Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قلق

قثل

[قثل] أبو زيد: القِثْوَلُ: العييُّ المسترخى، مثل العثول. وأنشد: لا تجعلينى كفتى قثول رث كحبل الثلة المبتل
قثل
القِثْوَلّ: الثَّقِيلُ من الرِّجال العَيِي الفَدْمُ، وجَمْعُه قَثَاوِلَةٌ. وعِذْقُ النَّخْل المُسْتَرْخي الضخْمُ. وأعْطَيْتُه قِثْوَلاً من اللَّحْم: أي عضواً منه.
الْقَاف والثاء وَاللَّام

القثول: العيي الفدم، قَالَ:

لَا تحسبني كفتي قثول ... رث كحبل الثلَّة المبتل وَرجل قثول اللِّحْيَة: كثيرها.

وعذق قثول: كثيف.

قثل: القِثْوَلُّ: العَيِيُّ الفَدْم المُسْتَرْخِي مثل العِثْوَلّ؛

قال:لا تَحْسَبَنِّي كفَتىً قِثْوَلِّ،

رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِّ

قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد أَيضاً:

وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلاَّ،

وكان شيخاً حَمِقاً قِثْوَلاً

قال أَبو الهيثم: قال أَبو ليلى الأَعرابيُّ لي ولصاحب لي كُنَّا نختلف

إِليه: أَنت بُلْبُل قُلْقُــل وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ؛ قال:

والــقُلْقُــل والبُلْبُل الخفيف من الرجال، والعِثْوَلُّ والقِثْوَلُّ الثقيل

الفَدْم. ورجل قِثْوَلُّ اللحية: كثيرها. وعِذْقٌ قِثْوَلٌّ: كَثِيف.

ويقال: أَعطيته قِثْوَلاًّ من اللحم أَي بِضْعة كبيرة بِعظامها، والله

أَعلم.

قثل
القِثْوَلُّ، كعِثْوَلٍّ زِنَةً وَمعنى، وَهُوَ العَيِيُّ الفَدْمُ المُستَرخي، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ أَبُو زيدٍ: لَا تَحْسَبَنَّي كفتىً قِثْوَلِّ رَثٍّ كَحَبْلِ الثَّلَّةِ المُبْتَلِّ قَالَ ابنُ بَرِّي: وأنشدَ أَبُو زيدٍ أَيْضا: وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلاّ وَكَانَ شَيْخَاً حَمِقَاً قِثْوَلاّ قَالَ أَبُو الهَيثم: قَالَ أَبُو ليلى الأعرابيُّ لي ولصاحبٍ لي كُنّا نَخْتَلفُ إِلَيْهِ: أنتَ بُلْبُلٌ قُلْقُــلٌ، وصاحبُكَ هَذَا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ، وَقد ذكر فِي بَلل. القِثْوَلُّ: عِذْقُ النَّخلِ الضخمُ الكَثيف. قَالَ أَبُو زيدٍ: القِثْوَلُّ: البَضْعَةُ الكبيرةُ من اللحمِ بعِظامِها، يُقَال: أَعْطَيتُه قِثْوَلاًّ من اللَّحْم. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ قِثْوَلُّ اللِّحْيَةِ: أَي كبيرُها.

زول

زول
من (ز و ل) الخفيف الحركات، والفطن الشجاع الذي يزول الناس من شجاعته، والصقر، والغلام الظيف، والجواد.
(زول) - في حديث النساء: "بزَوْلَةٍ وجَلْسٍ "
الزَّوْلَةُ: المرأة الفَطِنَة الدَّاهِيَةُ 
ز و ل : زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ يَزُولُ زَوَالًا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ أَزَلْتُهُ وَزَوَّلْتُهُ. 
ز و ل: (الِازْدِيَالُ) الْإِزَالَةُ وَ (الْمُزَاوَلَةُ) كَالْمُحَاوَلَةِ وَالْمُعَالَجَةِ وَ (تَزَاوَلُوا) تُعَالَجُوا. وَ (زَالَ) الشَّيْءُ مِنْ مَكَانِهِ يَزُولُ (زَوَالًا) وَ (أَزَالَهُ) غَيْرُهُ وَ (زَوَّلَهُ تَزْوِيلًا) فَانْزَالَ وَمَا زَالَ فُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا. 

زول


زَالَ (و) (n. ac.
زَوْل
زَوَاْل
زَوِيْل
زُوُوْل
زَوَلَاْن)
a. Passed away, perished, came to nought; ceased
discontinued, left off.
b.(n. ac. زَوَاْل
زُوُوْل) ['An], Left, quitted, abandoned, forsook; departed from.
c.(n. ac. زَوَاْل
زُوُوْل
زَوَلَاْن), Declined, went down (sun).
d.
(n. ac.
زَوَاْل
زُوُوْل) [acc. & An], Removed, took away from.
زَوَّلَa. Removed; destroyed; abolished; suppressed;
repealed.

زَاْوَلَa. Intended, purposed; strove, laboured after, aimed
at.

أَزْوَلَa. see II
تَزَوَّلَa. Was intelligent, clever, able, talented.

تَزَاْوَلَa. Acted together, cooperated, worked together.

إِنْزَوَلَ
a. ['An], Separated himself from.
إِزْتَوَلَ
(د)
a. see II
زَوْل
(pl.
أَزْوَاْل)
a. Quick, sharp, keen, quick-witted.
b. Brave, courageous.
c. Generous.
d. Person, individual.

زَائِل []
a. Passing away; ceasing; declining; transitory
transient.

زَائِلَة [] (pl.
زَوَائِل [] )
a. Animated, alive, living; moving.
زَوَالa. Decline, decadence; end.

زَوَالَة []
a. see 21t
زَوِيْل []
a. Shock; emotion, agitation.
زول
الزَوْلُ: الفَتى الخَفِيْفُ الظَّرِيْفُ، وَصِيْفَةٌ زَوْلَة: نافِذَةٌ، وفِتْيَانٌ أزْوَالٌ. والعَجَبُ. والبَلاءُ، أمْسَوْا فى زَوْلٍ. والشَّخْصُ، وجَمْعُه أزْوَالٌ، وكذلك الزائلة والزائلُ. ورَجُلٌ رامي الزوَائِلِ: أي طَب باصْبَاءِ النِّسَاءِ. والمُزَاوَلَةُ: المُعَالَجَةُ. ورَجُلٌ زَوْلٌ: حَسَنُ التَّدْبِيْرِ. والزَوَالُ: ذَهَابُ الشَّيْءِ. وزَوَالُ الأمْسِ: كذلك، زالَتِ الشَّمْسُ زِيَالاً. وزالَتِ الخَيْلُ برُكْبَانِها زُؤُوْلاً. وزالَ زَوَالُ فلانٍ وزَويلُه.
وقيل في قَوْلِ الأعشى:
ما بالُها باللَّيْلِ زَالَ زَوَالَها
إنَّه أرادَ: زالَ اللَهُ زَوَالَها. ولَيْلٌ زائلُ النُجُومِ طُولاً.
وقَوْلُهم: ما زالَ فلانٌ يَفْعَلُ كذا ولم يَزَلْ: يُرَادُ به دَوَامُ ذلك. وزالَ الشًيْءُ: تَحَرَّكَ عن مَكانِه ولم يَبْرَحْ.
[زول] الزَوْلُ: العجبُ. قال الكميت: فقد صرت عما لها بالمشيب زولا لديها هو الازول والجمع الا زوال. والزول: الرجل الخفيف الظريف. قال ابن السكيت: يُعْجَبُ من ظَرفه. والمرأةُ زَوْلَةٌ. ويقال: هي الفَطِنَةُ الداهية. والزَوَّالُ: الذي يتحرك في مِشيته كثيراً وما يقطعه من المسافة قليل . وأنشد أبو عمرو * البحتر المجدر الزوال * والزائلة: كل شئ يتحرك. وكنت امرأ أرمي الزَوائِلَ مَرَّةً فأصبحتُ قد ودعت رمى الزوائل والزديال: الازالة. وقال:

ممن أراد ازديالها * والمُزاوَلَةُ، مثل المحاولة والمعالجة. وقال رجل لآخر عَيَّرَهُ بالجبن: والله ما كنتُ جباناً ولكنِّي زاولت مُلْكاً مؤجّلاً. وقالَ زهير: فبِتْنا وُقوفاً عند رأس جوادنا يُزاوِلُنا عن نفسه ونُزاوِلُهْ وتَزاوَلوا: تعالجوا.وزال الشئ من مكانه يزول زَوالاً، وأَزالَهُ غيره وزَوَّلَهُ، فانْزالَ. وما زالَ فلانٌ يفعل كذا. وحكى أبو الخطاب: ما زيل يفعل كذا، وقد فسرناه في (كاد) .
[زول] فيه: رأى رجلًا مبيضًا "يزول" به السرابن أي يرفعه ويظهره - ومر في بيض. ومنه: شعر كعب:
يومًا تظل حداب الأرض ترفعها ... من اللوامع تخليط و"تزييل"
يريد أن لوامع السراب تبدو دون حداب الأرض فترفعها تارة وتخفضها أخرى. وفيه: والله لقد خالطه سهماي ولو كان "زائلة" لتحرك، هي كل شيء من الحيوان يزول عن مكانه ولا يستقر، فكأن هذا المرمى قد سكن نفسه لا يتحرك لئلا يحس فيجهز عليه. وفي شعر كعب:
في فتية من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا "زولوا"
أي انتقلوا عن مكة مهاجرين إلى المدينة. وفيه: أخذه العويل و"الزويل" أي الــقلق والانزعاج بحيث لا يستقر على مكان، وهو والزوال بمعنى. ش: بفتح زاي وكسر واو. نه: ومنه ح أبي جهل: "يزول" في أناس، أي يكثر الحركة ولا يستقر، ويروى: يرفل - ومر. وفي ح النساء: "بزولة" وجلس، الزولة المرأة الفطنة الداهية، وقيل: الظريفة، والزول الخفيف الحراكت، وزالت الشمس مبين في زاغت. غ: "فزيلنا" بينهم" من زلته مزته وزيلته للكثرة. و"لو "تزيلوا"" لو تميز المؤمنون من الكافرين. مد: "فرزيلنا" ففرقنا بينهم وقطعنا أقرانهم والوصل التي اكنت بينهم. و"ما لكم من "زوال"" أي حلفتم أنكم إذا متم لا تزالون عن تلك الحالة.
ز و ل

الدنيا وشيكة الزوال، والدنيا ظلّ زائل. وأزلته عن مكانه. وزاول الشيء حتى رفعه عن مكانه: عالجه. وزاوله ساعة حتى صرعه.

ومن المجاز: زالت له زائلة: شخص له شخص. وفي حديث سلمة بن الأكوع: " قد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرك " وفلان رامي الزوائل إذا كان طباً بإصباء النساء. وقال:

وكنت امرأ أرمي الزوائل مرة ... فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل

كان يصيدهن بشبابه فتقعده الكبر. وأرى النجوم تزول ولا تغيب أي تلمع وتتحرك. وليل زائل النجوم: طويل. قال:

ولي منك أيام إذا شحط النوى ... طوال وليلات تزول نجومها

وزالت الخيل بركبانها. وزيل بنعشه: رفع نعشه عبارة عن موته. وفتى زولٌ: خفيف ظريف، وفتاة زولة، وفتية أزوال، وفتيات زولات، ومنه سير زول: عجب في سرعته وخفته. ثم قيل شتوة زولة: عجيبة في بردها وشدّتها. وهذا زول من الأزوال: عجب من العجائب. وزالت الشمس زوالاً، وقيل الصواب: زءولاً وزيالاً وهو أن تدحض عن كبد السماء. وزيل زويله وزواله إذا استفز من الفرق وهو من إسناد الفعل إلى مصدره. وزال عنه ملكه. وأزال عنه يده وتصرفه. وهو ممارس للأعمال مزاول لها، ومللت مزاولة هذا الأمر. وتقول: مازال هذا الأمر مداولاً فيهم، مزاولاً بأيديهم.
باب الزاي واللام و (وا يء) معهما ز ول، ز ي ل، ء ز ل مستعملات

زول: الزَّوْلُ: الفَتَى الخفيفُ الظَّريفُ. ووصيفةٌ زَوْلةٌ، أي: نافِذةٌ في الرَّسائِل والحَوائج. وفتيانٌ أَزْوالٌ. والمُزاولةُ: المعالجة في الأشياء. والزّوالُ: ذَهابُ المُلْك. وزوالُ الشَّمس كذلك.. زالتِ الشَّمسُ زوالاً، وزالتِ الخَيْلُ برُكبانها زوالاً، وزال زوالُ فُلانٍ وزويلُهُ، قال :

هذا النّهارَ بدا لها من هَمِّها ... ما بالُها باللّيلِ زال زَوالَها

ونصب النّهارَ على الصفة . اختلفوا في [ما] يعنيه، فقال بعضُهم: أراد به: أزال الله زوالها، دعاء عليها.. وقال بعضُهم: [معناه] : زال الخيالُ زوالَها، والعرب تلقي الألف، والمعنى: أزال، كما قال ذو الرمة:  [وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنّا وأُمُّها] ... إذا ما الْتَقَيْنا زِيلَ مِنّا زَوِيلُها

ولم يقل: أزيل.

زيل: و [يقال] : ما زالَ [فلانٌ] يَفعَلُ كذا، يريد دوام ذلك، والتزيل: التَّبايُن، [تقول] : زَيَّلْتُ بَينَهم، أي: فرّقت. وقَوْلُهم: ما زيل فلانٌ يَفعلُ ذلك لا يُرادُ به مَعْنَى مَفْعول مجهول، ولكنْ يُراد به معنى فَعَلَ فكسروا الزّاي مع الياء. وبيانُ ذلك أَنّهم لا يقولون في المستقبل: ما يُزالُ، ولكنْ يَردُّونه إلى يَزالُ.

أزل: الأَزْلُ: شدّةُ الزّمانِ، [يقال] : هم في أَزْلٍ من العَيْش والسّنة، وأَزْلٍ من شَدائد البلْوَى. وأَزَلْتُ الفَرَسَ أَزْلاً: قصّرتُ حَبْله، ثم أَرْسَلته في المرعى.
زول: زال: المصدر تزوال (الكامل ص207).
ما زال: للآن بالبربرية، وما زال الحال بالبربرية: لم يتأخر الوقت (بوشر).
زوّل (بالتشديد): أزاله ونحاه عن فكره (ألكالا).
زوّل: أزل عادته وتخلص منها (ألكالا).
زوّل: نزع القفل (ألكالا).
زاول: داوم، استمر (فوك).
الجود المزوال: المطر الدائم (معيار ص24).
زاول: مارس، باشر، ففي (ابن البيطار 2: 643): وأمّا الذي يستعمله بإشبيلية فصحَّ لي بالخبر وطول المزاولة أن الصالحين فيما مضى ازدرعوه في البساتين مما جلب إليهم من السواحل البحرية من بزر الخشخاش الساحلي.
وفي كتاب ابن عبد الملك (ص16ق): وكان فقيهاً حافظاً عاقداً للشروط نافذاً في معرفة ما يصلحها ويفسدها طويل المزاولة لها. وفي شكوري (ص209 و): رجل قد قرأ العلم ولم يجد في المزاولة. وفي المقدمة (2: 166): من لم يزاول عمله. وعند الطنطاوي في زيشر (7: 53): فلذلك كان كثير من أهل الأزهر يظنون أنّي لا أعرف وقد صدقوا فائي بترك مزاولته ضَيَّعْته.
زاول: احتمل، قاسى، كابد. ففي المعجم اللاتيني - العربي: to;erat يقاصي (تحريف يقاسي) ويزاول ويزاود، وفيه: tolerantia صبر واحتمال ومقاصاة ومزاولة.
زوال المريض: باشره وعالجه، والتي لم يجد لها لين مثالاً موجودة في معجم فوك ففيه: زوال المريض في مادة frequentare، وزوال في مادة Visitare.
ويقال أيضاً: زاول مرضاً باشر مرضاً، ففي شكوري (ص209 و): وقد زَاوَل مرضى أطباء الإيوان واحداً بعد واحد فلم ينجح لواحد منهم علاج.
أزال: حذف من الحكاية ما لا طائل له (بوشر).
تزوّل: توارى، تسلل، تملس (أبو الوليد ص231).
زُول: قبض، أخذ، إمساك، استيلاء (هلو).
زالية: ثبات، ففي المعجم اللاتيني - العربي: inmobilitas ثبات وزالية.
زَوَال، زوال الشمس: قد انتقد بربروجر تعريف فريتاج له فهو يقول (ص48): هو وقت الظهيرة. ووقت الزوال: وقت الظهيرة (فوك)، وانظر لين في مادة زال.
زَوَال: شيء لا يرى بوضوح من بعيد (ألف ليلة 2: 79، 4: 165). زوال (مثلثة الزاي): نبات اسمه العلمي Lolium Perenne و Variètè aretata وهو تحريف العامة لكلمة زوان، ففي ابن ليون (ص34 و): الزوان وتسميه العامة الزوال. وفي معجم فوك: Zizani هو زِوان وزوال، وعند دومب (ص60): alpecurus.
زُوان وزوال، وعند بوسييه: زِوان (تونس)، وزِوان (تونس): oelpiste.
زوالة وجمعها زوائل: عامية زائلة (المعنى الأول عند فريتاج ولين) (محيط المحيط).
زوالة: شخص يتراءى لك (محيط المحيط).
زوالي: نغمة من نغمات الموسيقى (صفة مصر 14: 29).
زِوّيل: ذو الجثة العظيمة الذي يوهم منظره أن باطنه عظيم كظاهره (محيط المحيط)، وهو يفسر زول أيضا بالجثة العظيمة (انظر لين 1272).
زائلة وجمعها زوائل: بغلة أنثى البغل (بوشر، شيرب ديال ص93، 223، رولاند ديال 603).
زول
زالَ/ زالَ عن/ زالَ من يَزول، زُلْ، زَوالاً وزَوَلانًا، فهو زائل، والمفعول مزول عنه
• زالتِ الشَّمسُ: مالت عن كبد السماء إلى جهة الغرب.
• زال النَّهارُ: ارتفع "استيقظ بعد أن زال النهار".
• زال الشَّخصُ: هلك "زال عن الوجود" ° زال زوالُه: دعاء عليه بالهلاك.
• زال زائلُ الظِّل: جاء وقت انتصاف النهار? لَيْلٌ زائل النجوم: طويل.
• زال الشَّيءُ عن مكانه/ زال الشَّيءُ من مكانه: تنحَّى عنه، ذهب وتحوَّل عنه "زال عنه ملكه/ هَمُّه- زال منه الخوف- يا ليل طُلْ يا نوم زلْ ... يا صبح قف لا تطلعِ- لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَع [حديث]- {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} ". 

أزالَ يُزيل، أَزِلْ، إزالةً، فهو مُزيل، والمفعول مُزال
• أزاله عن وظيفته: نحّاه عنها وأبعده وعزَلَه (انظر: ز ي ل - أزالَ) "أزال شكوكه/ الغشاوة عن عينيه- {فَأَزَالَهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} [ق] " ° أزال العوائق من طريقه: رفعها- أزال الصعوبات: ذلَّلها- أزال شعرَ إبطيه: نتفه- أزال الغمَّ عنه: كشفه وفرجه- أزال ما كتبه: محاه- الحرب مزيلة: مهلكة مدمِّرة- أزال الله زواله: دعاء عليه بالهلاك. 

انزالَ/ انزالَ عن ينزال، انْزَلْ، انزيالاً، فهو مُنْزال، والمفعول مُنزالٌ عنه
• انزال الشَّيءُّ: افترق وانفصل.
• انزال عنه الهَمُّ: فارقه. 

زاولَ يزاول، مُزاوَلةً، فهو مزاوِل، والمفعول مزاوَل
• زاول العملَ الحُرَّ: مارَسه وباشَره "زاوَل دراسته في المدينة- يُزاول التِّجارةَ". 

إزالة [مفرد]: مصدر أزالَ. 

انزيال [مفرد]: مصدر انزالَ/ انزالَ عن. 

زائل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من زالَ/ زالَ عن/ زالَ من.
2 - ماضٍ بمرور الزمن. 

زَوال [مفرد]:
1 - مصدر زالَ/ زالَ عن/ زالَ من.
2 - وقت تكون فيه الشمس في كبد السَّماء "دقائق قبل الزَّوال".
3 - (قن) انقضاء المدّة القانونيَّة "زَوال الملكيَّة".
• زوال الالتزامات: (قن) انقطاع الصلة القانونية بين الدائن والمدين بمقتضى أحد الأسباب المنصوص عليها قانونًا.
• خطُّ الزَّوال: (جغ) خط الطول الذي يصل بين القطبين الشمالي والجنوبي، وتقاس خطوط الطول عادة بالنسبة لخط الصفر المارّ بخط جرينتش، وهو خط وهميّ مهم في حساب التوقيت، يفصل مناطق خطوط الطول الشرقية عن مناطق خطوط الطول الغربية. 

زَوَلان [مفرد]: مصدر زالَ/ زالَ عن/ زالَ من. 

مُزَاولَة [مفرد]:
1 - مصدر زاولَ.
2 - مباشرة وممارسة "مزاولة الفلاحة/ الدروس الخصوصيَّة". 

مِزْولة [مفرد]: ج مِزْولات ومَزاولُ: ساعة شمسيَّة يُعيَّن بها الوقت بظلّ الشَّاخص الذي يُثبَّت عليها، وهذا الظل يلقى على أرقام مُدَرَّجة بشكل دائريّ. 

مُزِيل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أزالَ ° مزيل الرَّائحة: مادَّة أو مُستحضر كيميائي يَطْمس، أو يُغطي على الروائح غير المرغوب فيها.
2 - مُذيب "مُزِيل دُهن". 
[ز ول] الزَّوالُ: الذَّهابُ والاسْتِحالَةُ والاضْمِحْلالُ، زَالَ يَزُولُ زَوَالاً، وزُؤُولاً، وزَوِيلاً، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

(وبَيضاَءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمًّها ... إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنّا زَوِيلُها ... )

وأَزَلْتُه، وزَوَّلْتُه. وزُلْتُه أَزَالُه وأَزِيلُه. وزُلْتُ عَنْ مَكانِي أَزُولُ زَوَالاً، وزُؤُولاً. وأَزَلْتُ غَيرِي إزَالَةً، كُلُّ ذلك عن اللِّحيانِيّ. وزَالَ زَوالُه: إِذا دُعِيَ له بالإقَامَةِ، وأَزَالَ الله زَوَالَه. وقَالَ يَعقُوبُ: يُقالُ: أَزالَ اللهُ زَوَالَه، وزَالً اللهُ زَوالَه، يَدْعُو لَه بالهلاكِ، هَكَذا قَالَ، والصَّوابُ: يَدْعُو عَلَيهْ. وقَوْلُ الأَعْشَى:

(هَذا النَّهارُ بَدَا لَها من هَمِّها ... ما بَالَُها باللَّيْلِ زالَ زَوالَها)

قِيلَ: مَعناهُ زَالَ الخَيالُ زَوَالَها، قَالَ ابنُ الأَعرابِّي: وإنَّما كَرِهَ الخَيالَ لأَنَّه يَهِيجُ شَوْقَه، وقد يَكونُ عَلَى اللغُّةَ الآخِرَةِ، أي أَزَالَ الله زَوَالَها، ويُقَوِّى ذلك رِوايَةُ أَبِي عَمْروٍ إيَّاه: ((زَالَ زَوَالَها)) . عَلَى الإقَواءِ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَذَا مَثَلٌ للعَرَبِ قَدِيمٌ تَسْتَعْمِلُه هَكَذَا بالرَّفْعِ، فَسَمَعَه الأَعْشَي، فَجَاءَ به عَلَى اسْتِعَمَالِه، والأَمْثَالُ تُؤَدَّي عَلَى ما فَرطَ به أَوَّلُ أَحْوالَ وٌ قُوعِها، كقَوِلْهم: ((أَطِرِّي إِنَّكِ نَاعِلَة)) و ((الصَّيفَ ضَيَّعتِ اللَّبَنَ)) و ((أَطْرِقْ كَراَ)) و ((أَصْبِحْ نَوْمانُ)) يُؤَدَّي ذلك فِي كُلِّ مَوْضِعٍ على صُورَتِه الَّتِي أُنْشِيءَ في مَبدَئِه عَلِيْها. وقولُه تعالي: (فأَزَالَهُما الشَّيْطانُ) [البقرة: 36] فَسَّرَِه ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعناهُ نَحّاهُما عن مَواضِعِهما. والزَّوائِلُ: النُّجومُ لِزَوالِها من المَشْرِقِ إِلى المَغْرِبِ في اسْتَدارتَها. وزَالَتِ الشَّمْسُ زَوَالاً وزُوُولاً، بغيرِ هَمْزٍ، كَذِلكَ نَصَّ عَلَيه ثَعْلَبٌ، وزِيالاً وَزَوَلانَا: زَلَّتْ عَنْ كِبِدِ السَّماءِ. وزَالَ النَّهارُ: ارتْفَعَ، من ذلك. والزَّوائِلُ: الصَيْدُ. وازْدَالَ: رَمَي الزَّوَائِلَ. والزَّوَائِلُ: النِّساءُ، عَلَى التَّشْبِيه بالوَحْشِ، قال:

(فَأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ رَمَيَ الزُّوائِلِ ... )

وزَالَتِ الخَيْلُ بِركُبْاَنِها زَيالاً: نَهَضَتْ، قَالَ زُهَيرٌ.

(عَهْدِي بِهم يَومَ بَابِ القَرْيتِينَ وَقَد ... زَالَ الهماليجُ بالفُرسانِ واللُّجُمُ)

فَأَمَّا قَوْلُ النّابغَةِ:

(كَأَنَّ رَحْلِي وقِدْ زَالَ النَّهارُ بِنَا ... يوْمَ الجَليل عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ) فَقيلَ: مَعناهُ ذهَبَ وتَمَطَّي، وقِيلَ: بَرِج، كَقَوِلْه: وقد زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرسان. وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً، كَزَوالِ الشَّمْسِ، غَيرَ أَنَّهم لَم يَقُولُوا: زُوُولاً، كما قَالُوه في الشَّمسٍ. وزالَ زَائلُ الظِّلِّ: إذا قامَ قائُم الظَهيرةَ وعَقَل. وزَالَ عَن الرَّأْيِ يَزُولُ زُؤُولاً، هذه عن اللِّحْيانِيّ. وزَالَتْ ظُعُنُهم زَيْلُولَةً: إذاَ ائْتَوَواْ مَكانَهُم، ثُمَّ بَدَا لَهُم. عَنْهُ أَيْضاً. وقَالُوا: لَمَّا رآنِي زَالَ زَوَالُه، وَزَوِيلُه من الذُّغْرِ والفَرَقِ، أي: جَانِبُه، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ، وأنْشَدَ.

(وبَيْضاءَ لا تَنْحاشُ مِنِّي وأُمُّها ... إِذا ما رَأَتْنِي زَالَ مِنِّي زَوِيلُها)

وأنْشَدَ أبو حَنيِفَةَِ لأيُّوبَ بنِ عَبَايَةَ:

(ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَنْ يَزُرلَ ... مِنْها إِذا أَغْفَلُوها الزَّوِيلُ)

وزَوالَ الشَّيءَ: عَالَجَة، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لأسْماءَ بنِ خَارَجَةَ.

(فَوَقَفْتُ مُعْتَاماً أُزَاولُها ... بمهُنََّدِ ذِي رُوْنَقٍ عَضْبِ)

وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزُوَالاً: حَاوَلَه وطَالَبَة، وكُلُّ مُطاَلِبٍ مُحاوِلٍ مُزَاوِلٌ. وتَزَوَّلَه وزَوَلَّةَ: أَجَادَه، حَكاهُ الفَارِسيُّ عن أَبِي زَيْدٍ. والزَّوْلُ: الخَفِيفُ الظَّريفُ، والجَمْعُ: أزْوالٌ، والأُنْثَى زَوْلَةٌ. ووَصِيفَةٌ زَِوْلَةٌ: نَافِذَةٌ في الرَّسَائِلِ. وتَزَوَّلَ: تَنَاهي ظَرْفُه. والزَّولً: العَجَبُ. وزَوْلٌ أَزْوَلُ، عَلَى المُبَالَغَةِ، قال الكُمَيْتُ:

(فَقَدْ صِرْتُ عَمّا لَهَا بالمَشِيبِ ... زَوْلاً لَدَيْها هو الأَزْوَلُ) 

: [ل وز] اللَّوْزُ عَرَبيٌّ، وهُو في بِلادِ العَرَبِ كَثِيرٌ، وقِيلَ: هُو ضَرْبٌ من المِزْجَِ. والمِزْجُ: مَا لَمْ يُوصَلْ إلَى أَكْلِه إلاّ بكَسْرٍ، وَقيلَ: هُوَ ما رَقَّ من المِزْجِ، وَاحِدِتَه لَوْزَةٌ.

زول: الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول

زَوَالاً وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني؛ قال ذو الرمة:

وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها،

إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها

أَراد بالبيضاء بَيْضة النَّعامة، لا تَنْحاش مِنَّا أَي لا تَنْفِرُ،

وأُمُّها النعامة التي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت منا وجَفَلَتْ نافرة،

وذلك معنى قوله زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها. وزالَ الشيءُ عن مكانه يَزُول

زَوَالاً وأَزاله غيره وزَوَّله فانزَال، وما زال يَفْعل كذا وكذا. وحكى

أَبو الخطاب: أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيدٌ يفعل كذا، وما زِيلَ

يفعل كذا؛ يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِل كما نقلوا في

فَعِلْتُ. وأَزَلْتُه وزوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عن

مكاني أَزُول زَوَالاً وزُؤُولاً وأَزَلْتُ غيري إِزالة؛ كل ذلك عن

اللحياني. ابن الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يقال رأَيت شَبَحاً ثم زالَ أَي

تحَرَّك. وزالَ القومُ عن مكانهم إِذا حاصوا عنه وتَنَحَّوْا. أَبو

الهيثم: يقال اسْتَحِل هذا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هل يَحول أَي

يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يفارق موضعه. والزَّوَّال: الذي يتحرَّك في مشيه كثيراً

وما يقطعه من المسافة قليل؛ وأَنشد أَبو عمرو:

البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال

قال ابن بري: الرجز لأَبي الأَسود العجلي، قال: وهو مُغَيَّر كُلُّه

(*

قوله «وهو مغير كله» عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر

المجذر الزوّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ)

والذي أَنشده أَبو عمرو:

البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ

وقبله:

تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ

لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ

والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير. وفي حديث كعب بن مالك: رأَى رَجُلاً

مُبَيَّضاً يَزُول به السَّرابُ أَي يرفعه ويُظهره. يقال: زال به السرابُ

إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فيه خَيَالاً؛ ومنه قول كَعب بن زهير:

يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها،

من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ

يريد أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فترفعها تارة

وتَخْفِضها أُخرى. والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ. وزالَ المُلْكُ زَوَالاً،

وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي له بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه. وقال

يعقوب: يقال أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوالَه يدعو له بالهلاك

والبلاء؛ هكذا قال، والصواب يدعو عليه؛ وقول الأَعشى:

هَذا النَّهارَ بَدَا لها منْ هَمِّها،

ما بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟

قيل: معناه زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قال ابن الأَعرابي: وإِنما كَرِه

الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وقد يكون على اللغة الأَخيرة أَي أَزالَ

اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذلك رواية أَبي عمرو إِياه بالرفع: زالَ زوالُها،

على الإِقواء؛ قال أَبو عمرو: هذا مَثَلٌ للعرب قديم تستعمله هكذا بالرفع

فسمعه الأَعشى فجاء به على استعماله، والأَمثال تُؤَدَّى على ما فَرَط به

أَولُ أَحوال وقوعها كقولهم: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ

ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذلك في

كل موضع على صوته التي أُنشئ في مبدئه عليها، وغير أَبي عمرو روى هذا

المثَل بالنصب بغير إِقواء، على معنى زالَ عنَّا طَيْفُها بالليل كزَوالها

هي بالنهار؛ وقال أَبو بكر: زالَ زَوالَها أَي أَزال اللهُ زوَالَها أَي

زالَ خَيالُها حين تَزُول، فنصب زوالَها في قوله على الوقت ومَذْهَب

المَحَلِّ. ويقال: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تجري مجرى

الأَوقات. ويقال: أَلْقى عَبْدَالله خُروجَه من منزله أَي حينَ خروجه. ابن

السكيت: يقال أَزَاله عن مكانه يُزِيله، وحكي زِيلَ زَوالُه، ويقال:

زَالَ الشيءَ من الشيء يَزِيله زَيْلاً إِذا مازَه، وزِلْتُه فلم يَنْزَلْ.

قال أَبو منصور: وهذا يحقق ما قاله أَبو بكر في قوله زَالَ زَوالَها انه

بمعنى أَزال اللهُ زوالَها.

والازْدِيالُ: الإِزالة، وقال كثير:

أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَما

أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها

وقوله عز وجل: فَأَزَلَّهما الشيطانُ؛ فَسَّره ثعلب فقال: معناه

نحَّاهما عن مَوْضِعهما.

والزَّوَائل: النجوم لزوالها من المشرق إِلى المغرب في استدارتها.

والزَّوَال: زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما يَزُول عن حاله.

وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه ثعلب،

وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء. وزالَ النهارُ: ارتفع، من ذلك.

وفي حديث جُنْدب الجُهَنِيِّ: والله لقد خالَطَه سَهْمايَ ولو كان

زائِلةً لتَحَرَّك؛ الزائلة: كل شيء من الحيوان يَزُول عن مكانه، ولا يستَقِرُّ

في مكانه، يقع على الإِنسان وغيره، وكأَن هذا المَرْمِيّ قد سَكَّن

نفسَه لا يَتَحرَّك لئلا يُحَسَّ به فيُجْهَز عليه؛ ومن ذلك قول الشاعر:

وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً،

فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل

وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عن شَرَعاتِها،

وعادَتْ سِهامي بين رَثٍّ وناصِل

وهذا رَجُلٌ كان يَخْتِل النساء في شَبِيبته بحسنه، فلما شابَ وأَسَنَّ

لم تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، واحدتها شَرْعَة؛ وفي

قصِيد كعب:

في فِتْيَةٍ من قُرَيشٍ قال قائِلُهم،

ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا

أَي انْتَقِلوا عن مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ. ويقال: فلان

يَرْمِي الزَّوائل إِذا كان طَبًّا بإِصْباء النساء إِليه. والزوائل: الصَّيْد.

وازْدَال: رَمَى الزَّوائل. والزوائل: النساء على التشبيه بالوَحْش؛

قال:فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائل

وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالاً: نَهَضَتْ؛ قال النابغة:

كأَنّ رَحْلي، وقد زَالَ النَّهارُ بنا

يَوْمَ الحُلَيْلِ، على مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ

(* قوله «يوم الحليل إلخ» كذا بالأصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة:

يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة انس شطر قريب من هذا:

بذي الجليل على مستأنس وحد

وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم).

وقيل: معناه ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وقيل بَرِحَ كقوله:

عهدي بهم يومَ باب القريتين، وقد

زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ

وزَالَ الظِّلُّ زَوَالاً كزَوال الشمس، غير أَنهم لم يَقُولوا زُوُولاً

كما قالوا في الشمس. وزَالَ زائلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظهيرة

وعَقَلَ. وزَالَ عن الرأْي يَزُولُ زُؤُولاً؛ هذه عن اللحياني. وزَالَتْ

ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مكانهم ثم بَدا لهم؛ عنه أَيضاً.

وقالوا: لما رآني زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه من الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه،

وأَنشد بيت ذي الرُّمَّة، وقد تقدم؛ وأَنشد أَبو حنيفة لأَيوب بن

عَبابة:ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُو

لَ منها، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل

ويقال: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه البكاء

والحركة والــقَلَق. ويقال: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه. ويقال

للرجل إِذا فَزِعَ من شيء وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه. وورد في حديث قتادة:

أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي الــقَلَق والانزعاج بحيث لا يستقرُّ على

المكان، وهو والزَّوَال بمعنى. وفي حديث أَبي جهل: يَزُولُ في الناس أَي

يُكْثِر الحركة ولا يَسْتَقِرُّ، ويروى يَرْفُل.

وفي حديث معاوية: أَن رجلين تَدَاعَيَا عنده وكان أَحَدُهما مِخْلَطاً

مِزْيَلاً؛ المِزْيَل، بكسر الميم وسكون الزاي: الجَدِلُ في الخصومات الذي

يَزُولُ من حُجَّة إِلى حجَّة، والميم زائدة.

والمُزَاوَلة: معالجة الشيء، يقال: فلان يُزَاوِل حاجة له، قال أَبو

منصور: وهذا كله من زَالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاناً. وزاوَلْته مُزَاوَلةً

أَي عالجته وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثعلب لابن خارجة:

فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها،

بمُهَنَّدٍ ذي رَوْنَقٍ عَضْب

والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة. وقال رجل لآخر عَيَّره

بالجُبْن: والله ما كنتُ جَبَاناً ولكني زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً وقال

زهير:فبِتْنَا وُقوفاً عند رَأْسِ جَوادِنا،

يُزَاوِلُنا عن نَفْسه ونُزَاوِلُه

وتَزَاولوا: تَعَالَجُوا. وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالاً: حاوَلَه

وطَالَبه. وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ. وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه:

أَجاءه؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد. والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب من

ظَرْفه، والجمع أَزْوالٌ.

وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة. ووَصِيفَةٌ زَوْلَة:

نافِذة في الرَّسائل. وتَزَوَّل: تَنَاهَى ظَرْفُه. والزَّوْل: الغُلام

الظَّريف. والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل. والزَّوْل:

الشجاع الذي يَتَزايل الناسُ من شجاعته؛ وأَنشد ابن السكيت في الزَّوْل

لكثير بن مُزَرِّد:

لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوال،

مُعَدِّياً لذات لَوْثٍ شِمْلال

والزَّوْل: الجَواد. والزَّوْلة: المرأَة البَرْزَة، ويقال: هي

الفَطِنَةُ الدَّاهِية. وفي حديث النساء: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ، هو من ذلك، وقيل

الظَّرِيفة. والزَّوْل: الخفيف الحركات. والزَّوْل: العَجَب. وزَوْلٌ

أَزْوَل على المبالغة؛ قال الكميت:

فقد صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيـ

ـبِ، زَوْلاً لَدَيْها، هو الأَزْوَلُ

ابن بري: قال أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه

الفِرَار. والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز:

تَلِين وتَسْتَدْني له شَدَنِيَّةٌ،

مع الخائف العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها

زول

1 زَالَ, aor. ـُ (K,) and, accord. to the K, also يَزَالُ, which is rare, on the authority of Aboo-'Alee, but this is the aor. of زَالَ like خَافَ, [which has a different meaning from the former verb,] (MF, TA,) inf. n. زَوَالٌ (K) and زُوُولٌ (Lh, K) [which in all its senses except one mentioned below may app. be pronounced also زُؤُولٌ, like حُؤُولٌ for حُوُولٌ, pl. of حَوْلٌ,] and زَوِيلٌ and زَوْلٌ, (K, TA,) the last thus, with fet-h, accord. to a rule of the K, but in some of the copies زُولٌ, with damm, (TA,) and زَوَلَانٌ, (K,) It went away; passed away; departed; removed; shifted; (K, TA;) was, or became, remote, or absent; ceased to be or exist, or came to nought; (TA;) as also ↓ اِزْوَلَّ, inf. n. اِزْوِلَالٌ; (K;) or, accord. to the O, ↓ اِزْوَأَلَّ, like اِطْمَأَنَّ. (TA.) [See also 7.] Hence, الدُّنْيَا وَشِيكَةُ الزَّوَالِ [The world, or worldly enjoyment or good, is quick in passing away, or coming to nought]. (TA.) And زال زَوَالُهُ, and زَوَالُهَا: see زَوَالٌ: and for the former see also زَوِيلٌ. and زال زَوِيلُهُ, and زَوِيلُهَا: see زَوِيلٌ. And زال الشَّىْءُ عَنْ مَكَانِهِ, (S, TA,) or مَوْضِعِهِ, (Msb,) aor. ـُ inf. n. زَوَالٌ (S, Msb, TA) &c., as above, (TA,) The thing removed, went away, [or ceased,] from its place; it left, or quitted, its place. (TA.) And زُلْتُ عَنْ مَكَانِى, inf. n. زَوَالٌ and زُوُولٌ, [I went away, &c., from my place.] (K.) [and زال عَنْهُ, said of any affection of the mind or body, It went away, passed away, or ceased, from him; it left him, or quitted him.] And زَالُوا عَنْ مَكَانِهِمْ They turned away from their place; or returned, or went back, and fled, from it. (TA.) and زال عَنِ الرَّأْىِ, aor. ـُ inf. n. زُوُولٌ, [He turned, or swerved, from the opinion, or judgment, or sentiment.] (Lh, TA.) And زال alone, aor. ـُ He, or it, quitted his, or its, place. (AHeyth, TA.) And He removed from one town, or country, to another. (TA.) And زالت الخَيْلُ بِرُكْبَانِهَا, (K,) inf. n. زِيَالٌ, (TA,) The horses removed from their place with their riders. (K, TA. [Said in the TA to be tropical; but I see not why.]) b2: Hence, زالت الشَّمْسُ, inf. n. زَوَالٌ and زُوُولٌ, without ء, (K,) as Th says, (TA,) and زِيَالٌ and زَوَلَانٌ, (tropical:) The sun declined from the meridian. (K, TA.) [And sometimes it signifies (assumed tropical:) The sun set: see 1 in art. دلك.] b3: And hence, but not with زُوُولٌ for an inf. n. in the senses expl. in this sentence and the next following it, (TA,) زال النَّهَارُ, (K, TA,) inf. n. زَوَالٌ (TA) [and app. زِيَالٌ and زَوَلَانٌ], (tropical:) (tropical:) The day became advanced, the sun being somewhat high; syn. اِرْتَفَعَ: (K, TA:) or, as some say, went away; or departed. (TA.) And زال الظِّلُّ, (TA,) or الظِّلِّ ↓ زال زَائِلُ, (K, TA,) (tropical:) (tropical:) The sun became high, and the shade contracted, or decreased, or went away, at midday. (K, * TA.) b4: زال ظعنهم, [thus in the TK (ed. of Boolák), i. e. ظَعْنُهُمْ, thus in the K, and thus only, the verb being indicated by a preceding phrase; in the TA زالت ظعنهم. which is an evident mistranscription;] inf. n. زَيْلُولَةٌ, (K,) like قَيْلُولَةٌ [an inf. n. of قَالَ, aor. ـِ but more properly compared to دَيْمُومَةٌ, an inf. n. of دَامَ, aor. ـُ (TA;) [a phrase which may be rendered Their journeying ceased for a while;] expl. as meaning اِئْتَوَوْا مَكَانَهُمْ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ [i. e. they abode in their place: then an opinion occurred to them different from their former opinion, so that it turned them therefrom, inducing them to remove]: (K:) in the K is added عَنْهُ; but this should be omitted: the passage is taken from the M; in which عَنْهُ refers to Lh as the authority. (TA.) b5: زال [having for its inf. n., app., زَوَالٌ and زَوِيلٌ and زَوْلٌ (see the first of these below)] signifies also It moved; or was, or became, in a state of motion, commotion, or agitation; syn. تَحَرَّكَ: so in the saying, رَأَيْتُ شَبَحًا ثُمَّ زَالَ [I saw a bodily form or figure: then it moved, &c.]. (TA.) And one says, هُوَ يَزُولُ فِىالنَّاسِ, meaning He moves much among men, or the people, and does not remain still, or stationary. (TA.) b6: زَالَتْ لَهُ

↓ زَائِلَةٌ means شَخَصَ لَهُ شَخْصٌ [A figure seen from a distance rose to his view]. (TA.) b7: And زال بِهِ السَّرَابُ The mirage raised, or elevated, (رَفَعَ,) and made apparent, him, or it. (TA.) A2: مَا زَالَ يَفْعَلُ كَذَا &c.: see in art. زيل.

A3: زال, aor. ـُ also signifies He affected acuteness or sharpness or quickness of intellect, cleverness, ingeniousness, skilfulness, knowledge, or intelligence: or did so, not having it: syn. تَظَرَّفَ. (IAar, TA.) [See also 5.]

A4: [As a trans. verb, it belongs to art. زيل, and app. to the present art. also.] See 4. You say, زال زَوَالَهُ, or زال اللّٰهُ زَوَلَهُ; and زال زَوَالَهَا: see زَوَالٌ. And زِيلَ زَوِيلُهُ and زَوِيلُهَا and زَوَالُهُ: see زَوِيلٌ: and for the first, see also زَوَالٌ. b2: And زالهُ He separated himself from him; (K;) as also زايلهُ. (S and K in art زيل [to which the latter exclusively belongs.]) 2 زَوَّلَ see 4: b2: and see also 5.3 زاولهُ, inf. n. مُزَاوَلَةٌ (S, K) and زِوَالٌ, (K,) i. q. عَالَجَهُ [as meaning He laboured, exerted himself, strove, struggled, contended, or conflicted, with him, or it, to prevail, overcome, or gain the mastery or possession, or to effect an object: and accord. to the KL and PS and some other lexicons, it signifies also he treated him medically; which is another meaning of عالجه; but of this meaning I have not found any ex.]: and حَاوَلَهُ [as meaning he sought to obtain it, or effect it; or did so by artful, or skilful, management]: (S, * K:) and طَالَبَهُ [he made a demand on him, or prosecuted a claim upon him]. (K.) [Accord. to the TA, it seems to be used properly in relation to real things, and tropically in relation to ideal things. One says, زاول الصَّيْدَ He strove to gain possession of, or to catch, i. e. he hunted, the animals of the chase. (See طَرَدَ.)] And زَاوَلْتُهُ عَنِ الأَمْرُ [I strove with him to avert him, or to turn him back, from the affair]. (S, in art. جحس.) Zuheyr says, فَبِتْنَا وُقُوفًا عِنْدَ رَأْسِ جَوَادِنَا يُزَاوِلُنَا عَنْ نَفْسِهِ وَنُزَاوِلُهْ

[And we passed the night standing at the head of our courser, he striving with us to repel us from himself, and we striving with him to master him]. (S.) And a man said to another, who upbraided him with cowardice, وَاللّٰهُ مَا كُنْتُ جَبَانًا وَلٰكِنِّى

زَاوَلْتُ مُلْكًا مُؤَجَّلًا (assumed tropical:) [By God I was not a coward, but I strove, or sought, to preserve a possession appointed for a fixed time; i. e., to preserve my life though its term is fixed: see the Kur iii. 139]. (S.) One says also, يُزَاوِلُ حَاجَةً لَهُ i. e. يُحَاوِلُهَا (tropical:) [He seeks to accomplish a thing that is an object of want to him; or does so by artful, or skilful, management]: a tropical phrase. (TA.) and مَلِلْتُ مُزَاوَلَةَ هٰذَا الأَمْرِ (assumed tropical:) [I loathed, or was averse from, striving, or seeking, to accomplish this affair]. (TA.) 4 ازالهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. إِزَالَةٌ; (TA;) and ↓ زوّلهُ, (S, O, Msb, K,) inf. n. تَزْوِيلٌ; (O, TA;) and ↓ اِزْدَالَهُ, [originally اِزْتَالَهُ,] inf. n. اِزْدِيَالٌ (O,) this being syn. with إِزَالَةٌ; (K;) He removed it; made it to go away, pass away, depart, remove, or shift; (O, K, TA;) [and made it to cease to be or exist, or to come to nought: did away with it; annulled it: effaced, or obliterated, it:] and ↓ زِلْتُهُ, aor. ـَ and أَزِيلُهُ, [which see in art. زيل,] signifies the same as أَزَلْتُهُ and زَوَّلْتُهُ. (K.) You say, ازالهُ عَنِ المَوْضِعِ He removed it from the place. (MA: and the like is said in the K.) [And ازال عَنْهُ كَذَا He removed from him such a thing; made it to go away, pass away, or cease, from him; or to leave him, or quit him; he freed him from it, or rid him of it. and ازالهُ عن رَأْيِهِ He, or it, made him to turn, or swerve, from his opinion, or judgment, or sentiment.] And ازال اللّٰهُ زَوَالَهُ and زَوَالَهَا: see زَوَالٌ.

[See also 4 in art. زيل.]5 تزوّلهُ and ↓ زوّلهُ i. q. أَجَآءَهُ [He made him, or it, to come]: so says AAF, on the authority of Az: in the copies of the K, erroneously, أَجَادَهُ. (TA.) A2: And تزوّل, (K,) said of a young man, (TA,) He attained the utmost degree of acuteness or sharpness or quickness of intellect, or of cleverness, ingeniousness, skilfulness, knowledge, or intelligence. (K.) [See also 1, near the end of the paragraph.]6 تزاولوا i. q. تَعَالَجُوا [They laboured, exerted themselves, strove, struggled, contended, or conflicted, one with another, to prevail, overcome, or gain the mastery or possession, or to effect an object]. (S, K. [See also 3.]) 7 انزال It was, or became, removed; or made to go away, pass away, depart, remove, or shift. (S, * TA.) b2: And انزال عَنْهُ He became separated from him. (K.) [See also 7 in art. زيل.]8 ازدالهُ: see 4, first sentence.9 ازولّ: see 1, first sentence.10 إِسْتَزْوَلَ [اِستزالهُ He looked at it to see if it quitted its place.] One says, اِسْتَحِلْ هٰذَا الشَّخْصَ وَاسْتَزِلْهُ, meaning Look thou at this figure seen from a distance to see if it move and if it quit its place. (AHeyth, O, TA.) Q. Q. 4 اِزْوَأَلَّ: see 1, first sentence.

زَوْلٌ an inf. n. of 1 in the first of the senses expl. above. (K, * TA.) b2: See also زَوَالٌ.

A2: As an epithet applied to a man, (S,) Light, agile, or active: acute or sharp or quick in intellect, clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent: (S, K:) at whose acuteness or sharpness or quickness of intellect, &c., one wonders: (ISk, S:) fem. with ة; (S, K;) said to mean skilful, knowing, or intelligent, (S, TA,) as also the masc., (TA,) and cunning: (S, TA:) and a servant-girl who is sharp and effective in the conveying of messages: and applied to a woman as meaning بَرْزَةٌ لِلرِّجَالِ [who goes or comes forth to men, and with whom they sit, and of whom they talk, and who abstains from what is unlawful and indecorous, and is intelligent; &c.: see art. برز]: (TA:) pl. masc. أَزْوَالٌ (K, TA) and fem. زَوْلَاتٌ; the former applied to young men, and the latter to young women. (TA.) b2: Courageous; (K, TA;) in consequence of whose courage, men are abashed (يَتَزَايَلُوا [as though زَوْلٌ in this sense belonged to art. زيل]). (TA.) b3: And Liberal, bountiful, munificent, or generous: (K, * TA:) pl. أَزْوَالٌ. (TA.) A3: (tropical:) A wonder, or wonderful thing: (S, K, TA:) pl. أَزْوَالٌ. (S.) One says, هٰذَا زَوْلٌ مِنَ الأَزْوَالِ (tropical:) This is a wonder of the wonders. (TA.) And one says also, [using it as an epithet,] سَيْرٌ زَوْلٌ (assumed tropical:) A journeying, or pace, wonderful in respect of its quickness and briskness or lightness: and شَتْوَةٌ زَوْلَةٌ (assumed tropical:) A winter, or winters, wonderful in respect of the severity and cold thereof. (TA.) [See also أَزْوَلُ.] b2: (assumed tropical:) A trial, or an affliction; syn. بَلَآءٌ. (K.) b3: (assumed tropical:) A form, or figure, that appears in the night [and by which one is frightened: see مُزَاوَلٌ]. (TA.) (tropical:) A form, or figure, of a man or some other thing, that one sees from a distance: or a person: syn. شَخْصٌ: (K, TA:) as also ↓ زَائِلَةٌ: see 1, near the end of the paragraph. (TA.) A4: The فَرْج [i. e. the anterior pudendum, or the pudenda,] of a man. (K.) One says, كَشَفَ زَوْلَهُ [He uncovered his فرج]. (TK.) A5: And A hawk. (K.) زَوَالٌ (S, Msb, K) and ↓ زَوِيلٌ and ↓ زَوْلٌ (K) are inf. ns. of زَالَ [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: and all signify Motion, commotion, or agitation. (TA in explanation of the first and last, and K in explanation of the second.) [Hence,] ↓ زَالَ زَوَالُهُ, or زَوَالَهُ ↓ زَالَ, (accord. to different copies of the K,) or اللّٰهُ زَوَالَهُ ↓ زَالَ, (S in art. زيل, and TA,) and اللّٰهُ زَوَالَهُ ↓ أَزَالَ, (S in art. زيل, and K and TA,) are imprecations of destruction, or perdition, or death, (S, K,) and trial, or affliction, upon him to whom they relate: (S:) or such are the [second and] third and fourth of these phrases: but the first is a prayer for one's continuance where he is, [or his continuance in life; lit.] meaning May his motion cease; [and hence, may he continue where he is, or continue in life:] and, as expl. by ISk, the [second and] third and fourth [lit.] signify May [He i. e.] God cause his motion to cease; [and hence, may He, or God, put an end to his life;] these phrases being similar to the saying أَسْكَتَ اللّٰهُ نَامَّتَهُ. (TA.) [Thus all four have virtually the same lit. signification. And the first has also another meaning; as will be seen below.] El-Aashà says, هٰذَا النَّهَارُ بَدَا لَهَا مِنْ هَمِّهَا زَوَالَهَا ↓ مَا بَالُهَا بِاللَّيْلِ زَالَ (S, TA,) [app. meaning This is the day-time: an opinion has arisen in her mind such as to turn her from her former opinion and induce her to absent herself, (بَدَآءٌ, I suppose, being understood after بَدَا لَهَا, like as it is after بَدَا لَهُمْ in the Kur xii. 35,) in consequence of her anxiety: what will be her case in the night? may it (her phantom) be absent, like as she is absent: for] the meaning is said to be, زَالَ الخَيَالُ زَوَالَهَا: IAar says, he disliked the phantom only because it roused his desire: or [زَالَ may be here syn. with

أَزَالَ, so that] the meaning may be اللّٰهُ زَوَالَهَا ↓ أَزَالَ [may God make her motion to cease]; and this is corroborated by the reading of AA, زَوَالُهَا, in the nom. case, [i. e. زَوَالُهَا ↓ زَالَ may her motion cease;] which makes this an instance of [the license termed] الإِقْوَآء: this, he says, is an old proverbial phrase of the Arabs, and El-Aashà

has used it as he heard it: others than AA read [زَوَالَهَا,] in the accus. case, without إِقْوَآء, holding the meaning to be, may her phantom be absent from us in the night like as she herself is absent in the day-time. (TA.) ↓ زَوِيلُهُ ↓ زِيلَ, likewise, means His motion ceased, or may his motion cease: or, accord. to Z, he became fixed, or motionless, from fear; or may he become so. (TA in art. زيل.) [See also another rendering of this phrase in the next paragraph.] One says also, وَالعَوِيلُ ↓ أَخَذَهُ الزَّوِيلُ Commotion, or agitation, (K, TA,) and disquietude of mind, (TA,) and wailing, or raising of the voice in weeping, overcame him. (K, TA.) A2: See also the next paragraph, in three places.

زَوِيلٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

A2: Also The side; syn. جَانِبٌ; and so ↓ زَوَالٌ: thus in the sayings, زَوِيلُهُ ↓ زَالَ and ↓ زَوَالُهُ ↓ زَالَ, meaning [app. His side became in a state of commotion, or it quivered,] by reason of fright: (K:) [or] زَوِيلٌ signifies the heart: so in the saying, زَوِيلُهُ ↓ زِيلَ [His heart became removed from its place]: (S:) a prov., applied to one whom an event that has disquieted him has befallen: as also ↓ زَوَالُهُ ↓ زِيلَ: (Meyd:) [see also two other renderings of the former phrase in the next preceding paragraph:] Dhu-r-Rummeh says, describing the egg of an ostrich, وَيَيْضَآءُ لَا تَنْحَاشُ مِنَّا وَأُمُّهَا مِنَّا زَوِيلُهَا ↓ إِذَا مَا رَأَتْنَا زِيلَ meaning زِيلَ قَلْبُهَا مِنَ الفَزَعِ [i. e. And a white thing (the egg which he is describing) will not take fright, and flee from us, or will not shrink from us, while its mother, when she sees us, her heart becomes removed from its place by fright in consequence of the approach of us]: (S in art. زيل, and Meyd:) or, as some relate it, مِنَّا ↓ زَالَ زَوِيلُهَا [which means her heart quits its place &c.]: (TA:) and the former reading may mean the same as this. (IB, TA in art. زيل.) زَوَّالٌ Having much زَوْل, i. e. motion. (TA.) b2: Accord. to J, it occurs in an أُرْجُوزَة, cited by AA, as meaning That moves much in his gait, but traverses a short space: but the right word in this case is زَوَّاك, as is shown by the rhyme. (IB, K.) زويلى, with damm, [app. زُوَّيْلَى, like قُبَّيْطَى

&c., for, as it is not said to be a dim., I know no other form of word with which to compare it,] A thing like a ladle, belonging to sailors. (TA.) زَائِلٌ [Going away; passing away; departing; transient; shifting; becoming remote, or absent; ceasing to be or exist; nonexistent: &c.: part. n. of زَالَ, q. v.]. b2: [Hence,] لَيْلٌ زَائِلُ النُّجُومِ [properly A starless night, or night of which the stars are absent: but expl. as meaning] (assumed tropical:) a long night. (Z, TA.) b3: زَالَ زَائِلُ الظِّلِّ: see 1.

زَائِلَةٌ [from زَائِلٌ, the ة being affixed to transfer the word from the category of epithets to that of substantives,] Whatever has a soul, (K, TA,) of animals; that moves (يَزُولُ) from its place: (TA:) or anything that moves; (K, TA;) that does not remain fixed in its place; applied to a man and to other things. (TA.) b2: زَوَائِلُ is its pl.: (TA:) and signifies [particularly] Animals of the chase. (K, TA.) b3: And [hence,] (tropical:) Women. (O, K, TA.) One says رَجُلٌ رَامِى الزَّوَائِلِ (assumed tropical:) A man knowing in respect of the diseases, or faults, (أَدْوَآء,) of women: (O:) or (tropical:) skilful in the making of women to incline to him: whence the saying of Ibn-Meiyádeh, وَكُنْتُ امْرَأً أَرْمِى الزَّوَائِلَ مَرَّةً

فَأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَعْتُ رَمْىَ الزَّوَائِلِ (tropical:) [And I was a man having the art of making women to incline to me, once; but I have become such that I have relinquished the art of making women to incline to me]: this was a man who used to beguile women in his time of youthful vigour by his beauty; but when he became hoary and aged, no woman inclined to him. (TA.) b4: Also (tropical:) The stars: (K, TA:) because of their motion from the east and the west in their revolving. (TA.) b5: See also 1, near the end of the paragraph; and زَوْلٌ, last sentence but three.

