Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لذ

وقس

وقس


وَقَسَ
a. [ يَقِسُ] (n. ac.
وَقْس), Took off, removed (skin).
b. Mentioned, spoke about ( shameful action ).
c. Spread (mange).
وَقَّسَa. Gave the mange to.
b. [ coll. ], Ate carrion.

وَقْسa. Mange, itch, scab.

وَقِيْسَة
(pl.
وَقَاْئِسُ)
a. [ coll. ], Carrion.
أَوْقَاْسa. Servants, menials.

N. P.
وَقڤسَوَقَّسَa. Mangy.
[وقس] يقال: وقسه وقسا، أي قرفه. وإنَّ بالبعير لوَقْساً، إذا قارفه شئ من الجرب. فهو بعير موقوس. قال العجاج وحاصين من حاصنات ملس * من الاذى ومن قراف الوقس
وقس
الوَقْسُ: الفاحِشَةُ والذِّــكْرُ لذلك.
وإذا قارَبَ البَعِيرَ شَيْءٌ من جَرَبِ قيل: إنَّ به لَوَقْساً، وهو أوَّلُ الجَرَب. ويقولون: الوَقْس ُيُعْدي فَتَعَدَّ الوَقْسا وجَمَلٌ مَوْقُوسٌ، وناقَةٌ وَقْسَاءُ.
وأتانا أوْقَاس من بَني فلانٍ: أي جَماعَة وفِرْقَةٌ. وصارَ القَوْمُ أوْقاساً: أي شِلاَلاً.
وفي المَثَل: " لا مِسَاسَ لا خَيْرَ في الأوْقاس " وهم السُّقّاطُ والعَبِيْدُ.
(وق س)

الوقس: الْفَاحِشَة، وَذكرهَا، قَالَ العجاج:

وحاصنات من حصان ملس ... عَن الْأَذَى وَعَن قراف الوقس

والوقس: الجرب.

وَقيل: هُوَ أول الجرب قبل انتشاره فِي الْبدن، قَالَ:

الوقس يعدي فتعد الوقسا

وَقوم أوقاس: نطفون متهمون يشبهون بالرباء.

تَقول الْعَرَب: " لَا مساس لَا مساس، لَا خير فِي الاوقاس ".

وَرَأَيْت اوقاساً من النَّاس: أَي اخلاطا، وَلَا وَاحِد لَهَا.

والوقس: السقاط وَالْعَبِيد، عَن كرَاع.
وقس
يقال: وَقَسَهُ وَقْساً: أي قَرَفَه. وانَّ بالبَعيرِ لَوَقْساً: إذا قارَفَهُ شَيْءٌ من الجَرَبِ، فهو بَعيرٌ مَوْقُوسٌ. وقال ابن دريد: الوَقْسُ: انْتِشار الجَرَب في البَدَن قبْلَ أنْ يَسْتَحْكِم، قال العجّاج:
وحاصِنٍ من حاصِناتِ مُلْسِ ... من الأذى ومن قِرافِ الوَقْسِ
وفي المَثَل:
الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا
يُضْرَب في النَّهيِ عن مُصَاحَبَةِ قُرَناءِ السوء: والوَقْس: الفاحِشَة والذِّــكْرُ لها.
وقال ابن عبّاد: يقال أتانا أوقاسٌ مِن بَني فلان: أي جَماعَة وفِرقَة.
وصارَ القَوْمُ أوْقَاساً: أي شِلاَلاً.
وفي المَثَل: لا مَسَاسِ لا خَيْرَ في الأوْقَاسِ: وهم السُّقّاط والعَبِيْد.
وقال ابن دريد: وَاقِسٌ: مَوْضِع؛ قال: وأحْسِبُه بنَجْدٍ. والتَّوْقِيْس: الإجْراب، وإبل مُوَقَّسَة. وقال الأزهري: سَمِعْتُ أعْرابِيَّةً من بَني نُمَيْرٍ كانت اسْتُرْعِيَتْ إبلاً جُرْباً، فَلَمّا أراحَتْها سَأَلَت صاحِبَها فقالَت: إلى أينَ آوي هذه المُوَقَّسَة. آوَيْتُهُ - بالقصر - مِثل آوَيْتُهٌ بالمَدِّ.

وقس: الليث: الوَقْسُ الفاحشة وذِكْرُها؛ قال العجاج:

وحاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ

عَن الأَذى، وعَنْ قِرافِ الوَقْسِ

ضرب الجَرَبَ مثلاً للفاحشة قال: والوَقْسُ الصوت، قال الأَزهري: أَخطأَ

الليث في تفسير الوَقْس فجعله فاحشة وأَخطأَ في لفظ الوَقْس بمعنى

الصوت، وصوابه الوَقْشُ. الجوهري: وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه. وإِنَّ بالبعير

لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب، وهو بعير مَوْقُوس. والوَقْس:

الجرب، وقيل: هو أَول الجَرَب قبل انتشاره في البدن؛ قال:

الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا

الأَزهري: سمعت أَعرابية من بني نُمَيْر كانت اسْتُرْعِيت إِبلاً

جُرْباً، فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت: أَين آوي هذه

المُوَقَّسَة؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب؛ ومن أَمثالهم:

الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا،

مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا

الوَقْس: الجَرَب. والتَّعْس: الهلاك؛ يضرب مثلاً لتَجَّنُّب من تكره

صحبته. ويقال: إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب؛ وأَنشد

الأَصمعي للعجاج:

يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ،

من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ،

من الأَذى ومن قِراف الوَقْسِ

وقوم أَوْقاسٌ: نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء. تقول

العرب: لا مِساسَ لا مِساس، لا خير في الأَوْقاس. ورأَيت أَوْقاساً من الناس

أَي أَخْلاطاً، ولا واحد لها. والوَقْس: السقاط والعبيد؛ عن كراع.

وقس
.} وَقَسَه، كوَعَدَه، {وَقْساً، أَي قَرَفَه، وإِنَّ بالبَعِير} لوَقْسَاً، إِذا قَارَفَهُ شيءٌ من الجَرَبِ، وَهُوَ بَعِير ٌ {مَوْقُوسٌ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ للعَجّاج:
(وحاصِنٍ مِنْ حاصِنَاتٍ مُلْسِ ... من الأَذَى ومِن قِرَافِ} الوَقْس)
هذِه عِبَارة الصّحاح. وَقَالَ اللَّيْث: الوَقْسُ: الفَاحِشَةُ والذِّــكْرُ لَهَا، وعِبَارَةُ العَيْن: وذِكْرُها.
و {الوَقْسُ: الجَرَبَ، وَمن أَمثالِهِم:
(الوَقْسُ يُعْدِي فتَعَدَّ} الوَقْسَا ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ العسَّا)
يُضْرَب لتَجَنُّبِ مَنْ تُكْرَه صُحْبَتُه. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: الوَقْسُ: انْتِشَار الجَرَب فِي البَدَنِ وَقيل: هُوَ أَوَّلُه قَبْلَ اسْتِحْكامه. ويُقَال: أَتانَا {أَوْقَاسٌ من بَنِي فُلانٍ، أَي جَمَاعَةٌ وفِرْقَةٌ، نَقَلَه الصّاغانيُّ عَن ابنِ عبّادٍ، أَو سُقّاطٌ وعَبِيدٌ، عَن كُرَاع، أَو قَلِيلُون مُتَفَرّقُونَ، وهُمُ الأَخْلاطُ، لَا وَاحِدَ لَهَا، وَقَالَ كُرَاع: وَاحِدُهَا الوَقْسُ} والتَّوْقِيسِ: الإِجْرَابُ، وقَدْ {وَقَّسَه، وَمِنْه قَوْلُهم: إبِلٌ} مُوَقَّسَةٌ، أَيْ جُرْبٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيّةً من بَنِي نُمَيْرٍ كانَت اسْتُرْعِيَتْ إِبِلاً جُرْباً، فلَما أَراحَتْهَا سَأَلَتْ صاحِبَ النَّعَمِ، فقالَتْ: أَيْنَ آوِى هذِه {المُوَقَّسَةَ.} ووَاقِيسُ: ع، بنَجْدٍ، عَن ابْن دُرَيْد. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الأَوْقَاسُ من النّاسِ: المُتَّهَمُون المُشَبَّهون بالجَرْبَى، تَقول العَرَبُ: لَا مِسَاسَ لَا مِسَاس، وَلَا خَيْرَ فِي الأَوْقَاس. وصَارَ القَوْمُ} أَوْقَاساً: أَي أَخْلاطاً، وَقَالَ الصّاغَانيّ: أَي شلاَلاً. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: وَقَسْتُ الإِنْسَانَ بالمَكْرُوه، إِذا قَذَفْتَهُ بِهِ.

قعض

قعض
القَعْض: عَطْفُكَ رأس الخَشَبة. وضيْعَة معروفة لبني سعد.

قعض


قَعَضَ
(n. ac.
قَعْضa. Bent, pulled down.

قَعْضa. Bent.

N.P.
قَعڤضَa. see 1
[قعض] قعضت العود: عطفته كما تعطف عروش الكرم والهودج. قال رؤبة يخاطب امرأة  إما ترى دهرا حناني حفضا * أطر الصناعين العريش القعضا * فقد أفدى مرجما منقضا * يقول: إن ترى أيتها المرأة الهرم حناني فقد كنت أفدى في حال شبابى، لهدايتي في المفاوز، وقوتى على السفر. وسقطت النون من " ترين " للجزم بالمجازاة. وما زائدة. والصناعين: تثنية امرأة صناع. والقعض: المقعوض، وصف بالمصدر كقولك: ماء غور. والعريش ههنا: الهودج.

قعض: القَعْضُ: عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم

والهَوْدَج. قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً فانْقَعَضَت: عَطَفَها. وخشبة قَعْضٌ:

مَقْعوضةٌ. وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى؛ قال رؤبة يخاطب امرأَته:

إِمّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا،

أَطْرَ الصِّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا،

فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا

القَعْضُ: المَقْعُوضُ، وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ. قال ابن سيده:

عندي أَن القَعْضَ في تأْويل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ،

ومعناه إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فقد كنت أُفَدَّى

في حالِ شبابي بِهِدايتي في المَفاوِز وقُوَّتي على السفَر، وسقطت النون

من تَرَيْن للجزم بالمُجازاة، وما زائدة. والصَّناعَيْن: تثنيةُ امرأَةٍ

صَناعٍ. والعَرِيشُ هنا: الهَوْدَجُ، وقال الأَصمعي: العريشُ القَعْضُ

الضيِّقُ، وقيل: هو المُنْفَك.

باب العين والقاف والضاد (ق ع ض، ق ض ع مستعملان)

قعض: القَعْضُ: عَطْفُكَ رأس الخَشَبَةِ كعَطْفِكَ عُرُوشَ الكَرْم والهَوْدَج، يقال: قَعَضَها فانقعضتْ أي حَنَاها فانْحَنَتْ، قال رؤبة يُخاطبُ امرأته:

إمّا تَرَيْ دَهْري حَنَاني خَفْضَا ... أُطْرَ الصَّناعين العريش القَعْضا

فَقَد أُفَدّي مِرجَما منْقَضّا.

قضع: قُضَاعَةُ: اسمُ كَلْب الماء والقَضْعُ: القَهْرُ. وإن قُضَاعَةَ قَهَروا قَوْما فسُمُّوا بذلك، (وقيل: هو اسم رَجُل سمِّي بذلك لانقضاعِه عن أمِّه . وقيل: هو من القَهْر لأنه قَهَرَ قَوْماً فسُمِّي به. وهو أبو حَيّ من اليمن واسمُهُ قُضاعَةُ بن مالك بن حِمَيْر بن سبَأ. وتَزْعُمُ نسَّابَةُ مُضر أنَّهُ قُضَاعَةُ بن مَعَدِّ بن عَدَنانَ. قال: وكانوا أشِدَّاء على أعدائهم في الحُرُوب ونحوها)  
قعض
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَعَضَ: ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ وَصَاحبثمَّ قالَ فِي التَّكْمِلَة: القَعْضُ، بالفَتْحِ: الصَّغيرُ. والقَعْضُ: المُنْفَكُّ. والقَعْضُ: الضَّيِّقُ.
وَفِي اللّسَان قالَ الأَصْمَعِيّ: العَريشُ القَعْضُ: الضَّيِّقُ. وقيلَ: هُوَ المنفَكُّ. قُلْتُ: والصَّادُ لغةٌ فِي الأَخيرِ عَن كُراع، كَمَا تَقَدَّم، وَذكر ابنُ القطَّاع فِي كِتَابه فِي ق ع ض قَعَضَت الغنمُ، بالضَّاد: أَخَذَها داءٌ يُميتُها من ساعتِهِ. قُلْتُ: والمعروفُ فِيهِ الصَّادُ المُهْمَلَة، ولكنَّهُ حيثُ ضَبَطَه بالمُعْجَمَةِ أَوْجبَ ذِكْرَهُ.)

بَاجَةُ

بَاجَةُ:
في خمسة مواضع، منها: باجة، بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح، سمّيت بذلك لكثرة حنطتها، بينها وبين تنس يومان. وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل، برطل بغداد، بدرهم واحد فضة. قال أبو عبيد البكري:
ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار، وهي على جبل يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسان يطّرد حواليها، وفيها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس، هي تحت سور المدينة، والباب هناك ينسب إليها، ولها أبواب غير هذا. وفي داخل البلد عين أخرى عذبة، وحصنها أزليّ مبنيّ بالصخر الجليل أتقن، بناء، يقال إنه من عهد عيسى، عليه السلام، وفيها حمّامات ماؤها من العيون، وفنادق كثيرة، وهي دائمة الدجن والغيم، كثيرة الأمطار والأنداء، قلما يصحى هواؤها، وبها يضرب المثل في كثرة المطر، ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها، وحولها بساتين عظيمة تطرّد فيها المياه، وأرضها سوداء مشقّقة، تجود فيها جميع الزروع، وبها
حمص وفول قلما يوجد مثله. وتسمى باجة هذه هري إفريقية، لريع زرعها وكثرة أنواعه فيها، ورخصه فيها، أمحلت البلاد أو أسرعت. وإذا كانت أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة، وربما اشتري وقر البعير بها من تمر بدرهمين، ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم، الألف والأكثر، لنقل الميرة منها، فلا يزيد في سعرها ولا ينقص. وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلّد ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق، وقال الرّاجز في ذلك:
وبعدها باجة أيضا أفسدا، ... وأهلها أجلى ومنها شرّدا
وهدّم الأسوار والمعمورا، ... والدّور قد فتّش والقصورا
ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة. وكان المتداولون لذلك بني عليّ بن حميد الوزير، فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها، فقيل لبعضهم: لم ترغبون في ولايتها؟ فقال: لأربعة أشياء، قمح عندة، وسفرجل زانة، وعنب بلطة، وحوت درنة. وبها حوت بوريّ ليس في الآفاق له نظير، يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم، وكان يحمل إلى عبيد الله، يعني الملقّب بالمهدي جد ملوك مصر، حوتها في العسل فيحفظه حتى يصل طريّا. وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من باجة إفريقية، سكن إشبيلية، كذا نسبه ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله، أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل، ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة الأندلس، كذا قال أبو سعد. وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي، وقال: إنه من باجة إفريقية، فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي، بالنون، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم، كتبت عنه وكتب عني، ووالد أبي عمر هذا من أجلة المحدثين، كان يسكن إشبيلية ولم يزد. وقال غيره: روى عنه أبو عمر بن عبد البرّ وغيره، مات قريبا من سنة أربعمائة. وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال: عبد الله بن عليّ بن شريعة اللخمي المعروف بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد، وسمع بقرطبة عن محمد ابن عمر بن لبانة وذكر غيره، ورحل إلى البيرة فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا، وكان ضابطا لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط، وأكثر في وصفه، ثم قال: وحدث أكثر من خمسين سنة، وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم، قال: وسألته عن مولده فقال:
ولدت في شهر رمضان سنة 291، ومات في السابع عشر من شهر رمضان سنة 378، قال عبيد الله المستجير بعفوه: فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا، وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من الرجلين إلى باجة إفريقية. وقد صرّحا بأنهما من الأندلس، وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر، والله أعلم، والذي صحّح لنا نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلّاب المقري الباجي، قال أبو طاهر السلفي: هو
من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القرآن صالحا، قال: وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة 434 بباجة القمح بإفريقية لا باجة الأندلس، وتوفي سنة 520 في صفر، قال: وكتبت عنه أشياء كثيرة، وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق وغيرهما، وباجة الزيت بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي، قال محمد بن أبي معتوج: من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي، وكان بديهيّا هجّاء لا يتقي دائرة، وهو القائل في أبي حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه:
أبا حاتم سدّ، من أسفلك، ... بشيء هو الشطر من منزلك

صرر

(صرر) النَّاقة بَالغ فِي صرها
(صرر) : الصُّرّانُ: ما نَبَت. بالجَلَدِ من شَجَرِ العِلْكِ [والأُمْطِيِّ] .
صرر: {صر}: برد. {صرصر}: باردة {في صرة}: شدة صوت. {أصروا}: أقاموا على المعصية.
صرر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عَطاء إِنَّه كره من الْجَرَاد مَا قَتله الصر.

بن قَالَ أَبُو عبيد: الصِّرُّ الْبرد الشَّديد ويروى فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {كَمَثَلِ رِيْحٍ فِيْهَا صِرُّ} قَالَ: بَرْدٌ.

[حَدِيث مَيْمُون مهْرَان رَحمَه الله
(ص ر ر) : (الصَّرُّ) الشَّدُّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «مَصْرُورٌ فَلَا أَقْتُلُهُ» أَيْ مَأْسُورٌ مُوثَقٌ وَيُرْوَى مُصَفَّدٌ مِنْ الصَّفَدِ الْقَيْدُ (وَالصَّرُورَةُ) فِي الْحَدِيثِ الَّذِــي تَرَكَ النِّكَاحَ تَبَتُّلًا وَفِي غَيْرِهِ الَّذِــي لَمْ يَحُجَّ كِلَاهُمَا مِنْ الصَّرِّ لِأَنَّهُ مُمْتَنِعٌ كَالْمَصْرُورِ وَصَرْصَرُ قَرْيَةٌ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْ بَغْدَادَ إلَى الْمَدَائِنِ الصَّرَّارُ فِي (خ ط) .
ص ر ر

ريح صر وصرصر. وأقبل في صرة: في شدة صياح. وصر الجندب والباب والقلم صريراً. وصرت الآذان: سمع لها طنين. قال:

إذا صرت الآذان قلت ذكرتني

وصر صماخه من العطش. وصرصر الأخطب. وصرّ الحمار أذنيه، وأصر بهما، وأصر الحمار من غير ذكر الأذنين. وفلان صرورة. وقطع صارته: عطشه. ومضت صرة القيظ: شدة حره. وصر الدراهم في الصرة والصرر. وصر الأطباء بالصرار والأصرة. وهو من الصراصرة: نبط الشام. ودرهم ودينار صَري وصِري: له طنين إذا نقر. وما عنده صريٌّ: درهم ولا دينارٌ. وهذا منه صريٌّ عزم.

ومن المجاز: أصر على الذنب: من إصرار الحمار على العانة. وحافر مصرور ومصطرّ. و
صرر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا صَرورة فِي الْإِسْلَام. الصرورة فِي هَذَا الحَدِيث هُوَ التبتل وَترك النِّكَاح يَقُول: لَيْسَ يَنْبَغِي لأحد أَن يَقُول: لَا أَتزوّج [يَقُول -] : هَذَا لَيْسَ من أَخْلَاق الْمُسلمين وَهُوَ مَشْهُور فِي كَلَام الْعَرَب قَالَ النَّابِغَة الذبياني: [الْكَامِل]

لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط رَاهِب ... عبد الْإِلَه صرورة مُتَعَبِّدِ

لرنا لبهجتها وَحسن حَدِيثهَا ... ولخاله رشدا وَإِن لم يرشد يرشَد ويرشُد يَعْنِي الراهب التارك للنِّكَاح يَقُول: لَو نظر إِلَى هَذِه الْمَرْأَة افْتتن بهَا. وَالَّذِــي تعرفه الْعَامَّة من الصرورة أَنه إِذا لم يحجّ قطّ وَقد علمنَا أَن ذَلِك [إِنَّمَا -] يُسمى بِهَذَا الِاسْم إِلَّا أَنه لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا يدافع الآخر وَالْأول أحسنهما وأعرفهما وأعربهما. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي حريسة الْجَبَل أَنه لَا قطع فِيهَا.

صرر


صَرَّ(n. ac. صَرّ
صَرِيْر)
a. Made a noise: called out (man); roared
rumbled ( wind, thunder ); creaked ( door).
b.(n. ac. صَرّ), Fastened, made fast, secured.
c. [acc.
or
Bi], Pricked up ( his ears: horse ).

صَرَّرَa. Went on before, preceded; advanced; proceeded.

صَاْرَرَ
a. [acc. & 'Ala], Constrained, compelled to.
أَصْرَرَ
a. ['Ala], Persevered, persisted in; intended.
b. Put forth its leaves ( ear of corn ).
c. Quickened ( his speed ).
d. see I (c)
إِصْتَرَرَ
(ط)
a. Became narrow, contracted.

صَرَّةa. Noise, clamour. (b), Violence;
intenseness; vehemence.
c. Troop; group.

صِرّ
صِرَّة
2ta. Intensely cold.
b. Intense, nipping cold.

صُرَّة
(pl.
صُرَر)
a. Purse.
b. [ coll. ], packet.
c. see 1t (c)
صَاْرِرَة
(pl.
صَوَاْرِرُ
صَرَاْئِرُ)
a. Thirst.
b. Want, need, necessity.

صَرَاْرَةa. see 26 (b)
صَرَاْرِيّa. Sailor, seaman, mariner.

صِرَاْر
(pl.
أَصْرِرَة)
a. Elevated ground.
صَرِيْرa. Cry; shriek, screech.
b. Grinding; grating; scratching ( of the peu); creaking &c.
صَرِيْرَةa. Pieces of money, coins.

صَرُوْرa. One who has not performed the pilgrimage to
Mecca.
b. Unmarried, single.

صَرُوْرَة
صَرُوْرِيّa. see 26
صَرَّاْرa. Noisy, clamorous; clamorer.

صَاْرُوْر
صَاْرُوْرَةa. see 26 (a)
صَاْرُوْرِيّa. see 26 (a)
مَصَاْرِرُa. Intestines, guts.

N. Ag.
أَصْرَرَa. Perseverance, persistency, determination
doggedness.

صَرَّار اللَّيْل
a. Cricket; grasshopper.
ص ر ر: (الصَّرَّةُ) بِالْفَتْحِ الصَّيْحَةُ. وَالصُّرَّةُ لِلدَّرَاهِمِ. وَ (صَرَّ) الصُّرَّةَ شَدَّهَا. وَصَرَّ النَّاقَةَ شَدَّ عَلَيْهَا (الصِّرَارَ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ خَيْطٌ يُشَدُّ فَوْقَ الْخِلْفِ وَالتَّوْدِيَةِ لِئَلَّا يَرْضَعَهَا وَلَدُهَا وَبَابُهُمَا رَدَّ. وَ (الصِّرُّ) بِالْكَسْرِ بَرْدٌ يَضْرِبُ النَّبَاتَ وَالْحَرْثَ. وَرَجُلٌ (صَرُورَةٌ) بِفَتْحِ الصَّادِ وَ (صَارُورَةٌ) وَ (صَرُورِيٌّ) إِذَا لَمْ يَحُجَّ. وَامْرَأَةٌ (صَرُورَةٌ) لَمْ تَحُجَّ. وَأَصَرَّ عَلَى الشَّيْءِ أَقَامَ عَلَيْهِ وَدَامَ. وَ (صَرَّارُ) اللَّيْلِ بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ الْجُدْجُدُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْجُنْدُبِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّيهِ الصَّدَى. وَ (صَرَّ) الْقَلَمُ وَالْبَابُ يَصِرُّ بِالْكَسْرِ صَرِيرًا أَيْ صَوَّتَ وَ (صَرَّ) الْجُنْدُبُ صَرِيرًا وَ (صَرْصَرَ) الْأَخْطَبُ (صَرْصَرَةً) كَأَنَّهُمْ قَدَّرُوا فِي صَوْتِ الْجُنْدُبِ الْمَدَّ وَفِي صَوْتِ الْأَخْطَبِ التَّرْجِيعَ فَحَكَوْهُ عَلَى ذَلِكَ. وَكَذَا (صَرْصَرَ) الْبَازِي وَالصَّقْرُ. وَرِيحٌ (صَرْصَرٌ) أَيْ بَارِدَةٌ وَقِيلَ: أَصْلُهَا صَرَّرَ مِنَ الصِّرِ فَأَبْدَلُوا مَكَانَ الرَّاءِ الْوُسْطَى فَاءَ الْفِعْلِ كَقَوْلِهِمْ: كَبْكَبُوا أَصْلُهُ كَبَّبُوا وَتَجَفْجَفَ الثَّوْبُ أَصْلُهُ تَجَفَّفَ. 
ص ر ر : الصِّرُّ بِالْكَسْرِ الْبَرْدُ وَالصَّرُّ بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ صَرَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا شَدَدْتَهُ.

وَالصَّرَّةُ الصِّيَاحُ وَالْجَلَبَةُ يُقَالُ صَرَّ يَصِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَرِيرًا.

وَالصِّرَارُ وِزَانُ كِتَابٍ خِرْقَةٌ تُشَدُّ عَلَى أَطْبَاءِ النَّاقَةِ لِئَلَّا يَرْتَضِعَهَا فَصِيلُهَا وَصَرَرْتُهَا بِالصِّرَارِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَصَرَرْتُهَا أَيْضًا تَرَكْتُ حِلَابَهَا وَصُرَّةُ الدَّرَاهِمِ جَمْعُهَا صُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَأَصَرَّ عَلَى فِعْلِهِ بِالْأَلِفِ دَاوَمَهُ وَلَازَمَهُ وَأَصَرَّ عَلَيْهِ عَزَمَ

وَالصَّرَّارُ عَلَى فَعَّالٍ مُثَقَّلٌ مَا يَصِرُّ وَنَقَلَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الصَّدَى طَائِرٌ يَصِرُّ بِاللَّيْلِ وَيَقْفِزُ وَيَطِيرُ وَالنَّاسُ تَظُنُّهُ الْجُنْدَبَ وَالْجُنْدَبُ يَكُونُ فِي الْبَرَارِيِّ.

وَالصَّرُورَةُ بِالْفَتْحِ الَّذِــي لَمْ يَحُجَّ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي وُصِفَ بِهَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ مِثْلُ مَلُولَةٍ وَفَرُوقَةٍ وَيُقَالُ أَيْضًا صَرُورِيٌّ عَلَى النِّسْبَةِ وَصَارُورَةٌ وَرَجُلٌ صَرُورَةٌ لَمْ يَأْتِ النِّسَاءَ سُمِّيَ الْأَوَّلُ بِذَلِكَ لِصَرِّهِ عَلَى نَفَقَتِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُخْرِجْهَا فِي الْحَجِّ وَسُمِّيَ الثَّانِي بِذَلِكَ لِصَرِّهِ عَلَى مَاءِ ظَهْرِهِ وَإِمْسَاكِهِ لَهُ والصرصراني مِنْ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْبَخَاتِيِّ وَالْعِرَابِ وَالْجَمْعُ صَرْصَرَانِيَّاتٌ. 
(صرر) - في حديث جَعْفَر بنِ محمد قال: "اطَّلع علىَّ ابنُ الحُسَينْ وأنا أَنْتِفُ صِرًّا".
قال الحربى: الصِّرُّ: العُصفُور سَمَّاه بصَوْتِه.
يقال: صَرَّ العُصْفورُ يَصِرُّ صَرِيرًا: إذا صَاحَ.
وقال غيره: هو طائِر صغير كالعُصفور في القَدْر، أَصفَر اللون، والجمع صِرَرَة، وصَرِيرُ الجُنْدب: صَوتُه أيضا وقد صَرَّ، وكذلك الباب، فإن كَرَّر الصَّرِيرَ ورَجَّع قيل: صَرْصَر صَرصَرَةً. ومنه أنه كان يخَطُب إلى جِذْع، ثم اتَّخَذ المِنْبَر، فاصطَرَّت السَّارِيَةُ: هو افْتَعَلَت من الصَّرِير: أي حَنَّت وصوَّتَت.
- في الحديث: أنه قال لجبْرِيل عليهما الصلاة والسلام: "تَأتِينى وأنت صَارٌّ بين عَيْنَيكَ".
: أي قَبضْتَ بين عَيْنَيْكَ وجَمعتَه كما يَفعلُ الحَزِينُ. وأَصلُ الصَّرِّ: جَمعُ الشيء في الشيء.
- ومنه حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: "لا يَحِلُّ لرجل يُؤمِن بالله واليومِ الآخر أن يَحُلَّ صِرارَ ناقةٍ بغير إذن صاحبها، فإنه خاتَمُ أهلِها".
قيل: العرب تَصُرُّ ضُرُوعَ الحَلُوبَاتِ: إذا أرسلَتْها تَسْرَح ويُسَمُّون ذلك الرِّباط صِرَاراً، فإذا رَاحتَ حَلَّت تِلكَ الأَصِرَّة وحَلبَت فهي مَصْرُورَة ومُصَرَّرَة. قال عَنْتَرَة: العَبْد لا يُحسِنُ الكَرَّ، إنما يُحسِن الحَلْبَ والصَّرَّ؟
وقال مالِكُ بنُ نُوَيْرة حين جَمَع بَنوُ يرْبُوع صَدَقَاتِهم ليوجِّهُوا بها إلى أبى بكر، - رضي الله عنه -، فمنعهم من ذلك وأَنشَد:
وقُلتُ خُذُوهَا هذه صَدَقاتكم
مُصرَّرةٌّ أَخلافُها لم تُجَرَّدِ
سأجعَلُ نَفْسى دُونَ ما تَحْذَرونه
وأرهَنُكم يوما بما قُلتُه يَدِى
ويحتمل أن يكون أصلُ المُصَرَّاة المُصَرَّرَة، أُبدِلت إحدَى الرَّاءَيْن ياء كقولهم: تَقَضىِّ البَازِى. وأَصلُه تَقَضَّض، كرهوا اجْتِماعَ ثَلاثِة أحرف من جِنْس واحد في كلمة واحدة، فأبدلوا حَرفاً منها بحَرْفٍ من غير جِنْسِها .
ومنه قَولُ الله تَبارك وتعالى: {وقد خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
- في حديث أبى مسلم: "فأَتَيْنَا صِرَارًا". هي بِئْر قَدِيمة على ثلاثةِ أميال من المدينة على طريق العراق وإليها يُنْسَب بعضُ الرُّواة.
- في الصَّحيح، في حديث عِمْران بن حُصَيْن: "تكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ"
كأنه من صَرَرْتُه، إذا شَدَدْتَه.
وقيل: إنما هو تَتَضرَّج: أي تنشَقُّ، وسقط منه الجيم.
وجاء ذكرُها في حديث جَابِر أيضا - رضي الله عنه -.
[صرر] فيه: ما "أصر" من استغفر، أصر عليه لزمه وداومه، وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب، أي من أتبع ذنبه بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه. ومنه: ويل "للمصرين". ط: حده أن يتكرر الصغيرة بحيث يشعر بقلة مبالاته بذنبه كإشعار الكبيرة، وكذا إذا اجتمع صغارًا مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر. نه: لا "صرورة" في الإسلام، أبو عبيد: هو التبتل وترك النكاح، أي لا ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج، لأنه ليس من خلق المؤمنين وهو فعل الرهبان، وهو أيضًا من لم يحج قط، من الصر: الحبس والمنع، وقيل: أراد من قتل في الحرم قتل ولا يقبل قوله: إني صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثًا فلجأ إلى الكعبة لم يهج فكان إذا لقيه ولي الدم في الحرم قيل له: هو صرورة فلا تهجه. ط: أي لا ينبغي أن يكون أحد لم يحج في الإسلام وهو تشديد. ن: و"صر" لها "صرة" هما بضم صاد. نه: قال لجبرئيل عليه السلام: تأتيني وأنت "صار" بين عينيك، أي مقبض جامع بينهما كفعل الحزين، وأصل الصر الجمع والشد. ومنه ح: لا يحل لمؤمن أن يحل "صرار" ناقة بغير إذن صاحبها، من عادتهم أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلت إلى المرعى فإذا راحت عشيًّا حلت تلك الأصرة وحلبت، فهي مصرورة ومصررة، والصرار الرباط. ومنه ح: ابن نويرة: حين جمع بنو يربوع صدقاتهم لأبي بكر فمنعهم منه وقال: وقلت خذوها هذه صدقاتكم ... "مصررة" أخلافها لم تحرد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه ... وأرهنكم يومًا بما قلته يدي
وعليه تأولوا قول الشافعي فيما سيجيء. وفيه: تكاد "تصر" من الملء، كأنه من صررته إذا شددته، كذا في بعضها، والمعروف: تنضرج، أي تنشق. ومنه: أخرجا ما "تصررانه"، أي ما تجمعانه في صدوركما. ن: بضم تاء وفتح صاد وكسر راء أولى، وروي: تسرران - من السر، أي تقولان لي سرًا، وتصدران - بسكون صاد فدال مهملة، أي ما ترفعان، وتصوران - بفتح صاد وبواو مكسورة. ج: أي تصرران أي جمعتما فيها وعزمتما على إظهاره، فتواكلنا الكلام، التواكل أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه ويتوكل عليه فيه يريد أن يبتدي صاحبه بالكلام دونه. نه: ومنه: لما بعث ابن عامر إلى ابن عمر بأسير قد جمعت يده إلى عنقه ليقتله قال: أما وهو "مصرور" فلا. وفيه: حتى أتينا "صرارًا"، هي بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة. ن: هو بكسر صاد أفصح وأشهر من فتحه وخفة راه، وصرفه أشهر، وإعجام ضاده غلط. نه: وفيه: نهى عما قتله "الصر" من الجراد، أي البرد. وفيه: اطلع علي بن الحسين وأنا أنتف "صرًا"، هو عصفور أو طائر في قده أصفر اللون، سمي بصوته من صر إذا صاح. ومنه: كان يخطب إلى جذع ثم اتخذ المنبر "فاصطرت" السارية، أي صوتت وحنت وهو افتعلت من الصرير. وفيه: أزرق مهمي الناب "صرار" الأذن؛ من صر أذنه وصررها أي نصبها وسواها. ج: إنها أمر الله "صري"، هو بوزن معزى أي عزيمة وجد، من أصررت عليه إذا دمت عليه. قا: ((في "صرة" فصكت))، في صيحة فلطمت جبهتها فعل المتعجب. 
[صرر] الصَرَّةُ: الضَجَّةُ والصيحةُ. والصَرَّةُ: الجماعةُ. والصَرَّةُ: الشدةُ مِن كرْبٍ وغيره. وقول امرئ القيس: فألحقه بالهاديات ودونه * جواحرها في صرة لم تزيل - يحتمل هذه الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ: شدة حره. والصِرارُ: الأماكن المرتفعة لا يعلوها الماء. وصرار: اسم جبل. وقال جرير: إن الفرزدق لا يزايل لؤمه * حتى يزول عن الطريق صرار - والصرة للدراهم. وصررت الصرة: شدَدْتها. ابن السكيت: صَرَّ الفرسُ أذنَيه: ضمَّهما إلى رأسه. قال: فإذا لم يوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس بالألف. وحافرٌ مَصْرورٌ، أي ضيِّقٌ مقبوضٌ. وصَرَرْتُ الناقة: شدَدْت عليها الصِرارَ، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْفِ والتَوْدِيَةِ لئلا يرضعَها ولدها. والصر بالسكر: برد يضرب النباتَ والحَرْثَ. ويقال: رجلٌ صَرُورَةٌ، لــلذي لم يحجَّ. وكذلك رجل صارُورَةٌ: وصَرُورِيٌّ. وحكى الفراء عن بعض العرب قال: رأيت قوماً صَراراً بالفتح، واحدهم صَرارَةٌ. قال يعقوب: والصَرورَةُ في شعر النابغة : الذى لم يأتِ النساءَ، كأنّه أَصَرَّ على تركهن. وفي الحديث: " لا صَرورَةَ في الإسلام ". وامرأةٌ صَرورَةٌ: لم تَحُجَّ. والصَرارِيُّ: الملاَّح، والجمع الصراريون. قال العجاج: * جذب الصراريين بالكرور * ويقال للملاح أيضا: الصارى، مثل القاضى، نذكره في المعتل. والصارة: الحاجة. يقال: لى قِبَلَ فلان صارَّةٌ. وقولهم: صارَّهُ على الشئ، أي أكرهه. والصارة: العطشُ. يقال: قَصَعَ الحمارُ صَارَّتَهُ، إذا شرِب الماءَ فذهب عطشُه. قال أبو عمرو: وجمعُها صَرائِرُ. وأنشَدَ لذي الرمَّةَ: فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها * وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هيمٌ - وعيبَ ذلك على أبي عمروٍ وقيل: إنَّما الصَرَائِرُ جمع صَريرَةٍ، وأما الصارَّةُ فجمعها صَوَارٌّ. وصَرَّارُ الليل: الجُدْجُدُ، وهو أكبر من الجُنْدُبِ، وبعض العرب يسمِّيهِ الصَدى. وصَرَّ القلمُ والبابُ يَصِرُّ صَريراً، أي صَوَّتَ. ويقال: درهمٌ صَِرِّيٌّ، لــلذي له صوت إذا نُقِدَ. وقولهم في اليمين: هي مني صِرَّى، مثال الشِعْرى، أي عزيمةٌ وجِدٌّ. وهي مشتقّة من أَصْرَرْتُ على الشئ، أي أقمت ودمت. قال أبو سمال الاسدي، وقد ضلت ناقته: ايمنك لئن لم تردها على لا عبدتك! فأصاب ناقته وقد تعلق زمامها بعوسجة، فأخذها وقال: علم ربى أنها منى صرى. وحكى يعقوب: أصِرِّي وأصِرَّى، وصِرِّي وصِرَّى. وقد اختُلِف عنه. واصْطَرَّ الحافرُ، أي ضاق. قال الراجز :

ليس بمصطر ولا فرشاح * وصر الجندب صريرا، وصَرْصَرَ الأخطبُ صَرْصَرَةً. كأنَّهم قدَّروا في صوت الجندب المدّ وفي صوت الأخطب الترجيعَ فحكوه على ذلك. وكذلك الصقر والبازى. وأنشد الاصمعي : ذاكم سوادة يجلو مقلتي لحم * باز يصرصر فوق المرقب العالي - وصرصر: اسم نهر بالعراق. وريح صرصر، أي باردة. ويقال أصلها صَرَّرٌ من الصَرِّ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، كقولهم: كبكبوا، أصله كببوا، وتجفجف الثوب، أصله تجفف. والصَرْصَرانيُّ: واحد الصَرْصَرانِيَّاتِ، وهي الإبل بين البَخاتِيِّ والعِرابِ، ويقال: هي الفوالج. والصرصرانى: ضرب من سمك البحر . والصَراصِرَةُ: نَبَطُ الشامِ. والصُرْصورُ، مثل الجُرْجورِ. وهي العظامُ من الابل.
صرر
صَرَّ1 صَرَرْتُ، يَصُرّ، اصْرُرْ/صُرَّ، صَرًّا، فهو صارّ، والمفعول مَصْرور وصرير
• صَرَّ النُّقودَ: وضعها في الصُّرَّة وشدَّها عليها "صَرَّ متاعَه- صَرَّ الصُّرَّة: ربَطَها وشَدَّها" ° صرَّ ما بين عينيه: قطَّب جبينَه. 

