Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قاليقلا

قالِيقَلا

قالِيقَلا:
بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة، قال أحمد بن يحيى: ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس منذ أيام أنوشروان حتى جاء الإسلام وكانت أمور الدنيا تتشتّت في بعض الأحايين وصاروا كملوك الطوائف حتى ملك أرمينيا قس، وهو رجل من أهل أرمينية، فاجتمع له ملكهم ثم مات فملكتهم بعده امرأة وكانت تسمى قالي فبنت مدينة وسمتها قالي قاله، ومعناه إحسان قالي، وصوّرت نفسها على باب من أبوابها فعرّبت العرب قالي قاله فقالوا قاليقلا، قال النحويون: حكم قاليقلا حكم معدي كرب إلا أن قاليقلا غير منوّن على كل حال إلا أن تجعل قالي مضافا إلى قلا وتجعل قلا اسم موضع مذكّر فتنوّنه فتقول هذا قاليقلا، فاعلم، والأكثر ترك التنوين، قال الشاعر:
سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا ... بــقاليقلا أو من وراء دبيل
قال بطليموس: مدينة قاليقلا طولها ستون درجة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة تحت أربع عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، ويشبه أن تكون في الإقليم الخامس، وقال أبو عون في زيجه: قاليقلا في الإقليم الرابع، طولها ثلاث وستون درجة وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وتعمل بــقاليقلا هذه البسط المسماة بالقالي اختصروا في النسبة إلى بعض اسمه لثقله، وإليها
ينسب الأديب العالم أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي، قدم بغداد فأخذ عن الأعيان مثل ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وأضرابهم ورحل إلى الأندلس فأقام بقرطبة وبها ظهر علمه، ومات هناك في سنة 356، ومن عجائب أرمينية البيت الذي بــقاليقلا، قال ابن الفقيه: أخبرني أبو الهيجاء اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي أن بــقاليقلا بيعة للنصارى وفيها بيت لهم كبير يكون فيه مصاحفهم وصلبانهم فإذا كانت ليلة الشعانين يفتح موضع من ذلك البيت معروف ويخرج منه تراب أبيض فلا يزال ليلته تلك إلى الصباح فينقطع حينئذ وينضمّ موضعه إلى قابل من ذلك اليوم فيأخذه الرّهبان ويدفعونه إلى الناس، وخاصيته النفع من السموم ولدغ العقارب والحيّات يداف منه وزن دانق بماء ويشربه الملسوع فيسكن للوقت، وفيه أيضا أعجوبة أخرى وذلك أنه إذا بيع منه شيء لم ينتفع به صاحبه ويبطل عمله، قال إسحاق بن حسّان الخرّمي وأصله من الصّغد يفتخر بالعجم:
ألا هل أتى قومي مكرّي ومشهدي ... بــقاليقلا، والمقربات تثوب؟
تداعت معدّ شيبها وشبابها ... وقحطان منها حالب وحليب
لينتهبوا مالي، ودون انتهابه ... حسام رقيق الشّفرتين خشيب
وناديت من مرو وبلخ فوارسا ... لهم حسب في الأكرمين حسيب
فيا حسرتا! لا دار قومي قريبة ... فيكثر منهم ناصري فيطيب
وإن أبي ساسان كسرى بن هرمز، ... وخاقان لي، لو تعلمين، نسيب
ملكنا رقاب الناس في الشّرك كلهم ... لنا تابع طوع القياد جنيب
نسومكم خسفا ونقضي عليكم ... بما شاء منّا مخطئ ومصيب
فلمّا أتى الإسلام وانشرحت له ... صدور به نحو الأنام تنيب
تبعنا رسول الله حتى كأنما ... سماء علينا بالرجال تصوب
وقال الراجز:
أقبلن من حمص ومن قاليقلا ... يجبن بالقوم الملا بعد الملا
ألّا ألا ألّا ألا ألّا ألا

وين

وين:
وين (عامية أين) (محيط المحيط).
[وين] الوَيْنُ: العنبُ الأسوَد، الواحدة وينة.
[وي ن] الوَيْنُ العَيْبُ عن كُرَاعَ وقد حكى ابنُ الأَعرابي أَنَّه العِنَبُ الأَسودُ فهوَ على قولِ كُرَاعَ عَرَضٌ وعلى قول ابن الأعرابي جَوْهَرٌ والوَانَةُ المرأَةُ القصيرةُ وكذلكَ الرجلُ وإنَّما قَضَيْنَا على ألفِ الوانَة أَنَّها ياءٌ وإن كانت عينًا لوُجُودِ الوَيْن وعَدَمَ الوَوْنِ انقضى الثلاثي بتمام حرف النون 

وين: الوَيْنُ العَيْب؛ عن كراع، وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب

الأَسود، فهو على قول كراع عرض، وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر.

والوانةُ: المرأَة القصيرة، وكذلك الرجل، وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ

وعدم الوَوْن.

قال ابن بري: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن

وقال ابن خالويه: الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود، وقال في موضع آخر:

الْوَيْنُ العِنب الأَسود، والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ

(* قوله

«والطاهر والطهار العنب إلخ» لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا

بالظاء). وهو الأَبيض، وكذلك المُلاَّحِيُّ، والله أَعلم.

وين
: ( {الوَيْنُ، بالفتْحِ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (العِنَبُ الأسْوَدُ) .
(زادَ ابنُ خَالَوَيْه: والطاهر والطهار العِنَبُ الرَّازِقيُّ، وَهُوَ الأبْيَض، وكَذلِكَ المُلاّحِيُّ.
(} ووَيْنَى، كسَكْرَى: ع) ، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الوَيْنُ: العَيْبُ؛ عَن كُراعٍ، فَهُوَ عَرْضٌ، وعَلى قوْلِ ابنِ الأعْرابيِّ جَوْهَر.
{والوانَةُ: المرأَةُ القصيرَةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: أَلِفُه يَاء لوُجُودِ الوَيْنِ وعَدَم الوُوْن.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الوَيْنُ: العِنَبُ الأبْيضُ؛ عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، فَهُوَ ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْهِ:} الوَيْنَةُ الزَّبيبُ الأسْوَدُ.
{ووان: قَلْعَةٌ بَين خلاطَ وتَفْلِيس مِن أَعْمالِ قاليقلا يُعْمَلُ فِيهَا البسطُ، عَن ياقوت؛ وَمِنْهَا: محمدٌ الوَانيُّ الَّذِي تَرْجَمَ الصِّحاحَ باللّغَةِ التركيةِ، وَعَلِيهِ مَدارُ عَمَلِهم فِي المُراجَعَةِ وَهُوَ فِي مجلدٍ حافِلٍ، طالَعْتُه، وَقد أَخْطَأَ فِي بعضِ مَواضِع، وزادَ بعضَ أَشْياءٍ.
وقالَ نَصْر: وان: مَوْضِعٌ أَظُنُّه يَمانِيًّا.

وهرندزن:) وهرندازان: قَرْيةٌ على بابِ مَدينَةِ الرَّيِّ، ذُكِرَ فِي الفُتوحِ عَن ياقوت، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
((وين: (الوَيْنُ، بالفتْحِ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هُوَ (العِنَبُ الأسْوَدُ) .
(زادَ ابنُ خَالَوَيْه: والطاهر والطهار العِنَبُ الرَّازِقيُّ، وَهُوَ الأبْيَض، وكَذلِكَ المُلاّحِيُّ.
(ووَيْنَى، كسَكْرَى: ع) ، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الوَيْنُ: العَيْبُ؛ عَن كُراعٍ، فَهُوَ عَرْضٌ، وعَلى قوْلِ ابنِ الأعْرابيِّ جَوْهَر.
والوانَةُ: المرأَةُ القصيرَةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: أَلِفُه يَاء لوُجُودِ الوَيْنِ وعَدَم الوُوْن.
وقالَ ابنُ بَرِّي: الوَيْنُ: العِنَبُ الأبْيضُ؛ عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ، فَهُوَ ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: الوَيْنَةُ الزَّبيبُ الأسْوَدُ.
ووان: قَلْعَةٌ بَين خلاطَ وتَفْلِيس مِن أَعْمالِ قاليقلا يُعْمَلُ فِيهَا البسطُ، عَن ياقوت؛ وَمِنْهَا: محمدٌ الوَانيُّ الَّذِي تَرْجَمَ الصِّحاحَ باللّغَةِ التركيةِ، وَعَلِيهِ مَدارُ عَمَلِهم فِي المُراجَعَةِ وَهُوَ فِي مجلدٍ حافِلٍ، طالَعْتُه، وَقد أَخْطَأَ فِي بعضِ مَواضِع، وزادَ بعضَ أَشْياءٍ.
وقالَ نَصْر: وان: مَوْضِعٌ أَظُنُّه يَمانِيًّا.

قتم

قتم: القُتْمة: سواد ليس بشديد، قَتَمَ يَقْتِم قَتامةً فهو قاتِمٌ

وقَتِم قَتَماً وهو أَقتَمُ؛ أنشد سيبويه:

ق ت م: (الْقَتَامُ) الْغُبَارُ. وَ (الْقُتْمَةُ) لَوْنٌ فِيهِ غُبْرَةٌ وَحُمْرَةٌ. وَ (الْأَقْتَمُ) الَّذِي تَعْلُوهُ الْقُتْمَةُ. 
ق ت م : الْقَتَامُ وِزَانُ كَلَامٍ الْغُبَارُ الْأَسْوَدُ وَالْأَقْتَمُ شَيْءٌ يَعْلُوهُ سَوَادٌ غَيْرُ شَدِيدٍ وَمَكَانٌ قَاتِمُ الْأَعْمَاقِ بَعِيدُ النَّوَاحِي مَعَ سَوَادِهَا. 
(قتم)
قتوما كَانَ أغبر ضَارِبًا إِلَى سَواد أَو حمرَة يُقَال قتم الْغُبَار وقتم الْوَجْه وَالنَّهَار كثر فِيهِ القتام

(قتم) قتما وقتوما قتم فَهُوَ أقتم وَهِي قتماء

قتم


قَتَمَ(n. ac. قُتُوْم)
a. Rose (dust).
قَتِمَ(n. ac. قَتَم)
a. see supra.

إِقْتَمَّa. Was dark, dusky, brown.

قُتْمَةa. Brown, dusky-red (colour).
قَتَمَةa. see 3t & 22
(a).
أَقْتَمُa. Dusky, dark, brown.
b. Gloomy, sombre; obscure.

قَاْتِمa. see 14
قَتَاْمa. Dust.
b. see 3t
حِيَاض القُتَيْم
a. Death.
ق ت م

لون قاتم وأقتم: أغبر يعلوه سواد، وقد قتم يقتم قتوماً، وقتم يقتم قتماً وقتمةً. وبلد قاتم، وبلاد قواتم. قال رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق

وبازٍ أقتم الريش. وارتفع القتام، حتى خفيت الأعلام؛ أي الغبار.
قتم: قتم أسود، أظلم، دجا، أقتم (همبرت ص256).
أقتم، حجب النور. (همبرت ص256).
قتم: في معجم فريتاج خطأ، وهي تصحيف كتم (انظر: كتم). قتام: ضباب. (ياقوت 2: 372) وفي الإدريسي. (القسم السابع، الفصل الرابع) في كلامه عن بلد شديد البرد: وحين جاء الربيع وانجلى القتام عن الساحل.
قتام: قرحة في قرنية العين (بياض العين). أنظرها في مادة سحاب.
مقتم: مظلم، مسود. (همبرت ص256).
[قتم] القَتامُ: الغبارُ. والقُتْمَةُ: لونٌ فيه غبرة وحمرة والاقتم: الذى تعلوه القُتْمَةُ. وقد اقتَمَّ اقْتِماماً. وبازٌ أقْتَمُ الريشِ. وأسودٌ قاتِمٌ، وقاتن أيضا بالنون، حكاه ابن السكيت في كتاب القلب والابدال. ومكان قاتم الاعماق، أي مغبر النواحى.
قتم
الأقْتَمُ: الذي يَعْلُوه سَوَادٌ ليس بالشَّدِيد. والقُتْمَةُ: مَصْدَرٌ كالقَتَم، قَتِمَ يَقْتَمُ.
والقَتَامُ والقَتُوْمُ: الغُبَار. والقَتَمُ: رِيْحٌ ذاتُ غُبَارٍ كَرِيْهَةٌ. والقُتْمَةُ: نَبات كَرِيْهٌ.
وقُتَيْمٌ: اسم المَوْتِ، أوْرَدَهُ حِيَاضَ قُتَيْمٍ وغُتَيْمٍ. وقَتَمَ الغُبَار يَقْتِمُ قُتُوماً.
وأحْمَرُ قاتِمٌ بَيِّنُ القُتُوم: وهو الشَّدِيدُ الحمْرَةِ.
[قتم] نه: في ح عمرو بن العاص قال لابنه يوم صفين: انظر أي ترى عليًّا، قال: أراه في تلك الكتيبة "القتماء"، فقال: لله در ابن عمر وابن مالك! فقال له: أي أبه! فما يمنعك إذ غبطتهم أن ترجع إليهم. قال: يا بني! أنا أبو عبد الله! إذا حككت قرحة دميتها؛ القتماء: الغبراء من القتام، وتدمية القرحة مثل، أي إذا قصدت غاية تقصيتها، وابن عمر هو عبد الله بن عمر، وابن مالك هو سعد بن أبي وقاص، وكانا ممن تخلف عن الفريقين.
باب القاف والتاء والميم معهما ق ت م، م ق ت يستعملان فقط

قتم: الأَقْتَم الذي يعلوه سواد ليس بشديد كسواد ظهر البازي، والقُتْمَةُ مصدر كالقَتَم، وقَتِمَ يقتم قتماً. والقَتَمُ: ريح ذات غبار، كريهة. والقَتَمةُ : رائحة كريهة ضد الخمطة التي تستحب، والقَتَمةُ تُكرَهُ. وقَتَمَ الغبار يقتم قتوماً أي ضرب إلى سواد، واسمه القَتامُ، وقال رؤبة:

وقاتِمُ الأعماقِ خاوي المخترقْ

يريد سواد أطراف المفازة.

مقت: المَقْتُ بغض من أمر قبيح ركبه، فهو مَقيتٌ، وقد مقت إلى الناس مَقاتةَ، ومَقَتَه الناس مَقْتَاً فهو مَمْقُوتُ والمُقيتُ: الحافظ للشيء.
(قتم) - في حديث عَمرِو بنِ العَاصِ وابنِه: "أَرَى عَلِيًّا - رضي الله عنهم - في الكَتِيبَةِ القَتْماء"
: يَعني الغَبْراءَ. والقَتَم والقَتَام: الغُبارُ.
وقيل: الأَصْل القَتَام والقَتَم مَحذُوفُ الأَلِفِ.
وقد قَتَم يَقْتِم قُتْمَةً. والأَقْتَم: الذي يَعلُوه سَوادٌ غَيرُ شَديدٍ.
وقَتَم الغُبارُ قُتومًا: ثَارَ واسوَدَّ.
(قتن) - في الحديث: "قال رجلٌ يا رسَولَ الله، تزوَّجتُ فُلانَةَ. قال: بَخٍ، تزوّجْتَ بِكرًا قَتِيناً"
: أي قليلةَ الطُّعْم.
وقد قَتُنَ قَتانَة، ويُحتَمل أن يُريد بِذَلِك قِلَّة الجِماع كما في حَديثٍ آخَرَ: "عَلَيْكُم بالأَبْكَارِ فإنَّهن أَرضَى باليَسِير وامرَأَةٌ قَتِينٌ بلا هَاءٍ، 
الْقَاف وَالتَّاء وَالْمِيم

القتمة: سَواد لَيْسَ بشديد.

قتم يقتم قتامة، فَهُوَ قاتم، وقتم قتما، وَهُوَ أقتم، انشد سِيبَوَيْهٍ:

سيصبح فَوقِي أقتم الريش وَاقعا ... بــقاليقلا أَو من وَرَاء دبيل

وَسنة قتماء: شاحبة.

وقتم وَجهه قتوما: تغير.

وأسود قاتم، وقاتن: مبالغ فِيهِ: كحالك حَكَاهُ يَعْقُوب فِي الْإِبْدَال، وَقد تقدم أَنه لُغَة وَلَيْسَ بِبَدَل.

والقاتم: الْأَحْمَر.

وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ حمرَة وغبرة.

والقتم، والقتام: الْغُبَار.

وَحكى يَعْقُوب فِيهِ: القتان، وَقد تقدم أَنَّهَا لُغَة.

قتم يقتم قتوما، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَقتل الكماة وتمتيعهم ... بطعن الأسنة تَحت القتم وأقتم الْيَوْم: اشْتَدَّ قتمه، عَن أبي عَليّ.

والقتم: ريح ذَات غُبَار.

وقتيم: من أَسمَاء الْمَوْت.
قتم
قتَمَ يَقتُم ويَقتِم، قُتومًا وقَتامةً، فهو قاتم
• قتَم اللّونُ: كان أغبرَ ضاربًا إلى سواد أو حُمْرة "قتَم الجوُّ من أثر الدخان".
• قتَم الغبارُ: ارتفَع وأظلَم.
• قتَم الوجهُ: تغيَّر وعبَس "قتَم وجهُه من شدّة الغضب- مزاجٌ/ وجه قاتم".
• قتَم النهارُ: كثُر فيه الغبارُ الأسود. 

قتِمَ يَقتَم، قَتَمًا وقُتْمةً، فهو أقتمُ
• قتِم اللّونُ: قتَم؛ كان أغبرَ ضاربًا إلى سواد أو حُمْرة "قتِم لونُ السّماء بسبب كثرة الغيوم". 

أَقْتَمُ [مفرد]: ج قُتْم، مؤ قَتْماءُ، ج مؤ قتماوات وقُتْم: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قتِمَ. 

قاتِم [مفرد]: ج قَواتِمُ:
1 - اسم فاعل من قتَمَ.
2 - شديد السَّواد، معتم، غير زاهٍ "لونه أسود قاتم: فاحم- قاتم اللّون: مائل إلى السواد- أخضر قاتم: غامق" ° مستقبل قاتم/ غدٌ قاتم: غير مُبشِّرٍ بخير. 

قتامة [مفرد]: مصدر قتَمَ. 

قَتَم [مفرد]: مصدر قتِمَ. 

قُتْمة [مفرد]: مصدر قتِمَ. 

قُتوم [مفرد]: مصدر قتَمَ. 
قتم

(القَتَامُ، كَسَحابٍ: الغُبارُ) ، وحَكَى يَعْقُوبُ فِيهِ القَتَانَ، وَهُوَ لُغَةٌ فِيهِ.
(والقُتْمَةُ، بالضَّمِّ: لونٌ أَغْبَرُ) ، وَقيل: سَوادٌ لَيْسَ بِشَدِيدٍ، وقِيلَ: فِيه حُمْرةٌ وغُبْرَةٌ.
(و) القُتْمَةُ: (نَباتٌ كَرِيهُ) الرَّائِحَة.
(و) القَتَمَةُ، (بالتَّحْرِيكِ: رائِحَةٌ كَرِيهَةٌ) عَن اللَّيْثِ، قَالَ: وهِي ضِدُّ الخَمْطَةِ، والخَمْطَةُ تُسْتَحَبُّ والقَتَمةُ تُكْرَهُ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: " أَرَى أَنَّ الَّذِي أَرادَهُ اللَّيْثُ القَنَمَةُ بِالنُّونِ، يُقالُ: قَنِمَ السِّقَاءُ يَقْنَمُ: إِذا أَرْوَحَ، وأَمَّا القَتَمَةُ، بالتَّاءِ، فَهِي [فِي] اللَّوْنِ الَّذِي يَضْرِبُ إِلَى السَّوَاد، والقَنَمةُ، بالنُّونِ: الرَّائِحَةُ الكَرِيهَةُ ".
(والأَقْتَمُ: الأَسْوَدُ) ، وأنْشَد سِيبَوَيْهِ:
(سَيُصْبِحُ فَوْقِي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعًا ... بِــقَالِيقَلاَ أوْ مِنْ وَرَاءِ دَبِيلِ)

وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَقْتَمُ: الَّذِي يَعْلوه سَوادٌ لَيْسَ بِالشَّدِيد؛ ولكنَّه كَسَوادِ [ظَهْرِ] البَازِي، وَأنْشد:
(كَمَا انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ اللَّوْنِ كاسِرُ ... )

(كالقَاتِم) ، يُقالُ: أَسودُ قاتِمٌ وقاتِنٌ، بالنُّونِ مُبَالَغٌ فِيه، كحَالِكٍ، حَكَاه يَعْقوبُ فِي الإبْدالِ، وَفِيه أَنه لُغَةٌ ولَيْسَ بِبَدَلٍ، ومَكانٌ قاتِمُ الأعْماقِ: مُغْبَرُّ النَّواحِي، قَالَ:
(وقَاتِمِ الأعْماقِ خَاوِي المُخْتَرَقْن ... )

(واقْتَمَّ) الشَّيءُ (اقْتماماً: اسْوَدَّ. وقَتَمَ الغُبارُ قُتومًا) مِن حَدِّ: نَصَر: (ارْتَفَع) وضَرَبَ إِلَى السَّوادِ، عَن ابنِ السِّكِّيت.
(وأَورَدَه حِياضَ قُتَيْمٍ، كَزُبَيْرٍ أَيْ: المَوْتَ) ، وَفِي المُحْكَم: وقُتَيْمٌ من أَسْماءِ المَوْتِ، وتَقَدَّمَ: غُتَيْمٌ وغُثَيْمٌ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
قَتَمَ يَقْتِمُ قَتامةً: اسْوَدَّ. وقَتِم قَتْمًا مِثْلُه.
وسَنَةٌ قَتْمَاءُ: شَاحِبَةٌ.
وقَتَمَ وَجْهُه قُتُومًا: تَغَيَّرَ.
واقْتَتَم اقْتِتَامًا: احْمَرَّ مَعَ غُبرة. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا كانْتْ فِيه غُبْرَةٌ وحُمْرةٌ فَهُوَ قَاتِمٌ وفِيه قُتْمَةٌ، جاءَ بِهِ فِي الثِّيَابِ وأَلْوانِهَا.
والقَتَمُ، محرَّكة: الغُبارُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(وقَتْلِ الكُمَاةِ وتَمْتِيعِهِمْ ... بِطَعْنِ الأَسِنَّةِ تَحْتَ القَتَمْ)

والقَتَمُ أَيْضا: رِيحٌ ذاتُ غُبارٍ كَرِيهَةً.
وكَتِيبَةٌ قَتْماءُ: غَبْراءُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: أَحمرُ قَاتِمٌ. شَدِيدُ الحُمْرة، وأَنْشَد:
(كُومًا جِلادًا عنْد جَلْدٍ قَاتِمِ ... )

وأَقْتَم اليومُ: اشْتَدَّ قَتَمُه، عَن أبي عَلِيٍّ.