زَوْلٌ أَزْوَلُ (S, * TA) has an intensive signification [i. e. (assumed tropical:) A great wonder; or a very wonderful thing]: (TA:) [or a wonderful event that happens to one, preventing his fleeing;] accord. to Abu-sSemh, أَزْوَلُ denotes the happening to one of an event such as prevents him from fleeing. (IB, TA.) مِزْوَلَةٌ A certain instrument pertaining to astronomers, by means of which is known the declining of the sun from the meridian: [a sun-dial: used in this sense in the present day:] a vulgar term: pl. مَزَاوِلُ. (TA.) مُزَاوَلٌ pass. part. n. of 3: one says, مَا زَالَ هٰذَا الأَمْرُ مُزَاوَلًا بِأَيْدِيهِمْ (assumed tropical:) [This affair ceased not to be striven, or sought, to be accomplished by means of their hands]. (TA.) A2: Also Frightened by a زَوْل, i. e. a form, or figure, appearing in the night. (TA.)
زول
{الزَّوَالُ: الذّهابُ، والاسْتِحالَةُ، والاضْمِحْلاَلُ، وَمِنْه: الدَّنيَا وَشِيكَةُ} الزَّوَالِ. (و) {زَالَ الشَّيْءُ عَن مَكانِهِ،} يَزُولُ، هَذَا هُوَ الأَكْثَرُ،! ويَزالُ، وَهِي قَلِيلَةٌ، عَن أبي عَلِيِّ قالَ شيخُنا: كَلامُهُ فِيهِ إِجْمَالٌ، وأَبو عَلِيٍّ جعَلَهُ مُضارِعاً {لِزَالَ، كخَافَ على القِياسِ، وكَلامُهُ كالصَّرِيحِ فِي أَنَّهُ مُضارِعُ} زَالَ بالفَتْحِ، كقالَ، وليسَ كَذَلِك، غذْ لَا مُوجِبَ لِفَتْحِ الماضِي والمُضارِعِ، كَمَا لَا يَخْفَى، واللهُ أعْلَمُ، {زَوَالاً،} وزُؤَُولاً، كقُعُودٍ، هَذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ، {وزَوِيلاً، كَأَمِيرٍ،} وزَوْلاً، بالفَتْحِ كَما يَقْتَضِيهِ اصْطِلاحُهُ، وَفِي بَعْضِ النُّسِخِ: بِالضَّمِّ، {وزَوَلاَناً، مُحَرَّكَةً، وهذهِ عَن ابْن الأَعْرابِيِّ.} وازْوَلَّ، {ازْوِلاَلاً، كاحْمَرَّ احْمِرَاراً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي العُبابِ:} ازْوَأَلَّ، مِثْلُ اطْمَأنَّ، إِذا تَنَحَّى وبَعُدَ.
{وأَزَلْتُهُ،} إِزَالَةً {وَزَوَّلْتُهُ،} تَزْوِيلاً: إِذا نَحَّيْتُهُ، فَانْزَالَ. {وزِلْتُهُ، بالكَسْرِ،} أَزَالُهُ، {وأَزِيلُهُ،} وزُلْتُ عَنْ مَكانِي، بالضَّمِّ، {أَزُولُ،} زَوَالاً، {وزُؤُولاً، كقُعُودٍ} وأَزَلْتُهُ، {إِزَالَةً، كُلُّ ذلكَ عَنِ اللِّحْيانِيّ.} وزَالَ المُلْكُ، {زَوَالاً،} وزَالَ {زَوَالُهُ، إِذا دُعِيَ لَهُ بالإِقامَةِ.} وأَزَالَ اللهُ تَعالَى {زَوَالَهُ،} وزَالَ اللهُ {زَوَالَهُ: دُعَاءٌ عليهِ بالْهَلاكِ، والبَلاءِ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، أَي أَذْهَبَ اللهُ حَرَكَتَهُ وتَصَرُّفَهُ، كَما يُقالُ: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَهُ، وزَالَ} زَوَالُهُ، أَي ذَهَبَتْ حَرَكَتْهُ، وقَوْلُ الأَعْشِى:
(هَذَا النَّهارُ بَدَالَهَا مِنْ هَمَّهَا ... مَا بالُها باللِّيْلِ {زالَ} زَوالَهَا)
قِيلَ: مَعْناهُ زَالَ الْخَيالُ زَوالَها، قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: وإِنَّما كَرِهَ الخَيالَ، لأَنَّهُ يَهِيجُ شَوْقَهُ، وَقد يكونُ عَلى اللُّغَةِ الأَخِيرَةِ، أَي {أَزَالَ اللهُ} زَوَالَها، ويُقَوِّي ذَلِك رِوَايَةُ أَبي عَمْرٍو: {زَوالَها، ويُقَوِّي)
ذَلِك رِوَايَةُ أَبِي عَمْرٍ و: زَوَالُها، بالرَّفْعِ عَلى الإِقْواءِ، وقالَ: هَذَا مَثَلٌ قَدِيمٌ، تَسْتَعْمِلُهُ العَرَبُ هَكَذَا بالرَّفْعِ، فسَمِعَهُ الأَعْشَى، فَجَاءَ بِهِ عَلى اسْتِعْمالِهِ، كقَوْلِهِم: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأطْرِقْ كَرَا، وغَيْرُ أَبِي عَمْرٍ ورَوَى هَذَا المَثَلَ بالنَّصْبِ بِغَيْرِ إِقْواءٍ، عَلى مَعْنَى زَالَ عَنَّا طَيْفُها باللَّيْلِ،} كَزَوَالِها هِيَ بالنَّهَارِ. {والزَّوائِلُ: الصَّيْدُ، جَمْعُ} زَائِلَةٍ، ومِن المجازِ: هُوَ رَامِي {الزَّوائِلِ، إِذا كانَطَبَّاً بإِصٍ باءِ النِّساءِ إِلَيْهِ، وَمِنْه قولُ ابنُ مَيَّادَةَ:
(وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةً ... فَأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائِلِ)

(وعَطَّلتُ قَوْسَ الجَهْلِ عَنْ شَرَعاتِها ... وعادَتْ سِهامِي بَيْنَ رَثَّ ونَاصِلِ)
هَذَا رَجُلٌ كانَ يَخْتِلُ النِّساءَ فِي شَبِيبَتِهِ بِحُسْنِهِ، فلمَّا شَابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ، والشَّرَعَاتُ: الأَوْتارُ. وَمن المَجازِ: الزَّوائِلُ النُّجُومُ،} لِزَوالِها مِن المَشْرِقِ والمَغْرِبِ فِي اسْتِدارَتِها وَمن مَجازِ المَجازِ، زَالَ النَّهارُ، {زَوالاً: ارْتَفَعَ، وقِيلَ ذَهَبَ، وقِيلَ: بَرَحَ، قالَ زُهَيْرٌ:
(كأَنَّ رَحْلِي وَقد زَالَ النَّهارُ بِنَا ... يَوْمَ الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ)
وَمن المَجَازِ:} زَالَتِ الشَّمْسُ، {زَوَالاً،} وزُوولاً، كقُعُودٍ، بِلاَ هَمْزٍ، كَذَلِك نَصَّ عليهِ ثَعْلَبٌ، {وزِئَالاً، ككِتَابٍ،} وزَوَلاَناً، مُحَرَّكَةً: زَلَّتْ، ومالَتْ عَنْ كَبِدِ السَّماءِ، وَمِنْه: زالَ النَّهارُ، {وزالَ الظِّلُّ. غَيْرَ أَنَّهُم لَم يَقُولُوا فِي مَصْدَرِهِما:} زَوولاً، كَمَا قَالُوا فِي الشَِّمْسِ. وَمن المَجازِ: {زَالَتِ الْخَيْلُ بِرُكْبَانِها،} زِئَالاً: أَي نَهَضَتْ، كقَوْلِهِ:
... ... ... ... . وقَدْ ... زَالَ الْهَمالِيجُ بالفُرْسانِ. .)
وَمن المَجازِ: {زَالَ} زَائِلُ الظِّلِّ، أَي قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وعَقَلَ. ويُقالُ: {زالَتْ ظُعُنُهمْ،} زَيْلُولَةً، كقَيْلُولَةٍ: إِذا ائْتَوَوْا مَكانَهُم، ثُمَّ بَدا لَهُمْ، وقولُه: عَنْهُ، أَي عَن اللِّحْيانِيِّ، وَلم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهُ، تَبِعَ عِبارَةَ المُحْكَمِ، ونَصُّها، بَعْدَ مَا ذَكَرَ: وَهَذِه عَن اللِّحْيانِيِّ، وزَالَتْ ظُعُنُهمْ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ بَدَالَهُمْ، عَنهُ أَيْضاً، أَي عَن اللِّحْيانِيِّ كَذَلِك، وَهُوَ صَحِيحٌ، وأَمَّا فِي سِيَاقِ المُصَنِّفِ فالصَّوابُ حَذْفُ لَفْظِةِ عَنْهُ، فتَنَبَّهْ لذَلِك. {وزَاوَلُهُ،} مُزَاوَلَةً، {وزِوَالاً، بالكسرِ: عَالَجَهُ، وحاوَلَهُ، وطالَبَهُ، وكُلُّ مُحاوِلٍ مُطالِبٍ مُزَاوِلٌ. ومِنَ المَجازِ: هُوَ} يزَاوِلُ حاجَةٌ لَه، أَي يُحَاوِلُها، ويُقالُ: هُوَ مُمَارِسٌ لِلأَعْمالِ {ومُزَاوِلُها. ومَلِلْتُ} مُزَاوَلَةَ هَذَا الأَمْرِ. وتُقولُ: مَا زَالَ هَذَا الأَمْرُ مُدَاوَلاً فيهم أَي {مُزَاوَلاً بأيْدِيهِمْ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا كُلُّهُ مِن: زالَ، يَزُولُ، زَوْلاً،} وزَوَلاَناً. وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لابْنِ خَارِجَةَ:)
(فَوَقَفْتُ مُعْتَاماً {أَزْاوِلُها ... بِمُهَنَّدٍ ذِي رَوْنَقٍ عَضْبِ)
وقالَ رَجُلٌ لآخَرَ، عَيَّرَهُ بالجُبْن: واللهِ مَا كُنْتُ جَباناً، ولكنِّي} زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً. قالَ زُهَيْرٌ:
(فَبِتْنا وُقُوفاً عِنْدَ رَأْسِ جَوَادِنَا ... {يُزاوِلُنا عَنْ نَفْسِهِ ونزُاوِلُهْ)
} وتَزَوَّلَهُ، {وزَوَّلَهُ: أِجادَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّابُ: أَجاءَهُ، هَكَذَا حَكاهُ الفَارِسِيُّ عَن أبي زَيْدٍ.
ومِنَ الْمَجازِ:} الزَّوْلُ: العَجَبُ، يُقالُ: هَذَا {زَوْلٌ مِنَ} الأَزْوالِ. أَي عَجَبٌ مِنَ العَجَائِبِ. (و) ! الزَّوْلُ: الصَّقْرُ. وَأَيْضًا. وأَيْضاً: فَرجُ الرَّجُل. وَأَيْضًا: الشُّجَاعُ، الَّذِي يَتَزايَلُ النَّاسُ مِنْ شَجَاعَتِهِ.
وَأَيْضًا: ع باليَمَنِ. وَأَيْضًا: الرَّجُلُ الْجَوادُ، والجَمْعُ أَزْوالٌ، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لِكَثِيْرِ بن مَزَرِّدٍ: لقد أَروحُ بالكِرامِ {الأَزْوالْ مُعدِّياً لِذَاتِ لَوْثٍ شِمْلاَلْ ومِنَ الْمَجازِ: الزَّوْل الشَخْصُ. وأَيْضاً: البَلاَءُ. وأَيضاً: الْخَفِيفُ، وأَنْشَدَ الْقَزَّازُ:
(تَلِينُ وتَسْتَدْنِي لَهُ شَدَنِيَّةٌ ... مَع الْخَائِفِ العَجْلانِ زَوْلٌ وُثُوبُهَا)
وَهُوَ أَيْضاً: الظَّرِيفُ مِن الرِّجالِ، قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُعْجَبُ مِن ظَرْفِهِ. وقِيلَ: هُوَ الفَطِنُ، وَقد زَالَ، يَزُولُ: إِذا تَظَرَّفَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وَهِي} زَوْلَةٌ، بِهَاءٍ، يُقالُ: امْرَأَةٌ زَوْلَةٌ، إِذا كَانَت بَرْزَةً لِلْرِجالِ، وقِيلَ: هِيَ الفَطِنَةُ الدَّاهِيَةُ، وقِيلَ: هِيَ الظَّرِيفَةُ. ووَصِيفَةٌ زَوْلَةٌ: نَافِذَةٌ فِي الرَّسائِلِ. ج: {أَزْوَالٌ، يُقالُ: فِتْيَةٌ} أَزْوَالٌ، وفَتَياتٌ {زَوْلاَتٌ.} وتَزَوَّلَ الْفَتَى، إِذا تَنَاهَى ظَرْفُهُ.
ويُقالُ: {زَالَهُ،} وانْزَالَ عَنهُ، إِذا فَارَقَهُ، الأَخِيرُ مُطاوعٌ {لأَزَالَهُ، وزَوَّلَهُ.} والزّائِلَةُ: كُلُّ ذِي رُوحٍ مِنَ الْحَيَوانِ، {يَزُولُ عَنْ مَوْضِعِهِ، أَو كُلُّ مُتَحَرِّكٍ، لَا يَقْرُّ فِي مَكانِهِ، يَقَعُ عَلى الإِنْسانِ وغَيْرِهِ، ومنهُ حَدِيثُ جُنْدُبٍ لجُهَنِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَرَآنِي رَجُلٌ مِنْهُم مُنبطِحاً على التَّلِّ، فَرَمانِي بِسَهْمٍ فِي جَبْهَتِي، فنَزَعْتُهُ وَلم أَتَحَرَّكْ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: واللهِ لقد خالَطَهُ سَهْمِي، وَلَو كَانَ} زَائِلَةً لَتَحَرَّكَ.
{والازْدِيَالُ:} الإِزَالَةُ، قالَ كُثَيِّرٌ:
(أَحاطَتْ يَدَاهُ بالخِلافَةِ بَعْدَما ... أَرادَ رِجالٌ آخرونَ {ازْدِيَالَها)
} وتَزَاوَلُوا: تَعَالَجُوا وتَحَاوَلُوا. ويُقالُ: أخَذَهُ! الزَّوِيلُ والْعَوِيلُ، لَمْرٍ مَّا: أَي الْحَرَكَةُ، والْــقَلَقُ، والإِزْعَاجُ، والْبُكاءُ، ومنهُ حديثُ قَتادَةَ: إِنَّهُ كَانَ إِذا سَمِعَ الحديثَ لم يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ {والزَّوِيلُ حَتَّى يَحْفَظَهُ. ويُقالُ للرَّجُلِ، إِذا فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ حذِرَ: لَمَّا رَآنِي زَالَ} زَوِيلُهُ، وزَالَ {زَوَالُهُ: أَي زَالَ جانِبُهُ ذُعْراً وفَرْقاً، ويُقالُ أيْضاً: زِيلَ} زَوِيلُهُ، وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ، لأَيُّوبِ بنِ) عَبايَةَ:
(ويَأْمَنُ رُعْيَانُهَا أَنْ يَزُو ... لَ مِنها إِذا أَغْفَلُوها {الزَّوِيلُ)
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ بَيْضَةَ النَّعامَةِ:
(وبَيْضَاءَ لَا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّهَا ... إِذا مَا رَأَتْنا زَالَ مِنَّا} زَوِيلُها)
أَي لَا تَنْفِرُ، وأُمُّها النَّعامَةُ الَّتِي بَاضَتْها، إِذا رَأَتْنَا ذُعِرَتْ مِنَّا، وجَفِلَتْ نَافِرَةً، ويُرْوَى: {زِيلَ مِنَّا} زَوِيلُها، وسيَأْتِي قَريباً. (و) {زوَيْلُ، كزُبَيْرٍ: د.} والزُّوَيلُ، باللاّمِ: ع، قُرْبَ الْحاجِرِ. {وزَوِيلَةُ، كَسَفِينَةٍ: بَلَدَانِ، أَحَدُهُما د، بالْبَرْبَرِ، ويُعْرَفُ} بِزَوِيلَةِ الْمَهْدِيَّةِ، وثانِيهِما د، قُرْبِ إِفْرِيقِيَّةَ، مُقابِلُ الأَجْدَابِيَةِ، ويُعْرَفُ بِزَوِيلَةِ السُّودَانِ. (و) {زُوَيْلَةُ كجُهَيْنَةَ: ع، أَو اسْمُ رَجُل. وبابُ زَوِيلَةَ: أَحَدُ الأَبْوابِ الْمَشْهُورَةِ بالْقَاهِرَةِ، عَمَرَها اللهُ تَعالى، هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ على الأَلْسِنَةِ بالضَّبْطِ، ولكنْ ضَبَطَهُ المَقْرِيزِيُّ فِي الْخِطَطِ، وياقُوتُ فِي الْمُعْجَمِ، كَسَفِينَةٍ، وَقَالَ: إِنَّهُ نُسِبَ إِلى قَبِيلَةٍ مِن البَرْبَرِ، يُقالُ لَهُم} زَوِيلَةُ، نَزَلُوا بِهَذَا الْمَكانِ، واخْتَطُّوا بِهِ، فتَأَمًَّل ذَلِك. وَقَالَ إبراهيمُ بن يُونُسَ البَعْلَبَكِّيُّ، فِي رِحْلَتِهِ المِصْرِيَّةِ، سَأْلتُ بعضَ شُيُوخِنا، لأَيِّ شَيْءٍ يَكْتُبُونَ بَابَيْ زُوَيْلَةَ دُونَ سَائِرِ الأَبْوابِ فأَجابَ أنَّ بابَ {زُوَيْلَةَ لَهُ مِصْرَاعانِ خَاصَّةً، دُونَ غَيْرِهِ مِن الأَبْوابِ، فتَثْنِيَتُهُ لِذلكَ. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّهُم إِنَّما يُثَنُّونَ لإرادَةِ ذِكْرِ بابِ الْخَرْقِ، فيَقُولُونَ بَابَيْ زُوَيلَةَ والْخَرْقِ، لِقُرْبِهِما. وأَمَّا} الزَّوَّالُ لِلَّذِي يَتَحَرَّكُ فِي مِشْيَتِهِ كَثِيراً، وَمَا يَقْطَعُهُ مِنَ الْمَساَفَةِ قَلِيلٌ، فبِالْكافِ لَا باللاَّمِ، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فِي اللُّغَةِ والرَّجَزِ، وإِنَّما الأُرْجُوزَةُ كَافِيَّةٌ، ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: {والزَّوَّالُ الَّذِي يَتَحَرَّكُ فِي مَشْيِهِ كَثِيراً وَمَا يَقْطَعُهُ مِنَ الْمَسافَةِ قَلِيلٌ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و: الْبُحْتُرِ المُجَدَّرِ} الزَّوَّالِ وَقد سَبَقَهُ ابنُ بَرِّيٍّ بالاعْتِراضِ، حيثُ قَالَ: الرَّجَزُ لأَبِي الأَسْوَدِ العِجْلِيِّ، وَهُوَ مُغَيَّرٌ كُلُّهُ، وَالَّذِي أنْشَدَهُ أَبُو عَمْرٍ و: الْبُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وأَوَّلُها، أَي الأُرْجُوزَةِ: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الْحَيَّاكِ لِناشئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ الْبُحْتُرِ الْمُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ)
ورِوايَةُ ابنُ بَرِّيٍّ: البُهْتُرِ. فَأَرَّهَا بِقاسِحٍ بَكَّاكِ فَأَوْرَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ عِنْدَ الْخِلاطِ أَيَّمَا إِيرَاكِ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: فَأَوْزَكَتْ وأيَّما إِيزاكِ، بالزَّايِ فيهِما، كَمَا هُوَ نَصُّ رِوَايَةِ أبي عَمْرٍ و: فَدَاكَها بِصَيْلَمٍ دَوَّاكِ يَدْلُكُها فِي ذلكَ الْعِرَاكِ بالْقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاَكِ قلتُ: والْعَجَبُ مِنَ المُصَنِّفِ، أنَّ الزَّوَّاكَ بِهَذَا المَعْنى لَمْ يَذْكُرُهُ فِي زوك، مَعَ أنَّ تّرْكِيب زوك ساقِطٌ عِنْدَ الجَوْهَرِيِّ، بأَنَّهُ يُقالُ باللاَّمِ أَيْضا، كَمَا يُقالُ بالكافِ، فَإِنَّ التَّرْكِيبَ لَا يَأْبَى المَعْنَى.
والدِّمْكمك كسَفَرْجَلٍ: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ الْقَوِيُّ، والْبُهْتُرُ، والمُجَذِّرُ، والجَيْذَرُ، وكُلُّ ذلكَ بمَعْنَى الْقَصِيرُ، وأَرَّهَا: أَي ناكَها، وذَكَرٌ بَكْبَكٌ، وبَكَّاكٌ: مُدَفَّعٌ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ الرَّاجِزِ: واكْتَشَفَتْ لِنَاشِيءٍ دَمَكْمَكِ عَنْ وَارِمٍ أَكْظَارُهُ عَضَنَّكِ تَقُولُ دَلِّصْ سَاعَةً لَا بَلْ نِكِ فَدَاسَها بِأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ والطَّعْنُ الدَّرَّاكُ: الْمُتَتَابِعُ، وأَوْزَكَتْ أَيَّما إِيزَاكٍ: أَي لاَنَتْ عِنْدَ النِّكاحِ، والدَّوَّاكُ: الكَثِيرُ السَّحْقِ فِي الْجِماعِ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ وأَيْضاً: فَداكَها دَوْكاً عَلى الصِّرَاطِ لَيْسَ كَدَوْكِ زَوْجِهَا الوَطْوَاطِ والقَنْفَرِيشُ: الذَّكَرُ الضَّخْمُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الزَّوْلُ: الْحَرَكَةُ، يُقالُ: رَأَيْتُ شَبَحاً ثمَّ زَالَ، أَي: تَحرَّكَ. {وزالُوا عَن مَكانِهم: حاصُوا عَنهُ. وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ: يُقالُ: اسْتَحِلْ هَذَا الشَّخْصَ،} واسْتَزِلْهُ: أَي: انْظُرْ هَل يَحُولُ، أَي: يَتَحَرَّكُ، أَو {يَزُولُ، أَي يُفارِقُ مَوْضِعَهُ.} والزَّوَّالُ، كشَدَّادٍ: الْكَثِيرُ {الزَّوْلِ، أَي: الْحَرَكَةِ. وزَالَ بهِ السَّرَابُ: رَفَعَهُ وأَظْهَرَهُ. وزَالَ: انْتَقَلَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ،)
وَمِنْه قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ: بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا} زُولُوا أَي انْتَقِلُو عَن مَكَّةَ مُهاجِرِينَ إِلى المَدِينَةِ. {وزَالَ عَن الرَّأْيِ،} يَزُولُ، {زُؤُولاً، عَن اللِّحْيانِيِّ. وَهُوَ يَزُولُ فِي النَّاسِ: أَي يُكْثِرُ الحَرَكَةَ، وَلَا يَسْتَقِرُّ.} وزَوْلٌ {أَزْوَلُ، عَلى المُبالَغَةِ، قالَ الكُمَيْتُ:
(فقد صِرْتُ عَمّاً لَها بالمَشْي ... بِ} زَوْلاً لَدَيْها هُوَ {الأَزْوَلُ)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قالَ أَبُو السَّمْحِ:} الأَزْوَلُ أَنْ يَأْتِيَهُ أَمْرٌ يَمْنَعُهُ الْفِرَارَ. {وزَال: اسْمُ أُمِّ رُسْتُمَ الْفارِسيِّ.} والمُزَاوِلُ: المَذْعُورُ، مِنَ {الزَّوْلِ، أَي الشَّبَحِ باللَّيْلِ.} والمِزْوَلَةُ: آلَةٌ لِلْمُنَجِّمِينَ، يُعْرَفُ بهَا {زَوالُ الشَّمْسِ، والجَمْعُ} مَزَاوِلُ، عَامِّيّةٌ. {والزُّوَيْلَى، بالضَّمِّ: كالمِغْرَفَةِ لِلْمَلاَّحِينَ.} وزَالَتْ لَهُ {زَائِلَةٌ: شَخَصَ لَهُ شَخْصٌ. ولَيْلٌ} زَائِلُ النُّجُومِ: طَوِيلٌ. وسَيْرٌ {زَوْلٌ: عَجَبٌ فِي سُرْعَتِهِ، وخِفَّتِهِ.
وشَتْوَةٌ} زَوْلَةٌ: عَجِيبَةٌ فِي شِدَّتِها، وبَرْدِها.

زلز

(زلز)
زلزا قلق وضجر
ز ل ز

أخذه عز وزلز: قلق.
[زلز] الزَّلَزُ: الأثاثُ والمتاعُ. ورجَعَ على زَلَزِه، أي: الطَّرِيقِ الذي جاءَ منه. والزَّلِزَةُ: الطَّيَّاشَةُ الخَفِيفةُ، وقيل: الّتي تَرُودُ في بُيوتِ جاراتِها، أي تَطُوفُ فيها. تقولُ العَربُ: تَوقَّرِي يا زَلِزَةُ. والزِّلِزُ: الغَرِضُ الضَجِرُ. وإِنِّي لزَلِزٌ بمَجْلِسي هذا، أي: قَلِقُ، فَعِلٌ عن ثَعلَبٍ. وجَمَعَ القومُ زَلْزَاءهُم، أي: أمرَهُم، رَواه محمدُ بنُ يَزيدَ عن الرِّياشِيِّ، حكى ذلك أَبُو عليٍّ الفارسِيُّ.

زلز: الزَّلَزُ: الأَثاثُ والمتاع. ويقال: احتمل القومُ بِزَلَزِهِمْ.

الأَزهري: شمر: جَمِّعْ زَلِزَكَ أَي أَثاثك ومتاعك، نصب الزايين وكسر

اللام، قال: وهذا هو الصحيح، قال: وفي كتاب الإِيادي: المَحاش المتاع

والأَثاث؛ قال: والزَّلَزُ مثل المَحَاشِ ولم يذكر الزَّلَزِلَ، والصواب

الزَّلِزُ المَحاشُ، ورجع على زَلَزِه أَي الطريق الذي جاء منه. والزَّلِزَةُ:

الطَّيَّاشَةُ الخفيفة، وقيل: هي التي تَرُود في بيوت جاراتها أَي تصوف

فيها. تقول العرب: تَوَقَّري يا زَلِزَةُ. والزَّلِزُ: الغَرِضُ

الضَّجِرُ. وإِني لَزَلِزٌ بمجلسي هذا أَي قَلِقٌ نَغِل؛ عن ثعلب. وزَلِزَ الرجلُ

أَي قَلِقَ وعَلِزَ. وجَمَعَ القومُ زَلُزاءَهُمْ أَي أَمرهم؛ قال أَبو

علي: رواه محمد بن يزيد عن الرياشي.

زلز
الزَّلَز، بالتّحريك وككَتِفٍ: الأَثاثُ. يُقَال: احْتملَ القومُ بزَلَزِهم، وَنقل الأَزْهَرِيّ عَن شَمِر: جَمِّع زَلِزَك، أَي أثاثَك ومَتاعَك، نصب الزَّاءَيْن وكسرَ اللَّام وَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحِيح. قَالَ: وَفِي كتاب الإيادِيّ: المَحاشُ: المَتاعُ والأثاث. قَالَ: والزَّلِز مثل المَحاش، وَالصَّوَاب الزَّلَز: المَحاش.
الزَّلَز، بِالتَّحْرِيكِ: الطريقُ الَّذِي جِئتَ مِنْهُ، يُقَال: رَجَعَ على زَلَزِه. وزَلِزَ الرجلُ، كفَرِح: قَلِقَ وضَجِرَ وعَلِزَ. وَيُقَال: أَخَذَه عَلَزٌ وزَلَزٌ، وإنّي لَزَلِزٌ عَن مَجْلِس هَذَا، أَي قَلِقٌ نَغِلٌ، عَن ثَعْلَب.
والزَّلْزَة، بالفَتْح وسكونِ اللامِ كَمَا هُوَ مَضْبُوط فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الْأُصُول، كفَرِحَة: المرأةُ الطَّيَّاشَة، وَقيل: هِيَ الدائرَةُ. وَفِي اللِّسان: هِيَ الَّتِي تَرُودُ فِي بيوتِ جاراتِها، أَي تَطوفُ فِيهَا، تَقول الْعَرَب: تَوَقَّري يَا زَلِزَة، يُقَال: جمَعوا زَلْزَاءَهم أَي أَمْرَهم، قَالَ أَبُو عليّ: رَوَاهُ مُحَمَّد بنُ يزِيد الرّياشيّ.

تعع

ت ع ع: (التَّعْتَعَةُ) فِي الْكَلَامِ التَّرَدُّدُ فِيهِ مِنْ حَصَرٍ أَوْ عِيٍّ. 
[تعع] التعتعة في الكلام: التردد فيه من حَصَرٍ أو عِيٍّ. وربَّما قالوه في الدابة إذا ارتطمت في الرمل. قال الشاعر: يُتَعْتِعُ في الخَبارِ إذا عَلاهُ * ويعثُر في الطريق المستقيمِ * ووقع القومُ في تَعاتِعَ، إذا وقعوا في أراجيفَ وتخليطٍ. وتَعْتَعْتُ الرجلَ، إذا عتلته وأقلقــته.
(تعع) - في الحَدِيثِ الذي رَوَاه مُخارِق: "حَتَّى يَأَخذَ للضَّعِيف حَقَّه غَيرَ مُتعتَع".
- بفَتْح التَّاءَين- أي غير مُؤْذَى، يَعنِى من غير أن يُصِيبَه أَذًى، ويقال لِكُلِّ مَنْ أُكرِه في شَىءٍ حتى يَــقْلَق: تعتَع، وتَتَعْتَع الرَّجلُ: تَبلَّد في كَلامِه، وِتَتَعْتَع الفَرسُ: ارتَطَم في الطِّين. وتَعْتَعَه: حَرَّكه، وتَعْتَعَه السُّكْر وغَيرُهِ فتَتعْتَع وهو العِىُّ في المَنْطِق.
وقَولُه: "غيْرَ مُتَعْتَع" حَالُ الضَّعِيفِ، وصِفةٌ له.
(ت ع ع)

تَعَّ تّعًّا وأتَعَّ: قاءَ، كثع، كِلَاهُمَا عَن ابْن دُرَيْد.

والتَّعْتَعَة: الْحَرَكَة العنيفة. وَقد تَعْتَعَهُ.

والتَّعْتعة: أَن يَعْيا بِكَلَامِهِ، من حصر أَو عي، وَقد تَعْتَعَ فِي كَلَامه، وتَعْتَعَهُ العيُّ. وتَعْتَعَةُ الدَّابة: ارتطامها فِي الرمل والخبار والوحل: من ذَلِك، قَالَ:

يُتَعْتِعُ فِي الخَبارِ إِذا عَلاهُ ... ويَعثُرَ فِي الطَّريقِ المُستْقيمِ

تعع: التَّعُّ: الاسْتِرْخاء. تَعَّ تَعًّا وأَتَعَّ: قاء كثَعَّ؛ عن

ابن دريد، قال أَبو منصور في ترجمة ثعع: روى الليث هذا الحرف بالتاء

المثناة: تَعَّ إِذا قاء، وهو خطأٌ إِنما هو بالثاء المثلثة لا غير من

الثعْثَعةِ، والثعْثَعةُ: كلام فيه لُثْعة، والتعْتَعةُ: الحركة العَنِيفة، وقد

تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه وأَــقْلَقــه. أَبو عمرو: تَعْتَعْتُ الرجلَ

وتَلْتَلْتُه: وهو أَن تُقْبِلَ به وتُدْبِرَ به وتُعَنِّفَ عليه في ذلك، وهي

التعْتَعة والتلْتَلةُ أَيضاً. وفي الحديث: حتى يؤخََذَ للضعيفِ حقُّه غير

مُتعتع، بفتح التاء، أَي من غير أَن يُصِيبه أَذًى يُــقْلِقُــه ويُزْعِجُه.

والتعْتَعُ: الفأْفاء. والتعْتعةُ في الكلام: أَن يَعْيَا بكلامه ويتَرَدَّد

من حَصْر أَو عِيٍّ، وقد تَعْتَعَ في كلامه وتَعْتَعه العِيُّ. ومنه

الحديث: الذي يقرأُ القرآن ويَتَتَعْتَع

(* قوله «ويتتعتع» كذا هو في الأصل

مضارع تتعتع خماسياً وهو في النهاية يتعتع مضارع تعتع رباعياً ولعلهما

روايتان) فيه أَي يتردَّدُ في قراءته ويَتَبَلَّدُ فيها لسانُه. وتُعْتِعَ فلان

إِذا رُدّ عليه قولُه، ولا أَدْرِي ما الذي تَعْتَعَه. ووقَع القومُ في

تَعاتِعَ إِذا وقعوا في أَراجِيفَ وتَخْلِيط. وتَعْتعةُ الدابةِ:

ارْتِطامها في الرمل والخَبار والوَحل من ذلك. وقد تَعْتَعَ البعيرُ وغيره إِذا

ساخَ في الخَيار أَي في وُعُوثةِ الرِّمال؛ قال الشاعر:

يُتَعْتِعُ في الخَيارِ إِذا عَلاه،

ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

تعع
{التَّعُّ،} والتَّعَّةُ: الاسْتِرْخَاءُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وَقد {تَعَّ} تَعّاً. والتَّعُّ: التَّقَيُّؤُ، وكَذلِكَ {التَّعَّةُ، لُغَةٌ، فِي الثَّعِّ والثَّعَّةِ بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، ويُرْوَى حَدِيثُ فمَسَحَ صَدْرَهُ، ودَعا لَهُ} فَتَعَّ {تَعَّةً، فخَرَجَ مِن جَوْفِهِ جِرْوٌ أَسْوَدُ} يَتِعُّ بالتّاءِ والثَّاءِ جَمِيعاً. وقالَ الأَزْهَرِيّ فِي تَرْجَمَة ث ع ع: ورَوَى اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ بالتّاءِ المُثَنّاة، تَعَّ: إِذا قاءَ، وَهُوَ خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ لَا غَيْر. {والتَّعْتَعُ، كجَعْفَرٍ: الفَأْفاءُ، عَنْ أَبِي عُمْروٍ. قالَ: ووَقَعُوا فِي} تَعَاتِعَ، أَيْ فِي أَراجِيفَ وتَخْلِيطٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. {وَتَعْتَعَهُ: تَلْتَلَهُ بِأَنْ أَقْبَلَ بِهِ وأَدْبَرَ بِهِ، وعَنُفَ عَلَيْهِ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ.
وقِيلَ:} تَعْتَعَهُ: حَرَّكَهُ بعُنْفٍ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، أَوْ تَعْتَعَهُ: أَكْرَهَهُ فِي الأَمْرِ حَتَّى قَلِقَ، عَن ابْنِ فارِسٍ. وَفِي الصّحاح: {تَعْتَعْتُ الرَّجُلَ، إِذا عَتَلْتَهُ وأَــقْلَقْــتَهُ. وَفِي الحَدِيث حَتَّى يُؤْخَذَ للضَّعِيفِ حَقُّه غَيْرَ} مُتَعْتَعٍ، بفَتْحِ التّاءِ، أَيْ مِن غَيْرِ أَنْ يُصِيبَهُ أَذىً يُــقْلِقُــهُ ويُزْعِجُهُ. (و) {تَعْتَعَ فِي الكَلامِ، إِذا تَرَدَّدَ مِنْ حَصَرٍ أَوْ عِيٍّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ،} كتَتَعْتَع. ومِنْهُ الحَدِيثُ: الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ {ويَتَتَعْتَعُ فِيه لَهُ أَجْرَانِ أَيْ يَتَرَدَّدُ فِي قِرَاءَتِه، ويَتَبَلَّدُ فِيهَا لِسَانُه. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ورُبما قالُوا:} تَعْتَعَت الدَّابَّةُ، وذلِكَ إِذا ارْتَطَمَتْ فِي الرَّمْلِ، زادَ غَيْرُه: والخَبَارِ والوَحلِ، وقَدْ {تَعْتَعَ البَعِيرُ وغَيْرُهُ: إِذا سَاخَ فِي الخَبَارِ، أَي فِي وُعُوثَةِ الرِّمَالِ. قَالَ أَعْشَى هَمْدانَ يَصِف بَغْلَ خَالِدِ بن عَتَّابِ بنِ وَرْقَاءَ:
(أَتَذْكُرُنَا ومُرَّةَ إِذْ غَزَوْنَا ... وأَنْتَ عَلَى بُغَيْلِكَ ذِي الوُشُومِ)

(} يُتَعْتِعُ فِي الخَبَارِ إِذا عَلاهُ ... ويَعْثُرُ فِي الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ)
ويُرْوَى: ويَرْكَبُ رَأْسَهُ فِي كُلِّ وَهْدٍ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {أَتَعَّ الرَّجُلُ وأَكْتَعَ، إِذا اسْتَرْخَى. عَن ابْنِ دُرَيْدٍ.} وتُعْتِعَ فُلاَنٌ، بالضَّمِّ: إِذَا رُدَّ عَلَيْهِ قَوْله. {والتَّعْتَعَةُ: كَلاَمُ الأَلْثَغِ.} وانْتَعَّ: قَاءَ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

تعب

[تعب] تَعِبَ تَعَباً: أَعْيَا. وأَتْعَبَهُ غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل متعوب.
[تعب] ن: وما لا فلا "تتعبه" نفسك أي ما لم يوجد هذا الشرط وهو عدم التطلع والحرص فلا تعلق النفس به.

تعب


تَعِبَ(n. ac. تَعَب)
a. Was tired, fatigued, weary.

أَتْعَبَa. Tired, fatigued, wearied, jaded.
b. Filled (vessel).
تَعَبa. Fatigue.

تَعِب
تَعْبَاْنُ
33a. Tired, fatigued, weary, jaded.
ت ع ب : تَعِبَ تَعَبًا فَهُوَ تَعِبٌ إذَا أَعْيَا وَكَلَّ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَتْعَبْتُهُ فَهُوَ مُتْعَبٌ مِثْلُ: أَكْرَمْتُهُ فَهُوَ مُكْرَمٌ. 
ت ع ب

استخراج المعمى متعبة للخواطر. وهذا أمر لو حمل المصاعب، للقيت منه المتاعب. وأتعب القوم: تعبت دوابهم.

ومن المجاز: أمر تعب. وأتعب العظم: أعنت. قال ذو الرمة:

إذا ما رآها رأية هيض قلبه ... بها كانهياض المتعب المتهشم

وعظم متعب. وسمع بعض الفصحاء يقول لغلامه: أتعب العتاد وهاته أي املأ القدح الكبير إلى أصباره. وبنو فلان يشربون الماء المتعب، وهو المعتصر من الثرى.
(ت ع ب)

التَّعَبُ: ضدُّ الرَّاحَة، تَعِبَ تَعَبا فَهُوَ تعِبٌ وأتْعَبَه.

وأتْعَبَ الْعظم: أعْنَتَهَ بعد الْجَبْر.

وبعير مُتْعَبٌ: انْكَسَرَ عظم من عِظَام يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ ثمَّ جبر فَلم يلتئم جبره حَتَّى حمل عَلَيْهِ فِي التَّعَب فَوق طاقته فتتمم كَسره، قَالَ ذُو الرمة: إِذا نَالَ مِنْهَا نَظْرَةً هِيضَ قَلْبُهُ ... بهَا كانهِياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

وأتْعَبَ إناءه: ملأَهُ.

تعب: التَّعَبُ: شدَّةُ العَناءِ ضِدُّ الراحةِ. تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً، فهو تَعِبٌ: أَعْيا.

وأَتْعَبه غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل مَتْعُوبٌ. وأَتْعَبَ فلان في عَمَلٍ يُمارِسُه إِذا أَنْصَبَها فيما حَمَّلَها وأَعْمَلَها فيه. وأَتْعَبَ الرجُلُ رِكابَه إِذا أَعْجَلَها في السَّوْقِ أَو السَّيْرِ الحَثيثِ. وأَتْعَبَ العَظْمَ: أَعْنَتَه بعدَ الجَبْرِ. وبعيرٌ مُتْعَبٌ انْكَسَرَ عَظْمٌ من عِظامِ يَدَيْهِ أَو رِجْلَيْهِ ثم جَبَرَ، فلم يَلْتَئِم جَبْرُه، حتى حُمِلَ عليه في التَّعَبِ فوقَ طاقتِه، فتَتَمَّم كَسْرُه. قال ذو الرمَّة:

إِذا نالَ منها نَظْرةً هِيضَ قَلْبُه * بها، كانْهِياضِ الـمُتْعَبِ الـمُتَتَمِّمِ

وأَتْعَبَ إِناءَه وقَدَحَه: ملأَه، فهو مُتْعَبٌ.

تعب: تَعِب: كَدَ، أجهد نفسه، تألم (بوشر) تَعَّب (بالتضعيف) بمعنى أتعب (فوك) أتعب: أرهق، أزعج، اقلق، أعنت، نكد، كدر (الكالا، المقري 1: 591، 592) - وكدّ، أرهق، آلم، ضايق (بوشر) وأتعب المطية: أعياها وأنصبها (بوشر).
وأتعب جهده: بذل جهده، وأعنت نفسه بالعمل لينجح (بوشر) - وأفرغ جهده عبثا، بذل جهده من غير طائل (بوشر).
وأتعب الخلق بالتكاليف: أرهق الناس بالضرائب (بوشر).
وأتعب السر: أقلق، أزعج، شوش - وأتعب سره: أقلقــه، وشوش عليه أموره، ومنعه من أعماله (بوشر).
وانحراف المزاج، توعك، ضيق، مرض خفيف (بوشر). قسر، إكراه، مثابرة مزعجة (بوشر).
تَعِب: ناصب عَمر، شاق. مضن (فوك، بوشر).
تَعِب على: باهظ، ثقيل، مكلف (بوشر) (بوشر).
مُتِعب: صعب، شاق، عسير، مضن مَتْعُوب: اسم المفعول هذا الذي ينكره اللغويون العرب قد جاء في رياض النفوس 58 وفي معجم فوك، ومعجم الكالا.
تعب
تعِبَ يَتعَب، تَعَبًا، فهو تَعِب
• تعِب الشَّخصُ: كلَّ وأصابته مَشَقّة، عكس استراح "الطَّموحُ لا يتعَب من المثابرة على عمله- تعِب من أجل مبلغ زهيد". 

أتعبَ يُتعب، إتعابًا، فهو مُتعِب، والمفعول مُتعَب
• أتعبه السَّيرُ الطَّويلُ: أجهَده وأرهقه "عملٌ مُتْعِبٌ- أتعبَ الطفلُ والدَه".
• أتعب النَّاسَ بأسئلته: أزعجهم بها "شخص مُتْعِب: يضايق غيره بحضوره أو بحديثه". 

أتعاب [جمع]: مف تَعَب: مقابل مادِّيّ لعمل ما "أتعابُ الطبيب/ المحامي". 

تَعَب [مفرد]: ج أتعاب (لغير المصدر):
1 - مصدر تعِبَ.
2 - مشقّة وعناء وجُهْد، عكس راحة "دبّ التعب في أعضائه- خاف أن تذهب أتعابُه سُدًى".
3 - تناقص في قدرة الكائن الحيّ، أو قدرة عضو من أعضائه، أو عضلة من عضلاته على الأداء، وينشأ هذا التناقص من العمل مدّة طويلة، أو من تقدم السن، أو من قلّة النوم. 

تَعِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من تعِبَ. 

تَعْبانُ/ تَعْبانٌ [مفرد]: مؤ تَعْبَى/ تعبانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من تعِبَ. 

مَتاعِبُ [جمع]: مف مَتْعَب ومَتْعَبة: مصاعب وآلام "متاعب الحياة/ السّفر/ المرض- جلب المتاعب لأهله". 

تعب

1 تَعِبَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (A, K,) inf. n. تَعَبٌ, (S, Msb,) He [a man and a beast] was, or became, fatigued, tired, wearied [by labour or journeying &c.], or jaded; (S, A, Msb;) contr. of اِسْتَرَاحَ. (K.) [تَعَبٌ, which, used as a simple subst., may be rendered Fatigue, tiredness, weariness, or the state of being jaded, is here said in the TA to be contr. of رَاحَةٌ; and to signify شِدَّةُ العَنَآءِ, which may be rendered much fatigue &c.; but accord. to an explanation of the verb of عَنَآءٌ in the S and TA in art. عنى, this word and تَعَبٌ signify the same. See also مَتْعَبٌ.]4 اتعب He fatigued, tired, wearied, or jaded, another; (S, Msb, K;) and himself, in a work that he imposed upon himself, or in which he laboured; and his travelling-camels, by urging them quickly, or by hard journeying. (TA.) b2: (tropical:) He broke a bone again after it had been set, or consolidated: or he caused a bone to have a defect in it, after it had been set, so that there remained in it a constant swelling, or resulted a lameness: اتعب العَظْمَ signifying أَعْنَتَهُ بَعْدَ الجَبْرِ: (so in the CK:) or أَعْتَبَهُ بعد الجبر. (So in MS. copies of the K and in the TA. [In the latter, in art. عتب, this reading is confirmed; but a remark below, voce مُتْعَبٌ, rather favours the former reading, that of the CK.]) b3: (tropical:) He filled a vessel; (A, K;) as, for instance, a drinking-cup, or bowl. (A.) A2: اتعب القَوْمُ The people's cattle became fatigued, tired, wearied, or jaded. (K.) تَعِبٌ Fatigued, tired, wearied, or jaded; as also ↓ مُتْعَبٌ; (S, Msb, K;) but not مَتْعُوبٌ. (S, K.) [↓ تَعْبَان, for تَعْبَانٌ, fem. with ة, is used in this sense in the present day.]

تَعْبَان: see what next precedes.

مَتْعَبٌ A place of تَعَب [or fatigue, &c.]: b2: and tropically, syn. with تَعَبٌ: pl. مَتَاعِبُ. (Har p. 431.) مُتْعَبٌ: see تَعِبٌ. b2: Also (tropical:) A camel that has had a bone of one of his fore legs or hind legs broken and set, and has been fatigued beyond his power of endurance before the bone has consolidated, so that the fracture has become complete: whence the phrase عَظْمٌ مُتْعَبٌ [app. meaning (tropical:) a bone broken again after its having been set, or consolidated: see 4]. (TA.) b3: A vessel, as, for instance, a drinking-cup, or bowl, (tropical:) filled. (TA.) b4: Water (tropical:) squeezed forth, or expressed, from the earth, to be drunk. (A, TA.) مَتْعَبَةٌ [A cause of fatigue or weariness: a word of the same class as مَجْبَنَةٌ and مَبْخَلَةٌ: loosely explained in Har p. 475 as meaning a place of fatigue]. One says, اِسْتِخْرَاجُ المُعَمَّى مَتْعَبَةٌ لِلْخَوَاطِرِ [The eliciting of the meaning of that which is made enigmatical is a cause of fatigue to minds]. (A.)
تعب
رَجُلٌ تَعِبٌ مُتْعَبٌ؛ تَعَباً.
واتْعِبَ العَظْمُ المجْبُوْرُ: مِثْلُ أعْنِتَ.

شأز

ش أ ز

مكان شئز وشأز وشأس: خشن، وقد شئز المكان. وأشأزه الهم: أقلقــه.
[شأز] أبو زيد: شَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غلُظ واشتدّ، ويقال قلِقَ. وأشأزه: أقلقــه. قال رؤبة:

شأز بمن عوه جدب المنطلق
[شأز] في ح معاوية دخل على خاله وقد طعن فقال: أوجع "يشئزك" أم حرص على الدنيا يــقلقــك، شنز وشئز فهو مشؤوز وأشأزته، من الشأز وهو موضع غليظ كثير الحجارة.
الشين والزاي والهمزة ش أز

مكانٌ شَأْزٌ وشِئْزٌ غليظ كَشَأْسٍ وشِئْسٍ قال

(شازٍ بِمَنْ عَوَّه جَدْبُ الْمُنْطَلَقْ ... )

وقد شُئِزَ شَأْزاً وأُشْئِزَ الرَّجُلُ فهو شَئِيزٌ قَلِقَ من مَرضٍ أو هَمٍّ وأَشْأَزَهُ غَيْرُهُ وَشَأَزَ الْمرأَةَ شَأزاً نَكَحَهَا
شأز: شَئزَ المَكَانُ: صَلُبَ، وهو شَأْزٌ. وأشْأَزَه إلى كّا: أي رَفَعَه وأشِخصَه، وأشَازَه بتَرْكِ الهَمْزِ، يُشِيْزُه ويُشْئزُه. وشَأَزَ واشْتَأَزَ: إذا نَفَرَ. وشُئزَ فهو مَشْؤوْزٌ بتَرْكِ الهَمْزِ: إذا قَلِقَ وذُعِرَ. وخَيْلٌ شَأْزَةٌ: سِمَانٌ. والشِّيْزُ: خَشَبَةً سَوْدَاءُ يُتَّخَذُ منه الأمْشَاطُ. والشَّيْزى: القَصْعَةُ والجَفْنَةُ. وقيل: شَجَرٌ. وشِيْزَ بفُلانٍ شَوْزاً: أي شُعِفَ به.
شأز وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَنه دخل على خَاله أبي هَاشم ابْن عتبَة وَقد طُعن فَبكى فَقَالَ: مَا يبكيك يَا خَال أوجع يُشْئِزُكَ أم على الدُّنْيَا قَالَ: حدّثنَاهُ الْأَبَّار عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل عَن سُبْرَة بن سهم عَن مُعَاوِيَة. قَوْله: يشئزك يَعْنِي يــقلقــك يُقَال: قد شَئِزْتُ إِذا قَلِقْــتَ وَلم تقر وأشأزَني غَيْرِي قَالَ ذُو الرمة: (الْبَسِيط)

فبَات يُشْئزُه ثَأدٌ ويُسْهُرُه ... تَذاؤُبُ الرّيح والوَسْوَاسُ والهِضَب

هَضْبَة وهِضَبٌ مثل بَدْرةٍ وَبدر وبضعَة وبِضَعٍ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَنه قدم من الشَّام فَمر بِالْمَدِينَةِ فَلم تلقه الْأَنْصَار فَسَأَلَهُمْ عَن ذَلِك فَقَالُوا: لم يكن لنا ظهر. قَالَ: فَمَا فعلتْ نَواضِحُكم قَالُوا: حَرَثْناها يَوْم بَدْرِ.

شأز: مكان شَأْزٌ وشَئِزٌ: غليظ كشأْسٍ وشَئِسٍ؛ قال رؤبة:

شَأْز بمن عَوَّه جَدْب المُنْطَلَقْ

وشَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غلظ. ويقال: قَلِقَ. وأَشْأَزَهُ: أَــقلقــه، وقد

شَئِزَ شَأَزاً: غلظ وارتفع؛ وأَنشد لرؤبة:

جَدْب المُلَهَّى شَئِز المُعَوَّهِ

قال: وقَلَبَه في موضع آخر فقال:

شاز ممن عَوَّهَ جَدْب المُنْطَلَق

ترك الهمز وأَخرجه مخرج عاثٍ وعائِث وعاق وعائِق. وأَشْأَزَ الرجلُ عن

كذا وكذا: ارتفع عنه؛ وأَنشد:

فلو شَهِدْتَ عَقَبي وتَقْفاز،

أَشْأَزْتَ عن قَوْلك أَيَّ إِشْآز

ابن شميل: الشَّأْزُ الموضع الغليظ الكثير الحجارة، وليست الشُّؤْزَة

إِلا في حجارة وخُشونة، فأَما أَرضٌ غليظة وهي طين فلا تُعدّ شَأْزاً.

وشَئِزَ الرجلُ شَأَزاً، فهو شَئِز: قَلِقَ من مرض أَو هَمّ، وأَشْأَزه

غيرُه. وفي حديث معاوية، رضي الله عنه: أَنه دخل على خاله هاشم بن عُتْبة وقد

طُعِنَ فبكى، فقال: ما يبكيك يا خال؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُك أَم حِرْصٌ على

الدنيا؟ قال أَبو عبيد: قوله يُشْئِزُك أَي يُــقْلِقُــك. يقال: شَئِزْتُ

أَي قلقــت. وأَشْأَزَني غيري وشُئِزَ فهو مَشْؤُوزٌ؛ قال ذو الرُّمة يصف

ثوراً وحشيّاً:

فباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه،

تَذَؤُّبُ الريح والوَسْواسُ والهِضَبُ

وشَأَزَ المرأَة شَأْزاً: نكحها.

شأز
} شَئِزَ المكانُ، كفَرِحَ، {شَأَزاً، مُحرَّكَةً،} وشُؤُوزاً، بالضَّمّ: غَلُظَ وارتفَعَ. أَمّا قولُه اشتدَّ فإنَّه تصَحّف على المُصَنِّف، فَفِي نصّ المُحكَم بعدَ قَوْله: ارتفَع. وأَنشد لرُؤْبَة. فجعَل أَنشد اشْتَدَّ، وَقَالَ ابْن شُمَيل: {الشَّأْزُ: المَوضِع الغليظ الْكثير الحِجارَة، وَلَيْسَت} الشُّؤُوزَةُ إلاّ فِي حَجارةٍ وخُشونة، فأَمّا أَرضٌ غليظةٌ وَهِي طينٌ فَلَا تُعَدُّ {شَأْزاً، وَقَالَ: مكانٌ} شَأْزٌ {وشَئِزٌ، أَي غليظ، كشَأْسٍ وشَئِسٍ.} شَئِز الرَّجلُ {شَأْزاً فَهُوَ} شَئِز: قَلِق من مَرَض أَو هَمٍّ. وذُعِرَ، {كشُئِزَ، كعُنِيَ، فَهُوَ} مَشْؤُوزٌ، كمَنصُور، {ومَشُوزٌ كمَقُول،} وأَشْأَزَه غيرُه: أَــقلقَــه. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَنَّه دخل على خَاله أَبي هَاشم شَيبةَ بن عُتبة وَقد طُعِنَ فبكَى فَقَالَ: مَا يُبكيكَ يَا خالُ، أَوَجَعٌ {يُشْئِزُكَ أَم حِرْصٌ على الدُّنيا. قَالَ أَبو عُبَيد: قَوْله: يُشْئِزُك أَي يُــقْلِقُــك. قَالَ ذُو الرُّمَّة يصف ثَوراً وَحشيّاً:
(فباتَ} يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذَؤّبُ الرِّيحِ والوَسواسُ والهِضَبُ)
{واشتَأَزَ: نَفَرَ وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ.} وشَأَزَها شَأْزاً كمَنَعَ: جامَعَها كشَحَزَها. وخَيْلٌ {شَأْزَةٌ: سِمانٌ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:} انْشَأَزَ الرَّجُلُ عَن كَذا وَكَذَا، أَي ارتفَعَ عَنهُ. قَالَ الشَّاعِر: {أَشْأَزْتَ عَن قَوْلِك أَيَّ} إشْآزْ

رجف

رجف
الرَّجْفُ: الاضطراب الشديد، يقال: رَجَفَتِ الأرض ورَجَفَ البحر، وبحر رَجَّافٌ. قال تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ
[النازعات/ 6] ، يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [المزمل/ 14] ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ
[الأعراف/ 78] ، والإِرْجَافُ: إيقاع الرّجفة، إمّا بالفعل، وإمّا بالقول، قال تعالى: وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ
، ويقال: الْأَرَاجِيفُ ملاقيح الفتن.
رجف: {الرجفة}: الزلزلة. {الراجفة}: النفخة الأولى.
ر ج ف: الرَّجْفَةُ. الزَّلْزَلَةُ وَقَدْ (رَجَفَتِ) الْأَرْضُ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (الرَّجَفَانُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاضْطِرَابُ الشَّدِيدُ. وَ (الْإِرْجَافُ) وَاحِدُ أَرَاجِيفِ الْأَخْبَارِ. وَقَدْ (أَرْجَفُوا) فِي الشَّيْءِ أَيْ خَاضُوا فِيهِ. 
[رجف] الرَجْفَةُ: الزلزلةُ. وقد رَجَفَتِ الأرض تَرْجُفُ رَجْفاً. والرَجَفانَ: الاضطرابُ الشديدُ. الرَجَّافُ: البحرُ، سمِّي بذلك لاضطرابه. قال الشاعر : المطعمون الشحم كل عَشِيَّةٍ حتَّى تغيب الشمسُ في الرحاف والارجاف: واحد أراجيف الاخبار. وقد أرجفوا في الشئ، أي خاضوا فيه.
(رجف)
رجفا ورجوفا ورجيفا ورجفانا تحرّك واضطرب اضطرابا شَدِيدا وَفُلَان لم يسْتَقرّ لخوف عرض لَهُ وَيَده ارتعشت من مرض أَو كبر وَالْقلب اضْطربَ من الْفَزع وَالْقَوْم تهيئوا للحرب وَالْأَرْض زلزلت والرعد تردد صَوته فِي السَّحَاب والأسنان تساقطت وَالْبَحْر اضْطربَ موجه والحمى فلَانا أرعشته وَالشَّيْء حركه فَهُوَ راجف ورجاف ورجوف 
[رجف] الرخف والرخفة: الزبد الرقيق. ومنه قوله الشاعر :

أرخف زبد أيسر أم نهيد * يقول: أرقيق هو أم غليظ. والرخف أيظا: العجين الكثير الماء المسترخى. وقد رجف العجين رخفا، مثال تَعِبَ تَعَباً. وأرْخَفْتُهُ أنا. ويقال: صار الماء رَخْفَةً، أي طيناً رقيقاً، وقد يُحَرَّكُ لأجل حرف الحلق.والرخف أيضا: ضرب من الصبغ.
ر ج ف : رَجَفَ الشَّيْءُ رَجْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَرَجِيفًا وَرَجَفَانًا تَحَرَّكَ وَاضْطَرَبَ وَرَجَفَتْ الْأَرْضُ كَذَلِكَ وَرَجَفَتْ يَدُهُ ارْتَعَشَتْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ كِبَرٍ وَرَجَفَتْهُ الْحُمَّى أَرْعَدَتْهُ فَهُوَ رَاجِفٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَأَرْجَفَ الْقَوْمُ فِي الشَّيْءِ وَبِهِ إرْجَافًا أَكْثَرُوا مِنْ الْأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ وَاخْتِلَاقِ الْأَقْوَالِ الْكَاذِبَةِ حَتَّى يَضْطَرِبَ النَّاسُ مِنْهَا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} [الأحزاب: 60] . 

رجف


رَجَفَ(n. ac. رَجْف
رُجُوْف
رَجَفَاْن)
a. Trembled, shook; quaked; rolled, reechoed (
thunder ).
b. Trembled, with impatience (warrior).
c. Shook, threw into commotion.

أَرْجَفَa. see I (a) (c).
c. [Fī], Spread about false rumours; excited, stirred up
the people.
تَرَجَّفَإِرْتَجَفَa. Trembled, shook; was agitated, convulsed.

رَجْفَةa. Trembling, quaking; agitation, commotion.
b. Earth-quake; shock; convusion.

رَاْجِفa. Shivering-fits; ague.

رَاْجِفَةa. First blast of the trumpet ( on the Day of
Fudgment ).
رَجَّاْفa. Agitated, convulsed.
b. [art.], The stormy sea.
c. [art.], The Resurrection.
N. Ag.
أَرْجَفَa. Seditious; agitator, demagogue.

N. Ac.
أَرْجَفَ
(pl.
أَرَاْجِيْفُ)
a. Seditious, inflammatory speech.
رجف: رَجَفَ الشَّيْءُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجَفاناً؛ كَرَجَفَانِ البَعِيْرِ تَحْتَ الرَّحْلِ؛ والشَّجِرِ إذا رَجَفَتْه الرَّيْحُ؛ والأسْنَانِ إذا نَغَضَتْ أُصُولُها. ورَجَفتِ الأرْضُ: تَزَلْزَلَتْ. ورَجَفَ القَوْمُ: تَهَيَّأوا للحَرْبِ. وأرْجَفُوا: خاضُوا في الأخبارِ السَّيِّئةِ، ومن قَوْلِه عَزَّ وجل والمُرْجِفُونَ في المَدِينة ". والرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيْفاً: وهو تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه في السَّحَابِ. والرَّجْفَةُ في القُرْآنِ: كُلُّ عَذَابٍ أخَذَ قَوْماً، وكذلك الصَّيْحَةُ والصاعِقَةُ. والرَّجَاف: البَحْرُ؛ لِرَجَفَانِه. والجِسْرُ على الفُرَاتِ. وضَرْبٌ من السَّيْرِ. والرّاجِفُ: الحُمّى ذاتُ الرَّعْدَةِ.
ر ج ف

رجف البحر: اضطربت أمواجه، ومن اسمائه الرجّاف. قال:

المطعمون الشحم كل عشية ... حتى تغيب الشمس في الرجاف

ورجفت الأرض. " فأخذتهم الرجفة " " يوم ترجف الأرض والجبال " ورجف الشجر، وأرجفته الريح. ورجف البعير تحت الرحل. والمطيّ تحت رحالها رواجف ورجف. ورجفت الأسنان: نغضت أسناخها. وجاءنا شيخ ترجف عظامه. وأرجفت الإبل، واسترجفت رءوسها في السير. قال ذو الرمة:

واسترجفت هامها الهيم الشغاميم

ومن المجاز: خرجوا يسترجفون الأرض نجدة. وارتجفت بهم دفتا الشرق والغرب. وأرجفوا في المدينة بكذا إذا أخبروا به على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصح عندهم. وهذا من أراجيف الغواة. والإرجاف مقدّمة الكون. وتقول: إذا وقعت المخاويف، كثرت الأراجيف.
رجف: رَجَف: اضطرب شديداً، ارتعش، ارتعد.
ورجف من البرد: ارتعش من البرد (بوشر).
رَجَّف: جعله يرجف، أرعبه وأفزعه (بوشر).
رَاجَف، راجف فلاناَ: أرعبه وأفزعه (فوك، همبرت ص288، ألف ليلة 1: 92).
يُرْجِف: مخيف، مرعب، مفزع (بوشر).
راجَف بفلان: عصاه، تمرد عليه، ثار به (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
ارتجف: ارتعد، ارتعش، اضطرب شديداً (فوك، بوشر، همبرت ص66، 228، ألف ليلة 1: 99، برسل 2: 57، 3: 339).
رَجْفَة: رَعدة، ارتعاد، رِعشة، ارتعاش، زمع، رَعَش، رعدة من الخوف (فوك، بوشر، همبرت ص36، 228، ألف ليلة برسل 11، 388، 12: 411).
رجفة قَلْب: خفقان القلب، وجيبه، وجيفه، وجوفه (بوشر).
رَجْفان: راجف، مرتجف، راعش، مضطرب (بوشر).
إرجاف: ذعر، قلق شديد (بوشر).
أراجيف: أخبار كاذبة تثير الذعر والاضطراب (معجم الطرائف) - صاحب أراجيف: مثير الذعر والاضطراب بأخبار كاذبة - كثير الأراجيف: مثير الــقلق والاضطراب، مؤرش الفتن (بوشر).
[رجف] نه فيه: اذكروا الله، جاءت "الراجفة" تتبعها الرادفة، الراجعفة النفخة الأولى التي يموت لها الخلائق، والرادفة النفخة الثانية التي يحيون لها يوم القيامة. ط: وهي صيحة عظيمة مع اضطراب كالرعدة ترجف عندها الجبال والأرض، جاءت الموت بما فيه من أحوال القبر والقيامة. نه: وأصل الرجف الحركة والاضطراب. ومنه: فرجع بها رسول الله "ترجف" بها بوادره. ك: بضم جيم أي يخفق ويضطرب، رجع أي صار بسبب تلك الضغطة تضطرب، أو رجع بتلك الحالة أو تلك الآيات تضطرب لحمته بين المنكب والعنق. ط: "ترجف" بأهلها، أي تتزلزل وتضطرب بسبب أهلها لينفض إلى الدجال الكافر والمنافق. ن: ومنه "رجف" بهم الجبل، وروى: زحف، أي تحرك. ومنه: فأخذتني "رجفة" وروى: وجفة، وهما بمعنى الاضطراب. قا ومنه: و"المرجفون" في المدينة" يرجفون أخبار السوء عن سرايا المسلمين ونحوها. ش: من "ارجاف" المنافقين، أي من خوضهم في الأباطيل، من أرجف إذا أتى بخبر لا أصل له. ومنه: و"الأراجيف" الطارية، أي أحاديث لا أصل لها.
(ر ج ف)

الرَّجْفة: الخَفْقة.

رَجَف الشَّيْء يرجُف رَجْفا، ورُجُوفا، ورَجَفاناً، ورَجِيفا، وأرْجف: خَفَق واضطرب اضطرابا شَدِيدا وتزلزل أنْشد ثَعْلَب:

ظَلَّ لأعلى رأسِه رَجِيف

ورَجَفت الأَرْض: اضْطَرَبَتْ وتزلزلت، وَقَوله تَعَالَى: (فَلَمَّا أخذتهم الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَو شِئْت أهلكتهم من قبلُ وإيَّاي) أَي لَو شِئْت أمَتَّهم قبل أَن تبتليهم.

وَيُقَال: إِنَّه رَجَف بهم الْجَبَل فماتوا.

ورَجَف الْقلب: اضْطربَ من الْفَزع.

والرَّاجف: الحُمَّى المحركة، مُذَكّر، قَالَ:

وأدْنَيْتِني حَتَّى إِذا مَا جَعَلْتِني ... على الخَصْر أَو أدنى استقلَّكِ راجفُ

ورَجَف الشَّجَر يَرْجُف: حركته الرّيح. وَكَذَلِكَ: الْإِنْسَان.

واسترجَفَ رأسَه: حرَّكه، قَالَ ذُو الرمة:

إِذْ حَرَّك القَرَبُ القَعقاعُ ألْحِيَها ... واسترجفت هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ

ويروى:

إِذْ قعقع القَرَب البصباص ألَحِيَها

والرجَّاف: الْبَحْر لتحرك موجه، اسْم كالقذاف قَالَ:

ويُكَلَّلون جِفانَهم بسَديفهم ... حَتَّى تغيب الشَّمْسُ فِي الرَّجَّافِ

ورَجَف الْقَوْم: تهيَّئوا لِلْقِتَالِ.

وأرجفوا: خَاضُوا فِي الْفِتْنَة وَالْأَخْبَار السَّيئَة.

ورَجَف الرَّعْد يَرْجُف رَجْفا: ترددت هَدْهَدته فِي السَّحَاب.

والرَّجَفان: الْإِسْرَاع. عَن كرَاع.
رجف
رجف: لازم ومتعد، يقال: رجف: إذا تحرك، ورجف: إذا حرك.
وقال الليث: رجف الشيء يرجف رجفاً ورجفاناً - ورجوفاً؛ وهذا عن غير الليث -، كرجفان البعير تحت الرحل؛ وكما يرجف الشجر إذا رجفنه الريح؛ وكما ترجف السنان إذا نغضت أصولها؛ ونحو ذلك. تحركه كله رجف.
ورجفت الأرض: إذا زلزلت، قال الله تعالى:) يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ والجِبالُ (.
وقال الفراء في قوله تعالى:) يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة تتبعها الرادفة (: النفخة الولى، والرادفة: النفخة الثانية.
وقال الليث: الرجفة في القرآن كل عذاب أخذ قوماً، فهو رجفة وصحية وصاعقة.
ورجف القوم: إذا تهيئوا للحرب.
قال: والرعد يرجف رجفاً ورجيفاً: وذلك تردد هدهدته في السحاب. وسحاب رجوف: يرجف الرعد، وقيل: يرجف من كثرة الماء، قال أبو صخر الهذلي:
إلى عَمَرَيْنِ إلى غَيْقَةٍ ... فَيَلْيَلَ يَهْدي رِبَحْلاً رَجُوْفا
ويروى: " يزجى ربحلاً زحوفا " أي يزحف قليلاً قليلاً ويتقدم إلى عمرين.
وقال أبن دريد: رجف القلب: إذا اضطرب من فزع.
والرجاف - بالفتح والتشديد -: البحر؛ سمي به لاضطرابه، قال عبد الله أبن الزبعرى، ويروى لمطرود بن كعب الخزاعي يبكي عبد المطلب وبني عبد مناف:
المُطْعِمُوْنَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... حتّى تَغِيْبَ الشَّمْس في الرَّجّافِ
وقال شمر: الرجاف: يوم القيامة.
وقال أبن عباد: الرجاف: الجسر على الفرات.
والرجاف: ضرب من السير.
قال: والرجاف: الحمى ذاة الرعدة.
وقال ابن الأنباري: رجف الشيء: إذا تحرك، وأنشد:
تَحَنّى العِظَامُ الرّاجِفَاتُ من البِلى ... فليس لِداءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَبِيْبُ
وأرجفت الناقة: إذا جاءت معيية مسترخية أذناها ترجف بهما.
وقال الليث: أرجف القوم: إذا خاضوا في الأخبار السيئة من أمر الفتنة ونحوها، تقول: أرجفوا، قال الله تعالى:) والمُرْجفون في المدينة (.
وأرجفوا في الشيء وبه إذا خاضوا فيه.
والتركيب يدل على الاضطراب.

