Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قت

قسم

قسم


قَسَمَ(n. ac. قَسْم)
a. Divided, separated, parted.
b. Arranged, settled.
c. Hesitated.
d. [ coll. ]
see IV
قَسُمَ(n. ac. قَسَاْمَة)
a. Was handsome.

قَسَّمَa. see I (a)b. [acc. & Bain], Shared, distributed, divided amongst.
c. ['Ala] [ coll. ], Exorcised (
demoniac ).
قَاْسَمَa. Shared with.
b. [acc. & 'Ala], Bound (himself) by oath to.

أَقْسَمَ
a. [Bi], Swore by.
b. Swore to; vowed that.

تَقَسَّمَa. Was divided, separated, parted; dispersed.
b. see I (a)
تَقَاْسَمَa. Shared together.
b. Bound themselves together by oath.

إِنْقَسَمَa. Was divided, separated, distributed.

إِــقْتَــسَمَa. see VI (a)
إِسْتَقْسَمَa. Asked to have distributed; claimed his share.
b. [acc. & Bi], Demanded ( an oath ) from.
قَسْمa. Division, distribution; allotment.
b. Lot, share, portion, part, allotment.
c. Doubt, hesitation; conjecture.
d. see 2 (b) (c).
قِسْم
(pl.
أَقْسَاْم أَقَاْسِيْمُ)
a. Part, portion; division; section.
b. Character, disposition, nature
c. Habit, custom.

قِسْمَةa. see 1 (a)b. (pl.
قِسَم), Lot, portion.
c. Fate, destiny.

قَسَم
(pl.
أَقْسَاْم)
a. Oath; vow.

قَسَمَةa. see 5t
قَسِمَة
( pl.
reg. )
a. Beauty, elegance, grace.
b. Face, visage, countenance.

مَقْسَم
(pl.
مَقَاْسِمُ)
a. see 1 (b)
مَقْسِمa. Dividing of the waters; water-shed.

مِقْسَمa. see 1 (b)
قَاْسِمa. see 28
قَسَاْمa. see 5t
قَسَاْمَةa. see 4 & 5t
(a).
c. Truce, armistice; peace.
d. Oathtakers, swearers.

قَسَاْمِيّa. Average, middle.
b. Folder (workman).
قُسَاْمَةa. Alms, charity.
b. Share, portion of the distributer.
قَسِيْم
(pl.
قُسَمَآءُ
أَقْسِمَآءُ
68)
a. Sharer, participator, partaker.
b. (pl.
أَقْسِمَآءُ)
see 1 (b)c. (pl.
قُسُم), Beautiful, elegant, graceful, pretty.
قَسِيْمَة
(pl.
قَسَاْئِمُ)
a. fem. of
قَسِيْمb. Perfume-box.
c. Market.

قَسَّاْمa. Divider, distributer, apportioner.

N. P.
قَسڤمَa. Divided; distributed.
b. Dividend.

N. Ag.
قَسَّمَa. see 28b. [ coll. ], Exorcist.

N. P.
قَسَّمَa. see N. P.
I (a) & 25
(c)-
N. Ac.
قَسَّمَa. Division, distribution; assignment.
b. [ coll. ], Exorcism.

N. Ag.
قَاْسَمَa. see 25 (a)
N. Ac.
قَاْسَمَ
a. Participation.

N. P.
أَقْسَمَa. see 4
أَقْسُوْمَة (pl.
أَقَاْسِيْمُ)
a. see 1 (b)
خَارِجُ الْقِسْمَة
a. Quotient.

مَقْسُوْم عَلَيْهِ
a. Divisor.

مُقَسَّم عَلَيْهِ
a. [ coll. ], Exorcised.
بَاب الْقسم

أَقْسَمت وآليت وَحلفت وَالْيَمِين وَالْقسم والايلاء وَالْحلف والالية
قسم: {وقاسمهما}: حلف لهما. {وأن تستقسموا}: من قسمت أمري. {المــقتــسمين}: الحالفين. 
(قسم) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "قَسِيمٌ وَسِيمٌ"
القَسَامُ : الجَمالُ، ورجُلٌ مُقَسَّم الوَجْه، كَأَنَّ كلَّ مَوضِع منه أخذَ قِسْماً من الجَمالِ: أي جَمِيلٌ كلُّه.
(قسم) الشَّيْء جزأه أَجزَاء يُقَال قسموا المَال بَينهم وَالْقَوْم فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَاكَ وَيُقَال قسمهم الدَّهْر والهموم فلَانا جعلته مشتت الخواطر وَالشَّيْء حسنه فَهُوَ مقسم يُقَال وشي مقسم وَالثَّوْب فَصله تَفْصِيلًا يبرز مقاسم لابسه والعامة تَقول كسم
قسم الشيء: ما يكون مندرجًا تحته وأخص منه، كالاسم؛ فإنه أخص من الكلمة ومندرج تحتها.
واعلم أن الجزئيات المندرجة تحت الكلي؛ إما أن يكون تباينها بالذاتية، أو بالعرضيات، أو بهما، والأول يسمى أنواعًا، والثاني أصنافًا، والثالث أقسامًا.

القسم: بفتح القاف قسمة الزوج بيتوتته بالتسوية بين النساء.
(قسم)
الشَّيْء قسما جزأه وَجعله نِصْفَيْنِ وَبَين الْقَوْم أعْطى كلا نصِيبه يُقَال قسم الله الرزق فَهُوَ القسام وَيُقَال قسم الْقَوْم الشَّيْء بَينهم أَخذ كل مِنْهُم نصِيبه مِنْهُ والدهر الْقَوْم قسما فرقهم وَفُلَان أمره قدره وَنظر فِيهِ كَيفَ يفعل

(قسم) الْوَجْه قسَامَة وقساما حسن وَيُقَال قسم الرجل فَهُوَ قسيم وقسيم الْوَجْه (ج) قسم
ق س م: (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (قَسَمَ) الشَّيْءَ (فَانْقَسَمَ) وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْمَوْضِعُ (مَقْسِمٌ) مِثْلُ مَجْلِسٍ. وَ (الْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلُ طَحَنَ طَحْنًا وَالطِّحْنُ بِالْكَسْرِ الدَّقِيقُ. وَ (أَقْسَمَ) حَلَفَ وَأَصْلُهُ مِنَ (الْقَسَامَةِ) وَهِيَ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى الْأَوْلِيَاءِ فِي الدَّمِ. وَ (الْقَسَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْيَمِينُ وَكَذَا الْمُقْسَمُ وَ (هُوَ) مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ. وَ (الْمُقْسَمُ) أَيْضًا مَوْضِعُ الْقَسَمِ. وَ (قَاسَمَهُ) حَلَفَ لَهُ. وَقَاسَمَهُ الْمَالَ وَ (تَقَاسَمَاهُ) وَ (اقْتَــسَمَاهُ) بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ (الْقِسْمَةُ) وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] بَعْدَ قَوْلِهِ: «وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمِيرَاثِ وَالْمَالِ فَذُكِّرَ عَلَى ذَلِكَ. وَ (اسْتَقْسَمَ) طَلَبَ الْقَسْمَ بِالْأَزْلَامِ. 
قسم
القَسْمُ: مَصدَرُ قَسَمَ يَقْسِمُ. والقِسْمَةُ: الاقْتِــسامُ.
والقَسَمُ: اليَمِيْنُ، والفِعْل الإِقْسَامُ.
والقَسِيْمُ: الذي يُقاسِمُكَ أرْضَاً ومالاً. وهذه الأرْضُ قَسِيْمَةُ هذه.
والقاسِمُ والقَسّام: الذي يَقْسِمُ الدُّوْرَ. والمَقْسِمُ: القِسْمُ.
والقِسْمُ: الحَظُّ من الخَيْرِ، والجميع الأقْسَامُ. والأقاسِيْمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ.
والاسْتِقْسَامُ بالأزْلام: كانوا يُجِيْلُونَها عند الأصنام بما أرادوا من الحاجات.
وحَصَاةُ القَسْم ونَوَاةُ القَسْم: كانتْ تُسْتَعْمَلُ عند قِلَّةِ الماء.
والقَسْمُ: الغَيْثُ والمَطَرُ. واسْقِني قَسْماً: أي ماءً.
والقَسَاميُّ: الذي يَطْوي الثِّيابَ أوَلَ طَيِّها حتّى تَنْكَسِرَ على طَيِّه.
والقَسَامِيُّ، من الخَيْل: هو قارِحُ شِقٍّ ورَباعيُّ شِقٍّ فهو مُــقْتَــسَمٌ سِنّه. وقيل: هو الجَميلُ القِسْمَتَيْنِ وهما عن يَمِينِ الأنْفِ وشِمالِه.
والقِسْمَةُ: ما اكْتَنَفَ الأنْفَ من الوَجْنَتَيْنِ، سُمِّيَتْ قِسْمَةً لأنَّ الأنْفَ قَسَمَ بينهما.
وقسْمُ الرَّجُل وجِسْمُه واحِدٌ.
والمُقَسَّمُ: هو المُحَسَّنُ من القَسَامَة في الوَجْهِ.
والقَسِيْمَةُ: جُؤْنَةٌ للأعْرَابِ مَنْقُوشَةٌ فيها العِطْرُ. وهي في قَوْل عَنْتَرَةَ: اليَمِيْنُ: وكأنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بقَسِيْمَةٍ والقَسَامَةُ: جَماعَةٌ من الناس يَشْهَدُوْنَ ويَحْلِفُونَ على الشَّيْءِ.
ق س م : قَسَمْتُهُ قَسْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَرَزْتُهُ أَجْزَاءً فَانْقَسَمَ وَالْمَوْضِعُ مَقْسِمٌ مِثْلُ مَسْجِدٍ وَالْفَاعِلُ قَاسِمٌ وَقَسَّامٌ مُبَالَغَةٌ وَالِاسْمُ الْقِسْمُ بِالْكَسْرِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْحِصَّةِ وَالنَّصِيبِ فَيُقَالُ هَذَا قِسْمِي وَالْجَمْعُ أَقْسَامٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَاقْتَــسَمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ الْقِسْمَةُ وَأُطْلِــقَتْ عَلَى النَّصِيبِ أَيْضًا وَجَمْعُهَا قِسَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَتَجِبُ الْقِسْمَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَقِسْمَةٌ عَادِلَةٌ أَيْ اقْتِــسَامٌ أَوْ قَسْمٌ وَقَاسَمْتُهُ حَلَفْتُ لَهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ جَالَسْتُهُ وَنَادَمْتُهُ وَهُوَ جَلِيسِي وَنَدِيمِي.

وَالْقَسَمُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْ أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا إذَا حَلَفَ.

وَالْقَسَامَةُ بِالْفَتْحِ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الْــقَتِــيلِ إذَا ادَّعَوْا الدَّمَ يُقَالُ قُتِــلَ فُلَانٌ بِالْقَسَامَةِ إذَا اجْتَمَعَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْــقَتِــيلِ فَادَّعَوْا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ قَتَــلَ صَاحِبَهُمْ وَمَعَهُمْ دَلِيلٌ دُونَ الْبَيِّنَةِ فَحَلَفُوا خَمْسِينَ يَمِينًا أَنَّ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ قَتَــلَ صَاحِبَهُمْ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقْسِمُونَ عَلَى دَعْوَاهُمْ يُسَمَّوْنَ قَسَامَةً أَيْضًا. 
قسم
الْقَسْمُ: إفراز النّصيب، يقال: قَسَمْتُ كذا قَسْماً وقِسْمَةً، وقِسْمَةُ الميراث، وقِسْمَةُ الغنيمة:
تفريقهما على أربابهما، قال: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
[الحجر/ 44] ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ
[القمر/ 28] ، واسْتَقْسَمْتُهُ:
سألته أن يَقْسِمَ، ثم قد يستعمل في معنى قسم.
قال تعالى: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ
[المائدة/ 3] . ورجل مُنْقَسِمُ القلب.
أي: اقْتَــسَمَهُ الهمّ، نحو: متوزّع الخاطر، ومشترك اللّبّ، وأَقْسَمَ: حلف، وأصله من الْقَسَامَةُ، وهي أيمان تُقْسَمُ على أولياء المــقتــول، ثم صار اسما لكلّ حلف. قال: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
[الأنعام/ 109] ، أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ [الأعراف/ 49] ، وقال: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
[القيامة/ 1- 2] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ [القلم/ 17] ، فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ
[المائدة/ 106] ، وقَاسَمَهُ، وتَقَاسَمَا، قال تعالى: وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف/ 21] ، قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ [النمل/ 49] ، وفلان مُقْسِمُ الوجه، وقَسِيمُ الوجه أي: صبيحة، والْقَسَامَةُ: الحسن، وأصله من القسمة كأنما آتى كلّ موضع نصيبه من الحسن فلم يتفاوت، وقيل: إنما قيل مُقَسَّمٌ لأنه يقسم بحسنه الطّرف، فلا يثبت في موضع دون موضع، وقوله: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُــقْتَــسِمِينَ
[الحجر/ 90] أي: الذين تَقَاسَمُوا شعب مكّة ليصدّوا عن سبيل الله من يريد رسول الله ، وقيل: الذين تحالفوا على كيده عليه الصلاة والسلام .
ق س م

قسموا المال بينهم قسماً وقسموه تقسيماً واقتــسموه وتقسّموه وتقاسموه، وقاسمته المال مقاسمة. وقسم القسّام وهو الذرّاع الأرض وحرفته: القسامة. وقسم الله الرزق، وهو القسام الوهاب. وتصافنوا الماء بحصاة القسم ونواة القسم. وهذه قسمة عادلة. وأعطيته قسمه ومقسمه أي نصيبه، وأعطيتهم أقسامهم ومقاسمهم وأقاسيمهم. وأنشد أبو زيد:

ومالك إلا مقسمٌ ليس فائتاً ... به أحدٌ فاعجل به أو تأخرا

وهذا مقسم الفيء: وجرى فيه المقسم أي القسمة. قال الطرماح:

لنا نسوة لم يجر فيهنّ مقسم ... إذا ما العذارى بالرماح استحلت

واستقسموا بالأزلام، ولأحد الشريكين أن يستقسم. وهو قسيمي: مقاسمي. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: أنا قسيم النار. وأسأل الله أن يصحح جسمك، ويتمم قسمك. وأقسم بالله قسماً باطلاً وأقساماً باطلة، وقاسمهما: حلف لهما، وتقاسموا بالله: تحالفوا. وحكم القاضي بالقسامة.

ومن المجاز: قلبه متقسّم. وأصبح متقسّماً: مشترك الخواطر بالهموم، وقد تقسّمته الهموم. ووجه مقسّم: معطًى كلّ شيء منه قسمه من الحسن فهو متناسب، كما قيل: متناصف. وقسّمه الله. ورجل قسيم وسيم: بيّن القسام والقسامة، وكأن قسمته الدينار الهرقليّ وهي وجهه الحسن. قال:

كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء

وكأنه قسيمة عطّارٍ وهي جونة حسنة منقوشة يكون فيها العطر. وطوى ثيابه القساميّ وهو أول من يطوي الثياب لتطوى على طيّه نسب إلى القسام لأنه يحسّنها بطيه ويزيّنها. وبات يقسم أمره: يقدّره وينظر كيف يفعل. وفلان جيد القسم أي الرزق. وفي استمطار هذيل: اللهم اجعلها عشيّة قسمٍ من عندك فقد تلوّحت الأرض فهي " مثل مجرّ الثوب تعوى وتنبح " وهو مثل لغبرة الأرض ووحشتها وأراد بالقسم الغيث. وضرب أنفه فقسمه أي قطعه نصفين. وقسم الأرض: قطعها. قال رؤبة:

ينجو ويذرين عجاجاً ساطعاً ... في إثر ناج يقسم الأجارعا
[قسم] القسم: مصدر قسمت الشئ فانقسم، والموضع مقسم مثل مجلس. ومقسم بكسر الميم: اسم رجل: وقول الشاعر القلاخ بن حزن : أنا القلاخ في بغائى مقسما أقسمت لا أسأم حتى تسأما فهو اسم غلام له كان قد فر منه. والقسم بالكسر: الحظ والنصيب من الخير، مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق. قال يعقوب: يقال هو يَقْسِمُ أمره قَسْماً، أي يقدِّره وينظر فيه كيف يفعل. وأقْسَمْتُ: حلفتُ، وأصله من القَسامَةِ، وهي الأيْمانُ تُقْسَمُ على الاولياء في الدم.والقسم بالتحريك: اليمين، وكذلك المقسم، وهو الصمدر مثل المخرج. والمقسم أيضا: موضعُ القَسَمِ. وقال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنَّا ومنكم بمُقْسَمَةٍ تَمورُ بها الدماء يعني بمكة. والقَسِمَةُ: الوجهُ. وقال ابن الأعرابي: هو ما بين الوجنتين والأنف، تكسر سينُها وتفتح. وأنشد لمحرز بن مكعبرٍ الضبِّي: كَأنَّ دنانيراً على قَسِماتِهِم وإن كان قد شَفَّ الوجوهَ لِقاءُ والقَسامُ: الحسنُ. وفلانٌ قسيم الوجه ومقسم الوجه. وقال : ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم  وأما قول عنترة: وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بقَسيمَةِ سبــقتْ عَوارِضها إليك من الفَمِ فيقال: هو اليمين، ويقال: امرأةٌ حسنةُ الوجه، ويقال: موضعٌ. ووشى مقسم، أي محسن. قال العجاج:

ورب هذا الاثر المقسم * يعنى أثر قدمى إبراهيم عليه السلام. وقال أبو ميمون يصف فرسا: كل طويل الساق حر الخدين مقسم الوجه هريت الشدقين وقاسمه: حلف له. وقاسمه المال، وتقاسماه واقتــسماه بينهما. والاسم القسمه مؤنثة. وإنما قال الله تعالى: (فارزقوهم منه) بعد قوله عز وجل: (فإذا حضر القسمة) لانها في معنى الميراث والمال، فذكر على ذلك. وتقسمهم الدهر فتقسموا، أي فرقهم فتفرقوا. والتقسيم: التفريق. وقول الشاعر يذكر قدرا تقسم ما فيها فإن هي قسمت فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكرى قال أبو عمرو: قسمت عمت في القسم. وأكرت: نقصت. واستقسم: طلب القسم بالازلام. والقسامى: الذى يطوى الثياب أول طيها حتى تتكسر على طيه. قال رؤية. * طى القسامى برود العصاب * وقول ذى الرمة:

ولا تقسم شعبا واحدا شعب * يقول: إنى ظننت أن لا تنقسم حالات كثيرة، يعنى حالات شبابه، حالا وأمرا واحدا يعنى الكبر والشيب.
(ق س م) : (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ قَسَمَ الْقَسَّامُ الْمَالَ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فَرَّقَهُ بَيْنَهُمْ وَعَيَّنَ أَنْصِبَاءَهُمْ (وَمِنْهُ) الْقَسْمُ بَيْنَ النِّسَاءِ (وَقَوْلُهُمْ) قَسَّمَ الْأَمِيرُ الْخُمْسَ فَعَزَلَهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ تَفْرِيقَهُ عَلَى الْمَسَاكِين وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مَيَّزَهُ مِنْ الْأَخْمَاسِ الْأَرْبَعَةِ وَعَيَّنَهُ وَلِهَذَا قَالَ فَعَزَلَهُ (وَفِي) الْحَدِيثِ «خَيْرُ السَّرَايَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَقْسَمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَأَعْدَلُهُ فِي الرَّعِيَّةِ» (مِثْل) هَذَا إنْ صَحَّ مُؤَوَّلٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَقْسَمُ مَنْ ذُكِرَ وَأَعْدَلُهُ (وَالْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ النَّصِيبُ وَكَذَا الْمَقْسِمُ (وَقَوْلُهُ) فِي الشَّمْلَة الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْغَنَائِم لَمْ يُصِبْهَا مِنْ الْمَقْسَمِ أَيْ الْقِسْمَةِ وَمِنْ زِيَادَةٌ وَقَعَتْ فِي النُّسْخَة وَفِي الْمَتْنِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَقَاسِم عَلَى لَفْظ الْجَمْعِ (وَصَاحِب الْمَقَاسِم) نَائِبُ الْأَمِيرِ وَهُوَ قَسَّامُ الْغَنَائِمِ وَفِي أَجْنَاسِ النَّاطِفِيِّ نَهْرٌ لَهُ مَقْسِمٌ لَيْسَ فَوْقه مَقْسِمٌ كَأَنَّهُ أَرَادَ مَوْضِعَ الْقَسْمِ وَهُوَ مَوْضِعُ السِّكْرِ الْمَعْهُود (وَفِي) التَّهْذِيب الْمِقْسَمُ بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْحِ السِّين (وَبِهِ) سُمِّيَ مِقْسَمُ بْنُ بُجْرَةَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ (وَالْقِسْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاقْتِــسَامِ وَيُقَالُ تَقَسَّمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَتَقَاسَمُوا وَاقْتَــسَمُوهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي أَيْ مُقَاسِمِي (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَإِذَا أَرَادَ صَاحِبُ النَّهْرِ أَنْ يَمُرَّ إلَى نَهْرِهِ فِي أَرْض قَسِيمِهِ يَعْنِي بِهِ شَرِيكَهُ الَّذِي وَقَعَتْ الْمُقَاسَمَةُ مَعَهُ وَقَسِيمَةٌ وَقِسْمَةٌ كِلَاهُمَا غَلَط (وَخَرَاجُ الْمُقَاسَمَةِ) أَنْ تُوَظِّفَ فِي الْخَرَاجِ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا مُقَدَّرًا عُشْرًا أَوْ ثُلُثًا أَوْ رُبُعًا (وَالِاسْتِقْسَامُ) بِالْأَزْلَامِ طَلَبُ مَعْرِفَةِ مَا قُسِمَ لَهُ مِمَّا لَمْ يُقْسَم (وَالْقَسَمُ) الْيَمِينُ يُقَال أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا (وَقَوْلُهُمْ) حَكَمَ الْقَاضِي (بِالْقَسَامَةِ) اسْمٌ مِنْهُ وُضِعَ مَوْضِعَ الْإِقْسَامِ ثُمَّ قِيلَ لَلَّذِينَ يُقْسِمُونَ قَسَامَةً وَقِيلَ هِيَ الْأَيْمَانُ تُقَسَّمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الدَّمِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَبِهَا سُمِّيَ) قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي نِكَاح السَّيْر (لَوْ أَقْسَمَ) عَلَى اللَّهِ فِي (ط م) .
باب القاف والسين والميم معهما ق س م، س ق م، م ق س، ق م س، س م ق مستعملات

قسم: القَسْمُ مصدر قَسَمَ يَقْسِمُ قَسْماً، والقِسْمةُ مصدر الاقتِــسام، ويقال أيضاً: قَسَمَ بينهم قِسْمةً. والقِسْم : الحظ من الخير ويجمع على أقسام. والقَسَم: اليمين، ويجمع على أقسام، والفعل: أقْسَمَ. وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ* بمعنى أقسم ولا صلة. والقَسيمُ: الذي يقاسمك أرضاً أو مالاً بينك وبينه. وهذه الأرض قَسيمةُ هذه أي عزلت منها، وهذا المكان قَسيمُ هذا ونحوه. والقَسّامُ: من يَقسِمُ الأرضين بين الناس، وهو القاسِمُ. والاستِقسام: [أنهم] كانوا يجيلون السهام أي الأزلام عند الأصنام فما يهمون به من الأمور العظام مثل تزويج أو سفر، كتب على وجهي القدح: أخُرج، لا تخرج، تزوج، لا تتزوج، ثم يقعد عند الصنم بكفره، أي الأمرين كان خيراً إلي فأذن لي فيه حتى أفعله، ثم يجيل، فأي الوجهين خرج فعل راضياً به قسماً وحظاً. وحصاة القَسْمِ ونواة القَسْمِ أنهم إذا قل ماؤهم في المفاوز عمدوا إلى غمر فألقوا فيه تلك الحصاة أو النواة ثم صبوا عليه من الماء قدر ما يغمرها حتى يستوي بأعلاها فيعطى كل إنسان شربة من ذلك الماء بمقدار واحد على ما وصفت. والأقاسيمُ: الحظوظ المقسومةُ بين العباد واختلفوا فقالوا: الواحدة أُقْسُومةُ، ويقال: بل هي جماعة الجماعة كالأظفار والأظافير. والقَسيمُ من الرجال: الحسن الخلق، والقِسمةُ: الوجه، قال الشاعر:

كأن دنانيراً على قَسمَاتِهمْ ... وإن كان قد شف الوجوه لِقاء

سقم: السقم والسقم والسقام لغات، وقد سقم الرجل فهو سَقيم مِسْقامٌ.

مقس: مَقِسَتْ نفسه وتَمَقَّسَتْ أيضاً نفسه أي غثيت.

قمس: كل شيء ينغط في الماء ثم يرتفع فقد قَمَسَ، والقيزان كذلك، والقنان وهي أكام القفاف إذا اضطرب السراب حواليها قيل: قَمست، قال رؤبة في نعت القيزان:

بيدا ترى قيزانهن قسا ... بوازياً مراً ومراً قُْمسا  ...

أي بدت بعد ما تخفى [كذا] ، يصف رؤبة قيزاناً أنهن يَتَقَمَّسْنَ في السراب. وفي المثل: بلغ قوله قاموس البحر أي قعره الأقصى.

سمق: سَمَقَ النبات: بلغ غاية الطول. ونخلة سامقةٌ: طويلة جداً. والسَّميقان: (خشبات يدخلن في الآلة) التي ينقل عليها اللبن، والسَّميقانِ في النير عودان قد لوقي بين طرفيهما تحت غبغب الثور شداً بخيط، وتجمع أسمِقةً. والسمسق: الياسمين.
قسم: قسم إلى: جزأ، يقال مثلا، قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول. (بوشر).
قسم: أعطاه نصيبا وقدره له.
ففي ألف ليلة (1: 142): لم يقسم الله شيئا أقوت به عيالي.
قسم: رجا، توسل، تضرع. (هلو) وفيه: قصم. وهي تصحيف أقسم.
قسم (بالتشديد): عزم كما يفعل السحرة. (انظر قص بالعبرية والسريانية). (باين سميث 1388). وفي ألف ليلة (برسل 9: 165): ثم إنه عزم وقسم وطلب الملك الأحمر. وانظر قصم أيضا.
قاسم: يقال قاسمة الشيء، وقاسمه فيه- ففي ألف ليلة (1: 30): لو قاسمته في ملكي.
الخراج على المقاسمة، أو مقاسمة، أو خراج المقاسمة، وهو أن يدفع زراعو الأرض الخراج عينا، أي حين يجب عليهم أن يدفعوا للسلطان قسما من حاصل الأرض كالعشر أو الربع أو الثلث أو الخمسين أو النصف. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، الفخري ص215، ص260 وفيه بالخمسين).
ويقال أيضا: دفع الأرض إلى أهلها مقاسمة على النصف أو غيره. وذلك حين تصبح الأرض ملكا لبيت المال غير أن سكانها بقوا فيها واستمروا يزرعونها على أن يدفعوا قسما معينا من نتاج الأرض (معجم اللاذري).
أقسم: عزم، عوذ، رقى. (ألف ليلة 1: 691).
أقسم: حين يكون هذا الفعل بمعنى حلف يحذف من بعده الحرف أن غالبا كما يحذف من بعد غيره من الأفعال التي تدل على القسم (معجم بدرون، عباد 2: 175).
تقسم: انظر قول المقري (1: 582): فكان يتبعه في أسفاره ما ينيف على أربعمائة فقير فيتقسمهم الترتيب في وظائف خدمته. (انظر رسالتي إلى السيد فليشر 72).
تقسم: تستعمل مجازا بمعنى نفي النوم (معجم مسلم). انقسم: تجزأ، (معجم الإدريسي).
انقسم: رقي وعزم عليه من قبل الساحر. (ألف ليلة برسل 9: 166).
استقسم: طرد الشياطين بالتعزيم. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقصورة، حجرة، خانة. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقاطعة، محافظة، مديرية. جزء من البلاد. (بوشر).
قسم: حزب، عصبة، زمرة. (بوشر).
قسم: قدر، مصير. ففي ألف لسلة (4: 156): وأبدلت قسمه بقسمي وبخته ببختي.
قسم الدنيا: مساحة العالم. (أكالا).
قسم، والجمع أقسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر، ألف ليلة 1: 854، 2: 598، 6، 668، 3، 669).
قسمة: شعبة من القبيلة، بطن. (سندوفال ص269، دوماس عادات ص16).
قسمة: نصيب، حصة. (بوشر) وجمعها: قسم (محيط المحيط، عبد الواحد 2: 1).
قسمة: نصيب، حظ. (بوشر، زيشر 16: 244). وفي حيان - بسام (2: 4ق): وقد عرفت هذين الأميرين حين كانا لا يزالان مملوكين فكان حظي من الاعتبار بالدنيا إذ كانا على استخدامهما لها من الجهل والافن واللكنة من حجج الله تعالى في القسم البالغة الدالة على هوانهما (هوانها) عنده.
قسمة، في علم الحساب: تجزئة عدد إلى أجزاء متساوية عدتها بقدر آحاد عدد آخر. (بوشر، محيط المحيط، المقدمة 2: 95).
قسمة، في علم التنجيم: مقطع الكوكب. (المقدمة 2: 188) وانظر تعليق السيد دي سلان (2: 221 رقم 1).
قسمة: ترقية الإنسان إلى درجات كنسية، رشامة كاهن، سيامة (بوشر).
قسمة، في التجارة: ريالان أو دولاران. (بركهارت نوبية ص216).
قسمة الحق: عدالة التوزيع. (بوشر).
قسمي: تقسيم وهو من مصطلح النحو. (بوشر).
قسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر).
قسيم: من يقاسم غيره شيئا ويشاركه فيه.
ففي كتاب عبد الواحد (ص141): قسيمة في النسب الكريم. وفيه (ص273): وهو قسيم نهر اشبيلية منبعهما واحد.
قسيم: شطر البيت، نصف البيت من الشعر، مصراع البيت. (عباد 2: 73، 152 رقم 39).
القسامة، في علم القانون الجنائي: خمسون يمينا يحلفها عصبة الــقتــيل الذكور في حالة الــقتــل الخطأ وورثته رجالا ونساء في حالة الــقتــل بسبب حادث مفاجئ أي بقلة التبصر (فنسنت دراسات في الشريعة الإسلامية، محيط المحيط.
القسامة، عند المولدين: أن يكتب الرجل على نفسه صطا عند الوالي أو القاضي في الامتناع عن منكر يرتكبه كالسكر ونحوه (محيط المحيط).
دفتر القسامة، عند العامة: دفتر تكتب فيه أسماء الذي تحدث منهم جناية على أملاك الناس فيغرمون قيمة تلك الجناية بأمر الوالي. (محيط المحيط).
قسام: من يقسم أموال الميت على الورثة. (دسكرياك ص176، ألف ليلة 3: 194، 4: 639).
قسام: الضيف المؤاكل الذي يأخذ قطعة من اللحم فيقطعها بأسنانه ويضع النصف الباقي في الصحفة (دوماس حياة العرب ص314).
ثاسم: عدد يقسم به عدد آخر (بوشر).
أسقف قاسم: أسقف راسم، أسقف يمنح ويعطي الدرجات الكنسية. (بوشر).
تقسيم: في علم الحساب: قسمة العدد على غيره (بوشر).
التقسيم، عند بعض النصارى على المجنون: صلوات يستعملها الكاهن لطرد ابليس منه (محيط المحيط).
تقسيمي: توزيعي. (بوشر).
مَقسم ومِقسم: هو مقسم الفيء. والجمع مقاسم، الغنيمة التي لا بد ان تقسم وتوزع. ومن هذا: هو على المقاسم= صاحب المقاسم= قسام الغنائم. (معجم الطرائف).
مقسم، والجمع مقاسم: مفرق طرق. (الكالا).
مقسم: خزان ماء للتوزيع (محيط المحيط). وفي أماري (ص118): وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدل على كثرة ساكنيه.
مقسم: قناة ماء. ففي الاصطخري (ص243).
ويتشعب منه (نهر هندمند) مقاسم الماء (ص261، ابن بطوطة 1: 234).
مقسم: مقياس العالم مقياس الدنيا (الكالا).
المقسمات: هذه الكلمة التي ذكرها فريتاج في معجمه من غير ضبط وفسرها بقوله اكثر من السب وهو تفسير غير صحيح إنما هي المقسمات ومعناها: هم، غم، كآبة، كدر، قلق، وهي مرادف المنكدات. وانظر مقسم التي فسرت في القاموس بكلمة مهموم.
وانظر عبارة قلائد العقبان (ص54): (ففاضت نفسه في أثناء منازلتهم جزعا، وذهبت روحه مقسما بالانكاد موزعا).
المقسوم: العدو الذي يجزأ في القسمة، والذي يجزأ عليه يسمى مقسوما عليه (بوشر، محيط المحيط).
مقسوم: كاهن مرسوم. من يحضر أمام الأسقف ليرقى في درجات الكهنوت. (بوشر).
الْقَاف وَالسِّين وَالْمِيم

قسم الشَّيْء يقسمهُ قسما، وقسمه: جزأه.

وَهِي: الْقِسْمَة.

وَالْقسم: النَّصِيب. وَالْجمع: أَقسَام.

وَهُوَ القسيم، وَالْجمع: اقسماء، واقاسيم، الْأَخِيرَة: جمع الْجمع. والمقسم والمقسم: كالقسم.

وحصاة الْقسم: حَصَاة تلقى فِي إِنَاء ثمَّ يصب فِيهَا من المَاء قدر مَا يغمر الْحَصَاة، ثمَّ يَتَعَاطونَهَا، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سفر، وَلَا مَاء مَعَهم إِلَّا شَيْء يسير فيقسمونه هَكَذَا.

وتقسموا الشَّيْء، واقتــسموه، وتقاسموه: قسموه بَينهم.

واستقسموا بِالْقداحِ: قسموا الْجَزُور على مِقْدَار حظوظهم مِنْهَا.

وقاسمته المَال: أخذت مِنْهُ قسمك، واخذ قسمه.

وقسيمك: الَّذِي يقاسمك أَرضًا أَو دَارا أَو مَالا بَيْنك وَبَينه.

وَالْجمع: اقسماء، وقسماء.

وَهَذَا قسيم هَذَا: أَي شطره.

والقسام: الَّذِي يقسم الْأَشْيَاء بَين النَّاس، قَالَ لبيد:

فارضى بِمَا قسم المليك فَإِنَّمَا ... قسم الْمَعيشَة بَيْننَا قسامها

عَنى بالمليك: الله تَعَالَى.

وَعِنْده قسم يقسمهُ: أَي عَطاء، وَلَا يجمع، وَهُوَ من الْقِسْمَة.

وقسمهم الدَّهْر يقسمهم، وقسمهم: فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَا.

وَنوى قسوم: مفرقة مبعدة، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

نأت عَن بَنَات الْعَن وانفلتت بهَا ... نوى يَوْم سلان البتيل قسوم

أَي: مقسمة للشمل مفرقة لَهُ.

وَالْقسم: الرَّأْي. وَقيل: الشَّك، وَقيل: الْقدر.

وَقسم أمره قسما: قدره.

وَقيل: قسم أمره. لم يدر كَيفَ يصنع فِيهِ.

وَرجل مقسم: مُشْتَرك الخواطر بالهموم.

وَالْقسم: الْيَمين. وَالْجمع: أَقسَام.

وَقد اقْسمْ بِاللَّه، واستقسمه بِهِ.

وتقاسم الْقَوْم: تحالفوا. وَفِي التَّنْزِيل: (قَالُوا تقاسموا بِاللَّه) . والقسامة: الْجَمَاعَة يقسمون على الشَّيْء اويشهدون.

وَيَمِين الْقسَامَة منسوبة اليهم.

والقسام: الْجمال.

وَرجل مقسم، وقسيم، وَالْأُنْثَى: قسيمة وَقد قسم.

وَقَوله:

وَرب هَذَا الْأَثر الْمقسم

يَعْنِي: مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، كَأَنَّهُ قسم: أَي حسن.

وَشَيْء قسامي: مَنْسُوب إِلَى القسام.

وخفف الْقطَامِي يَاء النِّسْبَة مِنْهُ فاخرجه مخرج تهام وشام. فَقَالَ:

إِن الْأُبُوَّة وَالدّين تراهما ... مُتَقَابلين قساميا وهجاناً

أَرَادَ: ابوة وَالدّين.

وَالْقِسْمَة: الْحسن كالقسام.

وَالْقِسْمَة: الْوَجْه.

وَقيل: مَا اقبل عَلَيْك مِنْهُ.

وَقيل: قسْمَة الْوَجْه: مَا خرج من الشّعْر.

وَقيل: الْأنف وناحيتاه. وَقيل: وَسطه.

وَقيل: أَعلَى الوجنة وَقيل: مجْرى الدمع من الْعين، قَالَ:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم ... وَإِن كَانَ قد شف الْوُجُوه لِقَاء

وَقيل: هِيَ مَا بَين الْعَينَيْنِ، روى ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَبِه فسر قَوْله:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم

وَقَالَ أَيْضا: الْقِسْمَة: مَا فَوق الْحَاجِب. وَفتح السِّين: لُغَة فِي ذَلِك كُله.

والقسامي: الَّذِي يطوي الثِّيَاب على أول طيها حَتَّى تتكسر على طيه.

قَالَ رؤبة:

طي القسامي برود العصاب

وَفرس قسامي: إِذا قرح من جَانب وَاحِد، وَهُوَ من آخر رباع، وانشد:

اشق قساميا رباعي جَانب ... وقارح جنب سل اقرح اشقرا

وَالْقِسْمَة، والقسيمة: جؤنة الْعَطَّار.

والقسيمة فِي قَول عنترة:

وَكَأن فَأْرَة تَاجر بقسيمةٍ ... سبــقتْ عوارضها إِلَيْك من الفمِ

قيل: هِيَ طُلُوع الْفجْر. وَقيل: هِيَ جؤنة الْعَطَّار.

وَالْمَعْرُوف عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي جؤنة الْعَطَّار: قسْمَة، فَإِن كَانَ ذَلِك، فَإِن الشَّاعِر إِنَّمَا أشْبع للضَّرُورَة.

والقسيمة: السُّوق، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم يُفَسر بِهِ قَول عنترة، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّا يجوز أَن يُفَسر بِهِ.

والقسوميات: مَوَاضِع، قَالَ زُهَيْر:

ضحوا قَلِيلا قفا كُثْبَان أسنمة ... وَمِنْهُم بالقسوميات معترك

وقاسم، وقسيم، وقسيم، وقسام، ومقسم، ومقسم: أَسمَاء.

وَالْقسم: مَوضِع مَعْرُوف. 
[قسم] فيه: «قسمت» الصلاة بيني وبين عبدي، أي قسمت القراءة؛ لأن نصف الفاتحة إلى «إياك نعبد» ثناء، ونصفها مسألة ودعاء، ولذا قال: «وإياك نستعين» بيني وبين عبدي. وفي ح على: أنا «قسيم» النار، أراد أن الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلالة، فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار، وقسيم بمعنى مفاعل كجليس، قيل: أراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله. وفيه: إياكم و «القسامة»! هي بالضم ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه، كما يأخذ السماسرة رسمًا مرسومًا لا أجرًا معلومًا كتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئًا معينًا وذلك حرام؛ الخطابي: هذا فيمن ولي أمر قوم فإذا قسم بينهم أمسك لنفسه نصيبًا، وأما إذا أخذ أجرته بإذن المقسوم لهم فلا يحرم. والقسامة - بالكسر: صنعة القسام كالجزارة. وفيه: مثل الذي يأكل «القسامة» كمثل جدي بطنه مملوء رضفًا، فسر فيه بالصدقة، والأصل الأول. وفيه: أنه استحلف خمسة نفر في «قسامة» معهم رجل من غيرهم، فقال: ردوا الأيمان على أجالدهم، هي بالفتح اليمين كالقسم، وهي أن يقسم من أولياء الــقتــيل خمسون نفرًا على استحقاقهم دم صاحبهم، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينًا أو يقسم بها المتهمون على نفي الــقتــل عنهم، فإن حلف المدعون استحقوا الدية. وإن حلف المتهمونللأخرى، وإذا حمل اثنتين بالقرعة فعليه التسوية بينهما، وعماد القسم في حق المقيم الليل، والنهار تبع له، فإن كان الرجل ممن يعمل بالليل فعماده في حقه النهار - ومر في قرع. غ: «على «المــقتــسمين» الذين تقاسموا وتحالفوا على كيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اليهود والنصارى أمنوا ببعض وكفروا ببعض. «و «قاسمهها»» حلف لهما. و: «فالمقسمات» أمرًا» الملائكة تقسم ما وكلت به.
قسم
قسَمَ يقسِم، قَسْمًا، فهو قاسِم، والمفعول مَقْسوم
• قسَم الدهْرُ القومَ: فرّقهم وشتّتهم "قسَمت الأيّامَ زملاءَ الجامعة بعد تخرُّجهم".
• قسَم اللهُ الرِّزقَ: وزّعه وأعطى كلَّ فردٍ نصيبَه "الرزق مقسوم والأجل محتوم- {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ".
• قسَم التُّفّاحةَ: جزّأها إلى جزأين أو أكثر، شقّها "قسَم النهرُ المدينة قِسميْن- قسم الرغيفَ إلى عدَّة أجزاء".
• قسَم عددًا على آخر: (جب) أوجد عددًا ثالثًا إذا ضُرب في الثّاني حصل الأوّل. 

قسُمَ يَقسُم، قَسامةً وقَسامًا، فهو قَسِيم
• قسُم الوَجْهُ: حَسُنَ وجمُل "أعجبني قسامةُ وجهها- وجهٌ قَسِيم- قسامة الوجه من سمات الأنبياء". 

أقسمَ بـ/ أقسمَ على يُقسم، إقسامًا، فهو مُقْسِم، والمفعول مُقْسَمٌ به
• أقسم الرَّجلُ بكذا: حلَف بالله أو بغيره "أقسَم أن يُقلع عن التّدخين- {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ".
• أقسم على إهلاك خَصْمِه: تعهد بإهلاكه "أقسَم عليه أن يذاكر دروسه- أقسم بالمصحف/ على المصحف". 

استقسمَ يستقسم، استقسامًا، فهو مُسْتَقسِم، والمفعول مُسْتَقسَم (للمتعدِّي)
• استقسم القومُ: طلب كلّ منهم قِسْمه (نصيبه)، طلب أن يعرف حظّه المقدّر له " {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}: كان الناس في الجاهليّة يستقسمون بالأزلام قبل الإقدام على عمل".
• استقسم الشَّاهدَ بالله: طلب منه أن يُقْسِمَ بالله على صحّة
 شهادته. 

اقتــسمَ يــقتــسم، اقْتِــسامًا، فهو مُــقْتَــسِم، والمفعول مُــقْتَــسَم
• اقتــسم الإخوةُ الميراثَ: أخذ كلُّ واحدٍ نصيبَه منه "اقتــسم العمارةَ مع إخوته- اقتــسم الورثةُ تركةَ المتوفَّى". 

انقسمَ إلى/ انقسمَ على ينقسم، انقسامًا، فهو مُنْقَسِم، والمفعول مُنْقَسَم إليه
• انقسم قالَبُ حلوى إلى قطْعتين/ انقسم قالبُ حلوى على قطعتين: مُطاوع قسَمَ: تجزَّأ أجزاءً "انقسم الفريق الرياضيّ إلى/ على مجموعتين- ينقسم الناسُ إلى قسمين".
• انقسم الأعضاءُ على أنفسهم: اختلفوا، تفرّقوا وتباينت آراؤهم "انْقَسم حِزْب سياسِيّ- ما انْقَسمت أمّة إلاّ ضعف شأنُها". 

تقاسمَ/ تقاسمَ بـ يتقاسَم، تقاسُمًا، فهو مُتقاسِم، والمفعول مُتقاسَم
• تقاسمَ الإخوةُ الميراثَ: اقتــسمُوه، أخذ كلٌّ منهم نصيبه منه "تقاسَمُوا المسئوليّة- تقاسَمَ الزوجان حُلوَ الحياة ومُرَّها".
• تقاسم القومُ بالله: أقسم كلٌّ منهم لصاحبه، تحالَفوا، تبادلوا الحلِف "تقاسَموا بالله على نُصرة المظلوم- تقاسَمَا على التمسُّك بالعهد- {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} ". 

تقسَّمَ/ تقسَّمَ إلى/ تقسَّمَ على يتقسَّم، تقسُّمًا، فهو مُتَقَسِّم، والمفعول مُتَقَسَّم
• تقسَّموا الطَّعامَ بينهم: اقتــسموه، أخذ كلّ منهم نصيبَه منه "تقسَّموا إرثَ أبيهم" ° تقسَّمته الهُمومُ: وزَّعت خواطره وأفكاره.
• تقسَّم القومُ إلى عائلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تفرّقوا "تقسَّم الطلبةُ فرقًا".
• تقسَّمت الدَّولةُ إلى دُويْلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تجزَّأت "يتقسَّم البحث إلى عِدَّة فصول".
• تقسَّم العملُ على أعضاء الفريق: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: وُزِّع وفُرِّق. 

قاسمَ يقاسِم، مُقاسَمَةً، فهو مُقاسِم، والمفعول مُقاسَم
• قاسمه المالَ: شاركه فيه مناصفةً، أخذ كلٌّ قِسْمَه منه، شاطَره.
• قاسم فُلانًا: حلف له وأقسم " {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} ". 

قسَّمَ/ قسَّمَ على يُقسِّم، تقسيمًا، فهو مُقسِّم، والمفعول مُقسَّم
• قسَّم الكتابَ: جزّأه "قسَّمت الدُّولُ العُظمى العالمَ إلى مناطق نفوذ- خطّ تقسيم المياه- قسَّم الميراثَ- قسَّم الأرضَ: جَزَّأهَا إلى أقسام لتُبنى" ° قسَّم الدَّهْرُ الأصدقاءَ: فرَّقهم.
• قسَّم الشَّيءَ: حسَّنه "وشيٌ مقسَّم- قسَّم أسلوبَه في الكتابة".
• قسَّم الثَّوبَ: فصّله تفصيلاً يُبرزُ مقاسِمَ لابسه، والعامّة تقول كسَّم.
• قسَّم المالَ بين الفقراء/ قسَّم المالَ على الفقراء: فرّقه عليهم "قسَّم الرِّبحَ بين العاملين"? قسَّمه الهَمُّ: جعله مشتت الخواطر.
• قسَّم على العود: عَزَف مقطوعة موسيقيّة. 

انقسام [مفرد]: ج انقسامات (لغير المصدر): مصدر انقسمَ إلى/ انقسمَ على.
• انقسام الخليَّة: (حي) عمليّة تتكاثر بها النباتات والحيوانات وحيدة الخليّة، أو تتكوَّن بها خلايا جديدة في الكائنات متعدِّدة الخلايا. 

تقسيم [مفرد]: ج تقسيمات (لغير المصدر) وتقاسيم (لغير المصدر):
1 - مصدر قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (حن) تخصُّص الخلايا أو الأعضاء أو الأنسجة لأداء وظيفة معيَّنة.
3 - (حن) تخصُّص بعض الأفراد أو الجماعات في الحشرات الاجتماعيّة، كالنَّمل أو النَّحل، لأداء وظيفة خاصَّة تخدم الجماعة كلَّها.
• تقاسيم الوجه: تقاطيعه، معالمه؛ ملامحه الدالّة على الحسن مجتمعة أو غيره.
 • تقاسيم إيقاعيَّة: (سق) عزف منفرد على عود أو نحوه، ويكون غالبًا في بداية حفل "تقاسيم على العود". 

تقسيمة [مفرد]: ج تقسيمات وتقاسيم:
1 - اسم مرَّة من قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (رض) تجزئة مجموعة من اللاعبين أو غيرهم إلى مجموعتين متساويتين "أجرى تقسيمة بين اللاعبين لتكوين فريقَيْن متنافسَيْن".
3 - (سق) قطعة موسيقيَّة صغيرة "قامت الفرقة بعزف تقسيمة أعجبت الحاضرين". 

تقسيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقسيم: "نوايا/ دعوات/ مؤامرة تقسيميَّة: الغرض منها تفريق شيءٍ أو تجزئته".
2 - مصدر صناعيّ من تقسيم: انفصاليَّة وتجزيئيَّة.
3 - (فن) طريقة في الرسم تُقَسَّم فيها درجات التلوين وتوضع على قماشة جنبًا إلى جنب بدلاً من مزجها "استخدم الرسّام تقسيميَّة الألوان في لوحته الأخيرة". 

قاسِم [مفرد]: ج قواسم:
1 - اسم فاعل من قسَمَ.
2 - (جب) عدد مقسوم عليه (4 قاسم 20).
• قاسم مُشترك/ قاسم تامّ: (جب) عددٌ أو مقدارٌ جبريٌّ يمكن أن يُقسَم عليه قسمة صحيحة عددان أو مقداران جبريّان أو أكثر "الثلاثة من الأعداد هو قاسم مشترك للسِّتّة والتِّسعة" ° القاسم المشترك بينهما: النقطة المشتركة بينهما، ما يجمعهما. 

قَسام [مفرد]: مصدر قسُمَ. 

قَسامَة [مفرد]:
1 - مصدر قسُمَ.
2 - (فق) نوع من اليمين يُقسمه خمسون من أولياء الدّم لإثبات حقِّهم أو خمسون من المتهمين لدفع التهمة عنهم "حكم القاضي بالقَسامَة". 

قَسْم [مفرد]: مصدر قسَمَ. 

قَسَم [مفرد]: ج أقْسام: يمينٌ يحْلِفُها الإنسانُ بالله تعالى وبغيره، مثل: والله ما رأيته، ورَبِّي ما فَعَلْتُ "قَسَمًا بالله إنّهُ مصيب- {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ".
• أحرف القَسَم: (نح) الباء والتاء واللام والواو.
• جواب القَسَم: (نح) ما يُساق القَسَم لإثباته أو نفيه. 

قِسْم [مفرد]: ج أقْسام:
1 - جُزْء من شيء مقْسوم "ضيْعَة ذات أقسام".
2 - حصَّة، نصيب من خير "تحصَّل على قِسْمِه في الميراث".
3 - جهاز مُختصّ في إدارة أو مؤسّسة، فرع، وحدة إداريّة أو وظيفيّة في حكومة أو شركة "قِسْم اللُّغة العربيّة في الجامعة/ الحسابات- رئيس قسم المشتريات".
4 - فَصْل، فِقْرة، مَقْطع "قِسْم من كتاب- هناك ترابط بين أقْسام الموضوع". 

قَسَمات [جمع]: مف قَسَمة
• قَسَمات الوجه: تقاسيمه، تقسيماته، ملامحه وتقاطيعه ومعالمه "دلَّت قَسَمات وجهه على ابتهاجه". 
4020 - 
قِسْمَة [مفرد]: ج قِسْمات وقِسَم:
1 - اسم من اقتــسام الشّيء " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ".
2 - نصيب، حظّ "نال أفضل قِسْمَة- رضي بقِسْمَته".
3 - (جب) عمليّة حسابيّة تُستخدم في تعيين مقدار يسمّى خارج القسمة، إذا ضُرب في المقسوم عليه نتج المقسوم "قِسْمَة 20 على 4 - قابليّة القِسْمَة" ° علامة القِسْمَة: الرمز () الموضوع بين كميّتين مكتوبتين على خطّ واحد لتشير إلى قسمة الكميّة الأولى على الثانية- قِسْمَة قصيرة: تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّة إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
4 - (قن) حِصّة ونصيب، حالة وأموال أو مُمْتلكات مُقسَّمة بين أصحاب حقوق "قِسْمَة تَرِكة".
• خارِج القِسْمة: (جب) نتيجة يُحصَل عليها عندما يُقسَم عدد أو مقدار ما على عدد أو مقدار آخر. 

قَسيم [مفرد]: ج أقْسِمَاءُ وقُسَماءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسُمَ: "إنّه قَسِيمٌ وسيم".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسَمَ: من يقاسم غيره شيئًا "قَسِيم الثّروة- هو قَسِيمي في الصَّفقة".
3 - أحد جزأين أو أكثر من قسمة واحدة "الاسم قَسِيم الفعل والحرف". 

قَسيمَة [مفرد]: ج قَسِيمات وقسائِمُ:
1 - وثيقة لها في التعامل أكثر من نسخة "قَسِيمَة بيع/ الزواج".
2 - قطعة مقسومة مفروزة من الأرض للبناء أو الزرع.
3 - (قص) ورقة
 من عِدّة أوْراق مُرَقَّمة ومُرْفَقة بسَهْم أو صَكّ ماليّ تُقْطع عند كلِّ استحقاق لقاء الحصول على الفائدة أو الأرباح. 

مُقاسَمَة [مفرد]:
1 - مصدر قاسمَ.
2 - (قص) اشتراك العمال في أرباح المؤسَّسة. 

مُقسِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قسَّمَ/ قسَّمَ على ° مقسِّم الأرزاق: الله تعالى.
2 - فارِز "مُقَسِّم قِطْعة أرض".
• المُقَسِّم الهاتفي: لوحة توزيع المخابرات الهاتفيّة وتسلُّمها على الخطوط بواسطة عامل الهاتف في المؤسَّسات الرَّسميّة والخاصَّة. 

مُقسِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أقسمَ بـ/ أقسمَ على.
2 - (قن) شاهد، شخص يُدعى للقيام بمهمَّة المحلِّف. 

مَقْسوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قسَمَ.
2 - (جب) عدد يُوزَّعُ حِصصًا متساوية على عدد آخر.
• المَقْسُوم عليه: (جب) ما يُوزَّع عليه المقسوم، ففي العمليّة 20 على 4، فالعدد 20 هو المقسوم والعدد 4 هو المقسوم عليه. 

قسم: القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم،

والموضع مَقْسِم مثال مجلس. وقَسَّمَه: جزَّأَه، وهي القِسمةُ. والقِسْم،

بالكسر: النصيب والحَظُّ، والجمع أَقْسام، وهو القَسِيم، والجمع أَقْسِماء

وأَقاسِيمُ، الأَخيرة جمع الجمع. يقال: هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي.

والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ المقسومة بين العباد، والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور

(*

قوله «مقل أظفور» في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث).

وأَظافِير، وقيل: الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام، والأَقسام جمع القِسْم. الجوهري:

القِسم، بالكسر، الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ

الدَّقيق. وقوله عز وجل: فالمُقَسِّماتِ أَمراً؛ هي الملائكة تُقَسِّم ما

وُكِّلت به. والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذيب: كتب عن أَبي

الهيثم أَنه أَنشد:

فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً

به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما

(* قوله «فاستأخرن أو تقدما» في الاساس بدله: فاعجل به أو تأخرا)

قال: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء. يقال:

قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وسمي

مِقْسم بهذا وهو اسم رجل. وحصاة القَسْم: حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها

من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها، وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا

ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا. الليث: كانوا إِذا قَلَّ عليهم

الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله، ثم صَبُّوا

عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك، وتسمى تلك

الحصاةُ المَقْلَةَ. وتَقَسَّموا الشيء واقْتَــسَموه وتَقاسَموه: قَسَمُوه

بينهم. واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم

منها. الزجاج في قوله تعالى: وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام، قال: موضع أَن

رفع، المعنى: وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام

كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أَمَرَني ربِّي، وعلى بعضها: نَهاني

ربي، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج

السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته، وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم

يمض في أَمره، فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله

عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم

لكم من أَحد الأَمرين، ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون

بها غير قداح الميسر، ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي، وهو ابن

أَخي سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول: جاءتنا

رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكرٍ

دية كل واحد منهما لمن قتــلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبينا أَنا جالس في

مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال: يا سراقة، إِني

رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه، قال:

فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً

انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت

جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحي

فخرجت به من ظهر البيت، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض

حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما، فلما

دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها، أَهويت

بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم

لا، فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي

فرَفَعتها تُقَرِّب بي، حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها،

قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض، فلما بلغتا

الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها، فلما استوت

قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان؛ قال

معمر، أَحد رواة الحديث: قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم

قال لي: هو الدخان من غيرنا، وقال: ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في

نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله، صلى

الله عليه وسلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار

سفرهم وما يريد الناس منهم، وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني

شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن يكتب كتاب

مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه

لي في رُقعة من أَديم ثم مضى؛ قال الأَزهري: فهذا الحديث يبين لك أَن

الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر، قال: وقد قال المؤَرّج

وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر، قال: وهو وهَم. واسْتَقْسم

أَي طلب القَسْم بالأَزلام. وفي حديث الفتح: دخل البيت فرأَى إِبراهيم

وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله والله لقد علِموا

أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ؛ الاسْتِقْسام: طلب القِسم الذي قُسِم له

وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر، وهو استِفعال منه، وكانوا إِذا أَراد

أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، وهي

القداح، وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي، وعلى الآخر نهاني ربي،

وعلى الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خرج نهاني أَمسك، وإِن

خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو

النهي، وقد تكرّر في الحديث. وقاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ

قِسْمه. وقَسِيمُك: الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه،

والجمع أَقسِماء وقُسَماء. وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه. ويقال: هذه

الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها. وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا

قَسِيم النار؛ قال الــقتــيبي: أَراد أَن الناس فريقان: فريق معي وهم على

هُدى، وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج، فأنا قسيم النار نصف في الجنة

معي ونصف عليّ في النار. وقَسِيم: فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل،

كالسَّمير والجليس والزَّميل؛ قيل: أَراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله.

وتَقاسَما المال واقتَــسَماه، والاسم القِسْمة مؤَنثة. وإِنما قال تعالى:

فارزقوهم منه، بعد قوله تعالى: وإِذا حضَر القِسْمة، لأَنها في معنى الميراث

والمال فذكَّر على ذلك.

والقَسَّام: الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها، وفي المحكم:

الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس؛ قال لبيد:

فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما

قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها

(* رواية المعلقة:

فاقنع بما قسم المليكُ، فإنما

قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها)

عنى بالمليك الله عز وجل. الليث: يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً

وقِسْمة. والقِسْمة: مصدر الاقْتِــسام. وفي حديث قراءة الفاتحة: قَسَمْت

الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه،

وقد جاءت مفسرة في الحديث، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف

الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء، وانتهاء الثناء عند قوله: إِياك

نعبد، وكذلك قال في إِياك نستعين: هذه الآية بيني وبين عبدي.

والقُسامة: ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له.

وفي الحديث: إِياكم والقُسامة، بالضم؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس

المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً

معلوماً، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً، وذلك حرام؛ قال

الخطابي: ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم،

وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً

أَمسك منه لنفسه نصيباً

يستأْثر به عليهم، وقد جاء في رواية أُخرى: الرجل يكون على الفِئام من

الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا. وأَما القِسامةُ، بالكسر، فهي صنعة

القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة. والقُسامةُ: الصَّدقة

لأَنها تُقسم على الضعفاء. وفي الحديث عن وابِصة: مثَلُ الذي يأْكل

القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثير: جاء تفسيرها في

الحديث أَنها الصدقة، قال: والأَصل الأَوَّل.

ابن سيده: وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، ولا يجمع، وهو من

القِسْمة. وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا،

وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا. ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة

مُبَعَّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها

نَوىً، يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ، قَسوم

(* قوله «وانقلبت» كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت).

أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له.

والتقْسِيم: التفريق؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً:

تُقَسِّم ما فيها، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ

فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري

قال أَبو عمرو: قَسَّمت عَمَّت في القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن

الأََعرابي: القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين، وجمعها قَسامات،

والقَسم الرَّأْي، وقيل: الشكُّ، وقيل: القَدَرُ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم

الشَّكِّ لعدي بن زيد:

ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْـ

ـمُ فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ

وقَسَم أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل، وقيل: قَسَمَ

أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه. يقال: هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره

ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه؛ قال لبيد:

فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه:

أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ

ويقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله. أَبو

سعيد: يقال تركت فلاناً يَــقْتَــسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين، وفي

موضع آخر: تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه. ويقال: فلان جَيِّد القَسْمِ

أَي جيِّد الرأْي. ورجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم.

والقَسَمُ، بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ، وهو المصدر مثل

المُخْرَج، والجمع أَقْسام. وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه: حلَف

له. وتَقاسمَ القومُ: تحالفوا. وفي التنزيل: قالوا تَقاسَمُوا بالله.

وأَقْسَمْت: حلفت، وأَصله من القَسامة. ابن عرفة في قوله تعالى: كما أَنزلنا

على المُــقْتَــسِمين؛ هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول،

صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا

القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما.

والقَسامة: الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون. وفي الحديث: نحن نازِلُون

بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر؛ تقاسموا: من القَسَم اليمين

أَي تحالفوا، يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم.

ابن سيده: والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون،

ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم. وفي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء

الدمِ. أَبو زيد: جاءت قَسامةُ الرجلِ، سمي بالمصدر. وقَتــل فلان فلاناً

بالقَسامة أَي باليمين. وجاءت قَسامة من بني فلان، وأَصله اليمين ثم

جُعِل قَوْماً. والمُقْسَمُ: القَسَمُ. والمُقْسَمُ: المَوْضِع الذي حلف

فيه. والمُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهري:

وتفسير القَسامة في الدم أَن يُــقْتــل رجل فلا تشهد على قتــل القاتل إِياه

بينة عادلة كاملة، فيجيء أَولياء المــقتــول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتــله

ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة، وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه

مُتلَطِّخاً بدم الــقتــيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة

ثقة أَن فلاناً قتــله، أَو يوجد الــقتــيل في دار القاتل وقد كان بينهما

عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من

سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ

الــقتــيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتــله انفرد بــقتــل صاحبهم ما

شَرَكه في دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتــيلهم، فإِن

أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ،

وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة الــقتــيل بين قتــله أَو أَخذ

الدية من مال المدّعى عليه، وهذا جميعه قول الشافعي. والقَسامةُ: اسم من

الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن

لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ، وقيل: يحلف

يميناً واحدة. وفي الحديث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من

غيرهم فقال: رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثير:

القَسامة، بالفتح، اليمين كالقسَم، وحقيــقتــها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون

نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتــيلاً بين قوم ولم يُعرف

قاتله، فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً، ولا يكون فيهم

صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد، أَو يُقسم بها المتهمون على نفي

الــقتــل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدية، وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم

الدية، وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة، وقد جاءت على بِناء الغَرامة

والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه الــقتــيل؛ ومنه حديث

عمر، رضي الله عنه: القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد. وفي

حديث الحسن: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها

وقد قرّرها الإِسلام، وفي رواية: الــقَتْــلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل

الجاهلية كانوا يــقتُــلُون بها أَو أَن الــقتــل بها من أَعمال الجاهلية،

كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام.

والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قال بشر بن أَبي خازم:

يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ

وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وقال باعث ابن صُرَيْم

اليَشْكُري، ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو

الصحيح:ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ

ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها،

فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ

نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ،

تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ

فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَي، فإِنَّني

أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ

وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد:

كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم

وقال: قال أَبو زيد: سمعت بعض العرب ينشده: كأَنْ ظبيةٌ؛ يريد كأَنها

ظبية فأَضمر الكناية؛ وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق:

بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريـ

ـك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما

أَي حُسْناً. وفي حديث أُم معبد: قَسِيمٌ وَسِيم؛ القَسامةُ: الحسن.

ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من

الجمال. ويقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السين، وجمعها قَسِماتٌ. ورجل

مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمة، وقد قَسُم. أَبو عبيد: القَسام والقَسامة

الحُسْن. وقال الليث: القَسِيمة المرأَة الجميلة؛ وأَما قول الشاعر

(*

قوله «الشاعر» هو عنترة):

وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ

سَبَــقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ

فقيل: هي طلوع الفجر، وقيل: هو وقت تَغَير الأَفواه، وذلك في وقت السحر،

قال: وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار، وقد قيل في

هذا البيت إِنه اليمين، وقيل: امرأَة حسَنة الوجه، وقيل: موضع، وقيل: هو

جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سيده: والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة

العطار قَسِمة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة، قال:

والقَسِيمة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن

سيده: وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به؛ وقول العجاج:

الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ،

باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ

ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ،

مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ

أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه قُسِّم أَي

حُسِّن؛ وقال أَبو ميمون يصف فرساً:

كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن،

مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن

ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ. وشيء قَسامِيٌّ: منسوب إِلى القَسام،

وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فقال:

إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما

مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا

أَراد أُبوّة والدين. والقَسِمةُ: الحُسن. والقَسِمةُ: الوجهُ، وقيل: ما

أَقبل عليك منه، وقيل: قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر. وقيل: الأَنفُ

وناحِيتاه، وقيل: وسَطه، وقيل: أَعلى الوَجْنة، وقيل: ما بين الوَجْنتين

والأَنف، تكسر سينها وتفتح، وقيل: القَسِمة أَعالي الوجه، وقيل: القَسِمات

مَجارِي الدموع، والوجوه، واحدتها قَسِمةٌ. ويقال من هذا: رجل قَسِيم

ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً. ابن سيده: والمُقْسَم موضع القَسَم؛ قال

زهير:فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم

بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء

وقيل: القَسِماتُ مجاري الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي:

وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم،

كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ

فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ،

وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ

كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ،

وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ

لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها،

وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ

وقيل: القَسِمةُ ما بين العينين؛ روي ذلك عن ابن الأَعرابي، وبه فسر

قوله دنانيراً على قَسِماتهم؛ وقال أَيضاً: القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق

الحاجب، وفتح السين لغة في ذلك كله.

أَبو الهيثم: القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين. والقَسامِيّ: الحَسَن،

من القسامة. والقَسامِيُّ: الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على

طيه؛ قال رؤبة:

طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب،

طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب

ورأَيت في حاشية: القَسَّامُ المِيزان، وقيل: الخَيّاطُ. وفرس قَسامِيٌّ

أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو، من آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي

يصف فرساً:

أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ،

وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا

وفرس قَسامِيٌّ: منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة؛ وفيه يقول الجعدي:

أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل،

خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا

أَي فَرْدٌ. وقال ابن خالويه: اسم الفرس قَسامة، بالهاء؛ وأَما قول

النابغة يصف ظبية:

تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فيه

إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ

قيل: القَسامة شدّة الحرّ، وقيل: إِن القسام أَول وقت الهاجرة، قال

الأَزهري: ولا أَدري ما صحته، وقيل: القسام وقت ذُرور الشمس، وهي تكون حينئذ

أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً، وأَصل القَسام الحُسن؛ قال

الأَزهري: وهذا هو الصواب عندي؛ وقول ذي الرمة:

لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً،

ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ

يقول: إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة، يعني حالاتِ شبابه، حالاً

واحداً وأَمراً واحداً، يعني الكِبَر والشيب؛ قال ابن بري: يقول كنت

لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم، وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق، وأَن

الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد

اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ

(* قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في

الأصل).

والقَسُومِيَّات: مواضع؛ قال زهير:

ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ،

ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ

(* قوله «ضحوا قليلاً إلخ» أنشده في التكملة ومعجم ياقوت:

وعرسوا ساعة في كثب اسنمة).

وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء.

والقَسْم: موضع معروف. والمُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل:

مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل، سَعْيُهُم

بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر

وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي:

القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما،

أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما

فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

قسم

(قَسَمَهُ يَقْسِمُهُ) قَسْمًا من حَدِّ ضَرَبَ، (وقَسَّمَهُ) تَقْسِيمًا: ((جَزَّأَهُ)) فانْقَسَمَ.
(وهْيَ القِسْمَةُ، بِالكَسْرِ) وهْيَ مُؤَنَّثَةٌ، وإِنَّمَا قَالَ الله تَعالَى: {فارزقوهم مِنْهُ} بَعْدَ قَولِه: {وَإِذا حضر الْقِسْمَة} ؛ لأنَّها فِي مَعْنَى المِيرَاثِ والمَالِ فَذَكَّر على ذَلِك كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) من المَجَازِ: قَسَمَ (الدَّهْرُ القَوْمَ) قَسْمًا: (فَرَّقَهُمْ، كَقَسَّمَهُمْ) تَقْسِيمًا فَتَقَسَّمُوا: فَرَّقَهم قِسْمًا هَهُنَا وقِسْمًا هَهُنَا.
(والقِسْمُ، بِالكَسْرِ، وكَمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: النَّصِيبُ) والحَظُّ مِن الخَيْرِ، مِثل: طَحَنْت طِحْنًا، والطِّحْنُ: الدَّقِيقُ كَمَا فِي الصِّحاح: وَقَالَ الرَّاغبُ: " وحَقِيــقَتُــه أَنَّه جُزءٌ من جُمْلَةِ تَقبَلُ التَّقْسِيمَ "، ويُقالُ: هَذَا مَقْسِمُ الفَيْء، ضُبِطَ بِالوَجْهَيْن، وجمعُ المَقْسَمِ: مَقاسِمُ، (كالأُقْسُومَةِ) ، بِالضَّمِّ (ج: أَقْسَامٌ) . وَفِي التَّهْذِيبِ أَنَّه كَتَب عَن أَبِي الهَيْثَمِ أَنَّه أَنْشَدَ:
(فَمالَكَ إِلاّ مِقْسَمٌ لَيْسَ فَانِيًا ... بِهِ أَحَدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تَقَدَّمَا)

قَالَ: القِسْمُ، والمِقْسَمُ، والمَقْسَمُ: نَصِيبُ الإنْسان من الشَّيْء. يُقالُ: قَسمْتُ الشَّيْءَ بَين الشُّرَكَاءِ وأَعْطَيْتُ كُلَّ شَرِيكٍ قِسْمَه ومِقْسَمَه (كالقَسِيمِ) ، كَأَمِيرٍ (ج: أَقْسِمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ زِنةً ومَعْنًى (جج:) أَي: جَمْعُ الجَمْعِ: (أَقَاسِيمُ) أَي: جَمْع الأقْسَامِ، والأقْسَامُ جَمْعُ: القِسْم، بِالكَسْرِ، وقِيلَ: بَلِ الأَقَاسِيمُ جَمْع: الأُقسُومَةِ، كَأُظْفُورٍ وأَظَافِيرَ، وَهِي الحظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ.
(و) يُقالُ: (هَذَا يَنْقَسِمُ قَسْمَيْن، بالفَتْحِ: إِذَا أُرِيدَ المَصْدَرُ، وبِالكَسْرِ إِذَا أُرِيدَ النَّصِيبُ والحَظُّ) .
(أَوْ الجُزءُ مِنَ الشَّيْءِ المَقْسُومِ) .
(وقَاسَمَه الشَّيءَ) مُقَاسَمَةً: (أَخَذَ كُلٌّ) مِنْهُمَا (قِسْمَهُ) .
(والقَسِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (المُقَاسِمُ) وَهُوَ الَّذِي يُقَاسِمُكَ أَرْضًا أَو دَارًا أَوْ مَالاً بَيْنَكَ وبينَه، ومِنْه قَولُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه: " أَنَا قَسِيمُ النَّارِ ". قالَ الــقُتَــيْبِيُّ: أَرَادَ أنَّ النَّاسَ فَريقان: فَريقٌ مَعِي وهُمْ عَلَى هُدًى، وفَرِيقٌ عَلَّي وهُمْ عَلَى ضَلالٍ كَالخوَارِجِ، فَأَنَا قَسِيمُ النَّارِ، نِصفٌ فِي الجَنَّةِ مَعِي، ونِصْفٌ عَليَّ فِي النَّارِ (ج: أَقْسِمَاءُ، وقُسَمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ، وكَرِيمٍ وكُرَمَاءَ.
(و) القَسِيمُ: (شَطْرُ الشَّيْءِ) يُقَال: هَذَا قَسِيمُ هَذَا أَيْ: شَطْرُهُ، ويُقالُ: هَذِه الأرضُ قَسِيمَةُ هَذِه الأرْضِ، أَيْ: عُزِلَتْ عَنْهَا.
(و) القُسَامَةُ، (كَثُمَامَةٍ: الصَّدَقَةُ) ؛ لأنَّها تُقَسَّمُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ حَدِيثَ وابِصَةَ: " مَثَلُ الّذِي يَأْكلُ القُسَامَة كَمَثَلِ جَدْيٍ بَطْنُهُ مَمْلُوءٌ رَضْفًا ". قَالَ ابنُ الأثِير: (و) الصَّحِيحُ أَنَّ القُسَامَةَ هُنَا (مَا يَعْزِلُه القَسَّامُ لِنَفْسِه) مِنْ رَأْسِ المَالِ، لِيَكُونَ أَجْرًا لَهُ، كَمَا تَأْخُذُ السَّمَاسِرَةُ رَسْمًا مَرْسُومًا لَا أَجْرًا مَعْلُومًا، كَتَواضُعِهم أنْ يَأْخُذوا من كُلِّ ألفٍ شَيْئًا مُعَيَّنًا، وذَلِكَ حَرَامٌ، وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضا: " إِيَّاكُمْ والقُسَامَةَ ". وقالَ الخَطَّابِيُّ: لَيْسَ فِي هَذَا تَحْرِيمٌ إذَا أَخَذَ القَسَّامُ أُجْرَتَهُ بِإِذْنٍ من المَقْسُومِ لَهُمْ، وإِنَّما هُوَ فِيمَنْ ولَيَ أَمرَ قَوْمٍ، فَإِذا قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ شَيْئًا أَمْسَكَ مِنه لِنَفْسِه نَصِيبًا يَسْتَأْثِرُ بهِ عَلَيْهِم.
(والقَسْمُ) ، بِالفَتْحِ: (العَطَاءُ وَلَا يُجْمَعُ) ، وهُوَ مِنَ القِسْمَةِ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسْمُ: (الرَّأْيُ) يُقالُ: هُوَ جَيِّدُ القَسْمِ أيْ: الرَّأْيِ، وهُوَ مَجَازٌ.
(و) القَسْمُ: (الشَّكُّ) ، أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِعدِيِّ بنِ زَيْدٍ:
(ظِنَّةٌ شُبِّهَتْ فأمكَنَها القَسْ ... مُ فأَعْدَتْه والخَبِيُر خَبِيرُ)

(و) القَسْمُ: (الغَيْثُ) بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَقُولُونَ فِي استِمْطَارِهم: اللهُمّ اجْعَلْها عَشِيَّةَ قَسْمٍ مِنْ عِنْدِكَ، فقد تَلَوَّحَتِ الأرضُ. يَعنُونَ بِهِ الغَيْثَ، (و) قِيلَ: (المَاءُ) .
(و) القَسْمُ: (القَدَرُ) . يُقَال: هُوَ يَقْسِمُ أمْرَهُ قَسْمًا، أَي: يُقَدِّرُه ويُدَبِّرهُ ويَنْظُرُ كيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، قَالَ لَبِيدٌ:
(فَقُولاَ لَهُ إنْ كَانَ يَقْسِم أَمْرَهُ ... ألمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ أُمُّكَ هَابِلُ)

وَيُقَال: قَسَم أمرَه إذَا مَيَّلَ فِيهِ أَن يَفْعَلَهُ أَوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) القَسْمُ: (ع) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) القَسْمُ: (الخُلُقُ والعَادَةُ، ويُكْسَرُ فِيهِمَا) .
(و) القَسْمُ: (أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِك الشَّيءُ فَتَظُنَّهُ) ظَنًّا، (ثُمَّ يَقْوَى ذَلِك الظَّنُّ فَيَصيرُ حَقِيقَةً) .
(وحَصَاةُ القَسْمِ: حَصاةٌ تُلقَى فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ يُصَبُّ فيهِ مِنَ الماءِ مَا يَغْمُرُها) ، ثمَّ يَتَعَاطَوْنَها، و (ذَلِك إذَا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا مَاءَ) مَعَهُمْ (إلاَّ يَسِيرًا فَيَقْسِمُونه هَكَذا) . وَقَالَ: اللَّيْثُ: كَانُوا إذَا قَلَّ عَلَيْهم الماءُ فِي الفَلَواتِ عَمَدُوا إِلَى قَعْبٍ فأَلْقَوْا حَصَاةً فِي أَسْفَلِه، ثمَّ صَبُّوا عَلَيْهِ من الماءِ قَدْر مَا يَغْمُرُها، وقُسِمَ الماءُ بَيْنَهُمْ على ذَلِك، وتُسَمَّى تِلكَ الحَصاةُ المقْلةَ.
(و) من المَجازِ: (قَسَم أَمرَهُ) إذَا (قَدَّرَهُ) ودَبَّرَهُ يَنْظُر كَيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، وتَقدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا، (أَوْ لَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَعُ فِيهِ) أَيَفعَلُه أوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) المُقَسَّمُ، (كَمُعَظَّمٍ: المَهْمُومُ) أَيْ: مُشْتَرَكُ الخَوَاطِرِ بِالهمُومِ، وهُوَ مَجَازٌ، وَقد قَسَّمَتْه الهُمومَ وتَقَسَّمَتْه.
(و) المُقَسَّمُ: (الجَمِيلُ) مُعْطًى كُلُّ شَيءٍ مِنْهُ قِسْمَهُ من الحُسْنِ فَهُوَ مُتَنَاسِبٌ كَمَا قِيلَ: مُتَنَاصِفٌ، وَهُوَ مَجازٌ، (كَالقَسِيم) ، كأَمِير، يُقالُ: رَجُلٌ قَسِيمٌ وَسِيمٌ بَيِّن القَسَامَةِ والوَسَامَةِ (ج: قُسْمٌ، بِالضَّمِّ وهِيَ بِهَاءٍ) . وَفِي الصِّحاحِ: فُلانٌ مُقَسَّمُ الوَجْهِ وقَسِيمُ الوَجْهِ. وَقَالَ عَلْبَاءُ بنُ أَرْقَمَ يَذْكُرُ امرَأَتَه: (ويَوْمًا تُوَافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ... كَأَنَّ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إِلَى وَارِقِ السَّلَمْ)

وقَالَ أَبُو مَيْمُونٍ يَصِفُ فَرَسًا:
(كُلِّ طَوِيلِ السَّاقِ حُرِّ الخَدَّيْنْ ... )

(مُقَسَّمِ الوَجْهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْنْ ... )
(وَقد قَسُمَ، كَكَرُمَ) قَسَامَةً، وَبِه فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فَارَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

(والقَسَمُ، مُحَرَّكَةً و) المُقْسَمُ، (كَمُكْرَمٍ) وَهُوَ المَصْدَرُ مِثلُ المُخْرَجِ: (اليَمِينُ بِاللهِ تَعالَى، وَقد أَقْسَمَ) إِقْسَامًا، هَذَا هُوَ المَصْدَرُ الحَقِيقيُّ، وأمَّا القَسَمُ فَإِنَّه اسمٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَصْدَرِ، (ومَوْضِعُه) الَّذِي حُلِفَ فِيهِ (مُقْسَمٌ، كَمُكْرَمٍ) والضَّمِيرُ راجِعٌ إِلَى الإِقْسَامِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(بُمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بِهَا الدِّماءُ ... )
يَعْنِي مَكَّةَ، وَهُوَ قَولُ زُهَير، وصَدْرُه:
(فَتُجمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ ... )
(واستَقْسَمَه بِهِ) أَيْ: أَقْسَمَ بِهِ، وَفِي بَعضِ النُّسَخ: واسْتَقْسَمَه وبِه والصَّوَابُ الأَوَّلُ.
(وتَقَاسَمَا: تَحَالَفَا) من القَسَم هُوَ اليَمِين، وَمِنْه قَولُه تَعالى: {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه} .
(و) تَقَاسَمَا (المَالَ اقْتَــسَمَاهُ بَيْنَهُمَا) . فَالاقْتِــسَامُ والتَّقَاسُمُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، والاسْمُ مِنْهُمَا القِسْمَةُ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {كَمَا أنزلنَا على المــقتــسمين} ، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هم الَّذين تَقَاسَمُوا وتَحَالَفُوا عَلَى كَيْدِ الرَّسُولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلّم. (والقَسَامَةُ الهُدْنَةُ بَيْنَ العَدُوِّ والمُسْلِمِين ج: قَسَامَاتٌ) ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.
(و) القَسَامةُ: (الجَمَاعَة) الَّذين (يُقْسِمُون) أَيْ: يَحْلِفُون (على الشَّيْء) وَفِي التَّهذِيب: على حَقِّهم (ويَأْخُذُونَه) . وَفِي المُحْكَمِ: يُقْسِمُونَ على الشَّيءِ (أَو يَشْهَدُون) . ويَمِينُ القَسَامَةِ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِم. وَفِي حَدِيثٍ: " الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلِياءِ الدَّمِ ".
وَقَالَ أَبُو زَيْد: جَاءَتْ قَسَامةُ الرَّجُلِ، سُمِّي بِالمَصْدر وقَتَــل فُلانٌ فُلانًا بِالقَسَامَةِ أَي: باليَمِينِ، وجَاءَتْ قَسَامَةٌ من بَنِي فُلانٍ، وأَصلُه اليَمِينُ ثمَّ جُعِلَ قَوْمًا، قَالَ الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ القَسَامَات فِي الدَّمِ " أَنْ يُــقْتَــلَ رَجُلٌ فَلَا يَشْهَدُ على قَتْــلِ القَاتِلِ إيّاه بَيَّنَةٌ عَادِلَةٌ كَامِلَةٌ، فَيَجِيءُ أَوْلِيَاءُ المَــقْتُــولِ فَيَدَّعُونَ قِبَل رَجُلٍ أَنَّه قَتَــلَه، ويُدْلُونَ بِلَوْثٍ مِنْ بَيِّنَة غَيرِ كَامِلَة، وَذَلِكَ أَن يُوجَدَ المُدَّعَى عَلَيْه مُتَلِطِّخًا بِدَمِ الــقَتِــيلِ فِي الحَالَةِ الَّتِي وُجِدَ فِيهَا، ((ولَمْ)) يَشْهَدْ رجلٌ عَدْلٌ أَوْ امْرَأَةٌ ثِقَةٌ أنَّ فُلانًا قَتَــلَه، أَو يُوجَد الــقَتِــيلُ فِي دَارِ القَاتِلِ، وقَدْ كَانَ بَيْنَهُما عَداوَةٌ ظَاهِرَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَامَتْ دَلالَةٌ من هَذِه الدَّلالات سَبَقَ إِلَى قَلْبِ مَنْ سَمِعَه أَنَّ دَعْوَى الأولياءِ صَحِيحَةٌ، فيُسْتَحْلَفُ أولياءُ الــقَتِــيلِ خَمْسِينَ يَمينًا أَنَّ فُلانًا الَّذِي ادَّعَوْا قَتــلَه انْفَرَدَ بِــقَتْــلِ صَاحِبِهِمْ مَا شَرَكَه فِي دَمِه أحدٌ، فَإِذَا حَلَفوا خَمْسين يَمِينًا استَحَقُّوا دِيَةَ قَتِــيلِهِم، فَإِن أَبَوْا أَنْ يَحْلِفُوا مَعَ اللَّوْثِ الَّذِي أَدْلَوْا بِهِ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ وبَرِئَ، وَإِن نَكَلَ المُدَّعَى علَيه عَن اليَمِينَ خُيِّرَ وَرَثَةُ الــقَتَــيلِ بَين قَتْــلِهِ أَو أَخْذِ الدِّيَةِ من مَالِ المُدَّعَى عَلَيْهِ، وَهَذَا جَميعُه قَولُ الشَّافِعِيِّ)) .
والقَسَامَةُ: اسْمٌ من الإقْسامِ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ، ثمَّ يُقال للَّذِينَ يُقْسِمُون قَسَامَةً وإنْ لَمْ يَكُنْ لَوثٌ من بَيِّنَةٍ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمَينًا وبَرِئَ، وقِيلَ: يَحْلِفُ يَمينًا واحِدَةً. وَقَالَ ابنُ الأثِير: القَسَامَة: اليَمينُ، كَالقَسَمِ، وحَقِيــقَتُــها أَن يُقْسِمَ من أولياءِ الدَّمِ خَمْسُون نَفَرًا على اسْتِحْقَاقِهم دَمَ صَاحِبِهم إِذا وَجَدُوه قَتِــيلاً بَيْنَ قَوْمٍ ولَمء يُعْرَفْ قَاتِلُه، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا خَمْسِين أقْسَمَ المَوْجُودُونَ خَمْسِين يَمِينًا، وَلَا يَكُونُ فِيهم صَبِيٌّ وَلَا امْرَأَةٌ وَلَا عَبْدٌ وَلَا مَجْنُونٌ. أَو يُقْسِمُ بِهَا المُتَّهَمُون على نَفْيِ الــقَتْــلِ عَنْهُم، فَإِن حَلَف المدَّعُونَ اسْتَحَقُّوا الدِّيَة، وَإِن حَلَف المتَّهَمُون لم يَلْزَمهم الدِّية.
وَقد أقْسَمَ يُقْسِمُ إِقْسَامًا وقَسَامَةً إِذَا حَلَفَ، وجاءَتْ عَلَى بِنَاءِ الغَرَامَةِ والحَمَالَةِ؛ لأنَّهَا تَلزَمُ أهلَ المَوْضِعِ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ الــقَتِــيلُ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " القَسَامَةُ تُوجِبُ العَقْلَ ".
(والقَسَامُ والقَسَامَةُ: الحُسْنُ) والجَمَالُ، واقْتَــصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى القَسَامِ وَهُوَ الاسْمُ، وأَمَّا القَسَامَةُ فإِنَّه مَصْدَر، وَقد قَسُمَ كَكَرُمَ، (كَالقَسِمَةِ، بِكَسْرِ السِّينِ وفَتْحِهَا) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
(وَهِي أَيْضا) أَيْ: القَسِمَةُ (الوَجْهُ) يُقَال: كَأَن قَسِمَتَهُ الدِّينَارُ الهِرَقْلِيُّ أَيْ: وَجْهُه الحَسَنُ (أوْ مَا أَقْبَلَ) عَلَيْك (مِنْه، أَو مَا خَرَجَ عَلَيه من شَعْرٍ) ، ونَصُّ المُحْكَم: مَا خَرَج من الشَّعر، (أَو) القَسِمَةُ: (الأنفُ أَو ناحِيَتَاه) ، كَذَا نَصُّ المُحْكَم، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ أَو ناحِيَتَاه (أَو وَسَطُ الأنْفِ أَو مَا فَوْقَ الحَاجِبِ) وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ. (أَو ظاهِرُ الخَدَّيْنِ، أَو مَا بَيْنَ العَيْنَيْنِ) ، وبِه فَسَّر ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ مُحْرِز بنِ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّيِّ:
(كأَنَّ دَنَانِيرًا عَلَى قَسِمَاتِهِمْ ... وإنْ كَانَ قَدْ شَفَّ الوُجوهَ لِقَاءُ)

على مَا فِي المُحْكَمِ (أَو أَعْلَى الوَجْهِ أوْ أعْلَى الوَجْنَةِ أوْ مَجْرَى الدَّمْعِ) من العَيْنِ، وبهِ فُسِّرَ قَولُ الشَّاعِرِ أيْضًا عَلَى مَا فِي المُحْكَمِ، (أوْ مَا بَيْنَ الوَجْنَتَيْنِ والأَنْفِ) ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ الشَّاعِرِ عَلَى مَا فِي الصِّحَاحِ، وفَتْحُ السِّينِ لُغَةٌ فِي الكُلِّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسِمةُ - بِكَسْرِ السِّينِ - (جَوْنَةُ العَطَّارِ) عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَنْقُوشَةٌ يَكُونُ فِيهَا العِطْرُ، (كَالقَسِمِ) بِحَذْفِ الهَاءِ (والقَسِيمَةِ) كَسَفِينَةٍ، وَبِه فَسَّر قولَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَــقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ من الفَمِ)

وعَلَى قَولِ ابنِ الأَعْرابِيّ: أَصْلُه القَسِمَةُ فَأَشْبَعَ الشَّاعِرُ ضَرُورَةً.
(وهِيَ السُّوقُ أيْضًا) أَيْ: القَسِيمَةُ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، ولكنَّهُ لَمْ يُفَسِّرْ بِهِ قَولَ عَنْتَرَةَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّه يَجُوزُ تَفْسِيرُهُ بِهِ.
(والقَسُومِيَّاتُ: ع) ، وَفِي المُحْكَمِ: مَواضِعُ، وأنشَدَ لِزُهَيْرٍ:
(ضَحَّوْا قَلِيلاً قَفَا كُثبانِ أَسْنُمَةٍ ... ومِنْهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ)

وَقَالَ نَصْرٌ: القَسُومِيَّات: ثَمَدٌ فِيهِ رَكَايَا كَثِيرَةٌ عَادِلاتٌ عَن طَرِيقِ فَلَجٍ، ذَاتَ اليَمِينِ، سَقَاهُمَا عُمَرُ رَبِيبُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وكانَ دَلِيلَ جُيُوشِهِ.
(والقَسَامِيُّ: مَنْ يَطْوِي الثِّيَابَ أوَّلَ طَيِّهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ عَلَى طَيِّهِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(طَيَّ القَسَامِيِّ بُرُودَ العَصَّابْ ... )
(و) القَسامِيُّ: (الفَرَسُ الذِي أقْرَحَ مِنْ جانِبٍ وَهُوَ منْ جَانِبٍ) آخَرَ (رَبَاعَ) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، وأنشَدَ لِلجَعْدِيّ:
(أَشَقَّ قَسامِيًّا رَبَاعِيَ جَانِبٍ ... وقَارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرَا) وخَفَّفَ القُطَامِيُّ يَاءَ النِّسْبَةِ فَأخرجَه مُخْرَجَ تِهَامٍ وشآمٍ فَقَالَ:
(إنَّ الأُبوَّةَ والِدّانِ تَرَاهُمَا ... مُتَقَابِلَيْنِ قَسَامِيًا وهِجَانًا)

(و) القَسَامِيُّ: (فَرَسٌ م) مَعْرُوفٌ كَانَ لِبَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، وفِيهِ يَقُولُ النَّابِغَةُ:
(أغرُّ قَسامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خلا يَدَهُ اليُمْنَى فَتحْجِيلُه خَسَا)

كَذَا فِي كِتابِ الخَيْلِ لابْنِ الكَلْبِيِّ.
(و) قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: القَسامِيُّ: (الشَّيءُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ) .
(و) القَسَامُ، (كَسَحَابٍ: شِدَّةُ الحَرِّ) ، عَن ابنِ خَالَوَيْه، (أَوْ أَوَّلُ وَــقْتِ الهَاجِرَةِ) . قَالَ الأزْهَرِيُّ: وأَنا وَاقِفٌ فِيهِ. (أَوْ وَــقْتُ ذُرُورِ الشَّمْسِ، وهِي) أَي: الشَّمْسُ (حِينَئِذٍ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مَرْآةً) ، وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَولُ النَّابِغَةِ الذُّبيَانِيِّ يَصِفُ ظَبْيَةً:
(تَسَفُّ بَرِيرَهُ وتَرُودُ فِيه ... إِلَى دُبُرِ النَّهارِ من القَسَامِ)

(و) القَسَامُ: (فَرَسٌ لَبَنِي جَعْدَةَ) بنِ كَعْبٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا.
(و) قَسَامِ، (كَقَطَامِ: فَرسُ سُوَيْدِ بنِ شَدَّادِ العَبْشَمِيِّ) .
قَالَ الأزْهَرِيُّ: (والأقَاسِيمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ، الوَاحِدَةُ: أُقْسُومَةٌ) ، كأُظْفُورٍ، وأَظَافِيرَ. وقِيلَ: هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ كَمَا تَقَدَّمَ.
(وقَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ) المَازِنِيُّ. (و) قَسَامَةُ (ابنُ حَنْظَلَةَ) الطَّائِيُّ لَهُ وِفَادٌ: (صَحَابِيَّان) . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: قَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ لَعَلَّه مُرْسَلٌ؛ لأنَّه يَروِي عَن أبِي مُوسَى. وقُلْتُ: وَقد ذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي ثِقاتِ التَّابِعِينَ، وَقَالَ: رَوَى عَنه قَتَــادَةُ والحَرِيريُّ والبَصْرِيُّون. (وَسَمَّوْا قَاسِمًا، كَصَاحِبٍ) . ويُقالُ فِيهِ أَيْضا قاسِ لغةٌ فِيهِ كَمَا تقدَّم فِي السِّين (وهم خَمْسَةٌ صَحَابِيُّون) وهم:
القَاسِمُ بنُ الرَّبِيعِ أَبُو العَاصِ، صِهْرُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال: اسمُه لَقِيطٌ.
والقَاسِمُ ابنُ رَسولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم، ذكره الزُّهْرِيُّ وَغَيره، وَقيل: عَاشَ جُمُعَةً.
والقَاسِمُ بنُ مَخْرَمَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب أَخُو قَيْسٍ والصَّلْتِ، ذَكَره ابنُ عَبدِ البَرّ.
والقاسِمُ: مولَى أبِي بَكْر، ذَكَرَه البَغَوِيُّ، والأشهَرُ فِيهِ أَبو القَاسِمِ.
(و) سَمَّوا قَسِيمًا، (كأَمِيرٍ، وزُبَيْر) ، مِنْهُم: قَسِيمٌ مَولى عُبَادَةَ، يَروِي عَن ابْنِ عُمَرَ.
(و) مِقْسَمٌ، (كَمِنْبَرٍ: زَوجُ بَرِيرَةَ المَدْعُوُّ مُغِيثًا) ، كَذَا قَالَ المُسْتَغْفِرِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الانْقِسَامُ: مُطاوِعُ القَسْمِ.
والمُقْسِم، كمَجْلِسٍ: مَوضعُ القَسْمِ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {فَالْمُقَسِّمَات أمرا} هِيَ المَلائِكةُ تُقَسِّمُ مَا وُكِّلَتْ بِهِ.
واسْتَقْسَمُوا بِالقِدَاحِ: قَسَمُوا الجَزُورَ على مِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والاستِقْسَامُ: طَلَبُ القَسْمِ الَّذِي قُسِمَ لَهُ وقُدِّرَ مِمَّا لم يُقْسَمْ وَلم يُقَدَّرْ، اسْتِفْعَالٌ من القَسْمِ، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَأَن تستقسموا بالأزلام} ، وَقد مَرَّ تفسِيرُ الأزلامِ، وَقد قَالَ المُؤَرِّجُ وغيرهُ من أهلِ اللُّغَة: إِنَّ الأَزْلاَمَ قِدَاحُ المَيْسِر. قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهُوَ وَهَمٌ بَلْ هِيَ قِداحُ الأَمْرِ والنّهْيِ.
والقَسَّام: الَّذِي يَقْسِمُ الدُّورَ والأَرْضَ بَيْن الشُّرَكَاءِ فِيهَا، وَفِي المُحْكَم: الَّذِي يَقْسِم الأَشْيَاءَ بَيْن النَّاسِ، قَالَ لَبِيد: (فارْضَوْا بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ فإِنَّما ... قَسَمَ المَعِيشَةَ بَيْنَنَا قَسَّامُهَا)

وَقَالَ ابنُ السَّمْعَانِيُّ: يَقُولُ أَهْلُ البَصْرة للقَسَّامِ الرِّشْكُ، وَقد نُسِبَ هَكَذَا جَمَاعَةٌ مِنْهُم: عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ محمّدِ بنِ بُنْدارٍ المَدِينيُّ أَبُو الحُسَيْن القَسَّام من شُيُوخ أَبِي بَكْرِ بنِ مَرْدَوَيْهِ، ويَحْيَى ابنُ عَبْدِ الله القَسَّامُ، سَمِعَ أحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ الرَّازِيَّ. وَفِي الْأَسْمَاء عَلِيُّ بْنُ قَسَّامٍ الواسِطِيُّ، وابنُه هِبَةُ الله المُقْرِئُ تِلميذُ أبي العِزِّ القَلاَنِسيِّ، وقَسَّامٌ الحَارِثِيُّ: خَارِجِيٌّ، خَرَجَ عَلَى الشَّامِ بعد السَّبْعِينَ وثَلَثِمِائةٍ.
والقَسِيمَةُ: مَصْدَرُ الاقْتِــسَامِ.
وَأَيْضًا اليَمِينُ.
وأيَضًا مَوْضِعٌ.
وَأَيْضًا وَــقْتُ السَّحَرِ، كَأَنَّهُ يَقْسِمُ بَيْنَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، عَن ابْنِ خَالَوَيهِ، وَهُوَ الوقتُ الَّذي تَتَغَيَّرُ فيهِ الأَفْوَاهُ، وبِكُلٍّ مِنَ الثَّلاثَةِ فُسِّرَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
(وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

والقِسَامَةُ، بالكَسْرِ: صَنْعَةُ القَسَّامِ، كالجِزَارَةِ والنِّشَارَةِ.
ونَوًى قَسُومٌ: مُفَرِّقَةٌ مُبَعِّدَةٌ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(نَأَتْ عَنْ بَناتِ العَمِّ وانْقَلَبَت بِهَا ... نَوًى يَوْمَ سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسُومُ)

أَي: مُقَسِّمَةٌ للشَّمْلِ مُفَرِّقَةٌ لَهُ.
وقَوْلُ الشَّاعِرِ يَذْكُرُ قِدْرًا:
(تُقَسِّمُ مَا فِيهَا فَإنْ هِيَ قَسَّمَتْ ... فذَاكَ وإِنْ أَكْرَتْ فعَنْ أَهْلِهَا تُكْرِي)

قَالَ أَبُو عَمْرو: قَسَّمَتْ: عَمَّتْ فِي القَسْمِ، وأَكْرَتْ: نَقَصَتْ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: تَركتُ فُلانًا يَــقْتَــسِمُ، أَي: يُفَكِّرُ ويُرَوِّي بَيْنَ أَمْرَين، وَفِي مَوْضِع آخر: تركتُ فُلانًا يَسْتَقِيمُ بمَعْنَاه. وَهُوَ مَجَازٌ.
وقاسَمَهُ مُقَاسَمَةً: حَلَفَ لَهُ.
وتَقَسَّمُوا الشَّيءَ: اقْتَــسَمُوهُ.
واقْتَــسَمُوا بالقِدَاحِ: قَسَّموا الجَزُورَ بمِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والمُقَسَّمُ، كمُعَظَّمٍ: مَقامُ إبراهيمَ عَلَيه السَّلامُ، قَالَ العَجَّاجُ:
(وَرَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ ... )
كَأَنَّه قُسِّمَ أَي: حُسِّنَ.
والمُقْسِمُ، كَمُحْسِنٍ: أَرْضٌ.
وسَمُّوْا مُقَسِّمًا، كَمُحَدِّثٍ.
والقَسامِيُّ: الحَسَنُ، من القَسَامَةِ، عَن أَبِي الهَيْثَم.
وكَمِنْبَرٍ: مِقْسَمُ بنُ بُجْرَةَ التُّجِيْبِيُّ أَسْلَمَ مَعَ مُعَاذٍ بِاليَمَنِ، ويُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
ومِقْسَمُ بنُ كَثِيرٍ الأَصْبَحِيُّ: فارِسٌ.
وقَولُ الشَّاعِرِ:
(أَنَا القُلاخُ فِي بُغَائِي مِقْسَما ... )
فَهُوَ اسْم غُلامٍ لَه كَانَ قد فَرَّ مِنْهُ كَمَا فِي الصِّحاح.
وضَربَه فَقَسَمَهُ: قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ.
وقَسَمَ الأَرْضَ: قَطَعَها، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
وقَسَامَةُ: فَرسٌ، وَهِي أُمُّ سَبَلٍ.

