ياهوا: يهوه: الله بالعبرية (بــقطر).
ياهوا: يهوه: الله بالعبرية (بــقطر).
هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قال ذو الرمة:
طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه
عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام
أَي غِناءُ غُلام. ابن سيده: الهَدِيل صوتُ الحمام، وخصَّ بعضهم به
وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها، هَدَل القُمْرِيُّ، وفي
المحكم: هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً؛ قال ذو الرمة:
إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها
رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ
(* قوله «إذا ناقتي» في الصحاح:ارى ناقتي).
وأَنشد ابن بري:
ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ،
تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما
قال ابن بري: وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد؛ قال الراعي:
كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ،
يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا
قال: وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف، قال: ومثله دُوابَّةٌ،
حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث. وهَدَلت الحمامة تَهْدِل
هَدِيلاً، وقيل: الهَدِيل ذكَرُ الحمام، وقيل: هو فَرْخها؛ قال جِرانُ
العَوْد:كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها،
من البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ
وقال بعضهم: تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح،
عليه السلام، فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي
تبكي عليه؛ قال نُصيب
(* قوله «قال نصيب إلخ» في المحكم: قال نصيب، ولم
يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي
لنصيب).وقيل هو لأَبي وجزة:
فقلت: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ
هَدِيلاً، وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ؟
يقول: ولم يخلق تُبَّع بعدُ، قال: ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من
جَوارِح الطير؛ وأَنشد الكميت الأَسدي:
وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ
بأَسْرَعَ، جابةً لكِ، من هَدِيلِ
فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه، ومرَّة يجعلونه الصَّوْت. والهَدِيلُ
أَيضاً: الرجل الكثير الشعَر، وقيل: هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا
يدهنه؛ أَنشد أَبو زيد:
هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة،
هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ
النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. ورجل هَدِيل: ثقيل. وتَهَدَّلتِ
الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت، فهي مُتَهَدِّلة. وفي حديث قُسّ: وروضةٍ
قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر. وفي حديث
الأَحْنف: من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.
وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل:
استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِل هَدَلاً. ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل
وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عن الذَّقَن. وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو
أَهْدَل: أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال. وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو
هَدِل: طال مِشْفره، وبعير هَدِل منه. وبعير أَهْدَل، وذلك مما يمدح به؛
قال أَبو محمد الحَذْلَمي:
يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ،
بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ
(* قوله «يبادر الحوض إلخ» هكذا في الأصل، وانشده للعجاج في شعشع بلفظ:
تبادر الحوض إذا الحوض شغل * بشعشعانيّ صهابيّ
هدل
والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا).
وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ، وقيل: الهَدَل في الشفة عِظَمُها
واسترخاؤها وذلك للبعير، وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً
من البعير. وفي حديث ابن عباس: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل
الشفتين؛ الأَهْدَلُ: المسترخي الشفة السفلى الغليظها، أَي وإِن كان الآخذ
أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي
الأَمْرِ. وفي حديث زياد: أَهْدَبُ أَهْدَلُ: والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه
فهو أَهدَل؛ قال الكميت:
بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ
ويقال: شِدْق أَهدَل؛ قال الراجز:
يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ
قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ
(* قوله «يلقيه في طرق إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً).
والتَّهَدُّل: استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك؛ قال:
كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ،
ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ
ويروى: من التَّدَلْدُل.
والهَدال: ما تَهَدَّل من الأَغصان؛ قال الأَعشى:
ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما
ءُ، تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ
الجوهري: والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن؛ وقال:
يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه،
أُصُلاً، بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ
وأَنشد ابن بري:
طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ
والهَدالةُ: شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان
وفي كل شجرة
(* قوله «وفي كل شجرة» كذا في الأصل والمحكم، وفي الصاغاني:
وفي كل الشجر). وثمرتها بيضاء، وقيل: الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في
طَلْحة أَو أَراكة، وهو مما يُشْفَى به المَطْبوب، والجمع هَدَالٌ،
ويقال: كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ، كأَنها مخالفة
لسائرها من الأَغصان، وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون.
والهَدَال: ضرْب من الشجر. والهَدَال: شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال
الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه
أَهلُ اليمن ويطبُخُونه. وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا
يُطاق حَمَضاً، قال ابن سيده: وأُراه على البدَل.
مرج: المَرْجُ: الفضاء، وقيل: المَرْجُ أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها
الدوابُّ؛ وفي التهذيب: أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها
الدوابُّ، والجمع مُروجٌ؛ قال الشاعر:
رَعَى بها مَرْجَ رَبيعٍ مَمْرَجا
وفي الصحاح: المَرْجُ الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ. ومَرَجَ
الدابَّةَ يَمْرُجُها إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج. وأَمْرَجَها: تركها تذهب حيث
شاءت، وقال القتيبي: مرج دابته خَلاَّها، وأَمْرَجَها: رَعاها.
وإِبلٌ مَرَجٌ إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى. ودابة مَرَجٌ، لا يثنى
ولا يجمع؛ وأَنشد:
في رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَياصِي
وفي الحديث وذكر خيل المُرابِطِ، فقال: طَوَّلَ لها في مَرْجٍ؛
المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ أَي تُخَلَّى
تسرح مختلطةً حيث شاءت. والمَرَجُ، بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتم
في إِصْبَعِي، وفي المحكم: في يدي، مَرَجاً أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، والكسر
أَعلى مثل جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ، كذلك.
وأَمْرَجَه الدم إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط.
