Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لك

الفلك

الفــلك:
[في الانكليزية] Orbit ،celestial sphere ،zodiac
[ في الفرنسية] Orbite ،sphere celeste ،zodiaque
بفتح الفاء واللام واحد وجمعه الأفلاك المسمّاة بالآباء أيضا عند الحكماء كما تسمّى العناصر بالأمّهات عندهم كما وقع في العلمي في فصل المعادن. وهو عند أهل الهيئة عبارة عن كرة متحرّكة بالذات على الاستدارة دائما.
وقد يطلق الفــلك على منطقة تــلك الكــرة مجازا، وقد يطلق على ما هو في حكم المنطقة كالفــلك الحامل لمركز الحامل فبقولهم بالذات خرجت حركة كرة النار الحاصلة بتبعية فــلك القمر، فإنّها حركة عرضية لا ذاتية. وأنت تعلم أنّ حركة كرة النار ليست مما أجمع عليه. وإذا احترز عنها ينبغي أن يحترز بقيد آخر عن كرة الأرض المتحرّكة على الاستدراج على ما ذهب إليه بعضهم من أنّ الحركة اليومية إنما هي مستندة إلى الأرض وأيضا ينبغي أن يخرج الكــواكب المتحرّكة في مكانها حركة وضعية على ما ذهب إليه بعض الحكماء من أنّه لا ساكن في الفــلكــيات. ويرد على هذا التعريف الممثلات عند من يقول إنّها متحرّكة بتبعية الفــلك الثامن وممثل الشمس عند بطليموس فإنّها ليست متحرّكة إلّا بتبعية الفــلك الأعظم. ويشكل أيضا بالمتممات فإنّها لا تسمّى أفلاكا عند الأكثرين.
واعتذر البعض بأنّها ليست بكرات حقيقة لأنّ الكــرات الحقيقية ما تكون متشابهة الثخن، وبعضهم بأنّها ليست متحركة بالذات بل المتحرّك بالذات مجموع الممثل. ويرد على الأول التداوير فإنّها ليست متشابهة الثخن مع أنّها تسمّى أفلاكا وعلى الثاني أنّه لم ينقل عن أحد أنّ حركة جزء الجسم حركة عرضية مع أنّ حركة الكــل ذاتية. والحق أن يقال أنّ الفــلك كرة مستقلة لا تقبل الخرق والإنارة فيخرج المتممات لأنّها ليست كرات مستقلة بخلاف التداوير.
وقولهم دائما احتراز عن الكــرة الصناعية المتحرّكة على الاستدارة بالقسر فإنّها لا يمكن أن تكون دائمة، إلّا أنّ قيد الاستدارة مغن عن هذا القيد لأنّ الحركات المستقيمة تستحيل أن تكون دائمة كما تقرّر في موضعه. وما ذكره بعضهم من أنّ الفــلك جسم كري لا يقبل الخرق والإنارة شامل للمتممات أيضا. وكذا ما وقع في التذكرة من أنّ الفــلك جسم كري يحيطه سطحان متوازيان وربّما لا يعتبر السطح المقعر كما في التداوير شامل لها إذ يمكن أن لا تعتبر مقعّرات المتممات أيضا. وبالجملة لا فرق بين المتمم والتدوير، فإطلاق الفــلك على أحدهما دون الآخر تحكّم. ويمكن أن يقال إنّ كلّ واحد من الأفلاك تعلّقت به نفس على المذهب الصحيح، ولا شكّ أنّه تعلّقت بالتدوير نفس غير ما تعلّقت بالخارج وغير ما تعلّقت بالممثل ولم يتعلّق بالمتمّم نفس على حدة بل ما تعلّقت به هو مجموع الممثّل والمتمّم جزء له، فلذلك لم يطلق اسم الفــلك عليه. ومن لم يشترط في الفــلك تعلّق النفس به كصاحب المجسطي أمكن له أن يطلق اسم الفــلك على المتمّم. وأمّا ما قال شارح التذكرة من أنّ الأكثرين لا يسمّون المتمّمات كرات فوجهه غير ظاهر، هكذا ذكر العلي البرجندي في حاشية الجغميني. وفي بعض حواشي شرح هداية الحكمة الميبدية الفــلك جرم كري الشّكل غير قابل الكــون والفساد، ويحيط بما فيه من عالم الكــون والفساد. وعلى رأي الاسلاميين عبارة عن جرم كري الشّكل يحيط بالعناصر انتهى.

اعلم أنّ الأفلاك على نوعين: كلّية وجزئية. فالكــلية هي التي ليست أجزاء لأفلاك أخر والجزئية ما كانت أجزاء لأفلاك أخر كالحوامل، والفــلك الكــلّي مفرد إن لم يكن له جزء هو فــلك آخر كالفــلك الأعظم، ومركّب إن كان له جزء هو فــلك آخر كأفلاك السيارات.
فائدة:
إطلاق الفــلك على المنطقة من قبيل تسمية الحال باسم المحلّ وخصّوا تــلك التسمية بالمناطق دون باقي الدوائر العظام الحالّة في الفــلك لأنّها وجدت باعتبار التحرّك المعتبر في مفهوم الفــلك تشبيها بفــلكــة المغزل، كذا قالوا.
قال عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة:
والأظهر أن يقال إنّ المهندسين لما اكتفوا في بيان هيئة الأفلاك بمناطق تــلك الأفلاك إذ هي كافية لإيراد البراهين سمّوها أفلاكا لقيامها مقامها يؤيّده أنّهم يسمّون الدائرة الحادثة من حركة مركز حامل عطارد حول مركز المدير فــلكــا مع أنّها ليست بحالة في فــلك لأنّهم يقيمونها مقام المدير في إيراد البراهين.
فائدة:

قال الحكماء: الفــلك جسم كري بسيط لا يقبل الخرق والالتيام ولا الكــون والفساد متحرّك بالاستدارة دائما إذ ليس فيه مبدأ ميل مستقيم وليس برطب ولا يابس، وإلّا لقبل الأشكال بسهولة أو بقسر، فيكون قابلا للخرق والالتيام هذا خلف، ولا حار ولا بارد وإلّا لكــان خفيفا أو ثقيلا فيكون فيه ميل صاعد أو هابط هذا خلف، وحركته إرادية وله نفس مجرّدة عن المادة تحرّكه، والمحرّك القريب له قوة جسمانية مسمّاة بالنفس المنطبعة والفــلك الأعظم هو المحدّد للجهات، وتوضيح هذه الأمور يطلب من شرح المواقف مع الرّدّ عليها. اعلم أنّ الأفلاك الكــلّية تسعة. الفــلك الأعظم وفــلك البروج والأفلاك السبعة للسيارات، والأفلاك الجزئية ستة عشر ستة منها تداوير وثمانية خارجة المراكز لأنّ للعطارد فــلكــين خارجي المركز واثنان آخران يسمّيان بالجوزهر والمائل.
فالفــلك الأعظم جسم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم، إذ لا عالم عندهم إلّا ما يحيط به سطح ذلك الفــلك، فأحد سطحيه محدّب وهو السطح المحيط به من خارج وهو لا يماس شيئا لأنّه محيط لسائر الأجسام وبه يتناهى العالم الجسماني فلا يكون وراءه خلاء ولا ملاء، وآخر سطحيه مقعّر وهو السطح المحيط به من داخل وهو يماسّ محدّب فــلك البروج، ويقال له أيضا الفــلك الأطلس لأنّه غير مكوكب عندهم، ولذا يسمّى أيضا بالفــلك الغير المكوكب ويقال له أيضا فــلك الأفلاك وفــلك الكــلّ وكرة الكــلّ والفــلك الأعلى والفــلك الأقصى والفــلك التاسع وفــلك معدّل النهار ومحدّد الجهات ومنتهى الإشارات وسماء السموات، ووجه التسمية بهذه الأسماء ظاهر، وقد يسمّى بفــلك البروج أيضا كما صرّح به عبد العلي البرجندي في فصل اختلاف المناظر في شرح التذكرة، ويقال لمركزه مركز الكــلّ إلى غير ذلك، ولعقله عقل الكــلّ ولنفسه نفس الكــلّ ولحركته حركة الكــل والحركة الأولى ولمنطقته معدّل النهار والفــلك المستقيم، ولقطبيه قطبا العالم، وهذا الفــلك هو المسمّى في لسان الشرع بالعرش المجيد وحركته شرقية سريعة بها تتمّ دورته في أقلّ من يوم وليلة بمقدار مطالع ما قطعته الشمس بحركتها الخاصّة، ويلزم من حركته حركة سائر الأفلاك وما فيها، فإنّ نفسه المحرّكة وصلت في القوة إلى أن تقوى في تحريك ما في ضمنه، فهي المحرّكة لها بالذات ولما فيها بالعرض. وفــلك البروج جسم كري مركزه مركز العالم يحيط به سطحان متوازيان مقعّرهما يماسّ محدّب فــلك زحل ومحدّبهما يماسّ مقعّر الفــلك الأعظم ويسمّى بفــلك الثوابت أيضا لأنّ جميع الثوابت مركوزة فيه وبسماء الرؤية وإقليم الرؤية لكــثرة الكــواكب المرئية فيه كما في شرح بيست- عشرين- باب في الباب الرابع عشر، والفــلك المكوكب والفــلك المصوّر كما في شرح التذكرة ويسمّى في لسان الشرع بالكــرسي وهو كرة واحدة على الأصح إذ لا حاجة في الثوابت إلى اكثر من كرة واحدة، وإن جاز كونها على كرات متعددة. ولذا ذهب البعض إلى أنّ لكــلّ من الثوابت فــلكــا خاصّا وذلك بأن تكون تــلك الأفلاك فوق فــلك زحل، محيط بعضها ببعض، متوافقة المراكز متسامتة الأقطاب متطابقة المناطق متوافقة الحركات قدرا وجهة، أو يكون بعضها فوقه وبعضها بين الأفلاك العلوية أو تحت فــلك القمر. وقيل إنّ لكــلّ منها تداوير وحركات الجميع متوافقة القدر والجهة مناطقها في سطوح مدارات عرضية، ويكون لفــلك الثوابت حركة خاصة زائدة على حركات التداوير. ولذلك لا يقع الرجوع ويقع البطء في النصف الذي يكون جهة حركته مخالفة لجهة حركة فــلك الثوابت. وعلى هذا يحتمل أن يكون اختلاف مقادير حركات الثوابت على ما وجد بالأرصاد المختلفة من هذه الجهة حتى لم يدركها أكثر المتقدّمين واعتقدوا الأفلاك ثمانية وأسندوا الحركة اليومية لكــرة الثوابت. وأبرخس بالغ في الرصد فاطلع على أنّ لها حركة ما، لكــنه لم يدرك مقدارها. وبيّن صاحب المجسطي أنّها تتحرّك في كلّ مائة سنة شمسية درجة واحدة فتتم دورته في ست وثلاثين ألف سنة.
والمتأخّرون اختلفوا في ذلك فأكثرهم على أنّها تقطع في ست وستين سنة شمسية، وقيل قمرية.
وقيل في سبعين سنة. وحركة فــلك الثوابت غربية على منطقته يسمّى فــلك البروج أيضا تسمية للحال باسم المحلّ، وتسمّى منطقة البروج ومنطقة أوساط البروج لمرورها هناك، وعلى قطبين غير قطبي العالم يسمّيان بقطبي البروج.
ويلزم من اختلاف الأقطاب مع اتحاد المركزين أن تقاطع منطقة البروج معدّل النهار على نقطتين متقابلتين إذا توهّم منطقة البروج في سطح الفــلك الأعلى وأمّا أفلاك السبع السيارة ويسمّى كلّ منها كرة الكــوكب والفــلك الكــلّي له. ففــلك زحل جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مقعّرهما يماسّ محدّب فــلك المشتري ومحدبهما يماسّ مقعّر فــلك البروج، وهكذا إلى فــلك القمر، بل إلى الأرض يعني أن مقعّر فــلك المشتري يماس محدّب فــلك المريخ، ومقعّر فــلك المريخ يماس محدّب فــلك الشمس، ومقعّر فــلك الشمس يماس محدّب فــلك الزهرة، ومقعّر فــلك الزهرة يماس محدّب فــلك عطارد، ومقعّر فــلك عطارد يماس محدّب فــلك الجوزهر، ومقعّر فــلك الجوزهر يماس محدّب المائل، ومقعر المائل يماس محدّب كرة النار، ومقعّر كرة النار يماس محدّب كرة الهواء، ومقعر كرة الهواء يماس مجموع كرة الماء والأرض، ومقعّر بعض كرة الماء يماس بعض سطح الأرض. وأمّا الأفلاك الجزئية فنقول فــلك الشمس جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم ومنطقته وقطباها في سطح منطقة البروج وقطبيه، ولذا سمّي بالفــلك الممثل أيضا. وفي داخل هذا الفــلك بين سطحيه المتوازيين لا في جوفه فــلك آخر جزئي يسمّى بالخارج المركز وبفــلك الأوج أيضا وهو جرم كري شامل للأرض يحيط به سطحان متوازيان مركزهما خارج عن مركز العالم محدّب سطحيه يماس لمحدّب سطحي الفــلك الأول المسمّى بالممثل على نقطة مشتركة بين منطقتيهما، وتسمّى هذه النقطة بالأوج، ومقعّر سطحيه يماس مقعر سطحي الأول على نقطة مشتركة بينهما مقابلة للأوج، وتسمّى بالحضيض. فبالضرورة يصير الفــلك الأول كرتين غير متوازيتين سطوحا بل مختلفتي الثخن، إحداهما حاوية للخارج المركز والأخرى محوية له. والحاصل أنّ بعد إفراز الفــلك الخارج المركز من الأول يبقى من جرم الأول جسمان يحيط بكلّ منهما سطحان مستديران مختلفا الثخن غلظا ورقّة. فرقّة الحاوية منهما مما يلي الأوج وغلظها مما يلي الحضيض. ورقّة المحوية مما يلي الحضيض وغلظها ما يلي الأوج وتسمّى كلّ واحدة من هاتين الكــرتين متمّما إذ بانضمامهما إلى خارج المركز يحصل ممثل الشمس. والشمس جرم كري مصمت مركوز في جرم الخارج المركز مغرق فيه بحيث يساوي قطره ثخن الخارج المركز ويماس سطحها سطحيه. وأمّا أفلاك الكــواكب العلوية والزهرية فهي بعينها كفــلك الشمس تشتمل على كلّ منها على خارج مركز مسمّى بالحامل وعلى متمّمين، إلّا أنّ لكــلّ منها فــلكــا صغيرا غير شامل للأرض مسمّى بالتدوير وهو مصمت، إذ لا حاجة إلى مقعّره ومركوز ومغرق في جرم الحامل بحيث يماس سطحه سطحي الحامل على رسم الشمس في خارج مركزها؛ وكلّ من هذه الكــواكب جرم كري مصمت في جرم فــلك التدوير مغرق فيه بحيث يماس سطحه سطح التدوير على نقطة مشتركة بينهما. وأما فــلكــا عطارد والقمر فيشتركان في أنّ كلّ واحد منهما مشتمل على ثلاثة أفلاك شاملة للأرض وعلى فــلك تدوير إلّا أنّ بينهما فرقا وهو أنّ فــلك عطارد مشتمل على فــلك هو الممثل وعلى فــلكــين خارجي المركز، أحدهما وهو الحاوي للخارج الآخر لكــون الآخر في ثخنه ويسمّى المدير لإدارته مركز الحامل الذي هو الخارج الآخر، وهو فيما بين سطحي الممثل لا في جوفه بحيث يماس محدّبه محدّب الممثل، على نقطة مشتركة بينهما وهي الأوج، ومقعّره يماس مقعّر الممثل على نقطة مشتركة بينهما مقابلة له وهي الحضيض. والثاني وهو المحوي والحامل للتدوير وهو في داخل ثخن المدير على الرسم المذكور أي كدخول الخارج الأول في الممثّل وفــلك التدوير في ثخن الحامل والكــوكب في التدوير على الرسم المذكور. ويلزم مما ذكر من أنّ فــلك عطارد مشتمل على ممثل وخارجين أن يكون لعطارد أوجان، أحدهما وهو النقطة المشتركة بين محدّبي الممثل والمدير ويسمّى الأوج الممثلي وأوج المدير، والثاني وهو النقطة المشتركة بين محدّبي المدير والحامل ويسمّى الأوج المديري وأوج الحامل، وكذا يلزم أن يكون له حضيضان أحدهما الحضيض الممثلي وحضيض المدير، وثانيهما الحضيض المديري وحضيض الحامل، وأربع متممات اثنان للمدير من الممثل وآخران للحامل من المدير.
وأما فــلك القمر فيشتمل على فــلكــين كلّ واحد منهما جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم وعلى فــلك خارج المركز المسمّى بالحامل. فهذه الثلاثة شاملة للأرض وأحد الفــلكــين الأولين الموافقي المركز وهو الذي يحيط بالثاني يسمّى بالجوزهر إذ على محيطه نقطة مسماة بالجوزهر والثاني وهو المحاط بالأول يسمّى بالمائل لكــون منطقته ماثلة عن سطح منطقة البروج وهو في جوف الجوزهر لا في ثخنه، والحامل في ثخن المائل على الرسم المذكور والتدوير في الحامل والقمر في التدوير على الرسم.
الفــلك: بفتحتين: جسم كري يحيط به سطحان ظاهري وباطني، وهما متوازنان مركزهما واحد وهو عند الحكماء غير قابل لــلكــون والفساد، متحرك بالطبع على الوسيط مشتمل عليه.

ملك

مــلك
المَــلِكُ: هو المتصرّف بالأمر والنّهي في الجمهور، وذلك يختصّ بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: مَــلِكُ الناسِ، ولا يقال: مَــلِك الأشياءِ، وقوله: مَــلِكِ يومِ الدّين [الفاتحة/ 3] فتقديره: المــلك في يوم الدين، وذلك لقوله:
لِمَنِ الْمُــلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ
[غافر/ 16] . وَالمِــلْكُ ضربان: مِــلْك هو التمــلك والتّولّي، ومِــلْك هو القوّة على ذلك، تولّى أو لم يتولّ. فمن الأوّل قوله: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها
[النمل/ 34] ، ومن الثاني قوله: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَــلَكُــمْ مُلُوكاً [المائدة/ 20] فجعل النّبوّة مخصوصة والمِــلْكَ عامّا، فإن معنى المــلك هاهنا هو القوّة التي بها يترشّح للسياسة، لا أنه جعلهم كلّهم متولّين للأمر، فذلك مناف للحكمة كما قيل: لا خير في كثرة الرّؤساء. قال بعضهم: المَــلِك اسم لكــلّ من يمــلك السياسة، إما في نفسه وذلك بالتّمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها، وإما في غيره سواء تولّى ذلك أو لم يتولّ على ما تقدّم، وقوله:
فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِــتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُــلْكــاً عَظِيماً [النساء/ 54] . والمُــلْكُ: الحقّ الدّائم لله، فلذلك قال: لَهُ الْمُــلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ [التغابن/ 1] ، وقال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُــلْكِ تُؤْتِي الْمُــلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُــلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ [آل عمران/ 26] فالمُــلْك ضبط الشيء المتصرّف فيه بالحكم، والمِــلْكُ كالجنس للمُــلْكِ، فكلّ مُــلْك مِــلْك، وليس كلّ مِــلْك مُــلْكــا. قال: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُــلْكِ تُؤْتِي الْمُــلْكَ مَنْ تَشاءُ [آل عمران/ 26] ، وَلا يَمْــلِكُــونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْــلِكُــونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً
[الفرقان/ 3] ، وقال:
أَمَّنْ يَمْــلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ [يونس/ 31] ، قُلْ لا أَمْــلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا
[الأعراف/ 188] وفي غيرها من الآيات. والمَــلَكُــوتُ: مختصّ بمــلك الله تعالى، وهو مصدر مَــلَكَ أدخلت فيه التاء. نحو: رحموت ورهبوت، قال: وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَــلَكُــوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأنعام/ 75] ، وقال:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَــلَكُــوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ 185] والمَمْــلَكــة: سلطان المَــلِك وبقاعه التي يتمــلّكــها، والمَمْلُوكُ يختصّ في التّعارف بالرقيق من الأملاك، قال: عَبْداً مَمْلُوكاً [النحل/ 75] وقد يقال: فلان جواد بمملوكه. أي: بما يتمــلّكــه، والمِــلْكَــة تختصّ بمِــلْك العبيد، ويقال: فلان حسن المــلكــة. أي:
الصّنع إلى مماليكه، وخصّ مــلك العبيد في القرآن باليمين، فقال: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَــلَكَــتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 58] ، وقوله: أَوْ ما مَــلَكَــتْ أَيْمانُكُمْ [النساء/ 3] ، أَوْ ما مَــلَكَــتْ أَيْمانُهُنَّ [النور/ 31] ومملوك مقرّ بالمُلُوكَةِ والمِــلْكَــةِ والمِــلْكِ، ومِلَاكُ الأمرِ: ما يعتمد عليه منه. وقيل: القلب ملاك الجسد، والمِلَاكُ:
التّزويج، وأمــلكــوه: زوّجوه، شبّه الزّوج بِمَــلِكٍ عليها في سياستها، وبهذا النظر قيل: كاد العروس أن يكون مَــلِكــاً . ومَــلِكُ الإبل والشاء ما يتقدّم ويتّبعه سائره تشبيها بالمــلك، ويقال: ما لأحد في هذا مَــلْكٌ ومِــلْكٌ غيري. قال تعالى: ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَــلْكِــنا [طه/ 87] وقرئ بكسر الميم ، ومَــلَكْــتُ العجينَ: شددت عجنه، وحائط ليس له مِلَاكٌ. أي: تماسك وأما المَــلَكُ فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحقّقين:
هو من المِــلك، قال: والمتولّي من الملائكة شيئا من السّياسات يقال له: مــلك بالفتح، ومن البشر يقال له: مــلك بالكــسر، فكلّ مَــلَكٍ ملائكة وليس كلّ ملائكة مــلكــا، بل المــلك هو المشار إليه بقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات/ 5] ، فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً [الذاريات/ 4] ، وَالنَّازِعاتِ [النازعات/ 1] ونحو ذلك، ومنه: مــلك الموت، قال: وَالْمَــلَكُ عَلى أَرْجائِها [الحاقة/ 17] ، عَلَى الْمَــلَكَــيْنِ بِبابِلَ [البقرة/ 102] ، قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَــلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [السجدة/ 11] .
مــلك
المَــلِكُ: اللهُ عَّزَ اسْمُه، وهو المالِكُ والمَلِيْكُ.
والمَــلَكُــوْتُ: مُــلْكُ اللَّهِ وسُلْطانُه، ويُقال: مَــلْكُــوَةٌ.
وما لِفُلانٍ مَوْلى مِلاَكَةٍ دُوْنَ اللَّهِ عَزَّ وجل: أي ما يَمْــلِكُــه أحَدٌ إلاّ الله. والمِــلْكُ: ما مَــلَكَــتِ اليَدُ من مالٍ وخَوَلٍ. والمَــلَكَــةُ: مِــلْكُ العَبْدِ.
والمَمْــلَكَــةُ: سُلْطانُ المَــلِكِ.
ومّــلَّكْــتُه أمْرَه وأمْــلَكْــتُه ومَــلَكْــتُه. وهو مَــلَكُ يَدي - بفَتْحَتَيْن -.
والمَمْلُوْكُ: العَبْدُ، والجميع مَمَالِيْكُ. وقد أقَرَّ بالمُلُوْكَةِ والمَــلَكَــةِ والمِــلْكِ.
والماءُ مَــلَكُ أمْرٍ: إِذا كانَ مَعَ القَوْم ماءٌ فَمَــلَكُــوا أمْرَهم - بفَتْح اللاّم والميم -.
وفلانٌ لا مَــلَكَ له: أي لا شَيْء له. وهُوَ لي في مُــلْكٍ ومِــلْكٍ.
ولنا مُلُوْكٌ من نَخْل: جَمْعُ المِــلْكِ لِمَا تَمْــلِكُــه.
وليس لنا مَــلَكــاً: جَمْعُ المَلِيْكِ من المَمْلُوك.
ومِلاَكُ الأمْرِ: الذي يُعْتَمَدُ عليه.
والإِمْلاكُ: إمْلاكُ التَّزْوِيْج. وفي المَثَل: " كادَ العَرُوْسُ أنْ يكونَ مَــلِكــاً ".
ويُقال: مُــلَّكَــتْ فُلانةُ وجُعِل حَبْلُها على غارِبِها: أي طُلِّقَتْ.
والمَــلَكُ والمَلأكُ: من المَلائكة.
والمُــلُكُ من الدابَّةِ: قَوائمُه وهادِيْه، وجاءَنا يَقُوْدُه مُــلُكُــه. ويُسَمّى قائدُ الإبل والغَنَم: المِلاَكَ، وجَمْعُه مُــلُكٌ.
ومَــلْكُ الطَّرِيق ومِــلْكُــه: أي وَسَطُه، وكذلك مِلاَكُه.
ومَــلَكْــتُ العَجِيْنَ وأمْــلَكْــتُه حتى انْتَهَتْ مِلاَكَتُه - باللغَتَيْن جَميعاً -.
والمِلِّيْكى: المِلاكُ.

مــلك

1 مَــلَكَــهُ He possessed it, or owned it, [and particularly] with ability to have it to himself exclusively: (M, K:) [and he exercised, or had, authority over it; for] مُــلْكٌ signifies the exercise of authority to command and to forbid in respect of the generality of a people [&c.]: (Er-Rághib, TA:) or the having possession and command or authority: and the having power to exercise command or authority. (TA.) مِــلْكٌ, as inf. n. of مَــلَكَــهُ meaning He possessed it, is more common than مَــلْكٌ and مُــلْكٌ. b2: [مَــلَكَ أَمْرَهُ He had the ruling, or ordering, of his affair, or case] and مَــلَكَ عَلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ He had the dominion, or sovereignty, or ruling power, over the people. (Msb.) A2: See 4.2 مَــلَّكَــهُ He made him to possess a thing; (S, K;) as also ↓ أَمْــلَكَــهُ. (K.) b2: He made him king; or made him to have dominion, kingship, or rule. (Msb, K.) b3: يُمَــلَّكَ الرَّجُلُ أَمْرَهُ [The man shall be made to have the ruling, or ordering, of his affair, or affairs, or case]. (Sh, T in art. دين.) 3 مَالكَ أُمَّهُ : see شَدَنَ.4 مَــلَكَ ↓ العَجِينَ and أَمْــلَكَــهُ He kneaded well the dough. (S, K.) A2: See 2.5 تَمَــلَّكَ He took possession of a thing [absolutely or] by force. (Msb.) 6 مَا تَمَالَكَ أَنْ فَعَلَ He could not restrain himself from doing; (Mgh, Msb;) syn. مَا تَمَاسَكَ [q. v.] (S.) مِــلْكٌ : its pl. أَمْلاَكٌ, in common conventional language means [or rather includes] Houses and lands. (TA.) See its pl. pl. أَمْلاَكَاتٌ.

مُــلْكٌ Dominion; sovereignty; kingship; rule; mastership; ownership; possession; right of possession; authority; sway. b2: مُــلْكُ اللّٰهِ God's world of spirits; or invisible world. (TA, art. شهد.) b3: [مُــلْكٌ (when distinguished from مــلكــوت) The dominion that is apparent; as that of the earth.]

مَــلَكٌ An angel: see مَأْــلَكٌ. b2: مَــلَكٌ Water. (S.) مَــلِكُ الأَمْلاَكِ The king of kings. See أَخْنَعُ.

مَلاَكُ الأَمْرِ and ↓ مِلاَكُهُ That whereby the thing &c. subsists: (S, KL:) its قَوَام [q. v.] by whom, or by which, it is ruled, or ordered: (K:) its foundation; syn. أَصْلُهُ: (KL:) its support; that upon which it rests: (T, TA:) it may be rendered the cause, or means, of the subsistence of the thing; &c.

مِلَاكٌ see مَلاَكٌ.

مَالِكٌ : see رَبٌّ. b2: مَالِكُ الأَمْرِ The possessor of command, or rule. b3: المَالِكُ الكَــبِيرُ The Great Master, or Owner; i. e., God; in contradistinction to المَالِكُ الصَّغِيرُ the little master, or owner; i. e., the human owner of a slave, &c. b4: مَالِكٌ الحَزِينُ: (so in one copy of the S: in another, and the MA, and Kzw, مَالِكُ الحَزِينِ:) [The heron: or a species thereof] in Pers\. بوتيمار; (MA;) a certain bird, long in the neck and legs, called in Pers\.

بوتيمار. (Kzw:) see سَبَيْطَرٌ b5: أَبُو مَالِكٍ Hunger. (MF, art. جبر.) See also أَبٌ.

أَمْلَاكَاتٌ pl. of أَمْلاَكٌ pl. of مِــلْكٌ Goods, or chattels, of a bride: see أَغْنَآءٌ in art. غنى.

مَــلَكَــةٌ [A faculty.] A quality firmly rooted in the mind. (KT.) مَــلَكُــوتُ اللّٰهِ God's world of corporeal beings. (TA, art. شهد.) Generally The kingdom of God.

مِلِيك is also syn. with مَمْلُوكٌ; this is meant in the TA where it is said that مُــلَكَــآءُ in the saying لَبَا مُلُوكٌ وَلَيْسَ لَبَا مُــلَكَــآءُ [We have kings of bees, but we have not slaves] is pl. of المَلِيكُ from المَمْلُوكُ: it is also said in art. رغو in the TA, (see 4 in that art.) that مَلِيكَةٌ is syn. with مَمْلُوكَةٌ.

أَمْــلَكُ : see شَرْطٌ. and also أَمْلَأُ, and أَرَبٌ. b2: مَا أَمْــلِكُ شَدًّا وَلاَ إِرْخَآءً: see شَدَّ.

مَمْــلَكَــةٌ A kingdom, or realm. (S.) مَمْلُوكٌ A slave; a bondman; syn. عَبْدٌ, (S,) or رَقِيقٌ. (TA.) In the present day, specially, A white male slave. (TA.) See مَرْبُوبٌ.
(مــلك) النبعة صلبها ويبسها فِي الشَّمْس وَفُلَانًا الشَّيْء أمــلكــهُ إِيَّاه
(مــلك)
الشَّيْء مــلكــا حازه وَانْفَرَدَ بِالتَّصَرُّفِ فِيهِ فَهُوَ مَالك (ج) مــلك وملاك والخشف أمه قوي وَقدر أَن يتبعهَا والعجين عجنه فأنعم عجنه وأجاده وَالْوَلِيّ الْمَرْأَة منعهَا أَن تتَزَوَّج وَفُلَان امْرَأَة تزَوجهَا
(مــلك) : المُــلْكُ يُذَكَّرُ ويُؤَثَّثُ قالَ ابنُ أَحمرَ في التَّأْنِيث:
إِنَّ امْرأَ القَيْسِ على عَهْدِه ... في إِرثِ ما كانَ أَبُوهُ حَجَرْ
بَنَّتْ، عليهِ المُــلْكُ أَطْنَابَها ... كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرْ
وقال ابنُ الأَنبارِي في "كتاب المُذَكَّر والمُؤَنَّث" من تَأْلِيفه: (قدم) : القَدُّومُ - بتشديد الدَّال -: اسم موضعٍ، يعنِي به المَوضِعَ الذي اختَتَنَ به إِبراهِيمُ صلوات الله عليه، وقال: سمعتُه من أَبي العَبَّاسِ.
(مــلك) - في الحديث: "حُسْنُ المــلَكَــةِ نَماءٌ"
يُقال: فلانٌ حسَنُ المَــلَكــةِ؛ إذا كان حَسَنَ الصَّنِيعَةِ إلى مماليكه.
ويُقالُ: ما لِفُلانٍ مَلاكَةٌ ومَــلَكَــةٌ دُونَ الله عزّ وجَلّ: أي لَم يمْــلِكْــه إلَّا هُوَ كأَنَّ المــلَكَــةَ بمعنَى المِــلْك وَالتَّمــلُّك.
- وفي الحديث: "مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ"
: أي قِوامُه ونِظامُه، وما يُعتَمد عليه فيه.
- وفي الحديث: "مَن شَهِدَ مِلاكَ امْرِىءٍ مُسْلِم"
المِلَاكُ والِإمْلاكُ: التَّزْويجُ . يُقَال: أمــلَكْــنَاهُ المرأةَ، وَمــلَّكْــنَاهُ؛ أي شَهِدْنَا تَمــلُّكَــهُ المرأَةَ.
- في الحديث: "لا تدخُل الملائِكَةُ بَيْتاً فيه كلبٌ، ولا صُورةٌ" قال الليثُ بن سعد: إنَّهم الملائكةُ السَّيَّاحُون .
قال أبو حاتم: فالرَّجُل إذَا احتُضِر وفي البَيْتِ كَلْبٌ أَو صُوَرٌ دخَل المَــلَكُ في قَبض رُوحِه، والمَــلَكــان الحافِظان لا يُصارِفَانِه.
م ل ك

الشيء وامتــلكــه وتمــلّكــه، وهو مالكــه وأحد ملاّكه، وهذا مــلكــه ومــلك يده، وهذه أملاكه. وقال قشيريّ: كانت لنا ملوك من نخل أي أملاك. ولله المــلك والمــلكــوت، وهو المــلك والمليك. ومــلك فلان سنين. وهو صاحب مــلك وممــلكــة وممالك. وهو مملوك من المماليك. وأقرّ المملوك بالمــلك والمــلكــة. ولعن الله سيء المــلكــة. وهو عبد ممــلكــة وتمــلكــة إذا سبي ولم يمــلك أبواه، وما لفلان مولى ملاكة دون الله أي لم يمــلكــه إلا الله.

ومن المجاز: مــلك المرأة: تزوّجها، وأمــلكــها: زوّجها، وأمــلكــها أبوها. وكنا في إملاك فلان ومــلك نفسه عند الغضب. ولو مــلكــت أمري لكــان كيت وكيت، ومــلك عليه أمره إذا استولى عليه، ومــلّكــته أمره وأمــلكــته: خليته وشأنه. ومــلّكــت فلانة أمرها إذا طلقت. وسمعت كذا فلم أمــلك أن قلت كذا، وما تمالك أن فعل كذا. وهذا حائط لا يتمالك. وهذا ملاك الأمر: قوامه وما يمــلك به. والقلب ملاك الجسد. وركب ملاك الطريق ومــلكــه: وسطه. ومــلكــت كفّي بالسيف إذا شدّ القبض عليه. ومــلكــت عجينها وأمــلكــته: شدّت عجنه، ومــلكــته حتى انتهت ملاكته. وعلاه أبو مالك: الكــبر. قال:

أبا مالك إن الغواني هجرنني ... أبا مالكٍ إني أظنك دائباً
م ل ك : مَــلَكْــتُهُ مَــلْكًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْمِــلْكُ بِكَسْرِ الْمِيمِ اسْمٌ مِنْهُ وَالْفَاعِلُ مَالِكٌ وَالْجَمْعُ مُلَّاكٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْمَــلْكَ بِكَسْرِ الْمِيمَ وَفَتْحِهَا لُغَتَيْنِ فِي الْمَصْدَرِ وَشَيْءٌ مَمْلُوكٌ وَهُوَ مِــلْكُــهُ بِالْكَــسْرِ وَلَهُ عَلَيْهِ مَــلَكَــةٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ عَبْدُ مَمْــلَكَــةٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا إذَا سُبِيَ وَمُــلِكَ دُونَ أَبَوَيْهِ وَمَــلَكَ عَلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ إذَا تَوَلَّى السَّلْطَنَةَ فَهُوَ مَــلِكٌ بِكَسْرِ اللَّامِ وَتُخَفَّفُ بِالسُّكُونِ وَالْجَمْعُ مُلُوكٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالِاسْمُ الْمُــلْكُ بِضَمِّ الْمِيمِ.

وَمَــلَكْــتُ الْعَجِينَ مَــلْكًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا شَدَدْتُهُ وَقَوَّيْتُهُ.

وَهُوَ يَمْــلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ شَهْوَتِهَا أَيْ يَقْدِرُ عَلَى حَبْسِهَا وَهُوَ أَمْــلَكُ لِنَفْسِهِ أَيْ أَقْدَرُ عَلَى مَنْعِهَا مِنْ السُّقُوطِ فِي شَهَوَاتِهَا وَمَا تَمَالَكَ أَنْ فَعَلَ أَيْ لَمْ يَسْتَطِعْ حَبْسَ نَفْسِهِ.

وَالْمَــلَكُ بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدُ الْمَلَائِكَةِ وَتَقَدَّمَ فِي تَرْكِيبِ ألك.

وَمَــلَكْــتُ امْرَأَةً أَمْــلِكُــهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا تَزَوَّجْتُهَا وَقَدْ يُقَالُ مَــلَكْــتُ بِامْرَأَةٍ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ إلَى مَفْعُولٍ آخَرَ فَيُقَالُ مَــلَّكْــتُهُ امْرَأَةً وَأَمْــلَكْــتُهُ امْرَأَةً وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «مَــلَّكْــتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ» أَيْ زَوَّجْتُكَهَا وَكُنَّا فِي إمْلَاكِهِ
أَيْ فِي نِكَاحِهِ وَتَزْوِيجِهِ وَالْمِلَاكُ بِكَسْرِ الْمِيمِ اسْمٌ بِمَعْنَى الْإِمْلَاكِ وَالْمَلَاكُ بِفَتْحِ الْمِيمِ اسْمٌ مِنْ مَــلَّكْــتُهُ بِالتَّشْدِيدِ وَمَــلَّكْــتُهُ الْأَمْرَ بِالتَّشْدِيدِ فَمَــلَكَــهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمَــلَّكْــنَاهُ عَلَيْنَا بِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا فَتَمَــلَّكَ.

