَذَا (assumed tropical:) He rendered him notorious by reason of such a thing, and stigmatized him with it. (Z, TA.) A2: And سجّل بِهِ He threw it from above; as also ↓ سَجَلَ, inf. n. سَجْلٌ. (K.) A3: And سجّل, inf. n. as above, He (a man, TA) became affected with carnal appetite. (K.) 3 ساجلهُ, (K,) inf. n. مُسَاجَلَةٌ, (S, IB, TA,) [and app. سِجَالٌ also, (see سَجْلٌ,)] He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, or rivalled, him; or imitated him; (S, IB, * K;) doing like as he did; (S, IB;) originally in the drawing of water; (S, * IB;) each of them bringing forth in his سَجْل [or bucket] the like of what the other brought forth [or endeavouring to do so]; the one, of them, that desisted being overcome: (IB:) and also, (assumed tropical:) in running: or in watering. (S.) Hence, فُلَانٌ يُسَاجِلُ فُلَانًا (tropical:) Such a one vies with such a one, each of them producing, [of the evidences] of nobility, the like of what the other produces; the one, of them, that desists being overcome. (IB.) El-Fadl Ibn-'Abbás Ibn-'Otbeh Ibn-Abee-Lahab says, مَنْ يُسَاجِلْنِى يُسَاجِلْ مَاجِدًا يَمْلَأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ [He who contends for superiority with me contends for superiority with one possessing glory, who fills the bucket to the tying of the rope that is attacked to the middle of its cross-bars]: and hence the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ. (S. [See سَجْلٌ.]) 4 اسجلهُ He gave him a bucketful (سَجْلًا) or two bucketfuls (سَجْلَيْنِ): (K:) or, as some say, (assumed tropical:) he gave him much. (TA.) b2: And اسجل الحَوْضَ He filled the watering-trough, or tank; (S, K;) as also ↓سَجَلَهُ. (JM.) b3: أُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّهَا The beast was sent forth, or set loose or free, with its mother. (TA.) It is said in a trad., لَا تُسْجِلُوا أَنْعَامَكُمْ, meaning Set not loose your cattle in men's fields of seed-produce. (TA.) b4: And you say, اسجل النَّاسَ He left, or left alone, the people. (K.) b5: And اسجل لَهُمُ الأَمْرَ (assumed tropical:) He made the affair free, or allowable, to them. (K.) b6: And أَسْجَلْتُ الكَلَامَ (assumed tropical:) I made the speech, or language, to be unrestricted. (S.) A2: اسجل He (a man, TA) abounded in goodness, (K, TA,) and beneficence, and gifts to men. (TA.) A3: أَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ, inf. n. إِسْجَالٌ, I wrote a writing for the man. (Msb.) b2: See also 2.6 تساجلوا They vied, competed, or contended for superiority, one with another; emulated, or rivalled, one another; or imitated one another; [originally, in the drawing of water: and hence, (assumed tropical:) in other things: (see 3:)] (S, TA:) and هُمَا يَتَسَاجَلَانِ They two vie, &c., each with the other. (K.) 7 انسجل It (water) poured out, or forth; or became poured out, or forth; (S, K;) [app., continuously: see 1.]

سَجْلٌ A full bucket: so accord. to Az and ElFárábee and others: (MS:) or a bucket containing water, whether little or much: such as is empty is not called سَجْلٌ nor ذَنُوبٌ: (S:) or a great bucket: (Msb: [see also سَجِيلٌ:]) or a great bucket that is full (K, TA) of water: (TA:) and a bucketful; the quantity that fills a bucket: (K:) it is of the masc. gender [though دَلْوٌ (the most common word for “ a bucket ”) is generally fem.]: (S, K:) pl. سِجَالٌ. (S.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) A share, or portion; (Msb;) like دَلَاةٌ [which likewise originally signifies “ a bucket ”]. (S in art. دلو. [See also سَجِيلٌ.]) And hence is derived the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ, [as though meaning (assumed tropical:) War is an affair of shares, or portions;] i. e. the victory in war is shared by turns among the people [engaged therein]: (Msb:) [but it is implied in the S that it is from المُسَاجَلَةُ, and that سِجَالٌ is here an inf. n. like مُسَاجَلَةٌ, agreeably with analogy; and if so, the saying may be rendered war is a contention for superiority: (see 3:)] or the saying الحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجَالٌ means (assumed tropical:) [War between them consists of portions, in such a manner that] a سَجْل [or portion] thereof is against these, and another is against these: (K:) originating from the act of two men drawing water with two buckets from a well, each of them having [in his turn] a full bucket. (TA.) You say also, أَعْطَاهُ سَجْلَهُ مِنْ كَذَا (tropical:) He gave him his share, or portion, of such a thing; like as one says, ذَنُوبَهُ. (Har p. 19.) The phrase سَجْلٌ

↓ سَجِيلٌ in the saying لَهُمْ مِنَ المَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ (K, * TA) has an intensive signification; (K, TA;) [the saying app. meaning (assumed tropical:) They have, of glory, a large share.] b3: Hence likewise, metaphorically applied to signify (tropical:) A gift: one says جَوَادٌ عَظِيمُ السَّجْلِ (tropical:) [A bountiful man who is large in gift]. (Har ibid. [The first word in this saying is there written جوّاد.]) One says also, لَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ (assumed tropical:) [He has overflowing goodness or beneficence]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A bountiful man. (Abu-l-' Omeythil, K.) b5: And (assumed tropical:) A great udder: pl. سِجَالٌ and سُجُولٌ. (K.) A2: See also سِجِلٌّ, in two places.

سِجْلٌ: see the next paragraph.

سِجِلٌّ A writing; or paper, or piece of skin, written upon; (K, * TA;) as also سُجُلٌّ (TA) and ↓ سِجْلٌ (K, TA) [and ↓ سَجْلٌ, as appears from what follows]: or a طُومَار [meaning a roll, or scroll, or the like,] for writing upon or written upon: (Bd in xxi. 104:) and a written statement of a contract and the like; (K, TA;) i. e. (TA) i. q. صَكٌّ: (S, TA: [but see this word, which has also other meanings, and among them that here following, which is the most common meaning of سِجِلٌّ:]) the record of a kádee, or judge, in which his sentence is written; (Msb;) a judicial record: (Mgh:) [see also مَحْضَرٌ:] pl. سِجِلَّاتٌ. (Msb, K.) كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ, in the Kur xxi. 104, means Like the folding of the طُومَار [expl. above] for the purpose of writing [thereon]: or for what is to be written: (Bd:) or upon what is written; (Bd, * Jel;) i. e., upon the written record [of the works] of the son of Adam at his death: (Jel:) or السِّجِلّ here has the third of the meanings here following: (Bd, Jel:] or the second thereof. (Bd.) b2: And A writer, or scribe: (K:) and so some explain it in the verse above cited. (TA.) b3: And السِّجِلُّ A certain scribe of the Prophet. (K.) b4: And A certain angel, (K,) who folds the written statements of [men's] works. (Bd ubi suprà.) b5: And, without the article, A man, in the Abyssinian language. (K.) In the verse cited above, I' Ab read ↓ السَّجْلِ, and explained it as meaning A certain man: but it is also said to mean a certain angel: and another reading is السُّجُلِّ, a dial. var. mentioned above. (TA.) السِّجَالُ a name for The ewe. (Ibn-'Abbád, O.) b2: And سِجَال سِجَال [i. e. سِجَالْ سِجَالْ, so in my MS. copy of the K, but in the CK سِجالِ سِجالِ,] is A call to the ewe to be milked. (Ibn-'Abbád, O, K.) سَجُولٌ A she-goat abounding in milk: thus correctly, as in the O: in the copies of the K, in the place of عَنْزٌ is put عَيْنٌ [making the meaning to be a spring abounding in water or an eye abounding in tears]. (TA.) سَجِيلٌ, applied to a bucket (دَلْو), Large, or big; as also with ة: (K:) or ↓ سَجِيلَةٌ [alone, i. e. as a subst., rendered such by the affix ة,] signifies a large, or big, bucket. (S.) b2: And, applied to an udder (ضَرْع), Long: (S:) or pendent and wide; as also ↓ أَسْجَلُ: (K:) or this latter, applied to an udder, but only of a sheep or goat, wide, flaccid, and tossing about; striking the animal's hind legs, from behind. (ISh, TA.) b3: And, with ة, applied to a testicle (خُصْيَة), Flaccid and wide in the scrotum. (K.) b4: See also سَجْلٌ. b5: Also Hard, and strong. (K.) A2: And A share, or portion: (K:) IAar says, it is of the measure فَعِيلٌ from سَجْلٌ meaning “ a full bucket ” [and likewise “ a share, or portion ”]; but, he adds, it does not please me. (TA.) سَجَالَةٌ, in a testicle, Flaccidity and wideness in the scrotum. (K.) سَجِيلَةٌ: see سَجِيلٌ.

سِجِّيلٌ Stones like lumps of dry, or tough, clay: arabicized from سَنْگ وَ گِلْ; (K, TA;) which are Pers\. words, meaning “ stone and clay; ” the conjunction falling out in the arabicizing: (TA:) or baked clay: (Jel in xi. 84 and xv. 74 and cv. 4:) or stones (S, K) of clay (S) baked by the fire of Hell, whereon were inscribed the names of the people [for whom they were destined]: (S, K:) so in the Kur; as is indicated therein, in li. 33 and 34: (S:) or مِنْ سَجِّيلٍ in the Kur means مِنْ سِجِلٍّ, i. e. of what had been written [or decreed] for them, that they should be punished therewith; and سِجِّيل means the same as سِجِّين, mentioned and expl. in the Kur lxxxiii. 8 and 9: (K:) AO says that من سجّيل means many and hard; and that سِجِّينٌ is syn. with سِجِّيلٌ in this sense: (TA:) it is also said to be from سِجِّينٌ meaning Hell; the ن being changed into ل: (Bd in xi. 84:) also, to be from أَسْجَلْتُهُ meaning “ I sent forth him or it: ” or from أَسْجَلْتُ meaning “ I gave; ” and to be from السَّجْلُ. (TA.) A2: Also i. q. دَائِمٌ; and so سِجِّينْ [q. v.]. (L in art. سجن.) سَجَنْجَلٌ A mirror: (S, K:) or a Chinese mirror: (MA:) [said to be] a Greek word (رُومِىٌّ), (S, K,) arabicized: (S:) and some say زَجَنْجَلٌ. (Az, TA.) [Pl., accord. to Freytag, سَنَاجِلُ.] b2: And (assumed tropical:) Pieces such as are termed سَبَاجِلُ, of silver; (K, * TA;) as being likened to the mirror. (TA.) b3: And Gold. (K.) b4: And Saffron. (K.) أَسْجَلُ: see سَجِيلٌ. b2: سَجْلَآءُ, [the fem.,] applied to a she-camel, (S, K,) means (assumed tropical:) Long in the udder: (S:) or big in the udder: pl. سُجْلٌ. (K.) b3: And, applied to a woman, (assumed tropical:) Big in the posteriors: (K:) pl. as above. (TA.) مُسْجَلٌ Allowed, or made allowable, to every one; (S, K;) not denied to any one. (S.) b2: Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh said, in explaining the words of the Kur [lv. 60], هَلْ جَزَآءُ الْإِحْسَانِ

إِلَّا الْإِحْسَانُ [Shall the recompense of doing good be other than doing good?], هِىَ مُسْجَلَةٌ لِلْبَرِّ وَ الفَاجِرِ, meaning (assumed tropical:) It is unrestricted in its relation to the righteous and the unrighteous: a righteous person is not made to be conditionally intended thereby, exclusively of an unrighteous. (As, S, TA.) b3: And one says, فَعَلْنَاهُ وَ الدَّهْرُ مُسْجَلٌ (assumed tropical:) [We did it when fortune was unrestricted], i. e., when no one feared any one. (K.)

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءــة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءــة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.

مَلِيء

مَلِيء
الجذر: م ل أ

مثال: الكوب مليء بالماء
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها بهذا المعنى في المعاجم.
المعنى: مملوء به

الصواب والرتبة: -الكوب ملآن بالماء [فصيحة]-الكوب مليء بالماء [فصيحة]-الكوب مملوءٌ بالماء [فصيحة]
التعليق: تذكر كتب اللغة من الفعل «مَلأَ» بمعنى الامتلاء: الوصفين «مملوءٌ» و «ملآن»، أما المليء من الفعل «مَلُؤَ» فهو الغنِيّ أو الثقة أو الحسن القضاء لِدَيْنه أو الرئيس، ولكن أَقَرَّ مجمع اللغة المصري صواب هذا الاستخدام، وذلك إما على أن صيغة «فعيل» مسموعة بوفرة في الصفة المشبّهة، وإما على قياسية اشتقاق فعيل بمعنى مفعول فيما لم يأت منه فعيل بمعنى فاعل. وقد ذكرته بعض المعاجم الحديثة كالمنجد.

ملأ 

[ملأ] المَلءُ بالفتح: مصدر مَلأتُ الاناء فهو مملوء. ودلو ملآى على فعلى، وكوز ملآن، والعامة تقول: ملا ماء. والملء بالكسر: اسم ما يأخذه الإناءُ إذا امْتَلأَ. ويقال: مِلأهُ ومِلأَيْهِ وثلاثة أملائه. وامتلا الشئ وتملا بمعنى. يقال: تَمَلأتُ من الطعام والشراب. وتَمَلأَ فلانٌ غيظاً. وأمْلأتُ النزْعَ في القَوسِ، إذا شَدَدْتَ النزع فيها. والملاة بالضم، مثال المتعة: الزكام، ومُلِئَ الرجل وأمْلأهُ الله، أي أزْكَمَهُ، فهو مملوء على غير قياس يحمل على ملئ. وملا الرجلُ: صار مَليئاً أي ثِقَةً، فهو غنى ملئ بين الملاءة، ممدودان. والمُلاءةُ، بالضم ممدودٌ: الرَيطة ، والجمع مُلاء. أبو زيد: مالأتُهُ على الأمر مُمالأَةً: ساعدته عليه وشايعته. ابن السكيت: تمالؤوا على الامر: اجتمعوا عليه. والمَلأَ: الجماعةُ. وقول الشاعر : وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمَّنا * عَذْراَء لا كَهْلٌ ولا مَوْلودُ أي: تَشاوَروا مُتمالئينَ على ذلك ليقتلونا أجمعين، فتصبح أمنا كأنها لم تلد. وفى الحديث: " والله ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله ". والملا أيضا: الخلق. يقال: ما أحسنَ مَلأَ بني فلانٍ، أي: عِشْرَتَهُم وأخلاقَهُم. قال الشاعر : تَنادَوا يالَ بُهْثَةَ إذ رَأوْنا * فقلنا أحْسِني مَلأَ جُهَيْنا والجمع أملاء. وفى الحديث: أنه قال لاصحابه حين ضربوا الاعرابي: " أحسنوا أملاءكم ".

كظم

كظم

1 كَظَمَ غَيْظَهُ He repressed, or restrained, his wrath, or rage. (K.) b2: كَظَمَ, aor. كَظِمَ

, inf. n. كَظْمٌ, He restrained himself. (TA.) b3: مَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّةٍ; and لَا يَكْظِمٌ عَلَى جِرَّتِهِ: see جِرَّةٌ. b4: كَظَمَ عَلَى غَيْظِهِ i. q.

كَظَمَ غَيْظَهُ. (TA.) كَظَائِمُ [pl. of كِظَامَةٌ] Subterranean conduits for water. (TA in art. قنو.)
كظم: {والكاظمين}: الحابسين.
كظم: كظم: فكّر ملياً، اكتئاب، حزن.
انكظم: أنظرها عند (فوك) في مادة ( conpescere) .
ك ظ م: (كَظَمَ) غَيْظَهُ اجْتَرَعَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ فَهُوَ رَجُلٌ (كَظِيمٌ) ، وَالْغَيْظُ (مَكْظُومٌ) . وَ (كَاظِمَةُ) مَوْضِعٌ. 
ك ظ م : كَظَمْتُ الْغَيْظَ كَظْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَكُظُومًا أَمْسَكْتَ عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُ عَلَى صَفْحٍ أَوْ غَيْظٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] وَرُبَّمَا قِيلَ كَظَمْتُ عَلَى الْغَيْظِ وَكَظَمَنِي الْغَيْظُ فَأَنَا كَظِيمٌ وَمَكْظُومٌ وَكَظَمَ الْبَعِيرُ كُظُومًا لَمْ يَجْتَرَّ. 

كظم


كَظَمَ(n. ac. كَظْم
كُظُوْم)
a. Closed; stopped up; obstructed.
b. Suppressed (anger).
c. [pass.], Held his tongue.
كَظْم
(pl.
كِظَاْم أَكْظَاْم)
a. Throat, gullet.
b. Bronchial tube.

كَظَمa. see 1
كَاْظِم
(pl.
كُظَّم)
a. Silent, mute.

كِظَاْمa. Obstruction.
b. Stopper.

كِظَاْمَةa. Mouth of a river, estuary.
b. Choked with anger.
c. see 25t (b)d. Sinew; thong.
e. Ring (balance).
كَظِيْمa. Sorrowful.
b. Bolt.

كَظِيْمَةa. Water-skin.
b. (pl.
كَظَاْئِمُ), A well communicating with another.
N. P.
كَظڤمَa. see 25 (a)
كظم
الْكَظْمُ: مخرج النّفس، يقال: أخذ بِكَظَمِهِ، والْكُظُومُ: احتباس النّفس، ويعبّر به عن السّكوت كقولهم: فلان لا يتنفّس: إذا وصف بالمبالغة في السّكوت، وكُظِمَ فلان: حبس نفسه. قال تعالى: إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ
[القلم/ 48] ، وكَظْمُ الغَيْظِ: حبسه، قال:
وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ
[آل عمران/ 134] ومنه:
كَظَمَ البعيرُ: إذا ترك الاجترار، وكَظمَ السّقاء:
شدّه بعد ملئه مانعا لنفسه، والكِظَامَةُ: حلقة تجمع فيها الخيوط في طرف حديدة الميزان، والسّير الذي يوصل بوتر القوس، والكَظَائِمُ:
خروق بين البئرين يجري فيها الماء، كلّ ذلك تشبيه بمجرى النّفس، وتردّده فيه.
[كظم] كَظَمَ غيظه كَظْماً : اجترَعه، فهو رجلٌ كَظيمٌ. والغَيْظُ مَكْظومٌ. والكَظيمُ: غَلَقُ الباب. والكَظومُ: السكوتُ. وكَظَمَ البعير يَكْظمُ كُظوماً، إذا أمسَكَ عن الجِرَّة، فهو كاظِمٌ. وإبلٌ كظومٌ. تقول: أرى الإبل كَظوماً لا تجترُّ. وقومٌ كُظَّمٌ، أي ساكتون. قال العجاج: ورب أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغا ورفث التكلم ويقال: أخذت بكظمه، أي بمَخْرَج نَفَسه. والجمع أكْظامٌ. وكاظمة: موضع. والكِظامَةُ: بئرٌ إلى جنبها بئر، وبينهما مجرًى في بطن الوادي. وفي الحديث: " إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ". والكِظامَةُ: الحَلقة التي تجمع فيها خيوط الميزان في طرف الحديدة. والكِظامَةُ: العَقَبُ الذي على رءوس القذذ العليا.
باب الكاف والظاء والميم معهما ك ظ م مستعمل فقط

