Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لهم

حَمَشَ 

(حَمَشَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالشِّينُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْتِهَابُ الشَّيْءِ وَهَيْجُهُ، وَالثَّانِي الدِّقَّةُ.

فَالْأَوَّلُ قَوْــلُهُمْ: أَحْمَشْتُ الرَّجُلَ: أَغْضَبْتُهُ. وَاسْتَحْمَشَ الرَّجُلُ، إِذَا اتَّقَدَ غَضَبًا. قَالَ:

إِنِّي إِذَا حَمَّشَنِي تَحْمِيشِي وَمِنَ الْبَابِ حَمَشْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي قَوْــلُهُمْ لِلدَّقِيقِ الْقَوَائِمِ حَمْشٌ، وَقَدْ حَمُشَتْ قَوَائِمُهُ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْــلُهُمْ: لِثَةٌ حَمْشَةٌ: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ.

عرم

(عرم) الشَّيْء خلطه
عرم: {العرم}: جمع عرمة، وهي سكر الأرض مرتفعة. وقيل: العرم المسناة. وقيل: العرم اسم الجرذ الذي نقب السكر.
(ع ر م) : (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ لِنَبِيذِ الزَّبِيبِ (عُرَامًا) أَيْ حِدَةً وَشِدَّةً مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرَامِ الصَّبِيِّ وَهُوَ شِرَّتُهُ.
ع ر م

فيه شرّه وعرام وقد عرم علينا وتعرّم. قال:

إني امرؤ تذب عن محارمي ... بسطة كفٍّ ولسان عارم

وعرام الجيش: حدّته وكثرته، وجيش عرمرم. وذهب بهم سيل العرم.
(عرم)
فلَان عرما اشْتَدَّ وخبث وَكَانَ شريرا وَفُلَانًا أَصَابَهُ بشراسة وأذى وَالصَّبِيّ أمه رضعها

(عرم) الشَّيْء عرما وعرمة كَانَ بِهِ سَواد مختلط ببياض فَهُوَ أعرم وَهِي عرماء (ج) عرم وَفُلَان عرما شرس وَاشْتَدَّ فَهُوَ عرم

(عرم) فلَان عرامة وعراما شرس وَاشْتَدَّ
عرم
العَرَامَةُ: شراسةٌ وصعوبةٌ في الخُلُقِ، وتَظْهَرُ بالفعل، يقال: عَرَمَ فلانٌ فهو عَارِمٌ، وعَرَمَ :
تَخَلَّقَ بذلك، ومنه: عُرَامُ الجيشِ، وقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ
[سبأ/ 16] ، قيل: أراد سيلَ الأمرِ العَرِمِ، وقيل: العَرِمُ المَسْنَاةُ ، وقيل: العَرِمُ الجُرَذُ الذَّكَرُ، ونسب إليه السّيلُ من حيث إنه نَقَبَ المسناةَ.
[عرم] نه: في ح عاقر الناقة: فانبعث لها رجل "عارم"، أي خبيث شرير، وعرم بالضم والفتح والكسر، والعرام الشدة والقوة والشراسة. ومنه ح أبي بكر: إن رجلًا قال له: "عارمت" غلامًا بمكة فعض أذني، أي خاصمت وفاتنت. ومنه ح: على حين فترة من الرسل و"اعترام" من الفتن، أي اشتداد. وفيه: إنه ضحى بكبش "أعرم"، هو الأبيض الذي فيه نقط سود، والأنثى عرماء. وفيه: ما كان لهم من ملك و"عرمان"، أي مزارع، وقيل: أكرة، جمع أعرم وقيل عريم. ك: "سيل "العرم"" أي السد، وقيل: المسناة بلغة اليمن، وقيل: الوادي. غ: أو الخلد الذي نقب السكر أو المطر الشديد، والعرم والبر من أسماء الفأر.
ع ر م : الْعُرَامُ وِزَانُ غُرَابٍ الْحِدَّةُ وَالشَّرَس يُقَالُ عَرَمَ يَعْرُمُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ فَهُوَ عَارِمٌ وَعَرِمَ عَرَمًا فَهُوَ عَرِمٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فِيهِ وَيُقَالُ الْعَرِمُ الْجَاهِلُ وَالْعُرْمَةُ الْكُدْسُ مِنْ الطَّعَامِ يُدَاسُ ثُمَّ يُذَرَّى وَالْجَمْعُ عُرَمٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْعَرَمَةُ وِزَانُ قَصَبَةٍ لُغَةٌ وَالْعَرِمُ قِيلَ جَمْعُ عَرِمَةٍ مِثْلُ كَلِمٍ وَكَلِمَةٍ وَهُوَ السَّدُّ وَقِيلَ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ دَفْعُهُ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشَّيْء إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ. 
ع ر م: (الْعَرِمُ) الْمُسَنَّاةُ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَقِيلَ: وَاحِدُهَا (عَرِمَةٌ) . قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] فِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قِيلَ: الْعَرِمُ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ (عَرِمَةٍ) وَهِيَ السِّكْرُ وَالْمُسَنَّاةُ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ وَادٍ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الْجُرَذِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ. وَ (الْعَرَمَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْكُدْسُ الَّذِي جُمِعَ بَعْدَ مَا دِيسَ لِيُذَرَّى. وَ (الْعَرَمْرَمُ) الْجَيْشُ الْكَبِيرُ. 
(عرم) - في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه -: "ضَحَّى بكَبْشٍ أَعرمَ" .
قال الأصمعى: هو الأَبيضُ الذي فيه نُقَط سُود مع بَياضِه، والأُنثَى عَرْمَاءُ، وجمعُها عُرْم، وقد عَرِم عَرَمًا، والعُرْمَة: الاسْم، وحَيَّة عَرْماءُ: منقَّطة بَبَياضٍ وحُمْرَة، وكذا بَيْضَةٌ عَرمَاءُ. والعُرْمة: بَياضٌ بِمَرمَّة الشاة. وقَطِيعٌ أَعرمُ، إذا كان ضَأنًا ومَعِزا. وعَرَّمتُ: خَلطتُ الشعَير بالحِنْطة.
والعَرَمْرَم من الجيوُشِ: المْخَتلِف الأَلوان.
- في حديث عَاقِر النَّاقةِ: "فانْبَعَث لها رجلٌ عَارِم"
: أي خَبِيثٌ شِرِّير؛ ومنه عَرامة الصَّبِىَّ في صِغَره زيادةٌ في عَقْله في كِبَره. وقد عَرُم، بضم الراء وفتحها وكسرها، صار عارِمًا. والعُرامُ : العَرَامَة. والصَبِىُّ عَرِمٌ وعَرِيمٌ، وعَرَّمتُه: أصبْتُه بشَرٍّ، والعَرامُ: الشَّدِيدُ العَرَامة العَقُول لها.

عرم


عَرَمَ(n. ac.
عَرْم)
a. Gnawed, nibbled.
b. [ coll. ], Bound (
book ).
c.(n. ac. عُرَاْم) ['Ala], Was illnatured, insolent, overbearing to.
d. see infra.

عَرِمَ(n. ac. عَرَم)
a. Exhaled.

عَرُمَ(n. ac. عَرَاْمَة)
a. Was violent, malicious.

عَرَّمَa. Mixed, mingled.
b. [ coll. ], Heaped, piled up.

تَعَرَّمَa. Gnawed, picked.
b. Was gnawed, picked.
c. [ coll. ], Was heaped, piled up.
d. [ coll. ], Swelled, was swollen.

إِعْتَرَمَa. Was restive (horse).
عُرْمَةa. Mixture of black & white.
b. see 4t
عَرَمa. see 3t (a)
عَرَمَة
(pl.
عَرَم)
a. Heap.

عَرِمa. Bad, malicious, malignant, hardhearted.

عَرِمَة
(pl.
عَرِم)
a. Dam, dyke.
b. Downpour, drenching rain; inundation.

أَعْرَمُ
(pl.
عُرْم)
a. Black & white; spotted.

عَاْرِمa. Violent; malicious, malignant.
b. Cold (day).
عَاْرِمَة
(pl.
عَوَاْرِمُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْرِم
عُرَاْمa. Evil disposition, maliciousness.
b. Impetuosity; violence, fury.
c. Mass ( of an army ).
عَرِيْم
(pl.
عُرْمَاْن)
a. Calamity.
b. Pit.

عَرَّاْم
a. [ coll. ], Book-binder.

N. P.
عَرڤمَ
a. [ coll. ], Bound (
book ).
عَرَمْرَم
a. Violent; malicious, malignant.
b. Numerous (army).
c. [ coll. ], Downpour.

عِرْمِس
a. Rock.
عرم عَرَمَ عَرَامَةً وعُرَاماً. وهو عارِمٌ عَرِمٌ. وعَرَمْتُه، أصَبْتَه بَعَرَامَةٍ وشَرٍّ. ورَجُلٌ عَرَّامٌ. وعُرَامُ الجَيْش: حَدُّهم وكَثْرَتُهم. والعُرَامُ: جَمْعُ العَرْم وهو العَظْمُ عُرِمَ ما عليه من اللَّحْم عَرْماً: أي أُكِلَ. وتَعَرَّمْتُه: تَعَرَّقْتَه. والعُرَامَةُ والعَرَمُ: اللَّحْم. وبَقِيَّةُ القِدْر. والدَّسَمُ أيضاً.
وعُرَامَةُ العَوْسَجِ: ما سَقَطَ من قِشْرِه. وغُلاَمٌ أعْرَمُ: أقْلَفُ. والاعْرَمُ: الذي فيه بَياضٌ وسَوادٌ. وقد عَرِمَ عَرَماً. والاسْمُ: العُرْمة، وحَيَّةٌ عَرْماءُ: مُنَقَّطَةٌ بِبَياضٍ وحُمْرَة.
والعُرْمَةُ من النّاس: الجَمَاعَة. والعَرِمُ: الجُرَذُ الذَّكَرُ. وإذا خَلَط الشَّعِيرَ بالحنطةِ قيل: عَرَّمه.
والعَرَمَةُ: الكُدْسُ المجْموعُ غيرُ المَدْرْوسِ. وقد عَرَّمْناه. والعَرِمَةُ: مِثْلُ المُسَنّاة، والجَميعُ: العَرِمُ، ومنه سَيْلُ العَرِمِ. والعَرَمْرَمُ: الجَيْشُ الكَثير. ودَارَةُ عُوَارِم: من دارات الحِمَى.
وعُوَارِمُ: هِضَبٌ، وماءٌ لِبَني جَعْفَرِ. والعُرَيْمَةُ: فَلاةٌ فيا مِيَاه مِلْحَة.
[عرم] العَرِم: المُسَنَّاةُ، لا واحدَ لها من لفظها، ويقال واحدها عَرِمَةٌ. وعَرَمْتُ العظم أعْرُمُهُ وأعْرِمُهُ عَرْماً، إذا عَرَقْتَهُ. وكذلك عَرَمَتِ الإبلُ الشجرَ: نالَتْ منه. والعُرامُ بالضم: العراق من العظم والشجر. وتَعَرَّمْتُ العظمَ: تَعَرَّقْتُهُ. وصبيٌّ عارِمٌ بيِّن العُرام بالضم، أي شَرِسٌ. وقد عرم يعرم ويعرم عرامه بالفتح. وقال  * دبت عليها عارمات الانبار * أي خبيثاتها. ويروى: " ذربات ". والعرم: العارم. والاعرم: الذي فيه سوادٌ وبياضٌ. وبَيْضُ القطا عُرْمٌ. وحيّةٌ عَرْماءُ. وقطيعٌ أعْرَمُ بيِّن العَرَمِ، إذا كانَ ضأناً ومِعزًى. وقال يصف امرأةً راعية:

حَيَّاكَةٌ وسط القطيع الأعْرَمِ * والعُرْمَةُ: بياضٌ يكون بِمرَمَّة الشاة. والعَرَمَةُ، بالتحريك: مُجْتَمَعُ رملٍ. والعَرَمَةُ: الكُدْسُ الذي جُمِع بعد ما ديس ليذرى. قال الراجز: يدق معزاء الطريق الفازر دق الدياس عرم الا نادر والعريمة، مصغرة: رملة لبنى فزارة. قال بشر بن أبي خازم إن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سحم بها وصفار والعرموم: الجيش الكثير. وعرام الجيش: كثرته.
عرم: عَرَم الكتاب: شدَّه، وجلدَه (مولّدة). نحيط المحيط).
عَرَّم (بالتشديد): كوَّمَ، كدَّس، (فوك).
عرَّمَ: جمع، جَمَّم، أفعم (هلو).
عَرَّم اللَيل: أفعمه وملأه أعلى من حافته (بوشر).
عرَّمَ: جمع، ضمَّ، لمَّ، (همبرت ص132).
عَرَّم: كبح، أعاق، منع، قمع، ردع (فوك). تعرَّم الجمل: صار عَرِماً أي شرساً مؤذياً لا ينقاد. (معجم مسلم).
تعَرَّم: تكوّم وتكدّس، وتجمَّم وأفُعِم، وامتلأ (الكيل) حتى الحافة. (فوك).
تعرَّم الموج: تراكم وتجمّع. (أبو الوليد ص550 رقم 90، باين سميث 1148).
عرم: سردين. (ابن البيطار 2: 191).
عَرم: قويّ، شديد. (فوك) وفي القسم الأول منه: عَرِم: جري: شجاع، جسور، وفي القسم الثاني منه: عارم.
عُرْمة، وجمعها عُرَم: كُوْم، كُدْس من القمح لم يُذَر (فوك).
عُرْمَة: كدس، كرعة، وكدس الحشيش والعلف وكومة القمح وغيره (بوشر).
عرمة تراب: تَّلة، مرتفع من الأرض (بوشر).
عَرَمَة، وجمعها عِرام (أبو الوليد ص782) رُكام، كومة، كدس. (رولاند).
عَرَمَة: ناتئة، بروز صغير على شكل كدسة وتفاحة تستعمل زينة في عمود البناء (باين سميث 1238).
عَرَامَة: قوّة، شجاعة، جرأة، جسارة. (فوك) وفي حيّان- بسّام (1: 9ق): وظهرت من عبد الرحمن لوقته عرؤامة وكان في (فَتىً) أيَّ فَتىَّ لو أخطأته المتَالف.
عَرُّوم: شجاع، باسل، مقدام، جريء (دوماس حياة العرب ص475).
عارم: جريء، شجاع، جسور (فوك) في القسم الثاني. وفي القسم الأول: عَرِم. عارِم: أنثى الصقر من النوع الكبير (مرجريت ص172).
عرم
عرَمَ يَعرُم، عَرْمًا، فهو عارِم، والمفعول معروم (للمتعدِّي)
 • عرَم فلانٌ:
1 - اشتدَّ وخرَج عن الحدِّ.
2 - خبُث، وكان شرِّيرًا.
• عرَم فلانًا: أصابه بشراسةٍ وأذًى. 

عارم [مفرد]: ج عَرَمَة:
1 - اسم فاعل من عرَمَ.
2 - شديد، شَرِس، مُؤذٍ "حربٌ عارمة- أدَّت موجة عارمة من الرَّأي العامّ إلى سقوطه" ° حُبٌّ عارم: جارف- خُلُق عارم: شكِس- شهوةٌ عارمة: لا تُقاوم، شديدة مضطرمة- نهارٌ عارم: نهاية في البرد- يَوْمٌ عارِم: شديد البرودة. 

عُرام [مفرد]: شراسَة وأذى. 

عَرامَة [مفرد]
• عَرامَة العواطف: اشتدادُها وخروجُها عن الحَدِّ. 

عَرْم [مفرد]: مصدر عرَمَ. 

عَرِم [مفرد]
• العَرِمُ:
1 - السَّيْلُ الشَّديدُ الجارِف الذي لا يُحتمل " {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} ".
2 - السَّدُّ أو كلُّ ما يمسك الماء " {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} ". 

عُرْمَة [مفرد]: ج عُرُمات وعُرْمات وعُرَم: كَوْمَة من القمح المدروس، حُزْمة، كُدْس من الطَّعام يُداس ثم يُذَرَّى "عُرْمةُ غلالٍ/ حشيشٍ- عُرْمةٌ صغيرةٌ". 
الْعين وَالرَّاء وَالْمِيم

عُرَامُ الْجَيْش: حَدهمْ وشدتهم وكثرتهم، قَالَ سَلامَة بن جندل:

وإنَّا كالَحصَى عَدَداً وإنَّا ... بَنُو الحْربِ الَّتِي فِيهَا عُرَامُ

وليل عارِمٌ: شَدِيد، وَالْجمع عُرَّمٌ قَالَ:

ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي العُرَّمِ ... تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يَعْنِي من شدَّة بردهَا.

وعَرَمَ الْإِنْسَان يَعْرُمُ ويَعْرِم، وعَرِمَ وعَرُمَ عَرَامَةً وعُرَاما وَهُوَ عارِمٌ وعَرِمٌ كُله: اشْتَدَّ.

وعَرَمَنا الصَّبِي وعَرَمَ علينا يَعْرُم ويَعْرِمُ عَرَامَةً وعُرَاما وعَرُمَ: أشر، وَقيل: مرح وبطر، وَقيل: فسد.

والعُرَام: الْأَذَى، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيَقةِ حائِطٌ ... عَلَيْهَا عُرَامُ الطَّائِفين شَفِيق

وعُرَامُ الْعظم: عُراقه. وعَرَمَه يَعْرُمُه ويَعْرِمه عَرْما وتَعَرَّمَه: نزع مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.

وعَرِم الْعظم عَرَما: قتر.

وعُرَامُ الشَّجَرَة: قشرها. قَالَ:

وتَقْنَعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ ... وبالثُّمامِ وعُرَامِ العَوْسَجِ

وعَرَم الصَّبِي أمه عَرْما: رضعها.

واعْتَرَمَتْ هِيَ تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمُها، قَالَ الشَّاعِر:

وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأمّ الغُلا ... مِ إنْ لاَ تَجدْ عارِما تَعْتَرِمْ

يَقُول: إِن لم تَجِد من ترْضِعه درَّت هِيَ فحلبت ثدييها وَرُبمَا رضعته ثمَّ مجته من فِيهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا يُقَال هَذَا لِلْمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنه.

والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لون مختلط بسواد وَبَيَاض فِي أَي شَيْء كَانَ، وَقيل: هُوَ تنقيط بهما من غير أَن يَتَّسِع، كل نقطة مِنْهُ عُرْمَةٌ عَن السيرافي، الذّكر أعْرَمُ وَالْأُنْثَى عَرْماءٌ.

وَقد غلبت العَرْماءُ على الحيَّة الرقشاء قَالَ معقل الْهُذلِيّ:

أبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغاضتي ... رُءُوسَ الأفاعي فِي مَرَاصِدِها الْعُرْمِ

ويروى عَن معَاذ انه ضحى بكبش أعْرَمَ وَقَول أبي وجزة:

مَا زِلْنَ يَنْسُبنَ وَهْنا كُلَّ صَادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِر عُرْما غَيرَ أزْوَاجِ

عَنى بيض القطا لِأَنَّهَا كَذَلِك.

والعَرَمُ والعُرْمَة: بَيَاض بمرمة الشَّاة، وَالصّفة كالصفة. والأعْرَمُ: الأبرش، وَالْأُنْثَى عَرماءُ.

ودهر أعْرَمُ: متلون.

والعْرَمَةُ: الكدس المدوس الَّذِي لم يذر.

والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المسناة. الأولى عَن كرَاع.

والعَرِمَةُ: سد يعْتَرض بِهِ الْوَادي، وَالْجمع عَرِمٌ، وَقيل: العَرِمُ جمع لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَرِمُ: الأحْباس تبنى فِي أوْساط الأوْدية.

والعَرِمُ أَيْضا: الجرذ الذّكر، وَقَوله تَعَالَى: (سَيْلَ العَرِمِ) قيل إِضَافَة إِلَى المسناة أَو السد، وَقيل إِلَى الفأر، وَله حَدِيث.

والعَرَمُ: وسخ الْقدر.

وَرجل أعْرَمُ: لم يختن فَكَأَن وسخ القلفة بَاقٍ هُنَالك.

والعَرْمَةُ: بَيْضَة السِّلَاح.

والعُرْمانُ: الْمزَارِع، وَاحِدهَا عَرْمٌ وأعرَمُ وَالْأول أسوغ فِي الْقيَاس لِأَن فُعْلانا لَا يُجمع عَلَيْهِ أفْعَل إِلَّا صفة.

وجيش عَرَمْرَمٌ: كثير، وَقيل: هُوَ الْكثير من كل شَيْء.

والعَرَمْرَمُ: الشَّديد، قَالَ:

أدَاراً بأْجمادِ النَّعامِ عَهِدْتُها ... بهَا نَعَما حَوْما وعِزاًّ عَرَمْرَما

وَرجل عَرَمْرَمٌ: شَدِيد العجمة عَن كرَاع.

وَقد سموا عارِما وعَرَّاما.

وعَرْمانُ أَبُو قَبيلَة.

وعارِمَةُ اسْم مَوضِع.

قَالَ الرَّاعِي:

ألمْ تَسْألْ بِعارِمَةَ الدّيارَا ... عَنِ الحَيّ المُفارِقِ أَيْن سارَا 

عرم

1 عَرَمَ, aor. ـُ and عَرَمَ, (S, Msb, K,) inf. n. عَرَامَةٌ (S, K) and عُرَامٌ (S, * Msb, * K) and عَرْمٌ; (CK;) and عَرِمَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَمٌ; (Msb;) and عَرُمَ; (K; [in which the inf. ns. mentioned above follow this last form of the verb;] and so in a copy of the S in the place of عَرَمَ, with يَعْرُمُ only for the aor. ;) He was, or became, evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) said of a boy, or child: (S:) or of a man: and, said of a boy, or child, (or so [particularly] عَرُمَ, inf. n. عَرَامَةٌ and عُرَامٌ, TA,) he behaved insolently and unthankfully, or ungratefully; syn. أَشِرَ, or مَرِحَ, or بَطِرَ; [all of which signify the same;] or he was, or became, bad, corrupt, or wicked; عَلَيْنَا [to us]. (K, TA.) And accord. to IAar, عَرَمَ, aor. ـُ signifies He was, or became, ignorant; as also عَرُمَ, and عَرِمَ. (TA.) [See also عَرَامٌ, below.] b2: عَرِمَ said of a bone, [app. when burnt,] aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَرَمٌ, accord. to the copies of the K i. q. فَتَرَ, but correctly فَتَرَ [i. e. It exhaled its scent, smell, or odour]. (TA.) A2: عَرَمَ فُلَانًا, (K, TA,) inf. n. عَرَامَةٌ, (TA,) He treated such a one with illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance. (K, * TA.) b2: عَرَمَ العَظْمَ, (S, K,) aor. ـُ and عَرَمَ, inf. n. عَرْمٌ; (S;) and ↓ تعرّمهُ; (S, K;) are like عَرَقَهُ and تعرّقهُ; (S;) [i. e.] both signify He stripped off the flesh from the bone [with his fore teeth, eating it]. (K.) b3: And in like manner, (S,) عَرَمَتِ الإِبِلُ الشَّجَرَ The camels [cropped the trees; or] obtained [pasture] from the trees. (S, K.) b4: And عَرَمَ أُمَّهُ, (K, TA,) inf. n. عَرْمٌ, (TA,) He (a child) sucked the breast of his mother; (K, TA;) and so ثَدْىَ أُمِّهِ ↓ اعترم. (TA.) 2 تَعْرِيمٌ The act of mixing. (K.) One says, عرّمهُ بِهِ He mixed it with it. (TK.) 3 مُعَارَمَةٌ The contending in an altercation, disputing, or litigating; and occasioning فِتْنَة (i. e. conflict, or discord, or the like,) with another; syn. مُخَاصَمَةٌ; and مُفَاتَنَةٌ. (TA.) 4 اعرمهُ He brought upon him, meaning he induced him to do, a deed [of an evil nature] that he had not committed. (Ham p. 707.) 5 تعرّم العَظْمَ: see 1, latter half.8 اِعْتِرَامُ الفِتَنِ The being, or becoming, hard to be borne, severe, or distressing, said of فِتَن [i. e. trials, or conflicts and factions, &c.]. (TA.) b2: اِعْتَرَمَت, said of a mare, She went at random, heedlessly, or in a headlong manner, not obeying guidance; and deviated from the right course. (Ham p. 277.) b3: And, said of a mother, She sought one who would suck her breast: or she sucked the milk from her own breasts and spirted it forth from her: a poet says, لَا تَلْغُِبَنَّ كَأُمِّ الغُلَا تَعْتَرِمْ ↓ مِ إِلَّا تَجِدْ عَارِمًا [in my original لا تلغينّ; for which I have substituted what I think to be the right reading: i. e. Do not thou become wearied like the mother of the boy if she find not a sucker of her breast, seeking for such: or] he means, if she finds not one who will suck her, she contrives, and milks her own breasts, and sometimes she sucks it [i. e. the milk] and spirts it forth from her mouth: accord. to IAar, this is said to him who imposes upon himself the task of doing that which is no part of his business: or, accord. to Az, the meaning is, be not thou like him who censures, or satirizes, himself, when he finds not whom he may censure, or satirize. (TA.) b4: See also 1, last sentence.

عَرْمٌ Grease, or gravy; i. e. the dripping that exudes from flesh-meat and from fat. (K.) and The remains of the cooking-pot: (K, TA:) or the dirt of the cooking-pot; as also ↓ عُرَامٌ, (TA.) عَرَمٌ The quality, in anything, of being of two colours: a leopard has this quality: (Th, TA:) or, as also ↓ عُرْمَةٌ, blackness mixed with whiteness, in anything: or the quality of being speckled with blackness and whiteness, without largeness of every speckle: and a whiteness in the lip of the sheep or goat: (K:) or thus the latter word: (S, TA:) and likewise the quality of being speckled with black, in the ear thereof. (TA.) Also (i. e. عَرَمٌ) The quality, in a collection of small cattle, of consisting of sheep and goats. (S.) A2: See also عَرَمَةٌ.

عَرِمٌ: see عَارِمٌ, in two places.

A2: Also A dam; syn. مُسَنَّاةٌ: (S, TA:) [or rather dams, agreeably with what here follows:] a pl. [or coll. gen. n.] (K) having no sing. [or n. un.]: (S, K:) or its sing. [or n. un.] is ↓ عَرِمَةٌ, (S, Msb, K,) which signifies, (Kr, K, TA,) as also ↓ عَرَمَةٌ, (Kr, TA,) a dam (مُسَنَّاةٌ, Kr, or سَدٌّ, K) that is raised across a valley, or torrent-bed: (K:) or عَرِمٌ signifies [dams such as are termed] أَحْبَاس [pl. of حِبْسٌ] constructed in valleys, or torrent-beds, (AHn, K, TA,) in the middle parts of these: (AHn, TA:) in each of which senses it is said to be used in the Kur xxxiv. 15: (TA:) or it there signifies a torrent of which the rush is not to be withstood: (Msb:) and a violent rain, (K, TA,) that is not to be endured: thus, accord. to some, in the Kur: (TA:) and the male of the [species of rat called]

جُرَذ, (K, TA,) which is the خُلْد, so, Az says, is there meant accord. to some: (TA:) and, (K, TA,) as some say, in that instance, (TA,) it is the name of a certain valley (K, TA) in ElYemen: so says (TA.) عُرْمَةٌ: see عَرَمٌ: A2: and see also عَرَمَةٌ.

A3: Also A helmet of iron. (TA.) عَرَمَةٌ A quantity of reaped corn or grain, collected together, (S, Msb, K,) trodden out, (S, K,) to be winnowed, (S,) not yet winnowed, (K,) or that is trodden out, then winnowed: (Msb:) said by some to called only عَرْمَةٌ; but correctly عَرَمَةٌ, as is shown by its having for its pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ عَرَمٌ, as in an ex. cited by J [in the S]; حَلْقَةٌ and حَلَقٌ being anomalous: (IB, TA:) and ↓ عُرْمَةٌ, of which the pl. is عُرَمٌ, signifies the same; (Msb;) or عُرْمَةٌ signifies heaps of reaped wheat and of barley. (TA.) b2: And A place in which sand is collected: (S, K:) pl. عَرَمَاتٌ. (IB, TA.) b3: And it is said to signify جُثْوَةٌ مِنْ دَمَالٍ [app. meaning A heap of dung such as is termed دَمَال, q. v.]. (TA.) b4: See also عَرِمٌ.

A2: Also Flesh-meat. (Fr, K, TA: omitted in the CK.) One says, إِنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ العَرَمَةِ Verily your slaughtered camel is savoury in respect of the meat. (Fr, TA.) b2: And The odour of cooked flesh-meat. (K.) A3: Also a pl. of عَارِمٌ [q. v.]. (TA.) عَرِمَةٌ: see عَرِمٌ. b2: [It is also said, by Golius, on the authority of Meyd, to signify A vineyard.]

عَرْمَى وَاللّٰهِ is a dial. var. of أَمَا وَاللّٰهِ, (IAar, K, TA,) as also [غَرْمَى واللّٰه, and] حَرْمَى وَاللّٰهِ: one says, عَرْمَى وَاللّٰهِ لَأَفْعَلَنٌ كَذَا [Verily, or now surely, by God, I will indeed do such a thing]. (IAar, TA.) عُرَامٌ, [mentioned in the first sentence of this art. as an inf. n.,] (S, Mgh, Msb, K,) when used as [a simple subst.] denoting a quality of a boy, or child, (S, Mgh,) or of a man, (K,) signifies Evilness of disposition, or illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance; (S, Msb, K;) and vehemence, and strength; (Mgh, * TA;) and sharpness; (Msb;) and annoyance, or molestation: (K:) [and] the quality of quitting the right course, and exorbitance. (Ham p. 277.) b2: Hence, in a trad. of 'Omar, metaphorically used as meaning (assumed tropical:) Sharpness and strength of [the beverage termed] نَبِيذ made of raisins. (Mgh.) b3: and Numerousness of an army, (S, K,) and sharpness, and vehemence, thereof. (K.) b4: Also Ignorance. (Fr, TA.) A2: And The عُرَاق [app. meaning flesh-meat] of a bone: and likewise [i. e., app., portions that are cropped by camels] of trees. (S, K. [See عُرَاقٌ, voce عَرْقٌ.]) One says مِنْ ↓ أَعْرَمُ كَلْبٍ عَلَى عُرَامٍ [More evil in disposition than a dog over a piece of flesh-meat of a bone]. (TA.) Or, accord. to Az, العُرَامُ signifies, (TA,) or it signifies also, (K,) What falls of the bark of the [thorn-tree called] عَوْسَج: (K, TA:) but others explain it in a general manner, saying that عُرَامُ الشَّجَرَةِ signifies the bark of the tree. (TA.) b2: See also عَرْمٌ.

عَرِيمٌ A calamity, or misfortune: (K, TA:) because of its hardness, or pressure. (TA.) A2: See also أَعْرَمُ, last two sentences.

عُرَامِىٌّ is [app. a rel. n. signifying Of, or relating to, ignorance; being] said by Fr to be from عُرَامٌ signifying “ ignorance. ” (TA.) عَارِمٌ and ↓ عَرِمٌ, (S, Msb, K,) applied to a boy, or child, (S,) or to a man, (K,) Evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) and, applied to a boy, or child, insolent and unthankful, or ungrateful: or bad, corrupt, or wicked: the former epithet, applied to a man, signifies also abominable, or evil: (TA:) and so its fem. pl. عَارِمَات, (S, TA,) applied by a rájiz as an epithet to creeping [ticks, or similar insects, such as are termed] أَنْبَار [pl. of نِبْرٌ]: (S:) and ↓ عَرِمٌ is said (Msb, TA) by IAar (TA) to signify ignorant: (Msb, TA:) عَرَمَةٌ is pl. of عَارِمٌ, and is applied as an epithet to boys, like عَقَقَةٌ [pl. of عَاقٌّ]. (TA.) b2: [Hence,] لِسَانٌ عَارِمٌ A vehement tongue. (TA. [See an ex. voce شَكِىٌّ.]) b3: And يَوْمٌ عَارِمٌ A day vehemently cold: (TA:) or a day cold in the utmost degree: (K, TA:) and in like manner لَيْلٌ عَارِمٌ [a night vehemently cold: &c.]: and [the pl. in this sense is عُرَّمٌ:] اللَّيَالِى العُرَّمُ signifies the vehemently-cold nights. (TA.) A2: Also [Sucking the breast; or] a sucker of the breast: so in a verse cited above: see 8. (TA.) A3: مَا هُوَ بِعَارِمِ عَقْلٍ see expl. voce حَارِمٌ عَرَمْرَمٌ Hard, strong, or vehement; (K, TA;) applied to anything. (TA.) b2: And Numerous; applied to an army; (S, K, TA;) or, as some say, to anything. (TA.) b3: And, applied to a man, Having a strong degree of عُجْمَة [i. e. impotence, or difficulty, in speech, or utterance; or barbarousness, or vitiousness, therein; or in speaking Arabic].

أَعْرَمُ [More, and most, evil in disposition, or illnatured, &c.]: see an ex. voce عُرَامٌ.

A2: Also [Having the quality termed عَرَمٌ and عُرْمَةٌ: fem عَرْمَآءُ: and pl. عُرْمٌ: i. e.] having in it blackness and whiteness: [&c.:] (S, K: *) the eggs of the sand-grouse are عُرْم; (S, K, * TA;) they are meant by this word in a verse of Aboo-Wejzeh Es-Saadee: (TA:) and عَرْمَآءُ is applied to a serpent; (S;) and means a serpent speckled with black and white; (K, TA;) pl. عُرْمٌ. (TA.) and i. q. أَبْرَشُ: (K, TA:) and, some say, أَبْرَصُ: [the former meaning Speckled: and the latter, and sometimes the former also, leprous:] fem.

عَرْمَآءُ. (TA.) Applied to a sheep or goat, Having a whiteness in the lip: fem. as above: (K:) [but] it occurs in a trad., applied to a ram, as meaning white, with black specks. (TA.) and Coloured (K, TA) with two colours. (TA.) Hence دَهْرٌ أَعْرَمُ (assumed tropical:) [Time, or fortune, of two sorts]. (TA.) b2: [Hence also,] applied to a collection of small cattle, Consisting of sheep and goats. (S, K.) b3: And Uncircumcized: pl. عُرْمَانٌ, and pl. pl. عَرَامِينُ, (K, TA,) which is mentioned by AA as an epithet applied to men, syn. with قُلْفَانٌ [a pl. of أَقْلَفُ]. (TA.) A3: Also a sing. of عُرْمَانٌ signifying Tillers, or cultivators, of land, syn. أَكَرَةٌ, [in the CK اُكْرَة (which is a sing.),] (Az, K, TA,) and so is ↓ عَرِيمٌ, in the copies of the K, erroneously written عرم [in some of them عَرْمٌ and in others عَرَمٌ]. (TA.) b2: And أَعْرَمُ and ↓ عَرِيمٌ, the latter more agreeably with analogy, are likewise pls. of عُرْمَانٌ signifying Places of seed-produce. (TA.)

عرم: عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل:

وإنا كالحَصى عَدداً، وإنا

بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ

وقال آخر:

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ

هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والعَرَمة: جمعُ عارمٍ. يقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ. وليلٌ عارمٌ:

شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه، والجمع عُرَّمٌ؛ قال:

وليلةٍ من اللَّيالي العُرَّمِ،

بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ،

تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يعني من شدة بردها. وعَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ

وعَرُمَ عَرامةً، بالفتح وعُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْميُّ، وقيل هو

لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي:

أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي،

وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ؟

وهو عارمٌ وعَرِمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد:

إني امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي،

بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ

وفي حديث عليّ، عليه السلام: على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من

الفِتَنِ أَي اشتدادٍ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَن رجلاً قال

له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ

وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ، بالضم، أَي شَرِسٌ؛ قال شَبِيب بنُ

البَرْصاء:

كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ،

دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ

أَي خَبيثاتُها، ويروى: ذَرِبات. وفي حديث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها

رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ. والعُرَامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ

والشَّراسةُ. وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ

عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ. وقيل: مَرِحَ وبَطِرَ، وقيل: فسَدَ. ابن الأَعرابي:

العَرِمُ الجاهلُ، وقد عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ. وقال الفراء:

العُرامِيُّ من العُرامِ وهو الجَهْلُ. والعُرامُ: الأَذى؛ قال حُمَيْدُ

ابنُ ثور الهِلاليُّ:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ،

عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ

والعَرَمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ

جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم. وعُرامُ العظم،

بالضم: عُراقُهُ. وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه،

وتَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه ونَزَع ما عليه من اللحم، والعُرامُ والعُراقُ واحد،

ويقال: أَعْرَمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ. وفي الصحاح: العُرامُ، بالضم،

العُراقُ من العَظْمِ والشجر. وعَرَمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه.

وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ. وعُرَامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال:

وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ،

وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ

وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال: يقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ،

وأَنشد الرجزَ. وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها:

مَصَّه. واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ من يَعْرُمُها؛ قال:

ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا

مِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ

يقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها، وربما

رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها؛ وقال ابن الأَعرابي: إنما يقال هذا

للمتكلف ما ليس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام

(* قوله «أراد بذات الغلام إلخ»

هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم

الغلام). الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي؛ قال

الأَزهري: ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من

يَهْجُوه. والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان،

وقيل: تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عن

السيرافي، الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ، وقد غَلَبَتِ العَرْماءُ على

الحية الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ:

أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي

رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْمِ

الأَصمعي: الحَيَّةُ العَرْماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، ويروى عن

معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ، وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ

سُود. قال ثعلب: العَرِمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ، قال: والنَّمِرُ ذو

عَرَمٍ. وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:

ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ

باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَيْرَ أَزْواجِ

عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك. والعَرَمُ والعُرْمةُ: بَياضٌ

بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كالصفة، وكذلك إذا كان في

أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ العَرَمُ. وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ

إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى؛ وقال يصف امرأَة راعية:

حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ

والأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْماءُ. ودَهْرٌ أَعْرَمُ:

مُتَلَوِّنٌ. ويقال للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ.

والعَرَمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير. والعَرَمُ والعَرَمَةُ:

الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى،

وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ.

قال ابن بري: ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْمَةٌ، والصحيح عَرَمة، بدليل

جمعهم له على عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه؛ قال

الراجز:

تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ،

دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ

والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عن كراع، وفي الصحاح:

العَرِمُ المُسَنَّاة

لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابن بري

للجَعْدِيِّ:

مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ

شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما

قال: وهي العَرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو العَرَِمَةُ،

قال: والعَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ. والعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به

الوادي، والجمع عَرِمٌ، وقيل: العَرِمُ جمعٌ

لا واحد له. وقال أَبو حنيفة: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط

الأَوْدِيَةِ. والعَرِمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهري: ومن

أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ. والعَرِمُ: السَّيْلُ الذي

لا يُطاق؛ ومنه قوله تعالى: فأَرسلنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ؛ قيل: أَضافه

إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ

عليهم.قال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل:

العَرِمُ اسم وادٍ، وقيل: العَرِمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ

ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها

الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط

في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله

فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما

يَحْتاجُونَ

إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر

فغَرَّقَ جِنانَهم. والعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ. والعَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ.

ورجل أَعْرامُ أَقْلَفُ: لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ

هنالك. أَبو عمرو: العَرَامِينُ القُلْفانُ من الرجال. والعَرْمَةُ: بَيْضَة

السِّلاح.

والعُرْمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِيمٌ وأَعْرَمُ، والأَولُ أَسْوَغُ

في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً.

وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: كثير، وقيل: هو الكثير من كل شيء. والعَرَمْرَمُ:

الشديدُ؛ قال:

أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها

بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما

وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه. ورجل عَرَمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عن

كراع. والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم

أَعْرَمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛

العُرْمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وقيل

عَرِيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية. يقال:

رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت العرب

تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ،

والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ.

والعَرِمُ والمِعْذار: ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَعرابي:

العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة:

وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ

قال الأَزهري: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ اليمامة يقابلها،

قال: وقد نزلتُ بها. وعارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ

معروفة؛ قال الراعي:

أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا،

عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا؟

والعُرَيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبني فَزارةَ؛ وأَنشد الجوهري لبِشْر

بن أَبي خازم:

إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا

ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ

قال ابن بري: هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري،

ويروى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وهي ماءٌ لبني فَزارة. والعَرَمةُ، بالتحريك:

مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بري:

حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا،

وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا،

والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا

ابن الأَعرابي: عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، وغَرْمى وحَرْمى، ثلاث

لغات بمعنى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد:

عَرْمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم،

كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي

وقال بعض النَّمِريِّين: يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ

دَمالٍ، فقيل له: ما العَرَمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين

حِمْلَ بقرتين. قال ابن بري: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثيِّر:

تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ،

بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ

وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وقد سَمَّوْا عارِماً

وعَرَّاماً. وعَرْمان: أَبو قبيلة.

عرم

(عُرامُ الجَيْش، كَغُرَابٍ: حِدَّتُهُم، وشِدَّتُهم، وكَثْرَتُهم) قَالَ سَلاَمَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(وإِنَّا كالحَصَى عَدَدًا وإنَّا ... بَنُو الحَرْبِ الَّتِي فِيهَا عُرامُ)

وَقَالَ آخر:
(وَلَيْلَةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيَة ... هَدَيْتُ وجَمْعٍ ذِي عُرامٍ مُلادِسِ)

(و) العُرامُ (من العَظْمِ والشَّجَرِ: العُراقُ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ يُقَالَ: " أَعْرَمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عُرامٍ ".
(و) العُرامُ: (مَا سَقَطَ مِنْ قِشْرِ العَوْسَجِ) هَكَذَا خَصَّه الأَزْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلرَّاجِزِ:
(وَتَقْنَعِي بِالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ ... )

(وَبِالثُّمَامَ وعُرامِ العَوْسَجِ ... )
وَعمَّه غَيرُه فَقَالَ: عُرامُ الشَّجَرَةِ: قِشْرُهَا.
(و) العُرامُ (من الرَّجُلِ: الشَّرَاسَةُ) ، والشِّدَّةُ، والقُوَّةُ.
(و) العُرامُ: (الأَذَى) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ:
(حَمَى ظِلَّهَا شَكْسُ الخَلِيقَةِ حَائِطُ ... عَلَيْهَا عُرامُ الطَّائِفِينَ شَفِيقُ)

(عَرمَ) الرَّجلُ، (كَنَصَرَ وَضَرَبَ وكَرُمَ وعَلِمَ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ (عَرَامةً وعُرَامًا، بِالضَّمِّ) . قَالَ وَعْلَةُ الجَرْسِيُّ:
(أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عَرَامَتِي ... وأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الكَسْرِ)

(فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِمٌ) ، أَي (اشْتَدَّ) قَالَ:
(إنِّي امرؤٌ يَذُبُّ عَن مَحَارِمِي ... )

(بَسْطَةُ كَفٍّ ولِسَانٍ عَارِمِ ... )

(و) عَرُمَ (الصَّبِيُّ عَلَيْنَا) عَرَامَةً وعُرَامَ: (أَشِرَ ومَرِحَ أَو بَطِرَ أَو فَسَدَ) فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِمٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرِم الجَاهِلُ، وَقد عَرَمَ يَعْرُم وعَرُمَ وعَرِمَ.
(وَيَوْمٌ عَارِمٌ) : شَدِيدُ البَرْدِ، وقِيلَ: (نِهايةٌ فِي البَرْدِ) ، وَكَذَا لَيْلٌ عَارِمٌ.
(وَعَرِمَ العَظْمَ) يَعْرِمُه ويَعْرُمُه عَرْمًا: (نَزَع مَا عَلَيْه مِنْ لَحْمٍ كَتَعَرَّمَهُ) ، وكَذَلِكَ عَرَقَه وتَعَرَّقَه.
(و) عَرَمَ (الصَّبِيُّ أُمَّه) عَرْمًا: (رَضَعَها) .
(و) عَرَمَتِ (الإِبِلُ الشَّجَرَ: نَالَتْ مِنْه) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
(و) عَرَمَ (فُلانًا) عَرامةً: (أَصَابَه بعُرامٍ) أَي شَراسَةٍ:
(وعَرِمَ العَظْمُ - كفَرِح) - عَرَمًا: (فَتِر) هَكَذا فِي النُّسَخ، والصَّواب: قَتِرَ. (والعَرَمُ - مُحَرَّكَةً - والعُرْمَةُ بالضَّمِّ: سَوادٌ مُخْتَلِطٌ بِبَياضٍ فِي أَيِّ شَيءٍ كانَ) ، وعَلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، (أَو هُو تَنْقِيطٌ بِهِما من غير أَن تَتَّسِع كُلَّ نُقْطَةٍ) عُرْمَة، عَن السِّيرافِيِّ.
(و) العُرْمَةُ: (بَياضٌ) يَكونُ (بِمَرَمَّةِ الشَّاةِ) ، (كَمَا فِي الصِّحَاح، وكَذَلِك إِذا كَانَ فِي أُذُنِها نُقَطٌ سُودٌ.
(وَهُوَ أَعرَمُ وهِي عَرْمَاءُ) . ويُرْوَى عَن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ: " أَنَّه ضَحَّى بِكَبْشٍ أَعْرَمَ " وَهُوَ الأَبْيَضُ الَّذِي فِيهِ نُقَط سُودٌ.
(و) قَالَ ثَعْلَبٌ: العَرِمُ فِي كُلِّ شَيءٍ: ذُو لَوْنَيْن، قالَ: والنَّمِرُ ذُو عَرَمٍ.
و (بَيْضُ القَطَا عُرْمٌ) وإيَّاهَا عَنَى أبووَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
(مَا زِلْنَ يَنْسُبْن وَهْنًا غيرَ صادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْمًا غَيْرَ أَزواجِ)

(و) قد غَلَبَت (العَرْمَاءُ) على (الحَيَّةِ الرَّقْشَاءِ) ، والجَمْع العُرْمُ، قَالَ مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ:
(أَبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُؤُوسَ الأَفاعِي فِي مَراصِدِها العُرْمِ)

(والأَعْرَمُ، المُتَلَوِّنُ) بِلَوْنَيْنِ، وَمِنْه: دَهْرٌ أَعرمُ.
(و) الأَعْرَمُ: (الأَبْرَشُ) ، وَهِي عَرْمَاءُ. ويُقالُ: هُوَ الأَبْرَصُ.
(والقَطَيعُ) الأَعْرَمُ: بَيِّن العَرَمِ إِذا كَانَ (من ضَاْنٍ ومِعْزًى) . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لشاعِرٍ يَصِفُ امْرَأَة راعِيَةً:
(حَيَّاكَةٌ وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ ... )

(و) الأَعْرَمُ: (الأَقْلَفُ) الَّذِي لم يُخْتَنْ، فَكَأَن وَسَخَ القُلْفَة باقٍ هُناكَ، (ج: عُرمانٌ) بالضَّمِّ، (جج: عَرامِينُ) ، أَي جمع الْجمع. قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: العَرَامِينُ: القُلْفَانُ من الرِّجَالِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ونُونُ العُرْمَانِ والعَرَامِينِ لَيْسَت بأَصْلِيَّةٍ، قَالَ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ لجَمْع القِعْدان [من الْإِبِل] : قَعَادِينُ، والقِعْدَانُ جَمْع القَعُود، والقَعَادِينُ نَظِير العَرَامِينِ.
(والعَرَمَةُ، مُحَرَّكَةً: رائِحَةُ الطَّبِيخِ) .
(و) أَيضًا: (الكُدْسُ المَدُوسُ) الَّذِي (لم يُذَرَّ) يُجْعَلُ كَهَيْئَةِ الأَزَجِ، ثمَّ يُذَرَّى. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ بَعضُهم إِنَّه لَا يُقالَ إِلاَّ عَرْمَةٌ، والصَّحِيحُ عَرَمَةٌ، بِدَلِيل جَمْعِهم لَهُ على عَرَمٍ، فَأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فَشَاذٌّ وَلَا يُقَاسُ عَلَيه، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّرِيقِ الفَازِرِ ... دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَمَ الأَنَادِرِ)

(و) العَرَمَة: (مُجْتَمَعُ الرَّمْلِ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّي:
(حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهاسَا ... )

(وبَطْنَ لُبْنَى بَلَدًا حِرْمَاسَا ... )

(والعَرَمَاتِ دُسْتُها دِياسَا ... )

(و) العَرَمةُ: (أَرضٌ صُلْبَةٌ) إِلَى جَنْبِ الصَّمَّانِ، قالَه ابنُ الأعرابِي، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(وعارضِ العِرْضِ وأَعْناق العَرَمْ ... )
وَقَالَ الأَزهريُّ: (تُتَاخِمُ الدَّهْنَاء ويُقَابِلُهَا عارِضُ اليَمامَةِ) ، قَالَ: وَقد نَزَلْتُ بهَا.
(و) العَرِمَةُ: (كَفَرِحَةٍ: سَدٌ يُعْتَرَضُ بِهِ الوَادِي، ج عَرِمٌ) كَكَتِفٍ، (أَو هُو جَمْعٌ بِلاَ وَاحِدٍ) .
وَفِي الصِّحاح: العَرِمُ: المُسَنَّاةُ وَلَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَيُقَال: واحِدُها عَرِمَةٌ، أَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للجَعْدِيِّ:
(منْ سَبَأِ الحَاضِرِين مَأْرِب إذْ ... شَرَّدَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ العَرِمَا) (أَو) العَرِمُ (هُوَ) - صَوابُه هِيَ - (الأَحْباسُ تُبْنَى فِي) أَوْسَاطِ (الأَوْدِيَةِ) ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَة.
(و) قيل: العَرِمُ: (الجُرَذُ الذَّكَرُ) ، وَهُوَ الخُلْدُ، قالَه الأَزْهَرِيُّ.
(و) قيل: (المَطَرُ الشَّدِيدُ) الَّذِي لَا يُطاقُ. (و) قيل: اسمُ (وَاد) باليَمَن، نَقله الأزهريُّ، (وبِكُلًّ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى) : {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم} قيل: أَضافَه إِلَى المُسَنَّاةِ أَو السَّدِّ، أَو الفَأْرِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِم. قَالَ الرَّاغِبُ: ونُسِبَ إِلَيْهِ السَّيْلُ، من حَيْثُ إِنَّه هُوَ الَّذِي ثَقَبَ المُسَنَّاةَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَله قِصَّة، وذَلِك أَنَّ قَوْمَ سَبَأَ كانُوا فِي نَعْمَةٍ وجِنَانٍ كَثِيرَةٍ، وكانَت المَرْأَةُ مِنْهُم تَخْرُجُ، وعَلى رَأْسِها الزَّبِيلُ، فَتَعْتَمِلُ بِيَدَيْها، وتَسِيرُ بَين ظَهْرَانَيِ الشَّجَرِ المُثْمِرِ، فَيَسْقُط فِي زبِيلِها مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ من ثِمارِ الشَّجَرِ، فَلم يَشْكُروا نِعْمَةَ الله، فَبَعَثَ عَلَيْهِم جُرَذًا، وكانَ لَهُم سِكْرٌ فِيهِ أبوابٌ يَفْتَحون مَا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ من المَاءِ، فَثَقَبَه ذلكَ الجُرَذُ، حَتَّى بَثَقَ عَلَيْهِم السِّكْر، فَغَرَّقَ جِنَانَهم.
(و) العَرَمُ، (بالتَّحْرِيك: اللَّحْمُ) ، عَن الفَرَّاء، يُقالُ: إنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ العَرَمَةِ، أَي: اللَّحْمِ.
(والعُرْمَانُ، بالضَّمِّ: (الأُكَرُ، واحِدُها عَرَمٌ) - وَكَذَا فِي النُّسَخِ - والصَّواب: عَرِيمٌ (وأعرَمُ) ، واقْتَصَرَ الأَزْهَرِيُّ على الأَخِير، وَبِه فُسِّرَ بَعضُ حَديثِ أقوالِ شَنُوءةَ " مَا كَانَ لَهُمْ من مِلْكٍ وعُرْمانٍ ".
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيُّ: (عَرْمَى واللهِ) لأفعلَنَّ ذلِك، وحَرْمَى وَالله، كِلاهُما (لُغَةٌ فِي أَمَا واللهِ) وأنْشَدَ: (عَرْمَى وجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ لَهُم ... )
(وعَارِمَةُ: أَرضٌ) مَعْرُوفَة، وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ للرَّاعِي:
(ألم تَسْأَلْ بِعارِمَةَ الدِّيَارا ... عَن الحَيِّ المُفارِقِ: أَيْنَ سَارَا)

(وعَرْمَانُ: أَبُو قَبِيلَةٍ) ، نَقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ عَرْمَانُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَزْدِ.
(والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ) ، لِشِدَّتِها.
(وَسَمَّوْا عارِمًا، و) عُرَامًا (كغُرابٍ وحَمَّامٍ) ، مِنْهُم: عَارِمُ بنُ الفَضْل شَيخُ البُخارِيّ، وعُرامُ - بِالضَّمِّ - فِي نَسَب الخَالِدِيَّيْن الشَّاعِرَيْن فِي زَمَنِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ.
(والعَرْمُ) بالفَتْح: (الدَّسَمُ) .
(و) أَيضًا: (بَقِيَّةُ القِدْرِ) ، وقِيلَ: وَسَخُها، وَبِه سُمِّي الأَقْلَفُ: أَعْرَمُ.
(و) عُرِيْمةُ، (كَجُهَيْنَةَ: رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ) ، وأنشدَ الجوهَرِيُّ لبِشْرِ بنِ أبِي خَازمٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للنَّابِغَةِ. قُلتُ: وَقد تَقدَّم للجَوْهَرِيِّ فِي ((س ح م)) للنَّابغة، وَهُوَ الصَّوابُ:
(إنَّ العُرَيْمَةَ مَانِعٌ أَرماحَنا ... مَا كَانَ من سَحَمٍ بهَا وصَفَارِ)

وَيُروَى " الدُّمَيْنَة "، وَهِي ماءَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ.
(والعَارِمُ: فَرسُ المُنْذِرِ بنِ الأَعْلَمِ) الخَوْلاَنِيِّ، وَله يَقولُ:
(جَالَ مِنَ العَارِم فِي مَأْقِطٍ ... يَغْشَى وأُغْشِيه صُدورَ العَوالْ)

(أَقِيهِ فِي الحَرْبِ بِنَفْسِي كَمَا ... يَقِينِيَ المَوْتَ تَحْتَ الظِّلاَلْ)

كَذَا فِي كتاب الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيّ.
(وعَوَارِمُ: هَضَبٌ، و) قيل: (ماءٌ) . وَقَالَ نَصْر: جَبَلٌ لِبَنِي أَبي بَكْر بنِ كلاب.
(وَسِجْنُ عَارِمٍ حَبَسَ فِيهِ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ مُحمدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ مَخْرَجَ المُخْتَارِ) ابنِ [أبي] عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ (بالكُوفةِ) ، خَوْفًا من خُروجِه مَعَه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لِكُثَيِّر:
(تُحَدِّثُ مَنْ لاَقَيْتَ أَنَّكَ عَائِذٌ ...
بَلِ الْعَائِذُ المَظْلُومُ فِي سِجْنِ عَارِمِ)
(والتَّعْرِيمُ الخَلْطُ) .
(والعَرَمْرَمُ: الشَّدِيدُ) من كُلِّ شَيْء.
(و) العَرَمْرَمُ: (الجَيْشُ الكَثِيرُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ويُقال: هُوَ الكَثِيُر من كُلِّ شَيْء.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العَرَمَة - مُحَرَّكةً -: جَمْعُ عَارِمٍ، يُقال: غِلْمَانٌ عَقَقَةٌ عَرَمَةٌ.
واللَّيالِي العُرَّمُ: الشَّدِيدَاتُ البَرْدِ، قَالَ
(ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي العُرَّمِ ... )

(بَيْنَ الذِّرَاعَيْن وَبَين المِرْزَمِ ... )

(تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بِالتَّكَلُّمِ ... )
يَعْنِي من شِدَّة بَرْدِها.
واعْتِرامُ الفِتَنِ: اشتِدَادُها.
والمُعَارَمَةُ: المُخَاصَمَةُ والمُفَاتَنَةُ.
والعَارِمَاتُ: الخَبِيثَاتُ.
ورَجُلٌ عَارِمٌ: خَبِيثٌ شِرِّيرٌ.
وَقَالَ الفَرَّاء: العُرَامِيُّ، مِن العُرامِ، وَهُوَ الجَهْلُ.
واعْترَم الصَّبِيُّ، ثَديَ أمّه: مَصَّه.
واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمها، قَالَ:
(وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأُمِّ الغُلاِ ... مِ إنْ لم تَجِدْ عارٍ مَا تَعْتَرِم) يَقولُ: إنْ لم تَجِدْ مَنْ تُرْضِعُه دَرَّتْ هِيَ، فَحَلَبَتْ ثَدْيَها، ورُبَّمَا رَضِعَتْه فَمَجَّتْه مِنْ فِيهَا. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: إنَّما يُقالُ هَذَا للمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنِه. وقالَ الأزهَرِيُّ: مَعْنَاهُ لَا تَكُنْ كَمَنْ يَهجُو نَفسَه إِذا لم يَجِدْ مَنْ يَهْجُوه.
والعُرْمَةُ، بِالضَّمِّ: الأَنْبارُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ.
والعَرَمَةُ مُحَرَّكةً: المُسَنَّاةُ، لُغَةٌ فِي العَرِمَةِ، عَن كُراع.
والعُرَامُ، بالضَّمِّ: وَسَخُ القِدْرِ.
والعُرْمَةُ، بِالضَّمِّ: بَيْضَةُ السِّلاحِ.
والعُرْمَانُ: المَزارِعُ، واحِدُهَا عَرِيمٌ وأَعرَمُ، والأَوَّل أَسْوَغُ فِي القِياسِ؛ لأنَّ فُعْلانًا لَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ أَفْعَلُ إلاّ صِفَةً، وبهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أَقْوالِ شَنُوءَةَ.
وعِزٌّ عَرَمْرَمٌ: كَثِيرٌ، قَالَ
(أَداراً بأجمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بهَا نَعَمًا حَوْمًا وعِزًّا عَرمْرَمَا)

ورجُلٌ عَرَمْرَمٌ: شَدِيدُ العُجْمَةِ، عَن كُراع.
والعَرِمُ، كَكَتِفُ: مَا يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ، وَهُوَ المِعْذَارُ.
والعَرَمَة: مُحَرَّكَة: جُثْوَةٌ من دَمالٍ، قَالَه بَعضُ النَّمَرِيِّين.
وأَبو عُرَام، كَغُرابٍ: كُنْية كَثِيبٍ بالجِفَارِ.
وعَرَّامُ بنُ عَبْدِ اللهِ - كَشَدَّادٍ -: مُحَدِّثٌ أَنْدَلُسيٌّ، تُوفِّي سنة مِائَتَيْن وسِتٍّ وخَمْسِين.
وعَرِمَ، كَكَتِفَ: وادٍ بنَجْد مِن يَنْبُعَ حَتَّى تَصُكَّه البُرْكَانُ، دونَ الجارِ قَالَه نَصْر. 
عرم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث معَاذ أَنه ضحَّى بكبش أعْرَمَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الْأَبْيَض الَّذِي فِيهِ نُقَط سُود مَعَ بياضه وَالْأُنْثَى عَرْمَاء وَجَمعهَا عُرْم [وأنشدنا لمعقِل بن خويلد الْهُذلِيّ: (الطَّوِيل)

أَبَا مَعْقِلِ لَا تُوطِئَنْك بغاضتي ... رؤسَ الأفاعي فِي مراصدها العُرْمِ]
باب العين والرّاء والميم معهما ع ر م، ع م ر، ر ع م، م ع ر، ر م ع، م ر ع مستعملات

عرم: عَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ عَرامةً فهو عارِمٌ. وعَرُم يَعْرُم. قال صقر بن حكيم :

إنّي امرؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي ... بسطةُ كفٍّ ولسانٍ عارمِ

وعُرامُ الجيشِ: حدُّهم وشِرَّتُهم وكَثْرتُهم. قال سَلامَة بنُ جَنْدَل :

وإنّا كالحصى عَدَداً وإنّا ... بنو الحربِ التي فيها عُرامُ

وقال :

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيةٍ ... هَدَيْتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والعَرِمُ: الجُرَذُ الذّكَرُ. والعُرْمَةُ: بياضٌ بمرَمّة الشاة، عنقها بيضاء وسائرها أسود. والعَرَمَةُ الكُدْسُ المدوسُ الذي لم يُذَرَّ بعد كهيئة الأزج. قال شجاع: لا أقول: نعجة عَرْماء، ولكن ماعزة عرماء ببطنها بياض. والعَرَمْرَمُ: الجيشُ الكثير. وجبلٌ عَرَمْرَمٌ، أي: ضخم. قال :

أداراً بأجْمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَمَا

والعَرَمْرَمْ الشّديدْ العجمةِ الذي لا يُفصح.

عمر: العَمْرُ: ضربُ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطويلُ. والعَمْرُ: ما بدا من اللِّثة، ومنه اشتقّ اسم عمرو. والعُمْرُ عُمْرُ الحياة. وقول العرب: لعَمْرُكَ، تحلف بعمره، وتقول: عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله، أو تسأله طول عُمره. عَمَرَ النّاس وعّمَّرهُمُ الله تعميراً. وتقول: إنّك عَمْري لظريف. وعَمَرَ النّاس الأرض يَعْمُرُونَها عِمارةً، وهي عامرة معمورة ومنها العُمْران. واستعمر الله النّاسَ ليَعْمُروها. والله أعمر الدّنيا عمْراناً فجعلها تعمر ثمُ يُخَرِّبُها. والعِمارة: القبيلة العظيمة. والعُمورُ: [حي من عبد القيس] . قال :

فلولا كان أسعد عبد قيسٍ  ... أعاديها لعادتني العمور

والحاجُّ يَعْتَمِرُ عُمْرَةً. والعَمْرَةُ: خَرَزَةٌ حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط. والإفلاس يُكنى أبا عَمْرَة .

رعم: رَعَمَتِ الشّاةُ تَرْعَمُ فهي رَعومٌ، وهو داءٌ يأخذُ في أنفها فيسيل منه شيء، فيقال لذلك الشيء: رُعام رَعُوم: اسم امرأة تشبيهاً بالشّاة الرّعوم. قال الأخطل :

صَرَمَتْ أمامةُ حَبْلَنا وَرَعُومُ ... وبدا المُجَمْجَمُ منهما، المَكْتومُ

رُعْم: اسم امرأة. قال :

ودع عنك رُعْماً قد أتى الدّهر دونها ... وليس على دهر لشيء معول

معر: مَعِرَ الظُّفْرُ مَعَراً. إذا أصابه شيءٌ فَنَصَلَ. قال :

بوقاح مجمر غير مَعِرْ

وقال :

تتّقي الأرضَ بمرثومٍ مَعِرْ

وتَمَعَّرَ لَوْنُهُ إذا تغيّر، وعَرَتْه صفرةٌ من غضبٍ. ورجل أَمْعَرُ، وبه مُعْرَة، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة، وهو أقبح الألوان.ومَعِرَ رأس الرّجل إذا ذهب شعره، وأَمْعَر أيضاً بالألف. قال :

والرأس منك مبيّن الإِمْعارِ

ويقال: رجلٌ أَمْعَرُ، أي: قليل الشعر، مثل أَزْعَر. وأَمْعَرَت الأرضُ إذا لم يكن فيها نبات، وأرض مَعِرَة مثل زَعِرَة: قليلة النبات غليظة. ومَعِرَتِ الأرضُ وأمْعَرَتْ لغتان. قال الكميت :

أصبحت ذا تلعة خضراء إذْ مَعِرَتْ ... تلك التلاع من المعروف والرّحب

وأَمْعَرْنا في هذا البلد، أي: وقعنا في أرض مَعِرَة.

رمع: رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرّك . وتقول: مرّ بي يرمع رمعاً ورمعاناً مثل: رسم يرسم رسماً ورسماناً. والرَّمّاعةُ: الاست، لترمُّعِها، أي: تحرّكها. والرَّمّاعةُ التي تتحرك من رأس الصبيّ المولود [من يافوخه من رقّته] . واليَرْمَعُ: الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس، الواحدة بالهاء. قال رؤبة :

حتى إذا أحمى النهار اليرمعا مرع: مرُعَ يَمْرَعُ مُرْعاً والمَرْعُ الاسم، وهو الكلأ. ويقال: أرض مَرِعَةٌ مُمْرِعة. مثل خَصِبَة مُخْصِبة. وأَمْرَعَ القومُ: أصابوا مَرْعاً. قال :

فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربنا ... أسال علينا البطن بالعدد الدثر

وأَمْرَعَ المكانُ والوادي، أي: أكلآ. 

عَرِيشٌ

عَرِيشٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، ثم شين معجمة بعد الياء المثناة من تحت، وهو ما يستظلّ به، والعريش للكرم الذي ترسل عليه قضبانه، والعريش شبه الهودج يتخذ للمرأة تقعد فيه على بعيرها: وهي مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل، قال ابن زولاق وهو يذكر فضائل مصر: ومنها العريش والجفار كله وما فيه من الطير والجوارح والمأكول والصيد والتمور والثياب التي ذكرها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، تعرف بالقسّيّة تعمل بالقس، وبها الرّمان العريشي لا يعرف في غيره وما يعمل في الجفار من المكايل التي تحمل إلى جميع الأعمال، قال إنما سمّي العريش لأن إخوة يوسف، عليه السّلام، لما أقحط
الشام ساروا إلى مصر يمتارون وكان ليوسف حرّاس على أطراف البلاد من جميع نواحيها فمسكوا بالعريش وكتب صاحب الحرس إلى يوسف يقول له:
إن أولاد يعقوب الكنعاني قد وردوا يريدون البلد للقحط الذي أصابهم، فالى أن أذن لهم عملوا لهم عريشا يستظلون تحته من الشمس فسمي الموضع العريش، فكتب يوسف إلى عامله يأذن لهم في الدخول إلى مصر، وكان ما قصه الله تعالى في القرآن المجيد، وينسب إلى العريش أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الفتح العريشي شاعر فقيه من أصحاب الحديث، يروي عنه ولده أبو الفضل شعيب بن أحمد وابن ابنه أبو إسحاق إبراهيم بن شعيب، كتب عنه السلفي شيئا من شعره، وقال الحسن بن محمد المهلّبي: من الورّادة إلى مدينة العريش ثلاثة فراسخ، قال: ومدينة العريش مدينة جليلة وهي كانت حرس مصر أيام فرعون، وهي آخر مدينة تتصل بالشام من أعمال مصر ويتقلدها والي الجفار وهي مستقرّة، وفيها جامعان ومنبران، وهواؤها صحيح طيب، وماؤها حلو عذب، وبها سوق جامع كبير وفنادق جامعة كبيرة ووكلاء للتجار ونخل كثير، وفيها صنوف من التمور ورمان يحمل إلى كل بلد بحسبه، وأهلها من جذام، قال: ومنها إلى بئري أبي إسحاق ستة أميال، وهما بئران عظيمتان ترد عليهما القوافل وعندهما أخصاص فيها باعة، ومنها إلى الشجرتين وهي أول أعمال الشام ستة أميال، ومنها إلى البرمكية ستة أميال ثم إلى رفح ستة أميال.

ضهي

ض هـ ي

فلان لا يضاهي كرماً ولا يضاهيه أحد، وتقول: فلان يباهيك، ولا يضاهيك.

ضهي


ضَهِيَ(n. ac. ضَهًى [ ])
a. Was barren (ground); had no milk (
woman ).
ضَاْهَيَa. Resembled, was like.
b. Conformed with, imitated.
c. [Bi], Was gentle, courteous to.
أَضْهَيَa. Married.

ضَهِيّa. Similar, like.

ضَهْيَآء []
a. Sterile, barren.
b. A thorny plant.

مُضَاهَاة [ N.
Ac.
ضَاْهَيَ
(ضِهْي)]
a. Resemblance; conformity.
ض هـ ي : ضَاهَأَهُ مُضَاهَأَةً مَهْمُوزٌ عَارَضَهُ وَبَارَاهُ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ فَيُقَالُ ضَاهَيْتُهُ مُضَاهَاةً وَقُرِئَ بِهِمَا وَهِيَ مُشَاكَلَةٌ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ.
وَفِي حَدِيثٍ «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ خَلْقَ اللَّهِ» أَيْ يُعَارِضُونَ بِمَا يَعْمَلُونَ وَالْمُرَادُ الْمُصَوِّرُونَ. 
ضهـي
تضاهى يتضاهى، تضاهَ، تضاهيًا، فهو مُتضاهٍ
• تضاهى الوَلدان: تشابها. 

ضاهى يُضاهي، ضاهِ، مُضاهاةً، فهو مُضاهٍ، والمفعول مُضاهًى
• ضاهاه: ضاهأه؛ شابهَه، شاكله، فعل مثل فِعْله أو اعتقد مثل عقيدته "لا يُضاهيه أحدٌ في أسلوبه- أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ [حديث]: المراد المُصَوِّرُونَ- {يُضَاهُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} [ق] " ° فلانٌ يباهيك ولا يضاهيك- لا يُضاهَى: لا مثيل له. 

مُضاهاة [مفرد]: مصدر ضاهى.
• مضاهاة البَصمات: مطابقتها. 
(ض هـ ي)

ضاهَيْتُ الرجل: شاكلته، وَقيل: عارضته، وَفِي التَّنْزِيل: (يُضاهُونَ قَوْل الَّذين كَفَروا مِنْ قَبْلُ) .

والضَّهْياءُ من النِّسَاء: الَّتِي لَا تحيض وَلَا ينْبت ثدياها وَلَا تحمل، وَقيل: الَّتِي لَا تَلد وَإِن حَاضَت. وَقَالَ اللحياني: الضَّهْياءُ: الَّتِي لَا ينْبت ثدياها، فَإِذا كَانَت كَذَا فَهِيَ لَا تحيض. وَقَالَ بَعضهم: الضَّهْياءُ، مَمْدُود: الَّتِي لَا تحيض وَهِي حُبْلَى. قَالَ ابْن جني: مرأة ضَهْيَأَةٌ، وَزنهَا فَعلأَةٌ، لقَولهم فِي مَعْنَاهَا: ضَهياءُ، وَأَجَازَ أَبُو إِسْحَاق فِي همزَة ضَهيأَةٍ أَن تكون أصلا، وَتَكون الْيَاء هِيَ الزَّائِدَة، فعلى هَذَا تكون الْكَلِمَة فَعْيَلَةً، وَذهب فِي ذَلِك مذهبا من الِاشْتِقَاق حسنا لَولَا شَيْء اعْتَرَضَهُ، وَذَلِكَ انه قَالَ: يُقَال ضاهَيْتُ زيدا وضاهَأْتُ زيدا، بِالْيَاءِ والهمــزة، قَالَ: والضَّهْيَأَةُ: هِيَ الَّتِي لَا تحيض، وَقيل: الَّتِي لَا ثدي لَهَا، قَالَ: وَفِي هذَيْن معنى المُضاهَأَةِ، لِأَنَّهَا قد ضاهَأَتِ الرِّجَال بِأَنَّهَا لَا تحيض، كَمَا ضاهَأَتُهم بِأَنَّهَا لَا ثدي لَهَا، قَالَ: فَيكون ضَهْيَأَةٌ فَعْيَلَةً من ضاهَأْتُ بِالْهَمْــز، قَالَ ابْن جني: هَذَا الَّذِي ذهب إِلَيْهِ من الِاشْتِقَاق معنى حسن، وَلَيْسَ يعْتَرض قَوْله شَيْء، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَلٌ بِفَتْح الْفَاء، إِنَّمَا هُوَ فِعْيَلٌ، بِكَسْرِهَا، نَحْو حذيم وطريم وغرين، وَلم يَأْتِ الْفَتْح فِي هَذَا الْفَنّ ثبتا، إِنَّمَا حَكَاهُ قوم شاذا.

وَالْجمع ضُهْىٌ، ضَهِيَتْ ضَهىً.

وَقَالَت امْرَأَة للحجاج فِي ابْنهَا وَهُوَ مَحْبُوس: إِنِّي أَنا الضَّهْياءُ الذَّنَّاء، فالضَّهْياءُ هُنَا: الَّتِي لَا تَلد وَإِن حَاضَت، والذناء الْمُسْتَحَاضَة، وَقد أَنْعَمت تَعْلِيل هَذِه الْكَلِمَة نِهَايَة الشَّرْح فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

والضَّهْيا مَقْصُور: الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت، وَقيل: هُوَ شجر عضاهي لَهُ برمة وعلفة، وَهِي كَثِيرَة الشوك، وعلفها أَحْمَر شَدِيد الْحمرَة، وورقها مثل ورق السمر.

وضُهاءٌ: مَوضِع، قَالَ الْهُذلِيّ:

لَعَمْرُكَ مَا إنْ ذُو ضُهاءٍ بهَيِّنٍ ... عَليَّ وَمَا أعطَيتُه سَيْبَ نائِلي

وَإِنَّمَا قضينا على أَن همزَة ضهاء يَاء، لكَونهَا لاما مَعَ وجودنا لضَهْيَإٍ وضَهْياءَ.
ضهي
: (ى {الضَّهْياءُ) ، بالمدِّ (وتُقْصَرُ) : هِيَ (المرأَةُ الَّتِي لَا تَحيضُ وَلَا تَحْمِلُ) فكأَنَّها رجلٌ شَبَهاً، وَهِي فَعْلاءُ، الهَمْــزَةُ زائِدَةٌ كزِيادَتِها فِي شَعْأَلٍ وغِرْقِىء البَيْضِ، وَلَا نَعْلَمُها زِيْدَت غَيْر أَوَّلٍ إلاَّ فِي هَذِه الأَسْماءِ؛ ويجوزُ كَوْن} الضِّهْيَأ بوزْنِ الضَّهْيَعِ فَعْيَلاً، وَإِن كانتْ لَا نَظِيرَ لَهَا، فقد قَالُوا كنَهْبَل وَلَا نَظِيرَ لَهُ؛ قالَهُ الزجَّاجُ.
وَفِي الصِّحاح: وحَكَى أَبو عَمْروٍ: امرأَةٌ {ضَهْياةٌ} وضَهْياةٌ، بالتاءِ والهاءِ، قالَ: وَهِي الَّتِي لَا تَطْمِث، قالَ: وَهَذَا يَقْتضِي أَنْ يكونَ {الضَّهْيا مَقْصوراً.
وقالَ شيْخُنا:} ضَهْيًا المَقْصورُ المُنوَّنُ هَمْزتُه زاِئدَةٌ عنْدَ سِيْبَوَيْه وإنْ لم تكنْ أَوَّلاً لقوْــلِهم بمعْناه {ضَهْياَء مَمْدوداً مَمْنوع الصَّرْف فأُصُولُهمــا واحِدَةٌ لامْتِناعِ زِيادَةِ الياءِ. وأَصالَةُ الهَمْــزةِ فِي المَمْدودِ المَمْنوع الصَّرْف.
(أَو) الَّتِي (تَحيضُ وَلَا تَحْمِلُ) ، أَو الَّتِي لَا تَلِدُ وَإِن حاضَتْ؛ وَمِنْه قوْلُ امرأَةٍ للحجَّاج فِي ابنِها وَهُوَ مَحْبوسٌ: إنِّي أَنا} الضَّهْياءُ الذَّنَّاءُ، والذَّنَّاءُ المُسْتحاضَةُ.
(أَو) الَّتِي (لَا يَنْبُتُ ثَدْياها) فَإِذا كانتْ كَذَا فَهِيَ لَا تَحيضُ، وقيلَ بالمدِّ الَّتِي لَا تَحيضُ وَهِي حُبْلَى.
قالَ ابنُ جنِّي: امرأَةٌ {ضَهْيَأَةٌ، وَزْنُها فَعْلأَةٌ لقوْــلِهم فِي مَعْناها ضَهْياءُ، وأَجازَ الزجَّاجُ فِي همزْةِ} ضَهْيَأَة كَوْنها أَصْلاً، وتكونُ الياءُ هِيَ الزائِدَةُ، فعَلَى هَذَا تكونُ فيعلة، وذَهَبَ فِيهِ مَذْهباً حَسَناً فِي الاشْتِقاقِ لَوْلَا شَيءٌ اعْتَرَضه، لأنَّه قالَ: ضاهَيْتُ زَيْداً وضاهَأْتُه بياءٍ وهَمْزةٍ، قالَ: والضَّهْيَأَةُ الَّتِي لَا تَحيضُ، وقيلَ: الَّتِي لَا ثَدْي لَهَا، قالَ: وَفِي هذَيْن مَعْنى المُضاهأَة لأنَّها قد ضَاهَأَت الرِّجالَ فيهمَا بأَن لَا تَحيضَ وَلَا ثَدْي لَهَا، قالَ: فتكونُ فَعْيَلَةُ من ضَاهَأَت بهَمْز.
قالَ ابنُ جنِّي: إلاَّ أَنَّه ليسَ فِي الكَلامِ فَعْيَلٌ بالفتْحِ إنَّما هُوَ بكسْرِها كحِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيَنٍ وَلم يأْتِ الفَتْح فِي هَذَا الفَنِّ ثَبْتاً، إنَّما حَكَاهُ قوْمٌ شاذّاً.
قُلْتُ: وَقد جاءَ على فَعْيَل ضَهْيَد، اسْمُ مَوْضِع، وعَتْيَد، وحَمَلَ عَلَيْهِ بعضٌ مَرْيَم إنْ كانَ عربيّاً.
(وَقد {ضَهِيَتْ) ، كرَضِيَ، ((} ضَهًا)) ، مَقْصورٌ.
(و) {الضَّهْيا، مَقْصورٌ: (الأرضُ) الَّتِي (لَا تُنْبِتُ) شَيْئا.
(و) قيلَ: هُوَ (شَجَرٌ عِضاهِيٌّ) لَهُ بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ، وَهُوَ كثيرُ الشَّوْكِ.
(} وأَضْهَى) الرَّجُلُ: (رَعَى إبِلَه فِيهَا.
(و) أَيْضاً: (تَزَوَّجَ {بضَهْياءَ) ؛ نقَــلَهُمــا أَبُو عَمْروٍ.
(} وضَاهاهُ) {مُضاهاةً: (شاكَلَهُ) ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
وقُرِىءَ: {يضاهِئونَ قوْلَ الَّذين كَفَرُوا} ، أَي يُشاكِلُونَ. وقالَ الفرَّاءُ، أَي يُضارِعُون لقوْــلِهِم اللاَّت والعُزَّى.
(و) هُوَ (} ضَهِيُّكَ) ، على فَعِيلٍ: أَي (شَبِيهُكَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الضُّهَى، بالضمِّ: جَمْعٌ} لضَهْياءٍ للمَرْأَةِ؛ نقلَهُ الرّاغبُ.
{وضَاهَى الرَّجُلَ وغيرَهُ: رَفَقَ بِهِ.
} والمُضاهَاةُ: المُعارَضَةُ.
وقالَ خالِدُ بنُ جَنَبة: فلانٌ {يُضاهِي فلَانا، أَي يُتابِعُه.
} وضُهاءُ، كغُرابٍ: مَوْضِعٌ؛ ذَكَرَه ابنُ سِيدَه هُنَا، وَقد تقدَّم فِي الهَمْــزةِ. 

فتح

فتح

1 فَتَحَ, (S, A, MA, Msb, K, &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَتْحٌ, (Msb,) He opened, (MA,) i. q. فَرَجَ, (Msb,) and [app. he unlocked,] contr. of أَغْلَقَ, (Msb, K,) a door; (S, A, MA, Msb;) and so ↓ فتّح, and ↓ افتتح; (K;) or you say ↓ فَتَّحْتُ الأَبْوَابَ [I opened the doors], this verb being with teshdeed to denote multiplicity [of the objects]; (S;) and ↓ استفتح signifies the same as ↓ افتتح; (S, * K;) i. e. each of these signifies he opened a door; (TK;) you say الشَّىْءَ ↓ اِسْتَفْتَحْتُ and ↓ اِفْتَتَحْتُهُ [I opened the thing; and the former signifies also I sought, or demanded, the opening of the thing]; (S, TA;) and البَابَ ↓ جَآءَ يَسْتَفْتِحُ [He came opening the door; or seeking, or demanding, the opening of the door; the latter being the more obvious meaning]. (A, TA.) b2: [Hence,] one says, فُلَانٌ لَا يُفْتَحُ العَيْنُ عَلَى مِثْلِهِ [Such a one, the eye will not be opened upon the like of him]. (A.) b3: And فَتَحْتُ القَنَاةَ, inf. n. as above, I opened the conduit, in order that the water might run, and irrigate the seed-produce. (Msb.) b4: And فَتَحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ [He made an opening between his legs; he parted his legs; like فَرَجَ بَيْنَهُمَا]. (S in art. رهو.) b5: And فَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ [app. He parted his toes; if not a mistake for فَتَخَ, as it seems probably to be from the fact of its being expl. as meaning] he inclined the ends of his toes towards the back, i. e. the upper part, of his foot. (Mgh.) b6: فَتَحَتْ, said of a she-camel, [and of a sheep or goat (see فَتُوحٌ),] She had wide orifices to her teats; as also ↓ افتحت; (S, K;) and ↓ افتتحت. (TK: but this I do not find in the K.) b7: [The following meanings are tropical.] b8: فَتَحَ, (A, Msb, TA,) inf. n. فَتْحٌ; (K;) and ↓ افتتح; (K, TA;) (tropical:) [He laid open by invasion, to (عَلَى) such a person, or such a people, (see an ex. voce طَرَفٌ,) i. e.] he conquered, won, or took by force, (Msb,) a country (A, Msb, K, TA) of the unbelievers, (A, TA,) or of a people with whom there was war. (K, TA.) b9: [فَتَحَهُ لَهُ (assumed tropical:) He granted it, permitted it, allowed it, or made it to be unrestricted, to him. See Ksh and Bd in xxxv. 2.] b10: فَتَحَ المُشْكِلَ (assumed tropical:) He explained, or made clear, that which was dubious, or confused. (Bd in vii. 87.) And اِفْتَحْ سِرَّكَ عَلَىَّ لَا عَلَى فُلَانٍ (tropical:) [Open, or reveal, thy secret to me; not to such a one]. (A, TA.) b11: [Hence,] فَتَحَ عَلَيْهِ (tropical:) He taught him, informed him, or acquainted him. (TA.) [You say, فَتَحَ عَلَيْهِ بِكَذَا (assumed tropical:) He taught him such a thing, informed him of it, or acquainted him with it.] b12: And hence, (TA,) (tropical:) [He prompted him; i. e.] he recited to him (namely, an Imám, A, Msb, or a reciter, A, TA) what he was unable to utter [by reason of forgetfulness], in order that he might know it. (Msb, TA. *) And فَتَحَ عَلَى مَنِ اسْتَقْرَأَهُ (tropical:) [He recited something to him who desired him to do so, the latter being unable to do it]. (TA.) b13: And, said of God, (tropical:) He aided him against his enemy; or made him to be victorious, to conquer, or to overcome; syn. نَصَرَهُ. (A, Msb.) b14: فُتِحَ عَلَى فُلَانٍ (tropical:) Such a one became fortunate; possessed of good fortune; favoured by the world, or by worldly circumstances. (A, TA.) b15: فَتَحَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ فُتُوحًا كَثِيرَةً (tropical:) is said of persons who have been rained upon [as meaning God bestowed upon them many, or abundant, first rains]. (A.) b16: فَتَحَ بَيْنَهُمْ, (A,) or بَيْنَ النَّاسِ, (Msb,) or بَيْنَ الخَصْمَيْنِ, (K,) inf. n. فَتْحٌ, (T, Msb, K,) and فُتَاحَةٌ (S, * K) and فِتَاحَةٌ are syn. therewith [app. as inf. ns.], (K,) and فُتُوحَةٌ and فِتَاحٌ, (L,) in the dial. of Himyer, (TA,) He judged (T, Msb, K, TA) between them, (A,) or between the men, (Msb,) or between the two litigants. (K.) You say, اِفْتَحْ بَيْنَنَا Judge thou between us: (S:) thus in the Kur vii. 87. (TA.) And مَا أَحْسَنَ فِتَاحَتَهُ How good is his judging, or judgment ! (A.) b17: [فَتَحَ الحَرْفَ, a conventional phrase in grammar and lexicology, He pronounced the letter with the vowel-sound termed فَتْح: and he marked the letter with the sign of that vowel-sound.]2 فتّح: see 1, first sentence, in two places. b2: [Also, said of a medicine &c., It opened the bowels; acted as an aperient: and it removed obstructions: see the act. part. n.]3 فاتحهُ [He addressed him first]. One says, المُلُوكُ لَا تُفَاتَحُ بِالكَلَامِ (tropical:) [Kings shall not be addressed first with speech]. (A.) b2: And, (A, K, * TA,) inf. n. مُفَاتَحَةٌ and فِتَاحٌ, (assumed tropical:) He commenced a dispute, debate, discussion, or controversy, with him: (TA:) or (tropical:) he summoned him to the judge, and litigated with him. (A, K, * TA.) b3: And فاتحهُ signifies also (tropical:) He bargained with him and gave him nothing: in the case of his giving him, one says فاتكهُ. (IAar, TA; and O and K in art. فتك.) b4: And فاتح (assumed tropical:) He compressed (K, TA) his wife. (TA.) b5: [Also (assumed tropical:) He rendered a thing easy: b6: and (assumed tropical:) He was liberal. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]4 أَفْتَحَ see 1, in the second quarter of the paragraph.5 تَفَتَّحَ see 7, in three places. [Hence,] تفتّح النَّوْرُ The blossom [or blossoms] opened. (MA.) and تفتّح الأَكِمَّةُ عَنِ النَّوْرِ The calyxes burst open [from over the blossoms, so as to disclose them]. (TA.) b2: [تفتّح فِى الكَلَامِ is like our phrase (assumed tropical:) He showed off, or made an ostentatious display, in speech, or talk.] And you say, تفتّح بِمَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ أَوْ أَدَبٍ (L, in the K مِنْ مُلْكٍ وَأَدَبٍ,) (assumed tropical:) He boasted of, or boasted himself in, or made a vain display of, what he had, or possessed, of wealth, or of good education, or polite accomplishments: (L, K: *) and تفتّح بِهِ عَلَيْنَا (assumed tropical:) He boasted of it, or boasted himself in it, against us. (L.) 6 تَفَاتَحَا كَلَامًا بَيْنَهُمَا (assumed tropical:) They two talked together with a suppressed voice, exclusively of others [i. e. so as not to be heard by others]. (K.) 7 انفتح quasi-pass. of فَتَحَ, said of a door, (S, A, Msb, TA,) It opened, or became opened or open; (Msb;) as also ↓ تفتّح: (TA:) or the latter is quasi-pass. of فَتَّحَ, so that you say, الأَبْوَابُ ↓ تَفَتَّحَتِ [The doors opened, or became opened or open]. (S.) b2: And انفتح عَنْهُ It (anything) became removed from over it, or from before it, (i. e. another thing,) so as to disclose it, or expose it to view. (TA.) [And ↓ تفتّح has a similar meaning, but is properly said of a number of things.]8 إِفْتَتَحَ see 1, first sentence, in three places; and again, in the second quarter of the paragraph, in two places. b2: One says also, افتتح الصَّلَاةَ (tropical:) (A, MA) He opened, or commenced, prayer: (MA:) اِفْتِتَاحُ الصَّلَاةِ meaning (tropical:) The saying اَللّٰهُ أَكْبَرْ the first time [in prayer, i. e., before the first recitation of the Opening Chapter of the Kur-án]. (TA.) And اِفْتَتَحْتُهُ بِكَذَا (assumed tropical:) I commenced it with such a thing. (Msb.) And مَا أَحْسَنَ مَا افْتُتِحَ عَامُنَا بِهِ (tropical:) [How good is that with which our year has commenced !]; said when the sign, or token, [or prognostic,] of plenty, or abundance of herbage, has appeared. (A, TA.) 10 إِسْتَفْتَحَ see 1, first sentence, in three places. b2: آتِى بَابَ الجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ is a saying of Mohammad, meaning I shall come to the gate of Paradise and seek, or demand, or ask for, the opening thereof. (El-Jámi' es-Sagheer, the first of the trads. mentioned therein, and thus expl. in the margin of a copy of that work.) b3: استفتحهُ القُرْآنَ (tropical:) He desired, or asked, him to explain the Kurn. (MA.) b4: استفتحهُ الإِمَامُ (tropical:) [The Imám desired, or asked, him to prompt him; i. e., to recite to him what he was unable to utter by reason of forgetfulness: see فَتَحَ عَلَيْهِ]. (A, TA.) b5: And استفتح signifies also (assumed tropical:) He sought, desired, demanded, or asked, aid against an enemy, or victory. (S, Msb, K.) One says, استفتح بِهِمْ (assumed tropical:) He sought, &c., aid, or victory, by means of them. (L, from a trad.) And استفتح اللّٰهَ (tropical:) (A, TA) He desired, or asked, God to grant aid, or victory, (TA,) لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى الكُفَّارِ [to the Muslims against, or over, the unbelievers]. (A.) b6: Also (assumed tropical:) He sought, desired, demanded, or asked, judgment. (L.) فَتْحٌ inf. n. of فَتَحَ [q. v.]. (Msb, &c.) b2: [As a subst.,] (tropical:) Conquest of a country: (K, TA:) pl. فُتُوحٌ (TA) [and pl. pl. فُتُوحَاتٌ]. يَوْمٌ الفَتْحِ means particularly (assumed tropical:) The day of the conquest of Mekkeh: (L:) and also (assumed tropical:) The day of resurrection. (Mujáhid, L.) b3: (assumed tropical:) Aid against an enemy; or victory; syn. نَصْرٌ; as also ↓ فَتَاحَةٌ. (K.) b4: (assumed tropical:) Means of subsistence, with which God gives aid: pl. as above. (TA.) b5: (tropical:) The first of the rain called الوَسْمِىّ; (L, K;) as also ↓ فَتُوحٌ [which see again in what follows]: (K:) or the first of any rain; as also ↓ فُتْحَةٌ: (L:) pl. of the first فُتُوحٌ, (A,) or ↓ فَتُوحٌ, with fet-h to the ف, (L,) [see the mention of this voce فَيْحٌ,] but MF strongly reprobates this latter form, and observes that فَعُولٌ as a pl. measure is absolutely unknown. (TA.) One says, أَصَابَتِ الأَرْضُ فُتُوحٌ (tropical:) [First rains fell upon the land]. (A.) b6: (tropical:) Water running (S, K, TA) from a spring or other source: (S, TA:) or water running upon the surface of the earth: (AHn, TA:) or water for which a channel is opened to a tract of land for its irrigation thereby: (L:) or a river, or rivulet, or canal of running water. (T, TA.) مَا سُقِىَ بِالفَتْحِ فَفِيهِ العُشْرُ, and مَا سُقِىَ فَتْحًا, (L,) فَتْحًا being here in the accus. case as an inf. n., i. e. مَا فُتِحَ إِلَيْهِ مَآءُ الأَنْهَارِ فَتْحًا, (Mgh, L, *) occurring in a trad., means In the case of that (relating to the several sorts of seed-produce, and palm-trees,) which is irrigated by means of the channel opened to conduct to it the water of the river [or rivers], the tithe [of the produce shall be taken]. (L.) b7: The place of insertion of the tang of the iron head that enters into the shaft of an arrow: (K, * TA:) pl. as above. (TA.) b8: The fruit of the tree called نَبْع, resembling the حَبَّة خَضْرَآء [or fruit of the pistachia terebinthus], (K, TA,) except that it is red, sweet, and round; eaten by men. (TA.) b9: [As a conventional term in grammar and lexicology, A certain vowel-sound, well-known: and ↓ فَتْحَةٌ signifies The sign of that vowel-sound.]