صَرَّ2 صَرَرْتُ، يَصِرّ، اصْرِرْ/صِرَّ، صَرًّا وصَريرًا، فهو صارًّ
• صَرَّ البابُ ونحوُه: صوَّت "صرير الأقلام/ العصافير- صَرَّت الأسنانُ/ الطائراتُ- صرَّت الأُذُن: سُمع لها طنين- صرَّ الجُنْدُب". 

أصرَّ على يُصرّ، أَصْرِرْ/أَصِرَّ، إصرارًا، فهو مُصِرّ، والمفعول مُصَرٌّ عليه
• أَصرَّ على الأمر:
1 - ثبُت عليه ولزمه، وأكثر ما يستعمل في الآثام والذّــنوب "أصرَّ على موقفه/ ذنبه- أصرَّ على التَّدخين: لم يقلع عنه- أصرّ العاملُ على أجرٍ عالٍ-
 {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} - {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ".
2 - عزم عليه "أصرَّ على حضور صديقه الحفلة" ° مع سَبْق الإصرار والتَّرصُّد: مع التَّخطيط المسبق وإظهار النيَّة لارتكاب الجريمة، عمدًا، قصدًا. 

صَرّ [مفرد]: مصدر صَرَّ1 وصَرَّ2. 

صِرّ [مفرد]:
1 - شدَّة البرد " {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} ".
2 - شدَّة الصَّوت "أزعجه صِرّ الأبواق النحاسيَّة- {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} ". 

صرّار [مفرد]
• صرَّار اللَّيل الحَلقيّ: (حن) حيوان يعيش داخل تجاويف صغيرة يحدثها في الحقول والبراريّ، ويلجأ إليها بسرعة كلَّما شعر بالخطر، يرتفع صرير الذكور في موسم الإخصاب، تضع الأنثى البيضَ في ثقوب تحدثها في التربة، وتتعهّد الأنثى اليرقات حتى يكتمل نموّها. 

صَرَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من صَرَّ1 وصَرَّ2.
2 - صيحة، ضجَّة، جلبة " {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} " ° صرَّة الصِّياح: أشدّ الصياح.
3 - تقطيب الوجه من الكراهة " {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} ". 

صُرَّة [مفرد]: ج صُرَّات وصُرَر: ما يُجمَع فيه الشَّيء ويُشدّ ويكون غالبًا من القماش "صُرَّة النقود/ الثِّياب- صُرَّة أمتعة: حاجيّات الشّخص المتنقِّل بحثًا عن عمل". 

صَرِير [مفرد]:
1 - مصدر صَرَّ2.
2 - صفة ثابتة للمفعول من صَرَّ1: مصرور "صوف صرير: مجعول في صُرَّة".
3 - (طب) صوت خشن وعالٍ في الزَّفير والشَّهيق. 

مَصَرَّة [مفرد]: (شر) حلقة في الإنسان ومعظم الحيوان من ألياف عضليّة تغلق مجرى أو فتحة إذا تضيَّقت. 

مصرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من صَرَّ1: موضوع في صُرَّة ومشدود عليه.
2 - مغلول "وقف المتّهمُ أمام القاضي مصرورًا". 
الصاد والراء ص ر ر

الصِّرُّ والصِّرَّةُ شِدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْدُ عامّةً حُكِيتِ الأخيرةُ عن ثَعْلَب ورِيحٌ صِرٌّ وصَرْصَرٌ شدِيدَةُ البَرْدِ وقيل شديدة الصَّوْتِ وصُرَّ النباتُ أصابَه الصِّرُّ وصَرَّ يَصِرُّ صرّا وصَريراً وصرَّرَ صوَّتَ وصَاحَ أَشَدَّ الصِّياحِ وقولُه تعالى {فأقبلت امرأته في صرة} الذاريات 29 قال الزجاجُ الصَّرةُ أشدُّ الصِّياحِ يكونُ في الطائرِ والإِنسانِ وغيرهما قال جريرٌ

(ذَاكم سَوادةُ يَجْلُو مُقْلَتِي لَحِمٍ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فَوق المَرْقَبِ العالِي)

قال ثَعْلَب قيل لامرْأةٍ أيُّ النِّساءِ أبغَضُ إليك فقالت التي إن صَبِحَتْ صَرْصَرَتْ وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً صَوَّتَ من العَطَشِ وصَرْصَر الطائِرُ صَوَّتَ وخص بعضُهم به البازِي والصَّفَرَ ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ له صَرِيرٌ إذا نُقِر وكذلك الدِّينارُ وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ ولم يَسْتَعْمِلْه فيما سِوَاه والصَّرَّةُ الصِّيَاحُ والجَلَبَة والصَّرَّةُ الجماعةُ والصَّرَّةُ الشدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ وغيرهما وقد فَسِّر قولُ امْرِئ القيسِ

(جَوَاحِرُهَا في صرَّةٍ لم تَزَيَّلِ ... )

بالجماعةِ وبالشِّدَّة من الكَرْبِ وَصَرَّة القَيْظ شِدَّته والصَّرَّةُ العَطْفَةُ والصَّرَّة العَطَشُ وجَمْعُها صَرِائر نادِرٌ وصَرَّ الناقَةَ يَصُرُّها صَرّا وَصَرَّ بِها شدَّ ضَرْعَها والصِّرَارُ ما يُشَدُّ به والجمعُ أَصِرَّة قال

(إذا اللِّقَاحُ غَدَتْ مُلْقىً أَصِرَّتُها ... ولا صَرِيمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)

(ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... في الرَّأْسِ منها وفي الأصْلابِ تَمْلِيحُ)

ورواية سيبَوَيْه

(ورَدًّ جَازِرُهُمَ حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... ولا كَرِيمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)

والمُصَرَّاةُ المُحَفَّلة على تَحْوِيل التَّضْعيفِ وناقَةٌ مُصِرَّةٌ لا تَدِرُّ قال أسَامةُ الهُذَلِيُّ

(أقَرَّتْ عَلَى حُولٍ عَسُوسٍ مُصِرّمَةٍ ... ورَاهَقَ أَخْلاَفَ السَّدِيسِ بُزُولُها)

والصُّرَّةُ شَرَجُ الدَّراهِمِ والدَّنانيرِ وقد صَرَّها صَرّا وصرَّ الفَرَسُ والحمارُ بأُذُنِه يصُرُّ صَرّا وأصَرَّها وأصَرَّ بها سَوَّاها ونَصَبَها للاسْتِماعِ والصُّرَرُ السُّنْبُلُ بعد ما يُقَصَّبُ وقَبْلَ أن يَظْهَرَ وقال أبو حنيفةَ هو السُّنْبُل ما لم يَخْرُج فيه القَمْحُ واحدتُه صَرَرَةٌ وقد أصَرَّ وأصَرَّ يَعْدُو إذا أَسْرَعَ بعض الإِسْراعِ وروَاهُ أبو عُبَيْدٍ أضَرَّ بالضادِ فزَعَم الطُوسِيُّ أنه تَصْحيفٌ وأصَرَّ على الأَمْرِ عَزَمَ وهو مِنِّي صِرِّي وصرى وأصرى وصُرِّى وصَرَّى أي عزيمةٌ وأصرَّ على الذنب لم يقلع عنه وصخرة صراء ضماء ورجل صرور وصرورة وصراوةٌ لم يحج وقد قالوا في هذا المعنى صرورى وصارورى فإذا قلت ذلك ثنيت وجمعت وأنثت وقال ابن الأعرابيِّ كل ذلك من أَوَّلِهِ إلى آخِره مُثَنَّى مَجْمُوع كانت فيه ياءُ النَّسَبِ أو لم تَكُنْ وقيل رَجُلٌ صَارورَةٌ وصَارورٌ لم يَحُجَّ وقيل لم يَتَزَّوجْ الواحدُ والجميعُ في ذلك سواءٌ وكذلك المُؤَنَّثُ وقال اللحيانيُّ رَجُلٌ صَرُورَةٌ لا يقالُ إلا بالهاءِ قال ابنُ جِنِّي رجُلٌ صَرورَةٌ وامرأةٌ صَرورَةٌ لَيْستِ الهاءُ لتأْنِيثِ الموصوفِ بما هي فيه وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلامِ السامِع أن هذَا المَوْصُوفَ بما هي فيه قد بَلَغَ الغايةَ والنَّهايةَ فَجُعِل تأنيثُ الصِّفَةِ إمارة لما أُرِيدِ من تأنيث الغايةِ والمبالغة وفسَّر أبو عبيد قولَه صلى الله عليه وسلم لا صَرُورَةَ في الإِسْلامِ بأنه التَّبتُّلُ وتَرْكُ النّكاحِ فَجَعَلَه اسْماً للحَدَثِ والأَعْرَفُ أنه صِفَة كما تقدَّم وحافِرٌ مَصْرورٌ ومُصْطَرٌّ مُتَقبِّضٌ وقيل ضَيِّقٌ والصَّارَّةُ الحاجَةُ وشَرِب حتى مَلأ مَصَارَّهُ أي أَمْعاءَه حكاه أبو حنيفةَ عن ابن الأعرابيِّ ولم يفسِّره بأكْثَرَ من ذلك والصَّرَارَةُ نَهْرُ يأخُذُ من الفُراتِ والصَّرَارِيُّ المَلاح قال القُطامِيُّ

(في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صَاحِبُه ... إذا الصِّرَارِيُّ من أَهْوالِه ارْتَسَما)

والجمع صَرَارِيُّون ولا يُكَسَّرُ والصَّرَّةُ بفَتْحِ الصاد خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ هذه عن اللِّحيانيِّ وصرَّرَتِ الناقةُ تقدَّمتْ عن أبي لَيْلَى قال ذو الرُّمَّة

(إذا ما تأَرَّتْها المَراسِيلُ صَرَّرتْ ... أبُوضُ السَّنَي قَوَّادةُ أيْنُقَ الرَّكْبِ)

وصِرِّينُ موضعٌ قال الأَخْطَلُ (إلى هاجِسٍ من آلِ ظَمْيَاءَ والَّتي ... أَتَى دُونَها بابٌ بِصِرِّينَ مُقْفَلُ)

والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُورُ دُوَيْبّةٌ والصَّرْصُور العِظام من الإِبِلِ والصَّرْصورُ البُخْتِيُّ من الإِبِلِ أو وَلَدُه والسِّينُ لغةٌ والصَّرْصَرُ إنِيَّةٌ من الإِبِلِ التي بَيْنَ البَخَاتِيِّ والعِراب وقيل هي الفَوَالِجُ والصَّرْصرانُ والصَّرْصَرَانِيُّ ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْرِ أمْلَسُ

صرر: الصِّرُّ، بالكسر، والصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ، وقيل: هو البَرْد

عامَّة؛ حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب. وقال الليث: الصِّرُّ البرد الذي يضرب

النَّبات ويحسِّنه. وفي الحديث: أَنه نهى عما قتله الصِّرُّ من الجراد

أَي البَرْد. ورِيحٌ وصَرْصَرٌ: شديدة البَرْدِ، وقيل: شديدة الصَّوْت.

الزجاج في قوله تعالى: بِريحٍ صَرْصَرٍ؛ قال: الصِّرُّ والصِّرَّة شدة

البرد، قال: وصَرْصَرٌ متكرر فيها الراء، كما يقال: قَلْقَلْتُ الشيء

وأَقْلَلْتُه إِذا رفعته من مكانه، وليس فيه دليل تكرير، وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ

وصَلْصَلَ وصَلَّ، إِذا سمعت صوْت الصَّرِيرِ غير مُكَرَّرٍ قلت: صَرَّ

وصَلَّ، فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت: قد صَلْصَلَ وصَرْصَرَ. قال

الأَزهري: وقوله: بِريح صَرْصر؛ أَي شديد البَرْد جدّاً. وقال ابن

السكيت: ريح صَرْصَرٌ فيه قولان: يقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ، وهو البَرْد،

فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطى فاء الفعل، كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ

وكَبْكَبُوا، وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا؛ ويقال هو من صَرير الباب ومن

الصَّرَّة، وهي الضَّجَّة، قال عز وجل: فَأَقْبَلَتِ امرأَتُه في صَرَّةٍ؛ قال

المفسرون: في ضَجَّة وصَيْحَة؛ وقال امرؤ القيس:

جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ

فقيل: في صَرَّة في جماعة لم تتفرَّق، يعني في تفسير البيت. وقال ابن

الأَنباري في قوله تعالى: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ، قال: فيها ثلاثة

أَقوال: أَحدها فيها صِرٌّ أَي بَرْد، والثاني فيها تَصْوِيت وحَرَكة، وروي

عن ابن عباس قول آخر فيها صِرٌّ، قال: فيها نار.

وصُرَّ النباتُ: أَصابه الصِّرُّ. وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً

وصَرْصَرَ: صوَّت وصاح اشدَّ الصياح. وقوله تعالى: فأَقبلتِ امرأَتُه في

صَرَّة فصَكَّتْ وَجْهَها؛ قال الزجاج: الصَّرَّة أَشدُّ الصياح تكون في

الطائر والإِنسان وغيرهما؛ قال جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة:

قَالُوا: نَصِيبكَ من أَجْرٍ، فقلت لهم:

من لِلْعَرِينِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالي؟

فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِي،

وحين صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة البالي

ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ،

بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي

وجاء في صَرَّةٍ، وجاء يَصْطَرُّ. قال ثعلب: قيل لامرأَة: أَيُّ النساء

أَبغض إِليك؟ فقالت: التي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ. وصَرَّ صِمَاخُهُ

صَرِيراً: صَوَّت من العَطَش. وصَرَصَرَ الطائرُ: صَوَّت؛ وخصَّ بعضهم به

البازِيَ والصَّقْر. وفي حديث جعفر ابن محمد: اطَّلَعَ عليَّ ابن الحسين

وأَنا أَنْتِفُ صَرّاً؛ هو عُصْفُور أَو طائر في قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن،

سمِّي بصوْته. يقال: صَرَّ العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صاح. وصَرَّ

الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الباب يَصِرُّ. وكل صوت شِبْهُ ذلك، فهو

صَرِيرٌ إِذا امتدَّ، فإِذا كان فيه تخفيف وترجِيع في إِعادَة ضُوعِف، كقولك

صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً، كأَنهم قَدَّرُوا في صوْت الجُنْدُب

المَدّ، وفي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه على ذلك، وكذلك الصَّقْر

والبازي؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة:

بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي

ابن السكِّيت: صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ صَرِيراً ، والصَّقرُ

يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً؛ وصرَّت أُذُنِي صَريراً إذا سمعت لها دَوِيّاً. وصَرَّ

القلمُ والباب يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت. وفي الحديث: أَنه كان يخطُب إِلى

حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاضْطَرَّت السَّارِية؛ أَي صوَّتت

وحنَّت، وهو افْتَعَلَتْ من الصَّرِير، فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل

الصاد.ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ: له صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ، وكذلك

الدِّينار، وخصَّ بعضهم به الجَحْدَ ولم يستعمله فيما سواه. ابن الأَعرابي:

ما لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم ولا دينار، يقال ذلك في النَّفْي خاصة.

وقال خالد بن جَنبَة: يقال للدِّرْهم صَرِّيٌّ، وما ترك صَرِّياً إِلاَّ

قَبَضه، ولم يثنِّه ولم يجمعه.

والصَّرِّةُ: الضَّجَّة والصَّيْحَةُ. والصَّرُّ: الصِّياح والجَلَبة.

والصَّرَّة: الجماعة. والصَّرَّة: الشِّدة من الكْرب والحرْب وغيرهما؛ وقد

فسر قول امرئ القيس:

فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ، ودُونَهُ

جَواحِرُها، في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

فُسِّرَ بالجماعة وبالشدَّة من الكرْب، وقيل في تفسيره: يحتمل الوجوه

الثلاثة المتقدِّمة قبله. وصَرَّة القَيْظِ: شدَّته وشدَّةُ حَرِّه.

والصَّرَّة: العَطْفة. والصَّارَّة: العَطَشُ، وجمعه صَرَائِرُ نادر؛ قال ذو

الرمة:

فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها،

وقد نَشَحْنَ، فلا ريٌّ ولا هِيمُ

ابن الأَعرابي: صَرِّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا جَمَعَ.

ويقال: قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه، وجمعُها

صَرائِر،

(* قوله: «وجمعها صرائر» عبارة الصحاح: قال أَبو عمرو وجمعها صرائر

إلخ وبه يتضح قوله بعد: وعيب ذلك على أَبي عمرو). وأَنشد بيت ذي الرمة

أَيضاً: «لم تَقْصَعْ صَرائِرَها» قال: وعِيب ذلك على أَبي عمرو، وقيل:

إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِيرة، قال: وأَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ.

والصِّرار: الخيط الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطراف الناقة

وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلاَّ يُؤَثِّرَ الصِّرارُ فيها.

الجوهري: وصَرَرْتُ الناقة شددت عليها الصِّرار، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْف

لِئلاَّ يرضعَها ولدها. وفي الحديث: لا يَحِلُّ لرجل يُؤمن بالله واليوم

الآخر أَن يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغير إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ

أَهْلِها. قال ابن الأَثير: من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا

أَرسلوها إِلى المَرْعَى سارِحَة، ويسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً،

فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تلك الأَصِرَّة وحُلِبَتْ، فهي مَصْرُورة

ومُصَرَّرة؛ ومنه حديث مالك بن نُوَيْرَةَ حين جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع

صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بها إِلى أَبي بكر، رضي

الله عنه، فمنعَهم من ذلك وقال:

وقُلْتُ: خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ

مُصَرَّرَة أَخلافها لم تُحَرَّدِ

سأَجْعَلُ نفسي دُونَ ما تَحْذَرُونه،

وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بما قُلْتُهُ يَدِي

قال: وعلى هذا المعنى تأَوَّلُوا قولَ الشافعي فيما ذَهب إِليه من

أَمْرِ المُصَرَّاة. وصَرَّ الناقة يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بها: شدَّ

ضَرْعَها. والصِّرارُ: ما يُشدُّ به، والجمع أَصِرَّة؛ قال:

إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها،

ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ

ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً،

في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ

ورواية سيبويه في ذلك:

ورَدْ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة،

ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح

والصَّرَّةُ: الشاة المُضَرَّاة. والمُصَرَّاة: المُحَفَّلَة على تحويل

التضعيف. وناقةٌ مُصِرَّةٌ: لا تَدِرُّ؛ قال أُسامة الهذلي:

أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة،

ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُِولُها

والصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم والدنانير، وقد صَرَّها صَرّاً. غيره:

الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة. وصَرَرْت الصُّرَّة: شددتها. وفي

الحديث: أَنه قال لجبريل، عليه السلام: تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين

عَيْنَيْك؛ أَي مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين. وأَصل الصَّرِّ: الجمع

والشدُّ. وفي حديث عمران بن حصين: تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ، كأَنه من

صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في بعض الطرق،

والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ. وفي الحديث: أَنه قال لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه:

أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام، أَي ما تُجَمِّعانِه في صُدُوركما.

وكلُّ شيء جمعته، فقد، صَرَرْته؛ ومنه قيل للأَسير: مَصْرُور لأَن يَدَيْه

جُمِعتَا إِلى عُنقه؛ ولمَّا بعث عبدالله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد

جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال: أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا.

وصَرَّ الفرسُ والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها:

سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع. ابن السكيت: يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها

إِلى رأْسه، فإِذا لم يُوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس، بالأَلف، وذلك إِذا

جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ؛ وفي حديث سَطِيح:

أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ

صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها؛ وجاءت الخيلُ مُصِرَّة

آذانها إِذا جَدَّت في السير. ابن شميل: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا

خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قيل: قد

أَسْبَل؛ وقال قي موضع آخر: يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي الورَق

ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل، وإِن لم يخرُج فيه القَمْح. والصَّرَر: السُّنْبُل

بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر؛ وقال أَبو حنيفة: هو السُّنْبُل ما لم

يخرج فيه القمح، واحدته صَرَرَة، وقد أَصَرَّ. وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع

بعض الإِسراع، ورواه أَبو عبيد أَضَرَّ، بالضاد، وزعم الطوسي أَنه تصحيف.

وأَصَرَّ على الأَمر: عَزَم.

وهو مني صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي

عَزِيمة وجِدُّ. وقال أَبو زيد: إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة؛ وأَنشد

أَبو مالك:

قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ،

أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي

أَي حَقِيقة. وقال أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته: اللهم

إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً، فوجَدَها عن قريب فقال:

عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه. وقال ابن السكيت: إِنها

عَزِيمة مَحْتُومة، قال: وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ

ودُمْت عليه؛ ومنه قوله تعالى: ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم

يَعْلَمُون. وقال أَبو الهيثم: أَصِرَّى أَي اعْزِمِي، كأَنه يُخاطِب نفسَه، من

قولك: أَصَرَّ على فعله يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم على أَن يمضي فيه ولا

يرجِع. وفي الصحاح: قال أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه:

أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَيَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وقد

تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَحذها وقال: عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي

صِرَّي. وقد يقال: كانت هذه الفَعْلَة مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة، ثم

جعلت الياء أَلفاً، كما قالوا: بأَبي أَنت، وبأَبا أَنت؛ وكذلك صِرِّي

وصِرِّي على أَن يُحذف الأَلفُ من إِصِرِّي لا على أَنها لغة صَرَرْتُ على

الشيء وأَصْرَرْتُ. وقال الفراء: الأَصل في قولهم كانت مِنِّي صِرِّي

وأَصِرِّي أَي أَمر، فلما أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا

ياءه أَلفاً فقالوا: صِرَّى وأَصِرَّى، كما قالوا: نُهِيَ عن قِيَلٍَ

وقَالٍَ، وقال: أُخْرِجَتا من نِيَّةِ الفعل إِلى الأَسماء. قال: وسمعت العرب

تقول أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ، ويخفض فيقال: من شُبٍّ إِلى

دُبٍّ؛ ومعناه فَعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إِلى أَنْ دَبَّ كبيراً وأَصَرَّ على

الذنب لم يُقْلِعْ عنه. وفي الحديث: ما أَصَرَّ من استغفر. أَصرَّ على

الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه، وأَكثر ما يستعمل

في الشرِّ والذنوب، يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه

وإِن تكرَّر منه. وفي الحديث: ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما

فعلوه وهعم يعلمون. وصخرة صَرَّاء: مَلْساء.

ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة: لم يَحُجَّ قَطُّ، وهو المعروف في الكلام،

وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ، وقد قالوا في الكلام في هذا المعنى:

صَرُويٌّ وصَارُورِيُّ، فإِذا قلت ذلك ثَنَّيت وجمعت وأَنَّثْت؛ وقال ابن

الأَعرابي: كل ذلك من أَوله إِلى آخره مثنَّى مجموع، كانت فيه ياء النسب

أَو لم تكن، وقيل: رجل صَارُورَة وصارُورٌ لم يَحُجَّ، وقيل: لم يتزوَّج،

الواحد والجمع في ذلك سواء، وكذلك المؤنث.

والصَّرُورة في شعر النَّابِغة: الذي لم يأْت النساء كأَنه أَصَرَّ على

تركهنَّ. وفي الحديث: لا صَرُورَة في الإسلام. وقال اللحياني: رجل

صَرُورَة لا يقال إِلا بالهاء؛ قال ابن جني: رجل صَرُورَة وامرأَة صرورة، ليست

الهاء لتأْنيث الموصوف بما هي فيه قد لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا

الموصوف بما هي فيه وإنما بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأْنيث الصفة أَمارَةً

لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة. قال الفراء عن بعض العرب: قال رأَيت

أَقواماً صَرَاراً، بالفتح، واحدُهم صَرَارَة، وقال بعضهم: قوم

صَوَارِيرُ جمع صَارُورَة، وقال ومن قال صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وجمع

وأَنَّث، وفسَّر أَبو عبيد قوله، صلى الله عليه وسلم: لا صَرُوْرَة في

الإِسلام؛ بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النكاح، فجعله اسماً للحَدَثِ؛ يقول: ليس

ينبغي لأَحد أَن يقول لا أَتزوج، يقول: هذا ليس من أَخلاق المسلمين وهذا

فعل الرُّهبْان؛ وهو معروف في كلام العرب؛ ومنه قول النابغة:

لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ،

عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ

يعني الراهب الذي قد ترك النساء. وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث:

وقيل أَراد من قَتَل في الحرم قُتِلَ، ولا يقبَل منه أَن يقول: إِني

صَرُورَة ما حَجَجْت ولا عرفت حُرْمة الحَرَم. قال: وكان الرجل في الجاهلية

إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى الكعبة لم يُهَجْ، فكان إِذا لِقيَه

وليُّ الدَّمِ في الحَرَمِ قيل له: هو صَرُورةٌ ولا تَهِجْه.

وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ: ضَيِّق مُتَقَبِّض. والأَرَحُّ:

العَرِيضُ، وكلاهما عيب؛ وأَنشد:

لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ

وقال أَبو عبيد: اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ

الضِّيقِ؛ وأَنشد لأَبي النجم العجلي:

بِكلِّ وَأْبِ للحَصَى رَضَّاحِ،

لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ

أَي بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته ليس بضَيِّق

وهو المُصْطَرُّ، ولا بِفِرْشاحٍ وهو الواسع الزائد على المعروف.

والصَّارَّةُ: الحاجةُ. قال أَبو عبيد: لَنا قِبَلَه صارَّةٌ، وجمعها

صَوارُّ، وهي الحاجة.

وشرب حتى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه؛ حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي

ولم يفسره بأَكثر من ذلك.

والصَّرارةُ: نهر يأْخذ من الفُراتِ. والصَّرارِيُّ: المَلاَّحُ؛ قال

القطامي:

في ذي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه،

إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما

أَي كَبَّرَ، والجمع صرارِيُّونَ ولا يُكَسَّرُ؛ قال العجاج:

جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ

ويقال للمَلاَّح: الصَّارِي مثل القاضِي، وسنذكره في المعتلّ. قال ابن

بري: كان حَقُّ صرارِيّ أَن يذكر في فصل صَري المعتلّ اللام لأَن الواحد

عندهم صارٍ، وجمعه صُرّاء وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ؛ قال: وقد ذكر الجوهري

في فصل صري أَنّ الصارِيّ المَلاَّحُ، وجمعه صُرّاءٌ. قال ابن دريد: ويقال

للملاح صارٍ، والجمع صُرّاء، وكان أَبو علي يقول: صُرّاءٌ واحد مثل

حُسَّانٍ للحَسَنِ، وجمعه صَرارِيُّ؛ واحتج بقول الفرزدق:

أَشارِبُ خَمْرةٍ، وخَدينُ زِيرٍ،

وصُرّاءٌ، لفَسْوَتِه بُخَار؟

قال: ولا حجة لأَبي عليّ في هذا البيت لأَن الصَّرَارِيّ الذي هو عنده

جمع بدليل قول المسيب بن عَلَس يصف غائصاً أَصاب درة، وهو:

وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لها،

ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ

وقد استعمله الفرزدق للواحد فقال:

تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه،

لَوْ يَسْتَطِيعُ إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا

وكذلك قول خلف بن جميل الطهوي:

تَرَى الصَّرارِيَّ في غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ

تَعْلُوه طَوْراً، ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا

قال: ولهذا السبب جعل الجوهري الصَّرارِيَّ واحداً لما رآه في أَشعاره

العرب يخبر عنه كما يخبر عن الواحد الذي هو الصَّارِي، فظن أَن الياء فيه

للنسبة كلأَنه منسوب إِلى صَرارٍ مثل حَواريّ منسوب إِلى حوارٍ،

وحَوارِيُّ الرجل: خاصَّتُه، وهو واحد لا جَمْعٌ، ويدلك على أَنَّ الجوهري لَحَظَ

هذا المعنى كونُه جعله في فصل صرر، فلو لم تكن الياء للنسب عنده لم

يدخله في هذا الفصل، قال: وصواب إِنشاد بيت العجاج: جَذْبُ برفع الباء لأَنه

فاعل لفعل في بيت قبله، وهو

لأْياً يُثانِيهِ، عَنِ الحُؤُورِ،

جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ

اللأْيُ: البُطْءُ، أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هذا القُرْقُورَ عن

الحُؤُور جَذْبُ المَلاَّحينَ بالكُرُورِ، والكُرورُ جمع كَرٍّ، وهو حبْلُ

السَّفِينة الذي يكون في الشَّراعِ قال: وقال ابن حمزة: واحدها كُرّ بضم

الكاف لا غير.

والصَّرُّ: الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتْسْمَع

بالمِسْمَعِ، وهي عروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى؛ وأَنشد في

ذلك:إِنْ كانتِ آمَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها،

إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّها

والصَّرَّةُ: تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَراهة.

والصِّرارُ: الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا يعلوها الماء.

وصِرارٌ: اسم جبل؛ وقال جرير:

إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايِلُ لُؤْمَه،

حتى يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ

وفي الحديث: حتى أَتينا صِراراً؛ قال ابن الأَثير: هي بئر قديمة على

ثلاثة أَميال من المدينة من طريق العِراقِ، وقيل: موضع.

ويقال: صارَّه على الشيء أَكرهه.

والصَّرَّةُ، بفتح الصاد: خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ؛ هذه عن

اللحياني.

وصَرَّرَتِ الناقةُ: تقدَّمتْ؛ عن أَبي ليلى؛ قال ذو الرمة:

إِذا ما تأَرَّتنا المَراسِيلُ، صَرَّرَتْ

أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ

(* قوله: «تأرتنا المراسيلُ» هكذا في الأصل).

وصِرِّينُ: موضع؛ قال الأَخطل:

إِلى هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْياءَ، والتي

أَتى دُونها بابٌ بِصِرِّين مُقْفَلُ

والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مثل الجُرْجور: وهي العِظام من

الإِبل. والصُّرْصُورُ: البُخْتِيُّ من الإِبل أَو ولده، والسين لغة. ابن

الأَعرابي: الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب من الإِبل. ويقال للسَّفِينة:

القُرْقور والصُّرْصور.

والصَّرْصَرانِيَّة من الإِبل: التي بين البَخاتيِّ والعِراب، وقيل: هي

الفَوالِجُ. والصَّرْصَرانُ: إِبِل نَبَطِيَّة يقال لها

الصَّرْصَرانِيَّات. الجوهري: الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات، وهي الإِل بين

البَخاتيّ والعِراب. والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ: ضرب من سَمَك

البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم؛ وأَنشد:

مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ

والصَّرْصَرُ: دُوَيْبَّة تحت الأَرض تَصِرُّ أَيام الربيع. وصَرَّار

الليل: الجُدْجُدُ، وهو أَكبرُ من الجنْدُب، وبعض العرب يُسَمِّيه

الصَّدَى. وصَرْصَر: اسم نهر بالعراق. والصَّراصِرَةُ: نَبَطُ الشام.

التهذيب في النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة

ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً

وصَرْصرتُه وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه، وكذلك

كَبْكَبْتُه.