كظم: كَظمَ الرجل غيظه: اجترعه. وكَظَم البعير جرته إذا ازدردها وكف عنها. ويقال للإبل: كَظُوم، وناقة كَظُوم أيضاً، إذا لم تجتر. والكَظْمُ: مخرج النفس. [يقال] : قد غمه وأخذ بكَظْمه فما يقدر أن يتنفس، أي: كربه، وهو مكظوم كظيم، أي: مكروب. والكِظامةُ: سير نوصله بوتر القوس العربية، ثم يدار بطرف السية العليا، وربما كانت حبلاً يكظم به خطم البعير، ويتخذ له درجة يجعلونها في القد، ويشد ذلك الحبل عليه. والدرجة خرقة تلف لفاً شديداً شبه الصمامة عظمت أو صغرت. والكِظامةُ: القناة.. كَظمتُ القناة: سددتها. والكظيمة: واحدة الكظائم، وهي خروق تحفر فيجرى فيها الماء من بئر إلى بئر. والمكظوم: الذي يلتقمه الحوت. وكاظمة: موضع بالبادية.
كظم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى كِظَامة قوم فَتَوَضَّأ وَمسح على قَدَمَيْهِ. الكِظامة: السِّقَايَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَالَتْ عَنْهَا الْأَصْمَعِي وَأهل الْعلم من أهل الْحجاز فَقَالُوا: هِيَ آبار تحفر ويباعد مَا بَينهَا ثُمَّ يخرق مَا بَين كل بئرين بقناة تُؤدِّي المَاء من الأولى إِلَى الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يجْتَمع المَاء إِلَيّ آخرتهن وَإِنَّمَا ذَلِك من عَوَز المَاء ليبقى فِي كل بِئْر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أهلُها للشُّرْب وسَقْيِ الأَرْض ثمَّ يخرج فَضلهَا إِلَى الَّتِي تَلِيهَا فَهَذَا مَعْرُوف عِنْد أهل الْحجاز. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر: إِذا رَأَيْت مَكَّة قد بُعِجت كِظائم وساوى بناؤها رُؤُوس الْجبَال فَاعْلَم أَن الْأَمر قد أظلك فَخذ حذرك. قَالَ: وَيُقَال فِي الكظامة إِنَّه الْفَقِير وَهُوَ فَم القَناة وَجمعه فقر.
[كظم] نه: فيه: أتى كظلمة قوم فتوضأ منها، هي كالقناة، وجمعها كظائم وهي آبار تحفر في الأرض متناسقة ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض فتجتمع مياهها جارية ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض، وقيل: هي السقاية. ج: هي آبار تحفر ويباعد ما بينهما ثم يحفر ما بين كل بئرين بقناة يؤدي الماء من الأولى إلى ما يليها حتى يجتمع الماء إلى آخرهن ويبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها. نه: ومنه: إذا رأيت مكة قد بعجت "كظائم"، أي حفرت قنوات. وح: أتى "كظامة" قوم فبال، قيل: أراد هنا الكناسة. وفيه: من "كظم" غيظًا فله كذا، هو تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه. ومنه: إذا تثاءب أحدكم "فليكظم" ما استطاع، أي ليحبسه. ومنه ح عبد المطلب: له فخر "يكظم" عليه، أي لا يبديه ويظهره هو وجسمه. وفيه: لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ "بأكظامها"، هو جمع كظم- بالحركة، وهو مخرج النفس من الحلق. ومنه ح: له التوبة ما لم يؤخذ "بكظمه"، أي عند خروج نفسه. و"كاظمة" موضع. غ: "كظم" البعير: لم يجتر، والرجل غيظه: تجرعه وهو قادر على الإيقاع بعدوه فأمسكه ولم يمضه، وكظم خصمه: أفحمه. ن: الكظيم: الممتلئ.
باب كع
كظم
الكَظْمُ: كَظْمُ الرجُل غَيْظَه إذا تَجَرَّعَه.
وكَظَمَ البَعِير الجِرَّةَ: ازْدَرَدَها. والإِبِلُ كُظُوْمٌ: إذا لم تَجْتَرّ.
وكَظَمَتِ الناقَةُ: إذا لم تُحَركْ لَحْيَيْها.
والكَظَمُ: مَخْرَجُ النَّفَس، أخَذَ بكَظَمِه.
وهو كَظِيْم مَكْظُوْمٌ: أي مَكْرُوْبٌ.
والكُظُوْمُ: السكُوتُ.
والكِظَامَةُ: سَيْرٌ يُوْصَلُ بوَتَرِ القَوْس العَرَبية ثمَ يُدَارُ بطَرَفِ السَّيَةِ العُلْيا. وهو - أيضاً -: حَبْل يُكْظَمُ به خُرْطُوْمُ البَعِيرِ. وهي الحَلْقَةُ التي يَجْتَمِعُ فيها الخُيُوط التي في طَرَفَي الحَدِيْدَةِ من المِيزان.
والكَظِيْمَةُ والكَظائمُ: خُرُوْقٌ تُحْفَرُ فَيَجْري فيها الماءُ من بِئْرٍ إلى بِئْرٍ. وقيل: أنهَارُ الكَرْم المَحْفُورَةُ بَعْضُها إلى بعض نَسَقاً.
وكِظَامُ الرَّجُل: وَجْهُه لأنَّه يَكْظِمُ به القَوْمَ.
ويقولون: أخَذْتُ بكِظَام هذا الأمْرِ: أي أخَذْتُ فيه بالثَّقَة.
والكِظَامُ: سِدَادُ الشَّيْءِ، كَظَمْتُ البابَ: سَدَدْته.
والكَظِيْمَةُ: المَزَادَةُ. وهي الحَوْضُ أيضاً.
وفي الحَدِيث: " أتى كِظَامَةَ قَوْم فَتَوَضَّأ " وهي السِّقَايَةُ.
وكاظِمَةُ: مَوْضِعٌ بالبادِية.
ك ظ م

كظم البعير جِرّته: ازدردها وكفّ عن الاجترار، وباتت الإبل كوظوماً وكواظم. وحفروا كظامةً وكظيمةً وكظائم. وفي الحديث: " أتى كظامة قومٍ فتوضّأ " وهي الفقير يحفر من بئر إلى بئر والسقاية والحوض. قال طرفة:

يشربن من فضلة العقار كما اس ... توجر ماء الكظيمة الشرب

جمع شروب. ويقال لأنهار الكرم: الكظائم. وعقد الخيوط في كظامتي الميزان وهما الحلقتان في طرفي العمود. ويقال: كظم القربة: ملأها وسدّ رأسها. وكظم الباب: سدّه، وهو كظام الباب: لسداده.

ومن المجاز: كظم الغيظ وعلى الغيظ وهو كاظم، وكظمه الغيظ والغمّ: أخذ بنفسه فهو مكظوم وكظيم " إذ نادى وهو مكظومٌ " " ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم " وما كظم فلان على جرّته إذا لم يسكت على ما في جوفه حتى تكلّم به وغمذّني. وأخذ بكظمي وهو مخرج النفس وبأكظامي. وأخذت بكظام الأمر إذا أخذت بالثقة. وإن خلخالها لكظيم، وغنها لكظيمة الخلخال وكظيمه. قال الهذليّ:

كظيم الحجل واضحة المحيا ... عديلة حسن خلقٍ في تمام

وجاء فكظم الباب إذا قام عليه فسدّه بنفسه.
(كظم) - في الحديث: "أنَّه أَتى كِظامَةَ قَومٍ فَتوضَّأَ منها"
قال الأصْمعى: هي واحدةُ الكَظَائِمِ" . وهي خُروقٌ تُحفَرُ في الأرض، ويُباعَدُ ما بَينَها، وينفذ بَعضُها إلى بَعض، فتكون كهيئَةِ الأَنهار المُنْفَطِرةِ تحت الأرض، كأَنّها كَظَمَتْ ما فيها من الماءِ، فَلم يَظهَرْ؛ وإنَّما ذلك من عَوَز الماءِ؛ ليبقَى في كلِّ بِئرٍ مَا يَحتاجُ إليه أهلُها، ثم يخرجُ فُضُلُها إلى التي يَلِيها.
- ومنه قَولُ عبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما -: "إذَا رَأيتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظائِمَ "
والكِظامَةُ أيضًا: الكُناسةُ فيما قِيلَ.
- ومنه الحديث: "أَنَّهُ أَتى كِظامَةَ قَوْمٍ فبالَ"
ويُحتَملُ أن يُريدَ بها ما تَقدَّم أيضًا .
- وفي الحديث: "إذَا تَثَاءَبَ أحَدُكم فَليَكْظِمْ ما اسْتَطَاع"
: أي لِيَحْبِسْهُ .
- وفي حديث إبراهيم : "له التَّوبَةُ ما لم يُؤخَذْ بكَظَمِه " بفَتح الظّاءِ: أي بمَخْرَج نَفَسِه. فهو كِظِيمٌ ومَكظومٌ. والكِظامُ : سِدادُ الشَّىءِ.
وكاظِمَةُ: بِئْرٌ مذكُورَةٌ في الحديث.
- وفي حديث عَبْدِ المطلب: "له فَخْرٌ يَكْظِمُ عليه"
: أي لا يُبْدِيهِ، وهو حَسَبُه.
كظم
كظَمَ/ كظَمَ على يَكظِم، كَظْمًا، فهو كاظِم وكظيم، والمفعول مَكْظوم وكظيم
• كظَم الرّجُلُ غيظَه/ كظَم الرجُلُ على غيظِه: كتَمه؛ حبَسه وأمسك على ما في نفسه منه على صَفْح أو غيظ " {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}: كاظم غيظه شديد الإخفاء لما يشعر به من حُزن- {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ".
• كظَم نفَسَه: حَبَسه "فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ [حديث] ". 

كاظِم [مفرد]: ج كاظمون وكُظّام وكُظَّم، مؤ كاظمة، ج مؤ كاظمات وكُظَّم:
1 - اسم فاعل من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مَنْ يملك نفسَه عند الغضب أو يكتم غضبَه. 

كَظْم [مفرد]: ج أكظام (لغير المصدر) وكِظام (لغير المصدر):
1 - مصدر كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مخرج النّفَس من الحلْقِ "أخذ بكظْمِه وكاد يخنقه".
3 - (نف) إبعاد الأمور غير السارَّة عن الذاكرة أو إرسالها إلى اللاّشعور. 

كظيم [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كظَمَ/ كظَمَ على: حزين مغتمّ " {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}: مملوء غيظًا وغمًّا".
• كظيمة: ترمس؛ إناء عازل يحفظ حرارةَ السائل الذي يحويه لمدّة طويلة، وذلك لأنّه ذو جدارين أفرغ ما بينهما منعًا لضياع الحرارة، وطُليا بطلاء فِضِّيّ منعًا لفقدان الحرارة بالإشعاع. 

مكظوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كظَمَ/ كظَمَ على.
2 - مغموم مملوء همًّا وحزنًا " {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} ". 
الْكَاف والظاء وَالْمِيم

كظم غيظه يكظمه كظما: رده وحبسه، وَقَوله عز وَجل: (والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي: الحابسين الغيظ لَا يجازون عَلَيْهِ.

وكظم الْبَعِير على جرته: إِذا ردهَا، وكف عَن الاجترار.

وناقة كظوم: لَا تجتر.

كظمت تكظم كظوما.

والكظم: مخرج النَّفس.

واخذ بكظمه: أَي بحلقه.

وَقيل: بفمه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

واخذ الْأَمر بكظمه: إِذا غمه، وَقَول أبي خرَاش:

وكل امْرِئ يَوْمًا إِلَى الله صائر ... قَضَاء إِذا مَا كَانَ يُؤْخَذ بالكظم

أَرَادَ: الكظم، فاضطر، وَقد دفع ذَلِك سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: أَلا ترى أَن الَّذين يَقُولُونَ فِي " فَخذ " فخذاً وَفِي " كبد " كبداً لَا يَقُولُونَ فِي " جمل " جملا.

وَرجل مكظوم، وكظيم: مكروب قد اخذ الْغم بكظمه، وَفِي التَّنْزِيل: (ظلّ وَجهه مسوداًّ وَهُوَ كظيم) .

والكظوم: السُّكُوت.

وَقد كظم يَكْظِم.

وكظم على غيظه يَكْظِم كظماً، فَهُوَ كاظمٌ، وكظيم: سكت.

وَفُلَان لَا يَكْظِم على جرته: أَي لَا يسكت على مَا فِي جَوْفه حَتَّى يتَكَلَّم بِهِ.

وَقَول زِيَاد بن علبة الْهُذلِيّ:

كظيم الحجل وَاضِحَة الْمحيا ... عديلة حسن خلق فِي تَمام

عَنى: أَن خلْخَالهَا لَا يسمع لَهُ صَوت لامتلائه. وكظم الْبَاب يكظمه كظما: قَامَ عَلَيْهِ فاغلقه بِنَفسِهِ أَو بِغَيْر نَفسه.

وكل مَا سد من مجْرى مَاء أَو بَاب أَو طَرِيق: كظم، كَأَنَّهُ سمي بِالْمَصْدَرِ.

والكظامة: مَا سد بِهِ.

والكظامة: الْقَنَاة الَّتِي تكون فِي حَوَائِط الاعناب وَقيل: الكظامة: ركايا الْكَرم، وَقد افضى بَعْضهَا إِلَى بعض وتناسقت كَأَنَّهَا نهر.

وكظموا الكظامة: جدروها بجدرين، والجدر: طين حافتها.

وَقيل: الكظامة: بِئْر إِلَى جنبها بِئْر، وَبَينهمَا مجْرى فِي بطن الأَرْض اينما كَانَت، وَهِي: الكظيمة، والكظامة.

والكظامة من الْمَرْأَة: مخرج الْبَوْل.

والكظامة: فَم الْوَادي الَّذِي يخرج مِنْهُ المَاء، حَكَاهُ ثَعْلَب.

والكظامة: سير يُوصل بِطرف الْقوس الْعَرَبيَّة، ثمَّ يدار بِطرف السية الْعليا.

والكظامة: الْعقب الَّذِي على رُءُوس القذذ من السهْم.

وَقيل: هُوَ مَوضِع الريش.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكظامة: الْعقب الَّذِي يدرج على اذناب الريش يضبطها على أَي نَحْو مَا كَانَ التَّرْكِيب كِلَاهُمَا عبر فِيهِ بِلَفْظ الْوَاحِد عَن الْجَمِيع.

والكظامة: حَبل يشد بِهِ انف الْبَعِير.

وَقد كظموه بهَا.

وكظامة الْمِيزَان: مسماره الَّذِي يَدُور فِيهِ اللِّسَان.

وَقيل: هِيَ الْحلقَة الَّتِي تَجْتَمِع فِيهَا الخيوط فِي طرفِي الحديدة من الْمِيزَان.

وكاظمة، معرفَة: مَوضِع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

إِذْ هن اقساط كَرجل الدبى ... أَو كقطا كاظمة الناهل

وَقَول الفرزدق:

فياليت دَاري بِالْمَدِينَةِ أَصبَحت ... بأعفار فلج أَو بِسيف الكواظم فَإِنَّهُ أَرَادَ: كاظمة وَمَا حولهَا، فَجمع لذَلِك.

كظم: الليث: كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه. كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً:

ردَّه وحبَسَه، فهو رجل كَظِيمٌ، والغيظ مكظوم. وفي التنزيل العزيز:

والكاظمين الغيظ؛ فسره ثعلب فقال: يعني الخابسين الغيظ لا يُجازُون عليه، وقال

الزجاج: معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها

الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله عز وجل. ويقال: كَظَمْت

الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه. وفي الحديث: من

كَظَم غيظاً فله كذا وكذا؛ كَظْمُ الغيظ: تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه.

وفي الحديث: إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما

أَمكنه. ومنه حديث عبد المطلب: له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه

ويظهره، وهو حَسَبُه. ويقال: كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه.

وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة، فهو كاظِمٌ. وكَظَم

البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ؛ قال الراعي:

فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ

مِنْ ذي الأَبارِقِ، إذ رَعَيْنَ حَقِيلا

ابن الأنباري في قوله:

فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة

أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها، قال: والكاظم منها العطشان اليابس

الجوف، قال: والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ، والجِرَّة ما تخرجه

من كروشها فتَجْتَرُّ، وقوله: من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة

أَصلها ما رعت بهذا الموضع، وحَقِيل: اسم موضع. ابن سيده: كظَم البعير جِرَّته

ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار. وناقة كَظُوم ونوق كُظوم: لا تجتَرُّ،

كَظَمت تَكْظِم كُظوماً، وإبل كُظوم. تقول: أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ؛

قال ابن بري: شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي:

فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ،

لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف

والكظم: مَخْرَج النفس. يقال: كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي. أَبو زيد:

يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة، وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال: أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه، والجمع كِظام. وفي

الحديث: لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها؛ هي جمع كَظَم،

بالتحريك، وهو مخرج النفَس من الحلق؛ ومنه حديث النخعي: له التوبة ما لم

يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه. وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه

إذا غمَّه؛ وقول أَبي خِراش:

وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر

قضاءً، إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم

أَراد الكَظَم فاضطرّ، وقد دفع ذلك سيبويه فقال: ألا ترى أَن الذين

يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل؟ ورجل مكظوم

وكَظِيم: مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه. وفي التنزيل العزيز: ظَلَّ

وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم. والكُظوم: السُّكوت. وقوم كُظَّم أي ساكنون؛

قال العجاج:

ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ

عنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ

وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً، فهو كاظِمٌ وكَظيم: سكت.

وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به؛

وقول زياد بن عُلْبة الهذلي:

كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا،

عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ

عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه. والكَظيمُ: غَلَق الباب.

وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً: قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير

نفسه. وفي التهذيب: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو

سددته بشيء غيرك. وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أو باب أو طَريق كَظْمٌ،

كأَنه سمي بالمصدر.

والكِظامةُ والسِّدادةُ: ما سُدَّ به. والكِظامةُ: القَناة التي تكون في

حوائط الأَعناب، وقيل: الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى

بعض وتَناسقَت كأنها نهر. وكَظَمُوا الكِظامة: جَدَروها بجَدْرَين،

والجَدْر طِين حافَتِها، وقيل: الكِظامة بئر إلى جنبها بئر، وبينهما مجرى في بطن

الوادي، وفي المحكم: بطن الأرض أينما كانت، وهي الكَظِيمة. غيره:

والكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء. وفي الحديث: أن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه؛

الكِظامةُ: كالقَناة، وجمعها كَظائم. قال أَبو عبيدة: سأَلت الأَصمعي عنها

وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا: هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما

بينها، ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي

تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على

وجه الأَرض، وفي التهذيب: حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، وإنما ذلك من

عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض،

ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز، وقيل:

الكِظامةُ السَِّقاية. وفي حديث عبد الله بن عَمْرو: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ

كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك؛ وقال

أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات. وفي حديث آخر:

أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد بالكِظامة في

هذا الحديث الكُناسة. والكِظامةُ من المرأة: مخرج البول. والكِظامةُ: فَمُ

الوادي الذي يخرج منه الماء؛ حكاه ثعلب. والكِظامةُ: أَعلى الوادي بحيث

ينقطع والكِظامةُ: سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف

السِّيةِ العُليا. والكِظامة: سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار

بطرف السية. والكِظامة: حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير. والكِظامةُ:

العَقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم، ويل: ما يلي حَقْو

السَّهم، وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش، وقيل: هو موضع الريش؛ وأَنشد ابن

بري لشاعر:

تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر

(* قوله «بالكظر» كذا ضبط في الأصل، والذي في القاموس: الكظر بالضم محز

القوس تقع فيه حلقة الوتر، والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم).

وقال أَبو حنيفة: الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش

يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍ ما كان التركيب، كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن

الجمع. والكِظامةُ: حبْل يُشدُّ به أَنف البعير، وقد كظَمُوه بها. وكِظامةُ

المِيزان: مسمارُه الذي يدور فيه اللسان، وقيل: هي الحلقة التي يجتمع

فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان.

وكاظِمةُ مَعرفة: موضع؛ قال امرؤُ القيس:

إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى،

أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ

وقول الفرزدق:

فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ

بأَعفارِ فَلْجٍ، أو بسِيفِ الكَواظِمِ

فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك. الأَزهري: وكاظِمةُ جَوٌّ على

سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين، وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب؛

قال: وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع:

ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً،

وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ

وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة، وهو اسم موضع، وقيل: بئر عُرِف الموضع بها.

