Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لبيك

رهب

رهب


رَهِبَ(n. ac. رَهْب
رَهْبَة
رُهْب
رَهَب
رُهْبَاْن
رَهَبَاْن)
a. Feared, dreaded.

أَرْهَبَa. Frightened, terrified, alarmed.
b. Rode a lean camel.
c. Had long sleeves.

تَرَهَّبَa. see IV (a)b. Devoted himself to a religious life; became a
monk.

إِسْتَرْهَبَa. see IV (a)
رَهْب
(pl.
رِهَاْب)
a. Lean, lank camel.
b. Sharp arrow-head.

رَهْبَةa. Fear, dread; alarm, fright.

رَهَبa. Sleeve.

رَاْهِب
(pl.
رُهْبَاْن)
a. Ascetic, monk.

رَاْهِبَةa. Nun.

رَهِيْبa. Formidable, redoubtable; dreadful, terrible.

رَهْبَاْنِيَّةa. Asceticism, monarchism, monastic life.

رُهْبَاْن
(pl.
رَهَابِيْن)
a. Ascetic, monk.

رُهْبَاْنِيَّةa. see 33yit
(رهب) الْجمل جهده السّير فبرك عِنْد نهوضه وَفُلَانًا خَوفه وفزعه
(ر هـ ب) : (رَهِبَهُ) خَافَهُ رَهْبَةً وَرَهَبًا وَرُهْبًا وَرُهْبَانًا وَالرَّهْبُوتِيُّ وَاَللَّهُ تَعَالَى مَرْهُوبٌ (وَمِنْهُ) لَبَّيْكَ مَرْهُوبٌ وَمَرْغُوبٌ إلَيْك وَارْتِفَاعُهُ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ (وَالرَّاهِبُ) وَاحِدُ الرُّهْبَانِ وَهُوَ عَابِدُ النَّصَارَى، وَهِيَ الرَّهْبَانِيَّةُ وَتَحْقِيقُهَا فِي شَرْحِ الْمَقَامَاتِ.
ر هـ ب : (رَهِبَ) خَافَ وَبَابُهُ طَرِبَ وَ (رَهْبَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (رُهْبًا) بِالضَّمِّ. وَرَجُلٌ (رَهَبُوتٌ) بِفَتْحِ الْهَاءِ أَيْ (مَرْهُوبٌ) يُقَالُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. أَيْ لَأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. وَ (أَرْهَبَهُ) وَ (اسْتَرْهَبَهُ) أَخَافَهُ. وَ (الرَّاهِبُ) الْمُتَعَبِّدُ وَمَصْدَرُهُ (الرَّهْبَةُ) وَ (الرَّهْبَانِيَّةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا. وَ (التَّرَهُّبُ) التَّعَبُّدُ. 
[رهب] رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أي خاف. ورجُل رَهَبوتٌ. يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ " أي لأنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ. وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أخافَه. والراهب: واحد رُهبان النصارى، ومصدره الرَهْبَةُ والرَهْبانِيَّةُ. والتَرَهُّبُ: التَعَبُّدُ. قال الأصمعي: الرَهَبُ: الناقة المهزولة. والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السهامِ، والجمع رِهابٌ. قال الشاعر : إنِّي سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ * بيضٌ رهاب ومجنأ أجد  والرهابة، على وزن السحابة: عظم في الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.
رهب: رَهِب: خاف، ويقال: رَهِب من كما ظن لي ن (فوك).
رَهْبَة: يظهر أن معناها خشية الله عند المقري (1: 376).
رَغْبةً ورهبةً: طوعاً أو كرهاً، رضىً أو قسراً، شاء أم أبى (عباد 2: 97).
رَهِيب: مرهوب (سعدية نشيد 54).
رُهَيْب: تصغير راهب، راهب صغير (بوشر).
راهِب: جمعه رُهَّاب (باين سميث 1589).
راهب: ناسك، زاهد، متنسك، حبيس (ألكالا).
راهبة، مؤنث الراهب وتجمع على رَواهِب: ناسكة، زاهدة، متنسكة، حبيسة (فوك، بوشر، الجريدة الآسيوية 1838، 2: 496).
راهب: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
راهب في مصطلح البناء: حجر يختم به نصف القنطرة المستندة إلى حائط لتدعمه (محيط المحيط).
راهبي: رهباني (بوشر).
راهبي: طعام يتخذ من اللحم والبصل (أو من رُبّ البصل وعصارته) والعسل وماء الورد والكزبرة وكثير من الزعفران واللوز المقلي (شكوري ص169 و).
ترهيب: تهديد، وعيد، ترعيب (بوشر).
رهب
رَهِبْتُ الشَّيْءَ رُهْباً ورَهَباً ورَهْباً ورَهْبَةً: أي خِفْتَه، وأَرْهَبْتُ فلاناً. والرَّهْبَاءُ: اسْمٌ من الرَّهَب. والإرْهَابُ: الرَّدُّ، أرْهِبْ عنكَ الإبلَ: أي رُدَّها. والرُّهْبَانُ: الرَّهْبَةُ، والرَّهَبُوْتُ مِثْلُه، ويقولون: رُهْبَاكَ خَيْرٌ من رُغْبَاك ".
ورَهَبُوتي خَيْرٌ من رَحَمُوتي. والرَّهَبَةُ: الرُّهْبَانُ. والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ، والجميع الرُّهْبَانُ. والرَّهْبَانِيَّةُ: مَصْدَرُ الرّاهِبِ. والرَّهَابَةُ: عَظْمٌ مُشْرِفٌ على البَطْن. والرًّهْبُ: الجَمَلُ الذي قد اسْتُعْمِل في السَّفَر وكَلَّ، والأنْثى رَهْبَةٌ، وهي المَهْزُوْلُة أيضاً. ورَهَّبَ الرَّجُلُ: أعْيا. وناقَةٌٌ رَهْبى: مُعْييَةٌ. وبَعِيرٌ رَهْبٌ: عَظِيم عَرِيضُ البِطانِ مُشْبُوحُ الخَلْق. ورَهْبى: مَوْضِعٌ. والرِّهَابُ: الرِّقَاقُ من النِّصال. وقد رُهِّبَ: أي ذُلِّلَ.
رهب
الرَّهْبَةُ والرُّهْبُ: مخافة مع تحرّز واضطراب، قال: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً
[الحشر/ 13] ، وقال: جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ
[القصص/ 32] ، وقرئ: مِنَ الرَّهْبِ
، أي:
الفزع. قال مقاتل: خرجت ألتمس تفسير الرّهب، فلقيت أعرابيّة وأنا آكل، فقالت: يا عبد الله، تصدّق عليّ، فملأت كفّي لأدفع إليها، فقالت: هاهنا في رَهْبِي ، أي: كمّي. والأوّل أصحّ. قال تعالى: وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً
[الأنبياء/ 90] ، وقال: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
[الأنفال/ 60] ، وقوله: وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
[الأعراف/ 116] ، أي: حملوهم على أن يَرْهَبُوا، وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
[البقرة/ 40] ، أي: فخافون، والتَّرَهُّبُ: التّعبّد، وهو استعمال الرّهبة، والرَّهْبَانِيّةُ: غلوّ في تحمّل التّعبّد، من فرط الرّهبة. قال: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها
[الحديد/ 27] ، والرُّهْبَانُ يكون واحدا، وجمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رَهَابِينَ، ورَهَابِنَةٌ بالجمع أليق. والْإِرْهَابُ: فزع الإبل، وإنما هو من: أَرْهَبْتُ. ومنه: الرَّهْبُ من الإبل، وقالت العرب: رَهَبُوتٌ خير من رحموت .
ر هـ ب

رهبته وفي قلبي منه رهبة ورهب ورهبوت. وهو رجل مرهوب، عدوّه منه مرعوب. قالت ليلى:

وقد كان مرهوب السنان وبيّن ال ... لسان ومجذام السري غير فاتر

ويقال: الرهباء من الله والرغباء إلى الله والنعماء بيد الله. وأرهبته ورهبته واسترهبته: أزعجت نفسه بالإخافة. وتقول: يقشعرّ الإهاب، إذا وقع منه الإرهاب. وترهب فلان: تعبد في صومعته، وهو راهب بين الرهبانية، وهؤلاء رهبان ورهبة ورهابين ورهابنة. قال رجل من الضباب:

قد أدببر الليل وقضّى أربه ... وارتفعت في فلكيها الكوكبه

كأنها مصباح دير الرهبة

ورماه فأصاب رهابته وهي عظيم في الصدر مطل على البطن كأنه طرف لسان الكلب.

ومن المجاز: أرهب الإبل عن الحوض: ذادها. وأرهب عنه الناس بأسه ونجدته. قال رجل من جرم:

إنا إذا الحرب نساقيها المال ... وجعلت تلقح ثم تحتال

يرهب عنا الناس طعن إبغال ... شزر كأفواه المزاد الشلشال

أي ننفق عليها المال وهو من فصيح الكلام وإنما فصّحه ملح الاستعارة. ويقال: لم أرهب بك: لم أسترب بك.
[رهب] نه: رغبة و"رهبة" الرهبة الخوف والفزع، اعمل الرغبة وحدها، ومر في رغ. ك: أي خوفًا من عقابك وطمعًا في ثوابك. نه: فبقيت سنة لا أحدث بها "رهبته" هو مفعول له أي من رهبته. ن: لقد "رهبت" أي خفت. نه: ومنه: لا "رهبانية" في الإسلام، كان النصارى يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والعزلة عن أهلها وتعمد مشاقها فمنهم من يخصى نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها عن الإسلام، والرهبان جمع راهب وقد يقع على الواحد ويجمع على رهابين ورهابنة والرهبنة فعلنة أو فعللة والرهبانية منسوبة إلى الرهبنة. ومنه: عليكم بالجهاد فإنه "رهبانية" أمتى، يريد أن الرهبان وإن تركوا الدنيا فلا ترك أكثر من بذل النفس، وكما أنه لا أفضل من الترهب عندهم ففي الإسلام لا أفضل من الجهاد. ط: و"رهبانية" ابتدعوها" أي أحدثوها من عند أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، وهو ترهبهم في الجبال فارين من الفتن، أي خصلة منسوبة إلى الرهبان وهو الخائف. ومنه: "رهب" أمتى الجلوس في المساجد انتظار الصلاة، وهو مفعول له للجلوس. ج: "ابتدعوها" أي فعلوها من عند أنفسهم من غير أن تفرض عليهم أو تسن. غ:"جناحك من "الرهب"" أي الخوف، و"استرهبوهم" أخافوهم واستدعوا رهبتهم. نه: لأن يمتلي ما بين عانتي إلى "رهابتي" قيحًا أحب على من أن يمتلي شعرًا، هو بالفتح غضروف كاللسان معلق في أسفل الصدر مشرف على البطن، ويروى بنون وهو غلط. ومنه: فرأيت السكاكين تدور بين "رهابته" ومعدته. وفيه: لأسمع "الراهبة" هي حالة ترهب أي تفزع وتخوف، وروى: أسمعك راهبًا، أي خائفًا.
ر هـ ب : رَهِبَ رَهَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَالِاسْمُ الرَّهْبَةُ فَهُوَ رَاهِبٌ مِنْ اللَّهِ وَاَللَّهُ مَرْهُوبٌ وَالْأَصْلُ مَرْهُوبٌ عِقَابُهُ وَالرَّاهِبُ عَابِدُ النَّصَارَى مِنْ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ رُهْبَانٌ وَرُبَّمَا قِيلَ رَهَابِينُ وَتَرَهَّبَ الرَّاهِبُ انْقَطَعَ لِلْعِبَادَةِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ تَعَالَى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد: 27] مَدَحَهُمْ عَلَيْهَا ابْتِدَاءً ثُمَّ ذَمَّهُمْ عَلَى تَرْكِ شَرْطِهَا بِقَوْلِهِ {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27] لِأَنَّ كُفْرَهُمْ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْبَطَهَا قَالَ الطُّرْطُوشِيُّ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَقْوِيَةٌ لِمَذْهَبِ مِنْ يَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ فِعْلًا مِنْ الْعِبَادَةِ لَزِمَهُ قَالَ وَأَنَا أَمِيلُ إلَى ذَلِكَ وَالْجَوَابُ عَنْهُ أَنَّ التَّعَرُّضَ بِالذَّمِّ لَمْ يَكُنْ لِإِفْسَادِهِمْ الْعِبَادَةَ بِنَوْعٍ مِنْ الْإِفْسَادَاتِ الْمَنْهِيَّةِ عِنْدَ الْفَاعِلِ وَهُمْ لَمْ يُفْسِدُوهَا عَلَى اعْتِقَادِهِمْ وَإِنَّمَا ذَمَّهُمْ عَلَى تَرْكِ الْإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَالذَّمُّ مُتَوَجِّهٌ عَلَى الرَّاهِبِ وَغَيْرِهِ فَأَلْغَى وَصْفَ الرَّهْبَانِيَّةِ بِدَلِيلِ مَدْحِ مِنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَقَدْ أَبْطَلَ تِلْكَ الْعِبَادَةَ بِقَوْلِهِ {فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} [الحديد: 27] وَلَمْ يَقُلْ الَّذِينَ أَتَمُّوا عِبَادَتَهُمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33] فَالْمُرَادُ لَا تُبْطِلُوهَا بِمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -. 
(ر هـ ب)

رَهِبَ الشَّيْء، رَهْبا ورَهَبا ورَهْبَةً: خافه، وَالِاسْم الرُّهْبُ، والرُّهْبَى: والرَّهُبُوتُ، والرَّهَبُوَتي.

وأرهبَ الرجل ورَهَّبَه: فَزَّعه.

واستَرْهَبَه: استدعى رَهْبَتَه حَتَّى رَهِبَه النَّاس، وَبِذَلِك فسر قَوْله عز وَجل: (واستَرْهَبوهُمْ وجاءُوا بِسِحْرٍ عظِيمٍ) .

والرَّاهِبُ: المتعبد فِي الصومعة، وَالْجمع الرُّهْبانُ، وَقد يكون الرُّهْبانُ وَاحِدًا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ

لأنحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسعَى فَنَزَلْ

وَالِاسْم الرَّهْبانِيَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (وجعَلْنا فِي قُلوبِ الذينَ اتَّبَعوهُ رَأفَةً ورَحْمَةً ورَهْبانِيَّةً ابتَدَعوها) قَالَ الْفَارِسِي: رَهْبانِيَّةً مَنْصُوب بِفعل مُضْمر، كَأَنَّهُ قَالَ: وابتدعوا رَهْبَانِيَّة ابتدعوها، وَلَا يكون عطفا على مَا قبله من الْمَنْصُوب فِي الْآيَة، لِأَن مَا وضع فِي الْقلب لَا يبتدع.

وَقد تَرَهَّبَ.

ورَهَّبَ الْجمل: ذهب ينْهض ثمَّ برك من ضعف بصلبه.

والرَّهْبَى: النَّاقة المهزولة جدا، قَالَ:

ومِثْلكِ رَهْبَى قدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً ... تُقَلِّبُ عَيْنَيها إِذا مَرَّ طائِرُ

وَقيل: رَهْبَى، هَاهُنَا: اسْم نَاقَة، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا بذلك.

والرَّهْبُ كالرَّهْبَى، وَقيل: الرَّهْبُ: الْجمل الَّذِي اسْتعْمل فِي السّفر وكَلَّ، وَالْأُنْثَى رَهْبَةٌ، وَقيل: الرَّهْبُ: الْجمل العريض الْعِظَام المشبوح الْخلق، قَالَ:

رَهبٌ كَبُنْيانِ الشَّامِي أخْلَقُ والرَّهْبُ: السهْم الرَّقِيق، وَقيل: الْعَظِيم، وَالْجمع رِهابٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فدَنا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ ... بيضٌ رِهابٌ رِيشُهُنَّ مُقَزَّعُ

والرُّهْبُ: الْكمّ يُقَال: وضعت الشَّيْء فِي رُهْبى.

والرُّهابَةُ، والرَّهابَةُ: عَظِيم مشرف على الْبَطن، كَأَنَّهُ طرف لِسَان الْكَلْب، وَالْجمع رَهَابٌ.

ورَهْبَى: مَوضِع، ودارة رَهْبَى: مَوضِع هُنَالك.

ومُرْهِبٌ: اسْم.
(رهب) - في الحَدِيث: "عليكم بالجِهادِ فإنَّه رَهْبَانِيَّة أُمَّتِى".
قال الحَلِيمِىُّ : أَى أَن النَّصارَي كانت تَترهَّبُ بالتَّخلِّى من أَشْغال الدُّنيا، ولا تَخَلِّىَ أَكثرُ من بَذْل النَّفْس في سَبِيل الله عَزَّ وجَلّ ليُقتلَ. وأَيضاً فإنَّ أُولئِك كانوا يَزعُمون أنهم يتخَلَّون من النَّاس لئلا يُؤذُوا أَحدًا، ولا أَذَى أَشَدّ من ترك المُبطِل على باطِله؛ لأَنَّ ذَلِك يُعرِّضه للنَّار، فإن تَكُن الرَّهْبانِيَّةُ دَفْعَ الأَذَى فهذه الرَّهْبَانِيَّة إذًا، لا ما يَتَوهَّمُه النصارى.
وأَيضاً إنّ المُتَرهِّبة تَجرِى على أَيدِيهم مِمَّا هو احتسابٌ عندهم، وأَمرٌ بالمَعْروف ونَهْى عن المُنْكِرِ مَا لا يَقدِر على الامْتِناع منه آمِرٌ مَأْمُور. فقيل: الجِهادُ رَهبانِيَّة هذه الأمة، لأَنَّه رأسُ الأَمْرِ والنَّهى ولا يُحابِى فيه من المشركين رَئِيسٌ ولا مَرْؤُوس، قلت : وعندى وَجهٌ آخر أوجَه ممَّا ذَكَره الحَلِيمِىّ، وهو أن يَكُون معناه: كما أَنَّ عِندَ النَّصارى لا عَمَل أَفضَل من التَّرهُّب، فَفِى الِإسلام لا عَمَل أَفضلُ من الجِهاد، ولا دَرجَةَ أَفضلُ من دَرجَته. ولِهذَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ذِرْوَةُ سَنامِ الِإسلام الجِهادُ في سَبِيلِ الله عَزَّ وجَلَّ"، واللهُ تَبارَك وتَعالَى أَعلمَ.
والتَّرهُّب: التَّعبُّد بِخَشْية، وهو من بِنَاء التَّكَلُّف، كأنه يَتَكَلَّف الرَّهبةَ والخَوفَ من الله عَزّ وجَلَّ ويَقصِدُه ويتخَلَّق به.
قال ابنُ قُتَيْبَة: الرَّهْبانِيَّة: لزُومُ الصَّوامِع، وتَركُ أَكلِ اللَّحم، والتَّفَرُّد من النَّاس بحَيْث لا يَحضُر جُمعةً ولا جماعةً.
- في حَديثِ البَراء والجَان: "ظَهْرِى إليكَ رَغبةً ورَهبةً إليك".
عَطَف الرَّهبةَ على الرَّغْبة، ثم أَعملَ لفظَ الرَّغبة وحدَها، ولو أَعملَ كُلَّ وَاحدةٍ منهما لكان من حَقِّه أن يَقولَ: "رغَبةً إليكَ ورهبةً منك"، لأنه لا يقال: رَهَب إليك، والعَربُ تُكثِر فِعلَ ذَلِك، كما قال:
ورأيتُ بَعْلَك في الوَغَا ... مُتقلِّداً سَيفاً ورُمْحَا  والرُّمْح لا يُتَقلَّد، وإنما يُتقَلَّد السَّيفُ. وقال آخرُ:
* وزَجَّجْنَ الحواجِبَ والعُيونَا *
والعُيون لا تُزجَّج إنما تُكْتَحل، وكذلك يَعطِفُون اسماً على اسمٍ، ثم يَكْنُون عن أحَدِهما اكْتِفاءً به عن الآخر، كَقَولِه تَعالَى:
{وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} وقَولِه: {ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أوْ إِثماً ثمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} . {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} ؛ لأن الَّذِى تُرِكَ دَاخِلٌ فِيمَا دَخَل فيه الَّذِى هُوَ معه.
وقال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} .
وأَنشد: * رَمانِى بأَمرٍ كُنتْ منه ووالِدِى ... بَرِيئاً ... 
وقال البُرجُمِىُّ :
فمَنْ يَكُ أَمسَى بالمَدِينة رَحلُه ... فإِنِّى وقَيَّارٌ بها لَغَرِيبُ
وأما قَولُه تَعالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} الهاءُ كِنايةٌ لِمَا، كأَنَّه قال على ظُهورِ ما تَركَبون، وقَولُه: {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ} أَنَّث "مَا" ثم قال: {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ذَكَّر "ما" لأنَّه في اللَّفظ مُذَكَّر، كما قال تَعالَى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ} ثم قال: {خَالِدِينَ} فجَعَل "مَنْ" واحِدًا في قَولِه: {قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا}
وكقَولِه تَعالَى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} . لَمَّا جَمعَه حمله على المعْنَى، ولَمَّا وَحَّدَه حَملَه على اللَّفْظِ.
ويقال: (خَالِصَةً) مِثْل نَسَّابة وعَلَّامة ودَاهِيَة.
وأما قَولُه تَعالَى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} فكأَنَّه رَجَع إلى واحد الأَنْعام، وهو النَّعَم، وهو جَمْع أيضا، نَحو: قَوْم وأَقْوام، كما يُقالُ: "هو أحْسَنُ الفِتْيان، وأَجمَلهُ": أي أَجمَلُ مَنْ ذَكَرت وَتَرْك الفِتْيان.
رهـب
رهِبَ يَرهَب، رَهْبًا ورَهَبًا ورَهْبَةً ورُهْبًا، فهو راهب، والمفعول مرهوب (للمتعدِّي)
• رهِب الشَّخصُ: خاف " {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهَبِ} [ق]- {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرُّهْبِ} [ق]- {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} ".
 • رهِب الشَّخصَ: خافه " {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} - {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} " ° رَجُل مرهوب الجانب: يُخْشى منه، يرهبه الناس ويخافونه. 

أرهبَ يُرهب، إرهابًا، فهو مُرهِب، والمفعول مُرهَب
• أرهب فلانًا: خوَّفه وأفزعه "أرهب شخصًا بالتَّهديد والوعيد- {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} ". 

استرهبَ يسترهب، استرهابًا، فهو مسترهِب، والمفعول مسترهَب
• استرهب فلانًا: أرهبه، خوَّفه وأفزعه " {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} ". 

ترهبنَ يترهبن، تَرَهْبُنًا، فهو مُترهبِن
• تَرَهْبَن النَّصرانيُّ: انقطع للعبادة في صومعته، متخلٍّ عن ملذَّات الدُّنيا. 

ترهَّبَ يترهَّب، ترهُّبًا، فهو مُترهِّب، والمفعول مُترهَّب (للمتعدِّي)
• ترهَّبَ النَّصرانيُّ: ترهبن، انقطع للعبادة في صومعته.
• ترهَّب الشَّخصُ: تعبَّد.
• ترهَّب فلانًا: توعَّده. 

رهَّبَ يُرهِّب، تَرهيبًا، فهو مُرَهِّب، والمفعول مُرَهَّب
• رهَّب فلانًا: أرهبه، خوَّفه وأفزعه "رهَّب عدوَّه- من كان على حقٍّ لا يرهِّبه ظالم- {تُرَهِّبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} [ق] ". 

إرهاب [مفرد]:
1 - مصدر أرهبَ.
2 - مجموع أعمال العنف التي تقوم بها منظّمة أو أفراد قصد الإخلال بأمن الدَّولة وتحقيق أهداف سياسيَّة أو خاصَّة أو محاولة قلب نظام الحكم "ضحايا الإرهاب".
• إرهاب دوليّ: (سة) أعمال ووسائل وممارسات غير مُبرَّرة، تمارسها منظمات أو دول، تستثير رعب الجمهور أو مجموعة من الناس لأسباب سياسيّة بصرف النظر عن بواعثه المختلفة.
• أوكار الإرهاب: (سة) مصطلح يطلقه الصهاينة غالبًا لتبرير احتلال الأراضي الفلسطينيّة الخاضعة لسيادة فلسطينيّة أمنيّة ومدنيّة كاملة. 

إرهابيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى إرهاب: "عمل إرهابيّ".
2 - (سة) وصف يطلق على من يسلك سبيل العنف والإرهاب، لتحقيق أهداف سياسيّة أو خاصّة "قام فريق من الإرهابيين باختطاف طائرة أمس".
• حكم إرهابيّ: حكم يقوم على إرهاب الشَّعب واستعمال العنف لكبت حريته.
• نشاطات إرهابيَّة: (سة) مصطلح يطلقه الصهاينة غالبًاعلى أيّة أعمال فلسطينيّة مقاومة للاحتلال الصهيونيّ. 

راهب [مفرد]: ج رُهْبان، مؤ راهبة، ج مؤ راهبات:
1 - اسم فاعل من رهِبَ.
2 - مُتعبِّد زاهد في صومعة النصارى، متخَلٍّ عن ملذَّات الدنيا "لبس مسوح الرُّهبان- {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} ". 

راهِبة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رهِبَ.
2 - حالة تُفْزِع. 

رُهاب [مفرد]: (نف) خوف عميق مستمرّ على غير أساس من واقع الخطر أو التهديد من موقف ما أو شيء معيّن، ويرى السُّلوكيون أن هذه المخاوف نتيجة لسلسلة من الارتباطات بين كثير من المؤثِّرات السَّلبيَّة ° رُهاب الموت: خوف مرضي من الموت.
• رُهاب الاحتجاز: (نف) خوف مرضيّ نفسيّ من الوجود في الأماكن المغلقة أو الضَّيّقة. 

رُهابة [مفرد]: ج رَهَاب: (شر) غضروف كاللِّسان معلّق في أسفل الصَّدر، مُشرِف على البطن. 

رَهْب/ رَهَب/ رُهْب [مفرد]: مصدر رهِبَ. 

رَهبانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من رَهْبَة: تقشّف وتخَلٍّ عن أشغال الدُّنيا وترك ملاذّها والزُّهد فيها والعزلة عن أهلها، والاستغراق في العبادة "لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الْإِسْلاَمِ
 [حديث]- {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} ". 

رَهْبَة [مفرد]: ج رَهَبَات (لغير المصدر) ورَهْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر رهِبَ ° رهبة المسرح: عصبيَّة حادّة مقرونة بالأداء أو التحدُّث أمام الجمهور.
2 - (نف) موقف انفعاليّ يتَّصف بعدم الرضا ويحمل فكرة توقُّع نتائج سيِّئة للحوادث المقبلة.
• رهبة الفضاء: (نف) خوف مرضيّ من الأماكن المفتوحة كالميادين والصحاري.
• رهبة الماء: (طب) مرض الكَّلَب، وهو مرض معدٍ ينتقل فيروسه في اللعاب بالعضّ من حيوان من الفصيلة الكلبيّة إلى الإنسان، ومن ظواهره: تقلُّصات في عضلات التنفُّس والبلع، وخيفة الماء، وجنون واضطرابات أخرى شديدة في الجهاز العصبيّ. 

رَهْبَنة [مفرد]: رهبانيَّة، تقشّف وتخلٍّ عن أشغال الدُّنيا وترك ملاذّها والزُّهد فيها والعزلة عن أهلها والاستغراق في العبادة ° قانون الرَّهبنة: مجموعة الأوامر والنواهي التي يلتزم بها نوع مُعيَّن من الرُّهبان. 

رَهَبوت [مفرد]: خَوْف شديد ورَهْبة "رَهَبوتٌ خيرٌ لك من رَحَمُوت [مثل]: لأن تُرهَبَ خير من أن تُرحَمَ لأن الذي يخافه النَّاس يقتضي أن يكون عزيزًا والذي يشفقون عليه يقتضي أن يكون ذليلاً". 

رَهيب [مفرد]: مُرهِب، مُفزِع، ما يُخاف منه "مجزرة رهيبة- مظهر/ سلاح/ خطأٌ رهيب". 

رهب: رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم، ورَهَباً،

بالتحريك، أَي خافَ. ورَهِبَ الشيءَ رَهْباً ورَهَباً ورَهْبةً: خافَه.

والاسم: الرُّهْبُ، والرُّهْبى، والرَّهَبوتُ، والرَّهَبُوتى؛ ورَجلٌ

رَهَبُوتٌ. يقال: رَهَبُوتٌ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، أَي لأَن تُرْهَبَ خَيرٌ

من أَنْ تُرْحَمَ.

وتَرَهَّبَ غيرَه إِذا تَوَعَّدَه؛ وأَنشد الأَزهري للعجاج يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه:

تُعْطِـيهِ رَهْباها، إِذا تَرَهَّبَا، على اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْرَبا،(1)

عُصارةَ الجَزْءِ الذي تَحَلَّبا

(1 قوله «الكشح» هو رواية الأزهري وفي التكملة اللوح.)

رَهْباها: الذي تَرْهَبُه، كما يقال هالكٌ وهَلْكَى. إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوَعَّدا. وقال الليث: الرَّهْبُ، جزم، لغة في الرَّهَب؛ قال:

والرَّهْباءُ اسم من الرَّهَبِ، تقول: الرَّهْباءُ من اللّهِ، والرَّغْباءُ

إِليه.وفي حديث الدُّعاءِ: رَغْبةً ورَهْبةً إِليك. الرَّهْبةُ: الخَوْفُ

والفَزَعُ، جمع بين الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ، ثم أَعمل الرَّغْبةَ وحدها، كما

تَقدَّم في الرَّغْبةِ. وفي حديث رَضاعِ الكبير: فبَقِـيتُ سنَـةً لا

أُحَدِّثُ بها رَهْبَتَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في روايةٍ، أَي من

أَجل رَهْبَتِه، وهو منصوب على المفعول له.

وأرْهَبَه ورَهَّبَه واستَرْهَبَه: أَخافَه وفَزَّعه.

واسْتَرْهَبَه: اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حتى رَهِـبَه الناسُ؛ وبذلك فسر قوله عز وجل: واسْترْهَبُوهُم وجاؤُوا بسحْرٍ عظيمٍ؛ أَي أَرْهَبُوهم.

وفي حديث بَهْز بن حَكِـيم: إِني لأَسمع الرَّاهِـبةَ. قال ابن الأَثير:

هي الحالة التي تُرْهِبُ أَي تُفْزِعُ وتُخَوِّفُ؛ وفي رواية: أَسْمَعُك

راهِـباً أَي خائفاً.

وتَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِـباً يَخْشَى اللّه.

والرَّاهِبُ: الـمُتَعَبِّدُ في الصَّوْمعةِ، وأَحدُ رُهْبانِ النصارى،

ومصدره الرَّهْبةُ والرَّهْبانِـيّةُ، والجمع الرُّهْبانُ، والرَّهابِـنَةُ خطأٌ، وقد يكون الرُّهْبانُ واحداً وجمعاً، فمن جعله واحداً جعله على

بِناءِ فُعْلانٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لو كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ، * لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسْعَى، فنَزَلْ

قال: ووجهُ الكلام أَن يكون جمعاً بالنون؛ قال: وإِن جمعت الرُّهبانَ الواحد رَهابِـينَ ورَهابِنةً، جاز؛ وإِن قلت: رَهْبانِـيُّون كان صواباً.

وقال جرير فيمن جعل رهبان جمعاً:

رُهْبانُ مَدْيَنَ، لو رَأَوْكَ، تَنَزَّلُوا، * والعُصْمُ، من شَعَفِ العقُولِ، الفادِرُ

وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الجبل؛ والفادِرُ: الـمُسِنُّ من الوُعُول.

والرَّهْبانيةُ: مصدر الراهب، والاسم الرَّهْبانِـيَّةُ. وفي التنزيل

العزيز: وجعَلْنا في قُلُوب الذين اتَّبَعُوه رَأْفةً ورَحْمةً ورَهْبانيَّـةً ابْتَدَعوها، ما كَتَبْناها عليهم إِلا ابتغاء رِضوانِ اللّهِ. قال

الفارسي: رَهْبانِـيَّةً، منصوب بفعل مضمر، كأَنه قال: وابْتَدَعُوا

رَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها، ولا يكون عطفاً على ما قبله من المنصوب في الآية، لأَن ما وُضِعَ في القلب لا يُبْتَدَعُ. وقد تَرَهَّبَ. والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ، وقيل: التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَتِه. قال: وأَصلُ

الرَّهْبانِـيَّة من الرَّهْبةِ، ثم صارت اسماً لِـما فَضَل عن المقدارِ

وأَفْرَطَ فيه؛ ومعنى قوله تعالى: ورَهْبانِـيَّةً ابْتَدَعُوها، قال أَبو إِسحق: يَحتمل ضَرْبَيْن: أَحدهما أَن يكون المعنى في قوله «ورَهْبانِـيَّةً ابْتَدَعُوها» وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، كما تقول رأَيتُ زيداً وعمراً أَكرمته؛ قال: ويكون «ما كتبناها عليهم»

معناه لم تُكتب عليهم البَتَّةَ. ويكون «إِلا ابتغاءَ رِضوان اللّه» بدلاَ من الهاءِ والأَلف، فيكون المعنى: ما كَتَبْنا عليهم إِلا ابتغاءَ

رِضوانِ اللّهِ. وابتغاءُ رِضوانِ اللّه، اتِّباعُ ما أَمَرَ به، فهذا، واللّه

أَعلم، وجه؛ وفيه وجه آخر: ابتدعوها، جاءَ في التفسير أَنهم كانوا يَرَوْن من ملوكهم ما لا يَصْبِـرُون عليه، فاتخذوا أَسراباً وصَوامِعَ وابتدعوا ذلك، فلما أَلزموا أَنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ، ودَخَلُوا فيه، لَزِمَهم تمامُه، كما أَن الإِنسانَ إِذا جعل على نفسِه صَوْماً، لم يُفْتَرَضْ عليه، لزمه أَن يُتِمه.

والرَّهْبَنَةُ: فَعْلَنَةٌ منه، أَو فَعْلَلَةٌ، على تقدير أَصْلِـيَّةِ النون وزيادتها؛ قال ابن الأَثير: والرَّهْبانِـيَّةُ مَنْسوبة إِلى الرَّهْبَنةِ، بزيادة الأَلف. وفي الحديث: لا رَهْبانِـيَّةَ في الإِسلام، هي كالاخْتِصاءِ واعْتِناقِ السَّلاسِلِ وما أَشبه ذلك، مما كانت الرَّهابِنَةُ تَتَكَلَّفُه، وقد وضعها اللّه، عز وجل، عن أُمة محمد، صلى اللّه عليه وسلم. قال ابن الأَثير: هي من رَهْبَنةِ النصارى. قال: وأَصلها من الرَّهْبةِ: الخَوْفِ؛ كانوا يَتَرَهَّبُون بالتَّخَلي

من أَشْغالِ الدنيا، وتَرْكِ مَلاذِّها، والزُّهْدِ فيها، والعُزلةِ عن أَهلِها، وتَعَهُّدِ مَشاقِّها، حتى إِنَّ منهم مَن كان يَخْصِـي نَفْسَه ويَضَعُ السِّلسلةَ في عُنقه وغير ذلك من أَنواع التعذيب، فنفاها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن الإِسلام، ونهى المسلمين عنها. وفي الحديث: عليكم بالجهاد فإِنه رَهْبانِـيَّة أُمتي؛ يُريد أَنَّ الرُّهْبانَ، وإِن تركوا الدنيا وزَهِدُوا فيها، وتَخَلَّوْا عنها، فلا تَرْكَ ولا زُهْدَ ولا تَخَلِّيَ أَكثرُ من بذل النفس في سبيل اللّه؛ وكما أَنه ليس عند النصارى عَمَلٌ أَفضلُ من التَّرَهُّب، ففي الإِسلام لا

عَمَلَ أَفضلُ من الجهاد؛ ولهذا قال ذِرْوة: سَنامُ الإِسلامِ الجِهادُ

في سبيل اللّه.

ورَهَّبَ الجَمَلُ: ذَهَبَ يَنْهَضُ ثم بَرَكَ مِن ضَعْفٍ بصُلْبِه.

والرَّهْبَـى: الناقةُ الـمَهْزُولةُ جِدّاً؛ قال:

ومِثْلِكِ رَهْبَـى، قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً، * تُقَلِّبُ عَيْنَيْها، إِذا مَرَّ طائِرُ

وقيل: رَهْبَـى ههنا اسم ناقة، وإِنما سماها بذلك. والرَّهْبُ: كالرَّهْبَـى. قال الشاعر:

وأَلْواحُ رَهْبٍ، كأَنَّ النُّسوعَ * أَثْبَتْنَ، في الدَّفِّ منها، سِطارا

وقيل: الرَّهْبُ الجمل الذي استُعْمِلَ في السَّفر وكَلَّ، والأُنثى

رَهْبةٌ.

وأَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً، وهو الجَمَلُ العالي؛ وأَما

قول الشاعر:

ولا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ، بالـمَصِـيفِ، * رَهْبٍ، تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا

فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ، وهي التي كَلَّ ظَهْرُها وهُزِلَ.

وحكي عن أَعرابي أَنه قال: رَهَّبَتْ ناقةُ فلان فقَعَد عليها

يُحابِـيها، أَي جَهَدَها السَّيرُ، فَعَلَفَها وأَحْسَنَ إِليها حتى ثابَتْ إِليها

نفْسُها.

وناقةٌ رَهْبٌ: ضامِرٌ؛ وقيل: الرَّهْبُ الجَمَلُ العَريضُ العِظامِ

الـمَشْبُوحُ الخَلْقِ؛ قال:

رَهْبٌ، كبُنْيانِ الشَّـآمي، أَخْلَقُ

والرَّهْبُ: السَّهمُ الرَّقيقُ؛ وقيل: العظيمُ. والرَّهْبُ: النَّصْلُ الرقيقُ مِن نِصالِ السِّهام، والجمعُ رِهابٌ؛ قال أَبو ذؤَيب:

فَدَنا له رَبُّ الكِلابِ، بكَفِّه * بِـيضٌ رِهابٌ، رِيشُهُنّ مُقَزَّعُ

وقال صَخْر الغَيّ الـهُذَليّ:

إِني سَيَنْهَى عَنّي وَعِـيدَهُمُ * بِـيضٌ رِهابٌ، ومُجْنَـأٌ أُجُدُ

وصارِمٌ أُخْلِصَت خَشِـيبتُه، * أَبيضُ مَهْوٌ، في مَتْنِه رُبَدُ

الـمُجْنَـأُ: التُّرْسُ. والأُجْدُ: الـمُحْكَمُ الصَّنعةِ، وقد فسَّرْناه في ترجمة جنأَ.

وقوله تعالى: واضْمُمْ إِليكَ جَناحَك من الرَّهَبِ؛ قال أَبو إِسحق: من الرُّهْبِ. والرَّهَبِ إِذا جزم الهاءَ ضمّ الراءَ، وإِذا حرك الهاءَ

فتح الراءَ، ومعناهما واحد مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ. قال: ومعنى جَناحَك ههنا يقال: العَضُدُ، ويقال: اليدُ كلُّها جَناحٌ. قال الأَزهري وقال مقاتل في قوله: من الرَّهَبِ؛ الرَّهَبُ كُمُّ مَدْرَعَتِه. قال

الأَزهري: وأَكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله: من الرَّهَب، أَنه بمعنى الرَّهْبةِ؛ ولو وَجَدْتُ إِماماً من السلف يجعل الرَّهَبَ كُـمّاً لذهبت إِليه، لأَنه صحيح في العَربية، وهو أَشبه بسياق الكلام والتفسيرِ، واللّه أَعلم بما أَراد.

والرُّهْبُ: الكُمُّ(1)

(1 قوله «والرهب الكم» هو في غير نسخة من المحكم كما

ترى بضم فسكون وأَما ضبطه بالتحريك فهو الذي في التهذيب والتكملة وتبعهما المجد).يقال وضعت الشيءَ في رُهْبِـي أَي في كُمِّي. أَبو عمرو: يقال لِكُمِّ القَمِـيصِ: القُنُّ والرُّدْنُ والرَّهَبُ والخِلافُ.

ابن الأَعرابي: أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَي كُمَّه.

والرُّهابةُ، والرَّهابة على وَزْنِ السَّحابةِ: عُظَيْمٌ في الصَّدْرِ

مُشْرِفٌ على البطن، قال الجوهري: مِثلُ اللِّسان؛ وقال غيره: كأَنه طرَف لسان الكَلْبِ، والجمع رَهابٌ. وفي حديث عَوْف ابن مالك: لأَنْ يَمْتَلِـئَ ما بين عانَتي إِلى رَهابَتي قَيْحاً أَحَبُّ إِليَّ

من أَن يَمْتَلئَ شِعْراً. الرَّهابةُ، بالفتح: غُضْرُوفٌ، كاللِّسان،

مُعَلَّق في أَسْفَلِ الصَّدْرِ، مُشْرِفٌ على البطن. قال الخطابي: ويروى بالنون، وهو غَلَط. وفي الحديث: فَرَأَيْتُ السَّكاكِـينَ تَدُورُ بين رَهابَتِه ومَعِدَتِه. ابن الأَعرابي: الرَّهابةُ طَرَفُ الـمَعِدة، والعُلْعُلُ: طَرَفُ الضِّلَع الذي يُشْرِفُ على الرَّهابةِ. وقال ابن شميل: في قَصِّ الصدْرِ رَهابَتُه؛ قال: وهو لِسانُ القَصِّ من أَسْفَل؛ قال: والقَصُّ مُشاشٌ. وقال أَبو عبيد في باب البَخِـيل: يُعْطِـي من غير طَبْعِ جُودٍ؛ قال أَبو زيد: يقال في مثل هذا: رَهْباكَ خَيرٌ من رَغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ من حُبّه،

وأَحْرَى أَن يُعْطِـيَكَ عليه. قال: ومثله الطَّعْنُ يَظْأَرُ غيره.

ويقال: فَعَلْتُ ذلك من رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك، والرُّغْبَـى الرَّغْبةُ.

قال ويقال: رُهْباكَ خيرٌ من رُغْباكَ، بالضم فيهما.

ورَهْبَى: موضعٌ. ودارةُ رَهْبَـى: موضع هناك. ومُرْهِبٌ: اسم.

رهب
: (رَهِبَ كَعَلِمَ) يَرْهَبُ (رَهْبَةً ورَهْباً بالضمِّ والفَتْحِ و) رَهَباً (بالتَّحْرِيكِ) أَيْ أَنَّ فيهِ ثَلاَثَ لُغَاتٍ (ورُهْبَاناً بالضَّمِّ، ويُحَرَّكُ الأَخِيرَانِ نَقَلَهُمَا الصّغَانيّ أَي (خَافَ) أَوْ مَعَ تَحَرّزٍ، كَمَا جَزَمَ بِهِ صَاحب (كَشف الكشَّاف) ، ورَهِبَهُ رَهْباً: خَافَهُ (والاسْمُ) : الرُّهْبُ بالضَّمِّ و (الرَّهْبَى) بالفَتْحِ (ويُضَمُّ ويُمَدَّانِ، ورَهَبُوتَى وَرَهَبُوتٌ مُحَرَّكَتَيْنِ) يُقَال: رَهَبُوتٌ (خَيْرٌ مِن رَحَمُوتٍ، أَيْ لأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ) ومِثْلُهُ: رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ، قَالَه المَيْدَانِيُّ، وَقَالَ المُبَرِّدُ رَهَبُوتَى خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتَى، وَقَالَ اللَّيْث: الرَّهْبُ جَزْمٌ لُغَةٌ فِي الرَّحَبِ، قَالَ: والرَّهْبَى اسْمٌ مِنَ الرَّهَبِ تقولُ الرَّهْبَى مِنَ اللَّهِ والرَّغْبَى إِلَيْهِ (وأَرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَه؛ أَخَافَهُ) وفَزَّعَهُ، واسْتَرْهَبَهُ: اسْتَدْعَى رَهْبَتَهُ حَتَّى رَهِبَهُ النَّاسُ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قولُه عَزَّ وجَلَّ {2. 037 واسترهبوهم وجاؤوا بِسحر عَظِيم} (الأَعراف: 116) أَي أَرْهَبُوهُمْ (وتَرَهَّبَهُ) غَيْرُه إِذا (تَوَعَّدَهُ) ، والرَّاهِبَةُ: الحَالَةُ الَّتِي تُرْهِبُ أَيْ تُفْزِعُ.
(والمَرْهُوبُ: الأَسَدُ، كالرَّاهِبِ، و) المَرْهُوبُ (: فَرَسُ الجُمَيْحِ بنِ الطَّمَّاحِ) الأَسَدِيّ.
(والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ) وَقيل: التَّعَبُّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، وقَدْ تَرَهَّبَ الرَّجُلُ إِذا صَارَ رَاهِباً يَخْشَى اللَّهَ تعالَى:
(و) رَهَّبَ الجَمَلُ نَهَضَ ثُمَّ بَرَكَ مِنْ ضَعْفٍ بِصُلْبِهِ.
و (الرَّهْبُ) كالرَّهْبَى (: النَّاقَةُ المَهْزُولَةُ) جِدًّا، قَالَ الشَّاعِر:
وأَلْوَاحُ رَهْبٍ كَأَنَّ النُّسُو
عَ أَثْبَتْنَ فِي الدَّفِّ مِنْهُ سِطَارَا
وَقَالَ آخَرُ:
ومِثْلِكَ رَهْبَى قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً
تُقَلِّبُ عَيْنَيْهَا إِذَا مرَّ طَائِرُ
وَقيل: رَهْبَى هَا هُنَا اسمُ ناقَةٍ وإِنَّمَا سَمَّاهَا بذلك، (أَو) الرَّهْبُ: (الجَمَلُ) الَّذِي اسْتُعْمِلَ فِي السَّفَرِ وكَلَّ، وَقيل: هُوَ الجَمَلُ (العَالِي) ، والأُنْثَى رَهْبَة، (وأَرْهَبَ) الرَّجُلُ إِذَا (رَكِبَهُ) ، ونَاقَةٌ رَهْبٌ: ضَامِر، وقيلَ: الرَّهْبُ: العَرِيضُ العِظَامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ، قَالَ:
(و) رَهْبٌ كَبُنْيَانِ الشَّآمِيِّ أَخْلَقُ.
(و) الرَّهْبُ: السَّهْمُ الرَّقِيقُ، وقيلَ العَظِيمُ، والرَّهْبُ (: النَّصْلُ الرَّقِيق) مِنْ نِصَالِ السِّهَامِ (ج) رِهَابٌ (كِحِبَالٍ) قَالَ أَبو ذُؤَيب: قَدْ نَالَهُ رَبُّ الكِلاَبِ بِكَفِّهِ
بِيضٌ رِهَابٌ رِيشُهُنَّ مُقَزَّعُ
(و) الرَّهَبُ (بِالتَّحْرِيكِ: الكُمّ) بِلُغَةِ حِمْيَرَ، قَالَ الزمخشريّ: هُوَ مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ، وصَرَّح فِي الجمهرة أَنَّهُ غير ثَبَتٍ، نقلَه شيخُنَا، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ أَبُو إِسحاقَ الزجَّاجُ: قولُه جَلَّ وعَزَّ: {2. 037 واضمم اليك جناحك من الرهب} (الْقَصَص: 32) والرُّهْب، إِذَا جَزَمَ الهَاءَ ضَمَّ الرَّاءَ وإِذَا حَرَّكَ الهَاءَ فَتَحَ الرَّاءَ، ومَعْنَاهُمَا واحدٌ، مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ، قَالَ: ومَعْنَى جَنَاحكَ هَا هُنَا يقالُ: العَضُدُ، ويقالُ: اليَدُ كُلُّهَا جَنَاحٌ، قَالَ الأَزهريّ: وَقَالَ مُقَاتِلٌ فِي قَوْله (مِنَ الرَّهبِ) هُو كِمُّ مِدْرَعَتِهِ، قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ صَحِيحٌ فِي العربيةِ، والأَشْبَهُ بسِيَاقِ الكَلاَمِ والتفسيرِ واللَّهُ أَعلمُ بِمَا أَرادَ، وَيُقَال: وَضَعْتُ الشَّيْءَ فِي رُهْبِي، بالضَّمِّ، أَي فِي كُمِّي، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: يُقَالُ لِكُمِّ القمِيصِ: القُنّ والرُّدْنُ والرَّهَبُ والخِلاَفُ.
(و) الرَّهَابَةُ (كالسَّحَابَةِ ويُضَمُّ، وشَدَّدَ هَاءَهُ الحِرْمَازِيُّ) أَي مَعَ الفَتْحِ والضَّمِّ كَمَا يُعْطِيهِ الإِطْلاَقُ (: عَظْمٌ) وَفِي غَيْرِهِ مِن الأُمَّهَاتِ: عُظَيْم، بالتَّصْغِيرِ (فِي الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلى البَطْنِ) قَالَ الجوهريُّ وابنُ فارِسٍ: مثْلُ اللِّسَانِ، وَقَالَ غيرُه: كأَنَّهُ طَرَفُ لسَانِ الكَلْبِ (ج) رَهَابٌ، (كَسَحَابٍ) وَفِي حَدِيث عَوْفِ بنِ مالِكٍ (لأَنْ يَمْتَلِىءَ مَا بَيْنَ عَانَتِي إِلَى رَهَابَتِي قَيْحاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن يمْتَلِىءَ شِعْراً) الرَّهَابَةُ: غُضْرُوفٌ كاللِّسَانِ مُعَلَّقٌ فِي أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلَى البطْنِ، قالَ الخَطَّابِيُّ: ويُرْوَى بِالنُّونِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَفِي الحَدِيث (فَرَأَيْتُ السَّكَاكِينَ تَدُورُ بَيْنَ رَهَابَتِهِ ومَعِدَتِهِ) وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الرَّهَابَةُ: طَرَفُ المَعِدَةِ، والعُلْعُلُ: طَرَفُ الضِّلَعِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الرَّهَابَةِ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْل:فِي قَصِّ الصَّدْرِ: رَهَابَتُه، قَالَ وَهُوَ لِسَانُ القَصِّ مِنْ أَسْفَلَ، قَالَ: والقَصُّ مُشَاشٌ.
(والرَّاهِبُ) المُتَعَبِّدُ فِي الصَّوْمَعَةِ، (وَاحِدُ رُهْبَانِ النَّصَارَى، ومَصْدَرُه: الرَّهْبَةُ والرَّهْبَانِيَّةُ) جَمْعُهُ الرُّهْبَانُ، والرَّهَابِنَةُ خَطَأٌ، (أَو الرُّهْبَانُ بالضَّمِّ قَدْ يَكُونُ وَاحِداً) كَمَا يَكُونُ جَمْعاً، فَمَنْ جَعَلَهُ وَاحِداً جَعَلَهُ عَلَى بِنَاءِ فُعْلاَنٍ، أَنشد ابْن الأَعْرَابيّ:
لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبَانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ
لانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ يَسْعَى فَنَزَلَ
قَالَ وَوَجْهُ الكَلاَمِ أَنْ يَكُونَ جَمْعاً بالنُّونِ، قَالَ وإِن (ج) أَيْ جَمَعْتَ الرُّهْبَانَ الوَاحدَ (رَهَابِين ورَهَابِنَة) جَازَ (و) إِن قلتَ: (رَهْبَانُونَ) كانَ صَوَابا، وَقَالَ جَرِيرٌ فيمَنْ جَعَلَ رُهْبَان جَمْعاً:
رِحْبَانُ مَدْيَنَ لَوْ رَأَوْكِ تَنَزَّلُوا
والعُصْمُ مِنْ شَعَفِ العُقُولِ الفَادِر
يُقَال: وَعِلٌ عَاقِلٌ: صَعِدَ الجَبَل، والفَادِرُ: المُسِنُّ مِنَ الوُعُولِ، وَفِي التَّنْزِيل: {وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (الْحَدِيد: 27) قَالَ الفَارِسِيّ: رَهْبَانِيَّةً مَنْصُوبٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، كَأَنَّهُ قالَ: وابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا، وَلاَ يَكُونُ عَطْفاً على مَا قَبْلَهُ مِنَ المَنْصُوبِ فِي الْآيَة لأَنَّ مَا وُضِعَ فِي القَلْبِ لَا يُبْتَدَعُ، قَالَ الفارِسيّ: وأَصْلُ الرَّهْبَانِيَّة مِنَ الرَّهْبَةِ، ثُمَّ صارتِ اسْماً لِمَا فَضَلَ عَن المِقْدَارِ وأَفْرَطَ فِيهِ، وَقَالَ ابْن الأَثير: والرَّهْبَانِيةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الرَّهْبَنَةِ بِزِيَادَةِ الأَلِفِ، والرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ مِنَ الرَّهْبَةِ، أَو فَعْلَلَةٌ عَلَى تقْدِيرِ أَصْلِيَّةِ النُّونِ، (و) فِي الحَدِيث ((لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلاَمِ)) والرِّوَايَةُ (لاَ زِمَامَ وَلاَ خِزَامَ وَلاَ رَهْبَانِيَّةَ وَلاَ تَبَتُّلَ وَلاَ سِيَاحَةَ فِي الإِسْلاَمِ) (هِيَ كَالاخْتِصَاءِ واعْتِنَاقِ السَّلاَسِلِ) مِنَ الحَدِيدِ (ولُبْسِ المُسُوحِ وتَرْكِ اللَّحْمِ) ومُوَاصَلَةِ الصُّومِ (ونَحْوِهَا) مِمَّا كانتِ الرَّهَابِنَةُ تَتَكَلَّفُهُ، وقَدْ وَضَعَه اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَانُوا يَتَرَهَّبُونَ بالتَّخَلِّي من أَشْغَالِ الدُّنْيَ، وتَرْكِ مَلاَذِّهَا، والزُّهْدِ فِيهَا والعُزْلَةِ عَن أَهْلِهَا، وتَعَمُّدِ مَشَاقِّهَا، وَفِي الحَدِيث (عَلَيْكُم بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي) .
(و) عنِ ابْن الأَعرابيُّ (أَرْهَبَ) الرَّجُلُ، إِذَا (طَالَ) رَهَبُهُ، أَيْ (كُمُّهُ) .
(والأَرْهَابُ، بالفَتْحِ: مَا لاَ يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ) كالبُغَاث.
(و) الإِرْهَابُ (بالكَسْرِ) ؛ الإِزعاجُ والإِخَافَةُ، تقولُ: ويَقْشَعِرُّ الإِهَابُ إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ، إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ، والإِرْهَابُ أَيْضاً (: قَدْعُ الإِبِلِ عَن الحَوْضِ) وذِيَادُهَا، وَقد أَرهب وَهُوَ مجازٌ، وَمن المَجَازِ أَيضاً قَوْلُهُمْ: لَمْ أَرْهبْ بك أَي لَم أَسْتَرِبْ، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) رَهْبَى (كَسَكْرَى: ع) قَالَ ذُو الرُّمَّة:
بِرَهْبَى إِلَى رَوْضِ القِذَافِ إِلَى المِعَى
إِلَى وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا ومَجَالُهَا
ودَارَةُ رَهْبَى: مَوْضعٌ آخَرُ.
(وسَمَّوْا رَاهِباً ومُرْهِباً كَمُخْسِنٍ ومَرْهُوباً) وأَبُو البَيَانِ نَبَأُ بنُ سَعْدِ اللَّهِ بنِ رَاهِبٍ البَهْرَانِيُّ الحَمَوِيُّ، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبي عَليِّ بنِ أَبِي الفَتْحِ بنِ الآمديِّ البَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِيّ الدَّارِ الرَّسَّامُ، مُحَدِّثَانِ، سَمِعَ الأَخِيرُ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي الحُسَيْنِ بنِ المَوَازِينِيّ وغَيْرِه، ذَكَرَهُمَا أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونِيّ فِي ذَيْلِ الإِكْمَالِ. ودَجَاجَةُ بن زُهْوِيّ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْهُوبِ بنِ هاجِرِ بن كَعْبِ بنِ بِجَالَة: شَاعِرٌ فَارِس.
والرَّاهِبُ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ، إِحْدَاهُمَا فِي المنُوفِيَّةِ والثَّانِيَةُ فِي البُحَيْرَةِ.
وحَوْضُ الرَّاهِبِ: أُخْرَى مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ.
وكَوْمُ الرَّاهِبِ فِي البَهْنَسَاوِيَّةِ.
والرَّاهِبَيْنِ، بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ، مِنَ الغَرْبِيَّةِ.
(و) الرَّهْبُ: النَّاقَةُ الَّتِي كَلَّ ظَهْرُهَا، وحُكِيَ عَن أَعرابِيَ أَنَّه قَالَ: (رَهَّبَتِ النَّاقَةُ تَرْهِيباً) ويُوجَدُ فِي بَعْضِ الأُصُولِ ثِلاَثِيًّا مُجَرَّداً (فَقَعَد) عَلَيْهَا (يُحَايِيهَا) من المُحَايَاةِ، أَي (جَهَدَهَا السَّيْرُ فَعَلَفَهَا) وأَحْسَنَ إِلَيْهَا (حَتَّى ثَابَتْ) : رَجَعَتْ (إِلَيْهَا نَفْسُهَا) ، ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) .

رهب

1 رَهِبَ, aor. ـَ inf. n. رَهَبٌ (S, A, * Msb, K) and رُهْبٌ (S, K) and رُهُبٌ (Ksh and Bd in xxviii. 32) and رَهْبٌ (K) and رَهْبَةٌ, (S, A, * K,) or this is a simple subst, (Msb,) and رُهْبَانٌ and رَهَبَانٌ, (K,) He feared: (S, A, Msb, K:) or he feared with caution. (TA.) You say, فِى قَلْبِى مِنْهُ رَهْبَةٌ and رَهَبٌ [In my heart is fear, or cautious fear, of him, or it]. (A.) b2: And رَهِبَهُ, inf. n. رَهْبَةٌ (JK, Mgh) and رُهْبَةٌ and رُهْبٌ and رَهَبٌ; (JK;) [and app. رَهِبَ مِنْهُ, as seems to be indicated above;] He feared him, or it; (JK, Mgh;) [or feared him, or it, with caution;] namely, a thing. (JK.) A2: See also the next paragraph, in two places.2 رَهَّبَ see 4. b2: [Hence, رهّبهُ عَنْ كَذَا, inf. n. تَرْهِيبٌ, He made him to have no desire for such a thing; to relinquish it, or abstain from it; contr. of رَغَّبَهُ فِيهِ: used in this sense by postclassical writers, and perhaps by classical authors also. b3: And رهّبهُ He made him a رَاهِبِ, or monk: in this sense likewise used by post-classical writers; and mentioned by Golius as so used in El-Mekeen's History.]

A2: رَهَّبَ, said of a man, He was, or became, fatigued, tired, weary, or jaded. (JK.) And رهب, [so in the TA, app. رَهَّبَ, but perhaps ↓ رَهَبَ, without teshdeed,] said of a camel, He rose, and then lay down upon his breast, by reason of weakness in his back-bone. (TA.) You say also, رَهَّبَتِ النَّاقَةُ فَقَعَدَ يُحَايِيهَا, (K, TA,) [or, accord. to some copies of the K, يُحَابِيهَا,] inf. n. تَرْهِيبٌ, (K,) but in some copies the verb is an unaugmented triliteral, [app. ↓ رَهَبَت,] (TA,) The she-camel was fatigued, or jaded, by travel, so he sat feeding her and treating her well until her spirit returned to her. (K, * TA.) A3: رُهِّبَ It (an iron head or blade of an arrow &c.) was rubbed [app. so as to be made thin: see رَهْبٌ]. (JK.) 4 ارهبهُ (JK, S, A, K) and ↓ استرهبهُ (S, A, K) He, or it, frightened him, or caused him to fear; (S, K;) as also ↓ رهّبهُ: (MA:) or disquieted him, or agitated him, by frightening. (A.) You say, يَقْشَعِرُّ الإِهَابُ إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ [The skin quivers when frightening befalls from him]. (A, TA.) And أَرْهَبَ النَّاسَ عَنْهُ بَأْسُهُ وَنَجْدَتُهُ (tropical:) [His valour and courage frightened men away from him]. (A.) And لَمْ أُرْهَبْ بِكَ [lit. I was not frightened by thee]; meaning (tropical:) I did not see in thee what induced in me doubt, or suspicion, or evil opinion. (A, TA.) And ارهب الإِبِلَ, (JK, A,) inf. n. إِرْهَابٌ, (JK, K,) (tropical:) He drove away, (A,) or repelled, (JK,) or withheld, (K,) the camels, (JK, A, K,) عَنِ الحَوَضِ [from the watering-trough or tank]. (A, K.) A2: ارهب (said of a man, TA) also signifies He rode a camel such as is termed رَهْب. (K.) A3: Also He was, or became, long in the رَهَب, i. e. sleeve. (IAar, K. *) 5 ترهّب He (a man) became a رَاهِب [or monk], fearing God, or fearing God with reverence or awe: (TA:) or he devoted himself to religious services or exercises (JK, S, A, K) in his صَوْمَعَة [or cell]: (A:) or he (a monk) detached himself [from the world. or became a recluse,] for the purpose of devoting himself to religious services or exercises. (Msb.) A2: ترهّبهُ He threatened him. (K.) 10 استرهبهُ He called forth fear of him, so that men feared him. (TA.) وَاسْتَرْهَبُوهُمْ, in the Kur [vii. 113], has been expl. as meaning and they called forth fear of them, [i. e. of themselves,] so that men feared them. (TA.) b2: See also 4.

رَهْبٌ An emaciated she-camel; (As, S, K;) or so [the fem.] رَهْبَةٌ: (JK:) or the former, a she-camel much emaciated; as also ↓ رَهْبَى; or, as some say, this last, occurring in a verse, is the name of a particular she-camel: and the first also signifies a she-camel lean, and lank in the belly: (TA:) or tall; applied to a he-camel; (K;) fem. with ة: (TA:) or one that has been used in journeying, and has become fatigued, or jaded; (JK, TA;) fem. with ة: and ↓ رَهْبَآءُ signifies a she-camel fatigued, or jaded: and the first, a he-camel large, wide in the belly-girth, broad in make between the shoulder-joints: (JK:) or wide in the bones, broad in make between the shoulder-joints. (TA.) b2: Also A slender arrow: or a great arrow: (TA:) and a thin iron head or blade (S, K, TA) of an arrow: (S, TA:) pl. رِهَابٌ. (S, K.) رُهْبٌ: see what next follows, in two places.

رَهَبٌ (Zj, K, TA) and ↓ رُهْبٌ (Zj, TA) A sleeve: (T, K:) accord. to Z, (TA,) of the dial. of Himyer; but one of the innovations of the expositions [of the Kur-án]: (Ksh in xxviii. 32, and TA: [not, as Golius says, referring to the Ksh as his authority, of the dial. of the Arabs of El-Heereh:]) said in the JM to be not of established authority: but signifying thus accord. to AA: and so accord. to Zj, (L, TA,) and Mukátil, (T, L, TA,) in the Kur xxviii. 32; [though generally held to be there, accord. to all the various readings, (which are الرَّهَب and الرُّهْب and الرُّهُب and الرَّهْب,) an inf. n. of رَهِبَ;] and Az says that this is a correct meaning in Arabic, and the most agreeable with the context. (L, TA.) One says, ↓ وَضَعْتُ الشَّىْءَ فِى رُهْبِى, meaning I put the thing in my sleeve [to carry it therein, as is often done] (TA.) رَهْبَةٌ: see what next follows: b2: and see also رَهْبَانِيَّةٌ.

رَهْبَى and ↓ رُهْبَى and ↓ رَهْبَآءُ and ↓ رُهْبَآءٌ [which last I write with tenween accord. to a general rule applying to words of the measure فُعْلَآء] and ↓ رَهَبُوتٌ and ↓ رَهَبُوتَى, each a simple subst., (K,) as also ↓ رَهْبَةٌ, (Msb, [but accord. to the S and K, this last is an inf. n. of رَهِبَ,]) signifying Fear: (Msb, K:) or fear with caution. (TA.) One says, رَهَبُوتٌ ↓ خَيْرٌ مِنْ رَحَمْوتٍ , (S, Meyd, K,) or, accord. to Mbr, رَهَبُوتى ↓ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتَى , (Meyd,) [Fear is better than pity, or compassion,] meaning thy being feared is better than thy being pitied, or compassionated: (S, Meyd, K:) a proverb. (Meyd. [See 1 in art. رغب.]) And ↓ رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ, a similar prov. [expl. voce رَغِبَ]. (Meyd.) And الرُّهْبَى مِنَ اللّٰهِ والرُّغْبَى إِلَيْهِ [also expl. voce رَغِبَ]. (Lth, TA.) A2: For the first word, see also رَهْبٌ.

رُهْبَى: see the next preceding paragraph, in three places.

رَهْبَآءُ: see رَهْبَى: A2: and see also رَهْبٌ.

رُهْبَآءٌ: see رَهْبَى.

رَهْبَانُ Excessively fearful. (Bd in lvii. 27.) رَهْبَنَةٌ: see رَهْبَانِيَّةٌ.

رَهَبُوتٌ: see رَهْبَى, in two places.

A2: Also Fearful; applied to a man. (S.) رَهَبُوتَى: see رَهْبَى, in two places.

رَهْبَانِيَّةٌ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) written in an exposition of the Makámát [of El-Hareeree] without teshdeed, (Mgh,) [Monkery; asceticism; the life, or state, of a monk or an ascetic;] the state of a رَاهِب, (A, Msb,) or Christian devotee; (Mgh;) the masdar of رَاهِبٌ, (JK, S, K,) as also ↓ رَهْبَةٌ: (S, K:) or it is originally from الرَّهْبَةُ; and by a secondary application is used as a noun signifying excess, or extravagance: (AAF, TA:) or it is from ↓ رَهْبَنَةٌ, [which has the same signification, of the measure فَعْلَنَةٌ from رَهْبَةٌ, or فَعْلَلَةٌ on the supposition that the ن is a radical letter: (IAth, TA:) or it signifies excess in religious services or exercises, and discipline, and the detaching oneself from mankind; and is from رَهْبَانُ, signifying “excessively fearful:” so in the Kur lvii. 27; where it is said, وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا, (Bd,) meaning وَابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا [and they innovated excess &c.: they innovated it]: (AAF, Bd, TA:) and some read with damm, [رُهْبَانِيَّةً,] as though from رُهْبَانٌ, pl. of رَاهِبٌ. (Bd.) It is said in a trad., (TA,) لَا رَهْبَانِيَّةَ فِى

الإِسْلَامِ [There is no monkery in El-Islám]; i. e., no such thing as the making oneself a eunuch, and putting chains upon one's neck, and wearing garments of hair-cloth, and abstaining from flesh-meat, and the like. (K.) And in another trad., عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رُهْبَانِيَّةُ أُمَّتِى [Keep ye to the waging of war against the unbelievers, for it is the asceticism of my people]. (TA.) رَهَابٌ and رُهَابٌ: see what next follows.

رَهَابَةٌ (S, K) and رُهَابَةٌ and ↓ رَهَّابَةٌ and رُهَّابَةٌ accord. to El-Hirmázee, (K, TA,) [The ensiform cartilage, or lower extremity of the sternum;] a certain bone, (S, K,) or small bone, (TA,) in the breast, impending over the belly, (S, K, TA,) resembling the tongue, (S,) or like the extremity of the tongue of the dog: (TA:) or a certain cartilage, resembling the tongue, suspended in the lower part of the breast, impending over the belly: (TA:) the tongue of the sternum, at the lower part: (ISh, TA:) or, accord. to IAar, the extremity of the stomach: (TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ رَهَابٌ [and رُهَابٌ]. (K.) رَهَّابَةٌ and رُهَّابَةٌ: see what next precedes.

رَاهِبٌ Fearing; [or a fearer; or fearing with caution; or a cautious fearer;] as in the phrase هُوَ رَاهِبٌ مِنَ اللّٰهِ [He is one who fears God; or a fearer of God; &c.]: whence the signification next following. (Msb.) b2: A Christian [monk, ascetic, religious recluse, or] devotee; (Mgh, Msb;) one who devotes himself to religious services or exercises, in a صَوْمَعَة [or cell]; (TA;) one of the رُهْبَان of the Christians: (S, K:) [i. e.] the pl. is رُهْبَانٌ (A, Mgh, Msb) and رَهَبَةٌ; (A;) or, sometimes, رُهْبَانٌ is a sing.; (K;) as in the following ex., cited by IAar: لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبَانَ دَيْرٍ فِى القُلَلْ لَانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ يَسْعَى فَنَزَلْ [If she spoke to a Christian monk in a monastery among the summits of a mountain, the Christian monk would come down running, and so descend]: but he says that the approved way is to use it as a pl.: (TA:) and رَهَابِينُ is a pl. (A, Msb, K) of رُهْبَانٌ, (K,) and رَهَابِنَةٌ is another pl. (A, K) of the same, and so is رُهْبَانُونَ. (K.) A2: See also مَرْهُوبٌ.

رَاهِبَةٌ A state, or condition, that frightens. (TA.) أَرْهَابٌ Birds that are not rapacious; that do not prey. (K.) [App. so called because timid; as Golius supposes.]

مُرَهِّبٌ, applied to a she-camel, [though of a masc. form,] Fatigued in her back. (TA. [See its verb, 2.]) مَرْهُوبٌ Feared: (Mgh, Msb:) [or feared with caution:] applied to God. (Msb.) In the phrase لَبَّيْكَ مَرْهُوبٌ وَمَرْغُوبٌ إِلَيْكَ [At thy service time after time: Thou art feared, and petitioned, or supplicated with humility, &c.], it is in the nom. case as the enunciative of an inchoative [أَنْتَ] suppressed. (Mgh.) b2: [Hence,] المَرْهُوبُ, as also ↓ الرَّاهِبُ, [the latter in this case being like رَاضٍ in the sense of مَرْضِىٌّ,] The lion. (K.)

رغب

ر غ ب: (رَغِبَ) فِيهِ أَرَادَهُ وَبَابُهُ طَرِبَ وَ (رَغِبَهُ) أَيْضًا وَ (ارْتَغَبَ) فِيهِ مِثْلُهُ وَ (رَغِبَ) عَنْهُ لَمْ يُرِدْهُ. وَيُقَالُ: (رَغَّبَهُ) فِيهِ (تَرْغِيبًا) وَ (أَرْغَبَهُ) فِيهِ أَيْضًا. 
ر غ ب : رَغِبْتُ فِي الشَّيْءِ وَرَغِبْتُهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضًا إذَا أَرَدْتَهُ رَغَبًا بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِهَا وَرَغْبَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَرَغْبَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَرَغِبْتُ عَنْهُ إذَا لَمْ تُرِدْهُ وَالرَّغِيبَةُ الْعَطَاءُ الْكَثِيرُ وَالْجَمْعُ الرَّغَائِبُ وَالرَّغْبَةُ الْهَاءُ لِتَأْنِيثِ الْمَصْدَرِ وَالْجَمْعُ رَغَبَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَرَجُلٌ رَغِيبٌ وِزَانُ شَرِيفٍ وَكَرِيمٍ أَيْ ذُو رَغْبَةٍ فِي كَثْرَةِ الْأَكْلِ وَإِذَا أُرِيدَ الْمُبَالَغَةُ كُسِرَ وَثُقِّلَ . 
(رغب)
فلَان رغبا ورغبة ورغبة حرص على الشَّيْء وطمع فِيهِ وَإِلَيْهِ ابتهل وضرع وَطلب وَيُقَال رغب إِلَيْهِ فِي كَذَا وَكَذَا سَأَلَهُ إِيَّاه وَعَن الشَّيْء تَركه مُتَعَمدا وزهد فِيهِ وبنفسه عَن الشَّيْء ترفع عَنهُ وبنفسه عَن فلَان رأى لنَفسِهِ عَلَيْهِ فضلا وبفلان عَن كَذَا ربأ بِهِ عَنهُ وَكَرِهَهُ لَهُ وَيُقَال رغب رَأْيه أحسن الرغب كَانَ سخيا وَاسع الرَّأْي وَالشَّيْء وَفِيه أَرَادَ

(رغب) رغبا ورغابة اتَّسع وَعظم يُقَال رغب الْوَادي وَفُلَان اشْتَدَّ نهمه وَكثر أكله فَهُوَ رغيب ورغيب وَهِي رغيبة وَالْأَرْض كَانَت رغابا
(رغب) - في حديث حُذَيْفَة، رضي الله عنه: " ظَعَن أبو بكر، رضي الله عنه، ظَعْنةً رغِيبَةً بهم - أي بالناس - ثم ظَعَن عُمَرُ، رضي الله عنه، بهم كَذَلِك".
: أي سار. والرَّغِيبَة: الواسِعَة الكثيرة، قال الحَربىُّ: وهو تَسْيِيرُه إيَّاهم إلى الشَّام، وفَتحُه إيَّاهَا بهم، وكذلك تَسْيِيرهُم عُمر، رضي الله عنه، إلى العِراقِ وفَتْحها بِهِم.
- في الحديث: "أَفضلُ العَمَل مَنْحُ الرِّغاب، لا يعَلَم حُسْبان أَجرِها إلا الله عَزَّ وجَلّ".
الرِّغاب: الِإبل الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثِيرةُ النَّفعِ، حمع الرَّغِيبِ، وهو الواسِع. يقال: جَوفٌ رَغِيب، ووادٍ رَغِيب.
(ر غ ب) : (رَغِبَ) فِي الشَّيْءِ رَغَبًا وَرَغْبَةً إذَا أَرَادَهُ (وَرَغِبَ عَنْهُ) لَمْ يُرِدْهُ وَفِي تَلْبِيَةِ ابْنِ عُمَرَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إلَيْك هِيَ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَوْ بِالضَّمِّ وَالْقَصْرِ الرَّغْبَةُ (وَقَوْلُهُ) وَإِنْ أُعْطُوا رَغْبَةً أَيْ مَالًا كَثِيرًا يُرْغَبُ فِيهِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ وَإِنْ رُغِّبَ الْمُسْلِمُونَ (وَالرَّغَائِبُ) جَمْعُ رَغِيبَةٍ وَهِيَ الْعَطَاءُ الْكَثِيرِ وَمَا يُرْغَبُ فِيهِ مِنْ نَفَائِسِ الْأَمْوَالِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) قَلَّتْ رَغَائِبُ النَّاسِ فِيهِ فَالصَّوَابُ رَغَبَاتٌ جَمْعُ رَغْبَةٍ فِي مَعْنَى الْمَصْدَر.
[رغب] رغبت في الشئ، إذا أردتَه، رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثله. ورغبت عن الشئ، إذا لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشئ ورغبني فيه، بمعنىً. ورجلٌ رغبوب من الرَغْبَةِ. والرغيبة: العطاء الكثير، والجمع الرغائب. قال الشاعر :

وإلى الذي يُعْطي الرغائب فارغب  والرغيب: الواسع الجوف، يقال حوضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ. يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد: الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا من مطر كثير. وقد رغبت رغبا.
رغب
أصل الرَّغْبَةِ: السّعة في الشيء، يقال: رَغُبَ الشيء: اتّسع ، وحوض رَغِيبٌ، وفلان رَغِيبُ الجوف، وفرس رَغِيبُ العدو. والرَّغْبَةُ والرَّغَبُ والرَّغْبَى: السّعة في الإرادة قال تعالى:
وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً
[الأنبياء/ 90] ، فإذا قيل: رَغِبَ فيه وإليه يقتضي الحرص عليه، قال تعالى: إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ
[التوبة/ 59] ، وإذا قيل: رَغِبَ عنه اقتضى صرف الرّغبة عنه والزّهد فيه، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ
[البقرة/ 130] ، أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي
[مريم/ 46] ، والرَّغِيبَةُ: العطاء الكثير، إمّا لكونه مَرْغُوباً فيه، فتكون مشتقّة من الرّغبة، وإمّا لسعته، فتكون مشتقّة من الرّغبة بالأصل، قال الشاعر:
يعطي الرَّغَائِبَ من يشاء ويمنع

رغب


رَغِبَ(n. ac. رَغْب
رَغْبَة
رَغْبَى
رُغْب
رُغْبَى
رَغَب
رَغْبَآءُ)
a. [acc.
or
Fī], Wished, desired, longed, craved, yearned for.
b. ['An], Disliked; was disinclined, averse, loath
reluctant to.
c. [Bi & 'An], Preferred to, liked better than.
d.(n. ac. رَغْب
1t. 1ya
رُغْب
رُغْبَة
رُغْبَى
رَغَب
رَغَبَة
رَغَبَاْن
رَغْبَآءُ
رَغْبُوْت
رَغْبُوْتَى) [Ila], Besought, entreated; prayed to, supplicated.

رَغُبَ(n. ac. رُغْب
رُغُب)
a. Was greedy, voracious, gluttonous.
b. Was wide, large, ample, spacious.

رَغَّبَ
a. [acc. & Fī], Made to wish for, inspired with a
liking for.
b. [acc.
or
Ila], Satisfied, contented.
أَرْغَبَa. see II (a)b. Made wide, large &c.; enlargened, widened
amplified.

إِرْتَغَبَa. [Fī]
see I (a)
رَغْبَةa. Wish, desire; longing, craving, yearning.
b. Alacrity, eagerness; diligence, zeal.

رُغْبa. Avidity; voracity, voraciousness, greed; greediness
gluttony.

رُغْبَةa. Wish, request.

رَغِب
(pl.
رُغُب)
a. Wide, large.

رُغُبa. see 3 & 22
رَغَاْبa. Porous, spongy (soil)
رُغَاْبَةa. Knot ( of a sandal ).
رَغِيْب
(pl.
رِغَاْب)
a. Large, wide.
b. Bigbellied; greedy; covetous.

رَغِيْبَة
(pl.
رَغَاْئِبُ)
a. Desire, wish, aim, object (thing).
b. Valuable gift.
رغب: رغب إلى فلان: ابتغى التحالف معه وسعى إليه، ففي كليلة ودمنة (ص23): رغبت إليه المملوك.
رغب إلى فلان: حاول تهدئة غضبه (ابن بدرون ص102).
رغب في بنت: أراد الزواج منها (بوشر).
رغب في الشيء: أهتم به وتمسك به (بوشر).
رغب فلاناً: توسل إليه وسأله عمل شيء (ألكالا)، وفي البكري (ص112): رغبة في الخروج.
رغب لفلان: تدل على نفس معنى رغب إلى فلان (عباد 1: 67)، وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص22 ق): وصنع له السَجَّان ثردة في فرّوج جعل فيها سَمّاً ورغب لعبد السلام أن يأكلها.
رغب بنفسه عنه (انظر لين)، ففي المقري (1: 165): وكان النصارى محصورين في كنيسة وقد خيرهم قائد المسلمين بين الاستسلام والموت فلم يرغبوا في الاستسلام واحترقوا أحياء ((غير أن العلج أميرهم رغب بنفسه عن بليَّتهم - ففرَّ عنه وحده)).
رَغَّب (بالتشديد): شوَّق إلى، جعله يرغب في.
ويرغّب: يتشوق، آخذ بالقلب، مشهٍ (بوشر).
ورغّب: أطمع، أغرى ب (بوشر).
ورغّب: حثّ، حرّض (بوشر).
ورغّب في: حرَّض على، أغرى ب (بوشر).
أرغب، أرغب فلاناً: شَجَّعه، وجرأه على الشيء (معجم الطرائف).
ترغّب في: رغب في (فوك).
ارتغب، ارتغب لِ: استجاب، سمع له (فوك).
رَغِب: حريص (باين سميث 1613).
رَغْبَة، رغبة في: جدّ في السعي لنيل شيء (بوشر).
أهل الرغبة في الدنيا: اللذين يسعون للحصول على متاع الدنيا (المقري 1: 490)، وقد اختصرت في كتاب محمد بن الحارث (ص205) فهو يقول: أهل الرغبة في نفس المعنى.
رَغْبة: تضرع، ابتهال، طلب، صلوات (فوك، ألكالا وفيه رُغْبة).
رَغبة والجمع رَغائب: زيّاح، طواف بأشياء مقدسة داخل الكنيسة أو خارجها (ألكالا).
رَغْبة: شوق إلى التعلم والمعرفة، حب الإطلاع والمعرفة (بوشر)، ورما كان لهذه الكلمة نفس هذا المعنى في عبارة المقري (1: 502): فسمع بمصر من النسائي ومن أحمد بن حماد رغبةً.
رُغْبة (كذا)، رغبة في: اجتهاد، مثابرة، إمعان. ورغبة فيه: اهتماماً وعناية به (بوشر).
رَغْبة عن، رمي بالرغبة عن دينه: اتهم بتركه دينه (تاريخ البربر 1: 366).
رغبةً ورهبةً: طوعاً أو كرهاً، شاء أم أبى، رضىً أو قسراً (عباد 2: 97).
رُغْبة: انظر المادة السابقة.
رغابة: حرص (باين سميث 1613).
رَغِيبَة، حق الرغائب: علبة الأشياء المقدسة (ألكالا).
راغب: كثر الابتهال والتضرع (ألكالا).
راغب: محب المعرفة والإطلاع، نقاف (بوشر).
أَرْغب: مثير الرغبة (معجم الماوردي).
(ر غ ب)

الرَّغْب، والرُّغْب، والرَّغَب، والرَّغْبة، والرَّغَبوت، والرُّغْبى، والرُّغْبى، والرُّغْباء: الضراعة وَالْمَسْأَلَة.

وَقد رَغب إِلَيْهِ، ورَغبه هُوَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

إِذا مَالَتْ الدُّنيا على الْمَرْء رغبَّت إِلَيْهِ وَمَال النَّاس حَيْثُ يمِيل

ورغّبه: أعطَاهُ مَا رَغب، وَقَالَ ساعدةُ بن جُؤية:

لقُلت لدَهري إِنَّه هُوَ غَزْوتي وَإِنِّي وَإِن رَغَّبتي غير فَاعل

ودعا الله رَغبة، ورُغبة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

ورَغب فِي الشَّيْء، رَغْباً، ورَغْبَة، ورَغْبى، ورَغَباً: أَرَادَهُ.

والرَّغيبة: الْأَمر المرغوب فِيهِ.

ورَغِب عَن الشَّيْء: تَركه مُتَعَمدا.

وَرغب بِنَفسِهِ عَنهُ: رأى لنَفسِهِ عَلَيْهِ فضلا.

والرُّغْب: كَثْرَة الْأكل وَشدَّة النهمة والشره، وَفِي الحَدِيث: " الرُّغْب شُؤْم ". وَقد رَغُب رُغُباً ورغبا، فَهُوَ رَغيب.

وَأَرْض رَغَابٌ، ورُغب: تَأْخُذ المَاء الْكثير، وَلَا تسيل إِلَّا من مطر كثير.

وَقيل: وَهِي اللينة الواسعة الدمثة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَاد رغيب: ضخم كثير الاخذ.

وَقد رَغُب رُغْبا ورُغُبا.

وكل مَا اتَّسع، فقد رَغُب رُغْباً.

ووادٍ رُغُبٌ: وَاسع.

وَطَرِيق رَغِبٌ، كَذَلِك.

وَالْجمع: رُغُبٌ، قَالَ الحطيئة:

مستهلك الوِرد كالأُستِيّ قد جَعلتْ أَيدي الْمطِي بِهِ عَادِية رُغُبَا

ويُروى: رُكبا، جمع: ركُوب، وَهِي الطَّرِيق الَّتِي بهَا آثَار.

وحمْلٌ رغيب، ومُرتغب: ثقيل، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

تَحوَّبُ قد ترى أَنِّي لحَمْل على مَا كَانَ مُرتغِب ثقيل

وَفرس رَغيب الشَّحوة: كثير الاخذ من الأَرْض بقوائمه، وَالْجمع: رغَاب.

وَرجل مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غنيٌّ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

أَلا لَا يَغُرَّنَّ امْرأ من سَوامِه سوامُ أخٍ دانيِ القَرابة مُرْغِبِ

والرُّغْبانة، من النَّعل: العُقدة الَّتِي تَحت الشِّسع.

وراغب، ورُغَيب، ورَغْبان، أَسمَاء.

ورَغباء: بِئْر مَعْرُوفَة، قَالَ كثير عزة:

إِذا وَردت رَغباء فِي يَوْم وردهَا قَلُوصي دَعَا أعطاشه وتَبل! َدا

والمِرْغابُ: نَهر بِالْبَصْرَةِ.

ومَرْغابين: مَوضِع. 
رغب
رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في يَرغَب، رَغْبًا ورَغَبًا ورَغْبةً ورُغْبةً، فهو راغِب، والمفعول مَرْغوب
• رغِب الشَّيءَ/ رغِب في الشَّيء: أراده وحرَص عليه وطمِع فيه وأحبَّه "رغِب الزواجَ/ في الزواج- رغِب في فلانة: أراد الزَّواج منها- كل ممنوع مرغوب [مثل]: التَّعبير عن
 ميل الإنسان إلى الأشياء الممنوعة- والنفس راغبة إذا رغَّبتها ... وإذا تُردّ إلى قليل تقنعِ- {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}: طمعًا ورجاءً ومحبّةً" ° شَخْصٌ غير مرغوب فيه: عبارة تستعمل غالبًا عند طرد موظف دبلوماسيّ- شيءٌ مرغوب فيه: موضع طلب كثير.
• رغِبَ إليه:
1 - ترجَّاه، ابتهل وتضرّع إليه " {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} ".
2 - ابتغى التحالف معه وسعى إليه.
• رغِب بنفسه عن الشَّيء: رَبَأ بها عنه؛ ترفَّع عنه "رغِب بنفسه عما يُغضِب الله- {وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ} " ° رغِب به عن غيره: فضَّله عليه.
• رغِب عن الشَّيء: ترَكه وزهِد فيه "رغِب عن الرذائل- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} ". 

رغَّبَ ُيُرغِّب، ترغيبًا، فهو مُرغِّب، والمفعول مُرغَّب
• رغَّبه في الجهاد: جعله يريده ويحرص عليه "رغَّبه في الخير/ طلب العلم/ صحبته- فظاظة طبعه لا ترغِّب الناس فيه- {وَإِلَى رَبِّكَ فَرَغِّبْ} [ق]: حبِّب". 

رَغْب [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في ° فعلَه رَغْبًا لا رَهْبًا: بنفسٍ راضية واقتناع وليس عن خوف أو إجبار. 

رَغَب [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في. 

رَغْبة [مفرد]: ج رَغَبات (لغير المصدر) ورَغْبات (لغير المصدر):
1 - مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في.
2 - اسم مرَّة من رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في: نزوع تلقائي واعٍ نحو غاية معينة "أظهر رغبةً صادقة في التوبة- أبدى رغبتَه في تحسين سلوكه- عنده رغْبة في الزواج" ° أهل الرَّغبة: الذين يسعون للحصول على متاع الدُّنيا- رغبة ورهبة: طوعًا أو كرهًا- نزَل عند رغبة فلان/ نزل على رغبة فلان: وافقه وانصاع إليه.
3 - (نف) إحدى الجهات الدفاعيّة في النفس والتي تصدر فيها وعنها الأزمات النفسيّة. 

رُغْبة [مفرد]: مصدر رغِبَ/ رغِبَ إلى/ رغِبَ بـ/ رغِبَ عن/ رغِبَ في. 

رَغيب [مفرد]: ج رِغاب ورُغُب، مؤ رَغيبة، ج مؤ رَغائبُ: مرغوب فيه، ما تطمع فيه النفس وتحرص عليه "أَمرٌ رغيبٌ".
• وادٍ رغيب: مملوءٌ بالماء.
• حِملٌ رغيب: ثقيل. 

رَغيبة [مفرد]: ج رَغائبُ:
1 - مؤنَّث رَغيب: أمرٌ مطموعٌ فيه يحرص عليه صاحبه "تحققت رغائبه".
2 - عطاءٌ كثير "هو وهَّاب لكلِّ رغيبة- قد تفسدنا الرَّغائب [مثل] ". 
رغب
رَغِبَ فلانٌ رَغْبَةً ورَغْبى فهو راغِبٌ. ويُقال: اللَهُمَّ إليكَ الرَّغْباءُ. والرَّغِيْبَةُ: ما يُرْغَبُ فيه، والجميع الرغائبُ.
ورَغِبْتُ عنه: تَرَكْته عَمْداً. ورَغِيْبُ الجَوْفِ: واسِعٌ أكُوْلٌ، رَغُبَ رَغْباً ورَغَابَةً.
ووادٍ رَغِيْبٌ: واسِع. ورَجُلٌ مُرْغِبٌ: كثيرُ المال. والرُّغْبُ: المالُ الكَثيرُ. ورَجُلٌ مُرْتَغِبٌ: ضَخْمٌ. وأرْغِبَ قَدْرُ فلانٍ: أي أبْعَدَ خَطْوَهُ. والرُّغابى والرغامى: زِيادَةُ الكَبِدِ. ورغابِين: اسم موضعٍ أو نهرٍ. والرَّغَابُ: الأرْضُ اللَّيِّنَةُ.
ر غ ب

هو راغب فيه وراغب عنه، ورغب فيه وارتغب، ورغب عنه، ورغب بنفسه عنه. وفي الحديث " يا عثمان لا ترغب عن سنّتي فإن من رغب عن سنتي فمات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي " ولي عنه مرغب. وخطب فلان فأصاب المرغب. قال العجاج:

إن لنا فحلاً هجاناً مصعبا ... نجل مفداة التي تخطّبا

زيد مناةٍ فأصاب المرغبا ... فأكثرا إذ ولدا وأطيبا

مفداة أم سعد بن زيد مناة. ومالي فيه رغبة ورغبي ورغباء. واللهم إليك الرغباء، ومنك النعماء. وقد فترت رغباتهم. وإلى الله أرغب، وإليه أرفع رغبتي أن يعصمني. ورغبته في صحبته. وتراغبوا في الخير. وإنه لوهوب للرغائب وهي نفائس الأموال التي يرغب فيها، الواحدة رغيبة. وتقول: فلان يفيد الغرائب، ويفيء الرغائب. ورجل رغيب: واسع الجوف أكول. وقد رغب رغباً. و" الرغب شؤم ".

ومن المجاز: واد رغيب: كثير الأخذ للماء، وواد زهيد: قليل الأخذ. وحوض وسقاء رغيب. وفرس رغيب الشحوة: واسع الخطو كثير الأخذ من الأرض. وتراغب الوادي: اتسع. ورغب رأيه أحسن الرغب: إذا كان سخياً واسع الرأي. وأرغب الله قدرك: وسّعه وأبعد خطوه. وأنشد الأصمعيّ:

ومدّ بضبعيك يوم الرّها ... ن منجبة أرغبت قدركا

رغب: الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ،

والرُّغْبَـى والرَّغْبَـى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة. وفي حديث

الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قال ابن الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، ولو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، ولكن لـمَّا جمَعَهُما في النظم، حَمَل أَحدَهما على الآخَرِ؛ كقول الراجز:

وزَجَّجْنَ الـحَواجِبَ والعُيونا

وقول الآخر:

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خيراً، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ وراهِبٌ؛ يعني: انَّ قولَكم لِـي هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فيما عندي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وقيل: أَراد إِنَّنِـي راغِبٌ فيما عندَ اللّه، وراهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من الوصف والإِطْراءِ. ورجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ. وقد رَغِبَ إِليه ورَغَّـبَه هو، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِذا مالَتِ الدُّنْيا على الـمَرْءِ رَغَّـبَتْ * إِليه، ومالَ الناسُ حيثُ يَمِـيلُ

وفي الحديث أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بكر، رضي اللّه عنهما، قالت:

أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً في العَهْدِ الذي كان بين رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وبينَ قريشٍ، وهي كافِرة، فسأَلَتْنِـي، فسأَلتُ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم. قال الأَزهري: قولُها أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً، أَي طائعة، تَسْـأَلُ شيئاً.

يقال: رَغِـبْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا أَي سأَلتُه إِيَّاه. ورُوِي عن

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ

الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّـؤال

وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الـحِرْصُ على الجَمْع، مع مَنْعِ الـحَقِّ.

رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه.

والرَّغْبة: السُّـؤالُ والطَّمَع.

وأَرْغَبَنِـي في الشَّيءِ ورغَّبَنِـي، بمعنًى.

ورَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بنُ جُؤَيَّة:

لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هو غَزْوَتي، * وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ

والرَّغِـيبةُ من العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ

بنُ تَوْلَبٍ:

لا تَغْضَبَنَّ على امْرِئٍ في ماله، * وعلى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ

ومَتى تُصِـبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى، * وإِلى الَّذي يُعْطِـي الرَّغائبَ، فارْغَبِ

ويقال: إِنه لَـوَهُوبٌ لكلِّ رَغِـيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فيه.

والـمَراغِبُ: الأَطْماعُ. والـمَراغِبُ: الـمُضْطَرَباتُ للـمَعاشِ.

ودَعا اللّهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عن ابن الأَعرابي. وفي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً؛ قال: ويجوز رُغْباً ورُهْباً؛ قال: ولا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، ونُصِـبَا على أَنهما مفعولٌ لهما؛ ويجوز فيهما المصدر.

ورَغِبَ في الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَـى، على قياس سَكْرَى،

ورَغَباً بالتحريك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فيه مثلُه.

وتقول: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ.

وقال يعقوب: الرُغْبَـى والرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ.

وفي الحديث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان يَزِيدُ في تَلْبِـبتِه: والرُّغْبَـى

إِليكَ والعَمَل. وفي رواية: والرَّغْباءُ بالمدّ، وهما من الرَّغْبة،

كالنُّعْمى والنَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زيد: يقال للبَخِـيل يُعْطِـي من

غيرِ طَبْعِ جُودٍ، ولا سَجِـيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ لك، وأَحْرى أَنْ يُعْطِـيَكَ عليه من حُبّه لك.

قال ومثَلُ العامَّة في هذا: فَرَقٌ خيرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهيثم: يقول لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ من أَن يُرْغَبَ فيكَ. قال: وفعلتُ ذلك رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك. قال ويقال: الرُّغْبَى إِلى اللّه تعالى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ منك الرُّغْبَـى أَي الرَّغْبة الكَثيرة.

وفي حديث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفجر، فإِنَّ فيهما

الرَّغائِبَ؛ قال الكلابي: الرَّغائِبُ ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ العظيمِ، يقال: رَغيبة ورَغائِب؛ وقال غيره: هي ما يَرْغَبُ فيه ذو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكثير؛ ومن ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ الـمَرْغوبُ فيه. ورَغِبَ عن الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فيه ولم يُرِدْهُ. ورَغِبَ بنفسه عنه: رأَى لنفسِه عليه فضلاً. وفي الحديث: إِني لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ.

يقال: رَغِـبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه له، وزَهِدتَ له

فيه.والرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، وشدة النَّهْمة والشَّرَهِ. وفي

الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ ومعناه الشَّرَه والنَّهْمة، والـحِرْصُ على

الدنيا، والتَّبَقُّرُ فيها؛ وقيل: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الكثير. وقد رَغُبَ،

بالضم، رُغْباً ورُغُباً، فهو رغيب. التهذيب: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ

الأَكلِ؛ وفي حديث مازنٍ:

وكنت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً

أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بالزاي، يعني الجماع؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر.

والرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّـيِّنة. وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، ولا تَسيلُ إِلاّ من مَطَرٍ كثير؛ وقيل: هي اللينة

الواسعة، الدَّمِثةُ. وقد رَغُبَتْ رُغْباً.

والرَّغيب: الواسع الجوفِ. ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إِذا كان أَكُولاً.

وقد رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يقال: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ. وقال أَبو حنيفة: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثير الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ. وقد

رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً. ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. وطريق رَغِبٌ: كذلك، والجمع رُغُبٌ؛ قال الحطيئة:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جَعَلَتْ * أَيْدي الـمَطِـيِّ به عاديَّـةً رُغُبا

ويُروى رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، وهي الطريقُ التي بها آثارٌ.

وتراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فهو مُتَراغبٌ.

وحِمْلٌ رَغِـيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِـيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جُؤَيَّة:

تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْلٍ، * على ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِـيلُ

وفَرَسٌ رَغِـيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه،

والجمعُ رِغَابٌ. وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِـيرَةٌ؛ قال لبيد:

ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنـَّها * اشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ

وفي الحديث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثير: هي

الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِـيبِ، وهو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وواد رَغيبٌ. وفي حديث حُذَيْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَـةً رَغيبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك أَي ظَعْنَـةً واسعةً كثيرةً؛ قال الحربي: هو إِن شاء اللّه تَسْيِـير أَبي بكر الناسَ إِلى الشام، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِـيرُ عمر إِيَّاهم إِلى العراق، وفتْحُها بهم. وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِـيبٌ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ. وفي حديث الحجاج لـمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بن جبير: ائتُوني بسيفٍ رَغِـيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ في ضَرْبَتِه

كثيراً من الـمَضْرِب.

ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ * سَوامُ أَخٍ، داني القَرابةِ، مُرْغِبِ

شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، له مالٌ كثيرٌ رَغِـيبٌ.

والرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التي تحتَ الشِّسْع.

وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء.

ورَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَيّر عزة:

إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، في يومِ وِرْدِها، * قَلُوصِـي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَلَّدَا

والـمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة.

ومَرْغابِـينُ: موضعٌ، وفي التهذيب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة.

رغب

1 رَغِبَ, aor. ـَ inf. n. رَغْبَةٌ (JK, TA) and رَغْبَى (JK) [and app. رَغَبٌ &c. as in the next sentence but one], He desired a thing [app. in an absolute sense, agreeably with what follows in the next sentence but one: and also,] vehemently, eagerly, greedily, very greedily, with avidity, excessively, or culpably; he coveted a thing, longed for it, or lusted after it. (TA.) رَغَبُ النَّفْسِ means The [soul's] hoping largely, and desiring much. (TA.) b2: رَغِبَ فِيهِ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) and رَغِبَهُ, (Msb, TA,) aor. ـَ (K, TA,) inf. n. رَغْبَةٌ (S, A, * Mgh, K) and رَغَبٌ (S, Msb) and رَغْبٌ (Mgh, Msb, K) and رُغْبٌ (K) and رُغْبَى (A, * Msb) and رَغْبَى (Msb) and رَغْبَآءُ, (A, * Msb,) He desired it, or wished for it; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also فيه ↓ ارتغب. (S, K.) You say, مَا لِى فِيهِ رَغْبَةٌ and رُغْبَى and رَغْبَآءُ [I have not any desire, or wish, for it]. (A.) and رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ, i. e. The fearing thee is better than the loving thee; رهباك being an inf. n. prefixed to an objective complement; and so رغباك: and said to mean, thy being given a thing through fear of thee is better than through desire: a prov., similar to رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. (Meyd. [Freytag explains it otherwise: see his Arab. Prov. i. 542.]) b3: رَغِبَ عَنْهُ He did not desire it, or wish for it; (S, A, Mgh, Msb, K;) he shunned, or avoided, it; abstained from it; (S, TA;) or left it, relinquished it, or forsook it, (JK, S, TA,) intentionally. (JK, TA.) b4: رَغِبَ

إِلَيْهِ, inf. n. رَغَبٌ (K) and رَغْبٌ and رُغْبٌ (TA) and رُغْبَى (Mgh, * K) and رَغْبَى (K) and رَغْبَآءُ (A, * K) and رَغْبَةٌ (Mgh, * TA) and رُغْبَةٌ and رَغَبَةٌ and رَغَبُوتٌ, and رَغَبُوتَى and رَغَبَانٌ, (K,) He made petition to him, addressed a petition to him, asked him, petitioned him, sought of him, or demanded of him: (TA:) or he prayed to him, or supplicated him, with humility or abasement, or with sincerity or earnestness or energy: or he humbled, or abased, himself, and made petition to him. (K, A, TA.) You say, رَغِبَ إِلَى فُلَانٍ فِى كَذَا He made petition to such a one, petitioned him, or asked him, for such a thing. (TA.) And إِلَى

اللّٰهِ أَرْغَبُ To God I humble, or abase, myself, and make petition; syn. أَضْرَعُ: and إِلَيْهش أَرْفَعُ رَغْبَتِى

[To Him I raise my humble petition]. (A.) and الرُّهْبَى مِنَ اللّٰهِ وَالرُّغْبَى إِلَيْهِ [Fear should be of God; (not of a creature;) and petition, &c., should be to Him]. (Lth, TA in art. رهب.) See also another ex. in a verse cited voce رَغِيبَةٌ. b5: رَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ [lit. He made himself to be not desirous of, or to shun, or abstain from, or leave, him, or it; the ب having the same effect as in ذَهَبَ بِهِ &c.; and hence,] he held himself above, or superior to, him, or it. (K.) And رَغِبْتُ بِفُلَانٍ عَنْ هٰذَا I made such a one to shun, abstain from, or leave, this, disliking it for him. (MF.) A2: رَغُبَ (assumed tropical:) It (anything) was, or became, wide, or ample. (TA. [See also 6.]) You say, رَغُبَ الوَادِى, aor. ـُ inf. n. رُغْبٌ and رُغُبٌ (K) and رَغَابَةٌ, (TA,) (assumed tropical:) The valley was large and wide, taking, or receiving, much water. (K, * TA.) And رَغُبَتِ الأَرْضُ, inf. n. رُغْبٌ [&c.], (assumed tropical:) The land was soft (S, TA) and wide, with even, or sandy, soil: (TA:) or (S, TA) took much water; (TA;) was such as would not flow unless in consequence of much rain. (S, TA.) b2: And [hence,] رَغُبَ, inf. n. رُغْبٌ (S, K *) and رُغُبٌ, (K, * TA,) (assumed tropical:) He was, or became, voracious, a great eater; (K, TA;) very greedy, or gluttonous; (S, K, TA;) vehemently, excessively, or culpably, desirous of worldly goods, and one who made himself to be large, or abundant, therein: or as some say, large in his hopes, and desirous of much. (TA.) Accord. to the T, رُغْبُ البَطْنِ signifies (assumed tropical:) Voracity: and رُغْبٌ, alone, as occurring in a trad., is explained as meaning capaciousness of the belly, and voracity. (TA.) And رَغُبَ رَأْيُهُ, inf. n. رُغْبٌ, (tropical:) He was, or became, liberal, or bountiful, and large in opinion or judgment. (A.) 2 رغّبهُ فِى شَىْءٍ, [inf. n. تَرْغِيبٌ,] He made him to desire, or wish for, a thing; (S, * MA, K; *) as also فيه ↓ ارغبهُ. (S, * K: *) both signify the same. (S.) You say, رَغَّبْتُهُ فِى صُحْبَتِهِ [I made him to desire, or wish for, his companionship]. (A.) b2: And رغّبهُ, inf. n. تَرْغِيبٌ; (IAar, TA;) and رغّب إِلَيْهِ; (TA;) He gave him what he desired, or wished for. (IAar, TA.) b3: [رغّب is also said by Golius to signify Cupivit avide et expetivit; as on the authority of the KL: but this signification is not in my copy of that work, nor do I find it in any other lexicon.]3 راغب is said by Golius, as on the authority of the KL, and by Freytag after him, to signify Cupiditatem monstravit: but it is not mentioned in any sense in my copy of the KL, nor have I found it in any other lexicon.]4 أَرْغَبَ see 2. b2: [ارغبهُ app. signifies also He made it wide, or ample. b3: And hence,] أَرْغَبَ اللّٰهُ قَدْرَكَ means (tropical:) May God enlarge thy power, and make its steps to extend far. (A, TA.) 6 تراغبوا فِيِه They vied, one with another, in desiring it; or they desired it with emulation; syn. تنافسوا فيه. (A and TA in art. نفس.) b2: تراغب المَكَانُ (assumed tropical:) The place was, or became, wide, or ample. (TA. [See also رَغُبَ.]) 8 إِرْتَغَبَ see 1, third sentence.

رَغِبٌ: see رَغِيبٌ, second sentence.

رُغُبٌ: see رَغَابٌ, and رَعِيبٌ; with both of which it is synonymous. b2: It is also a pl. of the latter, (L in art. أسد,) and of رَغِبٌ. (TA.) رَغْبَةٌ A desire, or wish: pl. رَغَبَاتٌ. (Mgh, Msb.) Hence, قَلَّتْ رَغَبَاتُ النَّاسِ [The desires, or wishes, of the people, or of mankind, became few]. (Mgh.) b2: See also رَغِيبَةٌ.

رَغْبَى: see رَغِيبَةٌ.

رَغَبُوتٌ, an epithet applied to a man, [signifying One who makes petition; who asks, petitions, seeks, or demands: or who prays, or supplicates, with humility or abasement, or with sincerity or earnestness or energy: or who humbles, or abases, himself, and makes petition: originally an inf. n. of رَغِبَ إِلَيْهِ; or] from الرَّغْبَةُ. (S, TA. [In one copy of the former erroneously written رَغَبُوبٌ; in another, رَغْبُوبٌ; and in another, omitted.]) رُغْبَانَةٌ The [knot called] سَعْدَانَة of a sandal; (K;) i. e. the knot beneath the [appertenance called] شِسْع [which passes through the sole and between two of the toes, and to which the شِرَاكَ, also called زِمَام, is attached]. (TA.) أَرْضٌ رَغَابٌ (A'Obeyd, ISk, S, K) and ↓ رُغُبٌ (K) (assumed tropical:) Land that is soft, (A'Obeyd, S, K, TA,) and wide, with even, or sandy, soil: (K, TA:) or (S, K, TA) that takes much water; (TA;) that will not flow unless in consequence of much rain. (ISk, S, K, TA.) رَغِيبٌ (assumed tropical:) Wide, or ample; applied in this sense to a watering-trough or tank, and to a skin for water or milk, (S, TA,) &c.: pl. رِغَابٌ (TA) and رُغُبٌ. (L in art. أسد.) You say also ↓ طَرِيقٌ رَغِبٌ (assumed tropical:) A wide road: pl. رُغُبٌ. (TA.) And مَكَانٌ

↓ مُرَاغِبٌ (assumed tropical:) A wide, or an ample, place. (TA.) And ↓ وَادٍ رُغُبٌ (assumed tropical:) A wide valley; (TA;) [and] so وَادٍ رَغِيبٌ: (JK:) or (tropical:) a wide valley, that takes much water; as also رَغِيبٌ; (AHn, K;) contr. of وَادٍ زهِيدٌ. (TA.) And طَعْنَةٌ رَغِيبَةٌ (assumed tropical:) A wide wound inflicted with a spear or the like. (TA.) And سَيْفٌ رَغِيبٌ (assumed tropical:) A wide sword, that inflicts a large wound. (TA.) b2: (assumed tropical:) A man, or other animal, (K,) having a capacious inside, or belly: (S, K:) pl. رِغَابٌ. (TA.) b3: (assumed tropical:) Voracious; a great eater: (A, K: [but accord. to the former, not tropical in this sense:]) desirous of much eating: (Msb:) very greedy, or gluttonous: (S, K: [see also رِغِّيبٌ:]) vehemently, excessively, or culpably, desirous of worldly goods; and one who makes himself to be large, or abundant, therein: or large in his hopes, and desirous of much: (TA:) and رَغِيبُ الجَوْفِ a man who is a great eater; (TA;) or capacious in the inside, or belly, and a great eater: (JK:) and بَطْنٌ رَغِيبٌ a belly that devours much. (Ham p. 418.) b4: هُوَ رَغِيبُ العَيْنِ, (T and A and TA in art. زهد,) and لَهُ عَيْنٌ رَغِيبَةٌ, (A in that art.,) (assumed tropical:) He is not content but with much; contr. of هو زَهِيدُ العَيْنِ, (T and A in that art.,) and of لَهُ عَيْنٌ زَهِيدَةٌ. (A in that art.) [رَعِيبُ العَيْنِ has a different meaning: see art. رعب.] b5: فَرَسٌ رَغِيبُ الشَّحْوَةٍ (S, in a copy of the A and in the TA الشحو,) (tropical:) A horse of wide step, that takes a large space of ground (A, TA) with his legs: pl. رِغَابٌ. (TA.) b6: إِبِلٌ رِغَابٌ, the latter word being the pl. form, (assumed tropical:) Camels yielding a copious supply of milk, and very profitable. (IAth, TA) And (assumed tropical:) Many camels. (TA.) b7: حِمْلٌ رَغِيبٌ and ↓ مُرْتَغِبٌ (assumed tropical:) A heavy load. (TA.) رَغِيبَةٌ A thing desired, or wished for; (K;) as also ↓ رَغْبَةٌ: (Ham p. 501:) a thing of high account or estimation; that is desired, or wished for: pl. رَغَائِبُ. (A, Mgh.) You say, إِنَّهُ لَوَهُوبٌ, لِكُلِّ رَغِيبَةٍ, i. e. [Verily he is a liberal giver] of everything that is desired. (TA.) [And ↓ رَغْبَى

has a similar meaning; for] you say also, أَصَبْتُ مِنْهُ الرَّغْبَى, i. e. I obtained from him abundance of what I desired. (TA.) b2: A large gift: (S, Mgh, Msb, K:) pl. as above. (S, Mgh, Msb.) A poet (En-Nemir Ibn-Towlab, TA) says, وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى

وَإِلَى الَّذِى يُعْطِى الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ [And when poverty befalls thee, then hope thou for competence, and to Him who gives large gifts humble thyself, and make petition]. (S, * TA.) b3: And A large recompense that one desires to obtain [in the world to come] by prayer: (El-Kilábee, TA:) or that which is wished for by one who has large hope and who desires much: whence the prayer called صَلَاةُ الرَّغَائِبِ [generally said to be a supererogatory prayer]. (TA.) الرُّغَابَى, like الرُّغَامَى (JK, K) and الرُّعَامَى, (TA,) What is called the زِيَادَة of the liver. (JK, K.) رِغِّيبٌ Very, or intensely, or exceedingly, desirous of much eating. (Msb.) [See also رَغِيبٌ.]

رَاغِبٌ Desiring, or wishing; (K;) [as in the phrase رَاغِبٌ فِى كَذَا desiring, or wishing for, such a thing;] and so ↓ مُرْتَغِبٌ. (TA.) مَرْغَبٌ [A place, or time, of desire or wish: and hence, an object thereof]. You say, خَطَبَ فَأَصَابَ المَرْغَبَ [app. meaning He demanded a woman in marriage, and attained the object of desire]. (A.) مُرْغِبٌ (tropical:) Possessing competence or sufficiency; rich, or wealthy; (K, TA;) possessing much property. (JK, TA.) مَرْغَبَةٌ: see مَرَاغِبُ.

مَرْغُوبٌ فِيهِ Desired, or wished for. b2: مَرْغُوبٌ عَنْهُ Not desired, &c. b3: مَرْغُوبٌ إِلَيْهِ Petitioned, &c.: see an ex. voce مَرْهُوبٌ.]

