سبق ذكره.
سبق ذكره.
مــلك: الليث: المَــلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَــلِكُ المُلُوك له
المُــلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكــهم. وفي التنزيل:
مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَــلِك
يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكــسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد
الوارث عن أَبي عمرو: مَــلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي
عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل
من يَمْــلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب،
ومالكُ يوم الدين، يَمْــلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ
المُــلْكِ، قال: وأما مَــلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من
هؤلاء، ولم يريد أَنه يمــلك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُــلْك؛ أَلا ترى
أنه جعل مالكــاً لكــل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي
عبيد واختاره.
والمُــلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُــلْكُ الله تعالى
ومَــلَكُــوته: سلطانه وعظمته. ولفلان مَــلَكُــوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُــلْكــه؛
عن اللحياني، والمَــلَكُــوت من المُــلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ،
ويقال للمَــلَكُــوت مَــلْكُــوَةٌ، يقال: له مَــلَكُــوت العراق ومَــلْكُــوةُ العراق
أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُــلْكُ والعِزُّ. وفي حديث أَبي سفيان:
هذا مُــلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر
اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَــلَكَ؟ يروى بفتح الميمين
واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام. والْمَــلْكُ والمَــلِكُ والمَلِيكُ
والمالِكُ: ذو المُــلْكِ. ومَــلْك ومَــلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَــلْكَ
مخفف من مَــلِك والمَــلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَــلْكِ مُلوك،
وجمع المَــلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُــلَكــاء، وجمع المالِكِ مُــلَّكٌ
ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع. ورجل مَــلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة،
والكــثير مُلُوكٌ، والاسم المُــلْكُ، والموضع مَمْــلَكَــةٌ. وتَمَــلَّكــه أي
مَــلَكــه قهراً. ومَــلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْــلَكُــوه: صَيَّروه
مَــلِكــاً؛ عن اللحياني. ويقال: مَــلَّكَــه المالَ والمُــلْك، فهو مُمَــلَّكٌ؛ قال
الفرزدق في خال هشام بن عبد المــلك:
وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَــلَّكــاً،
أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه
يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا ممــلَّك أَبو أُم ذلك المُمَــلَّكِ
أَبوه، ونصب مُمَــلَّكــاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن
إسماعيل المخزومي. وقال بعضهم: المَــلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَــلْكُ
لغير الله. والمَــلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَــلْكٌ، بالتخفيف، والجمع
مُلُوك وأَمْلاك، والمَــلْكُ: ما مــلكــت اليد من مال وخَوَل. والمَــلَكــة:
مُــلْكُــكَ، والمَمْــلَكــة: سلطانُ المَــلِك في رعيته. ويقال: طالت مَمْــلَكَــتُه
وساءت مَمْــلَكَــتُه وحَسُنَت مَمْــلَكَــتُه وعَظُم مُــلِكــه وكَثُر مُــلِكُــه.
أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَــلَكُــوتُ كل شيء؛ مَعناه
تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى مــلكــوت كل شيء أي القدرة
على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مَولَى
مِلاكَةٍ دون الله أي لم يمــلكــه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَــلْكُ
والمُــلْكُ والمِــلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَــلَكــه يَمْــلِكــه
مَــلْكــاً ومِــلْكــاً ومُــلْكــاً وتَمَــلُّكــاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها
غيره. ومَــلَكَــةً ومَمْــلَكَــة ومَمْــلُكــة ومَمْــلِكــة: كذلك. وما له مَــلْكٌ
ومِــلْكٌ ومُــلْكٌ ومُــلُكٌ أي شيء يمــلكــه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكــسائي:
ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُــلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا
فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يمــلكــه. وأَمْــلَكــه الشيءَ ومَــلَّكــه إياه
تَمْليكاً جعله مِــلْكــاً له يَمْــلِكُــه. وحكى اللحياني: مَــلِّكْ ذا أَمْرٍ
أَمْرَه، كقولك مَــلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي
في هذا الوادي مَــلْكٌ ومــلْك ومُــلْك ومَــلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً
ومالاً وغير ذلك مما تَمْــلِكــه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها. وجاء في
التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَــلْكٌ ولا نَفْرٌ،
بالراء غير معجمة، ولا مِــلْكٌ ولا مُــلْك ولا مَــلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما
له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا. ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة،
وقالوا: الماء مَــلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَــلَكُــوا أَمْرَهم أي
يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي:
ولم يكن مَــلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم،
إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ
أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن
أَمثالهم: الماءُ مَــلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي
به كمال الأمر. وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِــلْك ولا مَــلْكٌ ولا مُــلْكٌ إذا
لم يكن لهم ماء. ومَــلَكَــنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَــلْكِ
أَمْرِنا. وهذا مِــلْك يَميني ومَــلْكُــها ومُــلْكُــها أي ما أَمــلكــه؛ قال الجوهري:
والفتح أفصح. وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَــلَكَــتْ أَيمانكم،
يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة
وإخراجها من الأموال التي تمــلكــها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة،
وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن
جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا
المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة. وأَعطاني
من مَــلْكِــه ومُــلْكِــه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَــلْكُ ما
مُــلِكَ. يقال: هذا مَــلْكُ يدي ومِــلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَــلْكٌ
غيري ومِــلْكٌ، وقولهم: ما في مِــلْكِــه شيء ومَــلْكِــه شيء أي لا يمــلك شيئاً.