فلس

فلس
عن العبرية بمعنى ميزان الشعر.
(فلس) القَاضِي فلَانا حكم بإفلاسه
(ف ل س) : (فَرَسٌ مُفَلَّسٌ) فِي جِلْدِهِ لُمَعٌ كَالْفُلُوسِ.
(فلس)
من الشَّيْء فلسًا خلا مِنْهُ وتجرد فَهُوَ فلس وَيُقَال هُوَ فلس من الْخَيْر
ف ل س

هم قوم مفاليس: اسم جمع مفلس، كقولهم: مفاطير في جمع: مفطر أو جمع: مفلاس. وسمعتهم يقولون: فلان فلسٌ من كلّ خير. ووقع في فلسٍ شديد. وهو مفلسٌ مفلّس وهو الذي فلّسه القاضي أي نادى عليه بالإفلاس. وتقول: فلان مفيلس، ما له إلا أفيلس.
ف ل س

الفَلْسُ معروفٌ والجمعُ أفْلُسٌ وفُلُوسٌ وبائعُهُ فَلاَّس وأفْلَسَ الرَّجُلُ صَارَ ذا فُلُوسٍ بعد أن كان ذا دَراهِمَ وتفْليسُ اللَّونِ لُمَعٌ فيه كالفُلوسِ والفِلْسُ صَنَمٌ لِطَيِّئٍ 
فلس الفَلْسُ: مَعْرُوفٌ، وجَمْعُه فُلُوْسٌ. وأفْلَسَ الرجُلُ: صارَ ذا فُلُوْسٍ بَعْدَ الدرَاهِمَ. والتَفْلِيْسُ في اللوْنِ: إذا كانَ على جِلْدَتِه لُمَعٌ كالفُلُوْسِ. والفِلْسُ: صنَمٌ كانَ لطيئ في الجاهِليَّة. وتَفْلِيْسُ: كُوْرَة.
[فلس] فيه: من أدرك ماله عند رجل قد "أفلس" فهو أحق به، أفلس الرجل - إذا لم يبق له مال، ومعناه: صار دراهمه فلوسا، وقيل: صار إلى حال يقال: ليس معه فلس. و "فلس" - بضم فاء وسكون لام صنم طيء هدمه علي سنة تسع. ط: ما "المفلس"؟ سؤال عن وصفه يعني حقيقة المفلس ما ذكر لا من لا مال له لأنه أمر يزول بموته وبحصول يسار بخلاف هذا فإنه الهلك التام. ن: ولا ينافي ما ذكر قوله: «ولا تزر وازرة وزر أخرى» فإنه يؤخذ بذنبه وظلمه.

فلس


فَلَسَ
فَلَّسَa. Declared, pronounced bankrupt, insolvent.
b. Beggared.

أَفْلَسَa. Was, became poor, destitute; became insolvent, turned
bankrupt.
b. Missed.

فَلْس
(pl.
أَفْلُس
فُلُوْس
27)
a. Obolus; coin.
b. [ coll. ], Money.
فِلْسa. A certain idol.

فَلَسa. Poverty, indigence, penury.
b. see N. Ac.
IV
فُلُوْسa. Scales ( of a fish ).
فَلَّاْسa. Moneychanger.

مِفْلَاْسa. see N. Ag.
IV
N. P.
فَلَّسَa. Ornamented with coins or counters.
b. Scaly.
c. Declared bankrupt.

N. Ag.
أَفْلَسَ
(pl.
مَفَاْلِيْسُ)
a. Poor, indigent, destitute.
b. Bankrupt, insolvent.
N. Ac IV, Bankruptcy, insolvency.
فِلَسْطُوْن فِلَسْطِيْن
a. Palestine.

فِلَسْطِيّ فِلَسْطِيْنِيّ
a. Philistine.
ف ل س : أَفْلَسَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ صَارَ إلَى حَالٍ لَيْسَ لَهُ فُلُوسٌ كَمَا يُقَالُ أَقْهَرَ إذَا صَارَ إلَى حَالٍ يُقْهَرُ عَلَيْهِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ صَارَ ذَا فُلُوسٍ بَعْد أَنْ كَانَ ذَا دَرَاهِمَ فَهُوَ مُفْلِسٌ وَالْجَمْعُ مَفَالِيسُ وَحَقِيقَتُهُ الِانْتِقَالُ مِنْ حَالَةِ الْيُسْرِ إلَى حَالَةِ الْعُسْرِ وَفَلَّسَهُ الْقَاضِي تَفْلِيسًا نَادَى عَلَيْهِ وَشَهَرَهُ بَيْنَ النَّاسِ بِأَنَّهُ صَارَ مُفْلِسًا وَالْفَلْسُ الَّذِي يُتَعَامَلُ بِهِ جَمْعُهُ فِي الْقِلَّةِ أَفْلُسٌ وَفِي الْكَثْرَةِ فُلُوسٌ. 
ف ل س: جَمْعُ (الْفَلْسِ) فِي الْقِلَّةِ (أَفْلُسٌ) وَفِي الْكَثِيرِ (فُلُوسٌ) . وَقَدْ (أَفْلَسَ) الرَّجُلُ صَارَ (مُفْلِسًا) كَأَنَّمَا صَارَتْ دَرَاهِمُهُ (فُلُوسًا) وَزُيُوفًا. كَمَا يُقَالُ: أَخْبَثَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ أَصْحَابُهُ خُبَثَاءَ. وَأَقْطَفَ إِذَا صَارَتْ دَابَّتُهُ قَطُوفًا. وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ أَنَّهُ صَارَ إِلَى حَالٍ يُقَالُ فِيهَا لَيْسَ مَعَهُ (فَلْسٌ) . كَمَا يُقَالُ: أَقْهَرَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى حَالٍ يُقْهَرُ عَلَيْهَا. وَأَذَلَّ الرَّجُلُ صَارَ إِلَى حَالٍ يُذَلُّ فِيهَا. وَ (فَلَّسَهُ) الْقَاضِي (تَفْلِيسًا) نَادَى عَلَيْهِ أَنَّهُ أَفْلَسَ. 

فلس: الفَلْس: معروف، والجمع في القلة أَفْلُس، وفُلُوس في الكثير،

وبائعُه فَلاَّس. وأَفْلَس الرجل: صار ذا فُلُوس بعد أَن كان ذَا دراهِم،

يُفْلس إِفلاساً: صار مُفْلِساً كأَنما صارت دراهِمه فُلُوساً وزُيوفاً، كما

يقال: أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صار أَصحابُه خُبتَاء، وأَقْطَفَ صارت

دابّته قَطُوفاً. وفي الحديث: من أَدرك مالَه عند رجل قد أَفْلَس فهو أَحَقُّ

به؛ أَفْلَس الرجل إِذا لم يبق له مالٌ، يُراد به أَنه صار إِلى حال يقال

فيها ليس معه فَلْس، كما يقال أَقْهَر الرجلُ صار إِلى حال يُقْهَر

عليها، وأَذَلَّ الرجلُ صار إِلى حال يَذِل فيها.

وقد فَلَّسه الحاكم تَفْلِيساً: نادة عليه أَنه أَفْلَس. وشيء مُفَلَّس

اللّوْن إِذا كان على جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس. وقال أَبو عمرو:

أَفْلَسْت الرجل إِذا طلبتَه فأَخطأَت موضعه، وذلك الفَلَس والإِفْلاس؛ وأَنشد

للمُعَطَّل الهذلي

(* قوله «وأَنشد للمعطل الهذلي» في هامش الأصل مانصه: قلت

الشعر لأبي قلابة الطابخي الهذلي.) :

يا حِبُّ، ما حُبُّ القَبُول، وحُبُّها

قَلَسٌ، فلا يُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس

قال أَبو عمرو في قوله وحُبُّها فَلَس أَي لا نَيْلَ معه.

فلس
أفلسَ يُفلِس، إفلاسًا، فهو مُفلِس
• أفلس التَّاجرُ: فقد ماله، فأعسر بعد يُسر "أفلس عدد كبير من التُّجار بسبب الأزمة الاقتصاديّة". 

فلَّسَ يفلِّس، تفليسًا، فهو مُفلِّس، والمفعول مُفلَّس (للمتعدِّي)
• فلَّس التَّاجرُ: فقد مالَه.
• فلَّسه القاضي: حكَم بإفلاسه؛ لعجزه عن القيام بتعهُّداته الماليّة "فلَّس القاضي تاجرًا وقع في خسارة".
• فلَّس فلانًا: جعله يُفْلِس؛ يفقد ماله "كم من رجل مستور قد فلَّسته امرأته حتَّى هام على وجهه- فلَّسه بذخُه الشَّديد". 

إفلاس [مفرد]:
1 - مصدر أفلسَ.
2 - فشل "إفلاس عقيدة/ حِزْب".
3 - (قص) تفليسة؛ حالة تترتب على توقُّف التاجر عن الوفاء بديونه، عَجْز ماليّ ° على وَشْك الإفلاس.
4 - (قن) حالة المرء المفلس الذي لم يعد باستطاعته الإيفاء بالتزاماته.
• إفلاس الدَّولة: (جر) توقُّف الدولة عن دفع سندات التسليف.
• إشهار الإفلاس: (قن) حكم تصدره المحكمة تعلن فيه أن التاجر الفلانيّ قد أفلس. 

تفليسة [مفرد]:
1 - إفلاس؛ حالة تترتّب على توقُّف التّاجر عن الوفاء بديونه، عجز ماليّ.
2 - (قن) إجراءات قانونيَّة تتعلَّق بديون التَّاجر المفلس وأمواله.
• وكيل التَّفليسة: (قن) وكيل مأجور يُعيَّن من قبل القاضي، ويتسلَّم إدارة ممتلكات المُفلس. 

فَلْس [مفرد]: ج فُلُوس:
1 - (حن) واحدة قشر السّمك.
2 - (قص) عملة مضروبة من غير الذهب والفضة.
3 - (قص) عملة نقديّة عربيّة مُستعملة في الأردن والإمارات والبحرين والعراق والكويت واليمن، ويختلف سعرها بحسب البلد. 

فُليْسة [مفرد]: (نت) ورقة حرشفيّة صغيرة تقع خارج الأسدية في زهرة النجيليات، وتمثّل غلافًا زهريًّا مختزلاً. 
فلس
الفَلْسُ: يُجْمَع في القِلَّةِ على أفْلُسٍ؛ وفي الكَثْرَة على فُلُوس.
وفُلُوسُ السمك: ما على ظهرِهِ شبيهٌ بالفُلٌوس.
والفَلاّس: بائع الفَلْس.
والفَلْس - أيضاً -: خاتَم الجِزْيَة في الحَلْق.
وقال ابن دريد: الفِلْس - بالكسر -: صَنَمٌ كانَ لِطَيِّئٍ في الجاهِلِيَّة، فَبَعَثَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - عَلِيَّ بن أبي طالِب - رضي الله عنه - حتّى هَدَمَه وأخَذَ السّيفَينِ الذين كان الحارِث بن أبي شَمِرٍ أهداهما إليه، وهُما مِخْذَمٌ ورَسُوبٌ اللَّذان ذَكَرَهُما عَلْقَمَة بن عَبَدَة في قصيدَتِهِ:
مُظاهِرُ سِرْبالَيْ حَدِيْدٍ عليهما ... عَقِيْلا سُيُوْفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوْبُ
وزاد ابن الكَلْبيّ: فَتَقَلَّدَ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أحَدَهُما، ثمَّ دَفَعَ إلى عَلِيّ - رضي الله عنه - سَيْفَه الذي كان يَتَقَلَّدُه.
والفَلَس - بالتحريك -: من قولِهِم في حُبِّها فَلَسَ: أي لا نَيْلَ مَعَه؛ قالَه أبو عمرو، قال المُعَطَّل الهُذَليّ؛ ويروى لأبي قلابَة أيضاً:
يا حُبَّ ما حُبُّ القَتُوْلِ وحُبُّها ... فَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ
أي ليسَ في يديك منه شيء، من أفلَسَ الرجل: إذا لم يَبْقَ له مالٌ كأنَّما صارَت دراهِمُه فلوساً وزُيُوفاً، كما يقال: أخْبَثَ الرَّجُلُ إذا صارَ أصحابُه خُبَثاء، وأقْطَفَ إذا صارَت دابَّتُهُ قَطُوْفاً. ويجوز أن يُراد به أنَّه صار إلى حالٍ يقال فيها: ليس مَعَهُ فَلْسٌ، كما يقال أقْهَرَ الرَّجُل: إذا صارَ إلى حالٍ يُقْهَرُ عليها، وأذَلَّ: إذا صارَ على حالٍ يُذَلُّ فيها.
وأفْلَسْتُ فلاناً: إذا طَلَبْتَه فأخْطأتَ مَوْضِعَه، فذلك الفَلَسُ، ومعنى البيت: أنَّه لا يكون في يَدَيْكَ منها إلاّ ما في يَدَيِ المُفْلِسِ.
ومَفالِيْس: بلدة باليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قد وَرَدْتُها. ويقال: فَلَّسُه القاضي تَفْليسا: إذا حَكَمَ بإِفْلاسِه ونادى عليه أنَّه أفْلَسَ.
وتَفْلِيس: بلد مشهور افْتَتَحَهُ المسلمون في خِلافة عُثمان - رضي الله عنه -، وبعضهم يكسر تاءها، فيكون على وزن فِعْلِيْل نحو بِرْطِيْل، وتُجعَل التاء حينَئِذٍ أصْلِيَّة، لأنَّ الكَلِمَة جُرْجِيَّة وإنْ وافَقَتْ وزانَ العربيَّة، ومَنْ فَتَحَ التاء جعلَ الكلمة عربيّة كالتَّنْعيم لِمَوْضِع بمكّة حرسها الله.
وشيءٌ مُفَلَّسُ اللَّوْن: إذا كانَ على جِلْدِهِ لُمَعٌ كالفُلُوْسِ.
فلس: فلس: أفلس، فقد ماله فأعسر بعد يسر. (همبرت ص106، هلو) فلس (احذف ما ذكره فريتاج باللاتينية أعلن إفلاسه وعدم قدرته على الدفع وهو ما نقله من دي ساسي (2: 66)، فإن دي ساسي رغما من أن الصواب قد أخطأت فترجمها بهذه الترجمة السخيفة، فقد عاد فاعترف بالجريدة الآسيوية (1832، 2: 313) بأنه قد أخطأ وأن الصواب هو: وقد فلس بعضهم، وقد ترجمها إلى الفرنسية بما معناه: (إن القاضي قد أعلن إفلاس بعض تجار القاهرة وإنهم مفلسون).
فلس (بالتشديد): صار مثقلا بالديون. ومفلس مثقل بالديون. (بوشر).
فلس: ثنى طرف الشيء (فوك) ولعله يعني ثنى طرف المسمار أي برشمه، كما ذكر بوسييه.
أفلس: افتقر، فقد ماله. (بوشر).
تفلس: زالت فلوسه وهي قشور السمك، تقشر. (فوك).
تفلس: تبرشم (المسمار) (فوك)، كما هو عند دوماس حياة العرب ص318).
انفلس وافتلس: زالت فلوسه وهي قشور السمك، تقشر. (فوك).
فلس (باليونانية فاليس) زيشر 21: 67 - 674) والجمع فلوس: نقد، عملة. (هلو، ألف ليلة برسل 2: 172).
فلس: عقدة قضيب الخيزران ففي ابن البيطار (2: 150) في كلامه عن الخيزران وهو القنا الهندي: أن أجوده أشده بياضا وخاصة عقده وفلوسه التي في جوف قصبة.
فلس (كذا) الطاولة الجمع فلوس لعبة الداما. (بوشر).
فلس: إفلاس. (معجم الماوردي).
فلاس: فقر. عوز. (فوك).
فلاسة: إفلاس. (همبرت ص105).
فليسة أو فليسى: سيف مستقيم ذو شكل خاص يصنع عند بني عبد الله مقاطعة فليسة.
(مجلة الشرق والجزائر 1: 278، 358، كاريت جغرافية ص239، دوماس قبيل ص26).
فليسات (تصغير فلس): بعض الأبولات، والأبول، وحدة نقد في اليونان القديمة وتساوي فلس. (ابن بطوطة 3: 171).
فلوس (باللاتينية pullus) والجمع فلالس وفلاليس: وهو اسم مغربي (فوك، الكالا): وتطلق على الفروج خاصة. (دومب ص62، بوشر (بربرية)، شيرب، رولاند، دوماس حياة العرب ص431).
رجل الفلوس: تسمى عامة الأندلس النبات المسمى رجل الفروج، برجل الفلوس. (ابن البيطار 1: 492).
فلوسة: فروجة. (فوك، الكالا).
فلاسى، حقير، دون. يقال: زخرف فلاسي أي حقير لا روعة له. وطعام فلاسي أي غير لذيذ (بوشر).
فالس: مفلس، من أعلن إفلاسه. (همبرت ص106، دوماس حياة العرب ص102).
إفلاس: إعسار، فقد المال بعد يسر (بوشر).
إفلاس: حالة توقف التاجر عن الوفاء بديونه. (هلو).
تفليس: فلوس السمكة، القشرة على ظهر السمكة. هذا في معجم فريتاج وهو صحيح ولما لم يذكر نصا يستند إليه فإني أضيف: في شكوري (ص197 و): وأفضل الحيتان الذي يأوي إلى الصخور والكثيرة (كذا) التفليس.
مفلس، والجمع مفالس ومفاليس: معسر، فقير. (بوشر).
مُفلِس: من حكم بإفلاسه (محيط المحيط). مُفلِّس: من حكم بإفلاسه (هلو).
مفلس: ذو فلوس وهي قشور السمك. (ميهرن ص32).
مفلس: هي في الأندلس قطع قضبان الكروم قطعا معتدلا من غير تحريف. ففي ابن العوام (مخطوطة ليدن ص141 و): قال الخطيب ابن حجاج وقد اعتاد الكساحون عندنا أن يكون قطع القضبان من الكروم قطعا معتدلا من غير تحريف فيه ويسمونه المفلس وهو أغرب في صناعتهم لأنهم (لأنه) ليس كل الناس يقدر عليه. وهي عبارة طويلة استغرقت تسع صحائف ونصف الصفحة، ولم تذكر في طبعة بانكري (1: 509).

فلس

2 فلّسهُ, (S, A, O, Msb, K,) inf. n. تَفْلِيسٌ, (S, O, Msb, K,) He (a judge) proclaimed him. (S, A, O, Msb,) or pronounced him, (O, K,) to be, or to have become, in a state of إِفْلَاس [meaning bankruptcy, or insolvency], (S, A, O, K,) or to have become مُفْلِس [meaning bankrupt, or insolvent], and paraded him among the people as such. (Msb.) b2: And [hence] one says, فُلِّسَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ [app. meaning He was pronounced destitute of all good, or of all property]. (TA.) A2: [فُلِّسَ It was marked with spots differing in colour from the rest, resembling فُلُوس, or small copper coins. (See مُفَلَّسٌ.)] تَفْلِيسُ اللَّوْنِ [used as a subst. properly so termed] signifies Spots in a colour, differing therefrom in colour, resembling فُلُوس. (M.) 4 افلس, [inf. n. إِفْلَاسٌ,] He became مُفْلِس [which in the common legal acceptation means bankrupt, or insolvent]: (S:) or he had no property remaining: (O, K:) as though his دَرَاهِم [or pieces of silver] had become فُلُوس [or small copper coins], (S, O, K,) and base money: like as أَخْبَثَ signifies “ his companions, or friends, became bad, wicked, or deceitful: ” (S, O:) or he became in such a state that it was said he had not a فَلْس [or small copper coin]; (S, O, K;) like as أَقْهَرَ signifies “ he became in a state in which to be overcome, or subdued: ” (S, O:) or as though he became in a state in which to be overcome, or subdued: (Msb:) or he became a possessor of فُلُوس after he had been a possessor of دَرَاهِم: (M, Msb:) but properly, [so in the Msb, but I would rather say secondarily, or tropically,] he became reduced from a state of ease, or competence, or richness, to a state of difficulty, or poverty. (Msb.) A2: افلس الرَّجُلَ He sought the man and missed his place. (AA, O.) فَلْسٌ [A small copper coin;] a thing well known, (M, A, K,) used in buying and selling; (Msb;) the forty-eighth part of a dirhem: [i. e., about half a farthing of our money:] so in Egypt: (Ibn-Fadl-Allah, cited by Es-Suyootee in his Husn el-Mohádarah:) pl. (of pauc., S, O) أَفْلُسٌ, and (of mult., S, O) فُلُوسٌ. (S, M, O, Msb, K.) [The dim. of the former of these pls. is ↓ أُفَيْلِسٌ: see an ex. below, voce مُفْلِسٌ. The pl. فُلُوس is the common term for Money in Egypt and some other parts in the present day.] b2: [Hence, Anything resembling a small coin: as b3: A counter of metal: b4: and A scale of a fish: as Sgh says,] فُلُوسُ السَّمَكِ signifies what are on the back of the fish, resembling the [coins called] فُلُوس. (O.) b5: And The seal of the جِزْيَة [or tax paid by the free non-muslim subject of a Muslim government], (T, S, K,) which was hung upon the neck, (T, S, TA,) or upon the throat. (O, K.) الفِلْسُ A certain idol which belonged to the tribe of Teiyi, (IDrd, M, O, K,) in the Time of Ignorance; which 'Alee, being sent by Mohammad, destroyed, taking away the two swords, مِخْذَمٌ and رَسُوبٌ, that El-Hárith Ibn-Abee-Shemir had given to it. (O, TA.) فَلَسٌ, from أَفْلَسَ, [app. signifying Bankruptcy or insolvency: or a state of indigence or destitution: and] lack of obtainment: (K, TA:) and failure of finding him whom [or that which] one seeks. (TA.) You say, وَقَعَ فِى فَلَسٍ شَدِيدٍ [He fell into a severe state of indigence or destitution]. (TA.) And one says, فِى حُبِّهَا فَلَسٌ, meaning With her love, or the love of her, is no obtainment: and the phrase حُبُّهَا فَلَسٌ, occurring in a verse of El-Mo'attal El-Hudhalee, or of Aboo-Kilábeh, [in which the love thus described is afterwards termed ↓ حُبُّ مُفْلِسٌ, so that فَلَسٌ is here used for مُفْلِسٌ, or the phrase is elliptical,] Her love, or the love of her, is such that nothing is obtained from it. (O.) فَلَّاسٌ A seller of فُلُوس, pl. of فَلْسٌ. (M, O, K.) أُفَيْلِسٌ: see فَلْسٌ and مُفْلِسٌ.

مُفْلِسٌ act. part. n. of 4 [q. v.]: pl., (Msb,) or quasi-pl. n., (A,) ↓ مَفَالِيسُ; (A, Msb;) like as مفَاطِيرُ is of مُفْطِرٌ, [and مَيَاسِيرُ of مُوسِرٌ;] or pl. of ↓ مِفْلَاسٌ [which signifies the same as مَفْلِسٌ but in an intensive degree]. (A, TA.) [The dim. is ↓ مُفَيْلِسٌ.] You say, فُلَانٌ مُفَيْلِسٌ مَا نَهُ إِلَّا

أُفَيْلِسٌ [Such a one is nearly a bankrupt, or nearly destitute; he has nothing but a few small copper coins]. (A, TA.) b2: See also فَلَسٌ.

مُفَلَّسٌ Proclaimed [or pronounced] by the judge to be in a state of إِفْلَاس. (A.) [See 2.]

A2: Also, (Mgh,) or مُفَلَّسُ اللَّوْنِ, (O, K,) A horse, (Mgh,) or other thing, (O, K,) having upon his skin spots differing in colour from the rest, resembling فُلُوس [or small copper coins]. (Mgh, O, K.) مِفْلَاسٌ: see مُفْلِسٌ.

مَفَالِيسُ, a pl. or quasi-pl. n.: see مُفْلِسٌ.

