Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فينا

قَدَمَ

(قَدَمَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُقَدِّم» هُوَ الَّذِي يُقَدِّم الأشياءَ ويَضَعها فِي مواضِعها، فَمَنِ اسْتَحقّ التقديمَ قَدَّمه.
(هـ) وَفِي صِفَةِ النَّارِ «حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَه» أَيِ الَّذِينَ قَدَّمَهم لَهَا مِنْ شِرار خَلْقه، فَهُمْ قَدَمُ اللَّهِ لِلنَّارِ، كَمَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدَمُه لِلْجَنَّةِ.
والقَدَم: كلُّ مَا قدّمْتَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وتَقَدَّمَتْ لفُلان فِيهِ قَدَمٌ: أَيْ تَقَدُّم فِي خَيْرٍ وشرٍّ.
وَقِيلَ: وضْع القَدم عَلَى الشَّيْءِ مَثَل للرَّدْع والقَمْع، فَكَأَنَّهُ قَالَ: يَأْتِيهَا أمرُ اللَّهِ فَيكُفّها مِنْ طلَب المَزيد.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ تَسْكِينَ فَوْرتها، كَمَا يُقَالُ لِلْأَمْرِ تُريد إِبْطَالَهُ: وضَعْته تَحْتَ قَدَمِي.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ألاَ إِنَّ كلَّ دَمٍ ومَأثُرةٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هاتَين» أَرَادَ إخْفاءَها، وإعْدامها، وإذْلال أمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، ونَقْضَ سُنَّتها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثةٌ فِي المَنْسَي تَحْتَ قَدَم الرَّحْمَنِ» أَيْ أَنَّهُمْ مَنْسِيُّون، مَتْروكون، غيرُ مَذْكورِين بِخَيْرٍ.
(هـ) وَفِي أَسْمَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أَنَا الحاشِرُ الَّذِي يُحْشَر الناسُ عَلَى قَدَمِي» أَيْ عَلَى أثَرِي.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إنَّا عَلَى مَنازِلِنا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وقِسْمة رَسُولِهِ، والرجُلُ وقَدَمُه، والرجُلُ وبَلاؤه» أَيْ فِعاله وتَقَدُّمه فِي الْإِسْلَامِ وسَبْقه.
وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ «كَانَ قَدْرُ صَلَاتِهِ الظُّهرَ فِي الصَّيْفِ ثَلَاثَةَ أَقْدام إلى خمسة أَقْدام» أَقْدام الظَّل الَّتِي تُعْرَف بِهَا أَوْقَاتُ الصَّلَاةِ هِيَ قَدَم كُلِّ إِنْسَانٍ عَلَى قَدْر قامَتِه، وَهَذَا أمرٌ مُخْتلِف باخْتلاف الْأَقَالِيمِ وَالْبِلَادِ؛ لِأَنَّ سَبَبَ طُول الظِل وقِصَره هُوَ انحِطاط الشمس وارتِفاعُها إلى سَمْت الرؤوس، فكلَّما كانت أعْلى، وإلى مُحاذاة الرؤوس فِي مَجْراها أقْرَب، كَانَ الظِل أقْصر، وينعكِس الأمرْ بِالْعَكْسِ، وَلِذَلِكَ تَرَى ظِلّ الشِتاء فِي الْبِلَادِ الشماليَّة أَبَدًا أطْول مِنْ ظِل الصَّيْفِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْهَا، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنَ الْإِقْلِيمِ الثَّانِي. ويُذْكر أَنَّ الظِل فِيهِمَا عِنْدَ الاعْتِدال فِي آذارَ وأيْلُول ثَلَاثَةُ أَقْدام وَبَعْضُ قَدَم، فيشْبِه أَنْ تَكُونَ صَلَاتُهُ إِذَا اشتدَّ الْحَرُّ مُتَأخِّرة عَنِ الوقْت الْمَعْهُودِ قبلَه إِلَى أَنْ يَصِير الظِلُّ خَمْسَةَ أَقْدَام، أَوْ خَمْسَةً وَشَيْئًا، وَيَكُونُ فِي الشِّتَاءِ أوّلَ الْوَقْتِ خمسةَ أَقْدام، وآخِرُه سَبْعَةً، أَوْ سَبْعَةً وَشَيْئًا، فيُنَزَّل هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِي ذَلِكَ الْإِقْلِيمِ دُونَ سَائِرِ الْأَقَالِيمِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «غَيْرُ نَكِلٍ فِي قَدَمٍ وَلَا واهِناً فِي عَزْم » أَيْ فِي تَقَدُّم.
وَيُقَالُ: رجُلٌ قَدَمٌ إِذَا كَانَ شُجَاعًا. وَقَدْ يَكُونُ القَدَم بِمَعْنَى التقدُّم.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «أَقْدِم حَيْزُومُ» هُوَ أمرٌ بالإِقْدام. وَهُوَ التقدُّم فِي الحرْب. والإِقْدام: الشَّجَاعَةُ. وَقَدْ تُكْسر هَمْزَةُ: «إقْدَم» ، وَيَكُونُ أمْراً بالتقدُّم لَا غَير. وَالصَّحِيحُ الْفَتْحُ، مِنْ أقْدَم.
(س) وَفِيهِ «طُوبَى لعبْدٍ مُغْبَرٍّ قُدُمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رجُلٌ قُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ: أَيْ شُجَاعٌ.
ومَضَى قُدُماً إِذَا لَمْ يُعَرِّج.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ شَيْبة بْنِ عُثْمَانَ «فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُدْماً، هَا» أَيْ تَقَدَّموا وَ «هَا» تَنْبيه، يُحَرِّضُهم عَلَى الْقِتَالِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «نَظَر قُدُماً أمامَه» أي لم يُعَرِّج وَلَمْ يَنْثَن. وَقَدْ تُسَكّن الدَّالُ. يُقَالُ: قَدَمَ بِالْفَتْحِ يَقْدُم قُدْماً: أَيْ تَقَدَّم.
(س) وَفِيهِ «أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَلَّم عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَدُم وَمَا حَدُث» أَيِ الحُزْن وَالْكَآبَةُ، يُرِيد أَنَّهُ عاوَدَتْه أحزانُه الْقَدِيمَةُ واتَّصَلت بِالْحَدِيثَةِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ غَلب عليَّ التفكُّرُ فِي أحْوالي الْقَدِيمَةِ والحَديثة. أيُّها كَانَ سَبَبًا لتَرك رَدِّه السَّلَامَ عَلَيَّ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ مَشى القُدَمِيَّة» وَفِي رِوَايَةٍ «اليقْدُمِيَّة » وَالَّذِي جَاءَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ «القُدَمِيَّة» وَمَعْنَاهَا أَنَّهُ تَقَدَّم فِي الشّرَف والفضْل عَلَى أَصْحَابِهِ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ التَّبَخْتر، وَلَمْ يُرد المَشْي بِعَيْنِهِ.
وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتب الْغَرِيبِ «اليقْدُمِيَّة» [والتَّقْدُمِيَّة ] بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ فَهُمَا زَائِدَتَانِ، ومعناهُما التَّقَدُّمُ.
وَرَوَاهُ الْأَزْهَرِيُّ بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ تَحْتُ، وَالْجَوْهَرِيُّ بِالْمُعْجَمَةِ مِنْ فَوْق.
وَقِيلَ: إنَّ اليَقْدُمِيَّة بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتُ هُوَ التقدُّم بهِمَّتِه وَأَفْعَالِهِ.
(س) وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ «لأكوننَّ مُقَدِّمَتَه إِلَيْكَ» أَيِ الْجَمَاعَةَ الَّتِي تَتقدّم الْجَيْشَ، مِنْ قَدَّم بِمَعْنَى تَقَدَّم، وَقَدِ اسْتُعيرت لِكُلِّ شَيْءٍ، فَقِيلَ: مُقَدِّمة الْكِتَابِ، ومُقَدِّمة الْكَلَامِ بِكَسْرِ الدَّالِ، وَقَدْ تُفْتح.
وَفِيهِ «حَتَّى إِنَّ ذِفْراها لتَكاد تُصيب قادِمَةَ الرَّحْل» هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي مُقَدِّمة كُور الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ قَرَبُوس السَّرج. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرها فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «قَالَ لَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ: تَدَلَّى مِنْ قَدُوم ضَأْنٍ» قِيلَ: هِيَ ثَنِيَّة أَوْ جَبلٌ بالسَّراة مِنْ أَرْضِ دَوْس.
وَقِيلَ: القَدوم: مَا تَقَدَّمَ مِنَ الشَّاةِ، وَهُوَ رأسُها، وَإِنَّمَا أَرَادَ احْتِقارَه وصِغَر قَدْرِه.
(س) وَفِيهِ «إِنَّ زَوْج فُرِيعة قُتِل بطَرَف القَدوم» هُوَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ: مَوْضِعٌ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اخْتَتَن بالقَدوم» قِيلَ: هِيَ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ. ويُروَى بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ. وَقِيلَ: القَدوم بالتخفيف والتشديد: قَدُوم النَّجَّار. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو:
فــفِينا الشِعْرُ والمُلْكُ القُدَامُ
أَيِ الْقَدِيمُ، مثْل طَويل وطُوال.

فَيَنَ

(فَيَنَ)
(هـ) فِيهِ «مَا مِن مَوْلُود إلاَّ وَلَهُ ذَنْبٌ قَدِ اعْتادَه الفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَة» أَيِ الْحِينَ بَعْدَ الْحِينِ، وَالسَّاعَةَ بَعْدَ السَّاعَةِ. يُقَالُ: لَقِيتُه فَيْنَةً والفَيْنَةَ، وَهُوَ مِمَّا تَعاقَب عَلَيْهِ التَّعْرِيفان العَلَميُّ واللاميُّ، كشَعوب، والشَّعوب، وسَحَر والسَّحَر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «فِي فَيْنَةِ الارْتياد وَرَاحَةِ الْأَجْسَادِ» .
(س) وَفِيهِ «جَاءَتِ امْرَأَةٌ تَشْكُو زَوْجها، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُريدين أَنْ تَتَزَوَّجي ذَا جُمّة فَيْنَانَةٍ عَلَى كُلِّ خُصْلة مِنْهَا شَيْطَانٌ» الشَّعر الــفَيْنَان: الطَّويل الْحَسَنُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ.
وَإِنَّمَا أوردناه هاهنا حملا على ظاهر لفظه.

فَشَلَ

فَشَلَ
الجذر: ف ش ل

مثال: فَشَلَ في مهمَّته
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لعدم وروده بهذا الضبط في المعاجم.

الصواب والرتبة: -فَشِلَ في مهمَّته [فصيحة]
التعليق: يُضْبَط الفعل بكسر الشين، وليس بفتحها، فقد نَصَّت المعاجم على أنه من باب «تَعِب».
(فَشَلَ)
فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ «كُنْتَ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِينَ نَفَرَ النَّاسُ عَنْهُ، وآخِراً حِين فَشِلُوا» الفَشَل: الجزَع والجُبْن والضَّعف.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فِينا نَزَلت: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا
» .
وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
سِوَى الحَنْظَل العامِيِّ والعِلْهِز الفَشْل أَيِ الضَّعِيفِ، يَعْنِي الفَشْل مُدّخِرُه وآكِلُه، فصَرف الوصْف إِلَى العِلْهِز، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لآكِله. ويُروى بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

حَفَا

(حَفَا)
- فِيهِ «أَنَّ عَجُوزا دخَلَت عَلَيْهِ فَسَأَلَهَا فَأَحْفَى، وَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ كَرَم الْعَهْدِ مِن الْإِيمَانِ» يُقَالُ أَحْفَى فُلَانٌ بِصَاحِبِهِ، وحُفِيَ بِهِ، وتَحَفَّى: أَيْ بالَغ فِي بِرِّه والسُّؤال عن حاله. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «أَنَّهُمْ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْه» أَيِ اسْتَقْصَوْا فِي السُّؤَالِ.
(هـ) وَحَدِيثُ عُمَرَ «فأنزَل أُوَيْساً القَرَنِيَّ فاحْتَفَاه وأكْرَمه» .
(هـ) وَحَدِيثُ عَلِيٍّ «أنَّ الأشْعَث سَلَّمَ عَلَيْهِ فَردّ عَلَيْهِ السَّلَامَ بِغَيْرِ تَحَفٍّ» أَيْ غَيْرِ مُبالِغ فِي الرَّدّ وَالسُّؤَالِ.
وَحَدِيثُ السِّوَاكِ «لَزِمْتُ السِواك حَتَّى كِدْت أُحْفِى فَمِي» أَيْ اسْتَقصى عَلَى أسْناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّك.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أمَر أَنْ تُحْفَى الشَّوارب» : أَيْ يُبالَغ فِي قَصِّها.
(هـ س) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِآدَمَ: أخْرِجْ نَصيب جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيتك، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَمْ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْتُــفِينَا إِذًا، فَمَاذَا يَبْقَى؟» أَيِ اسْتُؤصِلْنا، مِنْ إِحْفَاء الشَّعَر. وكلُّ شَيْءٍ اسْتُؤصِل فَقَدِ احْتُفِى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْفَتْحِ «أَنْ تَحْصُدوهم حصْداً، وأَحْفَى بيَده» أَيْ أمَالَها وصْفاً للحَصْد والمُبالَغة فِي القَتْل.
وَفِي حَدِيثِ خَلِيفَةَ «كَتَبْت إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ يَكْتُب إليَّ ويُحْفِى عنِّي» أَيْ يُمْسِكَ عَنِّي بَعْضَ مَا عِنْدَهُ مِما لَا أَحْتَمِلُهُ، وَإِنْ حُمِل الإِحْفَاء بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فَيَكُونُ عَنِّي بِمَعْنَى عليَّ. وَقِيلَ هُوَ بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فِي البِرِّ بِهِ وَالنَّصِيحَةِ لَهُ. وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «أنَّ رجُلا عَطَس عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ لَهُ: حَفَوْت» أَيْ مَنَعْتَنا أَنْ نُشَمِّتَك بَعْدَ الثَّلَاثِ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُشَمَّت فِي الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ. والحَفْو: المنْع، وَيُرْوَى بِالْقَافِ: أَيْ شَدّدْت عَلَيْنَا الْأَمْرَ حَتَّى قَطعْتنا عَنْ تَشْمِيتك. والشَّدّ مِنْ بَابِ المَنْع.
وَمِنْهُ «أنَّ رجُلا سَلم عَلَى بَعْضِ السَّلف فَقَالَ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ الزَّاكيات.
فَقَالَ لَهُ: أَرَاكَ قَدْ حَفَوْتَنَا ثَوابَها» أَيْ مَنَعْتنَا ثَوَابَ السَّلام حَيْثُ اسْتَوْفَيْت عَلَيْنَا فِي الرَّدِّ. وَقِيلَ:
أَرَادَ تَقَصَّيْت ثَوَابَهَا واسْتَوْفَيْتَه عَلَيْنَا.
وَفِي حَدِيثِ الانتِعال «لِيُحْفِهما جَميعاً أوْ لِيَنْعَلْهُما جَمِيعًا» أَيْ لِيَمْشِ حَافِى الرِّجْلَيْنِ أَوْ مُنْتَعِلَهُما، لِأَنَّهُ قَدْ يَشُقُّ عَلَيْهِ المشْيُ بِنَعْلٍ وَاحِدَةٍ، فَإِنَّ وَضْعَ إِحْدَى القدَمين حَافِيَةً إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ التَّوَقِّي مِنْ أَذًى يُصِيبُها، وَيَكُونُ وضْع القَدم المُنْتَعِلَة عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فيخْتَلِف حِينَئِذٍ مَشْيهُ الَّذِي اعْتَادَهُ فَلَا يأمَنُ العِثَار. وَقَدْ يَتَصَوَّر فاعلُه عِنْدَ النَّاسِ بصُورة مَن إحْدَى رجْلَيه أقْصَر مِنَ الْأُخْرَى.
(هـ) وَفِيهِ «قِيلَ لَهُ: مَتى تَحِلُّ لنَا المَيْتَة؟ فَقَالَ: مَا لَمْ تَصْطَبِحوا، أَوْ تغْتَبِقُوا، أَوْ تَحْتَفِئُوا بِهَا بَقْلاً فَشَأنَكُم بِهَا» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: صَوَابُهُ «مَا لَمْ تَحْتَفُوا بِهَا» بغَير هَمْز، مِنْ أَحْفَى الشَّعَر.
ومَن قَالَ تَحْتَفِئُوا مَهْمُوزًا هُوَ مِنَ الحَفَإِ، وَهُوَ البَرْدِيّ فبَاطل؛ لِأَنَّ البَرْدِيَ لَيْسَ مِنَ البُقول.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مِنَ الحَفَأِ؛ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَهُوَ أصْل البَرْدِيّ الأبيضِ الرَّطْب مِنْهُ، وَقَدْ يُؤكل.
يَقُولُ مَا لَمْ تَقْتَلِعوا هَذَا بعَيْنه فَتَأْكُلُوهُ. ويُروى «مَا لَمْ تَحْتَفُّوا» بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ، مِنِ احْتَفَفْت الشَّيْءَ إِذَا أخَذْته كُلَّه، كَمَا تَحُفُّ الْمَرْأَةُ وجْهَها مِنَ الشَّعَر. ويُروى «مَا لَمْ تَجْتَفِئُوا» بِالْجِيمِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وسيُذكر فِي بَابِهِ.
وَفِي حَدِيثِ السّبَاق ذِكْرُ «الحَفْيَاء» وَهُوَ بِالْمَدِّ والقصْر: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَمْيَالٍ. وبَعْضهم يُقدّم الْيَاءَ عَلَى الْفَاءِ.

فَدَا

(فَدَا)
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الفِدَاء» فِي الْحَدِيثِ. الفِدَاء بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وَالْفَتْحِ مَعَ القَصْر:
فَكَاك الأسِير. يُقَالُ: فَدَاه يَفْدِيه فِدَاءً وفَدًى، وفَادَاه يُفَادِيه مُفَادَاة إِذَا أعْطَي فِدَاءَه وأنْقَذَه، وفَدَاه بنَفْسِه وفَدَاه إِذَا قَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاك. والفِدْيَة: الفِدَاء.
وَقِيلَ: المُفَادَاة: أَنْ تَفْتَكَّ الأسِيرَ بأسِيرٍ مِثْله. وَفِيهِ:
فاغْفِرْ فِدَاء لَكَ مَا اقْتَــفَيْنا إطْلاق هَذَا اللَّفْظِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى مَحْمُول عَلَى الْمَجَازِ والاسْتِعارة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفَدَّى مِنَ المَكارِه مَن تَلْحَقُه، فَيَكُونُ المرادُ بالفِدَاء التعظيمَ والإكْبار، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُفَدِّي إِلَّا مَنْ يُعَظِّمه، فيَبْذُل نَفْسَهُ لَهُ.
ويُروى «فِدَاءٌ» بِالرَّفْعِ عَلَى الابِتداء، والنَّصْب عَلَى المصْدر.

عَسَرَ

عَسَرَ
الجذر: ع س ر

مثال: عَسَرَ عليَّ الأمرُ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن الفعل لم يرد بهذا الضبط في المعاجم لهذا المعنى.
المعنى: صَعُبَ واشتدَّ

الصواب والرتبة: -عَسُرَ عليَّ الأمْرُ [فصيحة]-عَسِرَ عليَّ الأمْرُ [فصيحة]
التعليق: جاء في التاج: «وقد عَسِر الأمرُ، كفَرِح .. ، وعَسُر ككَرُم» فالفعل يأتي من بابي فَرِح وكَرُم.
(عَسَرَ)
فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنَّهُ جَهَّز جَيْشَ العُسْرَة» هُوَ جَيشُ غَزْوة تَبُوك، سُمِّي بِهَا لِأَنَّهُ ندَب النَّاسَ إِلَى الغَزْو فِي شِدَّة القَيظِ، وَكَانَ وقْتُ إِينَاعِ الثمرَةِ وطِيب الظِّلال، فَعَسُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وشَقَّ. والعُسْر: ضدُّ اليُسر، وَهُوَ الضِّيقُ والشِّدة والصُّعُوبةُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبيدة وَهُوَ محْصور: مَهْما تَنْزِلْ بامْرِئٍ شَديدةٌ يَجْعَلِ اللَّهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، فَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِب عُسْرٌ يُسْرَين» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «أنَّه لمَّا قَرَأَ: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»
قَالَ:
لنْ يَغْلب عُسْرٌ يُسْرَين» قَالَ الخطَّابي: قيل: معناه أن العُسْر بين يسيرين إِمَّا فرَجٌ عاجلٌ فِي الدُّنيا، وإمَّا ثوابٌ آجِلٌ فِي الْآخِرَةِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّ العُسْر الثَّانِيَ هُوَ الْأَوَّلُ لِأَنَّهُ ذكَره مُعَرَّفا بِاللَّامِ، وذكَر اليُسْرين نَكِرَتين، فَكَانَا اثْنَين، تقولُ: كسَبْتُ درْهما ثُمَّ أنْفَقت الدِّرهم، فَالثَّانِي هُوَ الأوَّلُ المكتسب. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «يعتَسِرُ الوالدُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ» أَيْ يأخُذه مِنْهُ وَهُوَ كارهٌ، مِنَ الاعْتِسَار:
وَهُوَ الافْترَاس والقَهْرُ. ويُرْوى بِالصَّادِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ سَالِمٍ «إنَّا لنَرتَمي فِي الجبَّانَة وَــفِينَا قَوْمٌ عُسْرَانٌ يَنْزِعُون نَزْعاً شَدِيداً» العُسْرَان: جمعُ الأَعْسَر، وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل بيَدِه اليُسْرَى، كأسْوَد وسُودَان.
يُقَالُ: لَيْسَ شيءٌ أشدَّ رَمْيا مِنَ الأَعْسَر.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِي «أَنَّهُ كَانَ يَدَّعِم عَلَى عَسْرَائِه» العَسْرَاء: تأنيثُ الأَعْسَر:
أَيِ اليَد العَسْرَاء. وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ أَعْسَر.
(س) وَفِيهِ ذِكْر «العَسِير» وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ السِّينِ: بئرٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَتْ لِأَبِي أمَيَّة المخْزُومي، سمَّاها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسيرة.

طَيِرَ

(طَيِرَ)
(هـ س) فِيهِ «الرُّؤيا لأوّلِ عَابر، وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِرٍ» كلُّ حَركةٍ مِنْ كَلِمَةٍ أَوْ جارٍ يَجْري فَهُوَ طَائِر مَجَازًا، أَرَادَ: عَلَى رِجل قَدَر جارٍ، وقضَاء ماضٍ، مِنْ خيرٍ أَوْ شرٍ، وَهِيَ لِأَوَّلِ عابرٍ يَعْبُرها: أَيْ أَنَّهَا إِذَا احتَمَلت تأوِيلَين أَوْ أَكْثَرَ فَعَبَرها مَنْ يعْرف عِبارتها وقَعَت عَلَى مَا أوَّلَها، وانْتفى عَنْهَا غَيرُه مِنَ التأْويل.
وَفِي حَدِيثٍ آخر «الرّؤيا على رِجل طَائِرٍ مالم تُعبر» أَيْ لَا يَسْتقِرّ تأْويلُها حَتَّى تُعْبَر.
يريدُ أَنَّهَا سَرِيعَةُ السُّقُوط إِذَا عُبِرَت. كَمَا أنَّ الطَّيْر لَا يَسْتَقِرّ فِي أكْثَر أَحْوَالِهِ، فكيفَ يكونُ مَا عَلَى رِجله؟
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «تركَنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا طَائِر يَطِير بجَنَاحيه إلاَّ عِنْدنا مِنْهُ عِلم» يعْني أَنَّهُ اسْتَوفى بيانَ الشَّرِيعة وَمَا يُحْتاج إِلَيْهِ فِي الدِّينِ، حَتَّى لَمْ يبْق مُشْكِل.
فضرَب ذَلِكَ مَثَلا. وَقِيلَ: أرَادَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرك شَيْئًا إلاَّ بَيَّنه حَتَّى بَيَّنَ لَهُمْ أحْكام الطَّيْر وَمَا يَحِلُّ مِنْهُ وَمَا يَحْرُم، وكيفَ يُذْبَح، وَمَا الذَّي يُفْدِي مِنْهُ المُحْرِم إِذَا أصَابَه، وأشْباه ذَلِكَ، وَلَمْ يُرِد أنَّ فِي الطَّيْر علْمَا سِوَى ذَلِكَ علَّمهم إيَّاه، أَوْ رَخَّص لَهُمْ أَنْ يَتَعَاطَوْا زَجْرَ الطَّيْر كَمَا كَانَ يَفْعَله أهُل الْجَاهِلِيَّةِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة «فمِنْكم شَيَبةُ الحْمد مُطْعِمُ طَيْر السَّمَاءِ؟ قَالَ: لَا» شَيبةُ الْحَمْدِ: هُوَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ، سُمِّي مُطْعِمَ طَيْر السَّمَاءِ، لِأَنَّهُ لَمَّا نَحَرَ فِدَاء ابْنِه عبدِ اللَه أبِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة بَعِيرٍ، فَرّقها عَلَى رُؤُوسِ الجِبالِ فأكلتْها الطَّيْر.
(هـ) وَفِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ «كأنَّما على رُؤُوسهم الطَّيْر» وصَفَهم بالسُّكون والوَقَار، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ طَيْشٌ وَلَا خِفَّةٌ، لِأَنَّ الطَّيْر لَا تَكَادُ تَقَعُ إِلَّا عَلَى شيءٍ سَاكِن. وَفِيهِ «رجُلٌ مُمْسِكٌ بعِنَانِ فَرَسِه فِي سَبيل اللَّه يَطِيرُ عَلَى مَتْنِه» أَيْ يُجْرِيه فِي الجهَاد.
فاستَعار لَهُ الطَّيَرَان.
وَمِنْهُ حَدِيثُ وابِصَة «فَلَمَّا قُتِل عُثْمانُ طَارَ قَلْبي مَطَارَه» أَيْ مالَ إِلَى جِهَةٍ يَهْواها وتعلَّق بِهَا. والمَطَار: موضعُ الطَّيَرَان.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهَا سَمعت مَنْ يَقُول: إنَّ الشُّؤْمَ فِي الدَّارِ والمرْأَة، فطَارَت شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّماء وشِقَّةٌ فِي الْأَرْضِ» أَيْ كَأَنَّهَا تفَرّقت وتقَطَّعت قَطَعاً، مِنْ شدَّة الغَضَب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُرْوة «حَتَّى تَطَايَرَت شُؤون رَأْسِه» أَيْ تَفْرّقت فصَارَت قِطعاً.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «خُذْ مَا تَطَايَرَ مَنْ شَعَر رَأْسِك» أَيْ طَالَ وتَفَرّق.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ «اقْتَسَمْنا المُهَاجرين فطَارَ لَنَا عُثْماُن بنُ مَظْعُون» أَيْ حصَل نصِيبُنا مِنْهُمْ عُثْمان.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ رُوَيْفِع «إنْ كانَ أحدُنا فِي زَمَان رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَطِيرُ لَهُ النَّصْلُ وللآخَر القِدْحُ» معناهُ أنَّ الرَّجُلين كانَا يَقْتَسِمَان السَّهْم فَيَقَعُ لِأَحَدِهِمَا نَصْلُه وَلِلْآخَرِ قِدْحُه. وطَائِر الْإِنْسَانِ: مَا حَصَل لَهُ فِي عِلْم اللَّهِ مِمَّا قُدِّر لَه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «بالمَيْمون طَائِرُه» أَيْ بالمُبارَك حَظُّه. ويَجُوز أَنْ يَكُون أصلُه مِنَ الطَّيْر السَّانِح والبارِحِ.
وَفِي حَدِيثِ السَّحور والصَّلاة ذكْر «الفجْر المُسْتَطِير» هُوَ الَّذِي انتَشَر ضَوءُه واعْتَرض فِي الأُفُق، بِخِلَافِ المُسْتَطِيل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَنِي قُرَيظة:
وهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِير
أَيْ مُنْتَشِر متفرِّق، كَأَنَّهُ طَارَ فِي نَوَاحِيهَا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «فَقَدنا رَسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة، فَقُلْنا: اغتِيل أَوِ اسْتُطِيرَ» أَيْ ذُهِبَ بِهِ بِسُرْعَةٍ كَأَنَّ الطَّيْر حَمَلته، أَوِ اغْتَالَه أحدٌ. والاسْتِطَارَة والتَّطَايُر:
التَّفَرُّقُ والذَّهابُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بينَ نِسَائِي» أَيْ فَرّقتُها بينَهُنّ وقسَّمْتها فيهنَّ.
وَقِيلَ الهمزةُ أصْلِيَّةٌ. وَقَدْ تقدَّم.
(س) وَفِيهِ «لَا عَدْوى وَلَا طِيَرَةَ» الطِّيَرَة بِكَسْرِ الطَّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، وَقَدْ تُسَكّن: هِيَ التَّشَاؤُمُ بِالشَّيْءِ. وَهُوَ مَصْدَرُ تَطَيَّرَ. يُقَالُ: تَطَيَّرَ طِيَرَةً، وتَخَير خِيَرَةً، ولم يجيء مِنَ الْمَصَادِرِ هَكَذَا غَيْرُهُمَا. وأصلُه فِيمَا يُقال: التَّطَيُّر بالسَّوَانِح والبَوارِح مِنَ الطَّيْر وَالظِّبَاءِ وغَيرهما. وَكَانَ ذَلِكَ يَصُدّهم عَنْ مَقَاصِدِهِمْ، فَنَفَاهُ الشَّرْعُ، وأبطله ونهى عنه، وأخبره أنَّه لَيْسَ لَهُ تأثِيرٌ فِي جَلْب نفْعٍ أَوْ دَفعٍ ضَرٍّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ اسْماً وفِعْلاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلاثٌ لَا يَسْلَم أحدٌ منهنَّ: الطِّيَرَة والحَسَدُ والظَّنُّ. قِيلَ: فَمَا نَصْنَع؟ قَالَ:
إِذَا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وَإِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقِّق» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «الطِّيَرَة شِرْكٌ، وَمَا مِنَّا إلاَّ، ولكَنَّ اللَّهَ يُذهِبُه بالتَّوكُّل» هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَقْطُوعاً. وَلَمْ يَذْكُرِ المُسْتَثْني: أَيْ إلاَّ وقَد يَعْتَرِيه التَّطَيُّر وتَسْبق إِلَى قَلْبه الكَراهَةُ.
فحُذف اخْتِصاراً واعْتِماداً عَلَى فَهْم السَّامع.
وَهَذَا كحديِثه الْآخَرِ «مَا فِينَا إِلَّا َّمنْ هَمَّ أوْ لَمَّ، إلاَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا» فأظْهرَ المُسْتَثْنى.
وَقِيلَ إنَّ قَوله: «وَمَا مِنَّا إلاَّ» مِن قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ أدْرَجَه فِي الْحَدِيثِ، وَإِنَّمَا جَعَل الطِّيَرَة مِنَ الشِّرْك، لأنَّهُم كَانُوا يَعْتَقِدُون أَنَّ التَّطَيُّر يَجْلب لَهُمْ نفْعاً أَوْ يَدْفَع عَنْهُمْ ضرٍّا إِذَا عَمِلوا بمُوجبه، فكأنَّهم أشْرَكُوه مَعَ اللهِ فِي ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ: «وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهُبه بالتَّوكُّل» مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِذَا خَطر لَهُ عارِضُ التَّطَيُّر فتَوكَّل عَلَى اللَّهِ وسلَّم إِلَيْهِ وَلَمْ يَعْمَل بِذَلِكَ الخَاطر غَفره اللَّهُ لَهُ وَلَمْ يُؤاخِذْه بِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِيَّاكَ وطِيَرَاتِ الشَّبَابِ» أَيْ زَلَّاتِهِمْ وَغِرَّاتِهِمْ ، جَمْعُ طِيَرَة. 