فُتُحٌ a word of the measure فُعُلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (S.) You say بَابٌ فُتُحٌ A wide, open, door: (S, K:) or a large, wide, door. (Msb.) And قَارُورَةٌ فُتُحٌ A wide-headed bottle or flash: (S, K:) or a bottle, or flash, having neither a stopper nor a case: (Ks, S, Msb, K:) because, if so, it is open. (TA.) فَتْحَةٌ: see فَتْحٌ, last sentence.

فُتْحَةٌ An opening, or intervening space; syn. فُرْجَةٌ: pl. فُتَحٌ. (Msb.) b2: See also فَتْحٌ. b3: Also (assumed tropical:) A boasting of, or boasting oneself in, or making a vain display of, what one has, or possesses, of wealth, or of good education, or polite accomplishments. (L, K, * TA.) One says, مَا هٰذِهِ الفُتْحَةُ الَّتِى أَظْهَرْتَهَا (assumed tropical:) What is this boasting, &c., which thou hast exhibited? (L.) IDrd thinks it to be not [genuine] Arabic. (L.) فَتْحَى Gain, profit, or increase obtained in traffic; syn. رِبْحٌ; [so accord. to the L; accord. to the copies of the K, erroneously, رِيحٌ i. e. “ wind; ”] mentioned by Az, on the authority of Ibn-Buzurj: a poet says, أَكُــلُّهُمُ لَا بَارَكَ اللّٰهُ فِيهِمُ

إِذَا ذُكِرَتْ فَتْحَى مِنَ البَيْعِ عَاجِبُ [Are all of them, (may God not bless them,) when gain arising from selling is mentioned, in a state of wonder?]. (L.) فَتُوحٌ A she-camel having wide orifices to her teats; (S, K;) and so a ewe or a she-goat: pl. فُتْحٌ. (TA.) b2: See also فَتْحٌ, in two places.

فَتَاحَةٌ: see فَتْحٌ, fourth sentence.

فُتَاحَةٌ [see 1, near the end].

A2: الفُتَاحَةُ, thus in the L and other lexicons, without ى after the ح, but in the K ↓ الفُتَاحِيَةُ, there said to be with damm and without teshdeed, (TA,) A certain bird, different from that called الفَتَّاحُ, (K, TA,) tinged with redness. (TA.) فِتَاحَةٌ [see 1, near the end]. b2: [As a subst.,] (tropical:) The office of judge: one says, فُلَانٌ وُلِّىَ الفِتَاحَةَ (tropical:) Such a one was appointed to the office of judge. (A, TA.) b3: And [(tropical:) Litigation, or altercation:] one says, بَيْنَهُمَا فِتَاحَاتٌ (tropical:) Between them two are litigations, or altercations. (A, TA.) الفُتَاحِيَةُ: see الفُتَاحَةُ.

فَتَّاحٌ [An opener: and an unlocker. b2: and hence, (assumed tropical:) A conquerer. b3: And], in the dial. of Himyer, (TA,) (tropical:) A judge; one who decides between litigants: (S, Msb, K, TA:) it is like ↓ فَاتِحٌ, but [this signifies simply judging, and the former] has an intensive signification. (Msb.) الفَتَّاحُ, as an epithet applied to God, in the Kur xxxiv. 25, means (assumed tropical:) The Judge: or, accord. to IAth, (assumed tropical:) the Opener of the gates of sustenance and of mercy to his servants. (TA.) b4: بَيْتٌ فَتَّاحٌ means A wide, or an ample, house or tent. (El-Fáïk, TA.) b5: And الفَتَّاحُ signifies A certain bird, (K,) which is black, and which moves about its tail much, or often; white in the base of the tail, beneath it; and there is a sort thereof red; (TA;) also called أُمُّ عَجْلَانَ: (O in art. عجل:) pl. فَتَاتِيحُ, (K,) to which is added in the K, “without ا and ل; ”

but there is no reason why it should not have ال prefixed to it; and perhaps it should be correctly “ without ا and ت,” i. e. it is not pluralized with ا and ت [as an affix to the sing.], as in the L &c. (MF, TA.) فَاتِحٌ [Opening: &c.]: see فَتَّاحٌ.

فَاتِحَةٌ (tropical:) The commencement, or first part, of a thing: (S, A, * K:) pl. فَوَاتِحُ. (A.) فَاتِحَةُ الكِتَابِ, (Msb,) or فَاتِحَةُ القُرْآنِ, (TA,) [and simply الفَاتِحَةُ, (assumed tropical:) The opening chapter, or exordium, of the Kur-án,] is [said to be] so called because the recitation in prayer is commenced therewith. (Msb.) One says also, قَرَأَ فَاتِحَةَ السُّورَةِ وَخَاتِمَتَهَا (tropical:) He recited the first part, or portion, of the chapter of the Kur-án and its last part, or portion. (A.) And فَوَاتِحُ القُرْآنِ signifies (tropical:) The first parts, or portions, of the chapters of the Kurn. (K, TA.) [See also مُفْتَتَحٌ.]

مَفْتَحٌ A place in which things are reposited, stowed, laid up, kept, preserved, or guarded; a repository; syn. خِزَانَةٌ and مَخْزَنٌ: [and a hoard; syn. خَزِينَةٌ:] and treasure; or buried property; syn. كَنْزٌ: (K, TA:) pl., in both senses, مَفَاتِحُ. (TA.) The pl. as occurring in the Kur xxviii. 76 is said to signify treasures or buried property (كُنُوز) and hoards (خَزَائِن [as pl. of خَزِينَةٌ, not of خِزَانَةٌ]): or hoards (خَزَاوئن) of wealth, which Az says is the most probable meaning: (L, TA:) or it there means keys, as pl. of ↓ مِفْتَحٌ; (Ksh, Bd;) and it is said that they were of skins, of the measure of the finger, and were borne upon sixty mules, (Ksh, L, TA,) or seventy; but this is not a valid explanation. (L, TA.) مِفْتَحٌ see the next preceding paragraph, and the next but one following; the latter in two places. b2: Also A conduit (قَنَاة) of water. (TA.) مُفَتِّحٌ, applied to a medicine &c., Aperient; having the property of opening the bowels: and مُفَتِّحٌ لِلسُّدَدِ deobstruent; having the property of removing obstructions.]

مِفْتَاحٌ (S, Msb, K, &c.) and ↓ مِفْتَحٌ (Msb, K) A key; an instrument with which a lock is opened; (Msb;) [a key] of a door; and of anything that is closed, or locked; (S;) an instrument for opening, (K, TA,) i. e. anything with which a thing is opened: (TA:) pl. of the former مَفَاتِيحُ and مفَاتِحُ, said by Akh to be similar to أَمَانِىُّ and أَمَانٍ; (S;) or مفاتيح is pl. مِفْتَاحٌ, and مفاتح is pl. of ↓ مِفْتَحٌ [as well as of مَفْتَحٌ]. (Msb.) b2: مِفْتَاحُهَا الطُّهُورُ, said by the Prophet, in relation to prayer, means (tropical:) That which is as though it were the key thereof is the thing [or water] with which one purifies himself; being the means of removing the legal impurity that prevents one's addressing himself boldly to the act of prayer. (Msb.) b3: And أُوِتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِمِ, or مَفَاتِحَ الكَلِمِ, accord. to different relaters, occurring in a trad., i. e. I have been given the keys of words, means [I have been given] an easy faculty, granted by God, for the acquirement of eloquence and chasteness of speech, and the attaining to the understanding of obscure meanings, and novel and admirable kinds of knowledge, and the beauties of expressions and phrases, which are closed against others, and difficult to be learnt by them. (L.) b4: And المِفْتَاحُ signifies also (assumed tropical:) A certain brand upon the thigh and neck (K, TA) of a camel, in the form of what is [properly] thus called. (TA.) مَفْتُوحٌ An opened, or unclosed, [and an unlocked,] door. (Msb.) b2: [And (assumed tropical:) A light, or bright, colour; a meaning probably post-classical. b3: For other significations, see its verb.]

مَفَاتِيحُ, (unparalleled [in form] among sing. words, MF,) applied to a she-camel, Fat: pl. مَفَاتِيحَاتٌ: (K:) mentioned by Seer.(TA.) مُفْتَتَحٌ is an inf. n. [signifying The act of opening and commencing &c.]: and a n. of place and of time [signifying a place of opening and commencing &c. and a time thereof: and also the opening portion of the Kur-án; as shown voce خَاتَمٌ, q. v.]: and is a commonly-known and chaste word: though it has been said that مُخْتَتَمٌ [which has the contr. significations] is not a chaste word: (TA in the present art.:) this, however, is not correct; for it is a chaste word, and of frequent occurrence. (TA in art. ختم.) يَوْمٌ مُنْفَتِحٌ بَالمَآءِ (tropical:) A day [of clouds] bursting, or opening vehemently, with rain. (A.) b2: الحُرُوفُ المُنْفَتِحَةُ (assumed tropical:) The letters of which the utterance requires the opening of [that part of the mouth which is called] the حَنَك; (TA;) all the letters of the alphabet except ص, ض, ط, and ظ. (K, TA.)
(فتح) الْأَبْوَاب فتحهَا مُبَالغَة فِي فتح
فتح: {يستفتحون}: يستنصرون. {افتح بيننا}: احكم بيننا. {الفتاح}: الحاكم.
(ف ت ح) : (مَا سُقِيَ فَتْحًا) نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ أَيْ مَا فُتِحَ عَلَيْهِ مَاءُ الْأَنْهَار مِنْ الزَّرْعِ وَالْيَاءُ تَصْحِيفٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ أَيْ أَمَالَ رُءُوسِهَا إلَى ظَاهِرِ الْقَدَمِ.
ف ت ح: (فَتَحَ) الْبَابَ (فَانْفَتَحَ) وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (فَتَّحَ) الْأَبْوَابَ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ (فَتَفَتَّحَتْ) . وَ (اسْتَفْتَحَ) الشَّيْءَ وَ (افْتَتَحَهُ) بِمَعْنًى. وَ (الِاسْتِفْتَاحُ) الِاسْتِنْصَارُ. وَ (الْمِفْتَاحُ) مِفْتَاحُ الْبَابِ وَكُلِّ مُسْتَغْلِقٍ وَالْجَمْعُ (مَفَاتِيحُ) وَ (مَفَاتِحُ) أَيْضًا. وَ (فَاتِحَةُ) الشَّيْءِ أَوَّلُهُ. وَ (الْفَتَّاحُ) الْحَاكِمُ تَقُولُ: (افْتَحْ) بَيْنَنَا أَيِ احْكُمْ. وَ (الْفَتْحُ) النَّصْرُ وَبَابُهُمَا أَيْضًا قَطَعَ. 
فتح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: يَعْنِي بقوله: يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين أَنه كَانَ يستفتح الْقِتَال بهم. قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ يتيمن بهم والصعاليك الْفُقَرَاء. والاستفتاح هُوَ الاستنصار ويروى فِي تَفْسِير قَوْله {إِنْ تَسْتَفْتِحُوْا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} يَقُول: إِن تستنصروا فقد جَاءَكُم النَّصْر. ويروى أَن امْرَأَة من الْعَرَب كَانَ بَينهَا وَبَين زَوجهَا خُصُومَة فَقَالَت: بيني وَبَيْنك الفتاح - تَعْنِي الْحَاكِم لِأَنَّهُ ينصر الْمَظْلُوم على الظَّالِم.
[فتح] فَتَحْتُ الباب فانفتح، وفَتَّحْتُ الأبواب شدّد للكثرة، فَتَفَتَّحَتْ هي. وبابٌ فُتُحٌ ، أي واسع مفتوح. وقارورة فُتُحٌ، أي واسعة الرأس. قال الكسائي: ليس لها صِمامٌ ولا غِلافٌ. وهو فُعُلٌ بمعنى مفعول. واستفتحت الشئ وافتتحته. والاستفتاح: الاستنصار. والمِفتاح: مفتاحُ البابِ وكلِّ مستغلق. والجمع مفاتيحُ ومَفاتِحُ أيضاً. قال الاخفش: هو مثل قولهم أمانى وأمانى، يخفف ويشدد. والفَتْحُ: النصر. والفَتْحُ: الماء يجري من عينٍ أو غيرها. وفاتحة الشئ: أوله. والفتاح: الحاكم. وتقول: افْتَحْ بيننا، أي احْكم. والفُتاحة بالضم: الحُكْم. والفَتوحُ من النوق: الواسعة الإحليلِ. تقول منه: فَتَحَتِ الناقة وأفْتَحَتْ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى.
(فتح) في الحديث: "لا يُفْتَحُ عَلَى الإمام"
قيل: أراد به إذا أُرْتج عليه في القِراءةِ؛ وهو في الصلاة.
ورُوِي عن عليّ - رضي الله عنه -: "إذا استَطْعَمَك فأَطْعِمْه"
يعني: إذا وَقَفَ في القِراءة كأنه يَطْلُب أن يُفتَح عليه ويُلقَّن فافْتَح عليه ولَقِّنه. وكذا فَعَل عُثمانُ وابنُ عُمَر وأَنَسٌ وابنُ عُكَيْم، رضي الله عنهم.
قال أبو عُبَيْدة: إذَا أُرتِجَ على القَاريء ولقَّنْتَه قُلتَ: فَتَحْتُ عليه.
وفي وجه آخر، أي لا تَحكُم على الإمام، يَعني السُّلطانَ، بأَنْ يَحكُمَ هو بشيء وتَحْكمَ أنت بخِلافه. من قَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {افتَحْ بَيْنَنَا} : أي احْكُم.
- وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لا تُفَاتِحوا أهلَ القَدَر"
: أي لا تُحَاكِمُوهم. وقيل: لا تُجادِلُوهم ولا تَبْدَءُوهم بالمُناظَرَة. - وفي الحديث . "قَدْرَ حَلَب شَاةٍ فَتُوح"
: أي واسَعَةِ الإِحْلِيل
فتح الفَتْحُ مَعْروفٌ، وهو أيضاً افْتِتاحُ دارِ الحَرْبِ. والفَتْحُ أنْ تَحْكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ إليك، من قوله عزَّ وجلَّ " رَبَّنا افْتَحْ بَيْنَنَا ". وقوله " إنْ تَسْتَفْتِحُوا فقد جاءكم الفَتْحُ " أي تَسْتَنْصِروا فقد جاءكم النَّصْرُ. والفَتّاحُ الحاكِمُ. والفُتَاحَةُ والفِتَاحَةُ المُحَاكَمَة. والفُتْحَةُ تَفَتُّحُ الإنسان بما عنده من مالٍ. وفَوَاتِحُ القُرْآنِ أوائلُ السُّوَرِ. وافْتِتاحُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرةُ الأُولى. وبابٌ فُتُحٌ واسِعٌ، ومَفْتُوحٌ. وقارُوْرَةٌ فُتُحٌ لا صِمَامَ لها. والمُفْتَحُ الخِزَانَةُ؛ ويقال مَفْتَحٌٌ أيضاً، والجَميعُ المَفَاتِحُ. وقيل هي الكُنُوْزُ. وفاتِحَةُ الكِتابِ الحَمْدُ للهِ. وقال الفَرّاءُ يُدْعَى مَجْرى السِّنْخِ من القِدْحِ الفَتْح، وجَمْعُه فُتُوْحٌ. وناقَةٌ فَتُوْحٌ وهي التي تَشْخُبُ أخْلافُها إذا مَشَتْ. ويُسَمّى مَطَرُ الوَسْمِيِّ الفَتْحَ، والجَميعُ الفُتُوْحُ لأنَّه يَفْتَتِحُ الشَّهْرَ بالمَطَرِ. والفِتَاحُ مَخْرُ الأرْضِ ثمَّ حَرْثُها. وفاتَحَ كاشَفَ. وقوله فاتَحَ البَيْعَ تاجِرهُ أي باشَرَه، وقال أبو سعيد أشَطَّ في السَّوْم. والمِفْتَاحُ سِمَةٌ بالفَخِذِ والعُنُقِ.
ف ت ح

جاء بستفتح الباب. وفلان لا تفتح العين على مثله. وتقول: فناء الله فمح، وباب الله فتح.

ومن المجاز: فتح على فلان إذا جدّ وأقبلت عليه الدنيا. وفتح الله عليه: نصره. وأنا أستفتح الله للمسلمين على الكفار. وفتح الله عليهم فتوحاً كثيرة إذا مطرهم أمطاراً. وأصابت الأرض فتوح. ويوم منفتح بالماء: منبعق به. وفتح المسلمون دار الكفر. وفتح على القارئ. وإذا استفتحك الإمام فافتح عليه. وفتح الحاكم بينهم. وما أحسن فتاحته أي حكومته. قال:

ألا أبلغ بني وهبٍ رسولا ... بأني عن فتاحتكم غنيّ

وبينهم فتاحات أي خصومات. وفلان وُلّيَ الفتاحة بالكسر وهي ولاية القضاء. وفاتحه: حاكمه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما كنت أدري ما قوله تعالى: " ربّنا افتح بيننا وبين قومنا " حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. وقالت أعرابية لزوجها: بيني وبينك الفتّاح. وافتح سرّك عليّ ولا تفتحه على فلانٍ. وقرأ فاتحة السورة وخاتمتها. وفواتح السور وخواتمها. وافتتح الصلاة. وما أحسن ما افتتح عامنا به إذا ظهرت أمارات الخصب. وهذا وقت افتتاح الخراج ومفتتح الخراج. وفاتحته بالكتاب. والملوك لا تفاتح بالكلام. وسقى أرضه فتحاً. وناقةٌ فتوحٌ. واسعة الإحليل، ونوق فتح.
ف ت ح : فَتَحْتُ الْبَابَ فَتْحًا خِلَافُ أَغْلَقْتُهُ وَفَتَحْتُهُ فَانْفَتَحَ فَرَجْتُهُ فَانْفَرَجَ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ خِلَافُ الْمَرْدُودِ وَالْمُقْفَلِ وَفَتَحْتُ الْقَنَاةَ فَتْحًا فَجَرْتُهَا لِيَجْرِيَ الْمَاءُ فَيَسْقِي الزَّرْعَ وَفَتَحَ الْحَاكِمُ بَيْنَ النَّاسِ فَتْحًا قَضَى فَهُوَ فَاتِحٌ وَفَتَّاحٌ مُبَالَغَةٌ وَفَتَحَ السُّلْطَانُ الْبِلَادَ غَلَبَ عَلَيْهَا وَتَمَلَّكَهَا قَهْرًا وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ نَصَرَهُ وَاسْتَفْتَحْتُ اسْتَنْصَرْتُ وَفَتَحَ الْمَأْمُومُ عَلَى إمَامِهِ قَرَأَ مَا أُرْتِجَ عَلَى الْإِمَامِ لِيَعْرِفَهُ وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُفْتَتَحُ بِهَا الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ وَافْتَتَحْتُهُ بِكَذَا ابْتَدَأْتُهُ بِهِ وَالْفُتْحَةُ فِي الشَّيْءِ الْفُرْجَةُ وَالْجَمْعُ فُتَحٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَبَابٌ فُتُحٌ بِضَمَّتَيْنِ مَفْتُوحٌ وَاسِعٌ وَقَارُورَةٌ فُتُحٌ بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا لَيْسَ لَهَا غِلَافٌ وَلَا صِمَامٌ وَالْمِفْتَاحُ الَّذِي يُفْتَحُ بِهِ الْمِغْلَاقُ وَالْمِفْتَحُ مِثْلُهُ وَكَأَنَّهُ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَجَمْعُ الْأَوَّلِ مَفَاتِيحُ وَجَمْعُ الثَّانِي مَفَاتِحُ بِغَيْرِ يَاءٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مِفْتَاحُهَا الطَّهُورُ» اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَدَثَ لَمَّا مَنَعَ مِنْ الصَّلَاةِ شَبَّهَهُ بِالْغَلَقِ الْمَانِعِ مِنْ الدُّخُولِ إلَى الدَّارِ وَنَحْوِهَا وَالطَّهُورُ لَمَّا رَفَعَ الْحَدَثَ الْمَانِعَ وَكَانَ سَبَبَ الْإِقْدَامِ عَلَى الصَّلَاةِ شَبَّهَهُ بِالْمِفْتَاحِ. 

فتح


فَتَحَ(n. ac. فَتْح)
a. Opened, unlocked; began.
b. Explained, expounded; revealed.
c. ['Ala], Taught, instructed.
d. Invaded, conquered; captured (place).
e. [Bain], Judged between.
f. Marked a letter with the vowel-sound fatha.
g. ['Ala], Bestowed abundance upon.
h. Drew ( an omen ).
i. [ coll .], Fixed
offered (price).
فَتَّحَa. Opened, made to open.

فَاْتَحَa. Broached (subject).
b. Litigated with; summoned before the judge.
c. Bargained.
d. Disputed with.

تَفَتَّحَa. Was opened; opened; opened his heart to
b. Blossomed; expanded, developed.
c. [Fī], Boasted; showed off, displayed, paraded.

تَفَاْتَحَa. Communicated, discoursed in secret.

إِنْفَتَحَa. Was opened; was disclosed.

إِفْتَتَحَa. Opened; commenced, began (prayer).
b. see I (d)
إِسْتَفْتَحَa. see I (a)b. Sought an opening.
c. Desired victory.
d. Asked for an explanation of.
e. Implored, supplicated; craved.

فَتْحa. Opening; beginning, commencement.
b. (pl.
فُتُوْح), Victory; conquest (country).
c. Fatha: a certain vowelsound.
فَتْحَةa. Fatha: a syllabic sign, a vowel-point.
فَتْحَىa. Gain, profit.

فُتْحَةa. An opening.
b. Vanity; boasting.

فَتِح
a. [ coll. ], Intelligent, quick;
openhearted (child).
فُتُحa. Large orifice, wide opening.

مَفْتَح
(pl.
مَفَاْتِحُ)
a. Store; repository.

مِفْتَح
(pl.
مَفَاْتِحُ)
a. see 45
فَاْتِحa. Opening &c.
b. see 28 (c)c. [ coll. ], Clear, light (
in colour ).
فَاْتِحَة
(pl.
فَوَاْتِحُ)
a. Commencement; introduction; exordium; preamble.
b. [art.], Opening chapter of the Kurān.

فَتَاْحَةa. Victory ( brought about by aid ).

فِتَاْحَةa. Judgment; sentence, decree.
b. Litigation.

فُتَاْحَةa. see 23t (a)
فَتَّاْحa. Opener, unlocker.
b. Conqueror.
c. Judge.
d. [art.], The Judge: God.
مِفْتَاْح
(pl.
مَفَاْتِيْحُ)
a. Key.

N. P.
فَتڤحَa. Opened, unlocked; open.
b. Conquered.
c. Letter having a fatha on it.
d. Light, bright.

N. Ag.
فَتَّحَa. Aperient.

N. Ac.
فَتَّحَa. see 1 (a)
N. Ag.
تَفَتَّحَ
a. [ coll. ]
see 5
N. Ac.
إِفْتَتَحَa. see 21t (a)b. Inauguration.

N. Ac.
إِسْتَفْتَحَ
a. [ coll. ], First sale.

فُتُوْحَات
a. Conquests.
[فتح] نه: فيه "الفتاح" يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، أو الحاكم بينهم، من فتح الحاكم بين الخصمين- إذا حكم بينهما. غ: أي ينصر المظلوم على الظالم، والفتح: النصر. نه: وفيه: أوتيت "مفاتيح" الكلم، وروي: مفاتح. هما جمعا مفتاح ومفتح، وأصــلهمــا ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، وهو ما يسر له من البلاغة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات وألفاظ أغلقت على غيره وتعذرت عليه. ومنه: أوتيت "مفاتيح" خزائن الأرض، أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح بلاد متعذرات واستخراج كنوز ممتنعات. ك: أو هي معادن الأرض. نه: وفيه: كان "يستفتح"يتأمل فيها معرضًا نفسه عليها قائلًا: من أكفيه- أي من يعطيني شيئًا أي جعلًا فانبعث بدله وأكفيه البعث، ألا! وذلك الرجل الكاره للبعث لوجه الله، بل يرغب للأجر هو الأجير من ابتداء بعثه وسعيه إلى أن يموت فينقطع دمًا وليس بغاز. وح: "افتتح" صلاته بركعتين خفيفتين، ليحصل له نشاط للصلاة ويعتاد لها، وهو إرشاد لمن يريد أن يشرع شيئًا يشرع قليلًا قليلًا. و"الفاتح" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لفتحه من الإيمان، ولأنه جعله الله حاكمًا في خلقه، ولأنه فتح ما استغلق من العلم. ش: وجعلني "فاتحًا" وخاتمًا، أي الفاتح لبصائر الأمة لمعرفة الحق والإيمان، أو المبتدأ بهدايتهم والخاتم لهم كقوله: كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث. ك: "فتحها" عليّ، أي أقرأنيها. وح: لا نبرح أو "نفتحها"- بالنصب، أي لا نفارق إلى أن نفتح الطائف. مد: "لا "تفتح" لهم أبواب السماء" ليدخلوا الجنة إذ هي فيها، أو لا يصعد أرواحهم إذا ماتوا كما يصعد أرواح المؤمنين، أو لا يصعد عمــلهم، أو لا ينزل البركة عليهم. نه: وفيه: ما سقى "بالفتح" ففيه العشر، الفتح الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض. وح: لا "يفتح" ففيه العشر، الفتح الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض. وح: لا "يفتح" على الإمام، أي إذا ارتج عليه في القراءة لا يفتح له المأموم أي لا يلقنه، وقيل: الإمام السلطان والفتح الحكم، أي إذا حكم بشيء فلا يحكم بخلافه. ومنه: تعال "أفاتحك"، أي أحاكمك. وح: "لا تفاتحوا" أهل القدر، أي لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدؤهم بالمجادلة والمناظرة. وفيه: ومن يأت بابًا مغلقًا يجد بابًا "فُتُحا"، أي واسعًا، ولم يرد المفتوح وأراد بالباب الفتح: الطلب إلى الله والمسألة. ومنه ح: قدر حلب شاة "فَتوح"، أي واسعة الإحليل. وح: لو "تفتح" عمل الشيطان- يجيء في لو.
(ف ت ح)

الفَتْحُ: نقيض الإغلاق. فتَحه يفْتَحه فَتْحا، وافتَتَحه وفَتَّحه، فانْفَتَح وتفَتَّح. وَقَوله تَعَالَى: (لَا تُفْتَحُ لَهُم أبوابُ السَّماءِ) قُرِئت بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد، وبالياء وَالتَّاء: أَي لَا تصعد أَرْوَاحهم وَلَا أَعْمَالهم، لِأَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ وأعمالهم تصعد إِلَى السَّمَاء، قَالَ الله تَعَالَى: (إِن كتابَ الأبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) وَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ: (إِلَيْهِ يَصَعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ) . وَقَالَ بَعضهم: أَبْوَاب السَّمَاء، أَبْوَاب الْجنَّة لِأَن الْجنَّة فِي السَّمَاء، وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى: (ولَا يدْخلُونَ الجنةَ) فَكَأَنَّهُ لَا تفتح لَهُم أَبْوَاب الْجنَّة. قَالَ تَعَالَى: (وفُتِّحَت السماءُ فَكَانَت أبوابا) وَالله أعلم.

وَقَوله تَعَالَى: (مَا يفتَحِ اللهُ للناسِ من رحمةٍ فَلَا مُمْسكَ لَهَا، وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسلَ لَهُ من بعده) وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ، مَا يَأْتِيهم بِهِ الله من مطر أَو رزق فَلَا يقدر أحد أَن يمسِكهُ، وَمَا يمسِكهُ من ذَلِك فَلَا يقدر وَاحِد أَن يُرْسِلهُ.

والمِفْتَحُ والمِفْتاحُ: مَا فُتِحَ بِهِ الشَّيْء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا الضَّرْب مِمَّا يعتمل بِهِ، مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن. وَقَوله تَعَالَى: (وعِنْده مَفاتحُ الغَيْبِ لَا يعلَمُها إِلَّا هُوَ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنه عَنى قَوْله: (إنَّ اللهَ عندهُ علمُ السَّاعةِ ويُنْزِلُ الغَيْثَ، ويَعْلَمُ مَا فِي الأرْحام، وَمَا تَدْري نفسٌ مَاذَا تكسِبُ غَدا، وَمَا تدرِي نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ) . قَالَ: فَمن ادّعى أَنه يعلم شَيْئا من هَذِه الْخمس فقد كفر بِالْقُرْآنِ لِأَنَّهُ قد خَالفه.

وَبَاب فُتُحٌ، مُفَتَّحٌ.

وقارورة فُتُحٌ، بِلَا صمام وَلَا غلاف، لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مَفْتُوحَة.

وَقَوله تَعَالَى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ مُفَتَّحةً لهمُ الأبوابُ) قَالَ الْفَارِسِي: يجوز أَن تكون الْأَبْوَاب مفعولة بمُفَتَّحةٍ، وَيجوز أَن تكون بَدَلا من الضَّمِير الَّذِي فِي مُفَتَّحةٍ، قَالَ: لِأَن الْعَرَب تَقول: فَتحْتُ الْجنان، تُرِيدُ أَبْوَاب الْجنان.

والفَتحُ: المَاء المُفَتَّحُ إِلَى الأَرْض لتستقي بِهِ. والفَتَحُ: المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض، عَن أبي حنيفَة. والمَفْتَحُ: قناة المَاء. وكل مَا انْكَشَفَ عَن شَيْء فقد انفَتَحَ عَنهُ، وتفَتَّحَ.

وتَفَتُّحُ الأكمة عَن النُّور: تشققها.

والفَتْحُ: افتتاحُ دَار الْحَرْب وَجمعه فُتُوحٌ. والفَتْحُ: النَّصْر.

واستَفْتَح الفَتْح: سَأَلَهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (إِن تسْتَفْتِحُوا فقد جاءكمُ الفَتْحُ) وَقَوله تَعَالَى: (إنَّا فتَحْنا لَك فَتْحا مُبينا) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير، قضينا لَك قَضَاء مُبينًا، أَي حكمنَا لَك بِإِظْهَار دين الْإِسْلَام وبالنصرة على عَدوك. قَالَ: وَأكْثر مَا جَاءَ فِي التَّفْسِير انه فَتْحُ " الْحُدَيْبِيَة " وَكَانَت فِيهِ آيَة عَظِيمَة من آيَات النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ هَذَا الْفَتْح عَن غير قتال شَدِيد، قيل إِنَّه كَانَ عَن ترَاض بَين الْقَوْم، وَكَانَت هَذِه الْبِئْر استقي جَمِيع مَا فِيهَا من المَاء حَتَّى نزحت وَلم يبْق فِيهَا مَاء، فَتَمَضْمَض رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ مجه فِيهَا فَدرت الْبِئْر بِالْمَاءِ حَتَّى شب جَمِيع من كَانَ مَعَه.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذا جَاءَ نَصرُ الله والفَتْحُ) قيل عَنى فَتْحَ مَكَّة. وَجَاء فِي التَّفْسِير إِنَّه نعيت إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفسه فِي هَذِه السُّورَة، فأُعلم أَنه إِذا جَاءَ فَتْحُ مَكَّة وَدخل النَّاس فِي الْإِسْلَام أَفْوَاجًا فقد قرب أَجله. فَكَانَ يَقُول: إِنَّه قد نعيت إِلَى نَفسِي فِي هَذِه السُّورَة، فَأمره الله أَن يكثر التَّسْبِيح وَالِاسْتِغْفَار.

واستَفْتَح اللهَ على فلَان: سَأَلَهُ النَّصْر عَلَيْهِ.

والفَتاحَةُ: النُّصْرَة.

والفَتْحُ. والفِتاحَةُ والفُتاحَةُ، أَن تحكم بَين الْخَصْمَيْنِ، قَالَ:

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً ... فَإِنِّي عَن فِتاحَتِكُمْ غَنِيُّ

والفَتَّاحُ: الْحَاكِم. وَفِي التَّنْزِيل: (وهُوَ الفتَّاحُ العليمُ) . وفاتحَه مفَاتحَةً وفِتاحا: حاكمه. وتَفَتَّحَ بِمَا عِنْده من مَال أَو أدب: تطاول. وَهِي الفُتْحَةُ. قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَا احسبه عَرَبيا.

وفاتَحَ الرجل: ساومه وَلم يُعْطه شَيْئا، فَإِن أعطَاهُ قيل: فاتكه، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وافْتِتاحُ الصَّلَاة: التَّكْبِيرَة الأولى.

وفواتِحُ الْقُرْآن: أَوَائِل السُّور.

والفَتْحُ: أَن تَفْتَحَ على من يستقرئك.

والَمْفَتحُ: الخزانة. والمَفْتَحُ: الْكَنْز. وَقَوله تَعَالَى: (مَا إنَّ مفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ) قيل: هِيَ الْكُنُوز. وَقَالَ الزّجاج: روى أَن مفاتحه: خزائنه. قَالَ: وَجَاء فِي التَّفْسِير أَيْضا أَن مفاتحه كَانَت من جُلُود على مِقْدَار الإصبع وَكَانَت تحمل على سبعين بغلا أَو سِتِّينَ. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي.

والفَتُوحُ من الْإِبِل: الواسعة الأحاليل، وَقد فَتَحَتْ وأفتَحَتْ.

والفَتْحُ: أول مطر الوسمى، وَجمعه فُتُوحٌ، قَالَ:

كأنَّ تحْتِي مُخْلِفا قُرُوحا

رَعَي غُيوثَ العَهْدِ والفُتُوحا

ويروى: " يرْعَى جميم الْعَهْد " وَهُوَ الفُتْحَة أَيْضا.

والفتْحُ: المَاء الْجَارِي فِي الْأَنْهَار.

وناقة مفاتيحُ، وأينق مفاتِيحاتٌ: سمان، حَكَاهَا السيرافي.

والفتْحُ: مركب النصل فِي السهْم، وَجمعه فُتُوحٌ.

والفَتح: جنا النبع وَهُوَ كَأَنَّهُ الْحبَّة الخضراء، إِلَّا انه أَخْضَر حُلْو مدحرج يَأْكُلهُ النَّاس.

والفُتَّاحَةُ: طويرة ممشقة بحمرة.

والفَتَّاحُ: طَائِر أسود يكثر تَحْرِيك ذَنبه، أَبيض أصل الذَّنب من تَحْتَهُ، وَمِنْهَا أَحْمَر، وَالْجمع فَتاتيحُ، وَلَا يجمع بِالْألف وَالتَّاء. 
فتح: فتح: ثقب كرة وجعل فيها منفذاً وباباً (بوشر) وفي تاريخ تونس (ص920) في الكلام عن الداي: وفتح باب البنات وبني خارجه سوقاً. ويقال أيضا: فتح بيوتاً في باطن السور أي شق السور السميك وبنى في داخله بيوتاً (ابن بطوطة 135:2).
فتح: كان أول من اشترى (بوشر).
فتح: أخلى الميناء ويقال: فتح مينا، (بوشر).
فتح: كشف ما تراكم من تراب وأزاله، وأزال الطين والوحل. (ألكالا).
فتح: أصلح، رقم، رأب، رقق، رفأ، (ألكالا).
فتح: فتح الله لفلان فتحاً: ألهمــه. ففي المقري (943:1): أفتح لي فتحاً تنور به قلبي. ويقال أيضا: فتح على فلان. (المقدمة 256:3).
فتح الله في: سمح، أذن في، ففي البيان (97:1) فأن فتح في الدعاء فقد أذن في الإجابة.
فتح: استجاب، قبل، أجاب إلى: ففي رياض النفوس (ص94 و): فصلى ما فتحه الله أي صلى صلاة قبلها الله.
فتح الله لي في العلم أو العمل: قبل الله دعائي في أن أصبح عالماً وأن أعمل صالحاً، (المقري 487:1، 488).
فتح ب: في ابن العوام (545:1): في وقت فتح الأشجار بالنور (بالنوار في مخطوطة ل) والورق، أي في وقت بدأ الأشجار تتفتح لتظهر أزهارها وأوراقها.
فتح على فلان ب: تصدق عليه ب، أحسن إليه إحساناً غير متوقع. (ابن بطوطة 19:1، 24:2، ألف ليلة: 290:1، 195:2). وفي رياض النفوس (ص58 ق): وقال هذه خمسون ديناراً مثاقيل بعث بهما (بها) إليكما وفتح بها عليكما، ويقال: فتح الله بمعنى وفقك الله في صيد السمك (ألف ليلة برسل 96:4).
يفتح الله: جواب التاجر المألوف حين يرفض الثمن الذي قدمه له المشتري (= هذا قليل جداً) (ألف ليلة 421:1، 116:2) وهذا قول موجز لم يحسن برتون (74:1) تفسيره. وبمقارنة ما جاء في (برسل 303:10) بما جاء في (ماكن 294:4) يتبين أنه (يفتح الله عليَّ بغير بيعه) أي ليوفقني الله فلا أبيع هذا الشيء بهذا الثمن. وهذا التعبير يعني أيضا: لا لن تأخذ شيئاً.
وكذلك يقال للكمدي حين يراد عدم إعطائه شيئاً: يفتح الله عليك. (ألف ليلة 259:1) وفي رياض النفوس (ص80 و) أن طفلاً أراد أن تشتري له أمه حلوى فقالت له: يفتح الله فأخذ يبكي. ويفتح الله لها أيضا معنى آخر، فحين يسأل شخص (أين تذهب، فيجيبه: (يفتح الله) أي إلى حيث يهديني الله.) (هاي ص2).
فتح باباً أو سيرة: فتح الحديث في المسألة، كان أو من تكلم فيها. (بوشر).
فتح معه سيرة: عقد الحديث. وأصل الكلام (بوشر).
فتح معه باباً أو كلاماً: بادر إلى الأمر وسبقه إليه (بوشر). فتح باباً: تعرض للأمر ومهد له. ومجازاً كان أول من سعى في الأمر وابتدأ فيه (بوشر).
فتح باب: تمهيد، الخطوات الأولى للإصلاح والتوفيق. (بوشر).
فتح له باب أو سيرة: قدم له عرضاً للمفاوضة ودعاه إليه. (بوشر).
فتح باباً ل: ولد، سبب. (بوشر).
فتح عليه بابا في السحر (أنظره في مادة باب). وكذلك: فتح الدارات. (المقرئ 234:3).
فتح افتتاحاً: جرب، مهد. مرن. وتستعمل مجازاً بمعنى بدأ بالأقل شأناً وأهمية. (بوشر).
فتح بنتاً: أفرعها، أزال بكارتها. (بوشر، ألف ليلة 884:4).
فتح الحرب: بدأ الحرب. (بوشر).
فتح دعوى على: أقام عليه الدعوى. (بوشر).
فتح سكة: شق طريقاً ومهده. (بوشر).
فتح سيفه: سل سيفه. (أبو الوليد ص594).
فتح يده في السوط: تناول السوط. (عنتر ص58). فتح صدره: صرخ بكل ما يضمر، تكلم بصراحة (بوشر).
فتح عينه: أدبه، هذبه. ومجازاً: أنشأه ونشأه. (بوشر، فوك).
فتح العين: نبه الذهن. (بوشر).
فتح العقل: استفتح العقل وجعله أقدر على الفهم وأشد تنبها. (بوشر).
فتح الفال: تفاءل، وتكهن، وخمن. (بوشر، همبرت ص89، 157).
فتح فتوحات كثيرة: قام بحروب كثيرة ونجح فيها واستولى على بلاد كثيرة وتملكها. (معجم أبي الفداء).
فتح القلوع: نشر الأشرعة. (همبرت ص120).
فتح كياً: كوى. (بوشر).
فتح (بالتشديد): فتح الزهر: تفتح، فغر، فقح، تفقح. (بوشر، المقري 383:1، فليشر بريشت ص185، 271، ياقوت 904:3).
تفتيح في مصطلح الخياطة: غرز الإبرة، حسب رأي دي سلان (المقدة 327:3، 309:3).
فاتح: فاتحه بالكلام: بدأه بالكلام وحادثه. (بوشر، عبد الواحد ص174، المقري 396:2).
فاتح البيع: ذكرت في ديوان الهذليين (13، البيت الخامس) مع الشرح في (ص14).
تفتح. تفتح البرق: لمع البرق ولمحة. (الكامل ص73) انفتح: أفضى إلى، أدى إلى، وانشق وإن فرز.
يقال: انفتح الدمل. (بوشر) انفتح: أخرق، تصدع. ففي رياض النفوس (ص88 ق) في الكلام عن لوح في المركب فانفتح لنا لوح فرجعنا إلى قمودة وفزعنا بعض الشحنة أو الشحنة كلها ثم أصلحنا المركب. وفيه بلغنا أن قلوبكم ضعفت لما نالكم من انفتاح المركب - ومن هذا استعملوا كلمة انفتاح بمعنى غرق (ألكالا) وعند أماري (ديب ص223) يجب إبدال كلمة أصلح بكلمة انفتح فتكون العبارة: وإذا انفتح لهم مركب من ريح عرضت، وكذلك يجب إبدال إنضاج بكلمة انفتح في (ص228) لأن الترجمة الإيطالية القديمة تنص ص 390 على: بسبب الغرق.
انفتاح القلب: إباحة القلب بأسراره ومكاشفته بها. (بوشر).
انفتح إلي: مال إلي، فيه شبه من. ففي رحلة ابن جبير (ص86) في كلامه عن لوحين (بلاطتين) من المرمر الأخضر: فيهما نكت تنفتح عن لونهما إلى الصفرة قليلاً كأنها تجريع.
افتتح: افتتح خاتمة الأمر: خمن خاتمة الأمر. (فالتون ص35، ص69 رقم 2).
انفتح: استفتح، طلب فتح الباب. ففي رياض النفوس (ص82 ق): ولم يكن يفتح بابه قبل وقت الصلاة فجلسنا على باب البيت فطال علينا الأمر فافتتح رجل أندلسي كان معنا بصوت حزين فسمعنا للشيخ حركة وبكاء وشهيقاً ثم فتح الباب.
استفتح: كتب مقدمة الكتاب وفاتحته (ألكالا).
استفتح: استلم أولى مبلغ في يومه من البيع (بوشر).
استفتح: فتح البلاد واستولى عليها. (فوك) فتح: أبو الفتوحات: فاتح. (بوشر) فتح: خرق، شق، فلق، صدع. (بوشر).
فتح: ثاني حراثة للأرض. (ابن العوام 92). فتح، والجمع فتوح، وجمع الجمع فتوحات: صدقة، حسنة. وفي المعجم اللاتيني العربي ( stapes فتح ورزق). (ابن بطوطة 19:2، 275 المقري 710:2).
فتح، والجمع فتوح وجمع الجمع فتوحات: فضل من الله يمنحه للمتصوفة الذين بلغوا أقصى الدرجات من الحياة الروحية (دي سلان المقدمة 91:3 رقم 4) والنص في المقدمة (64:3) (المقري 573:1) وربما ميرسنج (ص26) أيضا، وقد حرفت فيه كلمة القرني.
فتح الباب: عند المنجمين عبارة عن نظر الكوكبين اللذين بيوتهما متقابلة كنظر المشتري وعطارد. (محيط المحيط).
فتحة: ثقبة، فرجة، فجوة، ثغرة. (بوشر).
فتحة: ثقب صغير لمرور القيطان. (بوشر).
فتحة: فتحة في السد لمرور السفن. (بوشر).
فتحة الحلق: فم الحنجرة. زردوم. (بوشر).
فتوح: بدأ المزاد. افتتاح المزاد أول سعر يقدم في المزاد. (بوشر).
فتوح: أجرة، جعالة، معاش، كراء، راتب. (ألكالا، ألف ليلة برسل 215:11).
فتاح: مبالغة فاتح، الذي يكثر الفتح. (بوشر).
فتاح الفال: المتكهن بالمستقبل، بوهيمي. (بوشر، همبرت ص89).
فاتح: ضد غامق، يقال: لون فاتح. (بوشر).
فاتح: عقبة، حجر عثرة، صخور البحر (ألكالا).
فاتح باب كبير: رجل يعيش عيشة باذخة، وكثر حشمة وكثرت نفقاته وعاش بزهو. (بوشر).
فاتح الفال: كاهن، عراف، زاجر الطير، ضارب الرمل، (بوشر، همبرت ص157).
فاتحة: مقدمة، استهلال، مدخل، تمهيد، ديباجة. (بوشر).
فاتحة: فاتحة القداس، بدأ القداس، بدأة القداس. (بوشر).
فاتحة: تمهيد وتوطئة لعقد المعاهدة، ما يجب الاتفاق عليه قبل عقد المعاهدة. (بوشر).
فاتحة الخلاف: أول من بدأ الثورة. (ابن الأغلب ص38). الفاتحة في صحائف من يذوق روحه: طوبى لمن عرف قدر نفسه، فليحي من عرف قدره (بوشر).
مفتح الماء: سكر، باب متحرك حول محور منظم جريان الماء. (محيط المحيط) في مادة بست.
خط مفتح: خط مستقيم. (فوك).
مفتاح: مقلد القانون، مفتاح القانون الآلة الموسيقية. (صفة مصر 300:13).
مفتاح: رائد (مقبض لإدارة آلة) في أخمص القذافة وهي قوس قديمة لقذف السهام والكرات والحجارة وغيرها، الجريدة الآسيوية (1848: 208:2).
المفتاح الناري: شرارة (المعجم اللاتيني العربي) وآلة حربية ترمى النار. (فوك).
مفتاح: قفل، غلق. (كرتاس ص39).
مفتاح: استعملت استعمالاً غريباً في تاريخ البربر ففيه (282:1) اجتمع إليه قبائل غمارة وصنهاجة مفتاح. ويرى السيد دي سلان أنها تعنى الأمر، وهذا بعيد الاحتمال.
مفتوح، بالمفتوح: بصراحة: بوضوح، جهراً، علانية، بإخلاص. (بوشر).
مفتوح العين: لبيب، أريب، بصير، فطن. (فوك) ومحترس، حذر، يقظ. (ألكالا).
فهمه مفتوح: سهل الفهم، قريب المأخذ (بوشر).
يده مفتوحة: كريم، جواد (بوشر).
المفتوح في علم الحساب: العدد المتناظر، المشترك المقياس (محيط المحيط).
الحساب المفتوح: علم الحساب. (ابن خلكان 23:9) وانظر الترجمة (474:3 رقم 2). والمفتوحات أيضا (محيط المحيط) والمفتوح عند أهل الرمل: شكل إحدى مراتبه فرد والباقي أزواج (محيط المحيط) وانظر مسدود.
مفاتحة: مراسلة، مكاتبة. ففي كتاب ابن عبد الملك (ص125 ق): وكانت بينه وبين جماعة من أدباء عصره من أهل مالقة وغيرهم مفاتحات ومراجعات نظماً ونثراً.
مفاتحة الصلح: وعد بالصلح. (بوشر).
افتتاح: بدء: استهلال، تمهيد، مقدمة. (بوشر) وانظر مادة فتح.
افتتاحي: تدشيني، تمهيدي: إعدادي (بوشر)، الانفتاح عند الأطباء: انشقاق العرق في رأسه (محيط المحيط).
استفتاح: أول ما يستلمه البائع في يومه. (بوشر، معجم هابيشت في الجزء الرابع من طبعته لكتاب ألف ليلة).
حرف الاستفتاح: عند النحاة: ألا (محيط المحيط).
استفتاحي: إلا الاستفتاحية. (ابن عقيل ص92) وانظر ما تقدم.
فتح
: (فَتَحَ) البَابَ (كَمَنَعَ) يَفْتَحُه فَتْحاً فانفتحَ: (ضِدُّ أَغلقَ، كَفَتَّح) الأَبوابَ فانْفَتَحَتْ، شُدِّد للكثرة.
(وافتَتَحَ) البَابَ، وفَتَّحه فانفتَحَ وتَفتَّحَ.
(و) من الْمجَاز: (الفَتْح: الماءُ) المفتَّح إِلى الأَرْض ليُسقَى بِهِ. وَعَن أَبي حنيفَةَ: هُوَ الماءُ (الجَارِي) على وَجْه الأَرْض. وَفِي (التَّهْذِيب) : (الفَتْح: النَّهْر. وجاءَ فِي الحَدِيث: (مَا سُقِيَ فَتْحاً ومَا سُقِيَ بالفَتْح فَفِيهِ العُشْرُ) المعني مَا فُتِح إِليه ماءِ النَّهْر فَتْحاً من الزُّروع والنَّخِيل فَفِيهِ العُشْر. والفَتْح: الماءُ يَجْرِي من عَيْنٍ أَو غَيرهَا. (و) الفَتْح: (النَّصْرُ) . وَفِي حَدِيث الحُذَيْبِيَة: (أَهو قَتُح؟) أَي نَصْرٌ. وَفِي قَوْله تَعَالَى: {فَقَدْ جَآءكُمُ الْفَتْحُ} (الأَنفال: 19) أَي النَّصْر (كالفَتَاحَةِ) بِالْفَتْح، وَهُوَ النُّصْرة.
وَمن الْمجَاز: الفَتْح، وَهُوَ النُّصْرة.
وَالْمجَاز: الفَتْح: (افْتِتَاحُ دارِ الحَرْب) . وَجمعه فُتوحٌ. وفَتَحَ الْمُسلمُونَ دارَ الكُفْر. والفَتْح: (ثَمَرٌ للنَّبْع يُشبهُ الحَبَّةَ الخَضْراء) إِلاّ أَنّه أَحمرُ خُلوٌ مُدَحْرَح يأْكله النَّاس.
(و) من الْمجَاز: الفَتْح: (أَوّلُ مَطَرِ الوَسْمِيّ) وَقيل: أَوّلُ المطرِ مُطلقاً، وجمْعه فَتُوح، بِفَتْح الفاءٍ. قَالَ:
كأَنَّ تَحْتِي مُخْلِفاً قَرُوحاً
رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحَا
وَهُوَ الفَتْحَةُ أَيضاً. وَمن ذَلِك قَوْــلهم فَتَحَ اللَّهُ فِنُوحاً كَثِيرَة، إِذا مُطِرُوا. وأَصابت الاآضَ فُتوحٌ. ويومٌ مُنْفَتِحَ بالماءِ.
(و) الفَتْح: (مَجْرَى السِّنْخ) ، بالكسْر، (من القِدْحِ) ، أَي مُرَكَّب النَّصْل من السَّهْم. وجمعُه فُتوح. (و) من الماجز: الفَتْح فِي لُغَة حِمَير: (الحُكْمُ بينَ الخَصْمَيْنِ) . وَقد فَتحَ الحاكمُ بَينهم، إِذا حَكَمَ. وَفِي (التَّهْذِيب) : (الفَتْحُ: أَن تَحكُم بَين قَوْمٍ يَخْتَصمونَ إِليكَ، كَمَا قَالَ سبحانَه: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (الأَعراف: 89) (كالفُتَاحَةِ بالكسرِ والضمِّ) . يُقَال: مَا أَحْسَنَ فُتاحَتَه، أَي حُكومته. وَبَينهمَا فُتَاحاتٌ أَي خصُومات. وفلانٌ وَلِيَ الفِتَاحَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهِي ولايَةُ القضاءِ. وَقَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ:
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولاً
فَإِنّي عَنْ فُتَاحَتِكمْ غَنِيُّ
(والفُتُحُ بضمَّتَيْنِ: البابُ الواسعُ المَفْتُوحُ) . (و) الفُتُحُ (من القواريرِ: الواسِعةُ الرأْس) .
(و) قَالَ الكسائيّ: (مَا لَيْسَ لَهَا صِمَامٌ وَلَا غِلافٌ) لأَنّها حنيئذٍ مَفْتُوحَة، وَهُوَ فُعُلٌ بمعنَى مفعول.
(والاسْتِفْتَاحُ: الاسْتِنْصار) . وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَان يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ المهاجِرِين) أَي يَستنصر بِهم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {7. 001 ان تستفتحوا. . الْفَتْح} (الأَنفال: 29) ، قَالَه الزَّجَّاج. وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ إِن تَستَقْضُوا فقد جاءَكُم القَضاءُ. وَقد جاءَ التفسيرُ المعنَيَيْنِ جَمِيعًا.
واسْتَفْتَحَ اللَّهَ على فلانٍ: سَأَلَه النَّصرَ عَلَيْهِ.
(و) الاستفتاحُ: (الافتِتَاحُ) ، يُقَال: استَفْتَحْت الشيْءَ وافتَتحْتُه، وجاءَ يَستفتِح البابَ.
(والمِفْتَاحُ) : مِفتاحُ الْبَاب، وَهُوَ (آلَةُ الفَتْح) ، أَي كلُّ مَا فُتِح بِهِ الشيْءُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكلّ مُسْتَغْلَقٍ. (كالمِفتحِ) ، قَالَ سِيبَويْهِ: هَذَا الضَّرْب ممّا يُعتمل مكسورَ الأَوّلِ، كَانَت فِيهِ الهاءُ أَو لم تكَن. وَالْجمع مَفَاتِيحُ ومَفاتِحُ أَيضاً. قَالَ الأَخفش: هُوَ مثلُ قَوْــلهم: أَمَانِي وأَمانيّ، يخفّف ويشدَّد. وَفِي الحَدِيث: (أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ الكَلِم) وَفِي رِوَايَة: (مَفاتِح) هما جمعُ مِفْتَاحٍ ومِفْتَح، وهما فِي الأَصل ممّا يُتوصَّل بِهِ إِلى اسْتِخْرَاج المُغْلقات الَّتِي يتعذَّر الوصولُ إِليها، فأَخْبَرَ أَنه أُوتِيَ مفاتيحَ الكلامِ وَهُوَ مَا يَسَّرَ اللَّهُ لَهُ من البَلاغة والفصاحة والوُصُولِ إِلى غوامِضِ الْمعَانِي وبدائع الحِكَم، ومحاسن العِباراتِ والأَلفاظ الَّتِي أُغلِقَتْ على غَيره وتعذّرتْ عَلَيْهِ. ومَن كَانَ فِي يَده مفاتِيح شيْءٍ مخزونٍ سَهُل عَلَيْهِ الوصولُ إِليه.
(و) المِفْتاح: (سِمَةٌ) ، أَي عَلاَمة، (فِي الفَخِذِ والعُنُقِ) من البَعِير على هَيْئه.
(و) المَفْتَحَ، (كَمَسْكَنٍ: الخِزَانَةُ) ، قَالَ الأَزهَرِيّ: وكلُّ خِزَانَةٍ كانَت لِصِنْفٍ من الأَشياءِ فَهِيَ مَفْتَحٌ.
(و) المَفْتَحُ أَيضاً (الكَنْزُ والمَخْزِنُ) . وَقَوله تَعَالَى: {7. 001 مَا ان مفاتحه. . الْقُوَّة} (الْقَصَص: 76) . قيل: هِيَ الكُنُوزُ والخَزَائنُ. قَالَ الزَّجَّاج: رُوِي أَن خَزائِنه مَفاتِحُه. ورُوي عَن أَبي صالحٍ قَالَ: مَا فِي الخزائن مِن مالٍ تَنُوءُ بِهِ العُصْبةُ. قَالَ الأَزهريّ: والأَشبَه فِي التَّفْسِير أَنّ مفاتحَه خزائنُ مالِه، وَالله أَعلم بِمَا أَراد. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: جمع المِفْتَاحِ الَّذِي يُفْتَح بِهِ المِغْلاَقُ مَفاتيحُ، وَجمع المَفْتَحِ: الخزانةِ المَفَاتِحُ. وجاءَ فِي التَّفْسِير أَيضاً أَنّ مَفَاتِحه كَانَت من جُلودٍ على مقدارِ الإِصْبع، وَكَانَت تُحمَلُ على سَبْعِين بَغْلاً أَو ستّين. قَالَ: وهاذا لَيْسَ بقويّ وروَى الأَزهريُّ عَن أَبي رزِين قَالَ: مَفاتحُه: خَزائنُه، إِنْ كَان لَكافِياً مِفتاحٌ واحدٌ خَزائنَ الكوفةِ، إِنّما مَفاتحُه المالُ.
(وفَاتَحَ) الرَّجلُ امرأَتَه: (جامَعَ. و) من الْمجَاز: فاتحَ (: قَاضَي) وحاكم، مُفاتحةً وفِتَاحاً. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما: (مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا قَوْلُ اللَّهِ عزّ وجلّ: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا} (الأَعراف: 89) حَتَّى سمعْت بنتَ ذِي يَزَن تَقول لزَوجهَا: تعال أَفاتِحْك، أَي أُحاكمْك) . وَمِنْه: لَا تُفَاتِحُوا أَهل القَدَرِ. أَي لَا تُحَاكِموهم، وَقيل: لَا تَبْدؤُوهم بالمجَادلةِ والمناظَرة. (و) يُقَال (تفَاتحَا كَلاماً بَينهمَا) ، إِذا (تَخَافتَا دُونَ النّاسِ) .
(والحُروفُ المُنْفتِحَةُ) هِي الَّتِي يُحْتَاج فِيهَا لِفَتْحِ الحنَكِ (مَا عَدَا ضطصظ) وَهِي أَربعة أَحرف فإِنّها مُطبقة.
(و) من الْمجَاز قَول الأَعرابِيّة لزوجِها: بيني وَبَيْنك (الفتَّاح) ، ككَتّان، وَهُوَ (الحاكمُ) ، بلغَة حِمير.
(وفاتِحَةُ الشَّيْءَ: أَوُّله) .
(و) فِي (التَّهْذِيب) عَن ابْن بُزُرْج: (الفَتْحَى، كسكْرى: الرِّيح) ، وأَنشد:
أَكُــلُّهم لَا بَاركُ اللَّهُ فِيهِمُ
إِذَا ذُكِرت فَتْحى مِنَ البَيْعِ عاجِبُ
فَتْحَى على فَعْلَى.
(والفَتُوح كصَبُور: أَوّلُ المَطَر الوَسْميّ) .
وَقد تقدّم النَّقْل عَن اللّسان أَنّ الفَتوحَ بِالْفَتْح، جمْع الفَتْح بمعنَى المطرِ. وَقد أَنكر ذالك شَيخنَا وشَدَّد فِيهِ وَقَالَ: لَا قائِلع بِهِ، وَلَا يُعرَف فِي العربيّة جمع فَعْلٍ، بِالْفَتْح، على فَعُول، بالفتحِ، بل لَا يُعرف فِي أَوزان الجُموع فَعول بِالْفَتْح مُطلقًا.
(و) من المجازِ الفتُوح: (النّاقَة الواسِعَةُ الإِحْلِيل) ، وَفِي بعض النّسخ: الأَحاليل، (وَقد فَتَحَتْ، كمَنَع، وأَفْتَحتْ) بِمَعْنى، والنَّزورُ مثلُ الفَتوح، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (قَدْر حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ) . ونُوقٌ فُتُحٌ. (والفُتْحَة بالضَّم: تَفَتُّحُ الإِنسانِ بِمَا عِندَه من مِلْك وأَدَب) . وَفِي نُسخة: من مالٍ، بدل مِلْك، (يَتَطَاوَلُ) أَي يتَفاخر (بِهِ) ، تَقول: مَا هاذِه الفُتْحَة الّتي أَظْهَرتَها وتَفتَّحْت بهَا علينا. قَالَ ابْن دُريد: وَلَا أَحسبه عربيًّا.
(و) فَتّاح (ككَتّان: طائرٌ) أَسودُ يُكثُر تحريكَ ذَنَبهِ، أَبيضُ أَصلِ الذَّنَب من تَحتِه، وَمِنْهَا أَحمر (ج فَتَاتِيحُ، بِغَيْر أَلفٍ وَلَام) هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غير ظَاهر. قَالَ شَيخنَا: هاذا غير جارٍ على قواعدِ العَرب، فإِنّه لَا مانِعَ من دُخُول ال على جمع من الجموع، فتأَمّل. قلت: وَلَعَلَّ الصَّوَاب: بِغَيْر أَلفٍ وتاءٍ، كَمَا فِي (اللِّسَان) وَغَيره، أَي وَلَا يُجمع بالأَلف والتاءِ، وَقد اشْتبهَ على المصنّف.
(والفُتَاحِية، بالضمّ، مُخَفّفَة: طارٌ آخَرُ) مُمشَّق بحمرة، وَفِي نسخ (اللِّسَان) وغيرِه من الأُمّهات: والفُتَاحة، بالضَّمّ، من غير زِيَادَة الياءِ بعد الحاءِ.
(ونَاقَةٌ مفَاتِيحُ) ، قَالَ شَيخنَا: هُوَ مِمَّا لَا نَظِير لَهُ فِي الْمُفْردَات (وأَينُقٌ مفاتِيحَاتٌ: سِمَان) ، حَكَاهَا السِّيرافيّ.
(و) من الْمجَاز (فَواتِحُ الفُرْآنِ) ، هِيَ (أَوائِل السُّوَرِ) . وقرأَ فاتِحةَ السُّورةِ وخاتِمَتها، أَي أَوّلها وَآخِرهَا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المِفْتَحُ، كمنْبر: قناةُ الماءِ. وكُلّ مَا انكشفَ عَن شَيْءٍ فقد انفتَحَ عَنهُ وتَفتّحَ. وتَفتُّحُ الأَكمَّةِ عَن النَّوْر: تشقُّقُها. ويَومُ الفتْح يَومُ القِيامَة، قَالَه مُجاهد.
والمُفْتتَحُ، بصِيغَة اسْم الْمَفْعُول، وَيكون اسمَ زَمان ومكانٍ ومَصدراً ميميًّا، وَهِي لُغَة شائعة فصيحة، كَذَا فِي شرح دِيباجة الكَشَّاف للمصنّف، قَالَ: وأَمّا المُخْتَتَم فَغير فَصيحةٍ، وأَشاء إِليه الخفاجيُّ فِي الْعِنَايَة.
وَبَيت فتاح: وَاسع، كَمَا فِي الْفَائِق.
وَمن الْمجَاز: الفُتُوحة الحُكُومَةُ كالفِتَاح، بِالْكَسْرِ.
وَيُقَال للْقَاضِي: الفَتَّاح، لأَنّه يفتح مواضَعَ الحقّ.
قَالَ الأَزهريّ: والفتّاح فِي صفةِ الله تَعَالَى: الحاكِم. وَفِي التَّنْزِيل: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأَ: 26) . وَقَالَ ابْن الأَثير: هُوَ الَّذِي يفتح أَبوابَ الرِّزق والرّحمة لِعِبَادِهِ.
والفاتِحُ: الحاكِمُ. وفَتَحَ عَلَيْهِ: عَلَّمَه وعرّفَه، وَقد فُسِّرَ بِهِ قولُه تَعَالَى: {7. 001 اءَتحدثونهم بِمَا. . عَلَيْكُم} (الْبَقَرَة: 76) وَمِنْه الفَتْح على القارىء، إِذا أُرْتج عَلَيْهِ. وإِذا اسْتَفْتَحَكَ الإِمَامُ فافْتَحْ عَلَيْهِ. والفَتْح: الرِّزْق الّذِي يَفتَح اللَّهُ بِهِ، وجمْعه فُتُوحٌ.
وفاتَحَ الرَّجلَ: سَاوَمَه وَلم يُعْطِه شيْئاً، فإِن أَعطاهُ قيل فَاتَكَه، حَكَاهُ ابْن الأَعْرَابيّ.
وافتتَاحُ الصَّلاةِ: التكبيرةُ الأُولَى.
وأُمُّ الكِتابِ: فاتِحَةُ القُرآنِ. والفَتْحُ: أَن تَفْتَحَ عَلَى من يَستَقْرِئك.
وفُتِحَ على فُلانٍ: جُدَّ وأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا.
وافْتَحْ سِرَّك عَلَيّ لَا عَلى فلَان.
ومَا أَحْسَنَ مَا افتُتِحَ عامُنَا بِهِ، إِذا ظَهرتْ أَمَارَةُ الخصْب.
وذَ وقَقْتُ افْتتاح الخَراجِ. وكلّ ذالك مَجاز.
فتح
فتَحَ/ فتَحَ على يَفتَح، فَتْحًا، فهو فاتِح، والمفعول مَفْتوح (للمتعدِّي)
• فتَحَ بين الخصمين: قضى بينهما، حكم " {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} - {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا} ".
• فتَحَ البابَ والصندوقَ ونحوهما: أزال إغلاقهما، خلاف أغلقهما "فتَحت الشرطة البابَ عنوةً- فتَح الستار على مشهد- فتَح دُرْجًا- {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} - {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} " ° فتَح أذنَيْه: أصغى باهتمام- فتَح اعتمادًا في مصرف/ فتَح حسابًا في مصرف: أودع مبلغًا من المال صالحًا للسحب منه- فتَح

البخْت/ فتَح المندل: حاول التنبّؤ بالمستقبل- فتَح بيته لفلان: رحّب به، أحسن استقباله- فتَح عينيه جيِّدًا: انتبه، حذر- فتَح فلان عينيه على كذا: نشأ وتربَّى عليه منذ الصغر- فتَح له البابَ على مِصْراعيه: أفسح المجال له، سمح له بفعل ما يريد- فتَح له قلبَه/ فتَح له صدَره: باح بسرِّه له ووثق فيه- لا تُفتح العين على مثله: فريد، لا نظير له.
• فتَحَ الطريقَ: هيّأه للمرور فيه، أذن بالمرور فيه "فتح باب الهجرة- تم فتح قناة السويس للملاحة البحريّة"? فتَح القناةَ: فجّرها ليجري فيها الماء- فتَح الله عليه: هداه وأرشده، هيّأ له سبل الخير، علَّمه ما كان يجهل- فتَح الله قلبَه للأمر: شرحه له- فتَح سِرَّه على فلان: باح له به- فتَح شهيّته: جعله راغبًا في الأكل- فتَح على فلان: أقبلت عليه الدنيا.
• فتَحَ الاجتماعَ: بدأ عمله "فتح القاضي الجلسةَ- فتح المجمَّعَ التِّجاريّ"? فتَح صَفْحة جديدة: بدأ بداية جديدة، تناسى الماضي وألغاه من اعتباره.
• فتَحَ المدينةَ أو البلدَة: احتلّها، غلب عليها وتملَّكها " {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ".
• فتَحَ الكتابَ ونحوَه: نَشَر طيَّه ليقرأ ما فيه "تمّ فتح المظاريف"? فتَح الجثّة: شرَّحها.
• فتَحَ ساقيه: باعد بينهما "فتح فمه: باعد بين شفتيه وفكّيه".
• فتَحَ ثغرةً في الجدار: ثَقَبه، خَرَقه "فتح ثغرة في صفوف الأعداء".
• فتَحَ الطبيبُ بطنَ المريض: شقَّها.
• فتَحَ النارَ عليه: أطلق عليه الرصاص? فتَح النَّار على المرتشين: هاجمهم بعنف.
• فتَحَ عليه الأمرَ: أعلمه به ووقفه عليه " {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ} ".
• فتَحَ المأمومُ على الإمام: أوضح له ما أرتج عليه وعرّفه إيّاه. 

استفتحَ يستفتح، استفتاحًا، فهو مُستفتِح، والمفعول مُستفتَح
• استفتحَ فلانًا: استنصره، طلب منه الفتحَ والنَّصرَ " {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} - {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} ".
• استفتحَ الشَّيءَ بكذا: بدأه، ابتدأَهُ به "استفتح الجلسة بالذكر الحكيم".
• استفتحَه البابَ: طلب منه فتَحه. 

افتتحَ يفتتح، افتتاحًا، فهو مفتتِح، والمفعول مفتتَح
• افتتحَ العملَ/ افتتحَ العملَ بكذا: بدأه، أعطى إشارة البدء فيه "افتتح الاجتماعَ/ الجلسةَ/ الحَفْلَ/ الصَّلاةَ- الافتتاح الرسميّ للبرلمان- افتتح الكلامَ باسم الله- افتتح حقلَ الغاز الطبيعيّ".
• افتتحَ البابَ: فتَحه. 

انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن ينفتح، انفتاحًا، فهو منفتِح، والمفعول منفتَح عليه
• انفتحَ البابُ: مُطاوع فتَحَ/ فتَحَ على: عكسه انغلق "انفتحت الدَّولةُ على العالم الخارجيّ- انفتح البابُ/ الطريقُ- ينفتح في الكلام- سياسة الانفتاح".
• انفتحَ على الآخرين: اختلط بهم.
• انفتحَ عن كذا: انكشف عنه "انفتحت سريرتُه عن حقد دفين لصديقه". 

تفتَّحَ/ تفتَّحَ في يتفتَّح، تفتُّحًا، فهو مُتفتِّح، والمفعول مُتفتَّح فيه
• تفتَّحَت الزَّهرةُ: تشقَّقت أكمامُها عنها "تفتّحت اللَّوزةُ عن القطن".
• تفتَّحَت الأبوابُ: فُتِّحت "خرج للعمل فتفتَّحت له أبوابُ الرِّزق- تفتَّحت أمامه الآمالُ- {لاَ تَفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [ق]: أصلها تتفتَّح".
• تفتَّحَ في الكلام: توسَّع فيه. 

فاتحَ يفاتح، مُفاتَحةً، فهو مفاتِح، والمفعول مفاتَح
• فاتحَه بالأمر: بادأه وخاطبه به.
 • فاتحَه في أمرٍ: حادثه فيه "فاتحه في مسألة زواجه- سأفاتح المدير في شأن ترقيتك- سأفاتحه في الموضوع". 

فتَّحَ يُفتِّح، تفتيحًا، فهو مُفتِّح، والمفعول مُفتَّح
• فتَّحَ الأبوابَ: فتَحها، وشدّد للكثرة أو للمبالغة "فتَّح عينيه- {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}: المراد لا يقبل دعاؤهم ولا عمــلهم- {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ} ". 

استفتاح [مفرد]: مصدر استفتحَ.
• حرف الاستفتاح: (نح) حرف يُبْدأ به الكلام، مثل أَلا. 

افتتاحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى افتتاح: عكسه اختتاميّ ° عرض افتتاحيّ: أول عرض لمسرحيّة أو فِلْم- مقال افتتاحيّ: مقال رئيسيّ في صحيفة أو مجلَّة. 

افتتاحيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى افتتاح ° جَلْسَة افتتاحيّة: أول جلسة في مؤتمر ونحوه- مُقدِّمة افتتاحيّة: أداء أو حدث أو فعل أساسيّ يسبق حدثًا أكثر أهمِّيَّة منه.
2 - مصدر صناعيّ من افتتاح: مقال تُفتتح به الجريدة أو المجلة "افتتاحيّة العدد- كتب رئيس التحرير افتتاحية المجلة". 

انفتاح [مفرد]:
1 - مصدر انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن.
2 - إمكانية تفهُّم شيء أو اتساع الفكر له "يمتاز بانفتاحه على كلِّ جديد- نعيش الآن عصر انفتاحات علميّة واقتصاديّة". 

انفتاحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انفتاح.
2 - مَنْ ينفتح على الآخرين ويتقبَّل مستجدَّات العَصر. 

فاتِح [مفرد]: ج فاتحون وفَتَحَة (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - أوّل الشيء وبدايته "ثورة الفاتح من سبتمبر".
• الفاتح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الفاتح لأبواب الرِّزق والخير على عباده، والفاتح بين الحقّ والباطل بما أقامه من بيِّنات ودلائل " {وَهُوَ الفَاتِحُ الْعَلِيمُ} [ق] ".
• لون فاتح: خفيف، خلاف غامِق "أزرق فاتح". 

فاتِحة [مفرد]: ج فاتحات وفواتحُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل فتَحَ/ فتَحَ على ° فاتحة الأقفال: أداة لفتح القفل- فواتح الشَّهيَّة: طعام يفتح الشهيَّة يقدَّم قبل الطبق الرئيسيّ.
2 - أول الشيء وبدايته "فاتحة الخُطبة" ° المفاتحة/ فاتحة الكتاب: سورة الحمد- فواتح القرآن: أوائل سوره، خلاف خواتمه- قرأ فاتحتَه على فلانة: ربط مع أهلها نيّة الزّواج منها.
• الفاتحة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي أول سورة في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع آيات.
• الفواتح الهجائيَّة: الحروف التي افتتحت بها بعض سور القرآن الكريم، كسورة البقرة ومريم. 

فَتّاح [مفرد]: صيغة مبالغة من فتَحَ/ فتَحَ على: كثير الفتح.
• الفتَّاح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُفتِّح الأبوابَ المغلقة على عباده في الرِّزق والخير والرّحمة والحقّ " {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} ". 

فَتّاحة [مفرد]: ج فتّاحات: اسم آلة من فتَحَ/ فتَحَ على: أداة تُفتح بها العلب وأغطية الزجاجات وغيرها "فتّاحة معلَّبات- استعمل الفتّاحة في فتح العلبة".
• فتَّاحة ورق: أداة تشبه السكِّين من المعدن أو العاج ذات حدَّين لفتح المظاريف وصفحات الكتب والمجلاَّت. 

فَتْح [مفرد]: ج فُتُوح (لغير المصدر)، جج فُتُوحات (لغير المصدر):
1 - مصدر فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - استيلاء على بلدٍ عن طريق الحرب "وصلت الفتوحات الإسلاميّة إلى دول أوروبّا" ° الفتوحات: ما فُتح من البلدان في الحرب.
• الفَتْح:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 48 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها تسعٌ وعشرون آية.
2 - (نح) إنهاء الكلمة المبنيَّة بفتحة "فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح".
3 - النصر، الإنجاز الباهر الذي يفضي إلى تقدُّم أكبر كما في التّكنولوجيا "ما حدث كان فتحًا مؤزّرًا" ° يَوْمُ الفَتْح: يوم القيامة.
4 - الرِّزق الذي يفتح الله به.
• فتح الاعتماد: (قص) اتّفاق يتعهّد بموجبه البنك بوضع
 مبلغ من المال تحت تصرّف أحد عملائه خلال فترة محدودة. 

فَتْحة [مفرد]: ج فَتَحات وفَتْحات:
1 - اسم مرَّة من فتَحَ/ فتَحَ على.
2 - فُرْجة، ثُغْرة "في الجدار فَتْحَة".
3 - (نح) إحدى الحركات الثلاث في العربيّة، وهي الفتحة والضمة والكسرة، كما أنّها العلامة الأصليّة للنصب.
4 - فجوة بين الجُنَيِّح الرئيسي والفرعي لتوفير مكان لجريان الهواء وتسهيل مرور الهواء فوق جناح الطائرة. 

فُتْحة [مفرد]: ج فُتُحات وفُتْحات وفُتَح:
1 - ثُقب، مَنفذ، فُرْجة "فُتحة أنبوب- في الحائط فُتْحة".
2 - منفذ للتّحرير أو التّفريع.
• فُتحة صوتيّة: (لغ) فَتْح القناة الفميَّة خلال إطلاق صوت لغوي. 

مُتَفتِّح [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تفتَّحَ/ تفتَّحَ في.
2 - مُتيقِّظ، متنبِّه "عقل متفتِّح- مُتفتِّح الذِّهن".
3 - متطوِّر، من يتقبل الأفكار الحديثة أو العصريّة "مفكِّرُ متفتّح". 

مَفاتِحُ [جمع]: مف مَفْتح ومِفْتح:
1 - مفاتيح، آلات الفتح " {أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} ".
2 - مخازن " {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} ". 

مِفتاح [مفرد]: ج مَفاتِحُ ومَفاتيحُ:
1 - آلة الفَتْح والغلق "أغلق البابَ بالمفتاح- الصَّبْر مفتاح الفرج- مفتاح كهربائيّ: أداة للتحكم في التيار الكهربائي بالفتح أو القطع أو التحويل- المفتاح الإنجليزي: أداة بفكين قابلين للتعديل- مفتاح هيكلي: يفتح عدة أقفال مختلفة- لوحة المفاتيح: مجموعة مفاتيح في طرف جهاز الحاسوب أو آلة الطباعة أو البيانو أو معالج الكلمات- {وَءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} " ° حَلْقة المفاتيح/ حَلَقة المفاتيح: سلك معدنيّ مستدير تعلق به المفاتيح- مفتاح الشَّرارة: مفتاح الإشعال في السَّيّارة.
2 - (سق) رمز يشير إلى درجة النغم لسطر واحد مدرَّج موسيقيّ، الذي يمكن أن يحدِّد الدرجات الأخرى من المدرج.
3 - ما يساعد على فهم مسألة معقدة، أو إيجاد مخرج لصعوبة "الاجتهاد مفتاح النجاح- السَّلام العادل مفتاح قضيّة الشرق الأوسط" ° مِفتاح الكلام: ما يوضح معناه.
4 - معلومات تستخدم لتعريف بند في نظام تخزين أو استرجاع بيانات.
• مفتاح الخريطة: (جغ) شرح تفصيلي مرفق بخريطة.
• مفتاح ساخن: (حس) مفتاح مفصلي يسمح لحاسب صغير أن يعمل دون ذاكرة قابلة للبرمجة أو كحاسب مستقل عندما يوصل الحاسب الصغير بإطار رئيسي.
• مِفتاح صول: (سق) علامة موسيقيّة.
• المفتاح العاكِس: (فز) جهاز يعكس مرور التَّيّار الكهربائيّ في الدَّائرة الكهربائيّة. 

مفتوح [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فتَحَ/ فتَحَ على ° السُّوق المفتوح: سوق تباع فيها السِّلع من غير جمرك، أو خارج البورصة- اليوم المفتوح: مناسبة تفتح فيها مؤسسة أو مدرسة مثلاً أبوابها للجمهور من أولياء أمور الطلاب بشكل خاص- بذراعين مفتوحتين: بترحاب وسرور- بقلب مفتوح: بصراحة- ترَكَ البابَ مفتوحًا: أتاح فرصة، ترك الأمر معلّقًا دون اتخاذ قرار نهائيّ بشأنه- خطابٌ مفتوح: رسالة توجّه إلى مسئول علانية عن طريق الصحافة، أو هو كلام يسمعه ويقرؤه كلُّ النَّاس- رسالة مفتوحة: رسالة ذات اهتمامات عامة موجَّهة لشخص مُعيَّن ولكنها تنشر حتى يقرأها الجميع- سياسَةُ الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة- مدينة مفتوحة: غير مُحصَّنة- يُبْقي عينيه مَفْتوحتين: يَبْقى حذِرًا أو متيقِّظًا.
2 - لا يحمل تاريخًا محدّدًا "حساب مفتوح- تذكرة سفر مفتوحة". 

مُنْفتِح [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفتحَ/ انفتحَ على/ انفتحَ عن.
2 - متقبِّل للأفكار الجديدة، متفهِّم، سهل التّعامل معه "يتّصف بأنه منفتِح العقل" ° منفتح الذِّهن: ذو أفكار تحرُّريَّة. 
(فتح)
بَين الْخَصْمَيْنِ فتحا قضى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {رَبنَا افْتَحْ بَيْننَا وَبَين قَومنَا بِالْحَقِّ} وَعَلِيهِ هداه وأرشده يُقَال فتح على الْقَارئ لقنه مَا نَسيَه فقرأه وهيأ لَهُ سبل الْخَيْر والمغلق أَزَال إغلاقه يُقَال فتح الْبَاب والصندوق والقفل وَيُقَال فتح الْكتاب نشر طيه وَفتح الطَّرِيق هيأه وَأذن بالمرور فِيهِ وَفتح الجلسة بَدَأَ عَملهَا وَفتح فِي الميزانية اعْتِمَادًا خصص مبلغا من المَال للصرف مِنْهُ على عمل معِين (وَهَذِه الْمعَانِي الثَّلَاثَة مولدة) وَفتح لفُلَان قلبه اطْمَأَن إِلَيْهِ وباح لَهُ بسره والبلد غلب عَلَيْهِ وتملكه وَالله قلبه لِلْأَمْرِ شَرحه لَهُ
فتح
الفَتْحُ: إزالة الإغلاق والإشكال، وذلك ضربان:
أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه، وكفتح القفل والغلق والمتاع، نحو قوله:
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ
[يوسف/ 65] ، وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ
[الحجر/ 14] .
والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهمّ، وهو إزالة الغمّ، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدّنيويّة كغمّ يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ
[الأنعام/ 44] ، أي:
وسعنا، وقال: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 96] ، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فَتَحَ من العلم بابا مغلقا، وقوله: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
[الفتح/ 1] ، قيل: عنى فتح مكّة ، وقيل: بل عنى ما فتح على النّبيّ من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثّواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه . وفَاتِحَةُ كلّ شيء:
مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمّي فاتحة الكتاب، وقيل: افْتَتَحَ فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفَتَحَ عليه كذا: إذا أعلمه ووقّفه عليه، قال:
أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [البقرة/ 76] ، ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ [فاطر/ 2] ، وفَتَحَ الْقَضِيَّةَ فِتَاحاً: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها. قال تعالى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ
[الأعراف/ 89] ، ومنه الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ
[سبأ/ 26] ، قال الشاعر: بأني عن فَتَاحَتِكُمْ غنيّ
وقيل: الفتَاحةُ بالضمّ والفتح، وقوله: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر/ 1] ، فإنّه يحتمل النّصرة والظّفر والحكم، وما يفتح الله تعالى من المعارف، وعلى ذلك قوله: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ [الصف/ 13] ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ [المائدة/ 52] ، وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ [السجدة/ 28] ، قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ [السجدة/ 29] ، أي: يوم الحكم. وقيل: يوم إزالة الشّبهة بإقامة القيامة، وقيل: ما كانوا يَسْتَفْتِحُونَ من العذاب ويطلبونه، والِاسْتِفْتَاحُ:
طلب الفتح أو الفتاح. قال: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ [الأنفال/ 19] ، أي: إن طلبتم الظّفر أو طلبتم الفتاح- أي: الحكم أو طلبتم مبدأ الخيرات- فقد جاءكم ذلك بمجيء النّبيّ صلّى الله عليه وسلم. وقوله: وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا [البقرة/ 89] ، أي:
يستنصرون الله ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام وقيل: يستعلمون خبره من الناس مرّة، ويستنبطونه من الكتب مرّة، وقيل: يطلبون من الله بذكره الظّفر، وقيل: كانوا يقولون إنّا لننصر بمحمّد عليه السلام على عبدة الأوثان. والمِفْتَحُ وَالمِفْتَاحُ: ما يفتح به، وجمعه: مَفَاتِيحُ ومَفَاتِحُ.
وقوله: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ [الأنعام/ 59] ، يعني: ما يتوصّل به إلى غيبه المذكور في قوله:
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ [الجن/ 26- 27] . وقوله: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص/ 76] ، قيل: عنى مفاتح خزائنه. وقيل: بل عني بالمفاتح الخزائن أنفسها. وباب فَتْحٌ: مَفْتُوحٌ في عامّة الأحوال، وغلق خلافه. وروي: (من وجد بابا غلقا وجد إلى جنبه بابا فتحا) وقيل: فَتْحٌ:
واسع.