صرر
: ( {الصِّرَّةُ، بِالْكَسْرِ: شِدَّةُ البَرْدِ) ، حَكَاهَا الزَّجّاجُ فِي تفسيرِه (أَو البَرْدُ) عامَّةً، حُكِيَتْ هاذِه عَن ثعْلبٍ، (} كالصِّرِّ فيهمَا) ، بِالْكَسْرِ أَيضاً.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرُّ: البَرْدُ الَّذِــي يَضْرِبُ النَّبَاتَ ويَحُسُّه، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه نَهَى عمّا قَتَلَه الصِّرُّ من الجَرَاد) أَي البَرْد.
(و) قَالَ الزَّجّاجُ: {الصَّرَّةُ: (أَشَدُّ الصِّيَاحِ) ، يكونُ فِي الطّائِرِ والإِنسانِ وغيرِهما، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى} صَرَّةٍ} (الذاريات: 29) ، وَيُقَال: جاءَ فِي صَرَّةٍ، وجاءَ {يَصْطَرُّ، أَي فِي ضَجَّة وصَيْحَةٍ وجَلَبَةٍ.
(و) الصَّرَّةُ (بالفَتْح: الشِّدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ والحَرِّ) وَغَيرهَا، وَلَا يَخْفَى مَا بَين الحَرْبِ والحَرِّ من الجِنَاس المُذَيَّلِ.
} وصَرَّةُ القَيْظِ: شِدَّتُه وشِدَّةُ حَرِّه، وَقد فُسِّرَ قولُ امرىءِ القَيْسِ:
فأَلْحَفَهُ بالهادِيَاتِ ودُونَه
جَواحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
بالشِّدَّةِ من الكَرْبِ.
(و) الصَّرَّةُ: (العَطْفَةُ) .
(و) الصَّرَّةُ: (الجَمَاعَةُ) ، وَبِه فَسَّرَ بعضٌ قولَ امرىءِ القَيْسِ المُتَقَدِّمَ، أَي فِي جَماعةٍ لم تَتَفَرَّق. (و) الصَّرَّةُ: (تَقْطِيبُ الوَجْهِ) من الكَرَاهَةِ.
(و) الصَّرَّةُ: (الشّاةُ المُصَرّاةُ) ، وسيأْتي معنَى المُصَرَّاة قَرِيبا.
(و) الصَّرَّةُ: (خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ) يُؤخِّذُ بهَا النّسَاءُ الرِّجالَ. هاذه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) {الصُّرَّةُ، (بالضَّمِّ: شَرْجُ الدَّراهِمِ ونَحْوِهَا) ، كالدَّنانِير، معروفَةٌ، وَقد} صَرَّهَا {صَرّاً.
} وصَرَرْتُ {الصُّرَّةَ: شَدَدْتُهَا.
(ورِيحٌ} صِرٌّ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وصَرْصَرٌ) ، إِذا كَانَت (شَدِيدَة الصّوْتِ، أَو) شَدِيدَةَ (البَرْدِ) .
قَالَ الزَّجّاجُ:} وصَرْصَرٌ، متكررٌ، فِيهَا الرّاءُ، كَمَا يُقَالُ: قَلْقَلْتُ الشيْءَ، وأَقْلَلْتُه، إِذا رفَعْتَه من مَكانه، وَلَيْسَ فِيهِ دَليلُ تَكْرِيرٍ، وكذالك {صَرْصَرٌ} وصِرٌّ، وصَلْصَلٌ وصِلٌّ، إِذا سَمِعْتَ صَوْتَ {الصَّرِيرِ غير مُكَرَّر قلت: صَرَّ، وصَلَّ، فإِذا أَرَدْتَ أَن الصَّوْتَ تَكرّر قُلْتَ: قد صَلْصَلَ} وصَرْصَرَ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} (الحاقة: 6) ، أَي شَدِيدَة البَرْدِ جِدّاً. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ريحٌ {صَرْصَرٌ فِيهِ قَولَانِ:
يُقَال: أَصْلُهَا} صَرَّرٌ من {الصِّرّ، وَهُوَ البَرْدُ، فأَبْدَلُوا مكانَ الراءِ الوُسْطَى فاءَ الْفِعْل، كَمَا قَالُوا تَجَفْجَفَ الثوبُ، وكُبْكِبُوا، وأَصله تَجَفَّفَ وكُبِّبُوا.
وَيُقَال: هُوَ من} صَرِيرِ البابِ، وَمن {الصَّرَّةِ، وَهِي الضَّجَّة، قَالَ عزّ وجَلّ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى} صَرَّةٍ} (الذاريات: 29) ، قَالَ المفسّرون: فِي ضَجَّةٍ وصَيْحَةٍ.
وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا {صِرٌّ} (آل عمرَان: 117) ، ثَلَاثَة أَقوال: أَحدها: فِيهَا بَرْدٌ. وَالثَّانِي: فِيهَا تَصْوِيتٌ وحَرَكَة. ورَوى عَن ابنِ عبّاس قولٌ آخر، فِيهَا} صِرٌّ، قَالَ: فِيهَا نارٌ. ( {وصُرَّ النَّبَاتُ، بالضَّمِّ) ، صَرّاً: (أَصابَهُ} الصِّرُّ) ، أَي شِدّة البَرْدِ.
( {وصَرَّ، كفَرَّ،} يَصِرُّ) ، كيَفِرُّ، ( {صَرّاً) ، بِالْفَتْح، (} وصَرِيراً) ، كأَمِيرٍ: (صَوَّتَ وصاحَ شَدِيداً) ، أَي أَشَدَّ الصِّيَاحِ، ( {كصَرْصَرَ) ، قَالَ جَرِيرٌ يَرْثِي ابنَه سَوَادَةَ:
نالُوا نَصِيبُكَ من أَجْرٍ فقُلْتُ لَهُمْ
مَنْ للعَرِينِ إِذَا فَارَقْتُ أَشْبَالِي
فارَقْتَنِي حينَ كَفَّ الدَّهْرُ من بَصَرِي
وحِينَ صِرْتُ كعَظْمِ الرِّمَّةِ البَالِي
ذاكُمْ سَوَادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ
بازٍ} يُصَرْصِرُ فوقَ المَرْقَبِ العالِي
قَالَ ثَعْلَب: قيل لامرأَةٍ: أَي النّسَاءِ أَبْغَضُ إِلَيْكِ؟ فقالَتْ: الَّتِي إِن صَخِبَتْ {صَرْصَرَتْ.
} وصَرَّ الجُنْدَبُ {يَصِرُّ} صَرِيراً، {وصَرَّ البابُ} يَصِرُّ، وكُلُّ صَوْتٍ شِبْه ذالك فَهُوَ {صَرِيرٌ إِذا امْتَدَّ، فإِذا كانَ فِيهِ تحْفِيفٌ وتَرْجِيعٌ فِي إِعادَةٍ ضُوعِف كَقَوْلِك:} صَرْصَرَ الأَخْطَبُ {صَرْصَرَةً، كأَنَّهم قدَّرُوا فِي صوتِ الجُنْدُبِ المَدَّ، وَفِي صوتِ الأَخْطَبِ التَّرْجِيعَ، فحَكَوْه على ذالك وكذالك الصَّقْرُ والبازِيّ.
(و) } صَرَّ (صِمَاخُه صَرِيراً: صاحَ من العَطَشِ) . وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: {صَرَّتْ أُذُنِي صَرِيراً، إِذا سَمِعْت لَهَا دَوِيّاً.} وصَرَّ البابُ والقَلَمُ {صَرِيراً، أَي صَوَّتَ.
وَفِي الأَسَاس:} صَرَّت الأُذُنُ سُمِعَ لَهَا طَنِينٌ.
{وصَرَّ صِمَاخُه من الظَّمَإِ.
(و) } صَرَّ (النَّاقَةَ، و) صَرَّ (بهَا {يَصُرُّهَا، بالضَّمّ،} صَرّاً) ، بالفَتْح: (شَدَّ ضَرْعَها) {بالصِّرَارِ، فَهِيَ} مَصْرُورَةٌ! ومُصَرَّرَةٌ، وَفِي حَدِيث مالكِ بنِ نُوَيْرَة حِين جمَع بنُو يَرْبُوع صَدَقَاتِهم ليُوَجِّهُوا بهَا إِلى أَبي بَكْرٍ، رَضِي الله عَنهُ، فمنَعهم من ذالك، وَقَالَ:
وقُلْتُ خُذُوها هاذِهِ صَدَقاتُكُمْ
{مُصَرَّرَة أَخْلافُهَا لم تُحَرَّدِ
سأَجْعَلُ نَفْسِي دُونَ مَا تَحْذَرُونَه
وأَرْهَنُكُم يَوْمًا بِمَا قُلْتُه يَدِي
(و) صَرَّ (الفَرَسُ والحِمَارُ بأُذُنِه) يَصُرُّ صَرّاً (} وصَرَّهَا، {وأَصَرَّ بِهَا: سَوَّاهَا ونَصَبَهَا للاسْتِمَاعِ) ، كصَرَّرَها.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يقالُ: صَرَّ الفَرَسُ أُذُنَيْهِ: ضَمَّهُمَا إِلى رَأْسِه، فإِذا لم يُوقِعُوا قَالُوا:} أَصَرَّ الفَرَسُ، بأَلف، وذالك إِذا جَمَعَ أُذُنَيْهِ وعَزَمَ على الشَّدِّ.
وَقَالَ غَيْرُه: جَاءَتِ الخَيْلُ {مُصِرَّةً آذَانَها، أَي مُحَدِّدَةً آذَانَها، رافِعَةً لَهَا، وإِنما} تَصُرُّ آذانَها إِذا جَدَّتْ فِي السَّيْرِ.
(و) {الصِّرَارُ (ككِتَابٍ: مَا يُشَدُّ بهِ) الضِّرْعُ، (ج:} أَصِرَّةٌ) ، وَهُوَ الخَيْطُ الَّذِــي تُشَدُّ بِهِ التَّوادِي علَى أَطْرَافِ النّاقَةِ وتُذَيَّرُ الأَطْباءُ بالبَعرِ الرَّطْبِ؛ لئلاّ يُؤَثِّرَ {الصِّرَارُ فِيهَا.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ:} الصِّرَارُ: خَيْطٌ يُشَدّ فوقَ الخِلْفِ؛ لئلاّ يَرْضَعَها وَلَدُهَا، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَحِلُّ لرَجُل يُؤمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ أَنْ يَحُلّ {صِرَارَ ناقَة بغَيْرِ إِذْنِ صاحِبِها فإِنّه خاتَمُ أَهْلِها) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: من عادَةِ العَرَبِ أَن} تَصُرَّ ضُروعَ الحَلُوباتِ إِذا أَرْسلوهَا المَرْعَى سارِحَةً، ويُسَمُّونَ ذالك الرِّبَاطَ صِرَاراً، فإِذا رَاحَت عَشيّاً حُلَّتْ تلْكَ {الأَصِرَّةُ، وحُلِبَتْ، فَهِيَ} مَصْرُورَةٌ {ومُصَرَّرَةٌ، قَالَ: وعَلى هاذا المعنَى تأَوَّلُوا قَوْلَ الشافِعِيِّ فِيمَا ذَهَب إِليه فِي أَمْرِ} المُصَرَّاةِ.
وَقَالَ الشّاعرُ:
إِذَا اللِّقَاحُ غَدَتْ مُلْقًى {أَصِرَّتُهَا
وَلَا صَرِيمَ من الوِلْدَانِ مَصْبُوحُ
(و) } الصِّرَارُ: (ع، بِقُرْبِ المَدِينَةِ) على ساكِنَهَا أَفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَهُوَ ماءٌ مُحْتَفَرٌ جاهليّ على سَمْتِ العِرَاقِ. وَقيل: أُطُمٌ لبني عبدِ الأَشْهَلِ، قلْت: وإِليه نُسِب محمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصِّرَارِيّ، وَيُقَال فِيهِ: محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ {- الصِّرَارِيّ، والأَوّل أَصحّ، روى عَن عَطَاءٍ، وَعنهُ بكْرُ بنُ مُضَرَ، هاكذا قَالَه أَئمّة الأَنْسَاب، وَقَالَ الحافظُ بنُ حَجَر: إِنما رَوَى عَن عَطَاءٍ بواسِطَةِ ابنِ أَبي حُسَيْنِ.
قلْت: وابْنُ أَبِي حُسَيْن هاذا هُوَ عبدُ الله بنُ عبدِ الرّحمانِ بنِ أَبي حُسَيْن، رَوَى عَن عَطَاءٍ.
(} والمُصَرَّاةُ: المُحَفَّلَةُ) ، على تَحْويل التَّضْعِيف.
(أَو هِيَ مِنْ {صَرَّى} - يُصَرِّي) {تَصرِيَةً، فمحلّ ذِكْرِه المعتلّ.
(ونَاقَةٌ} مُصِرَّةٌ: لَا تَدِرّ) ، قَالَ أُسامةُ الهُذَلِيُّ:
أَقَرّتْ علَى حُول عَسُوسٌ مُصِرَّةٌ
ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُولُها
و ( {الصَّرَرُ محرّكةً: السُّنْبُلُ بعدَما يُقَصِّبُ) وَقبل أَن يَظْهَر.
(أَو) هُوَ السُّنْبُلُ (مَا لم يَخْرُجْ فيهِ القَمْحُ) ، قَالَه أَبو حنيفَة، (واحِدَتُه} صَرَرَةٌ) ، وَقد خالفَ هُنَا قاعدَتَه، وَهِي قولُه، وَهِي بهاءٍ. (وَقد {أَصَرَّ السُّنْبُلُ) . وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: أَصَرَّ الزَّرْعُ} إِصْراراً، إِذَا خَرَجَ أَطْرَافُ السَّفاءِ قبل أَن يَخْلُصَ سُنْبُلُه، فإِذا خَلَصَ سُنْبُلُه قيل، قد أَسْبَلَ، وَقَالَ فِي مَوضعٍ آخَرَ: يَكُونُ الزَّرْعُ صَرَراً حينَ يَلْتَوِي الوَرَقُ، ويَيْبَسُ طَرَفُ السُّنْبُلِ وإِن لم يَخْرُجْ فِيهِ القَمْحُ.
( {وأَصَرَّ يَعْدُو) ، إِذا (أَسْرَعَ) بعضَ الإِسْرَاعِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْد: أَضَرَّ، بالضَّاد، وزعمَ الطُّوسِيّ أَنّه تَصحيفٌ.
(و) أَصَرَّ (على الأَمْرِ: عَزَم، و) مِنْهُ يُقَال: (هُو مِنّي} - صِرِّي) ، بالكَسر ( {- وأَصِرِّي) ، بِفَتْح الهَمْزة وَكسر الصَّاد والراءِ، (} وصِرَّى) ، بكسْر الصَّاد وفتْحِ الراءِ المشدَّدةِ، (! وأَصِرَّى) ، بِزِيَادَة الْهمزَة، ( {- وصُرِّي) ، بضَمّ الصَّاد وَكسر الرّاءِ، (وصُرَّى) ، بِفَتْح الرّاءِ المشدّدَة، (أَي عَزِيمَةٌ وجِدٌّ) .
وَقَالَ أَبو زَيْد: إِنَّهَا منِّي} - لأَصِرِّي، أَي لحقيقةٌ، وأَنشد أَبو مالكٍ:
فدْ عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايَا الغُرِّ
أَنّ النَّدَى من شِيمَتِي {- أَصِرِّي
أَي حَقِيقَة.
وَقَالَ أَبو سَمَّال الأَسَدِيّ حِين ضَلَّت نَاقَتُه: اللهُمَّ إِنْ لم تَرُدَّهَا عليَّ فلَمْ أُصَلِّ لكَ صَلاةً. فَوَجَدَها عَنْ قَرِيبٍ، فَقَالَ: علمَ اللَّهُ منِّي} صِرّى، أَي عَزْمٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: إِنّهَا عَزيمةٌ مَحْتُومةٌ، قَالَ: وَهِي مُشْتَقَّةٌ من {أَصْرَرْت على الشَّيْءِ، إِذا أَقمْتَ ودُمْتَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ} يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمرَان: 135) .
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: {- أَصِرِّي، أَي اعْزِمِي، كأَنّه يُخَاطِبُ نَفْسَه من، قولكَ:} أَصَرَّ عَلَى فِعْله {يُصِرُّ} إِصْراراً، إِذَا عَزَمَ عَلَى أَن يَمْضِيَ فِيهِ وَلَا يَرجع.
وَفِي الصّحاح: قد يُقَال: كَانَت هاذه الفَعْلَةُ منِّي {- أَصِرِّي، أَي عَزيمَةً، ثمَّ جُعِلَت الياءُ أَلفاً، كَمَا قَالُوا: بأَبِي أَنتَ وبِأَبَا أَنتَ، وكذالك} - صِرِّي {- وصِرّي، على أَن يُحْذَف الأَلفُ من} إِصِرَّى، لَا على أَنهَا لُغَة {صرَرْتُ على الشيْءِ} وأَصْرَرْتُ.
وَقَالَ الفَرّاءِ: الأَصلُ فِي قَوْلهم: كَانَت مني {- صِرِّي} - وأَصِرِّي، أَي أَمْرٌ فَلَمَّا أَرادُوا أَن يُغيِّروه عَن مَذهبِ الْفِعْل حَوَّلُوا ياءَه أَلفاً، فَقَالُوا: {صِرَّى} وأَصِرَّى، كَمَا قَالُوا: نُهَيَ عَن قِيل وقَالَ، وَقَالَ: أُخْرجَتا من نِيَّة الفِعْل إِلى الأَسماءِ، قَالَ: وسمعْتُ العَرَبَ تقُولُ: أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ، ويُخْفَضُ، فَيُقَال: من شُبَ إِلى دُبَ. وَمَعْنَاهُ: فعَل ذالك مُذْ كَانَ صَغِيرا إِلى أَن دَبَّ كَبِيرا.
(وصَخْرَةٌ {صَرَّاءُ: صَمّاءُ) ، وَفِي اللِّسَان: مَلْساءُ.
وَفِي التكملة: وحجرٌ} أَصَرُّ: صُلْبٌ.
(ورَجلٌ {صَرُورٌ) ، كصبُورٍ، (} وصَرُورَةٌ) ، بالهَاءِ، ( {وصَرَارَةٌ) ، كسَحَابة، (} وصَارُورَةٌ) ، كقَارورَة، ( {وصَارُورٌ) ، بِغَيْر هَاءٍ، (} - وصَرُورِيّ) {- وصَارُورِيّ، كِلَاهُمَا بياءِ النسَب، (} وصارُوراءُ) ، كعاشوراءَ، عَن الكسائيّ نَقله الصّاغانيّ. قَالَ شَيخنَا: يُلحَقُ بنظائِرِ عاشُوراءَ الَّتِي أَنكرَها ابنُ دُريْد. انْتهى. وَالْمَعْرُوف فِي الْكَلَام رجُل {صَرورٌ،} وصَرُورَةٌ: (لم يَحُجَّ) قَطُّ، وأَصلُه من الصرِّ: الحَبْس والمَنْع، وَقد قَالُوا: {- صَرُورِيٌّ} - وصارُورِيٌّ، فإِذا قلْت ذالك ثَنَّيْت وجَمَعْت وأَنَّثْتَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: كلُّ ذالك من أَوَّله إِلى آخِره مثَنًّى مَجموعٌ، كَانَت فِيهِ ياءُ النَّسبِ أَو لم تكن، (ج: {صَرَارةٌ} وصَرَارٌ) ، بالفَتْح فيهمَا.
(أَو) {الصّارُورَةُ} والصّارُورُ: هُوَ الَّذِــي (لم يَتَزَوَّجْ، للوَاحِدِ والجَمِيع) وكذالك المؤنّث.
{والصَّرُورَةُ فِي شعرِ النّابِغَةِ: الَّذِــي لم يَأْتِ النّسَاءَ، كأَنّه} أَصَرّ على ترْكِهِنَّ، وَفِي الحديثِ: (لَا! صَرُورَةَ فِي الإِسْلامِ) .
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: رَجُلٌ صَرُورَةٌ، وَلَا يُقَال إِلاّ بالهَاءِ.
وَقَالَ ابْن جِنِّي: رَجلٌ صَرُورَةٌ، وامرأَةٌ صَرُورَةٌ، لَيست الهاءُ لتأْنِيث الموصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وإِنّمَا لحِقَت لإِعْلامِ السامِعِ أَنَّ هاذا الموصوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قد بلغَ الغايَةَ والنهايَةَ، فجُعِل تأْنِيثُ الصِّفةِ أَمارةً لما أُرِيد من تأْنِيثِ الغَايَةِ والمُبَالَغَةِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ عَن بعضِ العَرَبِ قَالَ: رَأَيْتُ أَقواماً {صَرَاراً، بالفَتْح، واحدُهُم} صَرَارَةٌ.
وَقَالَ بعضُهُم: قَوْمٌ {صَوارِيرُ: جمْع} صارُورَة، قَالَ: وَمن قالَ: {- صَرُورِيّ} - وصارُورِيّ ثَنّى وجَمَعَ وأَنَّثَ.
وفَسَّرَ أَبو عُبَيْد قَوْلَه عَلَيْهِ السَّلَام: (لَا {صَرُورَةَ فِي الإِسلامِ) بأَنّه التَّبَتّلُ، وتَرْكُ النِّكَاحِ، فجعلَه اسْما للحَدَثِ، يَقُول: ليسَ يَنْبَغِي لأَحَد أَن يقولَ: لَا أَتَزَوَّجُ، يَقُول: لَيْسَ هاذا من أَخلاقِ المُسْلِمِينَ، وهاذا فِعلُ الرُّهْبَانِ، وَهُوَ معروفٌ فِي كَلَام العَرَبِ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ:
5 - لَو أَنَّهَا عَرَضَتْ لأَشْمَطَ رَاهِبٍ
عَبَدَ الإلهَ} صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ
يَعْنِي الرَّاهِبَ الَّذِــي قد تَرَكَ النّساءَ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ فِي تفسيرِ هاذا الحَدِيثِ: وَقيل أَرادَ: مَنْ قَتَلَ فِي الحَرَمِ قُتِلَ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ: إِنّي صَرُورَةٌ مَا حجَجْت وَلَا عَرَفْتُ حُرْمَةَ الحَرَمِ، قَالَ: وَكَانَ الرجلُ فِي الجاهِليَّةِ إِذَا أَحْدَثَ حَدَثاً، ولجَأَ إِلى الكَعْبَةِ لم يُهَجْ، فَكَانَ إِذَا لَقِيَه وَلِيُّ الدّمِ فِي الحَرَمِ قيل لَهُ: هُوَ صَرُورَةٌ وَلَا تَهِجْه.
(وحافِرٌ {مَصْرُورَةٌ} ومُصْطَرٌّ: متَقَبِّضٌ أَو ضَيِّقٌ) والأَرَحُّ العَرِيضُ، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ، وأَنشد:
لَا رَحَحٌ فِيهِ وَلَا {اصْطِرَارُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً، إِذا كَانَ فاحِش الضِّيقِ، وأَنشَدَ لأَبِي النَّجْمِ العِجْلِيِّ:
بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضّاحِ
ليسَ بمُصْطَرَ وَلَا فِرْشَاحِ
أَي بكُلِّ حافِرٍ وَأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لِقُوَّتِه، لَيْسَ بضَيِّق، وَهُوَ {المُصْطَرُّ، وَلَا بفِرْشاحٍ، وَهُوَ الواسِعُ الزائدُ على المعروفِ.
(} والصَّارَّةُ) ، بتَشْديد الرّاءِ: (الحَاجَةُ) ، قَالَ أَبو عُبَيْد: لنا قِبَلَهُ {صَارَّةٌ، أَي حاجَةٌ.
(و) } الصَّارَّةُ: (العَطَشُ، ج: {صَرَائِرُ) ، نادِرٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
فانْصاعَتِ الحُقْبُ لمْ تَقْصَعْ} صَرَائِرُهَا
وَقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ وَلَا هِيمُ
قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: {صَرَّ} يَصِرُّ، إِذا عَطِش، وَيُقَال: قَصَعَ الحِمَارُ {صَارَّتَه، إِذا شَرِبَ الماءَ فذَهَبَ عَطَشُه.
(و) جَمْعُ} الصَّارَّة بِمَعْنى الحَاجَةِ ( {صَوَارُّ) ، قالَه أَبو عُبَيْد، فَفِي كلامِ المصَنِّفِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ.
وَقيل: إِنَّ} الصَّرائرَ جمعُ {صَرِيرَة، وأَمّا} الصَّارَّةُ فجمعُه صَوارٌّ لَا غير.
(و) يُقَال: شرِبَ حتّى مَلأَ {مَصارَّهُ، (} المَصَارُّ: الأَمْعاءُ) ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة عَن ابنِ الأَعْرَابي، وَلم يُفَسِّرْه بأَكْثرَ منْ ذالك.
( {الصَّرَارَةُ) ، بالفَتْح: (نَهْرٌ) يأْخذُ من الفُراتِ.
(} - والصَّرَارِيُّ: المَلاّحُ) ، قَالَ القُطامِيُّ:
فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه
إِذَا {- الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِهِ ارْتَسَمَا
(ج:} صَرَارِيُّون) ، وَلَا يُكَسَّرُ، قَالَ العَجَّاج:
جَذْبُ {الصَّرَارِيِّينَ بالكُرُورِ
ويقالُ للمَلاّحِ: الصَّارِي، مثل القَاضِي، وسيُذْكَرُ فِي المعتلّ.
قَالَ ابنُ بَرّيّ: كَانَ حَقُّ صَرَارِيّ أَن يُذكَرَ فِي فصل صَرَا المُعْتَل اللاّم؛ لأَنّ الواحدَ عندَهُم صارٍ وجمعُه} صُرَّاءٌ، وَجمع {صُرّاءٍ} صَرَارِيُّ، قَالَ: وَقد ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ فِي فصْلِ صَرَا أَنّ الصّارِيَ: المَلاّح، وجمعُه! صُرّاءٌ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَيُقَال للمَلاّح: صارٍ، والجمْعُ {صُرّاءٌ، وَكَانَ أَبو عليَ يَقُول:} صُرَّاءٌ واحدٌ، مثْل حُسّان للحَسَنِ، وَجمعه {- صَرَارِيُّ، واحتجَّ بقولِ الفَرَزْدَقِ:
أَشارِبُ خَمْرَة وخَدِينُ زِيرٍ
} وصُرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخَارُ
قَالَ: وَلَا حُجَّة لأَبِي عليّ فِي ذَا الْبَيْت؛ لأَن صَرارِيّ الَّذِــي هُوَ عِنْدَه جمعٌ بدليلِ قولِ المُسَيَّب بن عَلَس يَصفُ غائِصاً أَصاب دُرَّة وَهُوَ:
وتَرَى {- الصَّرَارِي يَسْجُدُون لَهَا
ويَضُمُّهَا بيَدَيْهِ للنَّحْرِ
وَقد اسْتَعْملهُ الفَرزْدَقُ للواحِدِ، فَقَالَ:
تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمواجُ تَضْرِبُه
لَو يَسْتَطِيعُ إِلى برِّيَّةٍ عَبَرَا
وكذالك قَول خَلَفِ بنِ جَميل الطُّهَوِيّ:
ترَى الصَّرَارِيَّ فِي غبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
تَعْلُوهُ طَوْراً ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا
قَالَ: وَلِهَذَا السَّبَبِ، جعل الجَوْهَرِيُّ الصَّرَارِيَّ وَاحِدًا لِمَا رَآهُ فِي أَشعارِ العربِ يُخْبَرُ عَنهُ كَمَا يُخْبَرُ عَن الْوَاحِد الَّذِــي هُوَ الصّارِي، فظنّ أَنَّ الياءَ فِيهِ للنِّسبة، كأَنّه مَنْسُوب إِلى صَرَارٍ مثل حَوارِيّ مَنْسُوب إِلى حَوَارٍ، وحَوَاريُّ الرجلِ: خاصَّتهُ، وَهُوَ واحدٌ لَا جمع، ويدُلُّك على أَن الجوهريَّ لحَظَ هاذا المعنَى كونُه جعلَه فِي فصل صرر، فَلَو لم تكن الياءُ للنّسبِ عندَه لم يُدْخِلْهُ فِي هاذا الْفَصْل.
(} وصَرَّرتِ النّاقَةُ: تَقَدَّمَتْ) ، عَن أَبي ليلى، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذَا مَا تَأَرَّتْنَا المَرَاسِيلُ {صَرَّرَتْ
أَبُوضُ النَّسَا قَوْادَةٌ أَيْنُقَ الرَّكْبِ
(} وصِرِّينُ، بالكَسْر: د، بالشّامِ) ، قَالَه الصّاغانيّ، وَقَالَ غَيره: مَوضع، وَلم يُعَيِّنْه، قَالَ الأَخْطَلُ:
إِلى هاجِسِ مِن آلِ ظَمْيَاءَ والَّتِي
أَتَى ذُونَهَا بابٌ! بصِرِّينَ مُقْفلُ ( {والصِّرُّ) ، بِالْكَسْرِ: (طائِرٌ كالعُصْفُورِ) فِي قَدِّه، (أَصْفَرُ) اللَّوْنِ، سُمِّيَ بصَوْتِه، يُقَال: صَرَّ العُصْفُورُ يَصِرُّ، إِذا صَاح، وَفِي حَدِيث جَعْفَر الصّادِقِ: (اطَّلَعَ عليَّ ابنُ الحُسَيْنِ وأَنا أَنْتِفُ} صِرّاً) قيل: هُوَ عُصْفُورٌ بعَيْنه، كَمَا وَرَدَ التصريحُ بِهِ فِي روايةٍ أُخْرَى.
( {والصُّرْصُورُ، كعُصْفُورٍ: دُوَيْبَّةٌ) تحْتَ الأَرْضِ تصِرُّ أَيّامَ الربيعِ، (} كالصُّرْصُرِ) ، {والصَّرْصَرِ (كهُدْهُدٍ وفَدْفَدٍ) .
(و) } الصُّرْصُورُ: (العِظَامُ من الإِبِلِ) ، {كالصُّرْصُرِ} والصَّرْصَرِ.
(و) {الصُّرْصُورُ: (البُخْتيُّ مِنْهَا) . أَو وَلَدُه، والسِّينُ لغةُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:} الصُّرْصُورُ: الفَحْلُ النَّجِيبُ من الإِبِلِ.
(و) {الصَّرْصَرَان: إِبِلٌ نَبَطِيَّةٌ، يُقَال لَهَا: (} الصَّرْصَرَانِيَّاتُ) .
وَفِي الصّحاح: {- الصَّرْصَرَانيُّ: واحدُ} الصَّرْصَرانِيّاتِ وَهِي الإِبِلُ الَّتِي (بينَ البخاتِيِّ والعِرَابِ، أَو) هِيَ (الفَوَالِجُ) .
( {- والصَّرْصَرانِيُّ} والصَّرْصَرَانُ) : ضَرْبٌ من (سَمَك) البحرِ (أَمْلَسُ) الجِلْدِ ضَخْمٌ. وأَنشد لرُؤْبَةَ:
مَرْتٍ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ
(ودِرْهَمٌ {- صرِّيٌّ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: لَهُ} صَرِيرٌ) وصَوتٌ (إِذا نُقِرَ) ، هاكذا بالراءِ، وَفِي بعض النّسخ بِالدَّال، وَكَذَلِكَ الدِّينار، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الجَحْدَ، وَلم يَستعمله فِيمَا سواهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَا لفُلَان {صِرٌّ، أَي مَا عندَهُ دِرْهَمٌ وَلَا دِينارٌ، يُقَال ذالك فِي النَّفْي خاصّة.
وَقَالَ خالِدُ بنُ جَنبَةَ: يُقَال للدِّرْهَمِ} - صَرِّيٌّ، وَمَا تَرَكَ صَرِّيّاً إِلاّ قبَضه. وَلم يُثَنِّهِ وَلم يَجْمَعْه. ( {وصَرَّارُ اللَّيْل، مُشَدَّدَةً) ، وَلَو قَالَ ككَتَّانٍ كَانَ أَلْيَقَ: (طُوَيْئِرٌ) ، وَهُوَ الجُدْجُدُ، وَلَو فَسَّرَه بِهِ كَانَ أَحسن وَهُوَ أَكبرُ من الجُنْدَبِ، وَبَعض العربِ يُسمِّيه الصَّدَى.
(} والصَّرَاصِرَةُ: نَبَطُ الشّامِ) .
( {والصَّرْصَرُ) ، كفَدْفَدِ: (الدِّيكُ) ، سُمِّيَ بِهِ لصِياحه.
(و) } الصَّرْصَرُ: (قَرْيتانِ ببَغْدَادَ، عُلْيَا وسُفْلَى، وَهِي) ، أَي السُّفْلَى (أَعْظَمُهما) ، وَهِي على فرسَخَيْن من بغدادَ، مِنْهَا أَبو القاسمِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الهَيْثَمِ بنِ هِشَام {- الصَّرْصَرِيّ، ثِقَةٌ، عَن المَحَامِلِيّ وَابْن عُقْدَةَ، وَعنهُ البرقانِيُّ.
(} وصَرَرٌ، محرَّكةً: حِصْنٌ باليَمَنِ) قُرْبَ أَبْيَنَ.
( {والأَصْرَارُ: قَبِيلَةٌ بهَا) ، أَي باليَمَنِ ذكره الصّاغانيّ.
(و) } صرَار، (كسَحَابٍ، أَو كِتَاب: وَادٍ بالحِجَازِ) ، وَقَالَ ابْن الأَثير: هِيَ بِئْرٌ قديمَة على ثلاثةِ أَميالٍ من المدينةِ من طَرِيق العِراق.
( {والصَّرِيرَةُ) ، كسَفِينَةٍ: (الدَّرَاهِمُ} المَصْرُورَةُ) ، ويُسَمُّونها الْيَوْم بالصّرِّ.
(والصُّوَيْرَّةُ، كدُوَيْبَّة: الضَّيِّقُ الخُلُقِ والرَّأْيِ) ، ذكره الصاغانيّ.
( {وصَارَرْتُه على كَذَا) من الأَمْر: (أَكْرَهْتَه) عَلَيْهِ.
(} والصُّرّانُ، بالضَّمّ: مَا نَبَتَ بالجَلَدِ) ، مُحَرَّكةً، وَهِي الأَرضُ الصُّلْبَة، (مِن شَجَرِ العِلْكِ) وغيرِه.
( {والصَّارُّ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ) الَّذِــي (لَا يَخْلُو) ، أَي لَا تَخْلُو أُصوله (من الظِّلِّ) لاشْتِباكِه.
(} والصَّرُّ) ، بالفَتح: (الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي، فتُصَرُّ، أَي تُشَدُّ وتُسْمَعُ بالمِسْمَعِ) ، وَهُوَ عُرْوَةُ فِي دَاخل الدَّلْو بإِزائِهَا عُرْوَةٌ أُخْرَى، أَنشد ابنُ الأَعرابي:
إِنْ كانَتِ امّا امّصَرَتْ! فَصُرَّهَا
إِنّ امِّصَارَ الدَّلْوِ لَا يَضُرُّهَا يُقَال: امَّصَرَ الغَزْلُ، إِذا تَمَسَّخَ. قَالَه الصّاغانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَصَرُّ، بالفَتْح:} الصُّرَّةُ.
{والصِّرُّ، بِالْكَسْرِ: النّارُ، قَالَه ابنُ عبّاس.
وجاءَ} يَصْطَرُّ، أَي يَصْخَبُ.
{وصَرِيرُ القَلَمِ: صَوْتُه.
} واصْطَرَّت السَّارِيَةُ: صَوَّتَت وحَنَّت، وَهُوَ فِي حَدِيث حَنِين الجِذْعِ.
{وصَرَّ} يَصُرّ، إِذا جَمَع، عَن ابْن الأَعرابيّ، ورجُلٌ {صَارٌّ بَين عَيْنَيْه: متَقَبِّضٌ جامِعٌ بَينهمَا، كَمَا يَفْعَلُ الحَزِينُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَخْرِجَا مَا} تُصَرِّرَانه من الكَلامِ) أَي مَا تُجَمِّعانِه فِي صُدُورِكما.
وكلُّ شَيْءٍجَمَعْتَه فقد {صَرَرْتَه، وَمِنْه قيل للأَسِيرِ:} مَصْرُورٌ؛ لأَنّ يَدَيه جُمِعَتا إِلى عُنُقه.
وأَصَرَّ على الذَّــنْبِ: لم يُقْلِعْ عَنهُ، وَفِي الحَدِيث: (وَيْلٌ {للمُصِرِّينَ) الذِــين} يُصِرُّونَ على مَا فَعَلُوه وهم يَعْلَمُون. {والإِصْرَارُ على الشيْءِ: المُلازَمَةُ والمُدَاوَمَةُ والثَّبَاتُ عَلَيْهِ، وأَكثَرُ مَا يُسْتَعْمَل فِي الشَّرِّ والذُّــنُوبِ.
} وصَرَّ فلانٌ عليَّ الطَّرِيقَ فَلَا أَجِدُ مَسْلَكاً.
{وصَرَّتْ عليَّ هاذِه البلدةُ وهاذه الخُطَّة فَلَا أَجِدُ مِنْهَا مَخْلَصاً.
وجَعَلْتُ دونَ فُلانً} صِرَاراً: سَدّاً وحاجِزاً فَلَا يَصِلُ إِلَيَّ.
وامرأَةٌ {مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ.
} والصِّرَارُ: الأَمَاكِنُ المرتفعة لَا يَعْلُوها الماءُ.
{وصِرَارٌ: اسمُ جَبَل، وَقَالَ جَرِيرٌ:
إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَا يُزايِلُ لُؤْمَه
حتّى يَزُولَ عَن الطَّرِيقِ} صِرَارُ
وَيُقَال للسَّفِينَةِ: قُرْقُورٌ، {وصُرْصُورٌ.
} وصَرْصَرٌ: اسمُ نَهرٍ بالعِرَاقِ. وَفِي التَّهْذِيب من النّوادِرِ: {وصَرْصَرْتُ المَالَ} صَرْصَرَةً، إِذا جَمَعْتَه ورَدَدْتَ أَطرافَ مَا انتَشَرَ مِنْهُ، وكذالك كَمْهَلْتُه وحَبْكَرْتُه ودَبْكَلْتُه وزَمْزَمْتُه وكَبْكَبْتُه.
وَيُقَال لمن وَقعَ فِي أَمرٍ لَا يَقْوَى عَلَيْهِ: {صَرَّ عَلَيْهِ الغَزْوُ اسْتَهُ. وَمن أَمثالهم:
عَلِقَتْ مَعالِقَها} وصَرَّ الجُنْدخبُ
وَقد أَشار لَهُ المصنّف فِي علق. وأَحاله على الرّاءِ، وَلم يَذكره، كَمَا تَرَى، وسيأْتي شرْحُه هُنَاكَ.

غَمَرَ 

(غَمَرَ) الْغَيْنُ وَالْمِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، يَدُلُّ عَلَى تَغْطِيَةٍ وَسَتْرٍ فِي بَعْضِ الشِّدَّةِ. مِنْ ذَلِكَ الْغَمْرُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَغْمُرُ مَا تَحْتَهُ. ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ ذَلِكَ فَيُقَالُ فَرَسٌ غَمْرٌ: كَثِيرُ الْجَرْيِ، شُبِّهَ جَرْيُهُ فِي كَثْرَتِهِ بِالْمَاءِ الْغَمْرِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمِعْطَاءِ: غَمْرٌ، وَهُوَ غَمْرُ الرِّدَاءِ. قَالَ كُثَيِّرٌ: غَمْرُ الرِّدَاءِ إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكًا ... غَلِقَتْ لِضَحْكَتِهِ رِقَابُ الْمَالِ

وَمِنَ الْبَابِ: الْغَمْرَةُ: الِانْهِمَاكُ فِي الْبَاطِلِ وَاللَّهْوِ. وَسُمِّيَتْ غَمْرَةً لِأَنَّهَا شَيْءٌ يَسْتُرُ الْحَقَّ عَنْ عَيْنِ صَاحِبِهَا. وَغَمَرَاتُ الْمَوْتِ: شَدَائِدُهُ الَّتِي تَغْشَى. وَكُلُّ شِدَّةٍ غَمْرَةٌ، سُمِّيَتْ لِأَنَّهَا تَغْشَى. قَالَ:

الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَا

وَمِمَّا يُصَحِّحُ هَذَا الْقِيَاسَ الْغَمِيرَ، وَهُوَ نَبَاتٌ أَخْضَرُ يَغْمُرُهُ الْيَبِيسُ. وَيُقَالُ: دَخَلَ فِي غِمَارِ النَّاسِ، وَهِيَ زَحْمَتُهُمْ، وَسُمِّيَتْ لِأَنَّ بَعْضًا يَسْتُرُ بَعْضًا. وَفُلَانٌ مُغَامِرٌ: يَرْمِي بِنَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ، كَأَنَّهُ يَقَعُ فِي أُمُورٍ تَسْتُرُهُ، فَلَا يَهْتَدِي لِوَجْهِ الْمَخْلَصِ مِنْهَا. وَمِنْهُ الْغُمْرُ، وَهُوَ الَّذِــي لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ كَأَنَّهَا سُتِرَتْ عَنْهُ. قَالَ:

أَنَاةً وَحِلْمًا وَانْتِظَارًا غَدًا بِهِمْ ... فَمَا أَنَا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرَعِ الْغُمْرِ

وَالْغِمْرُ: الْحِقْدُ فِي الصَّدْرِ، وَسَمِّي لِأَنَّ الصَّدْرَ يَنْطَوِي عَلَيْهِ. يُقَالُ: غَمِرَ عَلَيْهِ صَدْرُهُ. وَالْغِمْرُ: الْعَطَشُ، وَهُوَ مُشَبَّهٌ بِالْغِمْرِ الَّذِــي هُوَ الْحِقْدُ، وَالْجَمْعُ الْأَغْمَارُ. قَالَ:

حَتَّى إِذَا مَا بَلَّتِ الْأَغْمَارَا

وَمِنَ الْبَابِ غَمَرُ اللَّحْمِ، وَهُوَ رَائِحَتُهُ تَبْقَى فِي الْيَدِ، كَأَنَّهَا تُغَطِّي الْيَدَ. فَأَمَّا الْغُمَرُ فَهُوَ الْقَدَحُ الصَّغِيرُ، وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ أَنْ يَكُونَ مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ، كَأَنَّ الْمَاءَ الْقَلِيلَ يَغْمُرُهُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَاذًّا عَنْ ذَلِكَ الْأَصْلِ. قَالَ:

تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِــلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا ... مِنَ الشِّوَاءِ وَيُرْوِي شُرْبَهُ الْغُمَرُ

شوه

(شوه) : الأَشْوَهُ: المُخْتالُ.
شوه
عن الفارسية من شو بمعنى غسل وطهر ومطهر.
(شوه) الشَّيْء شوها كَانَ أشوه وأشرف وارتفع واشتدت إِصَابَته بِالْعينِ فَهُوَ أشوه وَهِي شوهاء (ج) شوه
ش و ه

رجل أشوه، وامرأة شوهاء، وشاهت الوجوه؛ قبحت. وشهه الله تعالى فهو مشوه. ولا تشوه عليّ: لا تصبني بعين. وهو رب الشويهة والبعير. وأرض مشاهة مأبلة.
شوه: شوَّه. شوّه وجهه: خمشه (فوك) شوّه بالألوان المختلفة: برقش، رقش (بوشر).
تشوّه: تشوَّه وَجْهُه: حدث فيه عيب كأثر قرحة ونحو ذلك فتشنع (محيط المحيط).
تشوَّه: صار أجذم (فوك).
تشوَّه: تكلم أو فعل فعلاً بوقاحة، لم يراع الاحترام (الكالا).
شاة: نعجة، وجمعها شَوَاهي في معجم فوك.
شاة: دابة، ماشية مدغشقر (بوشر).
شوه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين رمى الْمُشْركين بِالتُّرَابِ وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه. قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي قبحت. يُقَال مِنْهُ: شاه وَجهه يشوه شوهاًوشوهة فَهُوَ مُشَوه وَيُقَال [مِنْهُ -] : رَجُل أشوه وَامْرَأَة شوهاء وَجمعه شوه وَيُقَال: شوهه الله.
شوه
الشوه: مصدر الأشوه والشوهاء: وهو القبيح الوجه والخلقة. وفي الحديث: " شاهت الوجوه ". ورجل شائه البصر: حديده. وشاه البصر. والشوهاء: هي الحسنة الرائعة. والشيه: القبيح الخلقة، وهم الشيهون. وما هو إلا شوهة في بوهة. والشوه: الذين يتشوهون ليصيبوا الناس بالعين: أي يحتالون. وشهته بعيني أشوهه، وكذلك إذا أفزعته. ولا تشوه علي: أي لاتصبني بالعين. والشاة: تصغيرها شويهةٌ، والعدد الشياه، والجميع الشاء، ويجمع على الشوي أيضاً. وأرض مشاهة: كثيرة الشياه. وفرس شوهاء: في رأسها طول وفي منخريها سعة. والشوه: امتداد العنق وسعة الشدق. وشوه فلان بيده: أي أشار بها من بعيد.