شَرَفَ

(شَرَفَ)
(س) فِيهِ «لَا يَنْتَهبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مؤمنٌ» أَيْ ذاتَ قَدْر وقِيمة وَرِفْعَةٍ يَرْفعُ النَّاسُ أبصارَهُم للنَّظر إِلَيْهَا، ويَسْتَشْرِفُونَهَا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَن الرَّمى، فكان إذا رَمَى اسْتَشْرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَنْظُرَ إِلَى مَواقِع نَبْله» أَيْ يُحَقَّق نَظَرَهُ ويطَّلِع عَلَيْهِ. وَأَصْلُ الِاسْتِشْرَافِ:
أَنْ تضَع يدَك عَلَى حاجِبك وَتَنْظُرَ، كَالَّذِي يستَظِلُّ مِنَ الشَّمْسِ حَتَّى يَستَبين الشَّيْءَ. وأصلُه مِنَ الشَّرَفِ: العُلُوّ، كَأَنَّهُ ينظرُ إِلَيْهِ مِنْ مَوْضِعٍ مُرْتَفِع فَيَكُونُ أَكْثَرَ لإدْراكِه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَضَاحِي «أُمِرْنا أَنْ نَسْتَشْرِفَ العَينَ والأذُن» أَيْ نَتأمَّل سًلاَمَتهما مِنْ آفَةٍ تَكُونُ بِهِمَا. وَقِيلَ هُوَ مِنَ الشُّرْفَةِ، وَهِيَ خيارُ الْمَالِ. أَيْ أُمِرْنا أَنْ نتخيَّرها.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ «قَالَ لعُمَر لمَّا قدِم الشامَ وَخَرَجَ أهلُه يَسْتَقْبِلُونَهُ:
مَا يَسُرُّني أَنَّ أَهْلَ البَلَد اسْتَشْرَفُوكَ» أَيْ خرجْوا إِلَى لِقاَئِك. وإِنما قَالَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لمَّا قَدِم الشَّامَ مَا تَزَيَّا بِزِىّ الأمَراء، فَخشِى أَنْ لَا يَسْتَعظِمُوه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الفتَن «مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا اسْتَشْرَفَتْ لَهُ» أَيْ مَنْ تطلَّع إِلَيْهَا وتعرَّض لَهَا واتَتْه فوقَعَ فِيهَا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَتَشَرَّفُوا للبْلاءِ» أَيْ لَا تَتطلَّعوا إِليه وتَتوقَّعُوه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا جاءَك مِنْ هذَا الْمَالِ وأنتَ غيرُ مُشْرِفٍ لَهُ فُخْذه» يُقَالُ أَشْرَفْتُ الشيءَ أَيْ عَلَوتُه. وأَشْرَفْتُ عَلَيْهِ: اطَّلعْتُ عَلَيْهِ مِنْ فَوق. أَرَادَ مَا جاءَك مِنْهُ وأنتَ غيرُ مُتَطَلِّعٍ إِلَيْهِ وَلَا طَامِعٍ فِيهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَشَرَّفْ يُصِبْك سَهْمٌ» أَيْ لَا تَتَشَرَّفْ مِنْ أعْلى الموضِع. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «حَتَّى إِذَا شَارَفَتِ انْقِضَاءَ عِدَّتها» أَيْ قَرُبت مِنْهَا وأَشْرَفَتْ عَلَيْهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل «وَإِذَا أَمَامَ ذَلِكَ ناقةٌ عَجْفاءُ شَارِفٌ» الشَّارِفُ:
النَّاقَةُ المُسِنَّة .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
ألاَ يَا حَمزُ لِلشُّرُفِ النِّواءِ ... وهُنَّ مُعقَّلات بالفِناء هِيَ جمعُ شَارِفٍ، وتُضم راؤُها وتُسكَّن تَخْفِيفًا. ويُرْوى «ذَا الشَّرَفِ النِّواء» بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ: أَيْ ذَا الْعَلَاءِ والرِّفْعة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «تخْرُج بِكُمُ الشُّرْفُ الجُونُ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الشُّرْفُ الْجُونُ؟
فَقَالَ: فِتَن كقِطَع اللَّيْلِ المُظْلِم» شَبَّه الفِتَن فِي اتِّصالها وامتِدَادِ أوقاتِها بالنُّوق المُسِنة السُّود، هَكَذَا يُرْوَى بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ جَمْعٌ قَلِيلٌ فِي جَمْع فاعِل، لَمْ يَرِد إِلَّا فِي أسْماَء مَعْدُودة. قَالُوا: بازِلٌ وبُزْل، وَهُوَ فِي المُعْتلّ الْعَيْنِ كثيرٌ نَحْوَ عَائِذٍ وَعُوذٍ، وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ بِالْقَافِ وسيجئ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَطِيح «يَسْكُن مَشَارِفَ الشامِ» الْمَشَارِفُ: القُرَى الَّتِي تَقْرُب مِنَ المُدُن. وَقِيلَ القُرَى الَّتِي بَيْنَ بِلَادِ الرِّيفِ وَجَزِيرَةِ الْعَرَبِ. قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لِأَنَّهَا أَشْرَفَتْ عَلَى السَّواد.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «يُوشِك أَنْ لَا يكونَ بَيْنَ شَرَافٍ وأرضِ كَذَا جَمَّاءُ وَلَا ذاتُ قَرْن» شَرَاف: مَوْضِعٌ. وَقِيلَ ماءٌ لبَنِي أسَد.
وَفِيهِ «أنَّ عُمر حَمى الشَّرَف والرَّبَذَة» كَذَا رُوِيَ بالشينَ وَفَتْحِ الرَّاءِ. وبعضُهم يَرْويه بِالْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا أحِبُّ أَنْ أنفُخَ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَّ لِي مَمَرَّ الشَّرَف» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ «فاستَنَّت شَرَفاً أَوْ شَرَفَيْنِ» أَيْ عَدَت شَوْطاً أَوْ شَوْطَين.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أُمِرنا أَنْ نبْني المَدَائنَ شُرَفاً والمساجِد جُمًّا» الشُّرَفُ الَّتِي طُوِّلت أبنِيَتُها بِالشُّرَفِ، وَاحِدَتُهَا شُرْفَةٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّهَا سُئِلَت عَنِ الخِماَر يُصْبَغ بِالشَّرَفِ فَلَمْ تَرَ بِه بَأْسًا» الشَّرَفُ:
شَجَرٌ أحمرُ يُصْبَغ بِهِ الثِّياب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبىّ «قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: لِمَ لَم تستَكْثِرْ مِنَ الشعْبى؟ فَقَالَ: كَانَ يحتَقِرُني، كُنْتُ آتِيه مَعَ إِبْرَاهِيمَ فيُرَحِّبُ بِهِ وَيَقُولُ لِي: اقْعُد ثَمَّ أيُّها العبْد، ثُمَّ يَقُولُ:
لَا نَرْفَعُ العَبْدَ فوقَ سُنَّتِهِ ... مَا دامَ فِيناَ بأرْضِناَ شرَف أَيْ شَرِيفٌ. يُقَالُ هُوَ شَرَفُ قَوْمِهِ وكَرَمُهم: أَيْ شَرِيفُهُمْ وَكَرِيمُهُمْ.

سَرَى

(سَرَى)
(س هـ) فِيهِ «يَرُدُّ مُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعدهم» الْمُتَسَرِّي: الَّذِي يَخْرج فِي السَّريَّة، وَهِيَ طائفةٌ مِنَ الجَيش يبلغُ أَقْصَاهَا أربَعمائة تُبْعث إِلَى العَدوّ، وجمعُها السَّرَايَا، سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ يكونُون خُلاصةَ العسْكر وخيارَهم، مِنَ الشَّيء السَّرِيِّ النَّفِيس. وَقِيلَ سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ ينْفذُون سِرًّا وخُفْية، وَلَيْسَ بالوجْه، لِأَنَّ لامَ السِّرِّ رَاءٌ، وَهَذِهِ ياءٌ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْإِمَامَ أَوْ أميرَ الجَيش يَبْعثُهم وَهُوَ خارجٌ إِلَى بِلَادِ العدُوّ، فَإِذَا غَنِموا شَيْئًا كَانَ بَينَهم وبينَ الْجَيْشِ عامَّة، لِأَنَّهُمْ رِدْءٌ لَهُمْ وفِئةٌ، فأمَّا إِذَا بَعَثهم وَهُوَ مُقيم، فَإِنَّ القَاعِدين مَعَهُ لَا يُشاَركونَهم فِي المَغْنم، فَإِنْ كانَ جعَل لَهُمْ نَفَلا مِنَ الغَنِيمة لَمْ يَشْرَكْهم غيرُهم فِي شيءٍ مِنْهُ عَلَى الوَجْهَين مَعًا.
وَفِي حَدِيثِ سعدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَا يَسِير بِالسَّرِيَّةِ» أَيْ لَا يَخْرُجُ بنَفْسه مَعَ السَّرِيَّةِ فِي الْغَزْوِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَسِيرُ فِينَا بالسِّيرة النفيسَه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ «فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ سَرِيّاً» أَيْ نَفِيساً شَرِيفاً. وَقِيلَ سَخِيّاً ذَا مُرُوءة، وَالْجَمْعُ سَرَاةٌ بِالْفَتْحِ عَلَى غَير قِيَاسٍ، وَقَدْ تُضَم السِّينُ، وَالِاسْمُ مِنْهُ السرْوُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَالَ لأصْحابه يَوْمَ أُحُدٍ: الْيَوْمَ تُسَرُّونَ» أَيْ يُقْتل سَرِيُّكُمْ، فقُتل حمزةُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لمَّا حضَر بَنِي شَيْبَانَ وَكَلَّمَ سَرَاتَهُمْ ومنهمُ المُثَنَّى بْنُ حارِثَة» أَيْ أشرافَهم.
وتُجمع السَّرَاة عَلَى سَرَوَاتٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَنْصَارِ «قَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ وقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ» أَيْ أشْرَافهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ مرَّ بالنَّخَع فَقَالَ: أَرَى السَّرْوَ فِيكُمْ مُتَربِّعا» أَيْ أَرَى الشَّرف فِيكُمْ مُتَمَكِّناً.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «لَئِنْ بَقِيت إِلَى قَابِلٍ ليَأتِيَنّ الرَّاعي بِسَرْو حِمْيَرَ حَقُّه لَمْ يعرَقْ جَبينه فِيهِ» السَّرْوُ: مَا انْحدَر مِنَ الْجَبَلِ وَارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِي فِي الْأَصْلِ: والسَّرْوُ أَيْضًا مَحَلَّةُ حمْير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ «فصَعِدُوا سَرْواً» أَيْ مُنْحدِراً مِنَ الْجَبَلِ. وَيُرْوَى حَدِيثُ عُمَرَ «ليَأتِيَنَّ الرَّاعي بِسَرَوَات حِمْيَرَ» والمعروفُ فِي واحدِ سَرَوَاتٍ سَرَاةٌ، وسَرَاةُ الطَّرِيقِ: ظَهْرُهُ ومُعظَمُه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَيْسَ لِلنِّسَاءِ سَرَوَاتُ الطُّرق» أَيْ لَا يتوسَّطْنها، وَلَكِنْ يَمِشين فِي الْجَوَانِبِ. وسَرَاةُ كُلِّ شَيْءٍ ظَهْره وَأَعْلَاهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فمسَح سَرَاةُ البَعير وذِفْراه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «كَانَ إِذَا الْتَاثَتْ راحِلة أحدِنا طَعَن بِالسُّرْوَةِ فِي ضَبْعِها» يُرِيدُ ضَبْع النَّاقَةِ. والسُّرْوَةُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: النَّصلُ الْقَصِيرُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أنَّ الولِيد بنَ المُغيرة مرَّ به فأشار إلى قدمه، فأصابته سُرْوَةٌ سِرْوَةٌ فَجَعَلَ يْضرِب سَاقَهُ حَتَّى مَاتَ» .
(هـ) وَفِيهِ «الحساَ يَسْرُو عَنْ فُؤَاد السَّقِيمِ» أَيْ يَكْشِف عَنْ فُؤَاده الْأَلَمَ ويُزِيله.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا مَطَرت- يَعْنِي السحابةَ- سُرِّيَ عَنْهُ» أَيْ كُشِف عَنْهُ الخوفُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ هَذِهِ اللَّفظَة فِي الْحَدِيثِ، وَخَاصَّةً فِي ذِكْرِ نُزُول الْوَحْيِ عَلَيْهِ، وكُلّها بِمَعْنَى الكشفِ والإزالةِ. يُقَالُ سَرَوْتُ الثَّوْبَ وسرَيْته إِذَا خَلَعته. والتَّشديد فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ «يَشْتَرِطُ صاحبُ الْأَرْضِ عَلَى المُساقى خَمَّ الْعَيْنِ وسِرْوَ الشِّرْب» أَيْ تَنْقِيه أنْهاره وسَوَاقيه. قَالَ القُتيبي: أحْسُبه مِنْ قَوْلِكَ سَرَوْتُ الشَّيْءَ إِذَا نَزَعْته.
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «قَالَ لَهُ: مَا السُّرَى يَا جَابِرُ؟» السُّرَى: السَّيرُ بِاللَّيْلِ، أَرَادَ مَا أَوْجَبَ مجيئَك فِي هَذَا الْوَقْتِ. يُقَالُ سَرَى يَسْرِي سُرًى، وأَسْرَى يُسْرِي إِسْرَاءً، لُغَتان. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالسَّبْعِينَ مِنْ قَوْمِهِ «ثُمَّ تبرُزُون صبيحةَ سَارِيَةٍ» أَيْ صَبِيحة لَيْلَةٍ فِيهَا مَطَر. والسَّارِيَةُ: سَحَابَةٌ تُمطر لَيْلًا، فاعِلة، مِنَ السُّرَى: سَيْرِ اللَّيْلِ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ. وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَنْفِى الرِّياحُ القَذى عَنْهُ وأفْرَطَه ... مِنْ صَوْبِ سَارِيَةٍ بِيضٌ يَعاَلِيلُ
(س) وَفِيهِ «نَهَى أَنْ يُصَلَّى بَيْنَ السَّوَارِي» هِيَ جَمْعُ سَارِيَةٍ وَهِيَ الأُسطُوَانة. يُرِيدُ إِذَا كَانَ فِي صَلَاةِ الجماعَةِ لِأَجْلِ انْقِطاع الصَّفِّ.

رَفَأَ

رَفَأَ السَّفِينَةَ، كَمَنَعَ: أدناها من الشَّطِّ،
والمَوْضعُ مَرْفَأٌ، ويُضَمُّ،
وـ الثَّوْبَ: لأَمَ خَرْقَهُ، وضَمَّ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ، وهو رَفَّاءٌ،
وـ الرَّجُلَ: سَكَّنَهُ،
وـ بينَهُمْ: أصْلَحَ.
وأرْفَأَ: جَنَحَ، وامْتَشَطَ، ودَنَا، وأدْنَى، وحابَى ودَارَأَ، كَرافَأَ،
وـ إليه لَجَأَ.
وتَرافَؤُوا: تَوَافَقُوا، وتَواطَؤُوا.
ورَفَّأهُ تَرْفِئَةً وتَرْفِيئاً: قال له: بِالرِّفَاءِ والبَنِينَ، أي بالالِتِئَامِ وجَمْعِ الشَّمْلِ.
واليرْفَئِيُّ، كالْيَلْمَعِيِّ: المُنْتَزَعُ القَلْبِ فَزَعاً، وراعِي الغنمِ، والظَّلِيمُ النَّافِرُ، والظَّبْيُ القَفُوزُ المُوَلِّي، واسْمُ عَبْدٍ أسْوَدَ. ويَرْفَأُ، كَيَمْنَعُ: مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخطَّاب، رضي الله عنه.
(رَفَأَ)
(س) فِيهِ «نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمُتَزَوِّجِ: بالرِّفَاءِ والبَنِين» الرِّفَاءُ: الإلْتِئَام والاتِّفاقُ والبَركة والنَّمَاء، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ رَفَأْتُ الثَّوب رَفْأً ورَفَوْتُه رَفْواً. وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ كَراهية؛ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ عادَتهم، وَلِهَذَا سُنَّ فِيهِ غَيْرَهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإنسانَ قَالَ: بارَك اللَّهُ لَكَ وَعَلَيْكَ، وَجَمَعَ بينكُما عَلَى خَيْرٍ» ويُهْمز الفِعل وَلَا يُهْمز.
وَمِنْهُ حديث أم زرع «كنت لك كأبي زرع لِأُمِّ زَرْع فِي الألْفَة والرِّفَاءِ» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لقُرَيش: جئتُكم بالذَّبْح، فأخَذَتْهُم كلمتُه، حَتَّى إِنَّ أشَدَّهم فِيهِ وَضَاءة لَيَرْفَؤُهُ بأحْسَن مَا يَجد مِنَ الْقَوْلِ» أَيْ يُسَكِّنُه ويرفُقُ بِهِ وَيَدْعُو لَهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ «قَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَدْ تزَوجتُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، قَالَ: بِالرِّفَاءِ والبَنِين» .
(س) وَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ «إِنَّهُمْ رَكبوا البحْر ثم أَرْفَأُوا إِلَى جزِيرة» أَرْفَأْتُ السَّفينةَ إِذَا قرَّبتها مِنَ الشَّط. والموضعُ الَّذِي تُشَدّ فِيهِ: المَرْفَأُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أرْــفَينا بِالْيَاءِ، والأصلُ الْهَمْزُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «حَتَّى أَرْفَأَ بِهِ عِنْدَ فُرْضَة الْمَاءِ» .
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْقِيَامَةِ «فَتَكُونُ الأرضُ كالسَّفِينة الْمُرْفَأَةُ فِي البَحْر تَضْرِبها الأمْواجُ» .

رَحَبَ

(رَحَبَ)
[هـ] فِيهِ أَنَّهُ قَالَ لخُزَيمةَ بْنِ حَكيِم: «مَرْحَباً» أَيْ لَقِيت رُحْباً وسَعَة.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ رَحَّبَ اللَّهُ بِكَ مَرْحَباً، فَجَعَلَ الْمَرْحَب مَوْضِعَ التَّرْحِيب.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ زِمْلٍ «عَلَى طَرِيقٍ رَحْبٍ» أَيْ وَاسِعٍ.
وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «فنَحْنُ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِينَا: وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ
» . (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَوْفٍ «قلِّدوا أمْرَكم رَحْبَ الذِّراع» أَيْ واسِعَ القُوّة عندَ الشَّدائد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سَيَّارٍ «أرَحُبَكم الدُّخولُ فِي طَاعَةِ فُلَانٍ؟» أَيْ أوَسِعَكم؟ وَلَمْ يَجِئْ فَعُل- بِضَمِّ الْعَيْنِ- مِنَ الصَّحِيحِ مُتَعدِّيا غَيْرُهُ.

رَبَعَ

(رَبَعَ)
(س) فِي حديث القيامة «ألَم أذَرْك تَرْبَعُ وتَرْأس» أي تأخُذ رُبع الْغَنِيمَةِ.
يُقَالُ رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهُمْ: إِذَا أخَذْت رُبع أَمْوَالِهِمْ، مِثْلَ عَشَرْتُهم أعشُرُهم. يُرِيدُ أَلَمْ أجْعَلْكَ رَئِيسًا مُطاعا؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ كَانَ يأخذُ الرُّبع مِنَ الْغَنِيمَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُون أَصْحَابِهِ، ويُسَمَّى ذَلِكَ الرُّبعُ: الْمِرْبَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعديّ بْنِ حَاتِمٍ «إِنَّكَ تأكُلُ المِرْبَاعَ وَهُوَ لَا يَحِل لَكَ فِي دِينِك» وقد تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمِرْبَاع فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيمٍ.
نَحْنُ الرُّءُوس وفِينَا يُقْسمُ الرُّبُع يُقَالُ رُبْعٌ ورُبُعٌ، يُرِيدُ رُبُعَ الغَنِيمة، وَهُوَ واحدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة «لَقَدْ رَأيتُني وَإِنِّي لَرُبُعُ الْإِسْلَامِ» أَيْ رَابِعُ أهْل الإسْلام، تَقَدَّمَنِي ثَلَاثَةٌ وَكُنْتُ رابعَهم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ» أي واحِداً من أربعَة. (س) وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي فِي السِّقْط «إِذَا نُكِسَ فِي الخَلْق الرَّابِعِ» أَيْ إِذَا صَارَ مُضْغَة فِي الرَّحم؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: حَدِّثِ امْرَأَةً حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبَت فَأَرْبَع» هَذَا مَثلٌ يُضْرب لِلْبَليد الَّذِي لَا يَفْهم مَا يقالُ لَهُ، أَيْ كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أربعَ مَرَّاتٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويه بِوَصْلِ هَمْزَةِ أرْبع بِمَعْنَى قِفْ واقْتِصر، يَقُولُ حَدِّثها حَدِيثَيْنِ، فَإِنْ أبتْ فَأَمْسك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ.
(س) وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ «فَجَاءَتْ عَيناه بِأَرْبَعَةٍ» أَيْ بدمُوع جَرت مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الْأَرْبَعِ.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ «إِنَّهُ لمَّا رُبِعَ يَوْمَ أحُد وشَلَّت يَدُه قَالَ لَهُ: بَاءَ طلحةُ بِالْجَنَّةِ» رُبِعَ:
أَيْ أُصيبَتْ أَرْبَاع رأسه وهى نواحيه. وقيل أصَابه حَمَّى الرِّبْع. وَقِيلَ أُصِيب جَبِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الْأَسْلَمِيَّةِ «لمَّا تَعلَّت مِنْ نِفَاسها تَشوّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا لَا يَحِل لَكِ، فسألَت النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: ارْبَعِي عَلَى نَفْسِكِ» لَهُ تَأْويلاَن: أحدُهما أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف والانْتظار، فيكونُ قَدْ أمَرها أَنْ تكُفَّ عن التزوُّج وأن تنتظر تَمام عِدَّةِ الْوَفَاةِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عِدَّتَهَا أبْعدُ الْأَجَلَيْنِ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَعُ إِذَا وقَف وانْتظر، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مِنْ رَبَعَ الرجُل إِذَا أخْصَب، وأَرْبَع إِذَا دَخَل فِي الرَّبِيعِ: أَيْ نَفِّسي عَنْ نَفْسِك وأخْرِجيها مِنْ بُؤُس العدِّة وسُوء الحالِ. وَهَذَا عَلَى مَذهب مَنْ يَرَى أَنَّ عِدّتها أدْنى الْأَجَلَيْنِ، وَلِهَذَا قَالَ عُمَر: إِذَا ولدَت وزوْجُها عَلَى سَرِيره- يَعْنِي لَمْ يُدْفَنْ- جَازَ أَنْ تتَزوَّج.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِنَّهُ لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعك مَنْ لَا يَحْزُنه أمْرُك» أَيْ لَا يَحْتَبس عَلَيْكَ ويَصْبِرُ إلاَّ مَن يَهُمُّه أمْرُك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ «ارْبَعِي عَلَيْنَا» أَيِ ارْفُقي واقْتَصري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة بْنِ أشْيَم «قُلْتُ أَيْ نَفْسُ، جُعِل رزْقُك كَفَافا فَارْبَعِي فَرَبَعْتُ وَلَمْ تَكُدّ» أَيِ اقْتَصري عَلَى هَذَا وارضى به. (هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «ويُشْتَرطُ مَا سَقى الرَّبِيعُ والْأَرْبِعَاءُ» الرَّبِيعُ: النهرُ الصغيرُ، والْأَرْبِعَاء: جمعُه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا يَنْبُتُ عَلَى رَبِيعِ السَّاقي» هَذَا مِنْ إضافَة الموصُوف إِلَى الصِّفة:
أَيِ النَّهر الَّذِي يَسْقي الزَّرع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فعدل إِلَى الرَّبِيعِ فتطَهَّر» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُمْ كَانُّوا يُكْرُون الأرضَ بِمَا يَنْبُت عَلَى الْأَرْبِعَاءِ» أَيْ كَانُوا يُكْرُون الْأَرْضَ بِشَيْءٍ مَعْلُوم ويَشْتَرِطُون بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتَرِيها مَا يَنْبُتُ عَلَى الْأَنْهَارِ والسَّواقي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ «كَانَتْ لَنَا عَجُوز تأخُذُ مِنْ أًصُول سِلْق كُنَّا نغْرسه عَلَى أَرْبِعَائِنَا» .
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبي» جَعَله رَبِيعاً لَهُ لِأَنَّ الإنْسَانَ يَرْتَاحُ قلبُه فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأزْمَان ويميلُ إِلَيْهِ.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ اسْقنا غَيثاً مُغِيثاً مُرْبِعاً» أَيْ عَامًّا يُغْني عَنِ الارْتِياد والنُّجْعَة، فَالنَّاسُ يَرْبَعُونَ حَيْثُ شَاءُوا: أَيْ يُقِيمون وَلَا يحتاجُون إِلَى الِانْتِقَالِ فِي طَلب الْكَلَأِ، أَوْ يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغيثُ إِذَا أنْبَت الرَّبِيعَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «أَنَّهُ جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ» الْمَرْبَعُ والْمُتَرَبَّعُ والْمُرْتَبَعُ:
الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزل فِيهِ أَيَّامَ الرَّبِيع، وَهَذَا عَلَى مَذْهب مَنْ يَرَى إِقَامَةَ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الْأَمْصَارِ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مِرْبَع» بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مَالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثة، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبلٌ قُرْب مَكَّةَ.
(س) وَفِيهِ «لَمْ أَجِدْ إِلَّا جَمَلًا خِيارا رَبَاعِيّاً» يُقَالُ للذَّكر مِنَ الْإِبِلِ إِذَا طلعتْ رَبَاعِيَتِهِ رَبَاعٌ، والأنثَى رَبَاعِيَةٌ بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذَا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «مُرِي بَنِيك أَنْ يحسِنوا غِذاء رِبَاعِهِمْ» الرِّبَاعُ بِكَسْرِ الراءِ جَمْعُ رُبَعٍ، وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الْإِبِلِ فِي الرَّبيع. وَقِيلَ مَا وُلد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ، وإحْسانُ غِذائِها أَنْ لَا يُسْتقصَى حَلب أُمهاتها إبْقَاءً عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمير «كَأَنَّهُ أخْفاف الرِّبَاع» وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «سَأَلَهُ رجلٌ مِنَ الصَّدقة فَأَعْطَاهُ رُبَعَةً يَتْبَعُها ظْئْراها» هُوَ تأنيثُ الرُّبَع.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ:
إنَّ بَنِيَّ صبْيَةٌ صَيْفِيُّون ... أفْلَحَ مَنْ كَان لَهُ رِبْعِيُّونَ
الرِّبْعِيُّ: الَّذِي وُلِد فِي الرَّبِيع عَلَى غيرِ قياسٍ، وَهُوَ مَثلٌ للعَرَب قَديمٌ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ ناقةٍ «إنَّها لَمِرْبَاعٌ مِسْيَاع» هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِد فِي أَوَّلِ النِّتَاجِ. وَقِيلَ هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمل. ويُروى بِالْيَاءِ، وسيُذْكر.
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ قَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَهَلْ تَرك لَنَا عِقِيل مِنْ رَبْعٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «مِنْ رِبَاع» الرَّبْعُ: المنزِل ودارُ الإقامةِ. ورَبْعُ الْقَوْمِ مَحِلَّتُهم، والرِّبَاعُ جَمْعُهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَرَادَتْ بَيْعَ رِبَاعِهَا» أَيْ مَنازِلها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الشُّفعة فِي كُلِّ رَبْعَةٍ أَوْ حائطٍ أَوْ أرضٍ» الرَّبْعَةُ أخَصُّ مِنَ الرَّبْع.
وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ «ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَالرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ» الرَّبْعَةُ: إِنَاءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونة.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ «إِنَّهُمْ أمَّةٌ واحدةٌ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ» يُقَالُ الْقَوْمُ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ ورِبَاعِهِمْ: أَيْ عَلَى اسْتقامتِهم، يُرِيدُ أَنَّهُمْ عَلَى أمرِهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. ورِبَاعَةُ الرجُل: شأنُه وحالُه الَّتِي هُوَ رَابِعٌ عَلَيْهَا: أَيْ ثابتٌ مقيمٌ.
وَفِي حَدِيثِ المُغيرة «إِنَّ فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أمرَ الْقَوْمِ» أَيِ انْتظر أَنْ يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ.
وَمِنْهُ «الْمُسْتَرْبِعُ» المُطِيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قومِه: أَيْ هُوَ سيِّدهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُونَ حَجرا» ويُرْوى يَرْتَبِعُونَ. رَبْعُ الْحَجَرِ وارْتِبَاعُهُ: إشالتُه ورَفْعُه لإظْهارِ القُوَّة. ويُسمَّى الْحَجَرَ الْمَرْبُوعَ والرَّبِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ بِالْمَكَانِ إِذَا ثَبَت فِيهِ وَأَقَامَ.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «أطْوَل مِنْ الْمَرْبُوعِ» هُوَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ.
يُقَالُ رجلٌ رَبْعَةٌ ومَرْبُوعٌ.
(هـ) وَفِيهِ «أغِبُّوا عِيادة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا» أَيْ دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ العِيادة وأْتُوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأصلُه مِنَ الرِّبْعِ فِي أَوْرَادِ الإبِل، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ يَوْمًا وتُتْركَ يَوْمَيْنِ لَا تُسْقى، ثُمَّ تَرِد الْيَوْمَ الرَّابِعَ.