مُفَيْلِسٌ dim. of مُفْلِسٌ, q. v.
فلس
الفَلْس، بالفَتْح: م، مَعْروفٌ، ج فِي القلَّة أَفْلُسٌ، وَفِي الكَثِير: فُلُوسٌ، وبائعه فَلاَّسٌ، ككَتَّانٍ.
والفَلْس: خَاتَمُ الجِزْيَة فِي الحَلْق، ونَصُّ التَّكْملَة: فِي العنُق. وَفِي بَعْض النُّسَخ: الحِزْمَة، بدَل الجِزْيَة، وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَالَ ابنُ درَيْدٍ: الفِلْس، وبالكَسْر: صَنَمٌ كَانَ لطَيِّءٍ فِي الجاهليَّة، فبَعَثَ النبيَّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عليَّ بنَ أَبي طالبٍ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، فهَدَمه وأَخَذَ السَّيْفَيْن اللَّذِيْن كَانَ الحارثُ بنُ أَبي شِمرٍ أهْدَاهُما إِليه، وهما مِخْذَمٌ ورَسوبٌ. والفَلَس، بالتَّحْرِيك: عَدَمُ النَّيْل، وَبِه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ وقولَ أَبي قِلاَبَةَ الطّابخيِّ:
(يَا حُبَّ مَا حُبُّ القَتُولِ وحُبُّها ... فَلَسٌ فَلاَ يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ) مأْخُوذٌ من أَفْلَسَ، أَي صارَ ذَا فُلُوسٍ بَعْدَ أَنْ كانَ ذَا دَرَاهِمَ، وَفِي الحَديث: مَنْ أَدْرَكَ مالَه عنْدَ رَجُلٍ قد أَفْلَسَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ أَفْلَسَ الرَّجُلُ، إِذا لَم يَبْقَ لَهُ مالٌ، كأَنَّمَا صارَتْ دَرَاهِمُه فُلُوساً وزُيُوفَاً، كَمَا يقَال: أَخْبَثَ الرَّجُلُ، إِذا صارَ أصْحَابهُ خُبَثَاءَ، وأَقْطَفَ: صارَتْ دَابَّتُه قَطُوفاً. أَو يُراد بِالْحَدِيثِ: أَنَّه صَار إِلى حالٍ بحَيْثُ يقَالُ فِيهَا: ليسَ مَعه فَلْسٌ، كَمَا يقَال: أٌْقهَرَ الرَّجُلُ: صارَ إِلى حالٍ يُقْهَر عَلَيْهَا، وأَذَلَّ الرجُلُ: صارَ إِلى حالٍ يُذَلُّ فِيهَا. وفَلَّسَه القاضِي، وَفِي)
التَّهْذِيب: الحاكِمُ، تَفْليساً: حَكَمَ بإِفْلاسِه، وَفِي التَّهْذِيب والأَسَاس: نَادَى عَلَيْهِ أَنّه أَفْلَس. ومَفَالِيسُ، هَكَذَا بِصِيغَة الجَمْع: د، باليَمَن، نقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَقَالَ فِي العبَاب: وَقد وَرَدْتُه. قلْتُ: هُوَ فِي طَرِيق عَدَنَ. وتَفْلِيس، بالفَتْح وَقد تُكْسَر، فيكونُ على وَزن فِعْلِيل، وتُجْعَلُ التَّاءُ أًصْلِيَّةً، لأَنَّ الكَلمَةَ جُرْجِيَّةٌ وإِن وَافَقَتْ أَوزَانَ العَرَبِيَّة، ومَن فَتح التاءَ جَعل الكَلمةَ عَربيَّةً، وَيكون عنْدَه على وَزْن تَفْعيل، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَقد ذَكَره المصَنِّفُ رَحمَه الله أَوَّلاً، ونَسَب الكَسَرَ إِلى العامَّة: د، وسَبَقَ لَهُ أنَّهُ قَصَبَةُ كُرْجُسْتانَ، بَيْنَه وسَبَقَ لَهُ أَنَّهُ قَصَبَةُ كُرْجُسْتانَ، بَيْنَه وبَينَ قالِيقَلاَ ثلاثُونَ فَرْسَخاً، افْتُتِحَ فِي خِلاَفَة أَمير المؤْمِنِينَ عثْمَانَ رضيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وسَبَقَ للمصَنِّف أنَّ عَلَيْهَا سوُرَيْن، وحَمَّامَاتُهَا تَنْبُعُ مَاء حارّاً بغيرِ نارٍ، مِنْهُ عُمَرَ بنُ بُنْدارٍ التَّفْلِيسيُّ الفَقيهُ، وأَبو أَحْمَد حامدُ بنُ يُوسفَ بن الحُسَيْن التَّغْلبيُّ المُحَدِّثُ. ويُقال: شَيْءٌ مُفَلَّسُ اللَّونِ، كمُعَظَّمٍ، إِذا كَانَ عَلَى جِلْدِه لُمَعٌ كالفُلُوسِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَفْلَسْتُ الرَّجُلَ، إِذا طَلَبْتَه فأَخْطَأْتَ مَوْضعَه، وَهُوَ الفَلَس، والإِفْلاس، قَالَه أَبو عَمْرٍ و. وقَومٌ مَفَاليسُ: اسمُ جَمْع مُفْلِسٍ، كمَفَاطِيرَ جَمْع مُفْطِر، أَو جَمْع مِفْلاسٍ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيُّ. ولَقَد أَبْدَعَ الحَريريُّ حيثُ قَالَ: صَلَّيْتُ المَغْربَ فِي تَفْليس، مَعَ زُمْرَةٍ مَفَالِيس. وفُلانٌ فَلِسٌ من كُلِّ خَيْرٍ. ووَقَع فِي فَلَسٍ شَدِيدٍ. وَهُوَ مُفَيْلِس، مالَه إِلاّ أُفَيْلِس.
والفَلاَّسُ، كشَدَّادٍ، اشتهرَ بِهِ أَبو حَفْصٍ عَمْرو بنُ عليّ الصَّيْرَفيُّ الحافظُ، روى عنهُ البُخَاريُّ ومُسْلِمٌ.
[فلس] الفَلْسُ يجمع على أفْلُسٍ في القِلة، والكثيرُ فُلوسٌ. وقد أفْلَسَ الرجل: صار مُفْلِساً، كأنَّما صارت دراهمه فلوسا وزيوفا. كما يقال: أخبث الرجل، إذا صار أصحابه خبثاء. وأقطف: صارت دابته قطوفا. ويحوز أن يراد به أنه صار إلى حال يقال فيها: ليس معه فلس. كما يقال: أقهر الرجل إذا صار إلى حال يقهر عليها. وأذل الرجل: صار إلى حال يذل فيها. وقد فَلَّسَهُ القاضي تَفْليساً: نادى عليه أنه أفلس. 

الإقليم الرابع

الإقليم الرابع:
وهو حيث يكون الظلّ إذا استوى الليل والنهار في أذار نصف النهار أربعة أقدام وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم، وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء خمسة أقدام وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم، ويبتدئ من أرض الصين والتّبّت والختن، وما بينهما من المدن، ويمرّ على جبال كشمير، وبلوّر، وبرجان، وبذخشان، وكابل، وغور، وهراة، وبلخ، وطخارستان، ومرو، وقوهستان، ونيسابور، وقومس، وجرجان، وطبرستان، والري، وقمّ، وقاشان، وهمذان، واذربيجان، والموصل، وحرّان، وعزاز، والثغور، وجزيرة قبرس، ورودس، وصقلية، إلى البحر المحيط على الزقاق بين الأندلس وبلاد المغرب، فوقع طرف هذا الإقليم الأدنى الذي يلي العراق، بالقرب من بغداد وما كان على سمتها شرقا وغربا، ووقع طرفه الأدنى الذي يلي الشمال، بالقرب من قاليقلا وساحل طبرستان إلى أردبيل وجرجان، وما كان في هذا السّمت،
وفيه من مشاهير المدن غير ما ذكر: نصيبين، ودارا، والرّقّتان، ورأس عين، وسميساط، والرهاء، ومنبج، وحلب، وقنسرين، وأنطاكية، وحمص في رواية، والمصّيصة، وأذنة، وطرسوس، وسرّ من رأى، وحلوان، وشهر زور، وماسبذان، والدينور، ونهاوند، وأصفهان، ومراغة، وزنجان، وقزوين، والكرخ، وسرخس، وإصطخر، وطوس، ومرو الروذ، وصيدا، والكنيسة السوداء، وعمّورية، واللاذقية، وأطول نهار هؤلاء في أول الإقليم، أربع عشرة ساعة وربع، وأوسطه أربع عشرة ساعة ونصف، وآخره أربع عشرة ساعة ونصف وربع، وطوله من المشرق إلى المغرب ثمانية آلاف ومائتان وأربعة عشر ميلا وأربع عشرة دقيقة، وعرضه مائتان وتسعة وتسعون ميلا وأربع دقائق، وتكسيره ألف ألف وأربعمائة ألف وثلاثة وسبعون ألفا واثنان وسبعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة، وهو للشمس على رأي الفرس، وللمشتري على رأي الروم، واسمه بالفارسية «خرشاذ وله من البروج الأسد، والله ولي الإعانة.

البروج الاثني عشر من البلدان

ذكر ما لكل واحد من البروج الاثني عشر من البلدان
أما الحمل: فله بابل، وفارس، وأذربيجان، واللان، وفلسطين.
الثور: له الماهان، وهمذان، والأكراد الجبليون، ومدين، وجزيرة قبرس، والاسكندرية، والقسطنطينية، وعمان، والري، وفرغانة، وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان، وجيلان، وأرمينية، وموقان، ومصر، وبرقة، وبرجبان، وله شركة في أصفهان وكرمان.
السرطان: له أرمينية الصغرى، وشرقي خراسان، وبعض إفريقية، وهجر، والبحرين، والديبل، ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج، ونهاية العمران التي تليها، وعسقلان، والبيت المقدس، ونصيبين، وملطية، وميسان، ومكران، والديلم، وايرانشهر، وطوس، والصعيد، وترمذ.
السنبلة: له الأندلس، وجزيرة أقريطش، ودار مملكة الحبشة، والجرامقة، والشام، والفرات، والجزيرة، وديار بكر، وصنعاء، والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس، وسجستان، إلى تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها الى إفريقية، وسجستان، وكابل، وقشمير، وصعيد مصر، إلى تخوم الحبشة، وبلخ، وهراة، وانطاكية، وطرطوس، ومكة، والطالقان، وطخارستان، والصين.
العقوب: له الحجاز، والمدينة، وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن، وقومس، والري، وطنجة، والخزر، وآمل، وسارية، ونهاوند، والنهروان، وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال، والدينور، وأصفهان، وبغداد، ودنباوند، وباب الأبواب، وجندي سابور، وله شركة في بخارا، وجرجان، وشواطئ بحر أرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران، والسند، ونهر مهران، ووسط بحر عمان إلى الهند، والصين، وشرقي أرض الروم، والأهواز، وإصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل، والكوفة وناحيتها، وظهر الحجاز، وأرض القبض من مصر، وغربي أرض السند، وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان، وناحية الشمال من أرض جرجان، وبخارا وسمرقند وقاليقلا إلى الشام، والجزيرة، ومصر، والاسكندرية، وبحر اليمن، وشرقي أرض الهند، وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج، وفيه تكرار باختلاف اللفظ في عدّة مواضع، نحو قوله:
بابل والعراق والسواد وبغداد والنهروان والكوفة، كل هذا من السواد، وكل هذا من أرض بابل، وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة فمضمومة إلى ذلك. وفيما تقدّم أمثال لهذا، والله أعلم بحقيقة ذلك، وفي الصورة السابقة رسم بسيط الأرض، وهيئة البيت الحرام، واستقبال الناس إياه من جميع جهات الأرض على وجه التقريب، وفيه نظر.
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فإن فسرناها في كل موضع تجيء فيه أطلنا، وإن ذكرناها في موضع دون الآخر بخسنا أحدهما حقّه، ويبهم على المستفيد موضعها، وإن ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره، فجئنا بها هاهنا مفسرة، مبيّنة، مسهّلا على الطالب أمرها، وهي البريد، والفرسخ، والميل، والكورة، والإقليم، والمخلاف، والاستان، والطسوج، والجند، والسكة، والمصر، وأباذ، والطول، والعرض، والدرجة، والدقيقة، والصلح، والسلم، والعنوة، والخراج، والفيء، والغنيمة، والقطيعة.

إِرْمِينِيَةُ

إِرْمِينِيَةُ:
بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء
خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمنيّ على غير قياس، بفتح الهمزة وكسر الميم، وينشد بعضهم:
ولو شهدت أمّ القديد طعاننا، ... بمرعش، خيل الأرمنيّ أرنّت
وحكى إسماعيل بن حمّاد فتحهما معا، قال أبو عليّ:
أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العربي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة، وحكمها أن تكسر لتكون مثل إجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك، ثم ألحقت ياء النسبة، ثم ألحق بعدها تاء التأنيث، وكان القياس في النسبة إليها أرمينيّ، إلا أنها لما وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في روميّ وروم، وسنديّ وسند، أو يكون مثل بدويّ ونحوه مما غيّر في النسب، قال أهل السّير:
سمّيت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث ابن نوح، عليه السلام، وكان أول من نزلها وسكنها، وقيل: هما أرمينيتان الكبرى والصّغرى، وحدّهما من برذعة إلى باب الأبواب، ومن الجهة الأخرى إلى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير، وقيل: إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها، وقيل: هي ثلاث أرمينيات، وقيل:
أربع، فالأولى: بيلقان وقبلة وشروان وما انضمّ إليها عدّ منها، والثانية: جرزان وصغدبيل وباب فيروز قباذ واللّكز، والثالثة: البسفرجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنّشوى، والرابعة وبها قبر صفوان بن المعطّل صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو قرب حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما هي، ولها حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيّب جدّا، فمن الرابعة: شمشاط وقاليقلا وأرجيش وباجنيس، وكانت كور أرّان والسيسجان ودبيل والنّشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة الروم، فافتتحها الفرس وضمّوها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى، عليه السلام، التي بقرب عين الحيوان، ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الخامس، طالعها تسع عشرة درجة من السرطان، يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي، ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل، بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان، قال: ومدينة أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، طالعها عشرون درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، ولها شركة في العوّاء وفي الدّبّ الأكبر ولها شركة في كوكب هوز، وهو كوكب الحكماء، وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوز الا وكان حكيما، وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس، وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء، يدور عليها من كل بنات نعش أربعة أجزاء، وهي صحيحة الهواء، وكل من سكنها طال عمره، بإذن الله تعالى، هذا كله من كتاب الملحمة. وفي كتب الفرس: أن جرزان وأرّان كانتا في أيدي الخزر، وسائر ارمينية في ايدي الروم يتولّاها صاحبها أرميناقس وسمّته العرب أرميناق، فكانت الخزر تخرج فتغير، فربما بلغت الدينور، فوجّه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء
قواده في اثني عشر ألفا، فوطئ بلاد أرّان ففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرّسّ إلى شروان، ثم ان قباذ لحق به فبنى بأرّان مدينة البيلقان، ومدينة برذعة، وهي مدينة الثغر كله، ومدينة قبلة، ونفى الخزر ثم بنى سدّ اللبن في ما بين شروان واللّان، وبنى على سدّ اللبن ثلاثمائة وستين مدينة، خربت بعد بناء باب الأبواب. ثم ملك بعد قباذ ابنه أنوشروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب الأبواب، وإنما سمّيت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل، وأسكن ما بنى من هذه المواضع قوما سمّاهم السياسجين، وبنى بأرض أرّان أبواب شكّى والقميران وأبواب الدّودانية، وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن معدّ بن عدنان، وبنى الدّرزوقية، وهي اثنا عشر بابا، على كل باب منها قصر من حجارة، وبنى بأرض جرزان مدينة يقال لها صغدبيل، وأنزلها قوما من الصّغد وأبناء فارس وجعلها مسلحة، وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروز قباذ، وقصرا يقال له باب لازقة، وقصرا يقال له باب بارقة، وهو على بحر طرابزندة، وبنى باب اللان وباب سمسخى، وبنى قلعة الجردمان وقلعة سمشلدى، وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية، وعمّر مدينة دبيل ومدينة النّشوى وهي نقجوان، وهي مدينة كورة البسفرجان، وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان، منها: قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة، ولم تزل أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام، وقد ذكر في فتوح أرمينية في مواضعه من كل بلد، وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال. المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة، وذكر أن عدة ممالكها مائة وثماني عشرة مملكة، منها: صاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكين، مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف قرية، وأرّان أول مملكته بأرمينية، فيها أربعة آلاف قرية وأكثرها لصاحب السرير، وسائر الممالك فيما بين ذلك تزيد على أربعة آلاف وتنقص عن مملكة صاحب السرير، ومنها: شروان وملكها يقال له شروان شاه. وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سمّوا بذلك؟ فقال:
هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس، ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم على ولايتهم، وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم يملكوا قط قبل الإسلام فسمّوا أحرارا لشرفهم، وقد نسب بهذه النسبة قوم من أهل العلم، منهم: أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني، سافر إلى مصر والمغرب.

دَبِيلٌ

دَبِيلٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، بوزن زبيل، قال أبو زياد الكلابي: وفي الرمل الدّبيل وهو ما قابلك من أطول شيء يكون من الرمل إذا واجه الصّحراء التي ليس فيها رمل فذلك الدّبيل، وجمعها الدّبل، وهو الكثيب الذي يقال له كثيب الرمل، قال الشاعر:
وفحل، لا يديّثه برحل ... أخو الجعدات كالأجم الطويل
ضربت مجامع الأنساء منه، ... فخرّ الساق آدم ذا فضول
كأنّ سنامه، إذ جرّدوه، ... نقا العزّاف قاد له دبيل
موضع يتاخم أعراض اليمامة، قال مروان بن أبي حفصة يمدح معن بن زائدة وكان قد قصده من اليمامة إلى اليمن:
لولا رجاؤك ما تخطّت ناقتي ... عرض الدبيل، ولا قرى نجران
وقيل: هو رمل بين اليمامة واليمن، وقال أبو الشليل النّفاثي:
كأنّ سنامه، إذ جرّدوه ... نقا العزّاف قاد له دبيل
قال السكري: العزّاف رمل معروف يسمع فيه عزيف الجن، والنّقا: جبيل من الرمل أبيض.
ودبيل: اسم رمل معروف يقال اتصل هذا بهذا.
ودبيل أيضا: مدينة بأرمينية تتاخم أرّان، كان ثغرا فتحه حبيب بن مسلمة في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في إمارة معاوية على الشام ففتح ما مرّ به إلى أن وصل إلى دبيل فغلب عليها وعلى قراها وصالح أهلها وكتب لهم كتابا، نسخته: هذا كتاب من حبيب بن مسلمة الفهري لنصارى أهل دبيل ومجوسها ويهودها شاهدهم وغائبهم. إني أمنتكم على أنفسكم وأموالكم وكنائسكم وبيعكم وسور مدينتكم فأنتم آمنون وعلينا الوفاء لكم بالعهد ما وفيتم وأديتم الجزية والخراج، شهد الله وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً 4: 79، وختم حبيب بن مسلمة، قال الشاعر:
سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا ... بــقاليقلا، أو من وراء دبيل
ينسب إليها عبد الرحمن بن يحيى الدبيلي، يروي عن الصبّاح بن محارب وجدار بن بكر الدبيلي، روى عن جده، روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر الكناني البغدادي، وقال أبو يعقوب الخريمي يذكرها:
شقّت عليك بواكر الأظعان، ... لا بل شجاك تشتّت الجيران
وهم الألى كانوا هواك، فأصبحوا ... قطعوا ببينهم قوى الأقران
ورأيت، يوم دبيل، أمرا مفظعا ... لا يستطيع حواره الشفتان
ودبيل من قرى الرملة، ينسب إليها أبو القاسم شعيب ابن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سنان، ويقال له ابن سوّار العبدي البزّاز الدبيلي الفقيه المعروف بابن أبي قطران، روى عن أبي زهير أزهر بن المرزبان المقري، حدث بدمشق ومصر عن عبد الرحمن بن يحيى الأرمني صاحب سفيان بن عيينة وسهل بن سفيان الخلاطي وأبي زكرياء يحيى بن عثمان بن صالح السهمي المصري، روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن يونس بن عبد الأعلى الحافظ ومحمد بن علي الذهبي وأبو هاشم المؤدّب والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي ومحمد بن جعفر بن يوسف الأصبهاني وأبو أحمد محمد ابن أحمد بن إبراهيم الغسّاني وأسد بن سليمان بن حبيب الطهراني والحسن بن رشيق العسكري وأبو بكر محمد ابن أحمد المفيد.

الفُرَاتُ

الفُرَاتُ:
بالضم ثم التخفيف، وآخره تاء مثناة من فوق، قال حمزة: والفرات معرّب عن لفظه وله اسم آخر وهو فالاذروذ لأنه بجانب دجلة كما بجانب الفرس الجنيبة، والجنيبة تسمى بالفارسية فالاذ، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه، قال عز وجل: هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ 25: 53، وقد فرت الماء يفرت فروتة وهو فرات إذا عذب، ومخرج الفرات فيما زعموا من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط ويدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم ويجيء إلى كمخ ويخرج إلى ملطية ثم إلى سميساط ويصبّ إليه أنهار صغار نحو نهر سنجة ونهر كيسوم ونهر ديصان والبليخ حتى ينتهي إلى قلعة نجم مقابل منبج ثم يحاذي بالس إلى دوسر إلى الرّقة إلى رحبة مالك بن طوق ثم إلى عانة ثم إلى هيت فيصير أنهارا تسقي زروع السواد، منها: نهر سورا، وهو أكبرها، ونهر الملك، وهو نهر صرصر، ونهر
عيسى بن علي وكوثا ونهر سوق أسد والصراة ونهر الكوفة والفرات العتيق ونهر حلة بني مزيد، وهو نهر سورا، فإذا سقت الزروع وانتفع بمياهها فمهما فضل من ذلك انصبّ إلى دجلة، منها ما يصبّ فوق واسط ومنها ما يصب بين واسط والبصرة فتصير دجلة والفرات نهرا واحدا عظيما عرضه نحو الفرسخ ثم يصبّ في بحر الهند، وللفرات فضائل كثيرة، روي أن أربعة أنهار من الجنة: النيل والفرات وسيحون وجيحون، وروي عن علي، كرّم الله وجهه، أنه قال: يا أهل الكوفة إن نهركم هذا يصبّ إليه ميزابان من الجنة، وعن عبد الملك بن عمير: أن الفرات من أنهار الجنة ولولا ما يخالطه من الأذى ما تداوى به مريض إلا أبرأه الله تعالى، وأن عليه ملكا يذود عنه الأدواء، وروي أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق شرب من ماء الفرات ثم استزاد واستزاد فحمد الله وقال:
نهر ما أعظم بركته ولو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ولولا ما يدخله من الخطّائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برأ، ومما يروى عن السّدّي، والله أعلم بحقه من باطله، قال: مدّ الفرات في زمن علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، فألقى رمانة قطعت الجسر من عظمها فأخذت فكان فيها كرّ حبّ فأمر المسلمين أن يقتسموها بينهم وكانوا يرونها من الجنة، وهذا باطل لأن فواكه الجنة لم توجد في الدنيا ولو لم أر هذا الخبر في عدة مواضع من كتب العلماء ما استجزت كتابته، وسقى الفرات كورا ببغداد منها الأنبار وهيت، وقد نسب إليها قوم من رواة العلم، قال رفاعة بن أبي الصفي:
ألم تر هامتي من حبّ ليلى ... على شاطي الفرات لها صليل
فلو شربت بصافي الماء عذبا ... من الأقذاء زايلها الغليل
وفرات البصرة: كورة بهمن أردشير، وقد ذكرت في مواضعها، وذكر أحمد بن يحيى بن جابر قال:
لما فتح عتبة بن غزوان الأبلّة عنوة عبر الفرات فخرج لهم أهل الفرات بمساحيهم فظفر بهم المسلمون وفتحوا الفرات، وقيل: إن ما بين الفهرج والفرات فتح صلحا وسائر الأبلّة عنوة، ولما فرغ من الأبلّة أتى المذار، وقال عوانة بن الحكم: كانت مع عتبة ابن غزوان لما قدم البصرة امرأته أزدة بنت الحارث ابن كلدة ونافع وأبو بكر وزياد إخوتها، فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول:
إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح الله على المسلمين تلك المدينة.