هُوَ مُرَغَّبٌ لَهُ كَذَا وَكَذَا To him are allowed, or permitted, such and such things; like مُسَعَّبٌ and مُسَغَّبٌ. (TA in art. سعب.) مَرَاغِبُ [lit. Causes of desire; sing., if used, ↓ مَرْغَبَةٌ, a word of the same class as مَبْخَلَةٌ and مَجْبَنَةٌ &c.: and hence,] things that are eagerly desired, or coveted; syn. أَطْمَاعٌ [which also signifies soldiers' stipends, or allowances]: (TA:) and (TA) things that are desired to be gained for subsistence, or sustenance; i. q. مضطربات لِلْمَعَاشِ. (K, TA. [In the CK, the former of the two nouns in this explanation is مُضْطَرِبات: in two MS. copies of the K, it is without the syll. signs: the right reading is evidently مُضْطَرَبَات, syn. with مُكْتَسَبَات: Freytag renders the explanation personæ quæ in rebus quæ spectant ad victum perturbatæ et anxiæ sunt; deriving this meaning from the rendering in the TK: Golius, with a near approach to correctness, renders it res ad sustentandam vitam necessariæ; but he has given this explanation as on the authority of J, by whom it is not mentioned; and has put مَرَاغِبٌ for مَرَاغِبُ.]) مُرَاغِبٌ: see رَغِيبٌ.

مُرْتَغِبٌ: see رَاغِبٌ. b2: See also رَغِيبٌ, last sentence. b3: Also (assumed tropical:) A large, big, bulky, or corpulent, man. (JK.)
رغب
: (رَغِبَ فيهِ، كَسمِعَ) يَرْغَبُ (رَغْباً) بالفَتْحِ (ويُضَمُّ ورَغْبَةً) ورَغْبَى على قياسِ سَكْرَى، ورَغَباً بالتَّحْرِيكِ، (: أَرادَهُ، كارْتَغَبَ) فِيهِ، ورَغِبَهُ، أَي مُتَعَدِّياً بِنَفسِهِ، كَمَا فِي الْمِصْبَاح فَهُوَ رَاغِبٌ ومُرْتَغِبٌ.
(و) رَغِبَ (عَنْهُ) : تَرَكَهُ مُتَعَمِّداً وزَهِدَ فِيهِ، و (لَمْ يُرِدْهُ) .
(و) رَغِبَ (إِلَيْهِ) رَغْباً و (رَغَباً مُحَرَّكَةً) ورُغْباً بالضَّمِّ (ورَغْبَى) كَسَكْرَى (ويُضَمُّ، ورَغْبَاءَ كصحْرَاءَ ورَغَبُوتاً ورَغَبُوتَى، ورَغَبَاناً، مُحَرَّكَاتٍ و) رَغْبَةً و (رُغْبَةً بالضَّمِّ، ويُحَرَّكُ: ابْتَهَلَ، أَوْ هُوَ الضَّرَاعَةُ والمَسْأَلَةُ) وَفِي حديثِ الدُّعَاءِ (رَغْبَةً ورَهْبَةً إِليْك) .
وَرَجُلٌ رَغَبُوتٌ مِنَ الرَّغْبَةِ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبَيْنَ قُرَيْشٍ، وهِي كَافِرَةٌ فَسَأَلَتْنِي، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصِلُهَا؟ قَالَ: نَعَم) قَالَ الأَزْهَرِيّ: رَاغِبَةً أَيْ طَامِعَةً تَسْأَلُ شَيْئاً يقالُ: رَغِبْتُ إِلى فُلاَنٍ فِي كَذَا وكَذَا أَي سأَلْتُهُ إِيَّاهُ، وَفِي حديثٍ آخَرَ (كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ) أَي كَثُرَ السُّؤَال، ومَعْنَى ظُهُورِ الرَّغْبَةِ: الحِرْصُ على الجَمْعِ مَعَ مَنْعِ الحَقِّ، رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً إِذَا حَرَصَ على الشيْءِ وطَمِعَ فيهِ، والرَّغْبَةُ: السؤَالُ والطَّلَبُ، (وأَرْغَبَهُ) فِي الشيْءِ (غَيْرُهُ) وَرَغِبَ إِليه (ورَغَّبَهُ) تَرْغِيباً: أَعْطَاهُ مَا رَغِبَ، الأَخِيرَةُ عَنِ ابنِ الأَعْرَابيّ وأَنشد:
إِذَا مَالَتِ الدُّنْيَا عَلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ
إِلَيْهِ ومَالَ النَّاسُ حَيْثُ يَمِيلُ
وَدَعَا اللَّهَ رَغْبَةً ورَهْبَةً، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 035 يدعوننا رغبا ورهبا} (الأَنبياء: 90) ، ويجوزُ رُغْباً ورُهْباً، قالَ الأَزْهريّ: وَلاَ نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا، وَقَالَ يَعْقُوبُ: الرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى، والرُّغْبَى والرَّغْبَى مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَى، والرُّغْبَى والرَّغْبَاءُ بالمَدِّ مِنَ الرَّغْبَةِ كالنُّعْمَى والنَّعمَاءِ مِنَ النِّعْمَةِ، وأَصَبْتُ مِنْهُ الرُّغْبَى أَيِ الرَّغْبَةَ الكَثِيرَةَ.
(والرَّغِيبَةُ: الأَمْرُ المَرْغُوبُ فِيهِ) يقالُ: إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لكلّ رَغِيبَةٍ، بِهَذَا الْمَعْنى، (و) الرَّغِيبَةُ من (العَطَاءِ: الكثِيرُ) ، والجمعُ الرَّغَائِبُ، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:
لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِىءٍ فِي مَالِهِ
وعَلَى كَرَائِمِ صُلْبِ مَالِكَ فَاغْضَبِ
وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الغِنَى
وإِلى الذِي يُعْطَى الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
(وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ، بالكسْرِ) ، أَي (رَأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلاً) ، وَفِي الحَدِيث (إِنِّي لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذَانِ) يقالُ رَغِبْتُ بِفُلاَنٍ عَنْ هَذَا، إِذَا كَرِهْتَهُ وزَهِدْتَ فيهِ، كَذَا فِي النِّهَايَة، وَفِي حَدِيث ابنِ عُمَرَ (لاَ تَدَعْ رَكَعَتَي الفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ) قَالَ الكِلاَبِيُّ: الرَّغَائِبُ: مَا يُرْغَبُ فيهِ مِنَ الثَّوَابِ العَظِيمِ، يقالُ: رَغِيبَةٌ وَرَغَائِبُ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَا يَرْغَبُ فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ، ورَغَبُ النَّفْسِ: سَعَةُ الأَمَلِ، وطَلَبُ الكثِيرِ، ومِنْ ذَلكَ: صَلاَةُ الرَّغَائِبِ، واحِدَتُها: رَغِيبَةٌ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: فُلاَنٌ يُفِيدُ الغَرَائِب، ويُفِيءُ الرَّغَائِبَ، وقالَ الوَاحِدِيُّ: رَغِبْتُ بنَفْسِي عنْ هَذا الأَمْرِ، أَي تَرَفَّعْتُ.
(والرُّغْبُ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وشِدَّةُ النَّهَمِ) والشَّرَهِ، وَفِي الحَدِيث (الرُّغْبُ شُؤْمٌ) ومَعْنَاهُ الشَّرَهُ والنَّهْمَةُ والحِرْصُ على الدُّنْيَا والتَّبَقُّرُ فيهَا، وقِيلَ: سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكَثِيرِ، و (فِعْلُهُ) رَغُبَ (كَكَرُمَ) رُغْباً ورَغُباً (فَهُوَ رَغِيبٌ، كأَمِيرٍ) : وَفِي (التَّهْذِيب) رُغْبُ البَطْنِ: كَثْرَةُ الأَكْلِ، وَفِي حَدِيث مازِنٍ:
وَكُنْت امْرأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً
أَي بِسَعَةِ البَطْنِ وكَثْرَةِ الأَكْلِ ويُرْوَى بالزَّايِ، يَعْنِي الجِمَاعَ.
(وأَرْضٌ رَغَابٌ، كَسَحَابٍ، و) رُغُبٌ مِثْلُ (جُنُبٍ) : تَأْخُذُ المَاءَ الكَثِيرَ و) (لاَ تَسِيلُ إِلاَّ مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ، أَو لَيِّنَةٌ وَاسِعَةٌ دَمِثَةٌ) وقَدْ رَغُبَتْ رُغْباً، والرَّغِيبُ: الواسِعُ الجَوْفِ، ورَجُلٌ رَغِيبُ الجَوْفِ إِذا كانَ أَكُولاً، (و) قَالَ أَبو حنيفَة: (وَادٍ رَغِيبٌ: ضَخْمٌ كَثِيرُ الأَخْذِ) لِلْمَاءِ (وَاسِعٌ) ، وَهُوَ مجَاز. ووادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخْذِ، (كَرُغُبٍ بضَمَّتَيْنِ، فِعْلُهُ) رَغُب (كَكَرُمَ) يَرْغُبَ رَغَابَةً و (رُغْباً بالضَّم وبضَمَّتَيْنِ) وَوَادٍ رُغُبٌ بِضَمَّتَيْنِ: وَاسعٌ، مجازٌ، وطَرِيقٌ رَغِيبٌ كَكَتِفٍ، كذلكَ، والجَمْعُ رُغُبٌ بضَمَّتَيْنِ، قَالَ الحُطَيْئة:
مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قَدْ جَعَلَت
أَيْدِي المَطِيِّ بهِ عَادِيَّةٍ رُغُبَا
وتَرَاغَبَ المَكَانُ إِذا اتسَعَ، فَهُوَ مُتَرَاغِبٌ، وحِمْلٌ رَغِيبٌ أَي ثقَيلٌ، كَمُرْتَغِبٍ، قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنّي لَحِمْلٌ
عَلَى مَا كَانَ مَرْتَغِبٌ
وَمن الْمجَاز: قَوْلُهُمْ: أَرْغَبَ اللَّهُ قَدْرَكَ، أَيْ وَسَّعَهُ وأَبْعَدَ خَطْوَهُ، وَفِي الحَدِيث (أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَنْحُ الرِّغَابِ) قَالَ ابْن الأَثير: هِيَ الوَاسِعَةُ الدَّرِّ الكثِيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِيبَ، وَهُوَ الوَاسعُ، جَوْفٌ رَغِيبٌ وَوَادٍ رَغِيبٌ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ: (طَعْنَةٌ رَغِيبَةٌ) أَيْ وَاسِعَةٌ، وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ (بِئسَ العَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ وبَطْنٌ رَغِيبٌ) وَفِي حَدِيث الحَجَّاجِ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ (ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ) أَيْ وَاسعِ الحَدَّيْنِ يَأْخُذُ فِي ضَرْبَتِهِ كَثِيراً مِنَ المَضْرِبِ.
(والمُرْغِبُ كَمُحْسِنٍ) مَيِّلٌ غَنِيٌّ، عنِ ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد:
أَلاَ لَا يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ سَوَامِهِ
سَوَامُ أَخٍ دَانِي القَرَابَةِ مُرْغِبِ
وَعَن شَمِرٍ: هُوَ (المُوسِرُ) لَهُ مالٌ كثيرٌ رَغِيبٌ، وَهُوَ مجازُ.
(والمَرَاغِبُ) : الأَطْمَاعُ، والمَرَاغِبُ: (المُضْطَرِبَاتُ لِلْمَعَاشِ) .
(والمِرْغَابُ) بالكَسْرِ ضَبَطَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي (مُعْجَمه) ، وَلكنه فِي (المراصد) مَا يَدُلُّ على أَنَّهُ مَفْتُوحٌ، كَمَا يُنَبِيءُ عَنهُ إِطلاقُ المؤلّف، وكما هُوَ نصّ الصاغانيّ أَيضاً (: ع) قالُوا: كَانَت لَهُ غَلَّةٌ كثيرَةٌ يُرْغَبُ فِيهَا، أَقْطَعَه مُعَاويةُ بنُ أَبي سُفيانَ كَابِسَ بنَ رَبِيعَةَ لِشَبَهِهِ بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَيذكر فِي كبس وقِيلَ: نَهْرٌ بالبَصْرَة، كَذَا قَالَه شُرَّاح الشِّفَاءِ (ونَهْرٌ بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ، و) مِرْغَابُ (: ة) من قُرَى مَالِينَ (بِهَرَاة) كَذَا ذكره الحافظُ ابنُ عَساكر فِي (المعجم) البُلْدَانِيّات (وبالكَسْرِ: سَيْفُ مَالِكِ بنِ حِمَارٍ) وَفِي بعض النّسخ جَمّاز بِالْجِيم وَالزَّاي والأَوّلُ أَصْوَبُ ومَرْغَبَانُ: قَريةٌ بِكِسّ مِنْهَا أَبو عمرٍ و (مُحَمَّد بن) أَحمد بن الْحسن أَبي النَّجْرِيّ (بن الْحسن) المَرْوَزِيّ، مَرْوَزِيّ سَكَنَ مَرْغَبَانَ وحدَّثَ، مَاتَ سنة 435 (وَمَرْغَابَيْنِ مُثَنًّى: ع) بالبَصرة وَفِي (التَّهْذِيب) : اسمٌ موضوعٌ لنَهْرٍ بالبَصْرَة.
(و) الرُّغَابَى (كَالرُّغَامَى: زِيَادَةُ الكَبِدِ) .
(وَرَغْبَاءُ: بِئرٌ) مَعْرُوفَةٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
إِذَا وَرَدَتْ رَغْبَاءَ فِي يَوْمِ وِرْدِهَا
قَلُوصِي دَعَا إِعْطَاشَهُ وَتَبَلَّدَا
ورَاغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبَانُ: أَسْمَاءٌ.
(وعَبْدُ العَظِيمِ بنُ حَبِيبِ بن رَغْبَانَ، حدَّثَ عنِ) الإِمَامِ (أَبِي حَنِيفَةَ) النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتٍ الكُوفِيّ قَدّس سرْه، وطبقتِه، وَهُوَ (مَتْرُوكٌ) وَقَالَ الدّارَقُطْنِي: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وفَاتَهُ أَبُو الفَوَارِسِ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الصَّمَدِ بنِ حَبيبِ بنِ رَغْبَانَ الحِمْصِيُّ، مُحَدِّثٌ، قَدِمَ أَصْبَهَانَ سنة 295 وعادَ إِلى حِمْصٍ.
وابنُ رَغْبَانَ مَوْلَى حَبِيبِ بنِ مَسْلَمَةَ الفِهْرِيّ، من أَهلِ الشأْمِ، صَاحب المَسْجِدِ ببغدادَ.
(وَمَرْغَبُونَ: ة بِبُخَارَا) مِنْهَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ المُغِيرَةِ، حَدَّثَ عنِ المُسَيِّبِ بنِ إِسْحَاقَ، ويَحْيَى بنِ النَّضْرِ وغَيْرِهِمَا، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ نُوحِ بنِ طَريفٍ البُخَارِيُّ.
(والرُّغْبَانَةُ بالضَّمِّ: سَعْدَانَةُ النَّعْلِ) وَهِي عُقْدَة الشِّسْع الَّتِي تَلِي الأَرْضَ، قَالَ الصاغانيّ: وَوَقَعَ فِي الْمُحِيط بالزَّايِ والعَيْنِ المُهْمَلَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ، وزَادَه قُبْحاً ذِكْرُه إِيَّاهَا فِي الرُّبَاعِيِّ.
(و) الرَّغِيبُ (كَأَمِيرٍ: الوَاسِعُ الجَوْفِ مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِمْ) يُقَال: حَوْضٌ رَغِيبٌ وسِقَاءٌ رَغِيبٌ، وكُلُّ مَا اتَّسَعَ فَقَدْ رَغُبَ رُرُغْباً، وجَمْعُ الرَّغِيبِ: رِغَابٌ، وَقد تَقَدَّمَ.

فلا

ف ل ا: (الْفَلَاةُ) الْمَفَازَةُ وَالْجَمْعُ (الْفَلَا) وَ (الْفَلَوَاتُ) . وَ (الْفَلُوُّ) بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ الْمُهْرُ وَالْأُنْثَى (فَلُوَّةٌ) . وَ (الْفِلْوُ) بِوَزْنِ الْجِرْوِ مِثْلُ الْفَلُوِّ. وَ (فَلَى) رَأْسَهُ مِنَ الْقَمْلِ وَبَابُهُ رَمَى وَ (تَفَالَى) هُوَ. وَ (اسْتَفْلَى) رَأْسَهُ أَيِ اشْتَهَى أَنْ يَفْلَى. وَ (فَلَى) الشِّعْرَ تَدَبَّرَهُ وَاسْتَخْرَجَ مَعَانِيَهُ وَغَرِيبَهُ وَبَابُهُ أَيْضًا رَمَى. 
[فلا] في ح الصدقة: كما يربي أحدكم "فلوه"، هو المهر الصغير، وقيل: هو العظيم من أولاد ذات الحافر. ومنه ح: و "الفلو" الضبيس، أي المهر العسر الذي لم يرض. ك: "الفلو" بفتح فاء وضم لام فمشددة. وروى بسكون لام وفتح فاء. ن: الأول أفصح من كسر فاء وسكون لام. غ: "فلوت" المهر: قطعته عن الرضاع. نه: وفيه: آمر الدم بما كان قاطعا من ليطة "فالية"، أي قصبة وشقة قاطعة، وتسمى السكين الفالية. وفيه: دعه عنك فقد "فليته فلي" الصلع، من فلي الشعر وأخذ القمل منه، يعني أن الأصلع لا شعر له فيحتاج أن يفلى، ك "تفلى" رأسه، بفتح فوقية وسكون فاء أي تفتش القمل من رأسه. ومنه: "فلت" رأسي بوزن رمت. ن: وفيه جواز قتل القمل من الرأس وكانت أم حرام محرما له. شم: قيل: لم يقع عليه صلى الله عليه وسلم ذباب قط ولم يكن القمل يؤذيه تكريما له. ج: "افلاة" المفازة.
[فلا] الفَلاةُ: المفازةُ، والجمع الفَلا والفلوات. وجمع الفلا فلى على فعول، مثل عصا وعصى. وأنشد أبو زيد: موصولة وصلا بها الفلى * القى ثم القى ثم القى وأفلى القوم، إذا صاروا إلى الفلاة. والفلو بتشديد الواو: المهر، لانه يفتلى، أي يفطم. قال دكين بن رجاء:

كان لنا وهو فلو نرببه * وقد قالوا للانثى: فلوة، كما قالوا عدو وعدوة، والجمع أفلاء مثل عدو وأعداء، وفلاوى أيضا مثل خطايا وأصله فعائل، وقد ذكرناه في الهمز. أبو زيد: فلو إذا فتحت الفاء شددت الواو، وإذا كسرت خففت فقلت فلو مثل جرو. قال مجاشع بن دارم جرول يا فلو بنى الهمام * فأين عنك القهر بالحسام وفلوته عن أمه وافتليته، إذا فطمته. قال الاعشى: ملمع لاعة الفؤادِ إلى جَحْ‍ * شٍ فَلاهُ عنها فبئس الفالى وفرس مفل ومُفْلِيَةٌ: ذات فَلُوٍّ. ويقال أيضاً: فلوته، أي ربيته. قال الحطيئة يصف رجلا:

نجيب فلاه في الرباط نجيب * وكذلك افتليته. وقال : وليس يهلِكُ منا سيِّدٌ أبداً * إلاّ افْتَلَيْنا غلاماً سيِّداً فينا وفَلَوْتُهُ بالسيف وفَلَيْتُهُ، إذا ضربت رأسه. وفَلَيْتُ رأسه من القمل. وتَفَالى هو واسْتَفْلى رأسه، أي اشتهى أن يُفْلى. وفَلَيْتُ الشِعْر، إذا تدبَّرته واستخرجت معانيَه وغريبه. عن ابن السكيت. وأما قول عمرو بن معد يكرب: تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فلينى قال الاخفش: يريد فليننى فحذف النون الاخيرة، لان هذه النون وقاية للفعل وليست باسم، فأما النون الاولى فلا يجوز طرحها لانها الاسم المضمر. وقال أبو حية النميري: أبالموت الذى لا بد أنى * ملاق لا أباك تخوفيني اد تخوفينني فحذف. وعلى هذا قرأ بعض القراء: (فبم تبشرون) فأذهب إحدى النونين استثقالا كما قالوا: ما أحست منهم أحدا، فألقوا إحدى السينين استثقالا، فهذا أجدر أن يستثقل، لانهما جميعا متحركان.

فلا: فَلا الصَّبِيَّ والمُهْرَ والجَحْش فَلْواً وفِلاءً

(* قوله« وفلاء» كذا ضبط في الأصل، وقال في شرح القاموس: وفلاء كسحاب،

وضبط في المحكم بالكسر.) وأَفْلاه وافْتلاه: عَزَلَه عن الرَّضاع وفصَلَه.

وقد فَلَوْناه عن أُمه أَي فَطَمْناه. وفَلَوْتُه عن أُمه وافْتَلَيْته

إِذا فطمته. وافْتَلَيْته: اتخذته؛ قال الشاعر:

نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها،

ولا نَغْذُو التُّيُوسَ ولا القِهادا

وقال الأَعشى:

مُلْمِعٍ، لاعَةِ الفُؤادِ إِلى جَحـ

شٍ فَلاه عَنها، فبِئْس الفالي

أَي حالَ بينها وبين ولدها. ابن دريد: يقال فَلَوْت المهر إِذا

نَتَجْته، وكان أَصله الفِطام فكثر حتى قيل للمُنْتَتج مُفْتَلًى؛ ومنه

قوله:نقود جيادهن ونفتليها

قال: وفلاه إِذا رَبَّاه؛ قال الحطيئة يصف رجلاً:

سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإِنَّه

نَجِيبٌ فلاهُ، في الرِّباطِ، نَجيبُ

يعني سعيد بن العاص، وكذلك افْتَلَيْته؛ وقال بَشَّامَة بن حَزْن

النَّهْشَلي:

وليس يَهْلِك مِنَّا سيِّد أَبداً،

إِلاَّ افْتَلَيْنا غُلاماً سَيْداً فِينا

ابن السكيت: فَلَوْت المُهر عن أُمه أَفْلُوه وافْتَلَيْته فَصَلْتُه

عنها وقطَعت رَضاعة منها. والفَلُوُّ والفُلُوُّ والفِلْوُ: الجَحش والمُهر

إِذا فطم؛ قال الجوهري: لأَنه يُفْتَلى أَي يُفْطَم؛ قال دكين:

كان لَنا، وَهْوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ،

مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطيرُ زَغَبُهْ

قال أَبو زيد: فَلُوٌّ إِذا فتحت الفاء شددت، وإِذا كسرت خففت فقلت

فِلْو مثل جِرْوٍ؛ قال مجاشِع ابن دارِم:

جَرْوَلُ يا فِلْوَ بني الهُمامِ،

فأَينَ عنك القَهْرُ بالحُسامِ؟

والفُلُوُّ أَيضاً: المهر إِذا بلغ السنة؛ ومنه قول الشاعر:

مُسْتَنَّةٌ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٌ

وفي حديث الصدقة: كما يُرَبِّي أَحدُكم فَلُوَّه؛ الفَلُوّ: المهر

الصغير، وقيل: هو العظيم من أَولاد ذات الحافر. وفي حديث طَهْفَة: والفَلُوُّ

الضَّبِيس أَي المهر العَسر الذي لم يُرَضْ، وقد قالوا للأُنثى فَلُوَّة

كما قالوا عدوّ وعَدُوّه، والجمع أَفْلاء مثل عدوّ وأَعداء، وفَلاوَى

أَيضاً مثل خَطايا، وأَصله فَعائل، وقد ذكر في الهمز؛ وأَنشد ابن بري لزهير في

جمع فَلُوّ على أَفْلاء:

تَنْبِذُ أَفْلاءَها في كلِّ مَنْزِلَةٍ،

تَبْقُرُ أَعْيُنَها العِقْبانُ والرَّخَمُ

قال سيبويه: لم يكسِّروه على فُعْلٍ كراهية الإِخلال ولا كسروه على

فِعْلان كراهية الكسرة قبل الواو، وإِن كان بينهما حاجز لأن الساكن ليس بحاجز

حصين، وحكى الفراء في جمعه فُلْوٌ؛ وأَنشد:

فُلْو تَرَى فِيهنَّ سِرَّ العِتْقِ،

بَيْنَ كمايِيٍّ وحُوٍّ بُلْقِ

وأَفْلَتِ الفرس والأَتان: بلغ ولدهما أَن يُفْلَى؛ وقول عدي بن زيد:

وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ،

يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا

فسر أَبو حنيفة أَفْلَيْنَ فقال: معناه صرن إِلى أَن كبر أَولادهنّ

واستغنت عن أُماتهن، قال: ولو أَراد الفعل لقال فَلَوْن. وفرس مُفْلٍ

ومُفْلِية: ذات فِلْو.

وفَلا رَأْسَه يَفْلُوه ويَفْلِيه فِلاية وفَلْياً وفَلاَّه: بَحَثه عن

القمل، وفَلَيْت رأْسه؛ قال:

قد وَعدَتْني أُمُّ عَمْرو أَنْ تا

تَمْسَحَ رأْسِي، وتُفَلِّيني وا

تُمَسَّحَ القَنْفاءَ حتى تَنْتا

أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً؛ وهي الفِلاية من فَلْي

الرأْس. والتَّفَلِّي: التَّكلُف لذلك؛ قال: إِذا أَتَت جاراتِها

تَفَلَّى،تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاَّ

وفَلَيْت رأْسه من القمل وتَفَالى هو واسْتَفْلى رأْسُه أَي اشْتهى أَن

يُفْلَى. وفي حديث معاوية: قال لسعيد بن العاص دَعْه عنك فقد فَلَيْتُه

فَلْيَ الصَّلَعِ؛ هو من فَلْي الشَّعَر وأَخذِ القمل منه، يعني أَن

الأَصْلَع لا شعر له فيحتاج أَن يُفْلَى. التهذيب: والحطا

(* قوله« والحطا» كذا

بالأصل، ولعله الحظى القمل، واحدته حظاة ويكون مقدماً من تأَخير،

والأصل. والنساء يقال لهن الفاليات الحظى والفوالي. وأما الحطا فمعناه عظام

القمل، وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا.) والنِّساء يقال لهن

الفالِياتُ والفَوالي؛ قال عمرو بن معديكرب:

تَراهُ كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً

يسُوء الفالِياتِ، إِذا فَلَيْني

أَراد فَلَيْنَني بنونين فحذف إِحداهما استثقالاً للجمع بينهما؛ قال

الأَخفش: حذفت النون الأَخيرة لأَن هذه النون وقاية للفعل وليست باسم،

فأَمّا النون الأُولى فلا يجوز طرحها لأَنها الاسم المضمر؛ وقال أَبو حية

النميري:

أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني

مُلاقٍ، لا أَباكِ، تُخَوِّفِيني؟

أَراد تُخَوِّ فِينني فحذف، وعلى هذا قرأَ بعض القراء: فَبِمَ

تُبَشِّرُونِ؛ فأَذهب إِحدى النونين استثقالاً، كما قالوا ما أَحَسْتُ منهم أَحداً

فأَلقوا إِحدى السينين استثقالاً، فهذا أَجدر أَن يستثقل لأَنهما جميعاً

متحركان. وتَفالَت الحُمُر: احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها يَفْلي بَعضاً.

التهذيب: وإِذا رأَيت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتفالى؛ قال

ذو الرمة:

ظَلَّتْ تَفالَى، وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً،

كأَنَّه عن سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ

ويروى: عن تَناهِي الرَّوْضِ. وفلَى رأْسه بالسيف فَلْياً: ضربه وقطعه؛

واسْتَفْلاه: تعرَّض لذلك منه. قال أَبو عبيد: فَلَوْتُ رأْسه بالسيف

وفَلَيْته إِذا ضربت رأْسه؛ قال الشاعر:

أَما تَراني رابِطَ الجَنانِ

أَفْلِيه بالسيف، إِذا اسْتفْلاني؟

ابن الأَعرابي: فَلَى إِذا قطَع، وفَلِيَ إِذا انقطَع. وفَلَوْته بالسيف

فَلْواً وفَلَيْته: ضربت به رأْسه؛ وأَنشد ابن بري:

نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنايا،

ونَفْلِي الهامَ بالبِيضِ الذُّكورِ

وقال آخر:

أَفْلِيهِ بالسيفِ إِذا اسْتَفْلاني،

أُجِيبُه: لَبَّيْكَ، إِذْ دَعاني

وفَلتِ الدابةُ فِلْوَها وأَفْلَتْه، وفَلَتْ أَحسن وأَكثر؛ وأَنشد بيت

عدي بن زيد:

قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا

ابن الأَعرابي: فَلا الرجلُ إِذا سافر، وفَلا إِذا عقَل بعد جهل، وفَلا

إِذا قطَع. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: امْرِ الدَّمَ بما كان

قاطِعاً من لِيطةٍ فالِيَةٍ أَي قَصبة وشِقَّة قاطعة. قال: والسكين يقال لها

الفالِيةُ. ومرَى دم نَسِيكته إِذا استخرجه. وفليت الشِّعر إِذا تدبرته

واستخرجت معانيه وغريبه؛ عن ابن السكيت. وفَلَيْت الأَمر إِذا تأَملت

وجوهه ونظرت إِلى عاقبته. وفَلَوْتُ القوم وفَلَيْتهم إِذا تخللتهم. وفَلاه في

عَقْله فَلْياً: رازَه. أَبو زيد: يقال فَلَيْت الرجل في عقله أَفْلِيه

فَلْياً إِذا نظرت ما عَقْلُه. والفَلاة: المَفازة. والفَلاة: القَفر من

الأَرض لأَنها فُلِيت عن كل خير أَي فُطِمت وعُزِلت، وقيل: هي التي لا ماء

فيها، فأَقلها للإِبل رِبْع، وأَقلها للحمر والغنم غِبٌّ، وأَكثرها ما

بلغت مما لا ماء فيه، وقيل: هي الصحراء الواسعة، والجمع فَلاً وفَلَوات

وفُلِيٌّ؛ قال حميد بن ثور:

وتَأُوي إِلى زُغْبٍ مَراضِعَ دُونَها

فَلاً، لا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ، مَهُوبُ

ابن شميل: الفَلاة التي لا ماء بها ولا أَنيسَ، وإن كانت مُكْلِئة.

يقال: علونا فَلاة من الأَرض، ويقال: الفَلاة المستوية التي ليس فيها شيء.

وأَفْلى القومُ إِذا صاروا إِلى فلاة. قال الأزهري: وسمعت العرب تقول نزل

بنو فلان على ماء كذا وهم يَفْتَلون الفَلاة من ناحية كذا أَي يَرعَوْن

كلأَ البلد ويَرِدون الماء من تلك الجهة، وافْتِلاؤها رَعْيها وطَلَبُ ما

فيها من لُمَع الكَلإ، كما يُفْلى الرأْسُ، وجمع الفَلا فُلِيٌّ، على

فُعول، مثل عَصاً وعُصِيٍّ؛ وأَنشد أَبو زيد:

مَوْصُولة وَصْلاً بها الفُلِيُّ،

أَلقِيُّ ثم القِيُّ ثم القِيُّ

وأَما قول الحرث بن حِلِّزة:

مِثْلُها يُخُرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْ

مِ، فَلاةٌ مِن دونها أَفْلاء

قال ابن سيده: ليس أَفْلاء جمع فَلاة لأَن فَعَلة لا يكَسَّر على

أَفْعال، إِنما أَفلاء جمع فَلاً الذي هو جمع فَلاةٍ. وأَفْلينا: صِرْنا إِلى

الفَلاة:

وفاليةُ الأَفاعي: خُنْفُساء رَقْطاء ضخمة تكون عند الجِحرَة وهي سيدة

الخنافس، وقيل: فاليةُ الأَفاعي دوابُّ تكون عند جحرة الضِّباب، فإِذا

خرجت تلك علم أَن الضَّبّ خارج لا مَحالة فيقال: أَتتكم فالية الأَفاعي،

جمعٌ، على أَنه قد يخبر في مثل هذا عن الجمع بالواحد؛ قال ابن الأَعرابي:

العرب تقول أَتتكم فالية الأَفاعي؛ يضرب مثلاً لأَول الشر يُنتظر، وجمعها

الفَوالي، وهي هَناةٌ كالخَنافِس رُقْطٌ تأْلف العقارب والحيات، فإِذا

رؤيت في الجحرة علم أَن وراءها العقارب والحيات.

(فلا) - في الحديث : "الفَلُوُّ الضَّبِيسُ"
: أي المُهْر الصَّغِير. والضَّبِيسُ: العَسِر الذي لم يُرَضْ. - وفي حديث آخر: "كما يُربِّي أَحدُكم فَلُوَّه"
: أي فَصِيلَه. وقيل: هو الفَطِيم من أولاد ذَواتِ الحَافِر. والجمع أَفلاءٌ وفُلُوٌّ وفِلاء. وقد فَلَاه يَفلُوه: رَبَّاه وفَطَمَه أيضا.
وفرس مُفْلٍ ومُفْلِيَة: ذات فَلُوٍّ. وأَفْلَى المُهرُ: بلغ وقت الفَلَاء وهو الفِطام.

هبد

(هبد)
الهبيد هبدا جناه وكسره وطبخه وَفُلَانًا أطْعمهُ الهبيد
هبد
الهَبُْ: كَسْرُكَ الهَبِيْدَ وهو الحَنْظَلُ، يُقال منه. تَهَبَّدَ الرَّجُلُ: أخَذَه من شَجَرِه. وهَبُّوْدٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
[هبد] نه: فيه: فزودتنا من "الهبيد"، هو الحنظل يكسر ويستخرج حبه وينقع لتذهب مرارته، ويتخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة.
هـ ب د

رأيتهم يأكلون الهبيد وهو حب الحنظل. وتقول: صحبة العبيد، أمرّ من طعم الهبيد. وتهبّد الظليم: كسر الحنظل فأكل هبيده. خرج القوم يتهبّدون.

هبد


هَبَدَ(n. ac. هَبْد)
a. Gathered; cooked; broke; ate ( colocynths).
b. Fed with colocynths.
تَهَبَّدَإِهْتَبَدَa. see I (a)
هَبْدa. see 25
هَبِيْدa. Colocynth; colocynth-seed.

هَوَاْبِدُa. Colocynthpickers.
(هبد) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "زَوَّدتنَا يُمَيْنَتَيْهَا مِن الهَبِيدِ"
الهَبِيدُ: الحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويُسْتَخْرَجُ حَبُّه، ويُنْقَعُ، لِتَذْهَب مَرَارَتُه، والهَبْد فِعْل ذلك - والتَّهبُّد والتَّهبِيد والاهْتِبادُ أَخذُ الهَبِيد ومُعَالَجتُه، وصُنَّاعُه الهُبَّادُ والهَوابِدُ.
[هبد] الهَبيدُ: حَبُّ الحنظلِ. والتَهَبُّدُ: أخذُهُ وكسرُه. يقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ، إذا استخرج ذلك ليأكله. والاهْتِبادُ: أن تأخذ حَبَّ الحنظلِ وهو يابسٌ وتجعلَه في موضعٍ وتصبَّ عليه الماء وتدلكه ثم تصبَّ عنه الماء، وتفعلَ ذلك أياماً حتَّى تذهب مرارتُه، ثم يدق ويطبخ. وهبود بتشديد الباء: اسم موضع ببلاد بنى نمير.
(هـ ب د)

الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحنظل، وَقيل: حبه، واحدته هَبِيدَةٌ، وَمِنْه قَول بعض الْأَعْرَاب: فَخرجت لَا أتلفع بوصيدة، وَلَا أتقوت بهَبِيدَةٍ.

وهَبَدَ الهَبِيدَ: طبخه أَو جناه.

وتهبَّدَ الرجل والظليم، واهْتَبَدا: أخذاه من شجرته، أَو استخرجاه للْأَكْل.

وهَبُّودٌ: جبل، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

شَرْثانُ هاذاك ورا هَبُّودِ وهَبُّودٌ: فرس عَلْقَمَة بن سياح.

هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وقيل: حبه، واحدته هَبِيدة؛ ومنه

قول بعض الأَعراب: فخرجت لا أَتلفع بِوَصِيدة ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة؛

وقال أَبو الهيثم: هَبِيدُ الحنظل شَحْمه. واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عالج

الهَبيدَ. وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ. وهَبَدَ الهَبيدَ:

طبخه أَو جناه.

الليث: الهَبْد كسْر الهَبِيد وهو الحنظل؛ ومنه يقال: تَهَبَّدَ

الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ من شجرة؛ وقال:

خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا،

كِلا كَــلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا

كان قائلُ هذا الشعر صياداً أَخْفَق فلم يَصِدْ، فقال لامرأَته: عالجي

الهَبيدَ فقد أَخْفَقْنا. وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا:

أَخذاه من شجرته أَو استخرجاه للأَكل. الأَزهري: اهْتَبَدَ الظليم إِذا نقر

الحنظل فأَكل هَبِيدَه؛ ويقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ إِذا استخرج ذلك

ليأْكله. وفي حديث عمر وأُمّه: فَرَوَّدَتْنا من الهبيد؛ الهَبيد: الحنظل

يكسر ويستخرجُ حبّه ويُنْقَع لتذهب مَرارته ويُتّخذ منه طبيخ يؤكل عند

الضرورة. الجوهري: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حبّ الحنظل وهو يابس وتجعله في

موضع وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكه ثم تصب عنه الماءَ، وتفعل ذلك أَياماً

حتى تذهب مرارته ثم يدق ويطبخ؛ غيره: والتَّهَبُّدُ اجتناء الحنظل

ونقعه، وقيل: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه؛ غيره: وهَبيدُ الحنظل حبّ حَدَجِه

يستخرج ويُنْقَع ثم يُسخَّن الماءُ الذي أُنْقِع فيه حتى تذهب مرارته ثم

يصبّ عليه شيء من الوَدَك ويذرُّ عليه قُمَيِّحَةٌ من الدقيق ويُتحسَّى.

وقال أَبو عمرو: الهَبيد هو أَن يُنقع الحنظل أَياماً ثم يغسل ويطرح قشره

الأَعلى فيطبخ ويجعل فيه دقيق وربما جعل منه عَصِيدة. يقال منه: رأَيت

قوماً يتَهَبَّدُون.

وهَبُّود: جبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

شَرثانُ هذاكَ ورا هَبّودِ

التهذيب: أَنشد ابو الهيثم:

شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً،

وكان لها الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ

قال عُكّاشُ الهَبابيد: ماء يقال له هبّود فجمع بما حوله. وأَحْفى: اسم

موضع. وهبّود، بتشديد الباء: اسم موضع ببلاد بني نمير. وهَبُّودٌ: فرس

عَلْقَمة بن سُياج. الأَزهري: هَبُّود اسم فرس سابق لبني قريع؛ قال:

وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا

هبد
: (الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ أَو حَبُّهُ) ، واحدتُه هَبِيدَةٌ، وَمِنْه قَول بعضِ الأَعْرَابِ: فَخَرَجْتُ لَا أَتلَفَّعُ بِوَصِيدَة، وَلَا أَتَقَوَّتُ بِهَبِيدَة. وَفِي حَدِيث عُمَرَ وأُمِّه: (فَزَوَّدَتْنَا مِن الهَبِيد) . فِي النِّهَايَة: الهَبِيدُ: الحَنْظَلُ يُكْسَر ويُسْتَخْرجُ حَبُّه ويُنْقَع لِتَذْهَبَ مَرارَتُه ويُتَّخَذ مِنْهُ طَبِيخٌ يُؤْكَل عندَ الضَّرورة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الهَبِيد: هُوَ أَن يُنْقَع الحَنْظَلُ أَيَّاماً ثمَّ يُغْسَل ويُطْرَح قِشْرُه الأَعلى فيُطْبَخ ويُجْعَل فِيهِ دَقِيقٌ، وَرُبمَا جُعِلَ مِنْهُ عَصِيدَةٌ. وَقَالَ أَبو الهَيثم: هَبِيدُ الحَنْظَلِ: شَحْمُه، وَفِي الأَساس: تَقول: صُحْبَةُ العَبِيد أَمَرُّ مِن طَعْمِ الهَبِيد. (و) قد (هَبَدَ) الحَنْظَلَ (يَهْبِد) ، من حَدِّ ضَرَبَ، إِذا (كَسَرَه) ، طاله اللَّيْث (و) قَالَ غَيره: هَبَدَه (: طَبَخَ، وجَنَاهُ، كتَهَبَّدَه) ، يُقَال تَهَبَّدَ الرجُلُ أَو الظَّلِيمُ، إِذا أَخَذَا الهَبِيدَ مِن شجَرِه. والتَّهَبُّد: اجْتناءُ الحَنْظَلِ ونَقْعُ، وَقيل: أَخْذُه وكَسْرُه. (واهْتَبَدَه) إِذا أَخذَه من شَجَرتهِ أَو استخْرَجه للأَكْلِ. وَفِي التَّهْذِيب: اهْتَبَدَ الظَّلِيمُ، إِذا نَقَرَ الحَنْظَلَ فأَكلَ هَبِيدَه، وَقَالَ الجوهَرِيُّ: الاهْتِبادُ: أَن تَأْخُذَ حَبَّ الحَنْظَلِ وَهُوَ يابِسٌ وتَجْعَلَه فِي موضِعٍ وتَصُبَّ عَلَيْهِ الماءَ وتَدْلُكَه ثمَّ تَصُبَّ عَنهُ الماءَ، وتَفْعَل ذَلِك أَيَّاماً حَتَّى تَذْهَب مَرارتُه، ثمَّ يُدَقّ ويُطْبَخ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: اهْتَبَدَ الرجُلُ، إِذا عَالَجَ الهَبِيدَ. (و) هَبَدَ (فُلاناً: أَطعَمه إِيَّاهُ) ، أَي الهَبِيدَ، مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنه من حَدِّ نَصر، وَالَّذِي فِي التكملة مَضْبُوطاً من حَدِّ ضَرَب (و) رجُلٌ هابِدٌ. و (الهَوَابِدُ: اللائي يَجْتَنينَهُ) .
(وهَبُّودٌ، كَتَنور) ، اسْم (رَجُل، و) اسْم (فَرَس) سَابق (لِعَمْرِو بن الجُعَيْدِ) المُرَاديّ. وَفِي التَّهْذِيب اسْم فَرَسٍ سابقٍ لبنِي قُرَيْعٍ، قَالَت امرأَةٌ من اليَمنِ:
أَشَابَ قَذَالَ الرَّأْسِ مَصْرَعُ سَيِّدٍ
وفَارِسُ هَبُّودٍ أَشَابَ النَّوَاصِيَا
(و) هَبُّودٌ (: مَاءٌ لَا مَوْضِعٌ) فِي بِلاد تَميمٍ، كَمَا فِي أَكثَر نُسَخ الصحاحِ، وَفِي بَعْضهَا (نُمَيْر) بدل تَمِيم: (ووَهِمَ الجَوْهريُّ) ، قَالَ شيخُنَا: لَا وَهَمَ، فإِن الموضِع قد يُطْلَق على ماءٍ بالموضِع، والماءُ يُطلق على مَوْضِعٍ هُوَ بِهِ، فغايَتُه أَن يكون مَجازاً، من إِطلاق المَحَلِّ على الحَالِّ، على أَنَّ هَبُّوداً فِيهِ خِلافٌ، هَل هُوَ اسْمٌ لماءٍ أَو لموضعٍ أَو لغير ذالك، كَمَا قَالَه البكريُّ فِي المُعْجَم، وَمَا فِيهِ خِلافٌ لَا يُنْسَب حاكيه إِلى وَهَمٍ، كَمَا لَا يَخْفَى، (وَقد يُقَال لَهُ الهَبَابِيدُ، أَيضاً) ، قرأْت من المُعْجَم لياقوت مَا نصُّه. قَالَ أَبو مَنصورٍ: أَنشدَنا أَبو الْهَيْثَم أَي لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيدِ شَرْبَةً
وَكَانَ لَهَا الأَحْفَى خَلِيطاً تُزايِلُه
قَالَ: عُكَّاشُ الهَبَابِيدِ ماءٌ يُقَال لَهُ هَبُّود، فجَمَعَه بِمَا حَوْلَه. وأَحْفَى: اسمُ مَوْضِعٍ، وَقيل: هَبُّودٌ: اسمُ جَبَلٍ، وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
جَرَى الله كَعْباً بِالأَبَاتِرِ نِعْمَةً
وَحَيًّا بِهَبُّودٍ جَزَى الله أَسْعَدَا
وحَدَّث عَمْرُو بْنُ كِرْكِرة قَالَ: أَنشدَني ابنُ مُنَاذِرٍ قَصِيدَته الدَالِيّة، فلمّا بَلَغَ إِلى قَوْلِه:
يَقْدَحُ الدَّهْرُ فِي شَمَارِيخِ رَضْوَى
ويَحُطُّ الصُّخُورَ مِنْ هَبُّودِ
قلت لَهُ: أَي شيْءٍ هُوَ هَبُّود؛ فَقَالَ: جَبَلٌ. فقُلْت: سَخِنَتْ عَيْنُك، هَبُّودٌ: عينٌ باليَمَامة ماؤُها مِلْحٌ لَا يَشْرَبُ مِنْهُ شيءٌ خلَقَه الله، وَقد وَالله خَرِيت فِيهِ مَرّاتٍ. فَلَمَّا كَانَ بَعْد مُدَّةٍ وَقَفْتُ عَلَيْهِ فِي مَسجِد البَصْرَة وَهُوَ يُنْشِد، فَلَمَّا بَلَغَ هاذا البيتَ أَنشد:
وَيَحُطُّ الصُّخُور مِن عَبُّودِ فقُلْت لَهُ: عَبُّودٌ أَيُّ شيْءٍ هُوَ؟ قَالَ: جَبَلٌ بالشامِ فلَعلَّكَ يَا ابنَ الزَّانِية خَرِيت فِيهِ أَيضاً. فضحِكتُ وقُلْت: مَا خَرِيتُ فِيهِ وَلَا رأَيْتُه. فانصرفْتُ وأَنا أَضحك من قَوْله.
وهَبُّودٌ أَيضاً: فَرَسٌ لعُقْبَةَ بن سياج.

هبد

1 هَبَدَ الهَبِيدَ, aor. ـِ (L, K,) inf. n. هَبْدٌ, (L,) He broke هَبِيد, (Lth, L, K,) i. e. colocynths: (Lth, L:) or (in the K, and) he cooked هَبِيد [i. e., colocynths or their seeds]: (L, K:) or (in the K, and) he gathered هَبِيد [i. e. colocynths]; (L, K;) as also ↓ تهبّدهُ and ↓ اهتبدهُ; (K;) or ↓ تهبّد and ↓ اهتبد; which are said of an ostrich and of a man: and these two verbs signify he (an ostrich or a man) extracted هَبِيد [or colocynth-seeds] to eat: (L:) you say of an ostrich ↓ هُوَ يَتَهَبَّدُ he extracts the seeds of the colocynth to eat them: and ↓ تهبّد signifies he took a colocynth, or colocynths, and broke it, or them: (S, L:) or he (an ostrich) broke a colocynth, or colocynths, and ate its, or their seeds: (A:) and he gathered colocynths and macerated them in water: (L:) and ↓ اهتبد he [an ostrich) pierced colocynths with his beak, and ate their seeds: (T, L:) and he took the seeds of dry colocynths, and put them in a place, and poured upon them water, and rubbed and pressed them with the hand, then poured off from them the water, and did this for some days, until their bitterness was gone; after which they are bruised, or brayed, and cooked: (S, L:) or he prepared for food (عَالَخَ) the pulp of colocynths. (AHeyth, L. [See an ex. in a verse cited voce راجلة.]) b2: Also هَبَدَهُ, (aor. as above, L,) He fed him (namely a man, K) with هَبِيد. (L, K.) 5 تَهَبَّدَand 8: see 1.

هَبْدٌ: see هَبِيدٌ.

هَبِيدٌ The colocynth; as also ↓ هَبْدٌ: (L, K:) or the seeds of the colocynth; (S, A, L, K;) as also هَبْدٌ: (L, K:) n. un. of the former, [which is a coll. gen. n.,] with ة: (L:) or the pulp of the colocynth. (AHeyth, L.) b2: [See بَرْوَقٌ] b3: Also, A certain food, which is eaten in cases of necessity, made by breaking colocynths, and taking forth their seeds, and macerating these in water, that their bitterness may go, and then cooking them: (Nh, L:) or colocynths macerated for some days in water, then washed, and, after their upper rind has been thrown away, cooked; to which is added some flour; and sometimes عَصِيدَة is made of it: (AA, L:) or a food made by macerating in water the seeds of dried colocynths, and heating this water until its bitterness has gone, then pouring upon it some grease, and sprinkling upon it a little flour, after which it is supped. (L.) رَجُلٌ هَابِدٌ A man who gathers colocynths: (TA:) and هَوَابِدُ [pl. of هَابِدَةٌ] women who gather colocynths. (K.)

هوأ

هوأ:
هوائي: (انظر الأشعار التي ذكرها (فريتاج) في (ديوان الهذليين 272).
هوأ: وألهَوْءُ: الهِمَّة. يُقال: هو يَهُوءُ بنفسه، أي: يَرْفَعُها، وأنا أَهُوءُ به عن كذا، أي: أَرْفَعُهُ.

[هوأ] ك:"هو" ذا "هو"، الضمير الأول للشأن وذا إشارة إلى ما القته الحُديا والثاني لما اتهموها به. نه: وفيه: إذا قام الرجل إلى الصلاة وكان قلبه و"هوؤه" إلى الله انصرف كما ولدته أمه، الهوء - بوزن الضوء: الهمةن يهوء بنفسه إلى المعالي - أي يرفعها ويهم بها.
هـ و أ: (هَاءِ) يَا رَجُلُ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ أَيْ هَاتِ، وَ (هَائِي) يَا امْرَأَةُ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ أَيْ (هَاتِي) وَ (هَاءَ) يَا رَجُلُ بِالْمَدِّ وَفَتْحِ الْهَمْزَةِ أَيْ هَاكَ وَ (هَاؤُمَا) وَ (هَاؤُمْ) مِثْلُ: هَاكُمَا وهَاكُمْ وَهَاءِ يَا امْرَأَةُ بِغَيْرِ يَاءٍ مِثْلُ هَاكِ. 
[هوأ] فلانٌ بعيدُ الهَوْءِ بالفتح، أي: بعيد الهِمَّةِ. تقول منه: هاءَ الرجلُ، وإنه لَيَهوءُ بنفسه، أي: يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يهوى بنفسه. أبو زيد: هُؤْتُ به خيراً، إذا أزْنَنْتُهُ به. والمُهْوَأنُّ بضم الميم: الصحراء الواسعة . قال الراجز :

في مهوأن بالدبا مدبوش * وقولهم: هاء يا رجل بسكر الهمز، معناه: هاتِ، وللمرأة هائِي بإثبات الياء، مثل: هاتي، وللرجلين والمرأتين: هائِيا، مثل: هاتِيا، وللرجال: هاءُوا، وللنساء، هائين، مثل: هاتين، تقيم الهمزة في جميع هذا مقام التاء. وإذا قلت: هاء يا رجلُ بفتح الهمزة، كان معناه: هاكَ، وللاثنين: هاؤُما، وللجميع: هاؤُمْ، مثل: هاكما وهاكم، وللمرأة: هاءَ بالكسر بلا ياء، مثال: هاك، وهاؤما وهاؤن، تقيم الهمزة في هذا كله مقام الكاف. وفيه لغة أخرى، هَأْ يا رجل بهمزةٍ ساكنة، مثل: هَعْ، أي: خذْ، وأصله هاءْ أسقِطت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة هائي، مثل: هاعي، وللرجلين والمرأتين: هاءَا، مثال: هاعا، وللرجال هاءوا، وللنساء: هأن، مثال: هعن بالتسكين. وإذا قيل لك هاءَ بالفتح قلت: ما أهاءُ، أي ما آخُذُ، وما أهاءُ على ما لم يسمّ فاعله، أي ما أعطى.
هوأ
فلان بعيد الهَوْءِ - بالفتح -: أي بعيد الهِمّة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من قام إلى الصلاة فكان هَوْؤُه وقلبُه إلى الله انْصَرَف كما ولدَتْه أمه، تقول منه: هَاءَ الرجل، وإنه لَيَهُوْءُ بنفسه: أي يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يَهوِي بنفسه.
أبو زيد: هُؤْتُ به خَيراً: إذا أزْننْتَه به، ويقال: هُؤْتُه بخير، وهُؤتُه بشرّ أيضاً.
وقال أبو عمرو: هُؤْتُ به: أي فَرِحْت به.
اليزيدي: هَو ائَتْ نفسي إلى كذا: أي همّت.
ويقال: لا هاء الله ذا ولاها الله ذا - بالمد والقصْر -: بمعنى لا والله ذا.
وهاءَ - بالمد -: يكون تلبية، قال: لا بل يُجيبُك حين تدعو باسمه.
فيقول: هاءَ، وطالما لبّى وقولهم: هاءِ يا رجل - بكر الهمزة - معناه: هاتِ، وللمرأة: هائِي مثال هاعِي، وللرجليَن والمرأتين: هائِيا مثال هاعِيا، وللرِّجل: هاؤوا مثال هاعُوا، وللنساء: هائين مثال هاعين، تُقيم الهمزة في كل هذا مقام التاء، وإذا قلت: هاءَ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاك؛ يا رجل - بفتح الهمزة - كان معناه: هاكَ؛ وللاثنين: هاؤُما؛ وللجميع: هاؤُم كثال هاكُما وهاكُم، وللمرأة: هاء - بالكسر بلا ياء - مثال هاكِ؛ وهاؤما وهاؤنَّ، تقيم الهمزة في هذا كلّه مُقام الكاف، وفيه لغة أخرى: هَأْ يا رجل - بهمزة ساكنة - مثال هَعْ، وأصله هاءْ؛ سَقَطَت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة: هائي - مثال هاعِيْ -، وللرجلين والمرأتين: هاءا - مثال هَاعا -؛ وللرّجل: هاؤوا - مثال هاعُوا -، وللنِّساء: هَأْنَ - مثال هَعْنَ -. وإذا قيل لك: هَاءَ - بالفتح - قلْت: ما أهَاءُ: أي ما آخُذ؛ وما أُهَاءُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه: أي ما أعطى.
والمُهْوَئنٌ: العادة.
ومضى مُهْوَئنٌّ من الليل: أي هَوِيٌّ منه.
والمُهْوَئنُّ والمُهْوَأَنُّ: الصحراء الواسعة، قال رُؤبة:
جاءوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوْشِ ... مِنْ مُهْوَأَنٍّ بالدَّبى مَدْبوشِ

هو

أ1 هَآءَ بِنَفْسِهِ إِلى المَعَالِى, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. هَوْءٌ, (TA,) He raised his mind to high things, or objects; purposed, or aspired to, high things. (S, K, TA.) The vulgar say, يَهْوِى

بِنَفْسِهِ. (S.) b2: مَا هُؤْتُ هَوْءَهُ I did not know it, nor desire, or mean, [to do it; i. e., I did it not knowingly, nor intentionally]. (TA.) b3: هُؤْتُ بِهِ خَيْرًا, (Az, S, K) and شَرًّا, (K,) and حُؤْتُهُ بِخَيْرٍ, and بِشَرٍّ, (Lh,) inf. n. هَوْءٌ, (TA,) I thought him to be possessed of good, (Az, S, K,) and, of evil. (K, TA.) b4: هُؤْتُهُ بِمَالٍ كَثِيزٍ I thought him to be possessed of much wealth. (TA.) b5: إِنِّى لَأَهُؤْءُ بِكَ عَنْ هٰذَا الأَمْرِ Verily I exalt thee above this thing; I hold thee above it]. (Lh.) b6: هُؤْتُ بِهِ I rejoiced in him, or it. (AA, K.) b7: هَوِئَ إِلَيْهِ, aor. ـْ He purposed, or intended, it. (K.) A2: هَآءِ and هَآءَ and هَأْ, in imperative senses, and the forms into which they are inflected, see below.3 هاوأهُ He contended with him for superior glory: like هَاوَاهُ. (IAar.) [See also art. هوى.]

هَآءِ, هَآءَ, هَأْ, &c. b2: هَاءِ, with kesr, is syn. with هَاتِ, Give; [or changed from this verb;] and is thus inflected: sing. masc. هَآءِ, fem. هائِى; dual. masc. and fem. هَائِيَا; pl. masc. هَاؤُوا, fem.

هَائِينَ: (S, K: like هَاتُوا; هَاتِيَا; هَاتِى, هَاتِ, هَاتِينَ: ء holding the place of ت: S.) b3: But هَآءَ, with fet-h, is syn. with هَاكَ, Take; [or changed from this word;] and is thus inflected: sing. masc. هَآءَ, fem. هَآءِ, without ى; dual masc. and fem. هَاؤُمَا; pl. masc. هَاؤُمُ, [so in the K, and so I find it in one copy of the S: in another copy of the latter, هَاؤُمُ, as it is pronounced before a conjunctive ا; for instance, in the Kur, lxix, 19:] fem. هَاؤُنَّ, (S, K:) or هَاؤُمْنَ: (L:) [which last does not exactly correspond with the model هَاكُنَّ: but I think it most probable that هَاكُنَّ is changed by idghám from هَاكُمْنَ; and in like manner, that هَاؤُنَّ is changed from هَاؤُمْنَ:] (like هَاكَ, هَاكِ; هَاكُمَا; هَاكُمْ, هَاكُنَّ: هَوُاَ holding the place of ك: S:) also, sing. masc.

هَأْ (originally هَآءُ, S), fem. هَائِى; dual masc. (S) and fem. (S, K) هَاآ; (S, K;) pl. masc. هَاؤُوا, (S,) fem. هَأْنَ: (S, K:) also, sing. masc. and fem.

هَأْ; dual. masc. هَاآ, fem. هَائِيَا; pl. masc. هَاؤُوا, fem. هَاؤُنَّ. (TA.) b4: [See a saying of 'Omar cited voce رَمَآءٌ, in art. رمى.] b5: When it is said to thee هَآءَ Take, thou sayest مَا أَهَآءُ What shall I take? syn. مَا آخُذُ; and مَا أُهَآءُ, in the pass. form, What shall I receive, or be given? syn. مَا أُعْطَى. (S.) [Also, in the TA, it seems to be said that أَهَآءَ signifies أَعْطَى He gave, or made to take: but this is uncertain; as the former verb is there written اهاءَ, and the latter is without the syll. points]. b6: هَآءَ is also syn. with لبَّيْكَ At thy service! &c.. (K, TA.) A2: لَا هَآءَ اللّٰهِ ذَا, or, more chastely, لَا هَا اللّٰهِ ذَا, or the former is a barbarism; originally لَا وَاللّٰهِ هٰذَا: ها and ذا are separated, and the name of God is introduced between them; (K;) and the meaning is No, by God, (I did not) this! (S, art. ها, q. v.) or No, by God, this (is what I swear by)! (K.) هَوْءٌ Mind; purpose; aspiration; desire; ambition. (S, K, TA.) Ex. بَعِيذُ الهَوْءِ A person of far-reaching aspiration, or ambition. (S, TA.) b2: هَوْءٌ Penetrating judgment. (K.) b3: وَقَعَ فى هَوْئِى, and ↓ هُوئِى, It occurred to my mind, or imagination. (K.) هُوْءٌ: See preceding sentence.

مُهْوَأَنٌّ (S, K) and ↓ مَهْوَئِنٌّ (K) A wide desert, or wide tract of the kind called صَحْرَآء. (S. K.) b2: Custom: syn. عَادَةٌ. (K.) b3: A part of the night. (K.) b4: The mention of مهوأنّ in this art., by J, says IB, and F after him, is wrong; for its measure is مفوعّل; the و being an augmentative letter. [But if so, F has himself done wrong, in mentioning it, not only here, but also in art. هون, (where, if the و be augmentative, it is equally inappropriate,) as though it were a quasi-quadriliteral-radical word, of the measure مفعاُلّ.] ISd gives it as formed by transposition from the root هنأ, and explains it as signifying a wide place. (TA.) مُهْوَئِنٌّ: see مُهْوَأَنٌّ.

هوأ: هاءَ بِنَفْسِه إِلى الـمَعالِي يَهُوءُ هَوْءاً: رَفَعَها وسَما

بها إِلى الـمَعالِي.

والهَوْءُ، الهِمَّةُ، وإِنَّه لبَعِيدُ الهَوْءِ، بالفتح، وبَعِيدُ الشَّأْوِ أَي بَعِيدُ الهمَّة. قال الراجز:

لا عاجِزُ الهَوْءِ، ولا جَعْدُ القَدَمْ

وإِنه لذو هَوْءٍ إِذا كان صائبَ الرَّأْي ماضِياً. والعامة تقول: يَهْوِي بِنَفْسِه. وفي الحديث: إِذا قامَ الرجلُ إِلى الصلاةِ، فكان قَلْبُه

وهَوْءُه إِلى اللّهِ انْصَرفَ كما ولَدَتْه أُمُّه. الهَوْءُ، بوزن الضَّوْءِ:

الهِمَّةُ. وفلان يَهُوءُ بنَفْسِه إِلى الـمَعالِي أَي يَرْفَعُها ويَهُمُّ بها. وما هُؤْتُ هَوْءَه أَي ما شَعَرْتُ به ولا أَرَدْتُه. وهُؤْتُ به خَيْراً فأَنا أَهُوءُ به هَوْءاً: أَزْنَنْته به، والصحيح هُوتُ، كذلك حكاه يعقوب، وهو مذكور في موضعه. وقال اللحياني: هُؤْته بخير، وهُؤْتُه

بِشَرٍّ، وهُؤْتُه بمال كثير هَوْءاً أَي أَزْنَنْتُه به. ووَقَع ذلك في هَوْئي وهُوئِي أَي ظَنِّي. قال اللحياني وقال بعضهم: إِني لأَهُوءُ بك عن

هذا الأَمْر أَي أَرْفَعُكَ عنه. أَبو عمرو: هُؤْتُ به وشُؤْتُ به أَي

فَرِحْتُ به.

ابن الأَعرابي: هَأَى أَي ضَعُفَ، وأَهَى إِذا قَهْقَهَ في ضَحِكه.

وهَاوَأْتُ الرجلَ: فاخَرْتُه كَهاوَيْتُه. والـمُهْوَأَنُّ، بضم الميم: الصَّحراءُ الواسعة. قال رؤبة:

جاؤُوا بِأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ، * في مُهْوَأَنٍّ، بالدَّبَى مَدْبُوشِ

قال ابن بري: جَعْلُ الجَوْهَريِّ مُهْوَأَنًّا، في فصل هَوَأَ، وَهَمٌ

منه، لأَنَّ مُهْوَأَنًّا وزنه مُفْوَعَلٌّ. وكذلك ذكره ابن جني، قال:

والواو فيه زائدة لأَن الواو لا تكون أَصلاً في بناتِ الأَربعة.

والـمَدْبُوشُ: الذي أَكَل الجَرادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ: اسم موضع. وقد ذكر ابن سيده

الـمُهْوَأَنَّ في مقلوب هَنَأَ قال: الـمُهْوَأَنُّ: المكان البَعِيدُ. قال: وهو مثال لم يذكره سيبويه.

وهاءَ كلمة تُسْتَعَمَلُ عند الـمُناولةِ تقول: هاءَ يا رجلُ، وفيه

لغات، تقول للمذكر والمؤنث هاءَ على لفظ واحد، وللمذكَّرَين هاءَا، وللمؤَنثتين هائِيا، وللمذكَّرِين هاؤُوا، ولجماعة المؤَنث هاؤُنَّ، ومنهم من يقول: هاءِ للمذكر، بالكسر مثل هاتِ، وللمؤَنث هائِي، بإِثبات الياءِ مثل هاتي، وللمذكَّرَيْنِ والـمُؤَنَّثَيْنِ هائِيا مثل هاتِيا، ولجماعة المذكر هاؤُوا، ولجماعة المؤَنث هائِينَ مثل هاتِينَ، تُقِيمُ الهمزة، في جميع هذا، مُقامَ التاءِ، ومنهم من يقول: هاءَ بالفتح، كأَنَّ معناه هاكَ، وهاؤُما يارجلان، وهاؤُمُوا يا رِجال، وهاءِ يا امْرَأَةُ، بالكسر بلا ياءٍ، مثل هاعِ.

وهاؤُما وهاؤُمْنَ. وفي الصحاح: وهاؤُنَّ، تُقِيمُ الهمز، في ذلك

كُلِّه، مُقام الكاف. ومنهم من يقول: هَأْ يا رَجُل، بهمزة ساكنة، مثل هَعْ، وأَصله هاءْ، أُسقطت الأَلف لاجتماع الساكنين. وللاثنين هاءَا، وللجميع هاؤُوا، وللمرأَة هائِي، مثل هاعِي، وللاثنين هاءَا للرجلين وللمرأَتين، مثل هاعا، وللنسوة هَأْنَ، مثل هَعَنْ، بالتسكين. وحديث الرِّبا: لا تَبيعُوا الذهب بالذهب إِلا هاء؛ وهاء نذكره في آخره الكتاب في باب الالف اللينة، إِن شاءَ اللّه تعالى. وإِذا قيل لك: هاءَ بالفتح، قلت: ما أَهاءُ أَي ما آخُذُ، وما أَدري ما أَهاءُ أَي ما أُعْطِي، وما أُهاءُ على ما لم يُسمَّ فاعله، أَي ما أُعْطَى.

وفي التنزيل العزيز: هاؤُمُ أَقْرَؤوا كِتابِيَهْ. وسيأْتي ذكره في ترجمة ها.

وهاءَ، مفتوح الهمزة مـمدود: كلمة بمعنى التَّلْبِيةِ.

هوأ
: (} هَاءَ) فلَان (بِنَفْسِه إِلى المَعَالِي) {يَهُوء} ُ هَوْءًا (: رَفَعَها) وسَما بِها إِليها.
( {والهَوْءُ) مثلُ الضَّوْءِ (: الهِمَّةُ) ، وإِنه لبعيدُ} الهَوْءِ، وبعيد الشَّأْوِ، أَي بَعِيدُ الهِمَّةِ، قَالَ الراجِز:
لَا عَاجِزَ الهَوْءِ وَلاَ جَعْدَ القَدَمْ (و) إِنه لذُو هَوْءٍ أَي صائِبُ (الرَّأَي المَاضِي) والعامَّة تَقول يَهْوِي بنفْسِه. وَفُلَان {يَهُوءُ (بِنَفسِهِ) إِلى المَعالي أَي يَرْفَعُهَا ويَهُمُّ بهَا (} وهُؤْتُ بِهِ خَيْراً) فأَنَا {أَهُوءُ بِهِ هَوْءًا (أَو شَرًّا) أَي (أَزْنَنْتُه بِهِ) بِالزَّايِ والنُّونَيْنِ، أَي اتَّهَمْتُه (و) قَالَ اللِّحيانيُّ: (} هُؤتُه بِخَيْرْو) {هُؤْتُه (بِشَرَ) } وهُؤْتُه بمالٍ كثيرٍ {هَوْأً، أَي أَزْنَنْتُه بِهِ، وَفِي (الحكم) : وَالصَّحِيح} هُوتُ بِهِ، بِغَيْر همزٍ، كَذَلِك حَكَاهُ يعقوبُ.
(وَوَقَع) ذَلِك (فِي {- هَوْئِي) بِالْفَتْح (} - وهُوئِي) بِالضَّمِّ (أَي ظَنِّي، و) عَن أَبي عَمْرو: ( {هُؤْتُ بِهِ) وشُؤْتُ بِهِ، أَي (فَرِحْتُ) بِهِ.
(} وهَوِىءَ إِليه) كَفرِح (: هَمَّ) ، نَقله اليزيديُّ.
( {وهَاءَ، كجَاءَ) مَفْتُوح الْهمزَة ممدودٌ (تَلْبِيَةٌ) أَي بِمَعْنى التلْبِيَة، هَكَذَا فِي نسختنا الصَّحِيحَة، وَقد وَقع التَّصْحِيف هُنَا فِي نُسَخِ كَثيرةٍ فَلْيُحْذَرْ، (قَالَ) الشَّاعِر:
لاَ بَلْ يُجِيبُكَ حِينَ تَدْعُو بِاسْمِه
فَيَقُولُ هَاءَ وطَالَ مَا لَبَّي
(هاءَ) أَي لبيْك.
وهَاءَ كلمة تسْتَعْمل عِنْد المُناوَلَة، تَقول} هَاءَ يَا رجلُ. وَفِيه لُغاتٌ، تَقول للمذكر والمؤنث {هَاءَا، على لفظ وَاحِد وللمذكرين: هَاءَا، وللمؤنّثينِ:} هَائِيَا، وللمُذَكَّرِين {هاءُوا، ولجماعة الْمُؤَنَّث} هاءُون (و) مِنْهُم من يَقُول للمذكر (هَاءِ، بِالْكَسْرِ، أَي هاتِ) وللمذكَّرعيْنِ ( {هَائِيَا) ولجمع الْمُذكر (} هَاؤُوا) وللمؤِّنثة ( {- هَائِي) بإِثبات الْيَاء واللمؤنَّثَيْنِ (} هَائِيَا) ولجماعة الْمُؤَنَّث ( {هَائِينَ) كهَاتِيا هَاتُوا هَاتِي هَاتِين، تُقيم الهمزةَ فِي جَمِيع هَذَا مُقامَ التَّاء (و) مِنْهُم من يَقُول (هَاءَ) بِالْفَتْح (كَجَاءَ، أَي) كأَن مَعْنَاهُ (هَاكَ) و (} هَاؤُمَا) يَا رجلانِ و ( {هَاؤُمْ) يَا رجالُ، و (} هَاءِ، بِلاَ يَاءٍ) و (هَاؤُمَا) للمؤنثَيْنِ، ولجماعة النِّسوة كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) {هَاؤُمْنَ. وَفِي (الصِّحَاح) (} هَاؤُنَّ) تُقيم الهمزَ فِي ذَلِك مُقامَ الْكَاف (وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى: {هَأْ يَا رَجُلُ) بِهَمْزَة سَاكِنة (كَهَعْ) وأَصله هاءْ، أسقطت الأَلف لِاجْتِمَاع الساكنين (} - وهَائِي، كَهَاعِي، للمرأَةِ، وللمرأَتين) وَكَذَا الذّكَرينِ ( {هَاءَا) مثل هَاعَا، (ولهنّ) أَي للنسوة (} هَأْنَ، كَهَعْنَ) بالتسكين. وأَمَّا حَدِيثُ الرِّبا (لاَ تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إِلا هَاءَ وهَاءَ) فسيأْتي ذكره فِي بَاب المعتل إِن شاءَ الله تَعَالَى. وإِذا قيل لَك: هَاءَ، بِالْفَتْح، قلت: مَا {أَهَاءُ، أَي (مَا) آخُذُ؟ وَلَا أَدْرِي مَا أَهَاءُ، أَي مَا أُعْطِي وَمَا أُهاءُ أَي على مَا لم يُسَمَّ فاعلُه أَي مَا أُعْطَى وَفِي التَّنْزِيل {1. 036 هاؤم اقْرَءُوا كِتَابيه} (الحاقة: 19) .
(} والمُهْوَأَنُّ) بِضَم الْمِيم وَفتح الْهمزَة (وتُكسَر هَمْزتُه) عَن ابْن خَالَوَيْهِ هُوَ (: الصَّحْرَاءُ الواسعَةُ) قَالَ رُؤْبةُ:
جَاءُوا بِأُخْرَاهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ
فِي مَهْوَأَنَ بِالدَّبَا مَدْبُوشِ
المَدْبُوش: الَّذِي أَكلَ الجَرَادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ: اسْم مَوضِع. (وَ) المُهْوَأَنُّ (: العَادَةُ) نَقله الصَّاغَانِي، (والطَّائِفَةُ مِن اللَّيْل) يُقَال: مَضَى {مُهْوَأَنٌّ من اللَّيْل أَي هُوِيٌّ مِنْهُ (و) قَالَ ابْن بَرّيّ (ذِكْرُهُ هُنا وَهَمٌ للجريريِّ، لأَن) } مُهْوَأَنًّا (وزْنُه مُفْوَعَلٌّ) وَكَذَلِكَ ذكره ابنُ جِنّي، قَالَ: (وَالْوَاو) فِيهِ (زائدةٌ، لأَنها) أَي الْوَاو (لَا تَكُونُ أَصْلاً فِي بَنَات الأَربعَةِ) وَقد ذكره ابنُ سِيده فِي مقلوب هنأَ، قَالَ: المُهْوَأَةُّ: المكانُ الْبعيد، قَالَ: وَهُوَ مثالٌ لم يذكُرْه سِيبَوَيْهٍ.
(وَ {لاَهَاءَ الله ذَا، بالمدِّ، أَي لَا وَاللَّهِ، أَو الأَفْصَحُ) فِيهِ (لاَهَا اللَّهِ ذَا، بِتَرْكِ المَدِّ، أَو) أَن (المَدّ) فِيهِ (لَحْنٌ) كَمَا ادَّعاه بعضٌ مِنْهُم (والأَصْلُ لاَ وَاللَّهِ، هَذَا مَا أُقْسِمٌ بِه. فأُدْخِلَ اسْمُ اللَّهِ بَيْنَ هَا، وَذَا) فتحصَّلة ثلاثةُ أَقوالٍ، والكلامُ فِيهِ مَبسوطٌ فِي (المُغني) و (التسهيل) و (شُرُوح البُخاريّ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} هَاوَأْتُه: فاخَرْتُه، لغةٌ فِي هَاوَيْتُه، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
وَمَا {هُؤْتُ} هَوْأَهُ أَي مَا شَعَرْتُ بِهِ وَلَا أَرَدْتُه.
وإِني {لأَهوءُ بك عَن هَذَا الأَمرِ، أَي أَرفعُك عَنهُ، نَقله اللِّحيانِيُّ.

دهدر

دهدر: دَهْدار: نوع من الأنسجة المنقوشة (محيط المحيط).

دهدر: الدُّهْدُرُّ: الباطلُ، ومنه قولهم دُهْدُرَّيْنِ ودُهْدِرَّيْهِ

للرجل الكذوب. أَبو زيد: العرب تقول دُهْدُرَّانِ لا يغنيان عنك شيئاً.

ودُهْدُرَّيْنِ: اسم لِبَطَلَ؛ قال ذلك أَبو علي. ومن كلامهم:

دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ أَي بَطَلَ سعدُ القَيْنُ بأَن لا يُسْتَعْمَلَ وذلك

لتشاغل الناس بما هم فيه من الشدّة أَو القحط. ويقال: سَاعدُ القَيْنُ،

ويقال: دُهْدُرَّانِ لا يُغْني عَنْكَ شيئاً.

دهدر



دُهْدُرٌّ a noun signifying What is false, or vain; a lie; syn. بَاطِلٌ and كَذِبٌ: as also دُهْدُرَّيْنِ, (K,) its dual, (TA,) or دُهْ دُرَّيْنِ, or دُهْ دُرَّيْنْ: (as in different copies of the S:) whence دُهْدُرَّيْنِ and ↓ دُهْدُرِّيَّةٌ are epithets applied to a liar; or a great or habitual liar: and accord. to Az, the Arabs used to say, دُهْدُرَّانِ لَا يُغْنِياَنِ عَنْكَ شَيْئًا [Lies will not avail thee aught]: and دُهْدُنٌّ signifies the same as دُهْدُرٌّ. (TA.) b2: دُهْدُرَّيْنِ is also a noun, (K,) i. e. a verbal noun, (TA,) signifying He was, or has become, unoccupied, or without work; syn. بَطَلَ; (K;) like سَرْعَانَ for سَرُعَ, and هَيْهَاتِ for بَعُدَ. (TA.) Hence the prov., (TA,) دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنِ, (As, K,) without the conjunction وَ [after the first word], and دهدرّين being written as one word, (TA,) meaning Saad the blacksmith became, or has become, unoccupied, or without work; not being employed because of the people's being diverted from other things by drought (As, K) and distress. (TA.) Some say سَاعدُ القَيْنِ: and Aboo-'Obeydeh Maamar Ibn-El-Muthennà relates it thus: دهدرّين سَعْدَ القَيْن, with سعد in the accus. case, and says that دهدرّين is governed in the accus. case by a verb understood; apparently meaning that it is a noun signifying البَاطِلُ, dual of دُهْدُرٌّ, not a verbal noun, as though the prov. meant Cast ye away what is false, or vain, and Saad the blacksmith: but what he says is not correct. (TA.) Or a certain blacksmith asserted his name to be Saad for some time, and then his lying became manifest; so this was said to him; meaning, Thou hast added falsehood to falsehood, O Saad the blacksmith. (K.) It is also related separately; (K;) and so J and others relate it; saying ده درّين: (TA:) [in one copy of the S, I find it written دُهْ دُرَّيْنْ: in another, دُهْ دُرَّيْنِ:] دُهْ being an imperative from الدَّهَآءُ; its final radical letter being transposed to the place of the medial, so that it becomes دُوْهْ, and the و being then rejected because of the two quiescent letters, (K,) so that it becomes دُهْ, like as is done in the case of قُلْ: (TA:) and دُرَّيْنِ being from دَرَّ, “it was consecutive; ” (K;) by the dual form being meant repetition, as in the case of لَبَّيْكَ &c.: (TA:) so that the meaning is Be thou very lying (K) and cunning, (TA,) O Saad (K) the blacksmith: (TA:) and this explanation, says IB, is good, except inasmuch as that the د in درّين thus derived should be with fet-h; or, he adds, it may be with damm to assimilate it to the د in دُهْ [like as القَيْنِ is terminated with kesr to assimilate it to دُرَّيْنِ]. (TA.) Or the origin of the saying was this: Saad the blacksmith was a Persian, who went about the districts of ElYemen, working for the people; and when he became without work in a district, he used to say, in Persian, دِهْ بَدْرُودْ: [so in a copy of the S; and this, or دِهْ بِدْرُودْ, is the correct reading: in another copy of the S, دَهْ بَدُورُدْ: and in the copies of the K, دِهْ بَدْرُودْ:] (S, K:*) meaning, [O town, or village,] farewell: to acquaint them that he was going forth on the morrow: (K:) or meaning I am going forth to-morrow: (S:) in order that he might be employed: and they arabicized the expression, and made him the subject of a prov. with respect to lying; and said, When ye hear of the blacksmith's departure at night, he is assuredly coming in the morning. (S, K.) Some say that the prov. is elliptical, for بَطَلَ قَوْلُ سَعْدٍ الخ [False is the saying of Saad &c.]. (TA.) [This is mentioned in the S in art. در.]

دُهْدُرَّيَّةٌ: see above, first sentence.
دهدر
: (دُهْدُرَّيْنِ، بضمّ الدَّالَيْن وفَتْح الراءِ المُشَدَّدة) تَثْنِيَةً دُهْدُرّ (اسمٌ لبَطَلَ) ، كسَرْعَانَ وهَيْهَاتَ اسمٌ لسَرُعَ وبَعْدَ، قَالَ ذالك أَبو عَلِيّ. (و) قيل: دِخْدُرَّيْنِ اسمٌ (للبَاطل وللْكَذِبِ) . وَمِنْه قَولُهُم: دُهْدُرَّيْن ودُهْدُرَّيْهِ، للرَّجُل الكَذُوب.
قَالَ أَبو زيد: العَرَب تَقُولُ: دُهْدُرَّانِ لَا يُغْنِيانِ عَنْك شَيْئاً. (كالدُّهْدُرِّ) ، والدُّهْدُنِّ، فَجَعَلَه عَرَبِيًّا. قَالَ ابْن بَرِّيّ: (و) الصَّحِيح فِي هاذا المَثَل مَا رَوَاهُ الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ ((دُهْدُرَّيْنِ سَعْدٌ القَيْنُ)) ، من غير وَاو عطف، وكَوْن دُهْدُرَّيْنِ مُتَّصَّلاً غيرَ مُنْفَصِل، (أَي بَطَلَ سَعْدٌ الحَدَّادُ بأَن لَا يُسْتَعَمل) ، وذالك (لتَشاغُلِهِم بالقَحْطِ) والشِّدَّةِ. وَيُقَال: سَاعِدُ القَيْنُ، وَرَواه أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بن المُثَنَّى (دُهْدُرَّيْنِ سَعْدَ القَين) ، بنَصْب سَعْد، وذَكَرَ أَنَّ دِخْدُرَّيْنِ منصوبٌ على إِضمار فِعْلٍ، وظاهِرُ كَلَامه يَقْتَضِي أَن دُهْدُرَّيْنِ اسمٌ للباطِلِ تَثْنِية دُهْدُرّ، وَلم يَجعله اسْماً للفِعْل كَمَا جَعَلَه أَبُو عليّ، فكأَنَّه قَالَ اطْرَحُوا البَاطِلَ وسَعْدَ القَيْن، فَلَيْسَ قولُه بِصَحِيح. (أَو أَنَّ قَيْناً ادَّعَى أَنَّ اسمَه سعدٌ زَمَانا، ثمّ تَبيَّن كَذِبُه، فقِيلَ لَهُ ذالِك، أَي جَمَعْتَ باطِلاً إِلى باطِل يَا سَعْدُ الحَدَّادُ) فَيكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادَى مُفْرَداً، والقَيٌّ نَعْتُه. ودُهْدُرَّيْن تَثنِيَة دُهْدُرّ اسْم للباطِلِ، (ويُرْوَى مُنْفَصِلاً) ، كَمَا رَوَاهُ الجَوْهَرِيّ وجماعَة فَقَالُوا: دُهْ دُرَّيْن، وفَسَّرُوا بأَنَّ (دُهْ) فِعْل (أَمْر من الدّهَاءِ) ، إِلّا أَنَّه (قُدِّمَتْ) وَاوُه الَّتِي هِيَ (لامُهُ إِلى مَوضِع عَينِهِ فَصَارَ دُوهْ، ثمَّ حُذِفت الوَواوُ للساكنين) فَصَارَ: دُهْ، كَمَا فعلتَ فِي قُلْ. (ودُرَّيْنِ من دَرَّ) يَدُرّ، إِذا (تَتَابَعَ) ويُرَاد هُنَا بالتَّثْنِية التَّكْرَار، كَمَا قَالُوا: لَبَّيك وحَنانَيْك ودَوَالَيْك وَيكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادًى مُفْرَداً، والقَيْن نَعْته، فَيكون المَعْنى، (أَي بالِغْ فِي) الدَّهاءِ و (الكَذِبِ يَا سَعْدُ) القَيْنُ.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وهاذا القَوْلُ حَسَنٌ، إِلّا أَنَّه كَانَ يَجب أَن يَفْتَح الدَّال من دُرَّيْنِ؛ لأَنَّه جَعَلَه من دَرَّ يَدُرّ، إِذا تَتابَعَ. قَالَ: وقديمكن أَن يَقخول إِن الدَّالَ ضُمَّت إِتْباعاً لضَمَّة الدّال من دُه. (أَو كَانَ) سعَدٌ (أَعجَمِيًّا) ، أَي رَلاً من العَجَم (حَدَّاداً يَدُورُ فِي) مَخالِيفِ (اليمنِ) يَعْمَل لَهُم، (فإِذا كَسَدَ) عَمَلُه (فِي مِخْلافٍ قَالَ بالفارِسِيَّة: دُهْ بَدْرُود) ، هاكذا فِي النُّسخ وَفِي بَعْضِها: ده برود (أَي بالوَداع) ، أَي كأَنَّه يُوَدِّع القَرْيَةَ، والقَرْيَةُ بالفَارِسيّة ده، وبرود أَي يَذْهب، (يُخبِرُهم بخُروجه غَدا) ويُشِيعُ فِي الحَيِّ أَنَّهُ غيرُ مُقِيم (ليُسْتَعْمل) ويُبَادِر إِليه مَنْ عِنْده مَا يَعْمَلُه ويُصْلِحه لَهُ، (فعَرَّبُوهُ وضَرَبُوا بِهِ المَثَلَ فِي الكَذِبِ وقالُوا: (إِذا سَمِعْتَ بسُرَى القَيْن فإِنّه مُصبِّحٌ)) . وَقيل هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، وتأْوِيلُه بَطَلَ قولُ سَعْدٍ القَيْنِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
الدَّهْدَرَة: تَحْرِيكُ الاسْتِ. والدُّهْدُورُ، بالضَّمِّ: الكَذَّابُ.

درر

درر: {مدرارا}: دارة أي دائما.
درر
عن العبرية بمعنى حرية وانطلاق، أو العصفور، يستخدم للذكور.
(د ر ر) : (الْفَارِسِيَّةُ الدَّرِّيَّةُ) الْفَصِيحَةُ نُسِبَتْ إلَى در وَهُوَ الْبَابُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَتَحْقِيقُهَا فِي الْمُعْرِبِ.
(درر) - في حديث أَبي قِلَابَة: "صَلَّيتُ الظّهر، ثم رَكِبْت حِمارًا دَريرًا، فانتَهَيتُ إلى أَنسَ، رضي الله عنه، وهو يُصلَّى العَصر".
الدَّرِيرُ: السَّرِيع العَدْو من الدَّوابِّ، المُكْتَنِز الخَلْق.
- في الحَدِيث: "نَهَى عن ذَبْح ذواتِ الدَّرِّ".
الدَّرُّ ها هنا اللَّبن، وقد يكون مصدر دَرَّ اللّبن.
- في حديث الاستسقاء "دِيَمًا دِرَرًا" . : أي دَارًّا. كقوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} : أي قَائِماً.
د ر ر

در اللبن، ودرّت الحلوبة درّاً ودروراً، وناقة درور، وغزر درها أي لبنها. وسحابة مدرار ولها درة ودرر. وسماء درر. وعلاه بالدرة وتقول: حرمتني دررك، فاحمني دِررك؛ وكوكب دري، وطلعت الدراري نسبت إلى الدر وهو كبار اللؤلؤ.

ومن المجاز: أدرّ الله لك أخلاف الرزق، واستدرّ نعمة الله بالشكر. وفي بعض الحديث " استدرّوا الهدايا بردّ الظروف " ولله درّك، ولا درّ درّك. وفرس درير: كثير الجري. وفلان مستدرّ في عدوه. وأدررت عليه الضرب: تابعته. ودرّت العروق: امتلأت دماً. وعلى جبينه عرق يدره الغضب. ودرت الدنيا على أهلها إذا كثر خيرها. ودر بما عنده: أخرجه. ودرت حلوبة المسلمين: كثر فيؤهم وخراجهم. وأدرت المرأة المغزل: فتلته فتلاً شديداً.
د ر ر : دَرَّ اللَّبَنُ وَغَيْرُهُ دَرًّا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ كَثُرَ وَشَاةٌ دَارٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَدَرُورٌ أَيْضًا وَشِيَاهٌ دُرَّارٌ مِثْلُ: كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَأَدَرَّهُ صَاحِبُهُ اسْتَخْرَجَهُ وَاسْتَدَرَّ الشَّاةَ إذَا حَلَبَهَا وَالدَّرُّ اللَّبَنُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّهِ دَرَّهُ فَارِسًا.

وَالدَّرَّةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَبِالْكَسْرِ هَيْئَةُ الدَّرِّ وَكَثْرَتُهُ وَالدُّرَّةُ بِالضَّمِّ اللُّؤْلُؤَةُ الْعَظِيمَةُ الْكَبِيرَةُ وَالْجَمْعُ دُرٌّ بِحَذْفِ
الْهَاءِ وَدُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالدِّرَّةُ السَّوْطُ وَالْجَمْعُ دِرَرٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

درر


دَرَّ(n. ac. دَرّ
دُرُوْر)
a. Streamed, flowed, poured, yielded plentifully &
continuously.
b. Was brisk (market).
c. Shone brightly, gave a good light (lamp).
d.(n. ac. دَرَّة
دَرِيْر), Ran swiftly (horse).
e.
(n. ac.
دَرّ), Yielded her milk plentifully. — f Grew
shot up, became luxuriant (plant).
g.
( n. ac.
دَرّ), Filled out again, regained its usual colour (
after an illness: face ).
أَدْرَرَa. Made to flow forth plentifully; drew forth (
milk, rain ).
b. Twirled, turned round rapidly (spindle).

إِسْتَدْرَرَa. Flowed, streamed, poured forth.
b. see IV (a)
دَرّa. Milk.
b. Natural qualities ( of man ).
c. Soul.

دَرَّةa. see 2t (a)
دَرِّيّ
(pl.
دَرَاْرِيّ)
a. Shining brightly, gleaming.

دِرَّة
(pl.
دِرَر)
a. Milk; abundance, flow of milk.
b. Dug, teat.
c. Cowhide whip.

دِرِّيّa. see 1yi
دُرَّة
(pl.
دُرّ
دُرَر
9)
a. Pearl.
b. Parrot.

دُرِّيّa. see 1yi
دَرَرa. Direction ( of the wind ).
b. Right course or direction, direct line.

دَاْرِر
(pl.
دُرَّر
دُرُوْر دُرَّاْر)
a. Flowing, streaming, pouring forth.
b. Having much milk (camel).
دَرَّاْرَةa. Spindle.

مِدْرَاْرa. see 21 (a) & (b)
لِلّٰهِ دُرَّه
a. To God be attributed his deed! — What an excellent
man!
د ر ر: (الدَّرُّ) اللَّبَنُ يُقَالُ فِي الذَّمِّ: لَا دَرَّ دَرُّهُ أَيْ لَا كَثُرَ خَيْرُهُ. وَيُقَالُ فِي الْمَدْحِ: لِلَّهِ تَعَالَى دَرُّهُ أَيْ عَمَلُهُ وَلِلَّهِ دَرُّهُ مِنْ رَجُلٍ. وَ (الدُّرَّةُ) اللُّؤْلُؤَةُ وَالْجَمْعُ (دُرٌّ) وَ (دُرَّاتٌ) وَ (دُرَرٌ) . وَالْكَوْكَبُ (الدُّرِّيُّ) الثَّاقِبُ الْمُضِيءُ نُسِبَ إِلَى الدُّرِّ لِبَيَاضِهِ وَقَدْ تُكْسَرُ الدَّالُ فَيُقَالُ دِرِّيٌّ مِثْلُ سُخْرِيٍّ وَسِخْرِيٍّ وَلُجِّيٍّ وَلِجِّيٍّ. وَ (الدِّرَّةُ) بِالْكَسْرِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. وَ (الدِّرَّةُ) أَيْضًا كَثْرَةُ اللَّبَنِ وَسَيَلَانُهُ وَالْجَمْعُ (دِرَرٌ) . وَسَمَاءٌ (مِدْرَارٌ) تَدُرُّ بِالْمَطَرِ. وَ (دَرَّ) الضَّرْعُ بِاللَّبَنِ يَدُرُّ بِالضَّمِّ (دُرُورًا) وَ (أَدَرَّتِ) النَّاقَةُ فَهِيَ (مُدِرٌّ) أَيْ دُرَّ لَبَنُهَا وَالرِّيحُ تُدِرُّ السَّحَابَ وَ (تَسْتَدِرُّهُ) أَيْ تَسْتَحْلِبُهُ. وَ (الدَّرْدَارُ) بِفَتْحِ الدَّالِ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. 
[درر] نه فيه: نهى عن ذبح ذوات "الدر" أي اللبن، ويجوز كونه مصدر در اللبن إذا جرى. ومنه: لا يحبس "دركم" أي ذوات الدر أي لا تحشر إلى المصدق ولاتحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما فيه من الإضرار بها. وفيه: غاضت لها "الدرة" هي اللبن إذا كثر وسال. ك وفيه: يشرب لبن "الدر" المرهون، الدر مصدر بمعنى الدار أي ذات الدارة أي ذات الضرع، ذهب الأكثر إلى أن منفعة الرهن للراهن ونفقته عليه لأن الغنم بالغرم. نه ومنه ح عمر أوصى عماله فقال: "أدروا" لقحة المسلمين، أراد فيئهم وخراجهم فاستعار له اللقحة والدرة. وفي ح الاستسقاء: ديما "دررا" هو جمع درة يقال للسحاب درة أي صب واندفاق، وقيل: الدرر الدار مثل دينا قيما أي قائمًا. وفي ح حجبيه صلى الله عليه وسلم: بينهما عرق "يدره" الغضب، أي يمتليء دمًا إذا غضب كما يمتليء الضرع لبنًا إذا در. وفيه: ركبت حمارًا "دريرا" هو السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق. وفي ح عمرو قال لمعاوية: تلافيت أمرك حتى تركته مثل فلكة "المدر" هو بتشديد راء الغزال، ويقال للمغزل نفسه الدرارة والمدرة، ضربه مثلًا لإحكامه أمره بعد استرخائه، القتيبي: أراد بالمدر الجارية إذا فلك ثدياها ودر فيهما الماء، يقول كان أمرك مسترخيًا فأقمته حتى صار كأنه حلمة ثدي قد أدر، والأول الوجه. والكوكب الدري الشديد الإنارة كأنه نسب على الدر تشبيهًا به لصفائه، الفراء: هو عند العرب العظيم المقدار، وقيل: هو أحد الكواكب الخمسة السيارة. ومنه ح الدجال: إحدى عينيه وفيه: فضربه "بالدرة" بكسر دال وشدة راء التي يضرب بها. ط: صبه "مدرارا" كثير الدر نصب على الحال، قوله: حتى يتمنى الأحياء الأموات، برفع الأحياء أي يتمنون حياة الأموات ليشاركوهم في الخير، ومن نصبه ويكسر الهمزة وجعل الأموات فاعله فقد أحال.
[درر] الدَرُّ: اللَبَنُ. يقال في الذمّ: لا دَرّ دَرُّهُ! أي لا كَثُر خيره. ويقال في المَدْحِ: لله دَرُّهُ، أي عمله. ولله دَرُّكَ من رَجُلٍ!. وناقةٌ دَرورٌ، أي كثيرة اللبن، ودارٌّ أيضا. ونوق درار، مثل كافر وكفار. وقال: كان ابنُ أسْماَء يَعْشوهُ ويَصْبَحُهُ * من هَجْمَةٍ كَفَسيلِ النَخْلِ دُرَّارِ - وفَرَسٌ دَريرٌ، أي سريعٌ. قال امرؤ القيس: دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ * تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ - والدُرَّةُ: اللْؤْلؤَةُ، والجمع دُرٌّ ودُرَّاتٌ. وأنشد أبو زيد للربيع بن ضَبُع الفَزاريّ: كأنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ * في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرا - والكوكب الدرى: الثاقب المضئ، نسب إلى الدُرِّ لبياضه. وقد تُكْسَرُ الدال فيقال درى، مثل سخرى وسخرى، ولجى ولجى. والدرة: التى يضرب بها. والدِرَّة أيضاً: كثرةُ اللبن وسَيَلانُه. وللساق دِرّة، أي استِدرار للجَرْي. وللسوق دِرَّةٌ، أي نَفاقٌ، عن أبي زيد. وللسحاب دِرَّةٌ: أي صَبٌّ. والجمع دِرَرٌ. قال النمر ابن تولب: سلام الاله ورَيْحانُه * ورحمُتهُ وسَماءٌ دِرَرْ - غَمامٌ ينزِّلُ رِزْقَ العِبادِ * فَأَحْيا البلادَ وطابَ الشَجَر - أي ذات دِرَرٍ. وسَماءٌ مِدْرارٌ، أي تَدُرُّ بالمطر. ويقال: هما على دَرَرٍ واحدٍ بالفتح، أي على قَصْدٍ واحد. ونحن على دَرَرِ الطريق، أي على قَصْدِهِ. ودَرَرُ الريح أيضاً: مهبها. ودرالضرع اللبن يدر دُروراً. ودَرَّت حَلوبَةُ المسلمين أي فَيْئُهُم. وأَدَرَّتِ الناقَةُ، فهي مُدِرٌّ، إذا دَرَّ لَبَنُها والريح تُدِرُّ السَحابَ وتَسْتَدِرُّهُ، أي تَسْتَحْلِبُهُ. وقال الحادرة: بِغرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ - ومنه قولهم: بين عينيه عِرْقٌ يدره العضب. ويقال: يحركه. قال أبو محمد الاموى: استدرت المعزى: أرادت الفحل. ويقال أيضا: استذرت المعزى استذراء، من المعتل بالذال المعجمة. والدردر: مغارز أسنان الصبى. وفي المثل: " أعْيَيْتِني بأُشُرٍ، فكيف بدردر ". والجمع الدرادر. ودر در الصبى البسرة: لا كها. والدردار: ضرب من الشجر. والدُرْدورُ: الماء الذي يَدورُ ويخاف فيه الغرق. وقولهم: " ده درين وسعد القين " من أسماء الكذب والباطل. ويقال: أصله أن سعد القين كان رجلا من العجم يدور في مخاليف اليمن يعمل لهم، فإذا كسد عمله قال بالفارسية: " ده بدرود "، كأنه يودع القرية، أي أنا خارج غدا. إنما يقول ذلك ليستعمل، فعربته العرب وضربوا به المثل في الكذب، وقالوا: " إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح ".
درر
درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على دَرَرْتُ، يَدُرّ ويَدِرّ، ادْرُرْ/ دُرَّ وادْرِرْ/ دِرَّ، دَرًّا ودُرورًا، فهو دارّ، والمفعول مَدْرور (للمتعدِّي)
• درَّ الدَّمعُ واللَّبنُ ونحوُهما: فاض، سال بكثرة "دَرَّ البولُ/ العرقُ".
• درَّ الضَّرعُ: امتلأ لبنًا وسال به "دَرَّتِ العروقُ: امتلأت دَمًا، تتابعت ضرباتها".
• درَّ رأسُ المال ربحًا: أتى به، أَثْمَرَ "دَرَّ المشروعُ أرباحًا وفيرة".
• درَّتِ السَّماءُ بالمطرِ: صبّته بغزارة.
• درَّتِ الدُّنيا على أهلها: كثُر خيرُها "درَّ الكريمُ على أقربائه" ° دَرّ بما عنده: جاد به- درَّ دَرُّه: كَثُر خيرُه. 

أدرَّ يُدرّ، أدْرِرْ/ أدِرَّ، إدرارًا، فهو مُدِرّ، والمفعول مُدَرّ (للمتعدِّي)
• أدرَّتِ الشَّاةُ ونحوُها: غزُر لبنُها "أدرَّتِ البقرةُ/ النَّاقةُ".
• أدرَّ الدَّواءُ البولَ واللَّبنَ ونحوَهما: جعلهما يسيلان بغزارة، أزاد إفرازَهما "أدرَّ الغضبُ العرقَ على جبينه".
• أدرَّ الحالِبُ النَّاقةَ: مسحَ ضَرْعَها لتدِرَّ.
• أدرَّ المَشْروعُ مالاً أو ربحًا: أتى به، عاد به.
• أدرَّ العطاءَ: أكثره "أدرّ الله الرزقَ عليه". 

استدرَّ يستدرّ، اسْتَدْرِرْ/ اسْتَدِرَّ، اسْتِدرارًا، فهو مُسْتدِرّ، والمفعول مُسْتَدَرّ (للمتعدِّي)
• استدرَّ الدَّمعُ واللَّبنُ ونحوُهما: دَرَّ؛ سال بكثرة وغزارة "استدرَّ البولُ/ العرقُ".
• استدرَّ النَّاقةَ ونحوَها: حلبَها، طلَب دَرَّها ° استدرَّ عطفَه/ استدرَّ شفَقَتَه: أثارَ عطفَه وشفقَته، جاء بفعل أو قول يجعله يرقّ له ويحنو عليه.
• استدرَّ البولَ: تناولَ ما يُدِرُّه.
• استدرَّ الرَّجلَ: طلب عطاءَه "استدرَّ الأكفَّ: طلب المساعدة، شحذ- استدرَّ نعمةَ الله بالشّكر". 

دَرّ [مفرد]: مصدر درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على ° لكلِّ دَرٍّ حالِب [مثل]: يُضرب للدلالة على أن لكلِّ شخص ما جُعل له.
• الدَّرُّ: اللّبَنُ، كثرة اللّبن "هذه البقرة كثر درُّها- لا يردُّ الدرَّ في الضَّرع حالبُه"? درَّ دَرُّه: كَثُر خيرُه- لا دَرَّ دَرُّه: دُعاءٌ بانقطاع الخير، أي لا نما عملُه ولا كَثُر خيرُه- لله دَرُّك: عبارة تعجّب ومدح، أي لله ما بذلت من خيرٍ وما قُمْت به من عملٍ، ما أحسن ما أتيت به من قول أو عمل. 

دُرَّة [مفرد]: ج دُرَّات ودُرّ ودُرَر:
1 - لؤلؤة عظيمة كبيرة "دُرَّة التاج: أبرز وأغلى ما فيه- أنا البحرُ في أحشائه الدُّرُّ كامنٌ ... فهل ساءلوا الغوَّاص عن صَدَفاتي" ° دُرَّةٌ فريدةٌ يتيمة: لا نظيرَ لها- كالدُّرَّة المكنونة: كاللؤلؤة المستورة داخل صدفتها، تُشبَّه بها المرأة التي تصون نفسَها عن التبذُّل.
2 - شيء ثمين أو نفيس. 

دِرَّة [مفرد]: ج دِرّات ودِرَر: سَوْطٌ يُضْرَبُ به "علاهُ بالدِّرَّة". 

دُرِّيّ [مفرد]: ج دَراريُّ: اسم منسوب إلى دُرّ: " {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: مضيء كالدُّر". 

دَرور [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على ° حَرْبٌ دَرور: كثيرة الدّم.
2 - (فز) جسمُ دائرُ حول نفسه بسرعة كبيرة حَتَّى يُرَى كأنَّه واقِفٌ من شدَّة دورانه. 

دُرور [مفرد]: مصدر درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على. 

مِدْرار [مفرد]: مؤ مِدْرار ومِدْرارة: صيغة مبالغة من درَّ/ درَّ بـ/ درَّ على: "دَمْعٌ/ سَحابٌ/ عينٌ مِدْرارٌ- {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} ". 
[د ر ر] دَرَّ اللَّبَنُ والدَّمْعُ ونَحوُهما، يَدُرُّ ويَدِرُّدَرأّ ودُرُوراً، واسْتَدَرَّ: كَثُرَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (إذا نَهضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها)

استعارَ الدَّرَّ لِشدَّةِ دَفْعِ السِّهامِ، والاسْمُ الدَّرَّةُ والدِّرَّةُ. ولا آتِيكَ ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةًُ، واخْتِلافُهما أَنَّ الدِّرَّةُ تَسْفُل، والجِرَّةَ تَعْلُو. والدِّرَّةُ والدَّرَّ: اللَّبَنُ ما كانَ. قال:

(طَوَى أُمَّهات الدَّرِّ حتَّى كأنَّها ... فَلاِفُل هِنْدِيِّ فَهُنَّ لُزُوقُ)

أُمَّهاتُ الدَّرِّ: الأَطْباءُ. وقَالُوا: للِه دَرُّكَ، وأَصْلُه أَنَّ رَجُلاً رَأَى آخَرَ يَحْلُبُ إِبلاً فَتَعَجَّبَ من كَثْرَةِ لَبَنها، فقالَ: للهِ دَرُّكَ، وقِيلَ: أَرادَ للِه صالِحُ عَمَلكَ؛ لأَنَّ الدَّرَّ أَفْضَلُ ما يَحْلَبُ، قَالَ بِعْضُهم: وأَحْسِبُهُم خَصُّوا اللَّبَنَ لأَنَّهم كانوا يَفْصِدُونَ الناقَةَ، فَيَشْرَبونَ دَمَها، ويَفْتَظُّونَها فَيَشْرَبونَ ماءَ كَرِشها، فكانَ اللَّبَنُ أَفْضَلَ ما يَحْتَلِبونَ. وقَوْلُهم: لا دَرَّ دَرُّه، أي: لا زَكَا عَمَلُه، على المَثَلِ. ودَرَّتِ النّاقَةُ بَلَبَنِها، وأَدَرَّتْه. وناقَةٌ دَرُورٌ: كَثِيرةُ الدَّرِّ، وضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك. قَالَ طَرَفَةُ:

(مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَل قادِماها ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَة دَرُورُ)

وكَذِلكَ ضَرْعٌ دَرُورٌ. وإِبلٌ دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ، قال:

(كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوها وَيَصبَحُها ... من هَجْمَةٍ كَفَسِيلِ النَّخْلٍ دُرَّارِ)

وعِنْدِي أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دارَّّةٍ، على طَرْحِ الهاءِ. واسْتَدرَّ الحَلُوبَةَ: طَلَبَ دَرَّها. والاسْتِدرارُ أَيْضاً: أَنْ تَمْسَحَ الضَّرْعَ بِيَدِكَ حَتَّى يَدُرَّ اللَّبَنُ. ودَرَّتْ حَلُوبةُ المُسْلِمينَ: يَعْنِي فَيْئَهم وخَراجَهُم، وأَدَرَّه عُمَّالُه، والاسْمُ من كُلِّ ذلك الدِّرَّةُ. ويُقالُ للِرَّجُلِ إذا طَلَبَ الحاجَةَ فَأَلَحَّ فيها: ((أَدَرَّها وإِنْ أَبَتْ)) أَيْ: عالِجْها حَتَّى تَدُرَّ، يُكْنَى بالدَّرِّ هنا عِنِ التَيَسُّرِ. ودَرَّ العْرَِقُ: سالَ. ودَرَّتِ السّماءُ بالمَطَرِ دَرّا ودُرُوراً، وسَماءٌٌ مِذْرارٌ. ودَرَّتِ السُّوقُ: نَفَقَ مَتاعُها، والاسْمُ الدِّرَّةُ. ودَرَّ الشَّيءُْ: لانَ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيٍّ.

(إِذا اسْتَدبْرَتْنا الشَّمْسُ دَرَّتْ مُتُونُنا ... كأَنَّ عُرُوقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما)

وذلك لأَنَّ العَرَبُ تَقُولُ: إنَّ اسْتِدْبارَ الشَّمْسِ مَصَحَّةٌ، وقَوْلُه - أَنْشَدَه ثَعْلَبُ _:

(تَخْبَطُ بالأَخْفِاف والمَناسِمِ ... )

(عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ ... )

فَسَّرَه فَقالَ: هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالنّاقَةِ، ودِرَّتُها: دَمُها. ودَرَّ النَّباتُ: الْتَفَّ. ودَرَّ الفَرَسُ يَدِرُّ، أي: لا يَثْنِيه شَيءٌ. وفَرَسٌ دَرِيرٌ: مُكْنَنِزُ الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(دَريرٍ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه ... تَقَلَّبُ كَفَّيْه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ)

ويروى: ((يُقَلِّبُ كَفَّيْه)) ، وقِيلَ: هو السَّرِيعُ منها، وقِيلَ: هو السَّرِيعُ من جِميعِ الدَّوابِّ. وأَدَرَّتِ المَرْأَةُ المِغْزَلَ، وهي مُدِرَّةٌ ومُدرٌّ - الأَخِيرةُ على النَّسَبِ _: إذا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِيداً، فَرَأَيتْهَ كأَنَّه واقِفٌ من شِدَّةِ دَوَرِانَه. وفي بَعْضِ نُسْخِ الجَمْهَرِة المَوْثُوقِ بها: إذا رَأَيْتَه وافَقًا لا يَتَحرَّكُ من شدَِّةِ دَوَرَانِه. والدَّرَّارةُ: المِعْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعِي الصُّوفَ، قَالَ: (جَحَنْفَلٌ يَغْزِلُ بالدَّرَّارَهْ ... )

ودَرَّ السَّهْمُ دُروراً: دارَ دَوَراناً جَيِّداً، وأَدَرَّه صاحبُه، وذلك إذا وَضَعَ السَّهْمَ على ظُفرِ إِبْهامِ اليَدِ اليُسْرَى، ثُمَّ أَدَراَه بإبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها، حَكَاهُ أبُو حَنِيفَةَ، قَالَ: ولا يكونُ دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينُه إلاّ من اكَتِنازِ عُودِه، وحُسْنَ اسْتِقامَتِه، والْتئامِ صَنْعَتِه. والدِّرَّةُ: التي يُضْرَبُ بها، عَرَبّيَةٌ مَعْرُوفَةٌ. والدُّرَّةُ: اللُّؤْلُؤَةُ العَظِيمةُ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ، والجَمْعُ: دُرٌّ، ودُرَرٌ. وكَوْكَبٌ دُرِّىٌّ، ودِرِّىٌّ، ودَرِّىٌٌّ: مُضِيءٌ. فأَمَّا دُرِّىٌّ: فَمنْسُوبٌ إلى الدُّرِّ، قَالَ الفارِسيُّ: ويجُوزُ أَنْ يكونَ فُعِّيلاً على تَخْفِيفِ الهَمْزِ قَلْباً، لأَنَّ سِيبَويْهِ حَكَى عن أَبِي الخَطَّابِ: دُرِّىءٌ، فِيجُوزُ أن يكونَ هذا مُخَفَّفاً منه. وأَمَّا دِرِّىٌّ، فقد يكونُ على التَّخْفِيفِ أَيْضاً. وأَمَّا دَرِّىٌّ فَعَلَى النِّسْبَةِ إلى الدُّرِّ فيكونُ من المَنْسُوبِ الذي على غَيْرِ قياسٍ، ولا يكونُ على التَّخْفِيفِ الذي تَقَدَّمَ؛ لأنّ فَعِّيلاً لَيْسَ من كَلاَمِهم إلاّ ما حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ من قَوْلِهم: سَكيِّنَةٌ، في السِّكَّينَةِ، وقد أَوْضَحْتُ مُشْكِلَ هذه المَسْئَلَةِ في الكِتَابِ المُخَصِّصِ. ودُرِّىُّ السَّيْفِ: تَلأْلُؤُه وإشْراقَه، إمَّا أَن يكونًَ مَنْسُوباً إلى الدُّرِّ لِصَفَائِه ونَقائِه، وإمَّا أَن يكونَ مُشَبَّهاً بالكَوْكَبِ الدُّرِّىَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَبْرةَ:

(كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَد ذِي شُطَبِ ... عَضِبٍ جَلَي القَيْنُ عن دُرِّيه الطَبَعا)

ويُرْوى: عن ((ذَرِّيّه)) يَعْنِي فِرنْدَه، مَنْسُوبٌ إلى الدَّرِّ الذي هو النَّملُ الصِّغارُ، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْفِ يُشَبَّه بآثارِ الذَّرِّ، وبَيْتُ دُرَيد [بن الصِّمّة] يُرْوَى على الوَجْهَيْنِ جَميعاً:

(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطولُ السُّرَى دُرِّىَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)

ويروى ((ذَرِّيَّ عَضْبِ)) . ودَرَرُ الطَّرِيقِ: قَصٍْدُه ومَتْنُه. وهو دَرَرَكَ، أي: حِذاءكَ، وقُبالَتَكَ. واستْدرَّتِ المِعْزَى: أَرادَتِ الفَحَلَ. ودَفَعَ اللهُ عن دَرَّه، أي: نَفْسِه، حَكَاه اللِّحيانِيُّ. ودَرّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَتِ الخَنْساءُ:

(أَلاَ يالَهْفَ نَفْسِي بَعْدَ عَيْشٍ ... لنا بِجُنُوبِ دَرَّ فَذِى نَهِيقِ)

والدَّرْدَرَةُ: حِكايةُ صَوْتِ الماءِ إذا تَدافَعَ في بُطونِ الأَوْدِيَةِ. والدُّرْدُور: مَوْضِعٌ في وَسَطٍ البَحر يَجِيشُ ماؤُه، ولا تَكادُ تَسْلَمُ منه السَّفِينةُ. والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسْنانِ عامَّةً، وقِيلَ: مَنْبِتُها قَبلَ نَباتِها وبعدَ سُقُوطِها. وفي المَثَلِ: ((أَعْيَيتْنِي بأُشُر فكيفَ أَرْجُوكِ بدُرْدُر)) . ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: لاكَها بِدُرْدُرِه، ومنه قَوْلُ بَعْضَ العَرَبِ _ وقَدْ جاءه الأَصْمَعِيُّ -: أَتَيتْنَى وأنا أُدَرْدِرُ بُسْرَةً.

