Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فح

زَلَمَ

(زَلَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «قَالَ سُرَاقة: فأخْرَجْت زُلَماً» وَفِي رِوَايَةٍ «الْأَزْلَام» الزُّلَمُ والزَّلَمُ واحدُ الْأَزْلَامِ: وَهِيَ القِدَاح الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَيْهَا مكتُوبٌ الأمرُ والنهىُ، افْعَل وَلَا تفْعَل، كَانَ الرجُل مِنْهُمْ يضعُها فِي وِعَاءٍ لَهُ، فَإِذَا أرادَ سَفَرًا أَوْ زَوَاجًا أَوْ أَمْرًا مُهِمّاً أدخلَ يَدَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهَا زَلَماً، فَإِنْ خرجَ الأمرُ مضَى لشأنِه، وَإِنْ خرَج النَّهىُ كفَّ عَنْهُ وَلَمْ يفعلْه. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَطيح:
أمْ فازَ فَازْلَمَّ بِهِ شأوُ العَنَنْ ازْلَمَّ: أَيْ ذَهب مُسْرِعا، والأصلُ فِيهِ ازْلأمَّ فَحَــذَفَ الْهَمْزَةَ تخفِيفا. وَقِيلَ أصلُها ازْلَامَّ كاشهاَب فَحَــذَفَ الْأَلِفَ تَخْفيِفا أَيْضًا، وشَأْوُ العَنَن: اعتِراض الْمَوْتِ عَلَى الخَلْق. وَقِيلَ ازْلَمَّ: قبَض.
والعَنَن الْمَوْتُ: أَيْ عَرَضَ لَهُ الْمَوْتُ فَقَبَضَهُ.

ثنى

(ثنى) الشَّيْء جعله اثْنَيْنِ وَفُلَانًا ثناه وبالأمر أتبعه أمرا قبله والكلمة ألحق بهَا عَلامَة التَّثْنِيَة والحرف نقطه بنقطتين
ثنى: {مثنى}: اثنين اثنين. {ثاني عطفه}: عادل جانبه. {يثنون}: يطوون ما فيها.
(ثنى)
الشَّيْء ثنيا عطفه ورد بعضه على بعض وَيُقَال ثنى صَدره على كَذَا طواه عَلَيْهِ وستره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أَلا إِنَّهُم يثنون صُدُورهمْ ليستخفوا مِنْهُ} وَفُلَانًا عَن كَذَا صرفه عَنهُ وعنان فرسه لوى وَجهه ليا ليكفكفه عَن سرعته وعنانه عني أعرض وَفُلَانًا على وَجهه رده من حَيْثُ جَاءَ وَعطفه تكبر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن النَّاس من يُجَادِل فِي الله بِغَيْر علم وَلَا هدى وَلَا كتاب مُنِير ثَانِي عطفه ليضل عَن سَبِيل الله} وَفُلَانًا صَار لَهُ ثَانِيًا
ثنى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ مَقْصُور بِكَسْر الثَّاء - يَعْنِي لَا تُؤْخَذ فِي السّنة مرَّتَيْنِ وقَالَ الْكسَائي فِي الثِنَى مثله. قَالَ أَبُو عبيد: وقَالَ فِي ذَلِك كَعْب بْن زُهَيْر أَو معن بن أَوْس يذكر امْرَأَته وَكَانَت لامَتْه فِي بكر نَحره فَقَالَ: [الطَّوِيل]

أَفِي جَنْبِ بَكْرِ قَطَّعَتْنِي مَلامةً ... لَعَمْرِي لقد كَانَت ملامتها ثنى

يَقُول: لَيْسَ هَذَا بِأول لومها قد فعلته قبل هَذَا وَهَذَا ثنى بعده.
ثنى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عَمْرو -] من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تُوضَع الأخيار وترفع الأشرار وَأَن تقْرَأ المَثْناة على رُؤْس النَّاس لَا تُغَيّر قيل: وَمَا المَثناة قَالَ: مَا استُكْتِبَ من غير كتاب الله عزّ وجلّ. [قَالَ أَبُو عبيد: فَسَأَلت رجلا من أهل الْعلم بالكتب الأُوَل قد عرفهَا وَقرأَهَا عَن المَثْناة فَقَالَ: إِن الْأَحْبَار والرهبان من بني إِسْرَائِيل بعد مُوسَى وضعُوا كتابا فيهمَا بَينهم على مَا أَرَادوا من غير كتاب الله تبَارك وَتَعَالَى فسَمَّوه الْمُثَنَّاة كَأَنَّهُ يَعْنِي أَنهم أحلّوا فِيهِ مَا شاؤا وحرموا فِيهِ مَا شاؤا على خلاف كتاب الله تبَارك وَتَعَالَى فَبِهَذَا عرفت تَأْوِيل حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنه إِنَّمَا كره الْأَخْذ عَن أهل الْكتب لذَلِك الْمَعْنى وَقد كَانَت عِنْده كتب وَقعت إِلَيْهِ يَوْم اليرموك فأظنّه قَالَ هَذَا لمعرفته بِمَا فِيهَا وَلم يُرد النَّهْي عَن حَدِيث رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وسنّته وَكَيف ينْهَى عَن ذَلِك وَهُوَ من أَكثر الصَّحَابَة حَدِيثا عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو حِين سُئِلَ عَن الصَّدَقَة فَقَالَ: إِنَّهَا شرّ مَال إنّما هِيَ مالَ الكسحان والعُوْران قَالَ حدّثنَاهُ عَليّ ابْن عَاصِم عَن الْأَخْضَر بن عجلَان عَن فلَان عَن عبد الله بن عَمْرو. قَوْله: الكُسْحان واحدهم أكْسَح وَهُوَ المُقْعَد وَيُقَال مِنْهُ: كسح كَسِحَ يَكْسَحُ كَسَحاً قَالَ الْأَعْشَى يذكر قوما سَكِرُوا: (الرمل)

بَين مَخْذول كَرِيم جَدُّه ... وخَذولِ الرِجْل من غير كَسَحْ

يَقُول: إِنَّمَا خذله السكر لَيْسَ من كسح بِهِ. وَمعنى الحَدِيث أَنه كره الصَّدَقَة إِلَّا لأهل الزمانة كالحديث الآخر: لَا تحل الصَّدَقَة لغنيٍّ وَلَا لذِي مرَّة سَوِيٍ -] .
ثنى قَالَ أَبُو عبيد: وجدت المثاني على مَا جَاءَ فِي الْآثَار وَتَأْويل الْقُرْآن فِي ثَلَاثَة أوجه: فَهِيَ فِي أَحدهَا الْقُرْآن كُله مِنْهَا قَول اللَّه عز وَجل {اَللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ} فَوَقع الْمَعْنى علىالقرآن كُله

فَإِنَّهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال: إِنَّمَا سمي المثاني لِأَن الْقَصَص والأنباء ثُنّيت فِيهِ وَمِنْه [هَذَا -] الحَدِيث أَيْضا. أَلا تسمع إِلَى قَوْله: إِنَّهَا السَّبع من المثاني يُرِيد تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعَا مَّنَ المَثَانِي وَالْقَرَآنَ العَظِيْمَ} وَالْمعْنَى وَالله أعلم أَنَّهَا السَّبع الْآيَات من الْقُرْآن وَهِي فِي الْعدَد سِتّ وَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: سبع ويروى أَن السَّابِعَة بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم تعد آيَة فِي فَاتِحَة الْكتاب خَاصَّة لَا غير يُحَقّق ذَلِك حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعَا مَّنَ المَثَانِي} قَالَ: هِيَ فَاتِحَة الْكتاب. وَقرأَهَا عليّ ابْن عَبَّاس وعَدّ فِيهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا أَجود الْوُجُوه من المثاني أَنه الْقُرْآن كُله وَقَالَ بعض النَّاس: بل فَاتِحَة الْكتاب هِيَ السَّبع المثاني وَاحْتج بِأَنَّهَا تثنى فِي الصَّلَاة فِي كل رَكْعَة وفِي وَجه آخر أَن 85 / ب المثاني مَا كَانَ دون المئين وَفَوق / المُفَصَّل من السُّور وَمِنْه حَدِيث عَلْقَمَة حِين قدم مَكَّة فَطَافَ بِالْبَيْتِ أسبوعا ثمَّ صلى عِنْد الْمقَام رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأَ فيهمَا بالسبع الطُّول ثمَّ طَاف أسبوعا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا [بالمئين ثمَّ طَاف أسبوعا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا -] بالمثاني ثمَّ طَاف أسبوعًا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا بالمفصل. وَمن ذَلِك حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي اللَّه عَنْهُمَا حِين قَالَ لعُثْمَان: مَا حملكم على أَن عمدتم إِلَى سُورَة بَرَاءَة وَهِي من المئين وَإِلَى الْأَنْفَال وَهِي من المثاني فقرنتم بَينهمَا وَلم تجْعَلُوا بَينهمَا سطر بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم فجعلتموها فِي السَّبع الطوَال فَقَالَ عُثْمَان: إِن رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا أنزلت عَلَيْهِ السُّورَة أَو الْآيَة يَقُول: اجْعَلُوهَا فِي الْموضع الَّذِي يذكر فِيهِ كَذَا وَكَذَا وَتُوفِّي رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم وَلم يبين لنا أَحْسبهُ قَالَ: أَيْن نضعها وَكَانَت قصَّتهَا شَبيهَة بِقِصَّتِهَا فَلذَلِك قرنتُ بَينهمَا. قَالَ أَبُو عبيد: فالمثاني فِي هذَيْن الْحَدِيثين تأويلهما فِيمَا نقص عَن المئين. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: بئْسَمَا لأحدكم أَن يَقُول: نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت لَيْسَ هُوَ نَسِي وَلكنه نُسِّي واستذكروا الْقُرْآن فَلَهو أَشد تَفَضيا من صُدُور الرِّجَال من النَّعم من عقلهَا. 
ثنى
الثَّنْي والاثنان أصل لمتصرفات هذه الكلمة، ويقال ذلك باعتبار العدد، أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال الله تعالى:
ثانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/ 40] ، اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة/ 60] ، وقال: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[النساء/ 3] فيقال: ثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَة: كنت له ثانيا، أو أخذت نصف ماله، أو ضممت إليه ما صار به اثنين.
والثِّنَى: ما يعاد مرتين، قال عليه السلام:
«لا ثِنى في الصّدقة» أي: لا تؤخذ في السنة مرتين. قال الشاعر:
لقد كانت ملامتها ثنى
وامرأة ثِنْيٌ: ولدت اثنين، والولد يقال له:
ثِنْيٌ، وحلف يمينا فيها ثُنْيَا وثَنْوَى وثَنِيَّة ومَثْنَوِيَّة ، ويقال للاوي الشيء: قد ثَناه، نحو قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ
[هود/ 5] ، وقراءة ابن عباس: (يَثْنَوْنَى صدورهم) من: اثْنَوْنَيْتُ، وقوله عزّ وجلّ:
ثانِيَ عِطْفِهِ
[الحج/ 9] ، وذلك عبارة عن التّنكّر والإعراض، نحو: لوى شدقه، وَنَأى بِجانِبِهِ [الإسراء/ 83] .
والثَّنِيُّ من الشاة: ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد أَثْنَى، وثَنَيْتُ الشيء أَثْنِيهِ: عقدته بثنايين غير مهموز، قيل : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمُثَنَّاة: ما ثني من طرف الزمام، والثُّنْيَان الذي يثنّى به إذا عدّ السادات. وفلان ثَنِيَّة أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم، والثَّنِيَّة من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدود، فكأنه يثني السير، والثّنية من السنّ تشبيها بالثّنية من الجبل في الهيئة والصلابة. والثُّنْيَا من الجزور: ما يثنيه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل: الثُّنْوَى والثَّنَاء: ما يذكر في محامد الناس، فيثنى حالا فحــالا ذكره، يقال: أثني عليه.
وتَثَنَّى في مشيته نحو: تبختر، وسميت سور القرآن مثاني في قوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي [الحجر/ 87] لأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرّر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام، وعلى ذلك قوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ [الزمر/ 23] ، ويصح أنه قيل للقرآن: مثاني، لما يثنى ويتجدّد حالا فحــالا من فوائده، كما روي في الخبر في صفته: «لا يعوجّ فيقوّم ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه» .
ويصح أن يكون ذلك من الثناء، تنبيها على أنه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثناء عليه وعلى من يتلوه، ويعلمه ويعمل به، وعلى هذا الوجه وصفه بالكرم في قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وبالمجد في قوله:
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [البروج/ 21] .
والاستثناء: إيراد لفظ يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم، أو يقتضي رفع حكم اللفظ عما هو. فممّا يقتضي رفع بعض ما يوجبه عموم اللفظ قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً الآية: [الأنعام/ 145] .
وما يقتضي رفع ما يوجبه اللفظ فنحو قوله:
والله لأفعلنّ كذا إن شاء الله، وامرأته طالق إن شاء الله، وعبده عتيق إن شاء الله، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ [القلم/ 17- 18] .
(ثنى) - في الحديث: "مَنْ يَصْعَد ثَنِيَّةَ المُرارِ، حُطَّ عنه ما حُطَّ عن بَنِي إسْرائِيل".
يعنى حين ائْتَمروا قَولَه: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} .
قال الأَصْمَعِيُّ: الثَّنِيَّة في الجَبَل: عُلُوٌّ فيه، والجَمعُ الثَّنَايَا، وقال غَيرُه: هي أَعلَى المَسِيل في رَأْس الجَبَل، والثَّنِيَّة: العَقَبَة، والجَبَلُ، والطرَّيقُ في الجَبَل عُلُوٌّ فيه، والجَمْع الثَّنايَا. وقال غَيرُه: والمرتَفِعُ من الأَرضِ
وثَنِيَّة مُرار، بضَمِّ المِيم، ما بين مَكَّة والمَدِينَة من طَرِيق الحُدَيْبِيَة، وإنَّما قال ذلك، لأنها عَقَبةٌ شاقَّة وصلوا إليها لَيلًا حين أرادوا مكة سنة الحُدَيْبِيَة فرغَّبهم في صُعودِها، والله عز وجل أعلم.
- في حَدِيثِ الحَجَّاج أنَّه قَالَ: "طَلَّاع الثَّنَايَا".
: أي هو جَلْدٌ يَطلُع الثَّنَايَا في ارْتفاعِها وصُعوبَتِها، ومَعْناه: أَنَّه يرتَكِبُ الأُمورَ العِظامَ. - في حديث الأَضْحِيَة: "أنَّه أَمَر بالجَذَعة من الضَّأْنِ والثَّنِيَّةِ مِنَ المَعِز".
الثَّنِيَّة من الغَنَم: ما لها سَنَتَان ودَخَلَت في الثَّالِثَة وقيل: ما لَهَا سَنَة تَامَّةٌ ودَخَلَت في الثَّانِية والذَّكَر ثَنِيٌّ. والثَّنِيُّ من البَقَر: ما تَمَّ له ثَلاثُ سِنِين ودَخَل في الرَّابِعَة.
وقِيل على مَذْهَب الِإمام أَحْمد: ما تَمَّ له سَنَة من المَعِز، ودخل في الثَّانِيَة، ومن البَقَر: ما تَمَّ له سَنَتَان ودَخَل في الثَّالِثَة، وأَمَّا من الِإبِل فما تَمَّ له خَمسُ سِنين ودخل في السَّادِسَة.
وقيل: بل لا يَكُون مِنَ الإِبِل ثَنِيًّا حتَّى يُلقِي ثَنِيَّتَيه الرَّاضِعَتَين، وهما المُقدَّمتان ونَبتَت أُخْريَان وذلك في الثَّالِثَة.
قلت: ويَجوزُ أن يَكُونَ اختِلافُهم هذا، إنما حَصَل من حَيث الوُجوُد، لأنه إذا كان إنَّما يُسَمَّى ثَنِيًّا بإسقاط ثَنِيَّتَيه، فقد يَختَلِف ذلك، عَسَى في الِإبِل والبَقَر والغَنَم وغَيرِها كالآدمِي. وقد يَختَلِف سُقوطُ السِّنَّيْنِ ونَباتُهما في أَخَوَيْن فكيف في أَجْنَبِيَّين، والله تعالى أعلم والفِعلُ من ذلك أَثنَى يُثنِي إذا نَبَتَت له ثَنِيَّة، والجَذَع من الضَّأن ينَزُو فَيُلقِح، فلِهذا أُجِيز في الأُضْحِيَّة، ومن المِعْزَى لا يُلقِح حتَّى يَصِيَر ثَنِيًّا. ويقال له عن ذلك مُسِنٌّ ومُسِنَّة. وقيل: الجَذَع من الضَّأن يَجْذَع لثَمانِيَة أَشْهُر. - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} .
: أي ثِنْتَينْ ثِنْتَيْن، وثَلاثًا ثلاثًا، وأَربعًا أربعًا، ولَفظُ هَذَا القَبِيل في المُذَكَّر والمُؤَنَّت سَواءٌ.
- في الحَدِيثِ: "من أَعْتَقَ أو طَلَّقَ ثم استَثْنَى فله ثُنْيَاه".
: أي مَنْ شَرَطَ في ذَلِك شَرطًا أو عَلَّقَه على شَيْءٍ فله ما شَرَط، أو استَثْنَى منه شَيئًا فلَه ذَلِك، مثل أن يَقولَ: طَلَّقْتُها ثَلاثًا إلَّا واحِدةً، أو طَلَّقْتُهن إلَّا فُلَانَةَ، أو أَعتَقْتُهم إلَّا فُلانًا، والله تَعالَى أَعلَم.
وقيل: الاسِتثْناء مُشتَقٌّ من الاثْنَيْن، لأَنه إذا تكلَّم بشيء فقد أَفادَ به فائِدةً، فإذا استَثْنى منه أَفادَ فائدةً ثانِيةً.
- في الحَدِيث: "مَنْ قَالَ كَذَا عَقِيبَ الصَّلاةِ وهُو ثَانٍ رِجْلَه".
: أَيْ كَما هُوَ قَاعِد في التَّشَهُّد لأَن السُّنَّة في التَّشَهُّدِ أن يُثنِي رِجلَه اليُمْنى.
- وفي حَدِيث آخَرَ: "مَنْ قَالَ عَقِيبَ الصَّلاةِ كَذَا قبل أن يَثْنِي رِجلَه".
وهَذا ضِدُّ الأَوَّل في الَّلفْظِ، وفي المَعْنَى مُوافِقٌ له، لأَنَّ مَعْنَاه قَالَه قبل أن يَصرِفَ رِجلَه عن حالتِها التي هي عليها في التَّشَهُّد، فتَوافَق مَعنَى الحَدِيثَين. - في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرة: "كان يَثْنِيه عليه أَثناءً من سَعَته".
الأَثْناء: جمع ثِنْى وهو ما ثُنِي.
وفي حَدِيث الصَّلاةِ: "صَلاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى".
: أي رَكْعَتان رَكْعَتان، بتَشَهُّد وتَسْلِيم، فهي ثُنائِيَّة لا رُبَاعِيّة. ومَثْنَى مَعْدُول عن اثْنَيْن اثْنَيْن.
- ومنه حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: "دعوهم يَكُنْ لهم بَدْءُ الفُجور وثِنَاه".
: أي أَولُه وآخِرُه.
ثنى: ثنى لفلان وسادةً: من مظاهر الأدب والاحترام للزائر. وتثنى له الوسادة ليرتاح في جلسته (ابن خلكان 10: 108، وانظر كوسج مختارات 133).
وثنى الثوب: عطفه ورد بعضه على بعض لتقصيره وخبنه - وثنى كعب الصرمة: طوى طرف الحذاء عند الكعب - وثنى حافية برنيطة: رفع حافتها وجدّدها (بوشر).
وثنى إليه: انعطف واتجه إليه (عباد 1: 57) وثنى بالشيء: فعله مرة ثانية، وأتبعه أمرا قبله (عباد 2: 103 وانظر 3: 206) غير أن لين لم يذكر إلا ثنىّ بتشديد النون في هذا المعنى. لكن ما جاء في بيت الشعر الذي ذكره ابن عباد هو ثنى الثلاثي كما يدل عليه الوزن.
ثَنَّى: حرث الأرض مرة ثانية (الكالا، انظره في ثلّث، ابن العوام 1: 66، 2: 128).
ثنّى به: سماه بعد الأول (المقري 2: 204) وهي ضد بدا التي وردت في السطر الذي قبله.
وثنّى بفلان: عامله كما عامل الأول قبله، ففي فريتاج مختارات (ص122): وكان السلطان قد قتل بالسيف أحد الأسيرين ولم يشك (الآخر) في إنه يثنّى به.
وثنّى له الوزارة: لقبه بذي الوزارتين ففي حيان - بسام (1: 192ق): كان له بسليمان اتصال فثنى له الوزارة مَثنْى.
وثنّى: قذف، قدح فيه، شنع عليه (الكالا)، وقد ذكرت في معجم فوك في مادة lascivire أي عبث، لها، نزق.
أثنى، يقال أثنى بفلان (؟) ففي ابن حيان (ص49 ق): فكان أول من أظهر الخلعان بها وأثنى بأهل المعصية وسعى في تفريق الكلمة كريب بن عثمان بن خلدون.
وأثنى: كان ذا سمعة حسنة.
تَثَنّى: ذكرت في معجم فوكفي مادة duale بمعنى انثنى.
انثنى: تغضن، وانعطف وارتد بعضه على بعض (بوشر) وذكرت في معجم فوك في مادة lascivire أي عبث، ولها ونزق.
ثنية: طية، - وثنية الركبة أو الذراع: الموضع الذي تثنى (تطوى) منه الركبة أو الذراع. - وطية مضاعفة. وكفة الثوب ونحوه وهو ما ثنى وكف من أطرافه لتقصيره أو خبنه. وهدب الثوب يضاف إليه (بوشر).
ثَنَاء: صيت، شهرة حسنة (فوك) ثَنِيّ: مُهر بلغ السنة الثانية من العمر (ونزشتاين في زيشر 22: 74) - ومن له ثنيّان أي سنّان (فوك).
ثَنِيَّة: ترجمنا هذه الكلمة بلفظة- col ولو إنها تعني عادة محل مرور الطريق في شعاف الجبل (دوماس قبيل 316).
وثنية= عقبة، يقول بلجراف (1: 341): إنها عقبة أو منعرج، فحــين يرتفع الجبل لا بد أن يكون الطريق في منعرج للمرور فيه.
وثنية: البرُت أو البرُتات في جبال الييرنية، وهي المواضع المنخفضة التي تتخذ طريقا بين أسبانيا وفرنسا، ويبلغ متوسط ارتفاعها 2766 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهي ثنايا هذه السلسلة من الجبال (المقدمة 1: 119)، وأبن خلدون طبعة تورمبرج وفيه (ص9: (غربا والمفضية) وفي ص6 (الثنايا البقايا).
والثنية: الطريق، الدرب (همبرت 41 الجزائر).
والثنايا: أسنان مقدم الفم وأسنان اللبن وأول ما في الفم (بوشر).
ثُنَائِيّ. حديث ثنائي الإسناد: حديث نقل عن الرسول بواسطة سلسلتين من رواة الحديث، ففي العبدري (ص28 ق): قرأت عليه بعض الأحاديث الثنائية الإسناد من حديث مالك.
ثانٍ: من قِبَله (معجم هابشت ألف ليلة 3: 32، وأقرأ فيه 386 بدل 336؟ وثانٍ: مقابل، مواجه، ففي ألف ليلة (3: 56) في الكلام عن شاطئ نهر وغيره: الساقية الثانية أي الساقية المقابلة للجدول. وفيها (1: 771، 795): البر الثاني وفي (4: 674) منها: حتى وصل إلى البر من الجهة الثانية.
ثاني حشيش: خلف، رجيع (كلأ من الحشة الثانية).
ثاني عمارة: عمارة أعيد بناؤها.
ثاني مرة: ثانية، مجددا.
ثاني نبيذ: نطل، نبيذ العنب يصب عليه الماء، نبيذ دون.
كل يوم وثانيه: يوميا (بوشر)؟ قرأ ثانيا: قرأ حتى النهاية (الكالا).
ثانية: جمعها ثوان وثواني: جزء من ستين من الدقيقة (بوشر، محيط المحيط).
وفي كتاب عن الإسطرلاب يعود تاريخه إلى ما قبل القرن السابع للهجرة (مخطوطة 591، فهرست 3: 98): وتنقسم دوائرها إلى دقائق وثواني (المقري 1: 765، راجع إضافات وتصحيحات).
إثْنَيْنِيَّة ثنوية (المقدمة 3: 75) تَثْنِيَة (من مصطلح الجراحة) ويراد به إنه حين يوقف سحب الدم من فتحة الوريد، يعاد بعد ذلك إلى سحبه ثانية دون أن يبضع الوريد. ففي معجم المنصوري: تثنية: (كذا) هو المعاودة، والمراد بها في العضد وهو أن يقطع استخراج الدم قبل استيفاء الغرض ثم يترك ساعة أو يوما ثم يحل الموضع من غير تكرار بضع ثم يرسل الدم.
مثنى، يوم مثنى (تاريخ البربر 2: 395؟ ولا بد أن المراد به اليوم الثلاثين من شهر ذي الحجة، الذي تزيد أيامه في السنة الكبيسة يوما عنه في السنين الأخرى (تعليق الترجمة 4: 245 رقم 1).
المثاني: عند الكلام عن المثاني في القرآن قارن ما ذكره لين مع ما جاء في المقدمة (3: 323).
مَثْنِىّ: في حيان - بسام (1: 114ق) فتسمى بالوزارة في أيامه منفردة ومَثْنِيَّة ارذل الدائرة (الحرس) وأخابث النظار وهذا يعني تلقبوا بلقب الوزير وبلقب ذي الوزارتين. (أنظر ثنّى).
مثنية: نصف قطعة من البز (هوست 269).
استثناء: تقادم، حق اكتساب الملكية بمرور الزمن أو عدم النظر في الطلب وإقصاؤه في القضاء. وسقوط الدين لعدم المطالبة بدفعه في موعده المحدد (بوشر).
ثنى: الثَّنَاءُ: تَعَمُّدُكَ لِتُثْنِيَ عليه بحَسَنٍ أو قَبِيْحٍ.
والثِّنَاءث: ثِنَاءُ عِقَالِ البَعِيْرِ ونَحْوِه إذا عَقَلْتَه بحَبْلٍ مَثْنِيٍّ، يُقال: عَقَلْتُه بثِنَايَيْنِ وثِنَاءَيْنِ.
والثِّنَايَةُ في العِكْمِ: خَشَبَةٌ تُشَدُّ بالحَبْلِ إليه.
والمِثْنَاةُ: حَبْلُ الفَرَسِ؛ وكذلك الثِّنَايَةُ، والمَثَانِي: الحِبَالُ. وطَرَفُ الزِّمَامِ الدَّقِيْقُ. وتُفْتَحُ المِيْمُ أيضاً.
والثِّنْيُ من كُلِّ شَيْءٍ: يُثْنى بَعْضُه على بعضٍ أطْوَاءً؛ فكُلُّ واحِدَةٍ: ثِنْيٌ، حَتّى يُقال: أثْنَاءُ الحَيَّةِ: مَطَاوِيْها.
ويُقَالُ: ثَنَيْتُ الشَّيْءَ أثْنِيْه. وثَنَيْتُه عن وَجْهِه: إذا رَدَدْتَ عَوْدَه على بَدْئه. واثْتَنَيْتُه: مِثْلُه.
والتَّثَنّي: التَّلَوّي في المَشْيِ.
وثَنّى فلانٌ: فَعَلَ فِعْلاً ثانِياً.
والثَّنْيُ: ضَمُّ واحِدٍ إلى آخَرَ، والثِّنْيُ: الاسْمُ.
وثَنَى عِنَانَه عَنّي: أعْرَضَ. و " جاءَ ثانِياً من عِنَانِه ": أي جاءَ وادِعاً.
وفلانٌ لا تُثْنى به الخَنَاصِرُ: أي لا يُعَدُّ ثانِياً.
وثَنّى تَثْنِيَةً: إذا فَعَلَ أمْراً ثُمَّ ضَمَّ إليه آخَرَ. وثَنَيْتُ الرَّجْلَيْنِ أثْنِيْهما، وأنَا ثانيهما. واثْنَتَانِ: على تَقْدِيْرِ ضَمِّ إثْنَةٍ إلى إثْنَةٍ؛ لا تُفْرَدَانِ. وجاءَ القَوْمُ مَثْنى مَثْنى وثُنَاءَ ثُنَاءَ.
والمَثْنى: من أوْتَارِ العُوْدِ. وقيل: ما دُوْنَ المِئيْنَ من السُّوَرِ. وما فَوْقَ المُفَصَّلِ.
والمَثَاني: آياتُ سُورَةِ فاتِحَةِ الكِتَابِ. وقيل: من سُوْرَةِ البَقَرَةِ إلى بَرَاءَةَ. وقيل: القُرْآنُ كلُّه؛ لقَوْلِه تعالى: " كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ "، وسُمِّيَ بذلك لأنَّ القَصَصَ والأنْبَاءَ ثُنِّيَتْ فيه.
وقَوْلُه: غَيْرُ ما ثِنْيٍ ولا بِكْرٍ: أي لَيْسَ بأوَّلِ مَرَّةٍ ولا ثِنْيِ ثانِيَةٍ.
والثِّنَاوَةُ: بمَعْنى أنْ يكُوْنَ الرَّجُلُ ثانِياً.
وفلانٌ يَثْني ولا يَثْلِثُ: أي يَعُدُّ من الخُلَفَاءِ اثْنَيْنِ ويُنْكِرُ غَيْرَهما.
وناقَةٌ ثِنْيٌ: وَلَدَتْ بَطْنَيْنِ. وأثْنَتِ الحامِلُ: وَضَعَتِ الثاني، وكذلكَ إذ حُلِبَتْ قَعْبَيْنِ.
والثَّنِيَّةُ: أعْلى مَسِيْلٍ في رَأْسِ جَبَلٍ يُرى من بَعِيْدٍ فيُعْرَف. وهي العَقَبَةُ أيضاً، وجَمْعُها ثَنَايَا.
وأثْنَاءُ الوادي: أحْنَاؤه. ومَثَانِيْه: مَحَانِيْه.
والثَّنِيَّةُ: أحَبُّ الأوْلاَدِ إلى الأُمِّ.
والثَّنِيَّةُ: سِنٌّ واحِدٌ من الثَّنَايَا. والثَّنِيُّ من غَيْرِ النَّاسِ: ما سَقَطَتْ ثَنِيَّتَاه الرّاضِعَتَانِ ونَبَتَتْ له ثَنِيَّتَانِ أُخْرَيَانِ، يُقَال: أثْنى الفَرَسُ.
وفلانٌ ثَنِيَّتي: أي خاصَّتي، وهُمْ ثَنَايَايَ. والثُّنْيُ بوَزْنِ العُمْيِ: جَمْعُ الثَّنِيِّ من الإِبِلِ. والثُّنْيَانُ جَمْعٌ.
وهو يَرْكَبُ النَّاسَ بثَنْيَيْهِ: أي بنَاحِيَتَيْه.
والثِّنَاءُ: الفِنَاءُ، وجَمْعُه أَثْنِيَةٌ.
والثِّنَى مَقْصُوْرٌ: الذي بَعْدَ السَّيِّدِ، والثُّنْيَانُ مِثْلُه؛ فلانٌ ثُنْيَانُ بَني فلانٍ: أي يَلي سَيِّدَهم. وجَمْعُ الثِّنى ثِنْيَةٌ.
وأمْرٌ ثِنىً: أي ثانٍ. وحَلَبْتُ النّاقَةَ ثِنىً. ويوَمُ الثِّنى: يَوْمُ الاثْنَيْنِ. وفي الحَدِيثِ: " لا ثِنى في الصَّدَقَةِ " أي لا يُؤْخَذُ مَرَّتَيْنِ في السَّنَةِ.
وجَمْعُ الاثْنَيْنِ من الأيّامِ: أثَانٍ وأَثَانِيْنُ.
والثِّنَايَةُ: النِّخَاسُ الذي يُجْعَلُ في البَكْرَةِ إذا اتَّسَعَتْ.
والثُّنْيَا من الجَزُوْرِ: الرَّأْسُ والقَوَائِمُ؛ لأنَّ الجَزّارَ يَسْتَثْنِيْها لنَفْسِه.
وقيل في قَوْلِه:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا
قَوَائِمُها ورَأْسُها. وقيل: هي النَّظْرَةُ الثَّانِيَةُ؛ أي إنَّ النَّظْرَةُ الأُوْلى تُخِيْلُ والثَّانِيَة تُحَقِّقُ.
وفي الحَدِيْثِ: " نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الثُّنْيَا " وذلك أنْ يَبِيْعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ جِزَافاً فلا يَجُوْزُ له أنْ يَسْتَثْنِيَ منها شَيْئاً قَلَّ أو كَثُرَ؛ لأنَّهُ لا يَدْرِي كَمْ يَبْقى منه. وهي في المُزَارَعَةِ: أنْ يَسْتَثْنِيَ بعد النِّصْفِ أو الرُّبْعِ أو الثُّلثِ كَيْلاً مَعْلُوماً، وهي الثَّنْوى.
والاسْتِثْنَاءُ في اليَمِيْنِ أصْلُه من ثَنَيْتُ الشَّيْءَ: أي زَوَيْته.
ومَثْنى الأَيَادِي: الأنْصِبَاءُ التي كانَتْ تَفْضُلُ من الجَزُوْرِ في المَيْسِرِ عن السِّهِامِ؛ فكانَ الجَوَادُ يَشْتَرِيْها فيُطْعِمُها الأبْرَامُ. وهو أنْ يُعِيْدَ مَعْرُوْفَه مَرَّتَيْنِ.
ومَثَاني الدّابَّةِ: مِرْفَقَاه ورُكْبَتَاه.

ثن

ى1 ثَنَاهُ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) said in the K to be like سَعَى, implying that the aor. is ثَنَىَ, but this is a mistake, (MF, TA,) [for it is well known that] the aor. is ثَنِىَ, (Msb,) inf. n. ثَنْىٌ, (S, M, Msb, &c.,) He doubled it, or folded it; (T;) he turned one part of it upon another; (M, K;) he bent it; (T, S, Mgh, Msb, TA;) he drew, or contracted, one of its two extremities to [or towards] the other; or joined, or adjoined, one of them to the other; thus bending it; (Mgh;) namely, a stick, or branch, or twig, (Mgh,) or a thing, (T, S, M, Msb, K,) of any kind. (T.) One says of a man with the mention of whom one begins, in relation to an honourable or a praiseworthy quality, or in relation to science or knowledge, بِهِ تُثْنَى الخَنَاصِرُ, (T,) meaning With [the mention of] him, (T, and Msb in art. خصر,) among others of his class, (Msb ib.,) the little fingers are bent. (T, and Msb ubi suprá. [For the Arabs, in counting with the fingers, first bend the tip of the little finger down to the palm of the hand; then, the tip of the next; and so on; bending the thumb down upon the other fingers for five; and then continue by extending the fingers, one after another, again commencing with the little finger.]) And a poet says, فَإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَوْ قَدِيمٌ لِمَعْشَرٍ

فَقَوْمِى بِهِمْ تُثْنَى هُنَاكَ لأَصَابِعُ [And if glory, or any old ground of pretension to honour, be reckoned as belonging to a body of men, it is my people, with the mention of them, in that case, the fingers are bent]; meaning that they are reckoned as the best; (IAar, M;) for the best are not many. (M.) One says also, ثَنَى وَرِكَهُ فَنَزَلَ [lit. He bent his hip, and alighted], meaning he alighted from his beast. (T.) and ثَنَى رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ, meaning He drew up his leg to his thigh, and alighted. (M.) But قَبْلَ أَنْ يَثْنِىَ رِجْلَهُ, occurring in a trad., means Before he turned his leg from the position in which it was in the pronouncing of the testimony of the faith. (IAth.) ثَنَى صَدْرَهُ, aor. and inf. n. as above, [lit. He folded his breast, or bosom,] means (assumed tropical:) he concealed enmity in his breast, or bosom: or he folded up what was in it, in concealment. (TA.) It is said in the Kur [xi. 5], أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنَونَ صُدُورَهُمْ, meaning [Now surely] they infold and conceal [in their bosoms] enmity and hatred: (Fr, T:) or they bend their breasts, or bosoms, and fold up, and conceal, what is therein: (Zj, T:) I'Ab read, صُدُورُهُمْ ↓ تَثْنَوْنِى: you say, اِثْنَوْنَى صَدْرُهُ عَلَى البَغْضَآءِ, meaning his breast, or bosom, infolded, or concealed, vehement hatred: (T:) or the phrase in the Kur, accord. to the former reading, means they bend, or turn, their breasts, or bosoms, from the truth; they turn themselves away therefrom: or they incline their breasts, or bosoms, to unbelief, and enmity to the Prophet: or they turn their backs: (Bd:) [for] b2: ثَنَاهُ, (T, S, Msb, TA,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (T, Msb, TA,) also signifies He turned him, or it, away or back. (T, S, Msb, TA.) Also He turned him, or turned him away or back, (Lth, T, S,) from the course that he desired to pursue, (Lth, T,) or from the object of his want: (S:) or you say, ثَنَاهُ عَنْ وَجْهِهِ, (Mgh,) and عَنْ حَاجَتِهِ, (TA,) and عَنْ مُرَادِهِ, (Msb,) he turned him, or turned him away or back, (Mgh, Msb, TA,) from his course, (Mgh,) and from the object of his want, (TA,) and from the object of his desire. (Msb.) One says also, فُلَانٌ لَا يُثْنَى عَنْ قِرْنِهِ وَلَا عَنْ وَجْهِهِ [Such a one will not be turned, or turned away or back, from his antagonist, nor from his course]. (T.) b3: Also He tied it; or tied it in a knot or knots; or tied it firmly, fast, or strongly. (TA.) You say, ثَنَيْتُ البَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ, meaning, accord. to As, as related by A'Obeyd, I bound both the fore legs of the camel with two bonds: but correctly, I bound the two fore legs of the camel with the two ends of a rope; the last word meaning a single rope: (T:) عَقَلْتُهُ بِثَنْيَيْنِ means I bound one of his fore shanks to the arm with two ties, or tyings. (T, M.) b4: ثَنْىٌ [as inf. n. of ثَنَى] also signifies The act of drawing, or joining, or adjoining, one [thing] to another; (Lth, T, Mgh;) and so ↓ تَثْنِيَةٌ [inf. n. of ثنّى]. (Mgh.) b5: [As ثَلَثَهُمْ signifies “ he took the third of their property,” and “ he made them, with himself, three,” and other verbs of number are used in similar senses, so] ثَنَاهُ signifies He took the half of their property: or he drew, or adjoined, to him what became with him two: (TA:) or ثَنَيْتُهُ, (S, Msb,) aor. and inf. n. as above, (Msb,) signifies I became (S, Msb) to him, (S,) or with him, (Msb,) a second; (S, Msb;) or I was a second to him, or it: (Er-Rághib:) or one should not say thus, but that Az says, (M,) هُوَ وَاحِدٌ فَاثْنِهِ (M, K [but in the latter, هٰذَا in the place of هُوَ, and in the CK, ↓ فأَثْنِه,]) he is one, and be thou a second to him. (M, K.) b6: ثَنَى, aor. as above, also signifies He made eleven to be twelve. (T in art. ثلث.) b7: ثَنَى الأَرْضَ, inf. n. as above, He turned over the land, or ground, twice for sowing, or cultivating: (Mgh, and A * and TA * in art. ثلث:) and ↓ تَثْنِيَةٌ [inf. n. of ثنّى] and ثُنُيَانٌ [app. another inf. n. of ثَنَى, and app. correctly written ثُنْيَانٌ] are often used by [the Imám] Mohammad in the sense of ثَنْىٌ: he who explains تَثْنِيَةٌ as signifying the turning over [the land, or ground,] for sowing, or cultivating, after the harvest, or as signifying the restoring land to its owner turned over for sowing, or cultivating, commits an inadvertence. (Mgh.) b8: فَاثْنِنِى, occurring in a poem of Kutheiyir 'Azzeh, is explained as meaning Then give thou to me a second time: (M, TA:) but this is strange: (TA:) [ISd says,] I have not seen it in any other instance. (M.) b9: لَا يَثْنِى وَلَا يَثْلِثُ, (a phrase mentioned by IAar, M,) or وَلَا يُثَلِّثُ ↓ لَا يُثَنِّى, or وَلَا يُثْلِثُ ↓ لَا يُثْنِى: see 1 in art. ثلث.2 ثنّاهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَثْنِيَةٌ, (S, K,) He made it two; or called it two. (S, M, MS b, K.) [Hence,] ثَنَّى means also He counted two; whence the saying, فُلَانٌ يُثَنِّى وَلَا يُثَلِّثُ; see art. ثلث: (A and TA in art. ثلث:) [and so, app., ↓ اِثَّنَى; for] a poet says, بَدَا بِأَبِى ثُمَّ اثَّنَى بِأَبِى أَبِى

[which seems plainly to mean He began with my father; then counted two with the father of my father]. (M.) b2: [He dualized it, namely, a word; made it to have a dual. b3: He marked it with two points, namely, a ت or a ى.] b4: He repeated it; iterated it. (Mgh.) See 1, in three places. b5: ثنّى لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained two nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: ثنّى بِالأَمْرِ He did the thing immediately after another thing. (T.) b7: تَثْنِيَةٌ also signifies A man's requesting others [who are playing with him at the game called المَيْسِر] to return, for [a chance of] the stakes, his arrow, when it has been successful, and he has been secure, and has won. (Lh, M.) A2: See also 4.4 أَثْنَتْ, or ↓ اِثْتَنَتْ, She brought forth her second offspring. (TA in art. بكر.) b2: See also 1, in two places. b3: اثنى, (inf. n. إِثْنَآءٌ, TA,) He shed his tooth called the ثَنِيَّة; (S, Mgh, Msb;) he became what is termed ثُنِىّ; said of a camel [&c.]: (M, K:) he shed his رَوَاضِع [pl. of رَاضِعَة which is the same, in this case, as ثَنِيَّة]; said of a horse [&c.]. (IAar, T.) A2: اثنى عَلَيْهِ, (T, S, M, Msb, K, &c.,) inf. n. إِثْنَآءٌ; (T;) and ↓ ثنّى, inf. n. تَثْنِيَةٌ, accord. to the K, but this is a mistake for ↓ ثبّى, inf. n. تَثْبِيَةٌ; (TA;) He praised, eulogized, commended, or spoke well of, him: and he dispraised, censured, discommended, or spoke ill of, him: (T, * M, Msb, K:) the object is either God or a man: (T:) or it has the former meaning only: (M, K;) or the former meaning is the more common: (Msb:) accord. to IAar, اثنى signifies he spoke, or said, well, or good; and ill, or evil; and انثى, “he defamed,” or “did so in the absence of the object;” and “he disdained, scorned, shunned, disliked, or hated,” a thing: (T:) and you say, اثنى عَلَيْهِ خَيْرًا [He spoke, or said, well, or good, of him]; (S, and TA from a trad.;) and شَرًّا [ill, or evil], also. (TA from the same trad.) One says also, أَثْنَيْتُ فِعْلَهُ [I praised his deed]; meaning عَلَى فِعْلِهِ; or because أَثْنَى means مَدَحَ. (Ham p. 696.) 5 تثنّى: see 7. b2: Also He affected an inclining of his body, or a bending, or he inclined his body, or bent, from side to side; syn. تَمَايَلَ: (Har pp. 269 and 271:) and he walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side; or with a twisting of the back, and with extended steps; syn. تَبَخْتَرَ. (Idem p. 271.) Yousay, تثنّى فِى مِشْيَتِهِ (S, and Har p. 269) He affected an inclining of his body, or a bending, or he inclined his body, or bent, from side to side, in his gait. (Har ib.) [And in like manner, and more commonly, one says of a woman.]7 انثنى, (T, S, M, K,) and ↓ تثنّى, and ↓ اِثَّنَى, of the measure اِفْتَعَلَ, (M, K,) originally اِثْتَنَى, (M,) and ↓ اِثْنَوْنَى, (T, S, K,) of the measure اِفْعَوْعَلَ, (T, S,) It was, or became, doubled, or folded; (T;) it had one part turned upon another; (M, K;) it was, or became, bent. (T, S.) b2: [Hence,] انثنى signifies also He turned, or turned away or back, (Har pp. 44 and 120,) عَنْ أَمْرٍ from an affair, after having determined to do it. (Lth in TA art. زمع.) 8 إِثْتَنَىَ see 7, and 4: b2: and see also 2.10 استثناهُ He set it aside as excluded; or he excluded it, or excepted it; مِنْ شَىْءٍ from a thing; syn. حَاشَاهُ: (M:) or he set it aside, or apart, for himself: and in the conventional language of the grammarians, [he excepted it; i. e.] he excluded it from the predicament in which another thing was included, or in which other things were included: (Mgh:) الاِسْتِثْنَآءُ [in grammar] is the turning away the agent from reaching the object of the اِسْتِثْنَآء: (Msb:) in the case of an oath [and the like], it means the saying إِنْ شَآءَ اللّٰهُ [If God will]. (Mgh.) [See ثُنْيَا.]12 اثنونى: see 7; and see also 1.

ثِنْىٌ A duplication, or doubling, of a thing: (T, * S, Msb:) pl. أَثْنَآءٌ; (S, Msb;) or the sing. may be ↓ ثَنًى. (Msb.) b2: A folding: so in the saying, أَنْفَذْتُ كَذَا ثِنْىَ كِتَابِى, (S, TA,) or فِى ثِنْىِ كِتَابِىِ (so in a copy of the S,) i. e., فِى طَيِّهِ [lit. I sent, or transmitted, such a thing within the folding of my writing, or letter; meaning infolded, or enclosed, in it; and included in it]. (S, TA.) b3: A duplicature, or fold, of a garment, or piece of cloth: (TA:) or what is turned back of the extremities thereof: (T:) pl. as above: whence, in a trad. of Aboo-Hureyreh, كَانَ يَثْنِيهِ عَلَيْهِ أَثْنَآءً مِنْ سَعَتِهِ [He used to fold it upon him in folds by reason of its width]; meaning the garment. (TA.) [Hence the saying,] وَكَانَ ذٰلِكَ فِى أَثْنَآءِ كَذَا, i. e., فى غُضُونِهِ [lit and that was in the folds, meaning, in the midst, of such a thing, or such an affair, or event]. (TA.) And جَاؤُوا فِى أَثْنَآءِ الأَمْرِ They came in the midst of the affair, or event. (Msb.) [And hence, app.,] مَضَى ثِنْىٌ مِنَ اللَّيْل An hour, or a period, or a short portion, of the night passed; (M, K; *) syn. سَاعَةٌ, (Th, M, K,) or وَقْتٌ. (Lh, M, K.) [See also what is said below respecting its pl. in relation to a night.] b4: Also sing. of أَثْنَآءٌ meaning The parts of a thing that are laid together like the strands of a rope, or that are laid one upon another as layers or strata, or side by side as the things that compose a bundle; (قُوَاهُ, and طَاقَاتُهُ; [rendered by Freytag “ virtutes, facultates rei; ”]) and ↓ مَثَانٍ, of which the sing. is ↓ مَثْنَاةٌ and ↓ مِثْنَاةٌ, signifies the same. (M, K.) b5: Also A bending of the neck of a sheep, or goat, not in consequence of disease: (K: but in the M, ثَنْىٌ [inf. n. of 1]:) and a serpent's bending, or folding, of itself: (M, K:) and also (thus in the M, but in the K “or”) a curved part of a serpent that has folded itself; (M, K;) pl. أَثْنَآءٌ, (M,) i. e. the folds of a coiled serpent. (T.) The pl. is used metaphorically [as though meaning (tropical:) The turns] of a night. (M. [But see explanations of the sing. as used in relation to a night in what precedes.] b6: A part that is bent, or folded, or doubled, of a وِشَاح [q. v.]; (TA;) pl. as above: (T, TA:) and so of a rope: (S:) or a portion of the extremity of a rope folded, or doubled, [so as to form a loop,] for binding therewith the pastern of the fore leg of a beast, to serve as a tether. (T.) Tarafeh says, لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى

لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِالْيَدِ [By thy life, death, while missing the strong young man, is like the tether that is slackened while the two folded extremities thereof are upon the fore leg, or in the hand: see طِوَلٌ]: (T, S:) he means that the young man must inevitably die, though his term of life be protracted; like as the beast, though his tether be lengthened and slackened, cannot escape, being withheld by its two extremities: (so in a copy of the T:) or by ثنياه he means its extremity; using the dual form because it is folded, or doubled, upon the pastern, and tied with a double tie: (so in another copy of the T:) or he means, while its two extremities are in the hand of its owner: (EM p. 91:) by ما اخطأ, he means فِى إِخْطَائِهِ, (S in art. طول,) or مُدَّةَ إِخْطَائِهِ: and the ل [prefixed to the ك of comparison] is for corroboration. (EM ubi suprá.) You say also, رَبَّقَ أَثْنَآءَ الحَبْلِ, meaning He made loops in the middle of the rope to put upon the necks of the young lambs or kids. (T.) b7: Also A bend, or place of bending, of a valley, (S, M, * K,) and of a mountain: (S:) pl. as above: (M, K:) and ↓ مَثَانٍ [likewise] signifies the bends of a valley. (T, K.) A2: A she-camel that has brought forth twice, (S,) or two, (M,) or a second time: (K:) or, as some say, that has brought forth once: but the former is more analogical: (M:) one does not say ثِلْثٌ [as meaning “ that has brought forth thrice ”], nor use any similar epithet above this: (S, TA:) pl. ثُنَآءٌ, like ظُؤَارٌ pl. of ظِئْرٌ, accord. to Sb, (M, TA,) and أَثْنَآءٌ accord. to others: (TA:) in like manner it is applied to a woman, (S, M,) metaphorically: (M:) and to the she-camel's second young one: (S, M:) accord. to As, as related by A'Obeyd, a she-camel that has brought forth once: also that has brought forth twice: [so says Az, but he adds,] but what I have heard from the Arabs is this; that they term a she-camel that has brought forth her first young one بِكْر; and her first young one, her بِكْر; and when she brought forth a second, she is termed ثِنْىٌ; and her young one, her ثِنْى: and this is what is correct. (T.) [Hence the saying,] مَا هٰذَا الأَمْرُ مِنْكَ بِكْرًا وَلَا ثِنْيًا (tropical:) This thing, or affair, is not thy first nor thy second. (A and TA in art. بكر.) b2: See also ثُنْيَانٌ.

ثَنًى: see ثِنْىٌ, first sentence.

ثُنًى: see ثِنًى: b2: and see also ثُنْيَانٌ: b3: and اِثْنَانِ.

ثِنًى The repetition of a thing; doing it one time after another: (Aboo-Sa'eed, TA:) or a thing, or an affair, done twice: (S, Msb, TA:) this is the primary signification: (TA:) and ↓ ثُنًى signifies the same. (IB, TA.) It is said in a trad., لَا ثِنَى فِى الصَّدَقَةِ There shall be no repetition in the taking of the poor-rate; (IAth, TA;) [i. e.] the poor-rate shall not be taken twice in one year: (As, Ks, T, S, M, Mgh, K:) or two she-camels shall not be taken in the place of one for the poor-rate: (M, IAth, K: *) or there shall be no retracting of an alms; or no revoking it: (Mgh, K, * TA:) this last is the meaning accord. to Aboo-Sa'eed, (Mgh, TA,) i. e. Ed-Dareeree, (Mgh,) who, in explaining this trad., as relating to the giving an alms to a man and then desiring to take it back, says he does not deny that ثِنًى

has the meaning first assigned to it above in this paragraph. (TA.) b2: See also ثُنْيانٌ: b3: and اِثْنَانِ.

ثَنْوَى and ثُنْوَى: see ثُنْيَا, in four places.

ثُنْيَةٌ: see ثُنْيَا, in three places.

ثِنْيَةٌ The lowest, most ignoble, or meanest, of the people of his house; applied to a man. (S, TA.) b2: Also pl. of ثُنْيَانٌ, q. v. (S, K.) ثُنْيَا a subst. from اِسْتِثْنَآءٌ; (S, Mgh, Msb;) as also ↓ ثَنْوَى; the former with damm, and the latter with fet-h: (S, Msb:) both are syn. with اِسْتِثْنَآءٌ [used as a subst., meaning An exception]; (T;) as also ↓ ثَنِيَّةٌ, (T, K,) or ↓ ثُنْيَةٌ, (accord. to one copy of the T,) and ↓ مَثْنَوِيَّةٌ: (T:) so in the saying, حَلَفَ يَمِينًا لَيْسَ فِيهَا ثُنْيَا and ↓ ثُنْوَى and ↓ ثَنِيَّةٌ or ↓ ثُنْيَةٌ and ↓ مَثْنَوِيَّةٌ [he swore an oath in which there was not an exception]; for when the swearer says, “By God I will not do such and such things unless God will otherwise,” he reverses what he [first] says by God's willing otherwise: (T: [see 10:]) [and so in the saying,] ↓ حَلْفَةٌ غَيْرُ ذَاتِ مَثْنَوِيَّةٍ a swearing not made lawful [by an exception]: (M:) [so too in the saying,] ↓ بَيْعٌ مَا فِيهِ مَثْنَوِيَّةٌ [and ثُنْيَا &c.] (K in art. لحج) a sale in which there is not an exception: (TA in that art.:) or ثُنْيَا signifies a thing excepted, (M, Mgh, K,) whatever it be; (K) as also ↓ ثَنْوَى, (M, K,) with و substituted for ى, (M,) or ↓ ثُنْوَى, (so in the TA, [but probably through inadvertence,]) and ↓ ثَنِيَّةٌ, (M, K,) or ↓ ثُنْيَةٌ. (TA.) In a sale, it is unlawful when it is the exception of a thing unknown; and when one sells a slaughtered camel for a certain price and excepts the head and extremities: (T, TA:) or when an exception is made from things sold without measuring or weighting or numbering: and in a contract with another for labour upon land on the condition of sharing the produce, it is when one excepts a certain measure after the half or the third. (IAth, TA.) The saying of Mo-hammad, مَنِ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ means Whoso maketh an exception, his shall be what he excepteth: (M, TA: *) as, for instance, when one says, “I divorce her thrice, save once: ” or “ I emancipate them, except such a one. ” (TA.) b2: It also means particularly The head and legs of a slaughtered camel; (T, M, * K;) because the seller of the camel used, in the Time of Ignorance, to except them; (T;) and IF adds, but incorrectly, the back-bone: (Sgh, TA:) whence, applied to a she-camel, مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا, (T, M,) meaning Resembling the make of the male in [the largeness of] her head and legs; (Th, M;) or جُمَالِيَّةُ الثُّنْيَا, having thick legs, like those of the male camel in thickness. (T.) [Also, app., The exception, or omission, of a day, in irrigation: see 3 in art. ثلث, and ثِلْثٌ in the same art.] and ↓ ثَنِيَّةٌ signifies also A palm-tree that is excepted from a bargain. (M, K.) And The martyrs whom God has excepted from those who shall fall down dead or swooning: (M, K:) these, accord. to Kaab, are اللّٰهِ فِى الأَرْضِ ↓ ثَنِيّةُ [those whom God has excepted on the earth]; (T, M;) alluded to in the Kur [xxxix. 68], where it is said, “and the horn shall be blown, and those who are in the heavens and those on the earth shall fall down dead, or swooning, except those whom God shall please [to except]. ” (T.) ثُنْيَانٌ The second chief; the person who comes second as a chief; (A'Obeyd, T;) the person who is [next] below the سَيِّد, (S, M, K, [in some copies of the K, erroneously, سيل,]) in rank; (S;) as also ↓ ثِنًى (A'Obeyd, T, S, M, K) and ↓ ثُنًى (A'Obeyd, T, S, K) and ↓ ثِنْىٌ: (K:) pl. (of the first, S) ثِنْيَةٌ [which is also a sing., mentioned above]. (S, K.) [See an ex. in a verse cited voce بَدْءٌ.] b2: A man having no judgment nor intelligence, or understanding. (M, K.) b3: Applied to judgment, or an opinion, (M, K,) (tropical:) Wrong, or having a wrong tendency; (M;) bad, corrupt, unsound, or wrong. (K, TA.) A2: Also a pl. of ثَنِىٌّ [q. v.]. (S, M, &c.) ثَنَوِىٌّ rel. n. of اِثْنَانِ, and of اِثْنَا عَشَرَ, when either or these is used as the proper name of a man; as also ↓ اِثْنِىٌّ [with ا when connected with a preceding word]; like بِنَوِىٌّ and اِبْنِىٌّ as rel. ns. of اِبْنٌ. (S.) b2: And الثَّنَوِيَّةُ [The Dualists;] the sect who assert the doctrine of Dualism [الاِثْنَيْنِيَّة]. (TA.) ثَنَآءٌ, [and accord. to the CK, ثَنِيَّةٌ, but this is a mistranscription for تَثْنِيَة, inf. n. of ثَنَّى, and تَثْنِيَة is a mistake for تَثْبِيَة, inf. n. of ثَبَّى, (see 4,)] Praise, eulogy, or commendation, (T, S, M, Msb, K,) of a man, (T, M,) and of God: (T:) and dispraise, censure, or discommendation, (T, M, Msb, K,) of a man: (T, M:) or the former only: (M, K:) or more frequently the former: (Msb:) so termed because it is repeated: (Ham p. 696:) that it relates to good speech and evil is asserted by many. (TA.) ثُنَآءُ and ثُنَآءَ: see مَثْنَى.

ثِنَآءٌ The cord, or rope, with which a camel's fore shank and his arm are bound together; (S, K;) and the like; consisting of a folded, or doubled, cord, or rope: each of the folds, or duplicatures, thereof would be thus termed if the word were used in the sing. form: (S:) Ibn-EsSeed [in the CK, erroneously, Ibn-Es-Seedeh] allows it; and therefore it is given as on his authority in the K: (TA:) and Lth allows it; but in this instance he allows what the Arabs do not allow: (T:) you say, عَقَلْتُ البَعِيرَ بِثِنَايَيْنِ, meaning I bound together the fore shanks and the arms of the camel with a rope, (S,) or with two ropes, (M, [but this is probably a mistake of a copyist,]) or with the two ends of a rope; (Az, T, S, M;) without ء because the word has no sing.: (Kh, Sb, T, S:) Lth allows one's saying بِثِنَآءَيْنِ also; but the Basrees and Koofees [in general] agree that it is without ء: (T:) IB says that it has no sing. because it is a single rope, with one end of which one fore leg is bound, and with the other end the other leg; and IAth says the like: (TA:) this rope is also called ↓ ثِنَايَةٌ; but a single rope for binding one fore shank and arm is not thus called. (T.) See also ثِنَايَةٌ. b2: And see ثَانٍ.

A2: The فِنَآء [or court, or open or wide space, in front, or extending from the sides,] (M, K,) of a house: (M:) [in the CK, الغِناءُ is erroneously put for الفِناءُ:] accord. to IJ, from ثَنَى, aor. ـْ because there one is turned back, by its limits, from expatiating; but A'Obeyd holds the ث to be a substitute for ف. (M.) ثَنِىٌّ Shedding his tooth called the ثَنِيَّة [q. v.]: (S, M, Msb:) or that has shed the tooth so called: (T, Mgh:) applied to a camel &c., as follows: (T, S, M, &c.:) or, as some say, to any animal that has shed that tooth, except man: (M:) fem. with ة: (T, S, M, Msb, K:) a camel in the sixth year; (T, S, M, IAth, Mgh, Msb, K;) the least age at which he may be sacrificed: (T:) and a horse in the fourth year; (IAar, T, Mgh, K;) or in the third year: (S, Msb:) and a cloven-hoofed animal, (S, Mgh, Msb,) or a sheep or goat and an animal of the bovine kind, [respecting which last see عَضْبٌ,] (T, IAth, K,) in the third year: (T, S, IAth, Mgh, Msb, K:) or a sheep and a goat, (M,) the latter accord. to the persuasion of Ahmad [Ibn-Hambal], (TA,) in the second year: (M:) and a gazelle after the age at which he is termed جَذَعٌ: (M: [see شَصَرٌ:]) in all cases, after what is termed جَذَعٌ and before what is termed رَبَاعٍ: (Mgh:) pl. (masc., S, TA) ثُنْيَانٌ and ثِنَآءٌ (S, M, Mgh, Msb) and ثُنَآءٌ, and, accord. to Sb, ثُنٍ; (M;) and pl. fem. ثَنِيَّاتٌ. (S.) الثُّنَىُّ, or الثُّنِىُّ: see اِثْنَانِ.

ثَنِيَّةٌ I. q. عَقَبَةٌ: (AA, M, Mgh, K:) or the latter means a long mountain that lies across the road, and which the road traverses; and the former, any such mountain that is traversed: (T:) so called because it lies before the road, and crosses it; or because it turns away him who traverses it: (Mgh:) or the road of what is termed عَقَبَة: (S; and so in copies of the K:) or a high road of what is thus termed: (K accord. to the TA:) or a road in, or upon, a mountain, (M, K,) like that which is termed نَقْبٌ [q. v.]: (M:) or a road to a mountain: (M, K:) or a mountain (M, K) itself: (M:) or a part of a mountain that requires one, in traversing it, to ascend and descend; as though it turned the course of journeying: (Er-Rághib, TA:) pl. ثَنَايَا: (T, S:) which signifies also [such roads as are termed] مَدَارِج. (T.) Hence the phrase, فُلَانٌ طَلَّاعُ الثَّنَايَا Such a one rises to eminences, or to lofty things or circumstances, or to the means of attaining such things; like the phrase طَلَّاعُ أَنْجُدٍ

[q. v.]: (S:) or, like the latter phrase, is accustomed to embark in, or undertake, or to surmount, or master, lofty and difficult things: (Mgh:) or is hardy, strong, or sturdy; one who embarks in, or undertakes, great affairs. (TA. [See an ex. under the heading of اِبْنُ جَلَا, in art. جلو: and see also art. طلع.]) b2: Also, (T, S, M, &c.,) pl. ثَنَايَا (T, S, Mgh, Msb) and ثَنِيَّاتٌ, (Msb,) One of certain teeth, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) the foremost in the mouth, (M,) [namely, the central incisors,] four in number, (T, M, Mgh, Msb,) to man, and to the camel, (T, M, &c.,) and to the wild beast, (M,) in the fore part of the mouth, (T, Mgh, K,) two above and two below: (T, M, Mgh, K:) so called as being likened to the ثَنِيَّة of a mountain, in form and hardness; (TA;) or because each of them is placed next to its fellow. (Mgh.) A2: Also fem. of ثَنِىٌّ [q. v.]. (T, S, M, &c.) A3: See also ثُنْيَا, in five places.

ثِنَايَةٌ A cord, or rope, of goats' hair (شَعَر), or of wool, (S, K,) or of other material; (K;) as also ↓ ثِنَآءٌ (K) and ↓ مِثْنَاةٌ and ↓ مَثْنَاةٌ; (M, K;) which last is explained by IAar as signifying [simply] a cord, or rope: (M:) [or] the first has the meaning assigned to it above, voce ثِنَآءٌ; syn. with ثِنَايَانِ: and signifies also a long rope; whence the saying of Zuheyr, describing the [she-camel termed] سَانِيَة, تَمْطُو الرِّشَآءَ وَتُجْرِى فِى ثِنَايَتِهَا مِنَ المَحَالَةِ قَبًّا رَائِدًا قَلِقَا (T,) meaning [She draws the well-rope, and causes to run,] with her ثناية upon her, (ISk, T,) [a wabbling, unsteady, sheave (?) of the large pulley;] the ثناية here being a rope of which the two ends are tied to the saddle (قَتَب) of the سانية; the [upper] end of the well-rope being tied to its ↓ مِثْنَاة [which here means the folded middle part]: (T:) but Aboo-Sa'eed says that it [here] means a piece of wood by which are connected the two extremities of the cheeks, or side-pieces, (طرفا الميلين, [the latter of which words I here render conjecturally, supposing it to be similar in meaning to القَعْوِ or القَعْوَيْنِ,]) above the محالة, and a similar piece below; the محالة and [qu. or] the sheave turning between the tow pieces thus called. (T, in a later portion of the art.) ثُنَائِىٌّ [a rel. n. from اِثْنَانِ, anomalously formed, but analogous with other rel. ns. from ns. of number, as رُبَاعِىٌّ ثُلَاثِىٌّ, &c., Of, or relating to, two things]. b2: كَلِمَةٌ ثُنَائِيَّةٌ A word comprising, or composed of, two letters; as يَدٌ, and دُمْ [or دَمٌ?]. (TA.) ثِنْتَانِ a fem of اِثْنَانِ, q. v.

ثَانٍ [act. part. n. of 1; Doubling, or folding; &c.]. Hence, هُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ While he was bending his leg before rising, or standing up. (TA from a trad.) [And جَآءَ ثَانِىَ عِطْفِهِ: see art. عطف.] One says of a horseman who has bent the neck of his beast on the occasion of his vehement running, جَآءَ ثَانِىَ العِنَانِ [He came bending the rein by pulling it with both hands a little apart]: (T:) or جَآءَ ثَانِيًا مِنْ عِنَانِهِ [he came bending a part of his rein]. (S.) And of the horse himself, one says, جَآءَ سَابِقًا ثَانِيًا, i. e. He came outstripping, with bent neck, by reason of briskness; because when he is fatigued, he stretches out his neck; and when he is not fatigued nor jaded by running, but comes in his first run, he bends his neck: and hence the saying of the poet, وَمَنْ يَفْخَرْ بِمِثْلِ أَبِى وَجَدِّى

يَجِئْ قَبْلَ السَّوَابِقِ وَهُوَ ثَانِى

i. e. [And he who glories in the like of my father and my grandfather, let him come before the mares that outstrip,] he being like the horse that outstrips [all others], with bent neck; or it may mean, he bending the neck of his horse which has outstripped the others. (T.) [Hence also,] شَاةٌ ثَانِيَةٌ A sheep, or goat, bending the neck, not in consequence of disease. (M, K.) b2: [Also Second; the ordinal of two: fem. with ة.] You say, هٰذَا ثَانِى هٰذَا [This is the second of this]; i. e. this is what has made this a pair, or couple: (M:) and فُلَانٌ (T) or هٰذَا (S) ثَانِى اثْنَيْنِ, (T, S,) i. e. Such a one, or this, is [the second of two, or] one of the two; (T, S;) like as you say ثَالِتُ ثَلَاثَةٍ; and so on to عَشَرَة: but not with tenween: (S:) [i. e.,] you may not say ثانٍ اثْنَيْنِ: (T: [see ثَالِثٌ:]) but if the two [terms] disagree, you may use either mode; (S;) you may say, هٰذَا (S) or هُوَ (Mgh) ثَانِى وَاحِدٍ and ثَانٍ وَاحِدًا, (S, Mgh,) i. e. This has become a second to one, (S,) [or rather, becomes &c. (i. e. يَثْنِى rather than ثَنَى),] or he, or it, makes one, with himself, or itself, to be two. (Mgh.) ↓ ثِنَآء also signifies the same in a trad. respecting the office of commander, or governor, or prince; where it is said, أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَثِنَاؤُهَا نَدَامَةٌ وَثِلَاثُهَا عَذابُ يَوْمِ القِيَامَةِ إِلَّا مَنْ عَدَلَ, i. e. [The first result thereof is blame, and] the second [is regret, and] the third [is the punishment of the day of resurrection, except in the case of him who acts equitably]: so says Sh. (T.) b3: And الثَّوَانِى [pl. of الثَّانِيَةُ] signifies [The second horns;] the horns that are [next] after the أَوَائِل. (M.) b4: [ثَانِىَ عَشَرَ and ثَانِيَةَ عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Twelfth, are subject to the same rules as ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., explained in art. ثلث.]

أَثْنَآءٌ pl. of ثِنْىٌ and of اِثْنَانِ: and also syn. with this latter, q. v.

اِثْنِىٌّ: see ثَنَوِىٌّ.

اِثْنَانِ a noun of number; (S, Msb;) applied to the dual number; (Msb;) meaning [Two;] the double of وَاحِدٌ; (M, K;) with a conjunctive ا [when not immediately preceded by a quiescence, written اثْنَانِ]; (T, S, Msb;) but this is sometimes made disjunctive when connected with a preceding word by poetic license: (T, S:) of the masc. gender: (S:) fem. اِثْنَتَانِ, (T, S, Msb,) in which, also, the ا is conjunctive; (T, Msb;) and ↓ ثِنْتَانِ; (T S, M, Msb, K;) the latter sometimes used, (T,) [much less frequently than the former, though the only fem. form mentioned in the M and K,] and of the dial. of Temeem; (Msb;) like as one says, هِىَ ابْنَةُ فُلَانٍ and هِىَ بِنْتُهُ: (T:) the ت in the dual is a substitute for the final radical, ى, (M, TA,) as it is in أَسْنَتُوا, the only other instance of this substitution except in words of the measure اِفْتَعَلَ: (Sb, M, TA:) in اِثْنَانِ, the final radical, ى is suppressed: (Msb:) it has no sing.: (Lth, T:) if it were allowable to assign to it a sing., it would be اِثْنٌ [for the masc.] and اِثْنَةٌ [for the fem.], like اِبْنٌ and اِبْنَةٌ: (S:) accord. to some, (Msb,) it is originally ثِنْىٌ; (T, Msb, CK;) and hence the dual ثِنْتَانِ: (Msb:) or it is originally ثَنَىٌ, (M, Msb, and so in a copy of the K,) the conjunctive ا being then substituted for the ى whence the dual اثْنَانِ, like ابْنَانِ: (Msb:) this is shown by the form of its pl., which is أَثْنَآءٌ, (M, K,) like أَبْنَآءٌ [pl. of ابْنٌ, which is originally بَنَىٌ or بَنَوٌ,] and آخَآءٌ [pl. of أَخٌ, which is originally أَخَوٌ]. (M.) In the saying in the Kur [xvi. 53], لَا تَتَّخِذُوا إِٰلهَيْنِ اثْنَيْنِ [Take not to yourselves two gods], the last word is added as a corroborative. (M.) The phrase ثِنْتَا حَنْظَلٍ occurs, by poetic license, for اِثْنَتَانِ مِنْ حَنْظَلٍ, meaning حَنْظَلَتَانِ [Two colo-cynths]. (S.) You say also, القَدَحِ ↓ شَرِبْتُ أَثْنَآءَ, and شَرِبْتُ اثْنَىْ هٰذَا القَدَحِ, meaning [I drank] twice as much as the bowl, and as this bowl: and in like manner, شَرِبْتُ اثْنَىْ مُدِّ البَصْرَةِ and اثْنَيْنِ بِمُدِّ البَصْرَةِ [I drank twice the quantity of the مُدّ of El-Basrah]. (M.) And a poet says, ↓ فَمَا حُلِبَتْ إِلَّا الثَّلَاثَةَ وَالثُّنَى

وَلَا قُيِّلَتْ إِلَّا قَرِيبًا مَقَالُهَا meaning [And she was not milked save] three vessels and two, [nor was she given her middaydrink save when her midday-resting was near.] (IAar, M.) b2: Hence, (Msb,) يَوْمُ الاِثْنَيْنِ, (S, Msb,) or الاِثْنَانِ alone, (M, K,) One of the days of the week; [the second; namely, Monday;] because the first, with the Arabs, is الأَحَدُ; (M;) as also ↓ الثِّنَى, like إِلَى; (K;) so in the copies of the K; [or,] accord. to some, ↓ الثُّنِىُّ, [originally الثُّنُوىُ,] of the measure فُعُول, like ثُدِىٌّ [pl. of ثَدْىٌ], is used in this sense; (TA;) or ↓ اليَوْمُ الثُّنَىُّ, [so in the M, accord. to the TT,] mentioned by Sb, on the authority of certain of the Arabs: (M:) the pl. is أَثْنَآءٌ and أَثَانِينُ, (M, K,) the latter mentioned on the authority of Th: but it has no dual: and those who say أَثْنَآءٌ form this pl. from الاِثْنُ, although this has not been in use: (M:) or it has neither dual nor pl., (S, Msb,) being itself a dual; (S;) but if you would form a pl. from it, you would regard it as itself a sing., and make its pl. أَثَانِينُ: (S, Msb:) IB says that أَثَانِينُ has not been heard [from the Arabs], and is only mentioned by Fr, on the ground of analogy; that it is far-fetched in respect of analogy; and that the pl. heard is أَثْنَآءٌ: Seer and others mention, as heard from the Arabs, إِنَّهُ لَيَصُومُ الأَثْنَآءَ [Verily he fasts on the Mondays]. (TA.) الثنين in يوم الثنين has no dim. (Sb, S in art. امس.) IJ says that the article ال in الثنين is not redundant, though the word is not an epithet: Abu-l-'Abbás says that the prefixing of the article in this case is allowable because the virtual meaning is اليَوْمُ الثَّانِى [the second day]. (M.) The saying اليَوْمُ الاِثْنَانِ means The name of to-day [is الاثنان]; and is like the saying اليَوْمُ يَوْمَانِ [to-day is two days] and اليَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ [to-day is fifteen of the month]. (Sb, M.) Sometimes, يَوْمُ اثْنَيْنِ, without the article ال, occurs in poetry. (M, K.) When a pronoun refers to الاثنان [as meaning Monday], this word may be treated in two ways, [as a sing. and as a dual,] but the more chaste way is to treat it as a sing., as meaning the day: (Msb:) [thus,] Aboo-Ziyád used to say, مَضَى الاِثْنَانِ بِمَا فِيهِ [Monday passed with what occurred in it]; making it sing. and masc.; and thus he did in the case of every day of the week, except that he made الجُمْعَة fem.: Abu-I-Jarráh used to say, مَضَى الاِثْنَانِ بِمَا فِيهِمَا, treating the word as a numeral; and thus he treated the third and fourth and fifth days, saying in each of these cases بِمَا فِيهِنَّ. (M.) b3: [اِثْنَا عَشَرَ, fem. اِثْنَتَا عَشْرَةَ; respectively, in a case of nasb and khafd, اِثْنَىْ عَشَرَ and اِثْنَتَىْ عَشْرَةَ; and with ا when not immediately preceded by a quiescence; mean Twelve: see عَشَرَةٌ.]

اِثْنَوِىٌّ, [with ا when not immediately preceded by a quiescence, in the CK erroneously written اَثْنَوِىّ,] One who fasts alone on the second day of the week. (IAar, Th, M, K.) الاِثْنَيْنِيَّةُ [The doctrine of dualism: see ثَنَوِىٌّ]. (TA.) مَثْنَى (S, Mgh) and ↓ ثُنَآءُ (T, S) [Two and two; two and two together; or two at a time and two at a time]: they are imperfectly decl., in like manner as [مَثْلَثُ and] ثُلَاثُ, as explained in art. ثلث; (S, TA;) [because] changed from the original form of اِثْنَانِ اثْنَانِ; (T, Mgh, TA;) or because of their having the quality of epithets and deviating from the original form of اِثْنَانِ; (Sb, S in art. ثلث, q. v.;) or because they deviate from their original as to the letter and the meaning; the original word being changed as above stated, and the meaning being changed to اِثْنَانِ اثْنَانِ. (S ibid.) You say, جَاؤُوا مَثْنَى and ↓ ثُنَآءَ (M, K) or مَثْنَى مَثْنَى, (S,) but this is a repetition of the word only, not of the meaning, (Mgh,) and in like manner one says of women, (M, K, *) i. e. They came two [and] two. (S, M, K.) And it is said in a trad., صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى, i. e. The prayer of night is two rek'ahs [and] two rek'ahs (رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ). (TA.) [See also other exs. voce ثُلَاثُ.] b2: مَثْنَى الأَيَادِى The repeating a benefit, or benefaction; or reiterating it; conferring it twice, or thrice; (As, T, K;) or twice, or more than twice: (K:) or the shares remaining of the slaughtered camel (A'Obeyd, T, S, M, K) in the game called المَيْسِر, (A'Obeyd, T, S, K,) which shares a bountiful man used to purchase, and give for food to the أَبْرَام, (A'Obeyd, T, S, M, K,) i. e., those who took no part in the game, not contributing: (M:) or the taking a portion time after time. (AA, T, S, M.) b3: مَثَانٍ [is pl. of مَثْنًى as signifying A place of doubling, or folding &c.: and hence means b4: ] The knees and elbows of a horse or similar beast. (T, K.) b5: And The bends of a valley. (T, K. See ثِنْىٌ.) b6: And, as pl. of مَثْنًى, The chords of the lute that are after the first: (M, K:) or مثنى signifies a chord [of a lute] composed of two twists: or, as some say, the second chord. (Har p. 244. See مَثْلَثٌ.) b7: مَثْنًى also signifies The زِمَام [or noserein] of a she-camel: and Er-Rághib says that the مثناة [i. e. ↓ مَثْنَاة or ↓ مِثْنَاة] is the doubled, or folded, part of the extremity of the زِمَام. (TA.) b8: المَثَانِى as relating to the Kur-án is pl. of مَثْنًى, (Mgh,) or of ↓ مَثْنَاةٌ: (AHeyth, T, Mgh:) it has three applications, accord. to A'Obeyd: (T, Mgh:) it signifies The Kur-án altogether; (A'Obeyd, T, S, M, Mgh, K;) so in the Kur xxxix 24; (A'Obeyd, T, Mgh;) meaning that the mention of reward and punishment is repeated, or reiterated, in it; (Fr, T;) or so called because the verse of mercy is conjoined with that of punishment; (S;) or because narratives and promises and threats are repeated in it; or because one peruses it repeatedly without being wearied: (Mgh:) or it signifies, (M, K,) or signifies also, (A'Obeyd, T, S, Mgh,) [the first chapter, called] the فَاتِحَة, (A'Obeyd, T, S, M, Mgh,) or الحَمْدُ, (K,) which means the same; (TA;) so in the Kur xv. 87; (A'Obeyd, T, Mgh;) because it is repeated, or recited twice, in every [act of prayer termed a] رَكْعَة, (Fr, Zj, AHeyth, T, S,) or with every chapter, (Th, M,) or in every prayer; (Mgh;) or because containing praise of God: (Zj, T, Mgh:) [but see السَّبْعُ المَثَانِى voce سَبْعَةٌ:] or it signifies, (M, K,) or signifies also, (A'Obeyd, T, S, Mgh,) the chapters that are less than those containing a hundred verses, (S, M, Mgh,) or that are less than the long ones (الطُّوَل, q. v.), and less than those containing a hundred verses, (A'Obeyd, T, K, but in [most of] the copies of the K دُونَ المِأَتَيْنِ is put in the place of دُونَ المِئِينَ, which is the right reading, TA,) and more than [those of the portion called] the مُفَصَّل, (A'Obeyd, T, Mgh, K,) as is related on the authority of the Prophet by Ibn-Mes'ood and 'Othmán and Ibn-'Abbás; (AHeyth, T;) because, (Mgh,) or as though, (T,) occupying the second place after those containing a hundred verses: (T, Mgh:) or the chapters, (T, K,) six and twenty in number, (T,) entitled الحَجّ and القَصَص and النَّمْل and النُّور and الأَنْفَال and مَرْيَم and العَنْكَبُوت and الرُّوم and يَاسِين and الفُرْقَان and الحِجْر and الرَّعْد and سَبَا and المَلَائِكَة and إِبْرَاهِيم and صَاد and مُحَمَّد and لُقْمٰن and الغُرَف and المُؤْمِن and الزُّخْرُف and السَّجْدَة and الأَحْقَاف and الجَاثِيَة and الدُّخَان (T, K) and الأَحْزَاب, (K,) which last has been omitted by the copyists of the T: (TA:) or the chapters of which the first is the بَقَرَة, and the last is بَرَآءَة: or what is repeated, of the Kur-án, time after time. (M, K.) مَثْنَاةٌ; pl. مَثَانٍ: see ثِنْىٌ: and ثِنَايَةٌ: and مَثْنًى; the last in two places. b2: It is said in a trad. that one of the signs of the resurrection will be the public reading, or reciting, of the مَثْنَاة, (T, S,) which means That which has been desired to be transcribed from a source other than the Book of God: (T:) or a certain book, (T, K,) [the Mishna,] which the learned men, and the recluses, of the Children of Israel, after Moses, composed after their own desire, from a source other than the Book of God, as A'Obeyd says on the authority of a man learned in the books of the earlier times, (T,) containing the histories of the Children of Israel after Moses, in which they allowed and disallowed what they pleased: (K:) or what is sung: (K:) or what is called in Persian دُو بَيْتِى, (S, K,) which means two verses, each composed of a pair of hemistichs; (TA;) i. e. what is sung; but A'Obeyd explains it otherwise than thus: (S:) it is what is known among the 'Ajam by the term ↓ مَثْنَوِىٌّ, as though this were a rel. n. from مَثْنَاةٌ: the vulgar say [erroneously] ذُو بَيْت, with the pointed ذ. (TA.) مِثْنَاةٌ; pl. مَثَانٍ: see ثِنْىٌ: and ثِنَايَةٌ; the latter in two places: and see also مَثْنًى.

مُثَنًّى [pass. part. n. of 2. b2: Dualized: a dual. b3: مُثَنَّاةٌ فَوْقِيَّةٌ Marked with two points above: an epithet added to تآء to prevent its being mistaken for بآء or ثآء or يآء. And مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ Marked with two points below: an epithet added to يآء to prevent its being mistaken for بآء or تآء or ثآء.]

b4: الطَّويلُ المُثَنَّى (assumed tropical:) That which passes away [out of sight, or disappears,] by length; mostly used of a thing that is long without breadth. (TA.) مَثْنِىٌّ [pass. part. n. of 1; Doubled or folded &c.] b2: أَرْضٌ مَثْنِيَّةٌ Land, or ground, turned over twice for sowing, or cultivating. (Mgh, and A and TA in art. ثلث.) مَثْنَوِىٌّ: see مَثْنَاةٌ.

مَثْنَوِيَّةٌ: see ثُنْيَا, in four places.

تِنِّيسُ

تِنِّيسُ، كسِكِّينٍ: د بِجَزِيرَةٍ من جَزائِرِ بَحْرِ الرُّومِ قُرْبَ دِمْيَاطَ، تُنْسَبُ إليه الثِّيَابُ الفاخِرَةُ.
وتُونِسُ: قاعِدَةُ بلادِ إفْرِيقِيَّةَ، عُمِّرَتْ من أنْقَاضِ مدينةِ قَرْطاجَنَّةَ. ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ التَّنَسِيِّ، محركةً: إسْكَنْدَرِيٌّ لَهُ نَسْلٌ.
تِنِّيسُ:
بكسرتين وتشديد النون، وياء ساكنة، والسين مهملة: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط، والفرما في شرقيّها قال المنجمون: طولها أربع وخمسون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلث في الإقليم الثالث قال الحسين بن محمد المهلّبي: أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط، وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون، وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم، ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينه الفرما، فحــينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم ومن حذق نواتيّ البحر في هذه البحيرة أنهم يقلعون بريح واحدة، يديرون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة قال:
وليس بتنيس هو امّ مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنّيس: قيل فيه إن سور تنيس ابتدئ ببنيانه في شهر ربيع الأول سنة 230، وكان والي مصر يومئذ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق ابن المعتصم، وفرغ منه في سنة 239 في ولاية عنبسة ابن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل، كان بينهما عدة من لولاة في هذه المدة، بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول جد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر، وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته، وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف، وإنه لم يملكها من لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب، وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام، فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث، وأنه دعاهم سرّا إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاما يكفيهم، فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة، وإن ذلك الطعام كفى الجماعة كلهم وفضل منه حتى فرّقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف.
وقيل إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال: أراك تطلب الرزق، الا أدلك على أمّ متعيّش قال: وما أمّ متعيّش؟ قال: تنيس ما لزمها أقطع اليدين إلا ربّته، قال بشر: فلزمتها فكسبت فيها أربعة آلاف، وقيل: إن المسيح، عليه السلام، عبر بها في سياحته فرأى أرضا سبخة مالحة قفرة والماء الملح محيط بها، فدعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم.
قال: وسمّيت تنّيس باسم تنيس بنت دلوكة الملكة، وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر، فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها، وكانت ذات حدائق وبساتين، وأجرت النيل إليها، ولم يكن هناك بحر، فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم، فشقّا من بحر الظلمات خليجا يكون حاجزا بين مصر والروم فامتدّ وطغى وأخرب كثيرا من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة، فكان فيما أتى عليها أحنّة تنّيس وبساتينها وقراها ومزارعها ولما فتحت مصر في سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذ خصاصا من قصب، وكان بها الروم، وقاتلوا أصحاب عمرو، وقتل بها جماعة من المسلمين، وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب الأكوام، وكانت الوقعة عند قبّة أبي جعفر بن زيد، وهي الآن تعرف بقبّة الفتح، وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أميّة، ثم إن أهلها بنوا قصورا ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس، فبني سورها كما ذكرنا، ودخلها أحمد ابن طولون في سنة 269، فبنى بها عدّة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة، وتعرف بصهاريج الأمير.
وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة، وبينها وبين البحر الأعظم برّ آخر مستطيل، وهي جزيرة بين البحرين، وأول هذا البر قرب الفرما والطينة، وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج، فيه مراكب تعبر من برّ الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس، يسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط، وهناك أيضا فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس، وبالقرب من ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس، فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة، فحــينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم، وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة، وهي ظاهرة الى الأرض، وصورتها في الصــفحــة المقابلة.
قال صاحب تاريخ تنيس: ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر، وهي مائة ونيف وثلاثون صنفا، وهي: السلوى، القبج المملوح، النصطفير، الزرزور، الباز الرومي، الصفري، الدبسي، البلبل، السقاء، القمري، الفاختة، النواح، الزّريق، النوبي، الزاغ، الهدهد، الحسيني، الجرادي، الأبلق، الراهب، الخشّاف، البزين، السلسلة، درداري، الشماص، البصبص، الأخضر، الأبهق، الأزرق، الخضير، أبو الحناء، أبو كلب، أبو دينار، وارية الليل، وارية النهار، برقع أم علي، برقع أم حبيب، الدوري، الزنجي،
الشامي، شقراق، صدر النحاس، البلسطين، الستة الخضراء، الستة السوداء، الأطروش، الخرطوم، ديك الكرم، الضريس، الرقشة الحمراء، الرقشة الزرقاء، الكسر جوز، الكسر لوز، السمانى، ابن المرعة، اليونسة، الوروار، الصردة، الحصية الحمراء، القبرة، المطوق، السقسق، السلار، المرع، السكسكة، الارجوجة، الخوخة، فردقفص، الاورث، السلونية، السهكة، البيضاء، اللبس، العروس، الوطواط، العصفور، الروب، اللفات، الجرين، القليلة، العسر، الأحمر، الأزرق، البشرير، البون، البرك، البرمسي، الحصاري، الزجاجي، البج، الحمر، الرومي، الملاعقي، البط الصيني، الغرناق، الأقرح، البلوى، السطرف، البشروش، وز الفرط، أبو قلمون، أبو قير، أبو منجل، البجع، الكركي، الغطاس، البلجوب، البطميس، البجوبة، الرقادة، الكروان البحري، الكروان الحرحي، القرلّى، الخروطة، الحلف، الارميل، القلقوس، اللدد، العقعق، البوم، الورشان، القطا، الدّرّاج، الحجل، البازي، الصردي، الصقر، الهام، الغراب، الأبهق، الباشق، الشاهين، العقاب، الحداء، الرخمة، وقيل: إن البجع من طيور جيحون وما سوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق: دجلة والفرات، وإن البصبص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور، ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار، ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفا، وهي: البوري، البلمو، البرو، اللبب، البلس، السكس، الاران، الشموس، النسا، الطوبان، البقسمار، الأحناس، الأنكليس، المعينة، البنّي، الإبليل، الفريص، الدونيس، المرتنوس، الاسقملوس، النفط، الخبار، البلطي، الحجف، القلارية، الرخف، العير، التون، اللت، القجاج، القروص، الكليس، الأكلس، الفراخ، القرقاج، الزلنج، اللاج، الأكلت، الماضي، الجلاء، السلاء، البرقش، البلك، المسط، القفا، السور، حوت الحجر، البشين، الشربوت، البساس، الرعاد، المخيرة،
اللبس، السطور، الراي، الليف، اللبيس، الابرميس، الاتونس، اللباء، العميان، المناقير، القلميدس، الحلبوة، الرقاص، القريدس، الجبر، هو كباره، الصيح، المجزّع، الدّلّينس، الأشبال، المساك الأبيض، الزقزوق، أم عبيد، السلور، أم الأسنان، الأبسارية، اللجاة.
وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم، منهم:
محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقّاش، قال أبو القاسم الدمشقي: سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزّفتي وأحمد بن عمير بن جوصا وحمامة بن محمد وسعيد ابن عبد العزيز والسلّام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولا البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياء بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم، روى عنه الدارقطني وغيره، ومات سنة 369 في شعبان، ومولده في رمضان سنة 282 وأبو زكرياء يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي، أصله من دمشق سكن تنيس، يروي عن الليث بن سعد وعبد الله بن الحسن بن طلحة ابن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة، وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب، وكتب تصانيفه، وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم، ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة، فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثّقه وغيرهما، وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة 404، ومات بتنيس سنة 461 وقيل 462.

هجر

هجر
الهَجْرُ والهِجْرَان: مفارقة الإنسان غيره، إمّا بالبدن، أو باللّسان، أو بالقلب. قال تعالى:
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ
[النساء/ 34] كناية عن عدم قربهنّ، وقوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
[الفرقان/ 30] فهذا هَجْر بالقلب، أو بالقلب واللّسان. وقوله:
وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا [المزمل/ 10] يحتمل الثلاثة، ومدعوّ إلى أن يتحرّى أيّ الثلاثة إن أمكنه مع تحرّي المجاملة، وكذا قوله تعالى:
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46] ، وقوله تعالى:
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر/ 5] ، فحــثّ على المفارقة بالوجوه كلّها. والمُهاجرَةُ في الأصل:
مصارمة الغير ومتاركته، من قوله عزّ وجلّ:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا
[الأنفال/ 74] ، وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ
[الحشر/ 8] ، وقوله:
وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ [النساء/ 100] ، فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [النساء/ 89] فالظاهر منه الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان كمن هاجر من مكّة إلى المدينة، وقيل: مقتضى ذلك هجران الشّهوات والأخلاق الذّميمة والخطايا وتركها ورفضها، وقوله: إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي [العنكبوت/ 26] أي: تارك لقومي وذاهب إليه. وقوله: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها [النساء/ 97] ، وكذا المجاهدة تقتضي مع العدى مجاهدة النّفس كما روي في الخبر: «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» ، وهو مجاهدة النّفس. وروي:
(هاجروا ولا تهجّروا) أي: كونوا من المهاجرين، ولا تتشبّهوا بهم في القول دون الفعل، والهُجْرُ: الكلام القبيح المهجور لقبحه.
وفي الحديث: «ولا تقولوا هُجْراً» وأَهْجَرَ فلان: إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهَجَرَ المريض: إذا أتى ذلك من غير قصد، وقرئ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ
[المؤمنون/ 67] ، وقد يشبّه المبالغ في الهجر بالمُهْجِر، فيقال: أَهْجَرَ: إذا قصد ذلك، قال الشاعر:
كما جدة الأعراق قال ابن ضرّة عليها كلاما جار فيه وأهجرا
ورماه بهاجرات فمه أي: فضائح كلامه، وقوله: فلان هِجِّيراه كذا: إذا أولع بذكره، وهذي به هذيان المريض المهجر، ولا يكاد يستعمل الهِجِّير إلّا في العادة الذّميمة اللهمّ إلّا أن يستعمله في ضدّه من لا يراعي مورد هذه الكلمة عن العرب. والهَجِيرُ والهاجرة: الساعة التي يمتنع فيها من السّير كالحرّ، كأنها هجرت النّاس وهجرت لذلك، والهِجَار: حبل يشدّ به الــفحــل، فيصير سببا لهجرانه الإبل، وجعل على بناء العقال والزّمام، وفحــل مهجور، أي: مشدود به، وهِجَار القوس: وترها، وذلك تشبيه بهجار الــفحــل.

هجر

1 هَجَرَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and هِجْرَانٌ, (S, A, Mgh, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) He cut him off from friendly or loving, communion or intercourse; contr. of وَصَلَهُ: (S, Mgh:) he forsook, or abandoned, him; syn. قَطَعَهُ: (Msb, TA:) he cut him; meaning, he ceased to speak to him, or to associate with him; syn. صَرَمَهُ, (A, Mgh, K,) and قَطَعَ كَلَامَهُ. (Mgh.) It is said in the Kur, [iv. 38,] وَاهْجُرُوهُنَّ فِى المَضَاجِعٍ, i. e., [And cut ye them off from loving intercourse] in the sleeping-places, in order to obtain their obedience. (Msb.) See also 3. b2: He left it; forsook it; relinquished it; abandoned it; deserted it; quitted it: abstained from it: neglected it: shunned or avoided it; was averse from it: syn. تَرَكَهُ; (A, Msb, K, TA;) and رَفَضَهُ; (Msb;) and فَارَقَهُ: (B:) and أَغْفَلَهُ: and أَعْرَضَ عَنْهُ: (TA:) namely, a thing to which it was necessary for him to pay frequent attention: (Lth, TA:) as also ↓ أَهْجَرَهُ; (K;) which latter is of the dial. of Hudheyl: (TA:) and هُجِرَ he, or it, was left; &c. (IKtt.) هِجْرَانٌ may be with the body and with the tongue and with the heart or mind: it is with the first in the passage of the Kur cited above: it may be with any of the three in the Kur, [lxxiii. 10,] where it is said, وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا [And avoid thou them, i. e., avoid the associating with them in person, or speaking to them, or entertaining friendship for them in thy heart, with an avoiding of a becoming kind]: and it is with all the three in the following ex. in the Kur, [lxxiv. 5,] وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ [And idolatry avoid thou]. (B.) You say also, هَجَرَ الشِّرْكَ, inf. n. هَجْرٌ and هِجْرَانٌ, [He abstained from, or avoided, polytheism, or the associating of others with God,] هِجْرَةً حَسَنَةً [with a good manner of abstaining, or avoiding]. (Lh, K.) And it is said in a trad., وَلَا يَسْمَعُونَ القُرْآنَ إِلَّا هَجْرًا, meaning, [And they hear not the Kur-án save] with neglect of it, and aversion from it: the reading الّا هُجْرًا, mentioned by IKt, and his explanation of it, save with foul speech, are both said by El-Khattábee to be erroneous. (TA.) b3: هَجَرَ, [aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He (a man) went, removed, retired, or withdrew himself, to a distance, far away, or far off. (TA.) b4: هَجَرَ فِى الصَّوْمِ, (K,) aor. ـُ inf. n. هِجْرَانٌ, (TA,) He abstained from sexual intercourse in fasting. (K.) A2: هَجَرَ, (Lth, Fr, S, A, K, &c.,) or هَجَرَ فِى كَلَامِهِ, (Msb,) aor. ـُ (Lth, Fr, S, &c.,) inf. n. هَجْرٌ, (Lth, S, A, Mgh, Msb,) with fet-h, (Mgh,) or هُجْرٌ, with damm, (K,) and هِجِّيرَى, (A, K,) or this is a simple subst., (Lth,) and إِهْجِيرَى, (K,) [or this and that which immediately precedes it are intensive inf. ns.,] He (a sick man, Lth, S, Msb, K, or one having the disease termed بِرْسَام, A'Obeyd, A, or having a fever, A'Obeyd, and one sleeping. Fr, K) talked nonsense; talked irrationally or foolishly or deliriously, (Lth, Fr, S, A, Mgh, Msb, K,) and confusedly: (Msb:) or هِجِّيرَى signifies the talking much, and saying what is evil. (Sb.) In the Kur, [xxiii. 69,] instead of تَهْجُرُونَ, in the phrase سَامِرًا تَهْجُرُونَ, [Holding discourse by night, talking irrationally or foolishly,] I'Ab reads تُهْجِرُونَ from ↓ أَهْجَرَ, [q. v.,] from الهُجْرُ. (TA.) b2: See also 4. b3: هَجَرَ بِهِ, aor. ـُ inf. n. هَجْرٌ, He dreamed of him or it; or saw him or it in sleep: or he did so and talked foolishly or deliriously. (TA.) 2 هجّر, (Lth, A, K, &c.,) inf. n. تَهْجِيرٌ, (S, Msb, K,) He journeyed in the time called the هَاجِرَة; (Lth, S, A, Mgh, K;) as also ↓ تهجّر; (IAar, S, A, K;) and ↓ اهجر: (K:) or he went forth in that time: (Az, TA:) or he was (صَارَ) in that time: (Msb: [but in my copy of that work, صار is perhaps a mistake for سَارَ:]) or ↓ اهجر has this last signification; (Lth, TA;) or signifies he entered upon that time; like اظهر (A.) b2: It (the day) attained to the time called he هَاجِرَة. (S, TA.) 3 هاجرهُ, (A,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ; (B;) and ↓ اهتجرهُ; (A;) He cut him off from friendly, or loving, communion or intercourse, being so cut off by him; or he cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him: and he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: (A, * B:) this is the primary signification of the former. (B.) b2: هاجر, (T, A, Msb, K,) inf. n. مُهَاجَرَةٌ (T, S, A, Msb) and هِجْرَةٌ, (A,) or the latter is a simple subst., (Mgh, Msb,) He (an inhabitant of the desert) went forth from his desert to the cities or towns: this is the primary acceptation, with the Arabs, of the verb [when intrans.]: also, he (any one) left his place of abode, emigrating to another people: (Az:) he departed, or went forth, from one land to another, (S, K,) or from one country, or district, or town, to another: (Msb:) and, as used in the Kur, ii. 215, [and in many other instances in the same and other books,] he went forth [or emigrated] from the territory of the unbelievers to the territory of the believers [or to any place of safety or refuge on account of religious persecution, &c.] (B.) See an ex. voce تَهَجَّرَ; and see هِجْرَةٌ.4 اهجرهُ: see هَجَرَهُ.

A2: اهجر فِى مَنْطِقِهِ, (S, * Mgh, Msb, K,) or simply اهجر, (A,) inf. n. إِهْجَارٌ (S, K) and هُجْرٌ, (Lh, Kr, K,) or the latter is, correctly speaking, a simple subst., (TA,) He spoke, or uttered, foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language: (S, A, Mgh, K:) or he did so much; beyond what he used to do before; as also ↓ هَجَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. هَجْرٌ: (L, TA:) and in like manner, he talked much of that which was not fit, suitable, meet, or proper. (S.) b2: اهجر بِهِ He mocked, or scoffed, or laughed at him, derided him, or ridiculed him, and said respecting him what was foul, evil, bad, abominable, or unseemly. (Msb, K.) A3: See also 2, in two places.5 تهجّر He affected to be like the مُهَاجِرُون [or emigrants from the territory of the unbelievers to that of the believers]. (A'Obeyd, S, A, K.) Hence the trad., وَلَا تَهَجَّرُوا ↓ هَاجِرُوا, (A'Obeyd, S, A,) i. e., Perform ye the هِجْرَة with sincerity towards God, and affect not to be like those who do so without your being really such as do so: said by 'Omar. (A'Obeyd, TA.) A2: See also 2.6 تهاجروا [They cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or they cut, or ceased to speak to, one another: they forsook, or abandoned, one another: as also ↓ اهتجروا] (A.) You say also هُمَا يَتَهَاجَرَانِ, and ↓ يَهْتَجِرَانِ, i. e., يَتَقَاطِعَانِ [They two cut each other off &c.]: (K:) تَهَاجُرٌ is syn. with تَقَاطُعُ. (S.) 8 إِهْتَجَرَ see 3 and 6; the latter in two places. b2: [He journeyed in the time of the حَاجِرَة: see 8 in art. عشو.]

هَجْرٌ: see هُجْرٌ: A2: and see also هَاجِرَةٌ.

هُجْرٌ, a subst. from أَهْجَرَ; (S, Mgh;) or from its syn. هَجَرَ; (Msb;) Foul, evil, bad, abominable, or unseemly, language, or talk; (As, Ks, T, S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ هَجْرَآءُ; (Sgh, K;) and ↓ هَاجِرَةٌ; of which last the pl. is هَوَاجِرُ, incorrectly said by IJ to be an irreg. pl. of هُجْرٌ; or ↓ هَاجِرَةٌ may be an inf. n., like كَاذِبَةٌ &c. (IB.) You say, قَالَ هُجْرًا وَبُجْرًا, and ↓ هَجْرًا وَبَجْرًا, [He said] a foul [and a wonderful] thing: ↓ هَجْرٌ is an inf. n., and هُجْرٌ is a simple subst. (L, TA.) And ↓ رَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ He assailed him with foul words: هاجرات being a word of the same class as لَابِنْ and تَامِرٌ. (A, Msb.) and ↓ رَمَاهُ بِهَاجِرَاتٍ, and ↓ بِمُهْجِرَاتٍ, (S, K,) or بِالْهَاجِرَاتِ, (A,) and بِالْمُهْجِرَاتِ, (A, Msb,) He accused him of evil things that exposed him to disgrace: (S, K:) or of foul, or evil, actions. (A, Msb.) And ↓ تَكَلَّمَ بِالْمَهَاجِرِ (in the CK بالمُهاجِرِ) He spoke foul, or evil, language. (L, K.) هِجِرٌّ: see هِجْرَةٌ.

هُجْرَةٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرَةٌ, a subst. from هَجَرَهُ, (S, K,) as also ↓ هِجْرَانٌ, (Msb,) signifying The cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: (S:) cutting one; or ceasing to speak to him: (K:) forsaking, abandoning, deserting, or shunning or avoiding, one. (Msb.) It is said in a trad., لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ [There shall be no cutting off from friendly communion after three nights with their days,]: the meaning is, هَجْرٌ as contr. of وَصْلٌ; i. e., such anger as exists between Muslims, or a failing, or falling short, with respect to the duties of society, exclusively of what relates to religion: but the هِجْرَة of those who follow their own natural desires [in matters of religion], and of innovators [in religion], should continue even as long as they do not repent, and return to the truth. (TA.) b2: [Also, A mode, or manner, of cutting another off from friendly or loving communion or intercourse: &c. See 1, where an ex. occurs.] b3: Also, A removal from the desert to the towns or villages: this was its [primary] acceptation with the Arabs: and the forsaking of his country, or district, or the like, by an inhabitant of the desert, or by an inhabitant of a town, or village, or cultivated district, and taking up his abode in another country or district, or the like, an emigration; (TA;) the forsaking of one's home and removing to another place; (Mgh;) the forsaking of a country, or district, or the like, and removing to another; (Msb;) the going forth from one land to another; as also ↓ هُجْرَةٌ. (K:) [and an emigration from the territory of the unbelievers to the territory of the believers, or to any place of safety or refuge on account of religious persecution &c.: see 3, last signification:] a subst. from هَاجَرَ. (Msb, TA.) b4: [الهِجْرَةٌ, peculiarly, The emigration, or flight, (for it was really a flight,) of Mohammad, from Mekkeh to Yethrib, which latter was afterwards called El-Medeeneh. Hence, تَأْرِيخُ الهِجْرَةِ The era of the Hijreh, or Flight. The epoch of this era is not the date of the Flight itself, as some have imagined, (for this took place on an uncertain day, most probably the first or second, of the third lunar month of the Arabian year,) but is the first day of the Arabian year in which the Flight happened: and as I believe that all European writers who have attempted to fix it, prior to M. Caussin de Perceval, have erred respecting it, the true date, as shown by him, (see his “ Essai sur l'Histoire des Arabes,” &c., in the places referred to in the index to that work,) I think it important here to mention. The first year of the Flight was the two hundred and eleventh year of a period during which the Arabs made use of a defective luni-solar reckoning, making every third year to consist of thirteen lunar months; the others consisting of twelve such months. This mode of reckoning was abolished by Mohammad in the twelfth month of the tenth year of the Flight, at the time of the pilgrimage; whence it appears that the first year of the Flight commenced, most probably, on Monday, the nineteenth of April, A. D. 622; or perhaps on the eighteenth; for the actual appearance of the new moon properly marked its commencement, and, as the new moon happened about sunset on the sixteenth, it may perhaps have been seen on the eve of the eighteenth. According to M. Caussin de Perceval, the first ten years of the Flight commenced at the following periods.

1st.[Mon.]Apr. 19, 622 2nd.[Sat.]May 7, 623 3rd.[Th.]Apr. 26, 624 4th.[Mon.]Apr. 15, 625 5th.[Sat.]May. 3, 626 6th.[Th.]Apr. 23, 627 7th.[Tu.]Apr. 12, 628 8th.[Mon.]May. 1, 629 9th.[Fri.]Apr. 20, 630 10th.[Tu.]Apr. 9, 631 Thus it appears that the first and fourth and seventh years were of thirteen lunar months each; and the seventh was the last year that was thus augmented: therefore, with the eighth year commenced the reckoning by common lunar years; and from this point we may use the tables which have often been published for finding the periods of commencement of years of the Flight. We must not, however, rely upon the exact accuracy of these tables: for the commencement of the month was generally determined by actual observation of the new moon; not by calculation; and we often find that a year was commenced, according as the place of observation was low or high, or to the east or west of the place to which the calculation is adapted, or according as the sky was obscure or clear, a day later or earlier than that which is indicated in the tables; and in some cases, even two days later. The twelfth day of the third month of the first year of the Flight, the day of Mohammad's arrival at Kubà, was Monday: therefore the first day of the year was most probably the nineteenth of April, as two months of thirty days each, or twenty-nine days each, seldom occur together. But the tenth day of the first month of the sixty-first year, the day on which El-Hoseyn was slain at Kerbelà, was Friday: therefore the first day of that year, at that place, must have been Wednesday, the third of October, A. D. 680; not the first of October, as in most of the published tables above mentioned. (For the principal divisions of the Arabian year when the luni-solar reckoning was instituted, see زَمَنٌ)]. الهِجْرَتَانِ means [The two emigrations, or flights; namely,] the هِجْرَة to Abyssinia and the هِجْرَة to El-Medeeneh. (S, K.) And ذُو الهِجْرَتَيْنِ He (of the صَحَابَة [or Companions of Mohammad] TA) who emigrated, or who has emigrated, to Abyssinia and to El-Medeeneh. (K.) هَجْرَآءُ: see هُجْرٌ.

هِجْرَانٌ: see هِجْرَةٌ.

هِجْرِيَّا: see هِجِّيرٌ.

هَجِيرٌ Left; forsaken; relinquished; abandoned; deserted; quitted: abstained from: neglected: shunned or avoided. (TA.) A2: See also هَاجِرَةٌ, in three places.

هَجِيرَةٌ: see هَاجِرَةٌ.

هِجِّيرٌ Custom; manner; habit; wont: state; condition; case; syn. دَأْبٌ, (T, S, A, K,) and عَادَةٌ, (S, TA,) and دَيْدَنٌ, (TA,) and شَأْنٌ: (T, A, K:) and the speech, or language, of a man; [or what one is accustomed to say;] syn. كَلَامٌ: (T, TA:) as also ↓ هِجِّيرَى, (T, S, A, K,) and ↓ إِهْجِيرَى, (S, K,) and ↓ إِهْجِيرَآءُ, and ↓ أُهْجُورَةٌ, and ↓ هِجْرِيَّا, (K,) and إِجْرِيَّا, and إِجْرِيَّآءُ. (S.) You say, مَا زَالَ ذٰلِكَ هِجِّيرَهُ, (A, K, * TA [in the CK, هٰذَا هِجِّيرَتُهُ,]) and هِجِّيرَاهُ, (S, A, K,) and إِهْجِيرَاهُ, &c., (K,) That ceased not to be his custom, &c. (S, A, K. *) And ↓ مَا لَهُ هِجِّيرَى

غَيْرُهَا He has no custom, &c., other than it. (TA, from a trad.) هِجِّيرَى: see هِجِّيرٌ.

هَاجِرٌ, act. part. n. of 1, q. v. b2: Talking nonsense; talking foolishly or deliriously. (S, TA.) See 1, last signification but one.

هَاجِرَةٌ: see هُجْرٌ, in four places.

A2: الهَاجِرَةُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) and ↓ هَجِيرٌ, (S, Msb, K,) and ↓ هَجِيرَةٌ, (A, K,) and ↓ هَجْرٌ, (S, K,) Midday when the heat is vehement: (S:) or midday in summer, or in the hot season: (Mgh, Msb:) or the period from a little before noon to a little after noon in summer, or in the hot season, only: (En-Nadr, ISk:) or from the time when the sun declines from the meridian: (Aboo-Sa'eed:) or midday, when the sun declines from the meridian, at the ظُهْر: or from its declining until the عَصْر: because people [then] shelter themselves in their tents or houses; as though they forsook one another (تَهَاجَرُوا): (K:) or the vehemence of the heat (K, TA) therein: (TA:) and الهُوَيْجِرَةُ [dim. of الهاجرة] the period a little after the هَاجِرَة: (EsSukkaree:) [pl. of the first, هَوَاجِرُ.] You say, طَبَخَتْهُ الهَوَاجِرُ [The vehement midday heats affected him with a hot, or burning, fever]. (A.) And ↓ صَلَاةُ الهَجِيرِ The prayer of noon; as also الهَجِيرُ, elliptically. (TA.) See also ظَهِيرَةٌ.

أُهْجُورَةٌ: see هِجِّيرٌ.

إِهْجِيرَى: see هِجِّيرٌ.

إِهجِيرَآءُ: see هِجِّيرٌ.

أَتَيْنَا أَهْلَنَا مُهْجِرِينَ We came to our family in the time of the هَاجِرَة. (S.) b2: مُهْجِرَاتٌ and مَهَاجِرُ: see هُجْرٌ.

هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ Is one who journeys in the هَاجِرَة like him who stays during the time of midday? (TA, from a trad.) مَهْجُورٌ Cut off from friendly or loving communion or intercourse; forsaken, or abandoned: cut, or not spoken to. (Mgh, Msb.) In like manner مَهْجُورًا is used in the Kur, [xxv. 32,] signifying avoided, or forsaken, with the tongue, or with the heart or mind. (B.) [But see what here follows.]

A2: Talk, or language, uttered irrationally or foolishly or deliriously. It is related by Aboo-'Obeyd, on the authority of Ibráheem, that the words of the Kur, إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا, [xxv. 32,] mean, Verily my people have made this Kur-án a thing of which they have said what is not true: because the sick man, when he talks irrationally or foolishly or deliriously, says what is not true: and the like is related on the authority of Mujáhid. (S.) مُهَاجَرٌ A place to which one emigrates. (Msb.) مُهَاجِرٌ Any one, whether an inhabitant of the desert [as in the primary acceptation of the epithet] or an inhabitant of a town or village or cultivated district, who emigrates; or who forsakes his country or district or the like, and takes up his abode in another country or district or the like. Hence المُهَاجِرُونَ applied to The emigrants to El-Medeeneh: because they forsook their places of abode in which they were reared, for the sake of God, and attached themselves to an abode in which they had neither family nor property, when they emigrated to El-Medeeneh. (TA.)
هجر: {هاجروا}: تركوا بلادهم. {تهجرون}: من الهُجر، وهو الهذيان، ومن الهَجر وهو الترك.
(هجر) سَار فِي الهاجرة وَالنَّهَار انتصف وَاشْتَدَّ حره وَإِلَى الشَّيْء بكر وبادر إِلَيْهِ وَالدَّابَّة شدها وأوثقها بالهجار
(هجر)
هجرا تبَاعد وَيُقَال هجر الْــفَحْــل ترك الضراب وَالْمَرِيض هذى وَيُقَال هجر فِي مَرضه وَفِي نَومه وَفِي الشَّيْء وَبِه أولع بِذكرِهِ وَالشَّيْء أَو الشَّخْص هجرا وهجرانا تَركه وَأعْرض عَنهُ وَيُقَال هجر زوجه اعتزل عَنْهَا وَلم يطلقهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فِي الْمضَاجِع واضربوهن} وَالدَّابَّة هجرا وهجورا أوثقها بالهجار 
هجر دلل خطب بَأْس [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي اللَّه عَنهُ -] أَنه كَانَ يطوف بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُول: رَبَّنَآ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَّفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَّقِنَا عَذَابَ النَّارِ لَهُ هِجَّيري غَيرهَا. قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد وَغير وَاحِد: قَوْله: هِجِّيراه كَلَامه ودأبه وشأنه وَقَالَ ذُو الرمة يصف صائدًا رمى حُمرا فأخطأها فَأقبل يتلهف وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالْحَرب فَقَالَ: [الْبَسِيط]

رمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالبة ... فانْصَعْنَ والويلِ هِجِّيراه والحربُ
هـ ج ر: (الْهَجْرُ) ضِدُّ الْوَصْلِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (هِجْرَانًا) أَيْضًا، وَالِاسْمُ (الْهِجْرَةُ) . وَ (الْمُهَاجَرَةُ) مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ تَرْكُ الْأُولَى لِلثَّانِيَةِ. وَ (التَّهَاجُرُ) التَّقَاطُعُ. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَقَدْ (هَجَرَ) الْمَرِيضُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (هَاجِرٌ) . وَالْكَلَامُ (مَهْجُورٌ) وَبِهِ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُ - تَعَالَى -: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] أَيْ بَاطِلًا. وَ (الْهَجْرُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْهَاجِرَةُ) وَ (الْهَجِيرُ) نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ. وَ (التَّهْجِيرُ) وَ (التَّهَجُّرُ) السَّيْرُ فِي الْهَاجِرَةِ. وَ (تَهَجَّرَ) فُلَانٌ تَشَبَّهُ بِالْمُهَاجِرِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: « (هَاجِرُوا) وَلَا تَهَجَّرُوا» . وَ (هَجَرٌ) بِفَتْحَتَيْنِ اسْمُ بَلَدٍ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ. وَفِي الْمَثَلِ: كَمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هَجَرٍ. 
هجر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي كنت نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها وَلَا تَقولُوا هْجرا. قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْكسَائي وَبَعضه عَن الْأَصْمَعِي وَغَيرهمَا: قَالَ: الهُجر الإفحــاش فِي الْمنطق والخنا وَنَحْوه يُقَال مِنْهُ: أَهجر الرجل يُهجر إهجارا قَالَ الشماخ بْن ضرار الثَّعْلَبِيّ: [الطَّوِيل]

كَمَا جِدَة الأعراق قَالَ ابْن ضرةٍ ... عَلَيْهَا كلَاما جارَ فِيهِ وأهجرا

يروي: الأعراق والأعراض وَمِنْه حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه كَانَ يَقُول لِبَنِيهِ: إِذا طفتم بِالْبَيْتِ فَلَا تَلغُوا وَلَا تهجروا وَلَا تقاصّوا أحدا وَلَا تُكَلِّمُوهُ. هَكَذَا قَالَ هشيم: تهجروا [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَوجه الْكَلَام عِنْدِي: تُهْجروا فِي هَذَا الْموضع لِأَن الإهجار كَمَا أعلمتك من سوء الْمنطق وَهُوَ الهُجْر وَأما الهَجْر فِي الْكَلَام فَإِنَّهُ الهَذيان مثل كَلَام المحموم والمبرسم يُقَال مِنْهُ: هجرت فَأَنا أَهجر هجرا وهجرانا فَأَنا هَاجر وَالْكَلَام مهجور
هجر:
هجر: طلّق (هلو).
هجر: كان تحت هجران من الملك: أي أنه قد جرّ على نفسه سخط الملك (ابن جبير 18:345).
هجره أو هجر إلى ما يحل محله: رفض شيئاً لكي يعتمد على آخر (البربرية 389:1).
هاجر: اسم مصدر لما جاء عند (فوك) في مادة redire ad Deum في القسم الأول.
انهجر: وردت عند (فوك) في مادة vitare و ordire.
استهجار الدول: الحروب بين الأسر المالكة
(البربرية 330:2) هذا ما ورد في مخطوطتنا بدلاً من استهجان.
هِجرة: طلاق (هلو).
هِجرة: موضع اللجوء (روجرز 192 و195) الذي يلفظها بفتح الهاء دون حق.
له قدمُ هجرة: كان في خدمة وزيراً وغيره من ذوي الشأن منذ مدة طويلة (مملوك 201:2:1). وكذلك قديم هجرة (حياة تيمور 30:1 وهنا أساء -فريتاج- نطقها وترجمتها). هِجرة: عصابة تضعها الفتيات فوق الجبهة (أبو الوليد 788): عندهم عصابة تجعل من الأذن للأذن على الجبهة مثل التي يجعلون -كذا. في الأصل- البنات عندنا ويسمونها هجرة.
هجّرى: منسوب إلى الهجرة (بقطر) وعلى سبيل المثال تاريخ السنة الهجرية (م. المحيط).
هجير: معناها مطابق لمعنى الفعل نــفح أي هب ويرتبط بهذه المادة لغة. في (فريتاج كرست 4:77): وكان وسط النهار وقد نــفح الهجير وينبغي أن يترجم المعنى إلى ريح حارة. وفي طبعة أخرى لهذه الحكاية من (ألف ليلة 398:3) جاء ذكر مرادف الكلمة هاجرة ضمن معناها المعتاد: وقد اشتدت الهاجرة.
هجيّري: مثل سائر، بيت من الشعر يردد في كل مناسبة (الكامل 2:388 و12 والمقري 359:2).
مهاجر: في (فوك) saracenus (= مسلم).
(هـ ج ر) : (الْهَجْرُ) خِلَافُ الْوَصْلِ يُقَالُ هَجَرَ أَخَاهُ إذَا صَرَمَهُ وَقَطَعَ كَلَامُهُ هَجْرًا وَهِجْرَانًا فَهُوَ هَاجِرٌ وَالْأَخُ مَهْجُورٌ وَفِي بَابِ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ فِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ أَنَّ خَادِمَ مَيْمُونَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رَأَتْ فِرَاشَ امْرَأَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - نَاحِيَةً أَيْ بَعِيدَةً مِنْ فِرَاشِهِ فَقَالَتْ (هَجْرَى) أَنْتِ فَقَالَتْ لَا وَلَكِنِّي إذَا حِضْتُ لَمْ يَقْرَبْ فِرَاشِي كَأَنَّهَا جَعَلَتْهُ صِفَةً لَهَا كَعَقْرَى وَحَلْقَى فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ وَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ (وَالْهَجَرُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا الْهَذَيَانُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67] (وَالْهُجْرُ) بِالضَّمِّ الْــفُحْــشُ اسْمٌ مَنْ أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ إذَا أَــفْحَــشَ (وَالْهِجْرَةُ) تَرْكُ الْوَطَنِ وَمُفَارَقَتُهُ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمٌ مَنْ هَاجَرَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ مُهَاجَرَةً (وَقَوْلُ الْحَسَنِ) هِجْرَةُ الْأَعْرَابِيِّ إذَا ضَمَّهُمْ دِيوَانُهُمْ يَعْنِي إذَا أَسْلَمَ وَهَاجَرَ إلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فَهِجْرَتُهُ إنَّمَا تَصِحُّ إذَا ثَبَتَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ الْغُزَاةِ أَيْ فِي جَرِيدَتِهِمْ (وَيُقَالُ هَجَّرَ) إذَا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ وَهِيَ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً ثُمَّ قِيلَ (هَجَّرَ إلَى الصَّلَاةِ) إذَا بَكَّرَ وَمَضَى إلَيْهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ» وَفِي الْحَدِيثِ «الْمُهَجِّرُ إلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً» قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ الْمُرَادُ التَّبْكِيرُ إلَيْهَا وَهَذَا تَفْسِيرُ الْخَلِيلِ.
هـ ج ر

هجره وهاجره واهتجره. قال عديّ:

فإن لم تندموا فثكلت عمراً ... وهاجرت المروّق والسماعا

وقال السائب أخو الزبير:

يا قوم جدّوا في قتال القوم ... واهتجروا النوم فما من نوم

وتهاجروا أياماً. والمهاجرون من الصحابة: جماعة. وما هذا الهجر والهجرة والهجران، وهاجرت من بلد إلى بلد مهاجرةً وهجرةً " ولا هجرة بعد الفتح " وفي الحديث: " هاجروا ولا تهجّروا ": ولا تشّبهوا بالمهاجرين. وهجر المبرسم هجراً بالفتح وهو دأبه في الهذيان. يقال: رأيته يهجر هجراً وهجّيري، ومنه قولهم: ما زال ذلك هجّيراه وهجّيره. وقول ذي الرمة:

والويل هجّيراه والحرب

يحتمل ألفه التأنيث والتثنية. وأهجر: نطق بالهجر، بالضّم وهو الــفحــش. يقال: " من أكثر أهجر " ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحــش فهي من باب لابنٍ وتامرٍ. قال بشر:

إذا ما شئت نالك هاجرات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي

وخرج وقت الهجير والهاجرة. وطبخته الهواجر، وأهجروا دخلوا فيه كأظهروا وهجّروا، وتهجّروا ساروا فيه. قال:

وتهجير قذّاف بأجرام نفسه ... على الهول لاحته الهموم الأباعد

وقيل لأعرابية: هل عندك من غداء، قالت: نعم خبزٌ خمير، وحيسٌ فطير، ولبن هجير، وماء نمير؛ وهو اللبن الخاثر الطيّب لم يحمض بعد. وشدّ بعيره بالهجار وهو حبل يشدّ به يده إلى رجله مخالف للشّكال، وهو مهجور، وهجره، وبه فسّر قوله تعالى: " واهجروهن في المضاجع ".

ومن المجاز: هجر الــفحــل: ترك الضّراب، ونحوه قولهم: عدل الــفحــل. وقوس قويّة الهجار أي الوتر.

هجر


هَجَر(n. ac. هَجْر
هِجْرَاْن)
a. Broke with, cut, shunned; left, deserted, forsook
abandoned, quitted, relinquished.
b.(n. ac. هَجْر), Went away.
c.(n. ac. هَجْر
هُجْر
هِجِّيْرَى
إِهْجِيْرَى) [Fī], Raved, rambled, was delirious.
d. [Bi], Dreamed of.
e. Was excellent.
f. Praised.
g.(n. ac. هَجْر
هُجُوْر), Tethered.
h. see IV (d)
هَجَّرَa. Travelled during the noon-day heat.
b. Prayed before the time.

هَاْجَرَa. see I (a)b. [Min], Left; emigrated from.
أَهْجَرَa. see I (a)
& II (a).
c. [Fī], Doted, rambled in ( his talk ).
d. [Bi], Used foul, obscene language to.
تَهَجَّرَa. see II (a)b. Pretended to be an emigrant.

تَهَاْجَرَa. Separated, broke with each other.

إِهْتَجَرَa. see VI
هَجْرa. Separation; abandoning, forsaking.
b. Noon, mid-day; noon-day heat.
c. Halter.
d. see 21yi (a)
هَجْرَةa. Year, twelvemonth.

هِجْرa. see 5 (a)
هِجْرَةa. Breach, estrangement; separation.
b. Emigration, removal; expatriation.
c. [art.], The Hegira or flight of Muhammad from Mecca.

هُجْرa. Foul language; obscenity.

هُجْرَةa. see 2t (b)
هَجَرa. Town; province.

هَجِرa. Excellent, good, first-rate, first-class.
b. Slow walker.

أَهْجَرُa. Better, best; most excellent.
b. Longer; thicker.

هَاْجِرa. Rambling; delirious.
b. see 21yi (a)
هَاْجِرَة
( pl.
reg. &
هَوَاْجِرُ)
a. fem. of
هَاْجِرb. see 1 (b) & 3
هَاْجِرِيّa. Excellent, distinguished.
b. Townsman; villager.
c. Architect.

هِجَاْرa. Bowstring; cord, rope.
b. Ring.
c. Necklace, chain.
d. Diadem.

هَجِيْرa. Left, forsaken, abandoned; absent.
b. (pl.
هُجُر), Cistern.
c. Cup.
d. see 1 (b)e. A bitter plant.

هَجِيْرَةa. see 1 (b)
هَجُوْرِيّa. Noon-day meal; dinner.

هِجِّيْر
هِجِّيْرَة
هِجِّيْرَىa. Custom, habit, wont, manner.

هِجْرَاْنa. see 1 (a)
إِهْجِيْرَىa. see 30
هَجْرَآءُ
مَهَاْجِرُa. see 3
N. P.
هَجڤرَa. see 25 (a)b. Obsolete.
c. Absurd, nonsensical.

N. Ac.
هَجَّرَa. Noon-day journey.

N. Ag.
هَاْجَرَa. Emigrant, exile.

N. P.
هَاْجَرَa. Place of exile.

N. Ag.
أَهْجَرَa. see 21yi (a)b. Large.
c. Journeying at noon.

أُهْجُوْرَة هِجْرِيَّا إِهْجِيْرَآء
a. see 30
هَاجَر
a. Hagar.

أَلْمُهَاجِرُوْن
a. The companions of Muhammad.

رَمَاهُ بِهَاجِرَات
a. He has overwhelmed him with abuse.

لَقِيْتُهُ عَن هَجْر
a. I met him after an interval of separation.
ذَهَبَ الشَّجَرَة هَجْرًا
a. The tree has shot up.
هجر
الهِجْرَةُ: سُمِّيَتْ لأنَّ المُهاجِرِيْنَ هَجَروا دُوْرَهُم وعَشَائرَهم في الله عزَّ وجلَّ، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " هاجِروا ولا تُهَجِّروا " أي أخْلِصُوا الهِجْرَةَ ولا تَشَبَّهُوا بالمُهاجِرِين، والهِجْرَتانِ: هِجْرَةٌ إلى الحَبَشَةِ وهِجْرَةٌ إلى المَدِينة.
والهِجْرَانُ والهَجْرُ: تَرْكُ ما يَلْزَمُكَ تَعَاهُدُه، ومنه قوله عزَّ اسْمُه: " اتَّخًذُوا هذا القُرْآنَ مَهْجُوْراً ". والهَجْرُ: نِصْفُ النًّهار، وهو الهَجِيْرُ والهاجِرَةُ، وأهْجَرَ القَوْمُ وهَجًّروا: ساروا في ذلك الوًقْت، وسُمِّيَ لأنَّه يَهْجُرُ البَرْدَ. وقيل: هو من قَوْلهم: أهْجَرُ من ذاك أي أضْخَمُ.
والهُجْرُ: هَذَيَانُ المٌبَرْسَمِ، ومنه قولُه: " سامِراً تَهْجُرُوْنَ ". أي: تَهْذُوْنَ في النَّوْم، والاسْمُ: الهِجِّيْري، وهو يَهْجُرُ هَجْراً. وقيل: يقولونَ الهُجْرَ وهو الخَنَا وهو القَبِيْحُ من القَوْل، تقول منه: أهَجَرَ إهْجاراً.
ورَمَاهُ بِهاجِرَاتٍ ومُهْجِرَاتٍ: أي بفَواحِشَ. ومَثَلٌ: " مَنْ أكْثَرَ أهْجَرَ ". والهِجَارُ: مُخالِفٌ للشِّكَال، تُشَدُّ به يَدُ الــفَحْــلِ، فَحْــلٌ مَهْجُوْرٌ، وهو وَتَرُ القَوْسِ أيضاً. والطَّوْقُ والتاجُ.
والهَجْرُ: الخِطَامُ. وهَجَرٌ: بَلَدٌ، والنّسْبَةُ إليه هَجَرِيٌّ، ومَثَلٌ: " كمٌُسْتَبْضِع التَّمْر إلى هَجَرٍ. والهَجِيْرُ: القَدَحُ الضَّخْمُ، والحَوْضُ أيضاً، وسُمِّيَ لأنَّه هَجُرَ على الحِياض أي عَظُمَ وفاقَ، من قولهم: ناقَةٌ مُهْجِرةٌ وهَجْرٌ: فائقةٌ في الشَّحْم والسِّمَنِ.
وبَعِيْرٌ مُهْجِرٌ: كَرِيْمٌ، وجَمْعُه مَهَاجِرٌ، ورَجُلٌ كذلك: إذا كان سَرِيّاً حَسَناً، وقد هَجُرَ فهو هَجْرٌ. وأهجَرَتِ النَّخْلَةُ: أكْثَرَتِ الحَمْلَ. والهَجِيْرُ: من حُمُرِ الوَحْشِ، لاسْتِعْلاجِ خَلْقِه. وفَحْــلٌ هَجِيْرٌ: فادِرٌ حادِرٌ من كَثْرَةِ الضِّرَاب. ويَبِيْسُ الحَمْضِ - أيضاً -: هَجِيْرٌ. واللَّبَنُ إذا خَثُرَ وطابَ، وهَجْرٌ أيضاً: إذا قَرَصَ، هَجُرَ هُجُوْراً.
وما زال ذاكَ هَجِيْرَاه وإهْحِيْرَاه: أي دَأْبَه، وكذلك هِجْرِبّاه وهَجِّيْرَه. ولَقِيْتُه عن هَجْرٍ: أي بَعْدَ حَوْلٍ. وما بَلَدُ كذا إلاّ هَجَرٌ من الإهْجَار: أي خِصْبٌ.
هجر أسل لبب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] : هَاجرُوا وَلَا تَهَجّروا واتّقوا الأرنبَ أَن يَحْذِفها أحدكُم بالعصا وَلَكِن ليذك لكم الأسَلُ الّرِماحُ والنبل. عَن زر بن حُبيش قَالَ: قدِمت المدينةَ فَخرجت فِي يَوْم عيد فإِذا رجل متلبّب أعْسر أيشر يمشي مَعَ النَّاس كأنّه رَاكب وَهُوَ يَقُول كَذَا وَكَذَا فَإِذا هُوَ عمر. قَوْله: هَاجرُوا وَلَا تهجروا يَقُول: أَخْلصُوا الْهِجْرَة وَلَا تشبّهوا بالمهاجرين على غير صحّة مِنْكُم فَهَذَا هُوَ التهجّر وَهُوَ كَقَوْلِك للرجل: هُوَ يَتَحَلّم وَلَيْسَ بحليم ويتشجّع وَلَيْسَ بِشُجَاعٍ أَي [أَنه -] يظْهر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. [وَقَوله -] : لِيُذَكِّ لكم الأسل الرماح والنبل فَهَذَا يردّ قَول من يَقُول: إِن الأسل الرماح خَاصَّة أَلا ترَاهُ [قد -] جعل النبل مَعَ الرمااح وَقد وجدنَا الأسل فِي غير الرماح إِلَّا أَن أَكثر ذَلِك وأفشاه فِي الرماح. وَبَعْضهمْ يَقُول فِي هَذَا النَّبَات الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ لأيوب عَلَيْهِ السَّلَام {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضرِبَ بِّه وَلاَ تَحْنَثْ} إِنَّمَا قيل لَهُ الأسل لِأَنَّهُ شبّه بِالرِّمَاحِ. وَأما قَوْله: متلبّب فَإِنَّهُ المتحزِّم وكل من جمع ثِيَابه وتحزّم فقد تلبّب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: [الْكَامِل]

ونميمةٍ من قانصٍ مُتَلَبِّبٍ ... فِي كفّه جَشْءٌ أجشّ وأقطعُ ... يصف الْحمر أَنَّهَا سَمِعت نميمة القانص والنميمة الصَّوْت والجشء الْقوس الْخَفِيفَة. وَأما قَوْله: أعْسر أيسر فَهَكَذَا يرْوى فِي الحَدِيث. وَأما كَلَام الْعَرَب فَإِنَّهُ أعْسر يَسَرُ. وَهُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا سَوَاء وَهُوَ الأضبط أَيْضا وَيُقَال من الْيُسْر: فِي فلَان يسرة. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه أفطر فِي رَمَضَان وَهُوَ يرى أَن الشَّمْس قد غربت ثمَّ نظر فَإِذا / الشَّمْس طالعة فَقَالَ عمر: لَا نقضيه مَا تجانفنا فِيهِ لإثم. 1 / الف
هـ ج ر : هَجَرْتُهُ هَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَالِاسْمُ الْهِجْرَانُ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34] أَيْ فِي الْمَنَامِ تَوَصُّلًا إلَى طَاعَتِهِنَّ وَإِنْ رَغِبَتْ عَنْ صُحْبَتِهِ وَدَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ ارْتَقَى الزَّوْجُ إلَى تَأْدِيبِهَا بِالضَّرْبِ فَإِنْ رَجَعَتْ صَلَحَتْ الْعِشْرَةُ وَإِنْ دَامَتْ عَلَى النُّشُوزِ اُسْتُحِبَّ الْفِرَاقُ.

وَهَجَرَ الْمَرِيضُ فِي كَلَامِهِ هَجْرًا أَيْضًا خَلَطَ وَهَذَى.

وَالْهُجْرُ بِالضَّمِّ الْــفُحْــشُ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ هَجَرَ يَهْجُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ بِالْأَلِفِ إذَا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى جَاوَزَ مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ.

وَأَهْجَرْتُ بِالرَّجُلِ اسْتَهْزَأْتُ بِهِ وَقُلْتُ فِيهِ قَوْلًا قَبِيحًا وَرَمَاهُ بِالْهَاجِرَاتِ أَيْ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي فِيهَا فُحْــشٌ وَهَذِهِ مِنْ بَابِ لَابِنٍ وَتَامِرٍ وَرَمَاهُ بِالْمُهْجِرَاتِ أَيْ بِالْفَوَاحِشِ

وَالْهِجْرَةُ بِالْكَسْرِ مُفَارَقَةُ بَلَدٍ إلَى غَيْرِهِ فَإِنْ كَانَتْ قُرْبَةً لِلَّهِ فَهِيَ الْهِجْرَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ هَاجَرَ مُهَاجَرَةً وَهَذِهِ مُهَاجَرُهُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ أَيْ مَوْضِعُ هِجْرَتِهِ.

وَالْهَجِيرُ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ خَاصَّةً وَهَجَّرَ تَهْجِيرًا سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ.

وَهَجَرُ بِفَتْحَتَيْنِ بَلَدٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ يُذَكَّرُ فَيُصْرَفُ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُمْنَعُ وَإِلَيْهَا تُنْسَبُ الْقِلَالُ عَلَى لَفْظِهَا فَيُقَالُ هَجَرِيَّةٌ وَقِلَالُ هَجَرَ بِالْإِضَافَةِ إلَيْهَا.

وَهَجَرُ أَيْضًا بِالْوَجْهَيْنِ مِنْ بِلَادِ نَجْدٍ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا هَاجِرِيٌّ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقًا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ وَرُبَّمَا نُسِبَ إلَيْهَا عَلَى لَفْظِهَا وَقَدْ أُطْلِقَتْ عَلَى الْإِقْلِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ. 
[هجر] الهَجْرُ: ضد الوصل. وقد هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْراناً. والاسم الهِجْرَةُ. والهجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. والمُهاجرة من أرضٍ إلى أرضٍ: تركُ الأولى للثانية. والتَهاجُرُ: التقاطعُ. والهَجْرُ أيضاً: الهَذَيانُ. وقد هَجَرَ المريض يَهْجُرُ هَجْراً، فهو هاجِرٌ والكلام مَهْجورٌ. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم ما يثبِّتُ هذا القول في قوله تعالى:

(إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القرآن مَهْجوراً) * قال: قالوا فيه غير الحق. ألم ترَ إلى المريض إذا هجري قال غير الحق. قال: وعن مجاهد نحوه. والهُجْرُ بالضم: الاسم من الإهْجارِ، وهو الإفْحــاشُ في المنطق، والخَنا. قال الشماخ: كما جدة الاعراق قال ابن ضَرَّةٍ * عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا - وكذلك إذا أكثر الكلام فيها لا ينبغى. ورماه بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي بفضائح. والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النهار عند اشتداد الحرّ. قال ذو الرمّة: وبَيْداَء مِقْفارٍ يكاد ارتكاضُها * بآل الضُحى والهَجْرُ بالطرفِ يَمْصَحُ - تقول منه: هَجَّرَ النهارُ. قال امرؤ القيس: فدعْها وسلِّ الهَمَّ عنك بجَسْرَةٍ * ذَمولٍ إذا صام النهارُ وهَجَّرا - ويقال: أتينا أهلنا مُهْجِرينَ، كما يقال: مؤصلينَ، أي في وقت الهاجِرَةِ والأصيلِ. والتهجيرُ والتَهَجُّرُ: السير في الهاجرةِ. وتَهَجَّرَ فلان، أي تشبَّه بالمهاجرينَ. وفي الحديث: " هاجروا ولا تَهَجَّروا ". الفراء: يقال ناقةٌ مهجرة، أي فائقة في الشحم والسير. وبعيرٌ مُهْجِرٌ. ويقال: هو الذي يتناعَتُهُ الناسُ ويَهْجرونَ بذكره، أي ينعتونه. قال الشاعر: عركرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف ربيعا أي تأويم - وهذا أهجر من هذا، أي أكرمُ. يقال في كل شئ. وينشد:

وماء يمان دون طلق هجر * يقول: طلق لا طلق مثله. والهجير: يبيس الحمض الذي كسرته الماشية. وهُجِرَ أي تُرِكَ. قال ذو الرمّة: ولم يبقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له * من الرطب إلا ييسها وهجيرها - والهَجيرُ: الهاجِرَةُ. والهَجيرُ: الحوض الكبير. وأنشد القنانى. * يفرى الفرى بالهجير الواسع * وهجر: اسم بلد مذكر مصروف. وفى المثل: " كمبضع تمر إلى هجر ". والنسبة هاجرى على غير قياس. ومنه قيل للبناء هاجرى. والهِجِّيرُ، مثال الفِسِّيقِ: الدأب والعادةُ. وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى. يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ وإهْجيراهُ وإجْرِيَّاهُ، أي عادته ودأبه. الأصمعيّ: الهِجارُ: حبل يشدُّ في رسغ رِجل البعير، ثم يشدُّ إلى حَقِوِهِ إن كان عُرياناً، فإن كان مرحولاً شدَّ في الحَقَبِ. تقول منه: هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُهُ هَجْراً. وهِجارُ القوس: وترُها: ويقال: المَهْجور الــفحــلُ يشدُّ رأسه إلى رجله.
باب الهاء والجيم والراء معهما هـ ج ر، هـ ر ج، ج هـ ر، ر هـ ج، ج ر هـ مستعملات

هجر:

في حديث عمر: هاجروا ولا تَهَجَّروا ،

أي: أخلصوا الهجرةَ [لله] ولا تَشَبَّهوا بالمهاجرين، كما تقول: يَتَحَلَّمُ، وليس بحليم. والهَجْرُ، والهاجرُ والهَجيرةُ: نصف النّهار. قال لبيد:

راح القطين بهجر بعد ما ابتكروا ... فما تُواصِلُه سَلْمَى وما تَذَرُ

وأَهْجَرْنا: صِرْنا في الهَجير، وهَجَّر مثله. قال:

وتهجير قذّافٍ باجرام نفسه ... على الهَوْل لاحته الهمومُ الأباعدُ

والهَجْرُ والهِجْران: تركُ ما يَلْزَمُك تَعَهُّدُهُ، ومنه آشتُقَّتْ هجرةُ المُهاجرينَ، لأنّهم هَجَروا عشائِرَهُمْ فتقطّعوهم في الله، قال الشاعر:

وأُكْثِرَ هَجْرَ البيتِ حتّى كأنّني ... مَلِلْتُ وما بي من مَلالٍ ولا هَجْرِ

وقال تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً

أي: يهجرونني وإياه. وقال تعالى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ

أي: تَهْجُرون محمّداً. ومن قرأ تَهْجُرُونَ

أي: تقولون الهُجْر، أي: قول الخّنا، والإِــفحــاش في المنطِق، تقول: أَهْجَر إهْجاراً، قال الشماخ: .

كما جدةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ ... عليها كلاماً جار فيهِ وأَهْجَرا

والهَجْرُ: هَذَيانُ المُبَرْسَمِ ودأبُه وشأنُه، ويُقال: منه سامراً تَهْجُرون، أي: تَهذون في النَّوْم، تقول: هَجَرْتُ هَجْراً، والاسمُ: الهِجّيرَى، تقولُ: رأيُته يَهْجُر هَجْراً وهِجْيرَى وإجِّيَرى لغةٌ وإهْجيرَى لغةٌ فيه. والهِجارُ مُخالفٌ للشّكال تُشَدُّ به يَدُ الــفَحْــل إلى إحدى رجْلَيْه. يُقال: فَحْــلٌ مهجورٌ. قال:

كأنّما شُدَّ هِجَاراً شاكِلا

وهَجَر: بلدٌ.

هرج: الهَرْجُ: القِتالُ والاختلاطُ. تقول: رأيتهم يَتَهارَجون، أي: يَتَسافدون. وبات فلانٌ يَهْرِجُها، من ذلك.

جهر: جَهَرَ بكلامِه وصَلاتِه وقِراءَتِه يَجْهَر جِهاراً، وأَجْهَر بقراءته- لغة. وجاهرتُهم بالأمر، أي: عالَنْتهم. وآجتَهَرَ القومُ فلاناً، أي: نظروا إليه عيِاناً جِهاراً. وكلُّ شيءٍ بدا فقد جَهَرَ. ورجلٌ جَهيرٌ إذا كان في الجسمِ والمنظر مُجْتَهَراً. وكلامٌ جَهيرٌ، وصوتٌ جَهيرٌ، أي: عالٍ، والفعل: جَهُر جَهارةً. قال:

ويَقْصُرُ دونَه الصَّوْتُ الجَهيرُ

وجَهَرْتُ البِئْرَ: أخرجت ما فيها من الحمأة والماء فهي مجهورة، قال:

وإنْ وَرَدْنا آجِناً جَهَرْناه والجَهَوَر: الجريءُ المُقْدِمُ الماضي. والجَهْوَرُ: الصوتُ العالي. ونعجةٌ جَهْراء، وكبشٌ أَجْهَرُ، أي: لا يبصران في الشَّمس، ويقال في كل شيء. والجَوْهر: كلٌّ حَجَرٍ يُستَخْرَجُ منه شيءٌ يُنْتَفَعُ به. وجَوْهرُ كلٍّ شيءٍ: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه. وآجتَهَرْتُ الجيشَ، أي: كثروا في عيني حين رأيتهم، وجَهَر لغة. قال العجاج:

كأنّما زُهاؤُه لمن جَهَرْ

جره: سَمِعْتُ جَراهِيَة القومِ، وهو كلامُهم وعلانيتُهم دون سرّهم.

رهج: الرَّهْجُ: الغُبار.
(هجر) - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح"
- وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: "لا تَنْقَطِع الهِجْرةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ"
قال الحَربىّ: الهِجْرَةُ: هِجْرتَانِ؛ إحْدَاهما التي وَعَد الله تعالى عليها الجنّةَ، فقال جلّ وعَلَا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ..} الآية، فكان الرَّجُلُ يَأتىِ النَّبِىَّ - صلَّى الله عليه وسلّم -، ويَدَعُ أَهْلَه وَمَالَه لا يَرْجِعُ في شىَء منه، ويَنْقَطِع بِنَفْسِه إلى مُهاجَرِه، ويَرِثُ قَريبَه الذي هَاجر معه، ويَرِثه قريبُهُ ذاك، فإن كان له قريب غيرُ مُهَاجرٍ لم يَتَوارثا، ثم نُسِخ ذلك بقَولِه تعالى وتَقدَّس: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فخلَطَ بينهم في المِيرَاثِ.
- وقال النَّبِىُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: "لَا هِجْرِةَ بَعدَ الفَتْحِ"
: أي انقَطَعت الموَاريثُ بين المهاجِرين خاصَّةَ، ووَرِثَهم من لَمْ يهاجر من أهل مَكّة والأعْرَاب، كذا رُوى عن قتادة، وكان النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - يَكْرَه أن يَموُت الرَّجُلُ بالأرض التي هَاجَر منها؛ فَمِنْ ثَمّ قال: "لكِن البَائِسُ سَعْدُ بنِ خَوْلَةَ"، يَرْثى له رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم أنْ مات بمَكّة، وقال عليه الصّلاة والسّلام - حين قدم مكة -: "اللهُمّ لا تَجْعَل مَنَايانَا بهَا".
وكان ابنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إذا مَرَّ بدَارِه بمكَّة غمَّضَ عَيْنَيْه، كَراهَةَ أن يَحنّ إليها، فلما فُتِحَتْ مَكّةُ صَارَت دَارَ إسْلامٍ كهيئة المَدِينَةِ، وانَقَطَعت الهِجْرَةُ.
- فأمّا قَوله عليه السَّلام: "لَا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة"
فمعناه: مَن اتّصَلَ بالمُسْلِمين مِن الأَعْرابِ، وغزَا مَعَهم فهو مُهاجِر، ولَيْسَ بدَاخِلٍ في فَضْلِ مَن هَاجرَ قَبل الفَتح. وقال الطَّحَاوى: قوله: "لا تَنقطِعُ الهِجْرَةُ مَا كان الجِهَادُ، أو ما قُوتِل الكفَّار" يَعنى كُفارَ مَكَّة حتى فُتِحت عليهم.
وقوله: "لا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة"
: أي الهِجْرة عن السُّوءِ.
وَرُوى هذا المعنى عن ضمضم، عن شُرَيح بن عبيد، عن مالك بن يُخامِر، عن عبد الرحمن بن عَوف - رضي الله عَنهم - مرفُوعاً، وكذلك مِن طريق فُدَيْك.
- في حديث أبى الدَّردَاءِ - رضي الله عنه -: "لا يَسْمَعونَ القُرآنَ إلَّا هَجْرًا"
الرواية الصَّحيحَةُ - بفَتح الهَاءِ؛ وهو التَّركُ له، والإِعْراضُ عنه. يُقالُ: هَجَرْتُ الشَّىءَ بمعنى أَغْفَلْتُه وتركْتُه.
- ومنه قَولُهُ تعالى: {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
- في حديث آخرَ : "لا يذكر الله إلا مُهَاجرًا"
ورَوَاه بَعضُهم: "إلَّا هُجراً"؛ وهو غَلَطٌ؛ لأن أحَدًا مِنَ الطاعنِين لم يقل إنّ في القرآن فحْــشاً، أَو يَدخلُهُ شىء من الخَنَا وقَبيحِ القَولِ؛ لِنَزَاهةِ ألفَاظِه، وبَراءتِه من القذَعِ، ومَنْ قال ذلك كذّبَهُ العَقلُ، وصحّةُ الفَهم.
- في الحديث: "كان يُصَلّى الهَجِيرَ"
وهي التي تَدعُونها الأُولى؛ وإنما سُمِّى الظُّهْر هَجيرًا لأنها تُصَلّى في الهاجِرةِ؛ وهي وَقتُ انتصاف النَّهار. وقيل: الهَاجِرَة بمعنى المَهجُورَةِ، لأنّ السَّيْرَ يُهْجَر فيها، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدفُوقٍ.
- ومنه قوله: "والهُجْر إلَى الصَّلاةِ"
ذَهَب جَمَاعَةٌ إلى أَنّ مَعنَاه التَّبْكِيرُ، وعلى مذهب مَالكٍ أنّه بعد الزَّوَال؛ لأنَّ التَّهجِيرَ إنّما يَكُون نِصفَ النَّهار، كما قَالَ الأعشىَ:
أَرمِى بها البيْدَاءَ إذْ هجَّرت ... وأنت بَيْنَ القَرْوِ وَالعَاصِرِ
- في الحديث: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ"
يعنى بَيْنَ المُسْلمين فيما يَكُون بينهم من قِبَل عَتْب وَمَوْجِدَةٍ، أو تَقْصِير يقَع في حُقُوق العِشْرَة ونَحوِها، دونَ ما كان من ذلك في حقّ الدِّين، فإنّ هِجْرَة أهْلِ الأهْوَاءِ والبِدَع دَائمةٌ على مَرِّ الأوقاتِ والأزمَانِ، مَا لم تَظْهر منهم التَّوبة، والرُّجُوع إلى الحقِّ، وكان عليه الصّلاة والسّلام خاف على كعْب بن مَالك، وأَصحابِه النِّفاقَ، حين تَخَلَّفُوا عنه في غَزْوَةِ تَبُوك، فأَمَر بهِجْرانِهم نحو خَمْسِين يَوْماً.
وأمَّا هِجران الوَالد الوَلَدَ، والزَّوجِ الزَّوْجَةَ، ومَن في مَعناهما فَلَا يَضِيق أكثرَ من ثلاث؛ فقد هجر النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَه شَهرًا، وهَجَرت عائشةُ ابنَ الزُّبَيْر - رضي الله عنهم -.
- وفي حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أَنىِّ منهم بَرِىءٌ"
دلالة أَنّ الخلاف إذا وَقَع في أُصُول الدّين ممَّا يَتعلّق بمعتقدَات الإيمانِ، أوجَبَ البَراءة، وليس كَسَائر مَا يقع فيه الخِلاف من أُصُول الأَحْكام وفرُوعها التي مُوجَبَاتها العَمَل.
- في حديث مَرَضِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "قالوا: ما شَأنُه؟ أهَجَرَ؟ "
: أي أهْذَى ، وأَهجَر: أَــفحَــش.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "عَجِبْتُ لتَاجرِ هَجَرٍ - بالإضافَةِ - ورَاكِبِ البحر"
يُرِيدُ بَلدَة هَجَر ، وكَثْرة وبائِها؛ أي أنهما يُخطِران بأنفسهما.
الْهَاء وَالْجِيم وَالرَّاء

هجَرَهَ يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْرانا: صرمه.

وهما يتَهجِرانِ ويتهاجران، وَالِاسْم الهِجرَة.

وهَجَرَ فلَان الشّرك هَجْرا وهِجْرانا وهِجْرَةً حَسَنَة، حَكَاهُ عَن اللحياني.

والهِجْرَة والهَجْرَةُ: الْخُرُوج من أَرض إِلَى أَرض.

وهاجَرَ: خرج من أَرض إِلَى أُخْرَى.

وهاجرَ أرضه وَقَومه: باعدهم.

والمهاجِرون: الَّذين ذَهَبُوا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُشْتَقّ مِنْهُ، وَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا، أَي لَا تشبهوا بالمهاجرين. والهِجِرُّ: المهاجَرة إِلَى الْقرى، عَن ثَعْلَب، وَأنْشد:

شمطاءُ جاءتْ من بلاِد الحَرِّ

قد تركَتْ حَيْزِ وقالتْ حَرّ

ثمَّ أمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ

عَمدا على جانبِها الأيسرِّ

تَحسِبَ أنَّا قَرَبُ الهِجِرِّ

وهجَر الشَّيْء، وأهجَرَه: تَركه، الْأَخِيرَة هذلية قَالَ أُسَامَة:

كَأَنِّي أُصادِيها على غُبْرِ مانعٍ ... مقَلِّصَةٍ قد أهْجَرَتها فُحــولُها

وهَجَر فِي الصَّوْم يَهجُر هِجْرانا: اعتزل فِيهِ النِّكَاح.

ولقيته عَن هَجْرٍ، أَي بعد حول وَنَحْوه، وَقيل: الهَجْر: السّنة فَصَاعِدا، وَقيل: بعد سِتَّة أَيَّام فَصَاعِدا، وَقيل الهَجْر: المغيب أيا كَانَ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

لمَّا أتاهمْ بعد طولِ هجرهِ ... يسعَى غُلام أهلهِ ببِشْرهِ

ببشره، أَي يبشرهم بِهِ.

وَذَهَبت الشَّجَرَة هجْرا، أَي طولا وعظما.

وَهَذَا أهجَرُ من هَذَا: أَي أطول مِنْهُ وَأعظم.

ونخلة مُهجِرٌ ومُهجِرهٌ: طَوِيلَة عَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المفرطة الطول والعظم.

وناقة مُهجِرةٌ: فائقة فِي الشَّحْم وَالسير.

والمُهْجِر: النجيب الْحسن الْجَمِيل.

وأهجرَت الْجَارِيَة: شبت شبَابًا حسنا.

والمُهْجِر: الْجيد الْجَمِيل من كل شَيْء، وَقيل: الْفَائِق الْفَاضِل على غَيره، قَالَ:

لمَّا دنا من ذاتِ حُسنٍ مُهجِرِ والهَجِير، كالمُهجِرِ، وَمِنْه قَول الأعرابية لمعاوية حِين قَالَ لَهَا: هَل من غداء، فَقَالَت: نعم خبز خمير، وَلبن هجير، وَمَاء نمير.

وجمل هَجْرٌ، وكبش هَجْر: حسن كريم.

وَهَذَا الْمَكَان أَهجر من هَذَا، أَي أحسن، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

تبدَّلتُ دَارا من دياركِ أهجَرا

وَلم نسْمع لَهُ بِفعل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أحنك الشاتين وأحنك البعيرين.

والهاجِريُّ: الْجيد الْحسن من كل شَيْء.

والهُجْر: الْقَبِيح من الْكَلَام، وَقد أهجرَ فِي مَنْطِقه إهجارا وهُجْرا، عَن كرَاع واللحياني. وَالصَّحِيح أَن الهُجْرَ الِاسْم، والإهجارَ الْمصدر.

وأهْجر بِهِ: اسْتَهْزَأَ، وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحا.

وَقَالَ هَجْراً وبجراً، وهُجْراً وبجراً، إِذا فتح فَهُوَ مصدر، وَإِذا ضم فَهُوَ اسْم.

وَتكلم بالمَهاجرِ، أَي بالهُجْرِ.

ورماه بِهاجِراتٍ ومُهجِّراتٍ، أَي فضائح.

وهَجَر فِي نَومه ومرضه يَهْجُر هَجْرا وهِجِّيري وإهجيرَي: هذى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَي: كَثْرَة الْكَلَام وَالْقَوْل بالشَّيْء.

وهَجَر بِهِ فِي النّوم يَهجُر هَجْراً: حلم وهذى. وَفِي التَّنْزِيل: (مُستَكْبرِينَ بهِ سامرا تُهجِرونَ) و" تهجرون " فتُهجِرون: تَقولُونَ الْقَبِيح، وتهجرون: تهذون.

وَمَا زَالَ ذَلِك هِجِّيراه، وإهجيرَاه، وإهجِيرَاءَهُ. بِالْمدِّ وَالْقصر، وهِجِّيَره، وأُهْجُورتَه، أَي دأبه وشأنه.

وَمَا عِنْده غناء ذَلِك وَلَا هَجْراؤُه بِمَعْنى.

والهَجِيرُ والهَجِيرُة والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النَّهَار عِنْد زَوَال الشَّمْس مَعَ الظّهْر، وَقيل: من عِنْد زَوَال الشَّمْس إِلَى الْعَصْر، وَقيل: فِي كل ذَلِك: إِنَّه شدَّة الْحر.

وهَجَّرَ الْقَوْم، وأَهْجَروا، وتَهجَّروا: سَارُوا فِي الهاجِرَة، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

بأطلاحِ مَيْسٍ قد أضرَّ بِطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكبٍ واعتِسافُ خُروقِ والهَجِيرُ: الْحَوْض الْعَظِيم، وَجمعه هُجُرٌ، وَعم بِهِ ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجيرُ: الْحَوْض وَأنْشد:

فمالَ فِي الشَّدّ حَدِيثا كَمَا ... مالَ هَجِيرُ الرجُل الأعسَرِ

يَعْنِي بالأعسر: الَّذِي أَسَاءَ بِنَاء حَوْضه فَمَال فانهدم.

والهَجِير: مَا يبس من الحمض، قَالَ ذُو الرمة:

وَلم يبقَ بالخَلْصاء مِمَّا عَنَتْ بِهِ ... منَ الرُّطْبِ إِلَّا يُبْسُها وهَجِيرُها

والهِجَار: حَبل يعْقد فِي يَد الْبَعِير وَرجله فِي أحد الشقين، وَرُبمَا عقد فِي وظيف الْيَد ثمَّ حقب بالطرف الاخر، وَقيل: الهِجارُ: حَبل يشد فِي رسغ رجله ثمَّ يشد إِلَى حقوه إِن كَانَ عريا، وَإِن كَانَ مرحولا شدّ إِلَى الحقب.

وهَجَر بعيره يَهجُره هَجرا وهُجُوراً: شده بالهِجار، وَقَول العجاج:

غِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبَحِرْ

وأبِقٌ من جَذبِ دَلْوَيها هَجِرْ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: الهَجِر: الَّذِي يمشي مُثقلًا ضَعِيفا كَأَنَّهُ شدّ بِهِجارٍ، وَذَلِكَ من شدَّة السَّقْي.

والهِجارُ: الْوتر، قَالَ:

على كلّ عَجْسٍ من رَكُوضٍ ترَى لَهَا ... هِجاراً يُقاسي طائِعا مُتَعادِيا

والهِجار: خَاتم كَانَت تتخذه الْفرس غَرضا، قَالَ الْأَغْلَب:

مَا إنْ رأينْا مَلِكا أغارَا

اكثرَ مِنه قِرَّةً وَقارَا وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارَا

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ.

وهَجَرُ: مَدِينَة، تصرف وَلَا تصرف، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا من الْعَرَب من يَقُول " كجالب التَّمْر إِلَى هجر يَا فَتى " فَقَوله: " يَا فَتى " من كَلَام الْعَرَبِيّ، وَإِنَّمَا قَالَ: " يَا فَتى " لِئَلَّا يقف على التَّنْوِين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ " يَا فَتى " للزمه أَن يَقُول كجالب التَّمْر إِلَى هَجَرْ، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أهوَ مَصْرُوف أم غير مَصْرُوف. وَالنّسب إِلَيْهِ هَجَرِيٌّ على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ على غير قِيَاس، قَالَ:

ورُبَّتَ غارَةٍ أوْضَعْتُ فِيها ... كَسَحّ الهاجِرِيّ جَرِيمَ تَمْرِ

والهَجْرُ والهُجَيْرُ: موضعان.

وهاجِرٌ: قَبيلَة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَركَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجِرٌ ... وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيُوُنها

وَبَنُو هاجِرٍ: بطن من ضبة.
هـجر
هجَرَ/ هجَرَ في يهجُر، هَجْرًا وهِجْرانًا، فهو هاجِر، والمفعول مَهْجور وهجير
• هجَر بيتَه: تركه وأعرض عنه "هجَر المعاصي/ الدِّراسة/ الوظيفة- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".

• هجَر زوجتَه: ابتعد عنها ولم يخالطها بدون طلاق " {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} " ° هجَر في الصَّوم: اعتزل النِّساء.
• هجَر فلانًا: خاصمه، قاطعه أعرض عنه وتركه "هجَر مخالطة الأشرار- لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ [حديث]- {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} ".
• هجَر في مرضه: هذَى، لغَا " {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} ". 

أهجرَ يُهجر، إهجارًا، فهو مُهجِر
• أهجر المسافرُ: سار في الهاجرة، أي: في نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

تهاجرَ يتهاجر، تهاجُرًا، فهو مُتهاجِر
• تهاجر القومُ: تباعد بعضُهم عن بعض وتقاطعوا "تهاجر الحبيبان- تهاجرت العائلات". 

تهجَّرَ يتهجَّر، تهجُّرًا، فهو مُتهجِّر
• تهجَّر فلانٌ:
1 - تشبَّه بالمهاجرين.
2 - أهجر، سار في الهاجرة. 

هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من يهاجر، مُهاجرةً وهِجْرةً، فهو مُهاجِر، والمفعول مُهاجَر (للمتعدِّي)
• هاجر الشَّبابُ: خرَجوا من بلدهم إلى بلد آخر " {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} ".
• هاجر القومَ: ترَكهم وذهب إلى آخرين "هَاجَر بلادَه".
• هاجر عن وطنه/ هاجر من وطنه: تركه وخرج إلى غيره "يهاجر العُمَّال من بلادهم بحثًا عن العمل". 
5360 - 
هجَّرَ/ هجَّرَ إلى يهجِّر، تهجيرًا، فهو مُهجِّر، والمفعول مُهجَّر (للمتعدِّي)
• هجَّر النَّهارُ: انتصف واشتد حرُّه.
• هجَّر فلانٌ: أهجرَ، سار في الهاجرة.
• هجَّر فلانًا: أخرجه من بلده "هجَّر المستعمرُ النَّاسَ من أراضيهم- هجَّرت الحروبُ قُرًى بكاملها".
• هجَّر إلى الشَّيء: بادر وبكَّر. 

تَهْجير [مفرد]: مصدر هجَّرَ/ هجَّرَ إلى.
• التَّهجير القَسْريّ: عملية إبادة اليهود من خلال التَّهجير والتَّجويع وأعمال السُّخرة، وذلك عند النَّازيّة. 

تهجيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تَهْجير.
• سياسة تهجيريَّة: (سة) سياسة إكراه وتشريد وإرغام على مغادرة مسكن أو بلد من جرَّاء حربٍ أو نزاعٍ مُسلَّح أو فتنة سياسيَّة "مخطّطات تهجيريَّة وتطهير عرقي". 

مُهاجِر [مفرد]: اسم فاعل من هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
• المهاجِر: من هجَر ما نهى الله عنه.
• المهاجرون: الذين هاجروا مع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكة إلى المدينة " {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} ". 

مَهْجَر [مفرد]: ج مَهاجِرُ: مكانٌ يُهاجر منه أو إليه "مَهاجِر العرب في أوربا وأمريكا- تتولى السِّفارة تسهيل شئون المسافرين في المَهْجَر".
• أهل المهْجَر: العرب الذين استقرّوا في الأمريكتين.
• أدباء المهْجَر: (دب) جماعات من العرب المسيحيين هاجرت من سوريا ولبنان إلى كندا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة ونقلوا اللُّغة العربيَّة وآدابها إلى تلك المهاجر البعيدة فأنشأوا أدبا يعبرون به عن مشاعرهم وعواطفهم ويتحدَّثون عن غربتهم وحنينهم إلى أوطانهم، وأصبح أدبهم مدرسة كبرى بين مدارس الأدب الحديث ومذاهبه "جُبران من أدباء المهْجَر". 

مهْجور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - ما تُرك استعماله من الكلام المهمل الوحشيّ "خطأ مشهور خير من صحيح مهجور". 

هاجِرة [مفرد]: ج هاجرات وهَواجِرُ:
1 - نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، وقت الظهيرَة الهاجرة "قصدتُ البحرَ عند
 الهاجرة" ° طبخته الهاجرة: لــفحــه نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ.
2 - الهجير؛ شدّة الحرّ.
• خطُّ الهاجِرة: (جغ) خطّ رئيسيّ يرتكز عليه قياس درجات الطُّول. 

هَجْر [مفرد]:
1 - مصدر هجَرَ/ هجَرَ في.
2 - هاجِرَة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ. 

هِجْران [مفرد]: مصدر هجَرَ/ هجَرَ في. 

هَجْرَة [مفرد]: ج هَجَرات وهَجْرات: اسم مرَّة من هجَرَ/ هجَرَ في. 

هِجْرة [مفرد]: ج هِجْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر هاجرَ/ هاجرَ عن/ هاجرَ من.
2 - خروج من أرض إلى أخرى، سعيًا وراء الأمن أو الرزق "كثرت الهِجْرة إلى الخارج" ° الهجرة الوافِدة: الانتقال إلى بلد آخر بقصد المعيشة والإقامة فيه بصفة دائمة.
• الهِجْرة:
1 - (حن) انتقال الحيوان من مكان جغرافيّ إلى آخر في أوقات منتظمة من العام، لأسباب مختلفة.
2 - (نت) انتقال النَّباتات من مكان وجودها الأصليّ إلى أماكن جديدة تستوطن فيها.
• الهِجْرة النَّبويَّة: خروج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م ° دار الهجرة: المدينة المنوّرة.
• الهِجْرتان: أولاهما هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة، والثَّانية هجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين قبله وبعده ومعه إلى المدينة. 

هِجْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هِجْرة.
• التَّاريخ الهِجْريّ: التَّاريخ الذي يبدأ بهجرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكَّة إلى المدينة سنة 622م.
• السَّنة الهِجْريَّة: السَّنة القمرية عدد شهورها اثنا عشر شهرًا تبدأ بالمحرَّم وتنتهي بذي الحجَّة. 

هَجير [مفرد]: ج هُجُر:
1 - صفة ثابتة للمفعول من هجَرَ/ هجَرَ في: متروك.
2 - هاجِرة؛ نصف النَّهار عند اشتداد الحرّ، في القيظ بخاصة "اضطررنا إلى التَّوقُّف أثناء الهجير". 

هَجيرَة [مفرد]: هاجرة؛ شدَّة الحَرِّ عند منتصف النَّهار "وتوقدت عند الهجيرة شمسُه ... فتلمَّظتْ بلُعابها الصَّحراءُ". 
[هجر] نه: فيه: لا "هجرة" بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وفي آخر: لا تنقطع "الهجرة" حتى تنقطع التوبة، الهجرة ف الأصل الاسم من الهجر ضد الوصل ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض، يقال منه: هاجر مهاجرة، والهجرة هجرتان: أحداهما ما وعد عليها الجنة بقوله: "أن الله اشترى من المؤمنين"، فكان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويدع أهله وماله لا يرجع ف شيء منه وينقطع بنفسه إلى مهاجره، وكان صلى الله عليه وسلم يكره الموت بأرض هاجر منها وقال حين قدم مكة: اللهم! لا تجعل منايانا بها، فلما فتحت مكة صارت دار إسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة، والثانية من هاجر من الأعراب وعزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أصحاب الهجرة الأولى فهو مهاجر وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فبهذا يجمع بينهما، وإذا اطلق ذكر الهجرتين في الحديث فاملراد به هجرة الحبشة وهجرة المدينة. ط:أي تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر، وهجر التي ينسب إليها القلال قرية من قرى المدينة. ن: كما بين مكة و"هجر" - بفتحتين، مدينة هي قاعدة البحرين. ك: قلال "هجر"، غير منصرف مذكر بلد بقرب المدينة غير هجر البحرين. وفيه: فأخدمها "هاجر" - بفتح جيم، ويجوز الهمز بدل الهاء، أي جعلها خادمًا.

هجر: الهَجْرُ: ضد الوصل. هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً:

صَرَمَه، وهما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ، والاسم الهِجْرَةُ. وفي الحديث: لا

هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ؛ يريد به الهَجْر َ ضدَّ الوصلِ، يعني فيما يكون بين

المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تقصير يقع في حقوق العِشْرَة

والصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء

والبدع دائمة على مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إِلى الحق،

فإِنه، عليه الصلاة والسلام، لما خاف على كعب ابن مالك وأَصحابه النفاق

حين تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسين يوماً، وقد هَجَر

نساءه شهراً، وهجرت عائشة ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً، وهَجَر جماعة من

الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين؛ قال ابن الأَثير: ولعل أَحد الأَمرين

منسوخ بالآخر، ومن ذلك ما جاء في الحديث: ومن الناس من لا يذكر الله إِلا

مُهاجِراً؛ يريد هِجْرانَ القلب وتَرْكَ الإِخلاص في الذكر فكأَنَّ قلبه

مهاجر للسانه غير مُواصِلٍ له؛ ومنه حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: ولا

يسمعون القرآن إِلا هَجْراً؛ يريد الترك له والإِعراض عنه. يقال: هَجَرْتُ

الشيء هَجْراً إِذا تركته وأَغفلته؛ قال ابن الأَثير: رواه ابن قتيبة في

كتابه: ولا يسمعون القول إِلا هُجْراً، بالضم، وقال: هو الخنا والقبيح

من القول، قال الخطابي: هذا غلط في الرواية والمعنى، فإِن الصحيح من

الرواية ولا يسمعون القرآن، ومن رواه القول فإِنما أَراد به القرآن، فتوهم

أَنه أَراد به قول الناس، والقرآنُ العزيز مُبَرَّأٌ عن الخنا والقبيح من

القول. وهَجَر فلان الشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً؛ حكاه

عن اللحياني.

والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ: الخروج من أَرض إِلى أَرض. والمُهاجِرُونَ:

الذين ذهبوا مع النبي، صلي الله عليه وسلم، مشتق منه. وتَهَجَّرَ فلان أَي

تشبه بالمهاجرين. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: هاجِرُوا ولا

تَهَجَّروا؛ قال أَبو عبيد: يقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله ولا تَشَبَّهُوا

بالمهاجِرِينَ على غير صحة منكم، فهذا هو التَّهَجُّر، وهو كقولك فلان

يَتَحَلَّم وليس بحليم ويَتَشَجَّع أَي أَنه يظهر ذلك وليس فيه. قال

الأَزهري: وأَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِيّ من باديته إِلى

المُدنِ؛ يقال: هاجَرَ الرجلُ إِذا فعل ذلك؛ وكذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه

مُنْتَقِلٍ إِلى قوم آخرين بِسُكناهُ، فقد هاجَرَ قومَه. وسمي المهاجرون

مهاجرين لأَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَشَؤُوا بها لله، ولَحِقُوا بدار

ليس لهم بها أَهل ولا مال حين هاجروا إِلى المدينة؛ فكل من فارق بلده من

بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سكن بلداً آخر، فهو مُهاجِرٌ، والاسم منه

الهِجْرة. قال الله عز وجل: ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأَرض

مُراغَماً كثيراً وسَعَةً. وكل من أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم

في القَيْظِ ولم يَلْحَقُوا بالنبي، صلي الله عليه وسلم، ولم يتحوّلوا

إِلى أَمصار المسلمين التي أُحدثت في الإِسلام وإِن كانوا مسلمين، فهم غير

مهاجرين، وليس لهم في الفَيْءِ نصيب ويُسَمَّوْنَ الأَعراب. الجوهري:

الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الحبشة وهجرة إِلى المدينة. والمُهاجَرَةُ من

أَرض إِلى أَرض: تَرْكُ الأُولى للثانية. قال ابن الأَثير: الهجرة هجرتان:

إِحداهما التي وعد الله عليها الجنةَ في قوله تعالى: إِن الله اشترى من

المؤمنين أَنْفُسَهم وأَموالَهم بأَن لهم الجنَّة، فكان الرجل يأْتي

النبي، صلي الله عليه وسلم، ويَدَعُ أَهله وماله ولا يرجع في شيء منه وينقطع

بنفسه إِلى مُهاجَرِه، وكان النبي، صلي الله عليه وسلم، يكره أَن يموت

الرجل بالأَرض التي هاجر منها، فمن ثم قال: لكن البائِسُ سَعْدُ بن

خَوْلَةَ، يَرْثي له أَن ماتَ بمكة، وقال حين قدم مكة: اللهم لا يَجْعَلْ

مَنايانا بها؛ فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة؛ والهجرة

الثانية من هاجر من الأَعراب وغزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أَصحاب

الهجرة الأُولى، فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو

المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فهذا وجه الجمع بين

الحديثين، وإِذا أَطلق ذكر الهجرتين فإِنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة

المدينة. وفي الحديث: سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة، فخيار أَهل الأَرض

أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ؛ المُهاجَرُ، بفتح الجيم: موضع المُهاجَرَةِ،

ويريد به الشام لأَن إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لما خرج

من أَرض العراق مضى إِلى الشام وأَقام به. وفي الحديث: لا هِجْرَةَ بعد

الفتح ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ. وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع

التوبة. قال ابن الأَثير: الهِجْرة في الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ،

وقد هاجَرَ مُهاجَرَةً، والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، والهِجِرُّ

المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

شَمْطاءُ جاءتْ من بِلادِ الحَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ،

عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ،

تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ

وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه. تركه؛ الأَخيرة هذلية؛ قال أُسامة:

كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ

مُقَلَّصَةً، قد أَهْجَرَتْها فُحُــولُها

وهَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تباعد ونَأَى. الليث: الهَجْرُ من

الهِجْرانِ، وهو ترك ما يلزمك تعاهده. وهَجَر في الصوم يَهْجُرُ هِجْراناً: اعتزل

فيه النكاح. ولقيته عن هَجْرٍ أَي بعد الحول ونحوه؛ وقيل: الهَجْر

السَّنَةُ فصاعداً، وقيل: بعد ستة أَيام فصاعداً، وقيل: الهَجْرُ المَغِيب

أَيّاً كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لمَّا أَتاهمْ، بعد طُولِ هَجْرِه،

يَسْعَى غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه

يبشره أَي يبشرهم به. أَبو زيد: لقيت فلاناً عن عُفْرٍ: بعد شهر ونحوه،

وعن هَجْرٍ: بعد الحول ونحوه. ويقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هَجْراً

أَي طولاً وعِظماً. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَطول منه وأَعظم. ونخلة

مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلة عظيمة، وقال أَبو حنيفة: هي المُفْرِطَةُ

الطول والعِظَم. وناقة مُهْجِرَةٌ: فائقة في الشحم والسَّيْرِ، وفي التهذيب:

فائقة في الشحم والسِّمَنِ. وبعير مُهْجِرٌ: وهو الذي يَتَناعَتُه الناس

ويَهْجُرون بذكره أَي يَنْتَعِتُونه؛ قال الشاعر:

عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه

رَوْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ

قال أَبو زيد: يقال لكل شيء أَفْرَطَ في طول أَو تمام وحُسْنٍ: إِنه

لمُهْجِرٌ. ونخلة مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ في الطول؛ وأَنشد:

يُعْلى بأَعلى السَّحْق منها

غشاش الهُدْهُدِ القُراقر*قوله «يعلى إلخ» هكذا بالأصل.

قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حَدَّه في التمام: مُهْجِرٌ.

وناقة مُهْجِرَةٌ إِذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهري: وناقة

هاجِرَة فائقة؛ قال أَبو وَجْزَةَ:

تُبارِي بأَجْيادِ العَقِيقِ، غُدَيَّةً،

على هاجِراتٍ حانَ منها نُزولُها

والمُهْجِرُ: النجيب الحَسَنُ الجميل يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون

بكره أَي يتناعَتُونه. وجارية مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ

والحُسْنِ، وإِنما قيل ذلك لأَن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلى

صفة كأَنه يَهْجُر فيها أَي يَهْذِي. الأَزهري: والهُجَيرة تصغير

الهَجْرة، وهي السمينة التامة.

وأَهْجَرَتِ الجاريةُ: شَبَّتْ شباباً حسناً. والمُهْجِر: الجيد الجميل

من كل شيء، وقيل: الفائق الفاضل على غيره؛ قال:

لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر

والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها: هل

من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي

فائق فاضل.

وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حسن كريم. وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي

أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

تَبَدَّلْتُ داراً من دِيارِكِ أَهْجَرَا

قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين

وأَحنك البعيرين. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم، يقال في كل شيء؛

وينشد:وماء يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ

يقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله. والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل

شيء.والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً

وهُجْراً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار

وأَن الإِهْجارَ المصدر. وأَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به وقال فيه

قولاً قبيحاً. وقال: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إِذا فتح فهو مصدر،

وإِذا ضم فهو اسم. وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، ورماه بِهاجِرات

ومُهْجِرات، وفي التهذيب: بِمُهَجِّرات أَي فضائح. والهُجْرُ: الهَذيان.

والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِــفحــاش، وكذلك إِذا أَكثر الكلام

فيما لا ينبغي. وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى

وإِهْجِيرَى: هَذَى. وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.

الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى. وهَجَر المريضُ يَهْجُر

هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.

وفي التنزيل العزيز: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون؛

فَتُهْجِرُون تقولون القبيح، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهري قال: الهاء في

قوله عز وجل للبيت العتيق تقولون نحن أَهله، وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم

وهَجَرْتُمُ النبيَّ، صلي الله عليه وسلم، والقرآنَ، فهذا من الهَجْر

والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ،

وهذا من الهُجْر وهو الــفُحْــش، وكانوا يسبُّون النبي، صلي الله عليه وسلم،

إِذا خَلَوْا حولَ البيت ليلاً؛ قال الفراء: وإِن قُرئَ تَهْجُرون، جعل

من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إِذا هَذَى، أَي أَنكم تقولون فيه ما

ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان. وروي عن أَبي سعيد الخدري، رضي الله

عنه، أَنه كان يقول لبنيه: إِذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا،

يروى بالضم والفتح، من الهُجْر الــفُحْــش والتخليط؛ قال أَبو عبيد: معناه ولا

تَهْذُوا، وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ. يقال: هَجَر يَهْجُر

هَجْراً، والكلام مَهْجُور، وقد هَجَر المريضُ. وروي عن إِبراهيم أَنه قال

في قوله عز وجل: إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً، قال:

قالوا فيه غير الحق، أَلم ترَ إِلى المريض إِذا هجر قال غير الحق؟ وعن مجاهد

نحوه. وأَما قول النبي، صلي الله عليه وسلم: إِني كنت نَهَيْتُكم عن

زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي

والأَصمعي أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِــفحــاش في المنطق والخنا، وهو بالضم،

من الإِهْجار، يقال منه: يُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ:

كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ

عليها كلاماً، جارَ فيه وأَهْجَرا

وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي. ومعنى الحديث: لا تقولوا

فُحْــشاً. هَجَر يَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إِذا خلط في كلامه وإِذا هَذَى. قال

ابن بري: المشهور في رواية البيت عند أَكثر الرواة: مُبَرَّأَة الأَخلاق

عوضاً من قوله: كماجدة الأَعراق، وهو صفة لمخفوض قبله، وهو:

كأَنَّ ذراعيها ذِراعَا مُدِلَّةٍ،

بُعَيْدَ السِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا

يقول: كأَنّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأَة

مُدِلَّة بحسن ذراعيها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فيها من العيب ما ليس

فيها، وهو قول ابن ضرتها، ومعنى تعَذَّر أَي تَعتذر من سوءِ ما رميت به؛

قال: ورأَيت في الحاشية بيتاً جُمِعَ فيه هُجْر على هواجِر، وهو من الجموع

الشاذة عن القياس كأَنه جمع هاجِرَةٍ، وهو:

وإِنَّكَ يا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ

مُعِيدٌ على قِيل الخنا والهَواجِرِ

قال ابن بري: هذا البيت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماري يخاطب عامر بن

طفيل. وقُرْزُلُ: اسم فرس للطفيل. والمعيد: الذي يعاود الشيءَ مرة بعد مرة.

قال: وكان عثمان بن جني يذهب إِلى أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غيره،

ويرى «أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة، كما قالوا في جمع حاجة

حوائج، كأَنَّ واحدها حائجة، قال: والصحيح في هواجر أَنها جمع هاجرة

بمعنى الهُجْر، ويكون من المصادر التي جاءَت على فاعلة مثل العاقبة والكاذبة

والعافية؛ قال: وشاهد هاجرة بمعنى الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل:

إِذا ما شئتَ نالَكَ هاجِراتِي،

ولم أُعْمِلْ بِهِنَّ إِليك ساقِي

فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ على هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة

على هواجر جمعاً مكسراً. وفي الحديث: قالوا ما شَأْنُه أَهَجَرَ؟ أَي

اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أَي هل تغير كلامه واختلط

لأَجل ما به من المرض. قال ابن الأَثير: هذا أَحسن ما يقال فيه ولا يجعل

إِخباراً فيكون إِما من الــفُحْــشِ أَو الهَذَيانِ، قال: والقائلُ كان عُمَر

ولا يظن به ذلك.

وما زال ذلك هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بالمد

والقصر، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه

وعادته. وما عنده غَناءُ ذلك ولا هَجْراؤُه بمعنى. التهذيب: هِجِّيرَى

الرجل كلامه ودأْبه وشأْنه؛ قال ذو الرمة:

رَمَى فأَخْطَأَ، والأَقدارُ غالِبةٌ

فانْصَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ

الجوهري: الهِجِّير، مثال الفِسِّيق، الدَّأْبُ والعادة، وكذلك

الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما له هِجِّيرى غيرها؛ هي

الدَّأْبُ والعادةُ والدِّيْدَنُ.

والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ: نصف النهار عند زوال الشمس

إِلى العصر، وقيل في كل ذلك: إِنه شدة الحر؛ الجهري: هو نصف النهار عند

اشتداد الحر؛ قال ذو الرمة:

وبَيْداءَ مِقْفارٍ، يكَادُ ارتِكاضُها

بآلِ الضُّحى، والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ

والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ: السير في الهاجرة. وفي الحديث:

أَنه كان، صلي الله عليه وسلم، يصلي الهَجِيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ؛

أَراد صلاة الهَجِير يعني الظهر فحــذف المضاف. وقد هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ

الراكبُ، فهو مُهَجِّرٌ. وفي حديث زيد بن عمرو: وهل مُهَجِّر كمن قالَ أَي

هل من سار في الهاجرة كمن أَقام في القائلة. وهَجَّرَ القومُ

وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا: ساروا في الهاجرة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:بأَطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بِطِرْقِها

تَهَجُّرُ رَكْبٍ، واعْتِسافُ خُرُوقِ

وتقول منه: هَجَّرَ النهارُ؛ قال امرؤ القيس:

فَدَعْ ذا، وسَلِّ الهَمَّ عنك بِجَسْرَةٍ

ذَمُولٍ، وإِذا صامَ النهارُ وهَجَّرا

وتقول: أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقالُ مُوصِلين. أَي في وقت

الهاجرة والأَصِيل. الأَزهري عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول

الله، صلي الله عليه وسلم: لو يعلم الناسُ ما في التهجير لاسْتَبَقُوا

إِليه. وفي حديث آخر مرفوع: المُهَجِّرُ إِلى الجمعة كالمُهْدي بَدَنَةً. قال

الأَزهري: يذهب كثير من الناس إِلى أَن التَّهْجِيرَ في هذه الأَحاديث

من المُهاجَرَة وقت الزوال، قال: وهو غلط والصواب فيه ما روى أَبو داود

المَصاحِفي عن النضر بن شميل أَنه قال: التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها

التبكير والمبادرة إِلى كل شيء، قال: وسمعت الخليل يقول ذلك، قاله في تفسير

هذا الحديث. يقال: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فهو مُهَجِّر، قال

الأَزهري: وهذا صحيح وهي لغة أَهل الحجاز ومن جاورهم من قيس؛ قال لبيد:

رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا

فقرن الهَجْرَ بالابتكار. والرواحُ عندهم: الذهابُ والمُضيُّ. يقال: راح

القوم أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وقت كان. وقوله، صلي الله عليه وسلم:

لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه، أَراد التَّبْكِيرَ

إِلى جميع الصلوات، وهو المضيّ إِليها في أَوَّل أَوقاتها. قال

الأَزهري: وسائر العرب يقولون: هَجَّر الرجل إِذا خرج بالهاجرة، وهي نصف النهار.

ويقال: أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ؛ وأَنشد الأَزهري عن ابن الأَعرابي

في نوادره قال: قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ في ناقته:

هلَْ تَذْكُرين قَسَمِي ونَذْري،

أَزْمانَ أَنتِ بِعَرُوضِ الجَفْرِ،

إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ،

عَلَيَّ، إِن لم تَنْهَضي بِوِقْري،

بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْرِ،

بالخالديّ لا بصاعِ حَجْرِ،

وتُصْبِحي أَيانِقاً في سَفْرِ،

يُهَجِّرُونَ بَهَجِيرِ الفَجْرِ،

ثُمَّتَ تَمْشي لَيْلَهُمْ فَتَسْري،

يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ،

طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ

قال: المِضْرارُ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها من النشاط. قال

الأَزهري: قوله يُهَجِّرُون بهجير الفجر أَي يبكرون بوقت الفجر. وحكى ابن السكيت

عن النضر أَنه قال: الهاجِرَة إِنما تكون في القيظ، وهي قبل الظهر بقليل

وبعدها بقليل؛قال: الظهيرة نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بِحِيال

رأْسك كأَنها لا تريد أَن تبرح. وقال الليث: أَهْجَرَ القومُ إِذا صاروا

في ذلك الوقت، وهَجَّرَ القومُ إِذا ساروا في وقته. قال أَبو سيعد:

الهاجرة من حين نزول الشمس، والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل. قال الأَزهري: وسمعت

غير واحد من العرب يقول: الطعام الذي يؤْكل نصف النهار الهَجُورِيُّ.

والهَجير: الحوض العظيم؛ وأَنشد القَناني:

يَفْري الفَريَّ بالهَجِير الواسِع

وجمعه هُجُرٌ، وعَمَّ به ابن الأَعرابي فقال: الهَجِير الحوض، وفي

التهذيب: الحوض المَبْنِيّ؛ قالت خَنْساء تصف فرساً:

فمال في الشَّدِّ حثِيثاً، كما

مال هَجِيرُ الرجُل الأَعْسَرِ

تعني بالأَعسر الذي أَساء بناء حوضه فمال فانهدم؛ شبهت الفرس حين مال في

عدوه وجَدَّ في حُضْرِه بحوض مُلِئَ فانْثَلَم فسال ماؤه. والهَجِيرُ:

ما يَبِس من الحَمْضِ. والهَجِيرُ: المتروك. وقال الجوهري: والهَجِيرُ

يَبِيسُ الحَمْضِ الذي كَسَرَتْهُ الماشية وهُجِر أَي تُرِكَ؛ قال ذو

الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مما عَنَتْ به

من الرُّطْبِ، إِلاَّ يَبْسُها وهَجِيرُها

والهِجارُ: حَبْل يُعْقَدُ في يد البعير ورجله في أَحد الشِّقَّيْنِ،

وربما عُقِدَ في وَظِيفِ اليَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر؛ وقيل:

الهِجارُ حبل يُشد في رُسْغ رجله ثم يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِن كان عُرْياناً،

وإِن كان مَرْحُولاً شُدَّ إِلى الحَقَبِ. وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه

هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ.

الجوهري: المَهْجُورُ الــفحــل يُشَدُّ رأْسه إِلى رجله. وقال الليث:

تُشَدُّ يد الــفحــل إِلى إِحدى رجليه، يقال فحــل مَهْجُورٌ؛ وأَنشد:

كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا

الليث: والهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به يد الــفحــل إِلى إِحدى

رجليه؛ واستشهد بقوله:

كأَنما شُدّ هجاراً شاكلا

قال الأَزهري: وهذا الذي حكاه الليث في الهِجار مقارب لما حكيته عن

العرب سماعاً وهو صحيح، إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الــفَحْــلُ وغيره. وقال

أَبو الهيثم: قال نُصَيْرٌ هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا ربطت في ذراعه حبلاً

إِلى حقوه وقصَّرته لئلا يقدر على العَدْوِ؛ قال الأَزهري: والذي سمعت من

العرب في الهِجار أَن يؤْخذ فحــل ويسوّى له عُرْوتانِ في طرفيه وزِرَّانِ ثم

تُشَدَّ إِحدى العروتين في رُسْغ رجل الفرس وتُزَرَّ، وكذلك العُرْوَة

الأُخرى في اليد وتُزَرَّ، قال: وسمعتهم يقولون: هَجِّرُوا خيلكم. وقد

هَجَّرَ فلان فرسه. والمهجور: الــفحــل يُشدّ رأْسه إِلى رجله. وعَدَدٌ

مُهْجِر: كثير؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ:

هذاك إِسحق، وَقِبْصٌ مُهْجِرُ

الأَزهري في الرباعي: ابن السكيت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنى؛

وأَنشد:

تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ

وهم بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ

والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ؛ قال لبيد:

كعَقْرِ الهاجِرِيِّ، إِذا بَناه

بأَشْباهٍ حُذِينَ على مِثالِ

وهِجارُ القوس: وَتَرُها. والهِجارُ: الوَتَرُ؛ قال:

على كل (كذا بياض بالأصل.) من ركوض لها

هِجاراً تُقاسِي طائِفاً مُتَعادِيا

والهجار: خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً؛ قال الأَغلب:

ما إِنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغارَا،

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقارَا،

وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا

يصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابي: يقال للخاتم الهِجار والزينة؛ وقول

العجاج:

وغِلْمَتي منهم سَحِيرٌ وبَحِرْ،

وآبِقٌ من جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ

فسره ابن الأَعرابي فقال: الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً متقارِبَ

الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي

المحكم: وذلك من شدة السقي. وهَجَرٌ: اسم بد مذكر مصروف، وفي المحكم: هَجَرُ

مدينة تصرف ولا تصرف؛ قال سيبويه: سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر

إِلى هَجَرٍ يا فَتى، فقوله يا فتى من كلام العربي، وإِنما قال يا فتى

لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب

التمر إِلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف.

الجوهري: وفي المثل: كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ. وفي حديث عمر: عَجِبْتُ

لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر؛ قال ابن الأَثير: هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين

وإِنما خصها لكثرة وبائها، أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ،

فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة،

والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس، وهاجِرِيٌّ على غير قياس؛

قال:ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها،

كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ

ومنه قيل للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ. والهَجْرُ والهَجِيرُ: موضعان.

وهاجَرُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

وبنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة. غيره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها

وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ؛ قال: وذلك أَن سارة غضبت

عليها فحــلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، عليه

السلام، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فصارت

سُنَّةً في النساء.