وسهم مَرِيجٌ: قَلِقٌ. والمَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ
الأَمرُ مَرَجاً، فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وفي التنزيل: فهم
في أَمْرٍ مَرِيجٍ؛ يقول: في ضلالٍ؛ وقال أَبو إِسحق: في أَمرٍ
مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ عليهم، يقولون للنبي: صلى الله عليه وسلم، مرّة ساحِرٌ،
ومرَّة شاعِرٌ، ومرّة مُعَلّمٌ مجنونٌ، وهذا الدليل على أَن قوله مرِيجٌ:
مُلْتَبِس عليهم، وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: كيف أَنتم إِذا
مَرِجَ الدينُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، واختلف الأَخَوَانِ، وحُرِّقَ البيتُ
العتِيقُ؟ وفي حديث آخر: أَنه قال لعبد الله: كيف أَنت إِذا بَقِيتَ في
حُثالةٍ من الناس، قد مَرِجَتْ عُهُودُهم وأَماناتُهم؟ أَي اختلطت؛ ومعنى
قوله مَرِجَ الدينُ: اضْطَرَبَ والتَبَسَ المَخْرَجُ فيه، وكذلك مَرَجُ
العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل المَرَجِ القَلَقُ.
وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، قد التبست
شَناغيبه؛ قال الهذلي:
فَجالَتْ فالتَمَسْتُ به حَشاها،
فَخَّرَ كأَنه غُصنٌ مَرِيجُ
وفي التهذيب: خُوطٌ مَرِيجٌ أَي غُصنٌ له شُعَبٌ قِصارٌ قد التبست.
ومَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه. ضَيَّعه. ورجل مِمْراجٌ: يَمْرُجُ أُمورَه
ولا يُحْكِمُها. ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ؛ قال أَبو
دُواد:
مَرِجَ الدِّينُ، فأَعْدَدْتُ له
مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ
وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم يَفِ به. ومَرِجَ الناسُ: اختلطوا. ومَرِجَتْ
أَماناتُ الناس: فسدت. ومَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ: اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ؛
ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ. ويقال: إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ،
ازْدِواجاً للكلام.
والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ. والمَرَجُ: الفسادُ. وفي الحديث:
كيف أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ؟ أَي فسَدَ وقَلِقَتْ أَسبابُه. والمَرْجُ
الخَلْطُ. ومَرَجَ الله البحرَيْنِ العذْبَ والمِلْحَ: خَلَطَهما حتى
التقيا. الفراء في قوله عز وجل: مرج البحرين يلتقيان؛ يقول: أَرْسَلَهُما ثم
يلتقيانِ بعد، وقيل: خَلاَّهما ثم جعلهما لا يلتبس ذا بذا، قال: وهو
كلام لا يقوله إِلاَّ أَهل تِهامَةَ، وأَما النحويون فيقولون أَمْرَجْتُه
وأَمْرَجَ دابَّتَه؛ وقال الزّجَّاج: مَرَجَ خَلَطَ؛ يعني البحرَ المِلحَ
والبحرَ العَذْبَ، ومعنى لا يبغيان أَي لا يبغي المِلحُ على العذب فيختلط.
ابن الأَعرابي: المَرْجُ الإِجْرَاءُ، ومنه قوله مَرَجَ البَحْرَينِ أَي
أَجراهُما؛ قال الأَخفش: ويقول قومٌ: أَمْرَجَ البحرينِ مثل مَرَجَ
البحرين، فَعَلَ وأَفْعَلَ، بمعنى.
والمارِجُ: الخِلْطُ. والمارِجُ: الشُّعْلةُ السَّاطِعَةُ ذاتُ
اللَّهَبِ الشَّديد. وقوله تعالى: وخَلَقَ الجانَّ من مارِجٍ من نارٍ؛ قيل: معناه
الخِلْطُ، وقيل: معناه الشُّعْلةُ، كل ذلك من باب الكاهِل والغارِبِ؛
وقيل: المارِجُ اللَّهَبُ المُختَلِطُ بسَوادِ النارِ؛ الفراء: المارِجُ
ههنا نارٌ دونَ الحِجابِ منها هذه الصَّواعِقُ وبُرِئَ جلده منها: أَبو
عبيد: من مارِجٍ من خِلْطٍ من نارٍ. الجوهريّ: مارج من نار، نار لا دخان
لها خلق منها الجانّ. وفي حديث عائشة: خُلِقتِ الملائكة من نورٍ وخُلِقَ
الجانّ من مارج من نار؛ مارِجُ النار: لَهَبُها المختلط بسوادها.
ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه
مَرْجاً.
وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ
غِرْساً ودَماً، وفي المحكم: إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعدما يكون غِرْساً
ودماً؛ وناقة مِمْراجٌ إِذا كان ذلك عادتَها.
ومَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها. روى ذلك أَبو العلاء يرفعه
إِلى قُطْرُــب، والمعروف هَرَجَها يَهْرُجُها.
والمَرْجانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه، واحدته مَرْجانةٌ، قال
الأَزهري: لا أَدري أَرُباعِيٌّ هو أَم ثُلاثِيٌّ؛ وأَورده في رباعي
الجيم، وقال بعضهم: المَرْجانُ البُسَّذُ، وهو جَوهَرٌ أَحمر، قال ابن بري:
والذي عليه الجمهور أَنه صغار اللؤْلُؤِ كما ذكره الجوهري؛ والدليل على صحة
ذلك قول امرئ القيس ابن حُجْر:
أَذُودُ القَوافيَ عَنِّي ذِيادا،
ذِيادَ غُلامٍ جَرِيٍّ جِيادا
(* قوله «جريّ جيادا» كذا بالأصل. والذي في مادة «ذود» من القاموس غويّ
جرادا.)
فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً،
وآخُذُ من دُرِّها المُسْتَجادا
ويقال: إِنَّ هذا الشعر لامرئ القيس بن حُجْر المعروف بالذائِدِ. وقال
أَبو حنيفة: المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ تَرْتَفع قِيسَ الذراعِ، لها
أَغْصان حُمْرٌ وورق مُدَوَّرٌ عريض كثيف جدّاً رَطْبٌ رَوٍ، وهي
مَلْبَنَةٌ، والواحِدُ كالواحدِ.
ومَرْجُ الخُطَباء: موضع بخُراسان. ومَرْجُ راهِطٍ بالشامِ؛ ومنه يوم
المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الحكم على الضحّاكِ بن قيس الفِهْريّ. ومَرْجُ
القَلَعَةِ، بفتح اللام: منزل بالبادية.