الصَّلَاة

(الصَّلَاة) الدُّعَاء يُقَال صلى صَلَاة وَلَا يُقَال تصلية وَالْعِبَادَة الْمَخْصُوصَة المبينة حُدُود أَوْقَاتهَا فِي الشَّرِيعَة وَالرَّحْمَة وَبَيت الْعِبَادَة للْيَهُود وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَوْلَا دفع الله النَّاس بَعضهم بِبَعْض لهدمت صوامع وَبيع وصلوات ومساجد يذكر فِيهَا اسْم الله كثيرا}
الصَّلَاة: فِي اللُّغَة الْغَالِبَة الدُّعَاء قَالَ الله تَعَالَى {وصل عَلَيْهِم} أَي ادْع لَهُم. وَقيل تَحْرِيك الصلوين وهما العظمان اللَّذَان عَلَيْهِمَا الركبتان وَالْمُصَلي أَيْضا يُحَرك صلويه فِي الرُّكُوع وَلِهَذَا نقلت إِلَى أَرْكَان مَخْصُوصَة وأذكار مَعْلُومَة بشرائط محصورة فِي أَوْقَات مُعينَة مقدرَة فِي الشَّرْع. وَالدُّعَاء طلب الرَّحْمَة لَكِن إِذا أسندت إِلَى الله تَعَالَى بِأَن يُقَال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تجرد عَن معنى الطّلب وَيُرَاد بهَا الرَّحْمَة مجَازًا لِأَنَّهُ تَعَالَى منزه عَن الطّلب كَمَا جرد اسرى عَن اللَّيْل فِي قَوْله تَعَالَى {أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} وَقَالُوا الصَّلَاة من الله تَعَالَى رَحْمَة وَمن الْمَلَائِكَة اسْتِغْفَار وَمن الْمُؤمنِينَ دُعَاء وحقيقتها رَاجِعَة إِلَى نزُول الرَّحْمَة فِي الْكل وعرفوها أَيْضا بإيصال الْخَيْر إِلَى الْغَيْر فعلى هَذَا لَا يرد مَا يرد على مَا قيل إِن الصَّلَاة بِمَعْنى الدُّعَاء من أَن الصَّلَاة الَّتِي بِمَعْنى الدُّعَاء إِذا اسْتعْملت بعلى لَا بُد وَأَن تكون بِمَعْنى الضَّرَر إِذْ الدُّعَاء الْمُسْتَعْمل بِاللَّامِ بِمَعْنى النَّفْع والمستعمل بعلى بِمَعْنى الضَّرَر وَطلب الضَّرَر على النَّبِي يُوجب الْكفْر والحرمان من شَفَاعَته. وَفِي غَايَة الْهِدَايَة وَجَوَابه أَولا بِأَن الْكَلِمَة المستعملة بتينك الحرفين كَذَلِك وَإِلَّا فَلَا وَالصَّلَاة لَا تسْتَعْمل إِلَّا بعلى وَفِيه أَن السَّلَام لَيْسَ كَذَلِك مَعَ أَنه مُسْتَعْمل بهما مثل قَوْله تَعَالَى {وَسَلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين وَسَلام على الياسين} أَقُول يُمكن التَّخْصِيص بِأَن الدُّعَاء وَمَا فِي مَعْنَاهُ كَذَلِك لَا كل كلمة وَثَانِيا أَقُول لَا يلْزم كَون المترادفين متوافقين فِي الِاسْتِعْمَال كالأهل والآل فَالثَّانِي لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي ذَوي الشرافة وَلَا يسْتَعْمل مُضَافا إِلَى الزَّمَان وَالْمَكَان وَغير ذَلِك بِخِلَاف الأول.
وثالثا بِأَن هَذَا مَخْصُوص بِلَفْظ الدُّعَاء وَفِيه إِن شهد لَك وَشهد عَلَيْك وَحجَّة لَك وَحجَّة عَلَيْك وَغَضب لَك وَغَضب عَلَيْك كَذَلِك أَقُول هَذَا تَخْصِيص بِالْإِضَافَة إِلَى مَا فِي مَعْنَاهُ فَيكون تَخْصِيصًا إضافيا لَا حَقِيقِيًّا انْتهى. وَفِي آخر كنز الدقائق فِي مسَائِل شَتَّى وَلَا يصلى على غير الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة إِلَّا بطرِيق التبع.
وَالصَّلَاة فِي الشَّرْع عبارَة عَن الْأَفْعَال الْمَخْصُوصَة الْمَعْهُودَة مَعَ الشَّرَائِط والأركان الْمَخْصُوصَة الْمَذْكُورَة فِي الْفِقْه، فَإِن قلت، مَا الدَّلِيل على أَن الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة خمس، قلت، قَوْله تَعَالَى {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} لِأَنَّهُ يَقْتَضِي عددا لَهُ عدد وسط وواو الْجمع للْعَطْف الْمُقْتَضِي للمغايرة. وَأقله خمس ضَرُورَة. فَإِن قيل مَا السِّرّ فِي كَون الظّهْر وَالْعصر وَالْعشَاء أَربع رَكْعَات وَالصُّبْح رَكْعَتَيْنِ وَالْمغْرب ثَلَاثًا. قُلْنَا كل صَلَاة مِنْهَا صلاهَا نَبِي من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام. فَإِن الْفجْر صَلَاة آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج من الْجنَّة وأظلمت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وجن عَلَيْهِ اللَّيْل فَلَمَّا انْشَقَّ الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ. الاولى شكرا للنجاة من ظلمَة اللَّيْل. وَالثَّانيَِة شكرا لرجوع ضوء النَّهَار وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالظّهْر صَلَاة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَمر بِذبح وَلَده إِسْمَاعِيل وَذَلِكَ عِنْد الزَّوَال. الرَّكْعَة الأولى شكرا لزوَال هم الْوَلَد، وَالثَّانيَِة لمجيء الْفِدَاء، وَالثَّالِثَة لرضى الله تَعَالَى، وَالرَّابِعَة شكرا لصبر وَلَده وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالْعصر صَلَاة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حِين نجاه الله تَعَالَى من أَربع ظلمات ظلمَة الذلة وظلمة الْبَحْر وظلمة الْحُوت وظلمة اللَّيْل وَكَانَ مُتَطَوعا فَفرض علينا. وَالْمغْرب صَلَاة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام الرَّكْعَة الأولى لنفي الألوهية عَن نَفسه وَالثَّانيَِة لنفي الألوهية عَن أمه وَالثَّالِثَة لإِثْبَات الألوهية لله تَعَالَى. وَالْعشَاء صلاهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج من المداين وضل الطَّرِيق وَكَانَ فِي غم الْمَرْأَة وغم عَدَاوَة فِرْعَوْن وغم أَخِيه هَارُون وغم أَوْلَاده وشكر الله تَعَالَى حِين أَنْجَاهُ من الْغَرق وَأغْرقَ عدوه فَلَمَّا أَنْجَاهُ من ذَلِك كُله وَنُودِيَ من شاطئ الْوَادي صلى أَرْبعا تَطَوّعا فَأمرنَا بذلك لينجينا الله تَعَالَى من الشَّيْطَان الرَّجِيم كَذَا فِي جَوَاهِر الْحَقَائِق قَالَ قَائِل:
(صَلَاة الْفجْر صلاهَا أَبونَا ... صَلَاة الظّهْر صلاهَا الْخَلِيل)

(صَلَاة الْعَصْر يُونُس ثمَّ عِيسَى ... على وَقت الْغُرُوب لَهُ دَلِيل)

(صَلَاة اللَّيْل صلاهَا كليم ... فَأوجب خَمْسَة رب جليل)

اعْلَم أَن الإِمَام الرَّازِيّ نقل فِي التَّفْسِير الْكَبِير اتِّفَاق الْمُتَكَلِّمين على أَن من عبد ودعا لأجل الْخَوْف من الْعقَاب. والطمع فِي الثَّوَاب لم تصح عِبَادَته وَلَا دعاؤه ذكر ذَلِك عِنْد قَوْله تَعَالَى {ادعوا ربكُم تضرعا وخفية} وَجزم فِي أَوَائِل تَفْسِير الْفَاتِحَة بِأَنَّهُ لَو قَالَ أُصَلِّي لثواب الله والهرب عَن عِقَابه فَسدتْ صلَاته انْتهى.
وَاعْلَم أَن المصنفين رَحِمهم الله تَعَالَى من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يصلونَ على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعَلى آله الطيبين الطاهرين بِزِيَادَة كلمة (على) ردا للشيعة وَيَقُولُونَ وَالصَّلَاة على رَسُوله مُحَمَّد وعَلى آله مثلا بِخِلَاف الشِّيعَة فَإِنَّهُم يَقُولُونَ وَالصَّلَاة على رَسُوله مُحَمَّد وَآله مثلا بِدُونِ كلمة (على) وينقلون فِي ذَلِك حَدِيثا عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَيْثُ قَالُوا قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من فصل بينى وَبَين آلى بعلى لم ينل شَفَاعَتِي وَفِي رِوَايَة فقد جفاني - وَقيل فِي الْجَواب إِن الحَدِيث بعد تَسْلِيم صِحَّته مَخْصُوص بِحَال تشهد الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة وَقيل إِنَّه مَخْصُوص بِالْفَصْلِ بَين اسْمه الْمُقَدّس أَعنِي مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَبَين آله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَفِيه أَنه وَقع كَذَلِك فِي الْأَدْعِيَة المأثورة وَقيل إِن الْفَصْل بِمَعْنى الْفرق أَي من فرق بيني وَبَين آلى بعلى أَي بِكَلِمَة على أَي فرق بَين الدُّعَاء لَهُم بِأَن يسْتَعْمل الدُّعَاء الَّذِي لنا بِاللَّامِ وَالدُّعَاء الَّذِي لَهُم بِكَلِمَة على وَحَاصِله أَن من صلى عَليّ وَلعن عَلَيْهِم نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك لم ينل شَفَاعَتِي - وَالْأولَى فِي الْجَواب بل التَّحْقِيق الْحقيق بِالصَّوَابِ أَن يُقَال إِن الحَدِيث الْمَذْكُور لَيْسَ بِصَحِيح الرِّوَايَة وَلِهَذَا وَقعت المناقشة فِيمَا بَين الشِّيعَة فِي صِحَّته أَيْضا وَمن يَقُول مِنْهُم بِصِحَّتِهِ يقْرَأ صُورَة حرف الْجَرّ اسْمه كرم الله وَجهه وَيحمل الْبَاء على السَّبَبِيَّة وَيَقُول إِن الْمَعْنى أَن من فصل بيني وَبَين آلى بِسَبَب عداوته وخصومته لعَلي كرم الله وَجهه فَلم ينل شَفَاعَتِي - وَإِن سلمنَا أَن الحَدِيث صَحِيح فَالْوَاجِب حمله على هَذَا إِذْ من المستبعد جدا أَن يحكم بالحرمان من شَفَاعَته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِمُجَرَّد إِيرَاد كلمة على بَين النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَآله الْكِرَام، والمحروم من شَفَاعَته عَلَيْهِ السَّلَام، إِنَّمَا هُوَ الْكَافِر وَوجه وجوب الصَّلَاة على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَآله الْعِظَام مَذْكُور فِي الْحَمد.
الصَّلَاة: عَن أَحْوَال السُّلْطَان الثَّانِي كتب فِي (مرْآة الاسكندري فِي تَارِيخ سلاطين كجرات) أَن شخصا مُسلما من أحد الْقرى أَتَى السُّلْطَان مَحْمُود وَقَالَ لَهُ أَنا أَبُو بَنَات وَلم أعد قَادِرًا على تَقْدِيم الْخَيْر لَهُنَّ وَفِي هَذِه اللَّيْلَة رَأَيْت جمال وَجه ذِي الْكَمَال مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْمَنَام وَقَالَ لي أَن مَا تريده هُوَ (تنكه) (أَي مائَة وَخَمْسَة وَعشْرين ألف) فَاذْهَبْ وخذها من السُّلْطَان مَحْمُود واعطه دَلِيلا على ذَلِك بِأَنَّهُ يُرْسل السَّلَام لنا يوميا مائَة ألف مرّة، فَقَالَ السُّلْطَان أَن الذَّهَب الَّذِي تريده سأعطيك إِيَّاه أما الدَّلِيل الَّذِي قلت عَنهُ فَلَيْسَ لَهُ وَاقع، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَقُول مَا سمعته من حبيب الله. وللمصادفة فَإِن السُّلْطَان رأى فِي مَنَامه الْوَاقِعَة نَفسهَا فَأصْبح مَا قيل وَاقعا وَقَالَ لَهُ الرَّسُول فِي الْمَنَام إِن السَّلَام الْوَاحِد الَّذِي تَقوله كل يَوْم يعادل ثَوَاب مائَة ألف سَلام، وَهَذَا السَّلَام الْمُعظم هُوَ:
((الــلَّهُمَّ صل على مُحَمَّد بِعَدَد أنفاس الْمَخْلُوقَات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد أشعار الموجودات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد حُرُوف اللَّوْح والدعوات، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد البدايات والنهايات من الموجودات والمعدومات إِلَى أَبَد الآبد من أول أزمنته وأواسط عصره وَآخر بَقَائِهِ، وصل على مُحَمَّد بِعَدَد سكان الْأَرْضين وَالسَّمَوَات، وصل على خير خلقه مُحَمَّد وَآله أَجْمَعِينَ)) . وَفِي صباح تِلْكَ اللَّيْلَة استدعى السُّلْطَان ذَلِك الرجل وَأَعْطَاهُ كل مَا طلب وَزَاد عَلَيْهَا أَن ولاه وَظِيفَة. (انْتهى) . 

سرا

(سرا) فلَان سروا وسراوة شرف وسخا فِي مُرُوءَة وَالشَّيْء عَنهُ سروا نَزعه وألقاه يُقَال سرا عَنهُ ثَوْبه وَدِرْعه وسرا الْهم عَن فُؤَاده كشفه وَالسيف سَله
سرا ببن قَالَ أَبُو عبيد: فَقَالَ صَخْر الْهُذلِيّ يصف مَاء ورده: [المتقارب]

فَخَضْخَضْتُ صُفْني فِي جَمَّه ... خِياضَ المُدابرِ قِدحا عَطوفا

وَقَالَ أَبُو دؤاد الْإِيَادِي [يصف مَاء ورده -] : [الْبَسِيط]

هَرَقتُ فِي حَوْضه صفنا ليشربه ... فِي داثر خَلَق الأعضاد أهدامِ

وَقد يُمكن أَن يكون مَا قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْفراء جَمِيعًا أَن يكون يسْتَعْمل الصفن فِي هَذَا وَفِي هَذَا وَقد سَمِعت من يَقُول هُوَ الصَّفن بِفَتْح الصَّاد وَهِي الصَّفنة أَيْضا بالتأنيث. وَحَدِيث عمر هَذَا شَبيه بحَديثه [الآخر -] حِين قَالَ: لَئِن بقيتُ إِلَى قَابل ليَأْتِيَن كل مُسلم حَقه أَو [قَالَ -] حَظه حَتَّى يَأْتِي الرَّاعِي بِسَرْو حمير لم يعرف فِيهِ جبينُه. قَالَ أَبُو عَمْرو: قَوْله: بِسَرْوِ حمير السرو مَا انحدر من حُزُونةِ الْجَبَل وارتفع عَن منحدر الْوَادي فَمَا بَينهمَا سرو قَالَ الْأَصْمَعِي: وَهُوَ الْخيف أَيْضا قَالَ: وَبِه سمي خيف مِنىً وَقَالَ غَيرهمَا: هُوَ النَّعف أَيْضا. ويروى عَن عمر فِي حَدِيث ثَالِث أَنه قَالَ: لَئِن عِشتُ إِلَى قَابل لألحقن آخر النَّاس بأولهم حَتَّى يَكُونُوا بَبّانا وَاحِدًا. قَالَ ابْن مهْدي: يَعْنِي شَيْئا وَاحِدًا قَالَ أَبُو عبيد: وَذَلِكَ الَّذِي أَرَادَ فِيمَا نرى وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة وَلم أسمعها فِي غير هَذَا الحَدِيث.
س ر ا: (السَّرْوُ) شَجَرٌ الْوَاحِدَةُ (سَرْوَةٌ) . وَ (السَّرْوُ) أَيْضًا سَخَاءٌ فِي مُرُوءَةٍ. وَقَدْ (سَرَا) يَسْرُو وَ (سَرِيَ) بِالْكَسْرِ (سَرْوًا) فِيهِمَا وَ (سَرُوَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ أَيْ صَارَ سَرِيًّا وَجَمْعُ السَّرِيِّ (سَرَاةٌ) وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ أَنْ يُجْمَعَ فَعِيلٌ عَلَى فَعَلَةٍ وَلَا يُعْرَفُ غَيْرُهُ. وَ (تَسَرَّى) تَكَلَّفَ السَّرْوَ. وَتَسَرَّى الْجَارِيَةَ أَيْضًا مِنَ السُّرِّيَّةِ. قَالَ يَعْقُوبُ: أَصْلُهُ تَسَرَّرَ مِنَ السُّرُورِ فَأَبْدَلُوا مِنْ إِحْدَى الرَّاءَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا: تَقَضَّى مِنْ تَقَضَّضَ. وَ (السَّرِيُّ) أَيْضًا نَهْرٌ صَغِيرٌ كَالْجَدْوَلِ. وَ (السَّرِيَّةُ) قِطْعَةٌ مِنَ الْجَيْشِ يُقَالُ: خَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ. وَ (انْسَرَى) عَنْهُ الْهَمُّ انْكَشَفَ وَ (سُرِّيَ) عَنْهُ مِثْلُهُ. وَ (سَرَاةُ) كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ وَسَرَاةُ الْفَرَسِ أَعْلَى ظَهْرِهِ وَوَسَطُهُ وَالْجَمْعُ (سَرَوَاتٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «لَيْسَ لِلنِّسَاءِ سَرَوَاتُ الطَّرِيقِ» أَيْ ظَهْرُهُ وَوَسَطُهُ وَلَكِنَّهُنَّ يَمْشِينَ فِي الْجَوَانِبِ. وَ (السَّارِيَةُ) الْأُسْطُوَانَةُ وَالسَّارِيَةُ السَّحَابَةُ الَّتِي تَأْتِي لَيْلًا. وَ (سَرَى) يَسْرِي بِالْكَسْرِ (سُرًى) بِالضَّمِّ وَ (مَسْرًى) بِالْفَتْحِ وَ (أَسْرَى) أَيْ سَارَ لَيْلًا وَبِالْأَلِفِ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَجَاءَ الْقُرْآنُ بِهِمَا جَمِيعًا. قُلْتُ: يُرِيدُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1] وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4] . وَيُقَالُ: " (سَرَيْنَا سَرْيَةً) وَاحِدَةً وَالِاسْمُ (السُّرْيَةُ) بِالضَّمِّ وَ (السُّرَى) أَيْضًا. وَ (أَسْرَاهُ) وَ (أَسْرَى) بِهِ مِثْلُ أَخَذَ الْخِطَامَ وَأَخَذَ بِالْخِطَامِ. وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء: 1] وَإِنْ كَانَ السُّرَى لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّيْلِ تَأْكِيدًا لِقَوْــلِهِمْ: (سِرْتُ) أَمْسِ نَهَارًا وَالْبَارِحَةَ لَيْلًا. وَ (السِّرَايَةُ) بِالْكَسْرِ سُرَى اللَّيْلِ وَهُوَ مَصْدَرٌ قَلِيلُ النَّظِيرِ. وَ (إِسْرَائِيلُ) اسْمٌ قِيلَ: هُوَ مُضَافٌ إِلَى إِيلٍ. قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. قَالَ: وَيُقَالُ إِسْرَائِينُ بِالنُّونِ كَمَا قَالُوا: جِبْرِينُ وَإِسْمَاعِينُ. 
[سرا] السرو: شجر، الواحدة سروة. والسرو مثل الخيف. والسرو: محلة حمير. والسرو: سخاء في مروءةٍ. يقال: سَرا يَسْرو، وسَرْيَ بالكسر يَسْرى سَرْواً فيهما. وسرو يسرو سراوة، أي صار سَرِيَّاً. وقال: وتَرى السَرِيَّ من الرجال بنَفْسه * وابنُ السَرِيِّ إذا سَرى أَسْراهُما وجمع السَرِيِّ سراة. وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة، ولا يعرف غيره. وجمع السراة سروات. وتسرى، أي تكلف السرو. وتَسَرَّى الجاريةَ أيضاً من السُرِّيَّةِ. وقال يعقوب: أصله تسررت من السرور، فأبدلوا من إحدى الراءات ياء، كما قالوا تقضى من تقضض. (*) والسرى أيضا: نهر صغير كالجدول، والجمع أسرية وسريان، مثل أجربة وجربان، ولم يسمع فيه بأسرياء. والسرية: قطعة من الجيش. يقال: خير السَرايا أربعمائة رجل. ابن السكيت: سَرَوْتُ الثوبَ عنِّي سَرْواً، إذا ألقيته عنك. قال ابن هَرْمَةَ : سَرى ثَوْبَهُ عنك الصِبا المُتَخايِلُ * وآذَنَ بالبَيْنِ الخليطُ المُزايِلُ أي كشف. وسَرَيْتُ لغة. وسَرَوْتُ عنِّي درعي، بالواو لا غير. وانْسَرَى عنِّي الهمَّ: انكشف. وسُرِّيَ عنِّي الهَمَّ مثله. والسِرْوَةُ بالكسر: سهمٌ صغيرٌ، والجمع السِراءُ. والسِرْوَةُ أيضاً: الجرادة أوَّل ما تكون وهي دودةٌ، وأصله الهمــز، والسِرْيَةُ لغة فيها. وأرضٌ مَسْرُوَّةٌ: ذات سروة. وسراة كل شئ: أعلاه. وسَراةُ الفرس: أعلى ظهره ووسَطُه، والجمع سَرَواتٌ. وفي الحديث: " ليس للنساء سروات طريق " أي ظهر الطريق ووسطه، ولكنهن يمشين في الجوانب. وسَراةُ النهار: وسَطه. والسَراءُ بالفتح ممدودٌ: شَجَر تُتَّخذ منه القسى. قال زهير يصف وحشاً: ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ وناشِطٌ * قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله واستريت الابل والغنم والناسَ، أي اخترتُهم. قال الأعشى: وقد أُخْرِجُ الكاعبَ المُسْتَرا * ةِ مِن خِدرها وأُشيعُ القِمارا وهي سِرَيُّ إبله وسَراةُ ماله. واسْترى الموتَ بني فلانٍ، أي اختار سَراتَهُمْ. والسارِيَةُ: الأُسطوانة. والسارِيَةُ: السحابة التي تأتي ليلاً. وسَرَيْتُ سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْتُ بمعنىً، إذا سرتَ ليلاً. وبالألف لغة أهل الحجاز، وجاء القرآن بهما جميعاً. وقال حسّان بن ثابت: حَيِّ النضيرةَ رَبَّةَ الخِدْرِ * أَسْرَتْ إليك ولم تكن تسرى (*) ويقال: سرينا سرية واحدة، والاسم السُرْيَةُ بالضم والسُرى. وأسراه وأسرى به، مثل أخذ الخطام وأخذ بالخطام. وإنما قال تعالى: (سُبْحانَ الذي أَسْرى بعَبْدِهِ ليلاً) ، وإن كان السُرى لا يكون إلا بالليل للتأكيد، كقولهم: سرت أمس نهارا، والبارحة ليلا. والسراية: سرى الليل، وهو مصدر، ويقل في المصادر أن تجئ على هذا البناء، لانه من أبنية الجمع. يدل على صحة ذلك أن بعض العرب يؤنث السرى والهدى، وهم بنو أسد، توهما أنهما جمع سرية وهدية. وإسرائيل: اسم يقال هو مضاف إلى إيل. قال الاخفش: هو يهمز ولا يهمز. قال: ويقال في لغة إسرائين بالنون، كما قالوا جبرين وإسماعين.
(سرا) - في حديث أم زرع: "فنكَحتُ بعده سَرِيًّا":
: أي سَخِيًّا . والسَّروُ: سَخاء في مروءة أو جمع السَّرِى سَرَاةٌ على غير قياس، ولا نظيرَ له والفعل منه سَرَا وسَرِى، والسَّرِىّ من سَرُو.
- ومنه حديث عمر رضي الله عنه -: "أنه مرَّ بالنَّخَع فقال: أرى السَّرْوَ فيكم مُتَربِّعا "
: أي السّخاء متمكنا. والسَّرو: الشَّرَف، وما ارتفعَ مِن الجبل، وشَجَر معروف أيضا.
- ومنه حديثُ رِياح بنِ الحارثِ: "فصَعِدوا سَرْواً ".
والسَّرو أيضا: مَحَلَّة حِمْيَر .
- وفي حديث عمر رضي الله عنه -: "سرَوَات حِمْير"
وهو ما انْحدر عن حُزونَةِ الجَبَل وارتَفَع عن الوادي.
- وفي الحديث: "فمَسَح سَراةَ البَعِيرِ وذِفْراه".
: أي رأسَه وسَنامَه. وقيل: سَراةُ كل شيء: ظَهْرهُ وأَعْلاه.
- في الحديث: "يَرُدّ مُتسرِّيهم على قاعِدهِم".
المُتَسرِّى: الذي يخرج في السَّرِيَّة ، ومعناه أن يخرج الجيش فَيُنِيخوا بقُرب دارِ العَدوّ، ثم تَنفَصِل منه سَرِيَّة، فيَغْنمون فإنهم يَردُّون ما غَنِموه على الجيش الذين هم رِدْء لهم، فأما الذين يخرجون من البَلَد فإنهم لا يَردُّون على المُقيمين في أوطانهم شيئا.
- في الحديث: "خير الرفقاء أربعة، وخير السَّرايَا أربعمائة، وخَيرُ الجيوش أَربعة آلاف ".
السَّرايَا: جمع سَرِيَّة، وهي خَيلٌ تَبلغُ ذلك العدد.
وسُئِل أبو العباس بن شُرَيحٍ عن معنى هذا الحديث، وقيل: إن خَمسةَ آلاف أكثر فقال: المعنى أنه إشارة إلى الأنواع الأربعة من الناس: الشُّيوخُ، والكُهولُ، والشُبَّان، والأَشرافُ. فأما الأَشراف ففيهم أَنَفَة من الهَرَب، والشُّيوخُ لهم تَجارِبُ في الحَرْب، والكُهولُ لهم ثبات في الحرب، والشُّبَّان لهم بِراز إلى الحرب، وقلَّ ما اجتمعت هذه الأنواع إلا غَلَبُوا.
وقيل: إنَّ تَخْصِيصَه الأربعة في الرُّفقَاء هو أن المسافر لا يخلو من رَحْلٍ يَحْتَاج إلى حفْظِه، وحاجةٍ يحتاج إلى التَّردُّد فيها، فلو كانوا ثلاثة كان المُتَردَّدُ في الحاجة واحداً فيتردد في السَّفَر بلا رفيق، فلا يخلو عن ضِيق القَلْب لِفَقْد أُنس الرفيق، ولو تَردَّد في الحاجة اثْنان لكان الحافِظُ للرَّحْلِ واحداً، فلا يخلو عن الخَصْلة المذكورة، فإذاً فما دون الأرْبعة لا يَفى بالمقصود، وما فَوقَ الأربعة لا يُعتدُّ به؛ لأن الخامس زيادة ورَاءَ الحاجة، ومن استُغْنى عنه لا تُصَرف الهِمَّــة إليه، فلا تَتِمّ المُرافَقَة معه، نَعَم في كثرة الرّفقاء فائدةُ الأمْن، ولكن الأربعة خير للرَّفاقة الخاصة لا للرَّفاقة العامة، فكم من رَفيق في الطريق عند كثرة الرفقاء لا يُكلَّم ولا يُخالط إلى آخر السفر للاستغناء عنه.
- في الحديث : "ثم تَبرُزون صَبيحةَ ساريةٍ".
: أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر، والسَّارية: سَحابةٌ تُمطِر ليلاً، ومَطْرة ليْلِيَّة أيضا. والسَّارِية: الأُسْطُوانة أيضا، وجَمعُها: سَوارٍ
- ومنه: "النّهى أن يُصَلَّى بين السَّواري"
يعني إذا كان في الجماعة لانقِطاعِ الصَّفِّ.
- في حديث الإفك: "فسُرِّى عنه"
: أي انْجلَت عنه الغَشْية التي لَحقَته وانكشف عنه الكَربُ الذي خامره.
يقال: سَروْت الثَّوبَ عن بَدني، والجُلَّ عن الدابة: نَزعتُ، وسريتُ أيضا: كَشَفْت. 

ركب

ركب

1 رَكِبَهُ, (S, * A, K,) and رَكِبَ عَلَيْهِ, (A,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. رُكُوبٌ (S, A, K) and مَرْكَبٌ; (A, K;) and ↓ ارتكبهُ; (K;) I. q. عَلَاهُ (A, K, TA) and عَلَا عَلَيْهِ [explained by what follows]. (TA.) You say, رَكِبْتُ الدَّابَّةَ, (Msb,) or الفَرَسَ, (Mgh,) and رَكِبْتُ عَلَيْهَا, [or عَلَيْهِ,] inf. n. رُكُوبٌ and مَرْكَبٌ [as above, meaning I rode, or rode upon, and I mounted, or mounted upon, the beast, or the horse]. (TA. [See also رَاكِبٌ.]) [and رَكِبْتُ السَّفِينَةَ, or فِى السَّفِينَةِ (agreeably with the Kur xi. 43 and xviii. 70 and xxix. 65), I embarked in the ship; went on board the ship.] And one says, of anything, رَكِبَهُ [and ↓ ارتكبه] as meaning عَلَاهُ [i. e. (assumed tropical:) It was, or became, upon, or over, it; got upon it; came, or arose, upon it; overlay it; was, or became, superincumbent, or supernatant, upon it; overspread it]; namely, another thing. (TA.) [In like manner,] one says also, of anything, رُكِبَ and ↓ اُرْتُكِبَ as meaning عُلِىَ [i. e., when said of a horse or the like, He was ridden, or ridden upon, and was mounted, or mounted upon: whence other significations in other cases, indicated above]. (TA.) b2: [Hence,] رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا i. q. ↓ تراكب (tropical:) [It lay one part upon another; it was, or became, heaped, or piled, up, or together, one part upon, or overlying, another:] said of fat [as meaning it was, or became, disposed in layers, one above another: see رَاكِبَةٌ]. (A, TA.) [And hence, رَكِبَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (assumed tropical:) The people bore, or pressed, or crowded, (as though mounting,) one upon another; a phrase well known, and of frequent occurrence: or meaning (assumed tropical:) the people followed one another closely; from what next follows.] b3: رَكِبَهُ also means [(assumed tropical:) He came upon him, or overtook him; or] he followed closely, or immediately, after him: and رَكِبْتُ أَثَرَهُ and طَرِيقَهُ (assumed tropical:) I followed close after him. (L.) b4: [رَكِبَ الطَّرِيقَ, and الرَّمْلَ, and المَفَازَةَ, (assumed tropical:) He went upon, or trod, or travelled, the road, and the sand or sands, and the desert: and رَكِبَ البَحْرَ (assumed tropical:) He embarked, or voyaged, upon the sea. Hence,] رَكِبَ اللَّيْلَ, and الهَوْلَ, (tropical:) [He ventured upon, encountered, or braved, the night, and that which was terrible or fearful,] and the like thereof. (TA.) [And رَكِبَ أَمْرًا and ↓ ارتكبهُ (assumed tropical:) He ventured upon, embarked in, or undertook, an affair: and (assumed tropical:) he surmounted it, or mastered it: the former meaning is well known: the latter is indicated by an explanation of the phrase رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ, which see below.] And رَكِبَ ذَنْبًا (A, K) and ↓ ارتكبهُ (S, A, MA, K) (tropical:) He committed a sin, or crime, or the like. (S, MA, TA.) And رَكِبَ فُلَانٌ فُلَانًا بِأَمْرٍ (assumed tropical:) [Such a one did to such a one a thing]. (TA.) And رَكِبَهُ بِمَكْرُوهٍ and ↓ ارتكبهُ (tropical:) [He did to him an evil, or abominable, or odious, deed]. (A.) And رَكِبْتُ الدَّيْنَ and ↓ ارتكبتهُ (tropical:) I became much in debt: and رَكِبَنِى الدَّيْنُ and ↓ ارتكبنى (tropical:) [Debt burdened me]. (Msb.) b5: رَكِبَ رَأْسَهُ (tropical:) He went at random, heedlessly, or in a headlong manner, (مَضَى عَلَى وَجْهِهِ, A, Msb,) [i. e.,] without consideration, (A,) or without any certain aim, or object, (Msb,) not obeying a guide to the right course. (A.) You say, يُرْكَبُ رَأْسَهُ لَا يَدْرِى أَيْنَ يَتَوَجَّهُ (assumed tropical:) [He goes at random, &c., not knowing whither to direct himself]. (S and K in art. كمه.) [See also رَكْبَةٌ. In like manner also, you say, رَكِبَ رَأْيَهُ (K voce اِسْتَهَجَّ &c.) (assumed tropical:) He followed his own opinion. And رَكِبَ هَوَاهُ (S in art. جمح) (assumed tropical:) He followed his own natural desire, without consideration, and not obeying a guide to the right course of conduct.] b6: رَكِبْتُ دُبَّتَهُ and دُبَّهُ (assumed tropical:) I kept to his state, or condition, and his way, mode, or manner, of acting &c.; and did as he did. (M in art. دب.) And رَكِبَتْهُ الحُمَّى (assumed tropical:) [The fever continued upon him] is a phrase similar to أَغْبَطَتْهُ الحُمَّى and اِمْتَطَتْهُ and اِرْتَحَلَتْهُ. (A and TA in art. غبط) A2: رَكَبَهُ, aor. ـُ (S, A, K,) inf. n. رَكْبٌ, (TA,) [from رُكْبَةٌ,] He struck, or smote, his knee: (S, A, K:) or it signifies, (K,) or signifies also, (S, A,) he struck him, or smote him, with his knee: (S, A, K:) or he took him by his hair, (K,) or by the hair of each side of his head, (TA,) and struck his forehead with his knee. (K, TA.) Hence, in a trad., رَكَبْتُ

أَنْفَهُ بِرُكْبَتِى I struck his nose with my knee. (TA.) And in another trad., أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ وَرَكْبَهَا اِتَّقِ الأَزْدَ لَا يَأْخُذُوكَ فَيَرْكُبُوكَ [Knowest thou not El-Azd, (the tribe so called,) and their striking with the knee? Beware thou of El-Azd, lest they take thee, and strike thee with their knees]: for this practice was notorious among El-Azd; in the dial. of whom, أُمُّ كَيْسَانَ was a metonymical appellation of the knee. (TA.) A3: رُكِبَ, like عُنِىَ, [pass. in form, but neut. in signification,] He (a man) had a complaint of his knee. (TA.) A4: رَكِبَ, aor. ـَ (K,) inf. n. رَكَبٌ, (TA,) He was large in the knee. (K.) 2 ركّبهُ الفَرَسَ, [inf. n. as below,] He lent him the horse, [or mounted him on the horse,] to go forth on a warring and plundering expedition, on the condition of receiving from him one half of the spoil: (K, * TA:) or for a portion of the spoil that he should obtain. (TA.) [See also 4.]

b2: And ركّبهُ, inf. n. تَرْكِيبٌ, He put, or set, one part of it upon another: (K:) [he set it, or fixed it, in another thing: he composed it; constituted it; or put it together.] تَرْكِيبٌ signifies The putting together, or combining, things, whether suitable or not, or placed in order or not: it is a more general term than تَأْلِيفٌ, which is the collecting together, or putting together, suitable things. (Kull p. 118.) You say, رَكَّبَ الفَصَّ فِى

الخَاتَمِ (S, A) He set the stone in the signet-ring: and ركّب السِّنَانَ فِى القَنَاةِ He fixed the spearhead in the shaft; (A;) and النَّصْلَ فِى السَّهْمِ [the arrow-head in the shaft]. (S.) And شَىْءٌ حَسَنُ التَّرْكِيبِ [A thing good, or beautiful, in respect of composition or constitution; well, or beautifully, composed or constituted or put together]. (TA.) b3: Also He removed it from one place to another in which to plant it; namely, a shoot of a palm-tree. (Mgh.) 4 اركب He (a colt) became fit for being ridden; attained to the fit time for being ridden. (S, Msb, K.) [See also مُرْكِبٌ.]

A2: اركبهُ He gave him, appointed him, or assigned him, an animal on which to ride. (S.) [See also 2.] b2: أَرْكَبَنِى خَلْفَهُ [He mounted me, or made me to ride, behind him]. (A.) And أَرْكَبَنِى مَرْكَبًا فَارِهًا [He mounted me on a quick, brisk, sharp, or strong, beast]. (A.) b3: [Hence, اركبهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made him to venture upon, embark in, or undertake, an affair. And اركبهُ ذَنْبًا (assumed tropical:) He made him to commit a sin, or crime, or the like.]5 تركّب It had one part of it put, or set, upon another; as also ↓ تراكب: (K:) [it was, or became, composed, constituted, or put together: see 2.] You say, تركّب الفَصُّ فِى الخَاتَمِ [The stone was set in the signet-ring]: and تركّب النَّصْلُ فِى السَّهْمِ [The arrow-head was fixed in the shaft]. (S.) 6 تراكب: see 1: and 5. You say, تراكب السَّحَابُ The clouds were, or became, [heaped, or piled, up,] one above, or upon, [or overlying,] another; as also تراكم. (TA.) 8 إِرْتَكَبَ see 1, in eight places.10 استركبهُ فَأَرْكَبَهُ [He asked him to give him, appoint him, or assign him, an animal on which to ride, and he gave him, appointed him, or assigned him, one]. (A.) رَكْبٌ: see رَاكِبٌ, in three places.

رَكَبٌ The عَانَة: (ISk, Msb, K:) or the place of growth of the عَانَة, (S, K,) or of the hair of the عَانَة: (Mgh:) [i. e. it signifies the pubes; either as meaning the hair of the mons Veneris, or the mons Veneris itself: generally the latter; and this is often meant by the term عانة alone:] or the part that slopes down from the belly, and is beneath the ثُنَّة [q. v.] and above the pudendum: in all these senses said by Lh to be masc.: (TA:) or the pudendum (Az, Msb, K) itself: (TA:) or the external portion thereof: (K:) or the رَكَبَانِ are the roots of the two thighs, upon which is the flesh of the pudendum, (K, TA,) or upon which are the two portions of flesh of the pudendum: (TA:) the ركب is masc.: (Msb:) it is common to the man and the woman, (S, Mgh, Msb, K, *) accord. to Fr: (S, Msb:) or peculiar to the woman, (S, Mgh, K,) accord. to Kh: (S:) ElFarezdak makes it plainly common to both, saying, حِينَ التَقَى الرَّكَبُ المَحْلُوقُ بِالرَّكَبِ [When the shaven pubes met the pubes]: (TA: [and a similar ex. is given in the S and Msb, as cited by Fr:]) the pl. is أَرْكَابٌ (S, Mgh, Msb, K) and أَرَاكِيبُ; (K;) the latter being pl. of the former; but in some copies of the K أَرَاكِبُ, like مَسَاجِدُ. (TA.) A2: Also Whiteness in the رُكْبَة [or knee]. (TA.) رَكْبَةٌ A single ride, or act of riding: pl. رَكَبَاتٌ. (IAth, L.) b2: [Hence,] one says, هُوَ يَمْشِى الرَّكْبَةَ (tropical:) [i. e. يَرْكَبُ رَأْسَهُ He goes at random, heedlessly, or in a headlong manner, &c., (see 1,)] and هُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ (tropical:) [They go at random, &c.]. (A. [The meaning is there indicated by the context, and is shown by what here follows.]) Respecting the phrase تمْشُونَ الرَّكَبَاتِ, occurring in a trad., meaning تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ (assumed tropical:) [Ye go at random, &c.], in that which is false, wrong, or vain, and in factions, or seditions, or the like, following one another without consideration, IAth says that رَكْبَةٌ [properly] signifies as explained above in the first sentence of this paragraph, and that the pl. الركبات is here governed in the accus. case by a verb understood, and [with that verb] is a denotative of state relating to the agent in تمشون: it supplies the place of that verb, which it does not require to be expressed; and the implied meaning is تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ. (L.) رُكْبَةٌ a word of well-known meaning, (S, Msb,) [The knee; i. e., in a man,] the joint between the lower parts of the thigh and the upper parts of the shank: (A, K:) or [in a quadruped,] the joint between the metacarpus and the radius (مَوْصِلُ الوَظِيفِ وَالذِّرَاعِ): this is the right explanation: in the K, مَوْضِع is erroneously put for مَوْصِل: [this explanation is evidently given accord. to the terms employed in the anatomy of quadrupeds as compared to human beings: in that which next follows, there is certainly an omission, which I have endeavoured to supply:] or the رُكْبَتَانِ of the fore legs of the camel are the two joints that [project forwards, in like manner as do, in the hind legs, those that] are next the belly [meaning the stifle-joints] when he lies down upon his breast with folded legs: the two joints that project behind [in the hind legs, namely, the hocks,] are called the عُرْقُوبَانِ: in every quadruped, the ركبتان are in the fore legs, and the عرقوبان are in the hind legs: and the عرقوب is what is called مَوْصِلُ الوَظِيفِ [i. e. the upper joint of the metatarsus]: (TA:) or the ركبة is the مِرْفَق [which in a man is the elbow, but here seems to mean the lower joint] of the ذِرَاع [or radius] of anything [i. e. of any beast]: (K:) [from its being said in the S and Msb that the رُكْبَة is “ well known,” I conclude that there is no real discrepancy in the foregoing explanations: it is perhaps needless to add that the term رُكْبَة is now universally applied to the knee of a man and to what we commonly call the knee of a horse and the like:] the pl. is رُكَبٌ, (S, Msb, K,) i. e. the pl. of mult., and the pl. of pauc. is رُكْبَاتٌ and رُكَبَاتٌ and رُكُبَاتٌ. (S.) Lh mentions the phrase بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ [meaning A hardkneed camel]; as though the term رُكْبَةٌ were applied to each part, and the pl. used accord. to this application. (TA.) b2: One says [of an agitating affair or event], أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فِيهِ الرُّكَبُ وَحَكَّتْ فِيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكَبَةَ (tropical:) [An affair, or event, in which the knees knocked together, and in which the knee rubbed the knee]. (A.) b3: And of one who has the mark of prostration in prayer on his forehead, between his eyes, (L,) بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ [Between his eyes is the like of the knee of the she-goat]. (A, * L.) And of any two things that are alike, or correspondent, هُمَا كَرُكْبَتَى العَنْزِ [They are like the two knees of the she-goat]; because her two knees fall together upon the ground when she lies down. (L.) b4: And it is said in a prov., شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكعبَتِهِ [The worst of men is he whose fat is upon his knee]: applied to him who is quickly angered; and to the perfidious: (Meyd, TA:) the phrase مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ is also used as meaning The smallest thing makes him angry: (TA:) and a poet says, لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عُصْبَةٍ

مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ [Blame her not; for she is of a set of people whose fat is placed above the knees: perhaps meaning, for she is but a woman; as women are generally fat in the part above the knee]: (TA:) or مِنْ نِسْوَةٍ [in the place of مِنْ عُصْبَةٍ], meaning of women whose object of anxiety, or care, is fatness and fat: (Meyd, TA:) so that the prov. seems to mean that the worst of men is he who has not such intelligence as bids him to do that which is praiseworthy, but only bids him to do that in which is inconstancy and levity, and an inclining to the dispositions of women, to the love of fatness and fat. (Meyd.) [See other explanations in art. ملح.]

A2: Also The lower part (أَصْل) of the plant صِلِّيَانَة, when it has been cut. (K.) رِكْبَةٌ A mode, or manner, of riding. (S.) Yousay, هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ He has a good mode, or manner, of riding. (A, * TA.) b2: [It is said in the K to be a subst. from رَكِبَهُ; as though signifying A riding.]

رَكَبَةٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but less in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) [and probably also a company of riders upon any beasts, but less than what is called رَكْبٌ:] accord. to MF, it is a pl. of رَاكِبٌ. (TA.) [See also أُرْكُوبٌ.]

رَكْبَى and رَكْبَاةٌ: see رَكُوبٌ.

رَكَبُوتٌ and رَكَبُوتَى: see رَكُوبٌ.

رَكْبَانَةٌ: see رَكُوبٌ, in two places.

رِكَابٌ [Travelling-camels, used for riding; i. e.] camels (S, K, TA) upon which people journey; (S, TA;) i. q. مَطِىٌّ: (Msb:) or camels fit for carrying: (Har p. 22:) it has no proper sing.: (S:) the word used for the sing. is رَاحِلَةٌ: (S, Msb, K:) or, as ISh says, in the “ Book of Camels,” رِكَابٌ and عِيرٌ are applied to camels that go forth for corn (طَعَام) to be brought back upon them, both when they go forth and after they have come back: and the former term is applied also to camels upon which people journey to Mekkeh, on which مَحَامِل are borne: and hired [or other] camels that carry the goods and corn of merchants: but camels are not called عير, though bearing corn, [unless] if hired: [I insert the words “ or other ” and “ unless ” because it is further said,] عير are not those that bring corn for their owners; but these are called رِكَابٌ: (L, TA:) the pl. is رُكُبٌ, (S, K,) accord. to A'Obeyd, (TA,) and رِكَابَاتٌ and رَكَائِبُ; (K;) or, accord. to IAar, رُكُبٌ is not pl. of رِكَابٌ; and others say that it is pl. of ↓ رَكُوبٌ, signifying any beast on which one rides, [an epithet] of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (TA;) but called by ISd a subst.; (TA voce جَزُوزٌ;) and ↓ رَكُوبَةٌ is a more special term than رَكُوبٌ. (TA in the present art.) b2: [Hence,] رِكَابُ السَّحَابِ (tropical:) [The bearers of the clouds; i. e.] the winds. (A, K.) Umeiyeh says, تَرَدَّدُ وَالرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ [It (referring to a cloud) goes to and fro (تَرَدَّد being for تَتَرَدَّدُ), the winds being its bearers]. (TA.) A2: Also [The stirrup of a horse's saddle;] a well-known appertenance of a horse's saddle; (S;) the same with respect to a horse's saddle as the غَرْز with respect to a camel's: pl. رُكُبٌ. (K.) رَكُوبٌ and ↓ رَكُوبَةٌ: see رِكَابٌ: both signify A beast that is ridden: (S:) or a she-camel that is ridden: (K:) or the latter has this meaning: and is metaphorically applied to anything ridden: (Msb:) or the former signifies any beast that is ridden: and the latter is a name for everything that is ridden; applied to one, and to a pl. number: (TA:) or the former signifies ridden, as a fem. epithet: and the latter, one specially appointed for riding; and that is constantly kept to work; of beasts (K, TA) of any kind: (TA:) and the latter and ↓ رَكْبَانَةٌ and ↓ رَكْبَاةٌ and ↓ رَكَبُوتٌ (K) and ↓ رَكْبَى and ↓ رَكَبُوتَى, (K * and TA in art. حلب, [see حَلُوبٌ in several places,]) a she-camel that is ridden; or that is broken, trained, or rendered submissive or manageable: (K:) or رَكُوبٌ has this last signification, accord. to Az: and its pl. is رُكُبٌ: (TA:) the pl. of رَكُوبَةٌ being رَكَائِبُ: (TA voce جَزُوزٌ:) and ↓ رَكْبَانَةٌ signifies [also] a she-camel fit to be ridden; (S, TA;) like as حَلْبَانَةٌ signifies fit to be milked: the ا and ن are [said to be] added in order to give intensiveness to the signification: (TA:) [and all the other epithets mentioned above seem also, accord. to some, to have an intensive sense: see حَلُوبٌ.] You say, مَا لَهُ رَكُوبَةٌ وَلَا حَمُولَةٌ وَلَا حَلُوبَةٌ He has not a she-camel to ride, nor one to carry burdens, nor one to be milked. (S, TA.) b2: Also بَعِيرٌ رَكُوبٌ A camel having marks of galls, or sores, on his back, produced by the saddle. (TA.) b3: And طَرِيقٌ رَكُوبٌ A road ridden upon, (S, TA,) and trodden so as to be rendered even, or easy to be travelled. (TA.) A2: See also رَكَّابٌ.

رَكِيبٌ One who rides with another; a fellowrider. (K.) رَكِيبُ السُّعَاةِ, mentioned in a trad., and there promised a place in Hell, means He who accompanies tyrannical عُمَّال [or collectors of the poor-rates]. (TA.) b2: See also مَرَكَّبٌ. b3: نَخْلٌ رَكِيبٌ (K) and رَكِيبٌ مِنْ نَخْلٍ (TA) Palmtrees planted in a row by a rivulet, or not by a rivulet. (K, TA.) A2: Also A مَشَارَة, (K,) i. e. سَاقِيَة [or channel of water for irrigation]: (TA:) or a rivulet between [two pieces of sown ground such as are termed] دَبْرَتَانِ: (K:) or between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the text of the K in the TA:) or what is between two gardens of palm-trees and grape-vines: (so accord. to the CK and my MS. copy of the K:) or grape-vines between two rivers or rivulets: (TA:) or a place of seed-produce: (K:) or a clear, or cleared, piece of land, in which one sows: (T:) pl. رُكُبٌ. (K.) b2: [Hence,] أَهْلُ الرَّكِيبِ The people who stay, or dwell, by water; syn. الحُضَّارُ. (TA.) رُكَيْبٌ dim. of رَكْبٌ. (TA.) See رَاكِبٌ.

رَكُوبَةٌ: see رَكُوبٌ.

زَيْتٌ رِكَابِىٌّ [Olive-oil:] so called because brought on camels from Syria. (S, A, * K.) رَكَّابٌ and ↓ رَكُوبٌ, applied to a man, (K, TA,) the latter on the authority of Th, (TA,) signify the same, (K, TA,) Who rides much; a great rider: and so رَكَّابَةٌ applied to a woman. (TA.) b2: [Hence,] رَكَّابٌ لِلْأُمُورِ (assumed tropical:) A man who surmounts, or masters, affairs; [or who often does so; or accustomed to embark in, or undertake, or to surmount, or master, them; or who often embarks in, or undertakes, them, and therefore surmounts, or masters, them;] by his knowledge, and repeated experience, and good judgment. (K and TA in art. طلع.) عَلاهُ الرُّكَّابُ (tropical:) The nightmare, or incubus, came upon him. (A.) رَكَّابَةٌ: see the latter part of the next paragraph.

رَاكِبٌ Riding; or a rider: (Mgh, Msb, K:) or properly only a rider upon a camel: (ISk, S, K:) or the latter is its meaning when it is not used as a prefixed noun, as explained below; and is said to be the original signification: IB says that it may signify a rider upon a camel, ass, horse, or mule, when used as a prefixed noun; as when you say رِاكِبُ جَمَلٍ and رَاكِبُ حِمَارٍ &c.: (L:) accord. to ISk, you term a rider upon an ass فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ, (S, TA,) and a rider upon a mule فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ; (TA;) but 'Omarah says, I do not call the owner or rider of the ass فارس, but حَمَّارٌ; and the reason of his saying so is manifest, for فارس is an epithet of the measure فَاعِلٌ from الفَرَسُ “ the horse,” meaning “ an owner, or a rider, of the horse: ” (S, TA:) the pl. is رُكَّابٌ (S, K) and رُكْبَانٌ (S, * Mgh, Msb, K) and رُكُوبٌ (Mgh, K) and رِكَبَةٌ, (K,) or this last is a mistake for رَكَبَةٌ [q. v.], (MF, TA,) and ↓ رَكْبٌ, (Akh, Msb, K, TA,) as some say; (TA;) or this last is a quasi-pl. n., (K, TA,) not a broken pl. of رَاكِبٌ; (TA;) and signifies riders upon camels; (K;) or owners of camels on a journey, or travellers upon camels; (S;) consisting of ten or more: (S, K:) and sometimes it signifies riders upon horses: (IB, K:) or riders upon horses and camels: (IB, L, TA:) or a company of riders upon horses; or upon horses and camels: (TA:) [or, accord. to Kh, riders upon any beasts: (De Sacy's Anthol. Gram. Ar. p. 54 of the Arabic text:)] in the Kur viii. 43, الرَّكْبُ may signify the riders upon horses, or the riders upon camels, or the army composed of both these: (TA:) the pl. of رَكْبٌ is أَرْكُبٌ, (S, K,) [a pl. of pauc.,] and رُكُوبٌ. (K.) Accord. to IB, you do not say إِبِلٍ ↓ رَكْبُ nor رُكْبَانُ إِبِلٍ: but it is said that رُكَّابُ إِبِلٍ and رُكَّابُ خَيْلٍ &c. are allowable. (L.) An instance of رُكْبَان as distinguished from فُرْسَان occurs in a verse cited as one of the exs. of the preposition بِ. (TA.) ↓ رُكَيْبٌ [properly signifying A small company of riders upon camels, &c.,] occurs as meaning collectors of the poorrates: it is the dim. of ↓ رَكْبٌ; and shows that this latter is not a pl. [properly speaking] of رَاكِبٌ; for, were it so, the word used as its dim. would be رُوَيْكِبُونَ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ, and أُرْكُوبٌ.] b2: [Also A person on board of a ship or boat: pl. رُكَّابٌ.] You say رُكَّابُ السَّفِينَةِ (S, TA) The persons on board of the ship, or boat: and رُكَّابُ المَآءِ the voyagers upon the water: and Ibn-Ahmar has used in this sense the pl. رُكْبَانٌ; but it is said that this is not allowable; nor is أُرْكُوبٌ; nor رَكْبٌ. (TA.) b3: Also, and ↓ رَاكُوبٌ, (assumed tropical:) A shoot germinating upon the trunk of a palm-tree, not having any root in the ground: (S:) or a shoot on the upper part of a palm-tree, hanging down, but not reaching the ground; and so ↓ رَاكِبَةٌ and ↓ رَاكُوبَةٌ and ↓ رَكَّابَةٌ: (K:) or, as some say, the last of these words is not thus applied, but means a woman “ who rides much: ”

AHn, however, says that it signifies a palm-shoot, or the like thereof, growing forth at the top of the trunk of a palm-tree, and, in some instances, bearing with its mother; but when it is cut off, it is better for the mother: and رَاكِبٌ is also explained in the L as meaning small palm-trees that grow forth at the lower parts of large palmtrees: (TA:) or it means a shoot of a palm-tree not cut off from its mother: (Ham p. 66:) accord. to As, when a palm-shoot grows from the trunk, and does not adhere to the ground, it forms a vile kind of palm-tree; and the Arabs call it رَاكِبٌ and ↓ رَاكُوبٌ: the pl. of this last [and of ↓ رَاكُوبَةٌ] is رَوَاكِيبُ. (TA.) b4: رُكْبَانُ السُّنْبُلِ means (tropical:) What first appear, or grow forth, from the قُنْبُع, (A, K, TA,) i. e. the envelope of the grain, (TA,) of the ear of wheat. (K, TA.) b5: رَاكِبٌ also signifies (assumed tropical:) The head [or summit] of a mountain (جَبَل), as in [most of] the copies of the K; in some of which is found حَبْل [or rope]. (TA.) رَاكِبَةٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also sing. of رَوَاكِبُ (TA) which signifies (tropical:) Streaks [or layers] of fat, (A, K, TA,) overlying one another, (K, TA,) in the fore part of a camel's hump: those in the hinder part are called رَوَادِفُ, (A, K, TA,) of which the sing. is رَادِفَةٌ. (TA.) رَاكُوبٌ and رَاكُوبَةٌ: see رَاكِبٌ, latter part, in four places.

أَرْكَبُ Large in the رُكْبَة [or knee]. (S, K.) b2: A camel having one of his knees larger than the other. (S, K.) أُرْكُوبٌ A company of riders upon camels, (K,) or of owners of camels on a journey, or of travellers upon camels, exclusively of other beasts, (S,) but more in number than the company called رَكْبٌ: (S, K:) pl. أَرَاكِيبُ. (TA.) [See also رَكَبَةٌ.]

مَرْكَبٌ an inf. n. of رَكِبَ. (A, K, TA.) b2: And also a noun of place [properly signifying A place of riding, &c.]. (TA.) [Hence, Anything upon which one rides; and upon, or in, which one is borne or carried:] one of the مَرَاكِب of the land; and [more commonly] of the sea: (S, K:) [i. e.] a beast [on which one rides]; (A, TA;) and a vessel, i. e. a ship or boat: (A, Mgh, Msb, TA:) a saddle; and any kind of vehicle borne by a camel or other beast: (the lexicons passim:) مَرَاكِبُ is the pl. (Mgh, Msb.) Yousay, نِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ [Excellent, or most excellent, is the thing upon which one rides, the beast]. (A.) And جَآءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ The vessels, or the ships or boats, of El-Yemen came. (A.) b3: [And hence المَرْكَبُ as the name of (assumed tropical:) The principal star (a) of Pegasus; because in the place of the saddle.]

مُرْكِبٌ A colt that has become fit for being ridden. (TA.) And دَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ A beast that has attained the age at which one may ride him during a warring and plundering expedition. (TA.) مُرَكَّبٌ A man to whom a horse is lent for a portion of the spoil that he may obtain: (IAar, TA:) or a man who borrows a horse upon which to go forth on a warring and plundering expedition, and who receives one half of the spoil, the other half being for the lender: (K:) or one to whom a horse has been given for him to ride, and who has put his foot into the stirrup. (A.) [Also] Weak in the art of horsemanship, or the management of horses, and the riding of them. (Ham p. 441.) b2: [Also Put, or set, one part upon another: set, or fixed, in another thing: composed; constituted; or put together: see its verb, 2.] The stone [set] in the signet-ring is termed مُرَكَّبٌ and ↓ رَكِيبٌ; and so the arrowhead [fixed] in the shaft: (S:) or رَكِيبٌ signifies, (K, TA,) as a subst., (TA,) a thing set (مُرَكَّبٌ) in a thing, such as a ring-stone in the bezel, or collet, of the signet-ring. (K, * TA.) A2: Also (tropical:) Origin: and place of growth or germination or vegetation. (S, K, TA.) You say, فُلَانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of the origin of his rank among his people. (S, A. *)
(ر ك ب) : (رَكِبَ) الْفَرَسَ رُكُوبًا وَهُوَ رَاكِبٌ وَهُمْ رُكُوبٌ كَرَاكِعٍ وَرُكُوعٍ (وَمِنْهُ) «صَلَّوْا رُكُوبًا» أَيْ رَاكِبِينَ (وَالْمَرْكَبُ) السَّفِينَةُ لِأَنَّهُ يُرْكَبُ فِيهَا (وَمِنْهُ) انْكَسَرَتْ بِهِمْ مَرَاكِبُهُمْ أَيْ انْكَسَرَتْ سُفُنُهُمْ وَهُمْ فِيهَا وَتَرْكِيبُ فَسِيلِ النَّخْلِ نَقْلُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ يُغْرَسُ فِيهِ وَذَلِكَ أَقْوَى (وَمِنْهُ) وَلَوْ دَفَعَ نَخْلًا عَلَى أَنْ يَسْقِيَهُ وَيُلَقِّحَهُ وَيُرَكِّبَهُ وَقِيلَ التَّرْكِيبُ التَّشْذِيبُ وَهُوَ عَلَى هَذَا تَصْحِيفُ التَّكْرِيبِ يُقَالُ كَرَّبَ النَّخْلَ إذَا شَذَّبَهُ وَقَطَعَ كَرَبَهُ وَهُوَ أُصُلُ سَعَفِهِ (وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ) مَنْبِتُ شَعْرِ الْعَانَةِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ وَقِيلَ هُوَ لِلْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَالْجَمْعُ أَرْكَابٌ.
ر ك ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: مَرَّ بِنَا (رَاكِبٌ) ، إِذَا كَانَ عَلَى بَعِيرٍ خَاصَّةً. فَإِذَا كَانَ عَلَى فَرَسٍ أَوْ حِمَارٍ قُلْتَ: مَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ. وَقَالَ عُمَارَةُ: رَاكِبُ الْحِمَارِ حَمَّارٌ لَا فَارِسٌ. وَ (الرَّكْبُ) أَصْحَابُ الْإِبِلِ فِي السَّفَرِ دُونَ الدَّوَابِّ وَهُمُ الْعَشَرَةُ فَمَا فَوْقَهَا وَ (الرُّكْبَانُ) الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ. وَ (الرِّكَابُ) الْإِبِلُ الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ وَلَا وَاحِدَةَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. وَالرُّكَّابُ جَمْعُ رَاكِبٍ مِثْلٌ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ. وَ (الْمَرْكَبُ) وَاحِدُ (مَرَاكِبِ) الْبَحْرِ وَالْبَرِّ. وَ (الرَّكُوبُ) وَ (الرَّكُوبَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا. مَا يُرْكَبُ. وَقَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ» . وَ (ارْتِكَابُ) الذُّنُوبِ إِتْيَانُهَا. 
ركب
الرُّكُوبُ في الأصل: كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السّفينة، والرَّاكِبُ اختصّ في التّعارف بممتطي البعير، وجمعه رَكْبٌ، ورُكْبَانٌ، ورُكُوبٌ، واختصّ الرِّكَابُ بالمركوب، قال تعالى: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً
[النحل/ 8] ، فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ
[العنكبوت/ 65] ، وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
[الأنفال/ 42] ، فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً
[البقرة/ 239] ، وأَرْكَبَ المُهْرُ: حان أن يركب، والْمُرَكَّبُ اختصّ بمن يركب فرس غيره، وبمن يضعف عن الرُّكُوبِ، أو لا يحسن أن يركب، والمُتَرَاكِبُ: ما ركب بعضه بعضا. قال تعالى: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً
[الأنعام/ 99] . والرُّكْبَةُ معروفة، ورَكِبْتُهُ: أصبت رُكْبَتَهُ، نحو: فأدته ورأسته ، ورَكِبْتُهُ أيضا أصبته بِرُكْبَتِي، نحو:
يديته وعنته، أي: أصبته بيدي وعيني، والرَّكْبُ كناية عن فرج المرأة، كما يكنّى عنها بالمطيّة، والقعيدة لكونها مقتعدة.

ركب


رَكَبَ(n. ac. رَكْب)
a. Hit, struck on or with the knee. _ast;

رَكِبَ(n. ac. مَرْكَب
رُكُوْب)
a. Mounted, rode upon; traveled, journeyed on, in;
embarked upon, voyaged, sailed ( in a ship );
ventured upon, braved (danger).
b. Followed ( his own inclinations ).
c. Committed (sin).
d.(n. ac. رَكَب), Was large-kneed.
رَكَّبَa. Made to mount; mounted, supplied with ( a
horse ).
b. Put, set one thing on another; put together; adapted
fitted together, joined; constructed; composed; compounded, mixed
together.

رَاْكَبَa. Pressed, urged, constrained to.

أَرْكَبَa. see II (a)b. Was, became fit for riding.

تَرَكَّبَa. Pass. of II (b).
تَرَاْكَبَa. Was put, joined together; was heaped, piled up; was
accumulated.

إِرْتَكَبَa. Committed (sin).
رَكْب
(pl.
أَرْكُب رُكُوْب)
a. Troop of horsemen; cavalcade.

رَكْبَةa. see 2t
رِكْبَةa. Riding; horsemanship.

رُكْبَة
(pl.
رُكَب
رُكَُْبَات )
a. Knee, knee-joint.
b. Joint.

مَرْكَب
(pl.
مَرَاْكِبُ)
a. Vehicle, conveyance: carriage, cart.
b. Ship, vessel; boat.

مَرْكَبَةa. see 17 (a)
رَاْكِب
(pl.
رَكْب
رُكُوْب
رُكَّاْب رُكْبَاْن)
a. Rider, horseman; traveller.
b. Summit, top (mountain).
رَاْكِبَة
(pl.
رَوَاْكِبُ)
a. Shoot of a palmtree.

رِكَاْب
(pl.
رُكُب)
a. Stirrup.
b. (pl.
رُكُب
رَكَاْئِبُ), Camel.
رَكِيْب
(pl.
رُكُب)
a. Placed upon, laid over.
b. Fixed, set, inserted in.
c. Fellow-traveller.

رَكُوْب
(pl.
رَكَاْئِبُ)
a. see 21 (a)b. Ridinganimal: steed; horse &c.

رَكُوْبَةa. see 26 (b)
رَكَّاْبa. Rider; horseman; cavalier.

رُكَّاْبa. Nightmare.

رَاْكُوْبa. Support of a vine.
b. see 21t
رَاْكُوْبَةa. see 21t
N. P.
رَكڤبَ
(pl.
مَرَاْكِيْبُ)
a. Ridinganimal; horse &c.
b. Shoes.

N. P.
رَكَّبَa. Constituted, composed, put together, set, fixed.
N. Ag IV, Colt.
ر ك ب

ركبه وركب عليه ركوباً ومركباً، وإنه لحسن الرّكبة، ونعم المركب الدابة، وأرفىء مركب فلان فركب فيه، وجاءت مراكب اليمن: سفائنه. وأوضعوا ركابهم وركائبهم، وماله ركوبة ولا حلوبة، وبعير ركوب، وإبل ركب، وهم ركبان الإبل، وركّاب السفن، وأركبني خلفه، وأركبني مركباً فارهاً. وأركب المهر، ولي قلوص ما أركب. وفارس مركب: أعطاه رجل فرساً يغزو عليه على أن له بعض غنمه. قال:

لا يركب الخيل إلا أن يركبها

ووضع رجله في الركاب، وقطعوا ركب سروجهم. وزيت ركابي: محمول من الشأم على الركاب. ومرّ بي ركب وأركوب. ومروا بنا ركوباً. واستركبته فأركبني. وركب الفص في الخاتم والسنان في القناة فتركّب فيه. وركبته: ضربت ركبتيه، وضربته بركبتي وهو أن تقبض على فوديه ثم تضرب جبهته بركبتك. ورجل أركب: عظيم الركبة. وبين عينيه مثل ركبة العنز من أثر السجود. ووسع ركيب كرمك ومبطختك وهو الظهر بين النهرين.

ومن المجاز: ركب الشحم بعضه بعضاً وتراكب. وركبه الدين. وركب ذنباً وارتكبه. وإن جزورهم لذات رواكب وروادف، فالرواكب طرائق الشحم في مقدّم السنام والروادف في مؤخره. والرياح ركاب السحاب. قال أمية:

تردد والرياح لها ركاب

وركب رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشداً. وهو يمشي الركبة، وهم يمشون الركبات. وفي حديث حذيفة: " إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب حجل لا تعرفون معروفاً ولا تنكرون منكراً " وعلاه الركاب: الكابوس بوزن كبار. وطلعت ركبان السنل: سوابقه وأوائله إذا خرجت به من القنبع. وهو كريم المنبت والمركب. وهذا أمر قد اصطكت فيه الركب وحكت فيه الركبة الركبة.
ر ك ب : رَكِبْتُ الدَّابَّةَ وَرَكِبْتُ عَلَيْهَا رُكُوبًا وَمَرْكَبًا ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلدَّيْنِ فَقِيلَ رَكِبْتُ الدَّيْنَ وَارْتَكَبْتُهُ إذَا أَكْثَرْتَ مِنْ أَخَذِهِ وَيُسْنَدُ الْفِعْل إلَى الدَّيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ رَكِبَنِي الدَّيْنُ وَارْتَكَبَنِي وَرَكِبَ الشَّخْصُ رَأْسَهُ إذَا مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بِغَيْرِ قَصْدٍ وَمِنْهُ رَاكِبُ التَّعَاسِيفِ وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَقْصِدٌ مَعْلُومٌ وَرَاكِبُ الدَّابَّةِ جَمْعُهُ رَكْبُ مِثْلُ: صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَرُكْبَانٌ.

وَالْمَرْكَبُ السَّفِينَةُ وَالْجَمْعُ الْمَرَاكِبُ وَالرِّكَابُ بِالْكَسْرِ الْمَطِيُّ الْوَاحِدَةُ رَاحِلَةٌ مِنْ غَيْر لَفْظِهَا وَالرَّكُوبَةُ بِالْفَتْحِ النَّاقَةُ تُرْكَبُ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ فِي كُلّ مَرْكُوبٍ وَالرُّكْبَةُ مِنْ الشَّخْصِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ رُكَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَرْكَبَ الْمُهْرُ إرْكَابًا حَانَ وَقْتُ رُكُوبِهِ.

وَالرَّكَبُ بِفَتْحَتَيْنِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هُوَ مَنْبِتُ الْعَانَةِ وَعَنْ الْخَلِيلِ هُوَ لِلرَّجُلِ خَاصَّةً وَقَالَ الْفَرَّاءُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَأَنْشَدَ
لَا يُقْنِعُ الْجَارِيَةَ الْخِضَابُ ... وَلَا الْوِشَاحَانِ وَلَا الْجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الْأَرْكَابُ ... وَيَقْعُدَ الْأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الرَّكَبُ مِنْ أَسْمَاءِ الْفَرْجِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ أَيْضًا. 
ركب
الرُّكْبَةُ: مَعْروفةٌ، رَكَبه يَرْكُبُه رَكْباً: إذا قَبَضَ على فَوْدَيْ شَعرِه ثم ضَرَبَ على جَبْهَتِه برُكْبَتَيْه. ورَكَبَتا خُفي البَعِيرِ: المَفْصِلانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ البَطْنَ إذا بَرَكَ.
وأثَرُ السُّجُودِ يُقال له: الرُّكْبَةُ.
وبَعِيرٌ أرْكَبُ: إذا كانَ إحدى رُكْبَتَيْه أعْظَمَ من الأُخْرى.
وناقَةٌ رَكْبَاءُ: بها رَكَبٌ وهو داءٌ يأْخُذُ في الرُّكْبَةِ.
وفي مَثَل للمُسْتَوِيَيْن: " هُما كرُكْبَتَي البَعِيرِ ".
والرُّكُوْبُ: مَعْرُوفٌ. والركْبَةُ: ضَرْبٌ منه. وكُل شَيْءٍ عَلا شَيْئاً فقد رَكِبَه حتّى الدَّيْنَ وغيرِه.
ورُكّابُ السَّفِيْنَةِ: مَنْ يَرْكَبُها.
والرُّكْبَانُ والرَّكْبُ: راكِبُو الدَّوابِّ.
والرَّكُوْبَةُ: كُل دابَّةٍ تُرْكَبُ.
والمَرْكَبُ: الدابَّةُ. والمَصدَرُ. والمَوْضِعُ.
ورَوَاكِبُ الشَّحْم: طَرائقُ بعضُها فَوْقَ بعض في مُقَدَّم السَّنَام.
وأرْكَبَ المُهْرُ: حانَ له أنْ يُرْكَبَ.
وأرْكَبَتِ الدابَّةُ فهي مُرْكِبَة: إذا بَلَغَتْ أنْ يُنْزى عليها الفَحْلُ.
وأحْلَبَتِ الناقَةُ أمْ أرْكَبَتْ: أي أجاءَتْ بأُنْثى أم بذَكَرٍ.
وناقَةٌ حَلْبَى رَكْبى وحَلْبَاةٌ رَكْبَاةٌ وحَلْبَانَةٌ رَكْبَانَةٌ: أي تُحْلَبُ وتُرْكَبُ.
والرِّكَابُ: رِكَابُ السَّرْجِ، وجَمْعُه رُكُبٌ. والإِبلُ التي تَحْمِلُ القَوْمَ. والرِّيَاحُ: رِكَابُ السَّحَابِ.
والمُرَكَّبُ: الذي يَغْزُو على فَرَس غيرِه. والشَّيْءُ المُثْبَتُ في الشَّيْءِ.
وفلانٌ كَرِيْمُ المُرَكَّبِ: أي المَنْصبِ.
والرَّكِيْبُ: اسْمٌ للمُرَكَبِ في الشَّيْءِ مِثْل الفَصِّ ونحوِه. وهوه - أيضاً -: ما بَيْنَ نَهَري الكَرْم وهو الظَّهْرُ الذي بَيْنَ النَّهْرَيْن. والقَرَاحُ من الأرض.
والرُّكَابُ: الكابُوْسُ.
والرَّكَبُ: مَعْروفٌ، والجميع الأرْكابُ، وهو للمَرْأةِ خاصَّةً.
والرَّكّابَةُ: شِبْهُ فَسِيْلةٍ تَخْرُجُ في أعْلى النَّخْلةِ عند قِمَتِها.
والرُّكْبَانُ: سَوَابِقُ السُّنْبُل الذي يَخْرُجُ من القُنْبُع في أوِّله.
وهُمْ على أُرْكُوْبَةٍ واحِدَةٍ: أي على حالٍ واحِدَة.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ. قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ، والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم. والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة. والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ. والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب. وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ ، أي تصلح للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب: إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ ورُكُباتٌ ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف. والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم من الاخرى. وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة. قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ: رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً: الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ مَنْصِبهِ في قومه.
(ركب) - في كِتابِ أَبِى دَاوُدَ في الحَدِيث: "سَيأْتِيكُم رُكَيْب مبُغَضُون"
الرُّكَيْب: تَصغِير رَكْب، والرَّكْب: جَمع رَاكِب، كما يُقال: صَحْب وتَجْر في جمع صَاحِب وتَاجِر، وعَنَى بهم السُّعاةَ إذا أَقبلُوا لطَلَب الزَّكاةِ، وجَعــلَهم مُبغَضِين لِمَا في نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها وشدَّة حَلاوَتها.
ومنهم مَنْ يجعَل الرَّكْبَ اسماً واحِدًا: كالقَوْم. والرِّكاب: الِإبلُ التي تَحمِل القَومَ وما مَعَهم، لا واحِدَ لها من لَفظها. وجمع الرِّكاب الذي هو الغَرْز : رُكُب، والرَّاكب بالإِطلاق: رَاكِب البَعِير، فإذا أَرادُوا غَيرَه قَيَّدوه فَقالُوا: رَاكبُ حِمار أَو فَرَس.
قال أبو بَكْر السِّيرافِى: الصحيح أن رَكْباً وصَحْباً اسمٌ واحِدٌ كقَوْم، ويَجِىء على الجَمع، كقولك: رُكَيْب وصُحَيْب في التَّصغير، ولو كان جَمْعاً لَصُغِّر على: رُوَيْكِبُون.
- في حَدِيث قِيامِ السَّاعَة بعد ظُهُور الآيات: "لو أَنتَج الرجلُ مُهراً لم يُركِب - بكَسْر الكَافِ - حتى تَقُوم السَّاعَة". يقال: أَركَبَ المُهر يُركب فهو مُركِبٌ - بكَسْر الكاف - إذا حَانَ له أن يُركَب.
- قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} .
فالرَّكُوب: ما يُركَب من كُلِّ دَابَّةٍ، فَعُول بِمَعنى مَفْعُول.
وثَنِيَّة رَكُوبه : ثَنِيَّة صَعْبَة بالحِجاز عند العَرْج، سَلَكَها رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.
والرُّكبة للآدَمِى في قَدَمه، وهي من كُلِّ ذِى حَافِر: المَوصِل بَيْن الذَّراع والوَظِيف.
- في حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرة - في حَدِيثِ مُسلِم -: "فإذا عُمَر قد رَكِبَنِى وجَاءَ على أَثَرى".
: أي تَبعَنى، وكأَنَّ مَعناه إنَّما اُّخِذ من أَنَّ الراكِب يَسِير بسَيْر المرْكُوبِ، كذلك عُمَر إنّما سار بسَيْر أبى هُرَيْرة واهْتَدَى إلى المَوضِع بِه، والله تَعالى أَعلَم.
- في حَدِيثِ ابنِ سِيرِين: "أَمَا تَعرِف الأُزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ لا يَرْكُبُوك" . - ومنه الحَدِيثُ "وجَعَلَ المُهَلَّب يَضرِب مُعاوِيةَ بنَ عمْرو، ويَرْكُبهُ، فقال: أَعفِنى من أُمِّ كَيْسان".
وهو كُنيَة الرُّكبَة: أي يَضرِبه برُكْبَتِه.
- في حديث نُقَادَةَ: "ناقَةٌ حَلْبانَة رَكْبانَة" .
: أي تَصْلُح للأَمرَين، زِيدَت الأَلِفُ والنُّون فِيهِما لِتُؤَدِّيا أَداءَ ياءِ النِّسبة في الحَلْبِيَّة والرُّكبِيَّة.
[ركب] نه: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا "الركب" أسنتها، الرُكب بضم راء وكاف جمع ركاب وهي الرواحل من الإبل، وقيل: جمع ركوب وهو ما يكرب من كل دابة، والركوبة أخص منه. ومنه: أبغني ناقة حلبانة "ركبانة" أي تصلح للحلب والركوب، والألف والنون للمبالغة، ولتعطيا معنى النسب إلى الحلب والركوب. وفيه: سيأتيكم "ركيب" مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم، يريد عمال الزكاة وجعــلهم مبغضين لما في نفوس أرباب الأموال من حبها وكراهة فراقها، والكريب مصغر ركب اسم جمع، وقيل: جمع راكب، وهو لغة راكب الإبل ثم اتسع باستعماله في كل راكب دابة. ط: أي مبغضون طبعًا لا شرعًا وقد يكون أراد بعض العمال سيء الخلق، والأول أوجه لأن السوق على أن المراد عمال النبي صلى الله عليه وسلم، يريد تزعمون أنهم ظالمون وليسوا بذاك ولذا أمروا بالدعاء لهم وإرضائهم وقال: أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم. وح: لا تركبواالأمير أعفى من أم كيسان، وهي كنية الركبة. وثنية "ركوبة" معروفة بين مكة والمدينة. وفيه: لبيت "بركبة" أحب إلى من عشرة أبيات بالشام، ركبة موضع بالحجاز يريد لطول الأعمار والبقاء ولشدة الوباء بالشام. ك: ادخل "ركابك" بكسر راء الإبل التي يسار عليها، واحدتها راحلة. ج ومنه: من خيل ولا ركاب. ك: وجعلني النبي صلى الله عليه وسلم في "ركوب" بين يديه هو بالضم جمع راكب وبالفتح ما يركب. وفيه: ويلك "اركبها" جوز به أحمد ركوب الهدي والشافعي عند الحاجة، والحنفية للضرورة. وفيه: باب البناء بغير "مركب" ولا نيران، أي بغير ركوب، وروى: ركوب، بواو، وهم القوم الركوب على الإبل للزينة. ن: خير نساء "ركبن" الإبل، أي نساء العرب وقد علم أن العرب خير من غيرهم في الجملة. ج: كنا في "ركبة" معه الراكب، والركبة بالحركة أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها. وفيه: نشتري الطعام من "الركبان" جمع راكب، والمراد من يجلبون الأرزاق والمتاجر والبضائع، ونهى عن تلقيهم لأنه يكذب في سعر البلد ويشتري بأقل من ثمن المثل وهو تغرير محرم. ومنه: صلوا رجالًا و"ركبانا". وفيه: وأربعة "ركائب" وهو جمع ركوبة وهي ما يركب عليه من الإبل كالحمولة ما يحمل عليه منها.
(ر ك ب)

رَكِب الدابَّة رُكُوبا: علاها.

وَالِاسْم الرِّكْبَة.

وكلُّ مَا عُلِى فقد رُكِب، وارتُكب.

ورَكِب الهولَ والليلَ وَنَحْوهمَا مثلا بذلك. ورَكِب مِنْهُ أمرا قبيحا، وارتكبه، وَكَذَلِكَ ركِب الذَّنْبَ، وارتكبه، كلُّه على المَثَل. وَقَالَ بَعضهم: الرَّاكِب للبعير خاصَّة، وَالْجمع: رُكَّاب، ورُكبان، ورُكوب.

وَرجل رَكُوب، ورَكَّاب، الأولى عَن ثَعْلَب: كثير الرّكُوب.

وَالْأُنْثَى رَكَّابة.

والرَّكْبُ: رُكْبان الإبِل، اسْم للْجمع وَلَيْسَ بتكسير: رَاكب وَقَالَ الْأَخْفَش: هُوَ جمع، وهم العَشَرة فَمَا فَوْقهم. وَأرى أَن الركب قد يكون للخيل وَالْإِبِل، قَالَ السُّلَيك بن السُّلَكة وَكَانَ فَرَسُه قد عَطِب أَو عُقِر:

وَمَا يُدْريكَ مَا فَقْري إِلَيْهِ ... إِذا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْب أَغَارُوا

وَفِي التَّنْزِيل: (والرَّكْبُ أسْفَلَ مِنْكُم) فقد يجوز أَن يَكُونُوا رَكْب خيل وَأَن يَكُونُوا رَكْب إبل وَقد يجوز أَن يكون الْجَيْش مِنْهُمَا جَمِيعًا وَقَول عليّ رَضِي الله عَنهُ: " مَا كَانَ مَعَنا يَوْمئِذٍ فرس إلاّ فرس عَلَيْهِ الْمِقْدَاد بن الْأسود " يصحّح أَن الركب هَاهُنَا رُكَّاب الْإِبِل.

وَالْجمع: أرْكُب، ورُكوب.

والأُركوب: اكثر من الركب، قَالَ، انشده ابْن جنيّ: أعلقتُ بالذئب حبلا ثمَّ قلت لَهُ ... اِلحق بأهلك واسلَمْ أَيهَا الذِّيبُ

أما تَقول بِهِ شَاة فيأكلها ... أَو أَن تبيعَه فِي بعض الأراكيب

وَأَرَادَ تبيعها، فَحذف الْألف تَشْبِيها لَهَا بِالْيَاءِ وَالْوَاو لما بَينهمَا وَبَينهَا من النِّسْبَة. وَهَذَا شاذّ.

والرَّكَبة: أقلّ من الرَّكْب.

والرِّكاب: الْإِبِل. واحدتها: رَاحِلَة وَجَمعهَا: رُكُب وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذا سافرتم فِي الخِصْب فأعطوا الرِّكاب أسِنَّتَها " أَي أمكنوها من المَرْعَى.

وزيت رِكابيّ: يحمل على ظُهُور الْإِبِل.

والرّكاب للسَّرْج: كالغَرْز للرّحل، وَالْجمع: رُكُب.

والمركَّب: الَّذِي يستعير فَرَسا يَغْزُو عَلَيْهِ، فَيكون نصف الْغَنِيمَة لَهُ وَنِصْفهَا للمُعير.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفع إِلَيْهِ فرس لبَعض مَا يُصِيب من الغُنْم.

ورَكَّبه الْفرس: دَفعه إِلَيْهِ على ذَلِك، وَأنْشد:

لَا يركب الخيلَ إلاّ أنْ يُرَكَّبها ... وَلَو تناتجن من حُمْر وَمن سُودِ

وأركب المُهْرُ: حَان أَن يُركب.

ورُكَّاب السَّفِينَة: الَّذين يركبونها.

وكذاك: رُكَّاب المَاء.

والرَّكُوب، والرَّكوبة من الْإِبِل: الَّتِي تُركب.

وَقيل: الرَّكوب: المركوب، والرَّكوبة: المعيَّنة للرُّكُوب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تُلْزَم العملَ من جَمِيع الدوابّ.

وناقة رَكوبة، ورَكْبانة، ورَكْباة: أَي تُركَب.

وَحكى أَبُو زيد: نَاقَة رَكَبُوت.

وَطَرِيق رَكوب: مركوب مُذَلَّل.

وَالْجمع: رُكُب. وعَوْد رَكوب: كَذَلِك.

والرّاكب، والرّاكبة: فَسِيلة تكون فِي أَعلَى النَّخْلَة متدلِّية لَا تبلغ الأَرْض.

وَهِي: الرّاكوبة، والرّاكوب، وَلَا يُقَال لَهَا: الرَّكَّابة، إِنَّمَا الرَّكَّابة: الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الرّكُوب، على مَا تقدَّم، هَذَا قَول بعض اللغويّين.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الرَّكَّابة: الفَسِيلة تخرج فِي أَعلَى النّخلة عِنْد قمَّتها، وَرُبمَا حَمَلت مَعَ أمّها، وَإِذا بلغت كَانَ أفضلَ للأمّ. فَأثْبت مَا نفى غَيره من الرَّكّابة.

ورَكّب الشَّيْء: وضع بعضه على بعض، وَقد تَركّب، وتراكب.

والمُتراكِب من القافية: كل قافية توالَتْ فِيهَا ثَلَاثَة احرف متحركة بَين ساكنين، وَهِي مفاعلتن ومفتعلن وفَعِلن، لِأَن فِي فَعِلن نونا سَاكِنة، وَآخر الْحَرْف الَّذِي قبل فعِلن نون سَاكِنة، وفَعِلْ إِذا كَانَ يعْتَمد على حرف متحرّك، نحوفعولُ فِعل اللَّام الْأَخِيرَة سَاكِنة وَالْوَاو فِي فعول سَاكِنة.

والرَّكِيب: المركَّب فِي الشَّيْء، كالفَصّ يركّب فِي كِفّة الخاتمِ.

والمركَّبُ: الأَصْل.

ورُكْبان السُنْبُل: سوابقُه الَّتِي تخرج من القُنْبُع.

ورواكب الشَّحم: طرائق بَعْضهَا فَوق بعض فِي مقدَّم السّنَام، فأمَّا الَّتِي فِي الْمُؤخر، فَهِيَ الروادف واحدتها: راكبة ورادفة.

والرُّكْبتان: موصل مَا بَين أسافل أَطْرَاف الفخذين وأعالي السَّاقَيْن. وَقيل: الرّكْبَة: مَوْصِل الوظيف والذراع.

وكلُّ ذِي أَربع، رُكبتاه فِي يَدَيْهِ، وعُرْقوباه فِي رِجْليه. والعُرْقوب: موصل الوظيف.

وَقيل: الرُّكبة: مِرْفَق الذِّرَاع من كلّ شَيْء.

وَحكى اللحيانيّ: بعير مُسْتوقِحُ الرُّكَب، كَأَنَّهُ جعل كل جُزْء مِنْهَا ركبة ثمَّ جمع على هَذَا.

والأَرْكَب: الْعَظِيم الرّكْبَة.

وَقد رَكب رَكباً.

والرَّكب: بَيَاض فِي الرّكْبَة.

ورُكِب الرجلُ: شكا ركبته. ورَكَب الرجلَ يركبُه رَكْبا: ضرب رُكْبته.

وَقيل: هُوَ إِذا ضربه بركبته.

وَقيل: هُوَ إِذا اخذ بِشعرِهِ ثمَّ ضرب جَبْهته بركبته.

والرَّكِيب: المَشَارة.

وَقيل: الجَدْول بَين الدَّبْرتين.

وَقيل: هِيَ مَا بَين الحائطين من الكَرْم والنَّخْل.

وَقيل: هِيَ مَا بَين النهرين من الكَرْم، وَهُوَ الظَّهْر الَّذِي بَين النهرين.

وَقيل: هِيَ المَزْرعة، قَالَ تأبطّ شرّاً:

فيوما على أهل المواشِي وَتارَة ... لأهل رَكِيب ذِي ثَمِيل وسُنْبُل

وَالْجمع: رُكُب.

والرَّكَب: العانةُ.

وَقيل: مَنْبتُها.

وَقيل: هُوَ مَا انحدر عَن البَطْن فَكَانَ تَحت الثُّنَّة وَفَوق الفَرْج، كُلّ ذَلِك مذكَّر، صرَّح بِهِ اللحيانيّ.

وَقيل: الرَّكَبان: أصلا الفخذين اللَّذَان عَلَيْهِمَا لحمُ الفَرْج من الرجل وَالْمَرْأَة.

وَقيل: الرّكَب: ظَاهر الفَرْج.

وَقيل: هُوَ الْفرج نَفْسُه، قَالَ: غَمزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوقِ ... بَين سِمَاطَىْ رَكَب محلوقِ

وَالْجمع: أركاب، وأراكيب، أنْشد اللحيانيّ:

يَا لَيْت شِعري عَنْك يَا غَلابِ ... تحملُ مَعْها أحسنَ الأركابِ

أصفر قد خُلِّق بالمَلاَبِ ... كجبهة التركيّ فِي الجِلبابِ

ورَكُوبُ، ورَكُوبةُ، جَمِيعًا: ثَنِيَّة مَعْرُوفَة صعبة سلكها النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

ولكنَّ كراًّ فِي رَكوبةَ أعْسَر

وَقَالَ عَلْقَمَة:

فإنَّ المُنَدَّى رِحلة فرَكوبُ

رِحْلة: هَضْبة أَيْضا. وَقد قدمنَا أَن واية سِيبَوَيْهٍ: " رِحْلةٌ فرُكوب " أَي: أَن تُرْحل ثمَّ تُركَب.