وَمِلَاكُ الْأَمْرِ بِالْكَــسْرِ قِوَامُهُ وَالْقَلْبُ مِلَاكُ الْجَسَدِ. 
(م ل ك) : (عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) إذَا أَوْصَى الرَّجُلُ بِوَصِيَّتَيْنِ فَآخِرُهُمَا أَمْــلَكُ أَيْ أَضْبَطُ لِصَاحِبِهَا وَأَقْوَى أَفْعَلُ مِنْ الْمِــلْكِ كَأَنَّهَا تَمْــلِكُــهُ وَتُمْسِكُهُ وَلَا تُخْلِيهِ إلَى الْأُولَى وَنَظِيرُهُ الشَّرْطُ أَمْــلَكُ فِي الْمَثَلِ السَّائِرِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَصْلُ هَذَا التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ وَصِحَّةٍ مِنْهُ قَوْلُهُمْ مَــلَكْــتُ الْعَجِينَ إذَا شَدَدْتُ عَجْنَهُ وَبَالَغْتُ فِيهِ وَأَمْــلَكْــتُ لُغَةً وَالْفُقَهَاءُ يَسْتَشْهِدُونَ بِقَوْلِهِ
مَــلَكْــتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا
وَالْبَيْتُ لِقَيْسِ بْنِ الْحَطِيمِ فِي الْحَمَاسَةِ وَقَبْلَهُ
طَعَنْتُ ابْنَ عَبْدِ الْقَيْسِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ ... لَهَا نَفَذٌ لَوْلَا الشُّعَاعُ أَضَاءَهَا
(مَــلَكْــتُ بِهَا كَفِّي) أَيْ شَدَدْتُ بِالطَّعْنَةِ كَفِّي (وَالْإِنْهَارُ) التَّوْسِعَةُ (وَالْفَتْقُ) الشَّقُّ وَالْخَرْقُ يَقُولُ شَدَدْتُ بِهَذِهِ الطَّعْنَةِ كَفِّي وَوَسَّعْتُ خَرْقَهَا حَتَّى يَرَى الْقَائِمُ مِنْ دُونِهَا أَيْ قُدَّامِهَا الشَّيْءَ الَّذِي وَرَاءَهَا أَيْ خَلْفَهَا (وَمَــلَكَ الشَّيْءَ مِــلْكًــا) وَهُوَ مِــلْكُــهُ وَهِيَ أَمْلَاكُهُ قَالَ لِأَنَّ يَدَ الْمَالِكِ قَوِيَّةٌ فِي الْمَمْلُوكِ وَأَمْــلَكْــتُهُ الشَّيْءَ وَمَــلَّكْــتُهُ إيَّاهُ بِمَعْنًى وَمِنْهُ مُــلِّكَــتْ الْمَرْأَةُ أَمْرَهَا إذَا جُعِلَ أَمْرُ طَلَاقِهَا فِي يَدِهَا وَأُمْــلِكَــتْ وَالتَّشْدِيدُ أَكْثَرُ وَأَمْــلَكَــهُ خَطِيبَةً زَوَّجَهُ إيَّاهَا وَشَهِدْنَا فِي إمْلَاكِ فُلَانٍ وَمِلَاكِهِ أَيْ فِي نِكَاحِهِ وَتَزْوِيجِهِ (وَمِنْهُ) لَا قَطْعَ عَلَى السَّارِقِ فِي عُرْسٍ وَلَا خِتَانٍ وَلَا مِلَاكٍ وَالْفَتْحُ لُغَةً عَنْ الْكِــسَائِيّ وَفِي الصِّحَاحِ جِئْنَا مِنْ إمْلَاكِ فُلَانٍ وَلَا تَقُلْ مِنْ مِلَاكِهِ وَيُقَالُ فُلَانٌ مَا تَمَالَكَ أَنْ قَالَ ذَاكَ وَمَا تَمَاسَكَ أَيْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَهُ (وَمِنْهُ) هَذَا الْحَائِطُ لَا يَتَمَالَكُ وَلَا يَتَمَاسَكُ وَأَمَّا مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ الظِّهَارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ فَلَمْ أَتَمَالَكْ نَفْسِي فَالصَّوَابُ لُغَةً فَلَمْ أَمْــلِكْ نَفْسِي عَلَى أَنَّ الرِّوَايَةَ فَلَمْ أَلْبَثَ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا هَكَذَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ.
م ل ك: (مَــلَكَــهُ) يَمْــلِكُــهُ بِالْكَــسْرِ (مِــلْكًــا) بِكَسْرِ الْمِيمِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (مِــلْكُ) يَمِينِي، وَ (مَــلْكُ) يَمِينِي وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَ (مَــلَكَ) الْمَرْأَةَ تَزَوَّجَهَا. وَ (الْمَمْلُوكُ) الْعَبْدُ. وَ (مَــلَّكَــهُ) الشَّيْءَ (تَمْلِيكًا) جَعَلَهُ مِــلْكًــا لَهُ. يُقَالُ: مَــلَّكَــهُ الْمَالَ وَالْمُــلْكَ فَهُوَ (مُمَــلَّكٌ) قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي خَالِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَــلِكَ:

وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَــلَّكًــا ... أَبُو أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوهُ يُقَارِبُهْ
يَقُولُ: مَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ حَيٌّ يُقَارِبُهُ إِلَّا مُمَــلَّكٌ أَبُو أُمِّ ذَــلِكَ الْمُمَــلَّكُ أَبُوهُ وَنَصَبَ مُمَــلَّكًــا لِأَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُقَدَّمٌ. وَ (الْإِمْلَاكُ) التَّزْوِيجُ وَقَدْ (أَمْــلَكْــنَا) فُلَانًا فُلَانَةَ أَيْ زَوَّجْنَاهُ إِيَّاهَا. وَجِئْنَا بِهِ مِنْ (إِمْلَاكِهِ) وَلَا تَقُلْ: مِنْ مِلَاكِهِ. وَ (الْمَــلَكُــوتُ) مِنَ الْمُــلْكِ كَالرَّهَبُوتِ مِنَ الرَّهْبَةِ، يُقَالُ لَهُ: مَــلَكُــوتُ الْعِرَاقِ وَهُوَ الْمُــلْكُ وَالْعِزُّ فَهُوَ (مَلِيكٌ) وَ (مَــلْكٌ) وَ (مَــلِكٌ) مِثْلُ فَخْذٍ وَفَخِذٍ كَأَنَّ الْمَــلْكَ مُخَفَّفٌ مِنْ مَــلِكٍ، وَالْمَــلِكُ مَقْصُورٌ مِنْ (مَالِكٍ) أَوْ (مَلِيكٍ) وَالْجَمْعُ (الْمُلُوكُ) وَ (الْأَمْلَاكُ) وَالِاسْمُ (الْمُــلْكُ) ، وَالْمَوْضِعُ (مَمْــلَكَــةٌ) . وَ (تَمَــلَّكَــهُ) : مَــلَكَــهُ قَهْرًا. وَعَبْدُ (مَمْــلَكَــةٍ) وَ (مَمْــلُكَــةٍ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا وَهُوَ الَّذِي مُــلِكَ وَلَمْ يُمْــلَكْ أَبَوَاهُ وَهُوَ ضِدُّ الْقِنِّ، فَإِنَّهُ الَّذِي مُــلِكَ هُوَ وَأَبَوَاهُ. وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ. وَقِيلَ: الْقِنُّ الْمُشْتَرَى. وَيُقَالُ: فِي (مَــلْكِــهِ) شَيْءٌ، وَمَا فِي (مِــلْكِــهِ) شَيْءٌ، وَمَا فِي (مَــلَكَــتِهِ) شَيْءٌ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ لَا يَمْــلِكُ شَيْئًا. وَفُلَانٌ حَسَنُ (الْمَــلَكَــةِ) أَيْ حَسَنُ الصَّنِيعِ إِلَى مَمَالِيكِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّءُ الْمَــلَكَــةِ» . وَ (مَلَاكُ) الْأَمْرِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا مَا يَقُومُ بِهِ، يُقَالُ: الْقَلْبُ مِلَاكُ الْجَسَدِ. وَمَا (تَمَالَكَ) أَنْ قَالَ كَذَا أَيْ مَا تَمَاسَكَ. وَ (الْمَــلَكُ) مِنَ (الْمَلَائِكَةِ) وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَيُقَالُ: مَلَائِكَةٌ وَمَلَائِكُ. 

مــلك


مَــلَكَ(n. ac. مَــلْك
مِــلْك
مُــلْك
مَــلَكَــة
مَمْــلَكَــة
مَمْــلُكَــة)
a. Possessed, owned; held; was master of.
b. ['Ala], Reigned, ruled over.
c.(n. ac. مَــلْك
مِــلْك
مُــلْك), Married.
d.(n. ac. مَــلْك), Kneaded well (dough).
e. Gave to drink.

مَــلَّكَa. Put in possession of.
b. [acc. & 'Ala], Made king, ruler over.
c. Gave to in marriage.
d. see I (d)e. [ coll. ], Made to get firm hold
(lever).
أَمْــلَكَa. see I (d)
& II (a), (b), (
c ).
e. Satisfied thirst (water).
تَمَــلَّكَa. Acted like a king, a ruler.
b. Made himself master; got possession, hold of.

تَمَاْــلَكَ
a. ['An], Abstained from.
b. Contained himself.

مَــلْكa. Possession, ownership, proprietorship.
b. (pl.
مُلُوْك
أَمْلَاْك
38), Possessor, owner, proprietor.
c. Right of pasturage; pasture; water.
d. Middle or side of the road.
e. see 2 (a) & 5
(a).
مَــلْكَــةa. see 2t
مِــلْك
(pl.
أَمْلَاْك)
a. Property, possession: fortune, estate.
b. see 1 (c) (d)
مَــلَكَــة
(d) &
مَــلِك
(a).
مِــلْكَــةa. Property, possession.

مِــلْكِــيّa. see 4yi (b)
مُــلْكa. Power, authority, dominion; royalty, kingship.
b. Greatness, grandeur, magnificence.
c. [art.], The visible world.
d. Pea.
e. see 1 (a) (c), (d)
مِــلْك
(a) &
مَمْــلَكَــة
مُــلْكَــةa. see 2t
مُــلْكِــيّa. Royalist.

مَــلَكa. see 1 (c)مِــلْك
(a) &
مَلَاْك
(a).
d. Cause, origin.

مَــلَكَــةa. see 2t & 17t
(a).
c. Custom, habit, wont; acquired virtue.
d. Servitude, slavery.

مَــلَكِــيّa. Royal, regal, kingly.
b. G.
Malachite (sect).
مَــلِك
(pl.
مُلُوْك)
a. King; sovereign, ruler.
b. see 1 (b)
مَــلِكَــةa. Queen.

مُــلُك
(pl.
أَمْلَاْك)
a. see 2 (a)
مَمْــلَكَــة
(pl.
مَمَاْــلِكُ)
a. Kingdom, realm; state; reign; empire.
b. Royalty, majesty; kingship.

مَمْــلُكَــةa. see 17t
مَاْــلِك
(pl.
مُــلَّك
مُلَّاْك
29)
a. King.
b. Proper name.
c. see 1 (b)
مَاْــلِكِــيَّةa. see 17t (a)
مَلَاْكa. Angel ( for
مَلأْــلَك ).
b. Support, stay.
c. Power, potency.
d. Self-restraint, self-control; continence.
e. Marriage, wedlock.

مَلَاْكَةa. see 2t
مِلَاْك
(pl.
مُــلْك مُــلُك)
a. Foot, hoof.
b. Mud.
c. see 22 (c) (e).
مَلِيْك
(pl.
مُــلَكَــآءُ)
a. see 1 (b) & 5
(a).
مُلُوْكَةa. see 2t
مُلُوْكِيّa. see 4yi (a)
N. P.
مَلڤكَa. Possession.
b. (pl.
مَلَاْكِيْ4ُ), Slave, servant.
c. Mameluke.
d. Well-kneaded (dough).
e. [ coll. ], Apron.
N. P.
مَــلَّكَa. Put in possession, possessed of.
b. Made, crowned king.

N. Ac.
أَمْــلَكَa. Marriage; marriage contract.

مَمْلُوْكَة
a. see 17t (a)
مَــلْكُــوْت
a. see 3 (b) & 17t
(a), (b).
d. The invisible world, heaven.

مُمْــلَكَــة
a. Bridegroom, husband.

مَــلْكُــوَة
a. see 3 (b) & 17t
(a), (b).
أُمْلُوَك
a. Possessors; rulers; lords.

تَمْلِيْكَة
a. see 1t (a)
مُلَيْكَة
a. Book; folio.

مَالَك الحَزِيْن
a. Heron (bird).
مَلِيْك النَّحْل
a. Queen-bee.

عَالَم مَــلْكُــوْتِيّ
a. The spiritual world.

عَبْد مَمْــلَُكَــة
a. Enslaved.

مَا لَهُ مَلَاك
a. He has no selfcontrol.

هُوَ حَسَن المَــلَكَــة
a. He is good ruler.

مَلَم
a. Vile.
[مــلك] مــلكــت الشئ أمــلكــه مــلكــا. ومَــلْكُ الطريق أيضاً: وسطُهُ، وقال: أقامَتْ على مَــلْكِ الطريقِ فمَــلْكُــهُ لها ولمَنْكوبِ المَطايا جوانِبُهْ ومَــلَكْــتُ العجين أمْــلِكُــهُ مَــلْكــاً بالفتح، إذا شددت عجنه. قال قيس بن الخطيم: مَــلَكْــتُ بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها يعنى شددت. وهذا الشئ مــلك يميني ومَــلْكُ يميني، والفتح أفصح. ومَــلَكْــتُ المرأةَ: تزوَّجتها. والمَمْلوكُ: العبدُ. ومــلكــة الشئ تمليكا، أي جعله مِــلْكــاً له. يقال: مَــلَّكَــهُ المال والمــلك، فهو ممــلك. قال الفرزدق في خال هشام بن عبد المــلك: (203 - صحاح - 4) وما مثله في الناس إلا ممــلكــا أبو أمه حى أبوه يقاربه يقول: ما مثله في الناس حى يقاربه إلا ممــلك أبو أم ذلك الممــلك أبوه. ونصب " ممــلكــا " لانه استثناء مقدم. ومــلك النبعة: صلَّبها، إذا يبَّسها في الشمس مع قشرها. قال أوس: فمــلك بالليط الذى تحت قشره كغرقئ بيض كنه القيض من عل ويروى " فمن لك "، والاول أجود. ألا ترى إلى قول الشماخ يصف نبعة فمصعها شهرين ماء لحائها وينظر منها أيها هو غامز والتمصيع: أن يترك عليها قشرها حتى تجف عليها ليطها، وذلك أصلب لها وأمــلكــت العجين: لغة في مَــلَكْــتُهُ، إذا أجدتَ عجنَه. والإمْلاكُ: التزويجُ. وقد أمْــلَكْــنا فلاناً فلانَةً، إذا زوَّجناه إيَّاها. وجئنا من إمْلاكِهِ، ولا تقل مِلاكِهِ. والمَــلَكــوتُ من المُــلْكِ، كالرَهَبوتِ من الرَهْبَةِ. يقال: له مَــلَكــوتُ العراق ومــلكــوة العراق أيضا، مثال الترقوة: وهو المــلك والعِزُّ. فهو مَليكٌ، ومَــلِكٌ ومَــلْكٌ، مثل فخذ وفخذ، كأنَّ المَــلْكَ مخفَّفٌ من مَــلكٍ، والمــلك مقصور من مالك أومليك. والجمع الملوك والاملاك، والاسم المُــلْكُ، والموضع مَمْــلَكَــةٌ. وتمَــلَّكَــهُ، أي مَــلَكَــهُ قهراً. ومَليكُ النحلِ: يعسوبها. قال الهذلي: وما ضَرَبٌ بيضاءُ يأوى مــلكــها إلى طنف أعيا بِراقٍ ونازِلِ وعبدُ مَمْــلَكَــةٍ ومَمْــلُكَــةٍ، إذا مُــلِكَ ولم يُمْــلَكْ أبواه. في الحديث أن الاشعث بن قيس خاصم أهل نجران إلى عمر في رقابهم، وكان قد استعبد هم في الجاهلية فلما أسلموا أبوا عليه فقالوا: " يا أمير المومنين، إنا إنما كنا عبيد ممــلكــة ولم نكن عبيدقن ". قال الكــسائي: القن: أن يكون مــلك هو وأبواه. والممــلكــة، أن يغلب عليهم فيستعبد هم وهم في الاصل أحرار. ويقال: القن: المشترى. وقولهم: ما في مــلكــه شئ ومــلكــه شئ، أي لا يمــلك شيئاً. وفيه لغة ثالثة: ما في مــلكــته شئ بالتحريك، عن ابن الأعرابي. يقال: فلان حَسَنُ المَــلَكَــةِ، إذا كان حسَنَ الصنع إلى مماليكه. في الحديث " لا يدخل الجنة سيئ المــلكــة ". قال ابن السكيت: يقال لأذْهَبَنَّ فإمَّا مُــلْكٌ وإمَّا هُــلْكٌ. قال: ويقال أيضاً: فإمَّا مَــلْكٌ وإمَّا هَــلْكٌ بالفتح. ومِلاكُ الأمرِ ومَلاكُهُ: ما يقوم به. ويقال القلب مِلاكُ الجسد. وما لفلانٍ مولى مَلاكَةٍ دون الله، أي لم يمــلِكُــهُ إلا الله. وفلان ماله ملاك بلفتح، أي تماسك. وما تمالَكَ أن قال ذلك، أي ما تماسك. ومُــلُكُ الدابَّة، بضم الميم واللام: قوائمها وهاديها. ومنه قولهم: جإنا تقوده مــلكــه. حكاه أبو عبيد. والمــلك من الملائكة واحد وجمع، قال الكــسائي: أصله مألك بتقديم الهمزة، من الالوك وهي الرسالة، ثمَّ قُلِبتْ وقدِّمتْ اللام فقيل ملأَكٌ. وأنشد أبو عبيدة لزجل من عبد القيس جاهلي يمدح بعض الملوك فليست لإنْسِيٍّ ولكــن لملأَكٍ تنزَّلَ من جَوِّ السماءِ يَصوبُ ثم تركت همزته لكــثرة الاستعمال، فقيل مَــلَكٌ، فلمَّا جمعوه ردُّوها إليه فقالوا ملائكة وملائك أيضا. قال أمية بن أبي الصلت: فكأنّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حوله سدرتوا كله القوائم أجرب ويقال أيضا: الماءُ مَــلَكُ أمرٍ، أي يقوم به الامر. قال أبو وجزة ولم يكن مــلك للقوم يُنْزِلُهُم إلاَّ صلاصلُ لا تُلْوى على حسب ومالك الحزين: اسم طائر من طير الماء. والمالكــان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة.
[مــلك] نه: فيه: "امــلك" عليك لسانك، أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك. ط: هو أمر من الثلاثي أي احفظها عما لا خير فيه، وليسعك بيتك- كي لا تخرج منه إلا لضروري. نه: وفيه: "ملاك" الدين الورع، هو بالكــسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه. ط: كسر ميمه رواية وفتحها لغة. ومنه: ألا أدلك على "ملاك" هذا الأمر، قوله: الذي يصيب به خير الدارين- تفسير لذلك الأمر، وأن تعمل جسدك- عبارة عن بذل الجهد. نه: وفيه: كان آخر كلامه الصلاة وما "مــلكــت" أيمانكم، يريد الإحسان إلى الرقيق والتخفيف عنهم، وقيل: أراد حقوق الزكاة من الأموال المملوكة كأنه علم بما يكون من أهل الردة وإنكارهم وجوبها وامتناعهم من أدائها إلى القائم بعده فوصى آخرًا بالصلاة والزكاة، حتى قال الصديق: لأقاتلن من فرق بينهما. ط: ولأنها قرين الصلاة في الكــتاب والسنة، والأظهر أنه أراد المماليك، وقرن بالصلاة تسوية بينهما في الوجوب الأكيد، وعامله محذوف أي احفظوا الصلاة بالمواظبة. وما مــلكــت أيمانكم بحسن المــلكــة وبالقيام بما يحتاجون إليه من الكــسوة والطعام، او احذروا تضييعهما، وقد ضم البهائم المتمــلكــة في هذا الحكم إلى المماليك، والذي يقتضيه ضيق المقام من توصية أمته في آخر عهده أنه من جوامع الكــلم، فيراد بالصلاة جميع المأمورات والمنهيات فإنها تنهى عن الفحشاء، وبما مــلكــت جميع ما يتصرف فيه مــلكًــا وقهرًا حثًا على الشفقة على خلق الله. ن: اذهب فقد "مــلكــتها"، هو بمضمومة وكسر لام مشددة. وح: لو قلتها وأنت "تمــلك" أمرك، أي لو قلت: إني مسلم- قبل أسرك، فلحت كل الفلاح وتخلصت من الأسر ونهب الأموال، وأما إذا أسلمت بعده تتخلص من القتل لا من الأسر. وح: "لا أمــلك" لك من الله شيئًا، أي من المغفرةمن شهد "ملاك" امرئ مسلم، الملاك والإملاك: التزويج وعقد النكاح. وفيه: "أمــلكــوا" العجين فإنه أحد الريعين، مــلكــت العجين وأمــلكــته- إذا أنعمت عجنه وأجدته، أراد أن خبزه يزيد بما يحتمله من الماء لجودة العجن. وفيه: لا تدخل "الملائكة" بيتًا فيه كذا، أراد السياحين غير الحفظة وحاضري الموت، وهي جمع ملأك فحذفت همزته فقيل: مــلك، ويقال: ملائك. وفيه: مسحة "مــلك"، أي أثر من الجمال لأنهم يصفون الملائكة بالجمال. وفيه: هذا "مــلك" هذه الأمة قد ظهر، يروى بضم ميم وسكون لام، وبفتحها وكسر لام.
(م ل ك)

المَــلْك، والمِــلْك: احتواء الشَّيْء والقُدرة على الاستبداد بِهِ.

مَــلَكــه يمــلِكــه مَــلْكــا، ومِــلكــا، ومُــلكــا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني لم يحكها غَيره.

ومَــلَكــة، ومَمْــلكــة ومَمْــلُكــة: كَذَــلِك.

وَمَاله مَــلْك، ومِــلْك، ومُــلْك، ومُــلُك: أَي شَيْء يمــلكــهُ، كل ذَــلِك عَن اللحياني.

وَحكى عَن الْكــسَائي: ارحموا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُــلْك وَلَا بصر: أَي لَيْسَ لَهُ شَيْء، بِهَذَا فسّره اللحياني، وَهُوَ خطأ، وَسَيَأْتِي بعد هَذَا.

وأمــلكــه الشَّيْء، ومــلَّكــه إِيَّاه: جعله يمــلكــهُ.

وَحكى اللحياني: مَــلِّك ذَا أَمر أمره، كَقَوْــلِك: مَــلِّك المَال ربَّه وَإِن كَانَ أَحمَق. هَذَا نَص قَوْله.

ولي فِي هَذَا الْوَادي مَــلْك، ومِــلْك، ومُــلْك، ومَــلَك: يَعْنِي مَرْعىً ومشربا ومالا، وَغير ذَــلِك مِمَّا تمــلكــه.

وَقيل، هِيَ الْبِئْر تحفرها وتنفرد بهَا.

وَقَالُوا: المَاء مَــلَكُ أَمر: أَي إِذا كَانَ مَعَ الْقَوْم مَاء مــلكــوا امرهم، قَالَ أَبُو وَجْزة السَّعْدِيّ: وَلم يكن مَــلَك للْقَوْم يُنْزِلهم ... إلاّ صلاصل لَا تَلْوِى على حَسَب

أَي يُقْسَم بَينهم بالسَوِيَّة لَا يُؤثر بِهِ أحد.

وَقَالَ ثَعْلَب: يُقَال لَيْسَ لَهُم مِــلْك، وَلَا مَــلْك، وَلَا مُــلْك: إِذا لم يكن لَهُم مَاء.

ومَــلكــنَا المَاء: اروانا فقوينا على مَــلْك امرنا.

وَهَذَا مِــلْك يَمِيني، ومَــلْكــها، ومُــلْكــها: أَي مَا أمــلكــهُ.

وَأَعْطَانِي من مَــلْكــه، ومُــلْكــه، عَن ثَعْلَب: أَي ممّا يقدر عَلَيْهِ.

ومَــلْك الْوَلِيّ الْمَرْأَة، ومِــلْكــه، ومُــلْكــه: حظره إيّاها ومِــلْكــه لَهَا.

وَعبد مَمْــلكــة، ومَمْــلُكــة، ومَمْــلِكــة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: مُــلِك وَلم يُمــلك أَبَوَاهُ.

وَنحن عبيد مَمْــلكــة لَا قِنّ: أَي أننا سُبِينا وَلم نُمــلك قبل.

وطالت مَمْــلَكــتُهم النَّاس، ومَمْــلِكــتهم إيّاهم: أَي مِــلْكــهم إيّاهم، الْأَخِيرَة نادرة، لِأَن مَفْعِلا ومَفْعِلة قلَّما يكونَانِ مصدرا.

وَطَالَ مِــلْكــه، ومُــلْكــه، ومَــلْكــه، ومَــلَكَــتُه عَن اللحياني: أَي رِقُّه.

وَيُقَال: إِنَّه حسن المِــلْكــة، والمِــلْك، عَنهُ أَيْضا.

وأقرَّ بالمَــلَكــة، والمُلوكة: أَي المِــلْك.

والمُــلْك: مَعْرُوف، وَهُوَ يذكَّر ويؤنَّث كالسلطان.

ومُــلْك الله، ومــلكــوته: سُلْطَانه وعظمته.

وَلفُلَان مــلكــوت الْعرَاق: أَي عِزّه وسلطانه عَن اللحياني.

والمَــلْك، والمَــلِك، والمليك، وَالْمَالِك: ذُو المُــلْك.

وَجمع المَــلْك: مُلُوك، وَجمع المِــلك: أَمْلَاك. وَجمع الملِيك: مُــلَكــاء. وَجمع الْمَالِك: مُــلَّك، ومُلاَّك.

والأملوك: اسْم للْجمع.

ومَــلَّك الْقَوْم فلَانا على أنفسهم، وأمْــلَكــوه: صيروه مــلِكــا، عَن اللحياني.

وَقَالَ بَعضهم: المــلِك، والمليك: لله وَغَيره، والمَــلْك لغير الله. ومُلُوك النَّحْل: يعاسيبُها الَّتِي يَزْعمُونَ أَنَّهَا تقتادها على التَّشْبِيه.

واحدهم: مليك، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب.

وَمَا ضَرَب بَيْضَاء يأوِى مليكُها ... إِلَى طُنُف أعيا براقٍ ونازلِ

والممــلَكــة، والممــلُكــة: سُلْطَان الْمــلك وعبيده وَقَول ابْن أَحْمَر:

بنَّت عَلَيْهِ المــلكُ أطنابَها ... كأسٌ أرَنَوناة وطِرْف طِمِرّ

قَالَ ابْن الأعرابيّ: المُــلك هُنَا: هُوَ الكــأس، والطِرْف الطمر، وَلذَــلِك رفع الْمــلك والكــأس مَعًا يَجْعَل الكــأس بَدَلا من الْمــلك، وأنشده غَيره:

بَنّت عَلَيْهِ المــلكَ أطنابَها ... كأسٌ......

فنصب " الْمــلك " على انه مصدر مَوْضُوع مَوضِع الْحَال، كَأَنَّهُ قَالَ: ممــلَّكــا، وَلَيْسَ بِحَال، وَلذَــلِك ثبتَتْ فِيهِ الْألف وَاللَّام، وَهَذَا كَقَوْلِه:

فأرسلها العراكَ....

أَي: معترِكة وكأس حِينَئِذٍ رفع ببنَّت. وَرَوَاهُ ثَعْلَب:

بَنَتْ عَلَيْهِ الْمــلك ...

مخفَّف النُّون، وَرَوَاهُ بَعضهم: " مدَّت عَلَيْهِ الْمــلك ". وكل هَذَا من المِــلْك، لِأَن المُــلْك مِــلْك وَإِنَّمَا ضمّوا الْمِيم تفخيما لَهُ.

وتمالك عَن الشَّيْء: مــلك نَفسه.

وَلَيْسَ لَهُ مَلاَك: أَي لَا يَتَمَالَك.

ومِلاك الامر، ومَلاكه: قوامه الَّذِي يُمــلك بِهِ.

وَقَالُوا: لأذهبَنّ فإمَّا هٌــلْكــا وَإِمَّا مُــلْكــا، ومَــلْكــا، ومِــلْكــا: أَي إِمَّا أَن أهــلك وَإِمَّا أَن أمــلكوَشَهِدْنَا إملاك فلَان، ومِلاكه، ومَلاكه، الأخيرتان عَن اللحياني: أَي عقده مَعَ امْرَأَته.

وأمــلكــه إيّاها حَتَّى مَلَضكها يَمْــلكــها مُــلْكــا ومَــلْكــا ومِــلْكــا: أزَوجهُ إِيَّاهَا، عَن اللحيانيّ.

وأُمْــلِك فلَان: زُوِّج عَنهُ أَيْضا.

وَلَا يُقَال: مَــلَك بهَا، وَلَا أُمْــلِك بهَا.

وأُمْــلِكــت فُلَانَة أمرهَا: طُلِّقت، عَن اللحياني.

وَمــلك الْعَجِين يَمــلِكــه مَــلْكــا، وأمــلكــه: عَجَنَه فأنعم عجنه، وَفِي حَدِيث عمر: " أمــلكــوا الْعَجِين فَإِنَّهُ أحد الرّبْعين ": أَي الزيادتين.

ومَــلَك الْعَجِين يَمْــلِكــه مــلكــا: قوي عَلَيْهِ.

وَمــلك الخِشْفُ أمَّه: إِذا قوي وَقدر أَن يتبعهَا، كِلَاهُمَا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وناقة مِلاَك الْإِبِل: إِذا كَانَت تتبعها، عَنهُ أَيْضا وَقَول قيس بن الخطيم يصف طعنة:

مــلكــتُ بهَا كفّي فأنهرتُ فَتْقها ... يرى قَائِم مِنْ دونهَا مَا وَرَاءَهَا

أَي: شددت بهَا كفّي، وَقَالَ أَوْس بن حَجَر فِي صفة قَوس:

فمَــلَّكَ باللِّيطِ الَّذِي تَحت قِشْرِها ... كغِرقئ بَيْض كنّهُ القَيْضُ من عَلُ

مَــلَّكَ: أَي شدَّد، يَعْنِي أَنه ترك شَيْئا من القِشر على قلب الْقوس تتمالك بِهِ ويصونها، يدلك على ذَــلِك تمثيله إِيَّاهَا بالقيض والغرقئ.

ومَــلْكُ الطَّرِيق، ومُــلْكــه ومِــلكــه: وَسطه ومعظمه.

وَقيل: حدّه، عَن اللحياني.

ومِــلْك الْوَادي، ومُــلْكــه: ومَــلْكُــه وَسطه وَحده، عَنهُ أَيْضا.

ومُــلْك الدَّابَّة: قوائمه وهاديه، وَعَلِيهِ أوجِّه مَا حَكَاهُ اللحياني عَن الْكــسَائي من قَول الْأَعرَابِي: ارحموا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مــلك وَلَا بصر: أَي يدان وَلَا رجلَانِ وَلَا بصر، وَأَصله من قَوَائِم الدَّابَّة فاستعاره الشَّيْخ لنَفسِهِ.

والمُلَيْكة: الصَّحِيفَة.

والأُمْلُوك: قوم من الْعَرَب من حِمْيَر، كتب اليهم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى أُمْلُوك رَدْمان ".

والأُمْلُوك: دُوَيْبَّة تكون فِي الرمل تشبه العظاءة.

ومُلَيك، ومُلَيكة، ومالِك، ومُوَيــلك، ومٌمَــلَّك، ومِــلْكــان، كلهَا أَسمَاء.

وَرَأَيْت فِي بعض الْأَشْعَار: مالِك الْمَوْت: فِي: فِي مَــلَك الْمَوْت، وَهُوَ قَوْله:

غَدا مالِك يَبْغِي نسَائِي كأنّما ... نسَائِي لسَهْمي مالِك غَرَضان

وَهَذَا عِنْدِي: خطأ، وَقد يجوز أَن يكون من جفَاء الْأَعْرَاب وجهلهم، لِأَن مَــلَك الْمَوْت مخفف عَن مَلأَك.

ومالِك: اسْم رمل، قَالَ ذُو الرُمَّة:

لعمرك إِنِّي يَوْم جَرْعاءِ مالِك ... لذُو عَبْرة كُلاًّ تُفِيض وتَخْنُق
مــلك
مــلَكَ1 يمــلُك ويَمــلِك، مُــلْكًــا، فهو مالِك، والمفعول مَمْلوك
• مــلَك الشَّيءَ: استولى عليه وكان في قدرته أن يتصرّف فيه بما يريد، تمكّن منه "مــلَك ضَيْعة- {وَلِلَّهِ مُــلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} " ° مــلك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه- مَــلَكَــهُ الغيظ: أخذه واستبدّ به. 

مــلَكَ2 يَمــلِك، مَــلْكًــا ومِــلْكًــا، فهو مالِك، والمفعول مَمْلوك
• مــلَك الأمرَ: قَدَرَ عليه وتحكّم فيه، تولاّه وتمكّن منه "هو يمــلك نفسَه عند شهوتها: يقدر على حبسها" ° مــلك عليه حَواسَّه: شغله وأثَّر فيه- مــلك غرائزَه: سيطر وتغلّب عليها، كبتَها- مــلَك نفسَه/ مــلك زِمامَ نفسه: تحكَّم فيها، قدر على حبسها.
• مــلَك العجينَ: شدّده وقوّاه، أنعم عجنَه وأجاده. 

مــلَكَ3 يَمــلِك، مُــلْكًــا، فهو مَــلِك ومَليك، والمفعول مَمْلوك
• مــلَك النَّاسَ: صار مــلكًــا عليهم، أو كان له التصرُّف فيهم بالأمر والنّهي وكان منهم الطاعة له "مَــلَكَ الشّعبَ- {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْــلِكُــهُمْ} ". 

أمــلكَ يُمــلك، إملاكًا، فهو مُمــلِك، والمفعول مُمــلَك
• أمــلكــه عقارًا: جعله مِــلكًــا له "أمــلكــتِ المؤسسةُ موظفيها مساكنَ".
• أمــلك القومُ فلانًا عليهم: صيّروه مَــلِكًــا عليهم.
• أمــلك فلانًا أمرَه: خلاّه وشأنه ° أُمْــلِكَــتْ فلانةُ أمرَها: طُلِّقت، أو جُعِلَ أمرُ طلاقها بيدها. 

استمــلكَ يستمــلك، استملاكًا، فهو مُسْتَمْــلِك، والمفعول مُسْتَمْــلَك
• استمــلك قطعةَ أرض: نزَع مــلكــيّتها، حرَم مالكًــا من مــلكــيَّتها ووضع اليدَ عليها. 

امتــلكَ يمتــلك، امتلاكًا، فهو مُمتــلِك، والمفعول مُمتــلَك
• امتــلكَ الشَّيءَ: مــلكــه، حازه وقدِر على التَّصرُّف فيه "امتــلك فدّانًا/ مالاً /مزرعة- امتــلك دارًا في القرية" ° امتــلك قلوبَ النَّاس بأخلاقه: اكتسبها- امتــلك نواصِيَ الأمور: سيطرَ عليها- امتــلكــه جسدًا وروحًا. 

تمالكَ/ تمالكَ عن يتمالك، تمالُكًــا، فهو مُتمالِك، والمفعول مُتمالَك
• تمالك نفسَه رغم المُعَاكسة: مــلَكَ نفسَه، أخفى اضطرابه وسيطر على انفعلاته "تمالك أعصابَه- ما تمالك أن فعل
 كذا- تمالك نفسَه بعد الصَّدمة".
• تمالك عن التدخين: ضبط نفسَه عنه فلم يتناوله، امتنع عنه "تمالَكَ عن الضَّحكِ/ الغضبِ" ° تمالُك النَّفس: تحكُّم الشّخص بمشاعره أو رغباته أو ميوله- لم يتمالَك نفسَه: لم يتحكّم فيها، لم يستطع حبس نفسه عن فعل شيء ما. 

تمــلَّكَ/ تمــلَّكَ على يتمــلَّك، تَمــلُّكًــا، فهو مُتمــلِّك، والمفعول مُتمــلَّك
• تمــلَّك الأرضَ: مــلكــها قهرًا وغصبًا وعنوةً، استولى عليها وكان في قدرته أن يتصرّف فيها كما يريد "تمّــلك أموالَ الآخرين" ° تمــلّكــه الحماسُ.
• تمــلَّك على القوم: صار مَــلِكًــا عليهم يتصرّف في مصالحهم ويأمرهم وينهاهُم، وله عليهم حقُ الطّاعة "تمــلّك على البلاد منذ ثلاثين عاما". 

مــلَّكَ يمــلِّك، تَمليكًا، فهو مُمَــلِّك، والمفعول مُمــلَّك
• مــلَّكــهُ أرضًا/ مــلَّكــه على أرضٍ: أمــلكــه إيَّاها، جعلها مــلكًــا له "مــلّكــه عقارًا".
• مــلَّك القومُ الشّخصَ عليهم: أمــلكــوه، صيّروه مــلكًــا عليهم يأمرهم وينهاهم ويطيعوه، ويتصرّف في أمورهم "مــلّكــه على بلدٍ ما".
• مــلَّك فلانًا أمرَه: أمــلكــه، خلاّه وشأنه، جعله يتصرّف كيفما يشاء. 

امتلاك [مفرد]: مصدر امتــلكَ.
• الامتلاك بوضع اليد: (قن) امتلاك عقار لا يمــلكــه أحد مع نيّة الحصول على الحقّ الشَّرعيّ لامتلاكه. 

تَمــلُّك [مفرد]:
1 - مصدر تمــلَّكَ/ تمــلَّكَ على.
2 - (فق) وضعُ اليدِ على الشَّيءِ وضعًا شرعيًّا "تمــلُّك الرَّاشِد لأرضه".
3 - (قن) اكتساب المــلكــيَّة "تمــلُّك البيوت". 

تمليكيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَمليك: "عقود تمليكيَّة".
• الإجارة التَّمليكيَّة: قانون إجارة يُمكِّن المستأجرَ من العقار أو الشقَّة أو المحلّ بحيث لا يستطيع المالكُ طردَه أو نزعَ مــلكــيَّته منه إلاّ إذا أخلّ بشروط العقد المُبرَم بينهما. 

مالِك1 [مفرد]: ج مالكــون ومُلاَّك ومُــلَّك: صاحب المِــلْك "مالِكُ الدّار". 

مالِك2 [مفرد]: اسم خازن النّار " {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ".
• المالك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: صاحب القدرة التّامّة على التّصرُّف.
• مالك يوم الدّين: الله سبحانه وتعالى؛ وذلك أنه لا مالك يوم الدين غيره، ولا مالك له سواه، ولا مالك يومئذ.
• مالِك المُــلك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: مالك الملوك، ووارث المــلك يوم لا يدّعي المــلك غيرُه، والذي ينفّذ مشيئتَه في ممــلكــته كيف شاء وكما شاء " {قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُــلْكِ} ".
• مالك الحزين: (حن) البلشون؛ طائر مائيّ كبير الحجم طويل العنق والجناحين والساقين، يغتذي بالأسماك. 

مالِكــيّ [مفرد]:
1 - منسوب إلى مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه "الفقه المالكــيّ".
2 - من أتباع فقه الإمام مالك ابن أنس "هو مالكــيّ المذهب". 

مَلاك [مفرد]: مَــلَك؛ وهو مخلوق لطيف نورانيّ يتشكّل بأشكال مختلفة "فتاة في رقّة المَلاك".
• مَلاكُ الأمرِ: قِوامُهُ وخُلاصتُهُ أو عنصرُهُ الجوهريّ "القلبُ مَلاَكُ الجسد". 

مِلاك [مفرد]
• مِلاكُ الأمرِ: مَلاَكه؛ نظامه، قوامه وخلاصته أو عنصره الجوهريُّ "القلب مِلاك الجسد". 

مَــلْك [مفرد]:
1 - مصدر مــلَكَ2.
2 - مَــلِك.
3 - ما مــلكــت اليدُ من مالٍ ونحوه ° أعطاني من مَــلْكــه: ممّا يقدر عليه.
4 - إرادة حُرّةُ " {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَــلْكِــنَا} " ° طال مَــلْكُــه: طال رقُّه. 

مَــلَك [مفرد]: ج ملائِكَة: مَلاَك؛ وهو مخلوق لطيف نورانيّ يتشكَّل بأشكال مختلفة "نزل المَــلَك على النّبي صلّى الله
 عليه وسلّم في الغار- {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} ".
• مَــلَك الموت: مَــلَك مُوكَّل من قِبَل الله تعالى بقبض أرواح العباد "فلا مَــلَك الموت المريحُ يريحني ... ولا أنا ذو عيش ولا أنا ذو صبرِ". 