درر: دَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً؛

وكذلك الناقة .ذا حُلِبَتْ فأَقبل منها على الحالب شيء كثير قيل: دَرَّتْ،

وإِذا اجتمع في الضرع من العروق وسائر الجسد قيل: دَرَّ اللبنُ.

والدِّرَّةُ، بالكسر: كثرة اللبن وسيلانه. وفي حديث خزيمة: غاضت لها الدِّرَةُ،

وهي اللبن إِذا كثر وسال؛ واسْتَدَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما: كثر؛ قال

أَبو ذؤيب:

إِذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها،

كَقِتْر الغلاءِ، مُسْتَدِرٌّ صِيابُها

استعار الدَّرَّ لشدة دفع السهام، والاسم الدِّرَّةُ والدَّرَّة؛ ويقال:

لا آتيك ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ، واختلافهما أَن

الدِّرَّةَ تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو.

والدَّرُّ: اللبن ما كان؛ قال:

طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حتى كأَنها

فَلافِلُ هِندِيٍّ، فَهُنَّ لُزُوقُ

أُمهاتُ الدَّر: الأَطْباءُ. وفي الحديث: أَنه نهى عن ذبح ذوات الدَّرِّ

أَي ذوات اللبن، ويجوز أَن يكون مصدرَ دَرَّ اللبن إِذا جرى؛ ومنه

الحديث: لا يُحْبَسُ دَرُّكُم؛ أَي ذواتُ الدَّرِّ، أَراد أَنها لا تحشر إِلى

المُصَدِّقِ ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى أَن تجتمع الماشية ثم تعدّ

لما في ذلك من الإِضرار بها. ابن الأَعرابي: الدَّرُّ العمل من خير أَو

شر؛ ومنه قولهم: لله دَرُّكَ، يكون مدحاً ويكون ذمّاً، كقولهم: قاتله الله

ما أَكفره وما أَشعره. وقالوا: لله دَرُّكَ أَي لله عملك يقال هذا لمن

يمدح ويتعجب من عمله، فإِذا ذم عمله قيل: لا دَرَّ دَرُّهُ وقيل: لله

دَرُّك من رجل معناه لله خيرك وفعالك، وإِذا شتموا قالوا: لا دَرَّ دَرُّه

أَي لا كثر خيره، وقيل: لله دَرُّك أَي لله ما خرج منك من خير. قال ابن

سيده: وأَصله أَن رجلاً رأَى آخر يحلب إِبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال:

لله دَرُّك، وقيل: أَراد لله صالح عملك لأَن الدرّ أَفضل ما يحتلب؛ قال

بعضهم: وأَحسبهم خصوا اللبن لأَنهم كانوا يَقَصِدُون الناقة فيشربون دمها

ويَقْتَطُّونَها فيشربون ماء كرشها فكان اللبنُ أَفضلَ ما يحتلبون،

وقولهم: لا دَرَّ دَرُّه لا زكا عمله، على المثل، وقيل: لا دَرَّ دَرُّه أَي لا

كثر خيره. قال أَبو بكر: وقال أَهل اللغة في قولهم لله دَرُّه؛ الأَصل

فيه أَن الرجل إِذا كثر خيره وعطاؤه وإِنالته الناس قيل: لله درُّه أَي

عطاؤه وما يؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بِدَرِّ الناقة ثم كثر استعمالهم حتى

صاروا يقولونه لكل متعجب منه؛ قال الفرّاء: وربما استعملوه من غير أَن

يقولوا لله فيقولون: دَرَّ دَرُّ فلان ولا دَرَّ دَرُّه؛ وأَنشد:

دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ والشَّعَرِ الأَسْـ

ودَ . . . . . . . .

وقال آخَر:

لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

وقال ابن أَحمر:

بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعفَهُ العُمُرُ،

للهِ دَرِّي فَأَيَّ العَيْشِ أَنْتَظِرُ؟

تعجب من نفسه أَيّ عيش منتظر، ودَرَّت الناقة بلبنها وأَدَرَّتْهُ.

ويقال: درَّت الناقة تَدِرُّ وتَدُرُّ دُرُوراً ودَرّاً وأَدَرَّها فَصِيلُها

وأَدَرَّها مارِيها دون الفصيل إِذا مسح ضَرْعَها. وأَدَرَّت الناقة،

فهي مُدِرٌّ إِذا دَرَّ لبنها. وناقة دَرُورٌ: كثيرةُ الدَّرِّ، ودَارٌّ

أَيضاً؛ وضَرَّةٌ دَرُورٌ كذلك؛ قال طرفة:

من الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها،

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ

وكذلك ضَرْعٌ دَرُورٌ، وإِبل دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ مِثل كافر

وكُفَّارٍ؛ قال:

كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها

من هَجْمَةٍ، كَفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ

قال ابن سيده: وعندي أَن دُرَّاراً جمع دَارَّةٍ على طرح الهاء.

واسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ: طلب دَرَّها. والاسْتِدْرَارُ أَيضاً: أَن

تمسح الضَّرْعَ بيدك ثم يَدِرَّ اللبنُ.

ودَرَّ الضرع يَدُرُّ دُروراً، ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين

وحَلُوبَتُهُمْ يعني فَيْئَهم وخَرَاجَهم، وَأَدَرَّهُ عُمَّالُه، والاسم من كل ذلك

الدِّرَّةُ. ودَرَّ الخَرَاجُ يَدِرُّ إِذا كثر. وروي عن عمر، رضي الله

عنه، أَنه أَوصى إِلى عماله حين بعثهم فقال في وصيته لهم: أَدِرُّوا

لِقْحَةَ المسلمين؛ قال الليث: أَراد بذلك فيئهم وخراجهم فاستعار له اللِّقْحَةَ

والدِّرَّةَ. ويقال للرجل إِذا طلب الحاجة فَأَلَحَّ فيها: أَدَرَّها

وإِن أَبَتْ أَي عالجها حتى تَدِرَّ، يكنى بالدَّرِّ هنا عن التيسير.

ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً. ودَرَّ العِرْقُ: سال. قال:

ويكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ العَدْوِ؛ ومنه يقال:

فرس دَرِيرٌ. وفي صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في ذكر

حاجبيه: بينهما عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب؛ يقول: إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذي

بين الحاجبين، ودروره غلظه وامتلاؤه؛ وفي قولهم: بين عينيه عِرْقٌ

يُدِرُّه الغضب، ويقال يحرّكه، قال ابن الأَثير: معناه أَي يمتلئ دماً إِذا غضب

كما يمتلئ الضرع لبناً إِذا دَرَّ. ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً

ودُرُوراً إِذا كثر مطرها؛ وسماء مِدْرَارٌ وسحابة مِدْرَارٌ. والعرب تقول

للسماء إِذا أَخالت: دُرِّي دُبَس، بضم الدال؛ قاله ابن الأَعرابي، وهو من

دَرَّ يَدُرُّ. والدِّرَّةُ في الأَمطار: أَن يتبع بعضها بعضاً، وجمعها

دِرَرٌ. وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ، والجمع دِرَرٌ؛ قال النَّمِرُ بن

تَوْلَبٍ:

سَلامُ الإِلهِ ورَيْحانُه،

ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ

غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ،

فَأَحْيَا البِلاَد وطَابَ الشَّجَرْ

سماءٌ دَرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ. وفي حديث الاستسقاء: دِيَماً دِرَراً: هو

جمع دِرَّةٍ. يقال للسحاب دِرَّة أَي صَبُّ واندقاق، وقيل: الدِّرَرُ

الدارُّ، كقوله تعالى: دِيناً قِيَماً؛ أَي قائماً. وسماء مِدْرارٌ أَي

تَدِرُّ بالمطر. والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه؛

وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ:

فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ

ثَغَبٌ بِرابَِيَةٍ، لَذيذُ المَكْرَعِ

بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا،

من ماء أَسْحَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ

والثغب: الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس، فهو أَبرد له. والغريض: الماء

الطري وقت نزوله من السحاب. وأَسحرُ: غديرٌ حُرُّ الطِّين؛ قال ابن بري:

سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فيه:

كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْـ

ـنِ، رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ

قال: شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر، وإِنقاضها: صوتها. والحائر:

مُجْتَمَعُ الماء في مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً. والحادرة:

الضخمة المنكبين. والرصعاء والرسحاء: الممسوحة العجيزة. وللسَّاقِ دِرَّةٌ:

اسْتِدْارَارٌ للجري. وللسُّوقِ درَّة أَي نَفَاقٌ. ودَرَّت السُّوقُ:

نَفَقَ متاعها، والاسم الدِّرَّة. ودَرَّ الشيء: لانَ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا،

كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما

وذلك لأَن العرب تقول: إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ

عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ

فسره فقال: هذه حرب شبهها بالناقة، ودِرَّتُها: دَمُها. ودَرَّ النباتُ:

الْتَفَّ. ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء؛ وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ. ودَرَّ

الشيءُ إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ. والإِدْرارُ في الخيل: أَن

يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها. ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ

دَرِيراً ودِرَّةً: عدا عَدْواً شديداً. ومَرَّ على دِرَّتِهِ أَي لا

يثنيه شيء. وفرس دَرِيرٌ: مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ؛ قال امرؤ القيس:

دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ، أَمَرَّهُ

تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ

ويروي: تَقَلُّبُ كفيه، وقيل: الدَّرِير من الخيل السريع منها، وقيل: هو

السريع من جميع الدواب؛ قال أَبو عبيدة: الإِدْرَارُ في الخيل أَن

يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

لما رَأَتْ شيخاً لها دَرْدَرَّى

في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى

قال: الدردرّى من قولهم فرس دَرِيرٌ، والدليل عليه قوله:

في مثل خيط العهن المعرّى

يريد به الخذروف، والمعرّى جعلت له عروة. وفي حديث أَبي قِلابَةَ: صليت

الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً؛ الدرير: السريع العدو من الدواب المكتنز

الخلق، وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ. ودَرَّ وَجْهُ الرجل

يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة. الفرّاء: والدِّرْدَرَّى الذي يذهب ويجيء في

غير حاجة.

وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ، وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ؛ الأَخيرة على

النَّسَب، إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه.

قال: وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من شدّة

دورانه.

والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعي الصوفَ؛ قال:

جَحَنْفَلٌ يَغَزِلُ بالدَّرَّارَة

وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية: أَتيتك وأَمْرُك أَشدُّ

انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتى تَرَكْتُه مِثْلَ

فَلْكَةِ المُدِرِّ؛ قال: وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه، وحُقُّ

الكَهُول بيت العنكبوت، وأَما المدرّ، فهو بتشديد الراء، الغَزَّالُ؛

ويقال للمِغزَلِ نفسه الدَّرَّارَةُ والمِدَرَّةُ، وقد أَدرّت الغازلة

دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها لتستحكم قوّة ما تغزله من قطن أَو صوف، وضرب فلكة

المدرّ مثلاً لإِحكامه أَمره بعد استرخائه واتساقه بعد اضطرابه، وذلك

لأَن الغَزَّال لا يأْلو إِحكاماً وتثبيتاً لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه

إِذا قلق لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ؛ وقال القتيبي: أَراد بالمدرّ الجارية

إِذا فَلَكَ ثدياها ودَرَّ فيهما الماء، يقول: كان أَمرك مسترخياً فأَقمته

حتى صار كأَنه حَلَمَةُ ثَدْيٍ قد أَدَرَّ، قال: والأَول الوجه. ودَرَّ

السهم دُرُوراً: دَارَ دَوَرَاناً جيداً، وأَدَرَّه صاحِبُه، وذلك إِذا

وضع السهم على ظفر إِبهام اليد اليسرى ثم أَداره بإِبهام اليد اليمنى

وسبابتها؛ حكاه أَبو حنيفة، قال: ولا يكون دُرُورُ السهم ولا حنينه إِلا من

اكتناز عُودِه وحسن استقامته والتئام صنعته.

والدِّرَّة، بالكسر: التي يضرب بها، عربية معروفة، وفي التهذيب:

الدِّرَّة دِرَّةُ السلطان التي يضرب بها.

والدُّرَّةُ: اللؤلؤة العظيمة؛ قال ابن دريد: هو ما عظم من اللؤلؤ،

والجمع دُرُّودُرَّاتٌ ودُرَرٌ؛ وأَنشد أَبو زيد للربيع بن ضبع الفزاري:

أَقْفَزَ من مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجْـ

ـجَيْنِ، إِلاَّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا

كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ،

في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا

وكَوْكَبٌ دُرِّيُّ ودِرِّيُّ: ثاقِبٌ مُضِيءٌ، فأَما دُرِّيٌّ فمنسوب

إِلى الدُّرِّ، قال الفارسي: ويجوز أَن يكون فُعِّيْلاً على تخفيف الهمزة

قلباً لأَن سيبويه حكي عن ابن الخطاب كوكب دُرِّيءٌ، قال: فيجوز أَن يكون

هذا مخففاً منه، وأَما دِرِّيٌّ فيكون على التضعيف أَيضاً، وأَما

دَرِّيٌّ فعلى النسبة إِلى الدُّرِّ فيكون من المنسوب الذي على غير قياس، ولا

يكون على التخفيف الذي تقدم لأَن فَعِّيْلاً ليس من كلامهم إِلاَّ ما حكاه

أَبو زيد من قولهم سَكِّينةٌ؛ في السِّكِّينَةِ؛ وفي التنزيل: كأَنها

كوكب دُرِّيٌّ؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَه بغير همزة نسبه إِلى الدُّر في

صفائه وحسنه وبياضه، وقرئت دِرِّيٌّ، بالكسر، قال الفراء: ومن العرب من

يقول دِرِّيٌّ ينسبه إِلى الدُّرِّ، كما قالوا بحر لُجِّيُّ ولِجِّيٌّ

وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، وقرئ دُرِّيء، بالهمزة، وقد تقدم ذكره، وجمع الكواكب

دَرَارِيّ. وفي الحديث: كما تَرَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ في أُفُقِ

السماء؛ أَي الشَّدِيدَ الإِنارَةِ. وقال الفراء: الكوكب الدُّرِّيُّ عند

العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أَحد الكواكب الخمسة السَّيَّارة. وفي

حديث الدجال: إِحدى عينيه كأَنها كوكب دُرِّيَّ. ودُرِّيٌّ السيف:

تَلأْلُؤُه وإِشراقُه، إِما أَن يكون منسوباً إِلى الدُّرّ بصفائه ونقائه، وإِما

أَن يكون مشبهاً بالكوكب الدريّ؛ قال عبدالله بن سبرة:

كلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدَّ ذي شُطَبٍ

عَضْبٍ، جَلا القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا

ويروي عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَهُ منسوب إِلى الذَّرِّ الذي هو النمل

الصغار، لأَن فرند السيف يشبه بآثار الذر؛ وبيت دُرَيْد يروى على الوجهين

جميعاً:

وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً،

وطُول السُّرَى دُرِّيَّ عَضْب مُهَنَّدِ

وذَرِّيَّ عضب.

ودَرَرُ الطريق: قصده ومتنه، ويقال: هو على دَرَرِ الطريق أَي على

مَدْرَجَتِه، وفي الصحاح: أَي على قصده. ويقال: دَارِي بِدَرَر دَارِك أَي

بحذائها. إِذا تقابلتا، ويقال: هما على دَرَرٍ واحد، بالفتح، أَي على قصد

واحد. ودَرَرُ الريح: مَهَبُّها؛ وهو دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ.

ويقال:

دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ؛ قال ابن أَحمر:

كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها،

والقُفُّ مما تراه فَوْقَه دَرَرَا

واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى: أَرادت الفحل. الأُمَوِيُّ: يقال للمعزى إِذا

أَرادت الفحل: قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً، وللضأْن: قد اسْتوْبَلَتِ

اسِتيبالاً، ويقال أَيضاً: اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً من المعتل،

بالذال المعجمة.

والدَّرُّ: النَّفْسُ، ودفع الله عن دَرِّه أَي عن نَفْسه؛ حكاه

اللحياني. ودَرُّ: اسم موضع؛ قالت الخنساء:

أَلا يا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ

لنا، بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي نَهِيقِ

والدَّرْدَرَةُ: حكاية صوت الماء إِذا اندفع في بطون الأَودية.

والدُّرْدُورُ: موضع في وسط البحر يجيش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه

السفينة؛ يقال: لَجَّجُوا فوقعوا في الدُّرْدُورِ. الجوهري: الدُّرْدُور

الماء الذي يَدُورُ ويخاف منه الغرق.

والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسنان عامة، وقيل: منبتها قبل نباتها وبعد

سقوطها، وقيل: هي مغارزها من الصبي، والجمع الدَّرَادِر؛ وفي المثل:

أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف أَرجوك بِدُرْدُرٍ؟ قال أَبو زيد: هذا رجل يخاطب

امرأَته يقول: لم تَقْبَلِي الأَدَبَ وأَنت شابة ذات أُشُرٍ في ثَغْرِكِ،

فكيف الآن وقد أَسْنَنْتِ حتى بَدَتْ دَرَادِرُكِ، وهي مغارز الأَسنان؟.

ودَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه وظهرت دَرادِرُها، وجمعه الدُّرُدُ،

ومثله: أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَن

دَبَبْتَ. وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كانت له

ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب،

والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً؛ ويقال للمرأَة إِذا

كانت عظيمة الأَليتين فإِذا مشت رجفتا: هي تدردر؛ وأَنشد:

أُقْسِمُ، إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ،

لَيُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ

قال: والدُّرْدُرُ ههنا طَرف اللسان، ويقال: هو أَصل اللسان، وهو

مَغْرِز السِّنِّ في أَكثر الكلام. ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: دلكها بدُرْدُرِه

ولاكَها؛ ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأَصمعي: أَتيتني وأَنا أُدَرْدِرُ

بُسْرَة.

ودَرَّايَةُ: من أَسماء النساء.

والدَّرْدَارُ: ضرب من الشجر

(* قوله: «ضرب من الشجر» ويطلق أَيضاً على

صوت الطبل كما في القاموس) معروف.

وقولهم: دُهْ دُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنُ، من أَسماء الكذب والباطل،

ويقال: أَصله أَن سَعْدَ القَيْنَ كان رجلاً من العجم يدور في مخاليف اليمن

يعمل لهم، فإِذا كَسَدَ عَمَلُهُ قال بالفارسية: دُهْ بَدْرُودْ، كأَنه

يودِّع القرية، أَي أَنا خارج غداً، وإِنما يقول ذلك ليُسْتَعْمَلَ، فعرّبته

العرب وضربوا به المثل في الكذب. وقالوا: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْن

فإِنه مُصَبِّحٌ؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا المثل ما رواه الأَصمعي وهو:

دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ، من غير واو عطف وكون دُهْدُرَّيْنِ

متصلاً غير منفصل، قال أَبو عليّ: هو تثنية دُهْدُرٍّ وهو الباطل، ومثله

الدُّهْدُنُّ في اسم الباطل أَيضاً فجعله عربيّاً، قال: والحقيقة فيه أَنه

اسم لِبَطَلَ كَسَرْعانَ وهَيهاتَ اسم لِسَرُعَ وَبَعُدَ، وسَعْدُ فاعل به

والقَيْنُ نَعْتُه، وحذف التنوين منه لالتقاء الساكنين، ويكون على حذف

مضاف تأْويله بطل قول سَعْدِ القَيْنِ، ويكون المعنى على ما فسره أَبو

عليّ: أَن سَعْدَ القَيْنَ كان من عادته أَن ينزل في الحيّ فيُشِيع أَنه غير

مقيم، وأَنه في هذه الليلة يَسْرِي غَيْرَ مُصَبِّحٍ ليبادر إِليه من

عنده ما يعمله ويصلحه له، فقالت العرب: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْنِ فإِنه

مُصَبِّح؛ ورواه أَبو عبيدة معمر بن المثنى: دُهْدُرَّينِ سَعْدَ

القَيْنَ، ينصب سعد، وذكر أَن دُهْدُرَّيْنِ منصوب على إِضمار فعل، وظاهر كلامه

يقضي أَن دُهْدْرَّين اسم للباطل تثنية دُهْدُرٍّ ولم يجعله اسماً للفعل

كما جعله أَبو علي، فكأَنه قال: اطرحوا الباطل وسَعْدَ القَيْنَ فليس قوله

بصحيح، قال: وقد رواه قوم كما رواه الجوهري منفصلاً فقالوا دُهْ

دُرَّيْنِ وفسر بأَن دُهْ فعل أَمر من الدَّهاءِ إِلاَّ أَنه قدّمت الواو التي

هي لامه إِلى موضع عينه فصار دُوهْ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار

دُهْ كما فعلت في قُلْ، ودُرَّيْنِ من دَرَّ يَدِرُّ إِذا تتابع، ويراد

ههنا بالتثنية التكرار، كما قالوا لَبَّيْك وحَنَانَيْكَ ودَوَالَيْكَ،

ويكون سَعْدُ القَيْنُ منادى مفرداً والقين نعته، فيكون المعنى: بالغْ في

الدَّهاء والكذب يا سَعْدُ القَيْنُ؛ قال ابن بري: وهذا القول حسن إِلاَّ

أَنه كان يجب أَن تفتح الدال من دُرَّين لأَنه جعله من دَرَّ يَدِرُّ

إِذا تتابع، قال: وقد يمكن أَن يقول إِن الدال ضمت للإِتباع إِتباعاً لضمة

الدال من دُهْ، والله تعالى أَعلم.

لبي

(لبي)
من الطَّعَام لبيا أَكثر مِنْهُ
لبي
عن إحدى الصيغ الشائعة للاسم اليزابيث المأخوذ عن العبرية بمعنى مكرسة للرب. يستخدم للإناث.

لبي


لَبَى
لَبَّيَa. Responded, obeyed, replied.

لَبَّيْكَ
a. Here I am! At your service!

مُلْتَبِيَة
a. Good fellowship; intimacy; mutual confidence.
[ل ب ي] اللُّبَايَةُ البَقِيَّةُ مِنَ النَّبْتِ عَامَّةً وقيلَ البَقِيَّةُ مِنَ الحَمْضِ وقيلَ هُو رَقِيقُ الحَمْضِ والمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ وَحَكَى أَبُو لَيْلَى لَبَيْتُ الخُبُزَةَ في النَّارِ أَنْضَجْتُهَا
ل ب ي

دعاني فلبيته وسعديته: قلت له لبيك وسعديك. وأنشد سيبويه:

دعوت لما نابني مسوراً ... فلبّى ولبى يدي مسور

ولبّى بالحجّ وبالعمرة تلبيةً.
لبي
لبَّى/ لبَّى بـ/ لبَّى في يلبِّي، لَبِّ، تلبيةً، فهو مُلَبٍّ، والمفعول مُلَبًّى (للمتعدِّي)
• لبَّى الرجلُ/ لبَّى بالحجّ/ لبَّى في الحجّ: قال: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ "لبَّى الحجيجُ".
• لبَّى الشَّخْصَ/ لَبَّى النِّداءَ: استجاب له "لبَّى طلبَه/ دعوته/ رغباته- لبّى الأذواق كلّها/ الاحتياجات- صدّ عن تلبية النداء" ° لبَّى داعيَ ربّه/ لبَّى نداء ربّه: مات، تُوُفِّي. 

تلبية [مفرد]: مصدر لبَّى/ لبَّى بـ/ لبَّى في. 

لَبَّيْكَ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ل ب ب ي ك - لَبَّيْكَ). 

لبي: اللُّبايةُ: البَقِيَّةُ من النبت عامة، وقيل: البَقِيَّةُ من

الحَمض، وقيل: هو رقيق الحَمْض، والمَعْنَيان متقاربان. ابن الأَعرابي:

اللُّبابة شَجر الأُمْطِيّ؛ قال الفراء وأَنشد:

لُبايةً من هَمِقٍ عَيْشُومِ

والهَمِقُ: نبت. والعَيْشُوم: اليابس. والأُمْطِيُّ: الذي يعمل منه

العلك. وحكى أَبو ليلى: لبَيت الخُبْزة في النار أَنضجتها. ولَبَّيْتُ بالحج

تَلْبِية. قال الجوهري: وربما قالوا لبَّأْت، بالهمز، وأَصله غير الهمز.

ولَبَّيت الرجل إِذا قلت له لَبَّيْك. قال يونس بن حبيب الضبي: لَبَّيك

ليس بمثنى وإِنما هو مثال عَلَيك وإِليك، وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَن

أَصل التلبية الإِقامة بالمكان، يقال: أَلْبَبْت بالمكان ولَبَّبْت لغتان

إِذا أَقمت به، قال: ثم قلبوا الباء الثانية إِلى الياء استثقالاً كما

قالوا تَظَنَّيْت، وإِنما أَصلها تَظَنَّنْت. قال: وقولهم لبَّيْك مثنى على

ما ذكرناه في باب الباء؛ وأَنشد للأَسدي:

دَعَوْتُ لِما نابَني مِسْوَراً

فَلَبَّى، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ

قال: ولو كان بمنزلة على لقال فَلَبَّى يَدَيْ مسور لأَنك تقول على زيد

إِذا أَظهرت الاسم، وإِذا لم تظهر تقول عليه، كما قال الأَسدي أَيضاً:

دَعَوْتُ فَتًى، أَجابَ فَتًى دَعاه

بَلَبَّيْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِيُّ

قال ابن بري في تفسير قوله فَلَبَّيْ يَديْ مِسْورِ: يقول لبي يدي مِسور

إِذا دعاني أَي أُجيبه كما يُجيبني. الأَحمر: يقال بينهم المُلْتَبِية

غير مهموز أَي مُتَفاوِضون لا يكتم بعضهم بعضاً إِنكاراً، وأَكثر هذا

الكلام مذكور في لبب، وإِنما الجوهري أَعاد ذكره في هذا المكان أَيضاً

فذكرناه كما ذكره.

واللَّبْوُ: قبيلة من العرب، النسب إِليه لَبَوِيٌّ على غير قياس، وقد

تقدم في الهمز.

لبي
: (ي (} لبَّى بالحجِّ) {تلْبِيَةً.
لم يشرْ لَهُ بحرْفٍ لكَوْن أَصْله لَبَبَ، وَقد ذُكِرَ (فِي (ل ب ب) .
(قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما قَالُوا لبَّأْتُ، بالهَمْزِ، وأَصْلُه غَيْر الهَمْز.
ولَبَّيْتُ الرَّجُلُ: قُلْت لَهُ: لَبَّيْك.
قَالَ يونُسَ بنَ حبيبٍ الضَّبِّيُّ النَحويُّ: لبَّيْك ليسَ بمثنًّى وإنَّما هُوَ بمنْزلَةِ عَلَيك وَإِلَيْك، وحَكَى أَبو عبيدٍ عَن الْخَلِيل أنَّ أَصْلَ} التَّلْبيةِ الإِقَامَةُ بالمَكانِ، يقالُ: أَلْبَبْت بالمَكانِ ولَبَّبْت، لُغتانِ، إِذا أَقَمْت بِهِ، ثمَّ قَلَبُوا الباءَ الثانِيَةَ إِلَى الياءِ اسْتِثْقالاً، كَمَا قَالُوا تَظَنَّنْت وإِنَّما أَصْلُهُ تَظَنَّنْت.
(
لبي
: (ي ( {لَبِيَ من الطّعَام، كرَضِيَ) :) أَهْملَهُ الجَوْهرِي.
وَلم يَقُلِ الصَّاغاني فِي التكْمِلَةِ أَنَّ الجَوْهرِي أَهْملَهُ، وضَبَطَه كرَمَى فتأَمَّل.
(} لَبْياً) ، بالفَتح: إِذا (أَكْثَرَ مِنْهُ.
(و) قالَ ابنُ الأعْرابي: ( {اللُّبَايَةُ، بالضَّمِّ: شَجَرُ الأُمْطِيِّ) ؛) ونقلَهُ الفرَّاءُ أَيْضاً، وأَنْشَدَ:
} لُبايَةٍ مِن هَمِقٍ عَيْشُومِ الهَمِقُ: نَبْتٌ، والعَيْشُومُ: اليابِسُ، والأُمْطِيُّ: الَّذِي يُعْمَل مِنْهُ العلْكُ.
(! ولُبَيٌّ، مُصَغَّراً، كسُمَيَ) ، وَلَو اقْتَصَرَ على قولِهِ كسُمَيَ، كَانَ كافِياً، وَهَكَذَا ضَبَطَه ابنُ الصَّلاحِ، وضَبَطَه ابنُ قانِعٍ على وَزْنِ فُعْلَى؛ قالَ ابنُ الصَّلاحِ؛ ووَهِمَ ابنُ قانِعٍ فذكَرَه فِي حرْفِ الألفِ فيمَنْ اسْمُه أبي. وَهُوَ (ابنُ {لَبَى) ، (كعَلَى، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ الدبَّاغ، وَهُوَ مِن بَني أَسَدٍ. (} ولاَبِي بنُ ثَوْرٍ: صَحابيَّان) .
(أَمَّا الأوَّل فقد ذَكَرَه غيرُ واحِدٍ فِي مُعْجَم الصَّحابَةِ، وذَكَرُوا الاخْتِلافَ الَّذِي ذَكَرْناه فِي اسْمِه.
وأَمَّا الثَّاني: فَلم أَجِدْ لَهُ ذِكراً فِي مَعاجِم الصَّحابَةِ، وأَوْرَدَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصِير فقالَ: {لأبي بنُ شَقِيق بنِ ثَوْرِ السَّدُوسِي من أَعْرابِ الحجَّاج، وَلم يَذكُرْ فِيهِ أَنَّه صَحابيٌّ؛ فانْظُرْ ذلكَ.
وَفِي التكْمِلةِ: لأبي بنُ ثَوْرِ بنِ شقيقٍ السَّدُوسي وَلم يَذْكُر أَنَّه صحابيٌّ.
(} ولَبَّى، كَحَتَّى، ويُثَلَّثُ: ع) .) قالَ نَصْر: {لُبَّى، بضمٍ وتشْديدِ الباءِ وَالْيَاء مُمَالة: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ.
ثمَّ المناسبُ ذِكْرُ هَذَا اللّفْظ فِي لبب، فإنْ وَزْنَه فَعْلَى، ويَشْهَدُ لذلكَ وَزْنه بحَتَّى، وتقدَّمَ للمصنِّفِ هُنَاكَ دَيْر} لبَّى، كحتَّى مُثَلَّثة الَّلامِ، مَوْضِعٌ بالمَوْصِل، وتقدَّمَ أنَّ الصَّاغاني ونَصْراً ضَبَطاهُ بالكَسْر، وأَعادَه هُنَا كأَنَّه يُشيرُ بقَوْله مَوْضِعٌ إِلى ذلكَ الَّذِي بالمَوْصِل، وَهُوَ غرِيبٌ، وَقد نبَّهنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فانْظُرْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اللُّبَايَةُ، بالضَّمِّ: البَقِيَّةُ من النَّبْتِ عَامَّةً، وقيلَ: من الحَمْضِ، وقيلَ: هُوَ دَقِيقُ الحَمْضِ، والمَعْنيان مُتَقارِبانِ؛ ذكرَهُ ابنُ سِيدَه.
وحكَى أَبو لَيْلى:} لَبِيْتُ الخُبْزَةَ فِي النَّارِ: أَنْضَجْتها.
ونقلَ الجَوْهرِي عَن الأَحْمرِ: يقالُ: بَيْنَهم! المُلْتَبِية، غَيْر مَهْموزٍ، أَي مُتَفَاوِضُون لاَ يَكْتُم بعضُهم بَعْضًا إنْكاراً.
وإنْ كانَ المصنِّفُ أَوْرَدَه فِي الهَمْزةِ فالصَّوابُ إيرادُه هُنَا.
ونقلَهُ الأزْهرِي أيْضاً وليسَ فِيهِ إنْكاراً؛ قالَ: وبَنُو فلانٍ لَا {يَلْتَبونَ فتَاهُم وَلَا يتغيرون شيْخَهم، المَعْنى: لَا يُزَوِّجونَ الغُلامَ صَغيراً وَلَا الشَّيْخ كَبيراً طَلَباً للنَّسْلِ. وَمن هُنَا ظَهَرَ لكَ أَنَّ كتابةَ هَذَا الحَرْف بالأحْمر سَهْوٌ.
} ولُبَيَّانُ، كعُلَيَّان: مُثَنَّى {لُبَيَ، كسُمَيَ: ماءآنِ لبَنِي العَنْبر مِن تمِيمٍ، بينَ قبر العَبادِي والثّعْلبيَّةِ على يَسارِ الحاجِّ من الكُوفَةِ؛ عَن نَصْر.

بلكث

بلكث: البَلاكِثُ: موضع؛ قال بعض القُرَشِيِّيين

(* قوله «قال بعض

القرشيين» قال في التكملة هو أَبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة في

امرأته صالحة بنت أبي عبيدة ابن المنذر، وبعد البيت:

خطرت خطرة على القلب من ذكـــــــراك وهناً فما استطعت مضيا

قلت: لبيك إذ دعاني لك الشوـــــــق وللحاديين كرّا

المطيا):بينما نحنُ بالبَلاكِثِ، بِالقا

عِ، سِراعاً، والعِيسُ تَهْوِي هُوِيَّا

بلكث
: (بُلْكُوثٌ، كزُنْبُورٍ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وضَمُّه بِنَاء على أَنه لَيْسَ عندَهم فَعْلُولٌ، بِالْفَتْح، غير صَعْفُوق، وَهُوَ اسْم (رَجُل) وَهُوَ: بُلْكُوثُ بن طَرِيف، وإِيّاه عَنَى الأَخْطَلُ بقوله:
سَرَيْنَ لبُلْكُوثٍ ثَلاثاً عوامِلاً
ويَوْمَيْنِ لَا يَطْعَمْنَ إِلاّ الشَّكائِمَا
(وبَلاكِثُ: ع) قَالَ بعض القرشيين هُوَ أَبُو بَكْرِ بنُ عبدِ الرَّحْمانِ بنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، كَانَ مُتَوجِّهاً إِلى الشَّام، فَلَمَّا كَانَ ببعضِ الطَّرِيق تَذَكَرَّ زَوْجَتَه، وَكَانَ مَشْغُوفاً بهَا، فَكَرَّ راجِعاً:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالبَلاكِثِ فالقَا
عِ سِرَاعاً والعِيسُ تَهْوِى هُويَّا
خَطَرَتْ خَطْرَةٌ على القَلْبِ من ذِكْ
رَاكِ وَهْناً فَمَا اسْتَطَعْتُ مُضِيَّا
قُلْتُ لَبَّيْكِ إِذْ دَعَانِي لَكِ الشَّوْ
قُ وللحَادِيَيْنِ حُثَّا المَطِيَّا نَقَلْتُهُ من الحَمَاسَة لأَبِي تَمّام.
(وَبَلْكَثَةُ: قَارَةٌ عَظِيمةٌ) .

شرك

(شرك) بَينهم جعلهم شُرَكَاء والنعل أشركها
ش ر ك

شركته فيه أشركه، وشاركته، واشتركوا، وتشاركوا، وهو شريكي، وهم شركائي، ولي فيه شركة وشرك، وأشركه في الأمر. وأشرك بالله تعالى، وهو من أهل الشرك. وطريق مشترك. ورأي وأمر مشترك. قال زهير يصف ظعناً:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتهم ... تخالج الأمر إن الأمر مشترك

ورأيت فلاناً مشتركاً إذا كان يحدث نفسه كالموسوس. ونصب الصائد الشركة والشرك والأشراك. وشرك النعل، وأصلحوا شكر نعالكم.

ومن المجاز: مضوا على شراك واضح. وقال السمهري العكليّ:

طواها اعتقال الرجل في مدلهمة ... إذا شرك الموماة أودى نظامها

هو وضع الرجل قدّام الواسطة كالوروك.
ش ر ك: جَمْعُ (الشَّرِيكِ شُرَكَاءُ) وَ (أَشْرَاكٌ) مِثْلُ شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَأَشْرَافٍ. وَالْمَرْأَةُ (شَرِيكَةٌ) وَالنِّسَاءُ (شَرَائِكُ) . وَ (شَارَكَهُ) صَارَ شَرِيكَهُ. وَ (اشْتَرَكَا) فِي كَذَا وَ (تَشَارَكَا) . وَ (شَرِكَهُ) فِي الْبَيْعِ وَالْمِيرَاثِ يَشْرَكُهُ مِثْلُ عَلِمَهُ يَعْلَمُهُ (شَرِكَةً) وَالِاسْمُ (الشِّرْكُ) وَجَمْعُهُ أَشْرَاكٌ كَشِبْرٍ وَأَشْبَارٍ. وَ (الشِّرْكُ) أَيْضًا الْكُفْرُ وَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَهُوَ (مُشْرِكٌ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 32] أَيِ اجْعَلْهُ شَرِيكِي فِيهِ. وَ (أَشْرَكَ) نَعْلَهُ وَ (شَرَّكَهَا تَشْرِيكًا) أَيْ جَعَلَ لَهَا (شِرَاكًا) . وَ (الشَّرَكُ) بِفَتْحَتَيْنِ حِبَالَةُ الصَّائِدِ الْوَاحِدَةُ شَرَكَةٌ. 

شرك


شَرِكَ(n. ac. شِرْك
شِرْكَة)
a. [acc. & Fī], Shared, participated, partook with, was sharer, a
partner with.... in.
b.(n. ac. شَرَك), Had its strap broken (sandal).

شَرَّكَa. Put a strap &c. to.
b. Had shares, investments.

شَاْرَكَa. see I (a)
أَشْرَكَ
a. [acc. & Fī], Made a sharer, partner in; admitted into.
b. [Bi], Attributed to (God) a sharer in his
dominion; was a polytheist.
c. see II (a) (b).
تَشَاْرَكَa. Entered into partnership; were partners
colleagues.
b. [Fī], Shared, participated, took part in.
إِشْتَرَكَa. see VI (a) (b).
c. [Fī] [ coll. ], Was admitted into.

شِرْكa. Participation; fellowship; partnership.
b. Polytheism, idolatry, paganism.
c. (pl.
أَشْرَاْك), Share.
شِرْكَةa. Association, society, company.
b. [ coll. ], Community;
confraternity, brotherhood; congregation.
شَرَك
(pl.
شُرُك
أَشْرَاْك
38)
a. Net, snare, noose.
b. Beaten track.

شَرِكَةa. see 2t
شُرُك
a. [ coll. ], Overplus, surplus;
excess; discount.
شَاْرِكَةa. Melody, air, tune.

شِرَاْك
(pl.
شُرُك
أَشْرُك
16)
a. Thong, strap, latchet; lace.

شَرِيْك
( pl.
أَشْرَاْك
شُرَكَآءُ
43)
a. Sharer, participator, partaker.
b. Partner; colleague, fellow; associate; member.

N. Ag.
شَاْرَكَa. see 25 (b)b. Shareholder.

N. Ag.
أَشْرَكَa. Polytheist.

N. Ag.
إِشْتَرَكَa. see 25
[شرك] الشَريكُ يجمع على شُرَكاءَ وأشراك، مثل شريف وشرفاء وأشراف. والمرأة شريكة، والنساء شرائك. وشارَكتُ فلاناً: صرتُ شَريكَهُ. واشْتَرَكْنا وتَشارَكْنا في كذا. وشَرِكْتُهُ في البيع والميراثِ أَشْرَكُهُ شِرْكَةً، والاسم الشِرْكُ. قال الجعدي: وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابِها شِرْكَ العنان والجمع أشراك، مثل شبر وأشبار. قال لبيد: تطيرُ عَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَعامَةُ لِلْغُلامِ قال الأصمعي: يقال رأيت فلاناً مشتَرَكاً، إذا كان يحدِّث نفسَه كالمهموم. والشِرْكُ أيضاً: الكفر. وقد أشرك فلان بالله، فهو مشرك ومشركى، مثل دو ودوى، وسك وسكى، وقسر وقعسرى، بمعنى واحد. قال الراجز:

ومشركى كافر بالفرق * أي بالفرقان. وقوله تعالى: (وأَشْرِكْهُ في أمري) ، أي اجْعَلْهُ شَريكِي فيه. وأَشْرَكْتُ نعلي: جعلتُ لها شِراكاً. والتَشْرِيكُ مثله. والشَرَكُ، بالتحريك: حِبالة الصائد، الواحدة شَرَكَةٌ. والشَرَكَةُ أيضاً: معظم الطريق ووسطه، والجمع شرك. وقولهم: الكلأ في بني فلان شُرُكٌ، أي طرائق، عن أبى نصر، الواحد شراك. ويقال: لطمه لطما شركيا، بضم الشين وفتح الراء، أي سريعا متتابعاً، كلطم المُنْتَقِش من البعير. قال أوس بن حجر: وما أنا إلاَّ مُسْتَعِدٌّ كما ترى أخو شُرَكِيِّ الوِرْدِ غيرِ مُعَتِّمِ أي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابعٌ. يقول: أغشاك بما تكره غيرَ مبطئ بذلك. 
(ش ر ك) : (شَرِكَهُ) فِي كَذَا شِرْكًا وَشَرِكَةً وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ شَرِيكُ ابْنُ سَحْمَاءَ الَّذِي قَذَفَ بِهِ امْرَأَتَهُ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ وَشَارَكَهُ فِيهِ وَاشْتَرَكُوا وَتَشَارَكُوا وَطَرِيقٌ مُشْتَرَكٌ (وَمِنْهُ الْأَجِيرُ الْمُشْتَرَكُ) وَهُوَ الَّذِي يَعْمَلُ لِمَنْ يَشَاءُ وَأَمَّا أَجِيرُ الْمُشْتَرَكِ عَلَى الْإِضَافَةِ فَلَا يَصِحُّ إلَّا عَلَى تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ (وَالتَّشْرِيكُ) بَيْعُ بَعْضِ مَا اشْتَرَى بِمَا اشْتَرَاهُ بِهِ (وَالشِّرْكُ) النَّصِيبُ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَمِنْهُ) بِيعَ شِرْكٌ مِنْ دَارٍ وَأَمَّا فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] فَاسْمٌ مِنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ إذَا جَعَلَ لَهُ شَرِيكًا وَفُسِّرَ بِالرِّيَاءِ فِي قَوْلِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الشِّرْكُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ» وَهِيَ أَنْ تَعْرِضَ لِلصَّائِمِ شَهْوَةٌ فَيُوَاقِعَهَا وَيَدَعَ صَوْمَهُ (وَشَرَّكَ النَّعْلَ) وَضَعَ عَلَيْهَا الشِّرَاكَ وَهُوَ سَيْرُهَا الَّذِي عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ وَهُوَ مَثَلٌ فِي الْقِلَّةِ (وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ) «صَلَّى بِي النَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - الظُّهْرَ حِينَ صَارَ الْفَيْءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ» فَإِنَّهُ عَنَى بِهِ الْفَيْءَ الَّذِي يَصِيرُ فِي أَصْلِ الْحَائِطِ مِنْ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ إذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَهَذَا أَقَلُّ مَا يُسْتَبَانُ بِهِ الزَّوَالُ لَا أَنَّهُ تَحْدِيدٌ لَهُ.
(شرك) - في الحديث: "الشِّرْك أَخْفَى من دَبِيبِ النَّمْل"
قال الحَربىّ: هذا شِرْك رِياءٍ. وهو أن يعمل عَمَلاً يُرائِى به غَيرَ الله عز وجل، فكأنه أَشرَك فيه غَيرَ الله. وقد قال الله عزَّ وجَلَّ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ} .
قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْر: أي لا يُرائى.
- في حديث عمر رضي الله عنه: "كالطَّيْرِ الحَذِر، يَرَى أنَّ له في كل طريق شَرَكًا"
الشَّرَكُ: جمع شَرَكَة؛ وهي الحِباَلة.
وقال الأزهري: شَرَك الطَّريق: أَخادِيدُه. الواحدة: شَرَكة.
وقيل: الشَّرَك: لَقَم الطّريقِ والجمع أَشْراكٌ وشِراكٌ.
وقيل: هو نَبَات الطَّرِيق عن يَمِينهِ وشِماله. وقيل: هو الطَّريق الذي يكون ثَلاثةً أو أربعةً.
- في الحديث: "صلَّى الظُّهْرَ حين زَالَت الشَّمْس وكان الفَىْءُ على قَدْرِ الشِّراكِ"
الشِّراك: شِراكُ النَّعل، وقَدرُه ها هنا ليسَ على مَعنَى التَّحْديد؛ لكن الزَّوالَ لا يُستَبان إلا بأَقَلّ ما يُرَى من الظِّلّ، وكان حِينَئذ بمكة هذا القَدْر إلا أنه يَخَتلِف باخْتلاف الأَزْمِنَة: أَزْمِنَة الشِّتاء والصَّيف، وباخْتِلاف البُلْدان وقُربِها من وَسَط السماءِ وبُعدِها. - في الحديث: "مَنْ حَلَف بغير الله تعالى فقد أَشْرك".
قيل: لم يُرِد به الشِّركَ الذي يَخْرُجُ به من الإسلام ولكنه حيث جَعَل ما لا يُحْلَف به مَحلُوفاً به كاسْمِ الله تعالى الذي يُحلَف به فقد أَشْركَ في ذلك خَاصَّة.
وكذلك قَولهُ عليه الصَّلاة والسّلام: "الطِّيَرة شِرْك ولكَّن الله عزَّ وجل يُذهِبُه بالتَّوَكُّل".
ولو كان شِركًا يخَرُجُ به من الإسلام لَمَا ذَهَب بالتَّوَكُّل
ش ر ك : شَرَكْتُهُ فِي الْأَمْرِ أَشْرَكُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ شَرِكًا وَشَرِكَةً وِزَانُ كَلِمٍ وَكَلِمَةٍ بِفَتْحِ الْأَوَّلِ وَكَسْرِ الثَّانِي إذَا صِرْتُ لَهُ شَرِيكًا وَجَمْعُ الشَّرِيكِ شُرَكَاءُ وَأَشْرَاكٌ وَشَرَّكْتُ بَيْنَهُمَا فِي الْمَالِ تَشْرِيكًا وَأَشْرَكْتَهُ فِي الْأَمْرِ وَالْبَيْعِ بِالْأَلِفِ جَعَلْتَهُ لَكَ شَرِيكًا ثُمَّ خُفِّفَ الْمَصْدَرُ بِكَسْرِ الْأَوَّلِ وَسُكُونِ الثَّانِي وَاسْتِعْمَالُ الْمُخَفَّفِ أَغْلَبُ فَيُقَالُ شِرْكٌ وَشِرْكَةٌ كَمَا يُقَالُ كِلْمٌ وَكِلْمَةٌ عَلَى التَّخْفِيفِ نَقَلَهُ الْحُجَّةُ فِي التَّفْسِيرِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ عَلَى أَلْفَاظِ الْمُهَذَّبِ وَنَصَّ عَلَيْهِ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ وَابْنُ الْقَطَّاعِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ وَهُوَ شَرِيكٌ سُمِّيَ وَمِنْهُ شَرِيكُ ابْنُ سَحْمَاءَ الَّذِي قَذَفَ بِهِ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ وَشَارَكَهُ وَتَشَارَكُوا وَاشْتَرَكُوا وَطَرِيقٌ مُشْتَرَكٌ بِالْفَتْحِ وَالْأَصْلُ مُشْتَرَكٌ فِيهِ وَمِنْهُ الْأَجِيرُ الْمُشْتَرَكُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَخُصُّ أَحَدًا بِعَمَلِهِ بَلْ يَعْمَلُ لِكُلِّ مَنْ يَقْصِدُهُ بِالْعَمَلِ كَالْخَيَّاطِ فِي مَقَاعِدِ الْأَسْوَاقِ وَالشِّرْكُ النَّصِيبُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وَلَوْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ أَيْ نَصِيبًا وَالْجَمْعُ أَشْرَاكٌ مِثْلُ: قِسْمٍ وَأَقْسَامٍ.

وَالشِّرْكُ اسْمٌ مِنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ إذَا كَفَرَ بِهِ وَشَرَكُ الصَّائِدِ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَشْرَاكٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَقِيلَ الشَّرَكُ جَمْعُ شَرِكَةٍ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ.

وَشِرَاكُ النَّعْلِ سَيْرُهَا الَّذِي عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ وَشَرَّكْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُ لَهَا شِرَاكًا وَفِي حَدِيثٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ صَارَ الْفَيْءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ يَعْنِي اسْتَبَانَ الْفَيْءُ فِي أَصْلِ الْحَائِطِ مِنْ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ عِنْدَ الزَّوَالِ فَصَارَ فِي رُؤْيَةِ الْعَيْنِ كَقَدْرِ الشِّرَاكِ وَهَذَا أَقَلُّ مَا يُعْلَمُ بِهِ الزَّوَالُ وَلَيْسَ تَحْدِيدًا وَالْمَسْأَلَةُ الْمُشَرِّكَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مَجَازًا لِأَنَّهَا شَرَّكَتْ بَيْن الْإِخْوَةِ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلْهَا اسْمَ مَفْعُولٍ وَيَقُولُ هِيَ مَحَلُّ التَّشْرِيكِ وَالِاشْتِرَاكِ وَالْأَصْلُ مُشَرَّكٌ فِيهَا وَلِهَذَا يُقَالُ مُشْتَرَكَةٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ. 
شرك
الشِّرْكَةُ والْمُشَارَكَةُ: خلط الملكين، وقيل:
هو أن يوجد شيء لاثنين فصاعدا، عينا كان ذلك الشيء، أو معنى، كَمُشَارَكَةِ الإنسان والفرس في الحيوانيّة، ومُشَارَكَةِ فرس وفرس في الكمتة، والدّهمة، يقال: شَرَكْتُهُ، وشَارَكْتُهُ، وتَشَارَكُوا، واشْتَرَكُوا، وأَشْرَكْتُهُ في كذا. قال تعالى:
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي
[طه/ 32] ، وفي الحديث: «اللهمّ أَشْرِكْنَا في دعاء الصّالحين» . وروي أنّ الله تعالى قال لنبيّه عليه السلام: «إنّي شرّفتك وفضّلتك على جميع خلقي وأَشْرَكْتُكَ في أمري» أي: جعلتك بحيث تذكر معي، وأمرت بطاعتك مع طاعتي في نحو: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [محمد/ 33] ، وقال تعالى: أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ
[الزخرف/ 39] . وجمع الشَّرِيكِ شُرَكاءُ. قال تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ [الإسراء/ 111] ، وقال: شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ
[الزمر/ 29] ، أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ [الشورى/ 21] ، وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ [النحل/ 27] .
وشِرْكُ الإنسان في الدّين ضربان:
أحدهما: الشِّرْكُ العظيم، وهو: إثبات شريك لله تعالى. يقال: أَشْرَكَ فلان بالله، وذلك أعظم كفر. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
[النساء/ 48] ، وقال: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً
[النساء/ 116] ، ومَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [المائدة/ 72] ، يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً [الممتحنة/ 12] ، وقال: سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا
[الأنعام/ 148] .
والثاني: الشِّرْكُ الصّغير، وهو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور، وهو الرّياء والنّفاق المشار إليه بقوله: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
[الأعراف/ 190] ، وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف/ 106] ، وقال بعضهم: معنى قوله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
أي: واقعون في شرك الدّنيا، أي:
حبالتها، قال: ومن هذا ما قال عليه السلام:
«الشّرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النّمل على الصّفا» قال: ولفظ الشِّرْكِ من الألفاظ المشتركة، وقوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف/ 110] ، محمول على الشّركين، وقوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
[التوبة/ 5] ، فأكثر الفقهاء يحملونه على الكفّار جميعا كقوله: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ الآية [التوبة/ 30] ، وقيل: هم من عدا أهل الكتاب، لقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [الحج/ 17] ، أفرد الْمُشْرِكِينَ عن اليهود والنّصارى.
(ش ر ك)

الشّركَة، وَالشَّرِكَة: سَوَاء.

وَقد اشْترك الرّجلَانِ، وتشاركا.

وشارك أَحدهمَا الآخر، فَأَما قَوْله:

على كل نهد القصريين مقلص ... وجرداء يابى رَبهَا أَن يشاركا

فَمَعْنَاه: أَنه يَغْزُو على فرسه وَلَا يَدْفَعهُ إِلَى غَيره، ويشارك: يَعْنِي يُشَارِكهُ فِي الْغَنِيمَة.

وَالشَّرِيك المشارك.

والشرك: كالشريك، قَالَ الْمسيب أَو غَيره:

شركا بِمَاء الذوب يجمعه ... فِي طود ايمن فِي قرى قسر والجع: أشراك، وشركاء.

وفريضة مُشْتَركَة: يَسْتَوِي فِيهَا المقتسمون.

وَطَرِيق مُشْتَرك: يشْتَرك فِيهَا النَّاس.

وَاسم مُشْتَرك: تشترك فِيهِ معَان كَثِيرَة، كَالْعَيْنِ وَنَحْوهَا، فَإِنَّهُ يجمع مَعَاني كَثِيرَة، وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا يَسْتَوِي المرآن هَذَا ابْن حرَّة ... وَهَذَا ابْن أُخْرَى ظهرهَا متشرك

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: مُشْتَرك.

وأشرك بِاللَّه: جعل لَهُ شَرِيكا فِي ملكه.

وَالِاسْم: الشّرك، وَفِي التَّنْزِيل: (إِن الشّرك لظلم عَظِيم) .

ورغبنا فِي صهركم وشرككم: أَي مشاركتكم فِي النّسَب.

وَقد شركه فِي الْأَمر.

واشركه مَعَه فِيهِ.

واشترك الْأَمر: الْتبس.

والشرك: حبائل الصَّائِد.

وَكَذَلِكَ: مَا ينصب للطائر.

واحدته: شركَة، وَجَمعهَا شرك، وَهِي قَليلَة نادرة.

وشرك الطَّرِيق: جَوَاده.

وَقيل: هِيَ الطّرق الَّتِي لَا تخفى عَلَيْك وَلَا تستجمع لَك فَأَنت راها وَرُبمَا انْقَطَعت، غير أَنَّهَا لَا تخفى عَلَيْك.

وَقيل: هِيَ الطّرق الَّتِي تختلج.

والمعنيان متقاربان.

واحدته: شركَة.

والكلأ فِي بني شرك: أَي طرائق.

وَاحِدهَا: شِرَاك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا لم يكن المرعى مُتَّصِلا وَكَانَ طرائق فَهُوَ شرك.

والشراك: سير النَّعْل. وَالْجمع: شرك.

وأشرك النَّعْل، وشركها: جعل لَهَا شراكا.

وَلَطم شركي: متتابع.

والشركي، والشري، بتَخْفِيف الرَّاء وتشديدها: السَّرِيع من السّير.

وشرك: اسْم مَوضِع، قَالَ حسان بن ثَابت:

إِذا عضل سيقت إِلَيْنَا كَأَنَّهُمْ ... جداية شرك معلمات الحواجب

وَبَنُو شريك: بطن من فهم.

وَشريك: اسْم رجل.
[شرك] فيه: "الشرك" أخفي في أمتى من دبيب النمل، يريد به الرياء، ومنه (و"لا يشرك" بعبادة ربه أحدًا) يقال: شركته في الأمر شركة - والاسم الشرك - وشاركته إذا صرت شريكه، أشرك بالله إذا جعل له شريكًا، والشرك الكفر. ومنه ح: من حلف بغير الله فقد "أشرك" حيث جعله كاسمه الذي يحلف به. وح: الطيرةوالنصارى، سميا مشركين لقول اليهود: عزيز ابن الله، وقول النصارى: المسيح ابن الله، أو يسمى كل من خالف دين الإسلام مشركًا تغليبًا. ومنه: و"المشركون" عبدة الأوثان واليهود، هما بدلان من المشركين. وفيه: أنا ثالث "الشريكين" ما لم يخن، شركته تعالى إياهم استعارة عن البركة والفضل، وشركة الشيطان عبارة عن خيانته ومحق البركة؛ وفيه استحباب الشركة. وح: "شراك" من نار، أي يجعل شراك من نار تحت رجله. مف: أي سبب عذاب النار كأنه نار. وح: الجنة أقرب إليكم من" شراك" لأن سببها الأعمال وهي مع الشخص. وح: إلا ومن "أشرك" جواب عن قوله: فمن أشرك! أي المشرك! داخل أم خارج؟ فأجاب بأنه داخل فيكون منهيا عن القنوط: غ (جعلا له "شركاء") أي نصيبا أي في الاسم فيسميانه عبد الحارث، والأشراك أنصباء الميراث. (و"شاركهم" في الأموال والأولاد) يعنى اكتسابها من الحرام وإنفاقها في المعاصى وحيث المناكح. (ولن ينفعكم اليوم - إلخ) أي لن ينفعهم "الاشتراك" في العذاب، لأن التأسى في الدنيا يسهل المصيبة. (ولا "يشرك" بعبادة ربه أحدًا) أي لا يعمل بالرثاء ولا يكتسب الدنيا بعمل الآخرة. و (هل لكم مما ملكت أيمانكم من "شركاء" يجيء في ورث.

شرك: الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء: مخالطة الشريكين. يقال: اشترَكنا

بمعنى تَشارَكنا، وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر؛ فأَما

قوله:

عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ

وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا

فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره، ويُشارَك يعني يشاركه في

الغنيمة. والشَّريكُ: المُشارِك. والشِّرْكُ: كالشَّريك؛ قال المُسَيِّب

أَو غيره:

شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ

في طَوْد أَيْمَنَ،في قُرى قَسْرِ

والجمع أَشْراك وشُرَكاء؛ قال لبيد:

تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً

ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلامِ

قال الأَزهري: يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير

وأَنصار، وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء. والمرأة شَريكة والنساء شَرائك. وشاركت

فلاناً: صرت شريكه. واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع

والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً، والإسم الشِّرْك؛ قال الجعدي:

وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها،

وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان

والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار، وأَنشد بيت لبيد. وفي الحديث: من

أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً. وفي حديث معاذ: أَنه أَجاز بين

أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض، وهو أن يدفعها صاحبها إلى

آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إن الشِّركَ

جائز، هو من ذلك؛ قال: والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما

يقال قِسْمٌ وأقسام، فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك، وإن

شئت جعلته جمع شِرْك، وهو النصيب. ويقال: هذه شَرِيكَتي، وماء ليس فيه

أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء، واحدهما شِرْك، قال: ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا

كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد. وفي الصحاح: رأيت

فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: الناسُ شُرَكاء في ثلاث: الكَلإ والماء والنار؛ قال

أَبو منصور: ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ

البلاد، وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه

مُسْتَوُون؛ قال ابن الأثير: أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار

الذي لا مالك له، وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد، وأَراد

بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه؛ وذهب قوم إلى أن

الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في

الثلاثة، والصحيح الأول؛ وفي حديث أم معبد:

تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ

أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه. وفَريضة مُشتَرَكة: يستوي فيها

المقتسمون، وهي زوج وأُم وأَخوان لأم، وأخوان لأَب وأُم، للزوج النصف، وللأم

السدس، وللأخوين للأم الثلث، ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما

سقط سقط حكمه، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً؛ وهذا قول زيد. وكان

عمر، رضي الله عنه، حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم، ولم يجعل للإخوة

للأَب والأُم شيئاً، فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له: هب أَن

أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا، فأَشَرَكَ بينهم، فسميت

الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً، وقال الليث: هي المُشْتَرَكة. وطريق

مُشْتَرَك: يستوي فيه الناس. واسم مُشْتَرَك: تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها

فإنه يجمع معاني كثيرة؛ وقوله أنشده ابن الأَعرابي:

ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ: هذا ابنُ حُرَّةٍ،

وهذا ابنُ أُخُرى، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ

فسره فقال: معناه مُشْتَرَك.

وأَشْرَك بالله: جعل له شَريكاً في ملكه، تعالى الله عن ذلك، والإسم

الشِّرْكُ. قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه: يا بُنَيَّ

لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم. والشِّرْكُ: أَن يجعل لله

شريكاً في رُبوبيته، تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد، وإِنما دخلت التاء

في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً

له، وكذلك قوله تعالى: وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً؛

لأن معناه عَدَلُوا به، ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك،

لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ. وقال أَبو العباس في

قوله تعالى: والذين هم مُشْرِكون؛ معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم

للشيطان، وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان، ولكن عبدوا

الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين، ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان

وآمنوا بالله وحده؛ رواه عنه أَبو عُمر الزاهد، قال: وعَرَضَه على

المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح. الجوهري: الشِّرْك الكفر. وقد أَشرك فلان

بالله، فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ

وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد؛ قال الراجز:

ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ

أَي بالفُرقان. وفي الحديث: الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل؛

قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله؛

ومنه قوله تعالى: ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً. وفي الحديث: من حلف بغير

الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي

به يكون القَسَم. وفي الحديث: الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه

بالتوكل؛ جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس

الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل. وفي حديث تَلْبية الجاهلية:

لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ، يَعْنون بالشريك

الصنم، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده

وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى

قوله تملكه وما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد

والإخلاص في الإيمان، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا

قولهم عن الصنم هُوَلَكَ، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً، بل

حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية، ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء، ولا

نفعتهم معذرتهم بقولهم: إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى، وقوله تعالى:

وأَشْرِكْهُ في أَمْري؛ أَي اجعله شريكي فيه. ويقال في المُصاهرة: رَغِبْنا في

شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب. قال الأَزهري: وسمعت بعض

العرب يقول: فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته، وهو الذي

تسميه الناس الخَتَنَ، قال: وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته، وزوجها

جارُها، وهذا يدل على أَن الشريك جار، وأَنه أَقرب الجيران. وقد شَرِكه في

الأَمر بالتحريك، يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه. وأَشْرَك

فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه. واشْتَرَكَ الأَمرُ:

التبس.والشَّرَكُ: حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير، واحدته شَرَكَة وجمعها

شُرُكٌ، وهي قليلة نادرة. وشَرَكُ الصائد: حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد.

وفي الحديث: أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به

من الإشراك بالله تعالى، ويروى بفتح الشين والراء، أَي حَبائله

ومَصايده، واحدتها شَرَكَة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كالطير الحَذِر يَرى أَن

له في كل طريق شَرَكاً. وشَرَكُ الطريق: جَوادُّه، وقيل: هي الطُّرُقُ

التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها

لا تخفى عليك، وقيل: هي الطُّرق التي تخْتَلجُ، والمعنيان متقاربان،

واحدته شَرَكَة. الأصمعي: الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق، الواحدة

شَرَكَة، وقال غيره: هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد، وهي ما حَفَرَت

الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها. شمر: أُمُّ

الطريق مَعْظَمُه، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع.

الجوهري: الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه، والجمع شَرَك؛ قال ابن بري: شاهده

قول الشَّمَّاخ:

إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ،

بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ

وقال رؤبة:

بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ

والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق، واحدها شِراك. وقال أَبو حنيفة:

إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ. والشِّراكُ: سير النعل،

والجمعُ شُرُك. وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها: جعل لها شِراكاً،

والتَّشْرِيك مثله. ابن بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل

ذلك منها. وفي الحديث: أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر

الشِّراكِ؛ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها؛ قال ابن الأَثير:

وقدره ههنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما

يُرى من الظل، وكان حينئد بمكة، هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة

والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل،

فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها

ظلّ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه

أَقصر، وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول.

ولطْمٌ شُرَكِيّ: متتابع. يقال: لطمه لطْماً شُرَكِيّاً، بضم الشين وفتح

الراء، أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير؛ قال أَوس

بن حَجَر:

وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى،

أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ

أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع؛ يقول: أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ

بذلك. ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض

ضرباً شديداً، فهو مُنْتَقِش.

والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ، بتخفيف الراء وتشديدها: السريع من السير.

وشِرْكٌ: اسم موضع؛ قال حسان بن ثابت:

إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم

جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب

ابن بري: وشَرْكٌ اسم موضع؛ قال عُمارة:

هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك، وأَنتُمُ

مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ؟

وبنو شُرَيْك: بطنٌ. وشَريك: اسم رجل.

شرك
شرِكَ1 يَشرَك، شَرَكًا، فهو شريك
• شرِكتِ النَّعلُ: انقطع شِراكُها، وهو سَيْرُها. 

شرِكَ2 يَشرَك، شِرْكًا وشِرْكةً وشَرِكةً، فهو شريك، والمفعول مَشْروك
• شرِك فلانًا/ شرِك فلانًا في الأمر: كان لكلٍّ منهما نصيب منه، فكلّ منهما شريك للآخر "شرِكه في تجارته/ جريمته- {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ}: اشتراك ومساهمة". 

أشركَ/ أشركَ بـ يُشرِك، إشراكًا، فهو مُشرِك، والمفعول مُشرَك (للمتعدِّي)

• أشرك الرَّجُلُ: وقَع في شَرَك الدّنيا " {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} ".
• أشرك النَّعلَ: جعل لها شِراكًا وهو سير النّعل على ظاهر القدم.
• أشركه في الأمر: أدخله فيه، جعله شريكًا له فيه "أشرك صديقًا في مشروع: جعله شريكًا فيه- أشركه في القضيّة- {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} ".
• أشرك بالله: كفَر به وعبَد غيرَه, جعل له شريكًا في ألوهيَّته " {يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ} - {وَلاَ تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} ". 

اشتركَ/ اشتركَ في يشترك، اشتراكًا، فهو مُشترِك، والمفعول مُشترَك فيه
• اشترك الأمرُ: اختلط والتبس.
• اشترك اللَّفظُ: احتمل أكثر من معنًى.
• اشترك الرَّجلان في القضيَّة: كان لكلٍّ منهما نصيب فيها، فكلاهما شريك للآخر "اشتركا في الأرباح/ مؤامرة- اشترك في مناقشة: انضمَّ إليها- بينهما شعور مشترك- {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} ".
• اشترك فلانٌ في النَّادي وغيرِه: دفَع أجرًا مقابل الانتفاع بمرافقه "اشترك في الصحيفة/ السّكة الحديدية/ النقابة". 

تشاركَ/ تشاركَ في يتشارك، تشارُكًا، فهو مُتشارِك، والمفعول مُتشارَك فيه
• تشاركت دولتان: تحالفتا، أو صار بينهما شَرِكة.
• تشارك الرَّجلان في التِّجارة: اشتركا، كان لكلّ منهما نصيب فيها "تشاركا في المسئوليّة/ السلطة". 

شاركَ/ شاركَ في يشارك، مُشاركةً، فهو مُشارِك، والمفعول مُشارَك
• شارك صديقَه شعورَه: تعاطف معه، تضامن معه في حالته مُعبِّرًا عن شعورٍ مماثل لشعوره "شاركه أحزانَه: شاطره" ° أشاركُك الرَّأي: أرى رأيَك، أوافقك.
• شارك في أرباح الشَّركة: أسهَم فيها، كان له نصيب وحصَّة فيها " {وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولاَدِ وَعِدْهُمْ}: قاسِمْهم وخالِطْهم".
• شارك في إنجاح مشروع: ساعد في إنجاحه. 

شرَّكَ يشرِّك، تشريكًا، فهو مُشرِّك، والمفعول مُشرَّك (للمتعدِّي)
• شرَّك بينهم: جعلهم شركاءَ ° سياسَةُ التَّشريك.
• شرَّك النَّعلَ: أشركها؛ جعل لها شِراكًا، وهو سير النّعل على ظاهر القدم. 

اشتراك [مفرد]: ج اشتراكات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشركَ/ أشركَ بـ.
2 - مبلغ من المال يُدفع نظير استعمال مرفق عام "اشتراك جريدة/ قطار/ نادٍ".
• اشتراك لفظيّ: احتمال اللفظ أكثر من معنًى. 

اشتراكيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اشتراكيّة.
2 - (سة، قص) مذهب سياسيّ واقتصاديّ يقوم على سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج وعدالة التَّوزيع والتَّخطيط الشَّامل "حزب/فكر اشتراكيّ- المبادئ الأساسيّة للتخطيط الاشتراكيّ".
3 - مُنتمٍ للمذهب الاشتراكيّ، من أنصار الاشتراكيَّة "رجل اشتراكيّ".
• اشتراكيّ اجتماعيّ: (حي) وصفٌ لأحد الحيوانات التي تعيش حياة اجتماعيَّة، يؤدِّي كلُّ فرد فيها عملاً معيّنًا يخدم الجماعة، مثل النَّحل والنَّمل ونحوهما. 

اشتراكيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من اشتراك.
2 - (سة، قص) مذهب سياسيّ واقتصاديّ يقوم على سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج وعدالة التَّوزيع والتَّخطيط الشَّامل "اشتراكيّة وطنيّة". 

تشارُكيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تشارُكَ.
2 - مصدر صناعيّ من تشارُك: جمعيّة تعاونيّة تعتمد على تحقيق التَّعاون وتبادل المعونات والمشاركة في العمل "تم وضع رءوس الأموال الفردية في تشاركيَّات تعود بالنفع على الجميع". 

تشريك [مفرد]:
1 - مصدر شرَّكَ.
2 - إقامة شركة بين طرفين، أو ضمّ فرد جديد لشركة قائمة "سياسة التّشريك بين رجال الأعمال- تشريك عملاء من الخارج". 

شِراك [مفرد]: ج أشرُك وشُرُك: سيرُ النّعلِ على ظهر القدم ° مضوا على شِراك واحد: طريق واحد. 

شَراكة [مفرد]: علاقة تقوم على التَّعاون وتبادل المصالح في شتَّى المجالات بين كيانين "شَراكة اقتصاديّة". 

شَرَك [مفرد]: ج أَشْرَاك (لغير المصدر {وشِراك} لغير المصدر) وشُرُك (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِكَ1.
2 - حِبالة الصائد، مِصْيدة، ما يُنصب للصَّيد ° نصَب شَرَكًا لشخص: دبَّر له مكيدة أو مؤامرة ليتخلّص منه. 

شِرْك [مفرد]: ج أَشْرَاك (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِكَ2 ° رغِبنا في شرككم وجهركم: مشاركتكم في النسب.
2 - اعتقاد في تعدّد الآلهة "أهل الشِّرك في نار جهنّم يوم القيامة- وأَخَفْتَ أهل الشِّرْك حتى إنه ... لتخافُك النُّطفُ التي لم تُخلَقِ- {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ". 

شَرِكة/ شِرْكة [مفرد]: ج شَرِكات (لغير المصدر) وشِرْكات (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِكَ2.
2 - (فق) شركة يتساوى فيها الأطراف في المال والتَّصرُّف.
3 - (قص) عقد بين اثنين أو أكثر للقيام بعمل مشترك، أو مؤسّسة تجاريّة يشارك أصحابها في توظيفات ماليّة بغية اقتسام الأرباح النّاتجة منها "مجلس إدارة الشركة" ° شركة أسهم: شركة ماليّة لا تُنتج سلعًا ولا تقدِّم خدمات بحدِّ ذاتها بل تملك وتدير أسهمًا في شركات لتحقِّق الأرباح- شركة الخطوط الجوّيّة: شركة الطَّيران.
• شركة تجاريّة عموميّة: شركة تهتمُّ بجميع فروع القطاع الاقتصاديّ، أو تقوم من دون تمييز بكلّ أنواع العمليّات التجاريّة.
• شركة الشَّركات: شركة ماليّة تمتلك أسهم شركات أخرى، تقوم بعمليّات تهمّ هذه الشَّركات وتوجّه نشاطها أو تراقبه.
• شركة مُساهمة: شركة تجاريّة تكون أسهمها قابلة للتمويل، وتبقى أسماء أصحابها مجهولة.
• شركة استثمار: شركة ماليّة يؤسِّسها أشخاص يسهمون في تكوين رأسمالها، ويهدفون إلى ضمّ أموال المستثمرين إلى أموال الغير من أجل استثمارها.
• شركة تأمين: مؤسَّسة تهدف إلى تأمين الأفراد أو العائلات من أجل ضمان حياتها الصِّحيّة أو العمليّة أو نشاطاتها المتنوِّعة لقاء اشتراك منظَّم.
• شركة قابضة: شركة تملك حصصًا كبيرة في شركة أو شركات أخرى، وتهدف إلى استثمار أموالها في شراء أسهم الشَّركات. 

شَرِيك [مفرد]: ج شُركاءُ، مؤ شريكة، ج مؤ شريكات وشرائِكُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرِكَ1 وشرِكَ2.
2 - مَنْ يقرن جهوده إلى جهود آخرين أو يجمع ممتلكاته إلى ممتلكاتهم للمساهمة معًا في عمل أو مؤسّسة "إنّه شريك عمّه في أعماله- شريك في رابطة اقتصاديّة: له نصيب في شركة- شريك في لعب" ° شريكا عِنان: متقاربان- شريك حياة/ شريك عُمْر: زوج، رفيق عمر.
3 - إله ومعبود " {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} ".
4 - شيطان " {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ} ".
5 - (جر) مَن يملك حصصًا في رأس المال المؤسّس.
6 - (قن) عضو في جماعة أو في شركة أو في ملك معيّن. 

مُشارِك [مفرد]: اسم فاعل من شاركَ/ شاركَ في.
• أستاذ مشارك: لقب علميّ بين الأستاذ المساعد والأستاذ في بعض الجامعات العربيّة.
• عضو مشارك: عضو في جمعيّة يساهم في أعمالها دون أن تكون له حقوق العضويّة الكاملة. 

مُشترَك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اشتركَ/ اشتركَ في.
2 - ما فيه حصَّة لأكثر من فرد "رأس مال/ إحساس/ طريق مشترك- جدار مشترك: ذو ملكيّة مشتركة- عمل مشترك: عمل يساهم فيه العديد من الناس- حياة مشتركة: جماعيَّة- عمليّات مشتركة: عمليّات حربيّة تشترك فيها عدّة جيوش" ° السُّوق الأوربيَّة المشتركة: سُوق اقتصاديّة تأسّست لتحقيق الوحدة الاقتصاديّة في بعض بلدان أوربا- ضمان مُشترَك: نوع من الارتباط الاجتماعيّ بمؤسّسة نظير مبلغ من المال لضمان التعويض عند الكوارث أو الوفيات.
• المُشترَك اللَّفظيّ: (لغ) اللَّفظ الواحد الذي يدلّ على أكثر من معنى كالعين، فإنّها تطلق على عين الماء،
 والعين المبصرة، وتُطلق مجازًا على الجاسوس. 

شرك

1 شَرِكَهُ فِيهِ, aor. ـَ inf. n. شِرْكَةٌ (S, Mgh, * Msb, K) and شَرِكَةٌ, the former a contraction of the latter, but the more usual, (Msb,) and شِرْكٌ (Mgh, Msb) and شَرِكٌ, the former of these two a contraction of the latter, but the more usual, (Msb,) or شِرْكٌ [q. v. infrà] is a simple subst., (S, K,) [He shared, participated, or partook, with him in it;] he was, or became, a شَرِيك [or copartner &c.] to him in it; (Msb;) namely, a sale or purchase, and an inheritance, (S, K,) or an affair; (Msb;) and فيه ↓ شاركهُ [signifies the same]. (Mgh, Msb, * K. * [It is said in the TA, after the mention of شَرِكَهُ with its inf. n. شِرْكَةٌ, that it is more chaste than ↓ اشركهُ; by which it is implied that this latter is sometimes used as syn. with the former; for which I do not find any express authority.] And He entered with him into it; [or engaged with him in it;] namely, an affair. (TA.) A2: شَرِكَتِ النَّعْلُ, aor. ـَ The sandal had its شِرَاك broken; (Ibn-Buzurj, K;) inf. n. شَرَكٌ. (TK.) 2 شَرَّكَ see 4. b2: [The inf. n.] تَشْرِيكٌ also signifies The selling a part [or share] of what one has purchased for that for which it was purchased. (Mgh, K.) A2: شرّك النَّعْلَ, (S, * Mgh, Msb, K,) inf. n. تَشْرِيكٌ, (S, K,) He put a شِرَاك to the sandal; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ أَشْرَكَهَا, (S, TA,) inf. n. إِشْرَاكٌ. (TA.) 3 شَارَكْتُ فُلَانًا, (S, TA,) inf. n. مُشَارَكَةٌ, (TK,) [I shared, participated, or partook, with such a one;] I was, or became, the شَرِيك [or copartner &c.] of such a one. (S, TA.) El-Jaadee says, وَشَارَكْنَا قُرَيْشًا فِى تُقَاهَا العِنَانِ ↓ وَفِى أَحْسَابِهَا شِرْكَ [And we shared with Kureysh in their piety and in their several grounds of pretension to respect, with a sharing exclusive of other properties]. (S.) See also 1. [And see 8.]4 أَشْرَكْتُهُ فِى الأَمْرِ I made him a شَرِيك [or copartner &c.] to me in the affair: and ↓ شَرَّكْتُ بَيْنَهُمْ فِى المَالِ [I made them copartners in the property; and شَرَّكَهُمْ, occurring in this art. in the TA, on the authority of Esh-Sháfi'ee, means, in like manner, he made them copartners; and أَشْرَكَ بَيْنَهُمْ is used in this sense in the present art. in the K]. (Msb.) وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى, in the Kur [xx. 33], means And make Thou him my شَرِيك [or copartner, or associate, or colleague,] in my affair. (S.) And one says also, اشركهُ مَعَهُ فِى

الأَمْرِ He made him to enter [or engage] with him in the affair: and اشرك فُلَانًا فِى البَيْعِ He made such a one to enter [or share] with him in the sale or purchase. (TA.) b2: [Hence,] اشرك بِاللّٰهِ He attributed to God a شَرِيك [or copartner &c.] (Mgh, TA) in his dominion: (TA:) [or he attributed to God شُرَكَآء i. e. copartners &c., such as the angels and the devils: (see Kur vi.

100, &c., and any of the expositions thereof:) i. e. he believed in a duality, or a plurality, of gods:] and [in a wider sense,] he disbelieved [or misbelieved] in God: syn. كَفَرَ: (S, * Msb, K, TA:) used in this latter sense because الكُفْرُ is not free from some kind of شِرْك. (Kull p. 49.) A2: See also 1: A3: and 2.6 تَشَاْرَكَ see the next paragraph, in three places.8 اشتركوا and ↓ تشاركوا, (Mgh, Msb,) and اشتركا and ↓ تشاركا, (K,) and اشتركنا and ↓ تشاركنا, (S,) [They, and they two, and we, shared, participated, or partook, one with another, and each with the other; or were, or became, copartners, &c.;] فِى كَذَا [in such a thing]. (S.) b2: [Hence,] الاِشْتِرَاكُ in lexicology signifies The being homonymous; lit. the being shared, or participated, in by several meanings: [used as a subst., homonymy:] (Mz, 25th نوع; and Intr. to the TA:) one says of a noun [or word] that is termed مُشْتَرَكٌ [q. v.], تَشْتَرِكُ فِيهِ مَعَانٍ كَثِيرَةٌ [Many meanings share, or participate, in it]. (TA.) b3: And اشترك الأَمْرُ (assumed tropical:) The affair, or case, was, or became, confused, and dubious. (TA.) شَرْكٌ: see what next follows.

شِرْكٌ is an inf. n. of شَرِكَهُ, as mentioned in the first sentence of this art.: (Mgh, Msb:) or a subst. therefrom: (S:) and is syn. with ↓ شِرْكَةٌ, [signifying A sharing, participating or participation, partaking, or copartnership, and mentioned before as an inf. n.,] (K,) as also are ↓ شَرِكٌ and ↓ شَرِكَةٌ, [likewise mentioned before as inf. ns.,] and ↓ شَرْكٌ and ↓ شَرْكَةٌ, (MF, TA,) and so is ↓ شُرْكَةٌ, with damm, (K,) this last said by MF to be unknown, but it is common in Syria, almost to the exclusion of the other dial. vars. mentioned above. (TA.) An ex. of the first occurs in a trad, of Mo'ádh, أَجَازَ بَيْنَ أَهْلِ اليَمَنِ الشِّرْكَ, meaning [He allowed, among the people of El-Yemen,] the sharing, one with another, (الاِشْتِرَاك,) in land [and app. its produce], by its owner giving it to another for the half [app. of its produce], or the third, or the like thereof: and a similar ex. of the same word occurs in another trad. (TA.) See also an ex. in a verse cited above, conj. 3. And one says, رَغِبْنَا فِى شِرْكِكُمْ, meaning We are desirous of sharing with you in affinity, or relationship by marriage. (K, * TA.) b2: And A share: (Mgh, O, Msb, TA:) as in the saying, بِيعَ شِرْكٌ مِنْ دَارِهِ [A share of his house was sold]: (Mgh:) and as in the saying, أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِى عَبْدٍ [He emancipated a share belonging to him in a slave]: (Msb:) pl. أَشْرَاكٌ. (O, Msb, TA.) [See a verse of Lebeed cited voce زَعَامَةٌ.] b3: It is also a subst. from أَشْرَكَ بِاللّٰهِ; (Mgh, Msb, K, TA;) thus in the Kur xxxi. 12; (Mgh, TA;) meaning The attribution of a شَرِيك [or copartner &c., or of شُرَكَآء i. e. copartners

&c., (see 4,)] to God: (Mgh:) [so that it may be rendered belief in a plurality of gods:] and [in a wider sense,] unbelief [or misbelief]; syn. كُفْرٌ. (S, Msb, K, TA.) And it is also expl. as meaning Hypocrisy: (Mgh, TA:) so in the saying of the Prophet, إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الشِّرْكُ [Verily the most fearful of what I fear for my people is hypocrisy]: (Mgh:) and so in the trad., الشِّرْكُ أَخْفَى فِى أُمَّتِى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ [Hypocrisy is more latent in my people than the creeping of ants]. (IAth, TA.) b4: See also شَرِيكٌ, in two places.

شَرَكٌ The حِبَالَة [properly a sing., meaning snare, but here app. used as a gen. n., meaning snares, as will be seen from what follows,] of the صَائِد [i. e. sportsman, or catcher of game, or wild animals, or birds]; one of which is called ↓ شَرَكَةٌ: (S, O:) the meaning of the شَرَك of the صَائِد is well known; and the pl. is أَشْرَاكٌ; like سَبَبٌ and أَسْبَابٌ: or, as some say, شَرَكٌ is the pl. of ↓ شَرَكَةٌ, [or rather is a coll. gen. n. of which ↓ شَرَكَةٌ is the n. un.,] like قَصَبٌ and قَصَبَةٌ: (Msb:) [i. e.,] شَرَكٌ signifies the حَبَائِل [or snares, or by this may perhaps be meant the cords composing a snare, for حَبَائِلُ is an anomalous pl. of حَبْلٌ,] for catching wild animals or the like; and what is, or are, set up for [catching] birds: (K, TA:) one whereof is said to be called ↓ شَرَكَةٌ [a term used in the K, in art. شبك, as the explanation of شَبَكَةٌ, which means a net]: (TA:) and the pl. of شَرَكٌ is شُرُكٌ, with two dammehs, which is extr. [with respect to analogy, like فُلُكٌ pl. of فَلَكٌ]. (K.) Hence the trad., أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرَكِهِ, meaning حَبَائِلِهِ وَمَصَايِدِهِ [i. e. I seek protection by Thee from the mischief of the Devil, and his snares]. (TA.) b2: شَرَكُ الطَّرِيقِ means The main and middle parts of the road; (S, K;) syn. جَوَادُّهُ: or the tracks that are [conspicuous and distinct,] not obscure to one nor blended together: (K:) pl. [or rather coll. gen. n.] of ↓ شَرَكَةٌ: (S:) or the أَنْسَاع of the road; (As, TA;) i. e. the furrows of the road, made by the beasts with their legs [or feet] in its surface, a ↓ شَرَكَة here and another by the side of it: (TA:) or أَشْرَاكٌ [is its pl., and] signifies the small tracks that branch off from the main road and then stop, or terminate. (Sh, TA.) [See أُسٌّ.]

شَرِكٌ: see شِرْكٌ, first sentence.

شَرْكَةٌ: see شِرْكٌ, first sentence.

شُرْكَةٌ: see شِرْكٌ, first sentence.

شِرْكَةٌ: see شِرْكٌ, first sentence. b2: Also A piece of flesh-meat; of the dial. of El-Yemen; originally, of a slaughtered camel, in which people share, one with another. (TA.) شَرَكَةٌ: see شَرَكٌ, in six places.

شَرِكَةٌ: see شِرْكٌ, first sentence.

شُرَكِىٌّ and شُرَّكِىٌّ A quick, or swift, pace: (K:) so says ISd. (TA.) And لَطْمٌ شُرَكِىٌّ A quick and consecutive slapping, (S, O, K,) like the camel's slapping when a thorn has entered his foot and he beats the ground with it with a consecutive beating. (S, * O.) Ows Ibn-Hajar says, وَمَا أَنَ إِلَّا مُسْتَعِدٌّ كَمَا تَرَى

أَخُو شُرَكِىِّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ [And I am none other than one who is ready, as thou seest; one in the habit of quick and consecutive coming to water; not one who is dilatory]: i. e., one coming to water time after time, consecutively: he means, I will do to thee what thou dislikest, not delaying to do that. (S.) شِرَاكٌ The thong, or strap, of the sandal, (Mgh, Msb, K, TA,) that is on the face thereof, (TA,) upon the back [meaning upper side] of the foot, (Mgh, Msb,) [extending from the thong, or strap, that passes between two of the toes, towards the ankle, and having two arms (its عَضُدَانِ), which are attached to the أُذُنَانِ (q. v.), or pass through these and unite behind the foot: see also خِزَامَةٌ, and فَرَصَهُ, whence it appears to mean also each arm, and the two arms, of the شِرَاك properly so called: and see سَيْرٌ, where it appears to be used as meaning a thong or strap, absolutely:] the شِرَاك of the sandal is well known: (O:) pl. شُرُكٌ, (O, K, TA,) and accord. to the K أَشْرُكٌ also, but this is a mistake. (TA.) To this is likened, in a trad., the shadow at the base of a wall, on the eastern side thereof, when very small [or narrow], showing that the sun has begun to decline from the meridian. (Mgh, Msb,) b2: [Hence,] (assumed tropical:) A streak of herbage: (S, O, K:) pl. شُرُكٌ, (S, O, TA,) expl. by AHn as meaning herbage in streaks; not continuous. (TA.) One says, الكَلَأُ فِى بَنِى فُلَانٍ شُرُكٌ (assumed tropical:) The herbage among the sons of such a one is composed of streaks. (Aboo-Nasr, S, O.) b3: [In the K voce بَنَقَ it is used as meaning (assumed tropical:) A row of shoots, or offsets, cut from palm-trees and planted, such as are termed, when planted, مُبَنَّقٌ and مُنَبَّقٌ.] b4: [Hence,] one says, مَضَوْا عَلَى شِرَاكٍ وَاحِدٍ (tropical:) [They went away in one uniform line or manner]. (TA.) And اِجْعَلِ الأَمْرَ شِرَاكًا وَاحِدًا (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) شَرِيكٌ act. part. n. of شَرِكَةٌ; (Mgh;) i. q. ↓ مُشَارِكٌ [A sharer, participator, partaker, or partner, with another; a copartner, an associate, or a colleague, of another]; (K;) and ↓ شِرْكٌ signifies the same: (Az, K, TA:) a sharer in what is not divided: (K and TK in art. خلط:) or a sharer in the rights of a thing that is sold: (Mgh in that art.:) pl. شُرَكَآءُ and أَشْرَاكٌ, (S, O, Msb, K, TA,) like شُرَفَآءُ and أَشْرَافٌ pls. of شَرِيفٌ; (S, O, TA;) or the latter is pl. of ↓ شِرْكٌ: (Az, TA:) a woman is termed شَرِيكَةٌ; (S, O, K;) which is applied to a man's جَارَة [i. e. wife, or object of love]; (TA;) and the pl. of this is شَرَائِكُ. (S, O, K.) Az mentions his having heard one of the Arabs say, فُلَانٌ شَرِيكُ فُلَانٍ meaning Such a one is married to the daughter, or to the sister, of such a one; what people call the خَتَن [of such a one]. (TA.) مُشْرِكٌ and ↓ مُشْرِكِىٌّ, (S, O, K,) like as one says دَوٌّ and دَوِّىٌّ, and قَعْسَرٌ and قَعْسَرِىٌّ, (S, O,) One who attributes to God a شَرِيك [or copartner &c., or شُرَكَآء i. e. copartners &c. (see 4)]: (O:) [i. e. a believer in a duality, or a plurality, of gods:] and [in a wider sense,] a disbeliever [or misbeliever] in God. (S, O, K.) Abu-l-'Abbás explains [the pl.] مُشْرِكُونَ in the Kur xvi. 102 as meaning Those who are مشركون by their obeying the Devil; by their worshipping God and worshipping with Him the Devil. (TA.) b2: [In one place, in the CK, the former word is erroneously put for مُشْتَرَكٌ, q. v., last sentence.]

مُشْرِكِىٌّ: see the next preceding paragraph.

الفَرِيضَةُ المُشَرَّكَةُ, (O, K, TA,) or المَسْأَلَةُ المَشَرَّكَةُ, (Msb,) for المُشَرَّكُ فِيهَا, (Msb, TA,) is That [assigned portion of inheritance, or the question relating thereto (المَسْأَلَةُ المُشَرَّكَةُ being for مَسْأَلَةُ الفَرِيضَةِ المُشَرَّكَةِ),] in which the brothers by the mother's side [only] and those by [both] the father's and the mother's sides are made to share together; (O, Msb, * K, TA;) also called ↓ المُشَرِّكَةُ [that makes to share], tropically; (Msb;) and called also ↓ المُشْتَرَكَةُ [for المُشْتَرَكُ فِيهَا i. e. that is shared in]: (Lth, K, TA:) this is the case of a husband and a mother and brothers by the mother's side and brothers by the father's and mother's sides: (O, K, TA:) for the wife is half; and for the mother, a sixth; and for the brothers by the mother's side, a third, and the brothers by the father's and mother's sides share with them: (O, TA:) 'Omar decided in a case of this kind by assigning the third to two brothers by the mother's side, and not assigning anything to the brothers by the father's and mother's sides; whereupon they said, يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ هَبْ أَنَّ

أَبَانَا كَانَ حِمَارًا فَأَشْرِكْنَا بِقَرَابَةِ أُمَّنَا [O Prince of the Believers, suppose that our father was an ass, and make us to share by reason of the relationship of our mother]: so he made them to share together (فَأَشْرَكَ بَيْنَهُمْ [thus in the O and K, but correctly فَشَرَّكَ بينهم, or, as afterwards in the TA, فَشَرَّكَهُمْ]): (O, K, TA:) therefore it (i. e. the فَرِيضَة, TA) was called مُشَرَّكَة [and مُشَرِّكَة] and مُشْتَرَكَة, [in the CK, erroneously, مُشْرَكَة,] and also حِمَارِيَّة: (K, TA:) and it is also called حَجَرِيَّة, because it is related that they said, هَبْ أَنَّ أَبَانَا كَانَ حَجَرًا مُلْقًى فِى اليَمِّ [suppose that our father was a stone thrown into the sea]; and [therefore] some called it يَمِّيَّة: and it was called also عُمَرِيَّة. (TA. [More is there added, explaining different decisions of this case.]) المُشَرِّكَةُ: see the next preceding paragraph.

مُشَارِكٌ: see شَرِيكٌ. b2: رِيحٌ مُشَارِكٌ means A wind to which the نَكْبَآء [q. v.] is nearer than the two winds between which this blows. (K.) مُشْتَرَكٌ, applied to a road (طَرِيق, Mgh, Msb, TA), is for مُشْتَرَكٌ فِيهِ, (Msb,) meaning [Shared in: or] in which the people are equal [sharers]. (TA.) b2: Hence, الأَجِيرُ المُشْتَرَكُ [in my copy of the Mgh, erroneously, المُشْتَرِكُ,] The hired man [that is shared in; i. e.,] whose work no one has for himself exclusively of others, but who works for every one who repairs to him for work, like the tailor in the sitting-places of the markets; (Msb;) or who works for whom he pleases: as to أَجِيرُ المُشْتَرَكِ, it is not right, unless the word thus governed in the gen. case be expl. as an inf. n. (Mgh.) b3: See also الفَرِيضَةُ المُشَرَّكَةُ, above. b4: اِسْمٌ مُشْتَرَكٌ [in like manner for مُشْتَرَكٌ فِيهِ A noun shared in by several meanings; i. e. a homonym;] a noun shared in by many meanings, such as عَيْنٌ and the like: (Mz, 25th نوع; and TA in the present art. and in the Intr.:) or مُشْتَرَكٌ signifies a word having two, or more, meanings; and is applied to a noun, and to the pret. of a verb as denoting predication and prayer, and to the aor. as denoting the present and the future, and to a particle: (Mz ubi suprà:) [مُشْتَرَكٌ used as a subst., meaning a homonym, has for its pl. مُشْتَرَكَاتٌ.] b5: [الحِسُّ المُشْتَرَكُ, for المُشْتَرَكُ فِيهِ, signifies, in the conventional language of the philosophers, The faculty of fancy; so called because “ participated in ” by the five senses: but it is vulgarly used as meaning common sense.]

b6: مُشْتَرَكٌ applied to a man, [for مُشْتَرَكٌ فِيهِ,] means (assumed tropical:) Talking to himself, like him who is affected with anxiety; (As, S, K, TA; [in the CK, erroneously, مُشْرِكٌ;]) his judgment being shared in; not one. (TA.)
شرك
الشِّرْكُ والشِّرْكَةُ، بكسرِهِما وضمِّ الثانِي بمعنّى وَاد، وَهُوَ مُخالَطَةُ الشَّرِيكَيْنِ، قَالَ شَيخنَا: هَذِه عِبارَةٌ قلِقَةٌ قاصِرَةٌ، والمعروفُ أَن كلاًّ مِنْهُمَا يفتْح فكَسْرٍ، وبِكَسْرٍ أَو فَتْح فسُكُون، ثَلَاث لُغاتٍ حَكَاهَا غيرُ واحدٍ من أَعْلامِ اللُّغةِ، كإِسْماعِيلَ بنِ هِبَةِ اللهِ على ألفاظِ المُهَذَّبِ، وابنِ سِيدَه فِي المُحَكَم، وابنِ القَطّاعِ، وشُرّاح الفَصِيح، وغيرِهم، وَهَذَا الضمُّ الَّذِي ذَكَره فِي الثَّانِي غيرُ مَعْرُوفٍ، فَتَأمل. قلت: الضمُّ فِي الثَّانِي لُغَةٌ فاشِيَةٌ فِي الشَّام، لَا يكادُنَ يَنْطِقونَ بغَيْرهَا، وشاهِدُ الشِّرءكِ حديثُ مُعاذ: أَنه أَجازَ بينَ أَهْلِ اليَمَنِ الشّرْكَ أَي الاشْتِرَاكَ فِي الأرضِ، وَهُوَ أَنْ يَدْفَعَها صاحِبُها إِلَى آخرَ بالنصفِ أَو الثُّلُثِ أَو نَحْو ذَلِك، وَفِي حديثٍ عُمَرَ بن عبد العزيزِ: أَن الشِّرْكَ جائِزٌ وَهُوَ من ذَلِك.
وَقد اشْتَرَكا وتَشارَكَا، وشارَكَ أَحدُهُما الآخرَ والاشْتِراكُ هُنَا بمَعْنَى التَّشارُكِ، وَقَالَ النابغَةُ الجَعْديُّ: (وشارَكْنا قُرَيْشًا فِي تُقاها ... وَفِي أَنْسابِها شِركَ العِنانِ)
والشِّركُ، بالكَسرِ، والشَّرِيكُ كأَمِيرٍ: المُشارِكُ قالَ المُسَيَّبُ، أَو غيرُه:
(شِركًا بِماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... فِي طَوْدِ أَيمَن فِي قُرَى قَسرِ)
أَشْراكٌ مثل شِبر وأَشْبار، ويجوزُ أَن يَكُونَ جمعَ شَرِيكٍ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ. ويُجْمَعُ الشَّريكُ على شُرَكاءَ كَمَا يُقال: شَرِيف وأَشْرافٌ وشُرَفاءُ، قَالَ تعالَى: فأَجْمِعُوا أَمْرَكُم وشُرَكاءَكُم أَي: وِادْعُوا شُرَكاءَكُم ليُعاوِنُوكُم. وَقَالَ الأزْهَرِيّ: والشرك يكون بمَعْنَى الشَّرِيكِ، وَبِمَعْنى النَّصِيب وجمعُه أَشْراكٌ كشِبرٍ وأَشْبارٍ، وَقَالَ لَبِيدٌ:
(تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعًا ... ووِتْرا والزَّعَامَةُ للغُلامِ)
وَهِي شَرِيكَةُ الرَّجُلِ، وَهِي جارَتُه وزوجُها جارُها، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ الشَّرِيكَ جارٌ، وأَنّه أَقْرَبُ الجِيرانِ شَرائِكُ.
وشَرِكَه فِي البَيعِ والمِيراثِ كعَلِمَه شِركَةً بالكَسرِ وَهُوَ أَفصَحُ من أَشْرَكَه رُباعِيًّا. وأَشْرَكَ باللهِ: كَفَرَ أَي: جَعَلَ لَهُ شَرِيكًا فِي مُلْكِه تَعالَى اللهُ عَن ذلِكَ، وَقَالَ أَبو العَبّاسِ فِي قولِه تَعالى: والَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكونَ مَعْنَاهُ الّذِينَ صارُوا مُشْرِكِينَ بطاعَتِهم للشَّيطانِ، وليسَ المَعْنَى أَنَّهُم آمَنُوا باللهِ وأَشْرَكُوا بالشَّيطانِ، وَلَكِن عَبَدُوا الله وعَبَدُوا مَعَه الشّيطانَ، فصارُوا بذلِكَ مُشْرِكِينَ، ليسَ أَنَّهُم أَشْرَكُوا بالشّيطانِ وآمَنُوا باللهِ وحْدَه، رواهُ عَنهُ أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ، قَالَ: وعَرَضَه على المُبَرِّدِ فَقَالَ: مُتْلَئبٌّ صَحِيحٌ فَهُوَ مُشْرِكٌ ومُشْركِيٌ مثل: دَو ودَوِّي، وقَعْسَرٍ وقَعْسَرِي، قَالَ الراجزُ: ومُشْرِكِي كافِرٍ بالفُرقِ أَي: بالفُرقانِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. والاسْمُ الشِّركُ فِيهِما بالكسرِ، وَفِي الحَدِيثِ: الشِّركُ أَخْفى فِي أُمَّتِي من دَبِيبِ النَّمْلِ قَالَ ابنُ الأثِيرِ: يُريدُ بِهِ الرياءَ فِي العَمَلِ، فكأَنه أَشْرَكَ فِي عَمَلِه غيرَ اللهِ تَعالَى، وَقَالَ اللهُ تَعالَى: إنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ المرادُ بِهِ الكَفْرُ. ويُقالُ فِي المُصاهَرَةِ: رَغِبنا فِي شِركِكُم وصِهْرِكُم، أَي: مُشارَكَتِكُم فِي النَّسَبِ. قَالَ)
الأَزْهَرِيُّ: وسمعتُ بعضَ العَرَبِ يَقُولُ: فلانٌ شَريكُ فُلان: إِذا كانَ مُتَزَوِّجًا بابْنَتِهِ، أَو بأخْتِه، وَهُوَ الذِي يُسَمِّيه النَّاس الخَتَنَ. والشَّرَكُ، مُحَرَّكَةً: حَبائِلُ الصَّيدِ، وَكَذَلِكَ مَا يُنْصَبُ للطَّيرِ وَمِنْه الحَدِيث: أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ الشَّيطانِ وشَرَكِه فِيمَن رواهُ بالتّحْرِيكِ، أَي حبائِلِه ومَصائِدِه شُرُكٌ، بضَمَّتَين وَهُوَ قَلِيلٌ نادِرٌ ويُقال: واحِدَتُه شَرَكَةٌ، قَالَ زُهَيرٌ:
(كَأَنَّهَا من قَطا الأَحْبابِ حانَ لَها ... وِرْدٌ وأَفْرَدَ عَنْهَا أُخْتَها الشَّرَكُ)
والشَّرَكُ من الطَّرِيق: جَواده، أَو هِيَ الطّرقُ الَّتِي لَا تَخْفى عَلَيكَ وَلَا تَستَجْمِعُ لَكَ فأَنتَ تَراها ورُبَّما انْقَطَعَت غيرَ أَنّها لَا تَخْفى عليكَ، واحِدَتُه شَرَكَةٌ، وَقَالَ الأَصْمَعي: الْزَمْ شَرَكَ الطَّرِيقِ، وَهِي أَنْساعُ الطَّرِيقِ، وقالَ غيرُه: هِيَ أَخادِيدُ الطَّرِيقِ، ومَعْناهُما واحِدٌ، وَهِي مَا حَفَرَت الدَّوَابُّ بقوائِمِها فِي مَتْنِ الطَّرِيقِ، شرَكَةٌ هُنا وأخْرَى بجانِبِها.
وَقَالَ شَمِرٌ: أمُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه، وبُنَيّاتُه: أَشْراكُه، صِغارٌ تَتَشَعَّبُ عَنهُ ثمَّ تَنْقَطِع. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الشَّرَكَةُ: مُعْظَمُ الطَّرِيقِ ووَسَطُه، والجَمْعُ شَرَكٌ، قَالَ ابنُ بَري: شاهِدُه قولُ الشَّمّاخِ:
(إِذا شَرَكُ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْهُ ... بخَوْصاويْنِ فِي لُحُجٍ كَنِينِ)
وَقَالَ رُؤْبَة: بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرَّفّاضِ وأَنْشَدَ الصّاغاني لزُهَير:
(شِبهُ النَّعامِ إِذا هَيَّجْتَها انْدَفَعَتْ ... على لَواحب بِيضٍ بَينَها شَرَكُ)
قَالَ: ويُروَى شُرُكُ، بِضَمَّتَيْنِ. وشَرَك بِلَا لامٍ: بالحِجازِ وَهُوَ الجَبَل الَّذِي يَذْكُرُه فِيمَا بَعْدُ بعَينِه. والشِّراكُ ككِتابٍ: سَيرُ النَّعْل على وَجْهها، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنّه صَلَّىَ الظّهْرَ حِينَ زالَت الشَّمْسُ وكانَ الفَيءُ بقَدْرِ الشِّراكِ شُرُكٌ ككتُبٍ.
وأَشْرُك وَفِي بعض النُّسَخِ وأَفْلُسٍ، وكلاهُما غَلَط، والصّوابُ: وأَشْرَكَها وشَرَّكَها تَشْرِيكًا وِإشْراكًا: جَعَل لَهَا شِراكًا.
والشِّراكُ: الطَّرِيقَةُ من الكَلإ جَمْعُه شُرُكٌ عَن أبي نَصْرٍ، يُقال: الكَلأ فِي بني فُلان شُرُكٌ أَي طَرائِق، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا لم يَكُن المَرعَى مُتَّصِلاً وكانَ طَرائِقَ فَهُوَ شُرُكٌ. والشُّرَكِي كهُذَلِي، وتُشَدَّدُ راؤُه: السَّرِيعُ من السَّيرِ نَقله ابنُ سِيدَه. ولَطْمٌ شُرَكِيٌ أَي: سَرِيعٌ مُتَتابعٌ كَلَطْم المُنْتَقِشِ من البَعِير، وَهُوَ الَّذِي يَدْخُلُ فِي رِجْلِه الشَّوْكَةُ فيَضْرِبُ بِها الأَرْضَ ضَربًا مُتَتابِعًا، قَالَ أَوْس بنُ حَجَرٍ:
(وَمَا أَنَا إِلاّ مُستَعِد كَمَا تَرَى ... أَخُو شُرَكِي الوِرْدِ غيرُ مُعَتِّمِ)
أَي: وِرد بعدَ وِرْدٍ مُتَتابع، كَمَا فِي الصِّحَاح. وشُرَيْكٌ، كزُبَيرٍ: ابنُ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ فَهْمِ بنِ غَنْم بنِ دَوْس: أَبو بَطْنٍ. قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. قلتُ: وَهُوَ أَخو صُلَيمٍ وشوبك، ووالد أَسَدٍ بالتّحْرِيكِ وسَرِيّ)
ووَهْبانَ. وشُرَيْكٌ آخَرُ: جَدٌّ لمُسَدَّدَ بنِ مُسَرهَدِ بن مُسَربَل بنِ أَرَنْدَلِ بن سَرَنْدَلِ بنِ عَرَنْدَلِ بنِ المُستورِدِ، وَهَكَذَا نَسَبَه ابنُ دُرَيْدٍ والمُستَغْفِرِيّ والسلَفِي فِي سَفِينَتِه نَقْلاً عَن ابْن الجَوّاني النسّابَةِ وابنِ العَدِيمِ فِي تاريخِ حَلَبَ، ويُقال فِي نَسَبِه الأسَدِيّ والشّرِيكِي، وَقد تَقَدّمَ سَردُ نَسَبِه فِي الدّالِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَمن مَوالِي بني شُرَيْك مُقاتِلُ بنُ سُلَيمانَ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ شَرِكَت النَّعْلُالصَّحابَةِ، وروى أَنَّ عُمَرَ قَضَى فِيهَا كَمَا قَضَى عَلِي، فقالَ لَهُ الأَخُ من الأَبِ والأمِّ: هَبْ أَنّ أَبانَا كانَ حِمَارًا فَمَا زادَنا إِلاّ قربًا فرَجَعَ فَشَرَكَهُم، ولِذا سُمِّيَتْ حِمارِيَّة، انْتهى. وَفِي شَرحِ الفُصُول: أُبْطِلَ هَذَا بزَوْجٍ وأُخْتٍ شَقِيقةٍ، وأَخٍ وأُخْت لأَبٍ، فإنّ الأُخت سَقَطَتْ بأَخِيها ولَيسَ لَهَا أًنْ تَقُولَ إِنّ أَخِي لَو لَم يَكُنْ لوَرِثْتُ فهَبُوه حِمارًا، فتأَمّل. والشَّرَكَةُ، مُحَرَكَةً: لبني أَسَدٍ. وشِركٌ، بالكَسرِ: ماءٌ لَهُمْ وراءَ جَبَلِ قَنان قَالَ عُمَيرَةُ بنُ طارقٍ:
(فأهْوِنْ عَلَيَ بالوَعِيدِ وأَهْلِهِ ... إِذا حَلَّ أَهْلِي بَيْنَ شِركٍ فعاقِلِ)
وشَرَكٌ بالتَّحْرِيكِ: جَبَلٌ بالحِجازِ قَالَه نَصْرٌ. ورِيحٌ مُشارِكٌ، وَهِي الَّتِي تَكُونُ النَّكْباءُ إِلَيها أَقْرَبَ مِنَ الرِّيحَيْن الَّتِي) تَهُبُّ بَينَهُما قَالَ الشاعِرُ:
(إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنَ قُرّانَ أُوقِدَتْ ... وغَضْوَر تَزْهاهَا شَمالٌ مُشارِكُ)
وقُرّانُ وغَضْوَر: ماءَانِ لطَيِّئ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: شارَكْتُ فُلانًا: صِرتُ شَرِيكَه، وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: تَشَارَكْنَ هَزْلَى مُخهُنَّ قَلِيلُ أَي عَمَّهُنّ الهُزالُ فاشْتَرَكْنَ فيهِ، ويُروَى تَساوَكْنَ وَقد تَقدَّم. وطَرِيقٌ مُشْتَرَكٌ: يَستَوِي فِيهِ النَّاسُ. واسمٌ مُشْتَرَكٌ: تَشْتَرِكُ فِيهِ مَعان كَثِيرَة، كالعَيْنِ ونَحْوِها فإِنه يَجْمَعُ معانيَ كَثِيرَة، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابي:
(وَلَا يَستَوي المَرءَانِ هَذَا ابنُ حُرَّةٍ ... وَهَذَا ابنُ أخْرَى ظَهْرُها مُتَشَركُ)
فَسَّره فَقَالَ: مَعْناهُ مُشْتَرَكٌ. وشَرِكَهُ فِي الأَمْرِ، يَشْرَكُه: دَخَلَ مَعَه فِيهِ، وأَشْرَكَه فيهِ. وأَشْرَكَ فلَانا فِي البَيع: إِذا أَدْخَلَه مَعَ نَفْسِه فيهِ، وقولُه تَعالى: وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي أَي اجْعَلْه شَرِيكًا لي. واشْتَرَكَ الأَمْرُ: الْتَبَسَ. والشِّركَةُ، بالكَسرِ: اللَّحْمَةُ يَمَانِية، وأَصْلُها فِي الجَزُورِ يَشْتَرِكُون فِيهَا. وشَركٌ، بالفتحِ: مَوْضِعٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَريّ لعُمارَةَ:
(هَلْ تَذْكُرُونَ غَدَاةَ شَركَ وأَنْتُمُ ... مثلُ الرَّعِيل من النَّعامِ النّافِرِ)
وَمن المَجازِ: مَضَوْا على شِراك واحِد. والمُسَمَّى بشَرِيك من الصَّحابَةِ عَشْرَة، وَمن التابِعِينَ تسعَة. وكوم شَرِيك: قريَةٌ بمِصْرَ. وشارَكُ، كهاجَرَ: بلَيدَةٌ من أَعمالِ بَلْخَ، مِنْهَا نَصْرُ بنُ مَنْصُورٍ الشّارَكي عُرِفَ بالمِصْباحِ، وأَيضاً جَدّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد عَن أبي يَعْلَى، وَعنهُ حفيدُه أَحمَدُ بنُ حَمْدانَ بنِ أَحْمَدَ، وَعَن حفيده أَبو إِسْماعِيلَ الهَرَوِيّ. وشارِكُ بنُ سِنان: رَجُلٌ، وَفِيه يَقُولُ الشّاعِرُ:
(ونارٍ كأَفْنانِ الصَّباحِ رَفِيعَةٍ ... تننَوَّرْتُها من شارِكِ بنِ سِنانِ)
والشَّرّاكُ، ككَتّانٍ: قريَةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ البُحيرَة.
شرك
الشِّرْكُ: معروفٌ.
والشَّرْكَةُ: مُخالَطَةُ الشَّرِيْكَيْن، اشْتَرَكْنا وتَشَارَكْنا. وشَرِيكٌ وشُرَكاءُ وأشْرَاكٌ.
والشَّرْكُ: المُصَاهَرَة. والفَرِيْضَةُ المُشْتَرَكَةُ. وطَرِيقٌ كذلك.
ولَطَمَه لَطْماً شُرَكِيّاً: أي مُتَتابِعاً.
وكُل أمْرٍ مُشْتَرَكٍ فهو شُرَكِيٌ.
والكَلأ في بَني فلانٍ شُركٌ: أي طَرَائقُ، الواحِدُ شِرَاكٌ.
ورِيْحٌ مُشَارِكٌ: وهي التي تكُون النَّكْبَاءُ إليها أقْرَبَ من الريْحَيْن اللَّتَيْن بينهما.
والشَّرَكُ: أخادِيْدُ الطَّرِيْق الواضِح، وكذلك: الشَّرَاك.
وشَرَكُ الصَّيَادِ: حِبالَة يَرْتَبِكُ فيها الصَّيْدُ، الواحِدَة شَرَكَةٌ.
والشِّرَاكُ: سَيْرُ النَعْل، شَرَّكْتُ النَعْلَ تَشْرِيكاً.