كظم

(كَظَمَ غَيْظَهُ يَكْظِمُه) كَظْمًا:
اجْتَرَعَه كَمَا فِي الصَّحَاحِ.
وقِيلَ: (رَدَّهُ وحَبَسَهُ) ، واحْتَمَلَ سَبَبَه، وصَبَر عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز، مأْخُوذٌ من كَظَمَ البَعيرُ الجِرَّة، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس} . وَفِي الحَدِيثِ: " مَا مِنْ جُرْعَةٍ يَتَجَرَّعُها الإنْسانُ أَعظَمُ أَجْرًا مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ فِي الله عَزَّ وجَلَّ ".
(و) كَظَم (البَابَ) يَكْظِمه كَظْمًا: قَامَ عَلَيْهِ و (أَغْلَقَه) بِنَفْسِه أَو بغَيْر نَفْسِه.
وَفِي التَّهذِيب: قَامَ عَلَيْهِ فَسَدَّه بِنَفْسِه أَوْ بِشَيءٍ غَيْرِه.
(و) كَظَمَ (النَّهَرَ والخَوْخَةَ) كَظْمًا: (سَدَّهُمَا) .
(و) كَظَمَ (البَعِيرُ كُظُومًا) إذَا (أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ) ، وَقيل: رَدَّدَهَا فِي حَلْقِه، والجِرَّةُ: مَا يُخْرِجُهما مِنْ كَرشِهِ فَيَجْتَرُّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: كَظَمَ البَعِيرُ جِرَّتَه: ازْدَرَدَهَا وكَفَّ عَنْ الاجْتِرَارِ، قَالَ الرَّاعِي:
(فأَفَضْنَ بعد كُظُومِهنّ بِجِرَّةٍ ... من ذِي الأَبارِق إذْ رَعَيْن حَقِيلاَ)

(و) من المَجَازِ: (رَجُلٌ كَظِيمٌ ومَكْظُومٌ) أَي: (مَكْرُوبٌ) قد أَخَذَ الغَمُّ بكَظَمِه أَي: نَفَسِه. وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {إِذْ نَادَى وَهُوَ مكظوم} ، وقَولُه تَعالى: {ظلّ وَجهه مسودا وَهُوَ كظيم} .
(والكَظَمُ، مُحَرَّكَةً: الحَلْقُ أَو الفَمُ أَو مَخْرَجُ النَّفَسِ) . يُقالُ: أَخذَ بِكَظَمهِ أَي: بحَلْقِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، أَو بِمَخْرَج نَفَسِه، والجَمْعُ كِظَامٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: " لَهُ التَّوبةُ مَا لَمْ يُؤْخَذْ بِكَظَمِه "، أَي: عِنْدَ خُرُوج نَفْسِه وانقِطَاعه. وَفِي الحَدِيثِ: " لَعَلَّ الله يُصْلِجُ أَمْرَ هَذِه الأُمَّةِ وَلَا يُؤْخَذُ بأَكْظَامِهَا " هِيَ جَمْعُ: كَظَمٍ، مُحَرَّكَةً. وقَولُ أَبِي خِرَاشٍ:
(وكلُّ امْرِئٍ يَوْمًا إِلَى اللهِ صَائِرٌ ... قَضاءً إِذَا مَا كَانَ يُؤْخَذُ بالكَظْمِ)

أَرادَ: الكَظَمَ فاضْطُرَّ.
(وكُظِمَ، كَعُنِيَ كُظُومًا) إذَا (سَكَتَ، وقَومٌ كُظَّمٌ، كَرُكَّعٍ: ساكِتُون) ، قَالَ العَجَّاجُ:
(وَرَبِّ أَسْرَابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... )

(عنِ اللَّغَا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ ... )
(والكِظَامَةُ، بالكَسْرِ: فَمُ الوَادِي) الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ، حَكَاه ثَعْلَب، وَقيل: أَعْلَى الوَادِي بِحَيْث يَنْقَطِع.
(و) أَيضًا (مَخْرَجُ البَوْلِ من المَرْأَةِ) .
(و) أَيضًا (بِئْرٌ بِجَنْبِ بِئْرٍ) . وَفِي الصِّحاح: إِلَى جَنْبِها بِئْر و (بَيْنَهُمَا مَجْرًى فِي بَطْنِ الأَرْضِ) أَيْنَمَا كانَتْ، كَذَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: فِي باطِنِ الوَادِي، وَفِي بَعْضِ نُسَخِه: فِي بَطْن الْوَادي (كالكَظِيمَةِ) ، كَسَفِينةٍ عَن ابنِ سيِدَه وَالْجمع: الكَظَائِمُ.
وَقيل: الكِظَامَةُ: القَناة تَكُونُ فِي حَوَائِطِ الأَعْنَابِ، وقِيلَ: رَكَايَا الكَرْمِ، وَقد أَفضَى بَعضُها إِلَى بَعضٍ وتناسَقَتْ كَأَنَّها نَهرٌ. وَقيل: قَناةٌ فِي باطِنِ الأَرضِ يَجْرِي فِيهَا المَاءُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سأَلتُ الأَصْمَعِيَّ عَنْها وأَهلَ العِلم من أَهلِ الحِجازِ فَقالُوا: هِيَ آبارٌ مُتناسِقَةٌ تُحفَرُ ويُباعَدُ مَا بَيْنَها، ثمَّ يُخْرَقُ مَا بَيْنَ كلِّ نَهْريْنِ بِقَنَاةٍ تُؤدِّي الماءَ من الأُولَى إِلَى الّتِي تَلِيها، تَحْت الأَرضِ، فَتَجْتَمِع مِياهُها جارِيةً، ثمَّ تَخْرُجُ عِنْد مُنْتَهاها، فتَسِيحُ على وَجْهِ الأَرْضِ. وَفِي التَّهذِيب: حَتَّى يَجْتَمِعَ المَاءُ إِلَى آخِرِهِنَّ، وإنّما ذَلِك من غَوْر المَاءِ لِيَبْقَى فِي كُلّ بِئْرٍ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهلُهَا للشُّرْبِ وسَقْيِ الأَرْضِ، ثمَّ يَخرُج فَضْلُها إِلَى الَّتِي تَلِيها. فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْد أَهلِ الحِجازِ. وَفِي حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و: " إِذا رَأَيْتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظائِمَ، وساوَى بِناؤُها رُؤُوسَ الجِبالِ، فاعْلَمْ أَنَّ الأَمرَ قد أَظَلَّكَ " أَي: حُفِرتْ قَنَواتٍ.
(و) من المَجَازِ: الكِظَامَةُ: (الحَلْقَةُ تُجْمَعُ فِيهَا خُيوطُ المِيزَانِ) فِي طَرَفَيِ الحَدِيدَةِ مِنْه، وَقيل: هما حَلْقَتانِ فِي طَرَفَيِ العَمُودِ كَمَا فِي الأَساسِ. يُقَال: عَقَدَ الخُيوطَ فِي كِظَامَتَيِ المِيزَانِ.
(و) الكِظَامَةُ: (سَيْرٌ) مَضْفُورٌ مَوْصُولٌ بالوَتَرِ، ثمَّ (يُدَارُ بطَرَفِ السِّيَةِ العُلْيَا من القَوْسِ) العَرَبيَّةِ.
(و) الكِظَامَةُ: (مِسْمَارُ المِيزَانِ) الَّذِي يَدُورُ فِيهِ اللِّسَانُ، (أَو) هِيَ (الحَلْقَةُ) الَّتِي (يُجْمَعُ فِيهَا خُيُوطُ المِيزَانِ من طَرَفِ الحَدِيدَةِ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب فِي طَرَف الحَدِيدَةِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح، وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(و) الكِظَامَةُ: (حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ أَنْفُ البَعِيرِ) ، وَقد كَظَمُوهُ بهَا.
(و) الكِظَامَةُ: (العَقَبُ) الَّذِي (عَلَى رُؤُوسِ قُذَذِ السَّهْمِ) العُلْيَا، أَو مِمَّا يَلِي حَقْوَ السَّهْمِ، أَو مُسْتَدَقَّه مِمَّا يَلِي الرِّيش مِنْهُ، (أَو مَوْضِعُ الرِّيشِ مِنْه) ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ:
(تَشُدُّ على حَزِّ الكِظَامَةِ بالكِظْرِ ... )
وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الكِظَامةُ: العَقَبُ الَّذِي يُدْرَجُ على أَذْنَابِ الرِّيشِ يَضْبِطُها على أَيّ نَحْوٍ مَا كَانَ التَّرْكيبُ، كِلاهُمَا عُبِّر فِيهِ بلَفْظِ الوَاحِدِ عَن الجَمْع. (و) الكِظَامُ، (كَكِتَابٍ: سِدَادُ الشَّيءِ) زِنَةً ومَعْنًى، وكَذَلِكَ الكِظَامَةُ وَهِي: السِّدَادَةُ.
(وكَاظِمَةُ: ع) [م] قَالَ الأزْهرِيُّ: جَوٌّ على سِيفِ البَحْرِ من البَصْرَةِ على مَرْحَلَتَيْنِ وفِيهَا رَكَايَا كَثِيرَة ومَاؤُها شَرُوبٌ، قَالَ: وأنْشَد ابنُ الأعْرابي أَو قَالَ وأنْشدني أَعرابِيٌّ من بَنِي كُلَيْبِ بنِ يَرْبُوعٍ:
(ضَمِنْتُ لَكُنَّ أَنْ تَهْجُرْنَ نَجْدًا ... وأَنْ تَسْكُنَّ كَاظِمَةَ البُحورِ)

وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:
(إذْ هُنَّ أَقْسَاطٌ كرِجْلِ الدَّبَى ... أَو كَقَطا كاظِمَةَ النَّاهِلِ)

وَقد جَمَعَهَا الفَرَزْدَقُ بِمَا حَوْلَهَا فَقَالَ:
(فيَا لَيْتَ دَارِي بالمَدِينةِ أَصْبَحَتْ ... بأَعْفَارِ فَلْجٍ أَو بِسِيفِ الكَوَاظِمِ) (و) من المَجازِ: (أَخَذَ بِكِظَامِ الأَمْرِ، بالكَسْرِ أَي: بالثِّقَةِ) ، عَن أَبِي زَيْد.
(والكَظِيمَةُ: المَزَادَةُ) يُكْظَم فُوهَا أَيْ: يُسَدُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
كَظَمَ يَكْظِمُ كَظْمًا: حَبَسَ نَفَسَهُ، وَمِنْه الحديثُ: " إِذا تَثاءب أحدُكم فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتطاع. أَي: لِيَحْبِسْهُ. وَمِنْه أَيْضا حَدِيث عبد المُطَّلب: " لَهُ فَخْرٌ يَكْظِم عَلَيْهِ "، أَي: لَا يُبْديه وَلَا يُظهِرُه وَهُوَ حَسَبُه.
والكَاظِمُ: السَّاكِتُ.
وَمن الإِبِلِ: العَطْشَانُ اليَابِسُ الجَوْفِ.
وَأَيْضًا: لَقَبُ الإمامِ مُوسَى بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُما.
ونَاقَةٌ كَظُومٌ، ونُوقٌ كُظُوم، بالضَّمِّ: لَا تَجْتَرُّ، تَقول: أَرَى الإِبِل كُظُومًا لَا تَجْتَرُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ جَمْعُ: كَاظِم، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للمِلْقَطِيِّ:
(فهُنَّ كُظُومٌ مَا يُفْضْنَ بِجِرَّةٍ ... لَهُنَّ بمُسْتَنِّ اللُّغَامِ صَرِيفُ)

وكَظَمَهُ: أَخَذَ بِنَفَسِه.
وأَخَذَ الأَمْرُ بكَظَمِه، إِذا غَمَّه.
وكَظَمَ على غَيْظِه: لُغَةٌ فِي كَظَم غَيْظَه، فَهُوَ كَظِيم: ساكِتٌ.
وفُلانٌ لَا يَكْظِمُ على جِرَّتِه، أَي: لَا يَسْكُتُ على مَا فِي جَوْفِه حَتَّى يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَهُوَ مَجاز.
والكَظِيمُ: غَلَقُ البابِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وكَظَم القِرْبَةَ: مَلأَها وسَدَّ فَاهَا.
وَمن المَجازِ: إنَّ خَلْخَالَها كَظِيمٌ، وإنَّها كَظِيمَةُ الخَلْخَالِ، قَالَ زِيادُ بنُ عُلْبَةَ الهُذَلِيّ:
(كَظِيمَ الحِجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا ... عَدِيلَةَ حُسْنِ خَلْقٍ فِي تَمامِ) أَي: خَلْخَالُها لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ لامْتِلائِهِ.
والكَظْمُ: كُلُّ مَا سُدَّ مِنْ مَجْرَىَ ماءٍ أَو بَابٍ أَوْ طَرِيقٍ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ.
والكِظَامَةُ، بالكَسْرِ: السِّقَايةُ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: " أَتَى كِظَامَةَ قَومٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ومَسَحَ على قَدَمَيْهِ ". ويُرْوَى: " أَتى كِظَامَةَ قَومٍ فَبَالَ ". قَالَ ابنُ الأثِير: أَرادَ بهَا الكُنَاسَةَ.
وكَظَمَ القِرْبَةَ: ملأَهَا وسَدَّ رَأْسَها.
وكِظَامَةُ البَابِ: سِدَادَتُه.
(كظم)
السقاء كظما ملأَهُ وسد فَاه ومجرى المَاء سَده وَالرجل غيظه وعَلى غيظه أمسك على مَا فِي نَفسه مِنْهُ صافحا أَو مغيظا فَهُوَ كاظم وكظيم وكظمني الغيظ فَأَنا كظيم ومكظوم وَنَفسه حَبسه

(كظم) كظوما سكت

لوم

لوم

1 لَامَ, inf. n. لَوْمٌ, He blamed, censured, or reprehended, syn. عَذَلَ, (S, M, Msb, K,) a person, (S, Msb,) عَلَى كَذَا [for such a thing]. (S.) 4 أَلَامَ He did a thing for which he should be blamed. (S in art. جنف, and L and TA in art. ريب.) 5 تَلَوَّمَ i. q. تَكَلَّفَ اللَّوْمَ. (Ham, p. 356.) لَائِمَةٌ A thing for which the doer is blamed. (TA.)
لوم: {اللوامة}: الملامة. {مليم}: أتى بما يلام عليه.
(ل و م) : (التَّلَوُّمُ) الِانْتِظَارُ وَمِنْهُ " أَصْبَحُوا مُفْطِرِينَ مُتَلَوِّمِينَ " أَيْ مُنْتَظِرِينَ.
بَاب اللوم

لمته وعذلته وفندته وقرعته وأنبته وعاتبته وعنفته ولحيته
(لوم) - في حَديث علىّ - رضي الله عنه -: "إذَا أجْنَب في السَّفر تَلَوَّم ما بَيْنَه وبَيْنَ آخِر الوَقْتِ"
: أي انْتَظر، والتَلَوُّم: التَّمكُّث. وقيل: مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجَة؛ لأنَّه انتظارُ قَضَاءِ اللُّومَةِ. وَتَلوَّم أَيضاً: أَسْرعَ وَجاوز الحَدَّ. وهو من الأَضداد.
- في حديث: "فَتَلاَوَمُوا بَيْنَهُم"
: أي لاَم بَعْضُهم بَعْضاً .
- في حديث: "بئسَ الشَّابُّ المُتَلَوِّم "
يجوز أن يكون مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجة: أي المُنْتَظر لِقَضائِها، كالمُتَحَوّج مِن الحاجة، أَو المُتَعرِّض للاَّئمةِ في الفِعْل السَّيَّئُ.
ل و م

رجل لوّام ولوّامة ولومة، ولامه على فعله. وأنت ألوم من فلان: أحق بأن تلام، وهو ملوم وملوّم ومليم ومستليم، وقد ليم ولوّم: أكثر لومه، وألام واستلام: استحق اللوم. واستلام إلى ضيفه إذا لم يحسن إليه. قال القطاميّ:

ومن يكن استلام إلى ثويّ ... فقد أكرمت يا زفر المتاعا

أي الزاد وما يمتذع به الضيف. وتلوّم نفسه: استزادها. وأنحى عليه باللائمة وباللوائم وباللّوماء. وتلوّم على الأمر: تلبّث عليه، وتلوذم عليّ قليلاً. قال عنترة:

فوقفت فيها ناقتي وكأنها ... فدن لأقضي حاجة المتلوم
ل و م: (اللَّوْمُ) الْعَذْلُ تَقُولُ: (لَامَهُ) عَلَى كَذَا مِنْ بَابِ قَالَ، وَ (لَوْمَةً) أَيْضًا فَهُوَ (مَلُومٌ) . وَ (لَوَّمَهُ) أَيْضًا مُشَدَّدٌ لِلْمُبَالَغَةِ. وَ (اللُّوَّمُ) جَمْعُ (لَائِمٍ) كَرَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (اللَّائِمَةُ) الْمَلَامَةُ يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتَجَرَّعُ فِيكَ (اللَّوَائِمَ) . وَ (الْمَلَاوِمُ) جَمْعُ (مَلَامَةٍ) . وَ (أَلَامَ) الرَّجُلُ أَتَى مَا يُلَامُ عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ لَائِمٍ (مُلِيمٌ) . أَبُو عُبَيْدَةَ: (أَلَامَهُ) بِمَعْنَى لَامَهُ. وَ (تَلَاوَمُوا) أَيْ لَامَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَرَجُلٌ (لُومَةٌ) يَلُومُهُ النَّاسُ وَ (لُوَمَةٌ) بِفَتْحِ الْوَاوِ يَلُومُ النَّاسَ. وَ (التَّلَوُّمُ) الِانْتِظَارُ
وَالتَّمَكُّثُ. 
لوم
اللَّوْمُ: عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم.
يقال: لُمْتُهُ فهو مَلُومٌ. قال تعالى: فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
[إبراهيم/ 22] ، فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ
[يوسف/ 32] ، وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
[المائدة/ 54] ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
[المؤمنون/ 6] ، فإنه ذكر اللّوم تنبيها على أنه إذا لم يُلَامُوا لم يفعل بهم ما فوق اللّوم. وأَلَامَ: استحقّ اللّوم. قال تعالى:
َبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
[الذاريات/ 40] والتَّلاوُمُ: أن يلوم بعضهم بعضا. قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ
[القلم/ 30] ، وقوله: وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
[القيامة/ 2] قيل: هي النّفس التي اكتسبت بعض الفضيلة، فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها، فهي دون النّفس المطمئنة ، وقيل: بل هي النّفس التي قد اطمأنّت في ذاتها، وترشّحت لتأديب غيرها، فهي فوق النّفس المطمئنة، ويقال: رجل لُوَمَةٌ: يَلُومُ الناسَ، ولُومَةٌ: يَلُومُهُ الناسُ، نحو سخرة وسخرة، وهزأة وهزأة، واللَّوْمَةُ: الْمَلَامَةُ، واللَّائِمَةُ: الأمر الذي يُلَامُ عليه الإنسان.
[لوم] نه: فيه: وكانت العرب "تلوم" بإسلامهم الفتح، أي تنتظر، وحذف إحدى تائيه. ج: التلوم: المكث والانتظار. نه: ح: إذا أجنب في السفر "تلوم" ما بينه وبين آخر الوقت، أي انتظر. وفيه: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب "المتلوم"، أي المتعرض للأئمة في الفعل السيئ، ويجوز أن يكون من اللومة: الحاجة، أي المنتظر لقضائها. وفيه: "فتلاوموا" بينهم، أي لام بعضهم بعضًا، مفاعلة من لامه: عنفه. ومنه: "فتلاومنا". وح ابن أم مكتوم: ولي قائد لا "يلاومني"، روى بواو وأصله الهمزة، من الملاءمة: الموافقة، ويخفف بالياء ولا وجه للواو إلا أن يكون من اللوم ولا وجه له. فيه: "لو ما" أبقيت، أي هلا أبقيت. ط: "وهو "مليم"" من ألام- إذا فعل ما يلام عليه، واللوم- بضم لام: ضد الكرم. غ "النفس "اللوامة"" كل نفس تلوم صاحبها، المذنب على الذنب والمطيع على ترك الاستكثار من العمل الصالح. ط أتاه الله مغلولًا يوم القيامة يده إلى عنقه أولها "ملامة"، إشارة إلى أن من تصدى للولاية فالغالب أن يكون غرا غير مجرب للأمور ينظر إلى ملاذها ظاهرًا ويلومه أصدقاؤه، ثم إذا باشرها ويلحقه تبعاته يندم، يده- مرفوع بمغلول، وإلى عنقه- حال، ويوم القيامة- متعلق بمغلولًا، أو مبتدأ وإلى عنقه- خبره، ويوم القيامة- ظرف لأتاه. 
لوم: لوم: المصدر لَوام (فوك).
لاوم: في (محيط المحيط) (لاءم الشيء فلاناً وافقه. يقال هذا طعام لا يلائمني. أي لا يوافقني. والعامة تقول لايمه ولاومه).
تلوّم ب؛ توقف في مكان ما: تلوم بغرناطة بعد حصول والده بالمنكّب أياماً لتتيم حاجاته (البربرية 1: 388، 5 حيان بسّام 1: 222).
تلوّم على فلان: جامله، وراعى جانبه وعامله دون أن يسيء إليه ففي (محمد بن الحارث 219): فأتاه القاضي يحيى بن يزيد فقال له يا لئيم عبد الرحمن ظفر ببناتك وكرائمك فتلوّم عليهن حتى نقلن إلى دارك ولم يعرض لهن وأنت .. الخ.
استلوم: خضع لتأنيب فلان له (دي سلان) (البربرية 2: 255).
لام: المعنى المجازي لحرف اللام هو لحية كل جانب من جانبي الوجه أي لحية العارضة (الجريدة الآسيوية 1839: 1: 174 والمقري 1: 323، 16، 573، 2، 11).
لام التعريف: (بوشر).
الريا اللامي: في (محيط المحيط) عند الأطباء شريان كبير إذا بلغ آخر الفقار انقسم مع الوريد الذي يصحبه قسمين على هيئة اللام اليوناني هكذا 8. العظم اللامي: في (محيط المحيط): العظم اللامي عظم مثلث عند الحنجرة وقدّامها يشبه حرف اللام اليوناني أيضاً.
ملام: لوم (بوشر).
الملامية: (اتهام النفس ولومها) مذهب صوفي يربط بين الورع الداخلي والإباحة الخارجية (انظر المعجم الفارسي لفلرز والتعريفات 248 طبعة فلوجل). والملامي= الملامتي (عند فريتاج).
ل و م : لَامَهُ لَوْمًا مِنْ بَابِ قَالَ عَذَلَهُ فَهُوَ مَلُومٌ عَلَى النَّقْصِ وَالْفَاعِلُ لَائِمٌ وَالْجَمْعُ لُوَّمٌ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ وَأَلَامَهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُلَامٌ وَالْفَاعِلُ مُلِيمٌ وَالِاسْمُ الْمَلَامَةُ وَالْجَمْعُ مَلَاوِمُ وَاللَّائِمَةُ مِثْلُ الْمَلَامَةِ وَأَلَامَ الرَّجُلُ إلَامَةً فَعَلَ مَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ اللَّوْمَ وَتَلَوَّمَ تَلَوُّمًا تَمَكَّثَ.

وَاللَّأْمَةُ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ وَيَجُوزُ تَخْفِيفُهَا الدِّرْعُ وَالْجَمْعُ لَأْمٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَلُؤْمٌ مِثْلُ غُرَفٍ لَكِنَّهُ غَيْرُ قِيَاسٍ.

وَاسْتَلْأَمَ لَبِسَ لَأْمَتَهُ.

وَلَؤُمَ بِضَمِّ
الْهَمْزَةِ لُؤْمًا فَهُوَ لَئِيمٌ يُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّحِيحِ وَالدَّنِيءِ النَّفْسِ وَالْمَهِينِ وَنَحْوِهِمْ لِأَنَّ اللُّؤْمَ ضِدُّ الْكَرَمِ.