رجف: الرَّجَفانُ: الاضْطِرابُ الشديدُ: رجَفَ الشيءُ يرجُف رَجْفاً

ورُجوفاً ورجَفاناً ورَجِيفاً وأَرْجَفَ: خَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً

شَديداً، أَنشد ثعلب:

ظَلَّ لأَعلى رأْسه رجِيفا

ورَجْفُ الشيء كرَجَفانِ البعير تحت الرحل، وكما تَرْجُفُ الشجرةُ إذا

رَجَفَتْها الرِّيحُ، وكما تَرْجُف السنّ إذا نَغَضَ أَصْلُها. والرجْفةُ:

الزَّلْزَلَةُ. ورجَفَتِ الأَرض تَرْجُفُ رجْفاً: اضطَربت. وقوله تعالى:

فلما أَخذتهم الرَّجفةُ قال رَبِّ لو شئتَ أَهلكتهم من قبل وإيَّاي؛ أَي

لو شئتَ أَمَتَّهم قبل أَن تقتلهم. ويقال: إنهم رَجَفَ بهم الجبلُ

فماتوا. ورجَفَ القلبُ: اضْطَربَ من الجَزَعِ. والرّاجِفُ: الحُمّى

المُحَرِّكَةُ، مذكَّر؛ قال:

وأَدْنَيْتَني، حتى إذا ما جَعَلْتَني

على الخَصْرِ أَو أَدْنى، اسْتَقَلَّك راجِفُ

ورجَفَ الشجرُ يَرْجُفُ: حرّكَتْه الريحُ، وكذلك الأَسْنانُ. ورجَفَتِ

الأَرضُ إذا تَزَلْزَلَتْ. ورَجَفَ القومُ إذا تَهَيَّؤُوا للحرب. وفي

التنزيل العزيز: يوم تَرْجُفُ الراجفة تَتْبَعُها الرَّادِفةُ؛ قال الفراء:

هي النَّفْخةُ الأَُولى، والرّادِفةُ النفخةُ الثانية؛ قال أَبو إسحق:

الرَّاجِفةُ الأَرض تَرْجُفُ تَتحرَّكُ حركة شديدة، وقال مجاهد: هي

الزَّلْزَلَة. وفي الحديث: أَيها الناسُ اذكُروا اللّه، جاءتِ الراجفةُ تتبعها

الرّادِفةُ؛ قال: الراجفةُ النفخةُ الأَُولى التي تموت لها الخلائق،

والرادفة الثانية التي يَحْيَوْنَ لها يومَ القيامة. وأَصل الرجْف الحركةُ

والاضْطِرابُ؛ ومنه حديث المَبْعَثِ: فرجع تَرْجُفُ بها بَوادِرُه. الليث:

الرَّجْفةُ في القرآن كلُّ عذاب أَخَذَ قوماً، فهي رجْفَةٌ وصَيْحةٌ

وصاعِقةٌ. والرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيفاً: وذلك تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه

في السَّحابِ. ابن الأَنباري: الرجْفةُ معها تَحْريك الأَرضِ، يقال:

رَجَفَ الشيءُ إذا تحرك؛ وأَنشد:

تحْييِ العِظام الرَّاجفات منَ البِلى،

وليس لداء الرُّكْبَتَيْنِ طَبيبُ

ابن الأعرابي: رَجَفَ البلد إذا تزلزل، وقد رَجَفَت الأَرضُ وأرْجَفَتْ

وأُرْجِفَتْ إذا تَزَلْزَلَتْ.

الليث: أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا في الأَخبار السيئة وذكر الفتَنِ.

قال اللّه تعالى: والمُرْجِفُونَ في المَدينةِ؛ وهم الذين يُوَلِّدُونَ

الأَخبارَ الكاذبةَ التي يكون معها اضطرابٌ في الناس. الجوهري: والإرْجافُ

واحد أَراجِيفِ الأَخْبارِ، وقد أَرْجَفوا في الشيء أَي خاضُوا فيه.

واسْتَرْجَفَ رأْسَه: حَرَّكه؛ قال ذو الرمة:

إذ حَرَّكَ القَرَبُ القَعْقاعُ أَلْحِيَها،

واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ

ويروى:

إذ قَعْقَعَ القَرَبُ البَصْباصُ أَلْحِيَها

والرّجّافُ: البحر، سُمّي به لاضْطرابه وتحرك أَمْواجِه، اسم له

كالقَذّاف؛ قال:

ويُكَلِّلُونَ جِفانَهُم بِسَدِيفِهِمْ،

حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ

وأَنشد الجوهري:

المُطْعِمُونَ اللحمَ كلَّ عَشِيّةٍ،

حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ

قال ابن بري: البيت لمَطْرُود بن كعب الخُزاعِي يَرْثي عبد المطلب جدَّ

سيدنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والأَبيات:

يا أَيُّها الرجُلُ المُحَوِّلُ رَحلَه،

هَلاَّ نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ؟

هَبِلَتْكَ أُمُّك لو نَزَلْتَ بدارِهِمْ،

ضَمِنُوكَ مِن جُرْمٍ ومن إقْرافِ

المُنْعِمِينَ إذا النجومُ تَغَيَّرَتْ،

والظاعِنِينَ لِرِحْلَةِ الإيلافِ

والمُطْعِمُونَ إذا الرِّياحُ تَناوَحَتْ،

حتى تَغِيبَ الشمسُ في الرَّجّافِ

وقيل: الرَّجّافُ يومُ القِيامةِ. ورَجَفَ القومُ: تَهَيَّؤُوا للقتال،

وأَرْجَفُوا: خاضُوا في الفِتْنةِ والأَخبار السيّئة.

والرَّجَفانُ: الإسراعُ؛ عن كراع.

رجف
رَجَفَ الشَّيْءَ: حَرَّك، وتَحَرَّكَ، لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَجَفَ القلبُ: إِذا اضْطَرَبَ شَدِيداً مِن فَزَعٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجَفَ الشَّيْءُ رَجْفَاً ورَجَفَاناً، وزادَ غيرُ اللَّيْثِ: رُجُوفاً، بالضَّمِّ، ورَجِيفاً، قَالَ: كرَجَفانِ البَعِيرِ تَحْتَ الرَّحْلِ وكما يَرْجُفُ الشَّجَرُ إِذا رَجَفَتْهُ الرِّيحُ، وكما تَرْجُفُ الأَسْنَانُ إِذا نَغَضَتْ أُصُولُهَا، ونحوُ ذَلِك تَحَرُّكُهُ كُلُّه رَجْفٌ. رَجَفَتِ الأَرْضُ: زُلْزِلَتْ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى:) يَوْمَ تَرْجِفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ (، كَأَرْجَفَتْ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. رَجَفَ الْقَوْمُ: تَهَيَّؤُوا للْحَرْبِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ: والرَّعْدُ يَرْجُفُ، رَجْفاً، ورَجِيفاً: تَرَدَّدَتْ هَدْهَدَتُهُ فِي السَّحَابِ، ويُقَال: سَحَابٌ رَجُوفٌ، أَي يَرْجُفُ بالرَّعْدِ، وَقيل: يَرْجُفُ مِن كَثْرَةِ الماءِ، قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ الهُذَلِيُّ:
(إِلَى عَمَرَيْنِ إِلَى غَيْقَةٍ ... بيَلْيَلَ يَهْدِي رِبَحْلاً رَجُوفَا)
والرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّجْفَةُ فِي القُرْآنِ: كُلُّ عّذَابٍ أَخَذَ قَوْماً فَهُوَ رَجْفَةٌ وصَيْحَةٌ وصَاعِقَةٌ، قَالَ الفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالَى:) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (الراجِفَةُ: النَّفْخَةُ الأُولَى وَهِي الَّتِي تَمُوتُ لَهَا الخَلائِقُ. والرادِفَةُ: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ، الَّتِي يَحْيُوْنُ لَهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، وسيُذْكَرُ قَرِيباً، وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الرَّاجِفَةُ: الأَرْضُ تَرْجُفُ، تَتَحَرَّكُ حَرَكَةً شَدِيدةً، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الزَّلْزَلَةُ. الرَّجَّافُ، كَشَدَّادٍ: اسْمُ الْبَحْرِ، سُمِّيَ بِهِ لاِضْطِرَابِهِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: زادَ غيرُه: وتَحَرُّك أَمْوَاجِهِ، اسْمٌ كالقَذَّافِ، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ، وَهُوَ ابنُ الزِّبَعْرَي، ويُرْوَى لمَطْرُودِ بنِ كَعْبٍ الخُزَاعِي يَرْثِي عبدَ المُطَلِبِ بنِ هاشمٍ: (الْمَطْعِمُونَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ فِي الرَّجَّافِ)
وَقد رَجَفَ البَحْرُ: اضْطَرَبَ مَوْجُه. قَالَ شَمِرٌ: الرَّجَّافُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الرَّجَّافُ: الجِسْرُ على الفُرَات، ووُجِدَ فِي النُّسَخِ هُنَا: الحَشْرُ، بالحاءِ والشِّينِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. قَالَ: الرَّجَّافُ: ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ. قَالَ: والرَّاجِفُ: الْحُمَّى ذَاتُ الرِّعْدَةِ، لأَنَّهَا تَرْجُفُ مَفَاصِلَ مَن هِيَ بِهِ. وأَرْجَفَتِ النَّاقَةُ: إِذا جَاءَتْ معِييَةً مُسْتَرْخِيَةً أُذُنَاهَا تَرْجُفُ بِهمَا. قَالَ اللَّيْثُ: أَرْجَفَ الْقَوْمُ: إِذا خَاضُوا فِي أَخْبَارِ الفِتَنِ، ونَحْوِهَا مِن الأَخْبَارِ السّيِّئَةِ، قَالَ: وَمِنْه قُوْلُه تَعَالَى:) والْمُرْجِفُونَ)
فِي المَدِينَةِ (، قَالَ اللَّيْثُ: وهمُ الَّذين يُوَلِّدُونَ الأَخْبَارَ الكَاذِبَةَ، الَّتِي يكونُ مَعَها اضْطِرَابٌ فِي النَّاسِ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِرْجَافُ: إِيقاعُ الرَّجْفَةِ، إِمَّا بالقَوْلِ، وإِمَّا بالفِعْلِ. يُقَال: أَرْجَفُوا فِي الشَّيْءِ، وَبِه: إِذا خَاضُوا فِيهِ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجَفَتِ الأَرْضُ: زُلْزِلَتْ، كَأُرْجِفَتْ أَيضاً بِالضَّمِّ. وممّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَرْجَفَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَ: حَرّكَتْهُ. ورَجَفَتِ الأَسْنَانُ: تَساقَطَتْ.
واسْتَرْجَفَت الإِبِلُ رُؤُوسَها فِي السَّيرِ: حَرَّكَتْهَا، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِذْ حَرَّكَ الْقَرَبُ الْقَعْقَاعُ أَلْحِيَهَا ... واسْتَرْجَفَتْ هَامَهَا الْهِيمُ الشَّغَامِيمُ) والأرْجَافُ: وَاحِدُ أَرَاجِيفِ الأَخْبَارِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُقَال: الأَرَاجِيفُ مَلاَقِيحُ الفِتِنِ، قَالَهُ الرَّاغِبُ، وَفِي الأَسَاسِ: الإِرْجَافُ: مُقَدِّمَةُ الكَوْنِ، وإِذا وَقَعَتِ المَخَاوِيفُ، كَثُرَت الأَراجِيفُ.
ويُقَال: خَرَجُوا يَسْتَرْجِفُونَ الأَرْضَ نَجْدَةً، وَهُوَ مَجَازٌ كَمَا فِي الأَسَاسِ. والرَّجَفَانُ، مُحَرَّكةً: الإِسْرَاعُ، عَن كُرَاعٍ.
رجف
رجَفَ يَرجُف، رَجْفًا ورُجوفًا ورَجَفانًا ورجيفًا، فهو راجِف ورَجْفانُ/ رَجْفانٌ، والمفعول مرجوف (للمتعدِّي)
• رجَف القلبُ: تحرَّك واضطرب اضطرابًا شديدًا "رجَف الشجرُ/ البحرُ- {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ}: تُزلزَل".
• رجَف الشَّخصُ: اضطرب، لم يستقرّ لخوفٍ عَرَض عليه.
• رجَفت يدُه: ارتعشت من مرضٍ أو كِبَرٍ "رجَف من البرد".
• رجَف الرَّعدُ: تردّد صوتُه.
• رجَفته الحُمَّى: أرعشته وأرعدته. 

أرجفَ/ أرجفَ بـ/ أرجفَ في يُرجف، إرجافًا، فهو مُرجِف، والمفعول مُرجَفٌ (للمتعدِّي)
• أرجفت الأرضُ: زلزلت.
• أرجفتِ الرِّيحُ الأشجارَ: حرَّكتها حركة شديدة.
• أرجف الشَّخصُ: رجَفَ؛ تحرّك واضطرب "أرجف قلبُه".
• أرجف القومُ بكذا/ أرجف القومُ في كذا: خاضوا في الأخبار السيئة وذكْر الفتن بقصد إيقاع الناس في الاضطراب " {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} ". 

ارتجفَ يرتجف، ارتجافًا، فهو مرتجِف
• ارتجف الشَّخصُ: رجَفَ؛ ارتعد واضطرب اضطرابًا شديدًا "شعرت بكلِّ جسمي يرتجِف من البرد- ارتجف لصوت الانفجار" ° ارتجفت فرائصه: خاف وفزع. 

إرْجاف [مفرد]: ج أراجيفُ (لغير المصدر) وإرجافات (لغير المصدر):
1 - مصدر أرجفَ/ أرجفَ بـ/ أرجفَ في.
2 - خبرٌ كاذبٌ مثير للفتن والاضطراب "كثُرت الأراجيفُ حول مصير الطائرة المخطوفة- إذا وقعت المخاويف كثرت الأراجيف". 

ارتجاف [مفرد]: ج ارتجافات (لغير المصدر):
1 - مصدر ارتجفَ.
2 - زلزال منخفض الشدّة.
• شلل ارتجافيّ: (طب) شلل عضليّ كليّ أو جزئيّ، يرافقه عادة فقدان الشعور وحركات جسميَّة غير متحكم بها. 

راجف [مفرد]: ج راجفون (للعاقل) ورواجفُ، مؤ راجفة، ج مؤ راجفات ورواجفُ:
1 - اسم فاعل من رجَفَ.
2 - حُمَّى ذاتُ رِعْدَة. 

راجِفة [مفرد]: ج راجفات ورواجفُ: صيغة المؤنَّث لفاعل رجَفَ.
• الرَّاجفة: النَّفخة الأولى في الصُّور يوم القيامة " {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} ". 

رَجْف [مفرد]:
1 - مصدر رجَفَ.
2 - (طب) انقباضات واضطرابات تحدث في عضلات الجسم عدا الوجه. 

رَجْفانُ/ رَجْفانٌ [مفرد]: مؤ رَجْفَى/ رَجْفانةٌ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رجَفَ: مضطرب. 

رَجَفان [مفرد]:
1 - مصدر رجَفَ.
2 - (طب) شذوذ في النشاط العصبيّ العضليّ، يتميَّز بالتغيُّر السّريع في انقباض وارتخاء العضل ° مزيل الرَّجفان: أداة تستخدم لإيقاف الانقباض العضليّ للقلب، عن طريق الصدمة الكهربائيَّة. 

رَجْفَة [مفرد]: ج رَجَفات ورَجْفات:
1 - اسم مرَّة من رجَفَ: رعشة "شعرت برجفةٍ خفيفة- رجفة القلب/ اليد".
2 - (جو) هزَّة أو زلزلة خفيفة في سطح الأرض " {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} ". 

رُجوف [مفرد]: مصدر رجَفَ. 

رَجيف [مفرد]: مصدر رجَفَ. 

مِرْجاف [مفرد]: (جو) مرسمة الزِّلزال، جهاز دقيق مُرهَف يسمح برصد الهزَّات الأرضيّة وتسجيلها، فنعرف أهمّيتها وقوَّتها واتجاهها ومُدَّتها. 

رجف

1 رَجَفَ, (O, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. رَجْفٌ and رَجَفَانٌ (O, Msb, K) and رَجِيفٌ (Msb, K) and رُجُوفٌ; (O, K;) [and ↓ ارجف; (see the next sentence;) and ↓ ارتجف; (see نَغَضَ, in two places;)] It (a thing, O, Msb) was, or became, in a state of motion, commotion, (O, Msb, K,) agitation, convulsion, tumult, or disturbance: (Msb, K: *) or in a state of violent motion, commotion, agitation, &c.; (K;) as the camel beneath the saddle, and the tree when put in motion by the wind, and the wabbling tooth, and the like. (O.) You say, رَجَفَتِ الأَرْضُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. رَجْفٌ, (S,) The earth quaked; or was, or became, in a state of motion, commotion, agitation, &c., (S, O, Msb, K,) as above; (Msb;) and so ↓ أَرْجَفَت, and ↓ أُرْجِفَت; (K;) [for ارجف is both intrans. and trans.:] and الرَّجَفَانُ signifies the being in a state of violent commotion, agitation, convulsion, tumult, or disturbance. (S.) And رَجَفَتْ يَدُهُ His arm, or hand, trembled, by reason of disease, or old age. (Msb.) And رَجَفَ القَلْبُ The heart became agitated by reason of fright. (IDrd, O.) b2: رَجَفَ الرَّعْدُ, (Lth, O, K,) inf. n. رَجْفٌ and رَجِيفٌ, (Lth, O,) The thunder made a reiterated rumbling, or confused noise, in the clouds. (Lth, O, K.) b3: رَجَفَ القَوْمُ The people, or party, prepared themselves for war, or battle. (Lth, O, K.) A2: Also He put [a thing] into a state of motion, commotion, or agitation; (O, K;) [so too, app., رَجَفَ بِهِ;] see 4, last sentence; [and so ↓ أَرْجَفَ; for] أَرْجَفَ الأَرْضَ بِهِمْ is said of God [as meaning He made the earth to quake with them]. (TA in art. دم.) And one says also, رَجَفَتْهُ الحُمَّى The fever caused him to quake, or shiver. (Msb.) 4 أَرْجَفَ as an intrans. v.: see 1, in two places.

A2: And as a trans. v.; act. and pass.: see 1, in two places. b2: [Hence,] ارجف بِكَذَا [originally He put another, or others, into a state of commotion, or agitation, by such a thing; meaning] he told of such a thing without truth, or not according to the true, or real, state of the case: [because he thereby caused commotion, or agitation; or] because the information was unsettled: from رَجْفَةٌ meaning as explained below. (Ksh in xxxiii. 60.) And ارجفوا فِى الشَّىْءِ (S, Msb, K) and بِهِ, (Msb, K,) inf. n. إِرْجَافٌ, (Msb,) i. q. خَاضُوا فِيهِ [mean-ing They said what was false respecting the thing]: (S, O, K:) or they told many evil tales, and uttered many discordant lying sayings, respecting the thing, in order that the people might become in a state of commotion, agitation, convulsion, tumult, or disturbance, in consequence thereof: whence, in the Kur [xxxiii. 60], فِى المَدِينَةِ ↓ وَالمُرْجِفُونَ [and they who tell many evil tales, &c., in the city:] (O, * Msb:) or ارجفوا فِى البَلَدِ بِكَذَا they told, in the town, or country, of such a matter, in order that they might cause commotion, or agitation, &c., to befall the people, without there being aught [thereof] true in their estimation; from الرَّجَفَانُ signifying “ violent commotion or agitation ” &c. (Har pp. 218, 219.) And ارجفوا, alone, They said what was false (خَاضُوا) in [relating] tales of conflicts and factions, or seditions, or discords, or dissensions, and the like: whence, ↓ وَالمُرْجِفُونُ فِى المَدِينَةِ [cited above]. (K.) b3: And ارجفت النَّاقَةُ The she-camel came in a state of fatigue, with her ears flaccid, shaking them (بِهِمَا ↓ تَرْجُفُ). (O, K.) 8 إِرْتَجَفَ see 1, first sentence.

رَجْعَةٌ i. q. زَلْزَلَةٌ (S, K) [meaning Commotion, agitation, or convulsion; or violent commotion &c.; and particularly an earthquake; or] a violent earthquake: and a vehement cry from heaven: (Jel in vii. 76:) or it signifies, in the Kur-án, any punishment that befalls a people. (Lth, O.) رَجُوفٌ, accord. to Freytag, occurs in the Deewán el-Hudhaleeyeen as meaning Put into a state of commotion.] b2: سَحَابٌ رَجُوفٌ Clouds in commotion with thunder, or with much water. (O.) الرَّجَّافُ The sea; because of its commotion, or agitation. (S, O, K.) A poet says, (S,) namely, Matrood Ibn-Kaab, lamenting the death of ' Abdel-Muttalib, (IB, O,) the grandfather of the Prophet, and eulogizing him, (IB,) اَلْمُطْعِمُونَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ

حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ فِى الرَّجَّافِ [The feeders with fat every evening, until the sun disappeared in the sea]. (S, O.) b2: And The day of resurrection: (Sh, O, K:) and the congregation [of the risen]. (K.) b3: And رَجَّافٌ also signifies A certain kind of pace [app. with a jolting motion]. (O, K.) رَاجِفٌ [Putting into a state of motion, commotion, or agitation. b2: And also, or حُمَّى رَاجِفٌ,] A fever attended with quaking, or shivering: (O, Msb, K:) deviating from rule [because حُمَّى is fem.]. (Msb.) b3: [The fem., with ة, app. applied to a she-camel or the like, occurs, accord. to Freytag, in the Deewán el-Hudhaleeyeen, as meaning Moving the head in going along.]

الرَّاجِفَةُ, in the Kur lxxix. 6, means The first blast [of the horn on the day of resurrection]: and الرَّادِفَةُ, in the next verse, “the second blast: ” (O, Bd, Jel, K:) or the former means the motionless bodies that shall be in a state of violent motion at the time here spoken of, such as the earth and the mountains; because of the saying in the Kur [lxxiii. 14], يَومَة تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ: CCC and the latter, “the heaven, and the stars, which shall be cleft and scattered. ” (Bd.) إِرْجَافٌ inf. n. of 4 [q. v.]. (Msb.) [And hence, as a simple subst.,] sing. of [أَرَاجِيفُ in the phrase]

أَرَاجِيفُ الأَخْبَارِ [meaning Tales without truth, or reality: or evil tales, and discordant lies, uttered in order that people may become in a state of commotion, agitation, convulsion, tumult, or disturbance, in consequence thereof: see 4]. (S.) You say, وَقَعُوا فِى أَرَاجِيفَ [They fell into convulsing perplexities, arising from evil and discordant and false rumours or the like]. (AA, S and K in art. تع.) المُرْجِفَانِ The basin and ewer (الطَّسْتُ وَالإِبْرِيقُ) [that are used for washing the hands before and after a meal]: because they produce a sound when one of them is knocked against the other: as though that sound told of the completion of the meal, and excited [the persons that had partaken thereof] to rise. (Har p. 228.) b2: وَالمُرْجِفُونَ فِى المَدِينَةِ, in the Kur xxxiii. 60: see 4, in two places. [This art. is wanting in the copies of the L and TA to which I have had access.]

روع

(روع) روعا كَانَ أروع
روع
عن العبرية بمعنى حقد ومر وتعمد الأذى.
(ر و ع) : (فَرَسٌ رَائِعٌ) جَمِيلٌ يَرُوعُ الرَّائِيَ بِجَمَالِهِ أَيْ يُخَوِّفُهُ.
روع:
راع: أزعج، أقلق (بوشر).
أراع: أفزع (فوك).
ارتاع: قلق، انزعج (بوشر).
رَوْعَة: انفعال، تأثر (بوشر).
ر و ع : رَاعَنِي الشَّيْءُ رَوْعًا مِنْ بَابِ قَالَ أَفْزَعَنِي وَرَوَّعَنِي مِثْلُهُ وَرَاعَنِي جَمَالُهُ أَعْجَبَنِي.

وَالرُّوعُ بِالضَّمِّ الْخَاطِرُ وَالْقَلْبُ يُقَالُ وَقَعَ فِي رُوعِي كَذَا. 
(روع) - في حَديثِ عَطاء: "يُكرَه للمُحرِم كُلُّ زِينَةٍ رَائِعَة".
: أي مُعجِبة، رائِقَة، وقيل: حَسَنَة. يقال: به رَوْعَة: أي مَسْحَة من جمال، ورجل رُوَاع، وأروَعُ ورائِعٌ: بَيِّن الرَّوَع: أي جَمِيل، والجَمع أَرواع، وامرأَةٌ رُواعٌ أيضا.

روع


رَاعَ (و)(n. ac. رَوْع
رُوْعرُؤُوْع [] )
a. Frightened, terrified; startled, alarmed
scared.
b. Surprised, astonished; delighted.
c. [Min], Was afraid of, frightened at.
d. Was quenched, allayed, slaked (thirst).

رَوَّعَa. see I (a)
أَرْوَعَa. Scared; drove along (sheep).
تَرَوَّعَإِرْتَوَعَa. see I (c)
رَوْع
رَوْعَةa. Fear, fright.

رُوْعa. Heart; mind; spirit.

أَرْوَعُa. Sagacious.

رَائِع []
a. Frightening; fearful; terrifier.
b. see 14
رَائِعَة [] (pl.
رَوَائِع)
a. Wonder, prodigy, marvel.
روع
الرُّوعُ: الخلد، وفي الحديث: «إنّ روح القدس نفث في رُوعِي» ، والرَّوْعُ: إصابة الرُّوع، واستعمل فيما ألقي فيه من الفزع، قال:
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ
[هود/ 74] ، يقال: رُعْتُهُ ورَوَّعْتُهُ، ورِيعَ فلان، وناقة رَوْعَاءُ:
فزعة. والْأَرْوَعُ: الذي يروع بحسنه، كأنه يفزع، كما قال الشاعر:
يهولك أن تلقاه صدرا لمحفل
ر و ع: (الرَّوْعُ) بِالْفَتْحِ الْفَزَعُ وَ (الرَّوْعَةُ) الْفَزْعَةُ. وَ (الرُّوعُ) بِالضَّمِّ الْقَلْبُ وَالْعَقْلُ يُقَالُ: وَقَعَ ذَلِكَ فِي رُوعِي أَيْ فِي خَلَدِي وَبَالِي. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي» . وَ (رَاعَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ، (فَارْتَاعَ) أَيْ أَفْزَعَهُ فَفَزِعَ وَ (رَوَّعَهُ تَرْوِيعًا) . وَقَوْلُهُمْ: لَا (تُرَعْ) أَيْ لَا تَخَفْ. وَ (رَاعَهُ) الشَّيْءُ
أَعْجَبَهُ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (الْأَرْوَعُ) مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُعْجِبُكَ حُسْنُهُ. 
روع
راعَني فارْتَعْتُ ورَوَّعَني أيضاً: أفْزَعَني. وارْتَعْتَ له: مثلُ ارْتَحْتُ له. ورَجُلٌ رُوَاعٌ وأرْوَعُ بَيِّنُ الرَّوَع: جَمِيلٌ حَدِيْدُ النَّفْس. وناقَةٌ رَوْعَاءُ: نَشِيْطَةٌ. والفِعْلُ: رَوعَ. وراعَني: أعْجَبَني، رَوْعاً ورُؤوْعاً ورُوُوعاً. وامْرَأَةٌ رُوَاعٌ: رائعَةٌ. والرُّوْع: ذِهْنُ القَلْبِ، ويُوضَعَ ومَوْضِعْ القَلْبِ والبَالِ فيُقال: رَجَعَ إليه رُوْعُه ورُوَاعُه. فأمّا في بَيْتِ الطِّرِمّاح:
وهَلْ بِخَلِيف الخَيْلِ ممَّنْ عَهِدْتُه ... به غيرُ أُحْدَانِ النَّواشِطِ رُوْعُ
فَيَعْني به: ما يَخْطُرُ ويَرُوْعُ البَالَ. ويُقال: تَقَدَّمِ الغَنَمَ وارْوعْ بها: أي لَع
ْلِعْ، وهو زَجْرٌ.
ورَوَّعَ الخُبْزَ بالسَّمْنِ: رَوّاه، ويُقال بالغَيْنِ أيضاً. وفَرَسٌ رائعٌ: كَريمٌ.
[روع] الرَوْعُ بالفتح: الفَزَعُ. والرَوْعَةُ: الفزعة، ومنه قولهم: أفرخ روعه، أي ذهب فَزعُه وسكَن. والروعُ بالضم: القلبُ والعقلُ. يقال وقع ذلك في رُوعي، أي في خلدي وبالي. وفي الحديث: " إن روحَ القُدْسِ نفث في رُوعي ". ورُعْتُ فُلاناً ورَوَّعْتُهُ فارْتاعَ، أي أفزعته ففزع. وتَرَوَّعَ، أي تَفَزَّعَ. وقولهم: لا تُرَعْ، أي لا تَخَفْ ولا يلحقْك خوفٌ. قال أبوخراش: رفونى وقالوا يا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ * فقلتُ وأنكرت الوجوهَ هُمُ هُمُ * وللأنثى لا تُراعي. قال : أيا شِبْهَ لَيْلى لا تُراعي فإنَّني * لك اليومَ من وحشية لصديق * والروعاء من النوق: الحديدة الفؤادِ، وكذلك الفَرَس، ولا يوَصف به الذكر. وراعَني الشئ، أي أعجبني. والاروع من الرجال: الذي يعجبك حُسْنُهُ. وامرأةٌ روعاء، بينة الروع.
ر و ع

رعته وروعته، وارتعت منه. وأصابته روعة الفراق وروعات البين. قال جرير:

ألا حيّ أهل الجوف قبل العوائق ... ومن قبل روعات الحبيب المفارق ووقع ذلك في روعي: في خلدي. وثاب إليه روعه إذا ذهب إلى شيء ثم عاد إليه. ورجل أروع وامرأة روعاء، وناقة روعاء. وهو ذكاء الروع. قال يصف ناقته:

رأتني بجبليها فصدّت مخافة ... وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق

وناقة رواع الفؤاد حرة الوجه عطل وفرس ورجل رواع.

ومن المجاز: شهد الروع أي الحرب. وفرس رائع: يروع الرائي بجماله. وكلام رائع: رائق. وامرأة رائعة، ونساء روائع وروع. قال عمر بن أبي ربيعة:

فإن يقو مغناه فقد كان حقبة ... تمشّى به حور المدامع روع

وما راعني إلا مجيئك بمعنى ما شعرت إلا به.
(ر وع)

الرَّوْع والرُّوَاعُ واليرْوَعُ: الْفَزع. راعني الْأَمر رَوْعا ورَوُوُعا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَذَلِك حَكَاهُ بِغَيْر همز، وَإِن شِئْت همزت، وارتاع مِنْهُ وَله ورَوَّعه فتروَّعَ.

وَرجل رَوِعٌ ورَائعٌ: مُترَوِّعٌ، كِلَاهُمَا على النّسَب، صحت الْوَاو فِي رَوِعٍ لأَنهم شبهوا حَرَكَة الْعين التابعة لَهَا بِحرف اللين التَّابِع لَهَا فَكَأَن فعلا فعيل فَكَمَا يَصح حويل وطويل فعلى نَحْو من ذَلِك صَحَّ رَوِعٌ. وَقد يكون رائع فَاعِلا فِي معنى مفعول كَقَوْلِه:

ذكرتُ حبيبا فاقدا تَحْتَ مَرْمَسِ

وَقَالَ:

شُذَّانُها رائِعةٌ من هَدْرِه

أَي مرتاعة.

وراعه الشَّيْء رُؤُوعا ورُووُعا - بِغَيْر همز عَن ابْن الْأَعرَابِي - ورَوْعَةً: أفزعه بكثرته أَو جماله.

وَفرس رَوْعاءُ ورائعة: تَرُوعَك بِعتْقِهَا وصفتها، قَالَ: رَائِعَةٌ تَحْمِل شَيْخا رَائِعا ... مُجَرَّبا قد شَهِدَ الوَقائِعا

وَامْرَأَة رائعة، كَذَلِك، من نسْوَة رَوَائعَ ورُوَّعٍ.

والأرْوَعُ: الرجل الْكَرِيم ذُو الْجِسْم والجهارة وَالْفضل والسودد. وَقيل: هُوَ الْجَمِيل الَّذِي يَرُوعك إِذا رَأَيْته. وَقيل: هُوَ الْحَدِيد، وَالِاسْم الرَّوَعُ، وَالْفِعْل من كل ذَلِك وَاحِد، فالمتعَدّى كالمتعدى وَغير المتعَدّى كَغَيْر المتَعدّى.

وقلب أرْوَعُ ورُوَاعٌ: يَرْتاعِ لحدته من كل مَا سمع وَرَأى.

وَرجل رُوَاعٌ: حَيّ النَّفس ذكي.

وناقة رُوَاعٌ ورَوْعاءُ: حَدِيدَة الْفُؤَاد قَالَ ذُو الرمة:

رَفَعْتُ لَه رَحْلِي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... رُوَاعِ الفؤَادِ حَرُةَّ الوَجْهِ عَيْطَل

وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

رَوْعاءُ مَنْسِمُها رَثِيمٌ دَامي

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فرس رَوْعاءُ: لَيست من الرائعة وَلكنهَا الَّتِي كَأَن بهَا فَزعًا من ذكائها وخفة روحها. وَقَالَ: فرس أرْوَعُ كَرجل أرْوَع.

ورُوَاع الْقلب ورُوعُهُ: ذهنه، وَوَقع ذَلِك فِي رُوعى، أَي نفس، أَو فِي حَدِيث نَفسِي.

والمُرَوَّعُ: الملهم كَأَن الْأَمر يلقِي فِي رُوعهِ وَفِي الحَدِيث " إِن فِيكُم مُحَدَّثِين مُرَوَّعين " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وراع اليء يَرُوع رُوَاعا: رَجَعَ إِلَى مَوْضِعه وارْتاعَ، كارْتاح.

والرُّوَاعُ: اسْم امْرَأَة، قَالَ بشر بن أبي خازم: تَحَمَّل أهْلهُا مِنْهَا فبانُوا ... فأبْكَتْنِي منازِلُ لِلرُّوَعِ

وَأَبُو الُّروَاعِ من كناهم.
[روع] نه: فيه: إن روح القدس نفث في "روعي" أي في نفسي وخلدي، وقد مر. شم: هو بضم راء. نه: ومنه ح: إن في كل أمة محدثين أي "مروعين" ملهمين كأنه ألقى في روعه صواب، وفيه: أمن "روعاتي" هي جمع روعة وهي المرة من الروع الفزع. ط العورات بسكون واو جمع عورة كل ما يستحي منه ويسوء صاحبه أن يرى منه. نه: ومنه ح عليّ: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليدي قومًا قتلهم خالد فأعطاهم ميلغة كلب ثم أعطاهم "بروعة" الخيل، يريد أن الخيل راعت نساءهم وصبيانهم فأعطاهم شيئًا لما أصابهم من هذه الروعة. وح: إذا شمط الإنسان في عارضيه فذلك "الروع" كأنه أراد الإنذار بالموت. وح: كان فزع فركب فرسًا ليكشف الخبر فعاد وهو يقول "لن تراعوا". ك: لم تراعوا أي لا تراعوا بمعنى النهي أي لا تفزعوا أو معناه لم يكن خوف فتراعوا. ن: أي روعًا مستقرًا أو روعًا يضركم. ط: أي لا فزع فاسنوا، ويروى: "لن تراعوا" خبر بمعنى النهي، قوله: ما عليه، صفة أخرى لفرس، في عنقه أي النبي صلى الله عليه وسلم، بحرًا أي جوادًا واسع الجري. فه: وح ابن عمر: فقال له الملك"لم ترع" أي لا فزع ولا خوف. ك: لن ترع بضم فوقية وفتح راء، والجزم بلن لغية، أو سكن عينه للوقف ثم شبه بالجزم، ولبعض: لن تراع، قوله: لو كان يصلي من الليلين وإنما عبره بصلاة الليل لأنهلما "روعه" أي فزعه، والمستتر فيه لعمر والبارز لزيد.
روع
راعَ يَرُوع، رُعْ، رَوْعًا، فهو رائع، والمفعول مَرُوع (للمتعدِّي)
• راع الشَّخصُ: فزِع وخاف "هدَّأ روعَه- {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} ".
• راعَ الأمرُ فلانًا: أفزعه، أخافه.
• راع الشَّيءُ فلانًا: أعجبه "راعني جمالُه- راعتني هذه القصيدة- فتاة رائعة الجمال- تَمتَّعنا بأروع وقت: أجمل وقت". 

أراعَ يُريع، أَرِعْ، إراعةً، فهو مُريع، والمفعول مُراع
• أراع فلانًا: راعه، أفزعه وخوَّفه "أراع عدوَّه- أراعني منظر القتال الشَّرس بين الطرفين". 

ارتاعَ على/ ارتاعَ لـ/ ارتاعَ من يرتاع، ارْتَعْ، ارتياعًا، فهو مُرتاع، والمفعول مُرتاع عليه
• ارتاع على الشَّيء/ ارتاع للشَّيء/ ارتاع من الشَّيء:
 فَزِع وخاف منه "ارتاع من الخبر- ارتاع لمنظر الجريمة- ارتاع على مستقبل أولاده". 

روَّعَ يُرَوِّع، تَرويعًا، فهو مُروِّع، والمفعول مُروَّع
• روَّع فلانًا: أراعه، أفزعه، أخافه "روَّع الزّلزال السكانَ- جريمة مروِّعة". 

إراعة [مفرد]: مصدر أراعَ. 

رائع [مفرد]: ج رائعون ورُوَّع، مؤ رائعة، ج مؤ رائعات وروائعُ ورُوَّع:
1 - اسم فاعل من راعَ.
2 - ما جاوز الحدَّ في نواحي الفنِّ والأخلاق والفِكر "شعر/ أداءٌ رائع- من روائع الأدب".
• رائعة النَّهار: مُعظمُه، وكذلك رائعة الضُّحى "هي كالشَّمس في رائعة النَّهار".
• رائعة الشَّيب: أوَّلُ بوادره، أوّل شعرةٍ تبدو منه. 

رَوْع [مفرد]: مصدر راعَ ° أفرخ رَوْعُه/ أُفرِخ روعُه: ذهب عنه خوفه، سكن- هدِّئْ من رَوْعِك: لا تخفْ، اطمئن- يَوْمُ الرَّوع: يوم الحرب. 

رُوع [مفرد]: خاطر، قَلْبٌ ونَفْسٌ وذِهْن "وقع في رُوعي كذا- إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا [حديث] ". 

رَوْعَة [مفرد]: ج رَوْعات ورَوَعات:
1 - اسم مرَّة من راعَ: فَزْعة "أمَّنت روعته".
2 - مسحةٌ من الجمال "وَجْهٌ تبدو عليه رَوْعَة- مَشهد في مُنتهى الرَّوْعَة- رَوْعةُ استقبال: عظمة، فخامة" ° يا للرَّوْعة: تعبير يُقصد به الاستحسان لشيء ما. 

روع: الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ

يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً؛ عن ابن الأَعرابي، كذلك حكاه بغير همز، وإِن شئت

همزت، وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في

عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت. قال الليث: كل شيء

يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع. والرَّوْعةُ: الفَزْعة. وفي

حديث الدعاء: اللهم آمِنْ رَوعاتي؛ هي جمع رَوْعة وهي المرّة الواحدة من

الرَّوْع الفَزَعِ. ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: أَن رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بعثه ليَدِيَ قوماً قتَلَهم خالدُ بن الوليد فأَعطاهم

مِيلَغةَ الكلب ثم أَعطاهم بِرَوْعةِ الخيل؛ يريد أَن الخيل راعت نِساءهم

وصبْيانهم فأَعطاهم شيئاً لِما أَصابهم من هذه الرَّوْعة. وقولهم في المثل:

أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وانكشف وسكَن. قال أَبو عبيد:

أَفْرِخ رَوعك، تفسيره لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر ليس على ما

تُحاذِر؛ وهذا المثل لمعاوية كتب به إِلى زياد، وذلك أَنه كان على البصرة

وكان المُغيرةُ بن شعبة على الكوفة، فتُوُفِّيَ بها فخاف زياد أَن يُوَلِّيَ

مُعاويةُ عبدالله بن عامر مكانه، فكتب إِلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة

ويُشير عليه بتولية الضَّحَّاك بن قيس مكانه، فقَطِن له معاوية وكتب

إِليه: قد فَهِمْت كتتابك فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا المغيرة وقد ضممنا إِليك

الكوفة مع البصرة؛ قال الأَزهري: كل من لقيته من اللغويين يقول أَفْرَخَ

رَوْعه، بفتح الراء من روعه، إَلا ما أَخبرني به المنذري عن أَبي الهيثم

اَنه كان يقول: إِنما هو أَفْرَخَ رُوعهُ، بضم الراء، قال: ومعناه خرج

الرَّوْعُ من قلبه. قال: وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ. والرُّوع:

موضع الرَّوْع وهو القلب؛ وأَنشد قول ذي الرمة:

جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ

قال: ويقال أَفرخت البيضة إِذا خرج الولد منها. قال: والرَّوْع الفزَعُ،

والفزَعُ لا يخرج من الفزع، إِنما يخرج من الموضع الذي يكون فيه، وهو

الرُّوع. قال: فخرج والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البيضة. يقال:

أَفرخت البيضة إِذا انفلقت عن الفرْخ منها، قال: وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إِذا

خرج رَوْعه منه؛ قال: وقلَبَه ذو الرمة على المعرفة بالمعنى فقال:

جذلانَ قد أَفرخت عن رُوعه الكرب

قال الأَزهري: والذي قاله أَبو الهيثم بيّن غير أَني أَستوحش منه

لانفراده بقوله، وقد استدرَكَ الخلف عن السلف أَشياء ربما زَلُّوا فيها فلا

ننكر إِصابة أَبي الهيثم فيما ذهب إِليه، وقد كان له حَظّ من العلم

مُوَفَّر، رحمه الله.

وارْتاعَ منه وله ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ. ورُعْت فلاناً

ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ. ورجل رَوِعٌ ورائعٌ:

متروِّع، كلاهما على النسب، صحّت الواو في رَوِع لأَنهم شبهوا حركة العين

التابعة لها بحرف اللِّين التابِع لها، فكأَنَّ فَعِلاً فَعِيل، كما يصح حَويل

وطَويل فعَلى نحْوٍ من ذلك صحّ رَوِعٌ؛ وقد يكون رائع فاعلاً في معنى

مفعول كقوله:

ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ

وقال:

شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه

أَي مُرْتاعة. ورِيعَ فلان يُراع إِذا فَزِع. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، ركب فرساً لأَبي طلحة ليلاً لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ

المدينة فلما رجَع قال: لن تُراعُوا لن تراعوا إِنّي وجدْته بَحْراً؛ معناه

لا فزَع ولا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا؛ ومنه حديث ابن عمر: فقال له

المَلك لم تُرَعْ أَي لا فزَعَ ولا خَوْف. وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً،

بغير همز؛ عن ابن الأَعرابي، ورَوْعةً: أَفْزَعَه بكثرته أَو جماله.

وقولهم لا تُرَعْ أَي لا تَخَف ولا يَلْحَقْك خوف؛ قال أَبو خِراش:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِد لا تُرَعْ

فقلتُ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ

وللأُنثى: لا تُراعِي؛ وقال مجنون قيس بن مُعاذ العامري، وكان وقع في

شرَكه ظبية فأَطْلَقها وقال:

أَيا شِبْهَ لَيْلى، لا تُراعِي فَإِنَّني

لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ

ويا شِبْهَ ليلى لا تَزالي بِرَوضَةٍ،

عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ

أَقُولُ، وقد أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها:

لأَنْتِ لِلَيْلى، ما حَيِيتُ، طَلِيقُ

فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها،

سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيقُ

قال الأَزهري: وقالوا راعَه أَمْرُ كذا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه. وقال

غيره: راعني الشيءُ أَعجبني. والأَرْوَعُ من الرجال: الذي يُعْجِبُك

حُسْنه. والرائعُ من الجَمال: الذي يُعْجِب رُوع مَن رآه فيَسُرُّه.

والرّوْعةُ: المَسْحةُ من الجمال، والرَّوْقةُ: الجَمال الرائق. وفي حديث وائل

بن حجر: إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ؛ الأَرواعُ: جمع رائع، وهم

الحِسانُ الوُجوهِ، وقيل: هم الذين يَرُوعُون الناس أَي يُفْزِعُونهم

بمنْظَرِهم هَيْبةً لهم، والأَوّل أَوجَه. وفي حديث صفة أَهل الجنة:

فيَرُوعُه ما عليه من اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه؛ ومنه حديث عطاء: يُكره

للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة، وقيل: كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ. وفرس

روْعاء ورائعةٌ: تَرُوعك بعِتْقِها وصفتها؛ قال:

رائعة تَحْمِلُ شَيْخاً رائعا

مُجَرَّباً، قد شَهِدَ الوَقائعا

وفرس رائعٌ وامرأَة رائعة كذلك، ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ من نسوة

رَوائعَ ورُوعٍ. والأَرْوَعُ: الرجل الكريم ذو الجِسْم والجَهارة والفضل

والسُّودَد، وقيل: هو الجميل الذي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته،

وقيل: هو الحديد، والاسم الرَّوَعُ، وهو بَيِّنُ الرَّوَعِ، والفعل من كل ذلك

واحد، فالمتعدِّي كالمتعدّي، وغير المتعدي كغير المتعدي؛ قال الأَزهري:

والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً. وقلب أَرْوَعُ

ورُواعٌ: يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى. ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ:

حَيُّ النفس ذَكيٌّ. وناقة رُواعٌ ورَوْعاء: حديدةُ الفؤادِ. قال

الأَزهري: ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة؛ قال ذو الرمة:

رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ،

رُواعِ الفُؤادِ، حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ

وقال امرؤ القيس:

رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي

وكذلك الفرس، ولا يوصف به الذكر. وفي التهذيب: فرس رُواعٌ، بغير هاء،

وقال ابن الأَعرابي: فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها

فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها. وقال: فرس أَروع كرجل أَروع. ويقال: ما

راعَني إِلا مَجِيئك، معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه قال: ما أَصاب

رُوعي إِلا ذلك. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: فلم يَرُعْني إِلا

رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد

ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه. قال الأَزهري: ويقال سقاني فلان شَرْبةً

راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلّةُ رُوعي؛ ومنه قول الشاعر:

سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي،

سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُولِ

قال أَبو زيد: ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد. ورُواعُ القَلْبِ

ورُوعُه: ذِهْنُه وخَلَدُه. والرُّوعُ، بالضم: القَلبُ والعَقْل، ووقع

ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي، وفي حديثٍ: نَفْسِي. وفي

الحديث: إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى

تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب؛ قال أَبو

عبيدة: معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك، ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه

السلام. وفي بعض الطُّرق: إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي.

والمُرَوَّعُ: المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه. وفي الحديث

المرفوع: إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين، فإِن يكن في هذه

الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر؛ المُرَوَّعُ: الذي أُلقي في رُوعه الصواب

والصِّدْق، وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به. وراعَ الشيءُ

يَروعُ رُواعاً: رجَع إِلى موضعه. وارْتاع كارْتاح. والرُّواع: اسم

امرأَة؛ قال بشير بن أَبي خازم:

تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا،

فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ

وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم:

أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ،

وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ

وأَبو الرُّواعِ: من كُناهم. شمر: رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا

رَوَّاه

(* قوله «إذا رواه» اي بالدسم.). وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح

بيت الرَّاعي يصف إِبلاً: غَيْر أَروعا، قال: الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك

جَماله؛ قال: وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ.

روع

1 رَاعَهُ, (IAar, Az, S, Msb, K, *) aor. ـُ (Mgh,) inf. n. رَوْعٌ (Msb, TA) and رُوعٌ and رُوُوعٌ and رُؤُوعٌ, (IAar, TA,) [He, or it, affected his رُوع, i. e. heart, or mind, with fright, or fear;] fear of it (namely an affair or event) reached his رُوع; (Az, TA;) he, or it, (a man, S, or an affair or event, IAar, TA, or a thing, Msb,) frightened him; put him in fear; made him afraid; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ روّعهُ, (S, Msb, K, *) inf. n. تَرْوِيعٌ: (TA:) or its beauty and abundance or multitude frightened him: (Lth, TA:) and ↓ the latter also, it frightened him by its abundance or multitude, or its beauty. (TA.) Hence the saying, in a trad., إِذَا شَمِطَ لإِنْسَانُ فِى عَارِضَيْهِ فَذٰلِكَ الرَّوْعُ, as though meaning [When the man becomes grizzled in the hair of the two sides of his face, that is] the warning of death. (TA.) You say also, [using the pass. form,] رِيعَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. رَوْعٌ, (S, K,) He was, or became, frightened, or afraid; or he feared; (S, * K, * TA;) as also ↓ ارتاع, and ↓ تروّع. (S, K, TA.) And رَاعَ مِنْهُ, aor. ـُ inf. n. رَوْعٌ, He was, or became, frightened at it, or afraid of it; or he feared it. (TK. [But I know of no authority on which this is founded, except a prov. (cited in art. جعر) , in which some read رُوعِى جَعَارِ instead of رُوغِى.]) To a man, you say, لَا تُرَعْ [Be not thou frightened;] fear not thou; let not fear overtake thee: and to a woman, لَا تُرَاعِى. (S, TA.) And hence the saying, in a trad., لَنْ تُرَاعَوْا مَا رَأَيْنَا مِنْ شَىْءٍ [Ye shall not be frightened, or afraid: we saw not, or have not seen, anything]. (TA.) You also say, مِنْهُ ↓ ارتاع and لَهُ He was, or became, frightened at, or afraid of, him, or it; or he feared him, or it. (TA.) b2: (tropical:) [It affected his رُوع, i. e. heart, or mind, with a sudden surprise; it took him by surprise.] One says, مَا رَاعَنِى إِلَّا مَجِيؤُكَ meaning (tropical:) [Nothing took me by surprise but thy coming; i. e. I was surprised by thy coming; or] I knew not save thy coming; as though he said, nothing struck my رُوع but thy coming. (TA.) And خَرَجْتُ وَ مَا رَاعَنِى إِلَّا فُلَانٌ لِالبَابِ (assumed tropical:) [I went forth, and nothing took me by surprise but such a one at the door]; which is equivalent to saying, and lo, such a one was at the door. (Har p. 207.) And it is said in a trad. of I'Ab, فَلَمْ يَرُعْنِى إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ بِمَنْكِبِى, i. e. I knew not [save a man taking hold of, or seizing, my shoulder-joint]; as though he came upon him suddenly, or unexpectedly, without any previous appointment, and without knowledge, and so that event frightened him. (TA.) b3: [It affected his رُوع, i. e. heart, or mind, with admiration, or pleasure;] it excited his admiration and approval; it pleased him, or rejoiced him; (S, Msb, K;) said of beauty [&c.]. (Msb.) It is said in a trad., describing the people of Paradise, فَيَرُوعُهُ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللِّبَاسِ And what is upon him, of apparel, excites his admiration &c., by its beauty. (TA.) b4: [It (drink) cooled it, (namely, the heart,) or allayed its thirst.] A poet says, سَقَتْنِى شَرْبَةً رَاعَتْ فُؤَادِى

سَقَاهَا اللّٰهُ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ [She gave me to drink a draught that cooled, or allayed the thirst of, my heart: may God give her to drink from the pool of the Apostle in Paradise]. (TA.) You say also, هٰذِهِ شَرْبَةٌ رَاعَ بِهَا فُؤَادِى [which may be rendered This is a draught by which he has cooled, or allayed the thirst of, my heart; and it is implied in the TA that this is the right meaning: or it means] this is a draught by which the thirst, or vehement thirst, of my heart has been allayed: (so accord. to the pointing in the copies of the K:) mentioned by Az. (TA.) A2: The verb from رَوَعٌ [q. v. infrà] is one and the same [whether trans. or intrans.; i. e., you say رَاعَهُ, aor. ـُ inf. n. رَوْعٌ, meaning “He,” or “it, excited his admiration and approval,” &c., as expl. above; and رَاعَ, app. with the same aor. and inf. n., meaning He possessed the quality of exciting admiration and approval by his beauty and the pleasingness of his aspect, or by his courage, &c.; and in like manner, رَاعَتْ, said of a woman]; the trans. verb [in this case] being like the trans. [in other cases], and the intrans. [in this case] like the intrans. [in other cases]: but the regular form, accord. to Az, of the [intrans.] verb hence derived is رَوِعَ, aor. ـْ inf. n. رَوَعٌ. (TA.) A3: رَاعَ فِى يَدِى

كَذَا: see art. ريع. b2: And رَاعَ, aor. ـُ and يَرِيعُ, inf. n. of the former رُوَاعٌ, and of the latter رَيْعٌ: see art. ريع.2 رَوَّعَ see 1, first sentence, in two places.5 تَرَوَّعَ see 1, in the former half of the paragraph.8 إِرْتَوَعَ see 1, in the former half of the paragraph, in two places. b2: ارتاع لِلْخَيْرِ i. q. ارتاح لَهُ [He was affected by alacrity, cheerfulness, briskness, liveliness, or sprightliness, disposing him to promptness to do good; he inclined to, and loved, doing good]. (Az.) رَوْعٌ [see 1, of which it is an inf. n. b2: ] Fright, or fear; (S, K;) as also ↓ رَوعٌ [accord. to some, but this seems to be little known]. (TA.) Hence the saying, أَفْرَخَ رَوْعُهُ His fright, or fear, departed. (S.) Az says, All the lexicologists whom I have met say أَفْرَخَ رَوْعُهُ, with fet-h to the ر [in روعه], except El-Mundhiree, who informs me that AHeyth used to say, It is only ↓ افرخ رَوْعُكَ, with damm. (TA.) Accord. to different relations of a trad., you say, ↓ أَفْرَخَ رُوعُكَ, meaning Fright, or fear, hath departed from thy heart; or may fright, or fear, depart from thy heart; (K, TA;) thus expl. by AHeyth; (TA;) and افرخ رَوْعُكَ, with fet-h; or this latter, only, is the right, and means what thou fearest hath quitted thee, and departed from thee, and become removed; or may what thou fearest quit thee, &c.; as though it were taken from the young bird's going forth from the egg, (K, TA,) and the darkness' becoming removed from it; thus expl. by Aboo-Ahmad El-Hasan Ibn-' Abd-Allah Ibn-Sa'eed El-' Askeree; and AO says that افرخ روعك [thus in the TA, without any syll. signs,] means let thy fright, or fear, depart, for the case is not as thou fearest it to be. (TA.) It is also said, in a trad. of Mo'áwiyeh, that he wrote in a letter to Ziyád, ↓ لِيُفْرِخْ رُوعُكَ, with damm; (K, TA;) but the opinion commonly obtaining with the leading lexicologists is, that it is with fet-h; except AHeyth, who relates it thus, with damm; (TA;) meaning Dismiss thou the رَوْع from thy رُوع; (K, TA;) i. e., the fright, or fear, from thy heart: (TA:) for you say أَفْرَخَتِ البَيْضَةُ when the young bird quits the egg; and رَوْع is fright, or fear, which does not depart from itself, but from its place, which is the رُوع, with damm; (AHeyth, K;) the رَوْع in the رُوع being like the young bird in the egg: in like manner also one says أَفْرَخَ فُؤَادُ الرَّجُلِ when a man's fright, or fear, departs: but Dhu-r-Rummeh, though knowing the meaning, has made an inversion, saying, قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رُوعِهِ الكُرَبُ [for قَدْ أَفْرَخَ عَنِ الكُرَبِ رُوعُهُ His heart had freed itself from griefs]. (AHeyth, TA.) AHeyth adds, (TA,) one also says, عَنِ الأَمْرِ ↓ أَفْرِخَ رُوعَكَ, or عَلَى الأَمْرِ, [accord. to different copies of the K, the latter being the reading in the TA, but the former probably the right,] meaning [Free thy heart from the affair; i. e.] be thou tranquil, and without fear. (K, TA.) Az observes, What AHeyth says is clear; but I am averse from it because of his being alone in his saying; though sometimes later authorities correct things in which the earlier have erred; therefore the correctness of AHeyth may not be [absolutely] denied in this matter, seeing that he had an ample share of knowledge. (TA.) [See also art. فرخ, in several places.] b3: Also (tropical:) War, or battle; as in the phrase, شَهِدَ الرَّوْعَ (tropical:) [He witnessed, or was present at or in, war, or battle]. (TA.) [See also an ex. in a verse cited voce سَعَفٌ.]

رُوعٌ The heart: (S, Msb, K:) or the part thereof which is the place of رَوْع, i. e. fear: (K, * TA:) or the سَوَاد [or core, &c.,] thereof: (K:) and the mind: (S, Msb, K, * TA:) and the understanding; or intellect. (S, K.) See رَوْعٌ, in five places. You say, وَقَعَ ذٰلِكَ فِى رُوعِى That came into my mind. (S, Msb, * TA.) And it is said in a trad., إِنَّ الرُّوحَ نَفَثَ فِى رُوعِى [Verily the Trusted, or Trusty, Spirit (meaning Gabriel) inspired into my mind, or heart]. (S.) You say also, ثَابِ رُوعُهُ, meaning (assumed tropical:) He went to [app. a mistake for from] a thing, and then returned to it. (TA.) رَوَعٌ The quality of exciting admiration and approval by beauty (S, K) and pleasingness of aspect, or by courage; (K;) the quality denoted by the epithet أَرْوَعُ, applied to a man, (S, K, *) and رَوْعَآءُ, applied to a woman. (S.) [See also 1, near the end of the paragraph.]

رَوِعٌ: see رَائِعٌ; last sentence.

رَوْعَةٌ A fit of fright or fear: (S, K, TA:) pl. رَوَعَاتٌ; (TA;) which is applied by Tarafeh to the frights occasioned by a stallion-camel to a she-camel when he desires to cover her. (EM, p. 66.) It is said in a trad., فَأَعْطَاهُمْ بِرَوْعَةِ الخَيْلِ, meaning And he gave them something for the fright occasioned to their women and their children by the horsemen. (TA.) b2: A trait, or sign, or mark, of beauty [that affects the رُوع, or heart]: (IAar, K:) beauty that excites admiration and approval, or pleases, or rejoices. (TA.) رُوَاعُ الفُؤَادِ and رُوَاعَةُ الفُؤَادِ, applied to a she-camel, Quick, spirited, vigorous; sharp in spirit; syn. شَهْمَةٌ ذَكِيَّةٌ: (K:) and [in like manner]

↓ رَوْعَآءُ, applied to a she-camel and a mare, (S, K,) but not to a male [in this sense, i. e. its masc. form, أَرْوَعُ, is not thus used], (S,) sharp in spirit; syn. حَدِيدَةُ الفُؤَادِ: (S, K:) in the T, رُوَاعٌ, without ة, is applied as an epithet to a mare: and IAar says that ↓ رَوْعَآءُ, thus applied, is not from رَائِعَةٌ, but means one that is as though she were fearful, by reason of her sharpness, and briskness, or lightness, of spirit: he says also, that ↓ أَرْوَعُ, applied to a horse, is like this epithet applied to a man; and IB says, in art. عجس, that, applied to a man, it signifies quickly frightened or afraid: it is also applied to a heart, meaning that is frightened, [or startled,] by reason of its sharpness, at everything that is heard or seen; and so رُوَاعٌ. (TA.) [See also رَائِعٌ, and أَرْوَعُ mentioned and expl. therewith.]