قسم

1 قَسَمَ and ↓ قَسَّمَ He divided; parted; divided in parts or shares; distributed. b2: قَسَمَ أَمْرَهُ, or ↓ قَسَّمَهُ: see 3 in art. عدل.2 قَسَّمَ see 1.3 قَاسَمَهُ الشَّىْءَ He divided with him the thing, each of them allotting to himself his share, or portion. b2: قَاسَمَهُ بِاللّٰهِ He swore to him by God.4 أَقْسَمَ عَلَيْهِ He conjured him; he said بِحَقِّكَ. (Mgh, art. طمر.) 5 تَقَسَّمَ It (a thing) was, or became, divided, or distributed. (MA.) See an ex. in a verse, voce شَتَّانَ.7 اِنْقَسَمَ الَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ

It was divided into many parts.10 اِسْتَقْسَمَ He sought to know what was allotted to him, by means of the أَزْلَام, (S, * Mgh, and Har, p. 465,) and what was not allotted to him. (Mgh, Har.) قِسْمٌ A division: (Msb:) and particularly (Msb) a portion, or share. (S, Msb, K.) Pl. أَقْسَامٌ. b2: لَيْسَ مِنْ أَقْساَمِ كَذَا It is not a part of such a thing; it does not belong, or appertain, to such a thing; it is independent of such a thing.

قَسَمٌ A conjurement. See أَقْسَمَ عَلَيْهِ. b2: An oath (S, Msb, K) by God [&c.]. (Msb, K.) An asseveration. b3: وَاوُ القَسَمِ The و denoting an oath.

قِسْمَةٌ is also used in the sense of مَقْسُومٌ [meaning A thing, or collection of things, divided into portions, or shares]: (Bd and Jel in liv. 28:) a portion, or share; like قِسْمٌ: (Msb:) [and portions, or shares; as in the phrase,] نُخْرِجُ طَرِيقًا مِنْ بَيْنِ قِسْمَةِ الأَرْضِ أَوِ الدَّارِ [We will exclude a way, or passage, from among the portions, or shares, of the land, or the house]. (Mgh in art. رفع.) قَسَّامٌ An officer of the Kádee, who divides inheritances.

بخق

(بخق) : انْبخَــقَت عَيْنُه: نَدَرَتْ.
بخق: احذف من معجم فريتاج مادة بُخُق فالكلمة التي أرادها هي بُخْنُق (الملابس 55).
بخق البخق أقبح العور وأكثره غمضاً، بخق عينه يبخقها بخقاً، ورجل بخيق. والبخاق الذئب الذكر.

بخق


بَخَقَ(n. ac. بَخْق)
a. Was blinded.

بَخِقَ(n. ac.
بَخَق)
a. Lost an eye.

بَخَقa. Blindness.

أَبْخَقُa. Blind ( of one eye ).
[بخق] فيه: في العين القائمة إذا "بخــقت" مائة دينار قيل: البخق أن يذهب البصر والعين تبقى قائمة منفتحة. نه: ومنه ح نهيه عن "البخقاء" في الأضاحي. ومنه: كان ناتئ الوجنة "باخق" العين.
(ب خ ق) : (الْبَخْقَاءُ) فِي الْأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ وَقِيلَ الْمُنْخَسِفَةُ الْعَيْنِ وَفِي الْمُجْمَلِ بَخَــقَتْ الْعَيْنُ فَهِيَ بَخْقَاءُ إذَا انْخَسَفَ لَحْمُهَا أَيْ غَارَ وَبَخَــقْتُــهَا أَيْ فَقَأْتُهَا.
[بخق] بَخَــقْتُ عينَه أَبْخَقُها بَخْقاً، أي عَوَّرْتُها. والبَخْقُ بالتحريك: العَوَرُ بانخساف العين. والبخنق: خرقة تقنع بها الجارية وتشدُّ طرَفيها تحت حنَكها لتُوَقِّيَ الخِمار من الدُّهن أو الدهن من الغبار.
ب خ ق

بخق عينه مثل بخصها، وبخــقت: عورت فهي مبخوقة وباخقة، وبه بخق وهو أقبح العور وأكثره غمصاً. قال رؤبة:

كسر من عينيه تقويم الفوق ... وما بعينيه عواوير البخق

وفي الحديث: " في العين إذا بخــقت مائة دينار ".
ب خ ق: (بَخَقَ) عَيْنَهُ عَوَّرَهَا وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (الْبُخْنُقُ) خِرْقَةٌ تَقَنَّعُ بِهَا الْجَارِيَةُ وَتَشُدُّ طَرَفَيْهَا تَحْتَ حَنَكِهَا لِتُوَقِّيَ الْخِمَارَ مِنَ الدُّهْنِ أَوِ الدُّهْنَ مِنَ الْغُبَارِ.
باب الخاء والقاف والباء معهما ب خ ق مستعمل فقط

بخق: البَخْقُ: أقبح ما يكون من العور، وأكثره، وأكثرهُ غمصاً. قال :

وما بعينيه عواوير البَخَقُ

وتقول: [بَخَــقْتُ عينه أَبْخَقُها بَخْقاً، إذا أعميتها، وهو بَخيقُ العين] .
بخق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث زيد [بن ثَابت -] فِي الْعين الْقَائِمَة إِذا بُخِــقَتْ مائَة دِينَار. قَالَ: [يُقَال -] البخق أَن تَخْسِفَ [العينُ -] بعد العَوَر فَأَرَادَ [زيد -] أَنَّهَا إنْ عَوِرت وَلم تَنْخَسِفْ فَصَارَ لَا يُبصر بهَا إِلَّا أَنَّهَا قَائِمَة ثمَّ فُقِئت بعدُ فَفِيهَا مائَة دِينَار.

بخق: البَخَق: أَقبح ما يكون من العَوَر وأَكثرُه غَمَصاً؛ قال رؤبة:

وما بعَيْنَيْه عواوِيرُ البَخَقْ

وقال شمر: البَخَق أَن تَخْسِف العينُ بعد العَوَر. وفي حديث زيد بن

ثابت، رضي الله عنه، أَنه قال: في العين القائمة إذا بُخِــقَتْ مائةُ دينار؛

أراد إذا كانت العين صحيحة الصورة قائمة في موضعها إلاّ أَن صاحبها لا

يُبصِر ثم بُخِــقَتْ بعدُ ففيها مائة دينار؛ قال شمر: أَراد زيد أَنها إن

عَوِرت ولم تَنْخَسف وهو لا يُبصر بها إلاّ أَنها قائمة ثم فُقِئت بعد

ففيها مائة دية. وقال ابن الأَعرابي: البَخَق أَن يذهَب بصرُه وتبقى عينه

مُنْفتحة قائمة. وقال أَبو عمرو: بَخِــقَت عينُه إذا ذهبت، وأَبْخَــقْتُــها إذا

فقأْتها؛ ومنه حديث نَهْيه عن البَخْقاء في الأَضاحي، ومنه حديث عبد

الملك بن عمير يصف الأَحنَف: كان ناتئَ الوَجْنة باخِقَ العين. ابن سيده:

بخَــقَت عينُه وبَخِــقَت: عارَتْ أشدَّ العوَر، والفتح أَعلى. وعين بَخْقاء

وبَخِيق وبَخِيقة: عوْراء، وقد بَخَقَها يَبْخَقُها بَخْقاً وأَبْخَقَها:

عوَّرها. ورجل بَخِيق وأَبْخَقُ: مَبْخُوق العين. الجوهري: البَخَق،

بالتحريك.، العَوَر بانْخِساف العين.

بخق

1 بَخِقَ, aor. ـَ and بَخَقَ, aor. ـُ He had that affection of an eye which is termed بَخَقُ, explained below. (K.) [And,] accord. to ISd, بَخَــقَتْ عَيْنُهُ, and بَخِــقَتْ, His eye went away; or perished: and i. q. عَارَتْ [his eye became blind; or became wanting; or sank in its socket]: the more approved form is [بَخَــقَتْ,] with fet-h [to the medial radical]: and it is also explained as meaning فُقِئَتْ [it was put out; or was blinded; &c.]: (TA:) or, accord. to the Mj, بَخِــقَتِ العَيْنُ signifies the flesh [app. meaning the bulb, which is also termed the شَحْمَة,] of the eye disappeared: and the epithet applied to the eye in this case is ↓ بَخْقَآءُ. (Mgh.) A2: بَخَقَ عَيْنَهُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. بَخْقٌ, (S,) i. q. عَوَّرَهَا [He put out his eye; or made it to sink in its socket]; (Lth, S, K;) as also ↓ أَبْخَقَهَا: (TA:) or the former, (Mgh,) and ↓ the latter, (AA, K, TA,) i. q. فَقَأَهَا [he put it out; or blinded it; &c.]. (AA, Mgh, K.) 4 أَبْخَقَ see 1, in two places: A2: and see also 7.7 اِنْبَخَــقَتِ العَيْنُ, so in the Moheet; accord. to the K, ↓ أَبْخَــقَت, but this is wrong; i. q. نَدَرَت [The eye fell out from its place; or became displaced]; as in the K. (TA.) بَخَقٌ [app. inf. n. of بَخِقَ: and, as a simple subst.,] The worst, or most unseemly, kind of عَوَر [or blindness of one eye, or loss thereof, &c.], and that in which there is most [of the foul matter termed] غَمَص: [in the CK, for أَكْثَرُهُ غَمَصًا, is erroneously put اَكْثَرُهُ غَمْضًا; and so I find in the JK:] or the state in which the edge of one's eyelid (شُفْرُ عَيْنِهِ [in the CK شُفْرُ عَيْنَيْهِ]) will not meet the black, or part surrounded by the white: (Lth, K:) or blindness of one eye (عَوَرٌ) by the disappearance, in the head, of the black, or part surrounded by the white: (S:) or the disappearance of that part of the eye, in the head, after blindness of the eye: (Sh, TA:) or the having the sight gone, but the eye remaining open, blind, or white and blind, but still whole. (IAar, TA.) بَخِيقٌ, and with ة: see أَبْخَقُ, in three places.

بَاخِقُ العَيْنُ: and عَيْنٌ بَاخِقَةٌ: see أَبْخَقُ, in two places.

رَجُلٌ أَبْخَقُ, and ↓ بَخِيقٌ and العَيْنِ ↓ بَاخِقُ and العَيْنِ ↓ مَبْخُوقُ all signify the same; (K;) i. e. A man blind of one eye; or wanting one eye; or having one of his eyes sunk in its socket; or having one of his eyes dried up; syn. أَعْوَرُ: (TA:) [or having that affection of an eye which is termed بَخَقٌ:] and in like manner بَخْقَآءُ applied to a sheep or goat for sacrifice on the occasion of the pilgrimage signifies عَوْرَآءُ [blind of one eye; &c.]; (Mgh, TA;) or, as some say, having an eye of which the black, or part surrounded by the white, has disappeared in the head. (Mgh.) And عَيْنٌ بَخْقَآءُ and ↓ بَاخِقَةٌ and ↓ بَخِيقٌ and ↓ بَخِيقَةٌ i. q. عَوْرَآءُ [An eye that is blind; &c.]: (K:) see also 1.

مَبْخُوقُ العَيْنِ: see أَبْخَقُ.

قرأ

ق ر أ: (الْقَرْءُ) بِالْفَتْحِ الْحَيْضُ وَجَمْعُهُ (أَقْرَاءٌ) كَأَفْرَاخٍ وَ (قُرُوءٌ) كَفُلُوسٍ وَ (أَقْرُؤٌ) كَأَفْلُسٍ. وَ (الْقَرْءُ) أَيْضًا الطُّهْرُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَ (قَرَأَ) الْكِتَابَ (قِرَاءَةً) وَ (قُرْآنًا) بِالضَّمِّ. وَ (قَرَأَ) الشَّيْءَ (قُرْآنًا) بِالضَّمِّ أَيْضًا جَمَعَهُ وَضَمَّهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِأَنَّهُ يَجْمَعُ السُّوَرَ وَيَضُمُّهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] أَيْ قِرَاءَتَهُ. وَفُلَانٌ (قَرَأَ) عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ (أَقْرَأَكَ) السَّلَامَ بِمَعْنًى. وَجَمْعُ (الْقَارِئِ قَرَأَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ. وَ (الْقُرَّاءُ) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ الْمُتَنَسِّكُ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ قَارِئٍ. 
قرأ: {قروء}: القرء: مشترك بين الحيض والطهر، وقيل: هو الوقت. {القرآن}: اسم كتاب الله سبحانه وتعالى، وأصله مصدر.
(قرأ) - في حديث أُبيّ - رضي الله عنه -: "إن كانت لتُقَارِئُ سُورةَ البقرة أو هي أَطْولُ"
: أي تُجارِيها مَدَى طُولِها في القراءة، أو أَنَّ قارِئَها لَيُسَاوي قَارئَ سورة البقرة في زَمَن قِراءتها، وهي مُفاعَلة من القِراءَة.
- في الحديث: "أَكثَر مُنافِقِي أُمَّتي قُرَّاؤُها"
: أي أنهم يَحفَظُونه، نَفْياً للتُّهمَةَ عن أنفسهم، وهم مُعتَقِدون تَضْيِيعَه. وقد كانوا في عَصْر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - بهذه الصِّفَة.
ولم يقل: أَكثَرُ القُرَّاء منافِقون، فيكون ذلك طعنًا على القُرَّاء.
- في الحديث : "أنّ الرّبَّ - عزّ وجلّ - يُقْرِئُكَ السَّلامَ" يقال: أَقْرِئْ فلانًا السّلامَ، واقرأ عليه السلام، كأنه حِينَ يُبَلِّغُه السَّلامَ منه يَحمِله على أن يقرأ عليه السَّلامَ ويَرُدَّه. وإذا قرأ الرجلُ القرآن أو الحديثَ على الرجل يقول: أَقرأَني فُلانٌ: أي حَمَلنيِ على أن أَقرأَ عليه .
(ق ر أ) : (قَرَأَ) الْكِتَابَ قِرَاءَةً وَقُرْآنًا وَهُوَ قَارِئٌ وَهُمْ قُرَّاءٌ وَقَرَأَةٌ وَاقْرَأْ سَلَامِي عَلَى فُلَانٍ وَقَوْلُهُمْ أَقْرِئْهُ سَلَامِي عَامِّيٌّ (وَالْقُرْآن) اسْمٌ لِهَذَا الْمَقْرُوءِ وَالْمَجْمُوع بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ عَلَى هَذَا التَّأْلِيف وَهُوَ مُعْجِزٌ بِالِاتِّفَاقِ إلَّا أَنَّ وَجْهَ الْإِعْجَازِ هُوَ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ وَأَكْثَرُ الْمُحَقِّقِينَ عَلَى أَنَّ الْوَجْهَ هُوَ اخْتِصَاصُهُ بِرُتْبَةٍ مِنْ الْفَصَاحَةِ خَارِجَة عَنْ الْمُعْتَاد وَتَقْرِيره فِي الْمُعْرِبِ (وَالْقُرْءُ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْح الْحَيْضُ فِي قَوْل الْأَكْثَرِينَ وَقِيلَ إنَّهُ يَصْلُح لَهُمَا وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ فِي الْأَصْلِ اسْمٌ لِلْوَــقْتِ قَالَ الْــقُتَــبِيُّ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ قُرْءٌ لِأَنَّهُمَا يَجِيئَانِ فِي الْوَــقْت يُقَالُ هَبَّتْ الرِّيح لِقُرْئِهَا وَلِقَارِئِهَا أَيْ لِوَــقْتِــهَا وَأَنْشَدَ
يَا رُبَّ مَوْلًى حَاسِدٍ مُبَاغِضِ ... عَلَيَّ ذِي ضِغْنٍ وَضَبٍّ فَارِضِ
لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الْحَائِضِ
أَيْ لِهَذَا الضِّغْنِ أَوْقَاتٌ يَهِيجُ فِيهَا وَيَشْتَدُّ كَهَيْجِ دَمِ الْمَرْأَةِ فِي أَوْقَاتِ حَيْضِهَا وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْأَعْشَى
أَفِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ جَاشِمُ غَزْوَةٍ ... تَشُدُّ لِأَقْصَاهَا عَزِيمَ عَزَائِكَا
مُورِثَةٍ مَالًا وَفِي الْحَيِّ رِفْعَةً ... لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
أَيْ مِنْ مُدَّةٍ طَوِيلَة كَالْمُدَّةِ الَّتِي تَعْتَدُّ فِيهَا النِّسَاءُ أَوْ أَرَادَ مِنْ أَوْقَاتِ نِسَائِك وَتَمَامُ الشَّرْحِ فِي الْمُعْرِبِ.
قرأ: قرأ: يقولون إذا قرأ رجل القرآن: قرأ بالسبعة، وكذلك قرأ بالروايات (المقري 1: 503)، أو قرأ السبعة (فليشر في تعليقه على المقري 1: 490، بريشت ص191) أو قرأ القرآن على سبع روايات (ألف ليلة 1: 81).
قرأ: تلا عن ظهر قلب، تلا من حفظه 0رسالة إلى السيد فليشر ص192، أخبار ص34)، وفي معجم الكالا: قرأ من الصدر.
قرأ: تلا كلمات سحرية (كوسج طرائف ص141، ألف ليلة 1: 98).
قرأه: تلا على الميت صلاة الأموات (ألف ليلة برسل 11: 220).
قرأ علما: درس علما. (ألف ليلة 1: 81) وقرأ في علم (بوشر).
قرأ (بالتشديد): درس، علم، أعطاه دروسا، (فوك، الكالا، ياقوت 2: 924، 3: 236، 4: 213).
أقرأ: علم، درّس. ويحذف من بعده إما اسم ما يدرس ويعلم، وإما اسم الشخص الذي يدرس ويعلم. (معجم أبي الفدا، معجم البلاذري، المقري 2: 510).
أقراه السلام: أبلغه إياه. قال الأصمعي وتعديته بنفسه خطأ فلا يقال قرأه السلام لأنه بمعنى أتل عليه، وحكى ابن القطاع إنه يتعدى بنفسه رباعيا فيقال فلان يقرنك السلام (محيط المحيط).
والقاعدة التي قررها النحويون وهي إن هذه الكلمة لا تستعمل إلا في المكاتبة لم تلتزم إلا فيما ندر إذ نجد في طرائف قريتاج مثلا (ص53): قال إن أبي يقرئك السلام. وهذا صواب الكلمة بدل يقريك.
انقرأ: جمع: حشد. (فوك).
ينقري: يقرأ، سهل القراءة (بوشر).
مالا ينقرأ: لا يقرأ، ليس سهل القراءة. (بوشر).
قرء وقرء، والجمع إقراء= عدة، وهو الوقت الذي يجب أن تقضيه المرأة المطلقة لتستطيع الزواج مرة ثانية (معجم بدرون).
قراية (تصحيف قراءة): تلاوة (فوك الكالا بوشر).
قراية درس: دراسة (بوشر).
قراء: قراء، يهودي لا يقر بسنة رجال الدين بل يعتمد نصوص التوراة وحدها. (بوشر).
قراية: عند بعض النصارى كرسي طويل توضع عليه كتب الصلوات في الكنيسة للقراءة. (بوشر، محيط المحيط في مادة قرى).
قارئ: عند النصارى من دخل في أصغر درجات الرهبان. (محيط المحيط).
قارئ: في ديوان الهذليين (ص3، البيت 10): لقارئها= لوقتــها. وقارئ القصر= أعلاه.
تقرية: درس. (بوشر).
مقرأ: مصلى في بيت، مسجد صغير، كنيسة صغيرة. (ألف ليلة برسل 1: 316).
مقرأ: جماعة جالسون على الأرض في صفين متقابلين يقرأون جميعا آيات من القرآن (لين عادات 2: 232).
مقرئ: رجل عمله الترتيل والإنشاد على جثة الميت قبل دفنه. (صفة مصر 14: 210) وفي ألف ليلة 12: 235: عمل له الختمات والمقرئين.
[قرأ] القَرْءُ بالفتح: الحيض، والجمع أقْراءٌ وقُروءٌ على فُعولٍ، وأَقْرُؤٌ في أدنى العدد. وفي الحديث: " دعي الصلاةَ أيامَ أقْرائِكِ ". والقَرْءُ أيضا: الطهر، وهو من الاضداد. قال الاعشى : مورثة ما لا وفى الأصل رفْعَةً * لِما ضاع فيها من قروءِ نِسائِكا وأقْرأتِ المرأة: حاضت، فهي مُقْرِئٌ. وأقْرَأتْ: طَهُرت. وقال الأخفش: أقْرأتِ المرأةُ، إذا صارت صاحبة حيضٍ. فإذا حاضت قلت: قَرَأَتْ - بلا ألفٍ - يقال: قَرَأتِ المرأةُ حَيْضَةً أو حَيْضَتين. والقرء: انقضاء الحيض. قال: وقال بعضهم: ما بين الحيضتين. وأقْرأتْ حاجتُكَ: دنت. والقارئ: الوقتُ، تقول منه أقْرَأتِ الريحُ، إذا دخلت في وقتــها. قال الهذلى :

إذا هبت لقارئها الرياح * أي لوقتــها. واستقرأ الجمل الناقة، إذا تاركها لينظر ألَقِحَتْ أم لا. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال دفع فلان جاريته إلى فلانة تقرئها، أي تمسكها عندها حتَّى تحيض للاستبراء. قال: وإنما القرء الوقت، فقديكون للحيض، وقد يكون للطهر. قال الشاعر: إذا ما السماء لم نغم ثم أخْلَفَتْ * قُروءُ الثريَّا أن يكون لها قَطْرُ يريد وقت نَوْئها الذي يُمطَرُ فيه الناس، يقال: أقْرَأتِ النجوم، إذا تأخر مطرها. وقرأت الشئ قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط وما قرأت جنينا، أي لم تضم رحمها على ولد. وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمِّي القرآن. وقال أبو عبيدة: سمِّي القرآن لأنه يجمع السُّوَرَ فيضمها. وقوله تعالى: (إنَّ علينا جمعه وقرآنه) أي جمعه وقراءته، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي قراءته. قال ابن عبَّاس: فإذا بيَّنَّاه لك بالقراءة فاعمل بما بيَّنَّاهُ لك. وفلان قرأ عليك السلام وأقراك السلامَ، بمعنًى. وأقرأه القرآن فهو مُقْرِئٌ، وجمع القارئ قرأة مثال كافر وكفرة. والقراء: الرجل المتنسِّك، وقد تَقَرَّأَ، أي تنسَّكَ، والجمع القُرَّاءونَ. قال الفراء: أنشدني أبو صدقة الدبيرى : بيضاء تصطاد الغَوِيَّ وتَسْتَبي * بالحسنِ قَلْب المُسلمِ القُرَّاءِ وقد يكون القُرَّاءُ جمعاً لقارئ. والقرأة بالكسر مثال القرعة: الوباء. قال الاصمعي: إذا قدمت بلادا فمكثت بها خمس عشرة فقد ذهبت عنك قرأة البلاد. قال: وأهل الحجاز يقولون: قرة بغير همز. ومعناه أنه إذا مرض بها بعد ذلك فليس من وبإ البلد.
قرأ
القَرْء - بالفتح -: الحَيْضُ، والجمع أقْرَاءٌ وقُرُوْءٌ - على فُعُوْلٍ - وأقْرءٌ في أدنى العدد، وفي الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأم حبيبة بنت جَحْش امرأة عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما -: دَعي الصلاة أيام أقْرائِك.
والقَرْءُ - أيضا -: الطُّهرُ، وهو من الأضداد، قال الأعشى:
وفي كلِّ عامٍ أنتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ ... تَشُدُّ لأقْصَاها عَزيْمَ عَزَائكا
مُوَرِّثَةٍ مالاً وفي الحَيِّ رِفعَةً ... لما ضاعَ فيها من قُرُوْءِ نِسائكا
وقَرَأَتِ المرأة: حاضَتْ.
والقارِئُ: الوَــقْتُ، ويُروى هذا البيت لأبي ذُؤيْب ولِتَأَبَّطَ شراً؛ وقال الأصمعي: هو لمالِكِ بن الحارث أخي أبي كاهِل الهُذليّ:
كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني شُلَيْلٍ ... إذا هَبَّتْ لِقارئها الرِّياحُ وقيل: العَقْرُ: القَصْر، وقارِئُ القَصْر: أعلاه، وأصل القَراءِ: الوقتُ؛ فقد يكون للحَيْض وقد يكون للطُّهْر، قال:
إذا السَّماءُ لم تُغِمْ ثم أخْلَفَتْ ... قُرُوْءُ الثُّرَيّا أنْ يكونَ لها قَطْرُ
يريد: وَــقْتَ نوْئها الذي يُمْطَر فيه الناس.
وقَرَأْتُ الشيء قُرْآنا: جَمعْتُه وضَمَمْتُ بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قَرَأَتْ هذه الناقة سَلىً قطُّ وما قَرَأَتْ جَنِيْناً: أي لم تَضُمَّ رحِمَها على ولدٍ، قال عمرو بن كلثوم:
تُرِيْكَ إذا دَخَلْتَ على خَلاَءٍ ... وقد أمِنَتْ عُيونَ الناظرينا
دِراعَيْ عَيْطَلٍ أدْماءَ بِكْرٍ ... هِجانِ اللَّونِ لم تَقْرَأْ جَنِينا
وقَرَأْتُ الكتاب قِراءةً وقُرْآناً، ومنه سُمي القُرآن لأنه يجمع السَّور فيضُمّها، وقيل: سُمي به لأنه جُمِع فيه القصص والأمر والنَّهيُ والوعد والوعيد، وقال قُطْرب في أحد قوليْه: يقال قَرأتُ القرآن: أي لَفظْت به مجموعاً: أي القيتُه، وقال عَلقمةُ: قرأت القرآن في سنتين؛ فقال الحارث: القُرآن هَيِّن الوحي أشدُّ: أي القراءة هيِّنة والكتب أشدُّ. وقوله تعالى:) إنَّ عَلَيْنا جَمْعَه وقُرْآنَه (أي جمْعَه وقراءته) فإذا قرأْناه فاتَّبِعْ قُرْآنَه (أي قراءتَه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فإذا بيّناه لك بالقراءة فاعمل بما بيّناه لك.
وفلانٌ قَرَأ عليك السَّلامَ.
وقَرَأَ: تَنَسَّك، وجمْع القارِئ: قرَأَةٌ؛ مثل عامل وعمَلَةٍ، وقُرّاء أيضاً؛ مثل عابِد وعُبّاد. والقُرّاءُ - أيضاً -: المُتَنَسِّكُ، والجمع القُرّاؤَوْن، قال زيد ابن تُرْكِيٍّ أخو زيد:
ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ مَوْدونَةٍ ... أطْرافُها بالحَلْي والحِنّاءِ
بيضاءَ تَصطادُ النُّفوسَ وتَسْتَبي ... بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلمِ القُرّاءِ
والقَرْءُ من قولهم: هذا الشِّعِر على قَرْءِ هذا الشِّعر: أي على طريــقتــه ومثاله، والجَمْعُ: الأقْرَاءُ. وقيل للقَوافي قُرُوْءٌ وأَقْراءٌ لأنها مَقاطع الأبيات وحُدودُها كما قيل للتَّحْديد: توقيت. وفي حديث إسلام أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: قال أُنَيْس - رضي الله عنه - أخوه وكان شاعراً: والله لقد وَضَعْتُ قوله على أقْراءِ الشِّعر فلا يلتئمُ على لسان أحدٍ.
والقِرْءَةُ - مثال القِرْعَةِ بالكسر -: الوَبَأُ، قال الأصمعي: إذا قَدِمْتَ بلاداً فمكثتَ فيها خمس عشرة فقد ذهبَتْ عنك قِرْءَةُ البلاد، قال: وأهل الحجاز يقولون قِرَةٌ بغير هَمْز؛ ومعناه: أنّه إذا مَرِض بها بعد ذلك فليس من وَبَأَ البلد.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أراد أن يقرأ القرآن غَضّاً كما أُنزِل فَلْيَقْرَأْهُ قراءة ابن أم عبد، معناه فَلْيَرَتِّلْ كترتيله أو يُحزِّن كتحزينه أو يَحْدُره كَحَدْرِه، ولا يجوز أن يُحْمل معناه على نَظْم الحروف؛ لأن الإجماع على مخالفته.
وفي حديثه الآخر: أقْرَؤُكُم أبيٌّ، يعني في وقت من الأوقات، لأن زيداً لم يكن يتقدَّمه أحد في القرآن، ويجوز أن يُحمل " أقْرَأُ " على قارئ، والتقدير: قارئٌ من أمتي أُبَيٌّ، كما قال أهل اللغة: الله أكبر معناه: الله كبير.
وأقْرَأَتِ المرأةُ: طَهَرَتْ، وقال الأخفشُ: إذا صارت صاحبة حَيضٍ، يقال أقْرَأَتْ حيضة أو حَيْضَتَيْن.
وأقْرَأَتِ حاجَتُكَ: دَنَتْ.
وأقْرَأَتِ النُّجوم: تأخَّرَ مَطَرُها، وغابَتْ أيضاً.
وأقْرَأَكَ السَّلام: مثل قَرَأَ عليك السلام، وقال الأصمعي: لا يُقال أقْرِئْهُ السلام.
وأقْرَأَةُ القرآن.
وأقْرَأْتُ من سفَري: أي أنْصَرفْت، ومن أهلي: دَنوتْ منهم.
وأقْرَأْتُ في الشِّعر: من الأقْرَاء.
والمُقْرَئيُّوْنَ - مثال المُفْعَلِيَّيْن -: جماعةٌ من أصحاب الحديث وغيرهم يُنْسبون إلى بلد من اليمن على مرحلة من صنعاء؛ وبها يُصنع العَقيق وفيها مَعدنُه، منهم: صُبيْح بن مُحْرز وشدّاد ابن أفلح وجُمَيْع بن سعد وسُوَيد بن جَبَلَة وشُرَيْح بن عُبيد وغَيْلان بن مَعْشر ويونس بن عثمان وأبو اليَمان لا يُعرف له اسم وأم بكر بنت أزَذَ. وابن الكَلْبيِّ يَفْتَح الميم من المقرَئيِّين، وأصحاب الحديث يضُمُّونها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: دفعَ فلانٌ إلى فلانَةَ جارِيَتِهِ تُقَرِّئُها: أي تُمسِكها عندَها حتّى تَحيض؛ للاستبراء. وقارأْتُ فلاناً: أي دارستُه. واستَقْرَأتُ فلاناً. والتركيب يدلُّ على الجَمع والاجتماع.
قرضاً: أبو عمرو: من غريبِ شَجَر البرِّ: القِرضِيءُ - بالكَسر -، واحِدَتُه: قِرضِئَةٌ. وقال غيره: القِرضِيءُ: نَبتٌ زَهرَه أشَدُّ صفرةً من الوَرسِ ينبُتُ في أصلِ السَّلَمِ والسَّمُرِ والعُرفُطِ ونحوها.
[قرأ] أصل "القراءة" ونحوه الجمع، ومنه القرآن، جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد ولآيات والسور، وهو مصدر كالغفران، ويطلق على الصلاة لأن فيها قراءة، وعلى القراءة نفسها، ويحذف همزته فيقال قُران وقار. وفيه: أكثر منافقي أمتي " قراؤها" أي إنهم يحفظون القرآن نفيًا التهمة عن أنفسهم وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصره صل الله عليه وسلم بهذه الصفة. وفي ح أبى في سورة الأحزاب: إن كان "لتقارئ" سورة البقرة أو هي أطول، أي تجاريها مدى طولها في القراءة، أو أن قارئها ليساوي قارئ سورة البقرة في زمن قراءتها، وهي مفاعله من القراءة، والأكثر رواية: لتوازي. وفيه: "أقرؤكم" أبى: قيل: أراد من جماعة مخصوصين أو في وقت مخصوص، فأن غيره كان اقرأ منه، ويجوز إرادة أكثرهم قراءة، ويجوز كونه عامًا وأنه أقرأ الصحابة أي أتقن القرآن وأحفظ. غ: "أقرؤكم" في الظهر والعصر، ثم قال في أخره (وما كان ربك نسيًا)، معناه أنه كان لا يجهر بالقراءة فيهما أولًا يسمع نفسه قراءته، كأنه رأى قومًا يقرؤن فيسمعون أنفسهم ومنمنهم فأراد بقوله (وما ربك نسيًا) أن القراءة التي تجهر بها أو تسمعها نفسك يكتبها الملكان، وإذا قرأتها في نفسك لك يكتبها والله يحفظها لك ولا ينساها ليجازيك عنها. وفيه: إن الرب تعالى" يقرئك" السلام، يقال: أقرئ فلانا السلام، وأقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده، وإذا قرأ القرآن أو الحديث على الشيخ يقول: أقرأني فلان، أي حملني على أن أقرأ عليه. ك: (إن علينا جمعه "وقرآنه") أي قرأته، فهو مصدر مضاف إلى المفعول، أي قراءتك إياه. و"تقرأ" السلام على من عرفت، بفتح تاء. وح: (فهل من مدكر) مثل "قراءة" العامةوح: ترى الدم بعد "قرأها" بخمسة أيام، وبفتح قاف أي طهرها لا حيضها. ج: بعدي، أي بعد ما وضعت قوله على أقراء الشعر.
ق ر أ

قرأت الكتاب واقتــرأته، وأقرأته غيري، وهو من قرأة الكتاب، وفلان قاريء وقرّاء: ناسك عابد، وهو من القرّاء. وقال جرير:

يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني

وقد تقرّأ فلان: تنسّك. واقرأ سلامي على فلان، ولا يقال: أقرئه منّي السلام. وأقرأت المرأة: حاضت، وامرأة مقرئ، واعتدّت بثلاثة قروء وأقراء وأقرء. ودفعت جاريتي إلى فلانة أقرئها أي أمسكها عندها لتحيض، وجراية مقرّأة، وإذا اشتريت أمةً فلا تقربها حتى تقرّئها. وما قرأت هذه الناقة سلاً قط: ما ضمت أي ما حملت ولداً. قال حميد بن ثور:

أراها غلامانا الخلى فتشذّرت ... مراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دماً فخطرت بذنبها.
قرأ
قَرَأْتُ القُرْآنَ قِراءَةً، فأنا قارِىءٌ، والقُرْآنُ مَقْرُوْءٌ. ورَجُلٌ قارِئٌ: أي عابِدٌ ناسِكٌ. وسُمَّيَ القُرآنُ قُرْآناً لأنَّ القارِىءَ يُظْهِرُه ويُبَيِّنُه ويَلْفِظُه من فيه. وقَرَأَتِ المَرْأةُ قَرْءاً: إذا رَأَتْ دَماً، وأقْرَأَتْ: حاضَتْ فهي مُقْرِئٌ وقَعَدَتِ المَرْأةُ أيّامَ إقْرَائها. وتَقَرَّأَ فلانَةَ الدَّمُ: إذا حَرُمَتْ عليها الصَّلاةُ.
وأمّا الناقَةُ إذا حَمَلَتْ فإنَه يُقال: قَرأتْ قِرْوَةً. والقارِئ: الحامِلُ.
والقُرُوْءُ: الحِيَضُ الثَّلاثُ التي تَعْتَدُّ بها. والقَرْءُ: يُجْعَل مَرةً طُهْراً ومَرَّةً حَيْضاً، وهو مَأخُوذٌ من القارِىء والقَرْءِ: للوَــقْتِ. وأقْرَأَتِ المرأةُ: جاءَ وَــقْتُ طُهْرِها وحَيْضِها. والمُقَرَّأَةُ من النَسَاء: التي يُنْتَظَرُ بها أيّامُ أقْرائها.
ويُقال: هَبَّتِ الرِّيْحُ لِقَرْئها ولقارئها: أي لوَــقْتِــها. وأقْرَأَتِ الريْحُ: جاءتْ لوَــقتــها ودَخَلَتْ في هُبُوبها. والقارِئُ: السُّكّانُ والشُّهّاد. وأقْرَأَتِ النُّجُومُ: غابَتْ. وما قَرَأَتِ الناقَة سَلىً قَط: أي ما غَيَّبَتْ في بَطْنِها وَلَداً ولا ضَمَّتْه، وقيل: تَحْمِل وَلَداً فَتَرْمِيه عِنْدَ الوِلادَة. وأقْرَأتْ حاجَتي: دَنَتْ. وأقْراتُ من أهْلي: دَنَوْتُ، ومن سَفَري: انصرَفْتُ. والقِرْأةُ - مَهْمُوزَةٌ -: وَــقْتُ المَرَض، وقد تُلَيَّنُ. ويقولون: أقْرئْ فلاناً السَّلامَ واقْرَأ عليه السَّلامَ.
قرأ
قَرَأَتِ المرأة: رأت الدّم، وأَقْرَأَتْ: صارت ذات قُرْءٍ، وقَرَأْتُ الجاريةَ: استبرأتُها بالقُرء.
والقُرْءُ في الحقيقة: اسم للدّخول في الحيض عن طهر. ولمّا كان اسما جامعا للأمرين الطّهر والحيض المتعقّب له أطلق على كلّ واحد منهما، لأنّ كلّ اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كلّ واحد منهما إذا انفرد، كالمائدة:
للخوان وللطّعام، ثم قد يسمّى كلّ واحد منهما بانفراده به. وليس القُرْءُ اسما للطّهر مجرّدا، ولا للحيض مجرّدا بدلالة أنّ الطّاهر التي لم تر أثر الدّم لا يقال لها: ذات قرء. وكذا الحائض التي استمرّ بها الدّم والنّفساء لا يقال لها ذلك. وقوله:
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ
[البقرة/ 228] أي: ثلاثة دخول من الطّهر في الحيض. وقوله عليه الصلاة والسلام: «اقعدي عن الصّلاة أيّام أَقْرَائِكَ» أي أيّام حيضك، فإنما هو كقول القائل: افعل كذا أيّام ورود فلان، ووروده إنما يكون في ساعة وإن كان ينسب إلى الأيّام. وقول أهل اللّغة: إنّ القُرْءَ من: قَرَأَ، أي: جمع، فإنّهم اعتبروا الجمع بين زمن الطّهر وزمن الحيض حسبما ذكرت لاجتماع الدّم في الرّحم، والقِرَاءَةُ: ضمّ الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في التّرتيل، [وليس يقال ذلك لكلّ جمع] . لا يقال: قرأت القوم: إذا جمعتهم، ويدلّ على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوّه به قراءة، والْقُرْآنُ في الأصل مصدر، نحو: كفران ورجحان. قال تعالى:
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
[القيامة/ 17- 18] قال ابن عباس: إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد خصّ بالكتاب المنزّل على محمد صلّى الله عليه وسلم، فصار له كالعلم كما أنّ التّوراة لما أنزل على موسى، والإنجيل على عيسى صلّى الله عليهما وسلم. قال بعض العلماء: (تسمية هذا الكتاب قُرْآناً من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه) بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار تعالى إليه بقوله: وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف/ 111] ، وقوله: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ [النحل/ 89] ، قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ [الزمر/ 28] ، وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ [الإسراء/ 106] ، فِي هذَا الْقُرْآنِ
[الروم/ 58] ، وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
[الإسراء/ 78] أي:
قراءته، لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] وأقرأت فلانا كذا. قال: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى [الأعلى/ 6] ، وتَقَرَّأْتُ: تفهّمت، وقَارَأْتُهُ:
دارسته.
قرأ
قرَأَ يَقرَأ، قِراءةً وقُرْآنًا، فهو قارئ، والمفعول مَقْروء
• قرَأ الكتابَ ونحوَه:
1 - تتبَّع كلماته نظرًا، نطق بها أوْ لا "يهوى قراءةَ الشِّعر/ الرِّوايات- اعتاد أن يقرأ الصحفَ اليوميّة" ° قرأ العقَّادَ وطه حسين/ قرأ للعقّاد وطه حسين: قرأ كتبَ العقاد وطه حسين- قرأ علامات الغضب على وجهه: لاحظها فِراسةً أو عادة.
2 - جمعه وضمَّه " {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ} ".
• قرَأ الآيةَ من القرآن: تلاها؛ نطق بها عن نظر أو عن حِفْظ "إنّه قارئ للقرآن في الإذاعة- {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} " ° قرأ القرآنَ عن ظَهْر قلب: حفظًا دون كتاب.
• قرَأ الغيْبَ: تكهَّنَ به "يزعم أنّه يجيد قراءة الكفّ"? قرَأ للمستقبل حسابَه: احتاط له- قرَأ ما بين السُّطور: فهم الأمرَ المضمر، استشفّ المعنى الضِّمنيّ.
• قرَأ عليه السلامَ: أبْلَغَهُ إيَّاه.
• قرَأ على فلانٍ النحوَ: دَرَسه على يديه. 

أقرأَ يُقرئ، إقراءً، فهو مُقْرِئ، والمفعول مُقْرَأ (للمتعدِّي)
• أقرأتِ المرأةُ:
1 - حاضَت.
2 - طهُرت.
• أقرأ الشَّخْصَ: جعله يَقْرَأُ "أقرأ التِّلميذَ الدرسَ".
• أقرأه القُرْآنَ: عَلَّمه قواعِدَ قراءتِهِ " {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى} ".
• أقرأه السَّلامَ: أبْلَغَه إيّاه "أقرِئ محمّدًا السَّلامَ". 

اسْتقرأَ يَسْتقْرِئ، استِقراءً، فهو مُسْتقرِئ، والمفعول مُسْتقرَأ
• استقرأ المعلِّمُ تلميذَه: طلب إليه أو منه أن يقرأ.
• استقرأ الأمْرَ أو الشَّيءَ: استقراه، تفحّصه، درسه بعناية وتتبّعه لمعرفة خواصّه "استقرأ جوانب الموضوع كُلَّها- استقراء الأحداث السِّياسيّة- استقراء ظواهر الطَّبيعة- استقرأ الظاهرةَ اللغويَّة". 

انقرأَ ينقرئ، انقراءً، فهو مُنْقرِئ
• انقرأ النَّصُّ: مُطاوع قرَأَ: قُرِئ بسهولة. 

استقراء [مفرد]: ج استقراءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اسْتقرأَ.
2 - (سف) حكمٌ على الكلِّ بما يوجد في بعض أجزائه.
3 - تتبُّع الجزئيّات للوصول إلى نتيجة كُلِّيَّة "استقراء نواميس الطبيعة- استقراءاتنا للتاريخ تؤكِّد حتميّة انتصار الشّعوب".
• الاستقراء: (سف) الاستدلال العقليّ والانتقال به من الخصوص إلى العموم. 

استقرائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استقراء: "اهتمّ بالناحية التحليليّة الاستقرائيّة للواقع والتاريخ".
2 - مصدر صناعيّ من استقراء: بحث وتتبُّع للوصول إلى نتيجة "توصّل لنتائج مذهلة من خلال استقرائيّته لنواميس الطبيعة". 

قارِئ [مفرد]: ج قارئون وقَرأة وقُرّاء: اسم فاعل من قرَأَ ° القُرَّاء السَّبعة: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائيّ من قرّاء القرآن المشهورين- بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلَّة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- جمهور القُرَّاء: مجموع النَّاس الذين يقرأون الكتبَ والمجلاّت وغيرها في مجتمع ما- عزيزي القارئ: عبارة يستعملها الصحفيُّ أو الكاتبُ لمخاطبة القارئ- قارئُ الكَفِّ: من يتكهّن بالمستقبل وذلك بالنظر في خطوط باطن الكفّ وتفسيرها. 

قُرْء [مفرد]: ج أقرُؤ وأقْراء وقُروء:
1 - حَيْض "دَعِي الصَّلاَةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ [حديث] ".
2 - طهْرٌ من الحيض " {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ} ". 

قُرْآن [مفرد]: مصدر قرَأَ: " {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}:

قراءته".
• القُرآن: كلام الله المُنزّل على رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم وحْيًا بواسطة جبريل عليه السّلام، المكتوب في المصاحف والمحفوظ في الصُّدور، عدد سوره 114 سورة، ويُقسَّم إلى 30 جزءًا، وهو المصدر الأوَّل من مصادر التَّشريع الإسلاميّ " {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} " ° تجويد القرآن: حُسن تلاوته- حَمَلَة القرآن: حفظته ورواتُه.
• علوم القُرْآن: العلوم التي اشتُــقَّت مباشرة من القرآن الكريم أو تفرَّعت عنه، وذلك كعلم القراءات وعلم التَّفسير. 

قُرْآنِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قُرْآن: "دراسة/ آية قُرْآنيّة" ° مَدْرسَة قُرْآنيّة: يحفَّظ فيها القرآنُ الكريم، ويطلق عليها: كُتَّاب. 

قِراءة [مفرد]:
1 - مصدر قرَأَ ° قراءة الأفكار: القدرة على معرفة أفكار الغير بطرق اتِّصال خارجة عن نطاق الإدراك الحسّيّ- قراءة الكفِّ أو الفنجان: التكهُّن بالغيب- قراءة جهريّة: نطق بالمكتوب- قراءة سريعة: أسلوب سريع في القراءة يعتمد على التصفُّح أو استيعاب عدّة كلمات أو عبارات بلمحة- قراءة صامتة: إلقاء النظر والمطالعة بدون نطق.
2 - مطالعة.
3 - وجه من أوجه قراءة القرآن الكريم "يجيد قراءة القرآن بقراءة نافع- حفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر".
• عُسْر القراءة: (طب) اضطراب مَرَضِيّ في القدرة على القراءة يحدث نتيجة خلل عصبيّ ويؤدّي إلى صعوبة في القراءة والفهْم.
• القراءات السَّبع: أوجه قراءة القرآن التي رواها القرّاء السَّبعة في الحروف أو في كيفيّتها من تخفيف أو تشديد وغيرهما. 

قِرائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قِراءة.
• العَمَى القِرائيّ: (طب) عدم القُدْرة على القِراءة الناتج عن إصابات في الدِّماغ. 

قَرّاء [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قرَأَ: كثير القراءة.
2 - حسن القراءة "قرّاء أشعار". 

مَقْرَأَة [مفرد]: ج مَقارِئُ: مكان في مسجد أو ضريح أو غيرهما يجتمع فيه حُفَّاظ القرآن الكريم ليقرءوه تبرُّكًا به "اجتمع المشايخُ في المقرأة- شيخ عموم المقارئ المصريّة". 

مَقْروء [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قرَأَ.
2 - ما يُتَهَافَتُ على قراءتِهِ "جريدة مقروءة".
3 - ما يُقرأ بسهولة "كتب الرسالةَ بخطٍّ مقروء". 

قرأ: القُرآن: التنزيل العزيز، وانما قُدِّمَ على ما هو أَبْسَطُ منه

لشَرفه.

قَرَأَهُ يَقْرَؤُهُ ويَقْرُؤُهُ، الأَخيرة عن الزجاج، قَرْءاً وقِراءة وقُرآناً، الأُولى عن اللحياني، فهو مَقْرُوءٌ.

أَبو إِسحق النحوي: يُسمى كلام اللّه تعالى الذي أَنزله على نبيه، صلى اللّه عليه وسلم، كتاباً وقُرْآناً وفُرْقاناً، ومعنى القُرآن معنى الجمع، وسمي قُرْآناً لأَنه يجمع السُّوَر، فيَضُمُّها. وقوله تعالى: إِنَّ علينا جَمْعه وقُرآنه، أَي جَمْعَه وقِراءَته، فَإِذا قَرَأْنَاهُ فاتَّبِعْ

قُرْآنَهُ، أَي قِراءَتَهُ. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: فإِذا

بيَّنَّاه لك بالقراءة، فاعْمَلْ بما بَيَّنَّاه لك، فأَما قوله:

هُنَّ الحَرائِرُ، لا ربَّاتُ أَحْمِرةٍ، * سُودُ المَحاجِرِ، لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ

فإِنه أَراد لا يَقْرَأْنَ السُّوَر، فزاد الباءَ كقراءة من قرأَ:

تُنْبِتُ بالدُّهْن، وقِراءة منْ قرأَ: يَكادُ سَنَى بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، أَي تُنْبِتُ الدُّهنَ ويُذْهِبُ الأَبصارَ. وقَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلى بعض. ومنه قولهم: ما قَرأَتْ هذه الناقةُ سَلىً قَطُّ، وما قَرَأَتْ جَنِيناً قطُّ، أَي لم يَضْطَمّ رَحِمُها على ولد، وأَنشد:

هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

وقال: قال أَكثر الناس معناه لم تَجْمع جَنيناً أَي لم يَضطَمّ رَحِمُها على الجنين. قال، وفيه قول آخر: لم تقرأْ جنيناً أَي لم تُلْقه.

ومعنى قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت به مَجْمُوعاً أَي أَلقيته. وروي عن الشافعي رضي اللّه عنه أَنه قرأَ القرآن على إِسمعيل بن قُسْطَنْطِين،

وكان يقول: القُران اسم، وليس بمهموز، ولم يُؤْخذ من قَرَأْت، ولكنَّه اسم لكتاب اللّه مثل التوراة والإِنجيل، ويَهمز قرأْت ولا يَهمز القرانَ، كما تقول إِذا قَرَأْتُ القُرانَ. قال وقال إِسمعيل: قَرأْتُ على شِبْل، وأَخبر شِبْلٌ أَنه قرأَ على عبداللّه بن كَثِير، وأَخبر عبداللّه أَنه قرأَ على مجاهد، وأَخبر مجاهد أَنه قرأَ على ابن عباس رضي اللّه عنهما، وأَخبر ابن عباس أَنه قرأَ على أُبَيٍّ، وقرأَ أُبَيٌّ على النبي صلى اللّه عليه وسلم.وقال أَبو بكر بن مجاهد المقرئُ: كان أَبو عَمرو بن العلاءِ لايهمز القرآن، وكان يقرؤُه كما رَوى عن ابن كثير. وفي الحديث: أَقْرَؤُكم أُبَيٌّ.

قال ابن الأَثير: قيل أَراد من جماعة مخصوصين، أَو في وقت من الأَوقات، فإِنَّ غيره كان أَقْرَأَ منه. قال: ويجوز أَن يريد به أَكثرَهم قِراءة، ويجوز أَن يكون عامّاً وأَنه أَقرأُ الصحابة أَي أَتْقَنُ للقُرآن وأَحفظُ. ورجل قارئٌ من قَوْم قُرَّاءٍ وقَرَأَةٍ وقارِئِين.

وأَقْرَأَ غيرَه يُقْرِئه إِقراءً. ومنه قيل: فلان المُقْرِئُ.

قال سيبويه: قَرَأَ واقْتَــرأَ، بمعنى، بمنزلة عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه.

وصحيفةٌ مقْرُوءة، لا يُجِيز الكسائي والفرَّاءُ غيرَ ذلك، وهو

القياس. وحكى أَبو زيد: صحيفة مَقْرِيَّةٌ، وهو نادر إِلا في لغة من قال قَرَيْتُ.

وَقَرأْتُ الكتابَ قِراءة وقُرْآناً، ومنه سمي القرآن. وأَقْرَأَه

القُرآنَ، فهو مُقْرِئٌ. وقال ابن الأَثير: تكرّر في الحديث ذكر

القِراءة والاقْتــراءِ والقارِئِ والقُرْآن، والأَصل في هذه اللفظة الجمع، وكلُّ شيءٍ جَمَعْتَه فقد قَرَأْتَه.

وسمي القرآنَ لأَنه جَمَعَ القِصَصَ والأَمرَ والنهيَ والوَعْدَ والوَعِيدَ والآياتِ والسورَ بعضَها إِلى بعضٍ، وهو مصدر كالغُفْرانِ والكُفْرانِ. قال: وقد يطلق على الصلاة لأَنّ فيها

قِراءة، تَسْمِيةً للشيءِ ببعضِه، وعلى القِراءة نَفْسِها، يقال: قَرَأَ

يَقْرَأُ قِراءة وقُرآناً. والاقْتِــراءُ: افتِعالٌ من القِراءة. قال:

وقد تُحذف الهمزة منه تخفيفاً، فيقال: قُرانٌ، وقَرَيْتُ، وقارٍ، ونحو ذلك من التصريف. وفي الحديث: أَكثرُ مُنافِقي أُمَّتِي قُرّاؤُها، أَي أَنهم يَحْفَظونَ القُرآنَ نَفْياً للتُّهمَة عن أَنفسهم، وهم مُعْتَقِدون تَضْيِيعَه. وكان المنافقون في عَصْر النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بهذه الصفة.

وقارَأَه مُقارَأَةً وقِراءً، بغير هاء: دارَسه.

واسْتَقْرَأَه: طلب إليه أَن يَقْرَأَ.

ورُوِيَ عن ابن مسعود: تَسَمَّعْتُ للقَرَأَةِ فإِذا هم مُتَقارِئُون؛ حكاهُ اللحياني ولم يفسره.

قال ابن سيده: وعندي أَنّ الجنَّ كانوا يَرُومون القِراءة.وفي حديث أُبَيٍّ في ذكر سورة الأَحْزابِ: إِن كانت لَتُقارئُ سورةَ البقرةِ، أَو هي أَطْولُ، أَي تُجاريها مَدَى طولِها في القِراءة، أَو إِن قارِئَها ليُساوِي قارِئَ البقرة في زمنِ قِراءَتها؛ وهي مُفاعَلةٌ من القِراءة. قال الخطابيُّ: هكذا رواه ابن هاشم، وأَكثر الروايات: إِن كانت لَتُوازي.

ورجل قَرَّاءٌ: حَسَنُ القِراءة من قَوم قَرائِين، ولا يُكَسَّرُ.

وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَنه كان لا يَقْرَأُ في الظُّهر والعصر، ثم قال في آخره: وما كان ربُّكَ نَسِيّاً، معناه: أَنه كان لا يَجْهَر بالقِراءة فيهما، أَو لا يُسْمِع نَفْسَه قِراءَتَه، كأَنه رَأَى قوماً يقرؤُون فيُسَمِّعون نفوسَهم ومَن قَرُبَ منهم. ومعنى قوله: وما كان ربُّك نَسِيّاً، يريد أَن القِراءة التي تَجْهَرُ بها، أَو تُسْمِعُها نفْسَك، يكتبها الملكان، وإِذا قَرأْتَها في نفْسِك لم يَكْتُباها، واللّه يَحْفَظُها لك

ولا يَنْساها لِيُجازِيَكَ عليها.

والقَارِئُ والمُتَقَرِّئُ والقُرَّاءُ كُلّه: الناسِكُ، مثل حُسَّانٍ وجُمَّالٍ.

وقولُ زَيْد بنِ تُركِيٍّ الزُّبَيْدِيّ، وفي الصحاح قال الفرّاءُ:

أَنشدني أَبو صَدَقة الدُبَيْرِيّ:

بَيْضاءُ تَصْطادُ الغَوِيَّ، وتَسْتَبِي، * بالحُسْنِ، قَلْبَ المُسْلمِ القُرَّاء

القُرَّاءُ: يكون من القِراءة جمع قارئٍ، ولا يكون من التَّنَسُّك(1)

(1 قوله «ولا يكون من التنسك» عبارة المحكم في غير نسخة ويكون من التنسك، بدون لا.)، وهو أَحسن. قال ابن بري: صواب إِنشاده بيضاءَ بالفتح لأَنّ قبله:

ولقد عَجِبْتُ لكاعِبٍ، مَوْدُونةٍ، * أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنّاءِ

ومَوْدُونةٌ: مُلَيَّنةٌ؛ وَدَنُوه أَي رَطَّبُوه.

وجمع القُرّاء: قُرَّاؤُون وقَرائِئُ(2)

(2 قوله «وقرائئ» كذا في بعض النسخ والذي في القاموس قوارئ بواو بعد القاف بزنة فواعل ولكن في غير نسخة من المحكم قرارئ براءين بزنة فعاعل.)، جاؤوا بالهمز في الجمع لما كانت غير مُنْقَلِبةٍ بل موجودة في قَرَأْتُ.

الفرَّاء، يقال: رجل قُرَّاءٌ وامْرأَة قُرَّاءةٌ. وتَقَرَّأَ: تَفَقَّه.وتَقَرَّأَ: تَنَسَّكَ. ويقال: قَرَأْتُ أَي صِرْتُ قارِئاً ناسِكاً.

وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤاً، في هذا المعنى. وقال بعضهم: قَرَأْتُ : تَفَقَّهْتُ. ويقال: أَقْرَأْتُ في الشِّعر، وهذا الشِّعْرُ على قَرْءِ هذا الشِّعْر أَي طريــقتِــه ومِثاله. ابن بُزُرْجَ: هذا الشِّعْرُ على قَرِيِّ هذا.وقَرَأَ عليه السلام يَقْرَؤُه عليه وأَقْرَأَه إِياه: أَبلَغه.

وفي الحديث: إِن الرّبَّ عز وجل يُقْرِئكَ السلامَ. يقال: أَقْرِئْ

فلاناً السَّلامَ واقرأْ عَلَيْهِ السَّلامَ، كأَنه حين يُبَلِّغُه سَلامَه يَحمِلهُ على أَن يَقْرَأَ السلامَ ويَرُدَّه. وإِذا قَرَأَ الرجلُ القرآنَ والحديثَ على الشيخ يقول: أَقْرَأَنِي فلانٌ أَي حَمَلَنِي على أَن أَقْرَأَ عليه.

والقَرْءُ: الوَــقْتُ. قال الشاعر:

إِذا ما السَّماءُ لم تَغِمْ، ثم أَخْلَفَتْ * قُروء الثُّرَيَّا أَنْ يكون لها قَطْرُ

يريد وقت نَوْئها الذي يُمْطَرُ فيه الناسُ.

ويقال للحُمَّى: قَرْءٌ، وللغائب: قَرْءٌ، وللبعِيد: قَرْءٌ. والقَرْءُ

والقُرْءُ: الحَيْضُ، والطُّهرُ ضِدّ. وذلك أَنَّ القَرْء الوقت، فقد

يكون للحَيْض والطُّهر. قال أَبو عبيد: القَرْءُ يصلح للحيض والطهر.

قال: وأظنه من أَقْرَأَتِ النُّجومُ إِذا غابَتْ. والجمع: أَقْراء.

وفي الحديث: دَعي الصلاةَ أَيامَ أَقْرائِكِ. وقُروءٌ، على فُعُول،

وأَقْرُؤٌ، الأَخيرة عن اللحياني في أَدنى العدد، ولم يعرف سيبويه أَقْراءً ولا أَقْرُؤاً. قال: اسْتَغْنَوْا عنه بفُعُول. وفي التنزيل: ثلاثة

قُرُوء، أَراد ثلاثةَ أَقْراء من قُرُوء، كما قالوا خمسة كِلاب، يُرادُ بها خمسةٌ مِن الكِلاب.

وكقوله:

خَمْسُ بَنانٍ قانِئِ الأَظْفارِ

أَراد خَمْساً مِنَ البَنانِ. وقال الأَعشى:

مُوَرَّثةً مالاً، وفي الحَيِّ رِفعْةً، * لِما ضاعَ فِيها مِنْ قُروءِ نِسائِكا

وقال الأَصمعي في قوله تعالى: ثلاثةَ قُرُوء، قال: جاء هذا على غير قياس، والقياسُ ثلاثةُ أَقْرُؤٍ. ولا يجوز أَن يقال ثلاثةُ فُلُوس، إِنما يقال ثلاثةُ أَفْلُسٍ، فإِذا كَثُرت فهي الفُلُوس، ولا يقال ثَلاثةُ رِجالٍ، وإِنما هي ثلاثةُ رَجْلةٍ، ولا يقال ثلاثةُ كِلاب، انما هي ثلاثةُ أَكْلُبٍ. قال أَبو حاتم: والنحويون قالوا في قوله تعالى: ثلاثةَ قُروء. أَراد ثلاثةً من القُروء.

أَبو عبيد: الأَقْراءُ: الحِيَضُ، والأَقْراء: الأَطْهار، وقد أَقْرَأَتِ المرأَةُ، في الأَمرين جميعاً، وأَصله من دُنُوِّ وقْتِ الشيء. قال الشافعي رضي اللّه عنه: القَرْء اسم للوقت فلما كان الحَيْضُ يَجِيء لِوقتٍ، والطُّهرُ يجيء لوَــقْتٍ جاز أَن يكون الأَقْراء حِيَضاً وأَطْهاراً.

قال: ودَلَّت سنَّةُ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَنَّ اللّه، عز وجل، أَراد بقوله والمُطَلِّقاتُ يَتَرَبَّصْن بأَنْفُسِهنّ ثلاثةَ قُروء:

الأَطْهار. وذلك أَنَّ ابنَ عُمَرَ لمَّا طَلَّقَ امرأَتَه، وهي حائضٌ،

فاسْتَفْتَى عُمرُ، رضي اللّه عنه، النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فيما فَعَلَ، فقال: مُرْه فَلْيُراجِعْها، فإِذا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْها، فتِلك

العِدّةُ التي أَمَر اللّهُ تعالى أَن يُطَلَّقَ لها النِّساءُ.

وقال أَبو إِسحق: الَّذي عندي في حقيقة هذا أَنَّ القَرْءَ، في اللغة، الجَمْعُ، وأَنّ قولهم قَرَيْتُ الماء في الحَوْضِ، وإِن كان قد أُلْزِمَ الياءَ، فهو جَمَعـْتُ، وقَرَأْتُ القُرآنَ: لَفَظْتُ به مَجْموعاً، والقِرْدُ يَقْرِي أَي يَجْمَعُ ما يَأْكُلُ في فِيهِ، فإِنَّما القَرْءُ اجْتماعُ الدَّمِ في الرَّحِمِ، وذلك إِنما يكون في الطُّهر. وصح عن عائشة وابن عمر رضي اللّه عنهما أَنهما قالا: الأَقْراء والقُرُوء: الأَطْهار. وحَقَّقَ هذا اللفظَ، من كلام العرب، قولُ الأَعشى:

لِما ضاعَ فيها مِنْ قُرُوءِ نِسَائكا

فالقُرُوءُ هنا الأَطْهارُ لا الحِيَضُ، لإِن النّساءَ إِنما يُؤْتَيْن في أَطْهارِهِنَّ لا في حِيَضِهنَّ، فإِنما ضاعَ بغَيْبَتِه عنهنَّ أَطْهارُهُنَّ. ويقال: قَرَأَتِ المرأَةُ: طَهُرت، وقَرأَتْ: حاضَتْ.

قال حُمَيْدٌ:

أَراها غُلامانا الخَلا، فتَشَذَّرَتْ * مِراحاً، ولم تَقْرَأْ جَنِيناً ولا دَما

يقال: لم تَحْمِلْ عَلَقةً أَي دَماً ولا جَنِيناً. قال الأَزهريُّ: وأَهلُ العِراق يقولون: القَرْءُ: الحَيْضُ، وحجتهم قوله صلى اللّه عليه

وسلم: دَعِي الصلاةَ أَيَّامَ أَقْرائِكِ، أَي أَيامَ حِيَضِكِ.

وقال الكسائي والفَرّاء معاً: أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا حاضَتْ، فهي

مُقْرِئٌ . وقال الفرّاء: أَقْرأَتِ الحاجةُ إِذا تَأَخَّرَتْ. وقال الأخفش:

أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا حاضَتْ، وما قَرَأَتْ حَيْضةً أَي ما ضَمَّت

رَحِمُها على حَيْضةٍ. قال ابن الأَثير: قد تكرَّرت هذه اللفظة في الحديث مُفْرَدةً ومَجْمُوعةً، فالمُفْردة، بفتح القاف وتجمع على أَقْراءٍ وقُروءٍ، وهو من الأَضْداد، يقع على الطهر، وإِليه ذهب الشافعي وأَهل الحِجاز، ويقع على الحيض، وإِليه ذهب أَبو حنيفة وأَهل العِراق، والأَصل في القَرْءِ الوَــقْتُ المعلوم، ولذلك وقعَ على الضِّدَّيْن، لأَن لكل منهما وقتــاً.

وأَقْرأَتِ المرأَةُ إِذا طَهُرت وإِذا حاضت. وهذا الحديث أَراد بالأَقْراءِ فيه الحِيَضَ، لأَنه أَمَرَها فيه بِتَرْك الصلاةِ. وأَقْرَأَتِ المرأَةُ، وهي مُقْرِئٌ: حاضَتْ وطَهُرَتْ. وقَرَأَتْ إِذا رَأَتِ الدمَ.

والمُقَرَّأَةُ: التي يُنْتَظَرُ بها انْقِضاءُ أَقْرائها. قال أَبو عمرو بن

العَلاءِ: دَفَع فلان جاريتَه إِلى فُلانة تُقَرِّئُها أَي تُمْسِكُها عندها

حتى تَحِيضَ للاسْتِبراءِ. وقُرئَتِ المرأَةُ: حُبِسَتْ حتى انْقَضَتْ

عِدَّتُها. وقال الأَخفش: أَقْرَأَتِ المرأَةُ إِذا صارت صاحِبةَ حَيْضٍ،

فإِذا حاضت قلت: قَرَأَتْ، بلا أَلف. يقال: قَرَأَتِ المرأَةُ حَيْضَةً أَو

حَيْضَتَيْن. والقَرْءُ انْقِضاءُ الحَيْضِ. وقال بعضهم: ما بين

الحَيْضَتَيْن. وفي إِسْلامِ أَبي ذَرّ: لقد وضَعْتُ قولَه على أَقْراءِ الشِّعْر، فلا يَلْتَئِمُ على لِسانِ أَحدٍ أَي على طُرُق الشِّعْر وبُحُوره،

واحدها قَرْءٌ، بالفتح. وقال الزمخشري، أَو غيره: أَقْراءُ الشِّعْر:

قَوافِيه التي يُخْتَمُ بها، كأَقْراءِ الطُّهْر التي يَنْقَطِعُ عِندَها.

الواحد قَرْءٌ وقُرْءٌ وقَرِيءٌ، لأَنها مَقَاطِعُ الأَبيات وحُدُودُها.

وقَرَأَتِ الناقةُ والشَّاةُ تَقْرَأُ: حَمَلَتْ. قال:

هِجانُ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا

وناقة قارئٌ، بغير هاء، وما قَرَأَتْ سَلىً قَطُّ: ما حَمَلَتْ مَلْقُوحاً، وقال اللحياني: معناه ما طَرَحَتْ. وقَرَأَتِ الناقةُ: وَلَدت.

وأَقْرَأَت الناقةُ والشاةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ في رَحِمِها؛ وهي في قِرْوتها، على غير قياس، والقِياسُ قِرْأَتها. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال يقال: ما قَرَأَتِ الناقةُ سَلىً قَطُّ، وما قَرَأَتْ مَلْقُوحاً

قَطُّ. قال بعضهم: لم تَحْمِلْ في رَحِمها ولداً قَطُّ. وقال بعضهم: ما

أَسْقَطَتْ ولداً قَطُّ أَي لم تحمل.

ابن شميل: ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ على غير قُرْءٍ(1)

(يتبع...)

(تابع... 1): قرأ: القُرآن: التنزيل العزيز، وانما قُدِّمَ على ما هو أَبْسَطُ منه... ...

(1 قوله «غير قرء» هي في التهذيب بهذا الضبط.) ، وقُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُها. وهذه ناقة قارئٌ وهذه نُوقٌ قَوارِئُ يا هذا؛ وهو من أَقْرأَتِ المرأَةُ، إلا أَنه يقال في المرأَة بالأَلف وفي الناقة بغير أَلف.

وقَرْءُ الفَرَسِ: أَيامُ وداقِها، أَو أَيام سِفادِها، والجمع

أَقْراءٌ.واسْتَقْرَأَ الجَملُ الناقةَ إِذا تارَكَها ليَنْظُر أَلَقِحَت أَم لا.

أبو عبيدة: ما دامت الوَدِيقُ في وَداقِها، فهي في قُرُوئها،

وأَقْرائِها.وأَقْرأَتِ النُّجوم: حانَ مغِيبها. وأَقْرَأَتِ النجومُ أَيضاً:

تأَخَّر مَطَرُها. وأَقْرَأَتِ الرِّياحُ: هَبَّتْ لأَوانِها ودَخلت في

أَوانِها.

والقارئُ: الوَــقْتُ. وقول مالك بن الحَرثِ الهُذَليّ:

كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ، * إِذا هَبْتْ، لقارئِها، الرِّياحُ

أَي لوَــقْتِ هُبُوبِها وشِدَّة بَرْدِها. والعَقْرُ: مَوضِعٌ بعَيْنِه.

وشَلِيلٌ: جَدُّ جَرِير بن عبداللّه البَجَلِيّ.

ويقال هذا قارِيءُ الرِّيح: لوَــقْتِ هُبُوبِها، وهو من باب الكاهِل

والغارِب، وقد يكون على طَرْحِ الزَّائد.

وأَقْرَأَ أَمْرُك وأَقْرَأَتْ حاجَتُك، قيل: دنا، وقيل: اسْتَأْخَر.

وفي الصحاح: وأَقْرَأَتْ حاجَتُكَ: دَنَتْ. وقال بعضهم: أَعْتَمْتَ قِراكَ أَم أَقْرَأْتَه أَي أَحَبَسْتَه وأَخَّرْته؟ وأَقْرَأَ من أَهْله: دَنا.

وأَقرأَ من سَفَرِه: رَجَعَ. وأَقْرَأْتُ من سَفَري أي انْصَرَفْتُ.

والقِرْأَةُ، بالكسر، مثل القِرْعةِ: الوَباءُ.

وقِرْأَةُ البِلاد: وَباؤُها. قال الأَصمعي: إِذا قَدِمْتَ بلاداً فَمَكَثْتَ بها خَمْسَ عَشْرةَ ليلة، فقد ذَهَبت عنكَ قِرْأَةُ البلاد، وقِرْءُ البلاد. فأَما قول أَهل الحجاز قِرَةُ البلاد، فإِنما هو على حذف

الهمزة المتحرِّكة وإِلقائها على الساكن الذي قبلها، وهو نوع من القياس، فأَما إِغرابُ أبي عبيد، وظَنُّه إِياه لغة، فَخَطأٌ.

وفي الصحاح: أَن قولهم قِرةٌ، بغير همز، معناه: أَنه إِذا مَرِضَ بها بعد ذلك فليس من وَباءِ البلاد.

قر

أ1 قَرَأَ الشَّىْءَ, [aor. ـَ inf. n. قُرْآنٌ, He collected together the thing; put it, or drew it, together; (S, O, K, TA;) part to part, or portion to portion. (S, O, TA.) [This seems to be generally regarded as the primary signification.] b2: Hence the saying of the Arabs, مَا قَرَأَتْ هٰذِهِ النَّاقَةُ سَلًى قَطُّ and مَا قَرَأَتْ جِنِينًا, meaning This she-camel has not contracted her womb upon a young one: (S, O, TA:) but most say that the meaning is, her womb has not comprised, or enclosed, a fœtus:or the former saying means she has not borne a fœtus: accord. to AHeyth, this same saying and مَا قَرَأَتْ مَلْقُوحًا are both said to mean, by some, she has not borne in her womb a young one (??): and by some, she has not let fall a young one, ever; i. e. she has not been pregnant: and accord. to ISh, one says, ↓ ضَرَبَ الفَحْلُ النَّاقَةَ عَلَى غَيْرِ قَرْءٍ [which seems to mean The stallion covered the she-camel without her bringing forth, or becoming pregnant; for he adds that قرء الناقة means ضعتها; app. ضَعَتُهَا or ضِعَتُهَا; but I have not found ضَعَةٌ nor ضِعَةٌ among the inf. ns. of وَضَعَتْ meaning “ she brought forth; ” and I rather think that the right reading is ضَغَنُهَا or ضِغْنُهَا, and that the meaning therefore is, without her inclining, or being desirous: see 10, third sentence; and see قَرْءُ الفَرَسِ]: and there is another saying; that لَمْ تَقْرَأْ جَنِينًا means She has not, or did not, cast forth a fœtus, or a young one. (TA.) One says also, of the she-camel, (K, TA,) and of the ewe, or she-goat, (TA,) قَرَأَتْ, alone, meaning She became pregnant: (K, TA:) and likewise, of the pregnant [in general], or of the she-camel, accord. to different copies of the K, (TA,) meaning she brought forth: (K, TA:) ISh says that قَرَأَتْ is used in relation to a she-camel; and ↓ أَقْرَأَتْ, in relation to a woman: [each, app., in the former sense and in the latter:] and that one says ↓ نَاقَةٌ قَارِئٌ; pl. نُوقٌ قَوَارِئُ. (TA.) b3: See also 4.

A2: قَرَأَ الكِتَابِ, (S, O, Msb, * K, *) and بِهِ, (Msb, * K,) the verb being trans. by itself and by means of ب, or this particle is redundant, (Msb,) and sometimes the ء is suppressed, so that one says [قَرَى and] قَرَيْتُ

&c., (TA,) aor. ـَ and قَرُاَ, (K,) the latter aor. on the authority of Ez-Zejjájee, as is said in the L, but generally ignored, (TA,) inf. n. قِرَآءَةٌ and قُرْآنٌ (S, O, Msb, K) and قَرْءٌ, (Msb, K,) this last mentioned by Az; (Msb;) and ↓ اقتــرأهُ; (K;) He read [the book, or Scripture], or recited [it]: (K, TA:) or قَرَأْتُ القُرْآنَ means [properly, or etymologically, accord. to some,] I uttered [the words of] the Kur-án in a state of combination [or uninterruptedly]; (O, TA;) as Ktr is related to have said: (O:) [or قَرَأَ as used in a case of this kind app. signifies properly he read, or recited, the Scripture chanting; like as أَنْشَدَ properly signifies “ he recited ” poetry “ chanting with a high voice: ” (for Scripture and poetry are usually chanted:) then, he read, or recited, anything in any manner, without, or from, or in, a book.] It is said in a trad., مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ قِرَآءَةَ أُمِّ عَبْدٍ [He who desires to read, or recite, the Kur-án freshly, like as it was revealed, let him read, or recite, it in the manner of Ibn-Umm-'Abd]; meaning فَلْيُرَنِّلْ كَتَرْتِيلِهِ [properly, let him read, or recite, in a leisurely manner, with distinct utterance, and with moderation; but conventionally, let him chant, in a peculiar, distinct, and leisurely, manner; like as he did]: or يُحَزِّنْ كَتَحْزِينِهِ [let him read, or recite, with a slender and plaintive voice, like as he did]: or يَحْدُرْهُ كَحَدْرِهِ [let him read it, or recite it, quickly, like as he did]. (O.) And in a trad. of I'Ab, it is said, كَانَ لَا يَقْرَأُ فِى الظُّهْرِ وَالعَصْرِ, meaning He used not to recite [the Kur-án] aloud in the [prayers of the] noon and the [period of the afternoon called the] عْصر: or he used not to make himself to hear his reciting: as though he heard persons reciting and making themselves and those near them to hear. (TA.) The saying, in the Kur [lxxv. 17 and 18], إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِع قُرْآنَهُ means, Verily on us is the collecting thereof [i. e. of the Kur-án] and the reciting thereof; and when we recite it, then follow thou the reciting thereof:or, accord. to I'Ab, and when we explain it to thee, then do thou according to that which we have explained to thee: (S, O, TA:) or the meaning [signified and implied] is, verily on us is the collecting thereof in thy mind, and the fixing the recitation thereof on thy tongue; and when we recite it to thee by the tongue of Gabriel, then follow thou the reciting thereof, and often recur therein so that it may become firmly rooted in thy understanding: (Bd:) [therefore قُرْآنَهُ in the former instance means the teaching thee to recite it; and thus we may explain the assertion that]

قَرَأَ and ↓ أَقْرَأَ are syn. in like manner as are عَلَا قِرْنَهُ and استعلاهُ. (Sb, TA.) See 4. قَرَأَ عَلَيْهِ means He read, or recited, to him the Kur-án, &c., [as a teacher, or an informant; (as is shown by phrases in the Kur xxvi. 199 and lxxxiv. 21;) like تَلَا عَلَيْهِ: and also, as a conventional and post-classical phrase,] as a pupil, or learner, to his sheykh, or preceptor. (L.) قَرَأَ عَلَيْهِ السَّلَامَ and السَّلَامَ ↓ أَقْرَأَهُ are syn., (S, O, Msb, K, TA,) signifying He conveyed, or delivered, to him the salutation: or the latter phrase is not used unless the salutation is written: (K, TA:) or belongs to a particular dial.; and is used when the salutation is written, meaning he made him to read the salutation: (AHát, TA:) the aor. of the verb in the former phrase is قَرَاَ, and the inf. n. is قِرَآءَةٌ: As says that the making that verb trans. by itself is a mistake; therefore one should not say اِقْرَأْهُ السَّلَامَ [meaning Convey thou, or deliver thou, to him, salutation]. (Msb.) b2: See also 5.

A3: and see 4, first quarter.2 قرّأت جَارِيَةً She kept at her abode a girl, or young woman, until she should menstruate, in order to find if she were free from pregnancy. (Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, S, O.) And قِرّئَتْ She was kept in confinement [for the purpose above mentioned, or] in order that the termination of her menstruations might be waited for, or awaited, (K,) or until the termination of her عِدَّة [q. v.]. (TA.) 3 قارأهُ, (O, K.) inf. n. مُقَارَأَةٌ and قِرَآءٌ, (K,) He read, or studied, with him, each of them teaching the other. (O, K.) b2: It is said of the [ch. of the Kur-án entitled] سُورَةُ الأَحْزَاب, as Ibn-Háshim related that trad., إِنْ كَانَتْ لَتُقَارِئُ سُورَةَ البَقَرَةِ هِىَ أَطْوَلُ i. e. [Verily (إِنْ being here a contraction of إِنَّ as in the Kur xvii. 75 and 78 &c.)] it was equal as to the time required to read it, or to recite it, to [that which is entitled] the سورة of the بقرة [or it was longer]: but most related it as commencing with the words ان كانت لَتُوَازِى. (TA.) 4 اقرأت, said of a woman: see 1, former half. Said of a she-camel, (K, TA,) and of a ewe, or she-goat, (TA,) She retained the seed of the male in her womb: (K, TA:) and when this is the case, one says that she is فى قِرْوَتِهَا, which is anomalous, for ↓ فى قِرْأَتِهَا; (TA in the present art.;) meaning in the first period of her pregnancy, before its becoming apparent, or manifest. (TA in art. قرو.) [And accord. to Freytag, (app. in the phrase أَقْرَأَتْ سَمًّا,) the verb is expl. in the Kitáb el-Addád as said of a serpent, meaning It retained poison for the space of a month.] b2: Also, said of a woman, She menstruated: and she became pure from the menstrual discharge: (S, O, * Msb, K, TA:) and so ↓ قَرَأَتْ, in both of these senses, (Msb, TA,) aor. ـَ inf. n. قَرْءٌ; (Msb;) or in the former sense; (Akh, S, K;) and [accordingly] one says, قَرَأَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ [so in copies of the S, agreeably with what immediately precedes, but in one of my copies of the S and in the O and TA, أَقْرَأَت, meaning, she menstruated once or twice]; (S, O, * TA; *) and قَرَأَتْ signifies she saw the blood [of the menses app. for the first time]: (TA:) and أَقْرَأَتْ signifies she became one who had the menstrual discharge. (Akh, S, O, TA.) [Accord. to Zj, as I gather from the TA, the second of the significations in the sentence immediately preceding is from the collection of the blood in the womb: in the opinion of IAth, it and the first signification are from relation to time: but I rather incline to think that the converse of this is the case, and that hence are deduced several other meanings here following.] b3: اقرأت الرِّيَاحُ (S, K) The winds blew, (K,) or began [to blow], (S,) in their time, or season. (S, K.) b4: اقرأ (said of a man, O, TA) He reverted, or turned back, (O, K, TA,) from his journey. (O, TA.) And He returned (K, TA) from his journey. (TA.) b5: And He, or it, approached, or drew near. (K.) You say, أَقْرَأْتُ مِنْ أَهْلِى I approached, or drew near to, my family. (O.) And أَقْرَأَتْ حَاجَتُكَ They object of want approached, or drew near; or has approached, &c. (S, O.) b6: And It set, (K, TA,) said of a star: or the time of its setting came, or drew near. (TA.) أَقْرَأَتِ النُّجُومُ signifies The stars set: (O:) b7: and also (O) The stars delayed [to bring] their rain. (S, O.) b8: And اقرأ is also syn. with أَخَّرَ, (K, TA,) in the phrase اقرأ حَاجَتَهُ [He postponed, or delayed, the object of his want:] (TA:) and, (K, TA,) as some say, (TA,) syn. with اِسْتَأْخَرَ [He, or it, was, or became, behind, backward, late, &c.:] (K, TA:) [but it should be observed that أَخَّرَ is often intrans., and syn. with اِسْتَأْخَرَ; therefore one signification may possibly in this instance be meant by both: such, however, is not the case accord. to SM, as has been shown above, and as is further shown by his saying,] perhaps the saying of the author of the K, that it is syn. with أَخَّرَ, may have been taken from the phrase أَعَتَّمْتَ قِرَاكَ أَمْ أَقْرَأْتَهُ i. e. Hast thou withheld thy entertainment for the guest, or guests, or hast thou postponed it? but his explanation is obviously loose and defective. (TA.) b9: أَقْرَأْتُ فِى الشِّعْرِ is from الأَقْرَآءُ [pl. of القَرْءُ or القُرْءُ: hence it seems to mean I rhymed, or versified: compare أَرْجَزَ from الرَّجَزُ, and أَرْمَلَ from الرَّمَلُ, &c.]. (O. [See also 8.]) A2: أَقْرَأهُ, (L, K, TA,) inf. n. إِقْرَآءٌ, (TA,) He (a sheykh, or preceptor, L, TA) made him, or taught him, to read, or recite; (L, K, TA;) [and so ↓ قَرَأَهُ, inf. n. قُرْآنٌ, as shown before:] see 1, last quarter. One says, أَقْرَأَهُ القُرْآنَ (S, O, L, TA) and الحَدِيثَ (L, TA) He made him, or taught him, to read, or recite, the Kur-án and the tradition. (L, TA.) Hence

أَقْرَأَهُ السَّلَامَ: (AHát, TA:) see 1, near the end. b2: See also what next follows.5 تقرّأ He devoted himself to religious exercises [and particularly to the reading, or reciting, of the Kur-án]; (S, K;) as also ↓ قَرَأَ; (O, TA;) and ↓ اقرأ: (K, TA:) and i. q. تَفَقَّهَ [i. e. he learned knowledge, or science; or particularly الفِقْه, meaning the science of the law. (K.) 8 إِــقْتَــرَاَ see 1, former half. [After the mention of اقتــرأهُ as syn. with قَرَأَهُ, it is added in the TA, يقال اقتــرأت فى الشعر, in which اقتــرأت is evidently a mistranscription; and not attributable to the copyist, but to the author, of the TA, for the whole sentence is misplaced.]10 استقرأ الأَشْيَآءَ, (Msb,) or استقرى الاشياءَ, (TA in art. قرو,) [both probably correct, as dial. vars.,] He investigated the أَقْرَآء [or modes, or manners of being, (pl. of ↓ قَرْءٌ or قُرْءٌ, and of قَرْوٌ,)] of the things, for acquiring a knowledge of their conditions and properties. (Msb in this art., and TA in art. قرو.) [And one says also, استقرأ الكتَابَ, meaning He investigated the book to find some particular thing.] b2: And استقرأ الجَمَلُ النَّاقَةَ The he-camel left the she-camel (تَارَكَهَا [in the CK and in my MS. copy of the K باركها]) in order that he might see whether she had conceived or not: (S, K:) [or whether she were in her state of desire: for SM adds, after stating that this is from AO,] as long as the وديق [i. e. وَدِيق, an epithet which seems to be properly applied to a female solid-hoofed animal, but here app. applied to a she-camel,] is in her وديق [a mistranscription for وِدَاق or a noun cognate there with], one says of her, ↓ هِىَ فِى قُرْئِهَا and أَقْرَائِهَا. (TA. [See also 1, first quarter; and see قَرْءُ الفَرَسِ.]) b3: And استقرأهُ signifies He desired, or demanded, of him that he should read, or recite. (MA, TA.) قَرْءٌ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ قُرْءٌ, (Mgh, Msb, K,) or the latter is a simple subst. and the former is an inf. n., (Msb,) A menstruation: and a state of purity from the menstrual discharge: (S, Mgh, O, Msb, K, &c.:) thus having two contr. meanings: (S, O, K:) said by IAth to have the latter meaning accord. to Esh-Sháfi'ee and the people of El-Hijáz, and the former meaning accord. to Aboo-Haneefeh and the people of El-' Irák: (TA:) and a time; (AA, S, Mgh, O, K;) and so ↓ قَارِئٌ; (S, Mgh, O;) as in the sayings, هَبَّتِ الرِّيحُ لِقَرْئِهَا and ↓ لِقَارِئِهَا The wind blew at its time; (KT, Mgh;) and this is the primary signification (IAth, Mgh, O) accord. to AA [and some others]; (Mgh;) whence [accord. to them] the first and second of the meanings mentioned above: (KT, S, IAth, Mgh, O:) and قَرْءٌ signifies also the termination of a menstruation: and some say, the period between two menstruations: (S:) accord. to Zj, it means the collecting of the blood in the womb; which is only in the case of becoming pure from menstruation: (TA:) the pl. is أَقْرَآءٌ and قُرُوْءٌ and أَقْرُؤٌ, (S, O, Msb, K,) the last of which [as also properly the first] is a pl. of pauc.; (S, O, Msb;) or when قَرْءٌ or ↓ قُرْءٌ has the first of the meanings assigned to it above the pl. is أَقْرَآءٌ, and when it has the second thereof the pl. is قُرُوْءٌ: (K:) respecting the phrase ثَلٰثَةَ قُرُوْءٍ in the Kur [ii. 228], As says, it should by rule be ثَلٰثَةَ أَقْرُؤٍ: (Msb, TA:) the grammarians say that it is for ثَلٰثَةً مِنَ القُرُوْءِ; thus in the L: (TA:) or they say that it is for ثَلٰثَةَ أَقْرُؤٍ مِنَ القُرُوْءِ: but some of them say that it is allowable to use a pl. of mult. in relation to three and more as far as ten [inclusively] without [the necessity of] rendering the phrase otherwise in grammatical analysis. (Msb.) b2: [Hence,] A rhyme: (Z, K, TA:) أَقْرَآءٌ (Z, O, TA) and قُرُوْءٌ (O) signifying the rhymes of verses; (Z, O, TA;) which terminate like as do the اقرآء of the states of purity from menstruation; (Z, TA;) [i. e., they are thus called] because they terminate, and limit, the verses: (O:) and أَقْرَآءُ الشِّعْرِ signifies also the several modes, or manners. or species, (IAth, O, K, TA,) and metres, (IAth, TA,) and scopes, (K, * TA,) of verse, or poetry: (IAth, O, K, TA:) the sing. is قَرْءٌ (O, TA) and ↓ قُرْءٌ, and some say ↓ قِرْءٌ also, and ↓ قَرِىْ and قَرِىٌّ, and some say that it is قَرْوٌ [q. v.] with و: and the pl. of قَرِىٌّ is [also] أَقْرِيَةٌ [a pl. of pauc.]. (TA.) One says, هٰذَا الشِّعْرُ عَلَى قَرْءِ هٰذَا الشِّعْرِ i. e. This poetry is according to the mode, or manner, &c., of this poetry. (O.) See also 10, first sentence. b3: Also A periodical festival; syn. عِيدٌ. (TA.) b4: And A fever [app. an intermittent, or a periodically-recurrent, fever]. (TA.) b5: And i. q. غَائِبٌ [app. meaning A thing becoming absent, or unapparent, or setting, like a star: see 4]. (TA.) b6: And قُرْءُ الفَرَسِ means The days of the mare's desiring the stallion: or, of her being covered: one says هِىَ فِى قَرْئِهَا and فِى أَقْرَائِهَا [She is in her days of desiring &c.]. (TA.) See also 1, first quarter; and see 10, third sentence.

قُرْءٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

قِرْءٌ: see قَرْءٌ, last quarter: b2: and see also the paragraph here following.

قِرْأَةٌ The وَبَآء [by which is here meant the common, or general, disease] (As, S, O, K) of a country; (S, O;) of which it is said that when a person has come to that country and remained in it fifteen nights [or days, accord. to one of my copies of the S,] the قرأة thereof quits him; or, as the people of El-Hijáz say, its قِرَة; meaning that if he be affected with a malady after that, it will not be from the وبآء [or قرأة] of the country: (As, S, O;) and it is also termed ↓ قِرْءٌ. (TA. [But I think it not improbable that this last word may have originated in a mistranscription of قِرَةٌ.]) A2: See also 4, second sentence.

القُرْآنُ is said by some of the erudite to be originally an inf. n. of قَرَأْتُ الشَّىْءَ meaning “ I collected together the thing,” or of قَرَأْتُ الكِتَابَ meaning “ I read, or recited, the book, or Scripture; ” and then conventionally applied to signify The Book of God that was revealed to Mo-hammad: (Kull:) it is [also expl. as signifying] the revelation, (K, TA,) meaning that which is termed العَزِيز [the mighty, or inimitable, &c.], which is read, or recited, and written in books, or volumes: (TA:) used as a subst., and unrestrictedly, it is applied in the language of the law to the substance itself [whereof the Kur-án consists], and lexically to the alphabetical letters [in which it is written] for these are what are read; as when one says, كَتَبْتُ القُرْآنَ [I wrote the Kur-án], and مَسِسْتُهُ [I touched it]: (Msb:) [and without the article ال, it is applied to any portion of the Kur-án:] accord. to AO, (S,) and Zj, (TA,) it is thus called because it collects and comprises the سُوَر [or chapters]: (S, O, TA:) and IAth says that the original meaning of the word is the collection; and that the قُرْآن is so called because it has collected the histories [of the prophets &c.], and commands and prohibitions, and promises and threats, [and the like is said in the O,] and the آيَات [i. e. verses, or signs], and the سُوَر [or chapters]: but Ismá'eel Ibn-Kustan- teen, to whom, as a disciple to his preceptor, EshSháfi'ee read, or recited, the Kur-án, is related on the latter's authority to have said that القُرَانُ is a subst., and with hemz, and not taken from قَرَأْتُ, but is a name for the Book of God, like التَّوْرَاةُ [the Book of the Law revealed to Moses] and الإِنْجِيلُ [the Gospel]: and it is related that Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà used to pronounce القران without hemz [like many others, but it is, and always has been, pronounced by most with hemz]. (TA.) b2: It is also applied to The divinely appointed act of prayer (الصَّلَاةُ) because it comprises recitation [of words of the Kur-án]. (IAth, TA.) قَرِىْءٌ: see قَرْءٌ, last quarter.

قَرَّاءٌ A good reader or reciter [of the Kur-án]: pl. قَرَّاؤُونَ: it has no broken pl. (K, TA.) قُرَّآءٌ, (S, O, K,) an epithet applied to a man and to a woman, (Fr, TA,) and ↓ قَارِئٌ and ↓ مُتَقَرِّئٌ, (K,) A devotee; or one who devotes himself [and in the case of the first of these epithets herself] to religious exercises [and particularly to the reading, or reciting, of the Kur-án]: (S, O, K:) pl. قُرَّاؤُونَ (S, K) and قَرَارِىْءُ, (K, TA,) [in the CK قَرارِئُ and] in a MS copy of the K قَوَارِئُ, which might be a pl. of قَارِئٌ; and in the L قَرَائِئُ. (TA.) And قُرَّآءُ is sometimes a pl. of قَارِئٌ. (S.) قَارِئٌ as an epithet applied to a she-camel; pl. قَوَارِئُ: see 1, former half.

A2: Also Reading, or reciting, the Kur-án [&c.]; or a reader, or reciter, thereof: (K, TA:) and sometimes the ء is suppressed, so that one says قَارٍ: (TA:) pl. قَرَأَةٌ and قُرَّآءٌ (S, O, Msb, K) and قَارِئُونَ. (Msb, K.) b2: And syn. with قُرَّآءٌ, q. v. (K.) A3: See also قَرْءٌ, first quarter, in two places.