عوذ

[عوذ] عُذْتُ بفلانٍ واسْتَعَذْتُ به، أي لجأت إليه. وهو عياذي، أي ملجئي. وأعذت غيرى به وعوذته به معنى. وقولهم معاذ الله، أي أعوذُ بالله مَعاذاً، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل، لانه مصدر وإن كان غير مستعمل، مثل سبحان. ويقال أيضاً: مَعاذَةَ الله، ومعاذَ وجهِ الله، ومعاذَةَ وجهِ الله، وهو مثل المعنى والمعناة، والمأتى والمأتاه. ويقال: عَوْذٌ بالله منك، أي أعوذُ بالله منك. قال الراجز: قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ * عَوْذٌ برَبِّي منكمُ وحَجْرُ - والعوذَةُ والمَعاذَةُ والتَعْويذُ، كلُّه بمعنًى. ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة. ودائرة المُعَوَّذِ تستحبُّ. وقرأت المُعَوِّذَتَيْنِ بكسر الواو، وهما سورتان. والعوذُ: الحديثاتُ النِتاجِ من الظباء والإبل والخيل، واحدتها عائِذٌ، مثل سائل وحول. ويجمع أيضا على عُوذان مثل راع ورعيان، وحائر وحوران: تقول: هي عائذ بيِّنة العُؤوذِ، وذلك إذا ولدتْ عشرة أيام أو خمسة عشريا يوماً، ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ. يقال: هي في عِياذِها، أي بحدثان نتاجها. والعوذ: النبت في أصل الشَوك أو في المكان الحَزْنِ، لا يكاد المال يناله. قال الشاعر كثير: خَليلَيَّ خُلْصانَيَّ لم يُبقِ حُبِّها * من القلبِ إلا عُوَّذاً سَيَنالُها - ويقال أيضاً: أطيبُ اللحم عُوَّذُهُ، وهو ما عاذَ بالعظم ولزِمه. وما تركتُ فلاناً إلا عَوَذاً منه بالتحريك، وعَواذاً منه، أي كراهةً. وأفْلَتَ منه فلان عوذا، إذا خوفه ولم يضربه، أو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله. وعيذ الله بكسر الياء مشددة: اسم قبيلة. يقال: هو من بنى عيذ الله، ولا تقل عائذ الله ويقال للجودى أيضا عيذ. وعائذة: أبوحى من ضبة، وهو عائذة ابن مالك بن ضبة. قال الشاعر حواس الضبى: متى تسأل الضبى عن شر قومه * يقل لك إن العائذى لئيم -
عوذ
عُذْتُ به عَوْذاً وعِيَاذاً ومَعَاذاً. وأتَيْتُهُ عَوَذاً - بفَتْحِ الواو -: أي عائذاً. ومنه المُعَاوَذَةُ والعُوْذَةُ والتَّعْوِيْذ. وعائذُ اللهِ: أبو حَيٍّ من اليَمنِ. وأفْلَتَ منه عَوَذاً - بفتح الواوِ والعَيْن -: إِذا خَوَّفَه ولم يَضْرِبْه، أو ضَرَبَه وهو يُريدُ قَتْلَه فلم يَقْتُلْه. والمُعَوَّذُ من الكَلإِ: ما دَخَلَ في أُصُول الشَّجَر فَمَنَعَتْ من رِعْيِه. وكُلُّ ما نَبَتَ في أصْلِ شَجَرٍ أو حَجَرٍ: فهو مُعَوَّذٌ. ودائرةُ المُعَوَّذِ: تكونُ من الفَرَس في مَوْضِع القِلادة. وعاذَتِ النّاقَةُ عِيَاذاً وعُؤوْذاَ، وأعْوَذَتْ أيضاً، فهي عائذُ ومُعْوِذٌ: أي حَدِيْثَةُ النِّتَاج.
والعَوَائذُ من الكَواكِبِ الشَّأْمِيَّةِ: أربَعَةُ كَواكبَ على ترْبِيْعٍ مُختَلِفٍ في وَسَطِها كوكبٌ يُسَمّى الرُّبَعَ.

عوذ: عاذ به يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً: لاذ فيه ولجأَ إِليه

واعتصم. ومعاذَ اللهِ أَي عياذاً بالله. قال الله عز وجل: مَعَاذَ الله أَن

نأْخذ إِلا مَن وجدَنا متاعنا عنده؛ أَي نعوذ بالله معذاً أَن نأْخذ غير

الجاني بجنايته، نصبه على المصدر الذي أُريدَ به الفعل. وروي عن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَنه تزوّج امرأَة من العرب فلما أُدْخِلَتْ عليه

قالت: أَعوذ بالله منك، فقال: لقد عُذْتِ بمعاذ فالحقي بأَهلك. والمَعَاذ

في هذا الحديث: الذي عَاذبه. والمَعَاذ: المصدر والمكان والزمان أَي قد

لجأْت إِلى ملجإٍ ولُذْتِ بِمَلاذ. والله عز وجل معاذ من عاذ به وملجأُ من

لجأَ إِليه. وقولهم: معاذ الله أَي أَعوذ بالله معاذاً، بجعله بدلاً من

اللفظ بالفعل لأَنه مصدر وإِن كان غير مستعمل مثل سبحان. ويقال أَيضاً:

مَعَاذَة الله ومَعَاذَ وجه الله ومَعَاذَة وجه الله، وهو مثل المَعْنَى

والمَعْناة والمَأْتى والمَأْتاة. وأَعَذْتُ غيري به وعَوَّذْتُه به

بمعنى.قال سيبويه: وقالوا: عائذاً بالله من شرها فوضعوا الاسم موضع المصدر؛

قال عبد الله السهمي:

أَلحقْ عذابَك بالقوم الذين طَغَوْا،

وعائذاً بك أَن يَغْلُوا فيُطْغُوني

قال الأَزهري: يقال: اللهم عائذاً بك من كل سوء أَي أَعوذ بك عائذاً.

وفي الحديث: عائذ بالله من النار أَي عائذ ومتعوّذ كما يقال مستخجير بالله،

فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم سِرٌّ كاتِمٌ وماءٌ دافق؛ ومن رواه

عائذاً، بالنصب، جعل الفاعل موضع المصدر وهو العِياذُ.

وطَيْرٌ عِياذٌ وعُوَّذ: عائذة بجبل وغيره مما يمنعها؛ قال بخدج يهجو

أَبا نخيلة:

لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا،

شَرًّا وشَلاًّ للأَعادِي مِشْقَذَا

(* قوله «شرّاً وشلاً إلخ» الذي تقدم: مني وشلاً، ولعله روي بهما).

وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا

كالطَّيْر يَنْجُونَ عِياذاً عُوَّذا

كرر مبالغة فقال عِيذاً عُوَّذاً، وقد يكون عياذاً عنا مصدراً، وتعوّذ

بالله واستعاذ فأَعاذه وعوّذه، وعَوْذٌ بالله منك أَي أَعوذ بالله منك؛

قال:

قالت، وفيها حَيْذَة وذُعْرُ:

عَوْذٌ بربي مِنكُمُ وحَجْرُ

قال: وتقول العرب للشيء ينكرونه والأَمر يهابونه: حُجْراً أَي دفعاً،

وهو استعاذة من الأَمر. وما تركت فلاناً إلا عَوَذاً منه، بالتحريك،

وعَوَاذاً منه أَي كراهة. ويقال: أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا

خوَّفه ولم يضربه أَو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله. وقال الليث: يقال فلان

عَوَذٌ لك أَي ملجأٌ. وفي الحديث: إِنما قالها تَعَوُّذاً أَي إِنما أَقرَّ

بالشهادة لاجئاً إِليها ومعتصماً بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في

إِسلامه. وفي حديث حذيفة: تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً

عُوداً، بالدال اليابسة، وقد تقدّم؛ قال ابن الأَثير: وروي بالذال

المعجمة، كأَنه استعاذ من الفتن. وفي التنزيل: فإِذا قرأْت القرآن فاستعذ بالله

من الشيطان الرجيم؛ معناه إِذا أَردت قراءة القرآن فقل: أَعوذ بالله من

الشيطان الرجيم ووسوسته.

والعُوذةُ والمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ: الرُّقية يُرْقى بها الإِنسان من

فزع أَو جنون لأَنه يعاذ بها.

وقد عَوَّذَه؛ يقال: عَوَّذْت فلاناً بالله وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين

إِذا قلت أُعيذك بالله وأَسْمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحَيْنٍ. وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يعوِّذ نفسه بالمعوِّذتين بعدما

طُبَّ. وكان يُعَوِّذُ ابني ابنته البَتُول، عليهم السلام، بهما.

والمعوِّذتان، بكسر الواو: سورة الفلق وتاليتها لأَن مبدأَ كل واحدة منهما قل

أَعوذ. وأَما التعاويذ التي تُكتب وتعلق على الإِنسان من العين فقد نهى عن

تعليقها، وهي تسمى المَعًّاذات أَيضاً، يُعَوَّذ بها من علقت عليه من

العين والفزع والجنون، وهي العُوذُ واحدتها عُوذَةٌ. والعُوَّذُ: ما عِيذ به

من شجر أَو غيره. والعُوَّذُ من الكلإِ: ما لم يرتفع إِلى الأَغصان

ومنعه الشجر من أَن يرعى، من ذلك، وقيل: هي أَشياء تكون في غلظ لا ينالها

المالُ؛ قال الكميت:

خَلِيلايَ خُلْصَانيَّ، لم يُبْق حُبُّها

من القلبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنالها

والعُوَّذ والمُعوَّذُ من الشجر: ما نبت في أَصل هدفٍ أَو شجرة أَو

حَجَرٍ يستره لأَنه كأَنه يُعَوّذُ بها؛ قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف

امرأَة:

إِذا خَرَجَتْ مَن بيتها، راقَ عَيْنَها

مُعَوَّذُهُ، وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ

يعني هذه المرأة إِذا خَرَجَت من بيتها راقها مُعَوَّذُ النَّبت حوالي

بيتها، وقيل: المعَوِّذ، بالكسر، كل نبت في أَصل شجرة أَو حجر أَو شيء

يعُوذّ به.

وقال أَبو حنيفة: العَوَذُ السفير من الورق وإِنما قيل له عَوَذٌ لأَنه

يعتصم بكل هذف ويلجأُ إِليه ويعوذ به. قال الأَزهري: والعَوَذُ ما دار به

الشيء الذي يضربه الريح، فهو يدور بالعَوَذِ من حَجَر أَو أَرومة.

وتَعَاوَذَ القومُ في الحرب إِذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض.

ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة، ودائرة المُعَوَّذِ تستحب. قال أَبو

عبيد: من دوائر الخيل المُعَوَّذُ وهي التي تكون في موضع القلادة

يستحبونها.وفلان عَوْذٌ لبَني فلان أَي ملجأٌ لهم يعوذون به. وقال الله عز وجل:

وانه كان رجال من الإِنس يعوذون برجال من الجن؛ قيل: إن أَهل الجاهلية

كانوا إِذا نزلت رفقة منهم في واد قالت: نعوذ بعزيز هذا الوادي من مَرَدَة

الجن وسفهائهم أَي نلوذُ به وتستجير.

والعُوَّذُ من اللحم: ما عاذ بالعظم ولزمه. قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما

طعم الخبز؟ قال: أُدْمُه. قال قلت: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه،

وناقة عائذ: عاذ بها ولدها، قال بمعنى مفعول؛ وقيل: هو على النسب.

والعائذ: كل أُنثى إِذا وضعت مدة سبعة أيام لأَنّ ولدها يعوذ بها، والجمع

عُوذٌ بمنزلة النفساء من النساء، وهي من الشاء رُبّى، وجمعها رِباب، وهي من

ذوات الحافز فَرِيش. وقد عاذت عياذاً وأَعاذت، وهي مُعِيذٌ، وأَعوذت.

والعائذ من الإِبل: الحديثة النتاج إِلى خمس عشرة أَو نحوها، من ذلك أَيضاً.

وعاذت بولدها: أَقامت معه وحَدِبَتْ عليه ما دام صغيراً، كأَنه يريد

عاذبها ولدها فقلب؛ واستعار الراعي أَحذ هذه الأَشياء للوحش فقال:

لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ،

ترى الوحشَ عُوذاتٍ به ومَتَالِيَا

كسَّر عائذاً على عوذ ثم جمعه بالأَلف والتاء؛ وقول مليح الهذلي:

وعاجَ لها جاراتُها العِيسَ، فارْعَوَتْ

عليها اعوجاجَ المُعْوِذاتَ المَطَافِل

قال السكري: المعوذات التي معها أَولادها. قال الأَزهري: الناقة إِذا

وضعت ولدها فهي عائذ أَياماً. ووقَّت بعضهم سبعة أَيام، وقيل: سميت الناقة

عائذاً لأَنّ ولدها يعوذ بها، فهي فاعل بمعنى مفعول، وقال: إِنما قيل لها

عائذ لأَنها ذات عَوْذٍ أَي عاذ بها ولدها عَوْذاً. ومثله قوله تعالى:

خلق من ماء دافق أَي ذي دفق. والعُوذُ: الحديثات النتاج من الظباء والإِبل

والخيل، واحدتها عائذ مثل حائل وحول. ويجمع أَيضاً على عُوذان مثل راع

ورُعيان وحائر وحُوران. ويقال: هي عائذ ببَّنةُ العؤُوذ إِذا ولدت عشرة

أَيام أَو خمسة عشر ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ. يقال: هي في عياذها أَي بحِدْثان

نتاجها. وفي حديث الحديبية: ومعهم العُوذُ المَطافيل؛ يريد النساء

والصبيان. والعُوذُ في الأَصل: جمع عائذ من هذا الذي تقدم. وفي حديث عليّ،

رضوان الله عليه: فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل.

وعَوَذ الناس: رُذالهم؛ عن ابن الأَعرابي. وبنو عَيِّذ الله: حيّ، وقيل:

حيُّ من اليمن. قال الجوهري: عيِّذ الله، بكسر الياء مشددة، اسم قبيلة.

يقال: هو من بني عيذ الله، ولا يقال عائذ الله. ويقال للجوديّ أَيضاً:

عَيِّذ. وعائذة: أَبو حي من ضبة، وهو عائذة بن مالك بن ضبة؛ قال الشاعر:

متى تسأَل الضَّبِّيَّ عن شرّ قومه،

يَقُلْ لك: إِن العائذيَّ لئيم

وبنو عَوْذَةَ: من الأَسْد. وبنو عَوْذَى، مقصور: بطن؛ قال الشاعر:

ساقَ الرُّفَيْداتِ من عَوْذى ومن عَمَم،

والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار

وعائذ الله: حي من اليمن. وعُوَيْذَة: اسم امرأَة؛ عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ، بعدما

تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ

وعاد: قرية معروفة، وقيل: ماء بنجران؛ قال ابن أَحمر:

عارضتُهم بسؤال: هل لكن خَبَرٌ؟

مَن حَجَّ من أَهل عاذٍ، إِنَّ لي أَرَبا؟

والعاذ: موضع. قال أَبو المورّق:

تركتُ العاذَ مَقْليّاً ذميماً

إِلى سَرَفٍ، وأَجْدَدْتُ الذهابا

عوذ

1 عَاذَ بِهِ, aor. ـُ (S, A, O, L, Msb,) inf. n. عَوْذٌ (O, L, K) and عِيَاذٌ and مَعَاذٌ (O, L, Msb, K) and مَعَاذَةٌ; (O, K;) and بِهِ ↓ تعوّذ; (O, L, Msb, K; *) and بِهِ ↓ استعاذ; (S, A, O, L, Msb, K; *) He sought protection, or preservation, by him; sought, or took, refuge in him; had recourse to him for protection, preservation, or refuge; sought his protection, or preservation; confided or trusted or put his trust in him, or relied upon him, for protection, or preservation; (S, A, O, L, Msb, K;) namely, God, (S, A, O, L, Msb,) or a man; (S, O;) [and in like manner used in relation to a place; مِنْ كَذَا and عَنْهُ from such a thing; or followed by مِنْ أَنْ, or only أَنْ, and a mansoob aorist.] ↓ إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا, occurring in a trad., means He only said it (referring to the profession of the faith) to seek protection, or preservation, thereby from slaughter; not being sincere in his profession of El-Islám. (L.) And one says, مَعَاذَ اللّٰهِ, (S, A, O, L, K,) and مَعَاذَةَ اللّٰهِ, (S, O, L, K,) and مَعَاذَ وَجْهِ اللّٰهِ, and مَعَاذَةَ وَجْهِ اللّٰهِ, (S, O, L,) and عِيَاذَ اللّٰهِ, (A,) meaning أَعُوذُ بِاللّٰهِ مَعَاذًا [I seek protection, or preservation, by God; &c.; which is equivalent to the saying may God protect me, or preserve me]: (S, A, O, L, K:) مَعَاذًا [as also مَعَاذَةً] being here used instead of the verb because it is an inf. n., though [accord. to some] not employed as such [in other cases], like as is the case in the phrase سُبْحَانَ اللّٰهِ. (S, O, L.) [One says also, مَعَاذَ اللّٰهِ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا, for مِنْ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا, I seek preservation by God, &c., from my doing such a thing; as though meaning may God preserve me from doing such a thing: see an ex. in the Kur xii. 79: and] some reckon مَعَاذَ اللّٰهِ among the forms of oaths. (MF.) [In like manner also,] عَوْذٌ بِاللّٰهِ مِنْكَ means أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنْكَ [I seek protection, or preservation, by God, &c., from thee]. (S, O, L, K. *) [See also the phrase عَائِذًا بِاللّٰهِ, voce عَائِذٌ.] b2: عَاذَتْ بِوَلَدِهَا (assumed tropical:) She (a camel) stayed with her young one, and attended to it affectionately, as long as it remained little, is as though it were an inverted phrase, meaning عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا [her young sought protection by her: or it may be from what next follows]. (TA.) b3: عاذ بِالعَظْمِ (tropical:) It (flesh-meat) clave to the bone: (S, O, L, K: *) a tropical phrase. (A.) b4: And عَاذَتْ, [aor. ـُ (L, K,) inf. n. عِيَاذٌ (S, O, L, K) and عُؤُوذٌ; (S, L; [in the O عُؤُوذَة;]) and ↓ أَعَاذَتْ, and ↓ أَعْوَذَتْ; (L, K;) (assumed tropical:) She (a gazelle, S, O, L, K, and a camel, and a mare, S, O, L, and any female, L, K) was in the state of such as is termed عَائِذ [q. v.]; or that of having recently brought forth. (S, O, L, K.) One says, هِىَ فِىعِيَاذِهَا She is in the early stage of the period after having brought forth. (S, O, L.) 2 عَوَّذْتُ غَيْرِى بِفُلَانٍ, and بِهِ ↓ أَعَذْتُهُ, I made another to seek protection, or preservation, by such a one; to seek, or take, refuge in him; to have recourse to him for protection, preservation, or refuge; to seek his protection, or preservation; to confide, or trust, or put his trust, in him, or to rely upon him, for protection, or preservation; (S, O, * L;) [مِنْ كَذَا and عَنْهُ from such a thing: and in like manner, عَوَّذْتُهُ بِاللّٰهِ, and بِهِ ↓ أَعَذْتُهُ, I made him to seek protection, or preservation, by God; &c.]

A2: And عَوَّذْتُهُ بِكَذَا I prayed for his protection, or preservation, by such a thing [i. e. by invoking God, or uttering some charm; مِنْ كَذَا from such a thing; and أَنْ يَفْعَلَ كَذَا from his doing such a thing; as also بِهِ ↓ أَعَذْتُهُ, of which see an ex. in art. يبس, conj. 2]. (Har p. 49.) b2: And عَوَّذَهُ [and ↓ أَعَاذَهُ] He charmed him [against such a thing (مِنْ كَذَا)]; or fortified him by a charm, or an amulet. (L.) and عَوَّذْتُهُ بِاللّٰهِ and بِهِ ↓ أَعَذْتُهُ I charmed him (i. e. a child) [by invoking God]. (Msb. [Both mentioned in the present art. thereof, and the former said in art. رقى of the same to be syn. with رَقَيْتُهُ.]) And عَوَّذْتُ فُلَانًا بِاللّٰهِ, and بِأَسْمَائِهِ, and بِالمُعَوِّذَتَيْنِ, I said to such a one, I charm thee (↓ أُعِيذُكَ) by [invoking] God, and by his names, and by the مُعَوِّذَتَانِ [q. v.], against every evil person or thing, and every disease, and an envier, and destruction, or trial. (L.) It is said of the Prophet, كَانَ يُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ [He used to charm himself against evil by reciting the معوّذتان]. (L.) And عَوَّذَتَاهُ, said of the مُعَوِّذَتَانِ, means They preserved him from any evil. (Msb.) b3: عوّذهُ and ↓ اعاذهُ said of God mean He granted him protection, preservation, or refuge; protected, or preserved, him. (L.) 4 أَعْوَذَ see 2, in seven places: A2: and see also 1, last sentence but one, in two places.5 تَعَوَّذَ see 1, in two places.6 تعاوذوا They sought protection, preservation, or refuge, one of another; or confided in, or relied upon, one another's protection, or preservation; (A, O, L, K; *) فِى الحَرْبِ in war. (O, L.) 10 إِسْتَعْوَذَ see 1, first sentence. فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ in the Kur xvi. 100 means Then say thou أَعُوذُ بِاللّٰهِ [I seek protection, or preservation, by God; &c.]. (L.) عَوَذٌ: see مَعَاذٌ, in two places. b2: Also A tree, or some other thing, beneath which, or in which, one takes refuge, or shelter. (L.) b3: A thing, such as a stone, or trunk of a tree, surrounded by things blown against it and around it by the wind. (T, L.) b4: Fallen leaves; (AHn, L, K:) so called because they shelter themselves against any rising thing, such as a building or a sand-hill or a mountain. (AHn, L.) b5: Vile, or ignoble, persons; or the worse or viler, or the worst or vilest, of mankind. (IAar, L, K.) A2: أَفْلَتَ فُلَانٌ مِنْهُ عَوَذًا [Such a one escaped from him without being beaten; or without being killed, though beaten;] is said when one has frightened the other; but not beaten him; (S, O, L, K; *) or beaten him, desiring to kill him, but not killed him. (S, O, L.) b2: And مَا تَرَكْتُهُ إِلَّا عَوَذًا مِنْهُ means I left him not save from dislike, or hatred, of him; as also منه ↓ عَوَاذًا. (S, O, L.) عُوذَةٌ (S, A, O, L, K) and ↓ تَعْوِيذٌ (S, O, L, K) and ↓ مَعَاذَةٌ (S, A, L, K) are syn., (S, A, O, L, K,) signifying A kind of amulet, phylactery, or charm, bearing an inscription, which is hung upon a man [or woman or child or horse &c.], to charm the wearer against the evil eye and against fright and diabolical possession, and which is forbidden to be hung upon the person, (L,) unless inscribed with something from the Kur-án or with the names of God, for in this case there is no harm in it: (S and Mgh voce تَمِيمَةٌ:) accord. to some of the etymologists, originally signifying an amulet, a phylactery, or a charm, upon which is [an inscription commencing with the word] أَعُوذُ; and afterwards applied in a general manner [as meaning any amulet]; (MF;) i. q. رُقْيَةٌ, (K,) or تَمِيمَةٌ: (A:) or those who imagine that the ↓ مَعَاذَة is the same as the تميمة are in error; for the latter is a bead: (Mgh in art. تم:) [in some instances] the ↓ تَعْوِيذ is a thing made of silver, of a round shape like the moon, but partly hollowed out in the form of the horse-shoe, tied by a string to the neck of a child, as a preservative, and in some instances engraved with an inscription: (Har p. 49:) the pl. of عُوذَةٌ is عُوَذٌ; that of ↓ تَعْوِيذٌ is تَعَاوِيذُ; and that of ↓ مَعَاذَةٌ is مَعَاذَاتٌ. (L.) عَوَاذٌ: see عَوَذٌ, last sentence.