رَائِعٌ [act. part. n. of رَاعَهُ, q. v.,] Frightening; putting in fear; making afraid; [and particu-larly] by its beauty and abundance or multitude. (Lth, TA.) b2: Applied to beauty, That excites admiration and approval in the رُوع [i. e. heart, or mind,] of him who beholds it, and pleases him, or rejoices him. (TA.) Applied to a man, (K, * TA,) as also ↓ أَرْوَعُ (S, K, TA) so applied, (S, TA,) Who excites admiration and approval by his beauty (S, K, TA) and pleasingness of aspect, (K, TA,) with generousness, or nobleness, and excellence, and lordly condition; (TA;) or by his courage: (K, TA:) or the former, beautiful in countenance, who excites admiration and approval by his pleasingness of aspect and by the goodliness of his form or figure or state of apparel and the like: or, as some say, who frightens men by his aspect, inspiring reverence or awe: but the former explanation is the more reasonable: and ↓ the latter epithet, a beautiful man, who excites admiration and approval in him who beholds him: or, as some say, sharp; lively in spirit, and sharp in intellect: (TA:) [see also the next preceding paragraph:] the fem. of the former is with ة: (TA:) that of the latter, ↓ رَوْعَآءُ: (S:) the pl. of رَائِعٌ is أَرْوَاعٌ, (K, * TA,) applied to men, like as رَوَائِعُ [the pl. of رَائِعَةٌ] is to women: (TA:) and the pl. of أَرْوَعُ and رَوْعَآءُ is ↓ رُوعٌ, (K, TA,) applied to men and to women. (TA.) You say also, فَرَسٌ رَائِعٌ A beautiful horse, that frightens (يُرُوعُ, i. e. يُخَوِّفُ, [or rather startles, but better rendered excites admiration and approval in, or pleases, or rejoices,]) the beholder by his beauty: (Mgh:) and فَرَسٌ رَائِعَةٌ, and ↓ رَوْعَآءُ, [but see, respecting the latter, a remark of IAar in the next preceding paragraph,] a mare that excites admiration and approval, or pleases, or rejoices, (تَرُوعُ,) by her generousness, or excellence, or high blood, and her description. (TA.) [See also art. ريع, to which, as well as to the present art., رَائِعٌ, applied to a horse, is said, in the TA, to belong.] And زِينَةٌ رَائِعَةٌ Beautiful ornament. (TA.) And كَلَامٌ رَائِعٌ (tropical:) Surpassing, or excelling, speech, or language. (TA.) A2: Also Frightened, or afraid; and so ↓ رَوِعٌ, with the و unaltered, as though it were of the measure فَعِيلٌ: [or both signify having fright or fear: for] each is a possessive epithet: or the former may be of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ [and therefore have the signification first given]. (TA.) أَرْوَعُ: fem. رَوْعَآءُ: pl. رُوعٌ: see the two paragraphs next preceding; the former in three places; the latter, in five.
روع
{الرَّوْعُ: الفَزَعُ،} راعَهُ الأَمْرُ {يَروعُه} رَوْعاً، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاسٍ، إِذا شَمِطَ الإنسانُ فِي عارِضَيْهِ فذلكَ الرَّوْعُ. كأَنَّه أَرادَ الإنذارَ بالمَوتِ. وَقَالَ الليثُ: كُلُّ شيءٍ {يَروعُكَ مِنْهُ جَمالٌ وكَثرَةٌ تَقول:} - راعَني فَهُوَ {رائعٌ،} كالارْتِياعِ، قَالَ النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يصف ثَوراً:
( {فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ وَمن صَرَدِ)
وَيُقَال:} ارْتاعَ مِنْهُ، وَله. {والتَّرَوُّع قَالَ رُؤْبة:
(ومَثَلُ الدُّنْيَا لمَن} تَرَوَّعا ... ضَبَابَةٌ لَا بُدَّ أَن تَقَشَّعا)
أَو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا الرَّوْع: د، باليمنِ قربَ لَحْجٍ، نَقله الصَّاغانِيّ. {الرَّوْعة: الفَزْعة، وَهِي المَرّةُ الواحدةُ من الرَّوْع: الفزَع، والجمعُ} رَوْعَاتٌ، وَمِنْه الحَدِيث: اللهُمَّ آمِنْ {- رَوْعَاتِي، واسْتُرْ عَوْرَاتي وَفِي الحَدِيث: فأعطاهُم} برَوْعَةِ الخَيل يُرِيد أنَّ الخيلَ {راعَتْ نساءَهم وصِبيانَهم، فَأَعْطَاهُمْ شَيْئا لِما أصابَهم من هَذِه الرَّوْعة. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الرَّوْعة: المَسحَةُ من الجَمال، والرَّوْقَة: الجَمالُ الرائِق.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: يُقَال: هَذِه شَرْبَةٌ} راعَ بهَا فُؤَادِي، أَي: بَرَدَ بهَا غُلَّةَ {- رُوعي، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(سَقَتْني شَرْبَةً راعَتْ فُؤَادِي ... سَقاها اللهُ من حَوْضِ الرَّسولِ)
صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم.} وراعَ فلانٌ: أَفْزَع، {كرَوَّعَ} تَرْوِيعاً، لازِمٌ مُتعَدٍّ، فارْتاعَ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَمِنْه الحَدِيث: لن {تُراعوا، مَا رَأَيْنا من شيءٍ وَقد} رِيعَ {يُراعُ: إِذا فَزِعَ. وَقَوْلهمْ: لَا} تُرَعْ، أَي لَا تَخَفْ وَلَا يَلْحَقْكَ خوفٌ، قَالَ أَبُو خِراشٍ: رَفَوْني وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْفقلتُوأَنكرْتُ الوجوهَ: همُ هُمُ وللأنثى: لَا تُراعي، قَالَ قَيْسُ بني عَامر:
(أيا شِبْهَ لَيْلَى لَا {- تُراعي فإنَّني ... لكِ اليومَ من وَحْشِيَّةٍ لصَديقُ)
راعَ فلَانا الشيءُ: أَعْجَبه، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَمِنْه الحديثُ فِي صفةِ أهلِ الجنَّةِ:} فيَرُوعُه مَا عَلَيْه من اللِّباسِ أَي يُعجبُه حُسنُه. راعَ فِي يَدي كَذَا وراقَ، أَي أفادَ، نَقله الصَّاغانِيّ هَكَذَا فِي كتابَيْه وَلكنه فيهمَا فادَ بغيرِ ألف، ثمّ وَجَدْتُ صاحبَ اللِّسان ذَكَرَه عَن النوادرِ فِي ريع: راعَ فِي يَدي كَذَا وَكَذَا، وراقَ مثلُه، أَي: زادَ، فعُلِمَ من ذَلِك أنّ الصَّاغانِيّ صَحَّفَه، وقلَّدَه المُصَنِّف فِي ذِكرِه هُنَا، وصوابُه أَن يُذكَر فِي الَّتِي تَليها، فَتَأَمَّلْ. راعَ الشيءُ {يَروعُ،} ويَريعُ {رُواعاً، بالضَّمّ:) رَجَعَ إِلَى مَوْضِعِه.} وارْتاعَ، كارْتاحَ، نَقله ابْن دُرَيْدٍ، وأوردَه الجَوْهَرِيّ فِي ريع فإنّ الحَرفَ واوِيٌّ يائِيٌّ، وَذكر هُنَا أَنه سُئِلَ الحسَنُ البَصْريُّ عَن القَيءِ يَذْرَعُ الصائمَ، فَقَالَ: هَل راعَ مِنْهُ شيءٌ فَقَالَ لَهُ السائلُ: مَا أَدْرِي مَا تَقول، فَقَالَ: هَل عادَ مِنْهُ شيءٌ. {ورائِعَةٌ: مَنْزِلٌ بَين مكّةَ والبَصرةِ، أَو هُوَ ماءٌ لبَني عُمَيْلةَ ومَوْضِعٌ بَين إمَّرَةَ وضَرِيَّةَ، كَمَا فِي العُباب أَو هُوَ، أَي هَذَا المَوضعُ الْمَذْكُور بالباءِ المُوَحَّدةِ، وَهَذَا خطأ، والصوابُ: أَو هُوَ بالغَينِ المُعجَمة، فَفِي مُعجَمِ البَكرِيِّ: رائِغَةُ، بالغَين: مَنْزِلٌ لحاجِّ البَصرةِ بَين إمَّرَةَ وطَخْفَةَ، كَمَا سَيَأْتِي إِن شاءَ اللهُ تَعَالَى فِي روغ. ودارٌ} رائِعَةٌ: مَوْضِعٌ بمكّةَ، شرَّفَها اللهُ تَعَالَى، جاءَ ذِكرُه فِي الحَدِيث. هَكَذَا ضَبطه الصَّاغانِيّ بالعَين المُهمَلة، وَفِي التبصير لِلْحَافِظِ: رائِغَة، بالغَينِ المُعجَمة: امرأةٌ تُنسَبُ إِلَيْهَا دارٌ بمكّة، يُقَال لَهَا: دارُ رائِغَةَ، قيَّدَها مُؤْتَمَنٌ الساجِيُّ هَكَذَا، فَتَنَبَّه لذَلِك، بِهِ قَبْرُ آمِنَةَ أمِّ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ورَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فِي قولٍ، وَقيل: فِي شِعْبِ أبي دُبٍّ بمكّةَ أَيْضا، وَقيل: بالأَبْواءِ بَين مكّةَ والمدينةِ، شرَّفهُما اللهُ تَعَالَى، والقولُ الأخيرُ هُوَ الْمَشْهُور. {ورائِعٌ: فِناءٌ من أَفْنِيَةِ المدينةِ، على ساكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ وَالسَّلَام. وكشَدَّادٍ:} الرَّوَّاعُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ التُّجِيبيّ.
وسُلَيْمانُ بنُ الرَّوَّاعِ الخُشَنيُّ شيخٌ لسعيدِ بن عُفَيْر، وأحمدُ بنُ الرَّوَّاع بن بُرْدِ بنِ نَجيحٍ المِصريّ المُحدِّثون، ذَكَرَهم ابنُ يونُسَ هَكَذَا، وأَوْرَدَهم الصَّاغانِيّ فِي هَذَا الْبَاب، وَهُوَ خطأٌ، والصوابُ بالغَين المُعجَمةِ فِي الكلِّ، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ بنُ حجَرٍ، وَسَيَأْتِي للصاغانيِّ فِي الغَينِ أَيْضا على الصَّوَاب، وتَبِعَهُ المُصَنِّف هُنَاكَ من غيرِ تَنْبِيه، فليُتَنَبَّه لذَلِك. (و) {الرَّواع: امرأةٌ شَبَّبَ بهَا رَبيعةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ. مُقتَضى سِياقُه أنّه كشَدَّاد، وَهُوَ المفهومُ من سِياقِ العُباب، فإنّه أَوْرَدَه عَقِبَ ذِكرِه الأسماءَ الَّتِي تقدَّمَت، وضبطهم كشَدّادٍ، والصوابُ أنّه كسَحابٍ، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي التكملة، أَو هِيَ كغُراب، وَهَذَا أَكثر حيثُ يَقُول:
(أَلا صَرَمَتْ موَدَّتَكَ} الرُّوَاعُ ... وجَدَّ البَينُ مِنْهَا والوَداعُ)
وَقَالَ بِشرُ بن أبي خازِمٍ:
(تحَمَّلَ أَهْلُها مِنْهَا فبانوا ... فَأَبْكَتْني منازِلُ {للرُّواعِ)
وَأَبُو رَوْعَةَ الجُهَنيُّ: ممّن وَفَدَ على النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم المدينةَ مَعَ أَخِيه لأمِّه عبدِ العُزَّى بنِ بَدْرٍ الجُهَنيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَلم يَذْكُرْ أَبَا رَوْعَةَ الذَّهَبيُّ وَلَا ابنُ فَهْدٍ، فَهُوَ مُستَدرَكٌ عَلَيْهِمَا فِي مُعجَمَيْهِما.} والرُّوع بالضَّمّ: القَلب، كَمَا فِي الصِّحَاح، أَو {الرُّوع: مَوْضِعُ} الرَّوْع، أَي الفزَعِ مِنْهُ، أَي من القَلب، أَو! رُوعُ القَلبِ: سَوادُه، وَقيل: الذِّهْنُ، وَقيل: العَقل، الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَيُقَال: وَقَعَ ذَلِك فِي رُوعي، أَي نَفْسِي وَخَلَدي وبالي، وَفِي الحَدِيث: إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حَتَّى تَسْتَكمِلَ رِزقَها، فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا فِي الطَّلَب قَالَ أَبُو عُبَيْدة: مَعْنَاهُ: فِي نَفْسِي وَخَلَدي،وإنّما يخرجُ من مَوْضِعٍ يكونُ فِيهِ الفزَع، وَهُوَ الرُّوعُ، بالضَّمّ، قَالَ: والرَّوْعُ فِي الرُّوعِ كالفَرْخِ فِي البَيضَة، يُقَال: أَفْرَخَتِ البَيضَةُ، إِذا تفَلَّقَتْ عَن الفَرْخِ، فَخَرَجَ مِنْهَا، وأَفْرَخَ فؤادُ رجُل: إِذا خَرَجَ رَوْعُه، قَالَ: وَقَلَبَه ذُو الرُّمَّةِ على المَعرِفَةِ بالمَعنى، فَقَالَ يصفُ ثَوْرَاً:
(وَلَّى يَهُزُّ اهْتِزازاً وَسْطَها زَعِلاً ... جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عَن رُوعِهِ الكُرَبُ)
قَالَ: وَيُقَال: أَفْرِخْ رُوعَكَ، على الأمرِ، أَي اسْكُنْ، وأْمَنْ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالَّذِي قالَه أَبُو الهَيثَمِ) بَيِّنٌ، غيرَ أنِّي أَسْتَوحِشُ مِنْهُ لانْفِرادِه بقَولِه. وَقد يَسْتَدرِكُ الخلَفُ على السَّلَفِ أَشْيَاءَ رُبَّما زَلُّوا فِيهَا. فَلَا نُنكِر إصابَة أبي الهَيثمِ فِيمَا ذهبَ إِلَيْهِ، وَقد كَانَ لَهُ حَظٌّ من العِلمِ مَوْفُورٌ، رَحِمَه اللهُ تَعَالَى. وناقةٌ {رُوَاعَةُ الفُؤاد،} ورُواعُه، بضَمِّهما، إِذا كَانَت شَهْمَةً ذَكِيّةً، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(رَفَعْتُ لَهُ رَحْلِي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... {رُواعِ الفؤادِ حُرَّةِ الوَجهِ عَيْطَلِ)
} والرَّوْعاء: الفرَسُ والناقةُ الحَديدةُ الفؤادِ، وَلَا يُوصَفُ بِهِ الذَّكَر، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي التَّهْذِيب: فرَسٌ رُواعٌ. بغيرِ هاءٍ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: فرَسٌ {رَوْعَاء: ليستْ من} الرَّائِعَة، ولكنّها الَّتِي كأنَّ بهَا فزَعٌ من ذَكائِها، وخِفَّةِ رُوحِها. {والأَرْوَع من الرِّجال: مَن يُعجِبُكَ بحُسنِه وجَهارَةِ مَنْظَرِه مَعَ الكرَمِ والفَضْلِ والسُّؤْدُدِ، أَو بشَجاعتِه، وَقيل: هُوَ الجميلُ الَّذِي} يَروعُكَ حُسنُه، ويُعجِبُكَ إِذا رَأَيْتَه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِذا! الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضْحَى كأنَّه ... على الرَّحْلِ ممّا مَنَّهُ السَّيْرُ أَحْمَقُ){رَوَّعَه، إِذا أَفْزَعَه بكَثْرَتِه أَو جَمالِه. ورجلٌ} رَوِعٌ، {ورائِعٌ:} مُتَرَوِّعٌ، كِلاهما على النَّسَبِ، صَحَّت الواوُ فِي {رَوِعَ لأنّهم شَبَّهوا حَرَكَةَ اللِّينِ التابعِ لَهَا، فكأَنَّ فَعِلاً فَعيلٌ، وَقد يكونُ رائِعٌ فاعِلاً فِي معنى مَفْعُول، كقَولِه: ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقولُ الشاعرِ: شُذَّانُها رائِعَةُ من هَدْرِهِ أَي: مُرْتاعَةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالُوا:} راعَهُ أمرُ كَذَا، أَي بَلَغَ {الرَّوْعُ} رُوعَه. {والرّائِعُ من الجَمال: الَّذِي يُعجِبُ} رُوعَ مَن رَآهُ، فيَسُرُّه. وكلامُ رائِعٌ، أَي فائِقٌ، وَهُوَ مَجاز. وزِينَةٌ رائعةٌ، أَي حَسَنَةٌ. وفرَسٌ رَوْعَاء، ورائعةٌ: {تَرُوعُكَ بعِتْقِها وخِفَّتِها، قَالَ:
(رائِعَةٌ تَحْمِلُ شَيْخَاً رائِعا ... مُجَرَّباً قد شَهِدَ الوَقائِعا)
ونِسوَةٌ} رَوائع، {ورُوعٌ. وقلبٌ} أَرْوَعُ {ورُوَاعٌ:} يَرْتَاع لحِدَّتِه من كلِّ مَا سَمِعَ أَو رأى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: فرَسٌ أَرْوَعُ، كرجُلِ أَرْوَعَ. وشَهِدَ {الرَّوْعَ أَي الحَربَ. وَهُوَ مَجاز. وثابَ إِلَيْهِ رُوعُه، بالضَّمّ، أَي ذهبَ إِلَى شيءٍ، ثمّ عادَ إِلَيْهِ. وَيُقَال: مَا} راعَني إلاّ مَجيئُك، مَعْنَاهُ: مَا شَعَرْتُ إلاّ بمَجيئِك، كأنّه قَالَ. مَا أصابَ رُوعي إلاّ ذَلِك، وَهُوَ مَجاز، وَفِي حديثِ ابنِ عَبّاسٍ: فَلم {يَرُعْني إلاّ رجُلٌ آخِذٌ بمَنْكِبي. أَي لم أَشْعُرْ، كأنّه فاجأه بَغْتَةً من غيرِ مَوْعِدٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ،} فراعَه ذَلِك وأَفْزَعَه. وَقَالَ أَبُو زيدٍ:! ارْتاعَ للخَيرِ، وارْتاحَ لَهُ، بِمَعْنى واحدٍ. وَأَبُو {الرُّوَاعِ، كغُرابٍ: من كُناهُم.} والرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْد الله بنِ الحارثِ بن نُمَيْرٍ: أمُّ زَرْعَةَ، وعَلَسٍ ومَعْبَدٍ، وحارِثَةَ، بني عَمْرِو بن خُوَيْلِدِ بن نُفَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ كلابٍ. {والأَرْوَع: الَّذِي يُسرِعُ إِلَيْهِ} الارْتِياعُ، نَقله ابنُ بَرِّيّ فِي تَرْجَمَة عجس. {ومَرْوَعٌ، كَمَقْعَدٍ: مَوْضِعٌ، قَالَ رُؤْبةُ:
(فباتَ يَأْذَى مِن رَذاذٍ دَمَعَا ... مِن واكِفِ العِيدانِ حَتَّى أَقْلَعا)
فِي جَوْفِ أَحْبَى من حِفَافَيْ} مَرْوَعا {وراعَ الشيءُ} يَروعُ: فَسَدَ، وَهَذَا نَقَلَه شَيْخُنا عَن الاقْتِطاف. {والمُراوَعَة مُفاعَلة من} الرَّوْع: قريةٌ بِالْيمن، وَبهَا دُفنَ الإمامُ أَبُو الحسَنِ عليُّ بنُ عمرَ الأَهْدَل، أحَدُ أَقْطَابِ الْيمن، وولَدُه بهَا، بارَكَ الله فِي أَمْثَالِهم.

رود

(رود) : يقال: رُوَيْد كَني، وللمؤنث رُوَيْدَكِني. وَرَيْدكُمانِي، ورُوَيْدَكُمونِي، ورُوَيْدَكُنَّنِي.
(رود) - في حَدِيثِ قُسّ:
* ومَرادًا لِمَحْشر الخَلْقِ طُرًّا *
: أي مَورِدًا، كان ضَمَمْتَ المِيمَ: أي اليَوْم الذي يُرادُ أن يُحشَر فيه الخَلْق.
- في حَدِيثِ مَاعِزٍ: "كما يَغِيبُ المِرْوَد في المُكْحُلَة"
: أي المِيل ومِحْور البَكَرة من الحَدِيدِ أيضا.
- ومنه حَدِيثُ مَعْقِل بن يَسَار وأُختهِ: "فاستَرادَ لأَمرِ اللهِ".
: أي رَجَع ولَانَ وانْقَادَ.
ر و د : أَرَادَ الرَّجُلُ كَذَا إرَادَةً وَهُوَ الطَّلَبُ وَالِاخْتِيَارُ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مُرَادٌ وَرَاوَدْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ مُرَاوَدَةً وَرِوَادًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ طَلَبْتُ مِنْهُ فِعْلَهُ وَكَأَنَّ فِي الْمُرَاوَدَةِ مَعْنَى الْمُخَادَعَةِ لِأَنَّ الطَّالِبَ يَتَلَطَّفُ فِي طَلَبِهِ تَلَطَّفَ الْمُخَادِعِ وَيَحْرِصُ حِرْصَهُ وَارْتَادَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ طَلَبَهُ وَرَادَهُ يَرُودُهُ رِيَادًا مِثْلُهُ وَالْمِرْوَدُ بِكَسْرِ الْمِيمِ آلَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ الْمَرَاوِدُ. 
(ر و د) : (أَرَادَ مِنْهُ كَذَا إرَادَةً وَأَرَادَهُ عَلَى الْأَمْرِ) حَمَلَهُ عَلَيْهِ (وَمِنْهُ) أَرَادَ الْمَلِكُ الْأَمِيرَ عَلَى أَنْ يَكْتُبَ (وَرَادَ) جَاءَ وَذَهَبَ وَمِنْهُ الْمِرْوَدُ الْمِكْحَالُ وَرَادَ الْكَلَأَ طَلَبَهُ (وَمِنْهُ) الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ رَسُولُ الْقَوْمِ يَبْعَثُونَهُ أَمَامَهُمْ لِيَرُودَ الْكَلَاءَ وَالْمَاءَ وَقَوْلُهُ الْحُمَّى رَائِدُ الْمَوْتِ أَيْ مُقَدِّمَتُهُ لِشِدَّتِهَا عَلَى التَّشْبِيهِ (وَارْتَادَ) الْكَلَأَ بِمَعْنَى رَادَهُ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَا يُعِدَّانِ لِهَذَا الْمَقَامِ مَقَالًا وَيُرْوَى يَرْتَادَانِ وَمِنْهُ إذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ أَيْ لِيَطْلُبَ مَكَانًا لَيِّنًا وَفِي حَدِيثِ خَوْلَةَ وَرَاوَدَنِي عَنْ نَفْسِي أَيْ خَادَعَنِي عَنْهَا روذ روذبار فِي (ع ب) .
ر و د: (الْإِرَادَةُ) الْمَشِيئَةُ. وَ (رَاوَدَهُ) عَلَى كَذَا (مُرَاوَدَةً) وَ (رِوَادًا) بِالْكَسْرِ أَيْ أَرَادَهُ. وَ (رَادَ) الْكَلَأَ أَيْ طَلَبَهُ وَبَابُهُ قَالَ وَ (رِيَادًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (ارْتَادَ) (ارْتِيَادًا) مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ» أَيْ فَلْيَطْلُبْ مَكَانًا لَيِّنًا أَوْ مُنْحَدِرًا. وَ (الرَّائِدُ) الَّذِي يُرْسَلُ فِي طَلَبِ الْكَلَإِ. وَ (الْمَرَادُ) بِالْفَتْحِ الْمَكَانُ الَّذِي يُذْهَبُ فِيهِ وَيُجَاءُ. وَ (الْمِرْوَدُ) بِالْكَسْرِ الْمِيلُ. وَفُلَانٌ يَمْشِي عَلَى (رُودٍ) بِوَزْنِ عُودٍ أَيْ عَلَى مَهَلٍ وَتَصْغِيرُهُ (رُوَيْدٌ) . يُقَالُ: (أَرْوَدَ) فِي السَّيْرِ (إِرْوَادًا) وَ (مُرْوَدًا) بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا أَيْ رَفَقَ. وَقَوْلُهُمْ: الدَّهْرُ (أَرْوَدُ) ذُو غِيَرٍ أَيْ يَعْمَلُ عَمَلَهُ فِي سُكُونٍ لَا يُشْعَرُ بِهِ. وَتَقُولُ: (رُوَيْدَكَ) عَمْرًا أَيْ أَمْهِلْهُ وَهُوَ مُصَغَّرٌ تَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ مِنْ (إِرْوَادٍ) مَصْدَرُ أَرْوَدَ يُرْوِدُ. 
[رود] نه في صفة الصحابة: يدخلون "روادا" ويخرجون أدلة، أي يدخلون عليه طالبني العلم ويخرجون هداة للناس، وهو جمع رائد، وأصله من يتقدم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث، راد يرود ريادا. ومنه ح صفة الغيث: وسمعت "الرواد" تدعو إلى ريادتها، أي تطلب الناس إليها. وح: الحمى "رائد" الموت، أي رسوله الذي يتقدمه. وح: أعيذك بالواحد من شر كلو"مراد" المحشر الخلق طرا
أي موضعًا يحشر فيه الخلق طرا، مفعل من راد يرود، وإن ضم الميم فهو اليوم الذي يراد أن يحشر فيه الخلق.
ر و د

رويد بعض وعيدك. قال:

رويد نصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحّاك قد قام نادبه وامش رويداً. وأرود في مشيتك، وامش على رود. قال الهذلي:

تكاد لا تثلم البطحاء خطوتها ... كأنها ثمل يمشي على رود

وقال:

ردّوا الجمال وقامت كل بهكنة ... تكاد من روداء المشي تنبهر

وما في أمره هويداء ولا رويداء، وريح رادة: سهلة الهبوب. وأردت منه كذا. وما أردت إلى ما فعلت. وأراده على الأمر: حمله عليه. وراد روداناً: جاء وذهب. ومالي أراك ترود منذ اليوم. وراد النعم في المرعى رياداً: تردّد. وهي في مرادها. وبعثنا رائداً يرود لنا الكلأ ويرتاد. وتباشرت الرواد. وامرأة رادة، وقد رادت ترود: اختلفت إلى بيوت جاراتها. وكحلة بالمرود. وأدار الرحى بالرائد وهو يدها. قال:

إذا قبضت تيمية رائد الرحى ... تنفس قنباها فطار طحينها

أي فست. ودار المهر والبازي في المرود وهو حديدة مشدودة بالرسن إذا دار دار معه. قال عباس بن مرداس:

على شخص الأبصار تسمع بينها ... إذا هي جالت في مراودها عزفا

أي صهيلاً. والطير تستريد: تطلب الرزق تتردّد في طلبه. قال أبو قيس بن صرمة:

وله الطير تستريد وتأوي ... في وكور من آمنات الجبال

وأردته بكل ريدة جميلة فلم أقدر عليه.

ومن المجاز: فلان رائد الوساد، وقد راد وساده إذا لم يستقر من مرض أو هم. قال:

تقول له لما رأت خمع زجله ... أهذا رئيس القوم راد وسادها

وأنا رائد حاجة ومرتادها، وأنا من روّاد الحاجات. وهذا مراد الريح. وإن فلاناً لمستراد لمثله. قال النابغة:

ولكنني كنت امرأ لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب

وتقول: هو مستراد، ما عليه مستراد. وأرادتنا حاجتنا إذا لبثتهم. وراوده عن نفسه: خادعه عنها وراوغه. والجدار يريد أن ينقض. وقال ابن مقبل يصف الفرس:

من المائحات بأعراضها ... إذا الحالبان أرادا اغتسالا

يريد العرق.
[رود] الارادة: المشيئة: وأصلها الواو، لقولك راوده، إلا أن الواو سكنت فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فانقلبت في الماضي ألفا وفى المستقبل ياء، وسقطت في المصدر، لمجاورتها الالف الساكنة، وعوض منها الهاء في آخره. وراودته على كذا مراودة ورِواداً، أي أردتُهُ. ورادَ الكَلأَ يَرودُهُ رَوْداً، ورِياداً، وارْتادَهُ ارتياداً، بمعنى، أي طلبه. وفى الحديث " إذا بال أحدكم فليرتد لبوله "، أي يطلب مكانا لينا أو منحدرا. والرائد: الذى يُرْسِلُ في طَلَبِ الكَلإِ. يقال: " لا يكذبُ الرائدُ أهْلَه ". ورادَ الشئ يرود: أي جاء وذهب. والرائد: يَدُ الرَحى، وهو العودُ الذي يُقْبِضُ عليه الطاحِنُ إذا أداره. ورِيادُ الإبل: اختلافُها في المرعى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً، والموضع مَرادٌ. وكذلك مَرادُ الريح، وهو المكان الذى يذهب فيه ويجاء. قال جندل:

والآل في كل مراد هوجل * أبو زيد: الرادَة من النساء غير مهموز: الطوّافة في بُيوت جاراتِها. قال: والرُؤْدَةُ والرأْدَةُ بالهمز: الشابّة الحَسَنَةُ. تقول: رادَتِ المرأةُ تَرودُ رَوَداناً، فهي رادَةٌ، إذا أكثرت الاختلافَ إلى بيوت جاراتها. ورجُل رأَدٌ بمعنى رائد، وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعِلٍ، كالفَرَطِ بمعنى الفارط. قال أبو ذؤيب يصف رجلا حاجا طلب عسلا: فبات بجمع ثم آل إلى منى * فأصبح راداً يبتغي المَزْجَ بالسَحْلِ - ورائد العين: عوارها: الذى يرود فيها. ويقال: راد وساده، إذا لم يستقرّ. والمِرْوَدُ: الميلُ: وحديدةٌ تدور في اللجام، ومِحْوَرُ البَكَرَةِ إذا كان من حَديد. وفلان يَمْشي على رُودٍ: أي على مَهَلٍ. قال الشاعر :

كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ * وتصغيره رويد. تقول منه: أرود في السير إروادا ومرودا، أي رفق. وقال امرؤ القيس:

جواد المحثة والمرود * وبفتح الميم أيضا مثل المخرج والمخرج. وقولهم: الدَهْر أَرْوَدُ ذو غِيَرٍ، أي يَعْمَلُ عَمَله في سُكون لا يُشْعَرُ به. وتقول: رُوَيْدَكَ عَمْراً، فالكاف للخطاب لا موضع لها من الاعراب، لانها ليست باسم، ورويد غير مضاف إليها. وهو مُتَعَدٍّ إلى عَمْرٍو لأنَّه اسمٌ سُمِّيَ به الفِعْل يعمل عمل الأَفعال. وتفسير رُوَيْدَ: مَهْلاً. وتفسير رويدك: أمهل: لان الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره. وإنما حركت الدال لا لتقاء الساكنين. ونصبت نصب المصادر، هو مصغر مأمور به، لانه تصغير الترخيم من إرواد، وهو مصدر أرود يرود. وله أربعة أوجهٍ: اسمٌ للفِعْل، وصِفةٌ، وحالٌ، ومصدر. فالاسم نحو قولك، رُوَيْدَ عَمْراً، أي أَرْوِدْ عَمْراً، بمعنى أَمْهِلْهُ. والصِفة نحو قولك: ساروا سَيْراً رُوَيْداً. والحال نحو قولك: سار القومُ رُوَيداً، لَمَّا اتصل بالمعرفة صار حالاً لها. والمصدر نحو قولك: رُوَيْدَ عمرٍو: بالإضافة كقوله تعالى:

(فضرب الرقاب) *.
رود
رادَ يَرُود، رُدْ، رَوَدانًا ورِيادًا، فهو رائد، والمفعول مَرْود
• راد الشَّيءَ: أراده؛ تلمَّسه وطلَبه "راد العلمَ- راد الطَّعامَ لأهله".
• راد القومَ: قادهم وتقدَّمهم "الرائد لا يكذِبُ أهلَه [مثل] ". 

أرادَ يُريد، أَرِدْ، إرادةً، فهو مُريد، والمفعول مُراد
• أراد الشَّيءَ: راده؛ تمنَّاه، طلَبه وأحبَّه ورغِب فيه "أراد كثرةَ المال- أراد به خيرًا- أراد طلبَ العلم- إرادة قومية- {إِنْ أُرِيدُ إلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} " ° أمرٌ يُراد: يُدبَّر في الخفاء.
• أراد اللهُ الشَّيءَ: شاءَه " {إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ".
• أراد بهذه الكلمات كذا: قصَد بها كذا "أردت بموقفي هذا أن أثبت لك حُسن نيّتي- {فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً} ".
• أراد فلانًا على أمر: حمَله عليه "أراده على الخير".
• أراد أن يفعل (لغير العاقل): تهيَّأ وقارَب "أرادت السماءُ أن تمطر- {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} ". 

ارتادَ يرتاد، ارْتَدْ، ارتيادًا، فهو مُرتاد، والمفعول مُرتاد
• ارتاد الأماكنَ: تردَّد عليها، قصَدها، اختلف إليها "اعتاد على ارتياد المساجد- ارتاد المقاهي". 

راودَ يُراود، مُراوَدَةً ورِوادًا، فهو مُراوِد، والمفعول مُراوَد
• راود فلانًا:
1 - راجعه وناقشه ورادَّه "راود القاضي المحامي- {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} " ° راودته الفكرة: خطَرت بباله وشغلته.
2 - خادَعه وراوَغه.
• راود المرأةَ عن نفسها/ راودت الرَّجُلَ عن نفسه: طلَب أن يفجُر بها، أغراها، أغرته بفعل الفاحشة عن طريق الاحتيال " {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} ". 

إرادة [مفرد]:
1 - مصدر أرادَ.
2 - (سف) تصميمٌ واعٍ على أداء فعل معين "قويّ/ فاقد الإرادة- من له إرادة تكون له القوَّة- لا رأي لمن لا إرادة له" ° بمحض إرادته: من تلقاء نفسه/ طوعًا/ بلا إكراه- قُوَّة الإرادة: المثابرة على القيام بعمل ما برغم العوائق والمصاعب التي تعترض القائم بهذا العمل. 

إراديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إرادة: ناجم عن إرادة الشَّخص الحرّة "كان عمله إراديًّا: تم باختياره".
• لا إراديّ: صفة لحركة أو فعل أو انتباه يحدث بالرغم من محاولة الفرد منعه وكبته ° عَمَلٌ لاإراديّ: لا اختيار فيه.
• عضلة إراديَّة: (طب) عضلة من العضلات الهيكليّة، تستخدم بحسب إرادة الفرد. 

إراديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى إرادة: "تصرفات/ حركات إراديَّة".
• اللاَّإراديَّة: شعور خارج عن الإرادة أو المشيئة يجعل الشَّخص يقوم بحركات غير مقصودة. 

رائد [مفرد]: ج رائدون ورادَة ورُوَّاد:
1 - اسم فاعل من رادَ.
2 - ما أو من يسبق غيره، من يهيِّئ ويمهِّد سُبل المستقبل "خطوة/ صناعة رائدة- رائد الفن" ° رائد الجمعيَّة: الموجِّه والمسئول عن جمعيّة- رائد الشَّباب: الموجِّه والمسئول عن الشَّباب في الجامعة وغيرها- فلانٌ رائد الوساد: إذا لم يستقرّ من مرض أو همٍّ.
3 - (سك) رُتْبة في الجيش والشُّرطة، فوق النَّقيب ودون المُقدِّم.
• رائد الفضاء: مَن صعِد إلى الفضاء الخارجي في الرّحلات الأولى.
• الرَّائِدان: نهرا دِجلة والفرات. 

رَوَدان [مفرد]: مصدر رادَ. 

رُوَيْدًا [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى: أمهل، مَهْلاً، لا تعجلْ "رُوَيدًا محمدًا- امْش رُوَيدًا- {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ
 أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}: أمهلهم إمهالاً قليلاً" ° رُوَيْدًا رُوَيْدًا: قليلاً قليلاً- رويدك: أمهل وتأنَّ، طِبْ نَفْسًا. 

رِياد [مفرد]: مصدر رادَ. 

رِيادة [مفرد]: قيادة ورئاسة "كانت لمصر دائمًا الرِّيادة في المنطقة العربيّة". 

رِياديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رِيادة: "لعبت إسرائيل دورًا رياديًّا في الحرب على العراق".
2 - رائد؛ كشَّاف، أوَّل مَنْ ينطلق في مشروع ويقتحم ميدانَ عمل، مَنْ يشقّ طريق التّقدّم ويمهِّد السَّبيل لآخرين "هناك دور رئيسي للرِّياديّين الشَّباب من خرّيجيّ الجامعات". 

مُراد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أرادَ.
2 - هدف وغاية ° بلَغ غايةَ مُراده: حقَّق ما تمنَّى. 

مِرْوَد [مفرد]: ج مَرَاوِدُ ومَرَاويد: اسم آلة من رادَ: أداة من زجاج أو معدن أو خشب أو عاج يُكتحل بها. 

مُريد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أرادَ.
2 - تابع، متعلِّم على شيخ "هو من مريدي الشَّيخ فلان".
3 - رتبة من رتب الصّوفيَّة. 
[ر ود] الرّائِدُ: الذي يُرْسَلُ في الْتِماسِ النُّجْعَةِ، والجَمْعُ: رُوّادٌ، وفي شِعْرِ هُذيلٍ: رادُهُم: أي رائِدُهُم، ونَحْوُ هذا كَثِيرٌ في لَغَتِها، فإمّا أَنْ يكونَ فاعِلاًٍ ذَهَبَتْ عَيْنُه، وإمّا أَنْ يكونَ فَعَلاً، إِلاّ أَنّه إذا كانَ فَعَلاً فإنَّما هو على النَّسَبِ لا الفِعْلِ، قال أبو ذُؤْيبٍ:

(فباتَ بجَمْعٍ ثم تَمَّ إِلى مِنًى ... فأَصْبَج راداً يَبْتَغِى الَمزْجَ بالسَّحْلِ)

أي طالباً. وقد رادَ أَهْلَه مَنْزِلاً وكلأ، ورَادَ لَهُم رَوْداً ورِياداً، وارتْاَدَ، واسْتَرادَ. وقولُهم: فلانٌ مُسْتَرَادٌ لِمْثِله، وفُلانَةُ مُسْتَرادٌ لِمْثْلِها: أي مِثْلُه ومِثْلُها يُطْلَبُ وُيشَحُّ بهِ لنَفاسَتِه، وقِيلَ: مُسْترادٌ مِثْلُه أو مِثْلُها، واللاّمُ زائِدَةٌ، أنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:

(ولِكنَّ دَلاً مُسْتَراداً لِمْثِله ... وضَرْبًا للَيْلَى لا تَرَى مِثْلَه ضَرْبَا)

ورادَ الدّارَ يَرُودُها: سَأَلَها، قال يَصِفُ الدّارَ:

(وَقَفْتُ فِيها رائِداً أَرُودُها ... )

ورَادَتِ الدَّوَابُّ رَوْداً، وَرَوَدَانًا، واسْتَراَداتْ: رَعَتْ، قالَ أبو ذُؤَيْبِ:

(وكانَ مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَمًا ... حَيْثُ اسْتَرَادَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ)

ورُدتُها أنا، وأَرَدْتُها. والرَّوائِدُ: المُخْتَلِفَةُ من الدَّوابِّ، وقيلَ الرَّوائِدُ مِنْها: الَّتِي تَرْعَى من بَيْنِها وسائِرُها مَحْبُوسٌ عن المَرْتَعِ، أو مَرْبُوطٌ. والرِّيادُ، وذَبُّ الرِّيادِ: الثَّوْرُ الوَحْشَيُّ، سُمِّىَ بالَمصْدَرِ، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

(يُمَشِّي بِها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّه ... فَتًى فارِسِيٌّ في سَراويِل رامِحُ)

وقالَ أبو حَنيفَةَ: رادَتِ الإِبلُ تَرْدوُ رِياداً: اخْتَلَفَتْ في المَرْعَى مُقْبِلَةً ومَدْبِرَةً. وأمْرَأَةُ رادَةٌ وَرَوادٌ بالتَّخْفِيف رَؤُودٌ - الأَخِيرَةُ عن أَبِى عَلِيٍّ -: طَوّافَةٌ في بُيُوتِ جاراتِها. وقد رادَتْ تَرُودُ رَوْداً، وَرَوَدَانًا، ورُؤوداً. ورادَت الرِّيحُ تَرُودُ رَوْداً، ورُؤُوداً، ورَوَدَانًا: جالَتْ. وأَرَادَ الشَّيْءَ: شاءةُ، قالَ ثَعْلَبٌ: الإرادةُ تَكُونُ مَحَبَّة وغَيْرَ مَحَبَّةٍ، فأما قَوْلُه:

(إِذا ما الَمرْءُ كانَ أَبُوهُ عَبْسٌ ... فحَسْبُكَ ما تُريِدُ إِلَى الكَلامِ)

عَدّاهُ بإِلَى؛ لأَنَّ فيه مَعْنَى: ما الَّذِي يُحْوِجُكَ أو يُجِيئُكَ إِلى الكَلامِ، ومِثْلُه قولَ كُثَيِّرٍ:

(أُرِيدُ لأَنْسَى ذَِكْرَها فكَأَنَّما ... تَمَثَّلُ لِي لَيْلَى بكُلِّ سَبِيلِ)

أي أُرِيدُ أَنْ أَنْسَى، وأُرَى سِيبَويَهْ قد حَكَى: إِراداَتى بِهذَا لَكَ: أي قَصْدِي بهذا لَكَ. وقولُه عَزَّ وجّلَّ: {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه} [الكهف: 77] أي أَقامَة الخَضِرُ، وقالَ: يُرِيدُ، والإرادَةُ إِنّما تَكُونُ من الحَيَوانِ، والجِدارُ لا يُرِيدُ إِرادَةً حَقِيقَةً، لأَنَّ تَهَيُّؤهَ للسُّقوطِ قد ظهَرَ كما تَظْهَرُ أَفْعالُ المُرِيدينَ، فوصَفَ الجِدارَ بالإرادَةِ؛ إذْ كانَتِ الصُّورَتانِ واحِدَةً، ومثلُ هذا كَثيِرٌ في اللغُّةَ والشِّعْرِ، قال الرّاعِى:

(في مَهْمَة قَلِقَــتْ بهِ هاماتُها ... قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَرََدْنَ نُصولاً)

وقال آخر:

(يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبِى بَراء ... ويَعْدِلُ عن دِماءِ بَنِى عَقِيلِ)

وأَرَادْتُه بُكلَّ رِيدَة: أي بَكلِّ نَوْعٍ من أَنْواعِ الإرادَةِ. وأَرادَهُ على الشَّيْءَ: كأَدارَةُ. والرَّوَدُ، والرُّودُ: المُهْلَةُ في الشَّيْءِ. وقالُوا: رُوَيْداً: أي مَهلاً. هذه حِكايَةُ أهلِ اللُّغَةِ، وأَمَّا سِيبوَيْهِ فهو عِنْدَه اسمٌ للفِعْلِ، وقالُوا: رُوَيْدَ زَيْداً. أي: أَمْهِلْهُ، ولذِلكَ لم يُثَنَّ، ولم يُجْمَعْ، ولم يُؤَنَّثْ. والإرُوادُ: الإمْهالُ، ولذِلكَ قالُوا: رُوَيْداً بَدَلٌ من قَولْهِمْ: إِرْوادًا التي بَمَعْنَى أَرْوِدْ، فكَأَنَّهُ تَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ بِطِرْحِ جَمٍ يعِ الزًُّوائِدِ، وهذا حُكْمُ هذا الضَّربِ من التَّحْقِيرِ. وهذا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ في رُوَيْدَ؛ لأَنّّه جَعَلَة بَدَلاً من أَرْوِدْ، غيرَ أَنَّ رُويْداً أَقْرَبُ إِلى إِرْوادٍ مِنْها إِلى أَرْوِدْ؛ لأَنَّها اسمٌ مثلُ إروادٍ. وذَهَبَ غيرُ سيِيبَوَيْهِ إِلَى أَنَّ رُوَيْدَ: تَصْغيرُ رُودٍ، وأَنْشَدَ:

(كأَنَّه مِثْلُ مَنْ يَمْشِي عَلَى رُودِ ... )

وهَذا خَطَأٌ؛ لأنَّ رُوْداً لم يُوضَعْ موضِعَ الفَعْلِ كما وَضِعَتْ إِرْوادٌ، بدِلَيلِ أَرْوِدْ، وقالُوا: رُوَيْدَكَ زَيْداً. فلَمْ يَجْعَلُوا للكاف مَوْضِعاً، وإِنَما هي للخْطابِ، ودَلِيلُ ذلك قَوْلُهم:: أًَرَأَيْتَكَ زيْداً أَبُو مَنْ هُوَ؟ والكافُ لا مَوْضعَ لَها، لأَنَّكَ لو قُلْتَ: أًَرَأَيْتَ زَيْداً أَبُو مَنْ هُوَ؟ لاسُتَغْنَى الكلاَمُ. قالَ سِيَبوَيْهِ: وسَمِعْنَا من العَرَبِ من يَقُولُ: واللهِ لو أَرَدْتَ الدَّراهِمَ لأَعْطَيْتَكَ رُوَيْدَ ما الشِّعًرَ، كقُوْلِ القائِل: فدَعِ الشِّعِرَ. قالَ: ومِنَ العَرَبِ من يَقُولُ: رُوَيْدَ، زيدٍ كقوِله: غَذيِرَ الحَيِّ، وضَرْبَ الرِّقابِ. وعَلَى هذا أَجازُوا رُوَيدَكَ نَفْسِكَ زَيداً. قال سيبَويَهْ: وقد يَِكُونُ رُوَيَدَ صَفَةً، فَيقُولُونَ: سارُوا سَيْراً رُوَيْداً، ويَحْذِفُونَ السَّيْرَ، فَيقُولُونَ: سارُوا رُوَيداً، يَجْعَلُونَه حالاً به وَصَفَ كَلامَه، واجْتَزَأَ بما في صَدْرِ حَدِيثِه من قَوْلِكَ: ((سارَ)) عن ذِكْرِ السَّيْرِ. قالَ بعضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: وقد يَكُونُ رُوَيْداً للوَعِيدِ، كقَوْلْه:

(رُوَيْدَ بَنِى شَيبْانَ بَعْضَ وعِيدِكُمْ ... تُلاقُوا غَداً خَيْلِي على سَفَوانِ)

فأَضاف ((رُوَيْدَ)) إلى ((بِنَى شَيْبانَ)) ونَصَبَ بعضَ وَعِيدِكُم بإِضْمارِ فِعْلٍ، وإِنّما قالَ: ((رُوَيْدَ بَنِى شَيْبانَ)) على أَنَّ بِنَى شَيْبانَ: في مَوْضِعَ مَفْعولٍ، كقَوْلِكَ: رُوَيْدَ زَيْدٍ، فكأَنَّه أَمَرَ غَيْرَهُم بإِمْهالِهِم، فَيكُونُ ((بَعْضَ وَعِيدِكُمْ)) على تَحْوِيلِ الغَيْبَةِ إِلى الخطِابِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ((بِنَى شَيْبانَ)) مُنادًى: أي: أَمْهِلُوا بَعْضَ وَعِيدِكُم ومَعْنَى الأَمْرِ ها هنُا التَّأْخِيرُ والتَّقْلِيلُ. ومَنْ رَواه:

(رُوَيدَ بَنِى شَيْبانَ بَعْضَ وَعِيدِهِمْ ... )

كانَ عَلَى البَدَلِ؛ لأَنَّ مَوْضِعَ بَنِى شَيْبانَ نَصْبٌ، عَلَى هذا يَتَّجُه إِعرابُ البَيْتِ. وأما مَعْنَى الوَعَِيدِ، فلا يَلْزَمُ، وإنَّما الوَعِيدُ فيه بحَسَبِ الحالِ؛ لأَنَّه يَتَوَعَّدُهُم باللِّقاءِ، ويَتَوَعَّدُونَه بمِثْلِه. وأَرادَ الشَّيْءَ: أََحَبَّه وعِنُىَ به، والاسمُ الرِّيدَةُ. فأَمّا ما حَكاهُ اللِّحْيَانِيُّ من قَوْلِهم: هَرَدْتُ الشيْءَ أُهَريِدُه هِرادَةً، فإنَّما هي على البَدَلِ. قال سَيَبَويْهِ: أُريدُ لأنْ تَفْعَلَ: مَعْناهُ إِرادَتِي لِذِلِكَ، كَقَوْلِه تَعَالى: {وأمرت لأن أكون أول المسلمين} [الزمر: 12] . وراوَدَتْهُ عَنِ الأَمْرِ وعليهِ: رادَيْتُه. والرّائِدُ: مَقْبَضُ الطّاحِنِ من الرَّحَا. والِمرْوَدُ: المِيلُ. والِمرْوَدُ أيضاً: المَفْصِلُ. والمِرْوَدُ: الوَتِدُ، قالَ: (دَاوَيتْهُ بالَمَحْضَ حَتّى شَتَا ... يَجْتَذِبُ الآرِىَّ بالمِرْوَدِ)

أًَرادَ: مع المِرْوَدَ.

رود

1 رَادَ, aor. ـُ (T, S, A,) inf. n. رَوَدَانٌ (A, TA) and رَوْدٌ, (K, TA,) He, or it, (a thing, S,) came and went; (T, S, A, K;) [went to and fro;] was restless, or unsettled. (T, TA.) One says, مَا لِى أَرَاكَ تَرُودُ مُنْذُ اليَوْمِ [What aileth me that I see thee coming and going, or going to and fro, during this day?]. (A, TA.) And رَادَتْ, (S, M, A, K,) aor. ـُ (S, A,) inf. n. رَوَدَانٌ (S, M, K) and رَوْدٌ and رُؤُودٌ, (M,) She (a woman) went about to and from the tents, or houses, of her female neighbours. (S, M, A, K.) And رادت الإِبِلُ, aor. ـُ (AHn, M,) inf. n. رِيَادٌ (AHn, S, M, K) [and app. رَوَدَانٌ &c. as above], The camels went to and fro in the place of pasture. (AHn, S, M, K.) And راد النَّعَمُ فِى المَرْعِى, inf. n. ريَادٌ, The cattle went to and fro in the place of pasture. (A.) And رادت الدَّوَابُّ, inf. n. رَوْدٌ and رَوَدَانٌ [and app. رِيَادٌ also]; and ↓ استرادت; The beasts pastured [going to and fro]. (M.) and رادت الرٍّيحُ, (T, M,) aor. ـُ (TA,) inf. n. رَوَدَانٌ (T, TA) and رَوْدٌ and رُؤُود, (TA,) The wind became in motion, or in a state of commotion: (T, TA:) or veered about. (M, TA.) b2: [Hence,] راد وِسَادُهُ [lit. His pillow moved to and fro; meaning] (tropical:) he was, or became, restless, (S, A,) by reason of disease or anxiety: (A:) [or he was, or became, sleepless: for] a poet uses the phrase رَاذَ وِسَادُهَا as expressive of an imprecation, mean ing (assumed tropical:) May she be sleepless, so that her pillow may not remain still. (TA.) [And راد خُرْتُ القَوْمِ and رادت أَخْرَاتُهُمْ: see خُرْتٌ.]

A2: راد, aor. ـُ (Msb,) inf. n. رِيَادٌ (Msb, K) and رَوْدٌ; (K;) and ↓ ارتاد, (Msb,) inf. n. اِرْتِيَادٌ; (K;) and ↓ استراد; (TA;) He sought, sought after, or desired; or he sought, or desired, to find and take, or to get; (Msb, K;) a thing. (Msb.) [It seems to imply the going to and fro in seeking.] You say, راد الكَلَأَ, (S, A, Mgh, L,) and المَآءَ, (Mgh,) aor. ـُ (S, A, Mgh, L,) inf. n. رِيَادٌ and رَوْدٌ: (S, L;) and ↓ ارتادهُ; (S, A, Mgh, L;) [and ↓ استردهُ, as appears from what follows;] and simply راد; (L;) He sought after herbage, (S, Mgh, L,) and water. (Mgh.) And راد أَهْلَهُ كَلَأً, and مَنْزِلًا, (M, L,) and راد لَهُمْ كَلَأً, and مَنْزِلًا, inf. n. رَوْدٌ (T, M, L) and رِيَادٌ; (M;) and ↓ اردتاد; (T, M, L;) and ↓ استراد; (M, L;) He looked for, (T,) and sought after, herbage, and a place in which to alight, (T, M, L,) and chose the best [that he could find], (T,) for his family. (T, M, L.) And الطَّيْرُ

↓ تَسْتَرِيدُ The birds seek after their sustenance, going to and fro in search of it. (A.) [Hence,] لِبَوْلِهِ ↓ ارتاد He sought a soft place, (S, Mgh, L,) or a sloping place, (S, L,) for his urine. when he desired to void it, (S, Mgh, L,) lest it should return towards him, or sprinkle back upon him: (L:) from a trad. (S, L.) b2: راد الدَّارَ, aor. as above, He questioned, or interrogated, [respecting a person beloved,] the house, or abode. (M.) b3: رُدْتُ الدَّوَابَّ I pastured the beasts; as also ↓ أَرَدْتُهَا. (M.) 3 راودهُ He endeavoured to turn him [to, or from, a thing]; as in the phrase راودهُ عَلَى الإِسْلَامِ He endeavoured to turn him, or convert him, to El-Islám; occurring in a trad., in which the agent of the verb is Mohammad, and the object is his uncle Aboo-Tálib;. syn. رَاجَعَهُ and رَادَّهُ: (L:) or رَاوَدْتُهُ عَلَى كَذَا, (S,) or عَلَى الأَمْرِ, (Msb,) inf. n. مُرَاوَدَةٌ and رِوَادٌ, (S, Msb, K,) [primarily] signifies I desired, (S, Msb, K, *) or sought, (Msb,) of him that he should do such a thing, or the thing; (S, * Msb;) المُرَاوَدَةُ implying contention (المُخَاصَمَة), because he who desires, or seeks, affects gentle, or bland, behaviour, like him who deceives, or beguiles, and, like him, strives, or labours, to attain his object: (Msb:) and [hence,] راودهُ عَنِ الأَمْرِ, and عَلَيْهِ, He endeavoured to turn him by blandishment, or by deceitful arts, or to entice him to turn, from the thing, and to it; syn. دَارَاهُ, (M, L,) or رَادَاهُ. (TT, as from the M.) سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ, in the Kur xii. 61, means [We will endeavour to turn his father from him, by blandishment, or artifice, and to make him yield him to us: or] we will strive, or labour, to obtain him of his father. (Bd, Jel.) And رَاوَدَتْهُ عَنْ نَفْسِهِ [in the Kur xii. 23] (assumed tropical:) She desired, or sought, of him, copulation, or his lying with her, using blandishment, or artifice, for that purpose; she tempted him to lie with her: (T, and Bd in xii. 23:) [more literally, she endeavoured to turn him, or entice him, by blandishment, or deceitful arts, from his disdain, or disdainful incompliance, and to make him yield himself to her:] and رَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا (assumed tropical:) he desired, or sought, of her, copulation, &c. (T.) And رَاوَدَهُ عَنْ نَفْسِهِ (tropical:) He endeavoured to deceive him, or beguile him, and to turn him [from his disdain, or purpose, or will,] by blandishment, or artifice. (A.) 4 أَرْوَدَ, (S, A, K,) inf. n. إِرْوَادٌ and مُرْوَدٌ and [quasi-inf. n.] ↓ مَرْوَدٌ (S, K) and ↓ رُوَيْدٌ (TA as from the K [but omitted in my MS. copy of the K and in the CK]) and ↓ رُوَيْدَآءُ and ↓ رُوَيْدِيَةٌ or ↓ رُوَيْدِيَّةٌ, (accord. to different copies of the K,) He acted, or proceeded, gently, softly, or in a leisurely manner, (S, A, K, TA,) in going, or pace. (S, A, TA.) A2: أَرْوَدَهُ, (S,) inf. n. إِرْوَادٌ, (M,) He acted gently, softly, or in a leisurely manner, towards, or with, him; or granted him a delay, or respite; let him alone, or left him, for a while; syn. أَمْهَلَهُ. (S, M. *) b2: أَرَدْتُ الدَّوَابَّ: see 1, last sentence.

A3: أَرَادَهُ, (M, L, Msb,) inf. n. إِرَادَةٌ, (S, M, L, Msb, K,) originally with و, [i. e. أَرْوَدَهُ,] because you say رَاوَدَهُ (S, L) in a similar sense, (L,) He willed, wished, or desired, it: (S, * M, L, K: *) he loved, or liked, it; and cared for, or minded, it; or was rendered thoughtful, careful, or anxious, by it: (M, L:) or he desired it; sought it, or sought after it; (طَلَبَهُ;) and chose it: (Msb:) [or] it differs from طَلَبَهُ, inasmuch as إِرَادَةٌ is sometimes merely conceived in the mind, not apparent; whereas طَلَبٌ is never other wise than apparent, either by act or by word: (Aboo-'Obeyd El-Bekree, TA:) Th says that it sometimes denotes loving, or liking, and some times it does not [as will be shown by what follows]: and Lh mentions the saying هَرْدتُ الشَّىْءَ, aor. ـَ inf. n. هِرَادَةٌ, with ه substi tuted for ء [as in هَرَقْتُ for أَرَقْتُ, &c.]. (M.) You say, أَرَدْتُ مِنْهُ كَذَا [I desired, of him, such a thing]. (A.) And مَا أَرَدْتُ إِلَّا مَا فَعَلْتَ [I desired not aught save what thou didst, or hast done]. (A.) [And اراد بِهِ كَذَا He desired to do to him, or he intended him, such a thing; whether good or evil: see Kur xxxiii. 17, &c.] And Kutheiyir says, أُرِيدُ لِأَنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا تُمَثَّلُ لِى لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيلِ [I desire to forget the remembrance of her, or the mention of her; but it seems as though Leylà were imaged to me in every road]; meaning أُرِيدُ أَنْ أَنْسَى. (M.) [And ISd says,] I think that Sb has mentioned the phrase أَرَادَنِى بِهٰذَالِكَ, i. e. He intended, or meant, me by that. (M.) [اراد often signifies He intended, or meant, such a thing by a saying or an action.] فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ, in the Kur xviii. 78, means (tropical:) [And they found therein a wall] that was near, or about, to fall down, (Bd, Jel,) or that was ready to fall down; though الإِرَادَة is only from an animate being, and not properly predicable of a wall: and there are many similar instances; as the saying of a poet, يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبِى بَرَآءٍ

وَ يَعْدِلُ عَنْ رِمَآءِ بَنِى عُقَيْلِ [The spear is ready to pierce the breast of Aboo Barà, but it turns away from the bloods of the sons of 'Okeyl]. (M.) [In like manner also] one says, اراد البُكَآءَ (assumed tropical:) [He was about, or ready, to weep: a phrase of frequent occurrence; like تَهَيَّأَ لِلْبُكَآءِ, and هَمَّ بِالْبُكَآءِ]. (TA in art. جهش, &c.) b2: You say also, ارادهُ عَلَى الشَّىْءِ, (M,) or على الأَمْرِ, (A, Mgh,) He endeavoured to induce him, (M,) or he incited him, or made him, (A, Mgh,) to do the thing. (M, A, Mgh.) And ارادهُ عَلَى

أَنْ يَكْتُبَ He incited him, or made him, to write. (Mgh.) And ارادهُ إِلَى الكَلَامِ He constrained, or necessitated, him to speak. (M, * TA.) 5 تروّد He trembled, or quaked, by reason of extreme softness, or tenderness, and fatness. (KL.) 8 إِرْتَوَدَ see 1, in four places.10 إِسْتَرْوَدَ see 1, in five places. b2: استراد لِأَمْرِ اللّٰهِ occurs in a trad. as meaning He returned, and became gentle and submissive to the command of God. (TA.) رَادٌ: see رَائِدٌ, with which it is syn. (S, M, K.) رَادَةٌ [is its fem.: and] is a pl. of رَائِدٌ. (L.) b2: اِمْرَأَةٌ رَادَةٌ A woman who goes about to and from the tents, or houses, of her female neighbours; (Az, As, S, M, A, K;) as also رَادٌ (TA) and ↓ رَوَادٌ (S M) and ↓ رَؤُودٌ (Aboo-' Alee, M) and ↓ رُوَادَةٌ, like ثُمَامَة, and ↓ رَائِدَةٌ. (K.) You say اِمْرَأْةٌ رَأْدَةٌ غَيْرُ رَادَةٍ A soft, or tender, woman; not one that roves about: in which the former رادة may be without ء, and the latter must be so. (A and TA in art. رأد.) [See رُؤْدٌ; where it is stated that رَادٌ and رَادَةٌ and ↓ رُودَةٌ, as epithets applied to a girl or woman, are syn., one with another, meaning Soft, or tender, &c., like رَأْدٌ and رَأْدَةٌ and رُؤْدَةٌ.] b3: رِيحٌ رَادَةٌ A wind blowing violently to and fro: (TA:) [and ↓ رِيحٌ رَائِدَةٌ signifies the same; or wind in motion, or in a state of commotion.; or veering about: see 1.] [And] A wind blowing gently; (A;) and so ↓ رَوْدٌ and ↓ رَائِدَةٌ (K) and ↓ رَوَادٌ. (TA. [See also art. ريد.]) رَوْدٌ: see what next precedes.

رُودٌ Gentleness; or a leisurely manner of acting or proceeding. (S, M, A, K.) [And accord. to the TT, as from the M, so رُؤْدٌ; but this is a mistranscription, for رُؤْدٌ: see this last, in art. رأد.] You say, يَمْشِى عَلَى رُودٍ He walks, or goes, gently, softly, or in a leisurely manner. (S, A, K.) And its dim. is ↓ رُوَيْدٌ. (S, A, K. [But see what follows.]) They said ↓ رُوَيْدًا, meaning Gently, softly, or in a leisurely manner; (T, S, M, A, K;) with tenween: (T:) and ↓ اِمْشِ رُوَيْدًا Walk thou, or go thou, gently, &c.: (T, A:) so accord. to the lexicologists [in general]: but accord. to Sb, it is a verbal n.: [for] they said, زَيْدًا ↓ رُوَيْدَ, meaning Act thou gently, softly, or in a leisurely manner, towards, or with, Zeyd; or grant him a delay, or respite; let him alone, or leave him, for a while; syn. أَمْهِلْهُ: hence it has no dual nor pl. nor fem. form: and hence they say that it is for إِرْوَادًا, in the sense of أَرْوِدْ; as though it were an abbreviated dim., formed by the rejection of the augmentative letters: this is the opinion of Sb; for he holds it to be a substitute for أَرْوِدْ; though it has a nearer resemblance to إِرْوَادٌ because it is a noun: others hold it to be the dim. of رُودٌ, and cite the saying [of a poet], كَأَنَّهُ مِثْلُ مَنْ يَمْشِى عَلَى رُودِ [As though he were like him who walks, or goes, gently, &c.]: but this is a mistake; for رُودٌ is not put in the place of a verb, as إِرْوَادٌ is. (M.) Accord. to Ibn-Keysán, ↓ رُوَيْد seems to have two contr. significations; for they said, رُوَيْدَ زَيْدًا, meaning Leave thou Zeyd, or let him alone; and also meaning act thou gently towards, or with, Zeyd, and retain him, or withhold him. (TA.) One says also, عَمْرًا ↓ رُوَيْدَكَ, meaning Act thou gently, &c., towards, or with, 'Amr; syn. أَمْهِلْهُ: (T, * S, M, * K:) the ك in this case being a denotative of allocution, (T, S, M,) and having no place in the desinential syntax: (S, M: *) it is added only when رويد is used in the sense of an imperative; (T, S, K;) and to prevent confusion of him who is meant to be addressed with him who is not meant, because رويد applies to one and to more than one and to the male and to the female; though sometimes one says رويدك to a person when one does not fear his being confounded with another, using the ك as a corroborative. (T.) In this case, ↓ رويد is an abbreviated dim. of إِرْوَاد, the inf. n. of أَرْوَدَ. (S.) In like manner also one says, (K, TA,) to a male, (TA,) ↓ رُوَيْدَكَنِى [Act thou gently, &c., towards, or with, me]; and to a female, ↓ رُوَيْدَكِنِى; and ↓ رُوَيْدَكُمَانِى (K, TA) to two persons; (TA;) and ↓ رُوَيْدَكُمُونِى (K, TA) to males more than two; (TA;) and ↓ رُوَيْدَكُنَّنِى (K, TA) to females more than two. (TA.) ↓ رُوَيْد is used in four different manners: first, as a verbal n.; as in عَمْرًا ↓ رُوَيْدَ, (S, K, *) i. e. أَرْوِدْ عَمْرًا, (S,) meaning أَمْهِلْهُ [expl. above]: (S, K:) secondly, as an inf. n.; as in عَمْرٍو ↓ رُوَيْدَ [virtually meaning the same]; the former word being prefixed to the latter, governing it in the gen. case; (S, M, * K; *) like فَضَرْبَ الرِّقَابِ, in the Kur [xlvii. 4], (S, M, *) in which the inf. n. is put for its verb; (Jel;) and like عَذِيرَ الحَىِّ [expl. in art. عذر]: (M:) thirdly, as an epithet; as in ↓ سَارُوا سَيْرًا رُوَيْدًا [They went, or journeyed, at a gentle, or leisurely, rate of going, or journeying]; (Sb, S, K;) and سَارُوا

↓ رُوَيْدًا, in which سَيْرًا is suppressed: (T:) fourthly, as a denotative of state; as in ↓ سَارَ القَوْمُ رُوَيْدًا [The people, or party, went, or journeyed, going, or journeying, gently, or leisurely]; it being here in connection with a determinate noun, and therefore a denotative of its state. (S, K.) When it is used as a threat, it is with nasb, without tenween; (Lth, T, M; *) as in the saying of a poet, تَصَاهَلْ بِالْعِرَاقِ جِيَادُنَا ↓ رُوَيْدَ كَأَنَّكَ بِالضَّحَّاكِ قَدْ قَامَ نَادِبُهْ [Act thou, or proceed thou, gently, lest our coursers neigh, one to another, in El-'Irák: it is as though thou wert with Ed-Dahhák, his summoner to battle having already risen]. (Lth, T.) Sb mentions his having heard the saying, وَاللّٰهِ مَا الشِّعْرَ ↓ لَوْ أَرَدْتَ الدَّرَاهِمَ لَأَعْطَيْتُكَ رُوَيْدَ [By God, hadst thou desired the money, I had given thee: let alone the poetry: ما being here redundant]: (T, M:) like the phrase, فَدَعِ الشِّعْرَ: (M:) and similar to this is the saying, الشِّعْرَ يَغِبَّ ↓ رُوَيْدَ [explained in art. غب]. (T.) رِيدٌ [originally رِوْدٌ] Will, wish, or desire; (K;) and so ↓ رِيدَةٌ [originally رِوْدَةٌ]: (M, L:) or the former signifies a thing that one wishes, or desires, and strives to obtain: (T in art. ريد:) and the latter, love, or liking, for a thing; and solicitude respecting it: (M, L:) or the latter signifies a kind, or manner, of wishing or desiring; as in the saying, أَرَدْتُهُ بِكُلِّ رِيدَةِ [I wished it, or desired it, with every kind, or manner, of wishing or desiring]. (M.) رُودَةٌ: see رَادٌ.

رِيدَةٌ: see رِيدٌ.

رَوَادٌ: see رَادٌ, in two places.

الرِّيَادُ, originally an inf. n., and ذَبُّ الرِّيَادِ, The wild bull; [a species of bovine antelope;] (M;) called ذبّ الرياد because he goes to and fro, not remaining in one place; (M in art. ذب;) or because he pastures going to and fro; (T and S * and M in that art.;) or because his females pasture with him, going to and fro. (T in that art.) Also, the latter, (tropical:) A man who comes and goes. (Kr, M and TA in art. ذب.) And (tropical:) A man who is in the habit of visiting women. (AA, T and K in that art.) رَؤُودٌ: see رَادٌ.

الرِّوَنْدُ الصِّينِىُّ, (K,) or الرِّيوَنْدُ الصِّينِىُّ, (L,) [mentioned in this art. though the ن should be regarded as radical, for] it is not genuine Arabic, (L,) [China-rhubarb;] a well-known medicine; (K;) a certain cool medicine, good for the liver: (L:) the physicians add an ا to it, (K,) saying رَاوَنْد: (TA:) there are four kinds thereof; the best of which is the صِينِىّ; and inferior to this is the خُرَاسَانِىّ, which is [commonly] known by the appellation of رَاوَنْدُ الدَّوَابِّ, used by the veterinarians: it is a black [app. a mistake for red, or yellow,] wood, of compound powers, but its predominant qualities are heat and dryness. (TA.) رُوَيْدٌ: see 4, first sentence: and see also رُودٌ throughout.

رُوَادَةٌ: see رَادٌ.

رُوَيْدَآءُ and رُوَيْدِيَةٌ or رُوَيْدِيَّةٌ: see 4, first sentence.

رَائِدٌ [act. part. n. of 1, Coming and going; moving to and fro; &c.]. [Hence,] اِمْرَأَةٌ رَائِدَةٌ: see رَادٌ. And دَوَابُّ رَوَائِدُ [pl. of دَابَّةٌ رَائِدَةٌ] Beasts pasturing at pleasure: (T:) or going to and for [in the place of pasture]: or pasturing together while the rest are debarred from the pasture, or tied. (M.) And رِيحٌ رَائِدَةٌ: see رَادٌ, last two sentences. And رَائِدُ الوِسَادِ [lit. Whose pillow moves to and fro; meaning] (tropical:) a man restless by reason of disease or anxiety; (A;) or uneasy on his pillow by reason of anxiety that disquiets him: (TA:) [or sleepless: see 1.] and رَائِدُ العَيْنِ The عُوَّار of the eye, [i. e. the mote, or the like, that has fallen into it, or the foul, thick, white matter that collects in its inner corner, and] that moves to and fro (يَرُودُ) therein. (S.) b2: The handle of the hand-mill, (S, M, A, K,) which the grinder grasps (S, M, A) when he turns round the mill-stone (S, A) therewith. (A.) b3: See also مِرْوَدٌ. b4: One who is sent (S, M, A, Mgh, L, K) before a people or party (Mgh) to seek for herbage (S, M, A, Mgh, L, K) and water (Mgh) and the places where rain has fallen; (L;) or one who looks for, and seeks, herbage, and a place in which to alight, and chooses the best thereof; (T;) and ↓ رَادٌ signifies the same; (S, M, K;) the latter occurring in the poetry of Hudheyl; (M;) [originally رَوَدٌ,] of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, (S, K,) like فَرَطٌ in the sense of فَارِطٌ, (S,) or of the measure فَاعِلٌ deprived of its medial radical letter, or of the measure فَعِلٌ, [originally رَوِدٌ,] but if so, it is a kind of rel. n., not an act. part. n.: (M:) the pl. of the former is رُوَّادٌ (M, A, L) and رَادَةٌ. (L.) One says, الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ, (T, Mgh,) or لَا يَكْذِبُ الرَّائِدُ أَهْلَهُ, (S,) [The seeker of herbage, &c., will not lie to his family,] for if he lie to them he perishes with them: (Ham p. 547:) a prov. applied to him who will not lie when he relates a thing. (M.) And hence the saying, الحُمَّى رَائِدُ المَوْتِ (tropical:) Fever is the messenger that precedes death; like the messenger that goes before a people, or party, to seek for herbage and water. (Mgh, TA.) Hence, likewise, رَائِدٌ is also applied to (tropical:) One who goes before with some abominable deed or design. (TA.) And to (assumed tropical:) A seeker of science or knowledge. (L, from a trad.) [Hence also,] أَنَا رَائِدُ حَاجَةٍ and ↓ مُرْتَادُهَا (tropical:) [I am the seeker of an object of want]: and أُنَاسٌ رُوَّادُ الحَاجَاتِ (tropical:) [Men who are the seekers of the objects of want]. (A.) b5: Also One who has no place in which to alight or abide. (T in art. ريد. and TA.) A2: [See also art. رأد.]