وَلَأَمْتُ الْخَرْقَ مِنْ بَابِ نَفَعَ أَصْلَحْتُهُ فَالْتَأَمَ وَإِذَا اتَّفَقَ شَيْئَانِ فَقَدْ الْتَأَمَا وَلَاءَمْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ مُلَاءَمَةً مِثْلُ صَالَحْتُ مُصَالَحَةً وَزْنًا وَمَعْنًى. 
(لوم) - قوله تعالى: {فتَقْعُدَ مَلُوماً}
: أي تُلَام على إتلافِ مَالِك. وقيل: يَلُومُكَ من لا تُعْطِيهِ.
- وَمِنه حَدِيث ابن عبَّاسٍ - رَضىَ الله عنهما -: "فَتَلاَوَمْنَا"
: أي لَامَ بَعضُنَا بَعْضًا.
- في الحديث : "وَلِى قَائِدٌ لا يُلاوِمُنِى"
كذا رُوِى، وأصْلُه الهَمْزُ "لا يُلائِمُنى": أي لا يُسَاعِدُني وَلا يُوافِقُنى. - قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا}
: أي هَلَّا تَأتِينَا.
- وكذلك في حديث عُمَر - رَضيَ الله عنه -: "لَوْ مَا أَبْقَيْتَ"
: أي هَلاَّ .
وَمِثله: لَوْلَا، وَأَنشَدَ:
* بَنى ضَوْطرَىْ لولَا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا *
وَلولَا : كَلِمَةُ أُمْنِيَّةٍ، فإذَا رَأيْتَ لها جَوَاباً فهىِ التي تَكُون لِأَمرٍ يَقَعُ بِوقُوِع غَيره، كقَوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ}
وقيل: في قَوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ}
: إنَّها بمعنَى لو ، وكذلك قولُه تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ}

لوم


لَامَ (و)(n. ac. لَوْم
لَوْمَةمَلَام []
مَلَامَة [] )
a. [acc. & 'Ala
or
Fī], Blamed, rebuked, reprehended, reproached
censured, scolded for; improbated, reprobated; expostulated
with.
لَوَّمَa. see I
لَاْوَمَa. Reproached.

أَلْوَمَa. see Ib. Deserved blame; did wrong.

تَلَوَّمَ
a. [Fī], Was slow over.
تَلَاْوَمَa. Reproached, blamed each other.

إِنْلَوَمَ
a. [ coll. ]
see VIII
إِلْتَوَمَa. Was blamed, censured &c.

إِسْتَلْوَمَ
a. [Ila], Incurred the blame &c. of.
لَوْمa. Blame; expostulation; reprehension, improbation
disapprobation; deprecation.
b. Terror.

لَام (pl.
لَامَات)
a. see 1 (b)b. Person, individuality.
c. Relationship.
d. see 3t (a)
لَوْمَة []
a. Fault, defect; misdeed, offence.
لَامَة []
a. see 1t
لَوْمَى []
a. see see 1 (a)
لَامِيّ []
a. Relating to the letter ل

لُوْمَة []
a. Blamed &c.
b. Accused, defendant.
c. Delay.

لَوَمa. Censoriousness; carping; hyper-criticism.

لُوَمَة []
a. Censorious; critical, hyper-critical, carping
captious.
b. Censurer, critic; faultfinder.

مَلَام [] (pl.
مَلَاْوِمُ)
a. see 17t
مَلَامَة [] (pl.
مَلَاْوِمُ)
a. Blame, rebuke, reproach, censure, remonstrance
reprimand, stricture; animadversion; criticism.

لَائِم [] (pl.
لُوَّم []
لُيَّم []
لُوَّام [] )
a. Blamer, rebuker.

لَائِمَة [] (pl.
لَوَائِم [] )
a. fem. of
لَاْوِمb. see 17t
لَوَّام []
a. see 9t
لَوْمَآء []
a. see 1 (a)
مَلُوْم [ N. P.
a. I], مُلِيْم
[ N. Ag.
IV]
see 3t (a)
مُلَام [ N. P.
a. IV], Blameworthy, reprehensible.

تَلَوَّم [ N.
Ac.
a. V], Delay.

لَامِيَّة العَجَم
لَامِيَّة العَرَب
a. Two poems, of which the rhymes end always in
ل

لِيْمَ بِهِ
a. It has been cut off.
لوم: اللَّوْمُ: المَلاَمَةُ، ورَجُلٌ مُلِيْمٌ. والمُلِيْمُ: الذي اسْتَحَقَّ اللَّوْمَ. واللَّوْمَاءُ: المَلاَمَةُ. واللاّمَةُ: أمْرٌ تُلاَمُ عَلَيْه.
وتَلَوَّمْتُ نَفْسي: اسْتَزَدْتُها.
ولامَني فالْتَمْتُ: أي قَبِلْتُ.
واسْتَلاَمَ إلَيَّ: أي صَنَعَ ما يَنْبَغِي أنْ ألُوْمَه. والمُسْتَلِيْمُ: المُسْتَوْجِبُ لِلَّوْمِ.
ولُمْتُه وأَلَمْتُه. وقَوْلُ أكْثَمَ: " رُبَّ لائمٍ مُلِيْم " أي اللَّوْمُ على مَنْ يَلُوْمُ المُمْسِكَ لِمَالِه.
ويُقالُ في المَلُوْمِ: مَلِيْمٌ.
واللَّوّامَةُ: النَّفْسُ الكَذُوْبُ.
واللاّمُ: القُرْبُ. والحَرْفُ أيضاً. وشَخْصُ الإِنْسَانِ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. والظِّلُّ.
واللُّوْمَةُ: الحاجَةُ. ومنه التَّلَوُّمُ: وهو انْتِظَارُ قَضَاءِ اللُّوْمَةِ.
واللُّوْمَةُ: جَمِيْعُ أدَاةِ الفَدّانِ.
واللُّمَةُ من النّاسِ: الجَمَاعَةُ، والجَمِيْعُ اللُّمُوْنَ. وهُمُ الأصْحَابُ أيضاً.
وهو لُمَتي: أي مُوَافِقٌ لي. ولُمَةُ الرَّجُلِ من النِّسَاءِ: مِثْلُه في السِّنِّ. وهي الإِسْوَةُ أيضاً، وجَمْعُه لُمَاتٌ.
واللُّمَةُ في المِحْرَاثِ: ما يَجُرُّه الثَّوْرُ.
واللِّيْمُ بوَزْنِ الفِيْلِ: شَبِيْهُ الرَّجُلِ في قَدِّه وخَلْقِه.
واللِّيْمُ: الصُّلْحُ أيضاً، وكذلك اللُّوْمُ.
واسْتَلَمْتُ الحَجَرَ: بمَعْنى اسْتَلأَمْتُ بالهَمْزِ؛ لأنَّه من المُلاَءَمَةِ.
وتَلَوَّمَ الإِنْسَانُ: أسْرَعَ وجاوَزَ الحَدَّ.
والمُتَلَوِّمُ أيضاً: المُتَثَبِّتُ المُتَمَكِّثُ، ولَعَلَّه من الأضْدَادِ.
وكَوَيْتُه المُتَلَوَّمَةَ: إذا أصَابَ مكانَ الدّاءِ بالتَّلَمُّسِ.
[ل وم] اللَّوْمُ واللَّوْمَاءُ واللَّوْمَى واللائِمَةُ العَذْلُ لامَهُ لَوْمًا وَمَلامًا وَمَلامَةً وهُوَ مَلُومٌ وَمَلِيْمٌ حَكَاهُا سيبَويْهِ قالَ وَإِنَّمَا عَدَلُوا إِلى اليَاءِ والكَسْرةِ اسْتِثْقَالاً لِلْوَاوِ مَعَ الضَّمَّةِ وَألامَهُ وَلَؤَمَهُ قالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ

(حَمِدْتُ اللهَ إِذْ أَمْسَى رُبَيْعٌ ... بِدَارِ الهَوْنِ مَلْحِيًا مُلامًا)

وَقَالَ عَنْتَرَةُ

(رَبِذٍ يَدَاهُ بِالقِدَاحِ إِذَا شَتَا ... هُنَّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ)

أَي يَكْرُمُ كَرَمًا يُلامُ مِنْ أَجْلِهِ وَقَوْمٌ لُوَّامٌ وَلُوَّمٌ وَلُيَّمٌ غُيِّرَتِ الوَاوُ لِقُرْبِهَا منَ الطَّرَفِ وَأَلامَ الرَّجُلَ أَتَى مَا يُلامُ عَلَيهِ قَالَ سيبويهِ أُلاَمُ صَارَ ذَا لائِمَةٍ وَلامَهُ أَخْبَرَ بَأَمْرِه وَاسْتَلامَ إِليهِم أَتَى إِليهِم مَا يَلُومُونَهُ قَالَ القُطَامِيُّ

(فَمَنْ يَكنِ اسْتَلاَمَ إِلَى ثَوِيٍّ ... فَقَدْ أَكْرَمْتَ يَا زُفَرُ المَتَاعَا)

وَرَجُلٌ لَوَمَةٌ لَوَّامٌ يَطَّرِدُ عَلَيهِ بَابٌ وَتَلاوَمَ الرَّجُلاَنِ وَلاَوَمَتْهُ لُمْتُهُ وَلامَنِي وَجَاءَ بِلَوْمَةٍ أَي مَا يُلاَمُ عَلَيْهِ وَتَلَوَّمَ فِي الأَمْرِ تَمَكَّثَ وَانْتَظَرَ وَلِيَ فِيهِ لُوْمَةٌ أَي تَلَوُّمٌ وَلِيْمَ بِالرَّجُلِ قُطِعَ واللَّوْمَةُ الشُّهْدَةُ واللامَةُ واللامُ واللَّوْمُ الهَوْلُ واللامُ الشَّدِيدُ مِن كُلِّ شَيءٍ وَأُرَاهُ قَدْ تَقَدَّمَ في الهَمْزِ واللامُ حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ أَصْلاً وَبَدَلاً وزائدًا وَإِنَّمَا قَضَيْتَ عَلَى أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ كَمَا قَدَّمْتُهُ فِي أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَيْنُهُ أَلِفٌ
لوم
لامَ يَلوم، لُمْ، لَوْمًا، فهو لائم، والمفعول مَلوم
• لامَه: عذَله، كدَّره بكلامٍ لما قام به من عمل أو قول غير مُلائمين، أنّبَه ووبّخه وآخَذَه "لامه على عدم احترام المواعيد- لا تأخذه لَوْمَةُ لائمٍ في الحقّ- لا تَلُمْ كفِّي إذا
 السَّيف نبا ... صحَّ منّي العزمُ والدّهرُ أبى- {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} ". 

ألامَ يُليم، ألِمْ، إلامةً، فهو مُلِيم، والمفعول مُلام (للمتعدِّي)
• ألام الشَّخصُ: أتى بما يستحقّ اللَّوْمَ عليه " {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} ".
• ألام الرَّجُلَ: لامه، كدّره بكلام لما قام به من عمل أو قول غير ملائمين. 

تلاومَ يتلاوم، تلاوُمًا، فهو مُتَلاوِم
• تلاوم القومُ: لام بعضُهم بعضًا، عاتب بعضهم بعضًا " {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} ". 

لاومَ يلاوم، مُلاومَةً، فهو مُلاوِم، والمفعول مُلاوَم
• لاوم الشَّخصُ زميلَه: لام أحدُهما الآخرَ، عاتب أحدُهما الآخرَ. 

لوَّمَ يلوّم، تلويمًا، فهو مُلوِّم، والمفعول مُلوَّم
• لوَّمه أبوه: عذَله، وبّخه. 

إلامة [مفرد]: مصدر ألامَ. 

لائم [مفرد]: ج لائمون ولُوَّام ولُوَّم: اسم فاعل من لامَ ° لا يخشى في الحقّ لَوْمَة لائم. 

لائمة [مفرد]: ج لائمات ولَوَائِمُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل لامَ.
2 - لوم وعذل، عتاب "استحقّ اللائمةَ- أنحى عليه باللائمة: انهال عليه باللّوم والتوبيخ". 

لَوْم [مفرد]: مصدر لامَ ° ينزل عليه باللّوم والتقريع: أي يسلقه بلسانه. 

لَوْمَة [مفرد]: ج لَوْمات ولَوَمات:
1 - اسم مرَّة من لامَ: "تناهى عن فعْل السُّوء من لَوْمةٍ واحدة".
2 - ما يُلام أو يوبَّخ عليه الإنسانُ " {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ} ". 

لَوَّام [مفرد]: صيغة مبالغة من لامَ: كثير اللَّوْم والعَذْل والعتاب ° النَّفْسُ اللَّوَّامة: التي تلوم صاحبها لَوْمًا شديدًا على ارتكاب الشَّرِّ أو التَّقصير في عمل الخير. 

مَلامة [مفرد]: ج ملامات (لغير المصدر) ومَلاوِمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من لامَ.
2 - لائمة، لوم وعذل وعتاب. 

مَلوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لامَ.
2 - مَنْ يأتي بما يلام أو يوبَّخ عليه، مستحقّ للّوْم " {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ}: مستحقّ للّوم". 

مُليم [مفرد]: مَلوم، مذنب، مَنْ يأتي بما يلام أو يوبّخ عليه من قول أو فعل " {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} ". 
[لوم] اللَوْمُ: العَذْلُ. تقول: لامَهُ على كذا لَوْماً ولَوْمَةً، فهو مَلومٌ. ولَوَّمَهُ شدِّد للمبالغة. واللُوَّمُ: جمع لائم، مثل راكع وركع. واللائمة: الملامة، وكذلك اللومى على فُعْلى. يقال: ما زلت أتجرّع فيك اللَوائِمَ. والمَلاوِمُ: جمع المَلامَةِ. واللامَةُ: الأمر يُلامُ عليه. وألامَ الرجلُ، إذا أتى بما يُلامُ عليه. يقال لامَ فلانٌ غيرَ مُليمٍ. وفي المثل: " رُبَّ لائِمٍ مُليم ". قال الشاعر :

ومن يَخْذَلْ أخاه فقد ألاما * واسْتَلامَ الرجل إلى الناس، أي اسْتَذَمَّ. أبو عبيدة: يقال ألَمْتُهُ بمعنى لُمْتُهُ. وأنشد لمَعْقِل بن خويلد الهذَلي: حَمِدْتُ اللهَ أن أمْسى رَبيعٌ بدارِ الذُلِّ مَلْحِيًَّا مُلاما والمُلاوَمَةُ: أن تَلومَ رجلاً ويَلومُكَ. وتَلاوَموا: لامَ بعضُهم بعضاً. ورجلٌ لومَةٌ: يَلومُهُ الناس. ولُوَمَةٌ: يلوم الناس، مثل هزأة وهزأة. والتلوم: الانتظار والتمكث. ولامُ الإنسان: شَخصُه، غير مهموز. وقال الراجز: مَهْرِيَّة تَخْطُرُ في زمامها لم يبق منها السير غير لامها واللام من حروف الزيادات، وهى على ضربين: متحركة وساكنة. فأما الساكنة فعلى ضربين، وأما اللامات المتحركة فهى ثلاث: لام الامر ولام التوكيد ولام الاضافة. فأما لام الامر كقولك ليقم زيد، تأمر بها الغائب، وربما أمروا بها المخاطب. وقرئ: (فبذلك فلتفرحوا) بالتاء. وقد يجوز حذف لام الامر في الشعر فتعمل مضمرة، كقول متمم بن نويرة: على مثل أصحاب البعوضة فاخمشى لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى أراد: ليبك، فحذف اللام. وكذلك لام أمر المواجه، قال الشاعر: قلت لبواب لديه دارها تئذن فإنى حمؤها وجارها أراد لتأذن فحذف اللام، وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم. وأما لام التوكيد فعلى خمسة أضرب: منها لام الابتداء، كقولك لزيد أفضل من عمرو. ومنها التى تدخل في خبر إن المشددة والمخففة، كقوله تعالى: (إن ربك لبالمرصاد) ، وقوله سبحانه: (وإن كانت لكبيرة) . ومنها التى تكون جوابا للو ولولا، كقوله تعالى: (لولا أنتم لكنا مؤمنين) وقوله تعالى: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا) . ومنها التى تكون في الفعل المستقبل المؤكد بالنون، كقوله: (ليسجنن وليكونن من الصاغرين) . ومنها لام جواب القسم. وجميع لامات التوكيد تصلح أن تكون جوابا للقسم، كقوله تعالى: (وإن منكم لمن ليبطئن) ، فاللام الاولى للتوكيد، والثانية جواب، لان القسم جملة توصل بأخرى وهى المقسم عليه لتؤكد الثانية بالاولى. ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جواب القسم، وهى إن المكسورة المشددة، واللام المعترض بها، وهما بمعنى واحد، كقولك: والله إن زيدا خير منك، ووالله لزيد خير منك، وقولك: والله ليقومن ريد. إذا أدخلوا لام القسم على فعل مستقبل أدخلوا في آخره النون شديدة أو خفيفة لتأكيد الاستقبال وإخراجه عن الحال لا بد من ذلك. ومنها إن الخفيفة المكسورة وما، وهما بمعنى، كقولك: والله ما فعلت، ووالله إن فعلت بمعنى. ومنها لا، كقولك: والله لا أفعل. لا يتصل الحلف بالمحلوف إلا بأحد هذه الحروف الخمسة. وقد تحذف وهى مرادة. وأما لام الاضافة فعلى ثمانية أضرب: منها لام الملك كقولك: المال لزيد. ومنها لام الاختصاص، كقولك: أخ لزيد. ومنها لام الاستغاثة، كقوله الشاعر : يا للرجال ليوم الاربعاء أما ينفك يحدث لى بعد النهى طربا واللامان جميعا للجر، ولكنهم فتحوا الاولى وكسروا الثانية ليفرقوا بين المستغاث به والمستغاث له. وقد يحذفون المستغاث به ويبقون المستغاث له يقولون يا للماء يريدون يا قوم للماء، أي للماء أدعوكم. فإن عطفت على المستغاث به بلام أخرى كسرتها، لانك قد أمنت اللبس بالعطف كقول الشاعر :

يا للرجال وللشبان للعجب * وقول الشاعر مهلهل: يا لبكر أنشروا لى كليبا يا لبكر أين أين الفرار استغاثة. وقال بعضهم: أصله يا آل بكر فخفف بحذف الهمزة، كما قال جرير: قد كان حقا أن نقول لبارق يا آل بارق فيم سب جرير ومنها لام التعجب مفتوحة، كقولك: يا للعجب. والمعنى يا عجب احضر فهذا أوانك. ومنها لام العلة بمعنى كى، كقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) ، وضربته ليتأدب، أي لكى يتأدب ولاجل التأدب. ومنها لام العاقبة كقول الشاعر فللموت تغذو الوالدات سخالها كما لخراب الدهر تبنى المساكن أي عاقبته ذلك. ومنها لام الجحد بعد ما كان ولم يكن، ولا تصحب إلا النفى، كقوله تعالى: (وما كان الله ليعذبهم) أي لان يعذبهم. ومنها لام التاريخ، كقولك: كتبت لثلاث ليال خلون، أي بعد ثلاث. قال الراعى: حتى وردن لتم خمس بائص جدا تعاوره الرياح وبيلا وأما اللامات الساكنة فعلى ضربين: أحدهما لام التعريف، فلسكونها أدخلت عليها ألف الوصل ليصح الابتداء بها، فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الالف كقولك الرجل. والثانى لام الامر، إذا ابتدأت بها كانت مكسورة، وإن أدخلت عليها حرفا من حروف العطف جاز فيها الكسر والتسكين كقوله تعالى: (وليحكم أهل الانجيل) .
باب اللام والميم و (وا يء) معهما ل وم، م ل و، م ول، ول م، ل م ي، م ل ي، م ي ل، ل مء، لء م، م لء، ء ل م، ء م ل مستعملات

لوم: اللَّوْم: المَلامةُ، والفعْلُ: لامَ يَلومُ. ورَجُلٌ مَلُومٌ ومَليم: قد استحقّ اللَّوْم. واللَّوْماءُ: المَلامةُ، قال:

ألا يا جارتي غُضِّي ... عن اللَّوْماءِ والعَذْلِ

واللَّوْمةُ: الشَّهْدةُ. واللاّمة، بلا همزٍ، واللاّم: الهَوْلُ، قال :

ويَكادُ من لامٍ يَطيرُ فُؤادُها ... [إن صاح مكاء الضحى المتنكس] ملو: المُلاوةُ: مُلاوةُ العَيْش، تقول: إنّه لفي مُلاوةٍ من عَيْشٍ، أي: أُمْلِيَ له، ومن ذلك قيل: تملّى فلانٌ، واللَّهُ تبارك وتَعالى يُملي لمن يشاء فيؤجّله في الخفض والسّعة والأَمْن، قال:

مُلاوةً مُلِّئتها كأنِّي ... ضاربُ صَنْجَيْ نَشْوةٍ مُغَنِّي

والمَلَوان: اللّيلُ والنّهار. والمُلاوةُ: فلاة ذات حَرٍّ وسَرابٍ، وأَمْلَيْت الكتاب: لغة في أمللت.

مول: المال: معروفٌ. وجمعُهُ: أموال. وكانت أموال العرب: أنعامهم. ورجل مال، أي: ذو مال، والفِعْل: تَمَوَّل. والمَوْلةُ: اسمُ العَنْكَبُوت.

ولم: الوليمةُ: طعام يُتَّخَذ على عُرْسٍ، والفِعْل: أَوْلَمَ يُولِمُ.