مَــلِك [مفرد]: ج مُلُوك: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلَكَ3: صاحب الأمر والسّلطة على أمّة أو بلاد، شخص يحكم أو يتولّى المــلك في منطقة بحكم الوراثة ولمدى الحياة "مــلِك الممــلكــة العربيّة السعوديّة- {وَقَالَ الْمَــلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} " ° بلاط المــلك: قصره- خاصَّة المَــلِك: المقرَّبون إليه من رجال دولته- مَــلِك الغابة: الأسد.
• المَــلِك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الظّاهر بعزّ سلطانه، المُتصرّف في كلّ الأشياء بأمره ونهيه، صاحب المُــلك المُطلَق، الذي يستغنى في ذاته وصفاته عن كلِّ موجود " {فَتَعَالَى اللهُ الْمَــلِكُ الْحَقُّ} ". 

مُــلْك [مفرد]:
1 - مصدر مــلَكَ1 ومــلَكَ3.
2 - تمليك.
• المُــلك: اسم سورة من سور القرآن الكــريم، وهي السُّورة رقم 67 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاثون آية. 

مِــلْك [مفرد]: ج أملاك (لغير المصدر):
1 - مصدر مــلَكَ2.
2 - شيء مملوك يمكن لصاحبه أن يتصرّف فيه "عنده أملاك واسعة- أملاك عقاريّة/ أميريّة/ خاصّة- أملاك الدولة: ما تمــلكــه الدولةُ من أبنية وعقارات- أملاك الشَّخص: مقتنياته كلّها، التي تقدم لرفع الديون عند الإفلاس" ° المِــلْك الثابت: العقار، الأرض وما عليها من موارد أو أبنية- صاحب المِــلك: المالك، المقتنِي- مِــلْكــي: لي، خاصّتي. 

مَــلَكَــة [مفرد]: ج مَــلَكــات: صفة راسخة في النفس، أو استعداد عقليّ خاصّ لتناول أعمال مُعيَّنة بذكاء ومهارة، موهبة "مَــلَكــة لُغويّة/ فنيّة- مَــلَكــة الشِّعر/ الغناء". 

مَــلِكــة [مفرد]: ج مَــلِكــات:
1 - زوجة أو أرملة المــلك.
2 - حاكمة بالوراثة.
3 - (حن) أنثى ناسلة ذات حجم كبير، وبنيان متميِّز في الحشرات الاجتماعيّة كالنحل والنمل والنمل الأبيض.
• المَــلِكــة الأمّ: المــلكــة التي تكون أرملة المَــلِك السّابق وأمّ المَــلِك الحالي.
• مــلِكــة الجمال: اسم الآنسة التي تنتخب في مباريات دوليّة أو محليّة، وتتحقّق فيها مقاييس الجمال المتعارف عليها. 

مَــلكــوت [مفرد]:
1 - عالَمُ الغيب المختصُّ بالأرواح والنفُّوس والعجائب " {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَــلَكُــوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ".
2 - مُــلكُ الله خاصّة " {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَــلَكُــوتُ كُلِّ شَيْءٍ}: القدرة على كلّ شيء" ° مــلكــوت الله: سلطانه وعظمته. 

مَــلَكــيّ [مفرد]: خاصّ بالمــلكــيّة، منسوب إلى المــلك "التاج المــلكــيّ- تصرّف مَــلكــيّ" ° حَقّ مــلكــيٌّ: امتياز مــلكــيّ. 

مَــلَكِــيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مَــلِك: نظام حكم يرأسه مَــلِك "مــلكــيَّة وراثيّة- مــلكــيّة دستوريّة: حكم مــلكــيّ تحدُّ من سلطته قوانين دستوريّة- مــلكــيّة مطلقة: لا يخضع لأيّة رقابة" ° الحكومة المــلكــيّة: الحكومة التي يرأسها مــلكٌ يتولَّى المُــلك بالوراثة غالبًا- مُخَصَّصات مَــلَكِــيَّة: مبالغ تُخصَّص من خزانة الدولة لنفقات المــلك أو المــلِكــة الخاصَّة، مخصَّصات ماليّة يقرِّرها البرلمان للمــلك أو المــلكــة عند اعتلاء العرش. 

مِــلْكِــيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من مِــلْك: تمليك.
2 - حقُّ الاستعمال والتّصرُّف في الشّيء إطلاقًا في نطاق القانون "المــلكــيَّة الأدبيَّة".
3 - حكم شرعيّة يقدّر في عين أو منفعة تقتضي تمكّن من ينسب إليه من انتفاعه به، مال عوض عنه من حيث هو كذلك.
• المِــلْكِــيَّة الفكريَّة: (قن) جميع فئات المِــلْكــيَّة المنصوص عليها في الملحق الخاصّ بإعلان مراكش 15 مارس 1994م الأقسام من 1: 7 ومنها حماية الأفكار وحقوق المؤلِّف وبرامج الكــمبيوتر والتَّسجيلات السِّينمائيَّة والإذاعيَّة والعلامات التِّجاريَّة.
• تاريخ مــلكــيَّة: (قن) بيان مختصر عن نقل عقار يتضمّن كافّة الادِّعاءات التي يمكن أن ترفع ضدّ ذلك.
• مــلكــيَّة المساهمين: (قص) الحقوق التي يمتــلكــها المساهمون كحصّة في شركة، وتقاس بمجموع الأصول بعد طرح مجموع الالتزامات منها.
 • حقوق المــلكــيَّة: (قص) حقّ امتلاك أصل، وهذا الحقّ يمنح مالكَــه امتيازات وصلاحيّات معيَّنة. 

مليك [مفرد]: ج مُــلَكَــاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مــلَكَ3: صاحب المــلْك.
• المليك: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المــلك حقًّا، ومُــلك ما سواه مجاز " {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ".
• مليكُ النَّحل: يعسُوبُها وهي الرَّئيسةُ الكــبيرة فيها. 

ممتــلكــات [جمع]: مف ممتــلك: أشياء أو أغراض شخصيّة يمتــلكــها الفرد "ممتــلكــات أميريّة- صادرت الدولة ممتــلكــاته- وضع ممتــلكــات العدوّ تحت الحراسة- أضرّت المظاهرةُ بالممتــلكــات العامّة". 

مَمْــلَكَــة [مفرد]: ج ممالِكُ:
1 - دولة يحكمها مَــلِك "الممــلكــة المغربيَّة- الممــلكــة العربيّة السعوديّة".
2 - سُلطانُ المــلك في رعيَّته وعزُّه "طالت ممــلكــتُه".
3 - عالَم، قسم في تصنيف الأحياء والجماد "ممــلكــة الحيوان/ النَّحل/ النَّبات". 

مملوك [مفرد]: ج مماليكُ:
1 - اسم مفعول من مــلَكَ1 ومــلَكَ2: عبد؛ الرّقيق من البشر.
2 - عبد من الأتراك أو الجراكسة الذين استخدمهم الأيُّوبيّون في الجيش بمصر. 

مــلك: الليث: المَــلِكُ هو الله، تعالى ونقدّس، مَــلِكُ المُلُوك له

المُــلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكــهم. وفي التنزيل:

مالك يوم الدين؛ قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة: مَــلِك

يوم الدين، بغير أَلف، وقرأَ عاصم والكــسائي ويعقوب مالك، بأَلف، وروى عبد

الوارث عن أَبي عمرو: مَــلْكِ يوم الدين، ساكنة اللام، وهذا من اختلاس أبي

عَمرو، وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين، وقال: كل

من يَمْــلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم، ومال الثوب،

ومالكُ يوم الدين، يَمْــلِكُ إقامة يوم الدين؛ ومنه قوله تعالى: مالِكُ

المُــلْكِ، قال: وأما مَــلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من

هؤلاء، ولم يريد أَنه يمــلك هؤلاء، وقد قال تعالى: مالِكُ المُــلْك؛ أَلا ترى

أنه جعل مالكــاً لكــل شيءٍ فهذا يدل على الفعل؛ ذكر هذا بعقب قول أَبي

عبيد واختاره.

والمُــلْكُ: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ ومُــلْكُ الله تعالى

ومَــلَكُــوته: سلطانه وعظمته. ولفلان مَــلَكُــوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُــلْكــه؛

عن اللحياني، والمَــلَكُــوت من المُــلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ،

ويقال للمَــلَكُــوت مَــلْكُــوَةٌ، يقال: له مَــلَكُــوت العراق ومَــلْكُــوةُ العراق

أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ، وهو المُــلْكُ والعِزُّ. وفي حديث أَبي سفيان:

هذا مُــلْكُ هذه الأُمة قد ظهر، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر

اللام وفي الحديث: هل كان في آبائه مَنْ مَــلَكَ؟ يروى بفتح الميمين

واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام. والْمَــلْكُ والمَــلِكُ والمَلِيكُ

والمالِكُ: ذو المُــلْكِ. ومَــلْك ومَــلِكٌ، مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ، كأن المَــلْكَ

مخفف من مَــلِك والمَــلِك مقصور من مالك أو مَلِيك، وجمع المَــلْكِ مُلوك،

وجمع المَــلِك أَمْلاك، وجمع المَلِيك مُــلَكــاء، وجمع المالِكِ مُــلَّكٌ

ومُلاَّك، والأُمْلُوك اسم للجمع. ورجل مَــلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة،

والكــثير مُلُوكٌ، والاسم المُــلْكُ، والموضع مَمْــلَكَــةٌ. وتَمَــلَّكــه أي

مَــلَكــه قهراً. ومَــلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْــلَكُــوه: صَيَّروه

مَــلِكــاً؛ عن اللحياني. ويقال: مَــلَّكَــه المالَ والمُــلْك، فهو مُمَــلَّكٌ؛ قال

الفرزدق في خال هشام بن عبد المــلك:

وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَــلَّكــاً،

أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه

يقول: ما مثله في الناس حي يقاربه إلا ممــلَّك أَبو أُم ذلك المُمَــلَّكِ

أَبوه، ونصب مُمَــلَّكــاً لأنه استثناء مقدّم، وخال هشام هو إبراهيم بن

إسماعيل المخزومي. وقال بعضهم: المَــلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره، والمَــلْكُ

لغير الله. والمَــلِكُ من مُلوك الأرض، ويقال له مَــلْكٌ، بالتخفيف، والجمع

مُلُوك وأَمْلاك، والمَــلْكُ: ما مــلكــت اليد من مال وخَوَل. والمَــلَكــة:

مُــلْكُــكَ، والمَمْــلَكــة: سلطانُ المَــلِك في رعيته. ويقال: طالت مَمْــلَكَــتُه

وساءت مَمْــلَكَــتُه وحَسُنَت مَمْــلَكَــتُه وعَظُم مُــلِكــه وكَثُر مُــلِكُــه.

أَبو إسحق في قوله عزّ وجل: فسبحان الذي بيده مَــلَكُــوتُ كل شيء؛ مَعناه

تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة، قال: وقوله تعالى مــلكــوت كل شيء أي القدرة

على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم. ويقال: ما لفلان مَولَى

مِلاكَةٍ دون الله أي لم يمــلكــه إلا الله تعالى. ابن سيده: المَــلْكُ

والمُــلْكُ والمِــلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، مَــلَكــه يَمْــلِكــه

مَــلْكــاً ومِــلْكــاً ومُــلْكــاً وتَمَــلُّكــاً؛ الأخيرة عن اللحياني، لم يحكها

غيره. ومَــلَكَــةً ومَمْــلَكَــة ومَمْــلُكــة ومَمْــلِكــة: كذلك. وما له مَــلْكٌ

ومِــلْكٌ ومُــلْكٌ ومُــلُكٌ أي شيء يمــلكــه؛ كل ذلك عن اللحياني، وحكي عن الكــسائي:

ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُــلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء؛ بهذا

فسره اللحياني، وقال ليس له شيء يمــلكــه. وأَمْــلَكــه الشيءَ ومَــلَّكــه إياه

تَمْليكاً جعله مِــلْكــاً له يَمْــلِكُــه. وحكى اللحياني: مَــلِّكْ ذا أَمْرٍ

أَمْرَه، كقولك مَــلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق، قال هذا نص قوله: ولي

في هذا الوادي مَــلْكٌ ومــلْك ومُــلْك ومَــلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً

ومالاً وغير ذلك مما تَمْــلِكــه، وقيل: هي البئر تحفرها وتنفرد بها. وجاء في

التهذيب بصورة النفي: حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَــلْكٌ ولا نَفْرٌ،

بالراء غير معجمة، ولا مِــلْكٌ ولا مُــلْك ولا مَــلَكٌ؛ يريد بئراً وماء أي ما

له ماء. ابن بُزُرْج: مياهنا مُلُوكنا. ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة،

وقالوا: الماء مَــلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَــلَكُــوا أَمْرَهم أي

يقوم به الأمر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي:

ولم يكن مَــلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم،

إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ

أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: ومن

أَمثالهم: الماءُ مَــلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء، يضرب للشيء الذي

به كمال الأمر. وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِــلْك ولا مَــلْكٌ ولا مُــلْكٌ إذا

لم يكن لهم ماء. ومَــلَكَــنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا على مَــلْكِ

أَمْرِنا. وهذا مِــلْك يَميني ومَــلْكُــها ومُــلْكُــها أي ما أَمــلكــه؛ قال الجوهري:

والفتح أفصح. وفي الحديث: كان آخر كلامه الصلاة وما مَــلَكَــتْ أَيمانكم،

يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم، وقيل: أَراد حقوق الزكاة

وإخراجها من الأموال التي تمــلكــها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة،

وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن

جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر، رضي الله عنه، هذا

المعنى حين قال: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة. وأَعطاني

من مَــلْكِــه ومُــلْكِــه؛ عن ثعلب، أي مما يقدر عليه. ابن السكيت: المَــلْكُ ما

مُــلِكَ. يقال: هذا مَــلْكُ يدي ومِــلْكُ يدي، وما لأَحدٍ في هذا مَــلْكٌ

غيري ومِــلْكٌ، وقولهم: ما في مِــلْكِــه شيء ومَــلْكِــه شيء أي لا يمــلك شيئاً.

وفيه لغة ثالثة ما في مَــلَكَــته شيء، بالتحريك؛ عن ابن الأَعرابي. ومَــلْكُ

الوَليِّ المرأَةَ ومِــلْكُــه ومُــلْكــه: حَظْرُه إياها ومِــلْكُــه لها.

والمَمْلُوك: العبد. ويقال: هو عَبْدُ مَمْــلَكَــةٍ ومَمْــلُكــة ومَمْــلِكــة؛ الأخيرة

عن ابن الأعرابي، إذا مُــلِكَ ولم يُمْــلَكْ أَبواه. وفي التهذيب: الذي

سُبيَ ولم يُمْــلَكْ أَبواه. ابن سيده: ونحن عَبِيدُ مَمْــلَكَــةٍ لا قِنٍّ أي

أَننا سُبِينا ولم نُمْــلَكْ قبلُ. ويقال: هم عبِيدُ مَمْــلُكــة، وهو أَن

يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار. والعَبْدُ القنّ: الذي مُــلِك هو

وأَبواه، ويقال: القِنُّ المُشْتَرَى. وفي الحديث: أن الأَشْعَثَ بن

قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية،

فلما أَسلموا أَبَوْا عليه، فقالوا: يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد

مَمْــلُكــة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ؛ المَمْــلُكــة، بضم اللام وفتحها، أَن

يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار. وطال مَمْــلَكَــتُهم الناسَ

ومَمْــلِكَــتُهم إياهم أي مِــلْكــهم إياهم؛ الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً

ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً. وطال مِــلْكُــه ومُــلْكــه ومَــلْكــه ومَــلَكَــتُه؛ عن

اللحياني، أَي رِقُّه. ويقال: إنه حسن المِــلْكَــةِ والمِــلْكِ؛ عنه أَيضاً.

وأَقرّ بالمَــلَكَــةِ والمُلُوكةِ أي المِــلْكِ. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ

سَيءُ المَــلَكَــةِ، متحرّك، أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك. ويقال: فلان

حَسَنُ المَــلَكــة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه. وفي الحديث: حُسْنُ

المَــلَكــة نماء، هو من ذلك. ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها التي يزعمون أنها

تقتادها، على التشبيه، واحدها مَلِيكٌ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها

إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ

يريد يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النحل أَميره. والمَمْــلَكــة والمُمْــلُكــة:

سلطانُ المَــلِكِ وعَبيدُه؛ وقول ابن أَحمر:

بَنَّتْ عليه المُــلْكُ أَطْنابها،

كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ

قال ابن الأَعرابي: المُــلْكُ هنا الكــأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، ولذلك

رفع المــلك والكــأْس معاً بجعل الكــأْس بدلاً من المــلك؛ وأَنشد غيره:

بنَّتُ عليه المُــلْكَ أَطنابَها

فنصب المــلك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَــلَّكــاً وليس

بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي

مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، ورواه ثعلب بنت عليه المــلك، مخفف

النون، ورواه بعضهم مدَّتْ عليه المــلكُ، وكل هذا من المِــلْكِ لأَن

المُــلْكَ مِــلْكٌ، وإنما ضموا الميم تفخيماً له. ومَــلَّكَ النَّبْعَةَ:

صَلَّبَها، وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها. وتَمالَكَ عن الشيء: مَــلَكَ

نَفْسَه. وفي الحديث: امْــلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا

عليك. وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك. وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما

تَماسَك ولا يَتَماسَك. وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن

يحبس نفسه؛ قال الشاعر:

فلا تَمَــلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا

ويقال: نفسي لا تُمالِكُــني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني. وفلان ما له

مَلاكٌ، بالفتح، أي تَماسُكٌ. وفي حديث آدم: فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ

أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك. وإذا وصف الإنسان بالخفة

والطَّيْش قيل: إنه لا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه: قِوامُه الذي

يُمْــلَكُ به وصَلاحُه. وفي التهذيب: ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه،

ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به. وفي الحديث: مِلاكُ الدين الورع؛ الملاك،

بالكــسر والفتح: قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه، وقالوا:

لأَذْهَبَنَّ فإما هُــلْكــاً وإما مُــلْكــاً ومَــلْكــاً ومِــلْكــاً أي إما أن

أَهْــلِكَ وإما أن أَمْــلِكَ. والإمْلاك: التزويج. ويقال للرجل إذا تزوّج: قد

مَــلَكَ فلانٌ يَمْــلِكُ مَــلْكــاً ومُــلْكــاً ومِــلْكــاً. وشَهِدْنا إمْلاك فلان

ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأخيرتان عن اللحياني، أي عقده مع امرأته. وأَمْــلكــه

إياها حتى مَــلَكَــها يَمْــلِكــها مُــلْكــاً ومَــلْكــاً ومِــلْكــاً: زوَّجه إياها؛

عن اللحياني. وأُمْــلِكَ فلانُ يُمْــلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج؛ عنه أَيضاً.

وقد أَمْــلَكْــنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها؛ وجئنا من إمْلاكه ولا

تقل من مِلاكِه. وفي الحديث: من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم؛ نقل ابن

الأثير: المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح. وقال الجوهري: لا يقال

مِلاك ولا يقال مَــلَك بها

(* قوله «ولا يقال مــلك بها إلخ» نقل شارح القاموس

عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم

وجعلوه من اللحن القبيح ولكــن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على

تصحيح كلام الفقهاء.) ولا أُمْــلِك بها. ومَــلَكْــتُ المرأَة أي تزوّجتها.

وأُمْــلِكَــتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عن اللحياني، وقيل: جُعِل أَمر طلاقها

بيدها. قال أَبو منصور: مُــلِّكَــتْ فلانةُ أَمرها، بالتشديد، أكثر من

أُمْــلِكَــت؛ والقلب مِلاكُ الجسد. ومَــلَك العجينَ يَمْــلِكُــه مَــلْكــاً

وأَمْــلَكَــه: عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده. وفي حديث عمر: أَمْــلِكُــوا العجين فإِنه

أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين؛ أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من

الماء لجَوْدة العجْن. ومَــلَكَ العجينَ يَمْــلِكــه مَــلْكــاً: قَوِيَ عليه.

الجوهري: ومَــلَكْــتُ العجين أَمْــلِكُــه مَــلْكــاً، بالفتح، إِذا شَدَدْتَ عجنه؛

قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة:

مَــلَكْــتُ بها كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها،

يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها

يعني شَدَدْتُ بالطعنة. ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْــلَكَــتْ إِذا بلغت

مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَــلَكَــتْه تَمْــلِكُــه

مَــلْكــاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً:

فَمَــلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها،

كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ

قال: مَــلَّكَ كما تُمَــلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من

القشر شيئاً تَتمالك القوسُ

به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق، وهو يجعلون عليها عَقَباً

إِذا لم يكن عليها قشر، يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة: يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً

مَمْلُوكٌ ومُمْــلَكٌ ومُمَــلَّكٌ، ويروى فمن لك، والأَول أَجود؛ أَلا ترى إِلى

قول الشماخ يصف نَبْعَةً:

فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها،

وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ

والتَّمْصِيع: أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك

أَصلب لها؛ قال ابن بري: ويروى فمظَّعَها، وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى

يجف. ومَــلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عن ابن

الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها؛ عنه أَيضاً. ومَــلْكُ

الطريق ومِــلْكُــه ومُــلْكــه: وسطه ومعظمه، وقيل حدّه؛ عن اللحياني. ومِــلْكُ

الوادي ومَــلْكــه ومُــلْكــه: وسطه وحَدّه؛ عنه أَيضاً. ويقال: خَلِّ عن مِــلْكِ

الطريق ومِــلْكِ الوادي ومَــلْكِــه ومُــلْكــه أَي حَدِّه ووسطه. ويقال: الْزَمْ

مَــلْكَ الطريق أَي وسطه؛ قال الطِّرمّاح:

إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ

رَتِيمَ الحَصى من مَــلْكِــها المُتَوَضِّحِ

وفي حديث أَنس: البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها، وإِياك

والمَمْــلُكَــةَ، قال شمر: أَراد بالمَمُــلُكــة وَسَطَها. ومَــلْكُ ا لطريق

ومَمْــلُكَــتُه: مُعْظمه ووسطه؛ قال الشاعر:

أَقامَتْ على مَــلْكِ الطريقِ، فمَــلْكُــه

لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ

ومُــلُك الدابة، بضم الميم واللام: قوائمه وهاديه؛ قال ابن سيده: وعليه

أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكــسائي من قول الأَعرابي: ارْحَمُوا هذا

الشيخ الذي ليس له مُــلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ،

وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه. أَبو عبيد: جاءنا تَقُودُه

مُــلُكُــه يعني قوائمه وهاديه، وقوام كل دابة مُــلُكُــه؛ ذكره عن الكــسائي في كتاب

الخيل، وقال شمر: لم أَسمعه لغيره، يعني المُــلُك بمعنى القوائم.

والمُلَيْكَةُ: الصحيفة.

والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَرَ، وفي التهذيب: مَقاوِلُ من حمير

كتب إِليهم النبي، صلى الله عليه وسلم: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ،

ورَدْمانُ موضع باليمن. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة.

ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْــلِك ومُمَــلَّكٌ ومِــلْكــانُ، كلها:

أَسماء؛ قال ابن سيده: ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَــلَكِ الموت

وهو قوله:

غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما

نسائي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ

قال: وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن

مَــلَك الموت مخفف عن مَلأَك، الليث: المَــلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف

المَلأَك، واجتمعوا على حذف همزه، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ، وقد ذكرناه

في المعتل. والمَــلَكُ من الملائكة: واحد وجمع؛ قال الكــسائي: أَصله

مَأْــلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل

مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك

قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن

الزبير:

فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ، ولكــن لِمَلأَكٍ

تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ

ثم تركت همزته لكــثرة الاستعمال فقيل مَــلَكٌ، فلما جمعوه رَدُّوها إِليه

فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ:

وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه،

سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ

قال ابن بري: صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية؛ وقبله:

فأَتَمَّ سِتّاًّ، فاسْتَوَتْ أَطباقُها،

وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ

وفيها يقول في صفة الهلال:

لا نَقْصَ فيه، غير أَن خَبِيئَه

قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ

وفي الحديث: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة؛ قال ابن الأَثير:

أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت. وفي

الحديث: لقد حَكَمْت بحكم المَــلِكِ؛ يريد الله تعالى، ويروى بفتح اللام،

يعني جبريل، عليه السلام، ونزوله بالوحي. قال ابن بري: مَلأَكٌ مقلوب من

مَأْــلَكٍ، ومَأْــلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك، قال: وحقه أَن

يذكر في فصل أَــلك لا في فصل مــلك.

ومالِكٌ الحَزينُ: اسم طائر من طير الماء.

والمالِكــان: مالك بن زيد ومالك بن حنظلة. ابن الأَعرابي: أَبو مالك كنية

الكِــبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَــلَكــه وغلبه؛ قال الشاعر:

أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني،

أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا

ويقال للهَرَمِ أَبو مالك؛ وقال آخر:

بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ:

أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ

وأَبو مالك: كنية الجُوعِ؛ قال الشاعر:

أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ،

يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ

ومِــلْكــانُ: جبل بالطائف. وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال: كل

ما في العرب مِــلْكــان، بكسر الميم، إِلاَّ مَــلْكــان بن حزم بن زَبَّانَ

فإِنه بفتحها. ومالك: اسم رمل؛ قال ذو الرمة:

لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك * لَذو عَبْرةٍ، كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ

مــلك
مَــلَكَــه يَمْــلِكُــه مَــلْكًــا، مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَــسر، وزادَ ابنُ سِيدَه الضَّمَّ والفَتْح عَن الَلِّحْياني ومَــلَكَــةً مُحَرَكَةً عَن اللِّحْيانيِّ وممَــلكَــةً، بِضَم اللامِ أَو يُثَلَّثُ كسرُ اللامِ عَن ابنِ الأَعْرابِي وَهِي نادِرَةٌ لِأَن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلّما يكونانِ مَصْدَرًا: احْتَواهُ قادِرًا عَلَى الاسْتِبدادِ بهِ كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَقَالَ الرّاغِبُ: المُــلْك: هُوَ التَّصَرُّفُ بالأَمْرِ والنَّهي فِي الجُمْهُورِ، وذلِكَ يَخْتَصُّ بسِياسَةِ الناطِقِينَ، ولِهذا يُقال: مالِكُ النّاس وَلَا يُقال: مالِكُ الأَشْياءِ، وقولُه عَزّ وجَلَّ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فتَقْدِيرُه المالِك فِي يَوْمِ الدِّينِ، وذلِكَ لقولِه عَزّ وجَلّ: لِمَنِ المُــلْك اليَوْمَ والمُــلْكُ ضَربان: مُــلْكٌ هُوَ التَّمَــلّكُ والتَّوَلِّي، ومُــلْكٌ هُوَ القُوَّةُ على ذلِكَ، تَوَلَّى أَو لَمْ يَتَوَلَّ، فمِنَ الأَوَّلِ قولُه عَزَّ وجَلَّ: إنَّ المُلُوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفْسَدُوها. وَمن الثّانِي قولُه عَزَّ وجَلَّ: إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَــلَكُــم مُلُوكًا فجعَلَ النُّبُوَّةَ مَخْصُوصةً، والمُــلْكَ فِيهم عامًّا، فإِنَّ مَعْنَى المــلْكِ هُنا هُوَ القَوَّةُ الَّتِي يُتَرَشَّحُ بهَا للسِّياسَةِ، لَا أَنّه جعلَهُم كُلَّهُم مُتَوَلِّينَ للأَمْرِ، فَذَــلِك مُنافٍ للحِكْمَةِ، كَمَا قِيلَ: لَا خَيرَ فِي كَثْرَةِ الرّؤَساءِ.
ومالَهُ مِــلْكٌ، مُثَلَّثاً ويحَرَّكُ، وبَضَمَّتَيْنِ كل ذلِكَ عَن اللِّحْيانِي مَا عَدَا التَّحْرِيكَ، أَي: شَيءٌ يَمــلِكُــهُ وقالَ اللّيثُ: وقولُهم: مَا فِي مِــلْكِــه شَيءٌ ومَــلْكِــه شَيءٌ: أَي لَا يَمْــلِكُ شَيئًا، وَفِيه لُغَةٌ ثالِثَةٌ مَا فِي مَــلَكَــتِه شَيءٌ بالتَّحْرِيكِ عَن ابنِ الأَعْرابِي، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِي، وحَكَى اللِّحْيانِي عَن الكِــسائي: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيخَ الَّذِي لَبسَ لَهُ مُــلْكٌ وَلَا بَصَرٌ، أَي: لَيسَ لَهُ شَيءٌ، بِهَذَا فَسَّرَه اللِّحْيانِي، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ خَطَأٌ، وحَكَاه الأزْهَرِيُّ أَيضًا، وَقَالَ: ليسَ لَه شَيءٌ يَمــلِكُــه.
وأَمْــلَكَــه الشَّيْء ومَــلَّكَــه إِيّاه تَمْلِيكًا بمَعْنًى وَاحِد، أَي: جَعَلَه مِــلْكًــا لَهُ يَمْــلِكُــه.
ويُقال: لِي فِي هَذَا الوادِي مِــلْكٌ، مُثَلَّثًا، ويُحَرَكُ، أَي: مرعًى ومَشْرَب ومالٌ وغيرُ ذَــلِك مِمَّا يَمْــلِكُــهُ. أَو هِيَ البِئْرُ يَحْفِرُها ويَنْفَرِدُ بهَا وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابِي بصورَةِ النَّفي.
وقالُوا: الماءُ مَــلَكُ أَمْرٍ، مُحَرَّكَةً أَي: يَقُومُ بِهِ الأمْرُ لأَنَّهُمِ أَي القَوْمَ إٍ ذَا كانَ مَعَهُم ماءٌ مَــلَكُــوا أمْرَهم قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِي:
(لم يَكُنْ مَــلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إِلا صَلاصِلُ لَا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ)
أَي يُقْسَمُ بينَهُم بالسَّويَّةِ لَا يُؤْثَرُ بِهِ أَحَدٌ، وَقَالَ الأُمَوِيُّ: من أَمْثالِهِمْ الماءُ مَــلَك أَمْره أَي: على لَفْظِ الماضِي، أَي إِنّ الماءَ مِلاكُ الأَشْياءِ، يُضْرَبُ للشَّيءِ الَّذِي بهِ كَمالُ الأَمْرِ. قلتُ: ويُروَى أَيْضًا الماءُ مَــلَكُ الأَمْر، ومَــلَكُ أَمْري، فَهِيَ أَرْبَعُ رِوَايَات، ذكر المُصَنِّفُ واحِدَةً وأَغفل عَن الباقِينَ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقالُ: لَيسَ لَهُم مِــلْكٌ، مُثَلَّثًا: إِذا لم يَكُنْ لَهُم ماءٌ والجَمْعُ مُلُوكٌ، قَالَ ابْن بُزُرْجَ: مِياهُنا مُلُوكُنا، وماتَ) فُلانٌ عَن مُلُوك كَثِيرَةٍ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِي: مالَهُ مِــلْكٌ، بالتَّثْلِيثِ ويُحَرّك: يُرِيدُ بِئْرًا وَمَاء، أَي مالَه ماءٌ. ومَــلَكَــنا الماءُ أَي: أَرْوانَا فقَوِينا على أَمْرِنا، عَن ثَعْلَبٍ.
ويُقال: هَذَا مِــلْك يَمِيني مُثَلَّثَةً، ومَــلْكَــةُ يَمِيني بالفَتْحِ، والصّوابُ بالتَّحْرِيكِ، عَن ابْن الأعْرابِي: أَي مَا أَمْــلِكُــه، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والفَتْحُ أَفْصَحُ، وَفِي الحَدِيثِ: كانَ آخِرُ كَلامِه الصَّلاةَ وَمَا مَــلَكَــتْ أَيمانُكُم يريدُ الإِحْسانَ إِلَى الرَّقِيقِ والتَّخْفِيفَ عَنْهُم، وِقيل أرادَ حُقُوق الزَّكاةِ وِإخْراجها من الأموالِ الَّتِي تَمْــلِكُــها الأيْدِي، كأَنه عَلِمَ بِمَا يَكُونُ من أَهْلِ الرِّدَّةِ وإِنْكارِهِم وُجُوبَ الزَّكاةِ وامْتناعِهم من أَدائِها إِلى القائِمِ بَعْدَه، فقَطَعَ حُجَّتَهُم بأَن جَعَلَ آخرَ كلامِه الوَصِيَّةَ بالصّلاةِ والزَّكاةِ، فعَقَلَ أَبو بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ هَذَا المَعْنَى حينَ قَالَ: لأَقْتُلَنَّ من فَرَّقَ بينَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ.
وأَعْطاني مِنْ مُــلْكــهِ، مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ ثَعْلبٌ على الفتحِ والضمِّ، أَي: مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: المَــلْكُ: مَا مُــلِكَ، يُقال: هَذَا مَــلْكُ يَدي، ومِــلْكُ يَدِي، وَمَا لأَحَدٍ فِي هَذَا مَــلْكٌ غَيري، ومِــلْكٌ.
ومَــلْكُ الوَلِيِّ المَرأَةَ بالفتحِ، ويُثَلَّثُ هُوَ حَظْرُه إِيّاها ومِــلْكُــه لَهَا.
ويُقال: هُوَ عَبدُ مَمْــلَكَــةٍ، مُثَلَّثَةَ اللاّمِ كسرُ اللاَّمٍ عَن ابنِ الأَعْرابِي: إِذا مُــلِكَ هُوَ ولمُ يمْــلَكْ أَبَواهُ وَفِي التَّهْذِيب: الَّذِي سُبِيَ ولَمُ يمْــلَكْ أَبَواه، قَالَ ابنُ سيدَه: يُقال: نَحْنُ عَبِيدُ مَمْــلَكَــةٍ لَا عَبِيد قِن، أَي: إنَّنا سبِينَا وَلم نُمْــلَكْ قَبلُ، والعَبدُ القنُّ: الَّذِي مُــلِكَ هُوَ وأَبَواه، ويُقال: القِنُّ: المُشْتَرَى.
ويُقال: طالَ مُــلْكُــهُ مثَلَّثَةً، ومَــلَكَــتُه مُحَرَكَةً عَن اللِّحْيانِيِّ، أَي: رِقُّه ويُقال: إِنّه حَسَنُ المِــلْكَــةِ والمِــلْكِ، عَنهُ أَيضًا.
وأَقَرَ بالمَــلَكَــةِ، مُحَرَّكَةً، وبالمُلُوكَة بالضّمِّ أَي بالمُــلْكِ وَفِي الحَدِيث: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيئُ المَــلَكَــةِ أَي الَّذِي يُسيءُ صُحْبَة المَمالِيكِ، وَفِي حَدِيث آخر: حُسنُ المَــلَكَــةِ نَماءٌ، وسُوءُ المَــلَكَــةِ شُؤْمٌ.
والمُــلْكُ، بالضّمِّ: م مَعْرُوفٌ، وَهُوَ ضَبطُ الشَّيْء المُتَصَرَفِ فِيهِ بالحُكْمِ، وَهُوَ كالجِنْسِ للمِــلْكِ، فكُلُّ مُــلْكٍ مِــلْكٌ، وليسَ كُلُّ مِــلْكٍ مُــلْكًــا، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ كالسّلْطانِ.
والمُــلْكُ: العَظَمَةُ والسلْطانُ وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى: قُل اللهُمَّ مالِكَ المُــلْك تُؤْتِي المُــلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزعُ المُــلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وقولُه تَعالى: لِمَنِ المُــلْك اليَوْمَ.
والمُــلْكُ: حَبُّ الجُلْبانِ.
والمُــلْكُ: الماءُ القَلِيلُ يُقالُ: مالَهُ مُــلْكٌ من الماءِ، أَي: قَلِيلٌ مِنْهُ.
والمَــلْكُ بالفَتْحِ، وككَتِف وأَمِيرِ وصاحِبِ: ذُو المُــلْكِ وبهِنَّ قُرِئَ قولُه تعالَى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومَــلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ومَلِيكِ يَومِ الدِّينِ ومَــلْكِ يَومِ الدِّينِ كَمَا سَيَأْتي، ومَــلْك ومَــلِكٌ، مثل فَخْذٍ وفَخذٍ، كأَنَّ المَــلْكَ مُخَفَّفٌ من مــلك، والمَــلِك مَقْصُورٌ من ممالِك أَو مَلِيكٍ، قالَ عَبدُ اللِّه بنُ الزِّبَعْرَى:)
(يَا رَسُولَ المَلِيك إِنَّ لِسانِي ... راتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ)
والمَــلْكِ مُلُوكٌ، وَجمع المَــلِكِ أمْلاكٌ، وَجمع المَلِيكِ مُــلَكــاء، وجَمْعُ المالِكِ مُــلَّكٌ، كرُكَّع وراكِع، والاسمُ المُــلْكُ والأمْلُوكُ بالضمِّ: اسمٌ للجَمْعِ عَن ابنِ سِيدَهْ.
وقالَ بعضُهم: المَــلِكُ والمَلِيك للهِ تَعالَى وغيرِه، والمَــلْكُ لغيرِ الله تَعَالَى، والمَــلِكُ: من مُلُوكِ الأَرْضِ، ويُقالُ لَهُ مَــلْكٌ، بالتَّخْفِيفِ.
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدِ: الأُمْلُوكُ: قَوْمٌ مِنَ العَرَبِ زادَ غَيرُه مِنْ حِميرَ أَو هم مَقاوِلُ حِمْيَر كَمَا فِي التَّهْذِيب، ومِنْهُ: كَتَبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُّ عليهِ وسَلّم إِلى أُمْلُوكِ رَدْمانَ ورَدْمانُ: موضِعٌ باليَمَنِ.
ومَــلَّكُــوه على أَنْفسِهِم تَمْلِيكًا، وأَمْــلَكُــوه: صَيَّرُوهُ مَــلِكًــا عَن اللِّحْيانيِّ، ويُقال: مَــلَّكَــه الله المالَ والمُــلْكَ، فَهُوَ مُمَــلَّكٌ، قالَ الفَرَزْدَقُ فِي خالِ هِشامِ بنِ عبد المَــلِكِ:
(وَمَا مِثْلُه فِي النّاسِ إِلاّ مُمَــلَّكًــا ... أَبُو أُمِّه حَيٌ أَبُوه يُقارِبهْ)
يَقُولُ: مَا مِثْلُه فِي النّاسِ حَيُ يُقارِبُه إِلاّ مُمَــلَّكٌ أَبُو أُمِّ ذَــلِك المُمَــلَّكِ أَبُوهُ، ونَصَب مُمَــلَّكًــا لأنّه استثْناءٌ مُقَدَّمٌ، وَقَالَ هِشام: هُوَ إِبْراهِيمُ بنُ إِسْماعِيلَ المَخْزُومِي، قَالَ الصّاغانيُ: البَيتُ من أَبْياتِ الكِــتابِ، وَلم أَجِدْهُ فِي شِعْرِ الفَرَزْدَقِ.
والمَــلَكُــوتُ مُحَرّكَةً، من المُــلْكِ كرَهَبُوتٍ من الرّهبة، مُخْتَصٌّ بمُــلْكِ الله عزّ وجلّ، قالَ اللهُ تَعالَى: وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَــلَكُــوتَ السَّماواتِ والأَرْضِ. ويُقالُ للمَــلَكُــوتِ مَــلْكُــوَةٌ مثل تَرقُوَةٍ بمَعْنَى العِزّ والسُّلْطان يُقال لَهُ مَــلَكُــوتُ العِراقِ ومَــلْكُــوَتُهُ أَي: عِزُّه ومُــلْكُــه عَن اللِّحْياني، وقولُه تَعالَى: بِيَدِهِ مَــلَكُــوتُ كُلِّ شَيء أَي: سُلْطانُه وعَظَمَتُه، وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَي تَنْزِيه الله عَن أَنّ يُوصَفَ بغَيرِ القُدْرَةِ، قالَ: ومَــلَكُــوتُ كُلِّ شَيْء، أَي: القُدْرَةُ عَلَى كلِّ شَيْء.
والمَمْــلَكَــةُ، وتُضَمُّ اللامُ: عِزُّ المَــلِكِ وسُلْطانُه فِي رَعِيتِه. وقِيل: عَبِيدُه وقالَ الرّاغِبُ: المَمْــلَكَــةُ: سُلْطانُ المَــلِكِ وبقاعُه الَّتِي يَتَمَــلَّكُــها، وَقَالَ غَيره: يُقال: طالَتْ مَمْــلَكَــتُه، وساءَتْ مَمْــلَكَــتُه، وحَسُنَتْ مَمْــلَكَــتُه، والجَمْعُ المَمالِكُ.
وبضَمِّ اللامِ فَقَط: وَسَطُ المَمــلَكَــةِ وَبِه فَسَّرَ شَمِرٌ حَدِيث أَنَس رَضِي الله عَنهُ البَصْرَةُ إِحْدَى المُؤْتَفِكاتِ فانْزِلْ فِي ضَواحِيها وإِيّاكَ والمَمْــلُكَــةَ.
وَمن المَجازِ: تَمالَكَ عَنْهُ: إِذا مَــلَكَ نَفْسَه عَنهُ.
ولَيسَ لَهُ مَلاكٌ، كسَحابٍ أَي: لَا يَتَمالَكُ.
ويُقال: مَا تَمالَكَ فُلانٌ أَنْ وَقَع فِي كَذَا: إِذا لَم يستَطعْ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَه، قَالَ الشّاعِرُ: فَلَا تَمَالَكَ عَن أَرْضٍ لَهَا عَمَدُوا ويُقال: نَفْسِي لَا تُمالِكُــني لأَنْ أَفْعَلَ كَذَا، أَي: لَا تُطاوِعُني.)
وَفُلَان مالَهُ مَلاكٌ، أَي: تَماسُكٌ، وَفِي حَدِيثِ آدَمَ عليهِ السّلامُ: فَلَمّا رَآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنّه خَلْقٌ لَا يَتَمالَكُ أَي لَا يَتماسَكُ. وِإذا وُصِفَ الإِنْسانُ بالخِفَّةِ والطيش قِيلَ: إِنّه لَا يَتَمالَكُ.
ومَلاكُ الأَمْرِ بالفتحِ ويُكْسَرُ: قِوامُه الَّذِي يُمْــلَكُ بِهِ وصَلاحُه، وَفِي التَّهْذيب: الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وَفِي الحَدِيث: مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ وَهُوَ مَجازٌ.
والمِلاكُ ككِتابٍ: الطِّينُ لأَنّهُيمْــلَكُ كَمَا يُمْــلَكُ العَجِينُ.
ومِنَ المَجازِ ناقَةٌ مِلاكُ الإِبِلِ: إِذا كَانَت تَتْبَعُها عَن ابنِ الأَعْرابي.
وَمن المَجازِ: شَهِدْنا إِمْلاكَهُ ومِلاكَهُ بكَسرهِما ويُفْتَحُ الثّانِي الأَخِيرتانِ عَن الَلِّحْيانيِّ تَزَوُّجَه أَو عَقْدَه مَعَ امْرَأَتِه.
وأَمْــلَكَــه إِيّاها حَتَّى مَــلَكَــها يَمْــلِكُــها مَــلْكًــا، مُثَلَّثًا: زَوَّجَه إِيّاها عَن اللِّحْيانيِّ، وَهُوَ مَجازٌ تَشْبِيهًا بمُــلِّكَ عَلَيْهَا فِي سِياسَتِها، وَبِهَذَا النَّظَرِ قِيل: كادَ العَرُوسُ يَكُونُ مَــلِكًــا، قَالَه الرّاغِبُ.
وأُمْــلِكَ فُلانٌ يمْــلَكُ إِمْلاكًا: إِذا زُوِّجَ وقولُه مِنْه وَفِي بعضِ النُّسَخِ عَنهُ أَيْضًا أَي هَذَا القولُ عَن اللِّحْيانِي أَيضًا، وَلم يَسبِقْ لَهُ ذِكْرُ اللِّحْيانيِّ حَتّى يُعِيدَ إِليه الضَّميرَ وِإنّما هُوَ رَآهُ هَكَذَا فِي التَّهذيبِ والمُحْكَم لما ذَكَرُوا عَن اللِّحْيانيِّ القولَ الأَوّلَ ثمَّ ذَكَرُوا القولَ الثَّانِي، وقالُوا عَنهُ أَيْضًا: وهذَا غَلَطٌ كبِيرٌ من المُصَنِّفِ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ.
وَلَا يُقالُ: مَــلَكَ بِها، وَلَا أُمْــلِكَ بِها، وإِنّما يُقال: مَــلَكَــها يَمْــلِكُــها مَــلْكًــا بالتّثْلِيثِ: إِذا تَزَوَّجَها.
وأَمْــلَكَــه فُلانَةَ: زَوَّجَه إِيّاها، نقَلَه ابنُ الأَثِيرِ وغيرُه، قَالَ شَيخُنا: وَعَلِيهِ أَكْثَرُ أَهلِ اللُّغَةِ حَتّى كادَ أَنْ يَكُونَ إِجْماعًا مِنْهُم، وجَعَلُوه من اللَّحْنِ القَبِيحِ، وَــلَكِــن جَوَّزَه صاحبُ المِصْباحِ، وَقَالَ: إِنّه يُقالُ: مَــلَكْــتُ بامْرَأَة، كَمَا يُقال: تَزَوَّجْتُ بهَا، فِي لُغَةِ مَنْ يَقُول: تَزَوَّجْتُ بامَرَأَةٍ، وقالَه النَّوَوِيُّ مُحافَظةً على تَصْحِيحِ عِبارَةِ الفُقَهاءِ وَالله أَعلم. قلتُ: وَفِي الصِّحاحِ: وجِئنَا من إِمْلاكِهِ وَلَا تَقُلْ مِنْ مِلاكِه، وَفِي العَيْنِ المِلاكُ: مِلاكُ التَّزْوِيجِ، وأَباهُ الفُصَحاءُ ونقَلَه ابنُ الأَثِيرِ أَيْضًا. قلتُ ولكِــنَّه وَرَد فِي حَدِيثٍ: مَنْ شَهِدَ مِلاكَ امْرئ مُسلمِ إِلَخ فَهَذَا أَقْوَى دَلِيلِ على جَوازِه، وِإليَه مالَ اللِّحْيانيُ، وكأنَّ المُصَنِّفَ لم يُنَبِّه عَلَيْهِ لأَجْلِ ذَــلِك، فتَأَمَّلْ. وَمن المَجازِ: أمْــلِكَــتْ فُلانةُ أَمْرَها: إِذا طُلِّقَتْ عَن اللِّحْيانِيِّ، وقِيلَ: جُعِلَ أَمْرُ طَلاقِها بِيَدِها.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: مُــلِّكَــتْ فُلانَةُ أَمْرَها بالتَّشْدِيدِ، أَكْثَرُ مِنْ أُمْــلِكَــتْ.
ومَــلَكَ العَجِينَ يَمْــلِكُــه مَــلْكًــا، وأَمْــلَكَــه نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ: إِذا أَنْعَمَ عَجْنَه وَفِي الصِّحاحِ: شَدَّ عَجْنَه، وَقَالَ مَرَةً: أَجادَ عَجْنَه، وَقَالَ غَيرُه مَــلَكَــه: إِذا قَوِيَ عليهِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَمْــلِكُــوا العَجِينَ فإِنَّه أَحَدُ الرَيْعَيْنِ أَي الزِّيادَتَيْن، أَرادَ أَنَّ خُبزَهُ يَزِيدُ بِمَا يَحْتَمِلُه من الماءِ بجَوْدَةِ العَجْنِ وَقد مَرَّ فِي ر ي ع.)
وقالَ بَعْضُهُم: عَجَنَت المَرأَةُ فأَمْــلَكَــتْ: إِذا بَلَغَتْ مِلاكَتَهُ وأَجادَتْ عَجْنَه حَتّى يَأْخُذَ بَعْضُه بَعْضًا كَمَــلَّكَــه تَمْلِيكًا، وَهَذِه عَن الصّاغانيِّ.
قلتُ: ونَقَل الفَرّاءُ عَن الدُّبَيرِيَّةِ: يُقال للعَجِينِ إِذا كانَ مُتماسِكًا مَمْلُوكٌ وممــلَكٌ ومُمَــلَكٌ.
ومَــلَكَ الخِشْفُ أُمَّهُ: إِذا قَوِيَ وقَدَرَ أَنْ يَتْبَعَها عَن ابنِ الأَعْرابِي وَهُوَ مَجازٌ.
ومِــلْكُ الطَّرِيقِ، مُثَلَّثًا: وَسَطُه ومُعْظَمُه أَو حَدُّه عَن اللِّحْيانيِّ، وَكَذَا مِــلْكُ الوَادِي، عَنهُ أَيْضًا ويُقال: خَلِّ عَن مِــلْكِ الطَّرِيقِ ومــلْكِ الوادِي: أَي حَدِّه ووَسَطِه، ويُقال: الْزَمْ مــلْكَ الطَّرِيقِ، أَي: وَسَطَه، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(إِذا مَا انْتَحَتْ أمَّ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْ ... رَثِيمَ الْحَصَى من مَــلْكِــها المتُوَضِّحِ)
وَقَالَ آخرُ:
(أَقامَتْ عَلَى مَــلْكِ الطَّرِيقِ فمَــلْكُــه ... لَها، ولمَنْكُوبِ المَطايَا جَوانِبُهْ)
والمُلَيكَةُ، كجُهَينَةَ: الصَّحِيفَةُ كَمَا فِي الِّلسانِ.
ومُلَيكَةُ اسمُ جَماعَةٍ من النِّسوَة صحابِيّات رَضِي الله تَعالَى عَنْهُنَّ، وَهن: مُلَيكَةُ: جَدَّهُ إسْحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طَلْحَةَ، ومُلَيكَةُ بنتُ ثابِتِ بنِ الفاكِهِ، وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ زَيْد، وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ سنانٍ المُرِّيَّةُ، وامرأَةُ خَبّابِ بنِ الأَرَتِّ: لَهَا إِدْراكٌ، وابْنَةُ داوُدَ: وابْنَةُ سَهْلِ بنِ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّةُ، وابْنَةُ عبدِ الله بنِ أبي بْنِ سَلُولٍ، وامرأَةُ عَبدِ الله بنِ أَبيِ حَدْرَد الهِلالِيَّةُ، وأُمُّ السّائِب بنِ الأقْرَعِ الثَّقَفِيَّةُ، وابْنَةُ عَمْرو الزَّيْدِيَّةُ، وغيرُ هؤلاءِ.
ومُلَيكَةُ أَيضاً: جَماعَة من المُحَدِّثِينَ.
وتَمْــلِكُ، كتَضْرِبُ العَبدَرِيَّةُ: صَحابِيَّةٌ رَضِي الله عَنْهَا، لَهَا حَدِيث مُضْطَرِبٌ رَوَتْ عَنْها صَفِيَّةُ بنت شَيبَةَ.
وكسَفِينَةٍ مَلِيكَةُ بنت أبي الحَسَن النَّيسابُورِيَّةُ: مُحدِّثَةٌ رَوَتْ عَن الفَضْل ابنِ المُحِبِّ، وعنها عبدُ الرحْمنِ بنُ السمعانيِّ.
وكزُبَيرٍ: يَزِيدُ بنُ مُلَيكٍ عَن أبي الطُّفَيلِ، وعَنْهُ حَفِيدُه يَزِيدُ بنُ أبي حَكِيمِ ابنِ يَزِيدَ.
وعَبدُ الرّحمنِ بنُ أَحْمَدَ بن مُلَيك شَيخٌ لابنِ جُمَيع، أَوْرَدَه فِي مُعْجَمِه.
وكأَمِيرٍ: مُحًمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَلِيك بن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ الدَّيبُلِيِّ.
وكصَبُورٍ والصّوابُ على لَفْظِ الجَمْعِ كَمَا حَقَّقهُ الحافِظُ وغيرُه مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بن مَلُوكٍ الهاشِمِيُ عَن كَرِيمَةَ المَروَزِيَّة.
وأَبو المُهَلّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَلوكٍ الوَرّاق: شَيخٌ لِابْنِ طَبَرزَدَ مُحَدّثُونَ.
وفاتَه: عَبد الوَهّابِ بنُ أبي الفَهْمِ بنِ أبي القاسِمِ بنِ عَبدِ المَــلِكِ الكَــفْرطابِيُ، يُعْرَفُ بابنِ مُلُوكٍ، حَدَّثَ عَن ابنِ) عَساكِر، ماتَ سنة 615. وَفِي النِّساءِ مُلُوكُ عِدَةٌ.
ومُــلْكُ الدّابَّةِ، بالضّمِّ وبضَمَّتَين: قَوائِمُها وهادِيها، وَمِنْه قَوْلُهم: جاءَنا تَقُودُه مُــلُكُــه، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيدٍ، واقْتَصَر على اللّغَةِ الأَخِيرَةِ، وبالضّمِّ كأَنه مُخَفَّفٌ من المُــلُكِ بضَمَّتَين، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَلِيهِ أُوَجِّهُ مَا حَكَاهُ اللِّحْياني عَن الكِــسائيِّ من قَوْل الأَعْرابِي: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيخَ الَّذِي لَيسَ لَهُ مُــلْكٌ وَلَا بَصَرٌ، أَي: يَدانِ وَلَا رِجلانِ وَلَا بَصَر، وأَصْلُه من قَوائمِ الدّابَّةِ فاسْتَعارَهُ الشَّيخ لنَفْسِه، وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسْمَعْ هَذَا القَوْلَ يَعْنِي المُــلُكَ بمَعْنَى القَوائِم لغَيرِ الكِــسائي، الواحِدُ مِلاكٌ ككِتَاب سُمِّي بِهِ لأنَّه بِهِ قِوامُها ونِظامُها.
والمَــلَكُ، مُحَرَّكَةً: واحِدُ الملائِكَةِ، والمَلائِكِ يَكُونُ واحِدًا وجَمْعًا، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ أُميّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ:
(وكَأَنَّ بِرقِعَ والمَلائِكُ حَوْلَه ... سَدِرٌ تَواكَلَه القَوائِمُ أَجْرَدُ)
قالَ اللَّيْثُ: المَــلَكُ إِنّما هُوَ تَخْفِيفُ المَلأَكِ، وأَجْمَعُوِا على حَذْفِ هَمزِهِ، وَهُوَ مَفْعَلٌ من الألُوكِ، وَقد ذُكِرَ فِي: ل أك وَفِي أل ك وذَكَرنا هناكَ عَن الكِــسائي قَالَ: إِنّ أَصْلَه مَألَك بتَقْدِيمِ الهَمزَةِ من الأَلُوك، ثمَّ قُلِبَتْ، وقُدِّمَت الّلامُ، فَقيل: مَلأَك، وأَنْشَدَ أَبو عُبَيدَةَ لرَجُلٍ من عَبدِ القَيسِ جاهِلِي يَمْدَحُ بعضَ المُلُوكِ، كَمَا فِي الصِّحاح، قيل: هُوَ النُّعْمانُ، وَقَالَ ابنُ السِّيرافي: هُوَ لأبي وَجْزَةَ يمدح بِهِ عبدَ الله بن الزُّبَير، قلت وأَنشده الْكــسَائي لعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يمدحُ الحارثَ بن جَبَلَة بن أبي شَمَر:
(ولَستَ لإِنسيٍ ولكِــنْ لِمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السّماءِ يَصُوبُ)
ثمَّ تُرِكَتْ هَمْزَتُه لكــثرةِ الاسْتِعمالِ، فقِيلَ: مَــلَكٌ، فَلَمَّا جَمَعُوه رَدّوها إِليه، فقالُوا: ملائِكَةٌ ومَلائِكُ أَيْضًا. هَذِه أقوالُ النَّحْوِيِّينَ، قالَ الرّاغِبُ: وقالَ بعَضُ المُحَقِّقِينَ: هُوَ من المُــلْكِ، قَالَ: والمُتَوَلِّي من الملاَئِكَةِ شَيئاً من السِّياساتِ يُقالُ لَهُ: مَــلَكٌ بالفَتْحِ، ومِنَ البَشَر يُقال لَهُ: مَــلِكٌ بِالْكَــسْرِ، قَالَ: وكُلُّ مَــلَكٍ ملائِكَةٌ، وَلَيْسَ كُلّ مَلائِكَةٍ مَــلَكًــا، بل المَــلَكُ هم المُشارُ إِلَيهِم بقولِهِ عَزَّ وجَلَّ: فالمُدَبِّراتِ فالمُقَسِّماتِ النّازِعاتِ وَنَحْو ذَــلِك وَمِنْه: مَــلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكم.
قلتُ: وَهَذَا بِناء عَلى أَنَّ المِيمَ أصْلَيّةٌ، وِإليه جَنَحَ أَبو حَيّان فِي النَّهْرِ، فقالَ: المَــلَكُ مِيمُه أصْلِيَّةٌ، وجَمْعُه على مَلائِكَة أَو مَلائِكَ شاذٌّ. واشْتِقاقُه من المُــلْكِ، وَهُوَ القُوَّةُ كأَنَّهم تَوَهَّمُوا أَنّه فَعال، وقِيلَ: أَصْلُه مَلاكٌ كشَمالٍ، ومِيمُه أَصْلِيَّةٌ حُذِفَتْ همزَتُه بعدَ إِلْقاءِ حَرَكَتِها على مَا قبلَها، ثُمَّ رُدَّتُ للجَمْعِ، فوَزْنُه فعائِلَة، وهَمزَتُه زائِدَةٌ: نَقله شيخُنا. قلت: وكأَنَّ الجَوهرِيَ لَحَظَ هَذَا المَعْنَى فأَوْرَدَ هَذِه اللَّفْظَةَ هُنا، وذَكَر أَقْوالَ النَّحْويِّينَ، وِإلاّ فليسَ مَحَلُّ ذِكْرِها هُنا، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ الشَّمْسُ الفناريّ فِي حَواشِي المُطَوَّلِ، فقالَ: وأَنْت خَبِيرٌ بأَنَّ إِيرادَه مَا ذُكِرَ فِي فصل المِيمِ من بابِ الكــافِ)
ليسَ كَمَا يَنْبَغِي، والحَقُّ إِيرادُه فِي فصلِ الأَلِفِ من ذَــلِك البابِ، ثمَّ والعَجَبُ أَنَّه أَوْرَدَه فِيهِ مَعَ زيادَةِ المِيمِ، وأَوْرَدَ المَكانَةَ فِي فصل الكــافِ من بابِ النّونِ مَعَ أَنَّ المِيمَ فِيهَا أَصْلِيَّةٌ.
وكصاحب الإِمامُ المُقدَّمُ مالِكُ بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِي إِلى ذِي أَصْبَحَ بنِ زَيْدِ بنِ الغَوْثِ بن سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عَدِي بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَدَدِ بنِ زرعَةَ وَهُوَ حِمْيَرُ الأَصْغَرُ: إِمامُ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ، تَرجَمَته شَهيرةٌ، ومناقِبُه كَثِيرَة، وَهُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ المَشْهُودِ لَهُم بالسَّبقِ والاجْتِهادِ، تُوفي بالمَدِينة سنة ودُفِنَ بالبَقِيعِ رَضِي اللُّه عَنهُ وأَرْضاهُ عَنّا.
والمُسَمَّى بمالِكٍ مُحَدِّثُونَ كَثِيرُون لَا يَدْخُلُون تحتَ الاسْتِقصاءِ، فَمن ثِقاتِ التّابِعِينَ: مالِكُ بنُ أَوْسِ بن الحَدَثانِ كانَ من فصَحاءِ العَرَبِ، ومالِكُ بنُ عامِرٍ السَكْسَكي وأَبو أَنَس مالِكُ بنُ أبي عامِرٍ الأَصْبَحِي جَدُّ مالِكِ ابنِ أَنَسٍ، ومالِكُ بنُ دِينارٍ الزَّاهِدُ البَصْرِيُّ، وَمَالك بن عِيَاض، ومالِكُ بنُ صُحارٍ، ومالِكُ بن عامِرٍ، ومالِكُ بنُ الحارِثِ الكُــوفِي، ومالِكُ بنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُ، ومالِكُ بنُ الجَوْن، ومالِكُ بن هرِم، ومالِكُ بنُ الصَبّاح، ومالِكُ أَبُو داودَ الأحْمَرُ، ومالِكُ بنُ حَمْزَةَ، ومالِكُ بنُ أبي مَريمَ، ومالِكُ بنُ يَسارٍ البَصْرِيُ، ومالِكُ بنُ أبي رُشْد، ومالِكُ بنُ نُمَيرٍ الأَزْدِيُّ، ومالِكُ بنُ يَزِيدَ بن ذِي حمايهّ، ومالِكُ بنُ شُرَحْبِيلَ، ومالِكُ بنُ ضَبَّةَ النّاجِيُ، ومالِكُ بنُ المُنْذِرِ بنِ الجارُودِ، ومالِكُ بنُ ظالمٍ، ومالِكُ بنُ أدا، ومالِكُ ابنُ أبي سَهْمٍ، ومالِكُ بنُ مالِكٍ، ومالِكُ ابْن الصَبّاح، ومالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ الأشَتَرُ، ومالِكُ بنُ أَسماءَ بنِ خارِجَةَ، ومالِكُ بنُ حِصْن الفَزارِيُّ، ومالِكُ بن زُبَيد، فهؤلاءِ تابِعِيُّونَ.
وَتسْعُونَ صحابياً وهم: مالِكُ ابنُ أَحْمَرَ الجُذامِي، وَابْن أُحْيمِر الباهِلي، وابنُ أمَيَّةَ السّلَمِيُ، بَدْرِيٌّ، ومالِكٌ الأَشْجَعِيُ أَبو عَوف، وابنُ أَوْسِ بنِ عَتِيك الأَنْصارِيُّ، وابْنُ إِياس الأَنْصارِيّ، وابنُ أيْفَعَ الهَمداني، وابنُ بُرهَةَ بن نَهْشَلٍ المُجاشِعِيُ، وابنُ التَّيِّهانِ الأَوْسِيُّ، وابنُ ثابِت الأَوْسِي، وابْنُ ثَعْلَبَة الأَنْصارِىّ، وابنُ جُبَيرٍ الأَسْلَمِي، وابنُ الحارِثِ الذّهْلِي: عقبُه بهَراةَ، وابنُ الحارِثِ الغامِدِيّ، وابنُ حَبِيبٍ أَبُو مِحْجَنٍ، وابنُ جسلٍ: لَهُ وفادَةٌ، وابنُ حُمْرَةَ الهَمْدانيُ، وابنُ الحُوَيْرِث اللَّيثيُ، وابنُ حَيدَةَ القُشَيرِيُّ، وابنُ الخَشْخاشِ العَنْبَرِيّ، وابنُ خَلَفِ ابنِ عَمْرو، وابنُ أبي خولي، وابنُ الدُّخْشُم: عَقَبِيٌ بَدْرِيٌّ، وابنُ رافِعٍ الخَزْرَجِيُّ: بَدْرِيّ، وابنُ رَبِيعَة أَبُو أُسَيدٍ: بَدْرىّ، وابنُ رَبِيعَةَ السَّلُولِيُّ، أَبُو مَريَمَ، والرُّواسِيُّ: لَهُ وِفادَةٌ، وابنُ زاهِرٍ، وابنُ زَمْعَةَ بنِ قَيسٍ، والثّقَفي أَبُو السِّائِبِ جَدُّ عَطاءَ بنِ السّائِبِ، بَدْرِىٌّ، ومالِكٌ أَبو السَّمْحِ، وابنُ أبي سِلْسِلَة الأَزْدِيّ أَحدُ الأبْطال، وابنُ سِنانٍ أَخُو صُهَيب، وابنُ سِنان والِدُ أبي سَعِيدٍ، وابنُ صَعْصَعَةَ المازِني، ومالِكٌ أَبو صَفْوانَ، وابنُ ضَمْرَةَ الضَّمْرِيُّ، وابنُ طَلْحَةَ، وابنُ عامِر الأَشْعَرِيّ: لَهُ وِفادَة، وابنُ عُبادَةَ الغافِقِيُ وابنُ عُبادَةَ الهَمدانِيُ، وابنُ عَبدِ اللِّه الطّائي، وابنُ عبد اللِّه بنِ سِنان أَبُو حَكِيمٍ، وابنُ عَبدِ اللِّه الخُزاعِيُّ، وابنُ عبد اللِّه الأَوْدِيُّ، وابنُ عَبدِ اللِّه بنِ جبَيِرِ، ومالِكٌ أَبو عَبدِ اللِّه الهلالِيُّ، وابنُ عبدةَ الهَمْدانيِّ، وابنُ)
عتاهِيَةَ الكِــنْدِيّ، وابنُ عَمرِو الأسَدِيُّ، وَابْن عَمْرو البَلَوِيُّ، وابنُ عَمْرِو بن مالِكٍ المُجاشِعِي، وَابْن عَمْرو التَّميمِيُّ، وابنُ عَمْرِو بنِ ثابِت الأَنْصارِيّ أَبو حَنّة، وابنُ عَمْرو الثَّقَفي، وابنُ عَمْرو السُّلَمِيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ عَمْرو بنِ عَتِيك، وَابْن عَمْرو القُشَيرِيُّ، وابنُ عُمَيرِ بنِ مالِكٍ: لَهُ وِفادَةٌ، وابنُ عمَيرِ السُّلَمِيُ، وابنُ عُمَيرٍ أَبو صَفْوانَ، وابنُ عميلَةَ بنِ السبّاقِ، وابنُ عَوْف النَّصْرِيُّ، وابنُ أبي العَيزار، وابنُ عَوْفِ التُّشْتَرِيّ، وابنُ عِياضٍ، وَابْن قُدامَةَ الأَوْسِيُّ: بَدْرِيٌّ، وابنُ قَيسٍ العاهِرِيُّ، وابنُ قَيسٍ أَبو خَيثَمَةَ، وَابْن قَيس أَبُو صِرمَةَ وابنُ مَخْلَدٍ، وابنُ مَرارَة الرَّهاوِيّ، ومالِكٌ المُرِّيُّ والدُ أبي غَطَفانَ، وابنُ مَسعُود الخَزْرَجِيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ مِشْوَف العائِذِيّ لَهُ وِفادَة، وابنُ نَضْلَةَ الجُشَمِيُ لَهُ وِفادَةٌ، وَابْن نَمَطٍ الهَمْدانيُ: لَهُ وِفادَةٌ، وَابْن نُميلَةَ المُزَنيُ: بَدْرِيٌّ، وابنُ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِي، وابنُ هُبَيرَةَ السَّكُونِيُ، وابنُ هِدْمٍ التُجِيبِيُ، وابنُ الوَلِيدِ، وابنُ وَهْب الخُزاعِي، وابنُ وُهَيب: والِدُ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاصٍ، وَابْن يُخامِر السَّكْسَكِيُ، وَابْن يَسارٍ السَّكُونِي، وَابْن قِهْطِم والِدُ أبي العُشَراءِ الدّارِمِي، وَفِيه اختلافٌ كَثِيرٌ، ومالِكٌ الأَشْعرِيّ، ويُقال: أَبو مالِكٍ، ومالِكُ الدّارِ: مَوْلَى عُمَرَ، ومالِكُ بنُ عُقْبَة، ومالِكُ بنُ مالِكٍ من هَواتِفِ الجانِّ، وَفِي سَنَدِ حَدِيثه نَظَرٌ رَضِي الله تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
وَمن المَجازِ: اعْتَراهُ أَبُو مالِكٍ وَهُوَ كُنْيَةُ الجُوع قالَ الشّاعِرُ:
(أَبُو مالِكٍ يَعْتادُنا فِي الظَّهَائِرِ ... يَجِيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عِنْدَ عامِرِ)
أَو هُوَ كُنْيَةُ السِّنّ والكِــبَر والهَرَمِ، يُقال: عَلاهُ أَبو مالِكٍ، قَالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: كُنيَ بِهِ لأَنَّه مَــلَكَــه وغَلَبَه قَالَ الشّاعِرُ:
(أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَوانِي هَجَرنَنِي ... أَبا مالِكٍ إِنِّي أَظُنُّكَ دائِبَا)
وَقَالَ آخَرُ: بِئْسَ قَرِينُ اليَفَنِ الهالِكِ أُمُّ عُبَيدٍ وأَبو مالِكِ ومِــلْكٌ، بالكــسرِ: وادٍ بمَكَّةَ حَرَسها الله تَعالى، وُلِدَ فِيهِ مِــلْكــانُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبدِ مَناةَ بنِ أُدّ، فسُمِّيَ باسمِ الوادِي، قَالَه نَصْرٌ أَو هُوَ وَاد باليَمامَةِ بينَ قَرقَرَى ومَهَبِّ الجَنُوبِ، أَكثر أَهْلِه بَنو جُشَمَ من وَلَدِ الحارِثِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ حُلَفاءَ بني هزال من وَرائِه وَادي نِساح، قَالَه نَصْرٌ، وَــلكــنه قيَّدَه فيهمَا بالتَّحْرِيكِ.
ومِــلْكــانُ، بالكَــسرِ أَو بالتَّحْرِيكِ: جَبَلٌ بالطائِفِ قالَهُ نَصْرٌ، بينَه وبينَ مَكَّةَ لَيلَةٌ. وقالَ ابنُ حَبِيب: مَــلَكــانُ، مُحَرَكَةً فِي قُضاعَةَ هُوَ ابنُ جَرمِ بنِ زَبّانَ بنِ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الْحافِ وابنُ عَبّادِ بنِ عِياضِ بنِ عُقْبَةَ بنِ السَكُونِ، وَقَوله فِي قُضاعَةَ غَلَطٌ، وَالصَّوَاب فِي السَّكُونِ، وأَما الَّذِي فِي قُضاعَةَ فَهُوَ ابنُ جَرمٍ المُتَقَدِّمُ ذِكْره قَالَ: ومَنْ سِواهُما من العَرَبِ فبالكَــسرِ كَمَا فِي العُبابِ، وأَوْرَدَه السّهَيلِي فِي الرَّوْضِ هَكَذَا، والحافِظُ)
فِي التَّبصِير كُلُّهم عَن ابنِ حَبِيبِ، واقْتَصَرَ ابنُ الأَنْبارِيِّ فِيمَا حَكاهُ عَن أَبِيهِ عَن شُيُوخِه على الأَوَّلِ فقَط، فتأَمّل.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: مَــلَكَــه يَمْــلِكُــه تَمَــلّكًــا: اسْتَبَدّ بهِ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْياني، قَالَ: وَلم يَحْكِها غيرُه، وَقَالَ غَيرُه: تَمَــلَّكَــه تَمَــلُّكًــا: مَــلَكَــه قَهْراً.
ويُقال: مَا لِفُلانٍ مَوْلَى مِلاكَةٍ بالكــسرِ دُونَ اللهِ، أَي: لَمْ يَمْــلِكْــه إِلاّ اللهُ تَعالَى.
وَحكى اللِّحْياني: مَــلِّكْ ذَا أَمْرٍ أَمْرَهُ كقولِكَ: مَــلِّكِ المالَ رَبَّهُ وإِنْ كانَ أَحْمَقَ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساسِ: مَــلَّكْــتُه أَمْرَه وأَمْــلَكْــتُه: خَلَّيتُه وشَأْنَه.
والمَمْلُوكُ يَخْتَص فِي التَّعارُفِ بالرَّقِيقِ من بَيْنِ الأَمْلاكِ، قالَ عَزَّ وَجَلَّ: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَمْلوكًا والجمعُ مَمالِيكُ.
وَقد يُقال: فُلانٌ جَوادٌ بمَملُوكِه، أَي: بِما يَتَمَــلَّكُــه، قالَ الأَعْشَى:
(ولَيسَ كَمَنْ دُون مَمْلُوكِه ... مَفاتِيحُ بُخْلٍ وأَقْفالُها)
ومَمْلُوكٌ مُقِرٌّ بالمُلُوكَةِ، بالضّمِّ، والمَــلَكَــةِ مُحَرَّكَةً، والمِــلْكِ بِالْكَــسْرِ، أَي: العُبُودَةِ، والعامَّةُ تَقُول بالمِــلْكِــيَّةِ.
وقولهُ تَعالى: مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَــلْكِــنَا قُرِئَ بفَتْحِ الميمِ وبكَسرِها.
ومُلُوكُ النَّحْلِ: يَعاسِيبُها الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنّها تَقْتادُها على التَّشْبِيهِ، واحِدُهُم مَلِيكٌ، قَالَ أَبو ذُؤْيب: (وَمَا ضَرَبٌ بَيضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيَا بِراقٍ ونازِلِ)
وقولُ ابنٍ أَحْمَرَ:
(بَنَّت عَلَيهِ المُــلْكُ أَطْنابَها ... كَأْس رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِر)
قالَ ابنُ الأَعرابي: المُــلْكُ هُنَا: الكَــأْسُ والطَرفُ الطًّمِرّ، وَلذَــلِك رَفَع المُــلْكَ والكَــأْسَ مَعًا، يَجْعَلُ الكَــأْسَ بَدَلاً من المُــلْكِ، وأَنْشَدَه غَيرُه بنَصْب الكــافِ من المُــلْك، على أَنّه مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ موضِعَ الحالِ، كَأَنَّهُ قَالَ مُمَــلَّكًــا، وَلَيْسَ بحالٍ، وَلذَــلِك ثَبتَتْ فِيهِ الأَلفُ وَاللَّام، وَهَذَا كَقَوْلِه: فأَرْسَلَها العِراكَ ... أَي مُعْتَرِكَةً، وكَأْسٌ حينَئذٍ رُفِعَ ببَنَّتْ، ورَواه ثَعْلَبٌ: بَنَتْ عليهِ المُــلْكُ بتخفِيفِ النُّون، ورَواه بعضُهم مَدَّتْ عَلَيْهِ المُــلْكُ وكُلُّ هَذَا مِنَ المِــلكِ لأَنَّ المــلْكَ مِــلْكٌ، وإِنّما ضَمُّوا المِيمَ تَفْخِيمًا لَهُ.
ومَــلَّكَ النَّبعَةَ تَملِيكًا: صَلَّبَها، وَذَــلِكَ إِذا يَبَّسَها فِي الشَّمس مَعَ قِشْرِها عَن أبنِ الأَعْرابي، وَقَالَ أَوس بنُ حَجَرٍ تصِفُ قَوْسًا:
(فمَــلَّكَ باللِّيط الَّتِي تَحْتَ قِشْرِها ... كغِزقِئ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِنْ عَلُ)