عِيَاذٌ [originally an inf. n. of 1]: see عُوَّذٌ, in two places: A2: and see also مَعَاذٌ, in two places.

عُوَّذٌ Birds taking refuge in a mountain or in some other place; as also ↓ عِيَاذٌ: [each app. a pl. of عَائِذٌ; like as نُوَّمٌ and نِيَامٌ are pls. of نَائِمٌ:] (L, K:) Bakhdaj says, عُوَّذَا ↓ كَالطَّيْرِ يَنْجُونَ عِيَاذًا [Like birds saving themselves, taking refuge in a mountain or in some other place]; repeating the epithet for the sake of emphasis: or عياذا may be here an inf. n. (L.) b2: And (tropical:) Herbage growing at the feet of thorn-trees, or in a rugged place, (S, O, K,) which the cattle can hardly reach, (S, O,) or which they cannot reach; (S, * O, * K;) as also ↓ مُعَوَّذٌ and ↓ مُعَوِّذٌ: (K:) or herbage that has not risen so high as the branches [around it], and which the trees prevent the beasts from depasturing: or such as is in rugged ground and cannot be reached by the cattle: or trees growing at the foot of some rising thing, such as a building or a sand-hill or a mountain, or a tree, or a rock, that protects them; as also ↓ مُعَوَّذٌ: or ↓ مُعَوِّذٌ, with kesr, signifies any herbage, or plant, at the foot of a tree or stone or other thing whereby it shelters, or protects, itself: (L:) and ↓ مُعَوَّذٌ, (O, K,) with fet-h to the و (O,) herbage upon which camels pasture around tents or houses: (O, K:) or عُوَّذُ شَجَرٍ and ↓ مُعَوَّذُهُ signify herbage that shelters, or protects, itself by trees, and spreads beneath them. (A.) [See also دُخَّلٌ.] b3: عُوَّذُ اللَّحْمِ (tropical:) The parts of flesh-meat that cleave to the bone: (S, A, O, L, K: *) such are the sweetest of flesh-meat. (S, A, O, L.) عَائِذٌ [part. n. of 1]. عَائِذٌ بِاللّٰهِ occurs in a trad. as meaning أَنَا عَائِذٌ [i. e. I am seeking protection, or preservation, by God; &c.]. (L.) And one says, اَللّٰهُمَّ عَائِذًا بِكَ مِنْ كُلِّ سُوْءٍ, meaning, accord. to Az, أَعُوذُ بِكَ عَائِذًا [lit. O God, I seek protection, or preservation, by Thee, &c., seeking, &c., from every evil]: but accord. to Sb, in the phrase عَائِذًا بِاللّٰهِ مِنْ شَرِّهَا, the word عائذا is put in the place of the inf. n. [as an absolute complement of أَعُوذُ understood; so that the meaning is, I seek protection, or preservation, by God, with earnest seeking &c., from her, or its, evil, or mischief]. (L.) b2: Also A female gazelle, (S, O, L, K,) and a she-camel, and a mare, (S, O, L,) and any female, (L, K,) that has recently brought forth; (S, O, L, K;) as also ↓ مُعْوِذٌ (O, K) and ↓ مُعِيذٌ: (L, K:) or any female that has brought forth within seven days: because her young one has recourse to her for protection; so that it is of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; or, as some say, it is a possessive epithet, meaning ذَاتُ عَوْذٍ: or, accord. to Az, a she-camel that has brought forth some days before; accord. to some, seven days: (L:) or a female gazelle, and a she-camel, and a mare, that has brought forth within ten days, or fifteen days, (S, O, L,) or thereabout; (L;) after which she is called مُطْفِلٌ: (S, O, L:) pl. عُوذٌ and عُوذَانٌ, (S, O, L, K,) like as حُولٌ is pl. of حَائِلٌ, and رُعْيَانٌ of رَاعٍ; (S, O, L;) [and عَوَائِذُ;] and from عُوذٌ is formed the pl. عُوذَاتٌ. (L.) [It is said that the phrase] وَمَعَهُمُ العُوذُ المَطَافِيلُ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) And with them the women and children. (L. [See another rendering voce مُطْفِلٌ.]) b3: العَوَائِذُ is the name of (assumed tropical:) Four stars, (O, K,) of the northern stars, (O,) forming an irregular quadrilateral figure, in the midst of which is a star [for كَوَاكِبُ, in the O and K, I read كَوْكَبٌ,] called الرُّبَعُ; (O, K;) the four stars in the head of التِّنِّين, [or Draco, which, app., like some other constellations, the Arabs figured somewhat differently from our astronomers,] in the midst of which is a very small star called by the Arabs الرُّبَعُ: they are between الذِّئْبَانِ [q. v. voce ذِئْبٌ] and النَّسْرُ الوَاقِعُ. (Kzw.) تَعْوِيذٌ [originally inf. n. of 2]: see عُوذَةٌ, in three places.

مَعَاذٌ A refuge; (A, O, L, K;) as also ↓ عِيَاذٌ (S, O, L, K) and ↓ عَوَذٌ (O, K, in both of which it is said to be بِالتَّحْرِيك, but written in the L عَوْذ,) [and ↓ مُسْتَعَاذٌ]; meaning a place to which one has recourse for protection or preservation: and it also means a time at which one does so: and is also an inf. n. (L.) [Hence,] one says, هُوّ مَعَاذِى, (O,) and ↓ عِيَاذِى, (S, O,) and ↓ عَوَذِى, (O,) He is my refuge: (S, O:) and ↓ اَللّٰهُ مُسْتَعَاذِى

[God is my refuge]. (A.) مُعْوِذٌ and مُعِيذٌ: see عَائِذٌ. The pl. مُعْوِذَاتٌ is expl. by Skr as meaning She-camels having their young ones with them. (L.) مَعَاذَةٌ an inf. n. of 1. (O, K.) b2: And i. q. عُوذَةٌ. (S, A, L, K.) See the latter, in three places.

مُعَوَّذٌ The place of the collar (S, O, L, K) of a horse. (S, O, L.) [App. so called because it is a place where charms, or amulets, are often suspended.] And المُعَوَّذُ, (A'Obeyd, L,) or دَائِرَةُ المُعَوَّذِ, (S, O, L,) The feather, or curling portion of the coat of a horse, that is in the place of the collar: (A'Obeyd, L:) it is a دائرة approved. (A'Obeyd, S, O, L.) b2: Also, (accord. to the K,) or ↓ مُعَوِّذٌ, (accord. to the O,) A she-camel that does not cease to remain in one place. (O, K.) [SM says that the word thus expl. in the K is a mistranscription for معوّد; by which he means مُعَوِّد, part. n. of عَوَّدَ said of a camel; but this I doubt; for مُعَوِّدٌ has not the meaning here assigned to معوّذ.] b3: See also عُوَّذٌ, in four places.

مُعَوِّذٌ: see عُوَّذٌ, in two places: b2: and see also مُعَوِّذٌ. b3: المُعَوِّذَتَانِ, with kesr to the و, (S, O, L, K,) erroneously said to be with fet-h, (TA,) an appellation of Two chapters of the Kur-án; (S, K;) the last two chapters; i. e. the Soorat el-Falak and that which follows it: (O, L, Msb:) so called because each of them begins with the words قُلْ أَعُوذُ; (L;) or because they preserved their publisher from every evil. (Msb.) and المُعَوِّذَاتُ is sometimes used to denote The two chapters above mentioned together with that which next precedes them. (MF.) مُسْتَعَاذٌ: see مَعَاذٌ, in two places.
عوذ: {أعوذ}: ألجأ. {معاذ}: استجارة.
(عوذ) : المُعَوَّذ: مَرْعَى الإِبِل حَولَ البُيُوتِ.
(عوذ) : المُعْوِذُ: الناقَةُ التي لا تَبْرَحُ في مكان واحدٍ.
(مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ) ابْنَا عَفْرَاءَ قُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ (وَمُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ) الْمَقْطُوع يَده عَاشَ إلَى زَمَنِ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
(عوذ) - في الحديث: "عائذ بالله تَعالَى من النَّارِ"
: أي أنا عائِذٌ ومُتَعَوِّذ بالله، كما يُقال: مُسْتَجِيرٌ بالله. بِوَضع الفَاعِل مَكانَ المَفعولِ، كقَوْلِهم: سِرٌّ كاتِمٌ، وماءٌ دافِقٌ. ومن رَواهُ: "عَائِذًا" فمَعْناه المَصْدَر: أي أَعُوذُ بالله عِياذًا.
ع و ذ: (عَاذَ) بِهِ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (اسْتَعَاذَ) بِهِ لَجَأَ إِلَيْهِ، وَهُوَ (عِيَاذُهُ) أَيْ مَلْجَؤُهُ. وَ (أَعَاذَ) غَيْرَهُ بِهِ وَ (عَوَّذَهُ) بِهِ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُمْ: (مَعَاذَ) اللَّهِ أَيْ أَعُوذُ بِاللَّهِ (مَعَاذًا) . وَ (الْعُوذَةُ) وَ (الْمَعَاذَةُ) وَ (التَّعْوِيذُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقَرَأْتُ (الْمُعَوِّذَتَيْنِ) بِكَسْرِ الْوَاوِ. 
ع و ذ : اسْتَعَذْتُ بِاَللَّهِ وَعُذْتُ بِهِ مَعَاذًا وَعِيَاذًا اعْتَصَمْتُ وَتَعَوَّذْت بِهِ وَعَوَّذْتُ الصَّغِيرَ بِاَللَّهِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ وَمِنْهُ مُعَوِّذُ ابْنُ عَفْرَاءَ وَالرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ وَالْمُعَوِّذَتَانِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] لِأَنَّهُمَا عَوَّذَتَا صَاحِبَهُمَا أَيْ عَصَمَتَاهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَأَعَذْتُهُ بِاَللَّهِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ وَمِنْهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. 
ع و ذ

أعيذك بالله أن تفعل كذا. ويقال للمستعيذ بالله: لقد عذت بمعاذ، ومعاذ الله وعياذ الله، والله مستعاذي ومستلاذي، واللهم عائذاً بك من كل سوء، وعوذٌ بالله منك. قال:

عوذ بربي منكم وحجر

وتعلق عوذةً ومعاذةً وهي التميمة. وتعاوذ القوم: تواكلوا أو عاذ بعضهم ببعض.

ومن المستعار: أطيب اللحم عوّذه أي ما عاذ منه بالعظم. وارعوا بهمكم عوّذ هذا الشجر ومعوّذه وهو ما عاذ به من الرّعي واستتر تحته. قال كثيّر:

إذا خرجت من بيتها راق عينها ... معوّذها وأعجبتها العقائق

يصف بدويةً وأنها معجبة بمكانها المحتفّ به النبات والماء، وأراد بالعقائق: الغدران.
عوذ: عاذ. عاذه: حماه، ذاد عنه، وفاه، جعله في حماه. (معجم مسلم).
أعاذ. أعيذك: اختصار أعيذك بالله (عباد 2: 76).
أعاذ: بمعنى حفظ، صان، وقى، حمى. (لين). ويقال: أعاذك اختصار أعاذك الله، ففي رياض النفوس (ص57 ق): حين سمع أبو حمرون صوتي قال أعادك (كذا) ما مضيت. أي حفظك الله، الست ذاهباً إلى المنستير؟ ويقال: أعاذ فلانا من فلان أي حماه منه (معجم مسلم، عبد الواحد ص95).
تعوذ: قال أعوذ بالله أو ما أشبه ذلك.
ففي كتاب عبد الواحد (ص250) في كلامه عن خطيب: ثم يتعوذ ويقرأ سورة قاف من أولها إلى آخرها. وفي رياض النفوس (ص60 ق) فقرأ بعد أن تعوذ بالله تعالى (ويليه آيات من القرآن).
تعوذ من: حاول أن يحتمي من، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص2: ق): وكانوا يحرسون الأبواب والأسوار ويتعود (كذا) الجار من شر الجار وساء ظن الموحدين أعانهم الله بالناس فسجن منهم من أتهم.
استعاذ. استعاذ مني= استعاذ بالله مني. (ألف ليلة 1: 34).
عَوذة: تصحيف عُوذة وهي التميمة. (فوك).
المستعاذ منه: ألم الحرقفة، ألم الخاصرة.
انظرها في مادة ايلاوش. (الجريدة الآسيوية 1853، 1: 346).
عوذ
عاذَ بـ يَعوذ، عُذْ، عِياذًا وعَوْذًا، فهو عائذ، والمفعول معوذٌ به
• عاذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم: احتمى به، التجأ إليه واعتصم به "اللَّهم إنّي أعوذ بك من عِلْمٍ لا ينفع- {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ} - {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ". 

أعاذَ يُعيذ، أَعِذْ، إعاذةً، فهو مُعيذ، والمفعول مُعاذ
• أعاذه بالله:
1 - عوّذه، حصَّنه به، ودعا اللهَ أن يحفظه " {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} " ° أُعيذك بالله: ليحفظك الله.
2 - أجاره وأغاثه. 

استعاذَ بـ يستعيذ، اسْتَعِذْ، استعاذةً، فهو مُستعيذ، والمفعول مُستعاذٌ به
• استعاذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم:
1 - عاذ به، اعتصم، استجار "استعاذ بالله من المرض- {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} ".
2 - قال أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم " {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ} ". 

تعوَّذَ بـ يتعوَّذ، تعوُّذًا، فهو مُتعوِّذ، والمفعول مُتعوَّذٌ به
• تعوَّذ بالله من سخطِه: عاذ به، التجأ إليه، واعتصم به "تعوَّذ بالله من الشّيطان الرَّجيم". 

عوَّذَ يعوِّذ، تعويذًا، فهو مُعوِّذ، والمفعول مُعوَّذ
• عوَّذه بالله: أعاذه به، حصَّنه ودعا له بالحِفْظ، رقاه "عوَّذ ولدَه بأسماء الله الحُسنى- عوَّذ بيتَه بالرُّقية الشَّرعيَّة". 

إعاذة [مفرد]: مصدر أعاذَ. 

استعاذة [مفرد]: مصدر استعاذَ بـ. 

تعويذ [مفرد]: ج تعاويذُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عوَّذَ.
2 - اسم بمعنى الرُّقية تُقرأ أو تُكتب وتُعلَّق لتقي من الشَّرِّ. 

تعويذة [مفرد]: ج تعويذات وتعاويذُ: اسم مرَّة من عوَّذَ: تعويذ، اسم بمعنى الرُّقية تُقرأ أو تُكتب وتُعلَّق لتقي من الشَّرِّ؛ للاعتقاد أنّ لها تأثيرًا سحريًّا "علّق تعويذةً على صدره- لا يؤمن بالتعاويذ". 

عائذ [مفرد]: اسم فاعل من عاذَ بـ. 

عَوْذ [مفرد]: مصدر عاذَ بـ. 

عِياذ [مفرد]: مصدر عاذَ بـ ° العياذ بالله: أعوذ بالله. 

مَعاذ [مفرد]: ج معاذات ومَعاوِذُ:
1 - مصدر ميميّ من عاذَ بـ: " {مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إلاَّ مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} " ° مَعاذ الله: أعوذ بالله.
2 - ملجأ "إنّ الله مَعاذ من عاذ به- فلان معاذ قومه". 

مُعوِّذتان [مثنى]: مف مُعوِّذة
• المعوِّذتان: سورتا الفلق والنَّاس لأنَّهما تبدآن بـ (قل أعوذ ... )، ولأنّهما تُعوِّذان قارئهما وتعصمانه من كلِّ
 سُوء. 
(ع وذ)

عاذ بِهِ عَوْذًا وعِياذًا ومَعاذًا: لَاذَ بِهِ.

ومَعاذَ الله أَي عِياذًا بِاللَّه. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: عائذا بِاللَّه من شَرها. فوضعوا الِاسْم مَوضِع الْمصدر، قَالَ عبد الله السَّهْمِي:

ألحِقْ عَذَابَك بالقَوْمِ الَّذين طَغَوْا ... وعائِذًا بكَ أَن يَغْلُوا فيُطْغُوني

وطير عِياذٌ وعُوَّذٌ: عائِذةٌ بجبل وَغَيره مِمَّا يمْنَعهَا، قَالَ بخدج يهجو أَبَا نخيلة:

لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذًا محْنَذَا ... شَرًّا وشَلاَّ للأعادِي مِشْقَذَا

وقافياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا ... كالطَّيَر يَنْجُون عِياذًا عُوَّذَا كرر مُبَالغَة قَالَ: عِياذًا عُوَّذا. وَقد يكون عِياذًا هُنَا مصدرا.

وتعوَّذ بِاللَّه واسْتَعاذ فأعاذَه وعَوَّذَه.

وعَوْذٌ بِاللَّه مِنْك أَي اعوذ بِاللَّه مِنْك قَالَ:

قَالَت وفيهَا حَيْدَةٌ وذُعْرُ ... عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ

والعَوْذَةُ والمعاذَةُ: الرّقية يرقى بهَا الْإِنْسَان من فزع أَو جُنُون لِأَنَّهُ يُعاذُ بهَا، وَقد عَوَّذَه.

والمُعَوِّذَتانِ: سُورَة الفلق وتاليتها، لِأَن مبدأ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا (قل أعُوذُ) .

والعَوَذُ: مَا عِيذَ بِهِ من شجر وَغَيره.

والعُوَّذُ من الْكلأ: مَا لم يرْتَفع إِلَى الأغصان وَمنعه الشّجر من أَن يرْعَى، من ذَلِك. وَقيل: هِيَ أَشْيَاء تكون فِي غلظ لَا ينالها المَال، قَالَ الْكُمَيْت:

خَلِيَليَّ خُلْصَانَيَّ لم يُبْقِ حُبُّها ... من القلبِ إِلَّا عُوَّذًا سَيَنالها

والعُوَّذُ والمُعَوَّذُ من الشّجر: مَا نبت فِي أصل هدف أَو شَجَرَة لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ يُعَوَّذ بهَا، قَالَ:

إِذا خرجَتْ من بَيْتِها راقَ عَيْنَها ... مُعَوَّذَةَ وأعْجَبتَهْا العَقائقُ

وَقيل: المُعَوِّذُ بِالْكَسْرِ - كل نبت فِي أصل شَجَرَة أَو حجر أَو شَيْء يُعَوَّذُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَوَذُ: السفير من الْوَرق، وَإِنَّمَا قيل لَهُ عَوَذٌ لِأَنَّهُ يعتصم بِكُل هدف ويلجأ إِلَيْهِ ويَعُوذ بِهِ.

والعُوَّذُ من اللَّحْم: مَا عاذ بالعظم. قَالَ ثَعْلَب: قلت لأعرابي: مَا طعم الْخبز؟ قَالَ: أدمة. قَالَ: قلت لَهُ: مَا أطيب اللَّحْم؟ قَالَ: عُوَّذُه.

وناقة عائِذٌ: عاذ بهَا وَلَدهَا فَاعل بِمَعْنى مفعول. وَقيل هُوَ على النّسَب.

والعائِذ: كل أُنْثَى إِذا وضعت مُدَّة سَبْعَة أَيَّام، لِأَن وَلَدهَا يَعُوذ بهَا. وَالْجمع عُوذٌ، وَقد عاذَتْ عِياذًا وأعاذَتْ وَهِي مُعِيذٌ، وأعْوَذتْ. والعائِذُ من الْإِبِل: الحديثة النِّتَاج إِلَى خمس عشرَة أَو نَحْوهَا، من ذَلِك أَيْضا.

وعاذَت بِوَلَدِهَا: أَقَامَت مَعَه وحدبت عَلَيْهِ مَا دَامَ صَغِيرا كَأَنَّهُ يُرِيد: عاذَ بهَا وَلَدهَا، فَقلب. واستعار الرَّاعِي أحد هَذِه الْأَشْيَاء للوحش فَقَالَ:

لَهَا بِحقَيِلٍ والنمُّيَرةَ مَنْزِلٌ ... تَرَى الوَحش عَوُذاتٍ بِهِ ومَتاليا

كسر عاِئذًا على عُوذٍ ثمَّ جمعه بِالْألف وَالتَّاء وَقَول مليح الْهُذلِيّ:

وعاج لَهَا جارَاتُها العِيسَ فارْعَوَتْ ... عَلَيها اعْوِجاجَ المُعْوِذَاتِ المَطافلِ

قَالَ السكرِي: المُعْوِذَاتُ: الَّتِي مَعهَا أَوْلَادهَا وأفلت مِنْهُ عَوَذًا إِذا خَوفه وَلم يربه أَو ضربه وَهُوَ يُرِيد قَتله فَلم يقْتله.

وعَوَذُ النَّاس: ذالهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَبَنُو عَيذِ الله: حَيّ.

وَبَنُو عائذةَ: من بني ضبة.

وَبَنُو عَوْذَة: من الازد.

وَبَنُو عَوْذَى - مَقْصُور -: بطن، قَالَ الشَّاعِر:

ساقَ الرُّفَيْدَاتِ من عَوْذَى ومنْ عَممٍ ... والسَّبْيَ مِنْ رَهْطٍ رِبْعِىٍّ وحَجَّارِ

وعائذُ الله: حَيّ من الْيمن.