شوه


شَوِهَ(n. ac. شَوَه [ ])
a. Became ugly, unseemly, hideous.

شَوَّهَa. Rendered foul.
b. Made a sign.
c. ['Ala]
see IV
أَشْوَهَa. Smote with the evil eye.

تَشَوَّهَa. Became unseemly, ugly; disfigured himself.

شُوْهَةa. Remoteness, distance.

شَوَهa. Ugliness, hideousness; deformity
disfigurement.
b. Unluckiness, inauspiciousness.

أَشْوَهُ
(pl.
شُوْه)
a. Ugly, hideous; deformed, disfigured; unseemly, foul;
morose, forbidding.
b. Beautiful, comely.
c. Self-conceited, vain. — (شَاْوِه
(pl.
شُوَّه
[شُوَّه]), Envying, envious.
شَاْ
P.
a. Shah; king.

شَاه بَلُّوْط
a. Chesnut.

شَاه بَنْدَر
a. Syndic, provost; mayor.

شَاهَانِيّ
P.
a. Kingly, royal; regal; imperial.
شَاة (pl.
شَآء
شِيَاه )
a. Sheep; goat.
b. Wild bull.
c. Woman.
ش و هـ : الشَّاةُ مِنْ الْغَنَمِ يَقَعُ عَلَى الذَّــكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَالَ هَذَا شَاةٌ لِــلذَّــكَرِ وَهَذِهِ شَاةٌ لِلْأُنْثَى وَشَاةٌ ذَكَرٌ وَشَاةٌ أُنْثَى وَتَصْغِيرُهَا شُوَيْهَةٌ وَالْجَمْعُ شَاءٌ وَشِيَاهٌ بِالْهَاءِ رُجُوعًا إلَى الْأَصْلِ كَمَا قِيلَ شَفَةٌ وَشِفَاهٌ وَيُقَالُ أَصْلُهَا شَاهَةٌ مِثْلُ عَاهَةٍ.

وَالشَّوَهُ قُبْحُ الْخِلْقَةِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُلٌ أَشْوَهُ قَبِيحُ الْمَنْظَرِ وَامْرَأَةٌ شَوْهَاءُ وَالْجَمْعُ شُوهٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَشَاهَتْ الْوُجُوهُ تَشُوهُ قَبُحَتْ وَشَوَّهْتُهَا قَبَّحْتُهَا. 
ش و هـ: (شَاهَتِ) الْوُجُوهُ قَبُحَتْ وَبَابُهُ قَالَ، وَ (شَوَّهَهُ) اللَّهُ (تَشْوِيهًا) فَهُوَ (مُشَوَّهٌ) . وَفَرَسٌ (شَوْهَاءُ) صِفَةٌ مَحْمُودَةٌ فِيهَا قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ سِعَةُ أَشْدَاقِهَا وَلَا يُقَالُ لِــلذَّــكَرِ: أَشْوَهٌ. وَ (الشَّاةُ) مِنَ الْغَنَمِ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. وَفُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْجِنْسِ. وَأَصْلُ الشَّاةِ شَاهَةٌ لِأَنَّ تَصْغِيرَهَا (شُوَيْهَةٌ) وَالْجَمْعُ (شِيَاهٌ) بِالْهَاءِ، تَقُولُ: ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى الْعَشْرِ فَإِذَا جَاوَزَتِ الْعَشْرَ فَبِالتَّاءِ فَإِذَا كَثُرَتْ قِيلَ: هَذِهِ (شَاءٌ) كَثِيرَةٌ. وَجَمْعُ (الشَّاءِ) (شَوِيٌّ) . 
(شوه) - في الحديث: "قال لحسَّان رضي الله عنه: أتَشَوَّهتَ عَلَى قَومى أن هداهم الله عَزّ وجَلَّ"
قال الأحمر: الأَشْوه: السَّرِيع الإصابَة بالعَينْ، ولقد شُهتَ مالِى.
قال أبو عُبيَدة: "لا تُشَوِّه علىَّ": أي لا تَقُل ما أحَسنَك، فتُصِيبَنِي بعَيْن. ورَجُل شائِهُ البَصَرِ، وشَاهِى البَصَرِ: حَدِيدُه. - في الحديث: "فأمر لها بشِياهِ غَنَم" .
إنما عَرَّفَها بالغَنَم لأنهم يُسَمُّون البَقرةَ الوَحْشِيَّة، والوَعِلِ والنَّعامة شَاةً. وأَصلُ الشَّاة: شوَهَة، فصُيِّرت شَاهَةً، ثم شَاةً وتُصَغَّر شُوَيْهة، وتُجمع على شِياهٍ وشَاءٍ، والهَمزةُ بَدلٌ من الهاء كالماء عند بَعضِهم.
[شوه] نه: فيه: رأيتني في الجنة فإذا امرأة "شوهاء" أي الحسنة الرائعة وهو من الأضداد يقال للقبيحة، والشوهاء الواسعة الفم والصغيرة الفم. ومنه ح: "شوه" الله حلوقكم، أي وسعها. وح: رمى المشركين بالتراب وقال: "شاهت" الوجوه! أي قبحت، ويقال لخطبة لم يصل فيها: شوهاء. ط: قوله: فما خلق الله، الظاهر أن يقال: فما بقى أحد، وعدل إليه تأكيدًا للحصر، فلما غشوا أي قارب الكفار الغشيان. نه: وقوله لابن صياد: "شاه" الوجه. وفيه: قال لصفوان حين ضرب حسان بالسيف: أ "تشوهت" على قومي إن هداهم الله تعالى للإسلام؟ أي أتنكرت وتقبحت لهم، وجعل الأنصار قومه لنصرتهم إياه، وقيل: الأشوه السريع الإصابة بالعين، ورجل شائه البصر وشاهي البصر أي حديده؛ أبو عبيدة: لا تشوه علي، أي لا تقل: ما أحسنك فتصيبني بعينك. ك: أبو شاه" بهاء، وقد تروى بتاء. ن: بتاء تكون هاء في وقف. ك: "شاهان شاه" بسكون نون. وروى: شاه شاه، والتسمي به حرام كالتسمي بالمختص به كالرحمن والقدوس.
[شوه] شاهَتِ الوجوهُ تَشوهُ شَوْهاً: قَبُحَتْ. وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ. وفرسٌ شَوْهاءُ: صفةٌ محمودةٌ فيها، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر : فهي شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فوها * مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ ولا يقال لــلذكر أَشْوَهُ. ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ، إذا كان سريعَ الإصابة بالعين. ابن السكيت: يقال لا تُشَوِّهْ عليَّ , أي لا تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبني بالعين. ويقال أيضاً: تَشَوَّهَ له، أي تنكّر له وتَغَوَّلَ. ورجل شأنه البصر، أي حديد البصر. والشاةُ من الغنم تذكَّر وتؤنَّث. وفلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع، لأنَّ الألف واللام للجنس. وأصل الشاةِ شاهة، لان تصغيرها شويهة، (*) والجمع شِياهٌ بالهاء في [أدنى ] العدد. تقول ثلاث شِياهٍ إلى العَشْرِ، فإذا جاوزْتَ فبالتاء، فإذا كثرت قيل: هذه شاءٌ كثيرةٌ. وجمع الشاءِ شَوِيٌّ. والشاةُ أيضاً: الثَور الوحشيّ قال طرفة:

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ * وتَشَوَّهْتُ شاةً، إذا اصطدته . أبو عبيد: أرض مشاهة: ذاتُ شاءٍ، كما يقال: أرضٌ مَأْبَلَةٌ. والنسبة إلى الشاءِ شاوِيٌّ. وقال الراجز : لا ينفع الشاوي فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته وإن سمَّيتَ به رجلاً قلت شائى، وإن شئت شاوى، كما تقول عطاوى. وإن نسبْتَ إلى الشاةِ قلت شاهِيٌّ. وأما قول الاعشى يذكر بعض الحصون: أقام به شاهبور الجُنو * دَ حَوْلَيْنِ تَضربُ فيه القدم فإنما عنى بذلك شابور الملك، إلا أنه لما احتاج إلى إقامة وزن الشعر رده إلى أصله في الفارسية، وجعل الاسمين اسما واحدا وبناه على الفتح مثل خمسة عشر.
شوهـ
شاهَ يَشُوه، شُهْ، شَوْهًا، فهو شائه
• شاه الشَّيءُ: قَبُح "شَاهَتِ الْوُجُوهُ [حديث]: دعاء دعا به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المشركين في غزوة بدر". 

شوِهَ يَشوَه، شَوَهًا، فهو أشوهُ
• شوِه الشَّيءُ: شاه، قَبُح "شوِه الوجهُ". 

تشوَّهَ يتشوَّه، تشوُّهًا، فهو مُتشوِّه
• تشوَّه الشَّيءُ: مُطاوع شوَّهَ: صار قبيحًا، تغيَّر شكلُه إلى الأسوأ "تشوَّه وجهُه: تغيَّرت معالمُه- تشوَّهت سمعتُه- تشوَّهت أجسادُ ضحايا الحادث- تشوُّه خِلْقيّ". 

شوَّهَ يشوِّه، تشويهًا، فهو مُشوِّه، والمفعول مُشوَّه
• شوَّه الشَّيءَ: قبَّحه، أفسد مظهرَه الخارجيّ "شوَّه وجهَه/ عبارتَه/ صورتَه/ ذِكرَه- شوَّه الخبرَ: حرّفه" ° شوَّه الحقيقةَ/ شوَّه وجه الحقيقة: أخفاها وطمسها، غيَّر من وجه استقامتها، أوردها بغير أمانة- شوَّه سمعتَه: عرَّضه للامتهان بتصرّف شائن- مشَوَّهُ الحربِ: الذي قطع عضوٌ من أعضائه في الحرب. 

أشْوهُ [مفرد]: ج شُوهٌ، مؤ شَوْهاءُ، ج مؤ شَوْهاوات وشُوهٌ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شوِهَ. 

تشوُّه [مفرد]:
1 - مصدر تشوَّهَ.
2 - (حي) تغيُّر غير سويّ في التّكوين الجسميّ للكائن الحيّ، وقد يكون مكتسبًا أو بسبب عَرَض.
3 - (فز) تغيُّر في الشَّكل الأصليّ لصورة تحدثها موجات ضوئيّة، أو في الشَّكل الموجيّ لموجات صوتيَّة، أو لتيّار متردِّد. 

شائه [مفرد]: اسم فاعل من شاهَ. 

شاة [مفرد]: ج شاءٌ وشياهٌ: نعجة، أنثى الضأن، مذكّرها خروف "لا يضرُّ الشَّاةَ سلخُها بعد ذبحها" ° كلّ شاة برجلها معلَّقة: كلّ إنسان محاسب على فعله، لا أحد يغني عن أحد. 

شاه [مفرد]:
1 - لقب كان يُطلق على ملوك إيران.
2 - إحدى قطع لعبة الشِّطْرَنج. 

شاهِنْشاه [مفرد]: ملك الملوك، الملك الأعظم. 

شَوْه [مفرد]: مصدر شاهَ. 

شَوَه [مفرد]: مصدر شوِهَ. 
(ش وه)

رجل أشوَهُ: قَبِيح الْوَجْه، وَقد شَوَّهَه الله، قَالَ الحطيئة:

أرَى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَه ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ

وَإنَّهُ لقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ، عَن اللحياني.

والشوْهاءُ: العابسة، وَقيل المشؤومة، وَالِاسْم مِنْهُمَا الشَّوَهُ، وكل شَيْء من الْخلق لَا يُوَافق بعضه بَعْضًا أشوَهُ ومُشَوَّهٌ.

والمُشَوَّهُ أَيْضا: الْقَبِيح الْعقل، وَقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهَةً، وشَوِهَ شَوَهاً فيهمَا.

والشَّوَهُ: سرعَة الْإِصَابَة بِالْعينِ، وَقيل: شدَّة الْإِصَابَة بهَا، وَرجل أشْوَهُ.

وشاهَ مَاله: أَصَابَهُ بِعَين، هَذِه عَن اللحياني.

وتَشَوَّهَ: رفع طرفه إِلَيْهِ ليصيبه بِالْعينِ.

وَلَا تُشَوِّهْ عَليَّ: وَلَا تَشَوَّهْ، أَي لَا تقل: مَا أحْسنه، فتصيبني بِالْعينِ.

والشّائِهُ: الْحَاسِد، وَالْجمع شُوَّهٌ، حَكَاهُ اللحياني عَن الْأَصْمَعِي.

وشاهَه شَوْهاً: أفزعه، عَن اللحياني.

وَفرس شَوْهاءُ: طَوِيلَة رائعة مشرفة، وَقيل: هِيَ المفرطة رحب الشدقين والمنخرين وَلَا يُقَال: فرس أشْوَهُ، وَقيل: الشَّوْهاءُ من الْخَيل: الحديدة الْفُؤَاد.

والشَّوَهُ: طول الْعُنُق وارتفاعها وإشراف الرَّأْس، وَفرس أشوَهُ.

والشَّوَهُ: الْحسن، وَامْرَأَة شَوْهاءُ: حَسَنَة، فَهُوَ ضد.

وَرجل شائِهُ الْبَصَر وشاهٍ: حَدِيد.

والشَّاةُ: الْوَاحِد من الْغنم، يكون لــلذّــكر والانثى، وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل: هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَة: (هَذَا رَحمَةٌ مِن رَبِّي) وَقيل: الشَّاةُ تكون من الضَّأْن والمعزوالظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش، قَالَ الْأَعْشَى:

وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حيثُ خَيَّما

وَرُبمَا كنى بالشَّاةِ عَن الْمَرْأَة أَيْضا، قَالَ الْأَعْشَى:

فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شاتِهِ ... فأصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

وَالْجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ، وشِياهٌ، وشِواهٌ وأشاوِهُ، وشَوِىٌّ، وشِيهٌ، وشَيِّهٌ كسيد، الثَّالِثَة اسْم للْجمع، وَلَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء، كَانَ جِنْسا أَو مُسَمّى بِهِ، فَأَما شِيهٌ فعلى التوفية، وَقد يجوز أَن تكون فعلا كأكمة وأكم شُوُهٌ، ثمَّ وَقع الإعلال بالإسكان، ثمَّ وَقع الْبَدَل للخفة كعيد فِيمَن جعله فعلا، وَأما شوى فَيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفيه، ثمَّ وَقع الْبَدَل للمجانسة، لِأَن قبلهَا واوا وياء، وهما حرفا عِلّة ولمشاكلة الْهَاء الْيَاء، أَلا ترى أَن الْهَاء قد أبدلت من الْيَاء، فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ذه فِي ذِي، وَقد يجوز أَن يكون شَوِىٌّ على الْحَذف فِي الْوَاحِد وَالزِّيَادَة فِي الْجمع، فَيكون من بَاب لآل فِي التَّغْيِير إِلَّا أَن شَوِيًّا مغير بِالزِّيَادَةِ، ولآل بالحذف، وَأما شَيِّهٌ فَبين شَيْوِهٌ، فأبدلت الْوَاو يَاء، لانكسارها ومجاورتها الْيَاء.

وتَشَوَّه شَاة: اصطادها.

وَرجل شاوِيٌّ: صَاحب شاءٍ، قَالَ:

ولَسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامَةٌ ... إِذا مَا غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأسْهُمِ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على غير قِيَاس، وَوجه ذَلِك أَن الْهمزَة لَا تنْقَلب فِي حد النّسَب واوا، إِلَّا أَن تكون همزَة تانيث، كحمراء وَنَحْوه، أَلا ترى انك تَقول فِي عَطاء: عطائي، فَإِن سميت بشاءٍ فعلى الْقيَاس شائِيٌّ لَا غير.

وَأَرْض مَشاهَةٌ: كَثِيرَة الشاءِ، وَقيل: ذَات شاءٍ قلت أم كثرت.

شوه

1 شَاهَ وَجْهُهُ, aor. ـُ (K;) and شَاهَتِ الوُجُوهُ, aor. ـُ (S, Msb;) inf. n. شَوْهٌ (S, K) and شَوْهَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst.; (TA;) and شَوِهَ وَجْهُهُ, (K,) inf. n. شَوَهٌ; (TA;) His face was, (K,) and the faces were, (S, Msb,) foul, unseemly, or ugly. (S, Msb, K.) And شَوِهَ, (Msb,) and شَوِهَتْ, (Mgh,) inf. n. شَوَهٌ, (Mgh, Msb,) He, (a man, Msb,) and she, (a woman, Mgh,) was, or became, foul, unseemly, or ugly, (Mgh, Msb,) in face, (Mgh,) or in make. (Msb.) b2: شَوَهٌ is also syn. with حُسْنٌ [app. as an inf. n., of which the verb is شَوِهَ signifying He was, or became, beautiful: thus having two contr. meanings]. (TA.) b3: Also, (K,) as an inf. n., (TK,) The neck's being long, (K, TA,) and high, and the head's overtopping; whence ↓ أَشْوَهُ applied to a horse: (TA:) and the neck's being short: thus [again] having two contr. meanings: (K:) one says, [app. of a horse,] شَوِهَتْ عُنُقُهُ His neck was long [&c.]: and his neck was short: (TK:) or شَوَهٌ said of the neck [of a horse] signifies the being extended: and said of the شِدْق [or side of the mouth], the being wide, (JK. [It probably signifies any of the attributes denoted by the epithet أَشْوَهُ, q. v.]) b4: Also, [and app. in this sense likewise an inf. n. of which the verb is شَوِهَ,] The being quick to smite with the [evil] eye. (S.) b5: And one says, شَاهَ فُلَانًا, (K,) inf. n. شَوْهٌ, (TA,) He smote such a one with the [evil] eye; (K, TA;) as also ↓ اشاههُ: (TA in art. شهو:) and in like manner, مَالَهُ [his cattle, or property]: (Lh, TA:) or شَوْهٌ signifies the smiting vehemently therewith. (TA.) And عَلَىَّ ↓ لَا تُشَوِّهْ Smite not thou me with an [evil] eye: (K:) or, accord. to Abu-l-Mekárim this means say not, How eloquent art thou! (Az, TA,) or say not, How beautiful art thou! (ISk, S,) and so doing smite me with the [evil] eye, or with an [evil] eye. (ISk, Az, S, TA.) ↓ تشوّه signifies He practised artifice to smite people with the evil eye. (JK.) And one says, هُوَ يَتَشَوَّهُ ↓ أَمْوَالَ النَّاسِ لِيُصِيبَهَا بِالعَيْنِ i. e. He raises his look towards the cattle, or possessions, of the people to smite them with the [evil] eye. (TA.) [See also 1 in art. شيه.] b6: Also, He frightened, or terrified, such a one. (Lh, K.) b7: And He envied such a one. (K.) b8: And شَاهَتْ نَفْسُهُ إِلَى كَذَا His desire became raised towards such a thing. (AA, K.) 2 شوّههُ, (S, K,) inf. n. تَشْوِيهٌ, (TA,) He (God) rendered foul, unseemly, or ugly, his face: (S, K, TA:) and it, i. e. the conformation of the face. (TA, from a verse of El-Hotei-ah.) And شَوَّهْتُ الوُجُوهَ I rendered foul, unseemly, or ugly, the faces. (Msb.) b2: And شَوَّهَ اللّٰهُ حُلُوقَكُمْ God rendered, or may God render, wide your throats, or fauces. (TA.) b3: لَا تُشَوِّهْ عَلَىَّ: see 1, latter half. b4: شوّه بِيَدِهِ He (a man) made a sign with his arm, or hand. (JK.) 4 اشاههُ: see 1.5 تشوّه لَهُ He became altered in countenance to him, so as to be not known by him, (syn. تَنَكَّرَ, S, K,) and assumed various appearances. (S.) b2: See also 1, in two places, near the end.

A2: تشوّه شَاةً He hunted a شاة [app. here meaning a wild bull, as seems to be indicated by the context in the S]. (S, K.) شَآءٌ: see the next paragraph.

شَاةٌ, (S, Msb, K, &c.,) originally شَاهَةٌ, (S, Msb, TA,) A sheep, or goat; [each and either, but more commonly the former; see an instance voce صُوفٌ;] i. e. one of what are termed غَنَم; (S, * Msb, * K;) applied to the male and to the female; (S, Msb, K;) so that one says of the male, هٰذَا شَاةٌ, (Msb,) which is said by Kh to be like the phrase هٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّى; (Sb, TA;) and of the female, هٰذِهِ شَاةٌ; and شَاةٌ ذَكَرٌ and شَاةٌ أُنْثَى: (Msb:) or it may be [one] of sheep, and of goats, and of gazelles or antelopes, and of the bovine kind [app. of the wild bovine kind i. e. of bovine antelopes], and of ostriches, and of wild asses; (K;) it is applied to a wild bull by Tarafeh, in his saying, كَسَامِعَتَىْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ (S) i. e. Like the two ears of a wild bull, in Howmal, solitary; the poet likening thereto the ears of a she-camel in respect of sharpness and erectness; (EM p. 76;) and likewise by Lebeed, and by El-Farezdak: (IB, TA:) and it is also applied to [a wild cow; (though said in the K in art. شوى to signify the wild bull, specially the male;) and hence, as being likened thereto,] (tropical:) a woman; (K, TA;) thus by El-Aashà; and thus also by Antarah, in his saying, يَا شَاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَىَّ وَلَيْتَهَا لَمْ تَحْرُمِ (TA) O شاة [i. e. wild cow] of the chase (ما being redundant) for him to whom she is lawful: she has become forbidden to me, and would that she were not forbidden: (EM p. 246:) pl. ↓ شَآءٌ, (S, Msb, K,) originally شَاهٌ, (K,) used when they are many in number, (S,) [but this is properly termed a coll. gen. n.,] and شِيَاهٌ, (S, Mgh, Msb, K,) with ه, which is used of a number from three to ten [inclusive], for more than which it is with ت [meaning ة, i. e. شَاةٌ, agreeably with a general rule], (S,) and شِوَاهٌ, [the original of شِيَاهٌ,] (K,) and ↓ شَوِىٌّ, (S, K, TA, [in the CK, erroneously, شَوًى,]) which is pl. of شَآءٌ, (S, TA,) or rather a quasi-pl. n., originally شَوِيهٌ, the ه being changed into ى like as it is in ذِى for ذِهْ, (TA,) and أَشَاوِهُ, (K,) and ↓ شَيْهٌ, (so in copies of the K, [in the TA said to be like عِنَبٌ, which is a mistake, (perhaps for عَيْنٌ,) for it is there said to be a quasi-pl. n., which could not be said if it were شِيَهٌ,]) and ↓ شِيهٌ, (CK, [but this, which is another quasi-pl. n., is not in my MS. copy of the K nor in the TA,]) and ↓ شَيِّهٌ, (K,) originally شَيْوِهٌ, but this, also, is a quasi-pl. n., (TA,) and ↓ شِيَةٌ also is syn. with شَآءٌ: (IAar, K in art. شوى:) it has not a pl. formed with ا and ت, [i. e. it has not for a pl. شَاآتٌ,] whether it be used as a gen. n. or as a proper name: (TA:) the dim. is ↓ شُوَيْهَةٌ. (S, Msb.) The sing. is also used in the sense of the pl., in the saying فُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالبَعِيرِ [Such a one is possessor of a large number of sheep or goats, and of camels], because the article ال denotes the genus. (S.) And it is said in a trad.

فَأَمَرَ لَهَا بِشِيَاهِ غَنَمٍ [And he ordered that sheep or goats should be given to her]: شياه being prefixed to غنم, governing it in the gen. case, for the sake of distinction; because the Arabs [sometimes] call an animal of the wild bovine kind شاة. (IAth, TA.) b2: الشَّاةُ is also the name of (assumed tropical:) Certain small stars (K in art. شوى) between القرحه [or الفرجة, thus in the work of Kzw, in his descr. of Cepheus, and there said to be the star in the breast of Cepheus,] and الجَدْىُ [i. e. the pole-star]; (TA in that art.;) [the same that are described by Kzw as certain small stars, called by the Arabs الأَغْنَامُ, between the legs of Cepheus and the star الجَدْىُ.]

شَاهُ البَصَرِ, and شَاهِى البَصَرِ: see شَائِهٌ.

شَوَهٌ an inf. n., of شَوِهَ. (Mgh, Msb, TA. [See 1, in several places.]) A2: Also a subst. meaning Unluckiness, or inauspiciousness, of a woman. (TA.) شَيْهٌ and شِيهٌ and شِيَةٌ: see شَاةٌ.

شُوهَةٌ Remoteness: (K, TA:) and so بُوهَةٌ: one says, in dispraise, شُوهَةً لَهُ وَبُوهَةً [i. e. بُعْدًا لَهُ, lit. Remoteness to him! meaning may God alienate him or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him!]. (TA.) شَوِىٌّ, originally شَوِيهٌ: see شَاةٌ.

شُوَيْهَةٌ dim. of شَاةٌ, q. v. (S, Msb.) شَائِهٌ Envying: pl. شُوَّهٌ: (As, Lh, TA:) or the latter signifies persons practising artifice to smite men with the [evil] eye. (JK.) b2: And شَائِهُ البَصَرِ, (JK, S, K,) and البَصَرِ ↓ شَاهُ, (JK, K,) and شَاهِى

البَصَرِ, (JK, TA, and S and K in art. شهو,) the last formed by transposition from the first, (S in art. شهو,) A man sharp of sight. (JK, S, K.) شَائِىٌّ: see the next paragraph.

شَاهِىٌّ: see the next paragraph.

شَاوِىٌّ and ↓ شَاهِىٌّ A man possessing شَآء [meaning sheep or goats or both]: (K:) the former is the rel. n. of شَآءٌ; and the latter, that of شَاةٌ: but used as a proper name of a man, it is ↓ شَائِىٌّ, and, if you will, شَاوِىٌّ. (S, TA. *) شَيِّهٌ: see the next paragraph: A2: and see شَاةٌ.

أَشْوَهُ, applied to a man, (Msb,) Foul, unseemly, or ugly, (JK, Msb, K,) in face, (JK, K,) or in aspect, (Msb,) and, as also ↓ شَيِّهٌ, of which the pl. is شَيِّهُونَ, in make: (JK:) fem. شَوْهَآءُ: (JK, Mgh, Msb:) and pl. شُوهٌ. (Msb.) Any created thing incongruous in its several parts; as also ↓ مُشَوَّهٌ. (TA.) And the fem., A woman frowning, or morose, in face; (K, * TA;) foul, unseemly, or ugly, in make: (TA:) and also beautiful, goodly, or comely; (K, * TA;) that excites admiration and approval by her beauty: (TA:) thus having two contr. meanings. (K, TA.) Also, the fem., Unlucky, or inauspicious. (K.) b2: and the masc. applied to a man, (Lth, S, TA,) and the fem. applied to a woman, (Lth, TA,) That smites quickly with the [evil] eye: (Lth, S, TA:) or that smites people effectually with his, and her, [evil] eye. (TA.) And أَشْوَهُ العَيْن Having an evil eye. (Fr, TA in art. شزر.) b3: The fem. is also applied to a mare, (JK, T, S, K,) as an epithet of commendation, but not the masc. to a horse, meaning, it is said, Wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth]: (S:) or long in the head, and wide in the nostrils: (JK:) or tall, and such as excites admiration and approval by her beauty or excellence: (K, * TA:) or exceedingly wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth] and the nostrils: (K, TA:) or, as some say, wide in the mouth: (TA:) and small in the mouth: thus having two contr. meanings: (K, TA:) or sharpsighted: (T, TA:) or sharp in spirit: (TA:) see also 1. b4: Also, the masc., Proud, and self-conceited. (K.) b5: And خُطْبَةٌ شَوْهَآءُ [An oration from the pulpit] in which a blessing is not invoked on the Prophet. (TA.) أَرْضٌ مَشَاهَةٌ A land in which are شَآء; (A'Obeyd, S, K;) like as one says أَرْضٌ مَأْبَلَةٌ: (A'Obeyd, S:) or in which are many thereof. (K.) مُشَوَّهٌ Rendered foul, unseemly, or ugly, in face, by God: (TA:) or foul, &c., in shape. (K.) See also أَشْوَهُ, second sentence. b2: and Bad in intellect. (TA.)

شوه: رجل أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وقد

شوَّهَه اللهُ عز وجل، فهو مُشَوَّه؛ قال الحُطيْئة:

أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه،

فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حامِلُهْ

شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال

شاهَت الوجوه، فهَزَمَهم الله تعالى؛ أَبو عمرو: يعني قَبُحَت الوُجوهُ. ورجل

أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً، والاسم الشُّوهَة. ويقال

للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي، صلى الله عليه وسلم: شَوْهاء.

وفيه: قال لابن صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ. وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له

وتغَوَّل. وفي الحديث: أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ

بالسيف: أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي

أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم، وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه. وإنه

لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ؛ عن اللحياني، والشَّوْهاءُ: العابِسةُ، وقيل:

المَشْؤومَةُ، والإسمُ منها الشَّوَهُ. والشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه

والشَّوْهاء، وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة. وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق

بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه. والمُشَوَّهُ أَيضاً: القبيحُ العَقلِِ،

وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما. والشُّوهةُ:

البُعْدُ، وكذلك البُوهةُ. يقال: شُوهةً وبُوهةً، وهذا يقال في الذم.

والشَّوَه: سُرعةُ الإصابَةِ بالعين، وقيل: شدَّةُ الإِصابةِ بها، ورجل

أَشْوَه. وشاهَ مالَه: أَصابَه بعين؛ هذه عن اللحياني. وتَشَوَّه: رَفَع طَرْفه

إليه ليُصِيبَه بالعين. ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا

تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين، وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي

المكارم: إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما

أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين. وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها

بالعين. الليث: الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين، والمرأَةُ شَوْهاء. أَبو

عمرو: إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه. ابن بُزُرْج:

يقال رجل شَيُوهٌ، وهو أَشْيَهُ الناسِ، وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي

يَعِينُه. اللحياني: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني. ورجل

أَشْوَهُ بَيِّنُ

الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها

فتَنْفُذُ عَيْنُها. والشائِِهُ: الحاسدُ، والجمع شُوَّهٌ؛ حكاه اللحياني عن

الأَصمعي. وشاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عن اللحياني، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً.

وفرس شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فيها: طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، وقيل: هي

المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، ولا يقال فرس أَشْوَهُ

إِنما هي صفة للأُنثى، وقيل: فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي

مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ. والشَّوْهاء: القبيحةُ. والشَّوْهاءُ: المَلِيحةُ

والشَّوْهاء: الواسِعةُ الفم. والشَّوْهاء: الصغيرةُ الفم؛ قال أَبو دواد

يصف فرساً:

فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها

مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ

قال ابن بري: والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة؛ قال بِشْرُ بن أَبي

خازم:وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي،

على الشَّوْهاء، يَجْمَحُ في اللِّجام

وفي حديث ابن الزبير: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها. وقيل:

الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ

الفُؤادِ، وفي التهذيب: فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر، ولا يقال

لــلذكر أَشْوَهُ؛ قال: ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ. والشَّوَهُ: طُولُ

العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ، وفرسٌ أَشْوَهُ. والشَّوَهُ:

الحُسْنُ. وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر:

وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ

وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت

رائعةً حَسَنةً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بَيْنا أَنا

نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ

قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.

ورجل شائه البصر وشاهٍ: حديدُ البصرِ، وكذلك شاهي البصرِ.

والشاةُ: الواحد من الغنم، يكون لــلذكر، والأُنثى، وحكى سيبويه عن

الخليل: هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي، وقيل: الشاةُ تكون من الضأْن

والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش؛ قال الأَعشى:

وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما

الجوهري: والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ، قال: ولا يقال إِلا لــلذكر،

واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما؛ قال: وربما شَبَّهوا به المرأَة

فأَنثوه كما قال عنترة:

يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له

حَرُِمَتْ عليَّ، ولَيْتَها لم تَحْرُمِ

فأَنتها؛ وقال طرفة:

مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما

كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

قال ابن بري: ومثله للبيد:

أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ

وقال الفرزدق:

تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ،

إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا

والرواية:

فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ

وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً؛ قال الأَعشى:

فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه،

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها

ويقال للثور الوحشي: شاةٌ. الجوهري: تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته.

والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي

تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج، وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء،

والأَصل ماهَة وماءة، وجمعوها مِياهاً. قال ابن سيده: والجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ

وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ،

الثلاثةُ اسمٌ للجمع، ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به، فأَما

شِيْه فعلى التوفية، وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ، ثم

وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً،

وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية، ثم وقع البدل

للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً، وهما حرفا علة، ولمشاكلة الهاء الياء،

أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذِهْ

في ذِي؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في

الجمع، فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير، إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة

ولأْآلٍ بالحذف، وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ، فأُبدلت الواو ياءً

لانكسارها ومجاورَتها الياء. غيره: تصغيره شُوَيْهة، والعدد شِياهٌ،

والجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف، وإِذا قالوها بالهاء

قصروا وقالوا شاةٌ، وتجمع على الشَّوِيِّ. وقال ابن الأَعرابي: الشاءُ

والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ؛ وأَنشد:

قالتْ بُهَيَّةُ: لا يُجاوِرُ رَحْلَنا

أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ

(* قوله «لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ» هكذا في الأصل يجاور

بالراء، وعاب بالعين المهملة. وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي).

ورجل كثيرُ

الشاةِ والبعير: وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس. قال:

وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة. وذكر ابن الأَثير في تصغيرها

شُوَيَّةٌ، فأَما عينها فواو، وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين، والجمعُ

شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد، تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر، فإِذا

جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة. وفي حديث سوادَةَ

بنِالرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ. قال ابن الأَثير:

وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها

بالإِضافة لذلك، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ. وفي حديث الصدقة: وفي الشَّوِيِّ

في كل أَربعين واحدة؛ الشَّوِيُّ: اسم جمع للشاة، وقيل: هو جمع لها نحو

كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ

مُسِنَّة. وفي حديث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها

شاةٌ، فقال: ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ، وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة

إِلى الحج تجب عليه بدنة. وتَشَوَّه شاةً: اصْطادَها. ورجل شاوِيٌّ:

صاحبُ شاء؛ قال:

ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ،

إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ

وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ:

ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ،

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ

ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ،

إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ

وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ، وإِن شئتَ شاوِيٌّ، كما تقول

عَطاوِيٌّ؛ قال سيبويه: هو على غير قياس، ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ

النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه، أَلا ترى أَنك

تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير.