هجر
هَجَرَه يَهْجُره هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهِجْراناً، بِالْكَسْرِ: صَرَمَه وَقَطَعه. والهَجْرُ: ضِدُّ الوَصْل. هَجَرَ الشيءَ يَهْجُره هَجْرَاً: تَرَكَه وأَغْفَله واَعْرَض عَنهُ، وَمِنْه حديثُ أبي الدَّرْداء: وَلَا يَسْمَعون القرآنَ إلاّ هَجْرَاً يُرِيد التَّركَ لَهُ والإعراضَ عَنهُ، وَرَوَاهُ ابنُ قُتَيْبة فِي كِتَابه: إلاّ هُجْراً، بالضمّ، وَقَالَ: هُوَ الخَنا والقَبيح من القَوْل، وَقد غلَّطه الخَطَّابيّ فِي الرِّواية وَالْمعْنَى، راجِع النِّهاية لِابْنِ الْأَثِير، كَأَهْجَرَه، وَهَذِه هُذَليَّة، قَالَ أُسَامَة:وسلَّم، وَلم يتحَوَّلوا إِلَى أَمْصَار المُسلمين الَّتِي أُحدِثَت فِي الْإِسْلَام وإنْ كَانُوا مُسلمين فهم عيرُ مُهاجِرين،)
وَلَيْسَ لَهُم فِي الفَيْءِ نَصيبٌ، ويُسَمَّوْن الأعْراب. وَفِي البصائر للمصنّف: والهِجْرانُ يكون بالبَدَنِ وباللسان وبالقلب، وقولُه تَعَالَى: واهْجُروهُنَّ فِي الْمضَاجِع أَي بالأبْدان، وَقَوله: هَذَا الْقُرْآن مَهْجُوراً أَي بِاللِّسَانِ أَو بالقَلب وقولَه: واهْجُرْهُم هَجْرَاً جَميلا مُحْتَمل للثَّلَاثَة، وَقَوله: والرُّجْزَ فاهْجُرْ حَثَّ على المفارَقة بالوُجوه كلّها. والمُهاجَرَة فِي الأَصْل مُصارَمةُ الغَيرِ ومُتارَكَتُه. وَفِي قَوْلُهُ تَعالى: وَالَّذين هاجَروا وجاهَدوا الخروجُ من دارِ الكُفر إِلَى دارِ الْإِيمَان. والهِجْرَتان: هِجرَةٌ إِلَى الحبَشَة وهِجرَةٌ إِلَى الْمَدِينَة، وَهَذَا هُوَ المُراد من الهِجْرَتَيْن إِذا أُطلِقَ ذِكرُهما، قَالَه ابنُ الْأَثِير. والمُهاجَرَةُ من أرضٍ: تَرْكُ الأولى للثَّانِيَة، وَذُو الهِجْرَتَيْن من الصَّحابة: مَن هاجَرَ إليْهما. وَفِي الحَدِيث: لَا هِجْرَةَ بعدَ الفَتْح ولكنْ جِهادٌ ونِيَّة. وَفِي حديثٍ آخَرَ: لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ. انْظُر الْجمع بَينهمَا فِي النِّهاية. والهِجِرّ، كفِلِزٍّ: المُهاجَرَةُ إِلَى القُرى، عَن ثَعْلَب وَأنْشد:
(شَمْطَاءُ جاءَتْ من بلادِ الحَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيَّهْ وَقَالَت حَرِّ)
ثمّ أمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّعَمْدَاً على جانِبِها الأَيْسَرِّ تَحْسَبُ أنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ ولَقيتُه عَن هَجْرٍ بِالْفَتْح، أَي بعد حَوْلٍ ونحوِه، وَقيل: الهَجْرُ: السَّنَةُ فصاعِداً، أَو بعد سِتَّةِ أيّامٍ فصاعِداً، أَو بعدَ مَغيب أيَّاً كَانَ، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ
(لمّا أتاهُمْ بعد طُولِ هَجْرِهِ ... يَسْعَى غلامُ أَهْلِهِ ببِشْرِهِ)
وَقَالَ أَبُو زيد: لَقيتُ فلَانا عَن عُفْرٍ: بعد شَهر ونَحوه، وَعَن هَجْرٍ: بعدَ الحَولِ ونحوِه. عَن أبي زيد: يُقَال للنخلةِ الطَّويلة: ذَهَبَت الشجرةُ هَجْرَاً، أَي طُولاً وعِظَماً. ونَخلةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلةٌ عظيمةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ المُفرِطة الطُولِ والعِظَمِ، وَهَذَا أَهْجَرُ مِنْهُ، أَي أَطْوَلُ مِنْهُ، أَو أَضْخَم، هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ نَصُّ التَّكملة. وَفِي بعضِ الأُصول: وأَعظم. وناقةٌ مُهْجِرَةٌ: فائقةٌ فِي الشَّحْمِ والسَّيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب: فِي الشَّحم والسِّمَن، وَقيل: ناقةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفت بنَجابةٍ أَو حُسْنٍ. والمُهْجِرُ، كمُحسِن: النَّجيبُ الحَسَنُ الجميلُ يَهْجُرون بذِكره، أَي يَتَنَاعَتُونه، يُقَال: بَعيرٌ مُهْجِرٌ، من ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:
(عَرْكَركٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذَافِ رَبيعاً أيَّ تَأْوِيمِ)
المُهْجِرُ: الجَيِّدُ الجَميلُ من كلِّ شيءٍ، وَقيل: الفائقُ الفاضلُ على غيرِه، قَالَ: لمّا دَنَا من ذَات حُسْنٍ مُهْجِرِ وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال لكلِّ شيءٍ أَفْرَطَ فِي طُولٍ أَو تَمامٍ وحُسْنٍ: إنّه لمُهْجِرٌ. قَالَ: وسمعتُ العربَ تقولُ فِي نَعْتِ كلِّ شيءٍ جاوزَ حَدَّه فِي التَّمام: مُهْجِرٌ. قلتُ: وإنّما قيل ذَلِك فِي كلّ ممّا ذُكِر لأنّ واصِفَه يَخْرُج من حَدّ المُقارِبِ الشَّكلِ)
للموصوفِ إِلَى صفة كأنّه يَهْجُرُ فِيهَا، أَي يَهْذِي. كالهَجِرِ، ككَتِف، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصوابُه: كالهَجير، كأَمير، فَفِي اللِّسَان وغيرِه: والهَجيرُ كالمُهْجِر، وَمِنْه قَوْلُ الأعْرابِيَّةُ لمُعاويةَ حِين قَالَ لَهَا: هَل من غَداءٍ فَقَالَت: نعم، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَنٌ هَجيرٌ، وماءٌ نَميرٌ. أَي فائقٌ فاضِل. والهاجِر، يُقَال: بعير هاجِرٌ، وناقةٌ هاجِرةٌ، أَي فائقةٌ فاضِلة، وَالْجمع الهاجِرات. قَالَ أَبُو وَجْزَةَ: تَبارى بأَجْيادِ العَقيق غُدَيَّةًعلى هاجِراتِ حَان مِنْهَا نُزولُها وأَهجَرَت الناقةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، ونَصُّ ابنِ دُرَيْد، على مَا فِي التكملة وَاللِّسَان: أَهْجَرَت الجاريةُ، إِذا شَبَّتْ شَباباً حَسَنَاً. وَقَالَ غيرُه: جاريةٌ مُهْجِرَةٌ، إِذا وُصِفَت بالفَراهةِ والحُسْن. والهَجْرُ، بِالْفَتْح: الحَسَنُ الكريمُ الجَيِّد، يُقَال: جَملٌ هَجْرٌ، وكَبشٌ هَجْرٌ، أَي حَسَنٌ كريمٌ، وَقَالَ الشَّاعِر: وماءٍ يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ يَقُول: طَلَقٌ لَا طَلَقَ مثله، كالهاجِرِيّ، وَهُوَ الجيِّدُ الحَسنُ من كلِّ شَيْء. الهَجْرُ أَيْضا: الخِطامُ، نَقَلَه الصَّاغانِيّ.
الهُجْرُ، بالضمّ: الْقَبِيح من الْكَلَام، والــفُحــشُ فِي المَنْطق، والخَنَا، نَقله الكسائيّ والأصمعيّ، كالهَجْراءِ، ممدوداً، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. الهِجْرُ، بِالْكَسْرِ: الفائقةُ والفائقُ فِي الشَّحم والسَّيْر، من النُّوقِ والجِمالِ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: ناقةٌ هِجْرٌ مثل مُهْجِرَةٍ. وأَهْجَرَ فِي مَنْطقه إهْجاراً وهُجْراً، بالضمّ، عَن كُراع واللِّحيانيّ، وَالصَّحِيح أَن الهُجْر بالضمّ الِاسْم من الإهْجار، وأنّ الإهْجار الْمصدر. أَهْجَرَ بِهِ إهْجاراً: اسْتَهزأَ بِهِ وَقَالَ فِيهِ قولا قبيحاً، وَقَالَ هَجْرَاً وبَجْرَاً، وهُجراً وبُجْراً، إِذا فَتَحَ فَهُوَ الْمصدر، وَإِذا ضمَّ فَهُوَ الِاسْم. وَتَكَلَّم بالمَهاجِر، أَي الهُجْرِ من القَول، ورَماهُ بهاجِراتٍ ومُهْجِرات، أَي بفَضائح، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي الأساس: أَي بفَواحِش، قَالَ: والهاجِرات: هِيَ الكلماتُ الَّتِي فِيهَا فُحْــشٌ، فَهِيَ من بابِ لابِن وتامِرٍ. الهُجْرُ أَيْضا: الهَذَيانُ وإكثارُ الْكَلَام فِيمَا لَا يَنْبَغِي. يُقَال: هَجَرَ فِي نَوْمِه ومَرضِه يَهْجُرُ هُجْراً، بالضمّ، وهِجِّيرَى، وإهْجيرَى، كِلاهما بِالْكَسْرِ: هَذَى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهِجِّيرَى: كَثْرَةُ الْكَلَام وَالْقَوْل السيِّئ، وَقَالَ اللَّيْث: الهِجِّيرى: اسمٌ من هَجَرَ، إِذا هَذى، وَهَجَرَ المريضُ هَجْرَاً فَهُوَ هاجِرٌ، وَهَجَرَ بِهِ فِي النَّوم هَجْرَاً: حَلَمَ وهَذى، وَفِي التَّنْزِيل: مُستَكبرينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرون قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأَ ابنُ عبّاس: تُهْجِرون، من أَهْجَرْت، من الهُجْر وَهُوَ الإفْحــاش، وَقَالَ الفَرّاء: وَإِن قُرئَ تَهْجُرون، جُعلَ من قَوْلك: هَجَرَ الرجلُ فِي مَنامِه، إِذا هَذى، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: هُوَ مِثلُ كلامِ المَحْموم والمُبَرْسَم والكلامُ مَهْجُورٌ، وَقد هَجَرَ المريضُ ورُوي عَن إبراهيمَ فِي قَوْله عزَّ وجلَّ: إنّ قومِي اتَّخذوا هَذَا القُرآنَ مَهْجُوراً قَالَ: قَالُوا فِيهِ غَيْرَ الحقّ. أَلَمْ ترَ إِلَى المريضِ إِذا هَجَرَ قَالَ غَيْرَ الحقِّ. وَعَن مُجاهدٍ نَحْوُه. يُقَال: هَذَا هِجِّيراه وإهْجيراهُ وإهْجِيرَاؤُه، بالمدّ والقَصْر، وهِجِّيرُه، كسِكِّيتٍ، وأُهْجورَته، بالضمّ، وهِجْرِيَّاهُ وإجْرِيّاه، أَي دَأْبُه ودَيْدنُه وشَأْنَه وعادَتُه. وَفِي التَّهْذِيب: هِجِّيرى الرجلِ: كلامُه ودَأْبُه)
وشَأْنه. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(رَمى فَأَخْطَأَ والأقدارُ غالِبَةٌ ... فانْصَعْنَ والوَيْلُ هِجِّيراهُ والحَرَبُ)
وَفِي الصّحاح: الهِجِّيرُ مِثالُ الفِسِّيق: الدَّأْبُ وَالْعَادَة، وَكَذَلِكَ الهِجِّيرى والإهْجيرى، وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: مالَه هِجِّيرى غيرُها هِيَ الدَّأْبُ والعادةُ والدَّيْدَن. يُقَال: مَا عندَه غَناءُ ذَلِك وَلَا هَجْرَاؤُه، بِمَعْنى واحدٍ.
والهَجيرُ، كأَميرٍ، والهَجيرَةُ، بزيادةِ الهاءِ، والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهاجِرَةُ: نِصفُ النَّهارِ عندَ زَوالِ الشَّمسِ مَعَ الظُّهْرِ، أَو من عِنْد زَوالِها إِلَى العَصْر، سُمِّي بذلك لأنّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ فِي بُيُوتهم كأنّهم قد تَهاجَروا، وَحكى ابْن السِّكِّيت عَن النَّضْر أنّه قَالَ: الهاجرَةُ إنّما تكون فِي القَيْظ وَهِي قَبْلَ الظُّهرِ بِقَلِيل وبَعدَه بِقَلِيل، وَقَالَ أَبُو سعيد: الهاجرةُ من حِين تَزُول الشمسُ، والهُوَيْجِرَةُ بعْدهَا بِقَلِيل. أَو شِدَّةُ الحَرِّ فِي كلّ ذَلِك. وَفِي الصّحاح: هُوَ نِصفُ النَّهارِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وبَيْداءَ مِقْفارٍ يكادُ ارْتكاضُها ... بآلِ الضُّحى والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ)
وهَجَّرْنا تَهْجِيراً، وأَهْجَرْنا، وتهجَّرْنا: سِرنا فِي الهاجرة. الأخيرةُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد:
(بأطْلاحِ مَيْسٍ قد أَضَرَّ بطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكْبٍ واعْتِسافُ خُروقِ)
وَفِي حَدِيث زَيْدِ بن عَمْرو: وَهل مُهَجِّرٌ كَمَنْ قَالَ، أَي هَل مَن سارَ فِي الهاجِرَةِ كَمَنْ أقامَ فِي القائلة وَتقول مِنْهُ: هَجَّرَ النّهارُ، قَالَ امرؤُ القَيس:
(فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنكَ بجَسْرَةٍ ... ذَمولٍ إِذا صَامَ النَّهارُ وهَجَّرا)
وَتقول: أَتَيْنَا أَهْلَنا مُهْجِرين، كَمَا يُقَال: مُؤْصِلين أَي فِي وَقت الهاجِرَة والأَصيل. قَالَ الصَّاغانِيّ تبعا للأزْهريّ: التَّهجيرُ فِي قولِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم فِي حديثٍ مَرْفُوع: المُهَجِّرُ إِلَى الجُمُعَة كالمُهْدي بَدَنَةٍ قَالَ الأَزْهَرِيّ: يذهبُ كثيرٌ من الناسِ إِلَى أنّ التَّهجير فِي هَذِه الْأَحَادِيث، من المُهاجَرَة وَقْتَ الزَّوال، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّواب فِيهِ مَا روى أَبُو دَاوُود المَصاحفيّ عَن النَّضْر ابنُ شُمَيْل أنّه قَالَ: التَّهجير إِلَى الجُمُعَة وغيرِها: التَّبْكيرُ والمُبادَرةُ إِلَى كلّ شيءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الخليلَ يَقُول ذَلِك، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا صحيحٌ، وَهِي لغةٌ أهلِ الحجازِ وَمن جاوَرَهم من قَيْس، قَالَ لَبيد: راحَ القَطينُ بهَجْرٍ بعدَما ابْتَكَروا فَقَرَنَ الهَجرَ بالابْتِكارِ، والرَّواحُ عِنْدهم الذَّهابُ والمُضِيُّ، يُقَال: راحَ القومُ، أَي خَفُّوا ومَرُّوا أيَّ وَقْتٍ كَانَ. وقولُه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: وَلَو يَعْلَمون، وَفِي رِوَايَة: لَو يَعْلَمُ الناسُ، مَا فِي التَّهْجيرِ لاسْتَبَقوا إِلَيْهِ بِمَعْنى التَّبْكير إِلَى جَمِيع الصَّلَوات، وَهُوَ المُضِيُّ إِلَيْهَا فِي أوائلِ أَوْقَاتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسائرُ الْعَرَب يَقُولُونَ: هَجَّرَ الرجلُ: إِذا خَرَجَ)
بالهاجِرَة، وَهِي نِصفُ النَّهار، وَيُقَال: أَتَيْتُه بالهَجيرِ وبالهَجْر، وَأنْشد الأَزْهَرِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ فِي نَوادِرِه قَالَ: قَالَ جِعْثِنَةُ بنُ جَوّاس الرَّبَعيّ يُخاطبُ ناقتَه:
(وتَصْحَبي أيانِقاً فِي سَفْرِ ... يُهَجِّرون بهَجيرِ الفَجْرِ)
أَي يُبِكِّرون بوَقتِ الْفجْر. زَاد الصَّاغانِيّ: وليسَ التّهجيرُ فِي هذَيْن الحَديثين من الهاجِرَة فِي شيءٍ. والهَجيرُ، كأَمير: الحَوضُ الْعَظِيم، وَقَالَ: يَفْرِي الفَرِيَّ بالهَجيرِ الواسِعِ ج هُجُرٌ، بضَمَّتَيْن، وعَمّ بِهِ ابنُ الأعرابيّ فَقَالَ: الهَجيرُ: الحَوضُ، وَفِي التَّهْذِيب: الحَوضُ المَبْنيّ، قَالَت خَنْسَاءُ تَصِف فرسا:
(فَمالَ فِي الشَّدِّ حَثيثاً كَمَا ... مالَ هَجيرُ الرجلِ الأَعْسَرِ) تَعْنِي بالأَعْسر الَّذِي أساءَ بناءَ حَوْضِه فمالَ فانْهَدَم، شَبّهت الفرَسَ حينَ مالَ فِي عَدْوِه وجَدّ فِي حُضْرِه بحَوضٍ مُلئَ فانْثَلَمَ فسالَ ماؤُه. الهَجيرُ: مَا يَبِسَ من الحَمْض، وَفِي الصّحاح: يَبِيسُ الحمضِ الَّذِي كَسَرَتهُ الماشيةُ وهُجِرَ، أَي تُرَك. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممّا عَنَتْ بِهِ ... من الرُّطْب إلاَّيبْسُها وهَجيرُها)
الهَجيرُ: الغليظُ الضَّخم من حُمُرِ الوَحشِ، والهَجير: القَدَحُ الضَّخَم، نَقله الصَّاغانِيّ. الهَجيرُ: ماءٌ، وَفِي التكملة: ماءَةٌ لبني عِجْل بن لُجَيْم، بَين الكُوفةِ والبَصْرة، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وَقيل: مَوضعٌ. منَ المَجاز: الهَجيرُ: الــفَحــلُ الفادِرُ السَّمين الجافِرُ من الضِّراب يُقَال: هَجَرَ الــفَحــلُ، إِذا تَرَكَ الضِّرابَ، كَقَوْلِهِم: عَدَلَ الــفَحْــلُ، كَمَا فِي الأساس. الهَجيرُ: اللَّبَنُ الخاثِر، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالصَّوَاب فِيهِ: اللَّبن الْفَائِق الْجيد وَفِي الكِفاية: الهَجير: اللبَنُ الجيِّد، وَقد تقدّم فِي شرح قولِ الأعرابيّة لمعاوية. وَلم يَذْكُر أحدٌ من الأئمّة أنَّ الهَجيرَ هُوَ الخاثِرُ من اللّبن، وَمَا عَلِمْتُ للمُصنِّف فِي ذَلِك قُدوة، فتأَمَّلْ. منَ المَجاز: قَوسٌ قَويَّة الهِجار، ككِتابٍ، أَي الوَتَر، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. الهِجار: خاتَمٌ كَانَت الفُرسُ تتَّخذه غَرَضَاً، أَي هَدَفَاً، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد للأغْلَبِ العِجْليّ:
(مَا إنْ عَلِمْنا مَلِكَاً أغارا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارا)
وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارا قَالَ: يصِفُه بالحِذْق. الهِجار: الطَّوْق، والتَّاج، والهِجارُ: حَبلٌ يُشَدُّ فِي رُسْغِ رِجلِ البعيرِ ثمَّ يُشدُّ إِلَى حَقْوِه إنْ كَانَ عُرْياناً، وَإِن كَانَ مَوْصُولاً، هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غلطٌ وصوابُه: وإنْ كَانَ مَرْحُولاً شُدَّ إِلَى الحَقَب. وَقيل: هُوَ حَبلٌ يُعقَد فِي يَدِه ورِجْله فِي أحدِ الشِّقَّيْن وربّما عُقِدَ فِي وَظيفِ اليَدِ، ثمَّ حُقِّبَ بالطرف الآخَر، وَهَجَرَ بَعيرَه يَهْجُره) هَجْرَاً، بِالْفَتْح، وهُجوراً، بالضمّ: شَدَّه بِهِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَهْجورُ: الــفَحــلُ يُشَدُّ رَأْسُه إِلَى رِجْله. وَقَالَ الليثُ: تُشَدُّ يَدُ الــفَحــل إِلَى إِحْدَى رِجلَيْه، يُقَال: فحــلٌ مَهْجُور. قَالَ: والهِجارُ مُخالِفُ الشِّكالِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ الليثُ فِي الهِجارِ مُقارِبٌ لما حَكَيْتُه عَن العربِ سَماعاً، وَهُوَ صحيحٌ إلاّ أنّه يُهْجَرُ بالهِجار الــفَحــلُ وغيرُه. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: قَالَ نُصَيْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ: إِذا رَبَطْت فِي ذِراعِه حَبلاً إِلَى حَقْوِه وقَصَّرْتَه لئلاّ يَقْدِر على العَدْوِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَالَّذِي سمعتُ من الْعَرَب فِي الهِجارِ أَن يُؤخذ فَحــلٌ ويُسَوَّى لَهُ عُرْوَتان فِي طَرَفَيه وزِرّان، ثمَّ تُشَدُّ إِحْدَى العُرْوَتَيْن فِي رُسْغِ رِجلِ الفرَسِ وتُزَرُّ، وَكَذَلِكَ العُرْوَة الأُخرى فِي اليدِ وتُزَرّ، قَالَ: وسَمِعْتُهم يَقُولُونَ: هَجِّروا خَيْلَكم، وَقد هَجَّرَ فلانٌ فرسَه. والهَجِرُ، ككَتِف، الَّذِي يمشي مُثْقَلاً ضَعِيفا مُتقارِبَ الخَطْوِ، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد قَوْلَ العَجّاج:
(وغِلْمَتي مِنْهُم سَحيرٌ وبحِرْ ... وآبِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ)
قَالَ: كَأَنَّهُ قد شُدَّ بهِجارِ لَا يَنْبَسط ممّا بِهِ من الشّرِّ والبَلاءِ، وَفِي الْمُحكم: وَذَلِكَ من شدَّةِ السَّقْي. وَهَجَر، محرَّكةً: د، بِالْيمن بَينه وبينَ عَثَّرَ يومٌ وليلةٌ من جهةِ الْيمن، مُذكّر مَصْرُوفٌ وَقد يؤنَّث ويُمْنع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قد سَمِعْنا من العربِ مَن يَقُول: كجالب التَّمْرِ إِلَى هَجرٍ يَا فَتى، فَقَوله: يَا فَتى، من كَلَام العربيِّ، وإنّما قَالَ يَا فَتى لئلاّ يَقِفَ على التَّنوين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو لم يقل لَهُ يَا فَتى لَلَزمه أَن يَقُول: كجالب التمرِ إِلَى هَجَر، فَلم يكن سِيبَوَيْهٍ يعرف من هَذَا أنّه مَصْرُوف أَو غيرُ مَصْرُوف، والنِّسبَةُ هَجريٌّ، على الْقيَاس، وهاجِرِيٌّ، على غيرِ قياسٍ، كَمَا قيل: حارِيّ بالنّسبة إِلَى الحِيرَة، قَالَ الشَّاعِر:
(ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا ... كسَحِّ الهاجِرِيِّ جَريمَ تَمْرِ)
وَقَالَ عَوْفُ بن الخَرِع:
(يَشُقّ الأَحِزَّةَ سُلاَّفُنا ... كَمَا شَقَّقَ الهاجريُّ الدِّبارا)
هَجَرُ: اسمٌ لجَمِيع أَرض البحْرَيْن. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: بلدٌ مَعْرُوف بالبَحرَيْن، وَقَالَ غيرُه: هُوَ قَصَبَةُ بلادِ البحرَيْن، مِنْهُ إِلَى يَبْرِينَ سبعةُ أيّام، وَمِنْه المثَل: كمُبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هجرَ. ذكره الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: كجالبِ الدُّرِّ إِلَى البَحر. مِنْهُ أَيْضا قولُ عمر رَضِي الله عَنهُ: عَجِبْتُ لتاجِرِ هَجَرَ، وراكبِ البَحر. كَأَنَّهُ أَرَادَ لكثرةِ وَبائه أَو لرُكوبِ البَحر. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وإنّما خَصَّها لكثرةِ وَبائِها، أَي تاجِرُها وراكِبُ البَحرِ سَواءٌ فِي الخَطَر. وكلامُ المُصنّف غَيْرُ مُحرّرٍ هُنَا. هَجرُ: ة، كَانَت قربَ الْمَدِينَة المُشرّفة، إِلَيْهَا تُنسَب القِلالُ الهَجَرِيَّة وَقد جَاءَ ذِكرها فِي حديثِ المِعراج، أَو أَنَّهَا تُنسَب إِلَى هَجَرِ الْيمن وَفِيه اختلافٌ. هَجَرُ: حِصَّةٌ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، والصوابُ كَمَا فِي المعجم وَغَيره: هَجَرُ: حِصْنَةٌ، بكسرٍ فسكونٍ فنون مَفْتُوحَة، من مِخْلافِ مازنٍ، والهَجَر بلغَة حِمْيَر: الْقرْيَة.)
والهَجَران: قَريتان مُتقابِلَتان فِي رأسِ جبلٍ حَصينٍ قربَ حَضْرَمَوْت تَطْلُع إِلَيْهِ فِي مَنْعَة من كلّ جَانب. يُقَال لإحداهما: خَيْدُونُ وخَوْدُونُ، وللأُخرى: دَمُّون، قَالَ الحسنُ بن أَحْمد بن يَعْقُوب اليمنيّ: وَسَاكن خَوْدُونَ الصَّدِف، وساكنُ دَمُّونَ بَنو الْحَارِث بن عمروٍ المَقْصور بن حُجْرٍ آكلِ المُرار، وفيهَا يَقُول امرؤُ القَيْس: كأنِّي لم آلَهْ بدَمُّونَ مَرَّةًوَلَمْ أَشْهَدِ الغاراتِ يَوْمًا بعَنْدَلِ وكلُّ رجل من هاتَيْن القَريتَيْن مُطِلٌّ على قَلْعَته، وَلَهُم غيل يصُبُّ من ســفح الجبلِ يَشْرَبونه وزُروعُ هَذِه الْقرى النَّخل والذُّرَة والبُرُّ، وَفِيهِمَا يَقُول المُتَمَثِّل: الهَجَران كفّة بكفّة، بهَا الدَّبْر مُحتَفّه. الدَّبْرُ عِنْدهم: الزَّرْعُ، يُقَال: مَا بلَدُه إلاّ هَجَرٌ من الأَهْجارِ، أَي خِصْبٌ، نَقله الصَّاغانِيّ. وهاجِرُ بِكَسْر الْجِيم: قَبيلةٌ من ضَبَّة، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها)
أمّا هاجَرُ، بِفَتْح الْجِيم، فإنّها أمُّ إِسْمَاعِيل صلّى الله على نبيِّنا وَعَلِيهِ وسلَّم، وَيُقَال لَهَا: آجَرُ أَيْضا، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه. وَفِي اللِّسَان: هاجَرُ: أوّلُ امرأةٍ جَرَّت ذَيْلَها وَثَقَبتْ أُذُنَيْها، وأوّل من خُفِضَ. قَالَ: وَذَلِكَ أنّ سارةَ غَضِبَت عَلَيْهَا فَحَــلَفت أَن تقطع ثلاثةَ أعضاءٍ من أعضائها، فأمرَها إبراهيمُ عَلَيْهِ السّلام أَن تَبَرَّ قَسَمَها بثَقْبِ أُذُنَيْها وخَفْضِها، فَصَارَت سُنَّةً فِي النِّسَاء. والهَجْرُ، بِالْفَتْح. جَاءَ ذِكرُه فِي شِعر قَالَه الحازميّ. والهُجَيْرُ كزُبَيْر. موضعان.
والهاجِريُّ: البِناءُ، كأنّ مَنْسُوبٌ إِلَى هَجَر، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الشاعرِ الَّذِي تقدّم ذِكرُه عِنْد ذِكرِ هاجِريّ. الهاجِرِيُّ أَيْضا: مَن لَزِمَ الحَضَر، وَهَذَا على حَقِيقَته، فإنّ الهِجْرَةَ عِنْدهم هِيَ الانتقالُ من البَدْوِ إِلَى القُرى، كَمَا تقدّم.
والهَجُورِيّ، بِالْفَتْح: اسمُ الطّعامِ الَّذِي يُؤكَل نِصفَ النّهارِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول هَكَذَا.
والتَّهَجُّر: التَّشبُّه بالمُهاجِرين، وَمِنْه قَوْلُ عمر رَضِي الله عَنهُ: هاجِروا وَلَا تَهَجَّروا. قَالَ أَبُو عُبَيْد: يَقُول: أَخْلِصوا الهِجرَةَ لله تَعَالَى وَلَا تَشبَّهوا بالمُهاجِرين على غيرِ صِحَّةٍ مِنْكُم، فَهَذَا هُوَ التَّهَجُّر، وَهُوَ كقولِك: فلانٌ يَتحلَّم وَلَيْسَ بحليم، أَي أنّه يُظهِر ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ. وهجرَةُ البُحَيْح، كزُبَيْر: قربَ صنعاءِ الْيمن، نَقله ياقوت فِي المُعجَم، وهَجرَةُ ذِي غَبَبٍ، مُحرَّكةً وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كصُرَد، قُربَ ذَمارِ بِالْيمن، نَقله ياقوت. ثمَّ إنّ مُقتضى سِياق المصنِّف أَنَّهُمَا بِالْفَتْح، ورأيتُ الصَّاغانِيّ قد ضَبَطَهما بِالْكَسْرِ بخطّه مُجَوِّداً، وَهُوَ الْمَشْهُور على الْأَلْسِنَة. وَذُو هَجَرَان الحِمْيَريّ، مُحرَّكةً، هُوَ ابنُ نُسْمى، بِضَم النُّون وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة مَقْصُور، من بني مِيتَمٍ بن سَعْدٍ، كمِنْبَر، من الأَذْواء، وَهُوَ من الأَقْيال. يُقَال: عَدَدٌ مُهْجِرٌ، كمُحسِن، أَي كَثيرٌ، قَالَ أَبُو نُخَيْلةَ السَّعديّ: هذاكَ إسحاقُ وقِبْضٌ مُهْجِرُ قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنْشَده الأَزْهَرِيّ. وَفِي رَجْزِه: مُجْهِر، على الْقلب. وَإِسْحَاق هُوَ ابنُ مُسلِم العُقَيْليُّ.والمُتَهَجِّرُ: فرَسُ عبدِ يَغوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّة بن هَمّام. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة بِالْفَتْح: وَهِي السَّنَةُ التّامّةُ، قَالَه ابْن)
الأَعْرابِيّ. هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَنهُ، كَمَا رأيتُه فِي التّكملة، وتَبِعَه المُصنِّف، وَهُوَ تَصحيفٌ قَبيحٌ، وصوابُه على مَا هُوَ فِي التّهذيب للأزهريّ نقلا عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والهُجَيْرَة: تَصْغِير الهَجْرَة وَهِي السَّمينَةُ التّامةُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الهَجْرُ: تَرْكُ مَا يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه، قَالَه اللَّيْث. والمُهاجَرَة فِي الذِّكْر: تَرْكُ الإخلاصِ فِيهِ، فكأنّ قلبَه مُهاجِرٌ للسانِه، وَمِنْه الحَدِيث: ومنَ الناسِ مَن لَا يَذْكُر اللهَ إلاّ مُهاجِراً، يُرِيد هِجْرانَ الْقلب. وَهَجَره: أَغْفَله. ومُهاجَرُ إبراهيمَ، بِفَتْح الْجِيم: الشّامُ. وَمِنْه الحَدِيث: سَيكون هِجْرَةٌ بعد هِجرَةٍ، فخِيارُ أهلِ الأرضِ أَلْزَمُهم مُهاجَرَ إِبْرَاهِيم وإنّما أُضيف إِلَيْهِ لأنّه عَلَيْهِ السلامُ لمّا خرجَ من أرضِ الْعرَاق مضى إِلَى الشامِ وَأقَام بِهِ. وَهَذَا المكانُ أَهْجَرُ من هَذَا، أَي أحسنُ. حَكَاهُ ثَعْلَب. وَأنْشد: تَبدَّلَتُ دَارا مِن دِيارِكَ أَهْجَرا قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نسْمع لَهُ بفِعْل، فَعَسَى أَن يكون من بَاب أَحْنَكِ الشّاتَيْن، وأَحْنَكِ البَعيرَيْن، وَقَالَ هُجْراً وبُجْراً: أَي فُحــشاً. وهَجَرَ بِهِ النومُ يَهْجُر هَجْرَاً: حَلَمَ. والهَواجِرُ، جمع هُجْر بِمَعْنى الــفُحْــش، على غير قِيَاس، وَهُوَ من الجموع الشاذّة، كأنّ وَاحِدهَا هاجِرَةٌ، كَمَا قَالُوا فِي جمع حاجةٍ: حَوائِج، كأنّ واحدَها حائِجَة، قَالَه ابنُ جنّي وَأنْشد:
(وإنَّكَ يَا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ ... مُعيدٌ على قِيلِ الخَنَا والهَواجِرِ) قَالَ ابنُ بَرّيّ: البَيتُ لسَلَمةَ بن الخُرْشُب الأَنْماريّ يُخاطِبُ عامرَ بن الطُّفَيْل. وقُرْزُل: اسْم فرسٍ للطُّفَيْل. والمُعيد: الَّذِي يُعاوِدُ الشيءَ مرّةً بعد مرّةٍ. قَالَ: والصَّحيحُ فِي الهَواجِرِ أنّها جمع هاجِرَةٍ بِمَعْنى الهُجْر، وَيكون من المَصادر الَّتِي جاءَت على فاعِلَة، مثل العاقِبَة والكاذِبَة والعافِيَة، قَالَ: وشاهِد هاجِرَة بِمَعْنى الهُجْر قَوْلُ الشَّاعِر، أنْشدهُ المفضّل:
(إِذا مَا شِئتَ نالَكَ هاجِراتي ... وَلم أُعْمِلْ بهنَّ إليكَ ساقي)
فَكَمَا جُمِعَ هاجرَةٌ على هاجِراتٍ جَمْعَاً مُسلَّماً كَذَلِك يُجمَع هاجِرَةٌ على هَواجِرَ جمعا مُكَسَّراً. وهِجِّيرى الرجلِ: كلامُه، قَالَه الأَزْهَرِيّ. وصَلاةُ الهَجير، كأَمير: صلاةُ الظُّهر، وَفِي الحَدِيث: أنّه كَانَ يُصلّي الهَجيرَ حِين تَدْحَضُ الشمسُ على حذفِ مُضاف، وَقد هَجَّرَ النهارُ فَهُوَ مُهَجَّر. وَقَالَ الليثُ أَهْجَرَ القومُ: إِذا صَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت، وهَجَّروا: إِذا سَارُوا فِي ذَلِك الْوَقْت. والهُوَيْجِرَة، بعد الهاجِرَةِ بِقَلِيل، قَالَه السُّكَّريّ. والهجير، كأَمير: المَتروك، وَقد هُجِرَ إِذا تُرِك، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. والهَجْرُ، بِالْفَتْح، والهجير، كأمير موضعان. وهما غير الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذين ذكرهمَا المُصَنّف والهَجَرُ، مُحرَّكةً: مَوْضِعٌ، عَن ابْن دُرَيْد، قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهُوَ غيرُ هَجَر الَّذِي لَا تَدْخُله الألفُ وَاللَّام.
وأَهْجَرَت الحاملُ: عَظُمَ بَطْنُها، نَقله ابنُ القَطّاع. وهِجْرةُ القِيريّ: من أعمالِ كَوْكَبان، وَقد تقدّم ذِكرها فِي قي ر. وهاجِرُ بن عبد مَناف الخُزاعيّ، بِكَسْر الْجِيم، وبنتُه لُبْنى بنت هاجِرِ أمُّ أبي لَهَب، ذكره السُّهَيْليّ فِي الرَّوْض،)
وَنَقله الشّاميّ فِي السِّيرَة. وهاجِرُ بن عُرَيْنة فِي نسَبِ عبد الرَّحْمَن بن رُماحِس الكِنانيّ، بِكَسْر الْجِيم أَيْضا. وَهَذَا نَقَلَه الحافظُ فِي التبصير. وهِجَارُ بن وَبَيْر بن أبي دُعَيْج، ككِتاب، بطنٌ من بني الحَسَنِ بن عليّ رَضِي الله عَنهُ.
والإمامُ أَبُو الحسَن عليّ الهُجْويريّ بالضمّ، مُؤلِّف: كَشْفُ المَحْجوب. والمَدْفون بلاهور، من قُدَماءِ المَشايخ، كأنّه إِلَى هُجْويرة قريةٌ من مُضافات غَزْنِينَ، فليُنظَرْ. والهَجَران، محرَّكة: اسمٌ للمُشَقَّر وعَطالَة، حِصنانِ باليَمامة، وهما غير اللَّذَان ذكرَهما المُصنِّف. ومَهْجُورٌ: اسمُ ماءٍ فِي نواحي الْمَدِينَة. ومَهْجَرةُ: بَلْدَةٌ فِي أوّلِ أعمالِ الْيمن، بَينهَا وَبَين صَعْدَةَ عِشرونَ فَرْسَخاً.
(هجر) : الأُهْجُوَرةُ: العادَةُ. 

جور

جور:
[في الانكليزية] Iniquity
[ في الفرنسية] Iniquite
عند الصوفية ما يمنع السالك من السير في العروج.

جور: الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً. وقوم جَوَرَةٌ

وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ. والجَوْرْ: ضِدُّ القصدِ. والجَوْرُ: تركُ القصدِ

في السير، والفعل جارَ يَجُورُ، وكل ما مال، فقد جارَ. وجارَ عن الطريق:

عَدَلَ. والجَوْرُ: المَيْلُ عن القصدِ. وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ

تَجْويراً: نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ قول أَبي ذؤيب:

(* قوله: «وقول أَبي ذؤيب»

نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب).

فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها

لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها

إِنما أَراد: تَجُورُ عنها فحــذف وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قال عمرو بن

عَجْلان:

وقُولا لها: ليس الطَّريقُ أَجارَنا،

ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا

وطَريقٌ جَوْرٌ: جائر، وصف بالمصدر. وفي حديث ميقات الحج: وهو جَوْرٌ عن

طريقنا؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل؛

ومنه الحديث: حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ

جَوْراً؛ أَي ضلالاً عن الطريق؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى الأَزهري، وشرح: وفي

رواية لا يَخْشَى جَوْراً، بحذف إِلاَّ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى

الظلم. وقوله تعالى: ومنها جائر؛ فسره ثعلب فقال: يعني اليهود والنصارى.

والجِوارُ: المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ

مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، والكسر أَفصح: ساكَنَهُ. وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ:

لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه. وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً

وجِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وهو من ذلك، والاسم الجِوارُ والجُوارُ. وفي

حديث أُم زَرْع: مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها؛ الجارة: الضَّرَّةُ من

المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك. ومنه الحديث:

كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ. وحديث عمر قال

لحفصة: لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، منك؛ يعني عائشة؛ واذهب في جُوارِ الله. وجارُكَ: الذي

يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ

وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد:

ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ

وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد: جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا

اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على

أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا. قال سيبويه: اجْتَوَرُوا

تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع

صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه؛

قال الجوهري: إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له

أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله، وهو تَجَاوَرُوا، فبني عليه، ولو

لم يكن معناهما واحداً لاعتلت؛ وقد جاء: اجْتَارُوا مُعَلاًّ؛ قال مُليح

الهُذلي:

كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ

حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ

(* قوله: «كدلخ إلخ» كذا في الأَصل).

التهذيب: عن ابن الأَعرابي: الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ.

والجارُ النِّقِّيح: هو الغريب. والجار: الشَّرِيكُ في العَقار. والجارُ:

المُقاسِمُ. والجار: الحليف. والجار: الناصر. والجار: الشريك في التجارة،

فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً. والجارة: امرأَة الرجل، وهو جارُها.

والجَارُ: فَرْجُ المرأَة. والجارَةُ: الطِّبِّيجَةُ، وهي الاست. والجارُ: ما

قَرُبَ من المنازل من الساحل. والجارُ: الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ

الجِوارِ. والجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ. والجارُ: اليَرْبُوعِيُّ.

والجار: المنافق. والجَار: البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله. والجارُ:

الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك. قال الأَزهري: لما كان الجار

في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز

أَن يفسر قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه، أَنه

الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به،

فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم

يقاسم، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك. وقوله عز وجل: والجارِ ذي

القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في

الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ

القرابة، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره

أَي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه

ورُكونه إِلى أَمانه وعهده. والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ

عليها، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ

حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي

عليها؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال:

أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ

ومَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فينا، ووَامِقَهْ

وهذا البيت ذكره الجوهري، وصدره:

أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه

قال ابن بري: المشهور في الرواية:

أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه،

كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ وطارِقَهْ

ابن سيده: وجارة الرجل امرأَته، وقيل: هواه؛ وقال الأَعشى:

يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ،

بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ

وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم. وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً

وجَارَةً؛ الأَخيرة عن كراع: خَفَرَهُ. واسْتَجَارَهُ: سأَله أَن يُجِيرَهُ.

وفي التنزيل العزيز: وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى

يعسْمَعَ كلامَ الله؛ قال الزجاج: المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب

أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه، وعرّفه ما

يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام، ثم

أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه. ويقال للذي

يستجير بك: جارٌ، وللذي يُجِيرُ: جَارٌ. والجار: الذي أَجرته من أَن يظلمه

ظالم؛ قال الهذلي:

وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ،

أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي

وجارُك: المستجيرُ بك. وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛ حكاه ثعلب، أَي

مُجِيرُونَ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح

الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ، وإِلاَّ فَلا وجه

له. أَبو الهيثم: الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ. ومن عاذ بالله أَي

استجار به أَجاره الله، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه، وهو سبحانه

وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ. وقال الله تعالى لنبيه: قل

لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد. والجارُ

والمُجِيرُ: هو الذي يمنعك ويُجْيرُك. واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه.

وأَجارَهُ الله من العذاب: أَنقذه. وفي الحديث: ويُجِيرُ عليهم أَدناهم؛

أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة

من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جاز ذلك على جميع المسلمين لا

يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه؛ ومنه حديث الدعاء: كما تُجِيرُ بين البحور؛ أَي

تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه. وفي حديث

القسامة: أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا

تستحلفه وتحول بينه وبينها، وبعضهم يرويه بالزاي، أَي تأْذن له في ترك

اليمين وتجيزه. التهذيب: وأَما قوله عز وجل: وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ

أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم؛ قال

الفرّاء: هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة؛ قال وقوله: إِني جار

لكم؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة

فلا يَعْرِضُون لكم، وأَن يكونوا معكم على محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما

عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن

هشام: أَفراراً من غير قتال؟ فقال: إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا

تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب. قال: وكان سيد العشيرة إِذا

أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه. وجِوارُ الدارِ: طَوَارُها. وجَوَّرَ

البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما: صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ

الوَرْدِ:

قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ،

إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ

وتَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ. وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي

سَقَطَ. وتَجَوَّرَ على فِرَاشه: اضطجع. وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل

كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ:

فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا،

وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها:

مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ

وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ

قال السُّكَّريُّ: عنى بالجائر العظيم من الدلاء.

والجَوَارُ: الماءُ الكثير؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام:

وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ

أَي الماء الكثير. وغَيْثٌ جِوَرٌّ: غَزِيرٌ كثير المطر، مأْخوذ من هذا،

ورواه الأَصمعي: جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال:

لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ

ويروى غَرَّافٍ. الجوهري: وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت

الرعد، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز:

زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ،

أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ،

ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ

والجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشديد. وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم؛ وأَنشد:

بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التهذيب: الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو

بستان أَكَّاراً.

والمُجَاوَرَةُ: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: أَنه كان يُجَاوِرُ

بِحِراءٍ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف. وفي حديث

عطاء: وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف. فأَما المُجاوَرَةُ

بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف

الشرع.والإِجارَةُ، في قول الخليل: أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو

ذلك، وغيره يسميه الإِكْفاءَ. وفي المصنف: الإِجازة، بالزاي، وقد ذكر في

أَجز. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ. والجارُ:

موضع بساحل عُمانَ. وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفيف الراء، مدينة

على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم وليلة.

وجيرانُ: موضع (قوله: «وجيران موضع» في ياقوب جيران، بفتح الجيم وسكون

الياء: قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان؛ وجيران، بكسر الجيم: جزيرة في البحر

بين البصرة وسيراف، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان. اهـ.

باختصار)؛ قال الراعي:

كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ

مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ

وجُورُ: مدينة، لم تصرف الماكن العجمة. الصحاح: جُورُ اسم بلد يذكر

ويؤنث.

(جور) : جارَ فلانٌ ببَنِي فَلان: أَي اسْتَجار بِهم.
(جور) - في الحَدِيث: "يُجِير عليهم أَدناهُم".
: أي إذا أَجَارَ واحدٌ منهم - عَبدٌ أو امْرأَةٌ - واحِدًا أو جَماعةً من الكُفَّار وخَفَرَهم، جَازَ ذلك على جَمِيع المُسْلِمِين. - في حديث عَطاءٍ: "سُئِل عن المُجَاوِر يَذْهَب للخَلَاءِ" . يَعْنِي المُعْتَكِف.
وفيه "أنَّه كَانَ يُجاوِر بحِرَاء، ويُجاوِرُ في العَشرْ الأَواخِر من رَمَضَان".
: أي يَعْتَكِف، وقد تَكَرَّر ذِكرُها في الحَدِيث بِمَعْنَى الاعْتِكاف، وهي مُفاعَلة من الجِوار.
ج و ر: (الْجَوْرُ) الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ وَبَابُهُ قَالَ، تَقُولُ: (جَارَ) عَنِ الطَّرِيقِ وَجَارَ عَلَيْهِ فِي الْحُكْمِ. وَ (جُورُ) اسْمُ بَلَدٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَ (الْجَارُ) الْمُجَاوِرُ، تَقُولُ: (جَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً) وَ (جِوَارًا) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (تَجَاوَرُوا) وَ (اجْتَوَرُوا) بِمَعْنًى. وَ (الْمُجَاوَرَةُ) الِاعْتِكَافُ فِي الْمَسْجِدِ. وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ (جَارَتُهُ) وَ (اسْتَجَارَهُ) مِنْ فُلَانٍ (فَأَجَارَهُ) مِنْهُ. وَأَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ أَنْقَذَهُ. 
جور قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما الغُرّة فَإِنَّهُ عبد أَو أمة [و -] قَالَ فِي ذَلِك مهلهل: [الرجز]

كلَ قَتِيل فِي كليبٍ غُرَّةٌ ... حَتَّى ينالَ القتلَ آل مره

يَقُول: [كلهم -] لَيْسُوا بكفؤ لكليب إِنَّمَا هُمْ بِمَنْزِلَة العبيد وَالْإِمَاء إِن قتلتُهم حَتَّى أقتل آل مرّة فانهم الْأَكفاء حِينَئِذٍ. وَأما قَوْله: كنت بَين جارتين لي - يُرِيد امرأتيه. وعَن ابْن سِيرِينَ قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يَقُولُوا: ضرّة وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا [لَا -] تذْهب من رزقها بِشَيْء وَيَقُولُونَ: جَارة.

جور


جَار (و)(n. ac. جَوْر)
a. ['An], Turned aside, strayed from.
b. ['Ala], Acted wrongfully, unjustly towards.
جَوَّرَa. Accused of injustice; considered unjust.
b. Threw, struck down.
c. Hollowed out.

جَاْوَرَa. Was neighbour to, lived near.

أَجْوَرَa. Protected, sheltered, succoured.
b. ['An], Turned out of ( the way ).
تَجَوَّرَa. Was thrown or struck down; threw himself down.

تَجَاْوَرَإِجْتَوَرَa. Were neighbours.

إِسْتَجْوَرَa. Sought the protection, succour of.
b. [acc. & Min], Implored the protection of, against.
جَوْرa. Injustice, tyranny.

جُوْرَة
(pl.
جُوَر)
a. Hollow, cavity.

جَاْوِر
(pl.
جَوَرَة)
a. Unjust.
b. Oppressor.

جَوَاْرa. Court-yard.

جِوَاْر
جُوَاْرa. Neighbourhood, vicinity.
b. Protection, patronage.

مُجَوَّر [ N. P.
a. II], Overturned.
b. Hollow, concave.

مُجَاوِر [ N.
Ag.
a. III], Neighbouring; neighbour.

جَار (pl.
جِيْرَة
جِيْرَان أَجْوَار )
a. Neighbour.
b. Friend; kinsman; client.
c. Protector.
d. Partner, sharer.
e. Pudendum; anus.

إِجَارَة
a. Protection.
وَرْد جُوْرِىّ
a. Rose of Bengal.
(ج و ر) : (جَارَ) عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ وَجَارَ ظَلَمَ جَوْرًا (وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) إنَّهُ لَجَوْرٌ أَيْ ذُو جَوْرٍ يَعْنِي جَارَ فِيهِ الْحَاكِمُ أَيْ مَالَ عَنْ مُرِّ الْقَضَاءِ فِيهِ (وَأَجَارَهُ) يُجِيرُهُ إجَارَةً وَإِغَاثَةً وَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أَجِرْنِي فَقَالَ مِنْ مَاذَا فَقَالَ مِنْ دَمِ عَمْدٍ أَيْ مِنْ هَذِهِ الْجِنَايَةِ وَالْجَارُ الْمُجِيرُ وَالْمُجَارُ وَالْجَارُ أَيْضًا الْمُجَاوِرُ وَمُؤَنَّثُهُ الْجَارَةُ وَيُقَالُ لِلزَّوْجَةِ (جَارَةٌ) لِأَنَّهَا تُجَاوِرُ زَوْجَهَا فِي مَحَلٍّ وَاحِدٍ وَقِيلَ الْعَرَبُ تُكَنِّي عَنْ الضَّرَّةِ بِالْجَارَةِ تَطَيُّرًا مِنْ الضَّرَرِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ (وَفِي حَدِيثِ) حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ كُنْتُ بَيْنَ جَارَتَيَّ فَضَرَبَتْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.
الجور: الميل عن القصد. يقال: جارَ عن الطريق، وجارَ عليه في الحكم. وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسبَه إلى الجَور. وضربه فَجَوَّرَهُ، أي صرعَه، مثل كوّره، فَتَجَوَّرَ. وقال رجل من ربيعة الجوع: فقلما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - وجور: اسم بلد، يذكر ويؤنث. والجارُ: الذي يُجاوِرُكَ. تقول: جاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وجِواراً وجواراً، والكسر أفصح. وتجاور القوم واجتوروا بمعنى، وإنما صحت الواو في اجتوروا لانه في معنى ما لابد له من أن يخرج على الاصل لسكون ما قبله، وهو تجاوروا، فبنى عليه. ولو لم يكن معناهما واحدا لا عتلت. والمجاورة: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: " كان يُجاوِرُ في العَشْر الأواخر ". وامرأة الرجل: جارته. قال الاعشى: أجارتنا بينى فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه - والجار: الذى أَجَرْتَهُ من أن يظلمَه ظالم. قال الهذلي : وكنت إذا جاري دَعا لمضُوفةٍ * أشمِّر حتَّى يَنْصُفَ الساق مئزري - واستجاره من فلان فأجاره منه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه. وغيث جور، مثال هجف، أي شديدُ صوتِ الرعد. وبازِلٌ جِوَرٌّ. قال الراجز: زوجك يا ذات الثنايا الغر * أعيا فنطناه مناط الجر * دوين عكمى بازل جور * ثم شددنا فوقه بمر
ج و ر : جَارَ فِي حُكْمِهِ يَجُورُ جَوْرًا ظَلَمَ وَجَارَ عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ.

وَالْجَارُ الْمُجَاوِرُ فِي السَّكَنِ وَالْجَمْعُ جِيرَانٌ وَجَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً وَجِوَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالِاسْمُ الْجُوَارُ بِالضَّمِّ إذَا لَاصَقَهُ فِي السَّكَنِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْجَارُ الَّذِي يُجَاوِرُكَ بَيْتَ بَيْتَ وَالْجَارُ الشَّرِيكُ فِي الْعَقَارِ مُقَاسِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُقَاسِمٍ وَالْجَارُ الْخَفِيرُ وَالْجَارُ الَّذِي يُجِيرُ غَيْرَهُ أَيْ يُؤْمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ وَالْجَارُ الْمُسْتَجِيرُ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي يَطْلُبُ الْأَمَانَ وَالْجَارُ الْحَلِيفُ وَالْجَارُ النَّاصِرُ وَالْجَارُ الزَّوْجُ وَالْجَارُ أَيْضًا الزَّوْجَةُ وَيُقَالُ فِيهَا أَيْضًا جَارَةٌ وَالْجَارَةُ الضَّرَّةُ قِيلَ لَهَا جَارَةٌ اسْتِكْرَاهًا لِلَفْظِ الضَّرَّةِ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ أَيْ زَوْجَتَيْهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمَّا كَانَ الْجَارُ فِي اللُّغَةِ مُحْتَمِلًا لِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَجَبَ طَلَبُ دَلِيلٍ لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ» فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الْمُلَاصِقُ فَبَيَّنَهُ حَدِيثٌ آخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الَّذِي لَمْ يُقَاسِمْ فَلَمْ يُجِزْ أَنْ يُجْعَلَ الْمُقَاسِمُ مِثْلَ الشَّرِيكِ وَاسْتَجَارَهُ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْفَظَهُ فَأَجَارَهُ. 
[جور] نه في ح أم زرع: ملء كسائها وغيظ "جارتها" أي ضرتها لمجاورة بينهما أي أنها ترى حسنها فيغيظها ذلك. ومنه ح: كنت بين "جارتين" لي، أي امرأتين ضرتين. وح عمر لحفصة: لا يغرنك إن كانت "جارتك" أوسم، يعني عائشة. ط: كن لي "جاراً" أي مجيراً. وعز "جارك" أي المستجير بك. ك: وذكر من "جيرانه" بكسر جيم جمع جار أي ذكر فقرهم "وأني جار لكم" أي مجير، والجار الذي أجرته من أن يظلم. نه: و"الجار" بخفة راء مدينة على ساحل البحر. وفيه: و"يجير" عليهم أدناهم، أي إذا أجار واحد من المسلمين حر أو عبد أو امرأة جماعة أو واحداً من الكفار وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقص عليه جواره. ومنه ح: كما "تجير" بين البحور، أي تفصل بينها وتمنع أحدها من الآخر. وح القسامة: أحب أن "تجير" ابني برجل من الخمسين، أي تؤمنه منها ولا تستحلفه، ويروى بالزاي أي تأذن له في ترك اليمين وتجيزه. ش: وذكر "جواره" أي مجاورته وهو بالكسر أفصح. ج ومنه ح: و"يستجيرونك" أي يطلبون الإجارة والجوار. ك: "جوار" أبي بكر، بكسر جيم أمانه. زر: وضمها الدمام والعهد والتأمين. ك: وكذا أمان النساء و"جوارهن". وفيه: قاتل رجلاً قد "أجرته" بدون المد أي أعنته. ولا تشهدني على "جور" تخصيص بعض الولد مكروه، جور عن الاعتدال، وحرمه أحمد لظاهر الحديث، وغورض بقوله: أشهد عليه غيري، وقد نحل الصديق عائشة وعمر عاصماً، قوله: لا يشهد، عطف على لم يجز، وفي بعضها: يشهد- بدون لا، والأولى هي المناسبة لحديث عمر. زر: هو بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يسوغ للشهود أن يشهدوا لامتناع النبي صلى الله عليه وسلم. غ: و"منها جائر" أي من السبل ما هو مائل عن الحق. نه وفي ح ميقات الحج: وهو "جور" عن طريقنا، أي مائل عنه ليس على جادته، من جار إذا مال وضل. ومنه: حتى يسير الراكب لا يخشى إلا "جوراً" أي ضلالاً عن الطريق، وروى: لا يخشى "جوراً" بحذف إلا أي ظلما. وفيه: كان "يجاور" بحراء، ويجاور في العشر الأواخر، أي يعتكف مفاعلة من الجوار. ط ومنه: فلما قضيت "جواري" بكسر جيم أي اعتكافي. نه ومنه ح: سئل عن "المجاور" يذهب للخلاء، يعني المعتكف، فأما المجاورة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف.
جور: جار على: تعدى على، ويقال: جار على أرض غيره: تغدى عليها (بوشر).
وفي المثل: الجار ولو جار أي راع جارك وداره ولو تعدى وظلم (بوشر).
جَوَّر إلى (دي ساسي طرائف عربية 2: 56) وجوَّر عن، أي مال إلى، ومال عن، حاد. ففي طرائف عربية (1: 8) جوّر عن عدن أي حاد عنها.
وجور: قعَّر، جوّف، عمّق (بوشر، هلو، همبرت ص178).
جاور. يقال: جاور الكذب (أي صار جاراً له) بمعنى اختلق الأكاذيب وروجها (كليلة ودمنة ص20).
تجاور= جارَ: تعدى وظلم (معجم الماوردي).
استجار به: استغاث واستعان واستجاره: وجده جائزاً ظالماً. وكذلك استجوره، ففي حيان (ص54 ق): قامت عليهم القيامة واستجوروا سلطان الجماعة وتشوفوا إلى الفتنة (عباد 1: 169) وقد صححت النص والترجمة لهذه العبارة (3: 30، 31).
جار: أنظر المثل الجار ولو جار، في جارَ.
جار محي الدين: اسم يطلقه أهل دمشق على القثاء المخلل، لأنهم يخللونه في الصالحية حيث ضريح محي الدين بن العربي الصوفي الشهير وأكبر أولياء الترك. فهذا الأولى والقثاء المخلل جاران. (زيشر 1: 520). ابن البيطار 1: 238، 2: 43).
جار النهر: سلق الماء (نبات) (بوشر،) جَوْر: جمعه في معجم فوك اجوار
جارة: جوار (ألف ليلة 1: 9).
جُوَرة: جوار (فوك).
وجورة: حفرة، نقرة، غار (بوشر، همبرت ص178) وهي نقرة عند كاستل، وجوبة وقعره وحفيرة عند جرمين دي سيل (ألف ليلة، برسل 4: 275، ابن العوام 1: 200 وفي مخطوطة ليدن: الحورة ولعل صوابه الخوذة): قبر، سرب (هلو).
وجورة: تنور، وجاق (ميهرن ص27).
جَوْرِي: اعتدائي (نسبة إلى الجور وهو الاعتداء والظلم) (بوشر).
وجَوُري: نسبة إلى جَوْر وهو خشب الصندل الأبيض. راجع مقاصري في قصر.
وبخور جَوَّري: ميعة، لبان جاوي (بوشر).
جُورِيّ: نسبة إلى جور (بالفارسية كَوز) وهي مدينة بفارس عرفت ذلك باسم فيروز آباد. وقد اشتهرت بوردها الأحمر (الورد الجوري) وهو أجود أصناف الورد وهو الأحمر الصافي (ياقوت 2: 147)، كما اشتهرت بماء الورد الذي يستخرج منه بالتقطير. (أبو الفداء جغرافية ص325)، ولذلك سميت (بلد الورد) (لب الألباب ص70).
ومن هذا نجد في معجم بوشر (ورد جوري): ورد دمشقي أحمر. كما نجد أيضاً: جوزي بمعنى وردي، أحمر قاني قرمزي. (بوشر، همبرت ص81).
جَوْران: جَوئْر، ظلم، تعد (بوشر).
جوراية: منديل من الموصلي (الموسلين) الأبيض مطرز بخيوط الذهب أو الحرير (بوشر).
جوار (مثلثة الجيم). يقال، مجازاً: جوار المظاهرة: مجاورة الظفر والظهور على العدو، والظفر القريب (تاريخ البربر 2: 262).
وتدل لفظة الجوار وحدها على نفس المعنى. (تاريخ البربر 1: 549) وقد صحفت فيه الكلمة إلى الحوار، والصواب الجوار كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351، مخطوطتي باريس رقم 74 ورقم 74.
ومخطوطة لندن وطبعة بولاق.
وجُوّار: يقرب، يجانب (فوك).
جائر: ظالم ومعتد ومغتصب (بوشر).
وجائر في اصطلاح الاساكفة: قالب عظيم من الخشب للأحذية (محيط المحيط).
وجائر: حيران في معجم هلو، وهو خطأ وصوابه به حائر بالحاء المهملة.
مُجِير: خبّاوي (دوماس حياة العرب ص381).
مُجاور: يطلق أهل المدينة (المنورة) اليوم اسم المجاورين على اللذين يسكنون المدينة ولم يكونوا قد ولدوا فيها (برتون 1: 360).
ومجاور: حارس ضريح الولي (برتون 1: 95).
جور
جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في يَجُور، جُرْ، جَوْرًا، فهو جائر، والمفعول مجورٌ عليه
• جار على أرض أخيه: تعدَّى عليها وانتهكها "إيّاك والجَوْر على أعراض النّاس".
• جار عن القصد والطَّريق: مال عنه وانحرف "جار عن الهدف الأساسيّ للرِّحلة".
• جار في حُكمِه: ظلَم، مال عن الحقّ وخالف العدلَ "سلطانٌ جائر". 

أجارَ يُجير، أجِرْ، إجارةً، فهو مُجير، والمفعول مُجار
• أجاره اللهُ من العذاب: حمَاه منه وأنقذه، جعله في جواره وحمايته "مُجير المضطهدين- {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ} ". 

استجارَ/ استجارَ بـ يستجير، استَجِرْ، استجارةً، فهو مُستجير، والمفعول مُستجار
• استجار فلانًا: سأله أن يؤمّنه ويحفظه، أو أن يوفِّر له الأمنَ والحماية " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} " ° كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار [مثل]: يُضرب لمن يَفِرُّ من شرٍّ فيقع فيما هو شرٌّ منه.
• استجار بالله: استغاث به والتجأ إليه "استجار بالنَّجدة لإطفاء النّيران". 

تجاورَ يتجاور، تجاوُرًا، فهو مُتجاوِر
• تجاور القومُ: تلاصقوا في المسكن، جاور بعضُهم بعضًا "تجاور صديقان- {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} ". 

جاورَ يجاور، مُجاوَرةً وجِوارًا، فهو مُجاوِر، والمفعول مُجاوَر
• جاور صاحبَه: لاصقه في المسكن، صار جارًا له "حسنُ الجوار عمارةُ الدّيار- جاورْ مَلِكًا أو بحرًا [مثل]- {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً} " ° جاور الكذِبَ: اختلق الأكاذيبَ وروّجها.
• جاور المسجدَ: اعتكف فيه "جاور البيتَ الحرام". 

إجارة [مفرد]: مصدر أجارَ. 

استجارة [مفرد]: مصدر استجارَ/ استجارَ بـ. 

جائر [مفرد]: اسم فاعل من جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

جار [مفرد]: ج جِيران وجِيرة:
1 - مَنْ يجاوركَ السَّكن "جارك القريب ولا أخوك البعيد- الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق [مثل]- *فالجارُ يشرُفُ قدره بالجار*- خَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ [حديث]- {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} " ° إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة [مثل]: يُضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئًا آخر.
2 - مجير، ناصر، حليف " {وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} ". 

جِوار [مفرد]:
1 - مصدر جاورَ.
2 - عهدٌ وأمان "الجار أحقّ بالجوار" ° أسكنه اللهُ جوارَه: جعله من أهل السّعادة- انتقل إلى جوار ربّه: توفِّي، مات.
3 - حالة الإقامة بالقرب إلى جار.
• معاهَدة حُسْن الجِوار: (سة) معاهدة اتِّفاق وصداقة بين دولتين متجاورتين أو أكثر. 

جَوْر [مفرد]: مصدر جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

مُجاوِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جاورَ.
2 - ساكنٌ في جوار أحد الحرمين الشريفين من غير أهله.
• الزَّاوية المجاوِرة: (هس) إحدى الزاويتين المتجاورتين اللتين تشتركان في نفس الضلع ونفس الرأس. 

مُجير [مفرد]: اسم فاعل من أجارَ. 

مُستجير [مفرد]: اسم فاعل من استجارَ/ استجارَ بـ. 
(ج ور)

الجَوْر: نقيض الْعدْل.

جَار يجور جَوْرا. وَقوم جَوَرة، وجارة.

والجَوْر: ضد الْقَصْد.

وكل من مَال: فقد جَار وَمِنْه جَوْر الْحَاكِم: إِنَّمَا هُوَ ميله فِي حكمه.

وجار عَن الطَّرِيق: عَدَل، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فإنَّ الَّتِي فِينَا زَعَمْتَ ومثلَها ... لفِيك ولكنّي اراك تجورها

إِنَّمَا أَرَادَ: تجور عَنْهَا فَحــذف وعدى.

واجار غَيره، قَالَ عَمْرو بن عَجْلان:

وقولا لَهَا لَيْسَ الطَّرِيق أجارَنا ... ولكننا جُرْنا لنلقاكمُ عَمْدا

وَطَرِيق جَوْر: جَائِر، وصِف بِالْمَصْدَرِ، وَقَوله تَعَالَى: (ومِنْهَا جَائِر) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى.

وجاور الرجل مجاورة، وجِوارا: ساكنه.

وَإنَّهُ لحسن الجِيرة: لحَال من الجِوار، وَضرب مِنْهُ.

وجاور بني فلَان وَفِيهِمْ مجاورة، وجِوَارا: تَحْرم بِجوارهم، وَهُوَ من ذَلِك.

وَالِاسْم: الجُوَار والجِوار.

واذهب فِي جُوَار الله.

وجارُك: الَّذِي يجاورك.

وَالْجمع: أَجْوار، وجِيرة، وجِيران، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا قاع وأقواع وقيعان وقيعة.

وتجاوروا، واجتوروا: جاور بَعضهم بَعْضًا.

أصحوها فِي اجتوروا إِذا كَانَت فِي معنى تجاوروا، فَجعلُوا ترك الإعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنى مَا لَا بُد من صِحَّته وَهُوَ تجاوروا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: اجتوروا تجاوُراً وتجاوروا اجتواراً، وضعُوا كل وَاحِد من المصدرين مَوضِع صَاحبه لتساوي الْفِعْلَيْنِ فِي الْمَعْنى وَكَثْرَة دُخُول كل وَاحِد من البناءين على صَاحبه. وَقد جَاءَ: اجتاروا، معلا، قَالَ مُلَيح الهذليّ:

كدُلّح الشَّرَب المجتارِ زيَّنه ... حَمْل عثاكيل فَهُوَ الواتِن الرَّكِد وجارة الرجل: امْرَأَته.

وَقيل: هَوَاهُ، قَالَ الْأَعْشَى:

يَا جارتا مَا أَنْت جارَهُ

بَانَتْ لتحزُنَنا عَفَارَهْ

وأجار الرجل إِجَارَة، وجارة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: خفره.

واستجاره: سَأَلَهُ أَن يُجيره، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن أحد من الْمُشْركين استجارك) .

وجارُك: المستجير بك.

وهم جارةٌ من ذَلِك الْأَمر، حَكَاهُ ثَعْلَب: أَي مجيرون، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك، إِلَّا أَن يكون على توهم طرح الزَّائِد حَتَّى يكون الْوَاحِد كَأَنَّهُ جَائِر ثمَّ يكسر على فَعَلة مثل كَاتب وكَتَبة، وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ.

وجَوَار الدَّار: طَوَارها.

وجَوَّر البِناء والخِباء وَغَيرهمَا: صَرَعه وقَلَبه، قَالَ عُرْوة بن الْورْد:

قَلِيل التمَاس الزَّاد إلاّ لنَفسِهِ ... إِذا هُوَ أضحَى كالعَرِيش المُجَوَّر

وتجوّر هُوَ: تهدَّم.

وضربه ضَرْبَة تجوَّر مِنْهَا: أَي سقط.

وتجوّر على فرَاشه: اضْطجع، وَقَول الأعلم الْهُذلِيّ يصف رحم الْمَرْأَة هجاها:

متغضّفٍ كالجَفْر باكره ... وِرْدُ الجَمِيع بجائر ضخمِ

قَالَ السكرِي: عَنى بالجائر الْعَظِيم من الدلاء.

والجَوَار: المَاء الْكثير، قَالَ الْقطَامِي يصف سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام:

وَلَوْلَا اللهُ جَار بهَا الجَوَارُ

وغيث جِوَرّ: غزير، قَالَ: لَا تسقِه صَيّب عَزّاف جِوَرّْ

ويروى: " غَرّاف ".

والجِوَرّ: الصُّلب الشَّديد.

والجِوَّار: الأكّار.

والإجَارة فِي قَول الْخَلِيل: أَن تكون القافية طاء، وَالْأُخْرَى دَالا وَنَحْو ذَلِك.

وَغَيره يُسَمِّيه: الإكفاء.

وَفِي المُصَنّف: الْإِجَازَة، بالزاي.

وَالْجَار: مَوضِع بساحل عُمان.

وجِيران: مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

كَأَنَّهَا ناشِط حمّ قوائمه ... من وحَش جِيران بَين القُفّ والضَّفر

وجُوُر: مَدِينَة، لم تُصرف لمَكَان العجمة.

جور

1 جَارَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. جَوْرٌ, (S, A, K,) He declined, or deviated, from the right course; (S, A;) and so جارعَنِ القَصْدِ: (A:) he wandered from the right way: (TA:) he pursued a wrong course: (K:) or he left the right way in journeying: and it (anything) declined. (TA.) Yousay also, جار عَنِ الطِّرِيقِ He declined, or deviated, from the road, or way. (S, Mgh, Msb.) b2: and جار, (S, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (Mgh, Msb, K,) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, (S, * Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, TA,) فِى

حُكْمِهِ in his judgment, (Msb,) or فِى الحُكْمِ in judgment. (S, TA.) b3: جارتِ الأَرْضُ (tropical:) The plants, or herbage, of the land grew tall: (A, TA:) and so جَأَرَت. (TA.) A2: See also 10.2 جوّرهُ, (S, A, K,) inf. n. تَجْوِيرٌ, (S,) He attributed, or imputed, to him, or charged him with, or accused him of, wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, conduct; (S, K;) contr. of عَدَّلَهُ. (A.) A2: He prostrated him (S, K) by a blow, (S,) or by a thrust of a spear or the like; from جار “he, or it, declined;”; (A;) like كَوَّرَهُ. (S.) b2: He threw it down, (TA,) and overturned it; (K, TA;) namely, a building, and a tent, &c.: (TA:) he took it to pieces; namely, a tent. (A.) 3 جاوِرهُ, inf. n. مُجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ (S, Msb, K) and ↓ جُوَارٌ, (S, M, and some copies of the K,) or the last is a simple subst., (Msb,) and ↓ جَوَارٌ, (M, and so in some copies of the K instead of جُوَارٌ,) of which forms the second (جِوَارٌ) is more chaste than the third (S, TA) and than the fourth, as relating to the verb in the sense here following, though some disapprove of it, and assert the third and the fourth to be more chaste; (TA;) He became his جار [or neighbour]; (K;) he lived in his neighbourhood, or near to him: (Msb, TA:) or he lived in a dwelling contiguous to his. (Msb.) b2: Also جاورهُ, (TA,) inf. n. جِوَارٌ, (K,) and ↓ جُوَارٌ is said to be a quasi-inf. n., and more chaste than جِوَارٌ as relating to the verb in the sense here following; (TA;) He bound himself to him by a covenant to protect him. (K, TA.) b3: and جاور بَنّى فُلَانٍ, and فِى بنى فلان, inf. n. مَجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ, He protected himself by a covenant with the sons of such a one; from مُجَاوَرَةٌ signifying the “ living near. ” (TA.) b4: And جاور, inf. n. مُجَاوَرَةٌ, i. q. اِعْتَكَفَ فِى مَسْجِدٍ [He confined himself in a mosque, or place of worship, during a period of days and nights, or at least during one whole day, fasting from daybreak to sunset, and occupying himself in prayer and religious meditation, without any interruption by affairs distracting the mind from devotion and not pressing]. (S, K.) But جاور بِمَكَّةَ, and بِالمَدِينَةِ, signifies absolutely He abode in Mekkeh, and El-Medeeneh; not necessarily implying conformity with the conditions of اِعْتِكَاف required by the law [though generally meaning for the purpose of study: and so in the neighbourhood of the great collegiate mosque called the Azhar, in Cairo: so that the term ↓ مُجَاوِرٌ means a student of Mekkeh &c.]. (TA.) 4 اجارهُ, (S, A, &c.,) inf. n. إِجَارَةٌ (Mgh, K) and ↓ جَارَةٌ, (Kr, K,) [or the latter is rather a quasi-inf. n., like طَاعَةٌ from أَطَاعَهُ,] He protected him; granted him refuge; (K;) preserved, saved, rescued, or liberated, him; (S, A, Msb, K;) from (مِنْ) wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment; (S, K;) from punishment; (S, A;) or from what he feared: (Msb:) he aided him; succoured him; delivered him from evil: the أَ having a privative effect. (Mgh.) It is said of God, يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ He protects, but none is protected against him. (TA.) And in the Kur [lxxii. 22], قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللّٰهِ أَحَدٌ Verily none will protect me against God. (TA.) b2: اجار المَتَاعَ He put the household-goods, or commodities, into the repository, (K, TA,) and so preserved them from being lost. (TA.) b3: It is said [of God] in a trad., يُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ He makes a division between the seas, and prevents one from mixing with another and encroaching upon it. (TA.) 5 تجوّر He became prostrated; (S;) he fell down; (K;) by reason of a blow. (S, TA.) b2: It (a building, TA) became thrown down, or demolished. (K.) b3: He (a man, TA) laid himself down on his side (K) upon his bed. (TA.) 6 تَجَاوَرُوا and ↓ اِجْتَوَرُوا (S, K) are syn., (S,) signifying They became mutual neighbours; they lived near together: (K, * TA:) the [radical] و in the latter verb remaining unaltered because this verb is syn. with one in which the و must preserve its original form on account of the quiescence of the preceding letter, namely, تجاوروا, (S, TA,) and to show that it is syn. therewith: but اِجْتَارُوا also occurs. (TA.) b2: [Also They bound themselves by a covenant to protect one another.]8 إِجْتَوَرَ see 6.10 استجار and ↓ جَارَ, (K,) the latter like جَارٌ as syn. with مُسْتَجِيرٌ, (TA,) He sought, desired, or asked, to be protected; to be granted refuge; to be preserved, saved, rescued, or liberated. (K.) And استجارهُ He desired him, or asked him, to preserve, save, rescue, or deliver, him, (S, A, Msb,) مِنْ فُلَانٍ from such a one. (S.) and استجار بِهِ He had recourse to him for refuge, protection, or preservation; he sought his protection. (TA.) جَارٌ A neighbour; one who lives near to another; (S, Mgh, Msb, K;) one who lives in the next tent or house: (IAar, Th, T, Msb:) pl. [of mult.]

جِيرَانٌ (Msb, K) [and جِوَارٌ (a pl. not of unfrequent occurrence, and mentioned by Freytag as used by El-Mutanebbee,)] and [of pauc.] جِيرَةٌ and أَجْوَارٌ; (K;) like قَاعٌ, pl. قِيعَانٌ and قِيعَةٌ and أَقْوَاعٌ, the only similar instance: (TA:) fem. with ة. (Mgh.) الجَارُ ذُو القُرْبَى [in the Kur iv. 40] is The relation, or kinsman, who is abiding in one's neighbourhood: or who is abiding in one town or district or the like while thou art in another, and who has that title to respect which belongs to nearness of relationship: (TA:) or the near neighbour: (Bd, Jel:) or the near relation: (Jel:) or he who is near, and connected, by relationship or religion. (Bd.) جَارُ الجَنْبِ: and الجَارُ الجُنُبُ and جَارُ الجُنُبِ: see art. جنب.

جَارٌ نِفِّيجٌ A stranger [who has become one's neighbour]. (TA.) b2: A person whom one protects from wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment. (S, Mgh, Msb, K.) b3: One who seeks, or asks, protection (Msb, K) of another: جَارُكَ signifying he who seeks thy protection. (TA.) b4: A protector; (A, Mgh, Msb, K;) one who protects another from that which he fears; (Msb;) one who grants refuge, or protects, or preserves. (AHeyth.) مِنْ ذٰلِكَ الأَمْرِ ↓ هُمْ جَارَةٌ They are protectors from that thing, is a phrase mentioned by Th, respecting which ISd says, I know not how this is, unless the sing. be supposed to be originally جَائِرٌ, so as to have a pl. of the measure فَعَلَةٌ [as جَارَةٌ is originally جَوَرَةٌ]. (TA.) b5: An aider, or assister. (IAar, Msb, K.) b6: A confederate. (IAar, Msb, K.) b7: A woman's husband. (Msb, K.) b8: A man's wife; (Msb;) as also ↓ جَارَةٌ: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) or the latter, the object of his love: (M:) and the latter also, a woman's fellow-wife; (Mgh, Msb, TA;) so called because the term ضَرَّةٌ is disliked, (Mgh, Msb,) as being of evil omen. (Mgh.) b9: A partner who has not divided with his partner: so in the trad. الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ [explained in art. صقب]; as is shown by another trad. (Az, Msb.) b10: A partner, or sharer, (Msb, K,) in immoveable property, such as land and houses, (Msb, TA,) and in merchandise, (K, TA,) whether he divide the property with the other or not, (Msb,) or whether he be partner in the whole or only in part. (TA.) b11: One who divides with another. (IAar, K.) b12: (tropical:) The فرْج [or pudendum] of a woman: and (tropical:) The anus; as also ↓ جَارَةٌ. (IAar, K, TA.) b13: The part (IAar, K) of the sea-shore (IAar) that is near to the places where people have alighted and taken up their abode. (IAar, K.) جَوْرٌ, an inf. n. used as an epithet, (TA,) i. q. ↓ جَائِرٌ; (K, TA;) i. e. Declining, or deviating, from the right course: and acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (TA:) pl. [of the latter], applied to men, ↓ جَوَرَةٌ, (K,) in which the و remains unaltered contr. to rule, (TA,) and ↓ جَارَةٌ, (A, K,) as in all the copies of the K, but some substitute for it, as a correction, ↓ جُوَرَةٌ, [found in a copy of the A,] which, however, requires consideration, (TA,) and جَائِرُونَ. (K.) You say طَرِيقٌ جَوْرٌ A road, or way, deviating from the right course. (TA.) And هُوَ جَوْرٌ عَنْ طَرِيقِنَا He is declining, or deviating, from our way. (TA.) b2: Also, for ذُو جَوْر, meaning Wronged, or unjustly treated, by the judge. (Mgh from a trad.) b3: عِنْدَهُ مِنَ المَالِ الجَوْرُ (tropical:) He possesses, of property, an extraordinary abundance. (A, TA.) See also جِوَرٌّ.

جَارَةٌ: see جَارٌ, in three places: A2: and جَوْرٌ: A3: and see also 4.

جَوَرَةٌ and جُوَرَةٌ: see جَوْرٌ.

إِنَّهُ لَحَسَنُ الجِيرَةِ Verily he is good in respect of the mode, or manner, of جِوَار [i. e. living as a neighbour, or binding himself by covenant to protect others]. (TA.) جِوَرٌّ A rain accompanied by vehement thunder: (K:) or by a vehement sound of thunder: (S:) or a copious rain; as also جَأْرٌ and جُؤَرٌ; (K in art. جأر;) and, accord. to As, جُؤَارٌ: (TA:) and an exceedingly great torrent. (TA. [In this last sense written in a copy of the A ↓ جَوْرٌ, and there said to be tropical.]) See جَوَارٌ: and see also art. جر. b2: You say also بَازِلٌ جِوَرٌّ (S) [app. meaning A camel nine years old that brays loudly: or] hard and strong: and بَعِيرٌ جِوَرٌّ a bulky camel. (TA.) جَوَارٌ: see 3.

A2: Also The part of the exterior court or yard of a house that is coextensive with the house. (K, * TA.) A3: Abundant and deep water. (K.) Whence ↓ جِوَرٌّ applied to rain. (TA.) A4: Ships: a dial. var. of جَوَارٍ; on the authority of Sá'id, (K,) surnamed Abu-l-'Alà: (TA:) said in the K to be strange; but similar instances are well known. (MF.) جُوَارٌ: see 3, in two places. b2: Also, and ↓ جِوَارٌ, or the latter is only an inf. n., The covenant between two parties by which either is bound to protect the other. (TA.) جِوَارٌ: see what next precedes.

A2: [Also a pl. of جَارٌ.]

جَائِرٌ: see جَوْرٌ. b2: Also (tropical:) Wide and big; applied to a [bucket of the kind called] غَرْب: and so, with ة, applied to a [skin of the kind called]

قِرْبَة. (A, TA.) مُجَوَّرٌ [as meaning Thrown down, or overturned,] occurs in the following prov.: يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ [A day for a day of the household-goods (or, accord. to the TA, the hair-cloth tent) thrown down, or overturned]: applied in the case of rejoicing at a calamity befalling another: a man had an aged paternal uncle, and used continually to go into the latter's tent, or house, and throw down his household-goods, one upon another; and when he himself grew old, sons of a brother of his did to him as he had done to his paternal uncle; wherefore he said thus, meaning, this is for what I did to my paternal uncle. (K.) مُجَاوِرٌ: see 3, last sentence.
جور
: ( {الجَوْرُ: نَقِيضُ العَدْلِ) . جَار عَلَيْهِ} يَجُورُ {جَوْراً فِي الحُكْمِ: أَي ظَلَمَ.
(و) الجَوْرُ: (ضِدُّ القَصْدِ) ، أَو المَيلُ عَنهُ، أَو تَرْكُه فِي السَّيْر، وكلُّ مَا مالَ فقد} جَار.
(و) {الجَوْرُ: (الجائِرُ) يُقَال: طَرِيقٌ جَوْرٌ، أَي جائِرٌ، وَصْفٌ بالمصْدَرِ. وَفِي حَيْثُ مِيقاتِ الحَجِّ؛ (وَهُوَ} جَوْرٌ عَن طَرِيقنا) ، أَي مائِلٌ عَنهُ لَيْسَ على جادَّتِه؛ مِن {جارَ} يجُورُ؛ إِذا ضَلَّ ومالَ.
(وقَومٌ {جَوَرَةٌ) ، محرَّكَةٌ، وتصحيحُه على خِلَاف القِياسِ، (} وجَارَةٌ) ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخِ. قَالَ شيخُنا؛ وَهُوَ مُستدرَكٌ؛ لأَنه مِن بَاب قَادَةٍ، وَقد التزَمَ فِي اصْطِلَاح أَن لَا يذكر مِثْله، وَقد مَرَّ. قلتُ: وَقد أَصلَحها بعضُهم فَقَالَ: {وجُورَةٌ أَي بضمَ ففتحٍ بَدَلَ} جارَة، كَمَا يُوجَد فِي بعض هوامش النُّسَخ، وَفِيه تَأَمُّلٌ: ( {جائِرُون) ظمَةٌ.
(} والْجارُ: {المُجَاوِرُ) . وَفِي التَّهْذِيب عَن ابْن الأَعرابيِّ:} الجارُ: هُوَ الَّذِي {يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ. والجَارُ النَّفِيحُ هُوَ الغَرِيبُ.
(و) الجَارُ (الَّذِي} أَجَرْتَه مِن أَن يُظْلَمَ) . قَالَ الهُذليُّ:
وكنتُ إِذا {- جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ
أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي
وقولُه عَزَّ وجَلّ: {} وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (النِّسَاء: 36) قَالَ المفسِّرُون: الجارِذي القُرْبَى: وَهُوَ نَسِيبُكُ النازِلُ معكَ فِي الحِوَاءِ، ويكونُ نازلاً فِي بلدٍ وأَنتَ فِي أُخرَى، فَلهُ حُرْمةُ جِوَارِ القَرَابَة، والجَارِ الجُنُب أَن لَا يكون لَهُ مُناسباً، فَيَجِيء إِليه ويسأَله أَن {يُجِيرَه، أَي يمنَعَه فَينزل مَعَه، فهاذا الجارُ الجُنُب لَهُ حرمةُ نُزُولِه فِي} جِواره ومَنْعِهِ، ورُكُونِه إِلى أَمانه وعَهْدِه.
(و) يُقَال: الجارُ: هُوَ (المُجِيرُ) .
(و) جارُكَ ( {المُسْتَجِيرُ) بكَ. وهم جارَةٌ مِن ذالك الأَمر، حَكَاه ثَعْلَب، أَي مُجِيرُون. قَالَ ابْن سِيدَه؛ وَلَا أَدرِي كَيفَ ذالك إِلَّا أَن يكونَ على تَوَهّمِ طَرْحِ الزّائِد حَتَّى يكونَ الوحدُ كأَنَّه جائرٌ، ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةٍ، وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ.
وَقَالَ أَبو الهيْثَم:} الجَارُ {والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ، وَهُوَ الَّذِي يمنعُك} ويُجِيرُك.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الجارُ: (الشَّرِيكُ) فِي العَقارِ.)
والجارُ: الشَّريكُ (فِي التِّجَارَة) ، فَوْضَى كَانَت الشَّرِكَةُ أَو عِنَاناً.
(و) الجارُ: (زَوْجُ المرأَةِ) ؛ لأَنه {يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها، وَلَا يعْتَدى عَلَيْهَا. (وَهِي} جارَتْه) ؛ الأَنَّه مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهَا، وأُمِرْنَا أَن نُحْسِنَ إِلَيْهَا وَلَا نَعْتعدِيَ عَلَيْهَا؛ لأَنها تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ لصِّهْرِ، وَقد سَمَّى الأَعشى فِي الجاهليّة امرأَته جَارة، فَقَالَ:
أَيَا {جَارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ
ومَوْمُوقَةٌ مَا دُمْتِ فِينَا ووامِقَهْ
وَفِي المُحْكَم:} وجارةُ الرَّجُلِ: امرأَتُه وَقيل: هَواه، وَقَالَ الأَعشى:
يَا جارتا مَا أَنتِ! جارَهْ
بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: (فَرْجُ المرأَةِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الجارُ: (مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ) من السّاحِل، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: الطِّبِّيجَةُ، وَهِي (الإِسْتُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. قَالَ شيخُنا: وكأَنهم أَخَذُوه مِن قَوْلهم: يُؤْخَذُ الجارُ بالجار، (كالجارَةِ) ، أَي فِي هاذا الأَخير.
(و) الجارُ: (المُقَاسِمُ) .
(و) الجارُ: (الحَلِيفُ) .
(و) الجارُ: (النّاصِرُ) .
كلُّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيّ. وزادُوا.
الجارُ الصِّنَّارةُ: السَّيِّءُ الجِوَارِ.
والجارُ الدَّمِثُ: الحَسَنُ الجِوَار.
والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ: الجارُ المنافِقُ.
والجَارُ البَرَاقِشِيُّ: المُتَلَوِّنُ فِي أَفعالِه. والجَارُ الحَسْدَلِيُّ: الَّذِي عَيْنُه تَرَاكَ، وقَلْبُه يَرْعَاكَ. قَالَ الأَزهريُّ: لمّا كَانَ الجَارُ فِي كَلَام العربِ مُحْتملا لجَمِيع الْمعَانِي الَّتِي ذَكَرها ابنُ لأَعرابيِّ، لم يَجُزْ أَن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: (الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِة) أَنه الجارُ الملاصِقُ، إِلّا بدَلالةٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ؛ فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على مَا أُرِيدَ بِهِ، فَقَامَتْ الدَّلالةُ فِي سُنَنٍ أُخرَى مُفَسِّرةً أَن المرادَ بالجَار: الشَّرِيكُ الذِي لم يُقَاسم، وَلَا يجوز أَن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثلَ الشَّرِيكِ. (ج حِيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ) ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلّا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَقْواعٌ، وأَنشد:
ورَسْمِ دارٍ دارِسِ! الأَجْوارِ
(و) الجارُ: (د) ، أَي بَلَد، وَفِي بعضِ النُّسَخ: ع، أَي موضعٌ، (على البَحْر) ، والمرادُ بِهِ بَحْرُ اليَمَنِ، أَي ساحِلُه، ويُسَمَّى هاذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إِلَى الْمَدِينَة القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ (يَومٌ وليلةٌ) ، وَبَينهَا وَبَين أَيْلَةَ نحوُ عشرِ مَراحلَ، وإِلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحَل، وَهِي فُرْضَةٌ لأَهْلِ المدينةِ، تُرْفَأُ إِليها السُّفُنُ من أَرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ، وبحِذائِه جزيرةٌ فِي الْبَحْر مِيلٌ فِي ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار، كَذَا فِي المَرَاصِد. وَقَالَ اليعْقُوبِيُّ: الجارُ عى ثلاثِ مَراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ. وَقَالَ ابنُ أَبي الدَّم: هُوَ مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ. (مِنْهُ: عبدُ اللهِ بن سُوَيْدٍ) الأَنصارِيُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ، (الصَّحابِيُّ) ، كَمَا ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَات، وَابْن الأَثير فِي أُسْدِ الغابةِ، وَقَالَ بعضُهُم: لَا تَصِحُّ صُحْبَتُه، كَمَا نَقَلَه العَسْكَرِيُّ، (أَو هُوَ حارِثِيٌّ) ، وَهُوَ الأَشْبَه، كَمَا نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عَن الزُّهْرِيِّ. قلتُ: وهاكذا أَوْرَدَه من أَلَّفَ فِي الصَّحابة. قَالَ الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْدٍ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَن ثَعْلَبَةَ بن أَبي مالكِ قولَهُ.
(وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ) الأَحْوَلُ، مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، يَرْوى المَراسِيلَ، وَعنهُ أَبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ. (وعُمَرُ بنُ سَعْدِ) بنِ نَوْفَل، وأَخوه عبدُ اللهِ، رَوَيَا عَن أَبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عَنهُ، وَكَانَ عامِلاً على الجَار، ورَوَى لَهُ المالِينِيُّ حدياً عَن عُمَرَ: وَقَالَ الحافظُ: وأَبُوه لَهُ رُؤْيَةٌ. (وعُمَرُ بنُ راشِدٍ) ، عَن ابْن أَبي ذِئْبٍ. . (ويَحْيَى بنُ محمّدِ) بنِ عبدِ اللهِ بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ، رَوَى لَهُ أَبو داوُودَ والتِّرْمِدِيُّ والنَّسَائِيُّ: (المُحَدِّثُون الجارِيُّون) ؛ نِسْبَة إِلى هاذا المَوْضِع.
(و) {جارُ: (لَا، بأَصْبهانَ: مِنْهَا: عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل، و) أَبو بكرٍ (ذاكرُ بنُ محمّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّبْصِير: ذاكِرُ بن عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِد، سَمِعَ أَبا مُطِيعٍ الصَّحّافَ، (} الجَارِيّانِ) المُحَدِّثَانِ.
وفاتَه: أَبو الفَضْلِ جعفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ، وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أَحْمدَ {- الجَارِيِّ، سَمِعُوا ثلاثَتهُم من أبي مُطِيعٍ الْمَذْكُور، ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أَنهم يَنْتَسِبُونَ إِلى قريةٍ بأَصبهانَ.
(و) جارُ: (ة بالبَحْرَينِ) ، لعَبْدِ القَيْس.
(و) الجارْ: جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ) ذَكَرَه فِي المَرَاصدِ، ووضعٌ أَيضاً أَحْسَبُه يمانِياً، قالَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ.
(} وجُورُ) ، بالضَّم: (مدينَة) من مُدُنِ فارِسَ، كانَتْ فِي الْقَدِيم قَصَبَةَ) فَيْرُوزأباذَ) مِنْ أَعمال شيرازَ (يُنْسَبُ إِليها الوَرْدُ) ! - الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ، ويُعْمَلُ فِيهَا ماءُ الوَرْد، بَينهَا وَبَين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً، (وجَماعَاتٌ) ، وَفِي نُسخة وجَماعةٌ (عُلَمَاءُ) ، مِنْهُم:
محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَزيُّ، رَوَى لَهُ المالينيُّ حَدِيثا.
وَقَالَ الذَّهَبيُّ: عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُورِيِّ الشِّيرَازيّ الصُّوفيّ، عَن ابْن المُظَفَّر، وَعنهُ أَبُو المُفَضَّل بنُ المَهْديِّ. فِي مَشيَخَته، مَاتَ بشِيرَازَ سنة 415 هـ.
ونُسِبَ إِليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرىء.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحويُّ، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
قلتُ: ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم، فَمنهمْ:
محمّدُ بنُ خَطَّابٍ! - الجُوريُّ، عَن عَبّادِ بن الوَليد الغُبَريّ.
ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ، عَن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ الجُوريُّ، عَن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ.
وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ بنُ أُخت الْحَافِظ أَبي حازمٍ العَبْدَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوريُّ الحافظُ، عَن أَبي الحُسَيْن الخُفَاف.
وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ. أَحدُ العْبّاد، مَاتَ سنة 353 هـ.
وأَبو الْقَاسِم عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ أَسَدٍ الجُوريُّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو الحَسَن المَلطيِّ.
وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ، شيخٌ لِابْنِ طاهرٍ المَقْدِسِيِّ.
وأَبو سعيد أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهيمَ الجُوريُّ، عَن ابْن شَنَبُوذ.
وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إِلى جُورِفارسَ.
(و) جُورُ أَيضاً: (مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ) وَقيل: (قَريةٌ بهَا، (مِنْهَا) :
(محمّدُ بنُ أَحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ) الجُوريُّ.
ومِن المَنْسُوبينَ إِلى هاذه:
محمّدُ بنُ إِسكافٍ الجُوريُّ، ثمَّ النَّيْسابُوريُّ، عَن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ.
ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ، عَن أَبي نجيدٍ. وَلم أَجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الَّذِي ذُكَرَه المصنِّفُ فِي كتاب الحافظِ، وَلَا غيرِه، فلْيُنْظَرْ.
(وَقد تُذَكَّرُ) ، كَذَا فِي الصّحاح (وتُصْرَفُ) ، وَقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَة.
(ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ) الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ، صاحبُ التَّصَانِيفِ (ومحمّدُ بنُ إِسماعيلَ) بنِ عليَ الكِنْدِيّ، (المعروفُ بابنِ جُورَ) ، سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللهِ وَعنهُ ابنُ رَشِيقٍ، (محدِّثان) .
ومِن شُيوخ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ: أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ، حَدَّثَ بالبَصْرَة عَن مُوسَى بن هارُونَ، هاكذا قرأْتُه فِي مُعجْمَه مُجَوَّداً مضبوطاً، وَهُوَ فِي أَربعةِ أَجزاءٍ عِنْدِي، وعَلى أَوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ، رَحِمَهما اللهُ تعالَى.
(و) {جُوَرُ (كزُفَرَ: ة بأَصْبَهَانَ) ، والأَشْبَهُ عِنْدِي أَن يكونَ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ لوَلِيد الَّذِي ذَكَره المصنِّفُ مِن هاذه القريةِ؛ لأَنه أَصْبَهَانِيٌّ لَا نَيْسَابُورِيّ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(وغَيْثٌ} جِوَرٌّ. كهِجَفَ: شديدُ) صوتِ (الرَّعْدِ) كَذَا فِي الصّحاح، وَرواه الأَصمعيُّ! جُؤَرٌّ، بالْهَمْز: لَهُ صَوتٌ، وأَنشدَ:
لَا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّ
وَفِي الصّحاح: وبزِلٌ جِوَرٌّ صُلْبٌ شديدٌ.
وَبَعِيرٌ جِوَ: ضَخْمٌ، وأَنشدَ:
بَين خَشَاشَيْ بازلٍ جِوَرِّ
وَقد تَقَدَّم فِي ج أَر شيءٌ من ذالك. . ( {والجَوَارُ، كسَحَابٍ: الماءُ الْكثير القَعِيرُ) ، قَالَ القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ، على نَبيِّنَا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسّلامُ:
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْن
وَلَوْلَا اللهُ} جَارَ بهَا الجَوَارُ
أَي الماءُ الكثيرُ.
وَمِنْه: غَيْثٌ {جِوَرٌّ.
(و) } الجَوَارُ (من الدّار: طَوَارُهَا) ، وَهُوَ مَا كَانَ على حَدِّهَا وبحِذائِها.
(و) الجَوَار: (السُّفُنُ، لغةٌ فِي {- الجَوَارِي) ، نقلَ ذالك (عَن) أَبي العَلاءِ (صاعِدٍ) اللُّغُويِّ فِي الفُصُوص، (وهاذا غَريبٌ) . قَالَ شيخُنَا: قلت: لَا غرابَةَ؛ فالقلبُ مشهورٌ، وكذالك إِجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه، كَمَا فِي كُتُب التَّصْريف.
(وشِعْبُ الجَوَارِ: قُرْبَ المَدِينَةِ) المشرَّفةِ، على سكنها أَفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام من ديارِ مُزَيْنَةَ.
(و) الجِوَارُ (بِالْكَسْرِ: أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً) وعَهْداً (فيكونَ بهَا} جارَكَ، {فتُجيرَه) وتُؤَمِّنه.
وَقد} جاوَرَ بني فلانٍ وَفِيهِمْ {مُجَاورةً} وجِواراً: تَحَرَّم {بجِوَارهم، وَهُوَ مِن المُجَاوَرة: المُساكَنة، والإِسمُ الجِوَارُ} والجُوَارُ، أَي بالضمّ ولكسر؛ فالمصدرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف بِالْكَسْرِ فَقَط، والحاصلُ بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ العَهْدُ الَّذِي بَين المُعَاهِدَيْن، يُضَمُّ ويُكْسرُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ من الأَئمّة. قد غَلِطَ هُنَا أَكثرُ الشُّرَّاح، ونَسبُوا المصنِّفَ إِلى القُصُور، وكلامُه فِي غايه الوُضُوح.
(و) {الجَوّارُ (ككَتّان: الأَكّارُ) . التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَعملُ لكِ فِي كَرْمٍ أَو بُسْتَان.
(} وجاوَرَه {مُجَاوَرَةً) ، على القِيَاس (} وجواراً) بِالْفَتْح، على مُقْتضَى اصطلاحِه، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه فِي المُحكَم، وبالضمِّ كَمَا أَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً، وإِنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ؛ بِنَاء على طَرِيقَته الَّتِي هِيَ الاختصارُ، وَهُوَ قد يكون مُخِلًّا فِي الْمَوَاضِع المشتَبهة كَمَا هُنَا؛ فإِن قولَه: (وَقد يُكْسَرُ) لَا يدل إِلّا على أَنه بِالْفَتْح على مُقْتَضَى اصْطِلَاحه، وَقد أَنْكَرَه بعضٌ وأَنَّ الْكسر مَرْجُوحٌ، وَمَا عداهُ هُوَ الراجحُ الافصحُ، وَقد أَنكَر الضمَّ جماعةٌ مِنْهُم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت، وَقَالَ الجوهريُّ: الكسرُ هُوَ الأَفصحُ، وصَرَّح بِهِ فِي المِصباح، وَقَالَ: إِن الضَّمَّ إسمُ مَصْدَرٍ؛ فَفِي عبارَة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ: (صارَ {جارَه) وسَاكَنَه، والصَّحِيحُ الظهِرُ الَّذِي لَا يُعْدَلُ عَنهُ أَن أفْصَحِيَّةَ الْكسر إِنما هُوَ فِي الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة، وبالضمّ وَالْفَتْح لُغتَان، والضمُّ بِمَعْنى العَهْد والزِّمام، والكسرُ لغةٌ فِيهِ، أَو هُوَ مصدرٌ، والضمُّ الحاصلُ بِالْمَصْدَرِ.
(} وتَجَاوَرُوا {واجْتَوَرُوا) بِمَعْنى واحدٍ:} جَاوَرَ بعضُهم بَعْضًا، أَصَحُّوها؛ {فاجْتوْرُوا، إِذا كَانَت فِي معنى} تَجَاوَرُوا، فجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ مِن صِحَّتِه، وَهُوَ تَجَاوَرُوا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: {اجُتَوَرُوا} تَجاوُراً، {وتَجاوَروا} اجْتِوَاراً؛ وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين فِي مَوضع صاحِبه؛ لتَساوِي الفِعْلَيْن فِي الْمَعْنى، وَكَثْرَة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه. وَفِي الصّحاح: إِنما صَحَّت الواوُ فِي! اجْتَوَرُوا؛ لأَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ لَهُ مِن أَن يخرجَ على الأَصل؛ لسُكُون مَا قبله وَهُوَ تَجاوَرُوا فبُنِيَ عَلَيْهِ، وَلَو لم يكن مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا لاعْتَلَّتْ، وَقد جاءَ اجتارُوا مُعَلًّا، قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
كدُلَّحِ لشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ
حَمْلٌ عَثاكِيلُ فَهُوَ الواتِنُ الرَّكِدُ ( {والمجَاوَرَةُ: الاعتكافُ فِي المسجدِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنه كَانَ} يجَاوِر بحِرَاءٍ) . وَفِي حَدِيث عطاءٍ: (وسئِل عَن {المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ) يَعْنِي المُعْتَكِف. فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بهَا المُقَامُ مُطلقًا غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الِاعْتِكَاف الشّرعيّ.
(} وجَارَ {واسْتَجَارَ: طَلَبَ أَن} يُجارَ) ، أَو سَأَلَه أَن {يُجِيرَه؛ أَمّا فِي} استَجارَ فظاهِرٌ، وأَمّا {جارَ فَهُوَ مُخَرَّجٌ على الجارِ بِمَعْنى} المُسْتَجِير، كَمَا تقدَّم. وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ {اسْتَجَارَكَ} فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 6) قَالَ الزَّجّاج: الْمَعْنى: إِنْ طَلَبَ منكَ أَحدٌ من أَهل الحربِ أَن {تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أَن يَسْمَعَ كلامَ اللهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه مَا يجبُ عَلَيْهِ أَن يَعرفَه من أَمْر اللهِ تَعَالَى الَّذِي يتَبَيَّنُ بِهِ الإِسلامُ ثمَّ أَبْلِغُه مَأْمنَ؛ لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إِلى مَأْمَنِه.
(} وأَجارَه) اللْهُ مِن العَذاب: (أَنْقَذَه) ، وَمِنْه الدعاءُ: (اللهُمَّ {- أَجِرْنِي مِن عذابِك) .
(و) } أجارَه: (أَعَاذَه) . قَالَ أَبو الهَيْثَم: ومَن عاذَ بِاللَّه، أَي {استجار بِهِ} أَجارَه اللهُ، ومَن أجارَه اللهُ لم يوصَلْ إِليه، وَهُوَ سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ وَلَا {يُجَارُ عَلَيْهِ. أَي يُعِيذُ، وَقَالَ الله تَعَالَى لنَبِيِّه: {قُلْ إِنّى لَن} - يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} (الْجِنّ: 22) أَي لن يَمْنَعَنِي، وَمِنْه حَدِيث. الدعاءِ: (كَمَا {يُجِيرُ بَين البُحُور) ؛ أَي يَفْصِلُ بَينهَا، وَيمْنَع أَحدَها من الِاخْتِلَاط بالآخَرِ والبَغْيِ عَلَيْهِ.
(و) } أَجارَ (المَتَاعَ: جَعَلَه فِي الوِعاءِ) ، فَمَنعه من الضّيَاع. (و) أَجَارَ الرجل {إِجارَةً} وجَارَةً الأَخِيرَةُ عَن كُرَاع: (خَفَرَه) . وَفِي الحَدِيث: (! ويُجيرُ عَلَيْهِم أَدْنَاهم) . أَي إِذا {أَجارَ واحدٌ من الْمُسلمين، حُرٌّ أَو عَبْدٌ، أَو امرأَةٌ، وَاحِدًا أَو جمَاعَة من الكُفّار، وخَفَرَهم وأَمَّنَهم، جازَ ذالك على جَمِيع الْمُسلمين، لَا يُنْقَضُ عَلَيْهِ} جِوَارُه، وأَمانُه.
(و) ضَرَبَه ف ( {جَوَّره: صَرَعَه) ، ككَوَّرَه،} فَتَجَوَّرَ، وَقَالَ رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ:
فقَلَّما طاردَ حَتَّى أَغْدَرَا
وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا
(و) {جوَّرَه} تَجْوِيراً: (نَسَبَه إِلى {الجَوْر) فِي الحُكم.
(و) } جَوَّرَ (البِنَاءَ) والخِبَاءَ وغَيْرَهما: صَرَعَه و (قَلَبَهُ) . قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
قَلِيلُ التِمَاسِ الزّادِ إِلّا لنفْسِه
إِذَا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ {المُجَوَّرِ
(و) ضَرَبْتُه ضَرْبَةٌ (} تَجَوَّرَ) مِنْهَا، أَي (سَقَط) .
(و) تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه: (اضْطَجَعَ) .
(و) تَجَوَّر البِنَاءُ: (تَهَدَّمَ) ، والرجلُ: انْصَرَعَ.
(و) مِن أَمثالهم:
((يومٌ بيَوْمِ الحَفِضِ {المُجَوَّرِ))
الحَفَضُ، بالحاءِ الْمُهْملَة والفاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة محرَّكَةً: الخِبَاءُ من الشَّعر،} والمُجَوَّر (كمُعَظَّمٍ) ، وَهُوَ (مَثَلٌ) يُضْرَبُ (عِنْد الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ) ؛ وأَصلُه فيا ذَكَرُوا (كَانَ لرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ) سِنّه (وَكَانَ ابنُ أَخِي لَا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه، ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ) ، ويُقَوِّضُ عَلَيْهِ بناءَه (فَلَمَّا كَبِرَ) وبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ (أَدْرَكَ لَهُ بَنُو أَخٍ، فَكَانُوا يَفْعَلُون بِهِ مثلَ فِعْلِه بعَمِّه، فقالَ ذالك) المَثَل؛ (أَيْ هاذا با فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي) ، مِن بَاب المُجازاةِ. وَقد أَعاد المصنِّف المثلَ فِي حفض، وسيأْتي الكلامُ عَلَيْهِ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
وإِنّه لَحَسَنُ {الجِيرَةِ؛ لحالٍ من} الجِوَار، وضَرْبٍ مِنْهُ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع؛ (مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ {جارَتِها) ،} الجارةُ: الضَّرَّةُ، مِن {المجاَوَرةِ بَينهمَا؛ أَي أَنها تَرَى حخسْنَها فت 2 غِيظُها بِلك، وَمِنْه الحَدِيث (كنتُ بينَ} جارَتَيْنِ لي) ، أَي امْرَأَتيْنِ ضَرَّتيْنِ. وَفِي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ: لَا يَغُرَّكِ أَن كانتْ {جارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ، وأَحَبَّ إِلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْه وسلّم منكِ) ، يَعْنِي عَائِشَة.
} والجائر: العظيمُ مِن الدِّلاءِ، وَبِه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها:
متغضِّفٍ كالجَفْرِ باكَرَه
وِرْدُ الجميعِ {بجائِرٍ ضَخْمِ
} وجِيرَانُ: مَوضعٌ، قَالَ الرّاعِي:
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه
من وَحْشِ {جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ
وَفِي المزْهِر: قَالَ أَهلُ اللّغَةِ: مِن مُلَحِ التَّصْغِيرِ مَا رَوِي عَن ابْن الأَعرابيِّ مِن تصغيرِ جِيران على} أُجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مَعَ تشديدِ التَّحْتِيَّة ونقلَه شيخُنا.
وطَعَنَه {فجَوَّرَه، وَهُوَ مِن الجَوْرِ بمعنَى السَّيْلِ، أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
} والإِجارَةُ فِي قَول الخَلِيل: أَن تكونَ القافيةُ طاءً، الأُخَرى دَالا ونحَوُ ذالك. وغيرُه يُسَمِّيه الإِكفاءَ. وَفِي المُصَنِّف: الإِجازةُ بالزّاي.
وَفِي الأَساس: ومِن المَجَاز: عندَه مِن المَال {الجَوْرُ، أَي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ.
وغَرْبٌ} جائِرٌ، وقِربَةٌ {جائِرَةٌ: واسِعَةٌ ضخمةٌ.
} وجارتِ الأَرضُ: طل نَبْتُهَا وارتفعَ، ويُقَال بالهَمْز. وسَيْلٌ {جِوَرٌّ: مُفْرِطٌ؛ وَهُوَ مِن} الجَوَارِ كسَحَاب: الماءِ الكثيرِ، وَقد تقدَّم.
{وجُورَوَيْهِ، بالضمّ: جَدُّ أَبي بَكْرٍ محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ} جُورَوَيْهِ، الرَّازِيّ. حَدَّث ببغْداد عَن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه.
وأَبو عُمَرَ محمّدُ بنُ يحيَى بنِ الحُسَيْن بنِ أَحمدَ بنِ عَليِّ بن عاصمٍ الجُورِيُّ، محدّث، ووَلَدُه أَبو عبد اللهِ محمّدٌ، سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه، توفِّي سنة 453 هـ.
{والجُورِيَّةُ بَطْنٌ مِن بنِي جعفرٍ الصّادِق، يَنْتَسِبُون إِلى محمّد} الجُور، قيل: لُقِّبَ بِهِ لحُمْرةِ خُدُودِه؛ تَشْبِيهاً بالوَرد! - الجُورِيّ، وَقيل: غير ذالك، وَقد أَلَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رِسَالَة حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا فِي مُشّجَر الأَنساب.
بَاب الْجور

حاف وجنف وضلع وماط وأسط وجار
ج و ر

نعوذ بالله من الجور، ومن الحور بعد الكور. وقوم جارة وجورة. وجورت فلاناً: نقيض عدلته. وجار علينا فلان، وجار عن القصد. وطراف مجور: مقوض. وجوروا بيوتهم: قوضوها. وطعنه فجوره، وهو من الجور: الميل. والله جارك أي مجيرك، واللهم أجرني من عذابك. وهو حسن الجوار وهم جيرتي، وتجاوروا واجتوروا. ومن استجارك فأجره. وكان ابن عباس رضي الله عنهما ينام بين جارتيه.

ومن المجاز: عنده من المال الجور أي الكثير المتجاوز للعادة، ومنه قولهم: غرب جائر وقربة جائرة: للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال نبتها وارتفع: جارت أرض بني فلان. وسيل جور: مفرط الكثرة. يقال: هذا سيل جور لا يرد على أدراجه. قال:

فلا سقاها الوابل الجورا ... إلهها ولا وقاها العرّا

وتجور خباء الليل إذا انجلى ظلامه. قال ابن أحمر يصف الليل:

وقلت له لما قضى جل ما قضى ... وطار خباء فوقنا فتجورا

فلج

(فلج) الطَّعَام وَنَحْوه بَينهم مُبَالغَة فِي فلجه وَالْأَمر نظر فِيهِ بتدبر وَالْمَرْأَة أسنانها فرقت بَينهَا للزِّينَة
(فلج)
فلجا ظفر وَيُقَال فلج بحاجته وبحجته أحسن الإدلاء بهَا فغلب خَصمه وَيُقَال فلجت حجَّته وَالشَّيْء شقَّه نِصْفَيْنِ وَيُقَال فلج الحراث الأَرْض للزِّرَاعَة شقها وقلبها وَالطَّعَام وَنَحْوه بَينهم قسمه والوالي الْجِزْيَة على الْقَوْم فَرضهَا

(فلج) الرجل وَنَحْوه فلجا وفلجة تبَاعد مَا بَين سَاقيه أَو يَدَيْهِ أَو أَسْنَانه خلقَة وَيُقَال فلج ثغره وفلجت أَسْنَانه فَهُوَ أفلج وَهِي فلجاء (ج) فلج

(فلج) الرجل أَصَابَهُ دَاء الفالج فَهُوَ مفلوج
ف ل ج: (الْفَلْجُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الظَّفَرُ وَالْفَوْزُ. وَ (فَلَجَ) عَلَى خَصْمِهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَأْتِ الْحَكَمَ وَحْدَهُ يَفْلُجُ. وَ (أَفْلَجَهُ) اللَّهُ عَلَيْهِ وَالِاسْمُ (الْفُلْجُ) بِالضَّمِّ. وَ (أَفْلَجَ) اللَّهُ حُجَّتَهُ قَوَّمَهَا وَأَظْهَرَهَا. وَ (الْفَلَجُ) فِي الْأَسْنَانِ بِفَتْحَتَيْنِ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَاتِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَرَجُلٌ (أَفْلَجُ) الْأَسْنَانِ وَامْرَأَةٌ (فَلْجَاءُ) الْأَسْنَانِ. وَ (الْفَالِجُ) رِيحٌ. وَقَدْ (فُلِجَ) الرَّجُلُ بِضَمِّ الْفَاءِ فَهُوَ (مَفْلُوجٌ) . 
(ف ل ج) : (الْفَلَجُ) بِالْفَتْحِ خُمْسَا الْكُرِّ الْمُعَدَّل عَنْ شَيْخِنَا أَبِي عَلِيٍّ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى هُوَ أَكْبَرُ مِنْ الْفِلْجِ (وَفِي التَّهْذِيب) الْفَلِجُ نِصْفُ الْكُرِّ الْكَبِير (وَالْفِلْجُ) الْمِكْيَالُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَالَغَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ أَنَّهُ بَعَثَ حُذَيْفَةَ وَابْنَ حُنَيْفٍ إلَى السَّوَادِ فَفَلَجَا الْجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِهِ أَيْ فَرَضَاهَا وَقَسَمَاهَا وَإِنَّمَا أَخَذُوا الْقِسْمَةَ مِنْ هَذَا الْمِكْيَال لِأَنَّ خَرَاجَهُ كَانَ طَعَامًا وَقِيلَ (الْفَلْجُ) الْقِسْمَةُ (عَنْ شِمْرٍ) يُقَالُ فَلَّجْتُ الْمَالَ بَيْنَهُمْ أَيْ قَسَّمْتُهُ وَفَلَجْتُ الشَّيْءَ فَلْجَيْن أَيْ شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ (وَمِنْهُ) الْفَالِجُ فِي مَصْدَر الْمَفْلُوج لِأَنَّهُ ذَهَابُ النِّصْفِ عَنْ ابْنَ دُرَيْدٍ (وَالْأَفْلَجُ) الْمُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ (وَأَمَّا الْمُفَلَّجُ الْأَسْنَان) فَلَا يُقَال إلَّا أَفْلَجُ الْأَسْنَانِ.

فلج


فَلَجَ(n. ac.
فَلْج
فُلُوْج)
a. Succeeded, was successful.
b. ['Ala], Triumphed, prevailed over, overcame, vanquished.
c.(n. ac. فَلْج), Split, divided, parted.
d. [acc. & Bain], Distributed, shared amongst.
e. Furrowed, tilled, ploughed (land).
f. [Bi
or
Fī], Established (arguments).
g. [pass.], Was afflicted with hemiplegy.
فَلِجَ(n. ac. فَلَج
فَلَجَة)
a. Had the teeth, the feet &c. wide apart.
b. see supra
(g)
فَلَّجَa. see I (c) (e).
فَاْلَجَa. Competed, contended with.

أَفْلَجَa. see I (a) (b).
c. [acc. & 'Ala], Made to triumph, prevail over.
d. Established, made good (argument).

تَفَلَّجَa. Was cracked.

إِنْفَلَجَ
a. [ coll. ]
see I (g)
فَلْج
(pl.
فُلُوْج)
a. Division; half; protion, share, part.
b. see 3
فِلْجa. A certain measure of capacity. —
فُلْج فُلْجَة
Success; victory; triumph.
فَلَجa. Wideness of the teeth &c.
b. (pl.
أَفْلَاْج), Rivulet, streamlet, rill.
أَفْلَجُa. Wide-toothed.
b. Deformed, malformed.

فَاْلِجa. Successful; winning; victorious; triumphant; winner;
victor, vanquisher.
b. Dividing, halving &c.
c. Hemiplegy, partial paralysis.
d. Two-humped camel.

فَلُّوْجa. Writer.