A4: هٰذَا وَــقْتُ قَارِئِ الرِّيحِ means This is the time of the blowing of the wind. (TA.) A5: It is also said to signify The top, or upper part, of a قَصْر [or pavilion, &c.]. (O.) أَقْرَؤُكُمْ, occurring in a trad., may mean He, of you, who reads, or recites, [the Kur-án] most: or it may mean, who is most sound in his knowledge of the Kur-án, and who retains it most in his memory. (Ibn-Ketheer, TA.) مُقْرِئٌ [thus withot ة] Menstruating: (S, Msb:) and also being pure from the menstrual discharge. (Msb.) A2: And One who makes, or teaches, another or others to read, or recite, (S, TA,) the Kur-án [&c.). (S.) مُقَرَّأَةٌ One whose termination of her menstruations is waited for, or awaited (K.) [See the verb.]

صَحِيفَةٌ مَقْرُوْءَةٌ, (K, TA,) the only form of the latter word allowed by Ks and Fr, (TA,) and مَقْرُوَّةٌ and مَقْرِيَّةٌ, (K, TA,) which are extr., except in the dial. of those who say قَرَيْتُ [ for قَرَأْتُ], (TA,) [A writing read.]

مُتَقَرِئٌ: see قُرَّآءٌ.

عرا

عرا: عَرَاهُ عَرْواً واعْتَراه، كلاهما: غَشِيَه طالباً معروفه، وحكى

ثعلب: أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول إِذا أَتيْت رجُلاً تَطْلُب منه حاجة

قلتَ عَرَوْتُه وعَرَرْتُه واعْتَرَيْتُه واعْتَرَرْتُه؛ قال الجوهري:

عَرَوْتُه أَعْرُوه إِذا أَلْمَمْتَ به وأَتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفي

حديث أَبي ذرّ: ما لَك لا تَعْتَريهمْ وتُصِيبُ منهم؟ هو من قَصْدِهم

وطَلَبِ رِفْدِهم وصِلَتِهِم. وفلان تَعْرُوه الأَضْيافُ وتَعْتَرِيهِ أَي

تَغْشاهُ؛ ومنه قول النابغة:

أَتيتُكَ عارِياً خَلَقاً ثِيابي،

على خَوْفٍ، تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ

وقوله عز وجل: إِنْ نقولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بعض ألِهَتِنا بسُوءٍ؛ قال

الفراء: كانوا كَذَّبوه يعني هُوداً، ثم جعَلوه مُخْتَلِطاً وادَّعَوْا

أَنَّ آلهَتَهم هي التي خَبَّلَتْه لعَيبِه إِيَّاها، فهُنالِكَ قال: إِني

أُشْهِدُ اللهَ واشْهَدُوا أَني بريء مما تُشْرِكون؛ قال الفراء: معناه

ما نقول إِلا مَسَّكَ بعضُ أَصْنامِنا بجُنون لسَبِّكَ إِيّاها. وعَراني

الأَمْرُ يَعْرُوني عَرْواً واعْتَراني: غَشِيَني وأَصابَني؛ قال ابن بري:

ومنه قول الراعي:

قالَتْ خُلَيْدةُ: ما عَراكَ؟ ولمْ تكنْ

بَعْدَ الرُّقادِ عن الشُّؤُونِ سَؤُولا

وفي الحديث: كانت فَدَكُ لِحُقوقِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، التي

تَعْرُوه أَي تغشاه وتَنْتابُه. وأَعْرَى القومُ صاحِبَهُم: تركوه في

مكانه وذَهَبُوا عنه.

والأَعْراءُ: القوم الذين لا يُهِمُّهم ما يُهِمُّ أَصحابَهم.ويقال:

أعْراه صَدِيقُه إِذا تباعد عنه ولم يَنْصُرْه. وقال شمر: يقال لكلِّ شيء

أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه قد عَرَّيْته؛ وأَنشد:

أَيْجَعُ ظَهْري وأُلَوِّي أَبْهَرِي،

ليس الصحيحُ ظَهْرُه كالأَدْبَرِ،

ولا المُعَرَّى حِقْبةً كالمُوقَرِ

والمُعَرَّى: الجَمَل الذي يرسَلُ سُدًى ولا يُحْمَل عليه؛ ومنه قول

لبيد يصف ناقة:

فكَلَّفْتُها ما عُرِّيَتْ وتأَبَّدَتْ،

وكانت تُسامي بالعَزيبِ الجَمَائِلا

قال: عُرِّيت أُلْقي عنها الرحْل وتُرِكت من الحَمْل عليها وأُرْسِلَتْ

تَرْعى. والعُرَواءُ: الرِّعْدَة، مثل الغُلَواء. وقد عَرَتْه الحُمَّى،

وهي قِرَّة الحُمَّى ومَسُّها في أَوَّلِ ما تأْخُذُ بالرِّعْدة؛ قال ابن

بري ومنه قول الشاعر:

أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ من عُرَوائِه،

بمَدَافِعِ الرَّجَّازِأَو بِعُيُون

الرَّجَّازُ: واد، وعُيُونٌ: موضعٌ، وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمل فيه صيغة

ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. ويقال: عَراه البَرْدُ وعَرَتْه الحُمَّى، وهي

تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، وأَخَذَتْه الحُمَّى بعُرَوائِها، واعْتراهُ

الهمُّ، عامٌّ في كل شيء. قال الأَصمعي: إِذا أَخَذَتِ المحمومَ قِرَّةٌ

ووَجَدَ مسَّ الحُمَّى فتلك العُرَواء، وقد عُرِيَ الرجلُ، على ما لم

يُسَمَّ فاعله،فهو مَعْرُوٌّ، وإِن كانت نافضاً قيل نَفَضَتْه، فهو

مَنْفُوضٌ، وإِن عَرِقَ منها فهي الرُّحَضاء. وقال ابن شميل: العُرَواء قِلٌّ

يأْخذ الإِنسانَ من الحُمَّى ورِعدَة. وفي حديث البراء بن مالك: أَنه كان

تُصيبُه العُرَواءُ، وهي في الأَصْل بَرْدُ الحُمَّى. وأَخَذَتْه الحُمَّى

بنافضٍ أَي برِعْدة وبَرْد. وأَعْرى إِذا حُمَّ العُرَواء. ويقال: حُمَّ

عُرَواء وحُمَّ العُرَواء وحُمَّ عُرْواً

(* قوله« وحم عرواً» هكذا في

الأصل.) . والعَراة: شدة البرْد. وفي حديث أَبي سلمة: كنتُ أَرى الرُّؤْيا

أُعْرَى منها أَي يُصيبُني البَرْدُ والرِّعْدَة من الخَوْف. والعُرَواء:

ما بينَ اصْفِرارِ الشَّمْسِ إِلى اللَّيْلِ إِذا اشْتَدَّ البَرْدُ

وهاجَتْ رِيحٌ باردةٌ. ورِيحٌ عَرِيٌّ وعَرِيَّةٌ: بارِدَة، وخص الأَزهري بها

الشِّمالَ فقال: شَمال عَرِيَّةٌ باردة، وليلة عَريَّةٌ باردة؛ قال ابن

بري: ومنه قول أَبي دُواد:

وكُهولٍ، عند الحِفاظ، مَراجِيـ

ـح يُبارُونَ كلَّ ريح عَرِيَّة

وأَعْرَيْنا: أَصابنا ذلك وبلغنا بردَ العشيّ. ومن كلامِهم: أَهْلَكَ

فقَدْ أَعْرَيْتَ أَي غابت الشمس وبَرَدَتْ. قال أَبو عمرو: العَرَى

البَرْد، وعَرِيَت لَيْلَتُنا عَرىً؛ وقال ابن مقبل:

وكأَنَّما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ

بِعَرًى، تنازعُه الرياحُ زُلال

قال: العَرَى مكان بارد.

وعُرْوَةُ الدَّلْوِ والكوزِ ونحوهِ: مَقْبِضُهُ.

وعُرَى المَزادة: آذانُها. وعُرْوَةُ القَمِيص: مَدْخَلُ زِرِّه.

وعَرَّى القَمِيص وأَعْراه: جَعَلَ له عُرًى. وفي الحديث: لا تُشَدُّ العُرى

إلا إِلى ثلاثة مَساجِدَ؛ هي جمعُ عُرْوَةٍ، يريدُ عُرَى الأَحْمالِ

والرَّواحِلِ. وعَرَّى الشَّيْءَ: اتَّخَذَ له عُرْوةً. وقوله تعالى: فقَدِ

اسْتَمْسَكَ بالعُرْوةِ الوُثْقَى لا انْفِصامَ لها؛ شُبِّه بالعُرْوَة التي

يُتَمسَّك بها. قال الزجاج: العُرْوة الوُثْقَى قولُ لا إِلهَ إلا الله،

وقيل: معناه فقد عَقَدَ لنَفْسِه من الدِّين عَقْداً وثيقاً لا تَحُلُّه

حُجَّة. وعُرْوَتا الفَرْجِ: لحْمٌ ظاهِرٌ يَدِقُّ فيَأْخُذُ يَمْنَةً

ويَسْرةً مع أَسْفَلِ البَطْنِ، وفَرْجٌ مُعَرىً إذا كان كذلك. وعُرَى

المَرْجان: قلائدُ المَرْجان. ويقال لطَوْق القِلادة: عُرْوةٌ. وفي النوادر:

أَرضٌ عُرْوَةٌ وذِرْوَة وعِصْمة إِذا كانت خَصيبة خصباً يَبْقَى.

والعُرْوة من النِّباتِ: ما بَقِي له خضْرة في الشتاء تَتعلَّق به الإبلُ حتى

تُدرِكَ الرَّبيع، وقيل: العُروة الجماعة من العِضاهِ خاصَّةً يرعاها

الناسُ إذا أَجْدَبوا، وقيل: العُرْوةُ بقية العِضاهِ والحَمْضِ في

الجَدْبِ، ولا يقال لشيء من الشجر عُرْوةٌ إلا لها، غيرَ أَنه قد يُشْتَقُّ لكل

ما بَقِيَ من الشجر في الصيف. قال الأَزهري: والعُرْوة من دِقِّ الشجر ما

له أَصلٌ باقٍ في الأَرض مثل العَرْفَج والنَّصِيِّ وأَجناسِ الخُلَّةِ

والحَمْضِ، فأذا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوةُ الماشيةَ فتبلَّغَت

بها، ضربها اللهُ مثلاً لما يُعْتَصَم به من الدِّين في قوله تعالى: فقد

اسْتمْسَك بالعُرْوة الوُثْقى؛ وأَنشد ابن السكيت:

ما كان جُرِّبَ، عندَ مَدِّ حِبالِكُمْ،

ضَعْفٌ يُخافُ، ولا انْفِصامٌ في العُرى

قوله: انفصام في العُرى أَي ضَعْف فيما يَعْتَصِم به الناس. الأَزهري:

العُرى ساداتُ الناس الذين يَعْتَصِم بهم الضُّعفاء ويَعيشون بعُرْفِهم،

شبِّهوا بعُرَى الشَّجَر العاصمة الماشيةَ في الجَدْب. قال ابن سيده:

والعُروة أَيضاً الشجر المُلْتَفُّ الذي تَشْتُو فيه الإبل فتأْكلُ منه،

وقيل: العُروة الشيءُ من الشجرِ الذي لا يَزالُ باقياً في الأرض ولا يَذْهَب،

ويُشَبَّه به البُنْكُ من الناس، وقيل: العُروة من الشجر ما يَكْفِي

المالَ سَنَته، وهو من الشجر ما لا يَسْقُط وَرَقُه في الشِّتاء مثل

الأَراكِ والسِّدْرِ الذي يُعَوِّلُ الناسُ عليه إِذا انقطع الكلأ، ولهذا قال

أَبو عبيدة إنه الشجر الذي يَلجأُ إليه المالُ في السنة المُجْدبة

فيَعْصِمُه من الجَدْبِ، والجمعُ عُرًى؛ قال مُهَلْهِل:

خَلَع المُلوكَ وسارَ تحت لِوائِه

شجرُ العُرَى، وعُراعِرُ الأَقوامِ

يعني قوماً يُنتَفَع بهم تشبيهاً بذلك الشجر. قال ابن بري: ويروى البيت

لشُرَحْبِيل بنِ مالكٍ يمدَحُ معديكرب بن عكب. قال: وهو الصحيح؛ ويروى

عُراعِر وْضراعِر، فمن ضَمَّ فهو واحد، ومن فتَح جعله جمعاً، ومثلُه

جُوالِق وجَوالِق وقُماقِم وقَماقِم وعُجاهِن وعَجاهِن، قال: والعُراعِرُ هنا

السيِّد؛ وقول الشاعر:

ولمْ أَجِدْ عُرْوةَ الخلائقِ إلا

الدِّينَ، لمَّا اعْتَبَرْتُ، والحَسبَا

أَي عِمادَه. ورَعَيْنا عُرْوة مكَّةَ لِما حولَها. والعُروة: النفيسُ

من المالِ كالفَرَسِ الكريم ونحوه.والعُرْيُ: خلافُ اللُّبْسِ. عَرِيَ من

ثَوْبه يَعْرَى عُرْياً وعُرْيَةً فهو عارٍ، وتَعَرَّى هو عُرْوة شديدة

أَيضاً وأعراهُ وعرَّاه، وأَعراهُ من الشيءِ وأَعراه إِياهُ؛ قال ابن

مُقْبلٍ في صفة قِدْحٍ:

به قَرَبٌ أَبْدَى الحَصَى عن مُتونِه،

سَفاسقُ أَعراها اللِّحاءَ المُشَبِّحُ

ورَجلٌ عُريانٌ، والجمع عُرْيانون، ولا يُكسَّر، ورجل عارٍ من قومٍ

عُراةٍ وامرأَة عُرْيانةٌ وعارٍ وعاريةٌ. قال الجوهري: وما كان على فُعْلانٍ

فَمُؤَنَّثُه بالهاء. وجاريةٌ حسَنة العُرْيةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ

أي المُجَرَّدِ أَي حَسَنَة عندَ تَجْريدِها من ثيابها، والجمع

المَعاري، والمَحاسِرُ من المرأةِ مِثْلُ المَعاري، وعَريَ البَدَن من اللَّحْم

كذلك؛ قال قيس بنُ ذَريح:

وللحُبِّ آيات تُبَيّنُ بالفَتى

شُحوباً، وتَعْرَى من يَدَيْه الأَشاجعُ

ويروى: تَبَيَّنُ شُحُوبٌ. وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم:

عارِي الثَّدْيَيْن، ويروى: الثَّنْدُوَتَيْن؛ أَراد أَنه لم يكن عليهما

شعر، وقيل: أَرادَ لم يكن عليهما لحم، فإنه قد جاء في صفته، صلى الله عليه

وسلم ، أَشْعَر الذراعَيْن والمَنْكِبَين وأَعْلى الصَّدرِ. الفراء:

العُرْيانُ من النَّبْتِ الذي قد عَرِيَ عُرْياً إذا اسْتَبانَ لك. والمَعاري:

مبادي العِظامِ حيثُ تُرى من اللَّحْمِ، وقيل: هي الوَجْهُ واليَدَانِ

والرِّجْلانِ لأَنها باديةٌ أَبداً؛ قال أَبو كبِيرٍ الهُذَليّ يصف قوماً

ضُرِبُوا فسَقَطوا على أَيْديهم وأَرْجُلِهمْ:

مُتَكَوِّرِينَ على المَعاري، بَيْنَهُم

ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

ويروى: الأَنْجَلِ، ومُتَكَوِّرينَ أَي بعضُهم على بَعْضٍ. قال

الأَزهري: ومَعاري رؤوس العظام حيث يُعَرَّى اللحمُ عن العَظْم. ومَعاري المرأة:

ما لا بُدَّ لها من إظْهاره، واحدُها مَعْرًى. ويقال: ما أَحْسَنَ

مَعارِيَ هذه المرأَة، وهي يَدَاها ورِجْلاها ووجهُها، وأَورد بيت أَبي كبير

الهذلي. وفي الحديث: لا يَنْظُر الرجل إلى عِرْيَة المرأَةِ؛ قال ابن

الأَثير: كذا جاء في بعض روايات مسلم، يريد ما يَعْرَى منها ويَنْكَشِفُ،

والمشهور في الرواية لا يَنْظُر إلى عَوْرَة المرأَةِ؛ وقول الراعي:

فإنْ تَكُ ساقٌ من مُزَيْنَة قَلَّصَتْ

لِقَيْسٍ بحَرْبٍ لا تُجِنُّ المَعَارِيا

قيل في تفسيره: أَراد العورةَ والفَرْجَ؛ وأَما قول الشاعر الهُذَلي:

أَبِيتُ على مَعارِيَ واضِحَاتٍ،

بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ

فإنما نَصَبَ الياءَ لأنه أَجْراها مُجْرى الحَرْفِ الصحيح في ضَرُورةِ

الشِّعْرِ، ولم يُنَوّن لأنه لا يَنْصرِف، ولو قال مَعارٍ لم ينكَسر

البيتُ ولكنه فرَّ من الزحاف. قال ابن سيده: والمَعَارِي الفُرُش، وقيل: إنَّ

الشاعر عَناها، وقيل: عَنى أَجْزاءَ جِسْمِها واخْتار مَعَارِيَ على

مَعَارٍ لأنه آثَرَ إتْمامَ الوَزْنِ، ولو قال معارٍ لمَا كُسر الوزن لأنه

إنما كان يصير من مُفاعَلَتُن إلى مَفاعِيلن، وهو العَصْب؛ ومثله قول

الفرزدق:

فلَوْ كانَ عبدُ اللهِ مَولىً هَجَوْتُه،

ولكِنَّ عبدَ اللهِ مَولى مَوَالِياَ

قال ابن بري: هو للمُتَنَخّل الهذلي. قال: ويقال عَرِيَ زيدٌ ثوبَه

وكسِي زيدٌ ثَوْباً فيُعَدِّيه إلى مفعول؛ قال ضَمْرة بنُ ضمرة:

أَرَأَيْتَ إنْ صَرَخَتْ بلَيلٍ هامَتي،

وخَرَجْتُ مِنْها عارياً أَثْوابي؟

وقال المحدث:

أَمَّا الثِّيابُ فتعرْى من مَحاسِنِه،

إذا نَضاها ،ويُكْسَى الحُسْنَ عُرْيانا

قال: وإذا نَقَلْتَ أَعرَيْت، بالهمز، قُلْتَ أَعْرَيْتُه أَثْوَابَه،

قال: وأَما كَسِيَ فتُعَدِّيه من فَعِل فتقول كسوته ثوباً، قال

الجوهري:وأَعْرَيْته أَنا وعَرَّيْتُه تَعْرية فتَعَرَّى. أَبو الهيثم: دابة عُرْيٌ

وخَيْلٌ أَعْرَاءٌ ورَجلٌ عُرْيان وامرأَةٌ عُرْيانةٌ إذا عَرِيا من

أَثوابهما، ولا يقال رجلٌ عُرْيٌ. ورجلٌ عارٍ إذا أَخْلَــقَت أَثوابُه؛

وأَنشد الأزهري هنا بيت التابغة:

أَتَيْتُك عارِياً خَلَقاً ثِيابي

وقد تقدم.

والعُرْيانُ من الرَّمْل: نقاً أَو عَقِدٌ ليس عليه شجر. وفَرَسٌ

عُرْيٌ: لا سَرْجَ عليه، والجمع أَعْراءٌ. قال الأزهري: يقال: هو عِرْوٌ من هذا

الأَمر كما يقال هو خِلْوٌ منه. والعِرْوُ: الخِلْو، تقول أَنا عِرْوٌ

منه، بالكسر، أي خِلْو. قال ابن سيده: ورجلٌ عِرْوٌ من الأَمْرِ لا

يَهْتَمُّ به، قال: وأُرَى عِرْواً من العُرْيِ على قولهم جَبَيْتُ جِباوَةً

وأَشاوَى في جمع أَشْياء، فإن كان كذلك فبابُه الياءُ، والجمعُ أَعْراءٌ؛

وقول لبيد:

والنِّيبُ إنْ تُعْرَ منِّي رِمَّةً خَلَقاً،

بَعْدَ المَماتِ، فإني كُنتُ أَتَّئِرُ

ويروى: تَعْرُ مِنِّي أَي تَطْلُب لأنها ربما قَضِمت العظامَ؛ قال ابن

بري: تُعْرَ منِّي من أَعْرَيْتُه النخلةَ إذا أَعطيته ثمرتها، وتَعْرُ

مني تَطْلُب، من عَرَوْتُه، ويروى: تَعْرُمَنِّي، بفتح الميم، من عَرَمْتُ

العظمَ إذا عَرَــقْت ما عليه من اللحم. وفي الحديث: أنه أُتيَ بفرس

مُعْرَوْرٍ؛ قال ابن الأَثير: أَى لا سَرْجٍ عليه ولا غيره. واعْرَوْرَى فرسَه:

رَكبه عُرْياً، فهو لازم ومتعدّ، أَو يكون أُُتي بفرس مُعْرَوْرىً على

المفعول. قال ابن سيده: واعْرَوْرَى الفرسُ صارَ عُرْياً. واعْرَوْرَاه:

رَكبَه عُرْياً، ولا يُسْتَعْمل إلا مزيداً، وكذلك اعْرَوْرى البعير؛ ومنه

قوله:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه

أُمُّ الفوارس بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ

وهو افعَوْعَل؛ واسْتَعارَه تأَبَّطَ شرّاً للمَهْلَكة فقال:

يَظَلُّ بمَوْماةٍ ويُمْسِي بغيرِها

جَحِيشاً، ويَعْرَوْرِي ظُهورَ المَهالكِ

ويقال: نحن نُعاري أَي نَرْكَبُ الخيل أَعْرَاءً، وذلك أَخفُّ في الحرب.

وفي حديث أَنس: أَن أَهل المدينة فَزِعوا ليلاً، فركب النبي، صلى الله

عليه وسلم، فرساً لأبي طلحة عُرْياً. واعْرَوْرَى مِنِّي أَمراً قبيحاً:

رَكِبَه، ولم يَجِئ في الكلامِ افْعَوْعَل مُجاوِزاً غير اعْرَ وْرَيْت،

واحْلَوْلَيْت المكانَ إذا اسْتَحْلَيْته.

ابن السكيت في قولهم أَنا النَّذير العُريان: هو رجل من خَثْعَم، حَمَل

عليه يومَ ذي الخَلَصة عوفُ بنُ عامر بن أبي عَوْف بن عُوَيْف بن مالك بن

ذُبيان ابن ثعلبة بن عمرو بن يَشْكُر فقَطع يدَه ويد امرأَته، وكانت من

بني عُتْوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال إنما مَثَلي ومَثَلُكم كمثل رجل

أَنْذَر قومَه جَيْشاً فقال: أَنا النَّذير العُرْيان أُنْذِركم جَيْشاً؛ خص

العُرْيان لأنه أَبْيَنُ للعين وأَغرب وأَشنع عند المُبْصِر، وذلك أَن

رَبيئة القوم وعَيْنَهم يكون على مكان عالٍ، فإذا رأى العَدُوَّ وقد أَقبل

نَزَع ثوبه وأَلاحَ به ليُنْذِرَ قومَه ويَبْقى عُرْياناً. ويقال: فلان

عُرْيان النَّجِيِّ إذا كان يُناجي امرأَتَه ويُشاوِرها ويصَدُرُ عن

رَأْيها؛ ومنه قوله:

أَصاخَ لِعُرْيانِ النَّجِيِّ، وإنَّه

لأزْوَرُ عن بَعْض المَقالةِ جانِبُهْ

أَي اسْتَمع إلى امرأته وأَهانني. وأَعْرَيتُ المَكانَ: ترَكْتُ حضُوره؛

قال ذو الرمة:

ومَنْهَل أَعْرى حَياه الحضر

والمُعَرَّى من الأسماء: ما لمْ يدخُلْ عَلَيه عاملٌ كالمُبْتَدإ.

والمُعَرَّى من الشِّعْر: ما سَلِمَ من الترْفِيلِ والإذالةِ والإسْباغِ.

وعَرَّاهُ من الأمرِ: خَلَّصَه وجَرَّده. ويقال: ما تَعَرَّى فلان من هذا

الأَمر أَي ما تخلَّص. والمَعاري: المواضع التي لا تُنْبِتُ. وروى الأزهري

عن ابن الأعرابي: العَرَا الفِناء، مقصور، يكتب بالألف لأن أُنْثاه

عَرْوَة؛ قال: وقال غيره العَرَا الساحةُ والفِناء، سمي عَراً لأَنه عَرِيَ من

الأنبية والخِيام. ويقال: نزل بِعَراء وعَرْوَتِه وعَقْوَتِه أَي نزَل

بساحَتهِ وفنائه، وكذلك نَزَل بِحَراه، وأَما العَراء، ممدوداً، فهو ما

اتَّسَع من فضاء الأرض؛ وقال ابن سيده: هو المكانُ الفَضاءُ لا يَسْتَتِرُ

فيه شيءٌ، وقيل: هي الأرضُ الواسعة. وفي التنزيل: فنَبَذْناه بالعَراءِ

وهو سَقيمٌ، وجَمْعُه أَعْراءٌ؛ قال ابن جني: كَسَّروا فَعالاً على

أَفْعالٍ حتى كأنهم إنما كسَّروا فَعَلاً، ومثله جَوادٌ وأَجوادٌ وعَياءٌ

وأَعْياءٌ، وأَعْرَى: سارَ فِيها

(* قوله: سار فيها أي سار في الأرض العراء.)؛

وقال أَبو عبيدة: إنما قيل له عَراءٌ لأنه لا شجر فيه ولا شيء يُغَطِّيه،

وقيل: إن العَراء وَجْه الأَرض الخالي؛ وأَنشد:

وَرَفَعْتُ رِجلاً لا أَخافُ عِثارَها،

ونَبَذْتُ بالبَلَدِ العَراء ِثيابي

وقال الزجاج: العَراء على وجْهين: مقصور، وممدود، فالمقصور الناحية،

والممدود المكان الخالي. والعَراء: ما اسْتَوَى من ظَهْر الأَرض وجَهَر.

والعَراء: الجَهراء، مؤنثة غير مصروفة. والعَراء: مُذكَّر مصروف، وهُما

الأَرض المستوية المُصْحرة وليس بها شجر ولا جبالٌ ولا آكامٌ ولا رِمال، وهما

فَضاء الأرض، والجماعة الأعْراء. يقال: وَطِئْنا عَراءَ الأرض

والأَعْراية. وقال ابن شميل: العَرَا مثل العَقْوَة، يقال: ما بِعَرانا أَحَدٌ

أَي مابعَقْوَتنا أَحدٌ. وفي الحديث: فكَرِهَ أَن يُعْرُوا المدينة، وفي

رواية: أَن تَعْرَى أَي تخلو وتصير عَرَاءً، وهو الفضاء، فتصير دُورهُم في

العَراء. والعَراء: كلُّ شيءٍ أُعْرِيَ من سُتْرَتِه. وتقول: اسُتُرْه عن

العَراء. وأَعْراءُ الأَرض: ما ظَهَر من مُتُونِها وظُهورِها، واحدُها

عَرًى؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ عارِيةٍ أَعْراؤه

والعَرَى: الحائطُ، وقبلَ كلُّ ما سَتَرَ من شيءٍ عَرًى. والعِرْو:

الناحيةُ، والجمع أَعْراءٌ. والعَرى والعَراةُ: الجنابُ والناحِية والفِناء

والساحة. ونزَل في عَراه أَي في ناحِيَتِه؛ وقوله أَنشده ابن جني:

أو مُجْزَ عنه عُرِيَتْ أَعْراؤُه

(* قوله «أو مجز عنه» هكذا في الأصل، وفي المحكم: أو مجن عنه.)

فإنه يكونُ جمعَ عَرىً من قولك نَزَل بِعَراهُ، ويجوز أَن يكون جَمْعَ

عَراءٍ وأَن يكون جَمع عُرْيٍ.

واعْرَوْرَى: سار في الأرضِ وَحْدَه

وأَعْراه النخلة: وَهَبَ له ثَمرَة عامِها. والعَرِيَّة: النخلة

المُعْراةُ؛ قال سُوَيدُ بن الصامت الأنصاري:

ليست بسَنْهاء ولا رُجَّبِيَّة،

ولكن عَرايا في السِّنينَ الجَوائحِ

يقول: إنَّا نُعْرِيها الناسَ. والعَرِيَّةُ أَيضاً: التي تُعْزَلُ عن

المُساومةِ عند بيع النخلِ، وقيل: العَرِيَّة النخلة التي قد أكِل ما

عليها. وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَفِّفوا في الخَرْصِ

فإنّ في المال العَرِيَّة والوَصِيَّة، وفي حديث آخر: أنه رَخَّص في

العَريَّة والعرايا؛ قال أَبو عبيد: العَرايا واحدتها عَرِيَّة، وهي النخلة

يُعْرِيها صاحبُها رجلاً محتاجاً، والإعراءُ: أن يجعلَ له ثَمرَة عامِها.

وقال ابن الأعرابي: قال بعض العرب مِنَّا مَنْ يُعْرِي، قال: وهو أَن يشتري

الرجل النخلَ ثم يستثني نخلة أَو نخلتين. وقال الشافعي: العرايا ثلاثة

أَنواع، واحدتها أَن يجيء الرجل إلى صاحب الحائط فيقول له: بِعْني من

حائطك ثَمَرَ نَخلاَت بأَعيانها بِخرْصِها من التَّمْر، فيبيعه إياها ويقبض

التَّمر ويُسَلِّم إليه النخَلات يأْكلها ويبيعها ويُتَمِّرها ويفعل بها

ما يشاء، قال: وجِماعُ العرايا كلُّ ما أُفْرِد ليؤكل خاصَّة ولم يكن في

جملة المبيع من ثَمَر الحائط إذا بيعَتْ جُمْلتُها من واحد، والصنف الثاني

أَن يَحْضُر رَبَّ الحائط القومُ فيعطي الرجلَ النخلة والنخلتين وأَكثر

عرِيَّةً يأْكلها، وهذه في معنى المِنْحة، قال: وللمُعْرَى أَن يبيع

ثَمرَها ويُتَمِّره ويصنع به ما يصنع في ماله لأنه قد مَلَكه، والصنف الثالث

من العرايا أَن يُعْرِي الرجلُ الرجلَ النَّخلةَ وأَكثر من حائطه ليأْكل

ثمرها ويُهْدِيه ويُتَمِّره ويفعل فيه ما أَحبَّ ويبيع ما بقي من ثمر

حائطه منه، فتكون هذه مُفْرَدة من المبيع منه جملة؛ وقال غيره: العَرايا أَن

يقول الغنيُّ للفقير ثَمَرُ هذه النخلة أَو النَّخلات لك وأَصلُها لي،

وأَما تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم، إنه رخَّص في العَرايا، فإن

الترخيص فيها كان بعد نهي النبي، صلى الله عليه وسلم عن المُزابَنة، وهي بيع

الثمر في رؤوس النخل بالتمر، ورخَّصَ من جملة المزابنة في العرايا فيما دون

خمسة أَوسُق، وذلك للرجل يَفْضُل من قوت سَنَته التَّمْرُ فيُدْرِك

الرُّطَب ولا نَقْدَ بيده يشتري به الرُّطَب، ولا نخل له يأْكل من رُطَبه،

فيجيء إلى صاحب الحائط فيقول له بِعْنِي ثمر نخلة أَو نخلتين أَو ثلاث

بِخِرْصِها من التَّمْر، فيعطيه التمر بثَمَر تلك النَّخلات ليُصيب من

رُطَبها مع الناس، فرَخَّص النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، من جملة ما حَرَّم من

المُزابَنة فيما دون خمسة أَوْسُق، وهو أَقلُّ مما تجب فيه الزكاة، فهذا

معنى ترخيص النبي،صلى الله عليه وسلم، في العَرايا لأن بيع الرُّطَب

بالتَّمْر محرَّم في الأصل، فأَخرج هذا المقدار من الجملة المُحَرَّمة لحاجة

الناس إليه؛ قال الأزهري: ويجوز أَن تكون العَرِيَّة مأْخوذة من عَرِيَ

يَعْرَى كأَنها عَرِيَتْ من جملة التحريم أَي حَلَّتْ وخَرَجَتْ منها، فهي

عَرِيَّة، فعيلة بمعنى فاعلة، وهي بمنزلة المستثناةِ من الجملة. قال

الأزهري: وأَعْرَى فلان فلاناً ثمر نخلةٍ إذا أَعطاه إياها يأْكل رُطَبها،

وليس في هذا بيعٌ، وإنما هو فضل ومعروف. وروى شَمِرٌ عن صالح بن أَحمد عن

أَبيه قال: العَرايا أَن يُعْرِي الرجلُ من نخله ذا قرابته أَو جارَه ما

لا تجب فيه الصدقة أَي يَهبَها له، فأُرْخص للمُعْرِي في بيع ثمر نخلة في

رأسها بِخِرْصِها من التمر، قال: والعَرِيَّة مستثناةٌ من جملة ما نُهِي

عن بيعه من المُزابنَة، وقيل: يبيعها المُعْرَى ممن أَعراه إيَّها، وقيل:

له أَن يبيعها من غيره. وقال الأزهري: النخلة العَرِيَّة التي إذا

عَرَضْتَ النخيلَ على بَيْع ثَمَرها عَرَّيْت منها نخلة أَي عَزَلْتها عن

المساومة. والجمع العَرايا، والفعل منه الإعراء، وهو أَن تجعل ثمرتها

لِمُحْتاج أَو لغير محتاج عامَها ذلك. قال الجوهري: عَرِيَّة فعيلة بمعنى

مفعولة، وإنما أُدخلت فيها الهاء لأنها أُفردت فصارت في عداد الأسماء مثل

النَّطِيحة والأكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت نخلة عرِيٌّ؛ وقال: إن

ترخيصه في بيع العَرايا بعد نهيه عن المُزابنة لأنه ربَّما تأَذَّى بدخوله

عليه فيحتاج إلى أَن يشتريها منه بتمر فرُخِّص له في ذلك. واسْتعْرَى الناسُ

في كلِّ وجهٍ، وهو من العَرِيَّة: أَكلوا الرُّطَبَ من ذلك، أَخَذَه من

العَرايا. قال أبو عدنان: قال الباهلي العَرِية من النخل الفارِدَةُ التي

لا تُمْسِك حَمْلَها يَتَناثر عنها؛ وأَنشدني لنفسه:

فلما بَدَتْ تُكْنَى تُضِيعُ مَوَدَّتي،

وتَخْلِطُ بي قوماً لِئاماً جُدُودُها

رَدَدْتُ على تُكْنَى بقية وَصْلِها

رَمِيماً، فأمْسَتْ وَهيَ رثٌّ جديدُها

كما اعْتكرَتْ للاَّقِطِين عَرِيَّةٌ

من النَّخْلِ، يُوطَى كلِّ يومٍ جَريدُها

قال: اعْتِكارُها كثرةُ حَتِّها، فلا يأْتي أَصلَها دابَّةٌ إلا وَجَدَ

تحتها لُقاطاً من حَمْلِها، ولا يأتي حَوافيها إلا وَجَد فيها سُقاطاً من

أَي ما شاءَ. وفي الحديث: شَكا رجلٌ إلى جعفر بن محمد، رضي الله عنه،

وَجَعاً في بطنه فقال: كُلْ على الريق سَبْعَ تَمَرات من نَخْلٍ غير

مُعَرّىً؛ قال ثعلب: المُعرَّى المُسَمَّد، وأَصله المُعَرَّر من العُرَّة، وقد

ذكر في موضعه في عرر.

والعُرْيان من الخيل: الفَرَس المُقَلِّص الطويل القوائم. قال ابن سيده:

وبها أَعراءٌ من الناسِ أَي جماعةٌ، واحدُهُم عِرْوٌ. وقال أَبو زيد:

أَتَتْنا أَعْراؤُهم أَي أَفخاذهم. وقال الأصمعي: الأعراء الذين ينزلون

بالقبائل من غيرهم، واحدهم عُرْيٌ؛ قال الجعدي:

وأَمْهَلْت أَهْلَ الدار حتى تَظاهَرُوا

عَليَّ، وقال العُرْيُ مِنْهُمْ فأَهْجَرَا

وعُرِيَ إلى الشيء عَرْواً: باعه ثم اسْتَوْحَش إليه. قال الأزهري: يقال

عُريتُ إلى مالٍ لي أَشدَّ العُرَواء إذا بِعْته ثم تَبِعَتْه نفسُكَ.

وعُرِيَ هَواه إلى كذا أَي حَنَّ إليه؛ وقال أَبو وَجْزة:

يُعْرَى هَواكَ إلى أَسْماءَ، واحْتَظَرَتْ

بالنأْيِ والبُخْل فيما كان قَد سَلَفا

والعُرْوة: الأَسَدُ، وبِه سُمِّي الرجل عُروَة.

والعُرْيان: اسم رجل. وأَبو عُرْوَةَ: رجلٌ زَعَموا كان يصيح بالسَّبُعِ

فيَموت، ويَزْجُرُ الذِّئْبَ والسَّمْعَ فيَموتُ مكانَه، فيُشَقُّ

بَطْنُه فيوجَدُ قَلْبُه قد زالَ عن مَوْضِعِهِ وخرَجَ من غِشائه؛ قال النابغة

الجعدي:

وأَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ، إذا اغْـ

ـتابَك، زَجْراً مِنِّي على وَضَمِ

زَجْرَ أَبي عُرْوَةَ السِّباعَ، إذا

أَشْفَقَ أَنْ يَلْتَبِسْنَ بالغَنَمِ

وعُرْوَةُ: اسمٌ. وعَرْوَى وعَرْوانُ: موضعان؛ قال ساعِدَة بن جُؤيَّة:

وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها

دُفاقٌ ، فعَرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها؟

وقال الأَزهري: عَرْوَى اسم جبل، وكذلك عَرْوانُ، قال ابن بري: وعَرْوَى

اسم أَكَمة، وقيل: موضع؛ قال الجعدي:

كَطاوٍ بعَرْوَى أَلْجَأَتْهُ عَشِيَّةٌ،

لها سَبَلٌ فيه قِطارٌ وحاصِبُ

وأَنشد لآخر:

عُرَيَّةُ ليسَ لها ناصرٌ،

وعَرْوَى التي هَدَمَ الثَّعْلَبُ

قال: وقال عليّ بن حَمزة وعَرْوَى اسم أَرْضٍ؛ قال الشاعر:

يا وَيْحَ ناقتــي، التي كَلَّفْتُها

عَرْوَي ، تَصِرُّ وبِارُها وتُنَجِّم

أَي تَحْفِرُ عن النَّجْمِ، وهو ما نَجَم من النَّبْت.

قال: وأَنْشَدَه المُهَلَّبي في المَقصور ملَّفْتها عَرَّى، بتشديد

الراءِ، وهو غلط، وإنما عَرَّى وادٍ. وعَرْوى: هَضْبَة. وابنُ عَرْوانَ:

جبَل؛ قال ابن هَرْمة:

حِلْمُه وازِنٌ بَناتِ شَمامٍ،

وابنَ عَرْوانَ مُكْفَهِرَّ الجَبينِ

والأُعْرُوانُ: نَبْتٌ، مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي. وفي حديث

عروةٍ بن مسعود قال: والله ما كلَّمتُ مسعودَ بنَ عَمْروٍ منذ عَشْرِ سِنين

والليلةَ أُكَلِّمُه، فخرج فناداه فقال: مَنْ هذا؟ قال: عُرْوَة،

فأَقْبَل مسعودٌ وهو يقول:

أَطَرَــقَتْ عَراهِيَهْ،

أَمْ طَرَــقَتْ بِداهِيهْ؟

حكى ابن الأَثير عن الخطابي قال: هذا حرفٌ مُشْكِل، وقد كَتَبْتُ فيه

إلى الأَزهري، وكان من جوابه أَنه لم يَجِدْه في كلام العرب، والصوابُ

عِنْده عَتاهِيَهْ، وهي الغَفْلة والدَّهَش أَي أَطَرَــقْت غَفْلَةً بلا

روِيَّة أَو دَهَشاً؛ قال الخطابي: وقد لاح في هذا شيءٌ، وهو أَنْ تكون

الكَلِمة مُركَّبةً من اسْمَيْن: ظاهرٍ، ومكْنِيٍّ، وأَبْدَل فيهما حَرْفاً،

وأَصْلُها إماَّ من العَراءِ وهو وجه الأَرض، وإِما منَ العَرا مقصورٌ،

وهو الناحيَِة، كأَنه قال أَطَرَــقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضَيْفاً

أَم أَصابتك داهِيَةٌ فجئْتَ مُسْتَغِيثاً، فالهاءُ الأُولى من عَراهِيَهْ

مُبدلَة من الهمزة، والثانية هاءُ السَّكْت زيدت لبيان الحركة؛ وقال

الزمخشري: يحتمِل أَن يكونَ بالزاي، مصدرٌ من عَزِه يَعْزَهُ فهو عَزِةٌ إذا

لم يكن له أَرِبٌ في الطَّرَب، فيكون .معناه أَطَرَــقْت بلا أَرَبٍ وحاجةٍ

أَم أَصابَتْك داهية أَحوجَتْك إلى الاستغاثة؟ وذكر ابن الأثير في ترجمة

عَرَا حديث المَخْزومية التي تَسْتَعِيرُ المَتاع وتَجْحَدُه، وليس هذا

مكانَه في ترتيبِنا نحن فذكرناه في ترجمة عَوَر.

عرا بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف كنت أرى الرُّؤْيَا أُعرَى مِنْهَا غير أَنِّي لَا أُزمِّل حَتَّى لقِيت أَبَا قَتَــادَة فَذكرت ذَلِك لَهُ. قَوْله: أُعرَى مِنْهَا هُوَ من العرواء وهِيَ الرعدة عِنْد الحمّى يُقَال مِنْهُ: قد عُرِي الرجل فَهُوَ مَعروّ إِذا وجد ذَلِك فَإِذا تثاءب عَلَيْهَا فَهِيَ الثُّؤَباء فَإِذا تمطى عَلَيْهَا فَهِيَ المُطَواء فَإِذا عَرِقَ فَهِيَ الرُّحَضَاء وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه جعل يَمْسَح الرُّحضاء عَن وَجْهه فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَإِذا أَصَابَته الْحمى الشَّدِيدَة قيل: أَصَابَته البرحاء] .

أَحَادِيث عمر عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان رَحمَه الله
ع ر ا: (الْعَرَاءُ) بِالْمَدِّ الْفَضَاءُ لَا سِتْرَ بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} [القلم: 49] . وَ (عُرْوَةُ) الْقَمِيصِ مَدْخَلُ زِرِّهِ. وَ (عَرَاهُ) كَذَا مِنْ بَابِ عَدَا وَ (اعْتَرَاهُ) أَيْ غَشِيَهُ. وَ (الْعَرِيَّةُ) النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا فَيَجْعَلُ لَهُ ثَمَرَهَا عَامًا فَيَعْرُوهَا أَيْ يَأْتِيهَا فَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَإِنَّمَا أُدْخِلَتْ فِيهَا الْهَاءُ لِأَنَّهَا أُفْرِدَتْ فَصَارَتْ فِي عِدَادِ الْأَسْمَاءِ كَالنَّطِيحَةِ وَالْأَكِيلَةِ. وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ: نَخْلَةٌ (عَرِيٌّ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ رَخَّصَ فِي (الْعَرَايَا) بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ الْمُزَابَنَةِ» لِأَنَّهُ رُبَّمَا تَأَذَّى بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِثَمَنٍ فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ. وَ (عَرِيَ) مِنْ ثِيَابِهِ بِالْكَسْرِ (عُرْيًا) بِالضَّمِّ فَهُوَ (عَارٍ) وَ (عُرْيَانٌ) وَالْمَرْأَةُ (عُرْيَانَةٌ) وَمَا كَانَ عَلَى فُعْلَانٍ فَمُؤَنَّثُهُ بِالْهَاءِ. وَ (أَعْرَاهُ) وَ (عَرَّاهُ تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى) . وَفَرَسٌ عُرْيٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سَرْجٌ. 
عرا قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحْسبهُ مَحْفُوظًا وَلكنه عِنْدِي: لما يَعْرُوك بِالْوَاو وَمَعْنَاهُ: لما يَنُوبك من أَمر النَّاس ويلزمك من حوائجهم وَكَذَلِكَ كل من أَتَاك بحاجة أَو نائبة فقد عرَاك [وَهُوَ -] يَعْرُوك عَرْواً قَالَ الرَّاعِي: [الْكَامِل]

قَالَت خلّيدةُ مَا عَراكَ وَلم تكن ... بعد الرُّقادِ عَن الشؤون سَؤولا

يُرِيد بقوله: مَا عرَاك [أَي مَا نزل بك و -] مَا ألمّ بك وَنَحْو ذَلِك وَمِنْه قَول الله [تبَارك و -] تَعَالَى / {إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتَنَا بِسُوْء} وَمِنْه قيل: اعتراه الوجع وَغَيره وَقَالَ معن بن أَوْس يمدح رجلا: [الطَّوِيل]

رأى الحمدَ غُنما فَاشْتَرَاهُ بِمَالِه ... فَلَا الْبُخْل يعروه وَلَا الْجهد جاهده أَي لَا ينزل بِهِ الْبُخْل وَلَا يُصِيبهُ. وَمن قَالَ: يعرُرُك فَلَيْسَ يخرج إِلَّا من أحد الْمَعْنيين من العَرّة وَهُوَ القذِرة أَو من العَرّ وَهُوَ الجرب وَلَيْسَ فِي الحَدِيث مَوضِع لوَاحِد من هذَيْن وَلَو كَانَ من أَحدهمَا لم يكن أَيْضا براءين لَكَانَ: لما يَعُرّك لِأَنَّهُ مَوضِع رفع وَلَيْسَ بِموضع جزم فَيظْهر التَّضْعِيف.
(عرا) - في حَدِيث البَراء بِن مالكٍ، رضي الله عنه: "كانت تُصِيبُه العُرَوَاء". وهي الرِّعدةُ، وأَصلُها في الحُمَّى حين تأخذ بقُرِّها.
يقال: عُرِى فهو مَعْرُوٌّ، فإذا عَرِق، فهو الرُّحَضَاء.
- ومنه حَدِيثُ أَبىِ سَلَمة: "كنتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى منها"
: أي يُصِيبُنى العُرَوَاءُ
- في الحديث: "كانت فَدكُ لحُقوقِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي تَعرُوه".
: أي تَغْشَاه وتَنْتَابُه. يقال: عَرَاه هَمٌّ وضِيقٌ، واعْتَراه: أي نَزَلَ به.
- في الحديث: "فكَرِه أن يُعْرُوا"
: أي تَصِير دُورُهم إلى العَرَاء، وهو الفَضَاء من الأرض.
وفي رواية: "فكَرِه أَنْ تَعْرى المَدِينَةُ": أي تَخلُوِ وتَصِيرَ عَراءً.
- في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةَ مَخْزومِيَّة كانت تَسْتَعِيرُ المَتاعَ وتَجْحَدُه، فأَمَر بها فقُطِعت يَدُها"
ذهب عامَّةُ أهلِ العِلْمِ إلى أَنَّ المُسْتَعِيرَ إذا جَحَد العَارِيَّة لم يُقْطَع، لأنَّ الله تعالى إنما أَوجبَ القَطْعَ على السُّرَّاق، وهذا خَائِنٌ ليس بِسَارق.
وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا قَطْع على خَائنٍ" دلِيلٌ على سُقُوط القَطْع عنه. وذهب إسحاق إلى القَوْل بِظَاهِر هذا الحديث. وقال أَحمدُ: لا أعلَمُ شَيئاً يدفعُه، يعنى حَديثَ المَخْزُومِيَّة. قال الخَطَّابىُّ: وهذا الحديث مُختَصَر غير مُتَقَصًّى لَفظُه، وسِياقُه: وإنما قُطِعت المَخزُومِيَّةُ؛ لأنّها سَرَــقَت، وذلك بَيّن في رِواية عائِشةَ، رضي الله عنها، لهذا الحَديثِ. وإنَّما ذُكِرت الاسْتِعارةُ والجَحدُ في هذه القِصَّةِ تعريفًا لها بخاصِّ صِفتِها؛ إذ كانت الاستعارةُ صِفةً لها حتى عُرِفَت بذلك، كما عُرِفَت بأنّها مخزومِيَّة، إلا أنّها لمّا استمرَّ بها هذا الصَّنيعُ تَرَــقَّت إلى السَّرِقَة، وتَجَرّأت عليها، فأمَرَ بها فقُطِعَتْ.
ورواه مسعودُ بنُ الأَسْود أيضا، فذكَر أَنَّها سَرقَت قَطِيفةَ بَيْت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم.
- في صحيح مسلم: "لا ينَظُر الرجُلُ إلى عُرَيَّة المرأة" كَنَّى عن العَوْرة بما يَعْرَى منها، وليست بتَصْغِير عَورَة؛ لأن تصْغِيرها عُوَيْرة - بتقديم الواو عِلى الراء - إلا أن يُقالَ: قدَّم الرَّاءَ على الواو في عَوْرَة، ثم صغَّرها.
- في الحديث: "فأُتِى بفرسٍ مُعْرَوْرٍ" : أي ليس على ظَهرِه شيء.
والاعْرِيرارُ: كَونُه عُرْيانًا ليس عليه شىْء، وفي لفظه تقدير.
- في الحديث: "لا تُشَدُّ العُرَى إلا إلى ثَلاثَة مَساجِدَ"
وفي رواية: "لا يُشَدّ الغَرَض".
وهو حِزَام الرَّحْل، والعُرَى بمعناه.
[عرا] العَرا مقصور: الفِناءُ والساحة، وكذلك (*) العَراةُ. والعَراةُ أيضاً: شدّة البرد. والعَراءُ بالمد: الفضاء لا سِتر به. قال الله تعالى: (لَنُبِذَ بالعراء) . وعروى: هضبة. وعروة القميض والكوز معروفة. والعروة أيضا من الشجر: الشئ الذي لا يزال باقياً في الأرض لا يذهب، وجمعه عرًى، ويشبه به البُنْكُ من الناس. قال مُهلهِل: خَلع الملوكَ وسار تحت لوائه * شجر العرى وعَراعِرُ الأقوامِ وقال آخر: ولم أجد عُرْوَةَ الخلائق إلا ال‍ * دينَ لَمَّا اعتبرتُ والحَسَبا والعُرْوَةُ الأسد، وبه سمى الرجل عروة. وأنا عِرْوٌ منه بالكسر، أي خِلْوٍ. وعَراني هذا الأمر واعْتَراني، إذا غشيكَ. وعَرَوْتُ الرجل أعْروهُ عَرْواً، إذا ألممتَ به وأتيتَه طالباً، فهو مَعْرُوٌّ. وفلان تَعْروهُ الأضياف وتَعْتَريه، أي تغشاه. ومنه قول النابغة: أتَيْتُكَ عارِياً خَلَقاً ثيابي * على خوفٍ تُظَنُّ بي الظنون والعرية: النخلة يعريها صاحبها رجلاً مُحتاجاً فيجعل له ثمرها عاما فيعروها أي يأتيها، وهى فعيلة بمعنى مفعولة، وأنما أدخلت فيها الهاء لانها أفردت فصارت في عداد الاسماء، مثل النطيحة والاكيلة، ولو جئت بها مع النخلة قلت: نخلة عرى. وفى الحديث أنه رخص في العرايا بعد نهيه عن المزابنة، لانه ربما تأذى المعرى بدخوله عليه، فيحتاج أن يشتريها منه بثمن، فرخص له في ذلك. قال شاعر الأنصار : وليست بسَنْهاَء ولا رُجَّبِيَّةٍ * ولكن عَرايا في السنينِ الجَوائِحِ يقول: إنّا نُعْريها الناسَ المحاويج. واسْتَعْرى الناسُ في كل وجه، وهو من العَرِيَّةِ، أي أكلوا الرطب. والعرية أيضا: الريح الباردة. الكلابي: يقال إن عَشِيّتَنا هذه لَعَرِيَّةٌ، أي باردةٌ. ويقال: أهْلَكَ فقد أعْرَيْتَ، أي غابت الشمس وبردت. والعرواء مثل الغلواء: قرة الحُمَّى ومَسُّها في أول ما تأخذ بالرعدة. وقد عُرِيَ الرجل على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو معرو. وقول لبيد: والنيب إن تعرمنى رمة خلقا * بعد الممات فإنى كنت أتئر (*) ويروى: " تعرمنى " أي تطلب، لانها ربما قضمت العظام تتملح بها. وعرى من ثيابه يَعْرى عُرْياً، فهو عارٍ وعُرْيانٌ، والمرأة عريانة. وما كان على فعلان فمؤنثه فعلانة بالهاء. وأعريته أنا وعريته تَعْرِيَةً فَتَعَرَّى. ويقال: ما أحسنَ مَعاريَ هذه المرأة، وهي يداها ورجلاها ووجهها. قال أبو كَبير الهذلي : مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم * ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الاثجل ويقال: اعروريت منه أمرا قبيحاً، أي ركبتُ واعْرَوْرَيْتُ الفرسَ: ركبته عريانا، وهو افعو عل. وفرس عرى: ليس عليه سرج، والجمع الاعراء. وأما قول الهذلى: أبيت على معارى واضحات * بهن ملوب كدم العباط فإنما نصب الياء لانه أجراها مجرى الحرف الصحيح في ضرورة الشعر، ولم ينون لانه لا ينصرف. ولو قال معار لم ينكر البيت، ولكنه فر من الزحاف. ويقال أعراه صديقه، إذا تباعَد منه ولم ينصره.
[عرا] فيه: رخص في "العرية" و"العرايا"، واختلف فيه فقيل: إنه لما نهى عن المزانبة وهو بيع الثمر في رؤس النخل بالتمر خص منها العرية وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه ويكون قد فضل له من قوته تمر فيشتري من صاحب النخل ثمرة نخلة بخرصها من التمر، فرخص له فيما دون خمسة أوسق، وهو فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده، أو بمعنى فاعلة من عرى يعري إذا خلع ثوبه كأنها عريت من التحريم فعريت أي خرجت. ج: وذلك بأن يخرص بأن رطبها إذا جف يجيء ثلاثة أوسق فيبيع بها من التمر وكذا في الكرم، قوله: أن يباع، بدل من العرية، ورطبًا بضم راء وفي بعضها بفتحها فيتناول العنب أيضًا فيشملرقيقًا يصف لون بدنها. ج: بأن يلقين خمرهن وراءهن فتظهر صدورهن- ويتم في كسا. ط: وفي أصحاب الصفة: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا، أي ليسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعًا ورغبة فيما نحن، قوله: من "العري"، أي لم يكن لهم ثياب إلا قليل فمن كان ثوبه أقل من ثوب أخيه يجلس خلفه حتى لا يرى، ثم قال بيده هكذا أي أشار بيده أن اجلسوا حلقة ليظهر وجوههم له ويراهم كلهم لقوله تعالى "ولا تعد عيناك عنهم" وإن كان هذا كناية عن الإزراء لكن ينافي إرادة الحقيقة. وفيه: بل "عارية" مؤداة، هي بتشديد ياء وقد تخفف، وهذه مبالغة أي بل أردها عينها وأضمن قيمتها لو تلفت، وكان صفوان ح مشركًا فإن هذا النداء لا يصدر عن مؤمن؛ وفيه حجة على أبي حنيفة أن العارية أمانة، وفائدة التأدية عند من لا يرى التضمين إلزام المستعير مؤنة ردها إلى مالكها. وح: فقام إليه "عريانًا" يجر ثوبه ما رأيته "عريانًا" قبله ولا بعده، لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلًا واعتنقه فاختصر الكلام، وذلك لفرحه بقدومه وتعجيله للقائه بحيث لم يتمكن من تمام التردي بالرداء. ك: كانت بنو إسرائيل يغتسلون "عراة"، لجوزه في شريعتهم أو لتساهلهم وكان موسى يغتسل وحده تنزهًا أول حرمته، والأول أظهر وإلا لما قررهم موسى ولما خرج متعريًا على بني إسرائيل قائلًا: ثوبي حجر.

طوق

ط و ق : الطَّوْقُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَطْوَاقٌ مِثْلُ ثَوْبٍ وَأَثْوَابٍ وَطَوَّــقْتُــهُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ طَوْقَهُ وَيُعَبَّرُ بِهِ عَنْ التَّكْلِيفِ وَطَوْقُ كُلِّ شَيْءٍ مَا اسْتَدَارَ بِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَمَامَةِ ذَاتُ طَوْقٍ.

وَأَطَــقْتُ الشَّيْءَ إطَاقَةً قَدَرْتُ عَلَيْهِ فَأَنَا مُطِيقٌ وَالِاسْمُ الطَّاقَةُ مِثْلُ الطَّاعَةِ مِنْ أَطَاعَ. 
ط و ق

لست بمطيق لهذا الأمر، ومالي به طوق وطاقة، وعجز عنه طوقي. وطوقه الأمر: كلفه إياه " وجلّ عمرو عن الطوق " وله طوق من ذهب وأطواق. وبنوا طاقاً مرتفعاً وأطواقاً وطيقاناً. وفتل الحبل طاقتــين وطاقات وهي القوى. وأعطاني طاقة من الريحان: شعبة منه.

ومن المجاز: طوقني نعمة، وطوقت منه أيادي، وتقلدتها طوق الحمامة، وتقول: في عنقي من نعمته طوق، مالي بأداء شكره طوق. وتطوقت الحية: صارت كالطوق. ورحاك واسعة الطوق وهو ما يديره القطب.
ط و ق: (الطَّوْقُ) وَاحِدُ (الْأَطْوَاقِ) وَ (طَوَّقَهُ فَتَطَوَّقَ) أَيْ أَلْبَسَهُ الطَّوْقَ فَلَبِسَهُ. وَ (الْمُطَوَّقَةُ) الْحَمَامَةُ الَّتِي فِي عُنُقِهَا طَوْقٌ. وَ (الطَّوْقُ) أَيْضًا (الطَّاقَةُ) وَ (أَطَاقَ) الشَّيْءَ (إِطَاقَةً) وَهُوَ فِي (طَوْقِهِ) أَيْ فِي وُسْعِهِ. وَ (طَوَّقَهُ) الشَّيْءَ كَلَّفَهُ إِيَّاهُ. وَ (الطَّاقُ) مَا عُقِدَ مِنَ الْأَبْنِيَةِ وَالْجَمْعُ (الطَّاقَاتُ) وَ (الطِّيقَانُ) فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَيُقَالُ: (طَاقُ) نَعْلٍ وَ (طَاقَةُ) رَيْحَانٍ. 
[طوق] الطَوْقُ: واحد الأطْواقِ. وقد طَوَّــقْتُــهُ فَتَطَوَّقَ، أي ألبسته الطَوْقَ فلبِسه. والمُطَوَّقَةُ: الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ. والطَوْقُ: الطاقَةُ. وقد أطلــقت الشئ إطاقة، وهو في طوقى، أي وسعى. وطوقتــك الشئ، أي كَلَّفْتُكَهُ. وطَوَّقَني الُله أداءَ حقِّك،، أي قوّاني. وطوَّــقَتْ له نفسه: لغةٌ، في طَوَّعَتْ، أي رخصت وسهلت. وحكاها الاخفش والطاق: ما عطف من الأبنية، والجمع الطاقاتُ والطيقانُ، فارسيٌّ معرب. والطاقُ: ضربٌ من الثياب. قال الراجز: يكفيك من طاق كثير الاثمان جمازة شمر منها الكمان ويقال: طاق نعل وطاقة ريحانٍ والطائِقُ: ناشزٌ ينشز من الجبَل ويندر، وكذلك في البئر، وفيما بين كلِّ خشبتَين من السفينة.
طوق
الطَّوْق: حَلْيٌ يُجْعَلُ في العُنُق. وكلُّ شَيْءٍ اسْتَدَار فهو طَوْقٌ.
والطّاقَةُ والطَّوْقُ: واحِدٌ، يقال: كلُّ امْرِىءٍ مُكَلَّفٌ ما أطاقَ.
والطّاقَةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحَانٍ أو شَعرٍ.
والطّاقُ: عَقْدُ البِنَاءِ حَيْثُ ما كَانَ، والجميع الأطْوَاقُ والطِّيْقَانُ.
والأطْوَاقُ: الإفْرِيْزُ. والطَّيْلَسَانُ. وجنْسٌ من الناس بالسِّنْدِ. والكِسَاءُ.
وقامَ فلانٌ على طاقَةِ: أي على أقْصى ما يُمْكِنُه من الهَيْئة.
والطائقُ: ما بَيْنَ كلًّ خَشَبَتَيْنِ من السَّفِينة.
وطائقُ الجَبَل: مُسْتَقَرُّه في أعْلاه.
والطَوْقَةُ: أرْضٌ مُسْتَدِيرة سَهْلَةٌ في غلظٍ يُحِيْطُ بها.
ونَبِيْذُ الأطْوَاقِ: نَبِيْذٌ من الأنَارْجِيْل.
(طوق) - في حديث عَامر بن فُهَيْرة - رضي الله عنه -:
* كُلُّ امرىءٍ مُجاهِدٌ بِطَوْقِهِ *
الطَّوْق: أَقصىَ الطَّاقة وهي اسمٌ لمقدار ما يُمكن أن يفعلَه بمَشَقَّة منه.
- ومنه قَولُه تَعالَى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}
: أي ما يَصعُب علينا مُزاوَلَتُه، وهي اسمٌ من أَطاقَة إطاقةً.
- وقَولُه تَعالَى: {وعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ}
قَرأه جَماعة: "يُطَوَّقُونه": أي يُكَلَّفُونَه ويحْمِلوُنهَ
وروى عن مُجاهِد: "يَطَّوَّقُونَه" بفَتْح اليَاءِ، وتَشدِيد الطَّاءِ: أي يتكلَّفُونَه وروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "يَطَّيَّقونه" مثل ما قبله إلا أنه بالياءِ بَدلَ الواوِ بمعنى يُطِيقُونه. يقال: طَاقَ وأَطاقَ واطَّيَّق بمعنًى.
[طوق] غ: فيه: ""سيطوقون" ما بخلوا"، أي يلزمونه في أعناقهم. نه: من ظلم شبرًا من أرض "طوقه" الله من سبع أرضين، أي يخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطوق، وقيل: هو أن يطوق حملها أي يكلف، فهو من طوق التكليف لا من طوق التقليد- ومر في سبع من س. ك: طوقه بلفظ مجهول أي يكلف نقل ما ظلم منها إلى المحشر. ن: يجعل له كالطوق في عنقه بأن يعنقه. نه: ومن الأول "يطوق" ماله شجاعًا أقرع، أي يجعل له كالطوق. ك: يطوقه بفتح واو مشددة ومستترة راجع إلى الشجاع وبارزه لمن أتاه وهو مفعوله الثاني. نه: ومنه: والنخل "مطوقة" بثمرها، أي صارت أعذاقها لها كالأق في الأعناق. ومن الثاني ح: وددت أني "طوقت" ذلك، أي ليته جعل داخلًا في قدرتي! وكان قادرًا ولكن خاف فوات حقوق نسائه فإن إدامة الصوم تخل بحظوظهن منه. ط: كان يطيق أكثر منه فإنه كان يواصل. نه: ومنه: كل امرئ مجاهد بطوقه، أي أقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أن يفعله بمشــقتــه. ك: وعلى الذين "يطوقونه"، من طوقك الشيء: كلفك، أو التفعيل بمعنى السلب. مد: "يطيقونه"، أي من يطيق الصوم إن أفطر بلا عذر أفدى نصف صاع وكان في بدء الإسلام، وقيل: هو بحذف لا. نه: وفيه: أمرهم من الأعمال بما "يطيقونه"، أي يطيقون الدوام عليه وأمر الثاني جواب إذا. ن: أي تطيقون الدوام عليه بلا مشقة وضرر، وهو عام في جميع الطاعات.
طوق
أصل الطَّوْقِ: ما يجعل في العنق، خلقة كَطَوْقِ الحمامِ، أو صنعة كطَوْقِ الذّهب والفضّة، ويتوسّع فيه فيقال: طَوَّــقْتُــهُ كذا، كقولك: قلّدته.
قال تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ
[آل عمران/ 180] ، وذلك على التشبيه، كما روي في الخبر «يأتي أحدكم يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان فَيَتَطَوَّقُ به فيقول أنا الزّكاة التي منعتني» ، وَالطَّاقَةُ: اسمٌ لمقدار ما يمكن للإنسان أن يفعله بمشقّة، وذلك تشبيه بالطَّوْقِ المحيطِ بالشيء، فقوله: وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ
[البقرة/ 286] ، أي: ما يصعب علينا مزاولته، وليس معناه: لا تحمّلنا ما لا قدرة لنا به، وذلك لأنه تعالى قد يحمّل الإنسان ما يصعب عليه كما قال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ [الأعراف/ 157] ، وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ [الشرح/ 2] ، أي: خفّفنا عنك العبادات الصّعبة التي في تركها الوزر، وعلى هذا الوجه: قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ
[البقرة/ 249] ، وقد يعبّر بنفي الطَّاقَةِ عن نفي القدرة.
وقوله: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ
[البقرة/ 184] ، ظاهره يــقتــضي أنّ المُطِيقَ له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر، لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلّا مع شرط آخر . وروي:
(وعلى الّذين يُطَوَّقُونَهُ) أي: يُحَمَّلُونَ أن يَتَطَوَّقُوا.
باب القاف والطاء و (وا يء) معهما ط وق، ق ط و، ق وط، وق ط، أق ط مستعملات

قطو، قطي: القَطَا: طير، والواحدة قطاة، ومشيها القَطْوُ والاقطيطاء. يقال: اقطَوْطتِ القطاةُ تقطَوْطي، وأما قطت تقطُو فبعض يقول: من مَشيها، وبعض يقول: من صوتها، وبعض يقول: صوتها القَطقَطَةُ. والرجل يَقْطَوْطي إذا استدار وتجمع، قال:

يمشي معاً مُقْطَوْطِياً إذا مشى

والقَطاةُ من الدابة: موضع الردف، وهي لكل خلق، قال:

وكست المرط قَطاةً رجرجا

وثلاث قَطَواتٍ. ويقال في المَثَل: ليس قطاً مثل قُطيِّ، أي ليس النبيل كالدنيء. (وقال ابن الأسلت:

ليس قطاً مثل قطي ولا المرعي ... في الأقوام كالراعي)

طوق: الطَّوْق: حبل يجعل في العنق، وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوقِ الرحى الذي يدير القطب ونحو ذلك. وطائقُ كل شيء ما استدار به من جبل وأكمة، ويجمع على أطواقٍ. والطَّوْقُ مصدر من الطّاقةِ، والطّاقةُ الاسم، قال:

وقد وجدت الموت قبل ذوقه ... والمرء يأتي حتفه من فوقه

كل امرىء مجاهد بطَوْقِه ... كالثور يحمي جلده بروقه  وفي الحديث: من غصب جاره حداً طَوَّقَه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين، ثم يهوي به في النار

أي جعل ذلك الحد طَوقاً في عنقه. وتطَوَّــقَتِ الحية على عنقه: صارت كالطَّوقِ فيه. والطّاقُ: عقد البناء حيث ما كان، والجماعة أطواق. والطاقَةُ: شعبة من ريحان ونحوه.

قوط: القَوْط: قطيع من الغنم، يسير، والجمع أقواطٌ. وقُوطَةُ: موضع.

أقط: واحدةُ الأقِطِ أقِطةٌ، وهو يتخذ من اللبن المخيض، يطبخ ثم يترك حتى يمصل: والأقِطةُ هنة دون القبة مما يلي الكرش. والمَأْقِط: المضيق في الحرب.

وقط: الوقط: موضع يستنقع فيه الماء يتخذ فيه حياض تحبس الماء إذا مر بها. واسم ذلك الموضع أجمع وَقْطٌ، وهو مثل الوجذ، إلا أن الوَقْط أوسع، وجمعه الوِقطان والوجذان، قال:

واخلف الوِقطانَ والماجِلا

ويجمع أيضاً وقاطا ووجاذاً، ولغة تميم إقاط، وهم يصيرون كل واو يجيء في مثل هذا ألفا. والوَقيط على حذو فعيل يراد به المفعول وصرف إلى فعيل، وهو الوقيط الموقوط
(ط وق)

الطوق: مَا اسْتَدَارَ بالشَّيْء، وَالْجمع: اطواق.

والمطوق من الْحمام: مَا كَانَ لَهُ طوق.

وطوقه بِالسَّيْفِ وَغَيره، وطوقه إِيَّاه: جعله لَهُ طوقا، وَفِي التَّنْزِيل: (سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) .

وتطوقت الْحَيَّة على عُنُقه: صَارَت عَلَيْهِ كالطوق.

والطوق: أَرض سهلة مستديرة فِي غلظ.

وطائق كل شَيْء: مثل طوقه، وَمن الشاذ قِرَاءَة ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَعِكْرِمَة: (وعلى الَّذين يطوقونه) و" يطوقونه " و" يطيقُونَهُ " و" يطيقُونَهُ ".

فيطوقونه: يَجْعَل كالطوق فِي اعناقهم.

ويطوقونه: أَصله: يتطوقونه فقلبت التَّاء طاء، وأدغمت فِي الطَّاء.

ويطيقونه: أَصله: يطيقُونَهُ، فقلبت الْوَاو يَاء كَمَا قلبتها فِي سيد وميت، وَقد يجوز: أَن يكون الْقلب على المعاقبة كتهور وتهير، على أَن أَبَا الْحسن قد حكى: هار يهير، فَهَذَا يؤنس أَن يَاء تهير وضع، وَلَيْسَت على المعاقبة، وَلَا تحملن: هار يهير على الْوَاو، قِيَاسا على مَا ذهب إِلَيْهِ الْخَلِيل فِي: تاه يتيه، وطاح يطيح، فَإِن ذَلِك قَلِيل.

وَمن قَرَأَ: " يطيقُونَهُ "، جَازَ أَن يكون: " يتفيعلونه " أَصله: يتطيوقونه، فقلبت الْوَاو يَاء، كَمَا تقدم فِي: ميت، وَتجوز فِيهِ المعاقبة أَيْضا على تهير.

وَيجوز أَن يكون: يطوقونه، بِالْوَاو، وَصِيغَة مَا لم يسم فَاعله: " يفوعلونه " إِلَّا أَن بِنَاء " فعلت " اكثر من بِنَاء: " فوعلت ".

والطائق: نشز ينشز فِي الْجَبَل، نَادِر مِنْهُ، وَفِي الْبِئْر مثل ذَلِك.

والطائق: مَا بَين كل خشبتين من السَّفِينَة.

والطوق، والإطاقة: الْقُدْرَة على الشَّيْء. وَقد طاقه طوقا، وأطاقه، وأطاق عَلَيْهِ.

وَالِاسْم: الطَّاقَة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: طلبته طاقتــك، أضافوا الْمصدر، وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْحَال، كَمَا ادخُلُوا فِيهِ الْألف وَاللَّام حِين قَالُوا: أرسلها العراك.

وَأما طلبته طاقتــي. فَلَا يكون إِلَّا معرفَة، كَمَا أَن: " سُبْحَانَ الله " لَا يكون إِلَّا كَذَلِك.

والطاقة: شُعْبَة من ريحَان أَو شعر أَو نَحْو ذَلِك.

والطاق: عقد الْبناء، وَالْجمع: أطواق، وطيقان.

والطاق: ضرب من الملابس، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الطيلسان، وَقيل: هُوَ الطيلسان الاخضر، عَن كرَاع، قَالَ رؤبة:

وَلَو ترى إِذْ جبتي من طاق

وَرَأَيْت أَرضًا كَأَنَّهَا الطيقان: إِذا كثر نباتها.

وشراب الاطواق: حلب النارجيل، وَهُوَ أَخبث من كل شراب يشرب، وَأَشد فَسَادًا لِلْعَقْلِ.

وَذَات الطوق: أَرض مَعْرُوفَة، قَالَ رؤبة:

ترمي ذِرَاعَيْهِ بجثجاث السُّوق

ضرحا وَقد أنجدن من ذَات الطوق
طوق
طاقَ يَطوق، طُقْ، طَوْقًا وطاقةً، فهو طائِق، والمفعول مَطُوق
• طاق الأمرَ: قدر عليه، احتمله بمشقَّة "هذا أمر لا أطوقه- طاق عملاً شاقًّا- طاق حملَ المسئوليَّة". 

أطاقَ يُطيق، أَطِقْ، إطاقةً، فهو مُطيق، والمفعول مُطاق
• أطاق العملَ الصَّعب: طاقَه، قدر عليه، احتمله بمشقّة "كان لا يُطيق الظلم- أطاق العذاب في الأَسْر- {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} " ° أمرٌ لا يُطاق: لا يُحتمل- لم يُطِق صبرًا: لم يستطع أن يصبر. 

تطوَّقَ/ تطوَّقَ بـ يَتطوَّق، تطوُّقًا، فهو مُتطوِّق، والمفعول مُتطوَّق به
• تطوَّق الشَّخصُ: مُطاوع طوَّقَ: لبس الطّوقَ.
• تطوَّــقتِ الحيَّةُ: صارت كالطّوقِ في شكلها.
• تطوَّق بالشَّيء: لبسه "تطوّق بطوقِ النّجاة" ° تطوّق عنقي بفضائله: غمرتني فضائله. 

طوَّقَ يطوِّق، تطويقًا، فهو مُطوِّق، والمفعول مُطوَّق
• طوَّق المكانَ: أحاط به "طوّــقتــه نعمةُ الله- طوّــقت الشرطة المنطقة" ° طوَّق الجيشُ العدوّ: التفّ حوله- طوَّق عُنُقَه: غمره بفضله وإحسانه- طوّق مشكلة أو خطرًا: منعها من الاستفحال- طوَّقه بذراعيه: عانقه.
• طوَّق الكلبَ: ألبسه الطَّوْق.
• طوَّقه الشيءَ: جعله له كالطَّوق حول الرَّقبة "مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ [حديث]: يُجْعل له طَوْقًا في عنقه- {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ". 

إطاقة [مفرد]: مصدر أطاقَ. 

طائق [مفرد]: اسم فاعل من طاقَ. 

طاق [مفرد]: ج طاقات وأطواق وطيقان:
1 - ما عُطف وجُعل كالقوس من الأبنية "ينشر الطاووسُ ذيلَه كالطاق".
2 - ما يُجدل مع غيره لصنع غزل أو حبل أو خيط "نسج حبلا من ثلاث طاقات". 

طاقة [مفرد]: ج طاقات (لغير المصدر):
1 - مصدر طاقَ.
2 - نشاط أو قدرة على إحداث فعل جسميّ أو ذهنيّ "أعطى
 القضيَّة كل طاقاته الفكريَّة- لديه طاقة مدّخرة- {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} " ° طاقة إنتاجيَّة: قدرة على الإنتاج- لا طاقة له بهذا/ لا طاقة له على هذا: لا يقدر عليه- ليس في طاقتــه: ليس في قدرته، لا يستطيع.
3 - قوّة (حرارية، كهربائيّة، ذريَّة .. إلخ) "طاقة كامنة- تستخدم الطاقة الكهربائية في الإنارة والصناعة".
4 - حزمة من الشَّعْر أو الزَّهْر أو العيدان أو غيرها "قدَّم التِّلميذُ لمُعَلِّمه طاقة زهر".
5 - نافذة، شبَّاك، فتحة في جدار يدخل منها الهواء والضوء "نظرت من طاقة الحجرة- أخذ ينظر إليه عبر طاقة في الجدار".
• الطَّاقة الذَّرِّيَّة/ الطَّاقة النَّوويَّة: (فز) الطَّاقة النَّاتجة عن تفتيت نوى الذَّرَّات في الانشطار النَّوويّ أو النَّاتجة عن تجميعها في الاندماج النَّوويّ.
• طاقة الحركة: (فز) القدرة التي يكتسبها الجسم من جرَّاء حركته وكذلك مقدرة الجسم على أداء شغل بسبب حركته.
• محوِّل الطَّاقة: (فز) مادّة أو جهاز يحوِّل الطاقة الداخلة من شكل إلى شكل آخر من الطاقة الخارجة.
• الطَّاقة الشَّمسيَّة: (فك) الطَّاقة التي تُشعّ من الشَّمس.
• طاقة دافعة: (كم) مادة أو مجموعة مواد يُولِّد تفاعلها الكيميائي طاقة تُستعمل في الدفع الذاتي للصواريخ أو يوَلِّد الغازات الساخنة التي تغذّي حركة صاروخ ذاتي الدفع.
• علم الطاقة: علم يُعالج مختلف مظاهر الطاقة أو هو فرع من علم الميكانيكا يبحث في الطاقة وتحوُّلاتها. 

طاقيَّة [مفرد]: ج طاقيات وطواقٍ: غطاء للرأس من القطن أو الصُّوف ونحوهما "لبس الطاقيّة ولف عليها العمامة- طاقيّة صوف". 

طَوْق [مفرد]: ج أطواق (لغير المصدر):
1 - مصدر طاقَ ° ليس في طوْقه: ليس في قدرته، لا يستطيع.
2 - كل ما يحيط بشيء كطوْق الحديد والذهب "في عُنُق هذا الكلب طوْق- طوْق القميص" ° شبَّ عن الطَّوْق: كبُرَ واعتمد على نفسه، بلغ مبلغ الرجال- طوْق النَّجاة: عجلة من الفلين أو المطّاط أو نحوهما توضع حول الجسم خشية الغرق- كَسَر الطَّوق: تحرّر، تمرَّد.
• طَوْق الحمامة: ما يحيط رقبتها من ريش يخالف سائر لونها.
• دول الطَّوْق: (سة) مجموعة الدول التي تحيط بإسرائيل، وهي مصر وسورية ولبنان والأردن وفلسطين. 

مُطوَّق [مفرد]: اسم مفعول من طوَّقَ.
• حمامة مُطوَّقة: حمامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها. 

طوق: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يجعل في العنق. وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ

كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك. والطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق،

وقد طَوَّــقْتُــه فتَطَوَّقَ

أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، وقيل: الطَّوْقُ ما استدار بالشيء،

والجمع أَطْواقٌ.

والمُطَوَّقةُ: الحمامةُ

التي في عنقها طَوْقٌ. والمُطَوَّقُ من الحمام: ما كان له طَوْقٌ.

وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه: جعله له طَوْقاً. وفي التنزيل:

سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة؛ يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل

به من حق الفقراء من النار يوم القيامة، نعوذ بالله من سخط الله. ويروى

في حديث: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين؛

يقول: جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة

المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق، وقيل: هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم

القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد؛ ومن الأَول

حديث الزكاة: يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في

عنقه؛ ومنه الحديث: والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق

في الأعناق؛ ومن الثاني حديث أَبي قتــادة ومُراجعةِ

النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصوم فقال، صلى الله عليه وسلم: ودِدْت

أَنِّي طُوِّــقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتــي وقدرتي، ولم يكن،

صلى الله عليه وسلم، عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل

أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه، فإِن إِدامةَ

الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه. وتَطَوَّــقَت الحيّةُ على عنقه: صارت عليه

كالطَّوْق.

والطَّوْقة: أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ. وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه، وفي

التهذيب: طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة، والجمع

الأَطْواق. ابن سيده: ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة: وعلى الذين

يُطَوَّقُونه، ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ، فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق

في أَعناقهم، ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ

في الطاء، ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها

في سيّد وميّت، وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر،

على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير، فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ

وليست على المعاقبة، قال: ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما

ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل، ومن قرأَ

يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه، أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت

الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد، وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر،

ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو، وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه

إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت. وطَوَّــقْتُــك الشيء أَي

كلَّفْتكَه. وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني. وطوَّــقتْ له

نفسُه: لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت؛ حكاها الأَخفش.

والطَّائِقُ: حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر، منه، وفي البئر ذلك

ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة؛ وقال عمارة بن طارق في صفة

الغرب:مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق،

ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق،

أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق

أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة؛ وقال في جمعه:

على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق

والطائِقُ: ما بين كل خشبتين من السفينة. أَبو عبيد: الطَّائِقُ ما بين

كل خشبتين. ويقال: الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو

الشيباني: الطائِقُ وسط السفينة؛ وأَنشد للبيد:

فالْتامَ طائِقُها القديمُ، فأَصْبَحَتْ

ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ

الأصمعي: الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل؛

قال ذو الرمة:

قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ

قال: وهو حرف نادر في القُنّة. الليث: طائِقُ كل شيء ما استدار به من

حَبْل أَو أَكمة، وجمعه أَطْواقٌ، والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ. ويقال للكَرِّ

الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق، وهو البَرْوَنْد بالفارسية؛ قال

الشاعر يصف نخلة:

ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى،

وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ

تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها

قَصِيرُ الخُطى، في طَوْقِه، مُتَقاعِسُ

يعني البروند؛ التهذيب: أَنشد عمر بن بكر:

بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ،

يُغَنِّي، في طَوائِقه، الحَمامُ

قال: طَوائِقه عُقوده؛ قال الأَزهري: وصف قَصْراً. والطَّوائِقُ: جمع

الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ، وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل

مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة؛ وأَنشد لعمرو بن حسان:

أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ،

أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟

بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً،

يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ

قال: ويجمع أَيضاً أَطْواقاً. والطَّوْقُ والإِطاقةُ: القدرة على الشيء.

والطَّوْقُ: الطَّاقةُ. وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ

عليه، والاسم الطَّاقةُ. وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي؛ قال ابن بري: وقول

عمرو بن أُمامة:

لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه،

إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه

كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه،

كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه

أَراد بالطَّوْق العُنق، ورواه الليث:

كل امرئ مجاهد بطوقه

قال: والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن

يفعله بمشقَّة منه. ابن الأَعرابي: يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا

أَطاق. الليث: الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة؛ وأَنشد:

كل امرئ مُجاهِد بطوقه،

والثور يحمي أَنفه بروقه

يقول: كل امرئ مُكلّف ما أَطاق؛ قال أَبو منصور: يقال طاقَ يَطُوق

طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً، كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً

وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً. والطَّاقةُ والطاعةُ: اسمان يوضَعان موضع

المصدر؛ قال سيبويه: وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَــك، أَضافوا المصدر وإِن كان في

موضع الحال، كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ،

وأَما طَلَبْتُه طاقَتــي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون

إِلا كذلك. والطاقةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو

نحو ذلك. ويقال: طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ، والطاقُ: ما عطف من

الأَبنية، والجمع الطَّاقات. والطَّيقان: فارسي معرب. والطاق: عَقْدُ البناء حيث

كان، والجمع أَطواق وطِيقانٌ. والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الملابس. قال ابن

الأَعرابي: هو الطَّيْلَسان، وقيل هو الطيلسان الأَخضر؛ عن كراع؛ قال

رؤبة:ولو تَرَى، إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ،

ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ

وقال الشاعر:

لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ

تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ

والطَّيقانُ جمع طاق: الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان؛ قال مليح الهذلي:

من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم،

كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ

والطَّاقُ: ضَرْبٌ من الثياب؛ قال الراجز:

يَكْفِيك، من طاقٍ كثير الأَثْمان،

جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان

قال ابن بري: الطَّاقُ الكساء، والطَّاقُ الخِمارُ؛ وأَنشد ابن

الأََعرابي:

سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها،

كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها

وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها. ورأَيت

أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها.

وشراب الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِيل، وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب

وأَشدُّ إِفساداً للعقل.

وذات الطُِّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:

تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ

ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ

والطَّوْقُ: أَرض سهلة مستديرة. وطاقُ القوس: سِيَتُها، وقال ابن حمزة:

طائِقُها لا غير، ولا يقال طاقُها.

طوق: طاق ومضارعه يطيق غالباً: احتمل.
يقال: ما أطيقه أي لا احتمله ولا اقدر عليه.
ولا يطيق: نافذ الصبر، ومن لا يخضع لاحد (بوشر).
طَوَّق (بالتشديد): زين الثوب بطوق أي ياقة.
(فوك).
طوَّق: كف الثوب (الكالا) وفيه تطويق.
طَوَّق: خطط محيط صورة، رسم (الكالا).
طوَّق: عزا إليه ما يلام عليه، اتهم، ففي تاريخ البربر (1: 499): طوقهما ذنب القصور والعجز وعزلهما.
وفي كتاب الخطيب (ص60 و) طوقهم دم عمه.
طَوَّقه نعمة: (انظر لين) أي انعم عليه.
وفي تاريخ البربر (1: 458): وفاء بحق ابائه فيما طوقوه أي فيما اسبغوا عليه من النعم. وفاء هي الصحيحة وفقاً لمخطوطتنا (رقم 1351).
أطاق: فعل متعد. وقد يسبقه نفي فيكون المعنى: لم يقدر على إخضاعه والسيطرة عليه (أخبار ص4، تاريخ البربر 2: 218، بدرون ص68).
لم يطق عنهما صبراً: لم يستطيع الاستغناء عنهما (الخطيب ص114 و).
تطَوَّق: تقلب، تبدّل (فوك).
تطَوَّق دَمَ فلان: اتهم بــقتــله وأصبح دمه كالطوق في عنقه. ففي حيان (ص31 و): واطا عليه حَجامه بان سمَّ له المبضع الذي فصده به فكانت منه منَيته وتطوَّق دمه.
اطيَّق: تكلف، أرغم نفسه، (الكالا).
انطاق: لا ينطاق: لا يحتمل (بوشر).
طاق. طاق القربوس: عجرة القربوس: مرتفع في وسط مقدمة قربوس السرج وهو كروي الشكل (ابن العوام 2: 689).
طاق: مشكاة كوة في الحائط غير نافذة (رازونة) يوضع فيها بعض الأشياء (انظر لين) وفي حيان (ص30 ق): وقال له قُمْ إلى تلك الكوة (لطاق في مجلسه) فخذ تلك الدجاجة بما معها من الرقاق فانَّها هُيئت لفطري وقد آثرتُك بها مباركا لك فيها. وأرى إنها الطاق.
طاق: فتحة في الحائط، نافذة (فوك، ابن جبير ص295، ابن بطوطة 3: 148، 4: 126، 127، 403، كرتاس ص133) وجمعها طواق (باين سميث 1687) وقد تكررت فيه مرتين.
طاق: كُوَّة في سفينة (هلو).
طاق: طبقة وتطلق على الأشياء التي وضعت طبقة فوق أخرى (بوشر) وانظر لين.
طاق: اسم لكل واحد من شريطي حمائل السيف المدروزين بعضهما على بعض. ففي كوسج (طرائف ص111): فقطعت الضربة طاقا من حمائل السيف. ويطلق اسم الطاق أيضاً على كل خيط يضفر منه حيل غليظ .. ففي ألف ليلة (برسل 4: 330): سوط نوتي مضفور على مائة وستين طاق.
ويطلق الطاق على كل صفيحة أو فلس من النبات البصلي. ففي المستعيني مادة بصل الزير: قيل إنه بصل لا طاقات له وهو بلبوس (ابن البيطار 1: 162).
ويطلق الطاق على كل حرشفة من حراشف السمك يقول أبو الوليد (ص 609): الطاقات التي تكون في رأس الحوت.
وحين تحدث القزويني (في طرائف دي ساسي 3: 187) عن حصان قال: فجُعل طاقات ذنبه. طويلة ليطرد بها الهوامَّ عن بدنه لم يفكر بالمفاصل أو بالأجزاء ذات المفاصل التي يتألف مثل ذيل هذا الحيوان كما يرى ساسي، (3: 490 رقم 5) بل بمختلف طبقات الهَّلب (أي شعر الذئب) التي في ذيله.
طوى طاقَينْ: طوى طيَّتين (همبرت ص86) عمل الشيء طاقَينْ: جعله ضعفين (بوشر).
الطاق طاقْين: مزدوج مضاعف. (بوشر).
الطاق ثلاثة: ثلاثة أضعاف (بوشر).
طاق: أحد أجزاء الكسوة ففي زيشر (22: 138): (الكسوة مجموع الثياب التي تلبس وتسمى طاقات والقميص وحده طاق).
طاق: اسم ضرب من الثياب. واللغويون العرب يصفونه وصفاً غامضاً مبهماً وكل ما أستطيع أن أضيفه إلى المعلومات القليلة التي ذكروها إنه ثوب يلبس في الاحتفالات والأعياد فيما يقول ابن الابار (تعليقات ص162) فالأمير الأموي سليمان أنشد قصيدة أمام الخليفة المهدي الذي كان جالساً على عرشه. وكان سليمان يمسك سيفاً بيده وقد لبس ثوب خزّ وعليه طاق خُزملون واخروف.
وفي المقدمة (3: 394):
ما العيد في حُلَّة وطاقِ ... وشم طيب
وانَّما العيد من التلاقي ... مع الحبيب
طاق: قطعة من القماش (مثل طاقة، انظر الكلمة) وقد وردت الكلمة في عبارة رياض النفوس التي ذكرتها في مادة ساج.
طاق: بساط يستعمل حاجزاً في الخيمة (دوماس عادات ص270) طاق نوع من الزرابي ذات الوبر والصوف (بوسييه).
طَوْق: المؤلفون الأندلسيون يستعملون غالباً المثل: شَبَّ عِمْرٌو عن الطوق في كتاباتهم.
(انظر لين مثلاً في البيان (11، 272) = المقري (2: 317) حيث اضطر الوزن الشاعر إلى استعمال الفعل أطاق، أو يشيرون إلى هذا المثل، فالمقري (2: 437) مثلاً يقول: فجدَّدت من شوقه، ما كان قد شبَّ عن طوقه.
وفيه (2: 457): وحين شاب قال: وداعاً ايها الشوق وشب عن ذلك الطوق.
وفي القلائد (ص57) وقضى ابن عمار زماناً عند المعتصم حتى أقلــقتــه دواعي شوقه. وشب صبره عن طوقه، وفي ملر (ص 16).
" وربمَّا غلبته لواعج اشواقه، وشَّب زفراته عن اطواقه".
وفيه (ص 39): (فلمّا تبسَّم زنجي الليل عن ثغر الفجر، وشب وليد الصباح عن عقد الحج).
طَوْق: تلبيب ما يحيط بالعنق من الثوب. المعجم اللاتيني- العربي فوك، (انظر دوكانج).
(الكالا. بوشر. عباد ص111، المقري 2: 704، 709، ملر ص28).
مسك احداً من اطواقه: امسكه من تلابيبه (بوشر) ويقال أيضاً: ضرب بيده في اطواقه.
ففي رياض النفوس (ص 91ق): فأقبلت المرأة إلى أبي ميسرة وضربتْ بيدها في أطواقه وصاحت بأعلى صوتها مَعاشر المسلمين هذا الرجل راودني على نفسي.
غير أن أخذ بأطواقه هي أيضاً علامة من علامات الاحترام والتبجيل، ففي رياض النفوس (ص88 و): ودخلت بيته فرحب بي وقال مرحباً بكم ثم قام فأخذ بأطواقي فجمعها علي ثم جلس في وسط البيت الخ.
طوق: كفاف الثوب، حاشية الثوب. طرف الثوب (الكالا) وحاشية الخوذة (المقري 2: 709) وحافة البئر، ففي رياض النفوس (ص61 ق): وقد ركب طوق البئر وإحدى رجليه خارج البئر والأخرى يلعب فيها في مائه.
طَوْق: منحدر الجبل (الكالا) نفض طوقه: انظرها في مادة نفض.
طاقة. بالطاقة: قسراً، قهراً (فوك الكالا) ويقال مثلاً اخذ بالطاقة (فوك).
طاقة الكبريت: حزمة الكبريت (الحريري ص478) وقد نقل جان جاك شولتنز عبارة الحريري وقد فسر هذه الكلمة بالمعنى نفسه وقد ترجمها إلى اللاتينية بقوله: Linea Sulfurata ومن هذا أخذ فريتاج كلمته المزعجة. Linea طاقة: خصلة شعر (أنظر لين) وقد نقل جان جاك شولتز العبارتين التاليتين من كتاب الفرج بعد الشدة، ففي (ص167) منه: حبست وما في لحيتي طاقة بيضاء. وفي (ص169 منه): فرأيت لما خرجت من الحمام وجهي في المرأة فإذا طاقة شعر قد ابيضّت في مقدم لحيتي.
طاقة= طاق: عقد، ما جعل كالقوس من الأبنية. (كرتاس ص39) وأقرأ فيه طاقة، وفقاً للمخطوطات الأخرى بدل طبــقت. وترجمة فورنبرج لها بنافذة ترجمة غير صحيحة.
طاقة: مشكاة، كوة في الحائط غير نافذة (رازونة) يوضع فيها تمثال وغير ذلك (بوشر).
طُوَق: (بوشر) (وفي معجم ألكالا طيقان) وهو جمع طاق: نافذة، فتحة في الحائط. منور، كرة صغيرة، روزنة (الكالا، بوشر، م المحيط) والطاقة عند المولدين نافذة في حائط المنزل ذات غلق يفتح لدخول الضوء والهواء عند الحاجة اليها، سميت به لاستدارتها وانعطافها).
(برايتنباخ ص114 ق، عواده ص675).
طاقة قطعة قماش (انظر طاق) وفي ألف ليلة (1: 251) أرسلت جاريتها إليه بقشة فيها طاقة مشجر أحمر. وفي (1: 252) منها طاقة أطلس أصفر.
طاقة: طبقة من تراب، ومن سماد (ابن العوام 2: 441).
طاقة: نوع من النسيج القصبي (باتستة) الأزرق الغليظ تتخذه النسوة البدويات، خاصة، بطانة لأحسن أرديتهن (بركهارت نويبة ص268).
طاقة: عرعر، وهو نبات اسمه العلمي iuniperus oxycedrus L ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 281، كولومب ص12، جاكسون ص86، دوماس صحارى ص211، كاريت، قبيل 1: 45).
طاقّي: قدير، قادر، قوي (فوك).
زهر طاقي: زهر بسيط غير مضعَّف (بوشر).
طاقية وجمعها طواقي نوع من القلانس أو التيجان أو القلنسوة عالية في شكل قالب السكر (انظر ديفريمري مذكرات ص151) وهذا هو المعنى الأصلي للكلمة فهي نسبة إلى طاق بمعنى عقد مقوس.
غير أنها عند العرب تدل على نوع آخر من عمرة الرأس، ففي أيام المماليك كانت تدل على نوع من قلانس الصوف (بيريه) مدورة ومسطحة يبلغ ارتفاعها سدس الذراع (الذراع = 50 سنتمتراً) وكانت خضراء وحمراء وزرقاء أو من لون آخر، وكانت تلبس بلا عمامة. وبعد ذلك في أيام الملك الناصر فرج (1398) ابتكروا الطاقية الجركسية التي يبلغ ارتفاعها نحو ثلثي ذراع أعلاها مدور مقبب. وكانت مبطنة بقطع من الورق ومزينة بإطار من فرو فراغ. وكانت هذه عمرة الأمراء والمماليك والجنود وغيرهم، وقد لبستها النساء أيضاً.
(ويذكر فوك هذه الكلمة في مادة capetus وهي في أيامنا هذه القلنسوة التي تسمى الطربوش في بعض البلاد، أو هي بالأحرى قلنسوة من الكتان تلبس تحت الطربوش كما في مصر (انظر الملابس ص254 وما يليها).
طاقية: محقة. ففي ألف ليلة (مرسل 6: 254): ثم إنه احضر طاقية وحملها فيها إلى منزله.
طاقية في الجرح: فتحة في الجرح (مارتن ص150).
طَوَّاق: عامل يقوم بكف حواشي الثياب (الكالا).
تَطْويقَة: حاشية الثوب وكفافه (الكالا).
تَطْوِيقة: طوق تلبيب (بوشر).
مُطَوَّق: ما كان له طوق في عنقه أي دائرة من الشعر تخالف سائر لونه من الطيور وليس من الحمام فقط. (معجم الاسكوريال ص893) وقد ترجمها كازيري (1: 319) إلى اللاتينية بما معناه دجاجة مطوقة غير إنه اخطأ ففصل هذه المادة عن التي سبــقتــها. وفي المخطوطة الجملة هي: السماني والقنبر. والدلواني والمطوق.