رَائِدَةٌ a subst. that is put in the place of اِرْتِيَادٌ [inf. n. of 8], and of إِرَادَةٌ [inf. n. of 4]. (T in art. ريد.) أَرْوَدُ Gentle, or quiet, and unnoticed in operation: so in the saying, الدَّهْرُ أَرْوَدُ غِيَرٍ [Time, or fortune, is gentle, or quiet, and unnoticed in operation; characterized by changing accidents]. (S, TA.) A2: ↓ أُرْيَدُ [More, and most, desirous], occurring in the prov., إِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ فَأَنَا لَكِ

أَرْيَدُ [If thou desire me, I am more desirous of thee], is said by Akh to be altered from أَرْوَدُ; and thus to be like أَحْيَلُ, in the phrase هُوَ أَحْيَلُ النَّاسِ, originally أَحْوَلُ. (MF.) أَرْيَدُ: see what next precedes.

مَرَادٌ A place where camels go to and fro in pasturing; (S, K;) as also ↓ مُسْتَرَادٌ. (K.) and مَرَادُ الرِّيحِ The place where the wind [blows to and fro, or] goes and comes. (S, TA.) مُرَادٌ [What is willed, or wished;] desired; sought, or sought after; and chosen: (Msb:) loved, or liked. (L.) [Intended, or meant, by a saying or an action.]

مَرْوَدٌ: see 4, first sentence.

مِرْوَدٌ A certain well-known instrument, (Msb,) [resembling a bodkin, or small probe, tapering towards the end, but blunt, generally of wood or bone or ivory or silver,] with which the [black powder called] كُحْل is applied to the eyes; (TA;) syn. مِيلٌ, (S, M, A, K,) and مِكْحَالٌ: so called [because it is passed to and fro along the edges of the eyelids,] from رَادَ signifying “he, or it, came and went:” (Mgh:) pl. مَرَاوِدُ. (Msb.) b2: The pivot of the sheave of a pulley, if of iron. (S, K. *) b3: A wooden pin, peg, or stake; syn. وَتِدٌ. (M, K.) b4: An iron [swivel] that turns round in the لِجَام [i. e. bit, or bit and bridle]: (S, K:) or an iron [swivel] which is attached to the رَسَن of the colt [or horse] and of the hawk, [i. e., to the halter, or leading-cord, of the colt or horse, and the leash of the hawk,] and which, when he turns round, turns round with him: (A:) or the مِرْوَدَانِ, also called the ↓ رَائِدَانِ, are the two rings in [either of] which is the extremity of the عِذَار [or side-piece of the headstall of the horse]. (IDrd, in his “Book on the Saddle and Bridle.”) You say, دَارَ المُهْرُ وَ البَازِى فِى المِرْوَدِ [The colt, and the hawk, went round, attached to the مرود]. (A.) b5: A joint; syn. مَفْصِلٌ. (M.) b6: (assumed tropical:) A limit, or an extent, to which one runs: so in a trad. of 'Alee, in which it is said, إِنَّ لِبَنِى أُمَيَّةَ مِرْوَدًا يَجْرُونَ إِلَيْهِ [Verily there is a limit, or an extent, for the sons of Umeiyeh, to which they run]: from إِرْوَادٌ as signifying إِمْهَالٌ. (TA.) مُرِيدٌ as meaning A candidate for admission into a religious order, during his state of probation, is a conventional post-classical term. So too as meaning A devotee, whose sole endeavour is to comply with the will of God.]

مُرْتادُ حَاجَةٍ: see رَائِدٌ.

مُسْتَرَادٌ: see مَرَادٌ.

A2: [Also pass. part. n. of 10.] The sayings فُلَانٌ مُسْتَرَادٌ لِمِثْلِهِ and فُلَانَةُ مُسْتَرَادَةٌ لِمِثْلِهَا are expl. as meaning (tropical:) The like of such a man, and the like of such a woman, is sought after, and coveted, by reason of the high estimation in which he, and she, is held: and it is said that the meaning is, مستراد مثله and مثلها; the ل being redundant. (M, TA. [The latter clause seems to indicate a different meaning from that before expressed: but for this I see no reason.])

رود


رَادَ (و)(n. ac. رَوْدرِيَاد [] )
a. Wished for; sought for; demanded, required; wished
willed.
b. [ n. ac.
رَوْد
رِوَاْد
رُوُوْد
رَوَدَاْن), Roamed, roved about; went to & fro.
c. Moved about, shifted.

رَوَّدَa. Sang.

رَاْوَدَ
a. ['Ala], Wished for, wanted, desired.
b. [acc. & 'Ala], Tried to turn to.
أَرْوَدَ
(ا)
a. Wished, desired; wished for, wanted.
b. [acc. & 'Ala], Urged, constrained to.
أَرْوَدَ
(و)
a. Proceeded slowly, leisurely.

إِرْتَوَدَa. Wished for, wanted, demanded; sought for.

رَادa. Forager.
b. Millhandle.

رَادَة []
a. Gossip, busy-body, gad-about (woman).

رِيْد [ ]رِيْدَة []
a. Will, wish, desire.

رُوْدa. Gentleness.

مَرَاد []
a. Pasturage.
b. Windy place.

مِرْوَد [] (pl.
مَرَاْوِدُ)
a. Pivot; swivel.
b. Instrument for applying collyrium.

رَائِد [] (pl.
رَاد [ ]رُوَّاد [] )
a. see 1 (a) (b).
c. Scout.

رَائِدَة []
رُوَادَة []
a. see 1t
مُرَاد [ N. P.
a. IV], Willed; wished: wish; object, aim.

إِرَادَة
a. Will, wish, desire.

إِرَادِيّ
a. Voluntary, free.

رُوَيْد
a. Deliberateness, slowness.
b. Gentle; slow, deliberate.

رُوَيْدًا
a. Slowly; gently; little by little, by degrees
gradually.

رِوَنْد رَاوَنْد
a. Rhubarb.
رود
الرَّوْدُ: التّردّد في طلب الشيء برفق، يقال:
رَادَ وارْتَادَ، ومنه: الرَّائِدُ، لطالب الكلإ، ورَادَ الإبلُ في طلب الكلإ، وباعتبار الرّفق قيل: رَادَتِ الإبلُ في مشيها تَرُودُ رَوَدَاناً، ومنه بني المرْوَدُ.
وأَرْوَدَ يُرْوِدُ: إذا رفق، ومنه بني رُوَيْدٌ، نحو:
رُوَيْدَكَ الشّعر يغبّ . والْإِرَادَةُ منقولة من رَادَ يَرُودُ: إذا سعى في طلب شيء، والْإِرَادَةُ في الأصل: قوّة مركّبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعل اسما لنزوع النّفس إلى الشيء مع الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل، أو لا يفعل، ثم يستعمل مرّة في المبدإ، وهو: نزوع النّفس إلى الشيء، وتارة في المنتهى، وهو الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل، فإذا استعمل في الله فإنه يراد به المنتهى دون المبدإ، فإنه يتعالى عن معنى النّزوع، فمتى قيل: أَرَادَ الله كذا، فمعناه:
حكم فيه أنه كذا وليس بكذا، نحو: إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً
[الأحزاب/ 17] ، وقد تذكر الْإِرَادَةُ ويراد بها معنى الأمر، كقولك: أُرِيدَ منك كذا، أي: آمرك بكذا، نحو:
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
[البقرة/ 185] ، وقد يذكر ويراد به القصد، نحو: لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ
[القصص/ 83] ، أي: يقصدونه ويطلبونه.
والْإِرَادَةُ قد تكون بحسب القوّة التّسخيرية والحسّيّة، كما تكون بحسب القوّة الاختياريّة.
ولذلك تستعمل في الجماد، وفي الحيوانات نحو: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ [الكهف/ 77] ، ويقال: فرسي تريد التّبن. والمُرَاوَدَةُ: أن تنازع غيرك في الإرادة، فتريد غير ما يريد، أو ترود غير ما يرود، ورَاوَدْتُ فلانا عن كذا. قال:
هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي
[يوسف/ 26] ، وقال: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ
[يوسف/ 30] ، أي: تصرفه عن رأيه، وعلى ذلك قوله: وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ
[يوسف/ 32] ، سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ
[يوسف/ 61] . 
رود: راد: ربّع، رعى، جنى (بوشر).
يريد (الفعل المضارع عند العامة): أراد (بوشر).
راود، راودها في أمر الزواج: حاول أبوها إقناعها لتتزوج (ألف ليلة 1: 824).
راودتِني إلى كَفِلَك (ألف ليلة 1: 365): يظهر أن معناها وجهتِ شهواتي إلى.
ويقال بمعنى خادعها واستغواها: راودها على نفسها (البكري ص124)، وراودها أيضاً (ألف ليلة 1: 275).
أراد: قد تحذف أن بعدها إذا وليتها جملة فعلية. ففي روتجرز (ص164): فلم يريدوا يَغْزوا بَعْدها، هذا إذا كانت كتابة العبارة صحيحة، غير أن الناضر يرى أنه لابد من إضافة أن.
ويقول لين في تفسيره الجيد لهذا الفعل أن مفعوله شيء ما، غير أنه قد يكون شخصاً في بعض الأحيان أيضاً. ولهذا فإنا نجد غالباً في رياض النفوس أراد الله، ففي (ص104 ق) منه: سمعتُ أبا إسحاق يقول كلَّ الخلق يريدون الله ولكن انظر من يريده اللهُ تعالى.
أراد فلان: أحب أن يكون في بيته، أحب أن يستمتع بحضوره، ويفوز بصحبته (المقري 2: 278).
أراد فلانة: أحب أن يفوز بها، ويتمتع ويحظى بها (زيشر 20: 510).
رودة، صارت رودة منك: مهدت للشيء سبيل النجاح، وبالغت في دفعه وتجاوزت الحد (بوشر).
رُوَيد، رُوَيْدَكَ: تشجعْ، طب نفساً، كما ترجمها السيد دي سلان في بيت ذكر في تاريخ البربر (1: 455).
رِياد: جني، رعي، رود (بوشر).
رِيَادَة: جماعة تفتش عن المراعي (لين عادات 2: 140).
مَرَاد: موضع يمكن أن تفعل فيه كل ما تريد (عباد 1: 120 رقم 268).
ومرادف مضاف إلى المصادر: الموضع الذي يعجب به ويستحسن أو يستمتع به ويتنعم فيه المرء كيف يشاء (ابن جبير ص212، 215).
مِرْوَد: منظف الأذن، منكاش، آلة لتنظيف الآذان (ابن العوام 1: 641).
مِرْوَد: جائز صغير، رافدة صغيرة (وهو خشبة مقسمة إلى قسمين أو أربعة أقسام) (براكس، مجلة الشرق والجزائر، السلسلة الجديدة 4: 214).
مُرِيد: تابع، متعلم على شيخ (باشالِك ص200، المقري 2: 748).
مُرِيد: راغب في، تائق إلى، طالب منصباً (بوشر).
مُرِيد، عند الصوفية: المتمرّد عن إرادته، أو الذي أعرض قلبه عن كل ما سوى الله، أو من يحفظ مراد الله (محيط المحيط). المريدون: أبو القاسم أحمد بن الحسين بن قَسِّي من متصوفة الأندلس وأحد الرؤساء فيها وقد اغتنم سقوط دولة المرابطين ليثور ويعلن الاستقلال، وقد أطلق على أتباعه (ابن الأبار ص199، المقدمة 1: 286، 287). ويذكر ابن الخطيب (ص25 ق) من مؤلفات أبي المطرف بن عامرة: اقتضابة السميل (؟) في ثورة المريدين. وفي المقري (1: 201) سمي هذا الكتاب: اختصار نبيل من تاريخ ابن صاحب الصلاة.
مُريد: حَبْر اليزيدية (باشالِك ص200).

رود: الرَّوْدُ: مصدر فعل الرائد، والرائد: الذي يُرْسَل في التماس

النُّجْعَة وطلب الكلإِ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار. وفي حديث عليّ،

عليه السلام، في صفة الصحابة، رضوان الله عليهم أَجمعين: يدخلون رُوَّاداً

ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون

أَدلة هُداة للناس. وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ

ومساقط الغيث؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث: وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى

ديارتها أَي تطلب الناس إِليها، وفي حديث وفد عبد القيس: إِنَّا قوم

رادَةٌ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا. وفي شعر

هذيل: رادَهم رائدهم

(* قوله «والريوند» في القاموس والروند كسجل، يعني

بكسر ففتح فسكون، والاطباء يزيدونها الفاً، فيقولون راوند)، ونحو هذا كثير

في لغتها، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وإِما أَن يكون فَعَلاً،

إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل؛ قال أَبو

ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً:

فباتَ بِجَمْعٍ، ثم تمَّ إِلى مِنًى،

فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل

أَي طالباً؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلأً، وراد لهم رَوْداً وارتاد

واستراد. وفي حديث معقل

بن يسار وأُخته: فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد، وارتاد لهم

يرتاد.

ورجل رادٌ: بمعنى رائد، وهو فَعَل، بالتحريك، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى

الفارط. ويقال: بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى

واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله. قال وجاءَ في الشعر: بعثوا رادهم أَي

رائدهم؛ ومن أَمثالهم: الرائدُ لا يَكْذب أَهَله؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب

إِذا حدّث، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم.

وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه.

ويقال: راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً؛

ومنه الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد

مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه.

والرائد: الذي لا منزل له. وفي الحديث: الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي

يتقدّمه، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه؛ ومنه حديث

المولد: أُعيذُك بالواحد، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم

بمكروه.

وقولهم: فلان مُسترادٌ لمثله، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها

يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته؛ وقيل: معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها،

واللام زائدة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه،

وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا

ورادَ الدارَ يَرُودُها: سأَلها؛ قال يصف الدار:

وقفت فيها رائداً أَرُودُها

ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ: رَعَتْ؛ قال أَبو ذؤيب:

وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً،

حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ، وتسريحُ

ورُدْتُها أَنا وأَردتها.

والروائدُ: المختلفة من الدواب؛ وقيل: الروائدُ منها التي ترعى من بينها

وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط. التهذيب: والروائد من الدواب التي

ترتع؛ ومنه قول الشاعر:

كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها

ورائدُ العين: عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها. ويقال: رادَ وِسادُه إِذا

لم يستقرّ.

والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد: الثور الوحشي سمي بالمصدر؛ قال ابن مقبل:

يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه

فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح

وقال أَبو حنيفة: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة

ومدبرة وذلك رِيادُها، والموضه مَرادٌ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان

الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء؛ قال جندل:

والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ

وفي حديث قس:

ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا

أَي موضعاً يحشر فيه الخلق، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ. وإِن ضُمَّت

الميم، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق. ويقال: رادَ يَرودُ إِذا

جاء وذهب ولم يطمئن. ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ

أَــقلَقَــه وبات رائدَ الوساد؛ وأَنشد:

تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه:

(* قوله «تقول له لما رأت جمع رحله»

كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس. والذي في الأساس: لما رأت خمع رجله، بفتح

الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله.)

أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها؟

دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها.

وامرأَة رادٌ ورَوادٌ، بالتخفيف غير مهموز، ورَو ود؛ الأَخيرة عن أَبي

علي: طوّافة في بيوت جاراتها، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً

ورُؤوداً، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها. الأَصمعي:

الرادَة من النساء؛ غير مهموز، التي تَرودُ وتطوف، والرَّأَدة، بالهمز.

السريعة الشباب، مذكور في موضعه. ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً

وروَدَاناً: جالت؛ وفي التهذيث: إِذا تحركت، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا

تحركت تحركاً خفيفاً. وأَراد الشيءَ: شاءَه؛ قال ثعلب: الإِرادَة تكون

مَحَبَّة وغير محبة؛ فأَما قوله:

إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ،

فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام

فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام؛

ومثله قول كثير:

أُريدُ لأَنسى ذِكرَها، فكأَنما

تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ

أَي أُريد أَن أَنسى. قال ابن سيده: وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا

لك أَي قصدي بهذا لك. وقوله عز وجل: فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ

فأَقامه؛ أَي أَقامه الخَضِرُ. وقال: يريد والإِرادة إِنما تكون من

الحيوان، والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما

تظهر أَفعال المريدين، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة؛

ومثل هذا كثير في اللغة والشعر؛ قال الراعي:

في مَهْمَةٍ قَلِقَــتْ به هاماتُها،

قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا

وقال آخر:

يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء،

ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل

وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة. وأَراده على

الشيء: كأَداره.

والرَّودُ والرُّؤْدُ: المُهْلَة في الشيء. وقالوا: رُؤَيْداً أَي

مَهلاً؛ قال ابن سيده: هذه حكاية أَهل اللغة، وأَما سيبويه فهو عنده اسم

للفعل. وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث.

وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ:

تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها،

كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ

وتصغيره رُوَيد. أَبو عبيد عن أَصحابه: تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه

أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق؛ وقال امرُؤ القيس:

جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ

وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده

جوادَ، بالنصب، لأَن صدرَه:

وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً

والجَواد هنا الفرس السريعة. والمَحَثَّة: من الحث؛ يقول إِذا استحثثتها

في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها. وقولهم: الدهرُ أَرودُ

ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به. والإِرواد: الإِمهال،

ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ،

فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد، وهذا حكم هذا الضرب من التحقير؛

قال ابن سيده: وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ، غير

أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل

إِرواد، وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود؛ وأَنشد بيت الجموح

الظفري:

كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُود

قال: وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل

أَرود. وقالوا: رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً، وإِنما هي للخطاب

ودليل ذلك قولهم: أَرَأَيتك زيداً أَبو من؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو

قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام؛ قال سيبويه: وسمعنا من

العرب من يقول: والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ؛

يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع

الشعر؛ قال الأَزهري: فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول

رُويدَ زيداً، وإِنما يقول أَرود زيداً؛ وأَنشد:

رُويدٍ عَلِيًّا، جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم

إِلينا، ولكن وُدُّهم مُتَماينُ

قال: رواه ابن كيسان «ولكن بعضهم مُتيامِنُ» وفسره أَنه ذاهب إِلى

اليمن. قال: وهذا أَحب إِليّ من متماين. قال ابن سيده: ومن العرب من يقول رويد

زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب؛ قال: وعلى هذا أَجازوا رُويدك

نفسك زيداً. قال سيبويه: وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً،

ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له، وصف كلامه

واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير؛ قال الأَزهري: ومن ذلك

قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء

إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً، قال: فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر

الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال. قال: واعلم أَن رويداً

تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ، وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً،

فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً، ولا موضع لها من الإِعراب

لأَنها ليست باسم، ورويد غير مضاف إِليها، وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم

سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال، وتفسير رويد مهلاً، وتفسير رويدك

أَمهِلْ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره، وإِنما حركت

الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر، وهو مصغر أَرْوَدَ

يُرْوِد، وله أَربعة أَوجه: اسم للفعل وصفة وحال ومصدر، فالاسم نحو قولك رويد

عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه، والصفة نحو قولك ساروا سيراً

رُويداً، والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً

لها، والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة، كقوله تعالى: فضرب الرقاب.

وفي حديث أَنْجَشَةَ: رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ

وارفُق؛ وقال الأَزهري عند قوله: فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في

رويداً، قال: وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع

والذكر والأُنثى، فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا

يُعْنى، وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره. وقد

يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً، وهذا كقولك

النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين. قال وقال

الليث: إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين؛ وأَنشد:

رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا،

كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه

قال ابن سيده، وقال بعض أَهل اللغة: وقد يكون رويداً للوعيد، كقوله:

رُويدَ بني شيبانَ، بعضَ وَعيدِكم

تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ

فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل، وإِنما قال

رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول، كقولك رويد زيدٍ

وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم، فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب؛

ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم، ومعنى الأَمر

ههنا التأْهير والتقليل منه، ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان

البدل لأَن موضع بني شيبان نصب، على هذا يتجه إِعراب البيت؛ قال: وأَما

معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء

ويتوعدونه بمثله. قال الأَزهري: وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في

الشيء فانصب ونوّن، تقول: امش رويداً، قال: وتقول العرب أَروِدْ في معنى

رويداً المنصوبة. قال ابن كيسان في باب رويداً: كأَنّ رويداً من

الأَضداد، تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه، وإِذا أَرادوا ارفق به

وأَمسكه قالوا: رويداً زيداً أَيضاً، قال: وتَيْدَ زيداً بمعناها، قال: ويجوز

إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى: فضرب الرقاب. وفي حديث

علي: إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ

الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه، والميم

زائدة.

التهذيب: والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة، وأَراد الشيء:

أَحبه وعُنِيَ به، والاسم الرِّيدُ. وفي حديث عبد الله: إِن الشيطان يريد

ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد. يقال: أَراد يريد إِرادة،

والريدة الاسم من الإِرادة. قال ابن سيده: فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم:

هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً، فإِنما هو على البدل، قال سيبويه:

أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك، كقوله تعالى: وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ

أَوَّلَ المسلمين. الجوهري وغيره: والإِرادة المشيئة وأَصله الواو، كقولك

راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها

إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء، وسقطت في المصدر

لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره.

قال الليث: وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه

إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع؛ ومنه قوله تعالى: تراود فتاها

عن نفسه؛ فجعل الفعل لها. وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي

أَردتُه. وفي حديث أَبي هريرة: حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام

أَي يُراجعه ويُرادُّه؛ ومنه حديث الإسراء: قال له موسى، صلى الله عليهما

وسلم: قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه. وراودْته

عن الأَمر وعليه: داريته.

والرائد: العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره. قال ابن سيده:

والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى. ورائدُ الرحى: مَقْبِضُها. والرائد: يد

الرحى. والمِرْوَدُ: الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان

من حديد. وفي حديث ماعز: كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ؛ المِرْوَدُ،

بكسر الميم: الميل الذي يكتحل به، والميم زائدة. والمِرْوَدُ أَيضاً:

المَفْصِل. والمِرْوَدُ: الوَتِدُ؛ قال:

داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا،

يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد

أَراد مع المِروَد. ويقال: ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب. ويقال: ريح رادة

إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب. وريح رائدة: مثل رادة، وكذلك رُواد؛ قال

جرير:

أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ، بعد ليلي،

رُوادُ الليلِ، مُطْلَقَةُ الكِمام

وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة.

طير

طير: {طائرة}: ما عمل من خير أو شر. وقيل: حظه المقضي له من الخير والشر. {اطيرنا}: تشاءمنا. {مستطيرا}: فاشيا منتشرا. 
(ط ي ر) : (الطَّيْرُ) اسْمُ جَمْعٍ مُؤَنَّثٍ وَقَدْ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ عَنْ قُطْرُبٍ وَكَذَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا وَجَمْعُهُ طُيُورٌ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْمُحْرِمِ يَذْبَحُ الطَّيْرَ الْمُسَرْوَلَ (وَقَوْلُهُ) اشْتَرَى بَازِيًا عَلَى أَنَّهُ صَيُودٌ أَوْ طَيْرًا عَلَى أَنَّهُ رَاعٍ وَقَوْلُهُمْ طَارَ لَهُ مِنْ نَصِيبِهِ كَذَا أَيْ صَارَ وَحَصَلَ مَجَازٌ أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ
فَإِنِّي لَسْتُ مِنْكِ وَلَسْتِ مِنِّي ... إذَا مَا طَارَ مِنْ مَالِي الثَّمِينُ
يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إذَا هَلَكْتُ وَصَارَ لَكِ الثُّمُنُ مِنْ مَالِي فَلَسْتِ حِينَئِذٍ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكِ.
طير الطَّيْرُ: مَعْرُوفٌ؛ اسْمٌ جامِعٌ مُؤنَثٌ، الواحِدُ طائرٌ. والطَّيَرَانُ: مَصْدَرُ طارَ يَطِيْرُ. ويقولونَ: هذا طَيْرٌ حَسَنٌ، وهذه طَيْرٌ حَسَنَةٌ، يُرِيْدوْنَ جَمْعَ طائرٍ. وطائرُ الإنْسَانِ: عَمَلُه الذي قُلِّدَ، وقَوْلُه عَزَوجَلَّ: " وكُلّ إنْسَانٍ ألْزَمْنَاهُ طائِرَه في عُنُقِه ". وهو من الزَجْرِ في التَّشَاؤمِ والتَّسَعُّدِ. والتطَايُرُ: التفَرُقُ والذَّهَابُ؛ كتَطَايُرِ العَصا شِقَقاً؛ وتَطَايُرِ شَرَرِ النّارِ. والانْطِيَارُ: الانْشِقَاقُ. وفَرَسٌ مُطَارٌ: حَدِيْدُ الفُؤادِ ماضٍ طَيّارٌ. والمُطَيَّرَةُ: ضَرْبٌ من البُرُوْدِ. وفَجْر مُسْتَطِيْرٌ، وغُبَارٌ مُسْتَطارٌ.
والفَحْلُ الهائِجُ: مُسْتَطِيرٌ. واسْتَطَارَتِ السِّنَّوْرَةُ: أجْعَلَتْ، وكذلك الكَلْبَةُ. ولَقِيْتُ طَياراً من النّاسِ: أي جَمَاعَةً. وأنه لَطَيُوْرٌ: للسرِيْعِ الغَضَبِ.
وإذا دُعِيَتِ الشّاةُ قيل: طِيْر طِيْر. والمَطَارَةُ: اسْمُ جَبَل.

طير


طَارَ (ي)(n. ac. طَيْر
طَيَرَاْن
طَيْرُوْرَة )
a. Flew; flew away.
b. [Bi], Brought quickly, flew, hurried with.
c. [Ila], Flew, rushed towards.
d. Became angry.

طَيَّرَ
a. [acc.
or
Bi], Made to fly, let fly; scared; scattered.

طَاْيَرَ
a. [acc.]
see II
أَطْيَرَ
a. [acc.]
see II
تَطَيَّرَ
a. [Min
or
Bi], Augured evil from.
b. [ coll. ], Was launched
started.
تَطَاْيَرَa. Flew about, scattered, became dispersed.
b. see VII
إِنْطَيَرَa. Was cracked, split; burst.

إِطْتَيَرَ
(ط)
a. see VI (a)
إِسْتَطْيَرَa. see VI (a)
& VII.
c. Drew out quickly, flashed out, bared (
sword ).
d. Made to fly, scattered.
e. Was brisk (market).
طَيْر
طَيْرَة
1ta. Frivolity, levity; fickleness, inconstancy.

طِيْرَة
طِيَرَةa. Augury.
b. Bad omen.

طَاْيِر
(pl.
طَيْر
طُيُوْر أَطْيَاْر)
a. Bird; fowl; carrier-pigeon.
b. [art.], Cygnus (constellation).
c. Omen.
d. Staid, grave, sedate; reverential.

طَيَّاْرa. Flying; swift, fleet.
b. Balance, scale; tongue of the balance.

طَيَّاْرَة
a. [ coll. ], Kite (
plaything ).
b. Ray (fish).
طَيَرَاْنa. Flight.
b. Arrowwood.

مُطَيَّر [ N. P.
a. II], A kind of garment.

مُطَار [ N. P.
a. IV], Swift, fleet.

طَيْر
a. [ coll. ]
see 21 (a)
طَيْرُوْرَة
a. see 1t
طُيُوْرِيّ
a. Seller of birds; poulterer.
ط ي ر : الطَّائِرُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ مِنْ طَارَ يَطِيرُ طَيَرَانًا وَهُوَ لَهُ فِي الْجَوِّ كَمَشْيِ الْحَيَوَانِ فِي الْأَرْضِ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ طَيَّرْتُهُ وَأَطَرْتُهُ وَجَمْعُ الطَّائِرِ طَيْرٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَرَاكِبٍ وَرَكْبٍ وَجَمْعُ الطَّيْرِ طُيُورٌ وَأَطْيَارٌ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَقُطْرُبٌ وَيَقَعُ الطَّيْرُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الطَّيْرُ جَمَاعَةٌ وَتَأْنِيثُهَا أَكْثَرُ مِنْ التَّذْكِيرِ وَلَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ طَيْرٌ بَلْ طَائِرٌ وَقَلَّمَا يُقَالُ لِلْأُنْثَى طَائِرَةٌ وَطَائِرُ الْإِنْسَانِ عَمَلُهُ الَّذِي يُقَلِّدُهُ وَطَارَ الْقَوْمُ نَفَرُوا مُسْرِعِينَ.

وَاسْتَطَارَ الْفَجْرُ انْتَشَرَ.

وَتَطَيَّرَ مِنْ الشَّيْءِ وَاطَّيَّرَ مِنْهُ وَالِاسْمُ الطِّيَرَة وِزَانُ عِنَبَةٍ وَهِيَ التَّشَاؤُمُ وَكَانَتْ الْعَرَبُ إذَا أَرَادَتْ الْمُضِيَّ لِمُهِمٍّ مَرَّتْ بِمَجَاثِمِ الطَّيْرِ وَأَثَارَتْهَا لِتَسْتَفِيدَ هَلْ تَمْضِي أَوْ تَرْجِعُ فَنَهَى الشَّارِعُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ لَا هَامَ وَلَا طِيَرَةَ وَقَالَ أَقِرُّوا الطَّيْرَ فِي وُكُنَاتِهَا أَيْ عَلَى مَجَاثِمِهَا. 
ط ي ر

طيّرت الحمام وأطرته، وطيرت العصافير عن الزرع، وهي أرض مطارة، وقد أطارت أرضنا. وتطيرت منه واطيرت. ونهي عن الطيرة.

ومن المجاز: طائر الله لا طائرك. " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " وهو ساكن الطائر، ورزق سكون الطائر وخفض الجناح، ونفّرت عنه الطير الوقع إذا أغنته. قال جرير:

ومنا الذي أبلي صديّ بن مالك ... ونفّر طيراً عن جعادة وقعاً

من أبلاه الله بلاء حسناً. وطيورهم سواكن. إذا كانوا قارّين. قال الطرماح:

وإذ دهرنا فيه اغترار وطيرنا ... سواكن في أوكارهن وقوع

وعكسه: شالت نعامتهم. واستخفته طيرة الغضب. قال العماني:

وأحلم عن طيراته كلّ ساعة ... إذا ما أتاني مغضباً يتهدّم

وطار له صيت في الناس. وطار له في القسمة كذا. وقال:

فإني لست منك ولست منيّ ... إذا ما طار من مالي الثمين

وفرس مطاز. وكاد يستطار من شدّة عدوه.

وطار السنام: طال. قال أبو النجم:

وطار جنيّ السنام الأميل

ومنه " خذ ما تطاير من شعر رأسك ". والفجر فجران مستطيل ومستطير. واستطار البرق. واستطار الغبار. وفحل مستطار: هائج. واستطير فؤاده من الفزع. واستطار الصدع في الحائط: ظهر وانتشر.
ط ي ر: (الطَّائِرُ) جَمْعُهُ (طَيْرٌ) كَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَجَمْعُ الطَّيْرِ (طُيُورٌ) وَ (أَطْيَارٌ) مِثْلُ فَرْخٍ وَفُرُوخٍ وَأَفْرَاخٍ. وَقَالَ قُطْرُبٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: (الطَّيْرُ) أَيْضًا قَدْ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ. وَقُرِئَ: {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49] . وَ (طَائِرُ) الْإِنْسَانِ عَمَلُهُ الَّذِي قُلِّدَهُ. وَ (الطَّيْرُ) أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ (التَّطَيُّرِ) وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُ اللَّهِ. كَمَا يُقَالُ: لَا أَمْرَ إِلَّا أَمْرُ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: (طَائِرُ) اللَّهِ لَا طَائِرُكَ وَلَا تَقُلْ: طَيْرُ اللَّهِ. وَأَرْضٌ (مَطَارَةٌ) بِالْفَتْحِ كَثِيرَةُ الطَّيْرِ. وَقَوْلُهُمْ: كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ (الطَّيْرَ) إِذَا سَكَنُوا مِنْ هَيْبَةٍ. وَأَصْلُهُ أَنَّ الْغُرَابَ يَقَعُ عَلَى رَأْسِ الْبَعِيرِ فَيَلْقُطُ مِنْهُ الْحَلَمَةَ وَالْحَمْنَانَةَ فَلَا يُحَرِّكُ الْبَعِيرُ رَأْسَهُ لِئَلَّا يَنْفِرَ عَنْهُ الْغُرَابُ. وَ (طَارَ) يَطِيرُ (طَيْرُورَةً) وَ (طَيَرَانًا) وَ (أَطَارَهُ) غَيْرُهُ وَ (طَيَّرَهُ) وَ (طَايَرَهُ) بِمَعْنًى. وَ (تَطَايَرَ) الشَّيْءُ تَفَرَّقَ. وَتَطَايَرَ أَيْضًا طَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «خُذْ مَا تَطَايَرَ مِنْ شَعْرِكَ» وَ (اسْتَطَارَ) الْفَجْرُ وَغَيْرُهُ انْتَشَرَ. وَ (اسْتُطِيرَ) الشَّيْءُ طُيِّرَ. وَ (تَطَيَّرَ) مِنَ الشَّيْءِ وَبِالشَّيْءِ
وَالِاسْمُ (الطِّيَرَةُ) بِوَزْنِ الْعِنَبَةِ وَهُوَ مَا يُتَشَاءَمُ بِهِ مِنَ الْفَأْلِ الرَّدِيءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْفَأْلَ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ» . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ} [النمل: 47] أَصْلُهُ تَطَيَّرْنَا فَأُدْغِمَ. 
طير
الطَّائِرُ: كلُّ ذي جناحٍ يسبح في الهواء، يقال: طَارَ يَطِيرُ طَيَرَاناً، وجمعُ الطَّائِرِ: طَيْرٌ ، كرَاكِبٍ ورَكْبٍ. قال تعالى: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ
[الأنعام/ 38] ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً
[ص/ 19] ، وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
[النور/ 41] وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ
[النمل/ 17] ، وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ
[النمل/ 20] ، وتَطيَّرَ فلانٌ، واطَّيَّرَ أصله التّفاؤل بالطَّيْرِ ثمّ يستعمل في كلّ ما يتفاءل به ويتشاءم، قالُوا: إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ
[يس/ 18] ، ولذلك قيل: «لا طَيْرَ إلا طَيْرُكَ » ، وقال تعالى: إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا
[الأعراف/ 131] ، أي:
يتشاءموا به، أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ
[الأعراف/ 131] ، أي: شؤمهم: ما قد أعدّ الله لهم بسوء أعمالهم. وعلى ذلك قوله: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
[النمل/ 47] ، قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ [يس/ 19] ، وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
[الإسراء/ 13] ، أي: عمله الذي طَارَ عنه من خيرٍ وشرٍّ، ويقال: تَطَايَرُوا: إذا أسرعوا، ويقال:
إذا تفرّقوا ، قال الشاعر:
طَارُوا إليه زَرَافَاتٍ ووُحْدَاناً
وفجرٌ مُسْتَطِيرٌ، أي: فاشٍ. قال تعالى:
وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
[الإنسان/ 7] ، وغبارٌ مُسْتَطَارٌ، خولف بين بنائهما فتصوّر الفجر بصورة الفاعل، فقيل: مُسْتَطِيرٌ، والغبارُ بصورة المفعول، فقيل: مُسْتَطَارٌ . وفرسٌ مُطَارٌ للسّريع، ولحديد الفؤاد، وخذ ما طَارَ من شَعْر رأسك، أي: ما انتشر حتى كأنه طَارَ.
[طير] الطائر جمعه طير، مثل صاحب وصحب، وجمع الطير طيور وأطيار، مثل فرخ وفروخ وأفراخ. وقال قطرب: الطَيْرَّ أيضاً قد يقع على الواحد. وأبو عبيدة مثله. وقرئ:

(فيكون طَيْراً بإذنِ الله) *. وطائِر الإنسان: عمله الذي قُلِّده. والطيرُ أيضاً: الاسم من التَطَيُّرِ، ومنه قولهم: " لا طيرَ إلا طيرُ الله " كما يقال: لا أمر إلا أمر الله. وأنشد الأصمعيُّ، قال: وأنشدناه الأحمر: تَعلَّمْ أنَّه لا طيرَ إلا * على مُتَطَيِّرِ وهو الثبور - بلى شئ يوافق بعض شئ * أحايينا وباطله كثير - قال ابن السكيت: يقال طائر الله لا طائرُك! ولا تقل: طَيْرُ الله. وأرض مطارَةٌ: كثيرة الطير. وذو المطارة: جبل. وبئر مطارة: واسعة الفم. قال الشاعر: كأنَّ حفيفَها إذْ برَّكوها * هُوِيُّ الريح في جَفْرٍ مطار - وقولهم: " كأن على رؤوسهم الطَيْرُ " إذا سكَنوا من هيبة. وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلتقط منه الحلمة والحمنانة، فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر منه الغراب.وطارَ يَطيرُ طَيْرورَةً وطَيَراناً. وأطارَهُ غيره، وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ بمعنًى. ومن أمثالهم في الخصب وكثرة الخَير قولهم: " ثم في شئ لا يَطيرُ غرابُه ". ويقال: أُطيرَ الغرابُ فهو مُطارٌ. قال النابغة: ولِرهطِ حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ * في المجد ليس غرابُها بمُطارِ - وفي فلان طَيْرَةٌ وطَيْرورَةٌ، أي خِفَّةٌ وطيش. قال الكميت: وحلمُكَ عزٌّ إذا ما حَلُمْتَ * وطَيْرَتُكَ الصابُ والحنْظَلُ - ومنه قولهم: ازْجر أحْناءَ طَيْرِكَ، أي جوانبَ خفّتك وطيشكَ. وتَطايَرَ الشئ: تفرق. وتطاير الشئ: طال. وفي الحديث: " خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرك ". واسْتطارَ الفجرُ وغيره: انتشر. واستطير الشئ، أي طير. وقال الراجز:

إذا الغبار المستطار انعقا * وتطيرت من الشئ وبالشئ. والاسم منه الطَيرةُ مثال العِنبَةُ، وهو ما يُتَشاءَمُ به من الفأل الردئ. وفى الحديث: " أنه كان يحبُّ الفأل ويكره الطِيَرَةُ ". وقوله تعالى:

(قالوا اطَّيَّرنا بكَ) *، أصله تَطَيَّرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألفُ ليصحَّ الابتداء بها. والمُطَيَّرُ من العود: المُطَرَّى، مقلوبٌ منه. قال : إذا ما مشَت نادى بما في ثيابها * ذكيُّ الشذى والمندلي المطير -
(طير) - في حديث عَبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "فَقَدْنا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ليلةً فقُلنَا: اغْتِيلَ أو اسْتُطِير"
: أي ذُهِب به بسُرعة كأنَّ الطَّيَر حَمَلتْه، ومعناه استَهوتْه الشَّيَاطِينُ والاسْتِطَارة والتَّطَاير: التَّفَرُّق والذَّهاب.
- ومنه في حديث عُروةَ: "حتى تَطَايَرَت شُؤُونُ رأسِه"
: أي تَفرَّقت، فصارت قِطَعًا.
- وفي حديث عائشة، - رضي الله عنها -: "أنها سَمِعَت مَنْ يقول: إن الشُّؤْمَ في الدَّارِ والمَرْأَة، فطارَت شِقَّةٌ منها في السَّماءِ وشِقَّةٌ في الأَرضِ".
: أي كأنها تَفَرَّقَتَ قِطَعًا من شِدَّة الغَضَب، كما قال الله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} . ويقال للسَّريع الغَضَب طَيُورٌ - بتَخْفِيف اليَاءِ وبتَثْقِيله - وإنه لطَيُّورٌ فَيُّوءٌ: أي سرِيعُ الغَضَب سَرِيعُ الرُّجوُع.
- في الحديث: "خُذْ ما تَطَايَر من شَعَرِ رَأسِك"
: أي ما طَاَلَ أو تَفرَّق، ومِثلُه طَار.
- وفي الحديِث : "أَحدُنا يَطِيرُ له النَّصلُ والرِّيشُ"
: أي يُصِيبُه في القِسْمة. وأنشد:
* فَمَا طَاَر لى في القَسْم إلا ثَمِينُها *
: أي ثُمُنُها.
- في الحديث: " لا طِيَرةَ وإن يَكُن في شىءٍ فَفِى المَرْأَةِ والفَرسَ والدَّارِ"
الطِّيَرَة : التَّشاؤُم، وهي مَصْدر التَّطَيّر. يقال: تَطَيَّر طِيَرَةً، كما يقال: تَخَيَّر خِيَرةً ولم يَجىء من المَصَادرِ هكذا غَيرُهما، فأَمَّا من الأَسْماء فقد جَاءَ التِّوَلَةُ لِنَوْع من السِّحر، وسَبْىُ طِيبَة: أي طَيِّب ومعناه إبطال مَذْهَبِهم في التَّطَيُّر بالسَّوَانِح والبَوَارح، من الطَّير والظِّباء ونَحوِهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن المَسِير وَيردُّهم عن مقاصِدِهم، فأَخبرَ أنه لَيسَ لها تأثِيرٌ في اجْتِلاب نَفْعٍ أو ضُرّ.
- وفي حديث: "الطِّيَرَة شِرْكٌ ، وما مِنَّا إلاَّ، ولكِنَّ الله تَعالَى يُذْهِبُه بالتَّوكُّل".
أَىْ إلَّا وقد يَعترِيه التَّطَيُّر وَيسْبِق إلى قَلبِه الكَراهَة فحُذِف اخْتِصارًا للكَلَام واعتِمادًا على فَهْم السَّامع.
وقيل: إن قَولَه: "وماَ مِنَّا إلاَّ" من قَولِ ابنِ مَسْعُود أُدْرِجَ في الحديث.
- وفي حديث آخر: " العِيافَة والطِّيَرة والطَّرْق من الجبْت"
في الحديث: "الرُّؤْيَا على رِجْل طائِرٍ ما لم تُعْبَر"
: أي لا يستَقِرّ تأْوِيلُها، كما أن الطَّيرَ لا يَسْتَقِرّ في أكثرِ أَحوالهِ، يَطِير ولا يَستَقِرّ، وإنما سُمِّى طائِرًا لِطَيَرانه.
يقال: طار فهو طائِرٌ. ويقال: أنا على جَنَاح طائِرٍ: أي مسافرٌ غَيرُ مُستَقِرِّ، أي إذا احْتَملت الرُّؤيا تأوِيلَيْن أو أكَثر، فعَبَرها مَنْ يُحسِن عِبارَتَها وقَعَت على ما أوَّلهَا وانتَفَى عنه غَيرُه من التَّأوِيل
[طير] نه: فيه: الرؤيا لأول عابر وهي على رجل "طائر"، أي أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها وانتفى عنها غيره من التأويل. وفي آخر: على رجل "طائر" ما لم تعبر، أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر، يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله فكيف ما يكون على رجله - وقد مر في الرؤيا. ط: ما لم يحدث أو يعبر قبل، أي الرؤيا قبل التعبير، لا يثبت شيء من تعبيرها على الرأي ولا يلحقه منها ضرر بل يحتمل أشياء كثيرة فإذا عبرت ثبت عليه حكم تعبيرها خيرًا أو شرًّا، وأحسبه أي أظنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: واذ، أي محب - ومر في رجل. نه: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما "طائر يطير" إلا عندنا منه علم، يعني أنه استوفى بيان الشريعة حتى لم يبق مشكل فضربه مثلًا، وقيل: أراد أنه لم يترك شيئًا إلا بينه حتى أحكام الطير وما يحل وما يحرم وكيف يذبح وما الذي يفدى منه المحرم إذا أصابه ونحوه، ولم يرد أن فيه علمًا سواه أو رخص أن يتعاطوا زجر الطير كفعل الجاهلية. وفيه: فمنكم شيبة الحمد مطعم "طير" السماء، قال: لا، شيبة الحمد هو عبد المطلب، لأنه لما نحر فداء ابنه عبد الله مائة بعير فرقها على رؤوس الجبال فأكلتها الطير. وفيه: كأنما على رؤوسهم "الطير"، وصف الصحابة بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهمولا خفة لأن الطائر لا يقع إلا على شيء ساكن. ط: هو كناية عن إطراقهم رؤوسهم وسكونهم وعدم التفاتهم. ج: فهي لسكونهم لا تطير. ك: الطير بالنصب اسم كان أي كان كل واحد كمن على رأسه طائر يريد صيده فلا يتحرك. ط: مثل أفئدة "الطير"، أي الرقة والضعف نحو ح أهل اليمن: أرق أفئدة، أو كثرة الخوف فإن الطير أكثر الحيوان خوفًا، أو التوكل
طير
طارَ/ طارَ إلى يَطير، طِرْ، طَيْرًا وطَيَرانًا، فهو طَائِر، والمفعول مَطيرٌ إليه
• طار الطائرُ: ارتفع وتحرَّك بجناحيه في الجوّ "طار العصفور- طارت الطائرة- {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} ".
• طار الشّخصُ: سافر بالطائرة ° طار النَّومُ من عينيه: زال نعاسه، سهِر وقلِق- طارت نفسه شَعاعًا: اضطربت، تبددت من كثرة الهموم والخوف- طار صوابه أو عقله: جُنّ، غضب غضبًا شديدًا- طار صِيتهُ: انتشر، ذاع- طار طائرُه: غضب غضبًا شديدًا- طار فرحًا: فرِح كثيرًا، تهلَّل- طار قلبي مطارَه: مال إلى جهةٍ يهواها.
• طار الشّخصُ إلى صديقه: خفَّ وأسرع إليه "طار إلى نجدة الملهوف"? طار إلى كذا: أسرع إليه. 

أطارَ يُطير، أَطِرْ، إطارةً، فهو مُطِير، والمفعول مُطار
• أطار الطَّائرَ: جعله يطير، أرسله إلى الجو. 

استطارَ يَستطِير، اسْتَطِرْ، استطارةً، فهو مُستطِير
• استطارَت أوراقُ الشَّجر: تناثرت، تفرَّقت وانتشرت " {وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}: ساطعًا منتشرًا".
• استطار البرقُ: انتشر في أُفُق السَّماء "استطار ضوء القمر- استطار شُعاعُ الشمس". 

استُطيرَ يُستطار، استطارةً، والمفعول مُستطار
• اسْتُطير فؤادُه: ذُعِرَ وأُفزع "استُطير فَؤادُه حينما رأى رجال الشرطة- استُطير عقلُه- لا يُستطارُ قلبٌ ملأه ذكرُ الله". 

اطَّيَّرَ بـ/ اطَّيَّرَ من يَطّيَّر، فهو مُطَّيِّر، والمفعول مُطَّيَّر به
• اطَّيَّر برؤية البُوم/ اطَّيَّر من رؤية البوم: تطيَّر، تشاءَم به أو منه، عكسه تفاءل "اطّيّر برؤية الغُراب الأسود- اطيَّر من الخنزير- {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}: أصابنا الشُّؤم والنحس بك". 

تطايرَ يَتَطايَر، تطايُرًا، فهو مُتطايِر
• تطاير الشَّظَى: انتشر، تناثر وتفرّق "تطاير الشَّرَرُ/ ورقُ الشجر- تطاير السَّحابُ في السَّماء: انتشر في نواحيها". 

تطيَّرَ بـ/ تطيَّرَ من يتطيَّر، تطيُّرًا، فهو مُتطيِّر، والمفعول مُتطيَّر به
• تطيَّر بالغراب/ تطيَّر من الغراب: تشاءم به أو منه، عكسه تفاءل "تطيّر بحادث في طريقه- تطيّر من رؤية الخنزير- {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} ". 

طيَّرَ يطيِّر، تطييرًا، فهو مُطيِّر، والمفعول مُطيَّر
• طيَّر طائرًا صغيرًا: أرسله إلى الجوّ، جعله يطير "طيّر طائرةً ورقيَّة" ° طيَّر النومَ من عينيه: أخافه، نفَّره، أقلقــه- طيّر برقيّة: أرسلها.
• طيَّر المالَ: بدَّده، قسّمه وبعثره "طيّر أموالَه في الحرام". 

إطارة [مفرد]: مصدر أطارَ. 

استطارة [مفرد]: مصدر استطارَ واستُطيرَ. 

طائر [مفرد]: ج أطيَار وطَيْر وطُيُور:
1 - اسم فاعل من طارَ/ طارَ إلى.
2 - (حن) كل ما يرتفع في الهواء بجناحيه "طائر جميل الألوان- طائر ناعم الريش- {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} " ° الطُّيور الجارحة: الطيور التي تفترس غيرها من الطيور والحيوانات الصغيرة كالعقاب والباز- الطُّيور على أشكالها تقع: الشخص ينجذب إلى شبيهه- طار طائرُه: غضب غضبًا شديدًا- طيْر الليل: الخُفَّاش- على الطَّائر الميمون: أتمنى لك سفرًا مباركًا- كأنَّ على رءوسهم الطير [مثل]: صامتون بلا حركة سكونًا وهيبة.
3 - عمل الإنسان من خير أو شرّ " {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} ".

4 - شُؤم " {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} ".
• طائر الفِردوس: (حن) من طيور غينيا الجديدة، والجزر المجاورة، عادة ما يكون ذا ريش زاهٍ، وذيل طويل الريش عند الذكور.
• علم الطُّيور: (حن) علم يعنى بدراسة مجموعات الطيور وأشكالها وعاداتها ونموِّها. 

طائِرة [مفرد]: ج طائرات:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طارَ/ طارَ إلى.
2 - مركبة جويّة، مركبة هوائيّة أثقل من الهواء مجنَّحة، تدفعها مُحرِّكات آليّة، تستعمل لنقل المسافرين والبضائع كما تستعمل في الحروب "طائرة مدنية/ عسكرية- سافر بالطائرة" ° طائرة استكشاف أو استطلاع: طائرة تجمع معلومات عن مكان معين، وتقوم بالتقاط الصور لمعرفة حالة العدو- طائرة برَّمائيَّة: طائرة مُعَدَّة للإقلاع من البرّ والبحر وللهبوط في أيٍّ منهما على السَّواء- طائرة حربيَّة أو مقاتلة: طائرة تستعمل لأغراض القتال وتكون مزوّدة بالقنابل والصواريخ- طائرة شراعيّة: مركبة صغيرة تطير من غير آلة مُحرّكة وتستعمل للنقل وللرياضة- طائرة صاروخية: طائرة مزوّدة بمحرك صاروخي واحد أو أكثر- طائرة عموديَّة أو مروحيّة: طائرة ترتفع عموديًّا بواسطة مروحة في أعلاها وتسمى كذلك هليوكبتر- طائرة نفَّاثة: طائرة دون مراوح تنفث الغاز المحروق إلى الخلف- على متن الطَّائرة: فيها.
• الكُرة الطَّائرة: (رض) لعبة رياضيّة تلعب على ملعب مستطيل مقسَّم بشبكة عالية، يتبارى فيها فريقان كلٌّ منهما مُؤلَّف من ستَّة لاعبين، يقذف الفريق منهما الكرة إلى منطقة الفريق الآخر عبر الشَّبكة دون أن تقع على الأرض.
• حاملة الطَّائرات: سفينة حربيَّة تكون مطارًا بحريًّا لطائرات تنطلق منها عند الحاجة. 

طَيْر [مفرد]: مصدر طارَ/ طارَ إلى. 

طيران [مفرد]: مصدر طارَ/ طارَ إلى ° خطوط الطَّيران: شركات الطيران، شركات الملاحة الجوِّيَّة- سلاح الطَّيران: كل ما يتعلق بالطَّائرات الحربية والعاملين فيها من أسلحة وأشخاص- طيران مدنيّ: مجموعة الطائرات والمنشآت والأجهزة المستخدمة في نقل الرُّكاب والبضائع بطريق الجو. 

طِيرَة/ طِيَرَة [مفرد]: ما يُتشاءم به "كان الرسول يُحبُّ الفأل ويكره الطِّيرة". 

طيَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من طارَ/ طارَ إلى.
2 - قائد الطائرة، ملاّح جوّيّ "طيَّار متدرِّب".
3 - (كم) وصف للمواد السَّريعة التَّبخُّر في درجات الحرارة العادية مثل الزيوت الطيّارة "زيت طَيَّار". 

طيَّارة [مفرد]:
1 - مؤنَّث طيَّار.
2 - آلة يُركب عليها وتطير في الهواء.
• طيَّارة ورق: لعبة من ألعاب الأطفال مؤلفة من هيكل خفيف تمد عليه ورقة متينة وتُطيّر بواسطة خيط. 

مَطَار [مفرد]: ج مطارات: اسم مكان من طارَ/ طارَ إلى: مكان معدٌّ بالوسائل الفنيّة لإقلاع الطائرات وهبوطها "مطار مدنيّ/ حربيّ/ دوليّ". 
[ط ي ر] الطَّيَرانُ: حَرَكَةُ ذِي الجَناحِ في الهَواءِ بجناحِه، طارَ يَطِيرُ طَيْراً، وطَيَراناً، وطَيْرُورَةً، عن اللِّحيانِيّ وكُراع وابنِ قُتَيبْةَ، وأَطارَه، وطَيَّرَه، وطارَ به، يَعَدَّي بالهَمْزةِ وبالتَّضْعِيفِ وبَحْرفِ الجَرِّ. والطَّيْرُ: اسمٌ لجماعَةِ ما يَطِيرُ، مُؤَنَّثٌ، والواحِدُ طائِرٌ، والأُنْثَى طائِرَةٌ، وهي قَلِيلَةٌ. فأَمَّا قَوْلُُه - أَنْشَدَه الفَارِسيُّ _:

(هُمُ أَنْشَبُوا صمَّ القَنَا في نُحورِهم ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ من حَيْثُ طَائِرةُ)

فإنّه عَنَى بالطّائِرِ الدِّماغَ، وذَلِكَ من حَيْثُ قَيلَ لِه: فَرْخٌ، قال:

(ونحنُ كَشَفْنا عن مُعاوِيةَ الَّتِي ... هي الأُمُّ تَغْشَي كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ)

عَنَى بالفَرْحِ الدِّماغَ، كما قُلْنَا، وقَوْلُه: ((مُنَقْنِقِ)) إفراطٌ من القَولِ، ومثْلُه قَولُ ابنِ مُقْبِلٍ:

(كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بَيْنَهم ... نَزْوُ القُلاتِ زَهاهَا قَالُ قَالِينَا) فأمَّا قَوْلُه تَعالَى: {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله} [آل عمران: 49] فإنَّ مَعْناه أَخْلُقُ منه خَلْقاً، أو جِرْماً، وقِوْلَه: ((فأَنْفُخُ فيه)) الهاءُ عائِدَةٌ إلى الطِّينِ، ولا يكونُ مُنْصَرِفاً إلى الهَيْئَةِ لِوَجْهَيْنِ. أَحَدُهما: أَنَّ الهَيْئَةَ أُنْثَى والضَّمٍ يرَ مُذكَّرٌ. والآخَرُ: أَنَّ النَّفْخَ لا يَقَعُ في الهَيئِة؛ لأنَّها نَوْعٌ من أَنْواعِ العَرَضِ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه، وإنَّما يَقَعُ النَّفْخُ في الجَوْهَرِ، وجَميعُ هذا قَوْلُ الفَارِسيِّ. قَالَ: وقد يَجوزُ أَن يكونَ الطَّائِرُ اسْماً للجمع، كالجَامِلِ والبَاقِرِ، وقد أَجَدْتُ اسْتِقصاءَ هذا التَّعِليلِ في الكتابِ المُخَصِّصِ. وجَمْعُ الطائِرِ: أَطيارٌ: أَطيارٌ، وهو أَحَدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مِثْلُه، فإمَّا الطُّيورُ فقد يكونُ جَمْعَ طائِرِ، كساجِدٍ وسُجودٍ، وقد يكونُ جَمْعَ طَيْرِ الَّذيِ هو اسْمٌ للجِمْعِ، وزَعَمَ قُطْرُبٌ أَنَّ الطَيْرَ يَقَعُ للواحِدِ، ولا أدْرِي كيفَ ذَلكَ إلاّ أَنْ يُعْنَِي به المَصْدَرُ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه} [الأنعام: 38] ، قَالَ ابنُ جِنِّي: هو من التَّطَوَّعِ المُشامِ للتَّوكِيدِ؛ لأنَّه قد عُلِمَ أَنَّ الطَّيَرانَ لا يكونُ إلاّ بالجَنَاحَيْنِ، وقد يَجُوزُ أَنْ يكون قَوْلُه (بجَناحَيْه) مُفِيداً، وذلك أَنَّه قَد قَالُوا:

(طَارُوا عَلاهُنَّ فِطِرْ عَلاها ... )

وقَالَ العَنْبَريُّ:

(طَارُوا إليه زَرَافاتٍ وَوَحْدَانا ... )

ومن أَبياتِ الكِتابِ.