وعُوَيذَة: اسْم امْرَأَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

فإنّي وهِجرْاني عُوَيْذَةَ بَعْدَما ... تَشَعَّبَ أهَوَاءُ الفَؤُادِ الشوَاعبُ

وعاذٌ: قَرْيَة مَعْرُوفَة. وَقيل: مَاء بِنَجْرَان قَالَ ابْن أَحْمَر:

عارضْتُهم بِسُؤَال هلْ لكُمْ خَبَرٌ ... مَنْ حَجَّ من أهْلِ عاذٍ إنَّ لي أرَبَا

والعاذُ: مَوضِع، قَالَ أَبُو المؤرق: تَركْتُ العاذَ مَقْلِيًّا ذَميما ... إِلَى سَرَفٍ وأجْدَدْتُ الذَّهابا
عوذ
: ( {العَوْذُ: الالْتِجَاءُ،} كالعِيَاذِ) بِالْكَسْرِ ( {والمَعَاذِ} والمَعَاذَةِ {والتَّعَوُّذِ} والاسْتِعاذَةِ) {عاذَ بِهِ} يَعُوذ: لاَذَ بِهِ وَلَجَأَ إِليه واعْتَصَم. {وعُذْتُ بفُلانٍ} واستَعَذْتُ بِهِ، أَي لَجَأْتُ إِليه. وَفِي الحَدِيث (إِنَّمَا قَالَهَا {تَعَوُّذاً) أَي إِنما أَقَرَّ بالشَّهَادَةِ لاجِئاً إِليها ومُعْتَصِماً بهَا لِيَدْفَع عَنهُ القَتْلَ، وَلَيْسَ بمُخْلِصٍ فِي إِسْلامه.
(و) } العُوذُ (بالضمّ: الحَدِيثَاتُ النَّتَاجِ مِن الظِّبَاءِ) والإِبلِ والخَيْلِ (و) مِن (كُلِّ أُنْثَى، كالعُوذَانِ) ، وهما (جَمْعَا {عائِذٍ) كَحَائلٍ وحُولٍ، ورَاع ورُعْيَانٍ وحائِرٍ وحُورَان. وَفِي التَّهْذِيب: ناقَةٌ عائذٌ:} عاذَ بهَا ولَدُهَا، فاعلٌ بِمَعْنى مَفعُولٍ، وَقيل: هُوَ على النَّسَب. {والعائِذُ: كلُّ أُنْثَى إِذا وَضَعَتْ مُدَّةَ سبعةِ أَيامٍ، لأَن وَلَدَهَا} يَعُوذُ بهَا، والجَمْعُ {عَوذٌ، بمنزِلة النَّفُساءِ من النَّساءِ، وَهِي من الشَّاءِ رُبَّى وجَمْعُها رِبَابٌ، وَمن ذَوَاتِ الحَوافِر فَرِيشٌ. (وَقد} عاذَتْ {عِياذاً} وأَعاذَتْ {وأَعْوَذَتْ) ، وَهِي} مُعِيذٌ {ومُعْوِذ،} وعاذَتْ بِوَالدِهَا: أَقامتْ معَ وحَدِبَتْ عَلَيْهِ مَا دامَ صَغِيراً، كأَنه يُرِيد، {عَاذَ بهما ولَدُها، فقَلَبَ. واستعارَ الراعى أَحَدَ هاذه الأَشْيَاءِ للوَحْشِ فَقَالَ:
لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ
تَرَى الوَحْشَ} عُوذَاتٍ بِها ومُتَالِيَا
كَسَّرَ {عائذاً على} عُوذٍ، ثمَّ جَمَعَه بالأَلف، وَالتَّاء، وقولُ الهُذَلِيّ:
وعَاجَ لَهَا جَارَاتُها العِيسَ فَارْعَوَت
عَلَيْهَا اعْوِجَاجَ {المُعْوِذَاتِ المَطَافِلِ
قَالَ السُّكَّريّ:} المُعْوِذَاتُ: الَّتِي مَعَها أَوْلاَدُهَا. قَالَ الأَزهرِيّ: الناقَةُ إِذَا وَضَعَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ {عائذٌ أَيّاماً، ووَقَّتَ بعضُهم سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَيُقَال: هِيَ} عائِذٌ بَيَّنَةُ {العُؤوذ إِذا وَلَدَتْ عَشرةَ أَيَّامٍ أَو خَمْسَةَ عَشَر، ثمَّ هِيَ مُطْفِلٌ بعْدُ، يُقَال: هِيَ فِي} عِيَاذِها، أَي بِحِدْثَانِ نِتَاجِهَا، وَفِي حَدِيث الحُدَيْبِيَةِ (ومَعَهم {العُوذُ المَطَافِيلُ) يُرِيد النِّسَاءَ والصِّبْيَانَ. وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضِي الله عنهُ (فَأَقْبَلْتُمْ إِلى إِقْبَالَ} العُوذِ المَطَافِيل) . (و) {العُوذَةُ، (بالهَاء: الرّقْيَةُ) يُرْقَى بهَا الإِنسانُ مِن فَزَعٍ أَو جُنونٍ، لأَنه} يُعاذُ بهَا، وَقد {عَوَّذَه. قَالَ شيخُنا. وزَعم بعضُ أَرْبابِ الاشتقاقه أَنّ أَصْلَها هِيَ الرُّقْيَة مبما فِيهِ} أَعُوذُ، ثمَّ عَمَّت، ومالَ إِليه السُّهَيْلِيُّ وجَمَاعَةٌ. قلت. وَهُوَ كذالك، فقد قَالَ مثلَ ذالك صاحبُ اللسانه وصرَّحَ بِهِ غَيْرُه، يُقَال: {عَوَّذْتُ فُلاناً بِاللَّه وبأَسمائه وبالمُعَوِّذَتَيْنِ، إِذا قلتَ} أُعِيذُك بِاللَّه وأَسمائِه مِن كُلِّ ذِي شَرَ وكُلِّ داءٍ حاسِدٍ وحَيْنٍ. ورُوِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ {يُعَوِّذُ نَفْسَ} بالمُعَوِّذَتَيْنِ بعد مَا طُبَّ. وَكَانَ {يُعَوِّذ ابْنَيْ ابْنَتَهِ البَتُولِ عَلَيْهِم السلامُ بهما) (} كالمعَاذَةِ {والتَّعْوِيذِ) ، وَالْجمع} العُوَذُ {والمَعَاذَاتُ} والتَّعاوِيذُ.
( {والعَوَذُ، بالتَّحْرِيك: المَلْجَأُ) ، قَالَه الليثُ، يُقَال: فُلاَنٌ} عَوَذٌ لَك، أَي مَلْجَأُ، وَفِي بعض النُّسخ: اللَّجَأُ، ( {كالمَعَاذِ} والعِيَاذِ) . وَفِي الحَدِيث (لقَدْ {عُذْتِ} بِمَعَاذٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ) . {والمَعَاذُ المَصْدَرُ والزَّمَانُ والمَكَانُ، أَي قد لَجَأْتِ إِلى مَلْجَإٍ ولُذْتِ بِمَلاذٍ. وَالله عَزَّ وجَلَّ} مَعَاذُ مَنْ {عَاذَ بِهِ، وَهُوَ} - عِيَاذِي، أَي مَلْجَئِي.
(و) {العَوَذُ، بِالتَّحْرِيكِ (: الكَرَاهَةُ} كالعَوَاذِ) كسَحَابٍ، يُقَال: مَا تَركْتُ فُلاناً إِلاَّ {عَوَذاً مِنْهُ،} وعَوَاذاً مِنْهُ، أَي كَرَاهَةً.
(و) العَوَذُ (: السَّاقِطُ المُتَحَاتُّ مِن الوَرَقِ) ، قَالَ أَبو حنيفَة: وإِنما قيل لَهُ {عَوَذٌ لأَنّه يَعْتَصِمُ بِكُلِّ هَدَفٍ ويَلْجأُ إِليه} ويَعوذُ بِهِ. وَقَالَ الأَزهرِيُّ: {والعَوَذُ: مَا دَارَ بِهِ الشيءُ الَّذِي يَضْرِبُه الرِّيحُ فَهُوَ يَدُور} بالعَوَذِ من حَجَرٍ أَوْ أَرُومَةٍ.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: {العَوَذُ (رُذَالُ النَّاسِ) وسِفْلَتُهم.
(و) يُقَال: (أَفْلَتَ) فلانٌ (مِنْهُ} عَوَذاً، إِذا خَوَّفَه وَلم يَضْرِبْه) ، أَو ضَرَبَه وَهُوَ يُرِيد قَتْلَه فَلم يَقْتُله.
(و) من الْمجَاز: أَرْعُوا بَهْمَكم {عُوَّذَ هاذا الشَّجَرِ، عُوَّذ (كَسُكَّرٍ) : مَا} عَاذَ بِهِ من المَرْعَى وامتَدَّ تَحَته. كَذَا فِي الأَساس. وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَا عِيذَ بِهِ مِن شَجَرٍ وغيرِه، وَقيل هُوَ (النَّبْتُ فِي أُصُولِ الشَّوْك) أَو الهَدَف أَو حَجَرٍ يَسْتُرُه، كأَنَّه يُعَوَّذ بهَا، (أَو) {العُوَّذُ من الكَلإِ: مَا لَم يَرْتَفِع إِلى الأَغْصَان وَمَنَعَهُ الشَّجَرُ مِن أَنْ يُرْعَى، من ذالك، وَقيل: هُوَ أَنْ يَكُون (بِالمَكَانِ الحَزْنِ لَا تَنَالُهُ المَالُ) ، قَالَ الكُمَيْت:
خَلِيلَيَّ خُلْصَانَيَّ لَمْ يُبْقِ حُبُّهَا
مِنَ القَلْبِ إِلاَّ عُوَّذاً سَيَنَالُهَا
(} كالمُعَوَّذِ، وتُكْسَر الواوُ) قَالَ كُثَيِّر ابنُ عَبْد الرَّححمن الخُزَاعِيّ يَصِف امرأَةً:
إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا
{مُعَوَّذُهُ وأَعْجَبَتْهَا العَقَائِقُ
يَعْنِي أَن هاذه المرأَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِن بيتِهَا رَاقَهَا} مُعَوَّذُ النَّبْتِ حَوَالَيْ بَيْتِها.
(و) من المَجازِ: أَطْيَبُ اللحْمِ عُوَّذُه. قَالَ الزمَخْشَريُّ: العُوَّذُ: (مَا عَاذَ بالعَظْمِ منِ اللَّحْمِ) ، زَاد الجوهَرِيُّ: ولَزِمَ، ومِثْلُه قَولُ الرَّاغِب، وَقَالَ أَبو تَمَّامٍ:
ومَا خَيْرُ خُلْقٍ لَمْ تَشُبْه شَرَاسَةٌ
ومَا طِيبُ لَحْمٍ لاَ يَكُونُ عَلَى عَظْمِ
وَقَالَ ثعلبٌ: قلتُ لأَعْرَابِيَ: مَا طعْمُ الخُبْزِ، قَالَ أُدْمُه. قَالَ: قلت: مَا أَطْيَبُ اللَّحْمِ؛ قَالَ: عُوَّذُه.
(و) العُوَّذُ (: طَيْرٌ لاَذَتْ بِجَبَلٍ أَو غَيْرِهِ) مِمَّا يَمْنَعُها، ( {كالعِيَاذِ) بالكَسْر، قَالَ بَخْدَجٌ:
كالطَيْرِ يَنْجُونَ} عِيَاذاً {عُوَّذَا
كَرَّرَ مُبَالَغَةً، وَقد يكون} عِيَاذاً هُنَا مَصْدَراً.
(و) قَوْلهم: ( {مَعَاذَ الله، أَي} أَعوذُ بِاللَّه! مَعَاذاً) ، تَجْعَلُه بَدلاً من اللَّفْظِ بالفِعْلِ، لأَنه مصدرٌ، وإِن كَانَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ، مثْل سُبْحَانَ. وَقَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: {مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 79) أَي {نَعوذ لله} معَاذاً أَنْ نَأْخُذ غَيْرَ الجانِي بِجِنَايَتِه، (وَكَذَا {مَعَاذَةَ الله) ،} ومَعَاذَ وَجْهِ الله {ومَعَاذَةَ وَجْهِ الله وَهُوَ مثْل المَعْنَى والمَعْنَاةِ والمَأْتَى والمَأْتَاةِ، وَقَالَ شيخُنَا: وَقد عَدُّوا مَعَاذَ الله من أَلفاظِ القَسَمِ، وَقد بَسَطَه الشيخُ بنُ مالِكٍ فِي مُصَنَّفَاته.
(وبَنُو} عائِذَةَ، وَبَنُو {عَوْذَةَ، وَبَنُو} عَوْذَى) ، بِضَمّهما كَذَا ضَبْطُه عندنَا فِي النُّسخ، والإِطلاق يَقْتَضِي الفَتْحَ، وَهُوَ الصوابُ، (بُطونٌ) ، أَما {عائذَةُ فبَطْنَانِ، الأَوَّل} عائذةُ قُرَيْشٍ وهم بَنو خُزَيْمَةَ بنِ لُؤَيَ، قَالَ ابنُ الجوّانِيّ النَّسَّابة: وأَمّا خُزَيْمَةَ بن لُؤَيَ فإِليه يُنْسَبُ القَوْمُ الَّذين يَزْعُمُون أَنهم عائذَةُ قُرَيْشٍ وشيخُ الشَّرَف يَدْفَعهم عَن النَّسب. وعائذةُ هِيَ ابنَةُ الخِمْس بنِ قُحَافَةَ من خَثْعَم، وَبِه يُعْرَفون، وهم بَنو الْحَارِث بن مَالك بن عُبَيْد بن خُزَيْمَة بن لُؤَيّ بن غالِبٍ، {وعائذةُ هِيَ أُمُّ الْحَارِث هاذا، وَيُقَال الْحَارِث بن مَالك بن عَوْفِ بن حَرْبِ بن خُزَيْمَة، وهم بِمَالِكٍ خَمْسُ أَفخاذٍ مِن عَوحفٍ: بَنو جَذِيمَة وَبَنُو عامِرٍ وَبَنُو سَلاَمَةَ وَبَنُو مُعَاوِيَةَ، أَولادُ عَوْفٍ. وعائِذةُ مَعَ بني مُحَلِّم بن ذُهْلِ بن شَيْبَانَ، بَادِيَتُهم مَعَ بادِيَتِهِم، وحاضِرَتُهم مَعَ حاضِرَتِهِم يَدٌ واحِدَةٌ. وَالثَّانِي عائذةُ بنُ مالِك بن بَكْرِ بن سَعْدِ بن ضَبَّةَ بن أُدّ بن طابِخَةَ بن الْيَاسِ بن مُضَرَ، وهم فَخذٌ، قَالَ الشاعرُ:
مَتَى تَسْأَلِ الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ
يَقُلْ لَكَ إِنَّ العَائِذِيَّ لَئِيمُ
وَمِنْهُم حَمْزَةُ بن عَمْرٍ والضَّبِّيّ، عَن أَنسٍ، وَعنهُ شُعْبَةُ عَوْنٌ، وأَما بَنو عَوْذَةَ فَمن الأَسْدِ وَبَنُو عَوْذَى، مقصورٌ: بَطْنٌ آخَرُ، قَالَ الشَّاعِر:
سَاقَ الرُّفَيْدَاتِ مِنْ} عَوْذَى ومِنْ عَمَمٍ
والسَّبْيَ مِنْ رَهْطِ رِبْعِيَ وحَجَّارِ ( {وعائذُ الله: حيٌّ) مِنَ اليَمَن، هاكذا بالأَلف، عَن ابْن الكَلْبِيّ، (أَو الصوابُ} عَيِّذُ الله، كَسَيِّدٍ) ، يُقَال: هُوَ من بني عَيِّذِ الله، وَلَا يُقَال عَائِذ الله، كَذَا فِي الصِّحَاح، وَذكر أَبو حاتمٍ السِّجِسْتَانيُّ فِي كتابِ لحْنِ العامَّة أَنه عَيِّذُ الله، بتَشْديد الياءِ، سَكَّنْتَ الياءَ، لِئَلَّا تَجتمع ثلاثُ يَاءَاتًّ، انْتهى، وَقَالَ السُّهَيليُّ فِي الرَّوْض: لِسَعْدِ العَشِيرَة ابنٌ لِصُلْبِه اسْمُه عَيِّذُ الله، وَهِي قَبِيلةٌ مِن قَبائِل جَنْبِ بن مَذْحِج. قلت: وَالَّذِي قالَهُ ابنُ الجوّانِيّ النّسَّابة فِي المُقَدِّمة مَا نَصُّه: والعَقِبُ من سَعْدِ العَشِيرَة بنِ مَذْحِجٍ مِن زَيْدِ الله وعائذِ الله وعَيِّذِ الله. ثمَّ سَاق إِلى آخرِه، فعُرِف مِنْهُ أَنَّ لَهُ أَخاً اسمُه عائذُ الله. وقولُه من قبائلِ جَنْبِ بن مَذْحِجٍ مَحَلُّ نَظَرٍ، وإِنما هم بَنو عَيِّذ الله بن سَعْدِ بن مَذْحِجٍ، كَمَا عَرَّفَه أَوَّلاً. وَذكر الدَّارقُطْنهيُّ من وَلَدِه مالكَ بنَ شَرفِ بن أَسَدِ بن عَبْدِ منَاةَ بنِ عَيِّذ الله، ومِنْ قِبَلِه جاءَت وِلاَدَةُ مَذْحِجٍ لِرسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
( {وعُوَيْذَةُ) اسمُ (امرَأَة) عَن ابْن الأَعرَابيّ، وأَنشد:
فَإِني وهِجْرَانِي} عُوَيْذَةَ بَعْدَمَا
تَشَعَّبَ أَهْوَاءُ الفُؤَادِ الشَّوَاعِبُ
( {والعَاذُ: ع بِسَرِفَ) ، قَالَ أَبو المُوَرِّق:
تَرَكْتُ} العَاذَ مَقْلِيًّا ذَمِيماً
إِلى سَرِفٍ وأَجْدَدْتُ الذَّهَابَا
(و) {العَاذَةُ، (بِهَاءٍ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ أَو كِنَانَةَ) ، أَو هُوَ بالغَيْن وَالدَّال، وَقد تَقدَّم فِي مَحلّه، وكذالك الاستشهادُ بقولِ سَاعِدَةَ بن جُؤَيَّة الهُذَليّ.
(} وتَعَاوَذُوا) فِي الحربِ، إِذا تَوَاكَلُوا و ( {عَاذَ بَعْضُهم بِبعْضٍ) .
(} والمُعَوَّذُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ القِلاَدَةِ) من الفَرَسِ، ودائرَةُ! المُعَوَّذِ تُستَحَبُّ، قَالَ أَبو عُبَيْد: من دَوائرِ الخَيْلِ المُعَوَّذُ، وَهِي الَّتِي تكون فِي مَوْضِع القِلادَةِ يَسْتَحِبُّونَها.
(و) {المُعَوَّذ (: ناقَةٌ لَا تَبْرَحُ فِي مَكَانٍ واحِدٍ) كأَنَّه لِضَعْفِهَا أَو كِبَرِ سِنِّهَا، وَالدَّال لغَة.
(و) المُعَوَّذ (: مَرْعَى الإِبلِ حَوْلَ البُيُوتِ) ، وَلَا يَخْفَى أَنه تقدَّم فِي كلاَمه بِعَيْنه، وقَدَّمْنَا الشاهِدَ عَلَيْهِ من قَوْلِ كُثَيِّرٍ الخُزَاعِيّ، فذِكْرُه ثَانِيًا تَكرارٌ.
(} والمُعَوَّذَتانِ: سُورَتَانِ) سُورَة الفَلَق وتاليَتُهَا، (بِكَسْرِ الوَاوِ) ، صَرَّح بِهِ السيوطيّ فِي الإِتقان، وجَزم بِهِ، وصَرَّح الشمسُ التتائيُّ فِي شَرْحِ الرسالَة أَنّ الفتحَ خَطَأٌ، وإِنْ ذَهَبَ إِليه ابنُ علاَّن فِي شَرْحِ الأَذْكار، وأَنّ الكسْرَ هُوَ الصوابُ. لأَن مَبْدَأَ كُلِّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا (قُلْ أَعُوذُ) ، ويُقَال: {عَوَّذْتُ فُلاناً بِاللَّه وأَسمائِه،} وبالمُعَوِّذَتَيْنِ، إِذا قلتَ {أُعِيذُك بِاللَّه وأَسمائِه مِنْ كُلِّ ذِي شَرَ، إِلى آخرِه، قَالَ شيخُنَا: ورُبَّما قيل:} المُعَوِّذَاتُ بِالجَمع، بإِضافةِ الإِخْلاص لَهما على جِهَةِ التَّغْلِيب، لأَنها مِمَّا يُتَحَصَّنُ بهَا، لاشْتِمَالِها على صِفةِ الله تَعَالَى.
( {وعَوْذٌ بِاللَّه) مِنْك، (أَي أَعوذُ بِاللَّه) مِنْك، قَالَ:
قالَتْ وفيهَا حَيْدَةٌ وذُعْرُ
} عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ
قَالَ الأَزهريُّ: وَتقول العَرعبُ للشيْءِ يُنْكِرُونَه والأَمْرِ يَهابُونه: حُجْراً، أَي دَفْعاً، وَهُوَ {استعاذَةٌ مِن الأَمْرِ.
وسَمَّوْا} عائِذاً {وعائِذَةَ} ومُعَاذاً {ومُعَاذَةَ} وعَوْذاً {وعِيَاذاً (} ومُعَوِّذاً) ، والمُسَمّى {بمُعَاذٍ أَحدٌ وَعِشْرُونَ صحابيًّا، والمُسَمَّى} بعائذٍ عَشَرَةٌ مِن الصَّحابة، وعائذُ الله بنُ سَعيد بن جُنْدَبٍ لَهُ وفَادَةٌ، وَيُقَال، عابدُ الله، {وعِيَاذُ بن عَبْدِ عَمْرٍ والأَزدِيّ لَهُ صُحْبَة، وأُهْبَان ابْن عِياذٍ مُكَلِّم الذِّئب، وعياذُ بن عَدْوَانَ جَدّ عامِر بن الظَّرِب، وآخَرُون،} ومُعَوِّذ بن عَفْرَاءَ، لَهُ صُحبةٌ (وأَبو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ) مِن كِبار التَّابِعين وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ لِيَزيدَ، و (اسمُهُ عائِذُ الله) بن عبد الله، وُلدَ عامَ حُنَيْنٍ، وَكَانَ مِن عُبَّادِ أَهلِ الشامِ وقُرَّائهم، يَرْوِي عَن شَدَّادِ بنأَوْسٍ وابنِ مَسعُودٍ والمُغيرَةِ بن شُعْبَةَ، مَاتَ سنَة ثَمانينَ. وعائذُ بن نُصَيْبٍ الأَسَدِيّ، وعائذٌ أَبو مُعَاذٍ، {وعائذُ بن أَبي حَبِيبٍ الكَعْبِيّ، وعائذٌ الجُعْفِيّ، وعائذُ الله المُجَاشِعِيّ، تابِعيُّون.
(} ومَعَاذَةُ: مَاءَةٌ لبني الأُقَيْشِرِ) مُرَّةٌ.
(وسِكَّةُ مُعَاذٍ بِنَيْسَابُورَ) تُنْسَب إِلى مُعَاذِ بن مُسْلِمٍ، والنِّسْبَة إِليها {- مُعَاذِيّ.
(} وعَيْذُونُ: جَدُّ) الإِمام اللغويّ (أَبي عليَ) إِسماعيلَ بنِ عليَ (القالِيّ) صَاحب الأَمالي والزوائد، نِسْبَة إِلى قَالِيقَلاَ مِن مُدِن أَرْمِينِيَة، قَالَ أَبو بكرغ الزُّبَيْدِيُّ، سأَلْتُ أَبا عَلِيَ القاليّ عَن نَسبه فَقَالَ: أَنا إِسماعيل بن الْقَاسِم بن عَيْذُون.
( {والعَوَائِذُ) من الكواكِب الشَّامِيَةِ (أَربعةُ كَوَاكِبَ بِتَرْبِيعٍ مُخْتَلِفٍ، فِي وَسَطِها كَوْكَبٌ يُسَمَّى الرُّبَعُ) ، ونصُّ التَّكْمِلَة: فِي وَسَطِهَا كَوَاكِبُ تُسَمَّى الرُّبَعَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} عَوْذُ بن غَالِب بن قُطَيْعَةَ بن عَبْسٍ، وعَوْذُ بن سُودِ بن الحَجْرِ بن عِمْرَانَ بن عَمْرِو بن مُزَيْقِيَاءَ، قبيلتانِ، من الأُولى سَعْد بن سَهْم بن {عَوْذ، وحَبِيب بن قِرْفَةَ} - العَوْذِيّ، وَمن الثَّانِيَة أَبو عبد الله هَمَّام بن يَحيى بن دِينَارٍ الأَزديّ العَذِوْيّ، مَولاهم.
{وعَيْذُونُ جَدُّ أَبي الحَسَن عليّ بن عبد الجَبَّار بن سَلاَمَةَ الهُذَلِيّ اللُّغَوِيّ، وُلِدَ بِتُونِسَ سَنَة 428 وتوفِّيَ سنة 519.
} والعَيْذِيُّون فِي الصَّحابة والرُّواةِ كَثِيرُونَ، نُسِبوا إِلى عَيِّذ الله المتقدّم ذِكَرُه، وَفِي النِّسبه يُخَفّف، وَقَالَ السمعانيُّ: وَفِي بني ضَبَّةَ عَيِّذُ الله، بتشدد الياءِ، وَلم يَذْكُر من نُسِبَ إِليها، وذَكَرَه المَالِينيّ وتَبِعه الرشاطيّ فَقَالَ: مُسلم بن إِبراهيم العَيِّذِيّ بتَشْديد الْيَاء، كاتبُ المَصَاحف، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: {عائِذاً بِاللَّه من شَرِّها، فوضَعُوا الاسمَ موضعَ المَصدرِ، قَالَ عبُد الله السَّهْميُّ:
أَلْحِقْ عَذَابَكِ بِالْقَومِ الذِينَ طَغَوْا
} وعَائِذاً بِكَ أَنْ يَغْلُوا فَيُطْغُونِي
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: يُقَال: اللهُمَّ عائذاً بكَ مِن كُلِّ سُوءٍ، أَي {أَعوذُ بك} عائذاً، وَفِي الحَدِيث (عائذٌ بِاللَّه مِنَ النَّارِ) أَي أَنا {عائِذٌ} ومُتَعَوِّذٌ (كَمَا يُقَال مُستَجِيرٌ) فجعَل الفاعِلَ مَوضِع المَفْعُول، كَقَوْلِهِم: سِرٌّ كاتِمٌ، وماءق دافِقٌ. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة (تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلى القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ {عَوْذاً} عَوْذاً) قَالَ ابنُ الأَثير، هاكذا روِي بالدّالِ والذَّالِ، كأَنَّه اسْتعَاذَ مِن الفِتَنِ، وَقد تَقدَّم، وَفِي التَّنْزِيل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (سُورَة النَّحْل، الْآيَة: 98) مَعْنَاهُ إِذا أَردْتَ قِرَاءَة القُرْآنِ فقُلْ} أَعوذ بِاللَّه مِن الشيطانِ الرَّجِيمِ وَوَسْوَسَتِه.
وَفِي اللسانِ: وَيُقَال للجُودِيّ: {عَيِّذٌ، بِالتَّشْدِيدِ.
} وعَاذٌ: قَرْيَةٌ مَعروفَةٌ، وَقيل ماءٌ بِنَجْرَانَ، قَالَ ابنُ أَحْمَر:
عَارَضْتُهُمْ بِسُؤَالٍ هَلْ لَكُمْ خَبَرٌ
مَنْ حَجَّ مِنْ أَهْلِ {عَاذٍ إِنَّ لِي أَرَبَا
وَقيل بِالدَّال الْمُهْملَة، وَقيل بالغين الْمُعْجَمَة.
ووادِي العائذِ قَبْلَ السُّقْيَا بميل، والسُّقْيَا: مَنْزِلٌ بَين الحَرَمَينِ الشريفَينِ.
} ومُعَاذَة: زَوْجَة الأَعْشى، {ومُعَاذَة: مولاةُ عَبْدِ الله بن أُبَيّ، ومُعَاذَة الغِفَارِيَّة، صَحابِيَّاتٌ.
عوذ
العَوْذُ: الالتجاء إلى الغير والتّعلّق به. يقال: عَاذَ فلان بفلان، ومنه قوله تعالى: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ
[البقرة/ 67] ، وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ
[الدخان/ 20] ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ
[الفلق/ 1] ، إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ
[مريم/ 18] . وأَعَذْتُهُ بالله أُعِيذُهُ.
قال: إِنِّي أُعِيذُها بِكَ
[آل عمران/ 36] ، وقوله: مَعاذَ اللَّهِ
[يوسف/ 79] ، أي:
نلتجئ إليه ونستنصر به أن نفعل ذلك، فإنّ ذلك سوء نتحاشى من تعاطيه. والْعُوذَةُ: ما يُعَاذُ به من الشيء، ومنه قيل للتّميمة والرّقية: عُوذَةٌ، وعَوَّذَهُ: إذا وقاه، وكلّ أنثى وضعت فهي عَائِذٌ إلى سبعة أيام.