ومَرْكوب: مَوضِع. قَالَت جنوب أُخْت عَمْرو ذِي الكَلْب:

أبلغ بني كَاهِل عنِّي مغلغلةً ... والقومُ من دونهم سَعْيا فمركوبُ
ركب: رَكِب: يستعمل هذا الفعل في الكلام عن البحر الذي يغطي جزيرة أو شيئاً آخر (معجم الإدريسي، تاريخ البربر 1: 119).
ورَكِب (الحصن): أشرف، أطل، ففي حيان (ص79 د): حِصْن بلاي الراكب لِقَنْبانية قرطبة.
رَكِب فلاناً: تبعه (لين)، ونجد غالباً ركبوهم بالسيف في الكلام عن الفرسان يتتبعون الأعداء، أي: يتبعوهم والسيف بأيدهم (كرتاس ص96، 158، 161). رَكِب أكْتافَه: تعني أيضاً تبعه وتعقبه وسعى في أثره (بوشر، معجم البلاذري، حيان ص71 ق).
رَكِبَ فلاناً: غلبه في لعبة شطرنج (حياة تيمور 2: 873).
رَكِب: استمتع بامرأة، وطئها (ألكالا).
رُكُوب: راكبو النساء، واطئوهم، الواحد منهم راكب (محيط المحيط).
وراكبوا الغلام: واطئوه (ألكالا)، ففي المقري (3: 23):
وناديت في القوم الركوب فأسرعوا ... فريقٌ لنسوان وقومٌ لذكران
رَكِب: تضاف إلى مصدر أو اسم لتعبر عن الفكرة الحقيقية لهمــا، يقال مثلاً: ركب الاستكبار أي اصبح متكبراً (هو جفلايت ص50)، وركب الفرار: فَرَّ (ملَر نصوص من ابن الخطيب وغيره 1862، 2: 35).
ورَكِب عزائمه: اتخذ قراراً حازماً، وعزم عزماً حازماً (تاريخ البربر 1: 492).
ركب الموتَ: سعى إلى الموت، أسرع إلى طلب الموت في القتال (الحماسة ص37 وقد نقلت في معجم البلاذري).
رَكِب عليه: علاه (بوشر).
رَكّب (بالتشديد): أركبه وجعله يركب دابة. ففي رياض النفوس (ص74 و): فجعلوا في رِجْله قيداً وكبلوه ورَكَّبوه دابة من دوابهّم (ألف ليلة 3: 214).
رَكَّب: وضع حديد في حافر الفرس، نعّله (ابن العوام 2: 563).
رَكَّب: أبَّر، طعَّم شجرة، وخاصة طعمها بالبرعمة مع قشرها، ففي المعجم اللاتيني - العربي: ( insistor مُرَكَّبُ الشجَر)، (ألكالا) وفيه: اسم الفاعل مُركِّب واسم المفعول مُركَّب (بوشر، ابن البيطار 2: 521، ابن العوام 1: 14، 1: 18)، انظر تركيب.
رَكَّب: اختلق، زوّر، لفّق، ففي محيط المحيط والعامة تقول: ركَّب الرجل القِصَّة أي لفَّقها كذباً.
ركَّب على: سدَّد، صوَّب إلى (بوشر)، وركَّب المدفع: سدَّده وصوّبه إلى (ألف ليلة طبعة بولاق 1: 63).
ركَّبَ تختاً: هيّأَ سريراً، صنعه (بوشر).
ركَّبَ قزازاً: وضع زجاجاً في الإطار (بوشر).
ركَّب قفلاً: وضع قفلاً (بوشر). ركَّب الكلام: نسَّقه (بوشر) , ركَّب بالمينا: نقَّش بالمينا (بوشر).
راكَبَ: واكب، ركب في موكب (المقري 1: 472).
راكَب فلاناً: لازمه وألح عليه (محيط المحيط).
تركَّب، تركب من: تألف وتكون (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 81).
تركّب: ازداد، ففي كرتاس (ص267): لم تزل العداوة تتركب بينهما إلى أن الخ.
استَرْكَب: جعله يركب (تاريخ البربر 2: 267، 332، 385)، والفعل فيه استُركب على البناء للمجهول، وجعل منه فارساً (تاريخ البربر 2: 246).
استركب: اتخذ في خدمته كوكبة من الفرسان (تاريخ البربر 1: 521، 547، 2: 91، 99، 145، 345، 359، 412، ابن الأغلب ص64، المقري 1: 333).
استركب فلاناً: تبعه وجاء على أثره (زيشر 22: 116).
رَكْب، وتجمع على أراكيب (ديوان الهذليين ص210): جماعة الراكبين، قافلة، كروان، وجماعة حجاج المغرب الذاهبين إلى مكة (عواده ص546). يقول برتون (2: 50): الركب قافلة من راكبي الإبل يجمل كل شخص منها حقيبته. وفي كتاب الخطيب (ص54) (وفي الطاعون الجارف): خرجت جنازته في ركب من الأموات يناهز الآلاف.
شيخ الركب: رئيس القافلة (دوماس صحارى ص299).
رَكْب: موكب فرسان، ففي كتاب الخطيب (ص35 ق): بعد إلمام الركب السلطاني ببلده.
رَكْب: في أيام ابن الزبير كان يطلق اسم ركب على عشرة من رؤساء العرب في الشام نجد أسماءهم في الأغاني (ص17) منهم النعمان بن بشير وكان رئيسهم.
رَكْب: عند أصحاب الموسيقى لحن متفرع من الدوكاه (محيط المحيط)، انظر: رُكْبِيّ.
رَكْبة: جولة على الخيل، موكب فرسان (حيان ص28 ق، حيان - بسام 1: 173ق).
ويطلق يوم الركبة في أبيار على يوم موكب الفرسان في اليوم الذي يتطلعون فيه إلى رؤية هلال رمضان إذ يركب القاضي فرسه كما يركب معه رؤساء البلد فيذهبون إلى موضع مرتفع خارج البلد يسمى مرصد الهلال الجديد (ابن بطوطة 1: 54، 55). رِكْبَة: حسن الركوب على الخيل (بوشر).
رُكْبَة، هزّ رُكَبَه: حرك رجليه وركبتيه (بوشر).
رُكْبَة وتجمع على رُكَب: زاوية، ركن (ألكالا)، وهو يذكر رُكن وجمعه أركان.
رُكْبَة: ممَلّ، مضجر، مسئم (فوك).
ركبة (من غير ضبط بالشكل): يطلق هذا الاسم على محار، ويسمى عندهم أيضاً صدف البواسير (ابن البيطار 2: 128).
رُكْبِيّ: لحن موسيقي (صفة مصر 14: 23)، انظر: رَكْب في آخر المادة.
رُكْبية: ضربة بالرُكْبَة (دومب ص90).
رَكْبان: رَكْب، موكب فرسان. ففي الخطيب (ص41 و): أيام مقامي بمالقة وعند توجهي صحبة الرَكبان السلطاني (فتحة الراء موجودة في المخطوطة).
رِكاب، ركاب السرج: وهو ما توضع فيه رجل الراكب، ويجمع على رِكابات (بوشر)، وأَرْكُب (ألكالا).
وقولهم: مشى في ركابها (ألف ليلة 3: 214) لا يمكن أن يعني إلا أنه مشى في جانب ركاب أمه، ولا يصح أن يترجم بما معناه: مشى في موكبها (انظر ما يلي لأن هذا القول لم يقصد به إلا الأم وأبنها).
وقولهم قام في ركائبه وقعد يعني: كان مضطرباً شديد القلق (انظر مادة قاسم)، ويعني مجازاً: أوشكت على الرحيل (تاريخ البربر 1: 73، 80، 81). والعبارات المذكورة في (2: 104، 2: 112) تؤيد أنها تعني الركاب، وهي تعني أيضاً: مسند، مرتكز (معجم الإسبانية ص203 - 204) ومن هذا أطلقت على عمود من الخشب يرتكز عليه السقف ويسنده (نفس المرجع).
صاحب الركاب: مروض الجياد، مثل ركبدار وركابي (المقري 1: 605، كوسج طرائف 3: 4) وقد طبعها الناشر رُكّاب خطأ منه.
ركاب القَوْس (فوك) أو الركاب للرِجْل: ضرب من الحلقات في النهاية العليا من حاضن القذافة (وهي قوس قديمة لقذف السهام والكرات والحجارة وغيرها) (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 208). وكانوا يسمونها في العصور الإسبانية القديمة ما معناه: ركاب أيضاً، ففي معجم فوك (القسم الأول Stribaria balistae وهي بالإسبانية estribo) وقد جمعت في معجم فوك على أَرْكُب.
ركاب: يقول ابن العوام في كلامه عن التطعيم (1: 450): وقيل يعمل البرية على الصفة المذكورة بأعلاها شبه ركاب يترك على العظم. وقد ترجم كليمنت - موليه هذا بما معناه: ومنهم من يرى أن يعمل المئبر المستخدم في التطعيم في القسم الأعلى من المحل الذي شذب للتطعيم على شكل ركاب (متراس) يترك على العود.
وفي ابن العوام (1: 457) (وهذا يتفق مع ما في مخطوطتنا): وينزل الركاب على العود نزولاً جيداً إن كان قد عُمِل فيه ركاب. وقد ترجمها كليمنت - موليه أيضاً بما معناه متراس.
رِكاب ويجمع على أرْكُب: سرج، وإكاف، برذعة (فوك). وقولهم أَبْغُل عالية الركاب، وبغال الركاب (المقري 1: 236) يعني بغال ذات براذع عالية، كما يقال في نفس المعنى حمِار عالٍ (انظر في عالٍ).
رِكاب: سير السَكَّاف (شيرب).
رِكاب: موكب، موكب فرسان (رتجرز ص201، كوسج طرائف ص89، 90، تاريخ البربر 1: 317، ملّر ص27، ابن بطوطة 4: 376 حيث يجب تصحيح الترجمة)، وفي النويري (مصر مخطوطة رقم 2، ص110 و): فلما علموا بوصول ركاب السلطان.
رَكُوب: رَكْب، قافلة (هلو).
ركيب: من يطأ المرأة (ألكالا)، أو يطأ الغلام (ألكالا).
ركيب: ضرب من بطانة الثياب (معجم الإسبانية ص201).
ركوبة، خيل ركوبة: خيل جديدة تعطى للخيالة ليركبوها (بوشر).
سلَّم ركوبة وحجر الركوبة: حجر كبير يستعمل مرقاة لركوب الخيل بسهولة ويسر (بوشر).
رِكابي، زَيْت ركابي (ابن البيطار 1: 55) بدل المعنى الذي نجده عند فريتاج ولين يذكر ابن البيطار (1: 556): أن الزهراوي وحده يزعم أنه الزيت الأبيض المغسول وقال سمي ركابياً لأنه بمنزلة الركاب قابل لقوى الأدوية لأنه ساذج نقي.
والمستعيني (في مادة زيت) يطلق نفس اشتقاق الكلمة على مصطلحات أخرى فهو يقول: هو عند كثير من الأطباء ((الزيت المغسول بالماء حتى أبيض وانسلخ من لونه ورائحته ثم يصرف في سائر الأدهان فصار ركاباً لها)). فكلمة ركاب تعني إذاً: أصلي، أساسي، وإني لأعترف أن هذا الاشتقاق للكلمة مستبعد بعيد الاحتمال.
رِكابي، رِكاب: ما يوضع فيه رجل الراكب. يقول دبيجو دي توريس (ص316): ((يوجد أيضاً في فناء الأشراف الآخرين كما يوجد عند العامة أو عند حراس الخيل ما يسمى غالباً (ريكو Riqueues) وهم اللذين في ركاب السلطان وخيــلهم في إسطبله)).
وفي مملوك (1: 1: 132): يذكر المقريزي العرب الركابية بين العاملين في إسطبلات السلطان.
ركابي: بريدي، ساعي البريد، حامل الرسائل (الفخري ص363، باين سميث 1426).
سيف ركابي: يطلق في الهند على السيف المعلق في السرج (ابن بطوطة 4: 9).
الحجر الركابي: كذّان، نسقه، نسفه، أو حجر آخر يشبهه يؤتى به من صقلية (أنظره في مادة قيشور). ركابية: ضرب من محامل النساء (محارة) إذا ما ركبن البغال (رحلة إلى البحر الأحمر ض 108).
رَكّاب (دوماس مخطوطات): عدَّاء (دوماس حياة العرب ص386).
ركّيب، ركّيب الخيل: راكب من الخدم يتقدم سيده، ومن يركب الخيل (بوشر).
راكب: رافدة، لوح سميك من السنديان أو الشوح أو البلوط يوضع على الجدار على شكل طنف أو إفريز، وكل زينة من الورق المستطيل الملون تلصق كالعصبة على جدار أو رياش لتجميله (معجم الإسبانية ص203).
راكوب الكرم: ما يعرض عليه (محيط المحيط).
تَرْكِيب: بنية الجسد، هيكله، وهيكل كل مصنوع (بوشر، فوك).
تركيب الطرب: أقسام قطعة موسيقية، توليفة، وهي من مصطلح الموسيقى (بوشر).
تركيب: صيغة جملة، تأليف الكلام (بوشر).
والجمع تراكب: ترتيب، تنسيق، تزيين، ففي ألف ليلة (1: 131): حللي ومصاغي وتراكبي.
تركيب: طبع، خلق، صفة حسنة أو سيئة (بوشر).
قاعة ذات تراكيب (ألف ليلة 1: 58): معناها الدقيق غير معروف لدي. وقد ترجم كاترمير (مملوك 2، 2: 79) هذه العبارة بما معناه: ملحق تابع لعمارة.
تركيب الغزال، يقال فرس له تركيب الغزال: أي له قوام الغزال واعتداله، وفرس مقوس الحَوْشب (دوماس، حياة العرب ص190).
تركيب: تطعيم الشجر (ابن العوام 1: 18) وأنواعه: تركيب رومي: تطعيم بين القشرة والعود، وتطعيم على شكل تاج (ص449).
تركيب أعْمَى: تطعيم عشوائي، بلا تبصر (ص426، 448).
تركيب فارسي: تطعيم بالصفَّارة (ص459)، ويقال أيضاً: تركيب الأنبوب وتركيب القَنُّوط (أنظره في مادة قَنُّوط).
تركيب تُوطِيّ (اقرأه قوطي وفقاً لما جاء في مخطوطتنا، وفي الملحق: القوط): تطعيم بالاختراق (ص476).
تركيب نَبَطيّ: تطعيم بالشق (ص451).
تركيب يوناني: تطعيم بالبرعم (ص469).
تراكيب: أشجار مطعمة (ابن العوام 1: 191).
تراكيب، وردت في قائمة أموال اليهودي (ص19): ومن تراكيب السير زوجة ولا أعرف معناها.
تَرْكِيبَة: بنية الجسد وهيكله، وهيكل كل مصنوع، تركيب (بوشر).
تَرْكِيبَة: تركيب، تطعيم، وخاصة تطعيم بالبرعمة (ألكالا).
تركيبات: فكاهات، أضاحيك (ففي المقري 2: 108): من النوادر والتنكيتات والتركيبات وأنواع المضحكات.
تركيبة: كشكش، كنار الثوب (مملوك 2، 2: 78).
تركيبة: مزار صغير مستطيل مبني بالحجر أو بالآجر يرتفع فوق قبة القبر ويقوم في مقدمته ومؤخرته عمود أو حجر قائم عمودياً (مملوك 2، 2: 79).
تركيبة: فوهة البرميل أو الراقود (نفس المصدر).
مَرْكَب: بمعنى سفينة مؤنث عند أماري (ص340)، انظر تعليقات (ص347).
مركب الحَجَر: سجن الأشغال الشاقة (بوشر).
مركب: لا أدري كيف أترجم هذه الكلمة التي وردت في عبارة المقري (2: 236) في كلامه عن مغتسل من المرمر: عليه مركب في صدره أنبوب آخر برسم الماء البارد.
مُرَكّب: غريزي، فطري، جبليّ، طبعي (المقري 1: 152، 394، 2: 546).
مُرَكَّب: يقول أصحاب الفال والمتنبئون: ((سَعْدك مركّب على سعدي)) وهذا معناه أن بختك وحظك يغلب بختي وحظي (ألف ليلة برسل 9: 261، 292)، وفي طبعة ماكن غالب، في الفقرتين.
مركبات: مصطلح موسيقي ويعني ((أن كل لحن أو نغم يمكن أن يستمد صدفة بعض الأصوات الخاصة بالأنغام الأخرى، وهذه الأصوات تسمى عندئذ مُركَّبات)) (صفة مصر 14: 126).
مَرْكُوب ويجمع على مَراكِيب: دابَّة، ركوبة، مطيّة (بوشر، رتجرز ص146، ويجرز ص149، هو جفلايت ص52).
مَرْكُوب: جواد، فرس أصيل (دوماس حياة العرب ص148).
مَرْكُوب: يطلق في مصر وسوريا على حذاء من الجلد الأحمر (الملابس ص191، بوشر، برجرن، همبرت ص21، هاملتون ص13، دارفور ص60، محيط المحيط).
مَراكِبِّي: ملاّح، نوتّي، بحري (بوشر، هلو، ألف ليلة 2: 415).
مُرْتكَبات: جنايات، جرائم. ففي كتاب الخطيب (ص 72ق): وشاهد منه بعضُهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشنيعة (وفي المخطوطة: المرتكباة الشغة وهو خطأ) قارن هذا بقولهم ارتكب ذنباً.
ركب
ركَبَ يَركُب، رَكْبًا، فهو راكِب، والمفعول مَرْكوب
• ركَب فلانًا: ضرب رُكبتَه أو ضربه بركبته "ركَب اللاّعبُ منافِسَه". 

ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في يَركَب، رُكوبًا، فهو راكب، والمفعول مَرْكوب
• ركِب الشَّيءَ/ ركِب على الشَّيءِ/ ركِب في الشَّيءِ: علاه "ركِب الدابةَ/ على الدابة- ركِب القطارَ/ في القطار- {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا}: استويا فيها وأبحرا بها- {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}: لتنتقلُنّ من حال إلى حال" ° ركِب الأهوالَ: خاطر بنفسه، غامر وجازف- ركِب الخطرَ: ألقى بنفسه في التَّهلكة- ركِب الذَّنْبَ: اقترفه- ركِب الريح: أسرع- ركِب الشَّحْمُ بعضُه فوق بعض: تجمّع الدُّهن في جسمه- ركِب الشَّطَطَ: تجاوز الحد المعقول- ركِب الموت: أسرع إلى طلب الموت في القتال- ركِب الموجة: ساير التّيّار، اتَّبع الآخرين- ركِب الهواء- ركِب رأسَه: كابر، عاند وانفرد برأيه بغير رويّة- ركِب شيطانه: غضب ولم يعبأ بالعاقبة- ركِب مَتْنَ العُنْف: عَنُف مع غيره- ركِب مَتْنَ الهواء: سافر بالطائرة- ركِب مَرْكبًا صَعْبًا/ ركِب مَرْكبًا خَشِنًا: شَقَّ على نفسه- ركِب مَرْكَب الخَطَل: ارتكب حماقة- ركِبه الدَّيْنُ: غلَبه وكثُر عليه- ركِبه الغرور: تكبَّر- ركِب هواه: ساء خلقُه، انقاد لشهواته- ركِِبوا كل صعب: لجئوا إلى استخدام جميع الطُّرق. 

أركبَ يُركب، إركابًا، فهو مُركِب، والمفعول مُركَب
• أركب الشَّخصَ:
1 - جعله يركب ويعلو "أركبه خلفه".
2 - أَعدَّ له ما يركبه ويعلوه. 

ارتكبَ يرتكب، ارتكابًا، فهو مُرتَكِب، والمفعول مُرتكَب
• ارتكب خَطَأً: فعل ما يُكره وقام بما يستوجب اللَّوْمَ "ارتكب ذَنْبًا: اقترفه- ارتكب جريمةَ قتل- إنكار الخطيئة يعني ارتكابَها مرَّتين". 

استركبَ يستركب، استركابًا، فهو مستركِب، والمفعول مستركَب
• استركب الشَّخصَ: طلب منه أن يُركِبه ويُقلّه "استركب سائقَ سيارة- استركبتُه فأركبني". 

تراكبَ يتراكب، تراكُبًا، فهو مُتراكِب
• تراكب الشَّيءُ: تراكم، علا بعضُه بعضًا "تراكب الشَّحْمُ/ الشَّعر- تراكبت الغيومُ/ الهمــوم/ أمواج البحر- {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} " ° مدى التَّراكُب: مقدار ركوب شيء فوق شيء آخر. 

تركَّبَ من يتركَّب، تركُّبًا، فهو مُتركِّب، والمفعول مُتركَّب منه
• تركَّب الشَّيءُ من كذا وكذا: تألَّف وتكوَّن منه "يتركَّب الماءُ من أكسجين وهيدروجين- تتركَّب الجملة الاسميّة من مبتدأ وخبر". 

ركَّبَ يُركِّب، تركيبًا، فهو مُركِّب، والمفعول مُركَّب
• ركَّب الشَّيءَ/ ركَّب الشَّيءَ في غيره: ضمَّ أجزاءَه المتفرّقة ورتّبها وربَط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة "ركَّب جهازًا/ قِطَع آلة- ركَّب الدَّواءَ: خلط أجزاءه ببعضها- ركّب لوح الزُّجاج- ركَّب الفصَّ في الخاتم- {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}: كوَّنك وصوَّرك".
• ركَّب الجملةَ: ألَّف بين أجزائها.
• ركَّب الطِّفلَ على ظهره: جعله يعلو عليه. 

تراكُب [مفرد]:
1 - مصدر تراكبَ.
2 - (نت) زيادة جدار الخليَّة في الغلظ بإضافة مادَّة التغليظ طبقة فوق أخرى. 

تركيب [مفرد]: ج تركيبات (لغير المصدر) وتراكيبُ (لغير المصدر)، مؤ تركيبة (لغير المصدر):
1 - مصدر ركَّبَ ° تركيب تليفون: توصيله وتمديد أسلاكه- دواء تركيب: دواء يقوم الصيدليّ بتحضيره- لعبة تركيب: أجزاؤها مفككة وتعتمد على مهارة اللاَّعب في تركيبها وضمِّ أجزائها- مائيّ التَّركيب: محتوٍ على الماء في تركيبه- مضاعف التَّركيب: يتركَّب أو يتألَّف من عناصر أو أجزاء
 مركَّبة أصلاً- وصلة تركيب: وصلة تكون نهايتها وحوافّها مثبّتة بإحكام ومركّبة فوق أخرى.
2 - (لغ) تعبير، مصطلح، تجمُّع من الكلمات غالبًا ما يكون مترابطًا بشكل لا يمكن معه فهم معناه الكُلّيّ بفهم مفرداته ° علم التَّراكيب: علم النحو.
3 - تجمُّع من الأصوات لتشكيل كلمة.
4 - (سف) تأليف الشيء من مكوِّناته البسيطة، ويقابله التحليل.
5 - (كم) مكوِّنات أو عناصر في مركَّب ما، مقداره بنسب عدد الذرَّات فيها، أو بالنسب المئويَّة لأوزانها. 

تركيبة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من ركَّبَ.
2 - ما يتركَّب منه الشَّيء مادِّيًّا أو معنويًّا "دار الخلاف حول تركيبة الحكومة الحاليّة- تركيبة الدواء". 

تركيبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تركيب.
2 - مصدر صناعيّ من تركيب: "يميل إلى التّركيبيَّة في أسلوبه".
• صيغة تركيبيَّة: (كم) معادلة كيميائيّة تُبيِّن كيفيّة ترتيب الذرّات والروابط في الجزيء. 

راكِب1 [مفرد]: ج راكبون ورُكّاب، مؤ راكِبة، ج مؤ راكِبات ورواكب:
1 - اسم فاعل من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - من يُقلّ سيارة، أو درّاجة، أو سفينة. 

راكِب2 [مفرد]: ج رَكْب ورُكْبان ورُكُوب:
1 - اسم فاعل من ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في: " {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} - {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° سارت بذكره الرُّكبان: اشتهر اسمُه وتناقل النَّاسُ أخبارَه.
2 - من يركب دابَّةً كالخيل والإبل وغيرهما. 

رِكاب1 [مفرد]: ج رَكَائبُ ورُكُب: رحال، إبل مركوبة أو حاملة شيئًا "وصلت طلائعُ الركائب- {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} " ° يمشي في رِكابه/ يسير في رِكابه: يَتْبَعُه. 

رِكاب2 [مفرد]: ج رُكُب: حَلْقةٌ من حديد جهتها السُّفلى مفلطحة معلَّقة بالسَّرج يمكِّن فيها الفارس رِجْله، وهما رِكابان. 

رَكْب1 [مفرد]: مصدر ركَبَ. 

رَكْب2 [جمع]: جج أََرْكُب ورُكُوب: لفظ يُطلق على العَشْرة فما فوق من رُكبان الإبل والخيل في السَّفر "تحرّك الرَّكْب- {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} " ° شيخ الرَّكب: رئيس القافلة. 

رُكْبَة [مفرد]: ج رُكُبات ورُكْبات ورُكَب: (شر) مَوْصِل أسفل الفخذ بأعلى الساق "علت مياه الأمطار حتى غطَّت الرُّكَب- هزَّ رُكبتيه" ° هذا أمرٌ تصطكّ له الرُّكَب: تضطرب وتضرب إحداها الأخرى من شدة الخوف.
• أبو رُكْبة: (نت) نبات من عائلة الخردل له جزء قاعدي سميك في الساق يؤكل كنوع من الخضار. 

رَكْبي [مفرد]: (رض {لعبة جماعيَّة ينقسم فيها اللاعبون فريقين، يحاول كلّ منهما أَنْ يحمل طابة بيضاويَّة الشكل إلى ما وراء خط الهدف عند الفريق الثاني تدعى هذه العمليَّة} المحاولة) وتساوي ثلاث علامات، أما إذا طوّرت (المحاولة) بقذف الكرة فوق خط الهدف فإنها تؤمِّن للفريق القائم بها خمس علامات. 

رَكُوب [مفرد]: ج رُكُب، مؤ رَكُوب، ج مؤ رُكُب: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها " {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} ". 

رُكوب [مفرد]: مصدر ركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في. 

رَكوبة [مفرد]: ج رَكَائبُ: ما يُمتطى من الدَّوابّ وغيرها "ما له رَكوبةٌ ولا حلوبة: ليس لديه شيء- امتطى رَكُوبته ومضى في طريقه- {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ} [ق] ". 

مَراكبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَراكِب: ملاّح، قائد السَّفينة "أنقذ المراكبيُّ السَّفينةَ من الغرق" ° دعوة مراكبيَّة: عَرضٌ غير نافذ. 

مَرْكَب/ مَرْكِب [مفرد]: ج مَرَاكِبُ: ما يُركب ويُعتلَى في البرّ والبحر، ثم غلب استعمالُه في السفينة "نِعْمَ المَرْكَبُ الدابة- مَركَبٌ شراعِيّ/ تجاريّ/ فضائيّ/ صيد" ° مركب الجليد: مركبة شبيهة بمركب شراعيّ تستخدم للانزلاق على الجليد. 

مَرْكَبة [مفرد]: ج مَرْكَبات: ما يُعد للركوب والاعتلاء من سيارة أو حافلة أو درَّاجة بخارية أو غيرها "محظور سير
 المركبات في هذا الشارع- ممنوع مرور المركبات" ° مَرْكَبة برمائيَّة: تعمل على اليابسة وفي الماء- مَرْكَبة جويّة: مركبة قادرة على الطيران في الجوّ- مَرْكَبة خاصّة: يركبها صاحبها- مَرْكَبة عموميّة: معدة للإيجار أو للانتفاع العام.
• مركبة فضائيّة: عربة روّاد الفضاء، وهي شبه غرفة مصمَّمة لمواجهة الأحوال الجويّة المختلفة ومزوّدَة بالآلات الدقيقة، وتحمل شخصًا أو أكثر وتدور حول الأرض. 

مُرَكَّب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ركَّبَ ° الحركة المركَّبة: صوت مركَّب أو صوت انزلاقيّ يبدأ بصوت ليِّن وينتقل تدريجيًّا لصوت ليِّن آخر في المقطع نفسه- الصُّورة المركَّبة: صورة تركَّب من صورتين مستقلَّتين أو أكثر- عدسة مركَّبة: من عدستين أو أكثر مع وسائل بصرية أخرى، كمنشور مثلاً تستخدم للتصوير- غير مركَّب: معمول بحيث يمكن جمع أو تطابق الأجزاء أو الأقسام معًا قبل الاستعمال- كسْر مركَّب: كسر يحتوي فيه البسط والمقام على كسور.
2 - ما تكوَّن من عدة أجزاء، عكسه بسيط "جملة مركّبة- ربح مركّب- مركّب كيميائيّ" ° جَهْلٌ مُركَّب: تعبير أطلق على مَن لا يسلِّم بجهله، ويدَّعي ما لا يعلم.
3 - (سف) ما يدل جزؤه على جزء معناه، مثل رامي الحجارة.
4 - (كم) ما نتج من الاتِّحاد الكيميائيّ لعنصرين أو أكثر، وتميَّز بخصائص طبيعيّة وكيميائيّة تختلف عن خصائص مكوِّناته.
• مُرَكَّب قطبيّ: (كم) مركَّب يوصِّل الكهرباء إذا صُهر أو إذا أُذيب في الماء، وهو في العادة مادَّة بلُّوريّة تتكوَّن من نوعين أو أكثر من الأيونات، ويقال له أيضًا مركَّب أيونيّ.
• مُرَكَّب عضويّ: (كم) كل مركَّب يتكوَّن أساسًا من ذرات الكربون.
• مُرَكَّب غير عضويّ: (كم) كل مركَّب لا يحتوي جزآه على الكربون، ويحتوي على شقين أحدهما حمضيّ والآخر قاعديّ.
• مُرَكَّب القصور: (نف) عقدة نفسيَّة تنشأ عن الصِّراع بين النزوع إلى التميُّز والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة.
• مُرَكَّب النَّقص: (نف) شعور عميق ومُستمرّ عند الفرد بدونيِّته وعدم كفايته وانحطاط قدره.
• فائدة مركَّبة: (قص) فائدة تُحسب على مبلغ أصليّ مضافًا إليه الفوائد المتراكمة حتى تاريخ الاستحقاق. 

مَرْكوب [مفرد]: ج مراكيبُ:
1 - اسم مفعول من ركَبَ وركِبَ/ ركِبَ على/ ركِبَ في.
2 - نوعٌ من النِّعال مُدَبَّبٌ من الأمام بلا رِباطٍ.
• أبو مركوب: (حن) طائر غوّاص طويل، يعيش في المناطق الشرقية الاستوائية لإفريقيا، له ريش داكن وساقان سوداوان، ومنقار كشكل الحذاء. 

ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،

بالكسر، والرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. وكلُّ ما عُلِـيَ فقد رُكِبَ وارْتُكِبَ. والرِّكْبَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الرُّكوبِ، يقال: هو حَسَنُ الرِّكْبَةِ.

ورَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، وارْتَكَبَه، وكلُّ شيءٍ عَلا شيئاً: فقد رَكِبَه؛ ورَكِبَه الدَّيْنُ، ورَكِبَ الـهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مثلاً بذلك. ورَكِب منه أَمْراً قبيحاً، وارْتَكَبَه، وكذلك رَكِب الذَّنْبَ، وارْتَكَبَه، كلُّه على الـمَثَل.

وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها. وقال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِـير

خاصة، والجمع رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ. ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عن ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة.

قال ابن السكيت وغيره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ على حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ على حِمارٍ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بغلٍ؛ وقال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الـحِمارِ فارسٌ، ولكن أَقولُ حَمَّارٌ. قال ابن بري: قولُ ابنِ السّكيت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن يكونَ للبعيرِ والـحِمارِ والفرسِ والبغلِ، ونحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، وراكِبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ ورُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، ولا رُكْبانُ إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لا يكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غيره: وأَما الرُّكَّاب فيجوز إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ. قال: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لا أَقول لراكبِ الـحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، ومعناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْــلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْياءِ؛ وعلى هذا قال العنبري:

فَلَيْتَ لِـي بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، * شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا

فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ،

والرُّكْبانُ الجَماعة منهم.

قال: والرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: وليس بتكسيرِ

راكِبٍ. والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ في السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وقال

الأَخفش: هو جَمْعٌ وهُم العَشَرة فما فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قد

يكونُ للخَيْل والإِبِلِ. قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وكان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:

وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِي إِلَيْه، * إِذا ما الرَّكْبُ، في نَهْبٍ، أَغاروا

وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُم؛ فقد يجوز أَن يكونوا

رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، وقد يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ

منهما جميعاً.

وفي الحديث: بَشِّرْ رَكِـيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى. الرَّكِـيبُ، بوزن القَتِـيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ والصريم

للضارِبِ والصارِم. وفلانٌ رَكِـيبُ فلانٍ: للذي يَرْكَبُ معه، وأَراد برَكِـيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ عليهم،

ويَسْتَخِـينُهم، ويَكْتُبُ عليهم أَكثَر مما قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم

الظُّلْمَ في الأَخْذِ. قال: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ منهم الناسَ

بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يعني أَن هذا

الوَعِـيدَ لمن صَحِـبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. وفي الحديث:

سَيَأْتِـيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ يريدُ

عُمَّال الزكاة، وجَعَــلَهم مُبْغَضِـينَ، لِـما في نُفوسِ أَربابِ الأَمْوالِ

من حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها.

والرُّكَيْبُ: تصغيرُ رَكْبٍ؛ والرَّكْبُ: اسمٌ من أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ؛ قال: ولهذا صَغَّرَه على لفظِه؛ وقيل: هو جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، وصَحْبٍ؛ قال: ولو كان كذلك لقال في تصغيره: رُوَيْكِـبُونَ، كما يقال: صُوَيْحِـبُونَ.

قال: والرَّكْبُ في الأَصْلِ، هو راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثم اتُّسِـعَ،

فأُطْلِقَ على كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقولُ عليٍّ، رضي اللّه عنه: ما

كان مَعَنا يومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ عليه الـمِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ، يُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ ههنا رُكّابُ الإِبِلِ، والجمعُ أَرْكُبٌ ورُكوبٌ.والرَّكَبةُ، بالتحريك: أَقَلُّ من الرَّكْبِ.

والأُرْكُوبُ: أَكثرُ من الرَّكْبِ. قال أَنشده ابن جني:

أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلاً، ثم قلت له: * إِلْـحَقْ بأَهْلِكَ، واسْلَمْ أَيـُّها الذِّيبُ

أَما تقولُ به شاةٌ فيأْكُلُها، * أَو أَن تَبِـيعَهَ في بعضِ الأَراكِـيب

أَرادَ تَبِـيعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِـيهاً لها بالياءِ والواو، لِـما بينَهما وبينها من النِّسْبة، وهذا شاذٌّ.

والرِّكابُ: الإِبلُ التي يُسار عليها، واحِدَتُها راحِلَةٌ، ولا واحِدَ

لها من لَفْظِها، وجمعها رُكُبٌ، بضم الكاف، مثل كُتُبٍ؛ وفي حديث النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: إِذا سافرْتُم في الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّـتَها أَي أَمْكِنُوها من الـمَرْعَى؛ وأَورد الأَزهري هذا الحديث: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها.

قال أَبو عبيد: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ(1)

(1 قوله «قال أبو عبيد الركب جمع إلخ» هي بعض عبارة التهذيب وأصلها الركب جمع الركاب والركاب الإبل التي يسار عليها ثم تجمع إلخ.)، ثم يُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ وقال ابن الأَعرابي: الرُّكُبُ لا يكونُ جمعَ رِكابٍ. وقال غيره: بعيرٌ رَكُوبٌ وجمعه رُكُب، ويُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابن الأَعرابي:

راكِبٌ ورِكابٌ، وهو نادر(2)

(2 وقول اللسان بعد ابن الأعرابي راكب وركاب وهو نادر هذه أيضاً عبارة التهذيب أوردها عند الكلام على الراكب للإبل وان

الركب جمع له أو اسم جمع.). ابن الأَثير: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، وهي الرَّواحِلُ من الإِبِلِ؛ وقيل: جمعُ رَكُوبٍ، وهو ما يُركَبُ من كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بمعنى مَفْعولٍ.

قال: والرَّكُوبة أَخَصُّ منه.

وزَيْتٌ رِكابيٌّ أَي يُحمل على ظُهورِ الإِبِل من الشَّامِ.

والرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، والجمع رُكُبٌ.

والـمُرَكَّبُ: الذي يَسْتَعِيرُ فَرَساً يَغْزُو عليه، فيكون نِصْفُ

الغَنِـيمَةِ له، ونِصْفُها للـمُعِـيرِ؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الذي

يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لبعضِ ما يُصِـيبُ من الغُنْمِ؛ ورَكَّبَهُ الفَرَسَ:

دفعه إِليه على ذلك؛ وأَنشد:

لا يَرْكَبُ الخَيْلَ، إِلا أَن يُرَكَّبَها، * ولو تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، ومِنْ سُودِ

وأَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ له ما يَرْكَبُه. وأَرْكَبَ الـمُهْرُ: حان أَن يُرْكَبَ، فهو مُرْكِبٌ. ودابَّةٌ مُرْكِـبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزى عليها.

ابن شميل، في كتابِ الإِبِل: الإِبِلُ التي تُخْرَجُ لِـيُجاءَ عليها

بالطَّعامِ تسمى رِكاباً، حِـين تَخْرُج وبعدَما تَجِـيءُ، وتُسَمَّى

عِـيراً على هاتينِ الـمَنزِلَتَيْن؛ والتي يُسافَرُ عليها إِلى مَكَّةَ أَيضاً

رِكابٌ تُحْمَل عليها الـمَحامِلُ، والتي يُكْرُون ويَحْمِلُونَ عليها

مَتاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ ولا تُسمّى عِـيراً، وإِن

كان عليها طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، وليس العِـيرُ التي

تَـأْتي أَهلَها بالطَّعامِ، ولكنها رِكابٌ، والجماعةُ الرَّكائِبُ

والرِّكاباتُ إِذا كانت رِكابٌ لي، ورِكابٌ لك، ورِكابٌ لهذا، جِئنا في رِكاباتِنا، وهي رِكابٌ، وإِن كانت مَرْعِـيَّة؛ تقول: تَرِدُ علينا اللَّيلَةَ رِكابُنا، وإِنما تسمى ركاباً إِذا كان يُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ يَبْعَثَ بها أَو يَنْحَدِرَ عليها، وإِن كانت لم تُرْكَبْ قَطُّ، هذه رِكابُ بَني فلانٍ.

وفي حديث حُذَيْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم يَعاقِـيبُ الـحَجَلِ، لا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، ولا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً؛ معناه: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ في الباطِلِ والفتن، يَتْبَعُ بَعْضُكم بعضاً بِلا رَوِيَّةٍ.

والرِّكابُ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ القومَ، وهي رِكابُ القوم إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِيدَ الـحَمْلُ عليها، سُمِّيت رِكاباً، وهو اسمُ جَماعَةٍ.قال ابنُ الأَثير: الرَّكْبَة الـمَرَّة من الرُّكُوبِ، وجَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْريك، وهي مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هو خالٌ من فاعِلِ تَمْشُون؛ والرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِـعَ ذلك الفعلِ، مُسْتَغْـنًى به عنه، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَي أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، والمعنى تَمْشُونَ رَاكِـبِـينَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِـينَ مُسْتَرْسِلينَ فيما لا يَنْبَغِـي لَـكُم، كأَنـَّكم في تَسَرُّعِكُمْ إِليهِ ذُكُورُ الـحَجَلِ في سُرْعَتِها وَتَهَافُتِها، حتى إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَى مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَيْها، حتى تَسْقُط في يَدِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا شَرَحَه الزمخشري. قال وقال القُتَيْبي: أَرادَ تَمْضُونَ على وُجُوهِكُمْ من غَيْر تَثَـبُّتٍ.

والـمَرْكَبُ: الدَّابة. تقول: هذا مَرْكَبي، والجَمْع المراكِبُ.

والـمَرْكَبُ: الـمَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً.

والـمَرْكَبُ: الموْضِـعُ.

وفي حديث السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لم يُرْكِبْ حتى تَقُومَ السّاعة. يقال: أَرْكَبَ الـمُهْرُ يُرْكِبُ، فهو مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الكاف، إِذا حانَ له أَنْ يُرْكَبَ.

والـمَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ والبَحْرِ.

ورُكَّابُ السّفينةِ: الذين يَرْكَبُونَها، وكذلك رُكَّابُ الماءِ.

الليث: العرب تسمي مَن يَرْكَبُ السَّفينة، رُكَّابَ السَّفينةِ. وأَما

الرُّكْبانُ، والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ: فراكِـبُو الدوابِّ. يقال: مَرُّوا

بنَا رُكُوباً؛ قال أَبو منصور: وقد جعل ابن أَحمر رُكَّابَ السفينة

رُكْباناً؛ فقال:

يُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، * كما يُهِلُّ الراكبُ الـمُعْتَمِرْ

يعني قوماً رَكِـبُوا سفينةً، فغُمَّتِ السماءُ ولم يَهْتَدُوا، فلما

طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الذي يَـؤُمُّونَه.

والرَّكُوبُ والرَّكوبة من الإِبِلِ: التي تُرْكَبُ؛ وقيل: الرَّكُوبُ

كلُّ دابَّة تُركب.

والرَّكُوبة: اسم لجميع ما يُرْكَب، اسم للواحد والجميع؛ وقيل:

الرَّكوبُ الـمَركوبُ؛ والرَّكوبة: الـمُعَيَّنة للرُّكوبِ؛ وقيل: هي التي تُلْزَمُ العَمَل من جميعِ الدوابِّ؛ يقال: ما لَه رَكُوبةٌ ولا حمولةٌ ولا حلوبةٌ أَي ما يَرْكَبُه ويَحْلُبُه ويَحْمِلُ عليه. وفي التنزيل العزيز: وَذَلَّلناها لهم فمنها رَكُوبُهم ومنها يأْكُلُون؛ قال الفراء: اجتمع القُرَّاءُ على فتح الراءِ، لأَن المعنى فمنها يَرْكَبُون، ويُقَوِّي ذلك قولُ عائشة في قراءتها: فمنها رَكُوبَتُهم.

قال الأَصمعي: الرَّكُوبةُ ما يَرْكَبون. وناقةٌ رَكُوبةٌ ورَكْبانةٌ

ورَكْباةٌ أَي تُرْكَبُ. وفي الحديث: أَبْغِني ناقةً حَلْبانة رَكْبانةً

أَي تَصْلُح للـحَلْب والرُّكُوبِ، الأَلف والنون زائدتان للـمُبالغة،

ولتُعْطِـيا معنى النَّسَب إِلى الـحَلْب والرُّكُوبِ. وحكى أَبو زيدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، وطريقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، والجمع رُكُبٌ، وعَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك. وبعير رَكُوبٌ: به آثار الدَّبَر والقَتَب.

وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فإِذا عُمَرُ قد رَكِـبني أَي تَبعَني وجاءَ على أَثَري، لأَنَّ الراكبَ يَسير بسير الـمَرْكُوبِ؛ يقال: ركِـبتُ أَثَره وطريقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً به.

والرَّاكِبُ والراكِـبةُ: فَسيلةٌ تكونُ في أَعلى النخلة متَدَلِّـيةً لا تَبْلُغُ الأَرض. وفي الصحاح: الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ من الفَسِـيلِ في جُذوعِ النخلِ، وليس له في الأَرضِ عِرْقٌ، وهي الراكوبةُ والراكوبُ،

ولا يقال لها الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثيرةُ الركوب، على ما تقدّم، هذا قول بعض اللُّغَويِّـين. وقال أَبو حنيفة: الرَّكَّابة

الفَسِـيلةُ، وقيل: شبْهُ فَسِـيلةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عند قِمَّتِها، ورُبَّـما حَمَلَتْ مع أُمـِّها، وإِذا قُلِعَت كان أَفضل للأُمِّ، فأَثْـبَتَ ما نَفى غيرُه من الرَّكَّابة، وقال أَبو عبيد: سمعت الأَصمعي يقول: إِذا كانتِ الفَسِـيلة في الجِذْعِ ولم تكن مُسْتَـأْرِضةً، فهي من خَسِـيسِ النَّخْلِ، والعرب تُسَمِّيها الرَّاكِبَ؛ وقيل فيها الراكوبُ، وجَمْعُها الرَّواكِـيبُ. والرِّياحُ رِكابُ السَّحابِ في قولِ أُمَـيَّة:

تَرَدَّدُ، والرِّياحُ لها رِكابُ

وَتَراكَبَ السَّحابُ وتَراكَم: صار بعضُه فَوْقَ بعض. وفي النوادِرِ: يقال رَكِـيبٌ من نَخْلٍ، وهو ما غُرِسَ سَطْراً على جَدْوَلٍ، أَو غيرِ جَدْوَلٍ.

ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه على بعضٍ، وقد تَرَكَّبَ وتَراكَبَ.

والـمُتراكِبُ من القافِـيَةِ: كلُّ قافِـيةٍ توالت فيها ثلاثة أَحْرُفٍ

متحركةٍ بين ساكنَين، وهي مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ في

فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، وآخر الحرف الذي قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، وفَعِلْ إِذا كان يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ

الأَخيرة ساكنة، والواوُ في فَعُولُ ساكنة.

والرَّكِـيبُ: يكون اسماً للـمُرَكَّبِ في الشيءِ، كالفَصِّ يُرَكَّب في

(يتبع...)

(تابع... 1): ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،... ...

كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن الـمُفَعَّل والـمُفْعَل كلٌّ يُرَدُّ إِلى فَعِـيلٍ. وثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَديدٌ، ورجل مُطْلَق طَلِـيقٌ، وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِـيبِ. وتقولُ في تَركِـيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ، والنَّصْلِ في السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكِـيبٌ.

والـمُرَكَّبُ أَيضاً: الأَصلُ والـمَنْبِتُ؛ تقول

فلانٌ كرِيمُ الـمُرَكَّبِ أَي كرِيمُ أَصلِ مَنْصِـبِه في قَوْمِهِ.

ورُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه التي تَخْرُجُ من القُنْبُعِ في أَوَّلِه. يقال: قد خرجت في الـحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل.

وروَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، في مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمـَّا التي في الـمُؤَخَّرِ فهي الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِـبةٌ ورادِفةٌ.

والرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ ما بينَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَيْنِ وأَعالي الساقَيْنِ؛ وقيل: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِـيفِ والذِّراعِ، ورُكبةُ

البعيرِ في يدِهِ. وقد يقال لذواتِ الأَربعِ كُلها من الدَّوابِّ:

رُكَبٌ. ورُكْبَتا يَدَيِ البعير: الـمَفْصِلانِ اللَّذانِ يَليانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَما الـمَفْصِلانِ الناتِئَانِ من خَلْفُ فهما العُرْقُوبانِ. وكُلُّ ذي أَربعٍ، رُكْبَتاه في يَدَيْهِ، وعُرْقُوباهُ في رِجْلَيه، والعُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِـيفِ. وقيل: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ من كلِّ شيءٍ.

وحكى اللحياني: بعيرٌ مُسْـتَوْقِـحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ

جُزْءٍ منها رُكْبةً ثم جَمَع على هذا، والجمعُ في القِلَّة: رُكْباتٌ،

ورُكَبات، ورُكُباتٌ، والكثير رُكَبٌ، وكذلك جَمْعُ كلِّ ما كان على فُعْلَةٍ، إِلا في بناتِ الياءِ فإِنهم لا يُحَرِّكونَ مَوْضِـعَ العينِ منه بالضم، وكذلك في الـمُضاعَفة.

والأَرْكَبُ: العظِـيمُ الرُّكْبة، وقد رَكِبَ رَكَباً. وبعيرٌ أَرْكَبُ

إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَيْهِ أَعظمَ من الأُخرى.

والرَّكَب: بياضٌ في الرُّكْبةِ.

ورُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته.

ورَكَبَ الرجلُ يَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب يَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ وقيل: هو إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ وقيل: هو إِذا أَخذ بفَوْدَيْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثم ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ وفي حديث الـمُغِيرة مع الصديق، رضي اللّه عنهما، ثم رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِـي، هو من ذلك. وفي حديث ابن سيرين: أَما تَعْرِفُ الأَزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لا يأْخُذوكَ فيركُـبُوكَ أَي يَضربُوك برُكَبِـهِم، وكان هذا معروفاً في الأَزد.

وفي الحديث: أَن الـمُهَلَّب بن أَبي صُفْرَةَ دَعا بمُعاويةَ بن أَبي

عَمْرو، فجَعَلَ يَرْكُـبُه بِرِجْلِه، فقال: أَصلحَ اللّهُ الأَمِـير، أَعْفِني من أُمّ كَيْسانَ، وهي كُنْيةُ الرُّكْبة، بلغة الأَزد.

ويقال للمصلِّي الذي أَثـَّر السُّجودُ في جَبْهَتِه بين عَيْنَيْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ ويقال لكلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيانِ ويَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَي العنزِ، وذلك أَنهما يَقَعانِ معاً إِلى الأَرض منها إِذا رَبَضَتْ.

والرَّكِـيبُ: الـمَشارةُ؛ وقيل: الجَدولُ بين الدَّبْرَتَيْنِ؛ وقيل: هي ما بين الحائطينِ من الكَرْمِ والنَّخْل؛ وقيل: هي ما بين النَّهْرَين من الكرمِ، وهو الظَّهْرُ الذي بين النَّهْرَيْنِ؛ وقيل: هي الـمَزرعة.

التهذيب: وقد يقال للقَراحِ الذي يُزْرَعُ فيه: رَكِـيبٌ؛ ومنه قول

تأَبـَّطَ شَرّاً:

فيَوْماً على أَهْلِ الـمَواشِـي، وتارةً * لأَهْلِ رَكِـيبٍ ذي ثَمِـيلٍ، وسُنْبُلِ

الثَّمِـيلُ: بَقِـيَّةُ ماءٍ تَبْقَى بعد نُضُوبِ المياهِ؛ قال: وأَهل الرَّكِـيبِ هُم الـحُضَّار، والجمعُ رُكُبٌ.

والرَّكَبُ، بالتحريك: العانة؛ وقيل: مَنْبِتُها؛ وقيل: هو ما انحدرَ عن البطنِ، فكان تحتَ الثُّنَّةِ،

وفوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذلك مذكَّرٌ صرَّح به اللحياني؛ وقيل الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَيْنِ، اللذانِ عليهما لحم الفرج من الرجُل والمرأَة؛ وقيل: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ وقيل: هو الفَرْج نَفْسُه؛ قال:

غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الـحُوقِ، * بينَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ

والجمع أَرْكابٌ وأَراكِـيبُ؛ أَنشد اللحياني:

يا لَيْتَ شِعْري عَنْكِ، يا غَلابِ، * تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ

أَصْفَرَ قد خُلِّقَ بالـمَلابِ، * كجَبْهةِ التُّركيِّ في الجِلْبابِ

قال الخليل: هو للمرأَةِ خاصَّةً. وقال الفراءُ: هو للرجُلِ والمرأَة؛

وأَنشد الفراءُ:

لا يُقْنِـعُ الجاريةَ الخِضابُ، * ولا الوِشَاحانِ، ولا الجِلْبابُ

من دُونِ أَنْ تَلْتَقِـيَ الأَرْكابُ، * ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ

التهذيب: ولا يقال رَكَبٌ للرجُلِ؛ وقيل: يجوز أَن يقال رَكَبٌ للرجُلِ.

والرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. والراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج في

أُصُولِ النخلِ الكِبارِ.

والرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّيانةِ إِذا قُطِعَتْ ورَكُوبةٌ ورَكُوبٌ جَميعاً: ثَنِـيَّةٌ معروفة صَعْبة سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم؛ قال:

ولكنَّ كَرّاً، في رَكُوبةَ، أَعْسَرُ

وقال علقمة:

فإِنَّ الـمُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ

رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَيضاً؛ ورواية سيبويه: رِحْلةٌ فرُكُوبُ أَي أَن

تُرْحَلَ ثم تُرْكَبَ. ورَكُوبة: ثَنِـيَّةٌ بين مكة والمدينة، عند العَرْجِ،

سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، في مُهاجَرَتِه إِلى المدينة.

وفي حديث عمر: لَبَيْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِليَّ من عَشرةِ أَبياتٍ

بالشامِ؛ رُكْبة: موضعٌ بالـحِجازِ بينَ غَمْرَةَ وذاتِ عِرْقٍ. قال مالك بن أَنس: يريدُ لطُولِ الأَعْمارِ والبَقاءِ، ولشِدَّةِ الوَباءِ بالشام.

ومَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قالت جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذِي الكَلْبِ:

أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَني مُغَلْغَلَةً، * والقَوْمُ مِنْ دونِهِمْ سَعْيا فمَرْكُوبُ

ركب
: (رَكِبَهُ كَسَمِعَهُ) (رُكُوباً ومَرْكَبَاً: عَلاَهُ) وعَلاَ عَلَيْهِ (كارْتَكَبَهُ) ، وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِب (والاسْمُ الرِّكْبَةُ، بالكَسْرِ) ، والرَّكْبَةُ مَرَّةٌ واحِدَةٌ و (الرِّكْبَة) ضَرْبٌ مِنَ الرُّكُوبِ يقالُ: هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ، ورَكهبَ فلانٌ فلَانا بأَمْر وارْتَكَبَه، وكُلُّ شَىْءٍ عَلاَ شَيْئاً فقَدْ رَكهبَه، (و) منَ المجازِ: رَكهبَهُ الدَّيْنُ، وَرَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونَحْوَهُمَا مثلا بذلك، وركِبَ مِنْهُ أَمْراً قَبِيحاً، وَكَذَلِكَ، رَكِبَ (الذَّنْبَ) أَيِ (اقْتَرَفَهُ، كارْتَكَبَه) ، كُلُّهُ عَلَى المَثَلِ، قالَهُ الرَّاغِبُ والزَّمَخْشَرِيُّ، وارْتِكَابُ الذُّنُوبِ: إِتْيَانُهَا (أَو الرَّاكِبُ للبَعِيرِ خَاصَّةً) نَقله الجوهريّ، عَن ابْن السكِّيت قَالَ تَقول: مَرَّ بِنَا رَاكهبٌ إِذا كَانَ على بَعِيرٍ خاصَّةً، فإِذا كَانَ الراكبُ على حافِرٍ فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ: مَرَّ بِنَا فارسٌ على حِمَارٍ، ومَرَّ بِنَا فارسٌ على بَغْلٍ، وَقَالَ عُمَارَةُ: لَا أَقُولُ لصاحبِ الحِمَارِ فارِسٌ وَلَكِن أَقولُ حَمَّارٌ، (ج رُكَّابٌ ورُكْبَانٌ ورُكُوبٌ، بضَمّهِنَّ) مَعَ تَشْدِيدِ الأَوَّلِ (و) رِكَبَةٌ (كَفِيلَةٍ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَقَالَ شيخُنا: وَقيل: الصَّوَاب كَكَتَبَه، لأَنّه المشهورُ فِي جَمْعِ فَاعِلٍ، وكعِنَبَةٍ غيرُ مسموعٍ فِي مِثْلِه.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي أَنكره شيخُنَا واستبعدَه نقلَه الصاغانيّ عَن الكسائيّ، ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظ، (و) يُقَال: (رَجُلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ) ، الأَوَّلُ عَن ثَعْلَب: كَثِيرُ الرُّكُوبِ، والأُنّثَى رَكَّابَةٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ ابْن بَرِّيّ: قَوْلُ ابْن السّكّيت: مَرَّ بِنَا رَاكِبٌ إِذا كَانَ على بعير خاصَّةً إِنما يُرِيد إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه جَازَ أَن يكون للبعيرِ والحِمَارِ والفَرَسِ والبَغْلِ وَنَحْو ذَلِك فتول: هَذَا رَاكِبُ جَمَلٍ، ورَاكِبُ فَرَس، ورَاكبُ حمَار، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه كَقَوْلِك رَكْبٌ وركْبانٌ، لَا تَقول: رَكْبُ إِبِلٍ وَلَا رُكْبَانُ إِبِلٍ، لأَنَّ الرَّكْبَ والرُّكْبَانَ لَا يكونُ إِلا لرُكَّابِ الإِبلِ، وَقَالَ غيرُه: وأَمَّا الرُّكَّابُ فيجوزُ إِضَافَتُهُ إِلى الْخَيْلِ والإِبِلِ وغيرهِمَا، كَقَوْلِك: هَؤُلَاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابِ إِبلٍ، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبَانِ، قَالَ: وأَمَّا قَوْلُ عُمَارَةَ: إِنِّي لاَ أَقُولُ لرَاكِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ، فَهُوَ الظاهرُ، لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخوذٌ من الفَرَسِ، ومعناهُ صاحبُ فَرَسٍ وراكبُ فَرَسٍ، مثل قَوْــلهم: لاَبِنٌ وتَامِرٌ ودَارِعٌ وسَائِفٌ ورَامِحٌ، إِذا كانَ صاحبَ هَذِه الأَشياءِ، وعَلَى هذَا قَالَ العَنْبَرِيُّ:
لَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوْماً إِذَا رَكِبُوا
شَنّوا الإِغَارَةَ فُرْسَاناً ورُكْبَاناً
فَجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قَالَ (والرَّكْبُ رُكْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ) وَلَيْسَ بِتَكْسِيرِ رَاكِبٍ، والرَّكْبُ أَيضاً: أَصحَابُ الإِبلِ فِي السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ (أَو جَمْعٌ) ، قَالَه الأَخَشُ (وهُمُ العَشَرَةُ فَصَاعِدَاً) أَي فَمعا فَوْقَهُم، (و) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: (قد يكونُ) الرَّكْبُ (لِلْخَيْلِ) والإِبِلِ، قَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وكَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:
وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إِلَيْهِ
إِذَا مَا الرَّكْبُ فِي نَهْبٍ أَغَارُوا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 036 والركب اءَسغل مِنْكُم} (الأَنفال: 42) فقد يجوزُ أَن يكونُوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يَكُونُوا رَكْبَ إِبلٍ، وَقد يجوز أَن يكونَ الجَيْشُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَفِي آخرَ (سيأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ) يُرِيدُ عُمَّالَ الزَّكَاةِ، تَصْغِيرُ رَكْبٍ، والرَّكْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ، كنَفَرٍ ورَهْطٍ، وقِيلَ هُوَ جَمْعُ رَاكِبٍ كصاحِبٍ وصَحْبٍ، قَالَ، وَلَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ فِي تَصْغِيرِه رُوَيْكِبُون، كَمَا يُقَال: صُوَيْحِبُونَ، قَالَ: والراكبُ فِي الأَصلِ هُوَ راكِبُ الإِبلِ خاصَّةً، ثمَّ اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ على كلّ مَنْ رَكِبَ دابَّةً، وقولُ عَليَ رَضِي الله عَنهُ (مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئذٍ فَرَسٌ إِلاَّ فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدَادُ بنُ الأَسْوَدِ) يُصَحِّحُ أَنَّ الرَّكْبَ هَاهُنَا رُكَّابُ الإِبِلِ، كذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . (ج أَرْكُبٌ ورُكُوبٌ) بالضَّمّ (والأُرْكُوبُ بالضَّمِّ أَكْثَرُ مِنَ الرَّكْبِ) جَمْعُهُ أَرَاكِيبُ، وأَنشد ابنُ جِنِّي:
أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُ
الْحَقْ بِأَهْلِكَ واسْلَمْ أَيُّهَا الذِّيبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاةٌ فَيَأْكُلهَا
أَوْ أَن تَبِعَهَ فِي بَعْضِ الأَرَاكِيبِ
أَرَادَ (تَبِيعَهَا) فحَذَفَ الأَلِفَ، (والرَّكَبَةُ مُحَرَّكَةً) أَقَلُّ) من الرَّكْبِ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) .
(والرَّكَابُ كَكِتَابٍ: الإِبِلُ) الَّتِي يُسَارُ عَلَيْهَا، (واحِدَتُهَا رَاحِلَةٌ) وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، (ج) رُكُبٌ بِضَم الْكَاف (كَكُتُبٍ، ورِكَابَاتٌ) وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّكَابَ أَسِنَّتَهَا) فِي رِوَايَةٍ (فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا) قَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ جَمْعُ رِكَابٍ، وَهِي الرَّوَاحِلُ من الإِبل، وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الرُّكُبُ لَا يكونُ جَمْعَ رِكَابٍ، وَقَالَ غيرُه: بَعِيرٌ رَكُوبٌ وجَمْعُه رُكُبٌ (و) يُجْمَعُ الرِّكَاب (رَكَائِبَ) ، وَعَن ابْن الأَثير: وَقيل: الرُّكُبُ جَمْعُ رَكُوبٍ، وَهُوَ مَا يُرْكَبُ من كلّ دَابَّةٍ، فَعولٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ، قَالَ: والرَّكُوبَةُ أَخَصُّ مِنْهُ.
(و) الرِّكَابُ (مِنَ السَّرْجِ كالغَزْرِ مِنَ الرَّحْلِ، ج) رُكُبٌ (كَكُتُبٍ) : يقالُ: قَطَعُوا رُكخبَ سُرُوجِهِمُ، (و) يُقَال: (زَيْتٌ رِكَابِيٌّ لأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ على) ظُهُورِ (الإِبِلِ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) عَن ابْن شْمَيل فِي كِتَاب (الإِبِلِ) (الإِبل) الَّتِي تُخْرَجُ لِيُجَاءَ عَلَيْهَا بالطَّعَامِ تُسَمَّى رِكَاباً حِينَ تَخْرُجُ وَبعد مَا تَجِيءُ، وتُسَمَّى عِيراً على هاتَيْنِ المَنْزِلَتَيْنِ، وَالَّتِي يُسَافَرُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكَابٌ تُحْمَلُ عَلَيْهَا المَحَامِلُ وَالَّتِي يَكْتَرُونَ ويَحْمِلُونَ عَلَيْهَا مَتَاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّهَا رِكَابٌ، وَلا تُسَمَّى عِيراً وإِنْ كَانَ عَلَيْهَا طَعَامٌ إِذَا كَانَت مُؤَاجَرَةً بِكِرَى وليسَ العِيرُ الَّتِي تأْتى أَهلَهَا بالطَّعَامِ، وَلكنهَا رِكَابٌ، وَيُقَال: هَذِه رِكَابُ بَنِي فلانٍ.
(و) رَكَّابٌ (كشَدَّادٍ: جَدُّ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ) الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، رَوعى عنِ القاضِي محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحَضْرَمِيِّ.
(و) رِكَابٌ (كَكِتَابٍ: جَدٌّ لإِبْرَاهيم بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ) وَهُوَ إِبْرَاهِيمِ بنُ سَالِمِ بنِ رِكَابٍ (الدِّمَشْقِيُّ الشَّهِيرُ بابْنِ الجِنَان، وَوَلَدُه إِسْمَاعِيلُ شَيْخُ الذَّهَبِيِّ، وَحَفِيدُه: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ شَيْخُ العِرَاقِيِّ.
(و) مَرْكَبٌ (كمَقْعَدِ وَاحِدُ مَرَاكِبِ البَرِّ) ، الدَّابَة، (والبَحْرِ) السَّفِينَة، ونِعْمَ المَرْكَبُ الدَّابَّةُ، وجَاءَتْ مَرَاكِبُ اليَمَنِ: سَفَائِنُهُ، وتَقُولُ: هَذَا مَرْكَبِي.
والمَرْكَبُ: المَصْدَرُ، وَقد تَقَدَّمُ تقولُ: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً والمَرْكَبُ المَوْضِعُ، ورُكَّاب السَّفِينَةِ: الذينَ يَرْكَبُونَهَا، وَكَذَلِكَ رُكَّابُ المَاءِ، وَعَن اللَّيْث: العَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَرْكَبُ السَّفِينَةَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ، وأَمَّا الرُّكْبَانُ والأُرْكُوبُ والرَّكْبُ فَرَاكِبُوا الدَّوَابِّ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْبَاناً فَقَالَ:
يُهلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا
كمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ
يَعْنِي قَوْماً رَكِبُوا سَفِينَةً فَغُمَّت السَّمَاءُ وَلم يَهْتَدُوا فَلَمَّا طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّرُوا، لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الَّذِي يَؤُمُّونَهُ.
(و) المُرَكَّبُ (كَمُعَظَّمٍ: الأَصْلُ والمَنْبِتُ) تقولُ: فلانٌ كَرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كَرِيمُ أَصْلِ مَنْصِبِه فِي قَوْمِه، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي (الأَساس) ، (والمُسْتَعِيرُ فَرساً يَغْزُو عَلَيْهِ فيكونُ لَهُ نِصْفُ الغَنِيمَةِ ونِصْفُهَا لِلْمُعِيرِ) وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: هُوَ الَّذِي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لِبَعْضِ مَا يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ (وقَدْ رَكَّبَهُ الفَرَسَ) : دَفَعَهُ إِليه عَلَى ذَلِك، وأَنشد:
لاَ يَرْكَبُ الخَيْلَ إِلاّ أَنْ يُرَكَّبَهَا
ولَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ ومِنْ سُودِ
وَفِي (الأَساس) : وفَارِسٌ مُرَكَّبٌ كمُعَظَّمٍ إِذا أُعْطِيَ فَرَساً لِيَرْكَبَهُ.
(و) أَرْكَبْت الرَّجُلَ: جَعَلْت لَه مَا يَرْكَبُه و (أَرْكَبَ المُهْرُ: حَانَ أَنْ يُرْكَبَ) فَهُوَ مُرْكِبٌ، ودَابَّةٌ مُرْكِبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزَى عَلَيْهَا، وأَرْكَبَنِي خَلْفَهُ، وأَرْكَبَنِي مَرْكَباً فَارِهاً، ولي قَلُوصٌ مَا أَرْكَبَتْ وَفِي حَدِيث السَّاعَةِ (لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعةُ) .
(والرَّكُوبُ و) الرَّكُوبَةُ (بِهَاءٍ، منَ الإِبِلِ: الَّتِي تُرْكَبُ) وقيلَ الرَّكُوبُ: كُلّ دَابَّةٍ تُرْكَبُ، والرَّكُوبَةُ: اسْمٌ لجَمِيعِ مَا يُرْكَبُ، اسْمٌ للوَاحِد والجَمِيعِ، (أَو الرَّكُوبُ: المَرْكُوبَةُ والرَّكُوبَةُ: المُعَيَّنَةُ للرُّكُوبِ، و) قيلَ: هِيَ (اللاَّزِمَةُ لِلْعَمَلِ مِنْ) جَمِيعِ (الدَّوَابِّ) يقالُ: مَالَهُ رَكُوبَةٌ وَلاَ حَمُولَةٌ ولاَ حَلُوبَةٌ، أَي مَا يَرْكَبُهُ ويَحْلُبُهُ ويَحْمِلُ عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 036 فَمِنْهَا ركوبهم وَمِنْهَا ياءَكلون} (يس: 72) قَالَ الفرّاءُ: أَجْمَعَ القُرَّاءُ على فَتْحِ الرَّاءِ لاِءَنَّ المَعْنَى: فَمِنْهَا يَرْكَبُونَ، ويُقَوِّي ذلكَ قَوْلُ عائِشَةَ فِي قِرَاءَتِهَا (فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ) قَالَ الأَصمعيّ: الرَّكُوبَةُ: مَا يَرْكَبُونَ (ونَاقَةٌ رَكُوبَةٌ ورَكْبَانَةٌ ورَكْبَاةٌ وَرَكَبُوتٌ، مُحَرَّكَةً) ، أَي (تُرْكَبُ، أَو) نَاقَةٌ رَكُوبٌ أَوْ طَرِيقٌ رَكُوبٌ: مَرْكُوبٌ: (مُذَلَّلَةٌ) حَكَاهُ أَبو زيد، والجَمْعُ رُكُبٌ، وَعَوْدُ رَكُوبٌ كَذَلِك، وبَعِيرٌ رَكُوبٌ: بِهِ آثَارُ الدَّبَرِ والقعتَبِ، وَفِي الحَدِيث: (أَبْغِنِي نَاقَةً حَلْبَانَةً رَكْبَانَةً) أَي تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ والرُّكُوبِ، والأَلِفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَةِ.
(والرَّاكِبُ والرَّاكِبَةُ والرَّاكُوبُ والرَّاكُوبَةُ والرَّكَّابَةُ، مُشَدَّدَةً: فَسِيلَةٌ) تَكُونُ (فِي أَعْلَى النَّخْلِ مُتَدَلِّيَة لَا تَبْلُغُ الأَرْضَ) ، وَفِي (الصِّحَاح) : الرَّاكِبُ مَا يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ فِي جُذُوع النَّخْلِ ولَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ عِرْقٌ، وَهِي الرَّاكُوبَةُ والرَّاكُوبُ، وَلَا يقالُ لَهَا الرَّكَّابَةُ إِنَّمَا الرَّكَّابَةُ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الرُّكُوبِ، هَذَا قَول بعض اللغويين.
قلتُ: ونَسَبَهُ ابْن دُرَيْد إِلى العَامَّةِ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: الرَّكَّابَةُ الفَسِيلَةُ، وَقيل: شِبْهُ فَسِيلَةٍ تَخْرُجُ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ عندَ قِمَّتِهَا، ورُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا، وإِذَا قُطِعَتْ كَانَ أَفْضَلَ للأُمِّ، فأَثْبَتَ مَا نَفَى غيرُه وَقَالَ أَبو عبيد: سمعتُ الأَصْمعيّ يقولُ: إِذا كَانَت الفَسِيلَةُ فِي الجِذْعَ وَلم تكن مُسْتَأْرِضَةً فَهِيَ من خَسِيسِ النَّخْلِ، والعَرَبُ تُسَمِّيهَا الرَّاكِبَ، وقيلَ فِيهَا الرَّاكُوبُ وجمعُهَا الرَّوَاكِيبُ.
(ورَكَّبَهُ تَرْكِيباً: وَضَعَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ فَتَركَّبَ، وتَرَاكَبَ) ، مِنْهُ: رَكَّبَ الفَصَّ فِي الخَاتَمِ، والسِّنَانَ فِي القَنَاةِ (والرَّكِيبُ) اسْمُ (المُرَكَّبِ فِي الشَّيءِ كالفَصِّ) يُرَكَّبُ فِي كِفَّةِ الخَاتَمِ، لأَنَّ المُفَعَّلَ والمُفْعَلَ كُلُّ يُرَدُّ إِلى فَعِيلٍ، تَقُولٌ: ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ، ورَجُلٌ مُطْلَقٌ وطَلِيقٌ، وشيءُ حَسَنُ التَّرْكِيبِ، وتقولُ فِي تَرْكِيبِ الفَصِّ فِي الخاتَمِ، والنَّصْلِ فِي السَّهْمِ: رَكَّبْتُه فَتَرَكَّبَ، فَهُوَ مُرَكَّبٌ وَرَكِيبٌ.
(و) الرَّكِيبُ بمعنَى الرَّاكِبِ كالضَّرِيبِ والصَّرِيمِ، للضَّارِبِ والصَّارِم، وهُوَ (مَنْ يَرْكَبُ مَعَ آخَرَ) وَفِي الحَدِيث: (بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعَاةِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى) أَرادَ مَنْ يَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ.
(و) مِنَ المَجَازِ (رُكْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ: سَوَابِقُهُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ) فِي أَوَّلهِ، والقُنْبُعُ كقُنْفُذٍ: وِعَاءُ الحِنْطَةِ، يُقَال: قد خَرَجَتْ فِي الحَبِّ رُكْبَانُ السُّنْبُلِ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: رَكِبَ الشَّحُمْ بَعْضُهُ بَعْضاً وتَرَاكَبَ، وإِنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاكِبَ ورَوَادِفَ (رَوَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرَائِقُ مُتَرَاكِبَةٌ) بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ (فِي مُقَدَّمِ السَّنَامِ و) أَمَّا (الَّتِي فِي مُؤَخَّرِهِ) فَهِيَ (الرَّوَادِفُ) ، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ، ورَاكِبَةٌ.
(والرُّكْبَةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الصِّلِّيَانَةِ إِذا قُطِعَتْ) نَقله الصاغانيّ.
(و) الرُّكْبَةُ (: مَوْصِلُ مَا بَيْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ وأَعَالِي السَّاقِ، أَو) هيَ (مَوْضِعُ) كَذَا فِي (النّسخ) ، وصَوَابُه مَوْصِلُ (الوَظِيفِ والذِّرَاعِ) ورُكْبَةُ البَعِيرِ فِي يَدِه، وَقد يقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ كُلِّهَا من الدَّوَابّ: رُكَبٌ، ورُكْبَتَا يَدَيِ البَعِيرِ: المَفْصِلاَن اللَّذَانِ يَلِيَانه البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ، وكُلُّ ذِي أَرْبَعٍ رُكْبَتَاهُ فِي يَدَيْهِ، وعُرْقُوبَاهُ فِي رِجْلَيُهِ، والعُرْقُوبُ مَوْصِلُ الوَظِيفِ (أَو) الرُّكْبَةُ (: مَرْفِقُ الذِّرَاعِ من كُلِّ شَيْءٍ) وَحكي اللِّحْيَانيّ: بَعِيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رُكْبَةً ثمَ جَمَعَ عَلَى هذَا، (ج) فِي القِلَّةِ رُكْبَاتٌ ورُكَبَاتٌ ورُكُبَاتٌ، والكَثِيرُ (رُكَبٌ) وَكَذَلِكَ جَمْعُ كُلِّ مَا كانَ على فُعْلَةٍ إِلاَّ فِي بَنَات اليَاءِ فإِنَّهُم لَا يُحَرِّكُونَ مَوْضِعَ العَيْن مِنْهُ بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ فِي المُضَاعَفَةِ.
(و) أَبُو بَكْرٍ (مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُودِ بنِ أَبِي رُكَبٍ الخُشَنِيّ) إِلى خُشَيْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبرَةَ بن ثَعْلَبِ بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَةَ (مِنْ كِبَارِ نُحَاةِ المَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ ابنُه أَبو ذَرَ مُصْعَبٌ) ، قيَّدَه المُرْسِيّ، وَهُوَ شَيْخُ أَبي العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِيشِيِّ شارِح المَقَامعاتِ، والقَاضِي المُرْتَضَى أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود، عُرِفَ كجَدِّه بابنِ أَبِي رُكَبٍ، سَمعَ بالمَرِيَّةِ، وسَكَنَ مُرْسِيَةَ تُوُفِّي سنة 586 كَذَا فِي أَول جزءِ الذَّيْلِ للحافِظِ المُنْذِرِيِّ.
(والأَرْكَبُ: العَظِيمُهَا) أَيِ الرُّكْبَةِ (وَقَدْ رَكِبَ، كَفَرِحَ) رَكَباً.
ورُكِبَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: شَكَى رُكْبَتَهُ.
(و) رَكَبَهُ (كنَصَرهُ) يَرْكُبُهُ رَكْباً (: ضَرَبَ رُكْبَتَهُ، أَوْ أَخَذَ) بِفَوْدَيْ شَعَرِه أَوْ (بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُكْبَته، أَوْ ضَرَبَهُ برُكْبَته) وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ مَعَ الصِّدِّيقِ (ثمَّ رَكَبْتُ أَنْفَهُ بِرُكَبَتِي) هُوَ مِنْ ذَلِك، وَفِي حَدِيث ابنِ سيرينَ (أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ ورُكَبَهَا، اتَّقِ الأَزْدَ لاَ يَأْخُدُوكَ فَيَرْكُبُوكُ) أَي يَضْرِبُوكَ بِرُكِبِهِمْ، وكانَ هذَا مَعْرُوفاً فِي الأَزْدِ، وَفِي الحَدِيث (أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبي صُفْرَةَ دَعَا بمُعَاوِيَةَ بنِ عَمرٍ ووجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَصْلَحَ الله الأَمِيرَ، أَعْفِنِي مِنْ أُمَّ كَيْسَانَ) وهِيَ كُنْيَةُ الرُّكْبَةِ بلُغَةِ الأَزْدِ، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَمْرٌ اصْطَكَّتْ فيهِ الرُّكَبُ، وحَكَّتْ فيهِ الرُّكْبَةُ الرُّكْبَةَ.
(والرَّكِيبُ: المَشَارَةُ) بالفَتْحِ: السَّاقِيَةُ (أَو الجَدْوَلُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ، أَوْ) هِيَ (مَا بَيْنَ الحَائِطَيْنِ مِنَ النَّخِيلِ والكَرْمِ) ، وقيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من الكَرْمِ (أَو المَزْرَعَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : قَدْ يُقَالُ لِلْقَرَاحِ الَّذِي يُزْرَعُ فِيهِ: رَكِيبٌ، وَمِنْه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا:
فَيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَوَاشِي وتَارَةً
لاِءَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ
وأَهْلُ الرَّكِيبِ: هُمُ الحُضَّارُ، (ج) رُكُبٌ (ككُتُبٍ) .
(والرَّكَبُ، مُحَرَّكَةً) : بَيَاضٌ فِي الرُّكْبَةِ، وَهُوَ أَيضاً (: العَانَةُ أَو مَنْبِتُهَا) وقيلَ: هُوَ مَا انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فكانَ تَحْتَ الثُّنَّةِ وفَوْقَ الفَرْجِ، كُلُّ ذَلِك مُذَكَّرٌ، صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيَانيّ (أَو الفَرْجُ) نَفْسُهُ، قَالَ:
غَمْزَكَ بِالكَبْسَاءِ دَاتِ الحُوقِ
بَيْنَ سِمَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ
(أَو) الرَّكَبُ (ظَاهِرُهُ) أَيِ الفَرْجِ (أَو الرَّكَبَانِ: أَصْلُ الفَخِذَيْنِ) وَفِي غير الْقَامُوس: أَصْلاَ الفَخِذَيْنِ اللَّذَانِ (عَلَيْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ) ، وَفِي أُخْرَى: لَحْمَا الفَرْجِ، أَي مِنَ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ (أَوْ خَاصٌّ بِهِنَّ) ، أَي النسَاءِ، قَالَه الْخَلِيل، وَفِي (التَّهْذِيب) : وَلَا يُقَال: رَكَبُ الرجُلِ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ للرَّجُلِ والمَرْأَةِ، وأَنشد:
لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ
وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ
وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ
قَالَ شيخُنَا: وقَدْ يُدَّعَى فِي مِثْلِه التَّغْلِيبُ، فَلاَ يَنْهَضُ شَاهِداً لِلْفَرَّاءِ. قلتُ: وَفِي قَوْلِ الفرزدق حِينَ دَخَلَ عَلَى ظَبْيَةَ بِنْتِ دَلَم فأَكْسَلَ:
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى نَعْظٍ فُجِعْتُ بِهِ
حِينَ الْتَقَى الرَّكَبُ المحْلوقُ بالرَّكَبِ
شاهدٌ للفراءِ، كَمَا لَا يَخْفَى (ج أَرْكَابٌ) ، أَنشد اللِّحْيَانِيُّ:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكِ يَا غَلاَبِ
تحْملُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَكَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ
كَجَبْهَهِ التُّرْكِيِّ فِي الجِلْبَابِ
(وَأَرَاكِيبُ) ، هَكَذَا فِي (النّسخ) ، وَفِي بَعْضهَا: أَرَاكِبُ كَمَسَاجِدَ، أَي وأَمَّا أَرَاكِيبُ كمَصَابِيحَ فَهُوَ جَمْعُ الجمْعِ، لأَنَّه جَمْعُ أَرْكَابٍ، أَشَار إِليه شيخُنَا، فإِطلاقُه من غيرِ بَيَانٍ فِي غيرِ مَحَلِّهِ.
(وَمَرْكُوبٌ: ع بالحِجَازِ) وَهُوَ وَادٍ خَلْف يَلَمْلَمَ، أَعْلاَهُ لِهُذَيْلٍ، وأَسْفَلُهُ لِكِنَانَةَ، قَالَت جَنوبُ.
أَبْلغْ بَنِي كَاهِلٍ عَنِّي مُغَلْغَلةً
والقَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْيَا فمَرْكوبُ
ورَكْبٌ المِصْرِيُّ صَحَابِيٌّ أَو تابِعِيٌّ) عَلَى الخِلاَفِ، قَالَ ابنُ مَنْدَه: مَجْهُولٌ: لاَ يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَة، وَقَالَ غيرُه: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ أَبُو عْمَرَ: هُوَ كِنْديٌّ لَهُ حَدِيثٌ، رَوَى عَنهُ نَصِيحٌ العَنْسِيُّ فِي التَّوَاضُعِ.
(ورَكْبٌ: أَبُو قَبِيلَةٍ) مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، مِنْها ابْنُ بَطَّالٍ الرَّكْبِيُّ.
(وَرَكُوبَةُ: ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ) الشَّرِيفَيْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي إِلى المَدِينَةِ. قَالَ:
ولَكِنَّ كَرًّا فِي رَكُوبَةَ أَعْسَرُ
وكَذَا رَكُوبُ: ثَنِيَّةٌ أُخْرَى صَعْبَةٌ سَلَكَهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَلْقَمَةُ:
فَاينَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرَكُوبُ
رِحْلَةُ: هَضْبَةٌ أَءَضاً، وروايةُ سِيبَوَيْهٍ: رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ أَيْ أَنْ تْرْحَلَ ثمَّ تُركَب.
(والرِّكَابِيَّةُ بالكَسْرِ: ع قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشْرِّفَةِ، على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، على عَشَرَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا.
(و) رُكَبٌ (كَصُرَدٍ: مُخْلاَفٌ باليَمَنِ) .
(ورْكْبَةُ بالضَّمِّ: وَادٍ بالطِّائِفِ) بَين غَمْرَة وذَاتِ عِرْقٍ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (لبَيْتٌ بِرُكْبَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ بالشَّامٍ) قَالَ مالكُ بنُ أَنَسٍ: يُرِيدُ لِطُول البَقَاءِ والأَعْمَارِد ولِشِدَّةِ الوَبَاءِ بالشَّامِ.
قلتُ وَفِي حديثِ ابنِ عباسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا: (لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِينَ ذَنْباً بِرُكْبَةَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُذُنِبَ ذَنْباً بِمَكَّةَ) كَذَا فِي بَعْضِ المَنَاسِكِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَيُقَال لِلْمُصَلِّي الَّذِي أَثَّرَ السُّجُودُ فِي جَبْهَتِه: بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِثْلُ رُكْبَةِ العَنْزِ، ويُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَيَتَكَافَآنِ: هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يَقَعَانِ مَعاً إِلى الأَرْضِ مِنْهَا إِذَا رَبَضَتْ.
(وذُو الرّكْبَةِ: شَاعِرٌ) واسْمُهُ مُوَيْهِبٌ.
(وبِنْتُ رُكْبَةَ: رَقَاشِ) كَقَطَامِ (أَمُّ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ) بنِ غَالِبٍ.
(و) رَكْبَانُ (كَسَحْبَانَ: ع بِالحِجَازِ) قُرْبَ وَادِي القُرَى.
(و) من الْمجَاز (رِكَابُ السَّحَابِ بِالكَسْرِ: الرِّيَاحُ) فِي قَول أُمَيَّةَ:
تَرَدَّدُ والرِّيَاحُ لَهَا رِكَابُ وتَرَاكَبَ السَّحَابُ وتُرَاكَمَ: صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ.
(والرَّاكِبُ رَأْسُ الجَبَلِ) هَكَذَا فِي (النّسخ) ومثلُه فِي (التكملة) وَفِي بَعْضهَا الحَبْل، بالحَاءِ الْمُهْملَة، وخو خطأٌ:
(و) يُقَالُ (بَعِيرٌ أَرْكَبُ) إِذَا كَانَ (إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَى) .
(و) فِي النَّوَادِرِ: (نَخْلٌ رَكِيبٌ) ورَكيبٌ مِنْ نَخْلٍ، وهُوَ مَا (غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ أَوْ غَيْرِ جَدْوَلٍ) .
والمُتَرَاكِبُ مِنَ القَافِيَةِ: كُلُّ قَافِيةٍ تَوَالَتْ فِيهَا ثَلاَثَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّكَةٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَهِيَ: مُفَاعَلَتُنْ ومُفْتَعِلُنْ وفَعِلُنْ، لأَنَّ فِي فَعِلُنْ نُوناً سَاكِنة، وآخِر الحرفِ الَّذِي قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساكِنةٌ، وفَعِلْ إِذا كانَ يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نَحْو فَعُولُ فَعِلْ، الَّلامُ الأَخِيرَةُ ساكِنَةٌ، والواوُ فِي فَعُولُ ساكنةٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
وَمِمَّا استدركه شَيخنَا على الْمُؤلف:
مِنَ الأَمْثَالِ (شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) يُضْرَبُ للسَّرِيعِ الغَضَبِ وللْغَادِرِ أَيضاً، قَالَ ابْن (أَبي) الحَدِيدِ فِي (شَرْح نَهْجِ البَلاَغَةِ) فِي الكِتَابَةِ: ويَقُولُونَ: (مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ) أَي يُغْضِبُه أَدْنَى شيْءٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لاَ تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عْصْبَةٍ
مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
وأَوْرَدَهُ المَيْدَانِيُّ فِي (مجمع الأَمثال) وأَنْشَدَ البَيْتَ (مِنْ نِسْوَةٍ) يَعْنِي مِنْ نِسْوَةٍ هَمُّهَا السِّمَنُ والشَّحْمُ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) رَكِبَ رَأْسَهُ: مَضَى عَلَى وَجْهِهِ بغَيْرِ رَوِيَّةٍ لَا يُطِيعُ مُرْشِداً، وَهُوَ يَمْشِي الرِّكْبَةَ، وهُمْ يَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ.
قُلْتُ: وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ (إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّكَبَاتِ كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ، لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلاَ تُنْكِرُونَ مُنْكَراً) مَعْنَاهُ أَنَّكُمْ تَرْكَبُونَ رُؤُوسَكُمْ فِي البَاطِلِ والفِتَنِ يَتْبَعُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِيَّةٍ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الرَّكْبَةُ: المَرَّه مِنَ الرُّكُوبِ، وجَمْعُهَا الرَّكَبَات بالتَّحْرِيكِ، وَهِي مَنْصُوبَةٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هُوَ حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ، والرَّكَبَات، واقعٌ مَوْقعَ ذَلِك الفِعْلِ مُشْتَغُنًى بِهِ عَنهُ، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُونَ الرَّكَبَاتِ، والمَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤوسَكُمْ هائِمِينَ مُسْتَرْسِلِينَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَكُمْ، كَأَنَّكُم فِي تَسَرُّعِكُمْ إِليه ذُكُورُالحَجَلِ فِي سُرْعَتِهَا وتَهَافِتُهَا، حَتَّى إِنَّهَا إِذا رَأَتِ الأُنْثَى مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفْسَهَا عَلَيْهَا حَتَّى تَسْقْطَ فِي يَدِهِ، هَكَذَا شَرَحَه الزمخشريُّ.
وَفِي (الأَساس) : ومِنَ (المَجَازِ) : وعَلاَهُ الرُّكَّاب، كَكْبَّار: الكابُوسُ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ (فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَكِبَنِي) أَيْ تَبِعَنِي، وَجَاءَ عَلَى أَثَرِي، لأَنّ الرَّاكِبَ يَسِيرُ بِسَيْرِ المَرْكُوبِ، يُقَال رَكِبْتُ أَثَرَهُ وطَرِيقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً بِهِ،
ومُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ اليَحْصُبِيُّ الرَّكَّابِيُّ بالفَتْحِ والتَّشْدِيدِ كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ.
وبالكَسْرِ والتَّخْفِيفِ: عَبْدُ اللَّهِ الرِّكَابِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ذَكَرَه مَنْصُور فِي الذيل.
ويُوسُفُ بنُ عبدِ الرحْمنِ بنِ عليَ القَيْسِيُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّكَابِيِّ، مُحَدِّث تُوُفِّي بمصرَ سنة 599 ذَكَره الصَّابُونِيّ فِي الذَّيْل.
وَرَكِيبُ السُّعَاةِ: العوانِي عِندَ الظَّلَمَةٍ.
والرَّكْبَةُ بالفَتْحِ: المَرَّةُ مِنَ الرُّكُوبِ، والجَمْعُ رَكَبَاتٌ.
والمَرْكَبُ: المَوْضِعُ. وَقَالَ الفراءُ: تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ؟ فيقولُ: ذُو الرُّكْبَةِ، أَيْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ.
ركب أسنتها.

ركب سنَن قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: الركب فَإِنَّهَا جمع الركاب والركاب هِيَ الْإِبِل الَّتِي يسَار عَلَيْهَا ثُمَّ تجمع الركاب فَيُقَال: رُكَب. وَأما قَوْله: أسنتها فَإِنَّهُ أَرَادَ الْأَسْنَان يُقَال: أمكنوها من الرَّعْي قَالَ: وَهَذَا كحديثه الآخر: إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الْكلأ وَإِذا سافرتم فِي الجدوبة فاستنجوا.
(ركب) ركبا عظمت ركبتاه أَو إِحْدَاهمَا فَهُوَ أركب وَهِي ركباء (ج) ركب وَالشَّيْء وَعَلِيهِ وَفِيه ركوبا ومركبا علاهُ وَيُقَال ركب فِي السَّفِينَة وَنَحْوهَا وَركب الشَّحْم بعضه بَعْضًا وَركبهُ بالمكروه فعله بِهِ وَالدّين فلَانا غَلبه وَكثر عَلَيْهِ وَفُلَان رَأسه مضى على غير هدى لَا يُطِيع مرشدا والذنب أَو الْقَبِيح فعله واقترفه وَفُلَانًا أَو أَثَره وَطَرِيقه تبعه وَجَاء على أَثَره ولحقه وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة (فَإِذا عمر قد ركبني) تَبِعنِي وَجَاء على إثري فَهُوَ رَاكب (ج) ركاب وركوب وركبان

(ركب) شكا ركبته

هج

الْهَاء وَالْجِيم

هَجَّجَتْ عينه: غارت من جوع أَو عَطش أَو إعياء، قَالَ:

إِذا حِجَاجا مُقْلَتيها هَجَّجا

وَأما قَوْله ابْنة الخس حِين قيل لَهَا: بِمَ تعرفين لقاح نَاقَتك، فَقَالَت: أرى الْعين هاج، والسنام راج، وتمشي فتاج. فإمَّا أَن يكون على هَجَّتْ وَإِن لم يسْتَعْمل، وَإِمَّا أَنَّهَا قَالَت هاجًّا، اتبَاعا لقولها راجا، وَقد قدمت أَنهم مِمَّا يجْعَلُونَ للإتباع حكما لم يكن قبل ذَلِك، وَقَالَت: هاجًّا فَذكرت على إِرَادَة الْعُضْو أَو الطّرف، وَإِلَّا فقد كَانَ حكمهَا أَن تَقول هاجَّةً، وَمثله قَول لآخر:

والعينُ بالإثمِدِ الحارِيّ مَكحولُ

على أَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا يحمل هَذَا على الضَّرُورَة، ولعمري إِن الإتباع أَيْضا لضَرُورَة تشبه ضَرُورَة الشّعْر.

وَرجل هَجَاجَةٌ: أَحمَق.

والهَجَاجةُ: الهبوة الَّتِي تدفن كل شَيْء بِالتُّرَابِ.

وَركب هَجَاجَ، غير مجْرى، وهَجَاجِ مَبْنِيا على الْكسر: كِلَاهُمَا ركب رَأسه، قَالَ:

قد رَكِبوا على لَومِي هَجاجِ

وهَجاجَيْك هَاهُنَا وَهَاهُنَا، أَي كف.

وهَجَّت النَّار تَهِجُّ هَجًّا وهَجيجا، إِذا اتقدت وَسمعت صَوت استعارها.

وهَجَّجها هُوَ.

وهَجَّ الْبَيْت يَهُجُّه هَجًّا: هَدمه، قَالَ:

أَلا من لِقَبرٍ لَا تزالُ تَهُه ... شِمالٌ ومِسيافُ العَشِيّ جَنوبُ

والهَجِيج: الْخط فِي الأَرْض، قَالَ كرَاع: هُوَ الْخط الَّذِي يخط فِي الأَرْض للكهانة. وَجمعه هُجَّانُ، قَالَ بَعضهم: أَصَابَنَا مطر سَالَتْ مِنْهُ الهُجَّانُ وَقيل الهَجِيجُ: الشق الصَّغِير فِي الْجَبَل، وَالْجمع كالجمع.

وواد هَجِيجٌ وإهْجِيجٌ: عميق، يَمَانِية، فَهُوَ على هَذَا صفة، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الهَجِيجُ والإهْجِيجُ: وَاد عميق، فَكَأَنَّهُ على هَذَا اسْم.

وهَجْهَجَ الرجل: رده عَن كل شَيْء.

وَالْبَعِير يُهاجُّ فِي هديره: يردده. وفحل هَجْهَاجٌ.

وَقَالَ اللحياني: يُقَال للأسد وَالذِّئْب وَغَيرهمَا فِي التسكين: هَجاجَيْكَ.

وهَجْهَجَ السَّبع، وهَجْهَجَ بِهِ: صَاح بِهِ وزجره، قَالَ لبيد:

أَو ذُو زوائدَ لَا يُطافُ بأرضِه ... يغشَى المُهَجهِجَ كالذَّنوبِ المُرسَلِ

وهَجْهَج بالناقة والجمل: زجرهما، فَقَالَ لَهمــا: هيجْ.

والهَجْهَجَةُ: حِكَايَة صَوت الكرد عِنْد الْقِتَال.

وظليم هَجْهاجٌ وهُجاهِجٌ: كثير الصَّوْت.

والهَجْهاجُ: النفور، وَهُوَ أَيْضا الجافي الأحمق.

والهَجْهاجُ، أَيْضا: المسن.

والهَجْهاجُ والهَجْهاجَةُ: الْكثير الشَّرّ الْخَفِيف الْعقل.

وَرجل هَجْهاجٌ: طَوِيل، وَكَذَلِكَ الْبَعِير، قَالَ حميد بن ثَوْر:

بَعيدِ الْعَجْبِ حِين ترَى قَراهُ ... من العِرْنينِ هَجهاجٍ جُلالِ

وَيَوْم هَجْهاجٌ: كثير الرّيح شَدِيد الصَّوْت، يَعْنِي الصَّوْت الَّذِي يكون فِيهِ عَن الرّيح.

والهَجْهَجُ: الأَرْض الَّتِي لَا نَبَات بهَا، قَالَ:

فَجئتُ كالعَوْدِ النزيعِ الهادجِ

قُيِّدَ فِي أراملِ العَرافِجِ

فِي أرضِ سَوْءٍ جَدبَةٍ هَجاهِجِ

جمع على إِرَادَة الْموضع.

وَمَاء هُجْهَجٌ: لَا عذب وَلَا ملح.
هج
عن الإنجليزية صيغة مأخوذة عن العبرية بمعنى عيد بهجة.
ومن خَفِيف هَذَا الْبَاب

هَجْ هَجْ، وهَجٍ هَجٍ، وهَجا هَجا: زجر للكلب، وَقد يُقَال: هَجا هَجا لِلْإِبِلِ، قَالَ هميان: تَسمعُ للأعبُدِ زَجراً نافِجا ... من قِيــلِهم: أيا هَجا أيا هَجا

وَقَالَ:

سَفَرَتْ فَقلتُ لَهَا: هَجٍ، فَتبرْقَعَتْ ... فَذكَرتُ حينَ تَبرْقَعَتْ ضَبَّارا

ضبار: اسْم كلب، وَرَوَاهُ اللحياني هَجىِ.
الْهَاء وَالْجِيم

الشَّهْدانَجُ: نبت، عَن أبي حنيفَة.

والهَنْجَبُوسُ: الخسيس.

والهَمَــرْجَلُ: الْجواد السَّرِيع، وَعم بِهِ السيرافي فِي كل خَفِيف سريع، وناقة هَمَرْجَلٌ كَذَلِك، وَتَكون من نعت السّير أَيْضا.

والهَمَــرْجَلَةُ من النوق: النجيبة.

والنَّبَهْرَجُ، كالبهرج، وَقد تقدم.

والبَهْرامَجُ: الشّجر الَّذِي يُقَال لَهُ الرنف، وَهُوَ من أَشجَار الْجبَال، وَقَالَ أَبُو عبيد، فِي بعض النّسخ، لَا أعرف مَا البهرامج، قَالَ أَبُو حنيفَة: البهرامج: فَارسي، وَهُوَ الرنف، قَالَ: وَهُوَ ضَرْبَان: ضرب مِنْهُ مشرب لون شعره حمرَة، وَمِنْه أَخْضَر هيادب النُّور، وكلا النَّوْعَيْنِ طيب الرَّائِحَة.
باب الهاء مع الجيم هـ ج، ج هـ مستعملان

هج: هَجَّجَ البعير يُهَجِّجُ تَهْجيجاً إذا غارت عينُه في رأسِه من جوعٍ أو عَطَشٍ أو إعياءٍ غير خلقة. قال:  إذا حجاجا مقلتيها هججا

والهَجْهَجَةُ، حكايةُ صوتِ الرّجُل إذا صاح بالأسد. قال:»

أَوْ ذُو زوائدَ لا يُطاف بأرضِهِ ... يَغْشَى المُهْجْهِجَ كالذَّنوب المُرْسل

وفَحْلٌ هَجْهاجٌ في حكاية شِدَّةِ هديرِه. والهَجْهاجُ: النَّفُورُ. وهَجْهَجْتُ بالنّاقةِ وبالجَمَل إذا زجرته، فقلت: هِيْج هِيْج. قال:

أَمْرَقْتُ من جَوْزِهِ أعناقَ ناجيةٍ ... تنجو إذا قال لها هِيجي

وإذا حكَوْا ضاعفوا هَجْهَج، كما يُضاعفون الوَلْوَلة من الويل، فيقولون: وَلْوَلَتِ المرأة، إذا أكثرتْ من قولها: الويل. والهَجَاجَةُ: الأحمق. والهَجاجَةُ: الهَبْوة الّتي تَدْفن كلَّ شيء بالتّراب.