طفف

(طفف) مُبَالغَة فِي طف وَالشَّمْس دنت للغروب والطائر بسط جناحيه وَبِه الْفرس وَنَحْوه وثب وَبِه كَذَا دَفعه إِلَيْهِ وحاذاه بِهِ أَو جعله يتعداه وعَلى فلَان أعطَاهُ أقل مِمَّا أَخذ مِنْهُ وَعَلِيهِ أَو على عِيَاله قتر وضيق والمكيال وَنَحْوه بخسه ونقصه
طفف وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: كلكُمْ بَنو آدم طَفُّ الصَّاع لم تَمْلَئوه لَيْسَ لأحد على أحد فضل إِلَّا بالتَّقْوى وَلَا تسابّوا فَإِن السُّبَّة أَن يكون الرجل فَاحِشا بذيا جَبَانًا. قَالَ أَبُو عبيد: الطفّ هُوَ أَن يقرب الْإِنَاء من الامتلاء من غير أَن يمتلئ يُقَال: هُوَ طَفّ الْمِكْيَال وطفافه إِذا كرب أَن يملأه وَمِنْه التطفيفُ فِي الْكَيْل إِنَّمَا هُوَ نقصانه أَي أَنه لم يمْلَأ إِلَى شفته إِنَّمَا هُوَ دون ذَلِك وَقَالَ الْكسَائي [يُقَال مِنْهُ -] : إِنَاء طَفَّانُ إِذا فعل ذَلِك بِهِ فِي الْكَيْل. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَتَى عبد الله ابْن رَوَاحَة أَو غَيره من أَصْحَابه يعودهُ فَمَا تحوّز لَهُ عَن فرَاشه.
(طفف)
(هـ) فيه «كلّكم بنو آدم طَفُّ الصّاعِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إلاَّ بالتَّقْوَى» أَيْ قَريبٌ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ. يُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكْيال وطِفَافُهُ وطَفَافُهُ: أَيْ مَا قَرُب من ملئه. وقيل: هو ماعلا فَوْقَ رَأسِه. وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا: طُفَاف بِالضَّمِّ. وَالْمَعْنَى كُلُّكُم فِي الاْنِتساب إِلَى أبٍ واحدٍ بمنزلةٍ واحدةٍ فِي النْقصِ والتقَّاصُر عَنْ غَايَةِ التَّمام. وشبَّههُم فِي نُقْصانِهم بالمَكِيل الَّذِي لَمْ يَبْلُغ أَنْ يَمْلأ المِكْيال، ثُمَّ أعْلمهُم أَنَّ التَّفاضُل لَيْسَ بالنَّسَب ولكنْ بالتَّقْوَى.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ إِسْرَافِيلَ «حَتَّى كأنَّه طِفَافُ الْأَرْضِ» أَيْ قُرْبها.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: مَا حبَسَكَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ؟ فَذَكَر لَهُ عُذْرا، فَقَالَ عُمَرُ:
طَفَّفْتُ» أَيْ نَقَصْتَ. والتَّطْفِيف يَكُونُ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ والنَّقص.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «سَبَقْتُ الناسَ، وطَفَّفَ بِيَ الفَرس مَسْجدَ بَني زُرَيْق» أَيْ وَثَبَ بِي حَتَّى كادَ يُساوي المسْجدَ. يُقَالُ: طَفَّفْتُ بفُلاَنَ موضعَ كَذَا: أَيْ رَفَعْتُه إِلَيْهِ وحَاذَيْتْه بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفة «أَنَّهُ اسْتَسقَى دهِقْاناً فَأَتَاهُ بقَدَحٍ فضَّة فحذَفه بِهِ، فَنَكَّس الدِّهْقان وطَفَّفَه القدحُ» أَيْ عَلا رَأْسَه وتَعدَّاه.
وَفِي حَدِيثِ عرضِ نَفْسِه عَلَى الْقَبَائِلِ «أَمَّا أحدُهما فطُفُوفُ البَرِّ وأرْض العَرَب» الطُّفُوف:
جمعُ طَفّ، وَهُوَ سَاحِل البَحْر وَجَانِبُ البرِّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنَّهُ يُقْتَل بالطَّفِّ» سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ طَرَف البرِّ ممَّا َيلي الفُرَات، وَكَانَتْ تَجْري يَوْمَئِذٍ قَرِيبًا مِنْهُ.
طفف: {للمطففين}: الذين لا يوفون الكيل.
ط ف ف : الطَّفِيفُ مِثْلُ الْقَلِيلِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَمِنْهُ قِيلَ لِتَطْفِيفِ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ تَطْفِيفٌ وَقَدْ طَفَّفَهُ فَهُوَ مُطَفِّفٌ إذَا كَالَ أَوْ وَزَنَ وَلَمْ يُوفِ وَطِفَافُهُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ وَيُقَالُ الطُّفَافَةُ بِالضَّمِّ مَا فَوْقَ الْمِكْيَالِ. 
ط ف ف: (الطَّفِيفُ) الْقَلِيلُ وَ (طَفُّ) الْمَكُّوكِ مَا مَلَأَ أَصْبَارَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ» وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ فَلَا يَفْعَلَ. وَ (التَّطْفِيفُ) نَقْصُ الْمِكْيَالِ وَهُوَ أَلَّا تَمْلَأَهُ إِلَى أَصْبَارِهِ. وَ (طَفَّفَ) بِهِ الْفَرَسُ وَثَبَ بِهِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. 
(ط ف ف) : (طَفُّ) الصَّاعِ وَطَفَّفَهُ وَطِفَافُهُ مِقْدَارُهُ النَّاقِصُ عَنْ مِلْئِهِ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ» مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّكُمْ فِي الِانْتِسَابِ إلَى أَبٍ وَاحِدٍ بِمَنْزِلَةٍ ثُمَّ شَبَّهَهُمْ فِي نُقْصَانِهِمْ بِالْمَكِيلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلَأَ الْمِكْيَالَ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ أَيْ كُلُّكُمْ قَرِيبٌ بَعْضُكُمْ مَنْ بَعْضٍ لِأَنَّ طَفَّ الصَّاعِ قَرِيبٌ مَنْ مِلْئِهِ.
[طفف] الطَفيفُ: القليلُ. وطِفافُ المكُّوك وطفافه، بالكسر والفتح: ماملا أصبارَه. وكذلك طَفَّ المكُّوك وطَفَفُهُ. وفي الحديث: " كُلُّكُمْ بنو آدمَ طَفُّ الصاعٍ لم تَمْلَؤُوهُ " وهو أن يَقرُب أن يمتلئ فلا يفعل. والطف أيضا: اسم موضع بناحية الكوفة. والطفاف والطفافة بالضم: ما فوقَ المكيال. وإناءٌ طَفَّانٌ، إذا بلغ الكيل طُفافَهُ. تقول منه: أطْفَفْتُهُ. والتَطْفيفُ: نقصُ المكيال، وهو أن لا تملاه إلى أصباره. وقول ابن عمر رضي الله عنه حين ذكر أن النبي صلّى الله عليه وسلم سَبَّقَ
طفف [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر حِين ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبّق الْخَيل قَالَ: كنت فَارِسًا يَوْمئِذٍ فسبقت النَّاس فطَفَّفَ بِي الْفرس مَسْجِد بني زُرَيق - قَالَ: حَدثنَا ابْن علية عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر. قَوْله: طفف بِي مَسْجِد بني زُرَيْق يَعْنِي أَن الْفرس وثب بِهِ حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد وَمن هَذَا قيل: إِنَاء طَفّان وَهُوَ الَّذِي قد قَرُب أَن يمتلئ فيساوي أَعلَى الْمِكْيَال وَلِهَذَا سمي التطفيف فِي الْكَيْل قَوْله تَعَالَى: {وَيْلٌ لَلْمُطَفّفِيْنَ} ويروى عَن سلمَان أَنه قَالَ: الصَّلَاة مكيال فَمن وفى وُفي لَهُ وَمن طفف فقد سَمِعْتُمْ مَا قَالَ الله عز وَجل فِي المطففين -] .
طفف
طفَّفَ/ طفَّفَ على يُطفِّف، تطفيفًا، فهو مُطفِّف، والمفعول مُطفَّف
• طفَّف المكيالَ والميزانَ: نقصهما وبخسهما، لم يوفِّهما "طفَّف الوزن فلم يربح حلالاً- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ".
• طفَّف الرجلُ على عياله: ضيَّق عليهم وبَخِلَ. 

طفيف [مفرد]: قليل، ضئيل، محدود، بسيط "يحصل على دخل طفيف- حدثت تغييرات طفيفة في العالم العربي- لم يكن بينهما سوى اختلاف طفيف". 

مُطفِّف [مفرد]: اسم فاعل من طفَّفَ/ طفَّفَ على.
• المُطفِّفين: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 83 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّ وثلاثون آية. 
(طفف) - في حديث حُذَيْفَة، - رضي الله عنه -، "أنه استَسْقَى دِهْقانًا، فأَتَاه بِقَدَح فِضَّة، فحَذَفه به، فنكَّسَ الدِّهْقَانُ وطَفَّفَه القَدحُ"
قال ابن الأَعرابى: طَفَّف لَه بِحَجرٍ وأَطَفَّ : إذا أَهوَى له به.
وطَفَّف الفَرسُ الحائطَ: عَلَاه، وهذا مَعنَى الحديث.
- وفي حديث ابنِ عُمَر، - رضي الله عنهما -، "سَبقْتُ الناسَ وطفَّف بِى الفَرسُ مَسجِد بَنى زُرَيْق"
يَعنى وَثَب بي حتى كَاد يُساوِى المَسْجد، ومن هَذَا إناءٌ طَفَّانُ، إذا قَرُب من الامتِلاء وأن يُساوِىَ أَعْلَى المِكْيال، من طَفَّ إذا أسرعَ.
- وفي صِفَة إسْرافِيلَ، عليه السلام، "حتى كَأَنَّه طِفافُ الأَرضِ"  : أي قُرْبها، كما يُقالُ: بَلَغ الكَيلُ طِفَافَه - بالفتح والكسر -: أي قريبًا من رَأسِه
وقيل: الطِّفاف ما فوق المِكْيال. ويقال: لِمَا فَوقَه - بضَمِّ الطَّاءِ أيضا - ويكون طَفَّ بمعنى طَفَا. ويقال: خُذ ما طَفَّ لك واسْتَطَفَّ وأَطَفَّ: أي تَهيَّأ ودَنَا وارتَفَع.
والطَّفُّ: ساحِلُ البَحْر وفِناءُ الدَّار ومنه: الطَّفُّ الذي في طَريِق العِراقِ، يَجىء ذكرهُ في مقَتَل الحُسَينْ - رضي الله عنه -.
[طفف] فيه: كلكم بنو آدم "طف" الصاع، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، أي قريب بعضكم من بعض، يقال: طف المكيال وطفافه، أي ما قرب من ملئه، وقيل: هو ما علا فوق رأسه؛ يعني كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى. ط: وطف حال مؤكدة، أو مرفوع بدل أو خبر محذوف، وبالصاع حال، أي مقابل بمثله، وبالرجل فاعل كفى، والتميز محذوف أي نقصًا. نه: ومنه ح صفة إسرافيل: حتى كأنه "طفاف" الأرض، أي قربها. وفي ح عمر لمن ذكر له عذرًا في حبسه عن العصر: "طففت"، أي نقصت، والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص. ومنه ح ابن عمر: سبقت الناس و"طفف" بي الفرس مسجد بني زريق، أي وثب بي حتى كاد يساوي المسجد، طففت بفلان موضع كذا أي رفعته إليه وحاذيته به. ج: لكل شيء وفاء و"تطفيف"، هو نقص الكيل، واراد هنا نقص الصلاة. نه: وفيه: استسقى دهقانًا فأتاه بقدح فضة فحذفه به فنكس الدهقان و"طففه" القدح، أي علا رأسه وتعداه. وفي ح: عرض نفسه على قبائل أما أحدهما "فطفوف" البر وأرض العربن هو جمع طف وهو ساحل البحر وجابب البر. ومنه ح مقتل الحسين: إنه يقتل "بالطف"، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات وكانت تجري يومئذ قريبًا منه. ش: هو بفتح مهملة وتشديد فاء موضع يعرف بكر بلاء.
ط ف ف

قتل الحسين رضي الله عنه بطف الفرات وهو شاطئه وما ارتفع من جانبه. و" خذ ما طف لك واستطف ": ما ارتفع لك. وما يطف له شيء إلا أخذه. قال علقمة يصف الظليم:

يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم

واستطف له الأمر. واستطفت حاجته: تهيأت وتيسرت. واستطف السنام: ارتفع. قال علقمة:

قد عريت حقبة حتى استطف لها ... كتر كحافة عس القين ملموم

وإناء طفان وقربان: قارب أن يمتليء وشارفه. وأعطاني طفاف المكيال وطفافه وطففه وطفه: مقداره الناقص عن ملئه. وفي الحديث " كلّكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه ". قال جندب ابن ضمرة:

لنا صاع إذا كلنا طفاف ... نطففها ونوفي للوفيّ

وطفف المكيال. وشيء طفيف: قليل. وما بقي في الإناء إلا طفافة: شيء يسير. وأطف له السيف وغيره: أهوى به إليه وغشيه به. قال عديّ:

أطف لأنفه الموسى قصير ... ليجدعه وكان به ضنيناً

ومن المجاز: طفّف على عياله: قتر عليهم. وطففت الشمس: دنت للغروب. وأتانا عند طفاف الشمس: عند دنوّها للغروب. وفي الحديث " فطفف بي الفرس مسجد بني زريق " أي غشي بي وأدناني.
[ط ف ف] طَفَّ الشَّيءُ يَطِفُّ، وأَطفَّ، واسْتطَفَّ: دَنَا وتَهَيَّأَ وأَمْكَنَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ، وبَدَاَ ليُؤْخَذَ، والمَعْنَيَانِ مُتَجاوِرانِ، تَقُولُ العَربُ: خُذْ ما طَفَّ لَكَ، وأَطَفَّ، واسْتَطَفَّ. وأَطَفَّه هَوَ: مَكَّنَه. والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أرْضِ العَربِ عَلَى رِيفِ العِراقٍ، مُشْتَقٌّ من ذَلِكَ. وطَفُّ الفُراتِ: شَطُّه، سُمِيّ بذلك لدُنُوِّه، قَالَ شُبْرُمَةُ بن الطُّفَيلِ:

(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عَلَيهم ... إِوَزٌّ بأَعْلَى الطًّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)

وقِيلَ: الطَّفُّ: سَاحِلُ البَحرَ، وفِناءُ الدّارِ. وأَطَفَّ له: أهْوَى له لِيخْتِلَه. وأَطَفَّ له: طَبِنَ. وطَفَّ له بحَجَرٍ، وأَطَفَّ: رَفَعَه لِيَرْمِيهَ. وطَفَفُ المَكُّوكِ، وطَفَافُه، وطِفَافَه: ما بَقَيَ فيه بعد المَسْحِ على رَأْسِه، وقِيلَ: هُو مِثلُ جَمَامِه، وقِيلَ: هُو مِلْؤُه، وكَذَلِكَ كُلُّ إناءٍ. وطُفَافُ الإنَاءِ: أَعْلاه. وإنَاءٌ طَفّانُ: بَلغَ الكَيْلُ طَفَافَه، وقِيلَ: طَفَّانُ: مَلاّنُ، عَنْ ابنِ الأَعْرابِيّ. وأَطَفَّه، وطَفَّفَه: أَخَذَ ما عَلَيْه. والطُّفَافَةُ: ما قَصُرَ عَنْ مِلءْ الإناءِ من شَرَابٍ وغَيْرِه. وَطِفافُ اللَّيلِ: سَوَادُه، عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ. وطَفَّفَ عَلَى الرَّجُلِ: إذا أَعْطَاه أَقَلَّ ممّا أَخَذَ منه. والتَّطْفِيفُ: البَخْسُ في الكَيْلِ والوَزْنِ. فَأَمَّا قَوْلُه تَعالَي: {ويل للمطففين} [المطففين: 1] فَقِيلًَ: التَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ به صَاحِبه في كَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ، وقَد يكونُ النَّقصُ لِيَرجِعَ إلى مِقدارِ الحَقِّ، فَلا يُسمَّي تَطْفِيفاً، ولا يُسمَّي بالشَّيْءِ اليَسيرِ مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ، حَتَّي يَصِيرَ إلى حالٍ تَتَفَاحَشُ. والطَّفَفُ: التَّقْتيِرُ، وقَدْ طَفَّفَ عليه. والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الحَقُير. وطَفَّ الحائِطَ طَفّا: عَلاهُ. والطَّفْطَفَةُ: كُلُّ لَحْمٍ أو جِلْدٍ، وقِيلً: هي الخَاصِرةُ: وقِيلَ: هي ما رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:

(وسَوداءَ مِثْلِ التُّرسِ نَازَعْتُ صُحْبَتِي ... طَفَاطِفَها لَم نَسْتَطِعُ دُونَها صَبْراً)

والطَّقْطَافُ: النَّاعِمُ الرَّطْبُ من النّباتِ، قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رِئالا:

(أَوَيْنَ إلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ طَفْطَافٌ الرُّبُولِ)
طفف
الطَّفِيْفُ: القليل.
وقال ابن دريد: شيء طَفِيْفٌ: غير تام.
وطَفُّ المكوك وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفافُه - بالفتح والكسر -: ما ملأ أصباره. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: كلكم بنو آدم طَفَّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحدٍ فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السُّبَّةُ أن يكون الرجل فاحشاً بذياً. وهو أن يقرب أن يمتلئ فلا يفعل، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة، متساوو الأقدام في النقصان والتقاصر عن غاية التمام، وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى، ونهى عن التساب والتعاير بضعة المنصب، ونبه على أن السُّبَّةَ إنما هي أن يتضع الرجل بفعل سَمِجٍ يرتكبه نحو الفُحْشِ والبذاء والجبن.
والطَّفَافُ - بالفتح -: سَوَادُ الليل، قال:
عقبان دجن بادرت طَفافا ... صيدا وقد عاينت الأسدفا
وإناء طَفّانُ: إذا بلغ الكيل طِفافَه.
والطُّفَافَةُ والطَّفَفَةُ: ما فوق المكيال. وقال ابن دريد: الطُّفافَةُ ما قصر عن ملء الإناء من شراب وغيره.
والطَّفُّ: موضع بناحية الكوفة. وقال ابن دريد: الطَّفُّ ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق. وقال الأصمعي: إنما سمي طَفّاً لأنه دنا من الريف؛ من قولهم: أخذت من متاعي ما خف وطَفَّ: أي قرب مني، قال أبو دهبل الجمحي:
ألا أن قتلى الطَّفِّ من آل هاشمٍ ... أذلت رقاب المسلمين فَذَلَّتِ
وقال أيضاً:
تبيت سُكارى من أمية نوَّماً ... وبالطَّفِّ قتلى ما ينام حميمها
وقال غيره: طَفَفْتُ الناقة أطُفُّها: إذا شددت قوائمها كلها.
وطَفَّ الشيء من الشيء: إذا دنا منه.
وطَفَفْتُ الشيء بيدي أو رجلي: إذا رفعته.
وقال ابن عبّاد: طافَّةُ البستان: ما حواليه، والجمع: طَوَافُّ.
والطَّافَّةُ: ما بين الجبال والقيعان.
وقال غيره: الطَّفُّ: الشاطئ.
وقال الليث: طَفُّ الفرات: شاطئ الفرات.
وطَفُّ الشيء: جانبه.
والطَّفْطَفَةُ: الخاصرة، وكذلك الطِّفْطِفَةُ - بالكسر - عن أبي زيد. وقيل: كل لحم مضطرب طَفْطِفَةٌ. وقال ابن دريد: الطَّفْطَفَةُ: اللحم الرخص من مراق البطن، أي مارق منه، قال:
معاود قتل الهاديات شِواؤه ... من الوحش قصرى رخصة وطَفاطِفُ
وقال أب ذؤيب الهذلي:
وأشعث ماله فضلات ثولٍ ... على أركان مهلكةٍ زَهُوقِ
قليل لَحْمُهُ إلا بقايا ... طَفاطِفِ لحم منحوضٍ مشيقِ
ويروى: ممحوصٍ.
والطَّفْطَافُ: أطراف الشجر، قال الكميت يصف فراخ النعام:
أوين إلى ملاطفةٍ خَضُوْدٍ ... لمأكله طَفْطافَ الرُّبُوْلِ
أي: أوين إلى أمٍ ملاطفةٍ تكسر لهن أطراف الربول.
وطَفْطافُ البحر: شاطئه، كالطَّفِّ.
ومر يَطفُّ: أي يسرع. وفرس طَفّافٌ وطَفٌّ وخَفٌّ وذّفٌّ أخوات. ويقال: خذ ما طَفَّ لكَ وأطَفَّ لكَ: أي خذ ما ارتفع لك أمكن.
وأطَفَّ على الشيء وأطل عليه: أي أشرف عليه.
وأطْفَفْتُ الكيل: أبلغت المكيل طِفافَه.
وقال ابن عبّاد: أطَفَّتِ الناقة: ألقت ولدها لغير تمام.
وأطَفَّ للأمر: طَبِنَ له.
وأطَفَّ عليه بحجر: تناوله به.
وقال أبو زبد: أطَفَّ عليه: أي اشتمل عليه فذهب به.
وأطَفَّ له: إذا أراد ختله، قال:
أطَفَّ لها شَئن البنان جُنَادفَ
والتَّطْفِيْفُ: نقص المكيال، قال الله تعالى:) ويْلٌ للمُطَفِّفِيْن (.
وقال ابن عباد: طَفَّفَ الطائر: بسط جناحيه.
طَفَّفَ به الفرس: وثب به. وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخيل؛ فقال: كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريقٍ. أي: وثب بي حتى جازه، قال الجحاف بن حكيم:
إذا ما تلقته الجراثيم لم يخم ... وطَفَّفَها وثباً إذا الجري أعقبا
وفي حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أنه استسقى دهقاناً فأتاه بقدحِ فضة فحذفه به ونكس الدِّهْقَانُ فَطَفَّفَه القدح.
ويقال: خذ ما اسْتَطَفَّ لك: أي خذ ما ارتفع لك أمكن، قال علقمة بن عبدة:
قد عُرِّيَتْ زمناً حتى اسْتَطَفَّ لها ... كتر كحافةِ كيرِ القين مَلْمُوْمُ
والتركيب يدل على قلة الشيء، وقد شَذَّ عنه أطَفَّ فلان لفلان إذا طَبَنَ له أراد ختله.

طفف: طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ: دَنا وتَهيَّأً

وأَمكن، وقيل: أَشرف وبدا ليؤخذ، والمَعْنيانِ مُتجاوران، تقول العرب:

خذ ما طفَّ لك وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي ما أَشرف لك، وقيل: ما ارتفع لك

وأَمكن، وقيل: ما دنا وقرُب، ومثله: خذ ما دقّ لك واسْتَدقَّ أَي ما

تهيَّأَ. قال الكسائي في باب قناعة الرجل ببعض حاجته: يحكى عنهم خذ ما طف لك

ودَعْ ما استطفَّ لك أَي ارْضَ بما أَمكنك منه. الليث: أَطفَّ فلان لفلان

إذا طَبَنَ له وأَراد خَتْله؛ وأَنشد:

أَطَفَّ لها شَثْنُ البَنان جُنادِف

قال: واسْتطَفَّ لنا شيء أَي بدا لنا لنأخذه؛ قال علقمة يصف ظليماً:

يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه

وما اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد بيت علقمة قال: الظَّلِيمُ

يَنْقُف رأْس الحنظلة ليستخرج هَبيدَه ويَهْتَبِده، وهبيدُه شَحمُه، ثم قال:

والهبيد شحم الحنظل يستخرج ثم يجعل في الماء ويترك فيه أَياماً، ثم يُضرب

ضَرْباً شديداً ثم يخرج وقد نقَصَت مرارته، ثم يُشَرَّر في الشمس ثم

يطحن ويستخرج دُهنه فيُتداوى به؛ وأَنشد:

خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا،

كِلا كــلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا

وأَطَفَّه هو: مَكَّنه. ويقال: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فصبر أَي

أَدناه منه فقطعه.

والطَّفُّ: ما أَشْرَفَ من أَرض العرب على رِيف العراق، مشتق من ذلك.

وطفُّ الفرات: شَطُّه، سمي بذلك لدُنُوِّه؛ قال شُبْرمة بن الطُّفَيْل:

كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ

إوَزٌّ، بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ

وقيل: الطفُّ ساحل البحر وفِناء الدار. والطفُّ: اسم موضع بناحية

الكوفة. وفي حديث مَقْتل الحسين، عليه السلام: أَنه يُقتل بالطفِّ، سمي به

لأَنه طرَفُ البرّ مما يلي الفُرات وكانت تجري يومئذ قريباً منه. والطَّفُّ:

سَفْحُ الجبَل أَيضاً. وفي حديث عَرْضِ نفسه على القبائل: أَما أَحدهما

فطُفُوفُ البرّ وأَرض العرب؛ الطفُوف: جمع طَفٍّ، وهو ساحل البحر وجانب

البرّ.

وأَطَفَّ له بحجر: رَفَعَه ليرميَه. وطَفَّ له بحجر: أَهوى إليه ليرميه.

الجوهري: الطُّفافُ والطُّفافة، بالضم، ما فوق المكيال. وطَفُّ

المَكُّوكِ وطفَفُه وطَفافُه وطِفافُه مثل جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بالفتح

والكسر: ما مَلأَ أَصْباره، وفي المحكم: ما بقي فيه بعد المسح على رأْسه في

باب فَعالٍ وفِعال، وقيل: هو مِلْؤه، وكذلك كلُّ إناء، وقيل: طفافُ

الإناء أَعْلاه. والتطفيفُ: أَن يؤخذ أَعلاه ولا يُتَمَّ كيلُه، فهو

طَفَّانُ. وفي حديث حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فحذفه

به، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وتعدّاه، وتقول

منه: طَفَّفْتُه. وإناء طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه، وقيل: طَفَّان

مَلآن؛ عن ابن الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ ما عليه، وقد

أَطْفَفْتُه. ويقال: هذا طَفُّ المِكيال وطَفافه وطِفافه إذا قارَب مِلأَه ولمَّا

يُمْلأ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيل ولا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يعني أَنه

إنما يبلغ به الطَّفاف. والطُّفافةُ: ما قَصُرَ عن ملء الإِناء من شَراب

وغيره. وفي الحديث: كلُّكم بنو آدم طَفُّ الصاعِ لم تَمْلَؤُوه، وهو أَن

يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فلا يفعلَ؛ قال ابن الأَثير: المعنى كلُّكم في

الانتِساب إلى أَبٍ واحد بمنزلة واحدة في النقْص والتقاصُر عن غايةِ

التَّمامِ، وشَبَّههم في نُقْصانهم بالكيل الذي لم يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ،

ثم أَعلمهم أَن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقْوى. وفي حديث آخر: كلُّكم

بنو آدم طفُّ الصاعِ بالصاع أَي كلكم قريبٌ بعضُكم من بعض فليس لأَحد

فضْلٌ على أَحد إلا بالتقوى لأَنَّ طَفَّ الصاع قريب من ملئه فليس لأَحد

أَن يقرُب الإناء من الامتلاء، ويصدق هذا قوله: المسلمون تتكافأُ دماؤهم.

والتطفيفُ في المِكيال: أَن يقرب الإناء من الامتلاء. يقال: هذا طَفُّ

المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وفي حديث في صفة إسرافيلَ: حتى كأَنه طِفافُ

الأَرض أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عن أَبي

العَمَيْثَل الأَعرابي. والطفاف: سواد الليل؛ وأَنشد:

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا

صَيداً، وقد عايَنَتِ الأَسْدافا،

فهي تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا

وطَفَّفَ على الرجل إذا أَعطاه أَقلَّ مما أَخذ منه. والتطفيفُ:

البَخْسُ في الكيل والوزن ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إلى أَصْبارِه. وفي

حديث ابن عمر حين ذكر أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَبَّقَ بين

الخيلِ: كنتُ فارساً يومئذ فسبَقْت الناس حتى طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني

زُرَيْقٍ حتى كاد يُساوي المسجدَ؛ قال أَبو عبيد: يعني أَن الفرس وثَبَ بي

حتى كاد يُساوي المسجد. يقال: طفَّفْتُ بفلان موضعَ كذا أَي دفعته إليه

وحاذيته به؛ ومنه قيل: إناءٌ طَفَّانُ وهو الذي قَرُب أَن يَمْتَلئَ

ويساوي أَعْلى المِكيال، ومنه التطفيفُ في الكيل. فأَما قوله تعالى: ويلٌ

للمُطَفِّفِين، فقيل: التطفيفُ نَقْصٌ يخون به صاحبه في كيل أَو وزن، وقد

يكون النقصُ ليرجع إلى مقدار الحق فلا يسمى تطفيفاً، ولا يسمى بالشيء

اليسير مُطَفِّفاً على إطلاق الصفة حتى يصيرَ إلى حال تتفاحش؛ قال أَبو إسحق:

المُطفِّفون الذين يَنْقُصون المِكيالَ والميزان، قال: وإنما قيل للفاعل

مُطَفِّفٌ لأَنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الخفِيفَ

الطفيف، وإنما أُخذ من طَفِّ الشيء، وهو جانبه، وقد فسره عز وجل بقوله:

وإذا كالُوهم أَو وزَنوهم يُخسِرون، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف:

الجِمام. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لرجل: ما حَبَسك عن صلاة

العصر؟ فذكر له عُذْراً فقال عمر: طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ. والتطفيفُ يكون

بمعنى الوفاء والنقص.

والطفَفُ: التقتير، وقد طَفَّفَ عليه.

والطَّفِيفُ: القليل. والطَّفِيفُ: الخسيس الدونُ الحقيرُ.

وطَفَّ الحائطَ طَفّاً: علاه.

والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ: كل لحم أَو جلد، وقيل: هي الخاصرةُ،

وقيل: هي ما رَقَّ من طرف الكبد؛ قال ذو الرمة:

وسوداء مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي

طَفاطِفَها، لم نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا

التهذيب: الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ معروفة وجمعها طَفاطِفُ؛ وأَنشد:

وتارةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا

قال: وبعض العرب يجعل كلَّ لحم مضطرب طَفْطَفة وطِفطِفة؛ قال أَبو ذؤيب:

قَلِيلٌ لحمُها إلا بقايا

طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ

أَبو عمرو: هو الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفةُ والخَوْشُ والصُّقْلُ

والسولاّ

(* قوله «والسولا» كذا بالأصل، ورُسم في شرح القاموس: بألف ممدودة.)

والأَفَقةُ كله الخاصرة. أَبو زيد: أَطَلَّ على ما له وأَطفَّ عليه معناه

أَنه اشتمل عليه فذهب به.

والطَّفطافُ: الناعم الرَّطْبُ من النبات؛ قال الكميت يصف رِئالاً:

أَوَيْنَ إلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،

مآكلُهُنَّ طَفْطافُ الرُّبولِ

يعني فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إلى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لهن

أَطْرافَ الرُّبُول، وهي شجر. المفضَّل: الطَّفْطافُ ورق الغُصون؛

وأَنشد:تَحْدُمُ طَفْطافاً من الرُّبُولِ

(* قوله «نحدم» كذا بالأصل.)

وقيل: الطَّفطاف أَطراف الشجر.

طفف
{الطَّفِيفُ: الشيءُ القَلِيلُ نَقله الجوهرِيُّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الطَّفِيفُ: الغَيْرُ التّامِّ.} وطَفُّ المَكُّوكِ والإِناءِ، وَكَذَلِكَ {طَفَفُه، مُحَرَّكَةً،} وطَفافُهُ بالفَتْح ويُكْسَرُ: مَا مَلأَ أَصْبارَه نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وَلم يَذْكُر الإِناءَ. أَو: هُوَ مَا بَقِيَ فِيه بعدَ مَسْحِ رَأْسِه كَمَا فِي المُحْكَمِ. أَو هُوَ جَمَامُه بالكسرِ والفتحِ. أَو هُوَ مِلْؤُهُ يُقال: هَذَا {طَفُّ المِكْيالِ، وطَفافُه: إِذا قارِبَ مِلأَه، وَفِي الحَدِيثِ: كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ طَفُّ الصّاعِ لَمْ تَمْلَؤُوه وَهُوَ أَنْ يَقْرُبَ أَنْ يمتَلِئَ فَلَا يفْعَل، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاهُ كُلُّكُم فِي الانْتِسابِ إِلى أَبٍ واحدٍ بمَنْزِلَةٍ واحدةٍ، فِي النَّقْصِ والتَّقاصُرِ عنْ غايَةِ التَّمامِ، وشَبَّهَهُمْ فِي نُقْصانِهم بالكَيْلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلأَ المِكْيالَ، ثمَّ أَعْلَمَهُم أَنَّ التَّفاضُلَ ليسَ بالنَّسبِ، وَلَكِن بالتَّقْوَى. أَو} طُفافُ الإِناءِ، {وطُفافَتُه، بضَمِّهِما: أَعْلاهُ وَفِي الصِّحاحِ: هما مَا فَوْقَ المِكْيال.
(و) } الطَفافُ كسَحابٍ، وكِتابٍ: سَوادُ اللّيْلِ عَن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابِيّ، وأَنْشَد: عِقْبانُ دَجْنٍ بادَرَتْ {طَفافَا صَيْداً وَقد عايَنَتِ الأَسْدَافَا فَهْيَ تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافَا وإِناءٌ} طَفّانُ: بَلَغَ الكيْلُ طُفافَهُ تَقُولُ مِنْهُ: {أَطْفَفْتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ الَّذِي قَرُبَ أَنْ يَمْتَلِئَ ويُساويَ أَعْلاهُ.} والطُّفافَةُ، بالضمّ،! والطَّفَفَة محركةً: مَا فَوْقَ المِكْيالِ الأُوْلَى عَن الجوهريِّ أَو الأُولى: مَا قَصُرَ عَن مِلْءِ الإِناء من شَرابٍ وغيرِه، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. {والطَّفُّ: ع، قُرْبَ الكُوفَةِ وَبِه قُتِلَ الإِمامُ الحُسَيْنُ رضِيَ اللهُ عَنهُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه طَرَفُ البَرِّ مِمَّا يَلِي الفُراتَ، وَكَانَت يَوْمَئِذٍ تجرِي قَرِيباً مِنْهُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الطَّفُّ: مَا أَشْرَفَ من أَرْضِ العَرَبِ على رِيفِ العِراقِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنما سُمِّيَ {طَفّاً لأَنّه دَنَا من الرِّيفِ، قَالَ أَبو دَهْبَلٍ الجُمَجِيُّ:
(أَلاَ إِنَّ قَتْلَى الطَّفِّ من آلِ هاشِمٍ ... أَذَلَّتْ رِقابَ المُسْلِمِينَ فذَلَّتِ)
وقالَ أَيْضا:
(تَبِيتُ سَكَارَى من أُمَيَّةَ نُوَّماً ... } وبالطَّفِّ قَتْلَى مَا يَنامُ حَميمُها)
وقِيلَ: طَفُّ الفُراتِ: مَا ارْتَفَع مِنْهُ من الجانِبِ، وَقيل: هُوَ الشّاطِئُ مِنْهُ، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ شُبْرُمَةُ بنُ الطُّفَيْلِ: كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ علَيْهِمُإِوَزٌّ بأَعَلَى الطَّفِّ عُوجُ الحَناجِرِ)
{كالطَّفْطافِ وَهُوَ شاطِئُ البَحْرِ.} وَطفَّه برِجْلِه، أَو بِيَدِه: إِذا رَفَعَه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. (و) {طَفَّ الشيءُ مِنْهُ: إِذا دَنَا وَمِنْه سُمِّي الطَّفّ، كَمَا تَقدّم. وطَفَّ النّاقَةَ} يَطُفُّها {طَفّاً: شَدَّ قَوائِمَها نَقله الصّاغانِيُّ.
وقولُهم: خُذْ مَا طَفَّ لَكَ،} وأَطَفَّ لكَ،! واسْتَطَفَّ لَك: أَي خُذْ مَا ارْتَفَعَ لَكَ، وأَمْكَنَ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وزادَ غيرُه: دَنَا مِنْكَ وتَهَيَّأَ، وقِيلَ: أَشْرَفَ وَبَدا لِيُؤْخَذَ، والمَعْنَيان متَجاوِرانِ، ومثلُه: خُذْ مَا دَقَّ لَك واسْتَدَقَّ: أَي مَا تَهَيّأَ، قَالَ الكِسائِيُّ، فِي بَاب قَناعَةِ الرَّجُلِ ببعضِ حاجَتِه، يَحْكِي عَنْهُم خُذْ مَا طَفَّ لكَ ودَعْ مَا {اسْتَطَفَّ لَكَ: أَي ارْضَ بِمَا يُمْكِنُكَ مِنْهُ. وقالَ ابنُ عبّادٍ:} الطَّافَّةُ: مَا بينَ الجِبالِ والقِيعانِ، وَمن البُسْتانِ: مَا حَوالَيْه والجمعُ {طَوَافُّ.} والطَّفْطَفَة بِالْفَتْح ويُكْسَرُ وَكَذَا: الخَوْشُ، والصُّقْلُ، والسَّوْلاءُ، والأَفَقَةُ كُلُّه: الخاصِرَةُ نَقَله أَبو عَمْرٍ و، ونُقِلَ الكسرُ عَن أَبِي زَيْدٍ أَيضاً، وَاقْتصر الجوهرِيُّ على الفَتْحِ. أَو هِيَ: أَطْرافُ الجَنْبِ المُتَّصَلَةُ بالأَضْلاعِ. أَو كُلُّ، لَحْمٍ مُضْطَرِبٍ {طِفْطَفَةٌ، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن بعض العَربِ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
(قَليلٌ لَحْمُهُ إِلاّ بَقَايَا ... } طَفاطِفِ لَحْمٍ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ)
أَو هِيَ: الرَّخْصُ مِنْ مَراقِّ البَطْنِ نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ: وأَنْشَدَ:
(مُعاوِدُ قَتْلِ الهادِياتِ شِواؤُه ... من الوَحْشِ قُصْرضى رَخْصَةٌ {وطَفاطِفُ)
وَفِي اللِّسانِ: وَقيل: هِيَ مَا رَقَّ من طَرَفِ الكَبِدِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وسَوْداءَ مثلِ التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتِي ... } طَفاطِفَها لَمْ نَسْتَطِعْ دُونَها صَبْرَا)
ج: طَفاطِفُ وَقد تقدّم شاهدُه. {والطَّفْطافُ: أَطْرافُ الشَّجَرِ نَقله الجوهريُّ، وأَنشَدَ للكُمَيْتِ يَصفُ فِراخَ النَّعامِ:
(أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضُودٍ ... مآكِلُهُنَّ} طَفْطافُ الرُّبُولِ)
وَقَالَ غَيْرُه:! الطَّفْطافُ هُنَا: النّاعِمُ الرَّطْبُ من النَّباتِ، وَقَالَ المُفَضَّل: ورَقُ الغُصونِ. وفَرَسٌ {طَفّافٌ، كشَدّادٍ، وَكَذَلِكَ} طَفٌّ، وخَفٌّ، ودَفٌّ أَخَواتٌ بمَعْنىً واحدٍ، وَقد تَقَدَّم الأَخيرانِ، كَمَا فِي العُبابِ. {وأَطَفَّ عليهِ، وأَطَلَّ عَلَيْهِ: أَي أَشْرَفَ عَلَيْهِ. (و) } أَطَفَّ الكَيْلَ: أَبْلَغَه {طَفافَهُ نَقله الجوهريُّ، وَقيل: أَخَذَ مَا عليهِ. (و) } أَطَفَّت النّاقَةُ: وَلَدَتْ لغيرِ تَمامٍ، نَقله ابْن عبادٍ، ونَصُّه فِي المُحِيطِ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمامٍ. وَقَالَ اللَّيْثٌُ: أَطَفَّ فُلانٌ للأَمْرِ: إِذا طَبَنَ لهُ وأَرادَ خَتْلَه، وأَنْشَدَ: أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنانِ جُنادِفُ وأَطَفَّ عليهِ بحَجَرٍ: تَناوَلَه بهِ عَن ابنِ عَبّادٍ.)
وأَطَفَّ لَهُ: إِذا أَرادَ خَتْلَه هُوَ مَأْخُوذٌ منْ قَوْلِ اللَّيْثِ الذِي تَقَدَّم. وأَطَفَّ عليهِ ونصُّ أَبِي زَيْدٍ فِي النَّوادِر، أَطَلَّ على مَا لَهُ، وأَطَفَّ عَلَيْهِ: مَعْناه: أَنّه اشْتَمَلَ عَلَيْهِ، فذَهَب بِهِ.
{وطَفَّفَ} تَطْفِيفاً: بَخَس فِي الكَيْلِ والوَزْنِ، ونَقَصَ المِكْيالَ وَهُوَ أَنْ لَا يَمْلأَه إِلَى أَصْبارِه، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ {للمُطَفِّفِينَ} فالتَّطْفِيفُ: نَقْصٌ يَخُونُ بِهِ صاحبُه فِي كَيْلٍ أَو وَزْنٍ، وَقد يَكُونُ النَّقْصُ ليَرْجِعَ إِلَى مِقدارِ الحَقِّ فَلَا يُسَمَّى {تَطْفِيفاً، وَلَا يُسَمّى بالشيءِ اليسيرِ} مُطَفِّفاً على إطْلاقِ الصِّفَةِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَى حَال تَتَفاحَشُ، وَقَالَ أَبو إِسحاقَ: {المُطَفِّفُونَّ: الَّذين يَنْقُصُونَ المِكْيالَ والمِيزانَ، قالَ: وإِنما قِيلَ للفاعِلِ:} مُطَفِّفٌ، لأَنه لَا يكادُ يَسْرِقُ فِي المِكْيالِ والمِيزانِ إلاّ الشيءَ الخَفِيفَ الطَّفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذَ من طَفِّ الشَّيءِ وَهُوَ جانِبُه، وَقد فَسَّرَه عزَّ وجَلَّ بقولهِ: وَإِذا كَالُوهُمُ أَو وَزَنُوهُم يُخْسِرُونَ أَي: يُنْقِصُونَ. (و) {طَفَّفَ الطّائِرُ: بَسَطَ جَناحَيْهِ عَن ابنِ عَبّادٍ. طَفَف بِهِ الفَرَسُ: إِذا وَثَبَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه حديثُ ابْن عمرَ رضيَ الله عَنْهُما لمّا ذَكَرَ أَنّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَّقَ بينَ الخَيلِ، فقالَ: كنتُ فارِساُ يومَئذٍ، فسَبَقْتُ النّاسَ حَتَّى طَفَّفَ بيَ الفَرَسُ مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ أَي: وَثَبَ بِي حَتَّى جازَه، قَالَ الجَحافُ بن حَكِيمٍ:
(إِذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَوائِيمُ لم يَحُمْ ... } وطَفَّفَها وَثْباً إِذا الجَرْيُ أَعْقَبَا)
{وطَفْطَفَ الرجلُ: اسْتَرْخَى فِي يَدِ خَصْمِه عَن ابنِ عبّادِ.
قالَ الصاغانيُّ: والتركيب يدل على قلَّة الشَّيْء، وَقد شَذَّ عَنهُ أطف فلَان لفُلَان: إِذْ طَبَنَ لَهُ، وأَرادَ خَتْلَه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:} اسْتَطَفَّتْ حاجَتُه: إِذا تَهَيَّأَتْ ويُسِّرَتْ. {واستَطَفَّ السِّنَامُ: ارتفعَ.} وأَطَفَّه هُوَ: مَكَّنَه. ويُقال: أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَي قَصِيرٌ أَي: أَدْناهُ مِنْهُ فَقَطَعَه.
وإِناءٌ {طَفّانُ: مَلآنُ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.} والطَفُّ: فِناءُ الدّار.! وطَفَّفَ الإِناءَ: أَخَذَ مَا عَلَيْهِ. {وطَفَّفَ على الرَّجُلِ: إِذا أَعْطاهُ أَقَلَّ ممّا أَخَذَ مِنْهُ.} وطَفَّفْتُ بفلانٍ مَوْضِعَ كَذَا: رَفَعْتُه إِلَيْهِ، وحاذَيْتُه بهِ. وطَفَّفَ: نَقَصَ، وأَيْضَاً: وَفِّي. وطَفَّفَ على عِيالهِ: قَتَّرَ، وَهُوَ مجَاز. {والطَّفِيفُ: الخَسِيسُ الدُّونُ الحَقِيرُ.} وطَفّ الحائِطَ طَفَّا: عَلاَه. {والطُّفافَةُ بالضمِّ: الشيءُ اليَسِيرُ يبقَى فِي الإِناءِ،} وأَطَفَّ لَهُ السَّيْفَ: أَهوَى بهِ إِليه، وغَشِيَهُ بِهِ. {وطَفَّفَت الشَّمْسُ: دَنَتْ للغُروبِ. وأَتانَا عِنْدَ) } طَفافِ الشَّمْسِ: أَي عندَ دُنُوِّها للغُروبِ، وَهُوَ مجازٌ.

طفف


طَفَّ(n. ac. طَفّ)
a. [Min], Was near to, within the reach of.
b. [acc. & Bi], Raised, lifted with.
طَفَّفَa. Spread out, flapped its wings (bird).
b. Leapt, jumped, bounded (horse).

أَطْفَفَa. Filled up (measure).
b. ['Ala], Grasped, seized; comprehended, comprised
contained.
c. [La], Was skilful in, knew, understood.
d. [La], Laid traps for, endeavoured to ensnare.
e. ['Ala], Was within the reach of; was imminent.

إِسْتَطْفَفَa. see IV (e)
طَفّa. Edge, border, margin; limit.
b. see 4
طَفَفa. Excess, overflow.

طَاْفِفَةa. Mountainboundary.
b. Hedge, fence.

طَفَاْف
طِفَاْف طُفَاْفَةa. see 4
طَفِيْفa. Little in quantity; incomplete
b. Unimportant, paltry.
c. [ coll. ], Overflow.

طَفَّاْفa. Swift, light, brisk.

طَفَّاْنُa. Full, overflowing, brimful.

عج

(عج) عجا وعجة وعجيجا رفع صَوته وَصَاح يُقَال عج إِلَى الله بِالدُّعَاءِ وعج بِالتَّلْبِيَةِ فِي الْحَج وعج المَاء وعجت الْقوس وَالرِّيح اشْتَدَّ هبوبها وساقت العجاج وَالطَّرِيق امْتَلَأَ بِالنَّاسِ فَهُوَ عاج وعجاج وَيُقَال عج ثديا الْجَارِيَة إِذا صَارَت كاعبا
عج
العج والعَجيج: رَفْع الصوت. وهدير الابل. والتعْجيج: إثارة العَجاج والدخان، ويومٌ عَج ومِعَجْ وعَجاج. وعَجْعَجْتُ بالناقة: عَطَفْتها. والعَجَاجة: الكثيرة من الابل.
ولف عَجاجتَه عليه: أغار. وعج الثديُ: تَكعب. والعَجْعاج: النجيب من الخيل؛ المُسِن. ورجلٌ عَجْعاج: صَياح. وأعَجَّت الريحُ: اشتد هبوبها، ورياح مَعاجيج.
والعَجْعَجَةُ في قضاعة: جَعْل الياء - مُشددةً وغير مشددة - أخيرةً جيماً.
باب العين والجيم (ع ج، ج ع مستعملان)

عج: العَجُّ: رفع الصوت، يقال: عَجَّ يَعِجُّ عجاًّ وعَجِيجا.

وفي الحديث: أفضل الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ

فالعَجُّ رفع الصوت بالتلبية، والثَّجُّ صبُّ الدِّماء، يعني الذبائح، قال ورقة بن نَوْفَل:

وَلوجا في الذي كَرِهَت قُريشٌ ... وإنْ عَجَّتْ بمكَّتِها عَجيجا

وقال العجاج:

حتّى يَعِجُّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجا

والعجاج: الغُبار، والتَّعجيجُ إثارةُ الريح الغبار، وفاعِلُه العَجَّاجُ والمِعْجَاجُ، تقول: عَجَّجَتْهُ الريحُ تَعْجِيجا، وعَجَّجْتُ البيت دخانا حتّى تَعَجَّجَ، أي امتلأ بالدخان. والبعير يَعِجُّ في هديره عجيجا وعجا، قال: أنعَتُ قَرْما بالهدير عاججا

وعجعجت بالناقة: عطفتها إلى شيء .

جع: جَعْجَعْتُ الإبلَ: حَرَّكْتُها للإناخة. قال الأغلب:

عَوْدٌ إذا جَعْجَعَ بعدَ الهبِّ ... جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالجُبِّ

وجَعْجَعْتُ بالرَّجُل: حبستُه في مجلسِ سُوءٍ. والجعجاع من الأرض: معركةُ الأبطال قال أبو ذُؤيب:

فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفُهُنَّ فهارِبٌ ... بِدِمِاِئِه أو بارك متجعجع. 
الْعين وَالْجِيم

عَجَّ يَعِجّ ويَعُجّ عَجًّا وعَجِيجا: رفع صَوته وَصَاح. وَفِي الحَدِيث " أفضلُ الحجِّ: العَجُّ والثَّجُّ ". العَجّ: رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ، والثَّجّ: صب الدَّم، يَعْنِي الذّبْح.

وعَجَّةُ الْقَوْم وعَجيجهم صياحِهم وجَلَبتهم.

وَرجل عَجَّاج: صيَّاح، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، قَالَ:

قُلْتُ تَعَلَّقْ فَيْلَقا هَوْجَلاَّ

عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَألَّى

لأُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلاَّ

وَالْبَعِير يَعِجُّ فِي هديره عَجًّا، وعَجيجا: يصوّت.

ويُعَجْعجِ: يردّد عَجيجه، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحذلمي:

وعَجْعَجَتْ عَجْعَجَةَ المَوَاليَِ وبعير عَجَّاج: كثير العَجيج شديده، قَالَ:

وقَرَّبُوا للْبَيْن والتَّقَضِّي

مِنْ كُلّ عَجَّاجٍ تَرَى للغَرْضِ

خلْفَ رَحَى حَيْزُومِه كالغَمْضِ

الغَمْضُ: المطمئن من الأَرْض.

وعَجَّ المَاء يعِجُّ عَجِيجا، وعَجْعَج: كِلَاهُمَا صَوت، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

لكلّ مَسِيلٍ من تِهامةَ بعدَ مَا ... تَقَطَّع أقرانُ السَّحابِ عَجيِجُ

وَقَوله، انشده ابْن الأعرابيّ:

بأوسَعَ من كَفّ المهاجرِ دَفْقَةً ... وَلَا جَعْفَرُ عَجَّت إِلَيْهِ الجعافِرُ

عَجًّت إِلَيْهِ: أمدَتَّه، فللسيل صَوت من المَاء، وعَدّى عَجَّتْ بالي، لِأَنَّهَا إِذا مدَّته، فقد جَاءَتْهُ، وانضمت إِلَيْهِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: جَاءَت إِلَيْهِ أَو انضمت إِلَيْهِ. والجعفر هُنَا: النَّهر.

ونهر عَجَّاج: تسمع لمائه عَجيجا، وَمِنْه قَول بعض الفخرة: " نَحن اكثر مِنْكُم ساجا، وديباجا، وخراجا، ونهرا عَجَّاجا " وَقَالَ ابْن دُرَيْد: نهر عَجَّاج: كثير المَاء، وعَجَّت الْقوس تعِجّ عَجيِجا: صوتت. وَكَذَلِكَ الزَّنْد عِنْد الورى.

والعّجَاج: الْغُبَار، وَقيل: هُوَ من الْغُبَار مَا ثورته الرّيح، واحدته عَجَاجة، وعَجَّجته الرّيح: ثورته. وأعَجَّت الرّيح وعَجَّت: ساقت العجاج. والعَجَّاج: مثير العَجاج، وعَجَّجَ الْبَيْت دخانا فتعَجَّج: ملأَهُ.

والعَجَاجة: الْكثير من الْإِبِل.

والعُجَّة: دَقِيق يعجن بِسمن ثمَّ يشوى، قَالَ ابْن دُرَيْد: العُجَّة: ضرب من الطَّعَام، لَا ادري مَا حَدهَا؟ وجئتهم فَلم أجد إِلَّا العَجاجَ والهَجاجَ، العَجاج: الأحمق، والهَجاجُ: من لَا خير فِيهِ.

والعَجَّاج: اسْم هَذَا الراجز، قَالَ ابْن دُرَيْد: سمي بذلك لقَوْله: حَتَّى يَعِجَّ ثَخنَا مَنْ عَجْعَجا ... ويُودِىَ المُودِى ويَنْجو من نَجا

وعَجْعَج بالناقة: إِذا عطفها إِلَى شَيْء، فَقَالَ: عاجِ عاجِ.

عج

1 عَجَّ, (S, A, Mgh, O, &c.,) aor. ـِ (S, Mgh, Msb, K,) or ـُ (so in the O; [but this is at variance with a general rule;]) and عَجَّ with kesr to the medial radical [in the first and second persons, عَجِجْتُ and عَجِجْتَ], (TA,) aor. ـَ (K;) inf. n. عَجٌّ and عَجِيجٌ; (S, A, Mgh, O, Msb, K;) He cried out, or vociferated; (K, TA;) like ضَجَّ; accord. to Az, supplicating, and begging aid, or succour; (TA;) and (K) he raised his voice; (S, A, O, K;) as also ↓ عَجْعَجَ; (K;) or this signifies he cried out, vociferated, or raised his voice, repeatedly; (S, O, TA;) and عَجَّ, he raised his voice with the تَلْبِيَة [or saying لَبَّيْكَ]: it is said in a trad., أَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ العَجُّ وَالثَّجُّ (S, Mgh, O, Msb) i. e. The most excellent of the actions of the pilgrimage are (Mgh) the raising of the voice with the تلبية (Mgh, O, and Msb in art. ثج) and the shedding of the blood of the victims brought for sacrifice to the sacred territory: (Mgh, and Msb in art. ثج:) and عَجِيجٌ signifies the crying out, or vociferating, and clamouring, of a people, or party. (TA.) b2: And عَجَّ, aor. ـِ inf. ns. as above, said of a camel, He made a [loud] noise in his braying: and ↓ عَجْعَجَ he repeated, or reiterated, [such] a noise: and عَجَّ, aor. ـِ inf. n. عَجِيجٌ, said of water, it made a sound; and so [or as meaning it made a reiterated sound] ↓ عَجْعَجَ: and in the same sense the former verb is used in relation to a bow: and also in relation to the [piece of stick of wood called] زَنْد on the occasion of its producing fire: (TA:) and ↓ عَجْعَجَ said of camel, when beaten, or heavily laden, he uttered a grumbling cry; syn. رَغَا. (O, K.) b3: عَجَّتِ الرِّيحُ, and ↓ اعجّت, The wind was, or became, violent, and raised the dust, (S, O, K, TA,) and drove it along. (TA.) [See also 2.] b4: And عَجَّتِ الرَّائِحَةُ (tropical:) [The odour diffused itself strongly, or powerfully]. (A, TA.) b5: And عَجَّ ثَدْيُهَا, (A,) or ثَدْيَاهَا, (TA,) said of a girl, (tropical:) Her breast, or breasts, began to swell, or become protuberant. (A, TA.) A2: عَجَّ القَوْمُ and ↓ اعجّوا, (K, TA,) and هَجُّوا and اهجّوا, and ضَجُّوا and اضجّوا [P], as is said in the “ Nawádir,” (TA,) mean أَكْثَرُوا فِى فُنُونِهِمُ الرُّكُوبَ, (K, TA,) in one copy فى فُنُونِهِ: (TA:) [Ibr. D thinks that both of these readings are mistranscribed, for أَكْثَرُوا مِنْ فُنُونِ الرُّكُوبِ, meaning The people, or party, practised many modes, or manners, of riding; agreeably with an explanation in the TK: but the case is very perplexing; and is rendered the more so by the facts that this is not in the O, and that what here follows is not in the K nor in the TA, and that I do not find in art. هج nor in any other art. anything that throws light upon it:] عَجَّ القَوْمُ فِى الوَادِى and ↓ اعجّوا and هَجُّوا and اهجّوا, and خَجُّوا and اخجّوا [?], mean The people, or party, descended into the valley, and trod it much. (O.) A3: عَجَّ النَّاقَةَ: see R. Q. 1.2 عَجَّجَتِ الرِّيجُ الغُبَارَ, inf. n. تَعْجِيجٌ, The wind raised the dust. (TA.) [See also 1.] b2: And عَجَّجْتُ البَيْتَ دُخَانًا, (S, O, and so in a copy of the K,) or مِنَ الدُّخَانِ, (so in other copies of the K,) inf. n. as above, (K,) I filled the house, or tent, with smoke. (K, TA.) 4 أَعْجَ3َ see 1, latter half, in three places.5 تعجّج, said of a house, or tent, (S, K,) It was, or became, filled with smoke. (K.) R. Q. 1 عَجْعَجَ: see 1, in four places. b2: عجعج بِالنَّاقَةِ, (S, O, L,) or النَّاقَةَ ↓ عَجَّ, He chid the she-camel, (S, O, L, K,) saying عَاجِ عَاجِ, (S, K,) or عَاجَّ: (L:) or the former signifies he turned the she-camel to a thing, saying عَاجِ عَاجِ. (TA.) b3: And [the inf. n.] عَجْعَجَةٌ signifies The changing of ى into ج when occurring with ع [immediately preceding it]: a practice that obtained among the tribe of Kudá'ah; (S, O;) and accord. to Fr, among the tribe of Teiyi, and some of the tribe of Asad; (TA in art. ج, q. v.;) like as عَنْعَنَةٌ did among that of Temeem: (TA in the present art.:) they used to say, هٰذَا رَاعِجٌ خَرَجَ مَعِجْ for رَاعٍ خَرَجَ مَعِى [This is a pastor who went forth with me]. (S, O.) عَجَّةٌ A crying out, or vociferating, and clamour, or confusion of cries or noises, of a people, or party. (TA.) وَحَّدَ اللّٰهَ فِى عَجَّتِهِ means [He declared the unity of God] aloud. (TA, from a trad.) عُجَّةٌ [An egg-fritter, or omelet: so in the present day:] a certain food made of eggs: (S, O, K:) or flour kneaded with clarified butter, (AA, TA,) and then fried, or roasted: IDrd says, it is a sort of food; but what sort I know not: accord. to IKh, it is any food compounded; as dates and [the preparation of curd called] أَقِط: (TA:) it is a post-classical word: (K:) [J says,] I think it to be post-classical: (S:) it is of the dial. of Syria. (TA.) عَجَاجٌ Dust: (S, A, O, K:) or dust raised by the wind: (TA:) and smoke: (S, A, O, K:) ↓ عَجَاجَةٌ is a more special term [signifying a portion, or cloud, of dust: and of smoke]: (S, O:) and this latter signifies [also] a dust that buries in it everything; as also هَجَاجَةٌ. (TA.) b2: Also Low, vile, base, mean, or ignoble, people; (Sh, O, K, TA;) lacking intellect, or understanding; (Sh, O;) in whom is no good: [a coll. gen. n.; for] ↓ عَجَاجَةٌ signifies one of such persons [as is indicated in the O]. (TA.) And, applied to a single person, Foolish; stupid; unsound, or deficient, in intellect, or understanding. (K.) عَجَاجَةٌ: see the next preceding paragraph, first sentence. [Hence,] one says, فُلَانٌ يَلُفُّ عَجَاجَتَهُ عَلَى بَنِى فُلَانٍ [Such a one folds his cloud of dust], meaning, makes a hostile, or predatory, incursion, or attack, upon the sons of such a one. (S, O, K. *) And لَبَّدَ عَجَاجَتَهُ (O, K) He laid, or allayed, his عجاجة [or cloud of dust], (O,) meaning he desisted from that in which he was engaged. (O, K.) b2: Also Many great camels: (S, O, K:) so accord. to Fr, (S, O,) as mentioned by A 'Obeyd: (S:) but Sh says, I know not the word in this sense. (TA.) b3: See also the next preceding paragraph, second sentence.

عَجَّاجٌ Vociferous, clamorous, sounding much, or noisy; an epithet applied to anything that has a voice, or sound, or noise, (S, O, K,) as a bow and the wind [&c.]; (S, O;) as also ↓ عَجْعَاجٌ, (K,) this latter mentioned by Lh as applied in this sense to a man: (S:) and the former, applied to a stallion [camel], vociferous, or noisy, in his braying: and, applied to a river, sounding: (S, O:) or, thus applied, containing much water; as though it vociferated by reason of the abundance thereof and of the sound of its copious pouring. (IDrd, TA.) [See a tropical ex. of it voce ثَجَّاجٌ.]

b2: يَوْمٌ عَجَّاجٌ and ↓ مُعِجٌّ A day of violent wind that raises the dust. (S, O, K.) عَاجِ, (S, K,) or عَاجَّ, (L,) A cry by which a she-camel is chidden. (S, L, K.) [But the former belongs to art. عوج, q. v.]

عَاجٌّ [part. n. of 1], applied to a road, [app. because a crowded road is usually noisy,] meansFull. (S, O, K.) [Compare عَجَّاجٌ applied to a river.]

عَجْعَاجٌ: see عَجَّاجٌ. b2: Also, applied to a horse, Generous, or excellent, and advanced in age: (O, K:) or, accord. to IF, that runs vehemently. (O.) مُعِجٌّ: see عَجَّاجٌ, last sentence.

رِيحٌ مِعْجَاجٌ A wind that raises the dust: (IAar, TA:) [the pl.] رِيَاحٌ مَعَاجِيجُ (S, O, K) signifies the contr. of مَهَاوِينُ. (S, O.)
الْعين وَالْجِيم

الجُرْشُعُ: الْعَظِيم الصَّدْر. وَقيل الطَّوِيل.

والشَّرْجَعُ: السرير يُحْمَل عَلَيْهِ الْمَيِّت وشَرْجَعَ المِطْرَقَةَ والخَشَبَةَ: إِذا كَانَت مُرَبَّعَةً فَنَحَتَ من حُروفها.

والمُشَرْجَعُ: مَا لَا حَرْفَ لِنواحِيهِ من مَطارِقِ الحدَّادِين.

والعُنْجُشُ: الشَّيْخ المُتَقبِّض قَالَ الشَّاعِر:

وشَيْخٌ كبيرٌ يَرْفَعُ الشَّن عُنْجُشُ

والعَشَنَّج - بشدّ النُّون -: المُتَقبضُ الوجهِ السَّيِّئُ المنظر من الرِّجَال.

والعَفْشَجُ: الثقيل الوَخِمُ. وَزعم الخليلُ انه مصنوعٌ.

والجُعْشُمُ الصغُير البدَنِ الْقَلِيل لحم الْجَسَد. وَقيل هُوَ المنتفِخَ الجَنْبَيْنِ الغَلِيظُهُما، وَقيل: الْقصير الغليظ مَعَ شدَّة.

وجُعْشمٌ: اسْم. وَهُوَ جَدُّ سُرَاقَةَ بن مَالك المُدْلجِيِّ، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّة:

يُهْدِي ابنُ جُعْشُمٍ الأنْباءَ نَحْوهُم ... لَا مُنْتَأىً عَنْ حِياضِ المَوْتِ والحُمَمِ

والجَعْشَمُ: الوَسَط قَالَ:

وكُلُّ نأجٍ عُرَاضٍ جَعْشَمُهْ والشَّجْعَمُ: الطَّويلُ من الأُسْد وَغَيرهَا مَعَ عِظمٍ، وعُنُقٌ شَجْعَمٌ كَذَلِك على التَّمْثِيل.

وحَيَّةٌ شَجْعَمٌ: شديدةٌ غليظةٌ.

قَالَ:

الأفْعُوَانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما

وَلم يُقْضَ على هَذِه الْمِيم بِالزِّيَادَةِ إِذْ لم يُوجِب ذَلِك ثَبْتٌ وَلَا تزاد الميمُ هُنَا إِلَّا بَثَبْتٍ لقلَّة مجيئها زَائِدَة فِي مثله، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ. وَذهب غَيره إِلَى انه فَعْلَمٌ من الشجَاعَة، وَقد تقدم.

والضَّرْجَعُ: النَّمِرُ.

وعَبْدٌ عَضْنَجٌ: ضَخْمٌ ذُو مشافِرَ عَن الهَجَرِيّ. هَكَذَا حَكَاهُ ذُو مَشافِرَ، وأُرَى ذَلِك لِعِظَمِ شَفَتَيْهِ.

والعِفْضِجُ والعُفاضِجُ: كلُّه: الضَّخْمُ السمينُ الرّخْوُ المُنْفَتِقُ اللَّحمِ، وَالْأُنْثَى عِفْضَاجٌ، والاسمُ العَفْجَةُ والعَفْضَجُ بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء، الْأَخِيرَة عَن كُراع.

وبطن عَفْضَاجٌ: ضخمٌ.

والعَمْضَج والعُماضجُ: الشَّديد الصُّلْبُ من الْإِبِل وَالْخَيْل.

وضَجْعَمٌ. من وَلَدِ سَليحٍ، ووَلَدُه الضَّجِاعمة، كَانُوا مُلُوكا بِالشَّام، زادوا الْهَاء لِمَعْنى النّسَب كأَّنهم أَرَادوا: الضَّجْعَمِيُّونَ.

والضَّمْعَجُ: الضَّخْمَةُ من النُّوقِ.

وَامْرَأَة ضَمْعَجٌ: قصيرَةٌ ضخمةٌ، وَلَا يُقَال ذَلِك للذّكر. وَقيل: الضَّمْعَجُ من النَّساءِ: الَّتِي قد تَمَّ خَلْقُها واسْتَوْتجَتْ نَحوا من التَّمامِ. وَكَذَلِكَ البعيرَ والفرسُ والاتان. وَقيل: الضَّمْعَجَ: الْجَارِيَة السريعة فِي الْحَوَائِج.

والضَّمْعَج أَيْضا الفَحْجاءُ السَّاقَيْنِ.

والعَسْجَدُ: الذَّهَبُ. وَقيل هُوَ اسمٌ جامعٌ للجوهر كُله من الدُّرّ والياقوت.

والعَسْجَدِيَّةُ: العْيرُ الَّتِي تَحمِلُ الذَّهبَ وَالْمَال، وَقيل: هِيَ كِبارُ الْإِبِل.

والعَسجَدُ من فُحول الْإِبِل معروفٌ، وَهُوَ العَسْجَدِيٌّ أَيْضا، كَأَنَّهُ من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. قَالَ النَّابِغَة:

فِيهِم بَناتُ العَسْجَدِيّ ولاحِقٍ ... وُرْقاً مرَاكلُها من المِضْمارِ

والدَّعْسَجَةُ: السُّرْعَةُ.

والعَيْسَجُورُ: النَّاقة لسريعة القويَّةُ، وَالِاسْم العَسْجَرَةُ.

والعَيْسَجَور: السِّعْلاَةُ، وعَسْجَرَتُها خُبْثُها.

والعْسْلُجُ والعْسْلُوجٌ والعِسْلاج: الغُصْنُ لِسَنَتِه. وَقيل: هُوَ كل قضيب حديثٍ، قَالَ طرفَة:

كَبناتِ المخرِ يَمْأدْنَ إِذا ... أنْبَتَ الصَّيْفُ عَساليجَ الخُضَرْ

وروى الخَضِرْ.

والعساليجُ: هَنَوَاتٌ تَنْبَسِطُ على وَجه الاض كَأَنَّهَا عُروقٌ وَهِي خُضْرٌ، وَقيل: هُوَ نَبْتٌ على شاطئ الْأَنْهَار يَنْثَنِي ويميل من النَّعْمةِ، وَالْوَاحد كالواحد. قَالَ:

تَأوَّدُ إنْ قامتْ لِشَيْءٍ تُرِيدُه ... تأوُّدَ عُسْلُوجٍ على شَطّ جَعفَرِ

وعَسْلَجَتِ الشَّجَرَة: أخرجت عَساليجَها.

وجاريةٌ عُسْلُوجَةُ الشَّبابِ والقَوَامِ.

وشَبابٌ عُسْلُجٌ: تَامّ، قَالَ العجاج:

وبَطْنَ أْيم وقَوَاما عُسْلُجا

وَقيل: إِنَّمَا أَرَادَ عُسْلُوجا فحذفَ.

والعَجْنَّس الجملُ الشديدُ الضَّخمُ، السيرافي: هُوَ مَعَ ثِقَل وبُطْء.

والعَسَنَّجُ: الظَّليمُ. وناقة جَبْعَسٌ، قد أسَنَّت وفيهَا شدةٌ: عَن كَرَاع.

والجُعْبُسُ والجُعْبُوسُ: المائِقُ الأحمقُ.

والعَسْجَمَةُ: الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ.

والجُعْمُوسُ: العَذِرَةَ.

ورجُلٌ مُجَعْمَسٌ وجُعامِيسٌ يَضَعُهُ بِمَرَّةٍ. وَقيل هُوَ الَّذِي يَضَعُه يابِسا.

والعَجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ، جَمِيعًا: الفرسُ الشديدةُ الخَلْقِ، الكَسْرُ لِقَيْسٍ، وَالْفَتْح لتميمٍ، وَلَا يقولونَه للْفرس الذّكر.

وناقة عِجْلِزَةٌ وعَجْلَزَةٌ: قوِيَّةٌ شديدةٌ وجَملٌ عِجْلِزٌ.

ورَمْلَةٌ عِجْلِزَةٌ: ضَخْمَةٌ صُلْبَةٌ، وكثيبٌ عِجْلِزٌ، كَذَلِك.

وعَجْلَزَ الكَثِيبُ: ضَخُمَ وصَلُبَ.

والزَّعْجَلَةُ: سُوءُ الخُلقُ.

والزَّعْبَجُ: سحابٌ رَقيقٌ، وليسَ بثَبْتٍ.

والعُجَلِطُ: اللَّبنُ الخاثِرُ الطَّيِّبُ وَهُوَ مَحذَوف من فُعالِلٍ، وليسَ فعلل فِيهِ وَلَا فِي غيه بأصْل.

والعَجْرَدُ والعُجارِدُ: ذكَرُ الرَّجُلِ.

والعَجْرَدُ والمُعَجْردُ: العُرْيانُ.

وشَجَرٌ عَجْرَدٌ ومُعَجْرَدٌ: عارٍ من وَرقِهِ.

والعَجْرَدُ: الْخَفِيف السَّرِيع.

وعَجْرَدٌ: اسمُ رَجُلِ من الحرُورِيَّةِ والعَجْرَدِيَّةُ من الحُرورِيَّةِ ضَرْبٌ يُنْسبُونَ إلَيْهِ.

والعَجْرَدُ: الغْليظُ الشديدُ، وناقة عَجْرَدٌ مِنْهُ. والعَدَرَّج: السَّرِيع الْخَفِيف.

وعَدَرَّجٌ: اسمٌ والعُرْجُودُ: أصْل العِزْقِ من التْمرِ والعنبِ حَتَّى يُقْطَعا.

ولَبَنٌ عُجَلدٌ: كَعُجَلط.

والجَعْدَلُ: البعيرُ الضَّخمُ.

وحمارٌ جَلْعَدٌ: غليظ.

وناقة جَلْعَدةٌ: شديدةٌ، وبَعِيرٌ جُلاعِدٌ كَذَلِك. وامرأةٌ جَلْعَدٌ: مُسِنَّةٌ كبيرةٌ.

والدَّعْلَجُ: الحمارُ.

والدعّلَج: ألْوَانُ الثِّيابِ. وَقيل: ألوان النباتِ. وَقيل: ضَرْبٌ من الجَوالِيقِ والخِرَجَةِ.

والدَّعْلَجَةُ: لعبة للصبيان يَخْتَلِفُونَ فِيهَا للجيئة والذهاب. قَالَ:

باتَت كِلابُ الحَيّ تَسْنَح بَيْنَنا ... يأكُلْنَ دَعْلجَةً ويَشْبَع من عَفَا

ذَكَر كثرَةَ اللَّحم. ويشبَع من عَفا: أَي ويَشْبَع من يأتِينا.

وَقد دَعْلَج الصّبْيانُ، ودَعلج الجُرَذ كَذَلِك.

والدَّعْلَجَة: الاخذ الْكثير. وَقيل: الأكْل بنَهْمَةٍ، وَبِه فسَّر بَعضهم: يأكُلْنَ دَعْلَجَةً.

وَقد سَمَّوا دَعْلَجا، وَمِنْه ابْن دَعْلَجٍ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْإِضَافَة إِلَى الثَّانِي لأنَّ تَعَرُّفَه إِنَّمَا هُوَ بِهِ كَمَا تقدم فِي ابْن كُرَاع.

والعُنْجُد: حَبُّ الْعِنَب.

والعَنْجَد والعُنْجُد رَدِيء الزَّبِيب، وَقيل نَوَاه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُنْجُدٌ والعُنْجَدُ: الزَّبِيب. وزَعَم ابنِ الاعرابي انه حَبُّ الزَّبيبِ وذُكِرَ عَن بعض الرُّواةِ أَن العُنْجُدَ - بضمّ الْجِيم -: الأسْوَدُ من الزَّبِيب. قَالَ: وَقَالَ غَيره: هُوَ العَنْجَد بِفَتْح الْعين وَالْجِيم.

وعُنْجَدٌ وعَنْجَدَة اسمان قَالَ:

يَا قوْمِ مَالِي لَا أحِبُّ عَنْجَدَهْ

وكُلُّ إنسانٍ يحِبُّ وَلَدَهُ

حُبَّ الحُباري ويَدِفُّ عَنَدَهْ

وجَنادِعُ الخَمْر: مَا نَزَا مِنْهَا عِنْد المَزْج.

والجُنْدُع: جُنْدَبٌ أسود لَهُ قرنانِ طويلان، وَهُوَ اضخم الجنادب. وكُلُّ جُنْدَبٍ، يُؤكَل إِلَّا الجُنْدُعَ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجُنْدُع جُنْدَبٌ صغيرٌ.

وجنادعُ الضَّبّ: دَوَابُّ أصْغَرُ مِنَ القِرْدَنِ تكون عِنْد جُحْرِهِ، فَإِذا بدتْ هِيَ عُلِمَ أَن الضَّب خَارج فَيُقَال حِينَئِذٍ: بدَتْ جَنادِعُه. ويُقال للشِّريِّر المُنتَظَرِ هَلاكُه: ظَهَرَتْ جَنادعُه وَالله جادِعُه، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُضربُ هَذَا مَثَلاً للرجل الَّذِي يَأْتِي عَنهُ الشَّر قبل أَن يُرَى.

والجُنْدُعَة من الرِّجال الَّذِي لَا خير فِيهِ وَلَا غَنَاء عِنْدَهُ، بالهاءِ عَنْ كرَاع، أنشَدَ سِيبَوَيْهٍ:

بَحَيٍّ نمَيريّ عَلَيهِ مَهابَةٌ ... جَميعٍ إِذا كَانَ اللئام جَنادِعا

وجُنْدُعٌ وذَاتُ الجنادِعِ جَمِيعًا: الداهِيَة.

ورجُلٌ جُنْدُعٌ قصيرٌ.

وجُنْدُعٌ: اسمٌ.

والجُعْدُبَة: الحَجاةُ والجبابَة، وَفِي حَدِيث عَمْرٍو انه قَالَ لمعاوية " لقد رأيْتُك يالعراق وَإِن أَمرك كَحُقّ الكُهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ ".

والجُعْدُبَة من الشَّيْء: الْمُجْتَمع مِنْهُ، عَن ثَعْلَب.

وجُعْدُبٌ وجُعْدُبَة: اسمان.

والجَمْعَدُ حِجَارَة مَجْمُوعَة، عَن كرَاع، وَالصَّحِيح الجَمْعَرَة.

والجَعْتَبَة: الحِرْصُ على الشَّيْء.

وجُعْتُبٌ: اسمٌ.

والجِعْظارُ والجِعْظارَةُ والجِعِنْظارُ كُلُّه: الْقصير الرّجْلَيْنِ الغَليظ الجِسْم. وَقيل: الجِعظارَة الْقَلِيل العَقْلِ. وَهُوَ أَيْضا الَّذِي يَنْتَفِج بِمَا عِنْده مَعَ قِصَرٍ، وَهُوَ الذَّي لَا يَألم رَأسُه. وَقيل: هُوَ الاكُول السَّيِّئ الخُلُقِ الَّذِي يَتَسخَّط عِنْد الطَّعَام.

والجَعْظَرِيُّ: الْقصير الرجلينِ الْعَظِيم الْجِسْم مَعَ قوةٍ وَشدَّة أكل. وَقَالَ ثَعْلَب: الجَعْظَرِيُّ المَتَكَبر الجافي عَن الموعظِة. وَقَالَ مرّة: هُوَ الْقصير الغليظ.

والجِنْعِيظ: الاكول. وَقيل: القصيرُ الرِّجْلَينِ الغليظُ الْجِسْم.

والحِنْعاظَةُ: الذَّي يَتَسَخَّط عِنْد الطَّعَام من سُوءِ خُلُقِه.

والجِنْعِظُ والجِنْعاظُ: الأحمقُ.

والجَعْمَظُ: الشَّحيحُ الشَّرِهُ المُتَّهَمُ. والمُعَذْلَجُ: الناعم.

وامرأةٌ مُعَذْلجَة: حَسَنَة الخَلْق ضخمةُ القَصَب.

وعَذْلجَهُ: أحسَنَ غِذَاءَهُ.

وغَلامٌ عُذْلُوجٌ: حَسَنُ الغِذَاءِ.

وعَيْشٌ عِذْلاجٌ: ناعمٌ.

وعَذْلَجَ السِّقاءَ: مَلأه. قَالَ أَبُو ذُؤيب:

لَهُ من كَسْبِهِنَّ مُعَذْلجاتٌ ... قَعائِدُ قَدْ مُلِئنَ من الوَشيقِ

وجَعْثرَ المتَاعَ: جَمعَه.

وثَعْجَرَ الشَّيءَ فاثْعَنْجَرَ: صَبَّه. وَقيل: المُثْعَنْجِرُ: السَّائلُ من الماءِ والدَّمْعِ.

وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ: مُمتْلِئَةٌ ثَريداً.

والعَثْجَلُ: الواسعُ الضَّخْمُ من الأوْعِيَةِ والأَسْقِيَةِ ونحوِها.

والعَثْجَلُ والعُثاجِلُ: العظيمُ البَطْنِ.

وعَثْجَلَ الرَّجُلُ: ثَقُلَ عَلَيْهِ النُّهوضُ من هَرَمٍ أَو عِلةٍ.

والعَثْنَجُ بتَخْفِيف النُّون: الثقيلُ من الْإِبِل.

والعَثَنَّج - بشدها -: الثقيلُ من الرّجال. وَقيل: الثقيل وَلم يُحَدَّ من أَي نوع، عَن كرَاع.

والجِعْثِنَةُ: اُروُمَةُ كل شجرةٍ تَبْقى على الشِّتاء وَالْجمع جِعْثِنُ، قَالَ:

تَقْفِزُ بِي الجِعْثِنُ يَا ... مُرَّةَ زِدْها قَعْبا

ويُرْوى: تُقَفِّزُ الجِعْثِنَ بِي، قَالَ أَبُو حنيفَة: الجِعْثِنُ: أصْلَ كلّ شجرةٍ إلاَّ شَجَرَة لَهَا خَشَبَةٌ، وانشد:

تَرَى الجِعْثِنَ العاميَّ تُذْرِى أُصُولَهُ ... مَناسِمُ أخفافِ المَطِيِّ الرَّوَاتِكِ

وفرسٌ مُجَعْثَنُ الخَلْقِ. شُبِّهَ بأصْل الشَّجرة فِي كُدْنَتِه وغِلَظِهِ، وَقَالَ: كانَ لَنا وهْوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ ... مُجَعْثنُ الخَلْقِ يَطيرُ زَغَبُهْ

ورجَلٌ جِعْثِنَةٌ: جَبانٌ ثًقِيلٌ عَن ابْن الاعرابي. وانشد:

فَيا فَتىً مَا قَتَلْتم غَيْرَ جِعْثِنَةٍ ... وَلَا عَنيفٍ بِكَرِّ الخَيل فِي الوَادى

وجِعْثِنَةُ: شاعرٌ معروفٌ، قَالَ ابنُ الاعرابي: هُوَ جِعْثِنَةُ بن جَواسٍ الربعِي.

وجِعْثِنُ: من أَسمَاء الرّشاءِ.

والجُعْثُومُ: الغُرْمُولُ الضَّخْمُ.

والجُعْثُمَةُ: اسمٌ.

والتَّجَعْثمُ: انْقباضُ الشَّيء ودخُولُ بعضه فِي بعض.

وَبَنُو جِعْثِمَةَ: حَي من الْيمن، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنْ ارْتجازَ الجِعْثَميَّاتِ وَسْطَهُمُ ... نَوَائحُ يَشْفَعْنَ البُكا بالازَاملِ

عَنى بالجِعْثَميَّاتِ قِسِيّاً منسوبةً إِلَى هَذَا الحَيِّ.

والعَرْجَلَةُ: القطعةُ من الخيلِ. وَقيل: الْجَمَاعَة مِنْهَا.

والعَرْجَلَة: الْجَمَاعَة من النَّاس. وَقيل: جماعةُ الرَّجَّالَة.

وخرجَ القَوْمُ عَرَاجِلَةً أَي مُشاةً.

والعَرْجَلَةُ: الجماعةُ من المَعْزِ عَن كرَاع.

والعُرْجُون: العِذْق عامَّةً. وَقيل: هُوَ العْذِقُ إِذا يَبِس واعْوَجَّ. وَقيل: هُوَ أصْل العِذَقِ وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ عود الكِباسَةِ، وَفِي التَّنْزِيل (حَتَّى عادَ كالعُرْجُونِ القديمِ) أَي عَاد القمَرُ من المَحَاقِ كالعُرْجُونِ الْقَدِيم فِي رِقَّتِه واعْوِجاجه وَقَول رؤْبَةَ:

فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعْرَجَنِ يَشْهَد بِكَوْنِ نونِ عُرْجُونٍ أصْلاً وَإِن كَانَ فِيهِ معنى الانْعِرَاج، فقد كَانَ الْقيَاس على هَذَا أَن تكون نون عرجونٍ زَائِدَة كزيادتها فِي زَيْتُونٍ، غير أَن بَيت رؤْبة هَذَا مَنَعَ من ذَلِك، وَاعْلَم انه أصْلٌ رباعي قريبٌ من لفظ الثلاثي كسِبَطْرٍ من سَبِطٍ ودِمَثْرٍ من دَمِثٍ، أَلا ترى انه لَيْسَ فِي الأفْعالِش فَعْلَنَ وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْأَسْمَاء نَحْو عَلْجَنٍ وخَلْبنٍ.

والعُرْجُون أَيْضا: ضَرْبٌ من الكَمْأةِ قَدْرُ شِبرٍ وَهُوَ طَيَّبٌ مَا دَام غَضّاً، وَقَالَ ثَعْلَب: العُرجون كالفُطْرِ يَيْبَس، وَهُوَ مستدير قَالَ:

لَتَشْبَعَنَّ العامَ إِن شَيْءٌ شَبِعْ ... منَ العَرَاجِينِ ومِنْ فَسْوِ الضَّبُعْ

وعَرْجَنَ الثَّوْبَ صَوَّر فِيهِ صُوَرَ العَرَاجِينِ. قَالَ رؤبة:

فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ

وعَرْجَنَهُ بالعَصَا: ضَرَبَه.

والعَنْجَرَة: الْمَرْأَة الجرِيئَة.

والعُنْجُورَة: غِلاف القارُورَةِ.

وعُنْجُورَة: اسْم رَجُلٍ كَانَ إِذا قيل لَهُ: عَنْجِرْيا عُنْجُورَة غَضِب.

والجَنْعَر: الْقصير من الرِّجَال.

واجْرَعَنَّ الرجُل: صُرِعَ عَن دَابَّتِهِ.

وضربه حَتَّى اجرَعَنَّ وارْجَعَنّ أَي انْبَسطَ.

وارْجَعَنَّ الشَّيء كارْجَحَنَّ، وَقَالَ اللحياني: ضَربَه فارْجَعَنَّ أَي اضْطجع وَألقى بِنَفسِهِ، وَفِي الْمثل " إِذا ارْجَعَنَّ شاصياً فارْفَعْ يَداً " يُقَال ذَلِك للرجل يُقَاتل الرجل. يَقُول: إِذا غَلَبْتَه فاضْطَجع َ، ووَقَعَ ورَفَعَ رِجْلَيْهِ فَكُفَّ يَدَكَ عَنه. وانشد اللحياني:

فلمَّا ارْجَعَنُّوا واسْترَيْنا خِيارَهُم ... وصَاروا جَمِيعًا فِي الحَديِد مُكَلَّدَا

أَي فَلمَّا اضْطَجَعُوا وغُلِبُوا. وَحمل مُكَلَّداً على لَفْظِ جَميعٍ لِأَن لفظَه مُفْرَدٌ وَإِن كَانَ الْمَعْنى وَاحِدًا. والعَجْرَفَة والعَجْرَفيَّة: الجَفْوَة فِي الْكَلَام والخُرْق فِي العَمَل، والسُّرْعَة فِي الْمَشْي، وَقيل: العَجْرفِيَّة: أَن تَأْخُذ الْإِبِل السّير بِخُرْقٍ: إِذا كلَّت، قَالَ أُميَّة بن بِي عَائِذ:

ومِنْ سَيْرِها العَنَقُ المَسْبَطِرُّ ... والعَجْرَفيَّة بعْدَ الكَلالِ

وعَجْرَفِيَّة ضَبَّةَ أرَاها تَقَعُّرَهُمْ فِي الْكَلَام.

وجَملٌ عَجْرَفي: لَا يَقْصِد فِي مَشيِه من نشاطه، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَقد عَجْرَفَ وتَعَجَرفَ.

والعَجْرَفَة: ركُوبُك الأمْرَ لَا تُرَوّى فِيهِ وَقد تَعَجْرَفَه.

وعَجارِيفُ الدَّهْرِ: حَوادِثُه، وَاحِدهَا عُجْروفٌ.

والعُجْروفُ: دويبّةٌ ذَات قوائمَ طِوَالٍ. وَقيل هِيَ النَّمْل ذُو قَوَائِم.

والعَرْفَج والعِرْفج: ضَرْبٌ من النَّبَات سَهْلِي سريع الاتِّقاد، واحدته عَرْفَجَة. وَقيل: العَرْفَجُ: من شَجرِ الصَّيْفِ، وَهُوَ لِّينٌ أغْبر لَهُ ثمرةٌ خشناء كالحَسَكِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة عَن أبي زِيَاد: العَرْفَج طيِّب الرّيحِ أغبر إِلَى الخضرة، وَله زهرةٌ صفراء، وَلَيْسَ لَهُ حَب وَلَا شَوْكٌ قَالَ: واخبرني بعض الاعْرَابِ أَن العَرْفَجَة أصْلُها واسعٌ يَأْخُذ قِطْعَة من الأرضِ تَنْبُت لَهَا قُضْبانٌ كثرةٌ بِقدر الأصْل وَلَيْسَ لَهَا وَرقٌ بِهِ بالٌ إِنَّمَا هِيَ عيدانٌ دِقاقٌ وَفِي اطرافها زَمَعٌ، يَظْهَر فِي رؤوسِها شيءٌ كالشَّعَرَ أصفر. قَالَ: وَعَن الاعرابِ القُدُم: العَرْفَجُ مثل قُعِدْةَ الْإِنْسَان يَبْيضُّ إِذا يَبِس، وَله ثمَرةٌ صفراء، والإبلُ وَالْغنم تاكلُه رطبا ويابسا، ولهبُه شَدِيد الحمرَةِ، ويُبالَغ بحُمْرِته فَيُقَال: كَأَن لحْيَتَه ضِرام عَرْفجةٍ. وَمن امثالهم " كمنِّ الغَيْثِ على العرفجةِ " أَي أَصَابَهَا وَهِي يابسة فاخضرتْ، قَالَ أَبُو زيد: يُقَال ذَلِك لمن أحسنْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَك: أتمُنُّ عليَّ.

والجَعْفَرُ: النَّهْرُ عامَّةً، حَكَاهُ ابْن جني وَأنْشد:

إِلَى بلَدٍ لابَقَّ فِيهِ وَلَا أَذَى ... وَلَا نَبَطيَّاتٍ يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا

وَقيل الجعْفَر: الْكَبِير الْوَاسِع، وَبِه سميَ الرَّجل.

والعَبَنْجَر: الغليظ.

والجَعَبر: القَعْب الغليظ الَّذِي لم يُحْكَمْ نَحته. والجَعْبَرَةُ والجَعْبَرِيَّةُ: القصيرةُ الدَّميمةُ ورجلٌ جَعْبرٌ وجَعْبَرِيٌّ: قصيرٌ متداخلٌ. وَقَالَ يعقوبُ: قصيرٌ غليظٌ.

وضَرَبَه فَجَعْبرَه: أَي صَرَعَه.

والجَرْعَبُ: الجافِي.

والجَرْعَبِيبُ: الغليظُ.

وداهيةٌ جَرْعَبِيبٌ: شديدةٌ.

والعُجْرُمَةُ والعجْرمَةُ: شجرةٌ من العِضَاه غليظةٌ عظيمةٌ لَهَا عَقْدٌ كَعَقْدِ الكِعابِ تُتَّخذ مِنْهَا القِسي. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُجْرُمَةُ والنَّشَمةُ شَيْءٌ واحدٌ. وَالْجمع عُجْرُمٌ وعِجْرِمٌ، قَالَ العَجَّاجُ وَوصف المَطايا.

نَوَاحِلاً مِثْلَ قِسِيّ العُجْرُمِ

وَهِي العُجْرُومَة، وعَجْرَمَتُها: غِلَظُ عُقَدِها. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المُعَجْرَمُ: الْقَضِيب الكثيرُ العُقَدِ، فكلُّ مُعَقَّدِ: مُعَجْرَمٌ.

والعُجْرُمُ: دُويْبَّةٌ صلبة كَأَنَّهَا مَقْطُوطَةٌ تكون فِي الشجَرِ وتأكل الْحَشِيش.

والعَجارِيمُ من الدابَّةِ: مُجْتَمَعُ عُقَدِ مَا بَين فَخذيهِ وأصْلِ ذَكَرِه.

والعُجْرُمُ: أصْلُ الذَّكَرِ.

والعُجارِمُ: الذَّكَرُ. وَقيل أصْلُه، وَقد يُوصَف بِهِ.

وذَكَرٌ مُعَجْرَمٌ: غليظٌ الأصْل. قَالَ رؤبة:

يُنْبِي لِشَرْخَيْ رَحْلِهِ مُعضجْرِمُهْ ... كأَّنما يَسْقِيهِ حادٍ يَنْهِمُهْ

ومُعَجَرْمُ الْبَعِير: سنامُه.

والعَجْرَمَةُ: مَشىٌ فِيهِ شدَّةٌ وتقارُبٌ، وَقَالَ رجل من بني ضَبَّةَ يَوْم الجَمَل:

هَذَا عَليٌّ ذُو لَظًى وهمْهَمَهْ يُعَجْرَمُ المَشْيَ إليْنا عَجْرَمَهْ

كاللَّيثِ يَحمي شبْلَهُ فِي الأجمَهْ

ورجلٌ عَجْرَمٌ وعُجْرُمٌ وعُجارِمٌ: شديدٌ.

والعِجْرِمُ: الرَّجُلُ القصيرُ الغليظُ الشَّديدُ.

وبعير عَجْرَمٌ: شديدٌ.

وَقيل: كُلُّ شَدِيدٍ عَجْرَمٌ.

والعَجْرَمةُ من الْإِبِل: مائَة أَو مِائَتَيْنِ. وَقيل: مَا بَين الْخمسين إِلَى الْمِائَة.

وعُجْرُمَةُ: اسمُ رَجُلٍ والجَعْمَرَةُ أَن يجْمَعَ الحِمارُ نفْسَه وجَرَاميزَه ثُمَّ يَحْمِل على العانَةِ أَو على الشَّيْء إِذا أَرَادَ كَدْمَهُ.

والجَمْعَرَةُ: الأرضُ الغليظةُ المرتفعةُ.

والعُنَجُلُ: الشَّيخ إِذا انحسَرَ لحمُه وبَدَتْ عِظامُه.

والعُنْجُولُ: دُوَيْبَّةٌ. قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا اقف على حقيقةِ صِفَتِها.

والعَفَنْجَلُ: الثقيل الهَذِرُ الكثيرُ فُضُولِ الْكَلَام.

وجَعْفَلَهُ: صَرَعَهُ.

والجَلَنْفَعُ: المُسِنُّ، أكْثرُ مَا يُوصف بِهِ الإناثُ.

وخطب رجل امْرَأَة إِلَى نَفسهَا، وَكَانَت امْرَأَة بَرْزَةً قد انْكَشَفَ وَجههَا وَأرْسلت فَقَالَت: إِن سَأَلت عني بني فلَان أُنْبِئْتَ عني بِمَا يَسُرُّكَ: وَبَنُو فلانٍ يُنْبِئُونكَ بِمَا يَزِيدُكَ فيَّ رَغْبَةً وَعند بني فلَان مني خُبْرٌ، فَقَالَ الرجُلُ: وَمَا عِلمُ كل هَؤُلَاءِ بك؟ قَالَت: فِي كُل قد نَكْحْتُ. قَالَ: يَا ابْنة أم اراك جَلَنْفَعَةً قد خَزَّمَتْها الخَزَائِمُ. قَالَت: كلا. وَلَكِنِّي جَوَّالَةٌ بالرَّحْلِ عَنْتَرِيسٌ.

والجَلَنْفَعُ من الْإِبِل: الغليظُ التَّامُّ الشديدُ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، قَالَ:

أَيْن الشِّظاظانِ وأيْنَ المِرْبَعَهْ ... وأيْنَ وَسْقُ الناقَةِ الجَلَنْفَعَهْ على أَن الجَلَفْنَعةَ هُنَا قد تكونُ المُسِنَّةَ، وَقد قيل: ناقةٌ جَلَفْنَعٌ، بِغَيْر هَاء.

والجَلَفْنْعُ: الضَّخْمُ الواسعُ قَالَ:

عَبْديَّة أمَّا القَراَ فَمُضَبَّرٌ ... مِنْها وَأما دَفُّها فَجْلَنْفَعُ

وَقيل: الجَلَنْفَعُ: الواسعُ الجَوْفِ. وَقيل: الجَلَنْفَعُ: الجَسِيمُ الضَّخْمُ الغليظ إنْ كَانَ سَمْجا أَو غيرَ سَمجٍ.

وَلَثةٌ جَلَفْنَعَةٌ: كثيرةُ اللحمِ. وَقيل: إِنَّمَا هُوَ عَلَى التَّشْبِيه، وأُرَى أَن كرَاع حكى القافَ مَكَان الفاءِ فِي الجَلَنْفَعِ، ولستُ مِنْهُ على ثِقَة.

والجَلْعَب والجَلْعَباءُ والجَلَعْبى والجِلْعابَة كلُّه: الجافي الشِّرّيرُ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَهِي من الْإِبِل مَا طَال فِي هَوَجٍ وعَجْرَفِيَّةٍ.

ورَجْلٌ جَلْعَبَي العَيْنِ: شَدِيد الْبَصَر وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

والجَلْعَباةُ: النَّاقةُ الشَّديدةُ فِي كل شَيْء.

واجْلَعَبَّت الإبلُ: جدَّتْ فِي السَّير.

والمجْلَعِبُّ: الْمَاضِي الشِّرّيرُ. والمجلَعِبُّ: المُضْطَجعُ، فَهُوَ ضِدُّ.

واجْلَعَبَّ الفرَسُ: امْتَدَّ مَعَ الاض. وَمِنْه قَول الاعرابي يصِفُ فَرَسا: وَإِذا قِيد اجْلَعَبَّ.

وسَيْلٌ مُجْلَعِبٌّ: كَثِيرُ القَمْشِ.

والعَلْجَمُ: الغَدِيرُ الْكثير المَاء.

والعُلْجُومُ: الماءُ الغَمْرُ الكثيرُ، قَالَ ابْن مقبل:

وأظْهَرَ فِي غُلاَّنِ رَقْدٍ وَسَيْلُهُ ... عَلاجِيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ

والعُلْجُومُ: الضّفْدَعُ عَامَّة. وَقيل: هُوَ الذكَرُ مِنْهَا. وَقيل: البَطُّ الذَّكَرُ. وعمَّ بِهِ بعضُهم ذَكَرَ البط وأُنثاه.

والعُلْجُمُ والعُلْجُومُ جَمِيعًا: الشديدُ السَّواد.

والعُلْجُومُ: الظُّلمة المُتراكمةُ. والعُلْجُومُ: الاتانُ الكثيرةُ اللَّحمِ.

والعَلاجِيمُ من الظِّباءِ: الوادِقَةُ المُرِيدَةُ للسِّفادِ وَاحِدهَا عُلْجُومٌ.

والعَلاجِيمُ: الطِّوَالُ قَالَ أَبُو ذُيب:

إِذا مَا الخَلاجِيمُ العَلاجيمُ نَكَّلُوا ... وطالَ عَلَيْهِم ضَرْسُها وسُعارُها

وأرَاد الخلاجمَ فاشْبَع الكَسْرَة فنشأتْ بعْدهَا ياءٌ.

والعُلْجُومُ: الجماعةُ من النَّاسِ.

والمُعَمْلَجُ - عَن كُراع - الَّذِي فِي خُلُقِه خَبْلٌ واضْطِرَابٌ. وَهِي بالغين الْمُعْجَمَة اكثر.

والجُمَعْلِيلَةُ: الضَّبُعُ.

والعُنْجُفُ والعُنْجُوفُ، جَمِيعًا: اليابسُ من هُزالِ أَو مَرَض.

والعُنْجُوفُ: القصيرُ المُتَدَاخِلُ الخَلْقِ، ورُبما وُصِفَتْ بِهِ العجوزُ.

والعُنْبُجُ: الثقيلُ من النَّاس. وَقيل: هُوَ الضَّخْمُ الرِّخْوُ من كل شَيْء، وَأكْثر مَا يُوصف بِهِ الضِّبْعان.

سبح

(سبح) قَالَ سُبْحَانَ الله وَالله وَله نزهه وقدسه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {سبح لله مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} و {كي نسبحك كثيرا}
(سبح)
بالنهر وَفِيه سبحا وسباحة عَام وَالْفرس مد يَدَيْهِ فِي الجري فَهُوَ سابح وسبوح والنجوم جرت فِي الْفلك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كل فِي فلك يسبحون} وَفُلَان فِي الأَرْض تبَاعد وحفر وتقلب متصرفا فِي معاشه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن لَك فِي النَّهَار سبحا طَويلا} وَفِي الْكَلَام أَكثر
سبح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر اللَّه تَعَالَى فَقَالَ: حجابه النُّور لَو كَشفَه لأحرقتْ سُبُحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره. يُقَال فِي السبُّحة: إِنَّهَا جلال وَجهه ونوره. وَمِنْه قيل: سُبْحَانَ الله 88 / الف إِنَّمَا هُوَ / تَعْظِيم اللَّه وتنزيهه وهَذَا الْحَرْف قَوْله: سُبُحات وَجهه لم نَسْمَعهُ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. 
(س ب ح) : (سُبْحَانَ اللَّهِ) عَلَمٌ لِلتَّسْبِيحِ لَا يُصْرَفُ وَلَا يَتَصَرَّفُ وَإِنَّمَا يَكُونُ مَنْصُوبًا عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ (وَقَوْلُهُمْ) سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك مَعْنَاهُ سَبَّحْتُكَ بِجَمِيعِ آلَائِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُك وَسَبَّحَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَسَبَّحَ اللَّهَ نَزَّهَهُ (وَالسُّبُّوحُ) الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَسَبَّحَ بِمَعْنَى صَلَّى وَفِي التَّنْزِيلِ {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] قِيلَ مِنْ الْمُصَلِّينَ (وَالسُّبْحَةُ) النَّافِلَةُ لِأَنَّهَا مُسَبَّحٌ فِيهَا.
س ب ح

سبحت الله وسبحت له، وهو السبوح القدوس، وكثرت تسبيحاته وتسابيحه. وقضى سبحته: صلاته، وسبح: صلّى " فلولا أنه كان من المسبحين " وصلّى المكتوبة والسبحة أي النافلة. وفي يده السبح يسبح بها. وتعلم الرماية والسباحة.

ومن المجاز: فرس سابح وسبوح، وخيل سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح وسبح. والنجوم تسبح في الفلك، ونجوم سوابح. وسبح ذكرك مسابح الشمس والقمر. وفلان يسبح النهار كله في طلب المعاش. وسبحان من فلان: تعجب منه. قال الأعشى:

أقول لما جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر

وأسألك بسبحات وجهك الكريم بما تسبح به من دلائل عظمتك وجلالك. وأشار إليه بالمسبحة والسباحة.
سبح قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن طُلُوعهَا وشروقها إِنَّمَا [هُوَ -] تِلْكَ السَّاعَة للموتى دون الْأَحْيَاء يَقُول: إِذا ارْتَفَعت عَن الْحِيطَان فَظَنَنْت أَنَّهَا قد غَابَتْ فَإِذا خرجت إِلَى الْمَقَابِر رَأَيْتهَا هُنَاكَ. وَأما التَّفْسِير الآخر فَإِنَّهُ عَن غَيره قَالَ: هُوَ أَن يغص الْإِنْسَان بريقه وَأَن يشرق بِهِ عِنْد الْمَوْت فَأَرَادَ أَنهم كَانُوا يصلونَ الْجُمُعَة وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من نفس هَذَا الَّذِي قد شَرق بريقه. وَفِي غير هَذَا الحَدِيث زِيَادَة لَيست فِي هَذَا عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي تَأْخِير الصَّلَاة مثل ذَلِك إِلَّا أَنه لم يذكر شَرق الْمَوْتَى وَزَاد فِيهِ: فصلوا فِي بُيُوتكُمْ للْوَقْت الَّذِي تعرفُون وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة.

سبح


سَبَحَ(n. ac. سَبْح
سِبَاْحَة)
a. Swam.
b.(n. ac. سَبْح), Travelled far; spread.
c. [Fī], Was profuse in (speech); dug
burrowed in ( the ground ), was slow in (
affair ).
d. Was quiet, still; rested; slept.

سَبَّحَ
a. [acc.
or
La], Praised, glorified, magnified, extolled (
God ).
أَسْبَحَa. Made to swim; made to float, set adrift.

سَبْحَةa. Garment of skins.

سُبْحَة
(pl.
سُبَح)
a. Bead ( of a rosary containing 99 beads ).
b. Prayer, praise; a supererogatory prayer.

مَسْبَحa. Swimming-bath.

مِسْبَحَة
(pl.
مَسَاْبِحُ)
a. Rosary, chaplet.

سَاْبِح
(pl.
سُبَّح
سُبُوْح
سُبَّاْح سُبَحَآءُ
& reg. )
a. Swimmer.
b. Fleet, swift.

سَاْبِحَة
(pl.
سَوَاْبِحُ)
a. Fem. of
سَاْبِحb. ( pl.
reg: ), Ships; stars.
سِبَاْحَةa. Swimming, natation.

سَبُوْحa. Swift.

سَبُّوْحa. Allperfect, all-pure.

سَوَاْبِحُa. Fleet horses, steeds, coursers.

مُسَبِّحَة
a. Fore-finger, index.

سُبْحَان اللَّه
a. Glory be to God! Praise be to God!

تَسْبِيْح
a. Praising, glorifying (God).
تَسْبِحَة (pl.
تَسَاْبِيْح)
a. Hymn, canticle.
سبح
السَّبْحُ: الفَرَاغُ، في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالى: " إِنَّ لَكَ في النَّهار سَبْحاً طَويلاً ". وسَبَحْتُ: رَقَدْتُ. وسُبْحَانَ الله: تَنْزِيهٌ عن كُلِّ ما لا يَنْبَغِي أنْ يُوْصَفَ به تَبَارَكَ وتعالى، على مَعْنَى: تَسْبِيْحاً. والسُّبُّوحُ: اللهُ عزَّ وجلَّ. وقال النَّضْرُ: سُبْحَانَ اللهِ: هو السُّرْعَةُ إليه والخِفَّةُ في طاعَتِهِ. والتَّسْبِيحُ: الاسْتِثْتَاء. في قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: " ألَمْ أقُلْ لكم لَوْلاَ تُسَبِّحُوْنَ " والسُّبْحَةُ: الخَرَزَةُ التي يُسَبِّحُ النّاسُ بِعَدَدِها. وقد يكونُ التَّسْبِيْحُ: بمعنى الصَّلاةِ. والسُّبْحَةُ من الصَّلاةِ: التَّطَوُّعُ. والسَّبْحُ: مَصْدرٌ كالسِّباحَةِ. والسّابحُ من الخَيْلِ: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْنِ في الجَرْيِ. والنُّجُوْمُ تَسْبَحُ في الفَلَكِ. والسِّبَاحُ: كالسِّمَاحِ، وهي بُيُوْتٌ من أدَمٍ، وقيل: هو شِبْهُ نِطَعٍ يُجْلَسُ عليه الصَّبِيُّ الرَّضِيْعُ. والسُّبْحَةُ: الرَّهْطُ التي تَلْبَسُه المَرْأةُ أيّامَ حَيْضْها، وجَمْعُها: سِبَاحٌ. ويُقال للنَّفْسِ: سُبْحانٌ، يُقال: أنْتَ أعْلَمُ بما في سُبْحَانِكَ. وهو - أيضاً -: العَجَبُ.
س ب ح: (السِّبَاحَةُ) بِالْكَسْرِ الْعَوْمُ وَقَدْ (سَبَحَ) يَسْبَحُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا. وَ (السَّبْحُ) الْفَرَاغُ. وَالسَّبْحُ أَيْضًا التَّصَرُّفُ فِي الْمَعَاشِ وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] أَيْ فَرَاغًا طَوِيلًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مُتَقَلَّبًا طَوِيلًا وَقِيلَ هُوَ الْفَرَاغُ وَالْمَجِيءُ وَالذَّهَابُ. وَ (السُّبْحَةُ) خَرَزَاتٌ يُسَبَّحُ بِهَا. وَهِيَ أَيْضًا التَّطَوُّعُ مِنَ الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ تَقُولُ مِنْهُ قَضَيْتُ سُبْحَتِي. وَالتَّسْبِيحُ التَّنْزِيهُ. وَ (سُبْحَانَ) اللَّهِ مَعْنَاهُ التَّنْزِيهُ لِلَّهِ وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ كَأَنَّهُ قَالَ: أُبَرِّئُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ بَرَاءَةً. وَ (سُبُحَاتُ) وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى بِضَمَّتَيْنِ جَلَالَتُهُ. وَ (سُبُّوحٌ) مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فَعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الْأَوَّلِ إِلَّا السُّبُّوحَ وَالْقُدُّوسَ فَإِنَّ الضَّمَّ فِيهِمَا أَكْثَرُ وَكَذَلِكَ الذُّرُّوحُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ بِالضَّمِّ وَقَدْ مَرَّ فِي [ذ ر ح] . 
[سبح] السِباحَةُ: العَوْمُ . والسَبْحُ: الفَراغُ. والسَبْح: التَصَرُّفُ في المَعاش. قال قتادة في قوله تعالى: (إنَّ لَكَ في النَهارِ سَبْحاً طَويلاً) : أي فَراغاً طويلاً. وقال أبو عبيدة: منقلبا طويلا. وقال المؤرج: هو الفَراغُ، والجِيئَةُ والذَهاب. وسَبْحُ الفَرَس: جَرْيُه. وهو فرسٌ سابحٌ. والسُبْحَةُ بالضم: خَرَزاتٌ يُسَبَّحُ بها. والسُبْحَةُ أيضاً: التَطوُّع من الذِكر والصلاة. تقول: قضيت سُبْحَتي. روي أن عمر رضي الله عنه جَلَد رجلين سَبَّحا بعد العصر، أي صلَّيا. والتَسْبيح: التنزيه. وسُبْحانَ الله، معناه التنزيه لله، نُصب على المصدر كأنَّه قال: أُبرِّئُ الله من السُّوءِ بَراءةً. والعرب تقول: سُبْحان مِنْ كذا، إذا تعجبت منه. قال الاعشى: أقول لَمَّا جاَءني فَخْرُهُ * سُبْحانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفاخِر يقول: العَجَبُ منه إذ يفخر. وإنما لم ينون لانه معرفة عندهم، وفيه شبه التأنيث، وقولهم: سبحات وجه ربِّنا، بضم السين والباء، أي جلالته. وسُبُّوحٌ من صفات الله، قال ثعلب: كل اسم على " فعول " فهو مفتوح الاول، إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر. وكذلك الذروح. وقال سيبويه: ليس في الكلام فعول بواحدة. وسبوحة، بضم السين مخففة الباء: البلد الحرام، ويقال واد بعرفات. وقال يصف نوق الحجيج: خوارج من نعمان أو من سبوحة * إلى البيت أو يخرجن من نجد كبكب
سبح: سبح. والعامة تقول: سبح الرجل في الأمر أي اتسع وتمادى (محيط المحيط) فهو إذا مثل: سبح في الكلام، في الفصيح، أي أكثر فيه.
سبح قلبه، أحس كأنه سقط من الرعب (محيط المحيط).
سبح الماء على الأرض: سال واسترسل (محيط المحيط).
سبح: منع الحربة والسهم والضربة بالتصدي لها وإيقافها (قصة عنتر ص47، 67).
سَبَّح (بالتشديد) جعله يسبح (معجم البلاذري) سبح: صلوات للقديسين وللعذراء (بوشر).
عيد السبح: أحد الشعانين، يوم السباسب (باين سميث 1639).
سبح: سمك في بحر عمان، طولع نحو ذراع، ووجهه كالبومة، وهو يطير فوق الماء وذلك لحسن حظه، فهناك سمك آخر اسمه العنقريس يفترسه ويبتلعه إذا سقط في الماء (الادريسي ج1 فصل 7).
سُبْحَةَ: خرزات لِلعب (محيط المحيط). سُبُوح. ويقال: نعامة سبوح (ديوان الهذليين عند فليشر ملاحظات في اللغة العربية 4: 1288 سبيّح: كثير السباحة سّباح (بوشر).
سابِحَة وجمعها سَوِابح: جنازة، مأتم، النياحة عند دفن الميت (ألكالا) وهي مرادف. تسبيح وجمعها تسابيح: نشيد، ترتيل (بوشر) وهو لحن فرح على إيقاع طويل مؤثر يرتله الفقهاء (صفة مصر 14: 209).
تسبيح: أذان نصف الليل (محيط المحيط) والتسبيح عند النصارى: صلاة السحر (ألكالا، ألف ليلة 1: 201).
تسبيخ: سُبْحة، مِسبحة (ألكالا، همبرت ص156، هلو، ألف ليلة 1: 500) وفيها تسبيح بالجيم بدل الحاء وهو خطأ.
رأس التسبيح: سبحة من الأقراص يحسب بها ويعد (الكالا).
تسبيحة: ترتيلة، أنشودة (بوشر).
مِسْبَحَة (وهذا الضبط بالشكل عند همبرت): سُبْحة وجمعها مسابح (بوشر، همبرت ص156، المقري 1: 5) (وفيه مُسَّبِحَة وهو ضبط ليس بالجيد) (ألف ليلة برسل 7: 16).
(سبح) - قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فىِ النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً}
قال الأثْرم: أي مُتَقلَّبا، من قَولِهم: فَرسٌ سابحٌ؛ إذا كان حَسَن مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْى.
- ومنه حديث المِقْداد: "إِنَّه كان يوم بَدْرٍ على فَرَس يقال له: سَبْحة"
يُشَبَّه بالسَّابحِ في الماءِ.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هو الصِّحَّة، والفَراغ وقيل: نَوْماً. وسَبَح: أي رَقَد. قاله الجَبَّان، فيكون معناه: إذا صلّيتَ بالَّليل وسَهِرتَ. فإنَّ لك في النهار أن تَرقُدَ إن شِئْتَ.
- في دعاء السُّجود: "سُبُّوحٌ"
: أي مُنَزَّه بمعنى المُسَبّح، جاء بلفظ "فُعُّولٍ" مِن سَبَّحْتُ. والسَّماع بالضّم، والقِياسُ الفَتْح: "وسُبْحان الله"
قائمٌ مقام الفعل: أي أُسَبِّحهُ، وسَبّحتُ: أي لفظتُ بسُبْحان الله. وقيل: معنى "سُبحانَ اللَّهِ": التَّسَرُّع إليه والخِفَّةُ في طاعته، من قولهم: فرسٌ سابحٌ. وحُكِى عن النَّضْر بن شُمَيْل أن معناه: السُّرعة إلى هذه اللَّفْظَةِ؛ لأنّ الإنسان يبدأُ فيقول: سُبْحان الله.
وزَعَم أنه سَأَلَ في المنام عن هذا ففُسِّر له هكذا. - في الحديث: "حجابهُ النُّور أو النَّار، ولو كَشَفها لأحرقت سُبُحاتُ وجهه، كُلَّ شىء أَدْرَكه بَصَرهُ"
حُكِي عن النَّضْر أيضاً أن معناه: لو كشفها لأحرقت - يعني النَّارَ، والعِياذُ بالله - كُلَّ شيءٍ [أدركَه] بَصرُه.
فمعنى "سُبُحاتِ وَجْهه": سُبحانَ وَجْهه، وعائِذٌ بوجهِهِ، فَسُبُحات وَجْهِه اعْتِراضٌ بَينْ الفِعْل والمَفْعُول، كما تقول: لو دَخَل المَلِكُ البَلدَ لقَتَل - والعِياذُ بالله - كُلَّ مَن في البلد، هذا معنى كَلامِه، والمفهوم منه.
وقيل معناه: تَنْزيهٌ له؛ أي سُبْحان وَجْهه. وقيل: سُبُحات الله تَعالَى: جَلَالُه وعَظَمَتُه، وقيل: أَضْواء وَجْهه.
وقيل: سُبُحَات وَجْهِه: مَحاسِنهُ؛ لأنَّك إذا رأيتَه قُلْت: سُبْحانَ الله.
س ب ح : التَّسْبِيحُ التَّقْدِيسُ وَالتَّنْزِيهُ يُقَالُ سَبَّحْتُ اللَّهَ أَيْ نَزَّهْتُهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَاحِدُونَ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ يُقَالُ فُلَانٌ يُسَبِّحُ اللَّهَ أَيْ يَذْكُرُهُ بِأَسْمَائِهِ نَحْوُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَهُوَ يُسَبِّحُ أَيْ يُصَلِّي السُّبْحَةَ فَرِيضَةً كَانَتْ أَوْ نَافِلَةً وَيُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ أَيْ يُصَلِّي النَّافِلَةَ وَسُبْحَةُ الضُّحَى.
وَمِنْهُ {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 143] أَيْ مِنْ الْمُصَلِّينَ وَسُمِّيَتْ الصَّلَاةُ ذِكْرًا لِاشْتِمَالِهَا عَلَيْهِ وَمِنْهُ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} [الروم: 17] أَيْ اُذْكُرُوا اللَّهَ وَيَكُونُ بِمَعْنَى التَّحْمِيدِ نَحْوُ {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف: 13] وَسُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ أَيْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَيَكُونَ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ وَالتَّعْظِيمِ لِمَا اشْتَمَلَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ نَحْوُ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا} [الإسراء: 1] إذْ فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنْ الْفِعْلِ الَّذِي خَصَّ عَبْدَهُ بِهِ وَمَعْنَى التَّعْظِيمِ بِكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} [القلم: 28] أَيْ لَوْلَا تَسْتَثْنُونَ قِيلَ كَانَ اسْتِثْنَاؤُهُمْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَقِيلَ إنْ شَاءَ اللَّهُ لِأَنَّهُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى.