وفيه لغة ثالثة ما في مَــلَكَــته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي. ومَــلْكُ
الوَليِّ المرأَةَ ومِــلْكُــه ومُــلْكــه: حَظْرُه إياها ومِــلْكُــه لها.
والمَمْلُوك: العبد. ويقال: هو عَبْدُ مَمْــلَكَــةٍ ومَمْــلُكــة ومَمْــلِكــة؛ الأخيرة
عن ابن الأعرابي، إذا مُــلِكَ ولم يُمْــلَكْ أَبواه. وفي التهذيب: الذي
سُبيَ ولم يُمْــلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْــلَكَــةٍ لا قِنٍّ أي
أَننا سُبِينا ولم نُمْــلَكْ قبلُ. ويقال: هم عبِيدُ مَمْــلُكــة، وهو أَن
يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار. والعَبْدُ القنّ: الذي مُــلِك هو
وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى. وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن
قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية،
فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد
مَمْــلُكــة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْــلُكــة، بضم اللام وفتحها، أَن
يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار. وطال مَمْــلَكَــتُهم الناسَ
ومَمْــلِكَــتُهم إياهم أي مِــلْكــهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً
ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً. وطال مِــلْكُــه ومُــلْكــه ومَــلْكــه ومَــلَكَــتُه؛ عن
اللحياني، أَي رِقُّه. ويقال: إنه حسن المِــلْكَــةِ والمِــلْكِ؛ عنه أَيضاً.
وأَقرّ بالمَــلَكَــةِ والمُلُوكةِ أي المِــلْكِ. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ
سَيءُ المَــلَكَــةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك. ويقال: فلان
حَسَنُ المَــلَكــة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه. وفي الحديث: حُسْنُ
المَــلَكــة نماء، هو من ذلك. ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها
تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها
إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ
يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره. والمَمْــلَكــة والمُمْــلُكــة:
سلطانُ المَــلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر:
بَنَّتْ عليه المُــلْكُ أَطْنابها،
كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ
قال ابن الأَعرابي: المُــلْكُ هنا الكــأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك
رفع المــلك والكــأْس معاً بجعل الكــأْس بدلاً من المــلك؛ وأَنشد غيره:
بنَّتُ عليه المُــلْكَ أَطنابَها
فنصب المــلك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَــلَّكــاً وليس
بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي
مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه المــلك، مخفف
النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه المــلكُ، وكل هذا من المِــلْكِ لأَن
المُــلْكَ مِــلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له. ومَــلَّكَ النَّبْعَةَ:
صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها. وتَمالَكَ عن الشيء: مَــلَكَ
نَفْسَه. وفي الحديث: امْــلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا
عليك. وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك. وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما
تَماسَك ولا يَتَماسَك. وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن
يحبس نفسه؛ قال الشاعر:
فلا تَمَــلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا
ويقال: نفسي لا تُمالِكُــني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني. وفلان ما له
مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ. وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ
أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك. وإذا وصف الإنسان بالخفة
والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي
يُمْــلَكُ به وصَلاحُه. وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه،
ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به. وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك،
بالكــسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا:
لأَذْهَبَنَّ فإما هُــلْكــاً وإما مُــلْكــاً ومَــلْكــاً ومِــلْكــاً أي إما أن
أَهْــلِكَ وإما أن أَمْــلِكَ. والإمْلاك: التزويج. ويقال للرجل إذا تزوّج: قد
مَــلَكَ فلانٌ يَمْــلِكُ مَــلْكــاً ومُــلْكــاً ومِــلْكــاً. وشَهِدْنا إمْلاك فلان
ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته. وأَمْــلكــه
إياها حتى مَــلَكَــها يَمْــلِكــها مُــلْكــاً ومَــلْكــاً ومِــلْكــاً: زوَّجه إياها؛
عن اللحياني. وأُمْــلِكَ فلانُ يُمْــلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً.