جه: جَهْ: حكاية المُجَهْجِهِ. والجَهْجَهَةُ من صياحِ الأبطال في الحرب. يقال: جَهْجَهوا فحملوا. قال:

فجاء دون الزَّجْرِ والمُجَهْجَهِ
هج
هَجَّجَ البَصَرُ تَهْجِيجاً: غارَ في الرَّأْسِ من جُوعٍ أو عَطَشٍ، وهَجَّ أيضاً. والهَجْهَجَةُ: صَوْتُ الرَّجُلِ إذا صاحَ بالأسَد. وفَحْلٌ هَجْهَاجٌ. والرَّجُلُ يُهَجْهِجُ بناقَتِه: إذا قالَ هِيْجْ. وماءٌ هُجَهِجٌ: كثيرٌ. وقيل: لا عَذْبٌ ولا مِلْحٌ. والهَجْهَجُ من الأرْضِ: التي لا نَبْتَ فيها. ورَجُلٌ هُجَاهِجُ.
والأَهِجَّةُ: جَمْعُ هَجِيْجٍ وهي الأرْضُ الطَّويلةُ تَسْتَهِجُّ السائرةَ أي تَسْتَعْجِــلُهم وتَسْتَفِزُّهم. وهو مُهْتَجُّ في الأمْرِ: مُتَمَادٍ فيه. والهَجِيْجُ: الوادي العَمِيْقُ. والهَجُّ: الطَّرِيْقُ المَدْعُوْقُ. والمَهَجُّ: الواسِعُ من الطُّرُقِ وغيرِها. ورَكِبَ فلانٌ هَجَاجٍِ - على نَزَالِ -: إذا رَكِبَ رَأْسَه. والهَجَاجُ: الأحْمَقُ. والهَجَاجَةُ: الأحْمَق أيضاً. ورَكِبَ هَجَاجَه: أي باطِلَه. والمُسْتَهِجُّ: الذي يَنْطِق في حَقٍّ وبِاطِلٍ.
وجاءوا هَجَاجاً: أي جَماعةً، وهَجَّةً وهَجَاجِ بمعناه. وهَجَاجَيْكَ: إذا اسْتَكْفَفْتَ الناسَ. وجَمَلٌ هُجَاهِجُ: ضَخْمٌ. وظَلِيْمٌ هُجَاهِجُ: كثيرُ الصَّوْتِ.
وهَجَّتِ النارُ تَهِجُّ هَجّاً وهَجِيْجاً: سَمِعْتَ صوتَ اشْتِعالها. والهَجْهَاجُ: المُسِنُّ. والجافي الأحمقُ. والنَّشِيْطُ الخَفِيْفُ. وكُلُّ دابَّةٍ ظَهِيْرٍ جَوَادٍ. والهَجَاجَةُ: العَجَاجَة. ورَجُلٌ هَجَوْجى: مُضْطَرِبُ الخَلْقِ. والهَجْهَاجَةُ: الذي لا يُحْسِنُ أنْ يَرْكَبَ. ومن الإبلِ: الذي لا يُحْسِنُ أنْ يَنْزُوَ. وهَجْ في زَجْرِ الفَرَسِ: أي كُفَّ. والهُجُّ: النِّيْرُ على أعناقِ الثَّوْر.

هج

1 هَجَّتِ النَّارُ aor. ـِ inf. n. هَجِيجٌ and هَجٌّ; (L;) The fire burned fiercely, or intensely; or flamed, or blazed. or burned without smoke, fiercely, or intensely or, made a noise, or sound: هَجِيجُِ النَّار being the same as أَجِيجُهَا, (S, L, K) like as هَرَاقَ is the same as أَرَاقَ (S, L,) or, burned, and caused a sound, or noise, to be heard by its burning. (L.) A2: See art. عَجَّ, last para.2 هجّج النَّارَ He made the fire to burn fiercely, or intensely; or to flame, or blaze, or burn without smoke, fiercely, or intensely: or, to make a noise, or sound, or to burn so as to cause a sound, or noise. to be heard by its burning. (L.) b2: هجّج He (a camel) had his eyes sunk in his bead by reason of hanger or thirst or fatigue; not by their natural formation. (Lth, As.) b3: هَجَّجَتْ عَيْنُهٌ [so in three copies of the S, and in the L; not هَجَّتْ, as Golius seems to have found it written in a copy of the S;] His eye became sunk in its socket, (As, S) In the saying of the daughter of El-Khuss, when she was asked how she knew a she-camel to be pregnant, أَرَى العَيْنَ هَاجّْ وَالسَّنَامَ رَاجّْ وَتَمْشِى فَتُفَاجّْ [I see the eye to have become sunk, and the hump to have shaken, or moved to and fro, and she walks, and straddles in doing so], هاجّ may be [an act. part. n.] formed from هَجَّتْ, although this form of the verb be not used; and she makes العين masc., meaning thereby العُضْو or الطَّرْف; for properly she should have said هَاجَّة: or هاجّ is used [instead of هَجَّجَّتْ] in im-cation of راجّ [and تفاجّ]. (L.) 3 هاجّ فِى هَدِيرِهِ He (a camel) made his braying to reciprocate. (L.) 4 أَهْجَ3َ see عَجَّ last paragraph 8 اهتجّ فِيهِ He persevered (تَمَادى) in it, K. i. e., in his judgment, not listening to the (??) of any one. (TA.) 10 استهجّ He followed his own judgment. (K,) whether erring or taking a right (??) without consulting any one. (TA.) R. Q. 1 هَجْهَجَ بالسَّبْعِ (S, K,) and السَّبْع, (L,) He cried one to the lion or others (??) of prey, (S, K,) and chid him, in order that he ought refrain, forbear, or abstain (S) [See هَجِ b2: هَجْهَجَ بِالْجَمَلِ He chid the camel, saying to him هِيج; (K;) [in the CK. هِيجَ, see art هيج:]) or هيجْ; (accord. to the TA;) [but it occurs in a verse written هيج ] and in like manner بالنَّاقَةِ, the she-camel (L.) b3: هَجْهَجَ فِى

هَدِيرِهِ, said of a stallion-camel, (S) He make a vehement noise in his braying. (L.) هَجٍ and هَجْ, (S, K,) like as one says نَخٍ and بَخْ, (S,) or هِجِى. as related by Lh, (L,) and هَجا (K,) or هَجٍ هَجٍ and هَجْ هجْ and ??. (Az,) Cries by which one chides a dog. (S, K,) and a lion, and a wolf, &c., to quiet him: (Az:) and sometimes one says هَجَا هَجَا (ISd,) and, if he please, هَجا, once, (Az) to chide camels (ISd, Az) and هَجْ, or هَج at the end of a verse is a cry by which a she-camel is chidden. (L.) For هَجْ هَجْ, one also says جَهْ جَهْ, by transposition. (L.) هَجْهَجْ, (K,) and هَجْهَجَ, (S,) but the latter is only used by poetic licence, (K,) A cry by which sheep or goats (and a dog, Az,) are (??), or checked, or urged, (S, K.) هَجْهَجَةٌ A word imitative of the cry of a man when he cries out to a lion. (Lth) [See هَج]

هَجَاجٌ One in whom is no good. (L, art. عَجَّاج.) هَجَاجَيْكَ, (As, S, K,) as also هَدَاذَيْكَ, (As, S,) in the dual number. like دَوَالَيْكَ and حَوَالَيْك, (TA,) supposing [it to be addressed to] two [persons], (As, S, K,) or هجاجيك هُمُنَا وَهُهُنَا i. e., Refrain thou! or forbear thou! or abstain thou! (TA;) said to people when one desires their refraining, or forbearing, or abstaining, from a thing: (As, S, K:) and to a lion, and a wolf, &c., to quiet him. (Lh.) رَكِبَ هَجَاجَ, (indecl., S,) and هَجَاجِ, [in form], like قَطَامِ, (S, K,) or ركب مِنْ أَمْرِهِ هجاج, and ركب هَجَاجَيْهِ, in the dual. form, (TA,) He went at random, or heedlessly, without any certain aim, or object; or went his own way, without consideration, not obeying a guide to the right course; or pursued a headlong, or rash, course. (S, K.) هَجِيجٌ (S, K) and ↓ إِهْجِيجٌ (K) A deep valley: (S, K:) or deep, as an epithet, applied to a valley: of the dial. of El-Yemen: pl. [of the former] هُجَّانٌ. (TA.) هَجَاجَةٌ, (K,) without the art. ال, (TA,) or رَجُلٌ هَجَاجَةٌ, (S,) and ↓ هَجْهَاجٌ and ↓ هَجْهَاجَةٌ, (K,) A stupid, or foolish, man; one of little sense: (S, K:) and the first, one who consults not any one, but follows his own judgment whether he err or take a right course: (Sh:) or without heart and without intellect or intelligence: (AA in TA, art. رع:) and the second, a rude, coarse, or churlish, and stupid, or foolish, man: (K:) and the third, a man of much evil, or mischief, and of little understanding: or, accord. to Az, of no understanding, and of no judgment. (TA.) هَجْهَاجٌ A camel that brays vehemently. (K.) A word imitative of the sound which a stallioncamel makes in his braying. (TA.) b2: هَجْهَاجٌ Wont to take fright, and to run away. (S, K.) b3: See هَجَاجَةٌ.

هَجْهَاجَةٌ: see هَجَاجَةٌ.

عَيْنٌ هَاجَّةٌ, (S, L,) and ↓ مُهَجِّجَةٌ, (L,) An eye sunk in its socket. (S, L.) [See 2.]

مُهَجْهِجٌ and مُهَجْهِجَةٌ A person chiding a lion by a cry. (L.) [See هِجٍ.]

مُهَجِّجَةٌ: see هَاجَّةٌ.
الْهَاء وَالْجِيم

رجل جُلاهِصٌ: ثقيل وخم.

والجَهْضَم: الضخم الجنبين، وَقيل: الضخم الهامة المستديرها، وَقيل: هُوَ المنتفخ الجنبين الغليظ الْوسط.

وتَجَهْضَم الْفَحْل على أقرانه: علاهم بكلكله.

وبعير جَهْضَمُ الجنبين: ضخم، وَكَذَلِكَ الرجل.

وجَهْضَمٌ: اسْم.

والصِّهْرِيجُ: مصنعة يجْتَمع فِيهَا المَاء، وَأَصله فَارسي، وَهُوَ الصِّهْرِيُّ، على الْبَدَل، وَحكى أَبُو زيد فِي جمعه صَهارِىُّ.

وصَهْرَج الْحَوْض: طلاه، وَمِنْه قَول بعض الطفيليين: وددت أَن الْكُوفَة بِرْكةٌ مُصَهْرَجةٌ، وحوض صُهارِجٌ: مَطْلِي بالصَّارُوجِ. والهِجْرِس: ولد الثَّعْلَب، وَعلم بَعضهم بِهِ نوع الثعالب، واستعاره الحطيئة للقرد فَقَالَ:

أبْلِغْ بَني عَبْسٍ فإنَّ نِجارَهُمْ ... لُؤْمٌ وإنَّ أباهُمُ كالهِجْرِسِ

والهِجْرِس: اسْم.

والجُرْهاس: الجسيم.

والمُسْجَهِرُّ: الْأَبْيَض.

واسْجَهَرَّتِ النَّار: اتقدت والتهبت، قَالَ:

ومَجودٍ قَدِ اسجَهَرَّ تَناوِي ... رَ كَلَوْنِ العُهُونِ فِي الأعْلاقِ

قَالَ أَبُو حنيفَة: اسجَهَرَّ هُنَا: توقد حسنا بألوان الزهر.

واسجَهَرَّت الرماح: أَقبلت.

واسجَهَرَّ اللَّيْل: طَال.

والسَّلْهَجُ: الطَّوِيل.

فَأَما قَول هِمْيانَ:

يُطِيرُ عَنها الوَبَرَ الصُّهابِجا

فَلَا تغالطن بِهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ على مَوْضُوعه، إِنَّمَا أَرَادَ الصهابي، فأبدل الْجِيم من الْيَاء.

والسَّمْهَجة: الفتل الشَّديد، وَقد سَمْهَجَ الْحَبل، وَكَذَلِكَ سَمْهَجَ الْيَمين، قَالَ:

يَحْلِفُ بَحٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجا

قُلْتُ لَهُ يَا بَحُّ لَا تَلَجِّجا

وَيَمِين سَمْهَجَةٌ: شَدِيدَة، وَقَالَ كرَاع: يَمِين سَمْهَجٌ: خَفِيفَة، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.

وسَمْهَجَ الْكَلَام: كذب فِيهِ.

والسَّمْهَجُ: السهل، قَالَ: فَوَرَدَتْ مَاء نُقاخاً سَمْهَجا

وَلبن سَمْهَجٌ: حُلْو دسم.

وَأَرْض سَمْهَجٌ: وَاسِعَة سهلة.

وريح سَمْهَجٌ: سهلة.

وسَماهِيجُ: مَوضِع، قَالَ:

جَرَّتْ عَلَيها كُلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ

مِنْ عَنْ يَمينِ الخَطِّ أوْ سَماهيجْ

أَرَادَ جرَّت عَلَيْهَا ذيلها، فَحذف والسَّمْهَجِيجُ من ألبان الْإِبِل: مَا حقن فِي سقاء غير ضار، فَلبث وَلم يَأْخُذ طعما.

والهَزَلَّجُ: الظليم السَّرِيع، وَقد هَزْلَج هَزْلَجَةً، وَقيل: كل سرعَة هَزْلَجَةٌ.

والهِزْلاجُ: السَّرِيع.

وذئب هزْلاجٌ: سريع خَفِيف، قَالَ جندل ابْن الْمثنى الْحَارِثِيّ:

يَترُكْنَ بالأمالِسِ السَّمارِجِ

للطَّيرِ واللَّغاوسِ الهَزَالِجِ

وَقَول الْحُسَيْن بن مطير:

هُدْلُ المَشَافِرِ أيْدِيها مُوَثَّقَةٌ ... دُفْقٌ وأرْجُلُها زُجٌّ هَزالِيجُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: سريعة خَفِيفَة، وَقَالَ كرَاع: الهِزلاجُ: السَّرِيع، مُشْتَقّ من الهزج وَاللَّام زَائِدَة، وَهَذَا قَول لَا يلْتَفت إِلَيْهِ.

والجَلْهَزة: إغضاؤك على الشَّيْء وكتمك لَهُ وَأَنت عَالم بِهِ.

والهَزْمَجَةُ: كَلَام متتابع.

والهَزْمَجَةُ: اخْتِلَاط الصَّوْت، وَصَوت هُزامِجٌ: مختلط. والطَّباهِجَةُ، فَارس مُعرب: ضرب من قلي اللَّحْم، باؤه بدل من الْبَاء الَّتِي بَين الْبَاء وَالْفَاء كبرند وبندق الَّذِي هُوَ الفرند، والفندق. وجيمه بدل من الشين.

والهَرْدَجَةُ: سرعَة الْمَشْي.

واجْرَهَدَّ فِي السّير: اسْتمرّ.

واجْرَهَدَّ الْقَوْم: قصدُوا الْقَصْد.

واجْرَهَدَّ الطَّرِيق: اسْتمرّ وامتد.

واجْرَهَدَّ اللَّيْل: طَال.

واجْرَهَدَّتِ الأَرْض: لم يُوجد فِيهَا نبت وَلَا مرعى.

واجْرَهَدَّت السّنة: اشتدت وصعبت، قَالَ الأخطل:

مَساهِيجُ الشِّتاء إِذا اجْرَهَدَّتْ ... وعَزَّتْ عِنْدَ مَقْسَمِهَا الجَزُورُ

وجَرْهَدٌ: اسْم.

وَبسر الجُهَنْدَرِ: ضرب من التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.

والدَّهْرَجَة: السرعة فِي السّير.

وبعير دُهانِجٌ: سريع، قَالَ العجاج:

كأنَّ رَعْنَ الآلِ منهُ فِي الآلْ

إِذا بَدا دُهانِجٌ ذُو أعْدَالْ

وَقد دَهْنَج، إِذا أسْرع مَعَ تقَارب خطو، قَالَ الفرزدق:

وعَيْرٌ لَهَا مِن بَناتِ الكُدَادِ ... يُدَهْنِجُ بالقَعْوِ والمِزْوَدِ

وبعير دُهانِجٌ: ذُو سنَامَيْنِ.

والدَّهْنَج: حَصى أَخْضَر تُحلى بِهِ الفصوص.

والدَّهْنَجُ والدُّهانِجُ: الْعَظِيم الْخلق من كل شَيْء. وهِجْدَمٌ: زجر الْفرس، وَقَالَ كرَاع: إِنَّمَا هُوَ هِجْدُمٌّ، بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الْجِيم وَضم الدَّال وَشد الْمِيم، وَبَعْضهمْ يُخَفف الْمِيم.

والدَّهْمَجَة: مشي الْكَبِير كَأَنَّهُ فِي قيد، وَقيل: هُوَ الْمَشْي البطيء، وَقد دَهْمَجَ.

وبعير دُهامِجٌ: يُقَارب الخطو ويسرع، وَقيل ذُو سنَامَيْنِ كدُهانِج، وَأرَاهُ بَدَلا.

والدَّهْمَج: السّير الْوَاسِع.

والدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ: الْعَظِيم الْخلق من كل شَيْء، كالدُهانِج.

والهَرْجَلَة: الِاخْتِلَاط فِي الْمَشْي، وَقد هرجل وهرجلت النَّاقة، كَذَلِك.

والهِرْجابُ من الْإِبِل: الطَّوِيلَة الضخمة، ونخلة هِرْجاب، كَذَلِك، قَالَ الْأنْصَارِيّ:

تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ كأنَّها ... تَطَلَّى بِقارٍ أوْ بأسْوَدَ ناتِحِ

والهَبْرَجُ: الثور، وَهُوَ أَيْضا: المسن من الظباء.

والهَبْرَجَة: اخْتِلَاط فِي الْمَشْي.

وَمَكَان بَهْرَجٌ: غير حمي، وَقد بَهْرَجَه فتَبَهْرَجَ.

وَدِرْهَم بَهْرَجٌ: رَدِيء.

وكل مَرْدُود عِنْد الْعَرَب: بَهْرَجٌ. ونَبَهْرَجٌ، وكرهها بَعضهم، وَهَذَا الْحَرْف فَارسي، أَصله نَبَهْرَه.

والهَمْــرَجةُ والهَمْــرَجُ: الالتباس والاختلاط.

وَقد هَمْرَج عَلَيْهِ الْخَبَر، وَقَالُوا: الغول هَمْرَجَةٌ من الْجِنّ.

والهَمْــرَجَة: الخفة والسرعة.

وَوَقع الْقَوْم فِي هَمَرَّجَةٍ، أَي اخْتِلَاط، قَالَ:

بَيْنا كذلكَ إذْ هاجَتْ هَمَّرجَةٌ

الهَمَــرَّجُ: الِاخْتِلَاط والفتنة.

والجَهْرَمِيَّةُ: ثِيَاب منسوبة من نَحْو الْبسط وَمَا يشبهها، يُقَال: هِيَ من كتَّان، وَقَالَ: بَلْ بَلَدٌ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ

لَا يُشْتَرَي كَتَّانُهُ وجَهْرَمُهْ

جعله اسْما بِإِخْرَاج يَاء النِّسْبَة.

وجُرْهُمٌ: حَيّ من الْيمن نزلُوا مَكَّة، وَتزَوج فيهم إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِمَا.

وَرجل جِرْهامٌ ومُجْرَهِمٌّ: جاد فِي أمره.

وجِرْهامٌ: من صِفَات الْأسد.

وجمل جُرَاهِمٌ: عَظِيم، وَقَول سَاعِدَة ابْن جؤية يصف ضبعا:

تَرَاها الضُّبْعُ أعْظَمَهُنَّ رَأْسا ... جُراهِمَةِ لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ

عَنى بالجُراهِمَةِ الضخمة الثَّقِيلَة، وَقَوله: " لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ " مَعْنَاهُ أَن كل ضبع خُنْثَى فِيمَا زَعَمُوا، واستعار الثِّيلَ لَهَا، وَإِنَّمَا هُوَ للبعير.

وجَمْهَرَ لَهُ الْخَبَر: أخبرهُ بِطرف مِنْهُ على غير وَجهه، وَترك الَّذِي يُرِيد.

والجُمْهُور، والجُمْهورَةُ من الرمل: مَا تعقد وانقاد، وَقيل: هُوَ مَا أشرف مِنْهُ.

والجُمْهُور: الأَرْض المشرفة على مَا حولهَا.

والجُمْهُورة: حرَّة لبني سعد بن بكر.

وجُمْهُورُ كل شَيْء: معظمه، وَقد جَمْهَرَه.

وجَمْهَر الْقَبْر: جمع عَلَيْهِ التُّرَاب وَلم يطينه.

والجُمْهورِيُّ: شراب مُحدث، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة، قَالَ: وَأَصله أَن يُعَاد على البختج المَاء الَّذِي ذهب مِنْهُ، ثمَّ يطْبخ ويودع فِي الأوعية، فَيَأْخُذ أخذا شَدِيدا.

والجُماهِرُ: الضخم.

وَفُلَان يتَجَمْهَر علينا، أَي يستطيل ويحقرنا.

والجَمْهَرَة: الْمُجْتَمع. والهُنْجُلُ: الثقيل.

والهِلْباجُ، والهِلْباجةُ، والهُلَبِجُ، والهُلابِجُ: الأحمق الَّذِي لَا أَحمَق مِنْهُ، وَقيل: هُوَ الوخم الأحمق المائق الْقَلِيل النَّفْع الأكول الشروب وَلبن هِلْباجٌ وهُلَبِجٌ: خاثر.

الجَهْبَلَةُ: الْمَرْأَة القبيحة.

والجَهْبَلُ: المسن من الوعول، وَقيل: الْعَظِيم مِنْهَا، قَالَ:

يَحْطِمُ قَرْنَيْ جَبَلِيٍّ جَهْبَلِ

والهَمْــلَجَةُ والهِمْــلاجُ: حسن سير الدَّابَّة فِي سرعَة، وَقد هَمْلَجَ، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِهِ الهَمــالِجا

يُدْعَى هَلُمَّ داجِناً مُدَامِجَا

الهَمــالجُ: جمع الهَمْــلَجَةِ فِي السّير، أَي أَن هَذَا الْبَعِير الساني يحسن الْمَشْي بَين الْبِئْر والحوض.

ودابة هِمْلاجٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَقَالَ زُهَيْر:

عَهْديِ بِهِمْ يَوْمَ بابِ القَرْيَتَيْنِ وقَدْزَالَ الهَمــالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمُ

وهِمْلاجُ الرجل: مركبه، وَهُوَ نَحْو ذَلِك.

وَأمر مُهَمْلَجٌ: منقاد.

وجُــلْهُمَــتا الْوَادي: ناحيتاه، وَقيل: حافتاه.

وجُــلْهُمَــةُ: اسْم رجل.

وجُــلهُمُ: اسْم امْرَأَة، وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:

أوْدَى ابنُ جُــلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه ... إنَّ ابنَ جُــلْهُمَ أمْسَى حَيَّةَ الوادِي

أَرَادَ الْمَرْأَة، وَلذَلِك لم يصرف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْعرب يسمون الرجل جُــلْهُمَــةَ، وَالْمَرْأَة جُــلْهُمَوَطَرِيق لَهْجَمٌ ولَهْمَــجٌ: موطوء مذلل منقاد.

وتَلَهْجَمَ لَحْيَا الْبَعِير: إِذا تحركا، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

كأنَّ وَحا الصِّرْدانِ فِي جَوْفِ ضالَةٍ ... تَلَهْجُمُ لَحْيَيْهِ إِذا مَا تَلَهْجَما

والــلَّهْمَــجُ: السَّابِق السَّرِيع.

وظليم هَجَنَّفٌ: جَاف.

والجِهِنَّامُ: القعر الْبعيد.

وبئر جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ: بعيدَة القعر، وَبِه سميت جَهَنَّمُ لبعد قعرها، وَلم يَقُولُوا فِيهَا: جِهِنَّامٌ، وَقَالَ اللحياني: جِهِنَّامٌ: اسْم أعجمي.

وجُهُنَّامُ اسْم رجل، قَالَ الْأَعْشَى:

دعَوْتُ خَليِلي مِسْحَلاً ودَعَوْا لَهُ ... جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ

وَقيل: هُوَ أَخُو هُرَيْرَة الَّتِي يتغزل بهَا فِي قَوْله:

وَدِّعْ هَرَيْرَةَ....

وجَهْمَنٌ: اسْم.

كذب

[كذب] كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومكذبانة، وكذبة مثال همزة، وكذبذب مخفف، وقد يشدد. وأنشد أبو زيد: وإذا أتاك بأننى قد بعتها * بوصال غانية فقل كذبذب والكذب جمع كاذب، مثل راكع وركع. قال الشاعر : متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ * إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كذوب مثل صبور وصبر. ومنه قرأ بعضهم: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) ، فجعله نعتا للالسنة. والاكذوبة: الكذب. وأكذبت الرجلَ: ألفَيْتُه كاذباً: وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي: أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أخبرتَ أنه كاذب . وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: (وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً) ، وهو أحد مصادر المشدد، لان مصدره قد يجئ على تفعيل مثل التكليم، وعلى فعال مثل كذاب، وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعل مثل (ومزقناهم كل ممزق) . وقوله تبارك وتعالى: (ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ) هو اسمٌ يوضع موضع المصدر، كالعاقبة والعافية والباقية. وقال: (فهل تَرى لهمْ من باقِيَة) ، أي بقاء. وقولهم: إن بنى فلان ليس لجدهم مكذوبة أي كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وجب. وفى الحديث " ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم " قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. وهى كلمة نادرة جاءت على غير القياس. وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: " كذب عليكم الحج " أي وجب. قال الاخفش: فالحج مرفوع بكذب ومعناه نصب، لانه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر : كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ * إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذْهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر : ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا وكذب لبن الناقة، أي ذهب.
كذب الخبر: عدم مطابقته للواقع، وقيل: هو إخبارٌ لا على ما عليه المخبر عنه.

كذب

1 كَذَبَ, aor. ـِ inf. n. كَذِبٌ (a strange form of inf. n.; there being, accord. to Kz., only fourteen instances of it; as لَعِبٌ, and ضَحِكٌ, &c.; though there are many substantives of this measure; MF) and كِذْبٌ (S, K: accord. to Ibn-Es-Seed and others, this latter is formed from the former, by putting the second vowel of the former in the place of the first: MF) and كَذِبَةٌ (L) or كَذْبَةٌ (K) and كِذْبَهٌ (L, K) and كِذَابٌ and كِذَّابٌ (K: but this last, which is also assigned to كَذَبَ in the L, is, accord. to the S, which refers, for proof, to the Kur, ch. lxxviii.

28, one of the inf. ns. of كذّب: and Ks says, that the people of El-Yemen make the inf. n. of فعّل of the measure فِعَّالٌ, while the other Arabs make it تَفْعِيلٌ: TA) and, accord. to some, كُذْبٌ and كَذْبٌ (TA: but the latter of these two, though agreeable with analogy, is unheard: TA): see also كَذِبٌ, below: [He lied; uttered a falsehood; said what was untrue:] he gave an untrue account, or relation, of a thing, whether intentionally or unintentionally. (Msb) الكَذِبُ is of five kinds. b2: First, The relater's changing, or altering, what he hears; and his relating; as from others, what he does not know. This is the kind that renders one criminal, and destroys manly virtue. — Second, The saying what resembles a lie, not meaning anything but the truth. Such is meant in the trad., كَذَبَ إِبْرٰهِيمُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ

Abraham said three sayings resembling lies; he being veracious in the three. — Third, The saying what is untrue by mistake, or unintentionally; making a mistake; erring. This signification is frequent. — Fourth, The finding one's hopes false, or vain. — Fifth, The act of instigating, or inciting. (IAmb.) [See illustrations of these and other significations below; and see more voce صَدَقَ.] [You say] يَكْذِبُكَ مِنْ أَيْنَ جَاءَ [He will lie to thee even as to the place whence he comes.] (L, art. مح, and in many other places, following the similar phrase لَا يَصْدُقُكَ أَثَرَهُ, or أَثَرُهُ.) Lebeed says, اِكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَهَا Lie to the soul (i. e., to thy soul,) when thou talkest to it: i. e., say not to thy soul, Thou wilt not succeed in thine enterprise; for thy doing so will divert thee, or hinder thee, therefrom. A proverb. (Meyd, &c.) b3: كُذِبَ, pass., He was told a lie; a falsehood; or an untruth. (K.) b4: Aboo-Duwád says, كَذَبَ العَيْرُ وَإِنْ كَانَ بَرَحْ The wild ass hath lied, although he hath passed from right to left: [the doing which is esteemed unlucky:] or, [agreeably with explanations of كَذَبَ given below,] hath become languid, and within [the sportsman's] power, or reach, &c.: or keep to the wild ass, and hunt him, &c. A proverb, applied in the case of a thing that is hoped for, though difficult of attainment. (TA.) b5: كَذَبَتْ and ↓ كذّبت (tropical:) She (a camel), being covered by the stallion, raised her tail, and then returned without conceiving. (En-Nadr, K.) b6: كَذَبَ is said of other things than men [and animals]: as of lightning, [meaning (assumed tropical:) It gave a false promise of rain]: of a dream, an opinion, a hope, and a desire, [meaning, in each of these cases, (assumed tropical:) It proved false]. (TA.) b7: So also كَذَبَتِ العَيْنُ (assumed tropical:) The sense [i. e., the sight] of the eye deceived it. (TA.) b8: كَذَبَ الرَّأْىُ [(assumed tropical:) The judgment lied]; i. e., he imagined the thing contrary to its real state. (TA.) [See also صَدَقَ ظَنِّى] b9: كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ (tropical:) Thine eye showed thee what had no reality. (TA.) b10: كَذَبَ لَبَنُ النَّاقَةِ, and ↓ كذّب, (the latter mentioned in the S,) (tropical:) The milk of the camel passed away, or failed. (Lh.) b11: كَذَبَ فِى سَيْرِهِ (tropical:) [He (a camel) became slack, or slow, in his pace: see 2]. (TA.) b12: كَذَبَ الحَرُّ (tropical:) The heat abated. (TA.) b13: See also 2. كَذَبَ He found his hopes to be false, or vain. (IAmb.) اُنْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى

أَنْفُسِهِمْ, [Kur vi. 24, lit., See how they lied against themselves,] is said to signify see how their hope hath proved false, or vain. (TA.) b14: ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا, [Kur xii. 110,] They (the apostles) thought that they had been disappointed of the fulfilment of the promise made to them. So accord. to one reading. Accord. to another reading, the verb is ↓ كُذِّبُوا: [in which case, the meaning of the words appears to be, “ They knew that they had been pronounced liars ” by the people to whom they were sent]. (TA.) There are also two other readings; ↓ كَذَّبُوا and كَذَبُوا: accord. to the former, the verb refers to the people to whom the apostles were sent; and ظنّوا means “ they knew: ” accord. to the latter, the words mean, “ They (the people above mentioned) thought that they (the apostles) had broken their promise. ” (Jel.) b15: مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى [The mind did not belie what he saw.] (Kur liii. 11.) b16: كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ [His soul lied to him:] his soul made him to desire things, and to conceive hopes, that could scarcely come to pass. (K.) Hence the soul is called الكَذُوبُ.

You say in the contr. case, صَذَقَتْهُ نفسه, and الكَذُوبُ. (TA.) See كَذُوبٌ, and art. صدق. b17: Hence, كَذَبَ عَلَيْهِ signifies It rendered him active, or brisk; animated him; instigated him; incited him; (K;) as also كَذَبَهُ. (Z.) b18: Hence, كَذَبَ and كَذَبَكَ and كَذَبَ عَلَيْكَ have sometimes the same signification, though not always the same government, as عَلَيْكَ, or اِلْزَمْ; Keep to; or take to. The noun following is put in the nom. case accord. to the dial. of El-Yemen; and in the acc. accord. to the dial. of Mudar; or, as some say, is correctly put in the nom. only. (TA.) You say, كَذَبَ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا, meaning Keep to, or take to, such and such things. It is an extr. phrase. (ISk.) You also say, كَذَبْتُ عَلَيْكَ, meaning Keep thou to me: and كذبتُ عَلَيْكُمْ Keep ye to me. IAar. cites the following verse of Khidásh Ibn-Zuheyr, [in which he tauntingly compares a people to ticks]: كَذَبْتُ عَلَيْكُمْ أَوْ عِدُونِى وَعَلِّلُوا بِىَ الأَرْضَ وَالأَقْوَامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا [Keep ye to me: threaten me, and soothe by (the mention of) me the land and the peoples, O ticks of Mowdhab!]: meaning Keep ye to me, and to satirizing me, when ye are on a journey, and traverse the land mentioning me. (TA.) In like manner, يَوْمُ الأَحَدِ والخَمِيسِ كَذَبَاكَ أَوْ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ والثَّلَاثَاءِ, in a trad. respecting the proper days for being cupped, signifies Keep thou to Sunday and Thursday, or Monday and Tuesday. (IAth, Z.) The verb is thus used after the manner of a proverb, and is invariable [as to tense], being constantly in the pret. tense, connected [literally or virtually, when explained by عَلَيْكَ followed by the prep. ب, or by إِلْزَمْ,] only with the person addressed, and in the sense of the imperative. كذباك here [lit.] signifies Let them render thee active, or brisk, and animate thee, instigate thee, or incite thee. (Z.). [A trad. of 'Omar, quoted below, presents another instance to which this signification is said to apply.] b19: Or كَذَبَ denotes instigation, or incitement, of the person addressed, to keep to the thing that is mentioned; as in the saying of the Arabs, كَذَبَ عَلَيْكَ العَسَلُ, meaning Eat thou honey: but the explanation of this is, (The relinquisher of) honey hath erred [to thee; i. e., in his representation of its evil qualites &c.; which is equivalent to saying, Eat, or keep to, honey]: العَسَلُ being put for تَارِكُ العَسَلِ. [See also 1 in art. عسل.] In like manner, the saying of 'Omar, كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ &c., (see below,) signifies Keep ye to the performance of the pilgrimage, &c.: [or (the relinquisher of) the pilgrimage hath erred to thee in his representation of it: therefore it means as above]. (IAmb.) Accord. to IAmb the noun signifying the object of instigation [which may also be called the cause thereof] cannot be rightly put in the acc. case: if so put, the verb is without an agent. (TA.) [But see what is said on this point in the remarks on the trad. of 'Omar below.] b20: Or the verb in a case of this kind signifies أَمْكَنَ: thus, كَذَبَكَ الحَجُّ signifies The performance of the pilgrimage is possible, or practicable, to thee: therefore [it means] Perform thou the pilgrimage. (ISh.) b21: Or أَمْكَنَ is its original signification; and the meaning intended is Keep to; as in the ex. كَذَبَ العَتِيقُ. (Aal.) b22: 'Antarah, addressing his wife 'Ableh, says; or, accord. to some, the poet is Khuzaz Ibn-Lowdhán; كَذَبَ العَتِيقُ وَمَآءُ شَنٍّ بَارِدٌ

إِنْ كُنْتِ سَائِلَتِى غَبُوقًا فَاذْهَبِى (TA.) i. e., Keep thou to the eating of dates, and to the cool water of an old, worn-out, skin: if thou ask me for an evening's drink of milk, depart: for I have appropriated the milk to my colt, which is profitable to me, and may preserve me and thee: (L:) العتيق is in the nom. case accord. to the dial. of El-Yemen: but in the acc. accord. to that of Mudar. (TA.) b23: Er-Radee [reading العتيقَ] cites this verse as a proof that كَذَبَ, originally a verb, has become a verbal noun, signifying اِلْزَمْ. (TA.) But he is the only one who asserts it to be a verbal noun. (MF.) b24: Also, Mo'akkir El-Bárikee says, وَذُبْيَانِيَّةٍ أُوْصَتْ بَنِيهَا بِأَنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ وَالقُرُوفُ And many a woman of Dhubyán charged her sons by [saying], Keep to the red garments (اكسية), and the bags (or receptacles) of leather tanned with pomegranate-bark. She charged them to take plenty of these two things as spoil from the tribe of Nemir, if they should prevail over them. (Aboo-'Obeyd El-Kásim Ibn-Selám.) b25: كذب is also said to have the same meaning in the words of the trad. كَذَبَ النَّسَّابُونَ [Keep to those skilled in genealogy:] or Regard is to be had to what is said by those skilled in genealogy: another meaning to which is assigned below. (TA.) b26: It sometimes signifies It is incumbent, or obligatory. So in the following: (a trad. of 'Omar: TA:) كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرَةُ كَذَبَ عَلَيْكُمُ الجِهَادُ ثلَاثَةُ

أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ [The performance of the pilgrimage is incumbent on you: the performance of (the rites called) العمرة is incumbent on you: warring (for the sake of religion) is incumbent on you: three expeditions are incumbent on you]: (S, * K:) or كذب, here, is from كَذَبَتْهُ نَفْسُهُ, “ his soul made him to desire things, and to conceive hopes, that could scarcely come to pass; ” and the meaning is let [the expectation of the reward which will follow] the performance of the pilgrimage render thee active, or brisk, and animate thee, instigate thee, or incite thee, to the act: [and so of the rest of the trad.: but here I should observe, that, for لِيَكْذِبَكَ and لِيُنَشِّطَكَ and يَبْعَثَكَ, in the CK, we should read لِيَكْذِبْكَ &c.:] (K:) b27: or, as ISk says, كذب, here, seems to denote instigation, or incitement, meaning عَلَيْكُمْ بِهِ keep ye to it; and is an extr. word with respect to analogy: (S:) b28: accord. to Akh., الحجّ is governed in the nom. case by كذب; but as to the meaning, it is in the acc.; because the meaning is a command to perform the pilgrimage; as when you say, أَمْكَنَكَ الصَّيْدُ [“ the game hath become within thy power, or reach ”], meaning “ shoot it, ” or “ cast at it: ” (S:) he who puts الحجّ in the acc. case, [agreeably with one relation of the trad., TA,] makes عليك [or عليكم] a verbal noun; and in كذب is [implied] the pronoun which refers to الحجّ [and which is the agent of the verb]; (K;) or the agent is implied in كذب, and explained by what follows it; (Sb;) [so that] the meaning is كَذَبَ الحَجُّ عَلَيْكُمُ الحَجَّ: (Z:) or, [as shown above,] كذب is a verbal n., meaning الْزَمْ, and الحجّ is in the acc. case as governed by it: (Er-Radee:) though its being in the acc. case, accord. to some, is altogether unknown: (TA:) b29: [or the meaning is as stated before on the authority of ISh.:] b30: or the trad. means كَذَبَ عَلَيْكَ الحَجُّ إِنْ ذُكِرَ

أَنَّهُ غَيْرُ كَافٍ هَادِمٍ لِمَا قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ [(the relinguisher of) the pilgrimage hath erred to thee if it have been spoken of (by him) as not sufficient, (and as not) abolishing the sins, or offences, (committed) before it: agreeably with the explanation by IAmb, given above]. (K.) b31: كَذَبَ He said what was false unintentionally; committed a mistake, or error. The verb is used in this sense by the people of El-Hijáz, and the rest of the Arabs have followed them in so using it. (Towsheeh.) A2: كَذَبَ is also said to signify He spoke truth; so as to bear two contr. meanings: and thus, كَذَبَ النَّسَّابُونَ may signify Those skilled in genealogy have spoken truth: but another explanation of this saying is given in this art. (MF, &c.) A3: كَذَبَتْ عَفَّاقَتُكَ [and the like] Thou brokest wind. (S in art. عفق.) 2 كذّبه, inf. n. تَكْذِيبٌ, (and كِذَّابٌ, TA, and تَكْذِبَةٌ [like تَجْرِبَةٌ &c.], occurring in the TA, voce لَهَبَةٌ, &c.) He made, or pronounced, him a liar; an utterer of falsehood; or a sayer of what was untrue: (K:) he attributed, or ascribed, to him lying, untruth, mendacity, or the speaking untruth: (Msb:) and (Msb) [accused him of lying:] he gave him the lie; said to him, “ Thou hast lied, ” &c. (S, Msb.) See also 4. b2: كذّب بِالأَمْرِ, inf. n. تَكْذِيبٌ and كِذَّابٌ (K: the latter inf. n. of the dial. of El-Yemen: Ks, Fr) and كِذَابٌ, (TA,) He rejected, disallowed, denied, disacknowledged, disbelieved in, or discredited, the thing; syn. أَنْكَرَهُ; (K;) as also كذّبهُ, and ↓ كَذَبَهُ. (Jel, liii. 11.) Ex. وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا [And they rejected our signs, with rejection: Kur, lxxviii. 28]. (S.) And كَذَّبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى, and ↓ كَذَبَ: see art. فأد, and see 1. b3: كذّب عَنْهُ (assumed tropical:) He repelled from him, [or defended him]; syn. رَدَّ عَنْهُ; namely, a man. (K.) [See exs. voce عوّى, in art. عو.]

A2: حَمَلَ فَمَا كَذّب, inf. n. تَكْذِيبٌ, (tropical:) He charged, and was not cowardly, (S, K,) and did not retreat. (TA.) حَمَلَ ثُمَّ كذّب He charge, and then was cowardly, or did not charge with earnestness, or sincerity: (S:) b2: or falsified the opinion formed of him: or made a false charge. (A.) كذّب عَنَ قِرْنِهِ He charged, and then retreated from his adversary. (Sh.) كذّب القِتَالَ He was cowardly in fight. التَّكْذِيبُ in fighting is the contr. of الصِّدْقُ. (TA.) b3: كذّب السَّيْرَ [He slackened his pace, or became slow, after giving promise of being quick;] he did not proceed in his journey with energy. (TA.) b4: مَا كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ كَذَا (so in the TA, and in a MS. copy of the K: in the CK, and in two copies of the S, مَا كَذَبَ:) (tropical:) He did not delay to do so: (S, K:) he was not cowardly and weak, and did not delay to do so. (TA.) A3: كذّب عَنْ أَمْرٍ قَدْ أَرَادَهُ (tropical:) He abstained, or desisted, or drew back by reason of fear, from a thing that he had desired to do. (K.) b2: كذّب (and ↓ كَذَبَ, TA,) (assumed tropical:) He (a wild beast) took a run, and then stopped to see what was behind him, (K,) whether he were pursued or not. (TA.) 3 كَاذَبْتُهُ, inf. n. مُكَاذَبَةٌ and كِذَابٌ, I lied, &c., to him, and he to me. (K, * TA.) 4 اكذبهُ He found him a liar; an utterer of falsehood; or a sayer of what was untrue: (S, K:) or he said to him, “ Thou hast lied ”: &c.: (TA:) or this verb bears the former of these two significations, and ↓ كذّبه signifies the latter: (S:) or اكذبه signifies he shewed him that he had told a lie, &c.: (Zj:) or اكذبه signifies he announced that he had told, or related, a lie, &c.: and ↓ كذّبه, he announced his being a liar, &c.: (Ks, S:) or اكذبه and ↓ كذّبه are syn.: but the former sometimes signifies he incited, urged, or induced, him to lie, &c. (a signification assigned to it in the K): and sometimes, he made manifest, or proved, his lying, &c. (a signification also assigned to it in the K): and he found him a liar, &c. (Th, S, * TA.) A2: اكذب, inf. n. إِكْذَابٌ, (tropical:) He, being called to, or shouted to, remained silent, feigning to be asleep. (AA, K.) 5 تكدّب He affected lying: or he lied purposely (تَكَلَّفَ الكَذِبَ). (S, K.) He told a lie; [like كَذَب.] (MA, KL.) [See also an instance in which it is trans., meaning He spoke falsely, voce تزعّم.] b2: تكذّبهُ, (K,) and تكذّب عَلَيْهِ, (TA,) He asserted that he was a liar. (K.) Aboo-Bekr Es-Siddeek says, رَسُولٌ أَتَاهُمْ صَادِقًا فَتَكَذَّبُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَسْتَ فِينَا بِمَا كِثِ

[An apostle came to them, speaking truth; but they brought a charge of lying against him, or asserted him to be a liar, and said, Thou shalt not stay among us]. (TA.) 6 تكاذبوا They lied, &c., one to another. (S.) See also تَصَادَقَا.

كَذْبٌ and كَذِبٌ and كَذَبٌ and كُذْبٌ i. q. كَدْبٌ &c. (K, art. كدب.) كَذِبٌ and ↓ أُكْذُوبَةٌ [pl. أَكَاذِيبُ] (S, K) and ↓ كُذْبَى and ↓ مَكْذُوبٌ (K: this last a pass. part. n. used in the sense of an inf. n., as is said to be done in only four other instances: MF) and ↓ مَكْذُوبَةٌ (S, K: a fem. pass. part. n. which is less used in this manner than a masc.: TA [or perhaps an inf. n., as its contr. مَصْدُوقَةٌ is said to be:]) and ↓ مَكْذَبَةٌ (K: a meemee inf. n. agreeable with analogy: TA) and ↓ مُكْذُبَةٌ (CK: omitted in a MS. copy, and in the TA) and ↓ كَاذِبَةٌ (S, K) and ↓ كُذْبَانٌ and ↓ كُذَّابٌ (K) and ↓ تَكْذَابٌ (L, art. مسح,) are synonymous: (S, K) [all of these are regarded by some as inf. ns., signifying The act of lying; uttering a falsehood; or saying what is untrue: by others, all but the first seem to be regarded as simple substantives, signifying a lie; a falsehood; an untruth; a fiction; a fable: and the first, being an inf. n., is often used as a subst.] b2: إِنَّ بَنِى

↓ نُمَيْرٍ لَيْسَ لَهُمْ مَكْذُوبَةٌ [Verily no lying, or lie, is attributable to the sons of Numeyr] is related as a phrase of the Arabs. (Fr.) b3: إِنَّ بَنِى فُلَانٍ

↓ لَيْسَ لِحَدِّهِمٌ مَكْذُوبَةٌ; i. e., كَذِبٌ; [Verily no falsity is attributable to the valour of the sons of such a one]. (S.) b4: ↓ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ [Kur lvi. 2,] signifies There shall be no rejecting its happening [as a falsity]: كاذبة being here an inf. n.: (Fr) or كاذبة is here a subst. put in the place of an inf. n., like عَاقِبَةٌ and عَافِيةٌ and بَاقِيَةٌ. (S.) b5: ↓ لَا مُكْذَبَةَ, and ↓ لا كُذْبَى, and ↓ لا كُذْبَانَ, I do not accuse thee of lying; or make thee a liar: (TA:) [and in like manner] لَا كُذْبَ لَكَ, and لا كُذْبَى لَكَ, signify لا تَكْذِيبَ There is no accusing thee of lying; or making thee a liar. (Lb.) b6: الشِّعْرِ ↓ تَكَاذِيبُ [The lies of poetry]. (TA.) b7: جَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ, [Kur xii. 18, They brought, upon his shirt, false blood]: كذب here means ↓ مَكْذُوبٍ: (Fr and Abu-l- 'Abbás:) or is for ذِى كَذِبٍ, meaning مَكْذُوبٍ فِيهِ: (Zj:) or the blood is termed كذب because he (Jacob) was told a lie thereby. (Akh.) See another reading in art. كدب.

كُذْبَى: see كَذِبٌ.

كَذْبَانٌ: see كَاذِبٌ.

كُذْبَانٌ: see كَذِبٌ.

الكَذُوبُ and الكَذُوبَةُ (tropical:) Names of the soul. (Az, K.) See 1. b2: صَدَقَتْهُ الكَدُوبُ, [The soul (i. e. his soul) told him truth:] the soul diverted him, or hindered him, or held him back, from an undertaking, causing him to imagine himself unable to prosecute it. (TA.) One says so of a man who threatens another, and then belies himself, and is cowardly and weak. (AA.) Fr cites this hemistich: حَتَّى إِذَا مَا صَدَقَتْهُ كُذُبُهْ Until, when his souls told him the truth, or diverted him, &c.: the poet assigning souls to the person spoken of because of the several opinions of the soul. (TA.) كَذَّابٌ: see كَاذِبٌ.

كُذَّابٌ: see كَذِبٌ.

كَذَّابَةٌ (assumed tropical:) A piece of cloth that is dyed of various colours, or figured, as though it were embroidered, and stuck to the ceiling of a chamber: so called because one would imagine that it [meaning what is figured] is upon the ceiling, whereas it is upon a piece of cloth beneath the ceiling. (A, L.) كَاذِبٌ and ↓ كَذَّابٌ (fem. with ة, TA,) and ↓ كَذُوبٌ and ↓ كُذَبَةٌ (S, K) and ↓ كَذُوبَةٌ and ↓ تِكِذَّابٌ (like تِصِدَّاقٌ, TA) and ↓ كَذْبَانٌ (K) and ↓ كَيْذُبَانٌ (S, K) and ↓ كَيْذَبَانٌ (Az, K) and ↓ مَكْذَبَانٌ and ↓ مَكْذَبَانَةٌ and ↓ كُذُبْذُبٌ and ↓ كُذُّبْذُبٌ (S, K; neither of which last two words has its like in measure, IJ) and ↓ كُذُبْذُبَانٌ (K) epithets, applied to a man, from كَذَبَ “ he lied, &c.: ” (S, K, &c.:) [the first word a simple epithet, signifying Lying, &c.; or a liar: each of the others an intensive epithet, signifying Lying, &c., much; mendacious; or a great, or habitual, liar]. Pl. of the first word [كَاذِبُونَ and] كُذَّبٌ; and of the third, كُذُبٌ: (S:) or, accord. to some, the last is pl. of كَاذِبٌ, contr. to analogy; or pl. of كِذَابٌ, which is an inf. n. used as an intensive epithet. (MF.) b2: See كَذِبٌ b3: نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ, [in the Kur xcvi. 16,] signifies ناصيةٍ كاذبةٍ صَاحِبُهَا [By] a forelock whose owner is a liar. (TA.) b4: Of the same kind is the expression ↓ رُؤْيَا كَذُوبٌ, meaning رؤيا صَاحِبُهَا كَاذِبٌ [A dream whereof the dreamer finds it to be false, or vain; i. e. a false, or vain, dream]. (TA.) [See also a verse cited voce خَيَالٌ.] b5: قَدْ يَصْدُقُ ↓ إِنَّ الكَذُوبَ [Verily the habitual liar in some few instances speaks truth]. A proverb. (TA.) b6: نَاقَةٌ كَاذِبٌ, and ↓ مُكَذِّبٌ, (tropical:) A she-camel that, being covered by the stallion, raises her tail, and then returns without conceiving. (En-Nadr, K.) b7: حَمْلَةٌ كَاذِبَةٌ, and ↓ مَكْذُوبَةٌ [لَهَا? (see مَصْدُوقَةٌ),] (tropical:) A charge that is followed up with cowardice and retreating. (TA.) A2: الكَذَّابَانِ An epithet applied to Museylimeh El-Hanafee and El-Aswad El-'Ansee. (K.) [Each of them is called الكذّاب.]

أَكْذَبُ [More and most, lying, or mendacious]: see an ex. voce سُهَيْلَة.

أُكْذُوبَةٌ: see كَذِبٌ.

تَكْذَابٌ and تَكَاذِيبُ: see كَذِبٌ.

مَكْذَبَةٌ: see كَذِبٌ.

مُكْذُبَةٌ: see كَذِبٌ.

مَكْذُوبٌ: see كَذِبٌ b2: [One to whom a lie, falsehood, or untruth, is told: see كُذِبَ.] Ex.

كُلُّ امْرِئٍ بِطَوَالِ العَيْشِ مَكْذُوبُ Every man, in respect of the length of life, is lied to [by his own soul]. A proverb. (Meyd, &c.) b3: قَوْلٌ مَكْذُوبٌ [originally مَكْذُوبٌ فِيهِ] A false saying, or lie; [lit.] a saying in which a falsehood, or lie, is told. (M, TA, voce مَقْتُوتٌ.) مَكْذُوبَةٌ: see كَذِبٌ.

A2: A weak woman. (IAar, K.) b2: A virtuous woman. (TA.) مَكَاذِبُ [signifying lies, falsehoods, or untruths,] is said to be a word that has no proper sing.: or it is pl. of كَذِبٌ, contr. to analogy: or its sing. is مَكْذَبٌ: like as is said of مَحَاسِنُ and مَذَاكِرُ

&c. (MF.)
(ك ذ ب) : (أَكْذَبَ) نَفْسَهُ بِمَعْنَى كَذَّبَهَا عَنْ اللَّيْثِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أَقَرَّ بِالْكَذِبِ.
بَاب الْكَذِب

المين والزور والتخرص والإفك وَالْبَاطِل والخطل والعند والتزيد واللغو والانتحال والولع والبهت وفجر ووكع 
(كذب)
كذبا وكذبا وكذابا أخبر عَن الشَّيْء بِخِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ فِي الْوَاقِع وَعَلِيهِ أخبر عَنهُ بِمَا لم يكن فِيهِ وَأَخْطَأ يُقَال كذب الظَّن والسمع وَالْعين والرأي وَالشَّيْء لم يتَحَقَّق مَا يبْنى عَنهُ وَمَا يُرْجَى مِنْهُ يُقَال كذب الْبَرْق والطمع وَفُلَانًا أخبرهُ بِالْكَذِبِ وَيُقَال كذبه الحَدِيث وَيُقَال كذبت فلَانا نَفسه حدثته بالأماني الْبَعِيدَة وَيُقَال كذب نَفسه وكذبته عينه أرته مَا لَا حَقِيقَة لَهُ فَهُوَ كَاذِب (ج) كذب وَهِي كَاذِبَة (ج) كواذب
كذب: كذب: خدع، أوهم، غشّ. ويقال: كذبة (دي يونج، المقري 299:2، 540) وقد صححها فليشر في (الإضافات وبريشت ص89).
كذب على فلان (بوشر) وفيه خدعه وغشه (بدرون ص296، ألف ليلة 88:1) وربما قيل كذب إلى فلان (بدرون ص296) وقد يتعدى إلى مفعولين فيقال: كذبة الحديثَ (فليشر وبريشت).
كذب عليه: خدعه متعمداً، غرَّ، موَّهَ عليه (بوشر) (طلى عليه).
ففي رياض النفوس (ص57 ق): وقال الله يعلم أني ما قلتُ إلا ما أخبرني به أبو بكر وما كذبتُ عليه.
كَذَّب به: اعتقد أن الأمر ليس حقاً، وأنكره. (معجم الطرائف ص46).
كَذَّب: حارب بفتور وضعف وخَوَر، وبلا قوّة وبأس، ففي ياقوت (188:3): إذا حملنا لم نصبر ونكذب.
كَذَّب (السلاح الناري): لم تنطلق قذيفته. (بوشر).
كذَّب الجمعية: غادر الجمعية بلا استئذان وتركها، ولم يلقها بعد أن وعد بلقائها. (بوشر).
أكْذب فلاناً خدعه بالأكاذيب (ويجزر ص28، ص96 رقم 119).
كَذِب: مُلفَّق، مُختلَق. (بوشر، القرآن الكريم 18:12).
كذْبَة: فرية، كذبة نيسان، وهي أُكذوبة يتعابث بها بعض الناس في أول هذا الشهر من كل سنة (فوك، بوشر).
كُذاب. مرجان كُذَاب: مرجان مزيّف. (بركهارت فوييه ص270).
كَذُوبَة: مختلق. (المعجم اللاتيني- العربي).
كَذُوبَة: كذبة. (بوسييه).
كذّاب: مزيّف، يقال مثلاً: لؤلؤ كذّاب. (بوشر).
كاذب. الكاذب: صنف نبات اسمه العلمي: Origanum dictamnus ( ابن البيطار 518:2).
تكَذُّب: اشتعال الفتيلة دون أن تنطلق القذيفة. (بوشر).
كذب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر كذب عَلَيْكُم الْحَج كذب عَلَيْكُم الْعمرَة كذب عَلَيْكُم الجِهادُ ثَلَاثَة أسفار كذبن عَلَيْكُم. قَالَ الْأَصْمَعِي: معنى كذب عَلَيْكُم معنى الإغراء أَي عَلَيْكُم بِهِ وَكَأن الأَصْل فِي هَذَا أَن يكون نصبا وَلكنه جَاءَ عَنْهُم بِالرَّفْع شاذا على غير قِيَاس قَالَ: وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك أَنه مَرْفُوع قَول الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

كذبتُ عَلَيْك لَا تزالُ تقوفني ... كَمَا قافَ آثارَ الوسيقةِ قائفُ

فَقَوله: كذبتُ عَلَيْك إِنَّمَا أغراه بِنَفسِهِ أَي عَلَيْك [بِي -] فَجعل نَفسه فِي مَوضِع رفع أَلا ترَاهُ قد جَاءَ بِالتَّاءِ فَجَعلهَا أُسَمِّهِ وَقَالَ معقر الْبَارِقي: [الوافر] وذُبْيَانِيّةٍ أوصَتْ بَنِيها... بأنْ كَذَبَ القراطِفُ والقُروفُ

القراطِف: القِطف وَاحِدهَا قَرْطف والقروف: الأوعية. قَالَ: فَرفع وَالشعر مَرْفُوع وَمَعْنَاهُ: عَلَيْكُم بالقراطف والقروف. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يُحَقّق الرّفْع أَيْضا قَول عمر: ثَلَاثَة أسفار كذبن عَلَيْكُم قَالَ: وَلم أسمع فِي هَذَا حرفا مَنْصُوبًا إِلَّا فِي شَيْء كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يحكيه عَن أَعْرَابِي نظر إِلَى نَاقَة نِضو لرجل فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْك البزرَ والنَّوى وَلم أسمع [أحدا يَحْكِي -] فِي هَذَا نصبا غير قَول أبي عُبَيْدَة هَذَا. قَالَ ابْن علية: وَالْعرب تَقول للْمَرِيض: كذب عَلَيْك العسلَ كذب عَلَيْك كَذَا وَكَذَا أَي عَلَيْك بِهِ. 95 - / الف
ك ذ ب

هو كذوب وكذّاب وكذبة وكيذبان، وكذب أخاه كذباً وكذّاباً، " وليس لمكذوب رأى ". وكاذبه مكاذبة وكذاباً، " والصدوق لا يكذب ". وتكذّب: تكلّف الكذب، وكذّبه وكذّب به: جعله كاذباً بأن وصفه بالكذب. وهو من تكذيب العرب. وجاء بأكذوبة وأكاذيب. وواعدني فأكذبته: وجدته كاذباً.

ومن المجاز: " حمل فلان ثم كذّب " إذا جبن ونكل ومعناه كذذب الظنّ به أو جعل حملته كاذبة غير صادقة. وكذب لبن الناقة وكذّب: ذهب، وكذبت الناقة وكذّبت، وناقة كاذب ومكذذبٌ: رجعت حائلاً بعد ما ضربت وشالت. وكذب عنا الحر: انكسر. قال البعيث:

إذا كذبت عنّا الظهيرة قرّبت ... لحين رواح القوم خوصٌ عيونها

وجرى الوحشيُّ ثم كذّب أي وقف. وما كذّب أ، فعل كذا: ما أبطأ. وكذب السير إذا لم يجدّ، كما يقال: صدق السير إذا جدّ، وكذب القوم السرى إذا لم يقدروا عليه. قال الأعشى:

إذا كذب الآثمات الهجيرا

وكذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له. قال الأخطل:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرّباب خيالاً

وليس لجدّهم مكذوبة: كذبق. ولبس الكذّابة وهي ثوب منقوش بألوان الصّبغ كأنه موشيٌّ. وكذب نفسه وكذبته نفسه إذا حدّثها أو حدّثته بالأماني البعيدة والأمور التي لا يبلغها وسعه ومقدرته، ومنه قيل للنفس: الكذوب. قال:

فأقبل نحوي على قدرةٍ ... فلما دنا صدقته الكذوب

وقال:

حتى إذا ما صدّقته كذبه

جعل له نفوساً لتفرّق رأيه وانتشاره، ومنه قالوا: كذبك الأمر، وكذب عليك " ثلاثة أسفار كذبن عليكم "، " كذبتك الظهائر ": للمنقرس وقد شرح في كتاب الفائق في الأخبار أمره وأعطيَ حظّه من التحقيق.

كذب


كَذَبَ(n. ac. كَذْبَة
كِذْب
كِذْبَة
كَذِب
كِذَاْب
&
كِذَّاب
a. Lied, told a falsehood; was a liar; erred; deceived
disappointed, proved fallacious; failed.
b. [acc. & Min], Lied to .... about.
c. Lied to, belied.
d. [Fī], Was slow in ( his pace: camel ).
e. Abated; passed away.
f. ['Ala], Lied against.
g. ['Ala], Animated; instigated.
h. ['Ala], Kept to.
i. ['Ala], Was incumbent upon.
j. [pass.], Was accused falsely.
k. [pass.], Was told a lie.
l. Covered (stallion).
m. Spoke the truth.

كَذَّبَa. Pronounced, declared a liar; gave the lie to;
contradicted; belied.
b. [Bi], Disbelieved, discredited, disallowed
disacknowledged, rejected; denied.
c. ['An], Defended.
d. Retreated, ran away.
e. Was cowardly in (fight).
f. ['An], Ran away from; desisted, drew back from.
g. Slackened ( his speed ).
كَاْذَبَa. see I (c)
أَكْذَبَa. see II (a)b. Found, proved a liar.
c. Made, caused to lie.
d. Feigned to be asleep ( when called ).

تَكَذَّبَa. Lied, was addicted to lying.
b. [acc.
or
'Ala], Called, considered a liar.
تَكَاْذَبَa. Lied to each other.

إِسْتَكْذَبَa. see II (a)
كِذْب
a. [ coll. ]
see 5
كُذْبَىa. see 5 (a)
كَذِبa. Lie, falsehood, untruth; falsity.
b. Fiction, fable.
c. Deceit, imposture, fraud.

كُذَبَةa. Mendacious; cheat, impostor, deceiver; liar.

أَكْذَبُa. Falser; falsest. —
مَكْذَبَة
17t
مَكْذُبَة
(pl.
مَكَاْذِبُ)
see 5 (a)
كَاْذِب
(pl.
كَذَبَة
كُذَّب & reg. )
a. Lying, mendacious, untruthful; false, deceitful;
fallacious, deceptive; liar; story-teller.

كَاْذِبَةa. fem. of
كَاْذِبb. see 5 (a)c. Falsity; imposture.

كِذَاْبa. see 5 (a) (b).
كَذُوْب
(pl.
كُذُب)
a. see 21b. [art.], The soul.
كَذُوْبَةa. see 21 & 26
(b).
كَذَّاْبa. see 9t & 21
كَذَّاْبَةa. Figured cloth used for covering ceilings.

كُذَّاْبa. see 5 (a)
كَذْبَاْنُa. see 21
كُذْبَاْنa. see 5 (a)
تَكْذَاْب
(pl.
تَكَاْذِيْب)
a. see 5 (a) (b).
N. P.
كَذڤبَa. see 5 (a)b. Deceived.
c. ['Ala], Accused falsely.
d. False (saying).
مَكْذُوْبَة (pl.
مَكَاْذِيْبُ)
a. see 5 (a)b. Weak (woman).
c. Virtuous (woman).
مُكْذُبَة
a. see 5 (a)
أُكْذُوْبَة (pl.
أَكَاْذِيْبُ)
a. see 5 (a)
كَيْذَُبَان
a. see 21
تِكِذَّاب مَكْذَبَان مَكْذَبَانَة
a. see 21
كُذُبْذُب كُذُبْذَبَان
a. see 21
كَذَّبَ نَفْسَهُ
أَكْذَبَ نَفْسَهُ
a. He belied himself, contradicted himself.

مَا كَذَّبَ أَنْ يَفْعَل
ذٰلِك
a. He did not delay, did not fail to do that.

كَذَج
a. Asylum, refuge.
كذب
الكَذِبُ: مَعْروفٌ، وهو الكِذَابُ. يَكْذِبُكَ كَذِباً: أخْبَرَكَ بالكَذِبِ. ويُكَذبُكَ تَكْذِيباً: لم يُصَدقْ حَدِيْثَكَ. وهو كاذِبٌ وكَذُوْبٌ.
وقُرِىءَ قولُه عزَّ وجل: " فإنَّهم لا يُكَذبُوْنَكَ " ولا يُكْذِبُوٍنَكَ، فَمَنْ ثَقَلَ فَمَعْناه لا يَسْتَطِيْعُونَ أن يَجْعَلُوه كاذِباً. ومَنْ خَفف فمعناه: فإِنَهم لا يقولون كَذَبْتَ، وأكْذَبْتُ الرَّجُلَ: إذا أخْبَرْتَ أنَّه جاءَ بالكَذِب.
وقولُه تعالى: " َلغْواً ولا كِذَاباً " - خَفِيْفَةً -: أي ولا كَذِباً، و " لا كِذّاباً " أرادَ التَّكْذِيْبَ.
والكُذُبْذُبُ والكُذُّبْذُبُ: الكَذِبُ. وهو الكاذِبُ أيضاً، وجَمْعُه كَذَاذِبُ. ورَجُلَ كَيْذَبَانٌ وكَيْذُبَانٌ وأُكَيْذِبانٌ: أي كاذِبٌ. وفيه كَيْذَبَانٌ: أي كَذِبٌ. وبَيْنَهم أُكْذُوْبَةٌ: أي يَتَكاذَبُوْنَ.
وتقول: كَذِبْتَ وفَجِرْتَ - بالكَسْر -.
وفي المَثَل: ليس لِمَكْذُوْبٍ رَأْيٌ.
والعَرَبُ تُسَمّي النَّفْسَ: الكَذُوْبَ، وجَمْعُها كُذُبٌ.
ويُقال: كَذَبَ عليكم الحَجُّ: أي وَجَبَ عليكم، ولا يُصَرَّفُ وُجُوهُ الفِعْل منه.
وأنْشَدُوا:
كَذَبْتُ عليكم أوْعِدُوني وعَلَّلُوابيَ الأرضَ والأقوامَ قِرْدَانَ مَوْظِبا أي عليكم بهجائي فاقْطَعُوا بذِكْرِيَ الأرضَ.
ويقولون: كَذَبَتْكَ الظَّهائرُ: أي عليك بالمَشْي في حَر الظَّهائرِ.
وفي حَديث عمَرَ - رضي الله عنه -: كَذَبَ عليكم الحَجُّ، كَذَبَ عليكم الجِهَادُ، كَذَب عليكم العُمْرَةُ، ثلاثةُ أسْفَارٍ كَذَبْنَ عليكم، ومعناه الإِغراءُ، وحَقُه النَصْبُ.
وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ: أي ما انْثَنى. والتَكْذِيْبُ: الفِرَارُ.
وما كَذَّبَ أنْ يَفْعَلَ ذاكَ: أي ما لَبثَ.
وكَذّبَ الوَحْشِيُّ: إذا جَرى شَوْطاً ثم وَقَفَ ليَنْظُرَ ما وَرَاءه.
ويُقال للناقَةِ التي تُضْرَبُ فَتَشُول ثم تَرْجِع حائلاً بَعْدَ اللّقَاح: كَذَّبَتْ تَكْذِيباً فهي مُكَذِّبٌ، وكَذَبَتْ - مُخفَّفَةً - فهيَ كاذِبٌ.
وكَذَبَ لَبَنُ الناقَةِ كَذِباً: أي ذَهَبَ، وكَذَّبَ تَكْذِيباً.
والإِكْذَابُ: أنْ يُصِيْخَ ويَسْكُتَ ويُرِي أنَه نائمٌ وهو كالإِطْرَاق.
والكَذّابَةُ: ثَوْبٌ يُنقَشُ بألْوانِ الصِّبْغ كأنَّه مُوَشّىً.
ك ذ ب : كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الذَّالِ فَالْكَذِبُ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ سَوَاءٌ فِيهِ الْعَمْدُ وَالْخَطَأُ وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَ الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْإِثْمُ يَتْبَعُ الْعَمْدَ وَأَكْذَبَ نَفْسَهُ وَكَذَّبَهَا بِمَعْنَى اعْتَرَفَ بِأَنَّهُ كَذَبَ فِي قَوْلِهِ السَّابِقِ وَأَكْذَبْتُ زَيْدًا بِالْأَلِفِ وَجَدْتُهُ كَاذِبًا وَكَذَّبْتُهُ تَكْذِيبًا نَسَبْتُهُ إلَى الْكَذِبِ أَوْ قُلْت لَهُ كَذَبْت قَالَ الْكِسَائِيُّ وَتَقُولُ الْعَرَبُ أَكْذَبْتُهُ بِالْأَلِفِ إذَا أَخْبَرْتُ بِأَنَّ الَّذِي حَدَّثَ كَذِبٌ وَرَجُلٌ كَاذِبٌ وَكَذَّابٌ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل: 27] فِيهِ أَدَبٌ حَسَنٌ لِمَا يَلْزَمُ الْعُظَمَاءَ مِنْ صِيَانَةِ أَلْفَاظِهِمْ عَنْ مُوَاجَهَةِ أَصْحَابِهِمْ بِمُؤْلِمِ خِطَابِهِمْ عِنْدَ احْتِمَالِ خَطَئِهِمْ وَصَوَابِهِمْ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ الْمُنَافِقِينَ {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] ثُمَّ قَالَ {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] أَيْ فِي ضَمِيرِهِمْ الْمُخَالِفِ الظَّاهِرَ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ كَاذِبًا بِالْمَيْلِ لَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فَكَانَ أَلْطَفَ مِنْ قَوْلِهِ أَصَدَقْتَ أَمْ كَذَبْتَ وَمِنْ هُنَا يُقَالُ عِنْدَ احْتِمَالِ الْكَذِبِ لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ
وَنَحْوُهُ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ أَوْ غَلِطَ أَوْ لَبَّسَ فَأَخْرَجَ الْبَاطِلَ فِي صُورَةِ الْحَقِّ وَلِهَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ لَا نُسَلِّمُ وَلَكِنَّهُمْ يُشِيرُونَ إلَى الْمُطَالَبَةِ بِالدَّلِيلِ تَارَةً وَإِلَى الْخَطَإِ فِي النَّقْلِ تَارَةً وَإِلَى التَّوَقُّفِ تَارَةً فَإِذَا أَغْلَظُوا فِي الرَّدِّ قَالُوا لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. 
ك ذ ب: (كَذَبَ) يَكْذِبُ بِالْكَسْرِ (كِذْبًا وَكَذِبًا) بِوَزْنِ عِلْمٍ وَكَتِفٍ فَهُوَ (كَاذِبٌ) وَ (كَذَّابٌ) وَ (كَذُوبٌ) وَ (كَيْذُبَانٌ) بِضَمِّ الذَّالِ وَ (مَكْذَبَانٌ) بِفَتْحِ الذَّالِ وَ (مَكْذَبَانَةٌ) بِفَتْحِهَا أَيْضًا وَ (كُذَبَةٌ) كَهُمَزَةٍ وَ (كُذُبْذُبٌ) بِضَمِّ الْكَافِ وَالذَّالَيْنِ مُخَفَّفًا، وَقَدْ تُشَدَّدُ ذَالُهُ الْأُولَى فَيُقَالُ: (كُذُّبْذُبٌ) . وَ (الْكُذَّبُ) جَمْعُ (كَاذِبٍ) كَرَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (التَّكَاذُبُ) ضِدُّ التَّصَادُقِ. وَ (الْكُذُبُ) بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ (كَذُوبٍ) كَصَبُورٍ وَصُبُرٍ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكُذُبُ» جَعَلَهُ نَعْتًا لِلْأَلْسِنَةِ. وَ (الْأُكْذُوبَةُ) الْكَذِبُ. وَ (أَكْذَبَهُ) جَعَلَهُ كَاذِبًا. وَ (كَذَّبَهُ) أَيْ قَالَ لَهُ كَذَبْتَ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: (أَكْذَبَهُ) أَخْبَرَ أَنَّهُ جَاءَ بِالْكَذِبِ وَرَوَاهُ، وَ (كَذَّبَهُ) أَخْبَرَ أَنَّهُ كَاذِبٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَدْ يَكُونُ أَكْذَبَهُ بِمَعْنَى بَيَّنَ كَذِبَهُ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى حَمَلَهُ عَلَى الْكَذِبِ. وَبِمَعْنَى وَجَدَهُ كَاذِبًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كِذَّابًا} [النبأ: 28] أَحَدُ مَصَادِرِ فَعَّلَ بِالتَّشْدِيدِ، وَيَجِيءُ أَيْضًا عَلَى التَّفْعِيلِ كَالتَّكْلِيمِ وَعَلَى التَّفْعِلَةِ كَالتَّوْصِيَةِ وَعَلَى الْمُفَعَّلِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: 19] . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: 2] وَهِيَ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْبَاقِيَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] أَيْ مِنْ بَقَاءٍ. وَ (كَذَبَ) قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى وَجَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ثَلَاثَةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ» وَجَاءَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «كَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ» أَيْ وَجَبَ. وَتَمَامُ بَيَانِهِ فِي الْأَصْلِ. وَ (تَكَذَّبَ) فُلَانٌ إِذَا تَكَلَّفَ الْكَذِبَ. وَ (كَذَبَ) لَبَنُ النَّاقَةِ أَيْ ذَهَبَ. 
(كذب) - في حديث المَسْعُودِى: "رَأيتُ في بَيْتِ القَاسِم كذَّابَتَين في السَّقْفِ"
الكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَق بسَقْف البَيْت، سُمِّيَتْ به لأنَّها تُوهِم أنّ تلك الصُّورةَ في السَّقْف، وإنما هي في شيءٍ دونَه.
- في حديث عُبَادةَ - رضي الله عنه -: "كَذبَ أَبُو مُحمَّد"
: أي أَخْطَأ. قال الأخطل:
كَذَبتْكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ
غَلَسَ الظَّلاَم مِن الرَّباب خَيَالَا
- ومنه الحديث الآخر: "صَدَقَ الله وكَذَبَ بَطَنُ أخِيكَ"
والخَطأ يُشبِه الكَذِب في كونه ضِدَّ الصّواب، كما أنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدق، وافْتَرقَا من حَيثُ النِّيَّةِ والقَصْد؛ لأنّ الكاذِبَ يَعلم أَنّ ما يَقولهُ مُحَالٌ باطِلٌ، والمُخطِئُ يقصِدُ الحَقَّ، وَيظُنّ أنّ ما يَقولُه صَوابٌ؛ ولهذا إذَا تبَيَّن له رجَع إليه. وحقِيقَة الكذبِ إنّما يَقع في الإخبار، وهذا الرّجُلُ في هذا ليس بمُخْبرٍ عن غَيره.
وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى أَقدارَ الصَّحابة عن الكَذِب، وشَهِد لهم بالصِّدْقِ والعَدَالَة فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} وفي مَوضعٍ آخر: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} رضي الله عنهم.
ولأبي محمد هذا صُحْبَة، واسْمه مسعُود بن زَيدٍ.
وقد يَجرِى الكَذِبُ في كلامهم مَجَرى الخُلْف، قال ذو الرُّمَّةِ:
. . . ما في سَمْعِهِ كذِبُ
- في الحديث: "لا يَصْلُح الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ"
قيل: أراد به: مَعاريض الكلامِ الذي هو كَذِبٌ من حَيثُ يَظُنُّه السَّامعُ، وصِدْقٌ من حَيْث يَقوله القائلُ، وإلّا فقد قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ، {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} .
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعدُ النّاس من خِلاف ما أَمَر الله تعالى به. وقد ورد في بعض طرق الحديث: "لم يُرخَّص فيما يقول الناسُ إنّه كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثَةٍ"
: أي ليس قائِلُه بكاذبٍ، لأنّه لم يُرِد به الكَذِبَ، وإن كان ظاهِرُه عند النّاس كَذِباً.
- ورُوى عن عُمرَ - رضي الله عنه -: "إنّ في المَعاريِض ما يُغنِي المسلمُ عن الكَذِبِ".
وعن عِمران بن حُصَين رضي الله عنه أيضًا، ورُوى مَرفوعًا: " أنّه إذَا أرادَ سَفَرًا وَرَّى بِغَيره "
كذب
قد تقدّم القول في الْكذبِ مع الصّدق ، وأنه يقال في المقال والفعال، قال تعالى:
إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
[النحل/ 105] ، وقوله: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ
[المنافقون/ 1] وقد تقدّم أنه كذبهم في اعتقادهم لا في مقالهم، ومقالهم كان صدقا، وقوله: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ
[الواقعة/ 2] فقد نُسِبَ الكَذِبُ إلى نفس الفعل، كقولهم: فعلة صادقة، وفعلة كاذبة، قوله: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ [العلق/ 16] ، يقال: رجل كَذَّابٌ وكَذُوبٌ وكُذُبْذُبٌ وكَيْذَبَانُ.
كلّ ذلك للمبالغة، ويقال: لا مَكْذُوبَة، أي: لا أكذبك، وكذبتك حديثا، قال تعالى: الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[التوبة/ 90] ، ويتعدّى إلى مفعولين نحو: صدق في قوله: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ [الفتح/ 27] . يقال:
كَذَبَهُ كَذِباً وكِذَّاباً، وأَكْذَبْتُهُ: وجدته كاذبا، وكَذّبْتُه: نسبته إلى الكذب صادقا كان أو كاذبا، وما جاء في القرآن ففي تَكْذِيبِ الصادق نحو:
كَذَّبُوا بِآياتِنا
[آل عمران/ 11] ، رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ
[المؤمنون/ 26] ، بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ [ق/ 5] ، كَذَّبَتْ قَبْــلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا [القمر/ 9] ، كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ [الحاقة/ 4] ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْــلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
[الحج/ 42] ، وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْــلِهِمْ [فاطر/ 25] ، وقال: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ [الأنعام/ 33] قرئ بالتخفيف والتّشديد»
، ومعناه: لا يجدونك كاذبا ولا يستطيعون أن يثبتوا كذبك، وقوله: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
[يوسف/ 110] أي: علموا أنهم تلقوا من جهة الذين أرسلوا إليهم بالكذب، ف «كذّبوا» نحو: فسّقوا وزنّوا وخطّئوا: إذا نسبوا إلى شيء من ذلك، وذلك قوله: فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
[فاطر/ 4] وقوله: فَكَذَّبُوا رُسُلِي [سبأ/ 45] ، وقوله: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ [ص/ 14] ، وقرئ: كذبوا بالتّخفيف. من قولهم: كذبتك حديثا.
أي: ظنّ المرسل إليهم أنّ المرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب، وإنما ظنّوا ذلك من إمهال الله تعالى إيّاهم وإملائه لهم، وقوله: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً
[عمّ/ 35] الْكِذَّابُ:
التّكذيب. والمعنى: لا يُكَذِّبُونَ فَيُكَذِّبُ بعضهم بعضا، ونفي التّكذيب عن الجنة يقتضي نفي الكذب عنها، وقرئ: كذابا من الْمُكَاذَبَةِ.
أي: لا يَتَكَاذَبُونَ تَكَاذُبَ الناس في الدنيا، يقال:
حمل فلان على قرنه فكذب ، كما يقال في ضدّه: صدق. وكَذَبَ لبنُ الناقة: إذا ظنّ أن يدوم مدّة فلم يدم. وقولهم: (كَذَبَ عليك الحجُّ) قيل: معناه وجب فعليك به، وحقيقته أنه في حكم الغائب البطيء وقته، كقولك: قد فات الحجّ فبادر، أي: كاد يفوت. وكَذَبَ عليك العسلَ بالنّصب، أي: عليك بالعسل، وذلك إغراء، وقيل: العسل هاهنا العسلان، وهو ضرب من العدو، والْكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُنْقَشُ بلونِ صِبْغٍ كأنه موشى، وذلك لأنه يُكَذَّبُ بحاله.
الْكَاف والذال وَالْبَاء

الْكَذِب: نقيض الصدْق.

كذب يكذب كذبا، وكذبا وكذبة، وكذبة، هَاتَانِ عَن اللحياني، وكذابا، وكذابا، انشد اللحياني:

نادت حليمة بالوداع وآذنت ... أهل الصفاء وودعت بِكَذَّابٍ

وَرجل كَاذِب، وَكَذَّاب، وتكذاب، وكذوب، وكذوبة، وكذبة، وكذبان، وكيذبان، ومكذبان ومكذبانة، وكذبذبان، وكذبذب، وكذبذب، قَالَ:

وَإِذا سَمِعت بأنني قد بعتهم ... بوصال غانية فَقل كذبذب

قَالَ ابْن جني: أما " كذبذب " خَفِيف " كذبذب " ثقيل، فهاتانلم يحكهما سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَنَحْوه مَا رويته عَن بعض اصحابنا من قَول بَعضهم: " ذرحرح " بِفَتْح الراءين.

وَالْأُنْثَى: كَاذِبَة، وكذابة، وكذوب.

وَكذب الرجل: اخبر بِالْكَذِبِ، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ لمكذوب رَأْي ".

ورؤيا كذوب: كَذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

فحيت فحياها فَهَب فحلقت ... مَعَ النَّجْم رُؤْيا فِي الْمَنَام كذوب

والاكذوبة: الْكَذِب.

والكاذبة: اسْم للمصدر: كالعاقية، وَفِي التَّنْزِيل: (لَيْسَ لوقعتها كَاذِبَة) .

وَيُقَال: لَا مكذبة، وَلَا كذبى، وَلَا كذبان: أَي لَا اكذبك.

وَكذب الرجل تَكْذِيبًا، وكذابا: جعله كَاذِبًا.

وَكَذَلِكَ: كذب بِالْأَمر تَكْذِيبًا، وكذابا، وَفِي التَّنْزِيل: (وكذبُوا باياتنا) وَفِيه: (لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا وَلَا كذابا) وَيقْرَأ: (ولَا كذابا) أَي: كذبا. عَن اللحياني، وَقَالَ اللحياني: قَالَ الْكسَائي: أهل الْيمن يجْعَلُونَ مصدر " فعلت ": فعالا، وَغَيرهم من الْعَرَب: تفعيلا.

وتكذبوا عَلَيْهِ: زَعَمُوا انه كَاذِب، قَالَ: قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ:

رَسُول اتاهم صَادِق فتكذبوا ... عَلَيْهِ وَقَالُوا لست فِينَا بماكث

وأكذبه: ألفاه كَاذِبًا، أَو قَالَ لَهُ كذبت، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِنَّهُم لَا يكذبُونَك) قُرِئت بالتثقيل وَالتَّخْفِيف.

وكاذبة مكاذبة، وكذابا: كَذبته، وَكَذبَنِي.

وَقد يسْتَعْمل الْكَذِب فِي غير الْإِنْسَان، قَالُوا: كذب الْبَرْق والحلم وَالظَّن والرجاء والطمع.

وكذبت الْعين: خانها حسها.

وَكذب الرَّأْي: توهم الْأَمر بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ.

وكذبته نَفسه: منته بِغَيْر الْحق.

والكذوب: النَّفس، لذَلِك قَالَ:

إِنِّي وَإِن منتني الكذوب ... لعالم أَن اجلي قريب

وكذبته عفاقته: وَهِي استه، وَنَحْوه، عَن كثير.

وَكذب عَنهُ: رد.

وَأَرَادَ امراً ثمَّ كذب عَنهُ: أَي احجم.

وَكذب الوحشي، وَكذب: جرى شوطا، ثمَّ وقف لينْظر مَا وَرَاءه.

وَمَا كذب أَن فعل ذَلِك تَكْذِيبًا: أَي مَا كع وَلَا لبث.

وَحمل عَلَيْهِ فَمَا كذب: أَي مَا انثنى وَمَا جبن وَمَا رَجَعَ.

وَحَملَة كَاذِبَة: كَمَا قَالُوا فِي ضدها: صَادِقَة، وَهِي المصدوقة والمكذوبة فِي الحملة.

وَكذب عَلَيْكُم الْحَج وَالْحج، من رفع: جعل " كذب " بِمَعْنى: وَجب، وَمن نصب: فعل الإغراء، وَلَا يصرف مِنْهُ آتٍ وَلَا مصدر وَلَا اسْم فَاعل وَلَا مفعول وَله تَعْلِيل دَقِيق، وَمَعَان غامضة تَجِيء فِي الْأَشْعَار وَقد انعمت شرح ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص. وَكذب لبن النَّاقة: ذهب، هَذِه عَن اللحياني.

والكذابة: ثوب يصْبغ بالوان ينقش كَأَنَّهُ موشى.

والكذاب: اسْم لبَعض رجاز الْعَرَب.

والكذابان: مُسَيْلمَة الْحَنَفِيّ، وَالْأسود الْعَنسِي.
كذب
كذَبَ/ كذَبَ على يَكذِب، كِذْبًا وكَذِبًا وكِذابًا وكِذْبةً وكِذّابًا، فهو كاذب، والمفعول مكذوب (للمتعدِّي)
• كذَب الشَّخصُ:
1 - أخبر عن الشّيء بخلاف ما هو عليه في الواقع، عكسه صدَق "مَن كذَب في حبِّه صدَق في كرهه- لا يكذب المرءُ إلاّ من مهانتِه ... أو عادةِ السوءِ أو من قِلّةِ الأدبِ- {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} - {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} - {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} " ° كذَبتِ العينُ: أرت مالا حقيقةَ له وخانها حِسُّها- كذّب البرقُ: خدع وأضلَّ، ولم يتحقّق ما ينبئ عنه وما يُرجَى منه.
2 - أخطأ "كذب الأملُ/ الرأيُ/ الظنُّ/ العينُ- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ".
3 - مكَر وكفَر.
• كذَب فلانًا الحديثَ/ كذَب على فلان: أخبره بخلاف الواقع " {وَــلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} - {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ} " ° كذَبتَ فلانًا نفسُه: حدّثته بالأماني البعيدة- كذَبتك عينُك: أَرَتْكَ ما لا حقيقةَ له. 

أكذبَ يُكذب، إكذابًا، فهو مُكْذِب، والمفعول مُكْذَب
• أكذَب فلانًا: بيَّن كِذْبه، نسبه إلى الكذب "أكذب نفسَه: اعترف بأنه كذَب في قوله السابق- {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكْذِبُونَكَ} [ق] " ° ما أكْذَبه!: ما أكثر كذبه. 

تكاذبَ يتكاذب، تَكاذُبًا، فهو مُتكاذِب
• تكاذب القومُ: كذَب بعضُهم على بعض. 

كاذبَ يكاذب، مُكاذبةً وكِذابًا، فهو مكاذِب، والمفعول مكاذَب
• كاذبَ الرجلُ خَصْمَه: كذّب كُلٌّ منهما الآخرَ ولم يصدِّقه. 

كذَّبَ/ كذَّبَ بـ يكذِّب، تكذيبًا وكِذّابًا، فهو مُكذِّب، والمفعول مُكذَّب (للمتعدِّي)
• كذّب السِّلاحُ: تعطّل، لم تنطلق قذيفتُه.
• كذَّب الشاهِدَ: خطّأه زاعمًا أنّه لم يقل الحقّ، أو نسبه إلى الكذب "كذَّب الخبرَ: زعِم أنّه مخالف للحقيقة- كذَّب نفسَه: اعترف بأنّه كذب في قوله السابق- {إِنْ كُلٌّ إلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ} " ° تكذيب رسميّ: تصريح يثبت عدم صحَّة خبر أو ينفي حدوثَ أمر.
• كذَّب بالأمرِ: أنكره وجحده " {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} ". 

أُكْذوبة [مفرد]: ج أكاذيبُ: خبر كاذب أو مُلفَّق أو مُخْتلَق. 

تكذيب [مفرد]:
1 - مصدر كذَّبَ/ كذَّبَ بـ.
2 - تصريح يُثبت عدمَ صحَّة خبر أو ينفي حدوثَ أمر "نشرت المجلَّة تكذيبًا لما نسبته إلى أحد الأشخاص في عددها السّابق- تكذيب نبأ/ اتّهام". 

كاذِب [مفرد]: ج كاذبون وكَذَبة وكُذَّاب وكُذَّب، مؤ كاذبة، ج مؤ كاذِبات وكَواذِبُ:
1 - اسم فاعل من كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - خاطئ وخادع "بلاغ/ أمل/ قمر كاذب- قد يُزهر المجدُ الكاذب لكنه لا يثمر [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: للباطل جولة ثمّ يضمحلّ" ° الفجر الكاذب: سمِّي بذلك؛ لظهور نوره ثم ذهابه- جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم- حمل كاذب: حالة نفسيَّة وجسديّة حيث تظهر أعراض الحمل دون حصوله- يمين كاذبة. 

كِذاب [مفرد]: مصدر كاذبَ وكذَبَ/ كذَبَ على. 

كَذِب [مفرد]:
1 - مصدر كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - قول يخالف الحقيقةَ مع العِلم بها "عمود الكذب البهتان- إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُور [حديث]- {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} " ° أجنحة الكذب قصيرة- حبل الكذب قصير: لا يدوم وسرعان ما ينكشف- هذا كَذِب صُراح. 

كِذْب [مفرد]: مصدر كذَبَ/ كذَبَ على ° كِذْب في كِذْب: ليس سوى كذب، خِداع. 

كِذْبة [مفرد]: ج كِذْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر كذَبَ/ كذَبَ على.
2 - فِرْية، خبر كاذب ° كِذْبة إبريل: قول غير صادق أو مخالف للواقع يتعابث به الناسُ في أوّل شهر إبريل من كلّ سنة، ويقال لها سمكة إبريل أيضًا. 

كَذّاب [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من كذَبَ/ كذَبَ على: كثير الكذب " {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ".
2 - زائف "جوهر كذَّاب". 

كِذّاب [مفرد]: مصدر كذَبَ/ كذَبَ على وكذَّبَ/ كذَّبَ بـ. 