فِلْجَاْنa. see فِنْجَان

N. P.
فَلڤجَ
(pl.
مَفَاْلِيْجُ)
a. Hemiplegic, paralysed; paralytic.

N. P.
فَلَّجَa. see 14 (a)
فَالَج
a. see 2
فَيْلَج
a. Cocoon ( of the silk-worm ).
ف ل ج

فلجت على خصمك، وفلجت حجّتك. وخرج لك سهمٌ فالج أي فائز. والله أفلجك عليه وأظفرك. قال الطّرماح:

وأفلجهم في كلّ يوم كريهة ... كرام الــفحــول واعتيام الحواصن

ولمن الفلج والفلج. وتقول: قضي لك الفلج، فقضى لي الثّلج. واستفلج فلان بأمره بالجيم والحاء إذا ملكه، ومنه قول الكافي في الطلاق: استفلجي بأمرك. وتعال أفالجك أموراً من الحقّ أي أسابقك إلى الفلج لأيّنا يكون. وفلجت فلانة بقلبي: ذهبت به. قال أبو ذؤيب:

وسعدى بألباب الرجال فلوج

وأنا منه فالج بن خلاوة أي بريء يخال. وتقول: فلان يدعى عليّ فودين وعلاوه، وأنا منها فالج بن خلاوه، أي ألفين وخمسمائة. وفي أسنانه فلج وتفليج، وثغر أفلج ومفلج. واستقيت الماء من الفلج وهو الجدول. وفلجوا الجزية بينهم: فسموها. وفلج بين أعشرائك لا تختلط أي فرق بينها وهي أنصباء الجزور. ويقال لقاسمها: المفلج. واكتمل بالفج والفالج وهو مكيال ضخم. وفلج الرجل فهو مفلوج، وقوم مفاليج. وتقول: فلان اكتال الفالج بالفالج أي أخذ منه النصيب الأوفر.
(فلج) - في حديث أَبي هريرة - رضي الله عنه -: "الفالِج دَاءُ الأَنْبِياء" هو دَاءٌ معروف يُرْخِي نِصْفَ البَدَن في الغَالِب، واشتِقاقُه من الفَلْج وهو النِّصف من كلِّ شيءٍ؛ ومنه البَعيرُ ذو الفَالِج، وهو ذو السَّنَامَينْ.
- ومنه الحديث: "أَنَّ فَالجاً تَردَّى في بِئر"
ولا يكون السَّنَامَان إلَّا مُخْتَلِفَي المَيْل. وأمر مُفَلَّج:
ليس بمُسْتَقِيم على وَجهِه، وفي المَثَل: "أنَا مِنْه فَالِجُ بن خَلَاوَة ": أىِ برِيءٌ. - وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "أَيُّنا فَلَج فَلَجَ أَصحابَه"
والفُلج والفَلْج: الظَّفَر بالشَّيءِ والغَلَبَة عليه، وقد أَفْلَجَنِي الله عزّ وجلَّ.
- في الحديث: "لَعَن اللَّهُ الوَاشِمَاتِ، والمُسْتَوشِماتِ والمُتَفَلِّجات "
وهُنَّ اللَّاتي يُعالْجِنَ أَسنانَهن حتى يكون لها تَحدُّدٌ وأُشُرٌ.
يقال: ثَغْر أَفلَج؛ إذا كان مُتباعِدَ الثَّنَايا والرّبَاعيات، وتَفلَّجت قَدمُه: تَشقَّقَت.
وفَلُّوجَة : من قُرَى سواد الكوفة يجيء ذِكرُها في الحديث. مَعنَاها الأَرضُ المُصْلَحَة للزَّرع؛ لِتفَلُّجِها بالغَرسِ والزَّرع: أي تَشَقُّقِها.
فلج وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر حِين بعث حُذَيْفَة وَابْن حُنَيْف إِلَى السوَاد فَفَلَجَا الْجِزْيَة على أَهله. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: فَلَجَا يَعْنِي قسما الْجِزْيَة عَلَيْهِم. قَالَ: وأصل ذَلِك من الفِلْج وَهُوَ الْمِكْيَال الَّذِي يُقَال لَهُ الفالج قَالَ: وَأَصله سرياني يُقَال لَهُ بالسُّرْيَانيَّة: فالغا فَعرِّب فَقيل [لَهُ -] : فالج وفِلْج قَالَ الْجَعْدِي يصف الْخمر: [المنسرح]

اُلْقِيَ فِيهَا فِلْجانِ من مِسْك دا ... رِينَ وفلج من فلفل ضرم يَعْنِي حرارة طعم الفلفل. وَإِنَّمَا سمى الْقِسْمَة بالفلج لِأَن خراجهم كَانَ طَعَاما. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا الفِلْج فَأَما الفُلْج بِضَم الْفَاء فَهُوَ أَن يَفْلُجَ الرجلُ أصحابَه يعلوهم ويفوتهم. يُقَال مِنْهُ: قد فلج يفلُج [فَلْجا وفُلْجا -] . وَأما الفَلَج بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام فَهُوَ النَّهر قَالَ الْأَعْشَى: [الطَّوِيل]

فَمَا فَلَجٌ يجْرِي إِلَى جنب صعنبي ... لَهُ مَشْرَع سهل إِلَى كل مَوردِ

والفَلَج أَيْضا فِي الْأَسْنَان من الرجل الأفلج وهُوَ المتباعد مَا بَين الثنايا والرباعيات.
ف ل ج : فَلَجْتُ الْمَالَ فَلْجًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفُلُوجًا قَسَمْتُهُ بِالْفِلْجِ بِالْكَسْرِ وَهُوَ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ وَفَلَجْتُ الشَّيْءَ شَقَقْتُهُ فِلْجَيْنِ أَيْ نِصْفَيْنِ وَالْفَيْلَجُ وِزَانُ زَيْنَبَ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُ الْقَزُّ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْأَصْلُ فَيْلَقٌ كَمَا قِيلَ كَوْسَجٌ وَالْأَصْلُ كَوْسَقٌ وَمِنْهُمْ مِنْ يُورِدُهُ عَلَى الْأَصْلِ وَيَقُولُ الْفَيْلَقُ وَفَلَجَ فُلُوجًا مِنْ بَابِ قَعَدَ ظَفِرَ بِمَا طَلَبَ وَفَلَجَ بِحُجَّتِهِ أَثْبَتَهَا وَأَفْلَجَ اللَّهُ حُجَّتَهُ بِالْأَلِفِ أَظْهَرَهَا.

وَالْفَالِجُ مَرَضٌ يَحْدُثُ فِي أَحَدِ شِقَّيْ الْبَدَنِ طُولًا فَيُبْطِلُ إحْسَاسَهُ وَحَرَكَتَهُ وَرُبَّمَا كَانَ فِي الشِّقَّيْنِ وَيَحْدُثُ بَغْتَةً.
وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّهُ فِي السَّابِعِ خَطَرٌ فَإِذَا جَاوَزَ السَّابِعَ انْقَضَتْ حِدَّتُهُ فَإِذَا جَاوَزَ الرَّابِعَ عَشَرَ صَارَ مَرَضًا مُزْمِنًا وَمِنْ أَجْلِ خَطَرِهِ فِي الْأُسْبُوعِ الْأَوَّلِ عُدَّ مِنْ الْأَمْرَاضِ الْحَادَّةِ وَمِنْ أَجْلِ لُزُومِهِ وَدَوَامِهِ بَعْدَ الرَّابِعَ عَشَرَ عُدَّ مِنْ الْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَةِ وَلِهَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ أَوَّلُ الْفَالِجِ خَطَرٌ وَفُلِجَ الشَّخْصُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَفْلُوجٌ إذَا أَصَابَهُ الْفَالِجُ. 
فلج: الفَلَجُ: الماءُ الجارِي من العَيْنِ ونَحْوِه. وهو في الأسْنَانِ: تَبَاعُدُ ما بَيْنَ الثَّنَايَا والرَّباعِيَاتِ، وصاحِبُه أفْلَجُ، فإنْ تَكَلَّفَ ذلك فهو التَّفْلِجُ. وهو في الرِّجْلَيْنِ: تَبَاعُدُ القَدَمَيْنِ أُخُراً، وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه: أي تَشَقَّقَتْ. وهي الفُلُوْجُ، الواحِدُ فَلْجٌ وفِلْجٌ. والفُلْجُ: الظَّفْرُ بمَنْ تُخَاصِمُه، فَلَجَتْ حُجَّتُكَ، وأفْلَجَهَا اللهُ. وحَجِيْجٌ فَلْيْجٌ علة الإِتْبَاعِ: وهو الذي يَحَاجُّ خَصْمَه ويُفْلِجُه. ويُقال: خَصَمْتُ وأفْلَجْتُ: بمعنى فَلَجْتُ. وفَلَجْتُكَ على الخَصْمِ وأفْلَجْتُكَ عليه. وأمْرٌ مُفْلِجٌ: ليس بمُسْتَقِيمٍ على جِهَتِه. وفَلَجْتُ الشَّيْءَ: قَسَمْتَه وفلج بين غنمك أي فرق بينها. وكُلُّ شَيْءٍ فَرَّجْتَ بَيْنَه فهو فَلِيْجٌ. وفلْجٌ: وادٍ بِطَرِيْقِ ال [َصْرَةِ إلى مَكَّةَ. وفَلُّوْجَةُ: من قُرى سَوَادِ الكُوءفَةِ. والفَلُّوْجَةُ: الأرْضُ المُصْلَحَةُ للزَّرْعِ، وهي الفَلاَلِيْجُ. والفالِجُ: الجَمَلُ ذو السَّنَامَيْنِ الضَّخْمُ. ومِكْيَالٌ ضَخْمٌ، وهو الفِلْجُ أيضاً. والقامِرُ. ورِيْحٌ تَأْخُذُ الإِنسانَ يَرْتَعِشُ منها، وصاحِبُه مَفْلُوْجٌ. والفَلاَئِجُ من الأوْبَارِ: المُتَكَبِّبَةُ، ويُقال: هي جَمْعُ الفَلِيْجَةِ وهي نِصْفُ جِزَّةٍ من صُوْفٍ. والفَلِيْجُ: البِجَادُ الضَّيِّقُ، والواسِعُ أيضاً. وشِقَّةٌ من شِقَقِ البَيْتِ، وجَمْعُه فُلُجٌ. وفي المَثَلِ:: أنَا منه فالِجُ ابنُ خَلاَوَةَ " أي أنَا منه بَرِيْءٌ.
فلج: فلج أو فلج؟ في ألف ليلة (برسل 22810): في الكلام عن رجل تظاهر بالجنون: فلج يديه ولا أدري كيف أترجمها. وفي طبعة ماكن: أشاح بيديه، أي ترك يديه مدلاة.
أفلج: شل، أصاب بالفالج. (فوك)، في ابن البيطار (1: 202): فإن النوم عليه يفلج ويفسد نسبة الأعضاء الطبيعية.
أفلج: روع، أخاف، أرعب. (فوك) .. معناه الحقيقي: شل، أصابه بالفالج، كما يقال الرعب يشل كل القوى.
انفلج: انقسم، تجزأ، انشق. (أبو الوليد ص572).
انفلج: أصيب بالفالج. (فوك).
انفلج: ارتعب، تروع. (الكالا) والمعنى الحقيقي أصيب بالفالج. (انظر: أفلج) وفي ألف ليلة (1: 826): إني رأيت إنسانا في هذه الليلة لو رأيته ولو في المنام لانفلجت عليه. وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: (أنت لابد من أن تصاب بالفالج من الدهشة والعجب منه).
فلجة: أنظر فليجة.
فلجة: سنا، سنى. نبات مسهل. (كاتتيه 1: 109).
فليج. فليجة الثغر (ألف ليلة 1: 116): التي تباعدت أسنانها.
فليجة. (فلجة: قماش تصنع منه الخيام). (دوماس عادات ص270، كاريت جغرافية ص219، بارت ص222، وفيه: فلدشة، وعند اسبينا (مجلة الشرق والجزائر 13: 156): فليج أو قماش لصناعة الخيام. وفي غدامس (ص137): فليج، ربطات من القماش تصنع منها الخيام. وهي فليجة عند يونج فان رود نبورج. وهي فلجة عند هلو. ويذكر بوسييه كلمة فليج للمفرد وفلجة للجمع.
فالج: يظهر أنها الكلمة المبتورة من الكلمة اليونانية فالجيا، ومعناها: شلل شقي. (فوك) وهو يذكر فوالج جمعا لها (بوشر). وسكتة دماغية، داء النقطة. (برجرن).
فالج: انظر عن هذا المكيال ما قاله أبو الوليد ص260، 572).
مفلوج: مصاب بالفالج، مشلول. (لين، فوك، بوشر، برجرن).
مفلوج: مستسق، مصاب بداء الاستسقاء. (المعجم اللاتيني- العربي).
[فلج] فيه: كان "مفلج" الأسنان، وروى: أفلج، الفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والفرق فرجة ما بين الثنيتين. ط: "أفلج" الثنيتين، استعمل الفلج موضع الفرق، قوله: إذا تكلم ربي كالنور يخرج من بين ثناياه، ضمير يخرج لما دل عليه تكلم، أو للنور على أن كافه زائدة ولا تشبيه فيه بل معجزة، وعلى الأول تشبيه ووجهه البيان والظهور كما شبهت الحجة بالنور. نه: ومنه: لعن الله "المتفلجات" للحسن، أي نساء يفعلنه بأسنانهن للتحسين. ن: هي من تبرد ما بين أسنانها، وتفعله العجوز إظهارا للصغر، لأن هذه الفرجة تكون للصغائر فإذا عجزت كبرت سنها وتوحشت، قوله: للحسن - يشير إلى أنه لو فعله لعلاج أو عيب لا بأس به، وهذا لا يدل على أن كل تغير حرام إذ المغيرات ليست صفة مستقلة في الدم بل قيد للمتفلجات. ج: والمتفلجة من تكلف على ذلك بصناعة وهو محبوب إلى العرب. نه: وفيه: إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت وتغرى به لئام الناس كالياسر "الفالج"، الياسر المقامر، والفالج: الغالب في قماره، فلجه وفلج عليه - إذا غلبه، والاسم الفلج - بالضم. ش: هو بضم فاء وسكون لام. نه: ومنه ح: أينا "فلج فلج" أصحابه. غ: وأفلجه الله. نه: وح: فأخذت سهمي "الفالج"، أي القامر الغالب، ويجوز أن يكون السهم الذي سبق به في النضال. وح: بايعته صلى الله عليه وسلم وخاصمت إليه "فأفلجني"، أي حكم لي وغلبني على خصمي. وفيه: "ففلجا" الجزية على أهله، أي قسماها، من الفلج والفالج وهو مكيال معروف وأصله سرياني، وسمى القسمة بالفلج لأن خراجهم كان طعاما. و "فلج" بفتحتين قرية من ناحية اليمامة وموضع باليمن وهو بسكون اللام واد بين البصرة وحمى ضرية. وفيه: إن "فالجا" تردى في بئر، هو البعير ذو السنامين، سمي به لأن سناميه يختلف ميلهما. وفيه: "الفالج" داء الأنبياء، هو داء معروف يرخى بعض البدن.
فلج
فلَجَ يفلِج، فَلْجًا، فهو فالج، والمفعول مَفْلوج
 • فلَج الشَّيءَ: شَقَّه وقسَّمه "فلَج الأرضَ: شقَّها وقلَّبها تمهيدًا لزرعها". 

فُلِجَ يُفلَج، فَلْجًا، والمفعول مَفْلوج
• فُلِج الرَّجلُ: أُصيب بالشَّلل النِّصفيّ "فُلج أبوه- انهارت المؤسسة عندما فلِج مديرُها". 

تفلَّجَ يتفلَّج، تفلُّجًا، فهو مُتفلِّج
• تفلَّج الشَّيءُ: تشقَّق "تفلَّجت الأرض/ قدمه".
• تفلَّجت الأسنانُ: تباعد ما بينها خِلْقةً. 

فلَّجَ يفلِّج، تفليجًا، فهو مُفلِّج، والمفعول مُفلَّج
• فلَّج أنبوبًا: وسَّع فوهته.
• فلَّج الشَّيءَ: قسَّمه.
• فلَّجت أسنانهَا: فرَّقت بينها للزِّينة. 

أفلجُ [مفرد]: مَن تباعدَ ما بين قدميه أو يديه أو أسنانه. 

فالِج [مفرد]: ج فَوالِج:
1 - اسم فاعل من فلَجَ.
2 - (طب) شلل نصفيّ؛ شلل يصيب أحد شقيّ الجسْم طولاً فيُبْطل إحساسَه وحركتَه "أُصيب بالفالج فصار قعيد المنزل". 

فَلْج [مفرد]: مصدر فُلِجَ وفلَجَ. 

فَلَج [مفرد]:
1 - تباعُدُ ما بين الأسنان خِلقة "في أسنانه فَلَج".
2 - (جو) خاصّيّة ميل بعض المعادن والصخور إلى الانشقاق إلى صفائح متقاربة ومتوازية. 
فلج نأنأ بطن غور قَالَ أَبُو عبيد: فالياسرون هم الَّذِي يتقامرون على الجَزور وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي أهل الشّرف مِنْهُم والثروةِ والجدةِ وَكَانُوا يفتخرون بِهِ قَالَ الْأَعْشَى يمدح قوما: [السَّرِيع]

المُطعِمُو الضيفِ إِذا مَا شَتَوا ... والجاعلو القُوتِ على الياسرِ ... وَقَالَ طرفَة: [الرمل]

فهُمُ أيسارُ لُقْمَان إِذا ... أغْلَتِ الشتوةُ أبداء الجُزُر ... وَهُوَ كثير فِي أشعارهم فَأَرَادَ عليّ بقوله: كالياسرِ الفالجِ ينْتَظر فَوزةً من قِداحه أَو دَاعِي الله فَمَا عِنْد الله خير للأبرار يَقُول: هُوَ بَين خيرتين 4 / ب إِمَّا صَار إِلَى مَا يحب من الدُّنْيَا / فَهُوَ بِمَنْزِلَة المعلّى وَغَيره من القِداح الَّتِي لَهَا حظوظ أَو بِمَنْزِلَة الَّتِي لَا حظوظ لَهَا يَعْنِي الْمَوْت فَيحرم ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَمَا عِنْد الله خير لَهُ. والفالج: القامر يُقَال: قد فَلَجَ عَلَيْهِم وفَلَجَهم قَالَ الراجز فِي الفالج: [الرجز]

لمّا رأيتُ فالجا قد فَلجَا ... وَمِمَّا يبين ذَلِك أَنه أَرَادَ بالحرمان فِي الدُّنْيَا المَنيح حَدِيث يرْوى عَن جَابر ابْن عبد الله قَالَ: كنتُ مَنِيحَ أَصْحَابِي يومَ بدر. [قَالَ -] : وَكَانَ أَصْحَاب الحاديث يحملون هَذَا على استقاء المَاء لَهُم وَلَيْسَ هَذَا من استقاء المَاء فِي شَيْء إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أنّه لم يَأْخُذ سَهْما من الْغَنِيمَة يَوْمئِذٍ لصغره وَقَالَ العجاج يذكر فرسا سبق خيلا: [الرجز]

قطعهَا بنفسٍ مريّح ... عطفَ الْمُعَلَّى صكّ بالمنيح ... يَعْنِي أَنه سبقها كَمَا قَمَر المُعلَّى المنيحَ قَالَ الْكُمَيْت: [الوافر]

فَمهْلًا يَا قضاعَ فَلَا تَكُونِي ... مَنِيحا فِي قداح يَدَيْ مُجيلِ ... يَعْنِي فِي انتسابهم إِلَى الْيمن وتركهم النّسَب الأول. 
[فلج] فلج: اسم موضع بين البصرة وضرية، مذكر مصروف. قال الشاعر : وإنَّ الَّذِي حانت بفَلْجٍ دماؤهم * هُمُ القومُ كُلُّ القوم يا أم خالد والفلج أيضا: نهر صغير. وقال:

فصبحا عينا روى وفلجا * والفلج أيضاً: الظَفَرُ والفَوْزُ. وقد فَلَجَ الرجل على خَصْمِه يَفْلِجُ فلْجاً. وفي المثل: " من يَأتِ الحَكَم وَحْدَه يَفْلُجْ ". وأفْلَجَه الله عليه. والاسمُ الفُلْجُ بالضم. وأفْلَجَ الله حجته: قومها وأظهرها. والفلج، بالكسر: مكيال معروف. قال الجَعْديُّ يصف الخمر: أُلْقي فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دا * رينَ وفِلْجٌ من عَنْبَرٍ ضرم والفلج بالتحريك: لغة في الفلج، وهو نهر صغير. قال عبيد: أو فلج ببطن واد * للماء من تحته قسيب ولو روى: " في بطون واد "، لاستقام وزن البيت. والجمع أفلاج. والفَلَجُ أيضاً في الأسنان: تباعُدُ ما بين الثنايا والرَباعيات. رجلٌ أفْلَجُ الأسنان، وامرأةٌ فلجاء الأسنان. قال ابن دريد: لا بدَّ من ذكر الأسنان. والأفْلَجُ أيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثَدْيين . ورجل مُفَلَّجُ الثنايا، أي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتَراصّ الأسنان. والسهم الفالِجُ: الفائز. والقَفيزُ الفالج مثل الفلج، وهو مكيال، عن أبى عبيد. والفالج: ريح. وقد فُلِجَ الرجل فهو مفلوج، قال ابن دريد: لأنه ذهب نِصفُه. قال: ومنه قيل لشقة البيت: فليجة. والفالج: الجمل الضَخم ذو السنامين يُحْمَل من السند للــفحــلة. وفلجت الشئ بينهم أفلجه بالكسر فلجا، إذا قسمته. وفلجت الشئ فلجين، أي شققته نِصفين، وهي الفُلوجُ، الواحد فَلْجٌ وفِلجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْية على القوم، إذا فرضتها عليهم. قال أبو عبيد: هو مأخوذ من القفيز الفالج. وفالج: اسم رجل، وهو فالج بن خلاوة الاشجعى. ومنه قولهم: " أنا من هذا الامر فالج ابن خلاوة " أي برئ وبمعزل منه. وذلك أنه قيل لفالج يوم الرقم لما قتل أنيس الاسرى: أتنصر أنيسا؟ قال: إنى منه برئ! وفلجت الارض للزراعة. وكل شئ شققته فقد فلجته. والفَلُّوجة: الأرض المُصْلَحَةُ للزَرع، والجمع فلاليج. ومنه سمى موضع في الفرات فلوجة. والفليجة: شقة من شقق الخِباء. قال عُمر بن لَجَأٍ: تَمَشَّى غَيْرَ مُشْتَمِلٍ بِثَوبٍ سوى خَلِّ الفَليجَةِ بالخِلالِ وتَفلّجتْ قدمُه: تشققت.
(ف ل ج)

فِلْجُ كل شَيْء: نصفه.

وفَلَج الشَّيْء بَينهمَا فَلْجا: قسمه نِصْفَيْنِ.

والفَلْج، والفالِج: الْبَعِير ذُو السنامين، وَهُوَ الَّذِي بَين البختي والعربي؛ سمي بذلك لِأَن سنامه نِصْفَانِ.

والفالِج: ريح تَأْخُذ الْإِنْسَان فتذهب بشقه.

وَقد فُلِج فالِجا، وَهُوَ أحد مَا جَاءَ من المصادر على مِثَال فَاعل.

والفَلَج: باعد مَا بَين الشَّيْئَيْنِ.

وفَلَجُ الْأَسْنَان: تبَاعد نبتتها.

فَلِجَ فَلَجا، وَهُوَ أفلج.

وثغر مُفَلَّج: أفلج.

وفَلَجُ السَّاقَيْن: تبَاعد مَا بَينهمَا.

وَرجل أفلجُ السَّاقَيْن: متباعد مَا بَينهمَا.

والفَلَج: انقلاب الْقدَم على الوحشي وَزَوَال الكعب.

وَقيل: الأَفلج: الَّذِي اعوجاجه فِي يَدَيْهِ، فَإِن كَانَ فِي رجلَيْهِ فَهُوَ أَــفحــج. وَهن أفلج: متباعد الإسكتين.

وَفرس أفلج: متباعد الحرقفتين.

وَيُقَال من ذَلِك كُله: فَلِج فَلَجا، وفَلَجة، عَن اللحياني.

وَأمر مُفَلَّج: لَيْسَ على استقامة.

والفَلِيجة: الْقطعَة من البجاد.

والفلِيجة، أَيْضا: شقة من شقق الخباء، قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا ادري أَيْن هِيَ!؟ قَالَ عمر بن لَجأ:

تَمشَّى غير مُشْتَمل بِثَوْب ... سَوى خَلّ الفليجة بالخِلال

وَقَول سلمى بن المقعد الْهُذلِيّ:

لظلَّت عَلَيْهِ أمُّ شبْل كَأَنَّهَا ... إِذا شيعت مِنْهُ فَلِيج ممدَّدُ

يجوز أَن يكون أَرَادَ: فليجة ممددة فَحــذف، وَيجوز أَن يكون مِمَّا يُقَال بِالْهَاءِ وَبِغير الْهَاء. وَيجوز أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ.

وفَلَج الْقَوْم، وعَلى الْقَوْم يَفْلُج ويَفْلِجُ فَلْجا، وأفلج: فَازَ.

وفَلَج سَهْمه وأفْلَج: فَازَ.

وفَلَج بحجته، وَفِي حجَّته يَفْلُج فَلْجا، وفُلْجاً، وفَلَجا، وفلوجا: كَذَلِك.

وأفلجه على خَصمه: غَلبه وفضله.

وفالَج فلَانا ففَلَجه يَفْلُجه: خاصمه فخصمه وغلبه.

وأَفلج الله حجَّته: اظهرها.

وَالِاسْم من جَمِيع ذَلِك: الفُلْج، والفَلَج، يُقَال: لمن الفُلْج والفَلَج.

وَرجل فالِج فِي حجَّته، وفلج، كَمَا يُقَال: بَالغ وَبلغ، وثابت وَثَبت.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر فالج بن خلاوة: أَي برِئ.

والفَلَج: النَّهر.

وَقيل: هُوَ النَّهر الصَّغِير. وَقيل: هُوَ المَاء الْجَارِي من الْعين، قَالَ عبيد:

أَو فَلَج بِبَطن وادٍ ... للمء من تَحْتَهُ قَسِيب

وَالْجمع: أفلاج، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

بعينَيَّ ظُعْن الحَيِّ لمَّا تحملوا ... لَدَى جانبِ الأفلاج من جَنْب تَيْمَرا

وَقد يُوصف بِهِ فَيُقَال: مَاء فَلَج، وَعين فَلَج.

والفُلُج: الساقية الَّتِي تجْرِي إِلَى جَمِيع الْحَائِط.

والفُلْجان: سواقي الزَّرْع.

والفَلَجات: الْمزَارِع، قَالَ:

ذَرُوا فَلَجاتِ الشَّام قد حَال دونهَا ... طِعانٌ كأَبوال الْمَخَاض الْأَوْرَاك

وَقد تقدم ذَلِك بِالْحَاء.

والفَلَج: الصُّبْح، قَالَ حميد بن ثورا:

عَن القراميص باعلى لاحِبٍ ... معبَّدٍ من عهد عادٍ كالفَلَج

وانفلج الصُّبْح: كانبلج، وَقد تقدم ذَلِك فِي الْحَاء.

والفَلُّوجة: الأَرْض الطّيبَة الْبَيْضَاء المستخرجة للزِّرَاعَة.

والفالِج والفِلْج: مكيال ضخم.

وَقيل: هُوَ القفيز، وَأَصله بالسُّرْيَانيَّة: فالغا، فعرب، قَالَ الْجَعْدِي:

أُلقِى فِيهَا فِلْجان من مِسْك دَار ... ين وفِلْج من فُلْفُل ضَرِم قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الفُلُجّ: الصِّنْف من النَّاس، يُقَال: النَّاس فُلُجَّان: أَي صنفان من دَاخل وخارج.

قَالَ السيرافي: الفُلُجْ الَّذِي هُوَ الصِّنْف، والصنف: مُشْتَقّ من الفِلْج الَّذِي هُوَ القفير، فالفِلْج على هَذَا القَوْل عَرَبِيّ؛ لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا حكى الفُلُجّ على انه عَرَبِيّ غير مُشْتَقّ من هَذَا الأعجمي.

وفَلْج: مَوضِع بَين الْبَصْرَة وضرمة، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ وَاد بطرِيق الْبَصْرَة إِلَى مَكَّة، ببطنه منَازِل للْحَاج.

والإفليج: مَوضِع.

والفَلُّوجة: قَرْيَة من قرى السوَاد.

وفَلُّوج: مَوضِع.

والفَلَج: أَرض لبني جعدة وَغَيرهم من قيس من نجد.

وفالِج: اسْم، وَقَوله:

من كَانَ أَشرك فِي تفرّق فالج ... فَلَبُونُه جَرِبتْ مَعًا وأغدَّتِ

يجوز أَن يكون اسْم حَيّ، وَأَن يكون اسْم رجل.

فلج: فِلْجُ كلِّ شَيءٍ: نِصْفُه.

وفَلَج الشيءً بينهما يَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً: قَسَمَه بنِصْفَيْنِ.

والفَلْجُ: القَسْمُ. وفي حديث عمر: أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ

حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْيةَ على أَهْلِهِ؛ الأَصمعي:

يعني قَسَماها، وأَصْلُه من الفِلْج، وهو المِكْيَالُ الذي يقال له

الفالِجُ، قال: وإِنما سميت القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خراجهم كان

طعاماً.شمر: فَلَّجْتُ المالَ بينهم أَي قَسَمْتُه؛ وقال أَبو دواد:

فَفَرِيقٌ يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً،

وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ

وهو يُفَلِّج الأَمر أَي ينظر فيه ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ. الجوهري:

فَلَجْتُ الشيء بينهم أَفْلِجُه، بالكسر، فَلْجاً إِذا قسمته. وفَلَجْتُ

الشيء فلِْجَيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين، وهي الفُلُوجُ؛ الواحد فَلْجٌ

وفِلْجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القوم إِذا فرضتها عليهم؛ قال أَبو عبيد:

هو مأْخوذ من القَفِيز الفالِجِ. وفَلَجْتُ الأَرضَ للزراعة؛ وكل شيء

شَقَقْتَه، فقد فَلَجْتَه.

والفَلُّوجَةُ: الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، والجمع فَلالِيجُ، ومنه

سمي موضعٌ في الفُرات فَلُّوجةَ. وتَفَلَّجَتْ قدَمه: تَشَقَّقَتْ.

والفَلْجُ والفَالِجُ: البعير ذُو السنامَين، وهو الذي بين البُخْتيِّ

والعَرَبيِّ، سمي بذلك لأَن سنامه نِصفان، والجمع الفَوالِجُ. وفي الصحاح:

الفَالِجُ الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السِّنْدِ لِلْــفِحْــلَة. وفي

الحديث: أَنَّ فالِجاً تَرَدَّى في بئر، هو البعير ذو السنامين، سمي بذلك

لأَن سناميه يختلف مَيْلُهما.

والفالِجُ: رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فيذهب بشقِّه، وقد فُلِجَ فَالِجاً،

فهو مَفْلُوجٌ؛ قال ابن دريد: لأَنه ذهب نصفه، قال: ومنه قيل لشُقَّةِ

البيت فَلِيجَةٌ. وفي حديث أَبي هريرة: الفالِجُ داءُ الأَنبياء؛ هو داءٌ

معروف يُرَخِّي بعضَ البدن؛ قال ابن سيده: وهو أَحد ما جاء من المصادر على

مثال فاعل. والمَفْلُوجُ: صاحب الفالِجِ، وقد فُلِجَ.

والفَلَجُ: الــفَحَــجُ في السَّاقَينِ، وقال: وأَّصل الفَلْجِ النِّصفُ من

كل شيءٍ، ومنه يقال: ضَرَبَه الفالِجُ في السَّاقَينِ، ومنه قولهم:

كُرٌّ بالفالج وهو نصف الكُرِّ الكبير.

وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: ليس بِمُسْتقِيمٍ على جهتِهِ.

والفَلَجُ: تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً. ابن سيده: الفَلَجُ تَباعُدُ

ما بين السَّاقَيْنِ. وفَلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بينها؛ فَلِجَ فَلَجاً،

وهو أَفْلَجُ، وثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ، والفَلَجُ بين الأَسنان. ورجل

أَفْلَجُ إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّقٌ، وهو التفليج أَيضاً. التهذيب:

والفَلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً،

فإِن تُكُلِّفَ، فهو التفليجُ.

ورجل أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ، قال ابن دريد: لا

بد من ذكر الأَسنان، والأَفلج أَيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثديين.

ورجل مُفَلَّجُ الثنايا أَي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتراصِّ

الأَسنان، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان مُفَلَّجَ الأَسنانِ، وفي

رواية: أَفْلَجَ الأَسنانِ. وفي الحديث: أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ

للحُسْنِ، أَي النساءَ اللاتي يَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين.

وفَلَجُ الساقَيْنِ: تباعد ما بينهما. والفَلَجُ: انقِلابُ القدم على

الوَحْشِيّ وزوال الكَعْبِ.

وقيل: الأَفْلَجُ الذي اعْوِجاجُه في يَدَيْهِ، فإِن كان في رجليه، فهو

أَــفْحَــجُ. وَهَنٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ. وفَرسٌ أَفْلَجُ:

مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ، ويقال من ذلك كله: فَلِجَ فَلَجاً

وفَلَجةً، عن اللحياني. وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: ليس على اسْتِقامةٍ.

والفِلْجةُ: القِطْعةُ من البِجادِ. والفَلِيجةُ أَيضاً: شُقَّة من

شُقَقِ الخِباء، قال الأَصمعي: لا أَدري أَين تكون هي؟ قال عمرو بن

لَجَإٍ:تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ،

سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلالِ

قال ابن سيده: وقول سلمى بن المُقْعَد الهُذَليِّ:

لَظَلَّتْ عليه أُّمُّ شِبْلٍ كأَنَّها،

إِذا شَبِعَتْ منه، فَلِيجٌ مُمَدَّدُ

يجوز أَن يكون أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً، فحــذف، ويجوز أَن يكون مما

يقال بالهاء وغير الهاء، ويجوز أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده

إِلا بالهاء.

والفَلْجُ: الظَّفَرُ والفَوْزُ؛ وقد فَلَجَ الرجلُ على خَصْمِه

يَفْلُجُ فَلْجاً. وفي المثل: مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ.

وأَفْلَجَه الله عليه فَلْجاً وفُلُوجاً، وفَلَجَ القومَ وعلى القومِ

يَفْلُجُ ويَفْلِجُ فَلْجاً وأَفْلَجَ: فازَ. وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ:

فاز. وهو الفُلْجُ، بالضم. والسهْمُ الفالِجُ: الفائِزٌ. وفَلَجَ

بحُجَّتِه وفي حجته يَفْلُجُ فُلْجاً وفَلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، كذلك؛

وأَفْلَجَه على خَصْمِه: غَلَّبَه وفَضَّلَه.

وفالَجَ فلاناً فَفَلَجَه يَفْلُجُه: خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه.

وأَفْلَجَ اللهُ حجته: أَظْهَرها وقَوَّمَها، والاسم من جميع ذلك الفُلْجُ

والفَلَجُ، يقال: لمن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ ورجل فالِجٌ في حُجَّته وفَلْجٌ، كما

يقال: بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابتٌ وثَبْتٌ. والفَلْجُ: أَن يَفْلُجَ الرجلُ

أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ.

وأَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ؛ فالِجٌ: اسم رجل،

وهو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعي؛ وذلك أَنه قيل لفالج بن خَلاوةَ يوم

الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى: أَتَنْصُرُ أُنَيْساً؟ فقال: إِنِّي

منه بريء.

أَبو زيد: يقال للرجل إِذا وقع في أَمر قد كان منه بمعزل: كنتَ من هذا

فالِجَ بنَ خَلاوةَ يا فتى. الأَصمعي: أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَي أَنا

منه بريء؛ ومثله: لا ناقةَ لي في هذا ولا جَمَلَ؛ رواه شمر لابن هانئ،

عنه.

والفَلَجُ، بالتحريك: النهر، وقيل: النهر الصغير، وقيل: هو الماء

الجاري؛ قال عبيد:

أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ

للماءِ، من تَحْتِه، قَسِيبُ

الجوهري: ولو روي في بُطونِ وادٍ، لاستقامَ وزن البيت، والجمع أَفْلاجٌ؛

وقال الأَعشى:

فما فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى،

له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ

الجوهري: والفَلْج نهر صغير؛ قال العجاج:

فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَلْجا

قال: والفَلَجُ؛ بالتحريك، لغة فيه؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده:

تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَلَجا

بتحريك اللام؛ وبعده:

فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا

النَّيْرَجُ: السريعة؛ ويروى:

تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَلَجا

يصف حماراً وأُتُناً. والماءٌ الرِّوي: العَذْبُ، وكذلك الرَّواءُ،

والجمع أَفْلاجٌ؛ قال امرؤ القيس:

بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ، لمَّا تَحَمَّلُوا

لَدى جانِبِ الإَفْلاجِ، منْ جَنْبِ تَيْمَرا

وقد يوصف به، فيقال: ماء فَلَجٌ وعين فَلَج، وقيل: الفَلَجُ الماء

الجاري من العين؛ قاله الليث وأَنشد:

تذكَْرا عيناً رَواءً فَلَجا

وأَنشد أَبو نصر:

تذكَّرا عيناً رِوًى وفَلَجا

والرِّوى: الكثير. والفُلُجُ: الساقِيةُ التي تَجْري إِلى جميع الحائطِ.

والفُلْجانُ: سواقي الزَّرْع. والفَلَجاتُ: المَزارِعُ؛ قال:

دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ، قدْ حال دُونَها

طِعانٌ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ

وهو مذكور في الحاء.

والفَلُّوجةُ: الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ.

والفَلَجُ: الصبح؛ قال حميد بن ثور:

عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ

مُعَبَّدٍ، من عَهْدِ عادٍ، كالفَلَجْ

وانْفَلَجَ الصبْحُ: كانْبَلَجَ.

والفالِجُ والفِلْجُ: مِكيالٌ ضخم معروف؛ وقيل: هو القَفِيز، وأَصله

بالسُّرْيانية فالغاء، فعُرِّب؛ قال الجعدي يصف الخمر:

أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دا

رِينَ، وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ

قال سيبويه: الفَِلْج الصِّنْفُ من الناس؛ يقال: الناسُ فِلْجانِ أَي

صِنْفانِ من داخلٍ وخارج؛ قال السيرافي: الفَِلْجُ هو الصِّنْفُ والنِّصْفُ

مشتق من الفِلْجِ الذي هو القَفِيزُ، فالفِلج على هذا القول عربي، لأَن

سيبويه إِنما حكى الفلج على أَنه عربي، غير مشتقّ من هذا الأَعجمي؛ وقول

ابن طفيل:

تَوَضَّحْنَ في عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها

مَهارِقُ فَلُّوجٍ، يُعارِضْنَ تاليَا

ابن جنبة: الفَلُّوجُ الكاتِبُ. والفَلْجُ والفُلْجُ: القَمْرُ. وفي

حديث علي، رضي الله عنه: إِن المُسْلِم، ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها

إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس، كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ:

المُقامِرُ؛ والفالِجُ: الغالبُ في قِمارِه. وقد فَلَجَ أَصحابَه وعلى

أَصحابِه إِذا غَلَبَهم. وفي الحديث: أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه. وفي

حديث سعد: فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ، قال: ويجوز أَن

يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال. وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ: بايعت رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لي

وغَلَّبَني على خَصْمِي.

وفَلالِيجُ السَّوادِ: قُراها، الواحدة فَلُّوجةٌ.

وفَلْجٌ: اسم بلد، ومنه قيل لطريق يأْخذ من طريق البصرة إِلى اليمامة:

طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ. ابن سيده: وفَلْجٌ موضع بين البَصْرةِ وضَرِيَّةَ

مذكر، وقيل: هو واد بطريق البصرة إِلى مكة، ببطنه مَنازِلُ للحاجّ، مصروف؛

قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة:

وإِنَّ الذي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ

هُمُ القَوْمُ، كُلُّ القَوْمِ، يا أُمَّ خالِدِ

قال ابن بري: النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين

لضرورة الشعر، والأَصل فيه وإِن الذين؛ كما جاء في بيت الأَخطل:

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا

قَتَلا المُلُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

أَراد اللذان، فحــذف النون ضرورة. والإِفْلِيجُ: موضع. والفَلُّوجةُ:

قَرْيَةٌ من قُرى السَّوادِ. وفَلُّوجٌ: موضع. والفَلَجُ: أَرض لبني

جَعْدَةَ وغيرهم من قَيْسٍ من نَجْدٍ. وفي الحديث ذكر فَلَجٍ؛ هو بفتحتين، قرية

عظيمة من ناحية اليمامة وموضع باليمن من مساكن عادٍ؛ وهو بسكون اللام،

وادٍ بين البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ. وفالِجٌ: اسم؛ قال الشاعر:

مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ،

فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ

فلج

1 فَلَجَ, aor. ـُ (S, M, O, L, Msb, K,) and فَلِجَ, (K,) or the latter only [when the verb is trans. as] in فَلَجَ القَوْمَ, (TA,) inf. n. فَلْجٌ, (S, O, K,) or فُلُوجٌ, (Msb,) or both, and, accord. to Kr, فُلْجٌ and فَلَجٌ, but it is said in the L that these two are simple substs: (TA;) and ↓ افلج, inf. n. إِفْلَاجٌ; (K, TA;) the latter verb authorized by AO and Ktr and others, but omitted by Th in the Fs; (TA;) He succeeded; succeeded in an enterprise or a contest; overcame, conquered, or gained a victory: (S, O, K, &c.:) or he attained his object; gained what he sought. (Msb.) One says, مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدهُ يَفْلُجْ [He who comes to the judge by himself will succeed, or overcome, or gain his cause]: a proverb. (S, O.) And فَلَجَ عَلَى خَصْمِهِ, (S, O,) and ↓ افلج, (TA,) He (a man) succeeded against, or overcame, his adversary; (S, O, TA;) and got before him, or got precedence of him. (TA.) And فَلَجَ بِحُجَّتِهِ, (Msb, TA,) and فِى حُجَّتِهِ, (TA,) He established, (Msb,) or he overcame by and in, (TA,) his argument, plea, allegation, or proof. (Msb, TA.) And فَلَجَتْ حُجَّتُهُ [His argument, &c., was successful]. (A.) And فَلَجَ سَهْمُهُ, and ↓ افلج, His arrow was successful. (O, TA.) And فَلَجَتْ بِقَلْبِى

She (a woman) took away [or captivated] my heart. (A, TA.) b2: And فَلَجَ القَوْمَ, in which case only one says يَفْلُجُ and يَفْلِجُ, and فَلَجَ

أَصْحَابَهَ, He (a man) succeeded against, or overcame, the people, or party, and his companions. (TA.) b3: فَلَجَ, aor. ـِ (S, M, O, L, K,) and فَلُجَ, (K,) or the former only, (MF. TA,) inf. n. فَلْجٌ, He divided a thing; parted it; divided it in parts or shares; or distributed it: (S, O, K;) as also ↓ فلّج, inf. n. تَفْلِيجٌ: (O, K:) he divided property, (Mgh, TA,) or running water: (TA:) and he divided a thing in halves. (M, L, Msb, TA.) One says, فَلَجَتُ الشَّىْءَ بَيْنَهُمْ I divided, parted, or distributed, the thing between them, or among them. (S, O.) And فَلَجَ الشَّىْءَ بَيْنَهُمَا He divided the thing between them two in halves. (M, L, TA.) And فَلَجْتُ أَلْفًا, aor. ـِ inf. n. فَلْجٌ and فُلُوجٌ, I divided, parted, or distributed, a thousand [dirhems] by means of the فِلْج, a well-known measure of capacity. (Msb.) b4: And فَلَجْتُ الشَّىْءَ, (S, Msb, K, *) aor. in this case and in other cases following فَلُجَ and فَلِجَ, (K,) or فَلُجَ only, (TA,) [but it is implied in the S and O and Msb that it is فَلِجَ,] inf. n. فَلْجٌ, (K,) I split the thing, clave it, or divided it lengthwise: (S, O:) or I split the thing, &c., into two halves: (Msb, K:) or فَلَجْتُ الشَّىْءَ فَلْجَيْنِ has this latter meaning. (S, O.) b5: And فَلَجْتُ الأَرْضَ لِلزِّرَاعَةِ, (S, O, K, *) inf. n. فَلْجٌ, (K,) [like فَلَحْتُهَا,] I furrowed, or ploughed, the land for sowing. (S, O, K.) b6: And هُوَ يَفْلُجُ الأَمْرَ He looks into, and divides, or distributes, and manages, the thing, or affair. (L, TA.) b7: And فَلَجَ, inf. n. فَلْجٌ, He imposed the [tax called] جِزُيَة. (K.) One says, فَلَجَ الجِزْيَةَ عَلَى القَوْمِ, (T, S, Mgh, * O, &c.,) and فَلَجَ القَوْمَ, (TA,) He imposed the جزية upon the people, or party; (T, S, Mgh, O, &c.:) he di(??) the جزية among the people, or party, (??) upon each person his portion: (As, Mgh; *) and فَلَجَ الجِزْيَةَ بَيْنَهُمْ: (A:) [said to be] from فِلْجٌ, or فَالِجٌ, (As, Mgh,) or القَفِيزُالفَالِجُ; (A'Obeyd, S, O;) signifying a certain measure of capacity; because the جزيه used to he paid in wheat, or corn: (As, Mgh:) or the verb in this sense (??) arabicized word. (Shifá el-Ghaleel.) A2: فَلِجَ, aor. ـَ inf. n. فَلَجٌ and فَلَجَةٌ, He had what is termed فَلَجٌ, meaning [as expl. below, i. e.] width. between the teeth, and feet [or legs, and arms], &c. (Lh, TA.) b2: فَلِجَ, (Th, S, O, Msb, K,) inf. n. فَالِجٌ, one of the [few] inf. as. of the measure فَاعِلٌ; (ISd, TA;) and فَلِجَ, aor. ـَ mentioned by IKtt and Es-Sarakustee and others; (MF, TA;) but the former alone is mentioned by Th in the Fs, and by other celebrated lexicologists; (TA;) [and vulg. ↓ انفج;] He had the disease termed الفَالِجُ [expl. below]. (Th, S, O. Msb, K.) 2 فَلَّجَ see 1, former half: b2: and see also فَلَجٌ, in two places.3 فالجهُ He contended with him, trying which of them should succeed, or overcome. (TA.) Hence one says, (TA,) أُفَالِجُكَ أُمُورًا مِنَ الحَقِّ I will contend with thee, trying which of us shall succeed, to accomplish affairs of right. (A, TA.) 4 افلج as intrans.: see 1, former half, in three places.

A2: افلجهُ اللّٰهُ عَلَيْهِ God made him to succeed against him; to overcome him, conquer him, or gain the victory over him: (S, O, K: *) and made him to excel him. (TA.) b2: And خَاصَيْتُ فَأَفْلَجَنَى I contended in an altercation, disputed, or litigated, and he decided in my favour, and judged me to have prevailed against, or overcome, my adversary. (TA, from a trad.) b3: And افلج اللّٰهُ حُجَّتَهُ, (S, O, Msb,) or بُرْهَانَهُ, (K, *) God made his argument, plea, allegation, or proof, right, and manifest, or clear: (S, O, K: *) or established it. (Msb.) 5 تفلّجت قَدَمُهُ His foot became cracked, or chapped. (S, O, K.) [See also مُتَفَلِّح, in art. فلح.] b2: [And تفلّجت said of a woman, She made open spaces between her front teeth: see the part. n., voce أَفْلَجُ.]7 انفلج الصُّبْحُ i. q. انبلج [The daybreak shone, or shone brightly]. (TA.) A2: See also 1, last sentence.10 استفلج فُلَانٌ بِأَمْرِهِ Such a one mastered, or became master of, his affair: and so استفلح, with ح. (A, TA.) [See the latter verb.]

فَلْجٌ an inf. n. of فَلَجَ [q. v.]. (S, O, K, &c.) b2: And [probably as such] i. q. قَمْرٌ [app. as meaning An overcoming in a game of hazard]; as also ↓ فُلْجٌ. (L.) A2: See also فَالِجٌ, in two places.

A3: Also, and ↓ فِلْجٌ, (S, O, K,) and ↓ فُلُجٌّ, [q. v.,] (Seer, L,) [or perhaps this is a mistranscription for فَلْجٌ or فِلْجٌ,] The half of a thing: (S, O, K:) pl. of the first and second فُلُوجٌ. (S, O.) One says, هُمَا فَلْجَانِ They two are two halves. (K.) b2: And one says, فِى رِجْلِهِ فُلُوجٌ, [pl. of فَلْجٌ,] In his foot are fissures, or cracks; as also فُلُوحٌ. (S in art. فلح.) b3: See also فَلَجٌ.

فُلْجٌ (S, O, K) and ↓ فَلَجٌ (L) and ↓ فُلْجَةٌ, (O, K,) substs., (or, accord. to some, the first and second are inf. ns., TA,) Success; success in an enterprise or a contest; conquest; or victory. (S, O, L, K.) One says, لِمَنَ الفُلْجُ and ↓ الفَلَجُ To whom belongs success, or the conquest, or victory? (Lh, L.) b2: See also فَلْجٌ.

فِلْجٌ: see فَلْجٌ. b2: Also, (S, O, Msb, K,) and ↓ فَالِجٌ, (TA,) or قَفِيزٌ فَالِجٌ, (AO, S, O,) A certain measure of capacity, (AO, S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) with which things are divided, (TA,) of large size, said to be the same as the قَفِيز [q. v.]; and ↓ فَالِجٌ is said to be an arabicized word, from the Syriac فالغا: (L: [but see فُلُجٌّ:]) it is said that the ↓ فَالِج [thus in my copy of the Mgh, but it is there strangely added that it is “ with fet-h,” as though فَالَج,] is two fifths of what is termed الكُرُّ المُعَدَّلُ, [see art. كر,] and, by 'Alee Ibn-'Eesà, that it is larger than the فِلْج: in the T, the ↓ فَالِج is said to be the half of the great كُرّ; and the فِلْج is the measure of capacity that is called in Syriac فَالَغَا. (Mgh.) فَلَجٌ: see فُلْجٌ, in two places.

A2: It is also an inf. n. of فَلِجَ [q. v.]: (Lh, TA:) and signifies Distance, or width, between the teeth; (K;) as also ↓ تَفْلِيجٌ: (TA:) or, between the medial and lateral incisors, (T, S, O,) when natural; and تَفْلِيجٌ, distance, or width, between those teeth when it is the effect of art. (T.) فَلَجٌ in all the teeth is disapproved, and not at all beautiful; but it is esteemed goodly when only between the two middle teeth. (TA.) b2: Also Distance, or width, between the feet, (Lth, O, K, TA,) in the posterior direction: (O, TA:) or, between the shanks; like فَحَــجٌ: (ISd, TA:) or crookedness, or curvature, [or a bowing outwards,] of the arms. (TA. [See أَفْلَجُ.]) And The turning over of the foot upon the outer side, and displacement of the heel; in a neuter sense. (L.) A3: Also, (S, K,) and, accord. to the S, فَلْجٌ, but this is a mistake, (IB, K,) A river: (A'Obeyd, TA:) or a small river: (S, O, K:) a rivulet, or streamlet; syn. جَدْوَلٌ: (A:) or a running spring of water: or running water: (R, TA:) or a large well: (Ibn-Kunáseh, TA:) pl. أَفْلَاجٌ (S, O) and فَلَجَاتٌ (R, TA) [or فُلْجَانٌ, for] فُلْجَانٌ signifies rivulets, streamlets, or small channels, for the irrigation of seed-produce: and ↓ فُلُجٌ, with two dammehs, signifies a rivulet, streamlet, or small channel, for irrigation, running to every part of a garden. (L.) b2: فَلَجٌ is also sometimes used as an epithet: one says مَآءٌ فَلَجٌ meaning Running water: and عَيْنٌ فَلَجٌ a running spring of water. (L.) A4: And الفَلَجُ signifies The daybreak. (TA.) فَلِجٌ [part. n. of فَلِجَ]: see an ex. voce أَفْلَجُ.

فُلُجٌ: see فَلَجٌ, last sentence but two. b2: It is also a pl. of فَلِيجٌ [q. v. voce فَلِيجَةٌ].

فَلْجَةٌ: see فَلِيجَةٌ.

فُلْجَةٌ: see فُلْجٌ.

فَلَجَاتٌ Fields, or lands, sown, or for sowing. (TA. [See also فَلَحَةٌ, in art. فلح.]) b2: See also فَلَجٌ, last sentence but two.

فُلُجٌّ, [thus in the L,] accord. to Sb, A sort of men: one says, النَّاسُ فُلُجَّانِ The people, or men, are two sorts; [for ex.,] consisting of entering and going out: [but I think it most probable that فُلُجٌّ and فُلُجَّانِ are mistranscriptions for فِلْجٌ and فِلْجَانِ, for] Seer says that فلج signifying “ a half ” and “ a sort ” is derived from فِلْجٌ syn. with قَفِيزٌ: thus he makes فِلْجٌ an Arabic word. (L.) See also فَلْجٌ.

فِلْجَانٌ, [said to be] from فِلْجٌ signifying “ a certain measure of capacity,” [but app. from the Pers\. فِنْجَان,] A [small porcelain or earthenware] cup out of which coffee &c. is drunk; commonly pronounced by the vulgar فِنْجَان and فِنْجَال [from the Pers\. پِنْگَان and پِنْگَال, and also called ↓ فِلْجَانَةٌ, vulgarly فِنْجَانَة; and ↓ فِيَالَجَة: (see سَوْمَلَةٌ:) pl. فَلَاجِينُ and فَنَاجِينُ and فَنَاجِيلُ]. (TA.) فِلْجَانَةٌ: see the next preceding paragraph.

فَلِيجٌ: see the paragraph here following.

فَليِجَةٌ One of the oblong pieces of cloth of a tent: (TA:) or, of a [tent of the kind called]

خِبَآء: (As, S, O, K:) As says, I know not in what part it is: (TA:) ↓ فَلِيجٌ appears to be used for it by poetic license; or the word may be one of those pronounced with and without ة; or without ة it may be a pl. [or coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is with ة: (M, TA:) [or] فَلِيجٌ signifies a single oblong piece of a بِجَاد [q. v.]; and its pl. is فُلُجٌ: (L and TA in art. بجد:) and [in like manner] ↓ فَلْجَةٌ signifies a piece of a بِجَاد. (TA in the present art.) b2: See also فَلِيحَةٌ, with ح.

فَلُّوجٌ A writer. (Ibn-Jembeh, O, K.) and A manager and reckoner: from the phrase هُوَ يَفْلُجُ الأَمْرَ, expl. above. (TA.) فَلُّوجَةٌ Land that is put into a right, or proper, state for sowing; (S, O, K;) good, clear, land prepared for sowing: (TA:) pl. فَلَالِيجُ. (S, O, K.) And [hence, app.,] Any one town, or village, of the Sawád: (O, K: *) pl. as above. (O.) رَجُلٌ فَالِجٌ فِى حُجَّتِهِ A man who succeeds, or overcomes, in his argument, plea, allegation, or the like; as also ↓ فَلْجٌ. (TA.) And السَّهْمُ الفَالِجُ The arrow that is successful: (S, O, K:) the winning arrow in the game called المَيْسِر: or it may mean the arrow that is successful in a contest at archery. (TA.) A2: See also فِلْجٌ, in four places. b2: فَالِجٌ (S, O, L, K) and ↓ فَلْجٌ (L) also signify A large, or bulky, camel, with two humps, that is brought from Es-Sind for the purpose of covering: (S, O, * K:) or a camel with two humps, between the Bukhtee (البُخْتِىّ) and the Arabian: so called because his hump is divided in halves, or because his two humps have different inclinations: (L:) pl. of the former فَوَالِجُ. (S, M, K; all in art. صر.) b3: And الفَالِجُ signifies [Palsy, or paralysis, whether partial or general; hemiplegia or paraplegia:] a disease arising from a flaccidity in one of the lateral halves of the body; (A;) or a flaccidity in one of the lateral halves of the body, (K, TA,) arising suddenly, (TA,) occasioned by an efflux of a phlegmatic humour, and causing the passages of the spirit to become obstructed; (K, TA;) this being its first effect; it deprives the patient of his senses and his motion; and is sometimes in one member: (TA:) or a flatus (رِيحٌ S, O, L, TA) which attacks a man, and deprives him [of the use] of one lateral half of the body; (thus in the L, and the like is said in the 'Eyn; TA;) whence it is thus called: (IDrd, S, O:) or a disease that arises in one of the lateral halves of the body, occasioning the loss of the senses and of motion, and sometimes in both lateral halves, and sudden in its attack; on the seventh [day] it is dangerous; but when it has passed the seventh, its acuteness ceases; and when it has passed the fourteenth, it becomes a chronic disease: (Msb:) it is called in a trad. of Aboo-Hureyreh دَآءُ الأَنْبِيَآءِ [the disease of the prophets]: and is said by Et-Tedmuree, in the Expos. of the Fs, to be a disease that attacks a man when the venters (بُطُون) of the brain become filled with certain moistures, or humours, occasioning the loss of sensation and of the motions of the members, and rendering the patient like a dead person, understanding nothing. (TA.) A3: أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, or كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ, is a saying expl. in art. خلو.

فَيْلَجٌ [The cocoon of a silk-worm;] the thing from which قَزّ is obtained: an arabicized word; [from the Pers\. پِيلَهْ pélah; but said to be] originally فَيْلَق, and thus some pronounce it. (Msb,) فِيَالَجَةٌ: see فِلْجَانٌ. [فَيَالِجَة occurs in art. قز.

in the TA, as its pl.; being there expl. as meaning small cups (فَنَاجِين) in which wine (شَرَاب) is drunk: but I think that this may be taken from a mistranscription for فِيَالَجَة.]

أَفْلَجُ, (TA,) or أَفْلَجُ الأَسْنَانِ, (S, Mgh, O, K, TA,) applied to a man, and فَلْجَآءُ الأَسْنَانِ applied to a woman, (S, O,) for the teeth must be mentioned, (IDrd, S, O, K,) [but MF disputes this,] and الأَسْنَانِ ↓ مُفَلَّجُ, applied to a man, accord. to one reading of a trad., (TA,) Having the teeth separate, one from another: (TA:) or, distant, or wide apart, one from another: (Mgh, * K:) or having the medial and lateral incisors distant, one from another, or wide apart. (S, O.) [See also أَفْرَقُ.] And الثَّنَايَا ↓ مُفَلَّجُ A man having an interstice between the middle pair of teeth; (S, O, K;) as also الثَّنَايَا ↓ فَلِجُ; (A;) contr. of مُتَرَاصُّ الثَّنَايَا. (S, O.) And ↓ مُتَفَلِّجَةٌ A woman that makes open spaces between her front teeth, for the purpose of improving their appearance. (L, from a trad., in which a curse is pronounced against her who does this.) And ثَغْرٌ أَفْلَجُ Front teeth that are separate, or distant, or wide apart, one from another; and ↓ مُفَلَّجٌ signifies the same [app. when they are rendered so artificially: see فَلَجٌ]. (TA.) b2: And أَفْلَجُ applied to a man, Having a crookedness, or curvature, [or bowing outwards,] in the arms: when it is in the legs, the person is termed أَــفْحَــجُ: (L:) or wide between the arms: (O, K:) or wide between the paps; (S, L;) which last explanation is said in the K to be erroneous; but he who is wide between the paps is also wide between the arms. (MF.) b3: هِنٌ أَفْلَجُ A vulva, of a woman, whereof the labia majora are wide apart. (L.) b4: فَرَسٌ أَفْلَجُ A horse having the prominent parts of the haunch-bones wide apart. (IDrd, O, L.) أَفْلَجِىٌّ Having the fingers wide apart. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

مُفْلَجٌ [Rendered] successful, or victorious; and safe, or secure. (KL.) [See also its verb.]

مُفَلَّجٌ: see أَفْلَجُ, in three places. b2: أَمْرٌ مُفَلَّجٌ An affair not rightly disposed or directed. (O, K.) مَفْلُوجٌ Having the disease termed الفَالِجٌ. (S, Mgh, O, Msb, K.) مُتَفَلِّجَةٌ: see أَفْلَجُ.
فلج
: (الفَلْجُ) بفتحٍ فسكونٍ (: الظَّفَرُ والفَوْز) ، هاذا هُوَ الْمَنْقُول فِيهِ، (كالإِفْلاجِ) رُبَاعيًّاً. صَرَّحَ بِهِ ابنُ القَطّاع فِي الأَفْعَال، والسَّرَقُسْطيّ، وصاحِبُ الواعِي، وثابتٌ، وأَبو عُبَيْدَةَ، وقُطْربٌ فِي فَعَلْت وأَفْعَلت، وغيرُهم. واقتصرَ ثعلبٌ فِي الفَصِيح على الثلاثيّ، ومُقْتَضَى كلامِه أَن يكون الرباعيُّ مِنْهُ غيرَ فصيحٍ. وَلم يُتَابَعْ على ذالك. يُقَال: فَلَجَ الرَّجلُ على خَصْمِه وأَفْلَجَ إِذا عَلاهُم وفاتَهم. وكذالك فَلَجَ الرّجُلُ أَصحابَه. وفَلَجَ بحُجَّته، وَفِي حُجَّتِه، يَفْلُجُ فَلْجاً وفُلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، كذالك. وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ فازَ. وأَفْلَجَه اللَّهُ عَلَيْه فَلْجاً وفُلُوجاً.
(وَالِاسْم) للمصدر من كلّ ذالك الفُلْجُ، (بالضّمّ) فالسكون، (كالفُلْجَة) بِزِيَادَة الهاءِ. وهاذا الّذي ذكرَه المصنِّف من الضّمّ فِي اسْم الْمصدر هُوَ الْمَعْرُوف فِي قواعِد اللُّغويّين والصَّرفيّين. وحكَى بعضٌ فِيهِ الفَلَجَ، محرَّكَةً، فَهُوَ مُسْتَدْرك عَلَيْهِ.
قَالَ الزَّمَخْشَريّ فِي شرخ مقاماته: الفُلْجُ والفَلَجُ كالرُّشْد والرَّشَد: الظَّفَر. ومِثْلُه فِي (الأَساس) . ونَقَلَه شُرّاحُ الفَصِيح.
وَفِي (اللِّسَان) : والاسمُ من جَمِيع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ، يُقَال: لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ .
قلت: هُوَ نَص عِبارةِ اللِّحْيَانيّ فِي النَّوادر. وَقَالَ كُراع فِي المُجرَّد: يُقَال فِي الْمصدر من فَلَجَ: الفُلْج، بضمّ الفاءِ وتسكين الّلام، والفَلَجُ، بِفَتْح الفاءِ واللاّم.
قلت: وَقد أَنكرَه الدَّمَامِينيّ، وتَبِعَه غيرُ واحِدٍ، وَلم يُعوَّل عَلَيْهِ.
(و) الفَلْجُ: القَسْمُ، فِي (الصّحاح) : فَلَجْتُ الشْيءَ أَفْلِجْه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً: إِذا قَسَمْته.
وَفِي (الْمُحكم) و (اللِّسَان) : فَلَجَ الشَّيْءَ بَينهمَا يَفْلِجُه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً: قَسَمَه بِنصْفَيْن. وَهُوَ التَّفْريق و (التَّقْسِيم، كالتَّفْليجِ) ، وَمِنْهُم من خَصَّه بِالْمَالِ، باللاَّمِ، وَآخَرُونَ بالماءَ الجارِي؛ والكلُّ صحيحٌ. قَالَ شَمِرٌ: فَلَّجْتُ المالَ بَينهم: أَي قَسَمْته. وَقَالَ أَبو دُواد:
فَفريقٌ يُفْلِّجُ اللَّحْمَ نيئاً
وفَرِيقٌ لِطَابِخِيهِ قُتَارُ
وَهُوَ يُفَلِّجُ الأَمْرَ، أَي يَنظر فِيهِ ويُقَسِّمه ويُدَبِّره؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الْمِصْبَاح) ، وسيأْتي القولُ الثَّانِي.
(و) الفَلْجُ أَيضاً: (الشَّقُّ نِصْفَيْنِ) يُقَال: فَلَجْت الشيْءَ فِلْجَيْن، أَي شَقَقْته نِصْفَيْن، وَهِي الفُلُوجُ، الوَاحِد فَلْج وفِلْجٌ.
(و) الفَلْجُ: (شَقُّ الأَرْضِ للزِّراعَة) ، يُقَال؛ فَلَجْت الأَرْضَ للزِّراعَة، وكلُّ شَيْءٍ شَقَقْتَه فقد فَلَجْتَه.
(و) الفَلْجُ (فِي الجِزْيَة: فَرْضُهَا) ، وَفِي نُسخة شَيخنَا الَّتِي شَرَحَ عَلَيْهَا (والجِزْيَةَ: فَرَضَهَا) ثمّ نقلَ عَن شفاءِ الغليل: أَنه مُعَرَّب. وَفِي حَدِيث عُمَرَ (أَنه بَعثَ حُذيفَةَ وعُثْمَانَ بنَ حُنَيْفٍ إِلى السَّوَادِ ففَلَجَا الجِزْيَةَ على أَهْلِهَا) فَسَّرَه الأَصمعيّ فَقَالَ: أَي قَسَماها، وأَصلُه من الفِلْج، وَهُوَ المِكْيَالُ الَّذِي يُقَال لَهُ: الفَالِجُ. قَالَ: وإِنّمَا سُمِّيَت القِسْمَةُ بالفَلْجِ لأَنّ خَرَاجَهُم كَانَ طَعَاما.
وَفِي (الأَساس) : وفَلَجُوا الجِزْيَةَ بينَهُم قَسَمُوهَا. وفَلِّجْ بَين أَعْشِرائِك لَا تَخْتَلِطْ، أَي فَرِّقُ. وَفِي (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) و (اللِّسَان) فَلَجْتُ الجِزْيَةَ على القَوْمِ: إِذا فَرَضْتَهَا عَلَيْهِم. قَالَ أَبو عُبيد: هُوَ مأْخُوذٌ من القَفيزِ الفالِجِ.
وفَلَجَ القَوْمَ، وعَلَى القَوْمِ، (يَفْلُجُ ويَفْلِج) ، بالضّمّ وَالْكَسْر، فَلْجاً، وَاقْتصر الجماهيرُ على أَن الفِعْل الثلاثيَّ مِنْهُ كنَصَرَ لَا غيرُ، وَبِه صَرَّحَ فِي (الصّحاح) وَغَيره، قَالَه شيخُنَا.
ثمَّ إِن هاذا الَّذِي ذَكرْناه من الوَجُهَيْن إِنما هُوَ فِي: فَلَج القَوْمَ: إِذا ظَفِرَ بهم. والمصنِّف يدَّعي أَنه (فِي الكُلّ) من فَلَجَ: إِذا ظَفِرَ، وفَلَجَ: إِذا قَسَمَ، وفَلَجَ: إِذا شَقّ، وفَلَج: إِذا فَرَض. وَلم يُصَرِّحْ بذالك أَربابُ الأَفعال. فالمعروف فِي فَلَجَ: إِذا قَسَمَ، أَنه من حَدِّ ضرَب لَا غيرُ، وَمَا عَدَاهَا كنَصَرَ لَا غَيْرُ، فلتُرَاجَعْ فِي مَظَلِّهَا. ثمَّ إِنه لم يتعرَّض لتَعْدِيَتِه بنفْسِه أَو بأَحَدِ الحُرُوف. فالمشهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجمهورُ أَنه يتَعَدَّى بَعَلَى، وَاقْتصر عَلَيْهِ فِي الفصيح ونَظْمه. وصَرَّحَ ابنُ القَطَّاع بتعْدِيَته بنفْسه، وتابَعَه جماعةٌ.
(و) عَن ابْن سَيّده: الفَلْجُ: (: ع، بَين البَصْرَة و) حِمَى (ضَرِيَّةَ) مُذكَّر. وَقيل: هُوَ وَادٍ بطريقِ البَصْرةِ إِلى مكَّة، ببطْنِه منازلُ للحَّاجِّ، مَصْرُوفٌ. قَالَ الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة:
وإِنّ الّذي حَانَتْ بفَلْجٍ دِمَاؤُهمْ
هُمُ القَوْمُ كلُّ القَوْمِ يَا مَّ خالدِ
وَقيل: هُوَ بَلدٌ. وَمِنْه قِيل. لطريقٍ مأْخَذُهُ من البَصرَةِ إِلى اليمامَةِ: طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ. قَالَ ابْن بَرّيّ: النّحويّون يستشهدون بهاذا الْبَيْت على حذف النّون من (الَّذين) لضَرُورَة الشِّعْر، والأَصل فِيهِ: (وإِنّ الّذِين) فحــذَفَ النّونَ ضَرُورَة.
(و) الفِلْج، (الكسْر: مِكْيَالٌ) ضَخْمٌ (م) ، أَي مَعْرُوف يُقْسَم بِهِ وَيُقَال لَهُ: الفَالِجُ. وقِيل: هُوَ القَفِيزُ. وأَصلُه بالسُّرْيَانِيَّة: (فالغَاءُ) فعُرِّبَ. قَالَ الجَعْدِيّ يَصف الخَمْر.
أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا
رِينَ وفِلْجٌ مِن فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قلت: وَمن هُنَا يُؤْخَذ قَوْلهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرَهَا (فِلْجَان) والعَامّة تَقول: فِنْجَان، وفِنْجَال، وَلَا يصحّانِ.
(و) الفِلْج من كل شْيءِ: (النِّصْفُ) ، وَقد فَلَجَه: جعلَه نِصْفَين. (ويُفْتَح) فِي هاذه، (و) يُقَال: (هُمَا فِلْجَانِ) . وَقَالَ سِيبويه: الفِلْج: الصِّنْف من النَّاس، يُقَال: الناسُ فَلْجَانِ: أَي صِنْفَانِ من داخلٍ وخارجٍ. وَقَالَ السِّيرَافيّ من داخلٍ وخارجٍ. وَقَالَ السِّيرَافيّ الفِلْج: الّذي هُوَ النِّصْف والصِّنْف مُشْتَقّ من الفِلْج الّذي هُوَ القَفيز، فالفلْج على هاذا القَوْل عربيّ، لأَن سِيبَوَيْهٍ إِنما حَكَى الفلْج على أَنه عربيّ، غير مشتقّ من هاذا الأَعجميّ: كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) الفَلَجُ، (بِالتَّحْرِيكِ: تَبَاعُدُ مَا بَين القَدَمَيْنِ) أُخُراً. وَقيل: الفَلَجُ اعْوجاجُ اليَدَيْنِ، وَهُوَ أَفْلَجُ، فإِن كَانَ فِي الرِّجْلَيْن فَهُوَ أَــفْحَــجُ، (و) قَالَ ابْن سَيّده: الفَلَجُ: (تَبَاعُدُ) مَا بَين السّاقَيْنِ، وَهُوَ الــفَحَــجُ، وَهُوَ أَيضاً تَبَاعُدخ (مَا بينَ الأَسنانِ) ، فَلِجَ فَلَجاً وَهُوَ أَفْلَجُ، وثَغْرٌ مُفَلَّجُ أَفْلَجُ، ورجُلٌ أَفْلَجُ: إِذا كَانَ فِي أَسنانِه تَفرُّقٌ، وَهُوَ التَّفْليجُ أَيضاً. وَفِي التّهذيب والصّحاح: الفَلَجُ فِي الأَسنانِ: تَباعُدُ مَا بينَ الثَّنَايَا والرَّبَاعِيَاتِ خِلْقَةً، فإِنْ تُكُلِّفَ فَهُوَ التَّفْلِيج. (وَهُوَ أَفْلَجُ الأَسنانِ) وامرأَةٌ فَلْجَاءُ الأَسنانِ. قَالَ ابْن دُريد: (لَا بُدَّ من ذِكْر الأَسنانِ) ، نَقله الجوهَرِيّ. وَقد جاءَ فِي وَصْفه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ) ، وَفِي روايةٍ: (مُفَلَّجَ الأَسنانِ) ، كَمَا فِي الشَّمائل. وَفِي الشِّفَاءِ (كَانَ أَفْلَجَ أَبْلَجَ) قَالَ شَيخنَا: وإِذا عَرفتَ هاذا، ظهرَ لَك أَن مَا قالَه ابنُ دُرَيْدٍ: إِنْ أَراد لَا بُد من ذكر الأَسنان وَمَا بمعناها كالثَّنَايَا كَانَ على طريقِ التَّوْصِيف، أَو لأَخفّ الأَمرِ، ولَّكنه غيرُ مسلَّم أَيضاً، لمَا ذَكَره أَهلُ اللّغَة من أَن فِي الجمهرة أُموراً غير مُسلَّمة. وَبِمَا ذُكِرَ تَبَيَّن أَنه لَا اعتراضَ على مَا فِي الشّفاءِ، وَلَا يَأْبَاه كونُ أَفلَجَ لَهُ معنى آخَرُ، لأَن القَرِينَةَ مُصَحِّحةٌ للاستعمال. انْتهى. ثمَّ إِن الفَلَجَ فِي الأَسنان إِن كَانَ المرادُ تَبَاعُدَ مَا بَينهَا وتَفْرِيقَها كلَّهَا فَهُوَ مذمومٌ، لَيْسَ من الحُسْنِ فِي شَيْءٍ، وإِنما يَحْسُن بَين الثنايا، لتفصيلِه بَين مَا ارْتَصَّ من بَقِيَّة الأَسنان وتَنَفُّسِ المتكلِّم الفَصِيح مِنْهُ، فَلْيُحَقَّقْ كلامُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجمهرةِ.
وَفِي (الأَساس) : استَقَيْتُ الماءَ من الفَلَجِ: أَي الجَدْوَلِ.
قَالَ السُّهَيْليّ فِي (الرَّوْض) : الفَلَجُ: العَيْنُ الجارِيَةُ، والماءُ الجارِي، يُقَال ماءٌ فَلَجٌ، وعَيْنٌ فَلَجٌ، وَالْجمع فَلَجَاتٌ وَقَالَ ابْن السِّيد فِي الفَرق: الفَلَج: الجارِي من الْعين. والفَلَج: البِئْرُ الْكَبِيرَة، عَن ابْن كُنَاسة. وماءٌ فَلَجٌ: جارٍ. وَذكره أَبو حنيفَة الدِّينَوريّ بالحاءِ الْمُهْملَة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخَر: سُمِّيَ الماءُ الْجَارِي فَلَجاً، لأَنه قد حَفَر فِي الأَرضِ وفَرَّقَ بينَ جانِبَيْهَا، مأْخُوذٌ من فَلَجِ الأَسنان، قلتُ: فَهُوَ إِذنْ من الْمجَاز.
(و) فِي (اللِّسَان) : الفَلَج، بالتَّحْرِيك (: النَّهْرُ) ، عَن أَبي عُبَيْدٍ. وَقيل: هُوَ النَّهْرُ (الصَّغِيرُ) ، وَقيل: هُوَ الماءُ الجَارِي. قَالَ عَبِيدٌ:
أَو فَلَج ببَطْنِ وادٍ
للماءِ من تَحْتِه قَسِيبُ
قَالَ الجوهريّ: (وَلَو رُوِيَ: (فِي بطُون وادٍ) ، لاسْتَقَامَ وَزْنُ البيتِ. والجمعُ أَفلاجٌ. وَقَالَ الأَعشى:
فَمَا فَلَجٌ يَسْقِي جَدَاوِلَ صَعْنَبَى
لَهُ مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كُلِّ مَوُرِدِ
(وغَلِطَ الجوهَريّ فِي تسكين لامه) . نَصُّه فِي صحاحه: والفَلْج: نَهرٌ صغيرٌ. قَالَ العَجّاج:
فَصَبَّحَا عَيْناً رِوًى وفَلْجَا قَالَ: والفَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ، لُغَة فِيهِ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: صوابُ إِنشادِه:
تَذَكَّرَا عَيْناً رِوًى وفَلَجَا
بتحريك اللَّام. وَبعده:
فرَاحَ يَحْدُوهَا وبَاتَ نَيْرَجَا
وَالْجمع أَفْلاَجٌ. قَالَ امْرُؤ القَيْس:
بعَيْنَيّ ظُعْنُ الحَيِّ لمَّا تَحَمَّلوا
لَدَى جانِبِ الأَفْلاَجِ مِن جَنْب تَيْمَرَا
وَقد يُوصَف بِهِ، فَيُقَال: ماءٌ فَلَجٌ، وعَيْنٌ فَلَجٌ. وَقيل: الفَلَج: المَاءُ الجارِي من العَين؛ قَالَه اللّيث. وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ: الفَلَجُ: مدينةٌ بأَرضِ اليَمَامة لبنِي جَعْدَةَ وقُشَيْرٍ ابْنَيْ كَعْبِ بن رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعةَ، كَمَا أَن حَجْراً مدينةٌ لبني رَبِيعَةَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدّ بنِ عَدْنَانَ، قَالَ الجَعْدي:
نَحْنُ بنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قلت: وأَنشد ابنُ هِشَام فِي (المُغْني) قَول الرّاجز:
نَحن بَنو ضَبَّةَ أَصحابُ الفَلَجْ
قَالَ البَدْرُ الدَّمامِينيّ فِي شرْحه: إِنّ التحريكَ غيرُ مَعْرُوف، وإِنه وقعَ للرَاجز على جِهة الضَّرُورَة والإِتباع للفَتْحة. قَالَ شيخُنا: وَهَذَا مِنْهُ قُصورٌ وعدمُ اطّلاع، واغترارٌ بِمَا فِي (القَامُوس) و (الصّحاح) من الِاقْتِصَار الّذي يُنافي دَعْوَى الإِحاطَةِ والاتّساع، ثمَّ قَالَ: وَمَا قَاله الدّمامينيّ مَبْنيٌ على شَرْح الفَلْج بالظَّفَرِ، وشَرَحه غيرُهُ بأَنه اسمُ مَوضعٍ. انْتهى.
و (الأَفْلَج: البَعيدُ مَا بَين اليَدَيْنِ) .
وَفِي (اللِّسَان) : وَقيل الأَفلجُ: الّذي اعْوِجاجُه فِي يَدَيْه، فإِن كَانَ فِي رِجْليه فَهُوَ أَــفْحَــجُ.
(وغَلِطَ الجوهريّ فِي قَوْله: البعيدُ مَا بَين الثَّدْيَيْنِ) .
وَفِي (اللِّسَان) : الأَفلجُ أَيضاً من الرِّجَال: البَعيدُ مَا بَين الثَّدْيَينِ. قَالَ شيخُنا: وَقد تَعَقَّبوه بأَنّ الْمَعْنى واحدٌ، وَهُوَ الْمَقْصُود من التَّعْبِير، وَقَالُوا: يَلزمُ عادَةً من تَبَاعُدِ مَا بَين الثَّدْيَين تباعُدُ مَا بَيْن اليَدَينِ، والثَّدْيُ عامٌّ فِي الرِّجال والنِّسَاءِ، كَمَا تقدّم، فَلَا غلطَ.
(و) الفَلْجُ والفَالِجُ: البَعِيرُ ذُو السَّنامَيْن، وَهُوَ الّذي بَين البُخْتِيّ والعَرَبيّ، سُمِّي بذِّلك لأَن سَنامه نِصْفَانِ، وَالْجمع الفَوَالِجُ. وَفِي (الصّحَاح) (الفالِجُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ ذُو السَّنامَيْن يُحْمَل من السِّنْدِ) البلادِ المعروفةِ (للــفِحْــلَةِ) ، بِالْكَسْرِ. وَقد ورد فِي الحَدِيث: (أَنّ فالِجاً تَردَّى فِي بِئرٍ) . وَقيل: سُمِّيَ بذالك لأَن سَنَامَيْه يَخْتلِف مَيْلُهما.
والفَلْج والفُلْج: القَمْر.
والفَالِجُ فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: اللَّهُن المُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لَهَا إِذا ذُكِرَتْ وتُغْرِي بِهِ لِئَام النّاسِ كاليَاسِرِ الفالِجِ) اليَاسِرُ المُقَامِرُ (و) عنهُ الفالِجُ: (الفائزُ من السِّهَام) . سَهْمٌ فَالِجٌ: فائزٌ. وَقد فَلَجَ أَصحابَه وعَلى أَصحابه، إِذا غَلَبَهُم. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَيُّنَا فَلَجَ أَصحابَه) . وَفِي حَدِيث سعدٍ: (فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ) : أَي القامِرَ الغالِبَ. قَالَ: وَيجوز أَن يكون السّهْمَ الّذي سَبَقَ بِهِ فِي النِّضَال.
(و) الفالجُ: مَرَضٌ من الأَمراضِ يَتَكوَّنُ من (اسْتِرْخَاءِ) أَحدِ شِقَّيِ البَدَنِ طُولاً؛ هاذا نَصُّ الزَّمَخْشَريّ فِي (الأَسَاس) . وَزَاد فِي شَرْحِ نَظْمِ الفصيح: فيَبحطُلُ إِحساسُه وحَرَكَتُه، وَرُبمَا كَانَ فِي عُضْوٍ وَفِي (اللِّسَان) هُوَ رِيحٌ يأْخُذُ الإِنسانَ فَيَذْهَب بشِقِّه. ومثلُه قَول الخَليل فِي كتاب العَين. وَقد يَعْرِض ذالك (لأَحَدِ شِقَّيِ البَدَنِ) ويَحْدُث بَغْتَةً (لانْصِبابِ خِلْطٍ بَلْغَمِيّ) ، فأَوّلُ مَا يُورِث أَنه (تَنْسَدّ مِنْهُ مَسَالِكُ الرُّوحِ) ، وَهُوَ حاصلُ كلامِ الأَطباءِ. وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ: (الفالِجُ داءُ الأَنبياءِ) : وَقَالَ التَّدْمُريّ فِي (شرح الفصيح) : الفالِج: داءٌ يُصيب الإِنسانَ عِنْد امتلاءِ بُطُون الدِّماغ من بعضِ الرُّطوبات، فيَبْطُل مِنْهُ الحِسُّ وحَركاتُ الأَعضاءِ، ويَبْقَى العَليلُ كالمَيْتِ لَا يَعْقِل شَيْئا.
والمَفْلُوجُ: صاحبُ الفالِج.
وَقد (فُلِجَ كعُنِيَ) اقْتصر عَلَيْهِ ثعلبٌ فِي الفَصِيح، وتَبعَه المشاهيرُ من الأَئمّة، زَاد شيخُنَا: وبَقِيَ على المصنّف أَنه يُقَال: فَلِجَ، بِالْكَسْرِ، كعَلِمَ؛ حكاهَا ابنُ القَطَّاع والسَّرَقُسْطِيّ وغيرُهُمَا (فَهُوَ مَفْلُوجٌ) ، قَالَ ابْن دُرَيْد: لأَنّه ذَهَبَ نِصْفُه. وَقَالَ ابْن سَيّده: فُلِجَ فالِجاً، أَحَدُ مَا جاءَ من المصادرِ على مِثَالِ فاعِلٍ.
(و) بِلَا لامٍ: (ابنُ خلاوَةَ) الأَشْجَعِيّ، اسمُ رَجلٍ، (و) كَانَ فِي قِصَّته أَنه (قِيلَ لَهُ يَوْمَ الرَّقَم) محرّكةً من أَيّامهم الْمَشْهُورَة (لمّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرَى) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي بَعْضهَا: لمّا قتلَ أَنيسٌ الأَسَديّ، وَلَا يصحّ (: أَتَنْصُر أُنَيْساً؟ فَقَالَ: إِنه مِنْهُ بَرِيءٌ. ومَنه قولُ المُتَبَرِّىءِ من الأَمْر) : فُلانٌ يَدَّعِي عَلَيَّ فَوْدَيْن وغِلاوَةً و (أَنا مِنْهُ فالِجُ بنُ خَلاَوَة) : أَي أَنا مِنْهُ بَرِىءٌ؛ قَالَه الأَصمعيُّ، وَعَن أَبي زيدٍ: يُقَال للرجل إِذا وَقَعَ فِي أَمْرٍ قدْ كَانَ مِنْهُ بمَعْزِلٍ: كنتَ من هذَا فالِجَ بنَ خَلاَوَةَ، يَا فَتى. وَفِي (اللّسَان) : ومثلُه قَول الأَصمعيّ: لَا نَاقَةَ لي فِي هاذا وَلَا جَمَلَ؛ رَوَاهُ شَمهرٌ لابنِ هانِىءٍ، عَنهُ.
(والفَلُّوجَةُ، كسَفُّودَة: القَرْيَةُ من السَّوَادِ و) هِيَ أَيضاً (الأَرضُ المُصْلَحَةُ) الطّيِّبَةُ البيضاءُ المُسْتَخْرَجَةُ (للزَّرْع) ، و (ج فَلالِيجُ. و) مِنْهُ سْمِّيَ (ع) : مَوْضِعٌ (بالعِراق) فَلُّوجَة. وَفِي (اللِّسَان) : (بالفُرات) بدل: (العِراق) .
(و) قَالَ ابْن دُريد فِي المفلوجِ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه ذَهَب نِصْفُه.
وَمِنْه قيلَ:
الفَلِيجَةُ، (كسَفِينَة) ، وَهُوَ (شُقَّةٌ من شُقَق) البَيتِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: من شُقَقِ (الخِبَاءِ) . قَالَ: وَلَا أَدرِي أَين تكون هِيَ. قَالَ عُمَر بن لَجَإٍ:
تَمَشَّى غَيرَ مُشْتَمِل بثَوْبٍ
سِوَى خَلِّ الفَلِيجَةِ بالخِلاَلِ
وَفِي (المُحْكَم) : وَقَول سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَليّ:
لَظَلَّتْ عَلَيْهِ أُمُّ شِبْل كأَنَّها
إِذا شَبِعَتْ مِنْهُ فَلِيجٌ مُمَدَّدُ
يجوز أَن يكون أَراد: فَلِيجَةً ممدَّدَةً، فحــذَف، وَيجوز أَن يكون ممّا يُقَال بالهاءِ وَبِغير الهاءِ، وَيجوز أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارقُ واحِدَه إِلاّ بالهاءِ.
(و) فِي قَول ابْن طُفَيْل.
تَوَضَّحْنَ فِي عَلْيَاءَ قَفْرٍ كأَنّها
مَهَارِقُ فَلُّوجٍ يُعَارِضْنَ تالِيَا
قَالَ ابنُ جَنْبَةَ: هُوَ (كالتَّنُّورِ: الكاتِبُ) قلت: ويُطْلَق على المدبِّر الحاسِبِ، من قَوْلِهم: هُوَ يُفلِّج الأَمْرَ، أَي ينظر فِيهِ ويُقَسِّمه ويدَبِّره.
(و) فَلُّوجٌ: (ع) .
(و) يُقَال: (أَمْرٌ مُفَلَّجٌ، كمُعَظَّم: غيرُ مُستقيمٍ) على جِهَته (ورَجلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا) وفَلِجُها أَي (مُتَفَرِّجُها) ، الأَخيرة من الأَساس؛ هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: مُنْفَرِجُها، من بابِ الانفعال، وَهُوَ خلافُ المُتَراصّ الأَسنانِ. وَفِي صِفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنه كَانَ مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ) ، وَفِي روايةٍ: (أَفْلَجَ الأَسنانِ) ، وَفِي أُخْرَى: (أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْن) .
(وإِفْلِيجِ، كإِزْمِيل: ع) .
(وفُلْجَةُ) ، بالتسكين (: ع بَين مَكَّةَ والبَصرَةِ) ، وَقيل: هُوَ الفَلَج، المتقدّم ذِكْرُه.
(و) فِي الْمثل: (مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ) . و (أَفْلَجَه) اللَّهُ عَلَيْهِ فَلْجاً وفُلُوجاً: (أَظْفَره) وغَلَّبَه وفَضَّلَه. (و) أَفْلَجَ اللَّهُ (بُرْهَانَه: قَوَّمَه وأَظْهَرَه) . وَالِاسْم من جَمِيع ذالك الفُلْجُ والفَلَجُ، يُقَال: لِمَن الفُلْجُ والفَلَجُ؟ وَفِي حَدِيث مَعْنِ بن يَزِيد: (يابَعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموخاصمتُ (إِليه) فَأَفْلَجَني) أَي حَكَمَ لي وغَلَّبَني على خَصْمي.
(وتَفَلَّجَتْ قَدَمُه) : إِذا (تَشَقَّقتْ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هاذه المادّة:
امرأَة مُتفلِّجَة: وَهِي الّتي تَفعل ذالك بأَسنانها رَغْبَةً فِي التَّحسين. وَمِنْه الحَدِيث (أَنه لَعَنَ المُفتَفلِّجاتِ للحُسْن) .
والفَلَج، محَرَّكةً: انْقِلابُ القَدَم على الوَحْشِيّ وزَوَالُ الكَعْب.
وَهن أَفلج: مُتَبَاعِدَ الاسْكتيْن. وفَرَسٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الحَرْقَفتَين. وَيُقَال من ذالك كلّه: فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجَةً، عَن اللَّحْيَانيّ:
والفِلْجَةُ: القِطْعَة من البِجَادِ.
وتَعَالَ: أُفَالِجْك أُموراً من الحَقِّ، (أَي) أُسَابِقك إِلى الفَلَج لأَيِّنا يكون، من فالَجَ فُلاناً ففَلَجه يَفْلُجه: خاصَمَه فخَصَمَه وغَلَبَه.
ورجلٌ فالِجٌ فِي حُجَّتِه وفَلْجٌ، كَمَا يُقَال بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابِتٌ وثَبْتٌ.
والفُلُجُ، بضمّتين: السّاقِيَةُ الّتي تَجْرِي إِلى جَميعِ الحائطِ.
والفُلْجَانِ: سَوَاقِي الزَّرْعِ.
والفَلَجَاتُ: المَزَارِعُ. قَالَ:
دَعُوا فَلَجَاتِ الشَّأْمِ قدْ حالَ دُونَهَا
طِعَانٌ كأَفْوَاهِ المَخَاضِ الأَوَراكِ
وَهُوَ مَذْكُور فِي الحاءِ.
والفَلَج: الصُّبْح. قَالَ حُميدُ بنُ ثَوْرٍ:
عَن القراميصِ بأَعْلَى لَا حِبٍ
مُعبَّد من عَهْدِ عَاد كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصُّبْحُ كانْبَلَجَ.
واسْتَفْلَجَ فُلانٌ بأَمْرِه بِالْجِيم والحاءِ مَلَكَه.
وفَلجَتْ فُلاَنَةُ بقَلْبي: ذَهَبَتْ بِهِ، وهاذه وَمَا قبلهَا من الأَساس.
وَفِي الحَدِيث ذِكْرُ فَلَجَ، وَهُوَ محرَّكةً: قَريةٌ عظيمةٌ من ناحيةِ اليَمامة، ومَوضعٌ باليَمن من مساكنِ عادٍ؛ كَذَا فِي أَنساب أَبي عِبيدٍ البَكْرِيّ. قلت: وَمن الأَخير ابنُ المُهَاجِر؛ ذَكَرَ ذالك الهَمْدَانيُّ فِي أَسماءِ الشُّهُور والأَيّام.
وفَالُوجَةُ: قَرْيَةٌ بِفِلَسْطِينع.
وفَالِجٌ: اسْمٌ. قَالَ الشّاعِر:
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّقِ فَالِجٍ
فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ
وفالجانُ: قريةٌ بتُونسَ.

حنب

حنب


حَنِبَ(n. ac. حَنَب)
a. Was bow-legged (horse).
تَحَنَّبَa. Was bent, bowed down ( old man ).
b. ['Ala], Felt pity for, pitied.
حَنْبَل
a. Dwarf.
حنب: مِحْنَب. ويجمع على مَحَانِب: شرك، فخ، مصيدة، وَهضق (فوك).
مِحْناب: مِحْنب (المعجم اللاتيني العربي) وفيه ( laques,pedaca) غير أن الصواب ( pedica) .
(حنب)
الْفرس حنبا اعوجت ساقاه وَبعد مَا بَين رجلَيْهِ بِلَا فحــج فَهُوَ أحنب وَهِي حنباء (ج) حنب

(حنب) الْفرس حنب وَالْكبر فلَانا حناه
حنب
الحَنَبُ: اعْوِجاجٌ في السّاقَيْنِ. ورَجُلٌ مُحَنَّبٌ: شَيْخٌ مُنْحَنٍ. والتَّحْنِيْبُ في الخَيْلِ: ما يُوْصَفُ به صاحِبُه بالشِّدَّةِ وليس ذلك من اعِوْجَاجٍ شَدِيْدٍ. ويقال: اسْوَدُ حُنْبُوْبٌ - وجَمْعُه: حَنَابِيْبُ -: مِثْلُ حُلْكُوْكٍ. وفلانٌ مُتَحَنِّبٌ على فلانٍ: بمعنى مُتَحَنِّنٍ.
الْحَاء وَالنُّون وَالْبَاء

الحنَبُ والتَّحنيبُ: احديداب فِي وظيفي يَدي الْفرس، وَلَيْسَ ذَلِك بالاعوجاج الشَّديد، وَهُوَ مِمَّا يُوصف صَاحبه بالشدة. وَقيل: التَّحْنيبُ فِي الْخَيل بعد مَا بَين الرجلَيْن من غير فحــج، وَهُوَ مدح. وَقيل: الحَنبُ والتحنيب اعوجاج فِي السَّاقَيْن. يُقَال من ذَلِك كُله: فرس مُحَنَّبٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَلأياً بلأْيٍ مَا حَمَلْنا وَليدَنا ... على ظهْرِ محبوكِ السَّراةِ مُحَنَّبِ

وَشَيخ مُحَنَّبٌ: منحن. قَالَ:

يَظلُّ نصْبا لِرَيْبِ الدهرِ يقذفُه ... قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفاتِ والسَّقَمِ

حنب: الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ: احْديدابٌ في وَظِيفَيْ يَدَيِ الفَرَسِ،

وليس ذلك بالاعْوجاجِ الشديد، وهو مـمَّا يوصَفُ صاحِبُه بالشِّدَّةِ؛ وقيل: التَّحْنِيبُ في الخَيْل: بُعْدُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ ، من غير

فَحَــجٍ، وهو مَدْحٌ، وهو الـمُحَنَّبُ. وقيل: الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ في الساقَيْنِ، يقال من ذلك كلِّه: فرَسٌ مُحَنَّبٌ؛ قال امرؤُ القيس:

فَلأْياً بِلأْيٍ ما حَمَلْنا وَلِيدَنا، * على ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّراةِ، مُحَنَّبِ

وقيل: التَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ في الضُّلُوعِ؛ وقيل: التَّحْنِيبُ في

الفَرَسِ انْحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في الصُّلْبِ واليَدَيْنِ، فإِذا كان ذلك في

الرِّجْل، فهو التَّجْنِيبُ، بالجيم؛ قال طَرفة:

وكَرِّي، إِذا نادَى الـمُضافُ، مُحَنَّباً، * كسِيدِ الغَضَى، نَبَّهْتَه، الـمُتَوَرِّدِ

الأَزهري: والتَّحْنِيبُ في الخَيْلِ مـما يوصَفُ صاحبُه بالشِّدَّة،

وليس ذلك باعْوِجاجٍ شدِيدٍ. وقيل: التَّحنِيبُ تَوتِيرٌ في الرِّجْلَينِ. ابن شميل: الـمُحَنَّبُ من الخَيلِ الـمُعَطَّفُ العِظامِ.

قال أَبو العباس: الحَنْباءُ، عند الأَصْمعي: الـمُعْوَجَّة الساقَيْن في اليدين؛ قال، وهي عند ابن الأَعرابي: في الرِّجْلين؛ وقال في موضع آخر: الحَنْباءُ مُعْوَجَّة الساقِ، وهو مَدْحٌ في الخَيْلِ.

وتَحَنَّب فلان أَي تَقَوَّس وانْحَنى. وشَيْخٌ مُحَنَّبٌ: مُنْحَنٍ؛ قال:

يَظَلُّ نَصْباً، لرَيْبِ الدَّهْرِ، يَقْذِفُه * قَذْفَ الـمُحَنَّبِ، بالآفاتِ والسَّقَمِ

وحَنَّبَهُ الكِبَرُ وحنَاه إِذا نَكَّسه؛ ويقال: حَنَّبَ فُلانٌ أَزَجاً مُحْكَماً أَي بَناهُ مُحْكَماً فحَــناهُ.

حنب

1 حَنِبَ: see the next paragraph.2 حنّبهُ, inf. n. تَحْنِيبٌ, It (old age, TA) bent him down. (K, * TA.) [See its quasi-pass., 5.]

b2: حنّب أَزَجًا He built firmly a structure of the kind called أَزَج, and made it curved. (K.) b3: تَحْنِيبٌ [as an inf. n. of which the verb, if it have one in any of the following senses, is حُنِّبَ,] also signifies A bending, or curving, and tension [of the sinews] (تَوْتِيرٌ), of the backbone (صُلْب) and fore legs of a horse: (As, S:) or a convexity in the shank (وَظِيف) of each of the fore legs of a horse, (K, * TA,) not being a great curvature, (TA,) and in the backbone (صُلْب): (K:) it is a quality indicative of strength: (Az, TA:) تَجْنِيبٌ (with ج) is [the same] in the hind legs: (As, S, K:) or it [i. e. تحنيب as indicated in the K and by an explanation of مُحَنَّبٌ, but the same explanation is also given to مُجَنَّبٌ,] is width in the space between the hind legs, without what is termed فَجَجٌ [i. e. straddling], or فَحَــجٌ [i. e. the having the fore parts of the feet near together and the heels distant, or having the legs wide apart (like فَجَجٌ), or having the thighs or the middles of the legs wide apart]; (so accord. to different copies of the K;) which is a quality approved: (TA:) or a curving in the سَاقَانِ [here app. meaning the hind legs, or rather the hind shanks; see مُحَنَّبٌ]: as also حَنَبٌ [an inf. n. of which the verb, if it have one, is app. ↓ حَنِبَ]: (K:) or a curving of the ribs. (TA.) [See تَجْنِيبٌ: and see also مُحَنَّبٌ.]5 تحنّب He (a man, S) was, or became, crooked, curved, or bent. (S, K.) b2: [And hence,] تحنّب عَلَيْهِ (tropical:) He was, or became, affected with compassion for him. (K, TA.) حَنْبَآءُ: see what follows.

مُحَنَّبٌ An old man bent (K, TA) with age. (TA.) b2: A horse characterized by what is termed تَحْنِيبٌ: (K:) [see 2:]) accord. to A 'Obeyd, wide in the space between the hind legs, without فَجَجٌ, or فَحَــجٌ: (so accord. to different copies of the S: [see these terms explained above, conj. 2:]) an epithet of commendation: (S:) accord. to ISh, having curved bones: the mare, he says, is termed ↓ حَنْبَآءُ: and this latter, accord. to As, is an epithet applied to a mare curved in the سَاقَانِ [or shanks] of the fore legs: or, accord. to IAar, in [the shanks of] the hind legs: or, as he says in another place, curved in the ساق [here app. meaning the hind shank]. (TA.) [See also مُجَنَّبٌ.]
حنب
: (التَّحْنِيبُ: احْدِيدَابٌ فِي وَظِيفَيْ) يَدَيِ (الفَرَسِ) ، وَلَيْسَ ذَلِك بالاعوِجَاج الشَّدِيدِ، وقيلَ هُوَ اعْوِجَاجٌ فِي الضُّلُوعِ، وقيلَ: التَّحْنِيبُ فِي يَدِ الفَرَسِ: انْحِنَاءٌ (و) تَوْتِيرٌ فِي (صُلْبِهَا) ويَدَيْهَا، (و) التَّجْنِيبُ (بالجِيمِ) وَفِي بعض نسخ الصِّحَاح بِالْبَاء وَهُوَ غَلَطٌ (فِي الرِّجْلَيْن) ، وَقد أَشَرْنا لذَلِك فِي مَوْضِعه، وَقيل: التَّحْنِيبُ: تَوْتِيرٌ فِي الرِّجْلَيْنِ (أَو) هُو (بُعْدُما بَين الرِّجْلَيْنِ بِلَا فَحَــجٍ) ، وَهُوَ مَدْحٌ، (أَو) هُوَ (اعْوِجَاجٌ فِي السَّاقَيْنِ) وَقيل: فِي الضُّلِّوعِ، قَالَ الأَزهريّ: والتَّحْنِيبُ فِي الخَيْلِ مِمَّا يوصَفُ صاحبُه بالشَّدِّةِ، (كالحَنَبِ، مُحَرَّكَةً، وَهُوَ مُحَنَّبٌ، كمُعَظَّمٍ) قَالَ امرؤُ الْقَيْس: فَلاَءْياً بِلاْيٍ مَا حَمَلْنَا وَلِيدَنَا.
عَلَى ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّرَاةِ مُحَنَّبِ
قَالَ ابْن شُمَيْل: المُحَنَّبُ مِن الخَيْلِ المُنْعَطِفُ العِظَامِ، وتقولُ فِي الأُنْثَى: حُنْبَاءُ. قَالَ الأَصمعيّ: وَهِي المُعْوَجَّةُ السَّاقَيْنِ فِي اليَدَيْنِ، قَالَ: وَهِي عِنْد ابْن الأَعْرَابيّ: فِي الرِّجْلَيْنِ، وَقَالَ فِي مَوضِع آخَرَ: الحَنْبَاءُ: مُعْوَجَّةُ السَّاقِ، وَهُوَ مَدْحٌ فِي الخَيْلِ، (وحَنَّبَ) الكِبَرُ (تَحْنِيباً) وحَنَاهُ إِذَا (نَكَّسَ، و) يُقَال حَنَّبَ فلانٌ (أَزَجاً) مُحَرَّكَةً (: بَنَاهُ مُحْكَماً فَحَــنَاهُ) ، نَقله الصاغانيّ (والمُحَنَّبُ كَمُعَظَّم) هُوَ (الشَّيْخُ المُنْحَنِي) مِنَ الكِبَرِ، وأَنْشَدَ الليثُ:
يَظَلُّ نَصْباً لِرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُهُ
قَذْفَ المُحَنَّبِ بالآفَاتِ والسَّقَمِ
(و) مُحَنِّبٌ (كمُحَدِّثٍ: بِئرٌ أَو أَرْضٌ بالمدينةِ) على ساكِنِهَا أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ. (وتَحَنَّبَ) فلانٌ، أَي (تَقَوَّسَ) وانْحَنَى، (و) تَحَنَّبَ (عَلَيْهِ) إِذا (تَحَنَّنَ) ، مجازٌ.
(وأَسْوَدُ حُنْبُوبٌ) كَحُلْبُوبٍ وَزْناً ومَعْنًى، أَي (حُلْكُوكٌ) والنُّونُ لغةٌ فِي اللَّام.
(وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
حِنَّبَا بكَسْرٍ فَنُونٍ مشدَّدَةٍ مفتوحَةٍ: ناحِيَةٌ من نَوَاحِي زَاذَانَ من شَرْقِيِّ دِجْلَةَ مِن سَوَادِ العِرَاقِ.
[حنب] الاصمعي: النحنيب في الفرس: انحناءٌ وتوتيرٌ في الصُلب واليدين، فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب بالجيم. قال طرفة: وكرى إذا نادى المضاف مجنبا * كَسيدِ الغَضى نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ وقال أبو عبيد: المُحَنَّبُ: البعيد ما بين الرِجْلَيْنِ من غير فَحَــجٍ، وهو مدحٌ. وتَحنَّب فلان، أي تقوس وانحنى. 