وقد أَمْــلَكْــنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا
تقل من مِلاكِه. وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن
الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح. وقال الجوهري: لا يقال
مِلاك ولا يقال مَــلَك بها
(* قوله «ولا يقال مــلك بها إلخ» نقل شارح القاموس
عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم
وجعلوه من اللحن القبيح ولكــن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على
تصحيح كلام الفقهاء.) ولا أُمْــلِك بها. ومَــلَكْــتُ المرأَة أي تزوّجتها.
وأُمْــلِكَــتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها
بيدها. قال أَبو منصور: مُــلِّكَــتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من
أُمْــلِكَــت؛ والقلب مِلاكُ الجسد. ومَــلَك العجينَ يَمْــلِكُــه مَــلْكــاً
وأَمْــلَكَــه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده. وفي حديث عمر: أَمْــلِكُــوا العجين فإِنه
أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من
الماء لجَوْدة العجْن. ومَــلَكَ العجينَ يَمْــلِكــه مَــلْكــاً: قَوِيَ عليه.
الجوهري: ومَــلَكْــتُ العجين أَمْــلِكُــه مَــلْكــاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛
قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة:
مَــلَكْــتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها،
يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها
يعني شَدَدْتُ بالطعنة. ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْــلَكَــتْ إِذا بلغت
مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَــلَكَــتْه تَمْــلِكُــه
مَــلْكــاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً:
فَمَــلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها،
كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ
قال: مَــلَّكَ كما تُمَــلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من
القشر شيئاً تَتمالك القوسُ
به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً
إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛
الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً
مَمْلُوكٌ ومُمْــلَكٌ ومُمَــلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى
قول الشماخ يصف نَبْعَةً:
فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها،
وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ
والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك
أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى
يجف. ومَــلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن
الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً. ومَــلْكُ
الطريق ومِــلْكُــه ومُــلْكــه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني. ومِــلْكُ
الوادي ومَــلْكــه ومُــلْكــه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً. ويقال: خَلِّ عن مِــلْكِ
الطريق ومِــلْكِ الوادي ومَــلْكِــه ومُــلْكــه أَي حَدِّه ووسطه. ويقال: الْزَمْ
مَــلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح:
إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ
رَتِيمَ الحَصى من مَــلْكِــها المُتَوَضِّحِ
وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك
والمَمْــلُكَــةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُــلُكــة وَسَطَها. ومَــلْكُ ا لطريق
ومَمْــلُكَــتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر:
أَقامَتْ على مَــلْكِ الطريقِ، فمَــلْكُــه
لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ
ومُــلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه
أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكــسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا
الشيخ الذي ليس له مُــلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ،
وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه
مُــلُكُــه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُــلُكُــه؛ ذكره عن الكــسائي في كتاب
الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُــلُك بمعنى القوائم.
والمُلَيْكَةُ: الصحيفة.
والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير
كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ،
ورَدْمانُ موضع باليمن. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة.
ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْــلِك ومُمَــلَّكٌ ومِــلْكــانُ، كلها:
أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَــلَكِ الموت
وهو قوله:
غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما
نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ
قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن
مَــلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَــلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف
المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه
في المعتل. والمَــلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكــسائي: أَصله
مَأْــلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل
مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك
قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن
الزبير:
فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكــن لِمَلأَكٍ
تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ
ثم تركت همزته لكــثرة الاستعمال فقيل مَــلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه
فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ:
وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه،
سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ
قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله:
فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها،
وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ
وفيها يقول في صفة الهلال:
لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه
قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ
وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير:
أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي
الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَــلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام،
يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من
مَأْــلَكٍ، ومَأْــلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن
يذكر في فصل أَــلك لا في فصل مــلك.
ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء.