لمي: اللَّمَى، مقصور: من الشَّفة اللَّمْياء، وهي اللّطيفة القليلة الدّم، والنّعت: أَلْمَى ولمياء. وكذلك: لثةٌ لمياء، قليلة اللّحْم والدّم، قال ذو الرّمّة :

لمياء في شفتيها حوة لعس ... وفي اللثات وفي أنيابها شنب ملي: المَلِيُّ: الهويُّ من الدّهر وهو الحين الطّويل من الزّمان، ولم أسمع منه فِعْلاً ولا جَمْعاً. والإملاءُ: هو الإملالُ على الكاتب.

ميل: المَيْلُ: مصدر مالَ يَميل، وهو مائل. والمَيَل: مصدر الأميل، مَيِل يَمْيَلُ مَيَلاً وهو أَمْيَل. والمَيْلاء منْ الرّمل: عُقْدَةٌ ضَخْمةٌ مُعْتَزِلة. والمِيلُ: مَنارٌ يُبْنَى للمُسافِر في أنْشاز الأَرْضِ وأَشْرافها. والمِيلُ أيضاً: المِكْحال. والأَمْيل من الرِّجال: الجبان، وهو في تفسير الأعْراب: الذي لا تُرْس معه.

لمأ : أَلْمَأَ اللِّصُّ على الشّيء فذهب به، أي: وقع عليه ووثب. والأَرْضُ إذا عهدتَ فيها حُفَراً، ثُمَّ رأيتها قد استوت قلت: تَلَمَّأت، قال:

وللأرض كم من صالح قد تَلَمَّأَتْ ... عليه فوارَتْهُ بلمّاعةٍ قَفْرِ

لأم: اللَّئِيمُ: مصدرُه اللُّؤْم والَّلآمةُ، والفِعْلُ: لؤم يلؤم. والَّلأْمةُ: الدِّرْعُ. تقول: استلأم الرَّجلُ، أي: لَبِسَ َلأْمَتهُ. والَّلأْمُ من كلّ شَيءٍ: الشّديدُ. وإذا اتّفق الشّيئان قيل: الْتَأَما. وأَْلأَمتُ الجُرْحَ بالدّواء. وأَْلأَمْتُ القُمْقُمَ أو الشّيء، إذا سَدَدْتَ صُدُوعَهُ. وريشٌ لُؤامٌ: إِذا كان رِيَش به السَّهْم فالْتَأَم الظَّهران ووافق بَعْضُه بعضاً، قال :

يقلب سهما راشه بمناكب ... ظهار لؤام فهو أَعْجَفُ شارِفُ

ملأ: الملأ: جماعةٌ من النّاس يجتمعون ليتشاوروا ويتحادثوا، والجميع: الأَمْلاء، قال:

وقال لها الأَمْلاءُ من كل مَعْشَرٍ ... وخيرُ أقاويلِ الرِّجالِ سَديدُها

ومالأتُ فلاناً على الأمر، أي: كنت معه في مشورته. والممالأَة: المعاونة: مالأت على فلان، أي: عاونت عليه. ويقال: ما كان هذا الأمرُ عن ملأٍ منّا، أي: عن تشاور واجتماع. والمَلْءُ: من الامتلاء، والمِلءُ: الاسم، ملأته فامتلأ، وهو ملآنٌ مملوءٌ مُمْتلِىءٌ مَلِيءٌ. وشاب مالىء العين حسنا، قال: بهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

والمُلأَةُ: ثِقَلٌ يأخذ في الرّأس كالزُّكام من امتلاء المَعِدةِ، فالرّجلُ منه مملوءٌ. والمُلأَة : كِظّةٌ من كثرة الأكل. والملأة: فلاة ذات حر وسراب، ويُجْمَعُ: مُلاً، مقصور. والمُلاءةُ: الرَّيْطةُ، والجميعُ: المُلاءُ. والمَلاءةُ: مصدر المليء [الغنيّ] الذي عنده ما يؤدّى، مَلْؤَ يَمْلُؤُ مَلاءَةً فهو مَليءٌ. وقَومٌ مُلآءٌ على فُعَلاء، ومن خَفَّفَ قال: مُلاءُ.

ألم: الأَلَمُ: الوَجَعُ، والمُؤْلم: المُوجِعُ. والفِعْلُ: أَلِمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو: أَلِمٌ. والمجاوز: آلَمَ يُؤلِمُ إيلاماً، فهو مؤلِمٌ.

أمل: الأَمَلُ: الرَّجاءُ، تقول: أَمَلْتُهُ آمُلُهُ، وأَمَّلْتُه أؤمّله تأميلا. والتَّأَمُّل: التَّثَبُّتُ في النّظر، قال :

تأمّلْ خليلي هل ترى من ظَعائنٍ ... تحمّلْنَ بالعَلْياءِ من فَوْق جُرْثُمِ

والأَمِيل: حَبْلٌ من الرَّمْلِ معتزل، على تقدير فَعِيل، قال يصف الثور: فانصاع مَذْعُوراً وما تَصَدّفا ... كالبَرْقِ يَجْتازُ أَمِيلاً أَعْرَفا

وقال بعضُهم: أراد: الأَمْيَل فخفّف.

لوم: اللَّومُ واللّوْماءُ واللَّوْمَى واللائمة: العَدْلُ. لامَه على

كذا يَلومُه لَوْماً ومَلاماً وملامةً ولوْمةً، فهو مَلُوم ومَلِيمٌ:

استحقَّ اللَّوْمَ؛ حكاها سيبويه، قال: وإنما عدلوا إلى الياء والكسرة

استثقالاً للواو مع الضَّمَّة. وألامَه ولَوَّمه وألَمْتُه: بمعنى لُمْتُه؛ قال

مَعْقِل بن خُوَيلد الهذليّ:

حَمِدْتُ اللهَ أن أَمسَى رَبِيعٌ،

بدارِ الهُونِ، مَلْحِيّاً مُلامَا

قال أبو عبيدة: لُمْتُ الرجلَ وأَلَمْتُه بمعنى واحد، وأنشد بيت مَعْقِل

أيضاً؛ وقال عنترة:

ربِذٍ يَداه بالقِداح إذا شَتَا،

هتّاكِ غاياتِ التِّجارِ مُلَوِّمِ

أي يُكْرَم كَرَماً يُلامُ من أَجله، ولَوّمَه شدّد للمبالغة.

واللُّوَّمُ: جمع اللائم مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ. وقوم لُوّامٌ ولُوّمٌ ولُيَّمٌ:

غُيِّرت الواوُ لقربها من الطرف. وأَلامَ الرجلُ: أَتى ما يُلامُ عليه. قال

سيبويه: ألامَ صارَ ذا لائمة. ولامه: أخبر بأمره. واسْتلامَ الرجلُ إلى

الناس أي استَذَمَّ. واستَلامَ إليهم: أَتى إليهم ما يَلُومُونه عليه؛ قال

القطامي:

فمنْ يكن اسْتلامَ إلى نَوِيٍّ،

فقد أَكْرَمْتَ، يا زُفَر، المتاعا

التهذيب: أَلامَ الرجلُ، فهو مُليم إذا أَتى ذَنْباً يُلامُ عليه، قال

الله تعالى: فالْتَقَمه الحوتُ وهو مُليمٌ. وفي النوادر: لامَني فلانٌ

فالْتَمْتُ، ومَعّضَني فامْتَعَضْت، وعَذَلَني فاعْتَذَلْتُ، وحَضَّني

فاحْتَضَضت، وأَمَرني فأْتَمَرْت إذا قَبِلَ قولَه منه. ورجل لُومة: يَلُومُه

الناس. ولُوَمَة: يَلُومُ الناس مثل هُزْأَة وهُزَأَة. ورجل لُوَمَة:

لَوّام، يطرّد عليه بابٌ

(* هكذا بياض بالأصل) . . . ولاوَمْتُه: لُمْته

ولامَني. وتَلاوَمَ الرجُلان: لامَ كلُّ واحد منهما صاحبَه. وجاءَ

بلَوْمَةٍ أي ما يُلامُ عليه. والمُلاوَمة: أن تَلُوم رجلاً ويَلُومَك.

وتَلاوَمُوا: لام بعضهم بعضاً؛ وفي الحديث: فتَلاوَموا بينهم أي لامكَ بعضُهم

بعضاً، وهي مُفاعلة من لامَه يَلومه لَوماً إذا عذَلَه وعنَّفَه. وفي حديث

ابن عباس: فتَلاوَمْنا. وتَلَوَّمَ في الأمر: تمكَّث وانتظر. ولي فيه

لُومةٌ أَي تَلَوُّم، ابن بزرج: التَّلَوُّمُ التَّنَظُّر للأمر تُريده.

والتَّلَوُّم: الانتظار والتلبُّثُ. وفي حديث عمرو بن سَلَمة الجَرْميّ: وكانت

العرب تَلَوّمُ بإسلامهم الفتح أي تنتظر، وأراد تَتَلَوّم فحذف إحدى

التاءين تخفيفاً، وهو كثير في كلامهم. وفي حديث علي، عليه السلام: إذا

أجْنَبَ في السفَر تَلَوََّم ما بينه وبين آخر الوقت أي انتظر وتَلَوَّمَ على

الأمر يُريده. وتَلَوّم على لُوامَته أي حاجته. ويقال: قضى القومُ

لُواماتٍ لهم وهي الحاجات، واحدتها لُوَامة. وفي الحديث: بِئسَ، لَعَمْرُ

اللهِ، عَمَلُ الشيخ المتوسِّم والشبِّ المُتلومِّم أي المتعرِّض للأَئمةِ في

الفعل السيّء، ويجوز أن يكون من اللُّومة وهي الحاجة أي المنتظر

لقضائها.ولِيمَ بالرجل: قُطع. واللَّوْمةُ: الشَّهْدة.

واللامةُ واللامُ، بغير همز، واللَّوْمُ: الهَوْلُ؛ وأنشد للمتلمس:

ويكادُ من لامٍ يَطيرُ فُؤادُها

واللامُ: الشديد من كل شيء؛ قال ابن سيده: وأُراه قد تقدم في الهمز، قال

أبو الدقيش: اللامُ القُرْبُ، وقال أَبو خيرة: اللامُ من قول القائل

لامٍ، كما يقول الصائتُ أيا أيا إذا سمعت الناقة ذلك طارت من حِدّة قلبها؛

قال: وقول أبي الدقيش أَوفقُ لمعنى المتنكّس في البيت لأنه قال:

ويكادُ من لامٍ يطيرُ فؤادُها،

إذ مَرّ مُكّاءُ الضُّحى المُتَنَكِّسُ

قال أبو منصور: وحكى ابن الأعرابي أنه قال اللامُ الشخص في بيت المتلمس.

يقال: رأَيت لامَه أي شخصه. ابن الأعرابي: اللَّوَمُ كثرة اللَّوْم. قال

الفراء: ومن العرب من يقول المَلِيم بمعنى المَلوم؛ قال أبو منصور: من

قال مَلِيم بناه على لِيمَ. واللائِمةُ: المَلامة، وكذلك اللَّوْمى، على

فَعْلى. يقال: ما زلت أَتَجَرّعُ منك اللَّوائِمَ. والمَلاوِم: جمع

المَلامة. واللاّمةُ: الأمر يُلام عليه. يقال: لامَ فلانٌ غيرَ مُليم. وفي

المثل: رُبَّ لائم مُليم؛ قالته أُم عُمَير بن سلمى الحنفي تخاطب ولدها

عُمَيراً، وكان أسلم أخاه لرجل كلابيٍّ له عليه دَمٌ فقتله، فعاتبته أُمُّه في

ذلك وقالت:

تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فيها،

ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما

قال ابن بري: وعُذْره الذي اعتذر به أن الكلابيّ التجأَ إلى قبر سلمى

أَبي عمير، فقال لها عمير:

قَتَلْنا أَخانا للوَفاءَِ بِجارِنا،

وكان أَبونا قد تُجِيرُ مَقابِرُهْ

وقال لبيد:

سَفَهاً عَذَلْتَ، ولُمْتَ غيرَ مُليم،

وهَداك قبلَ اليومِ غيرُ حَكيم

ولامُ الإنسان: شخصُه، غير مهموز؛ قال الراجز:

مَهْرِيّة تَخظُر في زِمامِها،

لم يُبْقِ منها السَّيْرُ غيرَ لامِها

وقوله في حديث ابن أُم مكتوم: ولي قائد لا يُلاوِمُني؛ قال ابن الأثير:

كذا جاء في رواية بالواو، وأَصله الهمز من المُلاءمة وهي المُوافقة؛

يقال: هو يُلائمُني بالهمز ثم يُخَفَّف فيصير ياء، قال: وأما الواو فلا وجه

لها إلا أن تكون يُفاعِلني من اللَّوْم ولا معنى له في هذا الحديث.

وقول عمر في حديثه: لوْما أَبقَيْتَ أي هلاَّ أَبقيت، وهي حرف من حروف

المعاني معناها التحضيض كقوله تعالى: لوما تأْتينا بالملائكة.

واللام: حرف هجاء وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً؛ قال ابن

سيده: وإنما قضيت على أن عينها منقلبة عن واو لما تقدم في أخواتها مما

عينه أَلف؛ قال الأزهري: قال النحويون لَوّمْت لاماً أي كتبته كما يقال

كَوَّفْت كافاً. قال الأزهري في باب لَفيف حرف اللام قال: نبدأ بالحروف التي

جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلى معرفتها، فمنها اللام التي

توصل بها الأسماء والأفعال، ولها فيها معانٍ كثيرة: فمنها لامُ المِلْك

كقولك: هذا المالُ لزيد، وهذا الفرس لمحَمد، ومن النحويين من يسمِّيها لامَ

الإضافة، سمّيت لامَ المِلْك لأنك إذا قلت إن هذا لِزيد عُلِمَ أنه

مِلْكُه، فإذا اتصلت هذه اللام بالمَكْنيِّ عنه نُصِبَت كقولك: هذا المالُ له

ولنا ولَك ولها ولهما ولهم، وإنما فتحت مع الكنايات لأن هذه اللامَ في

الأصل مفتوحة، وإنما كسرت مع الأسماء ليُفْصَل بين لام القسم وبين لام

الإضافة، ألا ترى أنك لو قلت إنّ هذا المالَ لِزيدٍ عُلِم أنه مِلكه؟ ولو قلت

إن هذا لَزيدٌ عُلم أن المشار إليه هو زيد فكُسِرت ليُفرق بينهما، وإذا

قلت: المالُ لَك، فتحت لأن اللبس قد زال، قال: وهذا قول الخليل ويونس

والبصريين. (لام كي): كقولك جئتُ لِتقومَ يا هذا، سمّيت لامَ كَيْ لأن معناها

جئتُ لكي تقوم، ومعناه معنى لام الإضافة أيضاً، وكذلك كُسِرت لأن المعنى

جئتُ لقيامك. وقال الفراء في قوله عز وجل: رَبَّنا لِيَضِلُّلوا عن

سبيلك؛ هي لام كَيْ، المعنى يا ربّ أَعْطيْتهم ما أَعطَيتَهم لِيضِلُّلوا عن

سبيلك؛ وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الاختيار أن تكون هذه اللام وما

أَشبهها بتأْويل الخفض، المعنى آتيتَهم ما آتيتَهم لضلالهم، وكذلك قوله:

فالتَقَطَه آلُ فهرْعون ليكونَ لهم؛ معناه لكونه لأنه قد آلت الحال إلى

ذلك، قال: والعرب تقول لامُ كي في معنى لام الخفض، ولام الخفض في معنى لام

كَي لِتقارُب المعنى؛ قال الله تعالى: يَحْلِفون لكم لِترضَوْا عنهم؛

المعنى لإعْراضِكم

(* قوله «يحلفون لكم لترضوا عنهم؛ المعنى لاعراصكم إلخ»

هكذا في الأصل). عنهم وهم لم يَحْلِفوا لكي تُعْرِضوا، وإنما حلفوا

لإعراضِهم عنهم؛ وأنشد:

سَمَوْتَ، ولم تَكُن أَهلاً لتَسْمو،

ولكِنَّ المُضَيَّعَ قد يُصابُ

أَراد: ما كنتَ أَهلا للسُمُوِّ. وقال أبو حاتم في قوله تعالى:

لِيَجّزِيَهم الله أَحسنَ ما كانوا يَعْملون؛ اللام في لِيَجْزيَهم لامُ اليمين

كأنه قال لَيَجْزِيَنّهم الله، فحذف النون، وكسروا اللام وكانت مفتوحة،

فأَشبهت في اللفظ لامَ كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي، وكذلك قال في قوله

تعالى: لِيَغْفِرَ لك اللهُ ما تقدَّم من ذنبك وما تأَخر؛ المعنى

لَيَغْفِرنَّ اللهُ لك؛ قال ابن الأَنباري: هذا الذي قاله أبو حاتم غلط لأنَّ

لامَ القسم لا تُكسَر ولا ينصب بها، ولو جاز أن يكون معنى لِيَجزيَهم

الله لَيَجْزيَنَّهم الله لقُلْنا: والله ليقومَ زيد، بتأْويل والله

لَيَقُومَنَّ زيد، وهذا معدوم في كلام العرب، واحتج بأن العرب تقول في التعجب:

أَظْرِفْ بزَيْدٍ، فيجزومونه لشبَهِه بلفظ الأَمر، وليس هذا بمنزلة ذلك

لأن التعجب عدل إلى لفظ الأَمر، ولام اليمين لم توجد مكسورة قط في حال

ظهور اليمين ولا في حال إضمارها؛ واحتج مَن احتج لأبي حاتم بقوله:

إذا هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها،

لِتُغْنِيَ عنِّي ذا أَتى بِك أَجْمَعا

قال: أَراد هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها،

لِتُغْنِيَ عنّي ذا أَتى بِكَ أَجْمَعا

قال: أَراد لَتُغْنِيَنَّ، فأَسقط النون وكسر اللام؛ قال أَبو بكر: وهذه

رواية غير معروفة وإنما رواه الرواة:

إذا هو آلى حِلْفَةً قلتُ مِثلَها،

لِتُغْنِنَّ عنِّي ذا أَتى بِك أَجمَعا

قال: الفراء: أصله لِتُغْنِيَنّ فأسكن الياء على لغة الذين يقولون رأيت

قاضٍ ورامٍ، فلما سكنت سقطت لسكونها وسكون النون الأولى، قال: ومن العرب

من يقول اقْضِنٍَّ يا رجل، وابْكِنَّ يا رجل، والكلام الجيد: اقْضِيَنَّ

وابْكِيَنَّ؛ وأَنشد:

يا عَمْرُو، أَحْسِنْ نَوالَ الله بالرَّشَدِ،

واقْرَأ سلاماً على الأنقاءِ والثَّمدِ

وابْكِنَّ عَيْشاً تَوَلَّى بعد جِدَّتِه،

طابَتْ أَصائلُه في ذلك البَلدِ

قال أبو منصور: والقول ما قال ابن الأَنباري. قال أبو بكر: سأَلت أبا

العباس عن اللام في قوله عز وجل: لِيَغْفِرَ لك اللهُ، قال: هي لام كَيْ،

معناها إنا فتَحْنا لك فَتْحاً مُبِيناً لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام

النعمة في الفتح، فلما انضم إلى المغفرة شيءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ معنى كي،

وكذلك قوله: ليَجْزِيَ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ، هي لامُ كي تتصل

بقوله: لا يعزُبُ عنه مثقال ذرّة، إلى قوله: في كتاب مبين أَحصاه عليهم لكيْ

يَجْزِيَ المُحْسِنَ بإحسانه والمُسِيءَ بإساءَته. (لام الأمر): وهو

كقولك لِيَضْرِبْ زيدٌ عمراً؛ وقال أبو إسحق: أَصلها نَصْبٌ، وإنما كسرت

ليفرق بينها وبين لام التوكيد ولا يبالىَ بشَبهِها بلام الجر، لأن لام الجر

لا تقع في الأفعال، وتقعُ لامُ التوكيد في الأفعال، ألا ترى أنك لو قلت

لِيعضْرِبْ، وأنت تأْمُر، لأَشبَهَ لامَ التوكيد إذا قلت إنك لَتَضْرِبُ

زيداً؟ وهذه اللام في الأَمر أَكثر ما اسْتُعْملت في غير المخاطب، وهي

تجزم الفعل، فإن جاءَت للمخاطب لم يُنْكَر. قال الله تعالى: فبذلك

فلْيَفرَحُوا هو خير؛ أكثرُ القُرّاء قرؤُوا: فلْيَفرَحوا، بالياء. وروي عن زيد بن

ثابت أنه قرأَ: فبذلك فلْتَفْرَحوا؛ يريد أَصحاب سيدنا رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، هو خير مما يَجْمَعون؛ أي مما يجمع الكُفَّار؛ وقَوَّى

قراءةَ زيد قراءةُ أُبيّ فبذلك فافْرَحوا، وهو البِناء الذي خُلق للأَمر

إذا واجَهْتَ به؛ قال الفراء: وكان الكسائي يَعيب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأنه

وجده قليلاً فجعله عَيْباً؛ قال أبو منصور: وقراءة يعقوب الحضرمي بالتاء

فلْتَفرَحوا، وهي جائزة. قال الجوهري: لامُ الأَمْرِ تأْمُر بها

الغائبَ، وربما أَمرُوا بها المخاطَبَ، وقرئ: فبذلك فلْتَفْرَحوا، بالتاء؛ قال:

وقد يجوز حَذْفُ لامِ الأَمر في الشعر فتعمل مضْمرة كقول مُتمِّم بن

نُوَيْرة:

على مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُِشِي،

لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أو يَبكِ من بَكى

أراد: لِيَبْكِ، فحذف اللام، قال: وكذلك لامُ أَمرِ المُواجَهِ؛ قال

الشاعر:

قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها:

تِئْذَنْ، فإني حَمْؤها وجارُها

أراد: لِتَأْذَن، فحذف اللامَ وكسرَ التاءَ على لغة من يقول أَنتَ

تِعْلَمُ؛ قال الأزهري: اللام التي للأَمْرِ في تأْويل الجزاء، من ذلك قولُه

عز وجل: اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكم؛ قال الفراء: هو أَمر

فيه تأْويلُ جَزاء كما أَن قوله: ادْخُلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكم،

نهيٌ في تأْويل الجزاء، وهو كثير في كلام العرب؛ وأَنشد:

فقلتُ: ادْعي وأدْعُ، فإنَّ أنْدَى

لِصَوْتٍ أن يُناديَ داعِيانِ

أي ادْعِي ولأَدْعُ، فكأَنه قال: إن دَعَوْتِ دَعَوْتُ، ونحو ذلك. قال

الزجاج: وزاد فقال: يُقْرأُ قوله ولنَحْمِلْ خطاياكم، بسكون اللام وكسرها،

وهو أَمر في تأْويل الشرط، المعنى إِن تتبَّعوا سَبيلَنا حمَلْنا

خطاياكم. (لام التوكيد): وهي تتصل بالأسماء والأفعال التي هي جواباتُ القسم

وجَوابُ إنَّ، فالأسماء كقولك: إن زيداً لَكَريمٌ وإنّ عمراً لَشُجاعٌ،

والأفعال كقولك: إه لَيَذُبُّ عنك وإنه ليَرْغَبُ في الصلاح، وفي القسَم:

واللّهِ لأصَلِّيَنَّ وربِّي لأصُومَنَّ، وقال اللّه تعالى: وإنَّ منكم

لَمَنْ لَيُبَطِّئنّ؛ أي مِمّنْ أَظهر الإِيمانَ لَمَنْ يُبَطِّئُ عن

القتال؛ قال الزجاج: اللامُ الأُولى التي في قوله لَمَنْ لامُ إنّ، واللام التي

في قوله ليُبَطِّئنّ لامُ القسَم، ومَنْ موصولة بالجالب للقسم، كأَنّ

هذا لو كان كلاماً لقلت: إنّ منكم لَمنْ أَحْلِف بالله واللّه ليُبَطِّئنّ،

قال: والنحويون مُجْمِعون على أنّ ما ومَنْ والذي لا يوصَلْنَ بالأمر

والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر، وأََن لامَ القسَمِ إِِذا جاءت مع

هذه الحروف فلفظ القَسم وما أََشبَه لفظَه مضمرٌ معها. قال الجوهري: أما

لامُ التوكيد فعلى خمسة أَََضرب، منها لامُ الابتداء كقولك لَزيدٌ

أَََفضل من عمرٍٍو، ومنها اللام التي تدخل في خبر إنّ المشددة والمخففة كقوله

عز وجل: إِنَّ ربَّك لبِالمِرْصادِ، وقوله عز من قائلٍ: وإنْ كانت

لَكبيرةً؛ ومنها التي تكون جواباً لِلَوْ ولَوْلا كقوله تعالى: لولا أََنتم

لَكُنَّا مؤمنين، وقوله تعالى: لو تَزَيَّلُوا لعذّبنا الذين كفروا؛ ومنها

التي في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى: لَيُسْجَنَنّ

وليَكُونَن من الصاغرين؛ ومنها لام جواب القسم، وجميعُ لاماتِ التوكيد تصلح أَن

تكون جواباً للقسم كقوله تعالى: وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطئَنّ؛ فاللام

الأُولى للتوكيد والثانية جواب، لأنّ المُقْسَم جُمْلةٌ توصل بأخرى، وهي

المُقْسَم عليه لتؤكِّدَ الثانيةُ بالأُولى، ويربطون بين الجملتين بحروف

يسميها النحويون جوابَ القسَم، وهي إنَّ المكسورة المشددة واللام المعترض

بها، وهما يمعنى واحد كقولك: والله إنّ زيداً خَيْرٌ منك، وواللّه لَزَيْدٌ

خيرٌ منك، وقولك: والله ليَقومَنّ زيدٌ، إذا أدخلوا لام القسم على فعل

مستقبل أَدخلوا في آخره النون شديدة أَو خفيفة لتأْكيد الاستقبال وإِخراجه

عن الحال، لا بدَّ من ذلك؛ ومنها إن الخفيفة المكسورة وما، وهما بمعنى

كقولك: واللّه ما فعَلتُ، وواللّه إنْ فعلتُ، بمعنى؛ ومنها لا كقولك:

واللّهِ لا أفعَلُ، لا يتصل الحَلِف بالمحلوف إلا بأَحد هذه الحروف الخمسة،

وقد تحذف وهي مُرادةٌ. قال الجوهري: واللام من حروف الزيادات، وهي على

ضربين: متحركة وساكنة، فأَما الساكنة فعلى ضربين: أَحدهما لام التعريف

ولسُكونِها أُدْخِلَتْ عليها ألفُ الوصل ليصح الابتداء بها، فإِذا اتصلت بما

قبلها سقَطت الأَلفُ كقولك الرجُل، والثاني لامُ الأمرِ إِذا ابْتَدَأتَها

كانت مكسورة، وإِن أَدخلت عليها حرفاً من حروف العطف جاز فيها الكسرُ

والتسكين كقوله تعالى: ولِيَحْكُم أَهل الإِنجيل؛ وأما اللاماتُ المتحركة

فهي ثلاثٌ: لامُ الأمر ولامُ التوكيد ولامُ الإِضافة. وقال في أَثناء

الترجمة: فأَما لامُ الإِضافةِ فعلى ثمانية أضْرُبٍ: منها لامُ المِلْك كقولك

المالُ لِزيدٍ، ومنها لامُ الاختصاص كقولك أخ لِزيدٍ، ومنها لام

الاستغاثة كقول الحرث بن حِلِّزة:

يا لَلرِّجالِ ليَوْمِ الأرْبِعاء، أما

يَنْفَكُّ يُحْدِث لي بعد النُّهَى طَرَبا؟

واللامان جميعاً للجرّ، ولكنهم فتحوا الأُولى وكسروا الثانية ليفرقوا

بين المستغاثِ به والمستغاثَ له، وقد يحذفون المستغاث به ويُبْقُون

المستغاثَ له، يقولون: يا لِلْماءِ، يريدون يا قومِ لِلْماء أَي للماء أَدعوكم،

فإن عطفتَ على المستغاثِ به بلامٍ أخرى كسرتها لأنك قد أمِنْتَ اللبس

بالعطف كقول الشاعر:

يا لَلرِّجالِ ولِلشُّبَّانِ للعَجَبِ

قال ابن بري: صواب إنشاده:

يا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّانِ للعجب

والبيت بكماله:

يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ،

يا لَلْكهول وللشبّان للعجب

وقول مُهَلْهِل بن ربيعة واسمه عديّ:

يا لَبَكْرٍ أنشِروا لي كُلَيْباً،

يا لبَكرٍ أيْنَ أينَ الفِرارُ؟

استغاثة. وقال بعضهم: أَصله يا آلَ بكْرٍ فخفف بحذف الهمزة كما قال جرير

يخاطب بِشْر بن مَرْوانَ لما هجاه سُراقةُ البارِقيّ:

قد كان حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ:

يا آلَ بارِقَ، فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ؟

ومنها لام التعجب مفتوحة كقولك يا لَلْعَجَبِ، والمعنى يا عجبُ احْضُرْ

فهذا أوانُك، ومنها لامُ العلَّة بمعنى كَيْ كقوله تعالى: لِتَكونوا

شُهَداء على الناس؛ وضَرَبْتُه لِيتَأدَّب أَي لِكَيْ يتَأدَّبَ لأَجل

التأدُّبِ، ومنها لامُ العاقبة كقول الشاعر:

فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها،

كما لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَى المَساكِنُ

(* قوله «لخراب الدور» الذي في القاموس والجوهري: لخراب الدهر).

أي عاقبته ذلك؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

أموالُنا لِذَوِي المِيراثِ نَجْمَعُها،

ودُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِيها

وهم لم يَبْنُوها للخراب ولكن مآلُها إلى ذلك؛ قال: ومثلُه ما قاله

شُتَيْم بن خُوَيْلِد الفَزاريّ يرثي أَولاد خالِدَة الفَزارِيَّةِ، وهم

كُرْدم وكُرَيْدِم ومُعَرِّض:

لا يُبْعِد اللّهُ رَبُّ البِلا

دِ والمِلْح ما ولَدَتْ خالِدَهْ

(* قوله «رب البلاد» تقدم في مادة ملح: رب العباد).

فأُقْسِمُ لو قَتَلوا خالدا،

لكُنْتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ

فإن يَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ،

فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ

ولم تَلِدْهم أمُّهم للموت، وإنما مآلُهم وعاقبتُهم الموتُ؛ قال ابن

بري: وقيل إن هذا الشعر لِسِمَاك أَخي مالك بن عمرو العامليّ، وكان

مُعْتَقَلا هو وأخوه مالك عند بعض ملوك غسّان فقال:

فأبْلِغْ قُضاعةَ، إن جِئْتَهم،

وخُصَّ سَراةَ بَني ساعِدَهْ

وأبْلِغْ نِزاراً على نأْيِها،

بأَنَّ الرِّماحَ هي الهائدَهْ

فأُقسِمُ لو قَتَلوا مالِكاً،

لكنتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ

برَأسِ سَبيلٍ على مَرْقَبٍ،

ويوْماً على طُرُقٍ وارِدَهْ

فأُمَّ سِمَاكٍ فلا تَجْزَعِي،

فلِلْمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ

ثم قُتِل سِماكٌ فقالت أمُّ سماك لأخيه مالِكٍ: قبَّح الله الحياة بعد

سماك فاخْرُج في الطلب بأخيك، فخرج فلَقِيَ قاتِلَ أَخيه في نَفَرٍ

يَسيرٍ فقتله. قال وفي التنزيل العزيز: فالتَقَطَه آلُ فرعَون ليكونَ لهم

عَدُوّاً وحَزَناً؛ ولم يلتقطوه لذلك وإنما مآله العداوَة، وفيه: ربَّنا

لِيَضِلُّوا عن سَبيلِك؛ ولم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضلال وإِنما

مآله الضلال، قال: ومثله: إِني أَراني أعْصِرُ خَمْراً؛ ومعلوم أَنه لم

يَعْصِر الخمرَ، فسماه خَمراً لأنَّ مآله إلى ذلك، قال: ومنها لام الجَحْد

بعد ما كان ولم يكن ولا تَصْحَب إلا النفي كقوله تعالى: وما كان اللهُ

لِيُعذِّبَهم، أي لأن يُعذِّبهم، ومنها لامُ التاريخ كقولهم: كَتَبْتُ

لِثلاث خَلَوْن أي بَعْد ثلاث؛ قال الراعي:

حتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ

جُدّاً، تَعَاوَره الرِّياحُ، وَبِيلا

البائصُ: البعيد الشاقُّ، والجُدّ: البئرْ وأَرادَ ماءَ جُدٍّ، قال:

ومنها اللامات التي تؤكِّد بها حروفُ المجازة ويُجاب بلام أُخرى توكيداً

كقولك: لئنْ فَعَلْتَ كذا لَتَنْدَمَنَّ، ولئن صَبَرْتَ لَترْبحنَّ. وفي

التنزيل العزيز: وإِذ أَخذَ اللّهُ ميثاق النبييّن لَمَا آتَيْتُكُم من

كِتابٍ وحِكمة ثم جاءكم رسول مَصدِّقٌ لِما معكم لَتُؤمِنُنَّ به

ولَتَنْصُرُنَّه «الآية»؛ روى المنذري عن أبي طالب النحوي أَنه قال: المعنى في قوله

لَمَا آتَيْتكم لَمَهْما آتيتكم أَي أَيُّ كِتابٍ آتيتُكم لتُؤمنُنَّ به

ولَتَنْصُرُنَّه، قال: وقال أحمد بن يحيى قال الأخفش: اللام التي في

لَمَا اسم

(* قوله «اللام التي في لما اسم إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً،

والأصل اللام التي في لما موطئة وما اسم موصول والذي بعدها إلخ). والذي

بعدها صلةٌ لها، واللام التي في لتؤمِنُنّ به ولتنصرنَّه لامُ القسم

كأَنه قال واللّه لتؤْمنن، يُؤَكّدُ في أَول الكلام وفي آخره، وتكون من

زائدة؛ وقال أَبو العباس: هذا كله غلط، اللام التي تدخل في أَوائل الخبر تُجاب

بجوابات الأَيمان، تقول: لَمَنْ قامَ لآتِينَّه، وإذا وقع في جوابها ما

ولا عُلِم أَن اللام ليست بتوكيد، لأنك تضَع مكانها ما ولا وليست

كالأُولى وهي جواب للأُولى، قال: وأَما قوله من كتاب فأَسْقط من، فهذا غلطٌ لأنّ

من التي تدخل وتخرج لا تقع إِلاَّ مواقع الأَسماء، وهذا خبرٌ، ولا تقع

في الخبر إِنما تقع في الجَحْد والاستفهام والجزاء، وهو جعل لَمَا بمنزلة

لَعَبْدُ اللّهِ واللّهِ لَقائمٌ فلم يجعله جزاء، قال: ومن اللامات التي

تصحب إنْ: فمرّةً تكون بمعنى إِلاَّ، ومرةً تكون صلة وتوكيداً كقول اللّه

عز وجل: إِن كان وَعْدُ ربّنا لَمَفْعولاً؛ فمَنْ جعل إنْ جحداً جعل

اللام بمنزلة إلاّ، المعنى ما كان وعدُ ربِّنا إِلا مفعولاً، ومن جعل إن

بمعنى قد جعل اللام تأكيداً، المعنى قد كان وعدُ ربنا لمفعولاً؛ ومثله قوله

تعالى: إن كِدْتع لَتُرْدِين، يجوز فيها المعنيان؛ التهذيب: «لامُ التعجب

ولام الاستغاثة» روى المنذري عن المبرد أنه قال: إذا اسْتُغِيث بواحدٍ

أو بجماعة فاللام مفتوحة، تقول: يا لَلرجالِ يا لَلْقوم يا لزيد، قال:

وكذلك إذا كنت تدعوهم، فأَما لام المدعوِّ إليه فإِنها تُكسَر، تقول: يا

لَلرِّجال لِلْعجب؛ قال الشاعر:

تَكَنَّفَني الوُشاةُ فأزْعَجوني،

فيا لَلنّاسِ لِلْواشي المُطاعِ

وتقول: يا للعجب إذا دعوت إليه كأَنك قلت يا لَلنَّاس لِلعجب، ولا يجوز

أَن تقول يا لَزيدٍ وهو مُقْبل عليك، إِنما تقول ذلك للبعيد، كما لا يجوز

أَن تقول يا قَوْماه وهم مُقبِلون، قال: فإن قلت يا لَزيدٍ ولِعَمْرو

كسرْتَ اللام في عَمْرو، وهو مدعوٌ، لأَنك إِنما فتحت اللام في زيد للفصل

بين المدعوّ والمدعوّ إليه، فلما عطفت على زيد استَغْنَيْتَ عن الفصل لأَن

المعطوف عليه مثل حاله؛ وقد تقدم قوله:

يا لَلكهولِ ولِلشُّبّانِ لِلعجب

والعرب تقول: يا لَلْعَضِيهةِ ويا لَلأَفيكة ويا لَلبَهيتة، وفي اللام

التي فيها وجهان: فإِن أردت الاستغاثة نصبتها، وإِن أَردت أَن تدعو إليها

بمعنى التعجب منه كسرتها، كأَنك أَردت: يا أَيها الرجلُ عْجَبْ

لِلْعَضيهة، ويا أيها الناس اعْجَبوا للأَفيكة. وقال ابن الأَنباري: لامُ

الاستغاثة مفتوحة، وهي في الأَصل لام خفْضٍ إِلا أَن الاستعمال فيها قد كثر مع

يا، فجُعِلا حرفاً واحداً؛ وأَنشد:

يا لَبَكرٍ أنشِروا لي كُلَيباً

قال: والدليل على أَنهم جعلوا اللام مع يا حرفاً واحداً

قول الفرزدق:

فخَيرٌ نَحْنُ عند الناس منكمْ،

إذا الداعي المُثَوِّبُ قال: يالا

وقولهم: لِم فعلتَ، معناه لأيِّ شيء فعلته؟ والأصل فيه لِما فعلت فجعلوا

ما في الاستفهام مع الخافض حرفاً واحداً واكتفَوْا بفتحة الميم من اإلف

فأسْقطوها، وكذلك قالوا: عَلامَ تركتَ وعَمَّ تُعْرِض وإلامَ تنظر

وحَتَّمَ عَناؤُك؟ وأنشد:

فحَتَّامَ حَتَّام العَناءُ المُطَوَّل

وفي التنزيل العزيز: فلِمَ قتَلْتُموهم؛ أراد لأي علَّة وبأيِّ حُجّة،

وفيه لغات: يقال لِمَ فعلتَ، ولِمْ فعلتَ، ولِما فعلت، ولِمَهْ فعلت،

بإدخال الهاء للسكت؛ وأنشد:

يا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟

لو خافَك اللهُ عليه حَرَّمَهْ

قال: ومن اللامات لامُ التعقيب للإضافة وهي تدخل مع الفعل الذي معناه

الاسم كقولك: فلانٌ عابرُ الرُّؤْيا وعابرٌ لِلرؤْيا، وفلان راهِبُ رَبِّه

وراهبٌ لرَبِّه. وفي التنزيل العزيز: والذين هم لربهم يَرهبون، وفيه: إن

كنتم للرؤْيا تَعْبُرون؛ قال أبو العباس ثعلب: إنما دخلت اللام

تَعْقِيباً للإضافة، المعنى هُمْ راهبون لربهم وراهِبُو ربِّهم، ثم أَدخلوا اللام

على هذا، والمعنى لأنها عَقَّبت للإضافة، قال: وتجيء اللام بمعنى إلى

وبمعنى أَجْل، قال الله تعالى: بأن رَبَّكَ أَوْحى لها؛ أي أَوحى إليها،

وقال تعالى: وهم لها سابقون؛ أي وهم إليها سابقون، وقيل في قوله تعالى:

وخَرُّوا له سُجَّداً؛ أي خَرُّوا من أَجلِه سُجَّداً كقولك أَكرمت فلاناً لك

أي من أَجْلِك. وقوله تعالى: فلذلك فادْعُ واسْتَقِمْ كما أُمِرْتَ؛

معناه فإلى ذلك فادْعُ؛ قاله الزجاج وغيره. وروى المنذري عن أبي العباس أنه

سئل عن قوله عز وجل: إن أحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنفُسكم وإن

أَسأْتُمْ فلها؛ أي عليها

(* قوله «فلها أي عليها» هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً،

والأصل: فقال أي عليها). جعل اللام بمعنى على؛ وقال ابن السكيت في قوله:

فلما تَفَرَّقْنا، كأنِّي ومالِكاً

لطولِ اجْتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلةً مَعا

قال: معنى لطول اجتماع أي مع طول اجتماع، تقول: إذا مضى شيء فكأنه لم

يكن، قال: وتجيء اللام بمعنى بَعْد؛ ومنه قوله:

حتى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِص

أي بعْد خِمْسٍ؛ ومنه قولهم: لثلاث خَلَوْن من الشهر أي بعد ثلاث، قال:

ومن اللامات لام التعريف التي تصحبها الألف كقولك: القومُ خارجون والناس

طاعنون الحمارَ والفرس وما أشبهها، ومنها اللام الأصلية كقولك: لَحْمٌ

لَعِسٌ لَوْمٌ وما أَشبهها، ومنها اللام الزائدة في الأَسماء وفي الأفعال

كقولك: فَعْمَلٌ لِلْفَعْم، وهو الممتلئ، وناقة عَنْسَل للعَنْس

الصُّلبة، وفي الأَفعال كقولك قَصْمَله أي كسره، والأصل قَصَمه، وقد زادوها في

ذاك فقالوا ذلك، وفي أُولاك فقالوا أُولالِك، وأما اللام التي في لَقعد

فإنها دخلت تأْكيداً لِقَدْ فاتصلت بها كأَنها منها، وكذلك اللام التي في

لَما مخفّفة. قال الأزهري: ومن اللاَّماتِ ما رَوى ابنُ هانِئٍ عن أبي زيد

يقال: اليَضْرِبُك ورأَيت اليَضْرِبُك، يُريد الذي يضرِبُك، وهذا

الوَضَع الشعرَ، يريد الذي وضَع الشعر؛ قال: وأَنشدني المُفضَّل:

يقولُ الخَنا وابْغَضُ العْجْمِ ناطِقاً،

إلى ربِّنا، صَوتُ الحمارِ اليُجَدَّعُ

يريد الذي يُجدَّع؛ وقال أيضاً:

أَخِفْنَ اطِّنائي إن سَكَتُّ، وإنَّني

لَفي شُغُلٍ عن ذَحْلِا اليُتَتَبَّعُ

(* قوله «أخفن اطنائي إلخ» هكذا في الأصل هنا، وفيه في مادة تبع: اطناني

ان شكين، وذحلي بدل ذحلها).