طوق

1 طَاقَهُ, inf. n. طَوْقٌ: see 4.2 طوّقه, (S, TA,) or طوّقهُ طَوْقًا, (O, K, TA,) inf. n. تَطْوِيقٌ, (TA,) He attired him with a طَوْق [or neck-ring]. (S, TA.) b2: [Hence,] طَوَّــقْتُــهُ الشَّىْءَ means (assumed tropical:) I made the thing to be [as though it were] his طَوْق [or neck-ring]: and thereby is expressed the imposing [upon one] a thing that is difficult, troublesome, or inconvenient: (Msb:) [i. e.] طَوَّــقْتُــكَ الشَّىْءَ means (assumed tropical:) I imposed, or have imposed, upon thee the thing as one that is difficult, troublesome, or inconvenient. (S, O, K. *) سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ, in the Kur [iii. 176], means (assumed tropical:) They shall have that whereof they were niggardly made to cleave to their necks [like the neck-ring]: (O, TA:) as is said in a trad., it shall be made a biting snake upon the neck. (Jel.) And [in the Kur ii. 180] some read, وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, يُطَوِّقُونَهُ,] meaning, (assumed tropical:) And upon those who shall have it put [upon them] like the طَوْق upon their necks [shall be incumbent &c.]: (K, TA:) which is like the saying يُجَشَّمُونَهُ and يُكَلَّفُونَهُ [i. e. shall have it imposed upon them as a thing that is difficult, troublesome, or inconvenient]: (TA:) another reading is ↓ يَطَّوَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, يُطَّوَّقُونَهُ,] originally يَتَطَوَّقُونَهُ [meaning the same as the former reading]: and another, ↓ يُطَيَّقُونَهُ, originally يُطَيْوَقُونَهُ [also meaning the same; in the CK, erroneously, يُطَيْقُونَهُ]: and another, ↓ يَطَّيَّقُونَهُ, [in the CK, erroneously, with damm to the first letter, and so in what follows,] originally يَتَطَيْوَقُونَهُ [also meaning the same]. (K, TA.) One says also, طوّقهُ بِهِ and طوّقهُ إِيَّاهُ, meaning (assumed tropical:) He made it, namely, a sword, &c., to be to him a طَوْق [or thing encircling, or going round, his neck]. (TA.) And طَوَّقَنِى نِعْمَةً (tropical:) [He conferred upon me a permanent badge of favour]: and طُوِّــقْتُ مِنْهُ أَيَادِىَ (tropical:) [I had permanent badges of favours from him conferred upon me]: and the verb is also used [in like manner] to denote dispraise, to which it has been erroneously said by some to be restricted. (TA. [See also 2 in art. قلد: and see طَوْقٌ.]) b3: طوّــقت الحَيَّةُ: see 5.

A2: طَوَّقَنِىَ اللّٰهُ أَدَآءَ حَقّكَ, (S, O,) or حَقِّهِ, (K,) means God strengthened me, or empowered me, sufficiently for the giving, or paying, of thy due, or of his due: syn. قَوَّانِى (S, O, K) عَلَيْهِ. (K.) And طُوِّقَهُ He was enabled to do it. (TA.) b2: طَوَّــقَتْ لَهُ نَفْسُهُ (Akh, S, O, K) is syn. with طَوَّعَتْ, (Akh, S, O,) meaning His soul, or mind, facilitated to him [the doing of a thing]. (Akh, S, O, K.) 4 اطاق الشَّىْءَ, (S, O, Msb, K,) and اطاق عَلَيْهِ, (K,) inf. n. إِطَاقَةٌ, (S, O, Msb, K,) and طَاقَةٌ is the subst. (Az, Msb, K) used in the place of the inf. n. like طَاعَةٌ in the place of إِطَاعَةٌ, (Az, TA,) He was, or became, able to do, or accomplish, or to bear, the thing; (S, Msb, K;) as also ↓ طَاقَهُ, (Az, * K,) aor. ـُ (Az, TA,) inf. n. طَوْقٌ. (Az, K.) It is not used exclusively of a human being, as some assert it to be; but is used in a general manner. (TA.) [One says لَا يُطَلقُ meaning He will not be, or is not to be, coped with: and also as meaning it is not to be done, or to be borne, endured, or tolerated: and so مَا يُطَاقُ: see an ex. voce حَمْضَ.]5 تطوّق He put on, or attired himself with, a طَوْق [or neck-ring]. (S, O, K.) b2: [Hence, تطوّقهُ, and تطوّق بِهِ, (assumed tropical:) He had it put upon him, and he bore it, and he took it upon himself, like the طَوْق upon the neck: and he had it imposed upon him, and he imposed it upon himself, as a thing that was difficult, troublesome, or inconvenient]. See 2. [See also Har p. 310. and see 5 in art. قلد.] b3: And تطوّــقت الحَيَّةُ عَلَى عُنُقِهِ (tropical:) The serpent became like the طَوْق upon his neck; as also ↓ طوّــقت. (TA.) Q. Q. 1 يُطَيَّقُونَهُ, originally يُطَيْوَقُونَهُ: see 2.

Q. Q. 2 يَطَّيَّقُونَهُ, originally يَتَطَيْوَقُونَهُ: see 2.

طَاقٌ A curved construction or structure; (S, O, K;) [said to be] a Pers\. word arabicized; (S, O;) and its pl. is طَاقَاتٌ and طِيقَانٌ: (S, O, K:) or an arch of a building, wherever it is; and the pl. is أَطْوَاقٌ and طِيقَانٌ: (JK, TA:) and as signifying [thus, or] an arch constructed with bricks, it is [said to be] originally ↓ طَائِقٌ; and therefore to have for its pl. طَوَائِقُ: so says Az. (TA.) [It is often applied to An arched gateway or doorway: and to a vault. And] i. q. كُوَّةٌ [i. e. A mural aperture; a hole, or an aperture, in a wall; a meaning also assigned to إِفْرِيزٌ, by which طَاقٌ will be found to be expl. in what follows: or a niche in a wall; which, as also a window, is now often called ↓ طَاقَةٌ]. (So in the Munjid of Kr.) [And app. A kind of arched construction with a flat top which forms a shelf, against a wall. (See رَفٌّ and سَهْوَةٌ.)] And i. q. إِفْرِيزٌ [which is expl. as meaning a projecting roof or covering of a wall: and a projecting coping, or ledge, or cornice, surrounding the upper part of a wall: and in the KL as meaning a hole, or an aperture, of a wall; (as mentioned above;) but its author adds “ so we have heard ”]: (MA voce إِفْرِيزٌ:) or so أَطْوَاقٌ. (JK, and O on the authority of Ibn-'Abbád. [But this I think doubtful, and the more so as it will be seen in what follows that another meaning assigned in these same lexicons to أَطْوَاقٌ is said by IB to be a meaning of طَاقٌ.]) b2: See also طَائِقٌ, in two places. b3: [Also A layer, stratum, lamina, or the like; or any flat piece, or portion, of a thing, such as is in some cases placed over, or under, a similar piece or portion: and anything such as is in some cases lined, or faced, or otherwise combined, with another similar thing: pl. طَاقَاتٌ.] You say طَاقُ نَعْلٍ

[A single piece of leather of a sole that consists of two or more of such pieces]; (S, O, K;) and نعْلٍ ↓ طَاقَةُ [which means the same]. (K.) and نَعْلٌ طَاقٌ وَاحِدٌ A single sole; i. e. a sole of a single piece; not made of two pieces sewed together, one upon the other. (TA in art. نعل.) And [in like manner] a garment is said to be طَاقٌ وَاحِدٌ [i. e. Single, not double, not lined nor faced nor stuffed]. (Az, in TA in art. سمط, [where this meaning is clearly indicated,] and Th, in M, same art.) Thus one says سَرَاوِيلُ طَاقٌ وَاحِدٌ [Trousers, or drawers, of single cloth]. (Th, M and K in art. سمط.) [See also what is said of the phrase السَّرَاوِيلُ الطَّاقُ voce رِجْلٌ.] One says also غَزْلٌ طَاقٌ وَاحِدٌ [Spun thread that is a single yarn]: and غَزْلٌ مَفْتُولٌ طَاقَيْنِ [Spun thread twisted of two yarns]. (S and TA in art. سحل.) See also طَاقَةٌ, which has a similar meaning. [and see an ex. of the pl. طَاقَات voce رَبْعَةٌ.]

A2: Also A certain sort of garment, (S, O, K,) having sleeves. (S, O.) [And] accord. to Esh-Shereeshee, A garment worn by a new-born child, or young infant, without an opening at the bosom. (Har p. 502.) b2: And (O, K) accord. to IAar, (O,) A [garment of the kind called] طَيْلَسَان [q. v.]: (O, K:) or such as is أَخْضَر [properly meaning green; but when applied to a garment commonly meaning, as used by the Arabs, of a dark, or an ashy, dust-colour; or a dingy ashcolour]: (Kr, K:) pl. طِيقَانٌ, like سِيجَانٌ pl. of سَاجٌ. (TA.) b3: And A [garment of the kind called] كِسَآءِ: (IB, TA:) and (TA) so أَطْوَاقٌ. (JK, and O and TA on the authority of Ibn-'Abbád. [But this, as I have shown above, I think doubtful.]) b4: And A [woman's muffler, or head-covering, such as is called] خِمَار. (IAar, TA.) b5: And one says, رَأَيْتُ أَرْضًا كَأَنَّهَا الطِّيقَانُ (tropical:) [I saw a land as though it were spread with the garments called طيقان]; meaning, whereof the herbage was abundant. (TA.) طَوْقٌ [A neck-ring;] a certain ornament for the neck; (K;) a thing well known: (Msb:) [its most usual from is figured in my work on the Modern Egyptians, Appendix A:] pl. أَطْوَاقٌ. (S, O, Msb, K.) It is said in a prov., كَبِرَ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ ['Amr has become too much advanced in age for the neck-ring]: (A 'Obeyd, O, K, TA: in some copies of the K [erroneously] كَبُرَ:) or شَبَّ عَمْرٌو عَنِ الطَّوْقِ, [which has the like meaning,] as in most of the books of proverbs: (TA:) applied to him who occupies himself with a thing that is beneath his ability. (K. [For the story of the origin of this prov., see Freytag's Arab. Prov. ii. 319-21, or Har pp. 502-3; as it is too long to be quoted here.]) b2: And Anything that surrounds another thing (Msb, K) is called its طَوْق. (Msb.) b3: Hence ذَاتُ الطَّوْقِ as an appel-lation of The [ringed] pigeon [or ring-dove]. (Msb.) b4: [And hence] one says, تَقَلَّدْتُ النِّعْمَةَ طَوْقَ الحَمَامَةِ (tropical:) [I bore the favour as the ring of the pigeon; meaning, as a permanent badge or decoration]: and فِى عُنُقِى طَوْقٌ مَا لِى بِأَدَآءِ شُكْرِهِ طَوْقٌ (tropical:) [Upon my neck is a permanent badge or decoration, for which I have not ability to render due acknowledgment]: so in the A: hence also the saying of El-Mutanebbee, أَقَامَتْ فِى الرِّقَابِ لَهُ أَيَادٍ

هِىَ الأَطْوَاقُ وَالنَّاسُ الحَمَامُ [Favours of his have remained upon the necks: they are the neck-rings, and the men are the pigeons]. (TA. [See, for this verse, p. 164 of Dieterici's ed. of the Deewán of El-Mutanebbee.]) b5: الطَّوْقُ signifies also The neck [itself]. (TA.) b6: And The كَرّ, (O,) or حَابُول, (K,) [i. e. the rope in the form of a loop] by means of which one ascends the palm-tree. (O, K. *) A2: See also the next paragraph, first and second sentences.

طَاقَةٌ is the subst. from أَطَاقَ, (Az, Msb, K,) and is used in the place of the inf. n., (Az, TA,) and [when used as a simple subst.] signifies Ability, or power; (S, O, * Msb, K;) and so ↓ طَوْقٌ, (S, O, K,) which is [originally] an inf. n., (Az, K,) and is also expl. as meaning the utmost that one can do, with difficulty, trouble, or inconvenience. (TA.) One says, [لَا طَاقَةَ لِى بِهِ I have not ability, or power, to do it, or to bear or endure or tolerate it: and, to cope with him: (see Kur ii. last verse: and verse 250:) and]

↓ هُوَ فِى طَوْقِى It is within my ability, or power. (S.) In the phrase طَلَبْتَهُ طَاقَتَــكَ, [as meaning Thou soughtest him, or it, in thy state of ability, or power,] Sb says, the [quasi-] inf. n. is prefixed [to the pronoun, and thus rendered determinate], though occupying the place of a denotative of state; in like manner as the article ال is prefixed [to عراك] in the phrase أَرْسَلَهَا. (TA.) A2: [Also A slender and small bundle or fascicle of fibres or filaments or the like, one of those whereof two or more, twisted together, compose a rope; a strand, a yarn, a single twist, or single thread, of a rope or cord or fringe &c.] You say طَاقَةٌ مِنْ حَبْلٍ A strand, yarn, or single twist, of a rope; syn. قُوَّةٌ; (S voce قُوَّةٌ;) and so مِنْ حَبْلٍ ↓ طَاقٌ, pl. أَطْوَاقٌ: (JK voce قُوَّةٌ:) [the pl. of طَاقَةٌ in this sense is طَاقَاتٌ:] طَاقَاتُ الحَبْلِ means قُوَاهُ, as is said in the A. (TA.) b2: And A شُعْبَة [i. e. spring, spray, bunch, or branchlet,] of sweet basil, or of sweet-smelling plants: and likewise [a lock, or flock,] of hair: (JK, TA:) [and so of wool, and the like;] you say طَاقَةُ رَيْحَانٍ, (S, O, K, TA,) [or مِنْ رَيْحَانٍ, &c.,] meaning شُعْبَةٌ مِنْهُ, as in the A. (TA.) b3: طَاقَةُ نَعْلٍ: see طَاقٌ, latter half. b4: See also another meaning of طَاقَةٌ voce طَاقٌ, first quarter.

طَوْقَةٌ A round, and plain, or soft, piece of ground, amid rugged tracts of ground: (O, K:) mentioned by IDrd as occurring in some poem of the Time of Ignorance but not heard by him from his companions. (O.) طَائِقٌ (S, O, K) and ↓ طَاقٌ (O, K) A prominence [app. meaning a ledge or ridge] projecting from a mountain: (S, O, K:) and the former, (S,) or the latter, (K,) or each, (O,) also the like thereof in a well; (S, O, K; [in the CK, النِّيرِ is erroneously put for البِئْرِ;]) i. e., in the wall that surrounds the interior of a well; and its pl. is طَوَائِقُ: (TA:) and between any two pieces of wood [or planks] of a ship, or boat: (S, O, K:) or طَائِقٌ signifies one of the pieces of wood [or planks] of the interior of a زَوْرَق [or skiff]: accord. to Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, it is the middle. or in the middle, of a ship or boat: and accord. to As, a prominence projecting from a ship, or boat, like a ledge swelling out from a mountain: and also, he says, a ridge, or ledge, in a [mountain, or portion of a mountain, such as is termed] قُنَّة: accord. to Lth, طَائِقُ كُلِّ شَىْءٍ signifies any mountain, or [hill such as is termed]

أَكَمَة, that surrounds anything: and its pl. is أَطْوَاقٌ [like أَصْحَابٌ pl. of صَاحِبٌ]. (TA.) b2: طَائِقٌ also signifies, accord. to Ibn-Hamzeh, The curved extremity of a bow; which is said to be called its ↓ طَاق; but this he disallows. (TA.) b3: See also طَاقٌ, first sentence.

أَطْوَاقٌ [a pl. of طَاقٌ: and of طَوْقٌ: and of طَائِقٌ.

A2: Also] The milk of the cocoa-nut: (O, K, TA:) AHn says, (O, TA,) it is very intoxicating; (O, K, TA;) moderately as long as its drinker does not go forth to the wind; but if he does so, his intoxication becomes excessive; (K, TA;) and when he who is not accustomed to it, (O, K, TA,) and is not suited to it, (O, TA,) continues constantly the drinking of it, it vitiates his intellect, (O, K, TA,) and confuses his understanding: (O, TA:) when it remains until the morrow, it becomes most acid vinegar. (K, TA.) حَمَامٌ مُطَوَّقٌ, (O,) and حَمَامَةٌ مُطَوَّقَةٌ, (S, O, K,) [Pigeons, and a pigeon,] having [i. e. marked with] a ring upon the neck. (S, O, K.) b2: and مُطَوَّقَةٌ signifies A large قَارُورَة [i. e. flask, or bottle,] having a ringed neck: (O, K:) thus called by the people of El-'Irák. (O.)
طوق
{الطَّوْق: حَلْيٌ يُجعَلُ للعُنُق. وكُلّ مَا اسْتَدارَ بشيءٍ فَهُوَ} طَوْق، {كطَوْق الرَّحَى الَّذِي يُدير القُطْب، وَنَحْو ذلِك. ج: أطْواقٌ.} وتطوَّق: لبِسَه هُوَ مُطاوِع {طوّقَه} تطْويقاً: إِذا ألْبَسَه {الطّوْقَ. والطّوْقُ: الوُسْعُ} والطّاقَةُ، وأنشَدَ اللّيْثُ: كُلُّ امْرئٍ مُجاهِدٍ {بطَوْقِه والثّورُ يحمِي أنفَه برَوْقِهِ يَقُول: كُلّ امرئٍ مكلّف مَا} أطَاق. وَقَالَ غيرُه: الطَّوْق:! الطّاقةُ، أَي: أقصَى غايَتِه، وَهُوَ اسمٌ لمِقْدار مَا يُمكِن أَن يفْعَلَه بمَشقّةٍ مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُريد: الطَّوقُ: حابول النّخْل، وَهُوَ الكَرُّ الَّذِي يُصعَدُ بِهِ الى النّخْلَة، وَيُقَال لَهُ: البَرْوَنْد بالفارسيّة، قَالَ الشاعِر يصفُ نخْلَة: (ومَيّالةٍ فِي رأسِها الشّحْمُ والنّدى ... وسائِرُها خالٍ من الخَيْرِ يابِسُ)

(تهيّبَها الفِتيانُ حتّى انْبَرى لَهَا ... قَصيرُ الخُطا فِي {طوْقِه مُتَقاعِسُ)
ومالِكُ بن} طَوْق بنِ عَتّاب بنِ زافِر بنِ مُرّةَ بنِ شُرَيحِ بنِ عبْدِ الله بنِ عَمرو بنِ كُلْثوم بنِ مالِك بن عتّاب بن سعْد بنِ زُهير بن جُشَم بن بَكْر بن حَبيب بنِ عَمْرو بن غَنْم بنِ تغْلِب: كَانَ فِي زَمَن الخليفةِ هَارُون الرّشيد رحِمه الله تَعَالَى، وَهُوَ صاحِبُ رَحَبَة مالِك المُضافَةِ إِلَيْهِ على الفُرات. قلت: وَمن ولَدِه مُحَمَّد بنُ هَارُون بنِ إِبْرَاهِيم بنِ الْغنم بن مَالك الَّذِي قدِم اليَمَن قاضِياً، صُحْبة مُحَمَّد بنِ زِياد الَّذِي اختطّ مدينَة زَبيد حرَسَها الله تَعَالَى وَله ذُرّيّةٌ بهَا طيِّبة يأتى ذِكرُهم فِي ع م ق إِن شاءَ الله تَعَالَى. وَفِي المثَل: كبِر عَمْرو عَن الطَّوْق هَكَذَا فِي العُباب، والأمْثال لأبي عُبيد. والمَشهور: شَبّ عَمْرٌ وَعَن الطّوق كَمَا فِي أَكثر كُتُب الْأَمْثَال يُضرَب)
لمُلابِس مَا هُوَ دونَ قَدْرِه. قَالَ المُفضَّل: أولُ من قَالَ ذَلِك جَذيمة الأبرَشُ. وعَمْرو هَذَا هُوَ عَمرو بنُ عَديّ بنِ نصْرِ ابنُ أختِه. وَكَانَ خالُه جَذيمة ملِكُ الْحيرَة قد جمَع غِلْماناً من أبناءِ المُلوكِ يخدِمونَه، مِنْهُم عَديُّ بنُ نَصْر وَكَانَ جَميلاً وسيماً فعشــقَتْــهُ رَقاشِ أختُ جَذيمةَ، فَقَالَت لَهُ: إِذا سَقَيْت الملِكَ، فسَكِرَ، فاخطُبْني إِلَيْهِ، فسَقى عَديٌّ جَذيمة لَيْلَة وألْطَفَ لَهُ فِي الخِدمة، فأسرعَت الخمرُ فِيهِ فَلَمَّا سكِر قَالَ لَهُ: سَلْني مَا أحبَبْت، فَقَالَ: زوّجْني رَقاش أُختَ، قَالَ: مَا بِها عنْكَ رغْبة قد فعَلْتُ، فعلِمَتْ رَقاش أَنه سيُنكِر ذَلِك إِذا أفاقَ، فقالَت للغُلام ادْخُل على أهلِك الليلةَ ففَعلَ أَي: دخَل بهَا وأصبحَ فِي ثِيابٍ قد لبِسَها جُدُدٍ، وتطيّب من طِيب، فَلَمَّا رآهُ جَذيمةُ قَالَ: يَا عَديُّ مَا هَذَا الَّذِي أرَى قَالَ: أنكَحْتَني أختَك رَقاش البارِحَةَ، فَقَالَ: مَا فعَلْتُ، ثمَّ وضَع يدَه فِي التُراب وجعلَ يضرِبُ وجهَه ورأسَه، وأقْبَلَ على رَقاش، وَقَالَ:
(حدِّثيني وأنتِ غيْرُ كَذوبِ ... أبِحُرٍّ زَنَيْتِ أم بهَجينِ)

(أم بعَبْدٍ، وأنتِ أهلٌ لعَبْدٍ ... أم بدونٍ وأنتِ أهلٌ لدونِ)
وَفِي نُسْخَة: فَأَنت أهل. قَالَت بل زوّجْتَني كُفُؤاً كَرِيمًا من أَبنَاء المُلوك، فأطْرَق جَذيمَةُ ساكِتاً، فَلَمَّا أخبِرَ عَديٌّ بذلك خافَ على نفسِه فهرَب مِنْهُ ولحِق بقوْمِه وبلادِه وَمَات هُنالِك، وعلِــقَت مِنْهُ رَقاش، فَأَتَت بابْنٍ سمّاهُ جَذيمَةُ عَمْرواً، وتبنّاه أَي: اتّخَذَه ابْناً لَهُ، وأحبّه حُبّاً شَدِيدا، وَكَانَ جَذيمةُ لَا يولَدُ لَهُ، فلمّا ترعْرَعَ وَبلغ ثَمَانِي سِنين كَانَ يخرُج مَعَ عدّة من الخدَم يجْتَنون للملِك الكَمْأةَ، فَكَانُوا إِذا وجَدوا كمْأةً خِياراً أكَلوها، وأتَوا بِالْبَاقِي الى الملِك، وَكَانَ عَمْرو لَا يأكُلُ مِنْهُ أَي مِمَّا يجْتَني، وَيَأْتِي بِهِ جَذيمةَ كَمَا هُوَ فيضَعُه بَين يدَيْه، وَيَقُول:
(هَذَا جَنايَ وخِيارُهُ فِيهِ ... إِذْ كُلُّ جانٍ يدُه الى فِيهِ)
فذهبَت كلمتُه مثلا. ثمَّ إنّه خرج يوْماً وعلَيْه حَليٌ وثِيابٌ، فاستُطير ففُقِد زَماناً، فضُربَ فِي الآفاقِ فَلم يوجَدْ، وأتى علَى ذَلِك مَا شاءَ الله، ثمَّ وجدَه مالِكٌ وعَقيلٌ ابْنا فارجٍ كَذَا فِي العُباب، ويُقال: ابْنا فالِج أَيْضا باللاّم، كَمَا فِي شرْح الدُرَيْديّة لِابْنِ هِشام اللّخْمي: رجُلان من بَلْقَيْن أَي بَني القَيْن كَانَا متوجّهين الى جَذيمَة بهَدايا وتُحَف، فبَيْنَما هُما نازِلان بوادٍ من الأودِية فِي السّماوةِ انْتهى إليْهِما عمْرو بنُ عَديّ وَقد عفَتْ أظفارُه وشَعْرُه فَسَأَلَاهُ: من أنتَ فَقَالَ: ابنُ التّنوخِيّة فلَهيا عَنهُ، فَقَالَا لجاريةٍ معَهُما: أطْعِمينا، فأطْعَمَتْهُما، فَأَشَارَ عمْرو إِلَيْهَا أنْ أطْعِميني، فأطْعَمَته، ثمَّ ســقتْــهُما فَقَالَ عَمْرو: اسقِيني، فَقَالَت الجاريَة: لَا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فيطمَعَ فِي)
الذِّراعِ فأرسَلَتْها مثَلاً، ثمَّ إنّهُما حَملاه الى جَذيمة، فعرَفَه ونظَر الى فَتى مَا شاءَ من فَتى وضمّه وقبّلَه، وَقَالَ لهُما: حُكْمَكُما، فَسَأَلَاهُ مُنادَمَته فَلم يَزالا نَديمَيه حَتَّى فرّق الموتُ بَينهم، وصارَتْ تُضرَب باجتماعِهم ومُنادِمتِهم الأمثالُ الى الْآن. وبعثَ عَمْراً الى أمّه، فأدْخلَتْه الحمّامَ، وألبَستْه ثيابَه {وطوّــقَتْــه} طوْقاً كَانَ لَهُ من ذهَبٍ، فَلَمَّا رَآهُ جَذيمَةُ قَالَ: كبِر عمْروٌ عَن الطّوْق فأرسَلَها مثَلاً. {والأطْواق: لبَنُ النّارَجِيل. قَالَ أَبُو حَنيفة: وَهُوَ مُسكِرٌ جدا سُكْراً معتَدِلاً، مَا لم يبْرُز شارِبُه للرّيح، فَإِن برزَ أفرَطَ سُكرُه، وَإِذا أدامَه مَنْ ليسَ من أهلِه، لم يعتَدْهُ، أفسدَ عقلَه ولبّس فهمَه فإنْ بقِيَ الى الغدِ كَانَ أثْقَفَ خَلٍّ. وَفِي اللِّسان: شرابُ} الأطواقِ: حلَبُ النّارَجيل، وَهُوَ أخبثُ من كُلّ شراب يُشرَب، وأشدّ إفساداً للعَقْل. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: {الطّوْقَةُ: أرضٌ تستَديرُ سهْلَةٌ بَين أرَضِينَ غِلاظ فِي بعضِ شعرِ الجاهليّة قَالَ: وَلم أسمَعْه من أصحابِنا.
} والطّاقُ: مَا عُطِفَ من الأبنِية، ج: {طاقاتٌ} وطِيقانٌ فارسيٌّ معرَّب، كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غيرُه: هُوَ عَقْدُ البِناء حيْث كَانَ. والجَمْع: {أطواقٌ، وطِيقان. (و) } الطّاقُ: ضَربٌ من الثِّياب. قَالَ الرّاجز: يكْفيكَ من! طاقٍ كَثيرِ الأثْمان جُمّازةٌ شُمِّرَ مِنْهَا الكُمّانْ كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الطّاقُ: الطّيْلَسان، أَو هُوَ الطّيلَسانُ الأخْضَر عَن كُراع.
قَالَ رؤبَة: وَلَو تَرَى إِذا جُبّتي من {طاقِ ولِمّتي مثلُ جَناحِ غاقِ وأنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي:
(لقد ترَكَتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ ... تمشّى بينَ خاتامٍ} وطاقِ)
والجمْع: {الطِّيقان، كساجٍ وسيجان. قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليّ:
(من الرَّيْطِ} والطِّيقانِ تُنشَرُ فوقَهم ... كأجْنِحَةِ العِقْبانِ تدْنو وتخْطِفُ)
(و) {الطّاقُ: د، بسِجِسْتان من نواحِيها. والطّاقُ: حِصْنٌ بطَرِسْتان. وَبِه سكَن محمّد بنُ النُّعمان، شيطانُ الطّاقِ، وَإِلَيْهِ نُسِبت الطّائِفَة الشّيطانيّة: من غُلاة الشّيعة. والطّاقُ: ناشِزٌ ينشِزُ، أَي: يندُرُ من الجبَل} كالطّائِقِ. وَقَالَ اللّيثُ: {طائِقُ كلِّ شيءٍ: مَا استدَار بِهِ من جبَلٍ، أَو أكمَةٍ، وجمْعُه)
} أطْواقٌ. وكذلِك مَا نشَزَ فِي جالِ البِئْر قَالَ عُمارَةُ بنُ أرْطاةَ يصِف غرْباً: موقَّرٍ من بقَر الرّساتِقِ ذِي كِدْنةٍ على جِحافِ {الطّائِقِ أخْضَرَ لم يُنْهَكْ بموسَى الحالِقِ أَي ذُو قوّة على مُكاوَحَة تِلْك الصّخرة، وَقَالَ فِي جمْعِهِ: على مُتونِ صخَرٍ} طوائِقِ قَالَ أَبُو عُبَيد: وَفِيمَا بَين كُلِّ خشَبَتيْن زادَ غيرُه من السّفينة، وَقيل: {الطّائِقُ: إِحْدَى خشَباتِ بطْنِ الزّوْرَق. وَقَالَ أَبُو عمْرو الشّيْبانيّ: الطّائقُ: وسَط السّفينة، وأنشَد للَبيد:
(فالْتامَ} طائِقُها القَديمُ فأصْبَحَتْ ... مَا إنْ يقوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ)
وَقَالَ الأصمعيّ: الطائِقُ: مَا شخَصَ من السّفينةِ، كالحَيْدِ الَّذِي ينحدِرُ من الجبَل. قَالَ ذُو الرُمّة: قَرْواءَ {طائِقُها بالآلِ محْزومُ قَالَ: وَهُوَ حرْفٌ نادِرٌ فِي القُنّة.} والطّاقَةُ: شُعْبَةٌ من رَيْحانٍ أَو شعَر، وقوّةٌ من الخَيْطِ، أَو نحْو ذَلِك. ويُقال: {طاقُ نعْلٍ،} وطاقَةُ رَيْحانٍ أَي: شُعْبَة مِنْهُ، كَمَا فِي الأساسِ. {وطائِقانُ: ة ببَلْخ.
} وطوّــقْتُــكَهُ أَي: كلّفْتُكه. وقولُه تَعَالَى:) {سيطوَّقونَ مَا بخِلوا بِهِ (أَي: يُلْزِمونَه فِي أعْناقِهم. وَفِي الحَدِيث: من ظلَم قِيدَ شِبْرٍ من الأرضِ} طوّقَه اللهُ من سَبْعِ أرَضِين هَذَا يُفسَّر على وجْهَين: أحدُهما: أَن يخسِفَ اللهُ بِهِ الأرضَ، فتَصيرُ البُقعَةُ المَغصوبةُ مِنْهَا فِي عُنُقه {كالطّوقِ. وَالْآخر: أنْ يكونَ من} طَوْقِ التّكْليفِ لَا مِنْ طوْقِ التّقْليدِ، وَهُوَ أَن {يُطَوَّق حمْلَها يومَ القِيامةِ. ويُقال:} طوَّقَني اللهُ أداءَ حقِّه أَي قوّاني علَيه كَمَا فِي الصِّحاح. {وطوّــقَتْ لَهُ نفْسُه: لغةٌ فِي طوّعَتْ أَي: رخّصَت وسهّلَتْ، حَكاها الأخفَشُ، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ ابنُ سيدَه: وقُرِئَ شاذّاً) وعلَى الّذينَ} يُطوّقونَه (. قَالَ ابنُ جِنّي فِي كِتابِ الشّواذّ: هِيَ قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلافٍ، وعائِشَةَ، وسعيدِ بنِ المُسَيّبِ، وطاوُس بخِلافٍ، وسَعيد بنِ جُبَيْر، ومُجاهِد بخِلاف، وعِكرِمةَ، وأيّوبَ السِّخْتِياني، وعَطاء أَي يُجْعَلُ {كالطّوْقِ فِي أعْناقِهم. ووزنه يفَعِّلونَه، وَهُوَ كَقَوْلِك: يُجشَّمونَه ويُكلَّفونَه.} يَطَّوَّقونَه، وَهِي قِراءَةُ مُجاهِدٍ، ورُويت عَن ابنِ عبّاس وَعَن عِكرِمة. أصلُه! يتطوَّقونَه، قُلِبت التّاءُ طاءً، وأُدْغِمَت فِي الطّاءِ بعْدهَا، كَقَوْلِهِم: اطَّيَر يَطّيَّر، أَي: تطيَّر يتطيَّر. قَالَ ابنُ جِنّي: وتُجيز الصّنعةُ أَن يكونَ يتَفَوْعَلونه ويتفعْوَلونه، إلاّ أنّ يتفعَّلونَه الوَجْه لأنّه أظْهَرُ وأكثرُ.) {يُطَيَّقونه وَهِي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلاف. أصلُه يُطَيْوَقونَه قُلِبت الواوُ يَاء كَمَا قُلِبت فِي سَيّد ومَيّت، وَقد يجوزُ أَن يكونَ القَلْب على الُعاقَبة، كتهوّر وتهَيَّر، على أنّ أَبَا الحسَن قد حَكَى: هار يَهِير، فَهَذَا يؤنِّسُ أنّ ياءَ تهيّرَ وضْعٌ، وَلَيْسَت على المُعاقَبة، قَالَ: وَلَا تحْمِلَنّ هارَ يَهِير على الواوِ، قِياساً على مَا ذهَبَ إِلَيْهِ الخَليل فِي تاهَ يَتيه، وطاحَ يَطيح، فإنّ ذَلِك قَليل} يَطّيَّقونَه جَازَ أَن يكون يتَفَيْعَلونه كَمَا هُوَ ظاهِرٌ لفْظاً أصْلُه يتطَيْوقونَه قُلِبَت الواوُ يَاء كَمَا تقدّم فِي سَيّد ومَيِّت، ويجوزُ أَن يكون {يُطَوَّقونَه بالواوِ وصِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه يُفضوْعَلونه، إِلَّا أنّ بِنَاء فعّلْتُ أكثَر من بناءِ فَوْعَلْت. وَقَالَ ابنُ جِنّي: وَقد يُمْكِنُ أنْ يكونَ} يتطَيَّقونَه يتفعّلونه لَا يتفَيْعَلونه، وَلَا يتفَعْوَلونه، وَإِن كَانَ اللّفْظُ بهما كاللّفْظ بيتَفَعّل لقلَّتِهما وكثْرته. ويؤنِّسُ كوْن {يتطيَّقونَه يتفعّلونه قِراءَةُ مَنْ قرأَ} يتطَوَّقونه، وَكَذَلِكَ يؤنِّس كوْن يُطَيَّقونه يتفعّلُونه لَا يتفَيْعَلونَه قِراءَة من قَرَأَ: يُطوَّقونَه وَالظَّاهِر من بعد أَن يكون يتَفَيْعَلونه. هَذَا آخر نَص الشّواذّ لابْنِ جِني.
{والمُطَوَّقة: الحَمامة ذاتُ} الطّوق فِي عُنقها. قَالَ ذُو الرُمّة:
(أَلا ظعَنَتْ مَيٌّ فاتِيكَ دارُها ... بهَا السُّحْمُ تَرْدي والحَمامُ {المُطَوَّقُ)
قَالَ الصاغانيّ: وأهلُ العِراق يُسَمّون القَارورَة الكَبيرة الَّتِي لَهَا عُنُقٌ} مُطوَّقة كَمَا فِي العُباب.
{والإطاقَةُ: القُدرَةُ على الشّيءِ، وَقد} طاقَه {طوْقاً،} وأطاقَه! إطاقة. (و) {أطاقَ عَلَيْهِ، والاسْم} الطّاقَة.
قَالَ الأزهَريّ: {طاقَ} يَطوق {طَوْقاً،} وأطاقَ {يُطِيق} إطاقَةً {وطاقَةً، كَمَا يُقال: طاعَ يَطوعُ طَوْعاً، وأطاع يُطيعُ إطاعةً وطاعَةً والطّاعةُ} والطّاقةُ: اسمان يوضَعانِ موضِعَ المصْدَر. قَالَ سيبَويْه: وَقَالُوا: طلَبْتَه {طاقَتَــك، أضافوا المصْدَر وَإِن كَانَ فِي موضِع الحالِ، كَمَا أدْخَلوا فِيهِ الألِف واللاّم حِين قَالُوا: أرسلَها العِراكَ. وَأما طلَبتُه} - طاقَتــي فَلَا يكونُ إِلَّا معرِفَةً، كَمَا أَن سُبحانَ الله لَا يكونُ إِلَّا كذلِك. وَقَالَ شيخُنا: {الطاقَةُ} والإطاقَة لَا يخْتَصُّ بالإنسان كَمَا زعَم قوم، بل هِيَ عامّةٌ بخِلاف الطّاعَةِ والاسْتِطاعة، فلَها خُصوص. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: {طوَّقه بالسّيْف وغيْره،} وطوّقَه إطّاه: جعَله لَهُ {طَوْقاً.} وطوّقَني نِعْمَةً. {وتطوَّــقْت مِنْهُ أيادي، وَهُوَ مجَاز. وَكَذَلِكَ قولُهم: تقلّدتُها طوْقَ الحَمامَة. وَتقول: فِي عُنُقي من نِعمَتِه} طوْق، مَا لِي بأداءِ شُكْرِه طوْق. كَمَا فِي الأساس. وَقَالَ بعضٌ: {طوّقه} تطْويقاً، خاصٌّ بالذّم، والصّوابُ العُموم. وَمِنْه قولُ المتنبّي:
(أقامَت فِي الرِّقاب لَهُ أيادٍ ... هِيَ {الأطواقُ والنّاسُ الحَمامُ)
} وطُوِّقَه، بالضّمّ: جُعِل داخِلاً فِي {طاقَتِــه، وَلم يعْجِزْ عَنهُ.} وتطوّــقَتِ الحيّةُ على عُنُقِه: صارَتْ)
عَلَيْهِ {كالطّوْقِ، وكَذا} طوّــقَتْ، وَهُوَ مَجازٌ. {والطّوائقُ: جمع} الطّاق الّذي يُعْقَد بالآجُرِّ، وأصلُه طائِق، وجَمْعُه: طَوائِقُ على الأَصْل، كحاجَة وحَوائج لأنّ أصلَها حائِجَةٌ، قَالَه الأزهَريّ وأنشَدَ لعَمْرو بن حسّان يصِفُ قصْراً:
(أجِدَّك هلْ رأيْتَ أَبَا قُبَيْسٍ ... أطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ) (بَنَى بالغَمْرِ أرْعَنَ مُشْمَخِرّاً ... يُغنّي فِي {طوائِقِه الحَمامُ)
وأرادَ بِأبي قُبَيْس أَبَا قابُوس أحدَ المُلوك دونَ الجبَل، كَمَا فِي أوّلِ إصْلاحِ المنْطِق، وَقد مرّ تحْقِيقُه فِي حرْفِ السّين. قَالَ ابنُ بَرّي:} والطَّوقُ: العُنُق، وَمِنْه قولُ عَمْرو بنِ أُمامة: لقد عرَفْتُ الموتَ قبْلَ ذوْقِهِ إنّ الجَبانَ حتفُه من فوقِهِ كلُّ امرئٍ مُقاتلٌ عَن {طوْقِهِ كالثّورِ يحْمي أنفَه برَوْقِهِ قلت: وعَزاه الصّاغانيّ الى عامِرِ بنِ فُهَيْرةَ رَضِي اللهُ عَنهُ، وأنشَدَه اللّيثُ خِلافَ مَا ذكرنَا، وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ بَرّي:} الطّاق: الكِساءُ. {والطّاقُ: الخِمار. أنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي: سائِلَة الأصْداغ يهْفو} وطاقُها كأنّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسّرَه وَقَالَ: أَي خِمارُها يَطير، وأصداغُها تتطاير من مُخاصَمَتها. ويُقال: رأيتُ أرْضاً كأنّها {الطِيقانُ إِذا كثُرَ نباتُها، وَهُوَ مَجازٌ.} وطاقُ القَوْسِ: سيَتُها. وَقَالَ ابنُ حمْزة: {طائِقُها لَا غَيْر، وَلَا يُقالُ} طاقُها. وذاتُ {الطُّوَق، كصُرَد: أرضٌ معْروفَةٌ. قَالَ رؤبَةُ: تَرمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً وَقد أنْجَدْنَ من ذاتِ} الطُّوَقْ {وطاقاتُ الحَبْلِ: قُواه، كَمَا فِي الأساس.} والأطواقُ: الإفْريزُ. وجِنْسٌ من النّاسِ بالسِّند. والكِساءُ، كَذَا فِي المُحيط. قَالَ الصّاغانيّ: أقمتُ بالسِّنْدِ سِنينَ وَلَيْسَ يعْرِف ثَمَّ هَذَا الجِنْس أحدٌ من النّاسِ.
قلتُ: ومؤلِّفُ المُحيط كَانَ أَبوهُ ممّن تولّى بتِلْك النّواحي فَلَا بِدْع أنّه أدرَك مَا لم يُدْرِكْه الصّاغاني، وَمن حفِظَ حُجّةً على مَنْ لم يحْفَظ.
طوق
عن التركية بمعنى دجاجة أو بمعنى شبعان وممتلئ أو بمعنى ما يتدلى من أعناق بعض الخرفان والماعز كالحلق.

طوق


طَاقَ (و)(n. ac. طَوْق)
a. [acc.
or
'Ala], Was able to do, capable of, equal to.
طَوَّقَa. Put a necklace round the neck of.
b. [acc.
or
La], Enabled, helped, empowered to do; rendered easy
to, facilitated to.
c. [La], Believed (himself) capable of.

أَطْوَقَa. see I
تَطَوَّقَa. Put on a necklace.

إِطْتَوَقَ
(ط)
a. see V
طَوْق (pl.
أَطْوَاْق)
a. Necklace, collar; circlet.
b. Hoop; circle; ring; yoke.
c. see 1tA (a)
طَاق (pl.
طَاقَات
&
طِيْقَان [] )
a. Arch; archway; vault; arcade; recess; any arched
construction.
b. Layer; fold; sole ( of a boot ).

طَاقَة []
a. Power, ability; capability; capacity; faculty.
b. [ coll. ], Hole, aperture
opening; window.
c. Bunch; handful.

مُطَوَّق [ N. P.
a. II], Ring-dove.

إِطَاقَة
a. see 1tA (a)

جند

ج ن د : الْجُنْدُ الْأَنْصَارُ وَالْأَعْوَانُ وَالْجَمْعُ أَجْنَادٌ وَجُنُودٌ الْوَاحِدُ جُنْدِيٌّ فَالْيَاءُ لِلْوَحْدَةِ مِثْلُ: رُومٍ وَرُومِيٍّ

وَجَنَدُ بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بِالْيَمَنِ. 
[جند] الجند: الاعوان والانصار. وفلان جند الجنود. وفى الحديث: " الارواح جنود مجندة ". والشام خمسة أجناد: دمشق، وحمص وقنسرون، والاردن، وفلسطين، يقال لكل مدينة منها جند. قال الشاعر الفرزدق: فقلت ما هو إلاَّ الشامُ تَرْكَبُهُ * كأَنَّمَا الموتُ في أَجْنادِهِ البَغَرُ وجند بالتحريك: بلد باليمن.
(جند)
الْجنُود جمعهَا وَفُلَانًا صيره جنديا (مو)
ج ن د: (الْجُنْدُ) الْأَعْوَانُ وَالْأَنْصَارُ وَفُلَانٌ (جَنَّدَ الْجُنُودَ تَجْنِيدًا) وَفِي الْحَدِيثِ: «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ» . 

جند


جَنَدَ
جَنَّدَa. Raised, enlisted, levied (troops).

تَجَنَّدَa. Became a soldier, enlisted.

جُنْد
(pl.
جُنُوْد أَجْنَاْد)
a. Army; troops, soldiers.
b. (pl.
أَجْنَاْد), Province; military district.
جُنْدِيّa. Soldier.

جِنْدَار (pl.
جَنَاْدِ4َة)
a. Body-guard.

جُنْدَُب جَُنْدُخ (pl.
جَنَاْدِ4ُ)
a. Black locust.
b. Grass-hopper.
(ج ن د) : (الْجُنْدُ) جَمْعٌ مُعَدٌّ لِلْحَرْبِ وَجَمْعُهُ أَجْنَادٌ وَجُنُودٌ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجُنَيْدِ هَكَذَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَفِي الْمُتَشَابِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْجُنَيْدِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِي حَثْمَةَ وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَجُنَادَةُ بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الدَّوْسِيُّ صَحَابِيٌّ.
ج ن د

جند الجنود: جمعها، و" الأرواح جنود مجندة "، والريح من جنود الله تعالى. وهو من أجناد الشام وهي خمس كور: دمشق، وحمص والأردن وقنسرين، وفلسطين. كانت الأجناد تحشد منها فسميت بذلك. والنسبة ترد إلى الواحد فيقال جندي، وأما الجندي فمنسوب إلى الجند باليمن. قال عمرو بن شمر:

ولا من سليم وساداتها ... ولا من تميم وأهل الجند

وتجند فلان: اتخذ جنداً.
جند
يقال للعسكر الجُنْد اعتبارا بالغلظة، من الجند، أي: الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكلّ مجتمع جند، نحو: «الأرواح جُنُودٌ مُجَنَّدَة» . قال تعالى: إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
[الصافات/ 173] ، إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ [الدخان/ 24] ، وجمع الجند: أَجْنَاد وجُنُود، قال تعالى: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [الشعراء/ 95] ، وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر/ 31] ، اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها [الأحزاب/ 9] ، فالجنود الأولى من الكفار، والجنود الثانية التي لم تروها الملائكة.
جند: جَنَّد بتشديد النون، يقال: جَنّد جُنداً، وجنّد أرضاً. أي جعل من الكورة جُنْداً أي فرقة عسكرية (معجم البلاذري).
وجَنّدَ الجند: جمع جنداً أو فرقة عسكرية وسيرها إلى الغَزاة. ففي أخبار (ص56): ثم لما جُنِدّ جُند قنسرين صار الصميل فيه).
تجنّد: صار جندياً (معجم الماوردي).
جُنْد: تطلق كلمة جند أو جندي الآن في مصر على الخيال، مقابل عسكري المشاة (بركهارت نويبة ص428، محيط المحيط).
جَنَد: زعفران، ففي المستعيني في مادة زعفران: وقيل هو جند.
جُندي: خَيَّال. (أنظر: جند).
وجندي: لقب موظف عمله الاهتمام بكل ما يتصل بالقوافل (براون 1: 295) وفيه جِندي.
جُنْدِيَّة: جند، عسكر (معجم المتفرقات).
والخدمة العسكرية (فوك، المقري 1: 709) وفي حيان (ص21 و): فصار بالمصاف بقرطبة وتصرف في الجندية. مثل الخدمة الجندية، ففي حيان (ص 21ق): وتصرف في الخدمة الجندية، وعند الخطيب (ص 114و): الحذق بأنواع الجندية.
وجندية: عدة الفرس أو غطاؤه (ألكالا) وفيه: فرس بجندية.
جَنَّادَة (أنصار، مجندون؟) اسم أطلق على جماعة دينية اعتنقوا التعاليم الدينية لأحد المصلحين (تاريخ البربر 1: 97) مع التعليق في الترجمة (1: 154).
مُتَجند: جندي (عباد 1: 322، 2: 159، المقري 3: 366، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية ص32، 90، 95، 107، 115).

جند

2 جنّد جُنُودًا (S, A) He collected, or assembled, جنود [i. e. armies, military forces, &c.]. (A.) 5 تجنّد He took or prepared, for himself, a جُنْد [i. e. an army, a military force, &c.]. (A, TA.) جُنْدٌ [a coll. gen. n.] An army; a military force; a legion; a body of troops or soldiers; (L, K;) a collected body of men prepared for war: (Mgh:) auxiliaries: (S, L, Msb, K:) n. un. ↓ جُنْدِىٌّ [signifying a trooper; a soldier; an auxiliary]; like as رُومِىٌّ is n. un. of رُومٌ: (Msb:) pl. of the former, جُنُودٌ (S, A, Mgh, Msb) and [pl. of pauc.] أَجْنَادٌ. (Mgh, Msb.) It is said in a trad., ↓ الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ (S, A, L) Souls are troops collected together: meaning that they are created of two parties, each party agreeing together, and disagreeing with the other party, like two armies opposed, each to the other. (L.) b2: Also Any kind, or species, of creatures, or created things, regarded as alone, by itself, or apart from others. (K, * TA.) It is said in a prov., إِنَّ لِلّهِ جُنُودًا مِنْهَا العَسَلُ Verily to God belong kinds, or species, of created things [by means of which He effects his purposes as by armies or auxiliaries], of which is honey: (Z, K:) first said by Mo'áwiyeh, when he heard that El-Ashtar had been given to drink some honey containing poison, in consequence of which he died: and used on the occasion of rejoicing at a misfortune that has befallen an enemy: it occurs in the history of El-Mes'oodee thus; إِنَّ لِلّهِ جُنْدًا فِى العَسَلِ. (MF.) b3: Also, [as a term used in Syria, and afterwards by the Arabs from Syria in Spain,] A city [with its territory; i. e. a province, or district]: (K:) or particularly a city of Syria [with its territory]: (AO, TA:) pl. أَجْنَادٌ. (TA.) Syria consists of five اجناد; namely, Dimashk [or Damascus], Hims [or Emessa], Kinnesreen, El-Urdunn [or the Jordan], and Filasteen or Falasteen [or Palestine]: (S, M, A:) they were thus called because the military forces were thence collected. (A.) [See مِخْلَافٌ.]

جُنْدِىٌّ: see جُنْدٌ. b2: Also Of, or relating to, a جُنْد of Syria. (A.) جُنْدٌ مُجَنَّدٌ An army, or a military force, collected. (TA.) See also جُنْدٌ.
(ج ن د)

الجُنْد: الْعَسْكَر.

وَالْجمع: أجناد، وجُنُود، وَقَوله تَعَالَى: (إِذْ جاءتكم جُنُودٌ فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا وجُنوداً لم تَرَوْهَا) الْجنُود الَّتِي جَاءَتْهُم: هم الْأَحْزَاب، وَكَانُوا قُريْشًا وغَطَفَان وَبني قُرَيْظَة، تحزبوا وتظاهروا على حَرْب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأرْسل الله تَعَالَى عَلَيْهِم ريحًا كفأت قدورهم وقلعت فساطيطهم وأظعنتهم من مَكَانهَا، والجنود الَّتِي لم يروها: الْمَلَائِكَة.

وجُنْد مُجَنَّدة: مَجْمُوع.

وكل صنف من الْخلق على حِدة: جُنْد، وَالْجمع: كالجمع، وَفِي الحَدِيث: " الْأَرْوَاح جُنُود مُجَنَّدة ".

والجُنْد: المَدِينة وَجَمعهَا: أجناد.

وَخص أَبُو عبيد بِهِ: مدن الشَّام، فَقَالَ: الشَّام خَمْسَة أجناد: دمشق وحمص وقِنَّسرِين والاردن وفلسطين، قَالَ:

فَقلت مَا هُوَ إِلَّا الشأم تركبه ... كَأَنَّمَا الْمَوْت فِي أجناده البَغَرُ

والجَنَد: الأَرْض الغليظة.

وَقيل: هِيَ حِجَارَة تشبه الطين.

والجَنَد: مَوضِع بِالْيمن، وَهُوَ اجود كورها.

وجُنَيد، وجَنَّاد، وجنادة: أَسمَاء.

وجُنَادة أَيْضا: حَيّ. وجُنْد يسابور: مَوضِع. وَلَفظه بِالرَّفْع وَالنّصب سَوَاء لعجمته.

وأجنادان، وأجْنادِينُ: مَوضِع، النُّون معربة بِالرَّفْع، وَأرى الْبناء قد حكى فِيهَا.
[جند] فيه: الأرواح "جنود مجندة" فما تعارف ائتلف، مجندة أي مجموعة ومعناه الإخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدمها الأجساد أي أنها خلــقت أول خلــقتــها على قسمين من ائتلاف واختلاف كالجنود المجموعة إذا تقابلت، ومعنى تقابلها ما جعلوا عليه من السعادة والشقاوة، يقول: إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما خلــقت عليه ولذا ترى الخير يحب الأخيار والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم. ك: وقيل: خلــقت مجتمعة ثم فرقت في أجسامها فمن وافق الصفة ألفه ومن باعد نافره. الخطابي: خلــقت قبلها فكانت تلتقي فلما التبست بها تعارفت بالذكر الأول فصار كل إنما يعرف وينكر على ما سبق له من العهد. ن: "مجندة" أي جموع مجتمعة وأنواع مختلفة، وتعارفها لأمر جعلها الله عليه، وقيل: موافقة صفاتها وتناسبها في شيمها. ط: فاء فما تعارف تدل على تقدم اشتباك في الأزل ثم تفرق فميا لا يزال أزمنة متطاولة ثم ائتلاف بعد تناكر، كمن فقد أنيسه ثم اتصل به فلزمه وأنس، وأن من لم يسبق له اختلاط معه اثمأز منه، ودل التشبيه بالجنود على أن ذلك الاجتماع في الأزل كان لأمر عظيم من فتح بلاد وقهر أعداء، ودل على أن أحد الحزبين حزب الله والآخر حزب الشيطان، وهذا التعارف إلهامات من الله من غير إشعار منهم بالسابقة. ك: فلقيه أمراء "الأجناد" أي أمراء مدن الشام الخمس: فلسطين والأردن وحمص وقنسرين ودمشق. نه: أي المرصدين بها للــقتــال، وكان كل واحد منها يسمى جنداً أي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين. وفيه: سترنا البيت "بجنادي" أخضر، قيل: هو جنس من الأنماط أو الثياب يستر بها الجدران. ويوم "أجنادين" بفتح دال موضع بالشام، وكانت به وقعة عظيمة بين المسلمين والروم في خلافة عمر. و"الجند" بفتح جيم ونون أحد مخاليف اليمن، وقيل: مدينة بها.
جند
تجنَّدَ/ تجنَّدَ لـ يتجنَّد، تجنُّدًا، فهو مُتجنِّد، والمفعول مُتجنَّد له
• تجنَّد الشَّابُّ: مُطاوع جنَّدَ: التحق بالجيش وصار جُنْديًّا.
• تجنَّد للأمر: تأهَّب، تطوّع، تفرّغ له "تجنَّد لمكافحة الأميَّة". 

جنَّدَ يجنِّد، تجنيدًا، فهو مُجنِّد، والمفعول مُجنَّد
 • جنَّد الجُنودَ: جمعها وحشدها وجهّزها بوسائل الدِّفاع والهجوم لهدفٍ معيَّن "جنَّدت الدَّولةُ مائةَ ألف رجل لدى الحدود- جنَّدت وزارة الدَّاخلية بعض أفرادها لمنع التَّظاهر".
• جنَّد الشَّابَّ: صيَّره جُنْديًّا، أدرج اسمه في القوّات المسلّحة "فلان مجنَّد" ° إدارة التَّجنيد/ دائرة التَّجنيد/ مديريّة التَّجنيد: مؤسّسة تقوم بمهامّ التجنيد- تجنيد إجباريّ: إلزاميّ. 

جُنديّ [مفرد]: ج جُنْد، جج أجناد وجُنود: (سك) لقب عسكريّ يُطلق على مَنْ يلتحق بالجيش ويعمل فيه، مقاتل، محارب، عسكريّ "جنديّ أوّل/ مستجدّ" ° الجنديّ المرتزِق: جندي يخدم في أي جيش لهدف أو غاية شخصيّة أو حبًّا للمغامرة- الجنديّ المجهول: جنديّ استُشهد ودُفن مجهول الهُويّة يُستخدم قبره رمزًا لأمثاله من الجنود- جنديّ احتياطيّ: غير ملتحق بالجيش ولكنّه يستدعى عند الحاجة.
• الجُنْد: الأنصار والأعوان "جُند إبليس- {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ} ". 

جُنديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من جُنْد: نظام الجُنْد، خدمة عسكريّة "التحق بالجنديّة". 

جند: الجُنْد: معروف. والجُنْد الأَعوان والأَنصار.

والجُنْد: العسكر، والجمع أَجناد. وقوله تعالى: إِذ جاءَتكم جنود

فأَرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها؛ الجنود التي جاءَتهم: هم الأَحزاب

وكانوا قريشاً وغَطَفَان وبني قُريظة تحزبوا وتظاهروا على حرب النبي، صلى

الله عليه وسلم، فأَرسل الله عليهم ريحاً كفأَت قدورهم وقلعت فساطيطهم

وأَظعنتهم من مكانهم، والجنود التي لم يروها الملائكة. وجند مُجَنَّد: مجموع؛

وكل صنف على صفة من الخلق جند على حدة، والجمع كالجمع، وفلان جَنَّدَ

الجنود. وفي الحديث: الأَرواح جنود مُجَنَّدة فما تعارف منها ائْتَلف وما

تناكر منها اختلف؛ والمجندة: المجموعة، وهذا كما يقال أَلْف مؤَلفة

وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ أَي مُضَعَّفة، ومعناه الإِخبار عن مبدإِ كون الأَرواح

وتقدمها الأَجساد أَي أَنها خلــقت أَوّل خلقها على قسمين من ائتلاف

واختلاف، كالجنود المجموعة إِذا تقابلت وتواجهت، ومعنى تقابل الأَرواح ما جعلها

الله عليه من السعادة والشقاوة والأَخلاق في مبدإِ الخلق، يقول: إِن

الأَجساد التي فيها الأَرواح تلتقي في الدنيا فتأْتلف وتختلف على حسب ما خلــقت

عليه، ولهذا ترى الخَيَّرَ يحب الخَيِّر ويميل إِلى الأَخيار،

والشِّرِّير يحب الأَشرار ويميل إِليهم. ويقال: هذا جند قد أَقبل وهؤلاء جنود قد

أَقبلوا؛ قال الله تعالى: جند مّا هنالك مهزوم من الأَحزاب، فوحَّد النعت

لأَن فقظ الجند

(* هنا بياض بالأصل ولعل الساقط منه مفرد أو واحد) . . .

وكذلك الجيش والحزب. والجند: المدينة، وجمعها أَجناد، وخص أَبو عبيدة به

مدن الشام، وأَجناد الشام خمس كور؛ ابن سيده: يقال الشام خمسة أَجناد:

دِمَشْق وحِمْص وقِنَّسْرِين والأُرْدُنُّ وفِلَسْطِين، يقال لكل مدينة

منها جند؛ قال الفرزدق:

فقلت ما هو إِلا الشام نركبه،

كأَنما الموتُ في أَجناده البَغَر

البَغَر: العطش يصيب الإِبل فلا تروى وهي تموت عنه. وفي حديث عمر: أَنه

خرج إِلى الشام فلقيه أُمراء الأَجناد، وهي هذه الخمسة أَماكن، كل واحد

منها يسمى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين. وفي حديث

سالم: سترنا البيت بِجُناديٍّ أَخضر، فدخل أَبو أَيوب فلما رآه خرج إِنكاراً

له؛ قيل: هو جنس من الأَنماط أَو الثياب يستر بها الجدران.

والجَنَد: الأَرض الغليظة، وقيل: هي حجارة تشبه الطين. والجَنَد: موضع

باليمن، وهي أَجود كورها، وفي الصحاح: وجَنَد، بالتحريك، بلد باليمن. وفي

الحديث ذكر الجَنَد، بفتح الجيم والنون، أَحد مَخاليف اليمن؛ وقيل: هي

مدينة معروفة بها.

وجُنَيْد وجَنَّاد وجُنادة: أَسماء. وجُنادة أَيضاً: حيّ.

وجُنْدَيْسابُورُ: موضع، ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته. وأَجنادانُ

وأَجنادَيْنُ: موضع، النونُ معربة بالرفع؛ قال ابن سيده: وأُرى البناء

قد حكي فيها. ويوم أَجنادَيْنِ: يوم معروف كان بالشام أَيام عمر، وهو موضع

مشهور من نواحي دمشق، وكانت الوقعة العظيمة بين المسلمين والروم فيه.

وفي الحديث: كان ذلك يوم أَجْيادِينَ، وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء

تحتها نقطتان، جبل بمكة وأَكثر الناس يقولونه بالنون وفتح الدال المهملة

وقد تكسر.

جند
: (الجُنْد، بالضمّ: العَسْكَرُ والأَعوانُ) والأَنْصار، والجمعُ الأَجْنَادُ والجُنُودُ، والواحدُ جُنْديٌّ، فالياءُ للوَحْدة، مثل رُوم ورُوميّ، كَذَا فِي (الْمِصْبَاح) .
(و) الجُنْد: (المَدينَةُ) ، وجمعُها أَجنادٌ. وخَصّ أَبو عُبيدة بِهِ مُدُنَ الشَّأْم. وأَجنادُ الشأْم خَمْسُ كُوَر: دمَشق، وحمْص، وقنَّسرينُ، والأُردُنّ، وفِلَسطِين، يُقَال لكُلِّ مدينةٍ مِنْهَا جُنْد. وَفِي حَدِيث عُمرَ (أَنّه خَرجَ إِلى الشّأْم فلقيَه أُمراءُ الأَجنادِ) وَهِي هاذه الخمسةُ أَماكن، كلُّ وَاحِد مِنْهَا يُسمَّى جُنْداً، أَي المقيمين بهَا من الْمُسلمين المقاتلين.
(و) كلُّ (صنف مِن الخلْقِ) جُنْدٌ (على حِدةٍ) وَالْجمع كالجمْع.
(وَفِي المثَل (إِنَّ للهِ جُنُوداً مِنْهَا العَسَلُ)) قَالَ شَيخنَا فِي هَذَا المثَل: (إِنّه لمعاويةَ رَضِي الله عَنهُ، قَالَه لمَّا سمع أَن الأَشترَ سُقِيَ عَسلا فِيهِ سمٌّ فماتَ. يُضرَب عِنْد الشَّماتة بِمَا يُصيب العَدوَّ، وَقَالَهُ الميدانيّ والزمخشريّ. وَوَقع فِي تَارِيخ المَسْعُودِيّ: (إِنَّ لله جُنْداً فِي العَسَل) .
(و) الجَنَدُ (بالتِّ حْرِيك: الأَرضُ الغلِيظة. و) قيل: هِيَ (حجَارةٌ تُشبِهُ الطِّينَ. و) الجَنَدُ: (د، بِالْيمن) بَين عَدَنَ وتَعِزَّ، وَهُوَ أَحَدُ مَخاليفها الْمَشْهُورَة، نزَلها مُعَاذُ بن جبَلٍ رَضِي الله عَنهُ.
(و) الجَندُ (بنُ شَهْرَانَ: بَطنٌ من المَعَافر) ، مِنْهُم شرَفُ بن محمّد بن الحَكَم ابْن أَخي يَحيَى بن المحَكَم المَعَافرِيّ.
(و) جَنْدٌ، (كنجْمَ: د. على) نَهرِ (سَيْحُونَ) ، مِنْهُ القَاضِي الشَّاعِر يَعْقُوب بن فاضلٍ، قدِم خُوارَزْمَ سنة 548.
(وخَلاّد بن) عبد الرّحمان (بن) (جُنْدَةَ) الصاغانيّ (بالضّمّ) ، عَن سعيد بن المُسيّب وَغَيره، وَعنهُ ابْن أَخيه الْقَاسِم بن الفيّاض بن عبد الرحمان وَغَيره.
(والهَيْثَم بن جَنّادٍ، ككتّان، وعليُّ بن جَنَدٍ، محرّكةً، محدِّثون) ، الأَخير يُعرف بالطّائفيّ: عَن عمْرِو بن دِينَار.
(وجُنَادَةُ) بالضّم، ابْن أَبي أُمَيَّةَ الأَزْديّ، وَابْن جَراد الغَيْلانيّ الأَسَديّ، وَابْن زيد الْحَارِثِيّ، وَابْن سُفْيَان أَخو جابرٍ، وابنُ عبد الله بن عَلْقَمة بن عبد الْمطلب، وَابْن عوفٍ وابنُ مالكٍ (صحَابِيُّون) رَضِي الله عَنْهُم.
(وجُنيْدُ بن عبد الرحمان) بن عَوْف بن خالدٍ العامريّ (وجخميدٌ أَخوه، صَحابيَّان) .
(وأَجْنَاديْن) بِفَتْح الأَلف، وفتْح الدّال وَكسرهَا، وَفِي اللِّسَان وأَجْنَادَيْنُ وأَجْنادان مَوضعٌ، النُّونُ مُعْرَبةٌ بِالرَّفْع. قَالَ ابْن سَيّده: وأُرى البِناءَ قد حُكِيَ فيهمَا. والأَخير من الْوَجْهَيْنِ ذَكره الكبريّ فِي (المعجم) ، كأَنّه تَثْنِيَة أَجناد، وَبِه جزمَ ابْن الأَثير وقيَّده ابْن إِسحاق. وَقَالَ السُّهَيليّ: كَذَا سمعْت الشَّيْخ الْحَافِظ أَبا بكرٍ يعنطق بِهِ، وقيَّدناه عَن أَبي بكر بن طاهرٍ عَن أَبي عليَ الغَسْانيّ بِكَسْر أَوله وَفتح الدَّال: (ع) مشهورٌ من واحي دِمَشق الشأْم، كَانَت فِيهِ الوقْعة العظيمةُ بَين الرُّوم وَالْمُسْلِمين.
(وجُنْدَيْسابُورُ) . بالضّمّ، موضعٌ (آخَرُ) ، ولفظُه فِي الرّفع والنّصب سواءٌ لعُجمَته، وَهُوَ من كُوَرِ الأَهواز.
(والجُنيْدُ، كزُبير: لَقَبُ) سيِّد الأَقطاب (أَبي الْقَاسِم سعيد بن عُبَيْدٍ) وفيل هُوَ الجُنيْدُ بن محمّد بن الجُنيد الخزَّاز القَوَاريريّ (سُلطانُ الطَّائفة الصُّوفيّة) ، وسيَّدُهم، صَحبَ سريًّا السَّقَطيَّ والحارِثَ المحاسبيّ، وَسمع الْحسن بنَ عَرفةَ؛ وَعنهُ جعفرٌ الخلْدِيّ وتَفقَّه على أَبي ثَورٍ صاحبِ الشَّافِعِي، وأَفتَى فِي حَلْــقتــه، وَكَانَ شيخ وَــقْتــه وفَريدَ عصره حَالا وَقَالا. توفِّيَ سنة 298 ودُفِنَ عِنْد شيخِه سَرِيّ بالشُّونِيزيّة ببغدادَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جُنْدٌ مُجنَّدٌ، أَي مجموعٌ. (والأَرواحُ جُنودٌ مُجنَّدةٌ) أَي مَجْمُوعَة. وهاذا كام يُقَال أَلْفٌ مُؤلَّفَةٌ، وقَنَاطيرُ مُقَنْطَرةٌ أَي مُضعَّفة.
وجَنْد، بفتْح فَسُكُون: ناحيةٌ بسَوادِ العِراقِ بَين فَم النِّيل والنُّعمانيّة.
والهَيْثم بن محمّد بن جَنّادِ، ككَتّان، الجُهنيّ، مُحدّث.
والجَنَادِيّ: جِنْسٌ من الأَنماط أَو الثِّياب يُسترُ بهَا الجُدرانُ.
وتَجنّدَ: اتخذَ جُنداً.
وجُنادَة، بالضّمّ: حَيٌّ.
والجُنْد بالضّمّ: جَبلٌ بِالْيمن.
وجُنيد بن سميع المُزنيّ، ذكرَه العقيليُّ فِي (الصَّحَابَة) .
وَالقَاسِم بن فيّاض بن عبد الرحمان بن جُمْدة، صَنعانيٌّ، يْعدّ من أَهل الْيمن.
ومحمّد بن عبد الله بن الجُنَيد الجُنيديّ. ومحمّد بن يُوسُف بن الجُنَيد الجُنيديّ الكَشّيّ الجُرحانيّ. وأَبو محمدٍ حَيْدر بن محمّد بن أَحمد بن الجُنَيد البُخاريّ. فَهَؤُلَاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد.
وأَما أَبو عبد الله محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كَانَ يَتكَلَّم كثيرا بكلامِ الجُنيْد.
وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن مُحَمَّد بن أَحمد بن عِيسى الأَسفَراينيّ كَانَ واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ.
جند: الجُنْدُ: مَعْرُوفٌ. وكُلٌّ صِنْفٍ من الخَلْقِ: جُنْدٌ. وأجْنَادُ الشّامِ خَمْسُ مَدَائِنَ: دِمَشْقُ وحِمْصُ وقِنِّسرِيْنُ والأُرْدُنُ وفِلَسْطِيْنُ. وتَجَنَّدَ الرَّجُلُ: اتَّخَذَ جُنْداً. والجَنَدُ: مَوْضِعٌ. وهي حِجَارَةٌ تُشْبِهُ الطَّيْنَ. وقيل: أرْضٌ غَلِيْظَةٌ. وجُنَادَةُ: حيٌّ من اليَمَنِ.
(جند) - في حَدِيثِ سَالِم بنِ عَبدِ اللهِ بن عُمَر أنَّه حِينَ بَنَى بأَهْلِه قال: "سَتَرنَا البَيتَ بجُنَادِيٍّ أَخْضَر، فَدخَل أَبُو أَيُّوب، رضي الله عنه، فَلَمَّا رَآهُ خَرَج إنكاراً له".
وهذا أَظنُّه جِنْسًا من النَّمَط أو الثِّيابِ يُستَر به الجُدرانُ، ولا أَعرِف حَقِيــقتَــه.

جرم

جرم
أصل الجَرْم: قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة:
رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ: صار ذا جرم، نحو: أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره: جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب:

جريمة ناهض في رأس نيق
فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تــقتــل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم: ما ذو ولد- وإن كان بهيمة- إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عزّ وجل: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ [المطففين/ 29] ، وقال تعالى: فَعَلَيَّ إِجْرامِي [هود/ 35] ، وقال تعالى: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ [المرسلات/ 46] ، وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر/ 47] ، وقال عزّ وجل: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ [الزخرف/ 74] .
- ومن جَرَم، قال تعالى: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ [هود/ 89] ، فمن قرأ بالفتح فنحو: بغيته مالا، ومن ضمّ فنحو: أبغيته مالا، أي أغثته.
وقوله عزّ وجلّ: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا [المائدة/ 8] ، وقوله عزّ وجل: فَعَلَيَّ إِجْرامِي
[هود/ 35] ، فمن كسر فمصدر، ومن فتح فجمع جرم.
واستعير من الجرم- أي: القطع- جَرَمْتُ صوف الشاة، وتَجَرَّمَ الليل .
والجِرْمُ في الأصل: المجروم، نحو نقض ونفض للمنقوض والمنفوض، وجعل اسما للجسم المجروم، وقولهم: فلان حسن الجرم، أي: اللون، فحقيــقتــه كقولك: حسن السخاء.
وأمّا قولهم: حسن الجرم، أي: الصوت .
فالجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت، ولكن لمّا كان المقصود بوصفه بالحسن هو الصوت فسّر به، كقولك: فلان طيب الحلق، وإنما ذلك إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه. وقوله عزّ وجل: لا جَرَمَ
قيل: إنّ «لا» يتناول محذوفا، نحو «لا» في قوله تعالى: لا أُقْسِمُ [القيامة/ 1] ، وفي قول الشاعر:
لا وأبيك ابنة العامري 
ومعنى جرم: كسب، أو جنى. و: أَنَّ لَهُمُ النَّارَ [النحل/ 62] ، في موضع المفعول، كأنه قال: كسب لنفسه النار.
وقيل: جَرَمَ وجَرِمَ بمعنى، لكن خصّ بهذا الموضع «جرم» كما خصّ عمر بالقسم، وإن كان عمر وعمر بمعنى، ومعناه: ليس بجرم أنّ لهم النار، تنبيها أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى قوله تعالى: وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها [الجاثية/ 15] . وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق .
وعلى ذلك قوله عزّ وجل: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [النحل/ 22] ، لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ [النحل/ 23] ، وقال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ [النحل/ 109] .
الْجِيم وَالرَّاء وَالْمِيم

جَرَمه يَجْرِمه جَرْما: قطعه.

وشجرة جَرِيمة: مَقْطُوعَة.

وجَرَم النّخل وَالتَّمْر يجرِمه جَرْما، وجِراما، وجَرَاما: صرمه عَن اللحياني.

وتمر جَرِيم، ومجروم: مصروم.

وأَجرم: حَان جِرَامُه.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

سادٍ تَجرَّم فِي البَضِيع ثمانيا ... يُلْوِى بعَيْقات البِحار ويُجْنَبُ

يَقُول: قطع ثَمَانِي لَيَال مُقيما فِي البضيع يشرب المَاء.

والجَرِيم: النَّوَى، واحدته: جَرِيمة، وَهُوَ الجَرَام أَيْضا، وَلم أسمع للجَرَام بِوَاحِد.

وَقيل: الجَرِيم، والجَرَام: التَّمْر الْيَابِس، قَالَ:

يرى مجدا ومكرُمة وعِزّا ... إِذا عَشَّى الصّديق جَرِيمَ َتْمِر

والجُرَامة: التَّمْر المجروم.

وَقيل: هُوَ مَا يُجرم مِنْهُ بعد مَا يصرم، يلقط من الكرب.

والجُرَامة: قصد الْبر وَالشعِير، وَهِي أَطْرَافه تدق ثمَّ تنقى، والأعرف: الجدامة، بِالدَّال. وَكله من الْقطع.

وجَرَم النّخل جَرْما، واجترَمه: خرصه.

والجُرْم: الذَّنب.

وَالْجمع: اجرام، وجُرُوم.

وَهُوَ الجَرِيمة.

وَقد جَرَم يَجْرِم جَرْما، واجترم، وأَجرم، فَهُوَ مُجْرِم وجَرِيم وَقَوله تَعَالَى: (حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِياط وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين) قَالَ الزّجاج: المجرمون هَاهُنَا، وَالله أعلم: الْكَافِرُونَ لِأَن الَّذِي ذكر من قصتهم التَّكْذِيب بآيَات الله والاستكبار عَنْهَا.

وتجرَّم: ادّعى عَلَيْهِ الجُرْم وَإِن لم يُجْرِم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قد يُعتزَى الهِجرانُ بالتجرُّمِ

وَقَالُوا: اجترَم الذَّنب، فعدوه، قَالَ الشَّاعِر أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَترى اللبيب مُحَسَّدا لم يَجْتَرِم ... عِرْضَ الرِّجَال وعِرْضُه مشتومُ

وجَرَم عَلَيْهِم، وإليهم، جَرِيمة، وأجرم: جنى جِنَايَة، وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا معشَر شُوسُ العُيون كَأَنَّهُمْ ... إليَّ وَلم أُجْرِم بهم طالبو ذَحْل

قَالَ: أَرَادَ لم أُجرم اليهم أَو عَلَيْهِم، فأبدل الْبَاء مَكَان إِلَى أَو على.

وجَرَم يَجْرِم، واجترم: كسب.

وَهُوَ يَجْرِم لأَهله، ويجترم: يتكسب وَيطْلب ويحتال.

وجَرِيمة الْقَوْم: كاسبهم، قَالَ الْهُذلِيّ يصف عقَابا ترزق فرخها وتكسب لَهُ:

جَرِيمةَ ناهض فِي رأْس نِيقٍٍ ... ترى لعظام مَا جَمَعَتْ صَلِيبا

والجِرْم: الْجَسَد. وَالْجمع الْقَلِيل: أَجرام، قَالَ يزِيد بن الحكم الثَّقَفِيّ:

وَكم موطنٍ لولاي طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بأجرامه من قُلَّة النِّيق مُنْهَوٍ

وَجمع كَأَنَّهُ صير كل جُزْء من جِرْمه جِرْما. وَالْكثير: جُرُوم، وجُرْمان، عَن الْفَارِسِي، وجُرُم، قَالَ:

مَاذَا تَقول لأشياخ أولى جُرُمٍ ... سُودِ الْوُجُوه كأمثال المَلاَجيب

وَألقى عَلَيْهِ أَجْرامه، عَن اللحياني وَلم يفسره، وَعِنْدِي: أَنه يُرِيد ثقل جِرْمه. وَجمع على مَا تقدم فِي بَيت يزِيد.

وَرجل جَرِيم: عَظِيم الجِرْم، وَأنْشد ثَعْلَب:

وَقد تزدري العينُ الْفَتى وهْو عَاقل ... ويُؤْفَن بعضُ الْقَوْم وهْو جَرِيم

ويروى: " وَهُوَ حزيم " وَقد تقدم، وَالْأُنْثَى: جَرِيمة.

وإبل جريم: عِظَام الأجرام.

حكى يَعْقُوب عَن أبي عَمْرو: جلة جَرِيم، وَفَسرهُ فَقَالَ: عِظَام الأجرام.

والجِرْم: الْحلق، قَالَ معن بن أَوْس:

لأستلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حتّى استللته ... وَقد كَانَ ذَا ضِغْن يضيق بِهِ الجِرْمُ

يَقُول: هُوَ أَمر عَظِيم لَا يسيغه الْحلق.

والجِرْم: الصَّوْت، قَالَ: وَقيل جهارته، وكرهها بَعضهم.

والجِرْم: اللَّوْن، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وحول مُجَرَّم: تَامّ، وَقد تَجَرَّم.

وجَرَّمْنا الْقَوْم: خرجنَا عَنْهُم.

وَلَا جَرَم: أَي لابدَّ.

وَقيل: مَعْنَاهُ: حَقًا، قَالَ:

وَلَقَد طعنتَ أَبَا عُيَينة طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فزارةَ بعْدهَا أَن يغظبوا أَي حــقت لَهَا الْغَضَب.

وَقيل: مَعْنَاهُ: كسبتها الْغَضَب، قَامَ سِيبَوَيْهٍ: فَأَما قَوْله تَعَالَى: (لَا جَرَم أَن لَهُم النَّار) فَإِن جَرَم عملت لِأَنَّهَا فعل، وَمَعْنَاهَا: لقد حق أَن لَهُم النَّار، وَلَقَد اسْتحق أَن لَهُم النَّار. وَقَول الْمُفَسّرين: مَعْنَاهَا: حَقًا أَن لَهُم النَّار يدلك أَنَّهَا بِمَنْزِلَة هَذَا الْفِعْل إِذا مثلت. فجرم عملت بعد فِي أَن.

وَزعم الْخَلِيل: أَن جَرَم إِنَّمَا تكون جَوَابا لما قبلهَا من الْكَلَام. يَقُول الرجل: كَانَ كَذَا وَكَذَا، وفعلوا كَذَا فَتَقول: لَا جرم أَنهم سيندمون أَو أَنه سَيكون كَذَا وَكَذَا.

وَقَالَ ثَعْلَب: وَالْفراء وَالْكسَائِيّ يَقُولَانِ: لَا جَرَم تبرئة.

وَيُقَال: لَا جَرَم، وَلَا ذَا جرم، وَلَا أَنْ ذَا جرم، وَلَا عَنْ ذَا جرم، وَلَا جَرَ، حذفوه لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاه.

وَأَرْض جَرْم: حارة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: دفيئة.

وَالْجمع: جُرُوم.

وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أَرض جَرْم: تُوصَف بِالْحرِّ، وَهُوَ دخيل.

والجَرْم: زورق من زوارق الْيمن.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُرُوم.

وجَرْم: بطْنَان: بطن فِي قضاعة، وَالْآخر فِي طَيء.

وَبَنُو جارِم: بطْنَان بطن فِي بني ضبة وَالْآخر فِي بني سعد.
(جرم) : جَرمَ به الدَّمُ: لَصِقَ به.
(ج ر م) : (الْجِرْمُ) اللَّوْنُ وَالصَّوْتُ وَالْجَسَدُ.
(جرم) : جَرِيمُ الطَّعام: ما كانَ فيه من مَدَرٍ، وعِيدان، وغيرهنا.
(جرم) يُقَال لَا جرم لَآتِيَن لَا بُد وَلَا محَالة أَو حَقًا
(جرم) - في الحَدِيث: "لا تَذهَبُ مِائَةُ سَنةٍ وعلى الأَرضِ عَينٌ تَطرِف، يُرِيدُ بذلك تَجَرُّمَ ذلك القَرْن".
: أي تَصَرُّمَه وانْقِراضَه، والجَرْمُ: القَطْع، والجِرامُ: صِرامُ النَّخل ويُروَى "تَخَرّم " بالخَاء المُعجَمة.
(جرم)
جرما أذْنب وَيُقَال جرم نَفسه وَقَومه وجرم عَلَيْهِم وإليهم جنى جِنَايَة وَفُلَان لأَهله كسب وَالرجل أكسبه جرما وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَا يجرمنكم شنآن قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى} لَا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء عَلَيْهِم وَالشَّيْء قطعه وَالنَّخْل وَنَحْوه جرما وجراما جنى ثمره وَالتَّمْر جناه

(جرم) جرامة عظم جرمه

(جرم) لَونه جرما صفا

جرم


جَرَمَ(n. ac. جَرْم)
a. Cut, cut off.
b. [La], Gained, earned for.
c. ['Ala], Sinned, offended against.
جَرَّمَa. Lopped off, cut off, cut out.

أَجْرَمَ
a. ['Ala]
see I (c)
تَجَرَّمَa. Was cut off.
b. Was ended; passed; was completed.
c. ['Ala], Accused falsely.
إِجْتَرَمَ
a. ['Ala], Offended, transgressed against.
جَرْم
(pl.
جُرُوْم)
a. Boat, bark.

جِرْم
(pl.
جُرُم
جُرُوْم
أَجْرَاْم
38)
a. Body; bulk, volume.

جُرْم
(pl.
جُرُوْم أَجْرَاْم)
a. Fault, crime, offence.

جَرَاْمa. Dried dates.

جَرِيْم
(pl.
جِرَاْم)
a. Cut, cut off.
b. Bulky.

جَرِيْمَة
(pl.
جَرَاْئِمُ)
a. see 3b. A fine, mulct.

N. Ag.
أَجْرَمَa. Criminal; culprit.

لَا جَُرْمَ
a. Verily, assuredly.
[جرم] نه فيه: أعظم المسلمين "جرما" من سأل. هو الذنب، جرم واجترم وتجرم. وفيه: لا تذهب مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف، يريد "تجرم" ذلك القرن، من تجرم القرن أي انقضى، من الجرم القطع، ويروى بخاء معجمة من الخرم القطع. ومنه: "لا جرم" لأفلن حدها، هي كلمة تجيء للتحقيق بمعنى لابد، وقيل: جرم بمعنى كسب، وقيل: بمعنى وجب ولا رد لما قبلها، نحو "لا جرم أن لهم النار" أي ليس الأمر كما قالوا، ثم ابتدأ: وجب لهم النار، وقيل في "لا يجرمنكم" شقاقي" لا يحملنكم ويحدوكم. وفي ح على: اتقوا الصبحة فإنها مجفرة منتنة "للجرم" أي للبدن. ومنه: كان حسن "الجرم" وقيل أي حسن الصوت. وفيه: والذي أخرج العذق من "الجريمة" أي النواة.
ج ر م: (الْجُرْمُ) وَ (الْجَرِيمَةُ) الذَّنْبُ تَقُولُ مِنْهُ: (جَرَمَ) وَ (أَجْرَمَ) وَ (اجْتَرَمَ) . وَ (الْجِرْمُ) بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَ (جَرَمَ) أَيْضًا كَسَبَ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2] أَيْ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ وَيُقَالُ لَا يُكْسِبَنَّكُمْ. وَ (تَجَرَّمَ) عَلَيْهِ أَيِ ادَّعَى عَلَيْهِ ذَنْبًا لَمْ يَفْعَلْهُ. وَقَوْلُهُمْ: (لَا جَرَمَ) قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانَتْ فِي الْأَصْلِ بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ فَجَرَتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: لَا جَرَمَ لَآتِيَنَّكَ، قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَــقْتُ بِشَيْءٍ.
ج ر م : جَرَمَ جَرْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَذْنَبَ وَاكْتَسَبَ الْإِثْمَ وَبِالْمَصْدَرِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ بَنُو جَرْمٍ وَالِاسْمُ مِنْهُ جُرْمٌ بِالضَّمِّ وَالْجَرِيمَةُ مِثْلُهُ وَأَجْرَمَ إجْرَامًا كَذَلِكَ وَجَرَمْتُ النَّخْلَ قَطَعْتُهُ وَالْجِرْمُ بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَالْجَمْعُ أَجْرَامٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْجَرْمُ أَيْضًا اللَّوْنُ فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ نَجَاسَةٌ لَا جَرْمَ لَهَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ وَقَوْلُهُمْ لَا جَرَمَ قَالَ الْفَرَّاءُ هِيَ فِي الْأَصْلِ بِمَعْنَى لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ ثُمَّ كَثُرَتْ فَحُوِّلَتْ إلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَعْنَى حَقًّا وَلِهَذَا يُجَابُ بِاللَّامِ نَحْوَ لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ.

وَالْجُرْمُوقُ مَا يُلْبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ وَالْجَمْعُ الْجَرَامِيقُ مِثْلُ: عُصْفُورٍ وَعَصَافِيرَ. 
ج ر م

جرم النخل، وجرم صوف الغنم، وهو زمن الجرام. وهذه نخلة كثيرة الجريم أي التمر. وهب لنا جرامة نخلك وهو ما يترك على الكرب. قال الأعشى:

فلو كنتم تمراً لكنتم جرامة ... ولو كنتم نبلاً لكنتم معاقصا وتجرم العام، والشتاء، والصيف: تصرم. وجرمناه: قطعناه وأتممناه، وعام مجرم. وأقمت عنده تم عام مجرم. ويقول أهل الحجاز: أعطيته كذا جريماً من التمر، وهو مد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجرم فلان، وأجرم، وهو جارم على نفسه وقومه. قال:

وإن جار لهم جرمت يداه ... وحلوه البلاء عن النعيم

كفوه ما جنى حدباً عليه ... بطول الباع والحسب العميم

ومالي في هذا جرم، وأخذ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم، وهذا جريمة أهله، وجارمتهم وجارحتهم أي كاسبهم. والعقاب جريمة فرخها. ولا جرم لأحسنن إليك. ورجل جريم: عظيم الجرم، وامرأة جريمة، وجلة جريم. ورمي عليه بأجرامه. وما عرفته إلا بجرم صوته أي بجهارته. وهذه بلاد جرم وبلاد صرد أي حر وبرد. وجمع جراميزه إذا تقبض ثم وثب عليه.
[جرم] الجُرْمُ: الذَنْبُ، والجريمةُ مثله. تقول منه: جَرَمَ وأَجْرَمَ واجْتَرَمَ بمعنىً. والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسيٌّ معرّبٌ. والجرومُ من البلادِ: خلاف الصُرود. وجرم: بطنان من العرب، أحدهما في قضاعة، وهو جرم بن زبان، والآخر في طيئ. وبنو جارم: قوم من العرب. وقال:

والجارمى عميدها * والجَرْمُ: القطعُ. وقد جَرَمَ النخلَ واجْتَرَمَهُ، أي صَرَمَهُ فهو جارِمٌ. وقومٌ جُرَّمٌ وجُرَّامٌ. وهذا زمن الجِرامِ والجَرامِ. وجَرَمْتُ صوفَ الشاة، أي جَزَزْتُهُ. وقد جَرَمْتُ منه، إذا أخذتَ منه، مثل جَلَمْتُ. والجِرْمُ بالكسر: الجسدُ. والجِرْمُ: اللون. والجرم: الصوت، حكاه ابن السكيت وغيره. وقال أبو حاتم: قد أولعت العامة بقولهم: فلان صافى الجرم، أي الصوت أو الحلق. وهو خطأ. والجرمة: القوم الذين يجترمون النخل، (*) أي يصرمون. قال امرؤ القيس: علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل أو كجنة يثرب وجرم يجرم، أي كسب. وفلان جريمة أهله، أي كاسبهم. وقال أبو خراش: جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا وقوله تعالى: (ولا يجر منكم شنان قوم) ، أي لا يَحْملنّكم، ويقال: لا يكسبنّكم. والجُرامَةُ بالضم: ما سَقَطَ من التمر إذا جُرِمَ. والجَريمُ: التمرُ المصروم. وحكى أبو عمرو: الجَرامُ بالفتح. والجريم: النوى. قال: وهما أيضا التمر اليابس، ذكره ابن السكيت في باب فعيل وفعال، مثل شحاح وشحيح، وكهام وكهيم، وبجال وبجيل، وصحاح الاديم وصحيح. وأما الجرام بالكسر، فهو جمع جريم، مثل كريم وكرام. ويقال: جِلَّةٌ جَريمٌ، أي عظام الأَجْرامِ. والجِلَّةُ: الإِبلُ المَسَانُّ. وحَوْلٌ مَجَرَّمٌ وسنة محرمة، أي تامة. وتجرمت السنونَ، أي انقضَتْ. وتَجَرَّمَ الليل: ذهب. وقول لبيد: * دمن تجرم بعد عَهْدِ أَنيسِها * أي تَكَمَّلَ. وتَجَرَّمَ عَليَّ فلان، أي ادَّعى ذنباً لم أفعله. قال الشاعر: تَعُدُّ عَلَيَّ الذَنْبَ إنْ ظَفِرَتْ به وإن لا تجذ ذنبا على تجرم وقولهم: لاجرم، قال الفرّاء: هي كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ ولا محالة، فجرت على ذلك وكثُرت حتَّى تحوّلت إلى معنى القَسَمِ، وصارت بمنزلة حقاً، فلذلك يجاب عنه باللام، كما يجاب بها عن القَسَم. ألا تراهم يقولون لا جرم لآتينك. قال: وليس قول من قال جرمت: حقــقت، بشئ، وإنما لبس عليهم الشاعر بقوله: ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا فرفعوا فزاره كأنه حق لها الغضب. قال: وفزارة منصوبة. أي جرمتهم الطعنة أن يغضبوا قال أبو عبيدة: أحــقت عليهم الغضب، أي أحــقت الطعنة فزارة أن يغضبوا. وحــقت أيضا من قولهم: لا جرم لافعلن كذا، أي حقا. (*)
جرم: الجَرْمُ: نَقِيْضُ الصَّرْدِ، أرْضٌ جَرْمٌ. والجِرْمُ: ألْوَاح؛ ُ الجَسَدِ وجُثْمانُه. ورَجُلٌ جَرِيْمٌ ومَجْرُوْمٌ. وامْرَأَةٌ جَرَيْمَةٌ. ذاتُ جِرْمٍ وجِسْمٍ عَظِيمٍ. ويُقال: جُرْمَانٌ مِثْلُ جُسْمَانٍ. وهي الرائحَةُ أيضاً. ورَمى بأجْرَامِه: أي بِجِسْمِه. وجِرْمُ الصَّوْتِ: جَهَارَتُه. والجُرْمُ: الذَّنْبُ، وجَمْعُه أجْرَامٌ. والمُجْرِمُ: المذْنِبُ، والجارِمُ: مُِْلُه. والجُرْمُ: الباطِلُ، حَلَفْتَ يَمِيناً ما فيها جُرُماتٌ: أي أباطِيْلُ. وأصابَهُ ذاكَ من جَرَمِك: أي من جَرِيمَتِكَ وجِنَايَتِكَ. ومالي عِنْدَه جَرِمَةٌ. وقَرَأ يَحْيَى بن وثّابٍ: " لاَ يُجْرِمَنَّكُم " برَفْعِ الياء؛ من أجْرَمَ أجْرَاماً. وقَوْلُه: " لاَ جَرَمَ " أيْ لا بُدَّ، وقيل: حَقّاً. وجَرَمَ له كذا: أي حَقَّ له. وفي " جَرَم " لُغَاتٌ: لا جَرَم ولا جرمَ ولا جَرَ بحَذْفِ الميم ولا ذا جَرَمَ ولا أنْ ذا جَرَمَ ولا جَرُمَ بوَزْنِ كَرُمَ. ومَعْنى لا ذا جَرَمَ: أي أسْتَغْفِرُ اللهَ. وأقَمْتُ عِنْدَهم حَوْلاً مُجَرَّماً: أي تامّاً. وجَرَّمْنا هذه السَّنَةَ: أي خَرَجْنَا منها. وتَجَرَّمَتِ الٍسنَةُ والشِّتاءُ. وفلانٌ جَرِيْمَةُ أهْلِه: أي كاشِبُهم، وكذلك الجارِمُ. والجَرِيْمُ من الإِبِلِ: الجِلَّةُ التي لَبْسَ فيها حَشْوٌ. واعْطُوا الرامِيَ جَرِيْمَتَه: أي زَوِّدُوْه. والأجْرَامُ: مَتَاعُ الراعي. والجَرِيْمَةُ: آخِرُ وَلَدُ الرَّجُلُ. والجَرِيْمُ والجَرَامُ: النَّوى، الواحِدُ جَرِيْمَةٌ. وقيل: التَّمْرُ اليابِسُ. والجَرَامُ: صِرَامُ النَّخْلِ. والجُرَامَةُ: ما الْتُقِطَ من التَّمْرِ بَعْدَمَا يَصْرَمُ. والجُرّامُ: الصُّرّامُ. والجَرْمُ: القَطْعُ، جَرَمَ صُوْفَ الشاةِ: إذا جَزَّه عنها. والأَجْرَامُ من السَّمَكِ: لَوْنَانِ مُسْتَدِيْرٌ بِلَوْنٍ؛ وأسْوَدُ له أجْنِحَةٌ. وجَرْمٌ: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ. وجَرْجَمَه فلانٌ: أي صَرَعَه. والجُرْجُوْمُ: نَعْتٌ؛ منه. وجَرْجَمْتُ الشَّيْءَ بَعْضَه على بَعْضٍ: أي أسْقَطتَه. وتَجَرْجَمَ: أي تَجَدَّلَ. والتَّجَرْجُمُ: الانْحِدَارُ في البِئْرِ. وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ في وِجَارِهِ: أي تَقَبَّضَ فيه. والتَّجَرْجُمُ: التَّقَوُّضُ والانْهِدَامُ. وتَجَرْجَمَ في الأكْلِ والشُّرْبِ: أكْثَرَ. ورَجُلُ جُرْجُمَانٌ. والجُرْجُوْمُ: العُصْفُرُ. والجَرِيْمُ والجَرِيْنُ: للتَّمْرِ والزَّبِيْبِ. وجَرْجَمْتُ القَدَحَ: أتَيْتَ على ما فيه. وتَجَرْ<َمَ: تَدَحْرَجَ. والجَرَاجِمُ: صَوْتُ اللَّبِنِ في الوَطْبِ. والجَرْمُ: مَصْدَرُ الجارِمِ الذي يجْرِمُ على نَفْسِه وقَوْمِه شّرَّاً. واجْتَرَمَ سَيئَّةً: اقْتَــرَفَها. ومعنى: " لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ " بمعنى لا باطلَ. وجَرَّمْتُ الكَلامَ عن نَفْسي تَجْرِيماً: نَفَّذْته عَنّي. وجَرَمَ النَّخْلَ يَجْرِمُه جَرْماً وجَرَاماً. وهذا زَمَنُ الجَرَامِ والجِرَامِ: أي الصَّرَام. والجَرَامُ: ما دقَّ من النَّوى.
جرم: جرم: غَرم (بوشر، همبرت 214، محيط المحيط).
جرم اللحم عن العظم: جرده (محيط المحيط).
وجَرُم على في معجم فوك.
وربما كان معناها اجترأ عليه، مثل جَرُؤَ على التي يذكرها في نفس المادة. وجرم= جَرَن: درس القمح بالنورج (ميهرن 26).
جَرَّم، جَرَّمه: نسب إليه الجرم (محيط المحيط).
تَجرَمَّ: اجترم، ارتكب جريمة، ذكره لين. ومثاله في بيان (2: 284).
جَرْم: كثير من الرحالة يتكلمون عن هذا النوع من الزوارق التي تستخدم في مصر. يقول ببلون الذي يكتبه جرب خطأ: إنه كمن زوارق النيل وإن منه ثلاثة أنواع أو أربعة ويذكر صفاتها.
ويقول كوبان (119): (جرم زورق منبسط مكشوف مثل هذه التي تحمل الملح في نهر الرون).
ويقول دارفيو (1: 183): (جروم: إنها لا سطوح لها، وهي طويلة بعض الطول مثل هذه التي تحمل الخشب إلى باريس).
ويقول فانسليب (106): (جروم زوارق طويلة جدا جعلت لتفريغ المكراكب ولسحبها من وحاف الرمال).
ويقول ترنر (2: 302): (وكان الزورق جرما كبيرا ذا ثلاثة صوار، لا سقف له كما هو مألوف في مثل هذه الزوارق، غير أن سطحه واسع فسيح).
وأنظر أيضاً: جيستل 182، 235، وشوايجر 256، ومنجازا 82 ومواضع أخرى، وبراون 1: 51، وفيسكيه 60، وريشتر 7، وأماري ديب 424.
جِرْم. جرم محذوف: قذيفة، جسم مقذوف (بوشر). ومعناه الأصلي جسم، ويستعمل بمعنى حجم الشيء وامتداده ومقدار كتلته.
ففي حيان - بسام (49 ق): صخرة عظيمة الجِرم، (عبد الواحد 182).
وأجرام (جمع جِرم): كتل عظيمة من الحجر. (المقدمة 2: 206) - وعمارات كبيرة (المقدمة 2، 201، 319، 323).
وفي ألف ليلة (3: 29) في الحديث عن مسخ (غول) شاذ الخلقة له أذنان مثل الجرَمْين، وأرى أن معناه مثل كتلتين كبيرتين من الحجر. وقد ترجمها لين، الذي وجدها في ألف ليلة، وهي أيضاً موجودة في طبعة بولاق، بما معناه (جرن أو مهراس)، غير أن كلمة جرم لم تدل على هذا المعنى.
وجرم وحدها من غير أن توصف بفلكي تعني أيضاً: فلك، وأحد أجرام السماء وهي نجومها وكواكبها (بوشر).
وجرم البَريّة، التي وردت في شعر يمدح ملك الفرس، يظهر أن معناها: إنه بين البريّة جرم سماوي أو الشمس (أنظر التعليقات على ابن بدرون 45). حسّ جرم: صوت غليظ، خفيض وعميق (بوشر).
جُرْم: جرأة، جسارة (فوك) وفي المعجم اللاتيني: abstinatio صوابه obstinatio وجُرْم: قَصْوَة (صوابه قَسْوَة).
وعَاشَر الأجْرام: عاشر المجرمين، عاشر أرذال الناس أو سفلتهم (بوشر).
جَرْمَة: مِسجّة، مِيسعة، مالج (همبرت 83، هلو).
جُرْمَة: إناء كبير يستعمله الخلالون (باعة الخل) (صفة مصر 12: 37، 437).
جُرْمَيْر: (مركبة من جَرْم ومن اللاحقة الأسبانية ( ero) : جريء، جسور (فوك).
جَرِيم: جريء، جسور (فوك).
جَرَامَة: جرأة، جسارة (فوك).
جَرِيمَة. سجن الجرائم: سجن يلقي فيه من ارتكب جريمة. (ابن خلكان 1: 107، 108). ويظن دي سلان في تعليقه على ترجمة هذا النص أن هذا الاسم أطلق على هذا السجن لتمييزه عن مَطْبق أي سجن الدولة.
وجريمة: ضرر أو أذى يصاب به الإنسان (فوك) - وتهمة (رولاند) - وغرامة (كاترمير في جريدة الجنوب 1834، 397 - 398، همبرت 214، بوشر، محيط المحيط، المقري: 159، وأنظر إضافات وتصحيحات).
جروميّ. الفواكه الجرومية: يظهر أن معناها الفواكه ذات البذر، ففي الادريسي (2 فصل 1): الفواكه الجرومية من الموز والرومان والتين والعنب ونحو ذلك.
جَرِّيمة: ذنب، ذيل، (دومب 66، بوشر) أجْرَمُ: أعظم جُرْما (عباد 1: 51 وأنظر 3، 21).
تَجْرِيم: لقد علمنا مما ذكره فانسليب أن الزوارق التي يطلق على واحدها اسم جَرْم تستخدم لتفريغ المراكب، وأعتقد أن كلمة تجريم تعني نقل البضاعة من المراكب الأرصفة بزوارق الجرم، غير أن هذه الكلمة عند أماري (ديب 132) تعني الأجرة التي تدفع لهذا النقل، كما أن كلمة تفريغ التي تليها، ومعناها الأصلي إنزال الحمولة، تدل هنا على نفس المعنى وهي الأجرة التي تدفع لنقل البضاعة من الراكب. إن العبارتين التي بعدها وهما: من أجر معتادة، ومن غير زيادة لا تدعان مجالا للشك في هذا الموضوع.
مُجْرم: نذل، صعلوك، متشرد (بوشر) ومحكوم بالأشغال الشاقة (بوشر) وفي المعجم اللاتيني هي broce بوضوح ولم أفهم ما تعني.
وقد جعلها سكاليجر brocus ولا أدري كيف أن الكلمة العربية أصبحت تدل على معنى الكلمات اللاتينية broccus و brocchus الخ.
جرم
جرَمَ يَجرِم، جَرْمًا وجَريمةً، فهو جارِم، والمفعول مجروم (للمتعدِّي)
• جرَم الشَّخْصُ: أذنب واكتسب الإثم "لا يجرِم الظالمُ إلاّ على نفسه" ° جرَم نفسَه/ جرَم قومَه/ جرَم على نفسه/ جرَم على قومه: جنَى جنايةً.
• جرَمه على السَّرقة: حمله عليها " {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا} ". 