وأَرض مَشاهَةٌ: كثيرة الشاء، وقيل: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كثرت، كما يقال

أَرض مأْبَلةٌ، وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ. التهذيب: إِذا نسبوا

إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ؛ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون:

أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو

دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ

فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن

الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية، وجعل الاسمين واحداً وبناه على

الفتح مثل خمسة عشر؛ قال ابن بري: هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ، بفتح

الراء، وقال ابن القطاع: شاهبورُ الجنودِ، برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود،

والمشهور شاهبورُ الجُنودَ، برفع الراء ونصب الدال، أَي أَقام الجنودَ

به حولين هذا المَلِكُ. والشاهُ، بهاء أَصلية: المَلِكُ، وكذلك الشاه

المستعملة في الشِّطْرَنْجِ، هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها

في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك. والشاهُ: اللفظةُ

المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ، وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ،

يراد به ملِك الملوك؛ قال الأَعشى:

وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه

له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ

قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية: إِنه مَلِكُ

المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، وأَراد شاهانْ شاه؛ قال ابن بري: انقضى

كلام أَبي سعيد، قال: وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك،

ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه، والله أَعلم.

شوه
: ( {شاهَ وَجْهُهُ) } يَشُوه ( {شَوْهاً} وشَوْهَةً: قَبُحَ) ؛) ويقالُ: الشُّوهَةُ الاسمُ.
وَفِي حدِيثِ حُنَيْنٍ: أَنَّه رَمى المُشْرِكينَ بكفَ مِنْ حَصًى وقالَ: ( {شاهَتِ الوُجُوه) ، فهَزَمَهم اللَّهُ تَعَالَى.
قالَ أَبو عَمْرو: أَي قَبُحَتِ الوُجُوه.
وَفِي حدِيثِ ابنِ صَيَّادٍ أَيْضاً قالَ لَهُ: (شَاهَ الوَجْهُ) .
(} كَشَوِهَ، كفَرِحَ) ، {شَوهاً (فَهُوَ أَشْوَهُ) وَهِي} شَوْهاءُ، وهُما القَبِيحا الوَجْه والخلْقَةِ.
(و) شاهَ (فُلاناً) شَوْهاً: (أَفْزَعَهُ) ؛) عَن اللّحْيانيِّ.
(و) أَيْضاً: (أَصابَهُ بالعَيْنِ) .) وقيلَ:! الشَّوَهُ شِدَّةُ الإصابَةِ بهَا. رجُلٌ {أَشْوَه وامْرأَةٌ} شَوْهاءُ: يُصِيبانِ الناسَ بعَيْنِهما فتَنْفُذُ عَيْنُهما.
وقالَ الليْثُ: {الأَشْوَهُ السَّرِيعُ الإصابَةِ بالعَيْنِ، والمرْأَةُ} شَوْهاءُ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: {شاهَ مالَهُ أَصابَه بعَيْنِه.
(و) } شاههَهُ: (حَسَدَهُ) ، فَهُوَ {شائِهٌ، والجَمْعُ} شُوَّهٌ، حَكَاه اللّحْيانيّ عَن الأصْمعيّ.
(و) {شاهَتْ (نَفْسُهُ إِلَى كَذَا) } تَشُوهُ: (طَمَحَتْ) إِلَيْهِ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
( {وشَوَّهَهُ اللَّهُ) تَعَالَى} تَشْويهاً: (قَبَّحَ وَجْهَهُ) ، فَهُوَ {مُشَوَّهٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
أَرى ثَمَّ وَجْهاً} شَوَّهَ اللَّهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْوكلُّ شيءٍ من الخَلْقِ لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا: {أَشْوَهُ} ومُشَوَّهٌ.
(و) يقالُ: (لَا {تُشَوِّهْ عَلَيَّ) ، أَي (لَا تُصِبْنِي بعَيْنٍ) .) وخَصَّصَه الأزْهرِيُّ فرَوَى عَن أَبي المَكارِمِ: إِذا سَمِعْتَني أَتَكَلَّمُ فَلَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُلْ مَا أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
( {والشَّوْهاءُ: العابِسَةُ) الوَجْهِ القَبِيحَةُ الخلْقَةِ.
(و) أَيْضاً: (الجَمِيلَةُ) المَلِيحَةُ الحَسَنةُ.
ورُوِي عَن مُنْتَجِع بنِ نَبْهان قالَ: امْرأَةٌ شَوْهاءُ رائِعَةٌ حَسَنةٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (بَيْنا أَنا نائِمٌ رأَيْتُني فِي الجنَّةِ فَإِذا امْرأَةٌ} شَوْهاءُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فقُلْتُ: لمَنْ هَذَا القَصْر؟ قَالُوا: لعُمَرَ) ؛ وقالَ الشاعِرُ:
وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنيوحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) {الشَّوْهاءُ: (المَشْؤُومَةُ) ، والاسمُ مِنْهَا} الشَّوَهُ.
(و) الشَّوْهاءُ (من الخَيْلِ) :) صفَةٌ مَحْمودَةٌ فِيهِ، وَهِي (الرَّائِعَةُ) المُشْرِفَةُ (الطَّوِيلَةُ.
(و) قيلَ: هِيَ (المُفْرِطَةُ رَحْبِ الشِّدْقَيْنِ والمِنْخَرَيْنِ) .
(وقيلَ: هِيَ الواسِعَةُ الفَمِ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَبي دُوَاد:
فهْيَ {شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشّكِيمُ (و) قيلَ: هِيَ (الصَّغيرَةُ الفَمِ) ؛) فَهُوَ (ضِدٌّ) .) وَلَا يقالُ: فَرَسٌ} أَشْوَهُ إنَّما هِيَ صفَةٌ للأُنْثى.
(و) الشُّوْهاءُ: (فَرَسانِ) ، إحْدَاهما لحاجِبِ بنِ زُرَارَةَ؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالِيعلى الشَّوْهاءِ يَجْمَحُ فِي اللِّجامِوالثانِيَةُ فَرَسُ عَمْرو بنِ مالِكٍ الأَوْدِي.
(و) {المُشَوَّهُ، (كمُعَظَّمٍ: القَبِيحُ الشَّكْلِ) الَّذِــي لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا} كالأَشْوَهِ.
( {والشَّوَهُ، محرّكةً: طُولُ العُنُقِ) وارْتفاعُها وإشْرافُ الرأْسِ؛ وَمِنْه فَرَسٌ أَشْوَهٌ.
(و) أَيْضاً: (قِصَرُها: ضِدٌّ.
(ورجُلٌ} شائِهُ البَصَرِ {وشاهُ البَصَرِ) :) أَي (حَديدُهُ) ، وكَذلِكَ} شاهِي البَصَرِ.
(! والشَّاةُ الواحِدَةُ من الغَنَمِ) تكونُ (لــلذَّــكَرِ والأُنْثَى) .
(وحَكَى سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ: هَذَا شاةٌ بمنْزِلَةِ هَذَا رحمةٌ مِن ربِّي.
(أَو يكونُ من الضَّأْنِ والمَعَزِ والظِّباءِ والبَقَرِ والنَّعامِ وحُمُرِ الوَحْشِ) ؛) قالَ الأعْشَى:
وحانَ انْطِلاقُ {الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لطرَفَةَ فِي الثوْرِ الوَحْشي:
مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهم اكسامِعَتَيْ} شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِقالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه للبيدٍ:
أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شَاة إرانِ وقالَ الفَرَزْدقُ:
فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلَى سعيدٍ إِذا مَا الشاةُ فِي الأَرْطاةِ قَالَا (و) رُبَّما كَنّوا {بالشاةِ عَن (المَرْأَةِ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
فرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِه عَن} شاتِه فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبه وطِحالَهاوقالَ عنترَةُ:
يَا شاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهحَرُمَتْ عليَّ ولَيْتَها لم تَحْرُم {ِوالشاةُ: أَصْلُها} شاهَةٌ، حذِفَتِ الهاءُ الأصْلِيَّة وأُثْبِتَتِ الهاءُ الَّتِي هِيَ للعَلامةِ الَّتِي تَنْقَلِبُ تَاء فِي الإدْراجِ، وقيلَ فِي الجَمْعِ شِيَاهٌ كَمَا قَالُوا ماءٌ، والأصْلُ ماهَةٌ وماءَةٌ، وجَمَعُوها مِياهاً.
وقالَ ابنُ سِيدَه: (ج {شاءٌ أَصْلُهُ} شاهٌ {وشِياهٌ} وشِواهٌ) ، بكسْرِهما، ( {وأَشاوِهُ} وشَوِيٌّ {وشِيَهٌ) ، كعِنَبٍ، (} وشَيِّهٌ، كسَيِّدٍ) ، الثلاثَةُ الأخيرَةُ اسمٌ للجَمْعِ، وَلَا يُجْمَعُ بالألِفِ والتاءِ كانَ جنْساً أَو مُسَمّى بِهِ. فأَمَّا {شِيْه فعلى التَّوْفِيَة، وَقد يَجوزُ أَن يكونَ فُعُلاً، ثمَّ وَقَعَ الإعلالُ بالإِسْكانِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ، للخِفَّةِ.
وأَمَّا} شَوِيٌّ فيَجوزُ أَنْ يكونَ أَصْله {شَوِيهٌ على التَّوفِيَةِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ للمُجانَسَةِ لأنَّ قَبْلَها واواً وياءً، وهُما حَرْفا عِلَّةٍ ولمُشاكَلَةِ الْهَاء الْيَاء، أَلا تَرى أنَّ الهاءَ قد أُبْدِلت مِن الياءِ فيمَا حَكَاهُ سِيْبَوَيْه من قوْلِهم: ذِهْ فِي ذِي؟ وَقد يَجوزُ أَنْ يكونَ شَوِيٌّ على الحذْفِ فِي الواحِدِ والزِّيادةِ فِي الجَمْعِ، فَيكون مِن بابِ لآل فِي التّغْييرِ، إلاَّ أنَّ} شَوِيًّا مغيَّرٌ بالزِّيادَةِ ولآلٌ بالحذْفِ.
وأَمَّا {شَيِّهٌ فبَيِّنٌ أَنّه شَيْوِهٌ، وأُبْدِلت الواوُ يَاء لانْكِسارِها ومَجاورَتِها الْيَاء.
وقالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُ} الشاةِ {شاهَةٌ لأنَّ تَصْغيرَها} شُوَيْهَةٌ، والجَمْعُ {شِياهٌ بالهاءِ فِي أَدْنَى العَددِ تقولُ: ثلاثُ شِياهٍ إِلَى العَشْر فَإِذا جاوَزْتَ فبالتاءِ، فَإِذا كَثَّرْتَ قيلَ هَذَا} شاءٌ كثيرَةٌ، وجَمْعُ {الشاءِ} شَوِيٌّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الشاءُ {والشَوِيُّ} والشَّيِّهُ واحِدٌ؛ وأَنْشَدَ:
قالتْ بُهَيَّةُ لَا يُجاوِزُ رَحْلَناأَهْلُ {الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِوفي الحدِيثِ: (فأَمْرَ لَهَا} بشِياهِ غَنَمٍ) ، إنّما أضافَها إِلَى الغَنَم لأنَّ العَرَبَ تُسمِّي البَقَرةَ الوَحْشيَّةَ {شَاة فميَّزَها بالإِضافَةِ لذلِكَ، قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وأَرْضٌ} مَشاهَةٌ: ذاتُ! شاءٍ) ؛) كَمَا يقالُ مَأْبَلَةٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي عبيدٍ؛ زادَ غيرُهُ: قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ (أَو كَثيرَتُها.
(ورجُلٌ {شاوِيٌّ} وشاهِيٌّ: صاحِبُ شاءٍ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لمُبَشِّرِ بنِ هُذَيْلٍ:
لَا يَنْفَعُ {الشاوِيَّ فِيهَا} شاتُهُ وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ قالَ: وَإِن سَمِّيْتَ بِهِ رجُلاً قلْتَ {شائِيٌّ، وَإِن شِئْتَ: شاوِيٌّ، كَمَا تقولُ عَطاوِيٌّ، وَإِن نَسَبْتَ إِلَى الشاةِ قُلْتَ: شاهِيٌّ، انتَهَى.
وقالَ سِيْبَوَيْه:} شاوِيٌّ على غيرِ قِياسٍ، ووَجْه ذلِكَ أنَّ الهَمْزةَ لَا تَنْقلبُ فِي حَدِّ النَّسَب واواً إلاّ أَنْ تكونَ هَمْزةَ تأْنِيثٍ كحَمْراء ونَحْوِه، أَلا تَرى أَنَّك تقولُ فِي عطاءٍ عَطائِيٌّ؟ فَإِن سَمّيْتَ {بشاءٍ فعلى القِياسِ شائِيٌّ لَا غَيْر.
(} وتَشَوَّهَ {شَاة: اصْطَادَها) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) } تَشَوَّهَ (لَهُ: تَنَكَّرَ) لَهُ وتَغَوَّلَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: قالَ لصَفْوان بنِ المُعَطَّل حينَ ضَرَبَ حَسَّانَ بالسَّيْفِ: ( {أَتَشَوَّهْتَ على قوْمِي أَنْ هَداهُمُ اللَّهُ للإسْلامِ) ؟ أَي تَنَكَّرْتَ وتَقَبَّحْتَ لَهُم.
(} والشُّوهَةُ، بالضَّمِّ: البُعْدُ) ، وكَذلِكَ البُوهَةُ. يقالُ: شُوهَةٌ لَهُ وبُوهَةٌ، وَهَذَا يقالُ فِي الذَّــم.
(وأَبو {شاهٍ: صَحابيٌّ) ، وَهُوَ الَّذِــي قالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومَ الفتْحِ: (اكْتُبُوا لأبي شاهٍ) .
(} وشاهُ الكِرْمانيُّ: مِنَ الأوْلياءِ) المَشْهورِين، ترْجَمَه غيرُ واحِدٍ مِن العُلماءِ، (يُمْنَعُ ويُصْرَفُ) .
(قالَ شيْخُنا: أَمَّا الصَّرْفُ فظاهِرٌ، وأَمَّا مَنْعُه فلعلَّه للعِلْميَّة والعُجْمةِ. (وابنُ {شاهِينٍ: مُحدِّثٌ) كثيرُ التَّصانِيفِ، صَنَّفَ ثلثمِائة وثلاثِينَ مُصَنّفاً مِنْهَا التَّفْسيرُ أَلْفُ جزْءٍ والمُسْنَدُ أَلْفُ وخَمْسمائَةِ جزْءٍ والتارِيخُ مائَةٌ وخَمْسونَ مُجلّداً، ومدَادُه الَّذِــي كَتَبَ بِهِ التَّصانِيفَ أَلْفُ قنْطارٍ وثَمانْمائَة وسَبْعَة وعِشْرُونَ قنْطاراً.
قالَ شيْخُنا: أَوْرَدَ المصنِّفُ} الشَّاهِينَ وَمَا يَتعلَّقُ بِهِ فِي النونِ، فكانَ الأوْلى ذِكْرُ هَذَا هُنَاكَ أَيْضاً، والفَرْقُ بأَنَّ النونَ هُنَاكَ أَصْلٌ وَهنا زائِدَةٌ فَرْق بِلا فارِقٍ.
(والأَشْوَهُ: المُخْتالُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المُشَوَّهُ: القَبِيحُ العَقْلِ.
وخطْبَةٌ} شَوْهاءُ: لم يُصَلَّ فِيهَا على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وتَشوَّهَ: رَفَعَ طَرْفَه إِلَيْهِ ليُصِيبَه بالعَيْنِ؛ وَبِه رُوِي: لَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُل مَا أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
يقالُ: هُوَ {يَتَشَوَّهُ أَمْوالَ الناسِ ليُصيبَها بالعَيْنِ.
} وشَوَّهَ اللَّهُ حلوقَكُم: أَي وَسَّعَها.
{والشَّوْهاءُ مِن الخَيْلِ: الحَديدَةُ الفُؤادِ.
وَفِي التَّهذِيبِ: فَرَسٌ} شَوْهاءُ حَديدَةُ البَصَرِ.
{والشَّوَهُ، محرّكةً: الحُسْنُ.
} وشاهَ بُورُ: من مُلُوكِ الفُرْسِ، وَهُوَ سابُورُ ذُو الأكْتافِ.
{والشاهُ: السُّلْطانُ، فارِسِيَّةٌ؛ وَمِنْه} الشاهُ المُسْتَعْملةُ فِي رقْعَةِ الشَّطَرَنْج؛ وَمِنْه شَهَنْشَاهْ: أَي مَلِكُ المُلُوكِ؛ قالَ الأعْشى:
وكِسْرَى {شَهَنْشاهُ الَّذِــي سارَ مُلْكُهله مَا اشْتَهَى راحٌ عَتِيقٌ وزَنْبَق ُقالَ السُّكَّرِيُّ: أَرادَ} شاهانْ شَاه، ولكنَّ الأعْشى حذَفَ الألِفَيْن مِنْهُ؛ ونَقَلَه أَيْضاً شرَّاحُ البُخارِي.
! وشاهُوَيْه، بضمِّ الهاءِ: جَدُّ أَبي بكْرٍ مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ عليَ القاضِي الفَقِيه الفارِسِيّ مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، وَرَدَ رَسُولاً إِلَى نَيْسابُورَ فماتَ بهَا سَنَة 361؛ وأَيْضاً جَدُّ محمدِ بنِ إبراهيمَ السَّمَرْقَنْدِي عَن عليِّ بنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ، ماتَ سَنَة 297.
{وشاهينُ بنُ مَنْصورِ بنِ عامِرٍ الأرمناويُّ الحَنَفيُّ؛ وُلِدَ سَنَة 1030، ورَوَى عَن البَابليّ والمزاحيّ والشّبراملسي؛ وَعنهُ عَالِيا شيْخنا المعمِّرُ سُلَيْمانُ بنُ مُصْطفى المَنْصورِيُّ، وشيوخُ مشايخِنا السيِّدُ عليُّ بنُ مُصْطفَى بنِ حَسَنٍ الضَّريرُ السّيواسيُّ، ومُصْطفَى بنُ فتْحِ اللَّهِ الحَمويُّ المَكِّيُّ والمعمِّرُ أَبو لُقْمان يَحْيَى بنُ عمَّار بنِ مُقْبِل بنِ شاهان الختلانيُّ سَمِعَ البُخارِي على الفَرْبري، وَعنهُ الشيخُ المعمِّرُ ثلثمِائة سنة بَابا يُوسُف الهَرَويّ، ذَكَرَه الشيخُ أَبو الفُتُوحِ الطاوِسيّ وَمن طرِيقِه رَوَيْنا البُخارِي عالِياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شهه:) } شه: حكَايَةُ كَلامٍ شبْه الانْتِهارِ.
وشه: طائِرٌ شبْهُ {الشّاهِين وليسَ بِهِ، أَعْجميٌّ كَمَا فِي اللّسانِ.
(ش و هـ) : (امْرَأَةٌ شَوْهَاءُ) قَبِيحَةُ الْوَجْهِ وَقَدْ شَوِهَتْ شَوَهًا وَالشِّيَاهُ جَمْعُ شَاةٍ.

بله

(بله) : ما بَلْهُكَ أَلاَّ تَفْعَلَ كذا: أَي مالَكَ.
(بله)
بلها وبلاهة ضعف عقله وغلبت عَلَيْهِ الْغَفْلَة فَهُوَ أبله وَهِي بلهاء (ج) بله

بله


بَلِهَ(n. ac. بَلَاْهَة)
a. Was foolish, stupid, silly.

بَاْلَهَa. Humbugged, befooled.

تَبَلَّهَa. see I
أَبْلَهُ
(pl.
بُلْه)
a. Foolish, stupid, silly; simpleton, moon-calf.

بَلْه
a. [ imp-particle ], Let alone.
b. [ inter. ], How? What?
c. Irrespective of.
d. Condition, case, state.

بَلْهَوَان
a. [ coll. ], Acrobat.
بله: بله والمصدر بلهان (ألف ليلة 1: 776) وفي معجم فوك (مادة ebetare) بَلِهَ بدل بَلُهَ والمصدر بُلُوهة.
بَلَّه. بلَّهه: جعله أبله (فوك، بوشر) تبلَّه: صار أبله (فوك، الكالا).
تباله، في الأغاني 84: تبالهن بالعرفان لما عرفنني. أي تظاهرن بأنهن لا يعرفنني.
بَلَه: غفلة، حماقة، جنون (الكالا، ابن الأثير 10: 404).
أبله: أحمق، بليد، مجنون (ألكالا، بوشر).
بله
البَلَهُ: الغَفْلَةُ عن الشَّرِّ، وفي الحديث: " أكْثَرُ أهْلِ الجَنَّةِ الُبْلُه ". والتَّبَلُّهُ: تَطَلُّبُ الضّالَّةِ. وبَلْهَ: كلمةٌ في معنى كَيْفَ. وفي معنى فَصْلٍ. وَدْع، وعَلى وفي المَثَل: " تُحْرِقُكَ النارُ أنْ تَراها بَلْهَ أنْ تَصْلاها ". وفي فلانٍ بُلَهْيِنَةٌ: أي بَلَهٌ ورُعُوْنَةٌ، والنُّونُ زائدةٌ. وبُلَهْنيَةُ العَيْشِ: طِيْبُه وغَفْلَتُه.
ب ل هـ : بَلِهَ بَلَهًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ عَقْلُهُ فَهُوَ أَبْلَهُ وَالْأُنْثَى بَلْهَاءُ وَالْجَمْعُ بُلْهٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ خَيْرُ أَوْلَادِنَا الْأَبْلَهُ الْغَفُولُ بِمَعْنَى أَنَّهُ لِشِدَّةِ
حَيَائِهِ كَالْأَبْلَهِ فَيَتَغَافَلُ وَيَتَجَاوَزُ فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالْبَلَهِ مَجَازًا. 
(بله) - في الحَدِيث: "بَلْهَ ما اطَّلعْتُم عليه" .
بَلْه: مِن أَسماءِ الأَفعال كَرُوَيد، وصَهْ، ومَهْ. يقال: بَلْه زيدًا: أي دَعْه واتْرُكْه. ويُوضَع مَوضِعِ المَصْدر، فيقال: بَلْه زَيدٍ بالِإضافَةِ، كما يُقال: تَرْكَ زَيدٍ، ويُقْلَب في هذا الوَجْه فيقال: بَهْل زيدٍ؛ لأَنّ حالَ الِإعراب مَظنَّة التَّصرّف، وقوله: "ما اطَّلعَتْم عليه" يُحتَمل أن يكون مَنْصوب المَحَلّ ومَجْرُورَة على الُّلغَتِين. ورُوِى بيتُ كَعْبِ بن مَالِك الأَنصارِىّ:
تَذَرُ الجماجِمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأَكُفِّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ
على الوَجْهين أيضا".
ب ل هـ: رَجُلٌ (أَبْلَهٌ) بَيِّنُ (الْبَلَهِ) وَ (الْبَلَاهَةِ) وَهُوَ الَّذِــي غَلَبَتْ عَلَيْهِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَسَلِمَ، وَ (تَبَلَّهَ) أَيْضًا وَالْمَرْأَةُ (بَلْهَاءُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ (الْبُلْهُ) » يَعْنِي الْبُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا لِقِلَّةِ اهْتِمَامِهِمْ بِهَا، وَهُمْ أَكْيَاسٌ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ. وَ (تَبَالَهَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (بَلْهَ) بِمَعْنَى دَعْ وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ وَقِيلَ مَعْنَاهَا سِوَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ بُلْهَ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ» . 
ب ل هـ

خير أولادنا الأبله العقول، وخير النساء البلهاء الخجول. قال:

ولقد لهوت بطفلة مبالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها وتباله فلان. قال عمر بن أبي ربيعة:

تبالهن بالعرفان لما عرفنني ... وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا

وتقول: هذا ما أظهره لك بله ما أضمره أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره.

ومن المجاز: هو في شباب أبله وعيش أبله، يراد غفل صاحبهما عن الطوارق. قال رؤبة:

بعد غداني الشباب الأبله

ومنه: هو في بلهنية من عيشه. تقول: لازلت ملقى بتهنيه، مبقى في بلهنيه. وجمل أبله وناقة بلهاء: لا تنحاش من ثقل كأنها حمقاء. وفلان يتبله في المفازة أي يتعسف من غير هداية ولا مسئلة.
[بله] فيه: ولا خطر على قلب بشر "بله" ما اطلعتم عليه، أي دع ما اطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموها من لذاتها. ن: أي فالذي لم يطلعكم عليه أعظم، وقيل: معناه غير، وقيل: كيف. كه" بمفتوحة وفتح هاء بمعنى دع، وسوى، أي سوى ما ذكر في القرآن، وذخرا بالنصب متعلق بأعددت، ومعنى الأول دع ما اطلعتم عليه فإنه يسير في جنب ما ادخر لهم. الخطابي: اتفق النسخ على رواية من بله والصواب إسقاط كلمة من. نه وفيه: أكثر أهل الجنة "البله" جمع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: من غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على آخرتهم، فأما الأبله وهو من لا عقل له فغير مراد. ن: البله أي سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للشبه فتدخل عليهم الفتنة، وأما العارفون والعلماء العاملون والصلحاء المتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى. ش: البله بفتحتين الغفلة. غ: الأبله الغافل عن الشر والشاب الناعم. ومنه: بلهنية العيش والذي لا عقل له. نه: فإن خير أولادنا "الأبله" العقول يريد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو عقول.
[بله] رجلٌ أَبْلَهُ بيِّن البَلَهِ والبَلاهَةِ، وهو الذي غلبتْ عليه سلامةُ الصدر. وقد بَلِهَ بالكسر وتبله. والمرأة بلهاء. وفى الحديث: " أكثرُ أهل الجنّة البُلْهُ " يعني البُلْهَ في أمر الدنيا، لِقِلَّةِ اهتمامهم بها، وهم أكْياسٌ في أمر الآخرة. قال الزبرِقان بن بدرٍ: " خيرُ أولادنا الأبْلَهُ العَقولُ "، يريد أنَّه لشدّة حيائه كالأَبْلَهِ وهو عَقولٌ. ويقال شبابٌ أَبْلَهُ، لما فيه من الغَرارة، يوصف به كما يوصف بالسُلوِّ والجنون، لمضارعته هذه الأسباب. وعيشٌ أَبْلَهُ: قليل الغموم. وقال : بعد غدانى الشباب الابله وتباله: أرى من نفسه ذلك وليس به. وهو في بلهنية من العيش، أي سعة، صارت الالف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عن سيبويه. وبله: كلمةٌ مبنيةٌ على الفتح مثل كيف، ومعناها دع. قال كعب بن مالك يصف السيوف: تذر الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الاكف كأنها لم تخلق قال الاخفش: بله هاهنا بمنزلة المصدر، كما تقول ضرب زيد. ويجوز نصب " الاكف " على معنى دع الاكف. وقال ابن هَرْمَةَ: تمشي القَطوفُ إذا غَنَّى الحُداةُ بها * مِشْيَ النَجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةِ النَجُبا ويقال: معناها سِوى. وفي الحديث: " أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَرٍ، بَلْهَ ما أَطْلعتُهُمْ عليه ".
(ب ل هـ)

البَلَهُ: الْغَفْلَة عَن الشَّرّ وَأَن لَا يُحسنهُ، بَلِهَ بَلَها، وَهُوَ أبْلَهُ، وابْتُلِه كبَلِهَ، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ الَّذِــي يَأمُلُ الدُّنيا لَمُبْتَلَهٌ ... وكُلُّ ذِي أمَلٍ عَنْهَا سَيُشتَغَلُ

والبَلْهاءُ من النِّسَاء: الْكَرِيمَة المزيرة الْغيرَة المغفلة.

والتَّبالُهُ، والتَّبَلُّه: اسْتِعْمَال البَلَهِ.

والتَّبَلُّه: تطلب الضَّالة.

والتَّبَلُّهُ: تعقب الطَّرِيق من غير هِدَايَة وَلَا مَسْأَلَة، الْأَخِيرَة عَن أبي عَليّ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرخَاء وَسعد الْعَيْش.

وعيش أبْلَهُ: وَاسع.

وبَلْهَ كلمة مَعْنَاهَا: دع، قَالَ كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ:

تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِيا هاماتُها ... بَلْهَ الأكُفَّ كأنَّها لم تُخْلَقِ

يَقُول: هِيَ تقطع الْهَام فدع الأكف، أَي فَهِيَ أَجْدَر أَن تقطع الأكف، وَفِي الْمثل: " تحرقك النَّار أَن ترَاهَا بَلْهَ أَن تصلاها " يَقُول: تحرقك النَّار من بعيد فدع أَن تدْخلهَا، وَمن الْعَرَب من يجربها يَجْعَلهَا مصدرا، كَأَنَّهُ قَالَ: ترك، وَقَوله صلى الله ليه وَسلم: " يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ، وَلَا أذن سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، بَلْهَ مَا أطلعتهم عَلَيْهِ " قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: بَلْهَ مَعْنَاهَا: كَيفَ، وَقيل مَعْنَاهُ: دع مَا أطلعتهم عَلَيْهِ.

والبَلْهاء: نَاقَة، وَإِيَّاهَا عَنى قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ بقوله:

وَقَالُوا: لَنا البَلْهاءُ أوَّلَ سُؤْلَةٍ ... وأغْراسُها واللهُ عَنِّي يُدافِعُ 
بلهـ
بلِهَ يَبلَه، بَلَهًا وبَلاهَةً، فهو أَبْلَه
• بلِه الشَّخصُ: ضَعُفَ عَقْلُه وغلبت عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه "بلاهة مبكرة- بلِه مع تقدّمه في السِّنِّ" ° ما أَبْلَهَ فلانًا: ما أشدَّ بلاهته. 

تبالهَ يتباله، تَبالُهًا، فهو مُتبالِه
• تبالَه الشَّخصُ: تَصنَّع وتظاهر بالبلاهة والغَفْلة "عندما سُئِل عن فعلته تباله وراح يهزّ رأسه". 

تبلَّهَ يتبلَّه، تَبَلُّهًا، فهو مُتبلِّه
• تبلَّه الشَّخصُ: بلِه، ضَعُفَ عقله وغلبتْ عليه الغَفْلَةُ وقلَّ تمييزُه. 

أَبْلَه [مفرد]: ج بُلْه وبُلَهاءُ، مؤ بَلْهاءُ، ج مؤ بُلْه: صفة
 مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلِهَ: أحمق لا تمييز له، مجنون، غبيّ، ضعيف العقل تغلب عليه الغفلة. 

بَلاهَة [مفرد]: مصدر بلِهَ. 

بَلْهَ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - اسم فعل أمر مبنيٌّ على الفتح، منقول عن مصدر، بمعنى (دعْ) وما بعده منصوب "بَلْهَ هذا الأمرَ- *بَلْهَ الأكفَّ كأنَّها لم تخلق*".
2 - اسم استفهام بمعنى (كيف) مبني على الفتح، وما بعده مرفوع "*بَلْهَ الأكفُّ كأنَّها لم تخلق*".
3 - مصدر ويكون ما بعده مجرورًا "بَلْهَ الشرِّ: الزم ترك الشرِّ". 

بَلَه [مفرد]:
1 - مصدر بلِهَ.
2 - هَبَل، عته، جنون، حماقة، غفلة "تصرّف ببَلَه". 

بله: البَلَهُ: الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بالكسر،

بَلَهاً وتَبَلَّه وهو أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ،

وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ

(* قوله «سيشتغل»

كذا بضبط الأصل والمحكم، وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين).

ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ، وهو الذي غلب عليه سلامة

الصدر وحُسْنُ الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ

التصرف فيها، وأَقبلوا على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها، فاستحقوا أَن

يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ

في الحديث، وهو قوله، صلى الله عليه وسلم: أَكثرُ أَهلِ

الجنة البُلْهُ، فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم، وهم

أَكياسٌ في أَمر الآخرة. قال الزِّبْرقانُ بن بدر: خيرُ أَولادِنا

الأَبْلهُ العَقُولُ؛ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله، وهو عَقُول، وقد

بَلِه، بالكسر، وتَبَلَّه. التهذيب: والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو

غافلٌ عن الشرّ لا يَعْرِفه؛ ومنه: أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه. وقال النضر:

الأَبْلَه الذي هو مَيِّت الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه

له. وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله اسْتَراح البُلْهُ، قال: هم

الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ

والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء، والمرأَة بَلْهاء؛ وأَنشد، ابن شميل:

ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ

بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها

أَراد: أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا

تَفْطَن لما في ذلك عليها؛ وأَنشد غيره:

من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

يقول: لم تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها، فهي

ناعمة عَفِيفةٌ. والبَلْهاءُ من النساء: الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ

المُغَفَّلةُ. والتَّبَالُه: استعمالُ البَلَه. وتَبالَه أَي أَرى من

نفسه ذلك وليس به. والأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الذي لا تمييز له، وامرأَة

بَلْهاء. والتَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة. والتَّبَلُّه: تَعَسُّفُ

الطريق على غير هداية ولا مسأَلة؛ الأَخيرة عن أَبي علي. قال الأَزهري: والعرب

تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي فيها ولا

يستقيم على صَوْبِها؛ وقال لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ

والرواية المعروفة: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ.

والبُلَهْنِيَةُ: الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش. وهو في بُلَهْنِيةٍ من

العيش أَي سعَةٍ، صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها، والنون زائدة عند

سيبويه.وعيش أَبْلَهُ: واسعٌ قليلُ الغُمومِ؛ ويقال: شابٌّ أَبْلَه لما فيه من

الغَرارة، يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه

الأَسبابَ. قال الأَزهري: الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ: يقال عَيْش

أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كان ناعماً؛ ومنه قول رؤبة:

إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ،

بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ،

بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ

يريد الناعم؛ قال ابن بري: قوله خلق المُمَوَّه، يريد خَلَقَ الوجه الذي

قد مُوِّه بماء الشباب، ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش، وهو نَعْمته

وغَفْلَتُه؛ وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن يَعْمُر الإِياديّ:

ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ

لا تَفْزَعُونَ، وهذا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟

وقال ابن شميل: ناقة بَلْهاء، وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء مَكانةً

ورَزانةً كأَنها حَمْقاء، ولا يقال جمل أَبْلَهُ. ابن سيده: البَلْهاء ناقةٌ؛

وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله:

وقالوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ

وأَغْراسُها، واللهُ عني يُدافِعُ

(* قوله «البلهاء أول» كذا بالمحكم بالرفع فيهما).

وفي المثل: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقول

تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قال: ومن العرب من يَجُرُّ

بها يجعلُها مصدراً كأَنه قال تَرْكَ، وقيل: معناه سِوَى، وقال ابن

الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال: قال جماعة من أَهل اللغة بَلْه معناها على،

وقال الفراء: مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما أَشبهها من حروف الخفض،

وقال الليث: بَلْه بمعنى أَجَلْ؛ وأَنشد:

بَلْهَ إِني أَخُنْ عهداً، ولم

أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا

عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قلبِ

بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه. قال ابن الأَثير: بَلْهَ من أَسماء

الأَفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ، تقول: بَلْهَ زيداً، وقد توضع موضع المصدر

وتضاف فتقول: بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد، وقوله: ما اطلعتم عليه يحتمل

أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه على التقديرين، والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم

عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها. قال أَبو عبيد: قال الأَحمر وغيره

بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه، وقال الفراء: كُفَّ ودَعْ ما

اطَّلعتم عليه، وقال كعب بن مالك يصف السيوف:

نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا

قَدَماً، ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ

تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً هاماتُها،

بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لم تُخْلَقِ

يقول: هي تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ

الأَكف؛ قال أَبو عبيد الأَكف: ينشد بالخفض والنصب، والنصبُ على معنى دع

الأَكف، وقال الأَخفش: بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما تقول ضَرْبَ زيدٍ، ويجوز

نصب الأَكف على معنى دع الأَكف؛ قال ابن هَرْمة:

تَمْشي القَطُوفُ، إِذا غَنَّى الحُداةُ بها،

مَشْيَ النجيبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

قال ابن بري: رواه أَبو عليّ:

مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا

وقال أَبو زبيد:

حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً،

أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ ما أَسَعُ

أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد، ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به

وأَقدر عليه، قال الجوهري: بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف. قال

ابن بري: حقه أَن يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه

زيداً كما تقول رُوَيْدَ زيداً، فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت

بمنزلة المصدر معربةً، كقولهم: رُوَيدَ زيدٍ، قال: ولا يجوز أَن تقدّره مع

الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا تضاف، والله تعالى أَعلم.

بله

1 بَلِهَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. بَلَهٌ, (S, * Msb, K, * TA,) [and irregularly بَلَاهَةٌ and بُلَهْنِيَةٌ, (see بَلَهٌ, below,)] He was, or became, أَبْلَه [q. v.]; as also ↓ تبلّه; (S, K;) and ↓ ابتله: (TA:) or he was, or became, weak in intellect. (Msb.) b2: Also He was unable to adduce his argument, proof, or evidence, (K, TA,) by reason of his heedlessness, and his smallness, or lack, of discrimination. (TA.) 3 مُبَالَهَةٌ The showing stupidity [in an action or in one's actions, i. e. the acting stupidly,] with any one. (KL.) [You say, بالههُ He acted stupidly, or in the manner of him who is termed أَبْلَه, with him.]4 ابلههُ He found him, or knew him by experience, to be أَبْلَه [q. v.]. (K.) 5 تبلّه: see 1. b2: And see 6. b3: Also (tropical:) He journeyed, or proceeded, or pursued his way, without any sign of the road, or any track, to guide him, (Az, K, TA,) without following the right course, (Az, TA,) and without asking [to be directed]. (K, TA.) b4: And (assumed tropical:) He prosecuted a search after a stray, or lost, beast. (JK, K.) 6 تباله He feigned بَلَه, or the attribute denoted by the term أَبْلَه: (S:) or he made use of that attribute [as a mask]; i . q. اِسْتَعْمَلَ البَلَهَ; as also ↓ تبلّه. (K.) 8 إِبْتَلَهَ see 1.