كَذوب [مفرد]: ج كُذُب: صيغة مبالغة من كذَبَ/ كذَبَ على: كثير الكذب "إن كنْتَ كذوبًا فكن ذكورًا [مثل]: يُضرب لمن يكذب ثمَّ يَنْسَى ما قال فيُحَدِّث بخلاف ما ذكره آنفًا- {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَذُوبٌ كَفُورٌ} [ق] ". 
[كذب] الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة فمن احتجم فيوم الأحد ويوم الخميس "كذباك" أو يوم الاثنين والثلاثاء، معنى كذباك: عليك بهما، أي اليومين المذكورين، الزمخشري: هذه كلمة جرت كالمثل ولذا لم تُصرف ولزمت كونها فعلًا ماضيًا معلقًا بمخاطب وهي بمعنى الأمر، والمراد بالكذب الترغيب، من قولهم: كذبته نفسه- إذا منته الأماني، وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون، وذلك مما يرغب الرجل في الأمور، ويقولون في عكسه: صدقته نفسه، وخيّلت إليه العجز والنكد، ومن ثم قالوا للنفس: الكذوب، فمعنى كذباك: ليكذباك وينشطاك على الفعل، وقيل: كذب هنا إغراء أي عليك بهذا الأمر، وقيل: بمعنى وجب عليك. ومنه ح عمر: "كذب" عليكم الحج "كذب" عليكم العمرة "كذب" عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار "كذبن" عليكم، معناه الإغراء أي عليكم بهذه الأشياء الثلاثة، وكان وجهه النصب على الإغراء ولكنه جاء شاذًا مرفوعًا، وقيل معناه: إن قيل لا حج عليكم، فهو كذب. وقيل معناه الحث، يقول: إن الحج ظن بكم حرصًا عليه ورغبةً فيه، وقيل: معنى كذب عليكم الحج على كلامين: كأنه قال كذب الحج عليك الحج أي ليُرغبك الحج، هو واجب عليك، فأضمر الأول لدلالة الثاني عليه، ومن نصب الحج فقد جعل "سليك" اسم فعل، وفي كذب ضمير الحج، وقال الأخفش: الحج مرفوع بكذب ومعناه نصب لأنه يريد أن يأمره بالحج، كما يقال: أمكنك الصيد، يريد ارمه. ومنه ح عمر لمن شكا إليه النقرس: "كذبتك" الظهائر، أي عليك بالمشي فيها، والظهائر جمع ظهيرة: شدة الحر، وروي: كذب عليك الظواهر، جمع ظاهرة وهي ما خرج من الأرضوغلبوا أنهم قد أخلفوا ما وعدهم الله من النصر وكانوا بشرًا، فأراد بالظن ما يهجس في القلب من شبه الوسواس وحديث النفس، أو أراد بالكذب الغلط فإنهم عند تطاول البلاء توهموا أن ما جاءهم من الوحي كان غلطًا منهم، قوله: "إلا أن نصر الله قريب" جواب من الله فإن ما هو آتٍ قريب، وقيل: هو قول الرسول، وقيل: هو قولهم، أجابوا به أنفسهم، قوله: وأتباعهم، أي المؤمنون، والمظنون تكذيب المؤمنين والمتيقن تكذيب الكفار- الكشاف، قيل: ظن المرسل إليهم أن المرسل قد كذبوا أي أخلفوا بلفظ المجهول، أو أنهم كذبوا من جهة الرسل أي لم يصدقهم رســلهم في أنهم ينصرون.

كذب: الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً (2)

(2 قوله «كذباً» أي بفتح فكسر، ونظيره اللعب والضحك والحق، وقوله وكذباً، بكسر فسكون، كما هو مضبوط في المحكم والصحاح، وضبط في القاموس بفتح فسكون، وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العين إلى الفاء تخفيفاً، وقوله: وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط المحكم ونبه عليه الشارح وشيخه.) وكِذْباً وكِذْبةً وكَذِبةً: هاتان عن اللحياني، وكِذاباً وكِذَّاباً؛ وأَنشد اللحياني:

نادَتْ حَليمةُ بالوَداع، وآذَنَتْ * أَهْلَ الصَّفَاءِ، ووَدَّعَتْ بكِذَابِ

ورجل كاذِبٌ، وكَذَّابٌ، وتِكْذابٌ، وكَذُوبٌ، وكَذُوبةٌ، وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة، وكَذْبانٌ، وكَيْذَبانٌ، وكَيْذُبانٌ، ومَكْذَبانٌ، ومَكْذَبانة، وكُذُبْذُبانٌ (3)

(3 قوله «وكذبذبان» قال الصاغاني وزنه فعلعلان بالضمات

الثلاث ولم يذكره سيبويه في الأمثلة التي ذكرها. وقوله: واذا سمعت إلخ نسبه الجوهري لأبي زيد وهو لجريبة بن الأشيم كما نقله الصاغاني عن الأزهري، لكنه في التهذيب قد بعتكم وفي الصحاح قد بعتها؛ قال الصاغاني والرواية قد بعته يعني جمله وقبله:

قد طال ايضاعي المخدّم لا أرى * في الناس مثلي في معّد يخطب

حتى تأَوَّبت البيوت عشية * فحططت عنه كوره يتثأب)

، وكُذُبْذُبٌ، وكُذُّبْذُبٌ ؛ قال

جُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَمِ:

فإِذا سَمِعْـتَ بأَنـَّنِـي قد بِعْتُكم * بوِصَالِ غَانيةٍ، فقُلْ كُذُّبْذُبُ

قال ابن جني: أَما كُذُبْذُبٌ خفيف، وكُذُّبْذُبٌ ثَقِـيل، فهاتانِ

بناءَانِ لم يَحْكِهما سيبويه. قال: ونحوُه ما رَوَيْتُه عن بعض أَصحابنا، مِن قول بعضهم ذُرَحْرَحٌ، بفتح الراءَين. والأُنثى: كاذِبةٌ وكَذَّابة وكَذُوبٌ.

والكُذَّب: جمع كاذبٍ، مثل راكِـعٍ ورُكَّعٍ؛ قال أَبو دُواد الرُّؤَاسِي:

مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه، * إِذا اضْمَحَلَّ حديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ

أَلَيْسَ أَقْرَبَهُم خَيْراً، وأَبعدَهُم * شَرّاً، وأَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه

لا يَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللّه عندهُمُ، * إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الـحُسَّدِ الجَشِعَهْ

الوَلَعَةُ: جمع والِـعٍ، مثل كاتب وكَتَبة. والوالع: الكاذب، والكُذُبُ

جمع كَذُوب، مثل صَبُور وصُبُر، ومِنه قَرَأَ بعضُهم: ولا تقولوا لما تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ، فجعله نعتاً للأَلسنة. الفراء: يحكى عن العرب أَن بني نُمير ليس لهم مَكْذُوبةٌ. وكَذَبَ الرجلُ: أَخْبَر بالكَذِبِ.

وفي المثل: ليس لـمَكْذُوبٍ رَأْيٌ. ومِنْ أَمثالهم: الـمَعاذِرُ مَكاذِبُ. ومن أَمثالهم: أَنَّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ، وهو كقولهم: مع الخَواطِـئِ سَهْمٌ صائِبٌ. اللحياني: رجل تِكِذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكْذِبُ ويَصْدُق.

النضر: يقال للناقة التي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ، ثم تَرْجِـعُ

حائلاً: مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ، وقد كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ.

أَبو عمرو: يقال للرجل يُصاحُ به وهو ساكتٌ يُري أَنه نائم: قد أَكْذَب، وهو الإِكْذابُ. وقوله تعالى: حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرُّسلُ وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا؛ قراءة أَهلِ المدينةِ، وهي قِراءة عائشة، رضي اللّه عنها، بالتشديد وضم الكاف. روي عن عائشة، رضي اللّه عنها، أَنها قالت: اسْتَيْأَسَ الرسلُ ممن كَذَّبَهم من قومهم أَن يُصَدِّقُوهم، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن من قد آمَنَ من قومهم قد كَذَّبُوهم جاءهم نَصْرُ اللّهِ، وكانت تَقْرؤُه بالتشديد، وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأَبي عمرو، وابن عامر؛ وقرأَ عاصم وحمزة والكسائي: كُذِبُوا، بالتخفيف. ورُوي عن ابن عباس أَنه قال: كُذِبُوا، بالتخفيف، وضم الكاف. وقال: كانوا بَشَراً، يعني الرسل؛ يَذْهَبُ إِلى أَن الرسل ضَعُفُوا، فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا.

قال أَبو منصور: إِن صح هذا عن ابن عباس، فوَجْهُه عندي، واللّه أَعلم، أَن الرسل خَطَر في أَوهامهم ما يَخْطُر في أَوهامِ البشر، مِن غير أَن حَقَّقُوا تلك الخَواطرَ ولا رَكَنُوا إِليها، ولا كان ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَـأَنُّوا إِليه، ولكنه كان خاطراً يَغْلِـبُه اليقينُ. وقد روينا عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: تَجاوَزَ اللّه عن أُمتي ما حدَّثَتْ به أَنفُسَها. ما لم يَنْطِقْ به لسانٌ أَو تَعْمله يَدٌ، فهذا وجه ما رُوي عن ابن عباس. وقد رُوي عنه أَيضاً: أَنه قرأَ حتى إِذا اسْتَيْأَسَ الرسلُ من قَوْمهم الإِجابةَ، وظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قد كذَبهم الوعيدُ. قال أَبو منصور: وهذه الرواية أَسلم، وبالظاهر أَشْبَهُ؛ ومما يُحَقّقها ما رُوي عن سعيد بن جُبَيْر أَنه قال: اسْتيأَسَ الرسلُ من قومهم، وظنَّ قومُهم أَن الرسل

قد كُذِّبُوا، جاءَهم نَصْرُنا؛ وسعيد أَخذ التفسير عن ابن عباس. وقرأَ بعضهم: وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبوا أَي ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قد كَذَبُوهُمْ. قال أَبو منصور: وأَصَحُّ الأَقاويل ما روينا عن عائشة، رضي اللّه عنها، وبقراءَتها قرأَ أَهلُ الحرمين، وأَهلُ البصرة، وأَهلُ الشام. وقوله تعالى: ليس لوَقْعَتِها كاذِبةٌ؛ قال الزجاج: أَي ليس يَرُدُّها شيءٌ، كما تقول حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِبُ أَي لا يَرُدُّ حَمْلَتُه شيء. قال: وكاذِبةٌ مصدر، كقولك: عافاه اللّهُ عافِـيةً، وعاقَبَه عاقِـبةً، وكذلك كَذَبَ كاذبةً؛ وهذه أَسماء وضعت مواضع المصادر، كالعاقبة والعافية والباقية. وفي التنزيل العزيز: فهل تَرَى لهم من باقيةٍ؟ أَي بقاءٍ. وقال الفراءُ: ليس لوَقْعَتِها كاذبةٌ أَي ليس لها مَرْدُودٌ ولا رَدٌّ، فالكاذبة، ههنا، مصدر.

يقال: حَمَلَ فما كَذَبَ. وقوله تعالى: ما كَذَبَ الفُؤَادُ ما رَأَى؛

يقول: ما كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ ما رَأَى؛ يقول: قد صَدَقَه فُؤَادُه الذي

رأَى. وقرئَ: ما كَذَّبَ الفُؤَادُ ما رَأَى، وهذا كُلُّه قول الفراء. وعن أَبي الهيثم: أَي لم يَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْيَتَه، وما رَأَى بمعنى

الرُّؤْية، كقولك: ما أَنْكَرْتُ ما قال زيدٌ أَي قول زيد.

ويقال: كَذَبَني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْني فقال لي الكَذِبَ؛ وأَنشد

للأَخطل:

كَذَبَتْكَ عَيْنُك، أَم رأَيتَ بواسطٍ * غَلَسَ الظَّلامِ، مِن الرَّبابِ، خَيَالا؟

معناه: أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنها رَأَتْ، ولم تَرَ. يقول: ما أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رَأَى، ولم يَرَ، بل صَدَقَه الفُؤَادُ رُؤْيَتَه. وقوله: ناصِـيَةٍ كاذبةٍ أَي صاحِـبُها كاذِبٌ، فأَوْقَعَ الجُزْءَ موقع الجُملة. ورُؤْيَا كَذُوبٌ: كذلك؛ أَنشد ثعلب:

فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ، * معَ النَّجْمِ رُؤْيا، في الـمَنامِ، كَذُوبُ

والأُكْذُوبةُ: الكَذِبُ. والكاذِبةُ: اسم للمصدر، كالعَافية.

ويقال: لا مَكْذَبة، ولا كُذْبى، ولا كُذْبانَ أَي لا أَكْذُبك.

وكَذَّبَ الرجلَ تَكْذيباً وكِذَّاباً: جعله كاذِباً، وقال له: كَذَبْتَ؛ وكذلك كَذَّب بالأَمر تَكْذيباً وكِذَّاباً. وفي التنزيل العزيز: وكَذَّبُوا بآياتنا كِذَّاباً. وفيه: لا يَسْمَعُون فيها لغواً ولا كِذَّاباً أَي كَذِباً، عن اللحياني. قال الفراءُ: خَفَّفَهما عليُّ بن أَبي طالب، عليه السلام، جميعاً، وثَقَّــلَهمــا عاصمٌ وأَهل المدينة، وهي لغة يمانية فصيحة. يقولون: كَذَّبْتُ به كِذَّاباً، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً. وكلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ، في لغتهم، مُشدّدةً. قال: وقال لي أَعرابي مَرَّةً على الـمَرْوَة يَسْتَفْتيني: أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِليك أَم القِصَّار؟ وأَنشدني بعضُ بني كُلَيْب:

لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي، * وعن حِوَجٍ، قِضَّاؤُها منْ شِفائيا

وقال الفرَّاءُ: كان الكسائي يخفف لا يسمعون فيها لغواً ولا كِذاباً، لأَنها مُقَيَّدَة بفِعْلٍ يُصَيِّرُها مصدراً، ويُشَدِّدُ: وكَذَّبُوا

بآياتنا كِذَّاباً؛ لأَن كَذَّبُوا يُقَيِّدُ الكِذَّابَ. قال: والذي قال حَسَنٌ، ومعناه: لا يَسْمَعُون فيها لَغْواً أَي باطلاً، ولا كِذَّاباً أَي لا يُكَذِّبُ بَعْضُهم

بَعْضاً (1)

(1 زاد في التكملة: وعن عمر بن عبدالعزيز كذاباً، بضم الكاف وبالتشديد، ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان، يقال كذب، أي بالتخفيف، كذاباً بالضم مشدداً أي كذباً متناهياً.) ،

غيره.ويقال للكَذِبِ: كِذابٌ؛ ومِنه قوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فيها لَغْواً ولا كِذاباً أَي كَذِباً؛ وأَنشد أَبو العباس قولَ أَبي دُوادٍ:

قُلْتُ لـمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ: * كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ

قال معناه: كَذَبَ العَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مني أَيَّ طَريقٍ أَخَذَ، سانِحاً أَو بارِحاً؛ قال: وقال الفراءُ هذا إِغراءٌ أَيضاً. وقال اللحياني، قال الكسائي: أَهلُ اليمن يجعلون مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالاً، وغيرهم من

العرب تفعيلاً. قال الجوهري: كِذَّاباً أَحد مصادر المشدَّد، لأَن مصدره قد يجيءُ على التَّفْعِـيلِ مثل التَّكْلِـيم، وعلى فِعَّالٍ مثل

كِذَّابٍ، وعلى تَفعِلَة مثل تَوْصِـيَة، وعلى مُفَعَّلٍ مثل: ومَزَّقْناهم كلَّ مُمَزَّقٍ.

والتَّكاذُبُ مثل التَّصادُق. وتَكَذَّبُوا عليه: زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ؛ قال أَبو بكر الصدِّيق، رضي اللّه عنه:

رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ، فَتَكَذَّبُوا * عليه وقالُوا: لَسْتَ فينا بماكِثِ

وتَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ.

وأَكْذَبَهُ: أَلْفاه كاذِباً، أَو قال له: كَذَبْتَ. وفي التنزيل العزيز: فإِنهم لا يُكَذِّبُونَكَ؛ قُرِئَتْ بالتخفيف والتثقيل. وقال الفراءُ: وقُرِئَ لا يُكْذِبُونَكَ، قال: ومعنى التخفيف، واللّه أَعلم، لا يجعلونك كذَّاباً، وأَن ما جئتَ به باطلٌ، لأَنهم لم يُجَرِّبُوا عليه كَذِباً فَيُكَذِّبُوه، إِنما أَكْذَبُوه أَي قالوا: إِنَّ ما جئت به كَذِبٌ، لا يَعْرِفونه من النُّبُوَّة. قال: والتَّكْذيبُ أَن يقال: كَذَبْتَ. وقال الزجاج: معنى كَذَّبْتُه، قلتُ له: كَذَبْتَ؛ ومعنى أَكْذَبْتُه، أَرَيْتُه أَن ما أَتى به كَذِبٌ. قال: وتفسير قوله لا يُكَذِّبُونَك، لا يَقْدِرُونَ أَن يقولوا لك فيما أَنْبَأْتَ به مما في كتبهم: كَذَبْتَ. قال: ووَجْهٌ آخر لا يُكَذِّبُونَكَ بقلوبهم، أَي يعلمون أَنك صادق؛ قال: وجائز أَن يكون فإِنهم لا يُكْذِبُونكَ أَي أَنت عندهم صَدُوق، ولكنهم جحدوا بأَلسنتهم، ما تشهد قُلُوبُهم بكذبهم فيه. وقال الفراءُ في قوله تعالى: فما يُكَذِّبُكَ بعدُ بالدِّينِ؛ يقول فما الذي يُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ يُدانُونَ بأَعمالهم، كأَنه قال: فمن يقدر على تكذيبنا بالثواب والعقاب، بعدما تبين له خَلْقُنا للإِنسان، على ما وصفنا لك؟ وقيل: قوله تعالى: فما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّين؛ أَي ما يَجْعَلُكَ مُكَذِّباً، وأَيُّ شيءٍ يَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّينِ أَي بالقيامة؟ وفي التنزيل العزيز: وجاؤُوا على قميصه بدَمٍ كَذِبٍ. رُوِي في التفسير أَن إِخوةَ يوسف لما طَرَحُوه في الجُبِّ، أَخَذُوا قميصَه، وذَبَحُوا جَدْياً، فلَطَخُوا القَمِـيصَ بدَمِ الجَدْي، فلما رأَى يعقوبُ، عليه السلام، القَميصَ، قال: كَذَبْتُمْ، لو أَكَلَه الذِّئبُ لـمَزَّقَ قميصه. وقال الفراءُ في قوله تعالى: بدَمٍ كَذبٍ؛ معناه مَكْذُوبٍ. قال: والعرب تقول للكَذِبِ: مَكْذُوبٌ، وللضَّعْف مَضْعُوفٌ، وللْجَلَد: مَجْلُود، وليس له مَعْقُودُ رَأْيٍ، يريدون عَقْدَ رَأْيٍ، فيجعلونَ المصادرَ في كثير من الكلام مفعولاً. وحُكي عن أَبي ثَرْوانَ أَنه قال: إِن بني نُمَيْرٍ ليس لـحَدِّهم مَكْذُوبةٌ

أَي كَذِبٌ. وقال الأَخفش: بدَمٍ كَذِبٍ، جَعَلَ الدمَ كَذِباً، لأَنه كُذِبَ فيه، كما قال سبحانه: فما رَبِحَتْ تِجارَتُهم. وقال أَبو العباس: هذا مصدر في معنى مفعول، أَراد بدَمٍ مَكْذُوب. وقال الزجاج: بدَمٍ كذِبٍ أَي ذي كَذِب؛ والمعنى: دَمٍ مَكْذُوبٍ فيه. وقُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ، بالدال المهملة، وقد تقدم في ترجمة كدب. ابن الأَنباري في قوله تعالى: فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك، قال: سأَل سائل كيف خَبَّر عنهم أَنهم لا يُكَذِّبُونَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وقد كانوا يُظْهِرون تَكْذيبه ويُخْفُونه؟ قال: فيه ثلاثة أَقوال: أَحدها فإِنهم لا يُكَذِّبُونَك بقلوبهم، بل يكذبونك بأَلسنتهم؛ والثاني قراءة نافع والكسائي، ورُويَتْ عن عليّ، عليه السلام، فإِنهم لا يُكْذِبُونَك، بضم الياءِ، وتسكين الكاف، على معنى لا يُكَذِّبُونَ الذي جِئْتَ به، إِنما يَجْحدون بآيات اللّه ويَتَعَرَّضُون لعُقوبته. وكان الكسائي يحتج لهذه القراءة، بأَن العرب تقول: كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نسبته إِلى الكَذِبِ؛ وأَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الذي يُحَدِّثُ به كَذِبٌ؛ قال ابن الأَنباري: ويمكن أَن يكون: فإِنهم لا يُكْذِبُونَكَ، بمعنى لا يَجدونَكَ كَذَّاباً، عند البَحْث والتَّدَبُّر والتَّفْتيش. والثالث أَنهم لا يُكَذِّبُونَك فيما يَجِدونه موافقاً في كتابهم، لأَن ذلك من أَعظم الحجج عليهم. الكسائي: أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ، ورواه: وكَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ؛ وقال ثعلب: أَكْذَبه وكَذَّبَه، بمعنًى؛ وقد يكون أَكْذَبَه بمعنى بَيَّن كَذِبَه، أَو حَمَلَه على الكَذِب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وكاذَبْتُه مُكاذَبةً وكِذاباً: كَذَّبْتُه وكَذَّبني؛ وقد يُستعمل

الكَذِبُ في غير الإِنسان، قالوا: كَذَبَ البَرْقُ، والـحُلُمُ، والظَّنُّ، والرَّجاءُ، والطَّمَعُ؛ وكَذَبَتِ العَيْنُ: خانها حِسُّها. وكذَبَ

الرأْيُ: تَوهَّمَ الأَمْرَ بخلافِ ما هو به. وكَذَبَتْهُ نَفْسُه: مَنَّتْهُ

بغير الحق. والكَذوبُ: النَّفْسُ، لذلك قال:

إِني، وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ، * لَعالِمٌ أَنْ أَجَلي قَريبُ

(يتبع...)

(تابع... 1): كذب: الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً (2)... ...

أَبو زيد: الكَذُوبُ والكَذُوبةُ: من أَسماءِ النَّفْس. ابن الأَعرابي:

الـمَكْذُوبة من النساءِ الضَّعيفة.

والـمَذْكُوبة: المرأَة الصالحة. ابن الأَعرابي: تقول العرب للكَذَّابِ: فلانٌ لا يُؤَالَفُ خَيْلاه، ولا يُسايَرُ خَيْلاه كَذِباً؛ أَبو الهيثم، انه قال في قول لبيد:

أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها

يقول: مَنِّ نَفْسَكَ العَيْشَ الطويلَ، لتَـأْمُلَ الآمالَ البعيدة، فتَجِدَّ في الطَّلَب، لأَنـَّك إِذا صَدَقْتَها، فقلتَ: لعلك تموتينَ اليومَ أَو غداً، قَصُرَ أَمَلُها، وضَعُفَ طَلَبُها؛ ثم قال:

غَيْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى

أَي لا تُسَوِّفْ بالتوبة، وتُصِرَّ على الـمَعْصية. وكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه، وهي اسْتُه ونحوه كثير.

وكَذَّبَ عنه: رَدَّ، وأَراد أَمْراً، ثم كَذَّبَ عنه أَي أَحْجَم.

وكَذَبَ الوَحْشِـيُّ وكَذَّبَ: جَرى شَوْطاً، ثم وَقَفَ لينظر ما

وراءه.وما كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذلك تَكْذيباً أَي ما كَعَّ ولا لَبِثَ.

وحَمَلَ عليه فما كَذَّبَ، بالتشديد، أَي

ما انْثَنى، وما جَبُنَ، وما رَجَعَ؛ وكذلك حَمَلَ فما هَلَّلَ؛ وحَمَلَ ثم كَذَّبَ أَي لم يَصْدُقِ الـحَمْلَة؛ قال زهير:

لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرجالَ، إِذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أَقْرانه صَدَقا

وفي حديث الزبير: أَنه حمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم، وقال

للمسلمين: إِن شَدَدْتُ عليهم فلا تُكَذِّبُوا أَي لا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا.قال شمر: يقال للرجل إِذا حَملَ ثم وَلَّى ولم يَمْضِ: قد كَذَّبَ عن قِرْنه تَكْذيباً، وأَنشد بيت زهير. والتَّكْذِيبُ في القتال: ضِدُّ الصِّدْقِ فيه. يقال: صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فيه الجِدُّ. وكَذَّبَ إِذا جَبُن؛ وحَمْلةٌ كاذِبةٌ، كما قالوا في ضِدِّها: صادقةٌ، وهي الـمَصْدوقةُ والـمَكْذُوبةُ في الـحَمْلةِ. وفي الحديث: صَدَقَ اللّهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخِـيك؛ اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ ههنا مجازاً، حيث هو ضِدُّ الصِّدْقِ،

والكَذِبُ يَخْتَصُّ بالأَقوال، فجعَل بطنَ أَخيه حيث لم يَنْجَعْ فيه

العَسَلُ كَذِباً، لأَنَّ اللّه قال: فيه شفاء للناس. وفي حديث صلاةِ

الوِتْرِ: كَذَبَ أَبو محمد أَي أَخْطأَ؛ سماه كَذِباً، لأَنه يُشْبهه في كونه ضِدَّ الصواب، كما أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ، وإِنِ افْتَرَقا من حيث النيةُ والقصدُ، لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَن ما يقوله كَذِبٌ، والـمُخْطِـئُ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمُخْبِـرٍ، وإِنما قاله باجتهاد أَدَّاه إِلى أَن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذبُ، وإِنما يدخله الخطَـأُ؛ وأَبو محمد صحابي، واسمه مسعود بن زيد؛ وقد استعملت العربُ الكذِبَ في موضع الخطإِ؛ وأَنشد بيت الأَخطل:

كَذَبَتْكَ عينُكَ أَم رأَيتَ بواسِطٍ

وقال ذو الرمة:

وما في سَمْعِهِ كَذِبُ

وفي حديث عُرْوَةَ، قيل له: إِنَّ ابن عباس يقول إِن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لَبِثَ بمكة بِضْعَ عَشْرَةَ سنةً، فقال: كَذَبَ، أَي

أَخْطَـأَ. ومنه قول عِمْرانَ لسَمُرَة حين قال: الـمُغْمَى عليه يُصَلِّي مع كل صلاةٍ صلاةً حتى يَقْضِـيَها، فقال: كَذَبْتَ ولكنه يُصَلِّيهن معاً، أَي أَخْطَـأْتَ.

وفي الحديث: لا يَصْلُحُ الكذِبُ إِلا في ثلاث؛ قيل: أَرادَ به

مَعارِيضَ الكلام الذي هو كَذِبٌ من حيث يَظُنُّه السامعُ، وصِدْقٌ من حيثُ يقوله القائلُ، كقوله: إِنَّ في الـمَعاريض لَـمَنْدوحةً عن الكَذِب، وكالحديث الآخر: أَنه كان إِذا أَراد سفراً ورَّى بغيره. وكَذَبَ عليكم الحجُّ، والحجَّ؛ مَنْ رَفَعَ، جَعَلَ كَذَبَ بمعنى وَجَبَ، ومَن نَصَبَ، فعَلى الإِغراءِ، ولا يُصَرَّفُ منه آتٍ، ولا مصدرٌ، ولا اسم فاعل، ولا مفعولٌ، وله تعليلٌ دقيقٌ، ومعانٍ غامِضةٌ تجيءُ في الأَشعار. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كَذَبَ عليكم الحجُّ، كَذَبَ عليكم العُمْرةُ، كَذَبَ عليكم الجِهادُ، ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عليكم؛ قال ابن السكيت: كأَن كَذَبْنَ، ههنا، إِغْراءٌ أَي عليكم بهذه الأَشياءِ الثلاثة.

قال: وكان وجهُه النصبَ على الإِغراءِ، ولكنه جاءَ شاذاً مرفوعاً؛ وقيل معناه: وَجَبَ عليكم الحجُّ؛ وقيل معناه: الـحَثُّ والـحَضُّ. يقول: إِنَّ الحجَّ ظنَّ بكم حِرصاً عليه، ورَغبةً فيه، فكذَبَ ظَنُّه لقلة رغبتكم فيه. وقال الزمخشري: معنى كَذَبَ عليكم الحجُّ على كلامَين: كأَنه قال كَذَب الحجُّ عليكَ الحجُّ أَي ليُرَغِّبْك الحجُّ، هو واجبٌ عليك؛ فأَضمَر الأَوَّل لدلالة الثاني عليه؛ ومَن نصب الحجَّ،

فقد جَعَلَ عليك اسمَ فِعْلٍ، وفي كذَبَ ضمير الحجِّ، وهي كلمةٌ نادرةٌ، جاءَت على غير القِـياس.

وقيل: كَذَب عليكم الـحَجُّ أَي وَجَبَ عليكم الـحَجُّ. وهو في الأَصل، إِنما هو: إِن قيل لا حَجَّ، فهو كَذِبٌ؛ ابن شميل: كذبَك الحجُّ أَي أَمكَنَك فحُجَّ، وكذَبك الصَّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه؛ قال: ورفْعُ الحجّ بكَذَبَ معناه نَصْبٌ، لأَنه يريد أَن يَـأْمُر بالحج، كما يقال أَمْكَنَك الصَّيدُ، يريدُ ارْمِه؛ قال عنترة يُخاطبُ زوجته:

كَذَبَ العَتيقُ، وماءُ شَنٍّ بارِدٌ، * إِنْ كُنْتِ سائِلَتي غَبُوقاً، فاذهبي!

يقول لها: عليكِ بأَكل العَتيق، وهو التمر اليابس، وشُرْبِ الماءِ

البارد، ولا تتعرَّضي لغَبُوقِ اللَّبن، وهو شُرْبه عَشِـيّاً، لأَنَّ اللبن

خَصَصْتُ به مُهري الذي أَنتفع به، ويُسَلِّمُني وإِياكِ من أَعدائي.

وفي حديث عُمَر: شكا إِليه عمرو بن معد يكرب أَو غيره النِّقْرِسَ، فقال: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمشي فيها؛ والظهائر جمع ظهيرة، وهي شدة الحرّ. وفي رواية: كَذَبَ عليك الظواهرُ، جمع ظاهرة، وهي ما ظهر من الأَرض وارْتَفَع. وفي حديث له آخر: إِن عمرو بن معد يكرب شَكا إِليه الـمَعَص، فقال: كَذَبَ عليك العَسَلُ، يريد العَسَلانَ، وهو مَشْيُ الذِّئب،

أَي عليك بسُرعةِ المشي؛ والـمَعَصُ، بالعين المهملة، التواءٌ في عصَبِ الرِّجل؛ ومنه حديث عليٍّ، عليه السلام: كذَبَتْكَ الحارقَةُ أَي عليك بمثْلِها؛ والحارِقةُ: المرأَة التي تَغْلِـبُها شهوَتُها، وقيل: الضيقة الفَرْج. قال أَبو عبيد: قال الأَصمعي معنى كذَبَ عليكم، مَعنى الإِغراء، أَي عليكم به؛ وكأَن الأَصلَ في هذا أَن يكونَ نَصْباً، ولكنه جاءَ عنهم بالرفع شاذاً، على غير قياس؛ قال: ومما يُحَقِّقُ ذلك أَنه مَرفوعٌ قول الشاعر:

كَذَبْتُ عَلَيكَ لا تزالُ تَقوفُني، * كما قافَ، آثارَ الوَسيقةِ، قائفُ

فقوله: كذَبْتُ عليك، إِنما أَغْراه بنفسه أَي عَليكَ بي، فَجَعَلَ

نَفْسَه في موضع رفع، أَلا تراه قد جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه؟ قال

مُعَقِّرُ بن حمار البارقيُّ:

وذُبْيانيَّة أَوصَتْ بَنِـيها * بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ

قال أَبو عبيد: ولم أَسْمَعْ في هذا حرفاً منصوباً إِلا في شيءٍ كان

أَبو عبيدة يحكيه عن أَعرابيٍّ نَظر إِلى ناقة نِضْوٍ لرجل، فقال: كذَبَ عليكَ البَزْرُ والنَّوَى؛ وقال أَبو سعيد الضَّرِير في قوله:

كذَبْتُ عليك لا تزالُ تقُوفُني

أَي ظَنَنْتُ بك أَنك لا تَنامُ عن وِتْري، فَكَذَبْتُ عليكم؛ فأَذَلَّه بهذا الشعر، وأَخْمَلَ ذِكْرَه؛ وقال في قوله:

بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ

قال: القَراطِفُ أَكْسِـيَةٌ حُمْر، وهذه امرأَة كان لها بَنُونَ يركَبُونَ في شارة حَسَنةٍ، وهم فُقَراء لا يَمْلكُون وراءَ ذلك شيئاً، فَساءَ

ذلك أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ، فقالت: كَذَبَ القَراطِفُ أَي إِنَّ

زِينَتهم هذه كاذبةٌ، ليس وراءَها عندهم شيءٌ.

ابن السكيت: تقول للرجل إِذا أَمَرْتَه بشيءٍ وأَغْرَيْته: كَذَب علَيك

كذا وكذا أَي عليكَ به، وهي كلمة نادرةٌ؛ قال وأَنشدني ابن الأَعرابي

لخِداشِ بن زُهَير:

كَذَبْتُ عليكم، أَوْعِدُوني وعَلِّلُوا * بـيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ

أَي عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر، واقْطَعُوا بِذِكْري الأَرضَ، وأَنْشِدوا القومَ هجائي يا قِرْدانَ مَوْظِبٍ.

وكَذَبَ لَبنُ الناقة أَي ذهَبَ، هذه عن اللحياني. وكَذَبَ البعيرُ في

سَيره إِذا ساءَ سَيرُه؛ قال الأَعشى:

جُمالِـيَّةٌ تَغْتَلي بالرِّداف، * إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الـهَجيرا

ابن الأَثير في الحديث: الحجامةُ على الرِّيق فيها شِفاءٌ وبَرَكة، فمن احْتَجَمَ فيومُ الأَحدِ والخميسِ كَذَباك أَو يومُ الاثنين والثلاثاء؛

معنى كَذَباك أَي عليك بهما، يعني اليومين المذكورين. قال الزمخشري: هذه كلمةٌ جَرَتْ مُجْرى الـمَثَل في كلامهم، فلذلك لم تُصَرَّفْ، ولزِمَتْ طَريقةً واحدة، في كونها فعلاً ماضياً مُعَلَّقاً بالـمُخاطَب وحْدَه، وهي في معنى الأَمْرِ، كقولهم في الدعاءِ: رَحِمَك اللّه أَي لِـيَرْحَمْكَ اللّهُ. قال: والمراد بالكذب الترغيبُ والبعثُ؛ مِنْ قول العرب: كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانيَّ، وخَيَّلَت إِليه مِنَ الآمال ما لا يكادُ يكون، وذلك مما يُرَغِّبُ الرجلَ في الأُمور، ويَبْعَثُه على التَّعرُّض لها؛ ويقولون في عكسه صَدَقَتْه نَفْسُه، وخَيَّلَتْ إِليه العَجْزَ والنَّكَدَ في الطَّلَب. ومِن ثَمَّ قالوا للنَّفْسِ: الكَذُوبُ. فمعنى قوله كذَباك أَي ليَكْذِباك ولْيُنَشِّطاكَ ويَبْعَثاك على الفعل؛ قال ابن الأَثير: وقد أَطْنَبَ فيه الزمخشري وأَطالَ، وكان هذا خلاصةَ قوله؛ وقال ابن السكيت: كأَنَّ كَذَبَ، ههنا، إِغراءٌ أَي عليك بهذا الأَمر، وهي كلمة نادرة، جاءَت على غير القياس. يقال: كَذَبَ عليك أَي وَجَبَ عليك.

والكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصْبغ بأَلوانٍ يُنْقَشُ كأَنه مَوْشِـيٌّ. وفي حديث الـمَسْعُودِيِّ: رأَيتُ في بيت القاسم كَذَّابَتَين في السَّقْفِ؛ الكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ البيت؛ سُميت به لأَنها تُوهم أَنها في السَّقْف، وإِنما هي في الثَّوْب دُونَه. والكَذَّابُ: اسمٌ لبعض رُجَّازِ العَرب. والكَذَّابانِ: مُسَيْلِمةُ الـحَنَفِـيُّ والأَسوَدُ العَنْسِيُّ.

كذب
: (كَذَبَ، يَكْذِبُ) من بَاب ضَرَبَ (كَذِباً) كَكَتِفٍ، قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ غَرِيب فِي المصادر، حَتَّى قَالُوا: إِنّه لم يَأْتِ مصدرٌ على هاذا الوزنِ، إِلاّ أَلفاظاً قَليلَة، حَصَرَها القَزّازُ فِي جامِعه فِي أَحَدَ عَشَرَ حرفا، لَا تَزيدُ عَلَيْهَا، فذَكَرَ: اللَّعِبَ، والضَّحِكَ، والحَبِقَ، والكَذِبَ، وغيرَها. وأَمّا الأَسْماءُ الّتي لَيست بمصادِرَ، فتأْتي على هَذَا الْوَزْن كثيرا. (وكِذْباً) بالكسرِ، هاكذا مضبوطٌ فِي الصَّحاح، قَالَ شيخُنا: وَظَاهر إِطلاقه أَن يكون مَفْتُوحًا، وَلَيْسَ كذالك، وصرَّح ابْنُ السّيد وغيرُه أَنّه لَيْسَ لُغَةً مستقِلّةً، بل هُوَ بنقْلِ حَركةِ الْعين إِلى الفاءِ تَخْفِيفًا، ولاكنّه مسموعٌ فِي كَلَامهم، على أَنَّهم أَجازُوا هاذا التَّخفيفَ فِي مثله لَو لم يُسْمَعْ. (وَكِذْبَةً) بِالْكَسْرِ أَيضاً على مَا هُوَ مضبوطٌ عندَنا، وضبطَه شَيخُنا كَفَرِحةٍ، ومِثْلُهُ فِي لسانِ الْعَرَب، (وَكَذْبَةً) بِفَتْح فَسُكُون، كَذَا ضُبِطَ، وضَبَطَهُ شيخُنا بِالْكَسْرِ، ومِثْلُه فِي لِسَان الْعَرَب، قَالَ: وهاتانِ عَن اللِّحْيَانيّ. قلتُ: وَهُوَ الّذِي زعم أَنّه زَاده ابْنُ عُدَيْس، أَي: بِالْفَتْح، (وكِذَاباً، وكِذَّاباً ككِتَابٍ وجِنَّان) أَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ فِي الأَوّل:
نَادَتْ حَلِيمَةُ بالوَداعِ وآذَنَتْ
أَهْلَ الصّفاءِ وودَّعَتْ بِكِذَابِ
قَالَ شيخُنا: وهُما مَصدرانِ، قُرِىء بِهِمَا فِي المُتَواتِر. يُقَال: كاذَبْتُه مُكَاذَبَةً وكِذَاباً، وَمِنْه قراءَةُ عليّ والعُطارديّ والأَعمش والسُّلَميّ والكِسَائيّ وغيرِهم، {وَلاَ كِذباً} (النبأ: 35) . وَقيل: هُوَ مصدرُ: كَذَبَ كِذَاباً، مثلُ: كَتَبَ كِتَاباً.
وقالَ اللِّحْيانيّ، قَالَ الكِسائِيُّ: أَهلُ اليَمنِ: يَجعلُونَ المصدَرَ من فَعَّلَ: فِعَّالاً: وغيرُهُم من الْعَرَب: تَفْعِيلاً. وفِي الصَّحاح: وقولُه تَعالى: {4. 009 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 38) ، وَهُوَ أَحَدُ مصادرِ المُشَدَّدِ، لاِءَنَّ مصدرَهُ قد يجيءُ على تَفعيل، كالتَّكليم، وعَلى فِعّالٍ، مثل كِذَّابٍ، وعَلى تَفْعِلَةٍ، مثل تَوْصِيَةٍ، وعَلى مُفَعَّل، مثل: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} (سبأ: 19) . قلتُ: وَفَاته: كُذَّاباً، كرُمَّانٍ، وَبِه قرأَ عُمَرُ بْنُ عبدِ العزيزِ؛ وَيكون صِفَةً على المُبَالَغَة، كوُضّاءٍ وحُسَّانٍ، يُقَال: كَذَبَ كُذَّاباً، أَي: مُتَنَاهِياً.
(وهُوَ كاذِبٌ، وكَذَّاب) ، ككَتَّانٍ والأُنثى بالهاءِ (و) عَن اللِّحْيَانيّ: رَجُلٌ (تكِذَّابٌ) وتِصِدَّاق، بكسرتَيْنِ وشَدِّ الثّالث، أَي: يَكْذِبُ ويَصْدُقُ. (و) رجلٌ (كَذُوبٌ) ، وَكَذَلِكَ رُؤيا كَذُوبٌ أَي: صاحِبُهَا كاذِبٌ؛ أَنشد ثَعْلَب:
فَحَيَّتْ فَحَيَّاهَا فَهَبَّ فَحَلَّقَت
مَعَ النَّجْم رُؤيا فِي المنامِ كَذُوبُ
وَمن أَمْثَالِهم: (إِنّ الكَذُوبَ قد يَصْدُقُ) . وَهُوَ كَقَوْــلِهِم: (مَعَ الخَوَاطِىءِ سهْمٌ صائِبٌ) (وكَذُوبَةٌ) بزِيَادَةِ الهَاءِ، كفَرُوقَة، (وكَذْبانُ) كسَكْرَانَ، (وكَيْذَبانُ) بِزِيَادَة المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة وفَتْح الذّالِ، كَذَا هُوَ بخطّ الأَزْهَرِي فِي كتابِه، (وكَيْذُبَانُ) بِضمّ الذّال كَذَا فِي نُسْخَةِ الصّحاح، (وكُذُبْذُبٌ) بالضَّمّ، مُخَفَّفٌ.
قَالَ الشيخُ أَبو حَيّانَ فِي الارتشافِ لم يَجِيءْ فِي كَلَام العَرَب كلمةٌ على فُعُلْعُلٍ، إِلاّ قَوْــلُهم: كُذُبْذُبٌ. قَالَ شيخُنا: وَقد صرّح بِهِ ابنُ عُصْفُور، وابْنُ القطّاعِ، وغيرُهما. قلتُ: وَلم يَذْكُرْه سِيبَوَيْه فِيمَا ذَكَرَ من الأَمثلة، كَمَا نَقله الصّاغانيّ. (و) قد يُشَدَّدُ، فيُقَالُ: (كُذُّبْذُبٌ) حَكَاهُ ابْنُ عُدَيْسٍ، وغيرُه، ونَقَلَهُ شُرَّاحُ الفَصِيح. وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زَيْدٍ:
وإِذَا أَتَاكَ بأَنَّنِي قد بِعْتُها
بِوِصالِ غانِيَةٍ فُقْلُ كُذِّبْذُبُ
وَفِي نُسْخَةٍ: (قد بِعْتُهُ) ، ويُقَالُ: إِنَّه لجُرَيْبَةَ بْنِ الأَشْيَمِ، جاهليّ، وَفِي الشَّوَاذِّ، عَن أَبي زَيْد:
فإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قَدْ بِعْتُهُ
يَقُول: إِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِي قد بِعْتُ جَمَلِي بوِصالِ امْرَأَة، فقُلْ: كُذُّبْذُبٌ. كَذَا فِي هَامِش نُسْخَة الصَّحاح. وَقَالَ ابْنُ جنِّي: أَمَّا كُذُبْذُبٌ خفيفٌ، وكُذُّبْذُبٌ مُشَدَّدٌ مِنْهُ، فهاتان لم يَحْكِهما سِيْبَوَيْه. (و) رَجلٌ (كُذَبَةٌ) ، مثالُ هُمَزَة، نَقله ابْنُ عُدَيْس وابنُ جِنِّي وغيرُهما، وصرَّح بِهِ شُرَّاحُ الفَصيح والجَوْهَرِيُّ وَهُوَ من أَوْزَانِ المُبَالغة كَمَا لَا يخفَى. قَالَه شيخُنا. (ومَكْذَبَانُ) ، بِفَتْح الأَوّل والثالِث، كَذَا فِي الصَّحاح مضبوطٌ، وضُبِطَ فِي نسختنا بضمّ الثّالث، (ومَكْذَبَانَةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ. نقــلهمــا ابْنُ جِنِّي فِي شرح ديوَان المتنبّي، وابنُ عُدَيْسٍ، وشُرّاحُ الفصيح، عَن أَبي زيد؛ (وكُذُبْذُبانُ) بالضَّمِّ وَزِيَادَة الأَلِف والنُّون، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ غريبٌ فِي الدَّواوينِ.
وَقد فرَغَ المصنِّفُ من الصِّفات، وانتقل إِلى ذكر مَا يَدُلُّ على الْمصدر من الأَلفاظ، فَقَالَ: (والأُكْذُوبَة والكُذْبَى) ، بضمهما، الأَخير عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، (والمَكْذُوبُ) كالمَيْسور من إِطْلَاق الْمَفْعُول الثّلاثيّ على الْمصدر، وَهُوَ قَلِيل، حَصَرُوا أَلفاظَهُ فِي نَحْو أَربعةٍ، ويُستدرَكُ عَلَيْهِم هاذا. قالَهُ شيخُنا. (والمَكْذُوبَة) ، مُؤنَّثَةٌ، وَهُوَ أَقلُّ من المُذَكَّر، (والمَكْذَبَةُ) على مَفْعَلَةٍ، مَصدرٌ مِيميٌّ، مَقِيسٌ فِي الثُّلاثيّ، رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرابِيّ، (والكاذِبَةُ، والكُذْبَانُ، والكُذَابُ، بضمِّهما) : كلّ ذالك بِمَعْنى (الكَذِبِ) . قَالَ الفَرّاءُ، يَحْكِي عَن الْعَرَب: إِنّ بَنِي نُمَيْرٍ، لَيْسَ لَهُم مَكذوبةٌ. وَفِي الصَّحاح: وقولُهم: إِنَّ بني فُلانٍ لَيْسَ لِجَدِّهم مَكذوبة، أَي: كَذبٌ. قلتُ: وَحَكَاهُ عَنْهُم أَبو ثَرْوانَ، وقالَ الفَرّاءُ أَيضاً فِي قَوْله تعالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) ، أَي: لَيْسَ لَهَا مَرودةٌ، وَلَا رَدٌّ. فالكاذبة هُنا مصدر. وَقَالَ غيرُهُ: كَذَبَ كاذِبَةً، وعافاهُ اللَّهُ عافِيَةً، وعاقَبَه عاقِبَةً، أَسماءٌ وُضِعتْ مَوَاضعَ المصادرِ، ومثلُهُ فِي الصَّحاح. ويقالُ: لَا مَكْذَبة، وَلَا كُذْبَى، وَلَا كُذْبَانَ، أَي: لَا أَكْذِبُكَ. وَفِي شرح الفصيح، لأَبي جَعْفَرٍ اللَّبْلِيّ: لَا كُذْبَ لَك، وَلَا كُذْبَى، بالضَّمِّ، أَي: لَا تَكْذِيبَ. فزادَ على المُؤلِّف بِناءً وَاحِدًا، وَهُوَ الكُذْبُ، كقُفْلٍ. وَقَوله تَعَالَى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} (العلق: 16) ، أَي: صاحِبُها كاذبٌ، فأَوْقَع الجُزءَ مَوْقِعَ الجُملةِ.
(وأَكْذَبَه: أَلْفاهُ) أَي: وجَدَه (كاذِباً) ، أَو قَالَ لَهُ: كذَبْتَ. وَفِي الصَّحاح: أَكْذَبْتُ الرَّجُلَ: أَلْفَيتُه كاذِباً. وكَذَّبْتُهُ، إِذا قُلْتَ لَهُ: كَذَبْتَ. وَقَالَ الكِسائيُّ: أَكْذَبْتُه: إِذا أَخبرتَ أَنّه جاءَ بالكَذِبِ ورَوَاهُ، وكَذَّبْتُهُ: إِذا أَخبرتَ أَنَّهُ كاذِبٌ. (و) قَالَ ثَعْلَب: أَكْذَبَه، وكَذَّبَه، بِمَعْنى. وَقد يكونُ أَكْذَبَهُ بمعنَى (حَمَلَهُ على الكَذِبِ، و) قد يكونُ بمعنَى (بَيَّنَ كَذِبَهُ) ، وبمعنَى وَجَدَهُ كَاذِبًا، كَمَا صرّح بِهِ المُؤَلِّفُ.
(و) من المَجَاز، عَن أَبِي زيد: (الكَذُوبُ، والكَذُوبَةُ) : من أَسماءِ (النَّفْسِ) ، وعَلى الأَوَّلِ اقتصرَ جماعةٌ. قَالَ:
إِنِّي وإِنْ مَنَّتْنِيَ الكَذُوبُ
لَعالِمٌ أَنْ أَجَلِي قَرِيبُ (وكُذِبَ الرجُل، بالضمّ وَالتَّخْفِيف: أُخْبِرَ بالكَذِبِ) .
(والكَذّابانِ) : هما (مُسَيْلِمَةُ) ، مُصَغَّراً، ابْن حَبيبٍ (الحَنَفِيُّ) من بني حَنِيفةَ بْنِ الدُّولِ، (والأَسْودُ) بْنُ كَعْبٍ (العَنْسِيّ) ، من بني عَنْسٍ، خَرَجَ باليَمَن.
(و) من المَجَاز، عَن النَّضْر، يُقَال: (النّاقَةُ الَّتي يَضْرِبُها الفَحْل، فتَشُولُ، ثُمَّ تَرْجِعُ حَائِلا: مُكَذِّبٌ، وكاذِبٌ) ، بِلَا هاءٍ. (وَقد كَذَبَتْ) ، بالتّخفيف، (وكَذَّبَتْ) ، بالتَّشديد.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (يُقَالُ لِمَنْ يُصاحُ بِهِ، وَهُوَ ساكتٌ يُرَى أَنَّهُ نائمٌ: قد أَكْذَبَ) الرَّجُلُ. (وَهُوَ الإِكْذابُ) بهاذا الْمَعْنى، وَهُوَ مَجاز أَيضاً.
(و) عَن ابنِ الأَعْرَابيّ: (المَكْذُوبةَ: المَرْأَةُ الضَّعِيفَةُ) .
والمذكوبةُ: المَرْأَةُ الصّالحَةُ، وَقد تقدَّم.
(وكَذَّابُ بَنِي كَلْبِ) بْنِ وَبْرَةَ: هُوَ (خَبّابُ) بالمُعْجَمة والمُوَحَّدةِ والتّشديد، وَفِي نسخةٍ: جَنابٌ، بِالْجِيم والنّون والتّخفيف (بْنُ مُنْقِذ) بْنِ مالِكٍ. (وَكَذَّابُ بَنِي طابِخَةَ) ، وَهُوَ من كَلْبٍ أَيضاً.
(و) كذالك (كَذَّابُ بَنِي الحِرْمازِ) واسْمُهُ عبدُاللَّهِ بْنُ الأَعْوَرِ.
(والكَيْذُبانُ المُحَارِبيّ) ، بضمّ الذّال المُعْجَمة، واسْمُهُ (عَدِيُّ بْنُ نَصْرِ) ابْنِ بذاوةَ: (شُعَراءُ) معروفونَ.
(و) من المَجَاز: (كَذَبَ، قد يَكُون بمنى وَجَبَ، وَمِنْه) حَدِيث عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ (كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ، كذَبَ عَلَيْكُم العُمرَةُ كَذَب عَلَيْكُم الجِهَادُ، ثلاثةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ)) فَقيل: إنّ مَعْنَاهَا وَجَبَ عَلَيْكُم. (أَو) أَنّ المُرَادَ بالكَذِب التَّرغيبُ والبَعْثُ (من) قَوْــلهم: (كَذَبَتْه نَفْسُه: إِذا مَنَّتْهُ الأَمَانِيَّ) بغيرِ الحَقّ، (وخَيَّلَتْ إِلَيْهِ منَ الآمالِ) البعيدةِ (مَا لَا يَكادُ يَكُونُ) ، ولذالك سُمِّيَتِ النَّفْسُ: الكَذُوبَ، كَمَا تقدّم. وذالك مِمّا يُرَغِّبُ الرجُلَ فِي الأُمور، ويبعَثُهُ على التَّعرّض لَهَا. قَالَ أَبو الهَيْثَم فِي قَول لَبِيدٍ:
أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها
يَقُول: مَنِّ نَفْسَكَ بالعيش الطَّويل، لتَأْمُلَ الآمالَ البعيدةَ، فتَجِدَّ فِي الطَّلَب لأَنّك إِذا صَدَقْتَهَا، فقلتَ: لعلّكِ تَمُوتِينَ اليومَ، أَو غَداً، قَصُر أَمَلُهَا، وضَعُفَ طَلَبُها. انْتهى.
وَيَقُولُونَ فِي عكس ذَلِك: صَدَقَتْهُ نفْسُه: إِذا ثَبَّطَتْهُ، وخَيَّلَتْ إِليه المَعْجَزَةَ فِي الطَّلَبِ. قَالَ أَبو عمرِو بْنُ العَلاء: يُقَال للرَّجُلِ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ ويتَوعَّدُه ثمَّ يَكْذِب ويَكُعُّ: صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ؛ وأَنشدَ::
فأَقْبَلَ نَحْوِي على قُدْرَةٍ
فَلَمّا دَنَا صَدَقَتْهُ الكَذُوبُ
وأَنشد الفرّاءُ:
حَتَّى إِذا مَا صَدَّقَتْهُ كُذُبُهْ
أَي: نُفُوسُه، جعل لَهُ نفوساً، لتَفَرُّق الرَّأْيِ وانْتشارِه.
فَمَعْنَى قَوْله: كَذَبَكَ الحَجُّ: (أَيْ: لِيُكَذِّبْكَ الحَجُّ، أَي: لِيُنَشِّطْكَ، ويَبْعَثْكَ على فِعْلِه) . وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: معنى كَذَبَ عليكُم الحَجُّ: على كلامَيْنِ كأَنَّه قَالَ كذَبَ الحَجُّ، عليكَ الحَجُّ، أَي: لِيُرَغِّبْكَ الحَجُّ، وَهُوَ واجبٌ عَلَيْك، فأَضْمَرَ الأَوّلَ لِدَلالة الثّاني عَلَيْهِ؛ (ومَن نَصَبَ الحَجَّ) ، أَي: جعله مَنْصُوبًا، كَمَا رُوِيَ عَن بَعضهم، فقد (جَعَلَ (عَلَيْكَ) اسْمَ فِعْلٍ، وَفِي كَذَبَ ضَمِيرُ الحَجِّ) ، وعَلَيْكُم الحَجّ: جملةٌ أُخْرَى، والظّرف نُقِلَ إِلى اسْمِ الفِعْلِ، كعَلَيْكُم أَنْفُسَكُم وفِيه إِعادةُ الضَّمير على متأْخّرٍ، إِلاّ أَنْ يَلْحَقَ بِالأَعْمَال، فإِنّه معتَبَرٌ فِيهِ، مَعَ مَا فِي ذالك من التّنافُرِ بَين الجُمَلِ وإِنْ كانَ يَسْتَقِيم بحَسَبِ مَا يَؤُول إِليه الأَمرُ. على أَنّ النَّصْبَ أَثْبتَه الرَّضِيُّ، وَجعل (كَذَبَ) اسْمَ فِعْلٍ، بِمَعْنى الْزَمْ، وَمَا بَعدَههُ منصوبٌ بِهِ، ورُدَّ كلامُه بأَنَّهُ مخالِفٌ لإِجماعهم. وَقيل: إِن النَّصْبَ غيرُ معروفٍ بالكُلِّيَّة فِيهِ، كَمَا حقّقه شيخُنا، على مَا يأْتي. وَفِي الصَّحاح: وَهِي كلمة نادِرَة، جاءَت على غيرِ قياسِ. وَعَن ابْنِ شُمَيْلٍ: كَذَبَكَ الحَجُّ: أَي أَمْكَنَك، فَحُجَّ؛ وكَذَبَك الصَّيْدُ، أَي: أَمْكَنَكَ فَارْمِه. (أَو المَعْنَى: كَذَبَ عَلَيْكَ الحَجُّ إِن ذَكَر أَنَّه غَيْرُ كافٍ هادِمٍ لِما قبلَهُ من الذُّنُوبِ) . قَالَ الشَّاعر، وَهُوَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ، يُخَاطِب زوجَتَهُ عَبْلَةَ، وَقيل: لخُزَزَ بْنِ لَوْذانَ السَّدُوسِيّ، وَهُوَ مَوْجُود فِي ديوانهما:
كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنَ بارِدٍ
إِنْ كُنْتِ سائِلَتِي غَبُوقاً فَاذْهَبِي
ومُضَرُ، تَنْصِبُ (العَتِيقَ) بعدَ (كَذَبَ) على الإِغْرَاءِ، واليَمَنُ تَرْفَعُه. والعَتِيقُ: التَّمْرُ اليابِسُ. وَالْبَيْت من شواهِدِ سِيبَوَيْهٍ، وأَنشده المُحَقِّقُ الرَّضِيُّ فِي أَوائل مبحثِ أَسماءِ الأَفعال شَاهدا على أَنَّ (كَذَبَ) فِي الأَصل فِعْلٌ، وَقد صَار اسْمَ فِعْلٍ بِمَعْنى: الزَمْ. قَالَ شيخُنا: وهاذا، أَي: كونُهُ اسْمَ فِعْلٍ، شَيْءٌ انْفَرد بِهِ الرَّضِيُّ. وانظرْ بقيَّتَهُ فِي شرح شيخِنا. ثمّ إِنَّه تقدَّمَ، على أَنَّ النَّصْبَ قد أَنكَرَهُ جماعةٌ، وعَيَّنَ الرَّفعَ مِنْهُم جماعةٌ، مِنْهُم أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَاريِّ فِي رِسَالَة مستقلَّةٍ شَرَحَ فِيهَا معانِيَ الكَذِبِ، وجعلَها خَمْسَة. قَالَ: كَذَب: مَعْنَاهُ الإِغراءُ، ومُطالَبَةُ المُخَاطَب بلُزُومِ الشَّيْءِ الْمَذْكُور، كَقَوْل الْعَرَب: كذبَ عَلَيْك العَسَلُ، ويريدُونَ: كُلِ العسلَ، وتلخيصُهُ أَخْطَأَ تارِكُ العَسَلِ، فغَلَّبَ المُضافَ إِليه على المُضَاف. قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب: (كذَبَ عَلَيْكُم الحَجُّ، كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرَةُ، كَذَبَ عَلَيْكم الجِهَادُ، ثلاثةُ أَسْفَارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُم) مَعْنَاهُ: الْزَمُوا الحَجَّ، والعُمْرَةَ، والجِهَادَ؛ والمُغْرَى بِهِ، مرفوعٌ بكَذَبَ لَا يجوز نصبُه على الصِّحَّة، لأَنَّ كَذَبَ فِعْلٌ، لَا بُدَّ لَهُ من فَاعل، وخَبَرٌ لَا بُدَّ لَهُ من مُحَدَّث عَنهُ. وَالْفِعْل وَالْفَاعِل، كلاهُما تأْويــلُهمــا الإِغْرَاءُ. وَمن زَعَمَ أَنَّ الحَجَّ والعُمْرَةَ والجِهَادَ فِي حديثِ عُمَرَ، حُكْمُهُنَّ النَّصْبُ، لمْ يُصِبْ، إِذ قَضَى بالخُلُوِّ عَن الْفَاعِل. وَقد حكى أَبو عُبَيْدٍ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، عَن أَعْرَابِيّ أَنَّه نَظَرَ إِلى ناقةِ نِضْوٍ لِرَجُل، فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْكَ البَزْرَ والنَّوَى. قَالَ أَبو عبيد: لم يُسْمَعِ النَّصْبُ مَعَ (كَذَب) فِي الإِغراءِ، إِلاّ فِي هاذا الْحَرْف، قَالَ أَبو بكر: وهاذا شاذٌّ من القَول، خارجٌ فِي النَّحْو عَن مِنْهَاج القِياس، مُلْحَقٌ بالشَّوَاذِّ الَّتي لَا يُعَوَّلُ عَلَيْهَا، وَلَا يُؤْخَذُ بهَا؛ قَالَ الشّاعرُ:
(كَذَبَ العَتِيقُ)
إِلَى آخِره، مَعْنَاهُ: الْزَمي العتيقَ، وهاذا الماءَ، وَلَا تُطالِبِيني بِغَيْرِهِمَا. والعتيقُ: مرفوعٌ لَا غَيْرُ، انْتهى. وَقد نقل أَبو حَيّان هاذا الكلامَ فِي تذْكِرته. وَفِي شرح التَّسْهِيل، وَزَاد فِيهِ بأَنّ الّذي يَدُلُّ على رفع الأَسماءِ بعد (كَذَبَ) أَنَّه يتَّصل بهَا الضَّمير، كَمَا جاءَ فِي كلامِ عُمَرَ: ثلاثةُ أَسفارٍ، كَذَبْنَ عَلَيْكُم. وَقَالَ الشّاعرُ:
كَذَبْتُ عَلَيْكَ لَا تَزالُ تَقُوفُنِي
كَمَا قافَ آثَارَ الوَسِيقَةِ قائِفُ
مَعْنَاهُ: عليكَ بِي، وَهِي مُغْرًى بهَا واتَّصلت بِالْفِعْلِ، لاِءَنَّه لَو تأَخّر الفاعلُ لَكَانَ مُنْفَصِلا، وَلَيْسَ هاذا من مَوَاضِع انْفِصَاله. قلتُ: وهاذا قولُ الأَصمعيّ: كَمَا نَقله أَبو عُبَيْد، قَالَ: إِنّما أَغراه بنَفْسِه، أَي: عليكَ بِي، فَجعل نَفْسَهُ فِي مَوضِع رَفْعٍ، أَلا تراهُ قد جاءَ بالتَّاءِ، فجعَلَها اسْمَهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ فِي هاذا الشِّعر: أَي ظَنَنْتُ بك أَنّك لَا تنامُ عَن وِتْرِي، فكَذَبْتُ عَلَيْك. قَالَ شيخُنا، قلت: والصَّحيحُ جوازُ النَّصْبِ، لِنَقْلِ العُلَمَاءِ أَنَّه لُغَةُ مُضَرَ، والرَّفْعُ لُغَةُ اليَمَن ووجهُه مَعَ الرَّفْعِ أَنّه من قَبِيلِ مَا جاءَ من أَلفاظِ الخَبَر الّتي بِمَعْنى الإِغْرَاءِ. كَمَا قَالَ ابْنُ الشَّجَرِيّ فِي أَمالِيه: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} أَي آمِنُوا باللَّهِ، ورحِمَهُ اللَّهُ: أَي الــلَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وحَسْبُك زَيْدٌ: أَي اكْتَفِ بِهِ؛ ووجهُهُ مَعَ النَّصْبِ من بَاب سِرايَةِ الْمَعْنى إِلى اللَّفْظ، فإِنَّ المُغْرَى بِهِ لَمّا كَانَ مَفْعُولا فِي الْمَعْنى، اتصلتْ بِهِ علامةُ النَّصب، ليُطَابِقَ اللّفظُ الْمَعْنى. انْتهى.
وَفِي لِسَان الْعَرَب، بعدَ مَا ذكَرَ قولَ عَنْتَرَةَ السّابق: أَي يقولُ لَهَا: عليكِ بأَكْلِ العَتِيقِ، وَهُوَ التَّمْرُ اليابسُ، وشُربِ الماءِ البارِدِ، وَلَا تَتَعَرَّضِي لِغَبُوقِ اللَّبَنِ، وَهُوَ شُرْبُه عَشِيّاً؛ لاِءَنّ اللَّبَنَ خَصَصْتُ بِهِ مُهْرِي الّذي أَنْتفع بِهِ ويُسَلِّمُني وإِيّاكِ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ: أَنَّ عَمْرَو بنَ مَعْدِيكرِبَ شَكَا إِليه النِّقْرِسَ فَقَالَ: (كَذَبتْكَ الظَّهَائِرُ) ، أَي: عليكَ بالمشْي فِي الظَّهائر، وَهِي جمعُ ظَهِيرَةٍ، وَهِي شدَّة الحَرّ، وَفِي رِوَايَة: (كذبَ عَلَيْك الظواهرُ) جمع ظاهِرَةٍ وَهِي مَا ظَهَرَ من الأَرض وارتفع. وَفِي حديثٍ لَهُ آخَر: (أَنّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكرِبَ اشْتكَى إِليه المَعَصَ، فَقَالَ: (كَذَبَ عليكَ العَسَلُ) يُرِيد: العَسَلانَ، وَهُوَ مَشْيُ الذِّئبِ، أَي: عَلَيْك بسُرْعة المَشْي. والمَعَصُ، بِالْعينِ الْمُهْملَة: الْتِواءٌ فِي عَصَب الرِّجْل. وَمِنْه حديثُ عليَ: (كَذَبَتْكَ الحارِقَةُ) أَي: عَلَيْك بِمِثْلِهَا، والحارِقَةُ: المرأَة الَّتِي تَغْلِبُهَا شهوتُها، وَقيل: هِيَ الضَّيِّقةُ الفَرْجِ، قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب اسْتِدْرَاك الغَلَط، لاِءَبِي عُبَيْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاَّمٍ، قولَ مُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ البارِقيّ:
وذُبْيَانِيَّة أَوْصَتْ بَنِيها
بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ
أَي: علَيكم بهَا. والقَراطِف، أَكْسِيَةٌ حُمْرٌ، والقُروفُ: أَوْعِيَةٌ من جِلْد مدبوغٍ بالقِرْفَة، بِالْكَسْرِ، وَهِي قُشُورُ الرُمَّانِ، فَهِيَ أَمَرَتْهُم أَن يُكْثِرُوا من نَهْبِ هاذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ والإِكثارِ من أَخْذِهما إِنْ ظَفِرُوا ببني نَمِرٍ، وذالك لحاجتهم وقلَّةِ مالِهم. قلتُ: وعَلى هَذَا فَسَّرُوا حَدِيث: (كَذَبَ النَّسّابُون) أَي: وَجب الرُّجوعُ إِلى قَوْــلهم. وَقد أَوْدَعْنَا بيانَه فِي (القَول النفيس فِي نَسبِ مولَايَ إِدْرِيس) .
وَفِي لِسَان الْعَرَب، عَن ابْنِ السِّكِّيتِ. تَقول للرَّجُل إِذا أَمَرْتَهُ بشيْءٍ وأَغْرَيْتَهُ: كَذَبَ عَلَيْك كَذا وكَذا، أَي: عَلَيْك بِهِ، وَهِي كَلِمَةٌ نادِرة. قالَ: وأَنشد ابْنُ الأَعْرَابِيّ لخِداشِ بْنِ زُهَيْرٍ:
كَذَبْتُ عَلَيْكُم أَوْعِدُونِي وعَلِّلُوا
بِيَ الأَرْضَ والأَقْوَامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا
أَي: عَلَيْكُم بِي وبهجائي إِذا كُنْتُم فِي سفر، واقْطَعُوا بذكْرِي الأَرْضَ، وأَنْشِدُوا الْقَوْم هِجائي يَا قِرْدانَ مَوْظَب. وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِق، فِي الحَدِيث: (الحِجَامَةُ على الرِّيقِ فِيهَا شِفاءٌ وبَرَكَة، فَمن احْتَجَم فَيَوْمُ الأَحَدِ والخَميس كَذَباك، أَوْ يَوْمُ الاثْنَيْنِ والثَّلاثاءِ) معنى كَذَباك: أَي عَلَيْك بهما. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذِه كلمةٌ جَرتْ مَجْرَى المَثَلِ فِي كَلَامهم، فلذالك لم تَتصرّفْ، ولَزِمَتْ طَريقَة وَاحِدَة، فِي كَونهَا فعلا مَاضِيا مُعَلَّقاً بالمخاطَب وَحْدَهُ، وَهِي فِي معنى الأَمر. ثُمَّ قالَ: فَمَعْنَى قَوْله: كَذَباك، أَي لِيَكْذِبَاك، ولْيُنَشِّطاكَ وَيَبْعَثاك على الفعْل. قلت: وَقد تقدَّمَتِ الإِشارَةُ إِليه.
وَنقل شيخُنا عَن كتاب حلى العلاءِ فِي الأَدب، لعبد الدّائمِ بْنِ مَرْزُوق القَيْرَوانِيّ: أَنّه يُرْوى (العَتِيقُ) بالرَّفْع والنَّصْب، وَمَعْنَاهُ: عليكَ العَتِيقَ وماءَ شَنَ. وأَصله: كَذَبَ ذاكَ، عليكَ العَتِيقَ؛ ثمَّ حُذِفَ عَلَيْك، وناب كَذَبَ مَنابَهُ، صارتِ العربُ تُغْرِي بِهِ. وَقَالَ الأَعلمُ فِي شرح مُخْتَار الشُّعراءِ السِّتَّةِ، عندَ كَلَامه على هاذا الْبَيْت: قَوْله: كَذَبَ العَتِيقُ: أَي عليكَ بالتَّمْرِ؛ والعربُ تَقول: كَذَبَكَ التَّمْرُ واللَّبَنُ، أَي: عَلَيْك بهما. وأَصلُ الكَذِبِ الإِمكانُ. وقولُ الرَّجُلِ: كَذَبْتَ، أَي: أَمكَنْتَ من نَفْسِك وضَعُفْتَ، فَلهَذَا اتُّسِعَ فِيهِ فأُغْرِيَ بِهِ؛ لاِءَنَّه مَتى أُغْرِيَ بشَيْءٍ، فقد جُعِل المُغْرَى بِهِ مُمْكِناً مُستطاعاً إِنْ رامَهُ المُغْرَى. وَقَالَ الشّيخُ أَبو حَيّانَ فِي شرح التَّسْهيل، بعدَ نقلِ هاذا الْكَلَام: وإِذا نَصَبْتَ، بَقِيَ كَذَبَ بِلَا فَاعل على ظَاهر اللَّفظ. والّذي تَقْتَضِيه القواعدُ أَنَّ هاذا يكونُ من بَاب الإِعمال، فكذَبَ، يَطْلُبُ الاسْمَ على أَنَّه فاعِلٌ، وعليكَ، يطلُبُه على أَنّه مفعولٌ، فإِذا رفعنَا الاسمَ بكَذَبَ، كَانَ مفعولُ عَلَيْك محذُوفاً، لفهم الْمَعْنى، والتّقْدير: كَذَبَ عليكُم الحَجُّ، وإِنَّمَا التُزِمَ حَذفُ الْمَفْعُول لاِءَنّه مكانُ اخْتِصَار، ومحرَّفٌ عَن أَصل وَضْعه، فجَرى لذالك مَجْرَى الأَمثالِ فِي كَوْنِها تُلْتَزَمُ فِيهَا حالةٌ واحدةٌ، لَا يُتَصَرَّفُ فِيهَا. وإِذا نَصَبْتَ الاسْمَ، كَانَ الفاعلُ مُضْمَراً فِي كَذَبَ، يُفسّرُهُ مَا بَعدَهُ، على رأْي سِيبَوَيْه، ومحذوفاً، على رأْي الكِسائيّ، انْتهى.
(و) من المَجَاز: (حَمَلَ) عَلَيْهِ (فَمَا كَذَّب تَكْذِيباً) ، أَي: مَا انْثَنَى و (مَا جَبُنَ) ، وَمَا رَجَع. وكذالك حَمَلَ فَمَا هَلَّلَ، وحَمَلَ ثمَّ كذَّبَ، أَي: لم يَصْدُقِ الحَمْلَةَ، قَالَ زُهَيْرٌ:
لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ إِذا
مَا اللَّيْثُ كَذَّبَ عَن أَقْرَانِه صَدَقا
وَفِي الأَساس: مَعْنَاهُ كَذَّبَ الظَّنَّ بِهِ، أَو جعل حَمْلَتَهُ كاذِبَةً.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: قولُهم: (مَا كذَّبَ أَنْ فَعَلَ كَذَا) تَكْذِيبًا، أَي (مَا) كَعَّ، وَلَا (لَبِثَ) ، وَلَا أَبْطَأَ وَفِي حديثِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ حَمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ على الرُّوم، وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: (إِنْ شَدَدْتُ عَلَيْهِم، فَلا تُكَذِّبُوا) أَي: لَا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للرَّجُل إِذا حَمَلَ، ثُمَّ وَلَّى، ولَمْ يَمْضِ: قَدْ كَذَّبَ عَن قِرْنِه تَكْذِيبًا؛ وأَنشد بيتَ زُهَيْر. والتَّكْذِيبُ فِي القِتَال ضِدُّ الصِّدْقِ فِيهِ، يُقَال: صَدَقَ القِتالَ، إِذا بَذَلَ فِيهِ الجِدَّ، وكذَّبَ: إِذا جَبُنَ؛ وحَمْلَةٌ كاذِبَةٌ: كَمَا قالُوا فِي ضِدّهَا: صادِقَة، وَهِي المصدُوقَةُ والمَكذُوبَة فِي الحَمْلة. (و) فِي الصَّحاح: (تَكَذَّبَ) فلانٌ: (تَكَلَّفَ الكَذِبَ) .
(و) تكذَّبَ (فُلاناً) ، وتَكَذَّبَ عَلَيْهِ: (زَعَمَ أَنّه كاذِبٌ) ، قَالَ أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ:
رسُول أَتاهُم صادِقاً فتَكَذَّبُوا
عَلَيْهِ وَقَالُوا لستَ فِينَا بِماكِثِ
(وكاذَبْتُهُ مُكاذَبَةً، وكِذَاباً) : كَذَّبْتُه، وكَذَّبَنِي.
وكَذَّبَ الرَّجُلَ تَكْذِيباً، وكِذَّاباً: جَعَله كاذِباً، وَقَالَ لَهُ: كَذَبْت.
(و) كذالك (كَذَّبَ بالأَمْرِ تَكْذِيباً وكِذَّاباً) بالتَّشْدِيد، وكِذاباً، بالتَّخْفِيف: (أَنْكَرَهُ) وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 28) ، وَفِيه: {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذباً} (النبأ: 35) ، أَي: كَذِباً، عَن اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ الفَرّاءُ: خفَّفهما عَليّ بْنُ أَبي طَالب جَمِيعًا، وثقَّــلهمــا عاصمٌ وأَهلُ الْمَدِينَة، وهِيَ لُغَةٌ يمانِيَةٌ فصيحةٌ، يقولونَ: كَذَّبْتُ بِهِ كَذَّاباً، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً، وكذالك كُلّ فَعَّلتُ، فمصدرُهَا فِعَّالٌ فِي لغتهم مشدّدة. قَالَ: وَقَالَ لي أَعرابِيٌّ مَرّةً على المَرْوَةِ يستَفْتِينِي: الحَلْقُ أَحَبّ إِليك، أَم القِصّارُ؟ وأَنشَدَ بعضُ بني كُلَيْبٍ:
لَقَدْ طالَ مَا ثبَّطْتَنِي عَن صَحابَتِي
وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُها من شِفائِيا
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَ الكِسائِيّ يُخَفِّفُ {لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذباً} ، لأَنّها مُقَيّدةٌ بفعلٍ يُصَيِّرُها مصدرا، ويُشَدّدُ {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} ؛ لأَن كَذَّبوا يُقَيد الكِذَّابَ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَ حَسَنٌ، ومعناهُ: لَا يسمَعُونَ فِيهَا لَغْواً، أَي: باطِلاً، وَلَا كِذَّاباً، أَي: لَا يُكَذِّبُ بعضُهم بَعْضًا.
(و) كَذَّبَ (فُلاناً) تَكْذِيباً: أَخبَرَهُ أَنّه كاذِبٌ، أَو (جَعَلَهُ كاذِباً) بأَنْ وصَفَه بالكَذِبِ. وَقَالَ الزَّجّاج: معنى كَذَّبْتُهُ، قلتُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَمعنى أَكْذَبْتُه: أَرَيْتُهُ أَنَّ مَا أَتَى بِهِ كَذِبٌ، وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ} (الْأَنْعَام: 33) ، وقُرِىءَ بالتَّخْفِيفِ ونَقَلَ الكِسائِيُّ عَن الْعَرَب: يُقَال: كَذَّبْتُ الرَّجُلَ تَكْذِيباً: إِذا نَسَبْتَهُ إِلى الكَذِب.
(و) من الْمجَاز: كَذَّبَ (عَن أَمْرٍ قد أَرادَهُ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: وأَرادَ أَمراً ثُمَّ كَذَّب عَنهُ، أَي: (أَحْجَمَ) .
(و) كَذَّبَ (عَنْ فُلانٍ: رَدَّ عَنْهُ) .
(و) من المجَاز: كَذَّبَ (الوَحْشِيُّ) ، وكَذَبَ: (جَرَى شَوْطاً، فوَقَفَ لِيَنْظُرَ مَا وَراءَهُ) : هَل هُوَ مَطْلُوب، أَم لَا؟ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
فِي الصَّحاح: الكُذَّبُ، جمع كاذِبٍ مثل راكعٍ ورُكَّع. قَالَ أَبو دُوَاد الرُّؤَاسِيُّ:
مَتَى يَقُلْ تنْفَعِ الأَقْوَامَ قَوْلَتُهُ
إِذا اضْمَحَلَّ حَدِيثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ
والكُذُب: جمع كَذُوبٍ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ؛ وَمِنْه قرأَ بعضُهُم: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} (النَّحْل: 116) ، فَجعله نعتاً للأَلْسنة. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب، وزادَ شيخُنا فِي شَرحه وَقيل: هُوَ جمع كَاذِب، على خلاف الْقيَاس، أَو جمعُ كِذَابٍ، ككِتَابٍ: مصدرٌ وُصِفَ بِهِ مُبَالغَة، قَالَه جماعةٌ من أَهل اللُّغَةِ، انْتهى.
ورُؤْيَا كَذُوبٌ، مثلُ ناصِيَةٍ كاذِبةٍ، أَي: كَذُوبٌ صاحِبُها، وَقد تقدَّم الإِشارةُ ابيه. أَنشد ثَعْلَب:
فحَيَّت فَحَيَّاهَا فهَبَّ فحَلَّقتْ
مَعَ النَّجْمِ رُؤْيَا فِي المَنَامِ كَذُوبُ
والتَّكاذُبُ: ضِدُّ التَّصادُقِ.
وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {4. 010 وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب} (يُوسُف: 18) ، رُوَيَ فِي التَّفْسِير: أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، لَمَّا طَرَحوه فِي الجُبّ، أَخَذُوا قَمِيصَهُ، وذبَحُوا جَدْياً، فلطَّخُوا القميصَ بدَمِ الجَدْيِ. فَلَمَّا رأَىيعقوبُ، عَلَيْهِ السّلام، القميصَ، قَالَ: كَذَبْتُم، لَو أَكَلَهُ الذِّئْبُ، لخَرَّق قَمِيصَهُ. وَقَالَ الفَرَّاءُ، فِي قَوْله تَعَالى: {بِدَمٍ كَذِبٍ} : مَعْنَاهُ: مكذوبٌ. قَالَ: والعربُ تقولُ للكَذِب: مكذوبٌ، وللضَّعْفِ: مضعوفٌ، وللجَلْد: مجلودٌ، وَلَيْسَ لَهُ معقودُ رَأْيٍ: يُرِيدُونَ عَقْدَ رَأْيٍ، فيَجْعَلُونَ المَصَادرَ فِي كثير من الْكَلَام مَفْعُولا. وَقَالَ الأَخفش: بِدَمٍ كَذِبٍ، فجعلَ الدَّمَ كَذِباً، لاِءَنَّهُ كُذِبَ فِيهِ، كَمَا قَالَ تعالَى: {فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} (الْبَقَرَة: 16) . (سقط: وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هَذَا مصدر فِي معنى مفعول، أَرَادَ: بِدَم مَكْذُوب. وَقَالَ الزّجاج: بِدَم كذب، أَي: ذِي كذب وَالْمعْنَى: دم مَكْذُوب فِيهِ. وَقُرِئَ (بِدَم كدب) بِالْمُهْمَلَةِ، وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ.
وَالْكذب أَيْضا: هُوَ الْبيَاض فِي الْأَظْفَار، عَن أبي عمر الزَّاهِد، لُغَة فِي الْمُهْملَة.
وَقد يسْتَعْمل الْكَذِب فِي غير الْإِنْسَان قَالُوا: كذب الْبَرْق، والحلم، وَالظَّن، والرجاء، والطمع.
وكذبت الْعين: خانها حسها.
وَكذب الرّيّ: توهم الْأَمر بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ. وَمن الْمجَاز: كذبتك عَيْنك: أرتك مَا لَا حَقِيقَة لَهُ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: (حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا) ، [سُورَة يُوسُف: 110] ، بِالتَّشْدِيدِ وَضم الْكَاف، وَهِي قِرَاءَة عَائِشَة، وَقَرَأَ بهَا نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر، وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ: كذبُوا، بِالتَّخْفِيفِ وَضم الْكَاف، وروى ذَلِك عَن ابْن عَبَّاس، وَقَالَ: كَانُوا بشرا، يَعْنِي: الرُّسُل، يذهب إِلَى أَن الرُّسُل ضعفوا فظنوا أَنهم قد أخْلفُوا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: إِن صَحَّ هَذَا عَن ابْن عَبَّاس، فوجهه عِنْدِي، وَالله أعلم، أَن الرُّسُل قد خطر فِي أوهامهم مَا يخْطر فِي أَوْهَام الْبشر، من غير أَن حققوا تِلْكَ الخواطر وَلَا ركنوا إِلَيْهَا، وَلَا كَانَ ظنهم ظنا اطمأنوا إِلَيْهِ، وَلكنه كَانَ خاطرا يغلبه الْيَقِين. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَهُوَ من تكاذيب الشّعْر.
وَمن الْمجَاز: كذب لبن النَّاقة، وَكذب: ذهب، وَهَذِه عَن اللحياني. وَكذب الْبَعِير فِي سيره: إِذا سَاءَ سيره: قَالَ الْأَعْشَى: جمالية تغتلي بالرداف
إِذا كذب الآثمات الهجيرا
كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
وَمن المَجَاز أَيضاً: كَذَبَ الحَرُّ: انْكَسَرَ.
وكَذَبَ السَّيْرُ: لم يَجِدَّ. والقَوْمَ السُّرَى: لم يُمْكِنْهُمْ.
والكَذَّابَةُ: ثَوبٌ، يُصْبَغُ بِأَلْوَانٍ، يُنْقَشُ كأَنَّه مَوْشِيٌّ. وَفِي حَدِيث المسعوديّ: (رأَيتُ فِي بَيت الْقَاسِم كَذّابَتَيْنِ فِي السَّقْف) : الكَذّابَةُ: ثَوْبٌ، يُصوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ الْبَيْت، سُمِّيت بِهِ لأَنها تُوهِمُ أَنها فِي السَّقف، وإِنّما هِيَ فِي ثوبٍ دُونه: كَذَا فِي الأساس، ومثلُه فِي لِسَان الْعَرَب.
وممّا استدرَكَهُ شيخُنا:
المَكَاذِبُ، قيل: هُوَ مِمّا لَا مُفْرَدَ لَهُ، وَقيل: هُوَ جمعٌ لكَذِب، على غير قِيَاس. وَقيل: هُوَ جمع مَكْذَبٍ؛ لأَنّ القِيَاسَ يَقْتَضِيهِ أَو لاِءَنّه موهومُ الوَضْعِ، كَمَا قالُوا فِي مَحَاسِنَ، ومَذاكِرَ، ونَحْوِهما. وَمِنْهَا أَنَّ الجَوْهَرِيَّ صرّح بأَنَّ الكِذَّابَ، المُشَدَّدَ، مَصْدَرُ كَذَّبَ مُشَدَّداً، لَا مُخفَّفاً، وأَيّدهُ بآيةِ: {4. 010 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} وظاهرُ المصنِّف أَنَّ كُلاًّ من المُخَفَّف والمُشَدَّد، يُقالُ فِي المُخَفَّف. قلتُ: وهاذا الّذي أَنكرهُ، هُوَ الّذي صَرَّحَ بِهِ ابْنُ منظورٍ فِي لِسَان الْعَرَب. ثُمَّ قَالَ: وَمِنْهَا أَنّ الجَوْهَرِيَّ زَاد فِي المَصَادرِ: تَكْذِبَةً كَتوصِيَة، ومُكَذَّب، كمُمَزَّق، بِمَعْنى التَّكْذِيب. قلتُ: وَزَاد غيرُ الجَوْهَرِيِّ فِيها: كُذْباً كقُفْل، وكَذْباً كضَرْبٍ، وهاذا الأَخيرُ غيرُ مسمُوعٍ، ولكنَّ القياسَ يَقتضيهِ.
ثُمَّ قَالَ: وهاذا اللَّفظُ خَصَّه بالتَّصْنيف فِيهِ جماعةٌ، مِنْهُم: أَبو بكر بْنُ الأَنباريّ، والعلاّمةُ أَحمدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ قاسمِ بْن أَحمدَ بْن خِذيو، الأَخْسِيكَتِي، الحَنفيُّ، المُلَقَّبُ بِذِي الْفَضَائِل، ترجمتُه فِي البُغْيَةِ وَفِي طَبَقَات الحَنَفيّة للشَّيْخ قَاسم.
قَالَ ابْنُ الأَنباريّ: إِنّ الكَذِبَ ينقسمُ إِلى خَمْسَة أَقسام: إِحداهُنَّ تَغْيِيرُ الحاكي مَا يَسمَعُ، وقولُهُ مَا لَا يَعْلَمُ نقلا ورِوَايَةً، وَهَذَا القسمُ هُوَ الَّذِي يُؤْثِمُ ويَهْدِمُ المُرُوءَةَ. الثّاني: أَنْ يقولَ قولا يُشْبِهُ الكَذِبَ، وَلَا يَقْصِد بِهِ إِلاَّ الحَقَّ، وَمِنْه حديثُ: (كَذَبَ إِبراهِيمُ ثَلاثَ كَذِباتٍ) ، أَي: قالَ قولا يُشْبِهُ الكَذِبَ، وَهُوَ صادقٌ فِي الثّلاث. الثّالثُ بِمَعْنى الخَطَإِ، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم. والرّابعُ البُطُولُ، كَذَبَ الرَّجُلُ: بِمَعْنى بَطَلَ عَلَيْهِ أَمَلُهُ وَمَا رَجاهُ. الخامسُ بِمَعْنى الإِغراءِ، وَقد تقدَّم بيانُه. وعَلى الثّالث خَرَّجُوا حديثَ صَلاةِ الوِتْر (كَذَبَ أَبو محمَّد) ، أَي: أَخطأَ، سمّاهُ كاذِباً، لاِءَنَّهُ شَبِيهُهُ فِي كَوْنِه ضِدَّ الصَّواب، كَمَا أَنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدق وإِن افْتَرقا مِنْ حَيْثُ النِّيَّةُ والقَصْدُ؛ لاِءَنَّ الكاذبَ يَعلَم أَنّ مَا يقولُهُ كَذِبٌ، والمُخطِىءَ لَا يعلَمُ. وهاذا الرَّجُلُ لَيْسَ بمُخْبِرٍ، وإِنّما قَالَه بِاجْتِهَاد أَدَّاهُ إِلى أَنَّ الوِتْرَ واجبٌ، والاجتهادُ لَا يدخُلُه الكَذِبُ، وإِنّما يدخُلُه الخَطأُ وأَبو محمّدٍ الصَّحابيُّ: اسمهُ مسعودُ بْنُ زَيْدٍ.
وَفِي التَّوْشِيح: أَهلُ الحِجَاز، يقولونَ: كَذَبْتَ بِمَعْنى أَخطأْتَ، وَقد تَبِعَهم فِيهِ بقيّةُ النّاس. وعَلى الرّابع خَرَّجُوا قولَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ} (الْأَنْعَام: 24) ، انظُرْ كيفَ بَطَلَ عَلَيْهِم أَمَــلُهُمْ، وَكَذَا قَول أَبي طالبٍ:
كَذَبْتُمْ وبَيْتِ الله نَبْزِي مُحَمَّداً
ولَمَّا نُطاعِنْ حَوْلَهُ ونُناضِلِ
وَانْظُر بقيّة هاذا الْكَلَام فِي شرح شَيخنَا، فإِنّه نَفِيس جدّاً.
وَمن الأَمثال الّتي لم يذكُرْهَا المؤلِّفُ قولُهم:
أُكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
أَي: لَا تُحَدِّثْ نفسَك بأَنّك لَا تَظفَرُ، فإِنّ ذالك يُثَبِّطُكَ. سُئل بَشَّارٌ: أَيُّ بيتٍ قالته العربُ أَشْعَر؟ فَقَالَ: إِنْ تفضيلَ بيتٍ واحدٍ على الشِّعْر كُلِّه، لَشَديدٌ. ولاكنْ أَحْسَنَ لَبِيدٌ فِي قَوْله:
أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِي بالأَمَلْ
قَالَه المَيْدَانِيُّ، وغيرُه، وَمِنْهَا:
كُلُّ امْرِىءٍ بِطَوَالِ العَيْشِ مَكْذُوبُ
وَمِنْهَا عجز بيتٍ من شعر أَبي دُوَاد:
كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ
وأَوَّلُهُ:
قُلْتُ لَمّا نَصَلاَ من قُنَّة
وبعدَهُ:
وتَرَى خَلْفَهُمَا إِذْ مَصَعَا
مِنْ غُبَارٍ ساطعٍ فَوْقَ قُزَحْ
كَذَب: أَي فَتَر وأَمْكَنَ، وَيجوز أَن يكون إِغراءً، أَي: عَلَيْك العَيْرَ، فَصِدْهُ، وإِنْ كَانَ بَرَحَ، يضْرب للشّيْءِ يُرْجَى وإِنْ تَصَعَّبَ.
ثمّ نقل عَن خطّ العلاّمة نُورِ الدِّين العُسَيْليّ مَا نصُّه: رأَيْتُ فِي نسخةِ شَجَرَة النَّسَبِ الشَّريف، عِنْد إِيرادِ قولِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَذَبَ النَّسّابُون) . أَنّ كَذَبَ يَرِدُ بِمَعْنى صَدَق وَيُمكن أَخْذُه من هُنا. هاذا مَا وُجِدَ. قَالَ شيخُنا: ووَسَّع ابْنُ الأَنبارِيّ، فَقَالَ: وَعَلِيهِ فيكونُ لفظُ كَذَبَ من الأَضدادِ، كَمَا أَنَّ لفظَ الضِّدِّ أَيضاً جعَلُوه من الأَضداد. قلتُ: والّذِي فَسّرَهُ غيرُ واحدٍ من أَئمة اللُّغَة والتَّصريف، أَي وجَبَ الرُّجُوعُ إِلى قَوْــلهم. وَقد تقدَّمتِ الإِشارةُ إِليه.
ثمّ ذكر شيخُنا، فِي آخِر الْمَادَّة، مَا نَصُّهُ: الكَذِبُ هُوَ الإِخبارُ عَن الشَّيْءِ بخلافِ مَا هُوَ، سواءٌ فِيهِ العَمْدُ والخَطَأُ، إِذْ لَا واسطةَ بينَ الصِّدقِ والكَذِب، على مَا قَرّرَه أَهلُ السُّنَّةِ، وَاخْتَارَهُ البَيانِيُّونَ. وَهُنَاكَ مذاهبُ أُخَرُ للنَّظّامِ والجاحظ والرَّاغِب وَهَذَا القَدْرُ فِيهِ مَقْنَعٌ للطَّالِب. وَالله أَعلمُ.
(كذب) بِالْأَمر تَكْذِيبًا وكذابا أنكرهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَكذب بِهِ قَوْمك وَهُوَ الْحق} وَفِيه (وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا) وَعَن أَمر أَرَادَهُ أحجم وَيُقَال حمل عَلَيْهِ فَمَا كذب مَا انثنى وَمَا جبن وَيُقَال كذب السِّلَاح لم تَنْطَلِق قذيفته وَيُقَال مَا كذب أَن فعل كَذَا مَا لبث وَلَا أَبْطَأَ وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْكَذِب أوقال لَهُ كذبت
باب الكاف والذال والباء معهما ك ذ ب مستعمل فقط

كذب: الكِذابُ لغة في الكَذِب. ويقرأ: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً بالتخفيف، والكِذّابُ، بالتشديد لغة. تقول: كَذِبَك كَذِباً، أي: لم يصدقك، فهو كاذب، وكذوب، أي: كثير الكَذِب. وكذَّبته: جعلته كاذباً. وأكذبته: وجدته كاذباً. وقوله [جل وعز] : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً

أي: تكذيباً، وذلك أن العرب تقول: كذَّبته تكذيباً، ثم تجعل بدل التَّكذيب: كِذّاباً. والكَذّابةُ: ثوب يصبغ بألوان الصبغ كأنه موشي. وقول عمر: كَذَب عليكم الحج، كَذَب عليكم الجهاد، أي: وجب عليكم، ودونكم الحج، ولا يقال: يكذب ولا كاذب، ولا يصرف في وجوه الفعل.