وَالْمُسَبِّحَةُ الْإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ التَّسْبِيح
لِأَنَّهَا كَالذَّاكِرَةِ حِينَ الْإِشَارَة بِهَا إلَى إثْبَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَالسُّبُحَاتُ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ جَلَالُ اللَّهِ وَعَظَمَتُهُ وَنُورُهُ وَبَهَاؤُهُ وَالسُّبْحَةُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَةٌ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَالسُّبْحَةُ الَّتِي يُسَبَّحُ بِهَا وَهُوَ يَقْتَضِي كَوْنَهَا عَرَبِيَّةً وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ وَجَمْعُهَا سُبَحٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمُسَبِّحَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ذَلِكَ مَجَازًا وَهِيَ الْإِصْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالْوُسْطَى وَهُوَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ بِضَمِّ الْأَوَّلِ أَيْ مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَعَيْبٍ قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعُّولٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ إلَّا سُبُّوحٌ وَقُدُّوسٌ وَذُرُّوحٌ وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ حَمْرَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِسَوَادٍ تَطِيرُ وَهِيَ مِنْ السُّمُومِ وَفَتْحُ الْفَاءِ فِي الثَّلَاثَةِ لُغَةٌ عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ وَكَذَلِكَ سَتُّوقٌ وَهُوَ الزَّيْفُ وَفُلُّوقٌ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْخَوْخِ يَتَفَلَّقُ عَنْ نَوَاهُ لَكِنَّهُمَا بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ وَتَقُولُ الْعَرَبُ سُبْحَانَ مِنْ كَذَا أَيْ مَا أَبْعَدَهُ قَالَ 
سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ
وَقَالَ قَوْمٌ مَعْنَاهُ عَجَبًا لَهُ أَنْ يَفْتَخِرَ وَيَتَبَجَّحَ وَسَبَّحْتُ تَسْبِيحًا إذَا قُلْتَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَلَمٌ عَلَى التَّسْبِيحِ وَمَعْنَاهُ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْ كُلِّ سُوءٍ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ لِجُمُودِهِ.

وَسَبَحَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ سَبْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَالِاسْمُ السِّبَاحَةُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ سَابِحٌ وَسَبَّاحٌ مُبَالَغَةٌ وَسَبَحَ فِي حَوَائِجِهِ تَصَرَّفَ فِيهَا. 
[سبح] فيه تكرر ذكر التسبيح وأصله التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص، سبحته تسبيحا وسبحانا، ومعنى سبحان الله تنزيه الله، نصب على المصدر بمحذوف أي أبرئ الله من السوء براءة، وقيل: التسرع إليه والخفة في طاعته، أو السرعة إلى هذه اللفظة، وقد يطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتمجيد والتحميد وغيرهما، وقد يطلق على صلاة التطوع، ويقال للذكر وصلاة النافلة سبحة أيضا، وهى من التسبيح كالسخرة من التسخير، وخصت النافلة بهاتخرج بسهولة، أو الملائكة تسبح بين السماء والأرض. نه: "سبحة" اسم فرس، من فرس سابح أي حسن مد اليدين في الجري.
سبح
سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في يَسبَح، سِباحَةً وسَبْحًا، فهو سابِح، والمفعول مسبوحٌ به
• سبَح الشَّيءُ: جرَى، دار "سَبحتِ السّفينةُ- سبَح الفرسُ: انبسط في جريه- سبَح النجمُ- {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ".
• سبَح فلانٌ: تقلَّب متصرّفًا في معاشه " {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} ".
• سبَح بالنَّهر/ سبَح في النَّهر: عام "تحطّم قاربُه فقفز إلى الماء وسبَح فيه" ° سبَح ضِدّ التَّيَّار: عارض، خالف- سبَح في الأحلام، أو في الخيال: استغرق في أحلام اليقظة- سبَح في الغيوم: كان شارد الفكر تائها في تأمّلاته- سبَح في دَمِه: غرق فيه- عينان سابحتان في الدُّموع: ممتلئتان بها.
• سبَح في الكلام: أكثر فيه "سبَح في الحديث عن مغامراته". 

أسبحَ يُسبح، إسباحًا، فهو مُسْبِح، والمفعول مُسْبَح
 • أسبح ابنَه الصَّغير في الماء: عوَّمه، وجعله يسبَح. 

سبَّحَ/ سبَّحَ لـ يُسبِّح، تسبيحًا، فهو مُسبِّح، والمفعول مُسبَّح (للمتعدِّي)
• سبَّح فلانٌ:
1 - صلَّى، لجأ إلى الصلاة " {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} - {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} ".
2 - شكَر " {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} ".
• سبَّح المصلِّي بعد صلاته: قال سبحانَ الله ° فمٌ يُسبِّح ويدٌ تُذبِّح: وصف من يظهر التقوى والورع ويخفي الشرَّ والإثم.
• سبَّح اللهَ/ سبَّح لله: قدّسَه ونزّهَه عن كلّ نقص ومجَّده " {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ". 

تَسْبيحة [مفرد]: ج تسبيحات وتسابيحُ: اسم مرَّة من سبَّحَ/ سبَّحَ لـ: "تسبيحة شكر لله: ترتيلة أو ترنيمة لله تُغنّى كجزء من طقس دينيّ".
• صلاة التسابيح: صلاة تطوّعية للمسلمين تتكوّن من أربع ركعات يقول فيها المصلِّي بعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر) 75 مرة في كل ركعة. 

سابِحات [جمع]: مف سابحة:
1 - ملائكة " {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} ".
2 - نجوم؛ لأنّها تسبح في السَّماء.
3 - سُفن.
4 - نساء يَسْبحن.
5 - خيل تمدّ رجليها في الجري فتسرع في خطواتها " {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} ". 

سِباحَة [مفرد]:
1 - مصدر سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - رياضة بدنيَّة معروفة لها فوائدها ومبارياتها "السباحة لمسافات طويلة" ° حمَّام السِّباحَة: حوض كبير مُعدّ للسِّباحَة- سباحة الصدر: طريقة سباحة يعتمد فيها السبّاح على الاستلقاء على وجهه- سباحة حرّة: مسابقة سباحة، يختار فيها كلّ من المتنافسين طريقة السباحة التي يريدها.
• السِّباحة المُتزامِنة/ السِّباحة التَّوقيعيّة: (رض) رياضة يقوم بها سبّاح أو مجموعة سبّاحين بأداء حركات راقصة مصاحبة للموسيقى. 

سَبّاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - من يجيد العَوْم أو السباحة "كان سبّاحًا ماهرًا لذا حصل على المركز الأول". 

سَبّوح/ سُبّوح [مفرد]
• السَّبُّوح/ السُّبُّوح: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المنزَّه عن المعايب "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ [حديث]: دعاء يقال في الرُّكوع". 

سَبْح [مفرد]: مصدر سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في. 

سُبْحان [مفرد]: كلمة تنزيه وتقديس، أو تعجّب، ولا تقال إلاّ لله تعالى "سبحانَ الله: أنزّه الله عن كلّ سُوء- سبحان الله من هذا الرَّجل: أتعجّب منه- سبحان من لا يحول ولا يزول- {وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ". 

سُبْحة [مفرد]: ج سُبُحات وسُبْحات وسُبَح: خرزات منظومة في خيط يعدّ بها المُسبِّح مرّات التسبيح "سُبْحة من العاج- أهداني أبي سُبْحَة". 

سَبْحيّات [جمع]: (حي) أجسام دقيقة في سيتوبلازم الخلايا تبدو على شكل حُبَيْبات أو خيوط أو عصى وتكون أحيانًا على شكل الشبكة. 

سَوابِحُ [جمع]: مف سابِح وسابحة:
1 - خَيْل سريعة.
2 - (حي) ما يسبح في ماء البحر من الأحياء بحركة ذاتيّة، بداية من الكائنات المجهرية إلى الحوت. 

مَسْبَح [مفرد]: ج مسابِحُ:
1 - اسم مكان من سبَحَ/ سبَحَ بـ/ سبَحَ في.
2 - حوض سِباحَة.
3 - شاطئ مخصّص للسِّباحة "مَسْبَح شعبيّ" ° مَسْبَح بَطّ: بِركة بطّ. 

مِسْبَحة [مفرد]: ج مسابِحُ: سُبْحَة؛ خرزات منظومة في خيط يعدّ بها المسبِّحُ أو المصلِّي مرّات التسبيح "مِسْبَحة من العاج- يُسبِّح على مسبحة". 
(س ب ح)

السّبْحُ: العوم، وَهُوَ السّير على المَاء منبسطا. سَبَحَ بالنهر وَفِيه، يسْبَحُ سَبْحا وسِباحَةً. وَرجل سابحٌ وسَبوحٌ، من قوم سُبَحاءَ، وسَبّاحٌ من قوم سَبّاحين. وَأما ابْن الْأَعرَابِي فَجعل السُّبَحاءَ جمع سابحٍ، وَبِه فسره قَول الشَّاعِر:

وماءٍ تَغْرَقُ السُّبَحاءُ فِيه ... سفينَتُه المُوَاِشكَةُ الخَبوبُ

السُّبَحاءَ جمع سابحٍ، وَيَعْنِي بِالْمَاءِ هُنَا السراب والمواشكة: الجادة المسرعة، والخبوب، من الخبب فِي السّير، جعل النَّاقة مثل السَّفِينَة حِين جعل السراب كَالْمَاءِ.

وَقَوله تَعَالَى: (والسّابحاتِ سَبْحا) قيل: هِيَ السفن، وَقيل: أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ تخرج بسهولة، وَقيل: السابحات النُّجُوم تسبَحُ فِي الْفلك.

وأسْبَحَ الرجل فِي المَاء، عوَّمه. قَالَ أُميَّة:

المُسْبِحُ الخُشْبَ فوقَ الماءِ سَخّرَها ... فِي اليَمِّ جِرْيَتُها كَأَنَّهَا عُومُ

وَفرس سَبوحٌ، يَسبحُ بيدَيْهِ فِي سيره.

والسّوابحُ: الْخَيل لِأَنَّهَا تسبحُ، وَهِي صفة غالبة.

وسَبْحَةُ: فرس شقراء كَانَت لجَعْفَر بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، اسْتشْهد عَلَيْهَا يَوْم مُؤْتَة، وَهُوَ من ذَلِك.

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

لقد كانَ فِيهَا للأمانة موضعٌ ... وللعَينِ مُلْتَذٌّ وللكَفِّ مَسْبَحُ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ، إِذا لمستها الْكَفّ وجدت فِيهَا جَمِيع مَا تُرِيدُ.

وسَبَحت النُّجُوم فِي الْفلك سَبْحا، إِذا جرت فِي دورانها منبسطة فِيهِ. وكل مَا انبسط فِي شَيْء فقد سَبَح فِيهِ.

وسُبحانَ اللهِ، مَعْنَاهُ: تَنْزِيها لله من الصاحبة وَالْولد وتبرئة من السوء. هَذَا مَعْنَاهُ فِي اللُّغَة، وَبِذَلِك جَاءَ الْأَثر عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: زعم أَبُو الْخطاب أَن سُبْحَانَ الله كَقَوْلِك: بَرَاءَة الله. وَزعم أَن مثل ذَلِك قَول الْأَعْشَى:

أقولُ لمّا جَاءَنِي فخرُه ... سبحانَ مِن علقمةَ الفاخِرِ

أَي بَرَاءَة مِنْهُ. وَبِهَذَا اسْتدلَّ على أَن سُبْحَانَ معرفَة، إِذْ لَو كَانَ نكرَة لانصرف. قَالَ: وَجَاء فِي الشّعْر سُبْحَانَ منونة نكرَة، قَالَ أُميَّة:

سُبْحانَه ثمَّ سُبْحانا يعودُ لَهُ ... وقَبلنا سبَّحَ الجوديُّ والجَمَدُ

وَقَالَ ابْن جني: سُبْحَانَ، اسْم علم لِمَعْنى الْبَرَاءَة والتنزيه، بِمَنْزِلَة عُثْمَان وحمران، اجْتمع فِي سُبْحَانَ التَّعْرِيف وَالْألف وَالنُّون، وَكِلَاهُمَا عِلّة تمنع من الصّرْف. وَقَالَ الزّجاج: جَاءَ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن قَوْله، سُبْحَانَ الله، تَنْزِيه لله من السوء. وَأهل اللُّغَة كَذَلِك يَقُولُونَ من غير معرفَة بِمَا فِيهِ من الرِّوَايَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَلَكِن تَفْسِيره يجمعُونَ عَلَيْهِ.

وسبّحَ الرجل، قَالَ: سُبحان الله. وَفِي التَّنْزِيل: (كلٌّ قد عَلِمَ صَلاتَه وتسبيحَه) قَالَ رؤبة:

وسَبَّحْنَ واسترجَعْنَ من تألُّهِ

وسَبَحَ، لُغَة. وَقد استقصيت شرح سُبْحَانَ وفعلها فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَحكى ثَعْلَب: سَبّحَ تَسبيحا وسُبْحانا، وَعِنْدِي أَن سُبْحانا لَيْسَ بمصدر سبّحَ، إِنَّمَا هُوَ مصدر سَبَحَ.

وسُبُّوحٌ قُدُّوسٌ: من صفة الله عز وَجل لِأَنَّهُ يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ. وَيُقَال: سَبُّوحٌ قَدُّوسٌ. قَالَ الَّلحيانيّ: الْمجمع عَلَيْهِ فيهمَا الضَّم، قَالَ: فَإِن فَتحته فَجَائِز. هَذِه حِكَايَة وَلَا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما قَوْلهم: سُبُّوحا قُدُّوسا ربَّ الملائكةِ والرُّوح، فَلَيْسَ بِمَنْزِلَة سُبْحان، لِأَن سُبُّوحا قُدُّوسا صفة كَأَنَّك قلت: ذكرت سُبُّوحا قُدُّوسا، فنصبته على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره، كَأَنَّهُ خطر على باله انه ذكره ذَاكر فَقَالَ: سُبوحا، أَي ذكرت سُبُّوحا، أَو ذكره هُوَ فِي نَفسه فأضمر مثل ذَلِك. وَأما رَفعه فعلى إِضْمَار الْمُبْتَدَأ، وَترك إِظْهَار مَا يرفع، كَتَرْكِ إِظْهَار مَا ينصب. وَلَا نَظِير لسُبُّوح وقُدُّوس فِي ضمهما إِلَّا ذروح وفروج. وَقد يفتحان كَمَا يفتح سَبُّوحٌ وقَدُّوسٌ، روى ذَلِك كرَاع.

وسُبُحاتُ وَجه الله، أنواره. قَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: " إِن لله دون الْعَرْش سبعين حِجَابا لَو دنونا من أَحدهَا لأحرقتنا سُبُحاتُ وَجه رَبنَا " رَوَاهُ صَاحب الْعين.

والسُّبْحةُ: الخرزات الَّتِي يُسَبِّحُ النَّاس بعددها.

وَقد يكون التّسبيحُ بِمَعْنى الصَّلَاة، قَالَ الْأَعْشَى:

وسَبَّحْ على حينِ العَشِيّاتِ والضُّحَى ... وَلَا تَعْبُد الشّيطانَ واللهَ فاعْبُدا

يَعْنِي الصَّلَاة بالصباح والمساء، وَعَلِيهِ فسر قَوْله تَعَالَى: (فسُبْحانَ اللهِ حينَ تُمْسُونَ وحينَ تُصْبِحونَ) يَأْمُرهُم بِالصَّلَاةِ فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ. قَالَ الزّجاج: سميت تَسبيحا لِأَن التسبيحَ تَعْظِيم الله وتبرئته من السوء. وَالصَّلَاة يوحد الله فِيهَا ويحمد ويوصف بِكُل مَا يُبرئهُ من السوء. وَبِذَلِك فسر قَوْله جلّ وَعز: (فَلَوْلا أنهُ كَانَ من المُسَبِّحين) وَقيل: أَرَادَ: كَانَ من الْمُصَلِّين، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ فِي بطن الْحُوت: (سُبْحانَك إِنِّي كنت من الظّالمين) .

والسُّبْحَةُ: الدُّعَاء وَصَلَاة التَّطَوُّع.

وسُبْحةُ الله: جَلَاله.

وَقَوله تَعَالَى: (قَالَ أوسَطُهم: ألم أقُلْ لكم لَوْلَا تُسَبِّحون) قَالَ الزّجاج: معنى التَّسْبِيح هَاهُنَا، الِاسْتِثْنَاء من الْقسم (إِذْ أقسَموا لَيَصْرِمُنّها) . أوسطهم: أعدلهم.

والسَّبْحُ: الْفَرَاغ. وَفِي التَّنْزِيل: (إنَّ لَك فِي النهارِ سَبْحا طَويلا) أَرَادَ فراغا للنوم. وَقد يكون السّبْحُ بِاللَّيْلِ. والسّبْحُ أَيْضا، النّوم نَفسه. والسّبْحُ أَيْضا السّكُون. والسّبْحُ التقلب والانتشار فِي الأَرْض، فَكَأَنَّهُ ضد.

والسُّبْحَة: ثوب من جُلُود، وَجَمعهَا سَباحٌ، قَالَ:

وسَبّاحٌ ومَنّاحٌ ويُعْطي ... إِذا كَانَ المَسارِحُ كالسبَاحِ

وصحَّف أَبُو عبيد هَذِه الْكَلِمَة فرواها بِالْجِيم.

والسُّبْحَةُ: الْقطعَة من الْقطن.

سبح: السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ

سَبْحاًوسِباحةً، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء، وسَبَّاحٌ من قوم

سَبَّاحين؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ وبه فسر قول

الشاعر:

وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ فيه،

سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ

قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ. ويعني بالماء هنا السَّرابَ.

والمُواشِكةُ: الجادَّةُ في سيرها. والخَبُوب، من الخَبَب في السير؛ جعل الناقة مثل

السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء. وأَسْبَح الرجلَ في الماء: عَوَّمَه؛

قال أُمية:

والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها،

في اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ

وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه. وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بيديه في

سيره. والسَّوابِحُ: الخيل لأَنها تَسْبَح، وهي صفة غالبة.

وفي حديث المقداد: أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة؛ قال ابن

الأَثير: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي؛

وقوله أَنشده ثعلب:

لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ،

وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ

فسره فقال: معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد.

والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها.

والسَّبْحُ: الفَراغُ. وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلاً؛ إِنما

يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً؛ وقال الليث: معناه فراغاً للنوم؛ وقال

أَبو عبيدة: مُنْقَلَباً طويلاً؛ وقال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ والجَيئَة

والذهاب؛ قال أَبو الدُّقَيْش: ويكون السَّبْحُ أَيضاً فراغاً بالليل؛

وقال الفراء: يقول لك في النهار ما تقضي حوائجك؛ قال أَبو إِسحق: من قرأَ

سَبْخاً فمعناه قريب من السَّبْح، وقال ابن الأَعرابي: من قرأَ سَبْحاً

فمعناه اضطراباً ومعاشاً، ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً

للأَبدان.قال ابنُ الفَرَج: سمعت أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيِّ يقول: سَبَحْتُ في

الأَرض وسَبَخْتُ فيها إِذا تباعدت فيها؛ ومنه قوله تعالى: وكلٌّ في

فَلَكٍ يَسْبَحُون أَي يَجْرُونَ، ولم يقل تَسْبَحُ لأَنه وصفها بفعل من يعقل؛

وكذلك قوله: والسَّابحاتِ سَبْحاً؛ هي النجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ أَي

تذهب فيها بَسْطاً كما يَسْبَحُ السابحُ في الماء سَبْحاً؛ وكذلك السابح

من الخيل يمدّ يديه في الجري سَبْحاً؛ وقال الأَعشى:

كم فيهمُ من شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ،

وسابِحٍ ذي مَيْعَةٍ ضامِرِ

وقال الأَزهري في قوله عز وجل: والسابِحاتِ سَبْحاً فالسَّابِقاتِ

سَبْقاً؛ قيل: السابحاتُ السُّفُنُ، والسابقاتُ الخيلُ، وقيل: إِنها أَرواح

المؤمنين تخرج بسهولة؛ وقيل: الملائكة تَسْبَحُ بين السماء والأَرض.

وسَبَحَ اليَرْبُوعُ في الأَرض إِذا حفر فيها، وسَبَحَ في الكلام إِذا أَكثر

فيه. والتَّسبيح: التنزيه.

وسبحان الله: معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد، وقيل: تنزيه الله

تعالى عن كل ما لا ينبغي له أَن يوصف، قال: ونَصْبُه أَنه في موضع فعل على

معنى تسبيحاً له، تقول: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً له أَي نزهته تنزيهاً،

قال: وكذلك روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال الزجاج في قوله تعالى:

سُبْحانَ الذي أَسْرَى بعبده ليلاً؛ قال: منصوب على المصدر؛ المعنى

أُسبِّح الله تسبيحاً. قال: وسبحان في اللغة تنزيه الله، عز وجل، عن السوء؛

قال ابن شميل: رأَيت في المنام كأَنَّ إِنساناً فسر لي سبحان الله، فقال:

أَما ترى الفرس يَسْبَحُ في سرعته؟ وقال: سبحان الله السرعةُ إِليه

والخِفَّةُ في طاعته، وجِماعُ معناه بُعْدُه، تبارك وتعالى، عن أَن يكون له

مِثْلٌ أَو شريك أَو ندٌّ أَو ضدّ؛ قال سيبويه: زعم أَبو الخطاب أَن سبحان

الله كقولك براءَةَ الله أَي أُبَرِّئُ اللهَ من السوء براءةً؛ وقيل:

قوله سبحانك أَي أُنزهك يا رب من كل سوء وأُبرئك. وروى الأَزهري بإِسناده

أَن ابن الكَوَّا سأَل عليّاً، رضوان الله تعالى عليه، عن سبحان الله،

فقال: كلمة رضيها الله لنفسه فأَوصى بها. والعرب تقول: سُبْحانَ مِن كذا إِذا

تعجبت منه؛ وزعم أَن قول الأَعشى في معنى البراءة أَيضاً:

أَقولُ لمَّا جاءني فَخْرُه:

سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ

أَي براءةً منه؛ وكذلك تسبيحه: تبعيده؛ وبهذا استدل على أَن سبحان معرفة

إِذ لو كان نكرة لانصرف. ومعنى هذا البيت أيضاً: العجب منه إِذ

يَفْخَرُ، قال: وإِنما لم ينوّن لأَنه معرفة وفيه شبه التأْنيث؛ وقال ابن بري:

إِنما امتنع صرفه للتعريف وزيادة الأَلف والنون، وتعريفه كونه اسماً علماً

للبراءة، كما أَن نَزالِ اسم علم للنزول، وشَتَّانَ اسم علم للتفرّق؛

قال: وقد جاء في الشعر سبحان منوّنة نكرة؛ قال أُمية:

سُبْحانَه ثم سُبْحاناً يَعُودُ له،

وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ

وقال ابن جني: سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عُثْمانَ

وعِمْرانَ، اجتمع في سبحان التعريف والأَلف والنون، وكلاهما علة تمنع من

الصرف.

وسَبَّح الرجلُ: قال سبحان الله؛ وفي التنزيل: كلٌّ قد عَلِمَ صلاتَه

وتسبيحَه؛ قال رؤبة:

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ

وسَبَحَ: لغة، حكى ثعلب سَبَّح تسبيحاً وسُبْحاناً، وعندي أَن سُبْحاناً

ليس بمصدر سَبَّح، إِنما هو مصدر سَبَح، إِنما هو مصدر سَبَح. وفي

التهذيب: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد، فالمصدر تسبيح،

والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر. وأَما قوله تعالى: تُسَبِّح له السمواتُ

السبعُ والأَرضُ ومَن فيهن وإِنْ من شيء إِلاَّ يُسَبِّحُ بحمده ولكن لا

تَفْقَهُونَ تسبيحَهم؛ قال أَبو إِسحق: قيل إِن كل ما خلق الله يُسَبِّحُ

بحمده، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الباب من التسبيح، فيكون على هذا

الخطابُ للمشركين وحدهم: ولكن لا تفقهون تسبيحهم؛ وجائز أَن يكون تسبيح هذه

الأَشياء بما الله به أَعلم لا نَفْقَه منه إِلا ما عُلِّمْناه، قال: وقال

قوم وإِنْ من شيء إِلا يسبح بحمده أَي ما من دابة إلا وفيه دليل أَن

الله، عز وجل، خالقه وأَن خالقه حكيم مُبَرَّأٌ من الأَسْواء ولكنكم، أَيها

الكفار، لا تفقهون أَثر الصَّنْعة في هذه المخلوقات؛ قال أَبو إِسحق:

وليس هذا بشيء لأَن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين أَن الله خالقُهم وخالقُ

السماء والأَرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخِلْقَة وهم عارفون بها؟ قال

الأَزهري: ومما يدلك على أَن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تَعَبَّدَتْ به

قولُ الله عز وجل للجبال: يا جبالُ أَوِّبي معه والطيرَ؛ ومعنى أَوِّبي

سَبِّحي مع داود النهارَ كلَّه إِلى الليل؛ ولا يجوز أَن يكون معنى أَمر الله

عز وجل للجبال بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لها؛ وكذلك قوله تعالى: أَلم

ترَ أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض والشمسُ والقمرُ

والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ وكثير من الناس، فسجود هذه المخلوقات

عبادة منها لخالقها لا نَفْقَهُها عنها كما لا نفقه تسبيحها؛ وكذلك قوله:

وإِن من الحجارة لما يَتَفَجَّر منه الأَنهارُ وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ

فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله؛ وقد عَلِم اللهُ

هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي

بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها.

ومن صفات الله عز وجل: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قال أَبو إِسحق:

السُّبُّوح الذي يُنَزَّه عن كل سُوء، والقُدُّوسُ: المُبارَك، وقيل: الطاهر؛

وقال ابن سيده: سُبُّوحٌ قُدُّوس من صفة الله عز وجل، لأَنه يُسَبَّحُ

ويُقَدَّسُ، ويقال: سَببوحٌ قَدُّوسٌ؛ قال اللحياني: المجتمع عليه فيها الضم،

قال: فإِن فتحته فجائز؛ هذه حكايته ولا أَدري ما هي. قال سيبويه: إِنما

قولهم سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رب الملائكة والروح؛ فليس بمنزلة سُبْحان لأَن

سُبُّوحاً قُدُّوساً صفة، كأَنك قلت ذكرت سُبُّوحاً قُدُّوساً فنصبته على

إِضمار الفعل المتروك إِظهاره، كأَنه خطر على باله أَنه ذَكَره ذاكِرٌ،

فقال سُبُّوحاً أَي ذَكرت سبوحاً، أَو ذَكَره هو في نفسه فأَضمر مثل ذلك،

فأَما رَفْعُه فعلى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ ما يَرْفع كترك

إظهار ما يَنْصِب؛ قال أَبو إِسحق: وليس في كلام العرب بناءٌ على فُعُّول،

بضم أَوّله، غير هذين الاسمين الجليلين وحرف آخر

(* قوله «وحرف آخر إلخ» نقل

شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في

قولهم ستوق وشبوك لضرب من الحوت وكلوب اهـ ملخصاً. قوله والفتح فيهما

إلخ عبارة النهاية. وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم،

والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه.) وهوقولهم للذِّرِّيحِ، وهي

دُوَيْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زادها ابن سيده فقال: وفُرُّوجٌ، قال: وقد يفتحان

كما يفتح سُبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع. وقال ثعلب: كل اسم على فَعُّول

فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوح وقُدُّوسٌ، روى ذلك كراع.وقال ثعلب:

كل اسم على فَعُّول فهو مفتوح الأَول إِلاَّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ،

فإِن الضم فيهما أَكثر؛ وقال سيبويه: ليس في الكلام فُعُّول بواحدة، هذا

قول الجوهري؛ قال الأَزهري: وسائر الأَسماء تجيء على فَعُّول مثل سَفُّود

وقَفُّور وقَبُّور وما أَشبههما، والفتح فيهما أَقْيَسُ، والضم أَكثر

استعمالاً، وهما من أَبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.

وسُبُحاتُ وجهِ الله، بضم السين والباء: أَنوارُه وجلالُه وعظمته. وقال

جبريل، عليه السلام: إِن لله دون العرش سبعين حجاباً لو دنونا من أَحدها

لأَحرقتنا سُبُحاتُ وجه ربنا؛ رواه صاحب العين، قال ابن شميل: سُبُحاتُ

وجهه نُورُ وجهه. وفي حديث آخر: حجابُه النورُ والنارُ، لو كشفه لأَحْرقت

سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أَدركه بصَرُه؛ سُبُحاتُ وجه الله: جلالُه

وعظمته، وهي في الأَصل جمع سُبْحة؛ وقيل: أَضواء وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ الوجه

محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قلت: سبحان الله وقيل: معناه

تنزيهٌ له أَي سبحان وجهه؛ وقيل: سُبْحاتُ وجهه كلام معترض بين الفعل

والمفعول أَي لو كشفها لأَحرقت كل شيء أَدركه بصره، فكأَنه قال: لأَحرقتُ

سُبُحاتُ الله كل شيء أَبصره، كما تقول: لو دخل المَلِكُ البلدَ لقتل،

والعِياذُ بالله، كلَّ من فيه؛ قال: وأَقرب من هذا كله أَن المعنى: لو انكشف من

أَنوار الله التي تحجب العباد عنه شيء لأَهلك كلَّ من وقع عليه ذلك

النورُ، كما خَرَّ موسى، على نبينا وعليه السلام، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ

دَكّاً، لمَّا تجلى الله سبحانه وتعالى؛ ويقال: السُّبُحاتُ مواضع

السجود.والسُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ التي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بها تسبيحه، وهي

كلمة مولَّدة.

وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذِّكر، تقول: قَّضَيْتُ سُبْحَتي.

وروي أَن عمر، رضي الله عنه، جَلَدَ رجلين سَبَّحا بعد العصر أَي صَلَّيا؛

قال الأَعشى:

وسَبِّحْ على حين العَشِيَّاتِ والضُّحَى،

ولا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا

يعني الصلاة بالصَّباح والمَساء، وعليه فسر قوله: فسُبْحانَ الله حين

تُمْسون وحين تُصْبحون؛ يأْمرهم بالصلاة في هذين الوَقتين؛ وقال الفراء:

حين تمسون المغرب والعشاء، وحين تصبحون صلاة الفجر، وعشيّاً العصر، وحين

تظهرون الأُولى. وقوله: وسَبِّحْ بالعَشِيِّ والإِبْكارِ أَي وصَلِّ. وقوله

عز وجل: فلولا أَنه كان من المُسَبِّحين؛ أَراد من المصلين قبل ذلك،

وقيل: إِنما ذلك لأَنه قال في بطن الحوت: لا إِله إِلاَّ أَنت سبحانك إِني

كنت من الظالمين. وقوله: يُسَبِّحُونَ الليلَ والنهارَ لا يَفْتُرونَ؛

يقال: إِن مَجْرَى التسبيح فيهم كمَجرى النَّفَسِ منا لا يَشْغَلُنا عن

النَّفَسِ شيء. وقوله: أَلم أَقُلْ لكم لولا تُسَبِّحون أَي تستثنون، وفي

الاستثناء تعظيمُ الله والإِقرارُ بأَنه لا يشاء أَحدٌ إِلاَّ أَن يشاء

الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء.

والسُّبْحةُ: الدعاء وصلاةُ التطوع والنافلةُ؛ يقال: فرغ فلانٌ من

سُبْحَته أَي من صلاته النافلة، سمِّيت الصلاة تسبيحاً لأَن التسبيح تعظيم

الله وتنزيهه من كلِّ سوء؛ قال ابن الأَثير: وإِنما خُصت النافلة

بالسُّبْحة، وإِن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأَن التسبيحات في الفرائض

نوافلُ، فقيل لصلاة النافلة سُبْحة لأَنها نافلة كالتسبيحات والأَذكار في

أَنها غير واجبة؛ وقد تكرر ذكر السُّبْحة في الحديث كثيراً فمنها: اجعلوا

صلاتكم معهم سُبْحَةً أَي نافلة، ومنها: كنا إِذا نزلنا منزلاً لا

نُسَبِّحُ حتى نَحُلَّ الرِّحال؛ أَراد صلاة الضحى، بمعنى أَنهم كانوا مع

اهتمامهم بالصلاة لا يباشرونها حتى يَحُطُّوا الرحال ويُريحوا الجمالَ رفقاً بها

وإِحساناً. والسُّبْحَة: التطوُّع من الذِّكر والصلاة؛ قال ابن الأَثير:

وقد يطلق التسبيح على غيره من أَنواع الذكر مجازاً كالتحميد والتمجيد

وغيرهما. وسُبْحَةُ الله: جلالُه.

وقيل في قوله تعالى: إِن لك في النهار سَبْحاً طويلاً أَي فراغاً للنوم،

وقد يكون السَّبْحُ بالليل. والسَّبْحُ أَيضاً: النوم نفسه.

وقال ابن عرفة الملقب بنفطويه في قوله تعالى: فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم

أَي سبحه بأَسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمَّى به نفسه، قال: ومن

سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو مُلْحِدٌ في أَسمائه، وكلُّ من

دعاه بأَسمائه فَمُسَبِّح له بها إِذ كانت أَسماؤُه مدائح له وأَوصافاً؛

قال الله تعالى: ولله الأَسماء الحُسْنى فادْعُوه بها، وهي صفاته التي وصف

بها نفسه، وكل من دعا الله بأَسمائه فقد أَطاعه ومدحه ولَحِقَه ثوابُه.

وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَحدٌ أَغْيَرَ من

الله ولذلك حَرَّمَ الفواحشَ، وليس أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ من الله

تعالى. والسَّبْحُ أَيضاً: السكون. والسَّبْحُ: التقَلُّبُ والانتشار في

الأَرض والتَّصَرُّفُ في المعاش، فكأَنه ضِدٌّ.

وفي حديث الوضوء: فأَدخل اصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ في أُذنيه؛

السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ: الإِصبع التي تلي الإِبهام، سميت بذلك لأَنها

يشار بها عند التسبيح. والسَّبْحَةُ، بفتح السين: ثوب من جُلُود، وجمعها

سِباحٌ؛ قال مالك بن خالد الهذلي:

وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ،

إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ

وصحَّف أَبو عبيدة هذه الكلمة فرواها بالجيم؛ قال ابن بري: لم يذكر،

يعني الجوهري، السَّبْحَة، بالفتح، وهي الثياب من الجلود، وهي التي وقع فيها

التصحيف، فقال أَبو عبيدة: هي السُّبْجة، بالجيم وضم السين، وغلط في

ذلك، وإِنما السُّبْجَة كساء أَسود، واستشهد أَبو عبيدة على صحة قوله بقول

مالك الهذلي:

إِذا عاد المسارح كالسباج

فصحَّف البيت أَيضاً، قال: وهذا البيت من قصيدة حائية مدح بها زهيرَ بنَ

الأَغَرِّ اللحياني، وأَوَّلها:

فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا،

وحُبَّ الزَّادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ

والمسارح: المواضع التي تسرح إِليها الإِبل، فشبهها لمَّا أَجدبت

بالجلود المُلْسِ في عدم النبات، وقد ذكر ابن سيده في ترجمة سبج، بالجيم، ما

صورته: والسِّباحُ ثياب من جلود، واحدتها سُبْجَة، وهي بالحاء أَعلى، على

أَنه أَيضاً قد قال في هذه الترجمة: إِن أَبا عبيدة صحَّف هذه الكلمة

ورواها بالجيم كما ذكرناه آنفاً، ومن العجب وقوعه في ذلك مع حكايته عن أَبي

عبيدة أَنه وقع فيه، اللهم إِلا أَن يكون وجد ثقلاً فيه، وكان يتعين عليه

أَنه لو وجد نقلاً فيه أَن يذكره أَيضاً في هذه الترجمة عند تخطئته لأَبي

عبيدة ونسبته إِلى التصحيف ليسلم هو أَيضاً من التهمة والانتقاد.

أَبو عمرو: كساءٌ مُسبَّح، بالباء، قوي شديد، قال: والمُسَبَّحُ، بالباء

أَيضاً، المُعَرَّضُ، وقال شمر: السِّباحُ، بالحاء، قُمُصٌ للصبيان من

جلود؛ وأَنشد:

كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عنها

جَواري الهِنْدِ، مُرْخِيةَ السِّباحِ

قال: وأَما السُّبْحَة، بضم السين والجيم، فكساء أَسود.

والسُّبْحَة: القطعة من القطن.

وسَبُوحةُ، بفتح السين مخففة: البلدُ الحرامُ، ويقال: وادٍ بعرفات؛ وقال

يصف نُوقَ الحجيج:

خَوارِجُ من نَعْمانَ، أَو من سَبُوحةٍ

إِلى البيتِ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ

سبح
: (سَبَحَ بالنَّهْرِ، وَفِيه، كمَنَع) ، يَسْبَح (سَبحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وسِبَاحَةً، بِالْكَسْرِ: عَامَ) ، وَفِي الاقتطاف: وَيُقَال: العَوْمُ عِلْمٌ لَا يُنْسَى. قَالَ شيخُنا: وفرَّقَ الزَّمَخْشَرِيّ بَين العَوْمِ والسِّبَاحَةِ، فَقَالَ: العَوْمُ: الجَرْيُ فِي الماءِ مَعَ الانغماسِ، والسِّباحَةُ: الجرْيُ فَوْقَه من غير انغماسٍ. قلت: وظاهرُ كلامِهم التَّرادُف. وجاءَ فِي المَثَل: (خِفَّ تَعُمْ) . قَالَ شَيخنَا: وذِكْرُ النَّهْر لَيْسَ بقَيْدٍ، بل وَكَذَلِكَ البَحْر والغَدير، وكل مُسْتَبْحر من الماءِ. وَلَو قَالَ: سَبحَ بالماءِ، لأَصَابَ. وَقَوله: بالنّهْر، وَفِيه، إِنّما هُوَ تكرارٌ فإِن الباءَ فِيهِ بمعنَى (فِي) لأَن المُرَاد الظَّرْفيّة. قُلتُ: الْعبارَة الّتي ذكرَهَا المُصنِّف بعينِها نصُّ عبارَة المُكم والمخصّص والتّهذيب وغيرِهَا، وَلم يأْتِ هُوَ من عندِه بشيْءٍ، بل هُوَ ناقِلٌ. (وَهُوَ سابِحٌ وسَبُوحٌ، من سُبحاءَ، وسبَّاحٌ من) قَوْمٍ (سَبّاحِينَ) ظاهِرُه أَنّ السُّبَحَاءَ جمعٌ لسابِحٍ وسَبُوحٍ، وأَمّا ابنُ الأَعرابيّ فَجعل السُّبحاءَ جَمْعَ سابِحٍ، وَبِه فسَّر قَول الشَّاعِر:
وماءٍ يَغْرقُ السُّبَحَاءُ فِيهِ
سَفِينتُه المُوَاشِكَةُ الخَبُوبُ
قَالَ: السُّبَحاءُ جمعُ سابِحٍ، وعَنَى بالماءِ السَّرَابَ، جَعَلَ النّاقَةَ مِثْلَ السّفينةِ حِين جَعَلَ السَّرابَ كالماءِ. قَالَ شَيخنَا: والسَّبُوح كصَبورٍ، جمْعُهُ سُبُحٌ، بِضَمَّتَيْنِ، أَو سِبَاحٌ، بِالْكَسْرِ، الأَوّل مَقِيسٌ، وَالثَّانِي شَاذٌّ.
(و) من الْمجَاز (قولُه تَعَالَى) فِي كِتَابه الْعَزِيز: { (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً} ) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (النازعات: 3، 4) قَالَ الأَزهريّ: بالضَّم:مَعْنَاهُ (تَنْزيهاً للَّهِ من الصّاحبة والوَلَد) ، هاكذا أَوردوه، فإِنكار شيخِنا هاذا القيدَ على المصنِّف فِي غير مَحَلِّه. وَقيل: تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عَن كلِّ مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يُوصَفَ بِهِ. وَقَالَ الزَّجّاج: سُبْحَان فِي اللُّغَةِ تنزيهُ الله عزّ وجلّ عَن السُّوءِ، (مَعْرِفةٌ) . قَالَ شَيخنَا: يُرِيد أَنه عَلَمُ جِنْسٍ على التَّسبيح، كبرَّةَ: عَلَمٌ على البِرِّ، ونَحْوِه من أَعْلاَم الأَجْنَاس المَوضوعَةِ للمَعانِي. وَمَا ذَكَرِ من أَنه عَلَمٌ هُوَ الّذي اختارَه الجماهيرُ، وأَقرَّه البَيْضَاويّ والزّمخشريّ والدَّمامينيّ وغيرُ وَاحِد.
(و) قَالَ الزّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 025 سُبْحَانَ الَّذِي اءَسرى} (الإِسراء: 1) (نُصِب على المصْدَر) ، أَي على المَفْعوليَّة المُطْلَقة، ونَصْبُه بفِعْلٍ مُضْمَر متروكٍ إِظهارُه، تقديرُه: أُسبِّحُ اللَّهَ سُبْحَانَه تَسْبِيحاً. قَالَ سيبويهِ: زعم أَبو الخَطّابِ أَنّ سُبْحان الله كقَوْلِك: بَرَاءَةَ اللَّهِ، (أَي أُبَرِّءُ اللَّهَ) تَعَالَى (من السُّوءِ بَرَاءَةً) . وَقيل: قولُه: سُبحانَك، أَي أُنَزِّهُك يَا ربّ من كلّ سُوءٍ وأُبرِّئُك. انتَهى. قَالَ شَيخنَا: ثمَّ نُزِّلَ سُبْحَانَ مَنْزلةَ الفِعْل، وسَدَّ مَسدَّه، ودَلَّ على التَّنزيه البليغ من جَمِيع القبائِحِ الّتي يُضِيفُها إِليه المُشْرِكُون، تَعَالَى اللَّهُ عَمّا يَقُوله الظَّالمون عُلوًّا كَبِيرا. انتهَى. وروَى الأَزهريّ بإِسناده أَن ابنَ الكَوّاءِ سأَل عَليًّا رَضِي الله عَنهُ عَن سبحانَ، فَقَالَ: كلمةٌ رَضِيَها اللَّهُ تَعَالَى لنفسِه، فأَوْصَى بهَا، (أَو مَعْنَاهُ) على مَا قَالَ ابْن شُمَيل: رأَيتُ فِي المَنَام كأَنّ إِنساناً فَسَّر لي سُبحانَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَمَا تَرَى الفَرَس يَسْبَح فِي سُرعته؟ وَقَالَ: سُبْحَان الله: (السُّرْعَةُ إِليه والخِفَّةُ فِي طَاعَته) . وَقَالَ الرُّاغِب فِي الْمُفْردَات: أَصلُه فِي المَرِّ السَّرِيع، فاستُعير للسُّرّعَة فِي العَمَل، ثمَّ جُعِل للعبادات قولا وفعْلاً. وَقَالَ شيخُنَا نَقلاً عَن بَعضهم: سُبحَانَ اللَّهِ: إِمّا إِخْبارٌ قُصِدَ بِهِ إِظهارُ العُبُوديّة واعتقادُ التقدُّسِ والتّقديسِ، أَو إِنشاءُ نِسبةِ القُدْس إِليه تَعَالَى. فالفعل للنِّسبة، أَو لسَلْبِ النَّقائصِ، أَو أُقيم المَصْدَرُ مُقامَ الفِعْلِ للدّلالة على أَنّه الْمَطْلُوب، أَو للتَّحَاشِي عَن التَّجدُّد وإِظهار الدَّوَام. وَلذَا قيل: إِنّه للتَّنزيهِ البليغِ مَعَ قَطْعِ النَّظَر عَن التّأْكيد. وَفِي الْعَجَائِب للكَرْمانيّ: من الْغَرِيب مَا ذَكَرَه المُفصِّل: أَنّ سُبحَانَ: مَصْدرُ سَبَحَ، إِذا رفعَ صَوْتَه بالدُّعاءِ والذِّكْر وأَنشد:
قَبَحَ الإِلاهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا
سَبَحَ الحَجيجُ وكَبَّرُوا إِهْلاَلاَ
قَالَ شيخُنا: قلت: قد أَوْرَده الجَلالُ فِي الإِتقان عَقِبَ قولِه: وَهُوَ، أَي سُبْحَانَ، ممّا أُمِيت فِعْلُه. وذكَر كلاَمَ الكَرْمَانيّ متعجِّباً من إِثباتِ المفضّلِ لبناءِ الفِعْلِ مِنْهُ. وَهُوَ مشهورٌ أَوْرَده أَربابُ الأَفعال وغيرُهم، وَقَالُوا: هُوَ من سَبَحَ، مُخفَّفاً، كشَكَرَ شُكْرَاناً. وجَوَّز جَماعَةٌ أَن يكون فِعْلُه سَبَّحَ مشدَّداً، إِلاّ أَنّهُم صَرَّحوا بأَنّه بَعيدٌ عَن القياسِ، لأَنه لَا نَظِيرَ لَهُ، بخلافِ الأَوّلِ فإِنّه كثير وإِن كَانَ غيرَ مَقِيس. وأَشارُوا إِلى اشتقاقه من السَّبْح: العَوْمِ أَو السُّرْعةِ أَو البُعْد أَو غيرِ ذالك.
(و) من الْمجَاز: العَرَب تَقول: (سُبْحَانَ مِنْ كَذَا، تَعجُّبٌ مِنْهُ) . وَفِي (الصّحاح) بخطّ الجوهَرِيّ: إِذا تُعُجِّب مِنْهُ. وَفِي نُسخَة: إِذا تَعجَّبْت مِنْهُ. قَالَ الأَعشى:
أَقولُ لمّا جاءَني فخْرُه
سُبْحَانَ منْ عَلْقَمَة الفاخر
يَقُول: العَجَب مِنْهُ إِذ يَفْخَر. وإِنّمَا لم يُنوّن لأَنه معرفةٌ عِنْدهم، وَفِيه شِبْهُ التّأْنيث. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: إِنّمَا امْتنع صَرْفُه للتّعريف وزيادةِ الأَلفِ والنُّون، وتَعْرِيفُه كونُه اسْما عَلَماً للبَرَاءَة، كَمَا أَنّ نَزالِ اسمٌ عَلَمٌ للنُّزُولِ، وشَتَّانَ اسمٌ عَلَمٌ للتَّفرُّق. قَالَ: وَقد جاءَ فِي الشِّعر سُبْحان مُنوّنةً نَكِرَةً، قَالَ أُميَّة:
سُبْحَانَه ثمَّ سُبحاناً يَعودُ لَهُ
وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ
وَقَالَ ابْن جِنّي: سُبْحَان: اسمٌ عَلَمٌ لمعنَى البراءَةِ والتَّنْزِيهِ، بمنزلةِ عُثْمَانَ وحُمْرَانَ، اجْتمع فِي سُبحَانَ التَّعْرِيفُ والأَلفُ والنونُ، وَكِلَاهُمَا عِلَّةٌ تَمْنَعُ من الصَّرْف. قلْتُ: ومِثْلُه فِي شَرْح شَواهِد الكِتَاب للأَعْلَم. وَمَال جَماعَةٌ إِلى أَنه مَعرَّفٌ بالإِضافَة المقدَّرةِ، كأَنّه قيل: سُبْحَانَ من علقمةَ الفاخِرِ، نُصِبَ سُبْحَانَ على المَصْدَر، ولُزومُها النَّصْبَ من أَجلِ قِلَّةِ التَّمَكُّن، وحُذِفَ التنوينُ مِنْهَا لأَنها وُضِعت عَلَماً للكلمة فجَرَت فِي المَنع من الصَّرف مَجْرَى عُثْمَانَ ونَحْوِه. وَقَالَ الرّضِيّ: سبحانَ هُنَا للتّعجُّب، والأَصلُ فِيهِ أَنْ يُسَبَّحَ الَّهُ عِنْد رُؤيَةِ العَجيب مَن صَنائِعه، ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِلَ فِي كلّ متعجَّب مِنْهُ. يَقُول: العَجَبُ مِنْهُ إِذ يَفْخَر.
(و) يُقَال: (أَنتَ أَعلَمُ بِمَا فِي سُبْحَانِك) بالضّمّ، (أَي فِي نَفْسِك) .
(وسُبْحَانُ بنُ أَحمَدَ: من وَلَدِ) هارُونَ (الرَّشيدِ) العَبّاسيّ.
(وَسَبَحَ كمَنَع سُبْحاناً) كشَكَر شُكْرَاناً، وَهُوَ لُغةٌ ذَكَرها ابنُ سَيّده وغيرُه. قَالَ شيخُنا فَلَا اعتدادَ بقول ابنِ يَعِيشَ وغيرِه من شُرَّاحِ المُفصَّل وَقَول الكَرْمانيّ فِي العَجائب: إِنه أُمِيتَ الفِعْلُ مِنْهُ.
(و) حكَى ثَعْلَب: (سَبَّحَ تَسْبِيحاً) وسُبْحَاناً.
وسَبَّحَ الرَّجُلُ: (قَالَ: سُبْحَانَ الله) وَفِي (التَّهْذِيب) : سبَّحْت اللَّهَ تسبيحاً وسُبْحَاناً: بِمَعْنى واحدٍ، فالمصدرُ تَسبيحٌ، والاسْمُ سُبْحَان، يقوم مَقَام المَصدرِ. ونقلَ شيخُنَا عَن بَعضهم وُرُود التَّسْبِيح بمعنَى التَّنْزيه أَيضاً: سَبَّحَه تَسْبِيحاً، إِذا نَزَّهَه. وَلم يَذْكُره المصنّف.
(وسُبُّوح قُدُّوسٌ) ، بالضَّمّ فيهمَا (ويُفْتَحان) ، عَن كُراع: (من صِفاتِه) تَعَالَى، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ) ، كَذَا فِي (الْمُحكم) . وَقَالَ أَبو إِسحاق: السُّبُّوح: الّذِي يُنَزَّهُ عَن كُلّ سُوءٍ والقُدّوسُ: المُبَارَكُ الطاهِرُ. قَالَ اللِّحْيانيّ: المُجْمَع عَلَيْهِ فِيهَا الضمّ. قَالَ: فإِنْ فَتحتَه فجائزٌ. وَقَالَ ثَعْلَب. كلُّ اسمٍ على فعُّول فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَوّلِ إِلاّ السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ، فإِنّ الضّمّ فيهمَا أَكثرُ، وكذالك الذُّرُّوحُ؛ كَذَا فِي (الصّحاح) . وَقَالَ الشَّيْخ أَبو حَيّان فِي ارّتِشَاف الضَّرَب نقلا عَن سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ فِي الْكَلَام فُعُّول صِفَةً غير سُبُّوح وقُدُّوس. وأَثبتَ فِيهِ بعضُهم ذُرُّوحاً، فَيكون اسْما. وَمثله قَالَ القَزّازُ فِي جامِعه. قَالَ شَيخنَا: ولاكنْ حكَى الفِهْريّ عَن اللُّحيانيّ فِي نوادره أَنه يُقَال: دِرْهَم سَتُّوقٌ وسُتُّوقٌ. وشَبُّوطٌ وشُبُّطٌ، لضَرْب من الحُوتِ، وفَرُّوجٌ وفُرُّوجٌ، لواحدِ الفَرَارِيج. وحَكَوْا أَيضاً اللُّغَتَيْن فِي سَفُّود وكَلُّوب. انتهَى. وَقَالَ الأَزهريّ: وَسَائِر الأَسماءِ تَجيءُ على فعّول، مثل سُفُّود وقَفّور، وقيّور، وَمَا أَشْبَهها، والفَتْحُ فِيهَا أَقْيَس، والضَّمّ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالا.
(و) يُقَال: (السُّبُحَات، بضمّتينِ مَواضِعُ السُّجُودِ. وسُبُحاتُ وَجْه الله) تَعَالَى: (أَنْوَارُه) وجَلالُه وعَظَمَتُه. وَقَالَ جبريلُ عَلَيْهِ السلامُ: (إِنّ لِلَّهِ دُونَ العَرْشِ سَبْعِينَ حِجَاباً، لَو دَنَوْنَا من أَحدَهَا لأَحْرَقَتْنَا سُبُحَاتُ وَجْهَ ربِّنَا) رَوَاهُ صاحبُ العَيْن. قَالَ ابْن شُميل: سُبُحاتُ وَجْهِه: نُورُ وَجْهِه. وَقيل: سُبُحاتُ الوَجْهِ: مَحاسنُه، لأَنّك إِذا رأَيتَ الحَسَنَ الوَجْه قلتِ: سبحانَ اللَّهِ. وَقيل: مَعْنَاهُ: تَنْزيهاً لَهُ، أَي سُبحانَ وَجْهِهِ.
(والسُّبْحَة) بالضّمّ: (خَرَزَاتٌ) تُنْظَمْنَ فِي خَيْط (للتَّسْبيح، تُعَدّ) وَهِي كلمةٌ مُولَّدة؛ قَالَه الأَزهريّ. وَقَالَ الفارابيّ، وتَبِعَه الجوهريّ: السُّبْحَةُ: الّتي يُسَبَّحُ بهَا. وَقَالَ شَيخنَا: إِنها ليستْ من اللُّغَة فِي شَيْءٍ، وَلَا تَرِفها الْعَرَب، وإِنما أُحدِثَتْ فِي الصّدْرِ الأَوّل إِعانةً على الذِّكْر وتَذكيراً وتَنشيطاً.
(و) السُّبْحَة: (الدُّعَاءُ، وصَلاةُ التَّطوُّعِ) ، والنّافِلة: يُقَال: فَرَغَ فلانٌ من سُبْحَتِه، أَي من صَلاَةِ النَّافلة، سُمِّيَت الصلاةُ تَسْبيحاً لأَنّ التّسبيح تَعظيمُ اللَّهِ وتَنْزيهُه من كلُّ سُوءٍ. وَفِي الحَدِيث: (اجْعَلُوا صَلاتَكم مَعَهم سُبْحَةً: (أَي نافِلةً. وَفِي آخَرَ: (كنّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لَا نُسبِّح حتَّى نَحُلَّ الرِّحَالَ) ، أَراد صلاةَ الضُّحَى، يَعْنِي أَنّهم كَانُوا مَعَ اهتمامهم بالصّلاة لَا يُباشِرُونها حَتَّى يَحُطُّوا الرِّحالَ، ويُرِيحوا الجِمَال رِفْقاً وإِحْسَاناً.
(و) السَّبْحَة (بِالْفَتْح: الثِّيَابُ من جُلودٍ) ، وَمثله فِي (الصّحاح) ، وجَمْعُهَا سِبَاحٌ. قَالَ مالكُ بنُ خالدٍ الهُذَليّ:
وسَبّاحٌ ومَنَاحٌ ومُعْطٍ
إِذا عادَ المَسَارِحُ كالسِّباحِ
وصَحَّفَ أَبو عُبيدةَ هاذه الكلمةَ، فرَواهَا بِالْجِيم وضمّ السِّين، وغلطَ فِي ذالك. وإِنما السُّبْجَةُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ. وَاسْتشْهدَ أَبو عُبيدةَ على صِحّة قولهِ بقول مالِكٍ الهُذليّ المتقدّم ذِكْرُه، فصحَّف البيتَ أَيضاً. قَالَ: وهاذا البيتُ مِن قصيدةٍ حائِيَّة مَدحَ بهَا زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللِّحْيَانيّ، وأَولُها:
فَتى مَا ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزَّادُ فِي شَهْرَيْ قُمَاحِ
والمَسارِح: المواضِعُ الّتي تَسرحُ إِليها الإِبلُ. فشبَّهها لمّا أَجدبَتْ بالجُلودِ المُلْسِ فِي عَدمِ النَّبَاتِ. وَقد ذكر ابنُ سِيده فِي تَرْجَمَة (سبج) بِالْجِيم مَا صورته: والسِّباجُ: ثيابٌ من جُلود، واحدُها سُبْجَة، وَهِي بالحاءِ أَعْلَى، على أَنه أَيضاً قد قَالَ فِي هاذه التَّرْجَمَة: إِن أَبا عبيدةَ صَحَّف هاذه الْكَلِمَة، وَرَوَاهَا بِالْجِيم كَمَا ذَكَرناه آنِفا. وَمن العَجَب وُقوعُه فِي ذَلِك، مَعَ حِكايته عَن أَبي عبيدةَ أَنه وَقع فِيهِ، اللَّهمّ إِلاّ أَن يكون وَجَدَ نَقْلاً فِيهِ. وَكَانَ يَتعيَّنُ عَلَيْهِ أَنه لَو وجد نَقْلاً فِيهِ أَنْ يَذكُرَه أَيضاً فِي هاذه التَّرجمةِ عِنْد تخْطِئته لأَبي عُبَيْدَة ونِسْبَتِه إِلى التَّصحيفِ، ليَسْلَمَ هُوَ أَيضاً من التُّهْمَةِ والانتقادِ.
وَقَالَ شَمرٌ: السِّباحُ، بالحاءِ: قُمُصٌ للصِّبيانِ من جُلودٍ، وأَنشد:
كأَنّ زَوَائِدَ المُهُراتِ عَنْهَا
جَوَارِي الهِنْدِ مُرْخِيَةَ السِّبَاحِ
قَالَ: وأَمّا السُّبْجَة، بضمّ السِّين وَالْجِيم: فكساءٌ أَسْوَدُ.
(و) السَّبْحَة: (فَرَسٌ للنّبيّ صلَّى الله) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسلّم) معدودٌ من جُمْلةِ خَيْلهِ، ذَكَره أَرْبابُ السِّيَرِ، (و) فَرَسٌ (آخَرُ لجَعفرِ بنِ أَبي طالبٍ) المُلقَّبِ بالطَّيَّارِ ذِي الجَنَاحَيْن، (و) فَرَسٌ (آخَرُ لآخَرَ) .
وَفِي حديثِ المِقْدادِ (أَنه كَانَ يومَ بَدْرٍ على فَرَسٍ يُقَال لَهُ سَبْحَةُ) . قَالَ ابْن الأَثير. هُوَ من قَوْلهم: فَرَسٌ سابِحٌ: إِذا كَان حَسَنَ معدِّ اليَديْنِ فِي الجَرْيِ.
(و) قَالَ ابْن الأَثير: (سُبْحَةُ اللَّهِ) بالضّمّ: (جَلاَلُه) .
(والتَّسْبيحُ) قد يُطْلَق ويُرَاد بِهِ (الصَّلاةُ) والذِّكْرُ والتَّحْمِيدُ والتَّمْجِيدُ. وسُمِّيَت الصَّلاةُ تَسبيحاً لأَنّ التّسبيحَ تَعْظيمُ اللَّهِ وتَنزيهُه من كلّ سُوءٍ. وَتقول: قَضَيْتُ سُبْحَتي. ورُوِيَ أَن عُمَر رَضِي الله عَنهُ جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بعد العَصْرِ، أَي صَلَّيَا. قَالَ الأَعشى:
وسَبِّحْ على حينِ العَشيَّاتِ والضُّحَى
وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ واللَّهَ فاعْبُدَا
يعنِي الصَّلَاة بالصباح والمساءِ. وَعَلِيهِ فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الرّوم: 17) يأْمرُهم بالصّلاة فِي هاذينِ الوَقْتَيْن. وَقَالَ الفَرّاءُ: حِين تُمْسون: المَغْرِب والعشاءُ، وَحين تُصْبِحون، صَلَاةالفجْر، وعَشيًّا: صَلَاة العَصْر، وَحين تُظْهِرُون: الأُولَى. وَقَوله: {6. 025 وَسبح بالْعَشي والابكار} (آل عمرَان: 41) أَي وَصَلِّ. (وَمِنْه) أَيضاً قَوْله عزّ وجلّ: {6. 025 فلولا اءَنه} (كَانَ مِنَ الْمُسَبّحِينَ) (الصافات: 143) أَراد من المُصَلِّين قبلَ ذالك. وَقيل: إِنّما ذالك لأَنه قَالَ فِي بطن الْحُوت: {6. 025 لَا اله الا اءَنت. . الظَّالِمين} (الأَنبياء: 87) .
(والسَّبْحُ الفَراغُ) . وَقَوله تَعَالَى: {6. 025 ان لَك فِي. . طَويلا} (المزمل: 7) إِنما يَعْنِي بِهِ فَراغاً طَويلا وتَصرُّفاً. وَقَالَ اللُّيث: مَعْنَاهُ فراغاً للنَّومْ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ: مُنْقَلَباً طَويلا. وَقَالَ المُؤرِّجُ: هُوَ الفَرَاغُ والجِيئةُ والذَّهابُ. قَالَ أَبو الدُّقَيْش: وَيكون السَّبْح أَيضاً فَرَاغاً باللَّيْل. وَقَالَ الفرَّاءُ: يَقُول: لَك فِي النّهَار مَا تَقْضِي حوائجَك. وَقَالَ أَبو إِسحاقَ مَنْ قَرَأَ سَبْخاً فَمَعْنَاه قَريبٌ من السَّبْح. (و) قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: السَّبْح: الِاضْطِرَاب و (التَّصرُّف فِي المَعاش) . فمَنْ قَرأَه أَرادَ بِهِ ذالك، وَمن قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحةً وتَخْفيفاً لِلأَبْدان.
(و) السَّبعُ (الحَفْرُ) . يُقَال: سَبَحَ اليرْبوعُ (فِي الأَرضِ) ، إِذا حَفَرَ فِيهَا. (و) قيل فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 025 ان لَك فِي النَّهَار. . طَويلا} أَي فراغاً للنَّوْم. وَقد يكون السَّبْح باللَّيْل. والسَّبْح أَيضاً: (النَّوْمُ) نفْسُه. (و) السَّبْح أَيضاً: (السُّكُون. و) السَّبْحُ: (التَّقلُّبُ والانتشارُ فِي الأَرض) والتَّصرُّفُ فِي المَعَاشِ، فكأَنّه (ضِدٌّ. و) السَّبْح: (الإِبْعادُ فِي السَّيْرِ) . قَالَ ابْن الفَرَج: سمعتُ أَبا الجَهْمِ الجَعْفَريَّ يَقُول: سَبَحْتُ فِي الأَرْضِ، وسَبَخْتُ فِيهَا، إِذا تَبَاعَدْت فِيهَا. (و) السَّبْح: (الإِكْثَارُ من الكَلامِ) . وَقد سَبَحَ فِيهِ، إِذا أَكْثَر.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (كِسَاءٌ مخسبَّحٌ، كمُعَظَّمٍ: قَوِيٌّ شَديدٌ) . وَعنهُ أَيضاً: كساءٌ مُسَبَّحٌ: أَي مُعرَّضٌ، وَقد تقدّم فِي الْجِيم.
(و) السَّبّاحُ (ككَتّانٍ: بَعيرٌ) ، على التَّشْبِيه. والسَّبّاح: جَوادٌ مَشْهُورٌ.
(و) سَبَاحٌ (كسَحَابٍ: أَرْضٌ عِنْد مَعْدِن بني سُلَيمٍ) مَلْسَاءُ؛ ذكَرَه أَبو عُبَيْدٍ البَكريّ فِي مُعْجَمه.
(و) من الْمجَاز: (السَّبُوح) كصَبورٍ (فَرَسُ رَبيعةَ بنِ جُشَمَ) ، على التَّشبيهِ. وَفِي شَواهد التَّلْخِيص:
وتُسْعِدني فِي غَمْرةٍ بعدَ غَمْرَةٍ
سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا شَواهِدُ
(وسَبُوحَةُ) بِفَتْح السِّين مخفَّفة: (مَكَّةُ) المشرَّفةُ، زِيدت شَرَفاً، (أَو وَادٍ بعَرَفات) ، وَقَالَ يَصف نُوقَ الحَجِيجِ:
خَوَارِجُ من نَعْمَانَ أَو مِن سَبُوحَةٍ
إِلى البيْتِ أَو يخْرُجْنَ مِن نَجْدِ كَبَكَبِ
(و) المُسَبَّح، (كمُحَدِّث، اسمٌ) وَهُوَ المُسَبِّحُ بنُ كعبِ بنِ طَرِيفِ بن عُصُرٍ الطائيّ، وَولده عمْرٌ وأَدرك النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مِن أَرْمَى العربِ، وذَكَرَه امرؤُ القَيْس فِي شِعْرِه:
رُبَّ رامٍ من بنِي ثُعَلٍ
وَبَنُو مُسعبِّح: قبيلةٌ بواسِطِ زَبِيدَ يُواصِلُون بَنِي النّاشرِيّ: كَذَا فِي أَنساب الْبشر.
(والأَمير المُخْتَار) عِزّ المُلْك (محمّد بن عُبيدِ الله) بن أَحمد (المُسَبِّحيّ) الحرّانيّ: أَحد الأُمراءِ المِصريّين وكُتّابِهم وفُضلائهم، كَانَ على زِيِّ الأَجْنَادِ، واتَّصل بخِدْمة الحاكمِ، ونال مِنْهُ سَعَادَة. و (لهُ تَصَانيفُ) عَديدةٌ فِي الأَخبارِ والمُحاضرةِ والشُّعراءِ. من ذالك كتابُ التَّلويح والتَّصْريح فِي الشِّعر، مائةُ كُرَّاس؛ ودَرْك البُغْيةِ فِي وَصْفِ الأَديانِ والعِبَادَاتِ، فِي ثلاثةِ آلافٍ وخَمْسِمائةِ وَرَقَة: وأَصْنَافُ الجِمَاع، أَلفٌ وَمِائَتَا ورقة، والقضايا الصّائبة فِي مَعَاني أَحْكَامِ النُّجُوم، ثلاثةُ آلافِ وَرَقَة؛ وَكتاب الرّاح والارتياح، أَلْفٌ وخمسمائةِ ورَقَةٍ؛ وَكتاب الغَرَقِ والشَّرق فِيمَا مَاتَ غرقاً أَو شرقاً، مِائَتَا ورَقَةٍ؛ وَكتاب الطَّعَام والإِدام، أَلْف ورقةٍ؛ وقِصَص الأَنبياءِ عَلَيْهِم السلامُ، أَلفٌ وخَمسمائةِ وَرَقَةٍ؛ وجُونَة المَاشِطة، يَتضمَّن غرائبَ الأَخبارِ والأَشعارِ والنَّوادر، أَلْفٌ وخَمسائةِ وَرَقَةٍ؛ ومُخْتار الأَغاني ومعانيها، وَغير ذَلِك. وتولّي المِقْيَاسَ، والبَهْنَسا من الصّعيد. ثمَّ تَولَّى دِيوَانَ التَّرْتيب. وَله مَعَ الْحَاكِم مَجالسُ ومُحاضرات. وُلد سنة 366 وَتُوفِّي سنة 420.
(و) أَبو مُحَمَّد (بركَةُ بن علّي بن السّابِح الشُّرْوطِيّ) ، الْوَكِيل، لَهُ مُصَنَّف فِي الشُّرُوط، تُوُفِّي سنة 650؛ (وأَحمد بن خلفٍ السَّابِحُ) ، شيخٌ لِابْنِ رِزْقَوَيْهِ؛ (وأَحمد بن خَلَفِ بنِ محمّد) أَبو العبّاس، روَى عَن أَبيه، وَعَن زكَريّا بن يحيى بن يَعْقُوب وَغَيرهمَا، كَتب عَنهُ عبدُ الغنيّ الأَزديّ؛ (وَمُحَمّد بن سعيد) وَيُقَال: سعد، عَن الفُضَيل بنِ عِياضٍ (وعبدُ الرَّحْمَن بن مُسْلِمٍ) عَن مُؤَمَّلِ بن إِسماعيل؛ (ومحمدُ بنُ عثمانَ البُخَارِيّ) ، قَالَ الذّهَبيّ: هُوَ أَبو طَاهِر بن أَبي بَكْرٍ الصّوفيّ الصّابونيّ، روَى عَنهُ السّمعانيّ، وَابْنه عبد الرحمان، تُوفِّي سنة 555، وأَخوه أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَ، (السُّبَحِيُّون، بالضّمّ وَفتح الباءِ، مُحدِّثون) ، وضَبط السّمعانيّ فِي الأَخير بالخاءِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ: كأَنّه نُسِبَ إِلى الدّباغ بالسَّخَةِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
التَّسْبيحُ: بِمَعْنى الاسْتِثْنَاءِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {6. 025 اءَلم اءَقل لكم. . تسبحون} (الْقَلَم: 28) أَي تَسْتَثْنُون، وَفِي الاستثناءِ تَعظيمُ اللَّهِ تَعَالَى والإِقرارُ بأَنّه لَا يَشَاءُ أَحدٌ إِلا أَنْ يَشاءَ الله، فوضَع تنزيهَ اللَّهِ مَوْضِعَ الاستثناءِ. وَهُوَ فِي (الْمِصْبَاح) (اللِّسَان) .
وَمن النّهَايَة: (فأَدخَلَ إِصْبَعيْه السبّاحَتَيْنِ فِي أُذُنيْه) . السَّبّاحة والمُسَبِّحَة: الإِصبعُ الْتي تَلِي الإِبهامَ، سُمِّيَت بذالك لأَنها يُشارُ بهَا عِنْد التَّسْبِيح.
وَفِي (الأَساس) : وَمن المَجَاز: أَشار إِليه بالمُسَبِّحة والسَّبّاحة. وسَبَح ذكْرُك مَسابِحَ الشَّمْسِ والقَمر. وفلانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كلَّه فِي طَلَبِ المَعَاشِ. انْتهى.
والمسُّبْحَة، بالضّمّ: القِطْعَة من القُطْن.
سبح: {سبحان}: تزيه. {نسبح}: نصلي.
سبح
السَّبْحُ: المرّ السّريع في الماء، وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سَبْحاً وسِبَاحَةً، واستعير لمرّ النجوم في الفلك نحو: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
[الأنبياء/ 33] ، ولجري الفرس نحو:
وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً
[النازعات/ 3] ، ولسرعة الذّهاب في العمل نحو: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا
[المزمل/ 7] ، والتَّسْبِيحُ: تنزيه الله تعالى. وأصله: المرّ السّريع في عبادة الله تعالى، وجعل ذلك في فعل الخير كما جعل الإبعاد في الشّرّ، فقيل: أبعده الله، وجعل التَّسْبِيحُ عامّا في العبادات قولا كان، أو فعلا، أو نيّة، قال: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
[الصافات/ 143] ، قيل: من المصلّين ، والأولى أن يحمل على ثلاثتها، قال: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
[البقرة/ 30] ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِ
[غافر/ 55] ، فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ [ق/ 40] ، قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ [القلم/ 28] ، أي: هلّا تعبدونه وتشكرونه، وحمل ذلك على الاستثناء، وهو أن يقول: إن شاء الله، ويدلّ على ذلك قوله: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ [القلم/ 17] ، وقال: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء/ 44] ، فذلك نحو قوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً [الرعد/ 15] ، وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ [النحل/ 49] ، فذلك يقتضي أن يكون تسبيحا على الحقيقة، وسجودا له على وجه لا نفقهه، بدلالة قوله: وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء/ 44] ، ودلالة قوله:
وَمَنْ فِيهِنَّ [الإسراء/ 44] ، بعد ذكر السّموات والأرض، ولا يصحّ أن يكون تقديره:
يسبّح له من في السّموات، ويسجد له من في الأرض، لأنّ هذا ممّا نفقهه، ولأنه محال أن يكون ذلك تقديره، ثم يعطف عليه بقوله:
وَمَنْ فِيهِنَّ والأشياء كلّها تسبّح له وتسجد، بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، ولا خلاف أنّ السّموات والأرض والدّوابّ مُسَبِّحَاتٌ بالتّسخير، من حيث إنّ أحوالها تدلّ على حكمة الله تعالى، وإنّما الخلاف في السموات والأرض هل تسبّح باختيار؟ والآية تقتضي ذلك بما ذكرت من الدّلالة، و (سُبْحَانَ) أصله مصدر نحو:
غفران، قال فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ [الروم/ 17] ، وسُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا [البقرة/ 32] ، وقول الشاعر:
سبحان من علقمة الفاخر
قيل: تقديره سبحان علقمة على طريق التّهكّم، فزاد فيه (من) ردّا إلى أصله ، وقيل:
أراد سبحان الله من أجل علقمة، فحذف المضاف إليه. والسُّبُّوحُ القدّوس من أسماء الله تعالى ، وليس في كلامهم فعّول سواهما ، وقد يفتحان، نحو: كلّوب وسمّور، والسُّبْحَةُ:
التّسبيح، وقد يقال للخرزات التي بها يسبّح:
سبحة.

سبح

1 سَبَحَ, aor. ـَ inf. n. سَبْحٌ (Msb, K) and سِبَاحَةٌ, (S, * K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He swam, syn. عَامَ, (S, * K,) بِالنَّهْرِ and فِيهِ [in the river], (K,) or rather بِالمَآءِ (MF, TA) or فى المَآءِ (Msb) [i. e. in the water], for it is likewise in the sea, and in a pool, and also in any expanse: (MF, TA:) [or he swam upon the surface, without immersing himself; for,] accord. to Z, there is a difference between عَوْمٌ and سِبَاحَةٌ; the former signifying the “ coursing along in water with immersion of oneself; ” and the latter, the coursing along upon water without immersion of oneself. (MF, TA.) b2: [Hence,] النُّجُومُ تَسْبَحُ فِى الفَلَكِ (A, TA) (tropical:) The stars [swim, or glide along, or] pass along, in the firmament, with a spreading forth. (TA.) It is said in the Kur xxi. 34 and xxxvi. 40, with reference to the sun and the moon, (Bd and Jel in xxi. 34,) with which the stars are meant to be included, (Jel ibid.,) كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ, i. e. (assumed tropical:) All [glide or] travel along swiftly, [in a firmament,] like the swimmer (Bd and Jel ibid.) upon the surface of the water, (Bd ibid.,) or in the water; (Jel ibid.;) wherefore the form of the verb used is that which is appropriate to rational beings, (Bd and Jel ibid.,) swimming being the act of such beings. (Bd ibid.) b3: And [hence] one says, سَبَحَ ذِكْرُكَ مَسَابِحَ الشَّمْسِ وَ القَمَرِ ↓ (tropical:) [Thy fame has travelled as far as the sun and the moon; lit., swum along the tracts along which swim the sun and the moon]. (A, TA.) b4: [Hence, likewise, as inf. n. of سَبَحَ, aor. as above,] سَبْحٌ also signifies (tropical:) The running of a horse (S, L, K, * TA) in which the fore legs are stretched forth well [like as are the arms of a man in swimming]. (L, K, * TA.) b5: And (assumed tropical:) The being quick, or swift. (MF.) b6: And (assumed tropical:) The being, or becoming, remote. (MF.) b7: And (assumed tropical:) The travelling far. (K.) You say, سَبَحَ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) He went, or travelled, far, in, or into, the land, or country: (O, TA:) and سَبَخَ: both thus expl. by Abu-l-Jahm El-Jaafaree. (TA.) b8: And (assumed tropical:) The journeying for the purpose of traffic (تَقَلُّب [q. v.]); and [a people's] becoming scattered, or dispersed, in the land, or earth. (K.) And (assumed tropical:) The busying oneself in going to and fro, or seeking gain, (IAar, TA,) and occupying oneself according to his own judgment or discretion, in the disposal or management of affairs, in respect of the means of subsistence. (IAar, S, K, TA.) You say, فُلَانٌ يَسْبَحُ النَّهَارَ كُلَّهُ فِى طَلَبِ المَعَاشِ (tropical:) [Such a one busies himself in going to and fro, or occupies himself according to his own judgment or discretion, in seeking the means of subsistence]. (A, TA.) and سَبَحَ فِى حَوَائِجِهِ (assumed tropical:) He occupied himself according to his own judgment or discretion in the accomplishment of his needful affairs. (Msb.) b9: As used in the Kur [lxxiii. 7], where it is said, إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا, it is variously explained: (S, TA:) accord. to Katádeh (S) and El-Muärrij, (S, TA,) the meaning is, (assumed tropical:) [Verily thou hast in the day-time] long freedom from occupation; (S, K, * TA;) and in this sense, also, its verb is سَبَحَ, aor. ـَ (JM:) [thus it has two contr. significations:] or, accord. to Lth, (assumed tropical:) leisure for sleep: (TA:) accord. to AO, the meaning is, (assumed tropical:) long-continued scope, or room, for free action; syn. مُتَقَلَّبًا طَوِيلًا: and accord. to ElMuärrij, it means also (assumed tropical:) coming and going: (S, TA:) accord. to Fr, the meaning is, (assumed tropical:) thou hast in the day-time the accomplishment of thy needful affairs: (TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) [long] occupation of thyself in thy affairs of business; not being free from occupation therein for the reciting of the Kurn. (Jel.) Some read سَبْخًا, which has nearly the same meaning as سَبْحًا. (Zj, TA.) b10: As inf. n. of سَبَحَ, (TK,) it signifies also (assumed tropical:) The state of sleeping. (K.) And as such also, (TK,) (assumed tropical:) The being still, quiet, or motionless. (K.) b11: [Also (assumed tropical:) The glistening of the mirage.] You say, سَبَحَ السَّرَابُ, or الآلُ, meaning لَمَعَ [i. e. (assumed tropical:) The mirage glistened]. (O.) b12: And (assumed tropical:) The digging, or burrowing, in the earth, or ground. (K, * TA.) You say of the jerboa, سَبَحَ فِى الأَرْضِ (assumed tropical:) He dug, or burrowed, in the earth, or ground. (O, TA.) b13: And (assumed tropical:) The being profuse in speech. (K.) You say, سَبَحَ فِى الكَلَامِ (assumed tropical:) He was profuse in speech. (O, TA.) b14: See also the next paragraph. in two places.2 تَسْبِيحٌ signifies The declaring [God] to be far removed, or free, from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from [his] glory; syn. تَنْزِيهٌ, (S, O, Msb, TA,) and تَقْدِيسٌ: (Msb:) the magnifying, celebrating, lauding, or praising, and glorifying, God; and declaring Him to be far removed, or free, from everything evil. (TA.) You say, سَبَّحَ اللّٰهَ, (T, A, Mgh, Msb, TA,) and سبّح لِلّٰهِ, (Kur lvii. 1 &c., and A,) in which the ل is redundant, (Jel in lvii. 1 &c.,) inf. n. تَسْبِيحٌ, and سُبْحَانٌ is a subst. that [sometimes] stands in the place of the inf. n., (T, TA,) or it is an inf. n. of which the verb is سَبَحَ, (K, TA,) He declared God to be far removed, or free, from every imperfection or impurity &c., (A, Mgh, TA,) or from what they say [of Him] who disacknowledge [his attributes]; (Msb;) [i. e. he declared, or celebrated, or extolled, the perfection or purity, or absolute glory, of God;] and he magnified, celebrated, lauded, or praised, God, by the mention of his names, saying سُبْحَانَ اللّٰهِ and the like: (Msb:) and سبّح [alone], (Mgh, K,) inf. n. تَسْبِيحٌ, (K,) he said سُبْحَانَ اللّٰهِ; (Mgh, K;) as also ↓ سَبَحَ, inf. n. سُبْحَانٌ; (K, TA;) the latter, which is like شَكَرَ, inf. n. شُكْرَانٌ, a dial. var. mentioned by ISd; and no regard should be paid to the saying of Ibn-Ya'eesh and others, that سبحان is an inf. n. of which the verb is obsolete: accord to El-Mufaddal, سُبْحَانٌ is the inf. n. of ↓ سَبَحَ signifying he raised his voice with supplication, or prayer, and magnification or celebration or praise [of God, as when one says سُبْحَانَ اللّٰهِ or the like]; and he cites as an ex., قَبَحَ الْإِلٰهُ وَجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا سَبَحَ الحَجِيجُ وَ كَبَّرُوا إِهْلَالَا [May God remove far from good, or prosperity, or success, the persons (وُجُوهَ here meaning نُفُوسَ) of the tribe of Teghlib, whenever the pilgrims raise their voices with supplication, &c., and say اَللّٰهُ أَكْبَرْ, ejaculating لَبَّيْكَ]. (MF, TA.) وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ, in the Kur ii. 28, is a phrase denotative of state, (Ksh, Bd, Jel,) meaning While we declare thy remoteness from evil [of every kind], (Ksh, Bd,) or while we say سُبْحَانَ اللّٰهِ, (Jel,) praising Thee, (Ksh,) [or with the praising of Thee, i. e.] making the praising of Thee to be an accompaniment, or adjunct, to our doing that: (Ksh, Bd, Jel:) so that we are the more worthy to be appointed thy vice-agents. (Ksh, * Bd, * Jel.) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ, in the Kur lvi. 73 and last verse, means Therefore declare thou the remoteness from what is unsuitable to his majesty by mentioning the name of thy Lord, or by mentioning the Lord, for the pronouncing of the name of a thing is the mentioning of it, [i. e., of the thing itself,] the great name, or the great Lord: (Bd:) or it means therefore pray thou commencing with, or uttering, the name of thy Lord [the great name or Lord]: (Kull p. 211:) [for] b2: تَسْبِيحٌ also signfies The act of praying. (K, Msb.) You say, سَبَّحَ meaning He prayed. (A, Mgh.) And [particularly] He performed the [supererogatory] prayer of [the period termed] الضُّحَى. (TA.) And فُلَانٌ يُسَبِّحُ اللّٰهَ, i. e. ↓ يُصَلِّى السَّبْحَةَ, meaning Such a one performs prayer to God, either obligatory or supererogatory: [but generally the latter: (see سُبْحَةٌ:)] and يُسَبِّحُ عَلَى رَاحِلَتِهِ performs supererogatory prayer [upon his camel that he is riding]. (Msb.) It is said in the Kur [iii. 36], وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْإِبْكَارَ, i. e. And pray thou [in the evening, or the afternoon, and the early morning]. (TA.) And it is related of 'Omar, أَنَّهُ جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحَا بَعْدَ العَصْرِ, meaning [That he flogged two men] who prayed [after the prescribed time of the afternoon-prayer]. (S, TA.) You say also, بِيَدِهِ يُسَبِّحُ بِهَا ↓ سُبْحَةٌ [i. e. In his hand is a string of beads by the help of which he repeats the praises of God: see سُبْحَةٌ, below]. (A, Msb. *) b3: Also The making an exception, by saying إِنْ شَآءَ اللّٰهُ [If God will]: because, by so saying, one magnifies God, and acknowledges that one should not will unless God will: and thus is expl. the saying in the Kur [lxviii. 28], أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لَا تُسَبِّحُونَ [Did I not say to you, Wherefore will ye not make an exception? addressed to the owners of a garden, who “ swore that they would certainly cut its fruit when they should be entering upon the time of morning, they not making an exception ”]. (TA.) 3 سابحهُ, [inf. n. مُسَابَحَةٌ,] i. q. رَاسَاهُ, (T and K in art. رسو,) i. e. He swam with him. (TK in that art.) [And app. also He vied, or contended, with him in swimming.]4 اسبحهُ He made him to swim (K, TA) فِى

المَآءِ [in the water] or فَوْقَ المَآءِ [upon the water]. (TA.) سَبْحَةٌ Garments of skins: (K:) or, accord. to Sh, سِبَاحٌ, which is the pl., signifies shirts of skins, for boys: AO corrupted the word, relating it as written سُبْجَةٌ, with ج, and with damm to the س; whereas this signifies “ a black [garment of the kind called] كِسَآء: ” and a verse cited by him as presenting an ex. of its pl., in its last word, is from a poem of which each verse has for its fundamental rhyme-letter the unpointed ح: ISd, in art. سبج, mentions سِبَاجٌ as signifying “ garments of skin,” and having سبجة for its sing.; but says that the word with the unpointed ح is of higher authority; though he also states it, in the same art., to have been corrupted by AO. (TA.) b2: [A meaning belonging to سُبْحَةٌ (q. v.) is assigned in some copies of the K to سَبْحَةٌ.]

A2: السَّبْحَةُ, (K,) or سَبْحَةُ, from سَابِحٌ as an epithet applied to a horse, or mare, (IAth, TA,) is a proper name of A horse, or mare, belonging to the Prophet: (IAth, K, TA:) and of another belonging to Jaafar the son of Aboo-Tálib; (K;) or this was a mare named سَمْحَةُ: (O:) and of another belonging to another. (K.) سُبْحَةٌ Beads (S, Msb, K, TA) strung (Msb, TA) upon a string or thread, (TA,) [ninety-nine in number, and having a mark after each thirtythree,] with which (by counting them, K) one performs the act termed التَّسْبِيح [meaning the repetition of the praises of God, generally consisting in repeating the words سُبْحَانَ اللّٰهْ thirtythree times, الحَمْدُ لِلّٰهْ thirty-three times, and اَللّٰهُ أَكْبَرْ thirty-three times, which is done by many persons after the ordinary prayers, as a supererogatory act]: (S, A, Msb, K:) its appellation implies that it is an Arabic word; but Az says that it is post-classical: its pl. is سُبَحٌ (Msb) and سُبُحَاتٌ also. (Har p. 133.) See 2, last sentence but one. b2: Also Invocation of God; or supplication: (K:) and prayer, (A, Msb,) whether obligatory or supererogatory: (Msb:) or supererogatory praise; (S;) and supererogatory prayer; (S, A, Mgh, K;) because of the تَسْبِيحٌ therein. (Mgh.) You say, فُلَانٌ يُصَلِّى السُّبْحَةَ, expl. above; see 2, in the latter part of the paragraph. (Msb.) And قَضَىسُبْحَتَهُ He performed, or finished, his prayer: (A:) or قَضَيْتُ سُبْحَتِى means I performed, or finished, my supererogatory praise and such prayer. (S.) And صَلَّى

السُّبْحَةَ He performed the supererogatory prayer: (A:) and سُبْحَةَ الضُّحَى [the supererogatory prayer of the period termed الضُّحَى]. (Msb.) b3: سُبْحَةُ اللّٰهِ, (IAth, K, TA,) with damm, (TA, [but in my MS. copy of the K written سَبْحَة, and so in the CK,]) means (assumed tropical:) The greatness, or majesty, of God: (IAth, K, TA:) or [the pl.]

السُّبُحَاتُ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) the greatness, or majesty, and the light [or splendour], of God: (Msb:) or by the saying سُبُحَاتُ وَجْهِ رَبِّنَا, with damm to the س and ب, is meant (assumed tropical:) the greatness, or majesty, of the face of our Lord: (S:) or سُبُحَاتُ وَجْهِ اللّٰهِ means (assumed tropical:) the lights [or splendours], (K,) or, accord. to ISh, the light [or splendour], (TA,) of the face of God: (ISh, K, TA:) some say that سُبُحَاتُ الوَجْهِ means (assumed tropical:) the beauties of the face; because, when you see a person of beautiful face, you say, سُبْحَانَ اللّٰهِ [to express your admiration]: and some, that [when it relates to God] it denotes a declaration of his being far removed from every imperfection; meaning سُبْحَانَ وَجْهِهِ. (TA. [See سُبْحَان.]) One says, [addressing God,] أَسْأَلُكَ بِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ, with two dammehs, meaning (tropical:) [I ask Thee] by the evidences of thy greatness, or majesty, [or of the greatness, or majesty, of thy glorious face,] by the acknowledgement whereof thy praise is celebrated. (A.) b4: السُّبُحَاتُ also signifies (assumed tropical:) The places of prostration [probably meaning in the reciting of the Kur-án]. (K.) A2: Also, i. e. [the sing.,] سُبْحَةٌ, A piece of cotton. (TA.) سُبْحَانٌ is the inf. n. of سَبَحَ as syn. with سَبَّحَ [q. v.]; (K, TA;) and is a subst. that [sometimes] stands in the place of the inf. n. of the latter of these verbs, i. e. in the sense of تَسْبِيحٌ. (T, TA.) b2: سُبْحَانَ is a proper name in the sense of التَّسْبِيح, and [for this reason, and also because it ends with ا and ن,] it is imperfectly decl., and is also invariable; being put in the accus. case in the manner of an inf. n. (Mgh.) You say سُبْحَانَ اللّٰهِ, meaning I declare [or celebrate or extol] the remoteness, or freedom, of God [from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from his glory, i. e.] from the imputation of there being any equal to Him, or any companion, or anything like unto Him, or anything contrary to Him; or from everything that should not be imputed to Him: (L:) [I declare, or celebrate, or extol, his absolute perfection or glory or purity: or extolled be his absolute perfection &c.:] or I declare the remoteness of God, or his freedom (بَرَآءَة), from evil, (Zj, * S, K, TA,) or from every evil; (TA;) and [especially] from the imputation of his having a female companion, and offspring: (K:) or I declare God's being very far removed from all the foul imputations of those who assert a plurality of gods: (MF:) [it sometimes implies wonder, and may well be rendered how far is God from every imperfection! &c.:] in this case, سبحان is a determinate noun; (K;) i. e., a generic proper name, for التَّسْبِيح, like as بَرَّةُ is for البِرُّ. (MF:) Zj says, (TA,) it is put in the accus. case in the manner of an inf. n.; (S, K;) i. e., as the absolute complement of a verb understood; the phrase with the verb supplied being أُسَبِّحُ اللّٰهَ سُبْحَانَهُ; (MF;) meaning أُبَرِّئُ اللّٰهَ مِنَ السُّوْءِ بَرَآءَةً; (S, K, MF;) سبحان thus supplying the place of the verb: accord. to Ibn-El-Hájib and others, when it is prefixed to another noun or pronoun, governing it in the gen. case, it is a quasi-inf. n.; and when not so prefixed, it is a proper name, imperfectly decl.: but to this it is objected that a proper name may be thus prefixed for the purpose of distinction, as in the instances of حَاتِمُ طَيِّئٍ and زَيْدُ الفَوَارِسِ: some say that it is an inf. n. of an obsolete verb; but this assertion is not to be regarded; for, as an inf. n., its verb is سَبَحَ, like شَكَرَ of which the inf. n. is شُكْرَانٌ: others say that it may be an inf. n. of سَبَّحَ, though far from being agreeable with analogy: and some derive it from السَّبْحُ as signifying “ the act of swimming,” or “ the being quick, or swift,” or “ the being, or becoming, remote,” &c.: (MF:) [hence F adds,] or the phrase above-mentioned denotes quickness in betaking oneself to God, and agility in serving, or obeying, Him; [and therefore may be rendered I betake myself quickly to the service of God, and am prompt in obeying Him;] (K;) so accord. to ISh, to whom a man presented himself in a dream, and indicated this explanation of the phrase, deriving it from سَبَحَ الفَرَسُ [“ the horse ran stretching forth his fore legs, as one does with his arms in swimming ”]. (L.) فَسُبْحَانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونُ, [in which سبحان is used in the place of the inf. n. of سَبَّحَ, and سَبِّحُوا is understood before it,] in the Kur [xxx. 16], means Therefore perform ye prayer to God [or declare ye the remoteness of God from every imperfection &c.] when ye enter upon the time of evening and when ye enter upon the time of daybreak. (Fr, TA.) and سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يَصِفْونَ, in the Kur xxiii. 93, means Far [or how far] is God from that by which they describe Him! (Jel.) One says also, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, meaning سَبَّحْتُكَ بِجَمِيعِ

آلَائِكَ وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ [i. e. I glorify Thee by enumerating all thy benefits, and by the praising of Thee I glorify Thee]. (Mgh. [See also the prep. بِ.]) b3: سُبْحَانَ مِنْ كَذَا, (Msb, K,) or سُبْحَانَ اللّٰهِ مِنْ كَذَا, (S,) and سُبْحَانَ مِنْ فُلَانٍ, (A,) are (tropical:) phrases expressive of wonder (S, A, Msb, K) at a thing (S, Msb, K) and a person; (A;) originating from God's being glorified (أَنْ يُسَبَّحَ اللّٰهُ) at the sight of what is wonderful of his works, and afterwards, by reason of its being frequently said, employed in relation to anything at which one wonders; (Er-Radee, TA;) meaning (assumed tropical:) [I wonder greatly (lit., with wondering) at such a thing and such a person; as is shown by what follows; or] how extraordinary, or strange, is such a thing [and such a person!]. (Msb.) El-Aashà says, أَقُولُ لَمَّا جَآءَنِى فَخْرُهُ سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِر (S, Msb *) (assumed tropical:) [I saying, when his boasting reached me, I wonder greatly at' Alkameh the boasting]; i. e. العَجَبُ مِنْهُ, (S,) or [rather] عَجَبًا لَهُ [ for أَعْجَبُ عَحَبًا لَهُ], lit. I wonder with wondering at him; (Msb;) [or how extraordinary a person is 'Alkameh the boasting !:] سبحان being without tenween because it is regarded by them as a determinate noun, and having a resemblance to a fem. noun: (S:) [though in what quality it resembles a fem. noun, except in its being of one of the measures of broken pls., I do not know:] or it is imperfectly decl. because it is a determinate noun, being a proper name for البَرَآءَة (IJ, IB) and التَّنْزِيه, (IJ,) and because of the addition of the ا and ن: (IJ, IB:) this is the true reason: but some hold that it is rendered determinate by its being prefixed to a noun understood, governing it in the gen. case; the complete phrase being سُبْحَانَ اللّٰهِ مِنْ عَلْقَمَةَ. (MF.) b4: سُبْحَانًا, thus with tenween, as an indeterminate noun, occurs in the phrase سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَانًا, in a poem of Umeiyeh. (IB.) A2: سُبْحَان is also used in the sense of نَفْس, in the saying أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا فِى

سُبْحَانِكَ [Thou art possessed of more, or most, knowledge of that which is in thine own mind]. (K.) سَبُوحٌ: see سَابِحٌ, in three places.

سِبَاحَةٌ an inf. n., (K,) or a simple subst., (Msb,) from سَبَحَ; (Msb, K;) Natation; or the act [or art] of swimming: (S, A, Msb, * K:) or the coursing along upon water without immersion of oneself. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) سَبَّاحٌ: see سَابِحٌ, in two places.

سُبُّوحٌ, also pronounced سَبُّوحٌ, (T, S, Msb, K, &c.,) the latter the more agreeable with analogy, but the former the more common, (Th, T, S, Msb, *) one of the epithets applied to God, (T, S, A, Msb, * K,) because He is an object of تَسْبِيح, (K,) and [often] immediately followed by قُدُّوسٌ, (A, Msb, K,) which is likewise also pronounced قَدُّوسٌ, though the former pronunciation is the more common: (Th, T, S, Msb: *) it signifies [All-perfect, all-pure, or all-glorious; i. e.] far removed, or free, from everything evil, (Zj, Mgh, Msb, TA,) and from every imperfection [and the like]. (Msb. [See 2, and see also سُبْحَانَ اللّٰهِ.]) It is said (S, Msb) by Th (S) that there is no word like the two epithets above, of the measure فعُّول with damm as well as with fet-h to the first letter, except ذرّوح: (S, Msb:) but the following similar instances have been pointed out: ستّوق among epithets, and ذرّوح and شبّوط and فرّوج and سفّود and كلّوب among substs. (TA.) Sb says, لَيْسَ فِى الكَلَامِ فُعَّوْلٌ بِوَاحِدَةٍ [expl. voce ذُرَّاحٌ]: (S:) [or] accord. to AHei, Sb said that there is no epithet of the measure فُعُّولٌ except سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ: Lh mentions سُتُّوقٌ also, as an epithet applied to a دِرْهَم, as well as سَتُّوقٌ. (TA.) السَّبَّاحَةُ: see المُسَبِّحَةُ, in two places.

سَابِحٌ and ↓ سَبَّاحٌ (Msb, K) and ↓ سَبُوحٌ (K) are part. ns., or epithets, from سَبَحَ in the first of the senses assigned to it above: (Msb, K:) [the first signifies Swimming, or a swimmer:] the second has an intensive signification [i. e. one who swims much, or a great swimmer; as also the third]: (Msb:) the pl. of the first, accord. to IAar, not of the first and last as it appears to be accord. to the K, is سُبَحَآءُ: (MF:) that of the second is سَبَّاحُونَ: (K:) and that of the third is سُبُحٌ or سِبَاحٌ, the former reg., and the latter irreg. (MF.) b2: السَّابِحَات, (K, &c.,) in the Kur [lxxix. 3], accord. to Az, (TA,) means The ships: (K:) or (assumed tropical:) the souls of the believers أَرْوَاحُ المُؤْمِنِينَ [for which Golius seems to have found in a copy of the K أَزْوَاجُ المُؤْمِنِينَ, for he gives as an explanation piæ et fidelium uxores,,]) (K, TA) which go forth with ease: or (assumed tropical:) the angels that swim, or glide, (تَسْبَحُ,) from (من [app. a mistranscription for بَيْنَ between]) the heaven and the earth: (TA:) or (assumed tropical:) the stars, (K,) which swim, or glide along, (تَسْبَحُ,) in the firmament, like the سَابِح in water. (TA.) [The meanings fœminæ jejunantes and veloces equi and planetæ, assigned to this word by Golius as on the authority of the KL, are in that work assigned to سَائِحَات; the first of them as the meaning of this word in the Kur lxvi. 5.] And you say نُجُومٌ سَوَابِحُ (tropical:) [Stars gliding along in the firmament: سوابح being a pl. of سَابِحٌ applied to an irrational thing, and of سَابِحَةٌ]. (A.) b3: سَابِحٌ is also applied as an epithet to a horse, (S, IAth, A, L,) meaning (tropical:) That stretches forth his fore legs well in running [like as one does the arms in swimming]; (S, * IAth, L;) and in like manner ↓ سَبُوحٌ [but in an intensive sense]: (A, L:) the pl. [of the former] is سَوَابِحُ and سُبَّحٌ. (A.) And سَوَابِحُ also signified (tropical:) Horses; (K, TA;) as an epithet in which the quality of a subst. is predominant; (TA;) because they thus stretch forth their fore legs in running. (K, * TA.) Hence, (TA,) ↓ السَّبُوحُ is the name of A horse of Rabeea Ibn-Jusham. (K, TA.) And in like manner, ↓ السَّبَّاحُ is the name of A celebrated courser: (TA:) and of A certain camel. (K, TA.) تَسْبِيحَاتٌ and تَسَابِيحُ [pls. of تَسْبِيحَةٌ A single act of تَسْبِيح: see 2]. (A.) مَسْبَحٌ A place of swimming, &c.: pl. مَسَابِحُ.]

b2: See an ex. of the pl. in the first paragraph of this art. مُسَبَّحٌ, accord. to AA and the K, applied as an epithet to a [garment of the kind called] كِسَآء, means Strong: and accord. to the former, مُسَبَّجٌ, so applied, means “ made wide. ” (TA.) مُسَبِّحٌ [act. part. n. of 2]. فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ, in the Kur [xxxvii. 143], means and had he not been of the performers of prayer, (A, * Mgh, Msb, K, *) as some say. (Mgh.) المُسَبَّحَةُ (A, Msb, TA) and ↓ السَّبَّاحَةُ (A, TA) (tropical:) [The index, or fore finger;] the finger that is next the thumb: (Msb, TA:) so called because it is like the glorifier when one makes a sign with it [by raising it] when declaring [the unity of] the divine essence. (Msb, TA. *) One says, أَشَارَ إِلَيْهِ بِالمُسَبِّحَةِ and ↓ بِالسَّبَّاحَةِ (tropical:) [He pointed towards him, or it, with the fore finger]. (A, TA.)

صلل

(صلل) مُبَالغَة صل
صلل: قرئ {صللنا في الأرض}: أي أنتنا. 
(صلل) - في الحديث: "أتحبُّون أن تكونوا كالحَمِير الصَّالَّة"
قال أبو أحمد العسكري: هو بالصَّادِ غَيرَ مُعْجَمةٍ، فرَوَوْه بالضَّاد المُعْجَمةِ وهو خَطأٌ. ويقال للحِمارِ الوحشىِّ الحَادِّ الصَّوْتِ: صَلْصَلٌ ومُصَلْصِلٌ كأنه يُريدُ الصَّحِيحةَ الأَجْسادِ الشَّديِدةَ الأَصْوات من صحَّتِها ونَشاطِها وهو من الأَوَّل أَيضاً.

صلل


صَلَّ(n. ac. صَلِيْل)
a. Sounded, resounded, clashed, clanged, rang (
metal ).
b. Became hardened, dry.
c.(n. ac. صُلُوْل), Stank, was putrid.
d.(n. ac. صَلّ), Cleared, clarified, strained; cleaned, winnowed (
wheat ).
e. . Befell.

أَصْلَلَa. see I (c)
صَلّa. see 2 (b)
صَلَّة
(pl.
صِلَاْل)
a. Leather, sole.
b. Dry ground.
c. see 2t & 3t
صِلّ
(pl.
أَصْلَاْل)
a. Asp; aspic; basilisk, cockatrice.
b. Light rain.

صِلَّةa. Noise, sound, clatter, clash, clang, ring.

صُلَّةa. Remnants of water.

مِصْلَلَةa. Wine-strainer.

صَلِيْلa. see 2t
. —
صَلَّاْل مِصْلَاْل
Dry mud, clay.
[صلل] فيه: كل ما ردت عليك قوسك ما لم "يصل"، أي ما لم ينتن، من صل اللحم وأصل، وهو على الاستحباب إذ يجوز أكل اللحم الذكي المتغير الريح. وفيه: أتحبوني أن تكونوا كالحمير "الصالة"، يقال للحمار الوحشي الحاد الصوت: صال وصلصال، كأنه يريد الصحيحة الأجساد الشديدة الأصوات لقوتها ونشاطها؛ ومن رواه بمعجمة فهو مخطئ. وفي ح ابن عباس: "الصلصال" هو الصال الماء يقع على الأرض فتنشق فيجف ويصير له صوت. غ: "الصلصال" الطين اليابس يصل أي يصوت عند النقر، أو المنتن. ومنه: إذا "صللنا" في الأرض - بمهملة. والصليان - يجئ.
صلل
أصل الصَّلْصَالِ: تردُّدُ الصّوتِ من الشيء اليابس، ومنه قيل: صَلَّ المسمارُ ، وسمّي الطّين الجافّ صَلْصَالًا. قال تعالى: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ
[الرحمن/ 14] ، مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [الحجر/ 26] ، والصُّلْصَلَةُ: بقيّةُ ماءٍ، سمّيت بذلك لحكاية صوت تحرّكه في المزادة، وقيل: الصَّلْصَالُ:
المنتن من الطين، من قولهم: صَلَّ اللحمُ، قال: وكان أصله صَلَّالٌ، فقلبت إحدى الّلامين، وقرئ: (أئذا صَلَلْنَا) أي: أنتنّا وتغيّرنا، من قولهم: صَلَّ اللّحمُ وأَصَلَّ.
صلل
صَلَّ صَلَلْتُ، يَصِلّ، اصْلِلْ/صِلَّ، صَلِيلاً، فهو صالّ
• صلَّ المعدنُ: صوَّت صوتًا ذا رنين "صلَّ الحديدُ/ الحَلْي/ السَّيفُ". 

صِلّ [مفرد]: ج أَصْلال وصِلال: (حن) حيَّة من أخبث الحيَّات تتميَّز بعنقها المبَطَّط العريض الذي ينتفخ عند الغضب ° هو صِلُّ أصلال: داهية خبيث. 

صَليل [مفرد]: مصدر صَلَّ. 
ص ل ل: (الصِّلُّ) بِالْكَسْرِ الْحَيَّةُ الَّتِي لَا تَنْفَعُ مِنْهَا الرُّقْيَةُ. وَ (الصَّلْصَالُ) الطِّينُ الْحُرُّ خُلِطَ بِالرَّمْلِ فَصَارَ (يَتَصَلْصَلُ) إِذَا جَفَّ فَإِذَا طُبِخَ بِالنَّارِ فَهُوَ الْفَخَّارُ. وَ (صَلْصَلَةُ) اللِّجَامِ صَوْتُهُ إِذَا ضُوعِفَ. قُلْتُ: يَعْنِي إِذَا ضُوعِفَ الصَّوْتُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ: (صَلَّ) اللِّجَامُ إِذَا تَوَهَّمْتَ فِي صَوْتِهِ حِكَايَةَ صَوْتِ صَلْ فَإِنْ تَوَهَّمْتَ تَرْجِيعًا قُلْتُ: (صَلْصَلَ) . وَ (تَصَلْصَلَ) الْحَلْيُ صَوَّتَ. وَ (صَلَّ) اللَّحْمُ يَصِلُّ بِالْكَسْرِ (صُلُولًا) أَنْتَنَ مَطْبُوخًا كَانَ أَوْ نِيئًا وَ (أَصَلَّ) مِثْلُهُ. وَطِينٌ (صَلَّالٌ) وَ (مِصْلَالٌ) أَيْ يُصَوِّتُ كَمَا يُصَوِّتُ الْفَخَّارُ الْجَدِيدُ. 
ص ل ل

صلّ الحديد صليلاً وصلصل. وسمعت صليل اللجام وصلصلته، وصلاصل السلاح. و" خلق الإنسان من صلصال ". وصلّ اللحم وأصلّ. قال الحطيئة:

ذاك فتى يبذل ذا قدره ... لا يفسد اللحم لديه الصلول

ووضع الصلة على الصلة: الأست على الأرض. ولزق فلان بالصلة. وقبره الله تعالى في الصلة.