قالَ: مَــلَّكَ كَمَا تُمَــلِّكُ المَرأَةُ العَجِينَ تَشُدُّ عَجْنَه، أَي تَرَكَ من القِشْرِ شَيئًا تَتَمالَكُ القَوْسُ بهِ يَكُنُّها لِئَلاّ يَبدُوَ قَلْبُ القَوْسِ فيَتَشَقَّقَ، وهم يَجْعَلُون عَلَيها عَقَبًا إِذا لم يَكُنْ عَلَيْهَا قِشْرٌ، يَدُــلُّكَ على ذَــلِك تَمْثِيلُه إِيّاه بالقَيضِ للغِرقِئ.
ويُقال: امْــلِكْ عَلَيكَ لِسانَكَ، وَهُوَ مَجاز.
ونَقَل ابنُ السِّكِّيتِ: قالُوا: لأَذْهَبنًّ إِمّا هُــلْكًــا أَو مــلْكًــا بالتَّثْلِيثِ فِي الأَخيرِ، أَي: إِما أَنْ أَمــلِكَ أَو أَمــلِكَ.
وجَمْعُ المِــلْكِ بالكَــسرِ أَمْلاكٌ، ويختَصّ فِي التَّعارُفِ بالعَقاراتِ والأَراضِي.
وَجمع المالِكِ مُلاكٌ. ويُقال: لنا مُلُوكٌ من نَخْلٍ، جَمْعُ المِــلْكِ، وَلَيْسَ لَنا مُــلَكــاءُ جَمْع المَلِيكِ من المُلُوكِ.
ومُــلِّكَــتْ فُلانَةُ أَمْرَها تَمْلِيكًا: طُلِّقَتْ، نقلَهَ الأَزْهرِيُّ.
وقالَ قَيسُ بنُ الخَطِيمِ يَصِفُ طَعْنَةً:
(مَــلَكْــتُ بِها كَفي وأَنْهَرتُ فَتْقَها ... يَرَى قائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَراءها)
يَعْنِي شَدَدْتُ بالطَّعْنَة وَيُقَال مــلكــتُ كَفي بالسَّيفِ: إِذا شَدَّ القَبضَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ.
ومَمْــلَكَــةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه ووَسَطُه، وَكَذَــلِكَ مِلاكه، بالكــسرِ.
والأُملوكُ، بالضّمِّ: دُوَيْبَّةٌ تكونُ فِي الرَّمْلِ تُشْبه العَظاءةَ.
ومالِكٌ الحَزِينُ: اسمُ طائِرٍ من طَيرِ الماءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والمالِكــانِ: مالِكُ بنُ زَيْد، ومالِكُ ابنُ حَنْظَلَةَ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: مَــلك الإِبِلِ والشّاءِ: مَا يَتَقَدَّمُها ويَتْبَعُه سائِرُها، ومِثْلُه للرّاغِبِ، قَالَ: وَهُوَ مجازٌ.
والإِملِيكُ، بالكَــسرِ: هُوَ مُوَيْــلكُ بنُ مالِكٍ.
وَقَالَ ابْن عَبّاد: المِلِّيكَي، كَخصِّيصى: المِلاكُ.
ومِلاَكَةُ العَجِينِ، ككتَابَةٍ: مَا انْتَهى إِليه عَجْنُه.
ومِــلْكــانُ، بالكــسرِ أَو مُحَرَكَة: جَبَلٌ فِي بِلَاد طَيِّئ كانَت الرُّومُ تَسكُنُه فِي الجاهليَّة، قَالَه نَصْرٌ، وَهُوَ غير مَــلَكــانِ الطّائف الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّف.
ومَالِكٌ: اسْم رَمْلٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(لَعَمرُكَ إِنِّي يومَ جَرعاءِ مالكٍ ... لذُو عَبرَةٍ كَلاً تَفيضُ وتَخْنُقُ)
وسَمَّوْا مُــلَّكًــا، كسُكَّرٍ.
وامْتَــلَكَــه، كتَمَــلَّكَــه.) وَمن المَجازِ: مَــلك نَفْسهُ عِنْد الغَضَبِ.
ولَوْ مَــلَكْــت أَمْرِي كانَ كَذا وكَذا.
ومَــلَكَ عَلَيْهِ أَمْرَه: إِذا اسْتَوْلى عَلَيْهِ.
وسَمِعْتُ كَذَا فلَم أَمْــلِكْ أَنْ قلْتُ مثل: فَلم أًتمالَكْ.
وَقَالَ ابنُ حَزْمٍ: مَــلْكُ بنُ كِنانَةَ بِالْفَتْح، لَا أَعْرِفُ فِي القُدَماءِ غَيرَه، وَلَا فِي الإِسْلاميِّينَ إِلاَّ بَكْرَ بنَ مَــلْك، صَاحب فَرغانَةَ، نَقله الحافِظُ عَنهُ.
ومُلوك البِجائيّ، بِالضَّمِّ، ذَكَرَه ابنُ بَشْكُوال.
والمالِكِــيةُ: قريَة بالسّوادِ، وَمِنْهَا عبدُ الوَهّابِ بنُ مُحَمَّد المالِكــي ابنِ الصابُوني صاحِبُ ابنِ البَطِر، وابْنه عَبد الخالِقِ.
والمَــلَكــيَّة، محرَكَةً: جماعَةٌ من مسلمة الرّومِ من النّصارَى.
ومَحَلَّةُ مالِك: قريَةِّ بمِصْرَ، وَقد رأَيْتُها.
وابنُ المَــلَكِ محَرَّكَةً: شارِحُ المَشارِقِ، اسْمه عبدُ اللَّطِيفِ، وَهُوَ تَعْرِيب ابنِ فُرُشْتَه.
وأَبُو مُلَيكَةَ، كجُهَينَةَ: زُهَيرُ بن عَبدِ اللِّه بنٍ جُدْعانَ التَّيمي، لَهُ صحْبَة، وحَفِيدُه أَبُو مُحَمّدٍ، ويُقال: أَبُو بَكْير، عَبدُ اللِّه بن عبَيدِ الله: محدّث، وابنُ أَخِيه عَبدُ الرَحْمنِ بن أَبي بَكْر من مَشايخ الإِمام الشّافِعِيِّ، رَضِي الله عَنهُ.
وأبُو مُلَيكَة البَلَوِيّ، والكِــنْديُّ، والذمارِيِّ: صحابِيّونَ رَضِي اللُه عَنْهُم.
وَأَبُو مالِك الأَسْلَميُ، والأَشْجَعي، والأَشْعَرِيُّ، والغِفارِيُّ، والقُرَظِي: صحابيونَ رَضِي الله عَنْهُم.
وأَبُو مالِكٍ عَمْرُو بنُ هاشِمٍ الجَنْبِي عَن إِسْماعِيلَ بنِ أبي خالِدٍ، وعَنْه مُحَمَّدُ ابنُ عُبَيدٍ المُحارِبي.
وأَبُو مالِكٍ عَبدُ المَــلِكِ بنُ الحُسَين النَّخَعِي الواسِطِي عَن أبي إِسْحاقَ السَّبِيعِي، وَعنهُ مَروان بنُ مُعاوِيَةَ الفَزَارِيُّ.
وأَبُو مالِكٍ عُبَيدُ اللِّه بنُ الأَخْنَسِ، عَن عَمرِو بنِ شُعَيب، وعَنْه سَعِيدُ بنُ أبي عَرُوبَةَ.
وشَبرَا مــلكــان: قَريَةٌ بمِصْرَ، وَقد دَخَلْتُها.
وسَفْطُ المُلوكِ: أُخْرَى بهَا.
وجَزِيرَةُ مالِكٍ: بالبُحَيرَةِ. تَنْبِيهٌ: اعْلَم أَنَّ تَقالِيبَ هَذِه المادَّةِ كُلَّها مُستَعْمَلَةٌ، وَهِي م ل ك وم ك ل وك م ل وك ل م ول ك م ول م ك قالَ الإِمامُ فَخْرُ الدِّينِ: تَقالِيبُها الستَّةُ تُفِيد القوَّةَ، والشِّدَّةَ، خَمْسَةٌ مِنْهَا مُعْتَبَرةٌ، وواحِدٌ ضائِعٌ، يَعْنِي ل م ك قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصائِرِ: وَهَذَا غَرِيب مِنْهُ لأَنَّ المادَّةَ الضّائِعَةَ عِنْدَه مُعْتَبَرَةٌ مَعْرُوفةٌ عندَ أَهلِ اللّغَةِ، ثمَّ ساقَ النَّقْلَ عَن العُبابِ مَا قِيلَ فِي اللَّمْكِ، قَالَ: فإِذَنْ تراكيبه، السِّتَّةُ مستَعْمَلَةٌ مُعْطِيَة مَعْنَى القوَّةِ والشِّدَّةِ.) مُهِمَّةٌ: قولهُ تَعالَى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قرأَ عاصِمٌ والكِــسائي ويَعقُوبُ مالِكِ بأَلِفٍ، وقرأَ باقِي السَّبعَةِ وهم ابنُ كَثِيرٍ، ونافِع، وأَبُو عَمرو، وابنُ عامِرٍ، وحَمزَةُ: مَــلِكِ يَومِ الدِّينِ بغيرِ أَلِفٍ، وأَجْمَعَ السَّبعَةُ على جَر الكــافِ والإِضافَةِ.
وقُرِئَ مالِكَ بنَصْبِ الكــافِ والإِضافَةِ، ورُوِي ذَــلِك عَن الأَعْمَشِ.
وقُرِئَ كَذَــلِك بالتَّنْوِينِ، ورُوِي ذَــلِك عَن اليَمانِ.
وقُرِئَ مالِكُ يَوْمٍ بالرَّفْعِ والإِضافَةِ، ورُوي ذَــلِك عَن أبي هُرَيْرَةَ. وقُرِئَ كَذَــلِك بالتَّنْوِينِ، وروى ذَــلِك عَن خَلَفٍ.
وقُرِئَ مالِك بالإِمالة، وروى ذَــلِك عَن يَحْيَى بنِ يَعْمَر.
وقُرِئَ مَالك بالإمالَة والتَّفْخِيمِ، ونقَلَ ذَــلِك عَن الكَــسائي.
وقُرِئَ مَــلِكــي بإِشباع كسرةِ الكــافِ، ورُوِي ذَــلِك عَن نافِعٍ.
وقُرِئَ مَــلِكَ بِنصب الكــافِ وتركِ الأَلفِ، وروى ذَــلِك عَن أَنَسِ بنِ مَا مَالك.
وقُرِئَ مَالِكُ بِرَفْع الكــافِ وتَركِ الأَلفِ، وروى ذَــلِك عَن سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاص.
وقُرِئَ مَــلْكِ كسَهْلٍ، أَي ساكِنَةَ اللامِ ورُوِي ذَــلِك عَن أبي عَمْرو، قُلْت: رَوَاهَا عَبدُ الوارِثِ عَنهُ، قَالَ: وَهَذَا من اخْتِلاسِه، وأَصْله مَــلِك ككَتف، فسَكَّن، وَهِي لُغَةُ بَكْرِ بنِ وائِل.
وقُرِئَ مَــلَكَ فِعلاً ماضِيًا، وروى ذَــلِك عَن عَليّ بنِ أبي طالِبٍ.
وقرِئَ مَلِيك كسَعِيد.
ومَلاك ككَتّان.
فهذِه ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجْهًا من الشِّواذِّ، غيرَ الوَجْهَيْنِ الأَوَّلَينْ اللَّذَيْنِ اتَّفَقَ عَلَيْهِمَا السَّبعَة وبعضُها يَرجعُ إِلى المُــلْكِ بالضمِّ، وبعضُها إِلى المِــلْكِ بالكــسرِ.
وفلانٌ مالِكٌ بيَنُ المِــلْك والمُــلْكِ، والمَــلْك.
وقراءةُ جَرِّ الكــافِ تُعْرَبُ صِفةً للجَلالَةِ، فإِنْ كانَ اللَّفْظُ مَــلِكًــا ككَتِفٍ، أَو مَــلْكًــا كسَهْلٍ مُخَفَّفًا من مَــلِك، أَو مَليكًا كأَمِيرٍ، فلاَ إِشْكالِ بوَصْف المَعْرِفَة بالمَعْرِفَةِ. وِإن كانَ اللَّفْظُ مَليكًا أَو مَلاكًا مُحَوَّلَيْنِ من مالِكٍ للمُبالَغَةِ فإِن كانَ للماضي فَلَا إِشْكالَ أَيضًا لأَن إِضافَتَه مَحْضَةٌ، ويُؤَيِّده قراءةُ مَــلَكَ بصيغةِ الْمَاضِي، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَكَذَا إِذا قُصِدَ بِهِ زَمانٌ مُستَمرٌّ فإِضافَتُه حَقيقيَّة، فإِن أَرادَ بِهَذَا أَنّه لَا نَظَر إِلى الزَّمَنِ فصَحيحٌ.
وقراءةُ نَصْبِ الْكَــاف على القَطْع أَي أَمْدَحُ، وَقيل: أَعْني، وَقيل: منادى تَوْطِئَةً لإِيّاكَ نَعْبُد وَقيل فِي قِرَاءَة مالِكَ)
بالنصبِ: إِنّه حالٌ.
وَمن رَفَعَ فعَلَى إِضمارِ مبتَدأٍ، أَي هُوَ، وقِيلَ: خبَرُ الرَّحْمنِ على رَفعه.
وَمن قَرَأَ مَــلَكَ فجُمْلَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا، ويَجُوزُ كونُها خَبَرَ الرَّحْمن، وَمن قرأَ مَــلِكِــي أَشْبَعَ كسرة الْكَــاف، وَهُوَ شاذّ فِي مَحَلِّ مَخْصُوص، وَقَالَ المَهْدَوِيُّ: لغةٌ.
وَمَا ذُكِرَ من تَخالُف مَعْنَى مالكٍ ومَــلِك هُوَ المَشْهُورُ، وقَوْلَ الجُمْهُورِ، وَقَالَ قومٌ: هُما بمَعْنًى وَاحِد كفارِه وفَرِهِ، وفاكِهٍ وفَكِه، وعَلى الأَوّل قيلَ: مالِكُ أَمْدَحُ لأَنه أَوْسَعُ وأَجْمَعُ، وَفِيه زيادَةُ حَرف يتَضَمَّن عشرَ حَسَناتٍ، والمالكِــيَّة تثبت لإِطْلاقِ التَّصَرّف دونَ المَــلَكــيَّة، وأَيْضًا المَــلِكُ مَــلِكُ الرَّعِيَّة، والمَالِكُ مالِكُ العَبْد، وَهُوَ أَدْوَنُ حَالا من الرَّعِيَّة، فيَكُونُ القَهْرُ والاسْتيلاءُ فِي المالكــيَّةِ أَكْثَر ولأَنَّ الرَّعِيَّةَ يمكِنُهم إِخْراجُ أَنْفُسهِم عَن كَوْنِهم رَعيَّةً، والمَمْلوكُ لَا يُمْكِنُه إِخراجُ نفسِه عَن كَوْنِه مَمْلُوكًا، وأَيْضًا المَمْلُوكُ يجبُ عَلَيْهِ خِدْمَةُ المالِكِ بخِلافِ الرَّعِيَّةِ مِع المَــلِكِ، فلهذه الوُجوه كانَ مالِكُ أكْمَلَ من مــلِكِ ومِمَّن قالَ بِهِ الأَخْفشُ، وأَبو عُبَيدَةَ.
وقِيل: مَــلِك أَمْدَحُ لأَنَّ كُلَّ أَحَد من أَهْلِ البَلَدِ مالِكٌ، والمَــلِكُ لَا يَكُونُ إِلاّ واحِداً من أَعْظَمِ النّاسِ وأَعْلاهُم، ولأَنَّ سِياسَةَ المُلُوكِ أَقْوَى من سياسَةِ المالِكِــينَ، لأَنَّه لَو اجْتَمَع عالَمٌ من المُلاّكِ لَا يُقاوِمُونَ مَــلِكــاً واحِداً، قَالُوا: ولأَنِّه أَقْصَرُ، والظاهِرُ أَنَّ القارِئَ يُدْرِكُ من الزَّمانِ مَا يُدْرِكُ فِيهِ الكَــلِمَةَ بتمامِها بخِلافِ مالِكِ فإِنَّهَا أَطْوَل، فيَحْتَمِلُ أَن لَا يَجِدَ من الزَّمانِ مَا يُتمُّها فِيهِ، فَهُوَ أَوْلَى وأَعْلَى، ورُوِي ذَــلِك عَن عُمَر، واخْتَارَه أَبو عُبَيدٍ.
مــلك ريع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] /: أمــلِكُــوا العَجِينَ فإنّه أحد الرَّيْعَيْن. 2 / ب قَوْله: أمــلكــوا الْعَجِين أَي أجيدوا عجنه وأنعِمُوه. والرَّيع: الزِّيَادَة فالريع الأول الزِّيَادَة عِنْد الطَّحْن والريع الآخر عِنْد العجن. وَفِيه لُغَتَانِ يُقَال مِنْهُ: أمــلكــت الْعَجِين إملاكا ومــلكــته أمــلِكــه مــلكــا.
المُــلك: عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية، كالعرش والكــرسي، وكل جسم يتميز بتصرف الخيال المنفصل من مجموع الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة التنزيهية والعنصرية، وهي كل جسم يتركب من الأسطقسات.

المِــلك: "بكسر الميم" في اصطلاح المتكلمين: حالة تعرض للشيء بسبب ما يحيط به، وينتقل بانتقاله، كالتعمم والتقمص، فإن كلًا منهما حالة لشيء بسبب إحاطة العمامة برأسه والقميص ببدنه، والمــلك في 

المَــلَك: جسم لطيف نوراني يتشكل بأشكال مختلفة.

والمِــلك المطلق: هو المجرد عن بيان سبب معين، بأن ادّعى أن هذا مــلكــه ولا يزيد عليه، فإن قال: أنا اشتريته، أو ورثته، فلا يكون دعوى المــلك المطلق.
مــلك: مــلك: مــلكــت القلعة من موضع كذا: هوجمت وفتحت من ... الخ (الادريسي 83 والترجمة 100).
مــلك البر: وصل إلى الساحل (ألف ليلة برسل 9: 370).
مــلك روحه من أو عن: تحامى، احتمى، تفادى من، زهد في وعن، قبض يده عن، تورع عن، عزفت نفسه عن (الطعام مثلا) عفت نفسه عن (المنكر مثلا) (فوك).
مــلك الولي المرأة: في (محيط المحيط) (مــلك الولي المرأة مــلكــا حظرها عن الزواج).
مــلك كفه بالسيف: شد عليه (عباد 3: 94 معجم مسلم في مادة شد).
من يمــلك أمره عليه: هو من أولئك الذين يخضعون لحكم الأجنبي (المقدمة 3: 265) إلا أن معنى مــلكــوا عليه أمره هو استحوذوا عليه (تاريخ البربرية 1: 545): ثم تسوروا جدرانها واقتحموا داره ومــلكــوا عليه أمره وأخرجوه برمته.
مــلك (بالتشديد) باع، تنازل عن (الكــالا: enagenar) ؛ والصيغة التي يستعملها البائع هي بعتك أو مــلكــتك (معجم التنبيه).
تمــلك: حصل، امتــلك، سيطر على (معجم الطرائف 133:1، القلائد 118:5): معجزة تتشرف الدولة بتمــلكــها: وقد وردت عند (بوشر) بصيغة تمــلك ب.
أسباب التمــلك: وسيلته، واسطته أو ذريعته (في الإثراء) (المقري 130:1).
سعة التمــلك: رخاء، ثروة (معجم الجغرافيا). ولذلك نجد أن صيغة تُمُــلّك معناها أسقط أو سقط تحت سيطرته ففي (عباد 1: 38) في الحديث عن مــلك أسروه وأزاحوه عن عرشه: تمــلك بعد المــلك (المقدمة 1، 19 وانظر الترجمة): تمــلك جده من الفرس أي استعبد منهم (دي ساسي ودي سلين أخطأ حين كتباها تمــلك جده).
متمــلك: في الحديث عن الأرض، الأشجار ... الخ معناها مــلكــية خاصة (ابن بطوطة 4: 173، 232، 243).
تمــلك: تسنم كرسي العرش (بوشر، ابن الأثير 10: 400 المقريزي مخطوطة 2: 351): فلما تمــلك الظاهر برقوق، تمــلك على القوم: صار مــلكــا عليهم (محيط المحيط).
تمــلك: تزعم، فرض النفس على الآخرين، استقر في بيت وانتهى بالاستحواذ عليه (بوشر).
تمالك عقله أو نفسه: سيطر على أعصابه، كبح جماح نفسه (كوسج، كرست 7: 1).
تمالك: قاوم، ثبت، لم يهرب، لم يفر (أماري 7: 162).
امتــلك: حصل، نال (بوشر وعند فوك في مادة posidere) .
امتــلك من: أمسك، زهد في، امتنع، كف عن، تجنب (فوك).
استمــلك القلوب: كسبها وأسرها (بوشر) (انظرها في فوك في مادة posidere) ( بيرتون 2: 4 والثعالبي لطائف 6: 72 ومملوك 1: 1 وكرتاس 8: 33 و12: 281) والدور (كارتاس 2: 273): وغليت في أيامه الأملاك فبيعت الدار في أيامه بألف دينار ذهبا.
مــلك: في (حيان 68): بعد أن تمردوا على السلطان ذهبوا إلى مــلك أنفسهم: وطدوا العزم على أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، أي أن ينشئوا جمهورية.
أسباب المــلك: وسائل الغنى، وسائط الإثراء، ذرائع التمــلك (معجم الجغرافيا).
مَــلَك: واحد الملائكة والجمع أملاك (فوك).
مَــلِك: واحد الملوك والجمع أملاك (دي يونج).
مَــلِك: يطلق المــلك على الأمير أيضا فقد كان أولاد المعتمد الأربعة مجرد حكام ومع ذلك حملوا لقب مــلك وقد اعتاد المؤلفون اللاتين والأسبان إطلاق لقب rex و rey على العرب الذين لم يزيدوا عن كونهم قادة عسكر أو حكاما.
مَــلِك: هو الأمير في الهند (ابن بطوطة 3: 145).
المــلك الأحمر: مارس (بوشر).
مــلك الحيات: صل (بوشر).
مــلكــي عامية تصحيف مــلكــي: في (محيط المحيط المــلكــية مؤنث المــلكــي والمــلكــية لطائفة من النصارى لقبوا به لاتباعهم المــلك الواحد. مــلكــي والعامة تقول مــلكــي ومــلكــية ونطلق ذلك غالبا على تبعة الكــنيسة الرومانية من الروم).
مَــلكــي: ملائكي (فوك، بوشر).
المــلكــي: نوع شراب محلى (الجريدة الآسيوية 1861، 1، 16 إلا أنني لست متأكدا من صحة الترجمة التي قام بها بهرنوير).
مــلكــان = مِــلك: (الكــامل 16: 270).
مَــلكــوت وليس مــلكــوت التي عند (فريتاج): المــلكــوت عند الصوفية عالم الغيب أو العالم غير المحسوس الذي لا يختص بغير الأرواح والأنفس (دي ساسي كرست 1: 451).
مــلكــوت: في (محيط المحيط) (عند النصارى: محل القديسين في السماء وربما أطلق عندهم على بشارة الإنجيل وهو من السريانية مذكر وتأنيثه من خطأ العوام).
مــلكــوت: فردوس (همبرت 149).
ملاك أو ملاك: يمكن أن تترجم ب: نقطة مهمة (كليلة ودمنة 7: 247): والحلم رأس الأمور وملاكها (ابن العوام 1: 153): ملاك صلاح جميع الأشجار سقيها بالماء في الصيف .. الخ (165، 21 و186، 21 والبربرية 2: 560).
ملاك أو ملاك: خطوبة أو زمن الخطوبة (هلو). مليك. المليك: هو الله تعالى (كرست 2: 442 رقم 31).
مليكة: مَــلكــة (فوك).
ملوكية= ملوخية (فريتاج 250 b) . خبازي (معجم المنصوري وابن البيطار 1: 347).
مالك: خازن الدار (وباللاتينية (فوك) infernalis ministre) ( رجع إلى رايسكه في فريتاج).
مالكــي: طير الماء (ابن البيطار 4: 139 بولاق).
أمــلك ب: المستحق من غير شيء ما (اصطلاح قانوي، الماوردي 9: 20).
أمــلك ب: وكان الممل امــلك به: كرس نفسه لأعمال الخير أر مما قام به في (دراساته اللاهوتية) (المقري 12: 894).
تمــلك: استيلاء، سكن (بوشر). تمليك ب: مكن (فلانا) من ... (بوشر).
ممــلك: الذي يحمل لقب مــلك (عباد 2: 173).
ممــلكــة والجمع ممالك: صفة تطلق على رئيس الوزراء، حين يكون في أقصى درجات القوة مثلما كان المنصور (عبد الواحد 4: 26).
مملوكي: صلاة مملوكية: صلاة العبيد وهي باللهجة الشعبية، صلوات بلا وضوء لأن العبيد، في العادة، لا يمارسون واجباتهم الدينية إلا لكــي يتخلصوا من جلد سادتهم لهم بالسياط (بيرتون 1: 98، لين طبائع 1: 254: صلاة ممالكــية).
مماليكي: انظر ما تقدم.
امتلاك النفس: اعتدال (بوشر).
متمــلك: باللاتينية mulcator متمــلك مموه بالإكراه البدني أو بالغضب (دوكانج) ألا أن قبولنا بهذا المعنى لا يسوغ إقرارنا بوجود توافق بين هاتين الكــلمتين العربيتين.
استملاك: تقليد، تنصيب، تولية، توظيف (هلو).

كذلك

كذلك
وردت «كذلك» فى القرآن الكــريم، فى أكثر من مائة موضع، ولوجود الكــاف.
وهى للتشبيه فيها، ظن كثير من العلماء أنها لا تكون إلا للتشبيه، ومضى في كل آية ورد فيها هذا التعبير، يبين التشبيه في الجملة، وفي كثير من الأحيان لا يبدو معنى التشبيه واضحا، فيتلمس مقوماته، ويتكلف تفسيره تكلفا يوحى بضآلة هذا التشبيه، وأنه لم يزد المعنى جلاء، وهو الغرض الأول من التشبيه.
وقد تتبعت هذه العبارة فيما وردت فيه من الآيات فوجدتها أكثر ما تأتى لمعان ثلاثة:
أولها التشبيه، وذلك عند ما يراد عقد الصلة بين أمرين، ولمح ما بينهما من ارتباط، وهنا يؤدى التشبيه رسالته في إيضاح المعنى وتوطيده في النفس، تجد ذلك في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَــلَّكُــمْ تَذَكَّرُونَ (الأعراف 57). فالصلة وثيقة بين بعث الحياة في الموتى وبين بعث الحياة فى الأرض الميتة، فتنبت من كل الثمرات، وإن فيما نراه بأعيننا من هذه الظاهرة الطبيعية التى نشاهدها في كل حين، إذ نرى أرضا ميتة لا حياة فيها، ثم لا يلبث السحاب الثقال أن يفرغ عليها مطره، فلا تلبث أن تزدهر وتخرج من كل زوج بهيج، إن في ذلك لما يبعث في النفس الاطمئنان إلى فكرة البعث، والإيمان بها، فلا جرم، انعقد التشبيه بين البعثين، وزاد التشبيه الفكرة جلاء.
واقرأ قوله تعالى: إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ  فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُــمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (القلم 17 - 33). أرأيت أصحاب هذه الجنة، وقد أقسموا أن يستأثروا بثمر جنتهم، وأن يجنوا ثمارها مبكرين في الصباح، ولم يدر بخلدهم الاستعانة بالله في عملهم، وبينما هم يستعجلون قدوم الصباح، ويحلمون بالثروة التى ستدرّها عليهم حديقتهم، طاف على تــلك الجنة طائف أباد ثمرها وهم نائمون، وفي بكرة الصباح أسرع بعضهم ينادى بعضا أن الخير في البكور، فانطلقوا لا تكاد تسمع لأقدامهم وقعا، يتهامسون وهم يتحدثون، كى لا يسمع مسكين صوتهم، فيتبعهم، ولقد وصلوا إلى حديقتهم، واطمأنوا إلى أنهم سيقدرون على إحراز غلتها، ومنع المساكين منها فما راعهم إلا أن وجدوا أشجارهم بلا ثمار، وجنتهم جرداء مقفرة، هنالك ملأ الندم قلوبهم، وأخذ بعضهم يلوم بعضا، يتحسرون على أمل قد ضاع، وعلى ما اقترفوه من ظلم وطغيان، أرأيت هذا العذاب الذى صار إليه هؤلاء القوم، عذاب من فقد أمله وقد كان قريبا من يده، وعذاب من يؤنبه ضميره على جرم اقترفه، وقد رأى جزاءه أمام عينيه، ألا ترى أن هذا العذاب النفسى الأليم جدير بأن يكون مثالا ينذر به الله كل من يتصرف تصرف أصحاب هذه الجنة.
وهى أيضا للتشبيه في قوله سبحانه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا (النساء 94). وقوله تعالى: قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (الشعراء 74).
وما على نسق هذه الآيات مما تعقد فيه الكــاف صلة بين أمرين.
وتأتى كاف كذلك في كثير من الآيات بمعنى مثل في قولك: مثــلك لا يكذب، تريد أنت لا تكذب، وفائدة مجىء مثل، الإشارة إلى أن من له صفاتك لا يليق به أن يكذب، تجد ذلك في مثل قوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِــبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُــمُ الْآياتِ لَعَــلَّكُــمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 265، 266). فالمعنى على أن الله يبين الآيات ذلك البيان الجلىّ الواضح المؤثر، لعله يثمر ثمرته فيدعو سامعيه إلى التفكير والتدبر. ذلك هو ما أفهمه من هذا التعبير، ولا أفهم أنه يريد أن يبين آيات غير هذه الآيات بيانا يشبه بيان الآيات السالفة، وإذا أنت حاولت عقد التشبيه على حقيقته رأيت فيه تفاهة وقلة غناء؛ وخذ قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (الأعراف 40). فليس المراد- على ما يظهر لى- أن المجرمين يجزون جزاء يشبه الجزاء الموصوف في الآية الكــريمة، وإنما يجزون هذا الجزاء نفسه، من غلق أبواب السماء في وجوههم وأنهم لا يدخلون الجنة أبدا.
واقرأ قوله تعالى: تِــلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكــافِرِينَ (الأعراف 101). تر المراد أن الله يطبع على قلوب الكــافرين ذلك الطبع الذى يحول بينهم وبين الإيمان بما كذبوا من قبل، وإذا أنت حاولت عقد تشبيه لم تجد فيه كبير غناء، إذ يصير المعنى: يطبع الله على قلوب الكــافرين طبعا يشبه طبعه على قلوب الكــافرين، وفي ذلك ما فيه من ضياع قيمة التشبيه.
فمن هذا يبدو أن التشبيه في هذه الآيات وأمثالها غير ملحوظ، وإنما يراد توجيه النظر إلى ما سبق هذه الأداة فحسب، وتأتى الكــاف حينئذ إشارة إلى أن ما ذكر في الآيات وأشير إليه، قد بلغ من الكــمال مبلغا عظيما، لدرجة أنه صار نموذجا كاملا، يمكن أن يتخذ مثالا، يشبه به سواه، فقد أفادت الكــاف بلوغ المعنى تمامه.
وتأتى كَذلِكَ أيضا لتحقيق المعنى وتثبيته، ولا يبدو فيها التشبيه، كما تجد ذلك في قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِــبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (آل عمران 40). وفي قوله تعالى: قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ
وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
(مريم 20، 21). ومحاولة خلق تشبيه من هذه العبارة لا يؤدى إلا إلى التكلف والتفاهة معا، ويقدر بعض العلماء في مثل هذا التركيب أن كذلك خبر لمبتدإ محذوف تقديره الأمر كذلك، ونحن نوافق على هذا التقدير، وليس في كذلك تشبيه هنا، وإنما المراد الأمر هو ما أخبرت به، لا ريب فيه، ومن كَذلِكَ هذه التى للتحقيق والتوكيد، تولدت كلمة (كده) فى اللغة العامية للدلالة على التحقيق أيضا، ونحن نستخدمها في ذلك المعنى عند ما نقول: الحق كذلك والصواب كذلك، نريد الحق والصواب هو ذلك، ولعل السر في المجيء بكاف التشبيه هنا هو بيان تمام المطابقة بين الحقيقة الخارجية والحقيقة الكــلامية، أى إن ما يكون في الواقع يطابق ما دل عليه الكــلام.
تفيد كَذلِكَ التحقيق إذا كوّنت هى ومبتدؤها جملة مستقلة، كما في الآيتين السالفتين وما على شاكلتهما، وتفيد التحقيق وتأكيد الجملة في غير هذا الموضع أيضا، ويكثر ذلك عند ما يليها فعل ماض، كما في قوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِــلْكــافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 122، 123). فلا تجد للتشبيه موضعا فى هذه الآية، وإذا أنت حاولته وجدته لا يغنى في التصوير شيئا، وكَذلِكَ هنا تؤدى معنى قد، ولها أمثلة كثيرة في القرآن كقوله تعالى: فَذلِكُــمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (يونس 32، 33). وقوله تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 103)، وقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ (الرعد 29، 30). وربما جاءت إفادتها للتحقيق، من كثرة مجيئها لبيان التطابق، واستعملت في لازم معناها الأصلى الذى تنوسى.
واستعمال كذلك للتحقيق والتوكيد لا يقل عن استخدامها في التشبيه، وكثير من المفسرين يتكلف جعلها في تــلك المواضع أيضا للتشبيه، فيتمحّل، ويمضى فى تأويلات لا نصيب لها من البلاغة وقوة الفن.
ومما ذكرناه يبدو أن تــلك العبارة لا تقف عند حد التشبيه، بل لها هذه المعانى الثلاثة التى شرحناها.

الْفلك

(الْفــلك) السَّفِينَة (للمذكر والمؤنث وَالْوَاحد وَالْجمع)

(الْفــلك) التل المستدير من الرمل حوله فضاء وَمن الْبَحْر موجه المستدير المضطرب والمدار يسبح فِيهِ الجرم السماوي (ج) أفلاك وَعلم الْفــلك علم يبْحَث فِيهِ عَن الأجرام العلوية وَأَحْوَالهَا
الْفــلك: بِضَم الأول وَسُكُون الثَّانِي مُفْرد وَجمع أَيْضا لَكِــن إِذا كَانَ مُفردا فضمته ضمة قفل - وَإِن كَانَ جمعا فضمته ضمة أَسد بِضَم الْهمزَة جمع أَسد بِفَتْحِهَا. والفــلك بِفَتْح الأول وَالثَّانِي جسم كروي لَا يقبل الْخرق والإنارة وَيدخل فِي هَذَا التَّعْرِيف المتممات وَأَيْضًا الْفــلك جسم كروي يُحِيط بِهِ سطحان متوازيان مركزهما وَاحِد - والأفلاك الْكُــلية الثَّابِتَة بالرصد تِسْعَة وَهَذِه التِّسْعَة مَعَ مَا فِي ضمنهَا من الأفلاك الْجُزْئِيَّة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ فــلكــا تِسْعَة كُلية وَسِتَّة تداوير وَثَمَانِية خَارِجَة المراكز - وللقمر فــلك آخر مُوَافق المركز يُسمى بالجوزهر - أما التِّسْعَة الْكُــلية فَهِيَ فــلك الأفلاك الْمُسَمّى بالفــلك الأطلس وبالعرش الْمجِيد فِي لِسَان الشَّرْع - وَتَحْته فــلك الثوابت وَهُوَ الْكُــرْسِيّ - ثمَّ فــلك الزحل - ثمَّ فــلك المُشْتَرِي - ثمَّ فــلك المريخ - ثمَّ فــلك الشَّمْس - ثمَّ فــلك الزهرة - ثمَّ فــلك العطارد - ثمَّ فــلك الْقَمَر الَّذِي فَوْقنَا.

ذلك الكتاب

ذلك الكــتاب
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أن معناه: هذا الكــتاب ، وعَنَوا بذلك أن المراد هو هذا الكــتاب لا غيره، وهو قول صحيح. وليس معناه أن كلمة "ذلك" بمعنى "هذا"، فإنّ بينهما فرقاً عظيماً. وتفصيله في كتاب المفردات ، ونذكر هنا بقدر الكــفاية.
فاعلم أن "هذا" تشير إلى ما كان بين يديك وتُرِيه المخاطب، ولذلك تصدره بحرف "ها"، فتُريه ما بين يدي المخاطب، كما تقول: هأنذا، قال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} .
فلو قال: "ربَّ ذلك البيتِ" دلَّ على أن البيت قد مرّ ذكره، فأشير إليه. فإذا سبق ذكر شيء، وأشير إليه بهذا، كان المقصود إحضار ذلك الشيء بين يدي المخاطب. ونذكر على سبيل التمثيل لا الاستناد من قصيدة الفرزدق أمثلة ، قال:
هذا الذي تعرِفُ البطحاءُ وَطأتَه ... والبيتُ يَعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ
وقال في هذه القصيدة:
هذا التَقيُّ النَقيُّ الطاهرُ العَلَمُ
وقال أيضاً:
إلى مَكارمِ هذا ينتهي الكَــرَمُ فإن الإمام زين العابدين رضي الله عنه كان موجوداً، وكان الشاعر يُرِيه المخاطب إرغاماً له . وجاء في القرآن.
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِــتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} .
وجاء أيضاً:
{قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} .
أيضاً: {وإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .
وضرب مثلاً لعيسى عليه السلام، ثم قال بعده:
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} .
فبالإشارة بكلمة "هذا" مثّل بين أيديهم ما سبق ذكره. وقال تعالى:
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} . فأشار إلى النبي بـ "هذا"، وهو بينهم.
أما كلمة "ذلك، وتــلك، وأولئك" فتشير بها إلى ما علمه المخاطب وسبق ذكره. أو يكبر من أن تمثله بين يديه. تقول بعد تمام الكــلام: "ذلك" أي خذ ما ذكرنا. قال تعالى: {ذَــلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ} .
وقال تعالى بعد ذكر داود عليه السلام:
{تِــلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ تِــلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} .
وهكذا بعد ذكر أحكام المواريث قال تعالى: {تــلك حدود الله} .
وقال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ :
تركتُ اللاتَ والعُزَّى جميعاً ... كذلك يفعلُ الرجلُ البصير
وهذا كثير في القرآن وكلام العرب. وهم يفرّقون بين استعمالها لفوائد خاصة. ومن فوائد استعمال كلمة (ذلك) هاهنا دلالتها على أن اسم السورة المذكور قبها من القرآن، فإنها تشير إليه. ونظير هذا قوله تعالى:
{حم عسق كَذَــلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ}.
فأشار بكلمة {كَذَــلِكَ} إلى المذكور آنفاً. وأما قول النحويين إن "هذا" للقريب، و "ذلك" للبعيد، فتقريب، وليس بيان حقيقة الأمر.
ومما ذكرنا يتبين أن ما زعم ابن جرير رحمه الله، وتبعه المفسرون، أن {ذلك} هاهنا بمعنى هذا، واستشهد بقول خُفاف بن نَدْبة :
أقول له والرمحُ يأطِرُ متنَه ... تأمَّلْ خُفافاً إنني أنا ذلكــا
فلا يصح، لا في البيت، ولا في الآية: أما الآية فقد بينا أن {ذلك} هاهنا يدل على أمر لا يدل عليه "هذا". وفي القرآن نظائر كلها تؤيد ما ذكرنا، كما سيأتيك . وأما البيت فيقبح فيه لفظ "هذا"، فإن الشاعر بعد ما ذكر اسمه لعدوه، قال له: إنني عدوك الذي سمعته وعلمته من قبل. فلو قال: إنني أنا هذا، لم يدل على ذلك المعنى؛ وأيضاً سقط، لما أن في "ذلك" دلالة على عظمته، ولا فائدة في "أنا هذا" .