(وطِرْتُ بمُنْصُلِي في يَعْمَلاتٍ ... )

فاسْتَعْمَلُوا الطَّيِرانَ في غَيْر ذِي الجَناحِ، فَقَوْلُه تَعَالَي: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه} عَلَى هذا مُفِيدٌ، أي: لَيْسَ الغَرَضُ تَشْبِيهَه بالطّائِرِ ذِي الجَناحَيْنِ، بل هو الطّائِرُ بجَناحَيْه البَتَّةَ. وتَطايَرَ الشَّيءُ: طارَ وتَفَرَّقَ. وفُلانٌ ساكِنُ الطائِرِ، أي: أَنَّه وَقورٌ لا حَرَكَةَ له من وَقارِه، حتَّى أَنَّه لو وَقَعَ عليه طائِرٌ لسَكَنَ ذلك الطائِرُ، وذلك لأَنَّ الإنسانَ لَوْ وَقَعَ عليه طائِرٌ فَتَحرَّكَ أَدْنَي حَرَكَةٍ لَفَرَّ ذلك الطائِرُ ولم يَسْكُنْ، ومنه قَوْلُ بَعْضِ أصحابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّا كُنَّا مَعَ الَّنبِي صلى الله عليه وسلم وكأَنَّ الطَّيْرَ فَوقَ رُءُوسِنا)) أي: كأَنَّ الطَّيْرَ وَقَعَتْ على رُوسِنا، فَنحنُ نَسْكُنُ ولا نَتَحَرَّكُ، خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيِر. والطّائُر: ما تَيَمَّنْتَ به أو تَشَاءَمْتَ، وأَصْلُهَ في ذِي الجَناحِ. وقَالُوا للشَّيءِْ يُتَطَيَّرُ به - مِنَ الإنْسانِ وغَيْرِه -: ((طائِرُ اللهِ لا طائِرُكَ)) فَرَفَعُوه على إرادَةِ هَذَا طائِرُ اللهِ، وفيه مَعْنَى الدُّعاءِ، وإنْ شِئْتَ نَصَبْتُ، وحكَى اللِّحيانِيُّ: ((طَيْرُ اللهِ لا طَيْركَ)) قَالَ: وإنْ شِئْتَ نَصَبْتَ أَيْضاً. وجَرَى له الطّائِرُ بأَمْرِ كذا، وذلك في الشِّرِّ، قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: {ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الأعراف: 121] المَعْنَى إِنَّما الشُّؤْمُ الَّذيِ يَلْحَقُهم هو الَّذي وعِدُوا به في الآخِرَةِ لا ما يَنالُهم في الدُّنيا، وقَالَ بَعْضُهم: طائِرُهم: حَظُّهُم، قَالَ الأَعْشَي:

(جَرَتْ لَهُمُ طَيْرُ النُّحوسِ بأَشْأَمِ ... )

وقَالَ أبو ذُؤَيْب:

(زَجَرْتُ لهم طَيْرَ الشِّمالِ فإن تكُنْ ... هَواكَ الَّذِي تَهْوَى يُصِبِْكَ اجْتِنابُها)

وقد تَطَيَّرَ به، والاسْمُ الطِّيَرَةُ والطِّيرَةُ والطُّورَةُ. وطائِرُ الإنسانِ: عَمَلُه الّذي قُلِّدَه، وقِيلَ: رِزْقُه. والطّائِرُ: الحًَظُّ من الخَيرِ والشَّرِّ، وقَوْلُه تَعالَي: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} [الإسراء: 13] . قِيلَ: حَظُّه، وقَالَ المُفَسِّرُونَ: ما عَمِلَ مِن خَيْرٍ أَو شَرٍّ أَلْزمَنْاه عَنُقَه، والمَعْنَي - فيما يَرَى أَهْلُ النِّظَرِ _: أنَّ لِكُلَّ امْرِىْ حَظّا مِنَ الخَيرِ والشَّرِّ قد قَضَاه الله فَهْوَ لازِمٌ عَنُقَه، وإنَّما قِيلَ للحظِّ من الخَيْرِ أو الشَّرِّ، طائِرٌ، لقَوْلِ العَرَبِ: جَرَى له الطِائِرُ بِكَذَا من الشَّرِّ، علَى طَرِيقِ الفأْل والطَّيَرِة على مَذْهَبِهم في تَسْمِيةَ الشَّيءِ بما كان، فَخَاطَبَهم اللهُ بما يَسْتْعملِونَ، وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمْرَ الذي يُسَمَّي بالطّائِر يَلْزَمُه، وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {قَالُوا أطَّبَّرنا بِكَ وَبِمَنَ مَعَك قَالَ طَائِركُمْ عِندَ اللهِ بَلْ أَنْتْم قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل: 47] مَعناهُ: ما أَصابَكُم من خَيرٍ أَو شَرِّ فَمِنَ اللهِ. ويُقالُ للِرَّجُلِ الحَديدِ السَّريعِ الفَيْئَةِ: إنَّه لطَيُّورٌ قُيُّورٌ. وفَرَسٌ مُطارٌ: حَديدُ الفُؤادِ ماضٍ. والتَّطُايُرُ والاسْتِطَارَةُ: التَّفَرُّقُ. وغُبارٌ طَيَّارٌ ومُسْتَطِيرٌ: مُنْتَشِرٌ. وصُبْحٌ مُسْتَطِيرٌ: ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ، وكذلكَ البَرْقُ والشَّيْبُ والشَّرُّ وفي التَّنْزِيل: {يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا} [الإنسان: 7] . وقَد اسْتَطارَ البِلَي في الثَّوْبِ، والصَّدْعُ في الزُّجاجَة: تَبَيَّنَ في أَجْزَائِهما. واسْتَطارَتِ الزُّجاجَةُ: تَبَيَّنَ فيها الانْصِداعُ من أَوَّلِهَا إلى آخِرِها. واسْتَطارَ الحائِطُ: انْصَدَعَ مِن أَوَّلهِ إلى آخِره. واسْتطارَ فيه الشَّقُّ: ارْتَفَعَ. وكُلْبٌ مُسْتطِيرٌ، كما يُقالُ:؛ فَحْلٌ هائِجٌ. وطَيَّرَ الفَحْلُ الإبِلَ: أَلْقَحَها كُلَّها، وقِيلَ: إنَّما ذَلكَ: إذا عَجَّلَتِ اللَّقْحَ. وقَد طَيَّرَتْ هي لَقْحاً كذلك، أي: عَجَّلَتْ باللِّقاحِ. وطارُوا سِراعاً، أي: ذَهَبُوا. ومَطارٌ، ومُطارٌ كِلاهُما: مَوضِعٌ، واخْتارَ ابنُ حَمزَةَ مُطاراً، بضَمّ المِيمِ، وهكذا أَنْشَدَ هذا البَيتَ:

(حَتَّى إِذا كانَ على مُطارِ ... )

والرِّوايَتَانِ جائِرتانِ، مَطارٌ، وطارٌ، وقد تَقَدَّمَ هذا في (م ط ر) . وقَالَ أبو حَنِيفةَ: مُطارٌ: وادٍ فيما بينَ البَوباةِ وبين الطائِفِ. والمُسْطارُ من الخَمرِ: أًصلُه مُسْتَطارٌ في قَوْلِ بَعْضِهم، وقَدْ أَبَنْتُ فَسادَ هذا القَولِ في الكتِابِ المُخَصِّصِِ. وتَطايَرَ السَّحابُ في السَّماءِ: إذا عَمَّها. والمُطَيَّرُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ. وقَوْلُه:

(إذا ما مَشَتْ نادَي بِما في ثِيابِها ... ذَكِيُّ الشَّذاَ والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّرُ)

قَالَ أبو حَنِيفَةَ: المُطَيَّرُ هنا: ضَرْبٌ من صَنْعِته، وذَهَبَ ابنُ جِنِّي إلى أَنَّ المُطَّرَ: المطير العُودُ، فإذا كانَ ذلك كانَ بَدَلاً مِنَ المَنْدَلِيِّ؛ لأَنَّ المَنْدَلِيَّ: العُودُ [الهندِيُّ] أَيَْضاً، وقِيلَ: هو مُقْلوبٌ عن المُطَرَّي، ولا يُعْجِبُنِي. وطارَ الشَّعَرُ: طالَ، وقَوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابِيّ:

(طِيرِي بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنَّه ... سَلِيمُ رِماحٍ تَنَلْه الزَّعانِفُ)

طِيرِي، أي: اعْلَقِي به، ومِخراقٌ: كَريمٌ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ: اي النِّساءُ، أي: لم يَتَزوَّجْ لَئِيمةً قَطُّ سَلِيمُ رِماحٍ، أي: قد أَصابَتْه رِماجٌ، مِثْلُ سَلِيم الحَيَّةِ. والطَّائِرُ: فَرَسُ قَتادَةَ بنِ جَريرٍ.
طير
: (! الطَّيَرَانُ، محرَّكَةً: حَرَكَةُ ذِي الجَنَاح فِي الهَوَاءِ بجَنَاحَيْهِ) ، وَفِي بعضِ الأُمّهاتِ: (بجَناحِهِ) ، ( {كالطَّيْرِ) مثل البَيْع، من بَاعَ يَبِيع (} والطَّيْرُورَةِ) ، مثل الصَّيْرُورَة مِن صارَ يَصِيرُ، وهاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ وكُرَاع وابنِ قُتَيْبَة، {طَارَ} يَطِيرُ {طَيْراً} وطَيَراناً {وطَيْرُورَةً.
(} وأَطَارَه، {وطَيَّرَه،} وطَيَّرَ بِهِ) {وطَارَ بِهِ، يُعَدَّى بالهَمزةِ وبالتّضْعِيفِ، وبحرفِ الجرّ.
(و) فِي الصّحاح:} وأَطارَهُ غيرُه {وطَيَّرَهُ و (} طايَرَهُ) بِمَعْنى.
( {والطَّيْرُ) مَعْرُوف: اسمٌ لجماعَةِ مَا} يَطِير، مُؤنّث (جمعُ {طائِرٍ) ، كصَاحِب وصَحْب والأُنْثى طائِرَةٌ، وَهِي قليلةٌ، قالَه الأَزهريّ.
وَقيل: إِنّ} الطَّيْرَ أَصلُه مصدر {طَار، أَو صِفَةٌ، فخُفِّف من طَيِّرٍ، كسَيِّد، أَو هُوَ جَمْعٌ حَقِيقة، وَفِيه نَظرٌ، أَو اسمُ جمْع، وَهُوَ الأَصحُّ الأَقربُ إِلى كَلَامهم، قَالَه شَيخنَا.
قلْت: وَيجوز أَن يكون} الطّائرُ أَيضاً اسْما للجَمْع كالجَامِلِ والبَاقِرِ.
(وقَدْ يَقَعُ على الواحِدِ) ، كَذَا زَعَمه قُطْرُب، قَالَ ابْن سِيدَه: وَلَا أَدرِي كيفَ ذالك إِلاّ أَنْ يَعْنِيَ بِهِ المصدرَ وقُرِىءَ: {فَيَكُونُ {طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمرَان: 49) .
وَقَالَ ثَعْلَب: النّاسُ كلُّهم يَقُولُونَ للواحدِ:} طائرٌ، وأَبو عُبَيْدَةَ مَعَهم، ثمَّ انفَرَدَ فأَجَازَ أَن يُقَال {طَيْر للْوَاحِد، و (ج) أَي جمعه على (} طُيُور) قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ ثِقَةٌ، (و) جمع الطّائِر ( {أَطْيَارٌ) ، وَهُوَ أَحدُ مَا كُسِّرَ على مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مثلُه، ويَجُوز أَن يَكُون الطُّيُورُ جمعَ} طائِرٍ كسَاجِدٍ وسُجُودٍ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الطّائِرُ: جمْعه طَيْرٌ، مثل صَاحِبٍ وصَحْبٍ، وَجمع الطَّيْرِ طُيُورٌ! وأَطْيَارٌ، مثل فَرْخ وأَفْرَاخ، ثمَّ قَوْله: (بجَناحَيْهِ) إِمّا للتّأْكِيدِ؛ لأَنّه قد عُلِم أَن {الطَّيَرَانَ لَا يكون إِلاّ بالجَنَاحَيْنِ، وإِمّا أَنْ يكونَ للتَّقْيِيدِ، وذالك لأَنّهم قد يَستعملونَ الطَّيَرانَ فِي غَيْر ذِي الجَنَاحِ، كَقَوْل العَنْبَرِيّ:
} طَارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدَانَا
وَمن أَبيات الكِتَاب:
{وطِرْتُ بمُنْصُلِي فِي يَعْمَلاَت
(} وتَطَايَرَ) الشَّيْءُ: (تَفَرَّقَ) وذَهَبَ {وطَارَ، وَمِنْه حَدِيث عُرْوَةَ: (حَتَّى} تَطايَرَتْ شُؤُونُ رَأْسِه) أَي تَفرَّقت فَصَارَت قِطَعاً، ( {كاسْتَطَارَ) } وطَارَ، شَاهد الأَوّلِ حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ: (فقَدْنَا رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقُلْنَا: اغْتِيلَ أَو {اسْتُطيرَ) أَي ذُهِبَ بِهِ بسُرْعَة، كأَنَّ} الطَّيْر حَمَلَتْه أَو اغْتَالَه أَحدٌ، وشاهِدُ الثَّانِي حديثُ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (سَمِعَتْ من يقولُ: إِنَّ الشُّؤْمَ فِي الدّارِ والمَرْأَةِ، {فطارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السّمَاءِ وشِقَّةٌ فِي الأَرْضِ) أَي كأَنَّهَا تَفرّقَت وتَقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدَّة الغَضَبِ.
(و) } تَطَايَرَ الشيْءُ: (طالَ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (خُذْ مَا {تَطَايَرَ من شَعرِكَ) ، وَفِي رِوَايَة: (من شَعْرِ رأْسِك) أَي طالَ وتَفرّق، (} كطَارَ) ، يُقَال: {طارَ الشَّعْرُ، إِذَا طَالَ، وكذَا السَّنَامُ، وَهُوَ مَجَاز، وأَنشد الصاغانيّ لأَبي النَّجْم:
وَقد حَمَلْنَ الشَّحْمَ كُلَّ مَحْمِلِ
} وطَارَ جِنِّيُّ السَّنَامِ الأَمْيَلِ
ويروى: (وَقَامَ) .
(و) {تَطَايَرَ (السَّحَابُ فِي السَّمَاءِ) ، إِذا (عَمَّهَا) وتَفَرَّقَ فِي نَوَاحِيها وانْتَشَرَ.
(و) من المَجَاز: (هُوَ ساكِنُ} الطّائِرِ، أَي وَقُورٌ) لَا حَرَكةَ لَهُ حتَّى كأَنَّه لَو وَقَعَ عَلَيْهِ طائِرٌ لسَكَنَ ذالك {الطّائِرُ؛ وذالِك لأَنّ الإِنْسَانَ لَو وَقَعَ عَلَيْهِ} طائِرٌ فتحرَّكَ أَدْنَى حَرَكةٍ لفَرّ ذالِك {الطائرُ وَلم يَسْكُنْ، وَمِنْه قولُ بعض الصَّحابةِ: (إِن كُنَّا مَعَ النّبِيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكَأَنَّ} الطَّيْرَ فَوْقَ رُؤُوسِنَا) ، أَي كأَنّ {الطَّيْرَ وَقعَتْ فوقَ رُؤُوسِنا، فنحنُ نَسْكُن وَلَا نَتَحَرَّك خَشْيةً من نِفَارِ ذالك الطَّيْرِ. كَذَا فِي اللِّسَان.
قلْت: وَكَذَا قولُهم: رُزِق فُلانٌ سُكُونَ الطّائِرِ، وخَفْضَ الجَنَاحِ.
} وطُيُورُهُم سَواكِنُ، إِذا كانُوا قَارِّينَ، وعَكْسُه: شَالَتْ نَعامَتُهم، كَذَا فِي الأَساس.
( {والطّائِرُ: الدِّمَاغُ) ، أَنشد الفارسيّ:
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فِي نُحورِهِمْ
وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيْثُ} طائِرُ
عَنَى {بالطّائِرِ الدِّمَاغَ، وذالك من حيثُ قيلَ لَهُ فَرْخٌ، قَالَ:
ونَحْنُ كَشَفْنا عَن مُعَاوِيَةَ الَّتِي
هِيَ الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ
عَنَى بالفَرْخِ الدِّمَاغِ، وَقد تقدّم.
(و) من المَجَاز:} الطَّائِرُ: (مَا تَيَمَّنْتَ بِهِ، أَو تَشَاءَمْتَ) ، وأَصلُه فِي ذِي الجَنَاحِ، وقالُوا للشَّيْءِ {يُتَطَيَّرُ بِهِ من الإِنسانِ وغيرِه: طائِر اللَّهِ لَا} طائِركَ. قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: مَعْنَاهُ فِعْلُ اللَّهِ وحُكْمُه لَا فِعْلُك وَمَا تَتَخَوَّفُه. بالرَّفْع والنَّصْب.
وجَرَى لَهُ الطّائِرُ بأَمْرِ كَذَا. وجاءَ فِي الشَّرّ، قَالَ اللَّهُ عزّ وجلّ: {أَلآ إِنَّمَا! طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ} (الْأَعْرَاف: 131) ، أَي الشّؤْمُ الَّذِي يَلحَقُهم هُوَ الَّذِي وُعِدُوا بِهِ فِي الآخرةِ لَا مَا يَنالُهم فِي الدُّنْيَا.
(و) قَالَ أَبو عبيدٍ: الطّائِرُ عندَ العَرَبِ: (الحَظُّ) ، وَهُوَ الَّذِي تُسمِّيه العَرَبُ البَخْت، إِنما قيل للحَظّ من الخَيْرِ والشَّرِّ طائِرٌ، لقَوْل العَرَبِ: جَرَى لَهُ الطَّائِرُ بكَذَا من الْخَيْر أَو الشَّرِّ، على طَرِيق الفَأْلِ {والطِّيَرَةِ، على مَذْهَبِهم فِي تسميةِ الشيْءِ بِمَا كَانَ لَهُ سَبَباً.
(و) قيل: الطَّائِرُ: (عمل الإِنْسَانِ الَّذِي قُلِّدَهخ) خَيْره وشَرّه.
(و) قيل: (رِزْقُه) ، وَقيل: شَقَاوَتُه وسَعادَتُه، وبكُلَ مِنْهَا فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ} طاَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ} (الْإِسْرَاء: 13) .
قَالَ أَبو مَنْصُور: والأَصْل فِي هاذا كلِّه أَن اللَّهَ تَعَالَى لمّا خَلَقَ آدَمَ عَلِمَ قَبْلَ خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنّه يأْمُرُهُم بتوحِيدِه وطاعَتِه، ويَنْهَاهُمْ عَن مَعْصيَتِه وعَلِمَ المُطِيعَ مِنْهُم والعاصِيَ الظالِمَ لنفسِه، فكَتَبَ مَا عَلِمَه مِنْهُم أَجمعينَ وقَضَى بسَعَادَةِ مَن عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقَاوَةِ مَنْ عَلِمَه عاصِياً، فصارَ لكُلِّ مَن عَلِمَه مَا هُوَ صائِرٌ إِليه عندَ حِسابِه، فذالك قَوْله عزّ وجلّ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ} .
( {والطِّيَرَةُ) ، بِكَسْر فَفتح، (والطِّيرَةُ) بِسُكُون الياءِ، لُغَة فِي الَّذِي قَبْلَه (} والطُّورَةُ) ، مثل الأَوّل، عَن ابْن دُرَيْد، وَهُوَ فِي بعض اللُّغَات، كَذَا نقلَه الصاغانيّ: (مَا يُتَشَاءَمُ بهِ من الفَأْلِ الرَّدِيءِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كانَ يُحِبُّ الفَأْلَ ويَكْرَهُ {الطِّيَرَةَ) ، وَفِي آخَرَ: (ثَلاثَةٌ لَا يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ:} الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظَّنُّ، قيل: فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: إِذا {تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ، وإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُصَحِّحْ) .
(و) قد (} تَطَيَّرَ بهِ ومِنْهُ) ، وَفِي الصّحاح: {تَطَيَّرْتُ من الشّيْءِ وبالشّيْءِ، والاسمُ مِنْهُ الطِّيَرَةُ، مِثَال العِنَبَةِ، وَقد تُسَكَّنُ الياءُ، انْتهى.
وَقيل:} اطَّيَّرَ، مَعْنَاهُ: تَشاءَمَ، وأَصْلُه تَطَيَّرَ.
وَقيل للشُّؤْمِ: {طائِرٌ،} وطَيْرٌ،! وطِيَرَةٌ؛ لأَنّ العَرَبَ كَانَ من شَأْنِها عِيَافَةُ {الطّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ ببَارِحِها، ونَعِيقِ غُرَابِها، وأَخْذِها ذَاتَ اليَسَارِ إِذا أَثارُوهَا، فَسَمَّوُا الشُّؤْمَ} طَيْراً {وطائِراً} وطِيَرَةً، لتَشَاؤُمِهِم بهَا، ثمَّ أَعْلَم اللَّهُ عزّ وجَلّ عَلى لِسَانِ رسولِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّ {طِيَرَتَهُم بهَا باطِلَةٌ، وَقَالَ: (لَا عَدْوَى وَلَا} طِيرَةَ وَلَا هَامَةَ) ، وَكَانَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميَتفَاءَلُ وَلَا {يَتَطَيَّرُ، وأَصلُ الفأْلِ الكلمةُ الحَسَنَةُ يَسمَعُها عَلِيلٌ، فيتَأَوَّلُ مِنْهَا مَا يَدُلُّ على بُرْئِهِ، كأَنْ سَمِعَ منادِياً نَادَى رَجُلاً اسمُه سالِمٌ وَهُوَ عَليلٌ، فأَوْهَمَه سَلامَتَه مِن عِلَّتِه، وكذالِك المُضِلُّ يَسْمَعُ رَجُلاً يَقُول: يَا واجِدُ، فيَجِدُ ضالَّتَه،} والطِّيَرَةُ مُضَادَّةٌ للفَأْلِ، وكانَت العَرَبُ مَذْهَبُهَا فِي الفَأْلِ {والطِّيَرَةِ واحِدٌ، فأَثْبَتَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الفَأْلَ واسْتَحْسَنه، وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عَنْهَا.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مصدر} تَطَيَّرَ {طِيَرَةً، وتَخيَّرَ خِيَرَةً، لم يَجِيء من المصادِرِ هاكذا غَيرُهما، قَالَ: وأَصلُه فِيمَا يُقَال} التَّطَيُّرُ بالسَّوانِحِ والبَوَارِحِ من الظِّباءِ {والطَّيْرِ وغيرِهما، وَكَانَ ذالك يَصُدُّهم عَن مَقاصِدِهم، فنفَاه الشَّرْعُ وأَبطَلَه، ونَهَى عَنهُ، وأَخبَرَ أَنّه لَيْسَ لَهُ تَأْثيرٌ فِي جَلْبِ نَفْعً، وَلَا دَفْعِ ضَرَرٍ.
(وأَرْضٌ} مَطَارَةٌ) ، بالفَتْح: (كَثيرةُ الطَّيْرِ) ، {وأَطارَت أَرْضُنا.
(وبِئْرٌ) } مَطَارَةٌ: (واسِعَةُ الفَمِ) ، قَالَ الشَّاعِر:
كَأَن حَفِيفَها إِذْ بَرَّكُوهَا
هُوِيُّ الرِّيحِ فِي حَفَرٍ مَطَارِ
(و) يُقَال: (هُوَ {طَيُّورٌ فَيُّورٌ) ، أَي (حَدِيدٌ سرِيعُ الفَيْئَةِ) .
(و) من المَجاز: يُقَال: (فَرَسٌ} مُطَارٌ) ، (! وطَيّارٌ) ، أَي (حَدِيدُ الفُؤادِ مَاض) ، كَاد أَن يُسْتَطارَ من شِدَّةِ عَدْوِه.
( {والمُسْتَطِيرُ: السّاطِعُ المُنْتَشِرُ) يُقَال: صُبْحٌ} مُسْتَطِيرٌ، أَي ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ.
{واسْتَطَارَ الغُبَارُ، إِذا انْتَشَرَ فِي الهَوَاءِ، وغُبَارٌ} مُسْتَطِيرٌ: مُنْتَشِرٌ، وَفِي حَدِيث بني قُرَيْظَة:
وَهَانَ على سَرَاةِ بني لُؤَيَ
حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ {مُسْتَطِيرُ
أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق، كأَنَّه طارَ فِي نَوَاحِيهَا.
(و) } المُسْتَطِيرُ: (الهَائِجُ من الكِلاَبِ ومِنَ الإِبِلِ) ، يُقَال: أَجْعَلَت الكَلْبَةُ. {واسْتَطارَتْ، إِذا أَرادَت الفَحْلَ، وخالَفه اللَّيْثُ، فَقَالَ؛ يخقَال للفَحْلِ من الإِبِلِ: هائج، وللكلبِ} مُسْتَطِيرٌ.
(و) من المَجَاز: ( {اسْتَطَارَ الفَجْرُ) وغيرُه، إِذَا (انْتَشَرَ) فِي الأُفُقِ ضَوْءُه فَهُوَ مُسْتَطِيرٌ، وَهُوَ الصُّبْحُ الصادِقُ البَيِّنُ الَّذِي يُحَرِّمُ على الصَّائِمِ الأَكْلَ والشُّرْبَ والجِمَاعَ، وَبِه تَحِلُّ صلاةُ الفَجْرِ، وَهُوَ الخَيْطُ الأَبْيَضُ، وأَمّا المُسْتَطِيلُ، بلام، فَهُوَ المُسْتَدِقُّ الَّذِي يُشَبَّهُ بذَنَبِ السِّرْحانِ، وَهُوَ الخَيْطُ الأَسودُ، وَلَا يُحرِّمُ على الصائمِ شَيْئا.
(و) من المَجَاز: اسْتَطارَ (السُّوقُ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصَّوابُ الشَّقّ، أَي} واسْتَطارَ الشَّقُّ، وعبّر فِي الأَساس بالصَّدْعِ، أَي فِي الحائِطِ: (ارْتَفَعَ) وظَهَرَ.
(و) اسْتَطارَ (الحائِطُ: انْصَدَعَ) مِن أَوّله إِلى آخِرِه، وَهُوَ مَجَاز.
(و) استَطَارَ (السَّيْفَ: سَلَّهُ) وانتَزَعَه من غِمْدِه (مُسْرَعاً) ، قَالَ رُؤْبَةُ:
إِذَا {اسْتُطِيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ
فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعِ الصَّادْ
ويروَى: (إِذَا اسْتُعِيرَتْ) .
(و) } اسْتَطَارَت (الكَلْبَةُ) وأَجْعَلَتْ: (أَرادَت الفَحْلَ) ، وَقد تَقَدَّم قَرِيبا. ( {واسْتُطِيرَ) الشيْءُ: (} طُيَّرُ) ، قَالَ الراجز:
إِذَا الغُبَارُ المُسْتَطَارُ انْعَقَّا
(و) اسْتُطِيرَ (فُلانٌ) {يُسْتَطار} اسْتِطَارَةً، إِذا (ذُعِرَ) ، قَالَ عَنْتَرَةُ يُخَاطب عُمَارَة بن زِيَاد:
مَتَى مَا تَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ
رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ {وتُسْتَطَارَا
(و) } اسْتُطِيرَ (الفَرَسُ) {استِطَارَةً، إِذَا (أَسْرَعَ فِي الجَرْيِ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَانِ والتَّكْمِلَة: أَسْرَعَ الجَرْيَ، (فَهُوَ} مُسْتَطارٌ) ، وَقَول عَدِيّ:
كأَنَّ رَيِّقَهُ شُؤْبُوبُ غَادِيَةٍ
لمّا تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ {مُسْطارَا
أَراد} مُسْتَطاراً، فحَذَفَ التَّاءَ، كَمَا قَالُوا اسْطَعْتَ واسْتَطَعْتَ، ورُوِيَ: (مُصْطاراً) بالصَّاد.
( {والمُطَيَّرُ، كمُعَظَّمٍ: العُودُ) ، قَالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشدَ ثَعْلَبٌ للعُجَيْرِ السَّلُولِيّ، أَو للعُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ:
إِذَا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيَابِهَا
ذَكِيُّ الشَّذَى والمَنْدَلِيُّ} المُطَيَّرُ
فإِذا كانَ كذالك كَانَ المُطَيَّرُ بَدَلاً من المَنْدَلِيّ؛ لأَنّ المَنْدَلِيَّ العُودُ الهِنْدِيّ أَيضاً، وَقيل: المُطَيَّرُ ضَرْبٌ من صَنْعَتِه، قَالَه أَبو حَنِيفَةَ.
(أَو) المُطَيَّرُ: هُوَ ( {المُطَرَّى مِنْهُ) ، مقلوبٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُني (و) قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ (المَشْقُوقُ المَكْسُورُ) مِنْهُ، وَبِه فُسِّرَ البيتُ السابقُ.
(و) } المُطَيَّرُ وَفِي التكملة: {المُطَيَّرَةُ: (ضَرْبٌ من البُرُودِ) .
(} والانْطِيارُ: الانْشِقاق) والانْصداعُ.
(و) فِي المثَل: يُقَالُ للرَّجُلِ ( {طارَ} طائِرُهُ) ، وثارَ ثائِرُه، وفارَ فائِرُه، إِذَا (غَضِبَ) .
( {والمَطِيرَةُ، كمَدِينَةٍ: د، قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأَى) .
(} وطِيرَةُ بالكَسْرِ: ة، بِدِمَشْقَ) ، مِنْهَا الحَسَنُ بنُ عَلِيَ {- الطِّيريّ، رَوَى عَنْ أَبِي الجَهْمِ أَحْمَدَ بنِ طَلاّب المَشغَرَانيّ، كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وَعنهُ محمّدُ بنُ حَمْزَةَ التَّمِيمِيّ الثَّقَفِيّ.
(و) } طِيرٌ، (بِلَا هاءٍ: ع) كانتْ فِيهِ وَقْعَةٌ.
( {وطِيرَى، كضِيزَى: ة، بأَصْفَهَانَ، وَهُوَ} - طِيرَانِيّ) ، على غيرِ قياسٍ، مِنْهَا: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيّ، والخَطِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمّد الماسِحُ الأَصْبَهَانِيّ، تَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيّ ومُحَمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ شيخٌ لإِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيّ، وعبدُ العزيزِ بنُ أَحمدَ، وأَبو محمَّد أَحْمَدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ، {الطِّيرانِيُّونَ المُحَدِّثُونَ.
(} وأَطَارَ المالَ {وطَيَّرَهُ) بينَ القَوْمِ: (قَسَمَه) ، فَطَارَ لكُلَ مِنْهُم سَهْمُه، أَي صارَ لَهُ، وخَرَجَ لَهُ بِهِ سَهْمُه، وَمِنْه قولُ لَبِيد يَذْكُرُ ميرَاثَ أَخِيهِ بينَ وَرَثَتِه، وحِيَازَةَ كلِّ ذِي سَهْمٍ مِنْهُ سَهْمَه:
} تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً
ووِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ
والأَشْرَاكُ: الأَنْصِبَاءُ.
وَفِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنْه: (فَأَطَرْتُ الحُلَّةَ بينَ نِسَائِي) ، أَي فَرَّقْتُها بينهُنْ وقَسَمْتُهَا فيهِنّ، قا ابنُ الأَثِيرِ: وَقيل: الهَمْزَةُ أَصليّة، وَقد تَقَدّم.
( {والطّائِرُ: فَرَسُ قَتَادَةَ بنِ جَرِير) بنِ إِساف (السَّدُوسِيّ) .
(} والطَّيّارُ: فَرَسُ) أَبِي (رَيْسَانَ الخَوْلانِيّ) ، ثمَّ الشِّهابِيّ، وَله يقولُ: لقَدْ فَضَّلَ {الطَّيَّارَ فِي الخَيْلِ أَنَّه
يَكِرّ إِذا خَاسَتْ خُيُولٌ ويَحْمِلُ
ويَمْضِي على المُرّانِ والعَضْبِ مُقْدِماً
ويَحْمِي ويَحْمِيهِ الشِّهَابِيُّ مِنْ عَلُ
كَذَا قرأْتُ فِي كتابِ ابنِ الكَلْبِيّ.
(} وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ: أَلْقَحَها كلَّهَا) ، وَقيل: إِنّمَا ذالِك إِذا أَعْجَلَت اللَّقَحَ، وَقد {طَيَّرَت هِيَ لَقَحاً ولَقَاحاً كذالك، إِذا عَجِلَتْ باللّقَاحِ وأَنشد:
} طَيَّرَهَا تَعَلُّقُ الإِلْقَاحِ
فِي الهَيْجِ قَبْلَ كَلَبِ الرِّيَاحِ
(و) من المَجَازِ: (فِيهِ {طَيْرَةٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (} وطَيْرُورَةٌ) ، مثل صَيْرُورَة، أَي (خِفَّةٌ وطَيْشٌ) ، قَالَ الكُمَيْتُ:
وحِلْمُكَ عِزٌّ إِذَا مَا حَلُمْ
تَ {وطَيْرَتُكَ الصَّابُ والحَنْظَلُ
وَمِنْه قولُهُم: ازْجُرِ أَحْنَاءَ} طَيْرِكَ، أَي جَوانِبَ خِفَّتِكَ وطَيْشِك، (و) فِي صِفَةِ الصَّحابَةِ، رضوَان الله عَلَيْهِم: (كَأَنَّ عَلَى رخؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ أَي ساكِنُونَ هَيْبَةً) ، وَصَفهم بالسُّكُونِ والوَقَارِ، وأَنَّهُم لم يَكُنْ فيهِم خِفَّةٌ وطَيْشٌ، ويُقَالُ للقَوْمِ إِذا كَانُوا هادِئِينَ ساكِنِينَ: كَأَنَّمَا على رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ، (وأَصْلُه) أَنّ {الطَّيْرَ لَا يَقَعُ إِلاّ على شيْءٍ ساكِنٍ من المَوَاتِ، فضُرِبَ مثلا للإِنْسَانِ ووَقَارِه وسُكُونِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَصلُه (أَنَّ الغُرَابَ يَقَعُ عَلَى رأْسِ البَعِيرِ، فيَلْقُطُ مِنْهُ) الحَلَمَةَ والحَمْنانَةَ، أَي (القُرادَ، فَلَا يَتَحَرَّكُ البَعِيرُ) ، أَي لَا يُحَرِّكُ رأْسه (لِئَلاّ يَنْفِرَ عَنهُ الغُرَابُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(الرّؤْيَا على رِجْلِ} طائِرٍ مَا لم تُعْبَرْ) كَمَا فِي الحدِيث، أَي لَا يَسْتَقِرّ تأْوِيلُها حتّى تُعْبَر، يريدُ أَنَّها سَرِيعَةُ السُّقُوطِ إِذَا عُبِرَت.
ومُطْعِمُ! طَيْرِ السّماءِ: لَقَبُ شَيْبَةِ الحَمْدِ؛ نَحَرَ مائَةَ بَعِير فَرَّقَهَا علَى رُؤُوسِ الجِبَالِ، فأَكَلَتْهَا {الطَّيْرُ.
ومِنْ أَمثالِهِمْ فِي الخِصْبِ وكَثْرةِ الخَيْرِ، قَوْلهم: (هُمْ فِي شَيْءٍ لَا} يَطِيرُ غُرَابُه) .

وَيُقَال أطير الغعراب، فَهُوَ {مُطَارٌ، قَالَ النَّابِغَة:
ولرهط حراب وَقد سُورَة فِي الْمجد لَيْسَ غرابها} بمُطَارِ
وَالطير: الِاسْم من {التَّطَيُّرِ، وَمِنْه قَوْلهم: لَا} طَيْرَ إِلَّا {طَيْرُ الله، كَمَا يُقَال: لَا امْر إِلَّا أَمر الله، وَأنْشد الْأَصْمَعِي، قَالَ: أنشدناه الْأَحْمَر: تعلم أَنه لَا} طَيْرَ إِلَّا على {مُتَطَيَّر وَهُوَ الثبور بلَى شئ يُوَافق بعض شئ أحايينا وباطلة كثير} والطَّيْرُ: الْحَظ، وطار لنا: حصل نصيبنا مِنْهُ. {والطَّيْرُ: الشؤم.
وَفِي الحَدِيث: " إياك} وطِيَرَاتِ الشَّبَاب، أى زلاتهم، جمع {طِيَرَة.
وغبار طيار: منتشر.
} واسْتَطارَ البلى فِي الثَّوْب، والصدع فِي الزجاجة: تبين فِي أجزائهما.
{واسْتَطَارَت الزجاجة: تبين فِيهَا الانصداع من أَولهَا إِلَى آخرهَا.} واسْتَطَارَ الشَّرّ: انْتَشَر ت. واستطار الْبَرْق: انْتَشَر نفي أفق السَّمَاء.
{وطَارَت الْإِبِل بآذانها، وَفِي التكملة: بأذنابها؛ إِذا لقحت.
} وطَارُوا سرَاعًا: ذَهَبُوا.
{ومَطَارِ، ومطار بِالضَّمِّ وَالْفَتْح موضعان، وَاخْتَارَ ابْن حَمْزَة ضم الْمِيم، وَهَكَذَا أنْشد: حتّى إِذّا كانَ على} مُطَارِ والرّوايَتان صحيحَتانِ، وَسَيذكر فِي " مَطَر ".
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: {مُطَارٌ: وَادٍ مَا بَيْن السَّراةِ والطائِف.

} والمُسْطَارُ من الْخمر: أَصله {مُسْتَطَارٌ، فِي قَول بَعضهم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:} - طِيرِي بمخراق أَشمّ كَأَنَّهُ سليم رماح لم تنله الزعانف فسره فَقَالَ: طيرى، اى اعلقي بِهِ. وَذُو {المَطَارَة، جبل.
وَفِي الحَدِيث " رجل مُمْسك بعنان فرسة فِي سَبِيل الله} يَطِيرُ على مَتنه " أى يجريه فِي الْجِهَاد، فاستعار لَهُ {الطَّيَرَانَ.

وَفِي حَدِيث وابصة: " فَلَمَّا قتل عُثْمَان} طَارَ قلبى مطارة " أى مَال إِلَى جِهَة يهواها، وَتعلق بهَا.
{والمَطَارُ: مَوضِع الطيران.

وَإِذا دعيت الشَّاة قيل:} طَيْرْ طير، وَهَذِه عَن الصَّاغَانِي. {والطّيّارُ: لقب جَعْفَر بن أبي طَالب والطيار بن الذَّيَّال: فِي نسب نُبَيْشَة الْهُذلِيّ الصَّحَابِيّ.
وَأَبُو الْفرج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمد بن} الطَّيْرِيّ القصيري الضَّرِير، سمع ابْن البطر، وَتُوفِّي فِي الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
وَإِسْمَاعِيل بن {الطَّيْرِ المقرى بحلب، قَرَأَ علية الْهُذلِيّ.
} والطّائِرُ: مَاء لكعب بن كلاب
طير: طار، طار الرأس المقطوع: طاح، سقط، ففي كوسج (طرائف ص89) سأبقى مخلصاً له ولو طار رأسي قدامي.
ويقال مجازاً: ولو أن روحي تطير قدامي (كوسج طرائف ص90).
وتطلق أيضا على العين التي ندت عن الرأس، ففي رياض النفوس (ص98 و): رماه بحجر فطارت عينه الواحدة ثم رماه بآخر فذهبت عينه الأخرى.
طار: انتقل من مكان إلى مكان وتستعمل مجازاً بمعنى تقلب وتبدل وخَفَّ (بوشر).
طار عَقْلُه أو قلبه أو فؤاده: تستعمل بمعاني تدل على مختلف انفعالات النفس مثل الغضب، والسخط، والفرح، والخوف والحب (عباد 1: 159 رقم 508، زيشر 22: 80).
وفي معجم بوشر: طار عقله من الغضب أو السرور أي استخفه الغضب أو السرور.
طار عقله: استشاط غيظاً، حنق، طار طائره، وكذلك: انذهل وشطح.
طار عقله من الغضب: استشاط غيظاً من الغضب، واحتد من الغضب وفي ألف ليلة (1: 4): طار عقله من رأسه.
طار السُكر من رأسه: زال سكره. صحا من نشوته (ألف ليلة 1: 86).
طار اسمه: اشتهر، كان له صيت (النويري الأندلس ص441، 458، النويري مصر ص213 و).
طار له ذلك: اشتهر به، ففي المقدمة (3: 391): المُوَشَّحة التي طارت له.
انما تطير عنه شواذ من الكلمات: لا ينقل عنه إلا كلمات متفرقة (المقدمة 2: 184).
طار ذلك في سَهْمه: هذا ما آل إليه من حصته في القسمة (المقدمة 2: 87).
طَيَّر. طيرَّ الحمام بالخبر إلى فلان: أرسل رقعة مع الحمام الزاجل بالخبر، ويقال أيضاً: طيّر إليه رقعة، وكذلك طيَّر إليه.
غير أن هذا الفعل قد فقد معناه الأصلي وأصبح لا يدل إلا على معنى: أرسل بسرعة. ويقال: طيَّر به وطيَّره (عباد 1: 122: 428، 2: 117، 3: 72 رقم 84) ونجده في كثير من العبارات في تاريخ البربر فنجد مثلا: طيرّ النجيب في (2: 198) منه وكذلك في (2: 202) وطيّر البريد بالمراس (2: 202) وطيّر كتبه ورسله (2: 211) وطيرّ ابنه (2: 217).
طيّر في اصطلاح أهل الكيمياء: صعّد، بخّر، حوله إلى بخار (المقدمة 3: 205).
طيَّر: أطاح برأسه وقطعه. ويقال طير رأسه (قصة عنتر ص15، ألف ليلة 1: 89). أو طيَّر عينه: جعلها تندر خارج رأسه (دوماس حياة العرب ص510).
طيَّر: نزع عينه وقلعها (فوك).
طيَّر: أطاح به، عزله، افقده منصبه، افقده ماله وغير ذلك (بوشر).
طيَّر ماء: بال، تبول، (بوشر،، الكالا) وهذا الفعل لا بد أن يدل على هذا المعنى وهو معنى لم تذكرها معاجمي.
طيَّر السُكْرَ من رأسه: أزال سكره وجعله يصحو من نشوته (بوشر).
طيَّر: ألغى عقداً وأبطله (بوشر).
طيَّر وطيَّر من: أستدر الدموع (دوماس حياة العرب ص185) ومن الكلام الذي يقال عن الخيل: يطير معاً من العين أي يستدر الدمع من العين.
طيَّر: تفاءل وتشاءم (الكالا) وهي عامية تطيَّر.
طاير: منع، قطع، يقال مثلاً: طاير الشهية (زيشر 11: 520).
أطار: أقلق، أثار الشعور، ففي حيان- بسام (3: 48ق): هذا الخبر صكَّ الأسماع وأطار الأفئدة.
ما اطار له الاسم بذلك: ما جعله يشتهر بذلك ويكون له به صيت (حيان ص4 ق).
تطيرّ: طار (فوك).
تطيَّر: انتزعت عينه (فوك) وانظرها في مادة طيّر.
استطار: جعله يطير. ففي عباد (1: 171): كما يستطيرك حب الوغا إليها.
استطال: كان في حالة من الذهول وفورة النفس عجيبة. ففي رحلة ابن جبير (ص154) نفوسهم قد استطارت خشوعاً.
استطار: استخف به الفرح (فاكهة الخلفاء ص164).
استطار: أثار، هاج، أغضب، ففي رحلة ابن جبير (ص137): الأسف المستطير.
اسْتَّطْيرَ: تطيرَّ، تشاءم، تكهن بشيء محزن (الكالا) وتطيَّر، تشاءم (فوك).
اسْتطَّيرَ: عبارة ديوان الهذليين التي فيها هذا الفعل والتي نقلها فريتاج موجودة في (ص221 البيت الأول.) طَيْر: الحمام الزاجل الذي يحمل الرسائل.
(مملوك 2، 2: 115) طَيْر: باز، صقر (باجني مخطوطات، ديّلا سيّلا ص18).
طَيْر ابابيل: هدهد. (بوشر بربرية).
طير البقرة: كُركي. طير من الجوارح. (هوست ص297، جاكسون ص66).
طير التمساح: يمامة بحرية. ففي طيور مخطوطة الاسكوريال (ص893): يمامة بحرية وتعرف بطير التمساح.
طير الجراد، وسفر مادي أيضاً: طير صغير يبحث عن الجراد ويقتله (مخطوطة الاسكوريال ص893).
طير الجَمْل: نعامة (نيبور ب ص159).
الطير الحُرّ: باز الصيد (بوشر بربرية، مارسيل، تريسترام ص392، مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 3: 235).
طير الديوث: دُخَّلة (طير من رتبة الجواثم) (بوشر).
طير الليل: خفاش، وطواط، (فوك، باجني مخطوطات، بوشر، همبرت ص64. دوماس حياة العرب ص474).
طير الموت: غراب الليل. (دومب ص63).
طَيْرَة: أنثى الحمام. حمامة (مملوك 222: 116، ألف ليلة 1: 632).
طَيْرَة: أنثى الرخ (ألف ليلة برسل 4: 79، 80).
طِيَرة: طيران الطير (بوشر).
طِيَرة وتجمع على طَير: زجر الطير للتفاؤل أو التشاؤم (فوك الكالا).
صاحب طيرة: متكهن (بزجر الطير) (المعجم اللاتيني- العربي). طَيَران. عام الطيران: عند اليهود العام الذي لا بد فيه من أن يزولوا ويصبحوا في خبر كان.
(دي ساسي طرائف 1، 363 - 364).
طَيَران، في مصطلح أهل الكيمياء، تصعيد، تبخير، تحويل بخار (المقدمة 3: 205).
طُوَيْرةَ: خصي أو مملوك، يرسل برسالة خاصة من السلطان (عواده ص63، 266).
طُوَيَّر: يؤيؤ، جلم، وهو أصغر الطيور الجوارح (الكالا).
طَيَار: زينة، حلية. (الكالا).
طيَارة: أناقة، رشاقة (الكالا).
طِيَارة: قوّة بأس، بسالة، شجاعة جرأة، (الكالا).
طِيَارة: كبرياء، عجرفة، غطرسة، إعجاب بالنفس (الكالا) طِيَارة: طيش، سفاه، خفة، نزق (بوشر).
طَيَّار: القافلة الطيارة: السريعة (برتون 2: 50).
طَيَّار. متنقل، غير مستقر في منزل (بوشر).
طَيَّار: مشهور، ذائع الصيت، طائر الشهرة وهي مثل سَيَّار غير أنها أبلغ منها في المعنى.
ففي كتاب عبد الواحد (ص73): ومن شعره السيَّار بل الطيار قوله الخ.
طيّار جمعها طيَّارات: حشرات طائرة.
ففي ابن العوام (1: 602): طرد عنها الهوامَّ كلّها من الطيار والدود وغيرها (وهذا صواب العبارة وفقا لمخطوطتنا) وفي ابن البيطار (1: 119): الطيارات مثل الذراريح والزنابير.
طَيّار: نوع من الجدري ولعله المرض الطفحي الذي نسميه الجدري الخفيف، الحماق الخفيف. ففي ابن البيطار 1: 421): الادريسي. وان طُلى بذلك السمن على جدري الدواب ولا سيما النوع الطيار منه فانه يبرئه من أول طَلْيَة.
طَيَّار: نوع من السفن الخفيفة (المسعودي 8: 377).
طَيَّار: أكبر أنواع التين (انظره في تين).
طيَّار: مسلكة، حلالة، مردن، مكب. وهي هنة من عيدان يبرم عليها الغزل (بوشر) وانظر: طَيَّارة.
طَيَّار: تصحيف تيار وهو مجرى الماء، من مصطلح البحيرة. (بوشر).
طيَّار: سيل، حامولة، وتطلق مجازاً على الشهوات والأهواء (بوشر).
مع الطيّار: مع التيار (بوشر).
قطع في الطيّار: صعّد في النهر، سار نحو عالية النهر ضد التيار (بوشر).
قطع في الطيار: بذل جهده عبثاً اجتهد باخلاً (بوشر).
طيارة: ظُلَة، قبّة، رواق، سرادق.
ففي بدرون (ص143) نهض إلى قتال المسلمين في هذا اليوم وهو على سريره وضُربت عليه طيارة كالمظلة، وانظر (ص166) والمسعودي (4: 221، 222) وهذه الكلمة التي تعني في الأصل حشرة طيّارة (انظر المادة السابقة) قد تغير معناها كما تغير معنى كلمة papilio papillon فراشة التي اشتقت منها كلمة pavillon أو سرادق التي كانت تستعمل في اللاتينية القديمة بمعنى dais أي سرادق ظلة (انظر دوكانج) والمعنى التالي الذي تدل عليه الكلمة من نفس هذا الاصل.
طَيّارة: رواق، مكشوف الوجه مسقوف يعقد على أعمدة، مكان محاط بأعمدة (بوشر) وهو غالباً رواق في موضع عال (انظر ديفريمري) مذكرات ص255 - 256 وفي الجريدة الآسيوية (1839، 2، 166) ووقف أول ليلة منه تحت الطيارة وغنى القوما. وفي المقري (1: 688) وبتناً في ليلة ذلك اليوم بطيارة مرتفعة على جانب النيل.
طَيارة: اسم قلعة على جبل أيضاً، ففي تاريخ ابن الأثير (9: 412) وبني القلعة في جبل منيع وسماها الطيارة. طَيّارة: طيارة ورق، وهي هنة من ورق يربطها الصبيان بخيط ويرسلونها في الهواء، وهي من لعب الصبيان (بوشر، محيط المحيط) وعند رولاند طِيّارة.
طَيَّارة: من مصطلح البرّامين صانعي الحبال وقد فسرها صاحب محيط المحيط بقوله: وعند البرّامين هنة من عيدان يُبْرَم عليها الغزل. ولما كان بوشر قد ذكر كلمة طيَّار مقابل كلمة فرنسية معناها مردن. فإني أرى إنها نوع من المرادن أو دواليب المغزل التي يسميها البرّامون صانعو الحبال بالدولاب.
طَيّاريّ: متنقل، غير مستقر في منزل (بوشر).
طَيّاريّ: من مصطلح البحر: حبل شراع ثانوي يستعمل في تدوير السفينة وتوجيهها (المجلة الآسيوية 1841، 1: 588).
طائِر: حمامة تستخدم لنقل الرسائل (مملوك 2، 2: 115).
طائر، وجمعه طُيَّار: أنيق، رشيق، مليح، ظريف، جميل، حسن القوام، حسن الهيئة.
(الكالا). وهي طائرة.
طائر، وجمعه طُيّار: متكبر، متعجرف، متغطرس، معجب بنفسه (الكالا).
طائر: طائش، خفيف (بوشر).
اَطْيرُ: طائش، نزق، خفيف، عابث، متهور، اخرق (بوشر).
مُطار: وجمعها مطارات مكان يرسل منه الحمام والزاجل الذي يحمل الرسائل (مملوك 2، 2: 116) ويظهر أن كاترمير قد وجد هذه الكلمة مضمومة الميم في إحدى مخطوطاته. وهي اسم المكان من الفعل اطار. وإلا فهي مَطار.
مُطَيّر: من يقوم بإرسال الحمام الزاجل الذي يحمل الرسائل (مملوك 2، 2: 116).
مُطَيّر: عرّاف، متنبئ بالغيب (الكالا). وهي بهذا المعنى تحريف مُطَّير اسم الفاعل من تطَّير.
مَطّيور: طائش، نزق، متهور، اخرق (بوشر).
مُتَطَيِّر: متكهن بزجر الطير (المعجم اللاتيني - العربي).

طير

1 طَارَ, aor. ـِ (S, Msb,) inf. n. طَيَرَانٌ (S, A, Msb, K) and طَيْرُورَةٌ (Lh, S, K, &c.) and طَيْرٌ, (K,) He (a winged creature) moved in the air by means of his wings; flew; (A, K;) moved in the air as a beast does upon the ground. (Msb.) b2: It is also said of other things than those which have wings; as in the saying of El-'Amberee (Kureyt Ibn-Uneyf, Ham p. 3): طَارُوا إِلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانَا [They fly to it in companies and one by one]; (TA;) i. e. they hasten to it: for طِرْتُ إِلَى كَذَا means (assumed tropical:) I hastened to such a thing: and طِرْتُ بِكَذَا (assumed tropical:) I outstripped, or became foremost, with such a thing. (Ham p. 6.) And طار عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ (tropical:) He fled upon the back of his horse. (TA, from a trad.) And طار القَوْمُ (assumed tropical:) The people took fright and ran away quickly. (Msb.) And طَارُوا سِرَاعًا (assumed tropical:) They went away quickly. (TA.) b3: [One says also, طار عُقْلُهُ (assumed tropical:) His reason fled. And طار فُؤَادُهُ (tropical:) His courage (lit. his heart) fled away: see also 10: and see شَعَاعٌ. (Both are phrases of frequent occurrence.)] b4: And طار طَائرُهُ: see طَائِرٌ. b5: [And see an ex. voce شِقَّةٌ.] b6: طار قَلْبِى مَطَارَهُ means (assumed tropical:) My heart inclined towards that which it loved, and clung to it. (TA, from a trad.) And طِيرِى بِهِ, addressed to a woman, is expl. by IAar as meaning (assumed tropical:) Love thou, or become attached, to him. (TA.) b7: طارت عَيْنُهُ (S and K in art. خلج) (assumed tropical:) His eye throbbed. (PS and TK in that art.) b8: طار لَهُ صِيتٌ فِى النَّاسِ (tropical:) [He became famous among the people; lit. means fame among the people became, or came to be, (صَارَ,) his]. (A.) [And in like manner one says,] طار لَهُ مِنْ نَصِيبِهِ كَذَا (tropical:) Such a thing became his, or came to him, of his lot, or portion; syn. صَارَ, and حَصَلَ. (Mgh.) And طار لَنَا (tropical:) It came to our lot, or portion. (TA.) And طار لِكُلٍّ مِنْهُمْ سَهْمُهُ (tropical:) The share of each came to him. (TA.) b9: See also 6, in two places.

A2: طَارَ بِهِ is also syn. with طَيَّرَهُ, q. v. (TA.) b2: [Hence the metaphorical phrase طَارَتْ بِهَا العَرَبُ expl. voce عَرَبَةٌ.] b3: طارت الإِبِلُ بِآذَانِهَا, (TA,) or بِأَذْنَابِهَا, (O, TA,) thus [correctly] in the TS, (TA,) [like شَالَتْ بِأَذْنَابِهَا,] means (assumed tropical:) The she-camels conceived. (O, TA.) 2 طيّرهُ, (S, A, Msb, K,) and طيّر بِهِ, (K,) and ↓ اطارهُ, (S, A, Msb, K,) and ↓ طايرهُ, (S, K,) and طَارَ ↓ بِهِ CCC , (TA,) He made him to fly. (A, Msb, K.) [See also 10.] b2: طَيَّرَ العَصَافِيرَ عَنِ الزَّرْعِ He made the sparrows to fly away, [scared them, or dispersed them,] from the seedproduce. (A.) b3: هُمْ فِى شَىْءٍ لَا يُطَيَّرُ غُرَابُهُ [They are in that whereof the crow is not made to fly away, because of its abundance]: a prov. alluding to a state of plenty. (S, TA.) [See also غُرَابٌ.] One says also أُطِيرَ الغُرَابُ [The crow was made to fly away]. (S.) [See مُطَارٌ.] b4: طيّر فُؤَادَهُ (tropical:) [He, or it, made his courage (lit. his heart) to fly away]. (S in art. فز, &c.) b5: طيّر المَالَ بَيْنَ القَوْمِ, and ↓ اطارهُ, He divided the property into lots, or shares, among the people: (O, K, * TA:) أَطَرْتُ, signifying I divided into lots, or shares, occurs in a trad.; but some say that the أ is a radical letter. (IAth, TA.) b6: طيّر الفَحْلُ الإِبِلَ means (assumed tropical:) The stallion made all the she-camels to conceive: (K, TA:) or, to conceive quickly. (TA.) And طَيَّرَتْ هِىَ [or طُيِّرَتْ?] They conceived quickly. (TA.) 3 طَاْيَرَ see 2, first sentence.4 أَطْيَرَ see 2, in two places.

A2: اطارت أَرْضُنَا Our land abounded, or became abundant, in birds. (TA.) 5 تطيّر مِنْهُ, (S, A, Msb, K,) and بِهِ, (S, K,) sometimes changed to اِطَّيَّرَ, (S, A, Msb,) as in the Kur xxvii. 48, the ت being incorporated into the ط, and this requiring a conjunctive ا that the word may begin with it [and not with a quiescent letter], (S,) inf. n. [or rather quasi-inf. n.]

طِيَرَةٌ, the only instance of the kind except خِيَرَةٌ, which is the same in relation to تَخَيَّرَ, (IAth,) He augured evil from it; regarded it as an evil omen. (S, Msb, K.) The Arabs, when they desired to set about an affair, passed by the places where birds lay upon the ground, and roused them, in order to learn thence whether they should proceed or refrain: but the law forbade this. (Msb.) They augured evil from the croaking of the crow, and from the birds' going towards the left; and in like manner, from the motions of gazelles. (TA.) تَفَآءَلَ signifies the contr. of تطيّر. (TA.) 6 تطاير (assumed tropical:) It became scattered, or dispersed; (S, K, TA;) flew away or about; went away; became reduced to fragments; (TA;) as also ↓ استطار, (K, TA,) and ↓ طَارَ. (TA.) b2: (tropical:) It became long, or tall; (S, K;) as also ↓ طَارَ, (Sgh, K,) which is said of hair, (TA,) as is also the former, (S, TA,) and of a camel's hump. (Sgh, TA.) It is said in a trad., خُذْ مَا تَطَايَرَ مِنْ شَعَرِكَ (S, TA) [Clip thou] what has become long and dishevelled [of thy hair]. (TA.) b3: تطاير السَّحَابُ فِى السَّمَآءِ (assumed tropical:) The clouds became spread throughout the sky. (K, TA.) [See also 10.]7 انطار It became split, slit, or cracked. (K, TA.) [See also 10, latter part.]10 استطار [He made a thing to fly. See also 2. b2: Hence,] (assumed tropical:) He drew forth a sword quickly from its scabbard. (K, * TA.) b3: اُسْتُطِيرَ (assumed tropical:) It (for ex., dust, S) was made to fly. (S, K.) You say, كَادَ يُسْتَطَارُ مِنْ شِدَّةِ عَدْوِهِ (tropical:) [He was almost made to fly by reason of the vehemence of his running]. (A.) And اُسْتُطِيرَ فُؤَادُهُ مِنَ الفَزَعِ (tropical:) [His courage (lit. his heart) was made to fly away by reason of fright]. (A.) b4: (assumed tropical:) He was taken away quickly, as though the birds carried him away. (TA.) b5: (assumed tropical:) He hastened, or was quick, in running; (K;) he ran quickly; (O, L;) said of a horse. (O, L, K.) [A signification of the pass. form; as though meaning he was made to fly.] b6: (assumed tropical:) He was [flurried, or] frightened. (O, K.) [As though meaning originally he was made to fly by reason of fright.]

A2: استطار (tropical:) It (the dawn) spread; (S, A, Msb, K;) its light spread in the horizon: (TA:) [see مُسْتَطِيرٌ:] and the verb is used in the same sense in relation to other things: (S:) said of lightning, it spread in the horizon: and of dust, it spread in the air: and of evil, it spread. (TA.) See also 6. b2: (tropical:) It (a crack in a wall) appeared and spread. (A.) [See also استطال.]) It (a slit, or crack, for السُّوقُ in the K is a mistake for الشَّقُّ, or, accord. to the L, a crack in a wall, TA) rose, (K,) and appeared. (TA.) (assumed tropical:) It (a crack in a glass vessel, and wear in a garment,) became apparent in the parts thereof. (TA.) b3: (tropical:) It (a wall) cracked (K, TA) from the beginning thereof to the end. (TA.) (assumed tropical:) It (a glass vessel) showed a crack in it from beginning to end. (TA.) [See also 7.]

A3: استطارت said of a bitch, She desired the male. (O, K.) طَيْرٌ: see طَائِرٌ, in seven places: b2: and see also طَيْرَةٌ, in two places.

A2: طَيْرُ طَيْرُ, (O,) or طَيْرِ طَيْرِ, (TA,) is a cry by which a sheep or goat is called. (O, TA.) طَيْرَةٌ and ↓ طَيْرُورَةٌ (S, K) and ↓ طَيْرٌ (S) (tropical:) Levity; inconstancy. (S, K, TA.) You say, فِى فُلَانٍ طَيْرَةٌ and ↓ طَيْرُورَةٌ, (tropical:) In such a one is levity, or inconstancy. (S.) And ↓ اُزْجُرْ أَحْنَآءَ طَيْرِكَ (tropical:) [alluding to the original signification of طَيْرٌ, namely, “birds,”] means جَوَانِبَ خِفَّتِكَ وَطَيْشِكَ [agreeing with an explanation of the same saying voce حِنْوٌ, q. v.]. (S.) b2: Also طَيْرَةٌ (assumed tropical:) A slip; a stumble: hence the trad., إِيَّاكَ وَطَيْرَاتِ الشَّبَابِ (assumed tropical:) Beware thou of the slips and stumbles of youth. (TA.) طِيْرَةٌ and طِيَرَةٌ and طِوَرَةٌ; see طَائِرٌ; the second, in four places.

طَيْرُورَةٌ: see طَيْرَةٌ, in two places.

طَيَّارٌ (tropical:) A sharp, spirited, vigorous, horse, (K, TA,) that is almost made to fly by reason of the vehemence of his running; (TA;) as also ↓ مُطَارٌ. (K, TA. [The latter word in the CK written مَطار; but said in the TA to be with damm, and so written in a copy of the A.]) [See also طَيُّورٌ.] b2: See also مُسْتَطِيرٌ.

A2: Also A company of men. (O.) A3: As applied to A balance, it is not of the language of the Arabs: (O:) [i. e., it is post-classical:] it means an assay-balance (مِيزَانٌ and مَعْيَارٌ) for gold; so called because of the form of a bird, or because of its lightness: or the balance for dirhems [or moneys] that is known among them [who use it] by the appellation of the قارسطون [meaning the χαριστίων of Archimedes, (as is observed in a note in p. 178 of vol. ii. of the sec. ed. of Har,) i. e. the hydrostatic balance]: or, accord. to El-Fenjedeehee, the tongue (لِسَات) of the balance. (Har pp. 549-50.) هُوَ طَيُّورٌ فَيُّورٌ (assumed tropical:) He is sharp, and quick in returning [to a good state], or recovering [from his anger]. (K.) [See also طَيَّارٌ.]

طَائِرٌ A flying thing [whether bird or insect]: (Msb, * TA:) pl. ↓ طَيْرٌ, (S, Msb, K,) like as صَحْبٌ is pl. of صَاحِبٌ: (S, Msb:) or طَيْرٌ is originally an inf. n. of طَارَ: or an epithet contracted from طَيِّرٌ: (TA:) or a quasi-pl. n.; (Mgh, TA;) and this is the most correct opinion: (TA:) [but see, below, a reason for considering it originally an inf. n.:] and طَائِرٌ may also be quasi-pl. n., like جَامِلٌ and بَاقِرٌ: (TA:) ↓ طَيْرٌ is also sometimes used as a sing.; (Ktr, AO, S, Mgh, Msb, K;) as in the Kur iii. 43 [and v. 110], accord. to one reading: (S:) but ISd says, I know not how this is, unless it be meant to be [originally] an inf. n.: (TA:) [for an inf. n. used as an epithet is employed as sing. and pl.:] or طَائِرٌ, only, is used as a sing., (Th, IAmb, Msb,) by general consent; and AO once said so in common with others: (Th:) but ↓ طَيْرٌ has a collective, or pl., signification: (IAmb, Msb:) and is fem.: (Mgh:) or is more frequently fem. than masc.: (IAmb, Msb:) the pl. of طَيْرٌ is طُيُورٌ [a pl. of mult.] and أَطْيَارٌ [a pl. of pauc.]: (S, Msb, K:) or طُيُورٌ may be pl. of طَائِرٌ, like as سُجُودٌ is pl. of سَاجِدٌ: (TA:) طَائِرَةٌ is seldom applied to the female. (IAmb, Msb.) b2: [الطَّائِر is a name of (assumed tropical:) The constellation Cygnus; also called الدَّجَاجَةُ.] b3: هُوَ سَاكِنُ الطَّائِرِ means (tropical:) He is grave, staid, sedate, (K,) or motionless; so that if a bird alighted upon him, it would be still; for if a bird alight upon a man, and he move in the least, the bird flies away. (TA.) Of the same kind also is the saying, رُزِقَ فُلَانٌ سُكُونَ الطَّائِرِ وَخَفْضَ الجِنَاحِ (tropical:) [Such a one was endowed, or has been endowed, with gravity and gentleness]. (TA.) And طُيُورُهُمْ سَوَاكِنُ (tropical:) They are remaining fixed, settled, or at rest: and شَالَتْ نَعَامَتُهُمْ signifies the contrary. (A, TA.) And ↓ كَأَنَّ عَلَى رُؤُسِهِمُ الطَّيْرَ (tropical:) [As though birds were on their heads] is said of a people, meaning them to be motionless by reason of reverence: (S, K:) it was said of the Companions of Mohammad, describing them as quiet and grave [in his presence], without levity: and the origin of the saying is this: that birds alight only upon a thing that is still and inanimate: (TA:) or that the crow alights upon the head of the camel, and picks from it the ticks, (S, K,) and the young ones thereof, (S,) and the camel does not move (S, K) his head, (S,) lest the crow should take fright and fly away. (S, K.) In like manner, وَقَعَ طَائِرُهُ means (tropical:) He became grave, or sedate. (Meyd.) And طَارَ↓ طَائِرُهُ (tropical:) He became light, or inconstant: (Meyd:) and he became angry; (O, K, TA;) like ثَارَ ثَائِرُهُ and فَارَ فَائِرُهُ: (TA:) or he hastened, and was light, or active, or agile. (Har p. 561.) b4: And it is said in a trad., الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ (O, TA) (assumed tropical:) A dream is unsettled as to its result, or final sequel, while it is not interpreted. (TA.) [The Arabs hold that the result of a dream is affected by its interpretation: wherefore it is added in this tradition, and said in others also, that the dreamer should not relate his dream, unless to a friend or to a person of understanding.] b5: ↓ عَيَّثَتْ طَيْرُهُ see expl. in art. عيث. b6: طَائِرٌ also signifies A thing from which one augurs either good or evil; an omen, a bodement, of good or of evil: (K:) and ↓ طِيَرَةٌ (S, K) and ↓ طِيرَةٌ (K) and ↓ طِوَرَةٌ (IDrd, Sgh, K, TA [in the CK, in this art., erroneously, طُورَةٌ, but in art. طور it is طِوَرَة,]) a thing from which one augurs evil; an evil omen or bodement; (S, K, &c.;) contr. of فَأْلٌ: (TA:) and طَائِرٌ signifies fortune, (A'Obeyd, K, TA,) whether good or evil: (TA:) and especially evil fortune; ill luck; as also ↓ طَيْرٌ and ↓ طِيَرَةٌ: for the Arabs used to augur evil from the croaking of the crow, and from birds going towards the left: [see 5:] (TA:) and ↓ طِيَرَةٌ is an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] of تَطَيَّرَ, [q. v.,] (IAth,) and signifies auguration of evil. (Msb.) The Arabs used to say, to a man or other thing from which they augured evil, (TA,) طَائِرُ اللّٰهِ لَا طَائِرُكَ, (ISk, S, IAmb,) and طائرَ اللّٰه لا طائرَك, meaning What God doth and decreeth, not what thou dost and causest to be feared: (IAmb:) accord. to ISk, one should not say اللّٰهِ ↓ طَيْرُ: (S:) but the Arabs are related to have said, also, لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُ اللّٰهِ [There is no evil fortune but that which is of God]; like as one says, لَا أَمْرَ إِلَّا أَمْرُ اللّٰهِ. (As, S.) They also used to say, جَرَى لَهُ الطَّائِرُ بِأَمْرِ كَذَا [Fortune brought to him such an event]: and hence fortune, whether good or evil, is called طائر. (TA.) And it is said in the Kur [vii. 128], إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللّٰهِ, meaning Their evil fortune, which will overtake them, is only that which is threatened to befall them in the latter state, [with God,] and not that which befalls them in the present state of existence: (TA:) or the cause of their good and evil is only with God; i. e., it is his decree and will: or the cause of their evil fortune is only with God; i. e., it is their works, which are registered with Him. (Bd.) It is said in a trad., that Mohammad liked what is termed فَأْل, and disliked what is termed ↓ طِيَرَة: (S:) and in another, that he denied there being any such thing as the latter. (TA.) A2: Also The means of subsistence; syn. رِزْقٌ. (K:) or misery: or happiness: every one of these three significations has been assigned to it in the Kur xvii. 14: in which, accord. to AM, it is meant that God has decreed to every man happiness or misery, according as He foresaw that he would be obedient or disobedient. (TA.) [See also what immediately follows.]

A3: Also The actions of a man which are [as it were] attached as a necklace to his neck. (S, Msb, K.) And this is [also said by some to be] its signification in the Kur xvii. 14. (Jel.) [The actions of a man are the cause of his happiness or misery.]

A4: الطَّائِرُ signifies also The brain. (AAF, L, K.) أَطْيَرُ مِنْ عُقَابٍ [More swift of flight than an eagle] is a prov. said of an عقاب because it may be in the morning in El-' Irák and in the evening in El- Yemen. (Meyd.) مَطَارٌ [A place to or from which a bird or other thing flies: in the phrase طَارَ قَلْبِى مَطَارَهُ, (see 1,) it lit. signifies a place to which one would fly:] a place of flying. (TA.) b2: أَرْضٌ مَطَارَةٌ [and ↓ مُطِيرَةٌ (see 4)] A land abounding with birds. (S, K.) A2: حَفْرٌ مَطَارٌ, (O,) and بِئْرٌ مَطَارَةٌ, (O, K,) [A pit, or cavity, and a well,] wide in the mouth. (O, K.) مُطَارٌ Made to fly away: En-Nábighah says, وَلِرَهْطِ حَرَّابٍ وَقَدٍّ سُورَةٌ فِى المَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهُ بِمُطَارِ [And to the family of Harráb and Kadd belongs an eminence in glory of which they fear not any diminution: lit., of which the crow is not made to fly away; the greatness of their glory being likened to abundant seed-produce, as has been shown above: see 2]: (S:) A 'Obeyd says that Harráb and Kadd were two men of the BenooAsad. (TA in art. قد.) b2: See also طَيَّارٌ.

مُطِيرَةٌ: see مَطَارٌ.