خَرَفَ

خَرَفَ الثِمارَ خَرْفاً ومَخْرَفاً وخَرافاً، ويُكْسَرُ: جَناهُ،
كاخْتَرَفَهُ،
وـ فلاناً: لَقَطَ له التَّمْرَ. وكمَرْحَلَةٍ: البُسْتانُ، وسِكَّةٌ بين صَفَّيْنِ من نَخْلٍ يَخْتَرِفُ المُخْتَرفُ من أيِّهما شاءَ، والطريقُ اللاحبُ،
كالمَخْرَفِ، كمَقْعَدٍ فيهما. وكمَقْعَدٍ: جَنَى النَّخْلِ. وكمِنْبَرٍ: زِنْبِيلٌ صغيرٌ يُخْتَرَفُ فيه أطايِبُ الرُّطَبِ.
وكهُمَزَةٍ: ة بين سِنْجارَ ونَصيبينَ، منها: أحمدُ بنُ المُبارَكِ بنِ نَوْفَلٍ المُقْرِئُ، وضِياءُ بنُ الخُرَيفِ، كزُبَيْرٍ: محدِّثٌ.
والخَروفةُ والخَريفةُ: نَخْلَةٌ تَأْخُذُها لِتَلْقُطَ رُطَبَها،
أو الخَرائِفُ: النَّخْلُ التي تُخْرَصُ. وكصَبورٍ: الذَّكَرُ من أولادِ الضَّأنِ، أو إذا رَعَى وقَوِيَ، وهي خَروفةٌ، ج: أخْرِفَةٌ وخِرْفانٌ،
وـ: مُهْرُ الفرسِ إلى مُضِيِّ الحَوْلِ، أو إذا بَلَغَ سِتَّةَ أشْهُرٍ أو سَبْعَةً.
والخارِفُ: حافِظُ النَّخْلِ، وبِلا لامٍ: لَقَبُ مالِكِ بنِ عبدِ اللهِ، أبي قَبيلةٍ من هَمْدانَ.
والخُرْفَةُ، بالضم: المُخْتَرَفُ، والمُجْتَنَى،
كالخُرافةِ، ككُناسةٍ.
والخَرائِفُ: النَّخْلُ التي تُخْرَصُ. وكأَميرٍ: ثلاثةُ أشْهُرٍ بين القَيظِ والشتاءِ تُخْتَرَفُ فيها الثِمارُ، والنِسْبَةُ: خَرْفِيٌّ، ويُكْسَرُ ويُحَرَّكُ،
وـ: المَطَرُ في ذلك الفَصْلِ، أو أوّلُ المَطَرِ في أوّلِ الشِتاءِ.
وخُرِفْنا، مَجْهولاً: أصابَنا ذلك المَطَرُ، والرُّطَبُ المَجْنِيُّ، والساقيَةُ، والسَّنَةُ، والعامُ، وقَيْسُ بنُ صَعْصَعَةَ بنِ أبي الخَريفِ: محدِّثٌ. وكسفينةٍ: أن يُحْفَرَ للنَّخْلَةِ في مَجْرَى السَّيْلِ الذي فيه الحَصى حتى يُنْتَهَى إلى الكُدْيَةِ، ثم يُحْشَى رَمْلاً، وتُوضَعُ فيه النَّخْلَةُ.
والخَرْفَى، كسَكْرَى: الجُلْبانُ لِحَبٍّ م، مُعَرَّبُ: "خَرْبا". وكثُمامةٍ: رجلٌ من عُذْرَةَ اسْتَهْوَتْهُ الجِنُّ، فكان يُحَدِّثُ بما رأى فَكَذَّبُوهُ وقالوا: "حديثُ خُرافَةَ"، أو هي حديثٌ مُسْتَمْلَحٌ كَذِبٌ.
والخَرَفُ، محرَّكةً: الشِّيصُ،
وبضمتينِ في قولِ الجارُودِ رضي الله تعالى عنه: يا رسولَ اللهِ، قد عَلِمْتَ ما يَكْــفينا من الظَّهْرِ ذَوْدٌ نأتي عليهِنَّ في خُرُفٍ، أراد: في وقت خُروجِهم إلى الخَريفِ. وكسحابٍ، ويُكْسَرُ: وقْتُ اخْتِرافِ الثِّمارِ.
وخَرَفَ، كنَصَرَ وفرِحَ وكرُمَ، فهو خَرِفٌ، ككتِفٍ: فَسَدَ عَقْلُهُ. وكفرِحَ: أُولِعَ بأكْلِ الخُرْفَةِ.
وأخْرَفَهُ: أفْسَدَه،
وـ النَّخْلُ: حانَ له أن يُخْرَفَ،
وـ الشاةُ: وَلَدَت في الخَريفِ،
وـ القومُ: دَخَلوا فيه،
وـ الذُّرَةُ: طالَتْ جِدّاً،
وـ فلاناً نَخْلَةً: جَعَلَها له خُرْفَةً يَخْتَرِفُها،
وـ الناقةُ: وَلَدَت في مِثْلِ الوقتِ الذي حَمَلَتْ فيه، وهي مُخْرِفٌ.
وخَرَّفَهُ تَخْريفاً: نَسَبَه إلى الخَرَفِ.
وخارَفَهُ: عامَلَهُ بالخَريفِ.
ورجُلٌ مُخارَفٌ، بفتح الراءِ: مَحْرومٌ مَحْدودٌ.
(خَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» الْمَخَارِفُ جَمْع مَخْرَف بِالْفَتْحِ وَهُوَ الْحَائِطُ مِنَ النَّخْلِ: أَيْ أنَّ العائد فيما يَجُوز مِنَ الثَّواب كَأَنَّهُ عَلَى نَخْلِ الْجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمَارَها وَقِيلَ الْمَخَارِفُ جَمْعُ مَخْرَفَة، وَهِيَ سكَّة بَيْنَ صَفَّيْنِ مِنْ نَخْلٍ يَخْتَرِفُ مِنْ أيِّهما شَاءَ: أَيْ يَجْتَنِي. وَقِيلَ الْمَخْرَفَةُ الطَّرِيقُ: أَيْ أَنَّهُ عَلَى طَرِيقٍ تُؤَدِّيهِ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «تَرَكتُكم عَلَى مِثل مَخْرَفَةِ النَّعَم» أَيْ طُرُقها الَّتِي تُمَهِّدها بِأَخْفَافِهَا.
(هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبِي طَلْحَةَ «إِنَّ لِي مَخْرَفاً، وَإِنَّنِي قَدْ جَعَلْتُهُ صَدَقة» أَيْ بُسْتانا مِنْ نَخْل. والمَخْرَف بِالْفَتْحِ يَقَعُ عَلَى النخل وعلى الرُّطَب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي قَتادة «فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفاً» أي حائط نخْل يُخْرَف منه الرُّطَب.
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ» أَيْ فِي اجْتِناء ثَمَرِها. يُقَالُ: خَرَفْتُ النَّخلة أَخْرُفُهَا خَرْفاً وخِرَافاً.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى خُرْفَة الْجَنَّةِ» الخُرْفَة بِالضَّمِّ: اسْمُ مَا يُخْتَرَفُ مِنَ النَّخْلِ حِينَ يُدْرِكُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ» أَيْ مَخْرُوفٌ مِنْ ثَمَرِها، فَعيلٌ بمعنى مفعول.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي عَمْرَة «النَّخْلَةُ خُرْفَةُ الصَّائِمِ» أَيْ ثَمَرَتهُ الَّتِي يَأْكُلُهَا، ونَسَبَها إِلَى الصَّائِمِ لِأَنَّهُ يُستَحَبُّ الإفْطارُ عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ أَخَذَ مِخْرَفاً فَأَتَى عِذْقًا» الْمِخْرَفُ بِالْكَسْرِ: مَا يجتنى فيه الثمر.
(س) وَفِيهِ «إنَّ الشَّجَرَ أبعدُ مِنَ الْخَارِفِ» هُوَ الَّذِي يَخْرُفُ الثَّمَرَ: أَيْ يَجْتَنِيهِ.
وَفِيهِ «فُقَراءُ أُمَّتِي يَدْخُلون الجَنَّة قَبْلَ أغْنِيِائهم بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً» الْخَرِيفُ: الزَّمَانُ المَعْرُوفُ مِنْ فُصُولِ السَّنّة مَا بَيْنَ الصَّيف وَالشِّتَاءِ. وَيُرِيدُ بِهِ أَرْبَعِينَ سَنَة لِأَنَّ الْخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَة إِلَّا مَرَّة وَاحِدَةً، فَإِذَا انْقَضَى أربَعُون خَرِيفًا فَقَدْ مَضَتْ أَرْبَعُونَ سَنة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ أهْل النَّار يَدْعُون مالِكاً أربَعين خَرِيفاً» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا بَيْنَ مَنْكَبِيِ الخازِنِ مِنْ خزَنَةِ جَهنَّمَ خَرِيفٌ» أَيْ مَسَافَةٌ تُقْطَعُ مَا بَيْنَ الخَرِيف إِلَى الخَرِيف.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَلَمة بْنِ الْأَكْوَعِ ورجَزِه:
لَمْ يَغْذُها مَدٌّ وَلَا نَصِيفُ ... وَلَا تمَيْرَاتٌ وَلَا رَغِيفُ
لَكِن غَذَاها لَبَنٌ خَرِيفُ
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: اللّبَن يَكُونُ فِي الخَرِيف أدسَمَ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الرِّوَايَةُ اللَّبَنُ الخَرِيفُ، فيُشْبِه أَنَّهُ أجْرَى اللَّبَنَ مُجْرَى الثِّمَارِ الَّتِي تَخْتَرِفُ، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، يُريدُ الطَّريَّ الحديث العهد بالحَلب.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا رأيتَ قَوْمًا خَرَفُوا فِي حَائطهم» أَيْ أَقَامُوا فِيهِ وقْتَ اخْتِرَافِ الثِّمَارِ وَهُوَ الخَرِيف، كَقَوْلِكَ صافُوا وشَتَوا: إِذَا أَقَامُوا فِي الصَّيف وَالشِّتَاءِ، فَأَمَّا أَخْرَفَ وأصَاف وأشْتَى، فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ دخل في هذه الأوقات.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْجَارُودِ «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَوْدٌ نَأْتِي عَلَيهِنّ فِي خُرُفٍ، فَنَسْتَمْتِعُ مِنْ ظُهُورهِنّ، وَقَدْ عَلمْتَ مَا يَكْــفِينَا مِنَ الظَّهْر، قَالَ: ضَالَّة المُؤمن حَرَقُ النَّارِ» قِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي خُرُفٍ: أَيْ فِي وَقْتِ خُرُوجهنّ إلى الخَرِيف.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّمَا أبْعَثُكُمْ كالكِبِاش تَلْتَقِطُون خِرْفَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ» أَرَادَ بالكِباش الكِبِارِ والعُلَمِاء، وبِالْخِرْفَانِ الشُّبَّانَ والجُهَّال.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا حَدّثيني، قَالَتْ مَا أُحَدّثُك حَديثَ خُرَافَةَ» خُرَافَةُ:
اسْمُ رجُل مِنْ عُذْرة اسْتَهْوَتهْ الْجِنُّ؛ فَكَانَ يَحدّث بِمَا رَأَى، فَكَذَّبُوهُ وَقَالُوا حَدِيثُ خُرَافَة، وأجرِوه عَلَى كُلِّ مَا يُكَذّبونه مِنَ الْأَحَادِيثِ، وَعَلَى كُلِّ مَا يُسْتَمْلَحُ وَيُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «خُرَافَةُ حقٌّ» وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

حَقَلَ

(حَقَلَ)
[هـ] فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ المُحَاقَلة» الْمُحَاقَلَةُ مُخْتَلف فِيهَا. قِيلَ: هِيَ اكْتِراء الْأَرْضِ بالحِنْطة. هَكَذَا جَاءَ مُفَسَّرا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الزَّرَّاعون: المُحارَثة . وَقِيلَ:
هِيَ المُزارَعة عَلَى نَصِيب مَعْلُومٍ كَالثُّلُثِ والرُّبع وَنَحْوِهِمَا. وَقِيلَ: هِيَ بَيْع الطَّعَامِ فِي سُنْبُلِه بالبُرِّ. وَقِيلَ:
بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ إدْراكِه. وإنَّما نُهِي عَنْهَا لِأَنَّهَا مِنَ المَكِيل، وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إِذَا كَانَا مِنْ جنْسٍ وَاحِدٍ إلاَّ مِثْلا بِمِثْلٍ ويَداً بيَد. وَهَذَا مَجْهُولٌ لَا يُدْرَى أَيُّهُمَا أَكْثَرُ.
وَفِيهِ «النَّسِيئة والمُحَاقَلَة» مُفَاعَلة، مِنَ الحَقْل وَهُوَ الزَّرْعُ إِذَا تَشَعَّب قَبْلَ أَنْ يَغْلُظ سُوقُه.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الحَقْل وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي تُزْرَع. ويُسَمِّيه أَهْلُ العِراق القَراح.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا تصْنَعون بمُحَاقَلِكم» أَيْ مَزارِعِكم، وَاحِدُهَا مَحْقَلَة، مِنَ الحَقْل:
الزَّرْعِ، كالمَبْقَلَة مِنَ البَقْل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَتْ فِينا امْرأة تَحْقِل عَلَى أرْبعاءَ لَها سِلْقاً» هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُ المتأخِّرين وصَوّبه: أَيْ تَزْرع. وَالرِّوَايَةُ: تَزْرَعُ وتَجْعَل .

فصد

ف ص د

اعصب مفصدي ومفتصدي. وتقول: افتصد، واقتصد؛ أي في إخراج الدم. وفي المثل " لم يحرم من فصد له " أي لم يخب من نال بعض حاجته، من الفصيد الذي كان يعمله أهل الجاهلية في الأزمة. وتقول: اقنع بالفصيد، ولا تقنع بالقصيد. وتفصّد دمه وانفصد: سال في قلّة. وكلّمته فتفصّد عرقاً.
(فصد)
الْعرق فصدا وفصادا شقَّه وَيُقَال فصد الْمَرِيض أخرج مِقْدَارًا من دم وريده بِقصد العلاج وفصد النَّاقة شقّ عروقها ليستخرج دَمهَا فيشربه وَكَانَ ذَلِك عِنْد الْقَحْط وَمِنْه الْمثل (لم يحرم الْقرى من فصد لَهُ) يضْرب لمن نَالَ بعض حَاجته وفصد لَهُ عَطاء أعطَاهُ إِيَّاه
(فصد) مُبَالغَة فِي فصد وَيُقَال فصد السَّيْل الأَرْض شققها وخددها وَالشَّيْء نقعه بِمَاء قَلِيل
ف ص د: (الْفَصْدُ) قَطْعُ الْعِرْقِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَدْ (فَصَدَ) وَ (افْتَصَدَ) . 
ف ص د : فَصَدَ الْفَاصِدُ الرَّجُلَ فَصْدًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالِاسْمُ الْفِصَادُ وَافْتَصَدَ الرَّجُلُ وَالْمِفْصَدُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُفْصَدُ بِهِ. 
فصد: أفصد: فصد، أخرج مقدارا من دم الوريد بقصد العلاج. (فوك).
انفصد: فصد، افتصد وانفصد الدم سال. (فوك، بوشر).
فصادة: فصد، فصاد، شق الوريد. (فوك، بوشر، دوماس حياة العرب ص426).
فصادية: عند العامة سفينة تلف بها البنود المضفور بها شعر المرأة. (محيط المحيط). فصَّاد: حجّام، طبيب جراح. (الكالا، بوشر) فاصد: نفس المعنى السابق (ابن خلكان 1: 384).
[فصد] فيه: كان إذا نزل عليه الوحي "تفصّد" عرقًا، أي سال عرقه، تشبيهًا في كثرته بالفصاد. قس: فإن جبينه "ليتفصد" عرقًا- بفتح راء، وذا من كثرة معاناة التعب. نه: وفيه: لما بلغنا أنه صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل هربنا فاستثرنا شلو أرنب دفينًا و"فصدنا" عليها فلا أنسى تلك الأكلة، أي فصدنا على شلو الأرنب بعيرًا وأسلنا عليه دمه وطبخناه وأكلناه، كانوا يفعلونه ويعالجونه ويأكلونه عند الضرورة. ومنه ح: لم يحرم من "فصد" له، أي لم يحرم من نال بعض حاجته وإن لم ينلها كلها.
فصد
الفَصْدُ: قَطْعُ العِرْقِ. والفَصِيْدُ: دَمٌ كانَ يُجْعَلُ في مِعًى من فَصْدِ عِرْقِ الِإبِلِ؛ ويؤْكَلُ في القَحْطِ واللَزَبَاتِ. ويقولون: " ما حُرِمَ مَنْ فُصِدَ له " يُقال عِنْدَ تَرْغِيْبِ الإنْسانِ في قِسْمٍ أصَابَه. والفاصِدَانِ: مَوْضِعُ مَجْرَى الدمُوْعِ على الوَجْهِ.
والفُصْدَةُ: تَمْر يُعْجَنُ وُيشَابُ بشَيءٍ من الدمِ، وهو دَوَاء. والمُنْفَصِد: السائلُ مِمّا يَسِيْلُ؛ المُنْصَبُّ.
وُيقال للمَطَرِ القَلِيلِ: التَّفْصِيْدُ.
[فصد] الفصْدُ: قطع العِرْقِ. وقد فصدت وافتصدت. وانفصد الشئ وتفصد: سال. والفَصيدُ: دمٌ كان يُجعل في مِعًى من فَصْدِ عِرْقٍ ثم يُشوى، يطعَمُهُ الضيفُ في الأزمة. وفي المثل: " لم يُحْرَمْ مَنْ فُصِدَ له " أي من فصد له البعير. وربما سكنت الصاد منه تخفيفا فتقلب زايا فيقال: " فزد له ". وكل صاد وقعت قبل الدال فإنه يجوز أن تشمها رائحة الزاى إذا تحركت، وأن تقبلها زايا محضا إذا سكنت. وبعضهم يقول: من قصد له " بالقاف، أي من أعطى قصدا، أي قليلا وكلام العرب بالفاء. 

فصد


فَصَدَ(n. ac. فَصْد
فِصَاْد)
a. Bled, cupped.
b. Opened (vein).
c. [La], Apportioned, assigned to, bestowed upon.

فَصَّدَa. Steeped, soaked, macerated.

أَفْصَدَa. Budded, sprouted.

تَفَصَّدَa. Flowed, ran.

إِنْفَصَدَa. see IV
& V & VIII (b).
إِفْتَصَدَa. see I (a)b. Was bled, cupped.

فَصْدa. Bleeding, blood-letting, cupping, phlebotomy.

فُصْدَةa. see 25t
مَفْصِدa. Cut, opening, incision.

مِفْصَدa. Lancet, bistoury.

فِصَاْدa. see 1
فِصَاْدَة
(pl.
فَصَاْئِدُ)
a. [ coll. ], A bleeding.

فَصِيْدa. Bled.
b. A kind of blood-pudding or sausage.

فَصِيْدَةa. Dates mixed with blood.

فَصَّاْدa. Bleeder, cupper, phlebotomist; surgeon.

N. Ac.
فَصَّدَa. Split, crack, crevice, fissure.

N. P.
فَصڤدَa. see 25 (a)
فصد
فصَدَ يَفصِد، فَصْدًا وفِصادًا، فهو فاصِد، والمفعول مَفْصود
• فصَد المريضَ: شقّ عِرْقه، أخرج مقدارًا من دم وريده بقصد العلاج. 

انفصدَ ينفصد، انفصادًا، فهو منفصِد
• انفصد الدَّمُ ونحوُه: مُطاوع فصَدَ: سال. 

تفصَّدَ يتفصَّد، تفصُّدًا، فهو متفصِّد
• تفصَّد الدَّمُ ونحوُه: انفصد، سال "جاء يتفصَّد جبينه عَرَقًا: يسيل عَرَقُ جبينه". 

فِصاد [مفرد]: مصدر فصَدَ. 

فَصادة [مفرد]
• أبو فَصَادة: (حن) طير من رتبة العصفوريّات المشرومات المناقير يتغذَّى بالحشرات، وهو طائر معروف بمصر. 

فَصْد [مفرد]:
1 - مصدر فصَدَ.
2 - (طب) إسالة مقدار من دم وريد المريض بقصد العلاج.
• فصْد شريان: (طب) شق جراحيّ لشريان. 

مِفْصَد [مفرد]: ج مَفاصِد: مِشْرَط يُفصَد به "طهَّرَ المِفْصَد قبل أن يستعمله- شقّ جُرحًا بمِفصَد". 
ف ص د

الفَصْدُ شَقُّ العِرْقِ فصَدَه يَفْصِدُه فصْداً وفِصَاداً فهو مَفْصودٌ وفَصِيدٌ وفَصَد الناقةَ شَقَّ عِرْقَها ليَسْتَخْرِجَ دَمَه فيَشْرَبَهُ وفي المَثَلِ لم يُحْرم مَنْ فُزْدَ له أراد فُصِدَ لَهُ ثم سُكِنَّتِ الصَّادُ تَخْفِيفاً كما قالوا في ضُرِبَ ضُرْبَ وفي قُتِلَ قُتْلَ كقولِ أبي النَّجْمِ

(لَوْ عُصْرَ منها الْبَانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ ... )

فلما سُكِّنتِ الصَّادُ فَضَعُفَتْ ضَارَعُوا بها الدّالَ التي بعدها بأن قَلَبُوها إلى أَشْبَهِ الحُرُوف بالدالِ من مَخْرجِ الصَّادِ وهو الزَّايُ لأنها مَجْهُورةٌ كما أن الدَّالَ مَجْهورةٌ فقالوا فُزْدَ فإن تحرَّكتِ الصادُ هنا لم يَجُز البَدَلُ فيها وذلك نحو صَدَرَ وصَدَفَ لا تقولُ زَدَرَ ولا زَدَفَ وذلك أن الحركةَ قوَّتِ الحَرْفَ وحَصَّنْتْهُ فأبْعدَتْه من الانْقلابِ بل قد يَجُوزُ فيها إذا تحرَّكتْ إشْمامُها رائِحة الزّاي فأما أَنْ تَخْلُصَ زاياً وهي متحرّكةٌ كما تَخْلُصُ وهي ساكنةٌ فلا وإنما تُقْلَبُ الصَّادُ زاياً وتُشَمُّ رائِحتُها إذا وَقَعَتْ قبل الدالِ فإنْ وقَعَتْ قبل غيرِها لم يَجُزْ ذلك فيها قال يعقوبُ والمَعْنَى لم يُحْرَمْ مَنْ أصَابَ بعضَ حاجَتِه وإنْ لم يَنَلْها كُلَّها وتأويل هذا أن الرَّجُلَ كان يُضِيفُ الرَّجُلَ في شِدَّةِ الزَّمانِ فلا يَكونُ عنده ما يَقْرِيهِ ويَشِحُّ أن يَنْحَرَ راحِلَتَهُ فيَفْصِدُها فإن خَرَجَ الدَّمُ سخَّنَهُ للضَّيْفِ إلى أن يَجْمَدَ فيُطْعِمَهُ إيَّاه فَجَرَى المَثَلُ على هذا فَقِيل لم يُحْرَمْ من فَزْدَ لَهُ أي لم يُحْرَم القِرَى مَنْ فُصِدَتْ له الراحِلةُ فَحَظِيَ بِدَمِها فيُسْتَعْملُ ذلك فِيمنْ طَلَبَ أمْراً فنالَ بَعضَه والفَصِيدُ دمٌ كان يُوضَعُ في الجاهلية في مِعىً ويُشْوَى وأفْصَدَ الشجرُ وانْفَصَدَ أنْشقَّتْ عُيُونُ وَرَقِه وبَدَتْ أطرافُه والمُنْفَصِدُ السائلُ وكذلك المُتَفَصِّدُ يقال تفصَّد جَبِينُه عَرَقاً إنما يريدون تفصَّد عَرَقُ جَبِينِه وكذلك هذا الضَّرْب من التَّمْييزِ إنّما هو في نِيَّة الفاعلِ

فصد

1 فَصَدَ, (S, O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. فَصْدٌ (S, O, K) and فِصَادٌ, (O, K,) [or the latter is a simple subst.,] He cut, (S, O,) or slit, (K,) [or opened,] a vein; (S, O, K,) as also ↓ افتصد. (S, * K.) b2: And فَصَدَهُ, aor. ـِ inf. n. فَصْدٌ (M, L, Msb) and فِصَادٌ, (M, L,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He cut, or slit, [or opened,] it, namely, a vein, (M, L.) [And app., accord. to the Msb, He bled him by opening a vein; agreeably with what here follows.] And one says also, فَصَدَ النَّاقَةَ He slit [or opened] a vein of the she-camel to draw forth the blood therefrom and to drink it [or to put it in a gut and broil it: see فَصِيدٌ]. (M L.) b3: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ He has not been denied the entertainment of a guest for whom a camel has been bled by the slitting [or opening] of a vein and who has had the blood so obtained, (M, A, * K,) is a prov.; (S, M, A, O;) فُصْدَ being for فُصِدَ, (S, M, O, K,) like ضُرْبَ for ضُرِبَ, and قُتْلَ for قُتِلَ; (M;) and some, also, say فُزْدَ; (S, M, O, K;) for every quiescent ص before د may be changed into ز; and every movent ص before د may have somewhat of the sound of ز given to it, (S, M, O,) but may not in this case be altogether changed into ز; so that for صَدَرَ and صَدَفَ you may not say زَدَرَ and زَدَفَ: (M:) some, also, say مَنْ قُصِدَ لَهُ, with ق, meaning مَنْ أُعْطِىَ قَصْدًا i. e. [who has been given] a little: (S, O, K:) the origin of the saying was this: two men passed the night at the abode of an Arab of the desert, and, meeting in the morning, one of them asked his companion respecting the entertainment given by the host, and the latter answered, “I was not entertained as a guest, but only a vein [of a camel] was slit [or opened] to draw blood for me; ” whereupon the other replied in the words above: (O, K:) or a man used to entertain another as his guest in a time of scarcity, and, having no food to offer him, and being unwilling to slaughter his camel, bled it by slitting [or opening] a vein, and heated the blood that came forth, for his guest, until it became thick, and gave it to him to eat; and hence this prov.: (M, L:) it is applied to him who has obtained a part of that which he wanted. (Yaakoob, M, O, L, K.) [See فَصِيدٌ.] b4: One says also, فَصَدَ لَهُ عَطَآءً, (O, L, K,) aor. ـِ inf. n. فَصْدٌ, (L,) meaning He apportioned to him a gift, or stipend, and caused it to be transmitted to him. (O, L, K.) 2 رَأَيْتُ فِى الأَرْضِ تَفْصِيدًا مِنَ السَّيْلِ means I saw, in the ground, a cleft, or furrowed, state, resulting from the torrent. (ISh, O, L, K. * [Here تَفْصِيدًا is a pass. inf. n., used as a subst.]) b2: and تَفْصِيدٌ, also, signifies The macerating [a thing] with a little water. (ADk, O, K.) 4 افصد الشَّجَرُ, and ↓ انفصد, The trees opened their gems, (M, K,) and disclosed the extremities of their leaves. (M.) 5 تَفَصَّدَ see 7. [Hence,] تفصّد جَبِينُهُ عَرَقًا His جبين [i. e. forehead, or side of the forehead,] flowed with sweat: (M, O:) the last word is here put in the accus. case as a specificative; and has the force of an agent; the meaning being, the sweat of his جبين flowed. (M.) 7 إِنْفَصَدَ see 4. b2: Also, and ↓ تفصّد, It flowed: (S, O:) or both signify it flowed in small quantity; said of blood. (A.) b3: See also what next follows.8 إِفْتَصَدَ He (a man) had his vein cut [or opened; i. e. he had blood taken from him by the opening of a vein; and so ↓ انفصد as used in the present day]. (Lth, L, Msb. *) b2: See also 1, first sentence.

فُصْدَةٌ: see فَصِيدَةٌ.

فِصَادٌ an inf. n. of 1 [q. v.]: (M, O, L, K:) or a simple subst. [signifying The act of bleeding by opening a vein]. (Msb.) فَصِيدٌ and ↓ مَفْصُودٌ A vein slit [or opened]. (M, K.) b2: And both signify also A man bled by the opening of a vein. (TK.) b3: Also, the former, Blood (S, M, O, L, K) obtained by the cutting [or opening] of a vein (S, O, L) of a camel, (L,) and put into a gut, (S, M, O, K,) in the Time of Ignorance, (M,) and broiled: (S, M, K:) the Arabs in the Time of Ignorance used to eat it, (M, A, * L,) and to give it to the guest to eat, in a season of dearth. (S, O, * L.) فَصِيدَةٌ Dates kneaded and mixed with blood; (Ibn-Kuthweh, O, L, K;) as also ↓ فُصْدَةٌ; (O, K;) thus termed by Ibn-'Abbád: (O:) a medicine given to children. (Ibn-Kuthweh, O, L.) فَصَّادٌ A phlebotomist, or bleeder. (MA. [See also what next follows.]) فَاصِدٌ [Bleeding, or (like فَصَّادٌ) one who bleeds, by opening a vein]. (Msb.) b2: And الفَاصِدَانِ signifies The place [or the two places] of the running of the tears upon the cheek. (O.) اِعْصِبْ مَفْصِدَهُ [Bind thou his place of bloodletting]. (A.) مِفْصَدٌ [A lancet;] the instrument with which a vein is slit [or opened]. (O, Msb, K.) مَفْصُودٌ: see فَصِيدٌ.

مُتَفَصِّدٌ: see what follows.

مُنْفَصِدٌ and ↓ مُتَفَصِّدٌ Flowing; (M, K;) running: (K:) [or flowing in small quantity: see 7.]

فصد: الفصدُ: شَقُّ العِرْقِ؛ فَصدَه يَفْصِدُه فَصْداً وفِصاداً، فهو

مَفْصُودٌ وفَصِيدٌ. وفَصَدَ الناقةَ: شَقَّ عِرْقَها ليستخرِجَ دَمَهَ

فيشرَبَه. وقال الليث: الفَصْدُ قطع العُروق. وافْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ

عرْقَه فَفَصَد، وقد فَصَدَتْ وافْتَصدَتْ. ومن أَمثالهم في الذي يُقْضَى

له بعضُ حاجته دون تمامها: لم يُحْرَمْ من فُصْدَ له، بإِسكان الصاد،

مأْخوذ من الفَصيدِ الذي كان يُصْنَعُ في الجاهلية ويؤْكل، يقول: كما يتبلغ

المضطر بالفصيد فاقنع أَنت بما ارتفع من قضاء حاجتك وإِن لم تُقْضَ

كلُّها. ابن سيده: وفي المثل: لم يُحْرَمْ من فُصْد له، ويروي: لم يحرم من

فُزْدَ له أَي فُصِدَ له البعير، ثم سكنت الصاد تخفيفاً، كما قالوا في

ضُرِبَ: ضُرْبَ، وفي قُتِلَ: قُتْلَ؛ كقول أَبي النجم.

لو عُصْرَ منه البانُ والمِسْكُ انعَصَرْ

فلما سكنت الصاد وضَعُفَتْ ضارَعوا بها الدال التي بعدها بأَن قلبوها

إِلى أَشبه الحروف بالدال من مخرج الصاد، وهو الزاي لأَنها مجهورة كم أن

الدال مهجورة، فقالوا؛ فُزْد، فإِن تحركت الصاد هنا لم يجز البدل فيها وذلك

نحو صَدَرَ وصَدَفَ لا تقول فيه زَدَرَ ولا زَدَفَ، وذلك أَن الحركة

قوّت الحرف وحصنته فأَبعدته من الانقلاب، بل قد يجوز فيها إِذا تحركت

إِشمامها رائحة الزاي، فأَما أَن تخلُص زاياً وهي متحركة كما تخلص وهي ساكنة

فلا، وإِنما تقلب الصاد زاياً وتشم رائحتها إِذا وقعت قبل الدال، فإِن وقعت

قبل غيرها لم يجز ذلك فيها، وكل صاد وقعت قبل الدال فإِنه يجوز أَن

تشمها رائحة الزاي إِذا تحركت، وأَن تقلبها زاياً محضاً إِذا سكتت، وبعضهم

يقول: قُصْدَ له، بالقاف، أَي من أُعْطِيَ قَصْداً أَي قليلاً، وكلام العرب

بالفاء؛ قال يعقوب: والمعنى لم يحرم من أَصاب بعض حاجته وإِن لم ينلها

كلها، وتأْويل هذا أَن الرجل كان يضيف الرجل في شدة الزمان فلا يكون عنده

ما يَقْرِيه، ويَشِحُّ أَن ينحر راحلته فيفصدها فإِذا خرج الدم سَخَّنَه

للضيف إِلى أَن يَجْمُد ويَقْوَى فيطعمه إِياه فجرى المثل في هذا فقيل:

لم يحرم من فَزْدَ له أَي لم يحرم القِرَى من فُصِدت له الراحلة فَحَظِيَ

بدمها، يستعمل ذلك فيمن طلب أَمراً فنال بعضه.

والفَصِيدُ: دَمٌ كان يوضع في الجاهلية في مِعًى من فَصْدِ عِرْقِ

البعير ويُشْوى، وكان أَهل الجاهلية يأْكلونه ويطعمونه الضيف في الأَزْمة. ابن

كُبْوَةَ: الفَصيدَة تمرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ بشيء من دم وهو دواء يُداوَى

به الصبيان، قاله في تفسير قولهم: ما حُرِمَ من فُصْد له. وفي حديث أَبي

رجاء العُطاردي أَنه قال: لما بلغنا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم.

أَخذ في القتل هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَــفيناً وفَصَدْنا عليها

لا أَنسى تلك الأُكْلَةَ؛ قوله: فَصَدْنا عليها يعني الإِبل وكانوا

يَفْصِدونها ويعالِجون ذلك الدمَ ويأْكلونه عند الضرورة أَي فصدنا على شلو

الأَرنب بعيراً وأَسلنا عليه دمه وطبخناه وأَكلنا.

وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ: انشقت عُيون ورقه وبَدَتْ أَطرافُه.

والمُنْفَصِدُ: السائل وكذلك المُتَفَصِّدُ. يقال: تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً،

إِنما يريدون تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه، وكذلك هذا الضرب من التمييز إِنما

هو في نية الفاعل. وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ: سالَ. وفي الحديث: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إِذا نزل عليه الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً.

يقال: هو يتفصد عرقاً ويَتَبَضَّعُ عرقاً أَي يسيلُ عرقاً. معناه أَي سالَ

عَرَقُهُ تشبيهاً في كثرته بالفِصاد، وعَرَقاً منصوب على التمييز. وقال

ابن شميل: رأَيت في الأَرض تفصيداً من السيل أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً.

وقال أَبو الدُّقَيْشِ: التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ من ماءٍ قليل. ويقال:

فصَد له عطاءً أَي قَطع له وأَمضاهُ يَفْصِدُه فَصْداً.