بَلْهَ is an indecl. word with fet-h for its termination, like كَيْفَ, and means دَعْ [Let alone, or say nothing of]; (S;) [i. e.] it is a noun for دَعْ; indecl.; (Mughnee, K;) a verbal noun, meaning دَعْ and أُتْرُكْ; (IAth, TA;) and the noun that follows it, when it is thus used, is in the accus. case; (Mughnee, K;) i. e. it is indecl., with fet-h for its termination, when the noun following it is in the accus. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدًا [Let alone Zeyd, or say nothing of Zeyd]; like as you say, رُوَيْدَ زَيْدًا: (IB, TA:) and it is also an inf. n. in the sense of التَّرْكُ; likewise with fet-h for its termination, but decl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the gen. case; (Mughnee, K;) or it is put in the place of an inf. n., meaning تَرْكَ [which is virtually the same as اُتْرُكْ and دَعْ], and is prefixed to a noun in the gen. case; so that you say, بَلْهَ زَيْدٍ, i. e. تَرْكَ زَيْدٍ [which is virtually the same as بَلْهَ زَيْدًا explained above; for تَرْكَ زَيْدٍ is originally اُتْرُكْ زَيْدًا تَرْكًا, like as فَضَرْبَ الرِّقَابِ in the Kur xlvii. 4 is originally فاضْرِبُوا الرِّقَابَ ضَرْبًا]; (IAth, TA;) for in this case it cannot be regarded as a verbal noun, since verbal nouns are not prefixed to other nouns, governed by them in the gen. case: (IB, TA:) and it is also a noun syn. with كَيْفَ [How?]; likewise with fet-h for its termination, indecl.; and when it is thus used, the noun that follows it is in the nom. case. (Mughnee, K.) A poet says, describing swords, (S, Mughnee,) namely, Kaab Ibn-Málik, (S,) تَذَرُ الجَمَاجِمَ ضَاحِيًا هَامَتُهَا بَلْهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقِ [They leave the skulls with their crowns lying open to the sun (let alone, or say nothing of, the hands) as though they had not been created]: (S, Mughnee:) he says, when they cut, or cut off, the crowns, then let alone, or say nothing of, the hands (فَدَعِ الأَكُفَّ): i. e., they are more fit for cutting off the hands: (TA:) Akh says that بله is here in the place of an inf. n.; that it is as when you say, ضَرْبَ زَيْدٍ: but الاكفّ may be in the accus. case; so that the meaning may be دَعِ الأَكُفَّ: (S:) the verse is thus recited in two different ways: and also بَلْهَ الأَكُفُّ [how then must be the case of the hands?]. (Mughnee.) And hence the prov., تُحْرِقُكَ النَّارُ إِنْ تَرَاهَا بَلْهَ أَنْ تَصْلَاهَا, i. e. The fire will burn thee if thou see it from a distance: then let alone, or say nothing of, (فَدَعْ,) thy entering into it. (TA.) A strange instance occurs in the Saheeh of El-Bukháree, in the explanation of the آلم of the chapter of السَّجْدَة [the 32nd ch. of the Kur]: he says, God says [by these three letters], أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرِ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا مِنْ بَلْهِ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ: (Mughnee, K: *) or ما أَطَلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ: (so in some copies of the K:) thus بله is used as a decl. word, governed in the gen. case by من, and deviating from the three meanings [explained above]: (Mughnee, K:) but the reading commonly known is, على قلب بشر بَلْهَ مَ أَطْلَعْتُهُمْ عليه; and this is the reading in the work of J, [the S,] and in the Nh, and other lexicological works: (TA:) it has been explained by غَيْر; [so that the meaning of the sentence as first related above is, I have prepared for my righteous servants what eye hath not seen, nor ear heard, nor hath it occurred to the mind of man, as a treasure for the future, (obviously taken from Isaiah lxiv. 4, quoted by St. Paul in 1 Cor. ii. 9,) save, or except, that with which ye have become acquainted, or that with which I have acquainted them; and the same, with the omission of “ as a treasure for the future, “is the meaning of the sentence as related in the S and Nh &c.;] (Mughnee, K;) i. e. سِوَى, as in the S; (TA;) and this corroborates, (Mughnee,) or is agreeable with, (K,) the opinion of those who reckon بله as an exceptive word: (Mughnee, K:) and as meaning أَجَلْ [app. a mistranscription for أَجْل; i. e., it has been explained also as meaning I have done all this because of my promise to them; (مِنْ أَجْلِ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ because of that with which I have acquainted them;) and thus it may have been read by SM, for he has written اجل without any syll. signs; and has given no other ex. of بله in the sense here intended except one commencing with the words, بَلْهَ انِّى لَمْ أَخُنْ عَهْدًا, which may mean because I have not broken a covenant, or yea, verily I have not &c., accord. as we read أَنِّى or إِنِّى]: or as meaning كُفَّ [or rather كُفَّ عَنْ] and دَعْ [let alone, or say nothing of; but this explanation must relate to the sentence as given in the S and Nh]: (K, but omitted in an excellent copy of that work:) or, accord. to El-Ahmar, it means, in this trad. [as commonly known], كَيُفَ [how? which seems to be the least suitable of all these explanations]. (TA.) IAmb relates, on the authority of others, that بَلْهَ is also syn. with عَلَى: [but I think that this is a mistake, arising from a misunderstanding of what here follows:] Fr says that he who makes it to govern a gen. case regards it as used in the manner of عَلَى, and similar particles governing the gen. case. (TA.) b2: مَا بَلْهَكَ means مَا بَالُكَ [What is thy state, or condition, or case?]: (K, TA:) or مَا لَكَ [which often has this meaning: see the letter ل]. (So in some copies of the K.) بَلَهٌ and ↓ بَلَاهَةٌ [both properly inf. ns.; see 1;] The attribute, or quality, denoted by the epithet أَبْلَهٌ [q. v.]; (S, K;) i. e. heedlessness: (K:) or heedlessness of evil; (JK in explanation of the former, and K;) &c.; (K;) and ↓ بُلَهْنِيَةٌ signifies the same; and stupidity and languor. (JK.) بَلَهَآءُ: see أَبْلَهُ.

بُلَهْنِيَةٌ, (K,) or بَلَهْنِيَةُ العَيْشِ, (JK,) or مِنَ العَيْشِ, (S,) (tropical:) An easy and a plentiful, (S, K, TA,) or a pleasant and heedless, (JK, TA, *) state, or condition, of life: (JK, S, K, TA:) from عَيْشٌ أَبْلَهُ [q. v.]: (Har p. 216:) the word بلهنية is rendered quasi-coordinate to the quinqueliteral-radical class by ا at the end, which is changed into ى because of the kesreh before it: (S in art. بلهن:) it is like رُفَغْنِيَةٌ and رُفَهْنِيَةٌ: IB says that it should be mentioned in art. بله, and means عَيْشٌ أَبْلَهُ; the ن and ى being augmentative, to render it quasicoordinate to خُبَعْثِنَةٌ: it is mentioned in the K [and S] in arts. بلهن and بله: (TA in art. بلهن:) the ن is augmentative accord. to Sb. (S in the present art.) One says, لَا زِلْتَ مُلَقًّى بِتَهْنِئَةٍ

مُبَقًّى فِىبُلَهْنِيَةٍ (tropical:) [Mayest thou not cease to be greeted with congratulation, and made to continue in an easy and a plentiful state of life]. (A, K.) b2: See also بَلَهٌ.

بَلَاهَةٌ: see بَلَهٌ.

أَبْلَهُ Heedless: (K:) or heedless of evil (K, TA) by reason of his goodness: (TA:) or simple, foolish, or of little sense, without discrimination: (K:) or weak in intellect: (Msb:) accord. to En-Nadr, (TA,) one whose evilness is dead, (K, TA,) so that he is not cognizant of it: (TA:) good in disposition; having little cognizance, or understanding, of subtilties; or having little skill therein: (K:) or one whose predominant quality is freedom of the bosom, or heart, or mind, from evil affections; (S, K, TA;) and good opinion of men: (TA:) simple-hearted: (TK:) naturally disposed to goodness, and therefore heedless of evil, not knowing it: (T, TA:) or heedless with respect to the present world and its people and their corruptness and malevolence, but intelligent and skilled in the law with respect to that which is commanded and that which is forbidden: (Ah-mad Ibn-Hambal, TA:) fem. بَلْهَآءُ: (S, Msb, K: *) pl. بُلْهٌ: (S, Msb:) and ↓ بُلَهَآءُ, a pl., [as though the sing. were بَلِيهٌ,] signifies dull, stupid, or wanting in intelligence: but this is post-classical. (TA.) Hence, شَابٌّ أَبْلَهُ [A youth, or young man, who is heedless, &c.], because of his inexperience in affairs: the epithet is applied to a youth in like manner as freedom from care, or thought, and like as insanity, are attributed to him. (S.) and خَيْرُ أَوْلَادِنَا الأَبْلَهُ العَقُولُ (tropical:) [The best of our children is the heedless, &c., that has much intelligence]; (S, Msb;) a saying of Ez-Zibrikán Ibn-Bedr; (S;) meaning such as, by reason of his bashfulness, is like the ابله, (S, Msb,) so that he feigns heedlessness, and passes over things, (Msb,) though he has much intelligence; (S;) or such as is thought to be stupid, but, when examined, is found to be [very] intelligent. (IAth, TA in art. عقل.) And أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ, a trad., meaning Most of the people of Paradise are the بُلْه [or heedless, &c.,] with respect to the present world, because of their being little concerned thereby, while they are intelligent with respect to the world to come; (S;) or they are thus termed because they are heedless of their affairs in the present world, and unskilful in the management thereof, and busy themselves with their affairs relating to the world to come. (TA.) b2: بَلْهَآءُ, applied to a woman, Generous, strong-hearted, (مَزِيرَةٌ, for المَرِيرَةُ in the copies of the K is a mistake for المَزِيرَةُ, with زاى, TA, [app. here meaning bold,]) inexperienced in affairs, and simple, or unintelligent. (K, * TA.) ISh cites a poet as applying this epithet to a young girl with whom he had sported, and who acquainted him with her secrets, by reason of her inexperience, and want of cunning, not knowing what that implied against her. (TA.) b3: Also, applied to a she-camel, (tropical:) That does not take fright, and flee from a thing, (ISh, A, K,) by reason of staidness, (ISh, K,) or heaviness, (A,) as though she were stupid. (ISh, A, K.) One does not say جَمَلٌ أَبْلَهُ. (ISh, TA.) b4: شَبَابٌ أَبْلَهُ (tropical:) Soft, or delicate, youth; (T, A, K;) as though he who enjoys it were heedless of nocturnal accidents or calamities. (A, K.) b5: And عَيْشٌ أَبْلَهُ (tropical:) A soft, or delicate, or pleasant, or plentiful and easy, life: (K, TA:) or a life in which are few anxieties: (CK:) or a life in which are few griefs, or sorrows. (S.) [See also بُلَهْنِيَةٌ.]
بله
: (رجُلٌ أبْلَهُ بَيِّنُ البَلَهِ) ، محرّكةً، (والبَلاهَةِ) ، أَي (غافِلٌ، أَو عَن الشَّرِّ) لَا يُحْسِنُه، (أَو أَحْمَقٌ لَا تَمْييزَ لَهُ.
(و) قالَ النَّضْرُ: هُوَ (المَيِّتُ الَّداءِ، أَي من شَرُّه مَيِّتٌ) لَا ينْبَه لَهُ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ: (أَكْثَرُ أَهْلِ الجنَّةِ البُلْهُ) .
(و) قيلَ: هُوَ (الحَسَنُ الخُلُقِ، القَليلُ الفِطْنَةِ لَمَداقِّ الأُمورِ) ؛) وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً.
(أَو من غَلَبَتْهُ سَلامَةُ الصَّدْرِ) وحُسْنُ الظَّنِّ بالناسِ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ؛ وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضاً، لأنَّهم أَغْفَلوا عَن أَمْرِ دُنْياهم فجَهِلوا حِذْقَ التَّصَرُّفِ فِيهَا وأَقْبَلوا على آخِرَتِهم فشَغَلُوا أَنْفُسَهم بهَا، فاسْتَحَقُّوا أَنْ يكونُوا أَكْثَر أَهْل الجنَّةِ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: يعْنِي البُلْهَ فِي أَمْرِ الدُّنْيا لقلَّةِ اهْتِمامِهم بهَا وهم أَكياسٌ فِي أَمْرِ الآخِرَةِ.
قالَ الزِّبْرقانُ بنُ بَدْرٍ: خيرُ أَوْلادِنا الأبْلهُ العَقُولُ، يريدُ أَنَّه لشِدَّةِ حَيائِه كالأَبْلَهِ، وَهُوَ عَقُولٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَبْلَهُ الَّذِــي طُبِع على الخَيْرِ فَهُوَ غافِلٌ عَن الشرِّ لَا يَعْرِفه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ.
وقالَ أَحمدُ بنُ حَنْبَل فِي تفْسِيرِ قَوْلِه اسْتَراحَ البُلْهُ، قالَ: هُم الغافِلُونَ عَن الدُّنْيا وأَهْلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فَإِذا جَاؤُوا إِلَى الأمْرِ والنَّهْي فهُمُ العُقَلاءُ الفُقهاءُ.
(بَلِهَ، كفَرِحَ) ، بَلَهاً (وتَبَلَّه) ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، (وبَلِهَ، كفَرِحَ أَيْضاً: عَيِيَ عَن حُجَّتِهِ) لغَفْلتِه وقلَّةِ تَمْيِيزِهِ.
(و) مِن المجازِ: هُوَ فِي (عَيْشٍ أَبْلَهَ وشَبابٍ أَبْلَهَ) ، أَي (ناعِمٍ كأَنَّ صاحِبَهُ غافِلٌ عَن الطَّوارِقِ) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: شبابٌ أَبْلَه لمَا فِيهِ مِن الغَرارَةِ، يُوصَفُ بِهِ كَمَا يُوصَفُ بالسُّلُوِّ والجُنُونِ لمُضَارَعَتِه هَذِه الأسْبابَ.
وعَيْشٌ أَبْلَهُ: قَليلُ الغُمومِ؛ قالَ رُؤْبة:
بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ قالَ الأَزْهرِيُّ: يُريدُ الناعِمُ.
(و) مِن المجازِ: (البَلْهاءُ: النَّاقَةُ) الَّتِي لَا (تَنْحاشُ من شيءٍ مَكانَةً ورَزَانَةً) ؛) وَفِي الأساسِ: لَا تَنْحاشُ من ثِقَلٍ؛ (كأَنَّها حَمْقاءُ) .
(وَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ هُوَ قَوْلُ ابنِ شُمَيْل؛ زادَ: وَلَا يقالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ.
(و) البَلْهاءُ: (ناقَةٌ م) ، أَي مَعْروفَةٌ، وإيَّاها عَنَى قَيْسُ بنُ العَيْزارَةَ الهُذَليُّ بقوْلِه:
وَقَالُوا لنا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللَّهُ عنِّي يُدافِعُ (و) البَلْهاءُ: (المرأَةُ الكَرِيمَةُ المَرِيرَةُ) ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ: المَزيرَةُ، بالزّاي؛ (الغَرِيرَةُ المُغَفَّلَةُ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيَّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِهاأَرادَ: أَنَّها غِرٌّ لَا دَهاءَ لَهَا فَهِيَ تُخْبِرني بأَسْرارِها وَلَا تَفْطَن لما فِي ذلِكَ عَلَيْهَا.
(والتَّبَلُّه: اسْتِعْمالُ البَلَهِ كالتَّبالُهِ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: تَبَالَهَ أَرَى مِن نفْسِه ذلِكَ وليسَ بِهِ.
(و) التَّبَلُّه: (تَطَلُّبُ الضَّالَّةِ.
(و) أَيْضاً: (تَعَسُّفُ الطَّريقِ على غيرِ هدايةٍ وَلَا مسأَلةٍ) ؛) عَن أَبي عليَ، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: العَرَبُ تقولُ فلانٌ يتَبَلَّه تَبَلُّهاً إِذا تَعَسَّفَ طَريقاً لَا يهْتدِي فِيهَا وَلَا يَسْتَقِيم على صَوْبِها.
(وأَبْلَهَهُ: صادَفَهُ أَبْلَهَ.
(وبَلْهَ) ، كَلِمةٌ مَبْنيَّةٌ على الفَتْحِ (ككَيْفَ، اسمٌ لِدَعْ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: مَعْناها دَعْ.
(و) أَيْضاً: (مَصْدَرٌ بمعْنَى التركِ.
(و) أَيْضاً: (اسمٌ مُرادِفٌ لكَيْفَ وَمَا بَعْدَها مَنْصوبٌ على الأوَّلِ) ، وَمِنْه قولُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ يَصِفُ السُّيوفَ:
تَذَرُ الجَماجِمَ ضاحِياً هاماتُهابَلْهَ الأَكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِيقولُ: هِيَ تَقْطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ، أَي هِيَ أَجْدَرُ أَنْ تَقْطعَ الأَكفَّ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: هَذَا مَا أَظْهِرُ لكَ بَلْهَ مَا أُضْمِرُه، أَي دَعْ مَا أُضْمِره فَهُوَ خَيْرٌ.
وَفِي المَثَلِ: تُحْرِقُك أَنْ تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يقولُ تُحْرِقُك النارُ من بَعيدٍ فدَعْ أَنْ تدخلَها؛ وَمِنْه قوْلُ ابْن هَرْمة: تَمْشِي القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بهامَشْيَ النَّجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُباوقالَ أَبو زبيد:
حَمَّال أَثْقالٍ أَهْلِ الوُدِّ آوِنةًأُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ مَا أَسَعُأَي دَعْ مَا أُحِيطُ بِهِ وأَقْدَرُ عَلَيْهِ.
و (مَخْفُوضٌ على الثَّاني) ؛) وَمِنْه قَوْلُ كَعْبِ بنِ مالِكٍ المَذْكُور:
بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ فِي رِوايَةِ الأَخْفَشِ، قالَ: هُوَ هُنَا بمنْزِلَةِ المَصْدرِ كَمَا تقولُ ضَرْبَ زيْدٍ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: بَلْهَ مِن أَسْماءِ الأفْعالِ بمعْنَى دَعْ واتْرُكْ، وَقد تُوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ وتُضافُ فتقولُ: بَلْهَ زَيْدٍ أَي تَرْكَ زَيْدٍ.
و (مَرْفوعٌ على الثَّالثِ) ، أَي إِذا كانَ مُرادفاً لكَيْفَ، وَبِه فَسَّرَ الأحْمر الحدِيثَ: بَلْهَ مَا اطَّلَعْتهم عَلَيْهِ، أَي كَيْفَ.
(وفَتْحُها بناءٌ على الأوَّلِ والثَّالِثِ) ، وَفِيه إشارَةٌ للرّدِّ على الجوْهرِيِّ فِي قوْلِه مَبْنيَّة على الفَتْحِ ككَيْفَ.
قالَ ابنُ بَرِّي: حَقُّه أَنْ يقولَ مَبْنيَّة على الفَتْحِ إِذا نَصَبْتَ مَا بعْدَها فقلْتَ بَلْهَ زيْداً كَمَا تقولُ رُوَيْدَ زَيْداً.
(إعرابٌ على الثَّاني) ، أَي إِذا قُلْتَ بَلْهَ زَيْدٍ كَانَت بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ مُعْربةً، كقَوْلِهم رُوَيْدَ زيْدٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَلَا يَجوزُ أَن تقدِّرَه مَعَ الإضافَةِ اسْماً للفِعْلِ لأنَّ أَسْماءَ الأفْعالِ لَا تُضافُ.
(وَفِي تَفْسِيرِ سُورَةِ السَّجدةِ من) كتابِ صَحِيحِ (البُخارِي) :) أَعْدَدْتُ لعبَادِي الصْالحين مَا لَا عينٌ رأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ (وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْراً من بَلْهٍ مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ، فاسْتُعْمِلَتْ مُعْرَبَةً بمِنْ خارِجَةً عَن المَعاني الثَّلاثَةِ) ؛) والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ: على قَلْبِ بَشَرٍ بَلْه مَا أطلعتهم عَلَيْهِ. قالَ ابنُ الأثيرِ: يُحْتَمل أَنْ يكونَ مَنْصوب المَحلِّ ومَجْروراً على التَّقْديرَيْن، والمعْنَى دَعْ مَا اطَّلَعْتُهم عَلَيْهِ وعَرَفُوه من نَعِيم الجنَّةِ ولذَّــاتِها. وَهَذِه الرِّوايَةُ هِيَ الَّتِي فِي كتابِ الجوْهرِيّ والنِّهايَة وغيرِهِما مِن أُصُولِ اللغَةِ.
(وفُسِّرَتْ بغيرِ، وَهُوَ مُوافِقٌ لقَوْلِ من يَعُدُّها من أَلْفاظِ الاسْتِثْناءِ وبمعْناها) ، وَبِه فُسِّر أَيْضاً قَوْلُ ابْن هَرْمة: بَلْهَ الجِلَّةِ التّجُبا؛ أَي سِوَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو بمعْنَى أَجَلْ) ؛) وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
بَلْهَ إنِّي لم أَخُنْ عهدا ولمأَقْتَرِفْ ذَنبا فتَجْزِيني النِّقَمْ (أَو بمعْنَى كُفَّ ودَعْ) مَا أَطْلَعْتهم عَلَيْهِ، وَهُوَ قولُ الفرَّاءِ.
(و) يقالُ: (مَا بَلْهُكَ) ، أَي (مَا بالُكَ.
(والبُلَهْنِيَةُ، بضمِّ الباءِ) وفتْحِ اللامِ وسكونِ الهاءِ وكسْرِ النونِ: (الرَّخاءُ وسَعَةُ العَيْشِ) ، صارَتِ الألِفُ يَاء لكسْرَةِ مَا قَبْلها، والنّونُ زائِدَةٌ عنْدَ سِيْبَوَيْه.
وقيلَ: بُلَهْنِيَةُ العَيْشِ نعْمَتُه وغَفْلَتُه؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للَقِيطِ بنِ يَعْمُر الإيادِيّ:
مَا لي أَراكُمْ نِياماً فِي بُلَهْنِيَةٍ لَا تَفْزَعُونَ وَهَذَا اللَّيْثُ قد جَمَعا؟ (و) مِن سَجَعاتِ الأساسِ: (لَا زِلْتَ مُلَقًّى بتَهْنِيَةٍ مُبَقًّى فِي بُلَهْنِيَةٍ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ابتُلِهَ الرَّجُلُ كبَلِهَ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
إنَّ الَّذِــي يَأْمُل الدُّنْيا لمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذِي أَمَلٍ عَنْهَا سيُشْتَغَلُوبَلْهَ بمعْنَى على؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَنْبارِي عَن جماعَةٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: مَنْ خَفَضَ بهَا جَعَلَها بمنْزِلَةِ على وَمَا أَشْبَهها مِن حُرُوفِ الخَفْضِ.
والبُلَهاءُ، ككُرَماء: البُلَداءُ، مُوَلَّدَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بلجه:) بُلْجَيه، بضمَ فسكونٍ ففتحٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من الدقهلية والنِّسْبَةُ بلجيهيُّ.
(بله) اسْم فعل بِمَعْنى دع وَيكون مَا بعْدهَا مَنْصُوبًا ومصدر وَيكون مَا بعْدهَا مجرورا أَبُو بِمَعْنى كَيفَ وَيكون مَا بعْدهَا مَرْفُوعا
بله وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول الله [تبَارك - و -] تَعَالَى: أعددتُ لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر بَلْه مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ. قَالَ الْأَحْمَر وَغَيره: قَوْله: بَلْهَ - مَعْنَاهُ كَيفَ مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ الْفراء: مَعْنَاهُ كف مَا اطلعتم عَلَيْهِ ودع مَا اطلعتم عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكِلَاهُمَا مَعْنَاهُ جَائِز قَالَ فِي ذَلِك كَعْب بْن مَالك الْأَنْصَارِيّ يصف السيوف:

[الْكَامِل]

تَذرُ الجماجمَ ضاحيًا هاماتُها ... بَلْهَ الأكفَّ كَأَنَّهَا لم تُخْلَقِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: والأكف ينشد بالخفض وَالنّصب [وَالنّصب -] على معنى دع الأكف وقَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي: [الْبَسِيط]

حمّالُ أثقالِ أهلِ الودَّ آونَةً ... أعطيهم الجَهْدَ مني بَلْهَ مَا أسعُ

وَقَالَ ابْن هرمة: [الْبَسِيط] تَمْشِي القَطوفُ إِذا غَنَّى الحُداة ُبها ... مَشى النجيبة بَلْهَ الْجِلَّة النجبا

كشمش

كشمش: الكِشْمِشُ: ضربٌ من العِنَب وهو كثيرٌ بالسَّراة.

كشمش
كِشْمِش [جمع]:
1 - (نت) نوع من العنب صغير الحَبِّ لا نوى له. ثماره كرويّة الشَّكل بيض أو حُمر أو سُود، لذيذة الطَّعم تُصنع منها مُربَّيات، والزَّبيب منه يدخل في كثير من الأطعمة.
2 - (نت) جنس نباتات مثمرة من فصيلة القُلبِيّات، أنواعه كثيرة منها البرِّي ومنها الزراعيّ، يُزرع لثماره المأكولة المتجمِّعة في عناقيدَ تشبه عناقيدَ العنب. 
كشمش
. الكِشْمِشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَة وهُوَ بالكَسْرِ: عِنَبٌ صِغَارٌ لَا عَجَمَ لَه، ويَكُونُ أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَسْوَدَ، أَلْيَنُ من العِنَبِ، وأَقَلّ قَبْضاً وأَسْهَلُ خرُوجاً، وقالَ صاحِبُ اللِّسَانِ: وَهُوَ كَثِيرٌ بالسَّراةِ. قُلْتُ: ويُقَالُ بالقَافِ أَيْضاً، قَالَ الغَطَمَّش يَصِفُ امْرَأَتَه:
(كأَنَّ الثَآلِيلَ فِي وَجْهِها ... إِذا سَفَرَتْ بِدَدُ الكِشْمِشِِ)

أَزَى 

(أَزَى) الْهَمْزَةُ وَالزَّاءُ وَمَا بَعْدَهُمَا مِنَ الْمُعْتَلِّ أَصْلَانِ، إِلَيْهِمَا تَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ كُلِّهِ بِإِعْمَالِ دَقِيقِ النَّظَرِ: أَحَدُهُمَا انْضِمَامُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ، وَالْآخَرُ الْمُحَاذَاةُ. قَالَ الْخَلِيلُ أَزَى الشَّيْءُ يَأْزِي: إِذَا اكْتَنَزَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَانْضَمَّ. قَالَ:

فَهُوَ آزٍ لَحْمُهُ زِيَمُ

قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: أَزَتِ الشَّمْسُ لِلْمَغِيبِ أَزْيًا. وَأَزَى الظِّلُّ يَأْزِي أزْيًا وَأُزِيًّا: إِذَا قَلَصَ. وَأَنْشَدَ غَيْرُهُ: بَادِرْ بِشَيْخَيْكَ أُزِيَّ الظِّلِّ ... إِنَّ الشَّبَابَ عَنْهُمَا مُوَلِّ

وَإِذَا نَقَصَ الْمَاءُ قِيلَ أَزَى، وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ. وَكَذَلِكَ أَزَى الْمَالُ. قَالَ:

حَتَّى أَزَى دِيوَانُهُ الْمَحْسُوبُ

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُ الْفَرَّاءِ: أَزَأْتُ عَنِ الشَّيْءِ: إِذَا كَعَعْتُ عَنْهُ، لِأَنَّهُ إِذَا كَعَّ تَقَبَّضَ وَانْضَمَّ. فَهَذَا أَحَدُ الْأَصْلَيْنِ، وَالْآخَرُ الْإِزَاءُ وَهُوَ الْحِذَاءُ، يُقَالُ: آزَيْتُ فُلَانًا، أَيْ: حَاذَيْتُهُ. فَأَمَّا الْقَيِّمُ الَّذِــي يُقَالُ لَهُ الْإِزَاءُ فَمِنْ هَذَا أَيْضًا، لِأَنَّ الْقَيِّمَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ أَبَدًا إِزَاءَهُ يَرْقُبُهُ. وَكَذَلِكَ إِزَاءُ الْحَوْضِ، لِأَنَّهُ مُحَاذٍ مَا يُقَابِلُهُ. قَالَ شَاعِرٌ فِي الْإِزَاءِ الَّذِــي هُوَ الْقَيِّمُ:

إِزَاءُ مَعَاشٍ لَا يَزَالُ نِطَاقُهَا ... شَدِيدًا وَفِيهَا سَوْرَةٌ وَهْيَ قَاعِدُ

قَالَ أَبُو الْعَمَيْثَلِ: سَأَلَنِي الْأَصْمَعِيُّ عَنْ قَوْلِ الرَّاجِزِ فِي وَصْفِ حَوْضٍ:

إِزَاؤُهُ كَالظَّرِبَانِ الْمُوفِي

فَقُلْتُ الْإِزَاءُ مَصَبُّ الدَّلْوِ فِي الْحَوْضِ. فَقَالَ لِي: كَيْفَ يُشَبِّهُ مَصَبَّ الدَّلْوِ بِالظَّرِبَانِ؟ ! فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ فِيهِ؟ قَالَ لِي: إِنَّمَا أَرَادَ الْمُسْتَقِيَ، مِنْ قَوْلِكَ فُلَانٌ إِزَاءُ مَالٍ: إِذَا قَامَ بِهِ [وَوَلِيَهُ] . وَشَبَّهَهُ بِالظَّرِبَانِ لِذَــفَرِ رَائِحَتِهِ. وَإِمَّا إِزَاءُ الْحَوْضِ فَمَصَبُّ الْمَاءِ فِيهِ، يُقَالُ: آزَيْتُ الْحَوْضَ إِيزَاءً. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

لَعَمْرُ أَبِي لَيْلَى لَقَدْ سَاقَهُ الْمَنَى ... إِلَى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بِالْأَهَاضِبِ

وَتَقُولُ آزَيْتُ: إِذَا صَبَبْتَ عَلَى الْإِزَاءِ. قَالَ رُؤْبَةُ:

نَغْرِفُ مِنْ ذِي غَيِّثٍ وَنُؤْزِي

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِكَ أَزَيْتُ عَلَى صَنِيعِ فُلَانٍ، أَيْ: أَضْعَفْتُ فَإِنْ كَانَ كَذَا فَلِأَنَّ الضِّعْفَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِزَاءُ الْآخَرِ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ أَزِيَةٌ: إِذَا كَانَتْ لَا تَشْرَبُ إِلَّا مِنْ إِزَاءِ الْحَوْضِ.

لحز

(لحز) فلَان لحزا شح وبخل وَضَاقَتْ نَفسه فَهُوَ لحز ولحز
لحز الَّلحِزُ الشَّحِيْحُ النَّفْسِ. واللُّحَيْزَاءُ والحُوَيْزَاءُ الذَّــخِيْرَةُ يَطْوِيْها عنك. والتَّلَحُّزُ التَّأخُّرُ، تَلَحَّزْتُ عن كذا.

لحز


لَحَزَ(n. ac. لَحْز)
a. Importuned.

لَحِزَ(n. ac. لَحَز)
a. Was miserly.

تَلَحَّزَa. see (لَحِزَ).
b. Had his mouth watering.
c. ['An], Left off.
تَلَاْحَزَa. Contended together in declaiming.

لِحْز
لَحِزa. Miserly.

مَلَاْحِزُa. Difficulties, embarrassments.
[لحز] اللحز : البخيل الضيق الخلق. والملاحز: المضايق. وتلاحز القوم في القول، إذا تعاوصوا. 
(ل ح ز)

اللَّحِزُ: الضّيق الشحيح النَّفس الَّذِــي لَا يكَاد يُعْطي شَيْئا، وَإِن أعْطى فقليل. وَقد لَحِزَ لَحَزاً، وتَلَحَّزَ.

وَطَرِيق لَحِزٌ: ضيق، عَن الَّلحيانيّ.

والملاحِزُ: المضايق.

وتَلاحَزَ الْقَوْم: تعارضوا الْكَلَام بَينهم.

لحز: اللَّحِزُ: الضَّيِّقُ الشَّحيح النفْس الذي لا يكاد يعطي شيئاً،

فإِن أَعطى فقليل، وقد لَحِزَ

(* قوله« وقد لحز إلخ» اللحز، بسكون الحاء،

بمعنى الالحاح من باب منع. واللحز، محركة، بمعنى الشح من باب فرح كما في

القاموس ) لَحزاً وتَلَحَّزَ؛ وأَنشد:

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إِذا أُمِرَّتْ

عليه، لماله فيها مهِينا

وطريق لَحِزٌ: ضَيِّق بخيل؛ عن اللحياني. واللَّحِزُ: البخيل الضَّيق

الخُلُق. والمَلاحِزُ: المَضايِقُ.

وتَلاحَزَ القومُ: تعارضوا الكلامَ بينهم. ويقال: رجل لِحْزٌ، بكسر

اللام وإِسكان الحاء، ولَحِزٌ، بفتح اللام وكسر الحاء، أَي بخيل. وتَلاحَزَ

القومُ في القول إِذا تعارضوا. وشجر مُتَلاحِزٌ أَي متضايق، دخل بعضه في

بعض. وقال ابن الأَعرابي: رجل لَحِزٌ ولِحْزٌ؛ ويروى بيت رؤبة:

يُعْطِيك منه الجُود قبل اللَّحْزِ

أَي قبل أَن يستغلق ويشتد؛ وفي هذه القصيدة:

إِذا أَقَلَّ الخَيْرَ كلُّ لِحْزِ

أَي كل لِحْزٍ شحيح. والتَّلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فيك من أَكل رُمَّانة أَو

إِجَّاصَةٍ شَهْوَةً لذلك.

لحز
اللَّحْز، بالحاءِ الْمُهْملَة، كالمَنْع. وُجِدَ هَذَا الحرفُ فِي بعض ِ أصولِ القاموسِ بالحُمرَة، والصوابُ كَتْبُه بالسَّواد فإنّه موجودٌ فِي الصِّحَاح وَمَعْنَاهُ الإلحاح، وَبِه فُسِّرَ بيتُ رُؤْبَة: يُعطيكَ مِنْهُ الجُودَ قبلَ اللَّحْزِ هَكَذَا فِي اللِّسان، وَالصَّوَاب: يُعفيكَ مِنْهُ الجُودُ قبل الحَزِّ وَقَبله: فامْدَحْ كَريمَ المُنْتَمى والحِجْزِ اللَّحِز، ككَتِف، مثلُ اللِّبْن واللَّبِن، والكِتْف والكَتِف، والنِّمْر والنَّمِر: البخيلُ، وَقيل: هُوَ الضيِّقُ الخلُقِ الشحيحُ النَّفْسِ، الَّذِــي لَا يكادُ يُعْطي شَيْئا، فَإِن أَعْطَى فقليلٌ. وَقد لَحِزَ، كفَرِح، لَحَزَاً، وتلَحَّزَ تَلَحُّزاً، قَالَ الشَّاعِر:
(ترى اللَّحِزَ الشَّحيحَ إِذا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ لمَا لَهُ فِيهِ مُهينا)
وَقَالَ رُؤبةُ يمدحُ أبانَ بنَ الْوَلِيد البَجَليّ:
(إِذا أقَلَّ الخَيرَ كلُّ لَحْزِ ... فذاكَ بَخّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ)
والمَلاحِز: المَضايِق، قَالَ اللِّحيانيُّ: طريقٌ لِحْزٌ، بِالْكَسْرِ، أَي ضيِّقٌ. والتَّلَحُّز: التّأَخُّر، نَقله الصَّاغانِيّ. قَالَ اللَّيْث: التَّلَحُّز: تحَلُّبُ فِيكَ من أكلِ رُمّانةٍ حامِضةٍ أَو إجّاصةٍ شَهْوَةً لذَــلِك.
وَلَيْسَ فِي نصِّ اللَّيْث حامضةً. التَّلَحُّز: تَشميرُ الثيابِ لقِتالٍ أَو سَفَرٍ. وَفِي التكملة: اللُّحَيْزاء، كغُبَيْراء: الذَّــخيرة. فِي اللِّسان: تَلاحَزوا فِي القَول، إِذا تَعاوَصوا. هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بعض الْأُصُول: تَعارَضوا، ويؤَيِّدُه قولُهم: تَلاحَزوا: تَعارَضوا الكلامَ بينَهم، وَفِي أُخرى: تَقارَضوا، من ذَلِك: تَلاحَزَ الصِّبيانُ، إِذا ناقلوا بالقَوافي الشِّعْريَّة. وشجَرٌ مُتَلاحِزٌ: مُتَضايِقٌ داخِلٌ بَعْضُه فِي بعض.