ومن المجاز: " هو صل أصلال ": للداهي وأصله الحية التي لا تقبل الرقي. ومني فلان بصل. وهذا صل هذا أي قرنه. قال:

ماذا رزئنا به من حية ذكر ... نضناضة بالرزايا صلّ أصلال

وعرى بنو فلان أصلالاً: سيوفاً بترا. قال ابن مقبل:

لبيك بنو عثمان مادام سعيهم ... عليه بأصلال تعرى وتخشب

وتصقل. وجاءت الخيل تصل عطشاً. وجاء وجوفه يتصلصل. ورجل صلال من العطش. وجاء بسقائه يصل إذا لم يكن فيه ماء فهو يتقعقع. والجرة تصل إذا كانت صفراً فهي إذا قرعت صلت. وصلصل الكلمة إذا أخرجها متحذلقاً.
[صلل] الصَلّة: الأرض اليابسة. والصَلَّةُ: الجِلْدُ. يقال خُفٌّ جيّدُ الصَلَّةِ. وقد صَللْتُ الخُفَّ. والصَلَّةُ أيضاً: واحدة الصِلالِ، وهي القطع من الامطار المتفرقة، يقع منها الشئ بعد الشئ. والصلال أيضا: العشب، سمِّي باسم المطر المتفرِّق. والصِلُّ بالكسر: الحيَّةُ التي لا تنفع منها الرقية. يقال: إنها لصل صَفاً، إذا كانت مُنْكَرَةً مثل الأفعى. ويقال للرجل إذا كان داهياً مُنْكَراً: إنّه لَصِلُّ أَصلالٍ، أي حيّةٌ من الحيّات شُبِّه الرجل بها. قال النابغة الذبيانيّ: ماذا رزئنا به من حية ذكر نَضْناضَةٍ بالرَزايا صَلِّ أَصْلالِ. والصِلُّ أيضا: نبت. قال الراجز:

الصل والصفصل واليعضيدا * والصليان: بقلة، وهو فعليان، الواحدة صِلِّيانةٌ. ويقال للرجل إذا أسرعَ الحَلِفَ ولم يتتعتع: جَذّها جَذّ العَيْرِ الصِلِّيانَةَ. وذلك أنّ العيرُ ربّما اقتلع الصِلِّيانَةَ من أصلها إذا ارتعاها. والصلصل بالضم: الفاختة. والصلصل أيضاً: ناصية الفرس. والصُلْصُلُ أيضاً: بقية الماء في الاداوة وفي أسفل الغدير. قال العجاج صلاصل الزيت إلى الشطور * شبه أعينها حيث غارت بالجرار فيها الزيت إلى أنصافها. والصلصال: الطين الحر خلط بالرمل فصار يَتَصَلْصَلُ إذا جفّ، فإذا طبخ بالنار فهو الفخار. عن أبى عبيدة. وصلصلة اللجام: صوته إذا ضُوعِف. وتَصَلْصَلَ الحُلِيُّ، أي صَوَّتَ. وصل اللحم يصل بالكسر صُلولاً، أي أنْتَنَ، مطبوخاً كان أو نيِّئاً. قال الحطيئة: ذاك فَتىً يَبْذُلُ ذا قِدْرِهِ لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُلولُ وأصل مثله. وصللت اللحام أيضا، شدد للكثرة. وصَلَّ المسمارُ وغيره يَصِلُّ صليلا، أي صوت قال لبيد * كُلَّ حِرْباَء إذا أُكْرِهَ صَلّ * وطين صلال ومِصْلالٌ، أي يصوّت كَما يصوِّتُ الفخار الجديد. وقال الجعدى:

وصادفت أخضر الجالين صلالا * يقول: صادفت ناقتي الحوض يابسا . وجاءت الخيل تصل عطشاً، وذلك إذا سمعْتَ لأجوافها صَليلاً، أي صوتاً. ويقال: صَلْتُهُم الصالّةُ تَصُلُّهُمْ بالضم، أي أصابَتْهم الداهية.
الصاد واللام ص ل ل

صَلَّ يصِلُّ صَلِيلاً وصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً قال

(كأنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه ... )

ويجوزُ أن يكونَ مَوْضِعاً للصَّلْصَلةِ وصلَّ اللِّجامُ امْتدَّ صَوْتُه فإن توهَّمْتَ تَرْجِيعَ صَوْتٍ قُلْتَ صَلْصَلَ وتَصَلْصَل وحمارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصَالٌ ومُصَلْصِلٌ مُصوِّتٌ قال الأَعْشَى

(عَنْتَرِيسٌ تَعْدُو إذا مسَّها الصَّوْتُ ... كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّالِ)

وفرسٌ صَلْصَالٌ حادُّ الصَّوْتِ دَقِيقُه والصَّلْصَلةُ صَفَاء صَوْتِ الرَّعْدِ وقد صَلْصَلَ والصَّلْصَالُ من الطِّينِ ما لم يُجْعَل خَزَفاً سُمِّيَ به لِتَصَلْصُلِه وكلُّ ما جَفَّ من طِينٍ أو فَخَّارٍ فَقد صَلَّ صَليلاً وَصَلَّ البَيْضُ صَليلاً سَمِعْتَ له طَنِيناً عند مقارعة السُّيْوفِ وَصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلاً إذا ضُرِب فأُكْرِهَ أن يَدْخُلَ في الشيءِ قال

(أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من صَنْعَتِها ... كُلَّ حِرْبَاءٍ إذا أُكْرِه صَلَّ)

الجُنْثِيُّ بالرَّفْعِ والنَّصْبِ فمن قال الجُنْثِيُّ جَعَلَه الحدَّادَ أو الزَّرَّادَ أحْكَمَ صَنْعَةَ هذا الدِّرع ومن قال الجُنْثِيَّ بالنَّصْبِ جَعَلَه السَّيْفَ يقولُ هذه الدِّرعُ لِجَوْدَةِ صَنْعِتِها تَمْنَعُ السَّيْفَ أن يَمْضِيَ فيها وأَحْكَمَ هنا رَدَّ وقولُ النابِغةِ الجَعْدِيِّ

(فإنَّ صَخْرَتَنَا أعْيَتْ أَبَاكَ فلا ... يأْلُو لَهَا ما اسْتطاعَ الدَّهْرَ إخْبالا)

(رَدَّتْ معَاوِلَه خثُمْاً مُفَلَّلةً ... وصَادَفَتْ أخْضَر الجَالَيْنِ صَلالا)

أراد صَخْرةً في ماءٍ قد اخْضَرَّ جانِباها منه وعَنَى بالصَّخْرَةِ مَجْدَهُم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصَّخْرةَ مَثَلاً وصَلَّتِ الإِبِلُ تَصْليلاً يَبِستْ أمْعَاؤُها من العَطَشِ فَسَمِعْتَ لها صَوتاً عند الشُّرْبِ قال الرَّاعِي

(فَسَقَوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّةً ... لِلْماءِ في أجوافِهنَّ صَلِيلا)

وصَلَّ السِّقَاءُ صَليلاً يَبِسَ والصَّلَّةُ الجِلْدُ اليابسُ قَبْلَ الدِّباغِ والصَّلَّةُ الأرضُ اليابِسَةُ وقيل هي الأرضُ التي لم تُمْطَر بين أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن وذلك لأنها يابِسَةٌ مُصَوِّتَةٌ وقيل هي الأرضُ ما كانت كالسَّاهِرةِ والجمعُ صِلاَلٌ وخُفٌّ جَيِّدُ الصَّلَّةِ أي النَّعْلِ سُمِّيَ باسْمِ الأرضِ لأنَّ النَّعْلَ لا تُسَمَّى صَلَّةً وعندِي أن النَّعْلَ تُسَمَّى صَلّةً ليُبْسِها وتَصْوِيتها عند الوَطْءِ والصَّلالَة بِطانةُ الخُفِّ والصَّلَّةُ المَطْرَةُ المُتَفَرِّقَةُ القليلةُ والجمعُ صِلالٌ والصَّلَّةُ أيضاً القِطْعةُ المُتَفَرِّقة من العُشْبِ والجمعُ كالجمعِ وصَلَّ اللَّحمُ يَصِلُّ صُلُولاً وأَصَلَّ انْتَن وقيل لا يُسْتَعْمَلُ ذلك إلا في النَّيِّئ وفي التنزيل {وقالوا أَئِذَا صَلَلْنَا في الأَرْضِ} السجدة 10 أي أنْتنَّا وتَغَيَّرتْ صُوَرُنا وقولُ زُهَيْرٍ

(تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ فهي تحت الكَشْحِ دَاءُ)

قيل معناه أَنْتَنَتْ فهذا يَدُلُّ على أنه يُسْتَعْمَلُ في الطَّبِيخِ والشِّواءِ وقيل أَصَلَّتْ هنا أثْقَلَتْ وصَلَّ الماءُ أجَنَ ومَاءٌ صَلالٌ آجِنٌ وأصَلَّه القِدَمُ غَيَّرَهُ والصَّلْصَلَةُ والصُّلْصَلَةُ والصُّلْصُل بَقِيَّةُ الماءِ في الغَدِيرِ وغيره من الآنِية قال أبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ

(ولمْ يَكُنْ مَلِكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إلاَّ صَلاصِلَ لا تَلْوِي عَلَى حَسَبِ)

وكذلك البَقِيَّةُ من الدُّهْنِ والزَّيْتِ قال العَجَّاج

(صَلاصِلَ الزَّيْتِ إلى الشُّطُور ... ) شبَّهَ أَعْيُنَها حيث غارتْ بالجِرارِ فيها الزَّيْتُ إلى أَنْصَافِها والصُّلْصُلُ ناصِيَةُ الفَرِس وقيل بياضٌ في شَعَرِ مَعْرَفَةِ الفَرَسِ والصُّلْصُلُ من الأقداحِ مثل الغُمَرِ هذه عن أبي حنيفةَ والصُّلْصُلُ طائرٌ صَغيرٌ والصِّلُّ الحَيَّةُ التي تَقْتُلُ إذا نَهَشَتْ من ساعَتِها وإنَّهُ لَصِلُّ أصْلالٍ أي دَاهٍ مُنْكَرٌ في الخُصومةِ وقيل هو الداهِي المُنْكُر في الخُصُومةِ وغيرِها والصِّلُّ والصَّالَّةُ الدَّاهيةُ وصَلَّتْهم الصَّالَّةُ وصَلَّ الشَّرابَ يَصُلُّهُ صَلاً صَفَّاه والمِصَّلَّة الإِنَاءُ الذي يُصَفَّى فيه يمانِيَّة وهما صِلانِ أي مِثْلانِ عن كُراع والصِّلُّ شَجَرٌ قال

(أَرْعَيْتُها أكَرمَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدَا)

والصِّلِّيانُ شَجَرٌ قال أبو حنيفةَ الصِّلِّيانُ من الطَّريفَةِ وهو يَنْبُتُ صُعُداً وأضْخمه أعجازُه وأُصُولُه على قَدْر نَبْتِ الحَلِيِّ ومَنَابِتُه السُّهولُ والرِّياضُ قال وقال أبو عُمَر والصِّلِّيانُ من الجَنْبَةِ لغِلَظِه وبَقَائِه واحدتُه صِلِّيانة ومن أَمثالِ العَرَب جَذَّهَا جَذًّ العَيْرِ الصِّلِّيانَة ودَارَةُ صُلْصُلٍ مَوْضعٌ عن كُراع

صلل: صَلَّ يَصِلُّ صَلِيلاً وصَلْصَلَ صَلْصَلَ صَلْصَلَةً

ومُصَلْصَلاً؛ قال:

كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه

ويجوز أَن يكون موضعاً للصَّلْصَّلة. وصَلَّ اللِّجامُ: امتدّ صوتُه،

فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعَ صوت قلت صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ؛ الليث: يقال صَلَّ

اللِّجامُ إِذا توهمت في صوته حكاية صَوْت صَلْ، فإِن تَوَهَّمْت

تَرْجيعاً قلت صَلْصَلَ اللِّجامُ، وكذلك كل يابس يُصَلْصِلُ. وصَلْصَلَةُ

اللِّجامُ: صوتُه إِذا ضُوعِف. وحِمَارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصالٌ

ومُصَلْصِلٌ: مُصَوِّت؛ قال الأَعشى:

عَنْترِيسٌ تَعْدُو، إِذا مَسَّها الصَّوْ

تُ، كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال

وفَرس صَلْصَالٌ: حادّ الصوت دَقيقُه. وفي الحديث:

أَتُحِبُّون أَن تكونوا مثل الحَمِير الصَّالَّة؟ قال أَبو أَحمد

العسكري: هو بالصاد المهملة فَرَوَوْه بالمعجمة، وهو خطأٌ، يقال للحِمار الوحشي

الحادّ الصوت صالٌّ وصَلْصَالٌ، كأَنه يريد الصحيحة الأَجساد الشديدة

الأَصوات لقُوَّتِها ونَشاطها.

والصَّلْصَلَةُ: صَفاءُ صَوْت الرَّعْد، وقد صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ

الحَلْيُ أَي صَوَّت، وفي صفة الوحي: كأَنَّه صَلْصلةٌ على صَفْوانٍ؛

الصَّلْصلةُ: صَوْت الحديد إِذا حُرِّك، يقال: صَلَّ الحديدُ وصَلْصَلَ،

والصَّلْصلة: أَشدُّ من الصَّلِيل. وفي حديث حُنَين: أَنَّهم سمعوا صَلْصَلَةً

بين السماء والأَرض.

والصَّلْصالُ من الطِّين: ما لم يُجْعَل خَزَفاً، سُمِّي به

لتَصَلْصُله؛ وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلاً. وطِينٌ صلاَّل

ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد؛ وقال النابغة

الجعدي:فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ، فلا

يَأْلُوها ما اسْتَطاعَ، الدَّهْرَ، إِخْبالا

(* قوله «فلا يألولها» في التكملة: فلن يألوها.)

رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً،

وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلاَّلا

يقول: صادَفَتْ

(* قوله «يقول صادفت إلخ» قال الصاغاني في التكملة:

والضمير في صادفت للمعلول لا للناقة، وتفسير الجوهري خطأ) ناقتي الحَوْضَ

يابساً، وقيل: أَراد صَخْرَةً في ماء قد اخْضَرَّ جانباها منه، وعَنى

بالصَّخرة مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلاً. وجاءَت الخيلُ تَصِلُّ

عَطَشاً، وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَلِيلاً أَي صوتاً. أَبو إِسحق:

الصَلْصالُ الطين اليابس الذي يَصِلُّ من يُبْسِه أَي يُصَوِّت. وفي التنزيل

العزيز: من صَلْصالٍ كالفَخَّار؛ قال: هو صَلْصَالٌ ما لم تُصِبْه

النارُ، فإِذا مَسَّته النارُ فهو حينئذ فَخَّار، وقال الأَخفش نحوَه، وقال:

كُلُّ شيءٍ له صوت فهو صَلْصالٌ من غير الطين؛ وفي حديث ابن عباس في تفسير

الصَّلْصال: هو الصَّالُّ الماء الذي يقع على الأَرض فَتَنْشَقُّ

فيَجِفُّ فيصير له صوت فذلك الصَّلْصال، وقال مجاهد: الصَّلْصالُ حَمَأٌ

مَسْنون، قال الأَزهري: جَعَله حَمأ مسنوناً لأَنه جَعَله تفسيراً للصَّلْصَال

ذَهَب إِلى صَلَّ أَي أَنْتَن؛ قال:

وصَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِيدُ،

وكُلُّ صَلاّلٍ لها رَثِيدُ

يقول: عَطِشَتْ فصارت كالأَسْقِيَة البالية وصَدَرَتْ رِواءً جُدُداً،

وقوله وكُلُّ صَلاَّلٍ لها رَثِيد أَي صَدَقَت الأَكلَ بعد الرِّيِّ فصار

كل صَلاَّلٍ في كَرِشها رَثِيداً بما أَصابت من النبات وأَكَلَت.

الجوهري: الصَّلْصالُ الطين الحُرُّ خُلِط بالرمل فصار يَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ،

فإِذا طُبِخ بالنار فهو الفَخَّار.

وصَلَّ البَيْضُ صَلِيلاً: سَمِعت له طَنِيناً عند مُقَارَعة السُّيوف.

الأَصمعي: سَمِعت صَلِيلَ الحديد يعني صوتَه. وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ

صَلِيلاً إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن يَدْخل في شيء، وفي التهذيب: أَن يدخل

في القَتِير فأَنت تَسْمع له صوتاً؛ قال لبيد:

أَحْكَمَ الجُنْثِيّ من عَوْرَاتِها

كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ

(* قوله «عوراتها» هي عبارة التهذيب، وفي المحكم: صنعتها).

الجُنْثِيّ بالرفع والنصب، فمن قال الجُنْثِيُّ بالرفع جَعَله الحَدَّاد

أَو الزَّرَّاد أَي أَحْكَمَ صَنْعَة هذه الدِّرْع، ومن قال الجُنْثِيَّ

بالنصب جَعَله السيفَ؛ يقول: هذه الدِّرْعُ لجَوْدة صنعتها تَمْنَع

السيفَ أَن يَمْضي فيها، وأَحْكَم هنا: رَدَّ؛ وقال خالد ابن كلثوم في قول

ابن مقبل:

لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ، ما دَامَ جِذْمُهم،

عليه بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخُشَب

الأَصْلالُ: السُّيوفُ القاطعة، الواحد صِلُّ. وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ

صَلِيلاً: يَبِست أَمْعاؤها من العَطَش فَسمِعْت لها صوتاً عند الشُّرب؛

قال الراعي:

فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً،

لِلْماء في أَجْوافِهِنَّ، صَلِيلاً

التهذيب: سَمِعت لجوفه صَلِيلاً من العطش، وجاءت الإِبل تَصِلُّ

عَطَشاً، وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة؛ وقال مُزاحِم العُقَيْلي

يصف القَطَا:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْه، بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها،

تَصِلُّ، وعن قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل

قال ابن السكيت في قوله مِنْ عَلَيْه: مِنْ فَوْقِه؛ يعني مِنْ فوق

الفَرْخ، قال: ومعنى تَصِلُّ أَي هي يابسة من العطش، وقال أَبو عبيدة: معنى

قوله مِنْ عَلَيْه مَنْ عند فَرْخها. وصَلَّ السِّقاءُ صَليلاً: يَبِس.

والصَّلَّة: الجِلُد اليابس قبل الدِّباغ. والصَّلَّة: الأَرضُ اليابسة،

وقيل: هي الأَرض التي لم تُمْطَر

(* قوله «وقيل هي الارض التي لم تمطر

إلخ» هذه عبارة المحكم، وفي التكملة؛ وقال ابن دريد الصلة الارض الممطورة

بين أرضين لم يمطرن) بين أَرضيْن مَمْطورتين، وذلك لأَنها يابسة

مُصَوِّتة، وقيل: هي الأَرض ما كانت كالسَّاهِرة، والجمع صلالٌ. أَبو عبيد:

قَبَرَهُ في الصَّلَّة وهي الأَرض. وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الجلد،

وقيل أَي جيّد النَّعْل، سُمِّي باسم الأَرض لأَن النّعل لا تُسمّى

صَلَّةً؛ ابن سيده: وعندي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وتصويتها عند

الوطء، وقد صَلَلْتُ الخُفَّ. والصِّلالة: بِطانة الخُفِّ. والصَّلَّة:

المَطْرة المتفرقة القليلة، والجمع صِلالٌ. ويقال: وقَع بالأَرض صِلالٌ من

مطر؛ الواحدة صَلَّة وهي القِطَعُ من الأَمطار المتفرقة يقع منها الشيءُ

بعد الشيء؛ قال الشاعر:

سَيَكْفِيك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ،

كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا

وقال ابن الأَعرابي في قوله:

كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

قال: أَراد الصَّلاصِلَ وهي بَقايا تَبْقى من الماء، قال أَبو الهيثم:

وغَلِطَ إِنما هي صَلَّة وصِلالٌ، وهي مَواقع المطر فيها نبات فالإِبل

تتبعها وترعاها. والصَّلَّة أَيضاً: القِطْعة المتفرقة من العشب سُمِّي باسم

المطر، والجمع كالجمع. وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ، بالكسر، صُلولاً

وأَصَلَّ: أَنتنَ، مطبوخاً كان أَو نيئاً؛ قال الحطيئة:

ذاك فَتىً يَبْذُل ذا قِدْرِهِ،

لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلول

وأَصَلَّ مثله، وقيل: لا يستعمل ذلك إِلا في النِّيء؛ قال ابن بري: أَما

قول الحطيئة الصُّلول فإِنه قد يمكن أَن يقال الصُّلُّول ولا يقال

صَلَّ، كما يقال العَطاء من أَعْطى، والقُلوع من أَقلَعَتِ الحُمَّى؛ قال

الشماخ:

كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه

بَكُورَ الوِرْدِ، رَيِّثَةَ القُلوع

وصَلَّلْت اللِّجامَ: شُدِّد للكثرة. وقال الزَّجّاج: أَصَلَّ اللحمُ

ولا يقال صَلَّ. وفي التنزيل العزيز: وقالوا أَئذا صَلَلْنا في الأَرض؛ قال

أَبو إِسحق: مَنْ قرأَ صَلَلنا بالصاد المهملة فهو على ضربين: أَحدهما

أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا من صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ

إِذا أَنتن وتغَير، والضرب الثاني صَلَلْنا يَبِسْنا من الصَّلَّة وهي

الأَرض اليابسة. وقال الأَصمعي: يقال ما يَرْفَعه من الصَّلَّة مِنْ هوانه

عليه، يعني من الأَرض. وفي الحديث: كلْ ما رَدَّت عليك قوسُك ما لم

يَصِلَّ أَي ما لم يُنْتِنْ، وهذا على سبيل الاستحباب فإِنه يجوز أَكل اللحم

المتغير الريح إِذا كان ذكِيًّا؛ وقول زهير:

تُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ

أَصَلَّتْ، فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ

قيل: معناه أَنتنَتْ؛ قال ابن سيده: فهذا يدل على أَنه يستعمل في الطبيخ

والشِّواء، وقيل: أَصَلَّتْ هنا أَثقَلَتْ. وصَلَّ الماءُ: أَجَنَ.

وماءٌ صَلاَّلٌ: آجِنٌ. وأَصَلَّه القِدَمُ: غَيَّره.

والصُّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل: بَقِيّة الماء في الإِدارة

وغيرها من الآنية أَو في الغدير. والصَّلاصِل: بَقايا الماء؛ قال أَبو

وَجزة:

ولم يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم

إِلا صَلاصِلُ، لا تُلْوى على حَسَب

وكذلك البقيّة من الدُّهْن والزَّيت؛ قال العجّاج:

كأَنَّ عَيْنَيه من الغُؤُورِ

قَلْتانِ، في لَحْدَيْ صَفاً منقور،

صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ،

غَيَّرَتا، بالنَّضْحِ والتَّصْبير،

صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور

وأَنشده الجوهري: صَلاصِلُ؛ قال ابن بري: صوابه صَلاصِلَ، بالفتح، لأَنه

مفعول لغَيَّرَتا، قال: ولم يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما

بالقارورتَين، قال ابن سيده: شَبَّه أَعيُنَها حين غارَتْ بالجِرار فيها

الزيتُ إِلى أَنصافها.

والصُّلْصُل: ناصية الفرس، وقيل: بياض في شعر مَعْرَفة الفرس. أَبو

عمرو: هي الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة. ابن الأَعرابي: صَلْصَلَ إِذا

أَوْعَد، وصَلْصَل إِذا قَتَل سَيِّدَ العسكر. وقال الأَصمعي: الصُّلْصُل

القَدَح الصغير؛ المحكم: والصُّلْصُل من الأَقداح مثل الغُمَر؛ هذه عن أَبي

حنيفة. ابن الأَعرابي: الصُّلْصُل الراعي الحاذِق؛ وقال الليث:

الصُّلْصُل طائر تسميه العجم الفاخِتة، ويقال: بل هو الذي يُشْبهها، قال الأَزهري:

هذا الذي يقال له موسحة

(* قوله «موسحة» كذا في الأصل من غير نقط) ابن

الأَعرابي: الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ، واحدها صُلْصُل. وقال في موضع آخر:

الصُّلصُلة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة. المحكم: والصُّلصُل

طائر صغير.

ابن الأعرابي: المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وهو الإِسكافُ عند العامّة؛

والمُصَلِّل أَيضاً: الخالصُ الكَرَم والنَّسَب؛ والمُصَلِّل: المطر

الجَوْد.الفراء: الصَّلَّة بَقِيّة الماء في الحوض، والصَّلَّة المطرة الواسعة.

والصَّلَّة الجِلِد المنتن، والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة، والصَّلَّة صوتُ

المسمار إِذا أُكْرِه. ابن الأَعرابي: الصَّلَّة المطْرة الخفيفة،

والصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة.

والصِّلُّ: الحيّة التي تَقْتُل إِذا نَهَشتْ من ساعتها. غيره:

والصِّلُّ، بالكسر، الحية التي لا تنفع فيها الرُّقْية، ويقال: إِنها لَصِلُّ

صُفِيٍّ إِذا كانت مُنْكَرة مثل الأَفعى، ويقال للرجل إِذا كان داهِياً

مُنْكَراً: إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَي حَيّة من الحيّات؛ معناه أَي داهٍ

مُنْكَرٌ في الخصومة، وقيل: هو الداهي المُنْكَر في الخصومة وغيرها؛ قال ابن

بري: ومنه قول الشاعر:

إِن كُنْتَ داهَيةً تُخْشى بَوائقُها،

فقد لَقِيتَ صُمُلاًّ صِلَّ أَصْلالِ

ابن سيده: والصِّلُّ والصّالَّة الداهية. وصَلَّتْهم الصّالَّة

تَصُلُّهم، بالضم، أَي أَصابتهم الداهية. أَبو زيد: يقال إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ

وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ؛ يقال ذلك للرجل ذي الدَّهاء والإِرْب، وأَصْلُ

الصِّلِّ من الحيّات يُشَبَّه الرجل به إِذا كان داهية؛ وقال النابغة

الذبياني:

ماذا رُزِئْنا به من حَيَّةٍ ذَكَرٍ،

نَضْناضةٍ بالرَّزايا صِلِّ أَصْلال

وصَلَّ الشَّرابَ يصُلُّه صَلاًّ: صَفَّاه. والمِصَلَّة: الإِناء الذي

يُصَفَّى فيه، يَمانِية، وهما صِلاَّنِ أَي مِثْلان؛ عن كراع. والصِّلُّ

واليَعْضِيدُ والصِّفْصِلُّ: شجر، والصِّلُّ نبْتٌ؛ قال:

رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا،

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا

والصِّلِّيانُ: شجر، قال أَبو حنيفة: الصِّلِّيانُ من الطَّريفة وهو

يَنْبُت صُعُداً وأَضْخَمهُ أَعجازُه، وأُصولُه على قدر نَبْت الحَليِّ،

ومَنابتُه السُّهول والرِّياضُ. قال: وقال أَبو عمرو الصِّلِّيانُ من

الجَنْبة لغِلَظه وبقائه، واحدته صِلِّيانةٌ. ومن أَمثال العرب تقول للرجل

يُقْدم على اليَمين الكاذبة ولا يَتَتَعْتَعُ فيها: جَذَّها جَذَّ العَيْرِ

الصِّلِّيانة؛ وذلك أَن العَيْر إِذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصلها

إِذا ارْتَعَاها، والتشديد فيها على اللام، والياءُ خفيفة، فهي

فِعْلِيانة من الصَّلْيِ مثل حِرْصِيانَةٍ من الحَرْص، ويجوز أَن يكون من

الصِّلِّ، والياءُ والنون زائدتان. التهذيب: والضِّلِّيانُ من أَطيب الكَلإِ، وله

جِعْثِنةٌ ووَرَقُه رقيق.

ودارَةُ صُلْصُل: موضع؛ عن كراع.

صلل
{صَلَّ،} يَصِلُّ، {صَلِيلاً: صَوَّتَ،} كصَلْصَلَ، {صَلْصَلَةً،} ومُصَلْصَلاً، قالَ: كَأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ فِي {مُصَلْصَلِهْ ويجوزُ أَنْ يَكونَ مَوْضِعاً} لِلصَّلْصَلَةِ. وصَلَّ اللِّجَامُ: امْتَدَّ صَوْتُهُ، فَإِنْ تُوُهِّمَ تَرْجِيعُ صَوْتٍ، فقُلْ: صَلْصَلَ، {وتَصَلْصِلَ، وكذلكَ كُلُّ يابِسٍ} يُصَلْصِلُ، قالَهُ اللَّيْثُ: وَفِي حَدِيثِ الوَحْيِ: كأَنَّهُ {صَلْصَلَةٌ عَلى صَفْوَانٍ وَفِي رِوَايةٍ: أَحْيَاناً يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ.} الصَّلْصَلَةُ: صَوْتُ الحَدِيدِ إِذا حُرِّكَ، يُقالُ: {صَلَّ الحَدِيدُ،} وصَلْصَلَ، {والصَّلْصَلَةُ، أشَدُّ مِنَ} الصَّلِيلِ، وَفِي حديثِ حُنَيْن: أَنَّهُم سَمِعُوا {صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ.} وصَلَّ الْبَيْضُ، {يَصِلُّ،} صَلِيلاً: سُمِعَ لَهُ {صَلِيلٌ، كَذَا فِي النَّسَخِ، والصَّوابُ: طَنِينٌ عِنْدَ الْقِرَاعِ، أَي مُقَارَعةٍ السُّيوفِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ صَلِيلَ الحَدِيدِ، أَي صَوْتَهُ. (و) } صَلَّ الْمِسْمَارُ، {يَصِلُّ،} صَلِيلاً: إِذا ضُرِبَ، فَأُكْرِهَ أَنْ يَدْخُلَ فِي الشَّيْءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنْ يَدْخُلَ فِي الْقَتِيرِ، فأَنْتَ تسمعُ لهُ صَوْتاً، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ مِنْ عَوْرَاتِها ... كُلَّ حِرْبَاءٍ إِذا أُكْرِهَ! صَلّ)
يقولُ: هَذِه الدِّرْعُ لِجَوْدَةِ صَنْعَتِها تَمْنَعُ السَّيفُ أَنْ يَمْضِيَ فِيهَا، وأَحْكَمَ هُنَا: رَدَّ. (و) {صَلَّتِ الإِبِلُ،} تَصِلُّ، {صَلِيلاً: يَبِسَتْ أَمْعاؤُها مِنَ الْعَطَشِ، فسُمِعَ لَها صَوْتٌ عِنْدَ الشُّرْبِ، قالَ الرَّاعِي:
(فَسَقُوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّةً ... لِلْمَاءِ فِي أَجْوافِهِنَّ} صَلِيلاً)
وَفِي التَّهْذِيبِ: سَمِعْتُ لِجَوْفِهِ صَلِيلاً مِنَ العَطَشِ، وجاءَتِ الإِبِلُ {تَصِلُّ عَطَشَاً، وذلكَ إِذا سَمِعْتَ)
لأَجْوافِها صَوْتاً كالبُحَّةِ، قالَ مَزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَمَّ ظِمْؤُها ... } تَصِلُّ وَعَن قَيْضٍ بِزَيْزَاءَ مَجْهَلِ)
(و) {صَلَّ السِّقَاءُ،} صَلِيلاً: يَبِسَ وذلكَ إِذا لَمْ يَكُنْ فيهِ ماءٌ، فَهُوَ يَتَقَعْقَعُ، وَهُوَ مَجازٌ. وصَلَّ اللَّحْمُ، {يَصِلُّ، بالكسرِ،} صُلُولاً، بالضَّمِّ: أَنْتَنَ، مَطْبُوخاً كانَ أَو نيئاً، قالَ الحُطَيْئَةُ:
(ذَاكَ فَتىً يَبْذُلُ ذَا قِدْرِهِ ... لَا يُفْسِدُ اللَّحْمَ لَدَيْهِ {الصُّلُولُ)
} كأَصَلَّ، وقيلَ لَا يُسْتَعْمَلُ ذلكَ إلاَّ فِي النَّيءِ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: أمَّا قَوْلُ الحُطَيْئَةِ: {الصُّلُولُ، فَإِنَّهُ قد يُمْكِنُ أَن يُقالُ: الصُّلُولُ، وَلَا يُقالُ: صَلَّ، كَما يُقالُ العَطَاءُ، مِنْ أَعْطَى، والقُلُوعُ، مِنْ أَقْلَعَتِ الحُمَّى، وقالَ الزَّجَّاجِ، أَصَلَّ اللَّحْمُ، وَلَا يُقالُ: صَلَّ. وَفِي الحَدِيثِ: كُلْ مَا رَدَّ عليكَ قَوْسُكَ مَا لَمْ} يَصِلَّ. أَي مَا لم يُنْتِنْ، وَهَذَا على سَبِيلِ الاِسْتِحْبابِ فَإِنَّهُ يَجوزُ أَكْلُ اللَّحْمِ المُتَغَيِّرِ الرِّيحِ إِذا كانَ ذَكِياً، وقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ، والحَسَنُ: أَئِذَا {صَلَلْنَا بِفْتِحِ الَّلامِ، قالَ أَبُو إسْحاقَ: وَهُوَ عَلى ضَرْبَيْنِ، أَحَدُهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا، وتَغَيَّرَتْ صُوَرُنا، مِنْ} صَلَّ اللَّحْمُ، إِذا أَنْتَنَ، والثانِي {صَلَلْنا: يَبِسْنَا مِنَ} الصَّلَّةِ، وَهِي الأَرْضُ اليابِسَةُ، وقَوْلُ زُهَيْرٍ: (تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أَنِيضٌ ... {أَصَلَّتْ فهْيَ تحتَ الكَشْحِ دَاءُ)
قيلَ: مَعْناهُ أَنْتَنَتْ، قالَ ابنُ سِيدَه: فَهَذَا يَدُلُّ عَلى أنَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي الطَّبِيخِ والشِّواءِ. (و) } صَلَّ الْمَاءُ، {صُلُولا: أَجِنَ، فَهُوَ} صَلاَّلٌ، كشَدَّادٍ: آجِنٌ، {وأَصَلَّهُ الْقِدَمُ: غَيَّرَهُ.} والصَّلَّةُ: الْجِلْدُ، يُقالُ: خُفٌّ جَيِّدُ {الصَّلَّةِ أَو الْيابِسُ مِنْهُ قَبْلَ الدِّباغِ، وقيلَ: خُفٌّ جَيِّدُ} الصَّلَّةِ، أَي النَّعْل، سُمِّيَ باسْمِ الأَرْضِ، لِيُبْسِ النَّعْلِ، وتَصْوِيتِها عندَ الوَطْءِ. والصِّلَّةُ: الأَرْضُ، مَا كانَتْ كالسَّاهِرَةِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَبَرَهُ فِي الصَّلَّةِ، وَهِي الأَرْضُ، ومنهُ قَوْلُ المُصَنِّفِ فِي شَرْحِ كلامِ سَيِّدِنا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ ألْزِقْ عِضْرِطَكَ {بالصَّلَّةِ وَقد تَقدَّمَ مَشْرُوحاً فِي الدِّيباجَةِ، أَو هِيَ الأَرْضُ الْيَابِسَةَ، ومنهُ قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ أَئِذَا} صَلَلْنا أَو هِيَ أَرْضٌ لَمْ تُمْطَرْ، بَيْنَ، أَرْضَيْنِ مَمْطَورَتَيْنِ، وذلكَ لأنَّها يَابِسَةٌ مُصَوِّنَةٌ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الأَرْضُ المَمْطُورَةُ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ لَمْ تُمْطَرَا، ج: أَي جمعُ الكُلِّ، {صِلاَلٌ بالكسرِ. (و) } الصَّلَّةُ: الْمَطَرَةُ الْوَاسِعَةُ، وَقيل: الْمُتَفَرِّقَةُ الْقَلِيلَةُ، يَقَعُ مِنْهَا الشَّيْءُ بعدَ الشَّيْءِ، {كالصَّلِّ، ويُكْسَرُ، وَهُوَ ضِدٌّ، أَي بَيْنَ الوَاسِعَةِ والمُتَفَرِّقَةِ القَلِيلَةِ، وفيهِ نَظَرٌ. (و) } الصَّلَّةُ: الْقِطْعَةُ المُتَفَرِّقَةُ مِنَ الْعُشْبِ، سُمِّيَ باسْمِ المَطَرِ، والجَمْعُ {صِلاَلٌ، ومنهُ قَوْلُ الرَّاعِي:
(سيَكْفِيكَ الإِلَهُ ومُسْنَماتٌ ... كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ} الصِّلاَلاَ)

قالَ أَبُو الهَيْثَم: هِيَ مَوَاقِعُ المَطَرِ فِيهَا نَباتٌ، فالإِبلُ تَتْبَعُها وتَرْعَاهَا. (و) ! الصَّلَّةُ: التُّراب النَّدِيُّ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَأَيْضًا: صَوْتُ الْمِسْمَارِ ونَحْوِهِ إِذا دُقَّ بِكُرْهٍ، ويُكْسَرُ.
وَأَيْضًا: صَوْتُ اللِّجَامِ، وَإِذا ضُوعِفَ {فَصَلْصَلَةٌ. وَأَيْضًا: الْجِلْدُ الْمُنْتِنُ فِي الدِّباغِ. (و) } الصُّلَّةُ: بالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الحَوْضِ، عَن الفَرَّاءِ، وغَيْرِهِ، كالدَّهْنِ والزَّيْتِ. وَأَيْضًا: الريحُ المُنْتِنَةُ، وَأَيْضًا: تَرارَةُ اللَّحْمِ النَّدِيِّ. {والصِّلاَلَةُ، بالكَسْرِ: بِطَانَةُ الْخُفِّ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، أَو سَاقُها،} كالصِّلالِ، بِحَذْفِ الهاءِ، وهذهِ عَن ابنِ عَبَّادٍ، ج: {أَصِلَّةٌ، كهِلاَلٍ وأَهِلَّةٍ، وحِمَارٌ} صُلْصَلٌ، {وصُلاَصِلٌ، بِضَمِّهِما،} وصَلْصَالٌ، {ومُصَلْصِلٌ: مُصَوِّتٌ، قالَ الأَعْشَى:
(عَنْتَرِيسٌ تَعْدُو إِذا مَسَّها الصَّوْ ... تُ كَعَدْوِ} الْمَصَلْصِلِ الْجَوَّالِ)
وقالَ أَبُو أحمدَ العَسْكَرِيُّ: حِمارٌ {صَلْصَالٌ: قَوِيُّ الصَّوْتِ، شدِيدُهُ.} والصَّلْصَالُ: الطِّينُ الْحُرُّ خُلِطَ بِالرَّمْلِ، فصارَ {يَتَصَلْصَلُ، إذَا جَفَّ، فَإِذا طُبِخَ بالنَّارِ فهوَ الفَخَّارُ، كَمَا فِي العُبابِ، والصِّحاحِ، أَو الطِّينُ مَا لَمْ يُجْعَلُ خَزَقاً، سُمِّيَ بِهِ} لِتَصَلْصَلِهِ، وكُلُّ مَا جَفَّ مِنْ طِينٍ أَو فَخَّارٍ فقد صَلَّ {صَلِيلاً كَما فِي المَحْكَم، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ:} الصَّلْصَالُ: الطِّيْنُ اليَابِسُ، الَّذِي يَصِلُّ مِن يُبْسِهِ، أَي يُصَوِّتُ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِن {صَلْصَالٍ كالْفَخَّارِ قَالَ: هُوَ صَلْصَالٍ مَا لَمْ تُصِبْهُ النًّارُ، فَإِذا مَسَّتْهُ فهوَ حِينَئِذٍ فَخَّارٌ. وقالَ مُجاهِدٌ: الصَّلْصَالُ حَمَأٌ مَسْنُونٌ.} وصَلْصَلَ الرَّجُلُ: أَوْعَدَ، وتَهَدَّدَ. وَأَيْضًا: إِذا قَتَلَ سَيِّدَ الْعَسْكَرِ، كُلُّ ذَلِك عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. (و) {صَلْصَلَ الرَّعْدُ: صَفا صَوْتُهُ. ومِنَ المَجازِ:} صَلْصَلَ الْكَلِمَةَ: أَخْرَجَها مُتَحَذْلِقاً، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. {والصَّلْصَلَةُ، بالفَتْحِ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبَّادٍ،} والصُّلْصُلَةُ، {والصُّلْصُلُ، بِضَمِّهِما: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْغَدِيرِ وَفِي الإدَاوَةِ، وَفِي غيرِها مِنِ الآَنِيَةِ، والجمعُ} صَلاصِلُ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(ولَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ ... إلاَّ صَلاصِلُ لَا تَلْوِي عَلى حَسَبِ)
وَكَذَلِكَ البَقِيَّةُ مِنَ الدُّهْنِ والزَّيْتِ، قالَ العَجَّاجُ: كَأَنَّ عَيْنَيْهِ مِنَ الغُؤُورِ قَلْتانِ فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُورِ صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتَا قارُورِ غَيَّرَتَا بالنَّضْجِ والتَّصْبِيرِ صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلَى الشُّطُورِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه والصَّاغانِيُّ: شَبَّهَ أَعْيُنَها حينَ غارَتْ بالجِرَارِ فِيهَا الزَّيْتُ إِلَى أنْصافِها، وأنْشَدَهُ الجَوْهَرِيُّ: صَلاصِلُ. قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُهُ صَلاَصِلَ، بالفتحِ، لأنَّهُ مَفْعُولٌ لِغَيَّرَتَا، قالَ: وَلم يُشْبِّهْها بالجِرَارِ، وإِنَّما شَبَّهها بالقَارُورَتَيْنِ. (و) ! الصُّلْصُلُ، كهُدْهُدٍ: نَاصِيَةُ الْفَرَسِ، كَما فِي العُبَابِ، ويُفْتَحُ، أَو بَياضٌ فِي شَعَرِ مَعْرَفَتِهِ، كَما فِي المُحْكَمِ. والصَّلْصُلُ: الْقَدَحُ، أَو الصَّغِيرُ مِنْهُ، وَهَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، وَفِي المُحْكَمِ: الصُّلْصُلُ مِنَ الأَقْدَاحِ: مِثْلُ الغُمَرِ، هذِه عَن أبي حَنِيفَةَ.
والصُّلْصُلُ: طَائِرٌ، صَغِيرٌ، أَو الْفَاخِتَةُ، قالَ اللَّيْثُ: هوَ طَائِرٌ يُسَمِّيهِ العَجَمُ الفَاخِتَةُ، ويُقالُ: بل هُوَ الَّذِي يُشْبِهُهُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا الَّذِي يُقالُ لَهُ مُوَشَّجَة، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الصَّلاصِلُ: الفَوَاخِتُ، واحِدُها صُلْصُلٌ. وَقَالَ ابنِ الأَعْرابِيِّ: {الصُّلْصُلُ: الرَّاعِي الْحَاذِقُ. والصَّلْصَلُ: ع، بِطَرِيقِ الْمَدِينَةِ، عَلى سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، وبَيْنَهُ وبَيْنَ مَلَلٍ، تُرْبَانُ، كَما فِي العُبابِ، وقالَ نَصْرٌ: عَلى سَبْعَةِ أَمْيالٍ مِ، َ المَدِينَةِ، مَنْزِلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ إِلَى مَكَّةَ، عامَ الفَتْحِ. وَأَيْضًا: ماءٌ قُرْبَ الْيَمامَةِ لِبَنِي العَجْلاَنِ. وَأَيْضًا: ع: آخَرُ الصَّوابُ أَنَّهُ ماءٌ فِي جَوْفِ هَضْبَةٍ حَمْراءَ، قالَهُ نَصْرٌ. والصُّلْصُلُ: مَا ابْيَضَّ مِنْ شَعَرِ ظَهْرِ الْفَرَسِ ولَبَّتِهِ، مِنَ انْحِتَاتِ الشَّعَرِ. (و) } الصُّلصُلَةُ: بِهَاءٍ: الْحَمَامَةُ، وَهِي العِكْرِمَةُ: والسَّعْدَانَةُ أَيْضا، قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيُّ: وَأَيْضًا: الْوَفْرَةُ، وهيَ الجُمَّةُ أَيْضا: عَن أبي عَمْرٍ و. ودَارَةُ {صُلْصُلٍ: ع، لِبَنِي عَمَرِو بنِ كِلابٍ، وَهِي بِأَعْلَى دارِها بِنَجْدٍ، قالَ أَبُو ثُمَامَةَ الصَّبَّاحِيُّ:
(هُمُ مَنَعُوا مَا بَيْنَ دَارَةِ صُلْصُلٍ ... إلَى الهَضَباتِ من نَضادٍ وحائِلٍ)
} والصِّلُّ، بِالكَسْرِ: الْحَيَّةُ الَّتي تَقْتُلُ مِنْ سَاعَتِها إِذا نَهَشَتْ، أَو هِيَ الدَّقِيقَةُ الصَّفْرَاءُ، لَا تَنْفَعُ فِيهَا الرُّقْيَةُ، ويُقالُ: مُنِيَ فُلانٌ {بِصِلٍّ، وَهِي الدَّاهِيَة، وَهُوَ مَجازٌ، ويُقالُ: إِنَّها} لَصِلُّ صَفاً، إِذا كانتْ مُنْكَرَةً مِثْلَ الأَفْعَى، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقالُ: إِنَّهُ لَصِلُّ! أَصْلاَلٍ، وإِنَّهُ لَهِتْرُ أَهْتَارٍ، يُقالُ ذَلِك للرَّجُلِ ذِي الدَّهاءِ والإِرْبِ، وأصْلُ الصِّلِّ مِنَ الحَيَّاتِ يُشْبَّهُ الرَّجُلُ بِهِ إِذا كانَ دَاهِيَةً، وقالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ: (مَاذَا رُزِئْنَا بِهِ مِنْ حَيَّةٍ ذَكَرٍ ... نَضْناضَةٍ بِالرَّزَايا {صِلِّ} أَصْلاَلِ)
{كالصَّالَّةِ، وهيَ الدَّاهِيَةُ، عَن ابنِ سِيدَه، وسيَأْتِي للمُصَنِّفِ أَيْضا قَرِيباً. ومِنَ المَجازِ: الصِّلُّ: الْمِثْلُ، يُقالُ: هُما} صِلاَّنِ، أَي مِثْلانِ عَن كُرَاعٍ، ومِنَ المَجازِ: {الصِّلُّ: الْقِرْنُ، يُقالُ: هَذَا} صِلُّ هَذَا، أَي قِرْنُهُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والصَّلُّ: شَجَرٌ، وقيلَ: نَبْتٌ، قَالَ:) رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودَا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدَا وَمن المَجازِ: الصِّلُّ: السِّيْفُ القاطِعُ، ج: {أصْلالٌ، يُقالُ: عَرَّى بَنُو فُلانٍ} أصْلاَلاً، أَي: سُيُوفاً بُتْراً، كَما فِي الأساسِ، وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(لِيَبْكِ بَنُو عُثُمانَ مَا دامَ جِذْمُهُمْ ... عليهِ بِأَصْلاَلٍ تُعَرَّى وتَخْشَبُ)
(و) {الصُّلُّ، بِالضَّمِّ: مَا تَغَيَّرَ مِنَ الَّلحْمِ وغَيْرِهِ.} وصَلَّ الشَّرَابَ، {يَصُلُّهُ، صَلاًّ: صَفَّاهُ.} والْمِصَلَّةُ، بالكسْرِ: الإِنَاءُ الَّذِي يُصَفَّى فيهِ، يَمانِيَّةٌ، {والصِّلِّيَانُ، بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللَّامِ واليَاءُ خَفِيفَةٌ، فِعْلِيانُ من} - الصَّلْي، كالحِرْصِيَانَةِ مِنَ الحِرْصِ، ويجوزُ أَنْ يَكونَ مِنَ الصِّلِّ، والياءُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ، نَبْتٌ مِنَ الطَّرِيفَةِ، يَنْبُتُ صُعُداً، وأَضْخَمُهُ أَعْجَازُهُ، وأُصُولُه على قَدْرِ نَبْتِ الحَلِيِّ، ومَنَابِتُهُ السُّهُولُ والرِّياضُ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَة. ونُقِلَ عَن أبي عَمْرٍ و: {الصِّلِّيانُ مِنَ الجَنْبَة، لِغِلْظِهِ وبَقائِهِ.
واحِدَتُهُ بِهَاءٍ} صِلِّيانَةٌ، وَمن أَمْثَالِ العَرَبِ، تَقُولُهُ للرَّجُلِ يُقْدِم على اليَمِينِ الكَاذِبَةِ، وَلَا يَتَتَعْتَعُ فِيهَا: جَذَّها جَذَّ الْعَيْرِ! الصِّلِّيانَةَ، وَذَلِكَ أنَّ العَيْرَ إِذا كَدَمَها بِفِيهِ اجْتَثَّها بِأَصْلِها إِذا ارْتَعَاها، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الصِّلِّيانُ مِنْ أَطْيَبِ الْكَلأَ، ولهُ جِعْثِنَةٌ، ووَرَقٌ رَقِيقٌ، ويُقالُ: إِنَّهُ {لَصِلُّ} أصْلاَلٍ، وهِتْرُ أَهْتَارٍ، أَي حَيَّةٌ مِنَ الحَيَّاتِ، مَعْناهُ أَي: دَاهٍ، مُنْكَرٌ فِي الْخُصُومَةِ، وَقيل: هُوَ الدَّاهِي المُنْكَرُ فِي الخُصُومَةِ وغَيْرِها، وَقد ذُكِرَ شاهِدُه قَرِيبا. {والْمُصَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: السَّيِّدُ الْكَرِيمُ، الحَسِيبُ الْخَالِصُ النَّسَبِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ،} كالْمُصَلْصَلِ، بِالْفَتْحِ، وهذهِ عَن ابنِ عَبَّادٍ. (و) {المُصَلِّلُ أَيْضا: الْمَطَرُ الْجَوْدُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ. قالَ: وَأَيْضًا: الأسْكَفُ، وَهُوَ الإِسْكافُ عِنْدَ الْعَامَّةِ. وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ، قالَ:} الصَّالُّ: الْمَاءُ: الَّذِي يَقَعُ عَلى الأَرْضِ فَتَنْشَّقُّ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُهُ فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسانِ: فَيَبْسُ، فَيجِفُّ، فَيَصِيرُ لهُ صَوْتٌ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: {صَلَلْنَا الْحَبَّ، وهوَ أنْ نَعْمَدَ إِلَى الحَبِّ الْمَخْتَلِط بالتُّرَابِ، وصَبَبْنَا فِيهِ مَاءً، فَعَزَلْنَا كُلاًّ عَلى حِيَالِهِ، يُقالُ: هَذِه} صُلاَلَتُهُ، بالضَّمِّ.
ومِنَ المَجازِ: {صَلَّتْهُمُ} الصَّالَّةُ، {تَصُلُّهم، مِنْ حَدِّ نَصَرَ: أَي أَصابَتْهُمُ الدَّاهِيَةُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
} وتَصَلْصَلَ الْغَدِيرُ: إِذا جَفَّتْ حَمْأَتُهُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) {تَصَلْصَلَ الْحَلْيُ: إِذا صَوَّتَ،} وصُلاَصِلُ، بالضَّمِّ: ماءٌ لِبَنِي أسْمَرَ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ، قالَ جَرِيرٌ:
(عَفَا قَوٌّ وكانَ لَنا مَحَلاًّ ... إِلَى جَوَّى! صُلاصِلَ مِنْ لُبَيْنَى)
) كَما فِي العُبابِ، وقالَ نَصْرٌ، صُلاصِلُ: ماءٌ لِبَنِي عامِرِ بنِ عبدِ الْقَيْسِ، فتَأَمَّلْ ذلكَ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: {صَلِلْتَ يَا لَحْمُ، بالكسرِ،} تَصَلُّ، بالفتحِ، مِنْ حَدِّ عَلِمَ، وبِهِ قَرَأَ عَليٌّ، والحَسَنُ البَصْرِيُّ، فِي رِوَايةٍ أَخْرَى، وسَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَرَهْسَمِ: أَئذَا {صَلِلْنا بِكسْرِ الَّلامِ، وذَكَرَهُ ابنُ جِنِّيِّ فِي المُحْتَسَبِ، والصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، والخَفاجِيُّ فِي العِنَايةِ، أثناءَ السَّجْدَةِ. وفَرَسٌ} صَلْصَالٌ: حادُّ الصَّوْتِ، دَقِيقُهُ، وَقَالَ أَبُو أَحْمد العَسْكَرِيُّ: يُقالُ للحِمارِ الوَحْشِيِّ الحادِّ الصَّوْتِ: {صَالٌّ،} وصَلْصَالٌ، وبهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكْونُوا مِثْلَ الحَمِيرِ {الصَّالَّةِ، كأَنَّهُ يُرِيدُ الصَّحِيحَةَ الأَجْسادِ، الشَّدِيدَةَ الأَصْواتِ، لِقُوَّتِها ونَشاطِها، قالَ: وَرَواهُ بعضُ المُحَدِّثينَ بالضَّادِ المُعْجَمَةِ، قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ. وطِينٌ} صَلاَّلٌ، {ومِصْلاَلٌ: يُصُوِّتُ كَمَا يُصَوِّتُ الخَزَفُ الجَدِيدُ، وقالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
(فَإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ فَلا ... يَأْلُو لَهَا مَا اسْتطَاعَ الدَّهْرَ إِخْبالاَ)

(رَدَّتْ مَعاوِلَهُ خَثْماً مُفَلَّلَةً ... وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْنِ} صَلاَّلاَ)
يَقُول: صادَفتْ ناقَتِي الحَوْضَ يابِساً، وَقيل: أرادَ صَخْرَةً فِي ماءٍ قد اخْضَرَّ جَانِبَاها مِنْهُ، وعَنَى بالصَّخْرَةِ مَجْدَهم وشَرَفَهم، فضَرَبَ بالصَّخْرَةِ مَثَلاً. {والصَّلَّةُ: الاِسْتُ: عَن الزَّمَخْشَرِيِّ.
} والصِّلالَةُ، بالْكَسْرِ: بِطَانَةُ الخُفِّ، وَقد {صَلَلْتُ الخُفَّ، صَلاًّ.} والصَّلَّةُ: قَوَّارَةُ الخُفِّ الصُّلْبَةِ.
! وصَلَّلَتِ اللِّحامُ، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، قالَ أَبُو الغُولِ النَّهْشَلِيُّ: رَأيتكُم بَني الحَذْوَاءِ لَمَّادَنَا الأَضْحى {وصَلَّلَتِ اللِّحامُ تَوَلَّيْتُمْ بؤُدِّكُمُ وقُلْتُمْأَعَكٌّ منكَ خَيْرٌ أم جُذَامُ} والصَّلْصَالَةُ: أرْضُ ليسَ بهَا أَحَدٌ. ورَجُلٌ {صَلاَّلٌ مِنَ الظَّمَأِ، والجَرَّةُ} تَصِلُّ، إِذا كانَتْ صُفْراً، فَإِذا فُرِّغَتْ {صَلّتْ.} والصُّلْصُلَةُ، بالضَّمِّ: ماءَةٌ لِمُحارِبٍ، قُرْبَ مَاوَانَ، أَظُنُّهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ الرَّبَذَةِ، قالَهُ نَصْرٌ. ويُقالُ: هوَ تِبْعُ! صِلَّةٍ، أَي دَاهِيَةٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُرْوَى بالضَّادِ، وسيَأْتِي.

كفل

ك ف ل

هو كافيه وكافله، وهو يكفيني ويكفلني: يعولني وينفق عليّ، وأكفلته إياه وكفّلته، " فقال أكفلنيها " " وكفّلها زكريا " وهو كفيل بنفسه وبماله، وكفل عنه لغريمه بالمال وتكفّل به. وهو كفل بيّن الكفولة: لا يثبت على ظهر الدابّة. وهو من الأكفال لا من الأحلاس. قال الأعشى:

غير ميلٍ ولا عواوير في الهي ... جا ولا عزّلٍ ولا أكفال

وقال جرير:

والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... كفل الفروسة دائم الإعصام

واكتفل البعير وتكفّله إذا أخذ كساءً فعقد كرفيه ثم ألقى مقدّمه على كاهله ومؤخّره على عجزه ثم ركب بين العقدة والسنام واسم ذلك الكساء: الكفل. وجاء متكفّلاً حماراً إذا حلّق ثوباً أو كساءً على ظهره وركبه. وله كفل من الحزاء: ضعف. ورأيت فلاناً كفلاً لفلان: رديفاً له، واكتفل به: ارتدفه. وكفل في صيامه: واصل كفولاً، ورجل كافل، وقوم كفّلٌ. قال القطامي:

يلذن بأعقار الحياض كأنها ... نساء النّصارى أصبحت وهي كفّل

ومن المجاز: " لا تشربوا من ثلمة الإناء فإنها كفل الشيطان " أي مركبه. واكتلفت بالشيء: جعلته وراءي، تقول: اكتفلنا بالجبل وبالوادي: جزناه وجعلناه من ورائنا. قال ذو الرمة:

قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفّان مجتابة سدرا

جمع: ضارب وهو الوادي ذو الشجر. واكتفل السابق بالمصلّى. قال العبّاس:

بعيد سموّ الطرف نهدٌ مناهب ... إذا اكتفلت بالرادفات الأوائل

وهو من أكفال الشعر. وأكفلني ماله: ضمّه إليّ وجعلني كافله أي القائم به، وهم بالخير كفلاء.
كفل
عن الفرنسية بمعنى صغير، ونشيط.
كفل: {أكفلنيها}: اجعلني كافلها. {يكفلونه}: يضمونه إليهم. {كِفْل}: نصيب.
(كفل) فلَانا المَال أكفله وَفُلَانًا الصَّغِير جعله كافلا لَهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زَكَرِيَّا}
(كفل) : الفِعْلُ من كِفْلِ الدَّابَّةِ: كَفَلَ يَكْفِلُ.
وبات كافِلاً: إذا لم يُصِبْ غَداءً ولا عَشَاءً، وقد كَفَلَ يَكْفُلُ كُفُولاً.
(كفل)
فلَان كفلا وكفولا وَاصل الصَّوْم وَأخذ على نَفسه أَلا يتَكَلَّم فِي صِيَامه فَهُوَ كافل (ج) كفل وَيُقَال كفل فِي صِيَامه وَأكل خبْزًا بِغَيْر إدام وَالرجل وَبِالرجلِ كفلا وكفالة ضمنه وَيُقَال كفل المَال وكفل عَنهُ المَال لغريمه فَهُوَ كافل (ج) كفل وَهُوَ وَهِي كَفِيل (ج) كفلاء وَالصَّغِير رباه وَأنْفق عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا كنت لديهم إِذْ يلقون أقلامهم أَيهمْ يكفل مَرْيَم}

كفل


كَفِلَ(n. ac. كَفَل)
كَفُلَ(n. ac. كَفَاْلَة)
a. see supra
(b)
كَفَّلَa. see I (a)b. Made surety, bail for; made answerable for.

كَاْفَلَa. Made an agreement with.

أَكْفَلَa. see II (b)b. Guaranteed; warranted.

تَكَفَّلَ
a. [La & Bi], Stood security, made himself responsible to ....
for; warranted (thing).
إِنْكَفَلَ
a. [ coll. ], Was secured by bail.

إِكْتَفَلَ
a. [Bi], Placed behind.
كِفْل
(pl.
أَكْفَاْل)
a. Double.
b. Part, portion.
c. Bad horseman.
d. Craven, coward.
e. Impotency.
f. Chance.
g. see 4
كَفَل
(pl.
أَكْفَاْل)
a. Crupper; rear.

كَاْفِل
(pl.
كُفَّل)
a. see 25 (a)b. Feeder; sustainer.
c. [art.], God.
كَفَاْلَةa. Security; bail; pledge.

كَفِيْل
(pl.
كُفَلَآءُ)
a. Surety, bail; guarantee (person).
b. see 22tc. Equal, like.

N. P.
كَفڤلَ
a. [Bi], Secured (debt).
b. ['An], Guaranteed.
N. Ag.
كَاْفَلَa. Companion; ally, confederate.
b. Neighbour.
(ك ف ل) : (الْكَفِيلُ) الضَّامِنُ وَتَرْكِيبُهُ دَالٌّ عَلَى الضَّمِّ وَالتَّضَمُّنِ (وَمِنْهُ الْكِفْلُ) وَهُوَ كِسَاءٌ يُدَارُ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ كَالْحَوِيَّةِ ثُمَّ يُرْكَبُ (وَمِنْهُ) كِفْلُ الشَّيْطَانِ أَيْ مَرْكَبُهُ (وَالْكَفَالَةُ) ضَمُّ ذِمَّةٍ إلَى ذِمَّةٍ فِي حَقِّ الْمُطَالَبَةِ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ (كَفِيلٌ) أَيْضًا (وَقَدْ كَفَلَ) عَنْهُ لِغَرِيمِهِ بِالْمَالِ أَوْ بِالنَّفْسِ كَفَالَةً وَتَكَفَّلَ بِهِ وَأَكْفَلَهُ الْمَالَ وَكَفَّلَهُ ضَمَّنَهُ (وَتَكْفِيلُ) الْقَاضِي أَخْذُهُ الْكَفِيلَ مِنْ الْخَصْمِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ كَفَّلَ رَجُلًا فِي تُهْمَةٍ وَاسْتَصْوَبَهُ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا اسْتَتَابَ أَصْحَابُ ابْنِ النَّوَّاحَةِ (كَفَلَهُمْ) عَشَائِرُهُمْ وَنَفَاهُمْ إلَى الشَّامِ وَاسْمُ ابْنِ النَّوَّاحَةِ عَبْدُ اللَّهِ صَاحِبُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَحَدِيثُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
كفل: كفل عند فريتاج اسم مصدر وفي محيط المحيط كفالة (فوك والمقدمة 20:1).
اكفل= كفل: صام (باين سميث 1455).
كفل ب: تعهد ب: التزم ب، عني بأمره (ابن جبير، 38، 12، 48، 9، 52، 18، 73، 1، 121، 3، 127، 19، 228 المقري 250، 20).
تكفل: أمسك، زهد، زهد في، عاش متقشفاً وعلى سبيل المثال: انقطع عن الشرب الخمر. (معجم مسلم).
انكفل: انظرها عند فوك في مادة Providere.
اكتفل: أصبح في عناية .. (فوك).
اكتفل: تعهد (فوك، كرتاس 152، 2).
اكتفل عجلة: قاد مركبة (الكالا): Regir carro.
كَفَل: ردفِ والجمع كفول (بوشر).
كَفَل: عجيزة: إليه (همبرت 3).
كَفَالة: عربون ضمانة، نأمين، قيمة الكفالة (هيلو، همبرت 104) (بوشر).
كِفالة: منصب الكفيل، رتبة نائب الملك أو الحاكم (مملوك 1، 2، 98).
كفّال: لها المعنى نفسه للفعل المتقدم انكفل أي في رعايته .. أو إعالة .. أو ينهض بأعباء (فوك) ومرادف الكلمتين باللاتينية Providere.
كافل: وصّي، قيّم (1، 9 البربرية). وفي مقدمة ابن خلدون (الجزء الثالث 265: مَنْ لا تكون الملكة الكافلة له).
كافل: قضاة المسلمين 456، 457 كافل الأمة.
كافل: نائب الملك، حاكم: كافل السلطنة بالشام (مملوك، مونك CXXXV أماري دبلوماسية 167، 6).

كفل

1 كَفَلَ بَالمَالِ He was, or became, responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, for the property (Msb) owed by another person: (IbrD:) [it may be rendered he guaranteed the property. See مَكْفُولٌ]. b2: كَفَلَ بَالنَّفْسِ He was, or became, responsible, answerable, amenable, or surety, for another person, (Msb,) i. e., for the latter's appearance, or presence, to answer a suit. (IbrD.) كَفَلٌ The عَجُز [or hinder part, posteriors, buttocks, or rump]: (Msb, K:) or the رِدْف [or hindermost part] thereof: or the [part called]

قَطَن. (K.) كَفِيلٌ One who is responsible, answerable, amenable, or a sponsor or surety. (S, K, &c.) كَفَالَةٌ Responsibility; answerableness; amenability; or suretiship; (S, Mgh, Msb, K;) the conjoining of one responsibility (ذِمَّة) to another, [i. e., the conjoining one's own responsibility to that of another person,] with respect to the right of suit, [so that one person becomes liable to be sued for that which another owes]; (Mgh;) i. q. ضَمَانٌ. (S, &c.) مِكْفَالٌ A woman large in the كَفَل [or hinder part, or posteriors]. (TA in art. ثقل.) مَكْفُولٌ app. signifies Guaranteed, or pledged: for, accord. to IKtt, as is said in the Msb, you say كَفَلْتُ المَالَ as well as كَفَلْتُ بِالمَالِ; meaning I took upon myself the property; became responsible, or answerable, for it; [or I guaranteed it:] or مَكْفُولٌ is better rendered ensured by an acknowledgment of responsibility for it: see an ex. voce مَرْهُونٌ.
كفل
الكَفَلُ: رِدْفُ العَجُزِ، والجميع الأكْفَالُ. واكْتَفَلْتُ بكَذا: إذا وَلَّيْتَه كفَلَكَ. واكْتَفَلَ السابِقُ بالمُصَلّي: جَعَلَه عند كَفَلِه.
والكِفْلُ: شَيْءٌ مُسْتَدِيْرٌ يُتَّخَذُ من خِرَق أو غيرِ ذلك يُوْضَعُ في سَنَام البعير، يُقال: اكْتَفَلَ الرَّجُلُ. وهو - أيضاً -: خِرْقَةٌ تكونُ على عُنُق الثوْرِ تَحْتَ النِّيْرِ. وهو من الأجْرِ والإثْم: الضِّعْفُ، من قوله عَزَّ وجَل: " يُؤتكُم كِفْلَيْن من رَحْمَتِه ". وهو النَصِيْبُ أيضاً. ومن الرجَالِ: الذي يكونُ في مُؤخرِ الحَرْبِ وهِمَّتُه التَأخرُ والفِرَارُ، ورَجُل كِفْلٌ بَيَّنُ الكُفُولَةِ. وقيل: هو الذي لا يُبالي نَفْسَه قَشَافَةُ. والذي يُلْقي نَفْسَه على الناس. والذي يَسْجُدُ وهو عاقِصٌ شَعرَه يُقال له كِفْلُ الشَّيْطانِ أي مَرْكَبٌ له كمَرْكَبِ المُكْتَفِل. وهو رَدِيْفُ الإِنسانِ أيضاً.
ويُقال للشَّعرِ الذي يَنْبُتُ بَعْدَ الشَّعر الناسِل من الإِبل وغيرِها: الكِفْلُ. والكَفِيْلُ: الضامِنُ للشَّيْ، كَفَلَ به يَكْفُلُ كَفَالَةً.
والكافِلُ: الذي يَعُوْلُ إنساناً. وهو من الدَّوابِّ: الذي لا يَأكُلُ، يُقال: كَفَلَ الرَّجُلُ كُفُوْلاً: إذا واصَلَ الصَّوْمَ فهو كافِلٌ. وكَفَلَ في صِيامِه: إِذا جَعَلَ على نَفْسِه أنْ لا يَتَكلَّمَ وهو صائمٌ.
ك ف ل: (الْكِفْلُ) الضِّعْفُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28] ، وَقِيلَ: إِنَّهُ النَّصِيبُ. وَذُو الْكِفْلِ اسْمُ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ مِنَ (الْكَفَالَةِ) . وَ (الْكِفْلُ) أَيْضًا مَا (اكْتَفَلَ) بِهِ الرَّاكِبُ وَهُوَ أَنْ يُدَارَ الْكِسَاءُ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُرْكَبَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «يُكْرَهُ الشُّرْبُ مِنْ ثُلْمَةِ الْإِنَاءِ وَمِنْ عُرْوَتِهِ» ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهَا كِفْلُ الشَّيْطَانِ «. وَ (الْكَفِيلُ) الضَّامِنُ وَقَدْ (كَفَلَ) بِهِ يَكْفُلُ بِالضَّمِّ (كَفَالَةً) ، وَ (كَفَلَ) عَنْهُ بِالْمَالِ لِغَرِيمِهِ. وَ (أَكْفَلَهُ) الْمَالَ ضَمَّنَهُ إِيَّاهُ وَ (كَفَلَهُ) إِيَّاهُ بِالتَّخْفِيفِ، (فَكَفَلَ) هُوَ بِهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (كَفَّلَهُ) إِيَّاهُ (تَكْفِيلًا) مِثْلُهُ. وَ (تَكَفَّلَ) بِدَيْنِهِ. وَ (الْكَافِلُ) الَّذِي يَكْفُلُ إِنْسَانًا يَعُولُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:» وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّا «وَقُرِئَ:» وَكَفِلَهَا " بِكَسْرِ الْفَاءِ. وَ (الْكَفَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ لِلدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا مُؤَخَّرُهَا. 
[كفل] الكِفلُ: الضِعفُ. قال تعالى: (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ من رحمتِهِ) . ويقال: إنه النصيب. وذو الكفل: اسم نبى من الانبياء عليهم السلام، وهو من الكفالة. والكفل: الذى لا يثبت على ظهور الخيل. وقال :

كفل الفروسة دائم الاعصام * والجمع أكْفالٌ. قال الأعشى يمدح قوماً: غَيْرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيجا ولا عزل ولا أكْفالِ والكِفْلُ أيضاً: ما اكتَفَلَ به الراكبُ، وهو أن يُدار الكِساءُ حول سنام البعير ثمَّ يركب. ومنه حديث إبراهيم قال: " يكره الشرب من ثلمة الاناء ومن عروته " قال: يقال إنها كفل الشيطان لعنه الله. والكفيل: الضامن. يقال: كفلت به كَفالَةً، وكَفلت عنه بالمال لغَريمِه. وكَفَلْتُ أيضاً كَفْلاً، أي واصلتُ الصومَ. قال القطاميّ يصف إبلاً بقِلَّةِ الشُرْبِ: يَلُذْنَ بأَعْقارِ الحياضِ كأنَّها نِساءُ النَّصارى أصبَحَتْ وهي كُفَّلُ وأكْفَلْتُهُ المالَ، أي ضَمَنْتُهُ إيَّاه. وكَفَّلْتُهُ إيَّاه فكَفَلَ هو به كَفْلاً وكُفولاً. والتَكْفيلُ مثله. وتكَفَّلَ بدَينه تَكَفُّلاً. والكافِلُ: الذي يَكْفَلُ إنساناً يَعوله. ومنه قوله تعالى: (وكَفَلَها زَكَريَّا) وذكر الاخفش أنه قرى أيضا: (وكفلها) بكسر الفاء. (*) والكفل بالتحريك للدابة وغيرها. يقال: اكْتَفَلْتُ بكذا، إذا وليته كفلك والكنفليلة: اللحية الضخمة.
ك ف ل : كَفَلْتُ بِالْمَالِ وَبِالنَّفْسِ كَفْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَكُفُولًا أَيْضًا وَالِاسْمُ الْكَفَالَةُ وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ سَمَاعًا مِنْ الْعَرَبِ مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَقَرُبَ وَحَكَى ابْنُ الْقَطَّاعِ كَفَلْتُهُ وَكَفَلْتُ بِهِ وَعَنْهُ إذَا تَحَمَّلْتُ بِهِ وَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ بِالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ فَتَحْذِفُ الْحَرْفَ فِيهِمَا وَقَدْ يَثْبُتُ مَعَ الْمُثَقَّلِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ تَكَفَّلْتُ بِالْمَالِ الْتَزَمْتُ بِهِ وَأَلْزَمْتُهُ نَفْسِي.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: تَحَمَّلْتُ بِهِ وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ كَفَلْتُ بِهِ كَفَالَةً وَكَفَلْتُ عَنْهُ بِالْمَالِ لِغَرِيمِهِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَكَفَلْتُ الرَّجُلَ وَالصَّغِيرَ مِنْ بَابِ قَتَلَ كَفَالَةً أَيْضًا عُلْتُهُ وَقُمْتُ بِهِ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ كَفَّلْتُ زَيْدًا الصَّغِيرَ وَالْفَاعِلُ مِنْ كَفَالَةِ الْمَالِ كَفِيلٌ بِهِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَكَافِلٌ أَيْضًا مِثْلُ ضَمِينٍ وَضَامِنٍ وَفَرَّقَ اللَّيْثُ بَيْنَهُمَا فَقَالَ الْكَفِيلُ الضَّامِنُ وَالْكَافِلُ هُوَ الَّذِي يَعُولُ إنْسَانًا وَيُنْفِقُ عَلَيْهِ وَالْكِفْلُ وِزَانُ حِمْلٍ الضِّعْفُ مِنْ الْأَجْرِ أَوْ الْإِثْمِ وَالْكَفَلُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعَجُزُ. 
كفل
الْكَفَالَةُ: الضّمان، تقول: تَكَفَّلَتْ بكذا، وكَفَّلْتُهُ فلانا، وقرئ: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا
[آل عمران/ 37] أي: كفّلها الله تعالى، ومن خفّف جعل الفعل لزكريّا، المعنى: تضمّنها.
قال تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا
[النحل/ 91] ، والْكَفِيلُ: الحظّ الذي فيه الكفاية، كأنّه تَكَفَّلَ بأمره. نحو قوله تعالى:
فَقالَ أَكْفِلْنِيها
[ص/ 23] أي: اجعلني كفلا لها، والكِفْلُ: الكفيل، قال: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ
[الحديد/ 28] أي: كفيلين من نعمته في الدّنيا والآخرة، وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً [البقرة/ 201] وقيل: لم يعن بقوله: «كِفْلَيْنِ» أي: نعمتين اثنتين بل أراد النّعمة المتوالية المتكفّلة بكفايته، ويكون تثنيته على حدّ ما ذكرنا في قولهم: (لبّيك وسعديك) ، وأما قوله: مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً إلى قوله: يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها
[النساء/ 85] فإنّ الكِفْلَ هاهنا ليس بمعنى الأوّل، بل هو مستعار من الْكِفْلِ ، وهو الشيء الرّديء، واشتقاقه من الكِفْل ، وهو أنّ الكفل لمّا كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا في كلّ شدّة، كالسّيساء: وهو العظم النّاتئ من ظهر الحمار، فيقال: لأحملنّك على الكفل، وعلى السّيساء ، ولأركبنّك الحسرى الرّذايا ، قال الشاعر:
وحملناهم على صعبة زو راء يعلونها بغير وطاء
ومعنى الآية: من ينضمّ إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب، ومن ينضمّ إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدّة.
وقيل: الْكِفْلُ الْكَفِيلُ. ونبّه أنّ من تحرّى شرّا فله من فعله كفيل يسأله، كما قيل: من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه، تنبيها أنه لا يمكنه التّخلّص من عقوبته.
[كفل] نه: فيه: أنا و"كافل" اليتيم كهاتين في الجنة له ولغيره، هو القائم بأمر اليتيم المربي له، وضمير له ولغيره- للكافل أي سواء كان الكافر من ذوي رحمه وأنسابه أو كان أجنبيًا لغيره، وكهاتين- إشارة على السبابة والوسطى. ن: هو القائم بنفقته وكسوته وتأديبه، سواء كفل من ماله أو مال اليتيم بولاية شرعية، فالفضيلة لهما معًا، واليتيم له بأن يكون جده أو أمه أو أخاه أو أخته أو غيرهم، ولغيرهبل التعهد والضبط، لئلا يرجعوا إلى الارتداد، وكفل حمزة ليتعهد الرجل لئلا يهرب. ن: "فكفلها" رجل، أي قام بمؤنتها ومصالحها، ولا يريد الضمان إذ لا يجوز في الحدود، وهذا يدل على أن الرجم كان بعد الولادة، وقولها: قد فطمت، يدل أنه كان بعد الفطم، فيأول قوله: إلى رضاعه، بأنه مجاز عن تربيته بعد الفطام. غ: "ذا "الكفل"" تكفل بأمر، نبي. و "يؤتكم" كفلين"" أي نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي، كماي حفظ الكفل الراكب. "و"كفلها" زكريا" أي كفل الله زكريا إياها، وبالتخفيف: ضمن زكريا القيام بأمرها.
(ك ف ل)

الكَفَل: العَجُز.

وَقيل: رِدْف العَجُز. وَقيل: القَطَن يكون للْإنْسَان والدابَّة.

وَالْجمع: أكفال، وَلَا يشتق مِنْهُ فعل وَلَا صفة.

والكِفْل: من مراكب الرِّجَال، وَهُوَ كِساء يُؤْخَذ فيعقد طرفاه ثمَّ يُلقى مقدمه على الْكَاهِل ومؤخَّره مِمَّا يَلِي العَجُز.

وَقيل: هُوَ شَيْء مستدير يتَّخذ من خرق أَو غير ذَلِك وَيُوضَع على سَنَام الْبَعِير.

واكتفل الْبَعِير: جعل عَلَيْهِ كِفْلا، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

تُعجل شدَّ الأعبل المَكَافلا

فسره فَقَالَ: وَاحِد المكافِل: مكتفَل، وَهُوَ الكِفْل من الأكسية، وَفِي الحَدِيث: " لَا تشرب من ثُلْمة الْإِنَاء وَلَا عُرْوته، فَإِنَّهَا كِفْل الشَّيْطَان " أَي مَرْكَبه.

والكِفْل من الرِّجَال: الَّذِي يكون فِي مُؤخر الْحَرْب، إِنَّمَا هِمَّته فِي التأخّر والفِرار.

والكِفْل: الَّذِي لَا يثبُت على الْخَيل، قَالَ:

كِفْل الفُرُوسَة دَائِم الإعصام

وَالْجمع: أكفال.

وَالِاسْم: الكُفُولة.

وَهُوَ: الْكَفِيل.

والكِفْل: الحظّ والضِعف من الْأجر وَالْإِثْم، وعمّ بِهِ بَعضهم.

والكِفْل، أَيْضا: المِثْل، وَفِي التَّنْزِيل: (يُؤْتكُم كِفْلين من رَحمته) قيل مَعْنَاهُ: يُؤْتكُم ضعفين، وَقيل: مثلين، وَفِيه: (ومن يشفع شَفَاعَة سَيِّئَة يكن لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا) .

والكافل: العائل.

كَفَله يكفُله، وكفَّله إِيَّاه، وَفِي التَّنْزِيل: (وكَفَلها زكرياءُ) وَقد قُرِئت بالتثقيل وَنصب زكرياءَ. والكافل والكِفيل: الضَّامِن.

وَالْأُنْثَى: كَفِيل أَيْضا.

وَجمع الكافل: كُفَّل.

وَجمع الْكَفِيل: كُفَلاء، وَقد يُقَال للْجمع: كَفِيل، كَمَا قيل فِي الْجمع: صديق.

وكَفَل المَال وبالمال: ضمِنه.

وكفَل بِالرجلِ يكفُل كَفْلا، وكُفولا، وكفالة، وكَفِل، وتكفَّل بِهِ، كُله: ضمِنه.

وأكفله إِيَّاه، وكَفَّله: ضَمَّنَه.

والمُكافِل: المجاوِر المحالف.

وَهُوَ أَيْضا: المعاقِد المعاهِد، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِذا مَا أصَاب الغَيْثُ لم يرع غيثَهم ... من النَّاس إِلَّا مُحْرِم أَو مكافلُ

أصَاب الغيثُ: صاب. الْمحرم: المسالم. وَقد تقدم فِي الْحَاء.

والكِفْل، وَالْكَفِيل: المِثْل.

والكافل، الَّذِي لَا يَأْكُل.

وَقيل: هُوَ الَّذِي يصل الصّيام.

وَالْجمع: كُفَّل، قَالَ القطاميّ:

يُلذْن بأعقار الْحِيَاض كَأَنَّهَا ... نسَاء النَّصارى أَصبَحت وهْي كُفَّل

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَحده: هُوَ من الضَّمَان أَي قد ضُمِّنَّ الصَّوْم، وَلَا يُعجبنِي.
كفل
كفَلَ يَكفُل، كَفْلاً وكَفالةً، فهو كافِل وكفيل، والمفعول مَكْفول
• كفَل يتيمًا: ربّاه وأنفق عليه وقام بأمره، تعهّده برعايته "أنت خير المكفولين: في حديث وفد هوازن، يعني به رسول الله- أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ يَعْنِي: السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى [حديث]- {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}: وقرئت الآية بكسر الفاء (يَكفِل) ".
• كفَل المالَ/ كفَل الرجُلَ: ضَمِنَه "كفَل دَيْنَ شَريكِه: تعهّد بدفعه في حال تمنّعه، أو عدم تمكّنه من تسديده- بحث عمّن يكفله لدى الإدارة الحكوميّة". 

كفُلَ يَكفُل، كَفالةً، فهو كفيل
 • كفُل الشَّخصُ: صار كفيلاً وضامنًا. 

كفِلَ يَكفَل، كَفَلاً وكُفولاً، فهو كافل، والمفعول مكفول
• كفِل الشخصَ/ كفِله بكذا: كفَله؛ كان كفيلاً وضامنًا له "كفِل مدينًا- وإذا الكريم مضى وولّى عُمْرُهُ ... كُفِلَ الثناء له بعُمْر ثانِ".
• كفِل الصَّغيرَ: كفَله؛ عاله وأنفق عليه " {وَكَفِلَهَا زَكَرِيَّا} [ق] ". 

أكفلَ يُكفِل، إكفالاً، فهو مُكفِل، والمفعول مُكفَل
• أكفل فُلانًا المالَ: جعله يضمنه "أكفله دينًا استدانه".
• أكفل فلانًا مالَهُ: أعْطاه إيّاه ليكفُله ويرعاه " {إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} ". 

تكافلَ يتكافل، تكافُلاً، فهو مُتكافِل
• تكافل القومُ: تعايشوا وتضامنوا، كفِل بعضُهم بعضًا "تكافلوا في الشدائد- عندما يتكافلُ أبناءُ الأمّة يصبحون قوّة لا يُستهان بها- كائنات حيَّة متكافلة" ° التَّكافل الاجتماعيّ. 

تكفَّلَ/ تكفَّلَ بـ/ تكفَّلَ لـ يتكفَّل، تَكفُّلاً، فهو مُتكفِّل، والمفعول مُتكفَّل (للمتعدِّي)
• تكفَّل النَّفقةَ/ تكفَّل بالنَّفقةِ: تعهَّد والتزم بها "تكفَّل بدين أخيه: أوجبه على نفسه- تكفَّل بنفقات البَعْثة- تكفَّلتِ الدولةُ بنفقات الوفد".
• تكفَّل لفلانٍ بكذا: ضمِنه له "تكفَّل له بإنجاز العمل خلال أسبوع- تَكَفَّلَ اللهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لاَ يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ [حديث] ". 

كفَّلَ يُكفِّل، تكفيلاً، فهو مُكفِّل، والمفعول مُكفَّل
• كفَّل الصَّغيرَ: كفَلَه؛ عاله وأنفق عليه.
• كفَّله الصّغيرَ: عهِد إليه بكفالته ورعاية شئونه " {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ".
• كفَّله المالَ: أكفله؛ جعله يضمنه. 

تكافُل [مفرد]:
1 - مصدر تكافلَ.
2 - (حي) تعايُش، علاقة وطيدة ومنفعة متبادلة بين الكائنات الحيّة من النَّبات والحيوان في الغذاء والنُّموّ والإعانة ونحوها. 

كافِل [مفرد]: ج كافِلون وكُفَّل، مؤ كافلة، ج مؤ كافلات وكُفَّل: اسم فاعل من كفَلَ وكفِلَ. 

كَفالَة [مفرد]:
1 - مصدر كفَلَ وكفُلَ.
2 - مبلغ من المال يُدفع عادة مقابل إطلاق سراح شخص معتقل "أفرج عنه بكفالة".
3 - (قص) ضمانة تُعطى لمشترٍ تنصُّ على أنّ منتجًا ما موثوق وخالٍ من العيوب.
4 - (قن) عقد يلتزم به الكفيل لصالح الدَّائن المكفول له "لا يعطي المصرفُ قرضًا إلاّ بعد تقديم الكفالة له".
• الكَفَالَة القضائيَّة: (قن) التي يجب تقديمها تنفيذًا لحكم المحكمة.
• الكَفَالَة الاحتياطيَّة: (قن) إيداع مبلغ من المال أو سندات عموميّة ضمانًا لحسن سلوك المحكوم عليه، أو تلافيًا لجريمة أخرى. 

كفَل [مفرد]: مصدر كفِلَ. 

كَفْل [مفرد]: مصدر كفَلَ. 

كِفْل [مفرد]: ج أكفال:
1 - نصيب " {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} ".
2 - مِثْل " {اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} ".
• ذو الكِفْل: عبدٌ صالح من بني إسرائيل، اختلف في نبوّته " {إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} ". 

كُفول [مفرد]: مصدر كفِلَ. 

كفيل1 [مفرد]: ج كُفَلاءُ، مؤ كفيل وكفيلة، ج مؤ كفيلات وكُفَلاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَلَ وكفُلَ. 

كفيل2 [مفرد]
• الكفيل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُوفِّر لكفايات مخلوقاته، الضّامن لإيصال احتياجاتهم " {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} ". 

كفل: الكَفَل، بالتحريك: العجُز، وقيل: رِدْفُ العجُز، وقيل: القَطَن

يكون للإِنسان والدابة، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، والجمع أَكْفال، ولا

يشتق منه فعل ولا صفة.

والكِفْل: من مراكب الرجال وهو كساء يؤْخذ فيعقَد طرفاه ثم يُلقَى

مقدَّمه على الكاهِل ومؤخَّره مما يلي العجُز، وقيل: هو شيء مستدير يُتخذ من

خِرَقٍ أَو غير ذلك ويوضع على سَنام البعير. وفي حديث أَبي رافع قال: ذاك

كِفْل الشيطان، يعني معقده. واكتفَل البعيرَ: جعل عليه كِفْلاً. الجوهري:

والكِفْل ما اكتفَل به الراكب وهو أَن يُدار الكساء حول سنام البعير ثم

يركب. والكِفْل: كساء يجعل تحت الرحْل؛ قال لبيد:

وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ

وقال أَبو ذؤَيب:

على جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا

فسره فقال: واحد المَكافِلُ مُكْتَفَل، وهو الكِفْل من الأَكسية.

ابن الأَنباري في قولهم قد تكفَّلت بالشيء: معناه قد أَلزمته نفسي

وأَزلت عنه الضَّيْعَة والذهابَ، وهو مأْخوذ من الكِفْل، والكِفْل: ما يحفظ

الراكب من خلفه. والكِفْل: النصيب مأْخوذ من هذا. أَبو الدقيش: اكْتَفَلْت

بكذا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ، قال: وهو الافْتِعال؛ وأَنشد:

قد اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دونها

ضَواربُ من خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا

وفي حديث إِبراهيم: لا تشرب من ثُلْمة الإِناء ولا عُرْوَته فإِنها

كِفْل الشيطان أَي مَرْكَبُه لما يكون من الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذلك.

والكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مركب الشيطان.

والكِفْل من الرِّجال: الذي يكون في مؤخَّر الحرب إِنما همَّته في التأَخر

والفِرار. والكِفْل: الذي لا يثبت على ظهور الخيل؛ قال الجَحَّاف بن

حكيم:

والتَّغْلَبيّ على الجَواد غنيمةٌ،

كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام

والجمع أَكْفال؛ قال الأَعشى يمدح قوماً:

غيرُ مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهيْـ

ـجا، ولا غُزَّلٍ ولا أَكْفال

والاسم الكُفولة، وهو الكفِيل. وفي التهذيب: الكِفْل الذي لا يثبت على

مَتْن الفرس، وجمعه أَكْفال؛ وأَنشد:

ما كنتَ تَلْقَى في الحُروب فَوَارِسي

مِيلاً، إِذا رَكِبوا، ولا أَكْفالا

وهو بيِّن الكُفولة. وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال: إِني كائن فيها

كالكِفْل آخذ ما أَعرِف وأَترك ما أُنْكِر؛ قيل: هو الذي يكون في آخر

الحرب همته الفِرار، وقيل: هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو

لازم بيته. قال أَبو منصور: والكِفْل الذي لا يثبت على ظهر الدابة.

والكِفْل: الحَظُّ والضِّعف من الأَجر والإِثم، وعم به بعضهم، ويقال له:

كِفْلان من الأَجر، ولا يقال: هذا كِفْل فلان حتى تكون قد هيَّأْت لغيره مثله

كالنصيب، فإِذا أَفردت فلا تقل كِفْل ولا نصيب. والكِفْل أَيضاً: المِثْل.

وفي التنزيل: يُؤْتِكُم كِفْلَيْن من رحمته؛ قيل: معناه يؤْتكم

ضِعْفَين، وقيل: مِثْلين؛ وفيه: ومَنْ يشفعْ شفاعة سيئة يكن له كِفْل منها؛ قال

الفراء: الكِفْل الحظ، وقيل: يؤْتِكم كِفْلين أَي حَظَّين، وقيل ضِعْفين.

وفي حديث الجمعة: له كِفْلان من الأَجر؛ الكِفْل، بالكسر: الحظ والنصيب.

وفي حديث جابر: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل. وقال الزجاج: الكِفْل في

اللغة النصيب أُخذ من قولهم اكْتَفَلْت البعير إِذا أَدرْتَ على سَنامه أَو

على موضع من ظهره كِساء وركبت عليه، وإِنما قيل له كِفْل؛ وقيل: اكْتَفل

البعيرَ لأَنه لم يستعمل الظهر كله إِنما استعمل نصيباً من الظهر. وفي

حديث مَجيء المستضعفين بمكة: وعياشُ بن أَبي ربيعة وسلمةُ بن هشام

مُتَكَفِّلان على بعير. يقال: تَكَفَّلْت البعير واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حول

سنامه كِساء ثم ركبته، وذلك الكِساء الكِفْل، بالكسر.

والكافِل: العائِل، كَفَله يَكْفُله وكَفَّله إِيّاه. وفي التنزيل

العزيز: وكَفَلَها زكريا؛ وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريّا، وذكر الأَخفش أَنه

قرئ: وكَفِلَها زكريا، بكسر الفاء. وفي الحديث: أَنه وكافل اليتيم

كهاتَيْن في الجنة له ولغيره؛ والكافِل: القائم بأَمر اليتيم المربِّي له، وهو

من الكفيل الضمين، والضمير في له ولغيره راجع إِلى الكافِل أَي أَن

اليتيم سواء كان الكافِل من ذَوِي رحمه وأَنسابه أَو كان أَجنبيّاً لغيره

تكفَّل به، وقوله كهاتين إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة والوسطى؛ ومنه

الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ الرَّابُّ: زوج أُمِّ اليتيم لأَنه يكفُل تربيته

ويقوم بأَمره مع أُمه. وفي حديث وَفْد هَوازِن: وأَنت خير المَكْفُولين،

يعني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي خير من كُفِل في صغره وأُرْضِعَ

ورُبِّيَ حتى نشأَ، وكان مُسْتَرْضَعاً في بني سعد بن بكر. والكافِل

والكَفِيل: الضامن، والأُنثى كَفِيل أَيضاً، وجمع الكافِل كُفَّل، وجمع الكَفيل

كُفَلاء، وقد يقال للجمع كَفِيل كما قيل في الجمع صَدِيق. وكَفَّلها

زكريا، أَي ضمَّنها إِياه حتى تكفَّل بحضانتها، ومن قرأَ: وكَفَلَها زكريا،

فالمعنى ضمِن القيام بأَمرها.

وكَفَل المال وبالمال: ضَمِنه. وكَفَل بالرجل

(* قوله «وكفل بالرجل إلخ»

عبارة القاموس: وقد كفل بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم) يَكْفُل ويَكْفِل

كَفْلاً وكُفُولاً وكَفالة وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّل به، كله: ضمِنه.

وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّله: ضمَّنه، وكَفَلْت عنه بالمال لغريمه وتكَفَّل

بدينه تكفُّلاً. أَبو زيد: أَكْفَلْت فلاناً المال إِكْفالاً إِذا ضمَّنته

إِياه، وكَفَل هو به كُفُولاً وكَفْلاً، والتَّكْفيل مثله. قال الله

تعالى: فقال أَكْفِلْنِيها وعَزَّني في الخِطاب؛ الزجاج: معناه اجعلني أَنا

أَكْفُلُها وانزل أَنت عنها. ابن الأَعرابي: كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين

وضامِن بمعنى واحد؛ التهذيب: وأَما الكافل فهو الذي كَفَل إِنساناً يَعُوله

ويُنْفِقُ عليه. وفي الحديث: الرَّبِيب كافِلٌ، وهو زوج أُمّ اليتيم كأَنه

كَفَل نفقة اليتيم.

والمُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، وهو أَيضاً المُعاقِد المعاهد؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد بيت خِدَاش ابن زُهَير:

إِذا ما أَصاب الغَيْثُ لم يَرْعَ غيْثَهم،

من الناس، إِلا مُحْرِم أَو مُكافِل

المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والكَفِيل من هذا

أُخِذ.

والكِفْل والكَفِيل: المِثْل؛ يقال: ما لفلان كِفْل أَي ما له مثل؛ قال

عمرو بن الحرث:

يَعْلو بها ظَهْرَ البعير، ولم

يوجَدْ لها، في قومها، كِفْل

كأَنه بمعنى مثل. قال الأَزهري: والضِّعْف يكون بمعنى المِثْل. وفي

الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لرجلٍ: لك كِفْلان من الأَجر أَي

مثلان. والكِفْل: النصيب والجُزْء؛ يقال: له كِفْلان أَي جزءَان

ونَصيبان.والكافِل: الذي لا يأْكل، وقيل: هو الذي يَصِل الصيام، والجمع كُفَّل.

وكَفَلْت كَفْلاً أَي واصَلْت الصوم؛ قال القطامي يصف إِبلاً بقلَّة

الشرب:يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها

نساءُ النصارى أَصبحتْ، وهي كُفَّل

قال ابن الأَعرابي وحده: هو من الضمان أَي قد ضَمِنَّ الصوم؛ قال ابن

سيده: ولا يعجبني.

وذو الكِفْل: اسم نبي من الأَنبياء، صلوات الله عليهم أَجمعين، وهو من

الكَفالة، سمي ذا الكِفْل لأَنه كَفَل بمائة ركعة كل يوم فَوَفَى بما

كَفَل، وقيل: لأَنه كان يلبس كساء كالكفْل، وقال الزجاج: إِن ذا الكفْل سمي

بهذا الاسم لأَنه تكفَّل بأَمر نبي في أُمته فقام بما يجب فيهم، وقيل:

تكفَّل بعمل رجل صالح فقام به.

كفل
الكَفَلُ، مُحَرَّكَةً: العَجُزُ، أَو رِدْفُه، أَو القَطَنْ، يكونُ للإنسانِ والدَّابَّةِ، وإنَّها لَعَجْزاءُ الكَفَلِ، ج: أَكْفالٌ، وَلَا يُشْتَقُّ منهُ فِعلٌ وَلَا صِفَةٌ. الكِفْلُ، بالكَسْرِ: الضَّعْفُ من الأَجْرِ والإثْمِ، وعَمَّ بِهِ بعضُهُم، ويُقال: لَهُ كِفلانِ من الأَجْرِ، وَلَا يُقال: هَذَا كِفْلُ فُلانٍ، حتّى يكونَ قد هيَّأْتَ لغَيرِهُ مِثلَهُ كالنَّصيبِ، وَإِذا أَفْرَدْتَ فَلَا تَقُلْ كِفْلٌ وَلَا نصيبٌ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ من رَحْمَتِهِ أَي ضِعفَيْنِ. أَيضاً: النَّصيبُ، وبع فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً. أَيضاً: الحَظُّ، وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً. أَيضاً: خِرْقُةٌ تكونُ على عُنُقِ الثَّورِ تحتَ النِّيرِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: الوَبَرُ الَّذِي يَنبُتُ بعدَ الوَبَر النّاسِلِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: مَن لَا يَثبُتُ على ظُهورِ الخَيْلِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأَنشدَ لِلجَحَّافِ بنِ حَكيمٍ:
(والتَّغْلَبِيُّ على الجَوادِ غَنيمَةٌ ... كِفْلُ الفُروسَةِ دائِمُ الإعصام)
والجَمْعُ أَكْفالٌ، قَالَ الأَعشى:
(غَيْرُ مِيلٍ وَلَا عَواوِيرَ فِي الهَيْ ... جا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكْفالِ)
وَأنْشد الأَزْهَرِيّ:
(مَا كنتَ تَلقى فِي الحروبِ فَوارسي ... مِيلاً إِذا رَكِبوا وَلَا أَكْفالا)
الكِفْلُ أَيضاً: الرَّجُلُ يكونُ فِي مُؤَخَّرِ الحربِ هِمَّتُه التّأَخُّرُ والفِرارُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ بنُ مَسعودٍ وذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: إنِّي كائنٌ فِيهَا كالكِفْلِ آخُذُ مَا أَعرفُ وأَترُكُ مَا أُنكِرُ. وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَقدِرُ على الرُّكوبِ والنُّهوضِ فِي شيءٍ، فَهُوَ لازِمٌ بيتَهُ. الكِفْلُ: المَثيلُ، يُقَال: مَا لِفُلانٍ كِفْلُ: أَي مَثيلٌ، قَالَ عَمرو بنُ الحارثِِ: (يَعلو بهَا ظَهرَ البعيرِ ولَمْ ... يُوجَدْ لَهَا فِي قَومِها كِفْلُ)
كأَنَّه بِمَعْنى مِثلٍ، وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً، قَالَ الأَزْهَرِيّ: والضِّعْفُ يكونُ بِمَعْنى المِثلِ أَيضاً، كالكَفيلِ. أَيضاً: مَنْ يُلقي نفسَهُ على النّاسِ، نَقله الصَّاغانِيُّ. أَيضاً: مَرْكَبٌ للرِّجالِ، وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ كِساءٌ، فيُقَدَ طرفاهُ، فيُلْقَى مُقَدَّمُه على الكاهِلِ ومُؤَخَّرُه مِمّا يَلِي العَجُزَ. أَو هُوَ شيءٌ مستديرٌ يُتَّخَذُ من خِرَقٍ أَو غيرِها ويُوضَعُ على سَنامِ البَعيرِ، قَالَ أَبو ذؤَيْبٍ: على جَسْرَةٍ مَرفُوعَةِ الذَّيْلِ والكِفٍ لِ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الكِفْلُ: مَا اكْتَفَلَ بِهِ الرّاكِبُ، وَهُوَ أَن يُدارَ الكِساءُ حَولَ سَنامِ البَعيرِ ثُمَّ يُرْكَبُ.)
والكِفْلُ: كِساءٌ يُجْعَلُ تحتَ الرَّحْلِ. واكْتَفَلَ البعيرَ: جعلَ عَلَيْهِ كِفْلاً، أَي أَدارَ على سَنامِهِ أَو مَوضِعٍ من ظَهرِهِ كِساءً ورَكِبَ عَلَيْهِ. وَذُو الكِفْلِ: نَبِيٌّ من أَنبياءِ بني إسرائيلَ، وَقيل: هُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ صلواتُ اللهِ عَلَيْهِمَا، وَقيل: هُوَ إلْيَاس، وقيلَ: هُوَ زَكَرِيّا، أَقوالٌ ذكرَها الفاسيُّ فِي شرحِ الدَّلائلِ، قيل: بُعِثَ إِلَى مَلِكٍ اسمُه كَنعانَ، فدَعاهُ إِلَى الإيمانِ، وكَفَلَ لَهُ بالجَنَّةِ وكتبَ لَهُ بالكَفالَةِ، وَقَالَ الثَّعالِبِيُّ فِي المُضافِ والمَنسوبِ: اختلَفَ المُفَسِّرونَ فِي اسمِهِ، فَقيل: هُوَ بَشير بن أَيُّوب، بَعثه الله رَسُولا بعدَ أَيُّوب، وكانَ مُقامُه بالشّامِ وقَبرُه فِي قَرْيَة كفل حارس، من أَعمالِ نابُلُسَ، ذكرَهُ الملِكُ المُؤَيَّدُ صاحِبُ حماةَ، وَقيل: كانَ عبدا صالِحاً ذُكِرَ مَعَ الأَنبياءِ لأَنَّ عِلمَهُ كعِلْمِهِم، والأَكثَرُ على نُبُوَّتِه، وَقيل: اسمُه إلْيَاس، وَقيل: يُوشَعُ، وقِيل: زكَرِيّا، وَقيل: حِزْقِيلُ، لأَنَّه تكَفَّلَ سبعينَ نبيّاً، حكاهُ فِي مَعالِم التَّنزيلِ عَن الحَسَنِ ومُقاتِلٍ، انْتهى. وَقيل: سُمِّيَ بِهِ، لأَنَّه كَفَلَ بمائةِ رَكْعَةٍ كُلَّ يَومٍ فوَفَّى بِمَا كَفَلَ، وَقيل: لأَنَّه كانَ يَلْبَسُ كِساءً كالكِفْلِ، وَقَالَ الزّجّاجُ: لأَنَّه تكفَّلَ بأَمرِ نبِيٍّ فِي أُمَّتِهِ، فقامَ بِمَا يجبُ فيهِم، وَقيل: تكفَّلَ بعمَلِ رَجُلٍ صالِحٍ فقامَ بِهِ، وَقَالَ الفاسِيُّ فِي شرحِ الدَّلائلِ: ومَعناهُ ذُو الحَظِّ من الله تَعَالَى، وَقيل: لِتَكَفُّلِه لليَسَعِ بصيامِ النَّهارِ وقِيامِ الليلِ وأَنْ لَا يَغْضَبَ. والكافِلُ: العائلُ يَكْفُلُ إنْسَانا، أَي يَعولُهُ، وَمِنْه الحديثُ: أَنا وكافِلُ اليَتيمِ كهاتَيْنِ فِي الجَنَّةِ وأَشارَ بالسَّبّابَةِ والوُسْطَى، وَفِي حديثٍ آخَر: الرّابُّ كافِلٌ، أَي بنفَقَةِ اليَتيمِ حينَ تَزَوَّجَ أُمَّهُ. وَقد كَفَلَه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وكَفَلَها زَكَرِيّا وَهِي قراءةُ غيرِ الكُوفِيّينَ، والمَعنى ضَمِنَ القِيامَ بأَمرِها، وكَفَّلَه تَكفيلاً، وَبِه قرأَ الكوفِيُّونَ الآيةَ، أَي كَفَّلَ الله زَكَرِيّا إيّاها، أَي ضَمَّنَها إيَاهُ حتَى تكفَّلَ بحَضانَتِها. الكافِلُ: الَّذِي لَا يأْكُلُ، أَو الَّذِي يصِلُ الصِّيامَ، قَالَه الفرّاءُ فِي نوادرِهِ، والجَمْعُ كُفَّلٌ. وكَفَلَ كَفْلاً وكُفولاً: واصلَ الصَّوْمَ، قَالَ القُطامِيُّ يصِفُ إبِلاً بقِلَّةِ الشُّرْبِ:
(يَلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنَّها ... نِساءُ النَّصارى أَصْبَحَتْ وَهِي كُفَّلُ)
أَو الَّذِي جعلَ على نفسِه أَنْ لَا يتكَلَّمَ فِي صِيامِه، نَقله الصَّاغانِيُّ، ج: كُفَّلُ، كرُكَّعٍ. الكافِلُ: الضّامِنُ كالكَفيلِ، يُقَال: كَفَلَ المالَ وكَفَلَ بالمالِ: أَي ضَمِنَهُ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: كَفيلٌ وكافِلٌ، وضَمينٌ وضامِنٌ بمَعنى واحدٍ، جمع كُفَّلٌ، كرُكَّعٍ، هُوَ جَمعُ كافِلٍ، وكُفَلاءُ، هُوَ جَمْعُ كَفيلٍ، والأُنثى كَفيلٌ أَيضاً، يُقَال فِي الجَمْعِ: كَفيلٌ أَيضاً، كَمَا قيل فِي الجَمْعِ صديقٌ. وَقد كَفَلَ بالرَّجُلِ كضرَبَ ونصَرَ وكَرُمَ وعَلِمَ كَفْلاً وكُفولاً وكَفالَةً، وذكَرَ الأَخْفَشُ أَنَّهُ قُرِئَ: وكَفِلَها زَكَرِيّا)
بِكَسْر الفاءِ. وتَكَفَّلَ بدَيْنِ غَريمِهِ تَكَفُّلاً كُلِّه: ضَمِنَه. وأَكْفلَه إيّاهُ، وكَفَّلَه تَكفيلاً: ضَمَّنَه إيّاهُ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: أَكْفَلْتُ فُلاناً المالَ إكْفالاً: إِذا ضَمَّنْتَهُ إيّاه، وكَفَلَ بِهِ كُفولاً وكَفْلاً، والتَّكْفيلُ مثْلُه، وقولُه تَعَالَى: أَكْفِلْنِيها وعَزَّني فِي الخِطابِ، قَالَ الزَّجّاجُ: مَعناهُ اجْعَلْني أَنا أَكْفَلُها وانْزِلْ أَنتَ عَنْهَا.
والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ. أَيضاً: المُعاقِدُ المُعاهِدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنشدَ لخِداشِ بنِ زُهيرٍ:
(إِذا مَا أَصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غيثَهُمْ ... من النّاسِ إلاّ مُحرِمٌ أَو مُكافِلُ)
المُحرِمُ: المُسالِمُ، والمُكافِلُ: المُعاقِدُ المُحالِفُ، والكَفيلُ من هَذَا أُخِذَ. منَ المَجاز: اكْتَفَلَ بكَذا: إِذا ولاَّهُ كَفَلَهُ، أَي جعلَه وراءَهُ، قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ، وتَقولُ اكْتَفَلْنا بالجَبَلِ، وبالوادي: أَي جُزْناهُ وجَعلناه من وَرَائِنَا، واكْتَفَلَ السّابقُ بالمُصَلِّي من ذَلِك. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: تكَفَّلَ بالشيءِ: أَلْزَمَه نفسَه، وأَزالَ عَنهُ الضَّيْعَةَ والذَّهابَ، عَن ابنِ الأَنبارِيِّ، قَالَ: مأْخُوذٌ من الكِفْلِ، وَهُوَ مَا يَحفَظُ الرّاكِبَ من خَلفِهِ. وَفِي حديثِ إبراهيمَ: لَا تَشرِبْ من ثُلْمَةِ الإناءِ وَلَا عُرْوَتِهِ فإنَّها كِفْلُ الشَّيطانِ، أَي مَرْكَبُه ومَقعَدُه، أَي لِما يَكونُ فِي الثُّلْمَةِ من الأَوساخِ. والمَكافِلُ: جمعُ مُكْتَفَل، أَي الكِفْل من الأَكسِيَةِ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وَالْكَفِيل: الَّذِي لَا يَثبُتُ على ظَهر الدَّابّةِ. والاسمُ: الكُفُولَةُ، بالضَّمِّ. وَفِي حديثِ وَفدِ هَوازِنَ: وأَنتَ خَيرُ المَكفولينَ. يَعني رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ، أَي خيرُ مَن كُفِلَ فِي صِغَرِهِ وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حتّى نشأَ. وتَكَفَّلَ البعيرَ مثل اكْتفلَ، إِذا أَدارَ حولَ سَنامِهِ كِساءً ثُمَّ ركِبَهُ، وَمِنْه الحَدِيث: مُتَكَفِّلانِ على بعيرٍ. ويُقال: جاءَ مُتَكَفِّلاً حِماراً: إِذا حَلَّقَ ثَوْباً على ظهرِه وركِبَهُ. وباتَ كافِلاً: إِذا لَمْ يُصِبْ غَداءً وَلَا عَشاءً. وَقد كَفَلَ كُفولاً: أَكلَ خُبزاً كَفْتاً، أَي بغيرِ إدامٍ. ورأَيتُهُ كِفْلاً لِفُلانٍ، بالكسرِ أَي رَديفاً. واكْتَفَلَ بِهِ: ارْتَدَفَهُ.
وجعلَني كافِلَهُ: أَي القائمَ بِهِ، وَهُوَ مَجاز. وكفل حارِس: من قُرى نابُلُسَ.
(كفل) - في حديث ابنِ مَسْعود: "إني كائن فيهما كالكِفْلِ "
: أي الذي يكون في مؤَخّر الحرب، همتُهُ الفِرارُ. وهو كِفْل: بَيَّن الكُفولَةِ.
كفل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم قَالَ: يكره الشّرْب من ثُلْمَة الْإِنَاء وَمن عُرْوَته [قَالَ -] وَيُقَال إِنَّهَا كفل الشَّيْطَان. [قَالَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ -] الكِفْل أَصله الْمركب وَهُوَ أَن يدار الكساء حول سَنَام الْبَعِير ثمَّ يركب يُقَال مِنْهُ: اكتفَلتُ الْبَعِير. فَأَرَادَ إِبْرَاهِيم أَن العُروة والثُّلمة مركب الشَّيْطَان كَمَا أَن الكِفْل مركب للنَّاس. [وَمن هَذَا حَدِيث يرْوى مَرْفُوعا فِي الْعَاقِد شعره فِي الصَّلَاة: أَنه كفل الشَّيْطَان حَدَّثَنِيهِ الْوَاقِدِيّ عَن ابْن جريج عَن المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي رَافع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. والكفل أيضافي غير هَذَا الْموضع هُوَ الَّذِي لَا يقدر على ركُوب الدوابَّ وَلَا أرى قَول عبد الله إِلَّا من هَذَا لَيْسَ من الأول قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن الْعَوام ابْن حَوْشَب قَالَ: بَلغنِي عَن ابْن مَسْعُود وَذكر فتْنَة فَقَالَ: إِنِّي كَائِن فِيهَا كالكِفْل آخذٌ مَا أعرف وتارك مَا أنكر. يَقُول: كَالرّجلِ الَّذِي لَا يقدر على الرّكُوب وَلَا النهوض فِي شَيْء فَهُوَ لَازم بَيته. ويجمع الكفل أكفالا قَالَ الْأَعْشَى يمدح قوما: (الْخَفِيف غَيرُ مِيْل وَلاَ عَواوِيْرَ فِي الْهَيْجا ... وَلَا عُزَّل وَلَا أكفالِ

والكفل أَيْضا ضِعْف الشَّيْء قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَينِ منْ رَّحْمَتِه} وَيُقَال إِنَّه النَّصِيب وَذُو الكفل من الْكفَالَة] .