مُطَيَّرٌ A sort of [garment of the kind called]

بُرْد (O, K) having upon it the forms of birds. (O.) A2: And Aloes-wood: (K:) or a certain preparation thereof: (AHn, TA:) or such as is مُطَرًّى [i. e. mixed with some other odoriferous substance]; formed by transposition from the latter word; (O, K;) but this pleased not ISd: (TA:) or aloes-wood split and broken in pieces. (O, K. *) مُسْتَطَارٌ [Made to fly.] b2: And hence,] (assumed tropical:) A horse that hastens, or is quick, in running: (K:) that runs quickly. (TS, L.) It is contracted by the poet 'Adee into مُسْطَار, or مُصْطَار. (TA.) And مُسْطَارٌ for مُسْتَطَارٌ is applied as an epithet to wine. (TA. [No ex. is there given to indicate the meaning.]) مُسْتَطِيرٌ (tropical:) Spreading; applied to dust; as also ↓ طَيَّارٌ; (TA;) and to hoariness; and to evil: (L:) rising and spreading; (K;) whereof the light spreads in the horizon; applied to the true dawn, which renders it unlawful to the faster to eat or drink or indulge in other carnal pleasure, and on the appearance of which the prayer of daybreak may be performed, and which is termed الخِيْطُ الأَبْيَضُ: that to which the epithet مُسْتَطِيل is applied is [the false dawn,] that which is likened to the tail of the wolf (ذَنَبُ السِّرْحَانِ), and is termed الخِيْطُ الأَسْوَدُ; and this does not render anything unlawful to the faster. (TA.) b2: Also A dog excited by lust; (Lth, O, K;) and so a camel; (K;) or the epithet applied in this sense to the latter is هَائِجٌ. (Lth, O, TA.)

طير: الطَّيَرانُ: حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ، طارَ

الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة؛ عن اللحياني وكراع وابن قتيبة،

وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه، يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر.

الصحاح: وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى.

والطَّيرُ: معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ، مؤنث، والواحد طائِرٌ

والأُنثى طائرةٌ، وهي قليلة؛ التهذيب: وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى؛ فاَّما

قوله أَنشده الفارسي:

هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ،

وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ

فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ؛ قال:

ونحنُ كَشَفْنا، عن مُعاوِيةَ، التي

هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق

عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا. وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول:

ومثله قولُ ابن مقبل:

كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ، بَيْنهُمُ،

نَزْوُ القُلاتِ، زَهاها قالُ قالِينا

وأَرضٌ مَطَارةٌ: كَثيرةُ الطَّيْرِ. فأَما قوله تعالى: إِنِّي أَخْلُقُ

لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن

الله؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً؛ وقوله: فأَنفخ فيه، الهاء

عائدة إِلى الطَّيْرِ، ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين: أَحدهما أَن

الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر، والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في

الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه، وإِنما

يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر؛ قال: وجميع هذا قول الفارسي، قال: وقد يجوز

أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر، وجمعُ الطائر

أَطْيارٌ، وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه؛ فأَما الطُّيُورُ

فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ، وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو

اسمٌ للجَمع، وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد؛ قال ابن سيده: ولا

أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ، وقرئ: فيكون طَيْراً بإِذْنِ

الله، وقال ثعلب: الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم، ثم

انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور، قال الأَزهري:

وهو ثِقَةٌ. الجوهري: الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع

الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ. وفي الحديث: الرُّؤْيا

لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ؛ قال: كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ

يَجْرِي، فهو طائرٌ مَجازاً، أَرادَ: على رِجْل قَدَرٍ جار، وقضاءٍ ماضٍ، من

خيرٍ أَو شرٍّ، وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها، أَي أَنها إِذا

احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها، وقَعَتْ على

ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل؛ وفي رواية أُخرى:

الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى

تُعَبِّر؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا

يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه، فكيف ما يكون على رِجْلِه؟ وفي حديث أَبي بكر

والنسّابة: فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا

نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله، «صلى الله عليه

وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ. وفي

حديث أَبي ذَرٍّ: تَرَكَنَا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وما طائر

يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ، يعني أَنه استوفى بَيانَ

الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ،

فضَرَبَ ذلك مَثَلاً، وقيل: أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى

بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ، وما

الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه، وأَشْباه ذلك، ولم يُرِدْ أَن

في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا

زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية. وقوله عز وجل: ولا طائرٍ

يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ قال ابن جني: هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه

قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ، وقد يجوز أَن

يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً، وذلك أَنه قد قالوا:

طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها

وقال العنبري:

طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا

ومن أَبيات الكتاب:

وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ

فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح. فقوله تعالى: ولا طائرٍ

يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ على هذا مُفِيدٌ، أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي

الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ.

والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذهابُ، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:

سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ

منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ

قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ. وفي حديث عُرْوة: حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي

تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً. وفي حديث ابن مسعود: فَقَدْنا رسولَ الله،

صلى الله عليه وسلم، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به

بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ. والاسْتِطارَةُ

والتَّطايُرُ: التفرُّقُ والذهابُ. وفي حديث علي، كرّم الله تعالى وجهه:

فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن.

قال ابن الأَثير: وقيل الهمزة أَصلية، وقد تقدم. وتطايَرَ الشيءُ: طارَ

وتفرَّقَ.

ويقال للقوم إِذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ: كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ؛

وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ

مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه. وقال الجوهري: كأَنَّ على رؤوسِهم

الطَّيرَ، إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ

البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة، فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه

لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ. ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير

قولهم: هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه. ويقال: أُطِيرَ الغُرابُ، فهو مُطارٌ؛

قال النابغة:

ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ

في المَجْدِ، ليس غرابُها بمُطارِ

وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه، حتى كأَنه

لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ، وذلك أَن الإِنسان لو وقع

عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن؛ ومنه قول

بعض أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنّا كنا مع النبي، صلى الله عليه

وسلم، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق

رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ.

والطَّيْرُ: الاسمُ من التَّطَيّر، ومنه قولهم: لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ، كما

يقال: لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله؛ وأَنشد الأَصمعي، قال: أَنشدناه

الأَحْمر:

تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ

على مُتَطيِّرٍ، وهو الثُّبورُ

بلى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ،

أَحايِيناً، وباطلُه كَثِيرُ

وفي صفة الصحابة، رضوان الله عليهم: كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ؛ وصَفَهم

بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ. وفي فلان

طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ؛ قال الكميت:

وحِلْمُك عِزٌّ، إِذا ما حَلُمْت،

وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ

ومنه قولهم: ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك.

والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت، وأَصله في ذي الجناح. وقالوا للشيء

يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه. طائرُ اللهِ لا طائرُك، فرَفَعُوه

على إِرادة: هذا طائرُ الله، وفيه معنى الدعاء، وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً؛

وقال ابن الأَنباري: معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما

تَتخوّفُه؛ وقال اللحياني: يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا

طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك، قال: يقولون هذا كلَّه

إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ، النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله،

وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك؛ قال:

والمصدرُ منه الطِّيَرَة؛ وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا؛ وجاء في الشر؛ قال الله

عز وجل: أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله؛ المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم

الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في

الدُّنْيا، وقال بعضهم: طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى:

جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم

وقال أَبو ذؤيب:

زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ، فإِن تَكُن

هَواكَ الذي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها

وقد تَطَيَّر به، والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ. وقال أَبو

عبيد: الطائرُ عند العرب الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ. وقال

الفراء: الطائرُ معناه عندهم العمَلُ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي

قُلِّدَه، وقيل رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر. وفي حديث أُمّ

العَلاء الأَنصارية: اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون

أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ: إِنْ كان أَحَدُنا

في زمان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر

القِدْح؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما

نَصْلُه وللآخر قِدْحُه. وطائرُ الإِنسانِ: ما حصَلَ له في علْمِ الله مما

قُدّرَ له. ومنه الحديث: بالمَيْمونِ طائِرُه؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه؛

ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ. وقوله عز وجل:

وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه؛ قيل حَظُّه، وقيل عَمَلُه،

وقال المفسرون: ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً

فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً، والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر: أَن لكل

امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه، وإِنما قيل للحظِّ من

الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب: جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر، على

طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً،

فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه

بالطائر يَلْزَمُه؛ وقرئ طائرَه وطَيْرَه، والمعنى فيهما قيل: عملُه

خيرُه وشرُّه، وقيل: شَقاؤه وسَعادتُه؛ قال أَبو منصور: والأَصل في هذا كله

أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه

أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته، وعَلِم المُطِيعَ منهم

والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة

من عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه

ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه، فذلك قولُه عز وجل: وكلَّ إِنسان

أَلْزَمْناه طائرَه؛ أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر

وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب، والحجةُ تَلْزَمهُم

بالذي يعملون، وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم. والعرب

تقول: أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه

أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه؛ ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه

بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه:

تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً

ووَتْراً، والزَّعامةُ لِلْغُلام

والأَشْرَاكُ: الأَنْصباءُ، واحدُها شِرْكٌ. وقوله شفعاً ووتراً أَي

قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ

للذكور من أَولاده.

وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ،

عليه السلام: قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك، قال طائركم عند الله؛

معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم اطَّيَّرْنا

تَشَاءَمْنا، وهو في الأَصل تَطَيَّرنا، فأَجابَهم الله تعالى فقال: طائرُكُم

مَعَكم؛ أَي شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم، وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ

وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها،

والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا

أَثارُوها، فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها، ثم

أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم

بها باطِلَةٌ. وقال: لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ؛ وكان النبي، صلى

الله عليه وسلم، يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ

الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن

سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم، وهو عَليل، فأَوْهَمَه سلامَتَه من

عِلّته، وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته؛

والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ، وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ

والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي، صلى الله عليه وسلم، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه

وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها. والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت،

ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ. الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء، والاسم

منه الطِّيَرَةُ، بكسر الطاء وفتح الياء، مثال العِنَبةِ، وقد تُسَكَّنُ

الياءُ، وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء. وفي الحديث: أَنه كان

يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ؛ قال ابن الأَثير: وهو مصدرُ

تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً، قال: ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما،

قال: وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ

والطَّيْرِ وغيرهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه

ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ؛

ومنه الحديث: ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ: الطِّيَرَةُ والحَسَدُ:

والظنُّ، قيل: فما نصْنعُ؟ قال: إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ

فلا تَبْغِ، وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ. وقوله تعالى: قالوا اطَّيّرْنا

بِك وبِمَنْ معَك؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء

واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما

مِنّا إِلاَّ... ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل؛ قال ابن الأَثير: هكذا

جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه

التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ، فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم

السامع؛ وهذا كحديثه الآخر: ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى

بن زكَرِيّا، فأَظْهَر المستثنى، وقيل: إِن قولَه وما منّا إِلا من قول

ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث، وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم

كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً

إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه، فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك، وقولُه: ولكن

الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل

على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه

به. وفي الحديث: أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب؛ أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم؛ جمع

طِيرَة. ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ: إِنه لَطَيُّورٌ

فَيُّورٌ. وفرس مُطارٌ: حديدُ الفُؤاد ماضٍ.

والتَّطايُر والاسْتِطارةُ: التفرُّق. واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر

في الهواء. وغُبار طيّار ومُسْتَطِير: مُنْتَشر. وصُبْحٌ مُسْتَطِير.

ساطِعٌ منتشر، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ. وفي التنزيل العزيز:

ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً. واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر

في الأُفُق ضَوءَهُ، فهو مُسْتَطِير، وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي

يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ، وبه تحلّ صلاة الفجر، وهو

الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز، وأَما الفجر

المستطيل، باللام، فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان، وهو

الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً، وهو الصبح الكاذب عند العرب.

وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير، هو الذي انتشر ضوءه

واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل؛ وفي حديث بني قريظة:

وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ

حَرِيقٌ، بالبُوَيْرةِ، مُسْتَطِيرُ

أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها. ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه:

ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه. وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب

والصَّدْعُ في الزُّجاجة: تَبَيّن في أَجزائهما. واسْتَطارَت

الزُّجاجةُ: تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها. واسْتطارَ الحائطُ:

انْصدَع من أَوله إِلى آخره؛ واسْتطارَ فيه الشَّقّ: ارتفع. ويقال: اسْتطارَ

فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً؛ وأَنشد:

إِذا اسْتُطِيرَتْ من جُفون الأَغْمادْ،

فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ

واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إِذا انتشر فيه. واسْتطارَ البَرْقُ إِذا

انتشر في أُفُقِ السماء. يقال: اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً،

فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ؛ وقال عنترة:

متى ما تَلْقَني، فَرْدَينِ، تَرْجُفْ

رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا

واسْتُطِير الفرسُ، فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ؛ وقول عدي:

كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ،

لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا

قيل: أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء، كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت.

وتَطايَرَ الشيءُ: طال. وفي الحديث: خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك؛ وفي

رواية: من شَعرِ رأْسِك؛ أَي طال وتفرق. واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر؛ قال

الراجز:

إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا

وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ. ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ

واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ. وبئر مَطارةٌ: واسعةُ الغَمِ؛ قال

الشاعر:كأَنّ حَفِيفَها، إِذ بَرّكوها،

هُوِيّ الرِّيحِ في جَفْرٍ مَطارِ

وطَيّر الفحلُ الإِبلَ: أَلْقَحها كلَّها، وقيل: إِنما ذلك إِذا

أَعْجَلت اللَّقَحَ؛ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت

باللِّقاح، وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ، وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل،

فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح؛

وأَنشد:

طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح،

في الهَيْجِ، قبل كلَبِ الرِّياحِ

وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا. ومَطارِ ومُطارٌ، كلاهما: موضع؛ واختار ابن

حمزة مُطاراً، بضم الميم، وهكذا أَنشد، هذا البيت:

حتى إِذا كان على مُطار

والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار، وسنذكر ذلك في مطر. وقال أَبو حنيفة:

مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف. والمُسْطارُ من الخمر: أَصله

مُسْتَطار في قول بعضهم. وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها.

والمُطَيَّرُ: ضَرْبٌ من البُرود؛ وقول العُجَير السلولي:

إِذا ما مَشَتْ، نادى بما في ثِيابها،

ذَكِيٌّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ

قال أَبو حنيفة: المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته، وذهب ابن جني إِلى أَن

المُطَيَّر العود، فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي

العُود الهندي أَيضاً، وقيل: هو مقلوب عن المُطَرَّى؛ قال ابن سيده: ولا

يُعْجِبني؛ وقيل: المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر، قال ابن بري:

المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود؛ قال ابن

هَرْمَة:أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى،

إِذا نِمْنا، أَلمَّ بنا فَزارا

كأَنّ الرَّكْبَ، إِذ طَرَقَتْكَ، باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ

قِمَارا

وقِمار أَيضاً: موضع بالهند يجلب منه العُود. وطارَ الشعر: طالَ؛ وقول

الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي:

طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ، لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

طِيرِي أَي اعْلَقي به. ومِخْراق: كريم لم تنله الزعانف أَي النساء

الزعانف، أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط. سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل

سَلِيم الحيّة. والطائرُ: فرس قتادة بن جرير. وذو المَطارة: جبل. وقوله في

الحديث: رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه؛

أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ.

وفي حديث وابِصَة: فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى

جهة يَهواها وتعلّق بها. والمَطارُ: موضع الطيَرانِ.

تَعَّ 

(تَعَّ) التَّاءُ وَالْعَيْنُ مِنَ الْكَلَامِ الْأَصِيلِ الصَّحِيحِ، وَقِيَاسُهُ الْــقَلَقُ وَالْإِكْرَاهُ. يُقَالُ تَعْتَعَ الرَّجُلُ إِذَا تَبَلَّدَ فِي كَلَامِهِ. وَكُلُّ مَنْ أُكْرِهَ فِي شَيْءٍ حَتَّى يَــقْلَقَ [فَقَدَ] تُعْتِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «حَتَّى يُؤْخَذَ لِلضَّعِيفِ حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ» . وَيُقَالُ تَعْتَعَ الْفَرَسُ إِذَا ارْتَطَمَ. قَالَ:

يُتَعْتِعُ فِي الْخَبَارِ إِذَا عَلَاهُ ... وَيَعْثُرُ فِي الطَّرِيقِ الْمُسيمِ

وَيُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي تَعَاتِعَ، أَيْ أَرَاجِيفَ وَتَخْلِيطٍ.

وَضَنَ

(وَضَنَ)
- فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «إِنَّكَ لَــقَلِقُ الوَضِين» الْوَضِينُ: بِطانٌ مَنْسُوج بعضُه عَلَى بَعْضٍ، يُشَدّ بِهِ الرَّحل عَلَى الْبَعِيرِ كالحِزَام للسَّرج. أَرَادَ أَنَّهُ سَرِيعُ الحَركة. يَصفه بالخِفَّة وقلَّة الثَّبات، كَالْحِزَامِ إِذَا كَانَ رِخْوا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:
إلَيْكَ تَعْدُو قَلِقــاً وَضِينُها
أَرَادَ أَنَّهَا قَدْ هُزِلَتْ ودَقَّت للسَّير عَلَيْهَا.
هَكَذَا أخْرجه الهَروِي والزَّمخشري عَنِ ابْنِ عُمَر. وأخْرَجه الطَّبرانيّ فِي «المُعْجَم» عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفاضَ مِنْ عَرفاتٍ وَهُوَ يَقول:
إلَيْكَ تَعْدُو قَلِقــاً وضِينُها 

هدس

هدس: هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً: طرده وزجره؛ يمانية مُمَاتة. والهَدَسُ:

شجر وهو عند أَهل اليمن الآسُ.

هدس


هَدَسَ(n. ac. هَدْس)
a. Drove, urged on.
b. [Fī] [ coll. ], Was anxious about.

هَدَسa. Myrtle.

هَاْدِسa. Anxious, preoccupied.
b. [ coll. ], Thought.
هدس:
هدس يهدس في: قلق على، خاف من (بقطر).
هادس: قلق وفي (محيط المحيط): (هَدَسه دفعه وساقه والهادس اسم فاعل. والعامة تستعمله بمعنى الهاجس).
هدس
الأزهريّ: الهَدَسُ - بالتحريك -: الآسُ. قال الصغاني مؤلف هذا الكِتاب: هذه لُغَةُ أهْلِ اليَمَنِ قاطبَةً.
هـدس
الهَدَسُ، مُحَرّكَةً، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ شَجَر الآس، قَالَ الصّاغانِيّ: فِي لُغَةِ أَهْلِ اليَمَن قاطِبَةً. وهَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً: طَرَدَه وزَجَرَه، يَمَانِيَة مُماتَة.

تخير اللفظ

تخير اللفظ
يتأنق أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه، ولما بين الألفاظ من فروق دقيقة في دلالتها، يستخدم كلا حيث يؤدى معناه في دقة فائقة، تكاد بها تؤمن بأن هذا المكان كأنما خلقت له تلك الكلمة بعينها، وأن كلمة أخرى لا تستطيع توفية المعنى الذى وفت به أختها، فكل لفظة وضعت لتؤدى نصيبها من المعنى أقوى أداء، ولذلك لا تجد في القرآن ترادفا، بل فيه كل كلمة تحمل إليك معنى جديدا.
ولما بين الكلمات من فروق، ولما يبعثه بعضها في النفس من إيحاءات خاصة، دعا القرآن ألا يستخدم لفظ مكان آخر، فقال: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات 14). فهو لا يرى التهاون في استعمال اللفظ ولكنه يرى التدقيق فيه ليدل على الحقيقة من غير لبس ولا تمويه، ولما كانت كلمة راعِنا لها معنى في العبرية مذموم، نهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول بها فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا (البقرة 104).
فالقرآن شديد الدقة فيما يختار من لفظ، يؤدى به المعنى.
استمع إليه في قوله: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (البقرة 49). ما تجده قد اختار الفعل ذبح، مصورا به ما حدث، وضعّف عينه للدلالة على كثرة ما حدث من القتل فى أبناء إسرائيل يومئذ، ولا تجد ذلك مستفادا إذا وضعنا مكانها كلمة يقتلون.
وتنكير كلمة حياة، فى قوله تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ (البقرة 96).
يعبر تعبيرا دقيقا عن حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة يعيشونها، مهما كانت حقيرة القدر، ضئيلة القيمة، وعند ما أضيفت هذه الكلمة إلى ياء المتكلم في قوله تعالى: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (الفجر 23، 24). عبرت بأدق تعبير عن شعور الإنسان يومئذ، وقد أدرك في جلاء ووضوح أن تلك الحياة الدنيا لم تكن إلا وهما باطلا، وسرابا خادعا، أما الحياة الحقة الباقية، فهى تلك التى بعد البعث؛ لأنها دائمة لا انقطاع لها، فلا جرم أن سماها حياته، وندم على أنه لم يقدم عملا صالحا، ينفعه في تلك الحياة.
واستمع إلى قوله تعالى: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (الإنسان 10، 11). تجد كلمة العبوس قد استعملت أدق استعمال؛ لبيان نظرة الكافرين إلى ذلك اليوم، فإنهم يجدونه عابسا مكفهرّا، وما أشد اسوداد اليوم، يفقد فيه المرء الأمل والرجاء، وكلمة قَمْطَرِيراً بثقل طائها مشعرة بثقل هذا اليوم، وفي كلمتى النضرة والسرور تعبير دقيق عن المظهر الحسى لهؤلاء المؤمنين، وما يبدو على وجوههم من الإشراق، وعما يملأ قلوبهم من البهجة.
ومن دقة التمييز بين معانى الكلمات، ما تجده من التفرقة في الاستعمال بين:
يعلمون، ويشعرون، ففي الأمور التى يرجع إلى العقل وحده أمر الفصل فيها، تجد كلمة يَعْلَمُونَ صاحبة الحق في التعبير عنها، أما الأمور التى يكون للحواس مدخل في شأنها، فكلمة يَشْعُرُونَ أولى بها، وتأمل لذلك قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13). فالسفاهة أمر مرجعه إلى العقل، وقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ (البقرة 26). وقوله تعالى: أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (البقرة 77). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (الأنعام 114). وقوله تعالى: أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (يونس 55). وقوله تعالى: بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 24). وقوله تعالى: وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (النور 25). إلى غير ذلك مما يطول بى أمر تعداده، إذا مضيت في إيراد كل ما استخدمت فيه كلمة يعلمون.
وتأمل قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (البقرة 154). فمن الممكن أن يرى الأحياء وأن يحس بهم، وقوله تعالى:
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (الزمر 55)، فالعذاب مما يشعر به ويحس، وقوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 11، 12). وقوله تعالى: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (النمل 18). وقوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (القصص 11). وغير ذلك كثير.
واستخدم القرآن كلمة التراب، ولكنه حين أراد هذا التراب الدقيق الذى لا يقوى على عصف الريح استخدم الكلمة الدقيقة وهى الرماد، فقال: الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (إبراهيم 18). كما أنه آثر عليها كلمة الثرى، عند ما قال: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (طه 4 - 6). لأنه يريد- على ما يبدو من سياق الآيات الكريمة- الأرض المكونة من التراب، وهى من معانى الثرى، فضلا عما في اختيار الكلمة من المحافظة على الموسيقى اللفظية في فواصل الآيات.
وعبر القرآن عن القوة العاقلة في الإنسان بألفاظ، منها الفؤاد واللب والقلب، واستخدم كلا في مكانه المقسوم له، فالفؤاد في الاستخدام القرآنى يراد به تلك الآلة التى منحها الله الإنسان، ليفكر بها، ولذا كانت مما سوف يسأل المرء عن مدى انتفاعه بها يوم القيامة، كالسمع، والبصر، قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء 36). وتجد هذا واضحا فيما وردت فيه تلك الكلمة من الآيات، واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ (الملك 23). وقوله تعالى: ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (النجم 11). وقوله تعالى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (الأنعام 113). وقوله تعالى: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةَ (الهمزة 6، 7). وقوله تعالى: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (إبراهيم 43).
أما اللب ولم يستخدم في القرآن إلا مجموعا، فيراد به التفكير الذى هو من عمل تلك الآلة، تجد هذا المعنى في قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وقوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (آل عمران 190). وقوله تعالى: وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (البقرة 269).
أما القلب، وهو أكثر هذه الكلمات دورانا في الاستخدام القرآنى، فهو بمعنى أداة التفكير، فى قوله تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها (الأعراف 179). وقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها (الحج 46). وقوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً (آل عمران 8). وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وهو أداة الوجدان، كما تشعر بذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (الأنفال 2). وقوله تعالى: وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ (الأحزاب 10). وقوله تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (النازعات 6 - 8). وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً (الفتح 4). وقوله تعالى: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (القيامة 27). وقوله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد 28).
وهو أداة الإرادة، كما يبدو ذلك في قوله تعالى: إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (القصص 10). وقوله تعالى: وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (الأنفال 11). وقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ (الأحزاب 5).
فالقرآن يستخدم القلب فيما نطلق عليه اليوم كلمة العقل، وجعله في الجوف حينا في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (الأحزاب 4).
وفي الصدر حينا، فى قوله: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). تعبير عما يشعر به الإنسان عند ما يلم به وجدان، أو تملؤه همة وإرادة.
ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ أنه لا يكاد يذكر المشركين، إلا بأنهم أصحاب النار، ولكنا نجده قال في سورة (ص): وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ . فنراه قد استخدم كلمة أَهْلِ وهى هنا أولى بهذا المكان من كلمة (أصحاب)، لما تدل عليه تلك من الإقامة في النار والسكنى بها. وكلمة (ميراث) فى قوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (آل عمران 180). واقعة موقعها، وهى أدق من كلمة (ملك) فى هذا الموضع، لما أن المال يرى في أيدى مالكيه من الناس، ولكنه سوف يصبح ميراثا لله.
وقد يحتاج المرء إلى التريث والتدبر، ليدرك السر في إيثار كلمة على أخرى، ولكنه لا يلبث أن يجد سمو التعبير القرآنى، فمن ذلك قوله تعالى: قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (طه 63 - 65). فقد يبدو للنظرة العاجلة أن الوجه أن يقال: إما أن تلقى وإما أن نلقى، وربما توهم أن سر العدول يرجع إلى مراعاة النغم الموسيقى فحسب، حتى تتفق الفواصل في هذا النغم، وذلك ما يبدو بادئ الرأى، أما النظرة الفاحصة فإنها تكشف رغبة القرآن في تصوير نفسية هؤلاء السحرة، وأنهم لم يكونوا يوم تحدوا موسى بسحرهم، خائفين، أو شاكين في نجاحهم، وإنما كان الأمل يملأ قلوبهم، فى نصر مؤزر عاجل، فهم لا ينتظرون ما عسى أن تسفر عنه مقدرة موسى عند ما ألقى عصاه، بل كانوا مؤمنين بالنصر سواء أألقى موسى أولا، أم كانوا هم أول من ألقى.
ومن ذلك قوله تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (البقرة 176).
فقد يتراءى أن وصف الشقاق، وهو الخلاف، بالقوة أولى من وصفه بالبعد، ولكن التأمل يدل على أن المراد هنا وصف خلافهم بأنه خلاف تتباعد فيه وجهات النظر إلى درجة يعسر فيها الالتقاء، ولا يدل على ذلك لفظ غير هذا اللفظ الذى اختاره القرآن. ومن ذلك قوله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (الحج 27). فربما كانت الموسيقى، والفاصلة في الآية السابقة دالية- تجعل من المناسب أن يوصف الفج بالبعد، فيقال: فج بعيد، ولكن إيثار الوصف بالعمق، تصوير لما يشعر به المرء أمام طريق حصر بين جبلين، فصار كأن له طولا، وعرضا، وعمقا.
وإيثار كلمة مَسْكُوبٍ فى قوله تعالى: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ (الواقعة 27 - 31). مكان كلمة (غزيرة)، أدق في بيان غزارته، فهو ماء لا يقتصد في استعماله، كما يقتصد أهل الصحراء، بل هو ماء يستخدمونه استخدام من لا يخشى نفاده، بل ربما أوحت تلك الكلمة بمعنى الإسراف في هذا الاستخدام.
واستخدام كلمة يَظُنُّونَ فى الآية الكريمة: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45، 46).
قوية في دلالتها على مدح هؤلاء الناس، الذين يكفى لبعث الخشوع في نفوسهم، وأداء الصلاة، والاتصاف بالصبر- أن يظنوا لقاء ربهم، فكيف يكون حالهم إذا اعتقدوا؟.
ومن دقة أسلوب القرآن في اختيار ألفاظه ما أشار إليه الجاحظ حين قال :
(وقد يستخف الناس ألفاظا ويستعملونها، وغيرها أحق بذلك منها، ألا ترى أن الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع، إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب، ويذكرون الجوع في حالة القدرة والسلامة، وكذلك ذكر المطر، لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر، وذكر الغيث).
لاختيار القرآن للكلمة الدقيقة المعبرة، يفضل الكلمة المصورة للمعنى أكمل تصوير، ليشعرك به أتم شعور وأقواه، وخذ لذلك مثلا كلمة يُسْكِنِ فى قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ (الشورى 33). وكلمة تَسَوَّرُوا فى قوله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (القصص 21). وكلمة (يطوقون) فى الآية الكريمة: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ (آل عمران 180). وكلمة يَسْفِكُ فى آية: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (البقرة 30). وكلمة (انفجر) فى قوله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (البقرة 60). وكلمة يَخِرُّونَ فى الآية: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً . وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا (الإسراء 107، 108). وكلمة مُكِبًّا فى قوله تعالى: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (النمل 22). وكلمة تَفِيضُ فى قوله تعالى: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ (المائدة 83). وكلمة يُصَبُّ فى قوله تعالى: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19). وكلمة (يدس) فى قوله تعالى: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (النحل 58، 59). وكلمة قاصِراتُ فى قوله تعالى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (الصافات 48). وكلمة مُسْتَسْلِمُونَ. فى قوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (الصافات 25، 26). ومُتَشاكِسُونَ فى قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (الزمر 29). ويطول بى القول، إذ أنا مضيت في عرض هذه الكلمات التى توضع في مكانها المقسوم من الجملة، فتجعل المعنى مصورا تكاد تراه بعينك، وتلمسه بيدك، ولا أريد أن أمضى في تفسير الكلمات التى استشهدت بها؛
لأنها من وضوح الدلالة بمكان.
ولهذا الميل القرآنى إلى ناحية التصوير، نراه يعبر عن المعنى المعقول بألفاظ تدل على محسوسات، مما أفرد له البيانيون علما خاصّا به دعوه علم البيان، وأوثر أن أرجئ الحديث عن ذلك إلى حين، وحسبى الآن أن أبين ما يوحيه هذا النوع من الألفاظ في النفس، ذلك أن تصوير الأمر المعنوى في صورة الشيء المحسوس يزيده تمكنا من النفس، وتأثيرا فيها، ويكفى أن تقرأ قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (البقرة 7). وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ (الجاثية 23). لترى قدرة كلمة خَتَمَ، فى تصوير امتناع دخول الحق قلوب هؤلاء الناس، وقوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (البقرة 257). لترى قيمة كلمتى الظلمات والنور، فى إثارة العاطفة وتصوير الحق والباطل. وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). لترى قيمة هذه الصفات التى تكاد تخرجهم عن دائرة البشر، وقوله سبحانه: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27).
فكلمات ينقضون ويقطعون ويوصل، تصور الأمور المعنوية في صور المحس الملموس، وفي القرآن من أمثال ذلك عدد ضخم، سوف نعرض له في حينه.
وفي القرآن كثير من الألفاظ، تشع منها قوى توحي إلى النفس بالمعنى وحيا، فتشعر به شعورا عميقا، وتحس نحو الفكرة إحساسا قويّا. خذ مثلا قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (التكوير 17، 18). فتأمل ما توحى به كلمة تَنَفَّسَ من تصوير هذه اليقظة الشاملة للكون بعد هدأة الليل، فكأنما كانت الطبيعة هاجعة هادئة، لا تحس فيها حركة ولا حياة، وكأنما الأنفاس قد خفتت حتى لا يكاد يحس بها ولا يشعر، فلما أقبل الصبح صحا الكون، ودبت الحياة في أرجائه.
وخذ قوله تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة 117، 118). وقف عند كلمة (ضاق) فى ضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، فإنها توحى إليك بما ألم بهؤلاء الثلاثة من الألم والندم، حتى شعروا بأن نفوسهم قد امتلأت من الندم امتلاء، فأصبحوا لا يجدون في أنفسهم مكانا، يلتمسون فيه الراحة والهدوء، فأصبح الــقلق يؤرق جفنهم، والحيرة تستبد بهم، وكأنما أصبحوا يريدون الفرار من أنفسهم.
واقرأ قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً (السجدة 16).
وتبين ما تثيره في نفسك كلمة تَتَجافى، من هذه الرغبة الملحة التى تملك على المتقين نفوسهم، فيتألمون إذا مست جنوبهم مضاجعهم، ولا يجدون فيها الراحة والطمأنينة، وكأنما هذه المضاجع قد فرشت بالشوك فلا تكاد جنوبهم تستقر عليها حتى تجفوها، وتنبو عنها. وقف كذلك عند كلمة يَعْمَهُونَ فى قوله سبحانه: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (البقرة 15). فإن اشتراك هذه الكلمة مع العمى في الحروف كفيل بالإيحاء إلى النفس، بما فيه هؤلاء القوم من حيرة واضطراب نفسى، لا يكادون به يستقرون على حال من الــقلق.
واقرأ الآية الكريمة: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (النساء 185). أفلا تجد فى كلمة زُحْزِحَ ما يوحى إليك بهذا الــقلق، الذى يملأ صدور الناس في ذلك اليوم، لشدة اقترابهم من جهنم، وكأنما هم يبعدون أنفسهم عنها في مشقة وخوف وذعر. وفي كلمة طمس في قوله تعالى: وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (القمر 37). ما يوحى إليك بانمحاء معالم هذه العيون، حتى كأن لم يكن لها من قبل في هذا الوجه وجود. ويوحى إليك الراسخون في قوله سبحانه: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (النساء 7). بهذا الثبات المطمئن، الذى يملأ قلب هؤلاء العلماء، لما ظفروا به من معرفة الحق والإيمان به. وتوحى كلمة شَنَآنُ فى قوله سبحانه: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا (المائدة 2). توحى بهذا الجوى، الذى يملأ الصدر، حتى لا يطيق المرء رؤية من يبغضه، ولا تستسيغ نفسه الاقتراب منه.
ولما سمعنا قوله تعالى لعيسى بن مريم: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (النساء 55). أوحى إلينا التعبير بالتطهير، بما يشعر به المؤمن بالله نحو قوم مشركين، اضطر إلى أن يعيش بينهم، فكأنهم يمسونه برجسهم، وكأنه يصاب بشيء من هذا الرجس، فيطهر منه إذا أنقذ من بينهم. وكلمة سُكِّرَتْ فى قوله سبحانه: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14، 15). قد عبر بها الكافرون عما يريدون أن يوهموا به، عما حدث لأبصارهم من الزيغ، فكانت كلمة سُكِّرَتْ، وهى مأخوذة من السكر دالة أشد دلالة على هذا الاضطراب في الرؤية، ولا سيما أن هذا السكر قد أصاب العين واستقل بها، ومعلوم أن الخلط من خصائص السكر، فلا يتبين السكران ما أمامه، ولا يميزه على الوجه الحق. واختار القرآن عند عد المحرمات كلمة أُمَّهاتُ، إذ قال: حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ
(النساء 3). وآثر كلمة الْوالِداتُ فى قوله سبحانه: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (البقرة 233)، لما أن كلمة (الأم) تبعث في النفس إحساسا بالقداسة، وتصور شخصا محاطا بهالة من الإجلال، حتى لتشمئز النفس وتنفر أن يمس بما يشين هذه القداسة، وذلك الإجلال، وتنفر من ذلك أشد النفور، فكانت أنسب كلمة تذكر عند ذكر المحرمات، وكذلك تجد كل كلمة في هذه المحرمات مثيرة معنى يؤيد التحريم، ويدفع إليه، أما كلمة الوالدات فتوحى إلى النفس بأن من الظلم أن ينزع من الوالدة ما ولدته، وأن يصبح فؤادها فارغا، ومن هنا كانت كل كلمة منهما موحية في موضعها، آخذة خير مكان تستطيع أن تحتله.
وقد تكون الكلمة في موضعها مثيرة معنى لا يراد إثارته، فيعدل عنها إلى غيرها، تجد ذلك في قوله سبحانه: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (الجن 3).
فقد آثر كلمة صاحِبَةً على زوج وامرأة، لما تثيره كلاهما من معان، لا تثيرهما فى عنف مثلهما- كلمة صاحبة.
وقد يكون الجمع بين كلمتين هو سر الإيحاء ومصدره، كالجمع بين النَّاسُ وَالْحِجارَةُ فى قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (البقرة 24). فهذا الجمع يوحى إلى النفس بالمشاكلةبينهما والتشابه. وقد تكون العبارة بجملتها هى الموحية كما تجد ذلك في قوله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (المؤمنون 19). أو لا تجد هذه الثياب من النار، موحية لك بما يقاسيه هؤلاء القوم من عذاب أليم، فقد خلقت الثياب يتقى بها اللابس الحر والقر، فماذا يكون الحال إذا قدت الثياب من النيران.
لو بغير الماء صدرى شرق ... كنت كالغصان، بالماء اعتصارى
ومن هذا الباب قوله تعالى: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (الزمر 16). فإن الظلة إنما تكون ليتقى بها وهج الشمس، فكيف إذا كان الظلة نفسها من النيران.
هذه أمثلة قليلة لما في القرآن من كلمات شديدة الإيحاء، قوية البعث لما تتضمنه من المعانى. وهناك عدد كبير من ألفاظ، تصور بحروفها، فهذه «الظاء والشين» فى قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (الرحمن 35).
و «الشين والهاء» فى قوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (الملك 7). و «الظاء» فى قوله تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (الليل 14). و «الفاء» فى قوله سبحانه: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 11، 12). حروف تنقل إليك صوت النار مغتاظة غاضبة. وحرف «الصاد» فى قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (القمر 19). يحمل إلى سمعك صوت الريح العاصفة، كما تحمل «الخاء» فى قوله سبحانه: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (فاطر 12). إلى أذنك صوت الفلك، تشق عباب الماء.
وألفاظ القرآن مما يجرى على اللسان في سهولة ويسر، ويعذب وقعه على الأذن، في اتساق وانسجام.
قال البارزى في أول كتابه: (أنوار التحصيل في أسرار التنزيل): اعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزءي الجملة قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولا بدّ من استحضار معانى الجمل، واستحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ، ثم استعمال أنسبها وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر، فى أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله، فلذلك كان القرآن أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح، ولذلك أمثلة منها قوله تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ (الرحمن 54). لو قال مكانه: «وثمر الجنتين قريب». لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجنى والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل. ومنها قوله تعالى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ (العنكبوت 48). أحسن من التعبير بتقرأ لثقله بالهمزة. ومنها: لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2). أحسن من (لا شك فيه) لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب. ومنها:
وَلا تَهِنُوا (آل عمران 139). أحسن من (ولا تضعفوا) لخفته. ووَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (مريم 4). أحسن من (ضعف)؛ لأن الفتحة أخف من الضمة، ومنها «آمن» أخف من «صدق»، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق. وآثَرَكَ اللَّهُ (يوسف 91). أخف من (فضّك) و (آتى) أخف من (أعطى) و (أنذر) أخف من (خوّف) و (خير لكم) أخف من (أفضل لكم) والمصدر في نحو: هذا خَلْقُ اللَّهِ (لقمان 11). (يؤمنون بالغيب) أخف من (مخلوق) و (الغائب) و (نكح) أخف من (تزوج)؛ لأن فعل أخف من تفعّل، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر، ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة، والغضب، والرضا، والحب، والمقت، فى أوصاف الله تعالى مع أنه لا يوصف بها حقيقة؛ لأنه لو عبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام، كأن يقال: يعامله معاملة المحب، والماقت، فالمجاز في مثل هذا أفضل من الحقيقة، لخفته، واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ، فإن قوله: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (الزخرف 55). أحسن من (فلما عاملونا معاملة المغضب) أو (فلما أتوا إلينا بما يأتيه المغضب) أهـ .
وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما، ولعله وجد فيهما ثقلا، وهما كلمتا «الآجر» و «الأرضين». أما الأولى فقد أعرض عنها في سورة القصص، فبدل أن يقول: (وقال فرعون: يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى، فهيئ لى يا هامان آجرا، فاجعل لى صرحا، لعلى أطلع إلى إله موسى). قال: وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى
(القصص 38).
وأما الثانية فقد تركها في الآية الكريمة: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (الطّلاق 12).
هذا ومما ينبغى الإشارة إليه أن القرآن قد أقل من استخدام بعض الألفاظ، فكان يستخدم الكلمة مرة أو مرتين، وليس مرجع ذلك لشىء سوى المقام الذى يستدعى ورود هذه الكلمة. وللقرآن استعمالات يؤثرها، فمن ذلك وصفه الحلال بالطّيب، وذكر السّجّيل مع حجارة، وإضافة الأساطير إلى الأولين، وجعل مسنون وصفا للحمأ، ويقرن التأثيم باللغو، وإلّا بذمّة، ومختالا بفخور، ويصف الكذاب بأشر.
ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر، فمن ذلك أنه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر، فجاءت في القرآن جزلة متينة، وفي الشعر ركيكة ضعيفة ... أما الآية فهى قوله تعالى: فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (الأحزاب 53). وأما بيت الشعر، فهو قول أبى الطيب المتنبى:
تلذ له المروءة، وهى تؤذى ... ومن يعشق يلذ له الغرام
وهذا البيت من أبيات المعانى الشريفة، إلا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آية القرآن، فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها، وحسن موقعها في تركيب الآية ... وهذه اللفظة التى هى تؤذى إذا جاءت في الكلام، فينبغى أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها، متعلقة به، كقوله تعالى: إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ وقد جاءت في قول المتنبى منقطعة، ألا ترى أنه قال: تلذ له المروءة وهى تؤذى، ثم قال: ومن يعشق يلذ له الغرام، فجاء بكلام مستأنف، وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوى، وأضيف إليها كاف الخطاب، فأزال ما بها من الضعف والركة، قال: «باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك» . وكذلك ورد في القرآن الكريم، إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ، فلفظة (لى) أيضا مثل لفظة يؤذى، وقد جاءت في الآية مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجىء لائقة، كقول أبى الطيب أيضا:
تمسى الأمانى صرعى دون مبلغه ... فما يقول لشىء: ليت ذلك لى
وهنا من هذا النوع لفظة أخرى، قد وردت في القرآن الكريم، وفي بيت من شعر الفرزدق، فجاءت في القرآن حسنة، وفي بيت الشعر غير حسنة، وتلك اللفظة هى لفظة القمل، أما الآية فقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ (الأعراف 133). وأما بيت الشعر فقول الفرزدق:
من عزه احتجرت كليب عنده ... زريا، كأنهم لديه القمّل
وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر؛ لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام، ولم ينقطع الكلام عندها، وجاءت في الشعر قافية أى آخرا انقطع الكلام عندها، وإذا نظرنا إلى حكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم، غصنا في بحر عميق لا قرار له، فمن ذلك هذه الآية المشار إليها، فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ، هى: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وأحسن هذه الألفاظ الخمسة هى: الطوفان، والجراد، والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظتا الطوفان، والجراد، وأخرت لفظة الدم آخرا، وجعلت لفظة القمل والضفادع في الوسط؛ ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا، ثم إن لفظة الدم أحسن من لفظتى الطوفان، والجراد، وأخف في الاستعمال، ومن أجل ذلك جىء بها آخرا، ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية .
وقال ابن سنان الخفاجى، معلقا على قول الشريف الرضى:
أعزز علىّ بأن أراك وقد خلت ... عن جانبيك مقاعد العواد
إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح، إلا أنه موافق لما يكره في هذا الشأن، لا سيما وقد أضافه إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به . وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر آخر يكره ذكره ، قال ابن الأثير: وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية، وهى قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ (آل عمران 121).
وكذلك قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (الجن 8، 9). ألا ترى أنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح إضافته إليه، كما جاءت في الشعر، ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد، مقاعد الزيادة، أو ما جرى مجراه، لذهب ذلك
القبح، وزالت تلك الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن، وجاءت على ما تراه من القبح، فى قول الشريف الرضى .
ومن ذلك استخدام كلمة شىء، ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها. واستمع إلى قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (الكهف 45). وقوله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (الطّور 35). وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (يونس 44). إلى غير ذلك من عشرات الآيات التى وردت فيها تلك اللفظة، وكانت متمكنة في مكانها أفضل تمكن وأقواه، ووازن بينها في تلك، وبينها في قول المتنبى يمدح كافورا:
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه ... لعوقه شىء عن الدوران
فإنك تحس بــقلقــها في بيت المتنبى، ذلك أنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشيء، الذى يعوق الفلك عن الدوران، فكأن هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذى يغمرها، عند ما تدرك المعنى وتطمئن إليه.
ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظا لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، فى مكانها من الحسن، وقد يقال: إن كلمة الغائط من قوله سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (المائدة 43). قد أصابها الزمن، فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها، ولكنا إذا تأملنا الموقف، وأنه موقف تشريع وترتيب أحكام، وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى، وصاغه في كناية بارعة، فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، وكانوا يمضون إليه في تلك الحالة، فتأمل أى كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وإن شئت أن تتبين ذلك، فضع مكانها كلمة تبرزتم، أو تبولتم، لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان، ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن، وأنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعى الصريح.

الإله

الإله
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الإله) : الهمزة واللام والهاء، وقد جاء في معاجم اللغة من هذه المادة ما يأتي بيانه فيما يلي: (1)
[ألهتُ إلى فلان] : سكنت إليه
[ألهَ الرجل يأله] إذا فرغ من أمرٍ نزل به فألهه أي أجاره
[ألِه الرجلُ إلى الرجل] : اتجه إليه لشدة شوقه إليه.
[اله الفصيل] إذا ولع بأمّه
[أله الإهة والُوهَة] عبد.
وقيل (الإله) مشتق من (لاه يليه ليهاً] : أي احتجب ويتبين من التأمل في هذه المعاني المناسبة التي جعلت "اله ياله إلهة" تستعمل بمعنى العبادة – (أي التأله) – (الاله) بمعنى المعبود:
1- أن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون ما أتاه احتياج المرء وافتقاره. وما كان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحداً ما لم يظن فيه أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يسكن من روعه في حال الــقلق والاضطراب.
2- وكذلك أن اعتقاد المرء أن أحداً ما قاض للحاجات ومجيب للدعوات، لستلزم أن يعده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة، وألا يعترف بعلوه في المنزلة فحسب، بل أن يعترف كذلك بعلوه وغلبته في القوة والأيد.
3- ومن الحق كذلك أن ما تقضى به حاجات المرء غالباً حسب قانون الأسباب والمسببات في هذه الدنيا، ويقع جل عمله في قضاء الحاجات تحت سمع المرء وبصره، وفي حدود لا تخرج من دائرة علمه، لا ينشئ في نفس المرء شيئاً من النزوع إلى عبادته أبداً، خذ لذلك مثلاً أن رجلاً يحتاج إلى مال ينفقه في بعض حاجته، فيأتي رجلاً آخر يطلب منه عملاً أو وظيفة فيجيبه الرجل إلى طلبه ويقلده عملاً، ثم يأجره على عمله، فإن الرجل لا يخطر له ببال أصلاً – فضلاً عن أن يعتقد – أن الرجل يستحق العبادة من قبله، لما علم بل رأى بأمّ عينه كل المنهاج الذي بلغ به غايته وعرف الطريقة التي اتخذها الرجل لقضاء حاجته. فإن تصور العبادة لا يمكن أن يخطر ببال المرء إلا إذا كان شخص المعبود وقوّته من وراء حجاب الغيب، وكانت مقدرته على قضاء الحوائج تحت أستار الخفاء. من ها هنا قد اختيرت للمعبود كلمة تتضمن معاني الاحتجاب والحيرة والوله مع اشتمالها على معنى الرفعة والعلوّ.
4- ورابع الأربعة أنه من الأمور الطبيعية التي لا مندوحة عنها أن يتجه الإنسان في شوق وولع إلى من يظن فيه أنه قادر على أن يقضي حاجته إذا احتاج، وعلى أن يؤويه إذا نابته النوائب، ويهدئ أعصابه عند الــقلق. فتبين من ذلك كله أن التصورات التي قد أطلقت من أجلها كلمة (الإله) على المعبود هي: قضاء الحاجة والإجارة والتهدئة والتعالي والهيمنة وتملك القوى التي يرجى بها أن يكون المعبود قاضياً للحاجات مجيراً في النوازل وأن يكون متوارياً عن الأنظار يكاد يكون سراً من الأسرار لا يدركه الناس، وأن يفزع إليه الإنسان ويولع به.


تصور الإله عند أهل الجاهلية:
ويجمل بنا بعد هذا البحث اللغوي أن ننظر ماذا كانت تصورّات العرب والأمم القديمة في باب الألوهية التي جاء القرآن بإبطالها.
يقول سبحانه وتعالى
1- (واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً) (مريم:81)
(واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم يُنصرون) (يس: 74)
يتبين من هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين كان يحسبهم أهل الجاهلية آلهة لأنفسهم كانوا يظنون بهم أنهم أولياؤهم وحماتهم في النوائب والشدائد وأنهم يكونون بمأمن من الخوف والنقض إذا احتموا بجوارهم.
2- (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لمّا جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب) (هود: 101)
(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون. أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيّان يبعثون. إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 20-22)
(ولا تدع مع الله إلهاً آخر، لا إله إلا هو (1)) (القصص: 88)
(وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) (يونس: 66) وتتجلى من هذه الآيات بضعة أمور، أحدها أن الذين كان أهل الجاهلية يتخذونهم آلهة لهم كانوا يدعونهم عند الشدائد ويستغيثون بهم؛ والثاني: أن آلهتهم أولئك لم يكونوا من الجن أو الملائكة أو الأصنام فحسب بل كانوا كذلك أفراداً من البشر قد ماتوا من قبل، كما يدل عليه قوله تعالى: "أمواتٌ غير أحياء وما يشعرون أيان يُبعثون" دلالة واضحة والثالث: أنهم كانوا يزعمون أن آلهتهم هذه يسمعون دعاءهم ويقدرون على نصرهم.
ولابد للقارئ في هذا المقام من أن يكون على ذكر من مفهوم الدعاء، ومن وضعية النصرة التي يرجوها الإنسان من الإله فالمرء إذا كان أصابه العطش مثلاً فدعا خادمه وأمره بإحضار الماء أو إذا أصيب بمرض فدعا الطبيب لمداواته، ولا يصحّ أن يطلق على طلب الرجل للخادم أو للطبيب حكم "الدعاء" وكذلك ليس من معناه أن الرجل قد اتخذ الخادم أو الطبيب إلهاً له. وذلك أن كل ما فعله الرجل جار على قانون العلل والأسباب ولا يخرج عن دائرة حكمه. ولكنه إذا استغاث بولي أو وثن – وقد أجهده العطش أو المرض- بدلاً من أن يدعو الخادم أو الطبيب، فلا شك أنه دعاه لتفريج الكربة واتخذه إلهاً. فإنه دعا ولياً قد ثوى في قبر يبعد عنه بمئات من الأميال، فكأني له يراه سميعاً بصيراً ويزعم أن له نوعاً من السلطة على عالم الأسباب مما يجعله قادراً على ان يقوم بإبلاغه الماء أو شفائه من المرض، وكذلك إذا دعا وثناً في مثل هذه الحال يلتمس منه الماء أو الشفاء، فكأنه يعتقد أن الوثن حكمه نافذ على الماء أو الصحة أو المرض، مما يقدر به أن يتصرف في الأسباب لقضاء حاجته تصرفاً غيبياً خارجاً عن قوانين الطبيعة. وصفوة القول أن التصور الذي لأجله يدعو الإنسان الإله ويستغيثه ويتضرع إليه هو لا جرم تصور كونه مالكاً للسلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة وللقوى الخارجة عن دائرة نفوذ قوانين الطبيعة. 3- (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرَّفنا الآيات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكُهم وما كانوا يفترون) (الأحقاف: 27-28)
(ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضرٍّ لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون) (يس: 22-23)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون) (الزمر: 3)
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) فيتجلى من هذه الآيات الكريمة أمور عديدة منها أن أهل الجاهلية ما كانوا يعتقدون في آلهتهم أن الألوهية قد توزعت فيما بينهم، فليس فوقهم إله قاهر، بل كان لديهم تصور واضح لإله قاهر كانوا يعبرون عنه بكلمة (الله) في لغتهم. وكانت عقيدتهم الحقيقة في شأن سائر الآلهة أن لهم شيئاً من التدخل والنفوذ في ألوهية ذلك الإله الأعلى، وأن كلمتهم تُتَلقى عنده بالقبول وأنه يمكن أن تتحقق أمانينا بواسطتهم ونستدر النفع ونتجنب المضار باستشفاعهم. ولمثل هذه الظنون كانوا يتخذونهم أيضاً آلهة مع الله تعالى. ومن هنا يتبين أن الإنسان عن اتخذ أحداً شافعاً له عند الله ثم أصبح يدعوه ويستعين به ويقوم بآداب التبجيل والتعظيم ويقدم له القربات والنذور، فكل ذلك على ما اصطلح عليه أهل الجاهلية اتخاذه إياه إلهاً. (1)
4- (وقال الله: لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحدٌ فإياي فارهبون) (النحل: 51)
(ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً) (الأنعام: 80)
(إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) (هود: 54) ويتضح من هذه الآيات الحكيمة، أن أهل الجاهلية كانوا يخافون من قبل آلهتهم أنهم إن أسخطوا آلهتهم على أنفسهم لسبب من الأسباب أو حرموا عنايتهم بهم وعطفهم عليهم نابتهم نوائب المرض والقحط والنقص في الأنفس والأموال ونزلت بهم نوازل أخرى.
5- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو) (التوبة: 31)
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا) (الفرقان: 43)
(وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) (الأنعام: 137)
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وفي الآيات يقف المتأمل على معنى آخر لكلمة (الإله) يختلف كل الاختلاف عن كل ما تقدم ذكره من معانيها، فليس ههنا شيء من تصور السلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة، فالذي اتّخذ إلهاً هو إما واحد من البشر أو نفس الإنسان نفسه، ولم يتخذ ذلك إلهاً من حيث أن الناس يدعونه أو يعتقدون فيه أنه يضرهم وينفعهم، أو أنه يستجار به، بل قد اتخذوه إلهاً من حيث تلقوا أمره شرعاً لهم، وائتمروا بأمره وانتهوا عما نهى عنه، واتبعوه فيما حلله وحرمه، وزعموا ان له الحق في أن يأمر وينهى بنفسه، وليس فوقه سلطة قاهرة يحتاج إلى الرجوع والاستناد إليها. فالآية الأولى تبين لنا كيف اتخذت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً وآلهة من دون الله، كما بين ذلك الحديث النبوي الشريف فيما رواه الإمام الترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من ذهب وهو يقرأ هذه الآية، قال، فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
وأما الآية الثانية فمعناها واضح كل الوضوح، وذلك أن من يتبع هوى النفس ويرى أمره فوق كل أمر فقد اتخذ نفسه إلهاً له في واقع الأمر. أما الآيتان التاليتان بعدهما فإنه وإن وردت فيهما كلمة (الشركاء) مكان (الإله) ، فالمراد بالشرك هو الإشراك بالله تعالى في الألوهية. ففي هاتين الآيتين دلالة واضحة على أن الذين يرون أن ما وضعه رجل أو طائفة من الناس من قانون أو شرعة أو رسم هو قانون شرعي من غير أن يستند إلى أمر من الله تعالى، فهم يشركون ذلك الشارع بالله تعالى في الألوهية.
ملاك الأمر في باب الألوهية
إن جميع ما تقدم ذكره من المعاني المختلفة لكلمة (الإله) يوجد فيما بينها ارتباط منطقي لا يخفى على المتأمل المستبصر. فالذي يتخذ كائناً ما ولياً له ونصيراً وكاشفاً عنه السوء، وقاضياً لحاجته ومستجيباً لدعائه وقادراً على أن ينفعه ويضره، كل ذلك بالمعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية، يكون السبب لاعتقاده ذلك ظنه فيه أن له نوعاً من أنواع السلطة على نظام هذا العالم. وكذلك من يخاف أحداً ويتقيه ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر ومرضاته تجلب له المنفعة، لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون في ذهنه من تصور أن له نوعاً من السلطة على هذا الكون. ثم أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركاً في ناحية من نواحي السلطة الألوهية. وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانوناً ويتلقى أوامره ونواهيه شريعة متبعة فإنه أيضاً يعترف بسلطته القاهرة. فخلاصة القول أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة سواء أكان يعتقدها الناس من حيث أن حكمها على هذا العالم حكم مهيمن على قوانين الطبيعة، أو من حيث أن الإنسان في حياته الدنيا مطيع لأمرها وتابع لإرشادها، وأن أمرها في حد ذاته واجب الطاعة والإذعان.
استدلال القرآن وهذا هو تصور السلطة الذي يجعله القرآن الكريم أساساً يأتي به من البراهين والحجج على إنكار ألوهية غير الله، وإثبات الألوهية لله تعالى وحده. فالذي يستدل به القرآن في هذا الشأن هو انه لا يملك جميع السلطات والصلاحيات في السماوات والأرض إلا الله. فالخلق مختص به، والنعمة كلها بيده، والمر له وحده، والقوة والحول في قبضته، وكل ما في السماوات والأرض قانت له ومطيع لأمره طوعاً وكرهاً، ولا سلطة لأحد سواه ولا ينفذ فيها الحكم لأحد غيره، وما من أحد دونه يعرف أسرار الخلق والنظم والتدبير، أو يشاركه في صلاحيات حكمه. ومن ثم لا إله في حقيقة الأمر إلا هو، وإذ لم يكن في الحقيقة إله آخر من دون الله، فكل ما تأتونه من الأفعال معتقدين غيره إلهاً باطل من أساسه، سواء أكان ذلك دعاءكم إياه واستجارتكم له أم كان خوفكم إياه ورجاءكم منه، أم كان اتخاذكم إياه شافعاً لدى الله، أم كان إطاعتكم له وامتثالكم لأمره؛ فإن هذه الأواصر والعلاقات التي قد عقدتموها مع غير الله، يجب أن تكون مختصة بالله سبحانه لأنه هو الذي يملك السلطة دون غيره.
وأما الأسلوب الذي يستدل به القرآن الكريم في هذا الباب، فدونك بيانه في كلامه البليغ المعجز:
(وهو الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ وهو الحكيم العليم) (الزخرف: 84)
(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخْلَقون) (إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 17، 20، 22)
(يا أيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو، فأنى تؤفكون) (فاطر: 3)
(قل أرأيتم عن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به) (الأنعام: 46) (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحُكم وإليه ترجعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون) (القصص: 7-72)
(قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) (سبأ: 22:23)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجلٍ مسمى) (الزمر: 5)
(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاثٍ ذلكم الله ربُّكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرفون) (الزمر: 6)
(أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإلهٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون. أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً. أإلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون، أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكرون. أمّن يهديكم في ظلمات البرِّ والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يُشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإلهٌ مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (النمل: 60-64)
(الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً. واتخذوا من دونه آلهةً لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً) (الفرقان: 2: 3) (بديع السماوات والأرض أنّى يكون له ولدق ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيءٍ وهو بكل شيءٍ عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 101 – 102)
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله، ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب إنّ القوة لله جميعاً) (البقرة: 165)
(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ما خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات) (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) (الأحقاف: 4، 5)
(لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يُسئل عما يفعلُ وهُم يُسئلون) (الأنبياء: 22-23)
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) (المؤمنون: 91)
(قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً. سبحانه وتعالى عمّا يقولن علوّاً كبيراً) (الإسراء: 42 – 43)

ففي جميع هذه الآيات من أولها إلى آخرها لا تجد إلا فكرة رئيسية واحدة ألا وهي أن كلاً من الألوهية والسلطة تستلزم الأخرى وأنه لا فرق بينهما من حيث المعنى والروح. فالذي لا سلطة له، لا يمكن أن يكون إلهاً ولا ينبغي أن يتخذ إلهاً. وأما من يملك السلطة فهو الذي يجوز أن يكون غلهاً وهو وحده ينبغي أن يتخذ إلهاً. ذلك بأن جميع حاجات المرء التي تتعلق بالإله أو التي يضطر المرء لأجلها أن يتخذ أحداً إلهاً له لا يمكن قضاء شيء منها من دون وجود السلطة. ولذلك لا معنى لألوهية من لا سلطة له، فإن ذلك أيضاً مخالف للحقيقة، ومن النفخ في الرماد أن يرجع إليه المرء ويرجو منه شيئاً.
والأسلوب الذي يستدل به القرآن واضعاً بين يديه هذه الفكرة الرئيسية، يمكن القارئ أني فهم مقدماته ونتائجه حق الفهم بالترتيب الآتي: 1- إن أعمال قضاء الحاجة وكشف الضرر والإجارة والتوفيق والنصر والرقابة والحماية وإجابة الدعوات التي قد تهاونتم بها وصغرتم من شأنها، ما هي بأعمال هينة في حقيقة الأمر، بل الحق أن صلتها وثيقة بالقوى والسلطات التي تتولى أمر الخلق والتدبير في هذا الكون فإنكم إن تأملتم في المنهاج الذي تقضى به حوائجكم التافهة الحقيرة، عرفتم أن قضاءها مستحيل من غير أن تتحرك لأجله عوامل لا تحصى في ملكوت الأرض والسماء خذوا لذلك مثلاً كأساً من الماء تشربونها أو حبة من القمح تأكلونها فما أدركوا إذ تعمل كل من الشمس والأرض والرياح والبحار قبل أن تتهيأ لكم هذه وتصل إلى أيديكم. فالحق أنه لا تتطلب إجابة دعائكم وقضاء حاجتكم وما إليها من الشؤون سلطة هينة، بل يتطلب ذلك سلطة يقتضيها ويستلزمها خلق السماوات والأرض وتحريك السيارات وتصريف الرياح وإنزال الأمطار وبكلمة موجزة يقتضيها ويتطلبها تدبير نظام هذا الكون بأسره.
2- وهذه السلطة غير قابلة للتجزئة، فلا يمكن أبداً أن تكون السلطة في أمر الخلق بيد وفي أمر الرزق بيد أخرى، وأن تكون الشمس مسخرة لهذا وتكون الأرض مذللة لذاك. كما لا يمكن أن يكون الإنشاء في يد والمرض والشفاء في يد أخرى، والموت والحياة بيد ثالثة. فإنه لو كان الأمر كذلك ما أمكن لنظام هذا الكون أن تقوم له قائمة. فما لابدّ منه أن تكون جميع السلطات والصلاحيات بيد حاكم واحد يرجع إليه كل ما في السماوات والأرض. فإنّ نظام هذا العالم يقتضي أن يكون الأمر كذلك وهو في الواقع كذلك: 3- وإذ كانت السلطة كلها بيد الحاكم الواحد ولم يكن لأحد غيره نقير منها ولا قطمير، فالألوهية أيضاً مخصوصة به لا محالة، وخالصة له دون غيره ولا شريك له فيها. فلا يملك أحد من دونه أن يغيثك أو يستجيب دعاءك أو يجيرك أو يكون حامياً لك ونصيراً أو لياً ووكيلاً، أو يملك لك شيئاً من النفع أو الضر. إذاً لا إله لكم غير الله بمعنى من تلك المعاني التي قد تخطر ببالكم، حتى إنه لا يمكن أن يكون أحداً إلهاً لكم بأن له دالة عند حاكم هذا الكون وتتقبل شفاعته لديه، لمكانه من التقرب عنده. كلا بل ليس في وسع أحد أن يتصدى لأمر من أمور حكمه وتدبيره، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شيء من شؤونه، وكذلك قبول الشفاعة أو رفضها متوقف على مشيئته وإرادته، وليس لأحد من القوة والنفوذ ما يجعل شفاعته مقبول لديه. 4- وما يقتضيه توحد السلطة العليا أن يكون جميع ضروب الحكم والأمر راجعة إلى مسيطر قاهر واحد، وإلاّ ينتقل منه جزء من الحكم إلى غيره. فإنه إذا لم يكن الخلق إلا له ولم يكن له شريك فيه، وإذا كان هو الذي يرزق الناس ولم تكن لأحد من دونه يد في الأمر، إذا كان هو القائم بتدبير نظام هذا الكون وتسيير شؤونه ولم يكن له في ذلك شريك، فما يتطلبه العقل ألاَّ يكون الحكم والأمر والتشريح إلا بيده كلك ولا مبرّر لأن يكون أحد شريكاً له في هذه الناحية أيضاً. وكما أنّه من الخطأ أن يكون أحد غيره مجيباً لدعوة الداعي وقاضياً لحاجة المحتاج، ومجيراً للمضطر في دائرة ملكوته في السموات والأرض، فمن الخطأ والباطل كذلك أن يكون أحد غيره حاكماً مستقلاً بنفسه، وآمراً مستبداً بحكمه، وشارعاً مطلق اليد في تشريعه، إن الخلق والرزق والاحياء والإنامة، وتسخير الشمس والقمر، وتكوير الليل والنهار والقضاء والقدر، والحكم والملك، والأمر والتشريع.. كل أولئك وجوه مختلفة للسلطة الواحدة، ومظاهر شتى للحكم الواحد، والحكم والسلطة لا يقبل شيء منهما التجزئة والتقسيم البتة. فالذي يعتقد أمر كائن ما من دون الله مما يجب إطاعته والإذعان له بغير سلطان من عند الله، فإنه يأتي من الشرك بمثل ما يأتي به الذي يدعو غير الله ويسأله. وكذلك الذي يدعي أنه مالك الملك، والمسيطر القاهر، والحاكم المطلق بالمعاني السياسية (1) ، فإن دعواه هذه كدعوى الألوهية ممن ينادي بالناس: "إني وليكم وكفيلكم وحاميكم وناصركم"، ويريد بكل ذلك المعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية. ألم تر أنه بينما جاء في القرآن أن الله تعالى لا شريك له في الخلق وتقدير الأشياء وتدبير نظام العالم، جاء معه أن الله له الحكم وله الملك ليس له شريك في الملك، مما يدل دلالة واضحة على أن الألوهية تشتمل على معاني الحكم والملك أيضاً، وأنه مما يستلزمه توحيد الإله ألا يشرك بالله تعالى في هذه المعاني كذلك. وقد فصل القول في ذلك أكثر مما تقدم فيما يلي من الآيات:
(قلْ اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء) (آل عمران: 26)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
وقد صرح القرآن بالأمر بأكثر من كل ما سبق في (سورة غافر) حيث جاء:
(يوم هم بارزون، لا يخفى على الله منهم شيء، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) (غافر: 16)
أي يوم يكون الناس قد انقشعت الحجب عنهم، ولا يخفى على الله خافية من أمرهم، ينادي المنادي: لمن الملك اليوم؟ ولا يكون الجواب إلا أن الملك لله الذي غلبت سلطته جميع الخلق، وأحسن ما يفسر هذه الآية ما رواه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر (وما قد روا الله حق قدره، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، يمجد الرب نفسه، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرُ حتى قلنا: ليخرَّنَّ به.