رحبَةُ مالك بن طَوْقٍ

رحبَةُ مالك بن طَوْقٍ:
بينها وبين دمشق ثمانية أيّام ومن حلب خمسة أيّام وإلى بغداد مائة فرسخ وإلى الرّقة نيف وعشرون فرسخا، وهي بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا، قال البلاذري:
لم يكن لها أثر قديم إنّما أحدثها مالك بن طوق بن عتّاب التغلبي في خلافة المأمون، قال صاحب الزيج:
طولها ستون درجة وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة، قد ذكر من لغة هذه اللفظة في الترجمة قبله ويزيد ههنا، قال النضر بن شميل: الرّحاب في الأودية، الواحدة رحبة، وهي مواضع متواطئة ليستنقع الماء فيها وما حولها مشرف عليها، وهي أسرع الأرض نباتا، تكون عند منتهى الوادي في وسطه وتكون في المكان المشرف ليستنقع الماء فيها، وإذا كانت في الأرض المستوية نزلها الناس وإذا كانت في بطن المسيل لم ينزلها الناس وإذا كانت في بطن الوادي فهي أقنة أي حفرة تمسك الماء ليست بالقعيرة جدّا وسعتها قدر غلوة، والناس ينزلون في ناحية منها، ولا تكون الرحاب في الرمل وتكون في بطون الأرض وظواهرها، وقد نسبت إلى مالك بن طوق كما ترى.
وفي التوراة في السفر الأوّل في الجزء الثاني: إن الرحبة بناها نمرود بن كوش، حدث أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن محمد بن أبي محمد عبد الله البسطامي فيما أنبأنا عنه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكــريم بن أبي بكر محمد بن منصور السمعاني المروزي بإسناد له طويل أوصله إلى عليّ بن سعد الكــاتب الرحبي رحبة مالك بن طوق قال: سألت أبي لم سميت هذه المدينة رحبة مالك بن طوق ومن كان هذا الرجل، فقال: يا بنيّ اعلم أن هارون الرشيد كان قد اجتاز في الفرات في حرّاقة حتى بلغ الشّذا ومعه ندماء له أحدهم يقال له مالك بن طوق، فلمّا قرب من الدواليب قال مالك بن طوق: يا أمير المؤمنين لو خرجت إلى الشطّ إلى أن تجوز هذه البقعة، فقال له هارون الرشيد: أحسبك تخاف هذه الدواليب، فقال مالك: يكفي الله أمير المؤمنين كلّ محذور ولكــن إن رأى أمير المؤمنين ذلك رأيا وإلّا فالأمر له، فقال الرشيد: قد تطيرت بقولك، وقدّم السفينة وصعد الشطّ، فلمّا بلغت الحرّاقة موضع الدواليب دارت دورة ثمّ انقلبت بكلّ ما فيها، فعجب من ذلك هارون الرشيد وسجد لله شكرا وأمر بإخراج مال عظيم يفرّق على الفقراء في جميع المواضع وقال لمالك: وجبت لك عليّ حاجة فسل، فقال: يقطعني أمير المؤمنين في هذا الموضع أرضا أبنيها مدينة تنسب إليّ، فقال الرشيد: قد فعلت، وأمر أن يعان في بنائها بالمال والرجال، فلمّا عمرها واستوسقت له
أموره فيها وتحوّل الناس إليها أنفذ إليه الرشيد يطلب منه مالا فتعلّل عليه بعلّة ودافعه عن حمل المال ثمّ ثنّى الرسول إليه وكذلك راسله ثالثا وبلغ هارون الرشيد أنّه قد عصى عليه وتحصن فأنفذ إليه الجيوش إلى أن طالت بينهما المحاربة والوقائع ثمّ ظفر به صاحب الرشيد فحمله مكبّلا بالحديد فمكث في حبس الرشيد عشرة أيّام لم يسمع منه كلمة واحدة وكان إذا أراد شيئا أومأ برأسه ويده، فلمّا مضت له عشرة أيّام جلس الرشيد للناس وأمر بإخراجه فأخرج من الحبس إلى مجلس أمير المؤمنين والوزراء والحجّاب والأمراء بين يدي الرشيد، فلمّا مثل بين يديه قبّل الأرض ثمّ قام قائما لا يتكلّم ولا يقول شيئا ساعة تامة، قال: فدعا الرشيد النّطع والسيف وأمر بضرب عنقه، فقال له يحيى: ويــلك يا مالك لم لا تتكلّم؟ فالتفت إلى الرشيد فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته! الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالة من طين. يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين وأخمد بك شهاب الباطل وأوضح بك سبل الحقّ! إن الذنوب تخرس الألسنة وتصدع الأفئدة. وايم الله لقد عظمت الجريرة فانقطعت الحجة فلم يبق إلّا عفوك أو انتقامك. ثمّ أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ... يلاحظني من حيث ما أتلفّت
وأكثر ظني أنّك اليوم قاتلي، ... وأيّ امرئ ممّا قضى الله يفلت
وأيّ امرئ يدلي بعذر وحجّة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت؟
يعزّ على الأوس بن تغلب موقف ... يهزّ عليّ السيف فيه وأسكت
وما بي خوف أن أموت وإنّني ... لأعلم أن الموت شيء موقّت
ولكــنّ خلفي صبية قد تركتهم ... وأكبادهم من خشية تتفتّت
كأنّي أراهم حين أنعى إليهم ... وقد خمّشوا تــلك الوجوه وصوّتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة ... أذود الرّدى عنهم، وإن متّ موّتوا
وكم قائل: لا يبعد الله داره، ... وآخر جذلان يسرّ ويشمت
قال: فبكى الرشيد بكاء تبسم ثمّ قال: لقد سكتّ على همّة وتكلّمت على علم وحكمة وقد وهبناك للصبية فارجع إلى مالك ولا تعاود فعالك، فقال:
سمعا لأمير المؤمنين وطاعة! ثمّ انصرف من عنده بالخلع والجوائز، وقد نسب إلى رحبة مالك جماعة، منهم: أبو عليّ الحسن بن قيس الرّحبي، روى عن عكرمة وعطاء، روى عنه سليمان التيمي، ومن المتأخرين أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن الرحبي الفقيه الشافعي المعروف بابن المتفنّنة، تفقه على أبي منصور بن الرزاز البغدادي ودرّس ببلده وصنّف كتبا ومات بالرحبة سنة 577 وقد بلغ ثمانين سنة، وابنه أبو الثناء محمود، كان قد ورد الموصل وتولى بها نيابة القضاء عن القاضي أبي منصور المظفر بن عبد القاهر بن الحسن بن عليّ بن القاسم الشهرزوري وبقي مدّة ثمّ صرف عنها وعاد إلى الرحبة، وكان فقيها عالما، وكان أسد الدين شيركوه وليّ الرحبة يوسف ابن الملّاح الحلبي وآخر معه من بعض القرى فكتب إليه يحيى بن النقاش الرحبي:
كم لك في الرّحبة من لائم، ... يا أسد الدين، ومن لاح
دمّرتها من حيث دبّرتها ... برأي فلّاح وملّاح
وله فيه:
يا أسد الدين اغتنم أجرنا، ... وخلّص الرحبة من يوسف
تغزو إلى الكــفر وتغزو به ... الإسلام، ما ذاك بهذا يفي

الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

{الْفُــلْكِ الْمَشْحُونِ}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {الْفُــلْكِ الْمَشْحُونِ}
فقال ابن عباس: السفينة الموقرة الممتلئة، واستشهد بقول عبيد بن الأبرص:
شَحَنّا أرضَهم بالخيلِ حتى. . . تركناهم أذلَّ من الضَّراطِ
(تق، ك، ط)
= الكــلمتان من آيات:
الشعراء 119، في نوح: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُــلْكِ الْمَشْحُونِ}
يس 41: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُــلْكِ الْمَشْحُونِ}
والصافات 140: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُــلْكِ الْمَشْحُونِ}
ومعها الفُــلك بمعنى السفينة، في عشرين آية أخرى: في فُــلك نوح. وفيما سخر لنا الله من فــلك تَجرى في البحر.
وجاء فَــلَك في آيتى الأنبياء 33 ويس 40 {وَكُلٌّ فِي فَــلَكٍ يَسْبَحُونَ}
وأما مشحون فلم تأت إلا مع الفُــلك، في الآيات الثلاث.
وتفسير الفُــلْكِ بالسفينة هو القريب المتبادر، ويؤنس إليه أن القرآن استعمل "السفينة" في قصة نوح والطوفان بآية العنكبوت 15: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
وإن كنت مع أطيل التدبر في آيات الفُــلْك الثلاث والعشرين، وليس في القرآن كلمة السفينة إلا في آية العنكبوت، وآيتى الكــهف خبراً عن موسى وصاحبه: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَــلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} فهل يكون الفُــلْك ما يربطها بالفَــلَكِ في آيات القدرة الإلهية والنظام الكــوني، وتكون السفينة لمجرد المركب المائي؟ ذلك ما ألمحه من بعيد.
وكذلك تفسير المشحون بالممتلئ، قريب، وإن كنت ألمح في الشحنة حِسَّ الدلالة على أقصى ما تحتمله الفــلك من امتلاء. وقد نقول ملأت المكان، لا تريد إلا القدر الذي يتسع له، دون أن تشحنه بنوع من الضغط والحشد، والله أعلم.

لَكِن

(لَكِــن) أَصْلهَا لاكن حذفت الْألف خطا لَا لفظا وَهِي ضَرْبَان
1 - أَن تكون مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَهِي حرف ابْتِدَاء لَا يعْمل خلافًا للأخفش لدخولها بعد التَّخْفِيف على الجملتين الاسمية والفعلية
2 - أَن تكون خَفِيفَة بِأَصْل الْوَضع فَإِن وَليهَا جملَة فَهِيَ حرف ابْتِدَاء لمُجَرّد إِفَادَة الِاسْتِدْرَاك وَلَيْسَت عاطفة وَيجوز أَن تسْتَعْمل مَعَ الْوَاو نَحْو {وَــلَكِــن كَانُوا هم الظَّالِمين} وبدونها نَحْو قَول زُهَيْر
(إِن ابْن وَرْقَاء لَا تخشى بوادره ... لَكِــن وقائعه فِي الْحَرْب تنْتَظر)
وَإِن وَليهَا مُفْرد فَهِيَ عاطفة بِشَرْطَيْنِ
أَحدهمَا أَن يتقدمها نفي أَو نهي نَحْو مَا قَامَ زيد لَكِــن عَمْرو وَلَا يقم زيد لَكِــن عَمْرو فَإِن قلت قَامَ زيد ثمَّ جِئْت بــلكــن جَعلتهَا حرف ابْتِدَاء فَجئْت بِالْجُمْلَةِ فَقلت لَكِــن عَمْرو لم يقم وَأَجَازَ الْكُــوفِيُّونَ لَكِــن عَمْرو على الْعَطف وَلَيْسَ بمسموع
وَالثَّانِي أَلا تقترن بِالْوَاو وَعَلِيهِ أَكثر النَّحْوِيين وَقَالَ قوم لَا تسْتَعْمل مَعَ الْمُفْرد إِلَّا بِالْوَاو

(لَكِــن) حرف ينصب الِاسْم وَيرْفَع الْخَبَر مَعْنَاهُ الِاسْتِدْرَاك وَهُوَ أَن تثبت لما بعْدهَا حكما مُخَالفا لحكم مَا قبلهَا وَلذَــلِك لَا بُد أَن يتقدمها كَلَام مُنَاقض لما بعْدهَا نَحْو مَا هَذَا شَاعِرًا لكــنه كَاتب أَو ضد لَهُ نَحْو مَا هَذَا أَبيض لكــنه أسود وَقيل ترد تَارَة للاستدراك نَحْو مَا زيد شجاعا لكــنه كريم لِأَن الشجَاعَة وَالْكَــرم لَا يكادان يفترقان فنفي أَحدهمَا يُوهم انْتِفَاء الآخر وللتوكيد نَحْو لَو جَاءَنِي لأكرمته لكــنه لم يجِئ فأكدت مَا أفادته لَو من الِامْتِنَاع وَقيل هِيَ للتوكيد دَائِما مثل إِن ويصحب التوكيد معنى الِاسْتِدْرَاك
وَهِي بسيطة وَقَالَ الْفراء مركبة من لَكِــن وَأَن فطرحت الْهمزَة للتَّخْفِيف
وَقد يحذف اسْمهَا كَقَوْل المتنبي
(وَمَا كنت مِمَّن يدْخل الْعِشْق قلبه ... وَــلَكِــن من يبصر جفونك يعشق)
لَكِــن
: (لَكِــنَ، كفَرِحَ، لَكَــناً، محرّكةً، ولُكْــنةً ولُكــونَةً ولُكْــنونَةً، بضَمِّهِنَّ، فَهُوَ أَــلْكَــنُ) وهُم لُكْــنٌ: (لَا يُقِيمُ العَرَبيَّةَ لعُجْمةِ لِسانِه) .
(وقيلَ: الــلُّكْــنَةُ عِيٌّ فِي اللِّسانِ.
وقالَ المبرِّدُ: هُوَ أَن تَعْتَرِضَ على كَلامِ المُتكلِّم اللغةُ الأَعْجميَّةُ. يقالُ: فلانٌ يَرْتَضِخُ لُكْــنَةً رُومِيَّةُ.
(و) لُكَــانُ، (كغُرابٍ: ع) ، وَهُوَ عَلَمٌ مُرْتَجَل؛ نَقَلَهُ ياقوتُ، وأَوْرَدَه نَصْر وابنُ سِيدَه؛ وأَنْشَدَ لزُهيرٍ:
وَلَا لُكــانٌ إِلَى وادِي الغِمارِ ولاشَرْقيُّ سَلْمى وَلَا فيْدٌ وَلَا رِهَمُقالَ ابنُ سِيدَه: كَذَا رَوَاهُ ثَعْلب، خطَّأَ مَنْ رَوَى فالآلُكــانُ، قالَ: وكَذلكَ رِوايَةُ الطُّوسيّ أَيْضاً.
(و) لَكَــنٌ، (كَجَبَلٍ: ظَرْفٌ م) مَعْروفٌ شِبْهُ طَسْتٍ من صُفْرٍ، وَهُوَ مُعَرَّبُ لَكِــن بالكــافِ العَربيَّةِ.
(و) قالَ الفرَّاءُ: للعَرَبِ فِي (لكِــنَّ) لُغَتانِ: بتَشْديدِ النونِ وإسْكانِها، فَمن شَدَّدَها نَصَبَ بهَا الأَسْماءَ وَلم يَلِها فَعَل وَلَا يَفْعَلُ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: هُوَ (حَرْفٌ يَنْصِبُ الاسمَ ويَرْفَعُ الخَبَرَ) كإنَّ، و (مَعْناهُ الاسْتِدراكُ) يُسْتدركُ بهَا بعْدَ النَّفْي والإيجابِ، (وَهُوَ أَن تُثبِتَ لمَا بعدَها حُكْماً مُخالِفاً لمَا قَبْلَها ولذلكَ لَا بدَّ أَنْ يَتَقدَّمَها كَلامٌ مُناقِضٌ لمَا بعدَها، أَو ضِدٌّ لَهُ) ، تقولُ: مَا جاءَني زيدٌ لكِــنَّ عَمْراً قد جاءَ، وَمَا تكلَّمَ زيدٌ لكــنَّ عَمْراً قد تكلَّمَ.
وقالَ الجاربردي: ومعْنَى الاسْتِدراكِ رَفْع وَهْمٍ عَن كَلامٍ سابقٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: لكِــنَّ حَرْفٌ تُثبتُ بِهِ بعْدَ النَّفْي.
وقالَ الكِــسائي: حَرْفان مِنَ الاسْتِثْناءِ لَا يَقَعَان أَكْثَر مَا يَقَعان إلاَّ مَعَ الجَحْدِ وهُما بَلْ وَــلَكِــن، والعَرَبُ تَجْعلُهما مِثْلَ واوِ النَّسَقِ.
(وقيلَ: تَرِدُ تارَةً للاسْتِدراكِ، وتارَةً للتوكيدِ.
(وقيلَ: للتَّوكيدِ دائِماً مِثْلَ إنَّ، ويَصْحَبُ التوكيدَ معْنَى الاسْتِدراكِ) .
(وقالَ الفرَّاءُ: إِذا أَدْخَلوا عَلَيْهَا الواوُ آثَرُوا تَشْديدَها لأنَّها رجوعٌ عمَّا أَصابَ أَوَّل الكَــلامِ، فشُبِّهَتْ ببَلْ إِذا كانتْ رُجُوعا مِثْلها، أَلا تَرَى أَنَّك تقولُ لم يَقُمْ أَخُوكَ بَلْ أَبُوكَ، ثمَّ تقولُ لم يَقُمْ أَخُوك لكــنْ أَبوك فتَراهُما فِي معْنًى واحِدٍ، والواوُ لَا تَصْلحُ فِي بَلْ، فَإِذا قَالُوا وَــلَكِــن فأَدْخَلوا الواوَ تَبَاعَدَتْ عَن بَلْ إِذْ لم تَصْلح فِي بَلْ، فَإِذا قَالُوا وَــلَكِــن فأَدْخَلوا الواوَ تَباعَدَتْ عَن بَلْ إِذْ لم تَصْلح فِي بَلْ الواوُ، فآثَرُوا فِيهَا تَشْديدَ النونِ، وجَعَلوا الواوَ كأَنَّها أُدْخِلَت لعَطْفِ لَا بمعْنَى بَلْ. (وَهِي بَسِيطَةٌ) عنْدَ البَصْرِيِّين.
(وقالَ الفرَّاءُ: مُرَكَّبَةٌ من لكِــنْ وأَنْ فَطُرِحَتِ الهمزةُ للتَّخْفيفِ) ونونُ لكِــنْ للسَّاكِنينِ. قالَ: وَلذَا نَصَبَتِ العَرَبُ بهَا إِذا شُدِّدَتْ نونُها.
وقيلَ: مُرَكَّبَةٌ مِن لَا وَالْكَــاف، وَإِلَيْهِ أَشارَ الجوْهرِيُّ بقَوْلِه: وبعضُ النَّحْويين يقولُ أَصْله أنَّ واللامُ والكــافُ زَوائِدٌ، ويدلُّ على ذلِكَ أنَّ العَرَبَ تدخلُ اللامَ فِي خَبَرِها؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ: ولكِــنَّني من حُبِّها لَعَمِيدُ (وَقد يُحْذَفُ اسْمُها كقَوْلِهِ:
(فلَوْ كُنْتَ ضَيِّبَّاً عَرَفْتَ قَرابَتِي (ولَكِــنَّ زَنْجِيٌّ عَظيمُ المَشافِرِ) ويُرْوَى: غَلِيظُ المَشافِرِ.
لكِــنْ ساكِنَةَ النُّونِ ضَرْبانِ: مُخَفَّفَةٌ من الثَّقِيلَةِ وَهِي حَرْفُ ابْتِداءٍ لَا يَعْمَلُ) فِي شيءٍ اسْم وَلَا فِعْل (خِلافاً للأَخْفَشِ ويُونُسَ) ومَنْ تَبِعَهُما، (فإنْ وَلِيَها كَلامٌ فَهِيَ حَرْفُ ابْتداءٍ لمُجرَّدِ إفادَةِ الاسْتِدْراكِ ولَيْسَتْ عاطِفَةً) ، ويَجوزُ أَنْ يُسْتَعْملَ بالواوِ نَحْو قَوْلِه تَعَالَى: {ولكِــنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِين} ، وبدُونِها نَحْو قَوْلِ زُهَيْرٍ:
إنَّ ابنَ وَرْقاء لَا تُخْشَى بَوادِرُهــلكــن وَقائِعَه فِي الحَرْبِ تُنْتَظَرُ (وَإِن وَلِيَها مُفْرَدٌ فَهِيَ عاطِفَةٌ بشَرْطَيْنِ: أَحَدُهُما أَن يَتَقَدَّمَها نَفْيٌ أَو نَهْيٌ) ، ويلزمُ الثَّانِي مِثْل إعْراب الأوَّل.
وقالَ الجاربردي: إِذا عَطَفَتْ لكِــن المُفْرَد على المُفْرَدِ فتَجِيءُ لكِــنْ بعْدَ النَّفْي خاصَّةً بعَكْسِ لَا فإنَّها تَجِيءُ بعْدَ الإثْباتِ خاصَّةً كقَوْــلِكَ: مَا رأَيْتُ زيْداً لكِــنَّ عَمْراً، أَي لكِــنَّ رأَيْتَ عَمْراً فَإِن قُلْتَ: مَا رأَيْتَ زيْداً لكِــنَّ عَمْراً لم يَجِزْ؛ (والثَّاني: أَنْ لَا تَقْتَرِنَ بالواوِ، وقالَ قَوْمٌ لَا تكونُ مَعَ المُفْرَدِ إلاَّ بالواوِ) .
(وقالَ الجوْهرِيُّ: لَا تَجوزُ الإمالَة فِي لَكِــنَّ وصُورَةُ اللّفْظِ بهَا لَا كِنَّ وكُتِبَتْ فِي المَصاحِفِ بغيرِ أَلِفٍ وأَلِفُها غيرُ مُمَالَةٍ.
وقالَ ابنُ جنِّي: وأَمَّا قِراءَتُهم: لكِــنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي فأصْلُها لكِــن أَنا، فلمَّا حُذِفَتِ الهَمْزةُ للتَّخْفيفِ وأُلْقِيَتْ حَرَكَتُها على نونِ لَكِــن صارَ التَّقديرُ لكــننا، فلمَّا اجْتَمَعَ حَرْفانِ مثلان كُرِهَ ذلِكَ، كَمَا كُرِهَ شَدَدَ وجَلَل، فأَسْكَنُوا النونَ الأُوْلَى وأَدْغَمُوها فِي الثانيةِ، فصارَتْ لكِــنَّا، كَمَا أَسْكَنُوا الحرفَ الأوَّل مِن شَدَدَ وجَلَلَ وأَدْغَمُوه فِي الثَّانِي فَقَالُوا جَلَّ وشَدَّ، فاعْتَدُّوا بالحَرَكاتِ وَإِن كانتْ غيرَ لازِمَةٍ؛ وقَوْلُه:
فلسْتُ بآتِيه وَلَا أَسْتَطِيعُهولاكِ اسْقِني إِن كَانَ ماؤُكَ ذَا فَضْلِإنَّما أَرادَ: ولكــنِ اسْقِني، فحُذِفَ النونُ للضَّرورَةِ وَهُوَ قَبِيحٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
لُكَــيْنُ بنُ أَبي لُكَــيْنٍ، كزُبَيْرٍ: جنِّيٌّ جَرَتْ لَهُ مَعَ الرَّبيع بِنْت معوذ الأنْصارِيَّةِ قصَّةٌ ذَكَرَها البَيْهقي فِي الدَّلائِل.
وتَلاكَنَ فِي كَلامِه: أَرى فِي نَفْسِه الــلُّكْــنَةَ ليُضْحِكَ الناسَ.
ولكــنو: مَدينَةٌ عَظيمَةٌ بالهِنْدِ هِيَ بيدِ الإفْرَنْج اليَوْم.
(لَكِــن)
فلَان لَكــنا ولكــنة عي وَثقل لِسَانه وصعب عَلَيْهِ الإفصاح بِالْعَرَبِيَّةِ لعجمة لِسَانه فَهُوَ ألكــن وَهِي لكــناء (ج) لَكِــن

هلك

هــلك

1 هَــلَكَ

, inf. n. هَلَاكٌ &c., (S, K, &c.,) He, or it, perished, came to nought, came to an end, passed away, was not, was no more, or became non-existent or annihilated: (KL, PS in explanation of هَلاَكٌ, &c.:) or fell: or became in a bad, or corrupt, state; became corrupted, vitiated, marred, or spoiled: or went away, no one knew whither: (Mgh in explanation of هَلاَكٌ:) he died. (K.) b2: هَــلَكَــتْ أَرْضُهُ His land had its herbage dried up by drought: see جَرِبَ.2 وَادِى تُهُــلِّكَ I. q.

تُضُلِّل4 أَهْــلَكَــهُ He destroyed, made an end of, or caused to perish or come to an end, made away, did away with, or brought to nought, him, or it; took away his life.6 تَهَالَكَ غَمًّا [app. He perished gradually by reason of grief.] (A, art. سوس: see 1 in that art.) b2: تَهَالَكَ عَلَيْهِ He was vehemently eager for it. (TA.) b3: تَهَالَكَ فِيهِ He strove, laboured, toiled, or exerted himself, in it, namely in running; as also ↓ اِهْتَــلَكَ. (TA.) He strove, laboured, toiled, or exerted himself, and hastened, in it, namely an affair; as also ↓ استهــلك فيه. (TA.) b4: تَهَالَكَــتْ said of a she-camel, i. q. عَشِقَتْ [She vehemently desired the stallion]. (AA, TA in art. عشق.) 8 إِهْتَــلَكَ see 6.10 اِسْتَهْــلَكَ properly signifies He sought, or courted, destruction; like اِسْتَمَاتَ: see مُسْتَمِيتَ: and see an ex. voce شَرْشَرَةٌ. b2: اِسْتَهْــلَكَ فِى كَذَا He (a man) distressed, troubled, or fatigued, himself in, or respecting, such a thing. (TA.) See also 6.

هَــلَكَــةٌ The drying up of the plants, or herbage. (AHn, TA.) See هَلاَكٌ.

هَلاَكٌ [Perdition; destruction; a state of perdition or destruction: a lost state;] death. (K.) b2: هَلاَكٌ and ↓ هَــلَكَــةٌ are syn. (S, Msb, K.) b3: اِرْتَبَكَ فِى اِنْهَــلَكَــاتِ He stuck fast in cases of perdition: see art. ربك.

هَالِكٌ Dead; or dying. (Bd, Jel in xii. 85) b2: هَالِكٌ sometimes means Subject to perish; as in the Kur, xxviii. last verse.

مَهْــلُكٌ

: see أَلُوكٌ.

مَهْــلِكٌ Death: see a verse cited voce سَهُوٌ.

مَهْــلَِكَــةٌ A cause of perdition, or of death. (TA in art. بخل.) b2: (tropical:) A place of perdition or death: and a desert: (KL:) or a [desert, or such as is termed] مَفَازَة; (S, K, TA;) because persons perish therein; (Z, TA;) or because it urges [or leads] to perdition. (TA.) See جَادَّةٌ.

هُوَ مُسْتَهْــلِكٌ إِلَى كَذَا i. q.

مُسْتَمِيتٌ [q. v.]. (TA, art. موت, from the A.) b2: مُسْتَهْــلِكُ الوِرْدِ A road that destroys him who seeks water, by reason of its far extent. (O.)
هــلك: {التهــلكــة}: الهلاك.
(هــلك) : هَــلَّكَــهْ تَهْلِيكاً: مثل أَهْــلَكَــه إِهْلاكاً.
(هــلك)
فلَان هَلَاكًا وهلوكا ومهــلكــا وتهــلكــة مَاتَ فَهُوَ هَالك (ج) هــلكــى وَهــلك وهوالك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ليهــلك من هــلك عَن بَيِّنَة} وَفِيه {مَا شَهِدنَا مهــلك أَهله} و {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْــلُكَــة}
هـ ل ك: هَــلَكَ الشَّيْءُ هَــلْكًــا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَهَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْــلِكًــا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَأَمَّا اللَّامُ فَمُثَلَّثَةٌ وَالِاسْمُ الْهُــلْكُ مِثْلُ قُفْلٍ وَالْهَــلَكَــةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهْــلَكْــتُهُ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ هَــلَكْــتُهُ وَاسْتَهْــلَكْــتُهُ مِثْلُ أَهْــلَكْــتُهُ. 
(هــلك) - قوله تبارك وتعالى: {إِلَى التَّهْــلُكَــةِ}
: أي الهَلاكِ، والتَّهــلكَــةُ: الهــلَكَــةُ، والخَصْلَةُ التي تُؤدِّى إلى الهَلاكِ، وأصْلُ الهَلاكِ: السُّقوطُ والبُطْلان بأىّ شىء كان.
- في الحديث "هَــلَكْــتُ وأَهْــلَكْــتُ"
: أي هَــلَك مَالى.
- في الحديث: "فَتَهالَكْــتُ عليه فَسَألتُه"
: أي سَقَطْتُ عليه، ورَمَيْتُ بنَفْسى عليه.
هـ ل ك: (هَــلَكَ) الشَّيْءَ يُهْــلِكُ بِالْكَــسْرِ (هَلَاكًا) وَ (هُلُوكًا) وَ (مَهْــلِكًــا) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَضَمِّهَا، وَ (تَهْــلُكَــةً) بِضَمِّ اللَّامِ، وَالِاسْمُ (الْهُــلْكُ) بِالضَّمِّ. قَالَ الْيَزِيدِيُّ: (التَّهْــلُكَــةُ) مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِرِ لَيْسَتْ مِمَّا يَجْرِي عَلَى الْقِيَاسِ. وَ (أَهْــلَكَــهُ) وَ (اسْتَهْــلَكَــهُ) . وَ (الْمَهْــلَكَــةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا الْمَفَازَةُ. وَ (هَــلَكَــهُ) فِي لُغَةِ تَمِيمٍ بِمَعْنَى (أَهْــلَكَــهُ) وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَيُجْمَعُ (هَالِكٌ) عَلَى (هَــلْكَــى) وَ (هُلَّاكٍ) . وَجَاءَ فِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ (هَالِكٌ) فِي (الْهَوَالِكِ) وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي فَوَارِسَ. وَ (الْهَــلَكَــةُ) أَيْضًا (الْهَلَاكُ) . 
هــلك
الهُــلْكُ: الهَلاكُ، والهَــلْكُ مِثْلُه، والاهْتِلاكُ: رَمْيُ الإنسان نَفْسَه في تَهْــلُكَــةٍ. والقَطاةُ تَهْتَــلِكُ من خَوْف البازي، وقَوْمٌ هَــلْكــى وهالِكُــوْنَ. والهُلاّكُ: الصَّعاليك. وهالِكُ أَهْلٍ: الذي يَهْــلِكُ هو. والذي يَهْــلِكُ أهْلُه. والهَــلَكُ: مَشْرَفَةٌ المَهْوَاةِ من جَوِّ السُّكَاكِ، وهو جِيْفَةُ شَيْءٍ هالِكٍ. والمُهْتَــلِكُ: الذي ليس له هَمٌّ إلاّ أنْ يَتَضَيَّفَ الناسَ. والمُسْتَهِــلكُ والمُتَهالِكُ: المُجِدُّ المُسْتَعْجِلُ. ويقولون: أفْعَلُ ذاكَ إمّا هَــلَكَــتْ هُــلْكٌ: أي أَفْعَلُه على ما خَيَّلَتْ. وهي الهَــلْكَــةُ الهَــلْكــاءُ، كالسَّوْءَةِ السَّوْآء.
وهالِكٌ في الهَوالِك. والهالِكِــيُّ: الحَدّادُ، وقيل: الصَّقْيَل. والهَلُوْكُ: الفَاجِرَةُ، وهو من الرِّجالِ: السَّرِيعُ الإنْزَالِ. وتهالَكَ على الفِرَاشِ والمَتَاع: سَقَطَ عليه. والهِــلَكُــوْنُ: الأرضُ الجَدْبَةُ وإنْ كانَ فيها ماءٌ. والهَيْــلَكُــوْنُ: المِنْجَلُ الذي لا أسْنانَ له.

هــلك


هَــلِكَ(n. ac. هَــلَك)
a. see I (a)
هَــلَّكَa. see IV (a)
أَهْــلَكَa. Made to perish; destroyed; ruined, spoilt.
b. Exasperated.
c. Sold (property).
d. [ coll. ], Damned.
تَهَاْــلَكَ
a. ['Ala], Threw himself upon; was impatient for.
b. [Fī], Applied himself to.
c. Fell.

إِنْهَــلَكَــإِهْتَــلَكَa. Rushed into danger; was lost.

إِسْتَهْــلَكَa. see IV (a)b. Squandered, dissipated.

هَــلْكa. Ruin, destruction; death.

هِــلْكَــة
(pl.
هِــلَك)
a. Abject; wretch.

هُــلْكa. see 1
هَــلَكa. see 1b. Declivity.
c. Corpse.
d. Falling body.
e. Interval.

هَــلَكَــةa. see 1b. (pl.
هَــلَك
& reg.), Year of dearth.
مَهْــلَكَــة
مَهْــلِكَــة
مَهْــلُكَــة
(pl.
مَهَاْــلِكُ)
a. Dangerous place; desert, wild.

هَاْــلِك
(pl.
هَــلْكَــى
1ya
هُــلَّك
هُلَّاْك
هَوَاْــلِكُ)
a. Perishing.
b. [ coll. ], Reprobate, damned.

هَاْــلِكِــيّa. Smith, blacksmith.
b. Polisher.

هَلَاْكa. see 1
هَلُوْكa. Whore.

هَــلْكَــآءُa. see 1
N. Ag.
أَهْــلَكَa. Destructive; pernicious; deadly, lethal, fatal.

N. Ag.
تَهَاْــلَكَa. Dangerous road.

N. Ag.
إِهْتَــلَكَa. Parasite.

تَهْــلُكَــة
a. see 1b. Danger.

إِمَّا هَــلَكَــتْ هُــلُكُ
a. Cost what it may.
هــلك:
هــلك: في (محيط المحيط): (والنصارى تقول هــلكــت نفس فلان أي سقطت في جهنم فيستعملونه بمقابلة الخلاص). هــلك: دمّر (الكــالا).
أهــلك: أتلف: المصدر هلاك (7:219) (قرطاس 219).
أهــلك: استنفد، نفاد الأقوات بالاستهلاك (بقطر).
أهــلك: أعيا، حمّل ما لا يطاق، أبهظ، ثقّل على (بقطر).
تهالك: اشتاق جداً وعند (ماليتون 7:35) استسلم كلياً للحب: إني إذا أحببت تهالكــت وإذا أبغضت أهــلكــت (قام الناشر بترجمة كلمة أهــلك إلى pereo وهذا غير صحيح؛ وهناك صيغة تهالك في (حياّن - بسّام 46:1): تهالك في حب الدنيا (البربرية 6:433): متهالكــاً في الرياسة، إذ هكذا ينبغي أن تقرأ مخطوطتنا 1351 بدلاً من الفعل متهامكاً الذي لا وجود له.
تهالك في بذل كل ما في مستطاعه من أجل ... (= جدُ في) (الحريري 4:98). (المقري 21:316:1): فتهالك في اقتناء السودان وابتاع منهم كثيراً.
أهتــلك: وردت في ديوان (الهذليين 16:16).
استهــلكــوا في طاعته: أي بذلوا أنفسهم في الإخلاص له إلى حد الموت (المقري 16:2).
هَــلَكَــة: هلاك النفس، حالة الإنسان البعيد عن طريق الخلاص أو النجاة، أو المنغمس في الرذيلة (بقطر).
هالك: التراب الهالك: الزرنيخ الأبيض، سم النار (بقطر).
هالوك: حشيشة الأسد في مصر وأفريقيا، وسم النار في العراق (ابن البيطار 99:1 و568:2).
هويــلكــة: في (محيط المحيط): (الهالكــة مؤنث الهالك والنفس الرشهة وبمصغّرها سمت العامة نباتاً يتشبث بالشجر فيهــلكــه (هل هي الهالوك؟).
مهــلك والجمع مهالك: هاوية (بقطر).
مهــلك: مهــلكــة ومهــلُكــة (بقطر).
مهــلكــة: خطر (بقطر).
كاد أن ينزل بي المهالك: أي يقتلني (كوسج كرست 2:89): من بعد فعله الذي فعله مع العبد من المهالك (أي قتله. وانظر 10:93).
(هـ ل ك) : (الْهَلَاكُ) السُّقُوطُ وَقِيلَ الْفَسَادُ وَقِيلَ هُوَ مَصِيرُ الشَّيْءِ إلَى حَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ (وَالْهَــلَكَــةُ) مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا يُغَادِرُ رُسُلِي فَهَــلَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ» أَيْ اسْتَهْــلَكُــوهُ يُقَالُ هَــلَكَ الشَّيْءُ فِي يَدِهِ إذَا كَانَ بِغَيْرِ صُنْعِهِ (وَهَــلَكَ عَلَى يَدِهِ) إذَا اسْتَهْــلَكَــهُ قُلْتُ كَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ قُتِلَ فُلَانٌ عَلَى يَدِ فُلَانٍ وَمَاتَ فِي يَدِهِ وَلَا يُقَالُ مَاتَ عَلَى يَدِهِ وَيُقَالُ لِمَنْ ارْتَكَبَ أَمْرًا عَظِيمًا (هَــلَكْــتَ وَأَهْــلَكْــتَ) (وَفِي) حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ عَلَى جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ هُــلَكَــةٌ» مَنْ الْهَــلَكِ رُوِيَ بِالتَّحْرِيكِ بِوَزْنِ هُمَزَةٍ وَلُمَزَةٍ أَيْ يُهْــلِكُ أَتْبَاعَهُ لِجُرْأَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَرُوِيَ بِالسُّكُونِ أَيْ يَهْــلِكُــونَ مِنْهُ يَعْنِي بِسَبَبِهِ كَالضُّحْكَةِ لِمَنْ يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَفِي نُسْخَةِ سَمَاعِي هَــلَكَــةً بِفَتْحَتَيْنِ كَأَنَّهُ جَعَلَ جُمْلَتَهُ هَلَاكًا مُبَالَغَةً فِي ذَــلِكَ وَكُلُّ ذَــلِكَ تَصْحِيحٌ لِلرِّوَايَةِ وَتَخْرِيجٌ لَهَا وَلَمْ يُذْكَرْ فِي أُصُولِ اللُّغَةِ إلَّا الْهِــلْكَــةُ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فُلَانٌ هِــلْكَــةٌ مِنْ الْهِــلَكِ أَيْ سَاقِطَةٌ مِنْ السَّوَاقِطِ يَعْنِي هَالِكٌ وَهَذَا إنْ صَحَّ غَرِيبٌ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جَرِيءٌ مِقْدَامٌ يُقْدِمُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي الْمَهَالِكِ وَالْمَتَالِفِ.
هـ ل ك

فيه الهلاك والهــلك والهــلكــة: ووقعوا في المهــلكــة والمهالك. وألقى بيده إلى التّهــلُكــة. وهــلكــوا مهــلكــاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتــلك فلان: ألقى نفسه في التّهــلكــة. وأهــلك الشيء واستهــلكــه. وهوى في هــلكٍ وهو مهوًى بين جبلين. قال ذو الرمة:

ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هــلكٍ في نفنفٍ يتطوّح

ومن المجاز: مفازة تهــلك فيها الأرواح. قال زهير:

وخرقٍ تهــلك الأرواح فيه ... بعيد الغور مشتبه المتان

وهــلك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهــلك. قال القطاميّ:

لمستهــلك قد كاد من شدّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكــواذب

وتهالكــت في هذا الأمر واستهــلكــت فيه إذا كنت مجداً فيه مستعجلاً. قال الحطيئة يصف طريقاً:

مستهــلك الورد كالأسديّ قد جعلت ... أيدي المطيّ به عاديةً رغباً

ومرّ يهتــلك في عدوه ويتهالك: يجدّ. قال الحارث ابن حرجة:

فلما يئست نسأت القلوص ... تهالك في سبسبٍ أغبر وتهالك على الفراش: تساقط عليه. وتهالكــت في مشيتها: تفيّأت وتكسّرت، ومنه الهلوك: للفاجرة، والجمع الهــلك. وقوم هلاّكٌ: صعاليك سيئو الحال. قال أبو طالب في مدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

وقال جميل:

أبيت مع الهلاّك ضيفاً لأهلها ... وأهلي قريبٌ موسعون ذوو فضل
[هــلك] هــلك الشئ يهــلك هلا كا وهُلوكاً، ومَهْــلَكــاً ومَهْــلِكــاً ومَهْــلُكــاً، وتَهْــلُكَــةً، والاسم الهُــلْكُ بالضم. قال اليزيدي: التَهْــلُكَــةُ من نوادر المصادر، ليست مما يجري على القياس. وأهــلَكَــهُ غيره واسْتَهْــلَكَــهُ. والمَهْــلَكَــةُ والمَهْــلِكَــةُ: المفازةُ. وقال أبو عبيد: تميم تقول هَــلَكَــهُ يَهْــلِكُــهُ هَــلْكــاً، بمعنى أهْــلَكَــهُ. وأنشد للعجَّاج:

ومَهْمَةٍ هالِكِ من تَعَرَّجا * يريد مهْــلِك، كما يقال ليلٌ غاضٍ أي مُغْضٍ. ويقال: أراد هالِكَ المتعرِّجين، أي من تعرج فيه هــلك. وقد يجمع هالك على هــلكــى وهلاك . قال الشاعر : ترى الأراملَ والهُلاَّكَ تتْبَعُهُ يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَذِمُ يعني به الفقراء. وقد جاء في المثل: فلانٌ هالِكٌ في الهَوالِكِ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لابن جِذْلِ الطِعانِ: فأيقنتُ أنِّي ثائرُ ابنِ مُكَدَّمٍ غَداتَئِذٍ أو هالك في الهوالك وهذا شاذ على ما فسرناه في فوارس. وقولهم: افْعَلْ ذاك إمَّا هَــلَكَــتْ هُــلُكُ، بضم الهاء واللام، غير مصروف، أي على كلِّ حال. وتَهالَكَ الرجل على الفراش، أي سقط. واهْتَــلَكَــتِ القطاةُ خوفَ البازي، أي رمت بنفسها في المَهالِكِ. والهَلوكُ من النساء: الفاجرةُ المتساقطةُ على الرجال، ولا يقال رجلٌ هَلوكٌ. والهــلك، بالتحريك: الشئ الذى يهوى ويسقط. وقال: رأت هــلكــا بنجاف الغبيط فكادت تجد لذالك الهجارا والهــلكــة أيضا: الهلاك، ومنه قولهم: هي الهَــلَكَــةُ الهَــلْكــاءُ، وهو توكيد لها، كما يقال: همج هامج. والهالكــي: الحداد، نسب إلى الهالك ابن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدادا. ولذلك قيل لبنى أسد: القيون. قال الكــسائي: يقال وقع في وادي تُهُــلِّكَ بضم التاء والهاء واللام مشددة ، وهو غير مصروف، مثل تخيب، ومعناهما الباطل.
هــلك
الْهَلَاكُ على ثلاثة أوجه: افتقاد الشيء عنك، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى: هَــلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
[الحاقة/ 29] .
- وهَلَاكِ الشيء باستحالة وفساد كقوله:
وَيُهْــلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
[البقرة/ 205] ويقال: هَــلَكَ الطعام.
والثالث: الموت كقوله: إِنِ امْرُؤٌ هَــلَكَ
[النساء/ 176] وقال تعالى مخبرا عن الكــفّار:
وَما يُهْــلِكُــنا إِلَّا الدَّهْرُ
[الجاثية/ 24] .
ولم يذكر الله الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذّمّ إلّا في هذا الموضع، وفي قوله:
وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَــلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا
[غافر/ 34] ، وذلك لفائدة يختصّ ذكرها بما بعد هذا الكــتاب.
والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا، وذلك المسمّى فناء المشار إليه بقوله:
كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
[القصص/ 88] ويقال للعذاب والخوف والفقر: الهَلَاكُ، وعلى هذا قوله: وَإِنْ يُهْــلِكُــونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ
[الأنعام/ 26] ، وَكَمْ أَهْــلَكْــنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ
[مريم/ 74] ، وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْــلَكْــناها
[الأعراف/ 4] ، فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْــلَكْــناها [الحج/ 45] ، أَفَتُهْــلِكُــنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
[الأعراف/ 173] ، أَتُهْــلِكُــنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا [الأعراف/ 155] . وقوله:
فَهَلْ يُهْــلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ [الأحقاف/ 35] هو الهلاك الأكبر الذي دلّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله:
«لا شرّ كشرّ بعده النّار» ، وقوله تعالى: ما شَهِدْنا مَهْــلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ 49] . والْهُــلْكُ بالضّمّ: الْإِهْلَاكُ، وَالتَّهْــلُكَــةُ: ما يؤدّي إلى الهلاك، قال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْــلُكَــةِ [البقرة/ 195] وامرأة هَلُوكٌ: كأنها تَتَهَالَكُ في مشيها كما قال الشاعر:
مريضات أو بات التّهادي كأنّما تخاف على أحشائها أن تقطّعا
وكنّي بِالْهَلُوكِ عن الفاجرة لتمايلها، والهَالِكِــيُّ: كان حدّادا من قبيلة هَالِكٍ، فسمّي كلّ حدّاد هالكــيّا، والْهُــلْكُ: الشيء الهالك.
[هــلك] نه: فيه: إذا قال الرجل: "هــلك" الناس، فهو "أهــلكــهم"ن يروى بفتح كاف فعل ماض بمعنى أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هــلك الناس، أي استوجبوا النار سوء أعمالهم، فإذا قاله الرجل فهو الذي أوجبه لهم لا الله، أو هوا لذي لما قاله لهم وأيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو أوقعهم في الهلاك، ويروي بضمها بمعنى أن أكثرهم هلاكًا وهو رجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبًا ويرى له عليهم فضلًا. ط: وأما إذا قال تحزنا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا بأس به. ج: أو من الذين يرون خلود أهل الكــبيرة في النار فهو أشد وزرا وأعظم من قارف الكــبيرة. ن: واتفقوا على أن الذم فيمن قاله على الإزراء وتفضيل نفسه لأنه لا يعلم سر الله في خلقه، لا لمن قاله تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص، ومعنى الفتح أنه جعلهم هالكــين لا أنهم هالكــون حقيقة. نه: وفي ح الدجال: ثم قال: ولكــن "الهُــلك" كل الهــلكبالماضي لتحقق وقوعه، وأتى في قيصر بالمضارعة إشعارًا بالاعتناء بشأنه، وذلك أن الروم كانوا سكان الشام وكان النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه أشد رغبة، ومن ثم غزا تبوك. قس: فسلطه الله على "هــلكــته" - بفتح لام وكاف، وروي: فسلط - بضم سين. ط: أي على إتفاقه - ومر في حسد. وفيه: فإن الالتفات في الصلاة "هــلكــة" - بفتحتين، أي هلاك، فإنه طاعة للشيطان واستحالة الصلاة من الكــمال إلى النقصان. ك: "هــلكــة" أمتى على يد أغيلمة، بفتحتين، وغلمة - بالنصب على الاختصاص، ومر في غ. وح: "يهــلك" الناس هذا الحي - بالرفع، يعني بسبب وقوع فتن وحروب بينهم بتخبيط أحوال الناس، ولولا أن الناس - للتمني، أو شرطية حذف جوابه. وح: به "مهــلكــة" - بفتح ميم وكسر لام وفتحها، مكان الهلاك، وروى بلفظ اسم فاعل؛ وروى بزيادة: وبيئة - فعيلة من الوباء. ن: وكذا ضبط: في أرض دوية مهــلكــة. وفيه: يهــلكــون "مهــلكــا" واحدًا، أي يقع الهلاك على جميعهم في الدنيا. وح: ولن يهــلك على الله إلا "هالك"، يعني من يحرم هذه الرحمة الواسعة أو غلبت سيئاته مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة فهو الهالك، أي حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى. وح: لا "هــلك" عليكم، بضم هاء أي الهلاك. وح: إنما "هــلك" بنو إسرائيل حين اتخذ نساؤهم هذه، لعله كان محرمًا عليهم فعوقبوا باستعمالهم، والهلاك كان به وبغيره من المعاصي فعند ظهور ذلك فيهم هــلكــوا. ش: ما "هــلك" امرؤ عرف قدره، هو قريب من معنى: ما ضاع امرؤ عرف قدره، لأن الضائع الهالك.
(هـ ل ك)

هَــلَكَ يَهــلِكُ هُــلْكــاً وهُــلُكــا وهَلاكا: مَاتَ، ابْن جني: وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (وَيهــلَكَ الحَرثُ والنَّسلُ) قَالَ: هُوَ من بَاب ركن يركن، وَقَنطَ يقنط، وكل ذَــلِك عِنْد أبي بكر لُغَات مختلطة، قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون ماضي يهْــلك هــلك، كعطب، فاستغنى عَنهُ بهــلك، وَبقيت يهْــلك دَلِيلا عَلَيْهَا.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الهَــلَكَــة فِي جفوف النَّبَات وبيوده، فَقَالَ، يصف النَّبَات: من لدن ابْتِدَائه إِلَى تَمَامه، ثمَّ توليه وإدباره إِلَى هَــلَكَــتِه وبيوده.