جرُمَ يجرُم، جَرَامَةً، فهو جارم
• جرُمَ الشَّخْصُ: عَظُمَ جُرمُه "جَرُم بحقِّ وطنه وأسرته ونفسه". 

أجرمَ يُجرم، إجرامًا، فهو مُجْرِم، والمفعول مُجْرَم (للمتعدِّي)
• أجرم الرَّجُلُ: ارتكب ذنبًا أو جنَى جناية "يُجرم بعض الآباء في حقّ أبنائهم- اعتاد الإجرام من صغره- {وَمَا أَضَلَّنَا إلاَّ الْمُجْرِمُونَ} - {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ} " ° سوابق مجرم: الأفعال أو الوقائع الخاصَّة بحياته الماضية- مجرم حرب: من يُتَّهم بارتكاب الجرائم خلال العمليّات الحربيّة- مجرم عائد: مَنْ يكرِّر الجريمة.
• أجرم الشَّخصَ: ألصق به الجُرْمَ أو الذَّنْبَ "مؤامرة مجرمة- أجرم شريكَه وبرّأ ساحته". 

جرَّمَ يجرِّم، تجريمًا، فهو مُجرِّم، والمفعول مُجرَّم
• جرَّم الشَّخْصَ: (قن) اتَّهمه بجُرْم أو أثبت جُرْمَه ° قانون تجريم: قرار تشريعيّ يحكم على الشخص بأنّه مذنب بقضية الخيانة ويتعرّض خلالها للإعدام والتجريد من الحقوق
 المدنيّة دون محاكمة. 

إجرام [مفرد]: مصدر أجرمَ.
• علم الإجرام: علم يدرس أسباب الجريمة وطرق معالجتها ومعالجة المجرمين مستندًا إلى علوم النفس والاجتماع والإحصاء. 

جِرام [مفرد]: (انظر: ج ر ا م - جِرام). 

جَرامة [مفرد]: مصدر جرُمَ. 

جَرْم [مفرد]: مصدر جرَمَ. 

جَرَم [مفرد]
• لا جَرَمَ: لابُدَّ، لا محالة، وتأتي بمعنى حقًّا فتكون كالقَسَم " {لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ". 

جُرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُوم:
1 - ذنب، خطأ "ارتكب جُرْمًا- ما لي في هذا جُرْم".
2 - (قن) كُلُّ فعل يُخالف القانون. 

جِرْم [مفرد]: ج أجرام وجُرُم وجُرُوم: جسم كُلِّ شيء من حيوان وغيره "أجرام سماويّة" ° الأجرام الفلكيّة: الأجسام التي في الفلك مع مافيها- جِرْم سماويّ: نجم أو كوكب. 

جَريمة [مفرد]: ج جرائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر جرَمَ.
2 - كلُّ عمل يجلب الأذى المعنويّ العميق لقيم مجتمعٍ ما.
3 - (قن) بوجه عامّ: كُلّ أمر إيجابيّ أو سلبيّ يُعاقب عليه القانون سواء أكانت مُخالَفة أم جُنحة أم جناية أم تُهمة وبوجه خاصّ: جناية "ارتكب جريمة- ضُبط متلبِّسًا بالجريمة" ° جريمة أخلاقيّة: جريمة تَمَسّ العرض والشرف، كُلُّ جُرْم أو ذنب يــقتــرفه الموظَّف في أثناء القيام بأعمال وظيفته- قانون الجرائم- مَسْرَح الجريمة: المكان الذي ارتكبت فيه.
• علم الجريمة: (قن) العلم الذي يبحث في التصرُّف الجُرْميّ والإصلاحات الخاصَّة به.
• جَريمة حرب: (سك) أية جريمة من الجرائم مثل التطهير العرقيّ أو إساءة معاملة سجناء الحرب وغير ذلك مما يُعدّ خرقًا لأعراف الحرب. 

سنتجرام [مفرد]: ج سنتجرامات: وحدة من وحدات الوزن تساوي جزءًا من مائة جزء من الجرام. 
باب الجيم والراء والميم معهما ج ر م، ر ج م، م ر ج، ر م ج، ج م ر، م ج ر، مستعملات

جرم: أرض جَرمٌ، وأرضٌ صَردٌ دَخيلانِ مُستعملانِ في الحر والبردِ. والجِرمُ، ألواح الجَسدِ وجُثمانهُ. ورجل جَريمٌ وامرأةٌ جَريمةٌ أي ذات جِرمٍ أي جِسمٍ. وجِرمُ الصَّوتِ: جهارتهُ، تقول: ما عَرفته إلا بِجِرمِ صوته. وفُلانٌ له جَريمةٌ أي جُرمٌ، وهو مصدر الجارِم الذي يَجرِمُ على نفسه وقومهِ شراً، وهو الجارمُ، قال الشاعر:

وإن جارٌ لهم جَرِمَتْ يداه ... وحَوَّله البلاءُ عن النعيمِ  والجرم: الذنب، وفِعله الإجرام، والمُجرمُ: المذنب، والجارِمُ: الجاني، قال:

ولا الجارِمُ الجاني عليهم بمُسلمِ

ولا جَرَمَ يَجري مَجرَى لا بدَّ، ويُفسَّر حقاً. وجَرمٌ: قبيلةٌ من اليمن. وأقمتُ عنده حولاً مًجَرَّماً، أي حولاً تاماً حتى انقضى، وقال أبو طالب:

شهوراً وأياماً علينا مُجَرَّما

وجَرَّمنا هذه السنةَ أي خرجنا منها، وتَجَرَّمتِ السَّنَةُ والشِّتاء والصَّيف، قال الشاعر:

دِمَنٌ تَجَرَّمَ بعد عهدِ أنيسِها ... حِجَجٌ خَلون حلاُلها وحرامُها

رجم: الرَّجمُ في القرآن الــقتــل في شأن نُوح- عليه السلام-. والرَّجمُ: اسم لما يُرجمُ به الشيء، والجميع الرجوم، وهي الحِجارةُ. والرُّجُومُ: التي تُرمى بها الشّياطين، والشَّيطانُ رجيم مرجوم ملعُونٌ. والرَّجمُ: الرَّميُ بالحجارة، والرَّجم: القذفُ بالغيب وبالظنِّ، ومنه قوله تعالى: لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا

أي لأقولن فيك ما تكرهُ. والرَّجمُ: القبرُ ويُجمع على أرجامٍ. والرُّجمةُ: حِجارةٌ مجموعة كأنها قُبورُ عادٍ، وتجمع رِجاماً، ورَجَمتُ القبر: جَعلتُ فوقه رجمة. والرِّجامانِ: خشبتان تُنصبانِ على رأس البئرِ يُنصبُ القَعرُ ونحوه من المَساقي، وقول زهير:

وما هو عنها بالحَديثِ المَرَجمِ

أي قوله بالغيب والظَّنِّ. ورجلٌ مِرجم: مدافعٌ عن حسبه ونَسبه في الحرب. وبعير مِرجَم: يَرجُم الأرض بأخفافه رجماً، وهو الثقيل المشي من غير بطء.

مرج: المَرجُ: أرضٌ واسعة فيها نبتٌ كثيرُ تُمرَجُ فيها الدَّوابُّ، قال العَجاج:

رعى بها مَرجَ ربيعٍ مُمرَجَا

وقوله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ

أي لاقى بين البحر العذبِ والمِلحِ قد مرجا فالتقيا، لا يختلط أحدهما بالآخر. والمارِجُ من النّارِ: الشُّعلة السّاطعة، ذات لهبٍ شديد، ومنه قوله تعالى: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ . وأمرٌ مَريجٌ أي مُلتبِسٌ قد مَرجَ مَرَجاً وغُصنٌ مَريجٌ: قد التَبَسَت شناغيبه، قال:

فجالت فالتَمَست به حَشاها ... فَخَرَّ كأنَّه خُوطٌ مَريجُ

وفي الحديث: قد مَرِجَت عُهُودُهُم وأمرَجُوها

أي لم يَفُوا بها وخلطُوها.

رمج: الرامِجُ: المِلواحُ الذي تُصاد به الصُقُورةُ ونحوها من جَوارِحِ الطَّير. والتَّرميج: إفساد السطور بعد كتابتها، وكذلك تقول: رَمَّجَه بالتُّرابِ حتى يُفسده.

جمر: الجَمرُ: المُتَّقِدُ، فإذا برد فهو فَحمٌ. والمِجمَرُ قد تؤنَّثُ، وهي التي تدخن بها الثَّيابُ. وثوبٌ مُجمَّر إذا دخن عليه. ورجلٌ جامِرٌ أي يلي ذلك، من غير أن يقال: جمر، قال:

وريح يلنجوج يذكيه جامره

والتجمير: ترك الجند في نحر العدو فلا يقفلون، وقد نُهي أن يُجَمِّر غُزاةُ المسلمين في ثُغورِ المُشركين. والجَمرةُ: كلُّ قومٍ يَصيرونَ إلى قِتــال من قاتلهم لا يُخالِفون أحداً ولا ينضَمُّون إلى أحدٍ، وتكون القبيلة نفسها جَمرةً تَصبرُ لمُقارعةِ القبائل، كما صَبَرَت عبس لقيسٍ كُلَّها. وبلغنا أن عُمَرَ بن الخطاب سأل الحطيئة عن ذاك، فقال: يا أمير المؤمنين كنّا ألف فارسٍ كأنَّنا ذهبةٌ حمراءُ لا تَستَجمرِ ولا تُحالِفُ. وبعضُ الناس يقول: كانت القبيلة إذا اجتمع فيها ثلاثمائةِ فارسٍ صارت جَمرَةً. والجَمرةُ: المُرماة الواحدة من جِمارِ المَناسكِ، وهي ثلاثُ جَمَرات، وكُلُّ جَمرةٍ تُرمَى بسبع حَصَباتٍ، مع كُلِّ حصاةٍ تكبيرهٌ. وحافرٌ مُجمرٌ، ومنسِمٌ مُجمَرٌ، وهو الذي نَكبته الحِجارةُ وصَلُبَ. وأجمَرَ البعيرُ إجماراً أي أسرع، قال لبيد:

وإذا حركت غرزي أجمرت ... أو قرابي عدو جون قد أبل  والجُمّارُ: شَحمُ النخل الذي في قِمةِ رأسهِ، تُقطع قِمتُه ثم يكشط عن جُمّارِةٍ في جوفها بيضاء كأنَّها قطعةُ سَنامٍ ضخمةٌ، رخصةٌ تتفتَّتُ بالفَمِ، تؤكلُ بالعسل. والكافورُ يُخرجُ من جَوف الجُمّار بين مَشقِّ السعفَتين، وهو الكُفرَّى. والاستجمارُ: استِنجاءٌ بالحجارة. وشعرٌ مُجمَّرٌ أي مُلبدٌ. وابن جَميرٍ: اللَّيلة التي لا يطلعُ فيها القمرُ.

مجر: المَجرُ: الدهم، وهم قومٌ في حربٍ عليهم السِّلاحُ، قال:

جئنا بدَهمٍ يَدحَرُ الدُّهُوما ... مجَرٍ كأنَّ فوقه النُّجُوما

وقيل للجيش الضَّخم: مَجرٌ. وشاةٌ مَجارٌ إذا حَملت فقلَّ ما تسلم أن يعظُمَ بطنها فتهزل فترمي به. وأمجرت فهي مُمجِرٌ. والمَجرُ: بيعُ المضامين والملاقيحِ، والفعل منه المُماجَرةُ. والمِجارُ: العِقالُ. ويقال: أمجَرتُ في البيعِ إمجاراً، والملاقيحُ: الحَوامِلُ، والمضامينُ: ما في الأصلابِ، والواحد ملقوح ومضمون. 

جرم

1 جَرَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. جَرْمٌ, (S,) [like جَزَمَهُ,] He cut it, or cut it off. (S, K.) b2: جَرَمَ الشَّاةَ, (K,) or جَرَمَ صُوفَ الشَّاةِ, (S,) inf. n. as above, (TA,) He shore, or sheared, or cut off the wool of, the sheep. (S, K, * TA.) And جَرَمْتُ مِنْهُ I took [or clipped somewhat] from it; [namely, the wool;] like جَلَمْتُ. (S.) b3: جَرَمَ النَّخْلَ, (S, Msb, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. جَرْمٌ (K) and جَرَامٌ and جِرَامٌ, (S, * K,) He cut the palmtrees; (Msb;) [meaning] he cut off the fruit of the palm-trees; (S, K;) as also ↓ اجترمهُ: (S:) and in like manner, جَرَمَ التَّمْرَ he cut off the dates. (TA.) You say, هٰذَا زَمَنُ الجَرَامِ and الجِرَامِ, (S,) i. e. [This is] the time of the cutting off of the fruit of the palm-trees. (TA.) b4: and جَرَمَ النَّخْلَ, inf. n. جَرْمٌ, He computed by conjecture the quantity of fruit upon the palm-trees; (K;) and so ↓ اجترمهُ: (Lh, K:) [like جَزَمَهُ and اجتزمهُ.]

A2: جَرَمَ, (S, K,) aor. ـِ (S,) inf. n. جَرْمٌ, (TK,) also signifies He gained, acquired, or earned, [wealth, &c.,] (S, K,) لِأَهْلِهِ for his family; and so ↓ اجترم. (K.) And you say, خَرَجَ يَجْرِمُ لِأَهْلِهِ and يَجْرِمُ أَهْلَهُ, meaning He went forth seeking [sustenance], and practising skill, or artifice, for his family. (TA.) b2: وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ, in the Kur [v. 3 and 11], is explained by some as meaning And let not a people's hatred by any means occasion you. or cause you: or it means let not a people's hatred by any means induce you, or incite you. (S, TA.) Some read ↓ لا يُجْرِمَنَّكُمْ, with damm to the ى; and Zj says that جَرَمْتُ and أَجْرَمْتُ signify the same: but some say that the meaning is, let it not by any means lead you into crime, or sin; أَجْرَمْتُهُ being like آثَمْتُهُ, I led him into sin, &c. (TA.) b3: Fr says that the asserting جَرَمْتُ to mean حَقَــقْتُ [or rather حُقِــقْتُ, for this is evidently, I think, the right reading, though I find حَقَــقْتُ in the TA as well as in a copy of the S, in another copy of which I find جَرَمَتْ and حَقَّــقَتْ, suggesting that the right reading may perhaps be جَرَمَتْ and حُــقَّتْ,] is nought: they who so explain it having been confused in their judgment by the saying of the poet Aboo-Asmà, (S, TA,) or, as some say, El-Howfazán, (TA,) or, accord. to some, 'Ateeyeh Ibn-'Ofeyf, (IB, TA,) وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا in which they made فزارة to be in the nom. case, as though the meaning were حُقَّ لَهَا الغَضَبُ [it was right, or fit, or proper, for it, (the tribe of Fezárah,) to be angry; nearly agreeing with an explanation of جَرَمَ given by Golius as on the authority of Ibn-Maaroof, namely, “meritus, dignus fuit ”]: but, he says, فزارة is in the accus. case; the meaning being, جَرَمَتْهُمُ الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا [which will be found explained, on the authority of IB, in what follows]: AO says that the meaning is, أَحَــقَّتْ عَلَيْهِمُ الغَضَبَ, i. e., أَحَــقَّتِ الطَّعْنَةُ فَزَارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا, and حَــقَّت also, [both having the same signification, i. e., the thrust required Fezá-rah to be angry,] from لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا meaning حَقًّا [Verily I will do thus]: (S, TA:) accord. to Fr, the meaning is, كَسَبَتْ فَزَارَةَ الغَضَبَ عَلَيْكَ, the right reading being, وَلَقَدْ طَعَنْتَ, with fet-h to the ت; [so that the verse means And verily thou didst thrust Aboo-'Oyeyneh with a thrust of thy spear that occasioned, or caused, Fezárah, after it, to be angry against thee:] for he is addressing Kurz El-'Okeylee, bewailing his death; and Kurz had thrust Aboo-'Oyeyneh, who was Hisn Ibn-Hudheyfeh Ibn-Bedr El-Fezáree. (IB, TA.) b4: And جَرَمَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. جَرْمٌ, (Msb,) He committed a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; (S, Msb, K;) syn. أَذْنَبَ, (Msb, K,) and اِكْتَسَبَ الإِثْمَ; (Msb;) [perhaps because he who does so brings upon himself the consequence thereof; as though originally جَرَمَ نَفْسَهُ اولِنَفْسِهِ أَثَرَ جُرْمٍ he drew upon himself the effect of a sin, &c.; (compare كَسَبَ and اِكْتَسَبَ;)] as also ↓ اجرم, (S, Msb, K,) inf. n. إِجْرَامٌ; (Msb;) and ↓ اجترم; (S, K;) and ↓ تجرّم. (El-'Okberee, Har p. 207.) Yousay, جَرَمَ عَلَيْهِمْ جَرِيمَةً, and إِلَيْهِمْ, (K,) and بِهِمْ, used by a poet for عليهم or اليهم, (IAar, TA,) He committed against them a crime, or an offence for which he should be punished; as also ↓ اجزم. (K.) They said also, الذَّنْبَ ↓ اجرم [He committed the sin, or crime, amp;c.]; making the verb trans. (TA.) And a poet says, وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحَسَّدًا لَمْ يَجْتَرِمْ عِرْضَ الرِّجَالِ وَعِرْضُهُ مَشْتُومٌ

[And thou seest the intelligent envied, or much envied: he has not injured the honour of men, while his honour is reviled]. (Th, TA.) A3: جَرِمَ, aor. ـَ (K,) inf. n. جَرَمٌ, (TK,) He (a man, TA) betook himself to eating the جُرَامَة [in the CK, erroneously, جَرامَة,] of the palm-trees, (AA, K,) [i. e., the dates which had fallen in the cutting, and] which were among the branches. (AA, TA.) A4: جَرِمَ, said of a man, also signifies عَظُمَ جُرْمُهُ [His sin, or crime, &c., was, or became, great]; and so جَرُمَ, like كَرُم: [both are thus explained, in different places in this art, by the author of the TA; and the explanation in the latter case is followed by اى اذنب, i. e., he committed a six, &c.; probably added by him to show that the reading found by him was جُرْمُهُ, not جِرْمُهُ: but [think that the right reading is عَظُمَ جِرْمُهُ his body became great; and this is confirmed by what here follows:] ↓ اجرم explained in the copies of the K by عَظُمَ [in the TK عظم يعنى جرمه وجسده] should be جَرِمَ, a triliteral; and the meaning is عَظُمَ جُرْمُهُ: and in like manner, the three significations here following, assigned in the K to ↓ اجرم, belong to جَرِمَ. (TA.) A5: It (his colour) was, or became, clear. (K, * TA.) b2: He (a man, TA) was, or became, clear in his voice. (K, * TA.) A6: جَرِمَ بِهِ It (blood) stuck to him, or it: (K, * TA, and so in a marginal note in a copy of the S:) and in like manner, tar to a camel. (The same marginal note.) 2 جَرَّمَ [جرّم He cut off vehemently, or much. (Golius, on the authority of a gloss in the KL.)]

b2: جَرَّمْنَا هُمْ, inf. n. تَجْرِيمٌ, We went forth from them. (Lth, K.) b3: جَرَّمْنَا الشِّتَآءَ We completed the winter. (TA.) [See also 5.]4 اجرم التَّمْرُ The dates attained to the time for their being cut off. (TA.) A2: See also 1, in six places.5 تجرّم [It became cut off. b2: And hence,] (tropical:) It (a year, حَوْلٌ) became completed; (Az, K, TA;) as though it became cut off from the preceding year: (Az, TA:) it ended; (S;) and so the winter: (TA:) and it (a night) passed away, (S, K,) and became completed; (K;) it ended. (TA.) A2: تجرّم ثَمَانِيًا, a phrase used by Sá'ideh Ibn-Ju-eiyeh, means He passed eight nights. (TA.) [See also 2]

A3: تجرّم عَلَيْهِ He accused him of a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, (Abu-l-'Abbás, S, K,) which he had not committed, (Abu-l-'Abbás, S,) or though he had not committed any (K.) b2: and تجرّم He guarded against the commission of sin, or crime, &c; like تأثّم. (Har p. 207.) b3: See also 1.

A4: Also He called, cried out, shouted, or vociferated; from جِرْمٌ meaning صَوْتٌ. (Har p. 207. [But see جِرْمٌ.]) 8 إِجْتَرَمَ see 1, in five places.

جَرْمٌ Hot; syn. حَرٌّ, (S,) or [rather] حَارٌّ; (K;) contr. of صَرْدٌ; (Lth, TA;) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally گَرْم. (TA.) Yousay أَرْضٌ جَرْمٌ A warm land: (AHn, TA:) or a hot land: (IDrd, TA:) or a vehemently hot land: (K:) pl. جُرُومٌ, (AHn, TA,) which, applied to countries, or regions, means the contr. of صُرُودٌ. (S.) A2: A boat (زَوْرَقٌ) of El-Yemen; (K;) also called نَقِيرَةٌ: (TA:) pl. as above. (K.) [In the dial. of Egypt, The largest kind of Egyptian boat used on the Nile for the conveyance of grain and merchandise in general, but used only when the river is high, and also in the coastingtrade, and generally carrying from 5,000 to 15,000 bushels of grain.]

جُرْمٌ A sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience, syn. ذَنْبٌ, (S, Msb, * K,) whether intentional or committed through inadvertence; (Kull voce إِثْمٌ;) as also ↓ جَرِيمَةٌ; (S, Msb, K;) and ↓ جَرِمَةٌ: (K:) transgression: (TA:) pl. [of pauc.] أَجْرَامٌ and [of mult.] جُرُومٌ, (K,) both of جُرْمٌ: the pl. of جَرِيَمةٌ is جَرَائِمُ. (TA.) A2: See also جَرَامٌ.

A3: لَا جُرْمَ: see لَا جَرَمَ.

جِرْمٌ The body; syn. جَسَدٌ; (S, Msb, K;) or بَدَنٌ; (Th, TA;) as also ↓ جِرْمَانٌ: (K:) or the أَلْوَاحِ [pl. of لَوْح q. v.] and جُثْمَان [q. v.] of the جَسَد: (T, TA:) pl. (of pauc., TA) أجْرَامٌ, (Msb, K,) which is also used as a sing., (TA,) and (of mult., TA) جُرُومٌ and جُرُمٌ. (K.) أَلْقَى عَلَيْهِ أَجْرَامَهُ is a phrase mentioned, but not explained, by Lh: ISd thinks that it means He threw upon him the weight of his body; as though the term جِرْمٌ applied to each separate part of his body. (TA.) b2: [Hence,] الأَجْرَامُ الفَلَكِيَّةُ The [heavenly] bodies that are above the عَنَاصِر, of the orbs and stars. (KT.) A2: The throat, or fauces; syn. حَلْقٌ. (K.) The phrase يَضِيقُ بِهِ الجِرْمُ, used by the poet Maan Ibn-'Ows, means (assumed tropical:) It is a great, or formidable, thing, or matter: [properly,] the throat (الحَلْقُ) will not easily swallow it. (TA.) b2: The voice; (S, K;) mentioned by ISk and others; (S;) and so explained as used in the phrase إِنَّ فُلَانًا لَحَسَنُ الجِرْمِ [Verily such a one is good in respect of voice]: (TA:) or highness, or loudness, of the voice: (K, TA:) you say, مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بِجِرْمِهِ [I knew him not save by his voice, or his highness, or loudness, of voice]: but some disapprove this: (TA:) AHát says that the vulgar are addicted to saying, فُلَانٌ صَافِى الجِرْمِ Such a one is clear in voice, or in throat: but it is a mistake. (S, TA.) A3: Colour. (IAar, S, Msb, K.) One may say, of نَجَاسَة [or filth], لَا جِرْمَ لَهَا, meaning It has no colour. (Msb.) A4: الأَجْرَامُ (app. as pl. of جِرْمٌ, TA) The utensils, or apparatus, of the pastor. (K.) لَا جَرَمَ (S, Msb, K, &c.) and لَا ذَا جَرَمَ, (IAar, K,) ذا being here a redundant connective as in several other instances, (IAar, TA,) and لَا أَنْ ذَا جَرَمَ and لَا عَنْ ذَا جَرَمَ (K) and لَا جَرَ, (Ks, K, [in the CK لا جَرْمَ,]) in which the م is elided in consequence of frequency of usage, as the ى is in حَاشَ لِلّهِ for حَاشَى لِلّٰهِ, and the ى and ء in أَيْشَ for أَىُّ شَىْءٍ, (Ks, TA,) and لَا ذَا جَرَ (IAar, TA) and ↓ لَا جَرُمَ and ↓ لَا جُرْمَ, (K,) originally i. q. لَا بُدَّ and لَامَحَالَةٌ [There is no avoiding it; it is absolutely necessary; &c.]: then, by reason of frequency of usage, employed in the manner of an oath, as meaning حَقًّا [verily, or truly]; wherefore, as in the case of an oath, ل is prefixed to its complement, (Fr, S, Msb, K, *) so that they say, لَا جَرَمَ لَآتِيَنّكَ [Verily I will come to thee], (Fr, S, K,) and لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا [Verily I will do thus], (S, Msb, *) and لَا جَرَمَ لَقَدْ كَانَ كَذَا and لَا ذَا جَرَمَ and لَا ذَا جَرَ [Verily it was thus, or verily such a thing happened]: (IAar, TA:) ISd says, Kh asserts that جَرَمَ [or لَا جَرَمَ] is only a reply to something said before it; as when a man says, “They did such a thing,” and you say, لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ سَيَنْدَمُونَ, or أَنَّهُ سَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا; and Az says that لا in لَا جَرَمَ is said to be a [mere] connective; and the meaning [of the former of the last two phrases] is كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهُمُ النَّدَمَ [It (their deed) will earn for them, or occasion them, repentance; and that of the latter, it will occasion that such and such things shall happen]: and some say that جَرَمَ means وَجَبَ, and حَقَّ, and that لا is a contradiction to the words preceding it, and that a new proposition then begins; as in the Kur [xvi. 64] where it is said, لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ, i. e., [Nay, or] the case is not as they have said: the fire [of Hell] is their due. (TA.) لَا جَرُمَ: see the paragraph next preceding.

جِرْمَةٌ People cutting off the fruit of palmtrees. (S, K, TA.) [In this sense it is app. a pl. of pauc., or a quasi-pl. n., of جَارِمٌ, q. v.] b2: Also Ripening dates cut off from the trees: and this sense, not the former as is implied in the S, is meant by Imra-el-Keys, where he says, عَلَوْنَ بِأَنْطَاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ

كَجِرْمَةٍ نَخْلٍ أَوْ كَجَنَّةِ يَثْرِبَ [They mounted, at Antioch, upon a variegated cloth, like the ripening dates cut off from palmtrees, or like the garden of Yethrib]: he likens the variegated cloth and wool upon the هَوْدَج to red and yellow ripening dates, or to the garden of Yethrib because it abounded with palm-trees. (TA.) جَرِمَةٌ: see جُرْمٌ.

جِرْمَانٌ: see جِرْمٌ.

جَرَامٌ (erroneously said in the K to be [جُرَامٌ] like غُرَابٌ, TA) and ↓ جَرِيمٌ Dry dates: (AA, S, M, K:) mentioned by ISk among [syn.] words of the measures فَعَالٌ and فَعِيلٌ, like شَحَاحٌ and شَحِيحٌ, and بَجَالٌ and بَجِيلٌ, &c. (S.) b2: Also, both these words, (AA, S, K, *) but the former not heard in this sense by ISd, (TA,) Datestones; (AA, S, K;) and so ↓ جُرْمٌ: (mentioned in one copy of the S, but not in the TA, [probably an interpolation in the copy of the S above mentioned:]) and ↓ جَرِيمَةٌ a date-stone; as in the saying of 'Ows Ibn-Háritheh, لَا وَالَّذِى أَخْرَجَ العَذْقَ مِنَ الجَرِيمَةِ وَالنَّارَ مِنَ الوَثِيمَةِ [No, by Him who has produced the palm-tree with its fruit from the date-stone, and fire from broken stones]. (TA.) جَرِيمٌ Dates (تَمْرٌ) cut off from the tree; (S, TA;) as also ↓ مَجْرُومٌ. (TA.) And شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ A cut tree. (TA.) b2: See also جَرَامٌ, with which it is syn. in two senses: in the latter sense having جَرِيمَةٌ for its n un. b3: Also A thing with which date-stones are brayed, or crushed. (TA.) A2: See also مُجْرِمٌ.

A3: Also Large-bodied; (S, * K;) and so ↓ مَجْرُومٌ: (K:) pl. (of the former, S) جِرَامٌ. (S, K.) The fem. of the former is with ة: (K:) [but] one says also جِلَّةٌ جَرِيمٌ, meaning Largebodied camels advanced in age. (S.) A4: In El-Hijáz, The [measure commonly termed] مُدّ is thus called; accord. to Z, the مُدّ of the Prophet. (TA.) جُرَامَةٌ i. q. جُذَامَةٌ; (K;) i. e., (TA,) The dates that have fallen when they are cut off from the tree: (S, TA:) so says As: (TA:) [but see the latter word as explained on the authority of the S in art. جذم:] and, (K,) or as some say, (TA,) dates cut off from the tree: or what are gotten (يُجْرَمُ) thereof, after their being cut off, being picked up from the lower ends of the branches. (K, TA. [See جَرِمَ.]) And The قَصَل of wheat and barley; i. e., the extremities thereof, which are bruised, and then cleared, or picked: (K, TA:) but the term more known is جُذَامَةٌ, with ذال. (TA.) جَرِيمَةٌ The last of one's offspring: (K:) as though there were a cutting off after it. (TA.) A2: See also جَارِمٌ: A3: and see جُرْمٌ: A4: and جَرَامٌ.

جَارِمٌ Cutting off, or one who cuts off, the fruit of the palm-tree: pl. جُرَّمٌ and جُرَّامٌ. (S.) [See also جِرْمَةٌ.]

A2: جَارِمُ أَهْلِهِ (TA) and أَهْلِهِ ↓ جَرِيمَةُ (S, K *) The gainer, acquirer, or earner, [of the sustenance] of his family. (S, K, TA.) A3: See also مُجْرِمٌ, in two places.

مُجْرِمٌ A sinner; a criminal; committing, or a committer of, a sin, a crime, a fault, an offence, or an act of disobedience; as also ↓ جَرِيمٌ (K) and ↓ جَارِمٌ: (TA:) and المُجْرِمُونَ particularly signifies the unbelievers: (Zj, K:) so in the Kur vii. 38. (Zj, TA.) You say, عَلَى نَفْسِهِ ↓ هُوَ جَارِمٌ وَقَوْمِهِ, [as also مُجْرِمٌ,] He is committing a crime, or an offence for which he should be punished, against himself and his people or party. (TA.) مُجَرَّمٌ, (fem. with ة, S,) A complete year (S, K) and month; (Ibn-Háni, TA;) a year past, completed. (Az, TA.) مَجْرُومٌ: see جَرِيمٌ, in two places.

جرم: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. وشجرة

جَرِيمَةٌ: مقطوعة. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً

وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحياني، فهو جارمٌ، وقوم جُرَّمٌ

وجُرَّام، وتمر جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ وقول ساعدة بن

جؤية:

(* قوله «وقول ساعدة بن جؤية» أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله:

أفعنك لا برق كأنّ وميضه * غاب تشيمه ضرام مثقب

قال الأزهري: ساد أي مهمل، وقال أَبو عمرو: السادي الذي يبيت حيث يمسي.

وتجرم أي قطع ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر. يلوي بماء البحر: أي

يحمله ليمطره ببلده).

سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثمانِياً،

يَلْوِي بعَيْقاتِ البحار ويَجْنُبُ

يقول: قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء؛ والجَرِيم:

النَّوَى، واحدته جَرِيمة، وهو الجَرامُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع للجَرام

بواحد، وقيل: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفتح، التمر اليابس؛ قال:

يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً،

إذا عَشَّى الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ

والجُرامَة: التمر المَجْرُوم، وقيل: هو ما يُجْرَمُ منه بعدما يُصْرَمُ

يُلْقَطُ من الكَرَب؛ وقال الشماخ:

مُفِجُّ الحَوامِي عن نُسُورٍ، كأَنَّها

نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عن جَرِيم مُلَجْلَجِ

(* قوله «عن نسور» الذي في نسخة التهذيب: من، بالميم).

أَراد النوى؛ وقيل: الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى.

أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر

اليابس؛ ذكرهما ابن السكيت في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ

وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح.

قال: وأَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِيم مثل كريم وكرام. يقال: جِلَّةٌ

جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإبلُ المَسانُّ. وروي عن

أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَريمة والنارَ

من الوثِيمةِ؛ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها النخلة.

والوَثِيمةُ: الحجارة المكسورة. والجَريمُ: التمر المَصْرُوم.

والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ والشعير، وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى،

والأعرفُ الجُدَامَة، بالدال، وكله من القَطْع.

وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه.

والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون؛ قال امرؤ القيس:

عَلَوْنَ بأَنْطاكِيَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ،

كجِرْمةِ نَخْلٍ أو كجَنَّة يَثْرِبِ

الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر، شبه ما على الهودج من وَشْيٍ

وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل،

والعَقْمةُ: ضرب من الوَشْيِ.

الأصمعي: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، وقيل: الجُرامة

ما الْتُقِطَ من التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو:

جَرِمَ الرجل

(* قوله «أبو عمرو جرم الرجل إلخ» عبارة الازهري: عمرو عن

أبيه جرم إلخ) إذا صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ. ويقال: جاء

زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ النخل. والجُرَّامُ: الذي يِصْرِمونَ

التمر. وفي الحديث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ،

يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. يقال: نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي انْقَضَى

وانْصَرَم، وأصله من الجَرْم القَطْعِ، ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم، وهو

القطع.

وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته، وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه

مثل جَلَمْتُ.

والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذنب، والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ،

وهو الجَرِيَمةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فهو

مُجْرِم وجَرِيمٌ. وفي الحديث: أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من

سأَل عن شيء لم يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب.

وقولُه تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي

المُجْرِمين؛ قال الزجاج: المُجْرِمون ههنا، والله أعلم، الكافرون لأن الذي ذكر من

قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها.

وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر:

تَعُدُّ عَليَّ الذَّنْبَ، إنْ ظَفِرَتْ به،

وإلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم

ابن سيده: تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

قد يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم

وقالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب:

وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ

عِرْضَ الرجالِ، وعِرْضُه مَشْتُومُ

وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إذا

عَظُمَ جُرْمُه أي أَذنب. أَبو العباس: فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى

ما لم نَجْنه؛ وأَنشد:

ألا لا تُباتلي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا

قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علينا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وكذلك

الجَرِيمَةُ؛ قال الشاعر:

فإنَّ مَوْلايَ ذو يُعَيِّرُني،

لا إحْنَةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ

وقوله أَنشده ابن الأعرابي:

ولا مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم

إليَّ، ولم أجْرِمْ بهم، طالِبُو ذحْلِ

قال: أَراد لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على.

والجُرْم: مصدر الجارِم الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً. وفلان له

جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الجاني. والمُجْرِم: المذنب؛ وقال:

ولا الجَارِمُ الجاني عليهم بمُسْلَم

قال: وقوله عز وجل: ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم، قال الفراء:

القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم، وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا

يُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، وكلام العرب بفتح الياء، وجاء في التفسير:

ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا، قال: وسمعت العرب يقولون

فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم. وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي يَكْسبهم، والمعنى

فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ

واجْتَرم: كَسَبَ؛ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص

بني سَعْد:

طَريدُ عَشِيرةٍ، ورهينُ جُرْمٍ

بما جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني

وهو يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ.

وجَريمةُ القوم: كاسِبُهم. يقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم؛

قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له:

جَريمَةُ ناهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ،

تَرى لِعظامِ ما جَمَعَتْ صَلِيبا

جَريمَةُ: بمعنى كاسبة، وقال في التهذيب عن هذا البيت: قال يصف عُقاباً

تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته، وبقي عظامه يسيل منها

الودك. قال ابن بري: وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة. وقال أَبو إسحق:

يقال: أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد، وقيل في

قوله تعالى لا يُجْرِمنَّكم: لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم، كما يقال

آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم. الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم

أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله: لا جَرَمَ أن لهم النار، إنما هو حَقٌّ

أن لهم النار؛ وأَنشد:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أن يَغْضَبوا

يقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما

أَحْقَــقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً، وإنما معنى الآية،

والله أَعلم، في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم، وقيل في قوله

ولا يَجْرِمَنَّكم قال: لا يَحْمِلَنَّكم

(* قوله «وقيل في قوله ولا

يجرمنكم قال لا يحملنكم»، هذا القول ليونس كما نص عليه الأزهري)، وأنشد بيت أبي

أَسماء.

والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، والجمع القليل أَجرام؛ قال يزيدُ بن

الحَكَمِ الثَّقَفيُّ:

وكم مَوْطِنٍ، لَوْلاي، طِحْتَ كما هَوى

بأَجْرامِه من قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي

وجَمَعَ، كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، والكثير جُرُومٌ

وجُرُم؛ قال:

ماذا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ،

سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ

التهذيب: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عليه أَجْرامه؛

عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثَقَلَ جِرْمِه،

وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد. وفي حديث عليّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها

مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. ورجل جَريمٌ:

عظيم الجِرْم؛ وأَنشد ثعلب:

وقد تَزْذَري العينُ الفَتى، وهو عاقِلٌ،

ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، وهو جَريمُ

ويروى: وهو حزيم، وسنذكره، والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم. وإبل

جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكى يعقوب عن أَبي عمرو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وفسره

فقال: عِظام الأَجْرام يعني الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن

أَوْسٍ:

لأسْتَلّ منه الضِّغْنَ حتى اسْتَلَلْتُه،

وقد كانَ ذا ضِغْنٍ يَضِيقُ به الجِرْمُ

يقول: هو أمر عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصوت، وقيل:

جَهارَتُه، وكرهها بعضهم. وجِرْمُ الصوت: جَهارته. ويقال: ما عرفته إلا

بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم

أي الصوت أو الحَلْق، وهو خطأٌ. وفي حديث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛

قيل: الجِرْم هنا الصوت، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن

الأعرابي. وجَرِمَ لونُه

(* قوله «وجرم لونه» وكذلك جرم إذا عظم بدنه،

وبابهما فرح كما ضبط بالأصل والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول

المجد: وأَجرم عظم لونه وصفا) إذا صفا.

وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وسنة مُجَرَّمة: تامَّة، وقد تَجَرَّم. أَبو

زيد: العامُ المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن

أَبي ربيعة:

ولكنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْني ثلاثَةً

مُجَرَّمةً، ثم اسْتَمَرَّتْ بنا غِبَّا

ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما، ويوم

مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وهو التام، الليث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها،

وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت، وتَجَرَّمَ الليلُ ذهب؛ قال لبيد:

دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها،

حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها وحَرامُها

أي تَكَمَّل؛ قال الأَزهري: وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت

صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. وجَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم.

ولا جَرَم أي لا بدّ ولا محالة، وقيل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن

الضَّريبَةِ:

ولقد طَعَنْتُ أبا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً

جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أن يَغْضَبُوا

أي حَــقَّتْ لها الغَضَبَ، وقيل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سيبويه:

فأما قوله تعالى: لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ، فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها

فعل، ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أن

لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ

عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ، والعرب تقول: لا جرم لآتِيَنَّك، لا جَرَم لقد

أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة اليمين، وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في

الآخرة هم الأَخْسَرُون، وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ؛ وقال

الفراء: وليس قول من قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِــقْتُ أو حَقَــقْتُ بشيء، وإنما

لَبَّس عليه قولُ الشاعر:

جَرَمَتْ فَزارةُ بعدها أن يَغْضَبُوا

فرفعوا فَزارة وقالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو

حُقَّ لها أن تَغْضَبَ، قال: وفزارة منصوب في البيت، المعنى جَرَمَتْهُم

الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم. وقال غير الفراء: حقيقة معنى لا جَرَم أن

لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم؛ فرُدَّ ذلك عليهم فقيل: لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال:

جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم

الخُسْرانَ، وكذلك قوله: لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ؛ المعنى لا

ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي

كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأزهري: وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه. الجوهري:

قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة،

فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً،

فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون لا جَرَم

لآتينك؟ قال: وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَــقْتُ بشيء، وإنما لبس عليه

الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ وقال أَبو عبيدة: أَحَــقّت

عليهم الغضَبَ أي أَحَــقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا، وحَــقَّتْ أيضاً: من

قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً؛ قال ابن بري: وهذا القول ردٌّ

على سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَــقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي

بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه

لأن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك، قال: والبيت لأَبي أَسماء

بن الضَّريبة، ويقال لعَطِية بن عفيف، وصوابه: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة،

بفتح التاء، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وقبل البيت:

يا كُرْزُ إنَّك قد قُتِــلْتَ بفارسٍ

بَطَلٍ، إذا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا

وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ.

ابن سيده: وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام،

يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سيندمون، أو

أَنه سيكون كذا وكذا. وقال ثعلب: الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ

تَبْرِئةٌ. ويقال: لا جَرَم

(* قوله «ويقال لا جرم إلخ» زاد الصاغاني: لا جرم

بضم فسكون، ولا جرم بوزن كرم، ومعنى لا ذا جرم ولا أن ذا جرم استغفر

الله، والاجرام: متاع الراعي. والاجرام من السمك: لونان مستدير بلون وأسود له

أجنحة) ولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ،

حذفوه لكثرة استعمالهم إياه. قال الكسائي: من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن

ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ، بلا ميم، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت

الميم، كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى، وكما قالوا أَيْشْ وإنما

هو أيُّ شيء، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى. قال الأزهري:

وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد

ثعلب:

يا أُمَّ عَمْرٍو، بَيِّني لا أو نَعَمْ،

إن تَصْرمِي فراحةٌ ممن صَرَمْ،

أو تَصِلِي الحَبْلَ فقد رَثَّ ورَمّ

قُلْتُ لها: بِينِي فقالت: لا جَرَمْ

أنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظُلَمْ

ابن الأعرابي: لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً، ولا ذا جَرَ ولا ذا

جَرَم، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ

بها؛ وأَنشد:

إن كِلاباً والِدِي لا ذا جَرَمْ

وفي حديث قَيْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن

الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها

التبرئة بمعنى لا بُدَّ، وقد استعملت في معنى حقّاً، وقيل: جَرَمَ بمعنى

كَسَب، وقيل: بمعنى وَجَبَ وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم

يبتدأُ بها كقوله تعالى: لا جَرَم أن لهم النار؛ أي ليس الأْمْرُ كما قالوا،

ثم ابتدأَ وقال: وَجَبَ لهم النار.

والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسي معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حارّة، وقال أَبو

حنيفة: دَفِيئةٌ، والجمع جُرُومٌ، وقال ابن دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف

بالحرِّ، وهو دخيل. الليث: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يقال: هذه أَرض جَرْمٌ

وهذه أَرض صَرْدٌ، وهما دخِيلان

(* قوله «وهما دخيلان إلخ» عبارة

التهذيب: دخيلان مستعملان). في الحرِّ والبرد. الجوهري: والجُروُمُ من البلاد

خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ اليَمَن، والجمع من كل

ذلك جُرُومٌ.

والمُدّ يُدْعَى بالحجاز: جَرِيماً. يقال: أَعطيته كذا وكذا جَرِيماً من

الطعام.

وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، والآخر في

طيِّء. وبنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة، والآخر في بني سَعْدٍ.

الليث: جَرْمٌ قبيلة من اليمن، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ وقال:

إذا ما رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ

إلى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها

(* قوله «إذا ما إلخ» تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل

الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم).

عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وقد يثقل، وهو أَيضاً اسم قبيلة.

جرم

(جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ) جَرْماً (قَطَعَهُ) .
(و) جَرَمَ (النَّخْلَ) يَجْرِمُهُ (جَرْماً) وَكَذلِكَ التَّمْرَ (وَجَراماً) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ) : أَي: (صَرَمَهُ) ، فَهُوَ جارِمٌ. يُقال: جَاءَ زَمَنُ الجَرامِ والجِرام، أَي: صِرام النَّخْلَ. (و) جَرَمَ (النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ) وَجَزَّهُ، (كاجْتَرَمَهُ) ، عَن اللِّحيانّي. (و) جَرَمَ (فُلانٌ) جَرْماً: (أَذْنَبَ، كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، فَهُوَ مُجْرِمٌ وجَريمٌ) .
(و) جَرَمَ (لأَهْلِهِ: كَسَبَ) لَهُم، يُقال: خَرَجَ يَجْرِمُ لأهْلِهِ ويَجْرِمُ أَهْلَه، أَي: يَطْلُبُ وَيَحْتالُ (كاجْتَرَمَ) ، وَهُوَ جارِمُ أَهْلِه: كاسِبُهم، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة لِلهَيْرُدانِ أَحَدُ لُصُوصِ بَنِي سَعْدٍ:
(طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ جُرْمٍ ... بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وجَنى لِسانِي)

وَقد فُسِّرَت الْآيَة: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} بِهَذَا المَعْنَى، أَي: لَا يَكْسِبَنَّكُم، وَقيل: لَا يَحْمِلَنَّكم. (و) جَرَمَ (عَلَيْهِم، وإِلَيْهِم، جَرِيمَةً: جَنَى جِنايَةً) ، وَقَول الشاعِر، أنشدَه ابنُ الأعرابيّ:
(ولاَ مَعْشَرٌ شُوسُ العُيونِ كَأَنَّهُمْ ... إِلَيَّ ولَمْ أَجْرِمْ بهم طالِبُو ذَحْلِ)

قَالَ: أرادَ لم أَجْرِمْ إِلَيْهِم أَو عَلَيْهم، فَأَبْدَلَ الباءَ مكانَ إِلَى أَو عَلَى، (كَأَجْرَمَ) إِجْراماً، يُقَال: هُوَ جارِمٌ على نَفْسِهِ وقَوْمِهِ.
(و) جَرَمَ (الشّاةَ) جَرْماً: (جَزَّهَا) أَي: جَزَّ صُوفَها، وَقد جَرَمْتُ مِنْهُ: إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ، مثل جَلَمْتُ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
(والجِرْمَةُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ) الّذين (يَجْتَرِمُونَ النَّخْلَ) ، أَي: يَصْرِمُون، نَقله الجوهريُّ وَأنْشد لامْرِئ القَيْس:
(عَلَوْنَ بأنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ ... كجِرْمَةِ نَخْلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثْرِبِ)

هَكَذَا أنشدَهُ الجوهريُّ شاهِداً على الجِرْمَة بِمَعْنى القَوْم، والصَّحيحُ أَنَّ الجِرْمَةَ هُنا مَا جُرِم وصُرِمَ من البُسْرِ، شَبَّه مَا على الهَوْدَجِ من وَشْي وعِهْنٍ بالبُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ، أَو بجَنَّةِ يَثْرِبَ؛ لأَنَّها كثيرةُ النَّخْل.
(والجُرْمُ، بالضَّمِّ: الذَّنْبُ كالجَرِيمَةِ) ، كسفينة، (والجَرِمَةِ كَكَلِمَة) ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي ... لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ)

(ج: أَجْرامٌ وجُرُومٌ) كِلاهُما جَمْعان للجُرْمِ، وَأما الجَريمَةُ فَجَمْعُها الجَرائِمُ وَفِي الحَديث: " أَعظَمُ المُسْلِمِين جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَن شَيْءٍ لم يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ من أَجْلِ مَسْئَلَتِه ".
(و) الجُرامَةُ، (كَثُمامَةٍ: الجُذامَةُ) وَهُوَ مَا سَقَط من التَّمْرِ إِذا جُرِمَ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، (و) قيل: هُوَ (التَّمْرُ المَجْرُومُ) أَي: المَصْرُومُ، (أَو مَا يُجْرَمُ مِنْهُ، بَعْدَ مَا يُصْرَمُ، يُلْقَطُ من الكَرَبِ؛ و) أَيضاً: (قِصَدُ البُرِّ والشَّعِيرِ وَهِي أَطْرافُه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى) ، والأَعْرَف الجُدامَةُ، بالدّال، وكُلُّه من القَطْع.
(و) الجَرِيمُ والجُرامُ، (كَأَمِيرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ) وَفِي الصِّحاح: المَصْرُومُ، وَاقْتــصر على الأُوْلَى، يُقَال: تَمْرٌ جَرِيمٌ أَي: مَجْرُومٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(يَرَى مَجْداً وَمَكْرُمَةً وعِزاً ... إِذا عَشَّى الصَّدِيِقَ جَرِيمَ تَمْرِ)

ثمَّ قولُ المُصَنِّف: وغُراب، غَلَطٌ ظاهِر، والصَّوابُ: كَأَمِير وسَحابٍ، وَهَكَذَا ضَبَطه أَبو عَمْرو، ومثلُه فِي المُحْكَم، قَالَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفَتْحِ: التَّمْرُ اليابِسُ. (و) فِي الصِّحَاح: الجَرامُ، بالفَتْح، والجَرِيمُ: (النَّوَى) وهُما أَيْضا التَّمْرُ اليابِسُ، ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت فِي بَاب فَعِيلِ وفَعالٍ، مثل: شَحاجٍ وشَحِيجٍ، وَعَقامٍ وَعَقِيمٍ، وكَهامٍ وَكَهِيمٍ، وبَجالٍ وَبَجِيلٍ، وصَحاحِ الأَدِيمِ وصَحِيح، وَقَالَ الشمّاخ:
(مُفَجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ كَأَنَّها ... نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمٍ مُلَجْلَجِ)

أَرَادَ النَّوَى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع للجَرامِ بِمَعْنى النَّوَى بواحِدٍ.
(والمُجْرِمُونَ) فِي قَوْله تعالَى: {وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين} : (الكافِرُونَ) لأنَّ الّذِي ذُكِرِ مِنْ قِصَّتِهم التَّكْذِيبُ بآياتِ الله والاسْتِكْبارُ عَنْهَا، قَالَه الزجّاج.
(وَتَجَرَّمَ عَلَيْه) : إِذا (ادَّعَى عَلَيْه الجُرْمَ وإِنْ لَمْ يُحْرِمْ) ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَأنْشد: (قد يُفْتَرَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ ... )

وَقَالَ غَيْرُه: تَجَرَّم عَلَيْهِ: ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه، وَأنْشد:
(تَعُدُّ عَلَيَّ الذَّنْبَ إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ ... وَإِلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَلَيَّ تَجَرَّمِ)

وَقَالَ أَبُو العَبّاس: فُلانٌ يَتَجَرَّم عَلَيْنا، أَي: يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنِه، وَأنْشد:
(أَلاَ لَا تُبالِي حَرْبَ قَوْمٍ تَجَرَّمُوا ... )

(و) تَجَرَّم (اللَّيْلُ: ذَهَبَ وَتَكَمَّلَ) وانْقَضَى، وَهُوَ مجَاز.
(وَجَرِيمَةُ القَوْمِ: كاسِبُهُم) ، قَالَ أَبُو خِراشٍ يذكر عُقاباً تَزُقُّ فَرْخَها وَتَكْسِبُ لَهُ:
(جَرِيَمةُ ناهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيباً)

(والجِرْمُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ) وَفِي حَدِيثٍ: " اتَّقُوا الصُّبْحَةَ فَإِنَّها مَجْفَرَةٌ مَنْتَنَةٌ للجِرْم " قَالَ ثَعْلَب: الجِرْمُ: البَدَن، (كالجِرْمانِ) بِالْكَسْرِ أَيْضا. (ج) فِي القَلِيلِ: (أَجْرامٌ) ، قَالَ يَزِيدُ ابْن الحَكَم الثَّقَفيُّ:
(وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بِأَجْرامِهِ من قُلَّةِ النَّيقِ مُنْهَوِي)

وَجَمَع كَأَنَّه صَيَّر كُلَّ جزءٍ من جِرْمِهِ جِرْماً، (و) فِي الكَثِير: (جُرُومٌ وجُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، قَالَ:
(ماذَا تَقُولُ لأَشْياخٍ أُولِي جُرُمٍ ... سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثالِ المَلاحِيبِ)

وَفِي التَّهْذِيب: الجِرْمُ: أَلْواحُ الجَسَد وجُثْمانُه، وَأَلْقَى عَلَيْه أَجْرامَه، عَن اللّحْيانيّ وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه يريدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ على مَا تَقَدَّم فِي بَيْت يَزيد.
(و) الجِرْمُ (الحَلْقُ) ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْس: لأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه
وَقد كانَ ذَا ضِغْنِ يَضِيق بِهِ الجِرْمُ يقولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ.
(و) الجِرمُ: (الصَّوْتُ) حَكَاهُ ابنُ السِكِّيت وَغَيْرُه، وَبِه فَسّر قَول بَعضهم: إِنّ فُلاناً لَحَسَن الجِرْمِ أَي: الصَّوْت.
(أَو) جِرْمُ الصَوْتِ: (جِهارَتُهُ) ، يُقَال: مَا عَرَفْتُه إِلا بجِرْمِ صَوْتِه، وَقد كَرِهَها بعضُهم، وَفِي الصِّحَاح قَالَ أَبُو حَاتِم: أُولِعَت العامّةُ بقَوْلهمْ: فلانٌ صافِي الجِرْم، أَي: الصَّوْت أَو الحَلْقِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (و) الجِرْمُ: (اللَّوْنُ) ، نَقله الجوهريُّ وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ.
(والجَرِيمُ) ، كأمِيرٍ (العَظِيمُ) الجِرْمِ أَي: (الجَسَد) ، أنْشد ثَعْلَب:
(وَقد تَزْدَرِي العَيْنُ الفَتَى وَهْوَ عاقِلٌ ... ويُؤْفَنُ بَعْضُ القَوْمِ وَهْوَ جَرِيمُ)

ويُرْوَى وَهُوَ حَزِيمُ، (وَهِي) جَرِيمَةٌ (بهاءٍ) أَي: ذَات جِرْمٍ وجِسْمٍ، (كالمَجْرُومٍ، ج: جِرامٌ) بالكَسْر، كَكَرِيم وكِرامٍ، نَقله الجوهريُّ، قَالَ: ويُقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَي: عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّةُ: الإِبِل المَسانّ.
(وَحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كَمُعَظَّم) أَي: (تامٌّ) ، وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ: الماضِي المُكَمَّل، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمَرَ بنِ أبِي رَبِيعَةَ:
(ولكِنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْنِي ثَلاثَةً ... مُجَرَّمَةً ثُمَّ اسْتَمَرَّت بِنا غِبَّا)

وَقَالَ ابنُ هانِئ: سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ، وشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وَكَرِيتٌ، وَهُوَ التامُّ، (وَقد تَجَرَّمَ) أَي: انْقَضَى، قَالَ لَبِيد:
(دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْد عَهْدِ أَنِيسِها ... حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وحَرامُها)

أَي: تَكَمَّل، قَالَ الأزهريّ، وَهَذَا كُلُّه من القَطْعِ، كأنَّ السَّنَة لمّا مَضَتْ صَارَت مَقْطُوعة من المُسْتَقْبَلَة.
(وَجَرَّمْناهُمْ تَجْرِيماً) أَي: (خَرَجْنا عَنْهُم) ، نَقله اللَّيث.
(وَلَا جَرَمَ، و) يُقَال (لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ، وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ) ، بِلَا مِيم، قَالَ الكسائِيُّ: حُذِفَت الْمِيم لِكَثْرَة استِعمالهم إِيّاه، كَمَا قَالُوا: حاشَ لِلَّه وَهُوَ فِي الأَصْل حاشَا لِلّه، وكما قالُوا: أَيْش، وإِنَّما هُوَ أَيُّ شَيْءٍ، وكما قَالُوا: سَوْ تَرَى، وَإِنَّما هُوَ سَوْفَ تَرَى. (و) يُقال أَيْضا: (لَا جَرُمَ، كَكَرُمَ، وَلَا جُرْمَ، بِالضَّمِّ) ، كُلُّ ذَلِك (أيْ: لَا بُدَّ، أَو) مَعْناه: (حَقَّا، أًوْ لَا مَحاَلَة، أوْ هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ) اسْتِعْمالُهُم إِيَّاه (حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَعْنَى القَسَمِ) . وَنَصُّ الصِّحَاح: قَالَ الفَرّاءُ: لَا جَرَمَ كلمةٌ كانَتْ فِي الأَصْلِ بِمَنْزِلَة لَا مَحالَةَ وَلَا بُدَّ، فَجَرَت على ذلِكَ، وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم، وصارَتْ بمنزلةِ حَقَّاً، (فَلِذلِكَ يُجابُ عَنْهُ) ، كَذَا بِخَطِّ أبي زَكَرِيَّا، وَفِي سَائِر نسخ الصِّحَاح: عَنْها، (باللَّامِ) كَمَا يُجابُ بهَا عَن القَسَمِ (فيُقالُ) وَفِي الصِّحَاح: أَلاَ تَراهُم يَقولُون: (لَا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ) ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْلُ من قَالَ: جَرَمْتُ: حَقَــقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّما لَبَّسَ عَلَيْهِم قَوْلُ الشاعِرِ وَهُوَ أَبُو أَسْماءَ بنِ الضَّرِيبَة، وَيُقَال للحَوْفَزانِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: ويُقال لِعَطيَّةَ بن عَفِيفٍ:
(وَلَقَدْ طَعَنْت أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزارَة بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا)

فرفَعُوا فَزارَة كَأَنَّه قَالَ: حَقَّ لَهَا الغَضَبُ، قَالَ: وفَزارَةُ مَنْصُوبَة، أَي: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحَــقَّتْ عَلَيْهِم الغَضَبَ، أَي: أَحَــقَّت الطَّعْنَةُ فَزارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا؛ وَحَــقَّتْ أَيْضا مِنْ قَوْلهم: لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنّ كَذَا، أَي: حَقَّاً. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا القَوْلُ رَدٌّ على سِيبَوَيْه والخَلِيلِ؛ لأنّهما قَدَّراه أَحَــقَّتْ فزارةُ الغَضَب، أَي: بالغَضَبِ، فأسقط الْبَاء. قَالَ: وَفِي قَوْل الفَرَّاء لَا يحْتَاج إِلَى إِسْقاطِ حَرْفِ الجَرِّ فِيهِ؛ لأنَّ تقديرَهُ عِنْده كَسَبَتْ فَزارَةَ الغَضَبَ عَلَيْك. قَالَ: والصَّوابُ فِي إِنشاد البَيْتِ ولَقَد طَعَنْتَ بِفَتْح التاءِ؛ لأنّه يُخاطِبُ كُرْزاً العُقَيْلِيَّ يَرْثِيه، وقَبْلَ الْبَيْت:
(يَا كُرْزُ إِنَّكَ قَدْ قُتِــلْتَ بفارِسٍ ... بَطَلٍ إِذا هابَ الكُماةُ وَجَبَّبُوا)

وكانُ كُرْزٌ قد طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَة، وَهُوَ حِصْنُ بن حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيّ.
قَالَ ابنُ سَيّده: وَزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ جَرَمَ إِنّما تكونُ جَواباً لٍ مَا قَبْلَها من الكَلامِ، يَقُول الرجلُ: كَانَ كَذا وكَذا، وفَعَلُوا كَذَا، فَتَقُولُ، لَا جَرَمَ أَنَّهم سَيَنْدَمُون، أَو أنّه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذا.
وَقَالَ ثَعْلَب: الْفراء والكِسائِيُّ يَقُولان: لَا جَرَمَ تَبْرِئَةٌ. قَالَ الأزهريُّ: وَقد قيل: لَا، صِلَةٌ فِي لَا جَرَمَ، والمَعنى: كَسَبَ لَهُم عَمَلُهُمُ النَّدَمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: لَا جَرَمَ لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَمَ، والعَرَبُ تَصِل كلامَها بِذِي وَذَا وَذُو فَتكون حَشْواً وَلَا يُعْتَدّ بهَا، وَأنْشد:
(إِنّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ ... )

وَقَالَ ابْن الْأَثِير: لَا جَرَمَ كلمةٌ تَرِدُ بِمَعْنى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ وَقد اخْتُلِف فِي تَقْدِيرِها فَقيل: أَصْلُها التَّبْرِئةُ بِمَعْنى لَا بُدَّ، وَقد استُعْمِلَت فِي مَعْنى حَقَّاً. وَقيل: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ، وَقيل: بمَعْنَى وَجَبَ وَحَقَّ، وَلَا: رَدٌّ لِما قَبْلها من الكَلامِ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بهَا كَقَوله تعالَى: {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَي: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثمَّ ابْتَدَأ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُم النارُ. قُلتُ: وَقد حَقَّق الكَلامَ فِيهِ ابنُ هِشام فِي المُغْنِي فِي بَحْث " لَا "، والجَلالُ فِي هَمْع الهَوامِعِ أثْنَاء بَحْثِ " إِنَّ " والقَسَم، والخَفاجِي فِي العِنايَةِ أَثْناءَ غافِرٍ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أثناءَ النَّحْلِ، وَفِيمَا أَوْرَدْناه كِفايَة.
(والجَرْمُ: الحارُّ) ، فارِسي (مُعَرَّب) كَرْم. (و) أَيْضا: (الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الحَرِّ) . وَقَالَ أَبُو حَنيِفَةَ: أرضٌ جَرْمٌ دَفِيئَةٌ والجَمْع جُرُومٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أرضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحَرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْمُ: نقيضُ الصَّرْدِ، يُقَال: هَذِه أَرْضٌ جَرْمٌ، وهذهِ أَرْضٌ صَرْدٌ، وهُما دَخِيلانِ فِي الحَرّ والبَرْدِ. وَقَالَ الجوهريّ: الجُرُوم من الْبِلَاد: خِلافُ الصُّرُودِ.
(و) الجَرْمُ: (زَوْرَقٌ يَمَنِيٌّ، ج: جُرُومٌ) ، وَهِي النَّقِيرَة، جَمْعُها نَقائِرُ.
(و) جَرْمٌ: (بَطْنٌ فِي طيِّئٍ) ، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرِو بن الغَوْثِ بن جُلْهُمَةَ وَهُوَ طَيِّئ، مَساكِنهُم صَعِيدُ مِصْرَ، قَالَه صاحبُ العِبَر، وَمِنْهُم بَقِيَّةٌ فِي نَواحِي غَزَّةَ، وَمن وَلَدِه حَيّانُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَإِلَيْهِ يَنْتَسِب أَبُو عبد الله محمَدُ بنُ مالِكٍ النَّحْوِيُّ المِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ سَلَمَة الجَرْمِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو قِلابَة عَبْدُ الله بنُ يَزيدَ الجَرْمِيُّ البَصْريُّ تابِعِيٌّ جَليلٌ، وَأَبُو عُمَر صالحُ ابْن إِسْحَاق الجَرمِيُّ، لُغَوِيٌّ مَشْهُورٌ، أَخَذَ عَن الأَخْفَشِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وأبِي ذَرِّ والأَصْمَعِيِّ، ورَوَى الحَدِيثَ، توفِّي سنة مائتَيْنِ وخَمْسٍ وعِشْرِين.
(و) جَرْمُ (بْنُ زَبَّانَ) بنِ حُلوان بن عِمْرانَ بنِ الحافِي: (بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ) ، مِنْهُم: شِهابُ بنُ المَجْنونِ، صَحابِيٌّ، وَأَخُوهُ عامِرٌ مَدْرَجُ الرِّيحِ، شاعِرٌ، وَهَوْذَةُ بن عَمْرٍ والجَرْمِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ.
(و) الجِرْمُ، (بالكَسْرِ: بلادٌ) وَرَاء وَلْوالِج (قُرْبَ بَذَخْشانَ) وَلم يَذْكُر المُصَنَّفِّ بَذخْشانَ فِي مَوْضِعِه، وَمِنْهَا الفَقِيهُ أَبُو عَبْد الله سَعِيدُ بنُ حَيْدَر الجِرْمِيّ، سَمِعَ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بنَ أَيوُّبَ الهَمْدانِيّ، توفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة خَمْسِمائةٍ وثلاثٍ وَأَرْبَعِين.
(وَبَنُو جارِمٍ، بَطْنان) ، أحَدُهُما فِي بني ضَبَّةَ، والآخَرُ فِي بني سَعْدٍ، فالتي فِي ضَبَّةَ هم بَنو جارِم بن مالِك بن بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ، وَكَانَ لَهُ خطّة بالبَصْرة، وَأنْشد الجوهريُّ:
(إِذا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ ... إِلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيدُها)
وَأنْشد الحافِظُ فِي التَبْصِير للفرزدق:
(ولَوْ أَنَّ مَا فِي سُفْنِ دارِينَ صَبَّحَتْ ... بِنِي جارِمٍ مَا طَيَّبَتْ رِيحَ خَنْبَشِ)

(و) جَرِمَ الرجلُ (كَفَرِحَ: صَار يَأْكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ) بَين السَّعَف، عَن أبي عَمْرو.
(وَأَجْرَمَ) الرجلُ: (عَظُمَ) جِرْمُهُ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّواب جَرِمَ ثلاثياً، (و) كَذَا مَا بَعْدَه: جَرِمَ (لَوْنُه) : إِذا (صَفَا، و) جَرِم (الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، و) جَرِمَ الرَّجُلُ: (صَفَا صَوْتُهُ) .
(وجاجَرْمُ) بِسُكُون الرَّاء: (د) بَين نَيْسابُور وجُرْجانَ، مِنْهُ أَبُو القاسِم عبدُ العَزِيز بن مُحَمّد بن مُحَمّد الجاجَرْمِي النَّيْسابُوريّ، أحدُ مَشايخ أبي مُحَمّد عبد الْعَزِيز بن أبي بَكْرٍ النَّخْشَبِيّ، تُوُفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وأَرْبَعِمائَة.
(و) أَجْرَمُ، (كَأَحْمَدَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ) وَهَكَذَا نَقله الحافِظُ أَيْضا. (والجَرِيمَةُ) ، كَسَفينة: (آخِرُ وَلَدِكَ) ، كَأَنَّهُ جَرَم بَعْدَه، أَي: قطع.
(والأَجْرامُ: مَتاعُ الرَّاعِي) ، كَأَنَّه جمع جِرْمٍ، بالكَسْر. (و) الأَجْرامُ: (لَوْنانِ من السَّمَكِ) .
(و) مُجْرِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: اسمٌ) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَة.
وقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرّامٌ، كَسُكَّرٍ وَرُمّانٍ: جَمْعا جارِمٍ للصَّارِمِ.
وأَجْرَمَ التَّمْرُ: حانَ جِرامُه، وَقَول ساعدَة بن جُؤية:
(سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِيَا ... )

أَي: قَطَعَ ثمانِيَ لَيالٍ مُقيماً فِي البَضِيعِ يَشْرَبُ الماءَ.
والجَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: مَا يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى.
والجَرِيمَةُ: النَّواةُ، وَمِنْه قولُ أَوْسِ ابْن حارِثَة: لَا والَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَرِيمَة، والنارَ من الوَثِيمَة. أَي: أَخْرَج النَّخْلَة من النَّواةِ، والنارِ من الحِجارَةِ المَكْسُورَة.
والجِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْرِ.
وَفِي الحَدِيث: " لَا تَذْهَبُ مائةُ سَنَةٍ وعَلى الأَرْضِ عَيْنٌ تَجَرَّمُ " أَي: تَطْرِفُ. يُرِيد: تَجَرُّمَ ذَلِك القَرْنِ وانقِضَائِهِ.
وَأَبُو مُجْرَم، كَمُحْسِنٍ، كُنْيَة أبي مُسْلِم صاحبِ الدَّوْلَة، هَكَذَا كَناهُ المَنْصُور.
والجُرْم، بالضَّمِّ: التَّعِّدي.
وقالُوا: اجْتَرَمَ الذَّنْبَ فَعَدُّوه. قالَ الشَّاعِر: أَنشده ثَعْلَب:
(وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحسَّداً لم يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتُومُ)

وَجَرُمَ الرجلُ كَكَرُمَ: إِذا عَظُمَ جُرْمُه، أَي: أَذْنَب. وَجعله المُصَنِّف أَجْرَم، وَهُوَ غَلَظٌ من النُّسّاخ.
والجارِمُ: الجانِي، قَالَ:
(وَلَا الجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ ... )

وَقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثاب والأَعْمَش {لَا يجرمنكم} بِضَمّ الْيَاء. قَالَ الزجّاج: جَرَمْتُ وَأَجْرَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل مَعْناه لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم، مِن أَجْرَمَهُ، كَمَا يُقَال: آثَمْتُه، أَدْخَلْتُه فِي الإِثْم.
والمُدّ بالحِجاز يُدْعَى جَرِيماً، يُقَال: أَعْطَيْتُه كَذَا وَكَذَا جَرِيماً. قَالَ الزَّمَخشريّ: هُوَ مُدُّ رَسُول الله - صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم -.
وَتَجَرَّمَ الشِّتاءُ: انْقَضَى.
وجَرَمْناهُ: أَتْمَمْناه. وَفِي بَجِيلَةَ جَرْمُ بن عَلَقَة بن أَنْمار.
وَفِي عامِلَة: جرم بنُ شَعْلِ بن مُعاوِية، بُطُونٌ من العَرَب.
وابنُ آجُرُّوم: مؤلّف الأَجُرُّومِيّة مشهورٌ.
وجارِمُ بن هُذَيْلٍ شاعرٌ قَدِيمٌ من الأَعْراب.
(جرم) السّنة أتمهَا
(جرم) : الجُرْمُ: النَّوَى. 
جرم: {يجرمنكم}: يكسبنكم. {المجرمين}: أصحاب الجرم وهو الذنب. {لا جرم}: قيل لا رد. وجرم بمعنى كسب. وقيل: لا جرم بمعنى حقا. 

حدّ

حدّ: حدّ الخنزير البري: شحذ أنيابه (ألكالا).
وحدَّ: حدَّد: عيَّن قدّر. ففي النويري (أسبانيا ص476) الوقت الذي حدَّه له.
وحدَّد، عيَّن، قدَّر: ففي البيان (2: 217): وأخذ فيما حدَّد له من محاصرتها.
وحدَّ على: استقبح: كره، كدّر (فوك).
حَدَّدَه: أحصاه تخمينا، أحصاه تقريبا (المقري 2: 771).
وحدَّد في معجم فوك ( ferar herrar ferrar) ويمكن أن نقول على معنى: صفح بالحديد، البسه حديدا أو نهَّل فرسا، وضع نعلا من حديد في أرجل الفرس، أو رسم بحديدة محمية.
وحدَّد: كبَّل بالحديد: قيَّد (هلو).
وحدَّد: كوى الثياب، مرّر عليها حديدة حارة (دي لابورت ص101).
تحدَّد: ذكرها فوك في مادة ( Acuere) ومادة Terminare)) .
انحد: ذكرها فوك في الأفعال Acuere terminare , punire ,difinire)) .
أحتدَّ: يقال احتدَّ في كلامه أو احتدَّ كلامه بمعنى اشتد وأغلظ القول. تكلم غاضبا، بوشر تكلَّم بشراسة، تكلَّم بفظاظة (بوشر).
حَدّ: يراد به خاصة الشريعة التي تعين العقوبة المقروضة على الزناة (ألكالا).
والحدود: هي، فيما يقول فنسنت، دراسة الشريعة الإسلامية، ففي (ص63) العقوبات التي حددَّتها الشريعة وعينّت مقدارها وطريقة تطبيقها بحيث لا يجوز للحام تغييرها ولا الزيادة عليها ولا التقليل منها.
وحدود: قواعد (ألكالا) يقال: حدود الآداب أو الحدود وحدها بمعنى قواعد الآداب (المقدمة 10: 2،11).
حدود بمعنى حدّ، تخم، نهاية.
ويقال: فمن وقف عليه فليقف عند حدوده، أي فمن علم به فليعمل بوفقه ويمتثل له (دي ساسي دبلوم9: 487).
ويقال أيضا: أخْرَبَ المدينة خرابا محكما إلى حد بيوتها. أي أخرب المدينة خرابا تاما بما فيها بيوتها ولم يستثن شيئا منها. (رتجرز أمثلة أخرى من هذا القول).
ويقال أيضا: ضربوهم إلى حد الموت ي ضربوهم حتى قاربوا الموت (زيشر 5: 65) مثل ما يقال في حد. مثلاً: أنا في حد الموت. أي قاربت الموت. وحلب في حد التلف أي قاربت مدينة حلب الهلاك والتلاشي (نفس المصدر).
حصل في حد الجنين أي يكاد يكون جنينا (زيشر 5: 78).وحدّ مجرى النهر، (ألكالا).
والحدّ في علم المنطق: ((هو أن المناطقة العرب يطلقون على شيء اسم الجس والخواص القريبة، أو الخاصة القريبة أما وحدها وأما مــقتــرنة بالجنس البعيد، أو الجنس القريب مــقتــرنا بالخاصة، أو الخاصة أما وحدها وأما مــقتــرنة بالجنس البعيد)).
وتعريف القسم الأول يسمى بالحد التام، وتعريف القسم الثاني يسمى الحد الناقص وكذلك تعريف القسم الثالث)) الخ. (دي سلان المقدمة 3: 154 رقم 4).
ويقال: حد اكبر وحد اصغر وحد أوسط (بوشر).
والحد في علم الفلك (فإن الفلكيين يقسمون درجات كل برج من البروج على الكواكب الخمسة السيارة والقسم المعين لكل منها يسمى حد هذا الكوكب. لأنه يشير إلى قسم البرج الذي يؤثر فيه هذا الكوكب) (دي سلان المقدمة 2: 221 رقم 1). وحدّ: مدة، حقبة (بوشر).
حدّ البلوغ: سن الرشد (بوشر).
في حد الرجال، وفي حد التكليف: بالغ راشد، (فوك).
وقولهم: في حدود سنه أو حدود سنة، الذي لم يعد يستعمل في أيامنا هذه وقد كان مثار جدل لغوي بين كثير من العلماء (انظر زيشر 60: 5 - 79، 853: 9 - 832) وينتج من هذا الجدل فيما أرى انه يعني عند بعض المؤلفين: حوالي، زهاء، قرب، نحو (انظر المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 2: 280، ومعجم فوك حيث حدود تعني نحو).
ويعني عند آخرين: في أثناء، من خلال (انظر المقري 1: 642) حيث بدَّل المقري كلمة أحواز التي وردت في عبارة من كتاب الخطيب (ص685) التي نقلها عنه المقري وهي: وكانت وفاته بتونس في أحواز سنة 685 وهي لا يمكن أن تعني إلا في سنة 685. لقد بدَّل المقري كلمة أحواز بكلمة حدود فهي إذا كلمة مبهمة مثل قولهم إلى حد.
أما كلمة حدود بمعنى زهاء، قرابة فنجد العبارات التالية أيضا: عسكر طاهر حدود أربعة آلاف فارس، أي عسكر طاهر يتألف من زهاء أربعة آلاف فارس. ومكث في الوزارة حدود خمسين يوما (زيشر 5: 65) (الفخري ص164، 333، 334).
والجمع حدود تعني الجزء من القوس حيث يوضع السهم ويعني هذا قبضته. (الجريدة الآسيوية، 1848، 2: 208).
وحدود تعني في مذهب الدروز في تفسيرهم الرمزي للقرآن رؤساء الدين عندهم (دي ساسي طرائف 2: 242).
وحدَّ (تصحيف حادّ): عنيف، شديد يقال أسلوب حدَّ وخطاب حدَّ (بوشر).
حدّه: حدّ، تَخْم (بوشر). وحِدَّة: حرف عند أهل كسروان (بوشر).
كسر حدة: أزال المفعول، منع تأثير الملح (بوشر).
حَدِّيّ: جزائي، عقابي (بوشر).
وحدّي: تصحيف أحدي: ربي، رباني، متعلق بيوم الأحد (بوشر).
حدّية: حدّة، نزق، غضب عنيف (بوشر). وشاطئ، ساحل، ضفة (هلة) وهو يكتبها حَدْية ( Hhadia) .
حَدِيد: أصحاب الحديد من الكَحَّلين: الكحالون الذي يستخدمون آلات الحديد في أجراء عملياتهم، الكحالون الجراحيون (زيشر 20: 498).
وحديد: سِكَّة، قطعة من الحديد محفورة تسك بها النقود المعدنية (معجم البلاذري).
وحديد تجمع على حدائد. حديدة السهم (ألكالا) وضرب من النبل أو السهام الرقيقة المحدَّدة الطرف (ألكالا) وسهم (ألكالا) ونبال القذّافة (ألكالا).
حِدَادة: صناعة الأدوات الحديدية، صنعة الحداد، وما يصنعه الحدادون (بوشر) وبمعنى صنعة الحداد تجدها أيضاً في معجم فوك و (كما نجدها في معجم لين) غير أن عليك، في القسم الثاني منه أن تقرأ ( ferraria) بدلا من ( Ferararia) وفي القسم الأول عليك أن تضع ( ars Ferraira = Fabraria) انظر دوكانج بدل ( Fabra) صنعة الحدادة: قِفالة، صناعة الأقفال وما يصنعه القفال.
حَدِيدَة: أداة من الحديد (بوشر) وقد تردد ذكرها كثيرا عند ابن العوام مثلا في 1: 473، 488).
وحديدة: مبضع مشرط. ففي كتاب العقود (ص5): أصابت فلان شجة ضرب عليها الجراح بحديدة فشرح الجلد وحفر في اللحم.
وحديدة: مقضب صغير، مشذب صغير (دومب ص96). وحديدة: قضيب حديد (ابن بطوطة 4: 146).
وحديدة: درباز: رتاج (بوشر) لغلق الباب ففي رياض النفوس (ص88و): فوجدت الباب مردودا بلا حديدة وكانت علامة جلوسه فدخلت ولم أستأذن.
وحديدة: سكة، قطعة من الحديد محفورة تسك بها النقود المعدنية (معجم البلاذري).
وحديدة: في الأندلس وأفريقية هو أوكسيد النحاس (معجم الأسبانية ص132).
والجمع حدائد: قيود حديدية، (دوماس حياة العرب ص167).
وحديدة: مكوى (رولاند).
حديدة شباك: غلافة نافذة، حديدة يسد ويغلق بها الشباك (بوشر).
حديدة النار: مجرفة النار (همبرت ص 197) نقش حديدة: رسوم من ملاط كلس ورخام تحاكي المخرَّمات (الدانتيل) (افكست 1: 334) وهو يكتبها نُكشي.
حدادي: صفة نوع من الحمام (مخطوطة الاسكوريال ص893).
حَدِيدِيّ: محتو على الحديد، فيه الحديد (بوشر).
وحديدي: أشهب، سنجابي (همبرت ص81).
وحديدي: هو النبات المسمى سيدريطس باليونانية (ابن البيطار 1: 295). بقم حديدي: آرقان، هرجان، أرجان. (بوشر).
أحمر حديدي: اشقر، أصهب، أصحر (ألكالا).
حادّ: شرس، قاسي، عنيف (همبرت ص212) شاق، صعب ففي رياض النفوس (ص63 و) في كلامه عن الوقت: في الوقت الذي كان المسلمون يعذبون وأراد جبلة أن يصلي الجمعة في مسجده بينما كان المؤذن يعلن قيام الصلاة وهو في ساحة المسجد رأى أن تقام الصلاة في الداخل فإن الوقت حاد كما قال. غير أن جبلة قال: تقام الصلاة في الساحة فإذا أراد أحد أن يمنعنا من ذلك مزَّقناه بالسهام.
وحادّ: غضوب، سريع الغضب (بوشر).
وحادّ: لدود: ألد الخصام (فوك) والجانب الحاد في القانون وهو الجزء من الوتر الأقرب من مشط القانون (صفة مصر 13: 308).
وحادّة مؤنث الحاد، ففي البرتغالية ( Alhada) وهي فيما يظهر الحادَّة أي الحاذقة، الحريفة وهي صفة تستعمل اسما يراد به الأطعمة المتبلة بالثوم (معجم الأسبانية ص132).
وحادَّة: نبات مرّ الطعم يتخَّذ منه صباغ (صلصة) للبزين أو العصيدة. (ريشاردسن صحاري 2: 283، 287) ويكتبها ( Hada) وإذا قارنا ما جاء في مادة عصيدة يتبين انه النبات المسمى ( Sonchus Chendriloides) . أَحَدَّ: أحدُّ قَلْباً: أقوى قلباً، اشد باسا أشجع (كليلة ودمنه ص193).
مُحَدَّد: حادّ، طرف ذو حد، مسنون (البكري ص164) يقال: جبل محدَّد (ابن جبير ص93) وفيه قبة محددة.
مُحضدَّد: محتسب (فلوجل مادة 67 ص29) حيث يجب أن تبدل ( Emhabded) ب ( Emhadded) .
مَحْدُود: يعني ما يمكن تحديده بيسر أي قصير وجيز يقال زمن محدود (ملر، سيب 1863، 9: 2، 14) إذا وثقنا بما يقوله الناشر (ص22 رقم 9). ولما كان الكلام عن زمن الطاعون فأني أميل إلى الظن أن كلمة محدود تعني مشؤوم، منحوس كما يقول لين. ومثله في كتاب عبد اللطيف (ص122، 242) انظر ترجمة سلفستر دي ساسي (ص250 رقم 70) وابن خلكان (8: 42) وفيه: كتاب محدود أي شؤم على حامله. إذ يقول: وهذا الكتاب من الكتب المحدودة ما ملكه أحد إلا وتعكست أحواله وفي (ص123) منه: وكان أبو عبيدة يخالف قواعد النحو ويقول: النحو محدود أي إنه شؤم على قارئه.
وفي كتاب الأخبار (ص144) لم يفهم المترجم عبارة: وانه لم يزل محدودا في أمره أي إنه كان قليل الحظ في أمره.
ومحدود: محدذد، مسنون (ألكالا).
ومحدود الرأس: محدَّد مسنون (الإدريسي ص65).
مَحْدُود: خليط من السكر المحروق والسخام والزيت أو الجوز المحروق والزيت تتخذه نساء الجزائر لصبخ حواجبهن وتزجيجها (زيشر 5: 283) وفيه ( Mheudda) مُسْتَحَد: مِسَنّ، مشحذ (برجرن).

أخر

(أخر)
تَأَخّر وَالشَّيْء جعله بعد مَوْضِعه والميعاد أَجله
أخ ر

جاءوا عن آخرهم. والنهار يحر عن آخر فآخر، والناس يرذلون عن آخر فآخر والستر مثل آخرة الرحل. ومضى قدماً وتأخر أخراً. وجاءوا في أخريات الناس. ولا أكلمه آخر الدهر وأخرى المنون، ونظر إليّ بمؤخر عينه. وجئت أخيراً وبأخرة. وبعته بيعاً بأخرة أي بنظرة معنى ووزناً. وهي نخلة مئخار من نخل مآخير.

ومن الكناية: أبعد الله الآخر أي من غاب عنا وبعد، والغرض الدعاء للحضور.
أخر: أخَّر، بالتضعيف: يقال أخّر فلانا: خلعه، وعزله، وأقاله (المقري 1: 645، 884، 2: 809، كرتاس 15، والترجمة 356، مجهول كوبنهاجن 61، 69، 71، تاريخ تونس 110) وفي بسام 3: 38 وفي كلامه عن كاتب: وتصرف في التأخير والتقديم تصرف الشفرة في الأديم.
تأخر: اعتزل عمله واستقال (كرتاس 45) ويستعمل مجازا بمعنى: تحير وتردد (بوشر).
آخر: جمعه أخاري في معجم بوشر.
ومعناه: أيضا، وكذلك، من جهتي ومن جهتك ومن جهته، تقول: وأنت الآخر رائح: أي وأنت أيضا رائح (بوشر) كما تقول: أنا الآخر عندي من الهموم كفايتي أي أنا أيضا عندي من الهموم كفايتي (راجع هابيشت معجم 2).
آخِر: الافضل، بمعنى بقية. لأنهم كانوا يبقون أفضل ما لديهم (راجع لين في بقية عباد 1) ففي الخطيب 147و: آخر الشيوخ وبقية الصدور الأدباء.
وآخر الدهر: أبد الدهر (بربر 2: 52، 70).
ومثله: آخر الأيام (بربر 2: 121، 186) وتستعمل هذه في الجملة المنفية بمعنى أبداً (راجع لين). (المقدمة 1: 258، 382، المقري 1: 315).
(أ خ ر) : (مُؤْخِرُ) الْعَيْنِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْخَاءِ طَرَفُهَا الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ وَالْمُقَدَّمُ خِلَافُهُ وَالْجَمْعُ مَآخِرُ (وَأَمَّا) مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ بِالتَّاءِ فَلُغَةٌ فِي آخِرَتِهِ وَهِيَ الْخَشَبَةُ الْعَرِيضَةُ الَّتِي تُحَاذِي رَأْسَ الرَّاكِبِ (مِنْهَا) الْحَدِيثُ «إذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ» وَتَشْدِيدُ الْخَاءِ خَطَأٌ وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ إنَّ الْأَخِرَ زَنَى هُوَ الْمُؤَخَّرُ الْمَطْرُودُ وَعَنَى بِهِ نَفْسَهُ وَمِثْلُهُ فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُقِيمُ مَرَّةً مَرَّةً أَلَا جَعَلْتَهَا مَثْنَى لَا أُمَّ لِلْأَخِرِ وَهُوَ مَقْصُورٌ وَالْمَدُّ خَطَأٌ وَالْأَخِيرُ تَحْرِيفٌ (مِنْ أَخِيهِ) فِي ع ف.
(أخر) - قَوْله تعالى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}
: أي في آخِرِكم
- في حَديثِ المَرْجُوم : أَنَّه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الأَخِر زَنَى" هو مقصور على وَزْن "فَعِل" : أي الأَبعد المُتأخِّر عن الخَيْر، وقال بَعضهم: أي المُتَأخّر عن مجلسِنا. يعنى كما يقول في حَدِيث سَوْء: "حَاشَا مَنْ يَسْمَع"، والأول أَليقُ بالحَالِ.
- في الحديث: "إذا وضع أحدُكم بين يديه مِثْل مُؤْخَّرة الرَّحل، وفي رِوَايَة: آخِرة الرَّحل ، وفي رواية: مُؤْخَرة الرّحل، فلا يُبالَ مَنْ مَرَّ وَراءَه".
قال الأصمعى: هي من الرَّحْل بَمنْزِلة مُؤْخِرة السّرج، والوَاسِطَة منه بمَنْزِلة قَرَبُوس السَّرج، والقَادِمَة: ضِدُّ الآخِرَة، قال الشاعر:
* ورِدْفٍ كمُؤْخَرَة الرَّحْلِ *
ومُؤخَر كلِّ شىءٍ: مقابل مُقْدَمِه، واخْتِير في العين مُؤْخِرٌ ومُوْخِرَة بالتَّخْفِيف كسْر الخَاءِ. وقد يقال في الرَّحْل مُوخِرتَهُ، والمآخير جَمْعٌ زِيدَ فيه الياءُ عِوضًا عن الخَاءِ المَحذُوفة في مُؤَخِّر، وقد يقال: مآخِرُ بلا ياءٍ. - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال له: أَخِّر عنِّى يا عُمَر"
: أَىْ تأخَّر عنّى، يقال: أَخِّر، بمعنى تأَخَّرْ، كما يقال: قَدِّم، بمعنى تَقدَّم. ومنه قولُه تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} .
أخر
آخِر يقابل به الأوّل، وآخَر يقابل به الواحد، ويعبّر بالدار الآخرة عن النشأة الثانية، كما يعبّر بالدار الدنيا عن النشأة الأولى نحو: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ
[العنكبوت/ 64] ، وربما ترك ذكر الدار نحو قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ [هود/ 16] .
وقد توصف الدار بالآخرة تارةً، وتضاف إليها تارةً نحو قوله تعالى: وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأنعام/ 32] ، وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا [يوسف/ 109] .
وتقدير الإضافة: دار الحياة الآخرة.
و «أُخَر» معدول عن تقدير ما فيه الألف واللام، وليس له نظير في كلامهم، فإنّ أفعل من كذا، - إمّا أن يذكر معه «من» لفظا أو تقديرا، فلا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث.
- وإمّا أن يحذف منه «من» فيدخل عليه الألف واللام فيثنّى ويجمع.
وهذه اللفظة من بين أخواتها جوّز فيها ذلك من غير الألف واللام.
والتأخير مقابل للتقديم، قال تعالى: بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
[القيامة/ 13] ، ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ [الفتح/ 2] ، إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ [إبراهيم/ 42] ، رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ [إبراهيم/ 44] .
وبعته بِأَخِرَةٍ. أي: بتأخير أجل، كقوله: بنظرة.
وقولهم: أبعد الله الأَخِرَ أي: المتأخر عن الفضيلة وعن تحرّي الحق .
أ خ ر: (أَخَّرَهُ فَتَأَخَّرَ) وَ (اسْتَأْخَرَ) أَيْضًا وَ (الْآخِرُ) بِكَسْرِ الْخَاءِ بَعْدَ الْأَوَّلِ وَهُوَ صِفَةٌ تَقُولُ جَاءَ (آخِرًا) أَيْ (أَخِيرًا) وَتَقْدِيرُهُ فَاعِلٌ وَالْأُنْثَى (آخِرَةٌ) وَالْجَمْعُ (أَوَاخِرُ) . وَ (الْآخَرُ) بِفَتْحِ الْخَاءِ أَحَدُ الشَّيْئَيْنِ وَهُوَ اسْمٌ عَلَى أَفْعَلَ وَالْأُنْثَى (أُخْرَى) إِلَّا أَنَّ فِيهِ مَعْنَى الصِّفَةِ لِأَنَّ أَفْعَلَ مِنْ كَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الصِّفَةِ، وَجَاءَ فِي (أُخْرَيَاتِ) النَّاسِ أَيْ فِي (أَوَاخِرِهِمْ) ، وَلَا أَفْعَلُهُ (أُخْرَى) اللَّيَالِي أَيْ أَبَدًا. وَبَاعَهُ (بِأَخِرَةٍ) بِكَسْرِ الْخَاءِ أَيْ بِنَسِيئَةٍ، وَعَرَفَهُ (بِأَخَرَةٍ) بِفَتْحِ الْخَاءِ أَيْ أَخِيرًا وَجَاءَنَا (أُخُرًا) بِالضَّمِّ أَيْ أَخِيرًا. وَ (مُؤْخِرُ) الْعَيْنِ بِوَزْنِ مُؤْمِنٍ مَا يَلِي الصُّدْغَ وَمُقَدَّمُهَا مَا يَلِي الْأَنْفَ، وَ (مُؤْخِرَةُ) الرَّحْلِ أَيْضًا لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِي (آخِرَةِ) الرَّحْلِ وَهِيَ الَّتِي يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا الرَّاكِبُ وَلَا تَقُلْ: مُؤَخِّرَةُ الرَّحْلِ. وَ (مُؤَخَّرُ) الشَّيْءِ بِالتَّشْدِيدِ ضِدُّ مُقَدَّمِهِ وَ (أُخَرُ) جَمْعُ أُخْرَى وَ (أُخْرَى) تَأْنِيثُ آخَرَ وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] لِأَنَّ أَفْعَلَ الَّذِي مَعَهُ مِنْ، لَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، مَا دَامَ نَكِرَةً. تَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَفْضَلَ مِنْكَ وَبِرِجَالٍ أَفْضَلَ مِنْكَ وَبِامْرَأَةٍ أَفْضَلَ مِنْكَ، فَإِنْ أَدْخَلْتَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ أَوْ أَضَفْتَهُ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وَأَنَّثْتَ، تَقُولُ مَرَرْتُ بِالرَّجُلِ الْأَفْضَلِ وَبِالرَّجُلَيْنِ الْأَفْضَلَيْنِ وَبِالرِّجَالِ الْأَفْضَلِينَ وَبِالْمَرْأَةِ الْفُضْلَى وَبِالنِّسَاءِ الْفُضَلِ. وَمَرَرْتُ بِأَفْضَلِهِمْ وَبَأَفْضَلَيْهِمْ وَبَأَفْضَلِيهِمْ وَبِفُضْلَاهُنَّ وَبِفُضَلِهِنَّ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَفْضَلَ وَلَا بِرِجَالٍ أَفَاضِلَ وَلَا بِامْرَأَةٍ فُضْلَى حَتَّى تَصِلَهُ بِمِنْ أَوْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ وَهُمَا يَتَعَاقَبَانِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ آخَرُ، لِأَنَّهُ يُؤَنَّثُ وَيُجْمَعُ بِغَيْرِ مِنْ وَبِغَيْرِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَبِغَيْرِ الْإِضَافَةِ. تَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ آخَرَ وَبِرِجَالٍ أُخَرَ وَآخَرِينَ وَبِامْرَأَةٍ أُخْرَى وَبِنِسْوَةٍ أُخَرَ. فَلَمَّا جَاءَ مَعْدُولًا وَهُوَ صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْفَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ جَمْعٌ فَإِنْ سَمَّيْتَ بِهِ رَجُلًا صَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ عِنْدَ الْأَخْفَشِ وَلَمْ تَصْرِفْهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. 
أخر
أخَّرَ يؤخِّر، تأخيرًا، فهو مُؤخِّر، والمفعول مُؤخَّر
• أخَّر الاجتماعَ: أجَّله وأرجأه، وعكسه قدَّم "لا تؤخِّر عمل اليوم إلى الغد- {إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ} " ° أخَّر عقارب السَّاعة: جعل التاسعة ثامنة مثلاً- أمرٌ لا يقدِّم ولا يؤخِّر: لا أهمّيَّة له- يُقدِّم رِجْلاً ويؤخِّر أخْرى: يتردَّد في أمره بين الإقدام عليه والإحجام عنه.
• أخَّر الرَّجلَ عن عمله: أمهلَه، عوَّقه وبطَّأه " {لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} ". 