يريد: الذي يُتتبَّع؛ وقال أبو عبيد في قول مُتمِّم:

وعَمْراً وحوناً بالمُشَقَّرِ ألْمَعا

(* قوله «وحوناً» كذا بالأصل).

قال: يعني اللَّذَيْنِ معاً فأَدْخل عليه الألف واللام صِلةً، والعرب

تقول: هو الحِصْنُ أن يُرامَ، وهو العَزيز أن يُضَامَ، والكريمُ أن

يُشتَمَ؛ معناه هو أَحْصَنُ من أن يُرامَ، وأعزُّ من أن يُضامَ، وأَكرمُ من أن

يُشْتَم، وكذلك هو البَخِيلُ أن يُرْغَبَ إليه أي هو أَبْخلُ من أَن

يُرْغَبَ إليه، وهو الشُّجاع أن يَثْبُتَ له قِرْنٌ. ويقال: هو صَدْقُ

المُبْتَذَلِ أي صَدْقٌ عند الابتِذال، وهو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة.

وقال ابن الأنباري: العرب تُدْخِل الألف واللام على الفِعْل المستقبل على

جهة الاختصاص والحكاية؛ وأنشد للفرزدق:

ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه،

ولا الأَصِيلِ، ولا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ

وأَنشد أَيضاً:

أَخفِنَ اطِّنائي إن سكتُّ، وإنني

لفي شغل عن ذحلها اليُتَتَبَّع

فأَدخل الأَلف واللام على يُتتبّع، وهو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا، قال:

ويدخلون الألف واللام على أَمْسِ وأُلى، قال: ودخولها على المَحْكِيَّات

لا يُقاس عليه؛ وأَنشد:

وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه

بِبابِك، حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ

فأََدخلهما على أََمْسِ وتركها على كسرها، وأَصل أَمْسِ أَمرٌ من

الإمْساء، وسمي الوقتُ بالأمرِ ولم يُغيَّر لفظُه، والله أَعلم.

لوم

(} اللَّوْمُ {واللَّوْمَاءُ) بِالمَدِّ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
(} واللَّوْمَى) ، بِالقَصْرِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وضَبَطَه بَعْضٌ: بِالضَّمِّ، وهَكَذَا هُوَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ.
( {واللاَّئِمَةُ) ، كَالنَّافلَةِ، والعَافِيَةِ:
(العَذْلُ) .
(و) تَقولُ: (} لاَمَ) عَلَيَّ كَذَا ( {لَوْمًا} ومَلامًا {ومَلامَةً) } ولَوْمَةً، وجَمْع {اللاَّئِمَةِ:} اللَّوَائِمِ، يُقال: مَا زِلْتُ أتَجَرَّعُ فيكَ {اللَّوائِمَ، وجَمْعُ} المَلاَمَةِ: {مَلاَوِمُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ.
(فَهُوَ} مَلِيمٌ) ، بِفَتْحِ المِيمِ، حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، ( {ومَلُومٌ) اسْتَحَقَّ} اللَّوْمَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِنَّما عَدَلُوا إِلَى اليَاءِ والكَسْرَةِ اسْتِثْقَالاً للوَاوِ مَعَ الضَّمَّةِ.
( {وأَلاَمَه) } إِلاَمَةً بِمَعْنَى: {لاَمَهُ، قَالَه أَبُو عُبَيْدَةَ، وأنشَد لمَعْقِلِ بنِ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ:
(حَمِدْتُ الله أَنْ أَمْسَى رَبِيعٌ ... بِدَارِ الهَوْنِ مُلْحِيًّا} مُلاَمَا)

أَي: {مَلُومًا. (} ولَوَّمَهُ) شُدِّدَ (للمُبَالَغَةِ) فَهُوَ:! مُلَوَّم كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ عَنْتَرَةُ: (رَبِذٍ يَدَاهُ بِالقِدَاحِ إِذَا شَتَا ... هَتَّاكِ غَايَاتِ التِّجار {مُلَوَّمِ)

أَي: يُكْرِمُ كَرَمًا} يُلاَمُ لأَجْلِه، ( {فَالْتَامَ هُوَ) .
قَالَ فِي النَّوَادِرِ:} لامَنِي فُلانٌ {فَالْتَمْتُ، ومَعَّضَنِي فَامْتَعَضْتُ وعَذَلنِي فَاعْتَذَلْتُ، وحَضَّنِي فاحْتَضَضْتُ، وأَمَرَنِي فَأْتَمَرْتُ إِذَا قِبَلَ قَولَه مِنْهُ. اه. فَهُوَ حِينَئِذٍ مُطاوِعُ} لاَمَ لاَ {أَلاَمَ} ولَوَّمَ كَمَا يَقْتَضِيهِ سِياقُ المُصَنِّفِ، وَلَو قَدَّمَه فِي الذِّكْرِ قَبْل قَولِه: {وأَلاَمَهُ كَانَ حَسَنًا.
(وقَومٌ} لُوَّامٌ) ، كَزُنَّارٍ، ( {ولُوَّمٌ) ، كَرَاكِعٍ، ورُكَّعٍ (} ولُيَّمٌ) بِاليَاءِ، غُيِّرت الوَاوُ لِقُرْبِها من الطَّرَفِ.
( {واللَّوَمُ، مُحَرَّكَةً: كَثْرَةُ العَذْلِ) ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
(} ولاَوَمْتُه) {مُلاَوَمَةً (} لُمْتُهُ {ولاَمَنِي) ، وَفِي حَدِيثِ ابنِ أُمِّ مَكْتُوم: " ولِي قَائِدٌ لَا} يُلاوِمُني " , قَالَ ابنُ الأثِيرِ: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايةٍ بِالوَاوِ، وأَصلُه الهَمْزُ، من المُلاءَمَةِ وَهِي المُوَافَقَةُ، ثُمَّ يُخَفَّفُ فَيَصِيرُ يَاءً، وأَمَّا الوَاوُ فَلَا وَجْهَ لَهَا.
( {وتَلاوَمْنَا كَذَلِك) كَمَا فِي الصِّحَاحِ أَيْ: كِلاهُمَا من بَابِ المُفَاعَلَةِ والتَّفَاعُلِ يَقْتَضِيَان التشارك.
(} وأَلامَ) الرَّجُلُ: (أَتَى مَا) ، وَفِي الصِّحاحِ: أَتَى بِمَا ( {يُلامُ عَلَيْه، يُقالُ:} لامَ فُلانٌ غَيْرَ {مُلِيمٍ، وَفِي المَثَلِ: ((رُبَّ} لائِمٍ {مُلِيمٌ)) قَالَتْ اُمُّ عُمَيْرِ بنِ سَلْمَى الحَنَفِيِّ تُخَاطِبُ وَلَدَها عُمَيْرًا:
(تَعُدُّ مَعَاذِرًا لاَ عُذْرَ فِيهَا ... ومَنْ يَخْذُلْ اَخَاهُ فَقَدْ} أَلامَا)

وقَالَ لُبِيدٌ:
(سَفَهًا عَذَلْتَ {ولُمْتَ غَيْرَ} مُلِيمِ ... وهَدَاكَ قَبْلِ اليَوْمِ غَيرُ حَكِيمِ)

وقَولُه تَعالَى: (فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ {مُلِيم} ، قَالَ بعضُهم:} المُلِيمُ هُنَا بِمَعْنَى {مَلُوم، ونَقَلَه الفَرِّاء عَنِ العَرَبِ ايضًا: قَالَ الأزْهَرِيّ: مَنْ قَالَ:} مُلِيم بَنَاه عَلَى {لِيمَ.
(أَوْ) أَلامَ الرَّجُلُ: (صَارَ ذَا ل} لائِمَةٍ) ، قَالَه سِيبَوَيْهِ.
( {واسْتَلاَمَ إِلَيْهِم) : اسْتَذَمَّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَيْ: (أَتَاهُم بِمَا} يَلُومُونَه) عَلَيْه: قَالَ القُطَامِيّ:
(فَمَنْ يَكُنِ {اسْتلاَمَ إِلى نَوِيٍّ ... فَقَدْ أَكرمْتَ يَا زُفَرُ المَتَاعَا)

(ورجُلٌ} لُومَةٌ، بالضَّمِّ) أَي: ( {مَلُومٌ) } يَلُومُه النَّاسُ، (و) {لُوَمَةٌ (كَهُمْزَةٍ) ، أَيْ: (} لَوَّامٌ) {يَلُومُ النَّاسَ مِثْل: هُزْأَةٍ وهُزَأَةٍ كَمَا فِي الصِّحَاح، ويطَّرِد عَلَيه بَاب.
(وجَاءَ} بِلَوْمَةٍ، بِالفَتْحِ، {ولامَةٍ) ، أَيْ: (مَا} يُلامُ عَلَيْه) .
( {وتَلَوَّمَ فِي الأَمْرِ: تَمَكَّثَ وانْتَظَرَ) ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ بَزُرْج:} التَّلوُّمُ: التَّنَظُّرُ للأمْرِ تُرِيدُه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ سَلَمَةَ الجَرْمِيِّ: " وكَانَتِ العَرَبُ {تَلَوَّمُ بإسْلامِهِم الفَتْحَ "، أَيْ تَنْتَظِرُ، وأَرَادَ} تَتَلَوَّمُ فَحَذَفَ إِحْدَى التَّاءَيْن تَخْفِيفًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنهُ: " إِذَا اَجْنَبَ فِي السَّفَرِ {تَلَوَّمَ مَا بَيْنَه وبَيْنَ آخِرِ الوَقْتِ "، اي: انْتَظَر. ونَقَلَ شَيْخُنا عَن الأنْدَلُسِيِّ شَارِحِ المُفَصَّل أَنَّ} التَّلَوُّمَ انْتِظَارُ مَنْ يَتَجَنَّبُ المَلاَمَةَ، فَتَفَعَّلَ بِمَعْنَى: تَجَنَّبَ.
(ولِيس فيهِ {لُوْمَةٌ، بِالضَّمِّ) ، أَيْ: (} تَلَوُّمٌ) ، أَيْ: تَلَبُّتٌ وانْتِظَارٌ.
( {ولِيمَ بِهِ) إِذَا (قُطِعَ) بِهِ فَهو} مَلِيمٌ.
(! واللَّوْمَةُ) ،، بِالفَتْحِ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى إِطْلاَقِه، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ، بِالضَّمِّ: (الشَّهْدَةُ) . ومَرَّ لَهُ فِي ((ل أم)) اللِّئْمُ، بِالكَسْرِ: العَسَلُ. ( {واللاَّمُ: الهَوْلُ) ، قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(ويَكَادُ مِنْ} لامٍ يَطِيرُ فُؤَادُهَا ... إِذَا مَرَّ مُكَّاءُ الضُّحَى المُتَنَكِّسُ)

( {كاللاَّمَةِ، واللَّوْمِ) .
(و) } اللاَّمُ (شَخْصُ الإِنْسَانِ) ، غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وبِهِ فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ المُتَلَمِّسِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلرَّاجِزِ:
(مَهْرِيَّة تَخْطُرُ فِي زِمَامِها ... )

(لم يُبْقِ مِنْهَا السَّيْرُ غَيْرَ {لاَمِها ... )

(و) قَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ:} اللاَّمُ: (القُربُ) ، وبِهِ فَسَّرَ قَولَ المُتَلَمِّسِ أَيضًا.
(و) {اللاَّمُ: (الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْءٍ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأُرَاهُ قَدْ تَقَدَّمَ فِي الهَمْزِ.
(و) } اللاَّمُ: (حَرْفُ هِجَاءٍ) مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلاً وبَدَلاً وزَائِدًا. قَالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْتُ على أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لِمَا تَقَدَّمَ فِي أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَينُه أَلِفٌ.
( {وَلَوَّمَ} لامًا) إِذَا (كَتَبَهَا) . نَقَلَه الأزْهَرِيّ عَن النَّحْوِيِّين، كَمَا يُقالُ: كَوَّفَ كَافًا. وَفِي البَصَائِرِ: هِيَ مِنْ حُرُوفِ الذَّلاَقَة، مَخْرَجُها ذَلْقُ اللِّسَانِ جِوَارَ مَخْرَجِ النُّونِ.
(! واللاَّمُ تَرِدِ لِثَلاثِين مَعْنًى، مِنْهَا: العَامِلَةُ لِلجَرِّ، وتَرِدُ لاثْنَيْنِ وعِشْرِين مَعْنًى) .
الأولُ: (الاسْتِحْقَاقُ، نَحْو) قَوْلِهم: (الحَمْدُ لِلَّه) ؛ إِذْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ، أَيْ: مُسْتَوْجِبٌ لَهُ.
الثّاني: (الاخْتِصَاصُ) ، نَحْو (المِنْبَرُ لِلخَطٍ يبِ) ؛ إذْ هُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ، وكَذَلِك: أَخٌ لِزَيد.
الثَّالِثُ: (التَّمْلِيكُ) ، نَحْو: (وَهَبْتُ لِزَيْدٍ) دَارًا، أَيْ: مَلَّكْتُه إِيَّاهَا، وَكَذَلِكَ: المَالُ لِزَيْدٍ. قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((ومِنْ النَّحَوَيِّين مَنْ يُسَمِّيها: لاَمَ الإِضَافَةِ، سُمِّيَتْ لاَمَ المِلْكَ، لأَنك إِذا قُلْتَ: إِنَّ هَذَا لِزَيْدٍ عُلِمَ أَنَّه مِلْكُه، فَإِذا اتَّصَلْتْ هَذِه اللاَّمُ بالمَكْنِيِّ عَنهُ نُصِبَتْ، كَقَوْلِك: هَذَا المَالُ لَهُ ولَنَا ولَكَ ولَهَا ولَهُمَا ولَهُمْ ولَهُنَّ، وإِنَّمَا فُتِحَتْ مَعَ الكِنَايَات لأنَّ هَذِه اللاَّمَ فِي الأَصْلِ مَفْتُوحَةٌ، وإِنَّمَا كُسِرَتْ مَعَ الأسْمَاءِ لِيُفْصَلَ بَيْنَ لاَمِ القَسَمِ وبَيْن لاَمِ الإضَافَةِ، أَلاَ تَرَى أَنَّك لَو قُلْتَ: إنَّ هَذَا المَالَ لِزَيْدٍ، عُلِمَ أَنَّه مِلْكُه، وَلَو قُلْتَ: إِنَّ هَذَا لَزَيْدٌ عُلِمَ اَنَّ المَشَارَ إِلَيْه هُوَ زُيْدٌ، فَكُسِرَتْ ليُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وإِذَا قُلْتَ: المَالُ لَكَ، فَتَحْتَ؛ لأَنَّ اللَّبْسَ قَدْ زَالَ، قَالَ: وهَذَا قَولُ الخَلِيلِ ويُونُسَ والبَصْرِيِّينَ)) .
الرَّابعُ: (شِبْهُ التَّمْلِيكِ) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا} ، فَلَيْسَ فِيه التَّمْلِيكُ حَقِيقة، وإنّما هُوَ شِبْهُه.
والخَامِسُ: (التَّعْلِيلُ) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} ، ومِنه أَيْضا قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
((ويَوْمَ عَقرتُ لِلعَذَارَى مَطِيَّتِي))

أَيْ: مِنْ أَجْلِ العَذَارَى، وكَذَا قَوْلُه تَعالَى: {وخروا لَهُ سجدا} اَيْ: مِن أَجْلِه، وأَكْرَمْتُ فُلانًا لَكَ، أَيْ: لأَجْلِك. وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: وهِيَ لاَمُ العِلَّةِ بِمَعْنَى كَيْ، كَقَوْلِه تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} ، وضَرَبْتُه لِيَتَأَدَّبَ، أَيْ لِكَيْ يَتَأَدَّبَ، ولأَجْلِ اَنْ يَتَأَدَّبَ. وقَالَ الأزْهَرِيُّ: لاَمُ كَيْ كَقَوْلِكَ: جِئْتُ لِتَقُومَ يَا هَذَا، سُمِّيَتْ لاَمَ كَيْ لأَنَّ مَعْنَاهَا: لِكَيْ تَقُومَ، مَعْنَاه مَعْنَى لَام الإضَافَة أيْضًا؛ ولِذَلِك كُسِرَتْ، لأَنَّ المَعْنَى: جِئتُ لِقِيَامِك.
السَّادِسُ: (تَوْكِيدُ النَّفْي) ، نَحْو قَوْلِه تَعالَى: {وَمَا كَانَ الله ليطلعكم} قَالَ الجَوْهَرِيّ: هِيَ لاَمُ الجَحْدِ بَعْدَما كَانَ، ولَمْ يَكُنْ، وَلَا تَصْحَبُ إِلَّا النَّفْيَ كَقَوْلِه تَعالَى: {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم} أَي: لِأَن يُعَذِّبَهُمْ.
السَّابِعُ: (مُوَافَقَةُ إِلَى) ، نَحْو قَولِه تَعالَى {بِأَن رَبك أوحى لَهَا} أَيْ: إِلَيْهَا، وكَذَلِكَ قَولُه تَعالَى: {وهم لَهَا سَابِقُونَ} أَيْ: إِلَيْهَا، وكَذَا قَولُه تَعالَى: {فَلذَلِك فَادع واستقم} ، مَعْنَاه: فَإِلى ذَلِك فادْعُ، قَالَه الزَّجَّاج وغيرُه. الثامنُ: (مُوافَقَةُ على) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ويخرون للأذقان يَبْكُونَ} أَيْ: عَلَى الأَذْقَان، وكَذّلِك قَولُه تَعالَى: {وَإِن أسأتم فلهَا} أَيْ: فَعَلَيْهَا، رَوَاهُ المُنْذَرِيُّ عَن أبِي العَبَّاس، وكَذَلِكَ قَوْلُه تَعالَى: {وتله للجبين} أَيْ: عَلَى الجَبِينِ.
التَّاسِعُ: (مُوَافَقَةُ فِي) ، نَحْو قَولِه تَعالَى: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} أَيْ: فِي يَوْمِ القِيَامَةِ، ومِنه قَولُ الشَّاعِر:
(تَوهّمتُ آياتٍ لَهَا فَعَرَفْتُها ... لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وذَا العَامُ سَابِعُ)

العَاشِرُ: (بِمَعْنَى: عِنْدَ) ، كَقَوْلِهم: (كَتَبْتُه لِخَمْسٍ خَلَوْنَ) ، أَيْ: عِنْدَ خَمْسٍ مَضَيْنَ أَو بَقِينَ، (وتُسَمَّى) أَيضًا: (! لاَمَ التَّارِيخِ) ، وبِذَلِكَ عَرَّفَها الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ: كَقَولِكَ: كَتَبْتُ لِثَلاثٍ خَلَوْنَ، أَي: بَعْد ثَلاثٍ، وأَنْشَدَ لِلرَّاعِي:
(حَتَّى وَرَدْنَ لِتَمِّ خِمْسٍ بَائِصٍ ... جُدًّا تَعَاوَرَه الرِّيَاحُ وَبِيلا)

أَي: بَعْد خِمْس، والبَائِصُ: البَعِيدُ الشَّاقّ، والجُدُّ: البِئْرُ، وأَرَادَ مَاءَ جُدٍّ. وَفِي المُحْتَسَب لابنِ جِنِّي: قَولُهم: كَتبْتُ لِخَمْسٍ خَلَوْن، أَي: عِنْد خَمْسٍ وَمَع خَمْسٍ.
الحَادِي عَشَرَ: (مُوَافَقَةُ بَعْدُ) ، نَحْو قَوِله تَعالَى: {أقِم الصَّلَاة لدلوك الشَّمْس} أَي: عِنْدَه. قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِنْه أَيضًا قَولُه تَعَالَى: {لَا يجليها لوَقْتهَا إِلَّا هُوَ} أَي: عِنْدَ وَقْتِها، وفَعَلْتُ هَذَا لأَوَّلِ وَقْتٍ، أَي: عِنْدَه ومَعَه.
الثَّانِي عَشَرَ: (مُوافَقَةُ مَعَ) ، كقَوْلِ الشَّاعِر:
((فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيلَةً مَعَا))

أَي مَعَه، قَالَ ابنُ السِّكِيت: تَقُولُ: إِذا مَضَى شَيْءٌ فكَأَنَّه لَمْ يَكُنْ.
الثَّالِثَ عَشَرَ: (مُوافَقَةُ مِنْ) ، كَقَوْلِهِم: (سَمِعْتُ لَهُ صُراخًا) ، أَي: مِنْه.
الرابعَ عَشَرَ: (التَّبْلِيغُ) ، نَحْو قَولِك: (قُلتُ لَهُ) ، أَي: بَلَّغْتُه.
الخامِسَ عَشَر: (مُوافَقَةُ عَنْ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا لَو كَانَ خيرا مَا سبقُونَا إِلَيْهِ} ، أَي: عَن الّذِينَ آمَنُوا.
السّادِسَ عَشَرَ: (الصَّيْرُورَةُ، وَهِيَ لامُ العَاقِبَةِ! ولامُ المَآلِ) ، نَحوُ قَولِه تَعَالَى: {فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} ، وَلم يَلْتَقِطُوه لِذَلكَ، وإنَّما مَآلُهُ العَدَوَاةُ، وكَذَلِك قَولُه تَعالَى: {رَبنَا ليضلوا عَن سَبِيلك} وَلم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضَّلاَلِ، وإِنَّمَا مَآلُه الضَّلالُ. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَولِه تَعَالَى: {ليضلوا} هِيَ لاَمُ كَيْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ ومَا أَشْبَهَهَا بتَأْوِيلِ الخَفْضِ، أَي لِضَلاَلِهِم، قَالَ: والعَرَبُ تَقُولُ: لامُ كَيْ فِي مَعْنَى لامِ الخَفْضِ، ولامُ الخَفْضِ فِي مَعْنى لاَمِ كَيْ؛ لتَقَارُبِ المَعْنى، وسَمَّاها الجوهَرِيُّ لامَ العَاقِبةِ وأَنشَد
((فِللْمَوْتِ تَغْذُو الوَالِدَاتُ سِخَالَهَا ... كَمَا لِخَرابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَساكِنُ))