أرى

أرى
: (ي} الإرَةُ، كعِدَةٍ: النَّارُ نَفْسُها.) يقالُ: إئْتِنا! بإِرَة؛ أَي بنَارٍ؛ نَقَلَهُ شَمِرٌ.
(أَو مَوْضِعُها؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هِيَ حفْرَةٌ تُوقَدُ فِيهَا النَّارُ.
وقيلَ: هِيَ الحفْرَةُ الَّتِي حَوْلها الأَثافيُّ. يُقَال وَأَرْتُ إِرَةً؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ذُبِحَتْ لرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شاةٌ ثمَّ صُنِعَتْ فِي الإِرَةِ) وقيلَ: الإرَةُ هِيَ الحفْرَةُ تكونُ وسطَ النارِ يكونُ فِيهَا مُعْظَم الجَمْرِ.
(أَو {إرَةُ النَّارِ: (اسْتِعارُها وشِدَّتُها؛) نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
(والإرَةُ: (القَديدُ؛) وَمِنْه حدِيثُ بلالٍ: قالَ لنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَمَعَكُم شيءٌ من الإِرَةِ) .
(والإِرَةُ: (المُعْتَقَرُ،) أَي مَوْضِعُ العُقْرِ.
(والمُعالَجُ،) أَي مَوْضِعُ العلاجِ.
(والإرَةُ: (لَحْمٌ يُغْلَى بخَلَ إغْلاءً فَيُحْمَلُ فِي السَّفَرِ؛) وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ بلالٍ أَيْضاً.
وقيلَ: هُوَ اللَّحْمُ المَطْبوخُ فِي الكرشِ؛ وَبِه فُسِّر حدِيثُ بريدَةَ: أنَّه أَهْدى لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِرَةً؛ (وأَصْلُه} إِرْيٌ كعِلْمٍ، (والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ، ج {إِرُونَ،) كعِزَوْن؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: شاهدُهُ لكَعْبٍ أَو لزُهَيْر:
يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه
كلَوْنِ الدَّواجِن فَوْقَ} الإِرِينا قالَ: وَقد يُجْمَعُ الإرَةُ إِرَات؛ قالَ: {والإرَةُ عنْدَ الجَوْهرِيِّ مَحْذوفةُ الَّلامِ بدَلِيلِ جَمْعِها على} إرِينَ، وكَوْنِ الفِعْلِ مَحْذُوف الَّلامِ. قالَ: وَقد تأْتِي الإرَةُ مثْلُ عِدَةٍ مَحْذوفَة الواوِ، تقولُ: {وَأَرْتُ} إرَةً.
قُلْتُ: وجوَّز السَّهيليُّ فِي الرَّوْضِ: أَنْ يكونَ وَزْنُها عِلّة مِن {الأوار، أَوفعة مِن} تأرى بالمَكانِ، وصحَّح الثَّانِي مِن وُجُوه على بحثٍ فِي بعضِها.
( {وأَرَتِ القِدْرُ} تَأْرِي! أرْياً:) إِذا احْتَرَقَتْ و (لَزِقَ بأَسْفَلِها) شيءٌ (شِبْه الجُلْبةِ السَّوْداءِ من الاحْتِراقِ.
(قالَ الجَوْهرِيُّ: مِثْلُ شاطَتْ.
وَفِي المُحْكَم: وذلِكَ إِذا لم تشط مَا فِيهَا أَو لم يُصَبَّ عَلَيْهِ ماءٌ.
( {كأَرِيَتْ؛) وَهَذِه عَن الفرَّاء.
((و) } أَرَتِ (الدَّابَّةُ مَرْبَطها ومَعْلَفَها {أَرْياً: (لَزِمَتْه.
(و) أَرَتِ (الرِّيحُ الماءَ أَرْياً: (صَبَّتْه شَيْئا بَعْد شيءٍ.
(وأَرَتِ (النَّحْلُ} تَأْرِي أَرْياً: (عَمِلَتِ العَسَلَ؛) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي ذُؤَيْب:
جَوارِسُها تَأْرِي الشُّعُوفَ تَأْرِي تعَسَّل، قالَ: هَكَذَا رَواهُ عليُّ بنُ حمزَةَ، ورَوَى غيرُهُ تَأْوي.
( {كَتأَرَّتْ} وأْئتَرَتْ،) قالَ الطِّرمَّاحُ فِي صِفَةِ دَبْر العَسَلِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ بالخَليِّ بَنَتْ بِهِ
شَريجَيْنِ ممَّا تَأْتَرِي وتُتيِعُشَريجَيْنِ: ضَرْبَيْن، يَعْنِي من الشَّهْدِ والعَسَلِ، وتَأْتَرِي: تُعَسِّلُ، وتُتيِعُ: أَي تقِيءُ العَسَلَ.
والْتِزاقُ الأَرْي بالعُسَّالةِ: ائْتِرَاؤُه.
(وأَرَى (صَدْرُهُ عليَّ اغْتَاظَ، كأَرِيَ؛) كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: أَرِيَ صَدْرُهُ، بالكسْرِ، أَي وَغِرَ؛ وَهُوَ مجازٌ.
يقالُ: إنَّ فِي صَدْرِكَ عليَّ لأَرْياً، أَي لَطَخاً مِن حِقْدٍ.
(وأَرَتِ (الدَّابَّةُ إِلَى الدَّابَّةِ) تَأْرِي أَرْياً: (انْضَمَّتْ) إِلَيْهَا (وأَلِفَتْ مَعَها مَعْلَفاً واحِداً؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(! وآرَيْتُها أَنا؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ يَصِفُ ناقَتَه: تَسْلُبُ الكانِسَ لم {يُوأَرْ بهَا
شُعْبَة السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ قُلْتُ: قالَ اللَّيْثُ: لم} يُوأَر ْبها أَي لم يُشْعَرْ بهَا؛ قالَ: وَهُوَ مَقْلوبٌ مِن {أَرَيْتُه أَي أَعْلَمْتُه، قالَ: ووَزْنُه الْآن لم يُلْفَعْ، ويُرْوى لم يُورَا، على تَخْفِيفِ الهَمْــزةِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ويُرْوَى: لم} يُؤْرَ بهَا.
قُلْتُ: أَي بِوَزْنِ لم يُعْرِ، مِن {الأَرْي أَي لم يَلْصَق بصَدْرِه الفَزَعُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ورَوَى السِّيرافي: لم يُؤْوَر مِن أُوارِ الشمْسِ، وأَصْلُه لم يُوأَرْ، ومَعْناه لم يُذْعَرْ أَي لم يُصِبْه حَرُّ الذُّعْرِ.
(} والأَرْيُ: مَا لَزِقَ بأَسْفَلِ القِدْرِ) شِبْه الجُلْبَة وبَقِي فِيهِ مِن ذلِكَ؛ المَصْدرُ والاسمُ فِيهِ سواءٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ: قُرارَةُ القِدْر وكُدادَتها {وأَرْيُها بمعْنَى واحِدٍ.
((و) } الأَرْيُ (العَسَلُ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ:
بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْنِ سَحابةً
! وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ (أَو هُوَ (مَا تَجْمَعُه النَّحْلُ فِي أَجْوافِها أَو أَفْواهِها مِن العَسَلِ (ثمَّ تَلْفِظُه،) أَي تَرْمِيه؛ وَهُوَ إشارةٌ إِلَى أنَّ الأرِيَ يُطْلَقُ على عَمَلِ النَّحْلِ أَيْضاً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَوهو (مَا لَزِقَ من العَسَلِ فِي جَوْفِ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: فِي جَوانِبِ؛ (العسَّالَةِ.
(وقيلَ: هُوَ عَسَلُها حينَ تَرْمي بِهِ مِن أَفْواهِها. (والأرْيُ (من السَّحابِ: دِرَّتُه؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقيلَ: {أَرْيُ السَّماءِ: مَا} أَرَتْه الريحُ {تَأَرِيه} أَرْياً فصَبَّتْه شَيْئا بَعْد شيءٍ؛ وَهُوَ مجازٌ.
(والأَرْيُ (من الرِّيحِ: عَمَلُها وسَوْقُها السَّحابَ؛) قالَ زُهَيْر:
يَشِمْنَ بُرُوقَها ويَرُشُّ أَرْيَ الْ
جَنُوب على حَواجِبِها العَماءُقالَ الأَزْهرِيُّ: أَرْيُ الجَنُوبِ مَا اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ مِن الغَمامِ إِذْ مَطَرَتْ.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: تَسْمِيةُ المَطَر أَرْيَ الجَنُوبِ، وأَنْشَدَ بيتَ زُهَيْر.
(وقالَ اللَّيْثُ: أَرادَ زُهَيْرٌ (النَّدَى) والطَّلَّ (يَقَعُ على الشَّجَرِ والعُشْب فَلم يَلْزَق بعضُه ببعضٍ ويَكْثُر.
(والأَرْيُ: (لُطاخَةُ مَا تَأْكُلُه؛) عَن أَبي حَنيفَةَ.
( {وتَأَرَّى عَنهُ: تَخَلَّفَ.
((و) } تَأَرَّى (بالمَكانِ: احْتَبَسَ، {كائْتَرَى؛) كَمَا فِي المُحْكم.
وَفِي الصِّحاحِ: تَأَرَّيْتُ بالمَكانِ: أَقَمْتُ بِهِ؛ قالَ أَعْشى باهِلَةَ:
لَا} يَتَأَرَّى لمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبُه
وَلَا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَرأَي لَا يَتَحَبَّس على إدْرَاكِ القِدْرِ ليَأْكُلَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئة:
وَلَا! تَأَرَّى لمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبُه
وَلَا يَقُومُ بأَعْلى الفَجْر يَنْتَطِق (وتَأَرَّى (الشَّيءَ: تَحَرَّاهُ؛) وَبِه فَسَّرَ أَبو زيْدٍ قَوْلَ أَعْشى باهِلَةَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {والآرِيُّ،) بالمدِّ والتَّشديدِ (ويُخَفَّفُ، الآخِيَّةُ) سُمِّيت بهَا لأنَّها تَحْبسُ الدوابَّ عَن الانْفِلاتِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت للمُثَقِّب العَبْديِّ يَصِفُ فَرَساً:
داوَيْتُه بالمحْض حتَّى شَتا
يَجْتَذِبُ} الآرِيَّ بالمِرْوَدِ أَي مَعَ المِرْوَدِ، وأَرادَ {بآرِيِّه: الرَّكَاسَةَ المَدْفونَةَ تَحْتَ الأرضِ المُثْبتةِ فِيهَا تُشَدُّ الدابَّةُ مِن عُرْوَتها البَارِزَة فَلَا تَقْلَعُها لثَباتِها فِي الأرضِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهُوَ فِي التَّقْديرِ فاعُولٌ، والجَمْعُ} الأَوارِي، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ. (وَمِنْه ( {أَرَّيتُها،) أَي الدابَّةَ، وَلم يَتَقدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ، وإنَّما هُوَ كقَوْلِه تَعَالَى: {حَتَّى} تَوارَتْ بالحجابِ} .
( {وأَرَّيْتُ (لَهَا أَيْضاً (} تَأْرِيَةً: جَعَلْتُ لَهَا {آرِيَّةً؛) وعَلى الأُولى اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ. (وأَرَّيْتُ (الشَّيءَ تَأْرِيَةً: (أَثْبَتُّه ومَكَّنْتُه؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (الــلَّهُمَّ} أَرِّ مَا بَيْنَهم) ، أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه، يَدْعُو للرَّجُل وامْرَأَته.
ورَوَى أَبو عبيدَةَ: أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَتَه فقالَ: (أَرِّ بَيْنَهما) ؛ قالَ أَبو عبيدَةَ: يَعْنِي أَثْبت بَيْنَهما.
ويُرْوَى أنَّ هَذَا الدّعاءَ لعليَ وفاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا.
ورَوَى ابنُ الأثيرِ أَنَّه دُعاءٌ لامْرأَةٍ كانتْ تَفْرَك زَوْجها، فقالَ: (الــلهُمَّ أَرِّ بَيْنَهما) ، أَي أَلِّف وأَثْبت الوُدَّ بَيْنَهما.
ورَوَاهُ ابنُ الأَنْبارِي: (الــلهُمَّ أَرِّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه) ، أَي احْبِس كلاًّ مِنْهُمَا على صاحِبِه حَتَّى لَا يَنْصرِف قَلْبه إِلَى غيرِهِ، قالَ: والصَّوابُ فِي هَذِه الرِّوايَة: على صاحِبِه، فَإِن صحَّتِ الرِّوايَة بحَذْفِ على فيكونُ كقَوْــلِهم: تَعَلَّقْتُ بفلانٍ وتَعَلَّقْتُ فلَانا.
(و) {أَرَّيْتُ (النَّارَ: عَظَّمْتُها ورفَعْتُها.
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرَّيْتُ النارَ} تَأْرِيَةً: ذَكَّيْتُها.
قالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ تَصْحيفٌ وإنَّما هُوَ أَرَّثْتُها، واسمُ مَا تلْقِيه عَلَيْهَا الأُرْثَة.
قُلْتُ: ليسَ بتَصْحيفٍ لأنَّ أَبا زيْدٍ نَقَلَهُ هَكَذَا فِي النَّوادِرِ فقالَ: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً ونَمَّيْتها تَنْمِيةً، وذَكَّيْتها تَذْكِيَةً إِذا رَفَعْتها. يقالُ: {أَرِّ نارَكَ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: أَحْسَب أَبا زيْدٍ جَعَلَ أَرَّيْت النَّارَ مِنْ وَرَّيْتَها، فقَلَبَ الواوَ هَمْزةً، كَمَا قَالُوا: أَكَّدْت اليَمِينَ ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النَّارَ ووَرَّثْتها.
(أَو) } أَرَّيْتُها {وأَرَّيْتُ لَهَا: (جَعَلْتُ لَهَا} إِرَةً؛) عَن أَبي حنيفَةَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا لَا يصحُّ إلاَّ أَنْ يكونَ مَقْلوباً مِن وَأَرْتُ، إمَّا مُسْتَعْمَلَة، أَو مُتَوَهَّمة.
وحكِي عَن بعضِهم: يقالُ: أَرِّ نارَك ولنَارِكَ، أَي افْتَح وسَطَها لِيَتَّسِعَ المَوْضِع للجَمْر.
(وأَرَّيْتُ (عَن الأمْرِ:) مثْلُ (وَرَّيْتُ،) الهَمْــزَةُ بَدَلٌ من الواوِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأَرْيُ: اللَّبَنُ يُلْصَقُ وَضَرُه بالإناءِ؛ وَقد أَرِيَ كَرَضِيَ} وأَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ: حَرُّهُما. {والأرْيُ: الغَيْظُ فِي الصدْرِ أَو حَرُّه فِيهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيّ:
إِذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ} أَرْيَ المِئَر {والتَأَرّي: جَمْعُ الرَّجُلِ لبَنِيه الطَّعام: وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لَا} يَتَأَرَّوْنَ فِي المَضِيقِ وإنْ
نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا نَزَلوايقولُ: لَا يَجْمَعونَ الطَّعامَ فِي الضِّيقةِ.
{والآريُّ: مَعْلَفُ الدابَّة.
قالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ ممَّا يَضَعُه الناسُ فِي غيرِ مَوْضِعِه؛ وأَصْلُه مَحْبِس الَّدابَّةِ. والآريُّ: الأَصْلُ الثَّابِتُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للعجَّاجِ يَصِفُ ثوراً:
واعْتَادَ آرباضاً لَهَا} آرِيُّ
من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُّوالآرِيُّ: مَا كانَ بينَ السَّهْل والحَزْنِ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاعِي:
لَها بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمةٌ
بمُعْتَلَجِ {الآرِيِّ بَيْنَ الصَّرائموقيلَ: مُعْتَلَج الآرِيِّ اسمُ أَرضٍ} وأَرَّيْتُه {تَأْرِيَةً: اسْتَرْشَدَنِي فغشَشْته.
} والإرَةُ، كعِدَةٍ: شَحْمُ السَّنامِ؛ قالَ الرَّاجزُ:
وَعْدٌ كَشَحْمِ {الإرَةِ المُسَرْهَد} وآرةُ: وادٍ بالأَنْدَلُسِ، عَن أَبي نَصْر الحُمَيْدِيّ.
قالَ أَبو الإصْبَع الأنْدَلُسِي: وَهُوَ عنْدَ العامَّةِ وادِي يارَةَ.
{وآرةُ: بَلَدٌ بالبَحْرَيْن.
وقالَ عرامُ:} آرةٌ جَبَلٌ بالحجازِ بينَ الحَرَمَيْن. وبِئْرُ ذِي {أَرْوانَ، بفتْحِ الهَمْــزَةِ: بالمَدينَةِ المُشّرَّفَة؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قُلْتُ: وَهِي المَعْرُوفَةُ بذروان.
} والأَرْيانُ، بالفتْح: الخَراجُ والإِتاوَةُ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حدِيثِ عبْدِ الرحمانِ النَّخَعي، وَهَكَذَا فَسَّرُوه.
وقالَ الخطابيُّ: إِن صحَّتِ الرِّوايَة فَهُوَ مِن {التَّأْرِيَةِ لأنَّه شيءٌ قُرِّرَ على النَّاسِ وأُلْزِمُوه.
} وأَروت النَّارَ {أرواً: جَعَلْت لَهَا} إرَةً.

{وإرَةٌ بَيِّنَةُ} الإِرْوَة؛ وَهَذَا يُسْتدركُ على المصنِّف فِي الواوِ.
(أرى) الله بفلان أرى عدوه فِيهِ مَا يشمت بِهِ وَفُلَانًا الْمرْآة عرضهَا عَلَيْهِ لينْظر فِيهَا وَفُلَانًا الشَّيْء نَاوَلَهُ إِيَّاه وَوجه الصَّوَاب جعله يرَاهُ
(أرى) الشَّيْء ثبته ومكنه وَالدَّابَّة وَلها جعل لَهَا أريا وَفُلَانًا غشه وَهُوَ يسترشده وَعَن الشَّيْء ورى عَنهُ أَي أَرَادَهُ وَأظْهر غَيره وَالنَّار وَلها جعل لَهَا إرة
أ ر ى: (الْأَرْيُ) الْعَسَلُ وَمِمَّا يَضَعُهُ النَّاسُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ قَوْــلُهُمْ لِلْمَعْلَفِ آرِيٌّ وَإِنَّمَا (الْآرِيُّ) مَحْبِسُ الدَّابَّةِ. وَقَدْ تُسَمَّى الْآخِيَّةُ أَيْضًا آرِيًّا وَالْجَمْعُ (الْأَوَارِي) يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. 
(أرى)
النَّحْل أريا عمل الأري وَالْقدر لزق بأسفلها شَيْء مِمَّا فِيهَا بالاحتراق وَفُلَان اغتاظ وصدره ثَبت فِيهِ شَيْء من الضّيق والغيظ وَالدَّابَّة إِلَى الدَّابَّة انضمت إِلَيْهَا وألفت مَعهَا معلفا وَاحِدًا وَالدَّابَّة مربطها ومعلفها لَزِمته وَالرِّيح السَّحَاب ساقته وَفُلَان المَاء صبه شَيْئا فَشَيْئًا
أر ى

تقول: أعطش إليك فما أروى، وأنت كبارح الأروى. وتقول: تدنيها روية الشعف، وكأنها أروية الشعف. وتقول: خيره كالأرى، وشره كالشرى؛ وهو عمل النحل العسل. يقال: أرت النحل تأرى أرياً، فسمي به العسل كما سمي المكسوب كسباً.

ومن المجاز: تسمية المطر أرى الجنوب في قول زهير:

يشمن بروقه ويرش أرى ال ... جنوب على حواجبها العماء

وقولهم: إن بينهم أرى عداوة وهو ما يتولد منها من الشر.
أرى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا شكى إِلَيْهِ امْرَأَته فَقَالَ: الــلَّهُمَّ أز بَينهمَا. يَعْنِي ثَبِّت الود ومكنه وَمِنْه قَول أعشى باهلة: [الْبَسِيط]

لَا يتأرَّى لما فِي القِدرِ يرقبه ... وَلَا يعَض على شُرَسُوِفه الصفر يَقُول: لَا يتأرى لَا يتلبّث / وَلَا يتحبّس ويطمئن. [قَالَ أَبُو عبيد -] : 89 / ب وَبَعْضهمْ يروي هَذَا الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إنّه دَعَا بِهَذَا الدُّعَاء لعَلي وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام يَعْنِي قَوْله: الــلَّهُمَّ أرِّ بَينهمَا. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا وجد أحدكُم طَخاء على قلبه فَليَأْكُل السفرجل.
(أرى) - في حديث عبد الرحمن النَّخَعِى: "ولَوْ كانَ رَأىُ النَّاس مِثل رأيِك ما أُدِّىَ الأَريانُ".
قال أبو عُبَيدة: كانت العَربُ تُسمِّى الخَراجَ الِإتاوةَ، والأَرِيَان، وقال الحَيْقُطان:
وقلتم لَقاحٌ لا نُؤدِّى إتاوةً ... وإعطاءُ أَريانٍ من الضُّرِّ أَيسَرُ
اللَّقاحُ، بفَتْح اللام، البَلَد الذي لا يُؤدِّى أهلُه إلى المُلوكِ خَراجًا.
وقوم لَقاحٌ: إذا لم يُملَكوا. والأريان: اسم واحد كالشَّيطان.
وقال الخَّطابِىّ : وأشبَه بكلام العرب أن يكون "الأُربان"، بضَمِّ الهَمــزة وبالباءِ المُعجَمة بِواحِدَة، وهو الزِّيادة على الحَقِّ، يقال له: أُربان وعُربان. ولو كانت الياء المعجمة باثْنَتَين فيه صَحِيحًا فكأنه من التَّأرِية، لأنه شَىءٌ قُرِّرَ على النّاسِ وأُلزِموه.

بدأَ

(بدأَ) : البَدْأَةُ: نَبْتٌ مثلُ الكَمْأَة، لا تُؤْكَلُ، إَذا فُتِّنَتْ صارتْ مثلَ السِّهْلَة.

بدأَ: في أَسماءِ اللّهِ عزَّ وجل الـمُبْدئ: هو الذي أَنـْشَأَ

الأَشياءَ واخْتَرَعَها ابْتِداءً من غيرِ سابقِ مثال. والبَدْء: فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ. بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ.

ويقالُ: لكَ البَدْءُ والبَدْأَةُ والبُدْأَةُ والبَدِيئةُ

والبَداءة والبُداءة بالمدِّ والبَدَاهةُ على البدلِ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قبل

غيرك في الرَّمْي وغيرهِ. وحكى اللحياني: كان ذلكَ في بَدْأَتِنا

وبِدْأَتِنا، بالقصرِ والمدِّ؛(1)

( 1 قوله «وحكى اللحياني كان ذلك في بدأتنا إلخ» عبارة القاموس وشرحه« و» حكي الليحاني قولهم في الحكاية «كان ذلك » الأمر «في بدأتنا مثلثة الباء » فتحاً وضماً وكسراً مع القصر والمدّ «وفي بدأتنا محركة» قال الأزهري ولا أَدري كيف ذلك«وفي مبدانا» بالضم «ومبدئنا» بالفتح «مبدأتنا» بالفتح.)

قال: ولا أَدري كيف ذلكَ. وفي مَبْدَأَتِنا عنهُ أَيضاً. وقد أَبْدَأْنا وبَدأْنا كل ذلك عنه. والبَدِيئةُ والبَداءة والبَداهةُ: أَوّلُ ما يَفْجَؤُكَ، الهاء فيهِ بدل من الهمــز. وبَدِيتُ بالشيءِ قَدَّمتُهُ، أَنـْصاريّةٌ. وبَدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ: ابْتَدَأْتُ. وأَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءاً: ابْتَدأْتُ

به. وبَدأْتُ الشيءَ: فَعَلْتُهُ ابْتِداءً. وفي الحديثِ: الخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يومَ الوِرْدِ أَي يُبْدَأُ بها في السَّقْيِ قبلَ الإِبِلِ والغَنَمِ، وقد تحذفُ الهمــزة فتصيرُ أَلفاً ساكنةً.والبَدْءُ والبَدِيءُ: الأَوَّلُ؛ ومنهُ قولهم: افْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ، على فَعْلٍ، وبادِي بَدِيءٍ على فَعِيلٍ، أَي أَوَّلَ شيءٍ، والياءُ من بادِي ساكِنةٌ في موضعِ النصبِ؛ هكذا يتكلمونَ بهِ. قال وربما تركوا همزه لكثرةِ الاستعمالِ على ما نذكرهُ في باب المعتل.

وبادِئُ الرأْيِ: أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ. وعند أَهلِ التحقيقِ من الأَوائِلِ ما أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ؛ يُقال فَعَلَه في بادئٍ الرأيِ. وقال اللحياني: أَنتَ بادئَ الرَأْي ومُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمنا، أَي أَنتَ في أَوَّلِ الرَّأْيِ تُريدُ ظُلْمنا. وروي أَيضاً: أَنتَ باديَ الرأْي تُرِيدُ ظُلمنا بغير همز، ومعناهُ أَنتَ فيما بَدا من الرأْي وظَهَرَ أَي أَنتَ في ظاهر الرأْي، فان كان هكذا فليس من هذا الباب.

وفي التنزيل العزيز: «وما نَراك اتَّبعكَ إِلاَّ الذينَ هُمْ أَراذِلُنا

بادِيَ الرَّأْيِ» وبادئَ الرَّأْيِ؛ قرأَ أَبو عمرو وحده: بادئَ الرأْيِ

بالهمــز، وسائرُ القرّاءِ قرؤُوا بادِيَ بغير همز. وقال الفَرّاءُ: لا

تهمزوا باديَ الرأْيِ لأَنَّ المعنى فيما يظهرُ لنا ويبدو؛ قال: ولو أَرادَ ابْتِداءَ الرأْيِ فهَمزَ كان صواباً. وسنذكره أَيضاً في بدا. ومعنى قراءة أَبي عمرو باديَ الرأْيِ أَي أَوَّلَ الرأْيِ أَي اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْي حين ابْتَدؤوا ينظرونَ، وإِذا فَكَّرُوا لم يَتَّبِعُوكَ. وقالَ

ابنُ الأَنباري: بادئَ، بالهمــزِ، من بَدَأَ إِذا ابْتَدَأَ؛ قال:

وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ ولم يَهْمِزْ بالاتِّباع على مَذهَب الـمَصدرِ أَي

اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظاهراً، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قال: ويجوز اَن يكون

المعنى ما نَراك اتَّبَعَكَ إِلاَّ الذين هم أَراذِلُنا في ظاهرِ ما نَرى

منهم، وطَوِيَّاتُهم على خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا؛ وهو منْ بَدا

يَبْدُو إِذا ظَهَر.

وفي حديثِ الغُلامِ الذي قتله الخَضِرُ: فانْطَلقَ إِلى أَحَدِهم بادئَ

الرَّأْيِ فَقَتَله. قال ابنُ الأَثير: أَي في أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ

وابتدائِه، ويجوز أَن يكون غير مهموز من البُدُوِّ: الظُّهور أَي في ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ.

قالوا افْعَلْهُ بَدءاً وأَوَّلَ بَدْءٍ، عن ثعلبٍ، وبادِيَ بَدْءٍ وباديَ بَدِيٍّ لا يهمزُ . قال وهذا نادرٌ لأَنهُ ليس على التخفيفِ القياسيِّ، ولو كان كذلك لما ذكر ههنا.

وقال اللحياني: أَما بادِئَ بَدْءٍ فإِنِّي أَحْمَدُ اللّهَ، وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وبدا بَدْءٍ وبَدْأَةَ بَدْأَةَ وباديَ بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي أَمـَّا بَدْءَ

الرأْيِ فاني أَحْمَدُ اللّهَ. ورأَيتُ في بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ:

افْعَلْه بَدْأَةَ ذي بَدْءٍ وبَدأَةَ ذِي بَدْأَةَ وبَدْأَةَ ذي بَدِيءٍ وبَدْأَةَ بَديءٍ وبَديءَ بَدْءٍ، على فَعْل، وبادِئَ بَدِيءٍ، على فَعِيلٍ، وبادِئَ

بَدِئٍ، على فَعِلٍ، وبَديءَ ذي بَديءٍ أَي

أَوَّلَ أَوَّلَ.وبدأَ في الأَمرِ وعادَ وأَبْدأَ وأَعادَ. وقوله تعالى: وما يُبْدئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ. قال الزجاج: ما في موضع نصب أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِئُ الباطلُ وأَيَّ شيءٍ يُعِيدُ، وتكونُ ما نَفْياً والباطلُ هنا

إِبْليِسُ، أَي وما يَخْلُقُ إِبلِيسُ ولا يَبْعَثُ، واللّهُ جلَّ وعزَّ هو

الخالقُ والباعثُ. وفَعَلَه عَوْدَه على بَدْئِه وفي عَوْدِه وبَدْئِه وفي

عَوْدَتِه وبَدأَته. وتقول: افْعَلْ ذلكَ عَوْداً وبَدْءاً. ويقال: رجَعَ

عَوْدَه على بَدْئِه: إِذا رجع في الطريق الذي جَاءَ منه. وفي الحديث: أَنَّ النبيَّ صلى اللّهُ عليْهِ وسَلَّم نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ

وفي الرَّجْعَةِ الثُلثَ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ

وبالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ؛ والمعْنى كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ

جُملةِ العسكر الـمُقْبِل على العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ

العَدُوّ، فما غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع ويَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر في

ثلاثةِ أَرباعِ ما غَنِموا، وإِذا فَعَلَتْ ذلك عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ

لهمْ من جميع ما غَنِمُوا الثُّلث، لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِيَةَ أَشَقُّ

عليهم، والخَطَر فيها أَعْظَمُ، وذلك لقُوّة الظهر عند دُخولهم وضَعْفِه عند خُروجهم، وهمْ في الأَوّلِ أَنْشَطُ وأَشْهى للسَّيْرِ والإِمْعانِ في بِلادِ العَدُوّ، وهمْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ وأَفْترُ وأَشْهَى

للرُّجوعِ إِلى أَوْطانهمْ، فزادَهمْ لِذلك. وفي حديث عَلِيٍّ: واللّهِ لقد

سَمِعْتُه يقول: لَـيَضْرِبُنَّكُم على الدِّين عَوْداً كما ضَرَبْتُموهم عليه بَدْءاً أَي أَوّلاً، يعني العَجَمَ والمَوالي.

وفي حَديثِ الحُدَيْبِيةِ: يكونُ لهم بَدءُ الفُجُورِ وثناهُ أَي أَوّلُه وآخِرُه.

ويُقالُ فلان ما يُبدِئُ وما يُعِيدُ أَي ما يَتَكَلَّمُ ببادئَةٍ ولا عائِدَةٍ. وفي الحديثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها وقَفِيزَها، ومَنَعَتِ الشامُ مُدْيَها ودِينارَها، ومنعت مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتم مِن حيثُ بَدَأْتُمْ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: هذا الحديثُ من مُعْجِزات سيدِنا رسولْ اللّهِ صلى اللّهُ تعالى عليهِ وسلم، لأَنهُ أَخبر بما لم يكن، وهو في عِلم اللّهِ كائن، فَخرَج لفظُه على لفظ الماضِي ودَلَّ بهِ على رضاه من عُمَر بنِ الخطاب رضيَ اللّهُ عنه بما وَظَّفَه على الكَفَرةِ من الجِزْيةِ في الامصار.

وفي تفسير المنعِ قولان: أَحدُهما أَنه علِم اَنهم سَيُسْلِمُون ويَسْقُطُ عنهم ما وُظِّفَ عليهم، فصارُوا له بِإسلامهم مانعين؛ويدل عليه قوله: وعُدْتُم مِن حيثُ بَدَأْتم، لأَنَّ بَدْأَهم، في عِلْم اللّهِ، أَنهم سَيُسلِمُون، فَعَادُوا مِن حَيْثُ بَدَؤُوا.

والثاني أَنهم يَخرُجونَ عن الطّاعةِ ويَعْصون الإِمام، فيَمْنَعون ما عليهم من الوَظائفِ. والمُدْيُ مِكيالُ أَهلِ الشامِ، والقَفِيزُ لأَهْلِ

العِراقِ، والإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ.

والابتداءُ في العَرُوض: اسم لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ في أَوّلِ البيتِ

بِعلةٍ لا يكون في شيءٍ من حَشْوِ البيتِ كالخَرْم في الطَّوِيلِ

والوافِرِ والهَزَجِ والمُتقارَب، فإِنَّ هذه كلها يُسَمَّى كلُّ واحِدٍ من

أَجْزائِها، إِذا اعْتَلَّ، ابتداءً، وذلك لأنَّ فعولن تُحذف منهُ الفاءُ في

الابتداءِ، ولا تحذف الفاء من فعولن في حَشْوِ البيت البتةَ؛ وكذلك أَوّل مُفاعلتن وأَوّل مَفاعيلن يُحذفان في أَولِ البيت، ولا يُسمى مُسْتَفْعِلُن في البسيطِ وما أَشبههُ مـما علَّتُه، كعلة أَجزاءِ حَشوهِ، ابتداءً، وزعم الأَخْفَشُ أَن الخليل جَعَلَ فاعلاتن في أَوّلِ المديدِ ابتداءً؛ قال: وَلم يدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً، وهي تكون فَعِلاتن وفاعِلاتن كما تكون أَجزاءُ الحَشْوِ. وذهبَ على الأَخْفَشِ أَنَّ الخَليل جعلَ فاعِلاتُن هنا ليست كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة، وكُلُّ ما جاز في جُزْئهِ الأَوّلِ ما لا يجوز في حَشْوِهِ، فاسمه الابتداءُ؛ وإِنما سُمِّي ما وقع في الجزءِ ابتداءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ. وبَدَأَ اللّهُ الخَلْقَ بَدْءاً وأَبْدَأَهمْ بمعنى خَلَقَهم. وفي

التنزيل العزيز: اللّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ. وفيه كيفَ يُبْدِئُ اللّهُ الخَلْقَ. وقال: وهو الذي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثم يُعيدُه. وقالَ: إِنَّه هو يُبْدِئُ ويُعِيد؛ فالأَوّل مِنَ البادِئِ والثاني منَ المُبْدِئِ وِكلاهُما صِفةٌ للّهِ جَلِيلَةٌ.

والبَدِيءُ: المَخْلوقُ. وبِئرٌ بَدِيءٌ كَبديع، والجمْعُ بُدُؤٌ.

والبَدْءُ والبَدِيءُ: البئر التي حُفِرت في الإِسلام حَدِيثةً وليست

بعادِيَّةٍ، وتُرِكَ فيها الهمــزةُ في أَكثرِ كلامهم، وذلك أَن يَحْفِر

بئراً في الأَرْضِ المَواتِ التي لا رَبَّ لها. وفي حديث ابن المسيَّب: في حَرِيمِ البئرِ البَدِيءِ خَمسٌ وعِشْرونَ ذِراعاً، يقول: له خَمس وعشرون ذِراعاً حَوالَيْها حَرِيمُها، ليسَ لأَحَدٍ أَن يَحْفِرَ في تلكَ الخمسِ والعشرينَ بئراً.

وإِنما شُبِّهت هذه البئرُ بالأَرضِ التي يُحْيِيها الرجُلُ فيكون مالِكاً لها، قال: والقَلِيبُ: البئرُ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ التي لا يُعلمُ لها رَبٌّ ولا حافِرٌ، فليس لأَحدٍ أَن يَنْزِلَ على خمسينَ ذراعاً منها، وذلك أَنها لعامَّة الناس، فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غيره؛ ومعنى النُّزولِ أَن لا يَتَّخِذها داراً ويُقِيم عليها، وأَمـّا أَن يكون عابِرَ سَبيلٍ فلا. أَبو عبيدة يقال للرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وبَدِيعٌ، إِذا حَفَرْتها أَنت، فإِن أَصَبْتها قد حُفِرَتْ قبلَك، فهي خَفِيَّةٌ، وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأنها لإِسمعِيل فاندَفنت، وأَنشَدَ:

فَصَبَّحَتْ، قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ، * تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ

قال: البُودانُ القُلْبانُ، وهي الرَّكايا، واحدها بَدِيءٌ؛ قال

الأَزهري: وهذا مقلوبٌ، والأَصلُ بُدْيانٌ، فقَدَّمَ الياءً وجعَلَها واواً؛ والفُرقانُ: الصُّبْحُ، والبَدِيءُ: العَجَبُ، وجاءَ بأَمرٍ

بَدِيءٍ، على فَعِيلٍ، أَيْ عَجيبٍ.

وبَدِيءٌ مِن بَدَأْتُ، والبَدِيءُ: الأَمْرُ البَدِيعُ، وأَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذا جاءَ بهِ، يُقال أَمرٌ بَدِيءٌ. قالَ عَبِيدُ بنالأَبرَص:

فلا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ

والبَدْءُ: السيِّدُ، وقِيلَ الشَّابُّ الـمُسْتَجادُ

الرأْيِ، الـمُسْتشَارُ، والجَمْعُ بُدُوءٌ. والبَدْءُ: السَيِّدُ الأَوَّلُ في

السِّيادةِ، والثُنْيَانُ: الذي يَليهِ في السُّؤْدد. قالَ أَوْسُ بن مَغْراءَ

السَّعْدِيّ:

ثُنْيانُنا، إِنْ أَتاهُمْ، كانَ بَدْأَهُمُ، * وبدْؤُهُمْ، إنْ أَتانا، كانَ ثُنْيانا

والبَدْءُ: المَفْصِلُ. والبَدْءُ: العَظْمُ بما عَليهِ مِنَ اللَّحمِ.

والبَدْءُ: خَيرُ عَظْمٍ في الجَزُورِ، وقيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ في

الجَزُور. والجمْعُ أَبْدَاءٌ وبُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ وأَجْفانٍ وجُفُونٍ.

قالَ طَرَفةُ بن العبد:

وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا * أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ

ويُقالُ: أَهْدَى لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِأَيْ خَيْرَ الأَنصِباءِ، وأَنشَدَ ابنُ السكيت:

على أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ يُجْعَلُ

والأَبْداءُ: المفَاصِلُ، واحِدُها بَدًى، مقصورٌ، وهو أَيْضاً

بَدءٌ، مَهْمُوزٌ، تقدِيرُهُ بَدْعٌ. وأَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ: وَرِكاهَا

وفَخِذَاهَا وساقاهَا وكَتِفَاهَا وعَضُداها، وهُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ

لِكَثرَةِ العُرُوقِ.

والبُدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنْ أَنـْصِباءِ الجَزُور؛ قالَ النَّمِرُ

ابن تَوْلَب:

فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيباً جانِحاً، * والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها

وروى ابنُ الأَعرابيِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، وهي النَّصيبُ، وهوَ

مَذْكورٌ في مَوْضِعِه؛ وروَى ثعلب رفِيقاً جانِحاً(1)

( 1 قوله «جانحاً» كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم.).

وفي الصِّحاحِ: البَدْءُ والبَدْأَةُ: النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فيهما؛ وهذا شِعْرُ النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ بضمِّها كما ترَى.

وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً فهو مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ.

قال الكميتُ:

فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ، * مـمَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها(2)

(2 قوله «سهامها» ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً اشارة إِلى أن البيت مروي بهما.)

وقال اللحياني: بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً: خَرَجَ بهِ بَثْرٌ

شِبْهُ الجُدَرِيِّ؛ ثمَّ قال: قالَ بعضهم هُو الجُدريُّ بعينه. ورَجُلٌ

مَبْدُوءٌ: خرَج بهِ ذلِك. وفي حديثِ عائِشة رضِي اللّه عنها أَنها

قالتْ: في اليومِ الذي بُدِئَ فيهِ رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليهِ

وسلَّم، وَارَأْساه. قالَ ابنُ الأَثير: يُقالُ متى بُدِئَ فلانٌ أَي متى مَرِضَ؛ قال: ويُسأَلُ بهِ عن الحيِّ والـمَيِّتِ. وبَدَأَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ: خرَجَ منها إِلى غيرها إِبْداءً.

وأَبْدأَ الرَّجلُ: كِناية عن النَّجْو، والاسمُ البَداءُ، ممدودٌ. وأَبْدَأَ الصبيُّ: خَرَجت أَسْنانُهُ بعد سُقُوطِها.

والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ ولا يُنتَفَعُ بها، حكاه أَبو حنيفة.

حَلَلَ

(حَلَلَ)
- فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحِلِّه وحِرْمِه» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لِإِحْلَالِه حِينَ حَلَّ» يُقَالُ حَلَّ المحْرم يَحِلُّ حَلَالًا وحِلًّا، وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلَالًا: إذَا حَلَّ لَهُ مَا يَحْرم عَلَيْهِ مِنْ مَحْظورات الْحَجِّ. ورجُل حِلٌّ مِنَ الإحْرام: أَيْ حَلَال. والحَلال:
ضِدّ الْحَرَامِ. ورجُلٌ حَلَال: أَيْ غَيْرُ مُحْرم وَلَا مُتَلَبِّس بأَسباب الْحَجِّ، وأَحَلَّ الرَّجل إِذَا خَرَجَ إِلَى الحِلِّ عَنِ الْحَرَمِ. وأَحَلَّ إِذَا دَخَلَ فِي شُهُور الحِلِّ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «أَحِلَّ بمَن أَحَلَّ بِكَ» أَيْ مَن تَرك إحرامَه وأَحَلَّ بِكَ فقاتَلك فَأْحِلل أَنْتَ أَيْضًا بِهِ وقَاتلْه وَإِنْ كُنْت مُحْرِما. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذَا أَحَلَّ رَجُلٌ مَا حَرَّم اللَّهُ عَلَيْهِ منْك فادْفَعْه أَنْتَ عَنْ نفْسك بِمَا قدرْت عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ حَلَّ بِكَ فاحْلِل بِهِ» أَيْ مَنْ صَارَ بِسَبَبك حَلَالًا فَصرْ أَنْتَ بِهِ أَيْضًا حَلَالًا. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنِ النَّخعي فِي المُحْرِم يَعْدُو عَلَيْهِ السبُع أَوِ اللّصُّ «أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ» قَالَ: وَقَدْ رَوى عَنِ الشَّعْبِيّ مِثْلَهُ وشرَح مثْل ذَلِكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ دُرَيد بْنِ الصِّمّة «قَالَ لمالِك بْنِ عَوْفٍ: أَنْتَ مُحِلٌّ بِقَوْمِكَ» أَيْ إِنَّكَ قَدْ أبَحْت حَرِيمهم وعرَّضْتَهم لِلْهَلَاكٍ، شبَّههم بالمُحْرم إِذَا أَحَلَّ، كَأَنَّهُمْ كَانُوا مَمْنُوعِينَ بالمُقَام فِي بُيُوتِهِمْ فَحَلُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ العُمْرة «حَلَّت العمرة لمن اعتمر» أى صارة لَكُمْ حَلَالًا جَائِزَةً. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَمرون فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْــلِهِمْ: إِذَا دَخل صَفَر حَلت العُمْرة لِمَنِ اعْتَمر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ وَزَمْزَمَ «لَسْت أُحِلُّها لمُغْتَسِل، وَهِيَ لِشَارب حٌّل وبِلٌّ» الحِلُّ بِالْكَسْرِ الحَلَال ضِدّ الْحَرَامِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنَّمَا أُحِلَّت لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ» يَعْنِي مَكة يَوْمَ الْفَتْحِ حَيْثُ دخَلها عَنْوَةً غيرَ مُحْرِم.
وَفِيهِ «إِنَّ الصَّلَاةَ تَحْرِيمها التَّكْبِيرُ وتَحْلِيلُها التَّسْليم» أَيْ صَارَ المُصَلي بالتسْليم يَحِلُّ لَهُ مَا حَرُم عَلَيْهِ فِيهَا بِالتَّكْبِيرِ مِنَ الْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأفْعالها، كَمَا يَحِلُّ للمُحْرِم بِالْحَجِّ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ مَا كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمسُّه النَّارُ إِلَّا تَحِلَّة القَسَم» قِيلَ أَرَادَ بِالْقَسَمِ قَوْلَهُ تَعَالَى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها تَقُولُ العَرَب: ضَرَبه تَحْلِيلا وَضَرَبَهُ تَعْذيرا إِذَا لَمْ يُبالغ فِي ضَرْبه، وَهَذَا مَثَل فِي القَليل المُفْرِط فِي القِلة، وَهُوَ أَنْ يُبَاشر مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يُقْسِم عَلَيْهِ الْمِقْدَارَ الَّذِي يُبِرُّ بِهِ قَسَمه، مِثْلَ أَنْ يَحْلِف عَلَى النُّزول بِمَكَانٍ، فَلَوْ وَقَع بِهِ وقْعة خَفيفة أجْزأتْه، فتِلك تَحِلَّة قَسَمه. فَالْمَعْنَى لَا تَمَسُّه النَّارُ إلاَّ مَسَّة يَسِيرَةً مِثْلَ تَحِلَّة قَسَم الْحَالِفِ، وَيُرِيدُ بتَحِلَّتِه الوُرُودَ عَلَى النَّارِ والاجْتياز بِهَا. وَالتَّاءُ فِي التَّحِلَّة زَائِدَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَنْ حَرَس لَيْلَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطوّعاً لَمْ يَأْخُذْهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يرَ النَار تَمَسُّه إلاَّ تَحِلَّةَ القَسَم، قَالَ الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لاهِيَةٌ  ... ذَوَابلٌ وَقْعُهُنّ الأرضَ تَحْلِيل
أي قليل، كما يَحْلف الإنسان على الشي أَنْ يَفْعَلَهُ فَيَفْعَلُ مِنْهُ الْيَسِيرَ يُحَلّل بِهِ يَمينَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِامْرَأَةٍ مَرَّت بِهَا: مَا أطْولَ ذَيْلَها؟ فَقَالَ: اغْتَبْتيها، قُومِي إِلَيْهَا فَتَحَلَّلِيها» يُقَالُ تَحَلَّلْتُه واسْتَحْلَلْتُه: إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ يَجْعَلَكَ فِي حِلٍّ مِنْ قِبَله.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مَظْلِمة مِنْ أخِيه فَلْيَسْتَحِلَّه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لامْرَأة حَلَفت أَنْ لَا تُعْتِق مَولاة لَهَا، فَقَالَ لَهَا: حِلَّا أُمَّ فُلان، واشْتراها وأعْتقها» أَيْ تَحَلَّلِي مِنْ يَمِينِكِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى المصْدر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدي كَرِبَ «قَالَ لِعُمَرَ: حِلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا تَقُولُ» أَيْ تَحَلَّلْ مِنْ قَوْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبَى قَتَادَةَ «ثُمَّ تَرَكَ فتَحَلَّلَ» أَيْ لَمَّا انْحَلّتْ قُوَاه تَرَكَ ضَمَّه إِلَيْهِ، وَهُوَ تَفَعَّل، مِنَ الحَلِّ نَقِيضُ الشَّد.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «قِيلَ لَهُ: حَدّثْنا بِبَعْضِ مَا سمعْته مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وأَتَحَلَّلُ» أَيْ أسْتَثْنى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الحَالّ المُرْتَحِل، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
الخَاتِمُ المفتتِح، وَهُوَ الَّذِي يَخْتِم الْقُرْآنَ بِتِلَاوَتِهِ، ثُمَّ يفتَتِح التِّلاَوة مِنْ أَوَّلِهِ، شَبَّهَهُ بِالْمُسَافِرِ يَبْلُغُ المنْزِل فيَحُلُّ فِيهِ، ثُمَّ يفْتتح سَيْره: أَيْ يَبْتَدِؤُه. وَكَذَلِكَ قُرَّاء أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا خَتَموا القرآن بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الْفَاتِحَةَ وخَمْس آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إلى «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ، ثُمَّ يَقْطَعون الْقِرَاءَةَ، ويُسَمُّون فَاعِلَ ذَلِكَ: الحَالّ المُرْتَحل، أَيْ خَتم الْقُرْآنَ وابْتَدأ بِأَوَّلِهِ وَلَمْ يَفْصِل بَيْنَهُمَا بِزَمَانٍ. وَقِيلَ: أَرَادَ بالحَالّ المرتَحل الْغَازِي الَّذِي لَا يَقْفُل عَنْ غزْو إلاَّ عَقَبه بآخَر.
وَفِيهِ «أَحِلُّوا اللهَ يغْفِرْ لَكم» أَيْ أسْلِموا، هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ مِنْ حَظْرِ الشّرْك إِلَى حِلِّ الْإِسْلَامِ وسَعته، مِنْ قَوْــلِهِمْ أَحَلَّ الرجُل إِذَا خَرَجَ مِنَ الحَرم إِلَى الحِلّ. وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ مِنْ كَلَامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ حَدِيثًا.
(هـ) وَفِيهِ «لَعَن اللَّهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ» وَفِي رِوَايَةٍ «المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ» .
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «لَا اُوتَى بحَالٍّ وَلَا مُحَلَّلٍ إِلَّا رَجَمْتُهُمَا» جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْأَخِيرَ حَدِيثًا لاَ أثَرا. وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فَعَلَى الأُولى جَاءَ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ، يُقَالُ حَلَّلَ فَهُوَ مُحَلِّلٌ ومُحَلَّلٌ لَهُ، وَعَلَى الثَّانِيَةِ جَاءَ الثَّانِي، تَقُولُ أَحَلَّ فَهُوَ مُحِلٌّ ومُحَلٌّ لَهُ، وَعَلَى الثَّالِثَةِ جَاءَ الثَّالِثُ، تَقُولُ حَلَلْتُ فَأَنَا حَالٌّ، وَهُوَ مَحْلُول لَهُ. وَقِيلَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ لَا أُوتَى بحَالٍّ: أَيْ بِذِي إِحْلال، مِثْلَ قَوْــلِهِمْ رِيحٌ لَاقِحٌ: أَيْ ذاتُ إِلْقَاحٍ. وَالْمَعْنَى فِي الْجَمِيعِ: هُوَ أَنْ يُطَلِّق الرَّجُلَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَيَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ آخرُ عَلَى شَرِيطَةِ أَنْ يُطَلّقَها بَعْدَ وَطْئها لتَحلَّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ. وَقِيلَ سُمِّيَ مُحَلِّلا بقَصده إِلَى التَّحْلِيل، كَمَا يُسَمَّى مُشْترياً إِذَا قَصَدَ الشِّرَاءَ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمةُ فيُطَلِّقُها طلْقَتين، ثُمَّ يَشْتَرِيهَا، قَالَ:
لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا مِنْ حَيْثُ حُرمت عَلَيْهِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ وَإِنِ اشْتَرَاهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ. يَعْنِي أَنَّهَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بالتَّطْلِيقتين فَلَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقها الزَّوْجُ الثَّانِي تطْلِيقتين فتَحِلُّ لَهُ بِهِمَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بِهِمَا.
وَفِيهِ «أَنْ تُزاني حَلِيلَةَ جَارِكَ» حَلِيلَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُهُ، وَالرَّجُلُ حَلِيلُها؛ لِأَنَّهَا تَحِلُّ مَعَهُ ويَحُلّ مَعَهَا. وَقِيلَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحِلّ لِلْآخَرِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ نُزُولِهِ «أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الحَلَال» قِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إِذَا نَزل تَزَوَّجَ فَزَادَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ: أَيِ ازْدَادَ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَنكِح إِلَى أَنْ رُفع.
وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفَسه إِلَّا مَاتَ» أَيْ هُوَ حقٌّ واجبٌ وَاقِعٌ، لِقَوْلِهِ تعالى وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَيْ حقٌّ واجبٌ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى غَشِيَتْه ونَزَلت بِهِ.
فأَما قَوْلُهُ «لَا يَحُلُّ المُمْرِض عَلَى المُصِحِّ» فَبِضَمِّ الْحَاءِ، مِنَ الحُلُول: النزولِ. وَكَذَلِكَ فَلْيَحْلُل بِضَمِّ اللَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ الهَدْي «لَا يُنْحر حَتَّى يَبْلغ مَحِلّه» أَيِ الْمَوْضِعَ وَالْوَقْتَ الَّذِي يَحِلّ فِيهِمَا نَحْرُه، وَهُوَ يَوْمُ النحْر بمِنًى، وَهُوَ بِكَسْرِ الْحَاءِ يَقَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ وَالزَّمَانِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إلاَّ شَيْءٌ بَعَثَت بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْت إِلَيْهَا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: هاتِ فَقَدْ بَلَغَت مَحِلَّها» أَيْ وصَلَت إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَحِلّ فِيهِ، وقُضِيَ الواجبُ فِيهَا مِنَ التّصدُّق بِهَا، فَصَارَتْ مِلْكا لِمَنْ تُصَدِّق بِهَا عَلَيْهِ، يصِحُّ لَهُ التَّصرف فِيهَا، وَيَصِحُّ قَبُولُ مَا أهْدَى منها وأكْلُه، وإنما قال ذلك لأنه كان يَحْرُم عَلَيْهِ أكلُ الصَّدَقَةِ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَرِه التّبَرُّج بالزِينة لِغَيْرِ مَحلّها» يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْحَاءُ مَكْسُورَةً مِنَ الحِلَّ، وَمَفْتُوحَةً مِنَ الحُلُول، أَوْ أَرَادَ بِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الْآيَةَ. والتَّبَرُّج: إِظْهَارُ الزِّينَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «خيرُ الْكَفَنِ الحُلَّة» الحُلَّة: وَاحِدَةُ الحُلَلِ، وَهِيَ بُرُودُ الْيَمَنِ، وَلَا تُسَمَّى حُلَّة إِلَّا أَنْ تَكُونَ ثوبَين مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «لَوْ أَنَّكَ أخَذْت بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ معافريَّك، أَوْ أَخَذْتَ معافريَّه وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدتك فَكَانَتْ عليك حُلَّة وعليه حُلَّة» . (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ حُلَّة قَدِ ائْتَزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِالْأُخْرَى» أَيْ ثَوْبَيْنِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَعَثَ ابْنَتَهُ أمَّ كُلْثُومٍ إِلَى عُمَرَ لَمَّا خَطَبَها، فَقَالَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكِ: هَلْ رَضِيت الحُلَّة؟» كَنَّى عَنْهَا بالحُلَّة لِأَنَّ الحُلَّة مِنَ اللِّبَاسِ، ويُكَنَّى بِهِ عَنِ النِّسَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعَث رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بفَصيل مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلُول بِالشَّكِّ» الْمَحْلُولُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: الْهَزِيلُ الَّذِي حُلّ اللَّحْمُ عَنْ أَوْصَالِهِ فعرى منه. والمخلول يجئ فِي بَابِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
لاهمّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْ ... نَعُ رَحْله فامْنع حِلَالَكَ
الحِلَال بِالْكَسْرِ: الْقَوْمُ الْمُقِيمُونَ المُتَجاوِرُون، يُرِيدُ بِهِمْ سُكان الْحَرَمِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُمْ وَجَدوا نَاسًا أَحِلَّة» كَأَنَّهُمْ جَمْعُ حِلَال، كَعِمَادٍ وَأَعْمِدَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ، كَذَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ. وَلَيْسَ أفعلة فِي جَمْعِ فِعَالٍ بِالْكَسْرِ أَوْلَى مِنْهَا فِي جَمْعِ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ كفَدّان وأفْدنة.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْل ذَا خُصَلٍ ... بغارِبٍ لَمْ تخوِّنه الأَحَالِيل
الأَحَالِيل: جَمْعُ إِحْلِيل، وَهُوَ مَخرج اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنقُصه، يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ نَشفَ لبَنُها، فَهِيَ سَمِينَةٌ لَمْ تَضْعف بِخُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْهَا. والإِحْلِيل يَقَعُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ وَفَرْجِ الْمَرْأَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْل الإِحْلِيل» أَيْ غَسْلُ الذَّكَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إنَّ حَلْ لَتُوطي الناسَ وتُؤذي وتَشْغَل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى» حَلْ:
زَجْر لِلنَّاقَةِ إِذَا حَثَثْتَها عَلَى السَّير: أَيْ أنَّ زَجْرك إيَّاها عِنْدَ الْإِفَاضَةِ عَنْ عَرَفَاتٍ يُؤدِّي إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْإِيذَاءِ والشَغْل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، فسِرْ عَلَى هِينَتك.

بُلْغَارُ

بُلْغَارُ:
بالضم، والغين معجمة: مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال، شديدة البرد لا يكاد الثلج يقلع عن أرضها صيفا ولا شتاء وقلّ ما يرى أهلها أرضا ناشفة، وبناؤهم بالخشب وحده، وهو أن يركبوا عودا فوق عود ويسمّروها بأوتاد من خشب أيضا محكمة، والفواكه والخيرات بأرضهم لا تنجب، وبين إتل مدينة الخزر وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر، ويصعد إليها في نهر إتل نحو شهرين وفي الحدور نحو عشرين يوما، ومن بلغار إلى أول حدّ الروم نحو عشر مراحل، ومنها إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما، ومن بلغار
إلى بشجرد خمس وعشرون مرحلة، وكان ملك بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا إلى بغداد رسولا يعرّفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ من يعلّمهم الصلوات والشرائع، لكن لم أقف على السبب في إسلامهم. وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها، قال فيها: لما وصل كتاب ألمس بن شلكى بلطوار ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه أن يبعث إليه من يفقّهه في الدين ويعرّفه شرائع الإسلام ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في جميع بلده وأقطار مملكته ويسأله بناء حصن يتحصّن فيه من الملوك المخالفين له، فأجيب إلى ذلك، وكان السفير له نذير الحزمي، فبدأت أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه والأشراف من الفقهاء والمعلّمين، وكان الرسول من جهة السلطان سوسن الرّسّي مولى نذير الحزمي، قال:
فرحلنا من مدينة السلام لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة 309، ثم ذكر ما مرّ له في الطريق إلى خوارزم ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه، ثم قال:
فلما كنّا من ملك الصقالبة وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجّه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يديه وإخوته وأولاده، فاستقبلونا ومعهم الخبز واللحم والجاورس، وساروا معنا، فلما صرنا منه على فرسخين تلقّانا هو بنفسه فلما رآنا نزل فخرّ ساجدا شكرا لله، وكان في كمّه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها، وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 310، وكانت المسافة من الجرجانية، وهي مدينة خوارزم، سبعين يوما، فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا حتى اجتمع ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب، فلما كان يوم الخميس نشرنا المطرّدين الذين كانوا معنا وأسرجنا الدّابّة بالسرج الموجّه إليه وألبسناه السواد وعممناه وأخرجت كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم على قدميه ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس وهو قائم أيضا، وكان بدينا، فنثر أصحابه علينا الدّراهم، وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه ثم خلعنا على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه، وهذه سنتهم ودأبهم، ثم وجّه إلينا فحضرنا قبته وعنده الملوك عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس بين يديه وهو وحده على سرير مغشّى بالديباج الرومي، فدعا بالمائدة فقدّمت إليه وعليها لحم مشوي، فابتدأ الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة ثم قطع قطعة فدفعها إلى سوسن الرسول فلما تناولها جاءته مائدة صغيرة فجعلت بين يديه، وكذلك رسمهم لا يمدّ أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك فإذا تناولها جاءته مائدة ثم قطع قطعة وناولها الملك الذي عن يمينه فجاءته مائدة، ثم ناول الملك الثاني فجاءته مائدة وكذلك حتى قدّم إلى كل واحد من الذين بين يديه مائدة، وأكل كل واحد منا من مائدة لا يشاركه فيها أحد ولا يتناول من مائدة غيره شيئا، فإذا فرغ من الأكل حمل كلّ واحد منا ما بقي على مائدته إلى منزله، فلما فرغنا دعا بشراب العسل وهم يسمونه السجو فشرب وشربنا. وقد كان يخطب له قبل قدومنا: الــلهم أصلح الملك بلطوار ملك بلغار، فقلت له: إن الله هو الملك ولا يجوز أن يخطب بهذا لأحد سيما على المنابر، وهذا مولاك أمير المؤمنين قد وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق والغرب: الــلهم أصلح عبدك وخليفتك جعفرا الإمام
المقتدر بالله أمير المؤمنين، فقال: كيف يجوز أن يقال؟ فقلت: يذكر اسمك واسم أبيك، فقال: إنّ أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحبّ أن يذكر اسمي إذ كان الذي سمّاني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين؟ فقلت: جعفر، قال: فيجوز أن أتسمّى باسمه؟ قلت: نعم، فقال: قد جعلت اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله، وتقدم إلى الخطيب بذلك، فكان يخطب: الــلهم أصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين، قال: ورأيت في بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة، من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق السماء وقد احمرّ احمرارا شديدا وسمعت في الجوّ أصواتا عالية وهمهمة، فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب منّي، فإذا تلك الهمــهمة والأصوات منه وإذا فيه أمثال الناس والدوابّ وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسيّ ورماح وسيوف، وأتبيّنها وأتخيّلها وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا أيضا وسلاحا ودوابّ، فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة، ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرّع والدعاء وأهل البلد يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا، قال: وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة ثم تفترقان، فما زال الأمر كذلك إلى قطعة من الليل ثم غابتا، فسألنا الملك عن ذلك فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجنّ وكفّارهم يقتتلون كل عشية، وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة. قال: ودخلت أنا وخيّاط كان للملك من أهل بغداد قبّتي لنتحدّث، فتحدّثنا بمقدار ما يقر الإنسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء، فإذا بالأذان فخرجنا من القبّة وقد طلع الفجر، فقلت للمؤذّن: أي شيء أذّنت؟ قال: الفجر، قلت: فعشاء الأخيرة؟ قال: نصلّيها مع المغرب، قلت: فالليل؟
قال: كما ترى وقد كان أقصر من هذا وقد أخذ الآن في الطول، وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح، وذلك أن الإنسان يجعل القدر على النار وقت المغرب ثم يصلّي الغداة وما آن لها أن تنضج، قال: ورأيت النهار عندهم طويلا جدّا، وإذا أنه يطول عندهم مدّة من السنة ويقصر الليل، ثم يطول الليل ويقصر النهار، فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلّا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرّقة، وإذا الشّفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بتّة، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم، قال: والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب القمر، قال: وحدّثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوما يقال لهم ويسو، الليل عندهم أقلّ من ساعة، قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كلّ شيء فيه من الأرض والجبال، وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبّد السماء. وعرّفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل، حتى إنّ الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلّها حتى تطبق السماء، ورأيتهم يتبرّكون بعواء الكلب جدّا ويقولون: تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة.
ورأيت الحيّات عندهم كثيرة حتى إنّ الغصن من الشجر ليلتفّ عليه عشر منها وأكثر، ولا يقتلونها ولا
تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدّا، تأكله الجواري فيسمّن، وليس في بلدهم اكثر من شجر البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها، قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو، مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرءوس النخل، له خوص دقاق إلّا أنه مجتمع، يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثّقب ماء أطيب من العسل، وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثر أكــلهم الجاورس ولحم الخيل على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم، وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه ليس للملك فيه حق غير أنهم يؤدّون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سريّة على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصّة. وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج، فهم كانوا لذلك زفرين، وكــلّهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلّا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير حتى أولاده وإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأخذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم ثم يومئون إليه برؤوسهم ويجلسون ثم يقومون حتى يأمرهم بالجلوس. وكلّ من جلس بين يديه فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك. والصواعق في بلادهم كثيرة جدا، وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى يتلفه الزمان ويقولون: هذا موضع مغضوب عليه، وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا: هذا حقه أن يخدم ربنا، فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلّقوه في شجرة حتى يتقطع. وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه، ومن حطّ عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له، وهذه سنتهم، وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض ولا يزنون بوجه ولا سبب، ومن زنى منهم كائنا من كان ضربوا له أربع سكك وشدّوا يديه ورجليه إليها وقطّعوا بالفأس من رقبته إلى فخذه، وكذلك يفعلون بالمرأة، ثم يعلّق كلّ قطعة منه ومنها على شجرة، قال: ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة فما استوى لي ذلك، ويقتلون السارق كما يقتلون الزاني، ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا.

خَيل

(خَ ي ل)

خَال الشيءَ يخَال خَيْلاً، وخَيْلة، وخالاً، وخِيَلاً، وخَيَلانا، ومَخالة. ومخيلة. وخَيلولة، ظنّه.

وخَيَّل فِيهِ الخَيْرَ، وتَخيّله: ظَنّه وتَفرَسه.

وخَيَّل عَلَيْهِ: شَبّه.

وخيّل عَلَيْهِ تَخْييلا وتخُّيلا، الْأَخِيرَة على غير الْفِعْل، حَكَاهَا أَبُو زيد: وجّه التُّهمة إِلَيْهِ.

والسحابة المُخيِّل، والمُخيِّلة، والمُخِيلة: الَّتِي إِذا رايتها حسبتها ماطرة.

وَقد اخيلنا.

وأخيَلت السَّمَاء، وخَيّلت، وتخيّلت: تَهيأت للمطر فَرعدَت وبَرقت، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك.

وأخَلْنا، وأخْيلنا: شِمْنا سَحَابَة مُخِيلة.

والسحابة المُختالة، كالمُخيلة، قَالَ كُثيِّر بن مُزِرِّد: كالَّلامعات فِي الكفاف المُختال وَمَا احسن خالَها، ومَخيلتهَا.

وَالْخَال: سَحَاب لَا يُخلف مطره، قَالَ: مثل سَحَاب الْخَال سحَّا مَطَرُه وَقَالَ صَخر الغَيّ: يُرفِّعُ للخالٍ رَيْطًا كَثيفا وَقيل: الْخَال: السَّحاب الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا وَلَا مطر فِيهِ.

وَالْخَال: الْبَرْق، حَكَاهُ أَبُو زِيَاد، ويردّه عَلَيْهِ أَبُو حنيفَة.

وَقد أبنت مَا ردّ بِهِ أَبُو حنيفَة فِي ردّه على أبي زِيَاد.

والخالُ: الرَّجلُ السَّمْح، يُشَبَّه بالغيم حِين يَبْرُق.

وَالْخَال، والخَيْل، والخُيَلاء، والخِيلاَء، والأَخْيل، والخَيْلة، والمخِيلة، كُلّه: وَالْكبر.

وَرجل خالٌ، وخائل، وخال، على الْقلب، ومختال، وأُخائِل: ذُو خُيلاء مُعجب بِنَفسِهِ، لَا نَظِير لَهُ من الصِّفَات إِلَّا رجل أُدَابِر: لَا يَقبل قَول أحد وَلَا يَلوي على شَيْء، وأُباتر: يَبتُر رَحَمه لقطعها.

وَقد تَخيَّل، وتَخايل.

واختالت الأرضُ بالنبات: ازدانت.

وَالْخَال: الثَّوْب الَّذِي تضعه على الْمَيِّت تَستره بِهِ.

وَقد خَيَّل عَلَيْهِ.

وَالْخَال: ضَربٌ من بُرود الْيمن.

وَالْخَال: الثوبُ الناعم، قَالَ الشماخ:

وبُرْدان من خالٍ وسَبعون دِرْهماً على ذَاك مَقْروظٌ من الجِلْد مَاعِز

وَالْخَال: شامة سَوْدَاء فِي الْبدن.

وَقيل: هِيَ نُكْتَة سَوْدَاء فِيهِ.

والجمْع: خِيلان. وامرأةٌ خَيْلاء، وَرجل أخْيل، ومَخِيل، ومَخْيول، وَلَا فِعْل لَهُ.

والأَخْيَل: طَائِر اخضر. وعَلى جناحيه لُمْعَةٌ تخَالف لَونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، وَلذَلِك وَجهه سِيبَوَيْهٍ على أَن اصله الصّفة، ثمَّ استُعمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، كالأَبرق وَنَحْوه.

وَقيل: الأَخيل: الشَّقِرَّاق، وَهُوَ مَشئُوم. تَقول الْعَرَب: أشأم من أخْيل.

قَالَ ثَعْلَب: وَهُوَ يَقع على دَبَرة الْبَعِير.

انْتَهَت الْحِكَايَة عَنهُ.

واراهم إِنَّمَا يتشاءمون بِهِ لذَلِك، قَالَ:

إِذا قَطَناً بلَّغْتنِيه ابْن مُدْركٍ فلقيتِ من طَير اليعاقَيب أخْيلا

فَأَما قَوْله:

وَلَقَد غَدوتُ بسابحٍ مَرِحٍ ومَعي شَبابٌ كُــلهم اخيَلُ

فقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ هَذَا الطَّائِر، أَي: كــلهم مثل الاخيل فِي خفته وطموره.

وَقد يكون: المختال، وَلَا اعرفه فِي اللُّغَة.

وَقد يجوز أَن يكون التَّقْدِير: كــلُّهم اخيل، أَي: ذُو اختيال.

وَالْخَال: كالضَّلْع يكون بالدابة، وَقد خَال يخال خالا، قَالَ:

نَادَى الصَّريخُ فَردُّوا الخَيْل عانِيِة تَشْكُو الكَلاَل وتَشكو من أذَى الخالِ

وَالْخَال: اللِّوَاء يُعقد للأمير.

وَالْخَال: الجَبل الضخم، وَالْبَعِير الضخم، وَالْجمع: خيلان، قَالَ: وَلَكِن خِيلاناً عَلَيْهَا العمائم شَبههْم بالابل فِي ابدانهم وانه لَا عُقُول لَهُم.

وَأَنه لمخيل للخير، أَي: خليق لَهُ.

وأخال فِيهِ خالا من الْخَيْر، وتخيل عَلَيْهِ، كِلَاهُمَا: اخْتَارَهُ وتفرس فِيهِ الْخَيْر. وتخيَّل الشيءُ لَهُ: تَشبّه.

والخيال، والخَيالة: مَا تشبّه لَك فِي اليَقظة والحِلمِ من صُورة، قَالَ الشَّاعِر:

فلست بنازلٍ إِلَّا ألمَّتْ بَرحْلي أَو خَيالَتُها الكَذُوب

وَقيل: إِنَّمَا أنّثَ على إِرَادَة الْمَرْأَة.

وَرَأَيْت خَيالَه، وخيالته، اي، شخصه وطلعته، مَعَ ذَلِك.

وخَيَّل للناقة، واخيْل: وضع وَلَدهَا خَيالاً ليفزع مِنْهُ الذئبُ فَلَا يقربهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (يُخيَّل إِلَيْهِم من سحِرهم أَنَّهَا تَسعى) ، أَي: يُشبه.

والخَيال: كسَاء اسود يُنصب على عُود يُخيَّل بِهِ، قَالَ ابْن احمر:

فَلَمَّا تَجلَّى مَا تَجلَّى من الدُّجى وشمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخيَّل

وَالْخَيْل: جمَاعَة الافراس، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه. قَالَ أَبُو عبيد: وَاحِدهَا: خائل، لِأَنَّهُ يختال فِي مَشْيه، وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوف.

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فتنازُلا وتَوافَقَت خَيْلاهُما وَكِلَاهُمَا بَطَلُ اللَّقاء مُخدَّعُ

ثناه، على قَوْــلهم: هما لقاحان اسودان وجمالان. وَقَوله " بَطل اللِّقَاء "، أَي: عِنْد اللِّقَاء.

وَالْجمع: اخيال، وخُيول، الأولى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَالْأُخْرَى اشهر واعرف.

وَفُلَان لَا تُسايَر خيلاه، وَلَا توَافق خَيلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا توَافق، أَي: لَا يُطاق نَميمة وكَذبِا.

وَقَالُوا: الخَيل أعلمُ من فُرسانها، يضْرب للرجل تظن أَن عِنْده غناء، أَو انه لاغناء عِنْده، فتجده على مَا ظَنَنْت.

والخيال: نَبْت. والخالُ: مَوضِع، قَالَ: أتعرف أطلالاً شَجوْنك بالخال وَقد تكون أَلفه مُنقلبة عَن وَاو.

والخِيلُ: الحِلْتيتُ، يَمَانِية.
خَيل
} خالَ الشَّيْء {يَخالُ} خَيلاً {وخَيلَةً، ويُكسَران،} وخالاً {وَخَيلاناً، محرَّكةً} ومَخيلةً {ومَخالَةً} وخَيلُولَةً: ظَنَّهُ اقْتصر ابنُ سِيدَه مِنْهَا على {الخَيل، بِالْفَتْح وَالْكَسْر،} والخَيلةِ {والخالِ} والخَيَلان {والمَخالَة.
ونَقل الصَّاغَانِي} الخِيلَةَ، بِالْكَسْرِ، {والمَخِيلَةَ} والخَيلُولَةَ. وَفِي التَّهْذِيب: {خِلْتُه زَيداً} خِيلاناً، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه المَثَلُ: مَن يَسمَعْ {يَخَلْ: أَي يَظُن. وَقيل: مَن يَشْبَعْ وكلامُ العَربِ الأَوَّلُ. وَمَعْنَاهُ: مَن يَسمَعْ أخبارَ الناسِ ومَعايِبَهم يَقَعْ فِي نَفسِه عَلَيْهِم المَكْروهُ. وَمَعْنَاهُ: أنّ مُجانَبَةَ الناسِ أسلَمُ. وَقيل: يُقال ذَلِك عندَ تَحقيقِ الظَّنِّ. وتقولُ فِي مُسْتَقبَلِه:} إخالُ، بِكَسْر الْهمــزَة وَهُوَ الأفصَحُ، كَمَا فِي العُباب.
زَاد غيرُه: وأكثَرُ اسْتِعْمَالا. وتُفْتَحُ فِي لُغَيَّةٍ هِيَ لُغة بني أَسَد، وَهُوَ الْقيَاس، كَمَا فِي الْعباب والمصباح. وَقَالَ المرزوقي فِي شرح الحماسة: الْكسر لُغَة طائية، كثر اسْتِعْمَالهَا فِي أَلْسِنَة غَيرهم، حَتَّى صَار " {أخالُ " بِالْفَتْح كالمرفوض. وَزعم أَقوام أَن الْفَتْح هُوَ الْأَفْصَح، وَفِيه كَلَام فِي شلارح الْكَعْبِيَّة لِابْنِ هِشَام، قَالَه شَيخنَا. (} وخَيَّل عَلَيْهِ {تَخْييِلَا} وتَخَيُّلاَ: وَجه التُّهْمَة إِلَيْهِ) كَمَا فِي الْمُحكم، وَهُوَ قَول أبي زيد. (و) {خَيَّلَ (فِيهِ الْخَيْر: تفرسه،} كَتخَيَّله) وتخوله، بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَيُقَال: {تَخيَّلَه} فَتَخيَّلَ، كَمَا يُقَال: تصَوره فتصور، وتحققه فتحقق. وَفِي التَّهْذِيب: {تَخيِّلْتُ عَلَيْهِ} تَخَيُّلاً: إِذا تخبرته وتفرست فِيهِ الْخَيْر. (والسحابة {المُخَيِّلَةُ} والمُخَيِّلُ) كمحدثة ومحدث ( {والمُخِيلَةُ) بِضَم الْمِيم (} والمُخْتالَةُ: الَّتِي تحسبها ماطرة) ذَا رَأَيْتهَا وَفِي التَّهْذِيب: {المَخِيلَةُ، بِفَتْح الْمِيم: السحابة، وَالْجمع:} مَخايِلُ، وَمِنْه الحَدِيث: " أَنه كَانَ إِذا رأى {مَخِيلَةَ أقبل وَأدبر ". فَإِذا أَرَادوا أَن السَّمَاء تغيمت قَالُوا: أخالت فهى} مُخِيلَةٌ، بِضَم الْمِيم، وَإِذا أَرَادوا السحابة نَفسهَا قَالُوا: هَذِه مخيلة، بِفَتْحِهَا. ( {وأَخْيَلْنا} وأَخَلْنا: شمنا سَحَابَة {مُخِيلةَ) للمطر. (} وأَخْيَلَتِ السَّمَاء، {وتَخَيَّلَت،} وخَيَّلَت: تهيأت للمطر فَرعدَت وَبَرقَتْ، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك. ( {والخالُ: سَحَاب لَا يخلف مطره) قَالَ:
(مثل سَحَاب} الخالِ سَحا مطرة ... )
(أَو) الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا و (لَا مطر فِيهِ) . الخالُ: البَرقُ. أَيْضا: الكِبرُ {كالخُيَلاء، قَالَ العَجّاجُ:} والخالُ ثَوبٌ مِن ثِيابِ الجُهَّالْ والدَّهْرُ فِيهِ غَفْلَةٌ للغُفَّالْ وَقَالَ آخَرُ:
(وَإِن كُنتَ سيِّدَنا سُدْتَنَا ... وَإِن كُنتَ {للخالِ فاذْهَبْ فَخَلْ)
أَيْضا: الثَّوبُ الناعِمُ مِن ثِيابِ اليَمَن. أَيْضا: بُرْدٌ يَمَنِيٌّ أحمرُ فِيهِ خُطوطٌ سُودٌ، كَانَ يُعمَلُ فِي الدَّهر الأوّل، وجَعــلهمــا الأزهريّ وَاحِدًا، وَقد، تقدَّم ذَلِك فِي خَ ول أَيْضا، وَهُوَ يَحتَمِلُ الواوَ وَالْيَاء. أَيْضا: شامَةٌ سَوْدَاءُ فِي البَدَنِ وقِيل: نُكْتَةٌ سَوْداءُ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيب: بَثْرَةٌ فِي الوَجْهِ تَضْرِبُ إِلَى السَّواد. ج:} خِيلانٌ بِالْكَسْرِ. وَهُوَ {أَخْيَلُ} ومَخِيلٌ {ومَخْيُولٌ زَاد الأزهريّ: ومَخُولٌ: أَي كثيرُ} الخِيلان. وَهِي {خَيْلاءُ. وَلَا فِعْلَ لَهُ، وتَصغيرُه:} خُيَيْل، فيمَن قَالَ: {مَخِيلٌ} ومَخْيُولٌ، وخُوَيْلٌ، فيمَن قَالَ: مَخُولٌ. الخالُ: الجَبَلُ الضَّخْمُ. أَيْضا: البَعِيرُ الضَّخْمُ على التَّشبيه، وجَمْعُهما: {خِيلانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(غُثاءٌ كَثِيرٌ لَا عَزِيمَةَ فِيهِمُ ... ولكنَّ} خِيلاناً عَلَيْهَا العَمائِمُ)
شَبَّهَهم بالإبِلِ فِي أبدانِهم، وَأَنه لَا عُقُولَ لَهم. الخالُ: اللِّواءُ يُعْقَدُ للأَمِير وَفِي التَّهْذِيب: يُعْقَدُ لوِلايةِ والٍ، وَلَا أرَاهُ سمِّيَ بِهِ إلّا لِأَنَّهُ كَانَ يُعْقَدُ مِن بُرُودِ الْخَال. الخالُ: مِثْلُ الظَّلَع يكونُ بالدابَّةِ، وَقد خالَ الفَرَسُ {يَخالُ} خَالاً فَهُوَ! خائِلٌ، وَأنْشد اللَّيث.) (نادَى الصَّرِيخُ فرَدُّوا {الخَيلَ عانِيَةً ... تشكُو الكَلالَ وتَشكُو مِن حَفا خالِ)
الخالُ: الثَّوبُ يُستَرُ بِهِ المَيِّتُ وَقد} خُيِّلَ عَلَيْهِ. الخالُ: الرَّجُلُ السَّمْحُ يُشَبَّه بالغَيم حينَ يَبرُق، كَذَا فِي المحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: يُشَبَّه {بالخال، وَهُوَ السَّحابُ الماطِرُ. والخالُ: ع مِن شِقِّ اليَمامة، قَالَه نَصْرٌ. الخالُ:} المَخِيلَةُ وَهِي الفِراسَةُ، وَقد {أخالَ فِيهِ} خالاً. الخالُ: الفَحْلُ الأَسودُ مِن الإبلِ، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَقد تقدَّم فِي خَ ول. الخالُ: صاحِبُ الشَّيْء يُقَال: مَن خالُ هَذَا الفَرسِ أَي مَن صاحِبُه، وَهُوَ مِن {خالَهُ} يَخُولُه: إِذا قَامَ بأَمْرِه وساسَهُ، وَقد ذُكِرَ فِي خَ ول. (و) {الخالُ: الخِلافَةُ إِذْ هِيَ مِن شَأْن مَن يُعقَدُ لَهُ اللِّواءُ. (و) } الْخَال: جَبَلٌ تِلْقاءَ الدَّثِينَةِ فِي أرضِ غَطَفانَ، وَهُوَ لبني سُلَيم، قَالَ:
(أهاجَكَ! بالخالِ الحُمُولُ الدَّوافِعُ ... وأنتَ لِمَهْواها مِن الأرضِ نازِعُ)
الخالُ: المُتَكبِّرُ المُعْجِبُ بنَفْسِه يُقَال: رجُلٌ خالٌ وخالٍ. الخالُ: المَوضِعُ الَّذِي لَا أَنِيسَ بِهِ.
الخالُ: الظَّن والتَّوَهُّمُ خالَ يَخالُ خالاً. الخالُ: الرجُلُ الفارِغُ مِن عَلاقَةِ الحُبِّ. الخالُ: العَزَبُ مِن الرِّجَال. الخالُ: الرجلُ الحَسَنُ القِيامِ على المالِ. وَقد خالَ عَلَيْهِ يَخِيلُ ويَخُولُ: إِذا رَعاه وأحسنَ القِيامَ عَلَيْهِ. الخالُ: الأَكمَةُ الصَّغِيرةُ. الخالُ: المُلازِمُ للشَّيْء يَسُوسُه ويرعاه. الخالُ: لِجامُ الفَرَسِ وَكَأَنَّهُ لغَة فِي الخَوَلِ، مُحرَّكةً، وَقد مَرَّ إنكارُ الأزهريّ على اللَّيث فِي خَ ول. الخالُ: الرَّجلُ الضَّعيفُ القَلْبِ والجِسمِ وَهُوَ أشْبَهُ أَن يكون بتشديدِ اللَّام، مِن خَلَّ لَحْمُه: إِذا هُزِلَ، وَقد تقدَّم. الخالُ: نَبتٌ لَهُ نَوْرٌ م معروفٌ بنَجْدٍ، وَلَيْسَ بالأَوَّل. الخالُ: البَرِيءُ مِن التُّهْمة. الْخَال: الرجلُ الحَسَنُ المَخِيلَةِ بِما يُتَخَيَّلُ فِيهِ أَي يُتَفرَّس ويُتَفَطَّن، فَهَذِهِ أحدٌ وَثَلَاثُونَ مَعنًى للخال. ومَرَّ الخالُ أَخُو الأُمّ، فَتكون اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ معنى، نَظَم غالِبَها الشُّعراءُ فِي مُخاطَباتِهم، ومِن أجمع مَا رَأَيْت فِيهَا قصيدة مِن بَحْرِ السِّلْسِلة، للشَّيْخ عبدِ الله الطَّبلاوِيّ، يمدَحُ بهَا أَبَا النَّصر الطَّبلاوِيّ، ذَكر فِيهَا هَذِه المَعانِيَ الَّتِي سَرَدَها المُصنِّفُ، وَزَاد عَلَيْهِ بعضَ مَعانٍ يُنْظَرُ فِيهَا. فَمِنْهَا: الصاحِبُ، والمُفْتَقِرُ، والماضِي، والمُخَصِّص، والقاطِعُ، والمَهْزولُ، والمُتَفَرقُ، وَالَّذِي يَقْطَعُ الخَلاءَ مِن الحَشِيش، والنِّقْرِسُ، والخُلقُ. فَهَذِهِ عَشْرةٌ. وذَكَر الكِبرَ والتَّكبُّرَ والاختِيالَ، وَهَذِه الثَّلَاثَة بِمَعْنى واحدٍ. وَلَا يَخفى أنّ المَعانيَ السبعةَ الأُوَل كلّها مِن خَلّ يَخُلُّ فَهُوَ خالٌّ، بتَشْديد اللَّام. وخَلَّ إِلَيْهِ: افْتَقَرَ. وخَلَّهَ خَلّاً: شَكَّه وقَطَعَه. وخَلَّه فِي الدُّعاء: خَصَّه كَمَا سبق ذَلِك كلُّه. وَأما الَّذِي يَقْطَع الخَلَاءَ، فالصَّواب فِيهِ الخالِئُ، بِالْهَمْــز، حُذِفَتْ)
للتَّخْفِيف، فَهُوَ لَيْسَ مِن هَذَا الحَرف. والنِّقْرِسُ مفهومٌ مِن الظَّلْع الَّذِي ذكره المصنِّفُ، فتأَمَّلْ ذَلِك. مِن المَجاز: {أخالت الناقَةُ فَهِيَ} مُخِيلَةٌ: إِذا كَانَ فِي ضَرعِها لَبَنٌ وَكَانَت حَسَنَة العَطْلِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أرَاهُ على التَّشبيه بالسَّحاب. أخالَت الأرضُ بالنَّبات: إِذا ازْدانتْ وَفِي المحكَم: {اخْتالَتْ، وَهُوَ مَجازٌ.} والأَخْيَلُ {والخُيَلاءُ إطلاقُه صريحٌ بِأَن يكون بالفَتح، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل هُوَ بضَم فَفتح، ورُوِي أَيْضا بكسرٍ ففَتْح، وذَكر الوَجْهين الصَّغانيُ.} والخَيْلُ {والخَيلَةُ} والخالُ {والمَخِيلَة بِفَتْح المِيم، كُلِّه: الكِبْرُ عَن} تَخَيُّلِ فَضيلةٍ تَتَراءَى للْإنْسَان مِن نَفْسِه. وَفِي الحَدِيث، قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إنَّكَ لستَ تَصْنَعُ ذَلِك {خُيَلاءَ ضُبِط بالوَجهين. وَقَالَ اللَّيثُ:} الأَخْيَلُ: تَذكِيرُ {الخَيلاءِ، وأنشَد: لَها بَعْدَ إِدْلاجٍ مراحٌ} وأَخْيَلُ ورجلٌ {خَال} وخائِل وخالٍ مَقْلُوباً، {ومُخْتالٌ} وأُخائِلٌ إطلاقُا صريحٌ فِي أَنه بِفَتْح الْهمــزَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ بضَمّها، وَالْمعْنَى: أَي مُتَكبِّرٌ ذُو {خُيَلاءَ، مُعْجِبٌ بِنَفسِهِ. وَلَا نظيرَ} لأُخائِلٍ مِن الصِّفات إلّا رَجُلٌ أدابرٌ: لَا يَقْبَلُ قولَ أحدٍ، وَلَا يَلْوِي على شَيْء. وأُباتِرٌ: يَبتُر رَحِمَه: أَي يقطَعُها، نَبَّه عَلَيْهِ الجوهريّ. وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كلَّ {مُخْتالٍ فَخُورٍ. وَقد} تَخَيَّلَ {وتَخايَلَ: إِذا تَكبِّر.} والأَخْيَلُ: طائِرٌ مَشْؤُومٌ عندَ العَرب، يَقُولُونَ: أشْأَمُ مِن {أخْيَلَ، وَهُوَ يَقعُ على دَبَرِ البَعِير، وأراهم إِنَّمَا يَتشاءَمُون لذَلِك، قَالَ الفَرَزْدَق:
(إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ ... فلاقَيتِ مِن طَيرِ العَراقِيبِ} أَخْيَلاَ)
ويروَى: فلُقِّيتِ مِن طَيرِ اليَعاقِيبِ. أَو هُوَ الصُّرَدُ الأخضَرُ، أَو هُوَ الشّاهِينُ أَو هُوَ الشِّقِرَّاقُ قَالَه الفَرّاءُ. قَالَ السُّكَّرِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لأنّ على جَناحِه ألواناً تُخالِفُ لَونَه، قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِي:
(فَإِذا طَرَحْتَ لَه الحَصاةَ رَأَيتَهُ ... يَنْزُو لوَقْعَتِها طُمُورَ {الأَخْيَلِ)
وَقيل: سُمِّيَ بِهِ لاختِلافِ لَونِه بالسَّوادِ والبَياضِ. وَفِي العُباب: هُوَ يَنْصرِفُ فِي النَّكِرةِ إِذا سَمَّيتَ بِهِ، وَمِنْهُم من لَا يَصْرِفه فِي المَعرفة وَلَا فِي النَّكرة، ويجعلُه فِي الأَصل صِفةً مِن} التَّخَيُّلِ، ويَحتَجُّ بقولِ حَسّانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(ذَرِينِي وعِلْمِي بالأُمُورِ وشِيمَتِي ... فَمَا طائِرِي فِيهَا عَلَيكِ {بأَخْيَلاَ)
ج:} خِيلٌ، بِالْكَسْرِ وَفِي التَّهْذِيب: جَمْعُه {الأَخائِلُ. وبَنُو} الأَخْيَلِ بن مُعاوِيةَ: بَطْنٌ مِن بني عُقَيل بنِ كَعْب رَهْطُ لَيلَى {الأَخْيَلِيَّة، وَقد جَمعتْه على الأَخائل، فَقَالَت:)
(نَحن} الأخائلُ مَا يَزالُ غُلامُنا ... حتّى يَدِبَّ علَى العَصا مَذْكُورا)
{وتَخيَّلَ الشَّيْء لَهُ: إِذا تَشَبَّه. وَقَالَ الراغِبُ:} التَّخَيُّلُ: تَصوُّرُ خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. وَأَبُو {الأَخْيَلِ خالِدُ بنُ عَمْرو السُّلَفِيُّ بِضَم فَفتح، عَن إسماعيلَ بن عَيّاس. وإسحاقُ بن} أَخْيَلَ الحَلَبِيُّ عَن مُبَشِّرِ بن إِسْمَاعِيل: مُحَدِّثان. {والخَيالُ} والخَيالَةُ: مَا تَشَبَّه لكَ فِي اليَقَظة والحُلْمِ مِن صُورَةٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: {الخَيالُ: كلُّ شيءٍ تَراه كالظِّلِّ، وَكَذَا خَيالُ الإنسانِ فِي المِرآة.} وخَيالُه فِي النَّومِ: صُورةُ تِمْثالِه، ورُّبما مَرَّ بك الشَّيْء يُشبِهُ الظِّلَّ فَهُوَ {خَيالٌ، يُقَال:} تَخَيَّلَ لي {خَيالُه. وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ} الخَيالِ: االقُوَّةُ المُجَرَّدةُ كالصّورة المُتَصوَّرة فِي المَنامِ وَفِي المِرآةِ وَفِي القَلب، ثمَّ استُعمِل فِي صُورةِ كلِّ أمرٍ مُتَصَوَّرٍ، وَفِي كلِّ دَقِيقٍ يَجرِي مَجْرَى الخيال. قَالَ: {والخَيالُ: قُوَّةٌ تَحفَظُ مَا يُدْرِكُه الحِسّ المُشتَرَكُ مِن صُوَرِ المَحْسُوسات بعدَ غَيبُوبةِ المادَّةِ، بحيثٌ يُشاهِدُها الحِسُّ المُشْتَرك، كلَّما التفتَ إِلَيْهِ، فَهُوَ خِزانَةٌ للحِسّ المُشتَرك، ومَحَلُّه البَطْنُ الأَوّلُ مِن الدِّماغ. ج:} أَخْيِلَةٌ. أَيْضا: شَخْصُ الرَّجُلِ وطَلْعَتُه يُقَال: رَأَيْت {خَيالَه} وخَيالَتَه، وَقَالَ الشاعِر، وَهُوَ البُحْتُرِيُّ:
(فلَسْتُ بنازِلٍ إلَّا أَلَمَّتْ ... برَحْلِي أَو {خَيالَتُها الكَذُوبُ)
وَقيل: إِنَّمَا أَنت على إرادَةِ الْمَرْأَة.} وخَيَّلَ للنّاقَةِ {وأخْيَلَ لَهَا: وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ مِنْهُ الذِّئبُ فَلَا يَقْرَبَه، نقلَه ابنُ سِيدَه. (و) } خَيَّل فُلانٌ عَن القَوْم: إِذا كَعَّ عَنهُم ومثلُه: غَيَّفَ وخَيَّفَ، نَقله الأزهريّ وَهُوَ قولُ عَرّامٍ. وَقَالَ غيرُه: {خَيَّل الرجلُ: إِذا جَبُنَ عندَ القِتال.} والخَيالُ: كِساءٌ أَسْوَدُ يُنصَبُ على عُودٍ {يُخَيَّلُ بِهِ للبهَائم والطَّيرِ، فتُظنُّه إنْسَانا وَفِي التَّهْذِيب: خَشَبَةٌ تُوضَعُ فَيُلْقَى عَلَيْهَا الثَّوبُ للغَنم، إِذا رَآهَا الذِّئب ظَنَّه إنْسَانا، قَالَ الشَّاعِر:
(أَخٌ لَا أخَا لِي غَيرُه غَيرَ أنَّنِي ... كَراعِي} الخيَالِ يَستَطِيفُ بِلا فِكْرِ)
وَقيل: راعِي الخَيالِ: الرَّأْلُ، يَنْصِبُ لَهُ الصائدُ! خَيالاً، فيألَفُه فَيَأْخذهُ الصائدُ، فيتْبَعُه الرَّأْلُ.
وَقيل: الخَيالُ: مَا نُصِبَ فِي أرضٍ، ليُعْلَمَ أَنَّهَا حِمًى فَلَا تُقْرَب. والجَمْعُ: {أَخْيِلَةٌ، عَن الكِسائي،} وخِيلانٌ، قَالَ الراجز: {تَخالُها طائرةً وَلم تَطِرْ كَأَنَّهَا} خِيلانُ راعٍ مُحْتَظِز أرادَ {بالخِيلان: مَا نَصَبَه الرَّاعِي عندَ حَظِيرةِ غَنَمِه. (و) } الخَيالُ: أرضٌ لبني تَغْلِبَ بن وائلٍ.)
الخَيالُ: نَبتٌ. {والخَيل: جَماعَةُ الأَفْراسِ، لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، وَهُوَ مُؤنَّثٌ سَماعِيٌّ، يَعمُّ الذَّكرَ والأُنثى. أَو واحِدُه:} خائِلٌ، لِأَنَّهُ {يَخْتالُ فِي مِشْيتِه، قَالَه أَبُو عُبيدة. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إِلَى} الخائلِ، لِأَنَّهُ أقربُ مَذكُورٍ، وَيجوز إعادَتُه للخَيلِ، بِناءً على أَنه اسمُ جَمعٍ، أمّا على القولِ بِأَنَّهُ مُؤنثٌ، كَمَا نَصُّوا عَلَيْهِ، فيتعينُّ عَودُه {للخائِل، قَالَه شيخُنا.
ويَشْهدُ لِما قَالَه أَبُو عُبَيْدَة مَا حَكاه أَبُو حاتِمٍ، نَقلاً عَن الأصمَعِي، قَالَ: جَاءَ مَعْتوهٌ إِلَى أبي عَمْرو بن العَلاء، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرو، لِمَ سُمِّيَت} الخَيلُ {خَيلاً فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ: لكنْ أَدْرِي، فقالَ: عَلِّمْنا، قَالَ:} لاخْتِيالِها فِي المَشْيِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو لأصحابِه بعدَ مَا وَلَّي: اكتُبوا الحِكْمَةَ وارْوُوها وَلَو عَن مَعْتُوهٍ. وَقَالَ الراغِبُ بعدَ مَا ذَكر {الخُيَلاء: وَمِنْهَا تُنُووِلَ لَفظ الخَيلِ، لِما قِيل: لَا يَركَبُ أحدٌ فَرَساً إلَّا وَجَد فِي نَفْسِه نَخْوةً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقَول أبي ذُؤيب:
(فَتنازَلا وتَواقَفَتْ} خَيلاهُما ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ)
ثَنّاه على قَوْــلهم: هما لِقاحانِ أَسْودَان وجِمالان. جج جَمْعُ الجَمْع: {أَخْيالٌ} وخُيُولٌ وَهَذِه أشْهَرُ وأَعْرَفُ ويكْسَرُ. قَالَ الراغِبُ: (و) ! الخَيلُ فِي الأصلِ: اسْمٌ للأَفْراسِ الفُرسان جَميعاً، قَالَ تَعَالَى: وَمِن رِبَاطِ الْخَيلِ ويُستعمَلُ فِي كُل واحدٍ مِنْهُمَا مُنفَرِداً، نَحْو مَا رُوِى: يَا {خَيلَ اللَّهِ ارْكَبِي. أَي يَا رُكَّابَ خَيلِ اللَّهِ، فحُذِفَ للعِلْم اختِصاراً. فَهَذَا للفُرسان. وَكَذَا قولُه تَعَالَى: وَأَجْلِبْ عَلَيهِم} بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ أَي بفُرسانِك ورَجَّالَتِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أنّ {خَيلَه كُلُّ خَيل تَسعَى فِي مَعْصِيةِ الله. ورَجِلَه: كلُّ ماشٍ فِي مَعصيةِ الله. وَفِي الحَدِيث: عَفَوْتُ لكُم عَن صَدَقةِ الخَيلِ يَعْنِي الأفْراسَ. وَكَذَا قولُه تَعَالَى:} وَالْخَيلَ والْبِغالَ والحَمِيرَ لِتَركَبُوها وزِينَةً. خَيل: د قُربَ قَزْوِينَ بينَها وبينَ الرَّيَّ. وزَيْدُ الخَيرِ هُوَ ابْن مُهَلْهل بن زيد بن مُنْهِب الطَّائِي النَّبهاني كَانَ يُدْعَى زَيْدَ الخَيل لشجاعَتِه فسَمَّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا وَفَد عَلَيْهِ فِي سنة تِسعٍ من الْهِجْرَة زَيْدَ الخَيرِ، لِأَنَّهُ بمَعناه وأَثْنى عَلَيْهِ وأقْطَعه أَرَضِينَ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي أل ف. وَأَيْضًا أزالَ تَوهُّمَ أنّه سُمِّيَ بِهِ لِما اتَّهَمَه بِهِ كَعْبُ بن زُهَير بن أبي سُلمَى مِن أَخْذِ فَرَسٍ لَهُ. يُقال: فُلانٌ لَا تُسايَرُ {خَيلاهُ، أَو لَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَرُ وَلَا تُواقَفُ: أَي لَا يُطاقُ نَمِيمَةً وكَذِباً نقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ مَجازٌ. قَالُوا: الخَيلُ أَعْلَمُ مِن فُرسانِها: يُضْرَبُ لمَن تَظُن بِهِ ظَنّاً أنّ عندَه غَناءً، أَو أَنه لَا غَناءَ عندَه فتَجِدُه على مَا ظَنَنْتَ نقلَه ابنُ سِيدَه.} والخِيلُ، بالكَسرِ: السَّذابُ نقلَه الأزهريُّ.
أَيْضا: الحِلْتِيتُ يَمانِيَةٌ، نَقله ابنُ سِيدَه. ويُفْتَحُ. {وخالَ} يَخالُ! خَيلاً: داوَمَ على أكلِه أَي السَّذاب،)
قَالَه الأزهريّ، وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ، ونَصُّه: خالَ {يَخِيلُ} خَيْلاً. {وخِيلَةُ الأَصْفَهانِيُّ، بِالْكَسْرِ: مُحَدِّثٌ وَهُوَ أَبُو القاسِم عبدُ الْملك بن عبد الغَفّار بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر البَصْرِيّ الفَقِيه الهَمَــذاني، يُعْرَفُ} بخِيلَةَ، ويُلَقَّب ببحير، سَمِعَ الكثيرَ بأصبَهان، وأدركَ أصحابَ الطَّبَرانِيّ، قَالَ ابْن ماكُولا: سَمِعت مِنْهُ، قَالَه الحافِظُ. قلت: فقولُ المصنِّفِ الْأَصْفَهَانِي فِيهِ نَظَرٌ. {والمُخايَلَةُ: المُباراةُ خايَلْتُ فُلاناً: أَي بارَيْتُه وفَعْلتُ فِعْلَه، قَالَ الكُمَيت:
(أقولُ لَهُمْ يومَ أيمانهُم ... } تُخايِلُها فِي النَّدَى الأَشْمُلُ)
{تُخايِلُها: أَي تفاخِرها وتُبارِيها. وَذُو} خَيلِيل هَكَذَا فِي المَوضِعَين نَصُّ العُباب: وَفِي بعض النُّسَخ: وَذُو خَيل، فِي المَوضِعَين، وَوَقع فِي كتاب نَصْر: ذُو خَلِيلٍ، كأَمِيرٍ، وَقَالَ: مَوضِعٌ بشِقِّ اليَمَن، نسِب إِلَيْهِ أَحَدُ الأَذْواء. وَهُوَ على مَا فِي العُباب: مالِكُ بن زُبَيدِ بنِ وَلِيعَةَ بن مَعْبَد بن سَبأ الأصغَر ابْن كَعْب بن زَيد بن سَهْل الحِميَرِيّ. وَذُو خَيلِيل بنُ جُرَشَ بنِ أَسْلَمَ بن زَيد بن الغَوث الأصغَر ابْن سعد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مالِك بن زَيد بن سَهْل الحِمْيَرِيّ. وبَنُو {المُخَيَّلِ، كمُعَظَّمٍ: فِي ضُبَيعَةِ أَضْجَمَ كَمَا فِي العُباب.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الخَيالُ {والخَيالَةُ: الطَّيْفُ.} والخائِلُ: الشَّاب المُخْتالُ، والجَمْعُ: خالَةٌ. {والخالَةُ: المَرأةُ} المُخْتالَةُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ النَّمِر بن تَوْلَب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أودى الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلَبَهْ ... وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِن قَلَبَهْ) ويُرْوَى: الخَلَبَة مُحرَّكَةً، كعابِدٍ وعَبَدَة، وبكسر اللَّام أَيْضا بمَعْنى الخَدَّاعة. ورجلٌ مَخُولٌ كمَقُولٍ: كَثُر الخِيلانُ فِي جَسَدِه. وبَعِيرٌ {مَخْيولٌ: وقَعَ} الأَخْيَلُ على عَجُزِه فقَطَعه، وَمِنْه قِيل للرَّجُل إِذا طَار عَقْلُه فَزَعاً: مَخْيولٌ، وَهُوَ من استِعمال العامَّةِ، لكنه صَحيحٌ. {والخَيَّالَةُ، بالتَّشديد: أصحابُ الخُيولِ.} والخِيَلاءُ، بكسرٍ فَفتح: لُغَةٌ فِي {الخُيَلاءِ بمَعْنى الكِبر. وَهُوَ} مُخِيلٌ للخَيرِ: أَي خَلِيقٌ لَهُ، وحَقِيقَتُه أَنه مُظْهِرٌ {خَيالَ ذَلِك.} وأخال الشَّيْء: اشْتَبَه، يُقَال: هَذَا أَمْرٌ لَا {يُخِيلُ، قَالَ:
(والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا} يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... والصِّدْقُ يَعْرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ)
وفُلانٌ يَمضِي على {المُخَيَّل، كمُعَظمٍ: أَي على مَا خَيَّلَتْ: أَي شَبَّهَتْ، يَعْنِي علَى غَرَرٍ مِن غيرِ يَقِين، وَمِنْه قولُهم: وَقَع فِي} - مُخَيَّلِي كَذَا، وَفِي {- مُخَيَلاتي.} وخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنه كَذَا، على مَا لم يُسَمَّ)
فاعِلُه، مِن التَّخْيِيل والوَهْم، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَّهَا تَسعَى} والتَّخْيِيلُ: تَصوِيرُ {خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. ووجَدْنا أَرضًا} مُتَخَيِّلَةً {ومُتَخايِلَة: إِذا بَلَغَ نَبتُها المَدَى، وخَرج زَهْرُها، قَالَ ابنُ هَرمَةَ:
(سَرا ثَوْبَهُ عنكَ الصِّبا} المُتَخايِلُ ... وقَرَّبَ للبَيْنِ الخَلِيطُ المُزايِلُ)
وَقَالَ آخَرُ:
(تَأَزَّرَ فِيهِ النَّبتُ حتّى {تَخايَلَتْ ... رُباهُ وحتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّما)
} واسْتَخالَ السَّحابَةَ: إِذا نَظَر إِلَيْهَا