غلا

(غلا)
السّعر وَغَيره غلوا وَغَلَاء زَاد وارتفع وَجَاوَزَ الْحَد فَهُوَ غال وغلي والنبت ارْتَفع وَعظم والتف وَفُلَان فِي الْأَمر وَالدّين تشدد فِيهِ وَجَاوَزَ الْحَد وأفرط فَهُوَ غال (ج) غلاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تغلوا فِي دينكُمْ} وَالدَّابَّة فِي سَيرهَا ارْتَفَعت فجاوزت حسن السّير وَيُقَال غلا بهَا عظم سمنت والسهم غلوا وغلوا ارْتَفع فِي ذَهَابه وَجَاوَزَ المدى وَكَذَلِكَ الْحجر وبالسهم رفع بِهِ يُرِيد يَدَيْهِ أَن يبلغ بِهِ أقْصَى الْعُلُوّ
غلا
الغُلُوُّ: تجاوز الحدّ، يقال ذلك إذا كان في السّعر غَلَاءٌ، وإذا كان في القدر والمنزلة غُلُوٌّ وفي السّهم: غَلْوٌ، وأفعالها جميعا: غَلَا يَغْلُو . قال تعالى: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
[النساء/ 171] . وَالغَلْيُ والغَلَيَانُ يقال في القدر إذا طفحت، ومنه استعير قوله: طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
[الدخان/ 44- 46] ، وبه شبّه غليان الغضب والحرب، وتَغَالَى النّبت يصحّ أن يكون من الغلي، وأن يكون من الغلوّ. والغَلْوَاءُ: تجاوز الحدّ في الجماح، وبه شبّه غَلْوَاءُ الشّباب.
[غلا] غلت القدر تغلى غليا وغليانا. وأغليتها أنا. ولا يقال: غليت. قال أبو الأسود الدؤلي: ولا أقولُ لِقِدْرِ القومِ قد غَلِيَتْ * ولا أقول لباب الدار مَغْلوقُ أي إنى فصيح لا ألحن. وغلا في الامر يغلو غُلَوًّا، أي جاوز فيه الحد. وغَلا السعر غَلاءً. وأغْلى الله السعر. وغَلَوْتُ بالسهم غَلْواً، إذا رميت به أبعدَ ما تقدر عليه. والغَلْوَةُ: الغاية مِقدار رميةٍ. وفى المثل: " جرى المذكيات غلاء ". وغالى باللحم، أي اشتراه بثمن غال وقال: نغالى اللحم للاضياف نيئا * ونرخصه إذا نضج القدور فحذف الباء وهو يريده. ويقال أيضا: أغلى باللحم. وقال:

كأنَّها دُرَّةٌ أغْلى التِجارُ بها * والغالية من الطيب، يقال أول من سماها سليمان بن عبد الملك. تقول منه: تغليت بالغالية. والاغتلاء: الاسراع. وقال: كيف تراها تغتلى يا شرج * وقد سهجناها فطال السهج وناقة مغلاة الوهق: تغتلى إذا تواهقت أخفافها. قال رؤبة:

تنشطته كل مغلاة الوهق * والهاء للخرق، وهو المفازة. وتغالى لحم الناقة، أي ارتفع وذهب. قال لبيد: فإذا تغالى لحمها وتحسرت * وتقطعت بعد الكلال خدامها ورواه ثعلب بالعين غير غمعجمة. والغلواء: الغلو. والغُلَواءُ أيضاً: سرعة الشباب وأوله. عن أبى زيد.
(غلا) - في الحديث: "لا تُغالُوا صُدُقَ النِّساء"
وفي رواية: "لا تَغْلُوا في صَدُقَاتِ النِّساء"
أَصْلُ الغَلاء: الارْتِفاعُ؛ وقد غَلَا غُلُوًّا فهو غالٍ.
والغُلُوُّ: مُجاوزَةُ القَدْر في كلّ شيءٍ. يقال: غَالَيت الشيءَ وبالشيءِ، وأغلَيتُ به، من غَلَاءِ السِّعر؛ ومنه قَولُ الشَّاعر:
* ولو نُسَامُ بِها في الأَمْنِ أُغْلِينَا *
والغَالِيَة في الطِّيب، من غَلَاءِ السِّعر أيضا؛ لأنها استُغلِيَت لكَثْرة ثَمنِها حين عُمِلَت.
- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها: "كنت أُغَلِّل"
وفي رواية: "أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالغَالِيَة"
: أي أُغْلِى. قال الفراء: يقال: تَغَلَّلت بالغَالِيَة ، ولا يقال: تَغَلَّيت.
- وفي الحديث : "بَينَه وبَينَ الطَّرِيقِ غَلْوَةٌ"
الغَلْوَةُ: قَدرُ رَمْيَةٍ.
- وفي الحديث : فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاء"
يقال: كم جَعَلْتُم قِتْرَتَكم: أي سِهامَكُم التي للمُغَالاة. وغَالَيْتُه: رَامَيتُه، وتَقتَّر فلُانٌ للرَّمْي: تَهيَّأ له.
وتَقَتَّر عن الشيءِ: اتَّقَاه. وغَلَا بسَهمِه غُلُوًّا: رَمَى به إلى أَقصَى الغَايَة.
وقد تَغَالى الرَّجُلان، وكُلُّ مَرمًى من ذلك غَلْوة.
وقِيلَ: إنَّ ذلك لا يكون إلَّا مع تَصْعيدِ السَّهْم.
وغَالَت الدَّابّةُ غِلاءً في سَيرِها، وغَلْوَةُ الشَّباب: غُلَوَاؤُه؛ أي أَوَّلُهُ.
- في الحديث: "إيّاكم والغُلُوَّ في الدِّين"
: أي التَّشَدُّدَ فيه. كقَوْله: "إن هَذا الدِّين متِين فأوغِل فيه برِفق"
وقيل: مَعْناه البَحثُ عن حَقائقِ الأَشْياء، والكَشْف عن عِلَلها، فإنَّ ذلك قد يُؤَدِّي إلى الاخْتِلاف.

غلا: الغَلاءُ: نَقيضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ وغيرُه يَغْلُو

غَلاءً، ممدود، فهو غالٍ وغَلِيٌّ؛ الأَخيرة عن كراعٍ. وأَغْلاهُ الله: جَعَلَه

غالِياً. وغالى بالشيءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ. وغالى بالشيءِ

وغَلاَّه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قال الشاعر:

نُغالي اللَّحمَ للأَضْيافِ نِيئاً،

ونُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَديرُ

فحذف الباء وهو يريدُها، كما يقال لَعِبْتُ الكِعابَ ولَعِبْتُ

بالكِعابِ، المعنى نُغالي باللحمِ. وقال أَبو مالك: نُغالي اللحمَ نَشتَريه

غالياً ثم نَبْذُلُه ونُطْعِمُه إِذا نَضِجَ في قُدُورِنا. ويقال أَيضاً:

أَغْلى؛ قال الشاعر:

كأَنَّها دُرَّة أَغْلى التِّجارُ بها

وقال ابن بري: شاهدُ أَغْلى اللحمَ قول شَبيب بن البَرْصاء:

وإِني لأَغْلي اللحمَ نِيئاً، وإنَّني

لمُمْسٍ بهَيْنِ اللحم، وهو نَضِيجُ

الفراء: غالَيْتُ اللحمَ وغالَيتُ باللحم جائز. ويقال: غالَيتُ صَداق

المرأَة أَي أَغْلَيته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: لا تُغالوا صُدُقات

النساء، وفي رواية: لا تُغالوا صُدُقَ النساء، وفي رواية: في صَدُقاتِهنَّ،

أَي لا تُبالِغُوا في كثرة الصَّداقِ، وأَصلُ الغَلاء الارتفاعُ

ومُجاوَزة القَدْرِ في كلِّ شيء. وبِعْتُه بالغَلاءِ والغالي والغَلِيّ؛ كلهنَّ

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ولو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى،

لأَعْطَيْنا به ثَمَناً غَلِيَّا

وغَلا في الدِّينِ والأَمْر يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه. وفي

التنزيل: لا تَغْلُوا في دينِكم؛ وقال الحَرِث بن خالد:

خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها،

رُؤْد الشَّبابِ غَلا بها عَظْمُ

التهذيب: وقال بعضهم غَلَوْت في الأَمر غُلُوّاً وغَلانِيَةً وغَلانِياً

إِذا جاوزْتَ فيه الحَدّ وأفْرَطْت فيه؛ قال الأَعشى: أَنشده ابن بري:

أَوْ زِدْ عليه الغَلانِيا

وفي التهذيب: زادوا فيه النونَ؛ قال ذو الرمة:

وذو الشَّنْءِ فاشْنَأْه، وذو الوِدِّ فاجْزِه

على وِدِّه، وازْدَدْ عليه الغَلانِيا

زاد فيه النونَ. وفي الحديث: إِياكم والغُلُوَّ في الدين أَي

التَّشَدُّدَ فيه ومجاوَزة الحَدِّ، كالحديث الآخر: إِنَّ هذا الدينَ مَتِينٌ

فأَوْغِلْ فيه بِرفْقٍ، وقيل: معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عن

عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ ومنه الحديث:

وحاملُ القرآن غيرُ الغالي فيه ولا الجافي عنه، إِنما قال ذلك لأَنَّ من

آدابه وأَخلاقِه التي أَمرَ بها القَصْدَ في الأُمورِ، وخيرُ الأُمورِ

أَوْساطُها.

و:

كلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ

والغُلُوُّ: الإِعْداءُ. وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا

وغالَى به غِلاءً: رَفَع يدَه يريد به أَقْصَى الغاية وهو من التجاوزِ؛

ومنه قول الشاعر:

كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغالي

وقال الليث: رمى به؛ وأَنشد للشماخ:

كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي

والمُغالي بالسِّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ. ورجلٌ

غَلاَّءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي يصف

حَلْبَة:

أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ

بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلاَّءْ

وغَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع في ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى، وكذلك

الحجَر، وكلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ؛ وأَنشد:

من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال

وكلُّه من الارتفاعِ والتَّجاوزِ، والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ.

وفي الحديث: أَهْدَى له يَكْسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ

الغِلاءِ؛ الغِلاء، بالكسر والمدّ: من غالَيْته أُغالِيه مُغالاةً وغِلاءً

إِذا رامَيْتَه، والقِترُ سَهْم الهَدَف، وهي أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ

الفَرَسِ وشوْطِه، والأَصلُ الأَول.

وفي حديث ابن عمر: بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوةٌ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ

رَمْيةٍ بسَهْمٍ، وقد تُسْتَعْمَل الغَلْوة في سِباقِ الخَيْل، والغَلْوَةُ

الغاية مقدار رَمْيةٍ. وفي المثل: جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ.

والمِغْلاةُ: سهمٌ يُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة، ويقال له المِغْلَى،

بلا هاءٍ؛ قال ابن سيده: والمِغْلى سَهْمٌ تُعْلى به أَي تُرْفَعُ به

اليَدُ حتى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذلك. وسهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ:

السهمُ الذي يقدَّر به مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ التي يُسْتَبَقُ

إِليها. التهذيب: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوَةً.

والغُلُوُّ في القافِية: حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ،

والغالي: نونٌ زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشادِ من أَنشده

هكذا:

وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُخْتَرَقِنْ

فحركة القافِ هي الغُلُوُّ، والنونُ

بعد ذلك هي الغالي، وإنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذي هو التجاوُزُ لقدر

ما يحبُ، وهو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّي، وقد ذكرنا التَّعَدِّيَ في

الموضع الذي يَليق به، ولا يُعْتَدُّ به في الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد

تَناهَى قبلَه، جعلوا ذلك في آخرِ البيت بمَنْزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

والدابَّة تَغْلُو في سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلي بخفَّةِ قوائمِها؛

وأَنشد:فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي

ابن سيده: وغَلَتِ الدابة في سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلت ارْتَفَعَت

فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر؛ قال الأَعشى:

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف،

إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

والاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قال الشاعر:

كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ،

وقد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟

وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قال رؤبة:

تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ،

مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ

الهاء للمُخْتَرَق، وهو المفازة. وغَلا بالجارِية والغلام عَظْمٌ

غُلُوًّا: وذلك في سرعة شبابهما وسَبْقِهِما لداتِهِما، وهو من

التجاوُزِ.وغُلْوانُ الشَّبابِ وغُلَواؤُه: سُرْعَتُه وأَوَّله. أَبو عبيد:

الغُلَواءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ وأنشد قول ابن الرُّقَيَّات:

لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،

ومَضَتْ على غُلَوائِها

وقال آخر:

فَمَضَى عَلى غُلَوائِهِ، وكأَنَّه

نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا

وقال طُفَيْل:

فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ، في غُلَوائِها،

مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ

وفي حديث علي، رضي الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوائِه؛

غُلَواءُ الشبابِ: أَوَّلُه وشِرَّتُه؛ وقال ابن السكيت في قول الشاعر:

خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها،

رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ

قال: هذا مثلُ قول ابن الرقيات:

لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،

ومَضَتْ على غُلَوائِها

وكما قال:

كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

وقال غيرُه: الغالي اللّحْمُ السَّمِينُ، أُخِذَ منه قوله: غَلا بها

عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ وقال أَبو وجْزَة السَّعْدي:

تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ، وزانَها

مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ، به الذَّيْلُ يَلْمَعُ

أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الذي أَجَنَّتْه في رَحِمِها من

ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق في سنامِها. ويقال للشيء

إذا ارْتَفَع: قد غَلا؛ قال ذو الرمة:

فما زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا،

ويَزْدادُ حتى لم نَجِدْ ما نَزِيدُها

وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قال لبيد:

فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ ، وأَطْفَلَتْ،

بالجَلْهَتَيْنِ ، ظِباؤُها ونَعامُها

وكذلك تغالى واغْلَوْلَى؛ قال ذو الرمة:

مِمَّا تَغَالَى مِنَ البُهْمَى ذَوائِبُه

بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ

وأَغْلى الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نوامِيهِ وطالَ،

وأَغْلاهُ: خَفَّفَ من وَرَقِه لِيَرتَفِعَ ويَجُودَ. وكلّ ما ارْتَفَع فقدْ غَلا

وتَغالى. وتَغالى لَحْمُه: انْحَسر عند الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التهذيب: وتَغالى لحمُ الدابَّة أَو الناقة إذا ارتفع وذهَب، وقيل: إذا

انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِير؛ قال لبيد:

فإذا تَغالى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ،

وتقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها

تغالى لَحْمُها أَي ارْتفَع وصارَ على رُؤوس العِظام، ورواه ثعلب بالعين

غير المعجمة. والغُلَواءُ: الغُلُوُّ. وغَلْوى: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ.

وغَلَتِ القِدرُ والجَرَّةُ تَغْلي غَلْياً وغَلَياناً وأَغْلاها

وغَلاَّها، ولا يقال غَلِيتْ؛ قال أَبو الأَسود الدُّؤَ :

ولا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِيتْ،

ولا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ

أَي أَني فَصِيح لا أَلْحَنُ. ابن سيده: قال ابن دريد وفي بعْضِ كلامِ

الأَوائِلِ أَنَّ ماءً وغَلِّه، قال: وبعضهم يرويه: أُزَّ ماءً

وغَلِّه.والغالِيَةُ من الطِّيب: معروفة وقد تَغَلَّى بها؛ عن ثعلب ، وغَلَّى

غَيرَه. يقال: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بذلك سليمانُ بنُ عبدِ المَلكِ،

ويقال منها تَغَلَّلتُ وتَغَلَّفْتُ وتَغَلَّيْت، كله من الغالية. وقال

أَبو نصر: سألت الأَصمعي هل يجوز تغَلَّلت؟ فقال: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ

أَدْخَلْتَه في لِحْيَتِك أو شارِبك فجائِزٌ. والغَلْوى: الغالية في قول

عَديّ ابن زيد:

يَنْفَحُ من أَرْدانِها المِسْكُ والـ

ـعَنْبَرُ والغَلْوى ولُبْنى قَفُوص

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله،

صلى الله عليه وسلم، بالغالِيةِ؛ قال: هو نوعٌ من الطِّيب مَرَكَّبٌ من

مِسْكٍ وعَنْبَرٍ وعُودٍ ودُهْنٍ، وهي معروفة، والتَّغلُّف بها

التَّلَطُّخ.

متح

متح: متح: انتشر، امتد، انبسط (معجم الجغرافيا). متح الماء: سال (معجم الجغرافيا).
متح واسم المصدر متوح: نشر، طرح (أبو الوليد 397: 14، معجم الجغرافيا المترجم).
م ت ح : الْمَتْحُ الِاسْتِقَاءُ وَهُوَ مَصْدَرُ مَتَحْتُ الدَّلْوَ مِنْ بَابِ نَفَعَ إذَا اسْتَخْرَجْتَهَا وَالْفَاعِلُ مَاتِحٌ وَمَتُوحٌ. 
(متح)
النَّهَار متحا طَال وامتد وَالْجَرَاد أَدخل ذَنبه فِي الأَرْض ليبيض وَالشَّيْء قلعه وَيُقَال متح فلَانا صرعه والدلو وَبهَا جذب رشاءها وَالْمَاء نَزعه واستخرجه
[متح] الماتِحُ: المستقي، وكذلك المَتوحُ. تقول: مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُهُ مَتْحاً، إذا نزعه. وبئرٌ مَتوحٌ، للتي يُمَدُّ منها باليدين على البكَرَةِ. وقولهم: سرنا عقبة متوحا، أي بعيدةً. ومَتَحَ النهار: لغةٌ في متح، إذا ارتفع. وليل متاح، أي طويلٌ. ومَتَحَ بها، أي حَبَقَ. ومَتَحَ بسَلْحِهِ: رمى به.

متح


مَتَحَ(n. ac. مَتْح)
a. Drew up (water).
b. Pulled, tore out; extracted.
c. Deposited its eggs (locust).
d. Was long.
e. Knocked down.
f. [Bi], Voided ( ex- crement ). II
see I (c)
. IV
see I (c) (d). V, Paced along; racked (
camel ). VIII
see I (b)
مَتْحa. see 28
مَاْتِح
(pl.
مُتَّاْح مَوَاْتِحُ)
a. Drawer of water.
b. see 28
مَتُوْح
(pl.
مُتُح)
a. see 21 (a)b. Draw-well.
c. see 28
مَتَّاْحa. Long, protracted.
متح المَتْحُ جَذْبُكَ الرِّشاءَ بِيَدٍ واحِدَةٍ، وبِئْرٌ مَتُوْحٌ؛ وآبارٌ مُتُحٌ. والإبِلُ تَتَمَتَّحُ في سَيْرِها وهو تَرَاوُحُ أيديها. وبَيْنَنَا وبَيْنَهم كذا فَرْسَخاً مَتْحاً أي مَدّاً. وفَرَسٌ ماتِحٌ ومَتّاحٌ مَدّادٌ. ومَتَحَ النَّهَاُر واللَّيْلُ امْتَدّا. ويُقال للرَّجُلِ إذا أحْدَثَ قد مَتَحَ بها. ومَتَحَه مائَة سَوْطٍ. ومَتَحَه صَرَعَه أي صَرْعٍ كانَ.
م ت ح

أنبطوا ماءً تباشر به المائح والماتح وهو الذي ينزع الدلو، ورجل متوح.

ومن المجاز: بئر متوح: قريبة المنزع كأنها تمتح بنفسها. ومتح النهار: امتد. ويوم متّاح.

وفرسخ متّاح ومدّاد: طويل، وبيننا وبينهم كذا فرسخاً متّاحاً، ويقال: لم أر الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إلى فلان. وبئس ما متحت به أمّه: قذفت به. ومتحه مائة سوط. والإبل تمتّح بأيديها وهو تراوحها كتراوح يدي جاذب الرشاء.
[متح] نه: فيه: لا يقام "ماتحها"، هو المستقي من البئر من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الأرض، فليس يقام بها ماتح لأن الماتح يحتاج إلى إقامته على الآبار ليستقي، والمائح- بالياء: من يكون في أسفل البئر يملأ الدلو، متح الدلو: جذبها مستقيًا لها، وماحها يميحها- إذا ملأها. ومنه: فلم أر الرجال "متحت" أعناقها إلى شيء متوحها إليه، أي مدت أعناقها نحوه، ومتوحها مصدر غير جار على الفعل إلا أن يكون كالشكور. ومنه ح: لا تقصر الصلاة إلا في يوم "متاح"، أي يوم يمتد سيره من أول النهار إلى آخره، ومتح النهار: طال وامتد. غ: فرسخ "متاح"، أي تام مداد.
متح
متَحَ/ متَحَ من يَمتَح، مَتْحًا، فهو ماتح، والمفعول مَمْتوح
• متَح الماءَ: استخرجه وأخذه من مصدره "رآها تمتح الماءَ من البئر فأعجب بها".
• متَح من الشّيء: استقى وأخذ منه "متَح من كتب السَّابقين". 

امْتَتَحَ يمْتتح، امتتاحًا، فهو مُمتتِح، والمفعول مُمتتَح
• امتتح الشَّيءَ: انتزعه من أصله. 

مَتْح [مفرد]: مصدر متَحَ/ متَحَ من. 
(متح) - في الحديث : "في صِفَة عين ماءٍ لَا يُقامُ مَاتِحُها"
الماتِحُ: المُستَقِى مِن البئر بالدَّلْوِ.
أرَادَ: أنَّ ماءَهَا جَارٍ عَلى وَجهِ الأَرضِ، فليس يُقام بها مَاتِحٌ؛ لأنَّ الماتِح يَحتَاج إلِى إقامَتِه في الآبَارِ.
والمَاتِحُ - بالتّاءِ المنقُوطةِ باثْنَتيْن من فَوق -: الذي يَقُوم فوق البِئْرِ على شفَتِها فَيَسْتَقِى.
والمَايح - باليَاء المنقُوطة مِن أسْفَل -: الذي يَنزل في أسْفَل البئر، فيجعل الماءَ بِيَدِه في الدَّلْو.
وقيل: المَتْحُ: الاستِقَاء بيَدٍ واحدَةٍ بالرِّشاءِ، لقُرْب القَعْرِ. وبئرٌ مَتُوحٌ: قَريبَةُ القَعْر والمنزَع، وأبَارٌ مُتْحٌ. 
(م ت ح)

المتْحُ: جذبك رشاء الدَّلْو تمد بيد وَتَأْخُذ بيد على رَأس الْبِئْر. مَتَحَ الدَّلْو يمْتَحُها مَتْحا، ومَتَحَ بهَا. وَقيل: المَتْحُ كالنزع. غير أَن المَتْحَ بالقامة وَهِي البكرة، قَالَ:

وَلَوْلَا أَبُو الشَّقراءِ مَا زالَ ماتِحٌ ... يُعالجُ خُطَّافا بإحْدَى الجرائرِ

وَقيل: المَاتِحُ: المستقي، والماتح الَّذِي يمْلَأ الدَّلْو من أَسْفَل الْبِئْر. تَقول الْعَرَب: هُوَ أبْصر من المائح باست المَاتحِ، يَعْنِي أَن المَاتحَ فَوق المائح، فالمائح يرى الماتحَ وَيرى أسته.

وبئر مَتُوحٌ: يُمْتَحُ مِنْهَا على البكرة، وَقيل قريبَة المنزع. وَقيل: هِيَ الَّتِي يمد مِنْهَا باليدين على البكرة، وَالْجمع مُتُحٌ.

وَالْإِبِل تَتَمَتَّحُ فِي سَيرهَا: تراوح أيديها، قَالَ ذُو الرمة:

لأيْدِي المهارِي خَلْفها مُتَمَتَّحُ

وبيننا فَرسَخ مَتْحا، أَي مَدّا. وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: ممتد.

ومَتَحَ النَّهَار وأمْتَحَ، كِلَاهُمَا: امْتَدَّ، وَكَذَلِكَ اللَّيْل.

ومَتَحَ بهَا: ضرط.

ومَتَحَ الْخمسين: قاربها، وَالْخَاء أَعلَى.

ومَتَحه خمسين سَوْطًا، عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضربه.

متح: المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بيد وتأْخذ بيد على

رأْس البئر؛ مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بها. وقيل: المَتْحُ

كالنزع غير أَن المَتْحَ بالقامة، وهي البَكْرَةُ؛ قال:

ولولا أَبو الشَّقْراءِ، ما زالَ ماتِحٌ

يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر

وقيل: الماتِحُ المُسْتَقِي، والمائحُ: الذي يملأُ الدلو من أَسفل

البئر؛ تقول العرب: هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح؛ تعني أَن الماتح فوق

المائح، فالمائح يَرَى الماتحَ ويرى اسْتَه. ويقال: رجل ماتح ورجال

مُتَّاحٌ وبعير ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح؛ ومنه قول ذي الرمة:

ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ

الجوهري: الماتحُ المستقي، وكذلك المَتُوحُ. يقال: مَتَحَ الماءَ

يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه؛ وفي حديث جرير: ما يُقامُ ماتِحُها. الماتحُ

المستقي من أَعلى البئر؛ أَراد أَن ماءها جارٍ على وجه الأَرض فليس يقامُ بها

ماتح، لأَن الماتح يحتاج إِلى إِقامته على الآبار ليستقي. وتقول: مَتَح

الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقياً بها. وماحَها يَميحُها

إِذا ملأَها. وبئر مَتُوح: يُمْتَحُ منها على البَكْرَةِ، وقيل: قريبة

المَنْزَعِ؛ وقيل: هي التي يُمدُّ منها باليدين على البَكْرَةِ نَزْعاً،

والجمع مُتُحٌ.

والإِبل تَتَمَتَّحُ في سيرها: تُراوِحُ أَيديها؛ قال ذو الرمة:

لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ

وبيننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً. وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: ممتدّ، وفي

الأَزهري: مَدَّادٌ. وسئل ابن عباس عن السفر الذي تُقْصَرُ فيه الصلاةُ

فقال: لا تقصر إِلا في يوم مَتَّاحٍ إِلى الليل؛ أَراد: لا تقصر الصلاة

إِلا في مسيرة يوم يمتدّ فيه السير إِلى المَساءِ بلا وَتِيرةٍ ولا

نزول.الأَصمعي: يبقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طالا. ويوم

مَتَّاح: طويل تامّ. يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء. ومَتَحَ النهارُ إِذا

طال وامتدّ؛ وكذلك أَمْتَحَ، وكذلك الليلُ. وقولهم: سِرْنا عُقْبَةً

مَتُوحاً أَي بعيدة. الجوهري: ومَتَحَ النهار لغة في مَتَعَ ِْإِذا ارْتفع.

وليل مَتَّاح أَي طويل. ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ به: رمى به. ومَتَحَ بها:

ضَرَطَ. ومَتَحَ الخمسين: قارَبَها، والخاءُ أَعلى. ومَتَحَه عشرين سوطاً؛

عن ابن الأَعرابي: ضربه. أَبو سعيد: المَتْحُ القَطْع؛ يقال: مَتَحَ

الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أَصله. وفي حديث أُبَيٍّ: فلم أَر الرجالَ

مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شيء مُتُوحَها إِليه أَي مدت أَعناقها نحوه؛ وقوله:

مُتُوحَها مصدر غير جار على فعله، أَو يكون كالشُّكور والكُفور.

الأَزهري في ترجمة نَتَحَ: روى أَبو تراب عن بعض العرب: امتَتَحْتُ الشيءَ

وانْتَتَحْته وانتزعته بمعنى واحد. ويقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه

ليَبيضَ: مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ، وقَلَزَ

وأَقْلَزَ وقَلَّزَ. الأَزهري: ومَتَخَ الجرادُ، بالخاء: مثل مَتَح.

متح
: (مَتحَ الماءَ كمَنَعَ) ، يَمْتَحه مَتْحاً: (نَزَعَه) . وَفِي (اللِّسَان) : المَتْح: نَزْعُكَ رِشاءَ الدَّلوِ تَمُدُّ بيَدٍ وتأْخُذ بيَدٍ على رأْسِ البِئر. مَتَحَ الدّلْوَ يَمْتَحها مَتْحاً ومَتَحَ بهَا. وَقيل: المَتْح كالنَّزْع، غيرَ أَنَّ المَتْح بالقَامَة وَهِي البَكَرَةِ.
وَفِي (الصّحاح) : الماتِح المُستَقِي، وكذالك المَتُوح.
ومَتَحَ الدّلْوَ مَتْحاً، إِذَا جَذَبَها مُسْتَقِيماً لَهَا. ومَاحَها يَمِيحها، إِذَا مَلأَها من أَسْفلِ البِئرِ. وَتقول العَربُ: (هُوَ أَبصَرُ من المائح باسْتِ الماتِح) ، يَعْنِي أَن الماتحَ فوقَ المائح، فالمائحُ يرَى الماتحَ ويَرَى اسْتَه. قَالَ شَيخنَا: وَعِنْدهم من الضوابط: الأَعلَى للأَعْلَى، والأَسفل للأَسفَل.
(و) متَحَه مَتْحاً، إِذا (صَرَعَه وقَلَعَه. و) قَالَ أَبو سعيد مَتحَ الشّيءَ ومَتَخَه، إِذا (قَطَعَه) من أَصْله.
(و) من الْمجَاز: مَتَحَ (النّهارُ) ، إِذا (ارتفَعَ) وامتدَّ، لُغة فِي مَتَعَ. (و) من الْمجَاز: (بِئرٌ مَتُوحٌ) ، كصَبُور، يُمتَح مِنْهَا، أَي (يُمَدّ مِنْهَا بِاليَدَينِ على البَكَرَة) نَزْعاً. وَقيل: قَرِيبةُ المَنْزَعِ، كأَنّها تَمْتَح، بنفْسَها، كَمَا فِي (الأَساس) والجمْعُ مُتُحٌ.
(وعُقْبَةٌ مَتُوحٌ) ، أَي (بعيدَةٌ) ، وبيننا فَرْسَخٌ مَتحاً، أَي مَدًّا. وفَرْسخٌ ماتِح ومَتّاحٌ: ممتَدّ. وَفِي (التَّهْذِيب) : مَدَّادٌ.
(ولَيلٌ مَتّاحٌ ككَتَّان: طوِيلٌ) . وسُئلَ ابنُ عبّاسٍ عَن السَّفَر الذِي تُقصَر فِيهِ الصَّلاةُ فَقَالَ: (لَا تُقْصَرُ إِلاّ فِي يَوْمٍ مَتّاحٍ إِلى اللّيل) ، أَراد لَا تُقصَر الصّلاةُ إِلاّ فِي مَسيرةِ يومٍ يَمتَدّ فِيهِ السَّيْرُ إِلى السماءُ بلاَ وَتيرةٍ وَلَا نُزُولٍ. قَالَ الأَصمعيّ: يُقَال مَتَحَ النّهارُ ومَتَحَ اللّيلُ. إِذا طالا، ويومٌ مَتَّاحٌ: طويلٌ تامٌّ، يُقَال ذالك لنَهار الصّيف ولَيلِ الشِّتاءِ ومَتَح النّهارُ، إِذا طالَ وامتدَّ وكذالك أَمتَحَ، وكذالك اللَّيْلُ.
(و) من الْمجَاز (فَرَسٌ مَتّاحٌ) : طَويلٌ (مَدّادٌ) ، أَي فِي السَّير، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) روَى أَبو تُرابٍ عَن بعْض الْعَرَب: انتَتَحتُ الشّيءَ و (امْتَتَحْتُه: انْتزَعْتُه) ، بِمَعْنى وَاحِد، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) فِي تَرْجَمَة نتح.
(و) من الْمجَاز (الإِبِلُ تَتَمَتَّحُ فِي سَيْرها) أَي (تَتَروَّحُ بأَيْدِيهَا) . وَفِي بعض النُّسخ، تَرَاوَحُ. وَزَاد فِي (الأَساس) : كتَرَاوُح يَدَيْ جاذِبِ الرّشاءِ، قَالَ ذُو الرمة:
لأَيدِي المَهَارَى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ ماتحٌ، ورجالٌ مُتّاحٌ، وبعيرٌ ماتحٌ، وجمالٌ مَواتِحُ. وَمِنْه قَول ذِي الرُّمّة:
ذمَامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْهَا المَوَاتحُ ومتَحِ الخمسينَ: قاربها، والخاءُ أَعلى. وَفِي حَدِيث أُبَيّ: (فَلم أَرَ الرّجالَ مَتَحتْ أَعناقَها إِلى شيْءٍ مُتُوحَهَا إِليه) ، أَي مَدَّتْ أَعناقَهَا نحوَه. وَقَوله مُتُوحها، مصدرٌ غيرُ جاءٍ على فِعْله، أَو يكون كالشُّكُورِ والكُفُور.
وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز: وبئْسَ مَا مَتَحَتْ بِهِ أُمُّه، أَي قَذَفَتْ بِهِ.

متح

1 مَتَحَ المَآءَ, aor. ـَ (inf. n. مَتْحٌ, S,) He drew water: (S, Msb, K:) or he drew up water by means of the pulley and its appertenances. (L.) b2: مَتَحَ الدَّلْوَ He drew out the bucket: (Msb:) or he pulled the rope of the bucket, drawing [the rope] with one hand, and taking [it to draw again] with the other hand, at the head of the well; as also مَتَحَ بِالدَّلْوِ. (L.) A2: مَتَحَ بِهَا Pepedit. (S, K.) b2: مَتَحَ بِسَلْحِهِ Alvum dejecit; (S, K;) as also مَتَخَ بِهِ. (TA.) A3: مَتَحَ النَّهَارُ (tropical:) The day advanced, the sun becoming high: (S, K:) a dial. form of مَتَعَ: (S:) became prolonged. (TA.) b2: مَتَحَ, and ↓ امتح, (tropical:) It (a day, and a night,) was long, or prolonged. Said of a summer-day and of a winter-night. (As.) 4 أَمْتَحَ see 1.5 الإِبِلُ تَتَمَتَّحُ فِى سَيْرِهَا (tropical:) The camels move their fore-legs alternately تُرَاوِحُ بِأَيْدِيهَا, A, and some copies of the K; in other copies of the K, تَتَرَوَّحُ;) in going along, (K,) like as the drawer of water moves alternately his two arms. (A.) 8 امتتح He pulled out a thing: (Aboo-Turáb and T, art. نتح, and K:) as also إِنْتَتَحَ. (Aboo-Turáb and T, ubi supra.) مَتْحٌ inf. n. of 1: see مَتُوحٌ.

بئْرٌ مَتُوحٌ (tropical:) A well from which one draws water with the two hands by means of the pulley: (S, L, K:) or, of which the bottom, or part from which the water is drawn, is near to the mouth: pl. مُتُحٌ. (L.) [See also جَرُورٌ.] b2: [You say,] سِرْنَا عُقْبَةً مَتُوحًا [in the CK عَقبَةَ] (tropical:) We proceeded a long march. (S, L, K, *) b3: ↓ بَيْنَنَا فَرْسَحٌ مَتْحًا, and ↓ مَاتِحٌ, and ↓ مَتَّاحٌ, (tropical:) Between us is a long league. (L.) b4: لَيْلٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A long night. (S, K.) b5: إِلَى اللَّيْلِ ↓ يَوْمٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A day in which travelling is prolonged until the evening without intermission or alighting. (L.) See مَاتِحٌ.

مَتَّاحٌ: see مَتُوحٌ. b2: فَرَسٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A long horse, (A, TA,) that stretches himself out much or takes long steps, مَدَّادٌ, (A, K,) in going along. (TA.) مَاتِحٌ and ↓ مَتُوحٌ A drawer of water; (S;) applied to a man who draws the water from the mouth of the well: one who draws it from the bottom being called مَائِحٌ: pl. of مَاتِحٌ, مُتَّاحٌ. (L.) b2: مَاتِحٌ A camel that draws water: pl. مَوَاتِحُ. (L.) [See an ex. in a verse cited voce ذَمَّةٌ.] b3: See متُوحٌ.

متر, &c See Supplement مث1 مَثَّ, [aor. ـِ It (a bone) distilled, or let flow, the only matter that was in it: (TA:) [like نَثَّ]. b2: مَثَّ, (S, K, aor. ـَ inf. n. مَثٌّ, TA,) and ↓ مَثْمَثَ, (K,) or, as in some copies of the K, ↓ ثَمَثْمَثَ, (TA,) It (a نِحْى, or butterskin,) exuded [its butter: as also نَثَّ]. (S, K.) You do not say of it نَضَحَ. (S.) b3: يَمِثُّ مَثَّ الحَمِيتِ He sweats like the butter-skin. (TA, from a trad.) b4: مَثَّ, aor. ـِ He (a man) sweated by reason of fatness. (TA.) b5: جَاءَ يَمِثُّ He came in a fat state, and looking as though he were anointed. (TA.) b6: مَثَّ قَيْحًا وَدَمًا, aor. ـُ or aor. ـِ accord. to different readings of a phrase in the story of Abrahah; [It exuded matter and blood]: in the former case, the verb is trans.; in the latter, intrans.; and قيحا, in the latter case, is regarded as a specificative. (Suh.) b7: مَثَّ شَارِبَهُ, (aor.

مَثُ3َ, inf. n. مَثٌّ, ISd,) He put some grease upon his mustaches: (S, K:) or he greased his mustaches so that they glistened: (ISd:) or he wiped his mustaches with his hands, they having been greased, and left some remains, or traces, of grease visible upon them: (Az:) IDrd thinks مَثَّ and نَثَّ to be syn. (TA.) b8: مَثَّ الجُرْحَ, [aor. ـُ He removed the purulent matter from the wound: (Aboo-Turáb, K:) or he anointed the wound; as also نَثَّ. (Aboo-Turáb.) b9: مَثَّ, aor. ـُ (inf. n. مَثٌّ, TA,) He wiped his hand (or fingers, TA,) with a napkin, or with dry grass, (S,) or the like: (TA:) a dial. form of مَشَّ: (S:) or he wiped anything: (TA:) [as also نِثَّ.] R. Q. 1 مَثْمَثَ He saturated a wick with oil. (K.) b2: مَثْمَثَ, He immersed [a thing] in water. (K.) A2: مَثْمَثَ, (inf. n. مَثْمَثَةٌ, S, and مِثْمَاثٌ, S, K,) He mixed, or confounded. (S, K.) Yousay مثمث أَمْرَهُمْ He confounded their affair. (S.) b2: مَثْمَثَهُ He moved it, or shook it, about; (S, K;) like مَزْمَزَهُ: (As, S:) you say أَخَذَهُ فَمَثْمَثَهُ He took it, and moved it, or shook it, about, and went forwards and backwards with it. (S.) b3: A poet says, ثُمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثَاثَا نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِيْمَاثَا

i. e., I came upon his track: and [the case is, that] the viper makes its course confused: therefore the poet means, that he came upon (أَصَابَ) a confused track. (S, app. from As.) [It seems to me, that he is speaking of the track of a viper.] مِثْمَاثٌ, with kesreh, is the inf. n.; and مَثْمَاثٌ, with fet-hah, is the subst. (S, K.) [By the subst., is here meant the ideal subst., or abstract noun, (like زَلْزَالٌ and قَلْقَــال, as dis-tinguished from زِلْزَالٌ and قِلْقَــالٌ,) signifying Mixture, or confusion.]

A3: مَثْمَثُوا بِنَا, (K,) or مثمثوا بنا سَاعَةً, and ↓ تَمَثْمَثُوا, (TA,) i. q. لَثْلِثُوا. (K.) R. Q. 2 see 1 and R. Q. 1.

نَبْتٌ مَثَّاثٌ A moist plant. (TA.) مَثْمَاثٌ: see R. Q. 1.

ألز

(ألز) الشَّيْء شده وألصقه
ألز
ألِزَ وعَلِزَ - بمعنىً -: أي قَلِقَ
[أل ز] أَلَزَ في مَكانِه يَأْلِز ألزاً: مثلُ أَرَزَ، قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:

(أَلِزٌ إذْ خَرجَتْ سَلَّتُه ... وَهِلٌ تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر)

السَّلَّةُ: أن يَكبُوَ الفَرَسُ، فَيرتَدَّ ذلكَ الرَّبُوُ فيه.

ألز: ابن الأَعرابي: الأَلْزُ اللزوم للشيء، وقد أَلَزَ به يأْلِزُ

أَلْزاً وأَلِزَ في مكانه يأْلَزُ أَلَزاً مثل أَرَزَ؛ قال المَرَّارُ

الفَقْعَسِيُّ:

أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه،

وَهِلٌ تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر

السَّلَّةُ: أَن يَكْبُوَ الفرسُ فَيَرْتَدَّ ذلك الرَّبْوُ فيه.

ألز
{الأَلْز، أهمله الجَوْهَرِيّ، ثمَّ قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هُوَ اللُّزوم للشَّيْء، يُقَال:} أَلَزَه {يَأْلِزُه} أَلْزَاً، من حدِّ ضَرَبَ، نَقله الصَّاغانِيّ. كَذَا {أَلَزَ بِهِ} يَأْلِزُ {أَلْزَاً.} وأَلِزَ كفَرِح: قَلِقَ، وعَلِزَ مثلُه، نَقله الصَّاغانِيّ

مث

مث: مث يمُث ويمثّ: وردت في ديوان الهذليين (136 البيت الثالث).
(مث)
الرجل مثا عرق ورئي على جلده مثل الدّهن والسقاء رشح والعظم سَالَ مَا فِيهِ من الودك وَيَده وأصابعه بالمنديل وَنَحْوه مسحها وشاربه أَصَابَهُ دسم فمسحه بِيَدِهِ وَبَقِي أثر الدسم يرى عَلَيْهِ وَالْجرْح نفى عَنهُ صديده وَغَشيتهُ
مث: المَثُّ: مَسْحُكَ أصَابِعَكَ بمِنْدِيْلٍ ونَحْوِه من دَسَمٍ.
ويُقال للرَّجُلِ الأكُوْلِ: إنَّه لَيَمُتُّ كأنَّه زِقٌّ من سِمَنِه.
وهُوَ مَثٌّ من الرِّجَالِ: أي لَيِّنٌ. والمِثَاثُ: الدُّهْنُ الذي يُدْهَنُ به الجُرْحُ. والمِمَثَّةُ: تِلْكَ الصُّوْفَةُ.
ومَثَثْتُ الدَّمْعَ: مَسَحْته.
والمَثْمَثَةُ: الرَّشْحُ من زِقٍّ أو نَحْيٍ.
ومَثْمَثْتُه في الماءِ: غَطَطْتُه.
والمَثْمَثَةُ: التَّخْلِيْطُ. وأنْ لا يُجَادَ العَمَلُ.
وتَمَثْمَثَ عَنّي: أبْطَأَ.
والمَثْمَثَةُ: المَقَامُ والتَّلَبُّثُ.
باب الثاء والميم م ث، ث م يستعملان

مث: المَثُّ: مَسْحُكَ أصابعَكَ بمِنديلٍ أو حشيشٍ أو نحوِهِ من دَسَمٍ، قال:

نَمُثُّ بأَطرافِ الجِياد أَكُفَّنا

ونمُشُّ مثله. وتقول للرجل الأكُولِ الضَّخْمِ البَطْنِ: إِنّه لَيَمُثُّ كأنّه زِقٌّ، وكأنه يخرج منه الدَّسَمُ من سِمَنِه.

ثم: ثَمَّ معناه هناكَ للتبعيد، وهنالِكَ للتقريبِ. وثُمَّ: حَرْف من حروف النَّسَق لا تُشرِّكُ ما قبلَها بما بعدَها، إِلاّ أنّها تُبَيِّنُ الآخِرَ من الأوّل، ومنهم مَن يُلزِمُها هاءَ التأنيث فيقول: ثُمَّتَ كانَ كذا وكذا قال:

ثُمَّتَ جِئتُ حَيَّةً أَصَمَّا ... أرقَمَ يَسقي مَن يُعادي السُّمّا

والثُّمَّةُ: قَبضةٌ من حشيشٍ، أو أطرافُ شَجَرٍ بوَرَقهٍ يُغسَلُ به شيءٌ، يقال: امسَحْها بثُمَّةٍ أو تُرْبةٍ. والثُّمامُ: ما كُسِّرَ من أغصانِ الشجر فوُضِعَ نَضَداً للثِّياب ونحوِه، وإذا يَبِسَ فهو الثُّمامُ. وقيلَ: بل هو شَجَرٌ اسمُه الثُّمامُ، الواحدة ثُمامَةٌ. وثَمَمتُ الشيءَ أَثُمُّة ثَمّاً: أصلَحتُه وأحكَمْتُه، قال هِميان :

ومَلأَت حُلاّبُها الخلانجا ... منها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النواشجا  

مث

1 مَثَّ, [aor. ـِ It (a bone) distilled, or let flow, the only matter that was in it: (TA:) [like نَثَّ]. b2: مَثَّ, (S, K, aor. ـَ inf. n. مَثٌّ, TA,) and ↓ مَثْمَثَ, (K,) or, as in some copies of the K, ↓ ثَمَثْمَثَ, (TA,) It (a نِحْى, or butterskin,) exuded [its butter: as also نَثَّ]. (S, K.) You do not say of it نَضَحَ. (S.) b3: يَمِثُّ مَثَّ الحَمِيتِ He sweats like the butter-skin. (TA, from a trad.) b4: مَثَّ, aor. ـِ He (a man) sweated by reason of fatness. (TA.) b5: جَاءَ يَمِثُّ He came in a fat state, and looking as though he were anointed. (TA.) b6: مَثَّ قَيْحًا وَدَمًا, aor. ـُ or aor. ـِ accord. to different readings of a phrase in the story of Abrahah; [It exuded matter and blood]: in the former case, the verb is trans.; in the latter, intrans.; and قيحا, in the latter case, is regarded as a specificative. (Suh.) b7: مَثَّ شَارِبَهُ, (aor.

مَثُ3َ, inf. n. مَثٌّ, ISd,) He put some grease upon his mustaches: (S, K:) or he greased his mustaches so that they glistened: (ISd:) or he wiped his mustaches with his hands, they having been greased, and left some remains, or traces, of grease visible upon them: (Az:) IDrd thinks مَثَّ and نَثَّ to be syn. (TA.) b8: مَثَّ الجُرْحَ, [aor. ـُ He removed the purulent matter from the wound: (Aboo-Turáb, K:) or he anointed the wound; as also نَثَّ. (Aboo-Turáb.) b9: مَثَّ, aor. ـُ (inf. n. مَثٌّ, TA,) He wiped his hand (or fingers, TA,) with a napkin, or with dry grass, (S,) or the like: (TA:) a dial. form of مَشَّ: (S:) or he wiped anything: (TA:) [as also نِثَّ.] R. Q. 1 مَثْمَثَ He saturated a wick with oil. (K.) b2: مَثْمَثَ, He immersed [a thing] in water. (K.) A2: مَثْمَثَ, (inf. n. مَثْمَثَةٌ, S, and مِثْمَاثٌ, S, K,) He mixed, or confounded. (S, K.) Yousay مثمث أَمْرَهُمْ He confounded their affair. (S.) b2: مَثْمَثَهُ He moved it, or shook it, about; (S, K;) like مَزْمَزَهُ: (As, S:) you say أَخَذَهُ فَمَثْمَثَهُ He took it, and moved it, or shook it, about, and went forwards and backwards with it. (S.) b3: A poet says, ثُمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثَاثَا نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِيْمَاثَا

i. e., I came upon his track: and [the case is, that] the viper makes its course confused: therefore the poet means, that he came upon (أَصَابَ) a confused track. (S, app. from As.) [It seems to me, that he is speaking of the track of a viper.] مِثْمَاثٌ, with kesreh, is the inf. n.; and مَثْمَاثٌ, with fet-hah, is the subst. (S, K.) [By the subst., is here meant the ideal subst., or abstract noun, (like زَلْزَالٌ and قَلْقَــال, as dis-tinguished from زِلْزَالٌ and قِلْقَــالٌ,) signifying Mixture, or confusion.]

A3: مَثْمَثُوا بِنَا, (K,) or مثمثوا بنا سَاعَةً, and ↓ تَمَثْمَثُوا, (TA,) i. q. لَثْلِثُوا. (K.) R. Q. 2 see 1 and R. Q. 1.

نَبْتٌ مَثَّاثٌ A moist plant. (TA.) مَثْمَاثٌ: see R. Q. 1.

سهد

سهد: سهد: مصدره سُهُدٌ (صوابه سُهْدٌ) (معجم مسلم).
(سهد)
سهدا وسهدا وسهادا أرق وَيُقَال فِي عينه سهد وسهاد فَهُوَ سهد وساهد
سهد
السُّهَادُ والسَّهَدُ: نَقِيضُ الرُّقاد. والسُّهُدُ: الذَّكيُّ الفُؤادِ المُتَوَقِّدُ. والسَّهْوَدُ: الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ.
س هـ د : (السُّهَادُ) الْأَرَقُ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَ (سَهَّدَهُ تَسْهِيدًا) فَهُوَ (مُسَهَّدٌ) . 

سهد


سَهِدَ(n. ac. سُهْد
سَهَد
سُهَاْد)
a. Was sleepless, wakeful.

سَهَّدَa. Made wakeful.

تَسَهَّدَa. see I
سَهْدَة
سُهْد
3a. Sleeplessness, wakefulness; watchfulness
vigilance.

سُهُدa. Vigilant, cautious.

سُهَاْدa. see 3
س هـ د

في عينه سهد وسهاد، وسهده الهم وأسهده، وهو مسهد وسهد: قليل النوم.

ومن المجاز: رجل مسهد وسهد: لليقظ الحذر، وهو ذو سهدة في أمره، كقولك: ذو يقظة. وما رأيت من فلان سهدة أي نبهة للخير ورغبة فيه. وهو أسهد رأياً منك أي أحزم رأياً وأيقظ.
[سهد] السُهاد: الأَرَقُ، وقد سَهِد الرجُل بالكسر يَسْهَدُ سَهَداً. والسُهُدُ بضم السين والهاء: القليل من النوم. قال أبو كَبيرٍ الهذَلي: فأتَتْ به حوشَ الفؤادِ مُبَطَّناً * سُهُداً إذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ - وسَهَّدْتُهُ أنا فهو مُسَهَّدٌ. وما رأيتُ من فلانٍ سَهْدَةً: أي أمْراً أعتمِدُ عليه، من كلام أو خبر.
باب الهاء والسّين والدّال معهما س هـ د، د هـ س مستعملان فقط

سهد: السَّهَدُ والسُّهادُ- لغتان ... : نَقيضُ الرُّقاد. وما رأيت من فلانٍ سَهْدَةً، أي أمراً أعتَمِدُ عليه، من بَرَكَةٍ أو خيرٍ أو كلامٍ مُطْمِع. وسَهْدَدُ: اسمُ جبلٍ لا يَنْصرف.

دهس: الدُّهْسَةُ: لونٌ كلَوْنِ الرّمال، يعلوه أدْنَى سوادٍ يكون في ألوانِ الرّمال والمَعِز. قال العّجاج: .

مُواصلاً قُفَّا بلونٍ أَدْهَسا

والدَّهاس: ما كانَ من الرَّمل كذلك، لا ينبت شَجَراً، وتَغيب فيه القوائم. قال: :

وفي الدهاس مضبر مُواثِمُ
(س هـ د)

سَهَدَ يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهادا: لم ينم.

وَرجل سُهُدٌ: قَلِيل النّوم، قَالَ أَبُو كَبِير:

فَأتَتْ بهِ حوشَ الفؤادِ مُبَطَّنا ... سُهُدا إِذا مَا نامَ لَيلُ الهَوْجَلِ

وَعين سُهُدٌ: كَذَلِك.

وَقد سَهَّده الْهم والوجع.

وَمَا رَأَيْت من فلَان سَهْدةً، أَي أَمر أعْتَمد عَلَيْهِ من خير أَو بركَة أَو كَلَام مقنع وَشَيْء سَهْدٌ مَهْدٌ، أَي حسن.

والسَّهْوَدُ: الطَّوِيل الشَّديد.

وسُهدَدُ: اسْم جبل، لَا ينْصَرف، كَأَنَّهُ يذهبون بِهِ إِلَى الصَّخْرَة أَو الْبقْعَة.

سهد: الليث: السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد؛ قال الأَعشى:

أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ

الجوهري: السُّهادُ الأَرَقُ. والسُّهُدُ، بضم السين والهاء: القليل من

النوم.

وسَهِدَ، بالكسر، يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً: لم يَنَمْ. ورجل

سُهُدٌ: قليلُ النوم؛ قال أَبو كبير الهذلي:

فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً،

سُهُداً، إِذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ

وَعَينٌ سُهُدٌ كذلك. وقد سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ. وما رأَيتُ من فلان

سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عليه من خير أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام

مُقْنِع. وفلان ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ. وهو أَسْهَدُ رَأْياً

منك. وفي باب الإِتباع: شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن.

والسَّهْوَدُ: الطويلُ الشديد؛ شمر: يقال غلام سَهْوَدٌ إِذا كان غَضّاً

حَدَثاً؛ وأَنشد:

ولَيْتَه كان غلاماً سَهْوَدا،

إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا

وسَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ. وفلان يُسَهَّدُ أَي لا يُتْرَكُ أَن

ينام؛ ومنه قول النابغة:

يُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَليمُها،

لِحَلْيِ النساءِ في يديه قَعاقَعُ

ابن الأَعرابي: يقال للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة: قد

أَمْصَعَتْ به وأَخْفَدَتْ به وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به وحَطَأَتْ

به.وسُهْدُد: اسم جبل لا ينصرف كأَنهم يذهبون به إِلى الصخرة أَو

البقعة.

سهد

1 سَهِدَ, aor. ـَ (S, L, K,) inf. n. سُهَادٌ (S, * A, * L) and سُهْدٌ (A, * L, K *) and سَهَدٌ, (S, L,) [all these are mentioned as inf. ns. in the L and TA, and app. in the K, but the first seems to be mentioned in the S as a simple subst.,] He was sleepless: syn. أَرِقَ; (S, A, * L, K;) he did not sleep (لَمْ يَنَمْ); contr. of رَقَدَ. (L.) [See also سُهَادٌ below.]2 سهّدهُ, (S, A, L, K,) inf. n. تَسْهِيدٌ; (PS;) and ↓ اسهدهُ; (A, TA;) He, (a man, S, L, K,) and it, (anxiety, or grief, A, L, and pain, L,) rendered him sleepless. (S, A, L, K.) And فُلَانٌ يَسْهَّدُ Such a one is not suffered to sleep. (L.) 4 أَسْهَدَ see 2.

A2: اسهدت بِالوَلَدِ She [a woman] brought forth the child with a single moan, or hard breathing; (IAar, K;) [or with a single impulse;] like زَكَبَتْ بِهِ, &c. (IAar, L in art. خفد.) 5 تسهّد is said by Freytag, as on the authority of the K, in which I do not find it, to signify He was sleepless; like سَهِدَ: if used, it more probably signifies he was rendered sleepless; as quasi-pass. of سَهَّدَهُ.]

شَىْءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ A good, or beautiful, thing: (L, K:) مهد is here an imitative sequent to سهد. (L.) سُهْدٌ: see سُهَادٌ, in two places.

سُهُدٌ One who sleeps little; (S, A, L, K;) as also ↓ مُسَهَّدٌ: (A:) and some say سُهَدُ, like عُمَرُ; but this is [of a measure used] only in proper names: (Ham p. 39:) and an eye (عَيْنٌ) that sleeps little. (L.) b2: [Hence,] (tropical:) Vigilant; cautious; applied to a man; as also ↓ مُسَهَّدٌ. (A, TA.) b3: And Little sleep. (L.) سَهْدَةٌ (tropical:) Vigilance: so in the saying, هُوَ ذُو سَهْدَة (tropical:) [He is possessed of vigilance] (A, K) فِى أَمْرِهِ [in his affair]. (A.) b2: You say also, مَا رَأَيْتُ مِنْهُ سَهْدَةً, meaning (tropical:) I experienced not, or I have not experienced, from him any mindfulness of what is good, nor any desire for it: (A, TA:) or anything upon which to place reliance, of words or of good actions, (S, L, K,) or of good actions or satisfactory words. (L.) سُهَادٌ (S, A, L) and ↓ سُهْدٌ (A, L, K) Sleeplessness. (S, A, L, K. [Both mentioned in the L and TA as inf. ns. of 1.]) One says فِى عَيْنِهِ

↓ سَهْدٌ and سُهَادٌ In his eye is sleeplessness. (A.) سَهْوَدٌ, applied to a boy, or young man, Tender, or flourishing, and fresh: (Sh, K:) or tall and strong. (K.) أَسْهَدُ [More, and most, sleepless.] b2: [Hence,] هُوَ أَسْهَدُ رَأْيًا مِنْكَ (tropical:) He is more cautious and vigilant in judgment, or opinion, than thou. (A, K, * TA.) مُسَهَّدٌ Rendered sleepless. (S, L, K.) b2: See also سُهُدٌ, in two places.
سهـد
سهِدَ يَسهَد، سَهَدًا وسُهْدًا وسُهَادًا، فهو ساهد وسَهِد
• سهِد المريضُ: أرِق، ولم يستطع النَّوْم "سهِد الطَّالبُ/ الباحثُ/ المُحبّ- أرقتُ وما هذا السُّهادُ المؤَرِّقُ ... وما بي من سُقمٍ وما بي مَعْشَقُ" ° كحَّل السُّهادُ عينيه: أرق وسهِر وذهَب عنه النّوم. 

أسهدَ يُسهد، إسهادًا، فهو مُسهِد، والمفعول مُسهَد
• أسهده الهمُّ: أرّقه "أسهده التَّفكيرُ/ الخوفُ/ الــقلقُ/ المرضُ". 

تسهَّدَ يتسهّد، تسهُّدًا، فهو مُتسهِّد
• تسهَّد المريضُ: مُطاوع سهَّدَ: سهِد؛ أرِق ولم يستطع النّوم. 

سهَّدَ يسهِّد، تسهيدًا، فهو مُسهِّد، والمفعول مُسهَّد
• سهَّده: أسْهده؛ أرّقه "سهَّده الخوفُ/ الألمُ/ الــقلقُ/ الحزنُ/ الهمُّ" ° رَجُلٌ مسهَّد: يقظ حَذِر. 

سُهاد [مفرد]: مصدر سهِدَ. 

سَهَد [مفرد]: مصدر سهِدَ. 

سَهِد [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سهِدَ. 

سُهْد [مفرد]: مصدر سهِدَ. 

سُهُد [مفرد]: مؤ سُهُد:
1 - صيغة مبالغة من سهِدَ: كثير السُّهاد "رجلٌ/ امرأة سُهُد".
2 - حَذِرٌ، يَقِظٌ "حارسٌ سُهُد". 
سهد
: (السُّهْدُ، بالضَّمِّ) ، كالسُّهَاد، كغُراب: (الأَرَق) ، قَالَ الأَعشى:
أَرِقْت وَمَا هاذَا السُّهَادُ المُؤَرِّق كَذَا قَالَه اللَّيْث. يُقَال: فِي عَيْنه سُهْد وسُهَاد. وَفِي الصّحاح: السُّهاد: الأَرَق.
فالعَجَبُ من المصنّف كَيفَ تَرك ذِكْرَ السهَادِ، مَعَ وجوده فِي الصّحاح (وَقد سَهد كَفَرِحَ) يَسْهَد سَهَداً وسُهْداً وسُهَاداً: لم يَنَمْ.
(والسُّهُدُ. بضمّتين: الْقَلِيل النَّومِ) أَو القَلِيل من النَّوم، كَمَا فِي اللِّسَان. ورَجُلٌ سُهُدٌ: قَلِيل النَّوْمِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلي:
فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً
سُهُداً إِذا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ
وَعين سُهُدٌ كذالك.
(وسَهَّدته فَهُوَ مُسَهَّد) ، وسهَّدَه الهَمُّ والوَجَعُ، وأَسهَدَه. وَهُوَ مُسَهَّدٌ وسُهُدٌ: قَلِيل النَّوْمِ. وهاذه عبارَة الأَساس.
(و) من الْمجَاز: (مَا رأَيت مِنْهُ سَهْدَةً) ، بِالْفَتْح، أَي نبْهَةً للخَير ورَغَبَةً فِيهِ، كَمَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسَان؛ أَي (أَمراً يُعتَمَدُ عَلَيْهِ من كَلَام) مُقْنِع (أَو خَيرٍ) أَو بَرَكَة.
(و) فِي بَاب لإِتباع (شيْءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ) ، أَي (حَسَنٌ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ ذُو سَهْدَة) ، بِالْفَتْح، أَي ذُو (يَقَظَة، وَهُوَ أَسهَدُ رأْياً مِنك) ، أَحْزَم وأَيْقَظ، وَهُوَ مَجاز. ورجلٌ مُسَهَّدٌ وسُهُدٌ: يَقِظٌ وحَذِرٌ.
(و) يُقَال: (غُلامٌ سَهْوَدٌ، غَضّ حَدَثٌ) ، قَالَه شَمِرٌ، وأَنشد:
ولَيْتَه كَانَ غُلاماً سَهْوَدَا
إِذا عَسَتْ أَغصنُه تَجَدَّدا
(أَو) غلامٌ سَهْودٌ: (طَوِيلٌ، شَدِيدٌ) ، قَالَه ابنُ دُرَيْدِ.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: (أَسْهَدَتْ بالوَلَدِ: وَلَدَتْه بِزَحْرَةٍ وَاحِدَة) ، كأَمْصعَتْ بِهِ، وأَخْفَدَت بِهِ، وأَمْهَدَت بِهِ، وحَطَأَت بِهِ. كتاب م كتاب (وسَهْدَدُ) ، كجَعفر: (جَبَلٌ، لَا ينْصَرف) ، قَالَه الليثُ: كأَنَّهُم يَذهبون بِهِ إِلى الصَّخْرَة، أَو البُقْعَة.
وَيُقَال فلَان يُسَهَّدُ، أَي لَا يُتْرَكُ أَن يَنامَ، وَمِنْه قولُ النابغةِ:
يُسَهَّدُ مِن نَوْمِ العِشَاءِ سَليمُها
لِحَلْيِ النِّسَاءِ فِي يَدَيْها قَعَاقِعُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.