استأخرَ يستأخر، استئخارًا، فهو مُستأخِر، والمفعول مُستأخَر (للمتعدِّي)
• استأخر القِطارُ: أبطأ وتأخَّر " {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ".
• استأخر الزَّائرَ:
1 - استبطأه.
2 - أبطأه وأخّرَه. 

تأخَّرَ/ تأخَّرَ على/ تأخَّرَ عن يتأخَّر، تأخُّرًا، فهو مُتأخِّر، والمفعول مُتأخَّر عليه
• تأخَّرَ الشَّخصُ: أبطأ، توانى " {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ".
• تأخَّر عليه/ تأخَّر عنه: جاء بعده في المكان أو الزَّمان "تأخَّر القطارُ عن موعد وصوله- {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} ".
• تأخَّر العربُ كثيرًا عن الشعوب الأخرى: تخلَّفوا "تأخَّر في الحصول على الشهادة العلميّة". 

آخَرُ [مفرد]: ج آخَرُون (للعاقل) وأُخَّر وأواخِرُ، مؤ أُخْرى، ج مؤ أُخْرَيات وأُخَرُ:
1 - أحد شيئين يكونان من جنس واحد "وَدَعْ كلّ صوت غير صوتي فإنّني ... أنا الصائح المحكيّ والآخر الصَّدى- {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ} " ° الوجه الآخَرُ للعملة- بين آونة وأخرى/ بين فترة وأخرى: بصورة متقطِّعة- بين حين وآخر/ من آن لآخر: أحيانًا- مرَّة أخرى: مرَّة ثانية- مِنْ ناحية أخرى- مِنْ وقتٍ إلى آخر: مِنْ وقت إلى وقت غيره- هو الآخر: هو أيضًا.
2 - مختلف، مغاير أو بمعنى غيره " {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ} ". 

آخِر [مفرد]: ج آخِرون وأواخِرُ: عكس أوَّل في الرُّتبة أو الزمن "كان في آخِر كشوف الناجحين- آخِر الدَّواء الكيّ [مثل]: يُضرب في آخِر ما يُعالج به الأمر بعد اليأس منه- مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ [حديث]- {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} " ° آخِر الأمر: أخيرًا- آخِر صَيْحة: حديث جدًّا- آخِر طراز: أحدث طراز- أتَى على آخِره: أتَّمه- أخيرًا وليس آخِرًا: وفي النّهاية، وليس أقل قيمة ممّا أو ممّن سبقه- إلى آخِره: وغير ذلك، أو ما شابه ذلك، وتكتب أحيانًا مختزلة بلفظ إلخ- أواخر الشَّهر: القسم الأخير منه- أوَّلاً وآخِرًا: في جميع الحالات- جاءوا عن آخِرهم: جميعًا- في آخِر

الدُّنيا: ناءٍ أو في أقاصي المعمورة- في آخر لحظة- ما رأيت له أوّلاً ولا آخِرًا: ما رأيتُ له قديمًا ولا حديثًا- ما له آخِر: طويل لا ينتهي- مِنْ أوَّله إلى آخِره: من بدايته إلى نهايته.
• الآخِر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الباقي بعد فناء خَلْقه، الدّائم بلا نهاية " {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} ".
• ربيع الآخِر: الشهر الرابع من شهور السنة الهجريَّة، يلي ربيع الأوّل ويأتي بعده جمادى الأولى.
• اليوم الآخِر: يوم القيامة " {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ". 

آخِرة [مفرد]: ج أواخِرُ: مؤنَّث آخِر: "هو في السنة الآخِرة من الدراسة الثانويّة- {لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ} ".
• الآخِرة: الآجِلة، دار البقاء بعد الموت "اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدًا واعمل لآخِرتك كأنّك تموت غدا: من كلام الإمام علي رضي الله عنه- {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} " ° الدَّار الآخِرة: دار البقاء بعد الموت.
• آخِرة العين: طرفها الذي يلي الصّدغ "أرى احمرارًا في آخِرة عينك".
• جمادى الآخِرة: الشَّهر الخامس من شهور السَّنة الهجريِّة يلي جمادى الأولى ويسبق شهر رجب. 

أُخْرَوِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أُخْرى.
2 - متعلِّق بالحياة الأخرى، وعكسه دنيويّ "أمر أُخْرَوِيّ".
• العلم الأُخْرَوِيّ: فرع من علم اللاّهوت يهتمّ بنهاية العالم أو الإنسانيّة. 

أُخْرَوِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أُخْرى.
• الأُخْرَوِيَّة: مذهب أو نظريَّة تهتمّ بنهايات الأشياء كالبعث والموت والقدر وغيرها. 

أُخْرى [مفرد]: ج أُخْرَيات وأُخَرُ: مؤنَّث آخَرُ: أحد شيئين يكونان من جنس واحد " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} " ° في أُخْرياتِ أيَّامه: في آخرها.
• الأُخْرى: الآخرة، الحياة بعد الموت. 

أخير [مفرد]: عكس أوَّل، ليس بعده شيء "كان في الصفّ الأخير- الفرصة الأخيرة- القلق بشأن التطوّرات الأخيرة" ° الاسم الأخير: اسم العائلة- الرَّمق الأخير: آخر لحظة في الحياة- الكلمة الأخيرة: القرار النهائيّ- المَثْوَى الأخير: القَبْر- في المدَّة الأخيرة/ في الفترة الأخيرة: حديثًا- للمرّة الأخيرة- لمسة أخيرة: آخر إضافة لعمل ما- محاولة أخيرة: يُقام بها لآخر مرَّة.
• أخيرًا:
1 - في النِّهاية أو الختام "وأخيرًا صدر القرار" ° أخيرًا وليس آخِرًا: وفي النّهاية، وليس أقل قيمة ممّا أو ممّن سبقه- أوَّلاً وأخيرًا: في جميع الحالات، دائمًا.
2 - حديثًا منذ عهد قريب "وصلتنا أخيرًا الآلات الجديدة". 

تأخُّر [مفرد]: مصدر تأخَّرَ/ تأخَّرَ على/ تأخَّرَ عن.
• التَّأخُّر العقليّ: (نف) حالة عقليّة موروثة أو مكتسبة يتّصف صاحبها بمستوى منخفض من الذَّكاء، وقصور في القدرة على التكيُّف الاجتماعيّ والمهنيّ. 

تأخير [مفرد]: مصدر أخَّرَ.
• التَّأخير: (لغ) نَقْل الكلمة من مكانها إلى مكان آخر بعدها.
• التَّقديم والتَّأخير: (بغ) التّغيير في التّرتيب الطَّبيعيّ لأجزاء الجملة، لغرض بلاغيّ كزيادة الاهتمام أو القصر أو التّشويق أو لضرورة شعريّة. 

مُؤخَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أخَّرَ ° مُؤخَّر الصَّداق/ مُؤخَّر الدَّيْن: ما أُجِّل منه.
2 - نهاية الشّيء من الخلف، وعكسه مقدَّم "مُؤخَّر السفينة" ° مُؤخَّر الفم: القسم الخلفيّ منه.
• مُؤخَّرًا: حديثًا، أخيرًا "وصلت الحوالة البريديّة مُؤخَّرًا".
• مُؤخَّر العين: (شر) طرفُها الذي يلي الصَّدغ "نظر إليَّ بمُؤخَّر عينه".
 • مُؤخَّر الغدَّة النُّخاميَّة: (شر) فصّ النُّخامة الخلفيّ. 
81 - 
مُؤخِّر [مفرد]: اسم فاعل من أخَّرَ.
• المُؤخِّر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يؤخِّر الأشياء فيضعها في مواضعها بترجيح إرادته "هو المقدِّم والمؤخِّر".
• مُؤخِّر احتكاك: (كم) مخفِّف لسرعة حركة أو لنشاط كيماويّ. 

مُؤخِّرة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مُؤخِّر.
2 - جزء أو قسم خلفيّ، جزء بعيد عن المقدّمة "ركب في مُؤخِّرة القطار".
• مُؤخِّرة الشَّخص: عَجُزُه.
• مُؤخِّرة الجيش: (سك) فرقة منه معيَّنة لحراسة الخطوط الخلفيَّة. 

مُتأخِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تأخَّرَ/ تأخَّرَ على/ تأخَّرَ عن ° أفكار مُتأخِّرة: مُتخلّفة عن ركب الحضارة، رجعيَّة- المتأخِّرون: الأدباء والعلماء الذين ظهروا حديثًا، المحدثون- مُتأخِّر عقليًّا: متخلِّف عقليًّا.
2 - حادث بعد فترة طويلة "جاء في وقت مُتأخِّر من الليل".
3 - ما فات موعده "وصل مُتأخِّرًا- دفع ما عليه من مُتأخِّرات ماليَّة". 

أخر: في أَسماء الله تعالى: الآخِرُ والمؤخَّرُ، فالآخِرُ هو الباقي بعد

فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ

فَيضعُها في مواضِعها، وهو ضدّ المُقَدَّمِ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ. تقول:

مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً، والتأَخر ضدّ التقدّم؛ وقد تَأَخَّرَ عنه

تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً؛ عن اللحياني؛ وهذا مطرد، وإِنما ذكرناه

لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية.

وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، واستأْخَرَ كتأَخَّر. وفي التنزيل: لا يستأْخرون

ساعة ولا يستقدمون؛ وفيه أَيضاً: ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد

علمنا المستأْخرينَ؛ يقول: علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ

عنه، وقيل: عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها، وقال ثعلبٌ: عَلمنا

من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً، وقيل: إِنها

كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

فيمن يصلي في النساء، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف،

فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ

إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: أَخِّرْ عني يا عمرُ؛

يقال: أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى؛ كقوله تعالى: لا

تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله؛ أَي لا تتقدموا، وقيل: معناهُ أَخَّر عني

رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة. والتأْخيرُ: ضدُّ التقديم.

ومُؤَخَّرُ كل شيء، بالتشديد: خلاف مُقَدَّمِه. يقال: ضرب مُقَدَّمَ رأْسه

ومؤَخَّره. وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها: ما وَليَ اللِّحاظَ، ولا

يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين. ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ: الذي

يلي الصُّدْغَ، ومُقْدِمُها: الذي يلي الأَنفَ؛ يقال: نظر إِليه

بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها: جاء في العين

بالتخفيف خاصة.

ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره، كله: خلاف

قادِمته، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب. وفي الحديث: إِذا وضَعَ أَحدكُم بين

يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه؛ هي بالمدّ الخشبة

التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير. وفي حديث آخَرَ: مِثْلَ

مؤْخرة؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه، وقد منع منها بعضهم ولا

يشدّد. ومُؤْخِرَة السرج: خلافُ قادِمتِه. والعرب تقول: واسِطُ الرحل

للذي جعله الليث قادِمَه. ويقولون: مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل؛ قال

يعقوب: ولا تقل مُؤْخِرَة. وللناقة آخِرَان وقادمان: فخِلْفاها المقدَّمانِ

قادماها، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها، والآخِران من الأَخْلاف: اللذان

يليان الفخِذَين؛ والآخِرُ: خلافُ الأَوَّل، والأُنثَى آخِرَةٌ. حكى

ثعلبٌ: هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً. الأَزهري: وأَمَّا

الآخِرُ، بكسر الخاء، قال الله عز وجل: هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن.

روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال وهو يُمَجِّد الله: أنت

الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء. الليث: الآخِرُ

والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم، والآخَر،

بالفتح: أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ، والأُنثى أُخْرَى، إِلاَّ

أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة.

والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ، وأَصله أَفْعَلُ من

التَّأَخُّر، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية

أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها. قال الأَخفش: لو جعلْتَ في الشعر

آخِر مع جابر لجاز؛ قال ابن جني: هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ

أَحدٌ همزة آخِر، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع

فيها، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من

مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ

فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ، أَلا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ

وأَواخِرُ، كما قالوا جابِرٌ وجوابِرُ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ

توهَّمَ الأَلِفَ همزةً قال:

إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً،

وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا

إِذا قُلتُ: هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه،

وقَرَّتْ به العينانِ، بُدّلْتُ آخَرا

وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى

أَلِفِ ضَارِبٍ. وقوله تعالى: فآخَرَان يقومانِ مقامَهما؛ فسَّره ثعلبٌ

فقال: فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم

يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن، وقال الفراء: معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ

من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ

على مسلمٍ في غير هذا، والجمع بالواو والنون، والأُنثى أُخرى. وقوله عز

وجل: وليَ فيها مآربُ أُخرى؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى

جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ.

وقولهم: جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم؛

وأَنشد:أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ

وقال الفراءُ في قوله تعالى: والرسولُ يدعوكم في أُخراكم؛ مِنَ العربِ

مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ. الليث: يقال هذا

آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ، قال: وأُخَرُ جماعة أُخْرَى. قال

الزجاج في قوله تعالى: وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن

وحدانَها لا تنصرِفُ، وهو أُخْرًى وآخَرُ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا

ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ؛ وإذا كان

فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ

وحُفْرٍ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة

ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ

نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ، وما أَشبههما. وقرئ: وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ؛ على

الواحدِ. وقوله: ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى؛ تأْنيث الآخَر، ومعنى

آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ؛ وقولُ أَبي العِيالِ:

إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَـ

ـدَّ، عن أُخْراتِها، العُصَبُ

قال السُّكَّريُّ: أَراد أُخْرَياتِها فحذف؛ ومثله ما أَنشده ابن

الأَعرابي:

ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه،

مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَمِ

قال ابن جني: وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية

قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ؟ إَلاَّ أَنَّ

هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ. قال: وقد

يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ

لغير التأْنيثِ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ، ومثلُهُ

بُهْمَاةٌ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ

ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء؟ ثم قال

العجاج:

فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور

فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ. قال ابن سيده: وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا

عبيدة قال في بعض كلامه: أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة

التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ؛ وقد قال العجاج:

فحط في علقى وفي مكور

فلم يصرِفْ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال:

إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من

اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ. وقولُهُم: لا أَفْعلهُ أُخْرَى

الليالي أَي أَبداً، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ؛ قال:

وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ،

يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ

أَي مَنْ كان في آخِرهم. والأَجادلُ: جمع أَجْدلٍ الصَّقْر. وخَوْتُ

البازِي: انقضاضُهُ للصيدِ؛ قال ابنُ بَرِّي: وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى

المنونِ ليس من كلام الجوهريّ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ، وهو:

أَن لا تزالوا، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ

أُخْرَى المنونِ، مَوالياً إِخوانا

قال ابن بري: وقبله:

أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ،

ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا؟

وأُخَرُ: جمع أُخْرَى، وأُخْرَى: تأْنيثُ آخَرَ، وهو غيرُ مصروفٍ. وقال

تعالى: قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا

يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك

وبامرأَةٍ أَفضل منك، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه

ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت، تقولُ: مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال

الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ، ومررتُ بأَفضَلهِم

وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب: صُغْراها

مُرَّاها؛ ولا يجوز أَن تقول: مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ

ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ

وهما يتعاقبان عليه، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ،

وبغير الأَلف واللامِ، وبغير الإِضافةِ، تقولُ: مررتُ برجل آخر وبرجال

وآخَرِين، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ، فلما جاء معدولاً، وهو صفة،

مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في

النَّكِرَة عند الأَخفشِ، ولم تَصرفْه عند سيبويه؛ وقول الأَعشى:

وعُلِّــقَتْــني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني،

فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ

تصغيرُ أُخْرَى.

والأُخْرَى والآخِرَةُ: دارُ البقاءِ، صفةٌ غالبة. والآخِرُ بعدَ

الأَوَّلِ، وهو صفة، يقال: جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ، بفتح الخاءِ، وأُخَرَةً

وبأُخَرةٍ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ. وفي

الحديث: كان رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقولُ: بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد

أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه. قال ابن الأَثير:

ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه، وهو بفتح الهمزة والخاءُ؛ ومنه حديث أَبي

هريرة: لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً.

ويقال: لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً

وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ، بالمدّ، أَي آخِرَ كلِّ شيء، والأُنثى آخِرَةٌ، والجمع

أَواخِرُ. وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ؛ عن ابن الأَعرابي،

ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين؛ قال ابن سيده: وعندي أَنها المرَّةُ

الثانيةُ من المرَّتين.

وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف؛ وقال امرؤ القيس يصفُ

فرساً حِجْراً:

وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ،

شــقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ

وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة. والبَدْرَةُ: التي تَبْدُر

بالنظر، ويقال: هي التامة كالبَدْرِ. ومعنى شُــقَّتْ من أُخُرٍ: يعني أَنها

مفتوحة كأَنها شُــقَّتْ من مُؤْخِرِها. وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي

بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة، ولا يقالُ: بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً. ويقال في

الشتم: أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ،بكسر الخاء وقصر الأَلِف، والأَخِيرَ ولا

تقولُه للأُنثى. وحكى بعضهم: أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ، بالمد، والآخِرُ

والأَخِيرُ الغائبُ. شمر في قولهم: إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا، قال

ابن شميل: الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ؛ وقال شمر: معنى المؤُخَّرِ

الأَبْعَدُ؛ قال: أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء.

وفي حديث ماعِزٍ: إِنَّ الأَخِرَ قد زنى؛ الأَخِرُ، بوزن الكِبِد، هو

الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير. ويقال: لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد؛

ابن السكيت: يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه. وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه،

وهي آخِرَةُ الرحلِ. والمِئخارُ: النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ

الصِّرام: قال:

ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا،

مِن وَقْعِه، يَنْتَثِرُ انتثاراً

ويروى: ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ. وقال أَبو حنيفة: المئخارُ التي يبقى

حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء، وأَنشد البيت أَيضاً. وفي الحديث: المسأَلةُ

أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ؛ ويروى بالمدّ، أَي أَنّ

السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب.

[أخر] أَخَّرْتُهُ فتأَخَّرَ. واسْتأْخَرَ، مثل تأَخَّرَ. والآخِرُ: بعدَ الأول، وهو صفةٌ. تقول: جاء آخِراً، أي أخيرا، وتقديره فاعل، والانثى آخرة، والجمع أواخر. والآخر بالفتح: أحد الشيئين، وهواسم على أفعل، والانثى أخرى، إلا أن فيه معنى الصفة، لان أفعل من كذا لا يكون إلا في الصفة. وقولهم: جاء في أُخْرَياتِ الناس، أي في أواخرهم. وقولهم: لا أفعله الليالى، أي أبدا. وأُخْرى المَنونِ، أي آخِرُ الدهر. قال الشاعر: وما القوم إلا خمسة أو ثلاثة * يخوتون أخرى القوم خوت الا جادل - أي من كان في آخرهم. ويقال في الشتم: أبعد الله الاخر، بكسر الخاء وقصر الالف. وتقول أيضاً: بِعْتُهُ بأَخِرَةًٍ وبِنَظِرةٍ، أي بنَسِيئة. وجاء فلان بأَخَرَةٍ بفتح الخاء، وما عرفته إلاَّ بأَخَرَةٍ، أي أَخيراً. وجاءنا أُخُراً بالضم، أي أخيراً. وشق ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ، أي من مُؤَخَّره. قال الشاعر امرؤ القيس: وعين لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُــقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - ومُؤخِرُ العينِ، مثال مؤمن: الذى يلى الصدغ. ومقدمها: الذى يلى الانف. يقال: نظر إليه بمؤخر عينه، وبمقدم عينه. ومؤخرة الرحل أيضا: لغة قليلة في آخرة الرحل، وهى التى يستند إليها الراكب. قال يعقوب: ولا تقل مؤخرة. ومؤخر الشئ بالتشديد: نقيض مقدمه. يقال: ضرب مقدم رأسه ومؤخره. والمئخار: النخلة التى يبقى حَمْلُها إلى آخر الصِرام. وأُخَرُ: جمع أُخْرى، وأُخْرى: تأنيث آَخَرَ، وهو غير مصروف، قال الله تعالى:

(فعِدَّةٌ من أيامٍ أخر) *، لان أفعل الذى معه من لا يجمع ولا يؤنث مادام نكرة. تقول: مررت برجل أفضل منك، وبرجال أفضل منك، وبامرأة أفضل منك. فإن أدخلت عليه الالف واللام أو أضفته ثنيت وجمعت وأنثت، تقول: مررت بالرجل الافضل. وبالرجال الافضلين، وبالمرأة الفضلى وبالنساء الفضل. ومررت بأفضلهم وبأفضليهم وبفضلاهن وبفضلهن. وقالت امرأة من العرب: صغراها مراها. ولا يجوز أن تقول. مررت بالرجل أفضل، ولا برجال أفاضل، ولا بامرأة فضلى، حتى تصله بمن أو تدخل عليه الالف واللام. وهما يتعاقبان عليه، وليس كذلك آخر، لانه يؤنث ويجمع بغير من وبغير الالف واللام وبغير الاضافة: تقول: مررت برجل آخر، وبرجال أخر وآخرين، وبامرأة أخرى، وبنسوة أخر، فلما جاء معدولا وهو صفة منع الصرف وهو مع ذلك جمع. فإن سميت به رجلا صرفته في النكرة عند الاخفش، ولم تصرفه عند سيبويه. وقول الاعشى:

وعلــقتــني أخيرى ما تلا ئمنى *: تصيغير أخرى.

الْعَكْس المستوي

الْعَكْس المستوي: وَيُقَال لَهُ الْعَكْس الْمُسْتَقيم: أَيْضا وَهُوَ تَبْدِيل طرفِي الْقَضِيَّة ملفوظة كَانَت أَو معقولة مَعَ بَقَاء الصدْق والكيف وَإِنَّمَا سمي بهما لحُصُول الاسْتقَامَة والمساواة بَين الْقَضِيَّة وعكسها فِي الصدْق والكيف وكما أَن الْعَكْس المستوي والمستقيم يُطلق على الْمَعْنى المصدري الْمَذْكُور وَهُوَ التبديل المسطور كَذَلِك يُطلق على الْقَضِيَّة الْحَاصِلَة بالتبديل مجَازًا من قبيل إِطْلَاق الْخلق على الْمَخْلُوق أَي تَسْمِيَة الْمُتَعَلّق بِالْفَتْح باسم الْمُتَعَلّق بِالْكَسْرِ فَيعرف بِأَنَّهُ أخص قَضِيَّة لَازِمَة للقضية بطرِيق التبديل مُوَافقَة لَهَا فِي الكيف والصدق فَلَا بُد فِي إِثْبَات الْعَكْس من أَمريْن: أَحدهمَا أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَازِمَة للْأَصْل وَذَلِكَ بالبرهان المنطبق على الْموَاد كلهَا، وَالثَّانِي أَن مَا هُوَ أخص من تِلْكَ الْقَضِيَّة لَيست لَازِمَة لذَلِك الأَصْل فَيظْهر ذَلِك بالتخلف فِي بعض الصُّور صرح بِهَذَا السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية وَمعنى بَقَاء الصدْق أَنه لَو فرض الأَصْل صَادِقا يجب صدق الْعَكْس مَعَه. وَحَاصِله لُزُوم الْعَكْس للْأَصْل وَمن ثمَّ يجوز أَن يكون الْعَكْس عَاما فَإِن قيل قَوْلنَا لَا شَيْء من الْجِسْم بممتد فِي الْجِهَات إِلَى غير النِّهَايَة صَادِق مَعَ أَن عَكسه وَهُوَ لَا شَيْء من الممتد فِيهَا بجسم كَاذِب فَعلم من هَا هُنَا أَن كَون الْعَكْس لَازِما للْأَصْل غير مُسلم. وَأَيْضًا كُلية قَوْلهم السالبة الْكُلية تنعكس كنفسها منقوضة بالخلف فِي القَوْل الْمَذْكُور قُلْنَا إِن قَوْلكُم لَا شَيْء من الْجِسْم بممتد فِي الْجِهَات إِلَى غير النِّهَايَة لَا يَخْلُو من أَن يكون قَضِيَّة خارجية أَو حَقِيقَة فَإِن أَخَذْتُم الْقَضِيَّة خارجية فعكسه صَادِق لِأَن السالبة تصدق عِنْد انْتِفَاء الْمَوْضُوع وَعَدَمه وموضوع الْعَكْس أَعنِي الممتد فِي الْجِهَات الثَّلَاث إِلَى غير النِّهَايَة مَعْدُوم مُنْتَفٍ لبُطْلَان لَا تناهي الأبعاد بالبراهين الْمَذْكُورَة فِي الْحِكْمَة. وَإِن أخذتموها حَقِيقِيَّة فَنَقُول صدقهَا مَمْنُوع لِأَن كل ممتد فِي الْجِهَات لَا إِلَى نِهَايَة جسم وَيجوز أَن يكون الْأَجْسَام المعدومة فِي الْخَارِج كَذَلِك. فَإِن الْبُرْهَان مَا دلّ إِلَّا على تناهي الْأَجْسَام الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج. وَأما على تناهي الْأَجْسَام الْمقدرَة فَلَا فَإِن قيل إِن قَوْلهم الْمُوجبَة مُطلقًا تنعكس جزئية بَاطِل لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لانعكس قَوْلنَا كل شيخ كَانَ شَابًّا إِلَى قَوْلنَا بعض الشَّاب كَانَ شَيخا وَهُوَ كَاذِب مَعَ صدق الأَصْل إِذْ كلمة كَانَ للزمان الْمَاضِي فَهِيَ تَــقْتَــضِي سبق زمَان الشيخوخة فِي الْبَعْض على زمَان شبابه وَلَيْسَ كَذَلِك قُلْنَا إِن قَوْلكُم الْمَذْكُور ينعكس إِلَى قَوْلنَا بعض من كَانَ شَابًّا شيخ لَا إِلَى مَا ذكرْتُمْ حَتَّى يرد الْمَنْع.
وَحَاصِل الْجَواب أَن الناقض وَقع فِي الْغَلَط لِأَن كلمة كَانَ فِي القَوْل الْمَذْكُور دَاخل فِي الْمَحْمُول وَهُوَ ظن أَنَّهَا رابطة وَقس عَلَيْهِ كل مَا كَانَ النِّسْبَة فِيهِ مَحْمُولا حَتَّى لَا يرد أَن كل ملك على سَرِير وكل وتد فِي الْحَائِط وكل مَاض كَانَ مُسْتَقْبلا صَادِقَة وَلَا تصدق عكوسها أَعنِي بعض السرير على ملك وَبَعض الْحَائِط فِي الوتد وَبَعض من فِي الْمُسْتَقْبل كَانَ مَاضِيا. فَإنَّك إِذا لاحظت أَن النِّسْبَة فِيهَا دَاخِلَة فِي الْمَحْمُول انْكَشَفَ لَك أَن عكوسها بعض من على السرير ملك وَبَعض مَا فِي الْحَائِط وتد وَبَعض مَا كَانَ مُسْتَقْبلا مَاض فَإِن قيل قَوْلنَا بعض النَّوْع إِنْسَان صَادِق مَعَ كذب عَكسه وَهُوَ بعض الْإِنْسَان نوع فَقَوْلهم الْمُوجبَة مُطلقًا أَي كُلية أَو جزئية تنعكس جزئية مَمْنُوع قُلْنَا قَوْلكُم بعض النَّوْع إِنْسَان كَاذِب فَلَا بُد وَأَن يكون عَكسه كَاذِبًا الْبَتَّةَ فَإِن قيل لم كَانَ القَوْل الْمَذْكُور كَاذِبًا قُلْنَا الدَّلِيل على كذبه صدق نقيضه أَعنِي لَا شَيْء من النَّوْع بِإِنْسَان فَإِن قيل لم كَانَ نقيضه الْمَذْكُور صَادِقا قُلْنَا لصدق لَا شي من الْإِنْسَان بِنَوْع وَهُوَ ينعكس إِلَى لَا شَيْء من النَّوْع بِإِنْسَان فَيكون هَذَا الْعَكْس صَادِقا أَيْضا.
وَلَا ريب فِي أَن هَذَا الْعَكْس نقيض ذَلِك القَوْل أَعنِي بعض النَّوْع إِنْسَان فَيكون كَاذِبًا لِأَن صدق قَضِيَّة يسْتَلْزم كذب نقيضه - فَإِن قيل إِن القَوْل الْمَذْكُور يترا أَي أَن يكون صَادِقا إِذْ الْأَنْوَاع كَثِيرَة وَالْإِنْسَان بعض مِنْهَا فَيَنْبَغِي أَن يصدق بعض النَّوْع إِنْسَان أَي مَفْهُوم الْإِنْسَان نوع من الْأَنْوَاع قُلْنَا السِّرّ فِي كذبه أَن الْحمل فِيهِ حمل مُتَعَارَف وَهُوَ يُفِيد أَن الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو مَا هُوَ فَرد لأَحَدهمَا فَرد لآخر كَمَا حققناه فِي الْحمل. وَلَا شكّ أَن بعض النَّوْع لَيْسَ من أَفْرَاد الْإِنْسَان حَتَّى يَصح بعض النَّوْع إِنْسَان - نعم مَفْهُوم الْإِنْسَان نوع من الْأَنْوَاع لأفراده فضلا عَن إِفْرَاده فَثَبت من هَا هُنَا أَن قَوْلنَا لَا شَيْء من الْإِنْسَان بِنَوْع صَادِق فَكَذَا عَكسه فَيكون نقيضه وَهُوَ بعض النَّوْع إنْسَانا كَاذِبًا وَهَذَا مُرَاد مَا ذكره قَاضِي محب الله فِي سلم الْعُلُوم بقوله والسر فِيهِ أَن الْمُعْتَبر فِي الْحمل الْمُتَعَارف صدق مَفْهُوم الْمَحْمُول لَا نفس مَفْهُومه.
وَاعْلَم أَن السالبة الدائمة تنعكس كنفسها وَاعْترض عَلَيْهِ الإِمَام فِي الملخص أَن السالبة الدائمة لَا تنعكس كنفسها محتجا عَلَيْهِ بِأَن الْكِتَابَة غير ضَرُورِيَّة للْإنْسَان فِي وَــقت مَا لصدق قَوْلنَا لَا شي من الْإِنْسَان بكاتب بالإمكان فِي وَــقت وكل مَا هُوَ مُمكن فِي وَــقت يكون مُمكنا فِي كل وَــقت وَإِلَّا لزم الانقلاب من الْإِمْكَان إِلَى الِامْتِنَاع الذاتي فَإِن سلب الْكِتَابَة عَن الْإِنْسَان مُمكن فِي جَمِيع الْأَوْقَات والممكن لَا يلْزم من فرض وُقُوعه محَال فليفرض وُقُوعه حَتَّى يصدق لَا شَيْء من الْإِنْسَان بكاتب دَائِما فَلَو انعكست السالبة الدائمة لزم صدق لَا شَيْء من الْكَاتِب بِإِنْسَان دَائِما وَهُوَ محَال وَهَذَا الْمحَال لم يلْزم من فرض وُقُوع الْمُمكن فَهُوَ من الانعكاس فَيكون محالا وَالْجَوَاب أَن قَوْلكُم لَا شَيْء من الْإِنْسَان بكاتب دَائِما كَاذِب لِأَنَّهُ لَا يلْزم من دوَام إِمْكَان سلب الْكِتَابَة عَن أَفْرَاد الْإِنْسَان إِمْكَان دَوَامه حَتَّى يكون صَادِقا فَهُوَ كَاذِب مَعَ عَكسه فَإِن قيل لم لَا يلْزم من دوَام إِمْكَان الشَّيْء إِمْكَان دَوَامه قُلْنَا إِن بَينهمَا فرقا بَينا وَالْأول لَا يسْتَلْزم الثَّانِي فَإنَّا إِذا قُلْنَا إِمْكَانه دَائِم الَّذِي مضمونه دوَام الْإِمْكَان كَانَ الدَّوَام ظرفا لإمكانه فَيلْزم أَن يكون متصفا بالإمكان غير منفك عَنهُ الاتصاف بِهِ وقتــا من الْأَوْقَات كَمَا هُوَ مُــقْتَــضى مَاهِيَّة الْمُمكن، وَإِذا قُلْنَا دَوَامه مُمكن الَّذِي مضمونه إِمْكَان الدَّوَام كَانَ الدَّوَام ظرفا لوُجُوده على معنى أَن وجوده الدَّائِم الَّذِي هُوَ غير منفك عَنهُ وقتــا من الْأَوْقَات مُمكن وَمن الْمَعْلُوم أَن الأول لَا يسْتَلْزم الثَّانِي لجَوَاز أَن يكون وجود الشَّيْء فِي الْجُمْلَة مُمكنا مستمرا دَائِما وَلَا يكون وجوده على وَجه الِاسْتِمْرَار والدوام مُمكنا بل مُمْتَنعا أَلا ترى أَن الْأُمُور الْغَيْر القارة كالزمان وَالْحَرَكَة إمكانها دَائِم ودوامها غير مُمكن لاقْتِــضَاء ماهيتها التقضي وَعدم الِاجْتِمَاع وَقس عَلَيْهِ أزلية الْإِمْكَان وَإِمْكَان الأزلية فَإِن الأول غير الثَّانِي وَغير مُسْتَلْزم لَهُ وَالْحَاصِل أَن دوَام الْإِمْكَان لَازم لمفاد الممكنة الْعَامَّة وَإِمْكَان الدَّوَام لمفاد الدائمة الْمُطلقَة - وَقَالَ شَارِح التَّجْرِيد أَن القَوْل بِعَدَمِ التلازم حق لَا شُبْهَة فِيهِ مَشْهُور فِيمَا بَين الْقَوْم وَمَا قيل إِن إِمْكَانه إِذا كَانَ مستمرا أزلا لم يكن هُوَ فِي ذَاته مَانِعا من قبُول الْوُجُود فِي شَيْء من أَجزَاء الْأَزَل فَيكون عدم مَنعه فِيهِ أمرا مستمرا فِي جَمِيع الْأَجْزَاء فَإِذا نظر إِلَى ذَاته من حَيْثُ هُوَ لم يمْنَع من اتصافه بالوجود فِي شَيْء مِنْهَا بل جَازَ اتصافه بِهِ فِي كل مِنْهَا لَا بَدَلا فَقَط بل ومعا أَيْضا وَجَوَاز الاتصاف بِهِ فِي كل مِنْهَا مَعًا هُوَ إِمْكَان اتصافه بالوجود المستمر فِي جَمِيع الْأَزَل بِالنّظرِ إِلَى ذَاته فأزلية الْإِمْكَان مستلزمة لِإِمْكَان الأزلية فمدفوع بِأَن قَوْله لَا بَدَلا فَقَط بل ومعا أَيْضا مَمْنُوع كَمَا زعم شَارِح الْمطَالع وَالسَّيِّد السَّنَد قدس سره حَيْثُ قَالَا بِأَنَّهُمَا متلازمان. وَثَانِيها:

ضَاقَ بـ

ضَاقَ بـ
الجذر: ض ي ق

مثال: ضاقت به الأرض
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن الفعل يتعدى بـ «على» في هذا الموضع.
المعنى: ضاقت عليه

الصواب والرتبة: -ضاقت به الأرض [فصيحة]-ضاقت عليه الأرض [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «ضاق» في القرآن الكريم ولغة العرب متعديًا بالباء و «على»، ففي القرآن: {يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} الحجر/97، وفيه: {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} التوبة/25، وفي كلام الإمام عليّ (ض): «ضاقت عليكم الدنيا ضيقًا»، وفي كلام المسعودي: «ضاقت بغداد بأهلها».

غسق

غسق


غَسَقَ(n. ac. غَسْق
غَسَق
غَسَقَاْن)
a. Was dark, gloomy.
b. Rained, drizzled.
c.(n. ac. غُسُوْق
غَسَقَاْن), Was dimmed with tears (eye).

غَسِقَ(n. ac. غَسَقَاْن)
a. see I (c)
أَغْسَقَa. Was dark, gloomy.

غَسَقa. Darkness, gloom; nightfall.

غَاْسِقa. see 4
غَسَاْق
غَسَّاْقa. Intense cold.
b. Putrid, stinking.
c. Ichor.
غسق: غَسِيق: نجم مذنّب. (ألكالا).
غسق
الغاسِقُ: اللَّيْلُ، إذا غابَ الشَّفَقُ أقْبَلَ الغَسَقُ.
وغَسَــقَتْ عَيْنُه غَسَقاناً.
وقَوْلُه عَز وجل: " إلا حَمِيماً وكَسّاقاً " يعني مُنْتِناً.
وغَسَقَ اللَّيْلُ وأغسَقَ: أظْلَمَ.
(غسق)
اللَّيْل غسقا وغسوقا وغسقانا أظلم وَالْقَمَر أظلم بالخسوف وعينه سَالَ دمعها وَالسَّمَاء أظلمت وأمطرت وَاللَّبن انصب من الضَّرع وَالْجرْح سَالَ مِنْهُ مَاء أصفر
غسق: {الغسق}: الظلمة. و {الغاسق}: الليل. ويقال: القمر. و {غساقا}: ما يسيل من صديد أهل النار. وقيل: البارد الذي يحرق كما تحرق النار. 
باب الغين والقاف والسين معهما غ س ق يستعمل فقط

غسق: الغاسِقُ: الليلُ إذا غاب الشَّفَقُ. وغَسَــقَتْ عينه تَغسِقُ غُسُوقاً وغَسْقاً وغَسَقاناً، قال:

فالعين مطروفةٌ لبينهمُ ... تَغْسِقُ ما في دموعها سَرَعُُ

أخبر أنه فاسدُ العين. وقوله تعالى: إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً أي منتناً.
غسق
غَسَقُ الليل: شدّة ظلمته. قال تعالى: إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ
[الإسراء/ 78] ، والْغَاسِقُ: الليل المظلم. قال: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ
[الفلق/ 3] ، وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل: القمر إذا كسف فاسودّ.
والْغَسَّاقُ: ما يقطر من جلود أهل النار، قال:
إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً
[عمّ/ 25] . 
غ س ق: (الْغَسَقُ) أَوَّلُ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَقَدْ (غَسَقَ) اللَّيْلُ أَظْلَمَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْغَاسِقُ) اللَّيْلُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3] قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ اللَّيْلُ إِذَا دَخَلَ وَقِيلَ إِنَّهُ الْقَمَرُ. وَ (الْغَسَّاقُ) الْبَارِدُ الْمُنْتِنُ يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] . 
[غسق] الغَسَقُ: أول ظلمة الليل. وقد غسَق الليل يَغْسِقُ، أي أظلم. والغاسقُ: الليلُ إذا غاب الشفق. وقوله وتعالى: {ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ} قال الحسن: الليل إذا دخل، ويقال إنه القمر. وغَسَــقَتْ عينه غَسْقاً: أظلمت. وغَسَقَ الجرح غَسَقاناً، إذا سال منه ماء أصفر. وأغسق المؤذن، أي أخَّر المغرب إلى غَسَقِ الليل. والغَسَّاقُ: البارد المَنْتِنُ، يخفف ويشدد. وقرأ أبو عمرو: {إلا حميما وغساقا} بالتخفيف، والكسائي بالتشديد.
غسق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الرّبيع بن خثيم أَنه كَانَ يَقُول لمؤذنه يَوْم الْغَيْم: أغْسِقْ أغْسِقْ. [قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: أغْسِقْ -] يَقُول: أخِّر الْمغرب حَتَّى يَغْسِقَ اللَّيْل وَهُوَ إظلامه يَعْنِي أَنه يستحبّ تَأْخِير الْمغرب فِي الْيَوْم المتغيّم. [وَكَذَلِكَ يرْوى عَن الْحسن قَالَ حَدثنَا عباد بن عباد عَن هِشَام عَن الْحسن أَنه كَانَ يسْتَحبّ تَأْخِير الظّهْر وتعجيل الْعَصْر وَتَأْخِير الْمغرب فِي يَوْم الْغَيْم. وَيُقَال: يَغْسِقُ وأغْسَقَ -] .

حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع رَحمَه الله
غ س ق

يقولون: من الغسق إلى الفلق. وهو دخول أول الليل حين يختلط الظلام، وقد غسق الليل يغسق غسقاً وغسوقاً. وبنو تميم على أغسق. قال ابن قيس:

إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهمّ والأرقا

وقال جسّاس:

أزور إذا ما أغسق الليل خلّتي ... حذار العدي أو أن يرجّم قائل

ونحوهما: دجا الليل وأدجى. وغسق القمر: أظلم بالخسوف، وأغسقنا: دخلنا في الغسق. وكان الربيع بن خيثم يقول لمؤذّنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي ادخل في الغسق ثم أذّن أو أغسق بالأذان، كقول: أبردوا بالظهر. وتقول: أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب، ومن القاسق إذا وثب.

ومن المجاز: غســقت العين، وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت، ومنه: الغساق وهو ما يسيل من جلودهم أسود. وتقول: ألا إن بصدد الفسّاق، تجرّع الصديد والغسّاق.
[غسق] لو أن دلوا من "غساق" يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا، هو بالتخفيف والتشديد من صديد أهل النار وغسالتهم أو من دموعهم، أو الزمهرير- أقوال. وفيه: تعوذي بالله من هذا- يعني القمر- فإنه "الغاسق" إذا وقب، من غسق غسوقًا وأغسق- إذا أظلم، والقمر إذا خسف وأخذ في المغيب أظلم. ط: ووقوبه دخوله في الكسوف واسوداده، واستعاذ من كسوفه لأنه من آيات الله الدالة على حدوث بلية ونزول نازلة، ولذا قام فزعًا خشي الساعة. ((ومن شر "غاسق")) أي الليل "إذا وقب" أي غاب الشفق واحتكر ظلامه. ج: وإنما سمى صلى الله عليه وسلم القمر غاسقًا لأنه إذا أخذ في الطلوع والغروب يظلم لونه لما تعرض دونه الأبخرة المتصاعدة من الأرض عند الأفق. ك: غسق عينه: سال، وغسق الجرح: سال منه ماء أصفر. نه: ومنه ح: فجاء صلى الله عليه وسلم بعد ما "أغسق"، أي دخل في الغسق، وهي ظلمة الليل. وح الصديق: أمر عامر بن فهيرة وهما في الغار أن يروح عليهما غنمه "مغسقًا". وح: لا تفطروا حتى "يغسق" الليل على الظراب، أي يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. وح: يقول لمؤذنه يوم غيم: "أغسق"، أي أخر المغرب حتى يظلم الليل. 
غسق
غسَقَ يَغسِق، غَسْقًا وغُسوقًا، فهو غاسِق
• غسَقَ اللَّيلُ: أظلم، اشتدَّت ظلمتُه "أتيته حين غسَق الليلُ- من الغَسَق إلى الفَلق".
• غسَق القمرُ: أظلم بالخسوف.
• غسَــقتِ السَّماءُ: أظلمت وأمطرت "غسَــقَتِ العينُ: أظلمت ودَمعت- غسَق الغيمُ: نزل مطرًا- غسَق الماءُ: انصبّ". 

أغسقَ يُغسق، إغساقًا، فهو مغسِق
• أغسق اللَّيلُ: غسَق؛ أظلم، اشتدَّت ظلمتُه.
• أغسق فلانٌ: صار في الغَسَق، أي ظُلْمة الليل.
• أغسق المؤذِّنُ: أخَّر أذانَ المغرب إلى غسَق اللّيل، أي أوله حين يختلط الظلام. 

غاسِق [مفرد]: اسم فاعل من غسَقَ ° عين غاسِقة: إذا أظلمت ودمعت.
• الغاسِق:
1 - اللَّيل إذا غاب شفقُه واشتدّت ظلمتُه.
2 - القمر إذا أظلم بالخسوف " {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: اللَّيل إذا دخل، أو الثُّريّا إذا سقطت لكثرة الطَّواعين والأسقام عند سقوطها". 

غسَاق [مفرد]: ما يسيل من جلود أهل النار من صديد وغيره " {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَاقٌ} [ق] ". 

غَسَّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غسَقَ.
2 - ما يسيل من جلود أهل النار وصديدهم من قيحٍ ونحوه " {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ. هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} ".
3 - ماء منتن، ولكنه بارد. 

غَسْق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غَسَق [مفرد]:
1 - ظلمة اللّيل.
2 - دخولُ أوّله حين يختلط الظّلامُ "يستمّر في عمله من الصباح حتَّى الغسَق- {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ". 

غَسْقِيَّات [جمع]: (حن) فصيلة حشرات من مختلفات القرون ورتبة حرشفيّات الأجنحة. 

غُسوق [مفرد]: مصدر غسَقَ. 

غسق: غَسَــقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دمعت، وقيل: انصبَّت،

وقيل: أَظلمت. والغَسَقان: الانصباب. وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انصب من

الضَّرْع. وغَسَــقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل

على الجبال. وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر؛

وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل:

أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة،

تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق

أي سائل وليس من الظلمة في شيء. أَبو زيد: غَسَــقت العين تَغْسِق

غَسْقاً، وهو هَمَلان العين بالعَمَش

والماء. وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عن ثعلب:

انصبّ وأَظلم؛ ومنه قول ابن الرُّقَيّات:

إن هذا الليل قد غَسَقا،

واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا

قال: ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب؛ وغَسَقُ الليل:

ظلمته، وقيل أَول ظلمته، وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ. وأَغسَقَ المؤذِّن

أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل. وفي حديث الربيع بن خثيم: أنه قال

لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل، وهو

إظلامه، لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث. وقال الفراء في قوله تعالى: إلى

غَسَقِ الليل، هو أَول ظلمته، الأخفش: غَسَقُ الليل ظلمته.

وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا

دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ. ابن

قتــيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ

ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم. قال ثعلب: وفي الحديث أن

عائشة، رضي الله عنها، قالت: أَخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي لما

طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره

أي من شره إذا كُسِفَ. وروي عن أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني

به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأنه أَبرد من النهار.

والغاسِق: البارد. غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين. ابن

شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط

ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً. وفي الحديث: فجاء رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.

وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح

عليهما غنمه مُغْسِقاً. وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على

الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. والغاسِقُ: الليل؛ إذا

غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ. وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول

الليل. والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي:

هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ،

ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ

قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة. والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ

ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.

وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو

بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد

الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص

وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون

وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ

غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير. وفي الحديث عن أبي سعيد عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في

الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من

صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق

والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم،

وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا

مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه.

الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام. ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ

وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء

وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

غسق
الغَسَق، مُحرَّكةً: ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ. وقولُه تَعَالَى:) الى غسَقِ اللّيْلِ (قَالَ الفَرّاءُ: هُوَ أولُ ظُلْمتِه.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ، دخولُ أوّلِه، وقيلَ: حينَ يُطَخْطِخُ بَين العِشاءَيْنِ، وَذَلِكَ حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر. وَقَالَ الأخفَش: غسَقُ اللّيلِ: ظُلْمَتُه. وَقَالَ غيرُه: إِذا غابَ الشَّفَق. والغَسَقُ: شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ، كالزُّؤانِ ونَحْوه. قَالَ الفَرّاءُ: يُقالُ فِي الطّعام: زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ، بالهَمْزِ، وَفِيه غسَقٌ وغَفاً، مَقْصُور، وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ، كلُّه من قُماشِ الطّعام. وغَسَــقَت عينُه، كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً، بِالْفَتْح، وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً، مُحرّكةً: أظْلَمَت، أَو دَمَعَت أَو انصَبّتْ، وَهُوَ مَجازٌ. وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً: سالَ مِنْهُ ماءٌ أصْفَر. وأنشَد شَمِرٌ فِي الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ:
(أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ)
أَي: سائلٍ، وَلَيْسَ من الظُلْمَة فِي شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زيْد: غسَــقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً، وَهُوَ هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ. وغَسَــقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً: انصبّتْ وأرَشَّت. وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً: انْصَبّ من الضّرعِ. وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح، ويُحَرّك، وغَسَقاناً بالتّحْريك، وأغْسَقَ عَن ثعْلَبٍ، قَالَ الزّمَخْشَريّ: هِيَ لُغة بني تَميم، ومثلُه: دَجا اللّيلُ، وأدْجَى، أَي: انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه وَمِنْه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات:
(إنّ هَذَا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا)

وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ: حينَ غسَقَ اللّيلُ على الظِّرابِ أَي: انْصَبّ على الجِبالِ الصِّغارِ، وغَشّى عَلَيْهَا بظُلْمَته. والغَسَقانُ، مُحَرَّكةً: الانْصِبابُ عَن ثَعْلَبٍ. والغاسِقُ: القَمَر إِذا كُسِفَ فاسْوَدّ، وَبِه فُسِّرت الْآيَة، كَمَا سَيَأْتِي. وَقَالَ ابنُ قُتَــيبَة: سُمّي القَمرُ غاسِقاً لأنّه يُكسَفُ فيغْسِقُ، أَي: يذْهَبُ ضوْؤُه ويسْوَدُّ ويُظْلِم، غسَق يغْسِقُ غُسوقاً: إِذا أظْلَمَ. أَو اللّيلُ المُظْلِم، وَذَلِكَ إِذا غابَ الشّفَقُ. واختُلِفَ فِي قولِه تَعالى:) وَمن شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (فَقَالَ الحسَن: أَي اللّيلِ إِذا دَخَل، نَقله الجَوْهَريُّ. زَاد غيرُه: فِي كُلِّ شَيْءٍ. وروى عَن الحسَن أَيْضا أنّ الغاسِقَ أوّلُ اللّيْلِ.
وَقَالَ الزّجّاج: يَعْني بالغاسِقِ اللّيْلَ. وقيلَ لَهُ ذَلِك لأنّه أبْرَدُ من النّهار. والغاسِقُ: البارِدُ. وَقَالَ الجوهريُّ. ويُقال: إنّه القَمَر. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الحَدِيث: أنّ عائِشَة رضيَ الله عَنْهَا قالَتْ: أخذَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي لمّا طَلَع القَمرُ ونظَر إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الغاسِق إِذا وقَبَ، فتعوّذي بِاللَّه من شرِّه أَي: إِذا كُسِفَ. أَو معْناه الثُرَيّا إِذا سَقَطتْ، روى ذلِك، عَن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عَنهُ مرْفوعاً، لكَثْرةِ الطّواعينِ والأسْقامِ عِنْد سُقوطِها وارْتِفاعِها عِنْد طُلوعِها، لِما ورَد فِي الحَديث: إِذا طلَعَ النّجمُ ارتَفَعت العاهاتُ. قَالَ السُهَيْليُّ، وابنُ العَرَبيِّ، وَقَالَ الإِمَام تُرجُمان القُرآن الحَبْرُ ابْن عبّاس رضيَ الله عَنْهُمَا وجَماعةٌ من المُفسّرين: أَي من شَرِّ الذَّكَرِ إِذا قَامَ وَهُوَ غَريبٌ، وتقدّم للْمُصَنف فِي وق ب نقَله عَن الإِمَام أبيحامدٍ الغَزاليّ، وَغَيره كَالْإِمَامِ التّيفاشِيّ، وجَماعة عَن ابْن عبّاس. ومجْموعُ مَا ذُكِر هُنَا من الْأَقْوَال فِي الغاسِق ثَلاثةٌ: اللّيلُ، والثُرَيّا، والذَّكَر. وسَبَق لَهُ أوّلاً تفْسيرُه بِمَعْنى القَمَر أَيْضا كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ، وَهُوَ المَفْهوم من حَدِيث السّيدةِ عائِشةَ رَضِي الله عَنْهَا. وقيلَ: الشّمسُ إِذا غرَبتْ، أَو النّهار إِذا دخَل فِي اللّيْلِ، أَو الأسْوَد من الحَيّاتِ. ووَقْبُه: ضَرْبُه، أَو انْقِلابُه، أَو إبْليس، ووَقْبُه: وسْوَسَتُه، نقَلَه ابنُ جُزَيّ عَن السُّهَيْليّ، فَصَارَ الجَميعُ ثمانيةَ أقوالٍ، وَقد سَردْناها فِي وق ب فراجِعْه، فإنّ المُصنِّفَ قد ذكَرَ بعضَ الأقْوال هُنا وأعْرَضَ عَن بعض، وذَكَر هُناك بعضَها وأعْرَضَ عَن بعْضٍ مَعَ تَكْرارِه فِي القَوْل الغَريبِ المَحْكيّ عَن ابنِ عبّاس، فتأمّل. والغُسوقُ بالضّمّ والإغْساقُ: الإظْلامُ، وَقد غسَقَ الليلُ غُسوقاً، وأغسَقَ، وَهَذَا فِيهِ تكْرَار، غير أنّه لم يذْكُر فِي مصادرِ غسَق اللّيل الغُسوق، وَقد ذكَرَه الزّمخشريُّ وغيرُه. وَأما الإغْساقُ فقد تقدّم عَن ثَعْلب، وَأَنه لُغة بَني تَميم. والغَسَاقُ، كسَحاب، وشَدّاد: مَا يغسِقُ من جُلودِ أهلِ النارِ من الصَّديد والقَيْح، أَي: يَسيل ويَقْطُر. وَقيل: من غُسالَتِهم. وقيلَ: من دُموعِهم. وَفِي التّنزيل:) هَذَا)
فلْيَذوقُوهُ حَميمٌ وغَسّاقٌ (. قرأَه أَبُو عَمْرو بالتّخْفيف وقرأَه الكِسائيُّ بالتّشْديد. ثقّلها يَحْيَى بن وَثّاب، وعامّة أَصْحَاب عبد الله، وخفّفَها النّاسُ بعد. واخْتار أَبُو حاتمٍ التّخفيفَ. وقرأَ حفْصٌ وحَمْزَة والكِسائي. وغسّاق بالتّشديد، ومِثلُه فِي) عَمّ يتَساءَلونَ (. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ: وغَسَاقاً خَفيفاً فِي السّورَتيْن. ورُوِي عَن ابنِ عبّاس وابنِ مسْعودٍ أنّهما قرآ بالتّشديدِ، وفسّراه بالزمْهَريرِ. وَقيل: إِذا شدّدتَ السّينَ فالمُراد بِهِ مَا يقْطُرُ من الصّديدِ، وَإِذا خفّفْتَ فَهُوَ البارِدُ الشّديدُ البَرْدِ الَّذِي يُحرِقُ من بَرْدِه كإحْراقِ الحَميم. وَقَالَ اللّيثُ: الغَساقُ: المُنْتِنُ، ودَلّ على ذَلِك قولُ النّبي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم:) لَو أنّ دَلْواً من غَساقٍ يُهْراق فِي الدُنْيا لأنْتَنَ أهلُ الدُنيا (. وأغْسَقَ: إِذا دخَل فِي الغَسَق أَي: فِي أوّلِ الظُلْمة. وَمِنْه حَديثُ عَامر بنِ فُهَيرَة: فَكَانَ يروِّحُ بالغَنَم عَلَيْهِمَا مُغْسِقاً أَي: فِي الغارِ. وأغْسَقَ المؤذِّنُ: إِذا أخّر المَغْرِبَ الى غسَقِ اللّيْل كأبْردَ بالظُهْر. وَفِي حَدِيث الرّبيع بنِ خُثَيم أنّه قَالَ لمؤذِّنه يَوْم الغَيْم: أغسِقْ أغسِقْ أَي: أخِّر المَغْرِب حتّى يغسِق اللّيلُ، وَهُوَ إظْلامه. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: لم نسْمع ذلِك فِي غيْرِ هَذَا الحَدِيث. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: الغاسِقُ: البارِدُ. والأسْود من الحيّات. وإبْليس. والغَسّاق كالغاسِق، وكِلاهُما صِفَة غالبة. والغَسيقات: الشّديداتُ الحُمْرة، وَبِه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي:
(هِجانٌ فَلَا فِي اللّونِ شامٌ يَشينُهُ ... وَلَا مَهَقٌ يغْشَى الغَسيقاتِ مُغرَبُ)
وَقَالَ صاحبُ المُفْرَداتِ فِي تفْسيرِ قولِه تَعَالَى:) ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وقَب (عبارَة عَن النائِبَة باللّيلِ كالطّارِق. ويُزاد هَذَا على مَا ذُكِر، فتَصيرُ الوجوهُ تِسْعة.

غسق

1 غَسَقَ, said of the night, aor. ـِ (S, O, K,) inf. n. غُسُوقٌ (O, K, * TA) and غَسْقٌ and غَسَقٌ and غَسَقَانٌ, (K,) It became dark; (S, O;) as also ↓ اغسق, (Th, O,) said by Z to be of the dial. of the Benoo-Temeem: (TA:) or both signify it became intensely dark. (K.) Hence, in a trad., غَسَقَ اللَّيْلُ عَلَى الظِّرَابِ i. e. The night poured down upon the small mountains and covered them with its darkness. (TA.) b2: And, said of the moon, It lost its light, and became black and dark. (TA.) b3: And غَسَــقَتْ عَيْنُهُ, (S, O, K,) aor. ـِ (O, K;) and غَسِــقَتْ, aor. ـَ (K;) inf. n. غَسْقٌ, (S, O,) or غُسُوقٌ, (K,) or both, (TA,) and غَسَقَانٌ; (K, TA;) (assumed tropical:) His eye became dark: (S, O, K, TA:) or (assumed tropical:) shed tears: (K, TA:) or (tropical:) poured forth [tears]: (TA:) or غســقت العَيْنُ means (assumed tropical:) the eye overflowed with water. (Az, TA.) b4: And غَسَقَ الجُرْحُ, inf. n. غَسَقَانٌ (S, O, K) and غَسْقٌ also, (TA,) The wound had yellow water flowing from it; (S, O, K;) and so غَسِقَ. (K, by implication.) And غَسَــقَتِ السَّمَآءُ, (O, K, TA,) aor. ـِ inf. n. غَسْقٌ and غَسَقَانٌ, (K, TA,) The sky rained; or let fall a little rain, such as is termed رَشٌّ: (O, K, TA:) and [the rain] poured forth; syn. اِنْصَبَّت: (TA:) [and in this latter sense غَسَقَ is app. said of any fluid; for,] accord. to Th, (O, TA,) غَسَقَانٌ is syn. with اِنْصِبَابٌ. (O, K, TA.) [Hence,] غَسَقَ اللَّبَنُ, (K,) inf. n. غَسْقٌ (TA) [and app. غَسَقَانٌ], The milk poured forth from the udder. (TA.) 4 اغسق: see 1, first sentence. b2: Also He entered upon the غَسَق, (O, K, TA,) i. e. the beginning of the darkness. (TA.) And, said of the مُؤَذِّن, He delayed, or deferred, the [call to prayer of] sunset to the غَسَق of the night. (S, O, K.) غَسَقٌ The beginning of the darkness of night: (Fr, S, O:) or the darkness of the night: (Akh, TA:) or the darkness of the beginning of the night: (K:) or [the time] when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: or the time of the blending of the عِشَاآنِ, [see رُوَان, last sentence,] which is when the darkness becomes confused, and obstructs [the view of] the aspects of things: or, accord. to Sh, the entering-in of the beginning of the darkness. (TA.) A2: Also Refuse that is found among wheat, such as رُوَان [or darnel-grass, &c.], and the like. (Fr, O, K.) غَسَاقٌ and ↓ غَسَّاقٌ, (S, O, K, TA,) occurring in the Kur [xxxviii. 57 and] lxxviii. 25, accord. to different readings, (S, O, TA,) The ichor, or watery matter, (O, TA,) and thick purulent matter, (TA,) that will flow and drip (O, * TA) from the skins of the inmates of the fire [of Hell]: (O, TA:) or the washings of them: or their tears: (TA:) or, as some say, the latter of the words has the first of these meanings: (O, TA:) and the former word signifies cold, (O,) or intensely cold, (TA,) that burns by reason of its coldness (O, TA) like the hot wind: (TA:) or, accord. to Lth, stinking: (O, TA:) the latter word is expl. by I'Ab and Ibn-Mes'ood as signifying intense cold: (TA:) or both signify cold and stinking. (S, O.) غَسِيقَاتٌ Intensely red; [applied to she-camels;] thus expl. by Skr as occurring in a verse of Sakhr [?] El-Hudhalee. (TA.) غَسَّاقٌ: see غَسَاقٌ: b2: and see also the paragraph here following, near the end.

الغَاسِقُ signifies The night; (Zj, TA;) and [hence] وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (in the Kur [cxiii. 3], S, O) means [And from the mischief] of the night when it cometh in; (S, O, K;) accord. to El-Hasan (S, O) El-Basree: (O:) or the beginning of the night; as El-Hasan is related to have said: (TA:) or the night when the شَفَق [or redness in the horizon after sunset] disappears: (S, O, K:) and the night is said to be so called because it is colder than the day: (O, TA:) [for]

الغَاسِقُ signifies [also] the cold (البَارِدُ) [like الغَسَاقُ] (TA:) or what is meant in the verse of the Kur-án cited above is the accident in the night: (Er-Rághib, TA:) or الغَاسِقُ signifies the moon; (K;) and this is said to be meant in the verse of the Kur-án; (S, TA;) so the Prophet is related to have said to Áïsheh; i. e. the verse means, [the mischief of] the moon when it is eclipsed: (Th, O, * TA:) or what is meant in that verse is, الثُّرَيَّا [i. e. the asterism called the Pleiades] when it sets [aurorally (see ثُرَيَّا)], because diseases and pestilences are frequent at that period. (O, K, TA,) and become removed at that period of its [auroral] rising [in the opposite season of the year], (O, TA,) as is related in a trad. (TA:) or the sun when it sets: or the day when it enters upon the night. or the serpent called الأَسْوَد when it smites, or turns over: or, accord. to Sub. Iblees when he suggests evil: (TA:) or, accord. to I'Ab and several others, from the mischief of the ذَكَر when it becomes erect; (K, TA:) a strange explanation: and ↓ الغَسَّاقُ is like الغَاسِقُ; [but in what sense or senses is not said;] each is an epithet in which the quality of a subst. is predominant. (TA.) b2: غَاسِقٌ also signifies Flowing; applied by a poet in this sense to a source, or spring; and having to relation to darkness. (Sh. TA.)

ضحا

ضحا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كتب لحارثة ابْن قَطَن وَمن بدومة الجندل من كلْب: إِن لنا الضاحية من ال
(ضحا)
ضحوا وضحوا وضحيا برز للشمس وَالطَّرِيق بدا وَظهر وَيُقَال ضحا ظلّ فلَان مَاتَ

(ضحا) ضحوا وضحوا وضحيا أَصَابَهُ حر الشَّمْس
ضحا بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: غزوت هوَازن مَعَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَبينا نَحن نتضحى إِذْ أقبل رجل على جمل أَحْمَر قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو النَّضر عَن عِكْرِمَة بن عمار عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه. قَوْله نَتَضَحّى يُرِيد نَتَغَدَّى وَاسم ذَلِك الْغَدَاء الضَّحَاءُ وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ يُؤْكَل فِي الضحاء وَقَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

تَرَى الثَورَ يَمْشِي رَاجِعاً مِن ضَحائِه ... بهَا مثلَ مَشْيِ الهْبِرِزِيّ المُسَرْولِ

والضَحاء: ارْتِفَاع الشَّمْس الْأَعْلَى وَهُوَ مَمْدُود مُذَكّر والضُّحى مُؤَنّثَة مَقْصُورَة وَهِي حِين تشرق الشَّمْس.

أَحَادِيث مُعَاوِيَة أبي سُفْيَان رَحمَه الله
(ضحا) - في الحديث: "إنَّ عَلَى كُلِّ أَهلِ بيتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ"
: أي أُضْحِيَّة.
قال الأصمعى: فيها أربعُ لُغاتٍ: أُضْحِيَّة، وإِضْحِيَّة، وضحِيَّة، وأَضْحاةٌ، والجَمْع ضَحَايَا، وأَضَاحىُّ. ونَحْوُه إضْبارة، وضِبَارة، وإضْمامة، وضِمَامة، وطُمَأْنِينَة وأُطْمَأْنِينَة وغَيْر ذلِك، وإنما سُمِّيَت أَضْحاةً لأنها تُذبَح بعد ارتفاع النَّهار. - وفي حديث سَلَمَة، - رضي الله عنه -،: "بينا نحن نَتَضَحَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
: أي نَتَغَذَّى، والاسْمُ الضَّحاء. وإنما سُمِّى الغَداءُ ضَحَاءً باسْمِ الوَــقْت وهو مفتوحُ الأوّل مَمْدُودٌ، فإذا ضَمَمْت قَصَرْت فقلت: ضُحًى.
- في الحديث : "رأيتهم يتَروَّحُونَ في الضَّحاءِ"
: أي قريبا من نِصْفِ النَّهارِ. والضَّحْوة: ارتِفاعُ النَّهَار، والضُّحَى: فُوَيْق ذلك، والضَّحاء: أَرفعُ منه قَرِيبٌ من النِّصْف، وضَحَوْنا وضَحَيْنا وأَضْحَيْنا: دخَلْنا في الضُّحَى، وضَحَّيت الماشيةَ فتَضَحَّت، وأَضْحَى يَفعَل كذا: إذا فَعلَه من ضَحْوةِ النَّهار، مثل أَصبَح وأَمسى، وأَضْحَى عنه: بَعُد، وضَحَّيت عنه: رَفــقْت به.
- في حديث تزويج عائشة، - رضي الله عنها -،: "فلم يَرُعْنِى إلا ورسولُ الله - صَلّى الله عليه وسلم - قد ضَحَا".
: أي ظَهَر، وضَحِى كَذَلِك، قاله عَبدُ الغافر. - في شرح كتاب مُسلِم: "اضْحُوا بصلاة الضُّحَى"
: أي صَلُّوها لوَــقْتِــها ولا تُؤخِّروها إلى أن ترتَفعَ الضُّحَى
- في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -: "أنَّه رأى عَمرَو بن حُرَيْث فقال: إلى أَين؟ قال: إلى الشَّامِ. قال: أَمَا إنَّها ضاحيةُ قَومِك".
: أي ناحِيَتُهم. والضَّاحِيَة: النَّاحِيَة البَارِزَة، ومنه قُرَيْشُ الضَّوَاحى.
- وفي الحديث : "أَخافُ عليكَ من هَذِه الضَّاحِيَة"
: أي النَّاحِيَة البَارِزَة التي لا حَائِلَ دُونَها.
ض ح ا: (ضَحْوَةُ) النَّهَارِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ثُمَّ بَعْدَهُ (الضُّحَى) وَهِيَ حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ مَقْصُورَةٌ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ. فَمَنْ أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهَا جَمْعُ (ضَحْوَةٍ) وَمَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ اسْمٌ عَلَى فُعَلٍ كَصُرَدٍ وَنُغَرٍ. وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مِثْلُ سَحَرٍ تَقُولُ: لَقِيتُهُ (ضُحًى) إِذَا أَرَدْتَ بِهِ ضُحَى يَوْمِكَ لَمْ تُنَوِّنْهُ. ثُمَّ بَعْدَهُ (الضَّحَاءُ) مَفْتُوحٌ مَمْدُودٌ مُذَكَّرٌ وَهُوَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ الْأَعْلَى تَقُولُ مِنْهُ: أَقَامَ بِالنَّهَارِ حَتَّى (أَضْحَى) . كَمَا تَقُولُ مِنَ الصَّبَاحِ: أَصْبَحَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عِبَادَ اللَّهِ (أَضْحُوا) بِصَلَاةِ الضُّحَى يَعْنِي لَا تُصَلُّوهَا إِلَّا إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى. وَ (ضَاحِيَةُ) كُلِّ شَيْءٍ نَاحِيَتُهُ الْبَارِزَةُ. يُقَالُ: هُمْ يَنْزِلُونَ (الضَّوَاحِيَ) . وَمَكَانٌ (ضَاحٍ) أَيْ بَارِزٌ. وَ (ضَحِيَ) لِلشَّمْسِ بِالْكَسْرِ (ضَحَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْ بَرَزَ لَهَا. وَ (ضَحَى) يَضْحَى كَسَعَى يَسْعَى (ضَحَاءً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى رَجُلًا مُحْرِمًا قَدِ اسْتَظَلَّ فَقَالَ: (أَضْحِ) لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ» كَذَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْحَاءِ مِنْ أَضْحَى. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هُوَ (اضْحَ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْحَاءِ مِنْ (ضَحِيَ) لِأَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِالْبُرُوزِ لِلشَّمْسِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 119] وَ (أَضْحَى) فُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا كَمَا تَقُولُ: ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا. وَ (ضَحَّى) بِشَاةٍ مِنَ (الْأُضْحِيَّةِ) وَهِيَ شَاةٌ تُذْبَحُ يَوْمَ (الْأَضْحَى) يُقَالُ: (أُضْحِيَّةٌ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا وَالْجَمْعُ (أَضَاحِيُّ) وَ (ضَحِيَّةٌ) عَلَى فَعِيلَةٍ وَالْجَمْعُ (ضَحَايَا) وَ (أَضْحَاةٌ) وَالْجَمْعُ (أَضْحًى) ، كَأَرْطَأَةٍ وَأَرْطًى وَبِهَا سُمِيَّ يَوْمُ (الْأَضْحَى) . قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأَضْحَى يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَمَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى الْيَوْمِ. 

ضحا: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ على مثال العَشِيَّة:

ارْتِفاعُ النهار: أَنشد ابن الأَعرابي:

رَقُِود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ،

إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا

والضُّحى: فُوَيْقَ ذلك أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ

يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ. والضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ

وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ قال رؤْبة:

هابي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه

وقال آخر:

عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ

شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور البيض، وقيل: الضُّحى من طلوعِ الشمس إِلى

أَنَ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمس جدّاً، ثم بعد ذلك الضَّحاءُ

إِلى قَريب من نِصْفِ النهار، قال الله تعالى: والشمسِ وضُحاها؛ قال

الفراء: ضُحاها نَهارُها، وكذلك قوله: والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا؛ هو

النهارُ كُلُّه؛ قال الزَّجاج: وضُحاها وضِيائها، وقال في قوله والضُّحى:

والنهارِ، وقيل: ساعةٌ من ساعات النهار. والضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ

فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بالفتح والمدّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ

واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ

السَّماءِ فَما بَعْدَه. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى،

مقصورة مؤَنثة: وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. وفي حديث بلال: فَلَقَدْ

رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ، فأَمّا

الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ والقصر،

فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. غيره: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ

الشَّمْس ثم بعده الضُّحى، وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قال ابن بري: وقد

يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى؛ قال الشاعر:

طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ،

تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ

قال: فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قال الجوهري:

الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر، فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر

ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن

مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ

لم تُنَوِّنْه؛ قال ابن بري: ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ؛ قال الجوهري:

ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى، تقول

منه: أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت.

ومنه قول عمر، رضي الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها

لِوَــقْتــهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. ويقال: أَضْحَيْتُ

بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ،

وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في

الضَّحاءِ، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ؛ قال ابن بري: ومنه قول

الجعدي:

أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحاءَ ضُحىً،

وهي تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ

وقال يزيد بن الحَكم:

بِها الصَّوْنُ: إِلاَّ شَوطَها من غَداتِها

لتَمْرينها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحاؤُها

وفي حديث سَلَمَة بن الأَكْوَعِ: بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مع رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، أَي نَتَغَدَّى، والأَصلُ فيه أَن العرَبَ كانوا

يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ

وعُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حتى

تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هذا المَرْعى، ثم وُضِعََتِ التَّضْحِيَة مكانَ

الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ، ثم اتََّسِعَ فيه

حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ

وقتَ الضُّحى هو يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ في هذا الوقْتِ كما يقال

يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء. وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه

تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه؛ وأَنشد لذي الرمة:

تَرى الثَّوْرَ يَمْشي، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ

بها، مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ

الهِبْرِزِيُّ: الماضي في أَمْرِه؛ من ضَحائِه أَي منْ غَدائِه من

المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. ورجل ضَحْيانٌ إِذا كانَ

يأْكُلُ في الضُّحى. وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مثل غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ. ويقال: هذا

يُضاحينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. وضَحّى الرجلُ:

تَغَدَّى بالضُّحى؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ،

وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ

يقول: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تلك الساعةَ انتِظاراً

لها، والاسمُ الضَّحاءُ على مِثالِ

الغَداءِ والعَشاء، وهو ممدودٌ مذَكَّر. والضَّاحِيةُ من الإِبلِ

والغَنَمِ: التي تَشْرَبُ ضُحى. وتَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ في الضُّحى،

وضَحَّيتُها أَنا. وفي المثل: ضَحِّ ولا تَغْتَرَّ، ولا يقال ذلك للإِنسان؛

هذا قولُ الأَصْمعي وجعله غيرُه في الناسِ

والإِبلِ، وقيل: ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كان، والأَعْرَف

أَنه في الضُّحى. وضَحَّى فلان غنَمه أَي رعاها بالضُّحى. قال الفراء:

ويقال ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً؛ قال أَبو منصور:

فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قالوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى

تَضَحِّياً. والمُضَحّي: الذي يُضَحّي إِبله. وقد تُسَمّى الشمسُ ضُحىً

لظُهورِها في ذلك الوَــقْتِ. وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً، لا تُسْتَعْمَل إِلا

ظرفاً إِذا عنَيْتَها من يومِك، وكذلك جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها

من يومِك أَو لَيْلَتِكَ، فإِن لم تَعْنِ ذلك صَرَّفْتَها بوجوه

الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء. والضَّحِيَّة: لغةٌ في

الضَّحْوَةِ؛ عن ابن الأَعرابي، كما أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ في الغَداةِ، وسيأْتي

ذكرُ الغَدِيَّة. وضاحاهُ: أَتاه ضُحىً. وضاحَيْتُه: أَتيتُه ضَحاءً.

وفلانٌ يُضاحينا ضَحْوَ كل يومٍ أَي يأْتِينا. وضَحَّيْنا بني فلانٍ:

أَتيناهْم ضُحىً مُغيرينَ عليهم؛ وقال:

أَراني، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً

فضحَّيْتُهم، اني على الناسِ قادِرُ

وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحى يفعلُ ذلك أَي صار

فاعِلاً له وقتِ الضُّحى كما تقول ظَلَّ، وقيل: إِذا فعل ذلك من أَولِ

النهارِ، وأَضْحى في الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها

ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات

أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ

الأَضْحى. والضَّحيَّة: ما ضَحِّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحىً

يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قال أَبو الغُولِ

الطُّهَوي

(* قوله «أبو الغول الطهوي» قال في التكملة الشعر لابي الغول النهشلي

لا الطهوي، وقوله:

لعك منك أقرب أو جذام

قال في التكملة: هكذا وقع في نوادر أبي زيد، والرواية:

أعك منك أقرب أم جذام

بالهمزة لا باللام).

رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لما

دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ،

تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ:

لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ

وأَضْحىً: جمع أَضْحاةٍ مُنَوَّناً، ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ؛

وشاهِدُ التأْنيث قول الآخر:

يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ،

قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ

وقال:

أَلا ليت شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها

على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ

قال يعقوب: يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ التي هي الشَّاةُ،

والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. ابن الأَعرابي: الضَّحِية

الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وفي الضَّحِيَّة

أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ والجمع أَضاحيُّ، وضَحِيَّةٌ على

فَعِيلة، والجمع ضَحايا، وأَضْحاةٌ، والجمع أَضْحىً كما يقال أَرْطاةٌ

وأَرْطىً، وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى. وفي الحديث: إِن على كل أَهلِ

بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية؛ وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت

يَرْثي عثمانَ، رضي الله عنه:

ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ به،

يُقَطِّعُ اللَّيلِ تسْبِيحاً وقُرْآنا

فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. وضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً

وضُحِيّاً: بَرَز للشمس. وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً

ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ. وفي التهذيب: قال شمر ضَحِيَ يَضْحى

ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً

إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشمس. قال الله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا

تَضْحى؛ قال: لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس. وقال الفراء: لا تَضْحى لا تُصِيبُك

شمسٌ مؤْذِيَةٌ، قال: وفي بعض التفسير ولا تَضْحى لا تََعْرَق؛ قال

الأَزهري: والأَول أَشْبَهُ بالصواب؛ وأَنشد:

رَأَتْ رَجُلاً، أَمَّا إِذا الشمس عارضَتْ

فيَضْحى، وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ

وضَحِيتُ، بالكسر، ضَحىً: عَرِــقتُ. ابن عرفة: يقال لكل من كان بارِزاً

في غيرِ

ما يُظِلُّه ويُكِنه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِيتُ للشمس أَي بَرَزْت لها،

وضَحَيْتُ للشمس لغةٌ. وفي الحديث عن عائشة: فلم يَرُعْني إِلا ورسول الله، صلى

الله عليه وسلم، قد ضَحا أَي ظَهَر؛ قال شمر: قال بعضُ الكلابيِّينَ

الضاحي الذي بَرَزَتْ عليه الشمس وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وذلك

قُرْبَ طُلوعِ الشمس شيئاً، ولا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً ما لم تكن

قائلةٌ. وقال بعضُهم: الغادي أَن يَغْدُوَ بعد صلاةِ الغَداةِ، والضاحي إِذا

اسْتَعْلَت عليه الشمس. وقال بعض الكِلابيِّينَ: بين الغادي والضاحي قَدْرُ

فُواقِ ناقةٍ؛ وقال القُطامي:

مُسْتَبْطئُوني، وما كانت أَناتُهُمُ

إِلا كما لبثَ الضاحي عن الغادي

(* قوله «مستبطئوني» هكذا في الأصل، وفي التهذيب: مستبطئون).

وضَحَيْتُ للشمس وضَحِيتُ أَضْحى منهما جميعاً. والمَضْحاةُ: الأَرض

البارزةُ التي لا تكادُ الشمس تَغِيبُ عنها، تقول: عليكَ بمَضْحاةِ الجبل.

وضَحا الطريق يَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا وظَهَر وبَرَزَ. وضاحِيةُ كلِّ شيء:

ما بَرَزَ منه. وضَحا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه.

وضَواحي الإِنسان: ما بَرَزَ منه للشمس كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ. ابن

بري: والضَّواحي من الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه؛ وقيل: إِن الأَصمعي دخل على

سعيد بن سَلْمٍ وكان ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابن الأَعرابي فقال له

الأَصمعيُّ: أَنشد عمَّك مما رواه أُستاذُكَ، فأَنشد:

رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَيْمَةُ، قاعِداً

على نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها

فقالت مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ، ومن تكنْ؟

فإِنكَ راعي ثَلَّةٍ لا يَزِينُها

فقلتُ لها: ليس الشُّحوبُ على الفَتى

بعارٍ، ولا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها

عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ،

يرُوحُ عليه مَحْضُها وحَقِينُها

(* قوله «محضها» هكذا في بعض الاصول، وفي بعضها: مخضها، بالخاء).

سَمينِ الضَّواحي لم تُؤَرِّقْه ليلةً،

وأَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بَدا من جَسَدِه، ومعناه لم تُؤَرِّقْه ليلةً أَبكارُ

الهمومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَي وزادَ على هذه الصِّفةِ. وضَحِيتُ

للشمس ضَحاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، وضَحَيت، بالفتح، مثلُه،

والمُسْتَقْبَلُِ أَضْحى في اللغتين جميعاً. وفي الحديث: أَن ابن عمر، رضي الله

عنهما، رأَى رجلاً مُحْرِماً قد استَظَلَّ فقال أَضْحِ لمن أَحْرَمْتَ له

أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ؛ هكذا يَرْويه المُحَدِّثون،

بفتح الأَلف وكسر الحاء، من أَضْحَيْت؛ وقال الأَصمعي: إِنما هو اضْحَ

لِمَن أَحْرَمْتَ له، بكسر الهمزة وفتح الحاء، من ضَحِيتُ أَضْحَى، لأَنه

إِنما أَمَرَهُ بالبروز للشمس؛ ومنه قوله تعالى: وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا

تَضْحَى والضَّحْيانُ من كُلِّ شيءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قال ساعدة بن

جُؤَّيَّة:

ولو أَنَّ الذي تَتْقَى عليه

بضَحْيانٍ أَشَمَّ به الوُعُولُ

قال ابن جني: كان القياس في ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه من الضَّحْوة، أَلا

تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، وهذا هو معنى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ

بالياء، والأُنْثى ضَحْيانَةٌ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يَكْفيك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ،

ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ

فسَّره فقال: ضَحْيانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ في الشمس حتى طَبَخَتْها

وأَنْضَجَتْها، فهي أَشدُّ ما يكونُ، وهي من الطَّلْحِ، وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ من

الدَّهْناءِ، ويقال سَلاسِلٌ وشجَّرُه طَلحٌ، فإِذا كانت ضَحْيانَةً وكانت

من طَلْحٍ ذَهَبَتْ في الشِّدَّةِ كلَّ مذهب؛ وشَدَّ ما ضَحَيْت

وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما، وتميم تَقول: ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو. وفي

حديث الاسْتِسْقاء: اللهم ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا أَي

بَرَزَتْ للشمس وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فيها، وهي فَاعَلَتْ من ضَحَى مثلُ

رامَتْ من رَمَى، وأَصلُها ضاحَيَتْ؛ المعنى أَنَّ السَّنَة أَحْرَــقَت

النباتَ فَبَرَزَت الأَرض للشمس. واسْتَضْحَى للشمس: بَرَزَ لها وقَعَدَ

عندها في الشِّتاءِ خاصَّة. وضَواحِي الرجُلِ: ما ضَحَا منه للشمسِ وبَرَز

كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ. وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فهو ضاحٍ أَي

بَرَزَ. والضاحِي من كلِّ شيءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الذي لا يَسْتُرُه منك

حائِطٌ ولا غيرُه. وضَواحِي كلِّ شيءٍ: نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ.

والضَّواحي من النَّخْلِ: ما كان خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غالبة لأَنها تَضْحَى

للشمسِ. وفي كتابِ

النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ

الضامِنَةُ من النَّخْلِ

ولَنا الضَّاحِيَة من البَعْلِ؛ يعني بالضَّامِنْةِ ما أَطَافَ به سُورُ

المَدينَةِ، والضَّاحِيَة الظاهرة البارِزَة من النَّخيلِ الخارِجَة من

العِمارَةِ التي لا حَائِلَ دونَها، والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه

في الأَرض، والضامِنَة ما تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ

عليها. وفي الحديث: قال لأَبِي ذَرّ إِنِّي أَخافُ عليكَ من هذه الضَّاحِيَةِ

أَي الناحِيةَ البارِزَة. والضَّواحِي من الشَّجَرِ: القَلِيلةُ الوَرَق

التي تَبْرُزُ عِيدانُها للشمس. قال شمر: كلُّ ما ظَهَر وبَرَزَ فقد

ضَحَا. ويقال: خرج الرجلُ من مَنْزِله فضَحَا لي. والشَّجَرة الضَّاحِيَة:

البارِزَةُ للشمسِ؛ وأَنشد لابن الدُّمَيْنَة يصف القَوْس:

وخُوطٍ من فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ،

لَها في كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ

الضَّاحِي: عُودُها الذي نَبَت في غير ظِلٍّ ولا في ماءٍ فيو أَصْلَبُ

له وأَجْوَدُ. ويقال للبادِيَةِ الضاحيَةُ. ويقال: وَلِيَ فُلانٌ على

ضاحيَةِ مِصْرَ، وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إذا بَاعَ أَرضاً، ليس عليها

حائِطٌ، وباعَ فلانٌ حائطاً وحَديقةً إذا باعَ أَرضاً عليها حائط. وضَواحِي

الحَوْض: نَوَاحِيه، وهذه الكلمة واويَّة ويائية. وضَواحِي الرُّومِ: ما

ظَهَر من بِلادِهم وبَرَزَ. وضاحيَةُ كلِّ شيءٍ: ناحيتُه البارزَة. يقال:

هم يَنْزِلُون الضَّواحي. ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ، قال: والقُلَّة

الضَّحْيانةُ في قول تأبَّط شرّاً هي البارِزة للشَّمْسِ؛ قال ابن بري: وبيت

تأَبَّط شَرّاً هو قوله:

وقُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ

ضَحْيانَةٍ في شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ

بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي، وما كَسِلُوا

حتى نَمَيْتُ إليها بَعْدَ إشراقِ

المحراقُ: الشديدةُ الحرّ: ويقال: فَعَل ذلك الأَمرَ ضاحِيَةً أَي

عَلانِيَة؛ قال الشاعر:

عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً،

دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، وهو مَشْهودُ

وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظاهراً بَيّناً؛ وقال النابغة:

فقد جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيةً

حَقّاً يَقِيناً، ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ

وأَما قوله في البيت:

عَمِّي مَنَع الدِّينارَ ضاحِيَةً

فمعناه أَنه مَنعه نهاراً جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ؛ وقال لبيد:

فَهَرَقْنا لَهما في دائِرٍ،

لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَأَى عَمْرو ابنَ حُرَيْثٍ فقال إلى

أَيْنَ؟ قال: إلى الشامِ، قال: أَمّا إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ أَي

ناحِيَتُهم. وفي حديث أَبي هريرة: وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لرسول الله،

صلى الله عليه وسلم، أَي أَهلُ البادية منهم، وجمعُ الضاحية ضَواحٍ؛ ومنه

حديث أَنس: قال له البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ في

ضَواحِيها؛ ومنه قيل: قُرَيْشُ الضَّواحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مكة.

وليلةٌ ضَحْياءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحيانَةٌ وإضْحيانٌ

وإضْحِيانَةٌ، بالكسر: مضِيئَةٌ

لا غَيْمَ فيها، وقيل: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم به الليلَة التي يكونُ

القَمَر فيها من أَوَّلِها إلى آخِرِها. وفي حديث إسلام أَبي ذَرٍّ: في

ليلةٍ إضْحِيانٍ أَي مُقْمِرَةٍ، والأَلف والنون زائدتان. ويومٌ إضْحِيانٌ:

مُضِيءٌ لا غَيْم فيه، وكذلك قَمَر ضَحْيانٌ؛ قال:

ماذا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ

من الجَعالاتِ به والعرْفانْ،

من ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيانْ

وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ. ويومٌ ضَحْيانٌ أَي طَلْقٌ. وسِراجٌ

ضَحْيانٌ: مُضِيءٌ. ومَفازةٌ

ضاحيَة الظِّلالِ: ليس فيها شجرٌ يُسْتَظَلُّ به.

وليس لكلامه ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور. وضَحَّى عن الأَمر: بَيَّنه

وأَظهره؛ عن ابن الأَعرابي، وحكى أَيضاً: أَضْح لي عن أَمْرِكَ، بفتح الهمزة،

أَي أَوْضِح وأَظْهِر. وأَضْحى الشيءََ: أَظْهَرَه وأَبْداهُ؛ قال

الراعي:حَفَرْنَ عُرُوقَها حتى أَجَنَّتْ

مَقاتِلَها، وأَضْحَين القُرُونا

والمُضَحِّي: المُبيِّنُ عن الأَمْرِ الخفِيّ؛ يقال: ضَحَّ لي عن

أَمرِكَ وأَضْحِ لي عن أَمرِك. وضَحَّى عن الشيء: رَفَقَ به. وضَحَّ رُوَيْداً

أَي لا تَعْجَلْ؛ وقال زيدُ الخيلِ الطائي:

فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها،

لضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَطالِبِها عَمْرُو

ونصرٌ

وعَمْروٌ: ابْنا قُعَينٍ، وهما بطنان من بني أَسدٍ. وفي كتاب على إلى

ابن عباس، رضي الله عنهم: أَلا ضَحِّ رُوَيداً فقد بلَغْتَ المَدَى أَي

اصبِرْ قليلاً. قال الأَزهري: العربُ قد تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ

والتَّأَني في الأَمرِ، وأَصلُه أَنهم في البادِية يَسيِرُون يومَ

ظَعْنِهمْ، فإذا مرُّوا بلُمْعَة من الكَلإ قال قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا

رُوَيْداً، فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ، ثم وضَعُوا التَّضْحِية موضِعَ

الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَُمولتِهِم ومالِهم في ضَحائِها وما لَها من

الرِّفقِ تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وقد شَبِعتْ؛ وأَما بيت زيد الخيل فقول

ابن الأَعرابي في قوله:

لَضَحَّتْ رُوَيداً عن مَطالِبِها عَمْروُ

بمعنى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ. والعربُ

تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ في

ضَحائِها كي تُوافيَ المَنْزِلَ وقد شَبِعتْ وضاحٍ: موضِعٌ؛ قال ساعدة بن

جؤية:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ،

فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها

قال: أَضَرَّ به ضاحٍ وإن كان المكان لا يَدْنُو لأَن كلَّ ما دَنا منك

فقد دَنَوْت منه.

والأَضْحى من الخيلِ: الأَشْهَبُ، والأُنثى ضَحْياءُ. قال أَبو عبيدة:

لا يقال للفَرَس إذا كان أَبْيَضَ أَبيضُ، ولكن يقال له أَضْحى، قال:

والضُّحى منه مأْخوذٌ لأَنهم لا يُصَلُّون حتى تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عبيد:

فَرَسٌ

أَضْحى إذا كان أَبْيَضَ، ولا يقال فرسٌ أَبيضُ، وإذا اشْتَدَّ بياضُه

قالوا أَبْيَض

قرْطاسيٌّ. وقال أَبو زيد: أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ ليس فيه حَلاوَةٌ

ولا ضَحىً أَي ليس بِضاحٍ، قال أَبو مالك: ولا ضَحَاءٌ.

وبنو ضَحْيانَ: بطنٌ. وعامرٌ

الضَّحْيانُ: معروف؛ الجوهري: وعامرٌ الضَّحْيانُ رجل من النِّمِرِ بنِ

قاسِطٍ، وهو عامرُ بن سعدِ بن الخزرجِ بن تَيْمِ الله ابنِ النَّمِرِ بنِ

قاسِطٍ، سُمِّيَ بذلك لأَنه كان يَقْعُدُ لقومِه في الضَّحاء

يقضي بينهم؛ قال ابن بري: ويجوز عامرُ الضَّحْيانِ، بالإضافة، مِثلَ

ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ. وفارسُ الضَّحْياء، ممدودٌ: من فرْسانِهم.

والضَّحْياءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ربيعة بن عامرِ بنِ صَعْصَةَ

وهو فارسُ الضَّحْياء؛ قال خِداشُ بنُ زهير

(* قوله «قال خداش بن زهير» إلى

قوله: «إني فارس الضحياء يوم هبالة»

البيت هكذا في الأصل، قال في التكملة والرواية: فارس الحوّاء، وهي فرس

أبي ذي الرمة، والبيت لذي الرمة. وقوله «والضحياء فرس عمرو بن عامر» صحيح

والشاهد عليها بيت خداش بن زهير:

أبي فارس الضحياء عمرو بن عامر

البيت الثاني). بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بن عامرٍ، وعَمْروٌ جدُّه فارسُ

الضَّحْياء:

أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ،

إذِ الخَيلُ، في الــقَتْــلى من القومِ، تَعْثُرُ

وهو القائل أَيضاً:

أَبي فارسُ الضَّحياءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ،

أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ على الغَدْرِ

وضَحْياءُ: موضعٌ؛ قال أَبو صخر الهُذَلي:

عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِثامُها

فضَحْياؤُها وَحْشٌ قد اجْلَى سَوامُها

والضَّواحي: السمواتُ؛ وأَما قول جرير يمدح عبد الملك:

فما شَجَراتُ عِيصِكَ، في قُرَيْشٍ،

بِعَشّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحٍ

فإنما أَراد أَنها ليست في نواحٍ؛ قال أَبو منصور: أَراد جريرٌ

بالضَّواحي في بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ، وهم الذين لا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مكة

وبَطْحاءها، أَراد جرير أَنَّ عبدَ الملك من قُرَيْش الأَباطِحِ لا مِن

قُرَيْش الظَّواهِرِ، وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ من قُرَيش

الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ من قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ

الحَرَمِ، والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ.