ومَرْجَةُ والأَمْراجُ: مَوْضِعانِ؛ قال السُّلَيْكُ ابن السُّلَكةِ:
وأَذْعَرَ كَلاّباً يَقُودُ كِلابَهُ،
ومَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ
وقال أَبو العيال الهُُذَلي:
إِنّا لَقِينا بَعْدَكم بدِيارِنا،
من جانِبِ الأَمْراجِ، يوماً يُسْأَلُ
أَراد يُسأَلُ عنه.
نفص: أَنْفَصَ الرجلُ ببوله إِذا رمى به. وأَنْفَصَت الناقة والشاةُ
ببولها، فهي مُنْفِصة، دَفَعَت به دُفَعاً دُفَعاً، وفي الصحاح: أَخرجته
دُفْعةً دُفْعةً مثل أَوزعت. أَبو عمرو: نافَصْت الرجل مُنافَصةً وهو أَن
تقول له: تَبُول أَنت وأَبول أَنا فننظر أَيّنا أَبْعَدُ بَوْلاً، وقد
نافَصَه فنَفَصَه؛ وأَنشد:
لعَمْري، لقد نافَصْتَني فنَفَصْتَني
بذي مُشْفَتَرٍ، بَوْلُه مُتَفاوِتُ
وأَخذ الغنمَ النُّفَاصُ. والنُّفَاصُ: داءٌ يأْخذ الغنم فتَنْفِصُ
بأَبْوالِها أَي تَدْفَعُها دفعاً حتى تموت. وفي الحديث: مَوْت كنُفَاصِ
الغنم، هكذا ورد في رواية، والمشهور: كقُعَاصِ الغنم. وفي حديث السنن
العَشْر: وانْتِفَاصُ الماء، قال: المشهور في الرواية بالقاف وسيجيء، وقيل:
الصواب بالفاء والمراد نَضْحُه على الذَّكَر من قولهم لِنَضْحِ الدم القليل
نُفْصَة، وجمعها نُفَصٌ.
وأَنفَصَ في الضَّحِك وأَنْزَق وزَهْزَقَ بمعنى واحد: أَكْثَرَ منه.
والمنْفاصُ: الكثيرُ الضَّحِك. قال الفراء: أَنْفَصَ بالضَّحِك إِنْفاصاً
وأَنْفَصَ بشَفَتَيْه كالمَتَرَمِّزِ، وهو الذي يشير بشَفَتَيْه وعينيه.
وأَنْفَصَ بنطفته: خَذَفَ؛ هذه عن اللحياني.
والنُّفْصَةُ: دُفْعة من الدم؛ ومنه قول الشاعر:
تَرْمي الدِّماءَ على أَكتافِها نُفَصا
ابن بري: النَّفِيصُ الماءُ العذب؛ وأَنشد لامرئ القيس:
كشَوْكِ السَّيالِ فهو عَذْبٌ نَفِيصُ
قرفط: اقرَنْفَط. تقبَّض. تقول العرب: أُرَيْنِبٌ مُقْرَنْفِطهْ على
سَواء عُرْفُطَهٌ، تقول: هرَبتْ من كلب أَو صائد فعلت شجرة.
والمُقْرَنْفِطُ: هَنُ المرأَة؛ عن ثعلب؛ وأَنشد لرجل يخاطب امرأَته:
يا حَبَّذا مُقْرَنْفِطُك،
إِذْ أَنا لا أُفَرَّطُكْ
(* قوله «يا حبذا إلخ» في مادة عرفط عكس ما هنا.)
فأَجابته:
يا حبَّذا ذَباذِبُك،
إِذا الشَّبابُ غالِبُك
قال الأَزهري: ومن الخماسي المُلحق ما روى أَبو العباس عن ابن
الأَعرابي: اقْرَنْفَط إِذا تَقَبَّض واجتمع. واقْرَنْفَطَت العنز إِذا جمعت بين
قُطْرَــيْها عند السِّفاد لأَن ذلك الموضع يَوْجَعُها.
قحط: القَحْط: احتِباس المطر. وقد قَحَط وقَحِطَ، والفتح أَعلى، قَحْطاً
وقَحَطاً وقُحوطاً. وقُحِطَ الناس، بالكسر، على ما لم يسم فاعله لا غير
قَحْطاً وأُقْحِطوا، وكرهها بعضهم. وقال ابن سيده: لا يقال قُحِطوا ولا
أُقْحِطوا. والقَحْطُ: الجدب لأَنه من أَثره. وحكى أَبو حنيفة: قُحِطَ
المطر، على صيغة ما لم يسم فاعله، وأَقْحَطَ، على فعل الفاعل، وقُحِطت
الأَرض، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهي مَقْحوطة. قال ابن بري: قال بعضهم
قَحَط المطر، بالفتح، وقَحِط المكان، بالكسر، هو الصواب، قال: ويقال أَيضاً
قُحِط الــقَطر؛ قال الأَعشى:
وهُمُ يُطْعِمون، إِنْ قُحِط القَطْـ
ـرُ، وهَبَّتْ بشَمْأَلٍ وضَرِيبِ
وقال شمر: قُحوط المطر أَن يَحْتَبس وهو محتاج إِليه. ويقال: زمان قاحِط
وعام قاحِط وسنة قَحِيط وأَزمُن قَواحِطُ. وعام قَحِط وقَحِيط: ذو
قَحْط. وفي حديث الاستسقاء برسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: قَحَط المطر
واحمرَّ الشجر هو من ذلك. وأَقْحَط الناس إِذا لم يُمْطَروا. وقال ابن
الفرَج: كان ذلك في إِقْحاط الزمان وإِكْحاط الزمان أَي في شدَّته. قال ابن
سيده: وقد يُشتقُّ القَحْط لكل ما قلَّ خيره والأَصل للمطر، وقيل:
القَحْط في كل شيءٍ قلة خيره، أَصل غير مشتقّ. وفي الحديث: إِذا أَتى الرجلُ
القوم فقالوا قَحْطاً فَقَحْطاً له يوم يَلْقَى ربه أَي أَنه إِذا كان ممن
يقال له عند قدومه على الناس هذا القول فإِنه يقال له مثل ذلك يوم
القيامة، وقَحْطاً منصوب على المصدر أَي قُحِطت قَحْطاً وهو دعاءٌ بالجدْب،
فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدْبه من الأَعمال الصالحة. وفي الحديث: مَن
جامع فأَقْحَط فلا غسل عليه، ومعناه أَن يَنتَشِر فيُولج ثم يَفْتُر ذكَرُه
قبل أَن يُنزِل، وهو من أَقْحَط الناس إِذا لم يمطروا، والإِقْحاط مثل
الإِكْسال، وهذا مثل الحديث الآخر: الماءُ من الماء، وكان هذا في أَوَّل
الإِسلام ثم نُسِخَ وأُمِرَ بالاغتسال بعد الإِيلاج.