هيل

(هيل) فلَان الشَّيْء مُبَالغَة فِي هاله
(هيل) : الهالُ: الهائِلُ من الرَّملِ، كجُرُفٍ هارٍ، أي هائِرٍ.
(هيل) السَّكْرَان تخيل تهاويل فِي سكره فَفَزعَ لَهَا
[هيل] نه: فيه: إن قومًا شكوا إليه سرعة فناء طعامهم فقال: أتكيلون أم "تهيلون"؟ قالوا: نهيل. قال: فكيلوا، كل شيء أرسلته إرسالًا من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هيلان من هلته واهلته - إذا صببته وارسلته. ومنه: أوصى عند موته: "هيلوا" على هذا الكثيب ولاتحفروا لي. ومنه ح الخندق: فعاذ كثيبا "أهيل"ن أي رملا سائلا، غ: "مهيلا" سائلًا.
هيل الهيل والهائل من الرمل الذي لايثبت مكانه حتى ينهال فيسقط، يقال هلته أُهيله فهو مهيل. والهيول الهباء المنبث. وقيل الذي تراه في ضوء الشمس في البيت. ةالهيلاء من الرمل لا يكاد يستند فيها الناس والدواب؛ وهو المنخفض منه، والجميع الهيالى. ومن أمثالهم " محسنة فهيلي ". وهلت التراب وأهلته. و " جاء بالهيل والهيلمان؛ والهيل والهلمان " أي بالشيء الكثير، والهليان مثله.
هـ ي ل: (هَالَ) الدَّقِيقَ فِي الْجِرَابِ صَبَّهُ مِنْ غَيْرِ كَيْلٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَرْسَلَهُ إِرْسَالًا مِنْ رَمْلٍ أَوْ تُرَابٍ أَوْ طَعَامٍ وَنَحْوِهِ فَقَدَ (هَالَهُ فَانْهَالَ) أَيْ جَرَى وَانْصَبَّ وَبَابُهُ بَاعَ، وَ (أَهَالَ) لُغَةٌ فِيهِ، فَهُوَ (مُهَالٌ) وَ (مَهِيلٌ) . 
هـ ي ل : هِلْتُ الدَّقِيقَ هَيْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَبَبْتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ هِلْتُ مِنْ التُّرَابِ صَبَبْتُهُ بِلَا رَفْعِ الْيَدَيْنِ وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُ الْأَزْهَرِيِّ هِلْتُ التُّرَابِ وَالرَّمْلَ وَغَيْرَ ذَلِكَ إذَا أَرْسَلْتَهُ فَجَرَى وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِلْتُ الرَّمْلَ حَرَّكْتُ أَسْفَلَهُ فَسَالَ مِنْ أَعْلَاهُ. 

هيل


هَالَ (ي)(n. ac. هَيْل)
a. Poured out.

هَيَّلَأَهْيَلَa. see I
تَهَيَّلَa. see VII (a)
إِنْهَيَلَa. Was poured out.
b. ['Ala], Assaulted; beat.
هَيْلa. Poured out.
b. Sand.
c. Wind.
d. Plenty.

هَال [ ]أَهْيَل []
a. see 1 (a)
هَيَالa. see 1 (a)
هَيُوْلَ []
a. Mote; dust.

هَيُوْلَى []
a. Matter; first elements.

هَيُوْلِيّ []
a. Material.
b. Primordial.

هَيُِّوْلَى []
a. see 26ya
هَيْلَان [هَيْلَاْنُ]
a. see 1 (a)
مَهِيْل مُهَال
a. see 1 (a)
هَيْلَمَان
a. see 1 (d)
هَيُوْلَانِيّ
a. see 26yi
[هيل] هِلْتُ الدقيق في الجراب: صبَبته من غير كَيْلٍ. وكلُّ شئ أرسلته إرسالا، من رمل أو تراب أو طعامٍ ونحوه، قلت: هلته أهليه هيلا، فانهال، أي جرى وانصب. وفي المثل: محسنة " فهيلى ". وتهيل: تصبب. وأهَلْتُ الدقيق لغة في هِلْتُ، فهو مهال ومهيل. ويقال للرجل إذا جاء بالمال الكثير: جاء بالهَيْلِ والهَيْلمان. قال أبو عبيد: أي بالرمل والريح. وهيلان في شعر الجعدى : حى من اليمن، ويقال هو مكان. (*)
هيل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن قوما شكوا إِلَيْهِ سرعَة فنَاء طعامهم فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أتَكِيلون أم تَهِيلون قَالُوا: نَهِيل قَالَ: فكِيلوا وَلَا تَهيلوا. قَوْله: لَا تهيلوا يُقَال لكل شَيْء أرسلتَه إرْسَالًا من رمل أَو تُرَاب وَطَعَام وَنَحْوه: قد هِلْتُه أهيله هَيْلاً - إِذا أرسلتَه فَجرى وَهُوَ طَعَام مهيل. صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَكانَتِ الْجِبَالُ كِثِيْباً مَّهِيْلاً} . وَمِنْه حَدِيث الْعَلَاء بْن الْحَضْرَمِيّ رَحمَه اللَّه أَنه أوصاهم عِنْد مَوته - وَكَانَ مَاتَ فِي سفر فَقَالَ: هِيلوا عَليّ هَذَا الكثيبَ وَلَا تحفِروا لي فأحبسكم. فَتَأْوِيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنهم كَانُوا لَا يكيلون طعامهم ويصبونه صبا فنهاهم عَن ذَلِك.
(هـ ي ل)

هالَ عَلَيْهِ التُّرَاب هَيْلاً، وأهالَه فانْهال، وهَيَّلَهُ فَتَهَيَّلَ.

ويذم الرجل فَيُقَال: جرف مُنهالٌ، وسحاب منجال. وَأما جرف مُنهالٌ، فَإِنَّمَا يَعْنِي انه لَيْسَ لَهُ حزم وَلَا عقل، وَأما قَوْلهم: سَحَاب منجال، فَمَعْنَاه انه لَا يطْمع فِي خَيره، كَأَنَّهُ مقلوب من مُنجل.

والهَيْلُ: مَا لم ترفع بِهِ يدك، والحَثْىُ: مَا رفعت بِهِ يدك.

وهالَ الرمل: دَفعه فانْهالَ، وَكَذَلِكَ هَيَّلَه فَتَهَيَّلَ.

والهَيْلُ، والهَيالُ، والهَيْلانُ: مَا انهالَ مِنْهُ، قَالَ مُزَاحم:

بِكُلِّ نَقيً وَعْثٍ إِذا مَا عَلَوْتَهُ ... جَرَى نَصَفاً هَيْلانُهُ المُتَساوِقُ

وَرمل أهْيَلُ: مُنْهالٌ لَا يثبت.

وَجَاء بالهَيْلِ، والهَيْلَمانِ، والهَيْلُمانِ، أَي المَال الْكثير، الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، وضعُوا الهَيْلَ الَّذِي هُوَ الْمصدر مَوضِع الِاسْم، أَي بالمَهِيلِ، شبه بالرمل فِي كثرته، فالميم على هَذَا فِي الهَيلَمانِ زَائِدَة، كزيادتها فِي زرقم، وَالْألف وَالنُّون زائدتان، فالوزن على هَذَا فَعْلَمان.

وانْهالَ عَلَيْهِ الْقَوْم: تتابعوا عَلَيْهِ وعلوه بالشتم وَالضَّرْب والقهر.

والأهْيَلُ: مَوضِع، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

هَلْ تَعرِفُ المَنزِلَ بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لم يَخْمُلِ

والهَيُول: الهباء المنبث، وَهُوَ مَا ترَاهُ فِي الْبَيْت من ضوء الشَّمْس، عبرانية أَو رُومِية معربة.

والهالَةُ: دارة الْقَمَر، قَالَ:

فِي هالَةٍ هِلالُها كالإكْلِيلْ

وَإِنَّمَا قضينا على عينهَا أَنَّهَا يَاء لِأَن فِيهِ معنى الهَيُول الَّذِي هُوَ ضوء الشَّمْس، فَإِن قلت: إِن الهَيُول رُومِية والهالَة عَرَبِيَّة كَانَت الْوَاو أولى بِهِ، لِأَن انقلاب الْألف عَن الْوَاو، وَهِي عين، أَكثر من انقلابها عَن الْيَاء، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، وَالْجمع هالاتٌ.
هـيل
هالَ يهيل، هِلْ، هَيْلاً، فهو هايل، والمفعول مَهِيل
• هال عليه التُّرابَ: صبَّه، نثره " {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً} ".
• هال الرَّملَ: دفعه وأرسله من غير أن يرفع عنه يدَه. 

أهالَ يُهيل، أَهِلْ، إهالةً، فهو مُهيل، والمفعول مُهال
• أهال الرَّملَ عليه: دفعه من أعلى إلى أسفل. 

انهالَ على ينهال، انْهَلْ، انهيالاً، فهو مُنْهال، والمفعول مُنهال عليه
• انهال التُّرابُ عليه: مُطاوع هالَ: انصبّ "انهالتِ القنابلُ على المدينة: سقطت" ° انهيال أرضيّ: انزلاق كتلة جافّة من الصُّخور أو التُّربة.
• انهال القومُ عليه شتمًا وضربًا: تتابعوا عليه يسبُّونه ويؤذونه. 

تهيَّلَ يتهيّل، تهيُّلاً، فهو مُتهيِّل
• تهيَّل التُّرابُ: سقط وتتابع سقوطه من أعلى إلى أسفل. 

هيَّلَ يهيِّل، تَهييلاً، فهو مُهيِّل، والمفعول مُهيَّل
• هيَّل عليه التُّرابَ: هالَه، صبَّه عليه "هيَّلتِ البنتُ الرّملَ على لُعْبتها". 

إهالة [مفرد]: مصدر أهالَ. 

انهيال [مفرد]: مصدر انهالَ على. 

مُهيل [مفرد]: اسم فاعل من أهالَ. 

هال [مفرد]: رَمْلٌ منهالٌ في تتابع. 

هالة [مفرد]: ج هالات: (انظر: هـ و ل - هالة). 

هَيْل [مفرد]: مصدر هالَ. 

هَيُول [مفرد]: هباء منبثّ، وهو ما تراه في البيت من ضوء الشَّمس يدخل من كُوَّة البيت. 

هَيُولَى [مفرد]:
1 - جوهر قابل لما يَعْرِض للجسم من أشكال.
2 - (سف) مادّة الشَّيء التي يُصنع منها كالخشب للكرسيِّ وكالحديد للمسمار.
3 - (فن) تخطيط مبدئيّ للصُّورة أو التِّمثال. 

هَيُّولَى [مفرد]: هَيُولَى. 

هيل: هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً وأَهالَه فانْهالَ وهَيَّله

فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال: جُرْفٌ مُنْهالٌ،

(* قوله «فيقال جرف منهال إلخ»

عبارة المحكم: فيقال جرف منهال وسحاب منجال، أَما جرف منهال فانما يعني...

إلى آخر ما هنا) فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل؛ وأَما قولهم

سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا يُطْمَع في خيره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ.

والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ:

دفعه فانْهال، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل والهَائل من الرمل:

الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد:

هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيلِ الأَهْيَلِ

وفي حديث الخندَق: فعادت كثيباً أَهْيَلَ أَي رَمْلاً سائلاً، والهَيْل

والهَيَال والهَيْلانُ: ما انْهال منه؛ قال مزاحم:

بكل نَقاً وَعْثٍ، إِذا ما عَلَوْتَه

جرى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ

ورمل أَهْيَل: مُنْهال لا يثبت. وجاء بالهَيْل والهَيْلَمَان

والهَيْلُمان أَي جاء بالمال الكثير؛ الأَخيرة عن ثعلب، وضعوا الهَيْل الذي هو

المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرّمل في كثرته، فالميم على هذا في

الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم؛ قال أَبو عبيد: أَي بالرمل

والريح، فالهَيْل من قوله تعالى: وكانت الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً؛ وقال ساعدة

بن جُؤيَّة الهذلي يصف ضبُعاً نَبَشت قبراً:

فذَاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّت

يدَيْها، عند جانِبِه، تَهيلُ

والهَيْلَمان، فَيْعَلان، والياء زائدة بدليل قولهم هَلْمان فسقطت

الياء، وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرمل في

كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم، الأَلف

والنون زائدتان فالوزن على هذا فعْلَمان.

وانْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.

والأَهْيل: موضع؛ قال المتنخل الهذلي:

هل تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل،

كالوَشْمِ في المِعْصَمِ لم يَخْمُل

والهَيُول: الهَبارُ المنبتُّ وهو ما تراه في البيت من ضَوْء الشمس يدخل

في الكُوَّةِ، عبرانية أَو رومية معرَّبة. والهالةُ: دارة القمر؛ قال:

في هالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ

قال ابن سيده: وإِنما قضينا على عينها أَنها ياء لأَن فيه معنى الهَيُول

الذي هو ضوء الشمس، فإِن قلت: إِن الهَيُول رومية والهَالة عربية كانت

الواو أَولى به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها

عن الياء كما ذهب إِليه سيبويه، والجمع هالاتٌ.

الجوهري: هِلْتُ الدقيق في الجِراب صَبَبْته من غير كَيْل، وكل شيء

أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ

هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ، وهو طعام مَهِيلٌ. وفي الحديث: أَن

قوماً شكَوْا إِليه سرعة فَناء طعامهم فقال: أَتَكِيلون أَم تَهِيلون؟

فقالوا: نَهِيلُ، فقال: كِيلو ولا تَهِيلوا فإِنَّ البركة في الكَيْل. وفي

المثل: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلي؛ قال ابن بري: يُضرب مثلاً للرجل يُسيء في

فعله فيؤمر بذلك على الهُزْء به. وفي حديث العَلاء: أَوْصَى عند موته

هِيلُوا عليَّ هذا الكثيبَ ولا تحفِروا لي. وتَهَيَّل: تصبَّب. وأَهَلْتُ

الدقيق: لغة في هِلْت، فهو مُهَال ومَهِيل.

وهَيْلانُ في شعر الجعدي: حي من اليمن، ويقال: هو مكان؛ قال ابن بري بيت

الجعدي هو قوله:

كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، من

طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم،

يُسَنُّ بالضَّرْوِ من بَرَاقِش أَو

هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ من العُتُم

والضرْوُ: شجر طيب الرائحة، والعُتُم: الزيتون، وقيل: نبت يشبهه. وقال

أَبو عمرو: بَراقِش وهَيْلان واديان باليمن. وهَالةُ: أُم حمزة بن عبد

المطلب.

هـيل
( {هالَ عَلَيْهِ التُّرابَ} يَهِيلُ {هَيْلًا،} وأَهالَهُ {فانْهالَ،} وَهَيَّلَه {فَتَهَيَّلَ: صَبَّهُ فانْصَبَّ) ، وَفِي الصّحاح:} هِلْتُ الدَّقِيقَ فِي الجِرابِ: صَبَبْتُهُ من غَيْر كَيْلٍ، وكُلُّ شيءٍ أَرْسَلْته إِرْسالاً من رَمْلٍ أَو تُرابٍ أَو طَعام وَنَحْوِه قُلْت: {هِلْتُه} أَهِيلهُ {هَيْلًا} فانْهالَ، أَي: جَرَى وانْصَبَّ، انْتهى. وَمِنْه الحَدِيثُ: " كِيلُوا وَلَا {تَهِيلُوا "، وقولهُ تعالَى {كثيبا} مهيلا} أَي: مَصْبوبًا سَائِلًا. ( {والهَيْلُ} والهَيالُ) ، كسَحابٍ، {والهَيْلانُ: مَا انْهالَ من الرَّمْل) ، قَالَ مُزاحِمٌ:
(بكُلِّ نَقًى وَعْثِ إِذا مَا عَلَوْتَهُ ... جَرَى نَصَفًا هَيْلانُه المُتَساوِقُ)
(ورَمْلٌ} هالٌ) عَن الفَرّاء، ( {وأَهْيَلُ) كَذَلِك، أَي: (} مُنْهالٌ) لَا يَثْبُتُ. وَيُقَال: رَمْلٌ {هَيْلٌ} وهائلٌ، للّذي لاَ يَثْبُت مَكانَهُ حَتَّى {يَنْهالَ فَيَسْقُط. وَفِي حَدِيث الخَنْدَق: " فعادَتْ كَثِيبًا} أَهْيَلَ " أَي: رَمْلًا سَائِلًا، وَقَالَ الراجز:
( {هَيْلٌ} مَهِيلٌ من {مَهِيلِ} الأَهْيَلِ ... )
وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
(وانْسابَ حَيّاتُ الكَثِيبِ! الأَهْيَلِ ... ) (وانْعَدَلَ الفَحْلُ وَلَمَّا يَعْدِلِ ... )
(و) يُقال: (جاءَ {بالهَيْل والهَيْلَمان، وتُضَمُّ لامُهُ) أَيْضا. وَيُقَال أَيْضا: جاءَ بالهِلِّمان كَصِلِّيَان، الثَّانِيَة عَن ثَعْلَب، (أَي: بالمالِ الكَثِيِر) ، وَضَعُوا} الهَيْل الَّذِي هُوَ المَصْدر مَوضِع الاسْم، أَي: {بالمَهِيل، شُبِّه فِي كَثْرَتِه بالرَّمْل، والهَيْلَمان فَيْعَلان، وَالْيَاء زَائِدَة، بِدَلِيل قَوْلهم: هَلْمان، وَقيل: بل المِيمُ زائدةٌ، كزيادَتِها فِي زُرْقُم، فَوزْنُه على هَذَا فَعْلَمان، وَلِهَذَا أعادَه المصنِّفُ ثَانِيًا فِي " هـ ل م "، (أَو بالرَّمْلِ والرِّيحِ) ، هكَذا فَسَّره أَبُو عُبَيْد. (} وانْهالُوا عَلَيْهِ) {انْهِيالًا: إِذا (تَتابَعُوا) عَلَيْهِ (وَعَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْبِ) والقَهْر. (} والأَهْيَلُ: ع) ، قَالَ المُتَنَخّل الهُذَلِيّ:
(هَلْ تَعْرِفُ المَنْزِلَ {بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لم يُخْمَلِ)
(} والهَيُولُ، كَصَبُورٍ: الهَباءُ المُنْبَثُّ، و) هُوَ (مَا تَراهُ فِي البَيْتِ من ضَوْءِ الشَّمْسِ) يدخلُ من الكُوَّة، عِبْرانِيّة، كَمَا قَالَه اللَّيْث، أَو رُومِيَّةٌ (مُعَرَّبَةٌ) . ( {والهالَةُ: دارَةُ القَمَرِ) قَالَ:
(فِي} هالَةٍ {هِلالُها كالإِكْلِيلْ ... )
(ج:} هالاتٌ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَإِنَّمَا قَضَيْنا على عَيْنها أَنَّها يَاء؛ لأنّ فِيهِ معنى {الهَيُول الَّذِي هُوَ ضوءُ الشَّمس. وَقد يُقَال: إِن الهَيُول رُوميّة} والهالة عَرَبِيّة، وانقلابُ الْألف عَن الْوَاو وَهِي عَيْنٌ أَوْلَى من انْقلابها عَن الْيَاء كَمَا ذَهَب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، وَلِهَذَا ذكره المصنِّف فِي المَحَلَّيْن.كتابَه البَحْرَ المُحِيطَ فَأَحَبّ أنْ يذكر فِيهِ مَا عَسَى أَن يُحتاج إِلَيْهِ عِنْد المُراجَعَة والمُذاكَرَة، واللَّه أعلم. ( {وَهَيْلَةُ) : اسمُ (عَنْز) كَانَت (لامْرَأَةٍ) فِي الجاهِليّة (كانَ) كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ كَانَت (مَنْ أساءَ عَلَيْها دَرَّتْ لَهُ، وَمن أَحْسَنَ إِلَيْها نَطَحَتْه، وَمِنْه المَثَلُ:} هَيْلُ خَيْرَ حالِبَيْكِ تَنْطَحِينَ) ، يضْرب لِمَنْ أَبَى الكَرامَةَ وَقَبِلَ الهَوانَ. وَقَالَ الكُمَيْتُ يُخاطِبُ بَجِيلَةَ:
(فَإِنَّكِ والتَّحَوُّلَ عَن مَعَدٍّ ... {كَهَيْلَةَ قَبْلَنا والحالِبِينا)

[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الهَيْلُ: مَا لَمْ تَرْفَعْ بِهِ يَدَك، والحَثْيُ: مَا رَفَعْتَ بِهِ يَدَك. وقولُهم فِي الرَّجُل يُذَمُّ: هُوَ جُرْفٌ مُنْهالٌ، يَعْنِي أنَّه لَيْسَ لَهُ حَزْمٌ وَلَا عَقْلٌ. {وَأَهَلْتُ الدَّقِيقَ؛ لغةٌ فِي} هِلْتُ، فَهُوَ {مُهالٌ} وَمَهِيلٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح؛ وَفِيه أَيْضا: وَفِي المَثَلِ: " مُحْسِنَة {فَهِيلِي "، قَالَ ابْن بَرّي يُضْرَب للَّذِي يُسِيءُ فِي فِعْلِهِ فَيُؤْمَرُ بذلك على الهُزْء بِه، وَفِي العُباب: أَصله أنَّ امْرَأَة كَانَت تُفْرغُ طَعامًا من وِعاءِ رَجُلٍ فِي وِعائها، فَقَالَ لَهَا: مَا تَصْنَعِيَن؟ فَقَالَت:} أَهِيلُ من هَذَا فِي هَذَا، فَقَالَ لَهَا: مُحْسِنَةٌ {فَهِيلِي. أَي: أَنْت مُحْسِنَة، ويروى مُحْسِنَةً، بالنَّصْب على الحالِ، أَي:} هِيلِي مُحْسِنَةً، وَيجوز أنْ تَنْصِبَ على معنى أراكِ مُحْسِنَةً. يُضْرَب للرَّجُل يعملُ عملا يكون مُصيبًا فِيهِ. وَفِي الصّحاح:! وهَيْلانُ فِي شِعْر الجَعْدِيّ حَيٌّ من اليَمَن، وَيُقَال: هُوَ مَكانٌ، قَالَ ابنُ بَرِّي بَيْتُ الجَعْدِيّ هُوَ قولُهُ:
(كأَنّ فاهَا إِذا تَوَسَّنُ مِنْ ... طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ) (يُسَنُّ بالضَّرْو من بَراقِشَ أَوْ ... {هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم)
والضَّرْو: شَجَرٌ طَيّبُ الرائحَة، والعُتُم: الزَّيْتُون أَو يُشْبِهُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بَراقِشُ} وَهَيْلان: وادِيانِ باليَمَن. {وَهَيْلانَةُ: أمّ قُسْطَنْطِينَ الَّتِي بَنَتْ كنيسةَ الرُّها، وكَنِيسَةَ القِيامَةِ ببَيْتِ المَقْدِسِ.
هيل:
هَيل = هال: حب الهيل (بقطر). أنظر (بالغراف 53:1)؛ الحجم الكبير منه يدعى هيل دارو. أنظر في (المستعيني): قاقلة وهيل بوا. وانظر (معجم المنصوري في حرف الهاء .. أما الحجم الصغير منه (أو الأنثى) فيدعى بالهيل تفريقاً له عن الهيل الذكر (ابن البيطار 273:2). انظر كتابة الكلمة في شكلها الصحيح في المخطوطة A: 580:2) .

هيل

7 اِنْهَالَ It (sand, &c.) poured down. (S, K.) b2: اِنْهَدَمَ الجِدَارُ وَآنْهَالَ [The wall fell in ruins, or to pieces, or became a ruin, and broke, or crumbled down]. (K in art. قيض.) So rendered voce اِنْقَاضَ, art. فيض.

هَيْلٌ inf. n. of هَالَ: see حَثَا. b2: هَيْلٌ and ↓ هَائِلٌ Sand that will not remain steady in its place, but falls down. (JK.) هَيُولُى and هَيُّولَى: wrongly mentioned in art. هول. See مَادَّةٌ.

مَهِيلٌ

: see كَثِيبٌ.

يمم

(ي م م) : (تَيَمَّمَ) فِي (ام) .
يمم: {اليم}: البحر. {فتيمموا}: اقصدوا.
(يمم) - في حديث الغَارِ: "أطَارَ أبو بَكرٍ - رضي الله عنه - ما فيه مِن اليَمامِ"
وهو جَمعُ يَمامَةٍ، وهو طَائرٌ أصغَرُ من الوَرَشَان يكون بالجَبَلِ، وإذا كان الشِّتاء شَتَّى بالعِرَاق والحجاز، ويسمَّى أيضًا الدَّيْلَم.
قال الأصمعىّ: اليَمامُ: حَمَامٌ بَرِّيٌّ. قَال الكسَائى: اليَمام التي في البيوت، والحمَامُ البَرِّيُّ.
[يمم] نه: فيه: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في "اليم"، اليم: البحر. وفيه "التيمم" للصلاة بالتراب، وأصله القصد، ويقال: أممته وتأممته - بالهمز. ومنه ح كعب: "فيممت" بها التنور، أي قصدت. ن: "فتياممت" بها التنور، لغة في تيممت. ومنه: فانطلقت "أتأمم"، أي أقصد. ن: "فتيمم" النبي صلى الله عليه وسلم، أي قصده. نه: و"اليمامة" الصقع المعروف شرقي الحجاز، ومدينتها العظمى حجر اليمامة.
ي م م: (يَمَّمَهُ) قَصَدَهُ. وَ (تَيَمَّمَهُ) تَقَصَّدَهُ. وَ (تَيَمَّمَ) الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ وَأَصْلُهُ التَّعَمُّدُ وَالتَّوَخِّي مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَمَّمَهُ وَتَأَمَّمَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ - تَعَالَى -:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيِ اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ (التَّيَمُّمُ) مَسْحَ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ بِالتُّرَابِ. (وَيَمَّمَ) الْمَرِيضُ (فَتَيَمَّمَ) لِلصَّلَاةِ. الْأَصْمَعِيُّ: (الْيَمَامُ) الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ (يَمَامَةٌ) ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ. (وَالْيَمَامَةُ) اسْمُ جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. يُقَالُ: أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ الْيَمَامَةِ. وَالْيَمَامَةُ أَيْضًا بِلَادٌ وَكَانَ اسْمُهَا الْجَوَّ فَسُمِّيَتْ بِاسْمِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لِكَثْرَةِ مَا أُضِيفَ إِلَيْهَا، وَقِيلَ: جَوُّ الْيَمَامَةِ. وَ (الْيَمُّ) الْبَحْرُ. 
ي م م : الْيَمَامُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ يَمَامَةٌ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ الْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَتَقَدَّمَ فِي الْحَمَامِ.

وَالْيَمَامَةُ بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ الْعَوَالِي وَهِيَ بِلَادُ بَنِي حَنِيفَةَ قِيلَ مِنْ عَرُوضِ الْيَمَنِ وَقِيلَ مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.

وَالْيَمُّ الْبَحْرُ وَيَمَّمْتُهُ قَصَدْتُهُ وَتَيَمَّمْتُهُ تَقَصَّدْتُهُ.

وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ تَيَمُّمًا وَتَأَمَّمْتُ أَيْضًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْله تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيْ اقْصِدُوا الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ التَّيَمُّمُ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ عِبَارَةً عَنْ اسْتِعْمَالِ التُّرَابِ فِي الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ عَلَى هَيْئَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ وَالْأَصْلُ يَمَّمْتُهُ بِالتُّرَابِ. 
[يمم] يممته: قصدته. وقال رؤبة: أزهر لم يولَد بِنَجْمِ الشُحِّ مُيَمَّمُ البيت كريم السنخ وتيممته: تقصدته. وتَيَمَّمْتُ الصعيدَ للصلاة، وأصله التعمُّد والتوخِّي، من قولهم: تَيَمَّمْتُكَ وتَأَمَّمْتُكَ.. قال ابن السكيت: قوله تعالى: (فتَيَمَّموا صعيداً طيِّباً) أي اقصدوا لصعيدٍ طيِّبٍ. ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتَّى صار التَيَمُّمُ مسحَ الوجه واليدين بالتراب. ويَمَّمْتُهُ برمحى تيميما، أي توخيته وقصدته دون من سواه. وقال  يممته الرمح صدراً ثم قلتُ له هذي المروءةُ لا لِعْبُ الزَحاليقُ ويَمَّمْتُ المريضَ فتَيَمَّمَ للصلاة. الأصمعيّ: اليَمامُ: الحمامُ الوحشي، الواحدة يَمامَةٌ. وقال الكسائي. هي التى تألف البيوت. واليمامة: اسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام. يقال: " أبصر من زرقاء اليمامة ". واليمامة: بلاد كان اسمها الجو، فسميت باسم هذه الجارية لكثرة ما أضيف إليها، وقيل جو اليمامة. والنسبة إلى اليمامة يمامى. واليم: البحر. وقديم الرجل فهو مَيْمومٌ، إذا طرح في البحر.
[ي م م] اليَمُّ البَحْرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وقالَ الزجَّاجُ اليَمُّ البَحْرُ وكذلك هي في الكُتبِ الأُوَلِ ولا يُكَسَّرُ ولا يُجْمعُ جَمْعَ السَّلاَمَةِ وزَعَم بعضُهُم أَنَّها لُغَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ويُمَّ الرَّجُلُ غَرِقَ في اليَمِّ ويُمَّ الساحِلُ يَمّا غَطَّاهُ اليَمُّ واليَمَامُ طائِرٌ قِيلَ هُوَ أَعَمُّ من الحمامِ وقِيلَ هُوَ ضَرْبٌ منه وقيلَ اليمامُ الذي يُسْتَفْرَخُ والحمامُ هو البَرِّيُّ الذي لا يَأْلَفُ البُيُوتَ وقِيلَ اليَمَامُ البَرِّيُّ من الحمامِ الذي لا طَوْقَ لَهُ والحَمَامُ كُلُّ مُطَوَّقِ كالقُمْرِيِّ والدُّبْسِيِّ والفَاخِتَةِ ولما فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قولَهُ

(صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعًا ... وعَديٌّ كمِثلِ سَيْلِ الطَّرِيقِ)

قال اليَمَامُ طائرٌ فلا أَدْرِي أَعَنَى هذا النَّوْعَ مِنَ الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ واليَامُومُ فَرْخُ الحَمَامَة كأنَّهُ مِنَ اليَمَامَةِ وقيلَ هو فَرْخُ النَّعَامَةِ وأَمَّا التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوخِّي فاليَاءُ فيهِ بَدَلٌ من الهَمْزَةِ وقد تَقَدَّمَ واليَمَامَةُ مَوضِعٌ كان اسْمُهُ جَوّا وإِنَّما سُمِّي اليَمَامَةَ باسمِ امرَأَةٍ كَانَتْ فيهِ صُلِبَتْ على بابِهِ وقولُ العَرَبِ اجْتمعَتْ أَهلُ اليَمَامَةِ أَصْلُهُ اجتَمَع أَهْلُ اليَمَامَةِ ثم حُذِفَ المُضَافُ فأُنِّثَ الفِعْلُ فصارَ اجتَمَعتِ اليَمَامَةُ ثم أُعِيدَ المَحْذُوفُ فَأُقِرَّ التَّأنِيثُ الذي هو الفَرْعُ بحالِهِ فقيلَ اجتَمَعَتْ أهلُ اليَمَامَةِ وقالُوا هُوَ يَمَامَتِي ويَمَامِي كأَمَامِي
يمم
يُمَّ يُيَمّ، يَمًّا، والمفعول مَيْموم
• يُمّ الرَّجُلُ: أُلقِيَ في اليَمّ (البحر) "يُمَّ سيدُنا موسى فسار به الموجُ إلى قصر فرعون".
• يُمّ السَّاحلُ: غطَّاه البحرُ بمائه وطمَى عليه. 

تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ يَتيمَّم، تَيَمُّمًا، فهو مُتَيَمِّم، والمفعول مُتَيَمَّم
• تيمَّم فلانٌ الشَّيءَ: قصده، توخّاه وتعمّده، أصله: تأمَّم، أبدلت الهمزة ياء " {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} ".
• تيمَّم الرَّجلُ/ تيمَّم الرَّجلُ للصَّلاة: مسَح يديه ووجهه بالتراب أو الحجر عند غياب الماء أو تعذُّر استخدامه "تيمَّم المسافرُ/ المريضُ- {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ". 

يمَّمَ/ يمَّمَ لـ ييمِّم، تيميمًا، فهو مُيمِّم، والمفعول مُيمَّم
• يمَّم فلانٌ المَكانَ: قصَده واتّجه نحوه "يمَّم المصلّي وجهه نحو القِبْلة- يمَّموا المدينةَ- رجل ميمَّم: ظافر بمطالبه- {وَلاَ تُيَمِّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [ق] ".
• يمَّم الشَّخصُ للصلاة: تيمَّم؛ مسَح وجهه ويديه بالتراب في حال انعدام الماء كالسفر أو تعذّر استخدامه كالمرض "يمَّم المسافرُ/ المريضُ للصلاة". 

تَيَمُّم [مفرد]:
1 - مصدر تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ.
2 - (فق) استعمال التراب في الوجه واليدين على هيئة مخصوصة "وإذا عدمت الماء عند طِلابه ... جازَ التيمُّم بالصعيد الطيِّبِ". 

يَمام [جمع]: مف يمامة: (حن) نوع من الحمام البريّ من الفصيلة الحماميَّة ورتبة الحماميّات، مشهور بخفَّة طيرانه، حمام وحشيّ ° زرقاء اليَمامة: تضرب العرب بها المثل في جودة البصر، وحدّة النظر. 

يَمّ1 [مفرد]: ج يُموم (لغير المصدر):
1 - مصدر يُمَّ.
2 - بَحْر؛ مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلْح أو العَذب "شاطئ اليَمّ- {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ".
3 - جهة، ناحية "جاء من يمِّي". 

يَمّ2 [جمع]: يمام، حمام وَحْشيّ. 

يمم


يَمَّ [ pass.
a. يُمَّ ] يُيَمُّ(n. ac. يَمّ), Was thrown into the sea.
b. Was inundated by the sea.

يَمَّمَa. Purposed, intended.
b. [acc. & Bi], Aimed, struck at .... with.
c. Bade to do, enjoined.
d. [acc. & La], Washed with sand; helped ( one sick ).

تَيَمَّمَa. see II (a)b. Performed his ablutions with sand.

يَمّ
(pl.
يُمُوْم)
a. Sea, ocean.
b. see 22 (b)c. [ coll. ], Side, part.

يَمَمa. see 22 (b)
يَمَاْمa. Intention, purpose.
b. Wood-pigeon.

يَمَاْمَةa. see 22 (a) (b).
c. [art.], A province of Arabia.
N. P.
يَمڤمَa. Submerged.

N. P.
يَمَّمَa. Prosperous, blessed.

يَمَامِي يَمَامَنِي
a. For my part, as for me.

مِن يَمِّي
a. [ coll. ]
see supra.

يَُمْخُور
a. Long; tall.

يمم: الليث: اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه،

ويقال: اليَمُّ لُجَّتُه. وقال الزجاج: اليَمُّ البحرُ، وكذلك هو في الكتاب،

الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة، وزَعَم

بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ

اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب

الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ

عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو

نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ. قال الله عز وجل:

فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل؛ فَجَعل له ساحِلاً، وهذا كله دليلٌ على بطلان

قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه. وفي الحديث:

ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ

أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ اليَمُّ:

البحرُ. ويُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر، وفي المحكم: إِذا

غَرِقَ في اليَمِّ. ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه

فغلَب عليه. ابن بري: واليَمُّ الحيَّةُ.

واليَمامُ: طائرٌ، قيل: هو أَعمُّ من الحَمام، وقيل: هو ضربٌ منه، وقيل:

اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ، والحَمامُ

هو البرِّي لا يأْلفُ البيوت. وقيل: اليَمامُ البري من الحَمام الذي لا

طَوْقَ له. والحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي

والفاخِتَةِ؛ ولما فسر ابن دريد قوله:

صُبَّة كاليَمامِ تَهْوي سِراعاً،

وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ

قال: اليمامُ طائرٌ، فلا أَدري أَعَنى هذا النوعَ من الطير أَمْ نوعاً

آخر. الجوهري: اليمامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الواحدة يَمامةٌ؛ قال

الكسائي: هي التي تأْلفُ البيوت. واليامومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه من اليمامةِ،

وقيل: فرخُ النعامة. وأَما التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوَخِّي، فالياء فيه

بدلٌ من الهمزة، وقد تقدم. الجوهري: اليمامةُ اسمُ

جارية زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسيرةِ ثلاثة أَيام، يقال:

أَبْصَرُ من زَرْقاء اليمامةِ. واليمامةُ: القَرْيَةُ التي قصَبتُها حَجْرٌ

كان اسمُها فيما خلا جَوّاً، وفي الصحاح: كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت باسم

هذه الجارية لكثرة ما أُضيفَ إِليها، وقيل: جوُّ اليمامة، والنِّسْبةُ

إِلى اليمامةِ يَماميٌّ. وفي الحديث ذكر اليمامةِ، وهي الصُّقْعُ المعروف

شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليمامة، قال: وإِنما سُمِّي

اليمامةَ باسم امرأَة كانت فيه تسْكُنه اسمها يَمامة صُلِبَت على بابه.

وقولُ العرب: اجتَمعت اليمامةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثم حُذف

المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت اليمامةُ، ثم أُعيد المحذوف فأُقرَّ

التأْنيث الذي هو الفرع بذاته، فقيل: اجتمعت أَهلُ اليمامةِ. وقالوا: هو

يَمامَتي ويَمامي كأَمامي. ابن بري: ويَمامةُ كلِّ

شيء قَطَنُه، يقال: الْحَقْ بيَمامَتِك؛ قال الشاعر:

فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمامتي،

وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي

يمم
(! اليَمُّ: البَحْرُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وهكذَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وزَادَ اللَّيْثُ: الذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، ولاَ شَطَّاهُ، ويُقَالُ: اليَمُّ: لُجَّةُ البَحْرِ، قالَ الأزْهَرِيُّ: ويَقَعُ اسمُ اليَمِّ عَلَى مَا كانَ مَاؤُهُ مِلْحًا زُعَاقًا، وعَلَى النَّهْرِ الكَبيرِ العَذْبِ المَاءِ، وأُمِرَتْأُمُّ مُوسَى حِينَ وَلَدَتْهُ، وَخَافَتْ عَلَيْهِ فِرْعَوْنَ أنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تَقْذِفَهُ فِي اليَمِّ، وهُوَ نَهْرُ النِّيلِ بِمِصْرَ، ومَاؤُهُ عَذْبٌ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فليلقه اليم بالسَّاحل} فَجَعَلَ لَهُ سَاحِلاً، وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنَ قَوْلِ اللَّيْثِ: إنَّهُ البَحْرُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَلَا شَطَّاه. لَا يُثَنَّى، و (لَا يُكَسَّرُ، ولاَ يُجْمَعُ، جَمْعَ السَّلاَمَةِ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أنَّهَا لٌ غَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ، فَعَرَّبَتْهُ العَرَبُ وَأصْلُهُ: {يَمَّا. (} وَيُمَّ) الرَّجُلُ، (باِلضَّمِّ، فَهُوَ {مَيْمُومٌ: طُرِحَ فيهِ) ، وَفِي الصِّحَاح: فِي اليَمِّ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِهِ: فِي البَحْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: إذَا غَرِقَ فِي اليَمِّ. (و) اليَمُّ: (الحَمَامُ الوَحْشِيُّ،} كاليَمَامِ، {واليَمَمِ، مُحَرَّكَةً) ، الأخِيرَةُ عنِ ابنِ الأنْبَارِي، وأقَرَّهُ أبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ، كَذَا فِي المُعْجَمِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ:} اليَمَامُ: الحَمَامُ الوَحْشِيُّ، الوَاحِدَةُ: {يَمَامَةٌ، وقالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ البُيُوتَ، وقالَ غَيْرُهُ:} اليَمَامُ الَّذِي يَسْتَفْرِخُ، والحَمَامُ: هُوَ البَرِّيُّ الذِي لَا يَأْلَفُ البُيُوتَ، وقِيلَ: اليَمَام: البَرِّيُّ من الحَمَامِ الَّذِي لاَ طَوْقَ لَهُ، والحَمَامُ: كُلُّ مُطَوَّقٍ، كالقُمْرِيِّ، والدُّبْسِيِّ، والفَاخِتَةِ. (و) {اليَمُّ: (سَيْفُ الأَشْتَرِ) النَّخْعِيِّ، عَلَى التَّشْبيهِ بِالبَحْر. (و) اليَمُّ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. (} والتَّيَمُّمُ: التَّوْخِّي، والتَّعَمُّدُ، اليَاءُ: بَدَلٌ من الهَمْزَةِ) ، يُقالُ: {تَيَمَّمْتُهُ،} وتَأمَّمْتُهُ. ( {ويَمَّمَهُ) بِرُمْحِهِ} تَيْمِيماً {وَأَمَّمَهُ: (قَصَدَه) وتَوَخَّاه دونَ سِوَاهُ، وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(} يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ... هذِي المُرُوءَةُ لاَ لِعْبُ الزَّحَالِيقِ)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قولُهُ تَعَالى: {! فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} أيْ: اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهذِهِ الكَلِمَةِ، حتَّى صَارَ {التَّيَمُّمَ: مَسْحَ الوَجْهِ واليَدَيْنِ بالتُّرَابِ. (و) } يَمَمَّ (المَرِيضَ لِلصَّلاَةِ) {تَيْمِيمًا: (مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ) بالتُّرَابِ، (فَتَيَمَّمَ هُوَ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. (} واليَمَامَةُ: القَصْدُ، {كاليَمَامِ) ، يُقَالُ: هُوَ} يَمَامَتِي، {ويَمَامِي، أَيْ: قَصْدِي. (و) } اليَمَامَةُ: اسْمُ (جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ، كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرة ثَلاَثَةِ أيَّامٍ) زَعَمُوا، يُقال: " أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ " كمَا فِي الصِّحَاح، وهِيَ ابْنَةُ سَهْمٍ، ووَقَعَ فِي قِصَّةِ مَسِيرِ تُبَّعٍ إِلَى بِلاَدِهَا مَا نَصُّهُ: قَالَ رِيَاحٌ الطَّسْمِيُّ: تَوَقَّفْ أيُّهَا المَلِكُ، فَإِنَّ لنَا أُخْتًا مُتَزَوِّجَةً فِي جَدِيسٍ، يُقالُ لَهَا: {يَمَامَةُ، وهِيَ أبْصَرُ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى عَلَى بُعْدٍ، فإِنَّهَا لَتَرَى الشِّخْصَ مِنْ مَسِيرَةِ يَوْمٍ ولَيْلةٍ، وإنِّي أَخَافُ أنْ تَرَانَا، وتُنْذِرَ بِنَا القَوْمَ، وقِصَّتُهَا طَوِيلَةٌ. (وبَلاَدُ الجَوِّ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا، وسُمِّيَتْ باسْمِها) قالَ أهْلُ السِّيَرِ: كَانَتْ مَنَازِلُ طَسْمٍ، وَجَدِيسٍ، اليَمَامَةَ، وكَانَتْ تُدْعَى جَوًّا، وَكَانَت أحْسَنَ بِلادَ اللهِ أرْضًا و (أَكْثَرَهَا) خَيْرًا وشَجَرًا و (نَخِيلاً من سَائِرِ الحِجَازِ) ، ولَمَّا فَتَحَ تُبَّعٌ حُصُونَ الجَوِّ امْتَنَعَ عَلَيْهِ الحِصْنُ الذِي كَانَ فِيهِ زَرْقَاءُ اليَمَامَةِ، فَصَابَرَهُ تُبَّعٌ حَتَّى افْتَتَحَهُ، وقَبَضَ عَلَى زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ، وأَمَرَ بِقَلْعِ عَيْنَيْهَا، فَوَجَدَ عُرُوقَها كُلَّها مَحْشُوَّةً بِالإِثْمِدِ، وأَمَرَ بِصَلْبِها عَلَى بَابِ جَوٍّ، وأنْ تُسَمَّى بِاسْمِها، وفِيهِ يَقُولُ تُبَّعٌ:
( [وَ] سَمَّيْتُ جَوًّا} ! بِاليَمَامَةِ بَعْدَمَا ... تَرَكْتُ عُيُونًا باليَمَامَةِ هُمَّلاَ)

(فَلَا تُدْعَ جَوٌّ مَا بَقِيتُ بِاسْمِها ... ولكِنَّها تُدْعَى اليَمَامَةَ مُقْبِلاَ)
(وبِهَا تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ) وقُتِلَ فِي أيَّامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ، وأَمِيرُ المُسْلِمِينَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَها عَنْوَةً، ثُمَّ صُولِحُوا، (وَهِيَ دُونَ المَدِينةِ، فِي وَسَطِ الشَّرْقِ عَنْ مَكَّةَ، عَلَى سِتَّ عَشْرَةَ مَرْحَلَةً مِنَ البَصْرَةِ، وعَنِ الكُوفَةِ: مِثْلَها) . وقَالَ ياقوتٌ: بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَحْرَيْنِ: عَشَرَةُ أيَّامٍ، وهِيَ مَعْدُودَةٌ منْ نَجْدٍ، وقَاعِدَتُهَا: حَجْرٌ، انْتهى، وقالَ الشِّهَابُ فِي شَرْحِ الشِّفَاءِ: اليَمَامَةُ: مَدِينَةٌ مِنْ جَانِبِ اليَمَنِ، عَلى مَرْحَلَتَيْن مِنَ الطَّائِفِ، وأَرْبَعٍ مِنْ مَكَّةَ، وسِتَّ عَشْرَةَ منِ المَدِينَةِ. (والنِّسْبَةُ) إِلَى اليَمَامَةِ (يَمَامِيٌّ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ( {وَيُمَّ السَّاحِلُ، بَالضَّمِّ) } يَمًّا: إذَا (غَلَبَهُ البَحْرُ) وغَطَّاه (فَطَمَا) عَلَيْهِ. (و) {مُيَمَّمٌ، (كَمُعَظَّمٍ: ظَافِرٌ بِمَطَالِبِهِ) ، وأَنْشدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ:
(أَزْهَرُ لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ ... )

(مُيَمَّمُ البَيْتِ كَرِيمُ السِّنْحِ ... )
(} واليَمَّةُ: ع) . (وبَنُو {يَمٍّ: بَطْنٌ) مِنَ العَرَبِ. (وَامْضِ} يَمَامِي) ، {وَيَمامَتِي، أَيْ: أمَامِي) . (} ويَمَّى، كَحَتَّى: نَهْرٌ بالبَطِيحَةِ، جَيِّدُ السَّمَكِ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {اليَامُومُ: فَرْخُ الحَمَامَةِ، وقِيلَ: فَرْخُ النَّعَامَةِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} يَمَامَةُ كُلِّ شَيْءٍ: قَطَنُهُ، يُقالُ: الْحَقْ بِيَمَامَتِك. قالَ: واليَمُّ: الحَيَّةُ.

أَمَّ 

(أَمَّ) وَأَمَّا الْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ فَأَصْلٌ وَاحِدٌ، يَتَفَرَّعُ مِنْهُ أَرْبَعُ أَبْوَابٍ، وَهِيَ الْأَصْلُ وَالْمَرْجِعُ وَالْجَمَاعَةُ وَالدِّينُ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ مُتَقَارِبَةٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ، وَهِيَ الْقَامَةُ وَالْحِينُ وَالْقَصْدُ، قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمُّ: الْوَاحِدُ، وَالْجَمْعُ أُمَّهَاتٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أُمٌّ وَأُمَّاتٌ. قَالَ شَاعِرٌ، وَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ: إِذَا الْأُمَّهَاتُ قَبَحْنَ الْوُجُوهَ ... فَرَجْتَ الظَّلَامَ بِأُمَّاتِكَا

وَقَالَ الرَّاعِي:

أَمَّاتُهُنَّ وَطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " لَا أُمَّ لَهُ " فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتِ أُمًّا وَلَقَدْ أَمَمْتِ أُمُومَةً. وَفُلَانَةٌ تَؤُمُّ فُلَانًا، أَيْ: تَغْذُوهُ، أَيْ: تَكُونُ لَهُ أُمًّا تَغْذُوهُ وَتُرَبِّيهِ. قَالَ:

نَؤُمُّهُمُ وَنَأْبُوهُمْ جَمِيعًا ... كَمَا قُدَّ السُّيُورُ مِنَ الْأَدِيمِ

أَيْ: نَكُونُ لَهُمْ أُمَّهَاتٍ وَآبَاءً. وَأَنْشَدَ:

اطْلُبْ أَبَا نَخْلَةَ مِنْ يَأْبُوكَا ... فَكُلُّهُمْ يَنْفِيكَ عَنْ أَبِيكَا

وَتَقُولُ: أُمٌّ وَأُمَّةٌ، بِالْهَاءِ. قَالَ:

تَقَبَّلْتَهَا مِنْ أُمَّةٍ لَكَ طَالَمَا ... تُنُوزِعَ فِي الْأَسْوَاقِ عَنْهَا خِمَارُهَا

قَالَ الْخَلِيلُ: كُلُّ شَيْءٍ يُضَمُّ إِلَيْهِ مَا سِوَاهُ مِمَّا يَلِيهِ فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي ذَلِكَ الشَّيْءَ أُمًّا. وَمِنْ ذَلِكَ أُمُّ الرَّأْسِ وَهُوَ الدِّمَاغُ. تَقُولُ: أَمَمْتُ فُلَانًا بِالسَّيْفِ وَالْعَصَا أَمًّا: إِذَا ضَرَبْتَهُ ضَرْبَةً تَصِلُ إِلَى الدِّمَاغِ. وَالْأَمِيمُ: الْمَأْمُومُ، وَهِيَ أَيْضًا الْحِجَارَةُ الَّتِي تُشْدَخُ بِهَا الرُّؤُوسُ; قَالَ:

بِالْمَنْجَنِيقَاتِ وَبِالْأَمَائِمِ وَالشَّجَّةُ الْآمَّةُ: الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الدِّمَاغِ، وَهِيَ الْمَأْمُومَةُ أَيْضًا. قَالَ:

يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِهَا لَجَفٌ ... فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاهَا كَالْمَغَارِيدِ

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: بَعِيرٌ مَأْمُومٌ: إِذَا أُخْرِجَتْ مِنْ ظَهْرِهِ عِظَامٌ فَذَهَبَتْ قَمْعَتُهُ. قَالَ:

لَيْسَ بِمَأْمُومٍ وَلَا أَجَبِّ

قَالَ الْخَلِيلُ: أُمُّ التَّنَائِفِ: أَشَدُّهَا وَأَبْعَدُهَا. وَأُمُّ الْقُرَى: مَكَّةُ; وَكُلُّ مَدِينَةٍ هِيَ أُمُّ مَا حَوْلَهَا مِنَ الْقُرَى، وَكَذَلِكَ أُمُّ رُحْمٍ. وَأُمُّ الْقُرْآنِ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ. وَأُمُّ الْكِتَابِ: مَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. وَأُمُّ الرُّمْحِ: لِوَاؤُهُ وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ. قَالَ:

وَسَلَبْنَ الرُّمْحَ فِيهِ أُمُّهُ ... مِنْ يَدِ الْعَاصِي وَمَا طَالَ الطِّوَلْ

وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي يُنْزَلُ عَلَيْهَا: أُمُّ مَثْوًى، وَلِلرَّجُلِ أَبُو مَثْوًى. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أُمُّ مِرْزَمٍ: الشَّمَالُ، قَالَ:

إِذَا هُوَ أَمْسَى بِالْحَلَاءَةِ شَاتِيًا ... تُقَشِّرُ أَعْلَى أَنْفِهِ أُمُّ مِرْزَمِ وَأُمُّ كَلْبَةٍ: الْحُمَّى. فَفِيهِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ الْخَيلِ: «أَبْرَحَ فَتًى إِنْ نَجَا مِنْ أُمِّ كَلْبَةٍ» . وَكَذَلِكَ أُمُّ مِلْدَمٍ. وَأُمُّ النُّجُومِ: السَّمَاءُ. قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:

يَرَى الْوَحْشَةَ الْأُنْسَ الْأَنِيسَ وَيَهْتَدِي ... بِحَيْثُ اهْتَدَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ السُّنِّىِّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُسَبِّحٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: أُمُّ النُّجُومِ: الْمَجَرَّةُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ السَّمَاءِ بُقْعَةٌ أَكْثَرَ عَدَدَ كَوَاكِبَ مِنْهَا، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا، وَقَدْ ذَكَرْنَا الْبَيْتَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

بِشُعْثٍ يَشُجُّونَ الْفَلَا فِي رُؤُوسِهِ ... إِذَا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوَابِكِ

" حَوَّلَتْ " يُرِيدُ أَنَّهَا تَنْحَرِفُ. وَأُمُّ كِفَاتٍ: الْأَرْضُ. وَأُمُّ الْقُرَادِ، فِي مُؤَخَّرِ الرُّسْغِ فَوْقَ الْخُفِّ، وَهِيَ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْقِرْدَانُ كاَلسُّكُرُّجَّةِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

لِلْأَرْضِ مِنْ أُمِّ الْقُرَادِ الْأَطْحَلِ وَأُمُّ الصَّدَى هِيَ أُمُّ الدِّمَاغِ. وَأُمُّ عُوَيْفٍ: دُوَيْبَّةٌ مُنَقَّطَةٌ، إِذَا رَأَتِ الْإِنْسَانَ قَامَتْ عَلَى ذَنَبِهَا وَنَشَرَتْ أَجْنِحَتَهَا، يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْجُبْنِ. قَالَ:

يَا أُمَّ عَوْفٍ نَشِّرِي بُردَيْكْ ... إِنَّ الْأَمِيرَ وَاقِفٌ عَلَيْكْ

وَيُقَالُ: هِيَ الْجَرَادَةُ. وَأُمُّ حُمارِسٍ دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاءُ كَثِيرَةُ الْقَوَائِمِ.

وَأُمُّ صَبُّورٍ: الْأَمْرُ الْمُلْتَبِسُ، وَيُقَالُ: هِيَ الْهَضَبَةُ الَّتِي لَيْسَ لَهَا مَنْفَذٌ. وَأُمُّ غَيْلَانَ: شَجَرَةٌ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ. وَأُمُّ اللُّهَيْمِ: الْمَنِيَّةُ. وَأُمُّ حُبَيْنٍ: دَابَّةٌ. وَأُمُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُهُ. وَأُمُّ وَحْشٍ: الْمَفَازَةُ، وَكَذَلِكَ أُمُّ الظِّبَاءِ. قَالَ:

وَهَانَتْ عَلَى أُمِّ الظِّبَاءِ بِحَاجَتِي ... إِذَا أَرْسَلَتْ تُرْبًا عَلَيْهِ سَحُوقُ

وَأُمُّ صَبَّارٍ: الْحَرَّةُ. قَالَ النَّابِغَةُ:

تُدَافِعُ النَّاسَ عَنَّا حِينَ نَرْكَبُهَا ... مِنَ الْمَظَالِمِ تُدْعَى أُمَّ صَبَّارِ

وَأُمُّ عَامِرٍ، وَأُمُّ الطَّرِيقِ: الضَّبُعُ. قَالَ يَعْقُوبُ: أُمُّ أَوْعَالٍ: هَضْبَةٌ بِعَيْنِهَا. قَالَ:

وَأُمُّ أَوْعَالٍ كَهَا أَوْ أَقْرَبَا وَأُمُّ الْكَفِّ: الْيَدُ. قَالَ:

لَيْسَ لَهُ فِي أُمِّ كَفٍّ إِصْبَعُ

وَأُمُّ الْبَيْضِ: النَّعَامَةُ. قَالَ أَبُو دُؤَادٍ:

وَأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمِّ الْ ... بَيْضِ. . .

وَأُمُّ عَامِرٍ: الْمَفَازَةُ. وَأُمُّ كُلَيْبٍ: شُجَيْرَةٌ لَهَا نَوْرٌ أَصْفَرُ. وَأُمُّ عِرْيَطٍ: الْعَقْرَبُ. وَأُمُّ النَّدَامَةِ: الْعَجَلَةُ. وَأُمُّ قَشْعَمٍ، وَأُمُّ خَشَّافٍ، وَأُمُّ الرَّقُوبِ، وَأُمُّ الرَّقِمِ، وَأُمُّ أَرَيْقَ، وَأُمُّ رُبَيْقٍ، وَأُمُّ جُنْدَبٍ، وَأُمُّ الْبَلِيلِ، وَأُمُّ الرُّبَيْسِ، وَأُمُّ حَبَوْكَرَى، وَأُمُّ أَدْرَصٍ، وَأُمُّ نَآدٍ، كُلُّهَا كُنَى الدَّاهِيَةِ. وَأُمُّ فَرْوَةٍ: النَّعْجَةُ. وَأُمُّ سُوَيدٍ وَأُمُّ عِزْمٍ: سَافِلَةُ الْإِنْسَانِ. وَأُمُّ جَابِرٍ: إِيَادٌ. وَأُمُّ شَمْلَةٍ: الشَّمَالُ الْبَارِدَةُ. وَأُمُّ غِرْسٍ: الرَّكِيَّةُ. وَأُمُّ خُرْمَانَ: طَرِيقٌ. وَأُمُّ الْهَشِيمَةِ: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ يَابِسِ الشَّجَرِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ قِدْرًا:

إِذَا أُطْعِمَتْ أُمَّ الْهَشِيمَةِ أَرْزَمَتْ ... كَمَا أَرْزَمَتْ أُمُّ الْحِوَارِ الْمُجَلَّدِ

وَأُمُّ الطَّعَامِ: الْبَطْنُ. قَالَ:

رَبَّيْتُهُ وَهْوَ مِثْلُ الْفَرْخِ أَعْظَمُهُ ... أُمُّ الطَّعَامِ تَرَى فِي جِلْدِهِ زَغَبَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمَّةُ: الدِّينُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22] . وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: لَا أُمَّةَ لَهُ، أَيْ: لَا دِينَ لَهُ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: «يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ» .

وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَى دِينٍ حَقٍّ مُخَالِفٍ لِسَائِرِ الْأَدْيَانِ فَهُوَ أُمَّةٌ. وَكُلُّ قَوْمٍ نُسِبُوا إِلَى شَيْءٍ وَأُضِيفُوا إِلَيْهِ فَهُمْ أُمَّةٌ، وَكُلُّ جِيلٍ مِنَ النَّاسِ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَوْلَا أَنَّ هَذِهِ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، وَلَكِنِ اقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ» . فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213] ، فَقِيلَ: كَانُوا كُفَّارًا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ. وَقِيلَ: بَلْ كَانَ جَمِيعُ مَنْ مَعَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي السَّفِينَةِ مُؤْمِنًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا. وَقِيلَ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120] ، أَيْ: إِمَامًا يُهْتَدَى بِهِ، وَهُوَ سَبَبُ الِاجْتِمَاعِ. وَقَدْ تَكُونُ الْأُمَّةُ جَمَاعَةَ الْعُلَمَاءِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104] ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْأُمَّةُ: الْقَامَةُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ فُلَانًا لَطَوِيلُ الْأُمَّةِ، وَهُمْ طِوَالُ الْأُمَمِ، قَالَ الْأَعْشَى:

وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ ... حِسَانُ الْوُجُوهِ طِوَالُ الْأُمَمْ

قَالَ الْكِسَائِيُّ: أُمَّةُ الرَّجُلِ بَدَنُهُ وَوَجْهُهُ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأُمَّةُ: الطَّاعَةُ وَالرَّجُلُ الْعَالِمُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ أُمَّةِ الْوَجْهِ، يَغْزُونَ السُّنَّةَ. وَلَا أُمَّةَ لِبَنِي فُلَانٍ، أَيْ: لَيْسَ لَهُمْ وَجْهٌ يَقْصِدُونَ إِلَيْهِ لَكِنَّهُمْ يَخْبِطُونَ خَبْطَ عَشْوَاءَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَحْسَنَ أُمَّتَهُ، أَيْ: خَلْقَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأُمِّيُّ فِي اللُّغَةِ: الْمَنْسُوبُ إِلَى مَا عَلَيْهِ جِبِلَّةُ النَّاسِ لَا يَكْتُبُ، فَهُوَ [فِي] أَنَّهُ لَا يَكْتُبُ عَلَى مَا وُلِدَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُ النَّابِغَةِ:

وَهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وَهْوَ طَائِعُ

فَمَنْ رَفَعَهُ أَرَادَ سُنَّةَ مَلِكَةٍ، وَمَنْ جَعَلَهُ مَكْسُورًا جَعَلَهُ دِينًا مِنَ الِائْتِمَامِ، كَقَوْلِكَ: ائْتَمَّ بِفُلَانٍ إِمَّةً. وَالْأُمَّةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] ، أَيْ بَعْدَ حِينٍ. وَالْإِمَامُ: كُلُّ مَنِ اقْتُدِيَ بِهِ وَقُدِّمَ فِي الْأُمُورِ. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ، وَالْخَلِيفَةُ إِمَامُ الرَّعِيَّةِ، وَالْقُرْآنُ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْإِمَّةُ: النِّعْمَةُ. قَالَ الْأَعْشَى: وَأَصَابَ غَزْوُكَ إَمَّةً فَأَزَالَهَا

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْخَيْطِ الَّذِي يُقَوَّمُ عَلَيْهِ الْبِنَاءُ: إِمَامٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَامُ: الْقُدَّامُ، يَقُولُ: صَدْرُكَ أَمَامُكَ، رَفَعَ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ اسْمًا، وَيَقُولُ: أَخُوكَ أَمَامَكَ، نُصِبَ لِأَنَّهُ فِي حَالِ الصِّفَةِ يَعْنِي بِهِ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَمَّا قَوْلُ لَبِيدٍ:

فَغَدَتْ كِلَا الْفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ ... مَوْلَى الْمَخَافَةِ خَلْفُهَا وَأَمَامُهَا

فَإِنَّهُ رَدَّ الْخَلْفَ وَالْأَمَامَ عَلَى الْفَرْجَيْنِ، كَقَوْلِكَ: كِلَا جَانِبَيْكَ مَوْلَى الْمَخَافَةِ يَمِينُكَ وَشِمَالُكَ، أَيْ: صَاحِبُهَا وَوَلِيُّهَا، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: امْضِ يَمَامِي، فِي مَعْنَى: امْضِ أَمَامِي. وَيُقَالُ: يَمَامِي وَيَمَامَتِي. قَالَ:

فَقُلْ جَابَتِي لَبَّيْكَ وَاسْمَعْ يَمَامَتِي

وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: "

أَمَامَهَا لَقِيَتْ أَمَةٌ عَمَلَهَا

" أَيْ: حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ وَجَدَتْ عَمَلًا. وَيَقُولُونَ: " أَمَامَكَ تَرَى أَثَرَكَ "، أَيْ: تَرَى مَا قَدَّمْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ:

رُوَيْدَ تَبَيَّنْ مَا أَمَامَةُ مِنْ هِنْدِ يَقُولُ: تَثَبَّتْ فِي الْأَمْرِ وَلَا تَعْجَلْ يَتَبَيَّنْ لَكَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَمُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ، تَقُولُ: فَعَلْتُ شَيْئًا مَا هُوَ بِأَمَمٍ وَلَا دُونٍ. وَالْأَمَمُ: الشَّيْءُ الْقَرِيبُ الْمُتَنَاوَلُ. قَالَ:

كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُهَا ... لَا أَمَمٌ دَارُهَا وَلَا صَقَبُ

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَمَمٌ، أَيْ: [صَغِيرٌ، وَ] عَظِيمٌ، مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقَالَ ابْنُ قَمِيئَةَ فِي الصَّغِيرِ:

يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى الشَّبَابِ وَلَمْ ... أَفْقِدْ بِهِ إِذْ فَقَدْتُهُ أَمَمَا

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَمُ: الْقَصْدُ. قَالَ يُونُسُ: هَذَا أَمْرٌ مَأْمُومٌ: يَأْخُذُ بِهِ النَّاسُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: رَجُلٌ مِئَمٌّ، أَيْ: يَؤُمُّ الْبِلَادَ بِغَيْرِ دَلِيلٍ. قَالَ:

احْذَرْنَ جَوَّابَ الْفَلَا مِئَمَّا

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] ، جَمْعُ " آمٍّ " يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللَّهِ، أَيْ: يَقْصِدُونَهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: التَّيَمُّمُ يَجْرِي مَجْرَى التَّوَخِّي، يُقَالُ لَهُ: تَيَمَّمْ أَمْرًا حَسَنًا وَتَيَمَّمُوا أَطْيَبَ مَا عِنْدَكُمْ تَصَدَّقُوا بِهِ. وَالتَّيَمُّمُ بِالصَّعِيدِ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى، أَيْ: تَوَخَّوْا أَطْيَبَهُ وَأَنْظَفَهُ وَتَعَمَّدُوهُ. فَصَارَ التَّيَمُّمُ فِي أَفْوَاهِ الْعَامَّةِ فِعْلًا لِلتَّمَسُّحِ بِالصَّعِيدِ، حَتَّى يَقُولُوا قَدْ تَيَمَّمَ فُلَانٌ بِالتُّرَابِ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ، أَيْ: تَعَمَّدُوا. قَالَ: تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصِيبَ صَمِيمُهَا ... فَعَمْدًا عَلَى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مَالِكَا

وَتَقُولُ: يَمَّمْتُ فُلَانًا بِسَهْمِي وَرُمْحِي، أَيْ: تَوَخَّيْتُهُ دُونَ مَنْ سِوَاهُ، قَالَ:

يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ... هَذِهِ الْمُرُوَّةُ لَا لِعْبُ الزَّحَالِيقِ

وَمَنْ قَالَ فِي هَذَا الْمَعْنَى: أَمَّمْتُهُ، فَقَدْ أَخْطَأَ لِأَنَّهُ قَالَ " شَزْرلَا يَكُونُ الشَّزْرُ إِلَّا مِنْ نَاحِيَةٍ، وَهُوَ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ أَمَامَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْأُمَامَةُ الثَّمَانُونَ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ:

فَمَنَّ وَأَعْطَانِي الْجَزِيلَ وَزَادَنِي ... أُمَامَةَ يَحْدُوهَا إِلَيَّ حُدَاتُهَا

وَالْأُمُّ: الرَّئِيسُ، يُقَالُ: هُوَ أُمُّهُمْ. قَالَ الشَّنْفَرَى:

وَأُمُّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ ... إِذَا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وَأَقَلَّتِ

أَرَادَ بِأُمِّ الْعِيَالِ رَئِيسَهُمُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ بِأَمْرِهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ تَأَبَّطَ شَرًّا.

(أَنَّ) وَأَمَّا الْهَمْزَةُ وَالنُّونُ مُضَاعَفَةٌ فَأَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَوْتٌ بِتَوَجُّعٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: تَقُولُ: أَنَّ الرَّجُلُ يَئِنُّ أَنِينًا وَأَنَّةً وَأَنًّا، وَذَلِكَ صَوْتُهُ بِتَوَجُّعٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَشْكُو الْخِشَاشَ وَمَجْرَى النِّسْعَتَيْنِ كَمَا ... أَنَّ الْمَرِيضُ إِلَى عُوَّادِهِ الْوَصِبُ

وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَنَّانٌ، أَيْ: كَثِيرُ الْأَنِينِ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ: الْقَوْسُ تَئِنُّ أَنِينًا: إِذَا لَانَ صَوْتُهَا وَامْتَدَّ، قَالَ الشَّاعِرُ:

تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ الْمَخْطُومَا ... أَنِينَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيمَا

قَالَ يَعْقُوبُ: الْأَنَّانَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَمُوتُ عَنْهَا زَوْجُهَا وَتَتَزَوَّجُ ثَانِيًا، فَكُلَّمَا رَأَتْهُ رَنَّتْ وَقَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ فُلَانًا.

وَأَمَّا (الْهَمْزَةُ وَالْهَاءُ) فَلَيْسَ بِأَصْلٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّ حِكَايَاتِ الْأَصْوَاتِ لَيْسَتْ أُصُولًا يُقَاسُ عَلَيْهَا، لَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ: أَهَّ أَهَّةً وَآهَةً. قَالَ مُثَقِّبٌ:

: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحُلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

لوب

(لوب) الشَّيْء خلطه بالملاب أَو لطخه بِهِ
[لوب] نه: فيه: إنه حرم ما بين "لابتي" المدينة، اللابة: الحرة وهي أرض ذات حجارة سود قد ألبستها لكثرتها. وجمعها لابات، وإذا كثرت فهي اللاب واللوب، وألفها عن واو والمدينة ما بين حرتين عظيمتين، وفي صفة الصديق به بعيدًا ما بين اللابين، أي واسع الصدر واسع العطن، فاستعير له اللابة كرحب الفناء وواسع الجناب.
ل و ب : اللَّابَةُ الْحَرَّةُ وَهِيَ الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ لاب مِثْلُ سَاعَةٍ وَسَاعٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ «حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا» لِأَنَّ الْمَدِينَةَ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ وَاللُّوبَةُ بِضَمِّ اللَّامِ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ لوب.

وَاللُّوبِيَا نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. 
ل و ب

الإبل تلوب حول الماء: تحوم عطشاً. وتطيّب بالملاب وهو ضرب من الطيب، وطيب ملوب: جعل فيه الملاب. أنشد سيبويه للمتنخل:

أبيت على معاري واضحات ... بهن ملوّب كدم العباط

جمع عبيط.

ومن المجاز: رأيت لابةً. جماعة من الإبل شبّه سوادها باللابة الحرّة، وما بين لابتيها مثل فلان: أصله في المدينة وهي بين لابتين ثمّ جرى على أفواه الناس في كلّ بلدة.
ل و ب: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (اللُّوبَةُ) وَالنُّوبَةُ بِوَزْنِ الْكُوفَةِ فِيهِمَا الْحَرَّةُ الْمُلْبَسَةُ حِجَارَةً سَوْدَاءَ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأَسْوَدِ: (لُوبِيٌّ) وَنُوبِيٌّ. وَ (لَابَتَا) الْمَدِينَةِ بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ حَرَّتَانِ تَكْتَنِفَانِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ» . 
(ل و ب) : قَوْلُهُ «مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَفْقَرُ مِنِّي» اللَّابَةُ وَ (اللُّوبَةُ) : الْحَرَّةُ وَهِيَ الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَمِنْهُ أَسْوَدُ (لُوبِيٌّ) و (نُوبِيٌّ) وَالْمَعْنَى: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَدِينَةَ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ ثُمَّ جَرَى عَلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ فَيَقُولُونَ: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مِثْلُ فُلَانٍ مِنْ غَيْرِ إظْهَارِ صَاحِبِ الضَّمِيرِ (اللُّوبْيَاءُ) بِالْمَدِّ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ وَهُوَ نَوْعَانِ أَبْيَضُ وَأَسْوَدُ.

لوب


لَابَ (و)(n. ac. لَوْب
لُوْب
لُوَاْب
لُوُوْب
لَوَبَاْن)
a. Thirsted.
b. Wandered round the water.

لَوَّبَa. Anointed.

أَلْوَبَa. Had thirsty cattle.

لَابa. The Lybians.

لَابَة [] ( pl.
reg. &
لَاب [ ])
a. see 3t (a) (b).
c. Herd of black camels.

لَابِيّ []
a. Lybian.

لُوْب (pl.
لَوُوْب)
a. Camels.
b. A piece of meat.
c. Bees.

لُوْبَة []
a. Stony tract, rocky ground.
b. Lybia.

مَلَاب [] P.
a. Ointment, unguent; saffron.

مَلَابَة []
a. Bundle or shive of saffron.

لَائِب [] (pl.
لُوْبلُؤُوْب [ 27 ] )
a. Thirsty, athirst.

لَائِبَة [] (pl.
لَوَائِب [] )
a. fem. of
لَاْوِبb. see 3 (a)
لُوَابa. Slaver, drivel.

مُلَوَّب [ N. P.
a. II], Mixed with perfume.
b. Twisted.

لُوْبِيَآء لُوْبِيَا لُوْبَآء
P.
a. Haricot, kidney-bean; peas.
لوب: اللُّوَابُ: العَطَشُ، لابَ يَلُوْبُ وهو لائِبٌ، وقَوْمٌ لُوْبٌ ولَوَائِبُ، وكذلك الإِبِلُ. ولابَتِ الدّابَّةُ: حَرَّكَتْ لِسَانَها من العَطَشِ.
والمُلِيْبُ: الذي تَلُوْبُ إبِلُه أي تَدُوْرُ حَوْلَ الماءِ. واللُّوْبَانُ: شِدَّةٌ الحَوَمَانِ على الماءِ؛ وشِدَّةُ الحَرِّ، وكذلك اللُّوَابُ.
واللُّوْبُ: البَضْعَةُ التي تَلُوْبُ وتَدُوْرُ في القِدْرِ.
واللاّبَةُ: الشِّقْشِقَةُ.
واللاّبُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والحِرَارُ، والواحِدَةُ لابَةٌ، والجَمْعُ لاَبَاتٌ ولُوْبٌ. والإِبِلُ إذا اجْتَمَعَتْ فكَانَتْ سُوْداً: لابَةٌذ.
ولَوَّبْتُ الشَّيْءَ تَلْوِيْباً: أي خَلَطْتُه؛ كالطِّيْبِ وأشْبَاهِه. والمُلَوَّبُ: الخَلُوْقُ المُطَيَّبُ، ومنه المَلاَبُ.
والحَدِيْدُ المُلَوَّبُ: المَلْوِيُّ.
واللُّوْبِيَاءُ: يُقال لها اللُّوبَاةُ.
واللُّوَابُ: اللُّعَابُ.
[لوب] اللُوبَةُ واللابَةُ: الحرَّةُ، والجمع اللوبُ واللابُ واللاباتُ، وهي الحِرارُ. وفى الحديث أنه " حرم ما بين لابتى المدينة "، وهما حرتان تكتنفانها. قال أبو عبيدة: لوبَةٌ ونوبةٌ للحرَّةِ، وهي الأرض التي ألبستها حجارةٌ سودٌ. ومنه قيل للأسود لوبِيٌّ ونوبِيٌّ. قال بشر يذكر كتيبة : مُعالِيَةٌ لا هَمَّ إلا مُحَجِّر * فحرَّةُ لَيْلى السَهْلُ منها فلوبها ولابَ يَلوبُ لَوْباً ولَوَباناً ولَواباً، أي عطشَ، فهو لائِبٌ والجمع لؤوب، مثل شاهد وشهود. قال الشاعر :

حتى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ * قال الأصمعيّ: إذا طافت الإبلُ على الحوض ولم تقدر على الماء لكثرة الزحام فذلك اللَوْب. يقال: تركتها لوائِبَ على الحوض. والمَلابُ: ضربٌ من الطِيبِ كالخَلوقِ. قال جرير:

بصِنِّ الوَبْرِ تحسبُهُ ملابا * وشئ ملوب، أي ملطخ به. وأمَّا المِرْود ونحوِه فهو الملولب، على مفوعل. 
لوب عير وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه حرم مَا بَين لابَتَي الْمَدِينَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: اللابة الحَرّة وَهِي الأَرْض الَّتِي قد ألبَسَتْها حِجَارَة سُود وَجمع اللابة لابات مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر فَإِذا كثَّرت فَهِيَ اللاب واللوب لُغَتَانِ قَالَ بشر بْن أَبِي خازم يذكر كَتِيبَة:

[الطَّوِيل]

مُعالِيةً لاهَمَّ إِلَّا مُحَجَّر ... وحَرَّة ليلى السهل مِنْهَا فَلُوبَها يُرِيد جمع لابة وَمثل هَذَا فِي الْكَلَام قَلِيل وَمِنْه: قارة وقُور وساحة وسُوح. وَفِي حَدِيث آخر أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم حرم مَا بَين عَير إِلَيّ ثَوْر. وهما اسْما جبلين بِالْمَدِينَةِ وَقد كَانَ بعض الروَاة يحمل معنى بَيت الْحَارِث بْن حِلّزة فِي قَوْله: [الْخَفِيف]

زَعَمُوا أَن كل من ضرب العَي ... ْر مَوال لنا وَإِنَّا الوَلاءُ

على هَذَا العير يذهب إِلَى كل من ضرب إِلَيْهِ وبلغه وَبَعض الروَاة يحملهُ على [أَن -] العير الْحمار
[ل وب] اللَّوْبُ وَاللُّوْبُ واللُّؤُوبُ واللُّوَابُ العَطَشُ وَقيلَ هُوَ اسْتِدَارَةُ الحَائِمِ حَوْلَ المَاءِ وهُو عَطْشَانُ لا يَصِلُ إِلَيهِ وَقَدْ لابَ لُوَابًا وَلَوَبَانًا وَإِبِلٌ لُوْبٌ ونَخْلٌ لَوَائِبُ وَلُوْبٌ عِطَاشٌ بَعِيْدَةٌ مِن المَاءِ اللُّوْبَةُ القَوْمُ يَكُونُونَ مَعَ القَوْمِ فَلا يُسْتَشَارُونَ فِي خَيْرٍ ولا شَرٍّ واللابَةُ واللُّوبَةُ الحَرَّةُ والجَمْع لابٌ وَلُوْبٌ فَأَمَّا سِيْبَوَيه فَجَعَلَ اللُّوْبَ جَمْعَ لابَةٍ كَقَارَةٍ وقُورٍ وقالوا أَسْوَدُ لُوبِيٌّ وَنُوبِيٌّ مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ والنُّوبَةِ وَهُمَا الحَرَّةُ واللاَّبَةُ الإِبلُ المُجْتَمِعَةُ السُّودُ واللُّوْبُ النَّخْلُ كالنُّوْبِ عَنْ كُرَاع وَفي الحَدِيثِ لَمْ تَتَفَيَّأَهُ لُوبٌ وَلاَ مَجَّتْهُ نُوبٌ واللُّوبَاءُ مَمْدودٌ نَبْتٌ قيل هُوَ اللُّوبِيَاءُ والمَلاَبُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ فَارِسيٌّ وَلَوَّبَ الشَّيءَ خَلَطَه بالمَلابِ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ

(أَبِيْتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحَاتٍ ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ)

والمَلابُ الزَّعْفَرَانُ عن بَعْضِهم والحَدِيدُ المُلَوَّبُ المَلْوِيُّ يُوصَفُ بِهِ الدِّرْعُ
لوب:
لابة: وتبدو كما لو إنها الفرنسية lave hg التي تعني حمأة. (طفح) هي الحَرَّة أي الأرض المغطاة بطفح الحمم التي يقذفها البركان؛ (انظر أبو الوليد 339:1) في بلاد اللاب أي في المعاطش والبلاد الحارة الجافة واللاب جمع لابة وهي الحرَّة اعني الأرض التي أحرقتها الشمس وجففتها بدوامها عليها. وذلك مثل المدينة المنورة التي هي بين حرَّتين أو كقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما بين لابيتيها لكي يشير إلى طبيعة أرض هذه المدينة، إلاّ أن لكي يشير إلى طبيعة أرض هذه المدينة، إلاّ أن هذا القول شمل، بعدئذ، المدن الأخرى وشمل صقعها كله وصف أحد علماء الدين الكوفيين بقول بعضهم عنه: ما لبين لابتيها أفقه منه أي ليس هناك من هو أفقه منه في منطقة الكوفة (معجم البلاذري، ابن الخطيب- في ملر 1863؛ 9:2، 1): ما بين لابتي المشرق والمغرب.
لَوَبة: تصحيف لَبوة: أنثى الأسد (هلو: لُوبّة).
لُوِبة: قفل (دومب 94، هلو).
لَوبان ولُوبان= لُبان (فوك) (الكالا- encienso) ( المقري23:3).
لوبانة مغربية: هي الفربيون وبالبربرية تدعى التاكوت ويعرف بالديار المصرية (ابن البيطار 284:2) باللوبانة المغربية. لوباني: هو ما كان من لون البخور أي الأبيض الضارب إلى الصفرة (ابن الخطيب في الفصل الذي كتبه عن علي بن سعيد) (مخطوطة باريس وبرلين) في قصيدة عن فرس لوباني (وانظر المقري 637:1 الذي وضع كلمة أصفر موضع لوباني).
لوبياء هندي: (انظر راولف 193).

لوب

1 لَابَ, aor. ـُ inf. n. لَوْبٌ and لُوبٌ and لُؤُوبٌ and لُوَابٌ (S, K) and لُؤَابٌ (K) and لَوَبَانٌ (K, accord. to the TA) or لُوبَانٌ (S, CK) He thirsted; was thirsty; (S, K;) or he, thirsting, went round about the water, not reaching it: (K:) or he went round about the water, by reason of thirst. (ISk.) b2: لَوْبٌ signifies The camels' going round about the tank, or cistern, and not being able to get at the water, on account of the crowding, or pressing. (As, K.) 2 لوّبهُ He mixed it with the perfume called مَلَاب: or he smeared it therewith. (K.) 4 الاب His camels were thirsty: (K:) his camels went round about the water, by reason of thirst. (TA.) لُوبٌ and ↓ لَوَائِبُ Camels, or palm-trees, thirsty; far from water. (K.) You say, تَرَكْتُهَا عَلَى الحَوْضِ ↓ لَوَائِبَ I left them (the camels) going round about the tank, or cistern, unable to get at the water, on account of the crowding, or pressing. (As, S.) [لوائب is pl. of لَائِبَةٌ.]

b2: لُوبٌ A piece of meat that turns round in the cooking-pot. (K.) A2: لُوبٌ Bees: (K:) accord. to some, originally نُوبٌ. (MF.) In some copies of the K, نخل is erroneously put for نحل. (TA.) لَابَةٌ (tropical:) A number of black camels collected together: (K:) likened to the tract so called, covered with black stones. (TA.) [See مَفْتُونَةٌ.]

b2: See لُوبَةٌ.

لُوبَةٌ and ↓ لَابَةٌ A stony tract, of which the stones are black and worn: syn. حَرَّةٌ: (S, K:) لُوبَةٌ and نُوبَةٌ signify a tract of land covered, or strewed, with black stones; and hence a negro is called لُوبِىٌّ and نُوبِىٌّ, [and negroes collectively are called لُوبَةٌ and نُوبَةٌ: the former, however, are evidently the Lybians, the latter, the Nubians:] (A 'Obeyd, S or, as in the TA, A 'Obeydeh:) or a لوبة is a very black, rugged, lengthened tract of ground, only at, or by, [so فِى

seems here to signify] the projecting part of a mountain, or the lower and thinner, or finer, part of a sand-hill, or the foot (عرض) of a mountain: (Az:) or it may be a difficult ascent, or acclivity, up a mountain, rising to the greatest height: (ISh:) pl. of لوبة and لُوبٌ لابة and لَابٌ (S, K) and لَابَاتٌ: (S:) or لُوبٌ is pl. of لابة: [not, as implied above, of لوبة:] (Sb:) for a number from three to ten, the pl. used is لابات; and more than then are termed لاب and لوب: (TA:) [or these last two words are coll. gen. ns., of which لابة and لوبة are the ns. un.] b2: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مِثْلُ فُلَانٍ [Between its two tracts of black stones, there is not the like of such a one: i. e., within its (the city's) limits, there is not, &c.]: only said with reference to El-Medeeneh and El-Koofeh: (RA:) or said originally with reference to El-Medeeneh, and fig. with reference to any other city. (A.) b3: بَعِيدُ مَا بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ, said by 'Áïsheh, describing her father, (tropical:) Freehearted; of ample endowments, app. as to wealth, or possessions, and as to mind, or disposition: syn. وَاسِعُ الصَّدْرِ وَاسِعُ العَطَنِ. (TA.) b4: لُوبَةٌ A people that is with another people, but of which advice or counsel is not asked [by the latter] with respect to anything, (K,) whether good or evil. (TA.) أَسْوَدُ لُوبِىٌّ (and نُوبِىٌّ, TA,) [Very black]: derived from لُوبَةٌ, as signifying “ a tract covered, or strewed, with black stones ”: (K:) or from اللُّوبُ as a syn. of النُّوبُ, meaning [“ the Nubians,” but see above] “ a certain race, or nation, of the negroes. ” (RA.) b2: لُوبىٌّ: see لُوبَةٌ.

لُوَابٌ i. q. لُعَابٌ; Slaver, or drivel: (K:) a chaste word, not formed by mispronunciation. (TA.) لُوبِيَآءُ (K) and لُوبِيَا and لُوبِيَاجٌ (TA) and لُوبَآءُ (K) [The dolichos lubia of Forskål; a species of kidney-bean]. Accord. to El-Khafájee and ElJawáleekee, not an Arabic word. (TA.) [In Persian, لُوبِيَا and لُوبِيَهْ and لُوبَا: in Greek, λόβος.]

لَائِبٌ Thirsting: [but see the verb:] pl. لُؤُوبٌ: like as شُهُودٌ is pl. of شَاهِدٌ. (S.) b2: لَائِبَةٌ: see لُوبٌ.

مَلَابٌ a Persian word, (TA,) A kind of perfume, (S, K,) like خَلُوق (S): or saffron. (IAar, K.) b2: مَلَابَةٌ A fascicle, or small bundle, of filaments of saffron; a shive of saffron. (IAar).

مُلِيبٌ A man whose camels are thirsty; or whose camels are going round about the water, by reason of thirst. (TA.) مُلَوَّبٌ A thing mixed with the perfume called مَلَاب: (TA:) a thing smeared therewith. (S.) b2: مُلَوَّبْ Twisted iron. (K.) Applied as an epithet to a coat of mail. (TA.)

لوب: اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّـؤُوبُ واللُّوَابُ: العَطَش، وقيل: هو

استدارةُ الـحَائِم حَوْلَ الماءِ، وهو عَطشان، لا يَصِل إِليه. وقد لاب يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فهو لائِبٌ؛

والجمع، لُـؤُوب، مثل: شاهدٍ وشُهُود؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِـيّ:

حتى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، * ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ

والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ من أَكْلِ الـحِبَّة، وهي بُزُور

الصَّحْراء؛ قال الأَصمعي: إِذا طافت الإِبل على الحوض، ولم تقدر على الماءِ، لكثرة الزحام، فذلك اللَّوْبُ. يُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ على الحوض، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ: عِطاشٌ، بعيدة من الماءِ. ابن السكيت: لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حول الماء من العطش؛ وأَنشد:

بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلاً لِـمُحَـَّلإٍ * عَطشَانَ، دَاغَشَ ثم عادَ يَلُوبُ

وأَلابَ الرجلُ، فهو مُلِـيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ من العطش.

ابن الأَعرابي: يُقال ما وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعام يَلُوكُها؛ قال: واللَّيابُ أَقل من مِلْءِ الفم.

واللُّوبةُ: القومُ يكونون مع القوم، فلا يُسْتَشارون في خير ولا شر.

واللاَّبةُ واللُّوبةُ: الـحَرَّة، والجمع لابٌ ولُوبٌ ولاباتٌ، وهي

الـحِرَارُ. فأَما سيبويه فجعل اللُّوبَ جمع لابةٍ كقَارة وقُور. وقالوا: أَسْوَدُ لُوبيٌّ ونُوبيٌّ، منسوب إِلى اللُّوبة والنُّوبةِ،

<ص:746>

وهما الـحَرَّةُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، حَرَّمَ ما بين لابَتَي المدينة؛ وهما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قال ابن الأَثير: المدينة ما بين حَرَّتَيْن عظيمتين؛ قال الأَصمعي: هي الأَرضُ التي قد أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، وجمعها لاباتٌ، ما بين الثلاثِ إِلى العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فهي اللاَّبُ واللُّوبُ؛ قال بشْر يذكر كتيبة (1)

(1 قوله «يذكر كتيبة» كذا قال الجوهري أيضاً قال: في التكملة غلط ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة أنها معالية أي تقصد العالية وارتفع قوله معالية على انه خبر مبتدإ

محذوف ويجوز انتصابه على الحال.) :

مُعالِـيةٌ لا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ، * وحَرَّةُ ليلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

يُريدُ جمع لُوبة؛ قال: ومثله قارةٌ وقُورٌ، وساحةٌ وسُوحٌ.

ابن شميل: اللُّوبة تكون عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ ما يكون، وربما كانتْ

دَعْوَةً. قال: واللُّوبةُ ما اشْتَدَّ سوادُه وغَلُظَ وانْقادَ على وجه

الأَرض، وليس بالطَّويل في السماءِ، وهو ظاهر على ما حَوْله؛

والـحَرَّةُ أَعظمُ من اللُّوبة، ولا تكون اللُّوبةُ إِلا حجارةً سُوداً، وليس في الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حجارة الصَّمَّانِ حُمْرٌ، ولا تكون اللُّوبة إِلا في أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل.

وفي حديث عائشة، ووصَفَتْ أَباها، رضي اللّه عنهما: بَعِـيدُ ما بين اللاَّبَتَيْنِ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ

له اللاَّبةَ، كما يقال: رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ.

واللاَّبةُ: الإِبل الـمُجْتمعةُ السُّودُ.

واللُّوبُ: النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عن كُراع. وفي الحديث: لم تَتَقَيَّـأْه لُوبٌ، ولا مَجَّتْه نُوبٌ. واللُّوباءُ، ممدود، قيل: هو اللُّوبِـياءُ؛ يقال: هو اللُّوبِـياءُ، واللُّوبِـيا، واللُّوبِـياجُ، وهو مُذَكَّرٌ، يُمَدُّ ويُقْصَر.

والـمَلابُ: ضَرْبٌ من الطِّيبِ، فارسي؛ زاد الجوهري: كالخَلُوقِ. غيره: الـمَلابُ نوعٌ من العِطْرِ.

ابن الأَعرابي: يقال للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والـمَلابُ،

والعَبِـيرُ، والـمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قال: والـمَلَبَةُ الطاقَةُ من

شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قال جرير يَهْجُو نساءَ بني نُمَيْر:

ولو وَطِئَتْ نِساءُ بني نُمَيْرٍ * على تِـبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا

تَطلَّى، وهي سَيِّئَةُ الـمُعَرَّى، * بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا

وشيءٌ مُلَوَّبٌ أَي مُلَطَّخٌ به. ولَوَّبَ الشَّيءَ: خَلَطَه بالـملابِ؛ قال المتنخل الـهُذَليُّ:

أَبِـيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ، * بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِـباطِ

والحديد الـمُلَوَّبُ: الـمَلْويُّ، توصف به الدِّرْع. الجوهري في هذه

الترجمة: وأَما الـمِرْوَدُ ونحوُه، فهو الـمُلَوْلَبُ، على مفوعل.

باب اللام والباء و (وا يء) معهما ل وب، ول ب، ب ول، وب ل، ب ل و، ب ل ي، ي ل ب، ل ب ي مستعملات

لوب: اللُّوبُ واللُّوابُ: العَطَش، وقد لابَ يَلُوبُ، والواحد: لائب، والجميع لوبٌ ولوائب. يقال: إبل لوب، ونخل لوائب، قال:

حتى إذا ما حان من لُوابها

وقال:

وحالَفَها في بَيْتِ لُوبٍ عوامل

ويُروى: في بيت نوب أي: عظام سود طوال. واللاّبة: الحَرَّة السّوداء، والعدد: لابات، والجميع: لابٌ ولوب. والإبلُ إذا اجتمعت فكانت سوداء سميت: لابة،

وفي الحديث: ما بين لابَتَيْها أهل بيت أفقر منّا.

وإنّما جرى هذا أوّل مرةٍ بالمدينة وهي بين حرّتين. فلّما تمكّن هذا الكلام جرى على أفواه النّاس في كلّ بلدة، فصار كأنّه بين حدّين.

ولب: الوالِبةُ: الزَّرْعةُ تَنْبُت من عُروق الزَّرْعة الأُولَى. تَخْرُجُ الوُسْطَى، وهي الأمّ، وتخرجُ الأَوالب بعد ذلك فتتلاحق.

بول: البَوْلُ: معروفٌ، وقد بال يَبولُ. والبال: بالُ النَّفْس، وهو الاكتراث، ومنه اشتقّ: بالَيْتُ، والمصدر: المبالاة. وفي مواعظ الحَسَن: لا يبالهم بالة، ولم أبالِ ولم أُبَلْ على القصر. والبال أيضاً: رخاءُ العَيش، تقول: إنّه لناعم البال ورخيّ البال.

وبل: الوابلُ: المَطَر الغليظُ القَطْر. وسحابٌ وابلٌ، والوبل: المَطَرُ نفسُه، كما تقول: وُدْقٌ ووادِقٌ. والوبيلُ من المراعي: الوخيم، لا يُستَمْرَأُ. [تقول] : استوبل القَوْمُ هذه الأرض، قال:

لقد عشّيتها كَلأً وبيلأ

وقوله عزّ وجلّ: أَخْذاً وَبِيلًا

، أي: شديداً في العقوبة. وفي الحديث: أيّما مالٍ أدّيتَ زكاتَه فقد ذَهَبَتْ أبَلَتُه

أي: وَبَلته، فجعل الهمزةَ بدلَ الواو، وهي الوَخامة. والوبالُ اشتقاقُه من الشّدّة وسوء العاقبة، وكذلك الموبّل بمعناه. والوابلة: طَرَفُ الفَخِذ في الوَرِك، وطَرَفُ العَضُد في الكَتِف، ويجمع: أَوابل. والوبيل: خشبة القصّار التي يَدُقُّ عليها الثّياب، قال:

فمرت كهاة ذات خيف جلالة ... عقيلة شيخ كالوبيل يلندد

بلو: بلي: بَلِيَ الشَّيْء [يَبْلَى] بِلىً فهو بالٍ والبَلاءُ لغةٌ في البِلَى، قال:

والمرء يُبليه بلاءُ السّربالْ

والبليّة: الدّابّة التي كانت تُشدُّ في الجاهليّة على قبر صاحبها، رأسها في الوليّة حتّى تموت، قال :

كالبَلايا رءوسها في الوَلايا ... ما نحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخدود

بليّ: حيّ، والنِّسبة إليه: بَلَوِيّ. وناقة بِلْوُ سَفَرٍ من مثل نِضْو، وقد أبلاها السَّفر، قال :

منازلُ ما تَرَى الأنصاب فيها ... ولا حفر المبلي للمنون يعني: النّاقة البِلْو، تقول: بَلَّيْتُها. وتقول: النّاس بذي بِلِّيِّ وذي بَليٍّ، أي: متفرّقون. وأَمّا (بَلَى) فجواب استفهامٍ [فيه حرف نفي] ، كقولك: أَلَمْ تَفْعَلْ كذا، فتقول: بَلَى. وبُلِيَ الإنسانُ وابْتُلي [إذا امْتُحِنَ] ، قال:

بُلِيتُ، وفُقْدانُ الحبيب بَلِيّةٌ ... وكَمْ من كريمٍ يُبْتَلَى ثُمّ يَصْبِرُ

والبَلاءُ، في الخَيْر والشَّرِّ. واللَّه يُبْلي العَبْدَ بلاءً حَسَناً وبَلاءً سَيِّئاً. وأَبْلَيْت فُلاناً عُذْراً، أي: بَيَّنْتُ فيما بيني وبينه ما لا لَوْمَ عليّ بعده. والبَلْوَى: هي البَليّة، والبَلْوَى: التَّجْرِبة، بَلَوْتُه أَبْلُوه بَلْواً.

يلب: اليَلَبُ والأَلَبُ، لغتان: البَيْضُ من جُلودِ الإبِل، والجميعُ: اليَلَب أَيْضاً، وهي أن تؤخذ البَيْضة، فيُجْعَلُ عليها جلودٌ حتّى تغشّى كلّها كهيئة ما تُعْمَلُ الدِّباب، ثم يُتْرَكُ على البَيْضة حتّى يَيْبَس. ثم يُقْلَعُ عنها ويجعل على الرءوس بمنزلة البيضة، قال:

علينا البيض واليَلَبُ اليَمانى ... وأسيافٌ يقمن وينحنينا واليَلَبُ في قَوْل بَعْضهم: الفُولاذُ من الحديد. قال يصفُ البكرةَ التي يُسْتَقَى عليها:

ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ

لبي : التَّلْبية: الإجابة، تقول: لَبَّيْكَ، معناه: قرباً منك وطاعة، لأنّ الإلباب القرب، أدخلوا الياء كيلا يتغيّر المعنَى، لأنه لو قال: لبيتك صار من اللَّبَب، واشتبه. يقولون من التَّلْبية: لَبَّيْتُ بالمكان، ولبّيت معناه: أقمت به، وأَلْبَبْتُ أيضاً، ثمّ قلبوا الباء الثّانية إلى الياء استثقالا [للباءات] ، كما قالوا: تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، وأَصْلُه: تَظَنَّنْتُ.

لبأ : اللِّبَأ، مهموز مقصور: أوّل حَلْب عند وضع المُلَبِّىء. وتقول: لَبَأَتِ الشّاةُ ولدها: أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، وهي تَلْبَؤه. وقد الْتَبَأَها وَلَدُها، أي: رَضَعَ لِبَأَها. ولَبَأْتُ القومَ: سَقَيتهم لِبَأً، والْتَبأْتُ أنا، أي: شَرِبتُ لِبَأً. واللَّبْأَةُ: لغة في اللَّبْوة، وهي الأُنْثَى من الأسود.

ألب: الأَلْبُ: الصَّغْوُ. يُقال: أَلْبُهُ مَعَهُ. وصار النّاسُ علينا أَلْباً واحداً في العداوة والشّرّ. وقد تألّبوا عليه تألُّباً، إذا تضافروا عليه. والأَلْبُ: الطَّرْد، قال:

يَأْلُبُها حمران أَيَّ أَلْبِ

أي: يَطْرُدُها طَرْداً شديداً.

بال: البئيلُ: الصَّغيرُ النَّحيفُ الضّعيفُ، مثل: الضَّئيل. وقد بَؤُل يَبْؤُل بآلةً. والبألة: القارورة بلغة بلحارث، وهي بالنّبطية بالتّاء.

إبل: الإبِلُ المُؤَبَّلّةُ: الّتي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً، نعت في الإبل خاصّة. والإبَّوْل: طولُ الإقامة في المَرْعَى والمَوْضع. ورَجُلٌ آبل: ذو إِبل. وحِمارٌ آبل: مقيم في مكانه لا يبرح. وأَبَلَتِ الإبل تأبُل أبلاً، أي: اجتزآت بالرّطب عن الماء. وتأبّل الرَّجُلُ عن امرأته تأبُّلا، أي: اجتزأ عنها، كما يجتزىء الوحش عن الماء، قال لبيد:

وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جَوْنٍ قد أَبَلْ

أي: اجتزأ عن الماء [بالرّطب] . والأَبِيلُ: من رُءُوس النَّصارَى، وهو الأَيْبُليّ. وقولُه [جلّ وعزّ] : وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ

أي: يتبعُ بَعْضُها بَعْضاً إبِّيلاً إبِّيلاً، أي: قطيعا خلف قطيع، وخَيْلٌ أبابيل كذلك. والأَبْلُ: الرّطْبُ، وقال بعضُهم: اليَبِيسُ. والأَبَلُّ: الشّديدُ الخُصُومة، قال:

مارس القوم إذا لاقيتهم ... بأريبٍ أو بخلاّفٍ أَبَلّ

وأَبَلّ عليهم، وأبرّ أيضاً، أي: غلبهم خبثاً. وقيل: الإبّالةُ: الحزْمةُ من الحَطَب.
لوب
: ( {اللَّوْبُ) بِالْفَتْح، (} واللُّوبُ) بالضَّم، (واللُّؤُوبُ) كقُعُودٍ، ( {واللُّوَابُ) كغُرَابٍ: (العَطَشُ، أَو) هُوَ (اسْتِدارَةُ الحائِمِ حَوْلَ الماءِ، وهُوَ عَطْشَانُ، لَا يصِلُ إِليه) .
(وَقد} لابَ) ، {يَلُوب،} لَوْباً، {ولُوباً، و (} لُوَاباً، {ولَوَباناً) مُحَرَّكةً. وَفِي نُسْخَة الصَّحاح:} لُوبَاناً، ضَبطه كعُثمان، أَي: عَطِش، فَهُوَ {لائِبٌ، وَالْجمع} لُؤُوبٌ، كشاهِدٍ وشُهُودٍ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:
حَتَّى إِذا مَا اشْتَدَّ {لُوبانُ النَّجَرْ
ولاحَ لِلْعَينِ سُهَيْلٌ بسحَرْ
والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبِلَ من أَكلِ بُزُورِ الصَّحْرَاءِ، وَعَن ابْنِ السِّكِّيت: لابَ، يَلُوبُ: إِذا حامَ حَوْلَ المَاء من العَطَش، وأَنشد:
بِأَلَذَّ مِنْكِ مُقَبَّلاً لِمحلإٍ
عَطشَانَ دَاغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوبُ
(} واللُّوبَةُ، بالضَّم: القَوْمُ يكونونَ مَعَ القَوْمِ وَلَا يُسْتَشَارُونَ فِي شَيْءٍ) من خَيْرٍ وَلَا شَرَ.
(و) {اللُّوبَةُ: (الحَرَّةُ، كاللاّبَةِ. ج:} لُوبٌ، {ولابٌ) ،} ولاباتٌ، وَهِي الحِرَارُ. وأَمّا سِيبَوَيْهِ فجعَلَ {اللُّوبَ جمعَ} لابَةٍ كقارَةٍ وقُورٍ، وساحَة وسُوحٍ. (و) فِي الحَدِيث: (حَرَّمَ النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَيْنَ {- لابَتَيِ المَدِينَةِ) (وهُما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانِهَا) . قَالَ الأَصْمَعِيُّ وأَبو عُبَيْدَةَ، وَفِي نسخةٍ من الصَّحاح: أَبو عبيد: اللُّوبَةُ هِيَ الأَرضُ الّتي قد أَلْبَسَتْها حِجَارَةٌ سُودٌ، وجمعُها} لابَاتٌ، مَا بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى العَشْرِ، فإِذا كُثِّرَتْ، فَهِيَ {اللاَّبُ} واللُّوبُ؛ قَالَ بِشْرٌ يذكرُ كَتِيبَةً:
مُعالِيَةٌ لَا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ
فَحَرَّةُ لَيْلَى السَّهْلُ مِنْهَا {فَلُوبُهَا
وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: المدينةُ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْنِ عَظيمتين. وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: اللُّوبَةُ تكونُ عَقَبَةً جَوَاداً أَطْولَ مَا يكونُ وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: اللُّوبَةُ: مَا اشْتَدَّ سَوَادُه، وغَلُظَ، وانقَادَ على وجْه الأَرْضِ سَوَاداً وَلَيْسَ فِي الصَّمّان} لُوبَةً، لاِءَنَّ حِجارةَ الصَمَّانِ حُمْرٌ، وَلَا تكونُ اللُّوبَةُ إِلاّ فِي أَنْف الجَبل أَو سِقْطٍ أَو عُرْضِ جبَلٍ.
وَفِي حَدِيث عائشةَ، ووَصَفَت أَباها، رضيَ الله عَنْهُمَا: (بَعِيدُ مَا بَيْنَ {اللاّبَتَيْنِ) أَرادتْ: أَنَّهُ واسعُ الصَّدرِ واسعُ العَطَنِ، فاستعارت لَهُ اللاّبَةَ، كَمَا يُقالُ: رَحْبُ الفِنَاءِ، واسعُ الجَنَابِ.
وَنقل شيخُنَا عَن السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض مَا نصّه: اللاَّبَةُ واحدةُ اللاَّبِ، بإِسقاط الهاءِ، وَهِي الحَرَّةُ، وَلَا يقالُ ذالك فِي كُلِّ بلدٍ، إِنَّمَا} اللاَّبَتانِ للمدينةِ والكُوفَةِ. ونقلَ الجلالُ فِي المُزْهِرِ عَن عبد اللَّهِ بْن بَكْرٍ السَّهْمِيِّ، قَالَ: دخلَ أَبِي علَى عِيسَى، وَهُوَ أَمِيرُ البَصْرَة، فعزّاهُ فِي طِفْلٍ ماتَ لَهُ، ودخَلَ بعدَهُ شَبِيبُ بْن شَبَّةَ فَقَالَ: أَبْشِرْ، أَيّها الأَميرُ، فإِنّ الطِّفْلَ لَا يَزالُ مُحْبَنْظِئاً على بَاب الجَنّة، يقولُ: لَا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ والِدَيّ. فقالَ أَبي: يَا أَبا مَعْمَرٍ، دَعِ الظّاءَ، يَعْنِي المُعْجَمَةَ، والْزَمِ الطّاءَ. فَقَالَ لَهُ شَبِيب: أَتقولُ هاذا وَمَا بينَ {لابَتَيْهَا أَفصحُ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ أَبي: وَهَذَا خَطأٌ ثانٍ، مِنْ أَينَ لِلبَصرةِ لابَةٌ؟} واللاّبَة: الحِجَارَةُ السُّودُ، والبَصْرَةُ الحِجَارَةُ البِيضُ.
أَورد هاذه الحكايةَ ياقوتٌ الحَمَويّ فِي مُعْجم الأُدَبَاءِ، وابْنُ الجَوْزِيّ فِي كتاب الحَمْقَى والمُغَفَّلِينَ، وأَبو القاسمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه بِسَنَدِهِ إِلى عبد الله بْنِ بكرِ بْنِ حَبِيبٍ السّهْمِيِّ. انْتهى.
وسكَتَ عَلَيْهِ شَيْخُنا، وَهُوَ مِنْهُ عجيبٌ: فإِنّ استِعْمَالَ {اللاّبتَيْنِ فِي كُلِّ بَلَدِ واردٌ مَجازاً، فَفِي الأَساس: اللاّبةُ: الحَرَّةُ، وَمَا بَيْنَ} لاَبَتَيْهَا كفُلانٍ: أَصْلهُ فِي الْمَدِينَة، وَهِي بَين {لابَتَيْنِ، ثمّ جَرَى على الأَلْسِنَةِ فِي كُلِّ بَلَد. ثمَّ إِنّ قولَ شيخِنا عندَ قولِ المُصَنِّف: وحَرَّم النَّبِيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخ: هاذا لَيْسَ من اللُّغَة فِي شَيْءٍ، بل هُوَ من مسائلِ الأَحكام، وَمَعَ ذالك فَفِيهِ تقصيرٌ بالغٌ، لاِءَنّ حَرَمَ المدينةِ محدودٌ شرقاً وغرباً وقِبْلَةً وشَآماً، خَصَّه أَقوامٌ بالتّصنيف، إِلى آخرِ مَا قالَ، يُشِيرُ إِلى أَنَّ المصنِّف فِي صددِ بيانِ حُدُودِ الحَرَم الشَّريف، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَّ، بل الّذي ذكرَه إِنّما هُوَ الحديثُ المُؤْذِنُ بِتَحْرِيمِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا بَيْنَ اللاَّبَتَيْنِ كَمَا لَا يخْفَى عندَ مُتَأَمِّل، تَبَعاً للجَوْهَرِيِّ وغيرِهِ، فَلَا يلْزَمُ عَلَيْهِ مَا نُسِبَ إِليه من القُصُور.
(} واللُّوباءُ، بالضَّمِّ) مَمْدُوداً: قيل هُوَ ( {اللُّوبِيَاءُ) ، عندَ العامَّةِ يقالُ: هُوَ اللُّوبِيَاءُ،} واللُّوبِيَا، واللُّوبِياجُ، مذكَّرٌ، يُمَدُّ، ويُقْصَرُ. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: هِيَ! اللُّوبَاءُ، وَهَكَذَا تقولُهُ العرَبُ، وكذالك قَالَ بعضُ الرُّوَاة، قَالَ: والعربُ لَا تَصْرِفُهُ. وزَعَمَ بعضُهم أَنَّه يقالُ لَهَا الثّامِرُ، وَلم أَجِدْ ذالك مَعْرُوفا. وَقَالَ الفَرّاءُ: هُوَ اللُّوبِياءُ، والجُودِياءُ، والبُورِياءُ: كلهَا على فُوعِلاءَ، قَالَ: وهاذه كلُّهَا أَعْجَمِيّةٌ. وَفِي شِفَاء الغَلِيل للخَفاجِيّ، والمُعَرَّبِ للجَوالِيقِيّ: إِنّه غيرُ عربيَ.
( {والمَلابُ: طِيبٌ) ، أَي: ضَرْبٌ مِنْهُ، فارسيٌّ. زَاد الجَوْهَرِيُّ: كالخَلُوقِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المَلاَبُ: نوعٌ من العِطْر. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيِّ: يقالُ للزَّعْفَرَانِ: الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والمَلابُ، والعَبِيرُ، والمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قَالَ:
(و) } المَلابَةُ الطّاقَةُ من شَعَرِ (الزَّعْفَرَانِ) ، قَالَ جَرِيرٌ يهجو نِسَاءَ بني نُمَيْرٍ:
ولَوْ وَطِئَتْ نِسَاءُ بَنِي نُمَيْرٍ
على تِبْرَاكَ أَخْبَثْنَ التُّرابَا
تَطَلَّى وَهْيَ سَيِّئَةُ المُعَرَّى
بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلاَبَا
( {ولَوَّبَهُ بِهِ خَلَطَهُ بِهِ) ، أَي: بالمَلاَبِ، (أَو لَطَخَهُ بِهِ) . وشَيْءٌ مُلَوَّبٌ: أَي مُلَطَّخٌ بِهِ؛ قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ:
أَبِيتُ عَلى مَعَارِيَ واضِحَاتٍ
بِهِنّ} مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ
( {والمُلَوَّبُ، كمُعَظَّمٍ) : الملطوخ} ُ بالمَلاَب، أَو المخلوطُ بِهِ (و) (مِنَ الحَدِيدِ: المَلْوِيُّ) ، تُوصَفُ بِهِ الدِّرْعُ.
(واللاَّبُ: د بالنُّوبَةِ) مَشْهُور، نَقله الصّاغَانيُّ.
(و) اللاَّبُ: اسْمُ (رجُل سَطَر أَسْطُراً، وبنَى عَلَيْها حِساباً، فَقيل: {أَسْطُرُلابٍ، ثُمَّ مُزِجَا) أَيْ: رُكِّبا تَرْكِيباً مَزْجِيّاً، (ونُزِعَت الإِضافةُ، فقيلَ: الأَسْطُرْلاب) بالسِّين (مُعَرَّفة) بالعلَمِيّة (} والأَصْطُرْلابُ، لتَقَدُّمِ السِّينِ على الطّاءِ) ، بِنَاء على الْقَاعِدَة، وَهِي: كُلّ سِينٍ تقدَّمَتْ طاءً، فإِنّها تُبْدَلُ صاداً، سواءٌ كَانَت مُتَّصِلَةً بهَا كَمَا هُنَا، أَو غيرُ مُتَّصِلَةٍ كصِراط ونحوِه. هاكذا نَقله الصّاغانيّ.
قَالَ شيخُنا: ثمّ ظاهرُه أَنَّهُ من الأَلْفاظ العربيّة، وصَرَّحَ فِي نِهَايَة الأَربِ: بأَنّ جميعَ الْآلَات الّتي يُعْرَفُ بهَا الوقتُ سواءٌ كَانَت حِسابِيّةً، أَو مائِيّةً، أَو رَمْليَّة، كُلُّهَا أَلفاظُها غيرُ عربيّةٍ، إِنّمَا تكلّم بهَا النّاس، فوَلَّدُوها على كَلَام العربِ، والعربُ لَا تَعْرِفُها بِرُمَّتِها، وإِنّمَا جرى على مَا اخْتَارَهُ من أَنّها رُكِّبَتْ، فَصَارَت كلمة وَاحِدَة عندَهُمْ، فَكَانَ الأَوْلَى ذِكْرُهَا فِي الهَمزة أَو فِي السّين أَو الصّاد، وَلَا يكَاد يَهتدي أَحدٌ إِلى ذِكرها فِي هاذا الْفَصْل كَمَا هُوَ ظَاهر. وأَكثرُ من ذَكَرَهَا مِمَّن تعرَّضَ لَهَا فِي لُغَاتِ المُوَلَّدِينَ، أَو جعلَها من المُعَرَّب، ذكرهَا فِي الهَمزةِ. انْتهى.
قلت: وَهُوَ الصَّوابُ، فإِنّ أَهلَ الهيْئَة صرَّحُوا بأَنّها رُومِيّةٌ، مَعْنَاهَا الشَّمْسُ، فَتَأَمَّلْ.
(و) من المجَاز: اللاَّبَةُ) : الجَمَاعَةُ من (الإِبِلِ المُجْتَمِعَةِ السُّودِ) ، شبَّهَ سَوادَهَا باللاَّبَةِ: الحَرَّةِ، وَقد تقدّم أَنّ اللاَّبَةَ لَا تَكُونُ إِلاّ حِجَارَةً سُوداً.
(و) اللاَّبَةُ: (ع) .
( {وكَفْرُلابٍ: د بالشَّامِ، بَنَاهُ هِشَامُ) ابْنُ عبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
(واللُّوبُ، بالضَّمِّ: البَضْعَةُ) ، أَي: القِطْعَةُ من اللحْم (الَّتِي تَدُورُ فِي القِدْرِ) ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) } اللُّوبُ: (النَّخْلُ) ، كَذَا فِي نسختنا، بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ سَهْوٌ، صوابُهُ: النَّحْلُ، بالحاءِ المُهْمَلَةِ. كالنُّوب، بالنُّون، وَذَا عَن كُراع. وَفِي الحَدِيث: (لَمْ يَتَقَيَّأْهُ لُوبٌ، وَلَا مَجَّتْهُ نُوبٌ) .
( {واللُّوَابُ، بالضَّم: اللُّعَابُ) ، وَهُوَ لغةٌ فصيحةٌ، لَا لُثْغَةٌ كَمَا تُوُهِّمَ.
(و) يقالُ: (إِبِلٌ لُوبٌ، ونَخْلٌ لُوبٌ} ولَوائِبُ: عِطَاشٌ، بَعِيدَةٌ عَن الماءِ) . قَالَ الأَصمَعِيُّ: إِذا طافَتِ الإِبِلُ على الحَوْضِ، وَلم تَقْدِرْ على الماءِ، لكَثْرَةِ الزِّحَام، فذالك اللَّوْبُ. تقولُ: تَركتُها! لَوَائِبَ على الحَوْضِ، كَذَا فِي الصَّحاح.(و) قَالُوا: (أَسْوَدُ {- لُوبِيٌّ) ، ونُوبِيٌّ: (مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ) والنُّوبَةِ، وهُمَا (للْحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَقيل هُوَ نسبةٌ إِلى اللُّوبِ، لغةٌ فِي النُّوب الّذي هُوَ جِيلٌ من السُّودانِ، كَمَا صرّح بِهِ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوض.
(} وأَلاَبَ) الرَّجُلُ، فَهُوَ {مُلِيبٌ: إِذا (عَطِشَتْ) ، أَي حامَتْ (إِبِلُهُ) حَوْلَ الماءِ من العَطَشِ؛ وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ:
صُلْبٍ مُلِيبِ وِرْدِهِ مُحِرِّهِ
وإِنْ يُصَرِّرْها انْطَوَتْ لِصِرِّهِ
وممّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ:
اللُّوبُ: موضعٌ فِي بِلَاد العربِ، قَالَ مُنْقِذُ بْنُ طَرِيفٍ:
كَأَنّ رَاعِيَنَا يَحْدُو بِنَا حُمُراً
بيْنَ الأَبَارِقِ من مَكْرَانَ} فاللُّوبِ
كَذَا فِي المُعْجَم، فِي: مَكرَانَ.