وضاحِية كلِّ بَلَدٍ: ناحِيتُها البارِزة. ويقال: هؤلاء ينزِلُون

الباطنةَ، وهؤلاء ينزِلُون الضَّواحِيَ. وقال ابن بري في شرح بيتِ جرير:

العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي البادية العِيدانِ لا وَرَقَ عليها.

النهاية في الحديث: ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الضِّحِّ

والرِّيحِ؛ أَراد كثرة الخَيلِ والجَيْشِ. يقال: جاء فلانٌ

بالضِّحِّ والرِّيحِ، وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ. وفي حديث أَبي بكر: إذا

نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه أَي إذا مات. يقال للرجُل إذا مات وبَطَلَ:

ضَحا ظِلُّه. يقال: ضَحا الظِّلُ إذا صار شَمْساً، وإذا صار ظِلُّ

الإنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إذا ماتَ

ضَحا ظِلُّه لأَنه إذا مات صار لا ظِلَّ له. وفي الدعاء: لا أَضْحى الله

ظِلَّكَ؛ معناه لا أَماتَكَ اللهُ حتى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. وشجرةٌ

ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لا ظِلِّ لها لأَنها عَشَّةٌ

دقيقةُ الأَغصانِ؛ قال الأَزهري: وبيتُ جَريرٍ معناه جَيِّدٌ، وقد تقدم

تفسيره؛ وقول الشاعر:

وفَخَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى

مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ

يقول: رِعْيُها مَرُوتٌ

لا نَباتَ فيه، وظِلالُها ضاحيةٌ أَي ليس لها ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها.

أَبو عبيد: فَرَسٌ

ضاحي العِجانِ يوصفُ به المُحَبَّبُ يُمْدَحُ به، وضاحِيَةُ كلِّ

بَلَدٍ: ناحِيَتُها، والجَوُّ باطِنُها. يقال: هؤلاء ينزلون الباطِنةَ وهؤلاء

ينزلون الضَّواحيَ. وضَواحي الأَرضِ: التي لم يُحِطْ عليها. قال الأَصمعي:

ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحى عِجانُه أَي يظهرَ.

[ضحا] ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضُحا، وهي حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنّث وتذكر، فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة، ومن ذكر ذهب إلى أنه اسم على فعل، مثل صرد وتغر. وهو ظرف غير متمكن مثل سحر ; تقول: لقيته ضحا وضحا، إذا أردت به ضحا يومك لم تنونه. ثم بعده الضحاء ممدود مذكر، وهو عند ارتفاع النهار الاعلى. تقول منه: أقمت بالمكان حتى أضحيت، كما تقول من الصباح: أصبحت. ومنه قول عمر رضي الله عنه: يا عباد الله أضحوا بصلاة الضحا، يعنى لا تصلوها إلا إلى ارتفاع الضحا. والضحاء أيضا: الغداء، وإنما سمِّي بذلك لأنه يؤكل في الضَحاء. قال ذو الرمّة: ترى الثَور يمشي ضاحِياً من ضَحائِهِ * بها مثل مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ تقول منه: هم يَتَضَحَّونَ، أي يتغدَّون. وليلةٌ ضَحْياءُ: مضيئةٌ لا غيمَ فيها. وكذلك ليلةٌ إضْحِيانَةٌ بالكسر. والأضحَى من الخيل: الأشهب، والانثى ضحياء. والضحياء: اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، وهو فارس الضحياء. قال الشاعر: أبى فارس الضحياء يوم هبالة * إذا الخيل في الــقتــلى من القوم تعثر وعامر الضحيان: رجل من النمر بن قاسط ، سمى بذلك لانه كان يقعد لقومه في الضحاء يقضى بينهم. وضاحية كل شئ: ناحيتُه البارزة. ويقال: هم ينزلون الضَواحِيَ. ومكانٌ ضاحٍ، أي بارز. والقلة الضحيانة في قول تأبط شرا ، هي البارزة للشمس. وفى الحديث: " أن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل "، وقد فسرناه في باب النون. ويقال: فعل ذلك الأمر ضاحِيَةً، أي علانية. قال: عمى الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً * دينارَ نخة كلب وهو مشهود والضواحي: السموات. وأما قول جرير: فما شجراتُ عِيصِكَ في قريشٍ * بَعشَّاتِ الفروعِ ولا ضَواحي فإنّما أراد أنّها ليست في نواحٍ. قال الأصمعي: ويستحبّ من الفرس أن يَضْحا عِجانُهُ، أي يظهر. أبو زيد: ضَحا الطريق يَضْحو ضَحْواً، إذا بدا لك وظهر. وضَحيتُ بالكسر ضحًى: عرقت. وضَحيتُ أيضاً للشمس ضَحاءً ممدودٌ، إذا برزْتَ لها. وضَحَيْتُ بالفتح مثله. والمستقبل أضْحى في اللغتين جميعا. وفى الحديث أن ابن عمر رضى الله عنهما رأى رجلا محرما قد استظل فقال: " أضح لمن أحرمت له ". هكذا يرويه المحدثون بفتح الالف وكسر الحاء، من أضحيت. وقال الاصمعي: إنما هو واضح لمن أحرمت له، بكسر الالف وفتح الحاء، من ضحيت أضحى، لانه إنما أمره بالبروز للشمس. ومنه قوله تعالى: (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) . وتقول: أضحى فلانُ يفعل كذا، كما تقول: ظل يفعل كذا. وضَحَّى فلانٌ غنمَه، أي رعاها بالضُحا. ويقال أيضاً: ضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيَّةِ، وهي شاة تذبح يوم الأضحى. قال الأصمعي: وفيها أربع لغات إضْحِيَّةٌ وأضحية والجمع أضاحى، وضحية على فعيلة والجمع ضحايا، وأضحاة والجمع أضحى كما يقال أرطاة وأرطى. وبها سمى يوم الاضحى. قال الفراء: الاضحى تؤنث وتذكر، فمن ذكر ذهب إلى اليوم. وأنشد : رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الاضحى وصللت اللحام توليتم بودكم وقلتم * لعك منك أقرب أو جذام وضحيت عن الشئ: رفــقت به. وضح رويدا، أي لا تعجل. وقال زيد الخيل الطائى: ولو أن نصرا أصلحت ذات بينها * لضحت رويدا عن مطالبها عمرو ونصر وعمرو: ابنا قعين، وهما بطنان من بنى أسد.

سرق

(سرق) : السَّرْقَةُ: لغة في السَّرِقَةِ.
(سرق) الشَّيْء سَرقه وَفُلَانًا نسبه إِلَى السّرقَة
سرق
السَّرَقُ: أجْوَدُ الحَرِيرِ. ومَصْدرُ السارِقِ، والسَّرِقَةُ الاسْمُ.
والاسْتِراقُ: الخَتْلُ سِرّاً كالذي يَسْتَرِقُ السِّمْعَ في السَّماء. والسُّوْرَقُ: داءٌ بالجَوارح.
والسارِقَةُ: الجامعةُ، وجَمْعُها سَوَارِقُ.
والسَّوَارِقُ: الزَّوَائدُ في فَرَاش القُفْل. ورَجُلٌ مُسْتَرَقُ العُنُقِ: قَصِيرُها.
والمُسْتَرَقُ: الناقِصُ الضعيفُ الخَلْقِ.
(سرق)
مِنْهُ مَالا وَسَرَقَهُ مَالا سرقا وسرقة أَخذ مَاله خُفْيَة فَهُوَ سَارِق (ج) سَرقَة وسراق وَهُوَ سروق (ج) سرق وَهُوَ سروقة أَيْضا (وَالتَّاء للْمُبَالَغَة) وَيُقَال سرق السّمع وَالنَّظَر سمع أَو نظر مستخفيا وسرقتــني عَيْني نمت

(سرق) صَوته بح فَهُوَ مَسْرُوق

(سرق) سرقا خَفِي وَضعف
(س ر ق) : (سَرَقَ) مِنْهُ مَالًا وَسَرَقَهُ مَالًا سَرَقًا وَسَرِقَةً إذَا أَخَذَهُ فِي خَفَاءٍ أَوْ حِيلَةٍ وَفَتْحُ الرَّاءِ فِي السَّرِقِ لُغَةٌ وَأَمَّا السُّكُونُ فَلَمْ نَسْمَعْهُ وَيُسَمَّى الشَّيْءُ الْمَسْرُوقُ سَرِقَةً مَجَازًا (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَإِذَا كَانَتْ السَّرِقَةُ صُحُفًا (وَسُرَّقٌ) عَلَى لَفْظِ جَمْعِ سَارِقٍ اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ الَّذِي بَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي دَيْنِهِ وَهُوَ حُرٌّ.
س ر ق: (سَرَقَ) مِنْهُ مَالًا يَسْرِقُ بِالْكَسْرِ (سَرَقًا) بِفَتْحَتَيْنِ وَالِاسْمُ (السَّرِقُ) وَ (السَّرِقَةُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا وَرُبَّمَا قَالُوا: (سَرَقَهُ) مَالًا. وَ (سَرَّقَهُ) (تَسْرِيقًا) نِسْبَةٌ إِلَى السَّرِقَةِ. وَقُرِئَ: «إِنَّ ابْنَكَ (سُرِّقَ) » وَ (اسْتَرَقَ)
السَّمْعَ أَيْ سِمَعَ مُسْتَخْفِيًا. وَيُقَالُ: هُوَ (يُسَارِقُ) النَّظَرَ إِلَيْهِ إِذَا اهْتَبَلَ غَفْلَتَهُ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ. 
سرق
السَّرِقَةُ: أخذ ما ليس له أخذه في خفاء، وصار ذلك في الشّرع لتناول الشيء من موضع مخصوص، وقدر مخصوص، قال تعالى:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ
[المائدة/ 38] ، وقال تعالى: قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ
[يوسف/ 77] ، وقال: أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ [يوسف/ 70] ، إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ [يوسف/ 81] ، واسْتَرَقَ السّمع: إذا تسمّع مستخفيا، قال تعالى: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ [الحجر/ 18] ، والسَّرَقُ والسَّرَقَةُ واحد، وهو الحرير.

سرق


سَرَقَ(n. ac. سَرْق
سَرَق
سَرَقَة
سَرِق
سَرِقَة)
a. [acc. & Min], Stole from, robbed of.
سَرِقَ(n. ac. سَرَق)
a. Was hidden, imperceptible.
b. Became weak, feeble (joints).

سَرَّقَa. Accused of theft.

تَسَرَّقَa. Took, stole away little by little.
b. Acted stealthily; looked at by stealth.

إِنْسَرَقَ
a. ['An], Stole away, withdrew from.
إِسْتَرَقَa. Stole, took away secretly.

سَرَقَةa. Theft, larceny; plagiarism.

سَرِقَةa. Thing stolen.
b. see 4t
سَاْرِق
(pl.
سَرَقَة
سُرَّق
سُرَّاْق
29)
a. Thief.

سَاْرِقَةa. fem. of
سَاْرِقb. Shackle, fetter.
c. Catch, latch.

سَرُوْقa. Thievish.

سَرَّاْقa. Thief, robber.

سَاْرُوْقَةa. Small saw.

سَِرْقِيْن
P.
سَرْق
a. Dung.
سرق: سارق = سرق: اختلس، أخذ المال خفية. (معجم مسلم).
سارقة: طاوله وماطله دون أن يحذر. ففي ألف ليلة (1: 637) صارت العجوز تسارقها في الحديث إلى أن أوصلتها إلى القصر.
تَسَرّق على: نظر إليه سراً، سارقه النظر (محيط المحيط) تَسَرِّق: اتجر في أشياء متنوعة باع واشترى.
(بوشر) تسارق: فعل الشيء خفية وسراً ففي حيان - بسام (3: 50 ق) تسارق مَسْحَه، أي مسح دموع الفتاة سراً.
انسرق: انسل، انملس من الجماعة دون أن يرى (بوشر).
انسرق: مطاوع سَرَق، سُرق (فوك).
استرق. استرق من فلان: اختلس الدراهم منه جهارة شيئاً فشيئاً. وحصل على سرّه (بوشر).
استرق. استرق ما في قَلّبك: أثارك وجعلك تتميز غيظاً (فوك).
سرق: مرض يصيب البطيخ ونحوه حين يترك الماء حوله مدة طويلة (ابن العوام 2: 228).
سَرْقَة: انتحال شعر الغير أو كلامه، سرقة أدبية (بوشر، حيان - بسام 3: 5 ق).
سرقة: سِرقة، خفية (بوشر).
سرقة في لعب: غش في اللعب، خداع في اللعب (بوشر) ساعة.
سرقة: ساعة مختلسة من وقت العمل (بوشر) صاحب السرقة: الذي سُرق (البكري ص173).
سرقى: بائع بالتفريق، بائع بالمفرد، تاجر صغير (بوشر).
سَرَّاق: سارق كثير السرقة (معجم الطرائف، رولاند).
سَرّاق: منتحل شعر غيره (بوشر).
سَرَّاقة أو ساروقة في اصطلاح النجارين: منشار صغير له نصاب كالسكين (محيط المحيط).
سارقا: نوع من السمك. وفي مخطوطة الاسكوريال (ص893): مارقا، وهي في رأي السيد سيمونيه: سارقا، وليست بارقا كما يرى كازبري (1: 330).
ساروقة: انظر سَرَّاقة.
[سرق] نه: فيه: رأيتك يحملك الملك في "سرقة" من حرير، أي قطعة من جيد الحرير، وجمعها سرق. ك: هو بفتح سين وراء. ط: إن يكن من عند الله مما يقوله المتحقق لئوت أمر كقول السلطان: إن كنت سلطانا انتقمت منك، القاضى: إن كان قبل النبوة فلا إشكال في الشك، وإن كان بعدها فالشك باعتبار أنه على ظاهره، أو يحتاج إلى التعبير والصرف عن الظاهر، أو أنه زوجته في الدنيا أو الأخرى، قوله: فكشف عن وجهك، أي عن وجه صورتك فإذا أنت تلك الصورة، أو كشفت عن وجهك عند ما شاهدتك فإذا أنت مثل صورة رأيتها في المنام. ز: فان قلت مجىء الملك بها هل يقطع احتمال كونه قبل النبوة؟ قلت: لا، إذ ملاقاة الملك لا يتوقف على النبوة نوما أو يقظة. ك: ومنه: أهدى إليه "سرقة" من حرير. نه: ومنه ح ابن عمر: كان بيدى "سرقة" من حرير - ويتم في هوى. وح: إذا بعتم "السرق" فلا تشتروه، أي إذا بعتموه نسيئة فلا تشتروه، وخص السرق لأنه بلغه عن تجار أنهم يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن، وهذا الحكم مطرد في كل مبيع ويسمى عينة. ومنه ح ابن عمر: سئل عن "سرق" الحرير، فقال: هلا قلت: شقق الحرير، قال أبو عبيد: هي الشقق إلا أنها البيض منها خاصة، وهى فارسية أصلها سره وهو الجيد. وفيه: ما تخاف على مطيتها "السرق" هو بالحركة السرقة، وأصله مصدر سرق يسرق سرقا. ومنه ح: "تسترق" الجن السمع، هو نفتعل من السرقة، أي إنها تستمعه مختفية كفعل السارق. ك: قطع في "السرق" بفتح راء جمع سارق، أو مصدر، وبالكسر بمعنى السرقة. ط: أسوء "السرقة" مبتدأ والذى خبره أي سرقة الذى، ويجوز كونه جمع سارق كفاجر وفجرة، وإنما كان أسوء لأنه لا نفع فيه وفيه عقاب بين، والسارق قد يتخلص من العقاب الاستحلال أو بقطع اليد وينتفع به حالًا. غ: (إن "يسرق" فقد سرق أخ له) كان أخذ صورة كانت تبعد من ذهب على جهة الإنكار.
س ر ق

سارق بين السرقة والسرق والسرق. ويقول بائع العبد: برئت إليك من الإباق والسرق. وأنشد أبو المقدام:

سرقت مال أبي يوماً فأدبني ... وجل مال أبي يا قومنا سرق

وهذه سراقة فلان: لما نال من السرقة؛ وبها سمي سراقة، ومعه من سراقات الشعر. قال ابن مقبل:

وأما سراقات الهجاء فإنني ... أنا ابن جلا قد تعرفون مكانيا

وسرق منه مالاً وسرقه مالاً. ويقال: " سرق السارق فانتحر " وسمعت منهم من يقول: سرقت يا قوم سرقت غرفتي. قال:

وتبيت منتبذ القذو ... ر كأنما سرقت بيوتك أي حيث تعتزل القذور من النوق فتبرك ناحية من الإبل. وسرقتــه: نسبته إلى السرقة. وهو يتجر في السرق وهو أجود الحرير تعريب سره، ورأيته عليه سرقة.

ومن المجاز: استرق السمع، وسارقة النظر. واسترق الكاتب بعض المحاسبات إذا لم يبرزه. وسرقنا ليلة من الشهر إذا نعموا فيها. وسرق صوته، وهو مسروق الصوت إذا بحّ صوته، وغزال مسروق البغام. ورجل مسترق العنق: قصيرها مقبضها. وأنشد أبو عبيدة:

عكوك إذا مشى درحايه ... مسترق العنق قصير الدايهْ

رددته بالصغر والقمايه

وهو مسترق القوى: ضعيف. وسرقت مفاصله بوزن عرقت إذا ضعفت. وعضت به السارقة أي الجامعة. قال أبو الطمحان القيني:

ولم يدع داعٍ مثلهم لعظيمة ... إذا أزمت بالساعدين السوارق

وقال الراعي:

وأزهر سخي نفسه عن تلاده ... حنايا حديد مقفل وسوارقه

وسمعتهم يقولون: سرقتــني عيني في معنى غلبتني عيني.
(س ر ق)

سرق الشَّيْء يسرقه سرقاً وسرقاً، واسترقه، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد:

بعتكها زَانِيَة وتسترق ... إِن الْخَبيث للخبيث يتَّفق اللَّام هُنَا بِمَعْنى: مَعَ.

وَرجل سَارِق: من قوم سَرقَة. وسراق وسروق: من قوم سرق.

وسروقة، وَلَا جمع لَهُ إِنَّمَا هُوَ كصررة.

وكلب سروق. لَا غير، قَالَ:

وَلَا يسرق الْكَلْب السروق نعالنا

ويروى: السرو " فعول " من: السرى: وَهِي السّرقَة.

وَسَرَقَهُ: نِسْبَة إِلَى السرق.

والمسارقة، والاستراق، والتسرق: اختلاس النّظر والسمع. قَالَ الْقطَامِي:

بخلت عَلَيْك قما تجود بنائل ... إِلَّا اختلاس حَدِيثهَا المتسرق

وَقَول تَمِيم بن مقبل:

فَأَما سراقات الهجاء فَأَنَّهَا ... كَلَام تهاداه اللئام تهاديا

جعل السراقة فِيهِ: اسْم مَا سرق، كَمَا قيل: الْخُلَاصَة والنقاية: لما خلص ونقي.

وسرق الشَّيْء سرقا: خفى.

وسرقت مفاصله، وانسرقت: ضعفت، قَالَ الْأَعْشَى يصف الظبي:

فاتر الطّرف فِي قواه انسراق

والسرق: شقَاق الْحَرِير.

وَقيل: هُوَ اجوده.

واحدته: سَرقَة، قَالَ الاخطل:

يرفلن فِي سرق الْحَرِير وقزه ... يسحبن من هُدَّا بِهِ اذيالا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: سره: أَي جيد.

والسولرق: الْجَوَامِع، واحدته: سارقة، قَالَ أَبُو الطمحان:

وَلم يدع دَاع مثلكُمْ لعظيمة ... إِذا ازمت بالساعدين السوارق

وَقيل: السوارق: مسامير فِي الْقُيُود، وَبِه فسر قَول الرَّاعِي:

وأزهر سخي نَفسه عَن تلاده ... حنايا حَدِيد مقفل وسوارقه

وسارق، وسراق، ومسروق وسراقة، كلهَا: أَسمَاء، انشد سِيبَوَيْهٍ:

هَذَا سراقَة لِلْقُرْآنِ يدرسه ... والمرء عِنْد الرشا إِن يلقها ذيب

وسرق مَوضِع. قَالَ:

وَلَا تتركن يَا حَار شَيْئا وجدته ... فحظك من ملك العاقين سُرَّقُ
سرق سرق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عمر -] أَن رجلا قَالَ لَهُ: إِن عندنَا بيعا لَهُ بِالنَّقْدِ سِعر وبالتأخير سعر فَقَالَ: مَا هُوَ فَقَالَ: سَرَقُ الْحَرِير فَقَالَ: إِنَّكُم معشر أهل الْعرَاق تُسمّون أَسمَاء مُنكرَة فَهَلا قلتَ: شُقَق الْحَرِير ثمَّ قَالَ: إِذا اشْتريت فَكَانَ لَك فبعه كَيفَ شِئْت. قَوْله: سَرَقُ الْحَرِير هِيَ الشُقَقُ أَيْضا كَمَا قَالَ ابْن عمر إِلَّا أَنَّهَا البِيضُ مِنْهَا خَاصَّة قَالَ الراجز: [الرجز]

ونَسَجتْ لوامعُ الحَرورِ ... سَبائبا كسَرَقِ الْحَرِير والواحدة مِنْهَا: سَرَقة [قَالَ أَبُو عبيد: وأحسب أصل هَذِه الْكَلِمَة فارسية إِنَّمَا هُوَ: سَرَهْ يَعْنِي الْجيد فعرّب فَقيل: سَرَق فَجعلت الْقَاف مَكَان الْهَاء وَمثله فِي كَلَامهم كثير وَمِنْه قَوْلهم للحروف: بَرَقٌ وَإِنَّمَا هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: بَرَهْ وَكَذَلِكَ: يلمق إِنَّمَا هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: يَلْمَهْ يَعْنِي القَباء والإسْتَبْرَق مثله إِنَّمَا هُوَ إِسْتَبَره يَعْنِي الغليظ من الديباج وَهَكَذَا تَفْسِيره فِي الْقُرْآن قَالَ: حَدثنَا يحيى بن سعيد عَن ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَــادَة عَن عِكْرِمَة. قَالَ أَبُو عبيد: فَصَارَ هَذَا الْحَرْف بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الْقُرْآن مَعَ أحرف سَوْدَاء وَقد سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة يَقُول: من زعم أَن فِي الْقُرْآن أَلسنا سوى الْعَرَبيَّة فقد أعظم على الله القَوْل وَاحْتج بقوله تَعَالَى {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبياً} وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَعِكْرِمَة وَغَيرهم فِي أحرف كَثِيرَة أَنَّهَا من غير لِسَان الْعَرَب مثل: سِجّيل والمشكاة واليمّ وَالطور وأباريق واستبرق وَغير ذَلِك فَهَؤُلَاءِ أعلم بالتأويل من أبي عُبَيْدَة وَلَكنهُمْ ذَهَبُوا إِلَى مذهبٍ وَذهب هَذَا إِلَى غَيره وَكِلَاهُمَا مُصِيب إِن شَاءَ الله وَذَلِكَ أَن أصل هَذِه الْحُرُوف بِغَيْر لِسَان الْعَرَب فِي الأَصْل فَقَالَ أُولَئِكَ على الأَصْل ثمَّ لفظت بِهِ الْعَرَب بألسنتها فعرّبته فَصَارَ عَرَبيا بتعريبها إِيَّاه فَهِيَ عَرَبِيَّة فِي هَذِه الْحَال عجمية الأَصْل فَهَذَا القَوْل يصدق الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا] . وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه لم ير بَأْسا أَن يكون للْبيع سعران: أَحدهمَا بِالتَّأْخِيرِ وَالْآخر بِالنَّقْدِ إِذا فَارقه على أَحدهمَا فَأَما إِذا فَارقه عَلَيْهِمَا جَمِيعًا فَهُوَ الَّذِي قَالَ عبد الله: صفــقتــان فِي صَفْقَة رَبًّا وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه نهى عَن بيعَتَيْنِ فِي بيعَة. [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث ابْن عمر حِين دخل عَلَيْهِ سعيد ابْن جُبَير فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث المتلاعنين وَهُوَ مفترشٌ برذَعة رَحله متوسّد مرفقةَ أَدَم حشوها لِيْف أَو سَلَب قَالَ: حدّثنَاهُ يزِيد عَن عبد الْملك ابْن أبي سُلَيْمَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر. قَالَ يزِيد: السَّلب: لِيف الْمقل
سرق
سرَقَ يَسرِق، سَرِقَةً وسَرَقًا، فهو سارِق، والمفعول مَسْروق
• سرَق مالَه/ سرَق منه مالَه: أخذه خُفْية، بغير وجه حقّ "سرَق الوثائقَ- {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} - {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} " ° سرَق النظرَ أو السّمعَ: نظر أو سمع مستخفيًا- سرَــقتــني عيني: نِمْت- سرقوا اللّيلة من العمر: نعموا فيها وتمتّعوا- يسرق الكحلَ من العَيْن: ماهر في الاختلاس. 

سُرِقَ يُسرَق، سَرقةً، والمفعول مَسْروق
• سُرِق الرَّجلُ: نُهِب بيتُه أو مالُه "سُرِق السارقُ فانتحر [مثل]: يُضرب لمن يجزع على حقّ انتزع منه لم يكن له ابتداء".
• سُرِق صَوْتُه: بُحَّ. 

استرقَ يَسترِق، استراقًا، فهو مُسْتَرِق، والمفعول مُسْتَرَق
• استرقَ الشَّيءَ: سَرقه، أخذه خُفْيَة "استرَق مالاً".
• استرقَ النَّظرَ أو السَّمعَ: نظَر أو استمع خفية أو مستخفيًا " {إلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} " ° استرق السَّمْع: تسمَّع خِفْيَةً. 

انسرقَ عن ينسرق، انسراقًا، فهو مُنْسَرِق، والمفعول مُنسرَقٌ عنه
• انسرق عن القوم: تأخّر واختفى ليذهب ° انسراق الصَّوت: فُتوره وضعفه. 

تسرَّقَ يتسرَّق، تَسَرُّقًا، فهو مُتَسرِّق، والمفعول مُتَسَرَّق
• تسرَّق الأشياءَ: سرقها خِلسة شيئًا فشيئًا "تسرَّق النظرَ إلى الفتاة- تسرَّق السمعَ للحديث الجاري بين المتهامسين". 

سارقَ يُسارق، مُسارَقةً، فهو مُسارِق، والمفعول مُسارَق
• سارقه النَّظرَ/ سارق النَّظرَ إليه: ترقّب غفلة منه لينظر إليه "سارقه السَّمْعَ: سمِعه متخفِّيًا". 

سرَّقَ يُسرِّق، تسريقًا، فهو مُسرِّق، والمفعول مُسرَّق
• سرَّق فلانًا: نسبه إلى السَّرقة، واتَّهمه بها "سرَّق جارَه- {يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سُرِّقَ} [ق] ". 

سارِق [مفرد]: ج سارِقون وسُرّاق وسَرَقة، مؤ سارقة، ج مؤ سارقات وسَوارقُ: اسم فاعل من سرَقَ. 

سُراقة [مفرد]: شيء مَسْروق، اسم ما سُرق "هذه سُراقة فلانٍ: ما سرَقه- خبّأ سُراقتَــه: ما سرَقه". 

سَرَّاقة [مفرد]: منشار صغير يدويّ عريض النصل. 

سَرَق [مفرد]: مصدر سرَقَ. 

سَرِقة [مفرد]: ج سَرِقات (لغير المصدر):
1 - مصدر سُرِقَ وسرَقَ.
2 - أخذ مالٍ معيَّن المقدار، غير مملوك للآخذ من حِرزِ مثلِه خُفْية "نهانا الإسلام عن السَّرقة".
3 - (دب) أن يأخذ الشاعرُ شيئًا من شعر غيره ناسبًا إيّاه إلى نفسه، ألفاظه أو معانيه ° سرقة أدبيّة: استخدام أو إعادة نشر مطبوعات محفوظة الحقوق أو الموادّ المسجّلة البراءة على نحو غير مصرّح به.
• جنون السَّرقة: (نف) ميل اندفاعيّ قويّ للسَّرقة ولا سيَّما سرقة الأشياء التي لا يحتاجها السارق. 

مَسْروق [مفرد]: ج مَسْروقات (لغير العاقل):
1 - اسم
 مفعول من سُرِقَ وسرَقَ.
2 - حاصل سَرِقة "جمع ثروة من مسروقاته". 

سرق: سَرَق الشيء يسْرِقه سَرَقاً وسَرِقاً واستَرَقَه؛ الأَخيرة عن ابن

الأَعرابي؛ وأنشد:

بِعْتُكَها زانِيةً أو تَسْتَرِقْ،

إنَّ الخبيثَ للخبيثِ يَتَّفِقْ

اللام هنا بمعنى مع، والاسم السَّرِق والسَّرِقة، بكسر الراء فيهما،

وربما قالوا سَرَقَهُ مالاً، وفي المثل: سُرِقَ السارقُ فانتحَر. والسَّرَق:

مصدر فعل السارق، تقول: بَرِئْتُ إليك من الإباق والسَّرَق في بيع

العبد. ورجل سارِق من قوم سَرَقةٍ وسُرَّاقٍ، وسَرُوقٌ من قوم سُرُقٍ،

وسَرُوقةٌ، ولا جمع له إنما هو كصَرورة، وكلب سَروقٌ لا غير؛ قال:

ولا يَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها

ويروى السَّرُوِّ، فَعولٌ من السُّرى، وهي السَّرِقة.

وسَرَّقه: نسبه إلى السَّرَق، وقُرئ: إن ابنك سُرِّق.

واسْتَرق السمْعَ أي استَرَق مُستخفِياً. ويقال: هو يُسارِق النظَر

إليه إذا اهْتَبَل غَفلتَه لينظر إليه. وفي حديث عدِيّ: ما نَخاف على

مَطيَّتها السَّرَق؛ هو بمعنى السرقة وهو في الأَصل مصدر؛ ومنه الحديث:

تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع؛ هو تفتعل من السَّرِقة أي أنها تسمعُه مختفِيةً كما

يفعل السارِق، وقد تكرر في الحديث فِعْلاً ومصدراً. قال ابن بري: وقد

جاء سَرِّق في معنى سَرَق؛ قال الفرزدق:

لا تَحْسَبَنَّ دَراهِماً سَرَّــقْتَــها

تَمْحُو مَخازيَكَ التي بعُمانِ

أي سَرَــقْتــها، قال: وهذا في المعنى كقولهم إن الرِّقِينَ تُغَطِّي أفْنَ

الأَفِينَ أي لا تحسَبْ كَسْبَك هذه الدراهم مما يُغَطِّي مخازيك.

والاسْتِراق: الخَتْل سِرّاً كالذي يستمع، والكَتَبةُ يَسْتَرِقُون من بعض

الحسابات. ابن عرفة في قوله تعالى: والسارِقُ والسارِقةُ، قال: السارق عند

العرب من جاء مُسْتَتِراً إلى حِرْزٍ فأخذ منه ما ليس له، فإن أخذ من ظاهر

فهو مُخْتَلِس ومُسْتَلِب ومُنْتَهِب ومُحْتَرِس، فإن مَنَعَ مما في

يديه فهو غاصب. وقوله تعالى: إنْ يَسْرِقْ فقد سَرَق أخٌ له من قَبْل، يعنون

يوسف، ويروى أنه كان أخذ في صِغَره صورة، كانت تُعْبَد لبعض من خالف

ملَّة الإسلام، مِنْ ذَهَبٍ على جهة الإنكار لئلا تُعَظَّم الصورةُ

وتُعْبَد. والمُسارَقة والاسْتِراق والتَّسَرُّق: اختلاس النظر والسمع؛ قال

القطامي:

يَخِلَتْ عليك، فما يجود بنائل

إلا اخْتِلاس حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ

وقول تميم بن مقبل:

فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ، فإنها

كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِيا

جعل السراقة فيه اسمَ ما سُرِق، كما قيل الخُلاصة والنُّقاية لما خُلِّص

ونُقِّيَ.

وسَرِقَ الشيءُ سَرَقاً: خَفِيَ. وسَرِــقَت مفاصلُه وانْسَرَــقتْ: ضَعُفت؛

قال الأَعشى يصف الظبْيَ:

فاتِرَ الطَّرْف في قُواه انْسِراقُ

والانْسِراق: أن يَخْنُس إنسان عن قوم ليذهب؛ قال وقيل في قول الأَعشى:

فهي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئيلاً

فاتِرَ الطَّرْف، في قُواه انْسِراق

إن الانْسِراقَ الفتور والضعف؛ وقال الأَعشى أيضاً:

فيهن مَحْروقُ النَّواصِف مَسْـ

ـروقُ البُغام وشادِنٌ أكْحل

أراد أن في بُغامه غُنّة فكأن صوته مسروق.

والسَّرَق: شِقاقُ الحرير، وقيل: هو أجوده، واحدته سَرَقة؛ قال الأخطل:

يَرْفُلْن في سَرَقِ الفِرِنْدِ وقَزِّه،

يَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْيالا

قال أبو عبيدة: هو بالفارسية أصله سَرَهْ أي جيد، فعربوه كما عرب بَرَقٌ

للْحَمَل وأصله بَرَه، ويَلْمَق لِلْقَباء وأصله يَلْمَه، وإسْتَبْرَق

للغليظ من الديباج وأصله اسْتَبْرَهْ، وقيل: أصله سِتَبْرَهْ أي جيد،

فعربوه كما عربوا بَرَق ويَلْمَق، وقيل: إنها البِيضُ من شُقَق الحرير؛ وأنشد

للعجاج:

ونَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ،

من رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ،

سَبائِباً كسَرَق الحَرِيرِ

وفي الحديث عن ابن عمرو: أن سائلاً سأله عن بيع سَرَقِ الحرير قال: هلا

قلت شُقَق الحرير؛ قال أبو عبيد: سَرَقُ الحَرِير هي الشُّقَقُ إلا أنها

البِيضُ خاصة، وصَرَقُ الحرير بالصاد أيضاً؛ وأنشد ابن بري للأَخطل:

كأن دَجائجاً، في الدار، رُقطاً

بَناتُ الرُّوم في سَرَقِ الحَرِير

وقال آخر:

يَرْفُلْنَ في سَرَقِ الحريرِ وقزِّه،

يَسْحَبْن من هُدّابه أذيالا

وفي حديث عائشة: قال لها رَأيْتُكِ يَحْمِلُكِ الملَكُ في سَرَقةٍ مِنْ

حَرير أي قِطْعة من جَيِّد الحرير، وجمعها سَرَق. وفي حديث ابن عمر:

رأيتُ كأنّ بيدي سَرَقةً من حرير. وفي حديث ابن عباس: إذا بِعْتُم السَّرَقَ

فلا تَشْتَروه أي إذا بِعْتُموه نَسِيئة، وإنما خص السَّرَق بالذكر لأنه

بلَغَه أن تُجّاراً يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن، وهذا الحكم

مطَّرد في كل المَبِيعات، وهو الذي يسمى العِينَة. والسَّوارق: الجوامع،

واحدته سارقة؛ قال أبو الطَّمَحان:

ولم يَدْعُ داعٍ مثلكمِ لِعَظيمة،

إذا أزَمَت بالساعِدَيْنِ السَّوارِقُ

وقيل: السَّوارِق مَسامير في القيود؛ وبه فسر قول الراعي:

وأزْهَر سخَّى نَفْسَه عن بِلادِه

حَنايا حَديدٍ مُقْفَل وسَوارِقه

وسارِقٌ وسَرَّاق ومَسْروق وسُراقة، كلها: أسماء؛ أنشد سيبويه:

هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه،

والمرءُ عند الرُّشا إن يَلْقَها ذِيبُ

ومَسْرُقان: موضع أيضاً

(* قوله «ومسرقان موضع أيضاً» هكذا في الأصل).

قال يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَري وجمع بين الموضعين:

سَقَى هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَى

مَنازِلَها من مَسْرُقان وسُرَّقا

وسُراقة بن جعشم: من الصحابة، وفي التهذيب: وسُراقة بن مالك المُدْلِجي

أحد الصحابة. وسُرَّقُ: إحدى كُوَرِ الأَهوازِ وهن سبع. قال ابن بري:

وسُرَّق اسم موضع في العِراق؛ قال أنس بن زُنَيم يخاطب الحرث بن بَدْر

الغُداني حين ولاّه عبد الله بن زِياد سُرَّق:

أحارِ بن بَدْر، قد وَلِيتَ إمارةً،

فكُنْ جُرَذاً فيها تَخُون وتَسْرِقُ

ولا تَحْقِرَنْ، يا حارِ، شيئاً أصَبْتَه،

فحَظُّك من مُلْك العِراقين سُرَّقُ

فإنَّ جميعَ الناسِ إمّا مكذَّبٌ

يقول بما يَهْوَى، وإمّا مصدَّقُ

يقولون أقوالاً ولا يعلمونها،

وإن قيل: هاتوا حَقِّقوا، لم يُحَقِّقوا

قال ابن بري: ويقال لسارِق الشِّعْر سُراقة، ولسارق النظَر إلى الغِلمان

الشَّافِن.

سرق
سَرَقَ مِنْهُ الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً، مُحَرَّكَةً، وككَتِفٍ، وسَرَقَةً مُحَرَّكَةً، وكفَرِحَةٍ، وسَرْقاً بالفَتح ورُبَّما قالُوا: سَرَقَهُ مَالا، كَمَا فِي الصِّحاح. وتَقُولُ فِي بيعِ العَبْدِ: بَرئْتُ إليْكَ من الإِباقش والسَّرَقِ. واسْتَرَقَهُ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ، وأَنشدَ: بِعْتُكَها زانِيَةً أَو تَسْتَرِقْ إِنَّ الخَبيثَ للخَبِيثِ يَتَّفِقْ وَقَالَ ابنُ عَرَفَة: السّارِقُ عندَ العَرَبِ: منْ جاءَ مُسْتَتِراً إِلَى حِزْرٍ فأَخَذَ مَالا لغَيْرِه، فَإِن أخَذَهُ من ظاهِرٍ، فَهُوَ مُخْتَلسٌ، ومُسْتَلِبٌ، ومُنْتَهِبٌ، ومُحْتَرِسٌ، فإِنْ مَنَع مَا فِي يَدِيه فَهُوَ غاضِبٌ.
والاسْمُ السَّرْقَةُ بِالْفَتْح، وكفَرِحَةٍ، وكَتِفٍ واقْتَــصَر الجوْهَرِيُّ على الأَخِيرَتَيْنِ، والأُولى نَقَلَها الصّاغنُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَرِقَ الشَّيْءُ كفَرِحَ: خَفِيَ هَكَذَا يَقُولُ يُونُسِ، وأَنْشَدَ:
(وتَبِيتُ مُنْتَبِذَ القَذُورِ كأَنَّما ... سَرِــقَتْ بُيُوتُك أَنْ تَزُورَ المَرْفَدَا)
القَذُورُ: الَّتِي لَا تُبارِكُ الإِبِلَ، والمَرْفَدُ: الذِي تُرْفَدُ فِيهِ.
والسَّرَقُ مُحَرَّكَةً شُقَقُ الحَرِير قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَبيَضُ وأَنشدَ للعجاجِ: ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرورِ مِن رَقْرَقانِ آلِها المَسْجُورِ سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ أَو الحَريرُ عامَّةً قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَصْلُها بالفارِسِيَّةِ سَرَهُ، أَي: جَيِّدٌ، فعَرَّبُوه كَمَا عُرِّب بَرَقٌ للحَمَلِ، ويَلْمَق للقَباءِ، وهما بَرَهْ ويَلْمَهْ الواحِدَةُ بهاءٍ وَمِنْه الحَدِيثُ: قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعائشةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا: رَأَيْتُكِ فِي المَنامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ من حَرِيرٍ أَتانِي بكِ المَلَكُ أَي: فِي قِطْعَةٍ من جَيِّدِ الحَرِيرِ.وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سَرِــقَت مَفاصِلهُ، كفَرِحَ سَرَقاً، مُحَرَّكَةً: ضَعُفَتْ وقالَ غيرُه: كانْسَرَــقَت وَمِنْه قَوْلُ الأعْشَى:
(فهيَ تَتْلُو رَخْصَ الظلُوفِ ضَئيلاً ... فاتِرَ الطَّرْفِ فِي قُواه انْسِراقُ)
) أَي: فُتُور وضَعْفٌ.
والشيْءُ: خفِيَ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ مُكَرَّر.
وسَرَقَةُ، محَرَّكَةً: أَقْصَى مَاء لضَبَّةَ بالعالِيَةِ كَذَا فِي التَّكمِلَة.
وَأَبُو عائِشَةَ: مَسْرُوقُ بن الأجْدَعَ بنِ مَالك الهَمدانيُّ: تابِعي كَبِيرٌ، والأجْدَعُ اسمُه عبدُ الرَّحْمنِ، من أهْلِ الكُوفَةِ، رأَى مَسْرُوقٌ أَبا بَكرٍ وعُمَرَ، ورَوَى عَن عبدِ اللهِ، وعائِشَةَ، وكانَ من عُبّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ، روى عَنْه أهْلُها، ولاّه زِيادٌ عَلَى السِّلسِلَةِ، وماتَ بِها سنة رَوَى عنهُ الشعبِيُّ والنَّخَعِيُّ، قَالَه ابْن حِبّان.
ومَسْرُوقُ بنُ المَرْزُبانِ: مُحَدث قالَ أَبو حاتِم: ليسَ بقَوِيّ.
وفاتَه: مَسرُوقُ بنُ أَوْس اليَربُوعِيُّ: تابِعِي، رَوَى عَن عَمرٍ ووأَبي مُوسَى، وَعنهُ حُمَيْدُ بنُ هِلالِ.
وسُرَّقٌ كرُكع: ع، بسِنْجارَ بظاهِرِ مَدِينَتِها.
وأيْضاً كُورَة بالأهوازِ ومَدينَتها دَوْرَقُ، قَالَ يَزِيدُ بنُ مفَرغ:
(إِلَى الفَيِّفِ الأعْلَى إِلَى رامَهُرمُزٍ ... إِلى قُرَيات الشَّيْخ من نَهْرِ سرَّقَا)
وقالَ أنس بنُ زُنَيْم يخاطِبُ الحارِثَ ابنَ بدْر الغُدانِي حِينَ وَلاهُ عُبَيد الله بنُ زِيادٍ سُرَّقَ:
(وَلَا تَحقِرَنْ يَا حارِ شَيئاً أَصبتَه ... فحَظُّكَ من مُلكِ العِراقَينِ سُرق) وسُرقَ بنُ أَسد الجُهنِي نَزِيلُ الإِسْكندَريةِ: صَحابِي رضِيَ الله عَنهُ، ويُقال فِيهِ أَيْضا: الأنصارِي لَهُ حَدِيث فِي التغْلِيسِ، وقالَ ابْن عَبْدِ البَر: يُقال: إِنَّه رَجُل من بَنِي الدِّيلِ، سَكَنَ مصرَ وكانَ اسْمه الحبابَ فِيمَا يَقُولُونَ فابتاعَ من بَدَوِي راحِلَتَيْنِ كانَ قدمَ بِهِما المَدِينةَ، فأخَذَهُما، ثمَّ هَرَبَ، وتَغَيَّبَ عَنهُ، قَالَ: وبَعضُهم يقولُ فِي حديثِه هَذَا: إِنه لمّا ابْتاعَ من البَدَوِي راحِلَتيهِ أَتَى بِهما إِلى دَار لَهَا بابانِ ثُم أجْلَسه عَلَى بابِ دَار ليَخْرُجَ إِلَيْهِ بثَمَنِهما، فخَرَج من الْبَاب الآخرِ، وهَرَبَ بِهِما، فأخبِرَ رَسُولُ اللُّهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم بذلِك، فقالَ: التَمِسُوه، فَلَمَّا أتِىَ بِهِ قالَ: أَنْتَ سُرق فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ وكانَ سرق يَقُولُ: لَا أحِبُّ أنْ أدْعَى بغَيْرِ مَا سَمّانِي بِهِ رسُولُ اللهِ صَلى اللُّه عليهِ وسَلَّمَ.
وأبُو حامِدٍ أَحْمَدُ بن سرَّقٍ المروَزِيُّ: إخْبارِيٌ حَدَّثَ عَن إِبراهِيمَ ابْن الحُسَنِ وجَماعَة، قَالَ الحافِظُ ابْن حجَر: وزعمَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ أنَّ)
الصّحابِيَّ بتَخْفِيفِ الرّاءِ، وأَنَّ المحَدِّثِينَ يُشَدّدونَها.
والسوارِقِيةُ: ة بينَ الحَرَمَينِ الشرِيفَيْنِ، من مُضَحَّياتِ حاجِّ العِراقِ بالحَدْرَةِ، وضَبَطَهُ بعض بضَمِّ السِّينِ، وقالَ: تُعْرَفُ بِأبي بَكْر الصِّدَيق رضِي الله عَنهُ.
قلتُ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي الضبطِ، كَمَا سَمِعْتُ ذَلِك من أفْواهِ أَهْلِها، وأنْكَرُوا الفَتْحَ، وَمِنْهَا: أَبُو بَكْر مُحَمَّدُ ابنُ عَتِيقِ بنِ بَحر بنِ أَحْمَدَ البٌ كري السوارقِي، شَرِيف فقِيه شاعِر، سارَ إِلى خرَاسانَ، وماتَ بطُوس، سنة سمعَ مِنْهُ ابنٌ السَّمعانِيِّ شَيْئاً من شِعْرِه.
والسرْقِينُ بالكسرِ وَقد يفْتَحُ: مُعَرَّبُ سِرْكين مَعْرُوف، ويُقال أَيضاً بالجِيم بَدَلَ القافِ.
والسَّوارقُ: الجَوامِعُ، جَمْعُ سارِقَةٍ قالَ أبُو الطًّمَحانِ:
(وَلم يَدْعُ دَاع مِثلَكُم لعَظِيمَةٍ ... إِذا أَزَمَت بالسّاعِدَينِ السوارِق) والمُرادُ بالجَوامع: جَوامِعُ الحدِيدِ التِي تكونُ فِي القُيُودِ.
وقِيلَ: السَّوارِقُ: الزوائِدُ فِي فَرَاش القُفْل وَبِه فُسَرَ قولُ الرّاعِي:
(وأَزْهَر سَخي نَفْسَه عَن تِلادِه ... حَنايا حَدِيدٍ مُقْفَلٍ وسَوارِقُه)
وسارُوقُ: ة وَفِي العُبابِ: بلَد بالروم سُميَ باسْم بانِيه سارُو، فعرِّبَ بقَافٍ فِي آخِرِه.
قلتُ: وَفِي المُعْجَم لياقوت: أَنّ سارُو، اسمُ مَدِينَةِ همَذانَ ثمَّ عُربَ فَانْظُرْهُ. وسُراقَةُ، كثمامَة: ابنُ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ العُزَّي الأنصارِيُّ النجّارِيُّ الْمَازِني، بدْرِي، توفّي فِي زَمَنِ مُعاوِيَةَ. وسُراقَةُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطِيَّةَ النَّجّارِي المازِنِي، بَدْرِي، اسْتُشْهِدَ يومَ مُؤْتَةَ.
وسُراقَةُ بنُ الحارِثِ بنِ عَدِيِّ ابنِ عَجْلانَ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حنَيْنٍ.
وسُراقَةُ بنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم المُدْلِجِي الكِنانِي، أَبُو سُفيان، أسْلمَ بعدَ الطائِفِ.
وسُراقَةُ بنُ أبي الحُبابِ كَذَا فِي النسَخ، والصّوابُ ابنُ الحُبابِ، واستُشْهِدَ يومَ حُنَيْنٍ، قِيلَ: هُوَ وابنُ الحارِثِ الَّذِي تَقَدم واحِد، وقِيلَ: بل هُما اثْنانِ، كَمَا فَعَلَه المُصَنِّف.
وسُراقَةُ بنُ عَمرو الّذِي صالَحَ أهْلَ أَرْمِينِيَةَ، وماتَ هُناكَ فِي خِلافةِ عُمَرَ، ولَقَبُه ذُو النًّون صوابُه: ذُو النورِ، لأنَّهُ يُرَى على قَبْرِه نُور، فلُقِّبَ بهِ: صحابِيونَ رضيَ اللهُ عَنْهُم.
وفاتَه فِي الصحابَةِ: سُراقَة بنُ عُمَيْرٍ: أَحَدُ البَكّائِينَ، وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ أذَاة، ذَكَره ابنُ الكَلْبيِّ. وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِر بنِ أَنَسٍ، ذَكَرَه إِبْراهِيمُ بنُ الأمِينِ الحافِظُ فِي ذَيْلِه على الاسْتِيعابِ، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: سُراقَةُ بنُ مَالك القُرَشِي: مُحَدِّث، عَن مُحَمدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ)
يونانَ، وَعنهُ مُوسَى بنُ يَعْقُوبَ الزمعِي، قُتِــلَ سنة.
وقَوْلُ الجوهريّ: سُراقَةُ بن جُعشُم وَهَم، وإِنّما هُو جَدهُ قالَ شَيخُنا: لَا وَهَمَ فيهِ، لأنَّه نَسَبَهُ إِلى جده، فقَد ذَكَرَ فِي المِيم أَنه سُراقَةُ ابنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم: صَحابِي، فَهُوَ نَظِيرُ قولِ المُصَنفِ نَفْسِه: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل، ونَظِيرُ قَوْلِ العامَّةِ، مُحَمدُ بن عَبْدِ المُطلِبِ، ووالِدُهُما عَبْدُ اللهِ، والشهرَةُ كافِيَةٌ.
وسَمّوا، سارِقاً: وسَرَّاقاً كشَدّادٍ، ومَسرُوقاً، وسُراقَةَ، وأنْشَدَ سِيَبَوَيْهِ فِي الأخيرِ:
(هَذَا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه ... والمَرءُ عِنْدَ الرشا إِنْ يَلقَها ذِيبُ)
والتسرِيقُ: النِّسْبَةُ إِلَى السرِقَةِ وَمِنْه قِرَاءَة أَبِي البَرهسَم وابنِ أبي عَبلَةَ: إنَّ ابنَكَ سرِّقَ بضَم السَينِ وكَسرِ الرّاءَ المُشَددَةِ.
والمُستَرقُ: النّاقِصُ الضَّعِيفُ الخَلْقِ عَن ابْنِ عَبّادٍ، يُقال: هُوَ مُستَرِقُ القَوْلِ، أَي: ضَعِيفٌ، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأساسِ.
وَمن المجازِ: المستَرِقُ: المُسْتَمِعُ مختَفِياً كَمَا يَفعَلُ السّارِقُ.
ومِنَ المجازِ: رَجُل مُسْتَرِقُ العُنُقِ أَي: قَصِيرُها مُقَبضُها، كَمَا فِي المُحِيطِ والأساس.
ويُقال: هُوَ يُسارِقُ النظَرَ إِليهِ، أَي: يَطْلُبُ غَفْلَةً مِنْهُ لينْظُرَ إِليهِ وَكَذَلِكَ اسْتِراقُ النظَرِ، وتَسَرقه، وَهُوَ مَجاز.
وانْسرقَ: فَتَرَ وضعفَ وَهَذَا قد تَقَدمَ قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرار، وتَقَدمَ شاهِده من قَوْلِ الأعشَى يَصِفُ الظبيَ: فاتِرَ الطرْفِ فِي قُواهُ انْسِراقُ وانْسَرَق عَنْهُم: إِذا خَنَسَ ليَذْهَبَ.
ويُقال: تَسَرَّقَ: إِذا سَرَقَ شَيْئاً فشَيْئاً وَمِنْه قَوْلُ رُؤْبَةَ: وهاجَنِي جَلابَةٌ تَسَرَّقَا شِعرِي وَلَا يَزْكُو لَهُ مَا لَزَّقَا والإِسْتَبْرَق للغَلِيظِ من الدِّيباج مُعَرَّبُ اسْتَبرَه، ذكره بعضٌ هُنا، وَقد ذكِره فِي ب رق وسَبَقَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ هُنَاكَ.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ:)
رجلٌ سارِق، من قَوْم سَرَقَةٍ، وسَرّاقٌ وسَرُوق من قَوْم سُرَّقٍ، وسَرُوقَةٌ، وَلَا جَمعَ لَهُ، إِنّما هُوَ كصَرُورَة.
وكَلْب سَرُوق لَا غَيْرُ، قالَ: وَلَا يَسرِق الكَلْبُ السرُوقُ نِعالَها وَفِي المثَل: سُرِقَ السّارِقُ فانْتَحَرَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ الصّاغانيُّ: أَي سُرِقَ مِنْهُ فنَحَرَ نَفْسَه غَماً، يُضْرَبُ لمَنْ ينْتَزَعُ مِنْهُ مَا لَيْسَ لَهُ فيُفْرِطُ جَزَعُه. والاسْتِراقُ: الخَتْلُ سِراً، كالّذِي يَسْتَمع، وَهُوَ مَجازٌ.
والتَّسَرُّقُ: اخْتِلاسُ النَّظَرِ والسَّمْعِ، قالَ القُطامي:
(بَخِلَتْ عَلَيْكَ فَمَا تَجُودُ بنائِلٍ ... إِلاّ اخْتِلاسَ حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ)
والسُّراقَةُ، بالضَّمِّ: اسْم مَا سُرِقَ، كَمَا قِيلَ: الخُلاصَة، والنقايةُ: لما خُلِّصَ ونُقِّيَ، وبِها سُمِّي سُراقَة. وعِنْدَه سُراقاتُ الشَعْرِ، وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِل:
(فأَمّا سُراقاتُ الهِجاءِ فإِنَّها ... كلامٌ تَهاداه اللِّئامُ تَهادِيَا)
وسَرَّقَه تَسْرِيقاً بمعْنَى سَرَقَه، قالَهُ ابنُ بَرّيّ، وأنْشَدَ للفَرَزْدَق:
(لَا تَحْسَبَن دراهِماً سَرَّــقْتَــها ... تَمْحُو مَخازِيَكَ الَّتِي بعُمانِ)
أَي: سَرَــقْتَــها.
وَمن المجازِ: سرُقَ صَوْتُه، وَهُوَ مَسْرُوقُ الصوْتِ: إِذا بُحَّ صَوْتُه، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيًّ، وَمِنْه قولُ الأعْشَى: (فيهِنَّ مَخْرُوفُ النّواصِفِ مَس ... رُوقُ البُغام شادِنٌ أَكْحَل)
أَرادَ أَنَّ فِي بُغامِه غُنَّةً، فكأنَّ صَوْتَه مَسْرُوق.
ومَسْرُقانُ، بضمِّ الرّاء: موضِعٌ، قالَ يَزِيدُ بن مُفَرِّغ الحِمْيَرِي وجَمَع بينَه وبَيْنَ سُرَّقٍ:
(سَقَى هَزِمُ الأوْساطِ مُنْبجِسُ العُرَى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقانَ وسُرقا)
قالَ ابنُ بَرّيّ: ويُقال لسارِقِ الشِّعْرِ: سُرَاقَةُ، ولسارِقِ النَّظَرِ إِلى الغِلْمانِ: شافِن، ويُقال: سُرِــقْتُ يَا قَوْم، أَي: سُرِــقَتْ غُرْفَتِي.
واسْتَرَق الكاتِبُ بعضَ المُحاسباتِ. إِذا لَمْ يُبْرِزْه، وَهُوَ مَجاز، وسَرَقْنا لَيلَةً من الشَّهْرِ: إِذا نَعِمُوا فِيها.)
وسرقتــني عَينِي: غَلَبَتْنِي، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ ابْن عَباد: السُّورَقُ بِالضَّمِّ داءٌ بالجَوارِح.
ومحلة مَسْرُوق: قَرْيَة بِمصْر.
[سرق] سرق منه ما لا يسرق سَرَقاً بالتحريك، والاسم السَرِقُ والسَرِقَةُ، بكسر الراء فيهما جميعاً. وربَّما قالوا: سرقه ما لا. وفى المثل: " سرق السارق فانتحر ". وسرقه، أي نسبه إلى السرقة. وقرئ: {إن ابنك سرق} . واسترق السمع، أي استمع مستخفياً. ويقال: هو يُسارقُ النظرَ إليه، إذا اهتبل غفلته لينظر إليه. والسرق: شقف الحرير. قال أبو عُبيد: إلاّ أنها البيض منها، وأنشد للعجاج: ونسجت لوامع الحرور من رقرقان آلها المسجور سبائبا كصرق الحرير الواحدة منها سَرَقَةٌ. قال: وأصلها بالفارسية " سَرَهْ "، أي جيد، فعربوه كما عرب برق للحمل، ويلمق للقباء، واستبرق للغليظ من الديباج. وسرق ومسرقان: موضعان. قال يزيد ابن مفرغ الحميرى: سقى هزم الاوساط منجس العرى منازلها من مسرقان فسرقاوسراقة بن جعشم من الصحابة.

الفصل

الفصل:
* " مجال الألف بين همزتين التــقتــا لمن له الفصل بينهما "، المعروف بـ (الإدخال)، يسمى بـ (المد الفاصل).
* يُعبَّر به عن البسملة بين السورتين لمن قرأ بها.
الفصل: إبانة أحد الشيئين عن الآخر حيث لا يكون بينهما فرجة. وفصل الخطاب: ما فيه قطع الحكم. والفواصل أواخر الآي. وفصل الخصومات الحكم بقطعها. والفصل الحجز بين شيئين إشعارا بانتهاء ما قبله، ذكره الراغب. وقال الحرالي: الفصل اقتــطاع بعض من كل.الفصل عند المنطقيين: كلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو في جوهره كالناطق والحساس.
الفصل:
[في الانكليزية] Chapter ،sectin ،disjunction ،season
[ في الفرنسية] Chapitre ،section ،disjonction ،saison
بالفتح وسكون الصاد المهملة هو يطلق على معان. منها طائفة من المسائل فصّلت أي فرّــقت وقطّعت عما تقدّم لغرض، وبهذا المعنى ما وقع في بعض شروح هداية النحو من أن الفصل في الاصطلاح قول شارح يختم الكلام الأول ويثبت الثاني. وهو يقع في الكلام إمّا مرفوعا على الخبرية أو الابتداء، وقد يضاف فيقال فصل هذا ويجعل ما بعده خبر مبتدأ، وقد يبنى على السكون لعدم التركيب. والضابطة أنّه إذا كانت بعده في يقرأ منّونا ولا يصحّ الوقف عليه حينئذ، وإذا لم يكن بعده في فالسكون.
ومنها الوقف كما يدلّ عليه كلام القرّاء في تعريفهم الوقف الجائز على ما يجيء ومنها الزّحاف الواقع في العروض وقد سبق. ويقول في المنتخب: الفصل اسم لتغيير يقع في قافية البيت، وهو إسقاط حرف متحرّك أو أكثر ومثله لا يجوز في وسط البيت، ومنها ضمير مرفوع منفصل يتوسّط بين المبتدأ والخبر قبل دخول العوامل وبعدها، ويسمّيه الكوفيون من النحاة عمادا، نحو زيد هو القائم وكان زيد هو القائم وقد سبق في لفظ الضمير. ومنها مقابل الوصل، قال أهل المعاني: الوصل عطف بعض الجمل على بعض والفصل تركه، أي ترك عطف بعض الجمل على بعض، ومن شأنه العطف إذ لا يقال الفصل في ترك عطف الجملة الحالية على جملة قبلها إذ ليس من شأن الحال العطف على ما هي قيد له، وإنّما اختاروا الجملة على الكلام ليشتمل ما له محلّ من الإعراب، ولم يقولوا الوصل عطف جملة على جملة ليشتمل عطف جملتين على جملتين، فإنّه ربما لا تتناسب جمل أربع مترتّبة بحيث يعطف كلّ على ما قبلها، بل يتناسب الاثنتان الأوليّان والاثنتان الأخريان، فيعطف في كلّ اثنتين أولا ويعطف الأخريان على الأوليين، لأنّ مجموع الأخريين يناسب مجموع الأوليين، ونظيره في المفردات هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ فإنّه عطف أولا الآخر على الأول والباطن على الظاهر بجامع التّضاد، ثم عطف مجموع الظاهر والباطن على مجموع الأول والآخر لتناسب بين المجموعين باعتبار أجزائهما، وعلى هذا القياس في الفصل. فالفصل والوصل لا يختصّان بالجمل بل يجريان في المفردات أيضا كما يدلّ عليه عبارة المفتاح، وإن كان هذان التعريفان يفيدان الاختصاص. والمراد بالجمل ما فوق الواحد ليشتمل عطف إحدى الجملتين على الأخرى وترك عطفها عليها، هذا كله خلاصة ما في الأطول. ومن الفصل القطع والاستئناف.
ومنها زمان من أزمنة السّنة فإنّ الأطباء والمنجّمين أجمعوا على أنّ عدد الفصول أربعة:
ربيع وخريف وصيف وشتاء، إلّا أنّ الفصول عند الأطباء غير ما عند المنجّمين لأنّ نظر الأطباء في الفصول من حيث التأثير في الأبدان بالتسخين والتبريد والتجفيف والترطيب والاعتدال. فالربيع عند الأطباء هو الزمان الذي لا يحتاج في البلاد المعتدلة إلى زيادة الدّثار لدفع البرد ولا إلى ما يروج به لدفع الحرّ، ويكون فيه ابتداء نشوء النبات. والخريف زمان تغيّر الأوراق ودرك الثمار. والصيف جميع الأزمنة الحارة، والشتاء جميع الأزمنة الباردة.
والفصول عند المنجّمين. عبارة عن أزمنة كون الشمس في البلاد المائلة في ربع معيّن من الفلك مثلا من الحمل إلى السرطان هو الربيع، ومن السرطان إلى الميزان هو الصيف، ومن الميزان إلى الجدي هو الخريف، ومن الجدي إلى الحمل هو الشتاء، هكذا يستفاد من شرح القانونجة في فصل الأسباب الضرورية. وإنّما قيد البلاد بالمائلة لأنّ في البلاد الواقعة تحت خطّ الاستواء ثمانية فصول: ربيعان وخريفان وصيفان وشتاءان، فمن الحمل إلى وسط الثور صيف، ومنه إلى أول السّرطان خريف، ومنه إلى وسط الأسد شتاء، ومنه إلى أول الميزان ربيع، ومنه إلى وسط العقرب صيف، ومنه إلى أول الجدي خريف، ومنه إلى وسط الدّلو شتاء، ومنه إلى أول الحمل ربيع، فمقدار كلّ فصل شهر ونصف، هكذا في كتب علم الهيئة. ومنها ما هو مصطلح المنطقيين فإنّ له عندهم معنيين، فإنّهم كانوا يستعملونه أوّلا فيما يتميّز به شيء عن شيء ذاتيا كان أو عرضيا، لازما أو مفارقا، شخصيا أو كلّيا، وقد يميّز الشيء عن غيره في وقت ويميّز الغير عنه في وقت آخر، كما إذا اختلف حال زيد وعمرو بالقيام والقعود في وقتــين. وقد يميّز الشيء في وقت عن نفسه في وقت آخر بحسب اختلاف حاله فيهما ثم نقلوه إلى معنى ثان وهو الكلّي الذي يتميّز به الشيء في ذاته. بيان ذلك أنّ الطبيعة الجنسية ماهية مبهمة في العقل، أي تصلح أن تكون أشياء كثيرة هي عين كلّ واحد منها في الوجود، وغير محصّلة أي لا تطابق تمام ماهية بشيء من تلك الأشياء، فإذا اقتــرن بها الفصل أفرزها أي ميّزها وعيّنها وقوّمها نوعا أي حصّلها وكمّلها وجعلها مطابقة لماهية نوعية، وبعد ذلك يلزم تلك الطبيعة المتقوّمة نوعا ما يلزمها من اللوازم الخارجية، ويعرض لها ما يعرض لها من العوارض المفارقة، وكذا مبدأ الجنس أعني المادة صالح لأن يكون أنواعا مختلفة فإذا انضمّ إليه مبدأ الفصل يحصل نوعا معينا واستعد لزوم ما يلزمه ولحوق ما يلحقه، فإنّ النفس الناطقة مثلا لمّا اقتــرنت بالمادّة الحيوانية فصار الحيوان ناطقا استعدّ لقبول آثار الإنسانية وخواصّها، ولولا اقتــرن هذه القوة بها لما كان لها هذه الاستعدادات الجزئية المتفرّعة عليها. وعرّف الفصل الشيخ بأنّه الكلّي الذي يحمل على الشيء في جواب أيّ شيء هو في جوهره، كما إذا سئل عن الإنسان أيّ شيء هو في ذاته أو أيّ حيوان هو في جوهره، فالناطق يصلح للجواب عنهما، وذو النفس والحسّاس عن الأول فإنّ أي شيء، إنّما يطلب به التمييز المطلق عن المشاركات في معنى الشيئية أو أخصّ منها، والقيد الأخير وهو قولنا في جوهره يخرج الخاصّة لأنّها لا تميّز الشيء في جوهره بل في عرضه. فالطالب بأيّ شيء إن طلب الذاتي المميّز عن مشاركاته فالمقول في جوابه الفصل، وإن طلب العرضي المميّز فالخاصّة، وبالقيد الأول يعني قولنا في جواب أيّ شيء يخرج الجنس والنوع والعرض العام، لأنّ الجنس والنوع يقالان في جواب ما هو، والعرض العام لا يقال في الجواب أصلا. وفيه بحث لأنّه إن اعتبر التمييز عن جميع الأغيار يخرج عن التعريف الفصل البعيد وإن اكتفي بالتمييز عن البعض بالجنس أيضا مميّز للشيء عن البعض فيدخل فيه. والجواب أنّ المراد من المقول في جواب أيّ المميّز الذي لا يصلح لجواب ما هو وحينئذ يخرج الجنس، إلّا أنّه يلزم اعتبار العرض العام في جواب أيّ، وهم مصرّحون بخلافه، ولا مخلص عنه إلّا بأن يقال العرض العام لا يميّز شيئا عن شيء أصلا من حيث إنّه عرض عام بل من حيث إنّه خاصة إضافية.
التقسيم
الفصل إمّا قريب أو بعيد. فقيل القريب ما كان مميّزا عن المشاركات في الجنس القريب كالناطق للإنسان، فإنّه يميّزه عن مشاركته في الحيوان، والبعيد ما كان مميّزا عن المشاركات في الجنس البعيد فقط كالحسّاس للإنسان، فإنّه يميّزه عن مشاركاته في الجسم النامي. وقيل القريب ما يميّز الماهية عن كلّ ما يشاركها في الجنس أو الوجود، والبعيد ما يميّزها عن بعض ما يشاركها في الجنس أو الوجود، يعني أنّ الفصل إن ميّز الماهية عن المشاركات في الجنس القريب كان قريبا ومميزا عن جميع المشاركات الجنسية مطلقا، وإن ميّزها عن مشاركاتها في الجنس البعيد كان بعيدا في مرتبته. وأمّا المميّز عن المشاركات في الوجود فإن ميّزها عن جميعها فهو قريب وإلّا فهو بعيد يتفاوت حاله بحسب كثرة ما يميّزها عنه من تلك المشاركات وقلّته. وقد يقال المميّز في الوجود إنّما هو في الماهية المركّبة من أمرين متساويين فيميّزها عن الكلّ، فلا يتصوّر فيه بعد. وقيل بل لا يعتبر فيه قرب أيضا لعدم وجود ماهية مركّبة من أمرين متساويين، فإنّه ربما يستدلّ على بطلانه. وتفصيل ذلك يطلب من شرح المطالع وحواشيه وشرح الشمسية وحواشيه.

عضه

عضه: عضة وشجرة العضاة: زعرور (بوشر).
(عضه) العضاه عضهها
عضهـ
عِضاه [جمع]: مف عِضاهة
• العِضاه: كلُّ شجر يعظم وله شوك. 
عضه
أعْضَهْتُ: جثتَ بالعَضِيْهة؛ وهي الإفْك. وقد عَضهتُه: رَمَيْته بالزور. وهو أيضاً من كلام الكَهَنة والسحَرَة. والاسم: العَضِيْهة. والعِضَاه: من شَجَر الشوْك؛ وهو ما كان له أرومَةٌ تبقى على الشتاء، وفي واحده قيل: عِضَة وعِضهة وعِضَاهَة. وأرضٌ عَضِيْهَة: كثيرة العِضاه.
وبعيرٌ عَضِه: يشتكي أكْلَه، وعَاضِه: إذا أكَله.
العين والهاء والسين
ع ض هـ

رماه بالعضيهة أي بالإفك. ويا للعضيهة، وحقيقة عضهته: قطعت عضاهه، كقولهم: نحت أثلته وعصب سلمته. وتقول: نضبت مياههم، وقطعت عضاههم. ويقال للمتحل شعر غيره: فلان ينتجب غير عضاهه، والانتجاب: انتزاع النجب وهو اللحاء. قال جندل الراجز:

يا أيها الزاعم أني أجتلب ... وأنني غير عضاهي أنتجب

كذبت إنّ شرّ ما قيل الكذب

عضه


عَضَهَ(n. ac. عَضْه
عِضْهَة
عَضَه
عَضِيْه)
a. Lied.
b. Slandered.
c. Practised sorcery, onchantments.

عَضِهَ(n. ac. عَضَه)
a. see supra
(a) (b).
أَعْضَهَa. see I (a) (b).
عِضَه
(pl.
عِضُوْن)
a. Lie; calumny, slander.
b. see 23t
عَاْضِهa. Sorcerer, enchanter.

عَاْضِهَة
(pl.
عَوَاْضِهُ)
a. Sorceress, enchantress, witch.
b. Deadly (serpent).
c. see 7 (a)
عِضَاْهَة
(pl.
عِضَاْه)
a. A thorny tree.

عِضَة
a. see 7 (a) & 23tc. Enchantment, sorcery.
(عضه)
وَبِه وَعَلِيهِ عضا وعضيضا أمْسكهُ بِأَسْنَانِهِ وَلَزِمَه واستمسك بِهِ وَفِي الحَدِيث (عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء من بعدِي عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ) وَفُلَانًا بِلِسَانِهِ ذكره بِسوء وَالزَّمَان الرجل اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَيُقَال عض على يَده حنقا بَالغ فِي عداوته وعض على يَده نَدم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَيَوْم يعَض الظَّالِم على يَدَيْهِ}
عضه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: أَلا أنبئكم مَا العَضْه قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله قَالَ: هِيَ النميمة. 88 / ب / قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ هِيَ عندنَا قَالَ الشَّاعِر: [المتقارب] أعوذ بربي من النافثا ... ت فِي عقد العاضه المُعضهِ

يُقَال: العضهة والعضه والعاضه من العضيهة. 
عضه
قال تعالى: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
[الحجر/ 91] ، أي: مفرّقا، فقالوا: كهانة، وقالوا: أساطير الأوّلين إلى غير ذلك ممّا وصفوه به. وقيل: معنى عِضِينَ
ما قال تعالى:
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [البقرة/ 85] ، خلاف من قال فيه: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ [آل عمران/ 119] . وعضون جمع، كقولهم: ثبون وظبون، في جمع ثبة وظبة ومن هذا الأصل العضو والعضو، والتّعضية: تجزئة الأعضاء، وقد عضّيته. قال الكسائيّ: هو من العضو أو من العَضْهِ، وهي شجر، وأصل عِضَة في لغة عضهة ، لقولهم:
عُضَيْهَة، وعضوة في لغة ، لقولهم: عضوان وروي: «لا تعضية في الميراث» أي: لا يفرّق ما يكون تفريقه ضررا على الورثة كسيف يكسر بنصفين، ونحو ذلك.
ع ض هـ(الْعِضَاهُ) كُلُّ شَجَرٍ يَعْظُمُ وَلَهُ شَوْكٌ وَاحِدُهَا (عِضَاهَةٌ) وَ (عِضَهَةٌ) وَ (عِضَةٌ) بِحَذْفِ الْهَاءِ الْأَصْلِيَّةِ كَمَا حُذِفَتْ مِنَ الشَّفَةِ ثُمَّ قِيلَ: نُقْصَانُهَا الْهَاءُ، وَقِيلَ: الْوَاوُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعِضَةُ الْكَذِبُ وَالْبُهْتَانُ وَجَمْعُهَا (عِضُونَ) مِثْلُ عِزَةٍ وَعِزُونَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91] قِيلَ: نُقْصَانُهُ الْوَاوُ وَهُوَ مِنْ عَضَوْتُهُ أَيْ فَرَّــقْتُــهُ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ فَرَّقُوا أَقَاوِيلَهُمْ فِيهِ، فَجَعَلُوهُ كَذِبًا وَسِحْرًا وَكَهَانَةً وَشِعْرًا. وَقِيلَ: نُقْصَانُهُ الْهَاءُ وَأَصْلُهُ عِضَهَةٌ لِأَنَّ الْعِضَةَ وَالْعِضِينَ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ السِّحْرُ. يَقُولُونَ لِلسَّاحِرِ: (عَاضِهٌ) .
(عضه) - في الحَديثِ: "إذا جِئتُم أُحُدًا فكُلُوا من شَجَره ولو من عِضَاهِهِ".
قال أبو مُصْعَب: العِضَاه: شَجَرُ أُمّ غَيْلاَن.
وقال الأصمَعِيُّ: هي كلِّ شجَرٍ له شَوْك يَعظُم، الوَاحِدَة: عِضَةٌ بالتَّاءَ، وأصلُه عِضَهَة. وقيل: واحدتها: عِضَاهَة، وعَضَهْتُ العِضاةَ: قَطَعْتُها.
- ومنه الحديث: "ما عُضِهَت عِضَاةٌ إلا بتركها التَّسْبِيح"
: أي ما قُطِعَت.
- وفي حديث أَبي عُبَيْدَة - رضي الله عنه -: "حَتَّى أَنَّ شِدْقَ أَحَدِهم بمنزلة مِشْفَرِ البعِير العَضِه"
: أي الذي أَكَلَ العِضَاهَ. وقيل: بعيرٌ عاضِهٌ: يأكل العِضاهَ، وعَضِهٌ: يَشْتكي من أكل العِضاهِ ، وأرض عَضِهَة ومَعْضَهَة: كَثِيرَةُ العِضَاهِ. وقَومٌ مُعضِهُون: تأكل إبلُهم العِضاهَ. - في الحديث: "مَن رأيتُموه يُعزِّي بعَزاءِ الجاهِلِيَّة فاعْضَهُوه" 
كذا ذَكَرَه بَعضُهم. وقال: هو من العَضِيهَة: أي اشتموه صريحا.
يقال: عَضَهتُه: بَهتُّه ورمَيْتُه بالزُّورِ. وأعْضَهَ: أي أتى بالعَضِيهَة؛ وهي الكَذِب.
باب العين والضاد والهاء (ع ض هـ مستعمل فقط)

عضه: العَضيهَةُ: الإفكُ والبُهْتَانُ والقَولُ الزُّورُ. وأَعْضَهْتُ إعْضاها أي أتيْتُ بمُنْكر. وعَضَهْتُ فُلاناً عَضْهاً، وهو أيضاً من كلام الكهنة وأهل السِّحْرِ والإسْم العَضْيهَةُ. قال الشاعر:

أعُوذُ برَبِّي من النَّافِثاتِ ... ومن عَضَهِ العاضِهِ المُعْضِهِ

والعِضَاهُ: من شجر الشَّوك كالطَّلح والعَوْسَج حتّى اليْنْبُوتُ والسِّدْرُ، يقال: هي من العِضَاهِ ونحُوها ممَّا كان له أُرُومَة تبقى على الشِّتاء. يقال: عِضَاهَة واحدةٌ، وعِضَةٌ أيضا على قياس عِزَةٍ، تُحْذَفُ منها الهاءُ الأصليَّةُ كما حُذفتْ من الشَّفةِ، ثمَّ رُدَّتْ في الشِّفاهِ. والتَّعضيَةُ: قَطْعُ العِضاهِ واحتِطابُهُ. وبَعِيرٌ عَضِهٌ: يأكل العِضَاهَ، قال:

وقرّبوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ ... قَريبةٍ نُدْوتُه عن مَحْمَضِهْ

أي بإبطه لأنّه به ينهض: 
[عضه] نه: فيه: و"لا يعضه" بعضنا بعضًا، أي لا يرميه بالعضيهة: البهتان والكذب، عضهه يعضهه. ومنه ح: ما "العضه" هي النميمة القالة بينا لناس- كذا في كتب الحديث، وما في كتب الغريب فالعضة بكسر عين وفتح ضاد. ن: هو بكسر ففتح كعدة، وبفتح فسكون كوجه، أي ما العضه الفاحش الغليظ التحريم. وح: لا يقطعهها"- بكسر عين وخفة ضاد ويقصر، جمع عضاهة. ومنه ح: بواد كثير "العضاه". ولا "يعضه"- كيضرب، أي لا يسخر، أو لا يأتي ببهتان أو نميمة. نه: وفيه: إياكم و"العضة"، الزمخشري: أصلها العضهة فعلة من العضه وهو البهت، ويجمع على عضين، يقال: بينهم عضة قبيحة، من العضيهة. ومنه ح: من تعزى بعزاء الجاهلية "فاعضهوه"- في رواية، أي اشتموه صريحًا. وح: إنه لعن "العاضهة" و"المستعضهة"، قيل: هي الساحرة والمستسحرة، وسمي السحر به لأنه كذب وتخييل لا حقيقة له. وفيه: إذا جئتم أحدًا فكلوا من شجره ولو من "عضاهه"، العضاه شجر أم غيلان وكل شجر عظيم له شوك، جمع عضة بالتاء، وأصله عضهة، وقيل: جمع عضاهة، وعضهت العضاه: قطعتها. ومنه ح: ما "عضهت عضاه" إلا بتركها التسبيح. وفيه: حتى أن شدق أحدهم بمنزلة مشفر البعير "العضه"، هو الذي يأكل العضاه، وقيل: من يشتكي من أكل العضاه، وأكلها عاضه. ج: العضاه بالهاء كل شجر عظيم له شوك، وهو على ضربين خالص كالطلح والسلم والسلاء وغير خالص كالنبع والشوحط ولاشرى، وما صغر من شجرة الشوك فهو الغصن.
ع ض هـ : الْعِضَاهُ وِزَانُ كِتَابٍ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ كَالطَّلْحِ وَالْعَوْسَجِ وَاسْتَثْنَى بَعْضُهُمْ الْــقَتَــادَ وَالسِّدْرَ فَلَمْ يَجْعَلُهُ مِنْ الْعِضَاهِ وَالْهَاءُ أَصْلِيَّةٌ وَعَضِهَ الْبَعِيرُ عَضَهًا فَهُوَ عَضِهٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ رَعَى الْعِضَاهَ وَاخْتَلَفُوا فِي الْوَاحِدَةِ وَهِيَ عِضَهٌ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَقِيلَ بِالْهَاءِ وَهِيَ أَصْلِيَّةٌ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ اللَّامُ فِي الْوَاحِدَةِ مَحْذُوفَةٌ وَهِيَ وَاوٌ وَالْهَاءُ لِلتَّأْنِيثِ عِوَضًا عَنْهَا فَيُقَالُ عِضَةٌ كَمَا يُقَالُ عِزَةٌ وَشَفَةٌ قَالَ وَالْأَصْلُ عِضَوَةٌ وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ اللَّامُ الْمَحْذُوفَةُ هَاءٌ وَرُبَّمَا ثَبَتَتْ مَعَ هَاءِ التَّأْنِيثِ فَيُقَالُ عِضَهَةٌ وِزَانُ عِنَبَةٍ.

وَالْعِضَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الشَّيْءِ
وَالْجُزْءُ مِنْهُ وَلَامُهَا وَاوٌ مَحْذُوفَةٌ وَالْأَصْل عِضَوَةُ وَالْجَمْعُ عِضُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ سِنِينَ وَالْعُضْوُ كُلُّ عَظْمٍ وَافِرٍ مِنْ الْجَسَدِ قَالَهُ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ وَضَمُّ الْعَيْنِ أَشْهَرُ مِنْ كَسْرِهَا وَالْجَمْعُ أَعْضَاءٌ.

وَعَضَّيْتُ الذَّبِيحَةَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتُهَا أَعْضَاءً. 
[عضه] العِضاةُ: كلُّ شجرٍ يعظم وله شوك. وهو على ضربين: خالص وغير خالص. فالخالص: الغرف، والطلح، والسلم، والسدر، والسيال، والسمر، والينبوت ، والعرفط، والــقتــاد الاعظم، والكنهبل، والغرب، والغرقد، والعوسج. وغير الخالص: الشوحط، والنبع، والشريان، والسراء، والنشم، والعجرم، والتألب، والغرف. فهذه تدعى عضاه القياس من القوس. وما صغر من شجر الشوك فهو العض، وقد ذكرناه في الضاد. وما ليس بعض ولا عضاه من شجر الشوك فالشكاعى، والحلاوى، والحاذ، والكب، والسلج. وواحدة العضاة عضاهة، وعضهة، وعضة بحذف الهاء الاصلية كما حذفت من الشفة. وقال: إذا مات منهم ميت سرق ابنه * ومن عضة ما ينبتن شكيرها ونقصانها (الهاء) ، لانها تجمع على عضاه مثل شفاه، فترد الهاء في الجمع وتصغر على عضيهة، وينسب إليها فيقال بعير عضهى للذى يرعاها. وبعير عضاهى وإبل عضاهية. وبعضهم يقول نقصانها (الواو) ; لانها تجمع على عضوات. وينشد: هذا طريق يأزم المآزما * وعضوات تقطع اللهازما ويقال بعير عضوى وإبل عضوية، بفتح العين على غير قياس. وعضهت الابل بلكسر تَعْضَهُ عَضَهاً، إذا رعت العِضاةَ. وبعير عاضه وعضه. وقال: وقربوا كل جمالي عضه * قريبة ندوته من محمضه وجمال عواضه، وناقةٌ عاضِهٌ أيضاً. وأعضَهَ القومُ: رعت إبلهم العِضاهَ. وأرضٌ مُعْضِهَةٌ: كثيرةُ العِضاهِ. والعَضيهَةَ: البهيتةُ، وهي الإفك والبهتان تقول: يا لِلعَضيهةِ بكسر اللام، وهي استغاثةٌ. والتَعضيهُ: قطع العضاه. يقال فلان (*) ينتجب غيرَ عِضاهِهِ، إذا انتحل شِعرَ غيره. وقال: يا أيها الزاعم أنى أجتلف * وأنني غير عضاهى أنتجب * كذبت إن شر ما قيل الكذب وعضهه عضها: رماه بالبهتان. وقد أعْضَهْتَ يا رجلُ: أي جئت بالبهتان. قال الكسائي: العِضَةُ: الكذب والبهتان، وجمعها عضون من عزة وعزين. قال تعالى: (الذين جَعَلوا القُرآنَ عِضينَ) . ويقال نقصانه (الواو) وأصلُهُ عِضْوة، وهو من عَضَوْتُهُ أي فرَّــقتــه ; لأن المشركين فرَّقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذباً وسحراً، وكِهانةً وشِعراً. ويقال نقصانه (الهاء) وأصله عِضَهَةٌ، لان العضة والعضين في لغة قريش: السحر، وهو يقولون للساحر عارضة. قال الشاعر: أعوذ بربي من النافثا * ت في عقد العاضه المعضه أبو عبيد: الحية العاضِهُ والعاضِهةُ: التي تــقتُــل من ساعتها إذا نهشت.

عضه

1 عَضِهَ, said of a camel, (Msb, K,) or عَضِهَت, (S, TA,) said of camels, (S,) or of a she-camel, (TA,) aor. ـَ (S, Msb, K, TA,) inf. n. عَضَهٌ, (S, Msb, TA,) He, or they, or she, depastured the trees called عِضَاه: (S, Msb, K, TA:) or had a complaint of the belly from the eating thereof: and عَضَهَ, aor. ـَ inf. n. عَضْهٌ, he (a camel) ate the عِضَاه. (K.) b2: And عَضِهَ العِضَاهَ; as also عَضَهَهَا; (so accord. to the copies of the K;) or عَضَهَ العِضَاهَ, like مَنَعَ [in form], inf. n. عَضْهٌ; as also ↓ عَضَّهَهَا, inf. n. تَعْضِيهٌ; (so accord. to the TA;) He cut the trees called عِضَاه: (K, TA:) accord. to AHn, (TA,) ↓ التَّعْضِيهُ signifies the cutting of the عِضَاه, (S, TA,) and the collecting firewood thereof. (TA.) A2: عَضَهَ, aor. ـَ inf. n. عَضْهٌ and عَضَةٌ and عَضِيهَةٌ and عِضْهَةٌ, He lied. (K.) And He excited discord, or dissension, and made known discourse in a mischievous manner, or embellished speech with falsehood; or he calumniated; syn. نَمَّ; (K, TA;) or بَهَتَ: (TA:) whence the saying, in a trad., أَتَدْرُونَ مَا العَضْهُ (TA) i. e. [Know ye what is] the reporting of conversation, or of what has been said, from one person to another, to make mischief between them? (El-Jámi' es-Sagheer:) [or,] accord. to IAth, the calumnious speech between men? or, accord. to As, the evil, or foul, speaking? (TA.) And the same verb, (so accord. to my MS. copy of the K,) or عَضِهَ, (so accord. to other copies and the TA,) He uttered falsehood and calumny; as also ↓ اعضه: (K, TA:) [whence] one says, قَدْ يَا رَجُلُ ↓ أَعْضَهْتَ Thou hast uttered calumny, O man. (S, TA.) b2: And عَضَهَ فُلَانًا, (S, * K, TA,) [in some copies of the K عَضِهَ, but it is] like مَنَعَ, [in form], (TA,) inf. n. عَضْهٌ (S, TA) and عَضِيهَةٌ, (TA,) He calumniated such a one, (S, K, TA,) and said that there was in him what was not. (K, TA.) b3: And عَضَهَهُ, inf. n. عَضْهٌ, He reviled him, or vilified him, plainly [or in coarse language, as is shown by an explanation of it in the R]. (TA.) b4: And عَضَهَ, inf. n. عَضْهٌ and عَضَهٌ and عَضِيهَةٌ and عِضْهَةٌ, He enchanted: (K, TA:) because enchantment is a lying, and a causing to imagine that which has no reality: and he divined. (TA.) 2 عَضَّهَ see 1, former half, in two places.4 أَعْضَهَتِ الأَرْضُ The land abounded with the trees called عِضَاه. (K.) b2: And اعضه القَوْمُ The people, or party, had their camels depasturing the عِضَاه. (S, K.) A2: See also 1, latter half, in two places.

عَضِهٌ: see عَاضِهٌ, in three places. b2: أَرْضٌ عَضِهَةٌ and ↓ عَضِيهَةٌ (K, TA) and ↓ مُعْضِهَةٌ (S, K, TA) A land having trees such as are called عِضَاه: (TA:) or abounding with such trees. (S, K, TA.) عِضَهٌ [also pronounced ↓ عِضَةٌ] A lie, or falsehood; and a calumny; (Ks, S, K, TA;) as also ↓ عَضِيهَةٌ: (S, TA: *) the former said by Et-Toosee to be a mistranscription for عَضْهٌ; but it is not so: (IB, TA:) and it signifies also enchantment, (S, K, TA,) and divination: (S, TA:) and its pl., (S, K,) or [rather] the pl. of ↓ عِضَةٌ, (thus accord. to the TA and one of my copies of the S,) is عِضُونَ, like as عِزُونَ is of عِزَةٌ: (S, K, TA:) whence the saying in the Kur [xv. 91], الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ [Those who pronounced the Kur-án to be lies, or enchantments]: (S, TA:) accord. to Fr, [the sing.] ↓ عِضَةٌ is originally عِضَهَةٌ, the deficient [radical] letter being ه; (S, * TA;) for عِضَةٌ and عِضُونَ in the dial. of Kureysh signify enchantment [and enchantments], and they term the enchanter عَاضِهٌ: (S:) or, as some say, the deficient [radical] letter is و, (S, TA,) from عَضَوْتُهُ meaning فَرَّــقْتُــهُ, (S,) or from عَضَّيْتُ الشَّىْءَ meaning فَرَّــقْتُــهُ; (TA;) because they divided their sayings respecting the Kur-án, pronouncing it to be falsehood, or enchantment, or divination, or poetry. (S, TA.) And one says, ↓ يَالِلْعَضِيهَةِ, with kesr to the ل, [O the lie?] denoting a calling to aid; (S;) or said on an occasion of wondering at a great lie; and with fet-h to the ل [i. e. يَا لَلْعَضِيهَةِ] denoting a calling for aid. (TA.) عِضَةٌ, originally عِضَهَةٌ: see عِضَاهٌ, in two places.

A2: And see also عِضَهٌ, in three places: and art. عضو.

عِضَهَةٌ: see عِضَاهٌ.

عِضَهِىٌّ, applied to a camel, That depastures the trees called عِضَاه; as also ↓ عِضَاهِىٌّ so applied; (S, K;) and in like manner, applied to camels, ↓ عِضَاهِيَّةٌ; (S;) the second and third being rel. ns. from عِضَةٌ, and therefore irregularly formed, or from عِضَاهَةٌ, not from عِضَاهٌ because this is a pl. or has the meaning of a pl.: (TA:) so too عَضَوِىٌّ applied to a camel, (S, K,) and عَضَوِيَّةٌ applied to camels, both with fet-h, irregular. (S.) [See also عَاضِهٌ.]

عِضَاهٌ Any great trees having thorns; these being of two sorts, genuine (خَالِص) and not genuine (غَيْرُ خَالِصٍ): the former sort are the عَرْف, the عُرْفُط, the طَلْح, the سَلَم, the سِدْر, the سَيَال, the سَمْر, the يَنْبُوت, the greater قَتَــاد, the كَنَهْبَل, the غَرْب, and the عَوْسَج: the other sort are the شَوْحَط. the نَبْع, the شِرْيَان, the سَرَآء, the نَشَم, the عُجْرُم, and the تأْلَب; and these are called the عِضَاه of bows (عِضَاهُ القِيَاسِ [i. e. القِسِىِّ] pl. of قَوْسٌ): the small thorny trees are called عِضٌّ [q. v.]: and such as are neither عِضّ nor عِضَاه, of thorny trees, are the شُكَاعَى, the حُلَاوَى, the حَاذ, the كُبّ, and the سُلَّج: (S:) or, as Az says in the beginning of his book of herbage and trees, عِضَاهٌ is the general name of certain thorny trees which have different particular names: the genuine عِضَاه (العِضَاهُ الخَالِصُ) are those which are large and have strong thorns: such as are small, of thorny trees, are called عِضٌّ and شِرْسٌ [q. v.]: of the عِضَاه are the سَمُر, the عُرْفَط, the سَيَال, the قَرَظ, the greater قَتَــاد, the كَنَهْبَل, the عَوْسَج, the سِدْر, the غَاف, and the غَرْب: these are the genuine عِضَاه: and of the عِضَاه of bows (عِضَاهُ القِيَاسِ i. e. القِسِىِّ) are the شَوْحَط, the نَبْع, the شِرْيَان, and the سَرَآء: (TA voce عِضٌّ:) or عِضَاهٌ signifies any trees having thorns; as the طَلْح and the عَوْسَج: or, accord. to some, except the قَتَــاد and the سِدْر: (Msb:) or the greatest of trees: or the خَمْط [q. v., for it is variously explained]: or any having thorns: or such as are great and tall, of these: (K:) [حُبْلَةٌ and سِنْفَةٌ are terms applied to the fruit, or produce, of trees of the kind called عِضَاه: see the former of those words:] a single tree thereof is called عِضَاهَةٌ (S, K) and ↓ عِضَهَةٌ and ↓ عِضَةٌ, (S, Msb, K, [but in the copies of the K the last of these is erroneously written عِضَه,]) the radical ه being rejected in the last, as it is in شَفَةٌ; or, accord. to some, the rejected radical letter is و; (AAF, S, Msb; *) opinions differing on this point because of the different forms of the pl.; (AAF, S, TA;) the pl. being عِضَاهٌ and (of pauc., TA) عِضَوَاتٌ (AAF, S, K, TA, in the CK عِضْواتٌ,) and عِضُونَ; (K;) [the second and third of which are pls. of ↓ عِضَةٌ;] or, accord. to ISd, عِضَاهٌ may be an instance of the kind of pl. that differs from its sing, [only] in respect of the ة, like قَتَــادٌ, of which the sing. is قَتَــادَةٌ, [i. e., what is more properly termed a coll. gen. n.,] or it may be a broken pl., as though its sing. were عِضَهَةٌ: (TA:) the dim. [of عِضَهَةٌ] is ↓ عُضَيْهَةٌ. (S, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضَاهِهِ [lit. Such a one takes the back of other than his own عضاه, to tan therewith]; meaning (assumed tropical:) such a one arrogates to himself the poetry of another. (S. See a verse cited in art. نجب.) [See also 1, first sentence.]

عَضِيهَةٌ: see عَضِهٌ.

A2: And see also عِضَهٌ, in two places.

عُضَيْهَةٌ [dim. of عِضَهَةٌ]: see عِضَاهٌ.

عِضَاهِىٌّ; and its fem., with ة: see عِضَهِىٌّ.

عَاضِهٌ applied to a he-camel, as also ↓ عَضِهٌ, (S,) and عَاضِهَةٌ applied to a she-camel, (S, K,) and thus also عَاضِهٌ, (K,) Depasturing the trees called عِضَاه; (S, K, TA;) and the pl. [of عَاضِهٌ and عَاضِهَةٌ] in this sense, applied to camels, is عَوَاضِهُ: (S, TA:) or, accord. to 'Alee Ibn-Hamzeh, (IB, TA,) ↓ عَضِهٌ has this meaning; (IB, Msb, TA;) but عَاضِهٌ signifies having a complaint from eating the عِضَاه: (IB, TA:) or ↓ عَضِهٌ has the latter meaning, or the former meaning: or, accord. to AHn, عَضِهَةٌ applied to a she-camel signifies breaking the branches, or twigs, of the عِضَاه. (TA.) [See also عِضَهِىٌّ.]

A2: Also Enchanting, or an enchanter; (As, S, K, TA;) in the dial. of Kureysh. (As, S, TA.) See also the last paragraph of this art. A poet says, أَعُوذُ بِرَبِّى مِنَ النَّافِثَا

↓ تِ فِى عُقَدِ العَاضِهِ المُعْضِهِ [I seek protection by my Lord from the women sputtering upon the knots of the lying enchanter: see art. نفث, and the Kur-án cxiii. 4]: (S, TA:) or, as some relate it, فى عِضَهِ [upon the enchantment]. (TA.) b2: And حَيَّةٌ عَاضِهٌ and عَاضِهَةٌ A serpent that kills instantly (AO, S, K) when it bites. (AO, S.) مُعْضِهٌ: see its fem. voce عَضِهٌ: A2: and see the verse cited voce عَاضِهٌ.