فصد
: (فَصَد يَفْصِد) ، بِالْكَسْرِ، (فَصْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وفِصَاداً، بِالْكَسْرِ) ، وهاذه عَن الصاغانيّ قل شيخُنَا: وقولُ العامّةِ: الفِصَادَة بالهاءِ، ليسَ من كلامِ الْعَرَب (وافْتَصَدَ: شَقَّ العِرْقَ، وَهُوَ مَفْصُودٌ ليَسْتَخْرِجَ دَمَهُ فَيَشْرَبَه.
وَقَالَ: الليثُ الفَصْد قطعُ العُروقِ، وافتَصَد فلانٌ، إِذا قَطَعَ عِرْقَه فَفَصَدَ، وَقد فَصَدَتْ وافتَصَدَتْ.
(و) يُقَال: فَصَدَ (لَهُ عَطَاءً) ، أَي (قَطَعَ لَهُ وأَمْضَاهُ) يَفْصِده فَصْداً.
(و) يُحْكَى أَنه (باتَ رَجُلانِ عِنْدَ أَعْرَابِيَ فالْتَقَيَا صَباحاً، فسأَلَ أَحدُهما صاحِبَهُ عَن القِرَى، فَقَالَ: مَا قُرِيتُ، وإِنَّمَا فُصِدَ لي، فَقَالَ) الرَّجُلُ: (لم يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ) ، بِسُكُون الصَّاد، فجَرَى ذالك مَثَلاً (وسَكَّنَ الصادَ تَخْفِيفاً) ، كَمَا قَالُوا فِي ضُرِب: ضُرْب، وَفِي قُتِلَ: قُتْلَ، كَقَوْل أَبي النَّجْم:
لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البَانُ والمِسْكُ انعَصَرْ (ويروَى مَنْ فُزْدَ لَه، بلزَّايِ) ، بدلَ لصَّاد، لأَن الصَّادَ لَمَّا سَكَنَتْ ضَعُفَتْ، فضارَعُوا بهَا الدَّال الّتي بعدَهَا بأَن قَلَبُوها إِلى أَشْبَهِ الحُرُوف بالدَّال من مخْرَج الصَّادِ، وَهُوَ الزّاي، لأَنَّها مجهورةٌ، كَمَا أَنّ الدَّال مجهورةٌ، فإِن تَحَرَّكَت الصّادُ هُنا لم يَجُز البدلُ فِيهَا، وذالك نَحْو: صَدَر وصَدَف، لَا تقولُ فِيهِ زَدَرَ، وَلَا زَدَفَ، وذالك أَنَّ الحَرَكَةَ قَوَّت الحَرْفَ وحَصَّنَتْه فأَبْعَدَتْه من الانْقِلاب، بل قد يجوز فِيهَا إِذا تَحَرَّكتْ إِشامُها رائحةَ الزّايِ، فأَمّا أَنْ تَخْلُصَ زاياً، وَهِي متحرِّكةٌ، كَمَا تَخلُص، وَهِي سَاكِنة فَلَا. وإِنَّمَا تُقْلَب الصّادُ زاياً، وتُشَمُّ رائحتَها إِذا وقَعَتْ قبلَ الدَّالِ، فإِن وَقَعَتْ قبلَ غيرِهَا لم يَجُزْ ذالك فِيهَا، وكلُّ صادٍ وقَعَتْ قبلَ الدَّال فإِنه يَجُوز أَن تُشِمَّها رائحةَ الزّايِ إِذ تَحَرَّت، وأَن تقلِبَهَا زاياً مَحْضاً إِذَا سَكَنَتْ.
(و) بعْضُهم يَقُول: (قُصِدَ لَهُ، بِالْقَافِ، أَي) مَنْ (أُعطِيَ قَصْداً، أَي قَليلاً) . وكلامُ العَربِ بالفاءِ، (أَي لَم يُحْرَم القِرَى مَنْ فُصِدَتْ لَهُ الرَّاحلةُ فحَظِيَ بِدَمِهَا. يضْرَب) مَثَلاً (فيمَن) طَلَبَ و (نالَ بعْضَ المَقصِدِ) ، وَقَالَ يَعْقُوب: والمعْنى: لم يُحْرَم مَنْ أَصابَ بعْضَ حاجَتِهِ، وإِنْ لم يَنَلْها كُلَّها. وتأْويلُ هاذَا: أَنَّ الرَّجُلَ كانَ يُضِيف الرَّجلَ فِي شِدَّةِ الزَّمَانِ، فَلَا يكونُ عندَه مَا يَقْرِيه، وَيَشِحُّ أَن يَنْحَرَ راحِلَتَه، فَيَفْصِدُها، فإِذا خَرَجَ الدَّمُ سَخَّنَه للضَّيْفِ، إِلى أَن يَجْمُد وَيَقْوَى، فيُطْعِمه إِيَّاه، فجَرى المَثَلُ فِي هَذَا. وَفِي اللِّسَان: ومِنْ أَمثالِهم فِي الّذي يُقضَى لَهُ بعْضُ حاجَتِه دُونَ تَمامِها: (لم يُحْرَم مَنْ فُصْدَ لَهُ) مأْخوذٌ من الفَصِيدِ لذِي كَانَ يُصْنَعُ فِي الجاهِلِيَّةِ ويُؤْكَل. يَقُول: كَمَا يَتَبَلَّغ المُضْطرُّ بالفَصِيدِ، فاقْنَعْ أَنتَ بِمَا ارتَفَع من قَضَاءِ حاجَتِكَ، وإِنْ لم تُقْضَ كلّها.
(والفَصِيدُ: دَمٌ كَانَ يُوضَعُ) فِي الجاهِلِيّة (فِي مِعًى) ، مِن فَصْدِ عِرْقِ البَعير، (ويُشْوَى) ، وَكَانَ أَهلُ الجاهِلِيْةِ يأْكلُونه وتُطْعِمُه الضَّيفَ فِي الأَزْمةِ.
(و) عَن ابْن كَثْوَة: الفَصِيدةُ (بالهَاءِ: تَمْرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ) ، أَي يُخْلَطُ (بِدَمٍ) ، وَهُوَ دَواءٌ يُدَاوَى بِهِ الصِّبْيانُ، قله فِي تَفْسِير قَوْلهم: (مَا حُرِمَ مَنْ فُصْدَ لَهُ) ، (كالفُصْدة بالضّمّ) .
(وأَفْصَدَ الشَّجَرُ وانفَصَدَ: انْشَقَّتْ عُيُونُ وَرَقِهِ) وَبَدَتْ أَطرافُه.
(والمُنْفَصِدُ، والمُتَفَصِّدُ: السائِل الجارِي) ، وانْفصدَ الشيْءُ وَتَفَصَّدَ: سَالَ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّ النّبيّ، صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم كَانَ إِذا نَزَل عَلَيْهِ الوَحْيُ تَفَصَّد عَرَقاً) . يُقَال: هُوَ يَتَفَصَّدُ عَرَقاً، أَي يَسِيلُ عَرَقاً، مَعْنَاهُ: أَي سالَ عَرَقُه، تَشْبِيها فِي كَثْرَتِه بالفِصاد. وعَرَقاً: مَنْصُوب على التمييزِ.
(و) قَالَ ابْن شُمَيْلٍ: (فِي الأَرض تَفْصِيدٌ) من السَّيْلِ، أَي (تَشَقُّقٌ وتَخدُّدٌ. و) قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: (التَّفْصِيدُ. النَّقْعُ بماءٍ قَلِيلٍ) .
(والمِفْصَد) ، بِالْكَسْرِ: (آلَةُ الفِصَادِ) ، كالمِبْضَعِ.
ومِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
الفاصِدانِ: مَوْضِعُ مَجْزَى الدُّموعِ على الوجْهِ.
وأَبو فُصَيْدٍ، كزُبَيْرٍ: مُحَدِّث، روَى عَن أَبي طاهرٍ السِّلَفِيّ، ذكَرَه المُنْذِريُّ فِي التكملة.

شمس

باب الشين والسين والميم معهما ش م س مستعمل فقط

شمس: الشَّمس: عين الضِّحِّ، وقيل: الضَّحُّ هو الشَّمس وعينها قرصها. والشُّموس: معاليق القلائد. [ويقال] : يوم شامسٌ، وقد شمس يشمُسُ شُموساً، أي: ذو ضِحِّ نهارُه كلُّه. ورجلٌ شموس: عسِرٌ، وهو في عداوته كذلك خِلافاً وعسراً على من نازعهُ، وإنه لذو شِماسٍ شديد. وشمس لي فلانٌ، إذا أبدى لك عداوته كأنه قد هم أن يفعل. والشمس والشموس من الدّوابّ الذي إذا نخس لم يستقرَّ. والشَّمّاسُ من رؤساء النَّصارى الذي يحلق وسط رأسه لازما للبيعة، والجميع: الشَّمامِسة. 
الشمس: هو كوكب مضيء نهاري.
(شمس) عبد الشَّمْس وَالشَّيْء عرضه للشمس ليجف وييبس 
(شمس)
الْيَوْم وَنَحْوه شموسا ظَهرت شمسه أَو قويت وَالدَّابَّة شموسا وشماسا جمحت ونفرت وَفُلَان تأبى واستعصى وَلفُلَان هم بِهِ ليؤذيه فَهُوَ شامس (ج) شمس وَهن شوامس
[شمس] فيه: كأنها أذناب خيل "شمس" هي جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته. ن: هو بسكون ميم وضمها أي التي تضطرب بأذنابها وأرجلها؛ وهو نهي عن رفع الأيدي عند السلام مشيرين إلى الجانبين به.
(شمس) - في الحديث: "مَا لِى أَراكم رَافِعِى أيدِيكم في الصَّلاةِ، كأنها أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ"
الشَّمُوسُ من الدّوابِّ: النَّفُور التي لا تَسْتَقِرّ والجمعِ شُمُس. ورجل شَموسُ الأَخلاقِ: عَسِرُها، وقد شَمُسَ شَماسًا.
شمس
الشَّمْسُ يقال للقرصة، وللضّوء المنتشر عنها، وتجمع على شُمُوسٍ. قال تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها [يس/ 38] ، وقال:
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ [الرحمن/ 5] ، وشَمَسَ يومَنا، وأَشْمَسَ: صار ذا شَمْسٍ، وشَمَسَ فلان شِمَاساً: إذا ندّ ولم يستقرّ تشبيها بالشمس في عدم استقرارها.
ش م س

يوم شامس ومشمس، وقد أشمست الأيام وأقمرت الليالي: وتشمس الحرباء. قال ذو الرمة:

كأن يدي حربائها متشمساً ... يدا مذنب يستغفر الله تائب

ودابة شموس، وخيل شمس: لا تكاد تستقر، وقد شمست شماساً. وكأنه سماس من شمامسة النصارى وهو من بعض رءوسهم يحلق وسط رأسه ويلزم البيعة.

ومن المجاز: رجل شموس الأخلاق. وقد شمس لي فلان إذا أبدى عداوته وكاد يوقع. قال:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا
ش م س: جَمْعُ (الشَّمْسِ شُمُوسٌ) كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا شَمْسًا. كَمَا قَالُوا لِلْمَفْرِقِ: مَفَارِقُ. وَتَصْغِيرُهَا (شُمَيْسَةٌ) . وَ (شَمَسَ) يَوْمُنَا مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا كَانَ ذَا شَمْسٍ وَ (أَشْمَسَ) أَيْضًا. وَ (شَمَسَ) الْفَرَسُ مَنَعَ ظَهْرَهُ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (شِمَاسًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فَهُوَ فَرَسٌ (شَمُوسٌ) وَبِهِ (شِمَاسٌ) . وَرَجُلٌ (شَمُوسٌ)
أَيْ صَعْبُ الْخُلُقِ. وَلَا تَقُلْ: شَمُوصٌ. وَشَيْءٌ (مُشَمَّسٌ) عُمِلَ فِي الشَّمْسِ. 
شمس: الشَّمْسُ: عَيْنُ الصُّبْحِ. ويَوْمٌ شامِسٌ يَشْمُسُ شُمُوْساً: أي ذُو وَضَحٍ نَهَارُه كُلُّه. والشُّمُوْسُ: مَعَالِيْقُ القَلائِدِ. وشُمِسْنا وشَمَسْنا: آذَانا حَرُّ الشَمْسِ. وشَمِسَ يَوْمُنا يَشْمَسُ، وشَمَسَ، وأشْمَسَ بالألف. وأشْمَسَ الرَّجُلُ: دَخَلَ في حَرِّها. ورَجُلٌ شَمُوْسٌ: عَسِرٌ، وإنَّه لَذُو شِمَاسٍ. وشَمَسَ لي: إذا أبْدى لك العَدَاوَةَ. والشَّمِسُ والشَّمُوْسُ من الناسِ والدَّوَابِّ: الذي إذا نُجِسَ لم يَسْتَقِرّ. وشَمّاسٌ: بَعْضُ رُؤوسِ النَّصارى، والجَميعُ السَّمَامِسَةُ. والشَّمْسَانِ: مُوَيْهَتَانِ في جَوْفٍ عَرِيْضٍ في أيدي عمرو بن كِلاَبٍ.

شمس


شَمَسَ(n. ac.
شَمْس)
a. Was bright, sunny.
b. [La], Showed enmity, hatred to.
c.(n. ac. شِمَاْس
شُمُوْس), Was restive, refractory (horse).

شَمِسَ(n. ac. شَمَس)
a. see supra
(a)
شَمَّسَa. Set, spread in the sun.
b. [ coll. ], Was a deacon;
officiated as a deacon.
c. [La], Acted as attendant or clerk to ( priest).
أَشْمَسَa. see I (a)
تَشَمَّسَa. Was exposed to the sun; basked in the sun.

شَمْس
(pl.
شُمُوْس)
a. Sun.
b. A kind of necklace or collar.

شَمْسِيّa. Solar.

شَمْسِيَّة
a. [ coll. ], Sunshade, parasol;
umbrella.
شَاْمِس
(pl.
شَوَاْمِسُ)
a. Sunny, sunshiny, bright, fine (day).
b. see 26
شَمُوْس
(pl.
شُمْس
شُمُس
10)
a. Restive, refractory; headstrong, stubborn.

شَمَّاْس
S. (pl.
شَمَامِسَة)
a. Deacon; priest's aftendant, clerk.

شَمَّاْسِيَّةa. Deaconship; office of a deacon.

N. Ag.
تَشَمَّسَa. One basking in the sun.
b. Powerful.
c. Niggardly, tenacious.
طَرِيْق شَمَسِيَّة
a. The ecliptic, the sun's course.

شَمْشَاد
P.
a. Box-tree.

شِمْشِل
a. Elephant.
ش م س : الشَّمْسُ أُنْثَى وَهِيَ وَاحِدَةُ الْوُجُودِ لَيْسَ لَهَا ثَانٍ وَلِهَذَا لَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ وَقَدْ سَمَّوْا بِعَبْدِ شَمْسٍ بِإِضَافَةِ الْأَوَّلِ إلَى الثَّانِي وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِشَمْسٍ فَقِيلَ الْمُرَادُ هَذَا النَّيِّرُ وَعَلَى هَذَا فَشَمْسُ مُمْتَنِعٌ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ أَوْ الْعَدْلِ عَنْ الْأَلِفِ وَاللَّامِ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ شَمْسٌ هُنَا صَنَمٌ قَدِيمٌ وَقَدْ تَسَمَّوْا بِهِ قَدِيمًا وَأَوَّلُ مَنْ سَمَّى بِهِ سَبَأُ بْنُ يَشْجُبَ وَعَلَى هَذَا فَهُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عِلَّةٌ وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمَعْنَى لِأَنَّهُمْ تَسَمَّوْا بِعَبْدِ وَدٍّ وَعَبْدِ الدَّارِ وَعَبْدِ يَغُوثَ وَلَمْ نَعْرِفْهُمْ تَسَمَّوْا بِشَيْءٍ مِنْ النَّيِّرَيْنِ وَشَمَسَ يَوْمُنَا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ صَارَ ذَا شَمْسٍ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ اشْتَدَّتْ شَمْسُهُ وَشَمَسَ الْفَرَسُ يَشْمِسُ وَيَشْمُسُ أَيْضًا شُمُوسًا وَشِمَاسًا بِالْكَسْرِ اسْتَعْصَى عَلَى رَاكِبِهِ فَهُوَ شَمُوسٌ وَخَيْلٌ شُمُسٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ قَالَ
رَكْضَ الشَّمُوسِ نَاجِزًا بِنَاجِزِ
قَالُوا وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ شَمُوصٌ بِالصَّادِ وَمِنْهُ
قِيلَ لِلرَّجُلِ الصَّعْبِ الْخُلُقِ شَمُوسٌ أَيْضًا وَشَمَّاسٌ بِصِيغَةِ اسْمٍ فَاعِلٍ لِلْمُبَالَغَةِ وَشَمَاسَةُ بِفَتْحِ الشِّينِ وَالتَّخْفِيفِ وَحُكِيَ ضَمُّ الشِّينِ. 
[شمس] الشَمْسُ تجمع على شُموسٍ، كأنهم جعلوا كل ناحية منها شمسا، كما قالوا للمَفْرِقِ مَفارِقُ. قال الشاعر  حمى الحديد عليهم فكأنه * وَمَضانُ بَرْقٍ أو شُعاعُ شموس * وتصغيرها شُمَيْسَةٌ. وقد شَمَسَ يَوْمُنا يَشْمُسُ وَيَشْمَسُ، إذا كان ذا شَمْسٍ. وأَشْمَسَ يومنا بالألف كذلك. وشَمَسَ الفرسُ أيضاً شُموساً وشِماساً، أي منع ظهره، فهو فرس شَموسٌ وبه شِماسٌ. ورَجلٌ شَموسٌ: صعب الخلق. ولا تقل شموص. وشمس لى فلان، إذا أبدَى لك عداوته. والشَمْسُ: ضرب من القلائد. وشئ مشمس، أي عُمِلَ في الشَمسِ. وتَشَمَّسَ، أي انتصب للشمس. قال ذو الرمة: كَأَنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً * يَدا مُذْنبٍ يستغفر اللهَ تائِبِ * وقد سمت العرب عبد شمس، والنسبة إليه عبشمى لان في النسبة إلى كل اسم مضاف ثلاثة مذاهب: إن شئت نسبت إلى الاول منهما، كقولك عبدى إذا نسبت إلى عبد القيس. قال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلا عطست شيبان إلا بأجدعا * وإن شئت نسبت إلى الثاني إذا خفت اللبس فقلت شمسي. كما قلت مطلبي إذا نسبت إلى عبد المطلب. وإن شئت أخذت من الاول حرفين ومن الثاني حرفين، فرددت الاسم إلى الرباعي ثم نسبت إليه فقلت عبد رى إذا نسبت إلى عبد الدار، وإلى عبد شمس عبشمى. قال الشاعر : وتضحك منى شيخة عبشمية * كأن لم ترا قبلى أسيرا يمانيا * وقد تعبشم الرجل كما تقول: تعبقس إذا تعلق بسبب من أسباب عبد القيس، إما بحلف أو جوار أو ولاء. وأما عبشمس بن زيد مناة بن تميم، فإن أبا عمرو بن العلاء يقول: أصله عب شمس، أي حب شمس، وهو ضوؤها، والعين مبدلة من الحاء كما قال في عب قر، وهو البرد . وقال ابن الاعرابي: اسمه عبء شمس بالهمز، والعبء والعبء: العدل، أي هو عدلها ونظيرها. يفتح ويكسر. 
شمس: شمس: تعرض لحرارة الشمس، ففي رياض النفوس (ص93 ق): كان زهرون يأخذ الطرقات وحده معصراً (متفقراً) وكان لا يحمل معه زاداً - وزهرون من السموس (الشموس) والععر (التفقُّر) قد تغير حتى صار كالشنّ البالي.
شمس: بالمعنى الذي ذكره لين وفريتاج مصدره شَمَس في معجم فوك.
شَمَسَ الرجل فلاناً: أوقع عليه التهمة عند الناس (محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
شَمَّسَ (بالتشديد): امتنع، أبى (فوك).
شمَّس: صار شمّاساً هو ومارس عمل الشماسة (محيط المحيط).
تشمّس: امتنع، ابى (فوك).
شَمْس: عند اصحاب الكيمياء تستعمل رمزاً يكنى به عن الذهب (عباد 1: 88 رقم 282 محيط المحيط).
الشمس عند الصوفية هي النور أي الحق سبحانه وتعالى (محيط المحيط).
شمس: يكنى بها عند بعض نساء العامة عن الحيض (محيط المحيط).
شمس الكبيرة: اعتدال الربيع (لين عادات 1: 365).
شَمْسَة: نوع من الحلي مستديرة، وكرية في شكل الشمس (ألف ليلة 1: 69) حيث الكلام عن كيس فيه شمستان أي زبنتان بشكل بلوطتين من الذهب، وهي حلية من الذهب أو الفضة يزين بها طوق القباء (شيرب). وهذه الكلمة لابد ان تدل على هذا المعنى في عبارة الجبرتي التي نقلها كاترمير في (مملوك 2، 1: 280) وهي: على صدرها شمسات قصب بأزرارها.
ويقول كاترمير إنها تعنى نقاباً أو خماراً ينسدل على الكتفين. وهو معنى لا أرى إنه صحيح، كما ترجم كلمة قصب بنسيج من الذهب، وارى انها تعنى حلية مدورة مصنوعة من خيوط مفتولة ومجدولة من الذهب.
شَمْسَة: كرة على برج = رمانة.
(المقري 1: 370) شَمْسَة: قطعة من الحلة بهيئة الشمس تصنع من النحاس أو الحديد تدق فيها رزة الباب أو الخزانة ليجذب بها عند فتحه. وهي من كلام العامة (محيط المحيط).
شَمْسَة: كُلاب، مشبك، إبزيم، تدخل في العروة (بوشر) وفيه: شمشة، وأرى أن هذه من خطأ الطباعة.
شَمُسَة: نافذة المزهر (العود) الكبيرة.
صفة مصر 13: 228 وفيه نافذة القانون، (لين عادة 2: 78، 81).
شَمْسَة: شمسيّة، مظلة (مملوك 1، 2: 280، 181).
شَمْسَة: نافذة (مملوك 1: 2: 280، 281).
شَمْسيّ: فاتر (ألكالا).
مزرعة شمسية: عند العامة هي التي تنزلها أصحابها في أيام الأثمار ونحوها وترجع بعد ذلك إلى مواطنها المستمرة (محيط المحيط).
شَمْسِيّة: مظلة تحمل باليد لتقي حاملها من حر الشمس (ملوك 2، 1: 280، محيط المحيط، بوشر، هلو، باربيه).
شَمْسِيّة: مظلة تحمل باليد لتقي حاملها من المطر (محيط المحيط).
شَمِسيَّة: ستارة تمنع دخول الشمس.
(مملوك 2: 1، 281، كوسج طرائف ص121).
شَمْسِيّة: نافذة (معجم الادريسي، فوك، المقري 1: 405).
شَمْسِيّة: نبتة زهرة الشمس (بوشر).
شمسيات: نوافذ القانون الصغيرة (صفة مصر 13: 228).
الشمسية: فرقة من النصيريّة (محيط المحيط).
شَمُوس: يقال فرس شموس، وجمعها شِماس في معجم فوك.
شَمُوس: (بالقبطية سوموس) نوع من السمك (ياقوت 1: 886، زيشر مجلة لغة مصر القديمة سنة 1868 ص88). وكذلك في (ص55 رقم 8) (سيتزن 3: 261). ويقال أيضاً: سموس (انظر سموس). شَمِيس: مكان كثير الشمس (فوك).
شماسة: نافذة: ومنها الكلمة الأسبانية Aximez وهي نافذة ذات عقد في وسطها عمود (معجم الأسبانية ص219، 220).
حَجَر شُمَيسْ: نوع من الصلصال الأصفر. وقد أطلق عليه هذا الاسم يوجد في بئر شُمَيس وهو موضع في طريق جدة قرب الحدَّة وهو واد فيه حصن ونخل في منتصف الطريق بين مكة وجدّة. (برتون 2: 152).
شَمُوسِيّة: وظيفة الشماس عند النصارى وهي الشَمَاسِيّة (محيط المحيط) شَمّاس انجيلى: نائب كاهن، دون القسيس (بوشر).
شمَّاس رسائلي: دون نائب كاهن (بوشر).
شمّاس الشمعدان: قندلفت. مساعد للكاهن في القداس، وهو كاتب في درجة دنيا. ويقال له أيضاً: شمّاس في الدرجة الرابعة (بوشر).
شَمّاسِيَّة: وظيفة الشمّاس عند النصارى (محيط المحيط) شَمُّوسَة: عند العامة سَلاّلة كالحية الصغيرة (محيط المحيط).
شَمَامسيّ: شمّاسيّ. مختص بشمّاس الكنيسة. (بوشر).
مَشْمَس وجمعها مَشامِس: مكان تطرقه الشمس (فوك).
مَشْمَس: لها معنى آخر، انظره في مادة غرامة مُشَمَّس: اسم شراب مسكر في مصر يصنع من عصير العنب والسكر والماء ويعرض للشمس حتى يجود (معجم المنصوري).
الشين والسين والميم ش م س

الشَّمْسُ معروفةٌ ولا بَكَيْتُك الشَّمسَ والقمرَ أيْ ما كان ذلك نَصَبوهُ على الظَّرْفِ أي طلوعَ الشمسِ والقمرِ كَقَوْلِه

(والشمسُ طالعة ليستْ بكاسِفةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجومَ اللَّيلِ والقَمَرَا)

والجمعُ شُمُوسٌ وقد أشْمَسَ يَوْمُنا وشَمَسَ يَشْمُس شُمُوسًا وَشَمِسَ يَشْمَسُ هذ القياسُ وقد قِيلَ يَشْمُس في آتِي شَمِسَ ومثلُه فَضِل يفْضُل في آتِي فَضِل هذا قولُ أهلِ اللُّغة والصحيح عندي أنَّ يَشْمُسُ آتِي شَمَسَ ويومٌ شامسٌ واضِحٌ وقيل يومٌ شَمْسٌ وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيمَ فيه وشامِسٌ شديدُ الحرِّ وحُكِيَ عن ثَعْلبٍ يومٌ مشموسٌ كَشامسٍ وتشمَّس الرجلُ قَعَدَ في الشَّمسِ وشَمَسَتِ الدَّابةُ تَشْمُسُ شِمَاسًا وشُمُوسًا وهي شَمُوسٌ شَرَدَتْ وجَمَحَتْ وقد تُوصفُ به الناقةُ قال أعرابيٌّ يصف ناقةً إنَّها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ وكل ذلك قد تقدَّم والشَّمُوسُ من النِّساءِ التي لا تُطَالِعُ الرِّجالَ ولا تُطْمِعُهُمْ والجمع شُمُسٌ قال النابغةُ

(شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحشِ المِغْيارِ) وقد شَمَسَتْ وقولُ أبي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ

(قِصارُ الخُطَى شُمٌّ شُمُوسٌ عن الخَنَا ... خِدَالُ الشَّوَى فُتْخُ الأَكُفِّ خَراعِبُ)

جَمَعَ شَامَسَةً على شُموسٍ كقاعدةٍ وقُعُودٍ كَسَّرهُ على حَذْفِ الزائد وقد يَجوزُ أن يكونَ جَمْعَ شَمُوٍ سٍ فقد كسَّروا فَعِيلَة على فُعُول وأنْشدَ الفرّاءُ

(وذُبْيَانِيَّة أَوْصَتْ بنيها ... بِأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطُوفُ)

وقال هو جَمْعُ قَطِيفَةٍ وفَعُولٌ أُخْتُ فَعِيل فكَما كَسَّروا فَعِيلاً على فُعُول كذلِك كَسَّرُوا أيضا فَعُولاً على فُعُول والاسْمُ الشِّمَاسُ كالنِّوارِ قال الجَعْدِيُّ

(بآنِسَةٍ غيرَ أُنْسِ القِرافْ ... تُخَلَّطُ باللِّينِ منها شِماسا)

والشَّمُوسُ الخمرُ لأنها تَشْمِسُ بِصاحِبها تَجْمَحُ به وقال أبو حَنيفةَ سُمِّيتْ بذلك لأنها تَجْمحُ بصاحِبها جِمَاحَ الشَّمُوسِ ورجُلٌ شَمُوسٌ عَسِرٌ في عَداوَتِهِ شديدُ الخلافِ على مَنْ عانَدَهُ والجمعُ شُمْسٌ وشُمُسٌ قال الأخطلُ

(شُمْسُ العَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وأَعْظمُ النَّاسِ أَحْلامًا إذا قَدَرُوا)

وَشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاسًا عاداهُ وعانَدَه أنشد ثَعْلبٌ

(قَوْمٌ إذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ وإن ياسَرْتَهمْ يَسَرُوا)

وشَمِس لِي إذا بَدَتْ عَداوتُه فلم يَقْدِر على كَتْمِها والشَّمْسُ مِعْلاقُ القِلادةِ في العُنُقِ والجمعُ شُموسٌ وجِيدٌ شامِسٌ ذو شُموسٍ على النَّسَبِ قال

(بِعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما ... ضَمانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرِ شَامِسِ) وقال اللِّحيانيُّ الشَّمسُ ضربةٌ من الحَلْيِ مُذَكَّرٌ والشَّمسُ قِلادةُ الكَلْبِ والشَّمَّاسُ من رُءُوس النَّصارَى يَحْلِقُ وَسْطَ رأسِه ويَلْزمُ البِيعةَ وليس بعَرَبِيٍّ صحيحٍ والجمعُ شَمامِسةٌ أَلحقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ أو للعِوَض والشَّمْسَةُ مَشْطةٌ للنِّساءِ وبنو الشَّمُوسِ بطنٌ وعَيْنُ شَمسٍ موضعٌ وشَمْسٌ عينٍ ماءٌ وشَمْسٌ صَنَمٌ قديمٌ وعَبْدُ شَمْسٍ بَطْنٌ من قُرَيشٍ قِيلَ سُمُّوا بذلِكَ الصَّنَمِ وأولُ من تَسَمَّى به سَبَأُ بنُ يَشْجُبَ وقال ابنُ الأعرابيِّ في قَوْلِه

(كَلا وَشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَمَا ... )

لم يَصْرِفْ شَمْسَ لأنه ذَهَبَ به إلى الْمعرفةِ يَنْوِي به الأَلِفَ واللامَ فلما كانت نِيَّتُه الألفَ واللامَ لم يُجْرِه وجَعَلَهُ معرِفةً وقال غيره إنما عَنَى الصَّنَمَ المُسَمَّى شَمْسًا ولكنَّهُ ترك الصَّرْفَ لأنه جعلَهُ اسمًا للصُّورَةِ وقال سِيْبَوَيْهِ ليس أحدٌ من العربِ يقولُ هذه شمسٌ فجَعَلها معرفةً بغيرِ ألفٍ ولام فإذا قالوا عَبْدُ شَمْسٍ فكُلُّم يجعلُه معرفةً وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو منْ نادر المدْغَمِ حكاه الفارسِيُّ وقد قِيلَ عَبُّ الشَّمْسِ فحَذفُوا لكَثْرِةَ الاسْتِعمالِ وقيل عبُّ الشَّمْسِ لُعابُها وعَبُّشَمْسٍ قبيلة من تَمِيمِ والنَّسَبُ إلى جميعِ ذلك عَبْشَمِيٍّ وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمَّاسٌ أسماءٌ والشَّمُوسُ فَرَسُ شَبِيب بنِ جَرادٍ والشَّمُوسُ أيضاً فَرَسُ سُوَيْدِ بنِ خَذَّاقٍ والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ بلدةٌ باليمنِ قال الراعي

(وأنا الذَّي سَمِعَتْ مصانعُ مَأْرِبِ ... وَقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي)

وَيُرْوَى الشَّمِيس

شمس

1 شَمَسَ, aor. ـُ and شَمِسَ, (S, Msb, K,) inf. n. شُمُوسٌ; (TA;) and شَمِسَ, aor. ـَ (K) and شَمُسَ also, like فَضِلَ, aor. ـْ accord. to the lexicologists, as ISd says, but he holds the aor. of شَمِسَ to be شَمَسَ [only]; (TA;) and ↓ اشمس; (S, K;) It (a day) was, or became, sunny, or sunshiny; it had sun, or sunshine: (S, Msb, K:) or it had sun, or sunshine, all the daytime: or it was, or became, clear, or unobscured: (TA:) or its sun was, or became, vehement. (IF, Msb.) A2: شَمَسَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA) and شَمِسَ, (Msb,) inf. n. شُمُوسٌ and شِمَاسٌ, (S, Msb, K,) He (a horse) refused to be ridden or mounted: (S, K:) or took fright and broke loose and ran away, refusing to be ridden, by reason of the vehemence of his force of resistance, [for لِشِدَّةِ متعبه in the TA, I read لشدّة مَنَعَتِهِ,] and his sharpness of temper, so that he would not remain still: (TA:) or became rebellious against his rider. (Msb.) b2: [Hence,] شَمَسَتِ المَرْأَةُ (assumed tropical:) The woman abstained from looking at men, and from exciting their desire. (TA.) b3: And شَمَسَ لِى فُلَانٌ (tropical:) Such a one showed enmity to me: (K: *) or showed his enmity to me, (T, S, A,) and almost made it to take effect, (A,) or as though he purposed to act: (T, TA:) or شَمَسَ فِى فُلَانٍ signifies, [unless فى be a mistake for لِى, and فُلَانٍ for فُلَانٌ,] he showed his enmity [towards such a one], and could not conceal it. (M in TA.) [See also 3.] b4: And الخَمْرُ تَشْمُسُ بِصَاحِبِهَا (assumed tropical:) Wine overcomes, and runs away with, its drinker. (TA.) 2 شمّس, (TK,) inf. n. تَشْمِيسٌ, (K,) He worshipped the sun. (K, TK.) A2: And He spread a thing in the sun, or sunshine, (K, TK,) in order that it might dry. (TA.) 3 شامسهُ, inf. n. مُشَامَسَةٌ and شِمَاسٌ, He opposed him, and treated him with enmity or hostility. (Th, TA.) [See also 1.]4 أَشْمَسَ see 1, first signification. b2: [Also He ascended a mountain towards the sun. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]5 تشمّس He (a man) sat in the sun, or sunshine: (TA:) he set himself up [or exposed himself standing] to the sun. (S, TA.) A2: تشمّس عَلَيْهِ He was niggardly, tenacious, or avaricious, to him. (TA.) [See also the part. n., below.]