والقَحْطِيّ من الرجال: الأَكُول الذي لا يُبقي من الطعام شيئاً، وهذا
من كلام أَهل العِراق؛ وقال الأَزهري: هو من كلام الحاضرة دون أَهل
البادية، وأَظنه نُسِب إِلى القَحْط لكثرة الأَكل كأَنه نجا من القَحْط فلذلك
كثُر أَكله.
وضرْب قَحيط: شديد.
والتَّقْحيط: في لغة بني عامر: التَّلْقيح؛ حكاه أَبو حنيفة.
والقَحْط: ضرْب من النبْت، وليس بثبت.
وقَحْطانُ: أَبو اليمن، وهو في قول نسّابتهم قَحْطان ابن هُود، وبعض
يقول قَحْطان بن ارْفَخْشذ بن سام ابن نوح، والنسب إِليه على القياس
قَحْطانيّ، وعلى غير القياس أَقْحاطِيّ، وكلاهما عربي فصيح.
قلص: قَلَصَ الشيءُ يَقْلِص قُلوصاً: تَدانى وانضمّ، وفي الصحاح: ارتفع.
وقَلَصَ الظلُّ يَقْلِصُ عني قُلوصاً: انقبض وانضمّ وانْزَوَى. وقَلَص
وقلَّصَ وتقلَّص كله بمعنى انضمّ وانزَوَى؛ قال ابن بري: وقلَص قلوصاً
ذهب؛ قال الأَعشى:
وأَجْمَعْتُ منها لِحَجّ قلوصا
وقال رؤبة:
قَلَّصْنَ تَقْليص النَّعَامِ الوَخَّادْ
ويقال: قَلَصَتْ شفته أَي انْزَوَتْ. وقَلَص ثوبُهُ يَقْلِص، وقَلَص
ثوبُهُ بعد الغَسْل، وشفة قالِصَة وظلٌّ قالص إِذا نَقَص؛ وقوله أَنشده
ثعلب:وعَصَب عن نَسَويْه قالِص
قال: يريد أَنه سمين فقد بان موضعُ النسا وهو عرق يكون في الفخذ.
وقَلَصَ الماءُ يقلِصُ قُلوصاً، فهو قالِص وقَلِيص وقَلاَّص: ارتفع في البئر؛
قال امرؤ القيس:
فأَوْرَدَها من آخرِ الليل مَشْرَباً،
بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِيص
وقال الراجز:
يا رِيَّهَا من بارِدٍ قَلاَّصِ،
قد جَمَّ حتى هَمَّ بانْقِياصِ
وأَنشد ابن بري لشاعر:
يَشْربْن ماءً طَيّباً قَلِيصُهُ،
كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه
وقَلَصَةُ الماء وقَلْصَتُه: جَمّته. وبئر قَلوصٌ: لها قَلَصَة، والجمع
قَلائص، وهو قَلَصَة البئر، وجمعها قَلَصَات، وهو الماء الذي يَجِمُّ
فيها ويرْتَفع. قال ابن بري: وحكى ابن الأَجدابي عن أَهل اللغة قَلْصَة،
بالإِسكان، وجمعها قَلَص مثل حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك.
والقَلْص: كثرة الماء وقلته، وهو من الأَضداد. وقال أَعرابي: أَبَنْت
بَيْنُونة فما وجدت فيها إِلاَّ قَلْصَةً من الماء أَي قليلاً. وقَلَصَت
البئرُ إِذا ارتفعت إِلى أَعلاها، وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ.
شمر: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ القصير. وفي حديث عائشة، رضوان
اللّه عليها: فقَلَصَ دمعي حتى ما أُحِسُّ منه قَطْرَــةً أَي ارتفع وذهب.