عوذ


عَاذَ (و)(n. ac. عَوْذمَعَاذ []
مَعَاذَة []
عَيَاذ [] )
a. [Bi & Min], Fled to, took refuge with.... from; sought the
protection of, appealed to.... against.
b. [Bi], Clave, adhered to.
عَوَّذَ
a. [acc. & Bi], Made, induced, constrained to take refuge with;
commended to the protection of.
b. [acc. & Bi], Protected, furnished with ( amulets & c. ).
أَعْوَذَ
(a. ا
or
و ), Commended to the protection of
God.
تَعَوَّذَa. see I (a)
تَعَاْوَذَa. Sought help of each other.

إِسْتَعْوَذَa. see I (a)
عَوِذa. see 4
عُوْذَه [] (pl.
عُوَذ)
a. Amulet, talisman, charm.

عَوَذa. Refuge, shelter, protection.

مَعَاذ []
مَعَاذَة []
a. see 4
عَائِذ [] (pl.
عُوَّذ [] )
a. Seeking refuge.
b. (pl.
عُوْذ عُوْذَاْن), Recently confined (female).
عَائِذَة [] ( pl.
reg. &
عَوَاْوِذُ)
a. fem. of
عَاْوِذ
عِيَاذ []
a. see 4
تَعْوِيْذ (pl.
تَعَاْوِيْذ)
a. see 3t
العَوَائِذ
a. Four stars in the shape of a square ( in
Draco ).
نَعُوْذ بِاللّٰه
a. May God help us!

مَعَاذ اللّٰه
a. God forbid!

قَبْقٌ

قَبْقٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره أيضا قاف، كلمة عجمية: وهو جبل متصل بباب الأبواب وبلاد اللّان، وهو آخر حدود أرمينية، قال ابن الفقيه:
وجبل القبق فيه اثنان وسبعون لسانا لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان، ويقال إن طوله خمسمائة فرسخ، وهو متصل ببلاد الروم إلى حدّ الخزر واللّان، ويقال إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسنير من دمشق ويمضي فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللّكّام ثم يمتد إلى ملطية وشمشاط وقاليقلا إلى بحر الخزر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق، قال البحتري:
أتسلّى عن الحظوظ، وآسى ... لمحلّ، من آل ساسان، درس
ذكّرتنيهم الخطوب التوالي، ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظلّ عال ... مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القب ... ق، إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدى، ... في قفار من البسابس ملس
وفي شعر بعضهم القبج، بالجيم، وهو في شعر سراقة بن عمرو، وذكر في باب الأبواب.

لُبنَانٌ

لُبنَانٌ:
بالضم، وآخره نون، قال رجل لآخر: لي إليك حويجة، فقال: لا أقضيها حتى تكون لبنانيّة، أي مثل لبنان، وهو اسم جبل، وهو فعلان منصرف، كذا قال الأزهري، ولبنان:
جبل مطلّ على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل الحمل، وما كان بالأردن فهو جبل الجليل، وبدمشق سنير، وبحلب وحماة وحمص لبنان، ويتصل بأنطاكية والمصّيصة فيسمى هناك اللّكّام ثم يمتدّ إلى ملطية وسميساط وقاليقلا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق، وقيل: إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم لسان الآخرين إلا بترجمان، وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد، وفيه يكون الأبدال من الصالحين، وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي:
دعوني لقا في الحرب أطفو وأرسب، ... ولا تنسبوني فالقواضب تنسب
وإن جهلت جهّال قومي فضائلي ... فقد عرفت فضلي معدّ ويعرب
ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا، ... فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب
وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا ... وأمواه لبنان ألذّ وأعذب!
فما لي وللأيام، لا درّ درّها، ... تشرّق بي طورا وطورا تغرّب؟

مُكْسُ

مُكْسُ:
موضع بأرمينية من ناحية البسفرجان قرب قاليقلا، قال البحتري:
مغلق بابه على جبل القب ... ق إلى دارتي خلاط ومكس
وفي الفتوح: أن حبيب بن مسلمة سار إلى الصينانة فلقيه صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على بلاده.

وانُ

وانُ:
بالنون: قلعة بين خلاط ونواحي تفليس من عمل قاليقلا يعمل فيها البسط، وقال نصر: وان، أوله واو بعدها ألف ساكنة، موضع أظنه يمانيّا، عن الحفصي وابن السكيت.

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

الرَّسّ

الرَّسّ:
بفتح أوّله، والتشديد: البئر، والرّس:
المعدن، والرس: إصلاح ما بين القوم، قال أبو منصور: قال أبو إسحاق الرس في القرآن بئر يروى أنّهم قوم كذبوا نبيهم ورسّوه في بئر أي دسّوه فيها، قال: ويروى أن الرس قرية باليمامة يقال لها فلج، وروي أن الرس ديار لطائفة من ثمود، وكلّ بئر رسّ، ومنه قول الشاعر:
تنابيله يحفرون الرساسا
وقال ابن دريد: الرّس والرّسيس بوزن تصغير الرس واديان بنجد أو موضعان، وبعض هذه أرادت ابنة مالك بن بدر ترثي أباها إذ قتلته بنو عبس بمالك ابن زهير فقالت:
ولله عينا من رأى مثل مالك ... عقيرة قوم، إن جرى فرسان
فليتهما لم يشربا قطّ شربة، ... وليتهما لم يرسلا لرهان
أحلّ به أمس جنيدب نذره، ... فأيّ قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرّقمتين حمامة، ... أو الرّسّ، تبكي فارس الكتفان
وقال الزمخشري: قال عليّ الرّس من أودية القبلية، وقال غيره: الرسّ ماء لبني منقذ بن أعياء من بني أسد، قال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله، ... عفا الرّسّ منه فالرّسيس فعاقله
وقال أيضا:
بكرن بكورا واستحرن بسحرة، ... فهنّ لوادي الرّسّ كاليد للفم
وقال الأصمعي: الرس والرسيس، فالرس لبني أعياء رهط حمّاس، والرسيس لبني كاهل، وقال آخرون في قوله عزّ وجل: وأصحاب الرسّ وقرونا بين ذلك كثيرا، قال: الرس وادي أذربيجان وحد أذربيجان ما وراء الرّسّ، ويقال إنّه كان بأرّان على الرّس ألف مدينة فبعث الله إليهم نبيّا يقال له موسى، وليس بموسى بن عمران، فدعاهم إلى الله والإيمان به فكذّبوه وجحدوه وعصوا أمره فدعا عليهم فحوّل الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلهما عليهم فيقال أهل الرس تحت هذين الجبلين، ومخرج الرس من قاليقلا ويمرّ بأرّان ثمّ يمرّ بورثان ثمّ يمرّ بالمجمع فيجتمع هو والكرّ وبينهما مدينة البيلقان ويمرّ الكر والرسّ جميعا فيصبّان في بحر جرجان، والرس هذا واد عجيب فيه من السمك أصناف كثيرة، وزعموا أنّه يأتيه في كلّ شهر جنس من السمك لم يكن من قبل، وفيه سمك يقال له الشورماهي لا يكون إلّا فيه، ويجيء إليه في كلّ سنة في وقت معلوم صنف منه، وقال مسعر بن المهلهل وقد ذكر بذّ بابك ثمّ قال: وإلى جانبه نهر الرس وعليه رمان عجيب لم أر في بلد من البلدان مثله، وبها تين عجيب، وزبيبها يجفّف في التنانير لأنّه لا شمس عندهم لكثرة الضباب ولم تصح السماء عندهم قطّ، ونهر الرس يخرج إلى صحراء البلاسجان، وهي إلى شاطئ البحر في الطول من برزند إلى برذعة، ومنها ورثان والبيلقان، وفي هذه الصحراء خمسة آلاف قرية، وأكثرها خراب إلّا أن حيطانها وأبنيتها باقية لم تتغير لجودة التربة وصحتها، ويقال إن تلك القرى كانت لأصحاب الرس الذين ذكرهم الله في القرآن المجيد، ويقال إنّهم رهط جالوت قتلهم داود وسليمان، عليهما السلام، لما منعوا الخراج، وقتل جالوت بأرمية.

دبل

(د ب ل) : (الدَّبْلُ) الْجَدْوَلُ وَجَمْعُهُ دُبُولٌ كَطَبْلِ وَطُبُولٍ (وَالدُّبَيْلَةُ) دَاءٌ فِي الْبَطْنِ مِنْ فَسَادٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ.
(دبل) : الدَّبِيل: أرض مُسْتويةٌ سَهْلَةٌ ليسَ فِيها رَمْلٌ ولا حُزُونة، تُنْبِتُ النَّصِيِّ والحَلَمَةَ والرُّخامَى.
والدَّبِيل: ما انْتَثَرَ من وَرَقِ الأَرْطَي.
[دبل] الدربلة: ضرب من المشى. 
(دبل)
الشَّيْء دبلا ودبولا جمعه دبلا وَيُقَال دبل العجينة ودبل اللُّقْمَة جمعهَا بأصابعه وكبرها وَأَصْلحهُ وَيُقَال دبل الأَرْض أصلحها بالدبال وَنَحْوه لتجود وَفُلَانًا بالعصا تَابع ضربه بهَا

(دبل) دبلا سمن وامتلأ فَهُوَ دبل

(دبل) الشَّيْء دبله
د ب ل

دبّل اللقم إذا جمعها بأصابعه وعظّمها. قال مزرّد:

ودبلت أمثال الأثافي كأنها ... رءوس نقادٍ يوم نهبٍ تجمّع

ودبّل الحيس وغيره جعله دبلاً كتلاً. وتقول: رماك الله بالدبيله، ونزع منك هذه الدويله.
د ب ل: (دَبْلُ) الْأَرْضِ إِصْلَاحُهَا بِالسِّرْجِينِ وَنَحْوِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ، كَذَا ذُكِرَ هُنَا وَفِي التَّهْذِيبِ. وَأَمَّا فِي الدِّيوَانِ وَغَيْرِهِ فَجَعَلَهُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَأَرْضٌ (مَدْبُولَةٌ) وَكُلُّ شَيْءٍ أَصْلَحْتَهُ فَقَدَ (دَبَلْتَهُ) وَدَمَلْتَهُ. وَ (الدُّبَيْلَةُ) الدَّاهِيَةُ وَهِيَ مُصَغَّرَةٌ لِلتَّكْبِيرِ يُقَالُ: (دَبَلَتْهُمْ) الدُّبَيْلَةُ أَيْ أَصَابَتْهُمُ الدَّاهِيَةُ. 
دبل
دُبال [مفرد]: ج أدبلة: (كم) مادّة سنجابيّة اللون تنتج من تحلُّل الموادّ النباتيّة في التربة. 

دُبْلة [مفرد]: ج دُبُلات ودُبْلات ودُبَل: حَلقةٌ معدنيَّة من غيرِ فَصٍّ تُوضَعُ في الإصبع، تكون من الذَّهب أو الفضَّة ونحوهما "دُبْلة الخطوبة/ الزواج". 

دبل


دَبَلَ(n. ac. دَبْل)
a. Formed into pellets, lumps.
b. Beat, thrashed.
c. Befell; overwhelmed (misfortune).
d.(n. ac. دَبْل
دُبُوْل), Prepared, manured (ground).
e. Repaired, put into order.

دَبَّلَ
a. [ coll. ], Drooped ( the
eyelids ).
دَبْل
(pl.
دُبُوْل)
a. Pestilential tumour.
b. Rivulet, streamlet.
c. Misfortune, calamity.

دَبْلَةa. Internal ulcer in the stomach.

دِبْلa. see 26
دُبْلَة
(pl.
دُبَل)
a. Lump, large mouthful.
b. see 1t
دُبَاْلa. Manure, dung.

دَبُوْلa. Misfortune, bereavement.

دُبَيْلَة
a. see 1t & 26
دِبَّان
a. see ذَبَّ
دِبْلَاْن
دبل: دَبَل. دَبَلة: ثقل عليه وأوقعه في داء الدبلة (محيط المحيط).
دبلة، بفتح الدال وكسرها وتجمع على دبل: فتخة، محبس (خاتم) بلا فص (بوشر، همبرت ص22، لين عادات 2: 407).
ودبلة: حلقة صغيرة من المعدن (بوشر).
ودُبْلَة، وتجمع على دُبَل: قنينة، قارورة (فوك).
وبلة (أسبانية) وتجمع على دبلاش: ضرب من النقود (صكوك غرناطة).
دُبْلي: رصاص وقطع حديد. (شيرب).
دَبَلُون (بالأسبانية دُبلون): ضرب من النقود (بوشر، محيط المحيط). دُبَيْلَة: في معجم المنصوري بعد أن ذكر معنى هذه الكلمة في فصيح اللغة أضاف: وهي تعني عند الأطباء خراجاً حديدي القيح في أي موضع من الجسم كانت. وفي (المعجم اللاتيني العربي): apostema ودُبيلة: همّ، غم، كرب، حزن، (فوك).
[دبل] نه فيه: دله الله على "دبول" كانوا يتروون عنها، أي جداول ماء، جمع دبل لأنها تدبل أي تصلح وتعمر. وفي ح عمر: إنه مر في الجاهلية على زنباع ابن روح وكان يعشر من مر به ومعه ذهبة قد جعلها في "ديبل" وألقمها شارفًا له، الدبيل من دبل اللقمة إذا جمعها وعظمها، يريد أنه جعل الذهب في عجين وألقمه الناقة. وفيه: فأخذته "الدبيلة" هي خراج ودمل تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبًا وهي تصغير دبلة، وكل شيء اجتمع فقد دبل. ط ومنه: ثمانية منهم تكفيهم "الدبيلة" تصغير دبل الداهية أطلقت على قرحة ردية في باطن الإنسان، وفسرت فيه بنار تنجم أي تظهر في أكتافهم، ولعله أراد ورما حارا مشتبها بسراج، قوله: منهم، أي من المنافقين الذين قصدوا مكره صلى الله عليه وسلم في طريق تبوك وعرف النبي صلى الله عليه وسلم إياهم، قوله: في أصحابي، مجاز إذ الإيمان شرط في الصحبة ولذا لم يقل من أصحابي.
[دبل] دبلت الشء: جمعته، كما تجمع اللُقمة بأصابعك. والدُبْلَةُ مثل الكتلة من الصَمغ وغيره. تقول منه: دبلت الشئ. قال مزرد: ودَبَّلْتُ أمثالَ الأَثافي كأنَّها رَءوسُ نِقادٍ قُطِّعَتْ يوم تُجْمَعُ ودَبْلُ الارض: إصلاحها بالسر جين ونحوه. وأرض مدبولة. وكل شئ أصلحته فقد دبلته ودملته. منه سميت الجداول الدُبولُ، لأنها تُدْبَلُ، أي تُنَقَّى وتُصْلَحُ. والدِبلُ: الداهيةُ. يقال: دِبلاً دبيلا، كما يقال ثكلا ثا كلا. قال الشاعر : طِعانَ الكُماةِ وضَرْبَ الجِيادِ وقولَ الحَواضِنِ دِبْلاً دَبيلاً والدُبَيْلَةُ: الداهيةُ، وهي مصغرةٌ للتكبير. يقال: دَبَلَتْهُم الدُبَيْلَةُ، أي أصابتهم الداهية، حكاها أبو عبيد. والدوبل: الحمار الصغير لا يكبر. وكان الاخطل يلقب به. ومنه قول جرير:

بكى دوبل لا يرقئ الله دمعه
دبل
الدُبْلَةُ: شِبْهُ كُتْلَةٍ من شَيْءٍ مَعْجُوْنِ. ودَبِلَ البَعِيْرُ يَدْبَلُ دَبَلاً: إذا افتَلامن اللَّحْمِ والشَّحْمِ. وكُلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ: فهو دَبِلٌ.
والدَّبِلُ: الشَّحْمُ أيضاً. والجَدْوَلُ، وجَمْعه دُبُوْلٌ؛ وسُمِّيَتْ بذلك لأنَّها تُدْبَلُ: أي تُصْلَحُ، وأرْضٌ مَدْبُوْلَةٌ: مُصْلَحَةٌ بالسِّرْجِيْنِ.
والدَبْلُ: الطي بالحِجَارَةِ والطيْنِ. والدَبِيْلُ: الدُّكُّ من الأرْضِ. ومَوْضِعٌ بالبادِيَةِ، وجَمْعُه دُبْلٌ. ومَدِيْنَةٌ من مَدَائن السِّنْدِ. والغَضَا إذا كَثُرَ في مَوْضِعٍ: دَبِيْلٌ. والمَدْبُوْلُ: الكثيرُ اللَّحْمِ من الدَّوَابِّ.
والدِّبْلُ: الدّاهِيَةُ، دِبْلاً دَبِيْلًا: أي ثُكْلاً ثاكِلاً. وما لَهُ دَبَلَ دَبْلُه - إذا دُعِيَ عليه -: أي قَل خَيْرُه. ودَبَلَتْهم الدُّبَيْلَةُ والدِّبْلُ: وهو داءٌ في البَطْنِ.
والدَوْبَلُ: الحِمَارُ الصغِيْرُ، وكانَ الأخْطَلُ يُلَقَّبُ به. وهو الثَّعْلَبُ أيضاً.

دبل

1 دَبَلَهُ, (S, M, K,) aor. ـُ and دَبِلَ, (M, K,) inf. n. دَبْلٌ, (M,) He collected it together, (S, M, K,) like as one collects together a morsel, or gobbet, or mouthful, of food with his fingers: (S:) and ↓ دبّلهُ, inf. n. تَدْبِيلٌ, [in like manner] signifies he collected it together. (TA.) And دَبَلَ اللُّقْمَةَ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. as above; (M;) and ↓ دبّلها, (M, K,) inf. n. تَدْبِيلٌ; (TA;) He made the morsel, or gobbet, or mouthful, large, (M, K,) collecting it together with his fingers: (M:) or the latter signifies he made the morsel, or gobbet, or mouthful, large, and swallowed it. (IAar, TA.) And دَبَلْتُ الشَّىْءَ, inf. n. as above; (TA;) and ↓ دَبَّلْتُهُ; (S;) I made the thing into lumps, or compact pieces or portions: (S, * TA:) and الحَيْسَ ↓ دبّل, inf. n. تَدْبِيلٌ, He made the حيس [generally explained as meaning dates mixed with clarified butter and the preparation of dried curd called أَقِط, kneaded, or rubbed and pressed with the hand until they mingle together and their stones come forth,] into دُبَل [pl. of دُبْلَةٌ, q. v.]. (T, TA.) A2: دَبَلَ الأَرْضَ, (T, M, K,) inf. n. دَبْلٌ (S, M, K) and دُبُولٌ, (M, K,) He put the land into a right, or proper, state, prepared it, or improved it, [or manured it,] with dung such as is termed سِرْجِين, [in the K سِرْقِين,] and the like, (T, S, M, K,) in order that it might become good: (T, M:) and so دَمَلَهَا. (T.) b2: And دَبَلْتُهُ meansI put it into a right, or proper, state; prepared it; or improved it; namely, anything; as also دَمَلْتُهُ: for instance, a rivulet; i. e. he cleansed it, and put it into a right, or proper, state. (S.) A3: دَبَلَهُ, (K,) inf. n. دَبْلٌ, (TA,) also signifies He struck him consecutive strokes with a staff, or stick, (K,) and with a whip. (TA.) b2: دَبَلَتْهُ

↓ الدُّبُولُ Calamities, or misfortunes, befell him: or may calamities, or misfortunes, befall him. (K.) And ↓ دَبَلَتْهُمُ الدُّبَيْلَةُ Calamity, or misfortune; befell them: or may calamity, &c.: (A'Obeyd, S, M:) or they perished: or may they perish. (T.) And ↓ دَبَلَتْهُ الدَّبُولُ, (K, TA, [in the CK, erroneously, الدُّبُولُ,]) and ذَبَلَتْهُ الذَّبُولُ, (TA,) Calamity, or misfortune, befell him: or may calamity, &c.: (TA:) or the bereft woman, i. e. his mother, became bereft of him by death: or may the bereft woman, &c. (K, TA.) b3: ↓ مَا لَهُ دَبَلَ دَبْلُهُ, or ذَبَلَ ذَبْلُهُ, is a form of imprecation: see the latter in art. ذبل. (TA.) A4: دَبِلَ, aor. ـَ inf. n. دَبَلٌ, He (a camel, or other animal,) became full of fat and flesh. (TA.) 2 دَبَّلَ see 1, in four places.

دَبْلٌ A rivulet, or streamlet: (T, M, Mgh, K:) pl. دُبُولٌ: (S, M, Mgh, K:) so called because cleansed, and put into a right, or proper, state [when needing]. (T, S, M. *) A2: Plague, or pestilence; syn. طَاعُونٌ. (Th, M, K.) A3: مَا لَهُ دَبَلَ دَبْلُهُ: see 1, last sentence but one.