ءخَو

(ء خَ و)

الْأَخ، من النّسَب، مَعْرُوف، وَقد يكون الصّديق والصاحب.

والأَخَا، مَقْصُور، والأخْو، لُغَتَانِ فِيهِ، حَكَاهُمَا ابْن الْأَعرَابِي، وانشد لخليج الاعيوي:

قد قلتُ يَوْمًا والرِّكابُ كَأَنَّهَا قواربُ طَيْرِحانَ مِنْهَا ورُودُها

لأخْوين كاناخير أخْوَين شِيمَة وأسرعَه فِي حاجةِ لي أريدها

حمل " اسرعه " على معنى: خَيْر أَخَوَيْنِ وأسْرَعه، كَقَوْلِه:

شَرّ يَوْميها وأغواه لَهَا ركِبت عَنز بحدج جمَلاَ

وَهَذَا نَادِر.

وَأما كُراع فَقَالَ: أخْو، بِسُكُون الْخَاء، وتَثنيتُه: أخَوان، بِفَتْح الْخَاء، وَلَا ادري كَيفَ هَذَا.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لَا أخَا، فاعْلَم، لَك.

فَقَوله. " فَاعْلَم " اعْتِرَاض بَين الْمُضَاف والمضاف اليه، كَذَا الظَّاهِر.

وَأَجَازَ أَبُو عليّ أَن يكون " لَك " خَبرا، وَيكون " اسْما مَقْصُورا تَاما غير مُضَاف، كَقَوْلِك: لَا عَصا لَك.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أخوُنٌ: وآخاءٌ، وإخْوان. واخْوان، وإخْوة، وأُخْوة، بِالضَّمِّ.

هَذَا قَول أهل اللُّغَة، فَأَما سِيبَوَيْهٍ فالأخوة، بِالضَّمِّ عِنْده، اسْم للْجمع وَلَيْسَ بِجمع، لِأَن: فعلا " لَيْسَ مِمَّا يُكسَّر على " فُعْلة "، وَيدل على أَن " أَخا " " فَعَل " مَفتوحة الْعين، جَمعهم إيّاها على " أفعالٍ " نَحْو: آخاءٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، عَن يُونُس، وَأنْشد أَبُو عَليّ:

وجدتُم بَنيكم دُوننا إِذْ نُسِبُتمُ وأيَّ بَني الآخاءِ تنُبو مَناسِبُه وَحكى اللحياني فِي جمعه: أخوّة.

وَعِنْدِي انه " أخوّ "، على مِثَال " فُعُول "، ثمَّ لحقت الْهَاء لتأنيث الْجمع، كالبُعولة والفُحولة.

وَأما قَوْله عز وَجل: (فَإِن كَانَ لَهُ إخْوة فلأُمه السُّدس) ، فَإِن الْجمع هَاهُنَا مَوْضوعٌ مَوْضَع الِاثْنَيْنِ، لِأَن الِاثْنَيْنِ يُوجبان لَهَا السُّدس.

وَقَوله تَعَالَى: (وإخْوَانهمْ يَمُدوّنهم فِي الغَيّ) ، يَعْنِي بإخوانهم: الشَّيَاطِين، لِأَن الكُفار إخْوَان الشَّيَاطِين.

وَقَوله تَعَالَى: (فإخوانكم فِي الدّين) ، أَي: قد دَرأ عَنْهُم إيمانُهم وتوبتهم إِثْم كُفرهم ونَكْثهم العُهود.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِلَى عادِ أَخَاهُم هُودا) ، وَنَحْوه.

قَالَ الزّجاج: قيل فِي الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم السَّلَام: أخوهم، وَإِن كَانُوا كَفرة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي انه قد أَتَاهُم بشر مثــلهم من ولد آدم، عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ أحجّ، وَجَائِز أَن يكون أَخَاهُم، لِأَنَّهُ من قَومهمْ، فَيكون أفهمَ لَهُم بِأَن ياخذوه عَن رَجل مِنْهُم.

وَقَوْــلهمْ: فلَان أخُو كُرْبة، وأخو لَزْبة، وَمَا أشبه ذَلِك، أَي: صَاحبهَا.

وَقَوْــلهمْ: إخْوَان العَزَاء، وإخْوان العَمل، وَأَشْبَاه ذَلِك، إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَصْحَابه ومُلازميه.

وَيجوز أَن يعنوا بِهِ أنّهم إخوانه، أَي: إخْوَته الَّذين وُلدوا مَعَه، وَإِن لم يُولد العَزاء وَلَا الْعَمَل وَلَا غير ذَلِك من الْأَغْرَاض، غير أَنا لم نَسمعهم يَقُولُونَ: إخْوَة العزاء، وَلَا إخْوَة العَمل، وَلَا غَيرهمَا، إِنَّمَا هُوَ إخْوَان، وَلَو قَالُوا لجَاز، وكل ذَلِك على الْمثل، قَالَ لَبيدٌ: إِنَّمَا يَنجح إخْوَان العَمل يَعْنِي: من دأبَ وتحرَّك وَلم يُقم، قَالَ الرّاعي:

على الشَّوق إخْوَان العَزاء هَيوُجُ أَي: الَّذين يَصبرون فَلَا يَجزعون وَلَا يَخْشعون، وَالَّذين هم أشقَّاء الْعَمَل والعَزاء. وَقَالُوا: الرُّمح أَخُوك وربمّا خانك.

وَالْأُخْت: أُنْثَى الْأَخ، صِيغَة على غَير بِنَاء الْمُذكر، وَالتَّاء بدل من الْوَاو، وَزنهَا " فَعَلة "، فنقلوها إِلَى " فُعْل "، وألحقتها التَّاء المُبدلة من لامها بِوَزْن " فُعْلٍ "، فَقَالُوا: أُخْت، وَلَيْسَت التَّاء فِيهَا بعلامة تَأْنِيث، كَمَا ظَن من لَا خِبرة لَهُ بِهَذَا الشَّأْن، وَذَلِكَ لسكون مَا قبلهَا.

هَذَا مَذهب سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ الصَّحِيح، وَقد نَص عَلَيْهِ فِي بَاب مَا لَا ينْصَرف، فَقَالَ: لَو سَّميت بِهَذَا رجلا لصَرفتها مَعْرفة، وَلَو كَانَت للتأنيث لما انْصَرف الِاسْم.

على أَن سِيبَوَيْهٍ قد تَسمَّح فِي بعض أَلْفَاظه فِي الْكتاب فَقَالَ: هِيَ عَلامَة تَأْنِيث.

وَإِنَّمَا ذَلِك تَجُوّز مِنْهُ اللَّفْظ، لِأَنَّهُ أرْسلهُ غُفْلاً، وَقد قَيده فِي بَاب مَا لَا ينْصَرف، وَالْأَخْذ بقوله المُعلّل أقوى من الْأَخْذ بقوله الغفل المُرْسل، ووَجه تجوُّزه أَنه لما كَانَت الثَّاء لَا تُبدل من الْوَاو فِيهَا إِلَّا مَعَ الْمُؤَنَّث صَارَت كَأَنَّهَا عَلامَة تَأْنِيث، واعني بالصيغة فِيهَا بناءها على " فُعْل "، واصلها " فَعَل "، وإبدال الْوَاو فِيهَا لَازم، لِأَن هَذَا عمل اخْتصَّ بِهِ الْمُؤَنَّث.

وَالْجمع: أَخَوَات.

وَقَالُوا: رَمَاه الله بليلةَ لَا أُخْت لَهَا، وَهِي لَيْلَة يَمُوت.

وآخى الرجلمؤاخاة، وإخاء، ووخاء، وواخاه، لُغَة ضَعِيفَة، وَقيل: هِيَ بدل: وَأرى " الوخاء " عَلَيْهَا.

وَالِاسْم: الأخُوَّةُ.

وَمَا كُنت أَخا وَلَقَد تأخّيت، وآخّيْت، وأخَوْت.

وأخَوْت عشرَة، أَي: كنت لَهُم أَخا.

وتأخّى الرجلَ: اتَّخذهُ أَخا، أَو دَعاه أَخا.

وَلَا أَخا لَك بفلان، أَي: لَيْسَ لَك بِأَخ، قَالَ النَّابِغَة:

وأبلغ بني ذُبيَان أنْ لَا أَخا لَهُم بعَبْسٍ إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأظْلماَ

وَقَوله:

أَلا بكر الناعي بأوْسٍ بن خالدٍ أخى الشَّتْوة الغَبراء والزَّمن المَحْلِ وَقَول الآخر:

أَلا هَلك ابْن قُرّانَ الحَميدُ أَبُو عَمرو أخُو الجُلَّي يَزيدُ

فقد يجوز أَن يَعْنيا بالاخ هُنَا: الَّذِي يَكفيهما ويُعين عَلَيْهِمَا، فيَعود إِلَى معنى الصُّحبة، وَقد يكون انهما يفْعَلَانِ فيهمَا الفِعل الْحسن فُيكسبانه الثَّنَاء وَالْحَمْد، فَكَأَنَّهُ لذَلِك أَخ لَهمــا.

وَقَوله:

والخمُر لَيستْ من أَخِيك ول كنْ قد تَغُرّ بآمِن الحِلْمِ

فسّره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهَا لَيست بمُحابيتك فتكُف عَنْك بَأسَها، وَلكنهَا تَنْمِى فِي رَأسك.

وَعِنْدِي أَن " أَخِيك " هَاهُنَا: جمع " أَخ "، لِأَن التِّبعيض يَقْتَضِي ذَلِك.

وَقد يجوز أَن يكون " الْأَخ " هَاهُنَا: وَاحِدًا، يَعني بِهِ الْجمع، كَمَا يَقع الصّديق على الْوَاحِد والجميع، قَالَ تَعَالَى: (ولَا يَسأل حميمٌ حميما. يُبصَّرونهم) .

وَقَالَ: دَعْها فَمَا النَّحوىّ من صديقها وَحكى اللِّحياني، عَن أبي الدِّينار، وَأبي زِيَاد: الْقَوْم بأخي الشّر، أَي: بشرّ.

أَرب

أَرب
: (} الإِرْبُ، بالكَسْرِ) والسُّكُونِ هُوَ (: الدهاء) والبَصَرُ بالأُمُورِ ( {كالإِرْبَةِ) ، بالكَسْرِ (ويُضَمُّ) فَيُقَال:} الأُرْبَةُ، وَزَاد فِي (لِسَان الْعَرَب) : {والأَرْب، كالضَّرْب. (والنُّكْرُ) هَكَذَا فِي النّسخ بالنُّون مَضْمُومَة، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: المَكْر، بِالْمِيم (والخُبْثُ) والشَّرُّ (والغَائِلَةُ) ورَدَ فِي الحَدِيث أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فَقَالَ: (مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ} وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا) أَصْلُ! الإِرْب بكَسْرٍ فسُكُون: الدَّهَاءُ والمَكْرُ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا، قَالَ ابنُوَقَوله فِي حَدِيث المُخَنَّثِ (كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ) أَي النِّكَاحِ، والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ، تَقُولُ العَرَبُ فِي المَثَل ( {مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ) قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لاِءَرَبٍ لَهُ فيكَ لاَ محبَّةً.} والمَأْرُبَةُ: الحَاجَةُ. والحَفَاوةُ: الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ فِي السُّؤَال عَنهُ، وَهِي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه: ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ، قَالَ الله تعالَى: {2. 002 ولي فِيهَا. . اخرى} (طه: 18) وقَالَ تَعَالَى: {2. 002 غير اولي. . الرِّجَال} (النُّور: 31) قَالَ سعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: هُوَ المَعْتُوهُ. (و) لَقَدْ (أَرُبَ) الرَّجُلُ يَأْرُبُ ( {إِرَبًا كَصَغُرَ) يَصْغُرُ (صِغَرًا) إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ (و) أَرُبَ (} أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ) أَيْ (عَقَلَ، فَهُوَ {أَرِيبٌ) مِنْ قَوْمٍ} أُرَبَاءَ ( {وأَرِبٌ) كَكَتِفٍ.
(و) أَرِبَ بِالشَّيْءِ (كَفَرِحَ: درِبَ) بِهِ وصَارَ فِيهِ مَاهِراً بَصِيراً، فَهُوَ أَرِبٌ، كَكَتِفٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: وَمِنْه الأَرِيبُ، أَي ذُو دَهَاءٍ وبصرٍ، قَالَ أَبُو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يرْثِي عَبْدَ بن زُهْرةَ:
يَلُفُّ طَوائِفَ الأَعْدا
ءِ وَهْو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
(و) قد أَرِب الرجلُ إِذا (احْتَاجَ) إِلى الشيءِ وطَلَبه، يَأْرَبُ أَرَباً قَالَ ابنُ مُقْبل:
وإِنَّ فِينَا صَبُوحاً إِنْ أَرِبْتَ بِهِ
جَمْعًا بَهِيًّا وآلاَفَا ثَمَانِينَا
جَمْع أَلْفٍ أَي ثَمَانِينَ أَلْفًا، أَرِبْتَ بِهِ، أَي احْتَجْتَ أَلَيْهِ وأَرَدْتَه.
(و) أَرِبَ (الدَّهْرُ: اشْتَدَّ) وَرَدَ فِي الحديثِ (قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا فِي الفِدَاءِ لاَ} يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصْحَابُه) أَيْ يَتَشَدَّدُونَ علَيْكُم فيهِ. قَالَ أَبُو دُوَاد الإِيَادِيُّ يصفُ فَرَساً:
أَرِبَ الدَّهْرُ فَأَعْددْتُ لَهُ
مُشْرِفَ الحَارِك مَحْبُوكَ الكَتَدْ قَالَ فِي (التَّهْذِيب) : أَي أَرادَ ذَلِك مِنَّا وطَلَبَه، وقولُهم: أَرِبَ الدَّهْرُ، كأَنَّ لَهُ أَرَباً يَطْلبُه عندنَا فُيُلحّ لذلكَ.
(وأَرِبَ) الرَّجُلُ أَرَباً: أَنِسَ.
وأَرِبَ بالشَّيْءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ.
(و) أَرِبَ (بِهِ: كَلِفَ) وعَلِقَ ولَزِمَه قَالَ ابنُ الرِّقَاع:
ومَا لاِءَمْرِىءِ أَرِبٍ بالحَيَا
ةِ، عَنْهَا مَحِيصٌ وَلاَ مَصْرِفُ
أَيْ كَلِفٍ.
(و) أَرِبَثْ (مَعدَتُه: فَسَدَتْ. و) أَرِبَ عُضْوُه أَيْ سَقَطَ، وأَرِبَ (الرَّجُلُ) جُذِمَ و (تَسَاقَطَتْ) آرَابُهُ، أَيْ (أَعْضَاؤُه) وقَدْ غَلَبَ فِي اليَدِ، (و) أَرِبَ الرَّجُلُ (قُطِعَ إِرْبُهُ، و) فِي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (أَنَّه نِقِمَ عَلَى رَجُل قَوْلاً قَالَهُ فَقَالَ لَهُ: أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ) مَعْنَاهُ: ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ، وَفِي التَّهْذِيب (أَرِبْتَ مِن) ذِي (يَدَيْكِ) وعَنْ ذِي يَدَيْكَ وقَالَ شَمِرٌ: سَمعْتُ عَن ابنِ الأَعرابيّ يقولُ: أَرِبْتَ فِي ذِي يَدَيْكَ، ومثلُه عَن أَبِي عُبِيْدٍ، وجعلَ شيخُنَا مِنْ يَدَيْك، بِمنْ الجَارَّةِ، تَحْرِيفاً مِنَ النُّسَّاخِ، وَهُوَ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب بالوَجْهَيْنِ، أَي (سَقَطَتْ آرَابُكَ مِن) وَفِي نُسْخَة: عَن (اليَدَيْنِ خَاصَّةً) ، وَقيل: سَقَطَتْ مِنْ يَدَيْكَ، قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِهذَا الحَدِيثِ: (خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ) ، وَهِي عِبَارَةٌ عنِ الخَجَل مَشْهُورَةٌ، كأَنَّهُ أَرَادَ: أَصَابَكَ خَجَلٌ، ومَعْنَى خَرَرْتَ: سَقطْتَ. (و) أَمَّا قولُهُم فِي الدُّعَاءِ: مَالَهُ أَرِبَتْ (يَدُهُ) فَقِيلَ: (قُطِعَتْ، أَو افْتَقَرَ فَاحْتَاجَ إِلى مَا بأَيْدِي النَّاسِ) قَالَه الأَزْهريّ (وجَاءَ رَجُلٌ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَل يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقَالَ: أَرِبٌ مَالَهُ) وَفِي خَبَرِ ابْن مَسْعُودِ (دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ، مَالَهُ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: احْتَاجَ فَسَأَل فمالَهُ. وقالَ القُتَيْبِيُّ أَيْ سَقَطَتْ أَعْضَاؤُه وأُصِيبَتْ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: فِي هذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلاَثُ رِوَايَات: إِحْدَاهَا: أَرِبَ بِوَزْنَ عَلِمَ ومَعْنَاهُ الدُّعَاءُ عَليه، كَمَا يقالُ: تَرِبَتْ يَدَاكَ، يُذْكَرُ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ، ثُمَّ قَالَ: مَالَهُ، أَيْ أَيُّ شَيْءٍ بِهِ وَمَا يُرِيدُ، والرّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: أَرَبٌ مَالَهُ. بِوَزْنِ جَمَلٍ، أَيْ حَاجَةٌ لَهُ، وَمَا زَائِدَةٌ لِلَّتَقْلِيلِ، أَيْ لَهُ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جَاءَتْ بِهِ، فحَذَفَ ثَمَّ سَأَلَ فقَالَ: مَالَهُ: والرِّوَايَةُ الثَّالِثَهُ أَرِبٌ بِوَزْنِ كَتِفٍ، وهُوَ الحَاذِقُ الكَامِلَ، أَيْ هُوَ أَرِبٌ، فَحَذَفَ المُبْتَدَأَ، ثُمَّ سَأَلَ فَقَالَ: مَالَهُ، أَيْ مَا شَأْنُهُ، ومِثْلُهُ فِي حَدِيثِ المُغِيرَةِ ابنِ عَبْد اللَّهِ عَن أَبيهِ.
(والأُرْبَةُ بالضَّمِّ) هِيَ (العُقْدَةُ) قَالَهُ ثَعْلَبٌ (أَوْ) هِيَ (الَّتِي لاَ تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ) حَلاًّ، وقَد يُحْذَفُ مِنْهَا الهَمْــزُ فَيُقَالُ رُبَةٌ، قَالَ الشاعرُ:
هَلْ لَك يَا خَدُلَةُ فِي صَعْبِ الرُّبَهْ
مُعْتَرِمٍ هَامَتُهُ كالحَبْحَبَهْ
قَالَ أَبو مَنْصُور: هِيَ العُقْدَة، وأَظُنُّ الأَصلَ كَانَ {الأُرْبَةَ فَحُذفَ الهَمْــزُ.
(و) الأُرْبَةُ (: القِلاَدَةُ) أَيْ الكَلْبِ الَّتِي يِقَادُ بِهَا، وَكَذَلِكَ الدَّابَّة، فِي لغَة طَيِّىءٍ. (و) الأُرْبَةُ: أَخِيَّةُ الدَّابَّةِ، والأُرْبَةُ (: حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ) تُؤَرَّى فِي الأَرْضِ، وجَمْعُهَا أُرَبٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَلاَ أَثَرُ الدُّوَارِ وَلاَ المَآلِى
ولكِنْ قَدْ تُرَى أُرَبُ الحُصُونِ
(و) } الإِرْبَةُ (بالكَسْرِ: الحِيلَةُ) والمَكْرُ، وَقد تَقَدَّم فِي أَول الْمَادَّة، فذكرُه هُنَا ثَانِيًا مُسْتَدْرَك.
( {والأُرْبِيَّةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الفَخِذ) يكونُ فُعْلِيَّة، وَيكون أُفْعُولَة، وستأْتي الإِشارةُ إِليها فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(} والأَرْبُ بالفتحِ) قَالَ شَيخنَا: ذِكرُه مُسْتَدْرَكٌ، لأَن الإِطلاقَ كافٍ، وَهُوَ الفُرْجَةُ الَّتِي (مَا بَيْنَ) إِصْبَعَيِ الإِنْسَانِ (السَّبَّابَةِ والوُسُطَى) ، نَقَلَه الصاغانيّ.
(و) الأُرْبُ (بالضَّمِّ: صِغَارُ البَهْم) بالفَتْح فالسُّكُون (سَاعَةَ) مَا تُولدُ.
! والإِرْبِيَانُ بِالكَسْرِ: سَمَكٌ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: أَحْسَبُه عَرَبِيًّا، (و) أَيضاً (: بَقْلَةٌ) ، والأَلِفُ والياءُ والنُّون زَوَائِدُ. ( {وأَرابٌ، مُثَلَّثَةً) أَيْ كَكِتَابٍ وسَحَاب وغُرَاب (: ع) أَوْ جَبَلٌ (أَوْ مَاءٌ) لِبَنِي رِيَاح بنِ يَرْبُوعٍ، كَذَا بِخَط اليَزِيدِيِّ، وَالَّذِي فِي المعجم أَنَّه مَاءٌ من مِيَاهِ البَادِيَةِ.
وَيَوْمُ} إِرَاب من أَيَّامِهِم، غَزَا فِيهِ هُذَيْلُ بنُ هُبَيْرَةَ الأَكْبَرُ التَّغْل 2 بِيُّ بَنِي رِيَاح بنِ يرْبُوع، والحَيُّ خُلُوفٌ فَسَبَى نسَاءَهُمْ وَسَاقَ نَعَمَهُمْ، وَقَالَ مُساورُ بنُ هنْد:
وجَلَبْتُهُ مِنْ أَهْلِ أَبْضَةَ طَائِعاً
حَتَّى تَحْكَّمَ فِيهِ أَهْلُ إِرَابِ
وقَال مُنْقِذُ بنُ عُرْفُطَةَ يَرْثِي أَبَاهُ أَهْبَانَ وَقَتَلَتْهُ بَنُو عِجْل يَوْمَ إِرب:
بنَفْسِي مَنْ تَرَكْتُ وَلَمْ يْرَشَّدْ
بِقُفِّ إِرَابَ وانْحَدَرُوا سِرَاعَا
وَخَادَعْتُ المَنِيَّةَ عَنْكَ سِرًّا
فَلَا جزَعٌ تَلاَنَ وَلَا رُوَاعَا
وَقَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيّ:
أَتَبْكِي أَنْ رَأَيْتَ لاِمِّ وَهْبٍ
مَغَانِيَ لاَ تُحَاوِرُكَ الجَوَابَا
أَثَافِيَ لاَ يَرِمْنَ وأَهْلَ خيمِ
سَوَاجِدَ قد خَوِينَ على إِرَابَا
قُلْتُ: وَفِي أَنْسَابِ البَلاَذُرِيّ أَنْشَدَت امْرأَةٌ من بَني رِيَاح:
وكَانَتْ أُرَابُ لَنا مَرَّةً
فأَضْحَتْ أُرابَ بَنِي العَنْبَرِ
(! وَمَأْرِبٌ، كَمَنْزِلٍ) ، وَوَقَع فِي كَلَام المقْدِسيِّ كَمِنْبَرٍ، وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَ شيخُنَا: وَلَا تَنْصَرِفُ فِي السَّعَلاِ، للتأْنيث والعلَمِيَّة، ويَجُوزَ إِبْدَالُ الهَمْــزَةِ أَلِفاً، وَرُبمَا التُزِمَ هَذَا التَّخْفِيف، وَمن هُنَا جعل ابنُ سِيده ميمَها أَصْلِيَّةً وأَلِفَهَا زائِدةً، وَقد أَعادها المؤلفُ فِي المِيمِ بِنَاء على هَذَا القَوْلِ (: ع) ، وَفِي الْمِصْبَاح: مَدينَةٌ (باليَمَن) من بِلَاد الإِزْد فِي آخر جبَال حَضْرَمَوْتَ وَكَانَت فِي الزَّمن الأَوّل قاعدةَ التَّبابعَةِ، فإِنها مدينةُ بلْقيس، بَينهَا وَبَين صنْعَاءَ نحوُ أَرْبع مَراحِلَ، وَزَادَ فِي المَرَاصد: وَقيل: هُوَ اسمُ قَصْرٍ كَانَ لَهُم، وَقيل: اسمٌ لمُلْكِ سبَإٍ، وَهِي كورَةٌ بَين حَضْرَمَوْتَ وصَنْعَاءَ، (مَمْلَحَةٌ) ، مَفْعلَةٌ منَ المِلْحِ، وَمِنْه مِلْحُ {مَأْرِب، أَقْطَعه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَبْيَضَ بنَ حَمَّال وأَنشد فِي الأَساس:
فِي مَاءِ مَأْرِبَ لِلظَّمْآنِ} مَأْرُبَةٌ
(و) قَالَ أَبُو عُبَيْد ( {آرَبَ عَلَيْهِم) مِثَالُ أَفْعَلَ يُؤْرِبُ (} إِيراباً: فَازَ وَفَلَجَ) قَالَ لبَيد:
قَضَيْتُ لُبَانَاتٍ وسَلَّيْتُ حَاجَةً
ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِفَمْرَةِ {مُؤْرِبِ
أَي: غَالِبٍ يَسْلُبُها.
وأَرِبَ عَلَيْهِ: قَوىَ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرِ:
وَلَقَدْ} أَرِبْتُ عَلَى الهُمُــوم بِجَسْرَةٍ
عَيْرَانَة بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُون
أَي قَوِيتُ عَلَيْهَا واسْتَعَنْتُ بِهَا.
(وأَرَبَ العَقْدَ، كَضَرَبَهَ) يَأْرِبُهُ أَرْباً: (: أَحْكَمَهُ) ، وكَذَا أَرَّبَه، أَيْ عَقَدَهُ وشَدَّه، قَالَ أَبُو زُبَيْدِ:
عَلَى قَتِيلٍ مِنَ الأَعْدَاءِ قَدْ أَرُبُوا
أَنِّي لَهُمْ وَاحدٌ نَائِي الأَنَاصِيرِ
{أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لَهُم واحِدٌ، وأَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي، وكَأَنَّ أَرُبوا من} تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لَهُم فِي أَن أَبقَى مُغُتَرِباً نَائِياً عَن أَنْصَارِي.
(و) أَرَبَ (فُلاَناً: ضَرَبَه عَلَى إِرْبٍ) ، بالكَسْر، أَي عُضْوٍ (لَهُ) .
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرِبَ فِي الإِمْرِ، أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وَطَاقَتَه وفَطنَ لَهُ، وَقد {تَأَرَّبَ فِي أَمْرِه.
(} والأُرَبَى بفَتْح الرَّاءِ) والموحَّدةِ مَعَ ضَمّ أَوله مَقْصُوراً، هَكَذَا ضَبطه ابنُ مالكٍ وأَبو حَيَّانَ وابنُ هِشَام (: الدَّاهِيَةُ) أَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ:
فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا
هِيَ! الأُرَبَى جَاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى قُلْتُ. وَهِي كَشُعَبَي وأُرَمَي، وَلاَ رَابِعَ لَهَا وستأْتي.
( {والتَّأْرِيبُ الإِحْكَامُ) ، يُقال:} أَرِّبْ عُقْدَتَك، أَنشد ثعلبٌ لكَنَّازِ بنِ نُفَيْع يَقُوله لجرير:
غَضِبْتَ علينا أَنْ علاَكَ ابنُ غَالِبٍ
فَهَلاَّ عَلَى جَدَّيْكَ فِي ذاكَ تَغْضَبُ
هُمَا حِينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعَاةَ جَدِّهِ
أَنَاخَا فَشَدَّاكَ العِقَالُ المُؤَرَّبُ
(و) التَأْرِيبُ (التَّحْدِيدُ) والتَّحْريشُ والتَّفْطِينُ (والتَّوْفِيرُ والتَّكْمِيلُ) أَي تَمَامُ النَّصِيبِ، أَنشد ابْن بَرِّيّ:
شِمٌّ مَخَامِيصُ تُنْسيهِمْ مَرَادِيَهُم
ضَرْبُ القِدَاحِ {وتَأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ
وهِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ، وَهِي الأَنْصباءُ.
والتَّأْرِيبُ أَيضاً: الشُّحُّ والحِرْصُ، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وأَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ: أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً، أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ) المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ الَّتِي لم يَنْقُصْ مِنْهَا شَيءٌ وَقد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذَا وَفَّرْته، مأْخوذ منَ الإِرْبِ، وَهُوَ العُضْوُ (و) قيلَ: كلُّ مَا وُفِّر فقد أُرِّبَ، و (كُلُّ مُوَفَّرٍ: مُؤَرَّبٌ) .
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تأَرَّبَ) علينا فلَان، أَي (تَأَبَّى وتَشَدَّد) وتَعَسَّرَ، {وتَأَرَّبَ عَلَيَّ إِذا تَعَدَّى، وكأَنَّه من الأُرْبَةِ: العُقْدَةِ. وَفِي حَدِيث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْروٍ (لَا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي) أَيْ لاَ تَشَدَّدْ وتَتَعَدَّ.
(و) تَأَرَّبَ أَيْضاً (: تَكَلَّفَ الدَّهَاءَ) والمَكْرَ والخُبْثَ، قَالَ رُؤبَة:
فَانْطِقْ بِإِرْبٍ فَوقَ مَنْ تَأَرَّبآ
والإِرْبُ يُدْهِي خِبَّ مَنْ تَخَبَّبَا
(} والمُسْتَأْرَبُ) ، بِفَتْح الرَّاء على صِيغَة المَفْعُولِ، كَذَا ضَبطه الجوهريّ، مِن {اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إِذا اشتدّ، وَهُوَ الَّذِي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب} بآرَابِه من كلِّ ناحيَة. وَرَجُلٌ {مُسْتَأْرَبُ، وَهُوَ (المدْيُونُ) كأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ، قَالَ:
ونَاهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّة رَهِقٍ
مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَدْيُونُ
هَكَذَا أَنشده مُحَمَّدُ بن أَحمَدَ المُفَجَّع، أَي أَخَذَه الدَّين من كُلِّ نَاحِيَةٍ والمُنَاهَزَةُ فِي البَيْع: انتهاز الفُرْصَةِ، ونَاهَزُوه، أَي بَادَرُوهُ، والرَّهِقُ: الَّذِي بِهِ خِفَّةٌ وحِدَّةٌ، وعَضَّه السُّلْطَانُ، أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عَلَيْهِ الأَمْرَ. والتِّرْعِيَّةُ: الَّذِي يُجيدُ رَعْيَ الإِبلِ، وَفِي بعض النّسخ: المُستَأْرِب، بِكَسْر الرَّاء.
(} والمُؤَارِبُ) : هُوَ المُدَاهِي) ، {والمُؤَارَبَةُ: المُدَاهَاةُ، وَفُلَان} يُؤَارِبُ صَاحِبَه، أَي يُدَاهِيهِ، قَالَ الزمخشريّ: وَفِي الحَدِيثِ (مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ) أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وَهُوَ العَاقِلُ لاَ يُخْتَلُ عَن عَقْلِهِ.
( {والأُرْبانُ) بضَمِّ الهَمْــزَةِ لُغَةٌ فِي العُرْبَانِ بالعَيْن، وسيأْتي (فِي عرب) .
(وقِدْرٌ) بِالْكَسْرِ، (أَرِيبَةٌ) ، كَكَتيبَة أَي (وَاسعَةٌ) .
} وأَرَبَةُ، مُحرَّكَةً: اسْمُ مَدِينَةِ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ، يُقَال إِن حَوْلَهَا ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ قَرْية.

شَطَرَ 

(شَطَرَ) الشِّينُ وَالطَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى نِصْفِ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ عَلَى الْبُعْدِ وَالْمُوَاجَهَةِ.

فَالْأَوَّلُ قَوْــلُهُمْ شَطَرَ الشَّيْءَ، لِنِصْفِهِ، وَشَاطَرْتُ فُلَانًا الشَّيْءَ، إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ نِصْفَهُ وَأَخَذَ هُوَ النِّصْفَ. وَيُقَالُ شَاةٌ شَطُورٌ، وَهِيَ الَّتِي أَحَدُ طَبْيَيْهَا أَطْوَلُ مِنَ الْآخَرِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْــلُهُمْ: شَطَرَ بَصَرُهُ شُطُورًا وَشَطْرًا، وَهُوَ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَيْكَ وَإِلَى آخَرَ. وَإِنَّمَا جُعِلَ هَذَا مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا فَقَدْ جَعَلَ لِكُلٍ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَطْرَ نَظَرِهِ. وَفِي قَوْلِ الْعَرَبِ: " حَلَبَ فُلَانٌ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ "، فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ مَرَّتْ عَلَيْهِ ضُرُوبٌ مِنْ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. وَأَصْلُهُ فِي أَخْلَافِ النَّاقَةِ: خِلْفَانِ قَادِمَانِ، وَخِلْفَانِ آخَرَانِ، وَكُلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَتِ الْأَخْلَافُ أَرْبَعَةً فَالِاثْنَانِ شَطْرُ الْأَرْبَعَةِ، وَهُوَ النِّصْفُ. وَإِذَا يَبِسَ أَحَدُ خِلْفَيِ الشَّاةِ فَهِيَ شَطُورٌ، وَهِيَ مِنَ الْإِبِلِ الَّتِي يَبِسَ خِلْفَانِ مِنْ أَخْلَافِهَا ; وَذَلِكَ أَنَّ لَهَا أَرْبَعَةَ أَخْلَافٍ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ: فَالشَّطِيرُ: الْبَعِيدُ. وَيَقُولُونَ: شَطَرَتِ الدَّارُ، وَيَقُولُ الرَّاجِزُ:

لَا تَتْرُكَنِّي فِيهِمُ شَطِيرًا

وَمِنْهُ قَوْــلُهُمْ: شَطَرَ فُلَانٌ عَلَى أَهْلِهِ، إِذَا تَرَكَهُمْ مُرَاغِمًا مُخَالِفًا. وَالشَّاطِرُ: الَّذِي أَعْيَا أَهْلَهُ خُبْثًا. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ ; لِأَنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بَعُدَ عَنْ جَمَاعَتِهِمْ وَمُعْظَمِ أَمْرِهِمْ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الشَّطْرُ الَّذِي يُقَالُ فِي قَصْدِ الشَّيْءِ وَجِهَتِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَأْنِ الْقِبْلَةَ: {الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144] أَيْ قَصْدَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ: أَقُولُ لِأُمِّ زِنْبَاعٍ أَقِيمِي ... صُدُورِ الْعِيسِ شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ

وَقَالَ آخَرُ:

وَقَدْ أَظَلَّكُمْ مِنْ شَطْرِ ثَغْرِكُمْ ... هَوْلٌ لَهُ ظُلَمٌ تَغْشَاكُمْ قِطَعًا

وَلَا يَكُونُ شَطْرُ ثَغْرِكُمْ تِلْقَاءَهُ، إِلَّا وَهُوَ بَعِيدٌ عَنْهُ، مُبَايِنٌ لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

شوب

(شوب) عَنهُ مُبَالغَة فِي شَاب عَنهُ
ش و ب: (الشَّوْبُ) الْخَلْطُ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (الشَّائِبَةُ) وَاحِدَةُ (الشَّوَائِبِ) وَهِيَ الْأَقْذَارُ وَالْأَدْنَاسُ. 
ش و ب

شاب العسل بالماء. وكأن ريقتها خمر يشوبها عسل. ولهم المشاجب والمشاوب وهي أسفاط وحقق تتخذ من الخوص. وسقاه الشوب بالروب أي العسل باللبن، ويقال: سقاه الشوب بالذوب أي اللبن بالعسل.
شوب
الشَّوْبُ: الخلط. قال الله تعالى: لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ [الصافات/ 67] ، وسمّي العسل شَوْباً، إمّا لكونه مزاجا للأشربة، وإمّا لما يختلط به من الشّمع. وقيل: ما عنده شَوْبٌ ولا روب ، أي: عسل ولبن.

شوب


شَابَ (و)(n. ac. شَوْب
شِوَاْب)
a. Mixed, mingled.
b. see II (a)
شَوَّبَ
a. ['An], Defended, warded off evil from.
b. [ coll. ], Perspired.

إِنْشَوَبَإِشْتَوَبَa. Was mixed, mingled.

شَوْبa. Mixture.
b. Honey.
c. [ coll. ], Heat.
شَوْبَة []
a. Deceit, deception, insincerity.

شَائِبَة [] (pl.
شَوَاْوِبُ)
a. Spot, stain, filth.
b. Defect.
c. Misfortune.

شِيَاب []
a. see 1 (a)
شوب: شابَ الشَّرَابَ يَشُوْبُه: إذا خَلَطَه بماءٍ. وكُلُّ خَلْطٍ: شَوْبٌ. ويُقال للَّبَنِ: الشَّوْبُ. ويُقال: سَقَاهُ الشّوْبَ بالذَّوْبِ: أي اللَّبَنَ بالعَسَلِ. ويُقال للمُخْتَلِطِ في أمرِه: إنَّه لَشَوْبٌ رَوْبٌ. وشُبْتُ الشَّيْءَ فاشْتَابَ. والمِشْوَبُ: واحِدُ المَشَاوِبِ وهي أسْفَاطٌ وحُقَقٌ تُتَّخَذُ من جَرِيدٍ مَنْظُومٍ. وشَابَةُ: اسْمُ جَبَلٍ لا يُفْرَدُ.
ش وب [شوبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ .
قال: الخلط. والحميم: الغاق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا 
[شوب] الشَوْبُ: الخلط. وقد شبتُ الشئ أشوبه فهو مشوب. وقول الشاعر : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ معرص * وماء قدور في القصاع مشيب إنما بناه على شيب الذى لم يسم فاعله، أي مخلوط بالتوابل والصباغ. وقولهم " ما عنده شَوْبٌ ولا رَوْبٌ "، أي لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ. وفي المثل: " هو يَشوبُ ويَروبُ "، يُضْرَبُ لمن يَخْلِطُ في القول أو العمل. والشِيابُ: اسم ما يمزج. وشابة في شعر أبى ذؤيب : اسم جبل بنجد. والشائبة: واحدة الشوائب، وهى الاقذار والادناس.
[شوب] نه: لا "شوب" ولا روب، أي لا غش ولا تخليط في شراء أو بيع، وأصل الشوب الخلط، والروب من اللبن الرائب لخلطه بالماء، ويقال للمخلط في كلامه: هو يشوب ويروب، وقيل: معناهما أنك برئ من هذه السلعة. وفيه: يشهد بيعكم الحلف واللغو "فشوبوه" بالصدقة، أمر بها لما يجرى بينهم من الكذب والربا والزيادة والنقصان في القول لتكون كفارة لها. ج: أراد بها صدقة غير معينة تضاعيف الأيام. ك: ومنه: ثم "شبته" من ماء بئرنا، بضم شين وكسرها، أي خلطته. ومنه: "لم يشب" بصيغة مجهول، أي لم يبدل ولم يغير بحمد الله. وفيه: أرى "أشوابًا" من الناس، أي أخلاطًا من قبائل شتى. ومنه: «"لشوبا" من حميم» أي مخلوطًا.
ش و ب : شَابَهُ شَوْبًا مِنْ بَابِ قَالَ خَلَطَهُ مِثْلُ شُوِّبَ اللَّبَنُ بِالْمَاءِ فَهُوَ مَشُوبٌ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعَسَلَ شَوْبًا لِأَنَّهُ عِنْدَهُمْ مِزَاجٌ لِلْأَشْرِبَةِ وَقَوْــلُهُمْ لَيْسَ فِيهِ شَائِبَةُ مِلْكٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذًا مِنْ هَذَا وَمَعْنَاهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مُخْتَلِطٌ بِهِ وَإِنْ قَلَّ كَمَا قِيلَ لَيْسَ لَهُ فِيهِ عُلْقَةٌ وَلَا شُبْهَةٌ وَأَنْ تَكُونَ فَاعِلَةً بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مِثْلُ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ هَكَذَا اسْتَعْمَلَهُ الْفُقَهَاءُ وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ نَصًّا نَعَمْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الشَّائِبَةُ وَاحِدَةُ الشَّوَائِبِ وَهِيَ الْأَدْنَاسُ وَالْأَقْذَارُ. 
شوب: شَوَّب (بالتشديد): الشَوْب عند العامة الحر. ويبنون منه فعلاً فيقولون شَوَّب أي مسه الحر (محيط المحيط).
شَوَّب: لوَّح، سفع وجعله أسمر (بوشر). وربما كان هذا المراد عند شكوري (ص191 ق): وكان شبيهاً باسفنج البحر في التشويب والتثقيب.
ويظهر إنه أراد أن هذا الخبر بلون الإسفنج.
شوَّب: سَخَّن الدم (همبرت ص35).
شوَّب: أدفأ. يقال مثلاً: الفروة تْشَوّبُني أي الفروة تدفئني (بوشر).
مَشَوّب: مُدفئ، مُسخن. وأنا مُشوَّب: مستحر، متضايق من الحرّ (بوشر).
تشوَّب: حمي، سخن، دفئ (بوشر).
شَوْب: حرّ (محيط المحيط، همبرت من 163) وحرارة الجو. يقال مثلاً: هون شوب أي هنا الحر شديد. وشوب: تلويح اللون (بوشر).
شَوْب: ريح السموم مثل اللفظة السريانية مدعا (باين سميث 1621، دوماس صحارى ص3).
شَوْب: عطش الصحراء الشديد، فكلما شرب المرء الماء لم يرتو وشعر بالحاجة إلى شربه (عوادة ص545).
شُوبَة وجمعها شُوب: قرص العسل (الكالا).
تَشْويبَة: عند العامة توعك مزاج يصيب الإنسان من المشي في الحر (محيط المحيط).
شوب
شابَ يَشوب، شُبْ، شَوْبًا، فهو شائب، والمفعول مَشُوب
• شابه شائِبٌ: خالَطه ما يعكِّر صفاءَه "سعادة لا تشوبها شائبة: خالصة" ° يشوب ويروب: يخلط في الكلام ممّا يشير إلى سوء الكلام والتخليط.
• شاب العسلَ بالماء: خلطه به. 

شائِبة [مفرد]: ج شائبات وشوائِبُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل شابَ.
2 - شيء غريب يختلط بغيره "ليس في ماء المطر شائبة من تراب- تُستخلص شوائبُ بعض المعادن بالحرارة" ° بريء من الشَّوائب: خالٍ من العيوب.
3 - دنسٌ وقذر وعيب. 

شوْب [مفرد]: ج أشواب (لغير المصدر):
1 - مصدر شابَ.
2 - ما اختلط بغيره من الأشياء وبخاصّة السوائل " {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} ". 
ش وب

شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتلَطَ قال أبو زُبَيْدٍ الطًّائِيُّ

(جادَتْ مَناصِبَهُ شَفَّانُ غادِيةٍ ... بِسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شِيبَ فاشْتَابَا)

ويُروى فانْشابَا وهو أَذْهَبُ في بابِ المُطاوعةِ والشوْبُ والشِّيابُ الخَلْطُ قال أبو ذُؤَيبٍ

(فأَطْيِبْ بِرَاحِ الشامِ جاءت سَبِيئةً ... مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتلك شِيَابُها)

والرِّوايةُ المَعْروفةُ

(فأطْيِبْ بِرَاحِ الشامِ صِرْفاً وهذه ... مُعَتَّقَةٌ صَهْبَاءُ وَهْيَ شِيَابُها)

هكذا أنشده أبو حنيفةَ وقد خَلّطَ في الرِّوايةِ وسقاه الذَوْبَ بالشَوْبِ الذَّوْبُ العَسَلُ والشَّوْبُ ما شُبْتَه به من ماءٍ أو لَبَنٍ وحكى ابنُ الأعرابيِّ ما عندِي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالشَّوْبُ العَسَلُ المُشَوَّبُ والرَّوْبُ اللَّبنُ الرايبُ وقيل الشَّوْبُ العَسَلً والرَّوْبُ اللَّبَنُ من غيرِ أن يُحَدَّا وقالوا لا شَوبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ تقول ذلك في السِّلْعةِ تَبِيعُها أي إني بَرِيءٌ من عَيْبها واستعملَ بعضُ النّحوِيِّينَ الشَّوْبَ في الحَرَكاتِ فقال أما الفَتْحَةُ المَشُوبةُ بالكَسْرةِ فالفَتْحَةُ التي قَبْلَ الإِمالةِ نحو فَتْحةِ عَيْنِ عابدٍ وعارفٍ قال وذلك أن الإِمالَة إنما هي تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحو الكَسْرةِ فَتُحِيلَ الألِفَ نحوَ الباءِ لضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ فكما أن الحركةَ ليست بفَتْحةٍ مَحْضةٍ كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضةً وهذا هو القياسُ لأنّ الألفَ تابعةٌ للفَتْحةِ فكما أنّ الفتحةَ مَشُوبةٌ فكذلك الأَلِفُ اللَّاحقةُ لها والشَّوْب القِطْعةُ من العَجِينِ والمُشَاوَبُ بضَمِّ الميمِ وفتحِ الواوِ غلافُ القارورةِ لأن فيه ألواناً مُخْتلِفةً وباتتِ المرأةُ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ وقِيلَ إنّ الهِداء فيها مُعاقَبَةٌ وإنما هو من الواوِ لأن ماءَ الرَّجُلِ خالَطَ ماءَ المرأةِ وشَيْبانُ قبيلةٌ قيل ياؤُهُ بَدَلٌ من الواوِ لِقَولِهم الشَّوابِنَةُ وشَابَةُ موضعٌ وقد تقدّم في الياء لأن هذه الألفَ تكونُ مُنْقلِبةً عن ياءٍ وعن واوٍ لأنَّ في الكلام ش وب وش ي ب ولو جهلنا انْقِلابَ هذه الألفِ لَحَملْناها على الواوِ لأنًّ الألفَ هنا عَيْنٌ وانْقِلاب الأَلفِ إذا كانت عَيْناً عن الواوِ أكْثَرُ من انْقِلابها عن الياءِ قال

(وضَرْبَ الجَماجِم ضَرْبَ الأَصَمْمِ ... حَنْظَلُ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا)

شوب

1 شَابَهُ, aor. ـُ (S, A, Msb,) inf. n. شَوْبٌ (S, A, Msb, K) and شِيَابٌ, (K,) He mixed it; (S, A, Msb, K;) such as milk with water; (Msb;) or honey with water. (A.) [And It mingled with it: for] one says also, كَأَنَّ رِيقَتَهَا خَمْرٌ يَشُوبُهَا عَسَلٌ [As though her saliva were wine with which honey mingled]. (A.) b2: [It is sometimes used in a good sense, but more frequently in a bad sense; and often means He adulterated, vitiated, or sophisticated, it.] It is said in a trad., يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الحَلِفُ وَاللَّغْوُ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ (assumed tropical:) [Swearing, and unprofitable speech, attend your selling; therefore mix ye it with alms]. (TA.) And it is said in a prov., هُوَ يَشُوبُ وَيَرُوبُ (assumed tropical:) He mixes, or confounds, or makes a confusion or disorder, in speech and in actions: (S, TA:) or he says right one time and wrong another time: (As, TA:) or he defends without energy: (TA:) or he is sometimes incited to motion, or action, and defends himself, but without energy, and sometimes he is motionless, and does not become excited to motion, or action; and it is not from [the words شَوْبٌ and رَوْبٌ applied to] milk: so says Aboo-Sa'eed [i. e. As]: and he says also that شَابَ عَنْهُ وَرَابَ meanshe defended him at one time, and was sluggish, or indolent, at another time: and that عنه ↓ شوّب, inf. n. تَشْوِيبٌ, means he defended him without energy: and thus this latter is expl. in the K, as is likewise شاب عنه: also that the Arabs say, لَقِيتُ فُلَانًا اليَوْمَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِهِ, meaning I found such a one to-day defending his companions in some measure. (TA.) [See also art. روب.] b3: شاب also signifies He acted treacherously, perfidiously, or unfaithfully: (Fr, TA:) he lied: he deceived in selling or buying: and he acted dishonestly, insincerely, or with dissimulation. (IAar, TA.) b4: [See also Har p. 448; where it is implied that it signifies also He spoke truth, or was veracious.]2 شَوَّبَ see the preceding paragraph.7 إِنْشَوَبَ see what next follows.8 إِشْتَوَبَ اشتاب It was, or became, mixed; (O, K;) as also ↓ انشاب. (K.) شَوْبٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (S, A, &c.) b2: [Hence,] لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ, occurring in a trad., means There is, or shall be, no dishonesty, insincerity, or dissimulation, nor mixing, in the selling, or buying: so says IAar: or I am irresponsible with respect to this commodity: or, as he is related to have said, thou art irresponsible for its being faulty, or defective. (TA. [See also شَوْبَةٌ.]) b3: And شَوْبٌ (TA) and ↓ شِيَابٌ, (S, TA,) [each an inf. n. used as a subst. properly so termed,] or ↓ شِيَابَةٌ, (so in one copy of the S,) signify A mixture; an admixture; or a thing mixed with another thing. (S, TA.) Thus شَوْبًا signifies in the Kur xxxvii. 65: (TA:) or, accord. to one reading, the word there is ↓ شُوبًا, meaning a thing with which another thing is mixed. (Bd.) الشَّوْبُ also signifies [particularly] What is mixed [with something else], of water or of milk: (K:) one says, سَقَاهُ الذَّوْبَ بِالشَّوْبِ He gave him to drink honey with water, or milk, mixed [therewith]: (TA:) or سَقَاهُ الشَّوْبَ بِالذَّوْبِ He gave him to drink milk [mixed] with honey. (IDrd, TA.) And Mixed honey; as in the saying, مَا عِنْدِى

شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ I have not mixed honey nor milk such as is termed رَائِب [q. v.]: (IAar, TA:) or [simply] honey &c.; (A, Msb, TA;) so called because they mix it with beverages; (Msb;) as in the saying, سَقَاهُ الشَّوْبَ بِالرَّوْبِ He gave him to drink honey with clarified butter, or with milk. (A.) And Broth; as in the saying, مَا عِنْدَهُ شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ He has not broth nor milk. (S, K: but in the latter, مَا لَهُ.) And شَوْبٌ signifies also A piece of dough. (K.) b4: And [the pl.] أَشْوَابٌ signifies (assumed tropical:) A medley, or mixed multitude, of sundry sorts: a less particular term than أَوْبَاشٌ, which signifies a medley, or mixed multitude, of the low, or lower, or lowest, sort: (TA, from a trad.:) accord. to El-Jawáleekee, it is an arabicized word, from the Pers\. آشُوبٌ. (TA in art. وشب.) شُوبٌ: see شُوبًا in the next preceding paragraph.

شَوْبَةٌ Deceit, delusion, guile, or circumvention: (K: [see also شَوْبٌ:]) [or, app., somewhat thereof:] one says, فِى فُلَانٍ شَوْبَةٌ [In such a one is deceit, &c.]. (TA.) شَيْبَآءُ A virgin in the night of her devirgination: (Ibn-Abi-l-Hadeed, MF:) [either from شَابَ having for its aor. ـُ signifying “ he mixed,” or from شَابَ having for its aor. ـِ signifying “ he became white-headed, or hoary; ” as shown by what follows:] one says, بَاتَتْ بِلَيْلَةِ شَيْبَآءَ, (S and A in art. شيب, and K in the present art.,) and بِلَيْلَةِ الشَّيْبَآءِ, (K,) She passed the night of a virgin then devirginated, (S, A, K,) and of the virgin then devirginated: (K, TA:) said of a virgin-bride when she is devirginated by the bridegroom in the night in which she has been first brought to him: (A, K, TA:) in the contr. case, when she is not devirginated, one says, بَاتَتْ بِلَيْلَةِ حُرَّةٍ: (S, TA:) and one says also, بِلَيْلَةٍ شَيْبَآءَ and بِلَيْلَةٍ حُرَّةٍ: (TA in art. حر:) Z, in the A, mentions the first phrase in art. شيب, and makes it to be tropical, as though the bride were in that night afflicted by an event so severe as to cause the locks of her hair to become white: in the L it is said that the ى in شيباء is substituted for و, because of [the allusion of the phrase to] the mixing of the sperma genitale of the man with that of the woman; but that ٰشَوْبَآء has not been heard instead of شيباء: ISd, in the M, mentions it in arts. شوب and شيب; observing that the ى is said to take the place of و: J, as well as Z and others, mentions it in art. شيب [q. v.]. (TA.) شِيَابٌ and شِيَابَةٌ: see شَوْبٌ.

شَائِبَةٌ sing. of شَوَائِبُ meaning The whiteness [mixing] with the darkness of night. (Har p.

58.) b2: The saying لَيْسَ فِيهِ شَائِبَةُ مُلْكٍ may be from شَابَهُ “ he mixed it; ” meaning There is not in it anything [of ownership, or right of possession,] mixed therewith, though small, or however small; like as one says, لَيْسَ فِيهِ عُلْقَةٌ وَلَا شُبْهَةٌ; it being an instance of the measure فَاعِلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ, as in عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ: thus the lawyers use it. (Msb.) b3: شَائِبَةٌ is also sing. of شَوَائِبُ meaning Uncleannesses, filths, or pollutions; or unclean, filthy, or foul, things. (S, Msb, K. *) مَشُوبٌ (S, Msb) and مَشِيبٌ, the latter from شِيب [“ it was mixed ”], Mixed. (S, Msb.) A poet says, (namely, Suleyk Ibn-Es-Sulakeh EsSaadee, TA,) وَمَآءُ قُدُورٍ فِى القِصَاعِ مَشِيبُ i. e. [And the water of cooking-pots, in the wooden bowls,] mixed with seeds for seasoning and with sauces. (S.) b2: الفَتْحَةُ المَشُوبَةُ بِالكَسْرَةِ means[The fet-hah that is mingled with kesreh; which is] the fethah that precedes the ا of إِمَالَة; as in عَابِدٌ and عَارِفٌ [when they are pronounced “ 'ébidun ” and “ 'érifun ”]; for امالة consists in inclining [the sound of] fet-hah towards [that of] kesreh; whereby [the sound of] the ا that follows it is inclined, and is not a pure ا; for like as [the sound of] the fet-hah is mingled [with that of kesreh], so is [the sound of] the ا [mingled with that of ى]. (L, TA.) مُشَاوَبٌ, with damm [to the م], and fet-h to the و, [not with both of these vowels to the و as supposed by Freytag,] The case (غِلَاف) of a flash or bottle; (K;) because it is mixed with redness and yellowness and greenness; mentioned by AHát on the authority of As: (TA:) pl. مَشَاوِبُ: (AHát, K:) or the pl. signifies [receptacles of the sorts called] أَسْفَاط [pl. of سَفَطٌ] and حُقَق [pl. of حُقَّةٌ] made of palm-leaves. (A.)

شوب: الشَّوْبُ: الخَلْطُ.

شابَ الشيءَ شَوْباً: خَلَطَه. وشُبْتُه أَشُوبُه: خَلَطْتُه، فهو مَشُوبٌ.

واشْتابَ، هو، وانْشابَ: اخْتَلَط؛ قال أَبو زبيد الطائي:

جادَتْ، مَنَاصِـبَه، شَفَّانُ غادِيةٍ، * بسُكَّرٍ، ورَحِـيقٍ شيبَ، فاشْتابا

ويروى: فانْشابا، وهو أَذْهَبُ في بابِ الـمُطاوَعَة. والشَّوْبُ

والشِّيابُ: الخَلْطُ؛ قال أَبو ذُؤَيْب:

وأَطْيِبْ براحِ الشامِ، جاءَتْ سَبيئَـةً، * مُعَتَّقَةً، صِرْفاً، وتِلكَ شِـيابُها

والرواية المعروفة:

فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً، وهذه * مُعَتَّقَةٌ، صَهْباءُ، وهْيَ شِـيابُها (1)

(1 قوله «وهذه معتقة إلخ» هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم: وهاده معتقة إلخ بالنصب مفعولاً لهاده.)

قال: هكذا أَنشده أَبو حنيفة، وقد خلَّط في الرواية. وقوله تعالى: ثم إِنَّ لهم عليها لَشَوْباً من حَمِـيمٍ؛ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً؛ يقال

للـمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ.

أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعي عن الـمَشاوِبِ، وهي الغُلُفُ، فقال: يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ، على مُفاعَل، لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ،

وصُفْرةٍ، وخُضْرَةٍ؛ قال أَبو حاتم: يجوزُ أَنْ يُجْمَع الـمُشاوَبُ على مَشاوِبَ. والـمُشاوَبُ، بضم الميم وفتحِ الواوِ: غِلافُ القارورة لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً. والشِّيابُ: اسمُ ما يُمْزَجُ.

وسَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ؛ الذَّوْبُ: العَسَلُ؛ والشَّوْبُ: ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ. وحكى ابنُ الأَعرابي: ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ؛ فالشَّوْبُ العَسَل، والرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائِبُ؛ وقيل: الشَّوْبُ العَسَلُ، والرَّوْبُ اللَّبَنُ، من غيرِ أَن يُحَدَّا؛ وقيل: لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ. ويقال: سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب، فالشَّوْبُ اللبنُ، والذَّوْبُ العَسَل، قاله ابن دريد. الفراء: شابَ إِذا خانَ، وباشَ إِذا خَلَطَ. الأَصمعي، في باب إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة، وإِخطائِه أُخْرى: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ.

أَبو سعيد: يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل: قد شابَ عنه ورابَ، إِذا كَسِلَ.

قال: والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه، فمعنى

قولهم: هو يشُوبُ ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها،

ومَرَّة يَكْسَلُ فلا يُدافِـعُ البَتَّة. قال غيرُه: يَشُوبُ من شَوْبِ

اللَّبنِ، وهو خَلْطُه بالماءِ ومَذْقُه؛ ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب

أَي يَجْعلُه رائِـباً خاثِراً، لا شَوْبَ فيه، فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام، كما قالوا: هو يَـأْتيه الغَدايا والعَشايا، والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة، فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا. أَبو سعيد: العرب تقول: رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم شيئاً من دِفاعٍ. قال: وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ، ولكن معناه رجلٌ يَرُوبُ أَحياناً، فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث، وأَحياناً

يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن نفسِه، غيرَ مُبالغٍ فيه. ابن الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَب، وشابَ: خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ. ابن الأَعرابي: شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ؛ ومنه الخَبرُ: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِـيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ. وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ، والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ، لخَلْطِه بالماءِ. ويقال للـمُخَلِّط في كلامه: هو يَشُوبُ ويرُوبُ. وقيل: معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنـَّكَ

برِيءٌ من هذه السِّلْعَة. ورُوِي عنه (1)

(1 قوله «وروي عنه» أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب.) أَنه قال: معنى قولهم: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ

والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِـيعُها أَي إِنـَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها.

وفي الحديث: يَشْهَدُ بَيْعَكُم الـحَلْفُ واللَّغْوُ، فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ؛ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لـمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب والرِّبا، والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ، لتكُونَ كَفَّارةً لذلك؛ وقولُ سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي:

سَيَكْفِـيكَ، صَرْبَ القَوْمِ، لَـحْمٌ مُعَرَّصٌ، * وماءُ قُدُورٍ، في القِصاعِ، مَشِـيبُ

إِنما بناهُ على شِـيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ والصِّباغِ. والصَّرْبُ: اللبنُ الحامِضُ. ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ، ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ؛ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ، وهو الـمُلَهْوَجُ.

وفي المثل: هو يَشُوبُ ويَرُوبُ، يُضْرب مَثَلاً لـمَنْ يَخْلِطُ في

القولِ والعَمَلِ.

وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ، وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ.

واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّـينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ، فقال:

أَمـَّا الفَتْحَة الـمَشُوبَة بالكسرةِ، فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ، نحو

فَتْحة عَين عَابِدٍ وعَارِفٍ؛ قال: وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة، فتُمِـيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء، لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ، فكما أَنَّ الحركَةَ ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ، كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً، وهذا هو القياسُ، لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة، فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة، فكذلك الأَلِفُ اللاَّحقة لَـها.

والشَّوْبُ: القِطْعَة من العَجِـينِ. وباتَتِ الـمَرْأَةُ بلَيْلَةِ شَيْباءَ؛ قيل: إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِـبَة، وإِنما هو من الواوِ،لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ.

والشَّائِـبَة: واحِدةُ الشَّوائِبِ، وهيَ الأَقْذَارُ والأَدْناسُ.

وشَيْبانُ: قَبيلَة؛ قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ، لقَولِهِم الشَّوابِنَة.

وشَابَةُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ، وسنذكره في الياءِ، لأَنَّ هذه الأَلف تكون

منقَلِـبة عن ياءٍ وعن واوٍ، لأَنّ في الكلامِ ش و ب، وفيه ش ي ب، ولو جُهِل انْقِلابُ هذه الأَلِف لَـحُمِلَتْ على الواوِ، لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين، وانْقلابُ الأَلِفِ إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من

انقلابِها عن الياءِ؛ قال:

وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ، * حَنْظَل شَابَةَ، يَجْني هَبِـيدا

شوب
: ( {الشَّوْب: الخَلْطُ) .} شَابَ الشيءَ {شَوْباً: خَلَطَه.} وشُبْتُه {أَشُوبُه: خَلَطْتُه فَهُوَ} مَشُوبٌ ( {كالشِّيَابِ) بالكَسْرِ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وأَطْيِبْ بِرَاحِ الشَّام جَاءَتْ سَبِيئَةً
مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلْكَ} شيَابُها
هَكَذَا أَنْشَدَه أَبُو حَنِيفَة.
وَقَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا {لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} (الصافات: 67) أَي لَخَلْطاً ومِزَاجاً. يُقَال للمُخَلِّط فِي القَوْلِ أَو العَمَل: هُوَ} يَشُوبُ ويَرُوبُ.! والشِّيَابُ أَيْضاً: اسْمُ مَا يُمْزَجُ. وقِيلَ: يَشُوبُ وَيَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدَافَعَةً غَيْرَ مُبَالَغٍ فِيهَا. وَقَالَ شَيْخُنَا وَقَع فِي الحَدِيث {الأَشْوَابُ. قَالَ أَهْلُ الغَرِيب: هُم الأَخْلَاطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّى. قَالُوا: والأَوْبَاشُ: الأَخْلاط من السِّفلة فَهُوَ أَخص.
(و) قَوْــلُهُم: (مَالَه} شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ) أَي لَا (مَرَقٌ وَلَا لَبَنٌ) . وقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: وَفِي الخَبَر: (لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ) أَي لَا غِشَّ وَلَا تَخْلِيطَ فِي شِرَاء أَو بَيْعٍ، وَقيل: مَعْنَاه أَنَّكَ بَرِيءٌ مِنْ هذِ السِّلعَةِ. ورُوِي عَنْه أَنَّه قَالَ: إِنَّك بَرِيءٌ مِنْ عَيْبِها.
(و) الشَّوْبُ: (القطْعَةُ من العَجِين) ويُقَالُ: هِيَ الفَرَزْدَقَ؛ وَهِي الخُبْزَةُ الغَلِيظَةُ.
وسَقَاهُ الذَّوْبَ {بالشَّوْبِ. الذَّوْبُ: العَسَل (و) الشَّوْبُ: (مَا} شُبْتَه مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ) فَهُو {مَشُوبٌ} ومَشِيبٌ.
(و) حكى ابْن الأَعْرَابِيّ: مَا عِندِي شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ. {فالشَّوْبُ: (العَسَلُ) } المَشُوبُ. والرَّوْبُ: اللَّبَنُ الرَّائِبُ. وقِيلَ: الشَّوْبُ العَسَلُ. والرَّوْب: اللَّبَنُ، من غَيْرِ أَن يُحَدَّا. وَيُقَال: سَقَاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْبِ. فالشَّوبُ: اللَّبَنُ، الذَّوْبُ: العَسَل. قَالَه ابْنُ دُرَيْد.
( {واشْتَابَ) هُوَ (} وانْشَابَ: اخْتَلَطَ) . قَالَ أَبُو زَبْيَدٍ الطَّائِيّ:
جَدَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِيَةٍ
بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ {شِيبَ فَاشْتَابَا
ويروى} فانْشَابَا، وَهُوَ أَذْهَبُ فِي بَابٍ المُطَاوَعَة.
( {والمُشاوَبُ بالضَّمِّ وفَتْحِ الوَاوِ: غِلَافُ القَارُورَةِ) لأَنَّه مَشُوبٌ بحُمْرَة وصُفْرَةٍ وخُضْرَة، رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عَن الأَصْمَعِيّ (وبِكَسْرِها) أَي الوَاو (وفَتْحِ المِيمِ جَمْعُه) أَي جَمْع} المُشاَوَب. نُقِلَ ذَلِك عَن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضاً.
(و) فِي فلَان {شَوْبَةٌ. (الشَّوْبَةُ: الخَدِيعَةُ) كَمَا يُقَالُ: فِي فُلَانٍ ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ظَاهِرَةٌ. واستَعْمَلَ بعضُ النَّحوِيِّين الشَّوبَ فِي الحَرَكَاتِ فَقَالَ: أَمَّا الفَتْحَة} المَشُوبَةُ بالكَسْرة، فالفَتحة الَّتِي قَبْلَ الإِمَالَة نَحْوُ فَتْحَة عَيْن عَابد عَارِف. قَالَ: وذلِكَ أَنَّ الإِمَالَة إِنَّمَا هِيَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نَحْو الكَسْرَة فتُميلَ الأَلِفَ (نَحْو اليَاءِ لِضَرْب من تَجانُس الصَّوْت، فَكَمَا أَن الْحَرَكَة لَيست بفَتحة مَحْضة كَذلك الأَلِفُ؟ الَّتِي بَعْدَهَا لَيست أَلفاً مَحْضةً، وَهَذَا هُوَ الْقيَاس؛ لأَن الأَلِفَ تَابِعَةٌ للفَتْحَة، فكمَا أَنْ الفَتْحَةَ {مَشوبَةٌ فكَذَلِك الأَلِفُ اللَّاحِقَ لهَا، كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ.
وَعَن الفَرَّاءِ: شَابَ إِذَا خَانَ، وبَاشَ إِذَا خَلط. وَعَن الأَصْمَعِيّ فِي بَاب إِصَابَةِ الرَّجُلِ فِي مَنْطِقِه مَرَّةً وإِخُطَائِه أُخْرَى: هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ.
(و) عَن أَبي سَعِيد، يُقَالُ للِرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ (شَابَ عَنْه) ، وَرابَ إِذَ كَسِلَ. (} وشَوَّبَ) إِذا (دَافَع) مُدَافَعَةً (ونَضَح عَنْه فَلَمْ يُبَالِغْ) فِيهِما أَي يُدَافِعُ مَرَّة وَيَكْسَلُ مَرَّة فَلَا يُدَافع الْبَتَّةَ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: {التَّشْوِيب: أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فِيهِ. وَقَالَ أَيْضاً: العَرَب تَقُولُ: لَقِيتُ فُلَاناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه، إِذَا دَافَع عَنْهم شَيئاً من دِفَاعٍ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْــلُهم: هُوَ يَشُوبُ وَيُرُوبُ من اللبَن، وَلكنه مَعْنَاه رَجُلٌ يرُوبُ أحْيَاناً فَلَا يَتَحرَّكُ وَلَا يَنْبَعِثُ، وأَحْيَاناً يَنْبَعِث} فيَشُوبُ عَن نَفْسِه غَيْرَ مُبَالغٍ فِيهِ.
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: شَابَ إِذَا كَذَب وشَابَ إِذَا خَدَع فِي بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ. وشَاب {شَوْبا إِذَا غَشَّ. وَفِي الحَدِيث: (يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ} فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَة) .
وقَوْلُ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَة السَّعْدِيّ:
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ
وماءُ قُدُورٍ فِي القِصَاعِ {مَشِيبُ
إِنما بَنَاهُ عَلَى شِيبَ الَّذي لم يسَمَّ فَاعِلُه أَي مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل والصِّبَاغ. والصَّرْبُ: اللَّبَن الحَامِضُ، ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى فِي العَرْصَةِ ليَجِفَّ. ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ، ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بَعْدُ وهُو الْمُلَهْوَجُ.
(} وشَابَةُ) : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم. و (جَبَلٌ بمَكَّة أَو بِنَجْدٍ) ، وقِيلَ: مَوضِع بِنَجْد كَمَا (فِي الْمُحكم) لابْنِ سِيدَه، وَسَيذكر فِي (ش ي ب) لأَنَّ الأَلِفَ تَكُونُ مُنْقَلِبةً عَن وَاوٍ وعَنْ يَاء، لأَنَّ فِي الكَلَام ش وب وَفِيه ش ي ب، وَلَو جُهِلَ انْقِلَابُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَى الوَاوِ؛ لأَنَّ الأَلِفَ هُنَا عَيْن وانْقِلَابُ الأَلِف إِذَا كَانَتْ عَيْناً عَن الوَاوِ أَكْثَرُ من انْقِلَابِها عَنِ اليَاءِ. قَالَ:
وضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ
حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي هَبِيدَا
كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب. ومِثْلُه فِي المُحْكَم، ومِنْهُم مَنْ قَالَ: إِنَّه شَامَة بالمِيمِ، والصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلَان. وَقَالَ البَكْرِيّ: إِن شَابَة جَبَلٌ فِي الحِجَاز فِي دِيَار غَطَفَان، وقِيلَ بنَجد، وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُور. وَبِه صَدَّرَ فِي المَرَاصِدِ والمُعْجَمِ. وسَيَأْتِي قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي اسْتَدلَّ بِهِ الجَوْهَرِيّ فِي (ش ي ب) .
(و) بَنُو ( {شَيْبَان: قَبِيلَةٌ) مِن الْعَرَب، قِيلَ يَاؤُه بَدَلٌ من الوَاوِ لقَوْــلِهم الشَّوابِنَة، وسيأْتي فِي (ش ي ب) والمُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ سَيدَه حَيْثُ أَوْرَدَهَا فِي المَوْضِعَين. واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وَابْن مَنْظُور عَلَى إِيرَادِهَا فِي اليَاءِ التَّحْتِيَّة. وخُتَار ابْنُ جِنْى أَنَّهَا وَاوِيَّةُ العَيْنِ، وأَنْ أَصْلَه شَيْوَبَان على فَيْعَلَانَ فأَدْغَم وخَفَّفَ كَمَا قِيلَ فِي رَيْحَان وإِلَّا لَقِيل} شَوْبَان كَخَوْلَان، ونَقَل الوَجْهَيْن العَلَّاَةُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ المَالِكِيُّ فِي اقْتِطَافِ الأَزَاهِر والْتِقَاطِ الْجَوَاهِر، وَقَالَ: طَرِيقَةُ ابْنِ جِنِّي تدْرِيجٌ حَسَنٌ، قَالَه شَيْخُنَا.
(و) قَوْــلُهُم: (بَاتَت) أَي البِكْرُ (بَلْيَلَةِ شَيْبَاءَ بالإِضَافَة) . قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ:
كَلَيْلَةِ شَيْبَاءَ الَّتِي لَسْتُ نَاسِياً
ولَيْلَتِنَا إِذْ مَنَّ مَا مَنَّ قَرْمَلُ
(أَو بِلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ) مُعَرَّفاً. قَالَ عُرْوَةُ أَيْضاً:
فكُنتَ كَلَيْلَةِ الشَّيْبَاءِ هَمَّت
بمَنْع الشَّكْرِ أَتْأَمَهَا القَبِيلُ
(إِذا غُلِبَت) بالبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ (عَلَى نَفْسِهَا) أَي غَلَبها زَوْجُها فافْتَضَّها وَأَزَالَ بَكَارَتها (لَيْلَةَ هِدَائِهَا) بِالْكَسْرِ من إِهْدَاءِ المَاشِطَة العَرُوسَ لِزَوْجِهَا لَيْلَةَ الزّفَافِ، فإِذا دخل بهَا وَلم يَفْتَرِعْهَا قيل: باتت بلَيْلةِ حُرَّةٍ. وَنقل شَيْخُنَا عَنْ ابْنِ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ البَلَاغَةِ أَنَّ الشَّيْبَاءَ المرْأَةُ البِكْرُ لَيْلَةَ افْتِضَاضِها لَا تَنْسَى بَعْلَهَا الَّذي افْتَرَعَهَا أَبَداً، وَلَا تَنْسَى قاتِلَ بِكْرِها أَبَداً، وَهُوَ أَوَّلُ وَلَدِهَا، انْتهى. ذكره الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاس فِي (ش ي ب) وجَعَلَه مِن الْمَجَازِ، وقَالَ: كَأَنَّهَا دُهِيَت بأَمْرٍ شَدِيدٍ تَشِيبُ مِنْهُ الذَّوَائِبُ. ومِثْلُه فِي لِسَانِ العَرَبِ غَيْر أَنَّه قَالَ: وقِيلَ يَاء شَيْبَاءَ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ، لأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ شَابَ المَرْأَةَ غَيْرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهُم قَالُوا بِلَيْلَة شَوْبَاءَ، جَعَلُوا هَذَا بَدَلاً لَازِماً كعِيدٍ وأَعْيَاد. وأَورَدَه ابْنُ سِيدَه فِي المُحْكَمِ فيالوَاوِ واليَاءِ، وقَالَ: بَاتَتِ المرأَةُ بلَيْلَةِ شَيْبَاءَ. قيل: إِنَّ اليَاءَ فِيهَا مُعَاقِبَة، وإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ. واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على ذِكْرِهَا فِي التَّحْتِيَّة كالزَّمَخْشَرِيِّ وابْنِ مَنْظُور وغَيْرِهم.
(و) {الشَّائِبَة: وَاحِدَة (} الشَّوَائِبِ) وَهِيَ (الأْقْذَارُ والأَدْنَاسُ) جَمْعُ قَذَر ودَنَس.

حَطَّ 

(حَطَّ) الْحَاءُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ إِنْزَالُ الشَّيْءِ مِنْ عُلُوٍّ. يُقَالُ حَطَطْتُ الشَّيْءَ أَحُطُّهُ حَطًّا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِطَّةٌ} [البقرة: 58] ، قَالُوا: تَفْسِيرُهَا الــلَّهُمَّ حُطَّ عَنَّا أَوْزَارَنَا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْــلُهُمْ جَارِيَةٌ مَحْطُوطَةُ الْمَتْنَيْنِ، كَأَنَّمَا حُطَّ مَتْنَاهَا بِالْمِحَطِّ. قَالَ:

بَيْضَاءُ مَحْطُوطَةٌ الْمَتْنَيْنِ بَهْكَنَةٌ ... رَيَّا الرَّوَادِفِ لَمْ تُمْغِلْ بِأَوْلَادِ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْــلُهُمْ رَجُلٌ حُطَائِطٌ، أَيْ صَغِيرٌ قَصِيرٌ، كَأَنَّهُ حُطَّ حَطًّا.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْــلُهُمْ لِلنَّجِيبَةِ السَّرِيعَةِ حَطُوطٌ ; كَأَنَّهَا لَا تَزَالُ تَحُطُّ رَحْلًا بِأَرْضٍ. وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْقِيَاسِ الْحَطَاطُ: بَثْرَةٌ تَكُونُ بِالْوَجْهِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

وَوَجْهٍ قَدْ طَرَقْتُ أُمَيْمَ صَافٍ ... أَسِيلٍ غَيْرِ جَهْمٍ ذِي حَطَاطِ

وَيُرْوَى:

كَقَرْنِ الشَّمْسِ لَيْسَ بِذِي حَطَاطِ
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.