يقال: قَلَصَ الدمعُ مخففاً، وإِذا شدد فللمبالغة. وكل شيء ارتفع فذهب، فقد
قَلَّص تقليصاً؛ وقال:
يوماً تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا،
يَطْلُبُ في الجَنْدَل ظِلاًّ قالِصا
وفي حديث ابن مسعود: أَنه قال للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص أَي اجتمع؛ وقول
عبد مناف بن ربع:
فقَلْصِي ونَزْلِي قد وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ،
وشَرّي لكم، ما عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ
قَلْصي: انقباضي. ونَزْلي: استرسالي. يقال للناقة إِذا غارت وارتفع
لبنها: قد أَقْلَصَت، وإِذا نزل لبنُها: قد أَنْزَلَتْ. وحَفِيلُه: كثرة
لبنه. وقَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجتمعوا فساروا؛ قال امرؤ القيس:
وقد حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص
وقَلَصَت الشفة تَقْلِص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت. وشفة قالِصة وقميص
مُقَلَّص، وقَلَّصْتُ قميصي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قال:
سراج الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ
نَعِيماً وتَقْليصاً بدِرْعِ المَناطِقِ
وتَقَلَّص هو: تَشَمَّر. وفي حديث عائشة: أَنها رأَت على سعد درعاً
مُقَلِّصة أَي مجتمعة منضمة. يقال: قَلَّصَت الدرعُ وتَقَلَّصَت، وأَكثر ما
يقال فيما يكون إِلى فوق. وفرس مُقَلِّص، بكسْر اللام: طويل القوائم منضم
البطن، وقيل: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قال بشر:
يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد
أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فيه اقْوِرارُ
وقَلَّصَت الإِبلُ في سيرها: شَمَّرَتْ. وقلَّصَت الإِبلُ تَقْليصاً
إِذا استمرت في مضيها؛ وقال أَعرابي:
قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلّْ
يخاطب إِبلاً يَحدُوها. وقَلَّصَت الناقةُ وأَقْلَصَت وهي مِقْلاص:
سَمِنت في سَنَامها، وكذلك الجمل؛ قال:
إِذا رآه في السَّنام أَقْلَصها
وقيل: هو إِذا سمنت في الصيف. وناقة مِقْلاص إِذا كان ذلك السِّمَن
إِنما يكون منها في الصيف، وقيل: أَقْلَص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شيئاً
وارتفع؛ والقَلْص والقُلُوص: أَولُ سِمَنها. الكسائي: إِذا كانت الناقة
تسمَن وتُهْزَلُ في الشتاء فهي مِقْلاص أَيضاً. والقَلُوص: الفَتِيَّة من
الإِبل بمنزلة الجارية الفَتَاة من النساء، وقيل: هي الثَّنِيَّة، وقيل:
هي ابنة المخاض، وقيل: هي كل أُنثى من الإِبل حين تركب وإِن كانت بنت
لبون أَو حقة إِلى أَن تصير بَكْرة أَو تَبْزُل، زاد التهذيب: سميت قَلُوصاً
لطول قوائمها ولم تَجْسُم بَعْدُ، وقال العدوي: القَلُوص أَول ما
يُرْكَب من إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فهي ناقة، والقَعُود
أَول ما يركب من ذكور الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فهو جمل، وربما
سموا الناقة الطويلة القوائم قَلُوصاً، قال: وقد تسمى قَلُوصاً ساعَةَ
توضَع، والجمع من كل ذلك قَلائِص وقِلاص وقُلُص، وقُلْصانٌ جمع الجمع،
وحالبها القَلاَّص؛ قال الشاعر:
على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا،
يَشْدَخْنَ بالليل الشجاعَ الخابِطا
وفي الحديث: لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعى عليها أَي لا يَخْرُج ساع
إِلى زكاة لقلة حاجة الناس إِلى المال واستغنائهم عنه، وفي حديث ذي
المِشْعار: أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: على
قُلُص نَوَاجٍ؛ وأَما ما ورد في حديث مكحول: أَنه سئل عن القَلُوص
أَيُتوضأُ منه؟ فقال: لم يتَغَير القَلوص نهر، قَذِرٌ إِلا أَنه جار. وأَهل دمشق
يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بالطاء.
والقَلُوص من النعام: الأُنثى الشابة من الرِّئَال مثل قَلُوص الإِبل.
قال ابن بري: حكى ابن خالويه عن الأَزدي أَن القَلُوص ولد النعام
حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد
(* البيت لعنترة من معلقته.) :
تَأْوي له قُلُصُ النَّعام، كما أَوَت
حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
والقَلُوص: أُنثى الحُبارى، وقيل: هي الحُبارى الصغيرة، وقيل: القَلُوص
أَيضاً فرخ الحُبارى؛ وأَنشد للشماخ:
وقد أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلاً كَأنَّها
قَلُوص حُبارَى، رِيشُها قد تَمَوَّرا
والعرب تَكْني عن الفَتَيات بالقُلُص؛ وكتب رجل من المسلمين إِلى عمر بن
الخطاب، رضي اللّه عنه، من مَغْزىً له في شأْن رجل كان يخالف الغزاة
إِلى المُغِيبَات بهذه الأَبيات:
أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رسولاً
فِدىً لك، من أَخي ثقةٍ، إِزارِي
قَلائِصَنَا، هداك اللّه، إِنا
شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار
فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ،
قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ
يُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ،
وبئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار
(* ورد في رواية اللسان في مادة
ازر: الخيار بدلاً من الظؤار.)
أراد بالقلائص ههنا النساء ونصبها على المفعول بإِضمار فعل أَي تدارَكْ
قلائصنا، وهي في الأَصل جمع قَلُوص، وهي الناقة الشابة، وقيل: لا تزال
قلوصاً حتى تصير بازلاً؛ وقول الأَعشى:
ولقد شَبَّت الحروبُ فما عَمْـ
ـمَرْتَ فيها، إِذ قَلَّصَتْ عن حيالِ
أَي لم تَدْعُ في الحروب عمراً إِذ قَلَّصَتْ أَي لَقِحَت بعد أَن كانت
حائلاً تحمل وقد حالت؛ قال الحرث بن عباد:
قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي،
لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عن حِيَالِ
وقَلَّصَتْ وشَالَت واحد أَي لقحت.
وقِلاص النجم: هي العشرون نجماً التي ساقها الدَبَران في خِطبة الثريا
كما تزعم العرب؛ قال طفيل:
أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فقد أَوفى بذمَّتِهِ،
كما وَفى بقِلاصِ النجم حاديها
وقال ذو الرمة:
قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعْمِّمٌ،
هَجَائِنُ قد كادَتْ عليه تَفَرَّقُ
وقَلَّص بين الرجلين: خلَّص بينهما في سِباب أَو قتال. وقلَصَتْ نفسُه
تقْلِص قَلْصاً وقَلِصَت: غَثَتْ. وقَلَص الغديرُ: ذهب ماؤه؛ وقول لبيد:
لوِرْد تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ،
يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ
يعني تَخلَّف عنه؛ بذلك فسره ابن الأَعرابي.
كحط: كحَطَ المطرُ: لغة في قَحَطَ، وزعم يعقوب أَن الكاف بدل من القاف.
هرقل: هِرْقِلُ: من ملوك الروم، وهِرْقِلُ، على وزن خِنْدِف: ملك الروم.
ويقال هِرَقْل على وزن دِمَشق، وهو أَول من ضرَب الدنانيرَ وأَول من
أَحدث البَيعَة؛ قال لبيد:
غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ،
وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ
أَراد هِرَقْلاً فاضطرَّ فغيَّر؛ وأَنشد ابن بري لجرير:
وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت وداهِراً،
ويَسْعَى لكم من آلِ كسْرَى النَّواصِفُ
وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ:
يراتب جما في أَسِيلٍ ومُقْلةٍ،
كما شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ
(* قوله «يراتب» هكذا في الأصل من غير نقط).
وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر: لما أُريد على بَيْعة يزيدَ بنِ
مُعاوية في حياة أَبيه قال جئتم بها هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة: أَراد أَن
البَيعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم والعَجم.
والهِرْقِلُ: المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.
زجج: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم. ابن سيده: الزُّجُّ الحديدة
التي تُرَكَّبُ في أَسفل الرمح، والسِّنانُ يُرَكَّبُ عاليَتَه؛ والزُّجُّ
تُرْكَزُ به الرُّمْح في الأَرض، والسِّنانُ يُطْعَنُ به، والجمع
أَزْجاجٌ وأَزِجَّةٌ وزِجاجٌ وزِجَجَةٌ. الجوهري: جمع زُجّ الرمح زِجاجٌ،
بالكسر، لا غير؛ وفي الصحاح: ولا تقل أَزِجَّة.
وأَزَجَّ الرُّمْحَ وزَجَّجَه وزَجَّاه، على البدل: ركَّبَ فيه الزُّجَّ
وأَزْجَجْتُه، فهو مُزَجٌّ؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَصَمَّ رُدَيْنِيّاً، كأَنَّ كُعُوبَهُ
نَوى القَضْبِ، عَرَّاضاً مُزَجّاً مُنَصَّلا
قال ابن الأَعرابي: ويقال أَزَجَّهُ إِذا أَزال منه الزُّجَّ؛ وروي عنه
أَيضاً أَنه قال: أَزْجَجْتُ الرُّمح جعلت له زُجّاً، ونَصَلْتُه: جعلت
له نَصْلاً، وأَنْصَلْتُه: نزعت نَصْلَه؛ قال: ولا يقال أَزْجَجْتُه إِذا
نزعت زُجَّه؛ قال: ويقال لنَصْل السَّهْم زُجٌّ؛ قال زهير:
ومَنْ يَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ ، فإِنه
يُطِيعُ العَوالي، رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
قال ابن السكيت: يقول: من عصى الأَمر الصغير صار إِلى الأَمر الكبير؛
وقال أَبو عبيدة: هذا مَثَلٌ. يقول: إِن الزج ليس يطعن به، إِنما الطعن
بالسنان، فمن أَبى الصلح، وهو الزجُّ الذي لا طعن به، أُعطي العوالي، وهي
التي بها الطعن. قال: ومَثل العرب: الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِفُ على
الصلح. قال خالد بن كلثوم: كانوا يستقبلون أَعداءهم إِذا أَرادوا الصلح
بأَزجة الرماح؛ فإِذا أَجابوا إِلى الصلح، وإِلا قلبوا الأَسنة
وقاتلوهم.ابن الأَعرابي: زَجَّ إِذا طعن بالعَجَلَةِ. وزَجَّه يَزُجُّه زَجّاً:
طعنه بالزُّجِّ ورماه به، فهو مَزْجُوج.
والزِّجاجُ: الأَنياب. وزِجاجُ الفحل: أَنيابه؛ وأَنشد:
لهازِجاجٌ ولَهاة فارِضُ
وزُجُّ المِرْفَقِ: طَرَفُه المحدَّدُ، كله على التشبيه. الأَصمعي:
الزُّجُّ طرف المرفق المحدّد وإِبرة الذراع التي يَذْرَعُ الذارع من
عندها.والمِزَجُّ، بكسر الميم: رمح مصير كالمِزْراقِ في أَسفله زُجٌّ.
وزَجَّ بالشيء من يده يَزُجُّ زَجّاً: رمى به. والزَّجُّ: رميك بالشيء
تَزُجُّ به عن نفسك.
والزُّجُجُ: الحِرابُ المُنَصَّلَة. والزُّجُجُ أَيضاً: الحمير
المُقْتَتِلَةُ.
والزَّجَّاجَةُ: الاست، لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ والزبل. وزَجَّ
الظلِيمُ برجله زَجّاً: عدا فرمى بها. وظليم أَزَجُّ: يَزُّجُّ برجليه؛ ويقال
للظليم إِذا عَدا: زَجَّ برجليه. والزَّجَجُ في النعامة: طولُ ساقيها
وتباعد خَطْوها؛ يقال: ظَلِيم أَزَجُّ ورجل أَزَجُّ طويل الساقين.
والأَزَجُّ من النعام: الذي فوق عينه ريش أَبيض، والجمع الزُّجُّ. والزُّجُّ:
النعام، الواحدة زَجَّاءُ، وأَزَجُّ للذكر، وهو البعيد الخَطْوِ؛ قال
لبيد:يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُبارِي ظِلَّهُ
بِأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَخَلْ
يقول: رأْس هذا الفرس مع رأْس الزُّجِّ يباريه بخدِّه. والزُّج ههنا:
السنان. بأَسِيل: بخد طويل. وظَلِيمٌ أَزَجُّ: بعيدُ الخَطْوِ. ونعامة
زَجَّاءُ؛ قال ذو الرمة يصف ناقة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ، يَشُلُّها
وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ
جُماليَّةٌ أَي عظيمة الخلق كأَنها جمل. وحَرْفٌ: قوية. وسَناد:
مُشْرِفَة. وأَزَجُّ الخطوِ: واسعه. والوظيف: عظم الساق. والسَّهْوَقُ: الطويل.
ويَشُلُّها: يطردها. والزَّجَجُ في الإِبل: رَوَحٌ في الرجلين وتحنيب.
والزَّجَجُ: رِقَّة مَحَطِّ الحاجبين ودِقَّتُهُما وطولهما وسُبُوغُهما
واسْتِقْواسُهُما؛ وقيل: الزَّجَجُ دِقَّة في الحاجبين وطُولٌ؛ والرجل
أَزَجُّ، وحاجب أَزَجُّ ومُزَجَّجٌ.