حَلِفَ

(حَلِفَ)
(هـ س) فِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ السلام حَالَف بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَالَف رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي دَارِنَا مرَّتينِ» أَيْ آخَى بَيْنَهُمْ وَعَاهَدَ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ» أَصْلُ الحِلْف: المُعاقَدةُ وَالْمُعَاهَدَةُ عَلَى التَّعاضُد والتَّساعُد وَالِاتِّفَاقِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى الفِتَن وَالْقِتَالِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ والغاراتِ فَذَلِكَ الَّذِــي وَرَدَ النَّهْي عَنْهُ فِي الْإِسْلَامِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا حِلْف فِي الْإِسْلَامِ» وَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى نَصْر المَظْلوم وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ كَحِلْفِ المُطَيَّبين وَمَا جرى مَجْراه، فذلك الذي قَالَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْه الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً» يُرِيدُ مِنَ المُعاقدة عَلَى الْخَيْرِ ونصرة الحق، وَبِذَلِكَ يَجْتَمِعُ الْحَدِيثَانِ، وَهَذَا هُوَ الحِلْفُ الَّذِــي يَقْتَضِيه الْإِسْلَامُ، والمَمْنُوع مِنْهُ مَا خَالَفَ حُكْم الْإِسْلَامِ. وَقِيلَ المُحَالَفَة كَانَتْ قَبْلَ الْفَتْحِ.
وقوْله «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ» قَالَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ، فَكَانَ نَاسِخًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمطَيَّبين، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الأَحْلَاف. والأَحْلَاف ستُّ قَبَائِلَ: عبدُ الدَّارِ، وجُمَحُ، ومَخْزُوم، وعَدِيٌّ، وكَعْب، وسَهْم، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لمَّا أَرَادَتْ بَنُو عَبْدِ مَناف أَخْذَ مَا فِي أَيْدِي عَبْدِ الدَّارِ مِنَ الحِجابة والرِّفادة واللِّواء والسِّقاية، وأبْتْ عَبْدُ الدَّارِ عَقَدَ كلُّ قَوْمٍ عَلَى أمْرهم حِلْفا مؤكَّدا عَلَى أَنْ لَا يَتَخَاذَلُوا، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيباً فَوَضَعْتَهَا لِأَحْلَافِهِم، وهمْ أسَدٌ، وزُهرة، وتَيْم، في المسجد عند الكعبة، تم غَمَس الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وتَعاقدوا، وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وحُلَفَاؤُهَا حِلْفًا آخَرَ مؤكَّدا، فُسمُّوا الأَحْلَاف لِذَــلِكَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «وَجَدْنَا وِلايةَ المُطَيَّبيّ خَيْرًا مِنْ وِلاية الأَحْلَافِىّ» يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، لِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ مِنَ المُطَيِّبين وَعُمَرَ مِنَ الأَحْلَاف. وَهَذَا أحد ما جاء من النَّسَب إِلَى الْجَمْعِ؛ لِأَنَّ الأَحْلَاف صَارَ اسْماً لَهُمْ، كَمَا صَارَ الْأَنْصَارُ اسْمًا للأَوْس والخَزْرج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ لَمَّا صَاحَتِ الصَّائِحَةُ عَلَى عمر، قالت: وا سيّد الأَحْلَاف، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ، والمُحْتَلَفُ عَلَيْهِمْ» يَعْنِي المُطَيَّبين. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مَن حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غيرَها خَيْرًا مِنْهَا» الحَلْفُ: هُوَ الْيَمِينُ. حَلَفَ يَحْلِفُ حَلْفًا، وَأَصْلُهَا العَقْد بالعَزْم والنِّية، فَخَالَفَ بَيْنَ اللَّفظين تَأْكِيدًا لعَقْده. وَإِعْلَامًا أَنَّ لَغْو الْيَمِينِ لَا يَنْعَقِدُ تَحْتَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ «قَالَ لَهُ جُنْدَب: تسمَعُنى أُحَالِفُك مُنْذُ الْيَوْمِ، وَقَدْ سمعْتُه مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَنْهاني» أُحَالِفُك: أُفاعِلُك، مِنَ الحَلْفِ: الْيَمِينِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ ليزيد بن المُهَلّب: ما أمضى جَنَانَه وأَحْلَفَ لِسانَه» أَيْ مَا أَمْضَاهُ وأذْرَبَه، مِنْ قَوْلِهِمْ: سِنانٌ حَلِيفٌ: أَيْ حديدٌ ماضٍ.
وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «إنَّ عُتْبَة بْنَ رَبيعة بَرَز لعُبيدة، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِــي في الحَلْفَاء» أَرَادَ أَنَا الأسَد، لِأَنَّ مَأوَى الأسُود الْآجَامُ وَمَنَابِتُ الحَلْفَاء، وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وَقِيلَ هُوَ قَصَب لَمْ يُدْرِك. والحَلْفَاء واحدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، كالقَصْباء والطَّرْفاء. وَقِيلَ وَاحِدَتُهَا حَلْفَاة.

ماركس

ماركس
ماركسيّة [مفرد]: مذهب قائم على المبادئ التي وضعها ماركس، وتقوم نظريّته في الفلسفة والاجتماع على الجدل الماديّ، وتقول بوجود مادّة سابقة للفكر ومستقلّة عنه، كما أنّ الفكر مادّة واعية لذاتها.
• الماركسيَّة: (سف) الأفكار السِّياسيَّة والاقتصاديَّة لكارل ماركس وفردريك إنجلْز، وهي تحديدًا مذهب يلعب فيه مفهوم نزاع الطَّبقات الاجتماعيَّة دورًا كبيرًا في تحليل المجتمع. 

جُلاجِلُ

جُلاجِلُ:
بالضم، وكسر الثانية، ويروى بفتح الأولى، ورأيته بخط أبي زكرياء التبريزي بحاءين مهملتين الأولى مضمومة، وأصله في قولهم غلام جلاجل، بجيمين، إذا كان خفيف الروح نشيطا في عمله، وكذلك غلام جلجل قال ابن الأعرابي: جلاجل كثير الجلاجل، وهداهد كثير الهداهد، والقراقر كثير القراقر، كأنه يقول إن فعالل من أبنية التكثير والمبالغة وقال الأزهري: جلاجل جبل من جبال الدهناء وأنشد لذي الرّمة:
أيا ظبية الوعساء، بين جلاجل ... وبين النقا، أأنت أم أمّ سالم؟

نعش

(ن ع ش) : (فِي حَدِيثِ) فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - سُجِّيَ قَبْرُهَا بِثَوْبٍ وَنُعِشَ عَلَى جِنَازَتِهَا أَيْ اُتُّخِذَ لَهَا نَعْشٌ وَهُوَ شِبْهُ الْمِحَفَّةِ مُشَبَّكٌ يُطْبِقُ عَلَى الْمَرْأَةِ إذَا وُضِعَتْ عَلَى الْجِنَازَةِ.
(نعش)
الشَّيْء نعشا أنهضه وأقامه يُقَال نعش طرفه ونعش الشَّجَرَة المائلة وَيُقَال نعش فلَانا جبره بعد فقره أَو تَدَارُكه من ورطة وَالربيع ينعش النَّاس يعيشهم ويخصبهم وَالْجَمَاعَة الْمَيِّت حملوه على النعش
نعش
النعْشُ: سَرِيْرً المَيت. ونَعَشْته: حَمَلْته عليه. وبَنَاتُ نَعْش: كواكِبُ أرْبع، الواحِدُ ابْن نَعْش. ونُعَيْشُ: اسْمٌ للسهى منها. ً ونَعَشَه اللهُ وأنْعَشَه: سَد فَقْرَه. وأصْلُه: رَفَعَه اللَّهُ. والنعْشُ: خَشَبَةٌ على قَدْرِ قامَتَيْن في رَأْسِه خِرْقَةٌ تُسمى حَرَجاً يُصَادُ به الرئالُ.

نعش


نَعَشَ(n. ac. نَعْش)
a. Raised, set up; exalted.
b. Placed upon the bier; praised, eulogized ( one
dead ).
نَعَّشَأَنْعَشَa. see I (a)
إِنْتَعَشَa. Rose, got up; raised himself.

نَعْشa. Bier; litter.
b. Elevation.
c. Permanence, perpetuity.
d. Ostrich-trap.

نَعَاْشَة
a. [ coll. ], Diversion
relaxation.
نَوَاْعِشُ
a. [art.], The stars of Ursa.
بَنَات نَعْش
a. The constellation Ursa.

إِبْن نَعْش
a. A star of Ursa.
ن ع ش: (نَعَشَهُ) اللَّهُ رَفَعَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَلَا يُقَالُ: أَنْعَشَهُ اللَّهُ. وَ (انْتَعَشَ) الْعَاثِرُ نَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ. وَ (النَّعْشُ) سَرِيرُ الْمَيِّتِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ فَهُوَ سَرِيرٌ. قُلْتُ: هَذَا مُنَاقِضٌ لِمَا سَبَقَ فِي تَفْسِيرِ الْجَنَازَةِ. وَمَيِّتٌ (مَنْعُوشٌ) أَيْ مَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ. 
ن ع ش

حُمِل على النّعش. وميت منعوش، وقد نعشوه. وانتعش العاثر من عثرته.

ومن المجاز: نشعته وانتعش إذا تداركته من ورطةٍ. وانتعش نعشك الله. ونعشني نعشة كريم والربيع ينعش النّاس. قال النابغة:

وإنّك غيث ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع

ومن مجاز المجاز: قول لبيد:

ومنّي على السيباق فضل ونعمة ... كما نعش الدكداك صوب البوارق

وهو أخفى من نعيش، في بنات نعش؛ هو السهى أوسط البنات.
[نعش] نه: فيه: وإذا "نعش" فلا "انتعش"، أي لا ارتفع، وهو دعاء عليه، نعشه الله: رفعه، وانتعشر العاثر- إذا نهض من عثرته، ومنه سرير الميت نعش لارتفاعه، وإذا لم يكيه ميت فهو سرير. ومنه ح: "انتعش نعشك" الله، ارتفع. وفانتاش الدين "بنعشه"، أي استدركه بإقامته من مصرعه، ويروى: فانتاش الدين فنفشه- بالفاء، على أنه فعل. وح: فانطلقنا "ننعشه"، أي ننهضه ونقوي جأشه. ك: "نعشكم" بالإسلام وبمحمد، أي رفعكم أو جبركم عن الكسر وأقامكم، وعند بعض: يغنيكم- بمعجمة ونون. ن: فأقسم أخطيها رجل منا يومًا فانطلقنا به "ننعشه"، أقسم: أحلف، وأخطيها أي فاتته، يعني كان لنا قاسم يقسمه فيعطي كلًا منا تمرة كل يوم فنسي إنسانًا في بعض الأيام وظن أنه أعطاه فتنازعنا فيه فذهبنا معه من شدة الضعف والجهد أو نشد جانبه في دعواه ونشهد له.
ن ع ش : النَّعْشُ سَرِيرُ الْمَيِّتِ وَلَا يُسَمَّى نَعْشًا إلَّا وَعَلَيْهِ الْمَيِّتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَهُوَ سَرِيرٌ وَمَيِّتٌ مَنْعُوشٌ مَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ.

وَانْتَعَشَ الْعَائِرُ نَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ وَنَعَشَهُ اللَّهُ وَأَنْعَشَهُ أَقَامَهُ وَالنَّعْشُ أَيْضًا شِبْهُ مِحَفَّةٍ يُحْمَلُ فِيهَا الْمَلِكُ إذَا مَرِضَ وَلَيْسَ بِنَعْشِ الْمَيِّتِ نَعَظَ الذَّــكَرُ نَعْظًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَنُعُوظًا انْتَشَرَ شَبَقًا فَهُوَ نَاعِظٌ وَأَنْعَظَهُ صَاحِبُهُ حَرَّكَهُ وَأَنْعَظَ الرَّجُلُ أَيْضًا تَاقَتْ نَفْسُهُ لِلنِّكَاحِ وَأَنْعَظَتْ الْمَرْأَةُ كَذَلِكَ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ النَّعْظَ أَمْرٌ عَارِمٌ فَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّةً فَلَيْسَ لِمُنْعِظٍ رَأْيٌ. 
[نعش] نَعَشَهُ اللهُ يَنْعَشُهُ نَعْشاً، أي رفعه. ولا يقال، أنْعَشَهُ الله. قال ذو الرمّة: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ * وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته. ونَعَشْتُ له، أي قلت له: نعشك الله.

(129 - صحاح - 3) قال رؤبة: وإن هوى العاثر قلنا دعدعا * له وعالَيْنا بتَنْعيشِ لَعا * والنَعْشُ: سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير . وميّتٌ مَنْعوشٌ: محمولٌ على النَعْشِ. وبناتُ نَعْشَ الكبرى: سبعةُ كواكب، أربعة منها نَعْشُ وثلاث بناتٌ. وكذلك بناتُ نَعْشَ الصغرى. وقد جاء في الشعر بنو نَعْشَ. وأنشد أبو عبيدة : تمززتها والديك يدعو صباحه * إذا ما بَنو نَعْشٍ دنَوْا فَتَصَوَّبوا * واتفق سيبويه والفراء على ترك صرف نعش للمعرفة والتأنيث.
نعش: الورع لا ينعش: وذلك بتأثير البرد (القمح توقف عن النمو لشدة البرد) (معجم الجغرافيا).
أنعش: أحيا، قوى (بوشر، ابن البيطار 1: 202): إذا نيم عليه حفظ الأجسام وأنعشها (ابن بدرون 65: 10).
أنعش الحواس: فتن، دغدغ (بوشر).
انتعش: (متعديا ولازما له المعنى نفسه). انتعش العثرة: أقال عثرة إنسان كبا (أخبار 140: 10). وكذلك للكلمة معناها نفسه حين ترد مجازا، انظر عبارة (الطبري) التي وردت عند (ابن جبير) وكان حريصا على انتعاش الضعفاء وعمارة البلاد.
انتعاش: إحياء. انتعشت روحه عادت حيويته (بوشر).
انتعش: انتعش نشط بعد فتور (محيط المحيط) (البيان 2: 31 ابن جبير 206: 4): فانتعشت النفوس والأجسام ببرد نسيمه وصحة هوائه (حيان 28): فعظم الانتفاع بهذا الباب جدا وانتعشت الرعية بنهجه.
انتعش: بقي، حفظ، صان، دام، عاش (ابن جبير 207: 18): هو معمور بسكان من الأعراب ينتعشون مع الحاج في التجارات والمبايعات (وفي رواية يتعيشون -الرواية للشربشي ولابن بطوطة 3: 273) وعند (المقري 2: 248: 2): وكتب له بمال وخلع بموضع ينتعش منه.
نغش: تابوت والجمع نعوش (بوشر، الملابس 83) وعند (فوك) إنعاش وأنعشة.
نعاش: حركة، عاطفة، محبة، ود (بوشر).
النعيش: =السها في الدب الأكبر (دورن 44، ألف استرون 1: 19).
النواعش (اسم جمع) = بنات نعش: (ديوان الهذليين 200 البيت 23).
أنعش: أكثر إنعاشا (ابن جبير- المعجم).
انتعاش: دغدغة مــلذة، شعور أو انطباع سار (بوشر).
(ن ع ش)

نَعَشَهُ الله يَنْعَشُهُ نَعْشا، وأنْعَشَهُ: رَفعه.

وانْتَعش: ارْتَفع. والانتعاش: رفع الرَّأْس.

والنَّعْش: سَرِير الْمَيِّت، مِنْهُ. والنَّعْشُ: شَبيه بالمحفة، كَانَ يحمل عَلَيْهَا الْملك إِذا مرض. قَالَ النَّابِغَة:

ألمْ تَرَ خَيرَ النَّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ ... على فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحيَّ سائِراَ

ونحنُ لدَيه نسألُ اللهَ خُلْدَهُ ... يَرُدُّ لَنا مُلْكا وللأرْضِ عامِرَا

وَهَذَا يدل على أَنه لَيْسَ بميت. وَقيل: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ كثر فِي كَلَامهم، حَتَّى سمي سَرِير الْمَيِّت نَعْشا.

وَبَنَات نَعْش: أَرْبَعَة كواكب، وَثَلَاثَة تتبعها. يُقَال: أَرْبَعَة مِنْهَا نَعْش، وَثَلَاثَة بَنَات، الْوَاحِد ابْن نَعْش، لِأَن الْكَوْكَب مُذَكّر، فيذكرونه على تذكيره، وَإِذا قَالُوا ثَلَاث أَو أَربع ذَهَبُوا إِلَى الْبَنَات. وَقيل: شبهت بحملة النَّعْش فِي تربيعها. وَجَاء فِي الشّعْر: " بَنو نَعْش "، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبوا

وَأما قَول الْهُذلِيّ:

تَؤُمُّ النَّوَاعِشَ والفَرْقَدَيْ ... نِ تنصِب للقَصْد مِنْهَا الجَبينا

فانه يُرِيد: بَنَات نَعْش، إِلَّا أَنه جمع الْمُضَاف كَمَا جمع سَام أبرص: الأبارص. فَإِن قلت: فَكيف كسر " فَعْلا " على " فَوَاعل " وَلَيْسَ من بَابه؟ قيل جَازَ ذَلِك من حَيْثُ كَانَ نَعْشٌ فِي الأَصْل مَصْدَرَ نَعَشه نَعْشا، والمصدر إِذا كَانَ " فَعْلا "، فقد يكسر على مَا يكسر عَلَيْهِ " فَاعل "، وَذَلِكَ لمشابهة الْمصدر لاسم الْفَاعِل، من حَيْثُ جَازَ وُقُوع كل وَاحِد مِنْهُمَا موقع صَاحبه، كَقَوْلِه: " قُم قَائِما " أَي قُم قيَاما، وَكَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: (قُلْ أرأيتمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكمْ غَوْراً) .

ونَعَش الْإِنْسَان يَنْعَشُه نَعْشا: تَدَارُكه من هلكة. ونَعَشَه الله وأنْعَشَه: سدَّ فقره. وَقد انْتَعَش هُوَ. وَالربيع يَنْعَش النَّاس: يعيشهم. قَالَ النَّابِغَة:

وأنْتَ رَبيعٌ يَنْعَشُ النَّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ قاطعُ
نعش
نعَشَ يَنعَش، نَعْشًا، فهو ناعِش، والمفعول مَنْعوش
• نعَش شجرةً: أنهضها وأقامها "نعش الربيعُ الحدائِقَ والبساتين".
• نعَشه اللهُ: جبَره بعد فقره.
• نعَش النَّاسُ الميِّتَ: حملوه على النَّعش "أنت اليومَ ناعشٌ وغدًا منعوش- صلّى المشيِّعون على روح المنعوش". 

أنعشَ يُنعش، إنعاشًا، فهو مُنعِش، والمفعول مُنعَش
• أنعشَ الدَّواءُ المريضَ: نعَشه، أنهضَه وأقامَه "أنعش الحفلَ- أنعشه الهواءُ النّقيُّ/ الأملُ- أنعش اقتصادَ البلد- أنعشه الاغتسالُ بالماء البارد".
• أنعش مسكينًا: سدَّ فقرَه "أنعشه ربحٌ قليل حصل عليه من تجارته" ° أنعشه من كبوته: أنهضه وقوَّى جأشَه. 

انتعشَ ينتعش، انتعاشًا، فهو مُنتعِش
• انتعش الحيوانُ/ انتعش الشَّخصُ: نشِط ونهَض "هبَّ النَّسيمُ فانتعش النّاسُ- انتعشَتِ الطّيورُ بأوّل المطر- انتعش بعد إغماء: صحا واستردَّ وعْيَه- انتعش بنجاح ولده في نيل الشَّهادة". 

نعَّشَ ينعِّش، تنعيشًا، فهو مُنعِّش، والمفعول مُنعَّش
• نعَّش جارَه:
1 - رفَعه.
2 - قال له: أنعشك اللهُ. 

إنعاش [مفرد]:
1 - مصدر أنعشَ.
2 - (طب) إعادة الحياة والنّشاط إلى شخصٍ أو حيوانٍ فقد مظاهرَهما من غرقٍ أو صدمةٍ أو إغماء، وذلك بتدليك القلب والتَّنفُّس الاصطناعيّ وعقار معيَّن لإعادة الدَّورة الدَّمويَّة إلى الدِّماغ "إنعاشُ المريض" ° غُرْفة الإنعاش: مكان مخصّص في مستشفى ومجهَّز للعناية وملاحظة المرضى عقب الجراحة مباشرة- نفخة الإنعاش: وضْع الفم على فم شخص آخر والنفخ في رئتيه حتى يستعيد وعيَه. 

انتعاش [مفرد]:
1 - مصدر انتعشَ.
2 - نشاط، وانبعاث نهضة "انتعاش اقتصاديّ/ فكريّ". 

مُنعِش [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أنعشَ.
2 - منشِّط "عطر/ شرابٌ/ هواءٌ مُنعِش". 

نَعْش [مفرد]: ج نُعُوش (لغير المصدر):
1 - مصدر نعَشَ.
2 - سرير الموت؛ بناء مُزَيَّن يُحمل عليه تابوت الميِّت "نَعْش الميِّت- نعوش الملوك ونعوش الفقراء" ° دقَّ مسمارًا في نعشِه: ساعد في هلاكه، ألحق الفشلَ به.
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشّماليّ. 

نعش

1 نَعَشَهُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. نَعْشٌ, (S,) He (God) raised him; lifted him up; (S, K;) as also ↓ انعشهُ; (Lth, Ks, K;) which is disallowed by ISk, who says that it is a vulgar word, and by J after him, but is correct; (TA;) and ↓ نعّشهُ, (AA, K,) inf. n. تَنْعِيشٌ: (AA, TA:) or He (God) set him up, or upright; as also ↓ انعشهُ: (Msb:) [see an ex. in a verse cited voce شَمْلٌ:] or be [app. a man] raised him, or lifted him up, after a stumble, or trip. (Sb.) You say also, نَعَشْتُ الشَّجَرَةَ I set the tree upright, when it was leaning. (TA.) And نَعَشَ طَرُفهُ He raised his eye, or eyes. (S, * K.) b2: [Hence,] aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He recovered him from his embarrassment, or difficulty: (A:) (tropical:) he restored him from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (K, TA;) as also ↓ انعشهُ: (TA:) and (tropical:) he recovered him from a state of perdition or destruction. (TA.) And نَعَشَكَ اللّٰهُ (tropical:) May God restore thee from poverty to wealth, or competence, or sufficiency: or make thee to continue in life; preserve thee alive. (A.) and ↓ انعشهُ (assumed tropical:) He set him up, and strengthened his heart. (TA.) And الرَّبِيعُ يُنْعشُ النَّاسَ (tropical:) (A, TA,) [The spring, or spring-herbage, or the season, or rain, called الربيع,] makes men to live and enjoy plenty of herbage or the like. (TA.) b3: [Hence also,] نَعَشَ المَيِّتَ, (Sh, K,) aor. as above, (Sh,) and so the inf. n. (TA) (tropical:) He eulogized, or praised, the dead man, (Sh, K,) and exalted his praise, or fame, or honour. (Sh.) b4: نَعَشُوا المَيِّتَ also signifies They carried the dead man upon the نَعْش, q. v. (A [where this signification is indicated, but not expressed: it is shown, however, by an explanation of pass. part. n. (q. v. infra) in the TA.]) b5: نُعِشَ عَلَى جِنَارَتِهَا A نَعْش [q. v.] was made for her bier. (Mgh, from a trad. of, or relating to, Fátimeh.) 2 نَعّشهُ: see 1.

A2: Also, (K,) or نعّش لَهُ, (S,) inf. n. تَنْعِيشٌ, (K,) He said to him نَعَشَكَ اللّٰهُ [which see above, in 1, and also below, in 8]: (S, K:) in [some copies of] the S, نَعَّشَكَ الله. (TA.) 4 أَنْعَشَ see 1, in four places.8 انتعش He rose; or became raised, or lifted up: (TA:) he rose after his stumble, or trip: (S, A, Msb, K:) and in like manner you say of a bird, (A, TA,) meaning it rose [after falling or alighting], (TA,) and he raised his head. (TA.) Hence the saying, تَعَسَ فَلا انْتَعَشَ May he fall, having stumbled, or stumble and fall, and not rise [again]: a form of imprecation. (TA.) and hence the saying of 'Omar, اِنْتَعِشْ نَعَشَكَ اللّٰهُ Rise thou: may God raise thee: or نعشك اللّٰه has here one of the two meanings assigned to it before, in 1. (TA.) b2: [And hence,] (tropical:) He recovered, or became recovered, from his embarrassment, or difficulty. (A, TA.) نَعْشٌ A state of elevation, or exaltation. (Sh.) See 1. b2: A state of remaining; lastingness; endurance; permanence; or continuance; syn. بَقَآءٌ. (Sh, K.) A2: [A kind of litter, or] a thing resembling a مِحَفَّة, upon which the king used to be carried. when sick: (IDrd, Msb, K:) not the نَعْش of a corpse. (IDrd, Msb.) This is said to be the primary application. (TA) b2: And hence, (TA,) A bier, (S, A, Msb, K,) when the corpse is upon it. for otherwise it is called سرِيرٌ: (S, IAth, Msb:) it is called by the former name because of its height, or its being raised: (S, TA.) pl. نُعُوشٌ: (Msb:) also, a reticulated thing. (Az. Mgh, TA,) resembling a محَفّة, (Mgh,) which is put as a cover over a [dead] woman when she is placed upon the bier; (Az, Mgh, TA;) but this is properly called حَرَجٌ, though people called is نَعْشٌ, which is properly only the bier itself. (Az, TA.) b3: [And hence,] بَنَاتُ نَعْشِ الكُبْرَى [or بَنَاتُ نَعْشَ الكُبْرَى, together with نَعْشٌ or نَعْشُ, constitute (assumed tropical:) The constellation of Ursa Major: or the principal stars thereof:] seven stars; whereof four [which are in the body] are called نَعْشٌ [or نَعْشُ], and three [which are in the tail] are called بَناتٌ, (S, K,) i. e., بنات نعش (TA:) and to like manner الصُّغْرَى, (K,) or بنات نعش الصُّغْرَى

[together with نعش الصُّغْرَى constitute [the constellation of Ursa Minor: or the principal stars thereof; seven in number; whereof the four in the body are called نعش, and the there in the tail are called بنات]: (S:) [the former four] said to be likened to the bearers of a bier, because they form a square: (IDrd, TA:) [the بنات being so called as being likened to damsels or to men for بنات is pl. of اِبْنٌ applied to an irrational thing as well as pl. of بِنْتٌ) following a bier:] Sb and Fr agree that نعش is imperfectly decl. because determinate and of the fem. gender: (S:) or it is perfectly decl. when indeterminate, but not when determinate [by having the epithet الكُبْرَى or الصُّغْرَى

added to it]: (Aboo-'Amr Ez-Záhid, K:) بَنو نَعْشِ also occurs, in poetry; (Sb, S, K;) because a single one [of the stars thereof] is called ابْنُ نَعْشِ, (Lth, K,) being made to accord. in gender with كَوْكَبٌ; but when they say ثَلَاث or أَرْبَع, they say بَنَات: (Lth, TA:) [this is agreeable with a general rule; accord. to which, بَنَاتٌ is the pl. of اِبْنٌ applied to anything but a human being:] the pl. of بنات نعش is النَّوَاعِشُ; like as أَبَارِصُ is pl. of سَامُّ أَبَرَصَ. (L, TA.) See also نُعَيْشٌ. b4: Also نَعْشٌ A piece of wood, (K, TA,) of the length of twice the stature of a man, (TA,) upon the head of which is a piece of rag, (K, TA,) called حَرَجٌ, (TA,) with which young ostriches are hunted or captured. (K, TA.) نُعَيْشٌ [or نُعَيْشُ (assumed tropical:) The small star called] السُّهَى, which is [by the star (??)] in the middle of بَنَات نَعْش.

So in the saying, هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْش فِى بَنَاتِ نَعْش [He, or it, is more obscure than No'eysh among the Bená Naash]. (A, TA.) النَّوَاعِشُ: see نَعْشٌ, near the end.

مَنْعُوشٌ A corpse carried upon a نَعْش, or bier. (S, A, * Msb.)

نعش: نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه: رَفَعَه.

وانْتَعَشَ: ارتفع. والانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. والنَّعْشُ: سَريرُ الميت منه،

سمي بذلك لارتفاعه، فإِذا لم يكن عليه ميّت فهو سرير؛ وقال ابن الأَثير:

إِذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير. والنَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة

كان يُحْمَل عليها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة:

أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه

على فِتْيةٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ سائرا؟

ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه،

يُرَدُّ لنا مَلْكاً، وللأَرض عامِرا

وهذا يدل على أَنه ليس بميت، وقيل: هذا هو الأَصل ثم كثر في كلامهم حتى

سُمِّي سريرُ الميت نَعْشاً. وميت مَنْعُوشٌ: محمول على النَعْش؛ قال

الشاعر:

أَمَحْمُولٌ على النَّعْشِ الهُمام؟

وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول عنترة:

يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه

حَرَجٌ على نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم

فحَكى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل

له. وقال أَبو العباس: إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ

فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ على سرير، قال:

والرواية مخيِّم، بكسر الياء؛ ورواه الباهِليّ:

وكأَنه زَوْجٌ على نعش لهن مخيَّم

بفتح الياء؛ قال: وهذه نعام يُتَّبَعْن. والمُخَيَّمُ: الذي جُعِل

بمنزلة الخَيْمة. والزَّوْجُ: النَّمطُ. وقُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن:

يعني الرِّئالَ؛ قال الأَزهري: ومن رواه حَرَجٌ على نعش، فالحَرَجُ

المَشْبَك الذي يُطْبَق على المرأَة إِذا وُضِعت على سرير المَوْتى وتسميه

الناس النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سمي حَرَجاً لأَنه

مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قال: ويقولون النَّعْش الميت

والنَّعْش السرير.

وبَناتُ نعش: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، وثلاثةٌ

بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَيُذكِّرونه على

تذكيره، وإِذا قالوا ثلاث أشو أَربع ذهبوا إِلى البنات، وكذلك بَناتُ

نَعْشٍ الصُّغْرى، واتفق سيبويه والفراء على ترك صرْف نعْش للمعرفة

والتأْنيث، وقيل: شبهت بحَمَلة النَّعْشِ في تَرْبيعها؛ وجاء في الشعر بَنُو

نَعَش، أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْديّ:

وصَهْباء لا يَخْفى القَذى وهي دُونَه،

تُصَفِّقُ في رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ

تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ،

إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا

الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. وقوله لا يَخْفى القَذى وهي دونه أَي لا

تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فيها لكونها صافية فالقَذى يُرى فيها إِذا وقع. وقوله: وهي

دونه يريد أَن القَذى إِذا حصل في أَسفل الإِناء رآه الرائي في الموضع

الذي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرائي من القذى، يريد أَنها

يُرى ما وراءها. وتُصَفَّق: تُدارُ من إِناء إِلى إِناء. وقوله:

تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلاً قليلاً. وتُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري:

وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، وأَنشد البيت،

ووجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى وبناتُ عُرْس،

والواحدُ منها ابنُ عُرْس وابن مِقْرَض

(* قوله «والواحد منها ابن عرس وابن

مقرض» هكذا في الأصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.)، يؤنثون جمْعَ

ما خلا الآدميّين؛ وأَما قول الشاعر:

تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَيـ

ن، تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا

فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ

أَبْرَصَّ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكيف كَسَّر فَعْلاَ على فَواعِلَ وليس من

بابه؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً،

والمَصْدرُ إِذا كان فَعْلاَ فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، وذلك

لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما

موقبعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، وكقوله سبحانه: قل

أَرأَيْتُم إِن أَصبَحَ ماؤكم غَوْراً. ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً:

تَدارَكَه من هَلَكةٍ. ونَعَشَه اللَّهُ وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال

رؤبة:

أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ

ويقال: أَقْعَثَني وقد انْتَعَشَ هو. وقال ابن السكيت: نَعَشَه اللَّهُ

أَي رَفَعَه، ولا يقال أَنْعَشه وهو من كلام العامَّة، وفي الصحاح: لا

يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه

داغٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم

وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه. ونَعَّشْتُ له: قلت: له

نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة:

وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا

له، وعالَيْنا بتَنْعِيشِ لَعَا

وقال شمر: النَّعْشُ البقاءُ والارتفاع. يقال: نَعَشَه اللَّه أَي

رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره. قال: والنَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير.

والنَّعْشُ: الرفْعُ. ونَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو

رَفَعْته بعد عَثْرة. قال: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي

يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: انْتَعِشْ

نَعَشَك اللَّهُ؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ ومنه قولهم: تَعِسَ فلا

انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع وهو دُعاء عليه.

وقالت عائشة في صِفَة أَبيها، رضي اللَّه عنهما: فانْتاشَ الدِّينَ

بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، ويروى: فانْتاشَ

الدِّينَ فَنَعَشَه، بالفاء على أَنه فِعْل وفي حديث جابر: فانْطَلَقْنا

به نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه. ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت

مائلةً فأَقَمْتها. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛

قال النابغة:

وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه،

وسَيفٌ، أَْعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ

نعش
. نَعَشَه اللهُ، كمَنَعَه: رَفَعَهُ، فانْتَعَشَ: ارْتَفَع، كَأَنْعَشَه، عَن الكِسَائِيِّ، وكَذلِكَ قالَ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ: أَنْعَشَنِي مِنْه بسَيْبٍ مُفْعَمٍ. ونَعَّشَه تَنْعِيشاً، عَن أَبِي عَمْروٍ، وأَنْكَرَ ابنُ السِّكِّيتِ: وأَنْعَشَه، وقَالَ: هُوَ مِنْ كَلامِ العامَّةِ، وتَبِعَه الجَوْهَرِيُّ فقالَ: وَلَا يُقَالُ: أَنْعَشَه اللهُ، والصَّحِيحُ ثُبُوتُه، كَمَا نَقَلَه الجَمَاعَةُ عَنِ الكِسَائِيِّ. ومِنَ المَجَازِ: نَعَشَ فُلاناً يَنْعَشُه نَعْشاً، إِذا جَبَرَه بَعْدَ فَقْرٍ وتَدَارَكَه مِنْ هَلَكَةٍ، وقالَ شَمِرٌ: أَي رَفَعَهُ بَعْدَ عَثْرَةٍ. ونَعَشَ المَيِّتَ نَعْشاً: ذَكَرَه ذِكْراً حَسَناً، وقالَ شَمِرٌ: إِذا مَاتَ الرَّجُلُ فهُمْ يَنْعَشُونَه، أَي يَذْكُرُونَه ويَرْفَعُون ذِكْرَه، وهُوَ مَجَازٌ. ونَعَشَ طَرْفَه: رَفَعَه، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لِذِــي الرُّمَّةِ:
(لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلاّ مَا تَخَوَّنَه ... دَاعٍ يُنَادِيهِ باسْمِ الماءِ مَبْغُومُ)
وقالَ شَمِرٌ: النَّعْشُ: البَقَاءُ والارْتِفَاعُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّعْشُ: شِبْهُ مَحَفَّةٍ كانَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا المَلِكُ إِذا مَرضَ، ولَيْسَ بنَعْشِ المَيتِ، وأَنْشَدَ للنّابِغَةِ الذُّــبْيَانِيِّ:
(أَلَمْ تَرَ خَيْرَ النّاسِ أَصْبَحَ نَعْشُه ... عَلَى فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحَيَّ سائِرَاَ)

(ونَحْنُ لضدَيْهِ نَسْأَلُ اللهَ خُلْدَه ... يُرَدُّ لَنا مَلْكاً ولِلأَرْضِ عَامِرَا)
قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنّه لَيْس بِمَيْتٍ. وقِيلَ: هَذَا هُوَ الأَصْلُ، ثمّ كَثُرَ فِي كَلامِهِم حَتّى سُمِّيَ سَرِيرُ المَيِّتِ نَعْشاً، وإِنَّمَا سُمِّيَ لارْتِفَاعِهِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْه مَيتٌ مَحْمُولٌ فهُوَ سَرِيرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّعْشُ: خَشَبَةٌ على قَدْر قامَتَيْنِ فِي رَأْسِهَا خِرْقَةٌ تُسَمَّى حَرَجاً، تُصَادُ بِهَا الرِّئالُ، بالكَسْرِ، جَمْعُ رَأْلٍ، وهُوَ وَلَدُ النَّعامِ. وسُئِلَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى عَن قَوْلِ عَنْتَرَةَ:
(يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِه وكَأَنّه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيِّمِ)
فحَكَى عَن ابنِ الأَعْرَابشيّ أَنّه قالَ: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوْفِ لَا عَقْلَ لَهُ، وَقَالَ أَبو العَبّاس: إِنَّمَا) وَصَفَ الرِّئالَ أَنَّهَا تَتْبَعُ النَّعامَةَ فتَطْمَحُ بأَبْصَارِهَا قُلَّة رَأْسِهَا، وكَأَنّ قُلَّةَ رَأْسِهَا مَيِّتٌ على سَرِيرٍ.
قالَ: والرِّواية مُخَيِّمِ، بكَسْرِ الياءِ، ورواهُ الباهِلِيُّ: وكَأَنَّه. زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لهُنَّ مُخَيَّمِ بفَتْح الْيَاء، قالَ: وهذِه نَعامٌ يُتْبَعْنَ، والمُخَيَّم: الَّذِــي جُعِلَ بمنْزِلَةِ الخَيْمَةِ، والزَّوْجُ: النَّمَطُ، وقُلَّة رَأْسِه: أَعْلاَهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ فالحَرَجُ: المَشْبَكُ الَّذِــي يُطْبَقُ على المَرْأَةِ إِذا وُضِعَت عَلَى سَرِيرِ المَوْتَى، وتُسَمِّيه الناسُ النَّعْشَ، وإِنّمَا النَّعْشُ السَّرِيرُ نفْسُه. وبَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى: سَبْعَةُ كَوَاكِبَ: أَرْبَعَةٌ مِنْهَا نَعْشٌ، لأَنَّهَا مُرَبَّعَة، وثَلاثٌ بَنَات نَعْشٍ، وكَذلِكَ بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى، قِيلَ: شُّبِّهَت بحَمَلَةِ النَّعْشِ فِي تَرْبِيعِهِا، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، تَنْصَرِفُ نَكِرَةً لَا مَعْرَفَةً، نَقَلَه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ فِي فائِتِ الجَمْهَرَةِ، عَنِ الفَرّاءِ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: اتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ والفَرّاءُ عَلَى تَرْكِ صَرْفِ نَعْش لِلمَعْرِفَةِ والتَأْنِيثِ، الواحِدُ ابنُ نَعْشٍ لأَنّ الكَوْكَبَ مُذكَّر فيذكِّرُونَه عَلَى تَذْكِيرِه، وإِذا قالُوا: ثَلاثٌ أَوْ أَرْبعٌ ذَهَبُوا إِلَى البَنَاتِ، قالَه اللَّيْثُ، ولِهذا جاءَ فِي الشِّعْرِ بنُو نَعْشٍ، أَنْشَد سِيبَوَيْهِ لِلنّابِغَةِ الجَعْدِي، وقالَ الجَوْهَرِيّ: أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
(تَمَزَّزْتُهَا والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ ... إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا) وقالَ الأَزْهَرِيّ: ولِلشّاعِرِ إِنْ اضْطُرّ أَنْ يَقُولَ: بَنُو نَعْشٍ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ، وأَنْشَدَ بَيْتَ النّابِغَةِ، ووَجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ، كَمَا قالُوا: بَنَاتُ عُرْسٍ. وانْتَعَشَ العاثِرُ، إِذا انْتَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ، كَذا فِي الصّحاحِ، وكَذَا الطّائِرُ إِذا انْتَهَضَ يُقَال لهُ: قد انْتَعَشَ، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(كَمْ مِن خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بسَيْبِكمْ مَنْعُوشِ)
ونَعَّشَه تَنْعِيشاً: قالَ لَهُ: أَنْعَشَكَ اللهُ وَفِي الصّحاح: نَعَّشَك اللهُ، وأَنْشَد لرُؤْبَةَ:
(وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنَا دَعْدَعَا ... لَهُ وعَالَيْنَا بتَنْعِيشٍ لَعَا)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الانْتِعَاشُ: رَفْعُ الرّأْسِ، ومِنْهُ قولُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ: أَي ارْتَفِع رَفَعَك الله، أَو جَبَرَك وأَبْقَاكَ، وكَذَا قَوْلُهُم: تَعِسَ فَلَا انْتَعَشَ، وشِيكَ فَلَا انْتَقَشَ، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْه، أَيْ لَا ارْتَفَع. وانْتَعَشَ الرَّجُلُ، إِذا حَصَلَ لَهُ التَّدَارُكُ من الوَرطَةِ.
وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْعَشَنِي منهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ. والمَنْعُوشُ: المَحْمُولُ على النَّعْشِ.
والنَّوَاعِشُ: جَمعُ بَنَاتِ نَعْش، كَمَا يُجْمَع سامُّ أَبْرَصَ على الأَبَارِصِ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ. وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ فانْطَلَقْنَا نَنْعَشُه، أَيْ نُنْهِضُه ونُقَوِّي جَأْشَه. ونَعَشْتُ الشَّجَرَةَ، إِذَا كانَتْ مائِلَةً فأَقَمْتَهَا. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ النّاسَ، أَي يُعِيشُهم ويُخْصِبُهُم، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ النّابِغَةُ:)
(وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْه المَنِيَّةُ قاطِعُ)
ويُقَالُ: هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْشٍ فِي بَنَاتِ نَعْشٍ، وهُوَ السُّهَا أَوْسَطُ البَنَاتِ، وهُوَ مَجَازٌ.