مُسْتَعْضِهَةٌ A woman seeking, or demanding, enchantment: hence the trad., ↓ لَعَنَ اللّٰهُ العَاضِهَةَ وَالمُسْتَعْضِهَةَ [May God curse her who enchants and her who seeks, or demands, enchantment]. (TA.)
عضه
: (العِضاهَةُ، بالكسْرِ: أَعْظَمُ الشَّجرِ، أَو الخَمْطُ، أَو كُلُّ ذاتِ شَوْكٍ، أَو مَا عَظُمَ مِنْهَا وطَالَ) واشْتَدَّ شَوْكُه.
وتقدَّمَ أَنَّ الخَمْطَ كُلُّ شجَرةٍ ذاتِ شَوْكٍ، فَهُوَ يُغْنِي عَن قوْلِه: أَو كلُّ ذاتِ شَوْكٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: كلُّ شجرٍ يَعْظُمُ وَله شَوْكٌ، وَهُوَ على ضَرْبَيْن: خالِصٌ وغيرُ خالِصٍ؛ فالخالِصُ الغَرْفُ والعُرْفُطُ والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْرُ والسَّيَالُ والسَّمُر واليَنْبُوتُ والــقَتــادُ الأعْظَمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ؛ وَمَا ليسَ بخالِصٍ فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرَمُ والتَّأْلَبُ، فَهَذِهِ تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ جَمْعُ قَوْسٍ، وَمَا صَغُرَ من شجَرِ الشَّوْكِ فَهُوَ العِضُّ، وَمَا ليسَ بعِضَ وَلَا عِضاهٍ من شجَرِ الشَّوْكِ فالشُّكَاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّجُ.
(كالعِضَهِ، كعِنَبٍ) ، بحذْفِ الهاءِ الأصْلِيَّة كَمَا حذفَ من الشَّفَةِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ؛
إِذا ماتَ مِنْهُم مَيِّتٌ سُرِقَ ابْنُهومن عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها قُلْتُ: هُوَ مِن الأَمْثالِ السَّائِرَةِ، ومِثْلُه قوْلُهم: العَصا مِنَ العُصَيَّةِ، يريدُ أَنَّ الابنَ يُشْبِهُ الأبَ، فمنْ رأَى هَذَا ظنَّه هَذَا، فكأَنَّ الابنَ مَسْرُوقٌ؛ والشَّكيرُ مَا يَنْبُتُ فِي أَصْلِ الشجَرَةِ.
(والعِضَهَةِ، كعِنَبَةٍ) ، هُوَ أَصْلُ عِضَة كالشَّفَةِ أَصْلُها شَفَهَةٌ، فاسْتَثْقلُوا الجَمْعَ بينَ الهاءَيْن.
وقالَ الجوْهرِيُّ: ونُقْصانُ العِضَه الْهَاء لأنَّها (ج) على (عِضَاهٍ) ، مِثْل شِفَاهٍ، فتُرَدُّ الهاءُ فِي الجَمْعِ وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَةٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وأمَّا عِضاهٌ فيُحْتَملُ أَنْ يكونَ مِنَ الجَمْعِ الَّذِي يُفارِقُ واحدَه بالهاءِ كــقَتــادَةٍ وقَتــادٍ، ويحْتَملُ أَنْ يكونَ مُكَسَّراً كأَنَّ واحِدَتَه عِضَهَةٌ.
(و) قَالُوا فِي القَلِيلِ (غِضُونَ) ، بالكسْرِ (وعِضَواتٌ) ، بكسْرٍ ففتحٍ، فأَبْدَلُوا مَكانَ الهاءِ الواوَ، هَذَا تَعْليلُ أَبي حَنيفَةَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ بذلكَ القَوْل، قالَ: فأَمَّا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الفارِسِيُّ فإنَّ عِضَةً المحْذوفَة يَصْلُح أَنْ تكونَ مِنَ الهاءِ فِيمَا نَراهُ مِن تَصارِيفِ هَذِه الكَلِمَةِ كقَوْلِهم عِضاهٌ وإِبِلٌ عاضِهَةٌ، وأَمَّا اسْتِدْلالُه على كوْنِها مِن الواوِ فبقَوْلِهم عِضَواتٌ؛ قالَ: وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
هَذَا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِماوعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللهازِماقالَ: ونظِيرُهُ سَنَة، تكونُ مَرَّةً من الهاءِ لقوْلِهم سانَهْتُ، ومَرَّةً من الواوِ لقوْلهِم: سَنَوات، وأَسْنَتُوا لأنَّ التاءَ فِي أَسْنَتُوا وَإِن كانتْ بَدَلاً مِن الياءِ فأَصْلُها الواوُ، وإنَّما انْقَلَبَتْ يَاء للمجاوَرَةِ وَبِه تَعْلَم أَنَّ مَا نَسَبَه شيْخُنا إِلَى المصنِّفِ مِنَ التَّخْليطِ فِي غيرِ محلِّهِ. وَكَذَا قَوْلُه فِي العِضَهِ أَنَّهَا الْهَاء الأصْلِية وليسَ كَذلِكَ، بل هِيَ بحذْفِ الهاءِ الأصْلِية كَمَا صَرَّحَ بِهِ الجوْهرِيّ، وَمن راجَعَ الأصُولَ اسْتَغْنى عَن خَبطِ العُقُولِ.
(و) يقالُ: (بَعيرٌ عَضَويٌّ) وإبلٌ عَضَويَّةٌ، بفتْحِ العَيْنِ على غيرِ قِياسٍ عنْدَ مَنْ يقولُ نقصانُها الواوُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وعِضَهِيُّ وعِضاهِيٌّ) ، بالكسْرِ فيهمَا. أَمَّا عِضَهِيٌّ فظاهِرٌ وَهُوَ الَّذِي يَرْعاها، وأَمَّا العِضاهِيُّ والعِضاهِيَّةُ فإمَّا أَنْ يكونَ مَنْسوباً إِلَى عِضَةٍ فهُو مِن شاذِّ النَّسَبِ، وَإِن كَانَ مَنْسوباً إِلَى العِضاهِ فَهُوَ مَرْدودٌ إِلَى واحِدِها، وواحِدُها عِضاهَةٌ، وَلَا يكونُ مَنْسوباً إِلَى العِضاهِ الَّذِي هُوَ الجَمْعُ، لأنَّ هَذَا الجَمْعَ وَإِن أَشْبَهَ الواحِدَ فَهُوَ فِي مَعْناه جَمْعٌ، أَلا تَرى أَنّ مَنْ أَضافَ إِلَى تَمْرٍ فقالَ تَمْرِيٌّ لم يَنْسُبْ إِلَى تَمْرٍ إنَّما نَسَبَ إِلَى تَمْرةٍ، وحذَفَ الهاءَ لأنَّ ياءَ النّسَبِ وهاءَ التّأْنِيثِ يَتَعاقَبَانِ.
(وناقَةٌ عاضِهَةٌ وعاضِهٌ: تَرْعاها) ، وجِمالٌ عَواضِهُ؛ وَقد عَضِهَتْ عَضَهاً.
ورَوَى ابنُ بَرِّي عَن عليِّ بنِ حَمْزة قالَ: لَا يقالُ بَعيرٌ عاضِهٌ للَّذي يَرْعى العِضاهَ، وإنّما يقالُ لَهُ عَضهٌ، وأَمَّا العاضِهُ فَهُوَ الَّذِي يَشْتَكي عَن أَكْلِ العِضاهِ.
(وأَرضٌ عَضِهَةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (وعَضِيهَةُ) ، كسَفِينَةٍ، (ومُعْضِهَةٌ) ، كمُحْسِنَةٍ: ذاتُ عِضاهٍ، أَو (كَثيرَتُها؛ وَقد أَعْضَهَتْ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
(و) أَعْضَهَ (القَوْمُ: أَكَلَتْ إِبلُهُمُ العِضاهَ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
(وعَضَهَ الرَّجُلُ، (كَمَنَعَ عَضْهاً،) بِالْفَتْحِ، (وَيُحَرَّكُ، وعَضِيهَةً، وَعِضْهَةً، بِالْكَسْرِ: كَذَبَ وقِيلَ: (سَحَرَ وكَهَنَ. وَسُمِّيَ السِّحْرُ عِضْهاً لأَنَّهُ كَذِبٌ وَتَخْيِيلٌ لاَ حَقِيقَةَ لَهُ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: العَضْهُ السِّحْرُ، بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ للسَّاحِرِ عَاضِهٌ.
(وَأَيْضاً: (نَمَّ؛) وَقِيلَ: بَهَتَ، وَمِنه الحديثُ: إِيَّاكُمْ والعَضْهَ: أَتَدْرُونَ مَا العَضْهُ، وَهِيَ النَّمِيمَةُ.
وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ النَّمِيمَةُ القَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ، قالَ: وَهَكَذَا رُوِيَ فِي كُتُبِ الحَدِيثِ بِالْفَتْحِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ الْقَالَةُ القَبِيحَةُ.
(وعَضَهَ (الْبَعِيرُ عَضْهاً: أَكَلَ العِضَاهَ، فَهُوَ عَاضِهٌ.
(وعَضِهَ الْبَعِيرُ، (كَفَرِحَ،) عَضْهاً فَهُوَ عَضِهٌ: (اشْتَكَى مِنْ أَكْلِهَا أَوْ رَعَاهَا،) قَالَ هِيْمَانُ بْنُ قُحَافَةً:
وَقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيَ عَضِهْقَرِيبَةٍ نُدْوَتُهُ مِنْ مَحْمَضِهْوَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: نَاقَةٌ عَضِهَةٌ: تَكْسِرُ عِيدَانَ العِضَاهِ.
ومَرَّ عَن عليٌّ بنِ حَمْزَةَ أَنَّ العَاضِهَ الَّذِي يَشْتَكِي عَنْ أَكْلِ العِضَاه، والعَضِهُ الَّذِي يَرْعَاهَا.
وَوَحَّدَ بَيْنَهُمَا الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: عَضِهَتِ الإِبِلُ، بِالْكَسْرِ، تَعْضَهُ عَضْهاً: إِذَا رَعَتِ العِضَاهَ، فَهُوَ بَعِيرٌ عَاضِهٌ وَعَضِهٌ، وأَنْشَدَ قَوْلَ هِمْيَان المَذْكُور.
(وعَضَهَ الرَّجُلُ: (جَاءَ بِالإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ) والنَّمِيمَةِ؛ (كَأَعْضَهَ.) يُقَالُ: قَدْ أَعْضَهْتَ يَا رَجُلُ أيْ جِئْتَ بِالبُهْتَانِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ.
(وعَضَهَ (فُلاَناً،) كَمَنَعَ، عَضِهاً وعَضِيهَةً: (بَهَتَهُ،) أَيْ رَمَاهُ بِالْبُهْتَانِ، (وَقالَ فِيهِ مَا لَمْ يَكُن،) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَادَةَ فِي الْبَيُعَةِ: (ولاَ يَعْضَه بَعْضُناً بَعْضاً) ؛ أَي لَا يَرْمِيهِ بِالَعضِيهَةِ، مَعْنَاهُ: أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيه. (وعَضَهَ (العِضَاهَ،) كَمَنَعَ، عَضهاً، (قَطَعَهَا كَعضَّهَهَا) تَعْضِيهاً.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: التَّعْضِيَةُ: قَطْعُ العِضَاهِ واحْتِطَابُه، وَفِي الحَدِيثِ: (مَا عُضِهَتْ عِضَاةٌ إِلاَّ بِتَرْكِهَا التَّسْبِيحُ) .
(والْحَيَّةُ العَاضِهُ والعاضِهَةُ: التَّي تَــقْتُــلُ مِنْ ساعتِها) إِذا نَهَشَت.
(والعِضَهُ، كَعِنَبٍ؛ الكَذِبُ والبُهْتَانُ؛ نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الكِسَائي، قالَ ابنُ بِرِيَ؛ قَالَ الطُوسيُّ؛ هَذَا تصحِيفٌ وإِنَّمَا الكَذِبُ العَضْهُ، وَكَذَلِكَ العَضِيهَةُ.
قُلْتُ لَيْسَ بِتَصْحِيفٍ بل هُوَ صَحِيحٌ، وَقد جَاءَ هَكَذَا فِي كُتُبِ الغَرِيبِ فِي الحدِيثِ؛ أَلاَ أُنْبِئُكُمْ مَا العِضَهُ، وَفِي آخر: إِيَّاكُمْ والعِضَهَ، بِكَسْرِ العَينِ والضَّادِ.
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ البَهْتُ.
(والعِضَهُ؛ (السِّحْرُ والكَهَانَةُ بِلْغَةِ قُرَيْسٍ، والفِعْلُ كالفِعْلِ والمَصْدَرُ كالمَصْدَرِ، وقالَ:
أَعُودُ بِرَبِّي مِنَ النَّافِثَاتِ فِي عِضَهِ العَاضِهِ المُعْضِهوَيُرْوَى فِي عُقُدِ العِاضِهِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْجَوْهَرِيِّ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (ج العِضَة (عِضُون، كَعِزَّةٍ وَعِزِين،) ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {الَّذِين جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِين} .
وَقَالَ الْفَرَّاءُ؛ العِضُونَ فِي كَلاَمِ العَرَبِ السِّحْرُ، وَجَعَلَهُ مِنَ العَضْهِ، ونُقْصَانُهُ الْهَاء وأَصْلُهُ عِضْهَةٌ، فاسْتَثْقَلُوا الجَمْعَ بَيْنَ هَاءَيْنِ فَقَالُوا: عِضَةٌ، كَشَفَة وَسَنَة، ويقالُ؛ واحِدُهَا عِضَةٌ وأَصْلُهَا عِضْوَةٌ مِنَ عَضَّيْتُ الشَّيْءَ؛ إِذَا فَرَّــقْتُــهُ، جَعَلُوا النُّقْصَانَ الواوَ، المَعْنَى أَنَّهُمْ فَرَّقُوا يَعْنِي المُشْرِكِينَ أَقَاوِيلَهُمْ فِي القُرْآنِ فَجَعَلُوهُ كَذباً وَسِحْراً وشِعْراً وَكَهَانَةً وَقَدْ نَقَلَ الْجَوْهَرِيُّ القَوْلَيْنِ وَلاَ تَخْلِيطَ فِي كَلاَمِ المِصَنِّفِ كَمَا زَعَمَهُ شَيْخُنَا.
(والعَاضِهُ؛ السَّاحِرُ،) بِلُغَةِ قُرَيْشٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ وغَيْرِهِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
عَضَهَهُ عَضْهاً: شَتَمَهُ صَرْيحاً، وَمِنْه الحَدِيثُ: مَنْ تَعزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فاعْضَهُوه) ، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: فَأَعْضُوه بِهن أُمِّه) كَمَا فِي الرَّوْضِ.
وَبَيْنَهُم عَضهٌ قَبِيحَةٌ: أَيْ قَالَةُ.
ويقالُ؛ يَا لِلْعَضِيهَةِ، كُسِرَتِ اللامُ على مَعْنَى اعْجَبُوا لهَذِهِ العَضِيهَةِ، يقالُ ذلكَ عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنَ الإِفْكِ العَطِيمِ، فَإِذَا نَصَبْتَ اللامَ فَمَعْنَاهُ الاسْتِغَاثَةِ.
والمُسْتَعْضِهَةُ؛ المُسْتَسْحِرَةُ، وَمِنْه الحديثُ؛ (لعنَ العَاضِهَةَ والمُسْتَعْضِهَة) .
ويُقالُ؛ فُلانٌ يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضَاهِهِ؛ إِذا انْتَحَلَ شِعْرَ غَيْرِهِ، وأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ:
يَا أَيُّهَا الزَّاعِمُ أَنَّي أَجْتَلِبْوأَنَّنِي غَيْرَ عِضَاهِي أَنْتَجِبْ كَذَبْتَ إِنَّ شَرَّ مَا قِيلَ الكَذِبْ

عضه: العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ: البَهِيتةُ، وهي الإِفْكُ

والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ، وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون. وعَضَهِ

يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ: جاءَ بالعَضِيهة. وعَضَهه

يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً: قال فيه ما لم يكن. الأَصمعي: العَضْهُ

القالةُ القبيحة. ورجل عاضِهٌ وعَضِهٌ، وهي العَضيهة. وفي الحديث: أَنه قال

(*

قوله «وفي الحديث أَنه قال إلخ» عبارة النهاية: الا أنبئكم ما العضه؟ هي

من النميم إلخ). إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ ما العَضْه؟ هي

النَّميمة؛ وقال ابن الأَثير: هي النميمة القالةُ بين الناس، هكذا روي في كتب

الحديث، والذي جاء في كتب الغريب: أَلا أُنْبئُكم ما العِضَةُ؟ بكسر العين

وفتح الضاد. وفي حديث آخَر: إِيِّاكُمْ والعِضَةَ. قال الزمخشري: أَصلها

العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ من العَضْه، وهو البَهْتُ، فحذف لامه كما حذفت من

السَّنة والشَّفَة، ويجمع على عِضِينَ. يقال: بينهم عِضَةٌ قبيحةٌ من

العَضِيهةِ. وفي الحديث: مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فاعْضَهُوه؛ هكذا

جاء في رواية أَي اشْتِموهُ صريحاً، من العَضِيهَة البَهْت. وفي حديث

عُبادةَ بن الصامِتِ في البَيْعة: أَخَذَ علينا رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، أَن لا نُشْرِك بالله شيئاً ولا نَسْرِقَ ولا نَزْنيَ ولا يَعْضَهَ

بعضُنا بعضاً أَي لا يَرْمِيَه بالعَضِيهة، وهي البُهْتانُ والكذبُ، معناه

أَن يقول فيه ما ليس فيه ويَعْضَهَه، وقد عَضَهَه يَعْضَههُ عَضْهاً.

والعَضَهُ: الكذِبُ. ويقال: يا لِلْعضِيهة ويا للأَفِيكةِ ويا لِلْبَهيتةِ،

كُسِرَتْ هذه اللامُ على معنى اعْجَبُوا لهذه العَضيهةِ فإِذا نصبْتَ

اللامَ فمعناه الاستغاثة؛ يُقال ذلك عند التعَجُّب من الإِفْكِ العظيم. قال

ابن بري: قال الجوهري قال الكسائي العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ؛ قال ابن

بري: قال الطوسي هذا تصحيف وإِنما الكذب العَضْهُ، وكذلك العَضيهةُ، قال

وقول الجوهري بعدُ وأَصله عِضَهةٌ، قال: صوابه عَضْهة لآَن الحركة لا

يُقْدَم عليها إِلا بدليل. والعِضَهُ: السِّحْرُ والكَهانةُ. والعاضِهُ:

الساحرُ، والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قال:

أَعُوذُ بربي من النَّافِثا

تِ في عِضَهِ العاضِه المُعْضِه

ويروى: في عُقَدِ العاضِه. وفي الحديث: إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ

والمُسْتَعْضِهةَ؛ قيل: هي الساحرةُ والمسْتَسْحِرة، وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً

لأَنه كذبٌ وتَخْييلٌ لا حقيقةَ له. الأَصمعي وغيره: العَضْهُ السِّحْرُ،

بلغة قريش، وهم يقولون للساحر عاضِهٌ. وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه

عَضْهاً: بَهَتَه ورماه بالبُهْتانِ. وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ: تــقْتُــل من

ساعتها إِذا نَهَشَتْ، وأَما قوله تعالى: الذين جَعَلُوا ا لقُرْآنَ عِضِينَ؛

فقد اختلف أَهلُ العربية في اشتقاق أَصله وتفسيرِه، فمنهم من قال:

واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ من عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّــقْتــه، جعلوا

النُّقْصان الواوَ، المعنى أَنهم فَرَّقُوا عن المشركين أَقاوِيلَهم في

القرآن فجعلوه كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً، ومنهم من جعل نُقْصانَه

الهاء وقال: أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ، فاستثْقَلُوا الجمع بين هاءين فقالوا

عِضَةٌ، كما قالوا شَفَة والأَصل شَفْهَة، وسَنَة وأَصلها سَنْهَة. وقال

الفراء: العِضُون في كلام العرب السِّحْرُ، وذلك أَنه جعله من العَضْهِ.

والعِضاهُ من الشجر: كل شجر له شَوْكٌ، وقيل: العِضاهُ أَعظمُ الشجر،

وقيل: هي الخمْطُ، والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ، وقيل العِضاهُ اسمُ

يقع على ما عَظُم من شجر الشَِّوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه، فإِن لم تكن

طويلةً فليست من العِضاه، وقيل: عِظامُ الشجر كلُّها عِضاهٌ، وإِنما جَمع هذا

الاسمُ ما يُسْتظلُّ به فيها كلّها؛ وقال بعض الرواة: العِضاهُ من شجرِ

الشَّوْكِ كالطَّلْح والعَوْسَجِ مما له أَرُومةٌ تبقى على الشِّتاء،

والعِضاهُ على هذا القول الشجرُ ذو الشَّوْك مما جَلَّ أَو دَقَّ،

والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ، والواحدة عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ وعِضَهٌ وعِضَةٌ،

وأَصلها عِضْهةٌ. قال الجوهري: في عِضَةٍ تحذف الهاءُ الأَصليّة كما تُحْذف

من الشَّفَة؛ وقال:

ومِنْ عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

قال: ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع على عِضاهٍ مثل شفاهٍ، فتُرَدُّ

الهاءُ في الجمع وتُصَغَّرُ على عُضَيْهَة، ويُنْسَب إِليها فيقال

بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ للذي يَرْعاها، وبَعِيرٌ عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ،

وقالوا في القليل عِضُونَ وعِضَوات، فأَبْدَلوا مكانَ الهاء الواوَ، وقالوا

في الجمع عِضاهٌ؛ هذا تعليل أَبي حنيفة، وليس بذلك القول، فأَما الذي ذهب

إِليه الفارسي

(* قوله «ذهب إليه الفارسي» هكذا في الأصل، وفي المحكم:

ذهب إليه سيبويه). فإِنَّ عِضَةً المحذوفة يصلح أَن تكون من الهاء، وأَن

تكون من الواو، أَما استدلاله على أَنها تكون من الهاء فبما نَراه من

تصاريف هذه الكلمة كقولهم عِِضاهٌ وإِبلٌ عاضِهةٌ، وأَما استدلاله على كونها

الواو فبقولهم عِضَوات؛ قال: وأَنشد سيبويه:

هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما،

وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما

قال: ونظيرُه سَنَة، تكون مرة من الهاء لقولهم سانَهْتُ، ومَرَّةً من

الواو لقولهم سَنَوات، وأَسْنَتُوا لأَن التاء في أَسْنَتُوا، وإِن كانت

بدلاً من الياء، فأَصلُها الواوُ إِنَّما انقلبت ياءً للمجاوزة، وأَما

عِضاهٌ فيحتمل أَن يكون من الجمع الذي يفارق واحدَه بالهاء كــقَتــادةٍ

وقَتــادٍ، ويحتمل أَن يكون مكسراً كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ، والنسب إِلى عِضَهٍ

عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ، فأَما قولهم عِضاهِيٌّ فإِن كان منسوباً إِلى عضة

فهو من شاذِّ النسب، وإِن كان منسوباً إِلى العِضاه فهو مردودٌ إِلى

واحدها، وواحدُها عضاهةٌ، ولا يكون منسوباً إِلى العضاه الذي هو الجمع، لأَن

هذا الجمع وإِن أَشْبَهَ الواحد فهو في معناه جَمْعٌ، أَلا ترى أَن مَنْ

أَضافَ إِلى تَمْرٍ فقال تَمْريّ لم يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما نسَبَ

إِلى تَمْرةٍ، وحذف الهاء لأَن ياء النسب وهاءَ التأْنيث تَتَعاقَبان؟

والنحويون يقولون: العِضاهُ الذي فيه الشَّوْك، قال: والعرب تُسَمِّي كلَّ

شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ شيء جاز البَقْلَ العِضاهَ. وقال: السَّرْحُ كلُّ شجرة

لا شَوْكَ لها، وقيل: العِضاه كلُّ شجرة جازت البُقول كان لها شَوْكٌ أَو

لم يكن، والزَّيْتُونُ

من العِضاه، والنَّخْل من العِضاه. أَبو زيد: العضاهُ يَقَع على شجرٍ من

شجر الشَّوْك، وله أَسماءٌ مختلفة يجمعها العِضاهُ، وإِنما ا لعِضاهُ

الخالصُ منه ما عَظُمَ واشتدَّ شوكُه. قال: وما صَغُر من شجر الشَّوْك

فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ. قال: والعِضُّ والشِّرْسُ لا يُدْعَيانِ

عِضاهاً. وفي الصحاح: العِضاه كلُّ شجر يَعْظُم وله شوك؛ أَنشد ابن بري

للشماخ:

يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ،

نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ

وهو على ضربين: خالص وغير خالصٍ، فالخالصُ الغَرْفُ والطَّلْحُ

والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ والعُرْفُطُ والــقَتــادُ

الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ، وما ليس بخالص فالشَّوْحَطُ

والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ

والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ، فهذه تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ

من القَوْسِ، وما صَغُرَ من شجر الشوك فهو العِضُّ، وما ليس بعِضٍّ ولا

عِضاهٍ من شجر الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ

والسُّلَّجُ. وفي الحديث: إِذا جئتم أُحُداً فكُلُوا من شجره أَو من عِضاهِه؛

العِضاهُ: شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُِّ شجر عَظُمَ له شوكٌ، الواحدَةُ

عِضَةٌ، بالتاء، وأَصلها عِضْهَةٌ.

وعَضِهَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَعْضَهُ عَضَها إِذا رعت العِضاهَ.

وأَعْضَهَ القومُ: رعت إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ: يرعى العضاه. وفي

حديث أَبي عبيدة: حتى إِن شِدْق أَحَدهم بمنزلة مِشْفَر ا لبعير

العَضِه؛ هو الذي يرعى العضاه، وقيل: هو الذي يشتكي من أَكل العضاه، فأَما الذي

يأْكل العِضاهَ فهو العاضِهُ، وناقة عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كذلك، وجِمالٌ

عَواضِهُ وبعير عَضِهٌ يكون الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ من أَكلها؛ قال

هِمْيانُ بن قُحافَةَ السَّعْدِيّ:

وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،

قَرِيبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ،

أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ

قوله كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه؛ أَراد كل جُماليَّةٍ ولا يَعْني به الجملَ

لأَن الجمل لا يضاف إِلى نفسه، وإِنما يقال في الناقة جُمالِيَّة تشبيهاً

لها بالجمل كما قال ذو الرمة:

جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها

ولكنه ذكَّره على لفظ كل فقال: كلَّ جُمالِيٍّ عضه.

قال الفارسي: هذا من معكوس التشبيه، إِنما يقال في الناقةِ جُماليَّة

تشبيهاً لها بالجمل لشدّته وصلابته وفضله في ذلك على الناقة، ولكنهم ربما

عكسوا فجعلوا المشبه به مشبهاً والمشبه مشبهاً به، وذلك لِما يريدون من

استحكام الأَمر في الشَّبَه، فهم يقولون للناقةِ جُمالِيَّةٌ، ثم

يُشْعِرُونَ باستحكام الشَّبَهِ فيقولون للذكر جُمالِيٌّ، ينسبونه إِلى الناقة

الجُماليَّة، وله نظائر في كلام العرب وكلام سيبويه؛ أَما كلام العرب فكقول

ذي الرمة:

ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه،

إِذا لَبَّدَتْهُ السارياتُ الرَّكائِكُ

فشبه الرمل بأَوراك النساء والمعتاد عكس ذلك، وأَما من كلام سيبويه

فكقوله في باب اسم الفاعل: وقالوا هو الضاربُ الرجلَ كما قالوا الحَسَنُ

الوَجْهَ، قال: ثم دار فقال وقالوا هو الحَسَنُ

الوَجْهَ كما قالوا الضاربُ الرجلَ.

وقال أَبو حنيفة: ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ، وقد

عَضِهَتْ عَضَهاً. وأَرضٌ عَضيهَةٌ: كثيرة العِضاهِ، ومُعْضِهَةٌ: ذاتُ عِضاهٍ

كمُعِضَّةٍ، وهي مذكورة في موضعها: الجوهري: وتقول بعير عَضَوِيٌّ وإِبل

عَضَوِيَّةٌ بفتح العين على غير قياس. وعَضَهْْتُ العِضاهَ إِذا قطعتها.

وروى ابن بري عن علي بن حمزة قال: لا يقال بعير عاضِهٌ للذي يرعى

العِضاهَ، وإِنما يقال له عَضهٌ، وأَما العاضِهُ فهو الذي يَشْتَكي عن أَكل

العِضاهِ. والتَّعْضِيهُ: قطع العِضاهِ واحْتِطابُه. وفي الحديث: ما عُضِهَتْ

عِضاهٌ إِلا بتركها التسبيح. ويقال: فلان يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا

شِعْرَ غيرِه؛ وقال:

يا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ

وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ

كَذبْتَ إِنَّ شَرَ ما قيلَ الكَذِبْ

وكذلك: فلان يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل شِعْرَه،

والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجبِ من الشجر، وهو قشره؛ ومن أَمثالهم

السائرة:ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

وهو مثل قولهم: العَصا من العُصَيَّةِ؛ وقال الشاعر:

إِذا ماتَ منهم سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه،

ومن عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكيرُها

يريد: أَن الابن يُشْبِهُ الأَبَ، فمن رأَى هذا ظنه هذا، فكأَنّ الابنَ

مَسْرُوقٌ، والشكيرُ: ما يَنْبُتُ في أَصْلِ الشجرة:

وقتية

الوقتــية: هي التي يحكم فيها بضرورة ثبوت المحمول للموضوع، أو بضرورة سلبه عنه في وقت معين من أوقات وجود الموضوع، مقيدًا باللادوام بحسب الذات، فإن كانت موجبة، كقولنا: كل قمر منخسف مــقت حيلولة الأرض بينه وبين الشمس لا دائمًا، فتركيبها من موجبة وقتــية مطلقة، وهي الجزء الأول؛ أعني قولنا: كل قمر منخسف وقت الحيلولة، وسالبة مطلقة عامة، وهي مفهوم اللادوام، أعني قولنا: لا شيء من القمر بمنخسف بالإطلاق العام، فإن كانت سالبة، كقولنا بالضرورة: لا شيء من القمر بمنخسف وقت التربيع لا دائمًا، فتركيبها من سالبة وقتــية مطلقة عامة، وهي: لا شيء من القمر بمنخسف وقت التربيع، وموجبة مطلقة عامة، وهي: كل قمر منخسف بالإطلاق العام.

حقق

[حقق] . الحَقُّ: خلاف الباطل. والحَقُّ: واحد الحُقوقِ. والحَقَّةُ أخصّ منه. يقال: هذه حَــقَّتــي، أي حَقّي. والحَقَّةُ أيضاً: حَقيقَةُ الأمر. يقال: لَمَّا عرف الحَقَّةَ منِّي هرب. وقولهم: " لَحَقُّ لا آتيك "، هو يمينٌ للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا: حقَّا لا آتيك. وقولهم: كان ذاك عند حَقِّ لقاحها وحِقِّ لقاحها أيضاً بالكسر، أي حين ثَبَتَ ذلك فيها. والحُقَّةُ بالضم معروفة، والجمع حُقٌّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ. والحِقُّ بالكسر: ما كان من الإبل ابن ثلاثِ سنين وقد دخل في الرابعة، والأنثى حِقَّةٌ وحِقٌّ أيضا، سمى بذلك لا ستحقاقه أن يحمل عليه وأن ينتفع به. يقول: هو حق بين الحقة. وهو مصدر. قال الاعشى بحقها ربطت في اللجين حتى السديس لها أسن والجمع حقاق وحقق. ولم يرد بحــقتــها صفة لها، لانه لا يقال ذلك كما يقال بجذعتها فعل بها كذا، ولا بثنيتها ولا ببازلها. ولا أراد بقوله أسن كبر، لانه لا يقال أسن السن، وإنما يقال أسن الرجل وأسنت المرأة: وإنما أراد أنها ربطت في اللجين وقتــا كانت فيه حقة، إلى أن نجم سديسها أي نبت. وجمع الحقاق حقق، مثال كتاب وكتب. ومنه قول المُسَيِّبِ بن عَلَس: قد نالني منهم على عَدَمٍ مثل الفَسيلِ صِغارُهَا الحُقُقُ وربما جُمِع على حقائق مثل إفال وأفائل. قال الراجز: ومسد أمر من أيانق لسن بأنياب ولا حقائق قال الاصمعي: إذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل: قد جازت الحق. وأتت الناقة على حقها، أي الوقت الذى ضربت فيه عام أول. وسقط فلان على حاقِّ رأسه، أي وسط رأسه. وجئته في حاقِّ الشتاء، أي في وسطه. والحاقة: القيامة، سميت بذلك لأنَّ فيها حَواقّ الأمور. وحاقَّهُ، أي خاصَمَه وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما الحَقَّ، فإذا غلبه قيل: حقه. ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الاشياء: " إنه لنزق الحقاق ". ويقال: ما له فيه حَقٌّ ولا حِقَاقٌ، أي خصومةٌ. والتَحاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصامُ. وتقول: احْتَقَّ فلانٌ وفلانٌ، ولا يقال للواحد، كما لا يقال اختصم للواحد. دون الآخر. واحْتَقَّ الفرسُ، أي ضمُر. وطعنةٌ مُحْتَقَّة، أي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَتْ. ويقال رمى فلانٌ الصيدَ فاحْتَقَّ بعضا وشرم بعضا، أي قتــل بعضاً وأفلت بعضٌ جريحاً. ومنه قول الشاعر: * من بين مُحَتَقٍّ لها ومُشَرَّمِ * وحَقَــقْتُ حِذْرَه أحُقُّهُ حَقَّاً، وأَحْقَــقْتُــهُ أيضاً، إذا فعلتَ ما كان يحذَره. ويقال أيضاً: حَقَــقْتُ الرجل، وأَحْقَــقْتُــهُ، إذا أَثْبَتَّهُ، حكاه أبو عبيد. قال: وحَقَــقْتُ الأمر وأَحْقَــقْتُــهُ أيضاً، إذا تَحَقَّــقْتُــهُ وصرت منه على يقين. قال الكسائي: يقال حُقَّ لك أن تفعل هذا، وحُقِــقْتَ أن تفعل هذا، بمعنىً. وحُقَّ له أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ أن يفعل كذا، وهو حَقيقٌ به، ومَحْقوقٌ به، أي خليقٌ له، والجمع أَحِقَّاءُ ومحقوقون. وحق الشئ يحق بالكسر، أي وجب. وأحقــقت الشئ، أي أوجبته. واسْتَحْقَــقْتُــهُ، أي استوجبته. وتَحَقَّقَ عنده الخبر، أي صحَّ. وحَقَّــقَتُ قولَه وظنَّه تَحْقيقاً، أي صدَّــقت. وكلام محقق، أي رصينٌ. قال الراجز:

دعْ ذا وحبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقاً * وثوبٌ مُحَقَّقٌ، إذا كان محكم النسج. قال الراجز : تسربل جلد وجه أبيك إنا كفيناك المحققة الرقاقا والحقيقة: خلاف المجاز. والحَقيقةُ: ما يَحُِقُّ على الرجل أن يحميّه. وفلانٌ حامي الحَقيقَةِ. ويقال: الحَقيقَةُ: الرايةُ. قال عامر بن الطُفَيل:

أنا الفارس الحامى حقيقة جعفر * والاحق من الخيل: الذي لا يَعْرَقُ. أنشد أبو عمرو لرجل من الانصار : وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَهواتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لاأحق ولا شئيت وقال الاصمعي في تفسير هذا البيت: الاقدر الذى يجوز حافرا رجليه حافرى يديه. والشئيت: الذى يقصر حافرا رجليه عن حافرى يديه. والاحق: الذى يطبق حافرا رجليه حافرى يديه ومصدره الحقق. والحقحقة: أرفع السير وأتعبه للظَهر. وفي الحديث أن مطرِّف بن عبد الله بن الشَخِّير قال لابنه لمت اجتهد في العبادة: " خير الامور أو ساطها والحسنة بين السيِّئتين، وشرُّ السير الحَقْحَقَةُ ". ويقال هو السَيْرُ في أوّل الليل، ونهى عن ذلك.

سحق

(سحق) - في حديث قُسًّ: "كالنَّخَلةِ السَّحُوقِ"
أي الطويلة.
(سحق) سحقا بعد أَشد الْبعد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فسحقا لأَصْحَاب السعير} فَهُوَ سحيق وَهِي سحيقة

(سحق) الشَّيْء سحاقة وسحوقة بلي وَالشَّيْء سحقا بعد أَشد الْبعد فَهُوَ سحيق وَهِي سحيقة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فتخطفه الطير أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق} والنخلة طَالَتْ

سحق


سَحَقَ(n. ac. سَحْق)
a. Pounded, crushed, powdered.
b. Wore out, wore away; softened by rubbing.
c. Shaved (head).
سَحُقَ(n. ac. سُحْق)
a. Was distant, remote.
b. Was high (tree).
c.(n. ac. سُحُوْقَة), Was worn-out.
أَسْحَقَa. Was worn-out.

إِنْسَحَقَa. Was contrite, broken by grief (heart).

سَحْق
(pl.
سُحُوْق)
a. Worn-out, threadbare (garment).
b. Thin, clear cloud.

سُحْقa. Distance, remoteness.

سَحِيْقa. Bruised, pounded.

سَحُوْق
(pl.
سُحُق)
a. Tall, high.
س ح ق [فسحقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ .
قال: بعدا لأصحاب السعير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يهجو أبيّ بن خلف فهو يقول:
ألا من مبلغ عنّي أبيّا ... فقد ألقيت في سحق السّعير 
(س ح ق) : (سَحَقَ) الدَّوَاءَ دَقَّهُ وَمِسْكٌ سَحِيقٌ وَمِنْهُ الْمَجْبُوبُ يُسْحَقُ فَيُنْزِلُ وَلَعَنَ اللَّهُ السَّحَّاقَاتِ وَقِيلَ مُسَاحَقَةُ النِّسَاءِ لَفْظٌ مُوَلَّدٌ وَثَوْبٌ سَحْقٌ بَالٍ وَيُضَافُ لِلْبَيَانِ فَيُقَالُ سَحْقُ بُرْدٍ وَسَحْقُ عِمَامَةٍ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ اشْتَرَى سَحْقَ ثَوْبٍ وَقَوْلُهُ مَنْ كَانَ لَهُ سَحْقُ دِرْهَمٍ أَيْ زَائِفٍ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.
س ح ق

سحق الدواء. ومسك سحيق. وبلد سحيق، وسحقاً له. وأسحقه الله. ونخلة سحوق، ونخيل سحق. وثوب سحق، ورأيت عليه سحق برد وسحق عمامة. وأسحق الضرع: ذهب لبنه.

ومن المجاز: سحــقت الرياح الأرض: قشرتها بشدة هبوبها. وسحقه البلى ومحقه فانسحق. ولعن الله السحاقات، وقد سحــقتــها وساحــقتــها وهما تتساحقان. وسحــقت العين الدمع: سحته، ودموع مساحيق، وجرت من عينه مساحيق الدموع.
[سحق] فيه: "سحقًا سحقًا" أي بعدًا، ومكان "سحيق" أي بعيد. ك: أي بعد لهم من الجنة والحوض، إما أبدا إن كان التبديل بالكفر كالذين قاتلهم الصديق، أو في الحال ثم يشفع لهم في الماء إن كان بالبدع والمظالم. ن: أي ألزمهم الله سحقًا أو أسحقهم، وقرئ بسكون حاء وضمها. نه: من يبيعني بها "سحق" ثوب، السحق الثوب الخلق الذي انسحق وبلى كأنه بعد من الانتفاع به. وح: النخلة "السحوق" الطويلة التي بعد ثمرتها على المجتنى.
س ح ق : سَحَــقْتُ الدَّوَاءَ سَحْقًا مِنْ بَابِ نَفَعَ فَانْسَحَقَ.

وَالسَّحُوقُ النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ وَالْجَمْعُ سُحُقٌ وِزَانُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ.

وَالسَّحْقُ مِثَالُ فَلْسٍ الثَّوْبُ الْبَالِي وَيُضَافُ لِلْبَيَانِ فَيُقَالُ سَحْقُ بُرْدٍ وَسَحْقُ عِمَامَةٍ وَأَسْحَقَ الثَّوْبُ إسْحَاقًا إذَا بَلِيَ فَهُوَ سَحْقٌ وَفِي الدُّعَاءِ بُعْدًا لَهُ وَسُحْقًا بِالضَّمِّ وَسَحُقَ الْمَكَانُ فَهُوَ سَحِيقٌ مِثْلُ: بَعُدَ بِالضَّمِّ فَهُوَ بَعِيدٌ وَزْنًا وَمَعْنًى. 
سحق
السَّحْقُ: دُوْنَ الدَّقِّ. وهو في العَدْوِ: دُوْنَ الحُضْرِ. والثَّوْبُ البالي، يُقال: سَحَقَه البِلى. والسُّحْقُ: كالبُعْدِ، قُبْحاً له وسُحْقاً، وبَعِيْدٌ سَحِيْقٌ. والسَّحُوْقُ من النَّخْلِ: الطَّويلةُ، وجَمْعُه، سُحُقٌ. وأتَانٌ سَحُوْقٌ وحِمارٌ سًحُوْقٌ، والجميع: السُّحُقُ، وهي الطِّوَالُ المَسَانُّ. والعَيْنُ تَسْحَقُ الدَّمْعَ سَحْقاً، ودَمْعٌ مُنْسَحِقٌ، ودُمُوْعٌ مَسَاحِيْقُ، كَمُنْكَسِرٍ ومَكاسِيْر. والإسْحَاقُ: ارْتِفَاعُ الضَّرْعِ ولُصُوْقُه بالبَطْنِ. والسُّحُوْقُ من السَّحَاب: الرَّقِيقُ، الواحِدُ: سَحْقٌ، عن أبي عمرو. والسَّوْحَقُ: الطَّوِيْلُ. وسَحَــقَتِ الرِّيْحُ: مَرَّتْ.
سحق: سحق: مصدره مَسْحَق (ديوان امرئ القيس ص45، البيت 8).
سحق: تستعمل مجازاً بمعنى صعق. وأهلك وأبلي وخرب، ودق أشد الدق. وتستعمل مجازاً أيضاً بمعنى محق ودمَّر وأفنى (بوشر). وفي ألف ليلة (3: 196): ودخل عليها الساحق والماحق والبلاء اللاحق. وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: خراب ودمار.
انسحق: مطاوع سَحَق. والنصارى يقولون: انسحق القلب أي انكسر وتذلل (محيط المحيط) سَحْق: مسحوق، مسحون. ففي ابن العوام (1: 102): خرو الناس المختلط بسحق التراب.
سَحْقَة: رقصة. انظر زيشر (22: 105 رقم 45) سُحْقَه: الموضع البالي من الثوب (أبو الوليد ص 121) رقم 25) سحاق: في المقري (1: 231): قناطير سكّر طبرزد لا سحاق فيه. ويظهر أن معناه لم يدق ولم يسجق.
سَحِيقة: سُحاقية. من تقوم بالمساحقة وهي مضاجعة إحداهما الأخرى (بوشر).
سَحَّاق: كثير السحق، دَقاق (بوشر).
س ح ق: (سَحَقَ) الشَّيْءَ (فَانْسَحَقَ) أَيْ سَهَكَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (السَّحْقُ) أَيْضًا الثَّوْبُ الْبَالِي. وَ (السُّحْقُ) بِالضَّمِّ الْبُعْدُ يُقَالُ: سُحْقًا لَهُ. وَ (السُّحُقُ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُهُ. وَقَدْ (سَحُقَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (سُحْقًا) بِوَزْنِ بُعْدٍ فَهُوَ (سَحِيقٌ) أَيْ بَعِيدٌ. وَ (أَسْحَقَهُ) اللَّهُ أَبْعَدَهُ. وَ (أَسْحَقَ) الثَّوْبُ أَخْلَقَ وَبَلِيَ. وَ (إِسْحَاقُ) اسْمُ رَجُلٍ فَإِنْ أَرَدْتَ بِهِ الِاسْمَ الْأَعْجَمِيَّ لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُ غُيِّرَ عَنْ جِهَتِهِ فَوَقَعَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ غَيْرَ مَعْرُوفِ الْمَذْهَبِ وَإِنْ أَرَدْتَ الْمَصْدَرَ مِنْ قَوْلِكَ أَسْحَقَهُ السَّفَرُ إِسْحَاقًا أَيْ أَبْعَدَهُ صَرَفْتَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ. وَ (السِّمْحَاقُ) قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ فَوْقَ عَظْمِ الرَّأْسِ وَبِهَا سُمِّيَتِ الشَّجَّةُ إِذَا بَلَغَتْ إِلَيْهَا سِمْحَاقًا. 
سحق فدم قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقد خُولِفَ أَبُو مُعَاوِيَة الْأَصْمَعِي. ويروى: ... لَهُ قُلُبٌ عادِيَّةٌٌ وصحونُ ... يَعْنِي الطَّرِيق شبهه بالخنيف أَي علا طَرِيقا كالخنيف. والسَّحْقُ: الخَلَقُ من الثِّيَاب. وَمِنْه قَول عُمَر: من زَافَتْ عَلَيْهِ دراهَمُه فليأت بهَا السوقَ فَلْيقل: من يبيعني بهَا سَحْقَ ثوبٍ - أَو كَذَا وَكَذَا وَلَا يحالف النَّاس عَلَيْهَا أَنَّهَا جِيَاد. [و -] قَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي: [الْخَفِيف]

وأباريقُ شِبه أَعْنَاق طير ال ... سَمَاء قد جيب فوقهن خنيف يَعْنِي الفِدام الَّتِي تفدم بهَا الأباريق. وَقَوله: قد جيب شبهه بالجَيب. وَمن الْفِدَام حَدِيث بهز بن حَكِيم عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إِنَّكُم مدعُوَّون يَوْم الْقِيَامَة مفدمة أفواهُكُم بالفِدام. يَعْنِي أَنهم منعُوا الْكَلَام حَتَّى تكلم أَفْخَاذهم فَشبه ذَلِك بالفدام الَّذِي يشد بِهِ على الْفَم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَبَعْضهمْ يَقُول: الفَدام - بِالْفَتْح وَوجه الْكَلَام بالفدام - بِكَسْر الْفَاء. وَفِي الحَدِيث: ثُمَّ إِن أول مَا يُبَيَّن عَن أحدكُم لفخذه وَيَده.
[سحق] سحــقت الشئ فانسحق، إذا سَكَهْتَهُ. والسَحْقُ: الثوبُ البالي والسَحْقُ في العَدْو: فوق المشي ودون الحضر. والسحق بالضم: البعد. يقال: سحقا له، وكذلك السحق، مثل عسر وعسر. قد سحق الشئ بالضم فهو سحيق، أي بعيد. وأَسْحَقَهُ الله، أي أبعده. وأَسْحَقَ الثوبُ، أي أخلَقَ وبَليَ. عن يعقوب. قال: وأَسْحَقَ خُفُّ البعير، أي مَرَنَ. وأَسْحَقَ الضرعُ، أي ذهب لبنه وبَليَ ولصق بالبطن. قال لبيد: حتى إذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ لم يُبْلِهِ إرْضاعُها وفِطامُها والسَحوقُ من النخل: الطويلة، والجمع سُحُقٌ. وأتانٌ سحوقٌ وحمارٌ سَحوقٌ، أي طويل. والسَوْحَقُ: الطويل. وإسحاق: اسم رجل. فإن أردت به الاسم الاعجمي لم تصرفه في المعرفة، لانه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. وإن أردت المصدر من قولك: أسحقه السفر إسحاقا، أي أبعده، صرفته لانه لم يتغير. والسمحوق من النخل: الطويلة، والميم زائدة. والسِمحاقُ: قشرة رقيقة فوق عَظْم الرأس، وبها سميت الشجة إذا بلغت إليها: سمحاقا. وسماحيق السماء: القطعُ الرِقاقُ من الغَيم. وعلى ثَرْبِ الشاةِ سَماحيقُ من شَحْمٍ. وأرى الميمات في هذه الكلمات زوائد.
(س ح ق)

سحَق الشَّيء يَسْحَقُه سحْقا: دَقَّه اشدَّ الدَّقّ، وَقيل: السَّحْقُ: الدَّقُّ الرقيقُ، وَقيل: هُوَ الدَّقُّ بعد الدَّقِّ.

وسحَــقَتِ الرّيحُ الأَرْض تَسْحَقُها سَحْقا: إِذا عَفَّتِ الْآثَار وانْتَسَفَتِ الدُّقاقَ.

والسَّحْقُ: اثر دَبَرَهِ الْبَعِير إِذا بَرَأتْ وابيض موضعهَا.

والسَّحْقُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ قَالَ مزرد:

وَمَا زَوَّدُوني غَيَر سَحْقِ عِمامَةٍ ... وخَمْسِ ميء مِنْهَا قَسِيُّ وَزَائِفُ

وجمْعُه سحُوقٌ قَالَ الفرزدق:

فإنَّك إِن تَهْجُو تميما وتَرْتَشِي ... تَبابِين قَيْسٍ أَو سحُوق العمائمِ

وانْسَحَق الثوبُ واسحق: إِذا سَقَطَ زئْبِرُه وَهُوَ جَدِيد.

وسحَقَهُ البلى سحقا قَالَ رؤبة:

سحْق البِلَى جِدَّتَهُ فأْنهجا

واسحَقَ الضَّرْع: يَبِس وبَلِىَ وارتفع لَبَنُهُ. قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذا يَبِسَتْ واسحَق حالِقٌ ... لمُ يُبْلِهِ إرْضاعُها وفِطامُها

والسَّحْقُ فِي العَدْوِ دونَ الحُضْرِ قَالَ العَجاجُ:

سَحْقا من الجَدّ وسحْجا باطِلاَ

وسحَــقَتٍ العينُ الدَّمْعَ تَسْحَقُه سحقا فانسحق: حَدَرَتْهُ.

والسُّحْقُ: البُعْدُ. وَفِي الدُّعاء " سُحْقاً لَهُ " نصبوه على إِضْمَار الفِعْلِ غير المستَعْمَلِ إِظْهَاره.

واسحَقَهُ الله: ابعده.

واسحَقَ هُوَ وانسَحقَ: بَعُدَ.

ومكانٌ سَحِيقٌ: بعيد. وَفِي التَّنْزِيل (أوْ تهوِى بِهِ الريحُ فِي مكانٍ سحِيقٍ) وَيجوز فِي الشِّعْرِ ساحِقٌ.

وسُحْقٌ ساحِقٌ على الْمُبَالغَة، فَإِن دَعَوْتَ فالمختار النَّصْبُ.

ونخلَةٌ سَحُوقٌ: طويلةٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا ادري لعلّ ذَلِك مَعَ انْجِرَادٍ يكون. وَالْجمع سُحُقٌ، فَأَما قولُ زُهير:

كأنَّ عَيْنيَّ فِي غَرْبيْ مُــقَتَّــلَةٍ ... من النَّواضحِ تَسْقِى جنًّةً سُحُقا

فَإِنَّهُ أَرَادَ: نَخْل جنَّةِ فَحذف، إِلَّا أَن يَكُونُوا قد قَالُوا: جَنَّةٌ سُحُقٌ، كَقَوْلِهِم: ناقةٌ غُلُظٌ وَامْرَأَة عُطُلٌ. وَقد انْعَمْتُ ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وحِمارٌ سَحُوقٌ. طويلٌ مُسِنّ، وَكَذَلِكَ الاتان. وَالْجمع سحُقٌ. واستعار بعضُهُم السَّحُوقَ للمراة الطَّوِيلَة، اند ابْن الاعرابي:

تُطِيفُ بِهِ شَدَّ النَّهارِ ظَعينةٌ ... طَوِيلَةُ انْقاءِ اليدَينِ سَحُوقُ

والسَّوْحَقُ: الطويلُ من الرِّجَال. وساحوقُ: موضعٌ. قَالَ سَلمَة الْعَبْسِي:

هَرَقْنَ بِساحُوق دِماءً كَثِيرَة ... وغادَرْنَ قَتْــلى من حَليبٍ وحازِرِ

عَنى بالحَليبِ الرَّفيعَ. وبالحازِرِ الوضيعَ. فسَّرَه يعقُوبُ.

ويومُ ساحُوقٍ: من ايَّامهم.

ومُساحِقٌ: اسْم.

وإسحَاقُ: اسْم اعجمي، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الحقوه بِبِناء إعْصَارٍ.
سحق
سحَقَ يَسحَق، سَحْقًا، فهو ساحِق، والمفعول مَسْحوق
• سحَقَ الشَّيءَ:
1 - طحنه، دقّه أشدّ الدّقِّ حتى حوّله إلى دقائق صغيرة "سحَق الحَبَّ/ الجوزَ/ العقاقيرَ/ الملحَ" ° سحَق عظامَه: ضربه بعنف.
2 - أهلكه، أباده "سحَق حشرةً/ التمرُّد".
• سحَق جيشَ العدوّ: أنزل به هزيمة تامّة ° سحَق فريقُ الكرة نظيرَه: هزمه لعبًا ونتيجة.
• سحَق اللهُ فلانًا: أبعده "سحَق اللهُ الكافرَ: أبعده عن رحمته". 

سحُقَ يَسحُق، سُحْقًا وسُحُقًا، فهو سَحِيق
• سحُق المكانُ: بعُد أشدّ البُعْد "لم نستطع الوصول إلى قعر البئر لسُحْقِه- زمن سَحِيق- {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} - {فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ}: بُعدًا وطردًا وهلاكًا".
• سحُق الثَّوبُ: بلي. 

سحِقَ يَسحَق، سُحْقًا وسُحُقًا، فهو سَحِيق
• سحِق المكانُ: سحُق؛ بعُد أشدّ البُعْد " {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ}: بُعْدًا وطردًا وهلاكًا". 

أسحقَ يُسحِق، إسحاقًا، فهو مُسْحِق، والمفعول مُسْحَق (للمتعدِّي)
• أسحقَ المكانُ: سحُق، بعُد أشدّ البُعد.
• أسحقه اللهُ: أبعده وأهلكه، وهو دعاءٌ على الشَّخص. 

انسحقَ ينسحق، انسحاقًا، فهو مُنْسحِق
• انسحق الحَبُّ: مُطاوع سحَقَ: اندقَّ أشدّ الدقّ "انسحق القمحُ في الرحى- سهل الانسحاق: سهل التفتيت" ° انسحق تحت عجلات القطار: هلك- انسحق قلبُه: ندم على خطاياه، انكسر وتذلَّل، اعتراه أسى عميق- دمع منسحق: مندفع- دَمٌ منسحق: سائل. 

ساحقَ يُساحق، مُساحقةً وسِحاقًا، فهو مُساحِق، والمفعول مُساحَق
• ساحَــقت فلانةُ فلانةً: اشتهتها ومالت إليها، وهذا نوع من الشذوذ الجنسيّ. 

ساحِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سحَقَ.
2 - شديد "نصر/ هجوم/ نجاح/ تفوّق ساحِق- الأغلبيّة الساحقة- حرب ساحقة: شديدة مدمِّرة". 

سِحاق [مفرد]:
1 - مصدر ساحقَ.
2 - شذوذ جنسيّ بين امرأتين، يقابله لواط عند الرِّجال. 

سَحْق [مفرد]: ج سُحُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر سحَقَ ° سَحْقًا له: بُعْدًا وهلاكًا.
2 - خَلَقٌ بالٍ "ثوب سَحْق". 

سُحْق [مفرد]: مصدر سحُقَ وسحِقَ ° سُحْقًا له: بُعْدًا وهلاكًا- سُحْقٌ ساحق: للمبالغة في التعبير عن البُعد. 

سُحُق [مفرد]: مصدر سحُقَ وسحِقَ. 

سَحُوق [مفرد]: ج سُحُق، مؤ سَحُوق، ج مؤ سُحُق: طويل "امرأة/ نخلة/ عُود سَحُوق". 

سَحيق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سحُقَ وسحِقَ ° الأزمنة السحيقة: الغابرة- مكان سحيق: بعيد- وادٍ سحيق: عميق. 

مَسْحوق [مفرد]: ج مسحوقون ومساحيقُ:
1 - اسم مفعول من سحَقَ ° المسحوقون من النَّاس: شديدو الفقر.
2 - (كم) مادّة صلبة ناعمة مدقوقة تستعمل لأغراض شتّى "مسحوق الغسيل- مسحوق للتنظيف" ° مساحيق التَّجميل: موادّ
 تستعمل لتجميل الوجْه وغيره من أعضاء الجسد- مساحيق السماء: القطع الرقاق من الغيم- مسحوق الفحم: رجيع الفحم وهو تراب الفحم الحجريّ. 

سحق: سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً: دقَّه أشد الدقّ، وقيل: السَّحْق

الدقُّ الرقيق، وقيل: هو الدقّ بعد الدقّ، وقيل: السَّحْق دون الدقّ.

الأَزهري: سَحَــقَت الريحُ الأَرض وسَهَكَتها إذا قشرت وجه الأَرض بشدة

هبوبها، وسَحَــقْت الشيء فانْسَحَق إذا سَهَكْته. ابن سيده: سَحَــقَت الريحُ

الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إذا عَفَّت الآثار وانْتَسَفَت الدِّقاقَ.

والسَّحْق: أثر دَبَرة البعير إذا بَرَأَت وابْيَضَّ موضعها. والسَّحْق:

الثوب الخلَق البالي؛ قال مُزَرِّد:

وما زَوَّدُوني غيرَ سَحْقِ عِمامة،

وخَمْسِ مِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ

وجمعه سُحوق؛ قال الفرزدق:

فإنّك، إن تَهْجو تَمِيماً وتَرْتَشِي

بِتَأْبِينِ قَيْسٍ، أو سُحوق العَمائم

والفعل: الانْسِحاق. وانْسَحَق الثوبُ وأسْحَق إذا سقط زئْبِرُه وهو

جديد، وسَحَقَه البِلى سَحْقاً؛ قال رؤبة:

سَحْقَ البِلى جدَّته فأَنْهَجا

وقد سَحَقَه البِلى ودَعْكُ اللُّبْس. وثوب سَحْق: وهو الخلَق؛ وقال

غيره: هو الذي انْسَحَق ولانَ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال: مَنْ

زافَت عليه دَراهِمُه فَليَأْت بها السُّوقَ ولْيَشْتَرِ بها ثَوْبَ

سَحْقٍ ولا يُحالفِ الناسَ أنها جِيادٌ؛ السَّحْق: الثوب الخلَق الذي انْسَحَق

وبَليَ كأنه بعد من الانتفاع به. وانْسَحَقَ الثوبُ أي خلَق؛ قال أبو

النجم:

مِنْ دِمْنةٍ كالمِرْجَليِّ المِسْحَق

وأسْحَق خفٌّ البعير أي مَرَنَ. والإسْحاق: ارتفاع الضرع ولزوقه بالبطن.

وأسْحَقَ الضرعُ: يَبِسَ وبَلي وارتفع لبنه وذهب ما فيه؛ قال لبيد:

حتى إذا يَبِسَت وأسْحَقَ حالقٌ،

لم يُبْلِه إرْضاعُها وفِطامُها

وأسْحَــقَت ضَرّتُها: ضَمَرت وذهب لبنُها. وقال الأَصمعي: أسْحَق يَبِسَ،

وقال أبو عبيد: أسْحَقَ الضَّرْع ذهب وبلي. وانْسَحَــقت الدلوُ: ذهب ما

فيها. الأَزهري: ومُساحَقةُ النساءِ لفظ مولَّد. والسَّحْق في العَدْوِ:

دون الحُضْر وفوق السَّحْج؛ قال رؤبة:

فهي تعاطي شدَّه المُكايَلا

سَحْقاً من الجِدّ وسَحْجاً باطلا

وأنشد الأَزهري لآخر:

كانت لنا جارة، فأزْعَجها

قاذورة تَسْحَق النَّوى قُدُما

والسَّحْق في العَدْوِ: فوق المشي ودون الحُضْر. وسَحَــقت العينُ الدمعَ

تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق: حَدَرَتْه، ودُموع مَساحِيق؛ وأنشد:

قِتْــب وغَرْب إذا ما أُفْرِغ انْسَحقا

والسُّحُق: البُعْد، وكذلك السُّحْق مثل عُسْر وعُسُر. وقد سَحُق الشيء،

بالضم، فهو سَحِيق أي بعيد؛ قال ابن بري: ويقال سَحِيق وأسْحق؛ قال أبو

النجم:

تعلو خَناذِيذَ البَعيد الأَسْحَقِ

وفي الدعاء: سُحْقاً له وبُعْداً، نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل

إظهارُه. وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه الله أي أبعده؛ ومنه قوله:

قاذورة تسحق النوى قُدُما

وأسْحَق هو وانْسَحَق: بَعُد. ومكان سَحِيق: بَعِيد: وفي التنزيل: أو

تَهْوِي به الريحُ في مكان سَحِيق؛ ويجوز في الشعر ساحِقٌ. وسُحُقٌ ساحِقٌ،

على المبالغة، فإن دعوت فالمختار النصب. الأَزهري: لغة أهل الحجاز

بُعْدٌ له وسُحْقٌ له، يجعلونه اسماً، والنصبُ على الدعاء عليه يريدون به

أبْعَدَه الله؛ وأسْحَقَه سُحْقاً وبُعداً وإنه لَبَعِيد سَحِيق. وقال الفراء

في قوله فسُحْقاً لأَصحاب السَّعِير: اجتمعوا على التخفيف، ولو قرئت

فسُحُقاً كانت لغة حسنة؛ قال الزجاج: فسُحْقاً منصوب على المصدر أسْحَقَهم

الله سُحْقاً أي باعَدَهم من رحمته مُباعَدة. وفي حديث الحوض: فأقول

سُحْقاً سُحْقاً أي بُعْداً بُعْداً. ومكان سَحِيق: بعيد. ونخلة سَحُوق:

طويلة؛ وأنشد ابن بري للمفضل النكري:

كان جِذْعٌ سَحُوق

وفي حديث قُسّ: كالنخلة السَّحُوق أي الطويلة التي بَعُد ثمرُها على

المجتني؛ قال الأَصمعي: لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون، والجمع سُحُق؛

فأما قول زهير:

كأنَّ عَيْنَيّ في غَرْبَيْ مُــقَتِّــلة،

من النواضح، تَسْقِي جَنّةً سُحُقا

فإنه أراد نخلَ جَنّة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنّة سُحُق، كقولهم

ناقة عُلُطٌ وامرأة عُطُلٌ. الأَصمعي: إذا طالت النخلة مع انجراد فهي

سَحُوق، وقال شمر: هي الجرداء الطويلة التي لا كَرَب لها؛ وأنشد:

وسالِفة كسَحُوق اللِّيا

ن، أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ

شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء. وحمار سَحُوق: طويل مُسِنّ، وكذلك

الأَتان، والجمع سُحخقٌ؛ وأنشد للبيد في صفة النخل:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّه،

عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنّ كُرومُ

واستعار بعضهم السَّحُوق للمرأة الطويلة؛ وأنشد ابن الأَعرابي:

تُطِيف به شَدَّ النهار ظَعِينةٌ،

طَويلةُ أنْقاء اليدَيْنِ سَحُوقُ

والسَّوْحَق: الطويل من الرجال؛ قال ابن بري: شاهده قول الأَخطل:

إذا قلتُ: نالَته العَوالي، تَقاذَفَتْ

به سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانحةُ الصَّدْرِ

الأَصمعي: من الأَمطار السَّحائِقُ، الواحدة سَحيقة، وهو المطر العظيم

القَطْر الشديد الوَقْع القليلُ العَرِمُ، قال: ومنها السَّحِيفة، بالفاء،

وهي المطرة تجرُف ما مرَّت به.

وساحوق: موضع؛ قال سلمة العبسي:

هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِيرة،

وغادَرْن قَبْلي من حَلِيب وحازِر

عني بالحليب الرفيعَ، وبالحازر الوضيع، فسره يعقوب؛ وأنشد الأَزهري:

وهُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا

ويومُ ساحوق: من أيامهم. ومساحق: اسم. وإسْحَق: اسم أعجمي؛ قال سيبويه:

ألحقوه ببناء إعْصار. وإسْحَق: اسم رجل، فإن أردت به الاسم الأَعجمي لم

تصرفه في المعرفة لأنه غُيِّر عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف

المذهب، وإن أردت المصدر من قولك أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أي أبعده صرفته

لأَنه لم يُغٍيَّرْ.

والسُّمْحوق من النخل: الطويلةُ، والميم زائدة.

والسِّمْحاق: قشرة رقيقة فوق عظم الرأس بها سميت الشَّجّة إذا بلغت

إليها سِمْحاقاً؛ قال ابن بري: والسمحاق أثر الحنان؛ قال الراجز:

يَضْبُط، بين فَخْذِه وساقِه،

أيْراً بَعِيدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه

وسَماحيق السماء: القِطعَُ الرِّقاقُ من الغَيْم؛ وعلى ثَرْب الشَّاة

سَماحِيقُ من شَحْم؛ قال الجوهري: وأرى أن الميمات في هذه الكلمات

زوائد.

سحق

1 سَحَقَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K) inf. n. سَحْقٌ, (Msb,) He bruised, brayed, or pounded, it; syn. دَقَّهُ; (Mgh, K;) namely, a thing, (S, TA,) or medicine: (Mgh, Msb:) or i. q. سَهَكَهُ [app. as meaning he bruised, brayed, or pounded, it coarsely; but see this latter verb]: (S, K:) or it signifies [he did so in a degree] less than what is meant by دَقَّهُ: (Lth, K:) or [he powdered, or pulverized, it; i. e.] he bruised, brayed, or pounded, it finely: or he bruised, brayed, or pounded, it time after time. (TA.) b2: [Hence,] سَحَــقَتِ الرِّيحُ الأَرْضَ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) The wind effaced the traces of the ground, (K, TA,) and carried away the broken particles [that were upon it]: (M, TA:) or passed along as though it were bruising, or braying, or pounding, (كَأَنَّهَا تَسْحَقُ,) the dust: (O, K:) or pared, or abraded, the surface of the earth by its vehement blowing; as also سَهَكَتْهَا [q. v.]. (T, A, TA.) b3: And سَحَقَهُ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He wore it out; namely, a garment. (K, TA.) And سَحَقَهُ مَرُّ الزَّمَانِ (assumed tropical:) The course of time rendered it (a garment) thin and worn out. (O, TA.) And سَحَقَهُ البِلَا (assumed tropical:) [Wear wasted it]; namely, a garment. (TA.) b4: Also He, or it, rendered it soft, or smooth; namely, a hard thing. (K.) b5: and (assumed tropical:) He destroyed it; and so ↓ اسحقهُ. (Har p. 257-8.) b6: سَحَقَ القَمْلَةَ He killed the louse. (K.) b7: سَحَقَ رَأْسَهُ He shaved his head. (K.) b8: سَحَــقَتِ العَيْنُ دَمْعَهَا The eye spent its tears; (K, TA;) shed them, or let them fall. (TA.) b9: See also 4.

A2: سَحُقَ, aor. ـُ inf. n. سُحُوقَةٌ, (assumed tropical:) It (a garment) was, or became, old, and worn out; (K;) [and so, app., سَحِقَ, inf. n., سَحَقٌ, accord. to a usage of this noun, in the Deewán el-Hudhaleeyeen, mentioned by Freytag, and agreeably with the phrase ثَوْبٌ سَحِقٌ, mentioned below;] as also ↓ اسحق, (Yaakoob, S, Msb, K,) inf. n. إِسْحَاقٌ. (Msb.) A3: سَحُقَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ and سَحِقَ, aor. ـَ (K;) inf. n. سُحْقٌ (S, * Msb, * K) [and app. سُحُقٌ also]; It (a thing, S, or a place, Msb) was, or became, distant, or remote; (S, Msb, K;) as also ↓ اسحق, and ↓ انسحق. (TA.) سُحْقٌ and سُحُقٌ are both syn. with بُعْدٌ. (S, K.) One says, سُحْقًا لَهُ, (S, Msb,) a form of imprecation, (Msb,) meaning May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or curse him! i. e. may he not be pitied with respect to that which has befallen him! like بُعْدًا لَهُ: the most approved way is to put the noun thus in the accus. case as an inf. n.; but the tribe of Temeem say, بُعْدٌ لَهُ, and سُحْقٌ. (TA in art. بعد.) b2: سَحُــقَتِ النَّخْلَةُ The palm-tree became tall: (K:) or tall with smoothness [of its trunk]. (TA.) A4: سَحَــقَتِ الدَّابَّةُ, [inf. n. سَحْقٌ,] The beast ran vehemently: or ran a pace above that termed مَشْىٌ and below that termed حُضْرٌ, (K, TA,) agreeably with what is said in explanation of السَّحْقُ in the S: or below that termed حُضْرٌ and above that termed سَحْجٌ. (TA.) 3 مُسَاحَقَةُ النِّسَآءِ [meaning (tropical:) The mutual act, of women, indicated by the epithet سَحَّاقَةٌ (q. v.), as also ↓ تَسَاحُقٌ,] is post-classical: (T, TA:) such it is said to be. (Mgh.) 4 اسحقهُ: see 1. b2: Said of God, (S, TA,) He removed him far away, or alienated him, or estranged him, in a general sense, or from good, or prosperity; syn. أَبْعَدَهُ; (S, O, K, TA; [accord. to the CK انسحقهُ, which is wrong;]) as also ↓ سَحَقَهُ: or, from his mercy. (TA.) A2: اسحق as intrans.: see 1, in two places. b2: Also, [in the CK, erroneously, انسحق,] said of a came's foot, It was, or became, smooth, with a degree of hardness; syn. مَرَنَ. (ISk, S, O, K.) b3: And said of an udder, It lost its milk, and became wasted, and clave to the belly: (ISk, S, O, K:) or it dried up: (As, TA:) or it went away; and wasted. (A'Obeyd, TA.) b4: And اسحــقت الدَّلْوُ The bucket became empty of what was in it. (TA.) 6 تَسَاحُقٌ The act of rubbing together. (KL.) See also 3.7 انسحق [It was, or became, bruised, brayed, or pounded: &c.:] quasi-pass. of سَحَقَهُ as expl. in the first sentence of this art. (S, O, K.) b2: Said of a garment, It was, or became, [worn out; or thin and worn out; (see 1;) or] threadbare, or napless, while new. (TA.) b3: And [said of a place,] It was wide, or ample. (O, K.) b4: See also 1. b5: انسحق الدَّمْعُ The tears were shed. (TA.) سَحْقٌ An old and worn-out garment, (S, Mgh, O, Msb, K,) that has become thin, (O,) and threadbare; (Ham p. 591;) also used as a prefixed noun, (Mgh, Msb,) so that you say سَحْقُ ثَوْبٍ [meaning as above], (Mgh,) and سَحْقُ بُرْدٍ [an old and worn-out بُرْد], and سَحْقُ عِمَامَةٍ [an old and worn-out turban]: (Mgh, Msb:) and one says ثَوْبٌ سَحْقٌ, [using it as an epithet,] (O, TA,) and ↓ ثَوْبٌ سَحِقٌ, (Har p. 258, [but for this I have found no other authority, and it may be a mistranscription,]) and ↓ ثَوْبٌ مُنْسَحِقٌ likewise signifies an old and worn-out garment: (TA:) سَحْقٌ applied to a garment is an inf. n. used as a subst.: (O, TA:) the pl. is سُحُوقٌ. (TA.) Hence one says سَحْقُ دِرْهَمٍ, meaning (tropical:) A [bad] dirhem [or] such as is termed زَائِفٌ. (Mgh.) b2: Also A pastor's bag (كِنْفٌ): so in a verse cited voce خُفٌّ. (S in art. خف.) b3: And (tropical:) Thin clouds: (K:) likened to an old and worn-out garment. (TA.) b4: And The mark, or scar, of a gall, or sore, on the back of a camel, when it has healed, and the place thereof has become white: (TA:) [like سَلْقٌ and سَلَقٌ.]

سَحِقٌ: see the next preceding paragraph.

سُحْقَةٌ Baldness: of the dial. of El-Yemen. (Freytag, from IDrd.)]

سَحُوقٌ Tall; applied to a palm-tree; (S, Msb, K;) as also سُيْحُوقٌ; (S;) and to a he-ass and to a she-ass; (S, K) and by some, metaphorically, to a woman; (TA;) and ↓ سَوْحَقٌ signifies the same, (K,) applied to a man; (TA;) and الرِّجْلَيْنِ ↓ سَوْحَقُ long in respect of the legs: (IB:) or سَحُوقٌ applied to a palm-tree signifies tall so that its fruit is far above the gatherer; As says, I know not whether that be with a bending: or, accord. to Sh, so applied, smooth and tall, having no stumps of the branches remaining [upon the trunk]; and to such the neck of a horse is likened by a poet: and applied to a he-ass and to a she-ass, tall, and advanced in age: (TA:) pl. سُحُقٌ, (S, O, Msb,) like رُسُلٌ, (Msb,) or سُحْقٌ. (So in the K.) One says also جَنَّةٌ سُحُقٌ, meaning A garden of tall palm-trees. (TA.) سَحِيقٌ Bruised, brayed, or pounded: (Mgh:) [&c.: (see 1, first sentence:)] i. q. ↓ مَسْحُوقٌ: (O:) applied to musk; (Mgh, O;) and to saffron. (Mgh in art. ورس.) b2: and Distant; remote; (S, Msb, K;) applied to a thing, (S,) or to a place; (Msb, K;) as also ↓ أَسْحَقُ; (IB, TA;) and ↓ سَاحِقٌ in the same sense, applied to a place, is allowed in poetry. (TA.) One says, إِنَّهُ لَبَعِيدٌ سَحِيقٌ [app. meaning Verily he, or it, is very distant or remote]. (TA.) سَحِيقَةٌ A great rain that sweeps away that along which it passes: (K:) or, accord. to As, سَحِيفَةٌ, with ف, has this meaning; and the former word signifies a vehement rain, consisting of large drops, (TA in the present art.,) but of little width: pls.سَحَائِقُ and سَحَائِفُ. (TA in art. سحف.) سَحَّاقَةٌ [Fricatrix; quæ confrictu libidinem alterius explet: (Golius, from Meyd:)] an epithet of evil import, applied to a woman: (O, K:) pl. سَحَّاقَاتٌ: of such it is said that they are cursed by God. (Mgh.) سَاحِقٌ: see سَحِيقٌ. b2: You say also سُحْقٌ سَاحِقٌ, meaning Great distance or remoteness. (TA.) سَوْحَقٌ: see سَحُوقٌ, in two places.

أَسْحَقُ: see سَحِيقٌ. b2: [Also Bald: of the dial. of El-Yemen. (Freytag, from IDrd.)]

مِسْحَقٌ An instrument with which one bruises, brays, or pounds: &c.: (يُسْحَقُ بِهِ:) [see 1, first sentence.] (TA.) مَسْحُوقٌ: see سَحِيقٌ.

مُنْسَحِقٌ: see سَحْقٌ. b2: Also Wide, or ample. (TA.) b3: دَمْعٌ مُنْسَحِقٌ Tears pouring forth; syn. مُنْدَفِقٌ: (Lth, Az, TA:) in the K, مُنْدَفِعٌ: (TA:) pl. مَسَاحِيقُ, which is extr.; (K;) like مَكَاسِيرُ, pl. of مُنْكَسِرٌ. (TA.)
سحق
سَحَقَه أَي: الشَّيْء كمَنَعَه يَسْحَقه سَحْقاً: مثل سَهَكَه سَهْكاً، نقَلَه الجَوْهريٌّ.
أَو سَحَقَه: دَقهُ أَشَد الدق، أَو السَّحْقُ: الدَّق الرقِيقُ، أَو هُو الدَّقُّ بعدَ الدق، وقِيلَ: السَّحْقُ: دونَ الدَّقِّ قالَهُ اللَّيْثُ.
فانْسَحَقَ: انْسَهَك، أَو انْدَق. وَمن المجازِ: سَحَــقَت الرِّيحُ الأرضَ تَسحَقُها سَحقاً: إِذا عَفت آثارَها وانتَسَفَتِ الدُّقاقَ، كَذَا فِي المُحْكَم أَو مَرتْ كأنَّها تَسْحَقُ التًّرابَ سَحْقاً، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي التهْذِيبِ والأساس: سَحَــقَتِ الرِّيح الأرْضَ، وسَهَكَتْهُ: إِذا قَشَرَتْ وَجْهَ الأرْضِ بشدَّةِ هُبُوبِها.
وسحَقَ الثوْبَ يَسْحَقُه سَحْقاً: أَبْلاه وَهُوَ مَجازٌ.
وسَحَقَ الشَّيْء الشدِيدَ: إِذا لينَه.
وسَحَقَ القَمْلَةَ: قَتَــلَها. وسَحَقَ رَأسَه: إِذا حَلَقَه. وسَحَــقَت العَيْنُ دَمْعَها أَي: أنْفَدَتْهُ وحمَرَتْه، فانْسَحَقَ.
وسحَــقَتِ الدّابةُ: عَدَتْ شَدِيدًا أَو السحْقُ فِي العدْوِ: فَوْقَ المَشيِ، وَدون الحُضْرِ كَمَا فِي الصِّحاح، وقالَ آخَر: دُونَ الحضْرِ وفوقَ السحْج، قَالَ رُؤْبَةُ: فَهِيَ تُعاطِي شَده المُكايِلاَ سَحْقاً من الجِد وسَحْجاً باطِلاَ وأَنْشَدَ الْأَزْهَرِي لآخَرَ:
(كانَتْ لنا جارَة فأزْعَجَها ... قاذُورَة تَسْحَقُ النوَى قُدُمَا)
وَفِي العُبابِ: قَالَ رُؤْبَةُ فِي الكامِل فَرَسِ مَيْمُونِ بنِ مُوسَى المُرِّيِّ: كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يَقْضِي فَرَقَا إِلَى مَدَى العَقْب وشدُّا سَحقاً والسحْقُ: الثوبُ البالِي نَقَله الجَوْهَرِي، زادَ غيرُه: يقالُ: ثوب سَحْقٌ، سُمِّيَ بالمصدَرِ، لِأَنَّهُ الذِي سَحَقَه مَر الزَّمانِ سَحقاً، حَتّى رَق وبَليَ، قالَ أَعْشَى هَمدانَ:
(ولَيْسَ عَلَيْكَ إلاّ سَحْقُ بَت ... نَصِيبِي وإلاّ جَرْدُ نِيم)
وقَدْ سَحُق، ككَرُمَ سُحُوقَةَ، بالضمِّ مثلُ: خَلُقَ خُلُوقَة كأسْحَق وَهَذِه عَن يَعْقُوبَ، نَقَله الجَوْهَرِي.) والسحْقُ: السَّحابُ الرقِيق شُبَه بالثوْبِ الخَلَقِ.
وقالَ اللَّيْثُ: دَمْعٌ مُنْسَحِق: مندفع وَنَصّ الأزْهَريّ: مُنْدَفِق. ج: مَساحِيقُ وَهُوَ نادِر وكذلِك مُنْكَسِرٌ ومَكاسِيرُ، وأَنْشدَ: طَلَى طَرْفَ عَيْنَيْهِ مَساحِيقُ ذُرق والسُّحْقُ، بالضَّمِّ، وبِضَمَّتَيْن مِثَال خُلْقٍ وخُلُقٍ: البُعْدُ وقَرأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ: فسُحْقاً لأصْحابِ السَّعِيرِ أَجْمعُوا على التَّخْفِيف، وَلَو قُرِئَتْ فسحقاً كانَتْ لُغَةً حَسَنَةً، وقالَ الزجّاجُ: فسُحْقاً: مَنْصُوب على المَصْدَرِ، أَسْحَقَهُم اللهُ سُحْقاً، أَي: باعَدَهُم من رَحْمَتِه مُباعَدَةً، وَفِي حَدِيثِ الحَوْضِ: فأقُولُ لَهُم: سُحْقاً سُحْقاً أَي: بُعْدًا بُعْدًا.
وَقد سَحُقَ، ككَرُمَ وعَلِمَ، سُحْقاً بالغَّ واقتــصرَ الْجَوْهَرِي على اللُّغَةِ الأولَى، فَهُوَ سَحِيقٌ.
وسَحُــقَتِ النخْلَةُ، ككَرُمَ طالَتْ مَعَ انْجِراد.
وَمَكَان سَحِيقٌ، كأمِيرٍ: بَعِيدٌ ويُقال: إِنّه لَبَعِيد سَحِيق.
وعَبْدُ اللهِ بنُ سَحُوقٍ، كصَبُور مُحَدِّثٌ، وكأنّها أمه، وأَما أبُوه فإسْحاقُ وَفِي العُبابِ: وابْنُ سحُوقٍ: من أَصْحابِ الحَدِيثِ، واسمُه عَبْدُ اللهِ ابنُ إِسْحاقَ، وليسَ فِي هَذَا مَا يَدُل على أَنَّ سَحُوقاً أَمًّه، ولعَله من تحقِيرِ الأسْماءَ، كَمَا يَقُولُونَ لمُحَمد: حَمُّودَه، ولأحمَدَ حُمَيدان وحَمَد، ثمَّ رأَيتُ الحافِظَ ذَكَر لي التبْصِير فقالَ: عبدُ اللهِ بنُ إسْحاقَ، مولى غافِق، يُعْرَفُ بابنِ سُحْقُون، مِصْرِي، رَوي عَن حَرْمَلَةَ، مَاتَ سنة انْتهى، فعلَى هَذَا مَا ذَكَره الصاغانِي خطأ، قلدَه المُصَنفُ من غير مُراجَعَةٍ، فتَأمَّل، ثمَّ رأَيتُ فِي التَّكْمِلَة مثلَ مَا فِي التبصِيرِ، ونَصه: وابنُ سُحْقُونَ: من المُحَدثِينَ، واسمُه عبدُ اللهِ بنُ إِسْحاقَ.
والسحُوقُ من النخْل، والحُمُرِ، والأتُنِ: الطَّوِيلَةُ، ج: سُحْق بالضّمِّ قَالَ لَبِيدٌ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ نَخْلاً: سحْق يُمَتِّعها الصَّفَا وسَرِيه عُم نَواعِمُ بينَهنَّ كُروم وَفِي حديِثِ قُسٍّ: كالنخْلَةِ السحُوق أَي: الطَّوِيلَةِ الَّتِي بَعُدَ ثَمَرُها على المُجْتَنِى، قالَ الأصْمَعِي: لَا أَدْرِي لعَلَّ ذلِك مَعَ انْحِناءً يكوُن. وقالَ شمرٌ: السَّحُوقُ هِيَ الجَرْداءُ الطَّوِيلَة الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، وَأنْشد:
(وسالِفَةٍ كسَحوقِ اللَيا ... نِ أَضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ)
) شَبَّه عُنُقَ الفَرَسِ بالنَّخْلَةِ الجَرْداءَ. وحِمار سَحُوقٌ: طَوِيلٌ، مُسِنًّ، وَكَذَلِكَ الأتانُ.
والسوحَقُ، كجَوهَرٍ: الطَّوِيلُ من الرِّجالِ، قالَ ابنُ بَرَيّ: شاهِدُه قَوْلُ الأخطَلَ:
(إِذا قُلْتُ نالَتْهُ العَوالِي تَقاذَفَتْ ... بهِ سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانِحةُ الصّدْرِ)
وساحُوق: عَلَمٌ.
وَأَيْضًا: ع، كانَتْ فِيهِ وَقْعَة لبَنِي ذُبيانَ بنِ بَغِيضٍ عَلَى عامِرِ ابنِ صَعْصَعَةَ، وقَتَــلُوا رِجالاً أشرافاً، كانُوا يَقْرُونَ الأضْيافَ، فَلَمَّا قُتِــلُوا ذَهَبَ ذَلِك القِرَى، فقالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُبِ الأنْمارِي يَذْكُرُ ذَلِك:
(هَرَقن بساحُوقٍ جِفاناً كَثِيرَة ... وغادَرْنَ أخْرَى مِن حَقِينٍ وحازِرِ)
وامْرَأَةٌ سَحّاقَةٌ: نعْتُ سَوءً لَها، فِي العُبابِ.
وقالَ الأزْهَرِي: ومُساحَقَةُ النِّساء لَفْظَة مُولَّدَة، وَفِي الأساسِ: فِي المَجازِ: ولَعَنَ اللهُ المُساحِقاتِ.
وقالَ الأصمَعِيًّ: السَّحِيقَة: المَطَرُ العَظِيمُ القَطرِ، الشَّدِيدُ الوَقع، قالَ: وَمن الأمطارِ السحِيفَة بالفاءَ، وَهِي: المَطرَةُ العَظِيمةُ الَّتِي تَجْرِفُ مَا مَرت بِهِ.
وقالَ يَعْقوبُ: أَسْحَقَ خُفُّ البَعِيرِ أَي: مَرَنَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. قالَ: وأسْحَقَ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لَبَنُه، وبَليَ ولَصِقَ بالبَطْنِ وأَنْشَدَ للَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يَصِفُ مَهاة:
(حَتّى إِذا يَبِسَتْ وأسْحَقَ حالِقٌ ... لم يُبْلِهِ إِرْضاعُها وفِطامُها)
وقالَ الأصْمَعِىُّ: أَسْحَقَ: يَبِسَ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَسحَقَ الضرْعُ: ذَهَبَ وبَليِ.
وأَسْحَقَ اللهُ فُلاناً: أبْعَدَه من رَحْمَتِه.
وانْسَحَقَ: اتسَعَ ومنهُ المُنْسَحَقُ للمتسعِ، قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمارًا وأتُنَهُ:
(حَتّى إِذا أَقْحَمَها فِي المُنْسَحَقْ ... وانْحَسَرَتْ عَنْها شِقابُ المُخْتَنَقْ)
وإسحاقُ: عَلم أَعْجَميّ وَهُوَ بالكسرِ، وإنّما أَطْلَقَه للشُّهْرة، ولِكَوْنِه يُفْهَمُ فِيمَا بعدُ من قولِه: إِن نُظِرَ إِلى أَنَّه مَصْدر فِي الأصْلِ قالَ سيبَوَيْهِ: ألْحَقُوه ببِناءَ إِعْصارٍ، وإِسْحاق: اسمُ رَجُلٍ، فَإِذا أريدَ ذَلِك لم تصرِفْهُ فِي المَعرِفَةِ، لأًنهُ غُيِّرَ عَن جِهَتِه، فوقَعَ فِي كَلام العَرَبِ غير معروفِ المَذْهَب ويُصْرَفُ إِن نُظِرَ إِلى أَنَّه مصدَرٌ فِي الأصْلِ من قولِكَ: أَسْحَقَه الله أَي: أبعَدَه، وذلِكَ لأنَّه لم يُغَير عَن جِهَتِه، كَذَا فِي الصِّحاح والعُبابِ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:)
السَّحْقُ: أَثَرُ دَبَرَةِ البَعِيرِ إِذا بَرَأَت وابْيَضَّ مَوْضِعُها.
وانْسَحَقَ الثوْب: سَقَطَ زِئبِرُه وهُو جَدِيدٌ.
وجمعُ السَّحْقِ الثوْبِ الْبَالِي: سُحُوقٌ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(فإِنّكَ إِنْ تَهْجُو تَمِيماً وتَرْتَشِي ... تَبابِينَ قَيْسٍ أَو سُحوقَ العَمائِم) وسَحَقَه البِلَى سَحْقاً، قَالَ رُؤْبَةُ: سَحْق البِلَى جِدَّتَه فأنْهَجَا والمُنْسَحِقُ: الثوْبُ الخَلَقُ، قَالَ أَبو النجْمَ: مِنْ دِمْنَة كالمَرْجَلِيِّ المنْسَحِقْ والمِسْحَقُ، كمِنْبَرٍ: مَا يُسْحَقُ بهِ. وانْسَحَــقَتِ الدلْو: ذَهَبَ مَا فِيها.
والأسْحَقُ: البَعِيدُ، كالسحِيقِ، قالهُ ابنُ بَرّيّ، وأَنْشَدَ لأبِي النجْمَ: تَعْلُو خَناذِيذَ البَعِيدِ الأسْحَقِ وسَحَقَه اللهُ: أبْعَدَه، وأسْحَقَ هُو، وانْسَحَقَ: بَعُدَ.
ومَكان ساحِق: بَعِيدٌ، جَوَّزُوه فِي الشِّعْرِ.
وسُحْق ساحِق، على المُبالَغَةِ.
وجنَّة سُحُقٌ، بضَمَّتَيْن، كَمَا قَالُوا: ناقَةٌ عُلُط، وامْرَأة عُطُلٌ، وَمِنْه قَوْلُ زهَير:
(كأنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُــقَتــلَة ... من النّواضِح تَسْقِى جَنَّةً سحُقَا)
ويُقال: أرادَ نَخْلَ جَنَّةٍ، فحَذَف. واسْتَعارَ بعضُهم السحُوقَ للمَرْأةِ الطَّوِيلَةِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابِيِّ:
(تُطِيف بِهِ شَد النهارِ ظَعِينَة ... طَوِيلَةُ أنْقاءَ اليَدَيْنِ سَحُوقُ)
ومُساحِق: اسمٌ.
وقَرَأتُ فِي تارِيخ الخَطِيبِ، فِي تَرْجَمَةِ المُتَّقِي للهِ، يُقال: اجْتَمعَتْ فِي أَيّامه إِسْحاقاتٌ، فانْسَحَــقَتْ خلافةُ بني العباسِ فِي زَمانِه، وانْهَدَمَتْ قُبَّةُ المَنْصُورِ الخَضْراءُ الَّتِي كانَ بهَا فَخْرُهُم، وَذَلِكَ أَنَّه كَانَ يكْنَى أَبا إِسْحاقَ، ووَزِيرُه القَرارِيطيُّ كانَ يُكْنَى أَبا إسْحاق كذلِك، وكانَ قاضِيَه أَبُو إِسْحاقَ الخِرَقِي، ومُحْتَسِبَه أَبُو إِسْحَاقَ بنُ بَطْحاء، وصاحِب شُرْطَتِه أَبو إِسْحاقَ بنِ أَحْمَدَ، ابنِ أَمِير خُراسانَ، وكانَتْ دارُه القَدِيمَةُ فِي دارِ إِسْحاقَ ابنِ إِبْراهِيمَ المَصِّيصيّ وكانَت الدّارُ نَفْسها لإسْحاق بنِ كنداج، ودُفِنَ فِي دارِ إِسْحاقَ فِي تُرْبَتِه بالجانِبِ الغَرْبِيَ. قلتُ: وشَيخُنا)
المُعمرُ محمدُ بن إسْحاقَ ابنِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ الصنْعانِيّ، ممَّن حَدَّثَ عَن عبدِ اللُّهِ بنِ سالِم البَصريّ، توفى سنة.
ومَحَلةُ إسْحاقَ: بالغَرْبِيةِ، من أعْمالِ مِصْرَ، وَكَذَا منْيَةُ إِسْحاقَ، وَمن الأولَى ناصِرُ الدّينِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمدُ بنُ عُثْمانَ بنِ مُحَمَّد الإِسْحاقِيُّ المالِكِي، مَاتَ سنة مِمَّن اشْتَغَلَ بالفِقْهِ على الشيْخ خَلِيل المالِكِيِّ، وحَفِيدُه الرضي مُحَمدُ بنُ مُحمَّد الإِسْحاقِيًّ لَقِيَهُ السخاوِيُّ، ومِنْها أَيضاً: المُؤَرِّخُ عبد الباقِي بنُ مُحَمد الإسْحاقيُّ المَنُوفِيّ المتأخرُ، لَهُ تارِيخٌ لَطيفٌ، توفّي بِبَلَدِهِ سَنَةَ نَيَفٍ وسَبْعِينَ وأَلف. والإسْحاقِيونَ: بَطْن من العَلَوِيينَ مَنسوبون إِلى أبي مُحَمدٍ إسْحاقَ المُؤْتَمَنِ ابنِ جعْفَرٍ الصّادِق، مِنْهُم نُقَباءُ حلَبَ وَالشَّام، وجَماعَةَ ببَعْلَبَك.
وأَيْضاً: بَطْن من جَعْفَر الطيّارِ، مَنْسُوبٌ إِلى إِسْحاقَ العَرِيضِيّ الأطرف، وفِيهم كَثْرَة.
سحق: {فسحقا}: بعدا. {سحيق}: بعيد.
سحق
السَّحْقُ: تفتيت الشيء، ويستعمل في الدّواء إذا فتّت، يقال: سَحَــقْتُــهُ فَانْسَحَقَ، وفي الثوب إذا أخلق، يقال: أَسْحَقَ، والسُّحْقُ: الثوب البالي، ومنه قيل: أَسْحَقَ الضّرعُ، أي: صار سَحْقاً لذهاب لبنه، ويصحّ أن يُجعل إِسْحَاقُ منه، فيكون حينئذ منصرفا ، وقيل: أبعده الله وأَسْحَقَهُ، أي: جعله سَحِيقاً، وقيل: سَحَقَهُ، أي جعله باليا، قال تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ
[الملك/ 11] ، وقال تعالى: أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ
[الحج/ 31] ، ودم مُنْسَحِقٌ، وسَحُوقٌ مستعار، كقولهم: مدرور. 

صَرَدَ

(صَرَدَ)
(س) فِيهِ «ذَاكرُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الغَافِلين مِثْلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسْط الشَّجر الَّذِي تَحاتَّ ورَُقَه مِنَ الصَّرِيد» الصَّرِيد: البرْد، ويُروى مِنَ الجَلِيِدِ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سُئل ابْنُ عُمر عمَّا يموتُ فِي البَحْر صَرْداً، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ» يَعْنِي السَّمك الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ مِنَ البرْد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «سألَهُ رجلٌ فَقَالَ: إِنِّي رجلٌ مِصْرَادٌ» هُوَ الَّذِي يشتدُّ عَلَيْهِ البرْدُ وَلَا يُطيقُه ويَقِلُّ لَهُ احتمالُه. والمِصْرَاد أَيْضًا القَوِيُّ عَلَى البَرد، فَهُوَ مِنَ الأضْداد.
(س) وَفِيهِ «لَنْ يدخُل الْجَنَّةَ إَّلا تَصْرِيداً» أَيْ قَليلا. وَأَصْلُ التَّصْرِيد: السَّقْىُ دُونَ الَرّيَّ. وصَرَّدَ لَهُ العطاءَ قَلله.
وَمِنْهُ شِعْرُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْثِي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ:
يُسْقَونَ فِيهَا شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد (س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَي المُحْرِم عَنْ قتْــل الصُّرَدِ» هُوَ طائرٌ ضخْمُ الرأسِ والمِنْقَار، لَهُ رِيشٌ عَظِيمٌ نِصْفُه أَبْيَضُ وَنِصْفُهُ أسْود.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ نَهَي عَنْ قَتْــل أرْبع مِنَ الدَّواب:
النَّمْلةِ، والنَّحْلةِ، والهُدْهدِ، والصُّرَد» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنما جَاءَ فِي قَتْــل الَّنمل عَنْ نوعٍ مِنْهُ خاصٍّ، وَهُوَ الكِبَار ذَوات الأرجُل الطَّوال، لِأَنَّهَا قَليلةُ الأذَى وَالضَّرَرِ. وَأَمَّا النَّحْلَةُ فلِمَا فِيهَا مِنَ المَنْفَعَة وَهُوَ العَسَلُ والشَّمع. وَأَمَّا الهُدهُد والصُّرَد فَلِتَحْرِيمِ لحْمهما، لأنَّ الحَيَوَانَ إِذَا نُهِيَ عَنْ قَتْــله وَلَمْ يكن ذَلِكَ لاحْتِرَامِه أوْ لضَرر فِيهِ كَانَ لِتَحْرِيمِ لَحْمِه. ألاَ تَرَى أَنَّهُ نُهِي عَنْ قتْــل الحَيوان لِغَير مأكَلِةٍ.
وَيُقَالُ إنَّ الهُدهُد مُنْتِن الرِّيحِ فَصَارَ فِي مَعْنى الجَلاَّلة، والصُّرَد تتشَاءمَ بِهِ العربُ وتَتطيُّر بصَوتِه وشخْصِه. وَقِيلَ إِنَّمَا كَرِهُوه مِنَ اسْمِهِ، مِنَ التَّصْرِيد وَهُوَ التَّقْلِيل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.