وزَجَّجَتِ المرأَةُ حاجبها بالمِزَجِّ: دققته وطوّلته؛ وقيل: أَطالته
بالإِثمد؛ وقوله:
إِذا ما الغانيات بَرَزْنَ يَوْماً،
وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا
إِنما أَراد: وكحلن العيونَ؛ كما قال:
شَرّابُ أَلْبانٍ وتَمْرٍ وأَقِطْ
أَراد: وآكل تمرٍ وأَقِط، ومثله كثير؛ وقال الشاعر:
عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً،
حتى شَتَتْ، هَمَّالَةً، عَيْناها
أَي وسقيتها ماءً بارداً. يريد أَن ما جاء من هذا فإِنما يجيء على
إِضمار فعل آخر يصح المعنى عليه؛ ومثله قول الآخر:
يا لَيْتَ زَوْجَكِ، قد غَدا
مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاَ
تقديره: وحاملاً رمحاً؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري عجز بيت على: زججت
المرأَة حاجبيها، وهو:
وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا
قال: هو للراعي وصوابه يُزَجِّجْنَ؛ وصدره:
وهِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ،
يُزَجِّجْنَ الحواجبَ والعُيونا
وبعده:
أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ،
سَراةَ اليَوْمِ، يَمْهَدْنَ الكُدُونا
ذات غِسْل: موضع. ويَمْهَدْنَ: يوطئن. والكدون: جمع كِدْنٍ، وهو ما
توطئ به المرأَة مركبها من كساء ونحوه.
وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: أَزَجُّ الحواجب؛ الزَّجَجُ:
تَقَوُّسٌ في الناصية مع طول في طرفه وامتدادٍ. والمِزَجَّةُ: ما يُزَجَّجُ به
الحاجبُ. والأَزَجُّ: الحاجبُ، اسم له في لغة أَهل اليمن.
وفي حديث الذي استسلف أَلف دينار في بني إِسرائيل: فأَخذ خشبة فنقرها
وأَدخل فيها أَلف دينار وصحيفة، ثم زَجَّجَ مَوْضِعَها أَي سَوَّى موضع
النَّقْرِ وأَصلحه؛ مِن تزجيج الحواجب، وهو حذف زوائد الشعر؛ قال ابن
الأَثير: ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الزُّجِّ النصل، وهو أَن يكون النَّقْرُ
في طرف الخشبة، فترك فيه زُجّاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه. وازْدَجَّ
النبتُ: اشْتَدَّتْ خُصاصُه. وفي حديث عائشة قالت: صلى النبي، صلى الله عليه
وسلم، ليلةً في رمضان فتحدّثوا بذلك فأَمسى المسجد من الليلة المقبلة
زاجّاً؛ قال ابن الأَثير: قال الجرمي أَظنه جأْزاً أَي غاصّاً بالناس، فقلب،
من قولهم: جَئِزَ بالشراب جَأَزاً إِذا غُصَّ به؛ قال أَبو موسى: ويحتمل
أَن يكون راجّاً، بالراء؛ أَراد أَنَّ له رَجَّةً من كثرة الناس.
والزُّجاجُ والزَّجاجُ والزِّجاجُ: القوارير، والواحدة من ذلك زُجاجَةٌ،
بالهاء، وأَقلها الكسر. الليث: والزُّجاجَةُ في قوله تعالى: القِنْديلُ.
وأَجماد الزِّجاج: بالصَّمَّان؛ ذكره ذو الرمة:
فَظَلَّتْ، بأَجْمادِ الزِّجاجِ، سَواخِطاً
صِياماً، تُغَنِّي، تَحْتَهُنَّ، الصفائحُ
يعني الحمير سَخِطت على مرتعها ليبسه. أَبو عبيدة: يقال للقَدَحِ:
زُجاجَة، مضمومة الأَول، وإِن شئت مكسورة، وإِن شئت مفتوحة، وجمعها زِجاجٌ
وزُجاج وزَجاجٌ.
والزَّجَّاجُ: صانع الزُّجاج، وحرفته الزِّجاجَةُ؛ قال ابن سيده:
وأُراها عِراقِيَّة.
وفي الحديث ذكر زُجِّ لاوَةَ، وهو بضم الزاي وتشديد الجيم: موضع
نَجْدِيٌّ بعث إِليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الضحاكَ بن سفيان يدعو
أَهله إِلى الإِسلام.
وزُجٌّ أَيضاً: ماءُ أَقطعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العَدَّاءَ
بن خالد.