شهد

شهد

1 شَهِدَ, (S, A, Mgh, L, Msb, K,) aor. ـَ (K;) and شَهُدَ, aor. ـُ (K;) also pronounced and written شَهْدَ, (Akh, S, K,) and شِهْدَ, and شِهِدَ, accord. to a rule applying to all verbs of the measure فَعِلَ of which the medial radical letter is a faucial; (MF;) inf. n. شَهَادَةٌ (S, A, Mgh, L, Msb, K) and شهد; (TA;) [there written without any syll. sign, and not found by me in any other Lex.;]) He told, or gave information of, what he had witnessed, or seen or beheld with his eye: (Mgh, L, Msb:) this is the primary signification: (L:) he declared what he knew: he gave testimony, attestation, or evidence; he bore witness: (L:) he gave decisive information. (S, A, L, K.) [See also شَهَادَةٌ below.] You say, شَهِدَ بِكَذَا, inf. n. as above, (S, A, Mgh, L, Msb, K,) He told, or gave information of, such a thing, as having witnessed it, or seen or beheld it with his eye; (Mgh, Msb;) or declared such a thing as knowing it; (L;) or gave his testimony, attestation, or evidence, respecting it; or bore witness of it, or to it; (S, A, L, K;) عِنْدَ الحَاكِمِ [in the presence of the judge]; لِفُلَانٍ [for, or in favour of, such a one], (S, Mgh, L, K,) and عَلَى فُلَانٍ [against, or in opposition to, such a one]. (Mgh.) And شَهِدَ عَلَى كَذَا He gave decisive information [respecting such a thing (as in the Kur xlvi. 9, and in many other instances); he testified respecting it]. (S, L. [See also another meaning of this phrase in what follows.]) [Hence,] شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ, in the Kur [iii. 16], means God hath given evidence that there is no deity but He: (Abu-l- 'Abbás, IAmb, Jel:) or God knoweth &c.; (Ah-mad Ibn-Yahyà, K;) and so شَهِدَ اللّٰهُ throughout the Kur-án: (Ahmad Ibn-Yahyà:) or God saith &c.: or God hath written &c. (K.) And أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّااللّٰهُ I know, (Msb, K,) [or acknowledge,] and I declare, [or testify, that there is no deity but God:] (K:) [Fei says,] the verb is trans. in this phrase by itself [i. e. without the intervention of a prep.] because it is used in the sense of أَعْلَمُ. (Msb.) [And hence, كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ means The sentence declaring that there is no deity but God and that Mohammad is God's apostle.] b2: شَهِدَ بِاللّٰهِ, (Mgh, * Msb,) aor. ـَ inf. n. شَهَادَةٌ, (Mgh,) means He swore by God: (Mgh, Msb:) and أَشْهَدُ بِكَذَا I swear by such a thing. (S, K.) أَشْهَدُ بِاللّٰهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا I swear by God that such a thing happened, or took place, combines the meaning of witnessing with that of swearing and that of informing at the time of uttering these words; as though the speaker said, I swear by God that I witnessed such a thing, and now I inform of it. (Msb.) Accord. to some, when one says only أَشْهَدُ, not adding بِاللّٰهِ, it is an oath. (TA.) b3: شَهِدَ عَلَى كَذَا, a phrase of which one meaning has been expl. above, means also He became a witness (شَاهِد) of, or to, such a thing; (S, K;) he had knowledge of such a thing, and witnessed it, or saw it or beheld it with his eye: (Msb:) and شَهِدَهُ, (Mgh, L,) inf. n. شَهَادَةٌ, (L,) [likewise] signifies he witnessed it; or saw, or beheld, it, or him, with his eye; (Mgh, L;) and (Mgh, L, Msb) so ↓ شاهدهُ, (A, Mgh, L, Msb, K,) inf. n. مُشَاهَدَةٌ. (S, A, L, Msb.) [Hence,] one says, مِنْهُ حَالٌ جَمِيلَةٌ ↓ شُوهِدَتْ [A comely, or pleasing, state, or condition, of him was witnessed]. (A.) b4: And شَهِدَهُ, (aor. ـَ K,) inf. n. شُهُودٌ, He was, or became, present at it, or in it; (S, A, Mgh, L, Msb, * K;) namely, a place, (Mgh,) or an assembly. (Msb.) Hence the saying, (Msb,) فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ, in the Kur [ii. 181], Therefore whosoever of you shall be present in the month, and stationary, not journeying, he shall fast therein (Mgh, Msb) as long as he shall remain present and stationary: (Msb:) الشهر being here in the accus. case as an adv. n. of time. (Mgh, Msb.) [And hence,] شَهِدَ الجُمْعَةَ He attained to [the being present at] the جُمْعَة [here meaning, as in many other instances, the prayer of Friday]: (Mgh:) and شَهِدَ العِيدَ he attained to [the being present at] the عِيد [or festival, or the prayer thereof]. (Msb.) [Hence also,] it is said in a trad., يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الحَلِفُ وَاللَّغْوُ [Swearing, and unprofitable speech, attend your selling]. (TA in art. شوب: see 1 in that art.) 2 شَهَّدَ see 4.3 شَاْهَدَ see 1, latter half, in two places.4 أَشْهَدْتُهُ عَلَى كَذَا I made him to be a witness (شَاهِد) of, or to such a thing: (S, Mgh, L:) [and in like manner,] أَشْهَدْتُهُ الشَّىْءَ I made him to have knowledge of the thing, and to witness it, or see it or behold it with his eye. (Msb.) See also 10. إِشْهَادٌ in relation to criminal matters means [The causing one to take notice of a thing that threatens to occasion some injury, with a view to the prevention of such injury; as, for instance,] the saying to the owner of a house, “ This thy wall is leaning, therefore demolish it,” or “ feared, therefore repair it. ” (Mgh.) b2: اشهدهُ also signifies He caused him to be present. (K.) You say, أَشْهَدَنِى إِمْلَاكَهُ He caused me to be present [at, or on the occasion of, his being put in possession]. (S.) b3: أُشْهِدَ: see 10.

A2: اشهد [as intrans.] (assumed tropical:) Humorem tenuem e pene emisit vir propter lusum amatorium vel osculum; (S, K;) as also ↓ شهّد, (K,) inf. n. تَشْهِيدٌ: (TA:) [from شَهْدٌ signifying “ honey; ” for] عُسَيْلَةٌ is a term for مَذْىٌ. (S.) (assumed tropical:) He rendered his مِئْزَر [or waist-wrapper] of a reddish hue and of a dark dust-colour (أَخْضَر) [by the act above-mentioned]. (L.) (assumed tropical:) He (a boy) attained to puberty. (Th, TA.) And اشهدت She (a girl) menstruated: and attained to puberty. (K.) 5 التَّشَهُّدُ in prayer is well known; (S, K;) The reciting of the form of words commencing with التَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ: [see art. حى:] from the occurrence therein of the words أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (Mgh, * TA. [See also Har p. 611.]) b2: And تَشَهَّدَ also signifies He sought, or desired to obtain, martyrdom. (L.) 10 استشهدهُ He asked him, or required him, to tell what he had witnessed, or seen or beheld with his eye; to declare what he knew; to give testimony, or evidence; to bear witness; or to give decisive information. (S, Mgh, L, Msb, K.) You say, اِسْتَشْهَدْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ I asked, or required, [or cited, or summoned,] such a one to give his testimony, or evidence, or to bear witness, against such a one. (L.) And اِسْتَشْهَدْتُ الرَّجُلَ عَلَى إِقْرَارِ الغَرِيمِ and ↓ أَشْهَدْتُهُ I asked, or required, [&c., and made,] the man to bear witness to, or to be witness of or to, the confession, or acknowledgment, of the debtor. (L.) b2: [Hence,] استشهد بِبَيْتٍ عَلَى مَعْنَى كَلِمَةٍ [He adduced, or urged, or cited, a verse as an evidential example of the meaning of a word]. (A phrase of frequent occurrence in the larger lexicons.) b3: اُسْتُشْهِدَ (S, K) and ↓ أُشْهِدَ (K) He was slain a martyr in the cause of God's religion. (S, K. [See شَهِيدٌ.]) شَهْدٌ: see شَاهِدٌ, first sentence.

A2: Also, and ↓ شُهْدٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Temeem, and the latter of the people of El-'Áliyeh, (Msb, TA,) Honey: (K:) or honey in its wax [i. e. its comb]; (S, Msb;) honey not expressed from its wax [or comb]: (TA:) pl. شِهَادٌ: (S, Msb, K:) شَهْدَةٌ is a more particular term, (S, K,) the n. un., [signifying a portion thereof; and a honey-comb, or a portion of a honey-comb;] as also شُهْدَةٌ. (TA.) شُهْدٌ: see the next preceding paragraph.

شُهُودٌ: see شَاهِدٌ, in two places.

شَهِيدٌ is also written and pronounced شِهِيدٌ, with kesr to the ش: (K, TA:) and in like manner is every word of the measure فَعِيلٌ having a faucial letter for its, medial radical, whether an epithet, like this, or a subst., like رَغِيفٌ and بَعِيرٌ: ElHemdánee says, in the “ Iaráb el-Kur-án,” that the people of El-Hijáz, and Benoo-Asad, say رَحِيمٌ and رَغِيفٌ and بَعِيرٌ, with fet-h to the first letter; and Keys and Rabee'ah and Temeem say رَحِيمٌ and رِغِيفٌ and بِعِيرٌ, with kesr to the first letter: Sub says, in the R, that Temeem pronounce every فَعِيل of which the medial radical letter is hemzeh or any other faucial with kesr to the first letter: and En-Nawawee states, on the authority of Lth, that some of the Arabs do the same when the medial radical letter is not a faucial; as in كبير and كريم and جليل and the like thereof. (TA.) [This last pronunciation obtains extensively in the present day: and so, in similar cases, does the intermediate pronunciation termed إِمَالَةُ الفَتْحِ, (i. e. the pronouncing fet-h like “ e ” in the English word “ bed,”) which may be justly regarded as the best to be followed because intermediate and because sanctioned by the usage of the classical times, except in cases that are pointed out by the grammarians as presenting obstacles to the pronunciation thus termed.] b2: شَهِيدٌ is syn. with شَاهِدٌ [in several senses, as shown below]: and its pl. is شُهَدَآءُ. (S, K.) See شَاهِدٌ, in six places. b3: Also Possessing much knowledge with respect to external things: خَبِيرٌ is used in the like sense with respect to internal things; and عَلِيمٌ, in the like sense absolutely. (L.) [Hence, perhaps,] وَادْعُوا شُهَدآءَكُمْ, in the Kur ii. 21, [as though meaning And call ye to your aid those of you who possess much knowledge: or] the meaning here is, your helpers: (Bd:) or your gods whom ye worship. (Jel.) الشَّهِيدُ as a name of God means The Faithful, or Trusty, in his testimony (Zj, L,) or in testimony: (K:) and (Zj, K) as some say, (Zj,) He from whose knowledge nothing is hidden; the Omniscient. (Zj, L, K.) b4: Also, derived from الشَّهَادَةُ, or from المُشَاهَدَةُ, or from الشُّهُودُ, [all inf. ns.,] accord. to different opinions; (TA;) and of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; (Msb, TA;) or in the sense of the measure فَاعِلٌ; (TA;) A martyr who is slain in the cause of God's religion; (S, K;) [i. e.] one who is slain by unbelievers on a field of battle; (Msb;) one who is slain fighting in the cause of God's religion: (IAth:) so called because the angels of mercy are present with him; (K;) because the angels are present at the washing of his corpse, or at the removal of his soul to Paradise: (Msb:) or because God and his angels are witnesses for him of his title to a place in Paradise: (IAmb, Mgh, * K:) or because he is one of those who shall be required to bear witness on the day of resurrection, (K, TA,) with the Prophet, (TA,) against the people of past times, (K, TA,) who charged their prophets with falsehood: (TA:) or because of his falling upon the ↓ شَاهِدَة, or ground: (K:) or because he is still living, and present with his Lord: (ISh, Mgh, K:) or because he witnesses. or beholds, God's world of spirits and his world of corporeal beings: (K, * TA:) [and several other reasons are assigned for this appellation:] the primary application is that expl. above: but it is also applied by the Prophet to one who dies of colic: one who is drowned: one who is burned to death: one who is killed by a building falling to ruin upon him: one who dies of pleurisy: (IAth, L:) one who dies of plague, or pestilence: a woman who dies in a state of pregnancy: (L:) and to some others: (IAth:) the pl. is شُهَدَآءُ. (A, Msb, K, &c.) شَهَادَةٌ [see 1:] Information of what one has witnessed, or seen or beheld with his eye: (IF, Mgh, L, Msb:) this is the primary signification: (L:) said to be a subst. from المُشَاهَدَةُ: (Msb:) declaration of what one knows: testimony, attestation, evidence, or witness: (L:) decisive information. (S, A, L, K.) b2: An oath: pl. شَهَادَاتٌ: so in the Kur xxiv. 6 [and 8]. (TA.) b3: Martyrdom in the cause of God's religion. (S, K. [See شَهِيدٌ.]) b4: Also i. q. مَشْهَدٌ as expl. below: see the latter word. b5: [And it is used in the sense of مُشَاهَدٌ: thus,]وَالشَّهَادَة الغَيْبِ عَالِمُ , in the Kur vi. 73 &c., means The Knower of what is unseen and of what is seen. (Jel.) شَهِيدَةٌ A roasted lamb: or [the kind of food called] هَرِيسَة [q. v.]: pl. شِهَادٌ. (Har. p. 609.) شَهَّادٌ Always present. (Freytag from the Deewán of the Hudhalees.)]

شَاهِدٌ (S, Mgh, L, K) and ↓ شَهِيدٌ (S, * Mgh, L) One who tells, or gives information of, what he has witnessed, or seen or beheld with his eye: (Mgh, L:) one who declares what he knows: (L:) one who knows, and declares what he knows: (ISd, TA:) a witness, as meaning one who gives testimony, or evidence; who bears witness: (S, * L, K: *) [one who gives decisive information: (see 1, first sentence:)] pl. of the former ↓ شَهْدٌ, (Akh, S, K,) or [rather] this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) like as صَحْبٌ is of صَاحِبٌ, and سَفْرٌ of سَافِرٌ, (S,) but some disallow this; (TA;) and ↓ شُهُودٌ [but see what is said of this in the latter half of the paragraph] and أَشْهَادٌ are also pls. of شَاهِدٌ, (Mgh, L,) or of شَهْدٌ: (S, K:) the pl. of ↓ شَهِيدٌ is شُهَدَآءُ. (S, Mgh.) [Hence,] ↓ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ, in the Kur 1. 20: see art. سوق. b2: [Hence also] الشَّاهِدُ a name of the Prophet; (K;) meaning The witness against those to whom he has been sent. (Jel in xxxiii. 44.) b3: And شَاهِدٌ An angel: (S, L, K:) or a guardian angel: (Mujáhid:) pl. أَشْهَادٌ: or this means the prophets. (TA.) b4: And The tongue: (S, L, K:) from the saying, لِفُلَانٍ شَاهِدٌ حَسَنٌ Such a one has an elegant diction. (L.) One says also, مَا لِفُلَانٍ رُوَآءٌ وَلَا شَاهِدٌ Such a one has neither goodliness of aspect nor tongue. (Aboo-Bekr, L.) b5: [As a conventional term used in lexicology &c.,] An evidential example, generally poetical, of the form or meaning of a word or phrase: pl. شَوَاهِدُ: the sciences that require شَوَاهِد being those of اللُّغَة and الصَّرْف and النَّحْو and المَعَانِى and البَيَان and البَدِيع and العَرُوض and القَوَافِى. (MF on the خُطْبَة of the K.) [One says, هٰذَا شَاهِدٌ لِكَذَا and عَلَى كَذَا This is an evidential example of such a thing.] With respect to the classical language, absolutely, شواهد are taken, by universal consent, from the Kur-án, and from the language [both verse and prose (Kull p. 348)] of those Arabs who lived before the period of the corruption [in any considerable degree] of the Arabic tongue: [see مُوَلَّدٌ:] also, accord. to the general decision of the learned, from the Traditions of Mohammad; [which last source is excluded by some because traditions may be corrupted in language by their transmitters, and interpolated, and even forged;] and electively from the language of those Arabs who lived after the first corruption of the Arabic tongue, but before the corruption had become extensive. (Mz, 1st نوع; and MF ubi suprà. [See, again, مُوَلَّدٌ.]) The classes of the poets from whose poetry شواهد are taken are the Pagan Arabs, the Mukhadrams, the Islámees, and the Muwelleds: [see جَاهِلِىٌّ and مُخَضْرَمٌ and إِسْلَامِىٌّ and مُوَلَّدٌ:] with respect to all the sciences above mentioned, they are taken from the poetry of the first, second, and third, classes; from that of the first and second by universal consent, and from that of the third electively: (MF ubi suprá:) but they are taken from the poetry of the fourth class with respect only to the sciences of المَعَانِى and البَيَان and البَدِيع. (Idem, and Kull p. 348.) [The age of the earliest existing classical poems (though some older fragments and couplets and single verses have been preserved) is only about a century before the birth of Mohammad: that of the latest, about a century after his death. (See the Preface to this work.)] b6: Knowing, (Msb,) and witnessing, or seeing or beholding with his eye; a witness, as meaning an eyewitness; (L, Msb;) as also ↓ شَهِيدٌ: pl. of the former [or, as is said in the L in art. مجد, of the former or of the latter,] أَشْهَادٌ and شُهُودٌ; [but see what is said of these pls. in the first sentence of this paragraph;] and of the latter شُهَدَآءُ. (Msb.) [See an ex. of ↓ شَهِيدٌ in this sense in a verse cited voce رَبٌّ.] b7: [Hence, in the present day, applied to A notary, who hears and writes and attests cases to be submitted for judgment in the court of a kádee.] b8: Present; a witness as meaning one personally present; (S, L, Msb, K;) as also ↓ شَهِيدٌ: (Msb:) pl. of the former شُهَّدٌ (S, L, K) [and أَشْهَادٌ, as above,] and ↓ شُهُودٌ, (K,) or this last is used as a pl. but is originally an inf. n. (S, L.) One says, الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الغَائِبُ, meaning The present knows what the absent knows not. (Msb.) And قَوْمٌ شُهُودٌ People, or persons, present. (S, A.) And كَلَّمْتُهُ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ [I spoke to him before witnesses, or persons present]. (A.) b9: [Hence, app., being opposed to غَائِبٌ,] A running in which a horse exerts his force unsparingly; (A, L;) as in the saying, لِلْفَرَسِ غَائِبٌ وَشَاهِدٌ The horse has a run which he reserves [for the time of need], and a run which he performs unsparingly; like the saying, لَهُ صَوْنٌ وَبَذْلٌ: (A: [see 1 in art. بذل:]) or شَاهِدٌ means a running that testifies the excellence of a horse, (IAar, K,) and his quality of outstripping others. (IAar, TA.) b10: A star [app. when visible]; (Aboo-Eiyoob, K;) as being present and apparent in the night. (TA.) b11: [Hence, accord. to some,] صَلَاةُ الشَّاهِدِ The prayer of sunset; (A, L, Msb, K;) because it is the prayer that is performed when the star becomes visible; (Sh, L;) also called صَلَاةُ البَصَرِ, because the stars are seen at the time thereof: or, accord. to some, the prayer of daybreak; (L;) [and so, accord. to some, صَلَاةُ البَصَرِ; (see art. بصر;)] as also ↓ المَشْهُودُ; (TA;) and it is said to be so called because he who is travelling must perform it without abridging it, like him who is present at his home: Aboo-Sa'eed Ed-Dareer says that the former prayer is so called for this reason [as is also said in the A and Msb]: AM asserts that the first reason assigned above is the right one, because the prayer of daybreak, in like manner, may not be abridged, and is not thus called; but it is thus called by a poet. (L.) b12: And الشَّاهِدُ is a name of Friday; (Fr, K;) as also ↓ المَشْهُودُ: or the latter is the day of resurrection: (K:) or the day of 'Arafeh: (Fr, K: [see عَرَفَةُ:]) because of the presence and congregation of people on each of those days. (TA.) b13: شَاهِدٌ also signifies Matter resembling mucus, that comes forth with the fœtus: (S, K:) pl. شُهُودٌ: which latter, accord. to ISd, means the أَغْرَاس [pl. of غِرْسٌ, q. v.,] upon the head of a young camel at the time of its birth. (TA.) And شُهُودٌ النَّاقَةِ means The marks left by the blood, or by the membrane that enclosed the fœtus, of the she-camel, in the place where she has brought forth. (S, K.) b14: Also A quick, or an expeditious, thing or affair. (K.) الشَّاهِدَةُ The earth, or ground. (K.) See شَهِيدٌ, last sentence.

مَشْهَدٌ A place where people are present or assembled; a place of assembling; an assembly; (S, L, K;) as also ↓ مَشْهَدَةٌ and ↓ مَشْهُدَةٌ (K) and ↓ شَهَادَةٌ: (L:) pl. مَشَاهِدُ. (A.) [Hence,] مَشَاهِدُ مَكَّةَ The places of religious visitation, where the ceremonies of the pilgrimage &c. are performed, at Mekkeh. (L.) b2: [A funeral assembly or procession. b3: A place where a martyr has died or is buried. b4: And The aspect, or outward appearance, of a person; like مَرْأًى: see an instance voce عَوْدٌ.]

مُشْهَدٌ Slain a martyr in the cause of God's religion. (K. [See also شَهِيدٌ.]) اِمْرَأَةٌ مُشْهِدٌ, (S, A, K,) without ة, (S,) and مُشْهِدَةٌ, (A,) A woman whose husband is present with her: (S, A, K:) opposed to اِمْرَأَةٌ مُغِيبَةٌ; (S, A;) this last with ة. (S.) مَشْهَدَةٌ and مَشْهُدَةٌ: see مَشْهَدٌ.

مَجْلِسٌ مَشْهُودٌ [A place of assembling at which numerous persons are present]. (A.) And يَوْمٌ مَشْهُودٌ [A day on which numerous persons are present: and particularly] a day on which the inhabitants of heaven and earth will be present. (TA.) And صَلَاةٌ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ A prayer at the performance of which the angels are present, and the recompense of which, for the performer, is written, or registered. (L.) See also شَاهِدٌ, in two places, in the last quarter of the paragraph. b2: مَعْهُودٌ وَمَشْهُودٌ وَمَوْعُودٌ Past and present and future; the tenses of a verb. (Kh, L in art. عهد.)

شهد


شَهِدَ(n. ac. شَهَاْدَة)
a. ['Ala], Bore witness, testimony to; attested; testified
to.
b. ['Ala], Gave evidence, witnessed, testified agaist (
a person ).
c. [Bi], Testified, swore to, affirmed by oath; swore by.
d. [La], Made a deposition in favour of, supported by his
testimony.
e.(n. ac. شُهُوْد), Witnessed, was present at, saw.
شَاْهَدَa. see I (e)
أَشْهَدَa. Took as a witness.
b. [Bi], Called to witness, appealed to the testimony of.

تَشَهَّدَa. Recited the Muhammadan profession of faith.

إِسْتَشْهَدَa. see IV (a)b. [pass.], Suffered martyrdom.
شَهْد شُهْد
(pl.
شِهَاْد), Honey-comb; honey.
مَشْهَد
(pl.
مَشَاْهِدُ)
a. Assembly.
b. Aspect, appearance.

مَشْهَدَةa. see 17
شَاْهِد
(pl.
شُهَّد
شُهُوْد أَشْهَاْد)
a. Witness: eye-witness, one present; the tongue;
angel.
b. Proof, evidence: quotation; text; authority
precedent.

شَاْهِدَة
( pl.
reg. &
شَوَاْهِدُ)
a. fem. of
شَاْهِدb. ; The earth.
c. Forefinger.

شَهَاْدَةa. Witness, testimony. evidence: deposition, affidavit;
attestation.
b. Text, passage; document; certificate.
c. Confession of faith.
d. Martyrdom.

شَهِيْد
(pl.
شُهَدَآءُ)
a. True witness.
b. Martyr, confessor.

N. P.
أَشْهَدَa. see 25
N. Ac.
إِسْتَشْهَدَa. Martyrdom.
ش هـ د : (الشَّهَادَةُ) خَبَرٌ قَاطِعٌ. تَقُولُ: شَهِدَ عَلَى كَذَا مِنْ بَابِ سَلِمَ وَرُبَّمَا قَالُوا: (شَهْدَ) الرَّجُلُ بِسُكُونِ
الْهَاءِ تَخْفِيفًا. وَقَوْلُهُمْ: أَشْهَدُ بِكَذَا أَيْ أَحْلِفُ. وَ (الْمُشَاهَدَةُ) الْمُعَايَنَةُ. وَ (شَهِدَهُ) بِالْكَسْرِ (شُهُودًا) أَيْ حَضَرَهُ فَهُوَ (شَاهِدٌ) وَقَوْمٌ (شُهُودٌ) أَيْ حُضُورٌ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَ (شُهَّدٌ) أَيْضًا مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ. وَ (شَهِدَ) لَهُ بِكَذَا أَيْ أَدَّى مَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّهَادَةِ فَهُوَ (شَاهِدٌ) وَالْجَمْعُ (شَهْدٌ) مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَسَافِرٍ وَسَفْرٍ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ وَجَمْعُ الشَّهْدِ (شُهُودٌ) وَ (أَشْهَادٌ) . وَ (الشَّهِيدُ) الشَّاهِدُ وَالْجَمْعُ (الشُّهَدَاءُ) . وَ (أَشْهَدَهُ) عَلَى كَذَا (فَشَهِدَ) عَلَيْهِ. وَ (اسْتَشْهَدَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَشْهَدَ. وَ (الشَّهِيدُ) الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدِ (اسْتُشْهِدَ) فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَالِاسْمُ (الشَّهَادَةُ) . وَ (التَّشَهُّدُ) فِي الصَّلَاةِ مَعْرُوفٌ. وَ (الشَّهْدُ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَضَمِّهَا الْعَسَلُ فِي شَمْعِهَا وَالْجَمْعُ (شِهَادٌ) بِالْكَسْرِ. قُلْتُ: إِنَّمَا قَالَ فِي شَمْعِهَا لِأَنَّ الْعَسَلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَلَكِنَّ الْأَغْلَبَ عَلَيْهِ التَّأْنِيثُ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي [ع س ل] . 
(شهد) - في الحديث: "يَأتي قومٌ يَشْهِدون ولا يُسْتَشْهَدُون" .
قيل: أراد به الشَّهَادَة على المُغَيَّب، كقَوْلهم: فُلانٌ في الجنَّة وفلان في النَّار.
وفيه معنى التَّأَلِّى على الله عزَّ وجَلَّ وقيل: هو الذي يَشْهَد قبل أن يُسْتَشْهد، فإنَّ الشهادةَ في الحق الذي يَدَّعِيه الرَّجلُ قبَلَ صاحبِه إذا أتى بها الشَّاهدُ قَبلَ أن يُسْأَلَها لا قَرارَ لها، ولا يَجِب تَنَجُّزُ الحُكمِ بها حتى يَسْتَشْهِدَه صاحِبُ الحق.
- فأما حَدِيثهُ الآخر: "خَيْرُ الشُّهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسْأَلهَا".
فهو الذي لا يعلم بها صاحبُ الحَقِّ. وقيل: هي في الأمانةِ والوَديعةِ وما لا يَعلمُه غَيرُه. وقيل: هذا مَثَل في سُرعَة إجابة الشاهد إذ استُشْهِد أن لا يمنَعَها ولا يُؤَخِّرَها. وأصل الشَّهادة الإخبارُ بما شَاهد . والمَشهد: المَحْضَر.والشَّهِيدُ، قال ابنُ فارس: إنما سُمِّى شَهِيدا لأنَّ ملائِكَة الرحمة تَشْهَدُه
فَعِيل بمعنى مَفْعُول. وقيل: لِسُقُوطه بالأرضِ، وهي الشَّاهِدَة.
وقيل في قوله عزّ وجلّ: {ويَوْمَئذٍ تُحدِّثُ أَخْبَارَهَا}
: أي تَشهَدُ على كلِّ مَنْ عَمِل على ظَهِرها، والشَّاهد: المَلَك، والشاهِدُ: اللِّسان.
قال الأَعشىَ فيهما:
فلا تَحْسَبنّىِ كافرًا لك نِعمةً
على شَاهِدِى يا شَاهِدَ اللَّهِ فَاشْهَدِ
شَاهدِى: أي لِساني، وشَاهِدُ الله المَلَك. وقيل: سُمى شَهيداً لأنه يُبَيِّن إيمانهَ وإخلَاصَه ببَذْلِه رُوحه في طاعة الله عز وجل، من قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ} .
: أي بَيَّن وأَعْلَمَ وأَخْبَر. وقيل: لأنه شاهِدٌ عند ربّه عز وجل : أي يَحضُر وقيل: لأنهم يشهدون ملكوتَ الله عز وجل. وأما التَّشَهُّد في الصلاة فسُمِّى به لأن فيها الشهادتين.
- في حديث أَبِى نصرة وأبي سعيد: "لا صَلاةَ بَعْدَ العصْر حتى يبَدُوَ الشّاهدُ".
قال أبو الشَّيخ: ذَكَر أن هذا الشَّاهِدَ نَجْم يقال له العَيُّوق، وهو كوكب أَحْمَر مُنِير مُنفرد في شِقِّ الشّمال على يَمِين الثُّرَيَّا يظَهَر عند غَيْبوبةِ الشمس.
شهد
الشُّهُودُ والشَّهَادَةُ: الحضور مع المشاهدة، إمّا بالبصر، أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور مفردا قال الله تعالى: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة/ 6] ، لكن الشهود بالحضور المجرّد أولى، والشّهادة مع المشاهدة أولى، ويقال للمحضر: مَشْهَدٌ، وللمرأة التي يحضرها زوجها: مُشْهِدٌ، وجمع مَشْهَدٍ: مَشَاهِدُ، ومنه:
مَشَاهِدُ الحجّ، وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل:
مَشَاهِدُ الحجّ: مواضع المناسك. قال تعالى:
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [الحج/ 28] ، وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما
[النور/ 2] ، ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ 49] ، أي: ما حضرنا، وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
[الفرقان/ 72] ، أي: لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمّهم وإرادتهم.
والشَّهَادَةُ: قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
[الزخرف/ 19] ، يعني مُشَاهَدَةِ البصر ثم قال:
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ [الزخرف/ 19] ، تنبيها أنّ الشّهادة تكون عن شُهُودٍ، وقوله: لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران/ 70] ، أي: تعلمون، وقوله: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ [الكهف/ 51] ، أي: ما جعلتهم ممّن اطّلعوا ببصيرتهم على خلقها، وقوله: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة/ 6] ، أي:
ما يغيب عن حواسّ الناس وبصائرهم وما يشهدونه بهما. وشَهِدْتُ يقال على ضربين:
أحدهما جار مجرى العلم، وبلفظه تقام الشّهادة، ويقال: أَشْهَدُ بكذا، ولا يرضى من الشّاهد أن يقول: أعلم، بل يحتاج أن يقول:
أشهد. والثاني يجري مجرى القسم، فيقول:
أشهد بالله أنّ زيدا منطلق، فيكون قسما، ومنهم من يقول: إن قال: أشهد، ولم يقل: بالله يكون قسما، ويجري علمت مجراه في القسم، فيجاب بجواب القسم نحو قول الشاعر:
ولقد علمت لتأتينّ منيّتي
ويقال: شَاهِدٌ وشَهِيدٌ وشُهَدَاءُ، قال تعالى:
وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ [البقرة/ 282] ، قال:
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
[البقرة/ 282] ، ويقال: شَهِدْتُ كذا، أي: حضرته، وشَهِدْتُ على كذا، قال: شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ
[فصلت/ 20] ، وقد يعبّر بالشهادة عن الحكم نحو: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها
[يوسف/ 26] ، وعن الإقرار نحو: وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ [النور/ 6] ، أن كان ذلك شَهَادَةٌ لنفسه. وقوله وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا [يوسف/ 81] أي:
ما أخبرنا، وقال تعالى: شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ
[التوبة/ 17] ، أي: مقرّين. لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا [فصلت/ 21] ، وقوله:
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ [آل عمران/ 18] ، فشهادة الله تعالى بوحدانيّته هي إيجاد ما يدلّ على وحدانيّته في العالم، وفي نفوسنا كما قال الشاعر:
ففي كلّ شيء له آية تدلّ على أنه واحد
قال بعض الحكماء: إنّ الله تعالى لمّا شهد لنفسه كان شهادته أن أنطق كلّ شيء كما نطق بالشّهادة له، وشهادة الملائكة بذلك هو إظهارهم أفعالا يؤمرون بها، وهي المدلول عليها بقوله:
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات/ 5] ، وشهادة أولي العلم: اطّلاعهم على تلك الحكم وإقرارهم بذلك ، وهذه الشّهادة تختصّ بأهل العلم، فأمّا الجهّال فمبعدون منها، ولذلك قال في الكفّار: ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ [الكهف/ 51] ، وعلى هذا نبّه بقوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر/ 28] ، وهؤلاء هم المعنيّون بقوله: وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء/ 69] ، وأمّا الشَّهِيدُ فقد يقال لِلشَّاهِدِ، والْمُشَاهِدِ للشيء، وقوله: مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ
[ق/ 21] ، أي: من شهد له وعليه، وكذا قوله: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء/ 41] ، وقوله: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق/ 37] ، أي: يشهدون ما يسمعونه بقلوبهم على ضدّ من قيل فيهم: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [فصلت/ 44] ، وقوله: أَقِمِ الصَّلاةَ ، إلى قوله: مَشْهُوداً
أي: يشهد صاحبه الشّفاء والرّحمة، والتّوفيق والسّكينات والأرواح المذكورة في قوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء/ 82] ، وقوله: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ [البقرة/ 23] ، فقد فسّر بكلّ ما يقتضيه معنى الشهادة، قال ابن عباس: معناه أعوانكم ، وقال مجاهد: الذين يشهدون لكم، وقال بعضهم: الذين يعتدّ بحضورهم ولم يكونوا كمن قيل فيهم شعر:
مخلّفون ويقضي الله أمرهمو وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا
وقد حمل على هذه الوجوه قوله: وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً [القصص/ 75] ، وقوله:
وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ [العاديات/ 7] ، أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت/ 53] ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [النساء/ 79] ، فإشارة إلى قوله: لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ [غافر/ 16] ، وقوله: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى [طه/ 7] ، ونحو ذلك ممّا نبّه على هذا النحو، والشَّهِيدُ: هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إيّاه إشارة إلى ما قال: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا الآية [فصلت/ 30] ، قال: وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ [الحديد/ 19] ، أو لأنهم يَشْهَدُونَ في تلك الحالة ما أعدّ لهم من النّعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله كما قال: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [آل عمران/ 169- 170] ، وعلى هذا دلّ قوله:
وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ، وقوله: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
[البروج/ 3] ، قيل: الْمَشْهُودُ يوم الجمعة ، وقيل: يوم عرفة، ويوم القيامة، وشَاهِدٌ: كلّ من شهده، وقوله:
يَوْمٌ مَشْهُودٌ
[هود/ 103] ، أي: مشاهد تنبيها أن لا بدّ من وقوعه، والتَّشَهُّدُ هو أن يقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله، وصار في التّعارف اسما للتّحيّات المقروءة في الصّلاة، وللذّكر الذي يقرأ ذلك فيه.
شهد
ضَهَدَ فلانٌ فلاناً وأضْهَدَه: قَهَرَه، فهو مُضْطَهِدٌ. وأضْهَدْتُ به إضْهَاداً: إذا تَنَقَّصْتَه وجُرْتَ عليه. ويقولونَ: إنْ تَلْقَني لا تَلْقَ ضُهْدَةَ واحِدٍ: أي لا يُضْهِدُني رَجُلٌ واحِدٌ. والضَّهْيَدُ: الطَّوِيلُ. والصادُ فيه أعْرَفُ.
(شهد)
على كَذَا شَهَادَة أخبر بِهِ خَبرا قَاطعا وَلفُلَان على فلَان بِكَذَا أدّى مَا عِنْده من الشَّهَادَة وَبِاللَّهِ حلف وَأقر بِمَا علم والمجلس حَضَره وَمِنْه مَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} والحادث عاينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه لنبيتنه وَأَهله ثمَّ لنقولن لوَلِيِّه مَا شَهِدنَا مهلك أَهله} وَالشَّيْء عاينه وَيُقَال شهد على شَهَادَة غَيره وَشهد بِمَا سمع
ش هـ د

شهدته وشاهدته، وشوهدت منه حال جميلة. ومجلس مشهود. وكلمته على رءوس الأشهاد، وهم شهودي وشهدائي. والله يشهد لي، ولا أستشهده كاذباً، وهو من أهل المشهد والمشاهد، وشهدت بكذا وشهدت عليه، وأشهدني فلان " والله على كل شيء شهيد " وقتل شهيداص، واستشهد، ورزق الشهادة، وهو من الشهداء، وامرأة مشهد: خلاف مغيبة، وقد يقال مشهدة ومغيبة ومشهد ومغيب. وللفرس غائب وشاهد أي جرى غائب مصون وشاهد مبذول، كما يقال له: صون وبذل. وصلينا صلاة الشاهد وهي صلاة المغرب لأنها لا تقصر فيصليها الغائب كما يصليها الشاهد. وطلع الشاهد وهو معشي البقر. وتشهد المصلي.
باب الهاء والشين والدال معهما ش هـ د، د هـ ش، ش د هـ، هـ د ش مستعملات

شهد: الشَّهْد: العسل ما لم يُعْصَرْ من شَمْعِه، شِهاد، والواحدة: شَهْدَة وشُهْدة. والشّهادة أن تقول: آستُشْهِد فلانٌ فهو شهيد، وقد شهد عليّ فلانٌ بكذا شَهادةً، وهو: شاهد وشهيد. والتّشهُّدُ في الصّلاة من قولك: أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ، وأشهد أنّ محمّداً عَبْدُه ورسولُه. وفلانٌ يشهَدُ بالخطبة. منه. والمَشْهَدُ: مَجْمعُ النّاسِ، والجمعُ: مشاهدٌ. ومشاهدُ مكّة: مواضعُ المناسك، وقولُ اللهِ عزّ وجل وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ

قَيلَ في تفسيره: الشّاهد هو النبي صلى الله عليه وعلى آله. والمشهودُ هو يومُ القِيامة. ولغة تميم: شِهيد بكسر الشّين، يكسرون فِعيلاً في كل شيء كان ثانيه أحد حروف الحَلْق، وكذلك: سُفْلىَ مُضَر. ولغةً شنعاءُ، يكسِرون كلَّ فعيلٍ، والنَّصبُ: اللّغةُ العالية. والشُّهود: ما يَخْرُجُ على رأسِ الصَّبيّ، واحدُها: شاهد، وهي الأغْراسُ، والواحدةُ: غرسٌ، قال:

فجاءت بمثلِ السّابريّ تعجّبوا ... له والثَّرىَ ما جفّ عنها شُهودها

وهي: الأغراس.

دهش: شده: الدَّهَش: قَهابُ العَقْل، من الذَّهل والوَلَه ونحوه. دَهِشَ الرّجلُ فهو دَهِشٌ وشُدِهَ فهو مشدوه شدها، وأدهشه الأمر، وأشدهه.هدش: هُدِش الكَلْبُ فانهَدشِ، وهُتِشَ فاهْتَتَشَ، أي: حُرش فاحتَرش، ولا يقالُ إلاّ للسِّباع. وفي هذا المعنى: حُتِّش الرّجلُ، أي: هُيِّج للنَّشاط.
ش هـ د : الشَّهْدُ الْعَسَلُ فِي شَمْعِهَا وَفِيهِ لُغَتَانِ فَتْحُ الشِّينِ لِتَمِيمٍ وَجَمْعُهُ شِهَادٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَضَمُّهَا لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ.

وَالشَّهِيدُ مَنْ قَتَلَهُ الْكُفَّارُ فِي الْمَعْرَكَةِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ شَهِدَتْ غَسْلَهُ أَوْ شَهِدَتْ نَقْلَ رُوحِهِ إلَى الْجَنَّةِ أَوْ لِأَنَّ اللَّهَ شَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَاسْتُشْهِدَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ قُتِلَ شَهِيدًا وَالْجَمْعُ شُهَدَاءُ وَشَهِدْتُ الشَّيْءَ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وَعَايَنْتُهُ فَأَنَا شَاهِدٌ وَالْجَمْعُ أَشْهَادٌ وَشُهُودٌ مِثْلُ شَرِيفٍ وَأَشْرَافٍ وَقَاعِدٍ وَقُعُودٍ وَشَهِيدٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ شُهَدَاءُ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَشْهَدْتُهُ الشَّيْءَ وَشَهِدْتُ عَلَى الرَّجُلِ بِكَذَا وَشَهِدْتُ لَهُ بِهِ وَشَهِدْتُ الْعِيدَ أَدْرَكْتُهُ وَشَاهَدْتُهُ مُشَاهَدَةً مِثْلُ عَايَنْتُهُ مُعَايَنَةً وَزْنًا وَمَعْنًى وَشَهِدَ بِاَللَّهِ حَلَفَ وَشَهِدْتُ الْمَجْلِسَ حَضَرْتُهُ فَأَنَا شَاهِدٌ وَشَهِيدٌ أَيْضًا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185] أَيْ مَنْ كَانَ حَاضِرًا فِي الشَّهْرِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ فَلْيَصُمْ مَا حَضَرَ وَأَقَامَ فِيهِ وَانْتِصَابُ الشَّهْرِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَصَلَيْنَا صَلَاةَ الشَّاهِدِ أَيْ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ لِأَنَّ الْغَائِبَ لَا يَقْصُرُهَا بَلْ يُصَلِّيهَا كَالشَّاهِدِ وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ أَيْ الْحَاضِرُ يَعْلَمُ مَا لَا يَعْلَمُهُ الْغَائِبُ وَشَهِدَ بِكَذَا يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَخْبَرَ بِهِ وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الشَّهَادَةُ الْإِخْبَارُ بِمَا قَدْ شُوهِدَ.

فَائِدَةٌ جَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ الْأُمَّةِ سَلَفِهَا
وَخَلَفِهَا فِي أَدَاءِ الشَّهَادَةِ أَشْهَدُ مُقْتَصِرِينَ عَلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ نَحْوَ أَعْلَمُ وَأَتَيَقَّنُ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِأَلْفَاظِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَيْضًا فَكَانَ كَالْإِجْمَاعِ عَلَى تَعْيِينِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ دُونَ غَيْرِهَا وَلَا يَخْلُو مِنْ مَعْنَى التَّعَبُّدِ إذْ لَمْ يُنْقَلْ غَيْرُهُ وَلَعَلَّ السِّرَّ فِيهِ أَنَّ الشَّهَادَةَ اسْمٌ مِنْ الْمُشَاهَدَةِ وَهِيَ الِاطِّلَاعُ عَلَى الشَّيْءِ عِيَانًا فَاشْتُرِطَ فِي الْأَدَاءِ مَا يُنْبِئُ عَنْ الْمُشَاهَدَةِ وَأَقْرَبُ شَيْءٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا اُشْتُقَّ مِنْ اللَّفْظِ وَهُوَ أَشْهَدُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ وَلَا يَجُوزُ شَهِدْتُ لِأَنَّ الْمَاضِيَ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ عَمَّا وَقَعَ نَحْوُ قُمْتُ أَيْ فِيمَا مَضَى مِنْ الزَّمَانِ فَلَوْ قَالَ شَهِدْتُ احْتَمَلَ الْإِخْبَارَ عَنْ الْمَاضِي فَيَكُونُ غَيْرَ مُخْبِرٍ بِهِ فِي الْحَالِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ - {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا} [يوسف: 81] لِأَنَّهُمْ شَهِدُوا عِنْدَ أَبِيهِمْ أَوَّلًا بِسَرِقَتِهِ حِينَ قَالُوا إنَّ ابْنَكَ سَرَقَ فَلَمَّا اتَّهَمَهُمْ اعْتَذَرُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا صُنْعَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَقَالُوا وَمَا شَهِدْنَا عِنْدَكَ سَابِقًا بِقَوْلِنَا إنَّ ابْنَكَ سَرَقَ إلَّا بِمَا عَايَنَّاهُ مِنْ إخْرَاجِ الصُّوَاعِ مِنْ رَحْلِهِ وَالْمُضَارِعُ مَوْضُوعٌ لِلْإِخْبَارِ فِي الْحَالِ فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ فَقَدْ أَخْبَرَ فِي الْحَالِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون: 1] أَيْ نَحْنُ الْآنَ شَاهِدُونَ بِذَلِكَ وَأَيْضًا فَقَدْ اُسْتُعْمِلَ أَشْهَدُ فِي الْقَسَمِ نَحْوُ أَشْهَدُ بِاَللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا أَيْ أُقْسِمُ فَتَضَمَّنَ لَفْظُ أَشْهَدُ مَعْنَى الْمُشَاهَدَةِ وَالْقَسَمِ وَالْإِخْبَارِ فِي الْحَالِ فَكَأَنَّ الشَّاهِدَ قَالَ أُقْسِمُ بِاَللَّهِ لَقَدْ اطَّلَعْتُ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَا الْآنَ أُخْبِرُ بِهِ وَهَذِهِ الْمَعَانِي مَفْقُودَةٌ فِي غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْفَاظِ فَلِهَذَا اُقْتُصِرَ عَلَيْهِ احْتِيَاطًا وَاتِّبَاعًا لِلْمَأْثُورِ وَقَوْلُهُمْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تَعَدَّى بِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَعْلَمُ وَاسْتَشْهَدْتُهُ طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَشْهَدَ وَالْمَشْهَدُ الْمَحْضَرُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَتَشَهَّدَ قَالَ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ وَتَشَهَّدَ فِي صَلَاتِهِ فِي التَّحِيَّاتِ. 
[شهد] في أسمائه تعالى "الشهيد" هو من لا يغيب عنه شيء والشاهد الحاضر، والعليم في العلم مطلق، وبالإضافة إلى الأمور الباطنة خبير، وإلى الأمور الظاهرة شهيد؛ وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة بما علم. ومنه ح: و"شهيدك" يوم الدين، أي شاهدك على أمته. وح: سيد الأيام يوم الجمعة هو "شاهد" أي يشهد لمن حضر صلاته. ط: أسند الشهادة إليها مجازًا، يعني وشاهد فيه الخلائق لتحصيل السعادة الكبرى. نه: وقيل: شاهد يوم الجمعة، ومشهود يوم عرفة، لأن الناس يشهدونه أي يحضرونه ويجتمعون فيه. وح الصلاة: فإنها "مشهودة" مكتوبة، أي تشهدها الملائكة وتكتب أجرها للمصلي. وح صلاة الفجر: فإنها "مشهودة" محضورة، أي تحضرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعدة وهذه نازلة. ن: فهي أقرب إلى القبول والرحمة. ط: أي يحضرها أهل الطاعة من سكان السماوات والأرض، ومحضورة تأكيد لمشهودة. نه: المبطون "شهيد" أصله من قتل مجاهدًا في الله، وجمعه الشهداء، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، أو لأنه حي لم يمت كأنه شاهد أي حاضر، أو لأن ملائكة الرحمة تشهده، أو لقيامه بشهادة الحق في الله حتى قتل، أو لأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة وغيره لا يشهدها إلى يوم القيامة؛ فهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول ثم اتسع فأطلق على من سمي به في الحديث. وفيه: خير "الشهداء" الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها، هو من لا يعلم صاحب الحق أن له معه شهادة، وقيل: هي في الأمانة والوديعة وما لا يعلمه غيره، وقيل: هو مثل في سرعة إجابته إذا استشهد. ومنه ح: يأتي قوم "يشهدون" و"لا يستشهدون" هذا عام فيمن يؤدي الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق فلا يقبل، وما قبله خاص، وقيل: هم الذين يشهدون بالباطل؛ ويجمع على شهداء وشهود وشهد وشهاد. ك: أو معناه يتحملون الشهادة بدون التحميل. بغوى: قيل: أراد به التألى على الله نحو: فلان في الجنة وفلان في النار. ط: أو الأول محمول على شهادة الحسبة كالطلاق والعتاق، أو علىالصلاة، أي حاضرونها، عطف على كل رطب وهي الحي واليابس ما ليس له نمو، ويكتب له ما بينهما أي ما بين الأذانين. وح: فتوضأ كما أمرك الله ثم "تشهد" فأقم، أي أذن فأقم للصلاة. و"الشاهد" من أسمائه صلى الله عليه وسلم لأنه يشهد يوم القيامة للأنبياء على الأمم بالتبليغ ويشهد على أمته ويزكيهم، أو هو بمعنى المشاهد للحال كأنه الناظر إليها. غ: أشهدته واستشهدته واحد. و «"شهد" الله» بين، والشاهد يبين ما شهد عليه. و «تبغونها عوجًا وأنتم "شهداء"» أي تشهدون وتعلمون أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق. «ويتلوه "شاهد" منه» أي ملك حافظ. و"شاهدين" على أنفسهم بالكفر كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك. وصلاة "الشاهد" المغرب، لاستواء المسافر والمقيم فيها. ط: و"الشهيد" في سبيل الله، هو كشعري شعري، فلا يكون من حمل الشيء على نفسه بإعتبار العطف. وح: "شهدت" الدار - مر في رومة من ر.
شهد: شهد على فلان لا تعنى فقط شهد ضده بل تعنى أيضاً شهد له (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 73 رقم 26). شهد: نطق بالشهادة أي أشهد أن لا إلّه إلا الله الخ (عباد 1: 319، 2: 365 رقم 230).
شاهد. شاهَد الحوائج: غسل الحوائج وتشهَّد عليها أي نطق بالشهادتين عندما صب الماء على الملابس التي غسلها. (لين عادات 1: 450).
أشهد. اشهد على فلان: جعله يشهد ضده. وكذلك جعله يشهد له (ابن خلكان 1: 36).
أشهد لفلان ب: منحه شيئاً أو أرضاً بحضور شهود (معجم بدرون، دي يونج).
أشهد: تستعمل بمعنى شهد (ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 8، فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 1: 154، ألف ليلة 1: 174 وأقرأ فيها وأشهد. وقد كرر ذكر هذا الفعل في كتاب العقود. ففيه (ص2): أشهد على نفسه فلان. وأشهد لدينا فلان. وقولهم أشهد على نفسه في كل هذه العبارات لا يعني غير شَهِد فقط.
ومُشْهِد: شاهد (دي ساسي دَيب 9: 471) وأشهد فلان: شِهد أمام شخص ففي كتاب العقود (ص2): أشهدني فلان بن فلان وهو بحال الصحة الخ. والمصدر منه إشهاد (أماري ديب ص96، 97، 109، 179).
تشاهد: صار شاهداً: وتشاهد: شهد كل واحد منهما الآخر. ففي فالتون (ص: 9): القلوب تتشاهد.
تشاهد: شهد ضده. شهد عليه، وترى مثالا له في مادة شَنّع.
تشاهد: تشهَّد، قال: أشهد أن لا إلّه إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
(أبو الفداء تاريخ 1: 148). وفي العمراني (ص66): قلت لجعفر أمرت بقطع رأسك فتشاهد وقال أمهلْني أصلّي ركعتين فإذا سجدت السجود الأخير فشأنك وما تريده.
استشهد ب: استشهد ب تمثل ب (أبو الوليد ص122، 320).
استشهد ب: قدّم دليلاً على كفاءته وغيرها (كرناس ص44).
استشهد في: سند حقه (أماري ديب ص76) استشهد: طلب أن يشهد له شخص.
ويتعدى هذا الفعل بنفسه فيقال: استشهد فلانا. غير إنه يعدّه بالباء فيقال استشهد بفلان (المقدمة 1: 391). وفي الحلل (ص41 ق): واستشهد بالفقهاء فاجمعوا على حرقه (أي على حرق هذا الكتاب).
صورة استشهاده: الصورة التي يستعملها الإنسان في التوقيع على الفتوى. (المقري 1: 578) استشهد: واستُشْهِد فلان على المجهول قتل في سبيل الله. والعامة تقول استشهدَ على المعلوم (محيط المحيط).
شَهْدَة: ورم خبيث في جلد الرأس، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه الشهدة وهي قرص العسل (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 341). وتستعمل هذه الكلمة بنفس هذا المعنى في: القُرُوح الشَهْديُّة (ابن البيطار 1: 154، 300، 2: 119).
شِهاد: شهيد (الكالا).
شُهُود. شُهود المُفصَّل في المُجْمَل: هو رؤية الكثرة في الذات الاحديّة. وعكسه شهود المجمل في المفصَّل (محيط المحيط).
شَهِيد: عند المولدين من يختار القتل على ترك دينه فيقتل ولا يتركه (محيط المحيط) شَهَادة. الشهادتان: هي لا إلّه إلا الله ومحمد رسول الله (الماوري ص94).
شَهادَة: وظيفة الشاهد (انظر شاهِد): أي مراقب المالية. ففي كتاب الخطيب (ص33 ق): فقال استعمالا في الشهادات المخزنية شَهادة. في معجم الكالا هي شِهادة بكسر السين.
شاهِد: جاسوس (تاريخ البربر 1: 134).
شاهِد: موظف في ديوان المالية والكمارك، مفتش، مدير (المقري 1: 134، تاريخ البربر 2: 432) شاهِد: رئيس، شيخ، سيّد، ويقال: شاهد العشيرة بمعنى شيخ العشيرة وسيّدها، ويقال أيضاً شهود العسكر (معجم البلاذري).
شاهِد وجمعه شَواهد: ضمان، تأمين، حجّة، برهان، دليل (بوشر).
شاهِد: إشارة، علامة (تاريخ البربر 1: 563، وانظر 1: 598).
شاهِد: دليل الكفاءة (تاريخ البربر 1: 532). شاهِد: المولدون يسمون الإصبع التي تلي الإبهام بالشاهد لنصبها عند الإشهاد كما تسمى بالسبَّابة لنصبها عند السبّ (محيط المحيط).
شاهِد: حديث رُوِيَ عن الصحابة، يتفق بالمعنى أو باللفظ مع حديث رواه صحابي آخر (دي سلان المقدمة 2: 484).
الشاهِد: عند الصوفية هو التجلّي، أو عبارة عما كان حاضراً في قلب الإنسان وغلب عليه ذكره، فان كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم، وإن كان الوجد فهو شاهد الوجد، وان كان الحق فهو شاهد الحق (محيط المحيط) وانظر المقري (1: 574).
شاهِد: علامة، شارة، آية، أثر. وكل ما يتخذ دليلا لمعرفة شيء (بوشر).
شاهِد: مسلة أو عمود من الحجر ينصب عموديا على القبر. (لين عادات 2: 386) وفيه شواهد الحجران المستقيمان المربعان أو المدور الرأس يوضع أحدهما عموديا عند رأس الميت والآخر عند رجله (بروسلاو: مذكرات عن قبور أمراء بني زيان ص19).
شاهِد: قطعة من الخشب توضع عموديا في رأس التابوت حيث يكون راس الميت (لين عادات 2: 328).
الشواهد: عند أهل الرمل أربعة أشكال في الزائجة تسمى بالزوائد (محيط المحيط).
حرف الشاهد: اسم الموصول (الكالا).
شاهدة: حجر مستطيل ينصب على القبر (محيط المحيط).
إشهاد: في الجنايات أن يقال لصاحب الدار إن حائطك هذا مائل فاهدمه أو مخوف فأصلحه (محيط المحيط).
مَشْهَد: حفلة، محفل، ففي تاريخ البربر (1: 413): أيام مشاهد الأعياد، ونحن نقول الآن أيام الأعياد.
مَشْهَد: حضور (فوك).
مَشْهَد: شهادة (فوك).
مَشْهَد: منظر، شيء أو مجموعة أشياء تستلفت النظر (ابن جبير) (= منظر ص9).
مَشْهَد: معركة: قتال (فالتون 1: 19 رقم 10، البلاذري ص450، تاريخ البربر 2: 79).
مَشْهَد: بمعنى معركة أو بمعنى آخر لا أعرفه ففي أخبار (ص135): وكان واسع العلم في الحديث، حُكِي عنه إنه تمادي مع بعض جلسائه في حديث من بعض المشاهد فلما تلاحيا فيه قال اسمَعْ كتب المشاهد حفظاً فقرأها ظاهراً.
مَشْهَد: صرح أو عمارة تضم قبر ولي من الأولياء (البكري ص168) وفي تاريخ تونس (ص142): وله غير ذلك من المآثر والمحاسن والاعتناء بمقامات الصالحين وتجديد مشاهدهم.
وكان يدرس فيه الفقه وعلم الكلام والنحو كما يدرس اليوم في الزاوية. انظر البكري (ص187) مع تعليقة دي سلان في الترجمة (ص130) ومن هذا أطلق على موضع الحج (بوشر) وموضع مقدس (ابن جبير ص275، 330) وضريح، قبر فخم (ابن جبير ص198، (= تُربْة) (لين 2، 217، 218، 227) وفيها: مشهد حفيل البنيان داخله قبر متسع السنام (ص228). وأرى أن هذه الكلمة تدل على نفس المعنى عند العياشي (ص122، 143) على الرغم من أن بربروجر يقول إنها تدل على معنى آخر (انظر ما يلي).
مَشْهد: بمعنى شاهد وشاهدة. (انظر شاهدة): وهو حجر مستطيل ينصب على القبر (الكالا) (بربروجر في تعليقة له على العايشي) حيث هذه الكلمة تدل فيما أرى على المعنى السابق وهو عمود من الحجارة يوضع عند رأس الميت ورجليه، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن كلمة الشهادة قد حفرت على أحدهما.
مَشْهَد: حجر يوضع في الماء قرب القنطرة ففي تاريخ تونس (ص92): وقد بنى هذا الباي القناطر وجعل حولها مشاهد ضخمة.
مَشْهَد: الخادم المقدم عند شيخ البلد (صفة مصر 11: 485).
مَشْهَدَة: جيش، عسكر (كرتاس ص97).
مُشَهَّد: عجينة رقيقة الطبقات مغمورة بالسمن (دوماس حياة العرب ص253).
مُشَهَّدَة: في المغرب الحلوى التي تسمى في المشرق قطائف (انظر: قطائف) (معجم المنصوري في مادة قطائف) وانظر المادة السابقة.
المشاهدة: عند أهل السلوك (الصوفية) رؤية الحق ببصر القلب من غير شبهة كأنه رآه بالعين (محيط المحيط) وقد اعتمد دي سلان على التعريف الذي ذكره ابن العربي والذي نقله مؤلف التعريفات (انظر طبعة فلوجل لهذا الكتاب ص229، 291) فهو يقول إن هذه الكلمة عند الصوفية تعنى تأمل الموجودات مع الاعتراف بالوحدة، وهذا يعنى فيما يظهر: أن ترى الموجودات في الله كما ترى الله في الموجودات. انظر نص الكلام في (3: 70، 177) وفي كلستان سعدى (ص58 طبعة سيميليه: مشاهدة الأبرار بين التجلّي والاستتار).
المشاهدات: هي المحسوسات التي تدركها الحواس (التعريفات ص229، محيط المحيط).
شهـد
شهِدَ1 يَشهَد، شُهودًا، فهو شاهِد، والمفعول مَشْهود
• شهِد المجلسَ: حضَره، كان مُتواجِدًا فيه "شهِد الحربَ/ المباراةَ".
• شهِد حادثةً: رآها وعاينها "شهِد موقعَ الجريمة- {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ} - {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} " ° شهِد الجمعةَ: أدركها. 

شهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ يَشهَد، شهادةً، فهو شاهد، والمفعول مَشْهود به
• شهِد الرَّجُلُ:
1 - حكم " {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} ".
2 - علم "شهِدَ اللهُ لم يغب عن جفوني ... شخصُه ساعةً ولم يخلُ حِسِّي- {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ".
• شهِد أن لا إله إلاّ الله: أقرَّ واعترف بوحدانيّة الله تعالى " {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} - {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} ".
• شهِد بما رآه/ شهِد على ما رآه: أدّى ما عنده من الشهادة، أخبر به خبرًا قاطعًا "شهِد بإخلاص صديقه- شهِد على المتَّهم- {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ} - {وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} " ° شهِد بالزُّور: افترى الكذبَ.
• شهِد العرقُ على الجُهد المَبذول: دلّ عليه دلالةً قاطعة "شهد الخرابُ على هوْلِ الحريق"? يشهد على ذلك ما ورد: يثبته ويؤكِّده.
• شهِد للمظلوم: أدّى بشهادته لصالحه. 

أشهدَ يُشهِد، إشهادًا، فهو مُشهِد، والمفعول مُشهَد
• أشهد صديقَه على صدق أقواله: جعله يشهد بذلك "أشهد الحاضرين على موقِفه- {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} - {وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ". 

استشهدَ/ استشهدَ على/ استشهدَ في يستشهد، استِشهادًا، فهو مُستشهِد، والمفعول مُستشهَد (للمتعدِّي)

• استشهد الشَّخصُ: تعرَّض للقتل في سبيل الله؛ طلب الشَّهادة "استشهد عددٌ من جنودنا في ساحة الشَّرف".
• استشهد الطَّالبُ زميلَه: طلب منه أن يشهد " {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} ".
• استشهد على رأيه بكذا: دلَّل عليه، أكّده، جاء بشاهد عليه "استشهد النَّحويّ على القاعدة ببيتٍ من الشِّعر" ° استشهد بالشِّعر: احتجّ بأصل ما ورد فيه من ألفاظ- استشهد بمَثَل: ضرَبه- استشهد بنصّ: ذكره.
• استشهد في سبيل الله: مات شهيدًا. 

اسْتُشهِدَ يُستشهَد، استشهادًا، والمفعول مُستشهَد
• استُشهِد الرَّجلُ: قُتِل شهيدًا في سبيل الله أو الوطن "من اُسْتشهِد فله الجنّة". 

تشاهدَ يَتَشَاهَد، تَشَاهُدًا، فهو مُتَشَاهِد
• تشاهد الرَّجلُ: تَشَهَّد، نَطَقَ بالشهادتين "تشاهد الفدائي ثم اندفع بين صفوف العدو مقاتلاً حتى قُتِل". 

تشهَّدَ يتشهَّد، تشهُّدًا، فهو مُتشهِّد
• تشهَّد الرَّجُلُ: نطق بالشهادتين ° تشهّد المُسلمُ: طلب الشهادة في سبيل الله.
• تشهَّد المصلِّي: قرأ التشهُّد في الصلاة (التحيّات لله .. ). 

شاهدَ يشاهد، مُشاهدةً، فهو مُشاهِد، والمفعول مُشاهَد
• شاهدَ الشَّيءَ: رآه وعايَنه "شاهَد المسلسلَ/ المباراةَ- شاهَد دون أن يتدخّل: نظر من بعيد- من يشاهد كثيرًا يحفظ كثيرًا". 

استشهاديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استشهاد.
• العمليَّة الاستشهاديَّة: عمليّة فدائيّة يقوم بها أحد الفدائيِّين المتطوِّعين، حيث يلغِّم جسمه بالمتفجِّرات ثم يُلقي بنفسه وسط تجمّع كبير للأعداء فينفجر فيهم ويموت شهيدًا "حاول العدو وقف العمليّات الاستشهاديّة للفدائيين بدون جدوى- أسفرت العمليّة الاستشهاديّة عن مقتل عشرين جنديًّا للعدو". 

تشهُّد [مفرد]: مصدر تشهَّدَ.
• التَّشهُّد: التَّحيّات في الصّلاة، أي: التَّحيّات لله والصَّلوات والطيِّبات ...
• التَّشهُّدان: التَّشهُّد الأوّل والتَّشهُّد الثَّاني في الصَّلاة التي تزيد على ركعتين. 

شاهد2 [مفرد]: ج شواهِدُ، مؤ شاهدة، ج مؤ شواهِدُ:
1 - دليل، برهان "ما شاهدك على ما تقول" ° شاهد نحويّ: دليل من كلام العربيّ الفصيح، يُساق لإثبات قاعدة نحويّة.
2 - علامة توضع على القبر. 

شاهِد1 [مفرد]: ج شاهدون وأشهاد وشُهداءُ وشُهَّد وشُهُود، مؤ شاهدة: اسم فاعل من شهِدَ1 وشهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ ° شاهد سماعيّ: الشَّاهِد الذي سمِع بأُذُنَيْه ما يَرْوي أو يُدْلي به في محكمة- شاهد عِيان: شاهد يشهد بشيء رآه- على رءوس الأشهاد: على مرأى من الجميع، علانية جهارًا.
• صلاة الشَّاهد: صلاة المغرب، أو صلاة الفجر؛ لأنّهما لا تقصر فيهما الصلاة فيصلِّيهما الغائبُ مثل الشاهد. 

شَهادة [مفرد]:
1 - مصدر شهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ.
2 - قول الشَّاهد أمام جهة قضائيَّة "أصرَّ فلان على شهادته" ° جرَّح الشَّهادة/ جرَح الشَّهادة: أسقطها، ردّها؛ طعن في صحتها- ذو الشّهادتين: خزيمة بن ثابت الأنصاريّ- زوَّر الشَّهادَة: أبطلها- شهادة دامغة: لا تُردُّ ولا يمكن دحضُها.
3 - موت في سبيل الله "رُزق الشّهادة- مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ [حديث] ".
4 - وثيقة تثبت شيئًا ما "شهادة جامعيّة/ تطعيم/ ميلاد- شهادة احترام وتقدير- شهادة حُسْن سير وسلوك: إفادة خطيَّة، تثبت حسن سلوك حاملها- شهادة صحيّة: وثيقة تثبت خُلُوّ صاحبها من الأمراض".
• الشَّهادة البيِّنة: (قن) أقوال الشُّهود أمام جهة قضائيَّة.
• عالَم الشَّهادة: العالم الظاهر أو مجموع ما يُدرك، عكسه عالَم الغيب.
• شهادة إيداع: (قص) وثيقة نقديّة تصدر من قِبَل
 البنوك والمؤسَّسات الماليّة، عند استحقاقها يتمّ دفع قيمتها الأساسيّة وفوائدها.
• الشَّهادتان: شهادة أنَّ لا إله إلاّ الله وشهادة أنَّ محمَّدًا رسول الله. 

شَهْد/ شُهْد [جمع]: جج شِهاد، مف شَهْدة وشُهْدَة:
1 - عسل النحل ما دام لم يعصر من شمعه "لا يُصْنع الشَّهد من العلقم".
2 - (نت) نوع من الشمّام مستدير. 

شُهود [مفرد]: مصدر شهِدَ1. 

شهيد1 [مفرد]: ج شُهداءُ: مَنْ قُتل في سبيل الله أو العقيدة الصحيحة "هو من الشُّهداء الأبرار- مجد الأمم لا يُبنى إلاّ على رُءوس الشُّهداء- يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ؛ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ [حديث]- {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} ". 

شهيد2 [مفرد]: ج أشهاد وشُهُد وشُهداءُ، مؤ شهيدة، ج مؤ شهيدات وشهداءُ: مَنْ يؤدِّي الشّهادة " {وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ} " ° كلَّمته على رُءوس الأشهاد: أمام الحاضرين جميعهم.
• الشَّهيد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحاضِر المُشاهِد، والمُطّلِعُ على ما لا يعلمه المخلوقون إلاّ بالمشاهدة والحضور، المُبيِّنُ بالدَّلائل والشّواهد لعدلِه وتوحيده وصفات جلاله، المشهودُ له بالوحدانيَّة والعبوديَّة.
• الشَّهيدان: الشَّاهدان. 

مُشاهدات [جمع]: مف مُشاهَدَة
• المُشاهدَات: المحسوسات، المُدْركات بالحواسّ. 

مَشْهَد [مفرد]: ج مَشاهِدُ:
1 - مصدر ميميّ من شهِدَ1.
2 - اسم مكان من شهِدَ: منظر، مَرْأَى؛ مكان المشاهدة.
3 - ضريح أحد الأولياء.
4 - ما يُشاهد، ما يقع تحت النَّظر "مَشْهد رهيب/ طبيعيّ- {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ".
5 - (فن) قطعة مستمرَّة من الحركة تقع في منظر واحد من مسرحيّة أو أغنية مصوَّرة أو فلم سينمائيّ "مَشْهد غنائيّ/ رائِع". 

مشهود [مفرد]: اسم مفعول من شهِدَ1 وشهِدَ2/ شهِدَ بـ/ شهِدَ على/ شهِدَ لـ.
• يوم مشهود: يوم يجتمع فيه النَّاس لأمر ذي شأن، يستحقُّ الذِّكر ولا يُنسى.
• اليوم المشهود: يوم القيامة، أو يوم الجمعة. 

شهد: من أَسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء

الله الأَمين في شهادته. قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.

والشهيد: الحاضر. وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر

العِلم مطلقاً، فهو العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة، فهو الخبير،

وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أَن

يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة. ابن سيده: الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما

عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ ومنه قوله تعالى: شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم

الموتُ حين الوصية اثنان؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف

وأَقام المضاف إِليه مقامه. وقال الفراء: إِن شئت رفعت اثنين بحين

الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود

والنصارى، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا.

ورجل شاهِدٌ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر،

والجمع أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء. والشَّهْدُ: اسم للجمع عند

سيبويه، وقال الأَخفش: هو جمع. وأَشْهَدْتُهُم عليه. واسْتَشْهَدَه: سأَله

الشهادة. وفي التنزيل: واستشهدوا شَهِيدين.

والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ على كذا، وربما قالوا

شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفيف؛ عن الأخفش. وقولهم: اشْهَدْ بكذا

أَي احْلِف. والتَّشَهُّد في الصلاة: معروف؛ ابن سيده: والتَّشَهُّد

قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من «أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن

محمداً عبده ورسوله» وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة. وفي حديث ابن مسعود: كان

يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يريد تشهد الصلاة

التحياتُ. وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله

إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا

الله. قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً

رسول الله. وقوله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو؛ قال أَبو

عبيدة: معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته عَلِمَ اللهُ

وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل

على توحيده بجميع ما خَلَق، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً

واحداً مما أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته،

وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه

غيره. وقال أَبو العباس: شهد الله، بيَّن الله وأَظهر. وشَهِدَ الشاهِدُ عند

الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره، يدل على ذلك قوله: شاهدين على أَنفسهم

بالكفر؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه،

ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا

نحن كفار؛ وقيل: معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه: أَن كل

فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم

كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم

بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو

لكَ تَمْلِكُه وما ملك. وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل:

شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو، فقال: كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه

بمعنى علم الله. قال وقال ابن الأَعرابي: معناه قال الله، ويكون معناه علم

الله، ويكون معناه كتب الله؛ وقال ابن الأَنباري: معناه بيَّن الله أَن لا

إِله إِلا هو.

وشَهِدَ فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد. واسْتُشِهْدَ فلان، فهو

شَهِيدٌ. والمُشاهَدَةُ: المعاينة. وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره، فهو شاهدٌ.

وقَوْم شُهُود أَي حُضور، وهو في الأَصل مصدر، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل

راكِع ورُكّع. وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، فهو

شاهِد، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ، وبعضهم يُنْكره،

وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد. والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع

الشُّهَداء. وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه.

وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى؛ ومنه قوله تعالى:

واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يقال للشاهد:

شَهيد ويُجمع شُهَداءَ. وأَشْهَدَني إِمْلاكَه: أَحْضَرني.

واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها. وفي الحديث: خَيْرُ

الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها؛ قال ابن

الأَثير: هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ وقيل: هي في

الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره؛ وقيل: هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة

الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل

الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه. ومنه: يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون،

هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه

ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها، والذي قبله خاص؛ وقيل: معناه هم

الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم.

وفي الحديث: اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ وقيل:

لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية. وفي حديث اللقطة:

فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما

يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها، فيدعوه إِلى الخِيانة بعد

الأَمانة، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل

تَرِكَتِه. وفي الحديث: شاهداك أَو يَمِينُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر

معناه ما قال شاهِداكَ؛ وحكى اللّحياني: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا

أَي أَهلَ الشَّهادَة، كما يقال: إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ

المجلس. ابن بُزرُج: شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ؛ يريد شُهَداءَ سوء.

وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون. والشاهِدُ

والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد

ثعلب:كأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي،

إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ، غَريبُ

أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني

غريب. الليث: لغة تميمِ شهيد، بكسر الشين، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان

ثانيه أَحد حروف الحلق، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً، قال: ولغة

شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل، والنصب اللغة العالية.

وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه

سيبويه. وقوله تعالى: وذلك يومٌ مَشْهودٌ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ

والأَرض. ومثله: إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً؛ يعني صلاة الفجر

يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله تعالى: أَو أَلقى السمع وهو شهيد؛

أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه. وفي حديث عليّ،

عليه السلام: وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك. وفي

الحديث: سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه. وقوله:

فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله؛ الشهادة معناها اليمين ههنا.

وقوله عز وجلّ: إِنا أَرسلناك شاهداً؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة،

وقيل: مُبَيِّناً. وقوله: ونزعنا من كل أُمة شهيداً؛ أَي اخْتَرْنا منها

نبيّاً، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه. وقوله، عز وجل: تبغونها عِوَجاً

وأَنْتم شُهَداء؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم،

حق لأَن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم. وقوله عز وجل: يوم يقوم

الأَشْهادُ؛ يعني الملائكة، والأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب

وأَصحاب، وقيل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على

المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ

مَلَكٌ. وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صلاة العصر

ثم قال: قلنا لأَبي أَيوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ

في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر. وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، وهو

اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم؛ قال غيره: وتسمى

هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء

فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم؛ ولذلك قيل له

(* قوله «قيل له» أي المذكور

صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه.) صلاةُ البصر،

وقيل في صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد

لا يَقْصُرُ منها؛ قال:

فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ

تَيْماء، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل،

قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل

وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ

المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: والقَوْلُ

الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم

تُسَمَّ شاهداً. وقوله عز وجل: فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه؛ معناه من

شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ

كلُّ حَيٍّ فيه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع

الفعل عليه؛ المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في

سفره. وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه.

وامرأَة مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغير هاءٍ. وامرأَة مُغِيبَة: غاب عنها

زوجها. وهذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس. وفي حديث

عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ:

أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ؛ يقال: امرأَة مُشْهِدٌ

إِذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها. ويقال

فيه: مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا

يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها.

والشهادة والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس. والمَشْهَد: مَحْضَرُ

الناس. ومَشاهِدُ مكة: المَواطِنُ التي يجتمعون بها، من هذا. وقوله تعالى:

وشاهدٍ ومشهودٍ؛ الشاهِدُ: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمَشْهودُ: يومُ

القيامة. وقال الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الجمعة، والمشهود يوم عرفةَ لأَن

الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أَيضاً: الشاهد يومُ

القيامة فكأَنه قال: واليَوْمِ الموعودِ والشاهد، فجعل الشاهد من صلة

الموعود يتبعه في خفضه. وفي حديث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي

تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي. وفي حديث صلاة الفجر: فإِنها

مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعِدةٌ وهذه

نازِلَةٌ. قال ابن سيده: والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم يفسره كراع

بأَكثر من هذا.

والشَّهِيدُ: المقْتول في سبيل الله، والجمع شُهَداء. وفي الحديث:

أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق

(* قوله «تعلق

من ورق إلخ» في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً:

أكلت منها بأفواهها. وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت. وقوله، عليه

السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قيل: يروى من الأَول، وهو الوجه اذ

لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق ، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو

الأكثر.) الجنة، والإسم الشهادة. واسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِيداً.

وتَشَهَّدَ: طلب الشهادة. والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد

الذي يُسْتَشْهَدُ: الحيّ أَي هو عند ربه حيّ. ذكره أَبو داود

(* قوله

«ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور» كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما

فيه من غموض. وقوله «كأن أرواحهم» كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان

أرواحهم.) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال: فلان حيّ أَي هو عند

ربه حيّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين

قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم؛ كأَنَّ أَرواحهم

أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث؛

قال: وهذا قول حسن. وقال ابن الأَنباري: سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ

وملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ

يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأُمم الخالية. قال الله

عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ وقال أَبو

إِسحق الزجاج: جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من

أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم

أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأَنبياء وتشهد

عليهم بتكذيبهم، ويَشْهَدُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم.

قال أَبو منصور: والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من

قُتِلَ في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم

أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ثم يتلوهم في

الفضل من عدّه النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيداً فإِنه قال: المَبْطُونُ

شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قال: ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع. ودل

خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام

حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء، لقوله،

رضي الله عنه: ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا

تَعْزِمُوا عليه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا

شهداء. قال الأَزهري: معناه، والله أَعلم، أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا

وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في

جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت

أَنبياءَها في الدنيا.

الكسائي: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله، فهو مُشْهَدٌ،

بفتح الهاءِ؛ وأَنشد:

أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً

وفي الحديث: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ؛ قال: الشهيدُ في

الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه

النبي، صلى الله عليه وسلم، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب

الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له

بالجنة؛ وقيل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشهادَة الحق في

أَمْرِ الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من

الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف

التأْويل.

والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته

شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية:

إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ

لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ

(* قوله «ملاء» ككتاب، وروي بدله

عليها.) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق. وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ

والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان.

وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ

مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ

الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك. وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ؛

وأَنشد:

قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا،

فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى

والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده:

والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور

الهلالي:فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا

له، والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها

ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف. وقيل: الشُّهودُ الأَغراس

التي تكون على رأْس الحُوار. وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى

أَو دَمٍ.

والشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة.

والشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشى:

فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً

على شاهِدي، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ

وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له

مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ. قال الله تعالى:

أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ،

حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ

قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس:

له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ

قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وقال

غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.

شهد
: (الشَّهَادةُ خَبَرٌ قاطعٌ) ، كَذَا فِي اللِّسَان، والأَساس. (وَقد شَهُدَ) الرجلُ على كَذَا، (كعَلِم وكَرُم) شَهَداً وشَهادةً، (وَقد تُسَكَّنُ هاؤُهُ) للتَّخْفِيف عَن الأَخفش. قَالَ شَيخنَا: لأَن الثلاثي الحَلقيَّ العينِ الَّذِي على فَعُل بالضّمّ، أَو فعِلَ بِالْكَسْرِ، يجوز تسكينُ عينِه تَخْفِيفًا مُطلقاً، كَمَا فِي (الْكِفَايَة) الْمَالِكِيَّة (والتسهيل) وشروحِهما، وَغَيرهَا، بل جَوَّزوا فِي ذالك أَربعَ لُغاتٍ: شَهِدَ، كفَرِح، وشَهْد، بِسُكُون الهاءِ مَعَ فتح الشين، وشِهْدَ، بكسرِها أَيضاً مَعَ سُكُون الهاءِ، وشِهِدَ بكسرتين، وأَنشدوا:
إِذا غابَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبِيعُنا
وإِن شِهْدَ أَجْدَى خَيْرُهُ ونوافِلُهْ
(وشَهِدَه كسَمِعَه شُهُوداً) أَي (حَضَره، فَهُوَ شاهِدٌ، ج شُهودٌ) ، أَي حُضُورٌ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدر، (وشُهَّدٌ) أَيضاً، مثل رَاكِعٍ ورُكَّعٍ.
(و) يُقَال: (شَهِدَ لزيد بِكَذَا شَهَادةً) ، أَي (أَدَّى مَا عِندَهُ من الشَّهَادةِ، فَهُوَ شاهِدٌ ج شَهْدٌ، بِالْفَتْح) ، مثل صاحِب وصَحْب، وسافِرٍ وسَفْر، وَبَعْضهمْ يُنكِره. وَهُوَ عِنْد سيبويهِ اسمٌ للجَمْع، وَقَالَ الأَخفشُ هُوَ جَمعٌ، و (جج) ، أَي جمع الجمْع: (شُهُودٌ) ، بالضمّ (أَشْهَادٌ) ، وَيُقَال إِن فَعْلاً بالفَتْح لَا يُجمَع على أَفعال إِلّا فِي الأَلفاظ الثَّلَاثَة الْمَعْلُومَة لَا رابعَ لَهَا، نَقله شيخُنَا.
(واستَشْهَدَهُ: سأَله الشَّهَادةَ) ، وَمِنْه لَا أَسْتَشْهِدُه كاذِباً. وَفِي الْقُرْآن: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ} (الْبَقَرَة: 282) واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ: سأَلْته إِقامَةَ شَهادةٍ احتَمَلها. وأَشهَدّت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ، واستَشهَدْته، بِمَعْنى واحدٍ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ} (الْبَقَرَة: 282) أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ.
(والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه) قالَ اللّيْث: وَهِي لُغَة بني تَمِيم، وَكَذَا كُلّ فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ، سواءٌ كَانَ وَصفا كهاذا، وإسماً جَامِدا كرغِيف وبعِير. قَالَ الهَمْدانيُّ فِي (إِعراب الْقُرْآن) : أَهلُ الْحجاز وَبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: رَحِيم ورَغيف وبَعير، بِفَتْح أَوائِلِهِنَّ. وقَيس، ورَبِيعَة، وتَمِيم، يَقُولُونَ: رِحِيم ورِغِيف وبِعِير، بِكَسْر أَوائلهنّ. وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي (الرَّوْض) : الْكسر لغةُ تَمِيمٍ فِي كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فِعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق، فيكسرون أَوّله، كرِحِيم وشِهِيد. وَفِي (شرح الدُّرَيْدِيَّة) لِابْنِ خالويه: كل اسمٍ على فَعِيل ثَانِيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فِيهِ إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ، كبِعِير وشِعِير ورِغِيف ورِحِيم. وَحكى الشيخُ النّووِيُّ فِي (ترحيره) عَن اللَّيْث: أَنَّ قوْماً من الْعَرَب يَقُولُونَ ذالك وإِن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق، ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل ونحْوِه. قلت: وهم بَنُو تَمِيم. كَمَا تقدَّم. (الشَّاهِدُ) وَهُوَ العالِم الّذي يُبيِّنُ مَا عَلِمَه. قَالَه ابْن سَيّده.
(و) الشَّهِيدُ، فِي أَسماءِ الله تَعَالَى: (الأَمينُ فِي شَهادَةٍ) ، وَنَصّ التكملة: فِي شهادَتِه. قَالَه أَبو إِسحاق (و) قَالَ أَيضاً: وَقيل: الشَّهِيد، فِي أَسمائِهِ تَعَالَى: (الَّذِي لَا يَغِيبُ عَن عِلْمه شَيْءٌ) والشَّهِيدُ: الحاضِرُ. وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ فِي فاعِل، إِذا اعتُبِر العِلمُ مطْلَقاً فَهُوَ العَلِيمُ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمُورِ الباطِنَةِ فَهُوَ الخَبِيرُ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فَهُوَ الشَّهِيدُ. وَقد يُعْتَبَرُ مَعَ هاذا أَن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة.
(و) الشَّهِيد، فِي الشَّرْعِ؛ (القَتِيل فِي سَبِيلِ اللهِ) واختُلِف فِي سَبَب تَسميته فَقيل: (لأَنَّ ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُهُ) ، أَي تَحْضُر غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلى الجَنَّة، (أَو لأَنَّ اللهَ وملائِكَتَه شُهودٌ لَهب الجَنَّةِ) ، كَمَا قَالَه ابْن الأَنباريّ. (أَو لأَنّهُ مِمَّن يُسْتَشْهَدُ يومَ القِيَامَةِ) مَعَ النّبيِّ، صلَّى الله علياه وسلّم (على الأُمَمِ الخالِيَةِ) الَّتِي كَذَّبت أَنبياءَها فِي الدُّنيا. قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {لّتَكُونُواْ شُهَدَآء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (الْبَقَرَة: 143) وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: جاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّ أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ فِي الآخرةِ مَن أُرسِلَ إِليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم، هاذا فِيمَن جَحَدَ فِي الدُّنْيا مِنْهُم أَمْرَ الرُّسلِ، فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمّدٍ صلَّى الله عليْه وسلّم بصِدْق الأَنبياءِ، وتَشْهَدُ عَلَيْهِم بتَكْذِيبِهم، ويَشهَدُ النَّبيُّ، صلَّى الله عليْه سلّم، لهاذه الأُمَّةِ بصِدْقِهِم. قَالَ أَبو مَنْصُور: والشَّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّة، فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ فِي سبيلِ اللهُ، مُيِّزُوا عَن الخَلْق بالفَضْل، وبيَّن الله أَنَّهُم: {أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ} فَرِحِينَ بِمَآ ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (آل عمرَان: 169، 170) ثمَّ يتْلُوهُم فِي الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم شَهِيداً، فإِنه قَالَ: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُون شَهِيد) قَالَ: وَمِنْهُم أَن تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْعٍ. وَقَالَ ابْن الأُثير: الشَّهِيد فِي الأَصل: من قُتِلَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللهِ، ثمّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُطْلِقَ على مَن سَمَّاه النَّبيُّ، صلَّى الله عليْه وسلّم، مِن المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وَغَيرهم. (أَو لِسُقُوطِهِ لى الشَّاهِدَةِ، أَي الأَرضِ) ، نَقله الصاغانيُّ (أَو لأَنّه حَيٌّ) لم يَمُتْ، كأَنه (عِندَ رَبّهِ) شاهدٌ، أَي (حاضِرٌ) ، كَذَا جاءَ عَن النَّضْر بن شُمَيْل. وَنَقله عَنهُ أَبو دَاوُود. قَالَ أَبو مَنْصُور: أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللهِ عَزَّ وجلُّ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ} (آل عمرَان: 169) كأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السَّلامِ أَحياءً، وأَرواحُ غيرِهم أُخِّرَت إِلَى البَعْثِ. قَالَ: وهاذا قولٌ حَسَنٌ. (أَو لأَنَّه يَشْهَدُ مَلَكُوتَ اللهِ ومُلْكَهُ) ، المَلَكُوت: عالَمُ الغَيْبِ المُخْتَصُّ بأَرْوَاحِ النُّفُوسِ. والمُلْكُ: عالَمُ الشَّهادةِ من المَحْسوساتِ الطّبيعيّة. كَذَا فِي تعريفات المناويّ.
فهاذه سِتَّةُ أَوْجُهٍ فِي سَببِ تَسمِيةِ الشَّهِيد. وَقيل: لِقيامه بشهادَةِ الحَقِّ، فِي أَمْرِ الله، حتَّى قُتِل. وَقيل: لأَنّه يَشْهَدُ مَا أَعدَّ الله لَهُ من الكرامةِ بالقَتْلِ. أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِيَ. أَو لأَنّه شُهِدَ لَهُ بالإِيمانِ وخاتِمةِ الخَيْرِ بظاهرِ حالِه، أَو لأَنَّ عَلَيْهِ شاهِداً يَشْهَدُ بِشَهادَتِه، وَهُوَ دَمُه.
وهاذِه خَمْسَةُ أَوجهٍ أُخْرَى، فَصَارَ الْمَجْمُوع مِنْهَا أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً. وَمَا عدا ذالك فمرجوعٌ إِلى أَحدِ هاؤلاءِ عِنْد المتأَمِّل الصَّادِق.
قَالَ شيخُنا: وَقد اختَلَفُوا فِي اشتقاقه، هَل هُوَ من الشَّهَادة، أَو من المُشَاهَدة، أَو الشُّهُود، أَو هُوَ فَعِيل بمعنَى مفعول، أَو بعنى فَاعل. وَذكروا لكُلَ أَوْجُهاً. (ذكر) أَكثر ذالك مُحَرَّراً مُهذَّباً الشيخُ أَبُو الْقَاسِم السُّهيليّ فِي (الرَّوْض الأُنُف) بِمَا لَا مَزِيد عَلَيْهِ.
كتاب م كتاب (ج: شُهَدَاءُ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَرْوَاحُ الشهَداءِ فِي حَواصِلِ طَيْرٍ خضْرٍ تَعْلُق من وَرَقِ الجَنَّةِ) .
(والاسمُ: الشَّهَادةُ) وَقد سَبقَت الإِشارةُ إِلى الِاخْتِلَاف فِيهِ قَرِيبا.
(وأَشْهَدُ بِكَذَا: أَحْلِفُ) .
قَالَ المصنِّف فِي (بصائِرِ ذَوِي التَّمْيِيز: قَوْلهم شَهِدْت: قَالَ على ضَرْبَيْنِ: أَحدهما جارٍ مَجْرَى العِلْم، وبِلَفْظِه تُقام الشهادةُ، يُقَال: أَشْهَد بِكَذَا، وَلَا يُرْضَى من الشاهِدِ أَن يَقول: أَعلَم، بل يُحتاج أَن يَقُول أَشْهد. وَالثَّانِي يجْرِي مَجْرَى القَسَمِ، فَيَقُول: أَشْهَد بِاللَّه إِنّ زيدا مُنْطَلِقٌ. وَمِنْهُم من يَقُول: إِنْ قَالَ أَشْهَدُ، وَلم يَقُل: بِاللَّه، يكون قَسَماً ويَجْرِي (عَلِمت) مَجْرَاه فِي القَسَم فيُجَاب بِجَوَاب الْقسم، كَقَوْلِه:
وَلَقَد عَلِمْتُ لتَأْنِيَن عَشِيَّةً
(وشاهَدَهُ) مُشَاهدةً: (عايَنَهُ) كشَهِده.
والمُشَاهَدةُ: مَنزِلةٌ عالِيَةٌ من منازِل السَّالِكِينَ وأَهْلِ الاستِقَامَةِ، وَهِي مُشاهَدةُ معاينةٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ، وتخْرس أَلسنة الإِشارات، ومُشَاهدة جمْعٍ تجْذب إِلى عَيْنِ اليَقِين، وَلَيْسَ هاذا مَحلَّ إِشاراتها.
(وامرأَةٌ مُشْهِدٌ) ، بِغَيْر هَاء: (حَضَرَ زَوْجُها) ، وامرأَةٌ مُغِيبةٌ: غابَ عَنْهَا زَوْجُها، وهاذه بالهاءِ: هاكذا حُفِظ عَن الْعَرَب، لَا على مَذْهَب الْقيَاس.
(والتَّشَهُّدُ فِي الصَّلاةِ، م) ، مَعْرُوف وَهُوَ قِراءَة: (التَّحِيّاتُ لِلّهِ) . واشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لاإِلاهَ إِلّا اللهُ، وأَشهد أَنَّ محمَّداً عبدهُ ورسُولُه. وَهُوَ تَفَعُّل من الشَّهَادَةِ، وَهُوَ من الأَوْضَاعِ الشّرعيّة.
(والشَّاهِدُ: من أسماءِ النّبيِّ، صلَّى الله عليْه وسلّم) ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} (الْأَحْزَاب: 45) أَي على أُمَّتِك بالإِبْلاغِ والرِّسالَة، وَقيل مُبَيِّناً.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (البروج: 3) قَالَ المُفسِّرون: الشَّاهِد: هُوَ النّبِيّ صلّى الله عليْه وسلّم.
(و) الشَّاهِد: (اللِّسَانُ) من قَوْلهم: لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ، أَي عِبارةٌ جَمِيلةٌ. وَقَالَ أَبو بكر، فِي قَوْلهم: (مَا لِفلان رُوَاءٌ وَلَا شَاهِدٌ) ، مَعْنَاهُ: مالَهُ مَنْظَرٌ وَلَا لِسانٌ.
(و) الشاهِدُ: (المَلَكُ) ، قَالَ مُجاهد: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مّنْهُ} (هود: 17) ، أَي حافِظٌ مَلَكٌ، قَالَ الأَعشَى:
فَلَا تَحْسَبَنِّي كَافِرًا لكَ نِعْمَةً
عَلَى شاهِدِي يَا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ
(و) قَالَ الفرّاءُ: الشّاهِدُ: (يَوْمُ الجُمْعَةِ، و) رَوَى شَمِرٌ، فِي حَدِيث أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريّ: (أَنّه ذكَرَ صَلَاةَ العَصْرِ ثمَّ قَالَ: وَلَا صَلاةَ بَعْدَها حَتَّى يُرَى الشَّاهِدُ. قَالَ: قُلْنَا لأَبي أَيُّوبَ: مَا الشَّاهدُ؟ قَالَ: (النَّجْمُ) كأَنَّه يَشْهَدُ فِي الليلِ، أَي يَحْضُر ويَظْهَرُ.
(و) الشَّاهِد: (مَا يَشْهَد على جَوْدَةِ الفَرَسِ) وسَبْقِه (مِن جَرْيِهِ) ، فسّره ابنُ الأَعرابيِّ، وأَنشد لسُوَيْدِ بنِ كُرَاعَ فِي صِفَةِ ثَوْر:
وَلَو شَاءَ نَجَّاهُ فَلم يَلْتَبِسْ بِهِ
لَهُ غائِبٌ لم يَبْتَذِلْهُ وشاهِدُ وَقَالَ غَيره: شاهِدُه: بَذْلُه جَرْيَه، وغائِبُه: مَصُونُ جَرْيِهِ.
(و) الشَّاِهدُ (شِبْهُ مُخَاطٍ يَخْرُج مَعَ الوَلَدِ) ، وجمْعُ شُهُودٌ، قَالَ حُمَيْد بن ثَوْرٍ الهِلالِيّ:
فجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا
لَهُ والثَّرَى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا
قَالَ ابْن سِيده: الشُّهُود الأَغراسُ الّتي تكون على رأْسِ الحُوَار.
(و) الشَّاهِد (من الأُمورِ: السَّرِيعُ) .
وصَلاةُ الشاهِدِ: صَلَاةُ المَغْرِب) ، قَالَ شَمِرٌ: هُوَ راجِعٌ إِلى مَا فَسَّرَه أَبُو أَيُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ. قَالَ غَيره: وتُسَمَّى هاذه الصّلاةُ صَلَاةَ البَصَرِ، لأَنه يُبْصَر فِي وَقْته نُجومُ السماءِ، فالبَصَرُ يُدْرِكُ رُؤيَة النَّجْمِ، ولذالك قيلَ لَهُ: صلاةُ البَصَرِ، وَقيل فِي صَلَاة الشّاهد: إِنّها صلاةُ الفَجْرِ، لأَن المُسَافِرَ يُصَلِّيها كالشَّاِهدِ لَا يَقْص مِنْهَا، قَالَ:
فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ
تَيْمَاءَ والصُّبْحُ كَسَيْفه الصَّيْقَلِ
قَبْلَ صَلَاةِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِ
ورُوِيَ عَن أَبي سَعِيد الضَّرِيرِ أَنه قَالَ: صَلَاةُ المَغْربِ تُسمَّى شَاهدا، لاسْتِوَاءِ المُقِيمِ والمُسَافِرِ فِيهَا، وأَنّهَا لَا تُقْصَر. قَالَ أَبو مَنْصُور: والقَوْلُ الأَوّلُ، لأَنَّ صلَاةَ الفَجْر لَا تُقْصَرُ أَيضاً، ويَسْتَوِي فِيهَا الحاضِرُ والمسافِرُ، فَلم تُسَمِّ شاهِداً.
(والمَشْهُود: يَوْمُ الجُمُعَة، أَو يومُ القِيَامَةِ، أَو يَوْمُ عَرَفَةَ) ، الأَخير قَالَه الفرّاءُ، لأَنّ الناسَ يَشْهَدُون كُلًّا مِنْهَا، ويَحضُرون بهَا، ويحمَعُون. فِيهَا. وَقَالَ بعضُ المفسِّرين: الشَّاهِد: يَوْمُ الجُمُعةِ، والمشهود: يَوْمُ القيامةِ. (والشَّهْدُ: العَسَلُ) مَا دَامَ لم يُعْصَ من شَمَعِه، بِالْفَتْح لتميم، (ويُضَمُّ) لأَهْل العالِيَة، كَمَا فِي الصَّباح، واحدته شَهْدة وشُهْدة. (و) قيل: (الشُّهْدة أَخَصُّ، ج: شِهَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، قَالَ أُمَيَّةُ:
إِلى رُدُحٍ من الشيِّيزَى مِلَاءٍ
لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
أَي من لُبابِ البُرّ (و) الشَّهْد: (ماءٌ لبني المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: ( {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ} (آل عمرَان: 18) سَأَلَ المُنْذِرِيّ أَحمدَ بنَ يحيى عَن مَعْنَاهُ فَقَالَ: (أَي عَلِم اللهُ) ، وَكَذَا كلُّ مَا كانَ شَهِد اللهُ، فِي الْكتاب (أَو قَالَ اللهُ) يكن مَعْنَاهُ عَلِمَ اللهُ، (وكَتَبَ اللهُ) ، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَقَالَ ابْن الأَنباريّ: مَعْنَاهُ بَيَّن اللهُ أَن لَا إِلاه إِلّا هُوَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: معنى شَهِدَ اللهُ: قضَى اللهُ، وحقيقَتُه: عَلِمَ اللهُ، وبَيَّنَ اللهُ، لأَنَّ الشاهِدَ هُوَ العالِمُ الّذِي يُبَيِّنُ مَا عَلِمَه، فاللهُ قد دَلَّ على تَوحيدِهِ بِجَمِيعِ مَا خَلَقَ، فَبَيَّن أَنه لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُنْشِىءَ شَيْئا وَاحِدًا مِمَّا أَنشأَ، وشَهدَت المَلَائِكَةُ لما عايَنَتْ من عَظيمِ قُدْرَتِه، وشَهِد أُولو العِلْمِ بِمَا ثَبَت عِنْدَهم وَتَبيَّن مِن خَلْقِه الّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غيرُه. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ: شَهِدَ اللهُ: بيَّن اللهُ وأَظْهَرَ. وشَهِدَ الشاهِدُ عِنْد الحاكِمِ، أَي بَيَّن مَا يَعْلَمُه وأَظْهَرَه.
(و) فِي قَولِ المؤذِّنِ: (أَشْهَدُ أَن لَا إِلاهَ إِلّا اللهُ) وأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله. قَالَ أَبو بكر بن الأَنباريِّ: (أَي أَعْلَمُ) أَن لَا إِلاهَ إِلّا اللهُ (وأُبَيِّنُ) أَن لَا إِلاهَ إِلا اللهُ.
(وأَشْهَدَهُ) إمْلَاكَه: (أَحْضَرَهُ. و) أَشْهَدَ (فُلَانٌ) : بَلَغَ، عَن ثَعْلَبَ. وأَشْهَدَ: أشْقَرَّ، واخضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: (أَمْذَى، كشَهَّدَ) تَشْهِيداً، وهاذه عَن الصاغانيّ، إِلا أَنه قَالَ فِي تَفْسِيره؛ أَكْثَرَ مَذْيَه. والمَذْيُ عُسَيلةٌ.
(و) عَن أَبي عمرٍ و: أَشْهَدَ الغُلامُ، إِذا أَمْذَى وأَدرَكَ، وأَشْهَدَت (الجاريةُ) إِذا (حاضَتْ وأَدْرَكَتْ) ، وأَنشد:
قامَتْ تُنَاجِي عامِراً فأَشهَدَا
فَدَاسَها لَيْلَتَهُ حَتى اغْتَدَى
(و) عَن السكائيّ: (أُشْهِدَ) الرَّجلُ، (مَجْهُولا: قُتِلَ فِي سبيلِ اللهِ) شَهيداً (كاستُشْهِيدَ) : رُزِق الشَّهَادَةَ (فَهُوَ مُشْهَدٌ) ، كمُكْرمٍ، وأَنشد:
أَنا أَقُولُ سَأمُوتُ مُشْهَدَا
(والمَشْهَد، والمَشْهَدُ، والمَشْهُدَةُ) بِالْفَتْح فِي الكلّ، وضَمّ الهاءِ فِي الأَخير، الأَخِيرتان عَن الفَرّاءِ فِي نوادره (مَحْضَرُ الناسِ) ومَجْمَعُهم. ومَشَاهِدُ مكَّةَ: المواطِنُ الّتي يَجتمعون بهَا، من هاذا.
(وشُهُودُ النّاقَةِ) الضّمّ: (آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِها) ، أَي المَوْضِع الّذي أُنْتِجَت فِيهِ، (من دَمٍ أَو سَلًى) وَفِي بعض النُّسخ: من سلًى أَو دَمٍ.
(وكزُبَيْرٍ) : الشَّيْخ (الزَّاهِدُ عُمَرُ) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالصَّوَاب: عُمَيْر (ابْن سَعْدِ بنِ شُهَيْدِ) بن عَمْرٍ و (أَميرُ حِمْصَ) صحابِيٌّ وَكَانَ يُقَال لَهُ: نَسِيجُ وَحْدِه. وأُخْتُه سَلَّامةُ بنْت سَعْد، لَهَا ذِكْر.
(و) أَبوعامر (أَحمدُ بنُ عبدِ الْملك بنِ) أَحمدَ بنِ عبد لمَلِك بن عمر بن محمّد بن عِيسَى بن (شُهَيْدٍ) الأَشْجَعِيّ (الأَديبُ) مؤلّف كتاب (حانُوت العَطَّار) . وُلِدَ بِقُرْطُبَة سنة 382 هـ ووَرِث الرُّتْبَةَ والجَلالَةَ عَن أَسْلافِه، توفِّي سنة 426 هـ، وعَلى رُخَامةِ قَبْرِه من شِعْرِهِ:
يَا صاحِبي قُمْ فقَد أَطَلْنا
أَنَحْنُ طُولَ المَدَى هُجُودُ
فَقَالَ لِي لنْ نقومَ مِنْهَا
مَا دامَ مِن فَوقِنا الجَليدُ
تَذْكُرُ كَمْ لَيلة نَعِمْنا
فِي ظِلِّهَا والزَّمانُ عِيدُ
وكَمْ سُرورٍ هى علينا
سَحابُهُ بِرُّهُ يَجُود
كُلٌّ كأَنْ لم يَكُنْ تَقَضَّى
وشُؤْمُه حاضرٌ عَتِيد حَصَّلَه كاتِبٌ حَفِيط
وضَمَّه صادِقٌ شَهِيد
يَا وَيْلَنَا إِن تَنَكَّبَتْنا
رَحْمةُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدُ
يَا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلًى
قَصَّرَ فِي أَمْرِكَ العَبِيدُ
وأَبوه أَبو مَروان، عبدُ الْملك بن أَحمد بن عبد الْملك بن شُهَيْد القُرْطُبِي رَوَى عَن قَاسم بن أَصْبَغ وَغَيره، وَمَات سنة 393 هـ. وعبدُ الْملك بن مَرْوَان بن شُهَيْد، أَبو الْحسن القُرْطبيّ مَاتَ سنة 408 هـ ذَكَرهما ابْن بَشْكُوال.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الشَّهاده اليَمينُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (النُّور: 6) .
والمَشْهُود: صَلَاةُ الفَجْرِ. ويَومٌ مشهودٌ: يَحْضُره أَهلُ السماءِ والأَرضِ.
والأَشْهَاد: الملائِكَةُ، جمْع شاهِدٍ، كناصِر وأَنصار، وَقيل: هم الأَنبياءُ.
و: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ} (الْبَقَرَة: 185) أَي مَن شَهِد مِنْكُم المِصْرَ فِي الشَّهْر.
والشَّهَادَة: المَجْمَعُ من النَّاس.
والمَشْهودةُ: هِيَ المَكتوبةُ، أَي يَشْهَدها الملائِكةُ، ويُكْتَب أَجْرُها للمُصَلِّي.
قَالَ ابْن سَيّده: والشاهِدُ: من الشَّهَادة عِنْد السُّلطان، لم يُفسِّره كُراع بأَكثرَ من هاذا.
وتَشهَّدَ: طَلَبَ الشَّهادَةَ.
ومُنْيَة شَهَادةَ: قَرْيَة بِمصْر.
وَذُو الشَّهَادَتَيْن خُزَيمةُ بن ثابتٍ.
والشاهِد بن غَافِقِ بن عَكَ من الأَزْد.
وشُهْدَةُ، الكاتبة، بالضّمّ: مَعْرُوفَة، وبالفتح: أَبو اللَّيْث عَتِيقُ بن أَحمد الصُّوفِيّ، صَاحب شهْدة حَدّث بِمصْر عَن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِيّ، وأَحمد بن حسن بن عليَ المصريّ، عُرِف بابْن شَهْدَ، من شُيوخِ الرَّشيد العَطَّار.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شهد
الشُّهْدُ: العَسَلُ، ويُجْمَعُ على الشِّهَاد.
والشَّهَادَةُ: من اسْتُشْهِدَ فلانٌ فهو شَهِيْدٌ وهم شُهَداءُ، وسُمِّيَ شَهِيداً لأنَّه حَيٌّ عِنْدَ رَبِّه حاضِرٌ. وقيل: لأنَّ اللَه وملائكَتَه شُهُوْدٌ له بالجَنَّة وقيل: لأنَّهم يَشْهَدُونَ مَلَكُوتَ اللهِ عزَّ وجلَّ ومُلْكَه.
وشَهِدَ فلانٌ بِحَقِّ فلانٍ شَهَادَةً، فهو شاهِدٌ وشَهِيْدٌ، ولُغَةُ تَمِيْمٍ: شِهِيْدٌ. والتَّشَهُّدُ: قِرَاءَةُ التَّحِيّاتِ للهِ. والمَشْهَدُ المَجْمَعُ من الناس، وكذلك الشَّهْدُ. ومَشَاهِدُ مَكًّةَ: مَوَاطِنُها. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ: " وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ ": الشاهِدُ: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم -؛ والمَشْهُوْدُ: يَوْمُ القِيامة. وأشْهَدَ الرَّجُلُ إشْهاداً: أمْذى.
وأمْرٌ شاهِدٌ: سَرِيْعٌ. والشاهِدُ: صَلاةُ المَغْرِب. وشاهِدُ الدابَّةِ: أوًّلُ سَيْرِها. وامْرَأةٌ مُشْهِدٌ: زَوْجُها شاهِدٌ. وشُهُوْدُ الدابَّةِ: مَوْضِعُ مَنْتِجها.
[شهد] الشَهادة: خبَرٌ قاطع. تقول منه: شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف، عن الاخفش. وقولهم: اشهد بكذا، أي احلف. والمشاهدة: المعاينة. وشهده شُهوداً: أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ. وقومٌ شُهودٌ، أي حُضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشُهَّدٌ أيضاً مثل راكع وركع. وشَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد، والجمع شهد، مثل صاحب وصحب وسافر وسفر. وبعضهم ينكره. وجمع الشهد شهودا وأشهاد. والشهيد: الشاهد، والجمع الشُهَداءُ. وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه. وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء. وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء. واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. وأَشْهَدَني إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني. والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ. والشَهيدُ: القتيل في سبيل الله. وقد استُشْهِدَ فُلانٌ. والاسم الشهادة. والتشهُّد في الصلاة، معروف. والشاهدُ: الذي يَخرج مع الولد كأنه مخالط. ويقال: شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتِجِها من دِمٍ أو سَلاً. قال الشاعر : فجاءت بمثل السابرى تعجبوا * له والثَرى ما جَفَّ عنه شُهودُها - والشاهِد: اللِسان. والشاهِد: الملَكُ. قال الأعشى: فلا تَحْسَبَنّي كافِراً لك نِعْمَةً * على شاهِدي يا شاهِدَ الله فاشهد - والشهد والشهد: العسل في شَمَعِها، والشُهْدَةُ أخصّ منها، والجمع شهاد. وقال الشاعر أمية : إلى ردح من الشيزى ملاء * لباب البر يلبك بالشهاد - أي من لباب البر. وأشهد الرجل: أمذى. والمذى عسيلة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.