الإفراد والتذكير وفروعهما

الإفراد والتذكير وفروعهما
قال أبو منصور الثعالبى: لم يأت لفظ الريح في القرآن إلا في الشر، والرياح إلا فى الخير، قال الله عز وجل: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (الذاريات 41، 42). وقال سبحانه: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (القمر 19، 20).
وقال جل جلاله: وَهُوَ الَّذِــي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (الأعراف 57).
وقال: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الروم 46).
ولعل السبب في ذلك أن ريح الشر، تهب مدمرة عاصفة، لا تهدأ، ولا تدع الناس يهدءون، فهى لاستمرارها ريح واحدة، لا يشعر الناس فيها بتحول ولا تغير، ولا يحسون بهدوء يلم بها، فهى متصلة في عصفها وشدة تحطيمها، وذلك مصدر الرهبة منها والفزع، أما الرياح التى تحمل الخير فتهب حينا، وتهدأ حينا، لتسمح للسحب أن تمطر، فهى متقطعة تهب في هدوء، ويشعر المرء فيها بفترات سكون، وأنها رياح متتابعة، ففي تعبير القرآن تصوير للإحساس النفسى.
ووصفت الريح مفردة بالطيبة في قوله تعالى: هُوَ الَّذِــي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ
الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ
(يونس 22، 23)؛ لتقابل ريح الشر، ولأن إفراد الريح مع السفن هو الرحمة بها، ولو أنها جمعت، فقد يدل الجمع على مجىء الريح من مهاب متعددة، وفي ذلك دمار لها.
وأبى القرآن- كما سبق أن ذكرنا- أن يجمع الأرض على أرضين، ولعله وجد فيها ثقلا على اللسان فتركها.
قال الأستاذ السباعى : «ومن دقائق القرآن في هذا الباب اختياره إفراد السبيل مع الحق، وجمعه مع الباطل، لأن سبيل الحق واحدة، وسبل الباطل متعددة، قال تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (الأنعام 153). ومن هذه الجهة بعينها، مجىء النور مفردا للهدى، والظلمات جمعا للضلال، وكلمة ولى بالإفراد مضافة إلى المؤمنين، وبالجمع مضافة إلى الكفار. قال تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِــينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِــينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (البقرة 257).
واستخدام القرآن السماء مفردة ومجموعة، يدلنا على الفرق بين المعنيين في الاستخدام القرآنى قوله تعالى: هُوَ الَّذِــي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 29). فهو يعنى بالسماء هذه الجهة المرتفعة التى نشاهدها فوق رءوسنا، ويعنى بالسماوات هذه الكواكب السبعة، التى تدور في أفلاكها، وتأمل قوله تعالى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (البروج 1).
وقوله تعالى: الَّذِــي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة 22).
وقوله تعالى: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت 12).
وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (فاطر 41).
واستخدام القرآن جموعا لم يستخدم مفرداتها، كالأصواف والأوبار، فى قوله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (النحل 80). وليس فى مفرد هذين الجمعين من ثقل، بل هو مفردا ومجموعا حسن رائق، وإنما استخدم الجمع هنا، لأن المقام له فهى أصواف وأوبار عدة متنوعة.
واستخدم الأرجاء في قوله سبحانه: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (الحاقة 17)، والألباب في قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِــكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (الزمر 21)، ولم يستخدم مفرد هذين الجمعين، وهما رجا ولب، والمفرد الأول قل استعماله، والمفرد الثانى قل استعماله بالنسبة لجمعه، وجمع الكلمتين أرق على اللسان من مفرديهما، والمقام يستدعيه فيما ورد فيه، كما استدعى المجيء بالجمع في قوله تعالى: وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (ص 62). ولم يستخدم «الشرير». وقوله تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (محمد 18). فللساعة أشراط عدة، واستدعى المجيء بالمفرد دون الجمع، في كلمة البقعة، فى قوله تعالى في قصة موسى: فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ (القصص 30)، وليس في الجمع وهو البقاع ثقل ولا نفور. ولم ترد الكلمة في غير هذا الموضع وورد المشرق والمغرب مفردين بمعنى جهة الشروق والغروب، كما في قوله تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (البقرة 177)، وورد المشرق مثنى في آيتين، هما قوله تعالى: حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (الزخرف 38).
وواضح أن المراد بالمشرقين هنا المشرق والمغرب، وقوله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 17، 18). وعلى النسق القرآنى يكون المراد بالمشرقين المشرق والمغرب، وبالمغربين المغرب والمشرق، فيكون فى ذلك تكرير، لتعظيم أمر المشرق والمغرب.
وقال بعض المفسرين: المشرقان هما مشرق الشمس في الصيف ومشرقها في الشتاء، والمغربان مغربها في الصيف ومغربها في الشتاء .
فإذا جمعت كان المراد الجهات التى تشرق منها الشمس أو تغرب، والشمس ترى من الأرض تشرق في كل يوم من مشرق، غير الذى أشرقت منه بالأمس.
وللقرآن بعض لفتات في التذكير والتأنيث، يعتمد فيها على ما تثيره الكلمة فى النفس من معنى، فيعيد الضمير على المعنى الذى أثارته الكلمة، ورأيت من ذلك ثلاثة مواضع:
أولها قوله تعالى: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 11، 12)، فلما كانت كلمة السعير تدل على النار المستعرة وتوحى بها، أعاد الضمير عليها مؤنثا.
وثانيها وصفه البلدة بالميت في قوله سبحانه: ... وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (الفرقان 48، 49).
وقوله تعالى: وَالَّذِــي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (الزخرف 11)، وسر ذلك أن الذي أحياه المطر؛ إنما هو المكان الذى تقام عليه البلدة، فهو في الحقيقة الذى جرى المطر في عروقه. فحيى، فلما كان المراد بالبلدة المكان صح وصفها بالمذكر.
وثالثها قوله سبحانه: فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (نوح 17، 18). ذكر السماء وهى مؤنثة، لأنها بالنسبة إلى الأرض سقف لها، وتنبه الذهن إلى أن السماء سقف، يصور لك تشققها تصويرا قريبا إليك، دانيا منك. وإن في انتهاج القرآن ذلك النهج من المخالفة الصورية لما يلفت الذهن إلى ما وراء الألفاظ، من معان مقصودة، وصور ملحوظة.

جعفر

جعفر: الجَعْفَرُ: النَّهْرُ الكبير الواسع، قال:

تأود عسلوج على شط جَعْفَر
[جعفر] الجعفر: النهر الصغير. وجعفر: أبو قبيلة من عامر، وهو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وهم الجعافرة.
ج ع ف ر: (الْجَعْفَرُ) النَّهْرُ الصَّغِيرُ. 
جعفر: جَعْفّرِي: وصف لنسيج من الصوف والحرير. ففي المقري (1: 231):مجالس سروجها خزّ جعفري عراقي. ونعت لنوع الذهب الخالص الجعفري.
الذهب الخالص الجعفري.

جعفر



جَعْفَرٌ A small river; a rivulet, streamlet, or brook; (IAar, S, K;) or one that is larger than a جَدْوَلٌ: (K:) or, as in the Nawádir, a small river, larger than a جدول: (TA:) or a river, IDrd, IJ, TA,) absolutely: (TA:) if small, it is a فَلَج: (IDrd, TA:) or (TA, but in the K “ and ”) a large, wide river: (Ibn-El-Ajdábee, K:) [if so,] bearing two contr. significations: (K:) or (in some copies of the K “ and ”) a full river. (K.) b2: Also (from the last of these significations, TA) (tropical:) A she-camel abounding with milk. (K, TA.)

جعفر: الجَعْفَرُ: النهر عامَّةً؛ حكاه ابن جني، وأَنشد:

إِلى بَلَدٍ لا بَقَّ فِيهِ ولا أَذًى،

ولا نَبَطِيَّات يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا

وقيل: الجعفر النهر الملآن، وبه شبهت الناقة الغزيرة؛ قال الأَزهري:

أَنشدني المفضل:

مَنْ للجَعافِرِ يا قَوْمي؟ فَقَدْ صُرِيَتْ،

وقَدْ يُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْبَةِ الحَلَبُ

ابن الأَعرابي: الجَعْفَرُ النهر الصغير فوق الجَدْوَلِ، وقيل:

الجَعْفَرُ النهر الكبير الواسع؛ وأَنشد:

تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلى شَطِّ جَعفَر

وبه سمي الرجل. وجَعْفَرٌ: أَبو قبيلة من عامر، وهم الجَعَافِرَةُ.

تَغَرَّبَ عَنِ الوطن

تَغَرَّبَ عَنِ الوطن
الجذر: غ ر ب

مثال: تَغَرَّبَ عَن الوطن طلبًا للرزق
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن معنى الفعل «تغرَّب» نزح عن الوطن، فلا داعي لذكر الجار والمجرور.

الصواب والرتبة: -تَغَرَّبَ طلبًا للرزق [فصيحة]-تَغَرَّبَ عَن الوطن طلبًا للرزق [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «تغرَّب» في المعاجم الحديثة بمعنى: نزح عن وطنه، ولكن يجوز استعمال الجار والمجرور بعده «عن الوطن» استنادًا إلى ما ورد في القرآن الكريم: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} النحل/26. فأضاف «من فوقهم» للتأكيد مع إمكانية الاستغناء عنها، وقد ورد في كلام بديع الزمان الهمذاني ما يقرب من هذا التعبير حين قال: «تغربت عن أهلي وعن ولدي».

التّكرير

التّكرير:
[في الانكليزية] Repetition ،pleonasm ،-
[ في الفرنسية] Repetition ،pleonasme ،
بالراء هو ذكر الشيء مرة فصاعدا بعد أخرى وكذا التكرار كما يستفاد من المطول في تعريف الفصاحة. وفي الاتقان التكرير من أنواع إطناب الزيادة وهو أبلغ من التأكيد، وهو من محاسن الفصاحة خلافا لبعض من غلط، وله فوائد. منها التقرير وقد قيل الكلام إذا تكرّر تقرّر. ومنها التأكيد. ومنها زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقّي الكلام بالقبول ومنه وَقالَ الَّذِــي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ، يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ الآية، فإنّه كرر فيه النداء لذلك. ومنها إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانيا توطئة له وتجديدا لعهده، ومنه قوله تعالى وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إلى قوله فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا الآية. ومنها التعظيم والتهويل نحو الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فإن قلت هذا النوع أحد أقسام التأكيد الصناعي فإنّ منها التوكيد بتكرار اللفظ فلا يحسن عدّه نوعا مستقلا. قلت هو يجامعه ويفارقه ويزيد عليه وينقص عنه فصار أصلا برأسه، فإنّه قد يكون التأكيد تكرارا وقد لا يكون تكرارا، وقد يكون التكرير غير تأكيد صناعة وإن كان مفيدا للتأكيد معنى؛ ومنه ما وقع فيه الفصل بين المكررين فإنّ التأكيد لا يفصل بينه وبين مؤكده نحو اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ فالآية من باب التكرير لا التأكيد الصناعي. ومن التكرير نوع يسمّى بالترديد، وهو ما كان لتعدّد المتعلّق بأن يكون المكرر ثانيا متعلّقا بغير ما تعلّق به الأول كقوله اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الآية ومنه قوله وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ لتعلّق كلّ واحدة بما قبلها.

قال في عروس الأفراح فإن قلت: إذا كان المراد بكل ما قبله فليس ذلك بإطناب بل هي ألفاظ بكل أريد به غير ما أريد بالآخر؟ قلت:
إذا قلنا العبرة لعموم اللفظ فكلّ واحد أريد به ما أريد بالآخر، ولكن كرّر ليكون نصا فيما يليه وظاهرا في غيره. فإن قلت يلزم التأكيد؟ قلت:
والأمر كذلك، ولا يرد عليه أنّ التأكيد لا يزداد على ثلاثة لأنّ ذلك في التأكيد الذي هو تابع، أمّا ذكر الشيء في مقامات متعدّدة أكثر من ثلاثة فلا يمتنع. ومن أمثلة ما يظن تكرارا وليس منه فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ ثم قال فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ثم قال وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فإنّ المراد بكل واحد من هذه الأذكار غير المراد بالآخر. فالأول الذكر في المزدلفة عند الوقوف بقزح وقوله وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ إشارة إلى تكرّره ثانيا. وثالثا ويحتمل أن يراد به طواف الإفاضة منه بدليل تعقيبه بقوله فَإِذا قَضَيْتُمْ والذكر الثالث إشارة إلى رمي جمرة العقبة والذكر الأخير لرمي أيام التشريق. ومن ذلك تكرير الأمثال الواقعة في القرآن كقوله وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ وكذلك ضرب مثل المنافقين أول البقرة بالمستوقد نارا ثم ضربه بأصحاب الصيّب ومن ذلك تكرير القصص الواقعة في القرآن كقصة آدم وموسى ونوح وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام. وفي تكرير القصص فوائد. منها أنّ في كل موضع زيادة شيء لم يذكر في الذي قبله، أو إبدال كلمة بأخرى لنكتة وهي عادة البلغاء. ومنها أنّ في إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة ما لا يخفى من الفصاحة. ومنها أنّ الدواعي لا تتوفر على نقلها لتوفرها على نقل الأحكام، فــلذا كررت القصص دون الأحكام. ومنها أنّه تعالى أنزل هذا القرآن وعجز القوم عن الإتيان بمثله ثم أوضح الأمر في عجزهم بأن كرّر ذكر القصة في مواضع إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأيّ نظم جاءوا وبأي عبارة عبّروا. ومنها أنه لما تحداهم قال فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ فلو ذكرت القصة في موضع واحد فقط لقال العربي ائتونا أنتم بسورة من مثله، فأنزلها سبحانه في تعداد السور دفعا لحجتهم من كل وجه، انتهى ما في الإتقان.

فَتَقَ

(فَتَقَ)
(هـ) فِيهِ «يَسْأَلُ الرجلُ فِي الْجَائِحَةِ أَوِ الفَتْق» أَيِ الْحَرْبِ تَكُونُ بَيْنَ القَوم وتَقَع فِيهَا الْجِرَاحَاتُ والدِّماء، وَأَصْلُهُ الشَّق والفَتْح، وَقَدْ يُراد بالفَتْق نَقْضُ العهد. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ «اذْهَب فَقَدْ كَانَ فَتْقٌ نَحْو جُرَش» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسِيره إِلَى بَدْرٍ «خَرَجَ حَتَّى أَفْتَق بَيْن الصَّدْمَتَين» أَيْ خَرَج مِنْ مَضِيق الْوَادِي إِلَى المتَّسِع. يُقال: أَفْتَقَ السَّحابُ إِذَا انْفَرج.
(هـ س) وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ فِي خاصِرَتَيْه انْفِتَاق» أَيِ اتِّساع، وَهُوَ مَحْمودٌ فِي الرِّجَالِ، مذمومٌ فِي النِّسَاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «فَمُطِرُوا حَتَّى نَبَت العُشْب وسَمِنَت الإبِل حَتَّى تَفَتَّقَتْ» أَيِ انْتَفَخت خَواصِرها واتَّسعت مِنْ كَثْرة مَا رَعَت، فسُمَّي عامَ الفَتْق: أَيْ عَامَ الْخِصب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «قَالَ: فِي الفَتْق الدِّية» الفَتْق بِالتَّحْرِيكِ:
انْفِتَاق المثَانة.
وَقِيلَ: انْفِتَاق الصِّفاق إِلَى داخِلٍ فِي مَراقِّ الْبَطْنِ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَنْقَطع اللَّحْم المشْتَمِل عَلَى الأُنْثَيَين.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَفْتَقَ الْحَيُّ إِذَا أَصَابَ إبَلهم الفَتَق، وَذَلِكَ إِذَا انْفَتَقَت خواصِرها سِمَناً فتَموت لِذَــلِكَ، وربمَّا سَلِمَت. وَقَدْ فَتِقَتْ فَتَقاً. قَالَ رُؤبة:
لَم تَرْجُ رِسْلاً بعْدَ أعْوَام الفَتَق وَفِيهِ ذِكْرُ «فُتُق» بِضَمَّتَيْنِ: مَوْضع فِي طَرِيقِ تَبالَة، سَلَكه قُطْبَة بْنُ عَامِرٍ لمَّا وجَّهه رَسُولُ اللَّهِ ليُغِير عَلَى خَثْعَم سَنَةَ تِسْع.

مس

(مس)
الشَّيْء مسا لمسه بِيَدِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فِي كتاب مَكْنُون لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ} يُقَال مسست الشَّيْء وَرُبمَا قيل مسته ومسته وَالْمَاء الْجَسَد أَصَابَهُ وَيُقَال مَسّه بِالسَّوْطِ ومسه الْكبر وَالْمَرَض وَمَسّ الْمَرْأَة باضعها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَت رب أَنى يكون لي ولد وَلم يمسسني بشر} ومسه الْعَذَاب ومستهم البأساء وَالضَّرَّاء ومست فلَانا مواس الْخَيْر وَالشَّر عرضت لَهُ ومسه الشَّيْطَان جن ومست بِهِ رحم فلَان قربت وَالْحَاجة إِلَى كَذَا ألجأت إِلَيْهِ
مس
المَس: مَسكَ الشيء بيَدِكَ. ومَسِسْتُ الشيْءَ أمَسُه، ومِسْتُه. ولا مِسَاسَ: أي لا مُمَاسةَ، و " لا مَسَاسَ، لا مُسَاسَ لا خَيْرَ في الأوْقَاسِ "، و " لا مَسَاسِ " - بمَنْزِلَةِ نَزَالِ -: أي لا تُخَالِطْني.
ومَس المَرْأةَ وماسها: أي أتاها. والرحِمُ الماسةُ: القَرِيْبَةُ. وقد مَسته مَوَاسُّ الخَيْرِ. وفُلان حَسَنُ المَس في مالِه: إذا كانَ له أثَرٌ حَسَنٌ فيه.
والمَس: الجُنُوْنُ، ورَجُل مَمْسُوْس، وبه مَس.
والمَسْمَسَةُ: اخْتِلاطُ الأمْرِ واشْتِبَاهُه. والمَسْمَاسُ: النمامُ. والمَسْمَسَةُ من الكَلام: الذي لَيْسَ بحَقٍّ. والمَسْمَسَةُ: التَحْرِيْش.
وسَرَاب مَسْمَاسٌ: أي مُضْطَرِب. والمامُوْسُ: النارُ. وقيل: مَوْضِعُ النارِ. والمامُوْسَة من النَساءِ: الخَرْقَاءُ الحَمْقاءُ.
والماسُ من اللبَنِ: الذي قد مَس أي أخَذَتْ فيه حُمُوْضَةٌ. وُيقال لكُل ما يُوَافِقُكَ مُسُوْسُه، ومُسُوْسُه: مَرْآتُه.
والمَسُوْسُ - بالفَتْح -: الماءُ الذي إذا شُرِبَ فَمَس عِلةَ العَلِيْلِ ذَهَبَ بها، وقيل: هو ما نالَتْه الأيدي، وقيل: مَرِيْء نَجُوْعٌ. وشِفَاء مَسُوْسٌ: تامٌ.
مس: مس: في م. المحيط (مس امرأته جامعها).
مسهم الجهد: ينقصهم الطعام، لا قوت عندهم (البربرية 1: 241).
يقال مسه بعذاب= عذبه، ومسه العذاب ومسه بالسوط (م. البلاذري).
تعبير قد مست إليه الحاجة الذي لم يفهمه (فريتاج) معناه ألجأت إليه وعلى سبيل المثال ما ورد في (البيضاوي 2: 48): مست الحاجة إلى معين (ابن البيطار 1: 8 سونثيمر 6): الغرض الثالث ترك التكرار حسب الإمكان إلا فيما تمس الحاجة إليه لزيادة معنى أو تبيان (فهرس مخطوطات ليدن 4: 130): فإني رأيت الحاجة ماسة إلى شرح المسائل التي وضعها الشيخ ... الخ.
مسس: عديم الطعم، تفه، مسيخ (فوك). مسس: مسخ الطعم (فوك).
تمسس: تفه، انعدم طعمه (فوك).
امتسس: انظرها باللاتينية عند (فوك في مادة tangere) .
مس: لم يجد لذلك مسا: هذه العبارة التي وردت في كليلة ودمنة (ص202) لم يفهمها (فريتاج) وتفسيرها: لم يجد ما يعنيه من هذا الأمر، هذا يعد لا شيء عنده، لا يقلقه هذا الأمر (ويجرز).
مس: جنون، اختلال الأعصاب والعقل والمعنى الحرفي في محيط المحيط (المس مصدر والجنون لأنه عند العرب يعرض من مس الجن) (البربرية 2: 410): كان أصابه مس من الجنون (الخطيب 33): أولو المس والخبال.
مس والواحدة مسة والجمع امساس (سمكة بحرية) وعند (الكالا) bonitocado pes، سمكة تسمى ببونيت (التي هي سمك التون الذي يعيش في المتوسط وهو من رتبة شائكات الزعانف).
مس: أصلها موسى والجمع امساس: شفرة الحلاقة ومثال جمعها كيس الذي يجمع على أكياس.
مس: سكين (همبرت 112).
إن Mica أو mizca الأسبانيتين عند الكالا وتنطقان مسا تعنيان تفاهة، طعم كريه فهل هما المسة؟.
مَساس ومِساس: في القرآن الكريم في سورة طه} (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مِساس وإن لك موعداً لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) {. ومعنى (لا مساس) هنا لي (لا تقربني فكان يهيم في البرية .. الخ) وهكذا أطلق صفة اللامساسية على السامريين (دي ساسي كرست 1: 133 وانظر229،340 والبروني21: 9).
مساس: نوع من الحلويات (رياض النفوس 94): ثم قدمنا له الأطباق وكشفناها له فإذا فيها قباط وفالوذج ومساس أنظر مسيسة.
مسوس والجمع مساس: تفاهة الطعم وانعدامه (فوك). وهي مسوس عند بربر الجزائر، في هذه الأيام (انظر معجم البربرية لهلو).
مسوس: مزعج (دوماس، حياة العرب 168).
مسوس: سياع، لبن وطين، طين ممزوج بالقش (هلو).
مساسة: تفاهة، انعدام الطعم (فوك).
مسيسة: في محيط المحيط (المسيسة عند أهل لبنان من حلوياتهم وهي طحين يجبل يدبس).
مسيسي: ذعرة، فتاح، قوبع (جنس طير من فصيلة الذعريات ورتبة الجواثم المشرومات المناقير) (برجرن، بوسييه، باجني Ms، شو 1: 272 ترسترام 397، مسيسة عند بارث 1: 144 مصيصي في (زيتشر 12: 179).
مسائس: (اسم جمع) اسورة كبيرة من الذهب أو الفضة غير مرصعة بالأحجار، ضخمة ورديئة الصنع مكونة من قضبان الذهب أو الفضة الملوية (شيرب، ميشيل 190، همبرت 22، هلو، دوماس 173، ومن وصف مصر 18: 1): Says - كذا- خواتم كبيرة من الفضة تزين النساء بها أصابعهن.
مساس: هو اللامس (في ديوان الهذليين 150 البيت العاشر).
مساس: (سريانية): منخس يستخدم لنخس الثيران (أبو الوليد 353: 7).
مساس الفلدان: في محيط المحيط ( .. عند الحراثين لمهمازه لأنه يمس به عند العمل). أي سكة المحراث.
أمس. كان أمس منه: كان أشد تقربا وصداقة (البربرية 1: 410).
أمس طريقا: أكثر إصابة (حيان 32): وكان القلفاط في الهجاء أمس طريقا من ابن عبد ربه.
خط مماس: في محيط المحيط (الخط المماس لدائرة هو الذي يلقاها ولا يقطعها).
مس

1 مَسَّهُ, (A, Mgh,) first Pers\. مَسِسْتُهُ, (S, M, Msb, K,) for which they sometimes say مِسْتُهُ, rejecting the first س, (Sb, * S, M, * K,) and transferring the kesreh thereof to the م (Sb, * S, M, *)

contr. to general rule, (Sb, M,) and some do not transfer the kesreh, but leave the م with its fethah, [saying مَسْتُهُ,] like ظِلْتُمْ and ظَلْتُمْ for ظَلِلْتُمْ, an irregular contraction, (S,) aor. ـَ (S, Msb, K,) [and يَمْسَسْهُ when mejzoom, accord. to rule,] inf. n. مَسٌّ (S, M, A, Msb, K) and مَسِيسٌ, (S, * M, A, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and مِسِّيسَى; (S, * K;) and [مَسَّهُ,] first Pers\. مَسَسْتُهُ; aor. ـُ (AO, S, M, Msb, K,) inf. n. مَسٌّ; (Msb;) the former of which two verbs is the more chaste; (S, TA;) He touched it, or felt it, [generally the former,] syn. لَمَسَهُ, (M, A, K,) with his hand: (TA: as from the K [but wanting in a MS copy of the K and in the CK:]) or he put his hand to it without the intervention of anything: (Msb:) or مَسٌّ is like لَمْسٌ; excepting that the latter is [sometimes]

used to signify the seeking for [or feeling for] a thing, even though it be not found; whereas the former is [only] said of that [action] with

which is perception by the sense of لمس: (Er-Rághib, TA:) [see also لَمَسَهُ:] and [in like manner you say,] مَاسَّ الشَّىْءُ الشَّىْءَ, inf. n. مُمَاسَّةٌ and مِسَاسٌ, (M, A, *) meaning, the thing met [or touched] the thing with its substance. (M.)

b2: [Hence,] مَسَّهَا, (M, A, Msb,) first Pers\.

مَسِسْتُهَا, aor. ـَ (Msb,) inf. n. مَسٌّ and مَسِيسٌ, (Mgh, Msb,) (tropical:) Inivit eam; scil. mulierem; (M, A, Msb;) as also ↓ مَاسَّهَا, (M, A, Msb,) inf. n. مُمَاسَّةٌ (S, Msb) and مِسَاسٌ: (Msb:) the former is used in this sense in several places in the Kur, and is said by some to be preferable to the latter: (TA:) and تَمَاسٌّ is also used metonymically for [the coming together, in the sense of]

مُبَاضَعَةٌ, as well as مُمَاسَّةٌ. (S.)

b3: مَسَّ المَآءُ

الجَسَدَ, inf. n. مَسٌّ, (tropical:) The water wetted the body. (Msb.)

b4: مَسَّ also signifies (tropical:) He, or it, struck, or smote; because striking, or smiting, like touching, is with the hand. (TA.) You say, مَسَّهُ

بِالسَّوْطِ (tropical:) He struck him with the whip]. (A.)

b5: And it is said of anything annoying or hurtful that befals a man. Thus in the Kur, [ii. 74, and iii. 23,] لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ (tropical:) [The fire of hell will not smite us; or here it may be rendered touch us]. And [ii. 210,] مَسَّتْهُمُ البَأْسَآءُ [Distress, or misfortune, smote, or afflicted, or befell, them].

And in other instances; all which are similar to the saying in the same, ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ. (TA.)

[See مَسٌّ below.] You say also, مَسَّهُ المَرَضُ (tropical:) [Sickness smote him, or befell him]: and مَسَّهُ

العَذَابُ (tropical:) [Punishment befell him]: and مَسَّهُ الكِبَرُ (tropical:) [Old age came upon him]. (A.) And مَسَّتْهُ

الجِنُّ (tropical:) [lit. The jinn, or genii touched him; meaning, affected him with madness, or insanity]: (TA:) [whence,] مُسَّ, [in the TA, مُسَّ بِهِ, app. meaning, from what immediately precedes, مُسَّ

بِالجُنُونِ, inf. n. مَسٌّ,] He was, or became, [touched with madness, or insanity: or] mad, or insane: (K:) as though the jinn had touched him. (TA.)

And مَسَّهُ بِعَذَابٍ (tropical:) He punished him. (TA, from a trad.)

b6: [Hence, app.,] مَسَّتْ إِلَيْهِ الحَاجَةُ, (S, K,) inf. n. [مَسٌّ and] مَسِيسٌ, (TA,) (assumed tropical:) [which seems to signify either The want of him, or it, was difficult of accomplishment, or distressing; or the want was difficult of accomplishment, or distressing, to him]. (S, K,. [In both these lexicons, the meaning is left to be inferred only from the fact that this phrase immediately follows the explanation of حَاجَةٌ مَاسَّةٌ, q. v.])

b7: [مَسَّ is also said of what is good, as well as of what is evil; as in the following instance:] مَسَّتْهُ مَوَاسُّ

الخَيْرِ وَالشَّرِّ (tropical:) [The haps of good fortune, and of evil,] happened to him, or betided him. (TA.)

b8: [As touching implies proximity,] مَسَّتْ بِكَ رَحِمُ

فُلَانٍ signifies (tropical:) The relationship of such a one is near to you. (S, K, * TA.)

b9: And as مَسَّ

originally signifies “ he touched or felt with the hand,” it is used metaphorically as meaning (tropical:) He took a thing; as, for instance, (in a trad.,) water from a مِيضَأَة. (TA.)

A2: مَسَّ is made doubly trans. by means of the prep. بِ prefixed

to the second objective complement. (Msb.) See 4, in two places.

3 مَاْسَّ see 1, in two places: and see لَا مَسَاسِ.

4 إمسّهُ الشَّىْءَ He made him, or caused him, to touch the thing: (S, * IJ, M, A: *) he enabled him to touch it. (Mgh.)

b2: أَمَسَّ الجَسَدَ مَآءً, and الجَسَدَ بِمَآءٍ ↓ مَسَّ, (tropical:) He wetted the body with water; or caused water to wet the body. (Msb.) And أَمَسَّ وَجْهَهُ الطِّيبَ (tropical:) He smeared his face with the perfume. (Mgh.) And أَمَسَّتْهُ

عَارِضَيْهَا, and بِعَارِضَيْهَا ↓ مَسَّتْهُ, (tropical:) She smeared the sides of her cheeks with it; namely, perfume. (Mgh.)

b3: أَمَسَّهُ شَكْوَى (tropical:) He made a complaint to him. (M, TA.)

6 تماسّا They (two bodies) touched each other; were, or became, in contact. (M, A, * K, *)

b2: Hence, (K,) (tropical:) They two came together in the way of مُبَاضَعَة: (S, Msb, * K: *) in this sense the verb is used in the Kur, lviii. 4 and 5. (S, TA.) See also مَسَّهَا.

مَسٌّ: see 1.

b2: It is used to denote [the first sensible effect of] anything annoying or hurtful that befalls a man. (TA.) Thus in the Kur, [liv. 48,] (TA,) ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (tropical:) Taste ye the first effect upon you of the fire of hell: (K, TA:) or the stroke thereof: (Jel:) or the heat and pain thereof. (Bd.) In like manner you say, (K,) وَجَدَ مَسَّ الحُمَّى (M, K) (tropical:) He felt the commencement, or first touch, [or access,] of fever, before its taking him forcibly, and becoming apparent. (M, L.) And لَمْ يَجِدْ مَسًّا مِنَ النَّصَبِ (tropical:) He did not feel the first sensation of fatigue. (TA, from a trad.) [And hence,] بِهِ مَسٌّ مِنَ

الجُنُونِ (tropical:) [In him is a touch, or stroke, of madness, or insanity, or diabolical possession]: (S, TA:) and مَسٌّ, alone, signifies madness, or insanity, or diabolical possession: (M, A, * Mgh, K:) as in the Kur, ii. 276: (TA:) and you say بِهِ مَسٌّ in him is madness, &c.: (A, * Mgh:) for they assert that the devil touches one and his intellect in consequence becomes confused. (Mgh.)

b3: You say also, هُوَ حَسَنُ المَسِّ فِى مَالِهِ (tropical:) He has the impress of a good state, or condition, in his camels, or sheep, or goats: and رَأَيْتُ لَهُ مَسًّا

فِى مَالِهِ (tropical:) I saw him to have an impress of a good state, or condition, in his camels, &c.: like as you say إِصْبَعًا. (A, TA.)

لَا مَسَاسِ, (S, M, K,) like قَطَامِ, (S, K,) indecl., with kesr for its termination, because altered from the inf. n. مَسٌّ, (S,) signifies [properly There shall be no touching: or] touch not thou: (K:) or touch not thou me: (M:) and some read thus in the Kur, [xx. 97:] (M, K:) it is a saying of the Arabs: (S:) and sometimes one says مَسَاسِ [alone], in the sense of an imperative, [affirmatively,] like دَرَاكِ and نَزَالِ: (K:) but ↓ لَا مِسَاسَ, in the Kur, [ubi supra,] (S, M, K,) accord. to the reading of others, (M,) signifies There shall be no mutual touching: (M:) or I will not touch nor will I be touched. (S, K.)

لَا مِسَاسَ: see لَا مَسَاسِ.

مَسُوسٌ (tropical:) Water that is reached by the hands; or taken with the extended hands: (M, K, * TA:) in the K, نَالَتْهُ is put by mistake for تَنَاوَلَتْهُ

[which is the reading in the M]: (TA:) accord. to which explanation, it has the signification of a pass. part. n.: (M:) or, [in the K and,] (tropical:) wholesome water, (A, TA,) that removes thirst, or the heat of thirst, as soon as it touches it: (M, A, * K, * TA:) accord. to which explanation, it has the signification of an act. part. n.: (M:) and (assumed tropical:) anything that cures thirst, or the heat of thirst: (IAar, K:) or, [in the K, and,] (assumed tropical:) water between sweet and salt: (S, K:) or, [in the K and,] (assumed tropical:) sweet and clear water: (As, K:) and (assumed tropical:) salt, or bitter and thick and undrinkable, water, that burns everything by its saltness. (M.) You say also رِيقَةٌ مَسُوسٌ (tropical:) Some saliva that takes away thirst. (IAar, M.) And كَلَأٌ مَسُوسٌ (assumed tropical:) Herbage

that has a fattening and beneficial effect upon the animals that pasture on it. (AHn, M.)

b2: Also, i. q. فَادْزَهْرٌ [The bezoar-stone]: (K:) or تِرْيَاقٌ

[an antidote against poison]: (M:) or both these words by which it is explained mean the same thing. (TA.)

مَسَّاسَةٌ: see مَاسَّهٌ.

حَاجَةٌ مَاسَّةٌ (assumed tropical:) A want difficult of accomplishment; or pressing; syn. مُهِمْةٌ. (S, K.)

b2: رَحِمٌ

مَاسَّةٌ (tropical:) Near relationship; (S, M, A, * K;) as also ↓ مَسَّاسَةٌ. (TA.)

b3: [Also, as a subst., sing. of مَوَاسٌّ, of which an ex. has been given above, (see 1,) signifying Haps of good fortune, and of evil.]

مَمْسُوسٌ A man in whom is a touch, or stroke, (مَسٌّ,) of madness, insanity, or diabolical possession: (S, TA:) or mad, insane, or possessed by a devil. (AA, M, A, Mgh, K.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.