سمع

السمع: هو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعر الصماخ تدرك بها الأصوات بطريق وصول الهواء المتكيف بكيفية الصوت إلى الصماخ.
(سمع)
لفُلَان أَو إِلَيْهِ أَو إِلَى حَدِيثه سمعا وسماعا أصغى وأنصت وَله أطاعه وَالله لمن حَمده أجَاب حَمده وتقبله وَالصَّوْت وَبِه أحسته أُذُنه وَالدُّعَاء وَنَحْوه أطَاع واستجاب وَالْكَلَام فهم مَعْنَاهُ فَهُوَ سامع (ج) سَماع سَمعه وَهُوَ سَماع وَهِي سامعة وسماعة وَهُوَ وَهِي سميع وسموع وَيُقَال أذن سميعة وَيُقَال اسْمَع غير مسمع أَي غير مَقْبُول مَا تَقول أَو اسْمَع لَا أسمعت
(س م ع) : (يُقَالُ فَعَلَ ذَلِكَ رِيَاءً سُمْعَةً) أَيْ لِيُرِيَهُ النَّاسَ وَيُسْمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ قَصَدَ بِهِ التَّحْقِيقَ وَسَمَّعَ بِكَذَا شَهَّرَهُ تَسْمِيعًا (وَمِنْهُ الْحَدِيث) «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ» أَيْ مَنْ نَوَّهَ بِعَمَلِهِ وَشَهَّرَهُ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَيَسْمَعُوا بِهِ نَوَّهَ اللَّهُ بِرِيَائِهِ وَمَلَأ بِهِ أَسْمَاعَ خَلْقِهِ فَتَعَارَفُوهُ فَيَفْتَضِحُ وَالْأَسَامِعُ جَمْعُ أَسْمُعٍ جَمْعُ سَمْعٍ وَهُوَ الْأُذُنُ وَأَصْلُهُ الْمَصْدَرُ وَالسِّمْعُ بِالْكَسْرِ وَلَدُ الذِّئْبِ مِنْ الضَّبُعِ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ يَرْوِي عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِّ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ.

سمع


سَمِع(n. ac. سَمْع
سِمْع
مَسْمَع
سَمَاْع
سَمَاْعَة)
a. Heard.
b. [Ila], Listened to.
c. [La
or
Min], Listened, hearkened, gave ear to; heeded; obeyed.

سَمَّعَa. Made to hear, to listen; made known, spread about
published.
b. [Bi], Defamed; rendered notorious, disgraced.

أَسْمَعَa. Caused to hear; told.
b. Reviled, abused, insulted.
c. Put a handle to (bucket).
تَسَمَّعَ
a. [Ila], Listened, hearkened to.
تَسَاْمَعَ
a. [Bi], Was transmitted, handed down (story).

إِسْتَمَعَa. see I
سَمْع
(pl.
أَسْمُع
أَسْمَاْع
38)
a. Hearing; ear; thing heard.
b. Reputation, fame, good repute.
c. Report; hearsay.

سِمْعa. see 1 (a) (b). —
سِمْعَة
2t
سُمْعَةsee I (a) (b).
مَسْمَعa. Place of hearing.
b. Hearing.

مِسْمَع
(pl.
مَسَاْمِعُ)
a. Ear; ear hole.
b. Handle.

سَاْمِع
( pl.
reg. &
سَمَعَة)
a. Hearer; listener; auditor.

سَاْمِعَةa. Ear.

سَمَاْعa. see 1 (a) (b).
c. Singing.

سَمَاْعِيّa. Traditional; customary.

سِمَاْعِيّa. Musical.

سَمِيْعa. [art.], The All-hearing (God).
سَمُوْعa. see 21t
N. P.
سَمڤعَa. Heard; audible.

أَلسَّامِعَان [
du. ]
a. The two ears.

سَمَاعِ
a. Listen!

أُمّ السَّمِيْع
a. The brain.

سَمْعًا وَطَاعَةً
a. To hear is to obey.
س م ع

سمعته وسمعت به، واستمعوه وتسامعوا به، واستمع إلى حديثه، وألقى إليه سمعه، وملأ مسمعيه ومسامعه وسامعته، وهو مني بمرأى ومسمع. وسمع به: نوه به. وفعل كذا رياء وسمعة، وإنما يفعل هذا تسمعة وترئية. وذهب سمعه في الناس: صيته، ويقال: لا وسمع الله، يعنون لا وذكر الله. قال الأعشى:

سمعت بسمع الباع والجود والندي ... فألقيت دلوي فاستقت برشائكا

و" أسمع من سمع " وهو ولد الذئب من الضبع. وضربه على أمّ السمع وأم السميع وهي أم الدماغ. واللهم سمعاً لا بلغا بالفتح والكسر. وهذا حسن في السماع وقبيح في السماع. وأصاب فلاناً سماع سوء. قال الشماخ:

وأمر تشتهيه النفس حلو ... تركت مخافة سوء السماع

وباتوا في لهو وسماع، وغنتهم مسمعة ومسمعات.

ومن المجاز: " سمع الله لمن حمده ": أجاب وقبل. والأمير يسمع كلام فلان. وقال:

تمنى رجال ما أحبوا وإنما ... تمنيت أن أشكو إليها فتسمعا

وأخذ بمسمع المزادة والدلو والزبيل وهو العروة. قال:

ونعدل ذا الميل إن رامنا ... كما يعدل الغرب بالمسمع

وأسمعت الزبيل: جعلت له مسمعاً.
سمع
سَمِعْت سَمْعاً وسَمَاعاً وسَميْعاً.
والسمْعُ والسامِعَةُ والمَسْمَعُ - جَميعاً -: الأذنُ. والمِسْمَعُ: خَرْقُها. وسَمِعَتْ أذُني زَيْداً يَقولُ كذا: أي سَمِعْتُ. وسمعْتُ به: كَثرْتُه وأذَعْته.
والسمَاعُ: الغنَاء. والمُسْمِعَة: المُغَنيَة. وفَعَلَه رِئاءً وسُمْعَةً وتَسْمِعَةً وتَرْئيةً: أي كي يُرى ويُسْمَعَ به. وسَمعْتُ به: نوهْت. والمَسْمَعَةُ: ما سَمعْتَ به من طَعَام على خِتانٍ أو غَيْرِه.
وامْرَأة سُمْعُنةٌ نُظْرُنةٌ: أي تَسْتَمِع إلى كُل مَنْ يتكلم وتَنْظُر إليه.
ويقولون للرجُل إذا سَمًى ابْنَه باسمٍ حَسَنٍ ثم صَدق الابْنُ اسْمَه بِفِعْلِه: سَمَاعِينَ، لأن مَنْ سَمِعَ باسْمِه وفِعَالِه قال: سمَاعٌ صَادق.
وسَمَاع: في معنى اسْمَعْ. وأم السمِيْعَ: الدمَاغ.
والمِسْمَعً من المَزَادة: ما جَاوَزَ خَرْتَ العُرْوَة إلى الطرَف. ومن الدلْوِ: عُرْوَةٌ أو عُرْوَتانِ يُجْعَلُ في وَسْطِها ثم يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لِيَعْتَدِلَ به. وقد أسْمَعْتُها.
والمِسْمَعَانِ للزبِيْل: خَشَبَتَانِ تدْخَلانِ في عُرْوَته إذا أخْرج به الترابُ من البئْر. وقد أسْمَعْتُه.
والسمْعُ: الوَلَدُ بَيْنَ الضَّبُع والذئْب. وذَهَبَ سِمْعُه في الناس: أي ذِكْرُه.
ويقولون: اللهم سِمْعٌ لا بِلْغٌ؛ وسَمْعٌ لا بَلْغٌ: أي نَسْمَعُ بِمثْله فلا تُنْزِلْه بنا.
وهو لا يَسْمَعُ ما أقول: أي لا يَقْبَل. وفي المَثَل: " أسْمَعُ من السمْع الأزل " و " من القُرَاد " و " من فَرْخ العُقَاب " و " من الفَرَس " و " من القُنْفذ ".
والسمعمع: الرجُلُ المُنْكَمِشُ الماضي. والصغيرُ الرأس واللحْيَة. وهو في ذلك داهِيَةٌ أيضاً.
والغُوْل: سمَعْمع؛ لِخُبْثِه. وامْرَأة سَمَعْمَعَةٌ: تَشْبيهاً بها.
س م ع : سَمِعْتُهُ وَسَمِعْتُ لَهُ سَمْعًا وَتَسَمَّعْتُ وَاسْتَمَعْتُ كُلُّهَا يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ بِمَعْنًى وَاسْتَمَعَ لِمَا كَانَ بِقَصْدٍ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا بِالْإِصْغَاءِ وَسَمِعَ يَكُونُ بِقَصْدٍ وَبِدُونِهِ وَالسَّمَاعُ اسْمٌ مِنْهُ فَأَنَا سَمِيعٌ وَسَامِعٌ وَأَسْمَعْتُ زَيْدًا أَبْلَغْتُهُ فَهُوَ سَمِيعٌ أَيْضًا قَالَ الصَّغَانِيّ وَقَدْ سَمَّوْا سَمْعَانَ مِثْلَ عِمْرَانَ وَالْعَامَّةُ تَفْتَحُ السِّينُ وَمِنْهُ دَيْرُ سَمْعَانَ وَطَرَقَ الْكَلَامُ السَّمْعَ وَالْمِسْمَعَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ أَسْمَاعٌ وَمَسَامِعُ وَسَمِعْتُ كَلَامَهُ أَيْ فَهِمْتُ مَعْنَى لَفْظِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْهَمْهُ لِبُعْدٍ أَوْ لَغَطٍ فَهُوَ سَمَاعُ صَوْتٍ لَا سَمَاعُ كَلَامٍ فَإِنَّ الْكَلَامَ مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى تَتِمُّ بِهِ الْفَائِدَةُ وَهُوَ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ وَهَذَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ إلَى الْفَهْمِ مِنْ قَوْلِهِمْ إنْ كَانَ يَسْمَعُ الْخُطْبَةَ لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِيهِ وَجَازَ أَنْ يُحْمَلَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَسْمَعُ صَوْتَ الْخَطِيبِ مَجَازًا وَسَمِعَ اللَّهُ قَوْلَكَ عَلِمَهُ وَسَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَبِلَ حَمْدَ الْحَامِدِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَجَابَ اللَّهُ حَمْدَ مَنْ حَمِدَهُ وَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْلُهُمْ سَمِعَ الْقَاضِي الْبَيِّنَةَ أَيْ قَبِلَهَا وَسَمَّعْتُ بِالشَّيْءِ بِالتَّشْدِيدِ أَذَعْتُهُ لِيَقُولَهُ النَّاسُ.

وَالسِّمْعُ بِالْكَسْرِ وَلَدُ الذِّئْبِ مِنْ الضَّبُعِ وَالسِّمْعُ الذِّكْرُ الْجَمِيلُ. 
(سمع) - في الحديث: "قال أبو جهل: إنّ محمدا نزل يَثْرِبَ وإنه حَنِق عليكم، نَفَيْتُمُوه نَفْى القُرادِ عن المَسامِع".
المَسامِع: جَمْع مِسْمع، وهي الأُذُن. والمَسْمَع بالفتحِ خَرقُها: أي أخرجْتُموه من * مَكَّةَ إخراجَ اسْتِئصال؛ لأنَّ أَخْذ القُرادِ عن الدابَّة قَلْعُه بكُلِّيَّته، والآذان أخفُّ الأعضاءِ شَعَراً، فيكون النَّزْعُ منها أَبلغَ. - في الحديث: "من سمَّع سمَّع اللَّهُ به" .
قيل: أي من سَمَّع الناسَ بعَملِه سَمَّعَه الله تَعالى وأَراه ثَوابَه من غير أن يُعْطِيه. وقيل: مَنْ أرادَ بعَمَله الناسَ أَسمعَه الله تعالى النّاسَ، وذلك ثَوابُه فقط.
- وفي حديث دُعاءِ السَّحَر: "سَمِعَ سامِعٌ بحَمْد اللَّهِ وحُسْن بَلاَئِه علينا"
: أي شَهِد شَاهِد، وحَقِيقَتُه لِيَسمع السَّامعُ وليَشْهَد الشَّاهدُ على حَمدِنا لِلَّه عَزَّ وجَلّ على نِعَمه.
- وفي الحديث: "أَعُوذُ بك من دُعاءٍ لا يُسْمَع".
: أي لا يُجاب، وأَنْشَد:
دَعوتُ الله حتى خِفْتُ أَلَّا
يكونَ اللَّهُ يَسْمَع ما أَقُولُ
: أي لا يُجيب ما أَدعُو به. - وفي الحديث: "ملأَ اللَّهُ مَسامِعَه".
جمع مِسْمَع، وهو آلة السَّمْع، أو جمع سَمْع على غير قِياسٍ كمَشابِه، ومَلامِح جَمْع شَبَه وَلمْحَة، وانما جُمِع ولم يُثَنَّ لإرادة المَسْمَعَينْ وما حولهما مُبالغةً وتَغْليظا.
- في حديث قسٍّ:
... أَنِّي بِسِمْعَانَ مُفْرَدٌ *
وهو جبل ببلاد عبد القَيْس.
[سمع] السَمْعُ: سَمْعُ الإنسان، يكون واحداً وجمعاً كقوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سَمْعِهِمْ} لأنَّه في الأصل مصدرُ قولك: سمعت الشئ سمعا وسماعا. وقد يجمع على أَسْماعٍ، وجمع الأَسْماعِ أَسامِعُ. وقولهم: سَمْعَكَ إليَّ، أي اسْمَعْ منّي. وكذلك قولهم: سَماعِ، أي اسْمَعْ، مثل دَراكِ ومَناعِ، بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ. وتقول: فَعَلَهُ رياءً وسُمْعَةً ، أي ليراه الناس وليسمعوا به. واسْتَمَعْتُ كذا، أي أصغيتُ، وتَسَمَّعْتُ إليه. فإذا أدغمتَ قلتَ اسَّمَّعْتُ إليه. وقرئ: {لا يَسَّمَّعُونَ إلى الملأ الأعلى} . يقال: تَسَمَّعْتُ إليه، وسَمِعْتُ إليه، وسَمِعْتُ له، كله بمعنى، لانه تعالى قال: {لا تسمعوا لهذا القرآن} ، وقرئ: {لا يسمعون إلى الملا الاعلى} مخففا. وتسامع به الناسُ. وأَسْمَعَهُ الحديثَ وسَمَّعَهُ، أي شتمه. وقوله تعالى: {واسْمَعْ غَيرَ مسمع} قال الاخفش: أي لا سمعت. وقوله تعالى: {أبصر به وأَسْمِعْ } ، أي ما أبصره وأَسْمَعَهُ، على التعجب. والمسمعة: المغنية. والسمع بالكسر: الصِيتُ والذكرُ الجميلُ. يقال: ذهب سِمْعُهُ في الناس. ويقال أيضاً: اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً ، أي نَسْمَعُ به ولا يَتِمُّ. والسِمْعُ أيضاً: سَبْعٌ مركَّبٌ، وهو ولد الذئب من الضبع. وفي المثل: " أَسْمَعُ من السِمْعِ الأَزَلِّ "، وربما قالوا: " أَسْمَعُ من سِمْعٍ ". قال الشاعر: تَراهُ حَديدَ الطَرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً * أَغَرَّ طَويلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ * وسَمَّعَ به، أي شَهَّرَهُ. وفى الحديث: " من فعل كذا سمع الله به أسامع خلقه يوم القيامة ". والتَسْميعُ: التشنيعُ. ويقال أيضاً: سَمَّعَ به، إذا رفَعه من الخمول ونشرَ ذكره. وسَمَّعَهُ الصوتَ وأَسْمَعَهُ. والسامِعَةُ: الأُذُنُ: قال طرفة يصف أذُنَيْ ناقته: مُؤُلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما * كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ * وكذلك المِسْمَعُ بالكسر: يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْنِ. والمِسْمَعُ أيضاً: عُروةٌ تكون في وسط الغَرْب، يُجْعَلُ فيها حبلٌ ليُعَدِّلَ الدَلوَ. قال الشاعر : نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إذْ رامَنا * كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ * يقال منه أَسْمَعْتُ الدلْوَ، إذا جعلت لها مِسْمعاً والسَميعُ: السامَعُ. والسَميعُ: المُسْمِعُ. قال عمرو بن معدي كرب: أَمِنْ رَيْحانَةَ الداعي السَميعُ * يُؤَرِّقُني وأَصْحابي هُجوعُ * قال أبو زيد: امرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ بالضم، وهي التي إذا تَسَمَّعَتْ أو تبصرتْ فلم تر شيئاً تظنته تظنيا . وكان الاحمر يكسر أولهما ويفتح ثالثهما، وينشد: إن لنا لكنه * معنة مفنه * سمعنة نظرنه * كالريح حول القنه * إلا تره تظنه * والسمعمع: الصغير الرأس، وهو فعلعل .
[سمع] نه: فيه: "السميع" تعالى من لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي. و"سمع" الله لمن حمده، أي أجاب حمده وتقبله لأن غرض السماع الإجابة. ن: أي أجاب دعاءه - ومر في حمد. ط: قولوا ربنا لك الحمد "يسمع" الله بكسر عين جواب الأمر. نه: أعوذ بك من دعاء "لا يسمع" أي لا يستجاب ولا يعتد به. نه: وح: "سمع سامع" بحمد الله وحسن بلائه علينا، أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنا له على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه، وحسن البلاء النعمة والاختبار بالخير ليتبين الشكر وبالشر ليظهر الصبر. ن: هذا معنى سمع بكسر ميم، وروى بفتحها مشددة بمعنى بلغ سامع قولى هذا لغيره وقال مثله تنبيها على شرف الذكر والدعاء في السحر. ط: إذا كان في سفر وأسحر يقول "سمع" أي دخل في وقت السحر أو سار إلى وقت السحر. تو: الذهاب إلى الخير أولى، أي من كان لهوالبصر، أو هما لشدة حرصهما على استماع الحق واتباعه ومشاهدة الآيات في الآفاق والأنفس كالسمع والبصر. وح: إن كان "يسمع" ما جهرنا - مر في اجتمع. غ: كلمته يسمع الناس، أي بحيث يسمعون.
(س م ع)

السَّمْع: حس الْأذن. وَفِي التَّنْزِيل: (أوْ ألْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ) . وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: خلا لَهُ، فَلم يشْتَغل بِغَيْرِهِ. وَقد سَمِعَهُ سَمْعا، وسِمَعا وسَمَاعاً وسَماعة وسَماعِيةَ. قَالَ الَّلحيانيّ: وَقَالَ بَعضهم: السَّمْع الْمصدر، والسِّمْع الِاسْم. والسَّمْع أَيْضا: الْأذن. وَالْجمع أسماع. فَأَما قَوْله تَعَالَى (خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِم) فقد يكون على الْحَذف، أَي على مَوَاضِع سَمْعِهم. وَيكون على انه سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ فأفرد، لِأَن المصادر لَا تجمع. وَيجوز أَن يكون أَرَادَ على أسْماعِهِمْ، فَلَمَّا أضَاف السّمع إِلَيْهِم، دلّ على أسماعهم. وَأما قَول الْهُذلِيّ:

فلمَّا رَدَّ سامِعَهُ إلَيْه ... وجَلَّى عَن عَمايَتِه عَماهُ

فَإِنَّهُ عَنى بالسَّامع الْأذن، وَذكر لمَكَان الْعُضْو. وسَمَّعَه الْخَبَر، وأسمَعَه إِيَّاه.

وَقَوله تَعَالَى: (وَاسمَعْ غَيرَ مُسْمَعٍ) : فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اسمَع لَا سَمِعْتَ. وَقَوله تَعَالَى: إِلَّا (إِن تُسْمِعُ مَنْ يُؤْمِنُ بآياتِنا) : أَي مَا تُسمع إِلَّا من يُؤمن بهَا. وَأَرَادَ بالإسماع هَاهُنَا: الْقبُول وَالْعَمَل بِمَا يسْمَع، لِأَنَّهُ إِذا لم يقبل وَلم يعْمل، فَهُوَ بِمَنْزِلَة من لم يَسْمَع.

واسْتَمَع إِلَيْهِ وتَسَمَّعَ: أصغى.

والمِسْمَعَة والمِسْمَع، والمَسْمَع، الْأَخِيرَة عَن ابْن جبلة: الْأذن. وَقيل: المَسْمَع: خرقها ومدخل الْكَلَام فِيهَا. وَقَالُوا: هُوَ مني مرأى ومَسْمَع، يرفع وَينصب. وَهُوَ مني بمرأى ومَسْمَع.

وَقَالَ ذَلِك سَمْعَ أُذُنِي، وسمْعَها، وسمَاعها، وسمَاعَتَها، أَي إسماعَهَا، قَالَ:

سمَاعَ اللهِ والعُلَماءِ إنّي ... أعُوذُ بحِقْوُ خالكَ يابنَ عَمْرِو

أوقع الِاسْم موقع الْمصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: إسماعا، كَمَا قَالَ:

وبعْدَ عَطائِكَ المِئَة الرّتاعا

أَي اعطائك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَإِن شِئْت قلت: سَمْعا. قَالَ: ذَلِك إِذا لم تختصص نَفسك. وَقَالَ الَّلحيانيّ: سَمْعُ أُذُنِي فلَانا يَقُول ذَاك، وسمْعُ أُذُنِي، وسَمْعَةُ أُذُنِي، وسِمْعَةُ أذُني، فَرفع فِي كل ذَلِك. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أخذت ذَلِك عَنهُ سَمْعا وسَماعا، جَاءُوا بِالْمَصْدَرِ على غير فعله. وَهَذَا عِنْده غير مطرد. وَقَالُوا: سَمْعا وَطَاعَة، فنصبوه على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره. وَمِنْهُم من يرفعهُ، أَي أَمْرِي ذَلِك. وَالَّذِي يرفع عَلَيْهِ غير مُسْتَعْمل إِظْهَاره، كَمَا أَن الَّذِي ينصب عَلَيْهِ كَذَلِك.

وَرجل سَمِيعٌ: سامِع. وعدوه فَقَالُوا: هُوَ سَمِيعٌ قَوْلك، وَقَول غَيْرك. والسَّميع: من صِفَاته جلّ وَعز. وَفِي التَّنْزِيل: (وكانَ اللهُ سَمِيعا بَصِيراً) .

وأُذُنٌ سَمْعَة، وسَمَعَة، وسَمِعَة، وسَمِيعَة، وسامِعَة، وسَمَّاعة، وسَمُوع. ومناد سَمِيعٌ: مُسْمِع، كخبير ومخبر. قَالَ عَمْرو بن معدي كرب:

أمنْ رَيْحانَةَ الدَّاعي السَّمِيعُ ... يُؤَرّقُنِي وأصحَابي هُجُوعُ؟

والسَّميع: المَسْموع أَيْضا.

والسَّمْع: مَا وقر فِي الْأذن من شَيْء تسمَعُه. والسِّمْع، والسَّمْع، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، والسَّماع، كُله: الذّكر المسموع الْحسن. قَالَ:

أَلا يَا أُمَّ فارِعَ لَا تَلُومي ... على شَيْءٍ رَفَعْتُ بهِ سَماعي

وَقَالَ الَّلحيانيّ: هَذَا أَمر ذُو سِمْع، وَذُو سَماع، إِمَّا حسن أَو قَبِيح. وكل مَا التذته الْأذن من صَوت: سَماع. والسَّماع: الْغناء.

والمُسْمِعَة: الْمُغنيَة. وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

ومُسْمِعَتانِ وزَّمارَةٌ ... وظِلّ مَديدٌ وحِصْنٌ أمَقّ

فسره فَقَالَ: المُسْمِعَتان: القيدان، كَأَنَّهُمَا يُغَنِّيانه. وأنَّث لِأَن أَكثر ذَلِك للْمَرْأَة. والزمارة: الساجور. وكل ذَلِك على التَّشْبِيه.

وفَعَلَت ذَلِك تَسْمِعَتَكَ، وتَسْمِعَةً لَك: أَي لتَسْمَعَه.

وَمَا فعلت ذَاك رِيَاء وَلَا سَمْعَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: رِيَاء وَلَا سُمْعَة، وَلَا سَمْعَةً.

وسَمَّع بِهِ: أسمَعه الْقَبِيح وَشَتمه.

وسَمَّع بِالرجلِ: أذاع عَنهُ عَيْبا، فأسمَعَ النَّاس إِيَّاه. وَفِي الحَدِيث: " من سَمَّعَ بِعَبْد سَمَّعَ الله بِهِ "، وَفِيه أَيْضا: " سَمَّعَ الله بِهِ سامعُ خلقه وأسامِعَ خلقه " فَسامعُ خلقه بدل من الله تَعَالَى، وَلَا تكون صفة، لِأَن فعله كُله حَال. وَمن قَالَ: أسامِعَ خلقه بِالنّصب، كسر سَمْعا على أسمُع، ثمَّ كسر أسمُعا على أسامِع. وَذَلِكَ انه جعل السَّمْعَ اسْما لَا مصدرا، وَلَو كَانَ مصدرا لم يجمعه.

وسَمَعْ بفلان: أَي ائْتِ إِلَيْهِ أمرا يُسْمَع بِهِ، ونوه بِهِ. هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

والسُّمْعَة: مَا سُمَع بِهِ من طَعَام أَو غير ذَلِك، ليُسْمَعَ وَيرى.

وَامْرَأَة سُمْعُنَّة، وسِمْعَنَّة، وسمْعَنَة بِالتَّخْفِيفِ، الْأَخِيرَة عَن يَعْقُوب: أَي مُسْتَمِعة سَمَّاعة. قَالَ:

إنَّ لَكُمْ لَكَنَّهْ

مِعَنَّةً مِفَنَّهْ سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ

ويروى " سُمْعُنَّه نُظْرُنَّه " بِالضَّمِّ، وَقَالَ الَّلحيانيّ: امْرَأَة سُمْعُنَّة نِظْرَنَّة، وسِمْعَنَّة نِظْرَنَّة، أَي جَيِّدَة السَّمع وَالنَّظَر.

وَرجل سمْع: يُسَمِّع. وَفِي الدُّعَاء: اللَّهُمَّ سمْعٌ لَا بلغ. وسَمْعٌ لَا بلغ. وينصبان. مَعْنَاهُ: يُسْمَع وَلَا يبلغ. وَقيل: مَعْنَاهُ: تُسْمَعُ وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن تبلغ.

وسَمْعُ الأَرْض وبصرها: طولهَا وعرضها. قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا وَجه لَهُ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ: الْخَلَاء وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: ألْقى نَفسه بَين سَمْع الأَرْض وبصرها: إِذا غرر بهَا، وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن هُوَ؟.

وسَمِعَ لَهُ: أطاعه. وَفِي الْخَبَر: أَن عبد الْملك ابْن مَرْوَان خطب يَوْمًا فَقَالَ: " وَلِيكُم عمر بن الْخطاب، وَكَانَ فظا غليظا مضيقا عَلَيْكُم، فسَمِعْتمْ لَهُ ".

وسَمَّع بِهِ: نوه.

والمِسْمَع: مَوضِع العروة من المزادة. وَقيل: هُوَ مَا جَاوز خرت العروة. وَقيل: المِسْمَع: عُرْوَة فِي وسط الدَّلْو والمزادة والإداوة.

وأسمَعَ الدَّلْو: جعل لَهَا عُرْوَة فِي أَسْفَلهَا من بَاطِن، ثمَّ شدّ بهَا حبلا إِلَى العرقوة، لتخف على حاملها. قَالَ:

سألتُ عَمْراً بعدَ بَكْرٍ خُفَّا

والدَّلْوُ قد تُسْمَع كي تَخِفَّا

يَقُول: سَأَلته خفا بعد مَا كنت سَأَلته بكرا، فَلم يعطنيه.

والمِسْمَعان: الخشبتان اللَّتَان تدخلان فِي عروتي الزبيل إِذا أُخرج بِهِ التُّرَاب من الْبِئْر. وَقد أسمع الزبيل. والمِسْمَعان: جوربان، يتجورب بهما الصَّائِد إِذا طلب الظباء فِي الظهيرة.

والسِّمْع: سبع بَين الذِّئْب والضبع.

والسَّمَعْمَعُ: الصَّغِير الرَّأْس والجثة، الداهية. وَقيل: هُوَ الْخَفِيف اللَّحْم، السَّرِيع الْعَمَل، الْخَبيث اللبق، طَال أَو قصر. وَقيل: هُوَ المنكمش الْمَاضِي. وغول سَمعْمَعٌ، وَشَيْطَان سَمَعْمَع، لخبثه. قَالَ:

وَيْلٌ لأجمال مِنِّي

إِذا دَنَوْتُ أوْ دَنَوْنَ مِنِّي

كأنني سَمَعْمَعٌ مِنْ جِنّ

لم يقنع بقوله سَمَعْمَعٌ، حَتَّى قَالَ من جن، لِأَن سَمَعْمَعِ الْجِنّ أنكر وأخبث من سَمَعْمَعَ الْإِنْس. قَالَ ابْن جني. لَا يكون رويه إِلَّا النُّون، أَلا ترى أَن فِيهَا من جن، وَالنُّون فِي جن لَا تكون إِلَّا رويا، لِأَن الْيَاء بعْدهَا للإطلاق لَا محَالة. وَامْرَأَة سَمَعْمَعَة: كَأَنَّهَا غول أَو ذئبة. وَالرَّأْس السَّمَعْمَعُ: الصَّغِير الْخَفِيف.

ومِسْمع: أَبُو قَبيلَة مِنْهُم، يُقَال لَهُم المَسامِعة، دخلت فِيهِ الْهَاء للنسب. وَقَالَ الَّلحيانيّ: المَسامِعَة من تيم اللات.

وسُمَيْع، وسَماعة، وسمْعان: أَسمَاء.

وسِمْعان: اسْم الرجل الْمُؤمن من آل فِرْعَوْن، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يكتم إيمَانه. وَقيل: كَانَ اسْمه حبيبا.

ودير سِمْعان: مَوضِع.
سمع
سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ يَسمَع، سماعًا وسَمْعًا، فهو سامِع وسميع، والمفعول مَسْموع
• سمِع الصَّوتَ: أدركه بحاسّة الأذن "سمِعتُ ما قلت- {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا} - {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} " ° اسْمَعْ غير مُسْمَع: غير مقبول ما تقول، اسمع لا أُسمِعْتَ- رَجُلٌ مسموع الكلمة: مُطاعٌ محتَرم الرَّأي.
• سمِع الكلامَ: تدبَّره، فهم معناه وأدركه " {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ} - {قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} ".
• سمِع إلى أستاذه/ سمِع لأستاذه: أصغى إليه وأنصت "سمِع لمحدِّثه/ لمعلِّمه- سمِع إلى نصائح والده"? ألقى السَّمْعَ/ أطرق السَّمْعَ: أنصتَ- اسمع الطََّرف الآخر: لا يجوز الحكم على أحد دون سماع أقواله.
• سمِعَ لسيِّده: أطاعه، استجاب له "اسمع لوالديك- أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَة [حديث]- {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا} ".
• سمِع اللهُ لمن حَمِدَه: تقبَّل دعاءَه " {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} ". 

أسمعَ يُسمع، إسماعًا، فهو مُسمِع، والمفعول مُسمَع
• أسمعه شيئًا: جعله يسمَعه، أوصله إلى سَمْعه "أسمعه حديثًا/ صوتًا/ كلامًا/ أغنية أو موسيقى- {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ} - {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ} " ° أسمع الله زيدًا: لا جعله أصمَّ- أسمِع به: أي ما أدقّ سمعه، على التعجّب. 

استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ يستمع، استماعًا، فهو مُستمِع، والمفعول مُستَمَع
• استمع الكلامَ/ استمع إلى الكلام/ استمع للكلام: أصغى إليه وأحسن الاستماع "استمع لمحدِّثه/ لوشاية الواشين- لا تستمع إلى واحد ثم تحكم على اثنين [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربي: آسِ بين الخصوم- {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} ". 

اسَّمَّعَ إلى يَسَّمَّع، فهو مُسَّمِّع، والمفعول مُسَّمَّعٌ إليه
• اسَّمَّعَ إلى الكلام: تسمَّع، أصغى إليه خفيةً " {لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ}: لا يسترقون السَّمعَ". 

تسامعَ/ تسامعَ بـ يتسامع، تسامُعًا، فهو مُتسامِع، والمفعول مُتَسامَع
• تسامع النَّاسُ الكلامَ/ تسامع النَّاسُ بالكلامِ: سمعه بعضُهم من بعض وتناقلوه بينهم.
• تسامع النَّاسُ بالشَّخص: شاع عَيْبُه بينهم. 

تسمَّعَ/ تسمَّعَ إلى/ تسمَّعَ لـ يتسمَّع، تسمُّعًا، فهو مُتسمِّع، والمفعول مُتسمَّعٌ إليه
• تسمَّع الطَّبيبُ: فحــص المريضَ بأُذنه أو بالسّمّاعة.
 • تسمَّعَ إليه/ تسمَّعَ له: استمع، أصغى إليه خفيةً "تسمَّع إلى محدِّثه- يتسمَّع الأخبارَ قبل ذيوعها". 

سمَّعَ/ سمَّعَ بـ يسمِّع، تسميعًا، فهو مُسمِّع، والمفعول مُسمَّع
• سمَّعه شيئًا: أسمعه إيّاه، جعله يسمعه "سمّعه حديثًا/ صوتًا/ كلامًا/ أغنيةً".
• سمَّع القصيدةَ ونحوَها: ألقاها عن حفظ "سمّع درْسًا- حصَّة تسميع النّصوص".
• سمَّع بفلانٍ: شهَره وفضحه، نشر عيوبَه "سمَّع به في النَّاس". 

استماع [مفرد]: مصدر استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ ° جَلْسَة استماع: لقاء يتمّ بقصد الاستماع إلى الآخرين لمعرفة آرائهم وجمع المعلومات منهم.
• قسم الاستماع: قسم في الإذاعة مهمَّته الاستماع إلى الإذاعات العالميّة وتسجيل موادّها الإخباريَّة وإعداد تقارير فوريَّة عنها. 

سامِع [مفرد]: ج سامعون وسَمَعة وسُمّاع، مؤ سامعة: اسم فاعل من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
• السَّامِع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُدرِك للأصوات، الذي يسمع السِّرَّ والنَّجوى، والجهر والخفت، والنّطق والسّكون، والذي يقبل الدّعاء ويجيبه.
• السَّامعة: الأذن.
• السَّامعان: الأذنان. 

سَماع [مفرد]:
1 - مصدر سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ ° قالوا ذلك سماع أذني: وأنا سامعهم- هذا أمر ذو سماع: يليق أن يسمع.
2 - غناء، كلُّ ما التذَّته الأذنُ من صوت حسن "باتوا في لهوٍ وسماع" ° مَجْلِس السَّماع: مجلس الغناء.
3 - (لغ) ما يستعمل على غير قياس لأنّه سمع من العرب، خلاف القياس. 

سَمَاعِ [كلمة وظيفيَّة]: اسم فعل أمر بمعنى اسمعْ "قال الوالد لابنه: سماعِ النَّصيحة، وإلاَّ ندمتَ". 

سَماعِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى سَماع.
2 - (سق) قطعة موسيقيّة تشبه المطلع تخضع في تأليفها لتركيب خاصّ ° قالب سماعيّ: قالب موسيقيّ.
3 - (لغ) ما سُمع عن العرب، خلاف القياسيّ "جموع/ مصادر سماعيَّة". 

سَمْع [مفرد]: ج أسْماع (لغير المصدر):
1 - مصدر سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ ° أمُّ السَّمْع: الدّماغ- استرق السَّمْع: تسمَّع خِفْيَةً- تحت سمع النَّاس وبصرهم: جهارًا، في حضور النَّاس- ساء سمعًا فأساء إجابة: لم يسمع حسنًا- سمع الأرض وبصرها: طولها وعرضها- سمعًا وطاعةً: سمعتُ ما قُلتَ وسأطيعك- سمْعك إلىَّ: أصغِ إلىَّ- سمعٌ وطاعةٌ: أمري سمعٌ وطاعةٌ- لقيته بين سمع الأرض وبصرها: بأرضٍ خلاء ما بها أحد.
2 - أذُن " {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ} " ° أعاره سمْعَه: أنصت إليه- ألقى إليه السَّمْع: أنصت، أصغى- ثقيل السَّمْع: مصاب بشبه صَمَم- مَرْكَز تخزين سَمْعيّ: يعمل بواسطة جهاز هاتفيّ- مُرْهَف السَّمْع: ذو أذن حسّاسة تلتقط الذَّبذبات الضَّعيفة- وسائل سمعيَّة وبصريَّة: تعتمد على حاستيّ السَّمع والبصر.
• حاسَّة السَّمع: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي حاسّة في الأذن تُدرك بها الأصوات "فقد سمْعَه في حادث- هل العين بعد السَّمع تكفي مكانةً ... أم السَّمع بعد العين يهدي كما تهدي". 

سُمْعة [مفرد]: صِيت، ما يُسمَع عن شخص من ذِكر حسن أو سيّئ، تقييم عام لما يتمتّع به الشَّخص من إيجابيّات أو سلبيَّات "مؤسّسة تتمتَّع بسُمْعَة طيِّبة- السُّمْعة الحسنة خيرٌ من الذهب [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الثَّنا خَيْرٌ من الغنى" ° حطَّ من سُمعته: حقّره- سُمْعَة عطِرة: مشرِّفة، نظيفة- فعل ذلك رِياءً وسُمْعَةً: ليراه النَّاسُ ويسمعوا به- لطّخ سمعةَ فلان: شانه، عابه، وأساء إليه. 

سَمْعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سَمْع.
• العَصَب السَّمعيّ: (شر) من الأزواج الجمجميّة الثَّمانية التي تنشقّ من العصب القوقعيّ والعصب الدَّهليزيّ "فوق سمعيّ". 

سَمْعِيّات [جمع]: ما يستند إلى الوحي، كالجنّة والنَّار وأحوال يوم القيامة.
 • علم السَّمْعِيَّات: (فز) علم الأصوات. 

سَمّاع [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ: كثير الاستماع لما يقال " {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} ".
2 - جاسوس، مَنْ يسمع بفضول "جاري سمَّاع لكلِّ ما أقوله". 

سَمَّاعة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَمّاع.
2 - آلة في الهاتف، يُرسلُ بها الحديث ويُسمعُ "رفع سمّاعة الهاتف".
3 - جزء يُسمع الصَّوت بواسطته في المذياع ونحوه.
4 - (طب) آلة لتقوية السّمْع توضع بالقرب من الأذن أو داخلها.
5 - (طب) آلة يسمع بها الطَّبيبُ نبضَ القلب ونحوه "وضع الطَّبيبُ السَّمَّاعةَ على صدر المريض". 

سَمِيع [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
2 - صيغة مبالغة من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ.
• السَّميع: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يسمع السِّرَّ والنّجوى، والجهرَ والخَفْتَ، والنّطق والسّكون، والذي يقبل الدّعاء ويجيبه " {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ". 

مَسامِعُ [جمع]: مف مِسْمَع ومِسْمَعة: آذان "بلغ مَسامِعي ما قيل عنِّي" ° على مَسامِعه: بحيث يسمع. 

مُسْتَمِع [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استمعَ/ استمعَ إلى/ استمعَ لـ.
2 - مَنْ يستمع إلى الإذاعة ونحوها "أُعجب المستمعون بحديثه".
3 - مَنْ يُسجِّل اسمه في الجامعة لحضور المحاضرات دون الحصول على مؤهّل جامعيِّ. 

مِسْمَاع [مفرد]: سمَّاعة؛ آلة يستخدمها الأشخاصُ الذين يعانون من مشكلة السَّمع. 

مَسْمَع [مفرد]: ج مَسامِعُ:
1 - اسم مكان من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ: "هو منِّي بمرأى ومَسْمَع: في موضع أراه منه وأسمعه- سبَّه على مَسْمَع من الجميع" ° على مَسْمَع منه: بحيث يسمع.
2 - مصدر ميميّ من سمِعَ/ سمِعَ إلى/ سمِعَ لـ. 

سمع: السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن. وفي التنزيل: أَو أَلقى السمْع وهو شهيد؛

وقال ثعلب: معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره؛ وقد سَمِعَه سَمْعاً

وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً. قال اللحياني: وقال بعضهم السَّمْعُ

المصدر، والسِّمع: الاسم. والسَّمْعُ أَيضاً: الأُذن، والجمع أَسْماعٌ. ابن

السكيت: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره، يكون واحداً وجمعاً؛ وأَما قول

الهذلي:

فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه،

وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ

فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو، وسَمَّعه الخبر

وأَسْمعه إِيّاه. وقوله تعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع؛ فسره ثعلب فقال: اسْمَعْ

لا سَمِعْتَ. وقوله تعالى: إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا؛ أَي

ما تُسمع إِلا من يؤمن بها، وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما

يسمع، لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع. وسَمَّعَه الصوت

وأَسمَعه: اسْتَمَعَ له. وتسَمَّع إِليه: أَصْغى، فإِذا أَدْغَمْت قلت

اسَّمَّعَ إِليه، وقرئ: لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى. يقال

تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له، كله بمعنى لأَنه تعالى قال: لا

تَسْمَعوا لهذا القرآن، وقرئ: لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى،

مخففاً. والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ؛ الأَخيرة عن ابن جبلة: الأُذن،

وقيل: المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها.

يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ. والسامِعتانِ: الأُذنان من

كل شيء ذي سَمْعٍ. والسامِعةُ: الأُذن؛ قال طرفة يصف أُذن ناقته:

مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما،

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ

ويروى: وسامِعتانِ. وفي الحديث: ملأَ الله مَسامِعَه؛ هي جمع مِسْمع وهو

آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ؛ ومنه حديث

أَبي جهل: إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه

نَفْي القُراد عن المَسامِع، يعني عن الآذان، أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج

استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية، والأُذن أَخَفُّ

الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه

(* أعاد الضمير في عليه الى

العضو، واحد الأعضاء، لا الى الأذن، فلذلك ذكّره.)، فيكون النزع منها أَبلغ.

وقالوا: هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ، يرفع وينصب، وهو مِني بمَرأًى

ومَسْمَعٍ. وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي

إِسْماعَها؛ قال:

سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي

أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك، يا ابنَ عَمْرِو

أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال:

وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا

أَي إِعطائِك. قال سيبويه: وإِن شئت قلت سَمْعاً، قال ذلك إِذا لم

تَخْتَصِصْ نفْسَك. وقال اللحياني: سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك، وسِمْعُ

أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك. قال سيبويه: وقالوا أَخذت ذلك عنه

سَماعاً وسَمْعاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعله، وهذا عنده غير مطرد،

وتَسامَعَ به الناس. وقولهم: سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني، وكذلك قولهم:

سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ؛ قال ابن

بري: شاهده قول الشاعر:

فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ

قال: وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ؛ ومنه قولهم: سَمِعَ الله لمن

حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله. يقال: اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن

غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ؛ وعليه ما أَنشده أَبو زيد:

دَعَوْتُ اللهَ، حتى خِفْتُ أَن لا

يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ

وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على

التعجب؛ ومنه الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب

ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع؛ ومنه الحديث: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ

الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ

حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه، وحُسْنُ

البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر، وبالشرّ ليظهر

الصبر. وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له: أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قال:

جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة

وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم. ومنه حديث الضحّاك: لما عرض عليه

الإِسلام قال: فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه؛ يريد

أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب. وقالوا: سَمْعاً وطاعة، فنصبوه على إِضْمار

الفعل غير المستعمل إِظهاره، ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ

عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك. ورجل سَمِيعٌ:

سامِعٌ، وعَدَّوْه فقالوا: هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك. والسميع: من

صفاته عز وجل، وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع، وإِن خفي، فهو يسمع

بغير جارحة. وفَعِيلٌ: من أَبْنِيةِ المُبالغة. وفي التنزيل: وكان الله

سميعاً بصيراً، وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي، صلى الله

عليه وسلم، قال الله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وقال

في موضع آخر: أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى؛ قال الأَزهري:

والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله

بأَن له سَمْعاً، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سَمِيعٌ ذو

سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه،

ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف، قال: ولست أُنكر في

كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً؛ وقد قال عمرو بن

معديكرب:

أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ

يُؤَرِّقُني، وأَصحابي هُجُوعُ؟

فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ، والظاهر الأَكثر من كلام

العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ.

ومُنادٍ سَمِيعٌ: مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر؛ وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ

وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ. والسَّمِيع: المَسْمُوعُ

أَيضاً. والسَّمْعُ: ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه. ويقال: ساءَ

سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً. ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير

الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به. قال الله عز وجل: سَمّاعون للكذب، فُسّر

قوله سماعون للكذب على وجهين: أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما

سمعوا، ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس، والله

أَعلم بما أَراد. وقوله عز وجل: ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى

أَبصارهم غشاوة، فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون

ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا

كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا:

أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع

وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم، وفيه ثلاثة أَوجه: أَحدها

أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع،

والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحــذفت المواضع كما تقول هم عَدْل

أَي ذوو عدل، والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم

كما قال:

في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا

معناه في حُلوقكم، ومثله كثير في كلام العرب، وجمع الأَسْماعِ

أَسامِيعُ. وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه

ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها. قال الليث: يقال سَمِعَتْ

أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك؛ قال الأَزهري:

لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول

الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني، قال: وهو عندي كلام فاسد ولا

آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء. والسِّمْعُ والسَّمْعُ؛

الأَخيرة عن اللحياني، والسِّماعُ، كله: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن

الجميلُ؛ قال:

أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي * على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي

ويقال: ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره. وقال اللحياني: هذا أَمر

ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ. ويقال: سَمَّعَ به إِذا

رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه.

والسَّماعُ: ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به. وكلُّ ما التذته

الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع. والسَّماعُ: الغِناءُ. والمُسْمِعةُ:

المُغَنِّيةُ.

ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ،

وظِلٌّ مَدِيدٌ، وحِصْنٌ أَنِيق

فسره فقال: المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه، وأَنث لأَنّ

أَكثر ذلك للمرأَة. والزَّمّارةُ: السّاجُور. وكتب الحجاج إِلى عامل له

أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً

مُسَوْجَراً، وكل ذلك على التشبيه.

وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه؛ وما فعَلْت

ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً.

وسَمَّعَ به: أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه. وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه

الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه. وسَمَّعَ بالرجل: أَذاعَ عنه عَيْباً

ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه، وأَسمَعَ الناسَ إِياه. قال الأَزهري: ومن

التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله، صلى الله عليه وسلم: مَنْ

سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به. أَبو زيد: شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً،

ونَدَّدْتُ به، وسَمَّعْتُ به، وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ

وشَتَمْتَه. وفي الحديث: من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به

سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه، وروي: أَسامِعَ خَلْقِه، فَسامِعُ خَلْقه

بدل من الله تعالى، ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ وقال

الأَزهري: من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به

أَي فضَحَه، ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه، بالنصب، كَسَّرَ سَمْعاً على

أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ، وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا

مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه، يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا

الرجل يوم القيامة، وقيل: أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله

وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه، وقيل: من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله

الناس وكان ذلك ثوابه، وقيل: من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم

يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه

وأَن عمله لم يكن خالصاً، وقيل: يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم

يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه؛ ومنه

الحديث: إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه؛ ومنه

الحديث: قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان؟ قال: أَتُرَوْنَني

أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون. وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال:

سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به،

ومن يُرائي يُرائي اللهُ به. وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً

يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره؛ هذه عن اللحياني. وسَمَّعَ بفلان بالناس: نَوَّه

بذكره. والسُّمْعةُ: ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ

ويُرى، وتقول: فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به. والتسْمِيعُ:

التشْنِيعُ.

وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ، بالتخفيف؛ الأَخيرة عن

يعقوب، أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ؛ قال:

إِنَّ لكم لَكَنّهْ

مِعَنّةً مِفَنّهْ

سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ

كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ

إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ

ويروى:

كالذئب وسْطَ العُنّهْ

والمِعَنّةُ: المعترضةُ. والمِفَنَّةُ: التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب،

ويروى: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بالضم، وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو

تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ،

وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما، وقال اللحياني: سُمْعُنّةٌ

نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر. وقوله: أَبْصِرْ

به وأَسْمِعْ، أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب. ورجل سِمْعٌ

يُسْمَعُ. وفي الدعاء: اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً،

وسِمْعٌ لا بِلْغٌ، وسَمْعٌ لا بَلْغ، معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ، وقيل:

معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ، وقيل: يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ.

الكسائي: إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: سِمْعٌ ولا بِلْغ، وسَمْع

لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني. وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها:

طُولُها وعَرْضها؛ قال أَبو عبيد: ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء. وحكى

ابن الأَعرابي: أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها

وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو. وفي حديث قَيْلة: أَن أُختها قالت:

الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها، وفي

النهاية: لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض

وبصرها. يقال: خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه

لأَنه لا يقع على الطريق، وقيل: أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحــذفت

الأَهل كقوله تعالى: واسأَل القريةَ، أَي أَهلها. ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ

بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو: أَلقى نفسه بين سمع الأَرض

وبصرها. وقال أَبو عبيد: معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها، أَن

الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ

القَفْرُ، ليس أَن الأَرض لها سَمْع، ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها

بالرجل الذي صَحِبها؛ وقال الزمخشري: هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا

يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها، والبكْريّ الذي تَصْحَبُه. قال ابن السكيت:

يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد. وسَمِعَ

له: أَطاعه. وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال:

ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب، وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم

له. والمِسمَع: موضع العُروة من المَزادة، وقيل: هو ما جاوز خَرْتَ

العُروة، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ، يجعل

فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو؛ قال عبد الله بن أَوفى:

نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا،

كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ

وأَسمَعَ الدلوَ: جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى

العَرْقُوةِ لتخف على حاملها، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو

بإِزائها عروة أُخرى، فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين

العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء، يقال منه: أَسْمَعْتُ

الدلو؛ قال الراجز:

أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى،

لا يُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَى

وقال:

سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا،

والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا

يقول: سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً

مُسِنًّا.

والمِسْمَعانِ: جانبا الغَرْب. والمِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللتان

تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر، وقد

أَسْمَعَ الزَّبِيلَ. قال الأَزهريّ: وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين

ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها: أَسْمِعا المِشآة أَي

أَبيناها عن جُول الركية وفمها. قال الليث: السَّمِيعانِ من أَدَواتِ

الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة

الأَرض. والمِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب

الظباء في الظهيرة.

والسِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع. وفي المثل:

أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ، وربما قالوا: أَسمَعُ من سِمْع؛ قال

الشاعر:

تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً،

أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ، أَسْمَعَ من سِمْعِ

والسَّمَعْمَعُ: الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ؛ قال ابن بري شاهده

قول الشاعر:

كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا

وقيل: هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ، طال أَو

قَصُر، وقيل: هو المُنْكَمِشُ الماضي، وهو فَعَلْعَلٌ. وغُول سَمَعْمَعٌ

وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قال:

ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي،

إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي،

كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ

لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من

سمعمع الإِنس؛ قال ابن جني: لا يكون رويُّه إِلا النون، أَلا ترى أَن فيه

من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق

لا محالة؟ وفي حديث علي:

سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ

أَي سريع خفيف، وهو في وصف الذئب أَشهر. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها

غُولٌ أَو ذئبة؛ حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء

فقال: النساء أَرْبَع: فَرَبِيعٌ مَرْبَع، وجَمِيعٌ تَجْمَع، وشيطانٌ

سَمَعْمَع، ويروى: سُمَّع، وغُلٌّ لا يُخْلَع، فقال: فَسِّرْ، قال: الرَّبِيعُ

المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا

أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك، وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك

نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك، وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في

وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ:

كأَنها غُول. والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ، قال: وأَما

الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء

التي نثرت لك ذا بطنها، فإِن طلقتها ضاع ولدك، وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها

على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك. والرأْس السَّمَعْمَعُ: الصغير الخفيف. وقال

بعضهم: غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس؛ وأَنشد شمر:

فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه،

ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ

وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي: ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ

أَي لطيف الرأْس. والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال: الطويل الدقيقُ،

وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ.

ومِسْمَعٌ: أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ، دخلت فيه الهاء للنسب.

وقال اللحياني: المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ. وسُمَيْعٌ وسَماعةُ

وسِمْعانُ: أَسماء. وسِمْعانُ: اسم الرجل المؤمن من آل فرعون، وهو الذي كان

يَكْتُمُ إِيمانَه، وقيل: كان اسمه حبيباً. والمِسْمَعانِ: عامر وعبد الملك

ابنا مالك بن مِسْمَعٍ؛ هذا قول الأَصمعي؛ وأَنشد:

ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ: بُوآ

بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ

وقال أَبو عبيدة: هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب

الحجازي، وقال غيرهما: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع

ابن سِنان بن شهاب. ودَيْرُ سَمْعانَ: موضع.

سمع
السَّمعُ حِسُّ الأُذُنِ، وَهِي قُوَّةٍ فِيهَا، بهَا تُدْرَكُ الأَصْوَات، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزيز: أَو أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهيدٌ قَالَ ثَعْلَب: أَي خَلا لَهُ فَلم يَشْتَغِلْ بغَيرِه، يُعَبَّرُ تَارَة بالسَّمْعِ عَن الأُذُن، نَحْو قَوْله تَعالى: خَتَمَ اللهُ على قلوبِهم وعَلى سَمْعِهم كَمَا فِي المُفرَدات. السَّمْعُ أَيْضا: اسمُ مَا وَقَرَ فِيهَا من شيءٍ تَسْمَعُه، كَمَا فِي اللِّسان. السَّمْعُ أَيْضا: الذِّكْرُ المَسموع الحسَنُ الجَميل، ويُكسَر، كالسَّمَاع، الفَتحُ عَن اللِّحْيانيّ، والكسرُ سيذكرُه المُصَنِّف فِيمَا بعد بِمَعْنى الصِّيت، وشاهِدُ الْأَخير:
(أَلا يَا أمَّ فارِعَ لَا تَلومي ... على شيءٍ رَفَعْتُ بِهِ سَماعي)
والسَّماع: مَا سمَّعْتَ بِهِ فشاعَ وتُكُلِّمَ بِهِ. وَيكون السَّمْعُ للواحدِ وَالْجمع، كقولِه تَعَالَى: خَتَمَ اللهُ على قلوبِهم وعَلى سَمْعِهم لأنّه فِي الأصلِ مصدرٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ج: أَسْمَاعٌ، قَالَ أَبُو قيسِ بنُ الأَسْلَت:
(قالتْ وَلم تَقْصِدْ لقِيلِ الخَنا ... مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْمَاعي)
ويُروى: إسماعي بِكَسْر الْهمزَة على الْمصدر وَجمع القِلّة أَسْمُعٌ، وجج أَي جمع الأَسْمُع كَمَا فِي العُباب، وَفِي الصِّحَاح: جَمْعُ الأسْماع: أسامِع، وَمِنْه الحَدِيث: مَن سَمَّعَ الناسَ بعمَلِه سَمَّعَ الله بِهِ أسامِعَ خَلْقِه، وحقَّرَه، وصَغَّرَه يُرِيد أنّ الله تَعالى يُسَمِّعُ أَسْمَاعَ خَلْقِه بِهَذَا الرجلِ يومَ الْقِيَامَة.
ويحتَمِلُ أَن يكون أرادَ أنّ اللهَ يُظهِرُ للناسِ سَريرَتَه، ويَملأُ أسماعَهم بِمَا يَنْطَوي عَلَيْهِ من خُبثِ السَّرائر جَزاءً لعمَلِه، ويُروى سامِعُ خَلْقِه بِرَفْع العَين، فَيكون صفة من الله تَعالى الْمَعْنى: فَضَحَه الله تَعالى. سَمِعَ، كعَلِمَ سَمْعَاً، بالفَتْح ويُكسَر، كعَلِمَ عِلْماً، أَو بالفَتْح المصدرُ، وبالكَسْر الِاسْم، نَقَلَه اللِّحْيانيّ فِي نَوادِرِه عَن بَعضهم، وسَماعاً وسَماعَةً، وسَماعِيَةً ككَراهِيَة. وَتَسَمَّعَ الصوتَ: مثلُ سَمِعَ، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يصفُ مَهاةً: (وَتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ فَراغَها ... عَن ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنيسُ سَقامُها)
إِذا أَدْغَمتَ قلت: اسَّمَّعَ، وَقَرَأَ الكوفيُّون، غيرِ أبي بكرٍ: لَا يَسَّمَّعون، بتَشْديد السينِ وَالْمِيم، وَفِي الصِّحَاح: يُقَال: تَسَمَّعْت إِلَيْهِ، وسَمِعْتُ إِلَيْهِ، وسَمِعْتُ لَهُ، كلُّه بِمَعْنى واحدٍ لأنّه تَعَالَى قَالَ: وَقَالُوا لَا تَسْمَعوا لهَذَا القُرآنِ وقُرِئَ: لَا يسمَعُون إِلَى الملإِ الأَعْلى مُخَفّفاً. والسَّمْعَة: (فَعْلَةٌ من الإسْماعِ وبالكَسْر: هَيْئَتُه، يُقَال: أَسْمَعْتُه سَمْعَةً حَسَنَةً. قولُهم: سَمْعَكَ إليَّ، أَي اسْمَعْ))
منِّي، وَكَذَلِكَ سَمَاعِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَسَيَأْتِي سَماع للمُصنِّف فِي آخرِ المادّة. وَقَالُوا: ذَلِك سَمْعَ أُذُنِي بالفَتْح ويُكسَر، وسَماعَها وسَماعَتَها، أَي إسْماعَها، قَالَ:
(سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ إنِّي ... أعوذُ بخَيرِ خالِكَ يَا ابنَ عَمْرِو)
أَوْقَع الاسمَ مَوْقِعَ المصدرِ، كأنّه قَالَ: إسْماعاً عنِّي، قَالَ: وبعدَ عَطائِكَ المائَةَ الرِّتاعا قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وإنْ شِئتَ قلتَ: سَمْعَاً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَيْضا: ذَلِك إِذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ، غير المستعملِ إظْهارُه. وَقَالُوا: أَخَذْتُ ذَلِك عَنهُ سَمْعَاً وسَماعاً، جَاءُوا بالمصدرِ على غيرِ فِعلِه وَهَذَا عندَه غيرُ مُطَّرِدٍ. وَقَالُوا: سَمْعَاً وَطَاعَة مَنْصُوبانِ على إضمارِ الفِعلِ، وَالَّذِي يُرفَعُ عَلَيْهِ غيرُ مُستَعمَلٍ إظهارُه، كَمَا أنّ الَّذِي يُنصَب عَلَيْهِ كَذَلِك، ويُرفَع أَيْضا فيهمَا، أَي أَمْرِي ذَلِك، فَرفع فِي كلِّ ذَلِك. وسَمْعُ أُذُني فلَانا يَقُول ذَلِك، وسَمْعَةُ أُذُني، ويُكسَران. قَالَ اللِّحْيانيّ: وَيُقَال: أُذُنٌ سَمْعَةٌ، بالفَتْح، ويُحَرَّك، وَكَفَرْحَةٍ، وشَريفَةٍ، وشَريفٍ، وسامِعَةٌ وسَمّاعَةٌ وسَمُوعٌ، كصَبُورٍ وجَمعُ الْأَخِيرَة: سُمُعٌ، بضمَّتَيْن. يُقَال: مَا فَعَلَه رِياءً وَلَا سَمْعَةً بالفَتْح، ويُضمُّ، ويُحرّك، وَهِي مَا نُوِّه بذِكرِه، ليُرى ويُسمَع، وَمِنْه حديثُ عمرَ رَضِيَ الله عَنهُ: من الناسِ من يُقاتِلُ رِياءً وسُمْعَةً، وَمِنْهُم من يقاتلُ وَهُوَ يَنْوِي الدُّنيا، وَمِنْهُم من أَلْحَمه القتالُ فَلم يَجِدْ بُدَّاً، وَمِنْهُم من يقاتلُ صابِراً مُحتَسِباً أولئكَ هم الشُّهداءُ. والسُّمْعَة: بِمَعْنى التَّسْميع، كالسُّخْرَةِ بِمَعْنى التَّسْخير.
ورجلٌ سِمْعٌ، بالكَسْر: يُسْمَع، أَو يُقَال: هَذَا امرؤٌ ذُو سِمْعٍ، بالكَسْر، وَذُو سَماعٍ إمّا حسَنٌ وإمّا قبيحٌ، قَالَه اللِّحْيانيّ. وَفِي الدُّعاء: اللهُمَّ سِمْعاً لَا بِلْغاً، ويُفتَحان، وَكَذَا سِمْعٌ لَا بِلْغٌ، بكسرِهما، ويُفتَحان، فَفِيهِ أَرْبَعةُ أَوْجُهٍ، ذَكَرَ أحدَها الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ سِمْعاً لَا بِلْغاً بالكَسْر مَنْصُوباً، أَي يُسمَعُ وَلَا يَبْلُغ، أَو يُسمَعُ وَلَا يُحتاجُ إِلَى أَن يُبَلَّغ، أَو يُسمَعُ بِهِ وَلَا يَتِمُّ، الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَو هُوَ كلامٌ يقولُه من يَسْمَعُ خَبَرَاً لَا يُعجِبُه، قَالَه الكسائيّ، أَي أَسْمَعُ بالدَّواهي وَلَا تَبْلُغُني.
والمِسْمَع، كمِنبَرٍ: الأُذُن، وَقيل: خَرْقُها، وَبهَا شُبِّه حَلْقَةُ مِسْمَعِ الغَرب، كَمَا فِي المُفردات، يُقَال: فلانٌ عظيمُ المِسْمَعَيْن، أَي عظيمُ الأُذُنَيْن، وَقيل للأُذُن: مِسْمَعٌ لأنّها آلَةٌ للسَّمْع كالسَّامِعَة، قَالَ طَرَفَةُ يصفُ أُذُني ناقَتِه:
(مُؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهِما ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ)
كَمَا فِي الصِّحَاح، ج: مَسامِعُ، ورُوِيَ أنّ أَبَا جهلٍ قَالَ: إنّ مُحَمَّدًا قد نَزَلَ يَثْرِبَ، وإنّه حَنِقٌ)
عَلَيْكُم نَفَيْتُموه نَفْيَ القُرادِ عَن المَسامِع. أَي أَخْرَجْتُموه إخراجَ استِئْصالٍ لأنّ أَخْذَ القُراد عَن الدّابَّةِ هُوَ قَلْعُه بكُلِّيَتِه، والأُذُن أخَفُّ الأعضاءِ شعرًا، بل أكثرُها لَا شَعَرَ عَلَيْهِ، فَيكون النَّزْعُ مِنْهَا أَبْلَغ. قَالَ الصَّاغانِيّ: ويجوزُ أَن يكونَ المَسامِعُ جَمْعَ سَمْعٍ على غيرِ قِياسٍ، كمَشابِه ومَلامِح، فِي جَمْعَى: شِبه ولَمْح. منَ المَجاز: المِسْمَع: عُروَةٌ تكون فِي وسَطِ الغَربِ يُجعَلُ فِيهَا حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ للشاعرِ، وَهُوَ أوسٌ، وَقيل: عَبْد الله بنُ أبي أَوْفَى:
(نُعَدِّلَ ذَا المَيْلِ إنْ رامَنا ... كَمَا عُدِّلَ الغَرْبَ بالمِسْمَعِ)
وَقيل: المِسْمَع: مَوْضِع العُروَةِ من المَزادَة، وَقيل: هُوَ مَا جاوَزَ خُرْتَ العُروَة. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: المِسْمَع: أَبُو قَبيلةٍ من العربِ وهم المَسامِعَة، كَمَا يُقَال: المَهالِبَة، والقَحاطِبَة. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: هم من بَني تَيْمِ اللاّتِ. قَالَ الأَحْمَر: المِسْمَعان: الخَشَبَتان اللَّتانِ تُدخَلانِ فِي عُروَتي الزَّبيل إِذا أُخرَجَ بِهِ التُّرابُ من الْبِئْر، وَهُوَ مَجاز. المَسْمَع، كَمَقْعَدٍ: المَوضِعُ الَّذِي يُسمَعُ مِنْهُ، نَقَلَه ابْن دُرَيْدٍ. قَالَ: وَهُوَ من قَوْلِهم: هُوَ منِّي بمَرْأَى ومَسْمَعٍ، أَي بحيثُ أراهُ وأَسْمَعُ كلامَه، وَكَذَلِكَ هُوَ منّي مَرْأَى ومَسْمَعٌ، يُرفَعُ ويُنصَبُ، وَقد يُخَفِّفُ الهَمزةِ الشاعرُ، قَالَ الحادِرَةُ:
(مُحْمَرَّةِ عَقِبَ الصَّبُوحِ عُيونُهمْ ... بمَرىً هناكَ من الحياةِ ومَسْمَعِ)
يُقَال: هُوَ خَرَجَ بَيْنَ سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذا لم يُدْرَ أينَ توَجَّه، أَو مَعْنَاهُ: بينَ سَمْعِ أَهْلِ الأرضِ وأبْصارِهم، فحُــذِفَ المُضافُ، كقولِه تَعَالَى: واسْأَلِ القَريةَ أَي أَهْلَها، نَقَلَه أَبُو عُبَيْد أَو معنى لَقيتُه بينَ سَمْعِ الأرضِ وبصَرِها، أَي بأرضٍ خالِيَةٍ مَا بهَا أحَدٌ، نَقله ابْن السِّكِّيت، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ صحيحٌ يَقْرُبُ من قولِ أبي عُبَيْدٍ. أَي لَا يَسْمَعُ كلامَه أحدٌ، وَلَا يُبصِرُه أحدٌ، هُوَ مأخوذٌ من كلامِ أبي عُبَيْدٍ فِي تفسيرِ حديثِ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَت: الوَيلُ لأُختي لَا تُخْبِرْها بِكَذَا، فَتَتَبَّعَ أَخا بَكْرِ بنِ وائلٍ بينَ سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها. قَالَ: مَعْنَاهُ أنّ الرجلَ يَخْلُو بهَا ليسَ مَعهَا أحدٌ يَسْمَعُ كلامَها، أَو يُبصِرُها إلاّ الأرضُ القَفْر، لَيْسَ أنّ الأرضَ لَهَا سَمْعٌ وَبَصَرٌ، ولكنّها وَكَّدَت الشَّناعةَ فِي خَلْوَتِها بالرجلِ الَّذِي صَحِبَها، أَو سَمْعُها وَبَصَرُها: طُولُها وَعَرْضُها، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا وَجْهَ لَهُ، إنّما مَعْنَاهُ الخَلاء. وَيُقَال: أَلْقَى نَفْسَه بَين سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها، إِذا غَرَّرَ بهَا، وأَلْقَاها حيثُ لَا يُدرى أَيْن هُوَ، قَالَه ثعلبٌ وابْن الأَعْرابِيّ، أَو أَلْقَاهَا حيثُ لَا يُسمَعُ صَوْتُ إنسانٍ، وَلَا يُرى بصَرُ إنسانٍ. وَهُوَ قريبٌ من قولِ ثَعْلَبٍ. وسَمَّوا سَمْعُون، وَسَمَاعَةَ مُخَفّفةً وسِمْعانَ، بالكَسْر والعامّةُ تَفْتَحُ السينَ،)
وسُمَيْعاً كزُبَيْرٍ فَمن الأوّل: أَبُو الحُسين بنُ سَمْعُونَ الواعِظُ مَشْهُورٌ، وَأَخُوهُ حسَنٌ من شيوخِ ابنِ الأَبَنوسيّ، وَفِي سِمْعانَ قَالَ الشَّاعِر:
(يَا لَعْنَةُ اللهِ والأَقْوامِ كلِّهم ... والصَّالِحينَ على سِمْعانَ من جارِ)
حَذَفَ المُنادى، ولَعْنَةُ: مرفوعٌ بالابْتِداءِ، وعَلى سِمْعانَ: خبَرُه، ومِن جَار: تَمْيِيز، كأنّه قَالَ: على سِمْعانَ جاراً. ودَيْرُ سِمْعان، بالكَسْر: ع، بحَلَب. دَيْرُ سِمْعانَ أَيْضا: ع، بحِمص، بِهِ دُفِنَ عمرُ بنُ عبدِ العَزيز، رَحِمَه الله تَعالى، وَقد تقدّم ذِكر الدَّيْرِ فِي دير وَقيل: سِمْعانُ هَذَا كَانَ أَحَدَ أكابِرَ النَّصَارَى، قَالَ لَهُ عمرُ بنُ عبدِ الْعَزِيز: يَا دَيْرَانيُّ، بَلَغَني أنّ هَذَا المَوضِعَ مِلْكُكُم، قَالَ: نعم، قَالَ: أُحِبُّ أنْ تَبيعَني مِنْهُ مَوْضِعَ قَبرٍ سَنَةً، فَإِذا حالَ الحَوْلُ فانْتَفِعْ بِهِ. فَبكى الدَّيْرانيُّ، وباعَه، فدُفِنَ فِيهِ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(سقى رَبُّنا مِن دَيْرِ سِمْعانَ حُفرَةً ... بهَا عُمَرُ الخَيْراتِ رَهْنَاً دَفينُها)

(صَوابِحُ مِن مُزْنٍ ثِقالاً غَوادِياً ... دَوالِحَ دُهْماً ماخِضاتٍ دُجونُها)
وَمُحَمّد بنُ مُحَمَّد بن سِمْعانَ، بالكَسْر، السِّمْعانيُّ أَبُو مَنْصُور: مُحدِّثٌ، عَن مُحَمَّد بن أحمدَ بن عبدِ الجَبّار، وَعنهُ عبدُ الواحدِ المَليحيُّ. وبالفَتْح، ويُكسَر، واقْتَصرَ الحافظُ على الْفَتْح: الإمامُ أَبُو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحَمَّد بنِ عبدِ الجَبّارِ بنِ سَمْعَان السَّمْعانيّ، وابنُه الحافظُ أَبُو بكرٍ محمدٌ وآلُ بَيْتِه. السَّمِيع، كأميرٍ: المُسْمِع، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَأنْشد لعمرِو بن مَعْدِ يَكْرِب:
(أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدّاعي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُني وأَصْحابي هُجوعُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: العجَبُ من قومٍ فسَّروا السَّميعُ بِمَعْنى المُسْمِع فِراراً من أَن يوصَفَ الله تَعالى بأنّ لَهُ سَمْعَاً، وَقد ذَكَرَ الله تَعالى الفِعلَ فِي غيرِ مَوْضِعٍ من كتابِه، فَهُوَ سَميعٌ: ذُو سَمْعٍ بِلَا تَكْيِيف وَلَا تَشْبِيهٍ بالسَّمْع من خَلْقِه، وَلَا سَمْعُه كَسَمْعِ خَلْقِه، وَنحن نَصفُه كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَه بِلَا تَحديدٍ وَلَا تَكْيِيفٍ، قَالَ: ولستُ أُنكِرُ فِي كلامِ العربِ أَن يكون السَّميعُ سامِعاً أَو مُسمِعاً، وَأنْشد: أَمِنْ رَيْحَانة ...قَالَ، وَهُوَ شاذٌّ والظاهرُ الأكثرُ من كلامِ العربِ أَن يكون السَّميعُ بِمَعْنى السامِع مِثَال: عَليم وعالِم، وقَديرٍ وقادِرٍ. السَّميع: الأسَدُ الَّذِي يَسْمَعُ الحِسَّ حِسَّ الإنسانِ والفَريسةِ من بُعدٍ، قَالَ: مُنْعَكِرُ الكَرِّ سَميعٌ مُبْصِرُ وأمُّ السَّميع، وأمُّ السَّمْع: الدِّماغ، كَمَا فِي العُباب، وعَلى الأخيرِ اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ، قَالَ: يُقَال:) ضَرَبَه على أمِّ السَّمْعِ. والسَّمَعُ، مُحرّكةً، كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ، أَو كعَنِبٍ، كَمَا ضَبَطَه الحافظُ، هُوَ ابنُ مالكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوثِ بنِ قَطَنِ بن عَريبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ: أَبُو قبيلةٍ من حِميَر، مِنْهُم أَبُو رُهْمٍ، بضمِّ الرَّاء، أَحْزَابُ بنُ أَسيدٍ كأميرٍ الظَّهْرِيُّ، وشُفْعَةُ، بضمِّ الشين المُعجَمة، السَّمَعِيّان التابِعِيّان. قلت: وَقَالَ الحافظُ فِي التبصير: قيل: لأبي رُهْمٍ صُحبةٌ، وَقَالَ ابنُ فَهْدٍ: أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ ذكرَه ابنُ أبي خَيْثَمَة فِي الصَّحابة، وَهُوَ تابعيٌّ اسمُ أَحْزَابُ بنُ أَسيد، ثمَّ قَالَ بعده: أَبُو رُهْمٍ الظَّهْريُّ: شيخُ مَعْمَر، أَوْرَدَه أَبُو بكرِ بنُ أبي عليٍّ فِي الصَّحابةِ، وَقد تقدّم ذِكرُه فِي ظ هـ ر بأَتَمَّ من هَذَا، فراجِعْه، وَجَعَله هُنَاكَ صَحابِيّاً. وَمُحَمّد بنُ عمروٍ السَّمَعِيُّ، ضَبَطَه الحافظُ بِالتَّحْرِيكِ، من أتباعِ التَّابِعين، شيخٌ للواقِديِّ، وعَلى ضَبْطِ الحافظِ فَهُوَ من الْأَنْصَار، لَا من حِميَر، وَقد أَغْفَلَه المُصَنِّف، وَسَيَأْتِي، فَتَأَمَّلْ. وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيّاشٍ الْأنْصَارِيّ ثمّ السَّمَعِيُّ، مُحرّكةً، المُحدِّث عَن دَلْهَمِ بنِ الأَسْوَدِ، أَو يُقَال فِي النِّسبَةِ أَيْضا: سِماعِيٌّ، بالكَسْر، وَهَكَذَا يَنْسُبون أباهم المّكور. والسُّمَّع، كسُكَّرٍ: الخَفيف، ويُوصَفُ بِهِ الغُول، يُقَال: غُولٌ سُمَّعٌ، وأنشدَ شَمِرٌ:
(فَلَيْسَتْ بإنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه ... ولكنّها غُولٌ من الجِنِّ سُمَّعُ)
والسَّمَعْمَع: الصغيرُ الرأسِ، وَهُوَ فَعَلْعَلٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. أَو: الصغيرُ اللِّحْية، عَن ابْن عَبَّادٍ، هَكَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَنهُ، وَهُوَ تَحريفٌ مِنْهُمَا، وصوابُه: والجُثَّةِ، أَي الصغيرُ الرأسِ والجُثّةِ، الدّاهِيَة، هَكَذَا بغيرِ واوٍ، فَتَأَمَّلْ. السَّمَعْمَع: الداهيةُ، وَعَن ابْن عَبَّادٍ أَيْضا: الخفيفُ اللحمِ السريعُ العمَل، الخَبيثُ اللَّبِقُ ويوصَفُ بِهِ الذِّئبُ، وَمِنْه قولُ سَعْدِ بن أبي وَقّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: رَأَيْتُ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ يومَ بدرٍ وَهُوَ يَقُول:
(مَا تنقِمُ الحَربُ العَوانُ مِنِّي ... بازِلُ عامَيْنِ حَديثٌ سِنِّي)

(سَمَعْمَعٌ كأنّني من جِنِّ ... لمِثلِ هَذَا وَلَدَتْني أمِّي)
وَمِنْه أَن المُغيرةَ سألَ ابنَ لِسانِ الحُمَّرَةِ عَن النِّسَاء، فَقَالَ: النساءُ أَرْبَع: فرَبيعٌ مَرْبَع، وجَميعٌ تَجْمَع، وشَيْطَانٌ سَمَعْمَع، وغُلٌّ لَا تُخلَع، فَقَالَ: فَسِّرْ، قَالَ: الرَّبيع المَرْبَع: الشابّةُ الجميلةُ الَّتِي إِذا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذا أَقْسَمْتَ عَلَيْهَا أبرَّتْكَ، وأمّا الجميعُ الَّتِي تَجْمَع: فالمرأةُ تزَوَّجُها وَلَمَ نَشَبٌ، وَلها نَشَبٌ، فتجمَعُ ذَلِك. وَأما الشيطانُ السَّمَعْمَع فَهِيَ: المرأةُ الكالِحَةُ فِي وَجْهِك إِذا) دَخَلْتَ، المُوَلْوِلَةُ فِي أثَرِك إِذا خَرَجْتَ. قَالَ: وأمّا الغُلُّ الَّتِي لَا تُخلَع، فبِنتُ عَمِّك القَصيرةُ الفَوْهاء، الدَّميمةُ السَّوْدَاء، الَّتِي نَثَرَتْ لَك ذَا بَطْنِها، فَإِن طلَّقْتَها ضاعَ ولَدُك، وإنْ أَمْسَكْتَها على مِثلِ جَدْعِ أَنْفِكَ. قَالَ غيرُه: السَّمَعْمَع: الرجلُ الطويلُ الدَّقِيق، وَهِي بهاءٍ. امرأةٌ سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ، كقِرْشَبَّةٍ، أَي بكسرِ أوّلهما، وفتحِ ثالثِهما، وَهُوَ قولُ الأحمرِ وطُرْطُبَّة. أَي بضمِّ أوّلهما، وَهُوَ قولُ أبي زَيْدٍ وتُكسَر الفاءُ واللاّمُ، وَقد تقدّمَ فِي: نظر بيانُ ذَلِك وَيُقَال فِيهَا: سِمْعَنَّةٌ كخِرْوَعَةٍ، مُخَفّفةَ النُّون، أَي مُستَمِعَةٌ سَمّاعَةٌ، وَهِي الَّتِي إِذا تسَمَّعَتْ أَو تبَصَّرَتْ فَلم تَسْمَعْ وَلم ترَ شَيْئا تظَنَّتْه تظَنِّياً، وَكَانَ الأحمرُ يُنشِدُ:
(إنَّ لنا لكنَّهْ ... مِعَنَّةً مِفَنَّهْ)

(سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّهْ ... كالريحِ حَوْلَ القُنَّهْ)
إلاّ تَرَهْ تظَنَّهْ والسِّمْع، بالكَسْر: الذِّكرُ الْجَمِيل، يُقَال: ذَهَبَ سِمعُه فِي النَّاس، نَقله الجَوْهَرِيّ. السِّمْع أَيْضا: سَبُعٌ مُرَكَّبٌ، وَهُوَ: ولَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ، وَهِي بهاءٍ، وَفِي المثَل: أَسْمَعُ من السِّمْعِ الأزَلّ.
وَرُبمَا قَالُوا: أَسْمَعُ من سِمْعٍ، قَالَ الشَّاعِر:
(تراهُ حديدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً ... أغَرَّ طَويلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ)
يَزْعُمون أنّه لَا يَعْرِفُ العِلَلَ والأسْقام، وَلَا يموتُ حَتْفَ أَنْفِه كالحَيَّة، بل يموتَ بعَرَضٍ من الْأَعْرَاض يَعْرِضُ لَهُ، لَيْسَ فِي الحيوانِ شيءٌ عَدْوُه كَعَدْوِ السِّمْعِ لأنّه فِي عَدْوِه أَسْرَعُ من الطَّيْرِ، وَيُقَال: وَثْبَتُه تزيدُ على عِشرينَ، وثلاثينَ ذِراعاً. سِمْعٌ بِلَا لامٍ: جبَلٌ. يُقَال: فَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَك، أَي لتَسْمَعَه، قَالَه أَبُو زَيْد. والسَّمَاع، كَسَحَابٍ: بطنٌ من العربِ، عَن ابْن دُرَيْدٍ. قولُهم: سَماعِ، كَقَطَام، أَي اسْمَع، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مِثلُ دَرَاكِ، ومَناعِ، أَي أَدْرِكْ وامْنَعْ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُه: فَسَمَاعِ أَسْتَاهَ الكلابِ سَماعِ والسُّمَيْعِيَّةُ، كزُبَيْرِيَّةٍ: ة، قربَ مكّةَ شرَّفَها الله تَعالى. وأَسْمَعَه: شَتَمَه، نَقَلَه الصَّاغانِيّ والجَوْهَرِيّ. قَالَ الراغبُ: وَهُوَ مُتَعارَفٌ فِي السَّبِّ. منَ المَجاز: أَسْمَعَ الدَّلْوَ، أَي جَعَلَ لَهَا مِسْمَعاً، وَكَذَا أَسْمَعَ الزَّبيلَ، إِذا جَعَلَ لَهُ مِسْمَعَيْنِ يُدخَلانِ فِي عُروَتَيْه إِذا أُخرِجَ بِهِ التُّرابُ من الْبِئْر، كَمَا تقدّم. والمُسْمِع، كمُحسِنٍ، من أسماءِ القَيْد، قَالَه أَبُو عمروٍ، وأنشدَ:) (ولِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ ... وظِلٌّ ظَليلٌ وحِصْنٌ أَنيقْ)
وَقد تقدّم فِي زمر. المُسْمِعَةُ: بهاءٍ: المُغَنِّيَةُ، وَقد أَسْمَعَتْ، قَالَ طَرَفَةُ يصفُ قَيْنَةً:
(إِذا نَحْنُُ قُلنا: أَسْمِعينا، انْبَرَتْ لنا ... على رِسْلِها مَطْرُوفةً لم تَشَدَّدِ)
والتَّسْميع: التَّشْنيعُ والتَّشْهير، وَمِنْه الحَدِيث: سَمَّعَ اللهُ بِهِ أسامِعَ خَلْقِه وَقد تقدّم فِي أوّل المادّة.
التَّسْميعُ أَيْضا: إزالةُ الخُمولِ بنَشرِ الذِّكرِ، يُقَال: سَمَّعَ بِهِ، إِذا رَفَعَه من الخُمولِ، وَنَشَرَ ذِكرَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. التَّسْميع: الإسْماع، يُقَال: سَمَّعَه الحديثَ، وأَسْمَعَه، بِمَعْنى، نَقله الجَوْهَرِيّ.
المُسَمَّع، كمُعَظَّمٍ: المُقَيَّدُ المُسَوْجَر، وكتبَ الحَجّاجُ إِلَى عاملٍ لَهُ أنْ: ابعَثْ إليَّ فلَانا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً. أَي: مُقَيَّداً مُسَوْجَراً، فالصوابُ أنَّ المُسَوْجَر تفسيرٌ للمُزَمَّر، وأمّا المُسَمَّعُ فَهُوَ المُقَيَّد فَقَط، وَقد تقدّم فِي سجر. واسْتَمعَ لَهُ، وَإِلَيْهِ: أَصْغَى، قَالَ أَبُو دُوَادٍ يصفُ ثَوْرَاً:
(ويُصيخُ تاراتٍ كَمَا اسْ ... تَمَعَ المُضِلُّ لصَوْتِ ناشِدْ)
وشاهِدُ الثَّانِي قَوْله تَعالى: وَمِنْهُم من يَسْتَمِعون إِلَيْك. يُقَال: تَسامَعَ بِهِ النَّاس. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَي اشتهرَ عندَهم. وقَوْله تَعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ أَي غيرَ مَقْبُولٍ مَا تقولُ، قَالَه مُجاهِد، أَو مَعْنَاهُ اسْمَع لَا أُسْمِعْت، قَالَه ابنُ عَرَفَة، وَكَذَلِكَ قولُهم: قُمْ غَيْرَ صاغِرٍ، أَي لَا أَصْغَرَكَ اللهُ، وَفِي الصحاحِ قَالَ الْأَخْفَش: أَي لَا سَمِعْتَ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ والراغب: رُوِيَ أنّ أَهْلَ الكتابِ كَانُوا يَقُولُونَ ذَلِك للنَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، يُوهِمونَ أنّهم يُعَظِّمونَه ويَدْعُونَ لَهُ، وهم يَدْعُونَ عَلَيْهِ بذلك. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ سَمّاعٌ، كشَدّادٍ، إِذا كَانَ كثيرَ الاستِماعِ لما يُقَال ويُنطَقُ بِهِ، وَهُوَ أَيْضا: الجاسوس. وَيُقَال: الأميرُ يَسْمَع كلامَ فلانٍ، أَي يُجيبُه، وَهُوَ مَجاز. وقولُ ابنِ الأَنْباريّ: وقولُهم: سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَه أَي أجابَ اللهُ دُعاءَ من حَمِدَه، فوضعَ السَّمْعَ مَوْضِعَ الإجابةِ، وَمِنْه الدّعاء: اللهُمَّ إنّي أعوذُ بك من دُعاءٍ لَا يُسمَع. أَي لَا يُعتَدُّ بِهِ، وَلَا يُستَجاب، فكأنّه غيرُ مَسْمُوع، وَقَالَ سُمَيْرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيّ:
(دَعَوْتُ اللهَ حَتَّى خِفْتُ أنْ لَا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أقولُ)
وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ أَي غيرَ مُجابٍ إِلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ. وقولُهم: سَمْعٌ لَا بَلْغٌ، بالفَتْح مَرْفُوعان، ويُكسَران: لُغَتَانِ فِي سَمْعَان لَا بَلْغَان. والسَّمَعْمَع: الشيطانُ الْخَبيث.
والسَّمْعانِيَّة، بالكَسْر: من قُرى ذَمَار بِالْيمن. واسْتَمَع: أَصْغَى، قَالَ الله تَعالى: قُل أُوحيَ إليَّ أنّه اسْتَمَعَ نفرٌ من الجِنِّ وقَوْله تَعالى: واسْتَمِعْ يومَ يُنادي المُنادي وَكَذَا اسْتَمَعَ بِهِ، وَمِنْه قَوْله) تَعالى: نحنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعون بِهِ. ويُعَبَّر بالسَّمْع تَارَة عَن الفَهم، وَتارَة عَن الطَّاعَة، تَقول: اسْمَعْ مَا أقولُ لَك، وَلم تَسْمَعْ مَا قلتُ لَك، أَي لم تَفْهَمْ، وقَوْله تَعالى: وَلَو عَلِمَ اللهُ فيهم خَيْرَاً لأَسْمَعَهُم، أَي أَفْهَمَهُم بِأَن جَعَلَ لَهُم قُوّةً يَفْهَمون بهَا، وَقَالَ الله تَعالى: إنِّي آمَنْتُ برَبِّكُم فاسْمَعون أَي أَطيعون. وَيُقَال: أَسْمَعَكَ الله، أَي لَا جَعَلَكَ أصَمَّ، وَهُوَ دعاءٌ. وقَوْله تَعالى: أَبْصِرْ بِهِ وأَسْمِعْ أَي مَا أَبْصَرَه وَمَا أَسْمَعَه على التعَجُّب، نَقله الجَوْهَرِيّ. والسَّمَّاع، كشَدّادٍ: المُطيع. وَيُقَال: كلَّمَهُ سِمْعَهُم، بالكَسْر، أَي: بحيثُ يَسْمَعون، وَمِنْه قولُ جَنْدَلِ بن المُثَنَّى: قامَتْ تُعَنْظي بكَ سِمْعَ الحاضِرِ أَي بحيثُ يَسْمَعُ مَن حَضَرَ. وتقولُ العربُ: لَا وسِمْعِ اللهِ، يَعْنُون وذِكرِ الله. والسَّماعِنَة: بَطنٌ من العربِ، مَساكِنُهم جبَلُ الخَليلِ عَلَيْهِ السَّلَام. والسَّوامِعَة: بطنٌ آخَر، مَساكِنُهم بالصَّعيد.
والمَسْمَع: خَرْقُ الأُذُن، كالمِسْمَع. نَقله الراغبُ. والسَّماعِيَةُ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ. وبَنو السَّميعَة، كسَفينَةٍ: قبيلةٌ من الْأَنْصَار، كَانُوا يُعرَفون ببَني الصَّمَّاء، فغَيَّرَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم.
والمَسْمَع، كَمَقْعَدٍ: مصدرُ سَمِعَ سَمْعَاً. وَأَيْضًا: الأُذُن، عَن أبي جَبَلَةَ، وَقيل: هُوَ خَرْقُها الَّذِي يُسمَعُ بِهِ، وَحكى الأَزْهَرِيّ عَن أبي زَيْدِ: وَيُقَال لجَميعِ خُروقِ الإنسانِ عَيْنَيْه ومَنْخَريْه واسْتِه، مَسامِع، لَا يُفرَدُ واحدُها. وَقَالَ الليثُ: يُقَال: سَمِعَتْ أُذُني زَيْدَاً يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، أَي أَبْصَرْتُه بعَيْني يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَا أَدْرِي من أَيْن جاءَ الليثُ بِهَذَا الحرفِ، وَلَيْسَ من مَذْهَبِ العربِ أَن يقولَ الرجلُ: سَمِعَتْ أُذُني بِمَعْنى أَبْصَرَتْ عَيْني، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي كلامٌ فاسِدٌ، وَلَا آمَنُ أَن يكونَ ولَّدَه أَهْلُ البِدَعِ والأهواء. وَيُقَال: باتَ فِي لَهْوٍ وسَماعٍ: السَّماع: الغِناء، وكلُّ مَا الْتَذَّتْه الآذانُ من صوتٍ حسَنٍ: سَماعٌ. والسَّميع، فِي أسماءِ اللهِ الحُسْنى: الَّذِي وَسِعَ سَمْعُه كلَّ شيءٍ. والسَّميعانِ من أَدَوَاتِ الحَرّاثينَ: عُودانِ طَويلانِ فِي المِقْرَنِ الَّذِي يُقرَنُ بِهِ الثَّوْرانِ لحِراثَةِ الأرضِ، قَالَه الليثُ. والمِسْمَعان: جَوْرَبان يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طَلَبَ الظِّباءَ فِي الظَّهيرَة. والمِسْمَعان: عامِرٌ وعبدُ الملكِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ، هَذَا قولُ الأَصْمَعِيّ، وأنشدَ:
(ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقلتُ بُوآ ... بقَتلِ أخي فَزارَةَ والخَبَارِ)
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: هما مالكٌ وعبدُ المَلِك ابْنا مِسْمَع بنِ سُفيانَ بنِ شِهابِ الحِجازِيِّ، وَقَالَ غيرُه: هما مالكٌ وعبدُ الملِك ابْنا مِسْمَعِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعِ بنِ سِنانِ بنِ شِهابٍ. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن)
عثمانَ بن سَمْعَان الْحَافِظ: حدَّثَ عَن أَسْلَمَ بنِ سَهْل الواسِطِيِّ، وغيرِه. 
سمع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من سمع النَّاس بِعِلْمِهِ سمع اللَّه بِهِ سامع خلقه وحقّره وصغّره. قَالَ أَبُو زيد [الْأنْصَارِيّ -] : يُقَال: سَمِعت بِالرجلِ تسميعا إِذا نددت بِهِ وشهرته وفضحته. وَرَوَاهُ بَعضهم: سمع اللَّه بِهِ أسامع خلقه. فَإِن كَانَ هَذَا مَحْفُوظًا فانه أَرَادَ جمع السّمع أسمع ثمَّ جمع الأسمع أسامع يُرِيد أَن اللَّه تَعَالَى يُسمع أسامع النَّاس بِهَذَا الرجل يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمن قَالَ: سامع [خلقه -] جعله من نعت اللَّه تبَارك وَتَعَالَى. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْدٍ -] : أسامع [خلقه -] أَجود وَأحسن فِي الْمَعْنى.
س م ع: (السَّمْعُ) سَمْعُ الْإِنْسَانِ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7] لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: (سَمِعَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ (سَمْعًا) وَ (سَمَاعًا) وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى (أَسْمَاعٍ) وَجَمْعُ الْأَسْمَاعِ (أَسَامِعُ) . وَفَعَلَهُ رِيَاءً وَ (سُمْعَةً) أَيْ لِيَرَاهُ النَّاسُ وَلِيَسْمَعُوا بِهِ. وَ (اسْتَمَعَ) لَهُ أَيْ أَصْغَى، وَ (تَسَمَّعَ) إِلَيْهِ وَ (اسَّمَّعَ) إِلَيْهِ بِالْإِدْغَامِ. وَقُرِئَ: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} [الصافات: 8] وَيُقَالُ: تَسَمَّعَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ لَهُ كُلُّهُ بِمَعْنًى. لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ} [فصلت: 26] وَقُرِئَ: «لَا يَسْمَعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى» مُخَفَّفًا. وَ (تَسَامَعَ) بِهِ النَّاسُ وَ (أَسْمَعَهُ) الْحَدِيثَ. وَ (سَمَّعَهُ) أَيْ شَتَمَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء: 46] قَالَ الْأَخْفَشُ: أَيْ لَا سَمِعْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [مريم: 38] أَيْ مَا أَبْصَرَهُمْ وَمَا أَسْمَعَهُمْ عَلَى التَّعَجُّبِ. وَ (الْمُسْمِعَةُ) الْمُغَنِّيَةُ. وَ (سَمَّعَ) بِهِ (تَسْمِيعًا) أَيْ شَهَّرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ فَعَلَ كَذَا سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ (أَسَامِعَ) خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَ (سَمَّعَهُ) الصَّوْتَ (تَسْمِيعًا) وَ (أَسْمَعَهُ) . وَ (السَّامِعَةُ) الْأُذُنُ وَكَذَا (الْمِسْمَعُ) بِالْكَسْرِ. وَ (السَّمِيعُ السَّامِعُ) وَ (السَّمِيعُ) أَيْضًا (الْمُسْمِعُ) . 
سمع
السَّمْعُ: قوّة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السَّمْعُ أيضا، وقد سمع سمعا.
ويعبّر تارة بالسمّع عن الأذن نحو: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ
[البقرة/ 7] ، وتارة عن فعله كَالسَّمَاعِ نحو: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
[الشعراء/ 212] ، وقال تعالى:
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق/ 37] ، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول: اسْمَعْ ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت، وتعني لم تفهم، قال تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا
[الأنفال/ 31] ، وقوله:
سَمِعْنا وَعَصَيْنا [النساء/ 46] ، أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك، وكذلك قوله: سَمِعْنا وَأَطَعْنا [البقرة/ 285] ، أي: فهمنا وارتسمنا.
وقوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
[الأنفال/ 21] ، يجوز أن يكون معناه: فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه:
فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى:
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا
[الأنفال/ 23] ، أي: أفهمهم بأن جعل لهم قوّة يفهمون بها، وقوله: وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ
[النساء/ 46] ، يقال على وجهين:
أحدهما: دعاء على الإنسان بالصّمم.
والثاني: دعاء له.
فالأوّل نحو: أَسْمَعَكَ الله، أي: جعلك الله أصمّ.
والثاني: أن يقال: أَسْمَعْتُ فلانا: إذا سببته، وذلك متعارف في السّبّ، وروي أنّ أهل الكتاب كانوا يقولون ذلك للنبيّ صلّى الله عليه وسلم يوهمون أنهم يعظّمونه، ويدعون له وهم يدعون عليه بذلك.
وكلّ موضع أثبت الله السّمع للمؤمنين، أو نفى عن الكافرين، أو حثّ على تحرّيه فالقصد به إلى تصوّر المعنى والتّفكر فيه، نحو: أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها [الأعراف/ 195] ، ونحو: صُمٌّ بُكْمٌ [البقرة/ 18] ، ونحو:
فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ [فصلت/ 44] ، وإذا وصفت الله تعالى بِالسَّمْعِ فالمراد به علمه بِالْمَسْمُوعَاتِ، وتحرّيه بالمجازاة بها نحو: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها [المجادلة/ 1] ، لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا [آل عمران/ 181] ، وقوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ
[النمل/ 80] ، أي: لا تفهمهم، لكونهم كالموتى في افتقادهم بسوء فعلهم القوّة العاقلة التي هي الحياة المختصّة بالإنسانيّة، وقوله: أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ
[الكهف/ 26] ، أي: يقول فيه تعالى ذلك من وقف على عجائب حكمته، ولا يقال فيه: ما أبصره وما أسمعه، لما تقدّم ذكره أنّ الله تعالى لا يوصف إلّا بما ورد به السّمع وقوله في صفة الكفّار: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا [مريم/ 38] ، معناه: أنهم يسمعون ويبصرون في ذلك اليوم ما خفي عليهم، وضلّوا عنه اليوم لظلمهم أنفسهم، وتركهم النّظر، وقال: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا [البقرة/ 93] ، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ
[المائدة/ 42] ، أي: يسمعون منك لأجل أن يكذبوا، سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة/ 41] ، أي: يسمعون لمكانهم، والِاسْتِمَاعُ: الإصغاء نحو: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ، إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ
[الإسراء/ 47] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ [محمد/ 16] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ [يونس/ 42] ، وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ
[ق/ 41] ، وقوله: أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ [يونس/ 31] ، أي:
من الموجد لِأَسْمَاعِهِمْ، وأبصارهم، والمتولّي لحفظها؟ والْمِسْمَعُ والْمَسْمَعُ: خرق الأذن، وبه شبّه حلقة مسمع الغرب .

سمع

1 سَمِعَهُ, (S, Msb, K, *) aor. ـَ (K,) inf. n. سَمْعٌ (S Msb, K) and سِمْعٌ, or this latter is a simple subst., (Lh, K,) and سَمَاعٌ, (S, K,) or this last [also] is a simple subst., (Msb,) and سَمَاعَةٌ and سَمَاعِيَةٌ (K) and مَسْمَعٌ, (TA,) [He heard it, (namely, a thing, as in the S,) or (tropical:) him;] and ↓ تسمّع, (Msb, K,) also written and pronounced اِسَّمَّعَ; (K, TA;) and ↓ استمع; (Msb;) are syn. with سَمِعَ (Msb,K) as trans. By itself; (Msb;) and استمع [also] in sys. With سَمِعَ [ as trans. by itself]: (Ham p. 694, where occurs a usage of its act. part. n. showing the verb to be trans. by itself:) or ↓ استمع denotes what is intentional, signifying only he gave ear, hearkened, or listened: but سَمِعَ, [as also ↓ تمسمّع and ↓ استسمع,] what is unintentional, as well as what is intentional. (Msb.) You say, سَمِعَ الشَّىْءَ [He heard or listened to, the thing] (S.) And الصَّوْتَ ↓ تسمّع [He listened to, or heard, the sound]. (TA.) [and سَمِعْتُ لَهُ صَوْتًا I heard him, or it, utter, or produce, a sound; lit. I heard a sound attributable to him, or it. And سَمِعَهُ مِنْهُ He heard it form him. And سَمِعَهُ عَنْهُ He heard it as related from him; he heard it on his authority. And سَمِعَهُ يَقُولُ كَذَا He heard him say such a thing.] and سَمِعَ بِهِ [He heard of it; for سَمِعَ التَّكَلُّمَ بِهِ, or the like]. (Kur xii. 31 and xxviii. 36 and xxxviii. 6, S, K, TA.) [When trans. by means of لِ alone, or إِلَى, it denotes what is intentional.] You say, سَمِعْتُ لَهُ, (S, Msb, TA,) and إِلَيْهِ, (S, TA,) meaning I gave ear, hearkened, or listened, to him, or it; (S, Msb, * TA;) and له ↓ تسمّعت (Msb,) or اليه, and اِسَّمَّعْتُ, (S, TA,) signify the same; (S, Msb, TA;) and so له ↓ استمعت, (S, Msb, K,) and اليه. (K.) It is said in the Kur [xxxvii. 8], accord. to different readings, لَا يَسْمَعُونَ إِلَى المَلَإِ الأَعْلَى, and ↓ لَا يَسَّمَّعُونَ, They shall not listen [to the archangels]: (S:) or the former has this signification, they shall not listen to the angels (Bd, Jel) in heaven, (Jel,) or the exalted angels: (Bd:) and ↓ the latter, they shall not seek, or endeavour, to listen &c. (Bd.) and in the same [xvii. 50], ↓ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ [We are cognizant of that on account of which they hearken when they hearken to thee]; به meaning بِسَبَبِهِ, (Bd, Jel,) and لِأَجْلِهِ, (Bd,) alluding to scoffing, or derision. (Bd, Jel.) [For various usages of سَمْعٌ and other inf. ns., whether employed as inf. ns. or as simple substs., see those words below.] b2: It also signifies He understood it; (TA;) he understood its meaning; i. e., the meaning of a person's speech. (Msb.) You say, لَمْ تَسْمَعْ مَا قُلْتُ لَكَ Thou didst not understand what I said to thee. (TA.) and such is the most obvious meaning of the verb in the saying, إِنْ كَانَ يَسْمَعُ الخَطِيبَ [If he understand the words of the preacher]; for this is the proper meaning in this case: but it may be rendered tropically, (tropical:) if he hear the voice of the preacher. (Msb.) b3: Also He knew it: as in the saying, سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَكَ [God knew thy saying]. (Msb.) b4: Also (assumed tropical:) He accepted it; namely, evidence, and praise: or, said of the latter, (assumed tropical:) he recompensed it by acceptance: (Msb:) (tropical:) he paid regard to it, and answered it; namely, prayer: (tropical:) he answered, or assented to, or complied with, it; namely, a person's speech. (TA.) The saying سَمِعَ اللّٰهُ لِمَنْ حَمِدَهُ means May God accept the praise of him who praiseth Him: or, accord. to IAmb, may God recompense by acceptance the praise of him who praiseth Him: (Msb:) or may God answer the prayer of him who praiseth Him. (TA, as on the authority of IAmb.) b5: Also (assumed tropical:) He obeyed him: as in the saying in the Kur [xxxvi. 24], إِنِّى آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (assumed tropical:) [Verily I believe in your Lord, and do ye obey me]. (TA.) b6: Lth says that the phrase سَمِعَتْ أُذُنِى

زَيْدًا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا means (assumed tropical:) My eye saw Zeyd doing such and such things: but Az says, I know not whence Lth brought this; for it is not of the way of the Arabs to say سمعت اذنى as meaning my eye saw: it is in my judgment corrupt language, and I am not sure but that it may have been originated by those addicted to innovations and erroneous opinions. (TA.) 2 تَسْمِيعٌ [inf. n of سمّع, as also تَسْمِعَةٌ, q. v. infrà, voce سُمْعَةٌ,] is syn. with ↓ إِسْمَاعٌ [The making one to hear]. (K.) You say, سمّعهُ الصَّوْتَ and ↓ اسمعهُ [He made him to hear the sound]. (S.) And سمّعهُ الحَدِيثَ (TA) and ↓ اسمعهُ (S, TA) [He made him to hear the narra-tive]; both signifying the same. (TA.) [and سمّع بِهِ He made to hear of it, or him.] It is said in a trad., مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللّٰهُ بِهِ

أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ (S, * Mgh, TA) [Whoso maketh men to hear of his deed,] God will make the ears of his creatures to hear of him on the day of resurrection; (TA;) or whoso maketh his deed notorious, that men may see it and hear of it, God will make notorious his hypocrisy, and fill with it the ears of his creatures, and they shall be generally acquainted with it, [and He will render him contemptible, and small in estimation,] so that he will become disgraced; (Mgh;) or the meaning may be, God will manifest to men his internal state, and fill their ears with the evilness of his secret intentions, in requital of his deed: or, as some relate it, [for أَسَامِعَ خَلْقِهِ] we should say, سَامِعُ خَلْقِهِ, which is an epithet applied to God; so that the meaning is, Go [the Hearer of his creatures] will disgrace him: (TA:) [for]

b2: سمّع به, (S, Mgh, Msb,) inf. n. تَسْمِيعٌ, (S, Mgh, K,) signifies [also] He rendered him, or it, notorious, and infamous: (S, Mgh, K: *) or he spread it abroad, for men to speak of it. (Msb.) b3: Also He raised him from obscurity to fame. (S, K. *) b4: And He made him to hear what was bad, evil, abominable, or foul, and he reviled him: (Az, T and L in art. ند:) and ↓ اسمعهُ [also] has the latter of these two significations. (S, K.) 4 اسمعهُ, inf. n. إِسْمَاعٌ: see 2, in four places. b2: He told him [a thing]. (Msb) b3: He made him to understand: the verb being used in this sense in the Kur [viii. 23], لَوْعَلِمَ اللّٰهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ [Had God known any good in them, He had made them to understand]. (TA.) b4: أَسْمَعَكَ اللّٰهُ May God not make thee to be deaf. (TA.) b5: أَسْمَعَتْ She sang. (TA.) One says to a female singer, أَسْمِعِينَا Sing thou to us: thus used in a verse of Tarafeh. (TA.) b6: أَسْمَعْتَ Thou hast said a saying that ought to be heard and followed. (Har p. 398.) A2: اسمع الدَّلْوَ (tropical:) He made, or put, a مِسْمَع [q. v.] to the bucket. (S, K, TA.) And in like manner, اسمع الزِّنْبِيلَ (K) (tropical:) He made, or put, what are termed مِسْمَعَانِ to the basket. (TA.) A3: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ; and أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ; see art. بصر.5 تَسَمَّعَ, also written and pronounced اِسَّمَّعَ: see 1, in the former half of the paragraph, in six places.6 تسامع بِهِ النَّاسُ (S, K) The people heard of it, [or him,] one from another: (PS, TK:) [or the people heard one another talk of it, or him:] or it, or he, became notorious among the people. (TA.) b2: تسامع also signifies He feigned himself hearing. (KL.) 8 إِسْتَمَعَ see 1, in the former half of the paragraph, in four places.10 إِسْتَسْمَعَ see 1, in the first sentence, in two places.