وَرجل هالِكٌ من قوم هُــلَّكٍ وهُلاَّكٍ وهَــلْكَــى وهَوالِكَ، الْأَخِيرَة شَاذَّة، وَقَالَ الْخَلِيل: إِنَّمَا قَالُوا: هَــلْكَــى وزَمْنَى ومَرْضَى، لِأَنَّهَا أَشْيَاء ضربوا بهَا وأدخلوا فِيهَا وهم لَهَا كَارِهُون.

وهَــلَكَ الشَّيْء وهَــلَّكَــه وأهــلَكَــه، قَالَ العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجا

وَأنْشد ثَعْلَب:

قالتْ سُلَيمَى هَــلِّكُــوا يَسارا

وَفِي التَّنْزِيل: (وتِــلْكَ القُرَى أهــلَكــناهُمْ لَمَّا ظَلَموا) واستَهــلَكَ المَال: أنفقهُ وأنفذه، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

تَقولُ إِذا استَهــلَكــتُ مَالا لِلَذَّةٍ ... فُكَيْهَةُ هَشَّئٌ بِكَفَّيْكَ لائِقُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يُرِيد: هَل شَيْء، فأدغم اللَّام فِي الشين، وَلَيْسَ ذَــلِك بِوَاجِب كوجوب إدغام الشم وَالشرَاب، وَلَا جَمِيعهم يدغم هَل شَيْء.

وأهــلَكَ المَال: بَاعه، وَفِي بعض أَخْبَار هُذَيْل أَن حبيبا الْهُذلِيّ قَالَ لمعقل بن خويلد: ارْجع إِلَى قَوْمك. قَالَ: كَيفَ أصنع بإبلي؟ قَالَ: أهــلِكْــها، أَي بعها.

والمَهــلِكَــة والمَهــلَكَــة: الْمَفَازَة، لِأَنَّهُ يُهْــلَك فِيهَا كثيرا.

والهِــلَكــونَ: الأَرْض الجدبة وَإِن كَانَ فِيهَا مَاء. والهَــلَكُ والهَــلَكــاتُ: السنون الجدبة، لِأَنَّهَا مُهــلِكَــةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قالَت لَهُ أمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا تَرى لِذَوي الأموالِ والهَــلَكِ

الْوَاحِدَة هَــلَكَــةٌ، بِفَتْح اللَّام أَيْضا.

والهَلاكُ: الْجهد المُهــلِكُ.

وهَلاكٌ مُهتَــلِكٌ، على الْمُبَالغَة، قَالَ رؤبة:

مِن السِّنينَ والهَلاكِ المُهتَــلِكْ

ولأذهَبنَّ إِمَّا هُــلْكٌ وَإِمَّا مُــلْك، وَالْفَتْح فيهمَا لُغَة، أَي لأذهبن فإمَّا أَن أَهْــلِكَ وَإِمَّا أَن أَمْــلِك.

وهالِكُ أهل: الَّذِي يَهــلِك فِي أَهله، قَالَ الْأَعْشَى:

وهالِكِ أهلٍ يَعودونَهُ ... وآخَرَ فِي قَفْرَهٍ لم يُجَنْ

والهَــلَكُ: جيفة الشَّيْء.

والهالِك والهَــلَكُ: مشرفة المهواة من جو السكاك، لِأَنَّهَا مَهــلَكَــةٌ، وَقيل: الهَــلَك: مَا بَين كل أَرض إِلَى الَّتِي تحتهَا إِلَى الأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ من ذَــلِك، فَأَما قَول الشَّاعِر:

المَوتُ تَأتِى لِميقاتٍ خَواطِفُه ... وَلَيْسَ يُعجِزُه هَــلْكٌ وَلَا لوحُ

فَإِنَّهُ سكن للضَّرُورَة، وَهُوَ مَذْهَب كُوفِي، وَقد حجر عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ إِلَّا المكسور والمضموم، وَقيل: الهَــلَكُ مَا بَين أَعلَى الْجَبَل وأسفله، ثمَّ يستعار لهواء مَا بَين كل شَيْئَيْنِ، وَكله من الْهَلَاك.

والتَّهــلُكــة: الْهَلَاك، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلاَ تُلْقُوا بِأيْديكُمْ إِلَى التَّهْــلُكَــةِ) وَقيل: التَهــلكُــة: كل شَيْء عاقبته إِلَى الْهَلَاك.

والتُّهلوك الْهَلَاك، قَالَ: شَبِيبُ عادَى اللهُ من يَقلِيكا

وسبَّبَ اللهُ لَهُ تُهلوكا

وَوَقع فِي وَادي تُهُــلِّكَ، أَي الْبَاطِل والهلاك، كَأَنَّهُمْ سموهُ بِالْفِعْلِ.

والاهتِلاك والانهِلاك: رمي الْإِنْسَان بِنَفسِهِ فِي تَهْــلُكــةٍ.

والقطاة تهتَــلِك من خوف الْبَازِي، أَي ترمي بِنَفسِهَا فِي المهالك.

والمُهتَــلِك: الَّذِي لَيْسَ لَهُ هم إِلَّا أَن يتضيفه النَّاس، يظل نَهَاره فَإِذا جَاءَ اللَّيْل أسْرع إِلَى من يكفله خوف الْهَلَاك لَا يَتَمَالَك دونه، قَالَ أَبُو خرَاش:

إِلَى بَيته يَأْوى الغريبُ إِذا شَتا ... ومهتــلِكٌ بالي الدَّرِيسَينِ عائلُ

والهُلاَّك: الَّذين ينتابون النَّاس ابْتِغَاء معروفهم من سوء حَالهم، وَقيل: الهُلاَّك: المنتجعون الَّذين قد ضلوا الطَّرِيق، وَكله من ذَــلِك، أنْشد ثَعْلَب:

أبيتُ مَعَ الهُلاَّك ضَيفاً لأهلِها ... وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضْلِ

وَكَذَــلِكَ المُتَهَــلِّكــون، أنْشد ثَعْلَب للمتنخل الْهُذلِيّ:

لَو أَنه جَاءَنِي جَوعانُ مُهْتَــلِكٌ ... من بُؤَّس النَّاس عَنهُ الخيرُ محجوزُ

وأفعل ذَــلِك إِمَّا هَــلَكَــتْ هُــلُكٌ، وَبَعْضهمْ لَا يصرفهُ، أَي على مَا خيلت نَفسك وَلَو هــلَكْــتَ والعامة تَقول: إِن هــلَك الهُــلُكُ.

والهَلوك من النِّسَاء: الْفَاجِرَة الشبقة، وَلَا يُوصف للرجل الزَّانِي بذلك، وَقَالَ بَعضهم: الهَلوك: الْحَسَنَة التبعل لزَوجهَا.

وتهالَكَ الرجل على الْمَتَاع والفراش: سقط عَلَيْهِ.

وتهالكــتِ الْمَرْأَة فِي مشيها، من ذَــلِك.

والهالِكِــيُّ: الْحداد، وَقيل: الصيقل، قَالَ ابْن الْكَــلْبِيّ: أول من عمل الْحَدِيد من الْعَرَب الهالكُ بن أَسد بن خُزَيْمَة، فَلذَــلِك قيل لبني أَسد: القيون. 
هـــلك
هــلَكَ يهــلَك ويهــلِك، هَلاكًا وهُلوكًا ومَهْــلَكًــا ومَهْــلِكًــا وتَهْــلُكَــةً وهُــلْكًــا، فهو هالِك، والمفعول مهلوك (للمتعدِّي)
• هــلَك فلانٌ:
1 - مات "ما هــلَك امرؤٌ عرَف قدرَه- {لِيَهْــلِكَ مَنْ هَــلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {مَا شَهِدْنَا مَهْــلِكَ أَهْلِهِ} - {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْــلُكَــةِ} " ° شفا الهَلاك- هــلَك على الشَّيء: حرِص عليه- وقَف على شفير الهلاك.
2 - كفر " {لِيَهْــلِكَ مَنْ هَــلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} ".
• هــلَك الشَّيءُ: ذهب وزال " {هَــلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} ".
• هــلَكَــه في العمل: أفناه، أبلاه. 

أهــلكَ يُهــلك، إهلاكًا، فهو مُهــلِك، والمفعول مُهــلَك (للمتعدِّي)
• أهــلك فلانٌ: ارتكب أمرًا عظيمًا.
• أهــلَك اللهُ الظَّالمين:
1 - جعلهم يهــلكــون أو يموتون، أبادهم ولم يترك لهم أثرًا "كثيرًا ما نمنح أعداءنا وسائل إهلاكنا- {نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْــلِكُــنَا إلاَّ الدَّهْرُ} " ° أهــلك الحرث والنَّسل: أفنى كلَّ شيء.
2 - عذَّبهم " {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْــلَكْــتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} ".
• أهــلَك الشَّيءَ: أفسده وخرّبه "أهــلك ماله: فرّط فيه وأتلفه- {يَقُولُ أَهْــلَكْــتُ مَالاً لُبَدًا} ". 

استهــلكَ يستهــلك، استهلاكًا، فهو مُستهــلِك، والمفعول مُستهــلَك
• استهــلك مالَه: أهــلكــه، أنفقه "استهــلك كلَّ ما عنده من موادّ غذائيّة".
• استهــلك الطَّعامَ: تناوله "يستهــلك المواطنون البيضَ بكثرة".
• استهــلكــتِ السَّيَّارةُ البنزينَ: استنفدته ° استهــلك المعنى/ استهــلك اللفظَ: استنفده وأفرغه.
• استهــلك فلانٌ فلانًا: أهــلَكــهُ. 

انهــلكَ/ انهــلكَ في ينهــلِك، انهلاكًا، فهو مُنهــلِك، والمفعول مُنهــلَك فيه
• انهــلك الرَّجلُ: رَمى نفسَه في المهالك.
• انهــلك في الأمر: واصله بجدّ وحِرْص "انهــلك في عمله الجديد". 

تهالكَ على/ تهالكَ في/ تهالكَ من يتهالك، تهالُكًــا، فهو مُتهالِك، والمفعول مُتهالَك عليه
• تهالك على التَّدخين: أقبل عليه في حرص شديد "تهالَكَ على الملذّات/ المال".
• تهالك المرءُ على فراشه: تساقطَ عليه.
• تهالكَ العُمَّالُ في إنجاز المشروع: جدّوا واستعجلوا إنجازه "تهالك في التفوق على منافسه".
• تهالكــتِ المرأةُ في مشيتها: تأوّدت وتكسَّرت وتمايلت.
• تهالكَ فلانٌ من الإعياء: سقَطَ. 

تهــلَّكَ في يتهــلَّك، تهــلُّكًــا، فهو مُتهــلِّك، والمفعول مُتهــلَّك فيه
 • تهــلَّكَ في المفاوز: دارَ فيها شبه المتحيِّر.
• تهــلَّكَــت المرأةُ في مشيتها: تهالكــتْ، تفيّأت وتكسَّرت. 

هــلَّكَ يُهــلِّك، تهليكًا، فهو مُهــلِّك، والمفعول مُهــلَّك (للمتعدِّي)
• هــلَّك فلانٌ: أهــلك؛ ارتكبَ أمرًا عظيمًا.
• هــلَّك فلانٌ فلانًا: أهــلكــه؛ جعلَه يموت. 

استهلاك [مفرد]:
1 - مصدر استهــلكَ ° استهلاك دَيْن: تسديده على أقساط.
2 - (قص) استخدام سلعة أو خدمة في تحقيق منفعة بصورة مباشرة بدون استعمالها في إنتاج سلعة أو خدمة أخرى.
• الاستهلاك الجماعيّ: (قص) العمليات الاستهلاكيّة التي لا يمكن تنظيمها وإدارتها إلا بصورة جماعيَّة؛ نظرًا لطبيعة المشكلة وحجمها.
• الاستهلاك الذَّاتيّ: (قص) جزء من الإنتاج يستهــلكــه المُنتج وعائلته عوضًا عن تصريفه وطرحه في السُّوق.
• عارية استهلاك: (قن) عقد بين مُعير ومستعير يتّفق بموجبه الأول على أن يُسلِّم للثاني أشياء منقولة قابلة للاستهلاك، ويوافق الثاني على أن يردّ في المستقبل ما يماثل تــلك الأشياء من حيث النوع والصِّنف والكــميَّة. 

استهلاكيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استهلاك: "تمَّ طرح كمِّيَّات كبيرة من السلع الاستهلاكيّة في الأسواق".
• مجتمع استهلاكيّ: (قص) الذي يتجاوز استهلاكه إنتاجه ° سلع استهلاكيَّة: سلع كالطَّعام أو الملابس التي تفي بحاجات الإنسان من خلال الاستهلاك أو الاستعمال المباشر لها.
• السُّوق الاستهلاكيَّة: (قص) سوق تهتم بتحقيق المنفعة الشخصيّة من السّلع أكثر من اهتمامها بإنتاج هذه السلع.
• ثقافة استهلاكيَّة: ثقافة غير متأصِّلة قوامها استعراض المعلومات.
• العقليَّة الاستهلاكيَّة: عقلية تافهة قاصرة عن التفكير والابتكار، تتبنّى آراء الآخرين دون تمحيص.
• أسئلة استهلاكيَّة: أسئلة شخصيّة متكررة تهتم بالاستفسار عن أمور خاصّة لا تخدم المجتمع ولا تفيد جديدًا، هدفها محاولة التغطية على موضوع حيويّ مهم، أو تضييع الوقت "كلّ الأسئلة التي طرحت في المؤتمر كانت أسئلة استهلاكيّة".
• المقدِّمة الاستهلاكيَّة للحكاية الشَّعبيَّة: عبارات تقليديّة تبدأ بها كل حكاية شعبيّة، مثل: كان يا ما كان. 

تَهْــلُكــة [مفرد]:
1 - مصدر هــلَكَ.
2 - كل ما عاقبته الهلاك " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْــلُكَــةِ} ". 

مُستهــلَك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استهــلكَ.
2 - مستعمل كثيرًا "آلات/ طاقة مستهــلكــة" ° طريق مستهــلك الوِرْد: يُجهد مَنْ ســلكــه. 

مُستهــلِك [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استهــلكَ.
2 - مستعمِل "مستهــلِك الآلات".
3 - خلاف المنتج "مستهــلكــو الخُضَر في المدينة". 

مَهْــلَك [مفرد]: مصدر هــلَكَ

مَهْــلِك [مفرد]:
1 - مصدر هــلَكَ.
2 - اسم زمان من هــلَكَ: " {وَجَعَلْنَا لِمَهْــلِكِــهِمْ مَوْعِدًا} - {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْــلِكَ أَهْلِهِ}: وتحتمل هنا للزمان والمكان". 

مَهْــلَكــة [مفرد]: ج مَهالِكُ:
1 - اسم مكان من هــلَكَ: مكان الهلاك.
2 - مفازة، صحراء لا ماء فيها.
3 - حرْب "الحروب مهالك".
4 - سبب في الهلاك. 

هالك [مفرد]: ج هالكــون وهَــلْكــى وهُــلَّك وهُلاّك وهوالكُ، مؤ هالكــة، ج مؤ هالكــات وهُــلَّك وهوالكُ: اسم فاعل من هــلَكَ

هالوك [جمع]: (نت) نبات زهريّ متطفِّل يضعف الزّرع، من الفصيلة المركبة، منه أنواع تتطفَّل على الفول، والعدس والطماطم والباذنجان وغيرها، ولا تنبت بذوره إلا بجوار بذور عائلها. 

هلاك [مفرد]: مصدر هــلَكَ ° خلَص من الهلاك: نجا وسلم. 

هَــلَك [مفرد]
• الهَــلَكُ:
1 - ما بين أعلى الجبل وأسفله.
2 - الشَّيء الذي يهوي ويسقط.
3 - هواء ما بين كلّ شيئين.
4 - بقايا الشَّيء الهالك كالجيفة. 

هُــلْك [مفرد]: مصدر هــلَكَ

هَــلَكَــة [مفرد]: ج هَــلَكــات وهَــلَك: سَنة جدبة. 

هَلوك [مفرد]: ج هُــلُك
• الهَلُوك: الساقطة، المرأة الفاجرة البغيّ. 

هُلوك [مفرد]: مصدر هــلَكَ

هــلك: لهَــلْكُ: الهلاك. قال أَبو عبيد: يقال الهَــلْك والهُــلْكُ

اوالمُــلْكُ والمَــلْكُ؛ هَــلَكَ يَهْــلِكُ هُــلْكــاً وهَــلْكــاً وهَلاكاً: مات. ابن جني:

ومن الشاذ قراءة من قرأَ: ويَهْــلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ، قال: هو من باب

رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة،

قال: وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْــلكُ هَــلِك كعَطِبَ، فاستغنى عنه بهَــلَكَ

وبقيت يَهْــلَك دليلاً عليها، واستعمل أَبو حنيفة الهَــلَكَــة في جُفُوف

النبات وبَيُوده فقال يصف النبات: من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه، ثم

تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَــلَكَــتِه وبَيُوده.

ورجل هالِكٌ من قوم هُــلَّكٍ وهُلاَّك وهَــلْكَــى وهَوَالِكَ، الأَخيرة

شاذة؛ وقال الخليل: إِنما قالوا هَــلْكَــى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء

ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون. الأَزهري: قومٌ هَــلْكَــى

وهالِكُــون. الجوهري: وقد يجمع هالِك على هَــلْكَــى وهُلاَّك؛ قال زيادُ بن

مُنْقِذ:

تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه،

يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ

يعني به الفقراء؛ وهَــلَكَ الشيءَ وهَــلَّكــه وأَهْــلَكَــه؛ قال العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا،

هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا

يعني مُهْــلِك، لغة تميم، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ. وقال الأَصمعي

في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا

في السير أَي من تعرَّض فيه هَــلَكَ؛ وأَنشد ثعلب:

قالت سُلَيْمى هَــلِّكــوا يَسارا

الجوهري: هَــلَكَ الشيءُ يَهْــلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْــلَكــاً

ومَهْــلِكــاً ومَهْــلُكــاً وتَهْــلُكَــةً، والاسم الهُــلْكُ، بالضم؛ قال اليزيدي:

التَّهْــلُكــة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس؛ قال ابن بري: وكذلك

التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قال: وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:

شَبيبُ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا

وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا

وأَهْــلكــه غيره واسْتَهْــلَكــه. وفي الحديث عن أَبي هريرة: إِذا قال الرجلُ

هَــلَكَ الناسُ

فهو أَهْــلَكــهم؛ يروى بفتح الكــاف وضمها، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً

ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ

من رحمة ا لله تعالى يقولون هَــلَك الناسُ

أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم، فإِذا قال الرجل ذلك

فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى، أَو هو الذي لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم

حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذي أَوقعهم في

الهلاك، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْــلَكــهم أَي أَكثرهم

هَلاكاً، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً، ويرى له

عليهم فضلاً. وقال مالك في قوله أَهــلكــهم أَي أَبْسَلُهم. وفي الحديث: ما

خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْــلَكَــتْه؛ قيل: هو حضٌّ على تعجيل الزكاة

من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به، وقيل: أَراد تحذير

العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها، وقيل: أَن يأْخذ الزكاة

وهو غنّي عنها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَتاه سائل فقال له:

هَــلَكْــتُ وأَهْــلَكْــتُ أَي أَهــلكــت عيالي. وفي التنزيل: وتــلك القُرى أَهْــلَكْــناهم

لما ظلموا. وقال أَبو عبيدة: أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَــلَكْــتَني بمعنى

أَهْــلَكــتني، قال: وليست بلغتي. أَبو عبيدة: تميم تقول هَــلَكَــه يَهْــلِكُــه

هَــلْكــاً بمعنى أَهْــلَكــه. وفي المثل: فلان هالِكٌ في الهوالك؛ وأَنشد

أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ:

تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه،

إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ

فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ،

غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ

قال: وهذا شاذ على ما فسر في فوارس؛ قال ابن بري: يجوز أَن يريد هالك في

الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكــة، على القياس، وإِنما جاز فوارس لأَنه

مخصوص بالرجال فلا لبس فيه، قال: وصواب إنشاد البيت:

فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر

والهَــلَكَــة: الهَلاكُ؛ ومنه قولهم: هي الهَــلَكَــة الهَــلْكــاءُ، وهو توكيد

لها، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ.

أبو عبيدة: يقال وقع فلان في الهَــلَكَــةِ الهَــلْكــى والسَّوْأَة

السَّوْأى. وقوله عز وجل: وجعلنا لمَهْــلِكــهِم مَوعِداً؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً،

ومن قرأ لمَهْــلَكِــهم فمعناه لإهلاكهم. وفي حديث أم زرع: وهو إمامُ

القَوْم في المَهالِك؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا

يتخلف، وقيل: إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره.

واسْتَهْــلَكَ المالَ: أنفقه وأنفده؛ أنشد سيبويه:

تقولُ، إذا اسْتَهْــلَكْــتُ مالاً للَذَّةٍ،

فُكَيْهَةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ

قال سيبويه: يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين، وليس ذلك بواجب كوجوب

إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء. وأهْــلَكَ المالَ: باعه. في بعض

أخبار هذيل: أن حَبيباً الهُذَليّ قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد: ارجِعْ

إلى قومك، قال: كيف أصنع بإيلي؟ قال: أهْــلِكْــها أي بعْها. والمَهْــلَكــة

والمَهــلِكــة والمَهْــلُكــة: المَفازة لأنه يهــلك فيها كثيراً. ومفازة هالكــةٌ من

سَــلَكــها أي هالكــة للسالكــين. وفي حديث التوبة: وتَرْكُها مَهْــلِكــة أي

موضع لهَلاكِ نفْسه، وجمعها مَهالِكُ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة.

والهَــلَكُــونُ: الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء. ابن بُزُرج: يقال هذه أرض

آرمَةٌ هَــلَكُــونٌ، وأرض هَــلَكــون إذا لم يكن فيها شيء. يقال: هَــلَكــونُ

نبات أرضين. ويقال: ترَكها آرِمَةً هَــلَكِــينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر

طويل. يقال: مررت بأرض هَــلَكِــينَ، بفتح الهاء واللام

(* قوله: «هَــلَكــينَ

بفتح النون دون تنوين»، هكذا في الأصل. وفي القاموس: أرضٌ هَــلَكِــينٌ

وأرضٌ هَــلكــونٌ، بتنوين الضمّ).

والهَــلَكُ والهَــلَكــاتُ: السِّنُونَ لأنها مهــلكــة؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد

لأسْودَ بن يَعْفُرَ:

قالت له أمُّ صَمْعا، إذ تُؤَامِرُه:

ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَــلَكِ؟

الواحدة هَــلَكــة بفتح اللام أيضاً. والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْــلِكُ.

وهَلاكٌ مُهْتَــلِكٌ: على المبالغة؛ قال رؤبة:

من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَــلِكْ

ولأَذْهَبَنَّ فإما هُــلْكٌ وإما مُــلْكٌ، والفتح فيهما لغة، أي

لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْــلِكَ وإما أن أمْــلِكَ. وهالِكُ أهْلٍ: الذي يَهْــلِكُ في

أهْله؛ قال الأَعشى:

وهالِك أهْلٍ يَعودُونه،

وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ

قال: ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْــلِك أهْلَه. والهَــلَكُ: جِيفَةُ الشيء

الهالِك. والهَــلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها

مَهْــلَكــة، وقيل: الهَــلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة،

وهو من ذلك؛ فأما قول الشاعر:

الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه،

وليس يُعْجِزُهُ هَــلْكٌ ولا لُوح

فإنه سكن للضرورة، وهو مذهب كوفي، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور

والمضموم، وقيل: الهَــلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما

بين كل شيئين، وكله من الهَلاك، وقيل: الهَــلَكُ المَهْواة بين الجبلين؛

وأنشد لامرئ القيس:

أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ،

على الأَيْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا

رأتْ هَــلَكــاً بنِجاف الغَبِيط،

فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا

ويروى: تَجُدّ لذاك الهِجارا؛ قوله هِباب: نَشاط، ونِواراً: نِفاراً،

وتجدّ: تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ، والهِجار: حبل يشدّ في رسغ

البعير. والهَــلَكُ: المَهْواة بين الجبلين؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة

جَيْداء:تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً

على هَــلَكٍ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ

والهَــلَكُ، بالتحريك: الشيء الذي يَهْوي ويسقُط. والتَّهْــلُكَــةُ:

الهلاك. وفي التنزيل العزيز: ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْــلُكــة؛ وقيل:

التَّهْــلُكــة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك. والتُّهْلُوك: الهَلاك؛ وأنشد

بيت شَبيبٍ:

وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا

ووقع في وادي تُهْــلِّكَ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة، وهو غير مصروف

مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل.

والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ: رمي الإنسان بنفسه في تَهْــلُكــة. والقَطاة

تَهْتَــلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك. ويقال: تَهْتَــلِكُ

تجتهد في طيرانها، ويقال منه: اهْتَــلَكــتِ القَطاةُ. والمِهْتَــلِكُ: الذي

ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل

أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه؛ قال أبو

خِراشٍ:إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا،

ومُهتَــلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ

والهُلاّكُ: الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء

حالهم، وقيل: الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق، وكله من ذلك؛

أنشد ثعلب لجَمِيل:

أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها،

وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ

وكذلك المُتَهَــلِّكُــون؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ:

لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَــلِكٌ،

من بُؤَّس الناس، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ

وافْعَلْ ذلك إما هَــلَكَــتْ هُــلُكُ أي على كل حال، بضم الهاء واللام غير

مصروف؛ قال ابن سيده: وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو

هَــلَكْــتَ، والعامَّة تقول: إن هَــلَكَ الهُــلُكُ؛ قال ابن بري: حكى أبو علي

عن الكــسائي هَــلَكَــتْ هُــلُكُ، مصروفاً وغير مصروف. وفي حديث الدجال: وذكر

صفته ثم قال: ولكــن الهُــلْكُ كلُّ الهُــلْكِ أن ربكم ليس بأعور، وفي رواية:

فإما هَــلَكَــتْ هُــلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور؛ الهُــلْكُ الهَلاك، ومعنى

الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية

ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن

الله منزه عن النقائص والعيوب، وأما الثانية فهُــلَّكٌ، بالضم والتشديد،

جمع هالك أي فإن هَــلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور،

ولو روي: فإما هَــلَكَــتْ هُــلُك على قول العرب افعل كذا إما هَــلَكَــتْ

هُــلَّكُ وهُــلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن، لكــان وجهاً قويّاً ومُجْراه

مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال. وهُــلُكٌ: صفة

مفردة بمعنى هالكــة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ، فكأنه قال: فكيفما كان

الأمر فإن ربكم ليس بأعور، وفي رواية: فإما هَــلَكَ الهُــلُكُ فإن ربكم ليس

بأعور. قال الفراء: العرب تقول افعل ذلك إما هَــلَكَــتْ هُــلُكُ، وهُــلُكٌ

بإجراءٍ وغير إجراء، وبعضهم يُضيفه إما هَــلَكــتْ هُــلُكُــه أي على ما خَيَّلَتْ

أي على كل حال، وقيل في تفسير الحديث: إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل

حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، وقوله على ما

خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في

عوره.والهَلُوك من النساء: الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال، سميت

بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها، ولا يوصف الرجل الزاني

بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ؛ وقال بعضهم: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ

لزوجها. وفي حديث مازِنٍ: إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء.

وفي الحديث: فتهالَكْــتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه.

وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ: سقط عليه، وتَهالَكَــتِ المرأةُ في

مشيها: من ذلك.

والهالِكِــيُّ: الحدَّادُ، وقيل الصَّيْقَل؛ قال ابن الكــلبي: أوّل من

عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة، وكان حدّاداً

نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكــيُّ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ؛ وقال

لبيد:

جُنوحَ الهالِكِــيِّ على يدَيْهِ،

مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

أراد بالهالِكــيّ الحداد؛ وقال آخر:

ولا تَكُ مِثلَ الهالِكــيِّ وعِرْسِه،

سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ

فقالت: شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه،

ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ

أي خلطته بالسويق. قال عرّام في حديثه: كنت أتَهَــلَّكُ في مَفاوز أي كنت

أدور فيها شِبْهَ المتحير؛ وأنشد:

كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها،

بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَــلِكُ

واسْتَهْــلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه، واهْتَــلَكَ معه؛ وقال

الراعي:

لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى

خفيفَ الحشا، مُسْتَهْــلِكَ الرِّبْح، طامِعا

أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها. وطريق مُسْتَهْــلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ

من سَــلَكَــه؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق:

مُسْتَهْــلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جعَلَتْ

أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا

الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ: يعني به السَّدى والسَّتى؛ شبَّه شَرَك الطريق

بسَدَى الثوب. وفلان هِــلْكَــةٌ من الهِــلَكِ أي ساقطة من السواقط أي

هالِكٌ. والهَــلْكــى: الشَّرِهُونَ من النساء والرجال، يقال: رجال هَــلْكــى ونساء

هَــلْكــى، الواحد هالِكٌ وهالكــة. ابن الأَعرابي: الهالِكَــة النفس

الشَّرِهَة؛ يقال: هَــلَكَ يَهْــلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ؛ ومنه قوله:

ولم أهــلِكْ إلى اللَّبَنِ

(* تمامه كما في شرح القاموس:

جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهــلك إلى

اللبن)

أي لم أشْرَهْ. ويقال للمُزاحِمِ على الموائد: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ

والوارش والحاضِرُ

(* قوله «والحاضر» كذا بالأصل. والذي في مادّة حضر:

رجل حضر ككتف وندس: يتحين طعام الناس ليحضره.) واللَّعْوُ، فإذا أكل بيد

ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ؛ وأنشد شمر:

إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه،

كَهالِكَــةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ

قال: هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك

هَلاكه.