والمالِكــان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية
الكِــبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَــلَكــه وغلبه؛ قال الشاعر:
أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني،
أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا
ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر:
بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ:
أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ
وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر:
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ،
يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ
ومِــلْكــانُ: جبل بالطائف. وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل
ما في العرب مِــلْكــان، بكسر الميم، إِلاَّ مَــلْكــان بن حزم بن زَبَّانَ
فإِنه بفتحها. ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة:
لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك * لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ
هــلك: لهَــلْكُ: الهلاك. قال أَبو عبيد: يقال الهَــلْك والهُــلْكُ
اوالمُــلْكُ والمَــلْكُ؛ هَــلَكَ يَهْــلِكُ هُــلْكــاً وهَــلْكــاً وهَلاكاً: مات. ابن جني:
ومن الشاذ قراءة من قرأَ: ويَهْــلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ، قال: هو من باب
رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة،
قال: وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْــلكُ هَــلِك كعَطِبَ، فاستغنى عنه بهَــلَكَ
وبقيت يَهْــلَك دليلاً عليها، واستعمل أَبو حنيفة الهَــلَكَــة في جُفُوف
النبات وبَيُوده فقال يصف النبات: من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه، ثم
تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَــلَكَــتِه وبَيُوده.
ورجل هالِكٌ من قوم هُــلَّكٍ وهُلاَّك وهَــلْكَــى وهَوَالِكَ، الأَخيرة
شاذة؛ وقال الخليل: إِنما قالوا هَــلْكَــى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء
ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون. الأَزهري: قومٌ هَــلْكَــى
وهالِكُــون. الجوهري: وقد يجمع هالِك على هَــلْكَــى وهُلاَّك؛ قال زيادُ بن
مُنْقِذ:
تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه،
يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ
يعني به الفقراء؛ وهَــلَكَ الشيءَ وهَــلَّكــه وأَهْــلَكَــه؛ قال العجاج:
ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا،
هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا
يعني مُهْــلِك، لغة تميم، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ. وقال الأَصمعي
في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا
في السير أَي من تعرَّض فيه هَــلَكَ؛ وأَنشد ثعلب:
قالت سُلَيْمى هَــلِّكــوا يَسارا
الجوهري: هَــلَكَ الشيءُ يَهْــلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْــلَكــاً
ومَهْــلِكــاً ومَهْــلُكــاً وتَهْــلُكَــةً، والاسم الهُــلْكُ، بالضم؛ قال اليزيدي:
التَّهْــلُكــة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس؛ قال ابن بري: وكذلك
التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قال: وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:
شَبيبُ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا
وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا
وأَهْــلكــه غيره واسْتَهْــلَكــه. وفي الحديث عن أَبي هريرة: إِذا قال الرجلُ
هَــلَكَ الناسُ
فهو أَهْــلَكــهم؛ يروى بفتح الكــاف وضمها، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً
ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ
من رحمة ا لله تعالى يقولون هَــلَك الناسُ
أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم، فإِذا قال الرجل ذلك
فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى، أَو هو الذي لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم
حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذي أَوقعهم في
الهلاك، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْــلَكــهم أَي أَكثرهم
هَلاكاً، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً، ويرى له
عليهم فضلاً. وقال مالك في قوله أَهــلكــهم أَي أَبْسَلُهم. وفي الحديث: ما
خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْــلَكَــتْه؛ قيل: هو حضٌّ على تعجيل الزكاة
من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به، وقيل: أَراد تحذير
العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها، وقيل: أَن يأْخذ الزكاة
وهو غنّي عنها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَتاه سائل فقال له:
هَــلَكْــتُ وأَهْــلَكْــتُ أَي أَهــلكــت عيالي. وفي التنزيل: وتــلك القُرى أَهْــلَكْــناهم
لما ظلموا. وقال أَبو عبيدة: أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَــلَكْــتَني بمعنى
أَهْــلَكــتني، قال: وليست بلغتي. أَبو عبيدة: تميم تقول هَــلَكَــه يَهْــلِكُــه
هَــلْكــاً بمعنى أَهْــلَكــه. وفي المثل: فلان هالِكٌ في الهوالك؛ وأَنشد
أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ:
تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه،
إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ
فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ،
غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ
قال: وهذا شاذ على ما فسر في فوارس؛ قال ابن بري: يجوز أَن يريد هالك في
الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكــة، على القياس، وإِنما جاز فوارس لأَنه
مخصوص بالرجال فلا لبس فيه، قال: وصواب إنشاد البيت:
فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر
والهَــلَكَــة: الهَلاكُ؛ ومنه قولهم: هي الهَــلَكَــة الهَــلْكــاءُ، وهو توكيد
لها، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ.