دِبْلٌ A calamity, or misfortune; (S, K;) as also ↓ دُبَيْلَةٌ, (S, M, K,) in which the dim. form denotes enhancement; (S, TA;) and ↓ دَبُولٌ: (K:) pl. of the first دُبُولٌ: (TA:) whence the saying, دَبَلَتْهُ الدُّبُولُ: see 1, latter part. Also The state of being bereft of a child, or of a person beloved, by death. (IAar, M, K.) See دَبِيلٌ, in four places.

دَبْلَةٌ: see دُبَيْلَةٌ.

دُبْلَةٌ A lump, or compact piece or portion, (Lth, T, S, K,) of a thing, (S, K,) such as gum, &c., (S,) or of [the kind of sweetmeat called]

نَاطِف, or of حَيْس, [described in the first paragraph of this art.,] or of something kneaded, or the like: (Lth, T:) and a large morsel or gobbet or mouthful: (K:) or a morsel, or gobbet, or mouthful, of butter: pl. دُبَلٌ. (En-Nadr, T.) b2: See also دُبَيْلَةٌ.

A2: Also The hole of the فَأْس [i. e. hoe, or adz, or axe]: pl. دُبَلٌ and دُبُلٌ. (K.) دَبَالٌ, (M,) like سَحَابٌ, so in the M, (TA,) or ↓ دُبَالٌ, like غُرَابٌ, (K,) [Dung, such as is called]

سِرجِيْن (M) or سِرقِيْن, (K,) and the like; (M, K;) [used for manuring land;] as also دَمَالٌ. (TA.) دُبَالٌ Ulcers that come forth in the side and penetrate into the inside; syn. نَقَّابَاتٌ; as also ذُبَالٌ. (IAar, T. [See also دُبَيْلَةٌ.]) b2: See also دَبَالٌ.

دَبُولٌ: see دِبْلٌ. Hence the saying, دَبَلَتْهُ الدَّبُولُ: see 1, near the end of the paragraph: (TA:) or this saying is from what here follows. (K, TA.) A2: A woman bereft of her child by death. (K.) دَبِيلٌ ↓ دِبْلٌ (M, K) and ↓ دَابِلٌ ↓ دِبْلٌ (T, M, K) are intensive expressions (K) meaning A severe, or heavy, calamity or misfortune: (K, * TA: [in the CK, دَبْلٌ, which is said in the TA to be incorrect:]) or a severe, or heavy, bereavement. (T, M, TA.) And one says, sometimes, (M,) دَبِيلًا ↓ دِبْلًا (S, M) and ↓ دَابِلًا ↓ دِبْلًا (M) in the accus. case as an imprecation [meaning May God send upon such a one a severe, or heavy, calamity or bereavement]. (M.) As used to say ذبل ذابل, meaning “ [deep] abasement or ignominy: ” (T, TA:) and Aboo-' Amr Esh-Sheybanee, ذبلًا ذبيلًا: (TA:) others pronounced with د. (T.) دُبَيْلَةٌ A certain malady (M, Mgh, K) in the جَوْف, (M, K,) [i. e.,] in the belly, (Mgh,) being a collection of corrupt matter therein; (Mgh, TA;) wherefore it is thus called; (TA;) as also ↓ َدبْلَةٌ (M, K) and ↓ دُبْلَةٌ: (K:) accord. to ISh, an ulcer that penetrates into the belly: [see also دُبَالٌ:] or an ulcer that comes forth within the side, and discharges internally; the sufferer from which seldom recovers: also called ذَاتُ الجَنْبِ: (TA in art. جنب:) a large tumour (in Pers\.

وَرَم بُزُرگ). (KL.) [Abu-l-Kásim Ez-Zahráwee describes the modes of cauterizing the دبيلة in order to hasten its coming to maturity. (See “ Albucasis de Chirurgia,” p. 98, where the word is twice written ذبيلة; once, ذبعيلة; and once, correctly, دبيلة.) Golius explains دَبْلَةٌ and دُبْلَةٌ by “ vomica, apostema,” as on the authority of the S and KL; in neither of which do I find anything of the kind: nor do I find دَبْلَةٌ even mentioned in either of those works.] b2: See also دِبْلٌ. Hence the saying, دَبَلَتْهُمُ الدُّبَيْلَةُ: see 1, in the latter part of the paragraph.

دِبْلٌ دَابِلٌ, and دِبْلًا دَابِلًا: see دَبِيلٌ.

أَرْضٌ مَدْبُولَةٌ Land put into a right, or proper, state; prepared; or improved; [or manured;] with dung such as is termed سِرْجِين. (S.)

دبل: دعبَل الشيءَ يَدْبِله ويَدْبُله دَبْلاً: جَمعَه كما تجمع

اللُّقمة بأَصابعك. والتَّدبيل: تعظيمُ اللُّقمة وازْدِرادُها. ودَبَل اللُّقمة

يَدْبُلها ويَدْبِلها دَبْلاً ودَبَّلَها: جَمَعها بأَصابعه وكَبَّرها؛

قال:

دَبِّلْ أَبا الجوزاء أَو تَطِيحا

والدُّبَل: اللُّقَم من الثَّريد، الواحدة دُبْلة. ابن الأعرابي:

الدَّبَال والدَّمَال النَّقَّابات، والدُّبْلة مثل الكُتْلة من الصَّمْغ

وغيره، تقول منه: دَبَّلْت الشيءَ؛ قال مُزَرِّد:

ودَبَّلْت أَمثال الأَثافي كأَنها

رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت، يومَ تُجْمَع

وفي حديث عمر: أَنه مَرَّ في الجاهلية على زِنْباغ بن رَوْحٍ وكان

يَعْشُرُ من مَرَّ به ومعه ذَهَبةٌ فجعلها في دَبِيلٍ وأَلْقَمَه شارفاً له؛

الدَّبيل: من دَبَل اللُّقْمَةَ ودَبَّلها إِذا جمعها وعَظَّمها، يريد

أَنه جعل الذهبة في عجين وأَلْقَمه الناقة. والدِّبْل: الثُّكْلُ؛ عن ابن

الأَعرابي؛ قال دكين:

يا دِبْلُ، ما بِتُّ بليل هاجِدا،

ولا خَرَرْت الرَّكعتين ساجدا

(* قوله «يا دبل» عبارة التهذيب: والدبل الثكل، ومنه سميت المرأة دبلة.)

سماها بالثُّكْل؛ وقال غيره: إِنما خاطب بذلك ابنته، وبالَغُوا به

فقالوا: دِبْل دابلٌ ودَبِيل، وربما نصب على معنى الدعاء، يقال: دَبَلَتْه

دَبُول. ويقال: دِبْلٌ دَبِيل أَي ثُكْل ثاكل، ومنه سميت المرأَة

دِبْلة.والدُّبْلة والدُّبَيلة: داء يجتمع في الجوف. وفي حديث عامر بن الطُّفَيل:

فأَخَذَتْه الدُّبَيلة؛ هي خُرَاج ودُمَّل كبير تظهر في الجوف فتقتل

صاحبها غالباً، وهي تصغير دُبْلة. وكُلُّ شيء جُمع فقد دُبِل. والدُّبَيلة:

الداهية، وهي مُصَغَّرة للتكبير، يقال: دَبَلَتْهم الدُّبيلة أَي أَصابتهم

الداهية؛ حكاها الجوهري عن أَبي عبيد. والدِّبْل: الداهية، يقال دِبْلاً

دَبِيلاً كما يقال ثُكْلاً ثاكلاً؛ قال الشاعر:

طِعَانَ الكُمَاة وضَرْبَ الجِيَاد،

وقول الحَواضِن دِبْلاً دَبِيلا

قال ابن بري: ذكر الأُموي أَن اسم هذا الشاعر بَشَامة بن الغَدِير

النَّهْشَلي؛ وأَول القصيد:

نَأَتْك أُمامةُ نَأْياً طويلا،

وحَمَّلك الحُبُّ وِقْراً ثَقِيلا

ويقال: دَبَلَتهم دُبَيْلة أَي هَلَكوا وصَلَّتْهم صالَّة. ودِبْل

دابِلٌ: وهو الهَوَان والخِزْيُ، ويقال: ذِبْل ذَابل، بالذال.

والدَّبْل: الطاعون؛ عن ثعلب. ودَبْلُ الأَرض: إِصلاحها بالسِّرجين

ونحوه. والدَّبَال: السِّرْجينُ ونحوه. ودَبَل الأَرضَ يَدْبُلها دَبْلاً

ودُبولاً: أَصلحها بالسِّرجين ونحوه لتَجُود. وأَرض مَدْبولة: أُصْلِحت

بالسرجين. وكل شيء أَصلحته فقد دَبَلْته ودَمَلْته؛ ومنه سميت الجَداول

الدُّبول لأَنها تُدْبَل أَي تُنَقَّى وتُصْلَح. ودَبِل البعيرُ دَبَلاً، فهو

دَبِلٌ، إِذا امتلأَ لحماً وشحماً؛ قال الراعي:

تَدَارَكَ الغَضُّ منها والعَتِيق، فقد

لاقى المَرافقَ منها واردٌ دَبِلُ

أَراد بالوارد لحماً اسْتَرْخَى على مَرافقها أَي امتلأَت به المَرَافق،

والدَّبْل: الجَدْوَل، وهو من ذلك لأَنه يُصْلَح ويُجَهَّز، والجمع

دُبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجَهَّز. وفي حديث خيبر:

دَلَّة اللهُ على دُبول أَي جَداول ماء، قال

(* قوله «قال» أي ابن الاثير) :

إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما غدا إِلى النَّطاة دلَّه اللهُ على

دُبول كانوا يَتَرَوَّوْن منها فقَطَعها عنهم حتى أَعْطَوْا بأَيديهم.

والدَّوْبَل: ولد الحمار، وفي الصحاح: الدَّوْبَل الحِمَار الصغير لا

يَكْبَرُ. وكتب معاوية إِلى ملك الروم: لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من

الأَرَارِسة تَرْعَى الدَّوَابل هي جمع دَوْبَل، وهو ولد الخنزير والحمار،

وإِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن راعيها أَوضع من راعي الكبار، والواو زائدة.

ودَوْبَل: لقب الأَخْطَل، ومن ذلك؛ قال جرير:

بَكَى دَوْبَلٌ، لا يُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه،

أَلا إِنَّما يَبْكي من الذُّلِّ دَوْبَل

والدَّوْبَل: الذِّئب العَرِم. والدَّوْبَل: ذَكَر الخَنَازِير، وهو

الرّتُّ. الليث: الدُّبْلة كُتْلة من ناطِف أَو حَيْس أَو شيء معجون أَو نحو

ذلك. وقد دَبَّلْت الحَيْس تدبيلاً أَي جعلته دُبَلاً.

والدَّبِيل: الغَضَا يكثر بالمكان. والدَّبِيل أَيضاً: ما انْتَثَر من

وَرَق الأَرْطَى، وجَمْعها دُبُل. ودَبِيل: موضع، وهي الدُّبُل؛ قال

العجاج:

جَادَ لها بالدُّبُل الوَسْمِيُّ

ودَبِيل ودُبَيْل: مدينة من مدائن الشام، قال الفارسي: دَبِيل بالشام

ودَيْبُل مدينة من مدائن السند؛ وأَنشد سيبويه:

سَيُصْبِح فوقي أَقْتَمُ الرِّيش واقعاً،

بــقَالِيقَلا أَو من وراء دَبِيل

قال: فلم يَلْبَث هذا الشاعر أَن صُلِب بها. ودَبِيل: موضع يلي اليمامة؛

عن كراع. التهذيب: والدَّبِيل موضع يُتَاخِم أَعراض اليمامة؛ وأَنشد:

لولا رجاؤك ما تَخَطَّتْ ناقتي

عَرْضَ الدَّبِيل، ولا قُرى نجْران

ويجمع دُبُلاً؛ وأَنشد بيت العجاج:

جاد له بالدُّبُل الوَسْمِيُّ

دبل
دَبَلَة يَدْبلُه ويَدْبِله مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب دَبْلاً: جَمَعَهُ كَمَا يَجْمع اللُّقمَةَ بأصابعه. دَبَلَهُ بالعَصا دَبْلاً: تابَعَ عَلَيْهِ الضَّربَ بهَا وَكَذَا بالسَّوط. دَبَلَ اللُّقْمةَ يَدْبِلُها دَبْلاً: كَبَّرها للَّقْم بعد أَن جَمعها بأصابِعه كدَبَّلَها تَدْبِيلاً. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: التَّدبِيلُ: تَعظيِمُ اللُّقْمةِ وازدِرادُها. وأنشدَ المَززُبانيُّ فِي تَرجمة حُمَيد الأَرْقَط:
(تُدَبِّلُ كَفّاهُ ويَحْدرُ حَلْقُه ... إِلَى البَطْنِ مَا جازَتْ إِلَيْهِ الأَنامِلُ)
وَقَالَ غَيره: دَبِّلْ أَبَا الجَوْزاءِ أَو تَطِيحا دَبَلَ الأرضَ دَبْلاً ودُبُولاً: أصلَحها بالسِّرْقِينِ ونَحوِه لتَجُودَ، فَهِيَ مَدْبُولَةٌ، وكل شَيْء أصلَحْتَه فقد دَبَلْتَه ودَملْتَه. والدَّ بْلُ: الطَّاعُونُ عَن ثَعْلَب. الدَّبْل: الجَدْوَلُ من جَداوِل الْأَنْهَار. ج: دُبُولٌ بالضمّ، وَمِنْه الحَدِيث: أَنه غَدا إِلَى النَّطاةِ، وَهِي مِن حُصُونِ خَيبَرَ وَقد دَلَّه اللَّهُ على مَشارِبَ كَانُوا يَسقُون مِنْهَا، دُبُولٍ، كَانُوا يَنْزِلُون إِلَيْهَا باللَّيل فيتَرَوَّوْن من المَاء فقَطَعها، فَلم يَلْبثُوا إلاّ قَلِيلا حَتَّى أعطَوْا بأيدِيهم. وإنّما سُمِّيَت الجَداوِلُ دُبُولاً، لِأَنَّهَا تُدْبَلُ: أَي تُصلَحُ وتُجَهَّز وتُنقَّى.
الدِّبْلُ بالكسرِ: الثُكْلُ عَن ابنِ الأعرابيّ، وَأنْشد لِدُكَيْن: يَا دِبْل مَا بتُّ بلَيلٍ هاجِدا وَلَا خَرَرْتُ رَكعتَيْنِ ساجِدا سَمَّاها بالثكْلِ. وقالَ غيرُه: إِنَّمَا خاطَب بذلِك ابنَته. الدِّ بْلُ: الدَّاهِيَةُ جَمُعه: دُبُولٌ. وَقد بالَغُوا بِهِ، فَقَالُوا: دِبْلٌ دابِلٌ: أَي داهِيةٌ دَهْياءُ، أَو ثُكْلٌ ثاكِلٌ، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. الدُّبْلُ بالضّمّ: الحِمارُ الصَّغِيرُ.
يُقَال: دَبَلَتْه الدَّبُولُ: أَي دَهَتْه الدَّواهي. ودِبْلٌ دابِلٌ صريحُه أَنه بِالْفَتْح، والصَّواب بِالْكَسْرِ. يُقَال: دِبْلٌ دابِلٌ دِبْلٌ دَبِيلٌ كأمِيرٍ مُبالَغَةٌ: أَي داهِيةٌ دَهْياءُ. والأصمَعِيُّ يَقُول: ذِبْلٌ ذابِلٌ، بِالذَّالِ المُعجَمة، وَهُوَ الهَوانُ والخِزْيُ. وَقَالَ كَثِيرُ بن الغُرَيْزَة النَّهْشَلِيّ:
(لقد فُتِنَ الناسُ فِي دِينِهم ... وخَلَّى ابنُ عَفّانَ شَرّاً طَوِيلا)
(طِعانَ الكُماةِ وضَرْبَ الجِيادِ ... وقَولَ الحَواضِنِ دِبْلاً دَبِيلا)
وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو الشَّيبانيّ: ذِبْلاً ذَبيلا، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. . قَالَ ابنُ سِيدَه: ورُّبما نُصب على معنى الدُّعاء. الدُّبَيلَةُ كجُهَينَةَ: الدَّاهِيَةُ وتصغيرُها للتكبير. قَالَ أَبُو عُبيد: يُقال: دَبَلتْهُم الدُّبَثلَةُ: أَي أصابتْهم الدّاهِيَةُ. الدُّبَيلَةُ: داءٌ فِي الجَوْف مأخوذةٌ من الاجتِماعِ، لِأَنَّهُ فَسادٌ مُجتمِعٌ. كالدُّبْلَةِ، بالضمّ وَالْفَتْح. الدُّبالُ كغُرابٍ السِّرْقِينُ ونَحوُه كالدمال، بِالْمِيم، وَفِي المحكَم: كسَحابٍ، وَسَيَأْتِي لَهُ كَذَلِك فِي الدَّمال. والدَّوْبَلُ كجَوْهَرٍ: الخِنْزِيرُ نَفسُه أَو ذَكَرُه وَهُوَ الرَّتُّ، عَن ابْن الأعرابيّ. أَو وَلَدُه كَمَا فِي العُباب. أَيْضا: وَلَدُ الحِمارِ نقلَه ابنُ سِيدَه. وَفِي العُباب: الحِمارُ الصَّغِير لَا يَكْبَر. الدَّوْبَلُ: الذِّئبُ العَرِمُ نقلَه ابنُ سِيدَه. أَيْضا: لَقَبُ الأَخْطَلِ وَمِنْه قولُ جَرِير:
(بَكَى دَوْبَلٌ لَا يُرقِئُ اللَّهُ دَمْعَهُ ... أَلا إنَّما يَبكِي مِن الذُّلِّ دَوْبَلُ)
أَيْضا: الثَّعْلَبُ. الدَّبِيلُ كأَمِيرٍ: الغَضَى يكثُر بالمَكان. أَيْضا: الدَّكُّ مِن الأَرْض كَمَا فِي العُباب.
أَيْضا: المُنْتَثِرُ من وَرَقِ الأَرْطَى، ج: دُبُلٌ ككُتُبٍ. دَبِيلٌ: ع بالسِّنْد عَن الفارِسيِّ، وَأنْشد سِيبَوَيْهِ:
(سيُصْبِحُ فَوْقِي أَقْتَمُ الرَّأسِ واقِفاً ... بِقالِي قَلَا أَو مِن وَراءِ دَبِيلِ)
قَالَ: فَلم يلبَث الشاعِرُ أَن صُلِبَ بهَا. والدُّبْلَةُ، بالضمّ: اللُّقْمةُ الكبيرةُ وخَصَّها النَّضْرُ بالزُّبْد.
أَيْضا: الكُتْلَة مِن الشَّيْء كالصَّمْغ وغيرِه. وَقَالَ اللَّيثُ: هُوَ الكُتْلَةُ مِن ناطِفٍ أَو حَيْسٍ أَو شَيْء مَعجُون، أَو نحوِ ذَلِك. أَيْضا: ثُقْبُ الفَأْسِ، ج: دُبُلٌ ككُتُبٍ وصُرَدٍ. الدَّبُولُ كصَبُورٍ: الدَّاهِيَةُ والذال المعجَمة لُغَةٌ فِيهِ. أَيْضا: المَرأةُ الثَّكْلَى. قولُهم: دَبَلَتْه الدَّبُولُ بِالدَّال والذال: أَي أصابَتْه الدّاهِيةُ، أَو ثَكِلَتْه الثَّكْلَى: أَي أُمه. ودُبَيلٌ كزُبَيرٍ أَو أَمِيرٍ، أَو كُتُبٍ: ع بِالشَّام قُرْبَ الرَّمْلَة. مِنْهُ عبدُ الرّحيم بنُ يحيى الدَّبِيليُّ، ضبَطه الحافِظُ بِالْفَتْح، حَدَّث عَن الصَّباح بن مُحارِب، وَعنهُ إبراهيمُ بن مُوسَى. وأحمدُ بنُ محمّد بنِ هَارُون الرازِيّ الدَّبِيلِيُّ المُقرئ الحَرْبيّ، قَالَ الْخَطِيب: مَاتَ سنةَ. أَبُو القاسمِ شُعَيب بنُ مُحَمَّد ابْن أبي قَطِرانَ البَزَّاز الدَّبِيلِيُّ، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصُّورِيّ، وَعنهُ أَبُو أَحْمد محمّدُ بن إِبْرَاهِيم الغَسّانِيّ، ذكره عبدُ الغَنيّ، نُسِب إِلَى دَبِيلِ الرَّمْلَة. ودَيْبُلُ، بضمّ الْبَاء الموحَّدة وَسُكُون الْيَاء المُثناة التَّحتيّة، والدالُ مَفْتُوحَة: قَصَبَةُ بِلادِ السِّنْد الَّتِي تَرفَأُ إِلَيْهَا السُّفُن، قَالَ الصاغانيّ: أهلُها صُلَحاءُ، وأُمراؤها طُلَحاءُ، قَدِيما وحديثاً، يُشارِكون قُطّاعَ طريقِ سُفُنِ الْبَحْر، ويَضْرِبون مَعَهم بسَهْم. ويُقالُ لَهُ كَذَا فِي النُّسَخ،)
والصَّواب: لَهَا: الدَّيْبُلان، على التَّثنية وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(كأَنَّ الدارِعَ المَشْكُولَ مِنْها ... سَلِيبٌ مِن رِجالِ الدَّيْبُلانِ)
مِنْهَا أَبُو جَعْفَر محمّد بن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلِيُّ المَكِّيُّ مَشْهُور، وَابْنه إِبْرَاهِيم حَدَّث عَن مُحَمَّد بن عليّ بن زيد الصَّائِغ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: دَبَلْتُ الشَّيْء دَبْلاً: أَي كَتَّلْتُه وَتقول لمَن تَدْعُو عَلَيْهِ: مَا لَهُ دَبَلَ دَبْلُه. وَأوردهُ المصنِّفُ فِي الذَّال الْمُعْجَمَة، كَمَا سَيَأْتِي. ودَبِلَ البَعِيرُ وغيرُه، كفَرِح، دَبَلاً: إِذا امْتَلَأَ شَحْماً ولَحماً، قَالَ الراعِي:
(تَدارَكَ الغَضُّ مِنها والعَتِيقُ فَقَدْ ... لاقَى المَرافِقَ مِنْهَا وارِدٌ دَبِلُ)
الغَضُّ: الشَّحْمُ الحَدِيثُ شَحْمُ عامها، كَمَا فِي العُباب. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّبِيلُ، كأَمِيرٍ: أرضٌ مُستَوِيةٌ سَهْلَة لَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حُزُونةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والحَلَمَةَ والرُّعامَى. والدَّبِيلُ أَيْضا: مَوضعٌ يُتاخِم أعراضَ اليَمامةِ، عَن كُراع، وَأنْشد النَّضْرُ لمَروانَ ابْن أبي حَفْصة، فِي مَعْنِ بن زائِدَةَ:
(لَوْلَا رَجاؤُك مَا تَخَطَّتْ ناقَتِى ... عَرْضَ الدَّبِيلِ وَلَا قُرَى نَجْرانِ)
وتُجمع: دُبُلاً، قَالَ العَجَّاج: جادَلَهُ بالدّبُلِ الوَسْميُّ ودَبِيلُ أَيْضا: مِن قُرَى أَرْمِينية. ودِبْلَةُ، بِالْكَسْرِ، مِن أعلامِ النِّساء، وضَبطه الصاغانيُّ بالفَتح.
والتَّدْبِيلُ: الجَمْعُ، قَالَ مُزَرِّد:
(ودَبَّلْتُ أمثالَ الأَثافي كأنَّها ... رُؤوسُ نِقادٍ قُطِّعَتْ لَا تُجَمَّعُ)
ودَبَّلَ الحَيسَ تَدْبِيلاً: جَعَله دُبَلاً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.