الشَّمْسُ [The sun;] the body of the solar light, that runs its course in the firmament: (Lth, * TA:) it is fem.: (S, * Msb, K:) and has neither dual nor pl.: (Msb:) or it has a pl., [though this is not used in a pl. sense,] namely, شُمُوسٌ, (S, K,) as though they called every part of it a شمس, like as they said مَفَارِقُ for مَفْرِقٌ. (S.) When it is made determinate without the article ال, [as] in the name عَبْدُ شَمْسَ, meaning The Servant of the Sun, (Msb, K,) i. e., of this luminous object, (Msb,) the شمس of heaven, because they used to worship it, (K,) it is imperfectly decl., (Aboo-'Alee, Msb, K,) because it is determinate and of the fem. gender, (Aboo-'Alee, K,) or because it is a proper name and of the fem. gender and altered from الشَّمْس: (Msb:) and a poet says, كَلَّا وَشَمْسَ لَنَخْضِبَنَّهُمُ دَمًا [Nay verily, by the sun, we will assuredly dye them with blood], making شمس imperfectly decl. because he means the art. ال to be understood: (IAar, TA:) but some say that in the former instance, (Msb, TA,) and in the latter, (TA,) the word in question has a different signification, which will be shown below: (Msb, TA:) and Sb says that none of the Arabs made شمس determinate without the art. ال, except in the proper name mentioned above, in which all of them made it so. (TA.) The dim. is ↓ شُمَيْسَةٌ. (S, TA.) b2: [Also The sun, or sunshine.] You say, قَعَدَ فِى الشَّمْسِ [He sat in the sun, or sunshine]. (TA.) b3: Also, (K, TA,) or شَمْسٌ, (Msb,) A certain ancient idol. (Msb, K.) Accord. to Ibn-El-Kelbee, it is this that is meant by the proper name mentioned above; and if so, it is perfectly decl.: (Msb:) and some say that it is this also that is meant in the words of the poet cited above, and that he makes the word imperfectly decl. because he uses it as a proper name of the image (الصُّورَة). (TA.) A2: شَمْسٌ also signifies A kind of necklace or collar: (S, K:) or a pendant, or suspended ornament, (مِعْلَاق,) of the necklace or collar upon the neck: or the collar of a dog: (TA:) or a kind of women's ornament: of the masc. gender: (Lh, TA:) pl. شُمُوسٌ. (TA.) b2: And A kind of comb, (K,) with which women in the first age used to comb themselves; (TA;) as also ↓ شَمْسَةٌ. (IDrd, TA.) A3: يَوْمٌ شَمْسٌ: see شَامِسٌ.

يَوْمٌ شَمِسٌ: see شَامِسٌ.

شَمْسَةٌ: see شَمْسٌ, last sentence but one.

شَمْسِىٌّ [Of, or relating to, the sun; solar].

السَّنَةُ الشَّمْسِيَّةُ The solar year. (Mgh.) b2: It is also a term applied by some of the Arabs to The first [annual] increase [of sheep and goats]. (Aboo-Nasr, TA voce صَفَرِىٌّ, q. v.) شَمَاسٌ The disposition, in a horse, of refusing to be ridden, or mounted. (S.) b2: [And hence,] (assumed tropical:) The disposition, in a woman, of abstaining from looking at men, and from exciting their desire: a subst. from شَمَسَتٌ. (TA.) شَمُوسٌ A horse that refuses to be ridden or mounted; (S, K;) as also ↓ شَامِسٌ: (K:) or that takes fright and breaks loose and runs away, refusing to be ridden, by reason of the vehemence of his force of resistance and his sharpness of temper, so that he will not remain still: (TA: [see 1:]) or that will hardly remain still: (A:) or that rebels against his rider: (Msb:) or that refuses to be ridden or mounted, and will hardly remain still: (Mgh:) also applied to a she-camel: (TA:) شَمُوصٌ, with ص, applied to a horse is not allowable: (Msb:) pl. شُمُسٌ (A, Mgh, Msb, K) and شُمْسٌ. (K.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) A woman who abstains from looking at men, and from exciting their desire; as also ↓ شَامِسَةٌ: pl. of the former, شُمُسٌ; and of the latter, [شَوَامِسُ and] شُمُوسٌ. (TA.) b3: Hence also, (Msb,) (tropical:) A man refractory, untractable, perverse, stubborn, or obstinate, in disposition: (S, Msb, TA:) and a man hard, harsh, or illnatured, in his enmity, vehement in contrariousness to him who opposes him: (TA:) شَمُوصٌ [with ص] is not allowable. (S.) b4: [Hence too,] الشَّمُوسُ (assumed tropical:) Wine: (AHn, K:) because it overcomes, and runs away with, its drinker, like the horse to which this epithet is applied. (AHn.) شُمَيْسَةٌ dir of شَمْسٌ, q. v.

شَمَّاسٌ One of the heads of the Christians, who shaves the middle of his head, and keeps to the church: (Lth, A, Mgh, K:) [in the present day, a deacon: see جَاثَلِيقُ:] not pure Arabic, (IDrd,) or not sound Arabic: (M:) [probably, as Golius says, from the Chaldee 165:] pl. شَمَامِسَةٌ. (Mgh, K: [in the TA, شماسة; and in a copy of the A, شَمَّاسَة; but the right reading is that in the Mgh.]) شَامِسٌ A sunny, or sunshiny, day; a day having sun, or sunshine: or having sun, or sunshine, all the daytime: or clear; unobscured: and in like manner, ↓ شَمْسٌ and ↓ شَمِسٌ, a clear, cloudless, day: and شَامِسٌ also signifies intensely hot: (TA:) and ↓ مُشْمِسٌ, applied to a day, signifies the same as شَامِسٌ; (A;) and so ↓ مَشْمُوسٌ. (Th, TA.) A2: A neck having [ornaments of the kind called] شُمُوس [pl. of شَمْسٌ, q. v.]: a possessive epithet. (TA.) A3: See also شَمُوسٌ, in two places.

أَشْمَسُ More, and most, incompliant or resisting. (Ham p. 324.) مُشْمِسٌ: see شَامِسٌ.

مُشَمَّسٌ Made [or spread to dry (see 2)] in the sun, or sunshine. (S.) مُشَمِّسٌ A worshipper of the sun. (O, TA.) مَشْمُوسٌ: see شَامِسٌ.

مُتَشَمِّسٌ [Sitting in or] setting himself up to [or exposing himself standing to] the sun. (K.) A2: A man who defends what is behind his back: (ISh, TA:) a man strong (ISh, K, TA) in that which sustains or supports him; syn. قَوِىٌّ شَديدُ القُومِيَّةِ: (ISh, TA:) Sgh says شَديدُ القُوَّةِ; but the former is the right reading: (TA:) and niggardly, tenacious, or avaricious, to the utmost degree. (K.)
شمس
شمَسَ1 يَشمُس ويَشمِس، شَمْسًا وشُموسًا، فهو شامس
• شمَس اليومُ: ظهرت فيه الشمسُ، كان صَحْوًا، لا غيمَ فيه. 

شمَسَ2/ شمَسَ لـ يَشمُس، شِماسًا وشُموسًا، فهو شامِس وشَموس، والمفعول مشموس له
• شمَستِ الدّابّةُ: جمحت ونفَرت "فرسٌ شَمُوس".
• شمَس فلانٌ: تأبّى واستعصى.
 • شمَس لفلانٍ: همَّ به ليؤذيَه. 

أشمسَ يُشمِس، إشماسًا، فهو مُشمِس
• أشمس يومُنا: شمَس؛ ظهرت شمسُه أو قوِيت "أشمستِ الأيّام وأقمرت الليالي- أشمس النهارُ". 

تشمَّسَ يتشمَّس، تشمُّسًا، فهو مُتشمِّس
• تشمَّس الرَّجلُ: تعرَّض للشَّمس "تشمّس السبّاح على الشاطئ". 

شامسَ يشامس، مُشامَسةً وشِماسًا، فهو مُشامِس، والمفعول مُشامَس
• شامس جارَه: عاداه وعانده. 

شمَّسَ/ شمَّسَ لـ يشمِّس، تشميسًا، فهو مُشمِّس، والمفعول مُشمَّس
• شمَّس الشَّيءَ: عرّضه للشّمس ليجفّ وييبس "شمَّس العنبَ/ التّمرَ".
• شمَّس لي فلانٌ: أبدى عداوتَه لي. 

تشمُّس [مفرد]:
1 - مصدر تشمَّسَ.
2 - طاقة الإشعاع الشمسيّ التي تستقبلها الأرضُ في يوم واحد. 

شامِس [مفرد]: ج شامسون وشُمَّس، مؤ شامسة، ج مؤ شامسات وشوامِسُ: اسم فاعل من شمَسَ1 وشمَسَ2/ شمَسَ لـ. 

شِماس [مفرد]: مصدر شمَسَ2/ شمَسَ لـ. 

شَمْس [مفرد]: ج شُموس (لغير المصدر): مصدر شمَسَ1.
• الشَّمس:
1 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 91 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمس عشرة آية.
2 - (فك) النَّجم الرَّئيسيّ الذي تدور حوله الأرضُ وسائرُ المجموعة الشَّمسيَّة ويمدُّ الأرضَ بالضّوء والحرارة "غرُبت الشّمس: اختفت- الشمس كاسفة ليست بطالعة ... تبكي عليها نجومُ الليل والقمرُ- {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} - {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} " ° حمَّام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- لا جَديد تحت الشَّمس: لم يجدّ جديدٌ- مَكان تحت الشَّمس: مكان أمين- واضح وضوحَ الشَّمس: لا مجال فيه للشّكّ أو عدم الفهم- يَوْمٌ شمْس: مُشمس، مضاء بنور الشّمس، صَحْو.
• شَمْس منتصف اللَّيل: (فك) شَمْس لا تَغْرب، وتُشاهد طوال الأربع والعشرين ساعة خلال مدّة من الصيف في المنطقتين القطبيّتين الشماليَّة والجنوبيَّة.
• ضَرْبَة الشَّمس: (طب) حالة مرضيّة حادّة تنشأ من تأثير أشعة الشَّمس الحارة، قد تؤدِّي إلى موت المريض إذا لم يسعف في حينه، وتتميّز بارتفاع الحرارة والصداع الشديد، وقد تصاحبها غيبوبة.
• عبَّاد الشَّمس: (نت) دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام. 

شمسيّ [مفرد]: مؤ شمسيَّة، ج مؤ شَمْسيَّات وشماسِيُّ: اسم منسوب إلى شَمْس: "حمّام شمسيّ".
• الطَّيف الشَّمسيّ: (فز) صور متقاربة تؤلِّف سلسلة مُتَّصلة من الألوان ناتجة عن انحلال الضَّوء الأبيض.
• النَّظام الشَّمسيّ: (فك) المجموعة الشَّمسيّة التي تدور حول الشَّمس من كواكب وأقمار وكوَيْكبات ومُذَنَّبات وشُهُب ونيازك.
• التَّصوير الشَّمسيّ: طريقة تقنيَّة تمكِّن من الحصول على صورة ثابتة للأشياء بنقل ضوء سطح حساس بواسطة آلة التَّصوير الشَّمسيّ. 

شَمسِيَّة [مفرد]: ج شَمْسيَّات وشماسِيُّ:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شَمْس.
2 - مصدر صناعيّ من شَمْس: مظلّة تُطوى وتُنشر يُتّقى بها من حرارة الشمس أو المطر.
• السَّنة الشَّمسيَّة: (فك) الفترة الزّمنيَّة التي تستغرقها الأرض للدّوران حول الشَّمس دورةً كاملةً، تبدأ في أوّل يناير وتنتهي في آخر ديسمبر.
• الحُروف الشَّمسِيَّة: (لغ) الحروف التي لا تلفظ قبلها لام التَّعريف فتشدّد كقولنا: الشَّمْس، وهي أربعة
 عشر حرفًا: ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ل، ن.
• اللاَّم الشَّمسيَّة: (لغ) لام المعرفة إذا أُدغمتْ في الحروف التي تليها مثل التَّاء والثَّاء والدَّال والشَّين، عكسها الَّلام القمريّة. 

شَمّاس [مفرد]: ج شَمامِسَة:
1 - صيغة مبالغة من شمَسَ2/ شمَسَ لـ.
2 - خادم الكنيسة، وهي مرتبةٌ دون القِسِّيس. 

شَموس [مفرد]: ج شُمْس وشُمُس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شمَسَ2/ شمَسَ لـ.
2 - خَمْر "لعبت الشّمُوس برأسه". 

شُموس [مفرد]: مصدر شمَسَ1 وشمَسَ2/ شمَسَ لـ. 
شمس
الشَّمْسُ: تُجْمَع على شُمُوْسٍ، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ ناحيَةٍ منها شَمْساً، كما قال ذو الرُّمَّة:
بَرّاقَةُ الجِيْدِ واللَّبّاتُ واضِحَةٌ ... كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضى بها لَبَبُ
قال مالِك الأشْتَر النَّخَعِيُّ:
حَمِيَ الحَدِيْدُ عليهم فَكأنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أو شعَاعُ شُمُوْسِ
وتَصْغيرُها: شُمَيْسَة.
وقد سَمَّت العربُ عَبْدَ شَمْسَ، ونَصَّ أبو عَلّيٍ في التذكِرَة على ترك الصَّرف في عبد شَمس للتعريف والتأنيث، وفَرَقَ بينه وبين دَعْدَ في التخيير بين الصَّرفِ وتَرْكِه. وأُضيفَ إلى الشمس من السَّيّارات التي كانوا يعبُدُونها، لا إلى صَنَمٍ اسْمُه شَمْسٌ؛ كعبد مناة وعبدِ يغوث وعبد العُزّى.
ومن الأصنام صَنَمٌ اسْمُهُ شَمْس، وذكر ابنُ الكَلْبي: أنَّ أوَّلَ مّنء سُمِّيَ عَبْدَ شَمْس: سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُب، وذَكَرَ: أنَّ شَمْسَاً صَنَمٌ قَديم، قال جرير:
أنتَ ابْنُ مُعْتَلَجِ الأباطِحِ فافْتَخِر ... من عَبْدِ شَمْسَ بذِرْوَةٍ وصَمِيْمِ
وما يَجِيءُ في الشِّعْرِ مَصْروفاً يُحْمَلُ على الضّرورة. وقال ابن الأنباري: تقول: قد أتَتْكَ عَبْدُ شَمْسٍ يا فَتى، فتؤنِّثُ الفِعْلَ، ولا تُجْري الشَّمْسَ للتأنيث والتعريف.
والنِّسبة إلى عَبْدِ شَمْسٍ عَبْشَمِيٌّ، لأنَّ في النِّسْبَة إلى كلِّ اسْمٍ مُضافٍ ثلاثةُ مَذاهِب: إنْ شِئتَ نَسَبْتَ إلى الأولى منهما، كقولِكَ: عَبْدِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عَبدِ القيس، قال:
وهم صَلَبوا العَبْدِيَّ في جِذُعِ نَخْلَةٍ ... فلا عَطَسَت شَيْبانُ إلاّ بأجْدَعا
وإن شِئتَ نَسَبْتَ إلى الثاني إذا خِفْتَ اللّبْسَ فقُلْتَ: مُطَّلِبِيٌّ؛ إذا نَسَبْتَ إلى عبد المُطَّلِب. وإن شِئتَ أخَذتَ من الأوّل حرفين ومن الثاني حرفين؛ وَرَدَدْتَ الاسم إلى الرُّباعيِّ؛ ثُمَّ نَسَبْتَ إليه، فقُلْتَ: عَبْدَرِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وعَبْشَمِيٌّ؛ في النِّسْبَةِ إلى عبد الدار وعبد القيس وعبد شمس، قال عبد يَغوث بن وقّاص الحارثيُّ:
وتَضْحَكُ منِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّة ... كأن لم ترى قَبلي أسيراً يمانياً
وأما عَبْشَمْس بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم فانًّ أبا عمرو بن العلاء يقول: أصْلُهُ عَبُّ شمس: أي حبُّ شمس؛ وهو ضوؤها؛ والعين مبدّلة من الحاء، كما قالوا في عَبِّقُرٍ وهو البَرَدُ، وقد تُخَفَّفُ، قال:
إذا ما رَأت شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ بادَرَتْ ... إلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيْدُها
ويروى: " شَمَّرَتْ "، ويروى: " والجُرْهُمِيُّ "، وقال ابن الأعرابي: اسمُه عِبءُ الشَّمسِ - بالهمزِ -، والعِبءُ: العِدْلُ، أي هو نَظيرها وعِدْلُها. وعَبْءَ الشمس - أيضاً -، كالعِدْلِ والعَدْلِ.
وشمسُ: عين ماء.
وعينُ شَمْسٍ: موضع.
وبَنو الشَّمس: بطن من العرب.
وأما قول تأبَّطَ شَرّاً:
إنّي لَمٌهْدٍ من ثَنائي فقاصِدٌ ... به لابْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بن مالِك
فانَّه يُروى بفتح الشين وضمها، فمَن ضمَّها قال انَّه عَلَمٌ لهذا الرَّجُلِ فقط، كحَجَرٍ في أنَّه عَلَمٌ لأبي أوس؛ وأبي سُلمى في أنَّه عَلَمٌ لأبي زهير؛ الشّاعرين، والأعلام لا مُضايَقَةَ فيها.
وعُقاةُ بن شُمْسٍ، ومَعْوَلَة بن شُمْسٍ، وحُدّانُ بن شُمْسٍ، ونحوَ بن شُمْسٍ، ونَدَب بن شُمْسٍ.
وقال ابن دريد: الشَّمْسَة - وقال غيره: الشَّمسُ -: ضَرْبٌ من المَشْطِ كانَ بعضُ نساء الجاهليَّة يَمْتَشِطْنَه. قال:
فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِي ... اتِ وعُلِّيْتِ بِشَمْسِ
وخَضَبْتِ الكَفَّ بالحِن ... اءِ والجِيْدَ بِوَرْسِ
والشَّمْسُ: ضَربٌ من القلائِد.
والشَّمْسَتان: مُوَيْهَتَانِ في جوف عريض، وهو قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بطَرَفِ النِّيْرِ؛ نِيْرِ بَني غاضِرَةَ. وقال ابن الأعرابي والفرّاء: الشُّمَيْسَتانِ: جَنَّتانِ بازاءِ الفِرْدَوْسِ.
وثابِت بن قيس بن شَمّاس - رضي الله عنه -: له صحبة. وقال الليث: الشمّاس من رؤوس النَّصارى: الذي يَحْلِقُ وَسَطَ رأسِهِ لازِماً للبيعة. وهذا عَمَلُ عُدُوْلهم. وقال ابن دريد: فأما شَمّاسُ النَّصارى فليس بعربي مَحْضٍ، ويُجْمَعُ على شَمَامِسَة.
والشَّمّاسِيَّة: محلة بدمشق، وموضع قريب من رصافة بغداد.
وشَمَسَ يومُنا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ - وزاد ابن دريد: شَمِسَ؛ بكسر الميم -: إذا كان ذا شَمْسٍ وأنشد:
فلو كان فينا إذ لَحِقنا بُلالَة ... وفيهنَّ واليَوْمُ العَبُوْرِي شامِسُ
وقال ذو الرمّة يَصِف الظُّعنَ:
ألِفْنَ اللِّوى حتى إذا البَرْوَقُ ارتَمى ... به بارِحٌ راحٌ من الصَّيْفِ شامِسُ
وأبْصَرْنً أنَّ القِنْعَ كانَت نِطافُهُ ... فَرَاشاً وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ
تَحَمَّلْنَ من قاعِ القَرِيْنَةِ بَعْدَ ما ... تَصَيَّفْنَ حتى ما عن العِدِّ حابِسُ
وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوْساً وشِمَاساً فهو شامِس وشَمُوْس: أي مَنَعَ ظَهْرَه، وخَيْلُ شُمْسٌ وشُمُسٌ - مثال خُلْق وخُلُق -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - الذي رواه سَمُرَة بن جُنْدُب - رضي الله عنه -: مالي أراكُم رافِعي أيديكِم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؛ اسْكنوا في الصلاة، ثمَّ خَرَجَ علينا فَرَآنا حِلَقاً فقال: مالي أراكَم عِزِيْنَ، ثُمَّ خَرَجَ علينا فقال: ألاَ تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة عند ربها؟ قالوا: يا رسول الله وكيف تَصُفُّ الملائكة ربَّها؟ قال: يتمُّونَ الصفوف الأولى ويَتَراصُّونَ في الصَّفِّ. قال النابغة الذبياني:
شُمْسٌ مَوَانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِ
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ الأسوَدِ بن شَرِيكٍ.
والشَّمُوْس - أيضاً -: فَرَسُ يَزيد بن خَذّاقٍ العَبْديِّ، وهو القائل فيها:
ألا هَلْ أتاها أنَّ شِكَّةَ حازمٍ ... لَدَيَّ وأنّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوْسا
وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً ... كأنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوْسا
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ سُويد بن خَذّاقٍ العَبْديّ.
والشَّمُوْسُ - أيضاً -: فَرَسُ عبد الله بن عامر القُرَشِّي، وهو القائل فيه:
جرى الشَّمُوْسُ ناجِزاً بناجِزِ
والشَّمُوْسُ: فَرَسُ شَبِيْب بن جَراد أحد بني الوحيد.
والشَّمُوْسُ: هضبة معروفة، سُمِّيتْ بذلك لأنها صعبة المُرتقى.
والشَّمُوْسُ: بنت أبي عامِر الرّاهب واسمه عبد عمرو بن صَيْفيٍّ، والشَّمُوْسُ: بنت عمرو بن حرام، والشَّمُوْسُ: بنت مالك بن قيس، والشَّمُوْسُ: بنت النعمان بن عامِر الأنصاريَّة. رضي الله عنهن، لهنَّ أربعهن صحبة.
ورجُلٌ شَمُوْسٌ: صعب الخُلُق، ولا تَقُل شَمُوصٌ.
وشَمَسَ لي فلان: إذا أبدى لك عداوةً.
وشامِسْتان: من قرى بَلْخَ.
وأشْمَسَ يومُنا: صار ذا شَمْسٍ.
والتَّشْمِيْسُ: بَسْطُ الشيء في الشمس، يقال: شيء مُشَمَّس: أي عُمِلَ في الشمس.
والمُشَمِّس: الذي يعبد الشمس.
والمُتَشَمِّس من الرجال: الذي يمنع ما وراءَ ظهرِه، وهو الشديد القوة.
والبخيل - أيضاً -: مُتَشَمِّسٌ، وهو الذي لا يُنال منه خير، يقال: أتَيْنا فلاناً نتعَرَّضُ لِمَعْروفِه فَتَشَمَّسَ علينا: أي بَخِلَ.
وتَشَمَّسَ - أيضاً -: انْتَصَبَ للشمس، قال ذو الرمَّة:
كأنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً ... يَدا مُذْنِبٍ يَسْتَغْفِرُ الله تائبِ
والتركيب يدل على تلوُّنٍ وقِلَّةِ استقرار.

شمس: الشمس: معروفة. ولأَبْكِيَنَّك الشمسَ والقَمَر أَي ما كان ذلك.

نصبوه على الظرف أَي طلوعَ الشمس والقمر كقوله:

الشمسُ طالعةٌ، ليسَتْ بكاسِفَةٍ،

تَبْكِي عليكَ، نُجومَ الليلِ والقَمَرا

والجمع شُموسٌ، كأَنهم جعلوا كل ناحية منها شمساً كما قالوا للمَفْرِق

مَفارِق؛ قال الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:

إِنْ لم أَشِنَّ على ابنِ هِنْدٍ غارَةً،

لم تَخْلُ يوماً من نِهابِ نُفُوسِ

خَيْلاً كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً،

تَعْدُو ببيضٍ في الكريهةِ شُوسِ

حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه

وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ

شَنَّ الغارة: فرَّقها. وابن هند: هو معاوية. والسَّعالي: جمع سِعْلاةٍ،

وهي ساحرة الجنّ، ويقال: هي الغُول التي تذكرها العرب في أَشعارها.

والشُّزَّبُ: الضامرة، واحدها شازِبٌ. وقوله تَعْدُو ببيض أَي تعدو برجال

بيض. والكريهة: الأَمر المكروه. والشُّوسُ: جمع أَشْوَسَ، وهو أَن ينظر

الرجل في شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه. وتصغير الشمس: شُمَيْسَة.

وقد أَشْمَسَ يومُنا، بالأَلف، وشَمَسَ يَشْمُِسُ شُموساً وشَمِسَ

يَشْمَسُ، هذا القياس؛ وقد قيل يَشْمُسُ في آتي شَمِس، ومثله فَضِلَ يَفْضُل؛

قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة والصحيح عندي أَن يَشْمُسُ آتي شَمَسَ؛

ويوم شامسٌ وقد شَمَس يَشْمِسُ شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كله،

وشَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كان ذا شمس. ويوم شامِسٌ: واضحٌ، وقيل: يوم شَمْس

وشَمِسٌ صَحْوٌ لا غيم فيه، وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحكي عن ثعلب: يوم

مَشْمُوس كَشامِسٍ. وشيء مُشَمَّس أَي عُمِلَ في الشمس. وتَشَمَّسَ

الرجلُ: قَعَدَ في الشمس وانتصب لها؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً،

يَدا مُذْنِبٍ، يَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ

الليث: الشمس عَيْنُ الضِّحِّ؛ قال: أَراد أَن الشمس هو العين التي في

السماء تجري في الفَلَكِ وأَن الضِّح ضَوْءُه الذي يَشْرِقُ على وجه

الأَرض.

ابن الأَعرابي والفراء: الشُّمَيْسَتان جنتان بإِزاء الفِرْدَوْس.

والشَّمِسُ والشَّمُوسُ من الدواب: الذي إِذا نُخِسَ لم يستقرّ.

وشَمَسَت الدابة والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وهي شَمُوسٌ: شَرَدتْ

وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظهرها، وبه شِماسٌ. وفي الحديث: ما لي أَراكم رافعي

أَيديكم في الصلاة كأَنها أَذْنابُ خيل شُمْسٍ؟ هي جمعُ شَمُوسٍ، وهو

النَّفُورُ من الدواب الذي لا يستقرّ لشَغَبه وحِدَّتِه، وقد توصف به الناقة؛ قال

أَعرابي يصف ناقة: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، وكل صفة من

هذه مذكورة في فصلها. والشَّمُوسُ من النساء: التي لا تُطالِعُ الرجال

ولا تُطْمِعُهم، والجمع شُمُسٌ؛ قال النابغة:

شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

وقد شَمَسَتْ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي:

قِصارُ الخُطَى شُمٌّ، شُمُوسٌ عن الخَنا،

خِدالُ الشَّوَى، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ

جَمَعَ شامِسَةً على شُمُوسٍ كقاعدة وقُعُود، كَسَّره على حذف الزائد،

وقد يجوز أَن يكون جَمَعَ شَمُوس فقد كَسَّروا فَعِيلة على فُعُول؛ أَنشد

الفرّاء:

وذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها

بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطوفُ

وقال: هو جَمع قَطِيفَة. وفَعِّول أُخْت فَعِيل، فكما كَسَّروا فَعِيلاً

على فُعُول كذلك كَسَّروا أَيضاً فَعُولاً على فُعُول، والاسم الشِّماسُ

كالنِّوارِ؛ قال الجَعْدي:

بآنِسَةٍ، غيرَ أُنْسِ القِراف،

تُخَلِّطُ باللِّينِ منها شِماسا

ورجل شَمُوس: صَعْب الخُلُق، ولا تقل شَمُوص. والشَّمُوسُ: من أَسماء

الخمر لأَنها تَشْمِسُ بصاحبها تَجْمَحُ به؛ وقال أَبو حنيفة: سميت بذلك

لأَنها تَجْمَحُ بصاحبها جِماحَ الشَّمُوسِ، فهي مثل الدابة الشَّمُوس،

وسميت رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة، وهو أَن يَهَشَّ

للعَطاء ويَخِفَّ له؛ يقال: رِحْتُ لكذا أَراح؛ وأَنشد:

وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وحالي

ورجل شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ في عداوته شديد الخلاف على من عانده، والجمع

شُمْسٌ وشُمْسٌ؛ قال الأَخطل:

شُمْسُ العَداوةِ حتى يُسْتَقادَ لهم،

وأَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا

وشامَسَه مُشامَسَةً وشِماساً: عاداه وعانده؛ أَنشد ثعلب:

قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بهم

ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا

وشَمِسَ لي فلانٌ إِذا بَدَتْ عداوته فلم يقدر على كتمها، وفي التهذيب:

كأَنه هَمَّ أَن يفعل، وإِنه لذو شِماسٍ شديدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ

من الرجال الذي يمنع ما وراء ظهره، قال: وهو الشديد القومية، والبخيل

أَيضاً: مُتَشَمِّس، وهو الذي لا تنال منه خيراً؛ يقال: أَتينا فلاناً

نتعرَّض لمعروفه فتَشَمَّسَ علينا أَي بخل.

والشَّمْسُ: ضَرْبٌ من القلائد. والشَّمْسُ: مِعْلاقُ الفِلادةِ في

العُنُق، والجمع شُمُوسٌ؛ قال الشاعر:

والدُّرُّ، واللؤْلؤُ في شَمْسِه،

مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ

وجِيدٌ شامِس: ذو شُمُوسٍ، على النَّسَب؛ قال:

بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهما

ضَمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ

قال اللحياني: الشَّمْسُ ضرب من الحَلْيِ مذكر. والشَّمْسُ: قِلادة

الكلب.

والشَّمَّاسُ من رؤوس النصارى: الذي يحلق وسط رأْسه ويَلْزَمُ البِيعَة؛

قال ابن سيده: وليس بعربي صحيح، والجمع شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الهاء

للعجمة أَو للعِوَض.

والشَّمْسَة: مَشْطَةٌ للنساء.

أَبو سعيد: الشَّمُوسُ هَضْبَة معروفة، سميت به لأَنها صعبة

المُرْتَقَى. وبنو الشَّمُوسِ: بطنٌ. وعَيْنُ شَمْس: موضع. وشَمْسُ عَيْنِ: ماءٌ.

وشَمْسٌ: صَنَم قديم. وعبدُ شَمْسٍ: بطنٌ من قريش، قيل: سُمُّوا بذلك

الصنم، وأَوّل من تَسَمَّى به سَبَأْ بن يَشْجُبَ؛ وقال ابن الأَعرابي في

قوله:كَلاَّ وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما

لم يصرف شمس لأَنه ذهب به إِلى المعرفة ينوي به الأَلف واللام، فلما

كانت نيته الأَلف واللام لم يُجْره وجعله معرفة، وقال غيره: إِنما عنى الصنم

المسمى شَمْساً ولكنه تَرك الصَرْفَ لأَنه جعله اسماً للصورة، وقال

سيبويه: ليس أَحد من العرب يقول هذه شمسُ فيجعلها معرفة بغير أَلف ولام،

فإِذا قالوا عبد شمس فكلهم يجعله معرفة، وقالوا عَبُّشَمْسٍ وهو من نادر

المدغم؛ حكاه الفارسي، وقد قيل: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لكثرة الاستعمال،

وقيل: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قال الجوهري: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زيد

مَناةَ ابن تميم فإِن أَبا عمرو بنَ العَلاء يقول: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كما

تقول حَبُّ شَمْسٍ وهو ضَوءُها، والعين مُبْدَلة من الحاء، كما قالوا في

عَبُّ قُرٍّ وهو البَرَدُ. قال ابن الأَعرابي: اسمه عَبءُّ شَمْسٍ، بالهمز،

والعَبْءُ العِدْلُ، أَي هو عِدْلها ونظيرها، يُفْتَحُ ويكسر. وعَبْدُ

شَمْس: من قريش، يقال: هم عَبُ الشَّمْسِ، ورأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ، ومررت

بعَبِ الشَّمْسِ؛ يريدون عبدَ شَمْسٍ، وأَكثر كلامهم رأَيت عبدَ شَمْس؛

قال:

إِذا ما رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ

إِلى زِمْلها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها

وقد تقدَّم ذلك مُسْتَوْفًى في ترجمة عبأَ من باب الهمز. قال: ومنهم من

يقول عَبُّ شَمْسٍ، بتشديد الباء، يريد عبدَ شمس. ابن سيده: عَبُ شَمْسٍ

قبيلة من تميم والنسب إِلى جميع ذلك عَبْشَمِيّ لأَن في كل اسم مضاف

ثلاثةَ مذاهب: إِن شئت نسبت إِلى الأَوّل منهما كقولك عَبْدِيٌّ إِذا نسبت

إِلى عبد القَيْس؛ قال سُوَيْد بن أَبي كاهل:

وهم صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا

وإِن شئت نسبت إِلى الثاني إِذا خفت اللبس فقلت مُطَّلِبِيٌّ إِذا نسبت

إِلى عبد المُطَّلِب، وإِن شئت أَخذت من الأَوّل حرفين ومن الثاني حرفين

فَرَدَدْتَ الاسم إِلى الرباعيِّ ثم نسبت إِليه فقلت عَبْدَرِيُّ إِذا

نسبت إِلى عبد الجار، وعَبْشَمِيٌّ إِذا نسبت إِلى عبد شَمْسٍ؛ قال عبدُ

يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ:

وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ،

كأَنْ لم تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني

أَنا الليثُ، مَعْدُوّاً عليَّ وعادِيا

وقد كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ

ـمَطِيِّ، وأَمْضِي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا

وقد تَعَبْشَمَ الرجلُ كما تقول تَعَبْقَسَ إِذا تعلق بسبب من أَسباب

عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ.

وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمِيسٌ وشَمَّاسٌ: أَسماء. والشَّمُوسُ:

فَرَس شَبِيبِ بن جَرَادِ. والشَّمُوس أَيضا: فرس سُوَيْد بن خَذَّاقٍ.

والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ: بلد باليمن؛ قال الراعي:

وأَنا الذي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ

وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي

ويروى: الشَّمِيس.

شمس
الشَّمْسُ، م، أَي معروفَةٌ، مُؤَنَثَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: الشَّمْسُ عَيْنٌ الضَّحِّ، أَرَادَ أَنَّ الشَّمْسَ هُوَ العَيْنُ الَّتِي فِي السَّماءِ تَجْري فِي الفَلَكِ، وأَنَّ الضَّحَّ ضُوْؤُه الَّذِي يُشْرِق على وَجْهِ الأَرْضِ، ج شُمُوسٌ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كلِّ ناحِيَةٍ مِنْهَا شَمْساً، كَمَا قالُوا للمَفْرِقِ: مَفَارِق، قَالَ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ:
(حِمىَ الحَدِيدُ عليهُم فكأَنَّهُ ... وَمَضَانُ بَرْقٍ أَوْ شُعَاعُ شُمُوسِ)
والشَّمْسُ: ضَرْبٌ مِنَ المَشْطِ، كانتِ النِّسَاءُ فِي الدَّهْرِ الأُوَّلِ يَتَمَشَّطْنَ بِهِ، وَهِي الشَّمْسَةُ، قالَهُ ابْن دُرَيْدٍ. وأَنْشَدَ:
(فامْتَشَطْتِ النَّوْفَلِيَا ... تِ وعُلِّيتِ بِشمْسِ)
والشَّمْسُ: ضَرْبٌ مِن القَلائِد، وَقيل: هُوَ مِعْلاقُ القِلاَدَةِ فِي العُنُقِ، والجَمْعُ شُمُوسٌ، وقالَ اللحْيَانيُّ: هُوَ ضَرْبٌ من الحُلِيِّ، مُذَكَّر، وقالَ غيرُه، هُوَ قِلاَدةُ الكَلْبِ. والشَّمْسُ: صَنَمٌ قَديمٌ، ذكرَه ابْن الكَلْبِيّ. والشَّمْسُ: عَيْنُ ماءٍ، يُقَال لَهُ: عَيْنُ شَمْسٍ. والشَّمْسُ: أَبُو بَطْنٍ من العَربِ، قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(إِني لَمُهْدٍ مِنْ ثَنَائِي فَقَاصِدٌ ... بهِ لاِبْنِ عَمِّ الصِّدْقِ شَمْسِ بنِ مَالِكِ)
ويُرْوَى فِي البَيْتِ بفَتْح الشِّينِ. وَقد سَمَّتْ عَبْدَ شَمْسٍ وَهُوَ بَطْنٌ من قُرَيْشٍ، قِيلَ: سُمُّوا بذلِك الصَّنَمِ، وأَوَّلُ مَن تَسَمَّى بِهِ سَبَأُ بنُ يَشْجُبُ. ونَصَّ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرة على مَنْعِه، أَي تَرْكِ الصَّرْفِ من عَبْدِ شَمْس، للتَّعْرِيفِ والتَّأْنِيثِ، وفَرَّق بينَه وبَيْنَ دَعْدٍ، فِي التَّخْيِيرِ بينَ الصَّرْفِ وتَرْكِه، قَالَ جَرِير:
(أَنْتَ ابنُ مُعْتَلَجِ الأَبَاطِحِ فافْتَخِرْ ... مِنْ عَبْدِ شَمْسَ بِذِرْوَةٍ وصَمِيم) وَمَا جاءَ فِي الشعْر مَصْرُوفاً حُمِلَ على الضَّرُورَةِ، كَذَا نَصَّ الصّاغَانِيُّ، فإِذاً لَا يُحْتَاجُِإلى تَأْوِيلٍ، وَهُوَ قولُ شيخِنَا: لعلَّ المُرَادَ على جُوازِ مَنْعِه. وإِلاَّ فالأَفْصَحُ عِنْد أَبِي عليٍّ فِي المُؤَنَّثِ الثُّلاثِيّ الساكِنِ الوسَطِ الصَّرْفُ، كَمَا فِي هَمْعِ الهَوَامِعِ وغيرِه، فتأَمَّلْن وفال ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي قولِه: كَلاَّ وشَمْسَ لَنَخْضبَنَّهُمُ دَمَا لم يُصْرِفْ شَمْسَ لأَنَّه ذَهَبَ بهِ إِلَى المَعْرِفَةِ يَنْوِي بِهِ الأَلِفَ والّلام، فلمّا كَانَت نِيَّتُه الأَلَفَ واللامَ لم يُجْرِه، وجَعَلَه مَعْرِفَةً، وَقَالَ غيرُه، إِنّمَا عَنَى الصَّنَمَ المُسَمَّى شَمْساً، وَلكنه تَرَكَ)
الصَّرْفَ لأَنَّهُ جَعَلَه اسْماً للصُّوَرَةِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَحَدٌ من العَرَبِ يَقُولُ: هَذِه شَمْسُ فيَجْعَلُها مَعْرِفَةً بغيرِ أَلِف وَلَام، فإِذا قَالُوا: عَبْدُ شَمْس، فكلُّهُم يَجْعَلُهَا مَعْرِفَةً. وأُضِيفَ إِلى شَمْسِ السَّمَاءِ، لأَنَّهُم كانُوا يَعْبُدُونَهَا، وَهُوَ أَحَدُ الأَقْوَال فِيهِ، وَقيل: إِلى الصَّنَمِ. والنِّسْبَةُ عَبْشَمِيٌّ، بالأَخْذِ منَ الأَوَّلِ حَرْفِيْنِ وَمن الثّانِي حَرْفَيْنِ، ورَدِّ الأسمِ إِلَى الرُّبَاعِيّ، قَالَ عَبْدُ يَغوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحَارِثِيُّ:
(وتَضْحَكُ مِني شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيَا)
وأَمَّا بنِ تَمِيمٍ فأَصْلُه، على مَا قالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ، وَنَقله عَنهُ الجُوْهَرِيُّ: عَبُّ شَمْسٍ: أَي حَبُّها، أَي ضُوْءُهَا، والعَيْنُ مُبْدَلَةٌ من الحاءِ، كَمَا قالُوا فِي عَبِّ قُرٍّ، وَهُوَ البَرْدُ، وَقد يُخَفَّفُ فيُقَال: عَبُ شَمْسٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ الجُوْهَرِيّ، وقِيل: عَبُ الشَّمْسِ: لُعَابُهَا. وإِمَّا أَصْلُه: عَبْءُ شَمْسٍ، بالهَمْزِ والعَبْءُ: العِدْلُ، أَي نَظِيرُهَا وعِدْلُهَا يُفْتَح ويُكْسَرُ، قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ، والنِّسْبُةُ: عَبْشَمِيٌّ أَيضاً، كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه. وعَيْنُ شَمْسٍ: ع بمِصْرَ بالمَطَرِيَّة خارِجَ القَاهِرَة، كَانَ بِهِ مَنْبِتُ البَلَسَانِ قَدِيما، كَمَا تَقدَّمَت. الإِشْارَةُ إِلَيْهِ، وَقد وَرَدْت هَذَا المَوْضِعَ مِرَاراً، وسيأْتي للمصنِّف فِي عين أَيضاً. والشَّمْسَتانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَة: الشَّمْسَانِ: مُوَيْهَتانِ فِي جُوْفِ غَرِيضٍ، كأَمِيرٍ، هَكَذَا بالغِينِ المُعْجَمَةِ فِي النٌّ سَخِ، والصوابُ بالإِهْمَالِ، وَهِي قُنَّةٌ مُنْقَادَةٌ بأَعْلَى نَجْدٍ فِي طَرَفِ النِّيرِ، نيرِ بَنِي غَاضِرَةَ، وَقد سَبَق أنَّ الَّذِي لبَنِي غاضِرَةَ فِي النِّير الجانِبُ الغَرْبِيُّ مِنْهُ، فإِنَّ شَرْقِيَّهُ لِغَنيّ بنِ أَعْصُرَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ والفَرّاءُ: الشُّمَيْسَتَانِ: جَنَّتَانِ بإِزاءِ الفِرْدَوْسِ، وسَيَأْتِي الفِرْدَوْسُ فِي مَوْضِعه. والشَّمَّاسُ، كشَدَّادٍ، من رُؤُوسِ النَّصَارَى: الَّذِي يَحْلِقُ وَسَطَ رَأْسِه، لازِماً لِلْبِيعَةِ، وَهَذَا عَمَلُ عُدُولِهِم وثِقَاتِهِم، قالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فأَمَّا شَمَّاسُ النَّصارَى فلَيْسَ بعربِيٍّ مَحْض. وَفِي المُحْكَمِ: لَيْسَ بعربِيٍّ صحيحٍ، ج شَمَامِسَةٌ، أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَةِ أَو العِوَض. وشَمَّاسُ بنُ زُهَيْرِ بنِ مالِكِ بنِ امرِئ القَيْسِ بنِ مالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الخَزْرَجِ جَدُّ أَبِي محمَّدٍ ثابِتِ ابنِ قَيْسٍ الصَّحَابِي خَطِيبِ الأَنْصار. والشَّمَّاسِيَّةُ: مَحَلَّةٌ بدِمَشْقَ، وأَيضاً: ع قُرْبَ، وَفِي التَّكْمِلَة: بجَنْب رُصافَةِ بَغْدَادَ، نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيُّ. وشَمسَ يَوْمُنَا يَشْمُسُ ويَشْمِسُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، شُمُوساً، بالضّمِّ فيهمَا، وشَمِسَ، كسَمِعَ، يَشْمِسُ، بالفَتْحِ على القِيَاسٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقد قِيلَ: آتِيه يَشْمُسُ، بالضّمِّ، ومثلُه فَضلَ يَفْضُلُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قولُ أَهْلِ اللُّغَةِ، والصحيحُ عندِي أَنَّ يَشْمُس آتِي شَمَسَ. وأَشْمَسَ يَوْمُنَا، بالأَلِف، أَي صارَ ذَا شَمْسٍ.)
وَيُقَال: يَوْمٌ، شامِسٌ، وَقد شَمَسَ شُمُوساً، أَي ذُو ضِحٍّ نَهَارهُ كُلّه، وقِيلَ: يومٌ شامِسٌ: وَاضِحٌ.
وشَمَسَ الفَرَسُ يَشْمُسُ شُمُوساً، بالضّمّ، وشِمَاساً، بالكَسْرِ: شَرَدَ وجَمَحَ، ومَنَع ظَهْرَهُ عَن الرُّكُوبِ لشِدَّة شَغْبِهِ وحِدَّتِه، فَهُوَ لَا يَسْتَقرُّ، فَهُوَ شامِسٌ وشَمُوسٌ، كصَبُورٍ، مِنْ خَيْلٍ شُمْسٍ، بالضَّمّ، وشُمُسٍ، بضمَّتين، وَمِنْه الحَديثُ كأَنَّهَا أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ وَقد تُوصَفُ بِهِ النّاقةُ، قَالَ أَعْرَابِيٌّ يَصِفُ ناقَتَه: إِنّهَا لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرَوسٌ نهُوسٌ. والشَّمُوسُ: من أَسْمَارِ الخَمْرِ، لأَنَّهَا تَشْمُسُ بصاحِبِها: تَجْمَعُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحِمَهُ الله: لأَنَّهَا تَجْمَعُ بصاحِبِها جِمَاحَ الشَّمُوسِ، فَهِيَ مِثْلُ الدَّابَّةِ الشَّمُوسِ. والشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عامِرٍ عَبْدِ عَمْرٍ والرَّاهِبِ، وَهِي أُمُّ عاصِمِ بنِ ثابِتٍ. والشَّمُوسُ بنْتُ عَمْرٍ وبن حِزَامٍ الظَّفَرِيَّة، وصوابُه السَّلَمِيَّة. وبنتُ مالِكِ بنِ قَيْسٍ، ذَكَرهُنَّ ابنُ حَبِيب. والشَّمُوسُ بنْتُ النَّعْمَانِ بنِ عامِرٍ الأَنْصَارِيَّةُ، أَخْرَجَ لَهَا الثَّلاثةُ: صَحابِيَّاتٌ.، رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ. والشَّمُوسُ: فَرَسٌ للأَسْوَدِ بنِ شَرِيكٍ، وفَرَسٌ لِيَزِيدَ بنِ خَذَّاقٍ العَبْدِيّ، وَلها يَقُولُ:
(أَلاَ هَلْ أَتَاهَا أَنَّ شِكَّةَ حَازِمٍ ... عَلَيَّ وأَنِّي قد صَنَعْتُ الشَّمُوسَا)
وفرَسٌ لِسُوَيْدِ بنِ خَذَّاق ٍ العَبْدِيِّ، أَخِي يَزِيدَ هَذَا. وفَرَسٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرٍ القُرَشِيّ. وَهُوَ الْقائِلُ فِيهِ: جَرَى الشَّمُوسُ ناجِزاً بناجِزِ وفَرَسٌ لشَبِيبِ بنِ جَرَادٍ أَحَدِ بني الوَحِيدِ من هَوَازِنَ، فَهِيَ خمْسَةُ أَفْرَاسٍ، ذَكَر مِنْهَا ابنُ الكَلْبِيِّ وابنُ سِيدَه الثانِيَة، وَابْن سِيدَه فقطٍ الخامِسَةَ، والباقِي عَن الصّاغانِيِّ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الشَّمُوسُ: هَضْبَةٌ مَعْرُوفةٌ، سُمِّيَتْ بِهِ لأَنَّهَا صَعْبَةُ المُرْتَقَى. ومِنَ المَجَازِ: شَمَسَ لَهُ، إِذا أَبْدَى عَدَاوَةً وكادَ يُوقِعُ، كَذَا فِي الأَسَاسِ، وَفِي المُحْكَم: شَمَسَ لي فُلانٌ، إِذا بَدَتْ عَدَاوْتُه فلَمْ يَقْدِرْ على كَتْمِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَبْدَى عَدَاوَتَه كأَنَّه هَمَّ أَنْ يَفْعَلَ. والتَّشْمِيسُ: بَسْطُ الشَّيْءِ فِي الشَّمْسِ لِيَيْبَسَ، وَهُوَ أَيضاً: عِبَادَةُ الشَّمْسِ، يُقَالُ: هُوَ مُشَمِّسٌ، إِذا كانَ يَعْبُدُها، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. وقالَ النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ من الرّجالِ: الذِي يَمْنَعُ مَا وَرَاءَ ظَهْرِه، وَهُوَ القَوِيُّ الشَّدِيدُ القُومِيَّةِ، هَذَا هُوَ نَصُّ النَّضْرِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: الشَّديدُ القُوَّةِ، وبَيَّض لَهُ فِي اللسَان، كأَنَّه شَكَّ، وَقد ضَبَطَه أَبُو حامِدٍ الأُرْمَوِيُّ على الصّوابِ كَمَا ذَكَرْنا، قَالَ: والبَخِيلُ غايَةً أَيضاً مُتَشَمِّسٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُنَال مِنْهُ خَيرٌ، يُقَال: أَتَيْنَا فُلاناً نَتَعرَّض لمعرُوفِه فتَشَمَسَ علينا، أَي بَخِلَ. والمُتَشَمِّسُ: وَالِدُ أَسِيدٍ)
التابِعِيّ، يَرْوِي عَن أَبِي موسَى، وَعنهُ الحَسَنُ. وشمَاسَةُ، كثُمَامَةَ، ويُفْتَحُ: اسمٌ. وشَامِسْتانُ، وَفِي التَّكْمِلَة: شَامِسْتِيانُ،: ة ببَلْخ. وجَزِيرةُ شامِسَ: من الجَزَائر اليُونانِيَّةِ، ويُقَال: إِنَّهَا فوقَ الثَّلاثِمِائَةِ جَزِيرَةٍ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يومٌ شَمْسٌ، بالفَتح، وشَمِسٌ، ككَتِفٍ: صَحْوٌ لَا غَيْمَ فِيهِ. وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وحُكِيَ عَن ثَعْلَبٍ: يَومٌ مَشْمُوسٌ كشَامِسٍ. وتَشَمَّسَ الرَّجُلُ: قَعَدَ فِي الشَّمْسِ وانْتَصَبَ لَها. وتَصْغِيرُ الشَّمْسِ: شُمَيْسَةٌ. والشَّمُوسُ من النسَاءِ الَّتِي لَا تُطالِعُ الرِّجَالَ وَلَا تُطْمِعُهُمْ، قَالَ النّابِغَةُ
(شُمُسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفَاحِشِ المِغْيَارِ)
وَقد شَمَسَتْ، وقولُ أَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:
(قِصَارِ الخُطَا شُمٍّ شُمُوسٍ عَنِ الخَنَا ... خِدَالِ الشَّوَى فُتْخِ الأَكُفِّ خَرَاعِبِ)
جَمَعَ شامِسَة على شُمُوس كقَاعِدَةٍ وقُعُودٍ، كَسَّرَه على حَذْفِ الزَّائِدِ، والاسْمُ: الشِّمَاسُ، كالنِّوَارِ.
ورجُلٌ شَمُوسٌ: صَعْبُ الخُلُقِ، وَلَا تَقُلْ: شَمُوصٌ. ورجُلٌ شَمَوسٌ: عَسِرٌ فِي عَدَاوَتِه شَدِيدُ الخِلافِ على مَن عَانَدَهُ. وشَامَسَهُ مُشَامَسَةً وشِمَاساً: عَانَدَهُ وعادَاه، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا لَجَّ الشِّمَاسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنَادِ وإِنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا)
وجِيدٌ شامِسٌ: ذُو شُمُوسٍ، على النَّسَبِ قَالَ:
(بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فِيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شَامِسِ) وبَنُو الشَّمُوسِ: بَطْنٌ. وشُمْسٌ، بالضّمّ وبالفَتْح، وشميسٌ كأَمِيرٍ، وزُبَيْرٍ: أَسْمَاءٌ. والشَّمْسُ والشَّمُوسُ: بلدٌ باليَمَنِ، قَالَ الرَّاعِي:
(وأَنا الَّذِي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْرِبٍ ... وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي)
ويُرْوَى: الشَّمِيس. وشَمْسانِيَّةُ: بُلَيْدَةٌ بالخَابُورِ. والشَّمُوسُ: من أَجْوَدِ قُصُورِ اليَمَامَةِ. وشَمِيسَى: وَادٍ من أَوْدِيةِ القَبَلِيَّة. وقالُوا فِي عَبْشَمْس: عَبَّشَمْس، وَهُوَ من نادِرِ المُدْغَمِ، حكاهُ الفارِسِيُّ.
وبَنُو شُمْسِ بنِ عُمْرِو بن غَنْم بن غالِب، من الأَزْد، بالضَّمِّ، مِنْهُم مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ الأَزْدِيُّ الشُّمْسِيُّ، من التابعِين. وأَبُو الشَّمُوس البَلَوِيّ: صَحابِيٌّ، ورُوِيَ حديثُ سُلَيْمِ بنِ مُطَيْرٍ، عَن أَبِيهِ، عَنهُ، ذَكَرَهُ المِزِّيُّ فِي الكُنَى. وأَبو شَمَّاس بن عَمْرِو: صَحابِيٌّ، ذَكَرَه فِي العُبَابِ. ومُنْيَةُ الشَّمّاسِ: قريةٌ بجِيزةِ مِصْرَ، وَهِي المَعْرُوفَةُ بدَيْرِ الشَّمْع. 

زحك

زحك


زَحَكَ(n. ac. زَحْك)
a. Was fatigued, jaded.
b. [Bi], Stopped, halted at, in.
c. [Min], Drew near to.
d. ['An], Went away from.
[زحك] زَحَكَ بعيره، أي أعيا. ومنه قول كثيّر:

وقد أُبْنَ أَنْضَاءً وهُنَّ زَواحِكُ * وأَزْحَكَ الرجل، إذا أعيَتْ دابّتُه، مثل أَزْحَفَ.
زحك
الخارْزَنْجِيُّ: زَحَكَ يَزْحَكُ: أعْيا، وكذلك في عِيِّ اللِّسَان. ولم يُعْطِ فلانُ إلاّ زُحْكاً وزُحْفاً: أي على جَهْدٍ. وأزْحَكَ الرَّجُلُ وأزْحَفَ: أَعْيَتْ دابَّتُه. وزَحَكَ وزَحَلَ: تَنَحّى.
(ز ح ك)

زَحَكَ زَحْكا: كزحف، عَن كرَاع، وزحَكَ بِالْمَكَانِ، أَقَامَ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والزَّحْكُ: الدُّنوُّ. وتزاحَكَ الْقَوْم، تدانو وَقيل: تباعدوا، كَأَنَّهُ ضد.

زحك: بن سيده: زَحَك زَحْكاً كزَحَف؛ عن كراع. قال الأزهري: زَحَك فلان

عني وزَحَل إذا تَنَحَّى؛ قال رؤبة:

كأَنَّه، إذْ عادَ فيها وزَحَك،

حُمَّى قَطِيفِ الخطّ، أَو حُمَّى فَدَكْ

كأنه يعني الهَمَّ إذ عاد إليّ أَو زَحَكَ أَي تنحى عني. وزَحَك

بالمكان: أَقام؛ عن ابن الأعرابي. والزَّحْك: الدنو. وتَزَاحَكَ القومُ:

تدانَوْا، وقيل تباعدوا، كأَنه ضد. وأَزْحَفَ الرجل وأَزْحَكَ إذا أعيت دابته.

الجوهري: زَحَك بعيره أي أَعيا؛ ومنه قول كثير:

وهل تَرَيَنِّي بعد أَن تُنْزَعَ البُرَى،

وقد أُبْنَ أَنْضَاءً، وهُنَّ زَوَاحِكُ؟

وقوله أيضاً:

فَأُبْنَ، وما منهنّ من ذاتِ نَجْدةٍ،

ولو بَلَغَتْ إلاّ تُرَى وهي زَاحِكُ

زحك
زَحَكَ بَعِيرُه كمَنَعَ زَحْكًا: أَعْيَا نَقَلَه الْجَوْهَرِي، وأَنْشَدَ لكثَيرٍ:
(وهَلْ تَرَيَنِّي بَعْدَ أَنْ تُنْزَعَ البُرَى ... وقَدْ أُبْنَ أَنْضاءً وهُنَّ زَواحِكُ)
وقَوْلُه أَيضًا، أَنْشَدَه غيرُ الْجَوْهَرِي:
(فأُبْنَ وَمَا مِنْهُنَّ من ذاتِ نَجْدَةٍ ... وَلَو بَلَغَتْ إِلاّ تُرَى وَهِي زاحِكُ)
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: زَحَكَ زَحْكًا، كزَحَفَ، عَن كُراع. وقالَ ابنُ الأَعْرابِي: زَحَكَ بالمَكانِ: إِذا أَقَامَ بهِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: زَحَكَ زَحْكًا: إِذا دَنَا. وَقَالَ الْأَزْهَرِي زَحَكَ عَنْهُ فُلانٌ وزَحَلَ: إِذا تَنَحَّى وتَباعَدَ، قَالَ الصَّاغانيُ، وكأَنَّه ضِدٌّ قَالَ رُؤْبَةُ: هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ الفَكَكْ هَمٌّ إِذا لَمْ يُعْدِه هَمٌّ فَتَكْ كَأَنَّهُ إذْ عَادَ فِينَا أَو زَحَكْ حُمَّى قَطِيفِ الخَطّ أَو حُمَّى فَدَكْ أَي تَباعَدَ عَني. وأَزْحَفَ الرَجُلُ، وأَزْحَكَ: أَعْيَتْ دَابّته نَقله الْجَوْهَرِي. وزاحَكَه عَنْ نَفْسِه: باعَدَه نقَلَه الصّاغانيُ.
وتَزَاحَكُوا: تَدَانَوْا، وقيلَ: تَباعَدُوا ضِدٌّ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقالُ: لم يُعْطِ فُلانٌ إِلاّ زُحْكًا، وِإلاّ زُحْقًا، أَي: عَلَى جَهْدٍ، نَقَله الصّاغاني.

بصص

[بصص] فيه: حتى "تبص" كأنها متن أهالة أي تبرق وتلألأ ضوؤها.

بصص


بَصَّ(n. ac. بَصّ
بَصِيْص)
a. Shone, beamed, gleamed, glimmered.
b. Glared at.

بَصَّةa. Burning-coal, ember.
b. Spark.

بَصَّاْصa. Spy.
b. Sentinel; outpost, vedette.

بَصَّاْصَةa. Eye.
[بصص] البَصيصُ: البريقُ. وقد بَصَّ الشئ يبص: لمع. والبصاصة: العين. ويقال بَصَّصَ الجَرْوُ: فتح عينيه، مثل جصص . وبصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبَهُ. والتَبَصْبُصُ: التملُّقُ . وخِمْسٌ بَصْباصٌ، أي جادٌّ ليس فيه فُتور.
ب ص ص: (الْبَصِيصُ) الْبَرِيقُ وَقَدْ (بَصَّ) الشَّيْءُ لَمَعَ يَبِصُّ بِالْكَسْرِ (بَصِيصًا) . وَ (بَصْبَصَ) الْكَلْبُ وَ (تَبَصْبَصَ) أَيْ حَرَّكَ ذَنَبَهُ وَ (التَّبَصْبُصُ) التَّمَلُّقُ. 
ب ص ص

له بصيص أي بريق. ورماه بالبصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصة وهي العين. وتقول: طرقته في السنة الحصاصه، فما رمقني بذنب البصاصة. وبصص الجرو وبصر: فتح عينيه.

ومن المجاز: بصص النور إذا تفتح. وبصبص عندي بذنبه إذا تملق.
بصص
بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ بَصَصْتُ، يَبِصّ، ابْصِصْ/ بِصَّ، بَصًّا وبصيصًا، فهو باصّ، والمفعول مبصوص به
• بصَّ الشَّخصُ بعينه: نَظَر بتَحْديق وتدقيق "بصّ بعينه مستطلعًا حقيقة ما تراءى له".
• بصَّ في الشَّيء: نظر فيه، وأخذ يدرسه.
• بصَّ لفلان: حدجه ببصره. 

بَصّ [مفرد]: مصدر بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ. 

بَصّاص [مفرد]: صيغة مبالغة من بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ ° البصَّاصة: العين الناظرة بتحديق وتدقيق. 

بَصيص [مفرد]:
1 - مصدر بصَّ بـ/ بصَّ في/ بصَّ لـ.
2 - شُعاع، لَمَعان وبريق، ضوء متلألئ "لاح لي بَصيص من الأمل- ألقى بصيصًا من النور/ الضوء على كذا" ° بصيص الضَّوء: وميضه، ولمعانه الخفيف.
3 - أثر خفيف. 
ب ص ص

بَصَّ الفَرْجُ بَصِيصاً صوَّت وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بصّا وبَصيصاً بَرَقَ قال

(يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِص ... كَدْرَّةِ البَحْرِ زَهاهَا الغائِصْ) والبصَّاصَةُ العَيْنُ في بعضِ اللُّغاتِ صِفَةٌ غالِبةٌ وبَصّصَ الشجرُ تَفَتَّح للإِيراقِ وبَصْبَصَ بِسَيْفِه لَوَّحَ وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بَصّا وبَصيصاً أضاء وبَصَّصَ الجِرْوُ فَتَحَ عَيْنَيْه وبَصْبَص لُغَة والبَصِيصُ لَمَعَانُ حَبِّ الرُّمَّانِة وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ وهي الرِّعدة والالْتواءُ من الجَهْدِ وبَصْبَصَ الكَلْبُ بِذَنَبِه ضَرب به وقيل حرَّكَه وقولُ الشاعرِ

(ويَدُلُّ ضَيْفِي في الظَّلامِ على القِرَى ... إشْراقُ نارِي وارِتْياحُ كِلابِي)

(حتى إذا أبْصَرْنَهُ وعَلِمْنَهُ ... حَيَّيْنه بِبَصَابص الأذناب)

يجوز أن يكون جمع بصبصةٍ كأن كلَّ كلب منها له بصبصةٌ وهو كذلك ويجوز أن يمون جمع مُبَصبصٍ وكذلك الإبل إذا حُدى بها والبصبصةُ تحريك الظباء أذنابها وقربٌ بصباصلإ شديدٌ لا اضراب فيه ولا فتور وسَيْرٌ بصْبَاصٌ كذلك وقولُ أُمَيَّةَ ابن أبي عائذٍ الهُذَليِّ

(إدْلاَجُ لَيْلٍ قامِصٍ بِوَطِيسَةٍ ... وَوِصَال يَوْمٍ واصِبٍ بَصْبَاصِ)

أراد شديدٍ بِحَرِّهِ ودَوَمانِه وخِمْسٌ بصْبَاص بَعيدٌ والبَصْباصُ من الطَّرِيفَةِ الذي يَبْقَى على عُودٍ كأنه أَذْنابُ اليَرابِيعِ

بصص: بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ.

والبَصِيصُ: البَريقُ. وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ

وتلأْلأَ ولَمَع؛ قال:

يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِصُ،

كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ

وفي حديث كعب: تُمْسَكُ النارُ يوم القيامة حتى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ

إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها. والبَصّاصةُ: العَينُ في بعض

اللغات، صفة غالبة.

وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يقال: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً

وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل ما يظهر نبتُها. ويقال: بَصَّصَت البَراعِيمُ

إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ. وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ. وبَصَّ

الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ. وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً:

فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ. وحكى ابن بري عن أَبي عَليٍّ القالي قال:

الذي يَرْوِيه البصريون يَصَّصَ، بالياء المثناة، لأَن الياء قد تبدل

منها الجيم لقربها في المخرج ولا يمتنع أَن يكون بَصَّصَ من البَصِيصِ وهو

البَريق لأَنه إِذا فَتَح عينيه فَعَل ذلك. والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ

الرُّمّانة. وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ: وهي الرِّعْدةُ والالتواءُ من

الجَهْد.وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. والبَصْبَصةُ: تحريكُ

الكلب ذنَبه طمعاً أَو خوْفاً، والإِبِل تفعل ذلك إِذا حُدي بها؛ قال رؤبة

يصف الوحش:

بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ

والتَّبَصْبُصُ: التملّق؛ وأَنشد ابن بري لأَبي داودٍ:

ولقد ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ

المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ

وفي حديث دانِيال، عليه السلام، حين أُلْقِيَ في الجُبّ: وأُلْقِي عليه

السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه؛ يقال: بَصْبَصَ

الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذلك من طمع أَو خوف. ابن سيده:

وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ به، وقيل: حرّكه؛ وقول الشاعر:

ويَدُلّ ضَيْفي، في الظَّلامِ، على القِرى،

إِشْراقُ ناري، وارْتِياحُ كِلابي

حتى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه،

حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ

يجوز أَن يكون جمع بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ منها له بَصْبَصَةٌ وهو

كذلك؛ قال: ويجوز أَن يكون جمع مُبَصْبِص، وكذلك الإِبلُ إِذا حُدِي بها.

والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: من أَمثالهم في فِرارِ

الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قال: ومثله

قولهم: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع. وقَرَبٌ بَصْباصٌ:

شديدٌ لا اضطرابَ فيه ولا فُتُورَ، وفي التهذيب: إِذا كان السيرُ

مُتْعِباً. وقد بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سارت فأَسْرَعَتْ؛ قال

الشاعر:وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا،

وبَيْنَ غُداتةَ شَأْواً بَطِينا

أَي سِرْنَ سيراً سريعاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَرى كُلَّ ريحٍ سوف تَسْكُنُ مُرّةً،

وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ

فإِنَّكَ، والأَضيافَ في بُرْدةٍ معاً،

إِذا ما تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ

لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه،

ولم يُلْهِني عنه غَزالٌ مُقَنَّعُ

(* هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.)

أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ من القِرى،

وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سوف يَهْجَع

أَي يَشْبَع فيَنامُ. وتنزع أَي تجري إِلى المغرِب. وسيرٌ بَصْباصٌ

كذلك؛ وقول أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ،

ووِصال يوم واصِبٍ بَصْباصِ

أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه. وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب

لا فُتورَ في سيره. والبَصْباصُ من الطَّريفة: الذي يبقى على عُودٍ

كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع. وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قال أَبو النجم:

ليس يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

بصص
. {بَصَّ الشيءُ} يَبِصُّ {بَصِيصاً} وبَصّاً: بَرَقَ ولَمَعَ، وتَلأْلَأَ. وبَصَّ لِي بيَسِيرٍ: أَعْطَانِي، وَهُوَ مَجازٌ.
وبَصَّ المَاءُ: رَشَحَ {كأَبَصَّ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: كبَضَّ.} والبَصّاصَةُ: العَيْنُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِش، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، قِيلَ: لأَنَّهَا {تَبِصُّ، أَيْ تَبْرُقُ، ومِنْهُ قَوْلُ العَامَّةِ: هُوَ يَبصُّ لي.} والبَصِيصُ، كأَمِيرٍ: الرِّعْدَةُ والالْتِوَاءُ مِنَ الجَهءدِ، ومِنْهُ قَوْلُهم: أَفْلَتَ ولَهُ {بَصِيصٌ. وحَصِيصُهُمْ،} وبَصِيصُهُم كَذا، أَيْ عَدَدُهُم كَذَا، وسَيَأْتِي فِي الْحَاء. وقَرَبٌ {بَصْبَاصٌ: جادّ، أَيْ شَدِيدٌ لَا اضْطِرابَ فيهِ وَلَا فُتُور، وَفِي الصّحاح: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، أَيْ جادٌّ لَيْسَ فِيهِ فُتُورٌ. وبَعِيرٌ بَصْبَاصٌ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي التَّكْمِلَة شَعِيرٌ بَصْبَاصٌ، وَهُوَ غَلَط، أَيْ دَقِيقٌ ضامِرٌ.} والبَصْباصُ: اللَّبَنُ، لأَنَّهُ {يَتَبَصْبَصُ فِي مَجَارِيه إِذا جَرَى إِلَى الضَّرْعِ. و} البَصْبَاصُ مِنَ المَاءِ القَلِيلُ، قالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَ يَسِيلُ الجَدْوَلُ البَصْبَاصُ.
والبَصْبَاصُ مِنَ الكَلإِ: مَا يَبْقَى على عُودٍ كأَنَّهُ أَذْنَابُ اليَرَابِيعِ. والبَصْبَاصُ: الخُبْزُ، وبِهِ فُسِّرَ قولُ الأَغْلَبِ العِجْلِيّ: بالأَبْيَضَيْنِ الشَّحْمِِ! والبَصْبَاص ِِ قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلَو فُسِّرَ باللَّبَنِ لم يَبْعُد. ويُقَال: كُمَيْتٌ {بُصَابِصٌ، بالضّمِّ، للَّذي تَعْلُوهُ شُقْرَةٌ.
ومِنَ المَجَازِ:} بَصْبَصَتِ الأَرْضُ، إِذا ظَهَرَ مِنْهَا أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْ نَبْتِهَا، {كبَصَّصَتْ،} وأَبَصَّتْ، وأَوْبَصَتْ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ. ويُقَال: {بَصَّصَ الشَّجَرُ، إِذا تَفَتَّح للإِيْراقِ، وبَصَّصَت البَرَاعِيمُ، إِذا تَفَتَّحَت أَكِمَّةُ الرِّيَاضِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَرَبٌ} بَصْبَاصٌ، إِذا كانَ السَّيْرُ مُتْعِباً، وقَدْ {بَصْبَصَت الإِبِلُ قَرَبَها، إِذَا سَارَتْ فأَسْرَعَتْ، قَالَ الشّاعِرُ:
(} وبَصْبَصْنَ بَيْنَ أَدانِى الغَضَى ... وبَيْنَ غُدَانَةَ شَأْواً بَطِينَا)
أَي سِرْنَ سَيْراً سَرِيعاً. و {بَصْبَصَ الكَلْبُ: حَرَّكَ ذَنَبَهُ، وإِنَّمَا يَقْعَلُ ذلِكَ مِنْ طَمَعٍ أَوْ خَوْفٍ، ومِنْهُ حَدِيثُ دَانيَال، عَلَيْه السّلام، حِينَ أُلْقِىَ فِي الجُبِّ وأُلْقِى عَلَيْه السِّباعُ، فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه} ويُبَصْبِصْنَ إِلَيْه. وقالَ ابنُ سِيدَه: {بَصْبَصَ الكَلْبُ بذَنَبِه: ضَرَبَ بِهِ، وقِيلَ: حَرّكَه، وقَوْلُ الشّاعِرِ:
(ويَدُلُّ ضَيْفِي فِي الظَّلامِ على القِرَى ... إِشْرَاقُ نارِي وارْتِيَاحُ كِلاَبِي)

(حَتَّى إِذا أَبْصَرْنَه وعَلَمْنَه ... حَيَّيْنَه} ببَصَابِصِ الأَذْنَابِ)
قالَ: هُوَ جَمْعُ {بَصْبَصَةٍ، كَأَنَّ كلَّ كلبٍ مِنْهَا لَهُ} بَصْبَصَةٌو {بَصْبَصَ الجِرْوُ: فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ ابنُ) دُرَيْد: إِذا نَظَرَ قَبْلَ أَنْ تَنْفَتِحَ عَيْنُه،} كبَصَّصَ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَن أَبِى زَيْدٍ، وحَكَى ابنُ بَرّيّ عَن أَبِى عليٍّ القالِي قالَ: الَّذِي يَرْوِيه البَصْرِيُّونَ عَن أَبِي زَيْدٍ: يَصَّصَ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة لأَنَّهَا قد تُبْدَل جيماً كَثِيراً، لقُرْبِهَا فِي المَخْرَجِ، كإِيَّل وإِجَّل، وَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُونَ {بَصَّصَ من} البَصِيصِ، وهُوَ البَرِيقُ لأَنَّهُ إِذا فَتَح عَيْنَيْه فَعَلَ ذلِك، وهكذَا فِي الرَّوْضِ الأُنُف. {وتَبَصَّصَ الشَّيْءُ: تَبَلَّقَ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ} تَبَصْبَصَ، إِذا تَمَلّقَ، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {بَصْبَصَ بسَيْفِهِ، إِذا لَوَّحَ بِهِ.} والبَصِيصُ: لَمَعَانُ حَبِّ الرُّمَّانَةِ. {والبَصْبَصَةُ: التَّمَلُّقُ وتَحْرِيكُ الظِّباءِ أَذْنَابَها، وكَذا الإِبِلُ إِذا حُدِىَ بِها، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: من أَمْثَالِهم فِي فِرارِ الجَبَانِ وخُضُوعِه قَوْلُهم:} بَصْبَصْنَ إِذْ حُدِينَ بالأَذْنَابِ. وهذَا كَقَوْلِهِم: دَرْدَبَ لمّا عَضّهُ الثِّقَافُ. ويَوْمٌ {بَصْبَاصٌ: شَدِيدُ الحَرِّ.} وبُصّان، كُرّمانٍ: اسْمٌ لرَبِيعٍ الآخِرِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، هَكَذَا ضَبَطَه صاحِبُ الجَمْهَرَةِ، وأَوْرَدَه المُصَنّف فِي بَصن، وَهَذَا مَحَلُّه لأَنَّهُ من {البَصِيصِ. وبِئْرُ} البُصَّةِ، بالضَّمّ: إِحْدَى الآبَارِ السَّبْعَة بالمَدِينَة، يُقَال: غَسَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم رَأْسَه، وصَبّ غُسَالَةَ رَأْسِه ومُرَاقَةَ شَعْرِه فِيهَا.

دجن

(دجن) : داجِنَةٌ وَطْفاءُ كثيرةُ المَطَر. 
(د ج ن) : (شَاةٌ دَاجِنٌ) أَلِفَتْ الْبُيُوتَ وَعَنْ الْكَرْخِيِّ الدَّوَاجِنُ خِلَافُ السَّائِمَةِ.
(دجن)
الْيَوْم دجنا ودجونا كَانَ فِيهِ الدجن والسحاب أمطر وبالمكان أَقَامَ بِهِ وألفه وَلَزِمَه يُقَال دجن الْحَيَوَان ودجن الطير

دجن


دَجَنَ(n. ac. دَجْن
دُجُوْن)
a. Was gloomy, rainy (weather).
b. [Bi], Stayed, remained in, became accustomed to (
place ).
c. Became tame, domesticated (pigeon).

دَاْجَنَa. Duped, deceived; coaxed, wheedled.

أَدْجَنَa. see I (a)b. Was dark.

دُجْنَة
دُجُنَّة
(pl.
دُجَن)
a. Dark & gloomy weather; dullness, darkness
gloom.

أَدْجَنُ
(pl.
دُجْن)
a. Dark, black.

دَاْجِنَةa. Heavy raincloud.

مُدْجِنَة [ N.
Ag.
a. IVt ]
see 21t
د ج ن : دَجَنَ بِالْمَكَانِ دَجْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدُجُونًا أَقَامَ بِهِ وَأَدْجَنَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا يَأْلَفُ الْبُيُوتَ مِنْ الشَّاءِ وَالْحَمَامِ وَنَحْوِهِ دَوَاجِنُ وَقَدْ قِيلَ دَاجِنَةٌ بِالْهَاءِ وَسَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ أَيْ مُمْطِرَةٌ.

وَالدَّجْنُ وِزَانُ فَلْسٍ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. 
د ج ن: (الدَّجْنُ) إِلْبَاسُ الْغَيْمِ السَّمَاءَ وَقَدْ (دَجَنَ) يَوْمُنَا مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (الدُّجُنَّةُ) مِنَ الْغَيْمِ الْمُطَبِّقُ تَطْبِيقًا الرَّيَّانُ الْمُظْلِمُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. يُقَالُ: يَوْمُ (دَجْنٍ) وَيَوْمُ (دُجُنَّةٍ) وَكَذَا اللَّيْلَةُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بِالْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ. وَ (الدَّجْنُ) أَيْضًا الْمَطَرُ الْكَثِيرُ، وَ (الدُّجْنَةُ) بِالضَّمِّ الظُّلْمَةُ. وَ (الْمُدَاجَنَةُ) كَالْمُدَاهَنَةِ. 
د ج ن

تقول: جعل الدجنة جنة وهي الظلمة. قال رحمه الله:

جعلوا الدجنة جنةً فتطايروا ... هوناً فلا خبب ولا إعناق

ونحن في دجن منذ أيام. وهو إظلال الغيم والدى، وهذا يوم دجن وداجنة وهي السحابة ذات الدجن، ودجنت السماء وأدجنت، وأدجن المطر: دام أياماً.

ومن المجاز: دجن بالمكان: أقام فلم يرم، ومنه دواجن البيوت، وهي ما ألف من كلب أو شاة أو طائر. ودجن في فسقه، ودجنوا في لؤمهم: ألقوه فما يتركونه.
[دجن] نه فيه: لعن الله من مثل "بدواجنه" هي جمع داجن وهي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، دجنت الشاة تدجن دجونا، والمداجنة حسن المخالطة، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها، والمثلة بها أي يجدعها ويخصيها. ومنه ح: كانت العضباء "داجنا" لا تمنع من حوض ولا نبت، هي ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم. وح الإفك: تدخل "الداجن" فتأكل عجينها. ن: أي ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلًا ولا فيها شيء من غيره إلا نومها عن العجين. نه وفي ح قس: يخلو دجنات "الدياجي" والبهم، هي جمع دجنة، وهي الظلمات، والدياجي الليالي المظلمة. وفيه: مسح الله ظهر آدم "بدجناء" هو بالقصر والمد اسم موضع، ويروى بالحاء.
دجن: دَجّن (بالتشديد): وردت في معجم فوك في مادة tributum (770) وانظر: مدجّن.
تدجّن: صار مُدَجّناً، انظر: مُدَجّن (معجم الأسبانية) وذكرت في معجم فوك في مادة tributum.
دَجْن. أهل الدجن أو الدَجن فقط: مسلمو الأندلس الذين أصبحوا موالي للمسيحيين بعد سقوطه الأندلس. (انظر مُدَجّن).
دَجَن: استعملت في السعدية بمعنى الكلمة العبرية (دجر) أي بُرّ، حنطة، قمح (ماركس أرشيف 1: 51 رقم2).
دجانة. شق بدجانة: مفرق طرق، ملتقى طرق. أو حيث تتلاقى عدة طرق أو عدة أزقة أو عدة شوارع (الكالا).
داجن: مطر (ديوان الهذليين ص125، البيت5).
وداجن: حمام أهلي، ففي الخطيب (ص12 ق): وقصاب للحمائم والدواجن ماثلة.
مُدَجن: منها أخذت الكلمة الأسبانية Mudéjar وتطلق على المسلم الذي سمح له المسيحيون بعد استيلائهم على الأندلس بالبقاء فيها على أن يدفع لهم ضريبة. وهي الكلمة التي تطلق على المسلمين الذين هم تحت سلطان المسيحيين، ويسمونهم أيضاً أهل الدَجْن أو الدجن فقط اختصاراً (معجم الأسبانية ص321 - 322، 425) وفي معجم فوك: مُدَجّن دافع الضريبة.
[دجن] الدَجْنُ: إلباسُ الغيم السماءَ. وقد دجنَ يومنا يَدْجُنُ بالضم دَجْناً ودُجوناً. قال أبو زيد: والدُجُنَّةُ من الغيم: المُطَبِّقُ تطبيقاً، الريّانُ المظلم، الذي ليس فيه مطر. يقال يومُ دَجْنٍ ويوم دجنة بالتشديد. قال: وكذلك الليلة على الوجهين، بالوصف والاضافة. قال: والداجنة: الماطرة المطبِّقة، نحو الديمة. قال: والدَجْنُ المطر الكثير. وسحابةٌ داجنَةٌ ومُدْجِنَةٌ. وأَدْجَنَتِ السماءُ: دامَ مطرُها. قال لبيد: من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مدجن وعشية متجاوب إرزامها والدجنة بالضم: الظُلمةُ، والجمع دُجَنٌ ودُجُناتٌ. والدُجْنَةُ في ألوان الإبل أقْبَح السواد. يقال: بعيرٌ أَدْجَنُ وناقةٌ دجناء. ودجن بالمكان دجونا: أقام به. وأَدْجَنَ مثله. ابن السكيت: شاةٌ داجِنٌ وراجِنٌ، إذا أَلِفَت البيوت واستأنست. قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة. قال لبيد: حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها أراد به كلاب الصيد. والمداجنة كالمداهنة. وأبو دجانة: كنية سماك بن خرشة الانصاري.
دجن
دجَنَ/ دجَنَ بـ يَدجُن، دَجْنًا ودُجونًا، فهو داجِن، والمفعول مَدجون به
• دجَن اللَّيلُ: أظلم، اسودَّ، ادلهمَّ.
• دجَن الحيوانُ أوالطيرُ: ألِفَ البيوتَ.
• دجَن بالمكان: أقام به وألفه ولزمه. 

أدجنَ يُدجن، إدجانًا، فهو مُدجِن، والمفعول مُدجَن (للمتعدِّي)
• أدجَن اللَّيلُ: اشتدّ ظلامه.
• أدجَن اليومُ: كان فيه غيمٌ كثيف.
• أدجنتِ السَّماءُ: كثر سحابُها ودام مطرُها.
 • أدجَن الحيوانَ: جعله راضيًا أليفا "أدجن أسدًا". 

دجَّنَ يُدجِّن، تدجينًا، فهو مُدجِّن، والمفعول مُدجَّن
• دجَّن المدرِّبُ الحيوانَ البرِّيَّ: دَرّبه أو كيَّفه ليعيش في بيئة منزليّة للاستفادة منه، جعله أليفًا. 

داجِن [مفرد]: ج دواجِنُ: (حن) ما ألِف البيُوتَ وأقامَ بها مع النَّاس من الحيوانِ والطَّير (للذكر والأنثى) "شاةٌ/ طائرٌ/ كلبٌ داجِن: أليف- كَانَتِ الْعَضْبَاءُ نَاقَةَ الْرَّسُولِ دَاجِنًا لاَ تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ وَلاَ نَبْتٍ [حديث] ". 

دَجْن [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 

دُجْنَة [مفرد]: ج دُجُنات ودُجْنات ودُجَن:
1 - سواد وظلمة، عتمة، ظلام "دُجْنَة اللَّيل- دُجُنات السِّجن".
2 - غيم ممطر قاتم يغطِّي مساحة واسعة من السَّماء "يوم ذو دُجْنَة". 

دُجون [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 
(د ج ن)

الدَّجْن: إلباس الْغَيْم الأَرْض.

وَقيل: هُوَ إلباسه أقطار السَّمَاء.

وَالْجمع: أدْجَان، ودُجُون، ودِجَان، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

ولذائذ معسولة فِي رِيقه ... وصِباً لنا كدِجَان يومٍ ماطرِ

وَقد أدْجَن يَوْمنَا، وادجَوْجَن.

وأدْجَنوا: دخلُوا فِي الدَّجْن، حَكَاهَا الْفَارِسِي.

وأدْجَن الْمَطَر: دَامَ فَلم يقْلع اياما.

وأدجَنَتْ عَلَيْهِ الْحمى: كَذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والدُّجُنَّة: الظلمَة.

وَجَمعهَا: دُجُنٌّ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الدُّجُون، قَالَ:

حَتَّى إِذا انجلى دُجَى الدُّجُونِ

وَلَيْلَة مِدجان: مظْلمَة.

ودَجَن بِالْمَكَانِ يَدْجُن دُجُونا: أَقَامَ بِهِ وألفه.

ودَجَنَت النَّاقة وَالشَّاة تَدْجُنُ دُجُونا، وَهِي دَاجِن: لزمتا الْبيُوت.

وَجَمعهَا: دواجن، قَالَ الْهُذلِيّ:

رجال بَرَتْنا الحربُ حَتَّى كأننا ... جِذَال حِكَاك لوَّحتها الدَّوَاجِنُ

وَذَلِكَ لِأَن الْإِبِل الجربة تحبس فِي الْمنزل لِئَلَّا تسرح فِي الْإِبِل فعديها، فَهِيَ تَحْتك بِأَصْل ينصب لَهَا لتشتفى بِهِ فِي المبرك، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن آثَار الْحَرْب قد لوحتنا، فبنا مِنْهَا مثل مَا بِهَذَا الجذل من آثَار الْإِبِل الجَرْبَى. والدَّجُون من الشَّاء: الَّتِي لَا تمنع ضرْعهَا سخال غَيرهَا.

وَقد دَجَنَتْ على البهم تَدْجُن دُجُونا، ودِجانا.

وكلب دَجُون: آلف للبيوت.

وناقة مَدْجونة: عُوِّدت السِّنَاوة.

وجمل دَجُون، وداجِن: كَذَلِك، انشد ثَعْلَب لهميان بن قُحَافَة:

يُحْسِن فِي مَنْحاته الهَمَالِجا

يُدعى هَلُمَّ داجِنا مدامِجا

والدّواجن من الْحمام: كالدّواجن من الشَّاء وَالْإِبِل.

والدَّجَّانة: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْمَتَاع، وَهُوَ اسْم كالجبانة.

ودُجَينة: اسْم امْرَأَة.

وَأَبُو دُجَانة: رجل من الْأَنْصَار.
دجن: الدَّجْنُ: ظِلُّ الغَيْمِ في اليَوْمِ المَطِرِ. ويَوْمٌ مُدْجِنٌ ودَجْنٌ وكذلكَ الدُّجْنَةُ: الظَّلْمَاءُ، يُقال منه ادْجَوْجَنَ. وكَلْبٌ داجِنٌ: قد ألِفَ البَيْتَ، يَدْجُنُ دُجُوناً. والدّاجِنُ: المُعْتَادُ. والمَدْجُوْنَةُ: الناقَةُ التي قد عُوِّدَتِ السِّنَاوَةَ أي الاسْتِقَاء. والمُدْجِنَةُ: المُقِيْمَةُ. ودَجّان: للدَّجّالِ. نجد: النَّجْدُ: ما خَالَفَ الغَوْرَ، والجميعُ الأنْجَادُ والنَّجُوْدُ والنَّجَادُ. وأنْجَدَ القَوْمُ: صارُوا ببلادِ نَجْدٍ. والنَّجُوْدُ من الإِبِلِ: التي لا تَبْرُكُ إلاّ على نَجْدٍ. والنِّجَادُ: أرْضٌ فيها صَلاَبَةٌ وارْتِفَاعٌ. وقَوْلَه: " وَهَدَيْنَاه النَّجْدَيْنِ " أي طَرَيْقَ الخَيْرِ والشَّرِّ. وَأَمْرٌ نَجْدٌ: أي واضِحٌ. ودَلِيْلٌ نَجْدٌ: هادٍ، ومنه يُقال: ابْنُ نَجْدَتِها. ونَجَدَ الأمْرُ نُجُوداً: وَضَحَ واسْتَبَانَ، فهو ناجِدٌ. ورَجُلٌ مُنْجَّدٌ: بمعنى مُنَجَّذٍ أي مُجَرَّبٍ. والمَنَاجِدُ في الحَدِيثِ: الحُلِيُّ المُكَلَّلُ المُزَيَّنُ بالجَوْهَرِ، واحِدُهما مِنْجَدٌ. وبَيْتٌ مُنْجَّدٌ: مُزَيَّنٌ مُحَسَّنٌ. والنُّجُوْدُ: ما يُزَيَّنُ به البَيْتُ، الواحِدُ نَجْدٌ، وقيل: النَّجُوْدُ على وَزْنِ السَّجُوْرِ. والنَّجّادُ: الذي يُعَالِجُ الفُرْشَ. والنَجْدُ: الماضي في أمْرِه وشَجَاعَتِه، وهم أنْجَادٌ. والنَجْدَةُ: الشَّجَاعَةُ والبُلُوْغُ في الأمْرِ. واسْتَنْجَدَ فُلانٌ: صارَ مُنَاجِداً نَجْداً؛ فأنْجَدَني. وناجَدْتُ فلاناً: إذا بارَزْتُه القِتَالَ. وبَيْنَهم نِجَادَاتٌ: أي يَتَنَاجَدُوْنَ؛ من التَّعَاوُنِ. وفي المَثَل: " لا يُدْعَى لِنَجْدَةٍ إلاّ أخوها ". وناقَةٌ نَجُوْدٌ: وهي التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فَتَعْزُزُ إذا غَزَزنَ. وهي من الأُتْنِ والإِبِلِ: الماضِيَةُ. وقد نَجِدَ للسَّيْرِ: أي نَشِطَ؛ يَنْجَدُ. واسْتَنْجَدْتُ على فلانٍ: اجْتَرأْتُ عليه. وأنْجَدَ في الدَّعْوَةِ: أجابَ. ونِجَادُ السَّيْفِ: مِحْمَلُه الذي طَرفاه في الإِبْزِيْمَيْنِ والنجد: العرق نجد ينجد نجداً وجمعه نجاد. ورَجُلٌ مَنْجُوْدٌ: أي مَكْرُوْبٌ، ومُنْجَدٌ أيضاً. ونَجِدَ: إذا تَعِبَ، ونَجُدَ مِثْلُه. والنَّجْدَةُ: كُرْعُ النَّفْسِ على إعْطاءِ الشَّيْءِ، من قَوْلِهمْ: " إلاّ مَنْ أعْطاها في رِسْلِها ونَجْدَتِها ". والنّاجُوْدُ: الرّاوُوْقُ نَفْسُه. والنَّجَدَاتُ: قَوْمٌ من الحَرُوْرِيَّةِ؛ يُنْسَبُونَ إلى نَجْدَةَ، الواحِدُ نَجْدِيٌّ. ونَجَّدَ الرَّجُلُ تَنْجِيْداً: وهو شِدَّةُ العَدْوِ والسَّعْيِ. والمِنْجَدُ في لُغَةِ هُذَّيْلٍ: الجُبَيْلُ الصَّغِيْرُ. ونَجِدَ نَجَداً: أسْرَعَ.

دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الغيم في اليوم المَطير. ابن سيده: الدَّجْن

إلباسُ الغَيم الأَرضَ، وقيل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، والجمع أَدْجان

ودُجون ودِجان؛ قال أَبو صخر الهذلي:

ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ،

وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ.

وقد أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن، فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم.

وأَدْجَنوا: دخلوا في الدَّجْن؛ حكاها الفارسي. ابن الأَعرابي: دَجَن يومُنا

يَدْجُن، بالضم، دَجْناً ودُجوناً

ودَغَن، ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة. ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر، ويوم

دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر. والدَّجْن: المطر الكثير. وأَدْجَنت

السماء: دام مطرها؛ قال لبيد:

من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ،

وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها.

وأَدْجَن المطر: دام فلم يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك؛ عن

ابن الأَعرابي. والدُّجُنَّة من الغيم: المُطَبّقُ تطبيقاً، الرَّيان

المُظْلم الذي ليس فيه مطر. يقال: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بالتشديد،

وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة. والدُّجْنة: الظُّلمة، وجمعها

دُجُن

(* قوله «وجمعها دجن» بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح،

ونبه عليهما شارح القاموس). مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي، وزاد الجوهري

في جمعه دُجُنّات. وفي حديث قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم؛

الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، وهي الظلمة. والدياجي: الليالي المُظلمة،

والفعل منه ادْجَوْجَن؛ وأَنشد:

لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى، وإن نأَت

كِثافُ العُلى داجي الدُّجُنَّةِ رائِحُ

(* قوله «داجي الدجنة» الذي في

التهذيب: واهي الداجنة). والداجنة: المطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة؛ وقد

جاء في الشعر الدُّجُون، قال:

حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ.

وليلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً: أَقام به

وأَلِفَه. ابن الأَعرابي: أَدْجَنَ، مثله، أَقام في بيته، ودَجَن في بيته

إذا لَزمِه، وبه سميت دَواجن البُيوت، وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ

وغيرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً:

رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ،

وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا.

والمُداجَنَة: حُسْن المخالطة. وسحابة داجِنة ومدجنة وقد دَجَنتْ

تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابن سيده: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وهي

داجِن، لزِمتا البُيوت، وجمعها دَواجِن؛ قال الهزلي:

رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتى كأَننا

جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن

وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل

فتُعْدِيها، فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك، وإنما أَرادَ

أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل

الجرْبى. وفي الحديث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هي جمع داجِن وهي

الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم، والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها

ويخصِيَها. والمداجنة: حُسن المخالطة، قال: وقد تقع على غير الشاء من كل ما

يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها. وفي حديث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل

عجينَها. والدَّجون من الشاء: التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها، وقد

دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وفي حديث عمران بن حُصين:

كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت؛ هي ناقة سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم. وكلب دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. الليث: كلب داجِن

قد أَلِف البيتَ. الجوهري: شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت

واستأْنست، قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة؛ قال لبيد:

حتى إذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا

غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها.

أَراد به كلاب الصيد. قال ابن بري: وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم

وتحِبُّها. وناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل

دَجون وداجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة:

يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،

يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا.

والدُّجْنة في أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. يقال: بعير أَدْجَنُ

وناقة دَجْناء. والدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء والإِبل.

والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل التي تحْمل المتاع، وهو اسم

كالجَبَّانة. الليث: الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. والمداجنة: كالمُداهنة.

ودُجَيْنة: اسم امرأَة. وأَبو دُجانة: كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ،

وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء

(* قوله

«بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد

يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم

وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة.

دجن
: (الدَّجْنُ: إلْباسُ الغَيمِ الأَرضَ.
(و) قيلَ: هُوَ إلْباسُه (أَقْطارَ السَّماءِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: إلباسُ الغَيمِ السماءَ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ ظلُّ الغَيمِ فِي اليَوْمِ المَطِيرِ.
(و) الدَّجْنُ أَيْضاً: (المَطَرُ الكَثيرُ) . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ؛ (ج أَدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ) ، بضمِّهما، (ودِجانٌ) ، بالكسْرِ؛ قالَ أَبُو صَخْر الهذليُّ:
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ وقالَ غيرُه:
حَتَّى إِذا انْجَلى دُجَى الدُّجونِ (وأَدْجَنُوا دَخَلُوا فِيهِ) ، أَي فِي الدَّجْنِ، حكَاه الفارِسِيُّ.
(و) أَدْجَنَ (المَطَرُ والحُمَّى: دَاما) ، فَلم يُقْلِعا أَياماً؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) أَدْجَنَتِ (السمَّاءُ: دَامَ مَطَرُها) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
من كلِّ سارِيةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ وعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها (و) أَدْجَنَ (اليَوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ كادْجَوْجَنَ) إِذا أَضَبَّ فأَظْلَمَ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِن أَدْجَن.
(ويَوْمُ دَجْنٍ على الإِضافَةِ والنَّعْتِ، ويَوْمُ دُجُنَّةٍ، كخُرُقَّةٍ، وكذلِكَ اللَّيْلَةُ تُضافُ وتُنْعَتُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ. (والدُّجُنُّ، كعُتُلَ والدُّجُنَّةُ كَحُزُقَّةٍ، وبكسرتين: الظُّلْمَةُ) ، والفِعْلُ مِنْهُ ادْجَوّجَن.
(و) قالَ أَبو زَيْدٍ: الدُّجُنَّةُ مِن (الغَيمِ: المُطْبِقُ) تَطْبيقاً (الرَّيَّانُ المُظْلِمُ) الَّذِي (لَا مَطَرَ فِيهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج دُجُنٌّ) ، كعُتُلَ. (أَو الدُّجُنَّةُ: الظُّلْمةُ) (، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ كخُرُقَّةٍ.
(والدُجُنُّ) ، كعُتُلَ، (الدَّجْنُ) ، بالفتْحِ، (أَو الدُّجُنَّةُ) ، كخُرُقَّةٍ: (الظَّلْمَاءُ، وتُخَفَّفُ) ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي كتابِ سِيْبَوَيْه، فَإِنَّهُ قالَ: الدُّجْنةُ بالضمِّ، والجمْعُ دُجُنٌ؛ وفسِّرَه السِّيرافيّ بالظَّلْمةِ.
وَفِي الصِّحاحِ؛ والجمْعُ دُجَنٌ، أَي كصُرَدٍ، ودُجُنَّاتٍ بضمَّتَيْنِ وبضمَ وفتحٍ، كَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بالوَجْهَيْن.
(و) الدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: (إلباسُ الغَيمِ) الأرضَ، (وتَكاثُفُه.
(وليلَةٌ مِدْجانُ) ، بالكِسْرِ: أَي (مُظْلِمَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً) ، بالضَّمِّ: (أَقَامَ) بِهِ وأَلِفَه؛ (و) مِنْهُ دَجَنَتِ (الحمامُ والشَّاءُ وغيرُهُما) كالإِبِلِ: (أَلِفَتِ البُيُوتَ) ولَزِمَتْها، (وَهِي داجِنٌ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم. وقيلَ: دَاجِنَةٌ أَيْضاً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (ج دَواجِنُ) ؛ وقالَ الهذليُّ:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حَتَّى كأَنَّناجِذالُ حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِنأَرادَ أَنَّ نارَ الحربِ لوَّحَتْنا، فَيِنا مِنْهَا مَا بِهَذَا الجِذْل مِن آثارِ الإِبِلِ الجَرْبَى.
وَفِي الحدِيثِ: (لَعَنَ الّلهُ مَنْ مَثَّل بدَواجِنِه) ، جَمْعُ داجِنٍ، وَهِي الشاةُ الَّتِي يَعْلِفُها الناسُ فِي مَنازِلِهم، والمُثْلَة بهَا أَن يَجْدَعها أَو يخْصِيَتها.
وَفِي حديثِ عِمْران بنِ حُصَيْن، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (كَانَت العَضْباءُ داجِناً لَا تُمْنَع مِن حَوْض وَلَا نَبْت) .
وَفِي الصِّحاحِ: شاةٌ داجِنٌ إِذا أَلِفَتِ البُيوتَ واسْتَأْنَسَتْ؛ قالَ: ومِنَ العَربِ مَنْ يقولُها بالهاءِ، وكذلِكَ غَيْر الشاةِ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسلواغُضُفاً دَاوِجِنَ قافِلاً أَعْصامُهاأَرادَ بِهِ كِلابَ الصَّيْد.
(وجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ) ، أَي عُوِّد للسِّناوَةِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب لهميان:
بِحسن فِي مَنْحاتِه الهَمالِجَايُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا (والمَدْجُونَةُ: النَّاقَةُ عُوِّدَتِ السِّناوَةَ) ، أَي دُجِنَت للسِّناوَةِ.
(والدَّجَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المَتَاعَ) والتِّجارَةَ، وَهُوَ اسمٌ كالجبَّانَةِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيْدَه بالرَّاءِ كَمَا سَيَأْتي فِي رَجَنَ؛ (كالدَّيْدَجانِ) ، عَن ثَعْلَب، وَقد، تقدَّمَ فِي الجيمِ.
(والدُّجْنَةُ، بالضَّمِّ) ، فِي أَلْوانِ الإِبِلِ: (أَقْبَحُ السَّوادِ، وَهُوَ أَدْجَنُ، وَهِي دَجْناءُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(ودَاجَنَة) مُداجَنَةً:) (دَاهَنَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: المُداجَنَةُ كالمُدَاهَنَةِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ حُسْنُ المُخالَطَةِ.
(والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي زيْدٍ: الدَّاجِنَةُ: المَطَرةُ المُطْبِقَةُ نَحْو الدِّيمةِ.
وسَحابَةٌ دَاجِنَةٌ.
(وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ) فيماَ يظنُّه ابنُ السّمعانيّ، (مِنْهَا: أَبو بكْرٍ) محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر بنِ عُثْمانَ بنِ أَحمدَ بنِ سُلَيْمانَ الدَّاجُونيُّ الرَّمْليُّ (المُقْرِىءُ) عَن: أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بنِ شَيْبانَ الرَّازيّ وَعنهُ: أَبُو الْقَاسِم زيْدُ بنُ عليَ الكُوفيّ (وَأَبُو دُجانَةَ كثُمامَةَ: كُنْيةُ (سِمَاكِ بنِ خَرْشةَ: وقيلَ سِماكُ بنُ أَوْس بنِ خَرْشَةَ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ الأَنْصارِيُّ (صَحابِيُّ) مَشْهور، رَضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
(ودُجْنَى، بالضمِّ أَو بالكسْرِ، وَقد يُمَدُّ: أَرضٌ خُلِقَ مِنْهَا آدمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سيرَةِ ابنِ إِسْحق فِي انْصِرَافِ رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن الطائِفِ على دَجْناء.
وَجَاء فِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّ الّلهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِن دجناء ومَسَحَ ظَهْره بنعمان الأَرَاك، وكانَ مَسْح ظَهْره بعدَ خُرُوجِه مِن الجنَّةِ بالاتِّفاقِ مِن الرِّوايَات. ورُوِي أنَّه كانَ ذلِكَ فِي سَماءِ الدُّنْيا قبْلَ هبُوطِه إِلَى الأَرْض، وَهُوَ قَوْلُ السّدي؛ وكِلْتا الرِّوَايَتَيْن ذَكَرَهُما الطَّبريُّ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسّهيليّ. (أَو هِيَ بالحاءِ المُهْملَةِ) ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الرَّوْضِ وكُتُبِ السِّيرةِ.
(ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ، كزُبَيْرٍ: أَبو الغُصْنِ) البَصْريُّ عَن عبْدِ الرَّحْمِان بنِ مهْدِي.
وقالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوَان: عَن أَسْلَم مولى عُمَرَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، ضَعَّفُوه؛ ولَقَبُه (جُحَى) ، بضمِّ الجيمِ وفتْحِ الحاءِ مَقْصوراً؛ كَذَا صَرَّحَ بِهِ الدُّمَيْريُّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي حياةِ الحَيوانِ.
(أَو جُحَى) : رجُلٌ (غيرُه) نُسِبَتْ إِلَيْهِ الحِكَايَاتُ وَهُوَ الصَّحيحُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَجَنَ يومُنا يَدْجُنُ، من حَدِّ نَصَرَ، دَجْناً ودُجُوناً، ودَغَنَ دُغُوناً كذلِكَ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ. ويومٌ ذَو دُجُنَّةٍ وذَو دُغُنّةٍ إِذا كانَ ذَا مَطَرٍ.
والدُّجُنَّاتُ: جَمْعُ دُجُنَّةٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ: يَجْلو دُجُنَّاتِ الدَّياجي والبُهَمْ ودَجَنَتِ السَّحابُ كأَدْجَنَتْ.
والدَّجُونُ مِن الشاةِ: الَّتِي لَا تمنَعُ ضَرْعَها سِخالَ غيرِها.
وكلبٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: آلِفٌ للبُيوتِ.
وشاةٌ مِدْجانٌ: تَأْلفُ البَهْمَ وتحِبُّها، عَن ابنِ بَرِّي.
ودُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسمُ امْرأَةٍ.
ودَجَنَ فِي فِسْقِه: دَامَ.
ودجَنُوا فِي لُؤْمِهم: أَلِفُوه فَلَا يَتْركُونَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
والصفيُّ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ النبيِّ القشاشيُّ الدّجانيُّ، بالكسْرِ، نَزِيلُ المَدينَةِ المنوَّرَةِ، على ساكِنِها أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، وأَصْلُه مِن بيتِ المَقْدِسِ، ذُكِرَ فِي الشِّيْن.
والدُّجْنِيَّتان، بالضمِّ: ماءَتانِ عَظِيمتانِ عَن يسارِ تعْشَار إِحْداهُما لبكْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضبةَ، والأُخْرى لثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ضبَّةَ، إحْدَاهُما دُجَيْنة، والأُخْرى القَيْصُومَة، وهُما وَرَاء الدَّهْناء؛ عَن نَصْر.
(دجن) - في حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ اللهَ مسَح ظَهْرَ آدَمَ بدَجْناء".
وهو بالحَاء أَصحُّ. قال صاحب التَّتِمَّة: هي اسمُ أرضٍ، وذكره غَيرُه بالقصر.