هـــلك
هَــلَكَ، كضَرَبَ ومَنَعَ وعَلِمَ وعَلى الثّاني قراءةُ الحَسَنِ وأَبي حَيوَةَ وابنِ أَبي إِسْحاقَ ويَهْــلَكُ الحَرثُ والنَّسلُ بفَتْحِ الياءِ واللامِ، ورفعِ الثّاءِ واللامِ كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي كتاب الشّواذِّ لابنِ جِنِّي رَوَاهُ هارُونُ عَن الحَسَنِ وَابْن أبي إِسْحاقَ، قَالَ ابنُ مُجاهِد: هُوَ غَلَطٌ قالَ أَبو الفَتْح: لَعَمْرِي إِنَّ ذَــلِك تَركٌ لما عَلَيهِ أَهْلُ اللُّغَة، ولكِــنْ قد جاءَ لَهُ نَظِيرٌ أَعْني قَوْلَنا: هَــلَكَ يَهْــلَكُ فَعَلَ يَفْعَلُ، وَهُوَ مَا حَكاهُ صَاحب الكِــتابِ من قَوْلِهم: أَبى يَأْبى، وحَكَى غَيرُه: قَنَطَ يَقْنَطُ، وسَلا يَسلَى، وجَبَا الماءَ يَجْبَاه، ورَكَنَ يَركَنُ، وقَلاَ يَقْلَى وغَسَى اللّيل يَغْسَى، وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَه الله يَذْهَبُ فِي هَذَا إِلَى أَنّها لُغاتٌ تَداخَلَتْ، وذلِكَ أَنّه قد يُقال: قَنَطَ وقَنِطَ ورَكَنَ ورَكِنَ، وسَلا وسَلِيَ، فتَداخَلَتْ مُضارِعاتُها، وأَيْضًا فإِنّ فِي آخِرِها أَلِفًا، وَهِي أَلف سَلا وقَلاَ وغسى وأبى، فضارَعَت الهَمْزَة نَحْو قَرَأَ وهَدَأَ.
وبَعْدُ: فإِذا كَانَ الحَسَنُ وابنُ أبي إِسْحاقَ إِمامَين فِي الثِّقَةِ واللُّغَةِ فَلَا وَجْهَ لمَنْعِ مَا قَرَآ بِهِ، وَلَا سِيّما وَله نَظِيرٌ فِي السَّماعِ، وَقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ يَهْــلَكُ جاءَ على هَــلِكَ بمنزِلَةِ عَطِبَ، غير أَنّه اسْتُغْنىَ عَن ماضِيه بهَــلَكْ انْتهى. هُــلْكًــا بالضّم وهَلاكًا بالفَتْح وتهْلُوكًا وَهَذِه عَن ابْن بَريّ، وهُلُوكًا، بضَمِّهما وَهَذِه نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ مَعَ الثانيةِ، وقالَ شيخُنا: لَو قَالَ بضَمِّانَّ وأَسْقَطَ الضّمَّ الأَوّلَ لكــانَ أَخْصَرَ وأوْجَزَ مَعَ الجَريِ على قاعِدَتِهِ المَأْلُوفةِ، فعُدُولُه عَنْهَا لغَيرِ نُكْتَة غيرُ صَواب. قلت: العُذْرُ فِي ذَــلِك تَخَلُّلُ لفظِ هَلاكٍ، وَهُوَ بالفَتْحِ. نَعَم، لَو أَخَّرَ لَفْظَ هَلاكٍ بعد قولِه بضَمِّهِما كانَ كَمَا قالَهُ شَيخُنا، فتأَمَّل، ومَهْــلُكَــةً كَذَا فِي النُّسِخِ والصّوابُ مَهْــلكًــا، كَمَا هُوَ نَصّ الِّصحاحِ والعُباب، وتَهْــلِكَــةً، مثَلَّثَتَيِ اللامِ واقْتَصَر الجوهرِي على تثْلِيث لامٍ مَهْــلُك، وأَمّا التَّهْــلُكَــة بضَم الّلامِ، فنُقِل عَن اليَزِيدِيِّ أَنَّه من نوادِرِ المَصادِرِ، وليسَتْ مِمَّا يَجْرِي على القِياسِ، وأَنشَد ابنُ بَريّ شاهِدًا على التّهْلُوكَ قولَ أَبي نُخَيلَةَ لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:)
شبِيبُ عادَى اللُّه مَن يَجْفُوكا وسبَّبَ الله لَهُ تُهْلُوكا وقرَأَ الخلِيلُ قَوْله تَعَالَى: وَلَا تُلْقُوا بأَيْدِيكُم إِلى التَّهْــلُكــة بكسرِ اللامِ، وقولُه: مَاتَ تفْسِيرٌ لقولِه هَــلكَ، وَلم يُقيِّدْه بِشَيْء لأَنه الأَكْثر فِي اسْتِعمالِهم، واخْتِصاصُه بمِيتةِ السّوءِ عرفٌ طارِئٌ لَا يُعْتدُّ بِهِ، بدَلِيل مَا لَا يُحْصَى من الْآي، والأَحادِيثِ، قالَ شيخُنا: ولُطُروِّ هَذَا العُرفِ قَالَ الشِّهابُ فِي شرحِ الشِّفاءِ: إِنْه يَمْنعُ إِطْلاقه فِي حق الأنْبِياءِ عليهِمُ الصّلاةُ والسّلامُ، وَلَا يُعْتدُّ بأَصْلِ اللّغةِ القدِيمَةِ كَمَا لَا يَخْفي عَمَّنْ لَهُ مَساسٌ بالقواعِدِ الشَّرعِيَّةِ، وَالله أَعْلمُ.
وأهْــلكــه غيرُه واسْتَهْــلكــه، وهَــلَّكــهُ تهْلِيكًا، وأَنشد ثَعْلَب: قالتْ سُليمَى هَــلِّكُــوا يَسارَا وقَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى الّلهُ عليهِ وسَلّمَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَــلكَ النّاسُ فهُوَ أَهْــلكُــهْم يرْوى برفِعِ الكــافِ وفتْحها، فَمن رَفع الْكَــاف أرادَ أَنَّ الغالِينَ الَّذين يُؤيسُون الناسَ من رَحْمَةِ الله تَعَالَى يَقُّولُون هَــلكَ الناسُ، أَي: اسْتوْجَبُوا النارَ والخُلُودَ فِيهَا لسُوءِ أَعْمالِهِم، فإِذا قَالَ الرّجُلُ ذلِكَ فَهُوَ أَهْــلكُــهم، وقِيل: هُوَ أَنْساهُم لله تَعَالَى، وَمن رَوَى بفتْحِ الكــافِ أَرادَ فهُوَ الَّذِي يُوجبُ لَهُم ذلِكَ لَا اللهُ تَعَالَى.
وقولهُ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ: مَا خالطَت الصَّدَقةُ مَالا إِلاّ أَهْــلكــتْه حَضٌّ على تعْجِيلِ الزَّكاةِ من قبلِ أَن تخْتلِط بالمالِ فَتذْهَبَ بِهِ، ويُقال: أَرادَ تحْذِيرَ العُمّالِ اخْتِزالَ شَيْء مِنْها وخلْطَهم إِيّاهُ بأَمْوالِهِم، وَفِي التَّنْزِيلِ: وتِــلْكَ القُرَىَ أَهْــلكْــناهُم لمّا ظلمُوا.
وهَــلكــه يَهْــلِكُــه هَــلْكًــا بمَعْنى أَهْــلكــه لازِمٌ مُتعَدِّ قَالَ أَبو عُبَيدَة: أَخْبَرَني رُؤْبَةُ أَنّه يُقَال: هَــلكْــتَنِي بِمَعْنى أَهْــلكْــتني قَالَ: وليسَتْ بلُغتِي، قَالَ أَبو عُبَيدَةَ: وَهِي لُغةُ تمِيمِ، وأَنْشد الجَوْهَرِيُّ للعَجّاجِ: ومَهْمَهِ هالِك مَنْ تعَرَّجَا هائِلةٍ أَهْوالُه من أَدْلجَا أَي مُهْــلِك، كَمَا يُقالُ: ليل غاضٍ أَي مُغض، ويُقال: هالِك المُتعَرِّجينَ، أَي مَنْ تعَرَّجَ فِيهِ هَــلكَ.
ورَجُلٌ هالِكٌ من قوْمِ هَــلْكــى قَالَ الخلِيلُ: إِنّما قالُوا هَــلْكــى وزَمْنى ومَرضى لأَنّها أَشياءُ ضُرِبُوا بهَا، وأُدْخِلُوا فِيهَا.
وهُم لَهَا كارِهُون ويجْمَعُ أَيْضًا على هُــلَّك وهُلاَّك كسُكَّرٍ ورُمّانٍ، قَالَ جميلٌ: (أَبِيتُ مَعَ الهُلاّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قرِيبٌ مُوسِعُون ذوُو فضْلِ)
وَقَالَ أَبو طالِبِ:
(يُطِيفُ بهِ الهُلاَّكُ من آلِ هاشِمٍ ... فهُم عِنْدَه فِي نِعْمَةٍ وفواضِلِ)

وهَوالِكُ أَيْضًا، وَمِنْه المَثَلُ: فلانٌ هالِكٌ من الهَوالِكِ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لابْنِ جِذْلِ الطِّعانِ:
(تَجاوَزْتُ هِنْدا رَغْبَةً عَن قِتالِه ... إِلَى مالِك أَعْشُو إِلى ذِكر مالكِ)

(فأَيْقَنْتُ أَنِّي ثائِر ابْن مُكَدَّمٍ ... غَداتَئذٍ أَو هالِكٌ فِي الهَوالِكِ)
قالَ: وَهَذَا شَاذٌّ على مَا فسِّرَ فِي فوارِس، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يجوزُ أَن يُرِيدَ هالِكٌ فِي الأمَمِ الهَوالِكِ، فيكونُ جَمْعَ هالِكَــة على القياسِ، وإِنّما جازَ فوارِس لأَنّه مَخْصُوصٌ بالرِّجالِ، فَلَا لَبس فيهِ، قَالَ: وصَوابُ إٍ نشادِ البَيتِ: فأَيْقَنْتُ أنِّي عندَ ذلِكَ ثائِرٌ والهَــلَكَــةُ مُحَرَّكَةً، والهَــلْكــاءُ بالفَتْحِ: الهَلاكُ، وَمِنْه قَوْلُهُم: هِيَ هَــلَكــةٌ هَــلْكــاءُ وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا، كَمَا يُقالُ: هَمَجٌ هامِجٌ.
وقالَ أَبو عُبَيدٍ: يُقال: وَقَع فلانٌ فِي الهَــلَكَــةِ الهَــلْكَــى، والسَّوْأَةِ السَّوْأى.
وقَوْلُهم: لأَذْهَبَنَّ فإِمّا هُــلْكٌ وِإمّا مُــلْك، بفَتْحِهمَا وبضَمِّهما ومَرّ فِي م ل ك أَنّه يُثَلَّثُ أَي: إمّا أَنْ أَهْــلِكَ وِإمّا أَنْ أَمْــلِكَ نَقله ابنُ السِّكيتِ.
واسْتَهْــلَكَ المالَ: أَنْفَقَه وأَنْفَدهُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
(تَقُولُ إِذا اسْتَهْــلَكْــتُ مَالا لِلَذَّة ... فُكَيهَةُ هَشَّيئٌ بكَفَّئينَ لائِقُ)
قالَ سِيبَوَيْهِ: يريدُ هَلْ شَيءٌ فأَدْغَمَ اللاّمَ فِي الشِّينِ، ولَيسَ ذَــلِك بواجِب كوُجُوبِ إِدغامِ الشّمّ والشَّراب، وَلَا جَمِيعُهم يُدْغِمُ هَلْ شَيءٌ.
وأَهْــلَكَــه: باعَهُ وَفِي بعض أَخْبارِ هُذَيْلٍ: أَنَّ حَبِيبًا الهُذَلِيَ قالَ لمَعْقِلِ بنِ خَوْيلدٍ: ارْجعْ إِلى قَوْمِكَ. قالَ: كَيفَ أَصْنَعُ بإِبِلِي قالَ: أَهْــلِكْــها، أَي: بِعْها.
وَمن المَجازِ: المَهْــلَكَــةُ، ويُثَلَّثُ: المَفازَةُ لأنّها تَهْــلَكُ الأَرْواحُ فِيها، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وقالَ غَيرُه: لأَنَّها تَحْمِل على الهَلاكِ، وَفِي حَدِيثِ التَّوْبَةِ: وتَركُها بمَهْــلَكَــة بِفَتْح اللامِ وكَسرِها أَيضًا، والجَمْعُ المَهالِكُ.
والهَــلَكُــونُ كحَلَزُون، وتُكْسَرُ الهاءُ أَيْضًا، وَهَذِه عَن ابنِ بُزُرْجَ: الأَرْضُ الجَدْبَةُ وإِنْ كَانَ فِيها ماءٌ، وَقَالَ ابنُ بُزُرج يُقالُ: هَذِه أَرْضٌ هَــلَكِــينٌ أَي جَدْبَة، كَذَا ذكرَه ابنُ فارِسٍ وأَرْضٌ هَــلَكُــونٌ: إِذا لم تُمْطَر مُنْذُ دَهْرٍ هَكَذَا فِي النّسَخِ، ونصُّ أبنِ بُزُرْجَ: هَذِه أَرْضٌ آرمَة هِــلَكُــونَ، وأَرْضٌ هِــلَكُــونَ: إِذا لم يَكنْ فِيها شيءٌ، ويُقال: ترَكْتُها آرِمَةً هِــلَكِــينَ: إِذا لم يُصِبها الغيثُ منْذُ دَهْرِ طوِيل، يُقالُ: مَرَرْتُ بأَرْضٍ هَــلَكِــينَ بفتحِ الهَاءِ وَاللَّام.
ومِنَ المَجازِ: الهَــلَكُ، مُحَرَّكةً: السِّنُون الجَدْبَةُ لأَنّها تُهْــلِكُ عَن ابنِ الأَعْرابي، وأَنْشدَ لأَسْوَدَ بنِ يَعْفُرَ:
(قالتْ لهُ أَمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا ترَى لِذِوي الأَموالِ والهَــلَكِ)
الواحِدَةُ بهاءٍ، كالهَــلَكــاتِ مُحَرَّكةً أَيضًا.)
والهَــلَكُ: مَا بَيْنَ كُلِّ أَرْض إِلى الَّتِي تحْتها إِلى الأَرْضِ السّابِعَةِ.
والهَــلَكُ: جيفةُ الشَّيْء الهالِكِ نقَلَه اللّيثُ، وأَنْشَدَ قولَ امْرئَ القيسِ الآتِي قرِيبًا.
وقِيلَ الهَــلَكُ: مَا بَين أَعْلَى الجَبَلِ وأَسْفَلِه، ومِنْهُ اسْتُعِيرَ بمَعْنَى هَواء مَا بَيْنَ كُلِّ شَيئَين وكُلُّه من الهَلاكِ، وَقيل: هُوَ المَهْواةُ بينَ الجَبَلَين وَقيل: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ، فأَمّا قولُ الشّاعِرِ: (المَوْتُ تَأْتِي لمِيقاتٍ خَواطِفُه ...ولَيسَ يُعجِزُهُ هَــلْكٌ وَلَا لُوحُ)
فإِنّه سَكَّنَ للضَّرُرَةِ، وَهُوَ مَذْهَبٌ كُوفي، وَقد حَجَّرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْه إِلاّ فِي المَكْسُورِ والمَضْمُوم، وَقَالَ ذُو الرُمَّةِ يصفُ امْرَأَةً جَيداءَ:
(تَرَى قُرطَها فِي واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفِا ... على هَــلَكٍ فِي نَفْنفٍ يَتَطَوَّحُ)
والهَــلَكُ أَيْضًا: الشَّيْء الَّذِي يَهْوِي ويسقُطُ وَأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئَ القَيسِ:
(رَأَتْ هَــلكَــاً بنِجافِ الغَبِيطِ ... فكادَتْ تَجُدُّ لِذاكَ الهِجَارَا)
وأَنْشَدَه غَيره شاهَدَاً على المَهْواةِ بينَ الجَبَلَيْنِ، وقَبلَه:
(أَرَى ناقَةَ القَيسِ قَدْ أَصْبَحَتْ ... عَلَى الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارَا)
قولُه: هِباب، أَي: نَشاط، ونِوارا، أَي: نِفارا، وتَجُدُّ: تَقْطَعُ الحَبلَ نُفُورا من المَهْواةِ، ويروى: تَجُدُّ الْخُقِيَ الهِجارَا، والهجارُ: حَبل يُشَدُّ بهِ رُسْغُ البَعِيرِ.
وَمن مَجازِ المَجازِ الهَلُوكُ كصَبُور: المَرأَةُ الفاجِرَةُ الشبِقَةُ المُتَساقِطَةُ على الرِّجالِ مَأْخُوذ من تَهالكَــتْ فِي مَشْيِها: إِذا تَكَسَّرَتْ، أَو لأَنَّها تَتَهالَكُ أَي تَتَمايَلُ وتَتَثَنَّى عِنْدَ جِماعَها، وَلَا يُوصَفُ الرَجُلُ الزّانِي بذلِكَ، فَلَا يُقال: رَجُلٌ هَلُوكٌ.
وقالَ بعضُهُم: الهَلُوكُ: الحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِها وَمِنْه حَدِيثُ مَازِن: إِنِّي مُولَعٌ بالخَمْرِ والهَلُوكِ من النِّساء، كأَنَّه ضِدّ.
وَمن المَجازِ: الهَلُوكُ: الرَجُلُ السَّرِيعُ الإِنْزالِ عِنْد الجِماعِ، فكأَنَّه يَرمِي نَفْسَه لذَــلِك. عَن ابنِ عَبّاد.
وقولُهم: افْعَلْ ذلِكَ إِمّا هَــلَكَــتْ هُــلُكُ بالضَّمّاتِ مَمنُوعَةً من الصَّرفِ، وَعَلِيهِ اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وَقد تُصْرَفُ لُغَة نَقلَها الفَرّاءُ وقيلَ: إِما هَــلَكَــتْ هُــلُكُــهُ بالإضافَةِ، أَي: على مَا خَيَلَت أَي عَلَى كُلً حَال وخيَلَت: أَي أَرَتْ وشبَّهَتْ. وحَكى الفرّاءُ عَن الكِــسائيِ: إِمّا هَــلَكَــةُ هُــلَكَ، جَعَله اسْمًا وأَضاف إِليهِ وَلم يُجْرِ هُــلُكَ، وأَرادَ هِيَ هَــلَكَــةُ هُــلكَ يَا هَذَا، كَمَا فِي العُبابِ، ووَقعَ فِي مُسْندِ الإِمامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيثِ الدَّجّالِ وذكرَ صِفَتَه فَقَالَ: أَعْوَرُ جَعدٌ أَزْهَرُ هِجانٌ أَقْمَرُ كأَنَّ رأْسَه أَصَلَةٌ أَشْبَهُ النّاسِ بِعَبْد العُزَّى بنِ قَطَن فإمّا هَــلَكَ الهُــلُكُ فإِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بأَعْوَرَ، هَكَذَا رُوىَ بأَلْ ورَواه غيرُه ولكِــن الهُــلْكُ كُلَّ الهُــلْكِ أَي لكــنِ الهَلاكُ كُلُّ الهُلاكِ للدَّجّالِ أَنّ الناسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه) سُبحانَه مُنَزَّهٌ عَن العَوَرِ وَعَن جَمِيعِ الآفاتِ، فإِذا ادَّعَى الرُّبُوبيَّة ولبَّسَ عَلَيْهِم بأَشْياءَ لَيسَتْ فِي البَشَرِ فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ على إِزَالَة العَوَرِ الَّذِي يُسَجّلُ عَلَيْهِ بالبَشرِ، ويروَى فإِمّا هَــلَكَــتْ هُــلَّكٌ كسُكَّر، أَي فإنْ هَــلَكَ بِهِ ناسٌ جاهِلُون فضَلّوا فاعْلمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بأَعْوَرَ، قَالَ الصّاغاني: وَلَو رُوِي فإِمّا هَــلَكَــتْ هُــلُك على قَوْلِ العَرَبِ: افْعَلْ ذَــلِك إِمّا هَــلكــتْ هُــلُكٌ لَكَــانَ وَجْهًا قرِيبًا، ومُجراهُ مُجْرَى قوْلِهم: افْعَلْ ذَــلِك عَلِى مَا خيَّلَتْ أَي: على كُلِّ حالٍ، وهُــلُكٌ: صِفَةٌ مُفردَةٌ نَحْو قَوْــلِكِ: امْرَأَةٌ عُطُلٌ، وناقَةٌ سُرُحٌ، بمَعْنَى هالِكَــة، والهالِكَــةُ نَفْسُه، والمَعْنَى: افْعَلْه فإِنْ هَــلَكَــت نفْسكَ.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي وَجَّهَه فقد رُوِيَ أَيضًا هَكَذَا وفَسَّرَه بِمَا سَبَقَ ابنُ الأَثِير فِي النِّهايَةِ وغيرِه، وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الحَدِيث: إِنْ شَبَّهَ عَلَيْكُم بكُلِّ مَعْنًى وعَلَى كُلِّ حَال فَلَا يُشَبِّهَنَّ عَلَيْكُم أَنَّ رَبَّكُم ليئسَ بأَعْوَرَ.
والتَّهْــلُكَــةُ بِضَم الّلامِ: كُلُّ مَا أَي كُلُّ شَيْء تَصِير عاقبِتُهُ إِلى الهَلاكِ وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضًا.
وقالَ الكِــسائيُّ يُقال: وَقَعَ فلانٌ فِي وادِي تُهُــلِّك، بضمِّ التاءِ والهاءِ وكَسْرِ اللامِ المُشَدَّدَةِ مَمْنوعًا من الصّرفِ، وَالَّذِي فِي العُبابِ والصِّحاحِ بضمِّ التّاءِ والهاءِ والّلامُ مُشَدَّدَةٌ، فَلم يُصَرِّحا أَنّ اللامَ مكسورةٌ، أَي: فِي الباطِلِ والهَلاكِ، مثل تُخُيِّبَ وتُضُلِّلَ كأَنَّهم سَمَّوْهُ بالفِعْلِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجازِ: الاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رَمْيُكَ نَفْسَك فِي تَهْــلُكَــة وَمِنْه: القَطاةُ تَهْتَــلِكُ من خَوْفِ البازِيّ أَي تَرمِي بنَفْسِها فِي المَهالِكِ، قَالَ زُهَيرٌ:
(يَركُضْنَ عندَ الذُّنابي وَهِي جاهِدَةٌ ... يَكادُ يَخْطَفُها طَوْرًا وتَهْتَــلِكُ)
وقالَ اللَّيثُ: المُهْتَــلِكُ: الهالِكُ مَنْ لَا هَمَّ لَه إِلا أَنْ يَتَضَيَّفَه الناسُ يَظَلّ نَهارَه فإِذا جاءَ اللّيلُ أَسْرَعَ إِلى مَنْ يَكْفُلُه خَوْفَ الهَلاكِ لَا يَتَمالَكُ دُونَه، وأَنْشَدَ لأبي خِراش:
(إِلى بَيتِه يَأْوِي الغَرِيبُ إِذا شَتَا ... ومُهْتَــلِكٌ بالِي الدَّرِيسَيْنِ عائِلُ)
وقالَ ابنُ فارِسٍ: المُهْتَــلِكُ: الَّذِي يَهْتَــلِكُ أَبداً إِلى من يَكْفُلُه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمن المَجازِ الهُلاَّكُ كَرُمّانٍ: الّذِينَ يَنْتابُون النّاسَ ابْتِغاءَ مَعْرُوفِهِم لسُوءِ حالِهم، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هم الصَّعالِيكُ.
وَقيل: هم المُنْتَجِعُونَ الّذِينَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ وأَنْشَدَ ثعْلبٌ لجَمِيل:
(أَبِيتُ مَعَ الهُلاَّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قَرِيبٌ مُوسِعُونَ ذوُو فَضْلِ)
كالمُهْتَــلِكِــينَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّلِ الهُذلِيِّ:
(لَو أَنَّه جاءَنِي جَوْعانُ مُهْتَــلِكٌ ... من بُؤَّسِ النّاسِ عَنْهُ الخَيرُ مَحْجُوزُ)
والهالِكِــيُ: الحَدّادُ، وَقيل: الصّيقلُ لأَنَّ أَوَّل من عَمِل الحَدِيد الهالِكُ بنُ عَمْرِو بن أَسَدِ بنِ خُزْيمة قَالَه ابنُ الكــلْبِيِّ، قالَ لبِيدٌ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ:)
(جُنُوحَ الهالِكِــيِّ عَلى يَدَيْهِ ... مُكِبًّا يَجْتلِي نُقَبَ النِّصالِ)
أَي صَدَأَها، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولِذلِكَ يُقال لِبني أَسد: القُيُونُ.
وَمن المَجازِ: تهالك على الفِراش أَو المَتاعِ: إِذا تساقط عَلَيْهِ، وَفِي العُبابِ سَقط، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كأَنَّ عَلى فِيها إِذا رَدَّ رُوحَها ... إِلى الرَّأسِ رُوحُ العاشِقِ المُتهالِكِ)
وَفِي الحَدِيثِ: فتهالكْــتُ عليهِ فسَأَلْتُه أَي: سَقطْتُ عَلَيْهِ ورَمَيتُ بنفْسِي فوْقه.
وَمن المَجازِ: تهالكــتِ المَرأَةُ فِي مِشْيتِها: إِذا تمايَلتْ وَفِي الأَساسِ: تفيَّأَت وتكسَّرَتْ، وَمِنْه الهَلُوكُ للفاجِرَةِ، وَفِي العبابِ: تفَكَّكَت للرجالِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابي: الهالِكَــةُ: النَّفْسُ الشَّرِهَةُ، وَقد هَــلَكَ الرَّجُلُ يَهْــلِكُ هَلاكًا: إِذا شَرِهَ، وَمِنْه قولُه أَنْشَدَه الكِــسائي فِي نَوادِرِه:
(جَلَّلْتُه السيفَ إِذ مالَتْ كِوارَتُه ... تَحْتَ العَجاجِ وَلم أَهْــلِكْ إِلى اللَّبنَ)
أَي لم أَشْره وَهُوَ مَجازٌ.
ويُقال: فُلانٌ هِــلْكَــة، بالكَــسرِ من الهِــلَكِ، كعِنَبٍ، أَي: ساقطَةٌ من السَّواقِطِ أَي هالِكٌ.
والهَيــلَكُــون كحَيزَبُونٍ: المِنْجَلُ الَّذِي لَا أَسنانَ لَهُ نقَلَه الصّاغانِيُ، وكأَنَّه إِذا لم يكُنْ لَهُ أَسْنانٌ يُهْــلِكُ مَا يُحْصَدُ بِهِ، وَلذَــلِك سُمِّي.
والهَالُوكُ: سَمُّ الفَأْرِ.
وأَيْضًا: نَوْعٌ من الطَّراثِيثِ إِذا طَلَعَ فِي الزَّرْعِ يُضْعِفُه ويُفْسِدُه، فيَصْفَرُّ لونُه ويَتَساقَطُ، هَكَذَا يُسَمُّونَه بمصرَ، ويَتَشاءمُونَ بِهِ، وأَكْثَرُ ضَرَرِه على الفُولِ والعَدَسِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: هَــلَكَ يَهْــلِكُ هَــلْكًــا بِالْفَتْح، عَن أبي عُبَيدٍ، وهَــلَكَــةً مُحَرَكَةً، عَن الصّاغانيِّ.
واسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَــلَكَــةَ فِي جُفُوفِ النَّباتِ.
والهُلاكُ: الفُقَراءُ والصَّعالِيكُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ زِيادِ بنِ مُنْقِذٍ:
(تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ... يَسْتنُّ مِنْهُ عليهِم وابِلٌ رَذِمُ)
ومَفازَةٌ هالِكٌ، أَي: مهْــلِكَــةٌ، مَن تَعَرَّضَ فِيها هَــلَكَ.
والهُــلْكُ، بالضمِّ: الاسمُ من الهَلاكِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وقولهُ تَعَالَى: وجَعَلْنَا لمَهْــلِكِــهِم مَوعِدًا أَي: لوَقْتِ هَلاكِهِم أَجَلاً، ومَنْ قَرَأَ لمَهْــلَكِــهم، فَمَعْنَاه لإِهْلاكِهِمْ.)
والمَهالِكُ: الخرُوبُ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه حَدِيثُ أمِّ زَرْعٍ: وَهُوَ إِمامُ القَوْمِ فِي المَهالِكِ أَرادَتْ أَنَّه لثِقَتِه بشَجاعَتِه يَتَقَدَّمُ فِي الحُرُوبِ وَلَا يَتَخَلَّفُ، وقِيلَ: إِنَّه لعِلْمِه بالطّرُقِ يتَقَدَّمُ القَوْمَ فيَهْدِيهِم وهُم على أَثَرِه.
والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْــلِكُ، وهَلاكٌ مُهْتَــلِكٌ، على المُبالَغَةِ، قَالَ رُؤْبَةُ: مِنَ السِّنِينَ والهَلاكِ المُهْتَــلِكْ وَفِي العُبابِ: المُنْهَــلِكْ.
وهالِكُ أَهْل: الَّذِي يَهْــلِكُ فِي أَهْلِه، قَالَ الأَعْشَى:
(وهالِكِ أَهْل يَعُودُونَه ... وآخَرَ فِي قَفْرَة لم يُجَنْ)
وَفِي العُبابِ يُجِنُّونَه بدل يَعُودُونَه.
ومَرَ يَهْتَــلِكُ فِي عَدْوِه، ويَتَهالَكُ: أَي يَجِدّ، وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْه: القَطاةُ تَهْتَــلِكُ أَي تَجِدّ فِي طَيَرانِها، وَفِي حَدِيث عَرّامِ: كُنْتُ أَتَهَــلَّكُ فِي مَفازَةٍ أَي أَدُورُ فِيهَا شِبهَ المُتَحَيِّرِ، وَكَذَــلِكَ أَهْتَــلِكُ، قَالَ:
(كأَنَّها قَطْرَةٌ جادَ السَّحابُ بِها ... بَيْنَ السَّماءِ وبَيْنَ الأَرْضِ تَهْتَــلِكُ)
واسْتَهْــلَكَ الرَّجُلُ فِي كَذا: إِذا جَهَدَ نَفْسَه، وافتَــلَكَ مَعَه، وقالَ الرّاعِي:
(لَهُنَّ حَدِيثٌ فاتِنٌ يَتْرُكُ الفَتَى ... خَفِيفَ الحشًا مُسْتَهْــلِكَ الرّيح طامِعَا)
أَي يجْهد قلبه فِي أَثرها.
وَيُقَال: أَنا مُتَهالِكٌ فِي مَوَدَّتِك، ومُستَهْــلِكٌ، وتَهالَكْــتُ فِي هَذَا الأَمْرِ واسْتَهْــلَكْــتُ فيهِ: كُنْتَ مُجِدًّا فِيهِ مُتَعَجَلا.
وطَرِيقٌ مُستَهْــلِكُ الوِردِ، أَي: يُجْهِدُ مَنْ سَــلَكَــه، قالَ الحُطَيئَةُ يصِفُ الطَّرِيقَ:
(مُستَهْــلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جَعَلَتْ ... أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُكبَا)
الأُسْتِيُّ والأسْدِيّ، يَعْنِي بهِ السَّدَى، شَبَّهَ شَرَك الطّرِيقِ بسَدَى الثَّوبِ، وَفِي العُباب: عادِيَّةً رُغُبَا وقالَ: أَي يُهْــلِكُ هَذَا الطّرِيقُ من طَلَبَ الماءَ لبُعْدِه، أَي هُوَ طَرِيقٌ مُمْتَدُّ كسَدَى الثَّوْبِ.
وتَهالَكَ على الشَّيْء: اشْتَدَّ حِرصُه عَلَيْهِ.
والهَــلْكَــى: الشَّرِهُونَ من النِّساءِ والرجالِ، وَهُوَ هالكٌ، وَهِي هالِكَــةٌ.
ويَقال للمُزاحِمِ على المَوائِدِ: المُتَهالِكُ، والمُلاهِس، فإِذا أَكَلَ بيَدٍ ومَنَعَ بيَدٍ فَهُو جَردَبانُ.
والهالِكَــةُ من السَّحابِ: الَّذِي يَصُوبُ المَطَرَ ثمَّ يُقْلِعُ فَلَا يَكُونُ لَهُ مَطَرٌ، عَن شَمِر.
والهَــلَكُ، محرَّكَةً: الجُرُفُ، وَبِه فُسرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ السابِق.
(هــلك) : التُّهْلُوكُ: التَّهْــلُكَــةُ.

لكد

[لكــد] نه: فيه: إذا كان حول الجرح قيح و"لكــد" فأتبعه بصوفة فيها ماء فاغسله، من لكــد الدم بالجلد- إذا لصق به.
لكــد: لكــد على: انقضّ على. هاجم (زيشر 22: 140).
لَكْــدَة: هجمة (زيشر 22: 140)
[لكــد] الأصمعي: لَكِــدَ عليه الوَسَخُ بالكــسر لَكَــداً، أي لزمه ولصق به. وتــلكــد الشئ: لزم بعضه بعضا. والمِــلْكَــدُ: شبه مُدقّ يُدَقّ به.
(لكــد)
عَلَيْهِ الْوَسخ وَبِه لكــدا لزمَه ولصق بِهِ وَيُقَال لكــد الشَّيْء بِفِيهِ إِذا أكل شَيْئا لزجا فلزق بِفِيهِ من جوهره أَو لَونه ولكــد شعره من الْوَسخ تلبد وَفُلَان بخل وشح فَهُوَ لكــد
ل ك د

تــلكّــد به الوسخ: لزق به. وبان فلان يلاكد الغلّ: يعالجه. قال النابغة:

ترى الفرو سر بالأعلى الشيخ منهم ... تقبّض حتى صار غلاً يلاكده

ولكــد شعره من الوسخ.

لكــد


لَكَــدَ(n. ac. لَكْــد)
a. Struck, thumped.

لَكِــدَ(n. ac. لَكَــد)
a. ['Ala
or
Bi], Stuck to.
b. [Bi], Clave to.
c. Became matted (hair).
لَاْكَدَa. Clung, clave to.

تَــلَكَّــدَa. Cohered, adhered; became compact. — (b)
Embraced.
c. [Bi]
see (لَكِــدَ) (a).
إِلْتَكَدَa. see (لَكِــدَ) (b).
لَكِــدa. Avaricious.

مِــلْكَــدa. Mallet.
لكــد
لَكِــدَ الشَيْءُ بفِيْهِ لكَــداً: أي لَصقِ به لُصوقاً شَدِيداً. وكذلك إذا أُوْلعَ به.
والألْكَــدُ: اللَّئيمُ المُلْصَقُ في قَوْمِه.
وتَــلَّكــدَه فلانٌ تَــلَكــداً: اعْتَنَقَه واعْلَوَّطَه.
والمُــلْكِــدُ: المُلازِمُ.
ورَجُلٌ لَكِــدٌ نَكِدٌ: أي عَسِرٌ.
ولَكَــدَه ولَكَــزَه: دَفَعَه.

لكــد

1 لَكِــدَ عَلَيْهِ, (As, S, L, K,) and بِهِ, (L,) aor. ـَ (K,) inf. n. لَكَــدٌ; (As, S, L;) and به ↓ تــلكّــد; (A;) It (dirt) clave, or stuck, to him, or it. (As, S, A, L, K.) b2: لَكِــدَ بِفِيهِ It (a glutinous thing that had been eaten of) left part of its substance, or its colour, sticking to his (the eater's) mouth. (L.) b3: لَكِــدَ It (his hair) became compacted together, or matted, (L,) by reason of dirt. (A.) b4: لَكِــدَ بِهِ, and ↓ التكد, He kept to, or clave to, and did not quit, him, or it. (L.) See also 3.3 لاكدهُ He kept, clave, or clung, to him. (L.) 5 تَــلَكَّــدَتــلكّــد It (a thing) clave together, one part to another. (S, L, K.) b2: He became thick (and compact, TA,) in his flesh. (K.) b3: See 1. b4: تــلكّــدهُ He embraced him; put his arms round his neck. (As, L, K.) 8 إِلْتَكَدَ see 1.

مِــلْكَــدٌ A thing resembling a مُدُقّ [or pestle], with which one bruises, brays, or pounds. (S, L, K.)
(ل ك د)

لكــد الشَّيْء بِفِيهِ لكــداً: إِذا أكل شَيْئا لزجا فلزق بِفِيهِ من جوهره أَو لَونه.

ولكــد بِهِ لكــداً، والتكد: لزمَه فَلم يُفَارِقهُ وَعُوتِبَ رجل من طَيء فِي امْرَأَته، فَقَالَ: إِذا التكدت بِمَا يسرني لم ابال أَن التكد بِمَا يسوؤها، كَذَا حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: " لم ابال " بِإِثْبَات الْألف كَقَوْــلِك: " لم أرام ".

ولكــده لكــدا: ضربه بِيَدِهِ أَو دَفعه.

ولاكد قَيده: مَشى فنازعه الْقَيْد خطاه.

وَرجل لكــد نكد: لحز عسير.

لكــد لكــداً.

والألكــد: اللَّئِيم الملزق بالقوم.

ولكــاد، وملاكد: اسمان.

لكــد: لَكِــدَ الشيءُ بِفِيهِ لَكَــداً إِذا أَكل شيئاً لَزجاً فَلَزِقَ

بفيه من جَوْهَرِه أَو لَوْنِه. ولَكِــدَ به لَكَــداً والتَكَدَ: لَزِمَه فلم

يُفارِقْه. وعُوتِبَ رجل من طَيّءٍ في امرأَته فقال: إِذا التَكَدَتْ

بما يَسُرُّني لم أُبالِ أَن أَلْتَكِدَ بما يسوءُها؛ قال ابن سيده: هكذا

حكاه ابن الأَعرابي: لم أُبالِ، بإِثبات الأَلف، كقولك لم أُرامِ، وقال

الأَصمعي: تَــلَكَّــد فلانٌ فلاناً إِذا اعتنقه تَــلَكُّــداً. ويقال: رأَيت

فلاناً مُلاكِداً فلاناً أَي مُلازِماً. وتَــلَكَّــدَ الشيءُ: لَزِمَ بعضُه

بعضاً. وفي حديث عطاء: إِذا كان حَوْلَ الجُرْحِ قَيْح ولَكِــدَ،

فَأَتْبِعْه بصوفة فيها ماء فاغْسِله. يقال: لَكِــدَ الدمُ بالجلد إِذا لَصِقَ.

ولَكَــدَه لَكْــداً: ضَرَبه بيده أَو دَفَعَه. ولاكَدَ قَيْدَه: مشى فنازَعه

القَيْدُ خِطاءه

(* قوله «خطاءه» بالمد جمع خطوة بالفتح كركوة وركاء أفاده

في الصحاح).

ويقال: إِن فلاناً يُلاكِدُ الغُلَّ ليلَته أَي يُعالِجُه؛ قال أُسامة

الهذلي يصف رامياً:

فَمَدّ ذِراعَيْهِ وأَجْنَأَ صُلْبَه،

وفَرَّجَها عَطْفَى مُمَرٍّ مُلاكدِ

ويقال: لَكِــدَ الوسخُ بيده ولَكِــدَ شعَرُهُ إِذا تَلَبَّدَ. الأَصمعي:

لَكِــدَ عليه الوسَخُ؛ بالكــسر، لَكَــداً أَي لَزِمَه ولَصِقَ به. ورجل

لَكِــدٌ: نَكِدٌ لَحِزٌ عَسِيرٌ، لَكِــدَ لَكَــداً؛ قال صخر الغَيّ:

واللهِ لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها

شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ،

لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤْيَتِها،

وكان قَبْلُ ابِتياعُه لَكِــدُ

والأَــلْكَــدُ: اللئيمُ المُلْزَقُ بالقوم؛ وأَنشد:

يُناسِبُ أَقواماً لِيُحْسَبَ فِيهِمُ،

ويَتْرُكُ أَصلاً كانَ مِن جِذْمِ، أَــلْكَــدَا

ولَكَّــادٌ ومُلاكِدٌ: اسمان. والمِــلْكَــدُ شِبْهُ مُدُقٍّ يُدَقُّ به.

لكــد
: (لَكِــدَ عَلَيْهِ الوَسَخُ كفَرِحَ: لَزِمَه ولَصِقَ بِهِ) ، قَالَه الأَصمعيّ، وَقَالَ غيرُه: لَكِــدَ الشيءُ بِفِيه لَكَــداً إِذا أَكلَ شَيْئاً لَزِجاً فَلَزِقَ بِفِيهِ مِن جَوْهَرِه أَو لَوْنِه، وَفِي حَدِيث عطاءٍ (إِذا كَانَ حَوْلَ الجُرْحِ قَيْحٌ وَــلَكِــدَ فأَتْبِعْهُ بِصُوفَةٍ فِيهَا ماءٌ فاغْسِلْه) . يقا لَكِــدَ الدَّمُ بالجِلْدِ، إِذا لَصِقَ.
(و) لَكَــدَه لَكْــداً، (كَنَصَرَهُ: ضَرَبَهُ بيدِه أَو دَفَعَه) ، والعَامَّة تقولُ: لَكَــدَه، بِرجْلِه. (و) المِــلْكَــدُ، (كمِنْبَرٍ: شِبْهُ مِدَقَ يُدَقُّ بِهِ) .
(والأَــلْكَــدُ: اللَّئيمُ المُلْصَقُ بِقَوْمِهِ) . وَفِي اللِّسَان: بالقَوْم، وأَنْشَ اللَّيْث:
يُنَاسِبُ أَقْوَاماً لِيُحْسَبَ فِيهمُ
ويَتْرُكُ أَصْلاً كانَ مِنْ جِذْمِ أَــلْكَــدَا
(و) لَكَّــادٌ، (كَكَتَّان: اسْم) رجل، (و) رَجُلٌ لَكِــدٌ: نَكِدٌ، (كَكَتِفٍ) وَهُوَ (اللَّحِزُ) العَسِيرُ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
وَالله لَوْ أَسْمَعَتْ مَقَالَتَها
شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ رَأْسُهُ لَبِدُ
لَفَاتَحَ البَيْعَ يَوْمَ رُؤيَتِها
وكَانَ قَبْلُ انْبِيَاعُه لَكِــدُ
(والمَلاَكِدُ: مَنْ إِذا مَشَى فِي القَيْدِ نازَعَه القَيْدُ) خُطَاه، (فَهُوَ يُعَالِجُه) ، وَيُقَال: إِن فُلاَناً يُلاَكِد الغُلَّ لَيْلَتَه، أَي يُعَالِجُه، قَالَ أُسَامَةُ الهُذَلِيَّ يَصِفُ رَامِياً:
فَمَدَّ ذِرَاعَيْهِ وَأَجْنَأَ صُلْبَهُ
وفَرَّجَهَا عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاَكِدُ
(و) مُلاَكِدٌ (اسْم) رجل.
(و) عَن الأَصمعيّ. (تَــلَكَّــدَه) تَــلَكُّــداً (: اعْتَنَقَه) .
(و) تَــلَكَّــدَ (فُلانٌ: غَلُظَ لَحْمُه) واكْتَنَزَ.
(و) تَــلَكَّــدَ (الشَّيْءُ: لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الْتَكَدَهُ: لَزِمَه فَلم يُفَارِقْه. وعُوتِبَ رَجُلٌ من طيِّىءٍ فِي امرأَته فَقَالَ: إِذا الْتَكَدَتْ بِمَا يَسُرُّنِي لَمْ أُبَالٍ أَنْ أَلْتَكِدَ بِمَا يَسُوءُهَا، حَكَاهُ ابنُ سيدَه عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَرَأَيْتُ فُلاناً مُلاَكِداً، أَي مُلازماً.
ولَكِــدَ شَعَرُه، إِذا تَلَبَّدَ. ولُكــدَة، بالضمّ: اسْم رجُلٍ، وَهُوَ الَّذِي تقدَّم فِي لغد.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.