سَمْعٌ inf. n. of سَمِعَ, (S, Msb, K,) like ↓ سَمَاعٌ, (S, K,) [&c.,] or the latter is a simple subst. [used in the abstract sense of the former]. (Msb.) Yousay, سَمْعًا وَطَاعَةً, [for أَسْمَعُ سَمْعًا وَأُطِيعُ طَاعَةً, an emphatic mode of expression, meaning I hear and I obey, or for سَمِعْتُ سَمْعًا وَأَطَعْتُ طَاعَةً, which means the same, but more emphatically; طَاعَةً

being a quasi-inf. n. for إِطَاعَةً;] the verb [of each] being understood: and سَمْعٌ وَطَاعَةٌ, meaning أَمْرِى ذٰلِكَ [i. e. أَمْرِى سَمْعٌ وَطَاعَةٌ My affair is hearing and obeying]. (K.) You say also, [in like manner,] اَللّٰهُمَّ سَمْعًا لَا بَلْغًا, (K,) and سَمْعٌ لَا بَلْغٌ: (TA:) see سِمْعٌ. And سَمْعُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولَ ذٰلِكَ, (K,) [said to be] the only instance of the kind among inf. ns. of trans. verbs except رَأْىُ عَيْنِى, (TA in art. رأى,) [in a copy of the M, in art. رأى, written سَمْعَ اذنى and رَأْىَ عينى,] and اذنى ↓ سِمْعُ, and اذنى ↓ سَمْعَةُ, and اذنى ↓ سِمْعَةُ [My ear heard (lit. my ear's hearing) such a one say that]. (K) b2: [As a simple subst., it signifies] The sense of the ear; (K;) [i. e., of hearing;] the faculty in the ear whereby it perceives sounds. (TA.) Thus in the Kur [1. 36], أَوْ أَلْقَى

السَّمْعُ, (TA,) meaning, Or who hearkeneth. (Bd, Jel.) [And hence,] أُمُّ السَّمْعِ The brain; (Z, O, K;) as also ↓ أُمُّ السَّمِيعِ. (O, K.) One says, ضَرَبَهُ عَلَى أُمِّ السَّمْعِ [He struck him upon the brain]. (TA.) b3: [It is also used for the inf. n. of أَسْمَعَ. Hence] one says, قَالُوا ذٰلِكَ سَمْعَ أُذُنِى, and in like manner, اذنى ↓ سِمْعَ, and اذنى ↓ سَمَاعَ, and اذنى ↓ سَمَاعَةَ, i. e. إِسْمَاعَهَا [They said that making my ear to hear]: (K:) and one may say, سَمْعًا [making to hear]: this latter one says when he does not particularize himself. (Sb, K.) and ↓ كَلَّمَهُ سِمْعَهُمْ, with kesr, meaning, [He spoke to him making them to hear, or] so that they heard. (TA.) And a poet says, اللّٰهِ وَالعُلَمَآءِ أَنِّى ↓ سَمَاعَ

أَعُوذُ بِخَيْرِ خَالِكَ يَاابْنَ عَمْرِو [Making God and the learned men to hear that I seek protection by the goodness of thy maternal uncle, O son of 'Amr; or أَعُوذُ بِحَقْوِ خَالِكَ, i. e. I have recourse for protection to thy maternal uncle; thus in the TA in art. حقو;] using the subst. in the place of the inf. n., as though he said إِسْمَاعًا عَنِّى. (TA.) One says also, أَخَذْتُ ذٰلِكَ عَنْهُ سَمْعًا, and in like manner, ↓ سَمَاعًا, [i. e. I received that from him by being made to hear, which virtually means, by hearsay, or hearing it from him,] making the inf. n. [in each case] to be of a different form from that of the verb to which it belongs [in respect of signification; i. e., using an inf. n. of سَمِعَ for that of أَسْمَعَ]. (K, * TA.) [See also سُمْعَةٌ.] b4: It also signifies The ear; (S, * Mgh, Msb, * K;) as also ↓ مِسْمَعٌ, (S, Msb, K, TA,) because it is the instrument of hearing, (TA,) and ↓ مَسْمَعٌ, [because it is the place thereof,] (Aboo-Jebeleh, TA,) and ↓ سَامِعَةٌ; (S, K;) or ↓ مِسْمَعٌ signifies the ear-hole; (TA;) and so ↓ مَسْمَعٌ, and ↓ مُسْتَمَعٌ: (Er-Rághib, TA:) and سَمْعٌ is also used as a pl., (S, K,) being originally an inf. n.; but sometimes (S) it has for its pl. أَسْمَاعٌ (S, Msb, K) and أَسْمُعٌ, (Mgh, O, K,) a pl. of pauc., (TA,) [as is also the former,] and أَسَامِعُ is a pl. pl., (S, Mgh, O, K,) i. e. pl. of أَسْمَاعٌ, (S,) or of أَسْمُعٌ: (Mgh, O:) [for an ex. of the pl. pl., see 2:] the pl. of ↓ مِسْمَعٌ is مَسَامِعُ; (Msb, K;) or this may be an irreg. pl. of سَمْعٌ, like as مَشَابِهُ is of شَبَهٌ. (Sgh, TA.) You say, سَمْعُكَ إِلَىَّ i. e. [Incline thine ear to me; or] hear thou from me. (S, K.) And طَرَقَ الكَلَامُ السَّمْعُ [The speech struck the ear]. (Msb.) سَمْعٌ is used as a pl. in the Kur [ii. 6], where it is said, خَتَمَ اللّٰهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمِعْهِمْ [God hath set a seal upon their hearts and upon their ears]. (S.) One also says, ↓ فُلَانٌ عَظِيمُ المِسْمَعَيْنِ Such a one is great in the ears. (S.) The phrase هُوَ بَيْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَبَصَرِهَا means (assumed tropical:) It is not known whither he has repaired: (Az, K:) or he is between the ears of the people of the land and their eyes, [so that they neither hear him nor see him,] the prefixed noun أَهْل being suppressed: (AO, K, * TA:) or (assumed tropical:) in a void land, wherein is no one; (ISk, K;) i. e., none hears his speech, nor does any see him, except [the wild animals of] the desert land: (K:) or (tropical:) between the length and breadth of the land. (K, TA.) You say also, أَلْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَبَصَرِهَا (assumed tropical:) He exposed himself to perdition, or imperilled himself, and cast himself no one knew where: (IAar, Th:) or (assumed tropical:) he cast himself where no voice of man was heard, nor eye of man seen. (K, * TA.) b5: Also What rests in the ear, of a thing which one hears. (L, K.) b6: See also سِمْعٌ, in three places, beside the two places before referred to.

سِمْعٌ i. q. سَمْعٌ, either as an inf. n. or as a a simple subst. (Lh, K.) You say, اَللّٰهُمَّ سِمْعًا لَا بِلْغًا, (S, K,) and لَا بَلْغًا ↓ سَمْعًا, (K,) and سِمْعٌ لَا بِلْغٌ, and لَا بَلْغٌ ↓ سَمْعٌ, (TA,) a form of prayer, (K,) meaning O God, may it be heard of but not fulfilled: (S, K:) or may it be heard but not come to: or may it be heard but not need to be come to: or it is said by him who hears tidings not pleasing to him: (K:) Ks says that it means I hear of calamities but may they not come to me. (TA.) You say also, سِمْعُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ. b2: Also i. q. إِسْمَاعٌ: so in the phrase قَالُوا ذٰلِكَ سِمْعَ أُذُنِى: (K:) and in the phrase كَلَّمَهُ سِمْعَهُمْ: (TA:) both explained above: see سَمْعٌ. b3: Also Mention, fame, report, that is heard; as also ↓ سَمْعٌ, and ↓ سَمَاعٌ: (K:) fame, or good report; (S, Msb, K, TA;) and so ↓ سَمْعٌ and ↓ سَمَاعٌ. (TA.) You say, ذَهَبَ سِمْعُهُ فِى النَّاسِ His fame, or good report, went among mankind. (S.) And the Arabs say, اللّٰهِ ↓ لَا وَسَمْعِ [or وَسِمْعِ اللّٰه,] meaning لَا وَ ذِكْرِ اللّٰهِ [No, by the glory of God]. (TA.) b4: [It is also used as an epithet: thus,] رَجُلٌ سِمْعٌ means يُسَمِّعُ [A man who makes others to hear of him]: or one says, هٰذَا امْرُؤٌ ذُو سِمْعٍ, and ↓ ذُوسَمَاعٍ, [This is a man of fame, or notoriety], (K,) whether good or bad. (Lh, TA.) A2: Also A certain mongrel beast of prey, (S,) the offspring of the wolf, begotten from the hyena: (S, Mgh, Msb, K:) fem. with ة: they assert that it does not die a natural death, like the serpent, (K, TA,) but by some accident that befalls it, not knowing diseases and maladies; and that it is unequalled by any other animal in running, (TA,) its running being quicker than [the flight of] the bird; and its leap exceeding thirty cubits, (K, TA,) or twenty. (TA.) It is said in a prov., مِنَ السِّمْعِ الأَزَلِّ ↓ أَسْمَعُ [More quick of hearing than the سمع that is lean in the buttocks and thighs; or than the light, or active, سمع]: and sometimes they said أَسْمَعُ مِنْ سِمْعٍ

[more quick of hearing than a سمع]. (S.) سَمْعَةٌ A single hearing, or hearkening, or listening. (K.) b2: سَمْعَةُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ. b3: See also سُمْعَةٌ.

A2: أُذُنٌ سَمْعَةٌ: see سَامِعٌ.

سُمْعَةٌ is syn. with تَسْمِيعٌ, like as سُخْرَةٌ is with تَسْخِيرٌ. (TA.) You say, فَعَلَهُ رِئَآءً وَسُمْعَةً He did it [to make men to see it and hear of it, or] in order that men might see it and hear of it. (S.) And مَافَعَلَهُ رِئَآءً وَلَاسُمْعَةً, and ↓ سَمْعَةً, and ↓ سَمَعَةً, He did it not making it notorious so as to make [men] to see and to hear [it]. (K.) And فَعَلْتُهُ

↓ تَسْمِعَتَكَ, and تَسْمِعَةً لَكَ, I did it in order that thou mightest hear it. (Az, K.) [See also سَمْعٌ, where similar phrases are mentioned and explained.] b2: السُّمْعَةُ, also, signifies What is heard, of fame, or report, &c.: (Har p. 34:) and [particularly] good report. (Id. p. 196.) سِمْعَةٌ A mode, or manner, of hearing, hearkening, or listening. (K.) You say, سَمِعْتُهُ سِمْعَةً

حَسَنَةً [I heard it with a good manner of hearing]. (TA.) b2: سِمْعَةُ أُذُنِى فُلَانًا يَقُولُ ذٰلِكَ: see سَمْعٌ.

سَمَعَةٌ: see سُمْعَةٌ.

A2: أُذُنٌ سَمَعَةٌ: see سَامِعٌ.

أُذُنٌ سَمِعَةٌ: see سَامِعٌ.

سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ, and سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ, (S, K,) the former accord. to Az, the latter accord. to ElAh, (S,) and سِمْعِنَّةٌ نِظْرِنَّةٌ, (K,) or the second and third are without teshdeed, and mentioned by Yaakoob also, (TA in art. نظر, [but this, I think, is a mistake,]) applied to a woman, Who listens, or hearkens, and endeavours to see, and, not seeing nor hearing anything, thinks it, or opines it: (S, * K, * [the latter in art. نظر,] and TA:) and one also applies to her the epithet سِمْعَنَةٌ, meaning who listens, or hearkens, and does so much, or habitually. (K.) سَمَعْمَعٌ (of the measure فَعَلْعَلٌ, S) Small in the head, (S, K,) and in the body; for او اللِّحْيَةِ in the K is a mistranscription for وَالجُثَّةِ: (TA:) cunning, or very cunning: (K, TA:) light of flesh, quick in work, wicked, and clever: (TA:) or [simply] light and quick: and applied as an epithet to a wolf. (K.) b2: Also A woman that grins and frowns in thy face when thou enterest, and wails after thee when thou goest forth. (K, * TA.) b3: And A tall and slender man: (K, TA:) fem. in this sense with ة. (TA.) b4: And A wicked, deceitful, or crafty, devil. (TA.) سَمَاعٍ [an imperative verbal n.] Hear thou: (S, K:) like دَرَاكِ and مَنَاعِ, meaning أَدْرِكْ and اِمْنَعْ. (S.) سَمَاعٌ: see its syn. سَمْعٌ; first sentence. b2: Also syn. with إِسْمَاعٌ, as in three exs. expl. above; see سَمْعٌ, in the middle portion of the paragraph. b3: Also [an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., meaning What has been heard, or heard of:] a thing that one has heard of, and that has become current, and talked of. (TA.) [Hence, used in lexicology and grammar as meaning What has been received by hearsay; i. e. what is established by received usage: as in the phrase, مَقْصُورٌ عَلَى السَّمَاعِ restricted to what has been received by hearsay; &c.: and in the phrase شَاذٌّ فِى السَّمَاعِ deviating from the constant course of speech with respect to what has been receeived by hearsay; &c.; which virtually means deviating from what is established by received usage: “ what has been received by hearsay ” always meaning “ what has been heard, either immediately or mediately, from one or more of the Arabs of the classical times. ”] b4: [Also What is heard, or being heard, of discourse, or narration, and of matters of science. See an ex. voce مُرِذٌّ, in art. رذ.] b5: And [hence,] Singing, or song; and any [musical performance whether vocal or instrumental or both combined, or any other] pleasant sound in which the ears take delight: as in the saying, بَاتَ فِى لَهْوٍ وَسَمَاعٍ [He passed the night in the enjoyment of diversion and singing, &c.]. (TA.) [See an ex. in a verse cited voce مُشَارٌ, in art. شور.] b6: See also سِمْعٌ, in three places.

سَمُوعٌ: see سَامِعٌ, in two places.

سَمِيعٌ: see سَامِعٌ, in six places. b2: It is also syn. with مُسْمِعٌ [Making to hear; &c.]. (S, K.) Az remarks its being wonderful that persons should explain it as having this meaning in order to avoid the assigning to God the attribute of hearing, since that attribute is assigned to Him in more than one place in the Kur-án, though his hearing is not like the hearing of his creatures: he, however, adds, I do not deny that, in the language of the Arabs, سميع may be syn. with سَامِعٌ or مُسْمِعٌ; but it is mostly syn. with سَامِعٌ, like as عَلِيمٌ is with عَالِمٌ, and قَدِيرٌ with قَادِرٌ. (TA.) b3: Also [Made to hear; or] told; applied to a man. (Msb.) b4: أُمُّ السَّمِيعِ: see سَمْعٌ.

A2: السَّمِيعَانِ Two long pieces of wood [fixed] in the yoke with which the bull is yoked for ploughing the land. (Lth, TA.) سَمَاعَةٌ an inf. n. of سَمعَ. (K.) b2: And i. q. إِسْمَاعٌ, whence a phrase expl. above: see سَمْعٌ.

سَمَاعِىٌّ, in lexicology and grammar, applied to a word &c., means Relating, or belonging, to what has been received by hearsay; i. e., to what is established by received usage. See سَمَاعٌ.]

سُمَّعٌ Light, active, or agile: and applied as an epithet to a غُول. (K.) سَمَّاعٌ One who hearkens, or listens, much to what is said, and utters it. (TA.) [Its primary signification is simply One who hears, hearkens, or listens, much, or habitually: and it signifies also quick of hearing.] See also سَامِعٌ. b2: A spy, who searches for information, and brings it. (TA.) b3: (assumed tropical:) Obedient. (TA.) سَامِعٌ and ↓ سَمِيعٌ are syn.; [signifying Hearing; and hearkening, or listening;] (Az, S, Msb, K;) like عَالِمٌ and عَلِيمٌ, and قَادِرٌ and قَدِيرٌ. (Az, TA.) [↓ السَّمِيعُ, applied to God, signifies He whose hearing comprehends everything; who hears everything. (TA.) And [hence, also,] ↓ this same epithet is applied to The lion that hears the faint sound (K, TA) of man and of the prey (TA) from afar. (K, TA.) You say also, أُذُنٌ سَامِعَةٌ, and ↓ سَمِيعَةٌ, and ↓ سَمِيعٌ, and ↓ سَمْعَةٌ, and ↓ سَمَعَةٌ, and ↓ سَمِعَةٌ, and ↓ سَمَّاعَةٌ, and ↓ سَمُوعٌ: [the first signifying A hearing, or a hearkening or listening, ear: and the last two, and app. all but the first, an ear that hears, or hearkens or listens, much; or that is quick of hearing:] the pl. of ↓ the last is سُمُعٌ. (K.) سَامِعَةٌ fem. of سَامِعٌ [q. v.]. b2: [It is also used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]: see سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph.

أَسْمَعُ [More, and most, quick of hearing]: see سِمْعٌ; last sentence.

تَسْمِعَةٌ [an inf. n. of 2]: see سُمْعَةٌ.

مَسْمَعٌ A place whence [and where] one hears, or hearkens, or listens. (IDrd, K.) You say, هُوَ مِنِّى بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ He is where I see him and hear his speech; (IDrd, K;) and in like manner, هُوَ مِنِّ مَرْأًى وَمَسْمَعٌ; (TA;) and مَرْأًى وَمَسْمَعًا, (M and K in art. رأى, q. v.,) and sometimes they said مَرًى. (TA.) And فُلَانٌ فِى مَنْظَرٍ وَمَسْمَعٍ

Such a one is in a state in which he likes to be looked at and listened to. (T, A, TA, in art. نظر.) b2: See also سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph, in two places. b3: It is also an inf. n. of سَمِعَ. (TA.) مُسْمَعٌ [pass. part. n. of 4, q. v.]. وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ, in the Kur [iv. 48], means [And hear thou without being made to hear; i. e.] mayest thou not be made to hear: (Ibn-'Arafeh, K:) or mayest thou not hear, (Akh, S, Bd, Jel,) by reason of deafness, or of death; (Bd;) said by way of imprecation: (Az, Er-Rághib:) or hear thou without being made to hear speech which thou wouldest approve: or not being made to hear what is disliked; accord. to which explanation, it is said hypocritically: or hear thou speech which thou wilt not be made [really] to hear; because thine ear will be averse from it; accord. to which explanation, what follows the verb is an objective complement: or hear thou without having thine invitation assented to: (Bd:) or without having what thou sayest accepted. (Mujáhid, K.) مُسْمِعٌ [act. part. n. of 4, q. v.] b2: [Hence,] مُسْمِعَةٌ A female singer. (S, K.) [See an ex. of the pl. in a verse cited voce شَارِبٌ.] b3: and hence, (TA in art. زمر,) the former is applied to (tropical:) A shackle. (K, and TA in art. زمر.) مِسْمَعٌ An instrument of hearing. (TA.) b2: See سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph, in four places.

A2: (assumed tropical:) A loop which is in the middle of the [large bucket called] غَرْب, and into which is put a rope in order that the bucket may be even; (S, K;) so called as being likened to an ear: (ElMufradát, TA:) or the part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة which is the place of the loop: or what goes beyond, or through, the hole of the loop. (TA.) b2: Also, (K,) or مِسْمَعَانِ, (El-Ahmar, TA,) (tropical:) The two pieces of wood that are put into the two loops of the [basket called] زِنْبِيل when earth is taken forth with it from a well. (El-Ahmar, K, TA.) b3: And the latter, (i. e. the dual,) A pair of socks, or stockings, worn by the sportsman when he is pursuing the gazelles during midday, or during midday in summer when the heat is vehement. (TA.) مُسَمَّعٌ (tropical:) Shackled: the explanation in the K, shackled and collared, applies to مُسَمَّعٌ مُسَوْجَرٌ together; not to the former of these two words alone. (TA.) [See مُسْمِعٌ.]

مَسْمُوعَاتٌ [Things heard]. See 4 in art. جوز.

مَسَامِعُ is pl. of مِسْمَعٌ (Msb, K) [and of مَسْمَعٌ]. b2: As a pl. without a sing., it is applied to All the holes of a human being; such as are [the holes of] the eyes, and such as the nostrils, and the anus. (TA.) مُسْتَمَعٌ: see سَمْعٌ, in the latter half of the paragraph.

قدد

قدد: {قددا}: فرقا مختلفة الأهواء.
(ق د د) : (قُدَيْدٌ) وَالْكُدَيْدُ مِنْ مَنَازِل طَرِيقِ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ.
(قدد) الشَّيْء مُبَالغَة فِي قده وَاللَّحم قطعه طولا وملحه وجففه فِي الْهَوَاء وَالشَّمْس
(قدد) : اسْتَقَدَّت الإِبِلُ إذا اسْتَقَامَتْ على وَجْهِ واحد. 
ق د د [قددا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَرائِقَ قِدَداً .
قال: المنقطعة من كل وجه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد قلت وزيد حاسر ... يوم ولّت خيل زيد قددا 
ق د د: (الْقَدُّ) الشَّقُّ طُولًا وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (الْقَدُّ) أَيْضًا الْقَامَةُ وَالتَّقْطِيعُ. وَ (الْقِدُّ) بِالْكَسْرِ سَيْرٌ (يُقَدُّ) مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ مَدْبُوغٍ. وَ (الْقِدَّةُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا الطَّرِيقَةُ وَالْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ إِذَا كَانَ هَوَى كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ يُقَالُ: كُنَّا طَرَائِقَ (قِدَدًا) . وَ (الْقَدِيدُ) اللَّحْمُ (الْمُقَدَّدُ) . 
ق د د

قدّه طولاً، وقطّه عرضاً، وقدّ القلم وقطّه. وتقول: إذا جاد قدّك وقطّك، فقد استوى خطّك. وقدذه نصفين. وانقدّ الجلد والثوب: انشقّ. وقدّد اللحم. وصاروا قددا: فرقاً. وتقول: طاروا بددا، وصاروا قددا. وأسره بالقد: بالسير من الجلد غير المدبوغ. وفلان ما يعرف القدّ من القِد أي مسك السّخلة من السّير. وفي مثل " ما يجعل قدّك إلى أديمك ". ويقال في الشتيمة: يا قديدي. وهم القديديون: تباع العساكر من الصنّاع.

ومن المجاز: جارية حسنة القد وهو القوام، كما يقال: حسنة التقطيع، وهي مقدودة. وناقة قيدود: طويلة الظهر. وقدّ المفازة: قطعها. وهو مستقيم القدّ أي الطريق. ولا يستقد له أمر: لا يستمرّ.
ق د د : قَدَدْتُهُ قَدًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ شَقَقْتُهُ طُولًا وَتُزَادُ فِيهِ الْبَاءُ فَيُقَالُ قَدَدْتُهُ بِنِصْفَيْنِ فَانْقَدَّ وَالْقِدُّ
وِزَانُ حِمْلٍ السَّيْرُ يُخْصَفُ بِهِ النَّعْلُ وَيَكُونُ غَيْرَ مَدْبُوغٍ وَلَحْمٌ قَدِيدٌ مُشَرَّحٌ طُولًا مِنْ ذَلِكَ وَالْقَدُّ وِزَانُ فَلْسٍ جِلْدُ السَّخْلَةِ وَالْجَمْعُ أَقُدٌّ وَقِدَادٌ مِثْلُ أَفْلُسٍ وَسِهَامٍ وَهُوَ حَسَنُ الْقَدِّ وَهَذَا عَلَى قَدِّ ذَاكَ يُرَادُ الْمُسَاوَاةُ وَالْمُمَاثَلَةُ.

وَالْقِدَّةُ الطَّرِيقَةُ وَالْفِرْقَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ قِدَدٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الْفِرْقَةُ مِنْ النَّاسِ إذَا كَانَ هَوَى كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ. 

قدد


قَدَّ(n. ac. قَدّ)
a. Cut, tore into shreds, strips; rent, slit, split;
cleft.
b. Cut short, broke off, interrupted ( speech).
c. Traversed (desert).
d. [pass.], Had the gripes.
قَدَّدَa. see I (a)b. Cut into strips & dried in the sun.
c. ['Ala], Fitted, suited.
أَقْدَدَ
a. ['Ala], Gave the gripes to (food).

تَقَدَّدَa. Pass. of I (a).
b. Was dried in the sun (meat).
c. Separated, became divided into parties.
d. Was, became dry; became lean.

إِنْقَدَدَa. Pass. of I (a).
إِقْتَدَدَa. see I (a)b. Arranged, ordered (affairs).
إِسْتَقْدَدَa. Was uniform, even; went on undeviatingly, pursued his
course.
قَدّ
(pl.
أَقْدِدَة
أَقْدُد قِدَاْد
قُدُوْد)
a. Skin ( lamb, kid ).
b. Measure, quantity; size, bulk; stature; figure
person.
c. see 2 (b)
قِدّa. Thong.
b. Whip.
c. Vessel of skin.

قِدَّة
(pl.
قِدَد أَقْدِدَة)
a. see 2 (a)b. Party, sect; body of men.
c. Ruler, rule.

قُدّa. A certain marine fish.

مَقْدَدa. Road, way, course.
b. Level ground.

مَقْدَدِيّa. Wine of El-Makadd.

مِقْدَدa. Leather-seller's knife.

مِقْدَدَةa. see 20
قَدَاْدa. The hedgehog.
b. The jerboa.

قُدَاْدa. Belly-ache, gripes.

قَدِيْدa. Sundried meat.
b. Ragged, tattered (garment).
N. P.
قَدڤدَa. Cut into strips.
b. [ coll. ], Thin.
N. P.
قَدَّدَa. see 25 (a)
قُدَيْد
a. A garment of hair-cloth.

قَدِيْدِيُّوْن
a. The followers of an army; handicraftsmen.

عَلَى قَدِّهِ
a. According to his measure, capacity.
[قدد] نه: في ح يوم السقيفة: الأمر بيننا وبينكم "كقد"الأُبلُمة، أي كشق الخوصة نصفين. وفيه: موضع "قِده" في الجنة خير من الدنيا وما فيها، هو بالكسر السوط، واصله سير من جلد غير مدبوغ، أيسوط أحدكم أو قدر موضع يسع سوطه من الجنة، وح: كان أبو طلحة شديد "القد"، إن رُوي بالكسر فهو الوتر، وإن رُوي بالفتح فهو المد والنزع في القوس. وح: نهى أن "يقد" السير بين إصبعين، أي يقطع ويشق لئلا يعقر الحديد يده، وح: كان إذا تطاول "قد" وإذا تقاصر قط، أي قطع طولًا وقطع عرضًا. ط: "اقدد" لحما، القد: الشق طولًا، ولم يرد بقوله: الأجر بينكما، إطلاق يد العبد في النفقة بل كره صنع مولاه في ضربه على أمر تبين رشده فيه. نه: وفيه أرسلت إليه صلى الله عليه وسلم بجديين مرضوفين و "قد"، أي سقاء صغير متخذ من جلد السخلة فيه لبن، وهو بفتح قاف. وح: كانوا يأكلون "القد"، أي جلد السخلة في الجدب. وح: أتى بالعباس أسيرًا بغير ثوب فوجدوا قميص ابن أبيّ "يقدّ" عليه فكساه إياه، أي كان على قدره وطوله. وح: كان يتزود "قديد" الظباء وهو محرم، هو اللحم المملوح المجفف في الشمس. وح ابن الزبير: قال لمعاوية في جواب: رب أكل عبيط "سيقدّ" عليه، من القداد وهو داء في البطن. ومنه ح: فجعله الله حبنا و "قُدادًا"، والحبن الاستسقاء. غ: أي وجع البطن، والحبن: السقي في البطن. نه: وح: لا يسهم من الغنيمة للعبد ولا للأجير ولا "للقديديين"، هم تُباع العسكر والصناع كالحداد والبيطار، هو بفتح قاف وكسر دال، وقيل بضم ففتح، كأنهم لخستهم يلبسون القديد وهو مِسح صغير، ويقال في الشتم: يا قديدي. و"قديد" مصغرًا موضع بين مكة والمدينة. و "المَقَدِّيّ" طلاء منصف طبخ حتى ذهب نصفه، وقد تخفف داله. غ: طرائق "قددا" أي فرقا متفرقين في اختلاف الأهواء. وما تجعل "قدك" إلى أديمك، يضرب لمن يقيس الحقير بالخطير، هو القطع طولًا.
قدد
القَدُّ: قطع الشيء طولا. قال تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ
[يوسف/ 26] ، وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ [يوسف/ 27] .
والْقِدُّ: الْمَقْدُودُ، ومنه قيل لقامة الإنسان: قَدٌّ، كقولك: تقطيعه ، وقَدَّدْتُ اللّحم فهو قَدِيدٌ، والقِدَدُ: الطّرائق. قال: طَرائِقَ قِدَداً [الجن/ 11] ، الواحدة: قِدَّةٌ، والْقِدَّةُ: الفِرقة من الناس، والْقِدَّةُ كالقطعة، واقْتَدَّ الأمر: دبّره، كقولك: فصله وصرمه.
و (قَدْ) : حرف يختصّ بالفعل، والنّحويّون يقولون: هو للتّوقّع. وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كلّ فعل متجدّد، نحو قوله: قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف/ 90] ، قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ [آل عمران/ 13]
 ، قَدْ سَمِعَ اللَّهُ [المجادلة/ 1] ، لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ [الفتح/ 18] ، لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ [التوبة/ 117] ، وغير ذلك، ولما قلت لا يصحّ أن يستعمل في أوصاف الله تعالى الذّاتيّة، فيقال: قد كان الله عليما حكيما، وأما قوله: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى [المزمل/ 20] ، فإنّ ذلك متناول للمرض في المعنى، كما أنّ النّفي في قولك:
ما علم الله زيدا يخرج، هو للخروج، وتقدير ذلك: قد يمرضون فيما علم الله، وما يخرج زيد فيما علم الله، وإذا دخل (قَدْ) على المستقبَل من الفعل فذلك الفعل يكون في حالة دون حالة.

نحو: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً [النور/ 63] ، أي: قد يتسلّلون أحيانا فيما علم الله.
و (قَدْ) و (قط) يكونان اسما للفعل بمعنى حسب، يقال: قَدْنِي كذا، وقطني كذا، وحكي: قَدِي. وحكى الفرّاء: قَدْ زيدا، وجعل ذلك مقيسا على ما سمع من قولهم: قدني وقدك، والصحيح أنّ ذلك لا يستعمل مع الظاهر، وإنما جاء عنهم في المضمر.
(قدد) - في حديث سَمُرة - رضي الله عنه -: "نَهَى أن يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إصْبِعَين".
: أي لئلا يَعقِر الحدِيدُ يَدَه؛ هو شَبِيهٌ بمعنى نَهْيِه أن يَتَعاطى السَّيفَ مَسْلُولاً.
- في حديث يَوْمِ أُحُد: "كان أَبُو طَلْحة - رضي الله عنه - شَدِيدَ القَدِّ"
: أي المَدِّ والنَّزْع في القَوْس؛ ولذلك أَتبعَه بقوله "فكَسَر يَومَئذ قَوسَيْن أو ثلاثةً"
ويُحتَمل أن تكون الرِّوايَة: "القِدَّ" بكَسْرِ القاف.
يُريدُ وتَرَ القَوسِ.
- في حديث الأَوزاعِيِّ: "لا تُقَسَّم الغَنِيمة للقَدِيدِيِّينَ "
: أي التُّبَّاع والصُّنَّاع.
كذا يَروِيه أَصحابُ الحديثِ - بفَتْح القَافِ وكَسْرِ الدال - وقاله الجَبَّان - بضَمِّ القَافِ، وفتْح الدال - وقال: قِيل فيهم لخِسَّتِهم يَلبَسُون القُدَيْدَ، وهو مِسحٌ صَغير.
وقيل: يُشْبِهُون أَهل قُدَيْد: قَريَة في طَريق مَكَّةَ إلى المدِينة، وهم ضُعَفَاء فُقَراء أبداً.
وقيل: إنَّه من التَّقَدُّدِ؛ وهو التَّقَطُّع والتَّفَرّق؛ لأنهم للحاجَةِ يتفَرَّقُون في البِلاد. وقيل: إنه من القِدِّ؛ لأن القِدَّ مقْدُودٌ من غيره، وحُقِّرتْ أَسماؤُهم لتقدّد ثِيابهم وهو مُبْتَذَل في كلام أهلِ الشَّام، فيُشتَم أَحدُهم فيُقالُ: يا قَدِيدِي ويا قُدَيْدىّ
- في حديث عمر: "كانوا يأكلون القَدَّ"
قال أبو عُبَيْد: هو جِلْد السَّخْلة والمَاعِزَة. والقَدُّ: القَطْع طُولاً كالشَّقِّ.
- وفي حَديثِ ابن الزُّبير: "رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عليه "
من القُدَاد، وهو دَاءٌ في البطن.
(قدر) قوله تَبارَك وتَعالى: {عِندَ مَليكٍ مُقْتَدِرٍ} 
قال أبو جَعْفَر النحاس: فَعَل وافْتَعَل بمعْنًى، كما يقال دَعَا وادَّعَى، وعَدَا واعْتَدَى، وقَدَرَ واقْتَدَر. إلّا أَنَّ افْتَعل يُقال فيما يَقَع شَيئاً بعد شَىْء. وفَعَل يُقال: فِيمَا يَقَع جُملةً ومُتفَرِّقا.
[قدد] القَدُّ: الشقُّ طولاً. تقول: قَدَدْتُ السيرَ وغيره أقُدُّهُ قَدًّا. وقَدَّ المسافرُ المَفازَةَ. والانْقِدادُ: الانشقاقُ. والقَدُّ أيضاً: جِلد السخلةِ الماعزة، والجمع القليل أَقُدٌّ والكثير قِدادٌ، عن ابن السكيت. وفي المثل: " ما يجعل قَدَّك إلى أديمِكَ "، معناه أي شئ يحملك على أن تجعل أمرك الصغيرَ عظيماً. والقَدُّ: القامةُ، والتقطيعُ. يقال: قدَّ فلانٌ قَدَّ السيف، أي جُعِلَ حسن التقطيع. وقول النابغة: ولرهط حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ * في المجد ليس غرابها بمطار - قال أبو عبيد: هما رجلان من بنى أسد. والقد، بالكسر: سير يقُدُّ من جلد غير مدبوغ. والقدة أخص منه، والجمع أقد. والقِدَّةُ أيضاً: الطريقةُ، والفرقةُ من الناس إذا كان هوى كلِّ واحدٍ على حدةٍ. يقال: كنَّا طرائق قددا. و " ماله قد ولا قِحْفٌ "، فالقِدُّ: إناءٌ من جلد. والقِحْفُ من خشب. والقَديدُ: اللحمُ المُقَدَّدُ، والثوبُ الخَلَقُ. وتَقَدَّدَ القومُ: تفرَّقوا. واقْتَدَّ فلانٌ الأمورَ، إذا دبرها وميزها. وقديد: ماء بالحجاز، وهو مصغر. والقداد: وجع البطن. والمقداد: اسم رجل من الصحابة. والمقد بالفتح: القاع، وهو المكان المستوي. وقَدْ، مخفَّفةٌ: حرف لا يدخل إلا على الأفعال، وهو جواب لقولك لمَّا يَفْعَل. وزعم الخليل أن هذا لمن ينتظر الخبر، تقول: قَدْ مات فلان. ولو أخبره وهو لا ينتظره لم يقل قَدْ مات، ولكن يقول: مات فلان. وقد يكون قَدْ بمعنى ربَّما، قال الشاعر عبيد ابن الابرص: قد أترك القِرْنَ مُصْفَرًّا أنامِلُهُ * كأنَّ أثْوابَهُ مُجَّت بفِرْصادِ - وإن جعلته اسماً شدَّدته فقلت: كتبتُ قَدًّا حسنةً. وكذلك كى، وهو، ولو، لان هذه الحروف لا دليل على ما نقص منها، فيجب أن يزاد في أواخرها ما هو من جنسها وتدغم، إلا في الالف فإنك تهمزها. ولو سميت رجلا بلا أوما، ثم زدت في آخره ألفا همزت، لانك تحرك الثانية. والالف إذا تحركت صارت همزة. فأمَّا قولهم: قَدْكَ بمعنى حسبُكَ، فهو اسم، تقول: قَدِي وقَدْني أيضاً بالنون على غير قياس، لان هذا النون إنما تزاد في الأفعال وِقايةً لها، مثل ضربني وشتمني. قال الراجز :

قدنى من نصر الخبيبين قدى
(ق د د) و (ق د ق د)

الْقد: الْقطع المستأصل والشق طولا. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الْقطع المستطيل.

قده يقده قدا. وَفِي الحَدِيث: " إِن عليا عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا اعتلى قد، وَإِذا اعْترض قطّ ".

واقتده، وقدده: كَذَلِك، وَقد انقد، وتقدد.

وَالْقد: الشَّيْء المقدود بِعَيْنِه.

والقدة: الْقطعَة من الشَّيْء.

والقدة: الْفرْقَة والطريقة، مُشْتَقّ من ذَلِك. وَفِي التَّنْزِيل: (كُنَّا طرائق قددا) .

وتقدد الْقَوْم: تفَرقُوا قددا وتقطعوا.

والقديد: مَا قطع من اللَّحْم وشرر. وَقيل: هُوَ مَا قطع مِنْهُ طولا.

وَالْقد: السّير الَّذِي يقد من الْجلد. وَالْقد: الْجلد أَيْضا تخصف بِهِ النِّعَال.

وَالْقد: سيور تقد من جلد فطير غير مدبوغ، فتشد بهَا الاقتاب والمحامل.

والمقدة: الحديدة الَّتِي يقد بهَا.

وَقد الْكَلَام قداً: قطعه وَشقه.

واقتدّ الْأُمُور: اشتقها وتدبرها، وَكِلَاهُمَا على الْمثل.

وَقد الفلاة وَاللَّيْل قداًّ: خرقهما وقطعهما.

وقدته الطَّرِيق تقده قدا: قطعته.

والمقد: مشق الْقبل.

وَالْقد: قدر الشَّيْء وتقطيعه. وَالْجمع: أقد وقدود.

وَغُلَام حسن الْقد: أَي الِاعْتِدَال والجسم.

وَالْقد: جلد السخلة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ الْمسك الصَّغِير، فَلم يعين السخلة. وَالْجمع: أقد وقداد، وأقدة، الْأَخِيرَة نادرة، وَفِي الْمثل: " مَا يَجْعَل قدك إِلَى أديمك " يضْرب للرجل يتَعَدَّى طوره، أَي مَا يَجْعَل مسك السخلة إِلَى الْأَدِيم، وَهُوَ الْجلد الْكَامِل. وَقَالَ ثَعْلَب: الْقد هُنَا: الْجلد الصَّغِير أَي مَا يَجْعَل الْكَبِير مثل الصَّغِير.

وَمَا لَهُ قد وَلَا قحف. الْقد: الْجلد والقحف: الكسرة من الْقدح.

وَقيل: الْقد: إِنَاء من جُلُود. والقحف: إِنَاء من خشب.

والقداد: الحبن. وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ: " إِنَّا لنعرف الصلاء بالصناب، والفلائق والأفلاذ والشهاد بالقداد ".

والقداد: وجع فِي الْبَطن، وَقد قُدَّ.

والمقد: الْمَكَان المستوي.

والقديد: مسيح صَغِير.

والقديد: رجل.

وقديد: اسْم وَاد بِعَيْنِه.

وقديد: مَوضِع، وَبَعْضهمْ لَا يصرفهُ يَجعله اسْما للبقعة. وَمِنْه قَول عِيسَى بن جهمة اللَّيْثِيّ، وَذكر قيس بن ذريح، فَقَالَ: كَانَ رجلا منا، وَكَانَ ظريفا شَاعِرًا، وَكَانَ يكون بِمَكَّة ودونها من قديد. وقديد: فرس عبس بن جدان.

وَقد قداء: مَوضِع عَن فَارس. قَالَ:

على منهل من قد قداء ومورد

وَقد تفتح.

وَذَهَبت الْخَيل بقدان. حَكَاهُ يَعْقُوب وَلم يفسره.
قدد
قَدَّ قَدَدْتُ، يَقُدّ، اقْدُدْ/ قُدَّ، قَدًّا، فهو قادّ، والمفعول مَقْدود
• قَدَّ الثوْبَ: شقّهُ طولاً " {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} " ° قُدَّ قلبُه من حجر: كان شديدًا لا يتأثَّر. 

قُدَّ يُقَدّ، قَدًّا، والمفعول مَقْدود
• قُدَّ الشخْصُ: أصابه القُداد، وهو وجع في البطن. 

انقدَّ ينقدّ، انْقَدِدْ/ انْقَدَّ، انْقِدادًا، فهو مُنقدّ
• انقدَّ الثَّوبُ: انشقَّ "انقدَّ جلدُ الحذاء". 

تقدَّدَ يتقدّد، تقدُّدًا، فهو مُتقدِّد
• تقدَّدَ الثَّوبُ: بَلِي وتشقَّقَ.
• تقدَّد اللَّحمُ: مُلِّحَ وقطِّعَ وجُفِّف "تقدَّد لحمُ الأضحية".
• تقدَّد الرَّغيفُ: يبِس. 

قدَّدَ يُقدِّد، تقديدًا، فهو مُقدِّد، والمفعول مُقدَّد
• قدَّد الشّيءَ: بالغ في شقِّه.
• قدَّد اللحْمَ: قطّعه طولاً وملّحه وجفَّفه في الهواء والشّمس "قدّد لحمَ الأضحية- كان القدماء يقدِّدون اللَّحمَ ويحفظونه مددًا طويلة".
• قدَّد الرَّغِيفَ: أزال الرُّطوبةَ منه بالتَّسخين "رغيف مقدَّد: جافّ ليس فيه ليونة". 

قُدَاد [مفرد]: (طب) وجع في البطن. 

قَدّ [مفرد]: ج قِداد (لغير المصدر) وقُدود (لغير المصدر):
1 - مصدر قَدَّ وقُدَّ.
2 - مِقْدارٌ "هذا على قَدِّ ذاك: مساوٍ له- أخذ منه على قَدِّ ما أعطاه".
3 - قامة، قوام "لهذه المرأة قَدٌّ حسن". 

قُدّ [جمع]: (حن) سمك بحريّ ضخم من فصيلة الحوت يُؤكل لحمُه، ويُؤخذ من كبده زيتٌ يُتداوى به. 

قِدَّة [مفرد]: ج قِدَّات وقِدَد:
1 - مسطرة خشبيّة يُسَوَّى بها البناءُ أو الجصّ.
2 - فِرْقة من الناس تختلف آراءُ أفرادها وأهواؤهم " {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}: ذوي مذاهب مختلفة".
3 - قطعة من الشّيء المشقوق. 

قديد [مفرد]: لَحْمٌ مقطَّعٌ مُمَلَّحٌ مجفَّفٌ في الشَّمس والهواء "يَقلُّ اليومَ استعمالُ القديد". 

مِقَدّ [مفرد]: ج مقادّ: اسم آلة من قَدَّ: أداة مؤلَّفة من شفرة عريضة دون مِقْبَض، يستعملها الإسكاف لشقّ الجلد. 

مِقَدَّة [مفرد]: مِقَدّ، أداة مُؤَلَّفة من شفرة عريضة دون مِقْبَض، يستعملها الإسكاف للصق الجلد. 

مُقدَّدات [جمع]: موادّ غذائيّة مُجفَّفة ومحفوظة بالمِلْح "كثير من النّاس يحبُّون أكلَ المقدَّدات". 
قدد
: ( {القَدُّ: القَطْعُ) مُطلقًا، وَمِنْه} قَدَّ الطريقَ {يَقُدُّه} قَدًّا: قَطَعَه، وَهُوَ مجازٌ، وَقيل: القَدُّ: هُوَ القَطْعُ (المُسْتَأْصِل، أَو) هُوَ القَطْع (المُسْتَطِيل) ، وَهُوَ قولُ ابنِ دُريد، (أَو) هُوَ (الشَّقُّ طُولاً) وَفِي بعض كُتب الغَريب: القَدُّ: القَطْعُ طُولاً كالشَّقِّ. وَفِي حَدِيث أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ يَوْم السَّقِيفة: (الأَمْرُ بَينَنا وَبَيْنكُم {كقَدِّ الأُبْلُمَةِ) أَي كشَقِّ الخُوصةِ نِصْفَيْنِ، وَهُوَ على المَثَلِ. وَفِي الأَساس:} قَدَّ القَلَمَ، وقَطَّه، القَدُّ: الشَّقُّ طُولاً، وقَطَّه: قَطَعَهُ عَرْضاً. وَتقول: إِذا جَادَ {قَدُّك وقَطُّكَ فقد استوَى خَطُّكَ، (} كالاقْتِدَادِ {والتَّقْدِيدِ فِي الكُلّ) ، وضَرَبه بالسَّيْفِ} فقَدَّه بنصفينِ. وَفِي الحَدِيث (أَنّ عَلِيًّا رضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا اعتَلَى قَدَّ، وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ) . وَفِي رِوَايَة: (كَانَ إِذا تَطَاوَلَ قَدَّ، وإِذا تَقَاصَرَ قَطَّ) أَي قَطَعَ طُولاً وقَطَعَ عَرْضاً. {واقْتَدَّه} وقَدَّدَه. كذالك (وَقد {انْقَدَّ،} وتَقَدَّدَ) .
(و) {القَدُّ (: جِلْدُ السَّخْلة) ، وَقيل: السَّخْلَةُ الماعِزَةُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ المَسْكُ الصغيرُ، فَلم يُعَيِّن السَّخْلَة. وَفِي الحَدِيث (أَنّ امرأَةً أَرسَلَتْ إِلى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِجَدْيَيْنِ مَرْضُوفَيْنِ} وقَدٍّ) أَرادَ سِقاءً صَغِيراً مُتَّخَذاً من جِلْد السَّخْلةِ فِيهِ لَبَنٌ، وَهُوَ بفتْحِ الْقَاف. وفُلانٌ مَا يَعْرِفُ {القِدَّ مِنَ القَدِّ، أَي السَّيْرِ مِن مَسْكِ السَّخْلَة، (وَمِنْه) الْمثل ((مَا يَجْعَلُ قَدَّكَ إِلى أَدِيمكِ)) أَي مَا يَجْعَلُ الشيءَ الصغيرَ إِلى الكبيره، وَمعنى هاذا الْمثل (أَيْ أَيُّ شَيْءٍ يُضِيف صَغيرَك إِلى كَبِيرِك) ، أَيْ أَيّ شَيْء يَحْمِلك أَن تَجعل أَمْرَك الصغيرَ عَظيماً، (يُضْرعب للمُتَعَدِّي طَوْرَهُ، ولمَن يَقيس الحَقِيرَ بالخَطيرِ) . أَي مَا يَجْعَلُ مَسْكع السَّخْلَة إِلى الأَدِيمِ، وَهُوَ الجِلْدُ الكامِلُ، وَقَالَ ثَعْلَب: القَدُّ هُنا: الجِلْدُ الصَّغِير.
(و) القَدُّ (: السَّوْطُ، وَمِنْه الحديثُ (لَقَابُ قَوْسِ أَحدِكم ومَوْضِع} قَدِّه فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) وَفِي أُخرَى (لَقِيدُ قَوْسِ أَحَدِكم) أَي قَدْرُ سَوْطِ أَحَدِكم وقَدْر المَوضِع الَّذِي يَسَعُ سَوْطَه من الجَنّة خيرٌ من الدُّنيا وَمَا فِيهَا.
(و) القَدُّ (: القَدْرُ) أَي قَدْرُ الشيءِ (و) القَدُّ (: قَامَةُ الرَّجُلِ. و) القَدُّ (: تَقْطِيعُه) أَي الرَّجُل والأَوْلعى إِرجاعه إِلى الشيءِ، (و) القَدُّ (: اعْتِدالُه) ، أَي الرَّجُل، وَلَو قَالَ: وقَدْرُ الشيءِ وتَقْطِيعُه وقَامَةُ الرَّجُلِ واعتدالُه، كَانَ أَحْسَنَ فِي السَّبْكِ. وَفِي الحَدِيث جابرٍ (أُتِي بالعَبَّاسِ يومَ بَدْرٍ أَسيراً وَلم يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فنظَر لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقميصاً، فوَجَدُوا قَميصَ عبدِ الله (بن أُبَيَ) {يقَدَّد عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ إِيّاه) أَي كَانَ الثوبُ عَلى قَدْرِه وطُولِه. وغُلامٌ حَسَنُ القَدِّ، أَي الاعتدالِ والجِسْمِ. وشيءُ حَسَنُ القَدِّ، أَي حَسَنُ التقطِيع، يُقَال:} قُدَّ فُلانٌ قَدَّ السَّيْفِ، أَي جُعِل حَسنَ التقْطِيع، وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: جارِيَةٌ حَسَنَةُ القَدِّ، أَي القامَةِ والتقطِيعِ، وَهِي {مَقْدودةٌ، (ج} أَقُدٌّ) كأَشُدَ، وَهُوَ الجَمْعُ القَليلُ فِي القَدِّ بِمَعْنى جِلْدِ السَّخْلَة والقامةِ، (و) فِي الْكثير ( {قِدَادٌ) بِالْكَسْرِ، (} وأَقِدَّةٌ) نَادِر، ( {وقُدُودٌ) ، بِالضَّمِّ، فِي القَدِّ بِمَعْنى القامَةِ والقَدْرِ.
(و) القَدُّ (: خَرْقُ الفَلاَةِ) ، يُقَال: قَدَّ المسافِرُ الْمَفَازَة، وقَدَّ الفَلاَةَ قَدًّا: خَرَقَهُما وقَطَعَهما، وَهُوَ مَجاز.
(و) القَدُّ (: قَطْعُ الكَلامِ) ، يُقَال: قَدَّ الكلامَ قَدًّا: قَطَعَه وشَقَّه. وَفِي حديثِ سَمُرَةَ: (نَهَى أَن يُقَدَّ السَّيْرُ بَين أَصْبعينِ) أَي يُقطَع ويُشَقّ لئلاَّ يَعْقِرَ الحَدِيدُ يَدَهُ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِنَهْيِه أَن يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولاً.
(و) } القُدُّ، (و) (بِالضَّمِّ: سَمَكٌ بَحْرِيٌّ) ، وَفِي التكملة: أَن أَكْلَه يَزِيد فِي الجِمَاعِ فِيمَا يُقَال.
(و) {القدُّ، (بِالْكَسْرِ: إِناءٌ من جِلْد) يَقُولُونَ: مالَه} قِدٌّ وَلَا قِحْفٌ، القِدُّ: إِناءٌ من جِلد، والقِحْفُ إِناءٌ من خشب، وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ (كَانُوا يَأْكلون القِدَّ) يُرِيد جِلْدَ السَّخْلَة فِي الجَدْب. (و) القِدُّ (: السَّوْطُ) ، وَكِلَاهُمَا لُغَة فِي الْفَتْح، (و) القِدُّ (: السَّيْرُ) الَّذِي (! يُقَدُّ من جِلْدٍ غيرِ مَدْبُوغِ) غير فَطِيرٍ فيُخْصَف بِهِ النِّعالُ، وتُشَدُّ بِهِ الأَقتابُ والمَحامِلُ. (والقِدَّةُ واحِدُه) أَخصُّ مِنْهُ، وَقَالَ يَزيد بن الصَّعِقِ:
فَرَغْتُمْ لِتَمْرِينِ السِّيَاطِ وكُنْتُمُ
يُصَبُّ عَلَيْكُمْ بِالقَنَا كُلَّ مَرْبَعِ
فأَجابه بعْضُ بني أَسَدٍ:
أَعِبْتُم عَلَيْنَا أَنْ نُمَرِّنَ {قِدَّنَا
ومَنْ لَمْ يُمَرِّنْ} قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ
وَالْجمع {أَقُدٌّ.
(و) } القِدَّةُ: الفِرْقَة و (الطَّرِيقَة) من النَّاس.
(و) القِدَّة (: ماءٌ لِكِلابٍ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غلطٌ، وَالصَّوَاب اسمُ ماءٍ الكُلاَبِ، والكُلاَب بالضمّ، تَقدَّم فِي الوحَّدة، وأَنه اسمُ ماءٍ لَهُم، ونصُّ التكملة: ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب، (ويُخَفَّفُ) فِي الأَخير، عَن الصاغانيّ.
(و) القِدَّةُ (: الفِرْقَةُ مِن الناسِ) إِذا كَانَ (هَوَى كُلِّ واحدٍ عَلَى حِدَةٍ، وَمِنْه) قَوْله عزّ وجلّ {كُنَّا طَرَآئِقَ {قِدَداً} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 11) قَالَ الفرَّاءُ: يَقُول حِكَايَة عَن الجِنّ (أَي) كُنَّا (فِرَقاً مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤهَا) ، وَقَالَ الزّجّاج: قِدَداً: مُتفرِّقين مُسلِمينَ وغيرَ مُسلمينَ، قَالَ: وقولُه {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 14) هاذا تَفْسِير قَوْلهم {كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} وَقَالَ غيرُه: قِدَداً جمع قِدَّة. وَصَارَ القَوْمُ قِدَداً: تَفرَّقَتْ حالاتُهم وأَهواؤُهم (وَقد} تَقَدَّدُوا) تَفَرَّقُوا قِدَداً وتَقَطَّعُوا.
( {والمِقَدُّ، كمِدَقَ) ، هاكذا بِالْكَسْرِ مضبوطٌ فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وضَبعطه هاكذا بعضُ المُحَشِّين، ومثلُه فِي التكملة بخطّ الصاغانيّ، وشَذَّ شيخُنا فَقَالَ: الصّوابُ أَنه بالضمّ، لأَن ذَاك هُوَ الْمَشْهُور الْمَعْرُوف فِيهِ، لأَنه مُسْتَثْنًى من المكسور كمحل وَمَا مَعَه، فضَبْطُ بعضِ أَربابِ الحَواشِي لَهُ بالكَسْرِ لأَنَّه آلَةٌ وَهَمٌ ظاهرٌ، انْتهى، وَالَّذِي فِي اللِّسَان} والمقَدَّةُ (حَدِيدَةٌ يُقَدُّ بهَا) الجِلد. (و) {المَقَدُّ (كمَرَدَ) ، أَي بِالْفَتْح (: الطَّرِيقُ) ، لكَوْنِه مَوضِعَ القَدِّ، أَي القَطْع،} وقَدَّتْه الطَرِيقُ: قَطَعَتْه، وقَدَّ المفازَةَ: قَطَعَها، ومَفازَةٌ مُستقِيمَةُ {المَقَدِّ أَي الطَّرِيق، وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساس.
(و) المَقَدُّ بِالْفَتْح: القاعُ وَهُوَ (المَكَانُ المُسْتَوِي، و) المَقَدُّ (: ة بالأُردُنِّ يُنْسَب إِلَيْهَا الخَمْرُ) وَقيل: هِيَ فِي طَرَف حَوْرَانَ قُرْبَ أَذْرِعَاتٍ، كَمَا فِي المَراصِد والمُعْجَم، قَالَ عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِبَ:
وَهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا
وهُمْ مَنَعُوهُ مِنْ شُرْبِ} - المَقَدِّي
(وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فِي تَخْفِيفِ دَالِهَا، وذَكَرها فِي مَقَد) ونصّه هُنَاكَ: المَقَدِيّ مُخفّفة الدَّال: شرابٌ مَنسوبٌ إِلَى قَرْيَةٍ بالشامِ يُتَّخَذُ مِن العَسَلِ، قَالَ الشاعِرُ:
عَلِّلِ القَومَ قَلِيلاً
يَا ابْنَ بِنْتِ الفَارِسِيَّهْ
إِنَّهُمْ قَدْ عَاقَرُوا الْيَوْ
مَ شَرَاباً مَقَدِيَّهْ
انْتهى، قَالَ الصاغانيّ: وَقد غلطِ فِي قَوْله: قَرْيَةٌ بِالشَّام. والقريَةُ بتَشْديد الدالِ.

تَابع كتاب (والشَّرَابُ المَقَدِيُّ بِالتَّخْفِيفِ غير المَقَدِّيِّ) بِالتَّشْدِيدِ، يُتّخَذُ من العَسَلِ، وَهُوَ غير مُسْكِرٍ، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات:
مَقَدِيَّا أَحلَّه الله لِلنَّا
سِ شَرَاباً وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ
وَقَالَ شَمِرٌ: وسمعْتُ رَجاءَ بن سَلمة يَقُول: المَقَدِّي طِلاَءٌ مُنَصَّفٌ يُشَبَّه بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ. انْتهى نصُّ الصاغانيِّ وَفِي النِّهَايَة والغَرِيبَين: المَقَدِّي طلاَءٌ مُنَصَّفٌ طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُه، تَشْبِيها بشيءٍ قُدَّ بِنِصْفَيْنِ، وَقد تُخَفَّفُ دالُه، وهاكَذَا رَوَاهُ الأَزهريُّ عَن أَبي عمرٍ وأَيضاً.
(و) ! القُدَادُ، (كغُرَابٍ: وَجَعٌ فِي البَطْنِ، وقدْ قُدَّ) ، وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطَّاع: {وأَقدَّ علَيْه الطَّعَامُ من} القُدَاد {وقَدَّ أَيضاً، وَهُوَ داءٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي جَوْفِه، وَفِي حَدِيث ابنِ الزُّبير قَالَ لمعاويةَ فِي جوابٍ (رُبَّ آكِلِ عَبِيطٍ} سَيُقَدُّ عَلَيْه وشارِبِ صَفْوٍ سَيَغَصُّ بِهِ) هُوَ من القُدَادِ. ويدعُو الرجُلُ على صاحِبه فَيَقُول: حَبَناً {قُدَاداً. وَفِي الحَدِيث: (فَجَعَلَه الله حَبَناً} وقُدَاداً) . والجَبَنُ: الاستسقاءُ.
(و) {قُدَادُ (بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ مُعَاويةَ) بنِ زعد بن الغَوْث بن أَنْمَار: بَطْنٌ (مِن بَجِيلَةَ) قالَه ابنُ حبيب.
(و) } قَدَادٌ، (كسَحَابٍ: القُنُفُذُ واليَرْبَوعُ) . وَفِي التكملة: القَدَادُ: من أَسماءِ القَنَافِذِ واليَرابيعِ.
(و) {قُدْقُدٌ (كَفُلْفُلٍ: جَبَلٌ بِهِ مَعْدِنٌ البِرَامِ) ، بِالْكَسْرِ، جمع بُرْمَةٍ، وَهِي القِدْرُ من الحِجَارة.
(و) } القُدَيْد ((كزُبَيْر) مُسَيْحٌ صغيرٌ) تصغيرُ مِسْحٍ، بِالْكَسْرِ، يَلْبَسه أَطرافُ الناسِ. (و) القُدَيْد: اسمُ (رَجُل. و) القُدَيْد اسْم (وَادٍ) بعَيْنِه، وَفِي الصّحاح: {وقُدَيْدٌ: ماءٌ بالحجازِ، وَهُوَ مصغَّرع، وَقد ورَدَ ذِكرهُ فِي الحَدِيث. (و) قَالَ بن الأَثير: هُوَ (ع) بَين مكَةَ والمدينةِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وقُدَيْدٌ: مَوْضِعٌ، وَبَعْضهمْ لَا يَصرِفه، يَجعله اسْما للبُقْعَة، وَمِنْه قولُ عِيسَى بن جَهْمَةَ الليثيِّ وذَكرَ قَيْسَ بن ذَرِيح فَقَالَ: كَانَ رجُلاً مِنَّا، وَكَانَ ظريفاً شَاعِرًا وَكَانَ يكون بمكَّةَ وذَوِيها من قُدَيْدَ وسَرِفَ وحَوْلَ مَكَّةَ فِي بوادِيها كُلِّهَا.
(و) قُدَيْد: (فَرسُ قَيْس) بن عبد الله، وَفِي اللِّسَان عَبْس بن جِدَّان (الغَاضِرِيّ) ، إِلى غاضِرةَ بَطنٍ من قَيْسٍ، وَقيل: الوائليّ.
(} وقُدْقُدَاءُ، بالضمّ) ممدودٌ، عَن الفارسيّ، (و) قد (يُفْتَح: ع) من الْبِلَاد اليَمَانِية، قَالَ:
عَلَى مَنْهَلٍ مِنْ {قُدْقُدَاءَ ومَوْرِدِ
(} والقَدِيدُ: اللَّحْمُ المُشَرَّرُ) الَّذِي قُطِعَ وشُرِّرَ، (! المُقَدَّد) ، ايي المَمْلُوح، المُجَفَّفُ فِي الشَّمْس، (أَو) هُوَ (مَا قُطِعَ مِنْهُ طِوَالاً) . وَفِي حَدِيث عُرْوَةَ (كَانَ يَتَزَوَّدُ قَدِيدَ الظِّبَاءِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَعِيل بِمَعْنى مفعول. (و) القَدِيد (: الثَّوْبُ الخَلَقُ) . {والتَّقدِيد: فِعْلُ القديد.
(و) رُوىَ عَن الأَوْزَاعِيِّ فِي الحَدِيث أَنه قَالَ (لَا يُقْسَم مِنَ الغَنِيمَةِ للعَبْدِ وَلَا للأَجِيرِ وَلَا} للقَدِيدِيِّينَ) ( {القَدِيدِيُّونَ) ، بِالْفَتْح (وَلَا يُضَمُّ:) هم (تُبَّاعُ العَسْكَرِ من الصُّنَّاعِ، كالشَّعَّابِ) والحَدَّاد (والبَيْطَارِ) ، معروفٌ فِي كَلَام أَهلِ الشَّام، قَالَ ابنُ الأَثير: هاكذا يُرْوَى بِالْقَافِ وَكسر الدَّال، وَقيل بضمّ القافِ وفَتْح الدَّاله، كأَنَّهم لخِسَّتِهم يَكتَسُون القَدِيدَ، وَهُوَ مِسْحٌ صَغيرٌ، وَقيل: هُوَ من التقَدُّدِ والتفَرُّقِ، لأَنهم يَتفرَّقُون فِي البلادِ للحاجَةِ وتَمَزُّقِ ثِيَابِهِم، وتَصْغِيرُهم تَحْقيرٌ لشأْنِهِم، ويُشْتَم الرجلُ فَيُقَال} - ياقَدِيدِيُّ، وَيَا {- قُدَيْدِيّ، قَالَ الصَّاغَانِي: وَهُوَ مُبتَذَلٌ فِي كَلَام الفُرْس أَيضاً.
(و) أَبو الأَسود، وَقيل: أَبو عَمْرو، وَقيل أَبو سَعِيدٍ (} مِقْدَادُ بنُ عَمْرٍ و، ابنُ الأَسْوَدِ) الكِنْدِيّ، وعَمْرٌ وَهُوَ أَبوه الأَصليُّ الحقيقيُّ الَّذِي وَلَدَه، وأَما الأُسودُ فَكَانَ حالَفَه وَتَبَنَّاه لمَّا وَفَدَ مَكَّةَ، فنُسِب إِليه نِسْبَة وَلاءٍ وَتَربِيَةٍ، لَا نِسْبَةَ وِلادَةٍ، وَهُوَ المِقْدادُ بن عَمْرِو ابْن ثَعْلَبَةَ بن مالِكِ بن ربيعةَ بنِ عامرِ بن مَطْرُودٍ البَهْرَانِيّ وَقيل: الحَضْرَمِيّ، قَالَ ابْن الكَلْبيّ؛ كَانَ عَمرو بن ثَعْلَبةَ: أَصابَ دَمًا فِي قَوْمِه فلَحِق بحَضرَموتَ، فحــالَفَ كِنْدَةَ، فَكَانَ يُقَال لَهُ الكِنْدِيّ، وتزوَّجَ هناكَ امرأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ المِقْدَادَ، فَلَمَّا كَبِرَ! المقدادُ وَقَعَ بَينه وَبَين أَبي شِمْرِ بن حُجْرٍ الكِنديّ مُنَافَرَةٌ، فضَرَبَ رِجْلَه بالسّيف وهَرَب إِلى مَكّةَ، فحــالَفَ الأَسودَ بن عبد يَغوثَ الزُّهْرِيَّ، وكتبَ إِلى أَبيه فقدِمَ عَلَيْهِ، فتَبَنَّى الأَسْوَدُ المقْدَادَ، وَصَارَ يقالُ المِقدادُ ابنُ الأَسودِ، وغلَبَ عَلَيْهِ، واشتهرَ بِهِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {ادْعُوهُمْ لاِبَآئِهِمْ} (سُورَة الْأَحْزَاب، الْآيَة: 5) قيل لَهُ: الْمِقْدَاد ابْن عَمْرو، (صَحَابِيٌّ) تَزَوَّجَ ضُبَاعَةَ بنتَ الزُّبَيْرِ بن عَبْدِ المطَّلِب ابنةَ عمِّ النّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهَاجَرَ الهِجْرتينِ، وشَهِدَ بَدْراً والمَشَاهِدَ بعدَهَا. (والأَسْوَدُ) بن عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْريُّ (رَبَّاهُ أَو تَبَنَّاه فنُسِبَ إِليه) كَمَا أَشرنا إِلَيْهِ آنِفا، (و) قد (يَلْحَن فِيهِ قُرَّاءُ الحَدِيث ظَنًّا) مِنْهُم (أَنَّه) أَي الأَسودَ (جَدُّه) ، أَي إِذا ذُكِرَ فِي عَمود نَسبهِ بعدَ أَبيه عَمرٍ و، كَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ، كأَنَّهُم يَجْعَلُون ابنَ الأَسود نعْتاً لعمرٍ و، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا قَالَ، إِنما ابنُ الأَسوَدِ نعتٌ للمقدادِ، بُنُوَّةُ تَرْبِيَة وحِلْفٍ لَا بُنَوَّةُ وِلادةٍ، كَمَا هُوَ مَشْهُور.
( {والقَيْدُودُ: الناقَةُ الطَّوِيلةُ الظَّهْرِ. ج} قَيَادِيدُ) ، يُقَال: اشتقاقُه من القَوْده مثل الكَيْنُونة من الكَوْنِ، كأَنَّها فِي مِيزَانِ فَيْعُولٍ، وَهِي فِي اللَّفظ فَعْلُولٌ، وإِحدَى الدالَيْنِ من {القَيْدُودِ زائدةٌ، وَقَالَ بعضُ أَهلِ التصريف: إِنما أَرادَ تَثْقِيل فَيْعُولٍ، بمنزلَةِ حَيْدٍ وحَيْدُودٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: بل تُرِك على لَفْظِ كُونُونَة فَلَمَّا قَبُحَ دخُولُ الواوينِ والضَّمَّات حَوَّلوا الواوَ الأُولَى يَاء لِيُشَبِّهُوها بِفَيْعُولٍ، ولأَنه لَيْسَ فِي كَلَام العربِ بناءٌ على فُوعُولٍ حَتّى أَنهم قَالُوا فِي إِعراب نَوْرُوز نَيْرُوز فِراراً من الواوِ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(} وتَقَدَّدَ) الشيْءُ (: يَبِسَ) .
وتَقَدَّدَ (القَوْمُ: تَفَرَّقُوا) قِدَداً.
(و) {تَقَدَّدَ (الثَّوْبُ: تَقَطَّعَ) وبَلِىَ.
(و) } تَقَدَّدَتِ (النَّاقَةُ: هُزِلَتْ بعْضَ الهُزَالِ، أَو) تَقدَّدَتْ (: كانَتْ مَهزُولةً) فسَمِنَتْ، وَعَن ابْن شُمَيل: ناقَةٌ {مُتَقَدِّدَة: إِذا كانتْ بَين السِّمَنِ والهُزَالِ، وَهِي الَّتِي كَانَت سَمِينَةً فَخَفَّتْ، أَو كَانَت مَهزولةً (فابتَدَأَتْ فِي السِّمَنِ) .
(و) من المَجاز: (} اقْتَدَّ الأُمورَ:) اشتقَّها و (دَبَّرَها) ، وَفِي بعض الأُمَّهاتِ: تَدَبَّرَهَا (ومَيَّزَها) .
(و) من المَجاز: (! اسْتقَدَّ) لَهُ (: اسْتَمَرَّ) . (و) {اسْتَقَدَّ الأَمْرُ (: اسْتَوَى) .
(و) } اسْتقَدَّتِ (الإِبلُ: استقَامَتْ على وَجْهٍ واحِدٍ) واستَمَرَّتْ على حالِها.
( {وقَدْ، مُخَفَّفة) كلمةٌ مَعْنَاهَا التَّوقُّع، (حعرْفِيَّة واسْمِيَّة، وَهِي) أَي الاسميّة (على وَجْهَيْنِ) :
الأَوّلُ (اسمُ فِعْلٍ مُرَادِفةٌ لَيَكْفِي) قَالَ شَيخنَا: فَهِيَ بمنزِلة الفِعْل الَّذِي تَنوب عَنهُ، فلتْزَمُها نُون الوِقَايَة نَحْو قَوْلك: (} قَدْكَ دِرْهَمٌ، {وقَدْ زَيْداً دِرْهَمٌ، أَي يَكْفِي) ، فالاسمُ بعدَها يلْزَم نَصْبُه مَفْعُولا، كَمَا فِي يَكفِي.
(و) الثَّانِي (اسْمٌ مُرَادِفٌ لِحَسْبُ، وتُسْتَعْمَل مَبْنِيَّةً غَالِباً) ، أَي عِنْد البصريّين، على السُّكون، لشَبهها بقَد الحَرفيّة فِي لَفظهَا، وبكثير من الْحُرُوف الموضعة على حَرفينِ كعَنْ وبَلْ وَنَحْوهمَا مثل (قَدْ زَيْدٍ دِرْهَمٌ، بِالسُّكُونِ) أَي بِسُكُون الدّالِ على أَصلِه مَحْكِيًّا (و) تُستعمل (مُعْرَبةً) أَي عِنْد الكوفيّين نَحْو (} قَدُ زَيْدٍ) دِرْهَمٌ، (بِالرَّفْع) أَي بِرَفْع الدَّال.
(و) أَمّا قَدْ (الحَرْفِيَّةُ) فإِنها (مُخْتَصَّة بالفِعْل) ، أَعمّ من أَن يكون مَاضِيا أَوْ مضارعاً، (المُتَصَرِّفِ) ، فَلَا تَدخل على فِعْلٍ جامدٍ، وأَما قولُ الشَّاعِر:
لَوْلاَ الحَيَاءُ وأَنَّ رَأْسِيَ قَدْ عَسَى فِيهِ المَشِيبُ لَزُرْتُ أُمَّ القَاسِمِ
فعَسَى فِيهِ لَيست الجامِدَة، بل هِيَ فِعْلٌ متصرِّفٌ مَعْنَاهُ اشتَدَّ وظهرَ وانتَشَر، كَمَا سيأْتي، (الخَبَرِيِّ) ، خرجَ بذالك لأَمْرُ، فإِنه إِنشاءٌ، فَلَا تَدخل عَلَيْهِ، (المُثْبَتِ) ، اشْتَرَطَهُ الجماهيرُ، (المُجَرَّدِ مِن جَازِمٍ وناصِبٍ، وحَرْفِ تَنْفِيسٍ) قَالَ شيخُنا: هاذه كلُّها شُرُوطٌ فِي دُخولها على المضارِع، لأَن غالِبَ النواصبِ والجوازم تَقتضي الاستقبالَ المَحْضَ، وكذالك حَرْفَا التنفيسِ (و) قد مَوْضُوعَة للْحَال كَمَا بُيّن فِي المُطَوَّلات.
(وَلها سِتَّةُ مَعَانٍ) :
الأَوّل (التَّوَقُّعُ) ، أَي كَون الفِعْل مُنْتَظَراً مُتَوَقَّعاً، فتَدخل على الْمَاضِي والمضارع. نَحْو (قد يَقْدَمُ الغائبُ) ، فتدُلّ على أَن قُودمَ الْغَائِب منتظَرٌ، وَقد أَجْحَف المُصنِّف فَلم يأْتِ بمثالِ الْمَاضِي، بِنَاء على زَعْمِه أَنَّهَا لَا تكون للتوقُّعِ مَعَ الْمَاضِي، لأَن التوقُّعَ هُوَ انتظارُ الوُقُوعه، والماضي قد وَقَعَ، وَقد ذَهَبَ إِلى هاذا القولِ جماعَةٌ من النُّحاةِ، وَقَالَ الَّذين أَثبتوه: معنَى التوقّعِ مَعَ الْمَاضِي أَنها تَدُلُّ على أَنه كَانَ مُنْتَظَراً، تَقول: قد رَكِبَ الأَميرُ. لِقومٍ كَانُوا يَنتظرون هاذا الْخَبَر ويَتوقَّعُون ثُبوتَ الفِعْل، كَمَا قَالَه ابنُ هِشام.
(و) الثَّانِي (تَقْرِيبُ الماضِي مِن الحَال) ، وَهُوَ مُقْتَضَى كلامِ الشيخِ ابنِ مَالك أَنها مَعَ المضاي تُفِيد التقريبَ، كَمَا جزمَ بِهِ ابنُ عُصفورٍ، وأَن من شَرْطِ دُخولِها كَوْنَ الفِعْل مُتَوقَّعاً، نَحْو (قد قَامَ زَيْدٌ) ، وَقَالَ أَبو حيّان فِي شرْح التَّهسيل: لَا يتحقَّق التَّوقُّع فِي قَدْ، مَعَ دُخُوله على الْمَاضِي، لأَنه لَا يُتَوَقَّع إِلا المُنتَظَرُ، وهاذا قد وَقعَ، وأَنكرَه ابنُ هِشامٍ، فِي المُغنِي فَقَالَ: وَالَّذِي يَظهر لي قولٌ ثالِثٌ، وَهُوَ أَنها لَا تُفيد التَّوقُّعَ أَصْلاً، فراجِعْه، قَالَ شَيخنَا: وَالَّذِي تَلقَّيْنَاه من أَفواهِ الشيوخِ بالأَندَلس أَنها حَرْفُ تَحقيقٍ إِذا دخلَتْ على الماضِي، وحرْفُ تَوقُّعٍ إِذا دخلَتْ على المستقبَل، وأَقرَّه صَاحب هَمْع الهوامِع، وَعَلِيهِ مُعْتَمَدُ الشُّيُوخ.
(و) الثَّالِث (التَّحْقِيقُ) ، وذالك إِذا دخلَتْ على الْمَاضِي، كَمَا ذُكر قَرِيبا، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (سُورَة الشَّمْس، الْآيَة: 9) وَزَاد ابنُ هشَام فِي الْمُغنِي: وعَلى الْمُضَارع، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 64) .
(و) الرَّابِع (النَّفْيُ) ، فِي اللِّسَان نقلا عَن ابنِ سيدَه: وَتَكون قَدْ بمنزلةِ مَا، فيُنْفَى بهَا، سُمِعَ بعض الفصحاءِ يَقُول (قد كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَتَعْرِفَه، بِنصب تَعْرِف) ، قَالَ فِي المغنى: وهاذا غرِيبٌ، وإِليه أَشار فِي التسهيل بقوله: ورُبَّمَا نُفِيَ بقد فنُصِب الجوابُ بعْدهَا.
(و) الْخَامِس (التَّقْلِيل) ، ذكره الجماهيرُ، وأَنكره جماعةٌ، قَالَ فِي المغنى: هُوَ ضَرْبَانِ: تَقلِيلُ وُقُوعِ الفعلِ، نَحْو (قَدْ يَصْدُق الكَذُوبُ) وَقد يَجُودُ البَخِيلُ، وتَقْلِيلُ مُتَعَلَّقِةِ نَحْو {قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ} أَي مَا هم عَلَيْهِ هُوَ أَقلُّ معلوماتِه، قَالَ شَيخنَا: وزعمَ بعضُهم أَنها فِي هَذِه الأَمثلة ونحوِها للتحقيق، وأَن القتليلَ فِي المِثَالينه الأَوّلينه لم يُسْتَفَدْ مِن قَدْ، بل من قولِكَ: الْبَخِيل يجود، والكذوب يصدق، فإِنه إِن لم يُحْمَل على أَنّ صُدُورَ ذالك مِنْهُمَا قليلٌ كَانَ فَاسِدا، إِذ آخِرُ الكلامِ يُناقِض أَوَّلَه.
(و) السَّادِس (التَّكْثِيرُ) ، فِي اللِّسَان: وَتَكون قَدْ مَعَ الأَفعال الآتِيَةِ بمنْزِلَة رُبَّما، قَالَ الهذليُّ:
(قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنامِلُه)
كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البيتُ لعَبيد بن الأَبرص، انْتهى، وَقَالَهُ الزَّمخشريُّ فِي قَوْله تَعَالَى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآء} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 144) قَالَ: أَي رُبَّمَا نَرى، وَمَعْنَاهُ تَكثيرُ الرُّؤْية، ثمَّ اسْتشْهد بِبَيْت الهُذليّ. قَالَ شَيخنَا: وَاسْتشْهدَ جَمَاعَةٌ من النَّحويين على ذالك بِبَيْت العَروضِ:
قَدْ أَشْهَدُ الغَارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُني
جَرْدَاءُ مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَيْنه سُرْحُوبُ
وَفِي التَّهْذِيب: وَقد حَرْفٌ يُوجَبُ بِهِ الشيءُ كَقَوْلِك، قد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَالْخَبَر أَن تَقول: كَانَ كَذَا وَكَذَا فأُدْخِلَ قَدْ توكيداً لتصديق ذالك، قَالَ: وَتَكون قدْ فِي مَوضِع تُشبه رُبَّما، وَعِنْدهَا تَمِيلُ قَدْ إِلى الشَّكّ، وذالك إِذا كَانَت مَعَ الياءِ (والتاءِ) وَالنُّون والأَلف فِي الفِعْل، كَقَوْلِك: قد يكون الَّذِي تَقول. انْتهى. وَفِي البصائر للمصنِّف: ويجوزُ الفَصْل بَينه وَبَين الفِعْل بالقَسَمِ، كَقَوْلِك: قد وَالله أَحْسَنْت، وَقد لَعَمْرِي بتّ ساهِراً. وَيجوز طَرْحُ الفِعْل بَعْدَهَا إِذَا فُهِم، كقولِ النَّابِغَة:
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالنَا وكَأَنْ {قَدِ
أَي كأَن قَدْ زَالَتْ، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَتَكون قَدْ مثل قَطْ بِمنزلة حَسْب، تَقول: مالَك عِنْدِي إِلاَّ هَذَا} فَقَدْ، أَي فَقَطْ، حَكَاهُ يَعقوبُ، وَزعم أَنه بَدَلٌ. (وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ: وإِنْ جَعَلْتَهُ اسْماً شَدَّدْتَه) ، فَتَقول كتَبْتُ! قَدًّا حَسَنَةً، وَكَذَلِكَ كَيْ وهُو ولَوْ، لأَن هاذه الْحُرُوف لَا دَليلَ على مَا نَقَص مِنْهَا، فيَجِبُ أَن يُزَادَ فِي أَواخِرِهَا مَا هُوَ جِنْسها وتُدْغَم إِلاَّ فِي الأَلف فإِنك تَهْمِزُها، وَلَو سمَّيْتَ رَجُلاً بِلَا، أَو مَا، ثمَّ زِدْت فِي آخِره أَلفاً هَمَزْتَ، لأَنك تُحَرِّك الثانِيةَ، والأَلِف إِذا تَحَرَّكَتْ صارَتْ هَمزةً، هاذا نصُّ عبارةِ الجوهريِّ، وَهُوَ مَذْهَب الأَخفشِ وجَمَاعَةٍ من نُحَاةِ البَصْرَةِ، ونَقلَه المُصنِّف فِي البصائر، لَهُ، وأَقرَّه، وَقَالَ ابنُ بَرِّيَ: وهاذا (غَلَطٌ) مِنْهُ (وإِنَّما يُشَدَّدُ مَا كانَ آخِرُه حَرْفَ عِلَّةٍ) . وعبارةُ ابنِ بَرِّيَ: إِنما يكون التَّضْعِيفُ فِي المُعْتَلِّ (تَقُولُ فِي هُو) اسْم رجل: هاذا (هُوّ) وَفِي لَوْ: هاذا لَوّ، وفى فِي هاذا فِيّ، (وإِنَّمَا شُدِّدَ لئلاَّ يَبْقَى الاسمُ على حَرْف وَاحِد، لسكون حَرْفِ العِلَّةِ مَعَ التَّنْوِينِ، وأَمَّا قَدْ إِذا سَمَّيْتع بهَا تَقولُ) هاذا (قَدٌ) ورأَيتُ قَداً ومررتُ بِقَدٍ، (و) فِي (مَنْ) : هاذا (مَنٌ، و) فِي (عَنْ) هاذا (عَنٌ، بالتخفيفِ) فِي الكُلِّ (لَا غَيْرُ، ونظيرُه يَدٌ ودَمٌ وشِبْهُهُ) . تَقول: هاذه يَدٌ ورأَيتُ يَداً ومررْت بِيَدٍ، وَقد تَحامَلَ شيخُنَا هُنَا على المُصَنِّف، ونَسبه إِلى القُصور وعَدمِ الاطِّلاعِ على حَقِيقةِ مَعْنَى كَلَام الجوهريّ مَا يقْضِي بِهِ العَجَب، سامَحه الله تَعَالَى، وَتجَاوز عَن تَحامُله.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
القِدُّ، بِالْكَسْرِ: الشيْءُ المَقْدُودُ بِعَيْنِه. والقِدُّ: النَّعْلُ لم يُجَرَّد من الشَّعَر، ذكرهمَا المُصنّف فِي البصائر، لَهُ. قلت: وَفِي اللِّسَان بعد إِيرَاد الحَدِيث (لَقَابُ قَوحسِ أَحَدِكم) إِلى آخِره: وَقَالَ بعضُهم: يجوز أَن يكون القِدُّ النَّعْلَ، سُمِّيت قِدًّا لأَنها تُقَدُّ مِن الجِلْدِ، وروى ابنُ الأَعرابيّ:
كسِبْتِ اليَمَانِي قِدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ
بِالْجِيم، اي لم يُجَرَّد من الشَّعْرِ، فَيكون أَلْيَنَ لَهُ، وَمن روَى: قَدُّه بِالْفَتْح، وَلم يُحَرَّد، بالحاءِ، أَراد: مِثَالُه لم يُعَوَّج، والتحْرِيد: أَن تَجْعَلَ بعضَ السَّيْرِ عَريضاً وبعضَه دَقيقاً، وَقد تَقدَّم فِي مَوْضِعه.
والمَقَدُّ بِالْفَتْح: مَشَقُّ القُبَل. وقولُ النابِغَة.
ولِرَهْطِ حَرَّابِ وقَدَ سَوْرَةٌ
فِي المَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ
قَالَ أَبو عُبيد: هما رَجلانِ من بني أَسَدٍ. وَفِي حَدِيث أُحُدٍ: (كَانَ أَبو طَلْحَةَ شَدِيدَ اقَدِّ) إِن رُوِيَ بالكَسر فيريد بِهِ وَتَرَ القَوْسِ، وإِن رُوِيَ بِالْفَتْح فَهُوَ المَدُّ والنَّزْعُ فِي القَوْسِ، وَقَول جَريرٍ:
إِنَّ الفَرَزْدَقَ يَا مِقْدَادُ زَائِرُكُمْ
يَا وَيْلَ قَدَ عَلَى مَنْ تُغْلَقُ الدَّارُ
أَراد بقوله (يَا وَيْلَ {قَدَ) يَا ويل مِقْدَادٍ، فاقتصر على بَعْضِ حُروفِه، وَله نظائرُ كَثيرةٌ.
وذَهبتِ الخَيْلُ} بِقِدَّان. قَالَ ابنُ سيدَه: حَكَاهُ يعقوبُ وَلم يُفَسِّرْه.
والشريف أَبو البركات أَحمد بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن أَبي {قَدَّادٍ الهاشميّ، ككَتَّان، عَن أَبي محمّد الجوهريّ.
وكغُرَاب} قُدَادُ بنُ ثَعلبَةَ الأَنمارِيُّ جاهِلِيٌّ.
{وقَدِيدَةُ، كسَفينة: لقبُ أَبي الْحسن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد البَزَّاز، مَا سنة 295.
وبالتصغير، عَلِيُّ بن الحَسَن بن} قُدَيْدِ المِصرِيّ، روى عَنهُ ابنُ يُونس فأَكْثَرَ.
وكَأَمِيرٍ،! قَدِيدُ القلمطاي، أَحد أُمراءِ مصرَ، حَجَّ أَمِيراً، وولدُه رُكنُ الدينِ عُمرُ بن قَدِيد، قَرَأَ على العِزِّ بن جَمَاعَةَ وغيرِه، مولده سنة 785.

حنن

(حنن) : لَقِيتُ منه حَناناً: أَي شَرّاً طَوِيلاً.
(حُنَيْنٌ) وَادٍ قِبَلَ الطَّائِفِ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ وَعَامُ حُنَيْنٍ أَوْ يَوْمُ حُنَيْنٍ فِي حَدِيثِ سَهْلَةَ وَهُوَ الصَّوَابُ وَخَيْبَرُ تَصْحِيفٌ.
(حنن) : الحِنُّ، بالحاءِ: الجَنونُ، قال عُرْوَةُ بنُ مُرَّةَ أَخًو أَبي خِراشِ: وعِمْرانُ بنُ مُرَّة فيه حِنَّ إذا ما اعْوَجَّ عانِدُها تَفُورُ (مشط) : كقُرْط وقِراط، ورُمْحٍ ورِماح.

حنن


حَنَّ(n. ac. حَنِيْن)
a. Resounded, sounded, vibrated.
b. [Ila], Yearned, longed for.
c.(n. ac. حَنّ
حَنَّة
حَنَاْن) ['Ala], Had compassion on.
d.(n. ac. حَنّ) ['An], Turned away from.
حَنَّنَa. Rendered compassionate.
b. Retreated; turned back.
c. Was in blossom, in flower.
d. Was spoilt, bad ( cheese & c.

أَحْنَنَa. Caused to resound, twanged (bow-string).

تَحَنَّنَ
a. ['Ala], Felt pity for.
تَحَاْنَنَإِسْتَحْنَنَ
a. [Ila], Yearned, longed for.
حَنَّةa. Wife.
b. Grumbling cry of the camel.

حِنّ
a. [art.], The lowest grade of the Genii, existing before
Adam.
حِنَّة
حِنِّيَّةa. see 22 (a)
حَاْنِنَةa. She camel.

حَنَاْنa. Compassion, pity, tenderness of heart.
b. Mercies, blessings, abundance of worldly goods
increase &c.

حَنِيْن
(pl.
أَحْنِنَة
حُنُوْن
حَنَاْئِنُ)
a. Yearning, desire, longing, intense affection.
b. Moaning, sobbing.

حَنُوْنa. Tender, affectionate.
b. Merciful, clement.

حَنَّاْنُa. Pitiful, affectionate.
b. Plaintive.
c. [art.], The Most Merciful (God).
حِنَّاْنa. Egyptian privet, henna.
ح ن ن

حن إلى وطنه، وحن عليه حناناً: ترحم عليه، وحنانيك. وماله حانة ولا آنة أي ناقة ولا شاة. وهذه حنتي أي امرأتي. قال حبيب الأعلم:

يدمي وجه حنته إذا ما ... تقول له تمحل للعيال

ورجل مجنون محنون: من الحن وهم حي من الجن.

ومن المجاز: قوس حنانة. قال:

وفي منكبي حنانة عود نبعة ... تخيرها سوق المدينة بائع

وعود حنان. وخمس حنان: تحن فيه الإبل من الجهد. قال:

واستقبلوا ليلة خمس حنان ... يميل ساريها كميل السكران

وطريق حنان ونهام: للأبل فيه حنين ونهيم. قال الشماخ:

في ظهر حنانة النيرين مغوال

واستحنه الشوق: استطربه. وجرحه جرحاً لا يحن على عظم. قال:

ولا بد من قتلى فعلك منهم ... وإلا فجرح لا يحن على عظم
ح ن ن: (الْحَنِينُ) الشَّوْقُ وَتَوَقَانُ النَّفْسِ وَقَدْ (حَنَّ) إِلَيْهِ يَحِنُّ بِالْكَسْرِ (حَنِينًا) فَهُوَ (حَانٌّ) . وَ (الْحَنَانُ) الرَّحْمَةُ وَقَدْ (حَنَّ) عَلَيْهِ يَحِنُّ بِالْكَسْرِ (حَنَانًا) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [مريم: 13] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: مَا أَدْرِي مَا الْحَنَانُ. وَ (الْحَنَّانُ) بِالتَّشْدِيدِ ذُو الرَّحْمَةِ. وَ (تَحَنَّنَ) عَلَيْهِ تَرَحَّمَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ (حَنَانَكَ) يَا رَبِّ وَ (حَنَانَيْكَ) يَا رَبِّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَيْ رَحْمَتَكَ. وَ (حَنَّةُ) الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ. وَ (حُنَيْنٌ) مَوْضِعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ: فَإِنْ قَصَدْتَ بِهِ الْبَلَدَ وَالْمَوْضِعَ ذَكَّرْتَهُ وَصَرَفْتَهُ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} [التوبة: 25] وَإِنْ قَصَدْتَ بِهِ الْبَلْدَةَ وَالْبُقْعَةَ أَنَّثْتَهُ وَلَمْ تَصْرِفْهُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

نَصَرُوا نَبِيَّهُمْ وَشَدُّوا أَزْرَهُ ... بِحُنَيْنَ يَوْمَ تَوَاكُلِ الْأَبْطَالِ
وَقَوْلُهُمْ: رَجَعَ (بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ) مَثَلٌ فِي الْخَيْبَةِ وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. وَ (الْحِنُّ) بِالْكَسْرِ حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ. وَقِيلَ خَلْقٌ بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. 
(حنن) - في حَديث عَلىِّ، رَضِى الله عنه: "إنَّ هَذِه الكِلابَ التي لها أَربعَة أَعيُنٍ من الحِنِّ"
الحِنُّ: حَىٌّ من الجِنِّ، وهي ضَعَفَة الجِنِّ. يقال: مَجْنُون مَحْنُون، وهو الذي يُصَرع ثم يُفِيق زَمانًا.
وقال سَعِيد بنُ المُسَيَّب: الحِنُّ: الكِلابُ السُّودُ المُعَيَّنَة .
وقال غَيرُه: هي سَفِلَةُ الجِنّ، وقيل الجِنُّ ثَلاثَةُ أَصْناف: جِنٌّ، وحِنٌّ وبِنٌّ.
- في الحديث: "أنه دَخَل على أُمِّ سَلَمَة، رَضى الله عنها, وعِندَها غُلامٌ يُسَمَّى الوَلِيدَ. فقال: اتَّخَذْتُم الوَلِيدَ حَناناً ,غَيَّروا اسْمَه".
: أي تَرحَمُون وتُحِبُّون هذا الاسْمَ، والحَنان: الرَّحْمَة.
وفي حَديثٍ آخَر: "أَنَّه من أَسماءِ الفَرَاعِنَة" فكَرِه أن يُسَمَّى به، كما اسْتُحِبَّ أن يُسَمَّى بأَسماءِ الصَّالِحِين،: والله أعلم
في حديث زَيْدِ بنِ عَمْرو: "حَنَانَيْك" . : أي ارحَمْنِى رَحمة بعد رَحْمَةٍ.
وقيل: الحِنُّ، من حَنَّ إذا رَقَّ عليه قَلبُه، والرِّقَّة والضَّعْف من باب. ويجوز: أن يَكُونَ من أَحنَّ إحْنَاناً إذا أَخْطَأ، لأَنَّ الأبصار تُخْطِئها ولا تُدرِكها، كما أن الجِنَّ من الاجْتِنَان.
- في الحَديثِ: "لا تتزوَّجَنَّ حَنَّانَة" .
: أي كان لها زَوجٌ قَبلك، فهى تَتَحَزَّن عليه وتَحِنُّ إليه.
ح ن ن : حَنَنْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَحِنُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ حَنَّةً بِالْفَتْحِ وَحَنَانًا عَطَفْت وَتَرَحَّمْتُ وَحَنَّتْ الْمَرْأَةُ حَنِينًا اشْتَاقَتْ إلَى وَلَدِهَا وَحُنَيْنٌ مُصَغَّرٌ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ هُوَ مُذَكَّرٌ مُنْصَرِفٌ وَقَدْ يُؤَنَّثُ عَلَى مَعْنَى الْبُقْعَةِ وَقِصَّةُ حُنَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا لِقِتَالِ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ وَقَدْ بَقِيَتْ أَيَّامٌ مِنْ رَمَضَانَ فَسَارَ إلَى حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ثُمَّ أَمَدَّهُمْ اللَّهُ بِنَصْرِهِ فَعَطَفُوا
وَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ فَهَزَمُوهُمْ وَغَنِمُوا أَمْوَالَهُمْ وَعِيَالَهُمْ ثُمَّ صَارَ الْمُشْرِكُونَ إلَى أَوْطَاسٍ فَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ عَلَى نَخْلَةَ الْيَمَانِيَّةِ وَمِنْهُمْ مَنْ سَلَكَ الثَّنَايَا وَتَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ سَلَكَ نَخْلَةَ وَيُقَالُ إنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَقَامَ عَلَيْهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ صَارَ إلَى أَوْطَاسٍ فَاقْتَتَلُوا وَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ إلَى الطَّائِفِ وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا أَيْضًا أَمْوَالَهُمْ وَعِيَالَهُمْ ثُمَّ صَارَ إلَى الطَّائِفِ فَقَاتَلَهُمْ بَقِيَّةَ شَوَّالٍ فَلَمَّا أَهَلَّ ذُو الْقَعْدَةِ تَرَكَ الْقِتَالَ لِأَنَّهُ شَهْرٌ حَرَامٌ وَرَحَلَ رَاجِعًا فَنَزَلَ الْجِعْرَانَةَ وَقَسَمَ بِهَا غَنَائِمَ أَوْطَاسٍ وَحُنَيْنٍ وَيُقَالُ كَانَتْ سِتَّةَ آلَافِ سَبْيٍ. 
حنن لبب [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه كَانَ يَقُول فِي تلبيته: لَبَّيك رَّبَنَا وحَنَانَيْك قَالَ: حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: حَنَانَيْك يُرِيد: رحمتك وَالْعرب تَقول: حَنانَك يَا رب وحَنَانَيْك يَا رب بِمَعْنى وَاحِد قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الوافر)

وَيَمْنَحُها بَنُو شَمَجَى بن جَرْم ... مَعيزَهم حَنَانَك ذَا الحَنَانِ

يُرِيد: رحمتك يَا رب وَقَالَ طرفَة: (الطَّوِيل)

حنانيك بعضُ الشَّرِّ أهونُ من بعضِ ... وَقد رُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ فِي قَوْله عز وَجل {وَحَنَاناً مِّنْ لَّدُنَّا} قَالَ: الرَّحْمَة وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: لَا أَدْرِي مَا الحنان. قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الرقيم أكتاب أم بُنيان وَفِي قَوْله عز وَجل {وَحَنَاناً مِّنْ لَّدُنَّا} قَالَ: وَالله مَا أَدْرِي مَا الحنان. وَأما قَوْله: لَبَّيْك فَإِن تَفْسِير التَّلْبِيَة عِنْد النَّحْوِيين فِيمَا يحْكى عَن الْخَلِيل أَنه كَانَ يَقُول: أَصْلهَا من: ألْبَبْتُ بِالْمَكَانِ فَإِذا دَعَا الرجل صَاحبه فَقَالَ لبيْك فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنا مُقيم عنْدك أَنا مَعَك ثمَّ وكّد ذَلِك فَقَالَ: لبيْك يَعْنِي إِقَامَة بعد إِقَامَة هَذَا تَفْسِير الْخَلِيل] .
[حنن] فيه: "فحــن" الجذع إليه، أي حين صعد على المنبر، أي نزع واشتاق، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها. ومنه ح: لما قال الوليد بن عقبة: أقتل من
[حنن] الحَنينُ: الشَوقُ وتَوَقانُ النفس. تقول منه: حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنيناً فهو حانٌّ. والحَنانُ: الرحمةُ. يقال منه: حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً. ومنه قوله تعالى: (وحَناناً من لدنا) . وذكر عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهم في هذه الآية أنه قال: ما أدرى ما الحنان. والحنان بالتشديد: ذو الرحمة. ويقال أيضاً: طريقٌ حَنَّانٌ، أي واضح. وأبرق الحنان: موضع. وقوس حنانة: تحن عند الإنباض. وقال: وفي مَنْكِبَيْ حَنّانَةٍ عودُ نَبْعَةٍ تَخَيِّرَها لي سوقَ مكةَ بائِعُ أي في سوق مكّة بائعٌ. وتَحَنّنَ عليه: تَرَحَّمَ. والعرب تقول: حَنانَكَ يا ربّ وحَنانَيْكَ يا ربّ، بمعنىً واحد، أي رحمتك. قال امرؤ القيس: وتمنحها بنو شمجى بن جرم معيزهم حنانك ذا الحنان وقال طرفة: أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا حَنانَيْكَ بعضُ الشرِّ أَهْوَنُ من بعضِ وحَنينُ الناقةِ: صوتُها في نزاعها إلى ولدها. وحنانة: اسم راع في طول طرفة: نعاني حنانة طوبالة تسف يبيسا من العشرق وحنة الرجل: امرأته. قال : وليلة ذات دجى سريت ولم يَلِتْني عن سُراها لَيْتُ ولم تضرني حنة وبيت وحنة البعير: رغاؤه. وما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقةٌ ولا شاةٌ. والمُسْتَحَنُّ مثله. قال الأعشى: تَرى الشَيْخَ منها يحبّ الإيا بَ يَرْجُفُ كالشارِفِ المُسْتَحِنّْ وحَنَّ عَنِّي يَحُنُّ بالضم، أي صدّ. ويقال أيضاً: ما تَحُنُّني شيئاً من شرّك، أي ما تصرِفُه عنّي. والحَنونُ: ريحٌ لها حنين كحنين الابل. وقال: غشيت بها منازل مقفرات تذعذعها مذعذعة حنون  وحنين: موضع يذكر ويؤنث، فإن قصدت به البلد والموضع ذكرته وصرفته، كقوله تعالى: (ويوم حنين) ، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنثته ولم تصرفه، كما قال الشاعر : نصروا نبيهم وشدوا أزره بحنين يوم تواكل الابطال وقولهم: " رجع بخفى حنين " قال ابن السكيت عن أبى اليقظان: كان حنين رجلا شديدا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد ابن هاشم. فقال عبد المطلب: لا وثياب هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع. فقالوا: " رجع حنين بخفيه " فصار مثلا. وقال غيره: هو اسم إسكاف من أهل الحيرة، ساومه أعرابي بخفين ولم يشترهما، فغاظه ذلك وعلق أحد الخفين في طريقه، وتقدم فطرح الآخر وكمن له، وجاء الاعرابي فرأى أحد الخفين فقال: ما أشبه هذا بخف حنين، لو كان معه آخر لاشتريته. فتقدم فرأى الخف الثاني مطروحا في الطريق فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الاول، فذهب الاسكاف براحلته وجاء إلى الحى بخفى حنين. والحن بالكسر: حى من الجن. قال الراجز : أبيت أهوى في شياطين ترن مختلف نجواهم حن وجن ورجل مَحْنونٌ، أي مجنونٌ، وبه حِنَّةٌ أي جِنَّةٌ. ويقال: الحِنُّ: خَلْقٌ بين الجن والانس. وحن بالضم: اسم رجل.
حنن
حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ حنَنْتُ، يحِنّ، احْنِنْ/ حِنّ، حنينًا، فهو حانّ، والمفعول محنون إليه
• حنَّ الشَّيءُ: سجع وصوَّت "حنَّ العُودُ- حنَّتِ الريحُ- حنَّتِ الناقةُ: مدَّت صوتَها شوقًا إلى ولدها".
• حنَّ إلى فلانٍ / حنَّ إلى الشَّيء/ حنَّ لفلان/ حنَّ للشَّيء: اشتاقَ وتاقت نفسُه إليه "حنَّ إلى وطنِه/ رفيق الصِّبا- حنَّ لرؤية أخيه المسافر". 