دجن

1 دَجَنَ, aor. ـُ inf. n. دَجْنٌ and دُجُونٌ, It (a day) was, or became, one in which the clouds covered the sky: (S:) and دَغَنَ, inf. n. دُغُونٌ, signifies the same, accord. to IAar. (TA. [See also 4.]) b2: دَجَنَتِ السَّحَابُ i. q. ↓ ادجنت [meaning The clouds rained continually]: (TA:) [for]

السَّمَآءُ ↓ ادجنت signifies the sky rained continually: (S, K:) [or دَجَنَتِ السَّحَابُ and ↓ ادجنت may mean the clouds covered the sky, or the regions of the sky, or the earth: for] ↓ الدَّجْنُ [is app. the inf. n. of the former verb, and] signifies the clouds' covering (S, M, K) the sky, (S,) or the regions of the sky, (M, K,) or the earth. (K.) b3: دَجَنَ بِالمَكَانِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. دُجُونٌ (S, Msb, K) and دَجْنٌ, (Msb,) (tropical:) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place; (S, Msb, K, TA;) kept to it, or became accustomed to it: (TA:) and so ↓ ادجن. (S, Msb.) b4: And hence, (TA,) دَجَنَ said of the pigeon, and the sheep or goat, &c., (K, TA,) as, for instance, the camel, (TA,) (tropical:) It kept to the house or tent. (K, TA.) b5: And دَجَنَتْ لِلسِّنَاوَةِ (assumed tropical:) She (a camel) was, or became, accustomed to irrigating the land. (TA.) b6: And دَجَنَ فِى فِسْقِهِ (tropical:) He continued in his transgression, or wickedness, or unrighteousness. (TA.) And دَجَنُوا فِى

لُؤْمِهِمْ (tropical:) They kept to their baseness, or ungenerousness; not abandoning it. (TA.) And ↓ ادجن المَطَرُ, and الحُمَّى ↓ ادجنت, (tropical:) The rain, and the fever, continued (IAar, K) incessantly for some days. (IAar, TA.) 3 داجنهُ, (K,) inf. n. مُدَاجَنَةٌ, (S, M, TA,) He endeavoured to conciliate him; treated him with gentleness, or blandishment; soothed, coaxed, wheedled, beguiled, or deluded, him; syn. دَاهَنَهُ: (K:) in the S it is said that مُدَاجَنَةٌ is like مُدَاهَنَةٌ: in the M, that it signifies the mixing in familiar, or social, intercourse, or conversing, in a good manner. (TA.) [Golius assigns to داجن another signification of داهن; namely “ He held in contempt;” as on the authority of the KL; in my copy of which it is not mentioned; nor can I find it elsewhere.]4 أَدْجَنَ see 1, in six places. b2: ادجن also signifies It (a day) became one of much rain; and so ↓ اِدْجَوْجَنَ: (K:) or the latter has a more intensive meaning, i. e. it became cloudy with mist or vapour, and dark [with rain]; and [simply] it became dark, or obscure. (TA. [See also 1, first sentence.]) b3: And ادجنو They entered into [or upon a time of] much rain. (AAF, K.) 12 اِدْجَوْجَنَ: see the next preceding paragraph.

دَجْنٌ: see 1, second sentence: and see also دُجُنَّةٌ [which has the same, or a similar, signification]. Accord. to Az, it signifies The shade of the clouds in a day of rain. (TA.) b2: Also Much, or abundant, rain: (Az, S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَدْجَانٌ and [of mult.] دُجُونٌ and دُجُنٌ and دِجَانٌ. (K.) You say يَوْمُ دَجْنٍ and يَوْمٌ دَجْنٌ and ↓ يَوْمُ دُجُنَّةٍ and يَوْمٌ دُجُنَّةٌ [app. meaning, accord. to the K, A day of much, or abundant, rain; but it seems to be indicated in the S that the meaning is a day of clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain]: and in like manner one says of the night [app. لَيلَةُ دَجْنٍ and لَيْلَةٌ دَجْنٌ as well as ↓ لَيْلَةٌ دُجُنَّةٍ and لَيْلَةٌ دُجُنَّةٌ]: using the latter word both as the complement of a prefixed noun and as an epithet. (Az, S, K.) دُجْنٌ: see دُجُنَّةٌ.

دُجْنَةٌ [or ↓ دُجُنَّةٌ ?] Rain: so in the phrase يَوْمٌ ذُو دُجْنَةٍ [or دُجُنَّةٍ ?] a day of rain; as also ذُو دُغْنَةٍ [or دُغُنَّةٍ]. (TA.) b2: See also دُجُنَّةٍ. b3: Also, (S, K,) in the colours of camels, (S,) The ugliest kind of blackness. (S, K.) دُجُنٌّ: see the next paragraph, in three places.

دُجُنَّةٌ (Az, S, K) and ↓ دِجِنَّةٌ and ↓ دُجُنٌّ (K) Clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain; (Az, S, K;) pl. ↓ دُجُنٌّ [or this is a coll. gen. n. of which دُجُنَّةٌ is the n. un., though said to be syn. with this last, as well as a pl.]: (K:) and darkness; syn. ظُلْمَةٌ: or the first of these words (دُجُنَّةٌ) has this last signification; i. e. ظُلْمَةٌ, or ظَلْمَآءُ; [thus in some copies of the K and in the TA; but in other copies of the K ظَلْمَآءُ only;] and is also without teshdeed; (K;) i. e., it is also written ↓ دُجْنَةٌ, as in the “ Book ” of Sb: this is explained by Seer [and in the S] as syn. with ظُلْمَةٌ; and, accord. to Sb, its pl. [or rather coll. gen. n.] is ↓ دُجْنٌ; but in the S it is said that its pl. is دُجَنٌ, i. e. like صُرَدٌ, and دُجُنَاتٌ and دُجَنَاتٌ: (TA: [but in one copy of the S, I find دُجْنٌ and دُجْنَاتٌ; and in another, دُجَنٌ and دُجُنَاتٌ:]) and ↓ دُجُنٌّ is syn. with ↓ دَجْنٌ [q. v.]: (K, TA: [in the CK, الدُّجُنُ is erroneously put for الدُّجُنُّ; and الدَّجْنُ, which should immediately follow it, is omitted:]) the pl. of دُجُنَّةٌ is دُجُنَّاتٌ. (TA.) b2: دُجُنَّةٌ also signifies The clouds' covering the earth, and being heaped; one upon another, and thick. (K, * TA.) b3: See also دَجْنٌ, in two places: and see دُجْنَةٌ.

دِجِنَّةٌ: see the next preceding paragraph.

دَجُونٌ: see دَاجِنٌ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) A ewe or she-goat that does not withhold her udder from the lambs or kids of another. (TA.) دَاجِنٌ act. part. n. of 1. Hence,] دَاجِنَةٌ A rain (مَطْرَةٌ, in two copies of the S مَاطِرَةٌ,) overspreading, or covering, [the earth,] like that which is termed دِيمَةٌ [i. e. lasting, or continuous, and still, &c.]. (Az, S, K. [Freytag has written the word, as on the authority of the K, دَجْنَة.]) And سَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ (S, Msb) and ↓ مُدْجِنَةٌ (S) A cloud raining (S, Msb) much, or continually. (S. [Which of these two meanings is intended in the S is not clearly shown.]) b2: جَمَلٌ دَاجِنٌ and ↓ دَجُونٌ (assumed tropical:) A he-camel that irrigates land; or that is used for drawing water upon him for the irrigation of land; syn. سَانٍ

[q. v.]: (K:) or that is accustomed to the irrigation of land, or to be used for drawing water upon him for that purpose: (TA:) and ↓ مَدْجُونَةٌ applied to a she-camel has this latter signification. (K, TA.) b3: And دَاجِنٌ (S, Mgh, K) and رَاجِنٌ, and some of the Arabs say دَاجِنَةٌ, (ISk, S,) applied to a sheep or goat (شَاةٌ), (ISk, S, Mgh, K,) and a pigeon, (K,) &c., (ISk, S, K,) as, for instance, a camel, (TA,) (tropical:) That keeps to the houses or tents; (ISk, S, Mgh, K, TA;) domesticated, or familiar, or tame: (ISk, S:) the first (داجن) occurs in a trad. as meaning a sheep or goat home-fed; that is fed by men in their places of abode: (TA:) pl. دَوَاجِنُ; (S, Mgh, Msb, K;) applied to sheep or goats and pigeons and the like that keep to the houses or tents; (Msb; [in which it is added that some say دَاجِنَةٌ;]) by ElKarkhee said to be contr. of سَائِمَةٌ; (Mgh;) and applied by Lebeed to dogs used for the chase, (S,) in this instance meaning trained, or taught: (EM p. 164:) or دَاجِنٌ applied to a dog means that keeps to the houses or tents; and so ↓ دَجُونٌ. (TA) أَدْجَنُ A camel (S) of the colour termed دُجْنَةٌ: fem. دَجْنَآءُ. (S, K.) مُدْجِنَةٌ: see دَاجِنٌ.

لَيْلَةٌ مِدْجَانٌ A dark night. (K.) b2: شَاةٌ مِدْجَانٌ [A sheep or goat, or a ewe or she-goat,] that keeps to the lambs or kids, or is familiar with them, and affects them. (IB, TA.) مَدْجُونَةٌ: see دَاجِنٌ.

دهق

دهق: {دهاقا}: متتابعا، وقيل: سابغا.
د هـ ق

أدهق الكأس، وكأس دهاق. وغمز ساقه بالدهق. وتقول: عنقه في وهق، ورجله في دهق.

دهق


دَهَقَ(n. ac. دَهْق)
a. Filled to overflowing.
b. Emptied.
c. Broke, smashed.

أَدْهَقَa. see I
دَهَقa. Instrument of torture.

دِهَاْقa. Full (cup).
(دهق)
الكأس دهقا ودهاقا ملأها وَالْمَاء أفرغه إفراغا شَدِيدا وَالشَّيْء كَسره وقطعه وغمزه وعصره شَدِيدا وَفُلَانًا ضربه
دهق
قال تعالى: وَكَأْساً دِهاقاً
[النبأ/ 34] ، أي: مفعمة، ويقال: أَدْهَقْتُ الكأسَ فَدَهَقَ، ودَهَقَ لي من المال دَهْقَةً، كقولك: قبض قبضة.
[دهق] نه فيه: "كاسا "دهاقا"" أي مملوه، ادهقته ملأته. وفيه: نطفة "دهاقا" وعلقة محاقا، أي نطفة أفرغت إفراغًا شديدًا، من أدهقت الماء إذا أفرغته إفراغًا شديدًا فهو من الأضداد.
(دهق) - في حديث عَلِيِّ: "نُطفَةً دِهاقًا وعَلَقَةً مُحاقًا" .
: أي نُطفةً قد أُفرِغت إفراغًا شَدِيدا، من قولهم: أدهقتُ المَاءَ إذا أفرغتَه إفراغًا شَدِيدا، فهو إذًا من الأَضْداد.
د هـ ق : (أَدْهَقَ) الْكَأْسَ مَلَأَهَا وَكَأْسٌ (دِهَاقٌ) مُمْتَلِئَةٌ. وَ (الدَّهْمَقَةُ) لِينُ الطَّعَامِ وَطِيبُهُ وَرِقَّتُهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوْ شِئْتُ أَنْ (يُدَهْمَقَ) لِي لَفَعَلْتُ وَلَكِنَّ اللَّهَ عَابَ قَوْمًا فَقَالَ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] » . 
دهق
الدَّهْدَقَةُ: دَوَرَانُ البَضْعَةِ الكَبيرةِ في القِدْرِ إذا غَلَتْ، وللقِدْرِ دَهْدَاقٌ. وهو أسْوَأُ الضَّحكِ، وفي المَشْيِ: فَوْقَ العَنَقِ. ودابَّةٌ دَهْدَاقٌ: هِمْلاَجٌ. والدَّهَقُ: خَشَبَتانِ يُغْمَزُ بهما الساقُ. وادَّهَقَتِ الحِجَارَةُ ادِّهاقاً: وهو شِدَّةُ تَلازُمِها ودُخُوْلُ بعضِها في بعضٍ مَعَ كَثْرَةٍ. وكأسٌ دِهَاقٌ، وأدْهَقْتُ الكَأْسَ: شَددتَ مَلأْهَا. ودَهَقَني فلانٌ: ضَرَبَني، وهم مَدْهُوْقُوْنَ. ودَهَقَه المَطَرُ: اشْتَدَّ في بَدْئه.
دهـق
دهَقَ يَدهَق، دَهْقًا ودِهاقًا، فهو داهق، والمفعول مَدْهوق
• دهَق السَّاقي الكأسَ ونحوَها: ملأَها إلى أعلاها. 

دِهاق [مفرد]: مصدر دهَقَ.
• كأسٌ دِهاق:
1 - ممتلئة " {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا. وَكَأْسًا دِهَاقًا} ".
2 - التي لا تنقطع عن شاربيها "ماءٌ دِهاقٌ: كثير". 

دَهْق [مفرد]: مصدر دهَقَ. 
[دهق] أَدْهَقْتُ الكأسَ: ملأتها. وكأسٌ دِهاقٌ، أي ممتلئةٌ. قال خِداشُ ابن زهير: أتانا عامر يرجو قِرانا فأَتْرَعْنا له كأساً دِهاقا وأَدْهَقْتُ الماءَ، أي أفرغتُه إفراغاً شديداً. قال أبو عمرو: الدَهَقُ بالتحريك: ضربٌ من العَذاب وهو بالفارسية " أشكنجه ". قال ابن الاعرابي: دهقت الشئ: كسرته وقطعته، وكذلك دهدقته. وأنشد لحجر ابن خالد : ندهدق بضع اللحم للباع والندى وبعضهم تغلى بذم مناقعه ودهمقته بزيادة الميم مثله. وقال الاصمعي: الدهمقة: لين الطعام وطيبه ورقته. وكذلك كل شئ لين. قال: وأنشدني خلف الاحمر في نعت أرض:

جون روابي تربه دهامق * ومنه حديث عمر رضي الله عنه: " لو شئت أن يدهمق لى لفعلت، ولكن الله عاب قوما فقال: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ".
دهق: دهق: ظلم جار على. لأن في (المعجم اللاتيني العربي) مظلوم ومدهوق ..
وتستعمل دُهِق بالبناء للمجهول فيقال: دُهِق الحيوان الميت كالوعل والحمار مثلاً وذلك أن يحمله رجلان بعصا طويلة أدخلوها بين قوائمه بعد أن شد بعضها إلى بعض. ففي مختارات من تاريخ العرب (ص324): وقد شد الأعوان يديه إلى رجليه وحمله على خشبة يُدْهَق كما يحمل الحمار الميت. إن السيد رايت هو الذي نبه السيد دي غويه إلى أن هذا الفعل في هذه العبارة يدل على هذا المعنى.
وقد اشتق اسم من دَهْق وجمعه دُهُوق بمعنى عتلة ورافعة، وقد ذكرها جوليوس الذي ينقل من سفر الخروج (25) حيث تدل هذه الكلمة على قضبان تحمل القناطر. وتوجد هذه الكلمة بهذا المعنى أيضاً في ترجمة التوراة في سفر الملوك (8) كما أشار إلى ذلك ج - ج شولتنز.
وقد أشار السيد رايت أيضاً إلى أن هذه الكلمة قد وردت في كتاب أبي الوليد (ص81 رقم 27، ص367 رقم 16) وأن باين سميث يذكر دهقاً وجمعه دهوق بمعنى عتلة ورافعة.
أدهق: في المعجم اللاتيني العربي: repressit أدهق وأخذ.
وفي المعجم اللاتيني العربي: afficis: أَدْهِق (وهو يفتح دائماً مضارع أدهق فيقول أنا أدهَق).
وأدهق: حصر قدمي المجرم بين خشبتين تعرف بالمدهق. ففي البيان (2: 146): وفيها حبس حزمير القوس وعذب وأُدْهِق حتى مات (لأن في مخطوطة عريب ادهق وليس أرهق).
وأدهق: أبحَّ، أصحل (فوك).
اندهق: بُحَّ (فوك).
دَهْق، ويجمع على دُهُوق: انظر دَهَق.
تدهيق: قمع، كبح، قهر (المعجم اللاتيني العربي).
مدهوق: أبح: أجش، صاحل (فوك).
(د هـ ق)

الدَّهْق: شدَّة الضغط.

والدَّهْقُ أَيْضا: مُتَابعَة الشد.

ودَهَق المَاء، وأدهَقه: أفرغه.

وأدهَق الكأس: ملأها.

وكأس دِهاقٌ: مترعة، وَفِي التَّنْزِيل: (وكأْساً دِهاقاً) وَقيل: معنى قَوْله: دهاقا: متتابعة على شاربيها من الدَّهْق الَّذِي هُوَ مُتَابعَة الشد، وَالْأولَى أعرف، وَقيل: دِهاقا: صَافِيَة فَأَما صفتهمْ الكأس بالدّهاقِ وَهِي أُنْثَى وَلَفظه لفظ التَّذْكِير فَمن بَاب عدل ورضا، أَعنِي أَنه مصدر وصف بِهِ، وَهُوَ مَوْضُوع مَوضِع إدهاق، وَقد كَانَ يجوز أَن يكون من بَاب هجان ودلاص إِلَّا أَنا لم نسْمع كأسان دهاقان، وَإِنَّمَا حمل سِيبَوَيْهٍ أَن يَجْعَل دلاصا وهجانا فِي حد الْجمع تكسيرا لهجان ودلاص فِي حد الْإِفْرَاد قَوْلهم: هجانان ودلاصان، وَلَولَا ذَلِك لحمله على بَاب رضَا، لِأَنَّهُ أَكثر، فافهمه.

ودَهَق لي من المَال دَهْقَةً: أَعْطَانِي مِنْهُ صَدرا.

والدَّهَق: خشبتان تغمز بهما السَّاق. وأدهقَتِ الْحِجَارَة: اشْتَدَّ تلازبها وَدخل بَعْضهَا فِي بعض مَعَ كَثْرَة.

والدِّهْقانُ والدُّهْقانُ: التَّاجِر، فَارسي مُعرب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِن جعلت دهقانا من الدَّهقِ لم تصرفه، هَكَذَا قَالَ من الدهق، فَلَا أَدْرِي أقاله على أَنه مقول، أم هُوَ تَمْثِيل مِنْهُ لَا لفظ مقول، والأغلب على ظَنِّي انه مقول، وهم الدَّهاقِنَة والدَّهاقين، قَالَ:

إِذا شِئتُ غَنَّتني دهاقينُ قَريةٍ ... وصَنَّاجَةٌ تجذو على كلىّ مَنْسِمِ

دهق: الدَّهْقُ: شدّة الضَّغْط. والدهْق أيضاً: مُتابعة الشدّ. ودَهَق

الماءَ وأدْهَقه: أفْرَغه إفراغاً شديداً. وفي حديث علي، رضي الله عنه:

نُطْفةً دِهاقاً وعَلَقةً مُحاقاً أي نطفة قد أفْرغت إفراغاً شديداً، من

قولهم أدْهَقْت الماء أفْرَغته إفراغاً شديداً، فهو إذاً من الأَضداد.

وأدهق الكأسَ: شدَّ ملأَها. وكأسٌ دِهاق: مُتْرعة ممتلئة. وفي التنزيل:

وكأساً دِهاقاً، قيل: مَلأَى؛ وقال خِداش بن زُهير:

أتانا عامرٌ يَرْجُو قِرانا،

ويقال: أدْهَقْتُ الكأْسَ إلى أصْبارها أي ملأْتها إلى أعالِيها. وفي

التهذيب: دهقْت الكأْس أي ملأْتها، وقيل: معنى قوله دِهاقاً مُتتابعة على

شارِبِيها من الدهْق الذي هو متابعة الشدّ، والأَوّل أعرف، وقيل: دِهاقاً

صافيةً؛ وأنشد:

يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق

قال ابن سيده: وأمّا صِفَتُهم الكأْسَ وهي أنثى بالدِّهاق ولفظه لفظ

التذكير فمن باب عَدْل ورِضا. أعني أنه مصدر وصف به وهو موضوع موضع إدهاق،

وقد كان يجوز أن يكون من باب هِجانٍ ودِلاصٍ إلا أَنا لم نسمع كأْسان

دِهاقانِ؛ قال: وإنما حمل سيبويه أن يجعل دِلاصاً وهجاناً في حد الجمع

تكسيراً لهِجانٍ ودِلاص في حدّ الإفراد قولُهم هِجانانِ ودِلاصانِ، ولولا ذلك

لحمله على باب رِضاً لأنه أكثر، فافهمه. ودَهَقَ لي من المال دَهْقةً:

أعطاني منه صَدْراً.

والدَّهَقُ: خشبتان يُغْمَزُ بهما السّاق. وادَّهَقَتِ الحجارة: اشتدّ

تَلازُبها ودخل بعضُها في بعض مع كثرة؛ وأنشد الأَزهري:

يَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ

والدِّهْقانُ والدُّهقان: التاجر، فارسي معرّب. قال سيبويه: إن جعلت

دِهقان من الدَّهْق لم تصرفه. هكذا قال من الدهق، قال: فلا أدري أقاله على

أنه مقول أم هو تمثيل منه لا لفظ معقول، قال: والأَغلب على ظني أنه مقول

وهم الدَّهاقِنةُ والدَّهاقِين؛ قال:

إذا شِئتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ،

وصَنَّاجةٌ تَحْدُو على كل مَنْسِم

وقبله:

ألا أبْلِغا الحَسْناء أن حَلِيلَها،

بِمَيْسانٍ، يُسْقى من زُجاجٍ وحَنْتَمِ

وبعده:

لعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوءُه

تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ

إذا كنتَ ندْماني فبالأَكبَرِ اسْقِني،

ولا تَسْقِني بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ

يعني بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لأنه هو الذي ولاّه.

والدَّهَقُ، بالتحريك: ضرب من العذاب، وهو بالفارسية «أَشْكَنْجَه».

ودَهَقْت الشيءَ: كسَرْته وقطَعْته، وكذلك دَهْدَقْتَه؛ وأنشد الحُجْر

بن خالد أحد بني قيس بن ثَعْلبةَ:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ والنَّدى،

وبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُهْ

ونحلب ضِرْسَ الضَّيْفِ فينا، إذا شَتا،

سَدِيفَ السَّنامِ تَشْتَرِيهِ أصابِعُهْ

المَناقِعُ: القُدور الصغار، واحدها مَنْقَع، ومَنْقَعة؛ وأنشد ابن بري

لأَبي النجم:

قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ وادْهَقِ

والدَّهْدَقة: دَوَرانُ البِضَعِ الكثير في القِدر إذا غلت تراها تَعلُو

مرَّة وتَسْفُل أخرى؛ وأنشد:

تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِيعِ، كأنَّه

رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر

دهق
دَهَقَ الكَأسَ، كجَعَلَه: مَلأها نقَلَه الأزْهَرِيُّ. ودَهَقَ الماءَ: أَفْرَغَه إِفْراغاً شَدِيداً فَهُوَ إِذاً ضِدُّ، وَمن الثانِي: قولُ عَلِي رضِيَ اللهُ عَنهُ: نُطْفَةً دِهاقاً وعَلَقَةً مُحاقاً أَي: نُطْفَةً قد أفْرِغَتْ إِفراغاً شَدِيداً. كأدْهَقَه فِيهما يُقالُ: أدْهَقْتُ الكَاسَ إِلى أَصبارِها، أَي: مَلأتُها إِلى أعالِيها، وقِيلَ: شَدَّ مَلأها. وأَدْهَقَ الماءَ: أفْرَغّه إفراغاً شَدِيداً. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: دَهَقَ لِي دَهْقَهًّ من المالِ أَي: أعْطانِي مِنْهُ صَدْرًا. ونَقَل الجَوْهَرِي عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ: دَهَقَ فُلاناً: إِذا ضَرَبَهُ. وكَأسٌ دِهاقٌ، ككِتابٍ: مُمْتَّلئَةٌ مُتْرَعةٌ، وَهُوَ قَولُ الحَسَن، وَبِه فَسِّرَ قَوْلَهُ تَعالَى: وكأْساً دِهاقاً وَعَلِيهِ قولُ خِداشِ بنِ زُهَيْرٍ:
(أَتَانَا عامِرٌ يَرْجُو قِرانَا ... فأَترَعْنا لَهُ كَأساً دِهاقَا) أَو مَعْناه: مُتَتابِعَةٌ على شارِبِيها، من الدُّهْقِ الَّذِي هُوَ مُتابَعَةُ الشدِّ، وَهُوَ قولُ مُجاهِدِ، والأَوَّلُ أَعْرفُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَمّا صِفَتُهم الكَأسَ، وَهِي أُنْثى بالدِّهاقِ، ولفظُه لفظُ التَّذكِير، فَمن بَاب عَدْلِ ورِضًا، أَعني أَنّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بهِ، وَهُوَ مَوْضُوع مَوْضِعَ إِدْهاق، وَقد يجوزُ أنْ يكونَ من بَاب هِجانٍ ودِلاصٍ، إلاّ أَنّا لم نَسْمَعْ كأسان دِهاقانِ، قالَ: وإِنَّما حَمَل سِيبَوَيْهِ أَن يَجْعَلَ دِلاصاً وهِجاناً فِي حَدِّ الجمْع تَكْسِيرًا لهِجانٍ ودِلاص فِي حَدِّ الإِفرادِ قولُهم: هِجانانِ ودِلاصان، وَلَوْلَا ذلِك لحَمَلَه على بابِ رِضًا لأنَّه أَكثَرُ، فافْهَمْه. وقالَ ابنُ دُرَيْد: ماءٌ دِهاقٌ: كَثِير. وقالَ أَيْضاً: الدِّهْقانُ، بالكَسْرِ، وبالضمِّ: التاجِر، وسَيأتيِ فِي بابِ النونِ قالَ سيبَوَيْهِ: إِنْ جَعَلْتُ دِهْقانَ فِي الدَّهْقِ لم تَصْرِفْه، هَكَذَا قالَ: من الدَّهْقِِ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَقالَه على أَنّه مَقُولٌ، أَم هُوَ تَمْثِيلٌ مِنْهُ لَا لَقظٌ مَقُولٌ قَالَ: والأغْلَبُ على ظَنِّي أَنه مَقُولٌ، وهم الدَّهاقِنَةُ، والدَّهاقِينُ. والدَّهَقُ، محرَّكَةً: خَشَبَتان يُغْمَزُ بهما السّاقُ كَمَا فِي المُحيطِ واللًّسانِ، ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عَمرٍ و: الدَّهَقُ: نَوْع من العَذابِ فارِسِيَّتُه أَشْكَنْجَه. ويُقال: أدْهَقَهُ إدْهاقاً: إِذا أَعْجَلَه. وقالَ اللُّيْثُ: ادهقَت الحِجارَةُ، كافْتَعَلَت أَي: تَلازمَت، ودَخَلَ بعضُها فِي بَعْضِ مَعَ كَثرة. قالَ: والمُدَّهَقُ، على مُفتَعَلٍ: المُكَسرُ والمُعتَصَرُ قَالَ رُؤْبَة: والمَرْوَ ذَا المَّدّاح مَضبُوحَ الفِلَق يَنْصاحُ مِنْ جَبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهَقْ وكُل غِلَظِ وشِدَّة: جَبْلَةٌ وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:)
الدَّهْقُ: شِدَّةُ الضغْطِ. وأَيْضاً: مُتابَعَةُ الشَّدِّ. وقِيلَ: كَأْسٌ دِهاقٌ، أَي: صافِيَةٌ ودَهَقَهَ المَطَرُ: اشْتَدَّ فِي بَدْنِه، عَن بنِ الأعْرابِيَ. والمُدَهَّقُ، كمُعَظَّم: المُضَيَّقُ.
(دهق) الشَّيْء ضيقه واعتصره وكسره
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.