أبو عبيدة: يقال وقع فلان في الهَــلَكَــةِ الهَــلْكــى والسَّوْأَة
السَّوْأى. وقوله عز وجل: وجعلنا لمَهْــلِكــهِم مَوعِداً؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً،
ومن قرأ لمَهْــلَكِــهم فمعناه لإهلاكهم. وفي حديث أم زرع: وهو إمامُ
القَوْم في المَهالِك؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا
يتخلف، وقيل: إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره.
واسْتَهْــلَكَ المالَ: أنفقه وأنفده؛ أنشد سيبويه:
تقولُ، إذا اسْتَهْــلَكْــتُ مالاً للَذَّةٍ،
فُكَيْهَةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ
قال سيبويه: يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين، وليس ذلك بواجب كوجوب
إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء. وأهْــلَكَ المالَ: باعه. في بعض
أخبار هذيل: أن حَبيباً الهُذَليّ قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد: ارجِعْ
إلى قومك، قال: كيف أصنع بإيلي؟ قال: أهْــلِكْــها أي بعْها. والمَهْــلَكــة
والمَهــلِكــة والمَهْــلُكــة: المَفازة لأنه يهــلك فيها كثيراً. ومفازة هالكــةٌ من
سَــلَكــها أي هالكــة للسالكــين. وفي حديث التوبة: وتَرْكُها مَهْــلِكــة أي
موضع لهَلاكِ نفْسه، وجمعها مَهالِكُ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة.
والهَــلَكُــونُ: الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء. ابن بُزُرج: يقال هذه أرض
آرمَةٌ هَــلَكُــونٌ، وأرض هَــلَكــون إذا لم يكن فيها شيء. يقال: هَــلَكــونُ
نبات أرضين. ويقال: ترَكها آرِمَةً هَــلَكِــينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر
طويل. يقال: مررت بأرض هَــلَكِــينَ، بفتح الهاء واللام
(* قوله: «هَــلَكــينَ
بفتح النون دون تنوين»، هكذا في الأصل. وفي القاموس: أرضٌ هَــلَكِــينٌ
وأرضٌ هَــلكــونٌ، بتنوين الضمّ).
والهَــلَكُ والهَــلَكــاتُ: السِّنُونَ لأنها مهــلكــة؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد
لأسْودَ بن يَعْفُرَ:
قالت له أمُّ صَمْعا، إذ تُؤَامِرُه:
ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَــلَكِ؟
الواحدة هَــلَكــة بفتح اللام أيضاً. والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْــلِكُ.
وهَلاكٌ مُهْتَــلِكٌ: على المبالغة؛ قال رؤبة:
من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَــلِكْ
ولأَذْهَبَنَّ فإما هُــلْكٌ وإما مُــلْكٌ، والفتح فيهما لغة، أي
لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْــلِكَ وإما أن أمْــلِكَ. وهالِكُ أهْلٍ: الذي يَهْــلِكُ في
أهْله؛ قال الأَعشى:
وهالِك أهْلٍ يَعودُونه،
وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ
قال: ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْــلِك أهْلَه. والهَــلَكُ: جِيفَةُ الشيء
الهالِك. والهَــلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها
مَهْــلَكــة، وقيل: الهَــلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة،
وهو من ذلك؛ فأما قول الشاعر:
الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه،
وليس يُعْجِزُهُ هَــلْكٌ ولا لُوح
فإنه سكن للضرورة، وهو مذهب كوفي، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور
والمضموم، وقيل: الهَــلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما
بين كل شيئين، وكله من الهَلاك، وقيل: الهَــلَكُ المَهْواة بين الجبلين؛
وأنشد لامرئ القيس:
أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ،
على الأَيْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا
رأتْ هَــلَكــاً بنِجاف الغَبِيط،
فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا
ويروى: تَجُدّ لذاك الهِجارا؛ قوله هِباب: نَشاط، ونِواراً: نِفاراً،
وتجدّ: تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ، والهِجار: حبل يشدّ في رسغ
البعير. والهَــلَكُ: المَهْواة بين الجبلين؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة
جَيْداء:تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً
على هَــلَكٍ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ
والهَــلَكُ، بالتحريك: الشيء الذي يَهْوي ويسقُط. والتَّهْــلُكَــةُ:
الهلاك. وفي التنزيل العزيز: ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْــلُكــة؛ وقيل:
التَّهْــلُكــة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك. والتُّهْلُوك: الهَلاك؛ وأنشد
بيت شَبيبٍ:
وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا
ووقع في وادي تُهْــلِّكَ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة، وهو غير مصروف
مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل.
والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ: رمي الإنسان بنفسه في تَهْــلُكــة. والقَطاة
تَهْتَــلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك. ويقال: تَهْتَــلِكُ
تجتهد في طيرانها، ويقال منه: اهْتَــلَكــتِ القَطاةُ. والمِهْتَــلِكُ: الذي
ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل
أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه؛ قال أبو
خِراشٍ:إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا،
ومُهتَــلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ
والهُلاّكُ: الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء
حالهم، وقيل: الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق، وكله من ذلك؛
أنشد ثعلب لجَمِيل:
أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها،
وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ
وكذلك المُتَهَــلِّكُــون؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ:
لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَــلِكٌ،
من بُؤَّس الناس، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ
وافْعَلْ ذلك إما هَــلَكَــتْ هُــلُكُ أي على كل حال، بضم الهاء واللام غير
مصروف؛ قال ابن سيده: وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو
هَــلَكْــتَ، والعامَّة تقول: إن هَــلَكَ الهُــلُكُ؛ قال ابن بري: حكى أبو علي
عن الكــسائي هَــلَكَــتْ هُــلُكُ، مصروفاً وغير مصروف. وفي حديث الدجال: وذكر
صفته ثم قال: ولكــن الهُــلْكُ كلُّ الهُــلْكِ أن ربكم ليس بأعور، وفي رواية:
فإما هَــلَكَــتْ هُــلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور؛ الهُــلْكُ الهَلاك، ومعنى
الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية
ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن
الله منزه عن النقائص والعيوب، وأما الثانية فهُــلَّكٌ، بالضم والتشديد،
جمع هالك أي فإن هَــلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور،
ولو روي: فإما هَــلَكَــتْ هُــلُك على قول العرب افعل كذا إما هَــلَكَــتْ
هُــلَّكُ وهُــلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن، لكــان وجهاً قويّاً ومُجْراه
مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال. وهُــلُكٌ: صفة
مفردة بمعنى هالكــة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ، فكأنه قال: فكيفما كان
الأمر فإن ربكم ليس بأعور، وفي رواية: فإما هَــلَكَ الهُــلُكُ فإن ربكم ليس
بأعور. قال الفراء: العرب تقول افعل ذلك إما هَــلَكَــتْ هُــلُكُ، وهُــلُكٌ
بإجراءٍ وغير إجراء، وبعضهم يُضيفه إما هَــلَكــتْ هُــلُكُــه أي على ما خَيَّلَتْ
أي على كل حال، وقيل في تفسير الحديث: إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل
حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، وقوله على ما
خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في
عوره.والهَلُوك من النساء: الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال، سميت
بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها، ولا يوصف الرجل الزاني
بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ؛ وقال بعضهم: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ
لزوجها. وفي حديث مازِنٍ: إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء.
وفي الحديث: فتهالَكْــتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه.
وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ: سقط عليه، وتَهالَكَــتِ المرأةُ في
مشيها: من ذلك.