فظظ: الفظُّ: الخَشِنُ الكلام، وقيل: الفظ الغليظ؛ قال الشاعر رؤبة:
لما رأَينا منهمُ مُغتاظا،
تَعْرِف منه اللُّؤْمَ والفِظاظا
والفَظَظُ: خشونة في الكلام. ورجل فَظٌّ: ذو فَظاظةٍ جافٍ غليظٌ، في
مَنطقِه غِلَظٌ وخشونةٌ. وإِنه لَفَظٌّ بَظٌّ: إِتباع؛ حكاه ثعلب ولم يشرح
بَظّاً؛ قال ابن سيده: فوجهناه على الإِتباع، والجمع أَفظاظ؛ قال الراجز
أَنشده ابن جني:
حتى تَرى الجَوَّاظَ من فِظاظِها
مُذْلَوْلِياً، بعد شَذا أَفظاظِها
وقد فَظِظْتَ، بالكسر، تَفَظُّ فَظاظةً وفَظَظاً، والأَول أَكثر لثقل
التضعيف، والاسم الفَظاظةُ والفِظاظ؛ قال:
حتى ترى الجَوّاظ من فِظاظِها
ويقال: رجل فَظٌّ بَيِّنُ الفَظاظةِ والفِظاظِ والفَظَظِ؛ قال رؤبة:
تَعْرِفُ منه اللُّؤْمَ والفِظاظا
وأَفْظَظْت الرجلَ وغيرَه: ردَدته عما يريد. وإِذا أَدْخَلْتَ الخيطَ في
الخَرْتِ، فقد أَفْظَظْتَه؛ عن أَبي عمرو. والفَظُّ: ماء الكرش يُعتصر
فيُشرب منه عند عَوَزِ الماء في الفلوات، وبه شبه الرجل الفظ الغليظ
لغِلَظِه. وقال الشافعي: إِن افتظَّ رجل كرش بعير نحره فاعتصر ماءه وصَفَّاه
لم يجز أَن يتطهر به، وقيل: الفَظُّ الماءُ يخرج من الكرش لغلظ مَشْرَبِه،
والجمع فُظوظ؛ قال:
كأَنهُمُ، إِذْ يَعْصِرون فُظوظَها،
بدَجْلةَ، أَو ماءُ الخُرَيبةِ مَوْرِدُ
أَراد أَو ماء الخُرَيْبةِ مَوْرِدٌ لهم؛ يقول: يستبيلون خيلَهم ليشربوا
أَبوالها من العطش، فإِذاً الفُظوظُ هي تلك الأَبوال بعينها. وفظَّه
وافْتَظَّه: شقَّ عنه الكرش أَو عصره منها، وذلك في المفاوز عند الحاجة إِلى
الماء؛ قال الراجز:
بَجَّك كِرْشَ النابِ لافتظاظها
الصحاح: الفَظُّ ماء الكرش؛ قال حسان بن نُشْبة:
فكونوا كأَنْفِ اللَّيثِ، لا شَمَّ مَرْغَماً،
ولا نال فَظَّ الصيدِ حتى يُعَفِّرا
يقول: لا يَشُمُّ ذِلَّةً فتُرْغِمَه ولا يَنال من صيده لحماً حتى يصرعه
ويُعَفِّره لأَنه ليس بذي اختلاس كغيره من السباع. ومنه قولهم: افتظَّ
الرجلُ، وهو أَن يسقي بَعيرَه ثم يَشُدَّ فمه لئلا يجتَرَّ، فإِذا أَصابه
عطش شق بطنه فــقطر فَرْثَه فشربه. والفَظِيظُ: ماء المرأَة أَو الفحل
زعموا، وليس بثَبَتٍ؛ وأَما كراع فقال: الفظيظ ماء الفحل في رحم الناقة، وفي
المحكم: ماء الفحل؛ قال الشاعر يصف القطا وأَنهن يحملن الماء لفراخهن في
حواصلهن:
حَمَلْنَ لها مِياهاً في الأَداوَى،
كما يَحْمِلْنَ في البَيْظ الفَظِيظا
والبَيْظُ: الرحم. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنتَ أَفَظُّ وأَغلظ
من رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ رجل فظٌّ أَي سيِّء الخُلق. وفلان
أَفظٌّ من فلان أَي أَصعب خلُقاً وأَشرس. والمراد ههنا شدة الخُلُقِ
وخشونةُ الجانب، ولم يُرَدْ بهما المفاضلةُ في الفَظاظةِ والغِلْظةِ بينهما،
ويجوز أَن يكون للمفاضلة ولكن فيما يجب من الإِنكار والغلظة على أَهل
الباطل، فإِن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، كان رؤوفاً رحيماً، كما وصفه
اللّه تعالى، رَفيقاً بأُمته في التبليغ غيرَ فَظٍّ ولا غليظٍ؛ ومنه أَن
صفته في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت
لمروان: إِن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، لعن أَباك وأَنت فُظاظةٌ من
لعنةِ اللّه، بظاءين، من الفَظِيظ وهو ماء الكرش؛ قال ابن الأَثير:
وأَنكره الخطابي. وقال الزمخشري: أَفْظَظْتُ الكرشَ اعتصرتُ ماءها، كأَنه
عُصارةٌ من اللعنة أَو فُعالة من الفَظيظِ ماء الفحل أَي نُطفةٌ من اللعنة،
وقد روي فضض من لعنة اللّه، بالضاد، وقد تقدم.
فيظ: فاظ الرجلُ، وفي المحكم: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً
وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عن اللحياني: مات؛ قال رؤْبة:
والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا،
لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا،
إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا
أَي من كثرةِ القَتْلى. وفي الحديث: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ
فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ، ثم رَمَى بسوطِه فقال: أَعْطُوه حيث بلَغ
السوْطُ؛ فاظ بمعنى مات. وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ
بَني إِسرائيل. وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها
بعضُهم؛ وقال دُكَيْنٌ الراجز:
اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ،
فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ
وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه
(* قوله «وأَفاظه اللّه إلخ» كذا
في الأصل.) نفسَه؛ قال الشاعر:
فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها،
وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم
(* قوله في البيت «بمعمم الحلم» كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي
بمقلد الحكم، ففي الأَساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.)
الليث: فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، والفاعل فائظٌ،
وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم، يعني فاظت نفسُه وفاضت. الكسائي:
تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قال: وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك، وحكي عن أَبي
عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، إِنما يقال فاظ فلان، قال:
ويقال فاظ المَيِّتُ، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكيت:
يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعي؛
قال ابن بري: ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِــيّ:
فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً،
يُبِيحُ دَماً، من فائظٍ وكَلِيم
وقال العجاج:
كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ،
خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ
وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم
أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء:
ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت
عِيالي، وهي بادِيةُ العُروقِ
إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ،
تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ
وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة؛ حكاه اللحياني.
وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عن اللحياني. وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه.
الكسائي: فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى ولا يتعدَّى،
وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه. الفراء:
أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه، وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت
نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة: فاظت نفسُه،
بالظاء، لغة قيس، وبالضاد لغة تميم. وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول
فاظت نفسُه، بالظاء، إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد؛ ومما
يُقوِّي فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر:
يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى،
وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه
فأَما التي خيرُها يرتجى،
فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه
وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى،
فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه
ومثله قول الآخر:
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ
عَدُوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ
فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً،
ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ
أَبو القاسم الزجاجي: يقال فاظَ الميتُ، بالظاء، وفاضت نفسُه، بالضاد،
وفاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين
الظاء والنفس؛ والذي أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، يحتج بقول الشاعر:
كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه،
إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ
وقول الآخر:
هَجَرْتُك، لا قِلىً مِنِّي، ولكنْ
رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ
كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا
رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ
تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً، وتَخْشَى
حِماماً، فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