الصَّوَابُ ((لِخَرَابِ الدُّورِ)) كَمَا هُوَ نَصّ الصِّحَاح، أَي: عاقِبَتُه ذَلِكَ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: ومِثلُه قَولُ الآخَر:
(أَموالُنا لِذَوِي المِيرَاثِ نَجْمَعُها ... ودُورُنَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيها)

وهم لم يَبْنُوها للخَرَابِ، ولَكِن مآلُها إِلَى ذَلِكَ.
ومِثلُه قَولُ شُتَيْمِ بنِ خُوَيْلِدٍ الفَزارِيِّ:
(فإنْ يَكُنِ المَوتُ أَفْنَاهُمُ ... فلِلْمَوْت، مَا تَلِدُ الوَالِدَهْ)

أَي: مآلُهم المَوْتَ.
السَّابِعَ عَشَرَ: (القَسَمُ والتَّعَجُّبُ مَعًا، ويَخْتَصُّ باسْمِ اللهِ تَعالَى) ، كَقَوْلِ ساعِدَةَ ابنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ:
((للهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّام ذُو حَيَدٍ)
أَوْ ذُو صَلودٍ مِنَ الأَوْعَالِ ذُو خَدَمِ)

والرِّواية: تالله، يُرِيدُ واللهِ، كَمَا قَرأتُ فِي دِيَوانِ شِعْره، فَحِينَئِذٍ لَا مَوْضِعَ لاستِدْلالِهِ؛ فَتَأَمَّلْ.
الثَّامِنَ عَشَرَ: (التَّعَجُّبُ المُجَرَّدُ عَنِ القَسَمِ، وتُسْتَعْمَلُ فِي) قَوْلِهِم: (لله دَرُّه) . قِيلَ: وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {لِإِيلَافِ قُرَيْش} أَي عَجَبًا من أُلْفَتِهم.
(و) تُسْتَعَمل (فِي النِّداءِ) بِحَذْف المُسْتَغَاث بِهِ وإبقاءِ المُسْتَغَاثِ لَه (نَحْو: يَا لِلمَاءِ، بِكَسْرِ اللَّامِ) ، يُرِيدُون يَا قَوْمِ لِلماءِ، أَي: لِلْمَاءِ أَدْعُوكُم، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: فَإِن عَطَفْتَ على المُسْتَغَاثُ بِهِ بِلاَمٍ أُخْرى كَسَرْتَها؛ لأَنَّك قد أَمِنْتَ اللَّبْسَ بالعَطْف كَقَوْل الشّاعر:
(يَبْكِيك نَاءٍ بَعِيدُ الدَّارِ مُغْتَرِبٌ ... يَا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّان لِلْعَجَب)

هَكَذا أَنشدَه ابْن بَرِّيٍّ على الصَّواب.
(وأَمَّا قَوْلُه) ، أَي: الحَارِثِ بنِ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيّ:
((يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَمَا ... يَنْفَكُّ يُحدِثُ لي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا))

فَسَمَّاهَا الجَوْهَرِيُّ لامَ الاستِغَاثَة، وَقَالَ: (فالَّلامَانِ جَمِيعًا للجَرِّ لَكِنَّهم فَتَحُوا الأُولّى) وكَسَرُوا الثَّانِيَةَ (فَرْقًا بَيْنَ المُسْتَغَاثِ بِهِ والمُسْتَغَاث لَهُ) ، وَقَالَ فِي قَوْلِ مُهلْهِلٍ:
(يَا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لِي كُلَيْبًا ... يَا لَبَكْرٍ أَينَ أَيْنَ الفِرارُ؟ {)

إنّها لامُ استِغَاثَة، وَقَالَ بَعضُهم: أَصلُه: يَا آل بَكْرٍ، فَخَفَّفَ بحَذْفِ الهَمْزَة، كقَوْلِ جَرِير يُخاطِبُ بِشْرَ بنَ مَرْوَان لَمَّا هَجَاهُ سُرَاقَةُ البَارِقِيُّ:
(قَدْ كَانَ حَقًّا أَنْ تَقُولَ لِبَارِقٍ ... يَا آَلَ بَارِقَ فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ؟)

التَّاسِعَ عَشَرَ: (التَّعْدِيَةُ) ، نَحْوُ قَولِك: (مَا أَضْرَبَ زَيْدًا لِعَمْرٍ و) .
الْعشْرُونَ: (التَّوكِيدُ، وَهِيَ} اللاَّمُ الزَّائِدَةُ) ، نَحْو قَولِه تَعالى: {نزاعة للشوى} ، وَقَوله تَعَالَى {يُرِيد الله ليبين لكم} .
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: (التَّبْيينُ) ، نَحْوُ قَوْلِك: (سَقْيًا لزَيْدٍ) ، وقَولِه تَعَالىَ: {وَقَالَت هيت لَك} فَهَذِهِ أَحَدٌ وعِشْرُونَ مَعْنًى، وسَقَط الثَّانِي والعِشْرُون سَهْوًا، أَو من النُّسَّاخ، وَهِي المُوَافِقَةُ لمِنْ كَقوْلِه تَعَالَى: {اقْترب للنَّاس حسابهم} أَي: مِنَ النَّاسِ، يُذْكَرُ بَعْد قَولِه: بمَعَنَى إِلَى، هَكَذا سَاقَه المُصَنِّف فِي البَصَائر، فهَؤُلاءِ أَقسامُ اللاَّمِ العَامِلةِ للجَرِّ.
(وأَمَّا) اللاَّمُ (العَامِلَةُ للجَزْمِ فنَحْوُ) قَولِه تَعالَى: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بِي} ، وَمن أَقْسَامِها: لاَمُ التَّهْدِيد، كَقولِه تَعالَى: {فَمن شَاءَ فليؤمن وَمن شَاءَ فليكفر} ، ولامُ التَّحَدِّي، كَقَوْلِه تَعالَى: {فليأتوا بِحَدِيث مثله} ، ولامُ التَّعْجِيزِ، نَحوُ قَولِه تَعالَى: {فليرتقوا فِي الْأَسْبَاب} ذَكَرها المُصَنِّف فِي البَصَائِر.
(وأَمَّا غَيْرُ العَامِلَةِ فَسَبْعٌ) . وَفِي الصِّحاح: وأَمَّا اللاَّماتُ المُتَحَرِّكَةُ فَهِيَ لامُ الأَمْرِ، ولامُ التَّوكِيدِ، ولامُ الإِضَافَةِ.
فأَمَّا لاَمُ التَّوكِيدِ فَعَلَى خَمْسَةِ أَضْرُبٍ: مِنْهَا (لامُ الابْتِدَاءِ) ، كَقْولِكَ: لَزَيدٌ أفضَلُ من عَمْرٍ و، وَهَذَا نَصُّ الصِّحاح، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَإِن رَبك ليحكم بَينهم} . ومِنْهَا (الزَّائِدَةُ) . وَلم يَذْكُرْها الجَوْهَرِيّ فِي لامَاتِ التَّوْكيدِ (نَحْو) قَولِ الرَّاجِزِ:
(أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ ... )
ومِنْها (لامُ الجَوابِ) لِلَوْ، ولِلَوْلاَ، كقَوْلِهِ تَعالَى: {لَوْلَا أَنْتُم لَكنا مُؤمنين}وَمِنْهَا: (لامُ أَلْ، ونَحْو) قَولِك: (الرَّجُل) ، وَمِنْهَا (اللاَّحِقَةُ لأَسماءِ الإِشَارَة كَمَا فِي تِلْك) ، وَمِنْهَا (لاَمُ التَّعَجُّبِ غَيرُ الجَّارَّة نَحْو) قَوْلِك: (لَظَرُفَ زَيْدٌ) ، فهَذِه الثَّلاثةُ لم يَذْكُرْهَا الجَوْهَرِيُّ فِي {لاَمَاتِ التَّوكِيدِ، وذَكَر مِنْهَا الّتي تَكُونُ فِي الفِعْلِ المُسْتَقْبل المُؤَكَّد بالنُّون كقَوْله تَعالَى: {ليسجنن وليكونن من الصاغرين} .
(} واللاَّمِيَّةُ: باليَمَنِ) كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلَى بَنِي لاَمٍ، مِنْ بَنِي طَيِّئ، ثمَّ خُفِّفَتْ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{لاَمَه} يَلُومُه: أَخْبَرَه بأَمْرِه، عَن سِيبَوَيهِ.
{واللُّوَامَةُ، بالضَّمِّ: الحَاجَةُ، وَقد} تَلَوَّمَ على {لُوَامَتِه، أَيْ: حَاجَتِه، وقَضَى القَومُ} لُوَامَاتٍ لَهُم، أَي: حَاجَاتٍ.
{والمُتَلَوِّم: المُتَعَرِّضُ} لِلاَّئِمَةِ فِي الفِعْلِ السَّيِّئ.
وأَيضًا: المُنْتَظِرُ لِقَضَاءِ حَاجَتِه.
{واللاَّئِمَةُ: الحَالَةُ الَّتِي} يُلامُ فَاعِلُها بِسَبَبِها.
{وَتَلومَّ: تَتَبَّعَ الدَّاءَ ليَعْلَمَ مَكَانَه، قَالَه المَيْدَانِيُّ فِي شَرْحِ المَثَل: ((لأَكوِيَنَّهِ كِيَّةَ} المُتَلَوِّم)) ، يُضْرَبُ فِي التَّهْدِيدِ الشَّدِيدِ المُحَقَّقِ.
{واللاَّمِيُّ: صَمغُ شَجَرةٍ اَبيَضُ يُعْلَكُ.
والنَّفسُ} اللَّوَّامةُ هِيَ الَّتِي اكْتَسَبَتْ بَعضَ الفَضِيلةِ {فتَلُومُ صَاحِبَها إِذا ارتَكَبَتْ مَكْرُوهًا.
ورَجُلٌ} لَوَّامَةٌ: كَثِيرُ {اللَّوْمِ.
وَهُوَ} أَلْوَمُ مِنْ فُلانٍ: أَحَقُّ باَنْ {يُلاَمَ.
وَهُوَ} مُسْتَلِيمٌ: مُسْتَحِقٌّ {للَّوْمِ.
} واسْتَلامَ إِلَى ضَيْفِه: لم يُحْسِنْ إِليه.
! ولَوْمَا بمَعْنَى: هَلاَّ، وَهُوَ حَرْفٌ من حُروفِ المَعانِي مَعْناه التَّحْضِيضُ، كَقَوْلِه تَعالَى: {لَو مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: اللاَّمُ فِي قَوْلِه تَعالَى: {لِيَجْزِيَهُم الله أحسن مَا كَانُوا يعْملُونَ} إنَّها لاَمُ اليَمِينِ كَأَنَّه قَالَ: لَيَجْزِيَنَّهم الله، فَحَذَفَ النُّونَ، وكَسَرَ اللاَّمَ وكانَت مَفْتُوحَةً، فأَشْبَهَتْ فِي اللَّفظ لاَمَ كَيْ، فنَصَبُوا بهَا كَمَا نَصَبُوا بلاَمِ كَيْ، ورَدَّه ابنُ الأَنبارِيِّ وَقَالَ: لاَمُ القَسَمِ لَا تُكْسَرُ وَلَا يُنْصَبُ بِهَا، وأَيَّده الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ((سأَلتُ أَبَا العَبَّاسِ عَن اللاَّمِ فِي قَوْله تَعَالَى: {ليغفر لَك الله} قَالَ: هِيَ لاَمُ كَيْ، أَي: لِكَي يَجْتَمِعَ لَكَ مَعَ المَغْفِرَةِ تَمامُ النِّعْمَة فِي الفَتْح، فَلَمَّا انْضَمَّ إِلَى المَغْفِرَةِ شَيءٌ حادِثٌ واقِعٌ حَسُنَ مَعْنَى كَي)) .
وَمن أَقْسَامِ {اللاَّمَاتِ:
} لاَمُ الأَمْرِ كَقَوْلِك: ليَضْرِبَ زَيدٌ عَمرًا، وإنَّما كُسِرَتْ ليُفَرَّقَ بَيْنَها وبَيْن لاَمِ التَّوكِيدِ، وَلَا يُبالَى بشَبَهِها بِلاَمِ الجَرِّ؛ لأَنَّ لاَمُ الجَرِّ لَا تَقَعُ فِي الأَفْعَالِ، وهَذِه اللاَّمُ أَكثرُ مَا استُعمِلَتْ فِي غَيرِ المُخَاطَبِ، وَهِي تَجْزِمُ الفِعْلَ، فَإِن جاءَت للمُخَاطِبِ لم يُنْكَر، قَالَ الله تَعالَى: {فبذلك فليفرحوا} ، [ورُوِيَ عَن زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} ] ، ويُقَوِّيه قِراءَةُ أُبَيٍّ (فَبِذَلِكَ فَافْرَحُوا) ، وقَرَأَ يَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ أَيضًا بالتَّاء، وَهِي جَائِزة، وَكَانَ الكِسائِيُّ يَعِيبُ على هذِه القِراءة وَمِنْهَا: لاَمُ أَمْرِ المُوَاجَهِ، قَالَ الشَّاعر:
(قُلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دَارُهَا ... تِئْذَنْ فإنِّي حَمْؤُها وجَارُها) أَرادَ لِتَأْذَنَ، فَحَذَفَ اللاَّمَ وكَسَرَ التَّاءَ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَولُه تَعالى: {ولنحمل خطاياكم} بسُكُونِ اللاَّمِ وكَسْرِها وَهُوَ أَمْرٌ فِي تَأْوِيل الشَّرط.
وَقَالَ الجوهَرِيُّ: اللاَّمُ السَّاكِنَةُ على ضَرْبَيْن.
أَحدُهما: لامُ التَّعْرِيفِ، ولِسُكونِهَا أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا اَلِفُ الوَصْلِ؛ لِيَصِحَّ الابْتِداءُ بهَا، فَإِذا اتَّصَلْتْ بِمَا قَبْلَهَا سَقَطَتِ الأَلِفُ كَقَولك: الرَّجُلُ.
وَالثَّانِي: لاَمُ الأَمر، إِذا ابتَدَأْتَ بهَا كَانَت مَكْسُورَة، وإِنْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا حَرْفًا من حُرُوفِ العَطْف جَازَ فِيهَا الكَسْرُ والتَّسْكينُ، كقَولِه تَعالَى: {وليحكم أهل الْإِنْجِيل} .
وَمِنْهَا اللاَّمَاتُ الَّتِي تُؤكَّدُ بهَا حُروفُ المُجَازَاةِ، ويجَابُ بلاَمٍ أُخْرى تَوْكِيدًا، كَقَوْلِكَ: لَئِنْ فَعَلْتَ كَذَا لَتَنْدَمَنَّ.
ومِنَ اللاَّمَاتِ الَّتِي تَصْحَبُ إِنْ فَمَرَّةً تَكونُ بِمَعْنَى إِلاَّ، ومَرَّةً تَكونُ صِلةً وتَوْكِيدًا كَقَوْلِه تَعالَى: {إِن كَانَ وعد رَبنَا لمفعولا} ، فَمَنْ جَعَلَ إِنْ جَحْدًا جَعَلَ اللاَّمَ بِمَنْزِلة إِلاَّ مَفْعُولاً، ومَنْ جَعَلَ إِنْ بِمَعْنَى قَدْ جَعَلَ اللاَّمَ تَأْكِيدًا، وَمثله قَولُه تَعالَى: {إِن كدت لتردين} ، يَجُوزُ فيهِ المَعْنَيَانِ.
ورَوَى المُنْذِرِيُّ عَن المُبَرِّد قَالَ: إِذا اسْتَغَثْتَ بِواحِدٍ أَو بجَمَاعةٍ! فاللاَّمُ مَفْتُوحَةٌ، وكَذَلِك إِذا كُنْتَ تَدْعُوهم، فأَمَّا لاَمُ المَدْعُوِّ إِلَيْهِ فإِنَّها تُكْسَرُ. ويَقُولُون: يَا لَلْعَضِيهَةِ، وَيَا لَلأَفِيكَةِ، فإِنْ أَردْتَ الاستِغَاثَةَ نَصَبْتَ اللاَّمَ، أَو الدُّعَاءَ بِمَعْنَى التَّعَجُّب مِنْهَا كَسَرْتَها، كأَنَّكَ أَردْتَ: يَا أَيُّها الرَّجلُ اعْجَبْ للعَضِيهَةِ، وَيَا أَيُّها النَّاس اعْجَبُوا للأَفِيكَة. وَقَالَ ابنُ الأَنبارِيّ: لاَمُ الاستِغَاثَةِ مَفْتُوحَةٌ، وَهِي فِي الأَصْلِ {لاَمُ خَفْضٍ إِلاّ أَنّ الاستِعْمَال فِيهَا قد كَثُرَ مَعَ يَا، فجُعِلاَ حَرْفًا واحِدًا.
ومِنَ} اللاَّمَاتِ {لاَمُ التَّعْقِيبِ للإضَافَةِ، وَهِي تَدْخُلُ مَعَ الفِعْلِ الّذي مَعْنَاه الاسْمُ، كقَوْلِك: فلانٌ عابِرٌ للرُّؤْيَا، وعَابِرُ الرُّؤْيا، وفلانٌ راهِبٌ رَبَّه، ورَاهِبٌ لِرَبِّه.
ومِنْها} اللاَّمُ الأصلِيَّةُ كَقَوْلِك: لَحْمٌ، لَعِسٌ، لَوْمٌ.
ومِنْهَا الزَّائِدَةُ فِي الأَسْمَاءِ وَفِي الأَفْعَالِ، كَقَوْلِك: فَعْمَلٌ للفَعْمِ، وَهُوَ المُمْتَلِئُ. وناقة عَنْسَلٌ للعَنْسِ الصُّلْبةِ. وَفِي الأَفعال كَقْولك: قَصْمَلَه، أَي: كَسَرَه، والأصلُ: قَصَمَه، وَقد زَادُوها فِي ذَاكَ، فَقَالُوا: ذَلِك، وَفِي أُولاَكَ، فَقَالُوا: أُولاَلِك.
وأَمَّا {اللاَّمُ الَّتِي فِي لَقَد فإنَّها دَخَلَت تأْكِيدًا لِقَدْ، فاتَّصَلَتْ بهَا كَأنَّها مِنْهَا.
وكَذَلِك اللاَّمُ الّتي فِي لَمَا مُخَفَّفَةً.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومِنَ} اللاَّمَاتِ مَا رَوَىَ ابنُ هَانِئٍ عَن أَبِي زَيْدٍ، يُقالُ: رأيتُ اليَضْرِبُك، أَي: الَّذِي يَضْرِبُك، قَالَ: وأَنْشَدَنِي المُفَضَّلُ:
(يَقُولُ الخَنَا وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقًا ... إلَى رَبِّنَا صَوتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ)

يُرِيدُ: الَّذي يُجَدَّعُ.
والعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ الحِصْنُ أَنْ يُرَامَ، وَهُوَ العَزِيزُ أَنْ يُضَامَ، مَعْنَاه: أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يُرَام، وأَعَزُّ مِنْ أَنْ يُضَام.
وَقَالَ ابنُ الأَنبارِيِّ: العَرَبُ تُدخِلُ الأَلِفَ واللاَّمَ على الفِعْلِ المُسْتَقْبَلِ على جِهَةِ الاخْتِصَاص والحِكَاية، وأَنْشَدَ للفَرَزْدَق:
(مَا اَنْتَ بالحَكَم التُّرْضَى حُكُومَتُه ... وَلَا الأَصِيلِ ولاَ ذِي الرَّأْيِ والجَدَلِ)

وَمن {اللاَّمَاتِ مَا هُوَ بمَعْنَى: لَقَد، نَحوُ قَوْله: لَهَانَ عَلَيْنَا، أَيْ: لَقَدْ هَانَ عَلَيْنا.
ولاَمُ التَّمَيِيزِ كَقَوْلِه تَعالَى: (لاَنْتُم أَشَدُّ رَهْبَةً) .
} ولاَمُ التَّفْضِيل كَقَوْلِه تَعالَى: {لأمة مُؤمنَة خير من مُشركَة} .
ولاَمُ المَدْح: {ولنعم دَار الْمُتَّقِينَ} .
ولاَمُ الذَّمِّ: {فلبئس مثوى المتكبرين} .
! واللاَّمُ المَنْقُولَةُ: {يَدْعُوا لَمَن ضَرَّه} واللاَّمُ المُقْحَمَةُ: {عَسى أَن يكون ردف لكم} اي: رَدِفَكُم، وبِمَا ذَكَرْنَا تَعْلَمُ مَا فِي كَلاَمِ المُصَنِّف من القُصُورِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.