والهالِكِــيُّ: الحدَّادُ، وقيل الصَّيْقَل؛ قال ابن الكــلبي: أوّل من
عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة، وكان حدّاداً
نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكــيُّ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ؛ وقال
لبيد:
جُنوحَ الهالِكِــيِّ على يدَيْهِ،
مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ
أراد بالهالِكــيّ الحداد؛ وقال آخر:
ولا تَكُ مِثلَ الهالِكــيِّ وعِرْسِه،
سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ
فقالت: شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه،
ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ
أي خلطته بالسويق. قال عرّام في حديثه: كنت أتَهَــلَّكُ في مَفاوز أي كنت
أدور فيها شِبْهَ المتحير؛ وأنشد:
كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها،
بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَــلِكُ
واسْتَهْــلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه، واهْتَــلَكَ معه؛ وقال
الراعي:
لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى
خفيفَ الحشا، مُسْتَهْــلِكَ الرِّبْح، طامِعا
أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها. وطريق مُسْتَهْــلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ
من سَــلَكَــه؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق:
مُسْتَهْــلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جعَلَتْ
أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا
الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ: يعني به السَّدى والسَّتى؛ شبَّه شَرَك الطريق
بسَدَى الثوب. وفلان هِــلْكَــةٌ من الهِــلَكِ أي ساقطة من السواقط أي
هالِكٌ. والهَــلْكــى: الشَّرِهُونَ من النساء والرجال، يقال: رجال هَــلْكــى ونساء
هَــلْكــى، الواحد هالِكٌ وهالكــة. ابن الأَعرابي: الهالِكَــة النفس
الشَّرِهَة؛ يقال: هَــلَكَ يَهْــلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ؛ ومنه قوله:
ولم أهــلِكْ إلى اللَّبَنِ
(* تمامه كما في شرح القاموس:
جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهــلك إلى
اللبن)
أي لم أشْرَهْ. ويقال للمُزاحِمِ على الموائد: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ
والوارش والحاضِرُ
(* قوله «والحاضر» كذا بالأصل. والذي في مادّة حضر:
رجل حضر ككتف وندس: يتحين طعام الناس ليحضره.) واللَّعْوُ، فإذا أكل بيد
ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ؛ وأنشد شمر:
إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه،
كَهالِكَــةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ
قال: هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك
هَلاكه.
لكــد: لَكِــدَ الشيءُ بِفِيهِ لَكَــداً إِذا أَكل شيئاً لَزجاً فَلَزِقَ
بفيه من جَوْهَرِه أَو لَوْنِه. ولَكِــدَ به لَكَــداً والتَكَدَ: لَزِمَه فلم
يُفارِقْه. وعُوتِبَ رجل من طَيّءٍ في امرأَته فقال: إِذا التَكَدَتْ
بما يَسُرُّني لم أُبالِ أَن أَلْتَكِدَ بما يسوءُها؛ قال ابن سيده: هكذا
حكاه ابن الأَعرابي: لم أُبالِ، بإِثبات الأَلف، كقولك لم أُرامِ، وقال
الأَصمعي: تَــلَكَّــد فلانٌ فلاناً إِذا اعتنقه تَــلَكُّــداً. ويقال: رأَيت
فلاناً مُلاكِداً فلاناً أَي مُلازِماً. وتَــلَكَّــدَ الشيءُ: لَزِمَ بعضُه
بعضاً. وفي حديث عطاء: إِذا كان حَوْلَ الجُرْحِ قَيْح ولَكِــدَ،
فَأَتْبِعْه بصوفة فيها ماء فاغْسِله. يقال: لَكِــدَ الدمُ بالجلد إِذا لَصِقَ.
ولَكَــدَه لَكْــداً: ضَرَبه بيده أَو دَفَعَه. ولاكَدَ قَيْدَه: مشى فنازَعه
القَيْدُ خِطاءه
(* قوله «خطاءه» بالمد جمع خطوة بالفتح كركوة وركاء أفاده
في الصحاح).
ويقال: إِن فلاناً يُلاكِدُ الغُلَّ ليلَته أَي يُعالِجُه؛ قال أُسامة
الهذلي يصف رامياً:
فَمَدّ ذِراعَيْهِ وأَجْنَأَ صُلْبَه،
وفَرَّجَها عَطْفَى مُمَرٍّ مُلاكدِ
ويقال: لَكِــدَ الوسخُ بيده ولَكِــدَ شعَرُهُ إِذا تَلَبَّدَ. الأَصمعي:
لَكِــدَ عليه الوسَخُ؛ بالكــسر، لَكَــداً أَي لَزِمَه ولَصِقَ به. ورجل
لَكِــدٌ: نَكِدٌ لَحِزٌ عَسِيرٌ، لَكِــدَ لَكَــداً؛ قال صخر الغَيّ:
واللهِ لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها
شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ،
لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤْيَتِها،
وكان قَبْلُ ابِتياعُه لَكِــدُ
والأَــلْكَــدُ: اللئيمُ المُلْزَقُ بالقوم؛ وأَنشد:
يُناسِبُ أَقواماً لِيُحْسَبَ فِيهِمُ،
ويَتْرُكُ أَصلاً كانَ مِن جِذْمِ، أَــلْكَــدَا
ولَكَّــادٌ ومُلاكِدٌ: اسمان. والمِــلْكَــدُ شِبْهُ مُدُقٍّ يُدَقُّ به.