حَنَّ على حَنَنْتُ، يَحِنّ، احْنِنْ/ حِنَّ، حنانًا، فهو حَنُون، والمفعول محنون عليه
• حنَّ على فلان: عطَف عليه "حنَّ على البؤساء- حنَّتِ الأمُّ على ولدها- أبٌ حنون- امرأة حنونة- {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا} " ° حنَّ الدَّمُ على الدَّم: أثَّرت في نفسه قرابةُ الدَّم، عطف عليه. 

تحنَّن إلى/ تحنَّن على يتحنَّن، تحنُّنًا، فهو متحنِّن، والمفعول متحنَّن إليه
• تحنَّنَ إلى فلان: تضرَّع، ابتهل، توسَّل إليه بخضوع "تحنَّن إلى رئيسه في العمل".
• تحنَّنَ عليه: ترحَّم، تعطَّف عليه ورحمه "عُرف هذا الرَّجلُ بإغاثته للملهوفين وتحنّنه على الضُّعفاء". 

حنَّنَ/ حنَّنَ على/ حنَّنَ عن يُحنِّن، تحنينًا، فهو مُحنِّن، والمفعول مُحنَّن
• حنَّن فلانًا/ حنَّن فلانًا عليه: أثار رأفتَه واستدرَّ شفَقَتَه "حنَّن قلبَ أبيه- حنَّن الخطيبُ قلوبَ الناس على المساكين".
• حنَّن عليه: عطَف وأشفق عليه "اللهُ يحنِّن عليك".
• حنَّن عن فلان: انثنى وقصَّر "ما حنَّن عنِّي يومًا من الأيّام". 

تَحْنان [مفرد]:
1 - شوق شديد "يؤرِّقه التّحْنانُ إلى وطنه وأهله- *سِواي بتَحْنان الأغاريدِ يَطْرَب*".
2 - رحمة "تعامل بتَحْنانٍ مع النّاس". 

حَنان [مفرد]:
1 - مصدر حَنَّ على.
2 - رقّة القلب "حنان الأمّ ليس له نظير".
3 - رحمة " {وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا. وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} " ° حنانَك: رحمتَك أو رحمةً منك أو ارحمنا- حَنَانَيْكَ: رحمةً منك موصولة برحمة. 

حَنّان [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ ° المرأة الحنَّانة: التي تشتاق إلى ولدها أو إلى زوجها الأوّل فتذكره بالحنين والتحزّن.
2 - رحيم "رَجُل حنَّان".
• الحَنَّانُ: من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الواسع الرَّحمة، المبالغ في الإكرام والعطف "لا إله إلاّ أنت الحنَّان بديع السَّموات والأرض". 

حَنون [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَنَّ على.
• الحَنون من النِّساء: التي تتزوّج رقّة على أولادها إذا كانوا صغارًا ليقوم الزَّوج بأمرهم.
• الأمُّ الحَنون: (شر) الغشاء الوعائيّ الرَّقيق المؤلِّف للطَّبقة الدَّاخلة من الأغلفة الثَّلاثة المحيطة بالمخّ والحبل الشَّوكيّ. 

حَنين [مفرد]:
1 - مصدر حنَّ/ حنَّ إلى/ حنَّ لـ.
2 - كآبة تأخذ النَّفسَ بسبب البعد عن الوطن، كآبة تحدثها الحسرةَ
 على ما فات وابتعد، عكسه سُلُوّ. 

حنن: الحَنّانُ: من أَسماء الله عز وجل. قال ابن الأَعرابي: الحَنّانُ،

بتشديد النون، بمعنى الرحيم، قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ الرحيم

بعبادِه، فعّالٌ من الرحمة للمبالغة؛ الأَزهري: هو بتشديد النون صحيح، قال: وكان

بعضُ مشايِخنا أَنكر التشديد فيه لأَنه ذهَب به إلى الحَنين، فاسْتَوحش

أَن يكون الحَنين من صفات الله تعالى، وإنما معنى الحَنّان الرحيم من

الحَنان، وهو الرحمة؛ومنه قوله تعالى: وحنَاناً مِنْ لَدُنَّا؛ أَي رَحْمة

منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ في صفة الله، هو بالتشديد، ذو

الرَّحمة والتعطُّفِ. وفي حديث بلال: أَنه مَرَّ عليه ورقةُ ابن نوْفَل وهو

يُعَذَّب فقال: والله لئن قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً؛ الحَنانُ:

الرحمةُ والعطفُ، والحَنَانُ: الرِّزْقُ والبركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ

قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رحمة الله تعالى فأَتَمَسَّحُ به

متبرّكاً، كما يُتمسَّح بقبور الصالحين الذين قُتلوا في سبيل الله من

الأُمَمِ الماضية، فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس، وكان ورقةُ

على دين عيسى، عليه السلام، وهلك قُبَيْل مَبْعَثِ النبي، صلى الله عليه

وسلم، لأَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك

لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً؛ قال ابن الأَثير. وفي هذا نظرٌ فإن بلالاً

ما عُذِّب إلا بعد أَن أَسْلَمَ. وفي الحديث: أَنه دخل على أُمِّ سَلَمة

وعندها غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ، فقال: اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً

غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون على هذا الاسم فَتُحِبُّونه، وفي رواية:

أَنه من أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن يُسَمَّى به. والحَنانُ،

بالتخفيف: الرحمة. تقول: حَنَّ عليه يَحِنُّ حَناناً؛ قال أَبو إسحق في قوله

تعالى: وآتَيْناه الحُكْمَ صَبِيّاً وحَناناً مِنْ لدُنَّا؛ أَي وآتَيْناه

حَناناً؛ قال: الحَنانُ العَطْفُ والرحمة؛ وأَنشد سيبويه:

فقالت: حَنانٌ ما أَتى بك هَهُنا؟

أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ؟

أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو ما يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ ورحمة، والذي

يُرْفَع عليه غير مستعمَل إظهارُه. وقال الفَراء في قوله سبحانه: وحَناناً

مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ؛ أَي وفعلنا ذلك رَحْمةً

لأَبَوَيْك. وذكر عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية أَنه قال: ما أَدْري

ما الحَنانُ. والحَنينُ: الشديدُ من البُكاءِ والطَّرَبِ، وقيل: هو صوتُ

الطَّرَبِ كان ذلك عن حُزْنٍ أَو فَرَحٍ. والحَنِينُ: الشَّوْقُ وتَوَقانُ

النَّفس، والمَعْنَيان متقاربان، حَنَّ إليه يَحِنُّ حَنِيناً فهو

حانٌّ. والاسْتِحْنانُ: الاسْتِطْرابُ. واسْتَحَنَّ: اسْتَطْرَبَ: وحَنَّت

الإِبلُ: نَزَعَتْ إلى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، والناقةُ تَحِنُّ في

إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَبَ مع صَوْت، وقيل: حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ

وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ. وتَحَنَّنَت النَّاقةُ

على ولدِها: تَعَطَّفَت، وكذلك الشاة؛ عن اللحياني. الأَزهري عن الليث:

حنينُ الناقة على معنيين: حَنِينُها صوْتُها إذا اشتاقت إلى وَلَدِها،

وحَنينُها نِزَاعُها إلى ولدها من غير صوت؛ قال رؤبة:

حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ،

حِنِّي فما ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي.

يقال: حَنَّ قَلْبي إليه فهذا نِزاعٌ واشْتِياق من غير صوت، وحَنَّت

النّاقةُ إلى أُلاَّفِها فهذا صوتٌ مع نِزاعٍ، وكذلك حَنَّتْ إلى ولدها؛ قال

الشاعر:

يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها،

قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِيعُ زامِرِ.

ويقال: حَنَّ عليه أَي عَطَف. وحَنَّ إليه أَي نزَعَ إليه. وفي الحديث:

أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي في أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ في

مسجده، ثم تحوَّلَ إلى أَصلِ أُخرى، فحــنَّتْ إليه الأُولى ومالت نحوَه

حتى رجَع إليها فاحْتَضَنها فسكنت. وفي حديث آخر: أَنه كان يصلِّي إلى

جذْعٍ في مسجده، فلما عُمِلَ له المِنْبَرُ صَعِدَ عليه فحَــنَّ الجِذْعُ إليه

أَي نَزَع واشتاق، قال: وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ الناقة صوْتَها إثْرَ

ولدها. وتحانَّت: كحنَّتْ؛ قال ابن سيده: حكاه يعقوبُ في بعض شروحه، وكذلك

الحَمامَةُ والرجلُ؛ وسمع النبي، صلى الله عليه وسلم، بِلالاً يُنشِد:

أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟

فقال له: حَنَنْتْ يا ابنَ السَّوْداء. والحَنَّانُ: الذي يَحِنُّ إلى

الشيء. والحِنَّةُ، بالكسر: رقَّةُ القلبِ؛ عن كراع. وفي حديث زيد بن

عَمْرو بن نُفَيل: حَنانَيْكَ يَا رَبِّ أَي ارْحَمْني رحمة بعد رحمة، وهو من

المصادر المُثنَّاة التي لا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ،

وقالوا: حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بعد تَحَنُّن، فمعنى

حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قال ابن

سيده: يقول كلَّما كنْتُ في رحمةٍ منك وخيرٍ فلا يَنْقَطِعنَّ، ولْيَكُنْ

موصولاً بآخرَ من رحمتِك، هذا معنى التثنية عند سيبويه في هذا الضرب؛ قال

طرفة:

أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا،

حَنانَيْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ.

قال سيبويه: ولا يُسْتَعْمل مُثَنّىً إلا في حَدِّ الإضافة. وحكى

الأَزهري عن الليث: حَنانَيْكَ يا فلان افْعَلْ كذا ولا تفعل كذا، يذكِّرُه

الرَّحمةَ والبِرَّ، وأَنشد بيت طرفة؛ قال ابن سيده: وقد قالوا حَناناً

فصَلُوه من الإضافة في حَدِّ الإِفْراد، وكلُّ ذلك بدلٌ من اللفظ بالفعل،

والذي ينتصب عليه غيرُ مستعمَلٍ إظهارُه، كما أَنَّ الذي يرتفع عليه كذلك،

والعرب تقول: حَنانَك يا رَبِّ وحَنانَيْك بمعنى واحد أَي رحمتَك، وقالوا:

سبحانَ الله وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه، كما قالوا: سبحانَ الله

ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه؛ وقول امرئ القيس:

ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم

مَعِيزَهُمُ، حَنانَك ذا الحَنانِ.

فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عنهم، ورواه

الأَصمعي: ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها، وفسَّر حَنانَك برحمتك أَيضاً أَي

أَنْزِلْ عليهم رحمتَك ورزقك، فروايةُ ابن الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ،

وكذلك تفسيره، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لهم، وكذلك تفسيره،

والفعل من كل ذلك تَحَنَّنَ عليه، وهو التحنُّنُ. وتَحَنَّنْ عليه:

ترحَّمْ؛ وأَنشد ابن بري للحُطَيْئة:

تَحَنَّنْ عليَّ، هَداك المَلِيك،

فإِن لكلِّ مقامٍ مقالا.

والحَنانُ: الرحمةُ، والحَنانُ: الرِّزق. والحَنانُ: البركة. والحَنانُ:

الهَيْبَةُ. والحَنانُ: الوَقار. الأُمَوِيُّ: ما نرى له حَناناً أَي

هيبةً. والتَّحنُّنُ: كالحَنانِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما قال

الوليد بن عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ: أُقْتَلُ من بَيْنِ قُرَيش، فقال عمر:

حَنَّ قِدْحٌ ليس منها؛ هو مَثَلٌ يضرب للرجل يَنْتَمي إلى نسبٍ ليس منه

أَو يَدَّعي ما ليس منه في شيء، والقِدْحُ، بالكسر: أَحدُ سِهام

المَيْسِر، فإِذا كان من غير جوهر أَخَواتِه ثم حرَّكها المُفيض بها خرج له صوتٌ

يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ به؛ ومنه كتاب عليٍّ، رضوان الله عليه، إلى

معاوية: وأَما قولك كَيْتَ وكَيْتَ فقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها. والحَنُونُ

من الرياح: التي لها حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها

عند الحَنِين؛ قال النابغة:

غَشِيتُ لها مَنازِلَ مُقْفِراتٍ،

تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ

وقد حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سيبويه لأَبي زُبَيد:

مُسْتَحِنٌّ بها الرِّياحُ، فمَا يَجْــ

ـتابُها في الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ.

وسحابٌ حَنَّانٌ كذلك؛ وقوله: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ.

جعل الحَنَّان للخِمْس، وإنما هو في الحقيقة للناقة، لكن لما بَعُد عليه

أَمدُ الوِرْد فحــنَّت نسَب ذلك إلى الخِمْسِ حيث كان من أَجْلِه.

وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ؛ الأَصمعي: أَي له حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه.

وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ: تَحِنُّ إلى زوجها الأَول وتعطِفُ عليه، وقيل: هي التي

تَحِنُّ على ولدها الذي من زوجها المُفارِقِها. والحَنونُ من النساء: التي

تَتَزوَّج رِقَّةً على وَلَدِها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمرهم،

وفي بعض الأَخْبار: أَنَّ رَجُلاً أَوْصى ابنه فقال: لا تَتَزَوَّجَنَّ

حَنَّانةً ولا مَنَّانة. وقال رجل لابنه: يا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ

الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ التي كان لها

زوجٌ قبله فهي تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إليه.

الحرَّاني عن ابن السكيت قال: الحَنونُ من النساءِ التي تَتَزَوَّج رِقَّةً على

ولدها إذا كانوا صغاراً ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم. وحَنَّةُ الرَّجل:

امرأَتُه؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسِيّ:

ولَيْلة ذات دُجىً سَرَيْتُ،

ولم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ،

ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ.

وهي طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه. وما لَهُ

حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أَي ناقة ولا شاةٌ؛ والحَانَّةُ: الناقةُ، والآنَّةُ:

الشاةُ، وقيل: هي الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ من التَّعَب. الأَزهري: الحَنِينُ

للناقة والأَنينُ للشاةِ. يقال: ما له حانَّةٌ ولا آنَّةٌ

أَي ما لَه شاةٌ ولا بَعِيرٌ. أَبو زيد: يقال ما له حانَّة ولا جارَّة،

فالحانَّةُ: الإِبلُ التي تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولةُ تَحْمِلُ

المتاعَ والطعامَ. وحَنَّةُ البعيرِ: رُغاؤُه. قال الجوهري: وما له حانَّةٌ

ولا آنَّةٌ أَي ناقةٌ ولا شاةٌ، قال: والمُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قال الأَعشى:

تَرَى الشَّيخَ منها يُحِبُّ الإِيا

بَ، يَرْجُفُ كالشارِفَ المُستَحِنّ.

قال ابن بري: الضميرُ في منها يعود على غزوة في بيت متقدم؛ وهو:

وفي كلِّ عامٍ له غزْوةٌ تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ.

قال: والمُسْتَحِنُّ الذي اسْتَحَنَّه الشوقُ إلى وَطَنِه؛ قال: ومثلُه

ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري:

لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً،

مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى.

وقالوا: لا أَفْعلُ ذلك حتى يَحِنَّ الضبُّ في إثْرِ الإِبلِ الصَّادرة،

وليس للضبِّ حَنِينٌ إنما هُوَ مَثَلٌ، وذلك لأَنَّ الضبَّ لا يَرِدُ

أَبداً. والطَّسْتُ تَحِنُّ إذا نُقِرَت، على التشبيه. وحَنَّت القوسُ

حَنيناً: صَوَّتَت، وأَحَنَّها صاحِبُها. وقوسٌ حَنَّانة: تَحِنُّ عند

الإِنْباضِ؛ وقال:

وفي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ،

تَخَيَّرَها لِي، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ.

أَي في سوق مكة؛ وأَنشد أَبو حنيفة:

حَنَّانةٌ من نَشَمٍ أَو تأْلَبِ.

قال أَبو حنيفة: ولذلك سميت القوس حَنَّانةً اسم لها علم؛ قال: هذا قول

أَبي حنيفة وَحْدَه، ونحن لا نعلم أَنَّ القوس تُسَمَّى حَنَّانةً، إنما

هو صفة تَغْلِب عليها غَلَبة الاسم، فإِن كان أَبو حنيفة أَراد هذا،

وإلاَّ فقد أَساءَ التعبيرَ. وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب. والحَنَّانُ من

السهام: الذي إذا أُديرَ بالأَناملِ على الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه

والْتئامِهِ. قال أَبو الهيثم: يقال للسهم الذي يُصَوِّت إذا نَفَّزْته بين

إصْبعيك حَنَّان؛ وأَنشد قول الكميت يَصِف السَّهم:

فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله،

عند الإدامةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ.

إدامتُه: تَْنفِيزُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوته حتى يَرْنُوَ له

الطَّرِب يستمع إليه وينظر متعجِّباً من حُسْنِه. وطريقٌ حَنَّانٌ: بَيِّنٌ

واضح مُنْبَسِط. وطريق يَحِنُّ فيه العَوْدُ: يَنْبَسِط. الأَزهري: الليث

الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تلبسها المرأَةَ فَتُغَطِّي رأْسها؛ قال الأَزهري:

هذا حاقُّ التصحيف، والذي أَراد الخْبَّة، بالخاء والباء، وقد ذكرناه في

موضعه، وأَما الحَنَّةُ، بالحاء والنون، فلا أَصل له في باب الثِّياب.

والحَنِينُ والحَنَّةُ: الشَّبَهُ. وفي المثل: لا تَعْدَمُ ناقةٌ من أُمِّها

حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً. وفي التهذيب: لا تَعْدَمُ أَدْماءُ من

أُمِّها حنَّةً؛ يضرب مثلاً للرجُل يُشْبِهُ الرجل، ويقال ذلك لكل مَنْ

أَشْبَه أَباه وأُمَّه؛ قال الأَزهري: والحَنَّةُ في هذا المَثَلِ

العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ. وحَنَّ عليه يَحُنُّ، بالضم، أَي صَدَّ. وما

تَحُنُّني شيئاً من شَرِّكَ أَي ما تَرُدُّه وما تَصْرِفه عني. وما حَنَّنَ

عني أَي ما انثنى ولا قَصَّرَ؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال شمر: ولم أَسمع

تَحنُنُّي بهذا المعنى لغير الأَصمعي. ويقال: حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي

اصْرِفْه. ويقال: حَمَلَ فَحَــنَّنَ كقولك حَمَلَ فَهَلَّلَ إذا جَبُنَ.

وأَثَرٌ لا يُحِنُّ عن الجِلْدِ أَي لا يزول؛ وأَنشد:

وإِنَّ لها قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ،

وإِلاَّ فجُرْحٌ لا يُحِنُّ عن العَظْمِ

وقال ثعلب: إنما هو يَحِنُّ، وهكذا أَنشد البيت ولم يفسره. والمَحْنُون

من الحقِّ: المنقوصُ. يقال: ما حَنَنْتُك شيئاً من حقِّك أَي ما

نَقَصْتُكَ. والحَنُّونُ: نَوْرُ كلِّ شجرة ونَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ. وحَنَّنَ

الشجرُ والعُشْبُ: أَخرج ذلك. والحِنَّانُ: لغة في الحِنَّآء؛ عن ثعلب.

وزيت حَنِينٌ: متغير الريح، وجَوْزٌ حَنِينٌ كذلك؛ قال عَبِيدُ بن

الأَبرَصِ:

كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ،

تَحِنُّ في وَكْرِهَا القُلُوبُ.

وبنو حُنٍّ: حيٌّ؛ قال ابن دُرَيْد: هم بطنٌ من بني عُذْرَةَ؛ وقال

النابغة:

تَجَنَّبْ بني حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ

كَرِيهٌ، وإن لم تَلْقَ إلاَّ بِصابِرِ.

والحِنُّ، بالكسر: حيٌّ من الجن، يقال: منهم الكلابُ السود البُهْمُ،

يقال: كلب حِنِّيٌّ، وقيل: الحِنُّ ضرب من الجن؛ وأَنشد:

يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ.

والحِنُّ: سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ:

أَبيتُ أَهْوِي في شيَاطين تُرِنّ،

مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ.

قال ابن سيده: وليس في هذا ما يدل على أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ،

ولا على أَنهم حَيٌّ من الجن، إنما يدل على أَن الحِنَّ نوعٌ آخر غير

الجنّ. ويقال: الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الجن والإنس. الفراء: الحِنُّ كِلابُ

الجِنِّ. وفي حديث عليّ: إنَّ هذه الكلاب التي لها أَربعُ أَعْيُنٍ من

الحِنِّ؛ فُسِّرَ هذا الحديث الحِنُّ حيٌّ من الجِنِّ. ويقال: مَجْنونٌ

مَحْنونٌ، ورجلٌ مَحْنونٌ

أَي مجنون، وبه حِنَّةٌ أَي جِنَّةٌ. أَبو عمرو: المَحْنون الذي يُصْرعُ

ثم يُفيق زماناً. وقال ابن السكيت الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة.

وفي حديث ابن عباس: الكِلابُ من الحِنِّ، وهي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فإذا

غَشِيَتْكُم عند طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛

جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها. وحَنَّةُ وحَنُّونةُ: اسمُ

امرأَة، قال الليث: بلغنا أَن أُمَّ مريم كانت تسمى حَنَّةَ. وحُنَيْنٌ:

اسمُ وادٍ بين مكة والطائف. قال الأَزهري: حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ به كانت

وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذكره الله تعالى في كتابه فقال: ويومَ حُنَيْنٍ إذْ

أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم؛ قال الجوهري: حُنَيْنٌ موضع يذكر ويؤنث، فإذا

قَصَدْتَ به الموضع والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كقوله تعالى: ويومَ حُنَيْنٍ،

وإن قصدْتَ به البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته ولم تصرفه كما قال حَسَّان

بن ثابت:

نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه

بِحُنَيْنَ، يومَ تَواكُلِ الأَبْطال.

وحُنَيْنٌ: اسمُ رجل. وقولُهم للرجل إذا رُدَّ عن حاجتِه ورجَعَ

بالخَيْبةِ: رجع بخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كان رجلاً شريفاً

ادَّعَى إلى أَسدِ بنِ هاشمِ ابن عبدِ منافٍ، فأَتى إلى عبدِ المُطَّلب وعليه

خُفَّانِ أَحْمرانِ فقال: يا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بن هاشمٍ، فقال له

عبدُ المطلب: لا وثيابِ هاشمٍ ما أَعْرِفُ شمائلَ هاشم فيك فارْجِعْ

راشداً، فانْصَرَف خائباً فقالوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّية، فصار مثلاً؛ وقال

الجوهري: هو اسم إِسْكافٍ من أَهل الحيرةِ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن

فلم يَشتَرِهما، فغاظَه ذلك وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ في طريقه،

وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن له، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن

فقال: ما أَشْبَه هذا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لو كان معه آخرُ اشْتَرَيْتُه

فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مطروحاً في الطريق، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه

ورجع إلى الأوّل، فذهب الإسكافُ براحِلتِه، وجاءَ إلى الحَيِّ بِخُفَّيْ

حُنَيْنٍ. والحَنَّانُ: موضعٌ ينسب إليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ. الجوهري:

وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ. قال ابن الأَثير: الحَنَّانُ رمْلٌ بين مكة

والمدينة له ذِكْرٌ في مَسِير النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بَدْرٍ؛

وحَنَانةُ: اسمُ راعٍ في قول طرفة:

نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً،

تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ.

قال ابن بري: رواه ابن القطاع بَغاني حَنَانةُ، بالباء والغين المعجمة،

والصحيح بالنون والعين غير معجمة كما وقع في الأُصول، بدليل قوله بعد هذا

البيت:

فنَفْسَك فانْعَ ولا تَنْعَني،

وداوِ الكُلُومَ ولا تَبْرَقِ.

والحَنَّانُ: اسمُ فحْــلٍ من خُيولِ العرب معروف. وحُنٌّ، بالضم: اسم

رجل. وحَنِينٌ والحَنِينُ

(* قوله «وحنين والحنين إلخ» بوزن أمير وسكيت

فيهما كما في القاموس). جميعاً: جُمادَى الأُولى اسمٌ له كالعَلَم؛ وقال:

وذو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه،

لَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ

وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ. وفي التهذيب عن الفراء والمفضل

أَنهما قالا: كانت العرب تقول لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنه

عُني به الشهر.

حنن
: (} الحَنِينُ: الشَّوْقُ) وتَوَقانُ النَّفْسُ.
(و) قيلَ: هُوَ (شِدَّةُ البُكاءِ والطَّرَبُ؛ أَو) هُوَ (صَوتُ الطَّرَبِ) كانَ ذلكَ (عَن حُزنٍ أَو فَرَحٍ) ؛) والمَعْنَيان مُتَقارِبان.
وقيلَ: الحَنِينُ صَوْتٌ يَخْرجُ مِنَ الصَّدْرِ عنْدَ البُكاءِ؛ وبالمُعْجمَةِ: مِنَ الأَنْفِ.
وَفِي الرَّوْض: إِنَّ الحَنِينَ لَا بُكاء مَعَه، وَلَا دَمْع، فإِذا كانَ مَعَه بُكاءٌ فَهُوَ حَنِينُ بالمعْجَمَةِ.
وقالَ الرَّاغِبُ: الحَنِينُ النِّزاعُ المُتَضمِّنُ للاشْتِياقِ؛ يقالُ: {حَنِينُ المرْأَةِ والنَّاقةِ لوَلَدِها، وَقد يكونُ مَعَ ذَلِك صَوْتٌ، ولذلكَ يُعَبَّرُ} بالحَنِينِ عَن الصَّوْتِ الدَّال على النِّزاعِ والشَّفقةِ؛ أَو مَقْصوراً بصُورتِه، وعَلى ذلكَ حَنِينُ الجذعِ.
وظاهِرُ المصْباحِ: قَصرَ الحَنِينَ على اشْتِياقِ المرْأَةِ لوَلَدِها.
( {حَنَّ} يَحِنُّ {حَنِيناً: اسْتَطْرَبَ، فَهُوَ} حانٌّ، {كاسْتَحَنَّ} وتَحانَّ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: حكَاهُ يَعْقوب فِي بعضِ شروحِه؛ وكذلكَ الناقَةُ والحَمامَةُ.
( {والحانَّةُ: النَّاقَةُ) ؛) وَقد} حَنَّتْ إِذا نَزَعَتْ إِلى أَوْطانِها، أَو أَوْلادِها. والناقَةُ {تَحِنُّ فِي إِثْرِ ولَدِها حَنِينُها: تَطْرَبُ مَعَ صَوْتٍ، وقيلَ:} حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغيرِ صوتٍ، والأَكْثَر أَنَّ الحَنِينَ بالصَّوْتِ.
وقالَ اللَّيْثُ: حَنِينُ الناقَةِ على مَعْنَيَيْن: حَنِينُها صَوْتُها إِذا اشْتاقَتْ إِلى ولَدِها، {وحَنِينُها نِزَاعُها إِلى ولَدِها من غيرِ صَوْتٍ؛ قالَ رُؤْبَةُ:
حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنّ} ِحِنِّي فَمَا ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّييقالُ: حَنَّ قَلْبي إِليه فَهَذَا نِزاعٌ واشْتِياقٌ مِن غَيْرِ صَوْتٍ، {وحَنَّتِ الناقَةُ إِلى أُلاَّفِها فَهَذَا صوتٌ مَعَ نِزاعٍ، وكَذلِكَ حَنَّتْ إِلى ولَدِها؛ قالَ الشاعِرُ:
يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَهاقُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ تَرْجِيعُ زامِرِوأَمَّا حَنِينُ الجِذْعِ فَفِي الحدِيثِ: (كانَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ فِي مسْجدِه، فلمَّا عُمِلَ لَهُ المِنْبَرُ صَعِدَ عَلَيْهِ فحــنَّ الْجذع إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالَ نحْوِه حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ فاحْتَضَنَه فسَكَنَ) ، أَي نَزَعَ واشْتاقَ، وأَصْلُ الحَنِينِ تَرْجيعُ الناقَةِ صوْتَها إِثْرَ ولَدِها؛ وسَمِعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِلالاً يُنْشِد:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَل أَبِيتَنَّ لَيْلَةًبوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ فقالَ لَهُ:} حَنَنْت يَا ابنَ السَّوْداءِ ويقالُ: مالَهُ! حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي ناقَةٌ وَلَا شاةُ.
وقالَ أَبو زيدٍ: يقالُ: مالَهُ حانَّةٌ وَلَا جارَّةٌ، {فالحانَّةُ: الإِبِلُ الَّتِي} تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولَةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطَّعامَ؛ وَقد ذُكِرَ شيءٌ مِن ذَلِك فِي أَن ن؛ ( {كالمُسْتَحِنِّ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
تَرَى الشَّيْخَ مِنْهَا يُحِبُّ الإِيابَ يَرْجُفُ كالشارِفِ} المُسْتَحِنّ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: {والمُسْتَحِنُّ: الَّذِي} اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلَى وَطَنِه؛ قالَ: ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعْمانِ الأَشْعَريّ:
لقد تَرَكَتْ فُؤَادَك {مُسْتَحِنَّاً مُطَوَّقَةٌ على غُصْنٍ تَغَنَّى (} والحَنَّانَةُ: القَوْسُ) ، اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ، هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وَحْده.
قالَ ابنُ سِيْدَه: ونحنُ لَا نَعْلم أَنَّ القَوْسَ تُسَمَّى حَنَّانَة إنَّما هُوَ صفة تَغْلِبُ عَلَيْهَا غَلَبة الاسْمِ، فَإِن كانَ أَبو حنيفَةَ أَرادَ هَذَا، وإِلاَّ فقد أَساءَ التَّعْبيرَ.
(أَو) هِيَ (المُصَوِّتَةُ مِنْهَا) عنْد الإِنْباضِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَفِي مَنْكِبَيْ {حَنَّانة عُودُ نَبْعَةٍ تَخَيَّرَها لي سُوقَ مَكَّةَ بائِعُأَي فِي سُوقِ مكَّةَ؛ وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:
حَنَّانةٌ من نَشَمِ أَو تأْلَبِ (وَقد} حَنَّتْ) تَحنُّ حَنِيناً: صَوَّتَتْ، ( {وأَحَنَّها صاحبُها) :) صَوَّتها؛ وَفِي بعْضِ الأَخْبارِ: أَنَّ رَجلاً أَوْصى ابْنَه فقالَ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانَةً وَلَا مَنَّانَة.
(و) قالَ رجلٌ لابْنِه: يَا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغضُوبَ الأَنَّانةَ} الحَنَّانَةَ المَنَّانَةَ؛ {فالحَنَّانَةُ: (الَّتِي كانَ لَهَا زَوْجٌ قَبْلُ فَتَذْكُرُه} بالحَنِينِ والتَّحَزُّنُ) رِقَّة على وُلْدِها إِذا كَانُوا صِغاراً ليَقومَ الزَّوجُ بأَمْرِهم. وَقد مَرَّ هَذَا المَعْنى بعَيْنِه فِي الأَنَّانَة.
وقيلَ: الحَنَّانَةُ الَّتِي! تَحِنُّ إِلَى زَوْجِها الأَوَّل وتعطِفُ عَلَيْهِ؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي تَحِنُّ على ولدِها الَّذِي مِن زَوْجِها المُفارِقِ لَهَا.
( {والحَنانُ، كسَحابٍ: الرَّحْمَةُ) والعَطْفُ؛ وَبِه فَسَّر الفرَّاءُ قَوْلَه تعالَى: {} وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} : أَي وفَعَلْنا ذلكَ رَحْمة لأَبَوَيْكَ؛ وقَوْلُ امْرىءِ القَيْس:
ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم مَعِيزَهُمُ {حَنانَكَ ذَا الحَنانِقالَ ابنُ الأَعْرابيّ: مَعْناه رَحْمَتك يَا رحمانُ.
(و) أَيْضاً: (الرِّزْقُ.
(و) أَيْضاً: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (الهَيْبَةُ) .) يقالُ: مَا تَرَى لَهُ} حَناناً، أَي هَيْبَةً؛ عَن الأُمَويّ.
(و) أَيْضاً: (الوَقارُ.
(و) أَيْضاً: (رِقَّةُ القَلْبِ) ، وَهُوَ مَعْنَى الرَّحْمة.
قالَ الرَّاغِبُ: ولمَّا كانَ الحَنِينُ مُتَضَمِّناً للاشْتِياقِ، والاشْتِياقُ لَا يَنْفكّ عَن الرَّحْمةِ عَبَّر بِهِ عَن الرَّحْمةِ فِي قَوْلِه تعالَى: {وحَناناً مِنْ لَدُنَّا} .
وَفِي الصِّحاحِ: وذَكَرَ عكرِمةُ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا فِي هَذِه الآيةِ أَنَّه قالَ: مَا أَدْرِي مَا {الحَنانُ.
(و) الحَنانُ: (الشَّرُّ الطويلُ.
(و) قَوْلُهم: (} حَنانَ اللَّهِ: أَي مَعاذَ اللَّهِ.
(و) {الحَنَّانُ، (كشَدَّادٍ: من} يَحِنُّ إِلَى الشَّيءِ) ويَعْطفُ عَلَيْهِ.
(و) الحَنَّانُ: (اسمُ اللَّهِ تَعَالَى) ، فَعَّالٌ مِن الحنة، وَهِي الرَّحْمَةُ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (ومَعْناهُ الرَّحِيمُ) ؛) زادَ ابنُ الأَثيرِ: بعِبادِهِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ بتَشْديدِ النُّونِ صَحِيحٌ؛ قالَ: وكانَ بعضُ مَشايخِنا أَنْكَرَ التَّشْديدَ فِيهِ، لأَنَّه ذَهَبَ بِهِ إِلَى! الحَنِينِ، فاسْتَوْحَش أَنْ يكونَ الحَنِينُ مِن صفَةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وإِنَّما مَعْنَى الحَنَّان الرَّحِيمُ مِنَ الحَنانِ، وَهُوَ الرَّحْمةُ.
وَقَالَ أَبو إسْحاق: الحَنَّانُ فِي صفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، هُوَ بالتَّشْديدِ، أَي ذُو الرَّحْمةِ والتَّعطُّفِ.
(أَو) الحَنَّانُ: (الَّذِي يُقْبِلُ على مَنْ أَعْرَضَ عَنهُ.
(و) الحَنَّانُ: (السَّهْمُ يُصَوِّتُ إِذا نَقَرْتَهُ بَين إِصْبَعَيْكَ) ؛) عَن أَبي الهَيْثَمِ؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
فاسْتَلَّ أَهْزَعَ {حَنَّاناً يُعَلِّله عِنْد الإِدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُإدامتُه: تَنْقِيرُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بصوتِه حَتَّى يَرْنُوَ لَهُ الطَّرِب يَسْتمِعُ إِلَيْهِ وَينظر مُتعجِّباً من حُسْنِه.
وقالَ غيرُه: الحَنَّانُ من السِّهامِ الَّذِي إِذا أُدِيرَ بالأَنامِلِ على الأَباهِيم حَنَّ لِعِتْقِ عُودِه والْتِئامِه.
(و) الحَنَّان: (الواضِحُ) المُنْبسِطُ (من الطُّرُقِ) الَّذِي يَحِنُّ فِيهِ العَوْدُ أَي يَنْبَسِطُ.
وَفِي الأَساسِ: طَريقٌ حَنَّانٌ ونَهَّامٌ للإِبِلِ: فِيهِ حَنِينٌ ونَهِيمٌ، وَهُوَ مجَاز.
(و) الحَنَّانُ: (شاعرٌ من جُهَيْنَةَ) ؛) نَقَلَه الذَّهبيُّ.
(و) الحَنَّانُ: (فرسٌ للعَرَبِ م) مَعْروفٌ.
(و) الحَنَّانُ: (لَقَبُ أَسدِ بنِ نَوَّاسٍ.
(وخِمْسٌ} حَنَّانٌ: أَي بائِصٌ) ؛) قالَ الأَصْمعيُّ: أَي (لَهُ حَنينٌ من سُرْعَتِه) .
(وَفِي الأَساسِ: تَحِنُّ فِيهِ الإِبِلُ مِنَ الجهْدِ؛ وَهُوَ مجازٌ؛ وقَولُه:
فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ جعلَ الحَنَّان للخِمْسِ، وإِنَّما هُوَ فِي الحَقيقةِ للناقَةِ، لَكِن لما بَعُدَ عَلَيْهِ أَمَدُ الوِرْد! فحــنَّتْ، نَسَبَ ذَلِك إِلَى الخِمْسِ حيثُ كَانَ مِن أَجْلِه.
(وأَبْرَقُ الحَنَّانِ: ع) ؛) وقالَ ياقوت: ماءٌ لبَنِي فزَارَة، سُمِّي بذلكَ لأَنَّه يُسْمَع فِيهِ الحَنِينُ، فيُقالُ: إنَّ الجِنَّ تحنُّ فِيهِ إِلَى من قفلَ عَنْهَا؛ قالَ كثَيِّرُ عزَّةَ:
لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَق الحَنَّانِفالبَرْق فالهَضَبات مِن أُدْمانِوقد ذُكِرَ فِي القافِ.
(ومحمدُ بنُ إِبراهيمَ بنِ سَهْلٍ {الحَنَّانيُّ: محدِّثٌ) عَن مُسَدّد؛ ذَكَرَه الزَّمَخْشرِيُّ، وضَبَطَه بكسْرِ الحاءِ.
قُلْتُ: وكأَنَّ نَسَبه إِلَى} الحِنَّان.
( {والحِنَّانُ، بالكسْرِ مُشددةً) ، لُغَةٌ فِي (الحِنَّاءِ) ؛) عَن ثَعْلَب.
قُلْتُ: ونَقَلَه السّهيليُّ عَن الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ:
وَلَقَد أَروحُ بِلَمَّةٍ فينانة سوداءَ لم تخضبْ مِنَ الحِنَّانِويُرْوى بضمِّ الحاءِ أَيْضاً. وقيلَ: هُوَ جَمْعٌ، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي الهمْزَةِ.
(} والحِنُّ، بالكسرِ: حَيٌّ من الجِنِّ) كَانُوا قبْلَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، يقالُ: (مِنْهُم الكلابُ السُّودُ البُهْمُ) ؛) يقالُ: كلبٌ {حِنِّيٌّ؛ (أَو سَفِلَةُ الجِنِّ وضُعفاؤُهُم) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ، (أَو كلابُهُم) ؛) عَن الفرَّاء. وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (الكِلابُ مِن} الحِنِّ، وَهِي ضَعَفَةُ الجِنِّ، فَإِن كَانَ عنْدَكم طَعامٌ فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً؛ أَي تُصِيبُ بأَعْيُنِها. (أَو خَلْقٌ بَين الجِنِّ والإِنْس) ؛) وأَنْشَد ابنُ الأَعْرابيّ:
أَبِيتُ أَهْوِي فِي شَياطين تُرِنّ مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنَ {وحِنّ (و) } الحَنُّ، (بِالْفَتْح: الإِشْفاقُ) ، وَقد {حَنَّ عَلَيْهِ} حنًّا: أَشْفَقَ (أَو) {الحنُّ: (الجُنونُ) ، وَمِنْه رجلٌ محنونٌ، (و) الحنُّ: (مَصْدَرُ} حُنَّ عَنِّي شَرَّكَ) أَي (كُفَّهُ واصْرِفْهُ) ؛) ويقالُ: مَا {تَحُنُّ شَيئاً من شَرِّكَ، أَي مَا تَرُدُّه وتَصْرِفه عَنِّي؛ عَن الأَصْمعيّ.
(وبالضَّمِّ: بَنُو حُنَ: حَيٌّ من عُذْرَةَ) ، وَهُوَ حنُّ بنُ رَبيعَةَ بنِ حزامِ بنِ ضنةَ بنِ عبْدِ بنِ كثيرٍ، مِن بنِي عُذْرَةَ.
(} والحِنَّةُ) ، بالكسْرِ، وظاهِرُ سِياقِه يَقْتضِي أَنَّه بالضَّمِّ، وليسَ كَذلِكَ، (ويُفْتَحُ) لُغَتان: (الجِنَّةُ) .) يقالُ: بِهِ {حِنَّةٌ، أَي جِنَّةٌ.
(} والمَحْنُونُ: المَصْروعُ) ، الَّذِي يصرعُ ثمَّ يفيقُ زَمَانا، عَن أَبي عَمْرو؛ (أَو المَجْنونُ.
( {وتَحَنَّنَ) عَلَيْهِ: (تَرَحَّمَ) ؛) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئة:
} تَحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المَلِيكُفإِنَّ لكلِّ مقامٍ مَقالاوفي شرْحِ الدَّلائِلِ؛ {التَّحَنُّنُ: التَّعَطُّفُ؛ مجازٌ عَن التَّقْريبِ والاصْطِفاء.
وَفِي حدِيثِ زَيْد بنِ عَمْرو بنِ نفَيْل: (} حَنانَيْكَ يَا ربِّ) ، أَي ارْحَمْني رَحْمة بَعْد رَحْمةٍ، وَهُوَ مِن المَصادِرِ المُثنَّاة الَّتِي لَا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ؛ (و) قَالُوا: {حَنانَكَ و (} حَنَانَيْك أَي تَحَنَّنْ عَلَيَّ مَرَّةٍ بعد مَرَّةٍ {وحَناناً بعد حَنانٍ) .
(قالَ ابنُ سِيْدَه: يقولُ كلّما كنْتُ فِي رحْمةٍ مِنْك وخيْرٍ فَلَا يَنْقَطِعَنَّ، وليَكُنْ مَوْصُولا بآخَر مِن رحْمَتِك، هَذَا معْنَى التَّشْبيه عنْدَ سِيبَوَيْه فِي هَذَا الضَّرْب؛ قالَ طَرَفَة:
أَبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَناحَنانَيكَ بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِقالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا تُسْتَعْمل مُثَنًّى إلاَّ فِي حَدِّ الإِضافَةِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد قَالُوا} حَناناً فَصَلُوه مِن الإِضافَةِ فِي حَدِّ الإِفْرادِ، وكلُّ ذلكَ بدلٌ مِنَ اللفْظِ بالفعْلِ، وَالَّذِي ينْتصبُ عَلَيْهِ غيرُ مُسْتعمَلٍ إِظهارُه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يُرْتَفعُ عَلَيْهِ كَذلكَ.
وقالَ السّهيليُّ عنْدَ قَوْلِهم أَي حَناناً بعْدَ حَنانٍ: كأَنَّهم ذهبُوا إِلَى التَّضْعِيفِ والتِّكْرارِ لَا إِلَى القَصْرِ على اثْنَيْن خاصَّة دونَ مَزيدٍ.
( {وحَنَّةُ: أُمُّ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلامُ) ؛) نَقَلَه ابنُ ماكُولا؛ وقالَ اللَّيْثُ: بلغنَا ذَلِك.
(و) } الحَنَّةُ (من الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ) ؛) قَالَ أَبو محمدٍ الفَقْعَسِيُّ:
ولَيْلة ذَات دُجًى سَرَيْتُولم يَلِتْني عَنْ سُراها لَيْتُ وَلم تَضِرْني! حَنَّةٌ وبَيْتُ (و) الحَنَّةُ (من البعيرِ: رُغاؤُهُ.
(و) حَنَّةُ: (والدُ عَمْرٍ والصحابِيُّ) الأَنْصارِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، سأَلَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن رقيةَ، ذكَرَه جَابر فِي حدِيثٍ.
(و) حَنَّةُ: (جَدُّ حَمْدِ بنِ عبدِ اللَّهِ المُعَبِّرِ. وجَدُّ والدِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ علِيَ) عَن محمدِ بنِ محمودٍ الثَّقفِيِّ، وَعنهُ أَبو مُوسَى الحافِظُ.
(و) أَيْضاً جَدُّ (هِبَةِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ هِبَةِ اللَّهِ) عَن الدومي، وَعنهُ رَبيعَةُ اليمنيُّ.
وفاتَهُ:
عَمْرُو بنُ حَنَّةَ رَوَى عَن عُمَر بنِ عبْدِ الرَّحمن بنِ عَوْفٍ، رَوَى حدِيثَه ابنُ جريجٍ عَن يُوسفَ بنِ الحَكَم واخْتُلِف فِيهِ على ابنِ جريجٍ. وصاعِدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ حَنَّة عَن أَبي مطيعٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكر، واخْتُلِف فِي أَبي حَنَّة البَدْرِيّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فالجمهورُ على أَنَّه بالموحَّدَةِ.
وقالَ الواقدِيُّ: إنَّه بالنونِ. وقالَ ابنُ مَاكُولَا: أَبو حَنَّةَ بالنّونِ عَمْرُو بنُ غَزيَّةَ مِن بنِي مازِن بنِ النَّجار.
وقالَ غيرُه: بالموحَّدَةِ أَصَحّ.
وحَكَى ابنُ مَاكُولَا فِي اسمِ أَبي السَّنابِل حَنَّة بالنّونِ عَن بعْضِهم وَلَا يَصُحّ.
( {وحَنَّهُ) } حَنًّا: (صَدَّهُ وصَرَفَهُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حَنَّ عني {يَحُنُّ، بالضمِّ، أَي صَدَّ.
قالَ صاحِبُ الاقْتِطافِ:} حَنَّ إِلَى وطَنِه {حَنِيناً: تَشَوَّقَ؛ وَعَلِيهِ: رَحِمَه؛ وَعنهُ: صَدَّهُ،} يَحُنُّ بالضمِّ، وجَمَعْتهما بقَوْلي:
{يحنُّ المشوق إِلَى قربِكُموأَنْت تحنُّ وَلَا تُشْفِقُفجَدْ بالوصالِ فَدَتْكَ النُّفُوسُفإني إِلَى وَصْلِكُم شُيّقُقالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ: فحــنَّ بمعْنَى أَعْرَضَ وصَدَّ مِن الشَّواذِ، لأَنَّ القِياسَ فِي مُضارِعِه الكَسْرِ، وَلم يَذْكِروه فِي المُسْتَثْنى.
(} والحَنونُ: الِّريحُ) الَّتِي (لَهَا حَنِينٌ كالإِبِلِ) ، أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عنْدَ الحَنِينِ؛ قالَ النابِغَةُ:
غَشِيتُ لَهَا مَنازِلَ مُقْفِراتٍ تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ {حَنُونُ (و) } الحَنونُ من النِّساءِ: (المُتَزَوِّجَةُ رِقَّةً على وَلَدِها) إِذا كَانُوا صِغاراً (لِيقومَ الزَّوْجُ بهم) ، أَي بأَمْرِهم.
(و) {الحَنُّونُ، (كتَنُّورٍ: الفاغِيَةُ) ، وَهِي ثمرُ الحِنَّاءِ؛ (أَو نَوْرُ كُلِّ شجرٍ) ونَبْتٍ، واحِدَتُه بهاءٍ.
(} وحَنَّنَتِ الشَّجرةُ {تَحْنِيناً: نَوَّرَتْ) ، وكذلكَ العُشْبُ.
(} وحَنُّونَةُ، بهاءٍ، لَقَبُ يوسُفَ بنِ يَعْقُوبَ) الكِنانيّ (الرَّاوِي عَن) عِيسَى بنِ حمَّادٍ (زُغْبَةَ) ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ أَيْضاً فِي جنن، وَهُوَ خَطَأٌ ونَبَّهْنا عَلَيْهِ هناكَ.
(وأَمَّا علِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ علِيِّ بنِ {حَنَّوَيْهِ) الدَّامغانيُّ. (فبالياءِ كعَمْرَوْيهِ) ، سَمِعَ الزُّبَيْر بن عبْدِ الواحِدِ الأَسداباذيّ.
(} وأَحَنَّ) الرَّجلُ: (أَخْطَأَ.
( {وحُنَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: ع بينَ الطَّائِفِ ومَكَّةَ) .
(وقالَ الأَزْهرِيُّ: وادٍ كانتْ بِهِ وَقْعَةُ أَوْطاس، ذَكَرَه اللَّهُ تَعَالَى فِي كتابِهِ العَزيز: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذا أَعْجَبَتْكُم كَثْرَتُكُم} .
قالَ الجَوْهرِيُّ: موْضِعٌ يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلَد والمَوْضِعَ ذَكَّرْتَه وصَرَفْتَه، كقولِهِ تعالَى: {ويَوْمَ حُنَيْنٍ} ، وإنْ قَصَدْتَ بِهِ البَلْدَةَ والبُقْعَةَ أَنَّثْتَه وَلم تَصْرفْه، كَمَا قالَ حَسَّان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه} بِحُنَيْنَ يومَ تَواكُلِ الأَبْطالِ وقالَ السُّهيليُّ، رَحِمَه اللَّهُ: عُرِفَ هَذَا الموْضِعُ بحُنَيْن بنِ نائِبَةَ بنِ مهليائل مِنَ العَمالِقَةِ، بيْنَه وبيْنَ مكَّةَ بضْعَة عَشَر مِيلاً؛ وقيلَ: بَيْنَهما ثلاثُ ليالٍ؛ وقيلَ: سُمِّي بأَخي يثرب! حُنَيْن؛ وقيلَ: وادٍ بجانِبِ ذِي المَجازِ بَيْنَه وبيْنَ مكَّةَ ستُّ ليالٍ.
(و) حُنَيْنٌ، (اسمُ) رجُلٍ نُسِبَ إِلَيْهِ هَذَا الموْضِعُ، وَهُوَ الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُه. (ويُمْنَعُ) مِنَ الصَّرْفِ إِذا قصدَ بِهِ البُقْعَة، كَمَا تقدَّمَ عنِ الجوْهرِيّ.
وحُنَيْن: مولى العَبَّاس؛ وقيلَ: مَوْلى عليَ، رَضِي اللَّهُ تعالَى عَنْهُم؛ والأَوَّلُ أَشْهَرُ، لَهُ صحْبَةٌ. ومِن ولدِهِ إبْراهيمُ بنُ عبْدِ اللَّهِ بنِ حُنَيْنٍ عَن نافِع، وَعنهُ رباحُ بنُ عبْدِ اللَّهِ.
وحُنَيْنٌ أَيْضاً: جَدُّ أَبي يَحْيَى فليح بنِ سُلَيْمان بنِ أَبي المُغِيْرة المَدِينيّ الخزَاعِيّ عَن الزّهْرِيّ.
(و) حُنَيْنٌ: (إسْكافٌ) مِن أَهْلِ الحيرَةِ، (ساوَمَهُ أَعْرابيٌّ بخُفَّيْنِ، فَلم يَشْتَرِهِ فغَاظَهُ وعَلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ فِي طَريقِهِ وتَقَدَّمَ، وطَرَحَ الآخَرَ وكَمَنَ لَهُ) ، وجاءَ الأَعْرابيُّ (فَرَأَى الأَوَّلَ فقالَ: مَا أَشْبَهَهُ بخُفِّ حُنَيْنٍ، وَلَو كانَ مَعَه آخَرُ لأَخَذْتُهُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: لاشْتَرَيْتهُ؛ (فَتَقَدَّمَ ورأَى) الخُفَّ (الثَّانِيَ مَطْرُوحاً) فِي الطَّرِيقِ، (فَعَقَلَ بَعيرَهُ ورَجَعَ إِلَى الأَوَّلِ فذَهَبَ حُنَيْنٌ) الإِسْكافُ (ببَعيرِهِ، وجاءَ الأَعْرابيُّ إِلَى الحيِّ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ فذَهَبَ مَثَلاً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ: وَرَوَى ابنُ السِّكِّيت عَن أَبي اليَقْظان: كانَ حُنَيْنٌ رَجلاً شَدِيداً ادَّعَى إِلَى أَسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبْدِ منافٍ، فأَتَى عبْدَ المُطَّلب وَعَلِيهِ خُفَّانِ أَحْمرانِ فقالَ: يَا عَمِّ أَنا أَسدُ بنُ هاشِمٍ، فقالَ عبدُ المُطَّلبِ: لَا وثيابِ هاشِمٍ مَا أَعْرِفُ شمَائِلَ هَاشِم فِيك فارْجِعْ راشِداً، فانْصَرَفَ خائِباً، فَقَالُوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيْه، فصارَ مَثَلاً فيمَن رُدَّ عَن حاجَتِه ورجعَ خائِباً.
(ومحمدُ بنُ الحُسَيْنِ) بنِ أَبي {الحُنَين: لَهُ مسْندٌ، مِن أَقْران أَبي دَاوُد، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، (وإسْحاقُ بنُ إبراهيمَ) بنِ عبْدِ اللَّهِ، (} الحُنَيْنِيَّانِ محدِّثانِ) نُسِبَا إِلَى جَدِّهما.
( {وحَنِينٌ، كأَميرٍ وسِكِّيتٍ وبالَّلام فيهمَا) ، أَي فِي أَوَّلِهما، وَالَّذِي فِي المُحْكَم:} حَنِين {والحَنِين، (اسْمانِ لجُمادَى الأُولَى والآخِرَةِ) .
(وَفِي المُحْكَم: اسمٌ لجُمادَى الأُولَى كالعَلَمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
وَذُو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضِي نُذورَهلَدَى البِيضِ من نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ (ج} أَحِنَّةٌ {وحُنونٌ} وحَنائِنُ) .
(وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاءِ والمُفَضَّل أَنَّهما قَالَا: كانَتِ العَرَبُ تقولُ لجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنَّه عُنِي بِهِ الشَّهْرُ؛ وأَنْشَدَ أَبو الطَّيْب اللّغويُّ: أَتَيْنَك فِي الحَنِين فقلْتَ رُبَّى وماذا بيْنَ رُبَّى والحَنِينورُبَّى: اسمُ جُمادَى الآخِرَة كَمَا تقدَّمَ.
( {ويُحَنَّةُ، بضمِّ أَوَّلِه وَفتح الْبَاقِي) مَعَ تشْدِيدِ النُّونِ: (ابنُ رَذْبَةَ، مَلِكُ أَيْلَةَ صالَحهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَهْلِ جَرْباءَ وأَذْرُحَ) ؛) كَمَا فِي كتُبِ السِّيَرِ.
(و) يقالُ: (حَمَلَ} فحَــنَّنَ، أَي هَلَّلَ وكَذَّبَ) ، وذلكَ إِذا جَبُنَ.
( {وحَنْحَنَ: أَشْفَقَ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيّ نَقَلَه الأَزْهرِيّ.
(} والحَنَنُ، محرَّكةً: الجُعَلُ.
( {وحُنٌّ، بالضَّمِّ: أَبو حَيَ من عُذْرَةَ) ؛) هَكَذَا فِي سائِرِ الُّنسخِ وَهُوَ مكرَّرٌ.
(} وحَنانَةُ) ، كسَحابَةٍ: (اسمُ رَاعٍ) فِي قوْلِ طَرَفَة أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
نَعاني {حَنَانَةُ طُوبالةً تسفُّ يَبِيساً من العِشرِقِ (} وحَنِيناءُ: ع بالشَّامِ) .
(وقالَ نَصْر: مِن قرى قنسرين.
(و) أَبو الحَسَنِ (عليُّ بنُ) أَبي بكْرِ بنِ (أَحْمدَ بنِ) عليِّ بنِ يَحْيَى البيِّع البَغْداديُّ، يَعْرَفُ بابنِ (حِنِّي) ، وُلِدَ سَنَة 386، عَن أَبي الحَسَنِ بنِ زَرْقَوَيْه؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ) أَحْمدَ بنِ ( {حِنِّي، بكسْرِ النُّونِ المُشَدَّدةِ) ، بَغْداديٌّ أَيْضاً عَن القاضِي أَبي يَعْلى، (محدِّثانِ.
(وبَنُو} حِنَّا، بالكسْرِ والقَصْرِ) ، وَقد يكْتَبُ بالياءِ أَيْضاً، (من كُتَّابِ مِصْرَ) ، لَهُم شهْرَةٌ، أَوَّلُهم الصاحِبُ بهاءُ الدِّيْن بنُ حِنّا، أَسْلَم هُوَ وأَبُوه فِي يومٍ واحِدٍ، فسُمِّيا عَلِيّاً ومحمداً، ومِن مَفاخِرِهم تاجُ الدِّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ بهاءِ الدِّيْن عليّ بنِ محمدِ بنِ سليم كانَ جَواداً مُمَدَّحاً رَئِيساً، فاضِلاً، حدَّثَ عَن سبط السّلفيّ وغيرِهِ، وَفِيه يقولُ السراج الوارق:
ولدُ العليّ محمدُ بنُ مُحَمَّد بن عليّ بن محمدِ بنِ سليمِوقرأْتُ فِي تارِيخِ الذَّهبيّ مَا نصَّه: وقالَ سَعْدُ الدِّيْن الفارقانيُّ الكاتِبُ يَمْدَحُ الصاحِبَ بهاءَ الدِّيْن عليَّ بنَ محمدِ بنِ سليمِ بنِ حِنَّا المصْرِيّ:
يَمَّمْ علِيّاً فَهُوَ بَحْر النَّدَى ونادَه فِي المضلع المعضلِفرِفْدُه مجدٌ على مُجْدِبٍ ورفدُه مُفْضٍ إِلَى مُفْضِلِيُسْرعُ أَنّ سيلَ نَدَاه وَهَلْأَسْرعُ من سيلٍ أَتَىِ مِنْ عَلي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{تَحَنَّنَتِ الناقَةُ على ولَدِها: تَعَطَّفَتْ؛ وكذلكَ الشاةُ؛ عَن اللَّحْيانيّ.
} والحِنَّةُ، بالكسْرِ: رِقَّةُ القلبِ، عَن كُراعٍ؛ والعامَّةُ تقولُ {الحِنِّيَّةُ.
قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ} وحَنانَه، أَي واسْتِرْحامَه؛ كَمَا قَالُوا: سُبْحانَ اللَّهِ وبركاتِهِ، أَي اسْتِرْزاقَه.
وَفِي المَثلِ: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا؛ يُضْرَبُ للرَّجلِ يَنْتَمي إِلَى نسبٍ لَيْسَ مِنْهُ أَو يَدَّعِي مَا لَيْسَ مِنْهُ فِي شيءٍ، والقِدْحُ، بالكسْرِ: أَحدُ سِهامِ المَيْسِر، فَإِذا كَانَ من غيرِ جَواهِر أَخواتِه ثمَّ حَرَّكَها المنبض بهَا خَرَجَ لَهَا صوتٌ يُخالِف أَصواتَها فعُرِفَ بِهِ.
{واسْتَحَنَّتْ الرِّيحُ:} حَنَّتْ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لأَبي زُبَيْد:
{مُسْتَحِنٌّ بهَا الرِّياحُ فَمَا يَجْتابُها فِي الظَّلامِ كلُّ هَجُودِوسَحابٌ} حَنَّانٌ: لَهُ حَنِينٌ {كحَنِينِ الإِبِلِ.
} وحَنَّانُ الأَسَدِيُّ: من بَنِي أَسدِ بنِ شريكٍ، عَن أَبي عُثْمان النَّهْديِّ.
وَقَالُوا: لَا أَفْعَلُه حَتَّى {يَحِنَّ الضَّبُّ فِي أَثرِ الإِبِلِ الصَّادِرَةِ، وَلَيْسَ للضبِّ حَنِينٌ وإِنَّما هُوَ مَثَلٌ، وذلكَ لأَنَّ الضبَّ لَا يَرِدُ أَبداً.
} وحَنَّتِ الطّسْتُ {تَحِنُّ: إِذا نُقِرَتْ، على التَّشْبِيهِ.
وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب، على التَّشْبيه.
وقالَ اللَّيْثُ:} الحَنَّةُ: خِرْقَةٌ تلبِسُها المرْأَةُ فتُغَطِّي رأْسَها.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ تَصْحيفٌ صوابُه الخُبَّة، بالخاءِ والموحَّدَةِ.
والحَنِينُ {والحَنَّةُ: العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطَةُ؛ عَن الأَزْهرِيِّ.
وَفِي المَثَلِ: لَا تَعْدَمُ ناقةٌ مِن أُمِّها} حَنِيناً {وحَنَّةً، أَي شَبَهاً.
وَفِي التَّهْذيبِ: لَا تَعْدَمُ أَدْماءُ مِن أُمِّها} حَنَّةً: يُضْرَبُ للرَّجلِ يُشْبِهُ الرَّجلَ؛ ويقالُ ذلكَ لكلِّ مَنْ أَشْبَه أَبَاهُ وأُمَّه.
وَمَا {حَنَّنَ عَنِّي: أَي مَا انْثَنَى وَمَا قَصَّرَ؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابيّ.
وأَثَرٌ لَا} يُحِنُّ عَن الجِلْدِ: أَي لَا يَزُولُ؛ قالَ:
وإنَّ لَهُم قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُوإِلاَّ فجُرْحٌ لَا يُحِنُّ عَن العَظْم ِوقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ يَحِنُّ، وَهَكَذَا أَنْشَدَ البيْتَ وَلم يفسِّرْه.
وجَوْزٌ حَنِينٌ: مُتَغيِّرُ الرِّيحِ.
وزيْتٌ حَنِينٌ كذلِكَ.
{وحَنُّونَةُ: اسمُ امْرأَةٍ.
} والحَنانُ، كسَحابٍ: رمْلٌ بَيْنَ مكَّةَ والمدينَةِ، لَهُ ذكْرٌ فِي سيرِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدْرٍ.
وقالَ نَصْر: هُوَ كثيبٌ عظيمٌ كالجَبَلِ.
ومحمدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَنانٍ! الحنانيُّ، كسَحابٍ، صاحِبُ بقيَّة؛ ذَكَرَه ابنُ السّمْعانيّ. {وحَنُّونُ بنُ الأَزمل الموصِليُّ الحافِظُ، ذَكَرَه المصنِّفُ فِي ج ن ن، وَهُوَ وهمٌ.
} وأحْنين: بَلْدَةٌ باليمنِ قرْبَ زَبِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبو محمدٍ عبْدُ اللَّهِ بنُ محمدٍ {الأحنينيُّ؛ ورُبَّما قَالُوا} المحَنِّنِيُّ؛ شاعِرٌ.
قالَ ياقوتُ: أَنْشَدَ سليمانُ بنُ عبدِ اللَّهِ الرّيحانيُّ المَكِّيُّ بالقاهِرَة فِي سَنَة 624، قالَ: أَنْشَد ابنُ المحننيّ لنفْسِه:
يَا ساهِرَ الطَّرف فِي همَ وَفِي حزنحليفَ وجد ووسواسٍ وبلْبَالِلا تيأَسَنَّ فإنَّ الهمَّ مُنْفرِجوالدَّهْرَ مَا بيْنَ إِدْبارٍ وإِقْبالِأَما سَمِعْتَ ببيْتٍ قد جَرَى مَثَلاً وَلَا يُقاسُ بأَشْباهٍ وأَشْكالِما بيْنَ رقْدَة عَيْنٍ وانْتِباهَتهايُقلبُ الدَّهْر مِن حالٍ إِلَى حالِوكانَ يمدَحُ إبْراهيمَ بن طغْتكين بنِ أَيوب ملك زَبِيدٍ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى.
{وحَنِّي بفتْحٍ فتَشْديدِ نُون مَكْسورَةٍ: موْضِعٌ بنَجْدٍ؛ عَن نَصْر.
وبضمِّ الحاءِ وَالْبَاقِي مثْله موْضِعٌ مِن ظَواهِر مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، يذكر مَعَ الولج عَنهُ أَيْضاً.
} والحَنَّانَةُ، مشدَّدَةٌ: موْضِعٌ غَرْبَّي الْموصل، فَتَحَها عتبَةُ بنُ فرقدٍ صلْحاً.
ودَيْر {حَنَّا، بظاهِرِ الكُوفَةِ.
ودِيكُ} الحِنِّ، بالكسْرِ: شاعِرٌ اسْمُه أَحْمَدُ بنُ مَيْسورٍ الأَنْدلسيُّ.
قالَ مغلطاي: هَكَذَا رأَيْته مجوّداً مضْبوطاً بخطِّ أَبي القاسِمِ الوَزِير المُقْرِي بحاءٍ مُهْمَلة، وَهُوَ غَيْرُ ديكِ الجنِّ بالجيمِ، واسْمُه عبْدُ السَّلام بنُ رَغْبان. 
(حنن) الشّجر أخرج النُّور وَيُقَال مَا حنن عني مَا انثنى وَمَا قصر

المفهوم

المفهوم:
[في الانكليزية] Conceived ،idea ،conception ،notion ،concept
[ في الفرنسية] Conccu ،idee ،conception ،notion ،concept
هو عند المنطقيين ما حصل في العقل أي من شأنه أن يحصل في العقل سواء حصل بالفعل أو بالقوة بالذات كالكلّي أو بالواسطة كالجزئي، وهذا عند من يقول إنّ صور الجزئيات الجسمانية مرتسمة في النفس الناطقة إلّا أنّ ارتسامها فيها بواسطة الآلات أي الحواس. وأمّا من يقول بأنّها مرتسمة في الآلات لا في النفس فيفسّر المفهوم بما حصل عند العقل لا في العقل صرّح به السّيّد السّند.
ثم المفهوم والمعنى متحدان بالذات فإنّ كلّا منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده مختلفان باعتبار القصد والحصول. فمن حيث إنّها تقصد باللفظ سمّيت معنى ومن حيث إنّها تحصل في العقل سمّيت بالمفهوم، هكذا يستفاد من بديع الميزان والصادق الحلواني وغيرهما.
وعند الأصوليين خلاف المنطوق وهو ما دلّ عليه اللفظ لا في محل النطق بأن يكون حكما بغير المذكور وحالا من أحواله كما يجيء، وهو ينقسم إلى مفهوم موافقة ومفهوم مخالفة لأنّ حكم غير المذكور إمّا موافق لحكم المذكور نفيا أو إثباتا أو لا. والأول مفهوم الموافقة وهو أن يكون المسكوت عنه وهو المسمّى بغير محلّ النطق موافقا في حكم المذكور المسمّى بمحل النطق ويسمّى فحــوى الخطاب ولحن الخطاب، هذا عند الشافعي رحمه الله تعالى. وأمّا الحنفية فيسمّونه دلالة النّص، مثاله قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ فعلم من حال التأفيف وهو محلّ النطق حال الضرب وهو غير محل النطق مع الاتفاق وهو إثبات الحكم فيهما. وقوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ فعلم منه عدم تأدية ما فوق الدينار. فمفهوم الموافقة تنبيه بالأدنى على الأعلى كالتنبيه بالتأفيف على ما فوق وهو الضرب أو بالأعلى على الأدنى كالتنبيه بالقنطار على ما دونه فلا عبرة في مفهوم الموافقة بالمساواة، هكذا في العضدي وحاشيته للسّيّد السّند. لكن في الإتقان مفهوم الموافقة هو ما يوافق حكمه المنطوق فإن كان أولى يسمّى فحــوى الخطاب كدلالة فلا تقل لهما أفّ على تحريم الضرب لأنّه أشدّ، وإن كان مساويا يسمّى لحن الخطاب أي معناه كدلالة إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً على تحريم الإحراق لأنّه مساو للأكل في الإتلاف انتهى.
والثاني مفهوم المخالفة وهو أن يكون المسكوت مخالفا للمذكور في الحكم إثباتا ونفيا ويسمّى دليل الخطاب، وسمّاه الحنفية تخصيص الشيء بالذكر كما في كشف البزدوي، وهو أقسام:
الأول مفهوم الصفة مثل في الغنم السّائمة زكاة يفهم منه أنّه ليس في المعلوفة زكاة. والثاني مفهوم العدد الخاص مثل فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً فيفهم أنّ الزائد على الثمانين غير واجب، ومنه مفهوم الاستثناء مثل لا إله إلّا الله، ومفهوم إنّما مثل إنّما الأعمال بالنّيّات، ومفهوم الحصر مثل العالم زيد. وصاحب الإتقان أدخل مفهوم العدد في مفهوم الصفة حيث قال: مفهوم الموافقة أنواع: مفهوم صفة نعتا كان أو حالا أو ظرفا أو عددا، ومثّل للعدد بقوله تعالى فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً أي لا أقلّ ولا أكثر. والثالث مفهوم الشرط مثل وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ يفهم أنّهن إن لم تكن أولات حمل فأجلهنّ بخلافه.

والرابع: مفهوم الغاية مثل فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ أي فإذا نكحته تحلّ للأول. الخامس: مفهوم الاسم وهو نفي الحكم عمّا لم يتناوله الاسم مثل في الغنم زكاة، فتنتفي من غير الغنم، وسمّاه الحنفية بتخصيص الشيء باسمه العلم كما سمّوا مفهوم الصفة بتخصيص الشيء بالصفة، وكما سمّوا مفهوم الشرط بتخصيص الشيء بالشرط وتعليقه به وعلى هذا القياس.
فائدة:
مفهوم المخالفة لم يعتبره الحنفية، والشافعي اعتبره. وفي جامع الرموز في بيان الوضوء مفهوم المخالفة كمفهوم الموافقة معتبر في الرواية بلا خلاف، لكن في إجارة الزاهدي إنّه غير معتبر، والحقّ أنّه معتبر إلا أنه أكثري لا كلّي، كما في حدود النهاية وغيرها.

حَرَفَ

(حَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «نَزل القُرآن عَلَى سَبْعة أَحْرُفٍ كُلُّها كَافٍ شَافٍ» أَرَادَ بالحَرْفِ اللُّغَة، يَعْنِي عَلَى سَبْع لُغات مِنْ لُغات العَرب: أَيْ إِنها مُفَرّقة فِي الْقُرْآنِ، فبَعضُه بِلُغَةِ قُرَيش، وبعضُه بلُغة هُذَيْل، وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هَوازن، وبعضُه بلُغة اليَمن، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنْ يَكُونَ فِي الحَرْفِ الْوَاحِدِ سَبْعة أوْجُه، عَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مَا قَدْ قُرِئ بسَبْعةٍ وعَشْرة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ ومِمَّا يبَيَن ذَلِكَ قولُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّى قَدْ سَمِعْتُ القَرَأَةَ فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبِينَ، فاقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتم، إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أحَدِكُم: هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلْ. وَفِيهِ أَقْوَالٌ غَيْرُ ذَلِكَ هَذَا أحْسَنُها.
والحَرْفُ فِي الْأَصْلِ: الطَّرَفُ وَالْجَانِبُ، وَبِهِ سُمِّيَ الحَرْفُ مِنْ حُرُوف الهِجَاء.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أهْل الكِتاب لَا يَأتون النِّساء إلاَّ عَلى حَرْفٍ» أَيْ عَلَى جانِب.
وَقَدْ تَكَرَّرَ مثلُه فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
حَرْفٌ أبُوها أخُوها مِن مُهَجَّنَةٍ ... وعَمُّها خَالُها قَوْدَاء شِمْلِيل
الحَرْفُ: النَّاقَةُ الضَّامِرَة، شُبّهت بالحَرْفِ مِنْ حُرُوف الهِجاء لدِقّتِها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: لَقَدْ عَلِم قَوْمي أنَّ حِرْفَتِي لَمْ تكُن تَعْجِز عن مَؤُونَة أَهْلِي، وشُغِلْت بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فسَيَأكُل آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا ويَحْتَرِفُ للمُسْلمين فِيهِ» الحِرْفَةُ: الصِّناعة وجهَة الكَسْب. وحَرِيُف الرجُل: مُعامِلُه فِي حرْفَته، وَأَرَادَ باحْتِرَافِهِ لِلْمُسْلِمِينَ نَظَرَه فِي أُمُورِهِمْ وتَثْمِير مكاسِبِهم وأرْزاقِهم. يُقَالُ: هُوَ يَحْتَرِفُ لِعيالِه، ويَحْرُفُ:
أي يكْتَسب.
(47- النهاية 1) (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَحِرْفَةُ أَحدِكم أشَدُّ عليَّ مِنْ عَيْلَتِه» أَيْ أنَّ إغْناء الْفَقِيرِ وكِفايَتَه أيْسَر عَليَّ مِنْ إِصْلَاحِ الفاسِد. وَقِيلَ: أَرَادَ لَعَدَمُ حِرْفَة أحَدهم والاغْتِمَامُ لِذَلِكَ أشَدُّ عليَّ مِنْ فَقْرِه.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنِّي لِأَرَى الرجُل يُعْجبُني فَأَقُولُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟ فإنْ قَالُوا لاَ سَقَط مِنْ عَيْني» وَقِيلَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ هُوَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الحرْفَة بِالضَّمِّ وَبِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حُرْفَةُ الْأَدَبِ. والمُحَارَفُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: هُوَ المحْرُوم المجْدُود الَّذِي إِذَا طَلَب لَا يُرْزَق، أَوْ يكُون لَا يَسْعَى فِي الكَسْب. وَقَدْ حُورِفَ كسْب فُلان إِذَا شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي مَعَاشِهِ وضُيِّق، كَأَنَّهُ مِيلَ برزْقِه عَنْهُ، مِنَ الانْحِرَاف عَنِ الشَّيْءِ وَهُوَ المَيْل عَنْهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَلّط عَلَيْهِمْ مَوْتَ طاعُون ذَفيف يُحَرِّفُ الْقُلُوبَ» أَيْ يُميلُها ويَجْعَلها عَلَى حَرْف: أَيْ جَانِبٍ وطَرَف. وَيُرْوَى يُحوّف بِالْوَاوِ وَسَيَجِيءُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ووصَفَ سفيانُ بكَفِّه فحَــرَّفَهَا» أَيْ أمَالَها.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «وَقَالَ بِيَدِهِ فَحَــرَّفَهَا» كَأَنَّهُ يُرِيدُ القَتْل. ووَصَف بِهَا قَطْع السَّيف بِحَدِّه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «آمَنت بمُحَرِّفِ الْقُلُوبِ» أَيْ مُزِيغِها ومُمِيلِها، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى. ورُوِي «بمُحرِّك الْقُلُوبِ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بعَرَقِ الجَبِين فيُحَارَفُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِهَا، فَتَكُونُ كفَّارة لِذُنُوبِهِ» أَيْ يُقايَسُ بِهَا. والمُحَارَفَةُ: المُقايَسَة بالمِحْرَافِ، وَهُوَ المِيلُ الَّذِي تُخْتَبَر بِهِ الجِراحة، فوُضِع مَوْضِعَ المُجازاة والمُكافأة. وَالْمَعْنَى أَنَّ الشِّدّة الَّتِي تَعْرِض لَهُ حَتَّى يَعرَق لَهَا جَبينُه عِنْدَ السِّياق تَكُونُ كفَّارة وَجَزَاءً لِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنوب، أَوْ هُوَ مِنَ المُحَارَفَةِ، وَهُوَ التَّشْدِيدُ فِي المَعاش.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحَارَفُ عَلَى عَمَلِهِ الخَيْر وَالشَّرَّ» أَيْ يُجازَى. يُقَالُ:
لَا تُحَارِفْ أخاكَ بالسُّوء: أَيْ لَا تُجازِه. وأَحْرَفَ الرجُلُ إِذَا جازَى عَلَى خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ. (حَرَقَ)
(هـ) فِيهِ «ضالَّة الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ» حَرَقُ النَّارِ بِالتَّحْرِيكِ: لهَبُها وَقَدْ يُسَكَّن: أَيْ إِنَّ ضَالَّةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا أَخَذَهَا إِنْسَانٌ لِيَتَمَلَّكها أدّتْه إِلَى النَّارِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شَهَادَةٌ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «الحَرِقُ شَهِيدٌ» بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفِي رِوَايَةٍ «الحَرِيق» هُوَ الَّذِي يَقَع فِي حَرْقِ النَّارِ فيَلْتَهِب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ المُظَاهر «احْتَرَقْتُ» أَيْ هلكتُ. والإِحْرَاق: الْإِهْلَاكُ، وَهُوَ مِنْ إِحْرَاق النَّارِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ المُجامِع فِي نَهَارِ رَمَضَانَ أَيْضًا «احْتَرَقْتُ» شبَّها مَا وَقَعا فِيهِ مِنَ الجِماع فِي المُظاهَرة والصَّوم بِالْهَلَاكِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أوُحِيَ إليَّ أَنْ أَحْرِقَ قُرَيْشًا» أَيْ أَهْلِكَهُمْ.
وَحَدِيثُ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ «فَلَمْ يَزَلْ يُحَرِّقُ أعضاءَهم حَتَّى أدْخَلَهم مِنَ الْبَابِ الَّذِي خَرجوا مِنْهُ» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ حَرْقِ النَّواة» هُوَ بَرْدُها بالمِبْرَد. يُقَالُ حَرَقَهُ بالمِحْرَقِ.
أَيْ بَرَدَه بِهِ.
وَمِنْهُ الْقِرَاءَةُ «لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً»
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِحْرَاقَهَا بِالنَّارِ، وَإِنَّمَا نُهِي عَنْهُ إِكْرَامًا لِلنَّخْلَةِ، وَلِأَنَّ النَوى قٌوتُ الدَّواجِن.
(هـ) وَفِيهِ «شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاءَ المُحْرَقَ مِنَ الخاصِرة» الْمَاءُ المُحْرَقُ:
هُوَ المُغْلَى بالحَرَقِ وَهُوَ النَّارُ، يُريد أَنَّهُ شَربَه مِنْ وَجَع الخاصِرة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «خَيْر النِّساء الحَارِقَة» وَفِي رِوَايَةٍ «كَذَبَتْكُمُ الحَارِقَةُ» هِيَ الْمَرْأَةُ الضَّيّقة الفَرْج. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَغْلِبُها الشَّهْوة حَتَّى تَحْرُقَ أنْيابَها بعضَها عَلَى بَعْضٍ: أَيْ تَحُكَّها.
يقول عليكم بها  وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «وَجَدْتُهَا حَارِقَةً طَارِقَةً فَائِقَةً» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَحْرُقُونَ أنْيابَهم غَيْظا وحَنَقا» أَيْ يَحُكُّون بعضَها عَلَى بَعْضٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ «دخَل مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمامة سَوْداءُ حَرَقَانِيّة» هَكَذَا يُروَى. وَجَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهَا السّوْداء، وَلَا يُدْرَى مَا أَصْلُهُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الحَرَقَانِيّة هِيَ الَّتِي عَلَى لَوْن مَا أَحْرَقَتْهُ النَّارُ، كَأَنَّهَا مَنْسُوبَةٌ- بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ- إِلَى الحَرَق بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ. وَقَالَ:
يُقَالُ الحَرْقُ بِالنَّارِ والحَرَقُ مَعاً. والحَرَقُ مِنَ الدَّق الَّذِي يَعْرِض لِلثَّوْبِ عِنْدَ دَقّهِ مُحَرّك لَا غَيْرَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَرَادَ أنْ يَسْتَبْدِل بعُمّالِهِ لمَا رَأَى مِنْ إبْطائهم فِي تَنْفيذِ أمرِه فَقَالَ: أمَّا عَدِيّ بْنُ أرْطاة فَإِنَّمَا غَرَّني بعِمامَتِه الحَرَقَانِيّة السَّوْداء» .

شري

(ش ر ي) : (شَرَاهُ) بَاعَهُ وَاشْتَرَاهُ شِرًى (وَشِرَاءً وَالشُّرَاةُ) جَمْعُ الشَّارِي بِمَعْنَى الْبَائِعِ كَالْغَازِي وَالْهَادِي فِي الْغُزَاةِ وَالْهُدَاةِ وَهِيَ الْخَوَارِجُ كَأَنَّهُمْ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِأَجْلِ مَا اعْتَقَدُوهُ وَقِيلَ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى اشْتَرَى أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا (وَشَارَاهُ) لَاجَّهُ مِنْ اشْتَرَى وَاسْتَشْرَى الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ إذَا لَجَّ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ «السَّائِبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - شَرِيكِي فَكَانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لَا يُشَارِي وَلَا يُمَارِي وَلَا يُدَارِي» وَالْمُمَارَاةُ الْمُجَادَلَةُ وَالْمُدَارَأَةُ الْمُشَاغَبَةُ وَالْمُخَالَفَةُ وَتَخْفِيفُ الْهَمْزِ فِيهَا لُغَةٌ.
(شري) فِي الْأَمر شرى لج وَبَالغ يُقَال شرى الرجل فِي غَضَبه وشرى الْفرس فِي سيره والبرق تتَابع لمعانه وَالْعين بالدمع تابعت الهملان وَالشَّر بَينهم عظم وتفاقم فَهُوَ شري وَالْجَلد خرج عَلَيْهِ الشرى فَهُوَ شَرّ

شري


شَرِيَ(n. ac. شَرًى [ ])
a. Flashed, gleamed, played, darted about (
lightning ); was, became angry; ran at great speed
(horse).
b. Had an eruption, broke out into spots.

شَرَّيَa. Spread out to dry.

شَاْرَيَa. Made a bargain, had dealings with.

أَشْرَيَa. Flashed, gleamed &c.
b. Shook, jerked (bridle).
c. Made to incline, bent.
d. Filled.

تَشَرَّيَa. Was dispersed, scattered.

إِشْتَرَيَa. Bought, purchased; sold; exchanged, bartered.

إِسْتَشْرَيَ
a. [Fī], Applied himself to, was earnest about; exerted
himself in.
b. Was difficult (matter).
شَرْىa. Colocynth.

شَرْوَة []
a. Purchase.

شَرْوَى []
a. Equal, like, fellow, match.

شَرًىa. Pustules, pimples; eruption; itch.
b. see 4t
شَرَاة []
a. The best or the worst of cattle.

شِرًى (pl.
أَشْرِيَة [] )
a. Purchase; sale; bargain.

شَارٍ (pl.
شُرَاة [] )
a. Buyer, purchaser; seller; dealer.
b. Schismatic, heretic.

شِرَآء []
a. see 7
شِرَايَة []
a. Dealings; trade, traffic; conditions of sale.

شَرِيّa. Impetuous, fiery, mettlesome (horse).

شَرِيَّة []
a. Manner, fashion; nature, disposition.

شَرْيَان [] (pl.
شَرَايِيْن)
a. Artery.
b. see 1
المُشْتَرِي [ N.
Ag.
a. VIII], Jupiter (planet).
b. Buyer.
ش ر ي : شَرَيْتُ الْمَتَاعَ أَشْرِيهِ إذَا أَخَذْتُهُ بِثَمَنٍ أَوْ أَعْطَيْتُهُ بِثَمَنٍ فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ وَشَرَيْتُ الْجَارِيَةَ شِرًى فَهِيَ شَرِيَّةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَعَبْدٌ شَرِيٌّ وَيَجُوزُ مَشْرِيَّةٌ وَمَشْرِيٌّ وَالْفَاعِلُ شَارٍ وَالْجَمْعُ شُرَاةٌ مِثْلُ: قَاضٍ وَقُضَاةٍ وَتُسَمَّى الْخَوَارِجُ شُرَاةً لِأَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ شَرَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالْجَنَّةِ لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَإِنَّمَا سَاغَ أَنْ يَكُونَ الشِّرَى مِنْ الْأَضْدَادِ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا الثَّمَنَ وَالْمُثْمَنَ فَكُلٌّ مِنْ الْعِوَضَيْنِ مَبِيعٌ مِنْ جَانِبٍ وَمَشْرِيٌّ مِنْ جَانِبٍ وَيُمَدُّ الشِّرَاءُ وَيُقْصَرُ وَهُوَ الْأَشْهَرُ وَيُحْكَى أَنَّ الرَّشِيدَ سَأَلَ الْيَزِيدِيَّ وَالْكِسَائِيَّ عَنْ قَصْرِ الشِّرَاءِ وَمَدِّهِ فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَقْصُورٌ لَا غَيْرُ وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ يُقْصَرُ وَيُمَدُّ فَقَالَ لَهُ الْكِسَائِيُّ مِنْ أَيْنَ لَكَ فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مِنْ الْمَثَلِ السَّائِرِ لَا يُغْتَرُّ بِالْحُرَّةِ عَامَ هِدَائِهَا وَلَا بِالْأَمَةِ عَامَ شِرَائِهَا فَقَالَ الْكِسَائِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَجْهَلُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ الْيَزِيدِيُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَفْتَرِي بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَقْصُورِ قَلَبْتَ الْيَاءَ وَاوًا وَالشِّينُ بَاقِيَةٌ عَلَى كَسْرِهَا فَقُلْتُ شِرَوِيٌّ كَمَا يُقَالُ رِبَوِيٌّ وَحَمَوِيٌّ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الْمَمْدُودِ فَلَا تَغْيِيرَ . 
الشين والراء والياء ش ر ي

شَرَى الشَّيءَ يَشْرِيه شِرًى وشِرَاءً واشْتراهُ شَراءً وشَرَاهُ واشْتراه باعَه وفي التنزيل {وشروه بثمن بخس} يوسف 20 وقوله عز وجلَّ {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} البقرة 16 175 قال أبو إسحاقَ ليس هنا شِرَاءٌ وبَيْعٌ ولكن رَغْبَتهُم فيه بتَمَسُّكِهِم به كَرَغْبَةِ المُشْتَري بمالِهِ ما يَرْغَبُ فيه والعربُ تقول لكُلِّ من تَرَكَ شيئًا وتَمَسَّكَ بغيرِه فقد اشْتراهُ وشاراهُ مُشاراةً وشِرَاءً بايَعُه وقيل شاراهُ من الشِّراءِ والبَيْعِ جَميعاً وعلى هذا وَجّهَ بعضُهم مَدَّ الشِّرا وَشَرْوَى الشّيْءِ مثلُه وَاوُهُ مُبْدَلَةٌ من الياءِ لأن الشيءَ إنَّما يُشْرَى بِمثله ولكنَّها قُلِبَتْ ياءً كما قُلِبتْ في تَقْوَى ونحوِها وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضْطَرَبَ وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنَهما شَرًى اسْتطارَ وشَرِيَ البَرْقُ شَرًى لَمَعَ واسْتطارَ في وَجْهِ الغَيْمِ قال

(أَصَاحِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُمُوتُ فُواقًا ويَشْرِي فُواقًا)

وشَرِيَ الرَّجُلُ شَرًى واسْتَشْرَى غَضِبَ وَلَجَّ وَالشُّرَاةُ الْخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأنَّهم غَضِبُوا وَلَجُّوا وأمَّا هُمْ فقالُوا نحن الشُّراةُ لَقْوله عزَّ وَجَلَّ {ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ} البقرة 207 وقوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} التوبة 111 ولذلك قال قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ وهو خارِجيّ

(رَأَتْ فِئَةً باعُوا الإِلهَ نُفُوسَهُمْ ... بِجَنَّاتِ عدْنٍ عِنْدَهُ وَنَعِيمِ)

وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيه أي يَلِجُّ وفي حديثِ أبي زَرْعٍ

رَكِبَ شَرِيّا

وشاراهُ مَشَاراةً لاجَّهُ وفي الحديث

لا يُشَارِي ولا يُشَارَى

يَعْنِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال ثعلبٌ لا يُشارِي لا يشتري الشَّرَ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ قال

(وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابْنَ عَمِّي وأَتَّقِي ... مُشاراتَهُ كَيْمَا يَرِيعَ ويَعْقِلا)

وقولُه أنشده ثَعلبٌ

(إذا أَوْقَدَتْ ناراً لَوَى جِلْدَ أنْفِهِ ... إلى النَّارِ يَسْتَشْرِي ذَرَى كلِّ حاطِبِ)

لم يُفسر يَسْتَشْرِي إلاَّ أن يكونَ يَلِجُّ في تَأَمُّلِهِ والشَّرَى شيءٌ يَخْرُج على الجَسَدِ كالدَّراهِمِ وقيل هو شِبْهُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي الجَسَدِ وقد شَرِيَ شَرًى فهو شَرٍ وتَشَرَّى القوْمُ تفرَّقُوا واسْتَشْرَتْ بينهم الأمورُ عَظُمتْ وفَعَلَ بهِ ما شَراهُ أيْ ما سَاءَهُ وإِبلٌ شَرَاةٌ كَسَرَاةٍ أي خِيارٌ والشَّرَى النَّاحيةُ وخصَّ بعضهُم به ناحيةَ النَّهر وقد يُمَدُّ والقَصْرُ أعْلَى والجَمْعُ أَشْراءٌ وأشراهُ ناحِيةَ كذا أَمَالَهُ قال

(اللهُ يَعْلَمُ أنَّا في تَلفُّتِنَا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنَا صُورُ)

(وإنَّنِي حَوْثُمَا يُشْرِي الهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُ ما سَلَكُوا أَثْنِي فَأَنْظُورُ)

يُريدُ أَنْظُرُ فأشْبَعَ ضَمَّةَ الظَّاءِ فنَشأتْ عَنها واوٌ والشَّرَى الطَّريق مَقْصُورٌ والجَمْعُ كالجَمْعِ والشَّرْيُ الحَنْظَلُ وقيل شَجَرُ الحَنْظَلِ وقيل وَرَقُهُ واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ وقال أبو حَنِيفَةَ يقالُ لِمثْلِ ما كان من شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يُقال لِشَجَر الحَنْظَلِ وقد أَشْرَتِ الشَّجَرَةُ واسْتَشْرَتْ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَرْيَةُ النَّخْلةُ التي تَنْبُتُ من النَّواةِ وتَزوَّج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ أي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيَان شجرٌ من عِضاهِ الجِبالِ يُعْملُ منه القِسِيُّ واحدتُه شِرْيانةٌ وقال أبوحنيفةَ نباتُ الشَّريانِ نباتُ السِّدْرِ يَسْنُو كما يَسْنُو السِّدرُ وَيتَّسِعُ وله أيضا نَبِقَةٌ صَفراءُ حُلْوةٌ قال وقال أبو زياد تصنع القياس من الشِّريانِ قال وقَوْسُ الشِّريانِ جَيّدةٌ إلا أنَّها سواداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً وهو العِيدان وزعَمُوا أنَّ عُودَهُ لا يكادُ يَعْوَجُّ والشَّرَى موضع تُنْسَبُ إليه الأُسْدُ والشَّراةُ موضِعٌ وإنَّما قَضَيْنا على أَلِفِ الشَّرَى والشَّراة بأنها ياءٌ لكوْنِها لاماً وقد قدَّمنا أن اللامَ ياءٌ أكْثَرُ منها واواً وشِرْيانُ وادٍ قالت أُخْتُ عَمْرٍ

و (بأنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْراً خَيْرَهم حَسَباً ... بِبَطْنِ شِرْيانَ يَعْوِي عِندَه الذِّيبُ)

وشَرَاءٌ وشَرَاءِ كَحَذَامِ موضِعٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ

(تأبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلٌ ... فقد أَقْفَرَتْ مِنْهَا شَراءٌ فَيَذْبُلُ)
شري
شرَى يَشرِي، اشْرِ، شِرًى وشِراءً، فهو شارٍ، والمفعول مَشرِيّ
• شرَى السِّلعةَ:
1 - أخذها بثَمَن "مقدرة على الشِّراء- قوّة الشِّراء- البيع والشِّراء متلازمان" ° شرَى المتاعبَ: جلبها على نفسه.
2 - باعَها "شَرَى بضاعة بالرُّخص- {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} ".
• شرَى الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

شرِيَ يَشْرَى، اشْرَ، شَرًى، فهو شَرٍ
• شرِي الجِلدُ: ظهرت عليه بُثورٌ حمراءُ حكّاكة مؤلمة.
• شرِي الشَّرُّ بينهم: عظم وتفاقم. 

استشرى/ استشرى في يستَشْري، استَشْرِ، استشراءً، فهو مُستشرٍ، والمفعول مُستَشْرًى فيه
• استشرى الشَّرُّ / الدَّاءُ ونحوُهما: تعاظم وتفاقم وزادت حدَّته "استشرى الفسادُ- استشرتِ الرّشوةُ- استشرى المرضُ في جسمه".
• استشرى في الأمر: لجّ فيه. 

اشترى يشتري، اشْتَرِ، اشتراءً، فهو مُشترٍ، والمفعول مُشترًى
• اشترى الشَّيءَ:
1 - شراه؛ أخذه بثَمَن، ملكه بالبَيْع "اشترى كتابًا- اشترى أسهمًا تجاريّة- {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} " ° اشترِ لنفسك وللسُّوق: الحثّ على الاحتياط للأمور وعمل حساب الأيّام والمستقبل.
2 - باعه " {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} ".
3 - اختاره وفضّله " {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاًً} ".
• اشترى قمحًا بذرةٍ: استبدلها " {اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى} ". 

شارى يشاري، شارِ، شِراءً ومُشاراةً، فهو مُشارٍ، والمفعول مُشارًى
• شارَى فلانًا:
1 - بايَعه.
2 - لجَّ في جداله "شارى الجاهلُ العالمَ". 

استِشْراء [مفرد]: مصدر استشرى/ استشرى في. 

اشتِراء [مفرد]: مصدر اشترى. 

شارٍ [مفرد]: ج شَارونَ وشُراة: اسم فاعل من شرَى.
• الشُّراة: (سف) فرقة من الخوارج، سُمُّوا بذلك لقولهم: إنّنا شرينا (بعنا) أنفسنا بالجنَّة في طاعة الله حين فارقنا الجماعة الظَّالمة. 

شِراء [مفرد]: مصدر شارى وشرَى. 

شَرْوى [مفرد]: مثلٌ، نظير، شبيه "هو شَرْوَى أخيه في الجدّ والعمل" ° لا يملك شَرْوَى نقير [مثل]: يُضرب في القِلّة، مُعدِم لا يملك شيئًا. 

شَرًى [مفرد]: ج أشراء (لغير المصدر):
1 - مصدر شرِيَ.
2 - موضع تكثُر فيه الأُسْد ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
3 - (طب) طــفح جلديّ بشكل بثور ناتئة يُسبّب حكاكًا. 

شِرًى [مفرد]: مصدر شرَى. 

شَرْي [جمع]: مف شَرْيَة:
1 - حنظل.
2 - فسائلُ النّخل تنبت من النّواة. 

شَرْيان/ شِرْيان [مفرد]: ج شِرْيانات وشرايينُ: (شر) وعاء دمويّ يحمل الدّم الصادر من القلب إلى أنسجة الجسم "شريان رئويّ/ أورطيّ- انسداد شريانيّ".
• الشَّرْيان التَّاجيّ/ الشِّرْيان التَّاجيّ: (شر، طب) شريان على هيئة التَّاج يُغذّي عضلة القلب بالدَّم.
• تصلُّب الشَّرايين: (طب) مرض عضويّ يصيب الإنسان في الدَّورة الدَّمويّة، ويمنع انسياب الدم في الشرايين، ويؤثِّر أحيانًا على المُخ. 

شَرِيَة [مفرد]: ج شَرِيات: امرأة لا تلدُ إلاّ إناثًا. 

مُشتَرٍ [مفرد]: اسم فاعل من اشترى.
• المُشترِي: (فك) أحد كواكب المجموعة الشّمسيَّة، وترتيبه الخامس قُربًا من الشَّمس، يسبقه المرِّيخ، ويليه زُحل، وهو أكبر الكواكب في المجموعة الشّمسيَّة من حيث الحجم، كتلته أكبر من كتلة الأرض بـ 316 مرّة. 

مُشترًى [مفرد]: ج مشتريات:
1 - اسم مفعول من اشترى.
2 - ما يشتريه الشَّخصُ من السِّلع المعروضة في الأسواق مقابل مبلغ من المال. 

شري: شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ، وشَراهُ

واشْتَراهُ: باعَه. قال الله تعالى: ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ

مَرْضاةِ اللهِ، وقال تعالى: وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ؛

أَي باعوه. وقوله عز وجل: أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى؛ قال

أَبو إسحق: ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به

كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه، والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً

وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ. الجوهري في قوله تعالى: اشْتَرَوُا

الضلالةَ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحــذفت، فاجتمع

ساكنان الياء والواو، فحــذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها

ساكن؛ قال ابن بري: الصحيح في تعليله أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا

وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين، قال: ويجمَع

الشِّرى على أَشْرِبةٍ، وهو شاذّ، لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة. قال

ابن بري: ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في

جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه. وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وقيل:

شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ

الشِّراءِ. أَبو زيد: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قال الله عز وجل:

ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم؛ قال الفراء: بئْسَما باعُوا به

أَنفسَهم، وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر منهما أَن يكون

شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا.

الجوهري: الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا

بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: شاهد

الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل: لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا

بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قال: وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن

مُفَرِّع:

شَرَيْتُ بُرْداً، ولولا ما تكَنَّفَني

من الحَوادِث، ما فارَقْتُه أَبدا

وقال أَيضاً:

وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني،

من بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله: واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ

وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ؛ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ.

وشَرْوى الشيء: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما

يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها. أَبو سعيد:

يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد:

وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبـ

صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا؟

وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي

أَخَذه وأَهْلَكَه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: ادْفَعُوا شَرْواها من

الغنم أَي مِثْلَها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، في الصدقة: فلا يأْخذ

إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ

إبلهِ. وفي حديث شريح: قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له

شَرْواها. وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال:

له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ. وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال: فَنَكَحْتُ بعده

رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً

ثَريّاً؛ قال أَبو عبيد: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً

يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا

انكسارٍ، ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر: قد شَريَ فيه

واسْتَشْرى؛ قال أَبو عبيد: معناه جادُّ الجَرْي. يقال: شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ

واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ. وقال ابن السكيت: رَكِبَ شَرِيّاً أي

فرَساً خِياراً فائقاً.

وشَرَى المالِ وشَراتُه: خيارهُ. والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى: وهما

رُذالُ المال، فهو حرف من الأَضداد. وأَشراءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد

شَرىً، مقصور. وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قال القطامي:

لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني

بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ

وفي حديث ابن المسيب: قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه

وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً.

وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ. ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ

حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها: قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً

إذا كثُر اضطرابهُ. وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً: اسْتَطارَ. وشَرِيَ البرق،

بالكسر، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وقيل: اسْتَطارَ وتَفَرَّق في

وجه الغَيْمِ؛ قال:

أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ،

يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا

وكذلك اسْتَشْرَى؛ ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه:

شَرِيَ بَشْرَى شَرىً. واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه.

والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يقال: هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه. وفي حديث

عائشة في صفة أَبيها، رضي الله عنهما: ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ

وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به، وقيل: هو مِنْ شَريَ البرقُ

واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ. ويقال: شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت

وتابَعَت الهَمَلان. وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرجل شَرىً

واسْتَشرَى: غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر:

باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ

شَرِبَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ

شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ،

ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لا يَتماسك.

والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا،

وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل: ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي

نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد

وثَمَنُها الجنة، وقوله تعالى: إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم

وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ؛ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو

خارجيٌّ:

رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم

بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ

التهذيب: الشُّراةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا

أنهم باعُوا أَنفسهم لله، وقيل: سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا

أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة،

والواحد شارٍ، ويقال منه: تَشَرَّى الرجلُ. وفي حديث ابن عمر: أنه جمع

بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا

بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم

عن طاعةِ الإمامِ؛ قال: وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم

شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها. وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها؛ قال

الشاعر:

فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى

والشِّرَى: يكون بيعاً واشْتِراءً. والشارِي: المُشْتَرِي. والشاري:

البائِعُ. ابن الأَعرابي: الشراء، ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا، قال: أَهلُ

نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قال: وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا

تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان

فَتَكَلَّمْت عنهم. وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم. شمر: أَشْرَيْتُ

الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه. وروي بيت الأَعشى: شَراة

الهِجانِ.

وقال الليث: شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ، قال أَبو تراب:

سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ

به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ.

وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ،

علي فعيل. ابن سيده: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي

يَلِجُّ. وشاراهُ مُشاراةً: لاجَّهُ. وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله

عليه وسلم، شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي؛

المُشاراةُ: المُلاجَّةُ، وقيل: لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ،

فقلب إحدى الراءَيْن ياءً؛ قال ابن الأَثير: والأَول الوجه؛ ومنه الحديث

الآخر: لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ، وقال ثعلب في قوله لا

يُشارِي: لا يَستَشْري من الشَّرِّ، ولا يُمارِي: لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا

يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قال:

وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي

مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا

قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا

يُدارِي، قال: لا يُشارِي من الشَّرِّ، قال: ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ

ليست له فيه منفعة، ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه،

إلى النارِ، يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ

ابن سيده: لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله.

ويقال: لَحاه الله وشَراهُ. وقال اللحياني: شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ

وأَرْغَمَه. والشَّرى: شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم،

وقيل: هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد. وقد شَرِيَ شَرىً، فهو شَرٍ على

فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قال: والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد.

وتَشَرّى القومُ: تَفَرَّقوا. واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ: عظُمت

وتفاقَمَتْ. وفي الحديث: حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم

(* قوله «حتى شري

أمرهما أي عظم إلخ» عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين

الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه، والحديث الآخر حتى شري

أمرهما وحديث أم زرع إلخ). وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه. وفَعَلَ به ما شراهُ أَي

ساءَه. وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قال ذو الرمة:

يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها

جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ

والشَّرى: الناحية، وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر، وقد يُمَدُّ، والقَصر

أَعْلى، والجمع أَشْراءٌ. وأَشْراه ناحيةَ كذا: أَمالَهُ؛ قال:

أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا،

يومَ الفِراقِ، إلى أَحْبابِنا صورُ

وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري،

مِنْ حيثُ ما سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ

(* قوله حوثما: لغة في حيثما).

يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو. والشَّرى:

الطريقُ، مقصورٌ، والجمع كالجمع.

والشَّرْيُ، بالتسكين: الحَنْظَلُ، وقيل: شجرُ الحنظل؛ وقيل: ورقُه،

واحدته شَرْيَةٌ؛ قال رؤْبة:

في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ

ويقال: في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قال: والشَّرْيُ شجر الحنظل؛

قال الأعلم الهذلي:

على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّـ

واعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ

وفي حديث أَنس في قوله تعالى: كشجرة خَبيثة، قال: هو الشَّرْيان؛ قال

الزمخشري: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل، قال: ونحوهُما الرَّهْوانُ

والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض، الواحدة شَرْيَةٌ. وفي حديث لَقيط:

أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، أَراد أن

الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة، قال: والرواية شَرْبة،

بالباء الموحدة. وقال أَبوحنيفة:

يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كما يقال

لشَجَرِ الحنظل، وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ. وقال أَبو حنيفة:

الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ.

وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.

والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بفتح الشين وكسرها: شجرٌ من عِضاه الجبال

يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، واحدته شِرْيانةٌ. وقال أَبو حنيفة: نَبات

الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وله

أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قال: وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ

من الشِّرْيانِ، قال: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ

مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ

يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ

كَبْداءُ، وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ

وقال الآخر:

سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها

صِحابي، وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما

المبرد: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها

تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها، فما كان منها في قُلَّة

جبَلٍ فهو النَّبْعُ، وما كان في سَــفْحِــهِ فهو الشِّرْيان، وما كان في

الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ.

والشِّرْياناتُ: عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره. والشَّرْيانُ

والشِّرْيانُ، بالفتح والكسر: واحد الشَّرايين، وهي العُروقُ النَّابضَة

ومَنْبِتُها من القَلْبِ. ابن الأَعرابي: الشِّريان الشَّقُّ، وهو

الثَّتُّ، وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة. وأَشْرى حوضَه: مَلأَه

وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها، وقيل: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو

عمرو:نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها،

ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا

والشَّرى: موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ، يقال للشُّجْعانِ: ما هُمْ إلا

أُسودُ الشَّرى؛ قال بعضهم: شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ،

وقيل: هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ، وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قال

الشاعر:

أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ.

والشَّرى: طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ. والشَّراةُ: موضِع.

وشِرْيانُ: وادٍ؛ قالت أُخت عمرو ذي الكلب:

بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً،

ببَطْنِ شِرْيانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ

وشَراءٌ، وشَراءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قال النمر بن تولب:

تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ،

فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ

(* قوله «أطلال جمرة» هو بالجيم في المحكم).

وفي الحديث ذكر الشَّراةِ؛ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ،

وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق، كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس

وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيده: وشَراوَةُ موضعٌ قريب من

تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قال كثير عزة:

تَرامى بِنا منها، بحَزْنِ شَراوَةٍ

مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ

وشَرَوْرى: اسم جبل في البادية، وهو فَعَوْعَل، وفي المحكم: شَرَوْرى

جبل، قال: كذا حكاه أَبو عبيد، وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه

لم ينوّنه أَحد من العرب، ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه

من الصرف.

شري
: (ى (} شَراهُ {يَشْرِيهِ) } شِراً {وشِراءً، بالقَصْر والمدِّ، كَمَا فِي الصِّحاح، المدُّ لُغَةُ الحِجازِ، والقَصْرُ لُغَةُ نجْدٍ وَهُوَ الأَشْهَرُ.
فِي المِصْباح: يُحْكَى أنَّ الرَّشيدَ سألَ اليَزيِدي والكِسائي عَن قَصْرِ} الشِّراءِ ومَدِّه، فقالَ الْكسَائي: مَقْصورٌ لَا غَيْر؛ وقالَ اليَزيدِي: يُمَدُّ ويُقْصَرُ، فقالَ لَهُ الكِسائي: مِن أَيْن لكَ؛ فقالَ اليَزِيدي: من المَثَلِ السَّائِرِ: (لَا يُغْتَرُّ بالحرَّةِ عامَ هدِائِها وَلَا بالأَمَةِ عامَ {شِرائِها) ؛ فقالَ الكِسائي: مَا ظَنَنْت أَنَّ أَحداً يَجْهَل مثْلَ هَذَا؛ فقالَ اليَزِيدي: مَا ظننْتُ أَنَّ أَحَداً يَفْترِي بينَ يَدَيْ أَميرِ المُؤمنين مثْلَ هَذَا، انتَهى.
قَالَ المَناوِي: ولقائِلٍ أَنْ يقولَ: إنَّما مُدَّ الشِراء لازْدِواجِه مَعَ مَا قَبْله فيُحْتاجُ لشاهِدٍ غَيره.
قلْت: للمَدِّ وَجْهٌ وَجيهٌ وَهُوَ أَنْ يكونَ مَصْدر} شَارَاهُ {مُشارَاةً} وشِراءً، فتأَمَّل.
(مَلَكَهُ بالبَيْعِ؛ و) أَيْضاً (باعَهُ) .
فَمن {الشَّراء بمعْنَى البَيْع قوْله تَعَالَى: {ومِن الناسِ مَنْ} يَشْرِي نفسَه ابْتغاءَ مَرْضاةِ ا} ، أَي يَبيعُها؛ وقوْله تَعَالَى: { {وشَرَوْهُ بثمَنٍ بخْسٍ} ، أَي باعُوه؛ وَقَوله تَعَالَى: {ولبِئْسَ مَا} شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُم} ، أَي باعُوا.
قالَ الرّاغبُ: {وشَرَيْتُ بمعْنَى بِعْتُ أَكْثَر.
(} كاشْتَرى فيهمَا) ، أَي فِي المَعْنَيَيْن وَهُوَ فِي الابْتِياعِ أَكْثر.
قالَ الْأَزْهَرِي: للعَرَبِ فِي {شَرَوْا} واشْتَرَوا مَذْهبان، فالأكْثَر {شَرَوْا بمعْنَى باعُوا،} واشْتَرَوْا ابْتَاعُوا، ورُبَّما جَعَلُوهُما بمعْنَى باعُوا.
{والشارِي:} المُشْتَرِي والبائِعُ، (ضِدٌّ) .
قالَ الرَّاغبُ: {الشرِّاءُ والبَيْعُ مُتلازِمانِ،} فالمُشْتري دافِعُ الثَّمَن وآخِذُ المُثْمَن، والبائِعُ دافِعُ المُثْمَن وآخِذُ الثَّمَن، هَذَا إِذا كانتِ المُبايَعَةُ {والمُشارَاة بناضَ وسِلْعَةً، فأمَّا إِذا كانَ يَبيْعُ سلْعَةٍ بسلْعَةٍ صحَّ أَن يتصوَّرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا} مُشْترِياً وبائِعاً، وَمن هَذَا الوَجْه صارَ لَفْظُ البَيْع {والشِّراءِ يُسْتَعْمل كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعِ الآخرِ؛ اه.
وَفِي المِصْباح: وإنَّما ساغَ أَن يكونَ} الشِّراءُ مِن الأَضْدادِ لأنَّ المُتبايعَيْن تَبايَعَا الثَمَنَ والمُثْمَنَ فكلٌّ مِن العِوَضَيْن مبيعٌ من جانِبٍ {ومَشْرِيٌّ من جانِبٍ.
(و) } شرى (اللَّحْمَ والثَّوْبَ والأَقِطَ) {يشري} شِرى: (شَرَّرَها) ، أَي بَسَطَها.
(و) {شرى (فلَانا) } شِرىً، بالكسْر: إِذا (سَخِرَ بِهِ.
(و) قالَ اللّحْياني: {شَراهُ اللَّهُ وأَوْرَمَه وعظاهُ و (أَرْغَمَهُ) بمعْنىً واحِدٍ.
(و) } شَرَى (بنَفْسِه عَن القَوْمِ) ؛ وَفِي التّكملةِ: للقوْمِ؛ إِذا (تقَدَّمَ بَيْنَ أَيْديهِمْ) إِلَى عَدُوِّهم (فقاتَلَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ، ونَصّ التكملةِ: فقاتَلَهُم.
(أَو) تقَدَّمَ (إِلَى السُّلْطانِ فتَكَلَّمَ عَنْهُم) ؛ وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً.
(و) شَرى (اللَّهُ فلَانا) {شَرىً: (أَصَابَهُ بعِلَّةِ} الشَّرَى) ، فشَرِيَ، كرَضِيَ، فَهُوَ {شَرٍ.
} والشَّرَى: اسْمٌ لشيءٍ يخرُجُ على الجَسَدِ كالدَّراهِم: أَو (لبُثُورٍ صِغارٍ حُمْرٍ حَكَّاكَةٍ مُكْرِبَةٍ تَحْدُثُ دَفْعَةً) واحِدَةً (غالِباً) ، وَقد تكونُ بالتَّدْرِيجِ (وتَشْتَدُّ لَيْلاً لبخارٍ حارَ يَثُورُ فِي البَدَنِ دَفْعَةً) واحدَةً؛ كَمَا فِي القانونِ لأَبي عليَ بنِ سينا.
(و) مِن المجازِ: (كلُّ مَنْ تَرَكَ شَيْئا وتمسَّك بغيرِهِ فقد {اشْتَراهُ) هَذَا قولُ العَرَب؛ (وَمِنْه) قوْلُه تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين (} اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى) } .
قالَ أَبو إسْحق: ليسَ هُنَا شِراءٌ وبَيْعٌ، وَلَكِن رغبَتُهم فِيهِ بتَمَسُّكِهم بِهِ كرَغْبةِ {المُشْتري بمالِهِ مَا يَرْغَبُ فِيهِ.
وَقَالَ الرَّاغبُ: ويجوزُ} الشِّراءُ {والاشْتراءُ فِي كلِّ مَا يَحْصَلِ بِهِ شيءٌ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذين} يَشْتَرون بعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمانِهم ثَمَناً قَليلاً} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {أُولئِكَ الَّذين {اشْتَرُوا الضَّلالَةَ بالهُدَى} وقالَ الجوهريُّ: أَصْلُ} اشْتَرَوْا: اشْتَرَيُوا فاسْتُثْقِلَت الضمَّةُ على الياءِ فحُــذِفَتْ فاجْتَمع ساكِنانِ الْيَاء وَالْوَاو، فحــذِفَت الياءُ وحُرِّكَتِ الواوُ بحَرَكتِها لمَّا اسْتَقْبلَها ساكِنٌ.
( {وشَاراهُ} مُشاراةً {وشِراءً) ، ككِتابٍ: (بايَعَهُ) ؛ وقيلَ:} شَاراهُ مِن {الشَّراءِ والبَيْعِ جَمِيعاً، وعَلى هَذَا وَجَّه بعضُهم مَدَّ الشِّراءِ.
(} والشَّرْوَى، كجَدْوَى: المِثْلُ) ، واوُه مُبْدَلةٌ من الياءِ، لأنَّ الشيءَ قد {يُشْترَى بمثْلِه، وَلكنهَا قُلِبَت يَاء كَمَا قُلِبَت فِي تَقْوَى ونحوِها؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجوهريُّ.
وَمِنْه حدِيثُ عُمَر فِي الصَّدَقةِ: (فَلَا يأْخذ إلاَّ تلْكَ السِّنَّ مِن} شَرْوَى إِبْلِه أَو قِيمةَ عَدْلٍ) .
وكانَ شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَى الثَّوْبِ الَّذِي أَهْلَكَه، وقالَ الراجزُ:
مَا فِي اليآيىء يؤيؤ {شَرْوَاهُ أَي مِثْله.
(} وشَرِيَ الشَّرُّ بَيْنهم، كرَضِيَ) ، {يَشْرَى (} شَرًى) ، مَقْصور: (اسْتَطَارَ) .
وَفِي النِّهايَةِ: عَظُمَ وتَفاقَمَ؛ وَمِنْه حدِيثُ المبْعَث: ( {فشَرِيَ الأَمْرُ بَيْنه وبينَ الكفَّارِ حينَ سَبَّ آلهَتَهُم) .
(و) } شَرِيَ (البَرْقُ) {يَشْرَى} شَرىً: (لَمَعَ) واسْتطارَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي التهذيبِ: تفرَّقَ فِي وَجْهِ الغيمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: كَثُرَ لَمَعَانُه؛ وأَنْشَدَ لعبدِ عَمْرو بنِ عمَّار الطَّائِي:
أَصاح تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ
يَمُوتُ فُواقاً {ويَشْرَى فُواقَا (} كأَشْرَى) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني، تتابَعَ لَمَعانُه.
(و) {شَرِيَ (زيْدٌ) } يَشْرَى {شَرىً: (غَضِبَ) .
وَفِي الصِّحاح:} شَرِيَ فلانٌ غَضَباً إِذا اسْتَطارَ غَضَباً.
(و) {شَرِيَ أَيْضاً: إِذا (لَجَّ) وتَمادَى فِي غيِّه وفَسَادِه؛ (} كاسْتَشْرَى) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(وَمِنْه {الشُّراةُ) ، كقُضاةٍ، (للخَوارِجِ) ، سمُّوا بذَلكَ لأنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قيلَ لَهُم الشُّراةُ لشدَّةِ غَضَبِهم على المُسْلمين، (لَا مِن) قَوْلهم: إنَّا (} شَرَيْنا أَنْفُسَنا فِي الطَّاعَةِ) ، أَي بِعْناها بالجنَّة حينَ فارَقْنا الأُمَّةَ الجائِرَةَ.
(ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، وَهَذَا التَّوْهِيم ممَّا لَا مَعْنى لَهُ، فقد سَبَقَ الجوهرِيّ غيرُ واحِدٍ من الأَئِمةِ فِي تَعْليل هَذِه اللَّفْظَةِ، والجوهريُّ ناقِلٌ عَنْهُم، والمصنِّفُ تَبِعَ ابنَ سِيدَه فِي قوْلِه إلاَّ أَنَّه قالَ فيمَا بَعْد: وأَمَّاهُم فَقَالُوا نَحْن الشُّراةُ لقوْله تَعَالَى: {ومِنَ النَّاسِ مَنْ {يَشْري نَفْسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللَّهِ} وَقَوله تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ} اشْتَرَى مِن المُؤمِنين أَنْفُسَهم} ؛ ومِثْلُه فِي النهايةِ.
قالَ: وإنَّما لَزِمَهم هَذَا اللَّقَب لأنَّهم زَعَموا أنَّهم الخ، قالَ: {فالشُّراةُ جَمْعُ} شارٍ، أَي أَنَّه مِنْ {شَرَى} يَشْرِي، كرَمَى يَرْمِي، ثمَّ قالَ: ويجوزُ أَنْ يكونَ مِن {المُشارَاةِ أَي الملاجة، أَي لَا مِن} شَرِيَ كرَضِيَ كَمَا ذهَبَ إِلَيْهِ ابنُ سِيدَه والمصنِّفُ؛ وأَيْضاً شَرِيَ، كرَضِيَ، فاعِلُه {شَرٍ مَنْقوص، وَهُوَ لَا يُجْمَع على} الشُّراةِ؛ وممَّا يُسْتدلُّ على أَنَّه مِن {شَرَى} يَشْري، كرَمَى يَرْمِي قَوْلُ قَطَرِيّ بنِ الفُجاءَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الخَوارِجِ:
وإنَّ فِتْيةً باعُوا الإِلَه نفوسَهُم
بجنَّاتِ عَدْنٍ عِنْدَهُ ونَعِيمِوكَذلكَ قَوْلُ عَمْروِ بنِ هُبَيْرة، وَهُوَ أَحَدُ الخوارِجِ:
إنَّا! شَرَيْنا لدينِ اللَّهِ أَنْفُسَنا
نَبْغِي بذاكَ لديهم أَعْظَم الجاهِ وأَشارَ شيْخُنا إِلَى مَا ذَكَرْناه، لكنَّه بالاخْتِصارِ قالَ: وكَوْنهم سُمّوا للغَضَبِ يَسْتَلْزمُ مَا ذُكِرَ فَلَا وَهْم، بل هِيَ غَفْلَةٌ من المصنِّفِ وعَدَمُ مَعْرفةٍ بتَعْليلِ الأسْماءِ، واللَّهُ أَعْلم.
(و) {شَرِيَ (جِلْدُهُ) } يَشْرَى {شَرىً: وَرِمَ و (خَرَجَ عَلَيْهِ} الشَّرَى) ، المُتَقَدِّم ذِكْره، (فَهُوَ {شَرٍ) ، مَنْقوص.
(و) } شَرِيَ (الفَرَسُ فِي سَيْرِه) {شَرىً: (بَالَغَ) فِيهِ ومَضَى من غيرِ فُتورٍ؛ (فَهُوَ} شَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: وَمِنْه حدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ: (رَكِبَ {شَرِيّاً) ، أَي فَرَساً} يَسْتَشْرِي فِي سيرِهِ، يَعْني يَلجُّ ويَجِدُّ.
( {والشَّرْيُّ) ، بالتَّسْكين: (الحَنْظَلُ) . يقالُ: هُوَ أَحْلَى مِن الأرْي وأَمَرُّ من} الشَّرْي؛ وفلانٌ لَهُ طَعْمانِ: أَرْيٌ {وشَرْيٌ. (أَو شَجَرُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِي للأعْلَم الهُذَلي:
على حَتِّ البريةِ زَمْحَرِيِّ ال
سَّواعِدِ ظَلَّ فِي} شَرْيٍ طِوالِالواحِدَةُ {شَرْيَةٌّ.
(و) } الشَّرْيُ: (النَّخْلُ يَنْبُتُ من النَّواةِ) ؛ الواحِدَةُ {شَرْيَةٌ.
(} والشَّرَى، كعَلَى، ووَهِمَ الجوهرِيُّ) ، أَي فِي تَسْكِينِه؛ (رُذَالُ المالِ) .
ونَصَّ الْجَوْهَرِي: {والشَّرْي أَيْضاً رُذَالُ المالِ مِثْل شَواهُ.
وقالَ البَدْر القَرافِي: إسْنادُ هَذَا الوَهْم إِلَى الجوْهرِي لَا يتمُّ إلاَّ أَنْ يكونَ مَنْصوص أَهْل اللّغَةِ مَنْع وُرُود ذلكَ فِيهَا، وإلاَّ فَمن حفظ حجَّة على مَنْ لم يَحْفظ.
(و) أَيْضاً: (خِيارُهُ} كالشَّراةِ) ؛
ونصّ المُحْكَم: وإِبِلٌ {شَراةٌ، كسَراةٍ: خيارٌ؛ (ضِدٌّ) ، نَصّ عَلَيْهِ ابنُ السِّكِّيت.
(و) } الشَّرَى: (الطَّرِيقُ) عامَّة.
(و) أَيْضاً: (طَرِيقٌ فِي) جَبَلِ (سَلْمَى كثيرَةُ الأُسْدِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ. وَمِنْه قوْلُهم للشُّجْعان: مَا هُم إلاَّ أُسُودُ {الشَّرَى؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
أُسودُ الشَّرَى لاقتْ أُسودَ خَفِيَّةٍ (و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بنَجْدٍ لطيِّىءٍ.
(وأَيْضاً) : (جَبَلٌ بتِهامَةَ كثيرُ السِّباعِ) ؛ نَقَلَهُما نَصْر فِي مُعْجمه.
(و) أَيْضاً: (وادٍ بينَ كَبْكَب ونَعْمانَ على لَيْلةٍ من عَرَفَةَ.
(و) الشَّرَى: (النَّاحِيَةُ) ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ ناحِيَةَ اليَمِين، وَمِنْه} شَرَى الفُراتِ ناحِيَتُه؛ قَالَ الشاعِرُ:
لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني
{بشَرَى الفْراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ (وتُمَدُّ) ، والقَصْرُ أَعْلى، (ج} أَشْراءٌ) ؛ وَمِنْه {أشْراءُ الحَرَمِ.
قالَ الجوهريُّ: الواحِدُ} شَرىً، مَقصور.
(وذُو {الشَّرَى: صَنَمٌ لدَوْسٍ) بالسَّراةِ، قالَهُ نصْر.
(} وأشْراهُ: مَلأَهُ) ؛ يقالُ: {أَشْرَى حَوْضَه: إِذا مَلأَهُ.
} وأَشْرَى جِفانَه: مَلأَها للضِّيفانِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْروَ: قالَ الشَّاعرُ:
{ونُشْرِي الجفان ومُقْرِي النَّزِيلا (و) } أَشْراهُ فِي ناحِيَةِ كَذَا: (أَمالَهُ) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أنَّا فِي تَلَفُّتِنا
يومَ الفِراقِ إِلَى أَحْبابِنا صورُوأَنَّني حَيْثُمَا {يَشْرِي الهَوى بَصَرِي
مِنْ حَوْثُما سَلَكوا أَرْنُو فأَنْظورُويُرْوَى: أَثْني فأَنْظُورُ.
(و) } أَشْرَى (الجَمَلُ: تَفَلَّقَتْ عَقيقَتُهُ) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) أَشْرَى (بَيْنهم) : مِثْلُ (أَغْرَى) ؛ نقلَهُ الْأَزْهَرِي.
( {والشَّرْيانُ) ، بالفتْح (ويُكْسَرُ) ، نقلَهُما الجوهريُّ والكَسْرُ أَشْهَر: (شَجَرٌ) مِن عِضاهِ الجِبالِ تُعْمَلُ مِنْهُ (القِسِيُّ) ، واحِدَتُه} شِرْيَانَةٌ، يَنْبتُ نَبات السِّدْر، ويَسْمُو كسُمُوِّه ويَتَّسِعُ وَله نَبِقَةٌ صَفْراءُ حلْوَةٌ؛ قالَهُ أَبو حَنيفَةَ.
قالَ: وقالَ أَبو زِيادٍ: تُصْنَعُ القياسُ مِن {الشّرْيانِ، وقوْسُه جيِّدَةٌ إلاَّ أنَّها سَوْداءُ مُسْتشربَة (14 حُمْرةً، وَهُوَ من عُتْقِ العيدانِ، وزَعَمُوا أنَّ عودَه لَا يَكادُ يعوَجُّ.
وَقَالَ المبرِّدُ: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ} والشِّرْيانُ شَجَرٌ واحِدٌ، لَكِن تَخْتَلفُ أَسْماؤُها وتَكْرُمُ بمنَابِتِها، فَمَا كانَ مِنْهَا فِي قُلَّةِ الجَبَلِ فَهُوَ النَّبْعُ، وَمَا كانَ مِنْهَا فِي سَــفْحِــهِ {فالشِّرْيانُ.
(و) } الشِّرْيان: (واحِدُ {الشَّرايِينِ للعُروقِ النَّابِضَةِ) ، ومَنْبتُها من القَلْبِ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وَالَّذِي صرَّحَ بِهِ أَهْلُ التَّشْريحِ: أنَّ منْبتَ} الشَّرايِينِ من الكَبِدِ وتمرُّ على القَلْبِ، كَمَا أنَّ الوَرِيدَ مَنْبتُه القَلْب ويمرُّ على الكَبِدِ.
( {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الطَّريقَةُ.
(و) أَيْضاً: (الطَّبيعَةُ.
(و) } الشَّرِيَّةُ (من النِّساءِ: اللاَّتي يَلِدْنَ الإِناثَ) . يقالُ: تَزَوَّج فِي {شَرِيَّةِ نِساءٍ: أَي فِي نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ.
(} والمُشْتَرِي: طائِرٌ.
(و) أَيْضاً: (نَجْمٌ م) مَعْروفٌ من السَّبْعةِ؛ وأَنْشَدَنا شيخُنا السيِّد العيدروس لبعضِهم:
فوَجْنَتُه المَرِّيخُ والخَدُّ زهْرَةٌ
وحاجِبُه قوْسٌ فَهَل أَنْتَ {مُشْترِي (وَهُوَ} يُشارِيهِ) {مُشارَاةً: أَي (يُجادِلُهُ) .
وَفِي المُحْكَم: يُلاجه؛ وَمِنْه الحديثُ: (كانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا} يُشارِي وَلَا يُمارِي) .
وقالَ ثَعْلبٌ: أَي لَا {يَسْتَشْري بالشرِّ.
وقالَ الْأَزْهَرِي: (أَصْلُه يُشارِرُهُ فقُلِبَتْ) إحْدَى (الرَّاءَ) يْن يَاء، وقالَ الشَّاعرُ:
وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي وأَتَّقي
} مُشاراتِه كَيْما يَرِيعَ ويَعْقِلا ( {واشْرَوْرَى: اضْطَرَبَ.
(} والشَّراءُ، كسَماءٍ: جَبَلٌ) فِي بِلادِ كعْبٍ.
وقالَ نَصْر: وقيلَ هُما {شَراءانِ، البَيْضاءُ لأَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ، والسَّوْداءُ لبَني عقيلٍ فِي أَعْرافِ غمرَةَ فِي أَقْصاهُ جَبَلان؛ وقيلَ: قَرْيتانِ وَراءَ ذاتِ عِرْقٍ فَوْقهما جَبَلٌ طَويلٌ يُسمَّى مَسُولاً.
(و) } شَراءِ، (كقَطامِ: ع) ؛ قَالَ النمرُ بنُ تَوْلب:
تأَبَّدَ من أطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ
فقد أَقْفَرَت مِنْهَا شَراءٌ فيَذْبَلُ ( {والشَّرَوانِ، محرَّكَةً: جَبَلانِ) بسَلْمى، كَانَ اسْمُهما فَخّ ومِخْزَمٌ، قالَهُ نَصْر.
(} والشَّراةُ: ع بَين دِمَشْقَ والمدينَةِ) .
وقالَ نَصْر: صُقْعٌ قرِيبٌ من دِمَشْقَ وبقَرْيَة مِنْهَا يقالُ الحُمَيمةُ كانَ سَكَنَ ولد عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ أَيَّامَ بَني مَرْوان؛ (مِنْهُ عليُّ بنُ مُسْلِم) بنِ الهَيْثم عَن إسْماعيلَ بنِ مَهْران، وَعنهُ الحَسَنُ بنُ عليَ العَنَزيُّ؛ (وأَحْمَدُ بنُ محمودٍ) عَن أَبي عَمْروٍ الحوضي، وَعنهُ سعيدُ بنُ أحمدَ العرّادِ، ( {والشَّرَوِيَّانِ) ، بالتَّحْرِيكِ، (المُحدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
(محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الشَّرَوِيُّ صاحِبُ أَبي نُواس، رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ العبَّاس بنِ زرقان.
(} وشَرْيانُ) ، بالفَتْح: (وادٍ) ؛ وَمِنْه قولُ أُخْت عَمْروِ ذِي الْكَلْب:
بأَنَّ ذَا الكَلْبِ عمرا خيرَهُم حَسَباً
ببَطْنِ! شَرْيانَ يَعْوي عِنْده الذِّيب ( {وتَشَرَّى: تَفَرَّقَ) .
ونَصَّ المُحْكم:} تَشرَّى القوْمُ: تفرَّقُوا.
قالَ: ( {واسْتَشْرَتْ) بَينهم (الأُمُورُ) : إِذا (تَفاقَمَت وعَظُمَتْ) ؛ ونقلَهُ الأَزهريُّ أَيْضاً.
(} والشَّرْوُ: العَسَلُ) الابيضُ، نقلَهُ الصَّاغاني، مَقْلوبُ الشَّوْرِ؛ (ويُكْسَرُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{شَرِيَ زمامُ الناقَةِ، كرضِيَ: اضْطَرَبَ. وَفِي الصِّحاحِ: كثُرَ اضْطِرَابُه.
} وشَرِيَ الفرسُ فِي لِجامِه: مدَّهُ؛ كَمَا فِي الأساسِ.
{واسْتَشْرَى: لَجَّ فِي التَّأمُّلِ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ:
إِذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جلْدَ أَنْفِه
إِلَى النارِ} يَسْتَشْرِي درا كلِّ حاطِبِوفعلَ بِهِ مَا {شَراهُ: أَي سَاءَهُ.
} والشَّرْيُ، بالتَّسْكِين: مَا كانَ مِثْل شَجَرِ القَثَّاءِ والبطِّيخ.
وَقد أَشَرْتِ الشَّجَرَةُ {واسْتَشْرَتْ والمثل} كالشَّرْوى؛ قالَ الشاعرُ:
وتَرَى مالِكاً يَقْول أَلا تب
صر فِي مالِكٍ لهَذَا شَرِيَّا؟ {وشرِيَتْ عيْنُه بالدَّمْع: أَي لَجَّتْ وتتابَعَ الهَمَلان.
} والشِّرْيانُ، بالكسْر: الشَّقُّ، وَهُوَ الثَّتُّ جَمْعُه ثُتُوتٌ؛ نقلَهُ الأزهريُّ.
{وشَريَ الرَّجُلُ، كغَرِيَ زِنَةً ومعْنىً. ويقالُ: لَحاهُ اللَّهُ وشَراهُ.
} والشَّارِي: أَحدُ الشُّراةِ للخَوارِج، وليسَتِ الياءُ للنَّسَبِ، وإنَّما هُوَ صفَةٌ أُلْحِقَ بِهِ ياءُ النَّسَبِ تأْكِيداً للصِّفة كأَحْوَر وأحْوَري وصلبٍ وصلبي.
! وشَرَوْرَى: اسْمُ جَبَلِ بالبادِيَةِ.
قالَ الجوهريُّ: هُوَ فَعَوْعَل.
وقالَ نَصْر: جِبالٌ لبَني سُلَيْم.
{وشُراوَةُ، بالضمِّ: موضِعٌ قُرْبَ تِرْيَم دونَ مَدْيَن؛ قَالَ كثيِّرُ عزَّةَ:
تَرامى بِنا مِنْهَا بحَزْنِ} شَراوَةٍ
مفَوِّزَةٍ أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ {والشَّرِيُّ، كغَنِيَ: الفائِقُ الخِيارِ مِن الخَيْل.
وَفِي الأساسِ: المُخْتارُ.
} واسْتَشْرَى فِي دينِه: جَدّ واهْتَمّ.
{وأَشْرَى القوْمُ: صارُوا} كالشّراةِ فِي فِعْلِهم عَن ابنِ الْأَثِير.
{كتَشَرَّى؛ نقَلَهُ الجوهرِيُّ.
وهُما} يَتَشارَيَانِ: يَتَقاضَيَان؛ كَمَا فِي الأساسِ.
ويُجْمَعُ {الشِّرا، بالكسْرِ مَقْصوراً، أَي مَصْدَر} شَرَى {يَشْرِي، كرَمَى، على} أَشْرِيَةٍ، وَهُوَ شاذٌّ لأنَّ فِعَلاً لَا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، نقلَهُ الجوْهرِي.
وَفِي المِصْباح: إِذا نَسَبْت إِلَى المَقْصورِ قَلَبْت الياءَ واواً والشِّين باقِيَة على كسْرِها، وقلْت {شَرَوِيّ، كَمَا يقالُ رَبَوِيّ وحَمَوِيّ، وَإِذا نسبْتَ إِلَى الممْدُودِ فَلَا تغيِّير.
} والشَّرْيانُ، بالفتْح: الحَنْظَلُ، أَو وَرَقُه، وَهِي لُغَةٌ فِي {الشَّرْيِ كرَهْوٍ ورَهَوان للمُطْمَئِنِّ من الأرْض؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ فِي الفائِقِ.
} والشَّراةُ، بالفَتْحِ: جبَلٌ شامِخٌ من دون عُسْفانَ، كَذَا فِي النهايَةِ.
وقالَ نَصْر: على يَسارِ الطائِفِ.
وذُو {الشَّرْي، بالتَّسْكِين: موْضِعٌ قرْبَ مكَّةَ.
} وشُرَيٌّ، كسُمَيَ: طرِيقٌ بينَ تِهامَةَ واليَمَن عَن نصر {والشَّرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ماءٌ قريبٌ مِن اليَمَنِ؛ وناحِيَةٌ مِن بِلادِ كلبٍ بالشامِ.
وأَشْرَى البَعيرُ: أسْرَعَ؛ نقلَهُ ابْن القطَّاع.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارون المأخوذ عن العبرية بمعنى أميرة أو ملكة. يستخدم للإناث.
شري
إحدى الصيغ الإنجليزية للإسم شارلوت. يستخدم للإناث.

حجج

(حجج) : الحَجَوَّجُ: الطَّرِيق الأَّعْوَجَ.

حَجَوَّجان نصفَ ابنِ أَعْوِجَا ... ليَخْرِجن الباقِيْينِ مَخرَجَا

حجج


حجَّ(n. ac. حَجّ)
a. Went, repaired to, visited; went on a pilgrimage to (
Mecca ).
b. Probed (wound).
c. Overcame in argument.

حَاْجَجَa. Argued, disputed with.
b. ['An], Pleaded the cause of.
أَحْجَجَa. Sent on a pilgrimage.

تَحَجَّجَa. see VIII (a)
تَحَاْجَجَa. Argued, disputed together.

إِحْتَجَجَ
a. [Bi], Adduced proofs; made a plea, pretext of.
b. Excused himself.

حَجّ
(pl.
حِجَج)
a. Pilgrimage ( of Mecca ).
b. see 21
حَجَّةa. Earring.
b. Female pilgrim.

حِجّ
حِجَّةa. see I (a)
حُجَّة
(pl.
حُجَج حِجَاْج)
a. Argument, plea, evidence; allegation.
b. Title, voucher, deed; lease.
c. Pretext, excuse, subterfuge.

مَحْجَجَة
(pl.
مَحَاْجِجُ)
a. Highway, high road.

حَاْجِج
(pl.
حُجَّاْج حَوَاْجِجُ)
a. Pilgrim ( title given to those who have been to
Mecca ).
مِحْجَاْجa. Surgeon's probe.
b. Quarrelsome, contentious.

مُحَاجَّة
a. Argument, dispute.
b. Pleadings (Law).
ح ج ج

إحتج على خصمه بحجة شهباء، وبحجج شهب. وحاج خصمه فحــجه، وفلان خصمه محجوةج، وكانت بينهما محاجة وملاجة. وسلك المحجة، وعليكم بالمناهج النيرة، والمحاج الواضحة. وأقمت عنده حجة كاملة، وثلاث حجج كوامل. وحجوا مكة، وهم حجاج عمار كالسفار للمسافرين، و" هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ". والحجيج لهم عجيج. وفلان تحجه الرفاق أي تقصده. قال:

يحجون سب الزبرقان المزعفرا

وحج الجراحة بالمحجاج وهو المسبار.

ومن المجاز: بدا حجاج الشمس، كما يقال حاجبها. قال ابن مقبل:

فأمست بأذناب الراخ فأعجلت ... برماً حجاج الشمس أن يترجلا

ومروا بين حجاجي الجبل وهما جانباه. قال:

عجنا إليك فراراً من محجلة ... عصم القوائم أمثال الزنابير

كأن أصواتها والريح ساكرة ... بين الحجاجين أصوات الطنابير

كان فراره من البعوض.
(حجج) - في الحَدِيث: "كانت الضَّبُع وأَولادُها في حِجاج عَيْن رَجُل من العَمَالِيق". الحِجَاج: العَظْم المُسْتَدِير حَولَ العَيْن الذي يَنبُت عليه الحاجِبُ، وقد تُفتَح حَاؤُه، وجَمعُه: أَحِجَّة وحُجُج. والأَحجُّ: العَظِيم الحِجَاج.
- في حديث الدَّجَّال: "إن يَخرُج وأَنَا فيكم فأَنَا حَجِيجُه دُونَكم، وإلّا فامرؤٌ حَجِيجُ نفسِه".
: أي يُحاجُّه ويُحاوِرُه. ويقال: حاجَجْتُه حِجَاجاً ومُحَاجَّةً فَحَــجَجْتُه أَحُجُّه حَجًّا: أي غَلبْته. والحُجَّة لِإيضَاحِها الشَّيءَ يُمكِن أن تكون من المَحَجَّة.
في حَديثِ أَبي الطَّوِيل: "لم يترك حاجَّةً ولا داجَّةً".
: أي الجَمَاعة الحَاجَّة، والدَّاجَّة: الذين مَعَهم من أَتْباعِهم، وقيل: الدَّاجُّ: المُقِيم، وأَنشدَ:
عِصابَةٌ إن حَجَّ عِيسَى حَجُّوا ... وإن أَقامَ بالعِراقِ دَجُّوا
وهو مُوحَّد الَّلفْظ جَمْع المَعْنَى، كقَولِه تَعالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} . - في حَديِث مُعاوِيةَ: "فجَعلْت أحُجُّ خَصْمِي" .
يقال: إنَّه كما قال أبو دُوَاد:
أَنَّى أَتِيح لها حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ السَّاقَ إلَّا مُمْسِكاً سَاقَا
قوله: أَحجُّه: أي أَغلِبه بالحُجَّة، وأَتَعلَّق بحُجَّة بَعدَ أُخرَى.
ح ج ج : حَجَّ حَجًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَصَدَ فَهُوَ حَاجٌّ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ قُصِرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الشَّرْعِ عَلَى قَصْدِ الْكَعْبَةِ لِلْحَجِّ أَوْ الْعُمْرَةِ وَمِنْهُ يُقَالُ مَا حَجَّ وَلَكِنْ دَجَّ فَالْحَجُّ الْقَصْدُ لِلنُّسُكِ وَالدَّجُّ الْقَصْدُ لِلتِّجَارَةِ وَالِاسْمُ الْحِجُّ بِالْكَسْرِ وَالْحِجَّةُ الْمَرَّةُ بِالْكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْجَمْعُ حِجَجٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ قَالَ ثَعْلَبٌ قِيَاسُهُ الْفَتْحُ وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ الْعَرَبِ وَبِهَا سُمِّيَ الشَّهْرُ ذُو الْحِجَّةِ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ فِي الشَّهْرِ وَجَمْعُهُ ذَوَاتُ الْحِجَّةِ وَجَمْعُ الْحَاجِّ حُجَّاجٌ وَحَجِيجٌ وَأَحْجَجْتُ الرَّجُلَ بِالْأَلِفِ بَعَثْتُهُ لِيَحُجَّ وَالْحِجَّةُ أَيْضًا السَّنَةُ وَالْجَمْعُ حِجَجٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْحُجَّةُ الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ وَالْجَمْعُ حُجَجٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَحَاجَّهُ مُحَاجَّةً فَحَــجَّهُ يَحُجُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا غَلَبَهُ فِي الْحُجَّةِ.

وَحِجَاجُ الْعَيْنِ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ الْعَظْمُ الْمُسْتَدِيرُ حَوْلَهَا وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَجَمْعُهُ أَحِجَّةٌ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْحِجَاجُ الْعَظْمُ الْمُشْرِفُ عَلَى غَارِ الْعَيْنِ.

وَالْمَحَجَّةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ جَادَّةُ الطَّرِيقِ. 
ح ج ج: (الْحَجُّ) فِي الْأَصْلِ الْقَصْدُ وَفِي الْعُرْفِ قَصْدُ مَكَّةَ لِلنُّسُكِ وَبَابُهُ رَدَّ فَهُوَ (حَاجٌّ) وَجَمْعُهُ (حُجٌّ)
بِالضَّمِّ كَبَازِلٍ وَبُزْلٍ وَ (الْحِجُّ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَ (الْحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَهِيَ مِنَ الشَّوَاذِّ لِأَنَّ الْقِيَاسَ الْفَتْحُ. وَالْحِجَّةُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا (السَّنَةُ) وَالْجَمْعُ (الْحِجَجُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ. وَ (ذُو الْحِجَّةِ) بِالْكَسْرِ شَهْرُ الْحَجِّ وَجَمْعُهُ ذَوَاتُ الْحِجَّةِ وَلَمْ يَقُولُوا ذَوُو عَلَى وَاحِدِهِ. وَ (الْحَجِيجُ) الْحُجَّاجُ جَمْعُ حَاجٍّ مِثْلُ غَازٍ وَغَزِيٍّ وَعَادٍ وَعَدِيٍّ مِنَ الْعَدْوِ بِالْقَدَمِ وَامْرَأَةٌ (حَاجَّةٌ) وَنِسْوَةٌ (حَوَاجُّ) بَيْتِ اللَّهِ بِالْإِضَافَةِ إِنْ كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنَّ قَدْ حَجَجْنَ قُلْتَ: حَوَاجُّ بَيْتَ اللَّهِ بِنَصْبِ الْبَيْتِ لِأَنَّكَ تُرِيدُ التَّنْوِينَ فِي حَوَاجَّ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْصَرِفُ كَمَا تَقُولُ: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ وَضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا فَتَدُلُّ بِحَذْفِ التَّنْوِينِ مِنْ ضَارِبٍ عَلَى أَنَّهُ قَدْ ضَرَبَهُ وَبِإِثْبَاتِهِ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَضْرِبْهُ. وَ (الْحُجَّةُ) الْبُرْهَانُ وَ (حَاجَّهُ فَحَــجَّهُ) مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ. وَفِي الْمَثَلِ لَجَّ فَحَــجَّ فَهُوَ رَجُلٌ (مِحْجَاجٌ) بِالْكَسْرِ أَيْ جَدِلٌ وَ (التَّحَاجُّ) التَّخَاصُمُ وَ (الْمَحَجَّةُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَادَّةُ الطَّرِيقِ. 
(ح ج ج) : (الْحَجُّ) الْقَصْدُ (وَمِنْهُ) الْمَحَجَّةُ لِلطَّرِيقِ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ
وَأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا
أَيْ يَقْصِدُونَهُ وَيَخْتَلِفُونَ إلَيْهِ وَالسِّبُّ الْعِمَامَةُ وَالزِّبْرِقَانُ لَقَبُ حُصَيْنِ بْنِ بَدْرٍ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الْقَمَرُ وَقَدْ غَلَبَ الْحَجُّ عَلَى قَصْدِ الْكَعْبَةِ لِلنُّسُكِ الْمَعْرُوفِ (وَالْحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ الْمَرَّةُ وَالْقِيَاسُ الْفَتْحَةُ إلَّا أَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ الْعَرَبِ عَلَى مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ (ذُو الْحِجَّةِ) مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ وَنَذَرَ خَمْسَ حِجَجٍ (وَمِنْهُ) الْحُجَّةُ لِأَنَّهَا تُقْصَدُ وَتُعْتَمَدُ أَوْ بِهَا يُقْصَدُ الْحَقُّ الْمَطْلُوبُ وَقَدْ حَاجَّهُ (فَحَــجَّهُ) إذَا غَلَبَهُ فِي الْحُجَّةِ وَهُوَ حَاجٌّ وَهُوَ أَحَجُّ مِنْهُ وَالْمَحْجُوجُ الْمَغْلُوبُ وَالْحَجَّاجُ فِي الْأَعْلَامِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْحَجِّ الْغَلَبَةُ بِالْحُجَّةِ أَوْ مِنْ الْقَصْدِ وَبِهِ سُمِّيَ ابْنُ يُوسُفَ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ الصَّاعُ لِأَنَّهُ اتَّخَذَهُ عَلَى صَاعِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَيُقَالُ الصَّاعُ الْحَجَّاجِيُّ وَالْقَفِيزُ الْحَجَّاجِيُّ وَهُوَ تَبَعُ الْهَاشِمِيِّ وَهُوَ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَمِنْ مَسَائِلِ الْجَدِّ (الْحَجَّاجِيَّةُ) وَهِيَ فِي خ ر وَأَمَّا حَدِيثُ اللُّقَطَةِ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَهَا أَيَّامَ (الْحُجَّاجِ) فَذَلِكَ بِالضَّمِّ جَمْعُ حَاجٍّ وَقَدْ رُوِيَ أَيَّامَ الْحَجِّ وَفِي شَرْحِ السَّعْدِيِّ أَيَّامَ الْحَاجِّ وَهُوَ بِمَعْنَى الْحُجَّاجِ كَالسَّامِرِ بِمَعْنَى السُّمَّارِ فِي قَوْله تَعَالَى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: 67] .
[حجج] الحَجُّ: القصد. ورجل مَحْجوجٌ، أي مقصود. وقد حَجَّ بنو فُلانٍ فلاناً، إذا أطالوا الاختلاف إليه. قال المخبل : وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا قال ابن السكيت: يقول يكثرون الاختلاف إليه. هذا الأصلُ، ثم تُعورِفَ استعماله في القصد إلى مكة للنُسك. تقول: حججت البيتَ أحُجُّهُ حجا، فأنا حاج. وربما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر. قال الراجز:

بكل شيخ عامر أو حاجج * ويجمع على حج مثل بازل وبزل، وعائذ وعوذ. وأنشد أبو زيد لجرير: وكأن عافية النسور عليهم * حج بأسفل ذى المجاز نزول والحج بالكسر: الاسم . والحجة المَرَّةُ الواحدة، وهو من الشواذ، لأنَّ القياس بالفتح . والحَجَّةُ: السنة، والجمع الحِجَجُ. وذو الحِجَّة شهر الحجِّ، والجمع ذَواتُ الحِجَّةِ وذواتُ القِعْدَةِ. ولم يقولوا ذَوُو على واحِدِهِ. والحِجَّةُ أيضاً: شحمةُ الأذن. قال لبيد: يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حِجَّةٍ * وإن لم تَكُنْ أعناقُهُنَّ عَواطِلا والحَجيجُ: الحُجَّاجُ، وهو جمع الحاج، كما يقال للغزاة: غزى، وللعادين على أقدامهم: عدى. وامرأة حاجة ونسوة حواج بيت الله عز وجل بالاضافة، إذا كن قد حججن، وإن لم يكن حججن قلت: حواج بيت الله فتنصب البيت لانك تريد التنوين في حواج إلا أنه لا ينصرف كما يقال هذا ضارب زيد أمس وضارب زيدا غدا، فتدل بحذف التنوين على أنه قد ضربه وبإثبات التنوين على أنه لم يضربه. وأحججت فلانا، إذا بعثته ليحج. = الحال فمكسور لا غير، ما أحسن عمته، وركبته. وحدثني أبو عمر عن ثعلب عن ابن الاعرابي: رأيته رأية واحدة بالفتح. فهذا على أصل ما يجب ".

وعلى القياس روى سيبويه " قالوا: حجة واحدة - يعنى بالفتح يريدون عمل سنة واحدة ".

بعده: غرائر أبكار عليها مهابة * وعون كرام يرتدين الوصائلا وقولهم: وحجة الله لا أفعل، بفتح أوله وخفض آخره: يمين للعرب. والحجة: البرهان. تقول حاجَّهُ فحــجَّه أي غلبه بالحُجَّةِ. وفي المثل: " لَجَّ فَحَــجَّ ". وهو رجلٌ مِحْجاجٌ، أي جَدِلٌ. والتحاجُّ: التخاصُم. وحَجَجْتُهُ حَجَّاً. فهو حجيج، إذا سبرت شجته بالميل لتعالجه. قال الشاعر : يحج مأمومة في قعرها لجف * فاست الطبيب قذاها كالمغاريد والمحجاج: المسبار. والحجاج والحجاج، بفتح الحاء وكسرها: العظم الذي ينْبتُ عليه الحاجب، والجمع أحجة. قال رؤبة:

صكى حجاجى رأسه وبهزى * والمحجة: جادة الطريق. والحجحجة: النكوص. يقال: حملوا على القوم حَملةً ثم حجحجوا. وحجحجَ الرجلُ إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أمسك، هو مثل المجمجة . 
[حجج] نه: الحج لغة القصد، خصه الشرع بقصد معين، وفيه لغتان الفتح والكسر، وقيل: بالفتح المصدر والكسر الاسم، والحجة بالفتح للمرة، الجوهري: بالكسر لها على الشذوذ. وذو الحجة بالكسر شهر الحج. ورجل حاج، وامرأة حاجة، ورجال حجاج وقد يقال حاج ونساء حواج. ومنه ح: لم يترك "حاجة" ولا داجة، الداجة الأتباع والأعوان، يريد الجماعة الحاجة ومن معهم من أتباعهم. وح: هؤلاء الداج وليسوا "بالحاج". وفي ح الدجال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا "حجيجه" أي محاجه ومغالبه بإظهار الحجة عليه، والحجة الدليل والبرهان، حاججته حجاجًا ومحاجة فأنا محاج وحجيج. ط: دونكم، إرشاد إلى أنه صلى الله عليه وسلم كاف فيه غير محتاج إلى معاونة من أمته، فإن قيل: أوليس قد ثبت في الصحيح أنه يخرج بعد خروج المهدي وأن عيسى يقتله وغيرها من الوقائع الدالة على أنه لا يخرج في زمنه؟ قلت: هو تورية للتخويف ليلجأوا إلى الله من شره، وينالوا فضله، أو يريد عدم علمه بوقت خروجه كما أنه لا يدري متى الساعة. نه ومنه ح معاوية: فجعلت "أحج" خصمي أي أغلبه بالحجة. وح: اللهم ثبت "حجتي" في الدنيا والآخرة، أي قولي وإيماني في الدنيا، وعند جواب الملكين في القبر. ط: "احتج" آدم وموسى، أي تحاجا في العالم العلوي الروحاني بعد اندفاع مواجب الكسب، ورفعوفيه: كانت الضبع وأولادها في "حجاج" عين رجل من العماليق، هو بالكسر والفتح العظم المستدير حول العين. ومنه فجلس في "حجاج" عينيه كذا وكذا نفراً، يعني السمكة. ن: هو بجيم مخففة. و"احتجا" بحديث إمامة جبريل، لعل عمر والمغيرة أخرا العصر عن الوقت الثاني من وقتي جبرئيل فيصح احتجاجهما بحديثه. ومن خلع يداً عن طاعة لقي الله لا "حجة" له، أي في فعله ولا عذر له ينفعه. والقرآن "حجة" لك، أي إن امتثلت به وإلا فعليك. وحج "حجة" واحدة، أي بعد الهجرة، وهي حجة الوداع سنة عشر، وبمكة أخرى أي قبلها، وروى في غير مسلم "حجتان" قبل الهجرة. ويوم "الحج" الأكبر يوم النحر، وقيل: يوم عرفة، والعمرة الحج الأصغر. غ: "الحجة" الكلام المستقيم. ومنه: "المحجة" الطريق. ولج "فحــج" أي تمادى به لجاجة حتى حج البيت. مد: "قل فلله "الحجة" البالغة" عليكم بأوامره ونواهيه ولا حجة لكم عليه بمشيئته.
حجج
حجَّ/ حجَّ إلى حَجَجْتُ، يَحُجّ، احْجُج/ حُجَّ واحْجِج/ حِجَّ، حَجًّا وحِجًّا، فهو حاجّ، والمفعول مَحْجوج
• حجَّ المكانَ: قصَده "حَجَجْتُ بيتَ المقدس: زُرته".
• حجَّ البيتَ الحرامَ: قَصده للقيام بمناسك الحَجّ " {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} - {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} " ° يَوْمُ الحجِّ الأكبر: يومُ عرفة، يوم النَّحْر.
• حجَّ الشَّخصَ: غلَبه بالحُجَّة.
• حجَّ إليه: قدِم "كان العلماء والوزراء يحجّون إليه ليسمعوا خطبه". 

احتجَّ بـ/ احتجَّ على يحتجّ، احتَجِجْ/ احتَجَّ، احْتِجاجًا، فهو مُحْتَجّ، والمفعول مُحْتَجّ به
• احتجَّ بكذا: استند إليه، اتَّخذه حُجَّةً له وعُذرًا "احتجّ بأقدميَّته لنيل ترقيةٍ".
• احتجَّ عليه:
1 - أقام الحُجَّةَ والبرهانَ "كان نحاة العرب لا يحتجّون على الصَّواب اللّغويّ إلاّ بلغة عدد محدود من القبائل".
2 - عارضه مستنكرًا رافضًا فعله "احتجّ الطّلابُ على رفع مصاريف الدِّراسة". 

تحاجَّ يتحاجّ، تَحاجَجْ/ تَحاجَّ، تحاجًّا، فهو مُتحاجّ
 • تحاجَّ القومُ: تجادلوا، تناظروا، تخاصموا مع بعضهم "إنّهم يتحاجّون بغير علم- {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} ". 

تحجَّجَ يتحجَّج، تحجُّجًا، فهو متحجِّج
• تحجَّج فلانٌ: احتجّ بحجج باطلة وطلب الأمرَ في غير محلِّه. 

حاجَّ يحاجّ، حاجِجْ/ حاجَّ، مُحاجَّةً وحِجاجًا، فهو مُحاجّ، والمفعول مُحاجّ (للمتعدِّي)
• حاجَّ الشَّخصُ: أقام الحُجَّةَ والدَّليلَ ليُثبت صحَّةَ أمر، برهن بالحُّجَّة والدَّليل ليقنع الآخرين "حاجَّ لدعم افتراضٍ".
• حاجَّ الشَّخصَ: جادله وخاصمه، نازعه بالحجَّة، ناظره "لا نريد أن نحاجّهم بما قرّره العلماء المحدثون- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} ". 

حجَّجَ يحجّج، تحجيجًا، فهو مُحجِّج، والمفعول مُحجَّج
• حجَّج والدَه: بعثه ليحجّ. 

احتجاج [مفرد]: ج احتجاجات (لغير المصدر):
1 - مصدر احتجَّ بـ/ احتجَّ على.
2 - اعتراض واستنكار "أضرب المحامون احتجاجًا على قرار السُّلطات- تبادل الاحتجاجات كتابةً" ° احتجاج رسميّ: بيان مكتوب يتضمّن اعتراضًا على حالة راهنة ومطالبًا بتغييرها. 

حاجّ [مفرد]: ج حاجُّون وحُجّاج وحَجِيج، مؤ حاجَّة، ج مؤ حاجّات وحواجّ:
1 - اسم فاعل من حجَّ/ حجَّ إلى.
2 - قاصد البيت الحرام لأداء النُّسك في موسم الحجّ. 

حِجاج [مفرد]: مصدر حاجَّ.
• الحِجاج: (شر) التجويف العظميّ من الجمجمة حيث توجد المُقلة وتوابعها. 

حَجّ/ حِجّ [مفرد]:
1 - مصدر حجَّ/ حجَّ إلى.
2 - أحد أركان الإسلام الخمسة وهو القصد إلى البيت الحرام للنُّسك والعبادة في أشهرٍ معلومات " {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}: ائتوا بهما كاملَيْن بمناسكهما من غير توانٍ ولا نقصان".
• الحجُّ الأصغر: (فق) الحجّ الذي ليس فيه وقوف بعرفة، ويطلق على العُمرة.
• الحجُّ الأكبر: (فق) الذي يتضمَّن الوقوفَ بعرفة، ويطلق على يوم الوقوف بعرفة " {وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} ".
• الحَجّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 22 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية. 

حُجَّة [مفرد]: ج حِجاج وحُجَج:
1 - دليل وبرهان "قدّم للقاضي حُجَّةً قاطعة- {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} ".
2 - دعوى أو ذريعة يُتَذَرّع بها لإخفاء السَّبب الحقيقيّ "تعدَّدت الانقلابات العسكريَّة بحجّة إنقاذ الوطن".
3 - محلّ ثقة "إنّه حُجَّة في هذا المجال".
4 - عالِمٌ ثَبْت "إنه حُجَّة في اللغة".
5 - احتجاج وخصومة " {لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} ".
6 - (حد) مَنْ أحاط علمُه بثلاثمائة ألف حديث مَتْنًا وإسنادًا بأحوال رُواته جَرْحًا وتعديلاً وتأريخًا.
• حُجَّة ملكيَّة: صَكُّ البَيْع، سند يُثبَت به حقُّ انتقالِ الملكيَّة. 

حِجَّة [مفرد]: ج حِجَج:
1 - اسم مرَّة من حجَّ/ حجَّ إلى: على غير قياس.
2 - سَنَة " {عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} ".
• حِجَّة الوداع: آخر حِجّة للرَّسول صلّى الله عليه وسلّم للبيت الحرام وهي الحِجّة الوحيدة التي حجَّها.
• ذو الحِجَّة: الشّهر الثاني عشر والأخير من شهور السَّنة الهجريَّة، يأتي بعد ذي القعدة، وهو من الأشهُر الحُرم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، وهو شهر الحجّ في الإسلام. 

مُحاجَّة [مفرد]: ج مُحاجَّات:
1 - مصدر حاجَّ.
2 - سلسلة من الأدلّة تُفضي إلى نتيجة واحدة. 

مَحَجَّة [مفرد]: ج مَحاجُّ:
1 - اسم مكان من حجَّ/ حجَّ إلى: موضع يُحجّ إليه.
2 - منهج، طريق مستقيم "تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْمَحَجَّةِ البَيْضَاءِ [حديث] ".
3 - غاية ومقصد "محجَّة الصَّواب". 
حجج
: ( {الحَجُّ: القَصْدُ) مُطْلَقاً. حَجَّهُ} يَحُجُّه {حَجًّا: قَصَدَه،} وحَجَجْتُ فُلاناً، واعْتَمَدْتُه: قَصَدْتُه. ورجلٌ {مَحْجُوجٌ، أَي مقصودٌ.
وَقَالَ جمَاعَة: إِنّه القَصْدُ لمُعَظَّمِ.
وَقيل: هُوَ كَثْرَةُ القَصْدِ لمُعَظَّمٍ، وهاذا عَن الْخَلِيل.
(و) } الحَجُّ (: الكَفُّ) {كالحَجْحَجَةِ، يُقَال:} حَجْحَجَ عَن الشَّيْءِ {وحَجّ: كفَّ عَنهُ، وسيأْتي.
(و) الحَجُّ (: القُدُومُ) ، يُقَال:} حَجَّ علينا فلانٌ، أَي قَدِمَ.
(و) {الحَجّ (: سَبْرُ الشَّجَّةِ} بِالمِحْجاجِ) للمُعالَجَةِ.
{والمِحْجاجُ: اسمٌ (للمِسْبَارِ) .
} وحَجَّهُ {يَحُجُّه} حَجًّا، فَهُوَ {مَحْجُوجٌ،} وحَجِيجٌ، إِذا قَدَحَ بالحَدِيد فِي العَظْمِ إِذا كَانَ قد هَشَمَ حَتَّى يَتَلَطَّخَ الدِّماغُ بالدَّمِ، فيقْلَعَ الجِلدةَ الّتي جَفَّتْ، ثمَّ يُعَالَج ذَلِك فيَلْتَئِم بجِلْدٍ، ويكونُ آمَّةً، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ امرأَةً:
وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حتّى كأَنّها
أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّمَاغِ {حَجِيجُ
وَكَذَلِكَ} حَجَّ الشَّجَّةَ {يَحُجُّها} حَجًّا، إِذا سَبَرهَا بالمِيلِ ليُعَالِجَها، قَالَ عذارُ بنُ دُرَّةَ الطّائِيّ:
! يَحُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ
فَاسْتُ الطَّبِيبِ قَذَاها كالمَغارِيدِ
يَحُجُّ، أَي يُصْلِحُ. مَأْمُومَة: شَجَّة بَلَغَتِ أُمَّ الرَّأْسِ.
وفسّر ابنُ دُرَيْد هاذا الشعرَ فَقَالَ: وعصفَ الشاعِرُ طَبِيباً يُدَاوهي شَجَّةً بَعيدةَ القَعْرِ، فَهُوَ يَجْزَع من هَوْلِهَا، فالقَذَى يَتساقطُ من استهِ كالمَغارِيد، والمَغَاريد: جَمعُ مُغْرُودٍ، وَهُوَ صَمْغٌ معرُوف.
وَقَالَ غَيره: استُ الطبيبِ يُراد بهَا مِيلُهُ، وشَبَّهَ مَا يَخرج من القَذَى على مِيلِه بالمَغَارِيد.
وَقيل: الحَجُّ: أَن يُشَجَّ الرَّجُلُ، فيَخْتَلِطَ الدَّمُ بالدِّماغِ، فيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغْلَى حتّى يَظْهرَ الدصمُ فيُؤْخَذَ بقُطْنَةٍ.
وَقَالَ الأَصمَعِيّ: {الحَجِيجُ من الشِّجَاجِ: الَّذِي قد عُولِجَ، وَهُوَ ضَرحبٌ من عِلاجها. وَقَالَ ابنُ شُميل الحَجُّ: أَنْ تُفْلَقَ الهامَةُ، فتُنْظَرَ هَل فِيهَا عَظْمٌ أَو دَمٌ، قَالَ: والوَكْسُ: أَن يَقَعَ فِي أُمِّ الرأْسِ دَمٌ أَو عِظَامٌ، أَو يُصيبَها عَنَتٌ.
وَقيل: حَجّ الجُرْحَ: سَبَرَه ليَعرف غَوْرَه، عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَقيل:} حَجَجْتُها: قِسْتُهَا.
{وحَجَّ العَظْمَ} يحُجُّه {حَجًّا: قَطَعَه من الجُرْحِ واسْتَخْرَجَه.
(و) الحَجُّ: (الغَلَبَةُ} بالحُجَّةِ) ، يُقَال: {حَجَّهُ} يَحُجُّه {حَجًّا، إِذا غَلَبَه على} حُجَّتِه. وَفِي الحَدِيث: ( {فحَــجَّ آدَمُ مُوسَى) أَي غَلَبَه بالحُجَّة، وَفِي حَدِيث معاويةَ: (فجَعَلْتُ} أَحُجُّ خَصْمِي) أَي أَغلِبُه بالحُجَّة.
(و) الحَجُّ: (كَثْرَةُ الاخْتلاف والتَّرَدُّدِ) ، وَقد {حَجَّ بَنو فُلان فُلاناً، إِذا أَطالُوا الاختلافَ إِلَيْهِ، وَفِي التّهذيب: وتقولُ:} حَجَجْتُ فُلاناً، إِذا أَتَيْتَه مَرّةً بعد مرّةٍ، فَقيل: حُجَّ البيتُ؛ لأَنّهم يأْتُونَه كلَّ سنَةٍ: قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْديّ:
وأَشْهَدُ من عَوْفغ حُلُولاً كِثيرَةٌ
يَحُجُّونَ سبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا أَي يَقْصِدُونَه ويَزُورُونَه.
(و) قَالَ ابْن السِّكِّيت: يَقُول: يَكْثِرُون الاختلافَ إِليه، هَذَا الأَصلُ ثمّ تعُورِف استعمالُه فِي (قَصْدِ مَكَّةَ للنُّسُكِ) .
وَفِي اللِّسَان: الحَجُّ: (قَصْدُ) التَّوَجُّه إِلى البَيْت بالأَعمالِ المشروعةِ فَرْضاً وسُنَّةً، تَقول: {حَجَجْتُ البَيتَ} أَحُجُّه {حَجًّا، إِذا قصَدْتَه، وأَصْلُه من ذالك.
وَقَالَ بعضُ الفُقَهَاءِ: الحَجُّ: القَصْدُ، وأُطْلِق على المَنَاسِكِ لأَنّها تَبَعٌ لقَصْدِ مكَّةَ، أَو الحَلْق، وأُطْلِق على المَناسكِ لأَنَّ تمامَها بِهِ، أَو إِطَالَة الِاخْتِلَاف إِلى الشّيْءِ، وأُطلقَ عَلَيْهَا لذالك. كَذَا فِي شرْح شَيخنَا.
(و) تَقول: حَجَّ البَيْتَ} يَحُجُّه {حَجًّا، و (هُوَ حَاجُّ) ، ورُبما أَظهروا التَّضعيفَ فِي ضرورةِ الشِّعر قَالَ الرَّاجز:
بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَ (وحَاجِجِ)
و (ج:} حُجَّاجٌ) ، كعُمّارٍ، وزُوَّارٍ، ( {وحَجِيجٌ) ، قَالَ الأَزهريّ ومثلُه: غازٍ وغزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونَادٍ ونَدِيٌّ، للْقَوْم يَتَنَاجَوْن، ويَجْتَمِعُون فِي مَجلسٍ، وللعادِينَ على أَقدامِهم عَدِيٌّ.
وَنقل شَيخنَا عَن شُرُوح الكافيةِ والتَّسْهِيل: أَنّ لفظَ} حَجِيج اسمُ جَمْعٍ، والمصنّف كثيرا مَا يُطْلِقُ الجمْعَ على مَا يكون اسْم جمعٍ أَو اسْم جِنْسٍ جَمعيّ؛ لأَن أَهل اللُّغَة كثيرا مَا يُرِيدُونَ من الجمعِ مَا يدُلّ لفظُه على جمع كهاذا، وَلَو لم يكنْ جَمْعاً عِنْد النُّحاةِ وأَهلِ الصَّرف.
(و) يُجمع على (! حُجٍّ) ، بالضّمّ، كبازلٍ وبُزْلٍ، وعائَذٍ وعُوذٍ، وأَنشد أَبو زيدٍ لجرير يهجو الأَخطلَ، وَيذكر مَا صنعه الجَحَّافُ بنُ حَكهيم السُّلَمِيّ من قتل بني تَغْلِبَ قَومِ الأَخْطَلِ باليُسُر، وَهُوَ ماءٌ لبني تَميم: قَدْ كَانَ فِي جِيَفٍ بدِجْلَةَ حُرِّقَتْ
أَوفِي الذِينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ
وكَأَنَّ عافِيَةَ النُّسُورِ عليهمُ
حُجٌّ بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ
يَقُول: لما كَثُرَت قَتْلَى بني تَغْلِبَ جافَت الأَرْضُ، فحُــرِّقُوا؛ لِيزولَ نَتْنُهُم، والرَّحُوب: ماءٌ لبني تَغْلِب، وَالْمَشْهُور روايةُ البَيْت (حِجٌّ) بِالْكَسْرِ وَهُوَ اسْمُ الحَاجِّ، وعافِيَةُ النُّسور: هِيَ الغَاشِيَة الَّتِي تَغْشَى لُحُومَهم، وَذُو المَجَاز: من أَسواقِ العَرَبِ.
وَنقل شيخُنا عَن ابْن السّكّيت: الحجُّ، بِالْفَتْح: القَصْدُ، وبالكسر: القَومُ {الحُجَّاج.
قلت: فيستدْرَك على المصنّف ذالك.
وَفِي اللِّسَان: الحِجُّ بالسكر: الحُجَّاجُ قَال:
كأَنَّمَا أَصْواتُهَا بالوَادِي
أَصواتُ} حِجَ من عُمَانَ عَادِي
هَكَذَا أَنشدَه ابنُ دُريد بِكَسْر الحاءِ.
(وَهِي {حَاجَّةٌ من} حَوَاجّ) بيتِ الله، بالإِضافَة، إِذا كُنّ قد {حَجَجْنَ، وإِنْ لم يَكُنَّ قد} حَجَجْنَ قلت: {حَوَاجُّ بيْتَ الله، فتنصب الْبَيْت؛ لأَنّك تريدُ التنوينَ فِي حَوَاجّ إِلاّ أَنّه لَا ينْصَرف، كَمَا يُقَال: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زَيْداً غَدا، فتَدُلّ بِحَذْف التَّنْوِين على أَنّه قد ضَرَبَه، وبإِثْبَاتِ التَّنْوِين على أَنه لم يَضْرِبْه، كَذَا حقّقه الجوهريّ وَغَيره.
(و) } الحِجُّ (بالكسرِ: الاسْمُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: {حَجَّهُ} يَحُجُّهُ {حِجًّا، كَمَا قَالُوا: ذَكَرَهُ ذِكْراً.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الحَجُّ: قَضَاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحِدةٍ، وبعضٌ يكسِر الحاءِ فَيَقُول} الحِجُّ {والحِجَّةُ، وقُرِىءَ {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ} حِجُّ الْبَيْتِ} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 97) وَالْفَتْح أَكثر.
وَقَالَ الزَّجّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} يُقْرَأُ بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، والفَتْحُ الأَصل.
وروى عَن الأَثْرَمِ قَالَ: والحَجُّ والحِجُّ، لس عِنْد الكسائِيّ بَينهمَا فُرْقانٌ.
( {والحِجَّةُ) بِالْكَسْرِ (المَرَّةُ الواحِدَةُ) من الحَجِّ، وَهُوَ (شَاذٌّ) لورودهِ على خلاف القِياس؛ (لأَنَّ القِيَاسَ) فِي المَرَّةِ (الفَتْحُ) فِي كلّ فعلٍ ثلاثيّ، كَمَا أَنَّ القياسَ فِيمَا يَدُلُّ على الهَيْئَةِ الكسرُ، كَذَا صرّح بِهِ ثَعْلَب فِي الفصيح، وقَلَّدَه الجوهريُّ والفيوميّ والمصنّف وَغَيرهم.
وَفِي اللّسان: روى عَن الأَثْرَمِ وَغَيره: مَا سمعْنَا من الْعَرَب} حَجَجْتُ {حَجَّةً، وَلَا رأَيْتُ رَأَيَةً، وإِنما يَقُولُونَ: حَجَجْتُ} حِجَّةً.
وَقَالَ الكسائيُّ: كلامُ العربِ كلّه على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلا قَوْلَهُم: حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيت رُؤْيَةً فَتبين أَنّ الفَعْلَة للمرّة تقال بِالْوَجْهَيْنِ: الكسرِ على الشُّذُوذِ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي كَلَامهم والفتحِ على القِياس.
(و) الحِجَّةُ (: السَّنَةُ) والجَمْعُ حِجَجٌ.
(و) الحِجَّةُ! والحَاجَّةُ: (شَحْمَةُ الأُذُنِ) ، الأَخِيرَة اسمٌ، كالكاهِلِ والغَارِبِ، قَالَ لَبيدٌ يذكر نسَاء:
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرِّ فِي كُلّ حِجَّةٍ
وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعناقُهنَّ عَواطِلاَ
غَرَائِرُ أَبْكَارٌ عَلَيْهَا مَهَابَةٌ
وعُونٌ كِرَامٌ يَرْتَدِينَ الوَصائِلاَ
يَرُضْنَ صِعَابَ الدُّرَ، ايي يَثْقُبْنَه، والوَصائل: بُرُودُ اليَمَنِ، (واحدتها وَصِيلَة) والعُونُ: جمع عَوان للثَّيّبِ، وَقَالَ بعضُهم: الحِجّة هُنَا: المَوْسِمُ. (ويُفْتَحُ) ، كَذَا ضُبطَ بخطّ أَبي زكريّا فِي هَامِش الصِّحَاح.
(و) عَن أَبي عَمرٍ و: الحِجَّةُ: ثُقْبَةُ شَحْمَةِ الأُذن، والحَجَّةُ (بِالْفَتْح: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّقُ فِي الأُذُنِ) قَالَ ابْن دُريد: وَرُبمَا سُمّيتْ {حاجَّةً.
(و) } الحُجَّةُ (بالضَّمّ) : الدَّلِيلُ و (البُرْهَانُ) وَقيل: مَا دُفِعَ بِهِ الخَصْمُ، وَقَالَ الأَزهريّ: الحُجَّةُ: الوَجْهُ الَّذِي يكون بِهِ الظَّفَرُ عِنْد الخُصومة. وإِنما سُمِّيَت حُجّةً لأَنّها تُحَجُّ، أَي تُقْصَدُ، لأَنّ القَصْدَ لَهَا وإليها، وجمعُ الحُجّة وحِجَاجٌ.
( {والمِحْجاجُ) بِالْكَسْرِ: (الجَدِلُ) ككَتِفٍ، وَهُوَ الرَّجلُ الكثيرُ الجَدَلِ.
(و) تَقول: (} أَحْجَجْتُه) إِذا (بَعَثْتهُ ليَحُجّ) .
(و) قَوْلهم: و ( {حَجَّةِ الله لَا أَفْعَلُ، بِفَتْح أَوّلِه، وخَفْضِ آخِرهِ: يَمِينٌ لَهُمْ) ، كَذَا فِي كُتُبِ الأَيْمَانِ.
(} وحَجْحَجَ) بالمَكَان: (أَقَامَ) بِهِ فَلم يَبْرَحْ، {كتَحَجْحَجَ.
(و) } الحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، يُقَال: حَمَلُوا على القَومِ حَمْلَةً ثمّ {حَجْحَجُوا.
} وحَجْحَجَ الرّجُلُ: (نَكَصَ) ، وَقيل عَجَزَ، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
ضَرْباً طِلَحْفاً ليسَ {بالمُحَجْحِجِ
أَي لَيْسَ بالمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(و) } حَجْحَجَ عَن الشيْءِ: (كَفَّ) عنهُ.
(و) حَجْحَجَ الرّجلُ: أَرادَ أَن يقولَ مَا فِي نفسِه ثمَّ (أَمْسَكَ عَمّا أَرادَ قَوْلَهُ) .
وَفِي الْمُحكم: حَجْحَجَ الرجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نفسِه.
{والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشيْءِ والارْتِدَاعُ.
(} والحَجَوَّجُ، كَحَزَوَّرٍ) ، أَي بِفَتْح أَوّله وَتَشْديد ثالثه المفتوح (: الطَّرِيقُ يَسْتَقِيمُ مَرَّةً ويَعْوَجُّ أُخْرَى) ، وأَنشد:
أَجَدُّ أَيّامِكَ من! حَجَوَّجِ
إِذا اسْتَقَامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ ( {والحُجُجُ، بِضَمَّتَيْنِ: الطُّرُقُ المُحَفَّرَةُ) . وَمثله فِي اللّسَان، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ صَريحٌ فِي أَنّه جَمعٌ، وَهل مفردُه} حَجِيجٌ، كطَرِيقٍ؟ أَو {حِجَاجٌ، ككِتَاب؟ أَو لَا مُفردَ لَهُ؟ احتمالاتٌ، وسيأْتي.
(و) } الحُجُجُ (الجِرَاحُ المَسْبُورَةُ) ، ومفرده {حَجِيجٌ، كطَرِيق،} حَجَجْتُه {حَجًّا فَهُوَ} حَجِيجٌ، وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: ( {الحِجَاجُ) بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ: الجَانِبُ) والنّاحيةُ،} وحِجَاجَا الجَبَلِ: جانِبَاه.
(و) {الحِجَاجُ} والحَجَاجُ: (عَظْمٌ) مُسْتَدِيرٌ حولَ العَينِ (يَنْبُتُ عَلَيْهِ الحَاجِبُ) ، وَيُقَال: بل هُوَ الأَعلَى تحتَ الحاجِبِ، وأَنشد قولَ العَجّاج:
إِذا {حَجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَّجَا
وَقَالَ ابْن السّكّيت: هُوَ} الحَجاجُ. والحَجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العَينِ، وَعَلِيهِ مَنْبَتُ شَعَرِ الْحَاجِب، وَفِي الحَدِيث (كانَت الضَّبُعُ وأَولادُها فِي حَجَاجِ عَيْنِ رَجُلٍ من العَمَالِيقِ) وَفِي حَدِيث جَيْشِ الخَبَطِ (فجَلَسَ فِي حَجَاجِ عَيْنِه كَذَا كَذَا نَفَراً) يَعْنِي السَّمَكَةَ الَّتِي وجَدُوهَا على الْبَحْر. وأَما قولُ الشّاعر:
تُحَاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَرْصَاءُ ضَمَّها
كَلاَلٌ فحَــالَتْ فِي حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ
فإِنّ ابنَ جِنّى قَالَ: يريدُ فِي حَجَاج حاجِبٍ ضَمْرٍ، فَحــذف للضَّرُورة.
قَالَ ابْن سَيّده: وعِنْدِي أَنّه أَرادَ بالحَجا هنَا النّاحِيَةَ.

والجمعُ {أَحِجَّةٌ} وحُجُجٌ، بِضَمَّتَيْنِ.
قَالَ أَبو الْحسن: {الحُجُجُ شاذَ؛ لأَن مَا كَانَ من هاذا النَّحْوِ لم يُكَسَّر على فُعُلٍ؛ كارهيةَ التَّصْعِيفِ، فأَمّا قَوْله:
يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ
للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ
كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ} الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حَجَاجاً على غير قِيَاس، وأَظهر التّضْعِيف اضطِراراً.
(و) الحَجَاجُ (: حاجِبُ الشَّمْسِ) يُقَال: بدا حَجَاجُ الشَّمْسِ، أَي حاجِبُها، وَهُوَ قَرْنُهَا، وَهُوَ مَجاز.
( {والحَجْحَجُ: الفَسْلُ) الرَّدِىءُ والمُتَوَانِي المُقَصِّر.
(واس) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي اللِّسَان وَغَيره من أُمهات اللُّغة ورَأْسٌ (أَحَجُّ: صُلْبٌ) ، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسيّ يَصف الرِّكابَ فِي سَفرٍ:
ضَرَبْنَ بِكُلِّ سالِفَةٍ وَرأْسٍ
} أَحَجَّ كأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ
(وفَرَسٌ أَحَجُّ: أَحَقُّ) ، وسياأتي فِي الْقَاف.
(و) يُقَال للرَّجُلِ الكثيرِ الحَجِّ: إِنه لحَجّاجٌ، بِفَتْح الْجِيم من غير إِمَالَةٍ وكلّ نَعْتٍ على فَعَّالٍ فَهُوَ غَيرُ مُمَالِ الأَلفِ، فإِذا صَيَّرُوه اسْما خاصًّا تحوّل عَن حالِ النّعت، ودخلته الإِمالةُ، كاسم الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجِ والعَجّاجِ.
وَفِي اللِّسَان: الحَجّاجُ أَمالَهُ بعضُ أَهلِ الإِمالة فِي جميعِ وُجُوهِ الإِعرابِ على غير قِيَاس، فِي الرّفع والنَّصب، ومثلُ ذالك (النّاسُ) فِي الجَرّ خاصّةً، قَالَ ابْن سِد: وإِنْمَا مثَّلْتُه بِهِ؛ لأَنّ أَلفَ الحَجّاجِ زائدةٌ غير منقلبة، وَلَا يُجَاوِرُهَا مَعَ ذَلِك مَا يُوجِبُ الإِمالَةَ، وكذالك النّاس؛ لأَنّ الأَصلَ إِنما هُوَ الأُناس، فحــذفوا الهمزةَ وَجعلُوا الّلامَ خَلَفاً عَنْهَا، كالله، إِلا أَنّهم قد قالُوا: الأُناس، قَالَ: وقالُوا: مَرَرْتُ بنَاسٍ، فأَمالُوا فِي الجَرِّ خاصَّةً، تَشْبِيها للأَلف بأَلف فاعِل؛ لأَنّها ثَانِيَة مثلهَا، وَهُوَ نَادِر؛ لأَنّ الأَلفَ ليستْ منقلبةً، فأَمّا فِي الرّفع والنّصْب فَلَا يُمِيلِ أَحدٌ.
وَقد يقولُون: (حَجَّاجٌ) ، بِغَيْر أَلفٍ ولامٍ، وَهُوَ (اسْم) رجل، كَمَا يَقُولُونَ: العَبّاس، وعَبّاس.
(و) حَجَّاجُ (: ة، ببَيْهَقَ) . (ويَحُجُّ) بِصِيغَة الْمُضَارع (الفاسيّ: أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بنِ أَبهي حَاجَ، فَقِيهٌ) مالِكِيٌّ، شَارِح المُدَوَّنَةِ وَغَيرهَا، ترجَمه أَحمد بَابا السودانِيّ فِي كِفاية المُحْتَاج.
( {والتَّحَاجُّ: التَّخاصُمُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قولُهُم: أَقْبَلَ} الحَاجُّ والدَّاجُّ، يُمْكِن أَن يُرَادَ بِهِ الجِنْسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْعِ، كالجامِلِ والبَاقِرِ.
وروى الأَزهَريّ عَن أَبي طالبٍ فِي قَوْلهم: مَا حَجَّ ولاكنَّه دَجَّ، قَالَ: الحَجُّ: الزِّيارةُ والإِتْيَانُ. وإِنما سُمِّيَ حاجًّا بزِيارةِ بَيتِ الله تَعالى، قَالَ: والدَّاجُّ: الَّذِي يَخْرُجُ للتِّجارة، وَفِي الحَدِيث: (لم يَتْرُكْ {حاجَّةً وَلَا دَاجَّةً) الحَاجُّ والحَاجَّةُ: أَحَدُ الحُجَّاجِ، والدَّاجُّ والدَّاجَّةُ: الأَتْباع، يُرِيد الجَماعةَ الحَاجَّةَ، ومَن مَعَهم مِن أَتْبَاعِهِم، وَمِنْه الحديثُ: (هؤلاءِ الدَّاجُّ وَلَيْسوا بالحَاجِّ) .
} واحْتَجَّ الشَّيْءُ: صَلُبَ.
واحتَجَّ البَيْتَ، {كحَجَّهُ، عَن الهَجَرِيّ، وأَنشد:
تَرَكْتُ} احتِجَاجَ البَيْتِ حَتَّى تَظَاهَرَتْ
عَلَيَّ ذُنُوبٌ بَعدَهُنَّ ذُنُوبُ
وَذُو {الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ؛ سُمِّيَ بذالك} للحَجّ فِيهِ، وَالْجمع ذَوَاتُ الحِجَّةِ، وَلم يَقُولُوا: ذَوُو على واحِدِه.
وَنقل القَزَّازُ فِي غَريبِ البُخَارِيّ: وأَمّا ذُو الحجّة للشَّهْرِ الّذي يَقع فِيهِ الحَجُّ فالفَتْحُ فِيهِ أَشهرُ، وَالْكَسْر قليلٌ، وَمثله فِي مشَارقِ عِيَاضٍ، ومَطَالِعِ ابنِ قَرقولَ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمن أَمثالِ العَرَبِ: (لَجَّ {فحَــجَّ) . مَعْنَاهُ: لَجَّ فغَلَبَ مَنْ لاجَّهُ بِحُجَجِة، يُقَال:} حاجَجْتُه {أُحاجُّه} حِجَاجاً {ومُحاجَّةً حَتَّى} حَجَجْتُه، أَي غَلَبْتُه! بالحُجَج الَّتِي أَدْلَيْتُ بهَا، وَقيل: معناهُ: أَي أَنَّه لَجَّ وتَمَادَى بِهِ لَجَاجُه، وأَدّاه اللَّجَاجُ إِلى أَنْ حَجَّ البيتَ الحرامَ (وَمَا أَراده، أُريدَ أَنّه هاجَرَ أَهلَهُ بلَجَاجِه حَتَّى خرجَ حَاجًّا) .
وسَلَكَ المَحَجَّةَ، وَهِي الطَّرِيقُ. وَقيل: جَادَّةُ الطَّرِيقِ، وَقيل: {مَحَجَّةُ الطّريقُ: سَنَنُه، والجمعُ} المَحَاجُّ، تقولُ: عَلَيْكُم بالمَنَاهِج النَّيِّرةِ، {والمَحاجِّ الواضِحَةِ.
} والحُجَّةُ بالضَّم: مصدرٌ بِمَعْنى {الاحْتِجَاجِ واسلاتِدْلال.
وَفِي التَّهْذِيب:} مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ: هِيَ المَقْصِدُ والمَسْلَكُ.
وَفِي حَدِيث الدَّجّال: (إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا {حَجِيجُه) أَي مُحاجِجُه ومُغالِبُه بإِظهارِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ.
} والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.
{وحَجْحَجْ: مِن زَجْرِ الغَنَمِ.
} وحَجْحَجَ، {وتَحَجْحَجَ: صاحَ.
وكَبْشٌ} حَجْحَجَ، أَي عَظِيمٌ، قَالَ:
أَرسَلْتُ فِيهَا {حَجْحَجاً قد أَسْدَسَا
وَمن أَمثالِ الميدانيّ قولُهُم: (نَفْسُكع بِمَا} تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ) أَي أَنت بِمَا فِي قلبِك أَعلمُ مِن غيرِك.
حجج: {حِج}: قصد. {حِجَج}: سنون.

حجج: الحَجُّ: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه

حَجّاً: قصده. وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي قصدته. ورجلٌ محجوجٌ

أَي مقصود. وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه؛ قال

المُخَبَّلُ السعدي:

وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً،

يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا

أَي يَقْصِدُونه ويزورونه. قال ابن السكيت: يقول يُكْثِرُونَ الاختلاف

إِليه، هذا الأَصل، ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ

والحجِّ إِلى البيت خاصة؛ تقول حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا. والحجُّ قَصْدُ

التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة؛ تقول: حَجَجْتُ

البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قصدته، وأَصله من ذلك. وجاء في التفسير: أَن

النبي، صلى الله عليه ولم، خطب الناسَ فأَعلمهم أَن الله قد فرض عليهم

الحجَّ، فقام رجل من بني أَسد فقال: يا رسول الله، أَفي كلِّ عامٍ؟ فأَعرض عنه

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فعاد الرجلُ ثانيةً، فأَعرض عنه، ثم عاد

ثالثةً، فقال عليه الصلاة والصلام: ما يؤمنك أَن أَقولَ نعم، فَتَجِبَ،

فلا تقومون بها فتكفرون؟ أَي تدفعون وجوبها لثقلها فتكفرون. وأَراد عليه

الصلاة والسلام: ما يؤمنك أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نعم فَأَقولَ؟

وحَجَّه يَحُجُّه، وهو الحجُّ. قال سيبويه: حجَّه يَحُجُّه حِجًّا، كما

قالوا: ذكره ذِكْراً؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا،

وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا،

ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا

فسَّره فقال: يستخف الناسُ الذهابَ إِلى هذه المدينة لأَن الأَرض

دُحِيَتْ من مكة، فيقول: يذهب الناس إِليها لأَن يحشروا منها. ويقال: إِنما

يذهبون إِلى بيت المقدس.

ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ: جماعةُ الحاجِّ. قال

الأَزهري: ومثله غازٍ وغَزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونادٍ ونَدِيٌّ، للقومِ

يَتَناجَوْنَ ويجتمعون في مجلس، وللعادِينَ على أَقدامهم عَدِبٌّ؛ وتقول:

حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ. وربما أَظهروا التضعيف في

ضرورة الشعر؛ قال الراجز:

بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ

ويجمع على حُجٍّ، مثل بازلٍ وبُزْلٍ، وعائذٍ وعُودٍ؛ وأَنشد أَبو زيد

لجرير يهجو الأَخطل ويذكر ما صنعه الجحافُ بن حكيم السُّلمي من قتل بني

تَغْلِبَ قوم الأَخطل باليُسُرِ، وهو ماءٌ لبني تميم:

قد كانَ في جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ،

أَو في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ

وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ

حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذي المَجَازِ نُزُولُ

يقول: لما كثر قتلى بني تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُــرّقوا لِيَزُولَ

نَتْنُهُمْ. والرَّحُوبُ: ماءٌ لبني تغلب. والمشهور في رواية البيت: حِجٌّ،

بالكسر، وهو اسم الحاجِّ. وعافِيةُ النسور: هي الغاشية التي تغشى لحومهم.

وذو المجاز: سُوقٌ من أَسواق العرب. والحِجُّ، بالكسر، الاسم.

والحِجَّةُ: المرَّة الواحدة، وهو من الشَّواذِّ، لأَن القياس بالفتح. وأَما

قولهم: أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فقد يكون أَن يُرادَ به الجِنسُ، وقد يكون

اسماً للجمع كالجامل والباقر. وروى الأَزهري عن أَبي طالب في قولهم: ما

حَجَّ ولكنه دَجَّ؛ قال: الحج الزيارة والإِتيان، وإِنما سمي حاجًّا

بزيارة بيت الله تعالى؛ قال دُكَين:

ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ،

وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُهْ

قال: والداجُّ الذي يخرج للتجارة. وفي الحديث: لم يترك حاجَّةً ولا

داجَّة. الحاجُّ والحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ:

الأَتباعُ؛ يريد الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن معهم مِن أَتباعهم؛ ومنه الحديث:

هؤلاء الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ.

ويقال للرجل الكثير الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بفتح الجيم، من غير إِمالة،

وكل نعت على فَعَّال فهو غير مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسماً

خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت، ودخلته الإِمالَةُ، كاسم الحَجَّاجِ

والعَجَّاجِ. والحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قال:

كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي،

أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عادي

هكذا أَنشده ابن دريد بكسر الحاء. قال سيبويه: وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ،

يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة. قال الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ

واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الحاء، فيقول: الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وقرئ: ولله على

الناسِ حِجُّ البيتِ، والفتح أَكثر. وقال الزجاج في قوله تعالى: ولله على

الناس حَِجُّ البيت؛ يقرأُ بفتح الحاء وكسرها، والفتح الأَصل. والحَجُّ:

اسم العَمَل. واحْتَجَّ البَيْتَ: كحَجَّه عن الهجري؛ وأَنشد:

تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حتى تَظَاهَرَتْ

عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وقوله تعالى: الحجُّ أَشهُرٌ معلوماتٌ؛ هي شوَّال وذو القعدة، وعشرٌ من

ذي الحجة. وقال الفراء: معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ. وروي عن الأَثرم

وغيره: ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً، ولا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما

يقولون حَجَجْتُ حِجَّةً. قال: والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما

فُرْقانٌ. وغيره يقول: الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ

السَّنَةِ. وتقول: حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة، فقيل: حُجَّ

البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ. قال الكسائي: كلام العرب كله

على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلاّ قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ

رُؤْيَةً.والحِجَّةُ: السَّنَةُ، والجمع حِجَجٌ.

وذو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سمي بذلك لِلحَجِّ فيه، والجمع ذَواتُ

الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، ولم يقولوا: ذَوُو على واحده.

وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد

حَجَجْنَ، وإِن لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ، قلت: حَواجُّ بَيْتَ الله، فتنصب

البيت لأَنك تريد التنوين في حَواجَّ، إِلا أَنه لا ينصرف، كما يقال: هذا

ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زيداً غداً، فتدل بحذف التنوين على أَنه قد

ضربه، وبإِثبات التنوين على أَنه لم يضربه.

وأَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ. وقولهم: وحَجَّةِ الله لا

أَفْعَلُ بفتح أَوَّله وخَفْضِ آخره، يمينٌ للعرب.

الأَزهريُّ: ومن أَمثال العرب: لَجَّ فَحَــجَّ؛ معناه لَجَّ فَغَلَبَ

مَنْ لاجَّه بحُجَجِه. يقال: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى

حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها؛ قيل: معنى قوله

لَجَّ فَحَــجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى به لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى

أَن حَجَّ البيتَ الحرام، وما أَراده؛ أُريد: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه

حتى خرج حاجّاً.

والمَحَجَّةُ: الطريق؛ وقيل: جادَّةُ الطريق؛ وقيل: مَحَجَّة الطريق

سَنَنُه.

والحَجَوَّجُ: الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد:

أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ،

إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ

والحُجَّة: البُرْهان؛ وقيل: الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم؛ وقال

الأَزهري: الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة.

وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ.

والتَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ وجمع الحُجَّةِ: حُجَجٌ وحِجاجٌ. وحاجَّه

مُحاجَّةً وحِجاجاً: نازعه الحُجَّةَ.

وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: غلبه على حُجَّتِه. وفي الحديث: فَحَــجَّ آدمُ

موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة.

واحْتَجَّ بالشيءِ: اتخذه حُجَّة؛ قال الأَزهري: إِنما سميت حُجَّة

لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها؛ وكذلك مَحَجَّة الطريق هي

المَقْصِدُ والمَسْلَكُ. وفي حديث الدجال: إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا

حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه. والحُجَّةُ:

الدليل والبرهان. يقال: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بمعنى

فاعل. ومنه حديث معاوية: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه

بالحُجَّة. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فهو مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ

بالحَديد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالجم

فيَقْلَعَ الجِلْدَة التي جَفَّت، ثم يُعالَج ذلك فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ ويكون

آمَّةً؛ قال أَبو ذؤَيب يصف امرأَة:

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتى كأَنَّها

أُسِيٌّ، على أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ

وكذلك حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ

ليُعالِجَها؛ قال عذارُ بنُ دُرَّةَ الطائي:

يَحُجُّ مَأْمُومَةً، في قَعْرِها لَجَفٌ،

فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ

المَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، هو صَمْغٌ معروف. وقال: يَحُجُّ يُصْلِحُ

مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وفسر ابن دريد هذا الشعر فقال:

وصف هذا الشاعر طبيباً يداوي شجة بعيدَة القَعْر، فهو يَجْزَعُ من

هَوْلِها، فالقذى يتساقط من استه كالمَغاريد؛ وقال غيره: استُ الطبيب يُرادُ

بها مِيلُهُ، وشَبَّهَ ما يَخْرُجُ من القَذى على ميله بالمغاريد.

والمَغاريدُ: جمع مُغْرُودٍ، وهو صمغ معروف.

وقيل: الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فيختلط الدم بالدماغ، فيصب عليه السمن

المُغْلَى حتى يظهر الدم، فيؤْخذَ بقطنة. الأَصمعي: الحَجِيجُ من

الشِّجاجِ الذي قد عُولِجَ، وهو ضَرْبٌ من علاجها. وقال ابن شميل: الحَجُّ أَن

تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هل فيها عَظْم أَو دم. قال: والوَكْسُ أَن

يقَعَ في أُمِّ الرأْس دم أَو عظام أَو يصيبها عَنَتٌ؛ وقيل: حَجَّ

الجُرْحَ سَبَرَهُ ليعرف غَوْرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي:

والحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ. وقيل: حَجَجْتُها قِسْتُها،

وحَجَجْتُهُ حَجّاً، فهو حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل

لِتُعالِجَه.والمِحْجاجُ: المِسْبارُ.

وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّهُ حَجّاً: قَطَعَهُ من الجُرْح واستخرجه، وقد

فسره بعضهم بما أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ. ورأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ.

واحْتَجَّ الشيءُ: صَلُبَ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يصف الركاب في سفر كان

سافره:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ

أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ

والحَجاجُ والحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ عليه الحاجِبُ. والحِجاجُ:

العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العين، ويقال: بل هو الأَعلى تحت الحاجب؛

وأَنشد قول العجاج:

إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

وقال ابن السكيت: هو الحَجَّاجُ

(* قوله «الحجاج» هو بالتشديد في الأَصل

المعوّل عليه بأَيدينا، ولم نجد التشديد في كتاب من كتب اللغة التي

بأيدينا.). والحِجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ على وَقْبَةِ العين وعليه

مَنْبَتُ شعَر الحاجب. والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بفتح الحاءِ وكسرها: العظم الذي

ينبت عليه الحاجب، والجمع أَحِجَّة؛ قال رؤْبة:

صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي

وفي الحديث: كانت الضبُعُ وأَولادُها في حَِجاجِ عينِ رجل من العماليق.

الحِجاج، بالكسر والفتح: العظم المستدير حول العين؛ ومنه حديث جَيْشِ

الخَبَطِ: فجلس في حَِجَاج عينه كذا كذا نفراً؛ يعني السمكة التي وجدوها على

البحر. وقيل: الحِجاجان العظمان المُشرِفانِ على غارِبَي العينين؛ وقيل:

هما مَنْبَتا شعَرِ الحاجبين من العظم؛ وقوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها

كَلالٌ، فَحــالَتْ في حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ

فإِن ابن جني قال: يريد في حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فحــذف للضرورة؛ قال ابن

سيده: وعندي أَنه أَراد بالحجا ههنا الناحية؛ والجمع: أَحِجَّةٌ

وحُجُجٌ. قال أَبو الحسن: حُجُجٌ شاذ لأَن ما كان من هذا النحو لم يُكَسَّر على

فُعُلٍ، كراهية التضعيف؛ فأَما قوله:

يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ،

للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ،

كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ

فإِنه جمع حِجاجاً على غير قياس، وأَظهر التضعيف اضطراراً.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العظم.

والحِجَّةُ، بكسر الحاءِ، والحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسم

كالكاهل والغارب؛ قال لبيد يذكر نساء:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ في كلِّ حِجَّةٍ،

وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا

غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ،

وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا

يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَهُ. والوصائِلُ: بُرُودُ

اليَمن، واحدتها وَصِيلة. والعُونُ جمع عَوانٍ: للثيِّب. وقال بعضهم: الحِجَّةُ

ههنا المَوْسِمُ؛ وقيل: في كل حِجَّة أَي في كل سنة، وجمعها حِجَجٌ.

أَبو عمرو: الحِجَّةُ والحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن. والحَجَّة

أَيضاً: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق في الأُذن؛ قال ابن دريد: وربما

سميت حاجَّةً.

وحَِجاجُ الشمس: حاجِبُها، وهو قَرْنها؛ يقال: بدا حِجاجُ الشمس.

وحَِجاجا الجبل: جانباه. والحُجُجُ: الطرُقُ المُحَفَّرَةُ.

والحَجَّاجُ: اسم رجل؛ أَماله بعض أَهل الإِمالة في جميع وجوه الإِعراب

على غير قياس في الرفع والنصب، ومثل ذلك الناس في الجرِّ خاصة؛ قال ابن

سيده: وإِنما مثلته به لأَن أَلف الحجاج زائدة غير منقلبة، ولا يجاورها مع

ذلك ما يوجب الإِمالة، وكذلك الناس لأَن الأَصل إِنما هو الأُناس فحــذفوا

الهمزة، وجعلوا اللام خَلَفاً منها كالله إِلا أَنهم قد قالوا الأُناس،

قال: وقالوا مررت بناس فأَمالوا في الجر خاصة، تشبيهاً للألف بأَلف

فاعِلٍ، لأَنها ثانية مثلها، وهو نادر لأَن الأَلف ليست منقلبة؛ فأَما في

الرفع والنصب فلا يميله أَحد، وقد يقولون: حَجَّاج، بغير أَلف ولام، كما

يقولون: العباس وعباس، وتعليل ذلك مذكور في مواضعه.

وحِجِجْ: من زَجْرِ الغنم.

وفي حديث الدعاءِ: اللهم ثَبِّت حُجَّتي في الدنيا والآخرة أَي قَوْلي

وإِيماني في الدنيا وعند جواب الملكين في القبر.

خدر

(خ د ر) : (خُدْرَةُ) بِالسُّكُونِ حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رض.
خ د ر: (الْخِدْرُ) السِّتْرُ وَجَارِيَةٌ (مُخَدَّرَةٌ) إِذَا لَزِمَتِ الْخِدْرَ. وَ (الْخَدَرُ) فِي الرِّجْلِ وَبَابُهُ طَرِبَ. 
خ د ر : الْخِدْرُ هُوَ السِّتْرُ وَالْجَمْعُ خُدُورٌ وَيُطْلَقُ الْخِدْرُ عَلَى الْبَيْتِ إنْ كَانَ فِيهِ امْرَأَةٌ وَإِلَّا فَلَا وَأَخْدَرَتْ الْجَارِيَةُ لَزِمَتْ الْخِدْرَ وَأَخْدَرَهَا أَهْلُهَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَخَدَّرُوهَا بِالتَّثْقِيلِ أَيْضًا بِمَعْنَى سَتَرُوهَا وَصَانُوهَا عَنْ الِامْتِهَانِ وَالْخُرُوجِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهَا وَخُدْرَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ قَبِيلَةٌ وَخَدِرَ الْعُضْوُ خَدَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اسْتَرْخَى فَلَا يُطِيقُ الْحَرَكَةَ. 
(خدر)
خدرا استتر يُقَال خدرت الْمَرْأَة وخدر الْأسد لزم عرينه وَأقَام بِهِ وبالمكان أَقَامَ وتحير وتخلف عَن القطيع وَالشَّيْء ستره يُقَال خدر الهودج ألْقى عَلَيْهِ السّتْر وخدر الْمَرْأَة ألزمها خدرها وصانها عَن الْخدمَة لقَضَاء الْحَوَائِج فَهُوَ خادر وَهُوَ وَهِي خدور

(خدر) خدرا عراه فتور واسترخاء وَيُقَال خدر من الشَّرَاب أَو الدَّوَاء وخدر جِسْمه وخدرت عِظَامه وخدرت يَده أَو رجله وخدرت عينه ثقلت من قذى يُصِيبهَا وخدر الْيَوْم اشْتَدَّ حره وَسكن وَلم يَتَحَرَّك فِيهِ نسيم وَاللَّيْل وَالْمَكَان أظلم فَهُوَ خدر وأخدر وَهِي خدراء (ج) خدر

خدر


خَدَرَ(n. ac. خَدْر)
a. Kept at home, kept secluded ( young girl ).
b. [Bi], Remained, stayed, settled in.
خَدِرَ(n. ac. خَدَر)
a. Was, became benumbed, stiff.
b. Was heavy, languid (eye).
خَدَّرَa. Kept at home, kept secluded.
b. Benumbed; stupefied; drugged.

أَخْدَرَ
a. [Bi], Remained, stayed, settled in.
b. see V
تَخَدَّرَإِخْتَدَرَa. Hid himself; was, lay hidden, concealed.

خِدْر
(pl.
خُدُوْر أَخْدَاْر
أَخَاْدِيْرُ)
a. Curtain, veil.
b. Couch, throne.
c. Inner room ( woman's apartment ).
d. Darkness, blackness.
c. see 23
خُدْرَةa. Darkness, blackness.

خَدَرa. Numbness; torpor; lethargy, apathy;
non-chalance.

خَدِرa. Benumbed, torpid; drowsy.
b. Dark, murky.

خَاْدِرa. Secluded, lying hid, keeping close.
b. Slothful, sluggish.

خِدَاْرa. Lair, den, covert.

N. Ag.
خَدَّرَa. Benumbing.
b. Soporific.

مُخَدَّرَة مُخْدَرَة [ N. P.
]
a. Young girl keeping seclusion; guarded; modest
refined.
خدر: خَدَّر الشجرة (بالتشديد): أذواها وأذبلها (ابن العوام 1: 219).
وخَدَّر: ستر (فوك).
تخدَّر: ذكرت في معجم فوك في مادة اللاتينية معناها ستر.
انخدر: ذكرت في معجم فوك في مادة اللاتينية معناها فَّتر وكسَّر.
اخدَرَّ: تخدر، وتفتر (بوشر).
خَدْر: فالج، شلل (فوك).
خدران: خِدر، نَمِل (بوشر).
خَدَّارَة: رعَّادة (جنس سمك) لأن هذا السمك يسمى بلغة مالطة: خدَّالة كما أشار إلى ذلك أماري نقلاً من داوى، ملاحظات على السمك الرعاد في فلاسفة المساواة (سنة 1834 ص542) وبإبدال اللام راء تصبح خدَّاري (انظر ابن سينا 1: 255) فهو يقول في مادة رَعَّادة: هي السمك المخدرة. ويقول ابن البيطار (1: 498): وفعلها في تخدير يد ماسكها كفعل رعاد مصر.
تَخْدير: تنويم، ترقيد (بوشر).
مُخدِّر: ويجمع على مخدرات: منوم، مرقد (بوشر).
مَخّدُور: مخدر (هلو) - ومشلول، مفلوج (فوك).
خدر
الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَد للجارية في ناحية البَيْت، وهَوْدَج مَخْدُوْر، ويُجْمَع الخِدْرُ على الأخدار والأخادِير. وجارِية مُخدئرَة. وأخْدَرَتِ الجارِيةُ إخداراً.
وخَدَرَ الأسَدُ في عَرِيْنِهِ: إذا لم يَكَدْ يَخْرج، وهو خادرٌ مُخْدِرٌ. والخادرُ: المُتَحيرُ.
وكلُّ شَيْءٍ مَنَعَ بَصَراً عن شَيْء فقد أخْدَرَه؛ حتى الليْل.
والمِخْدَرانِ: النابانِ.
وخَدَره خَدْراً: أقْطَعَه. والمِخْدَرُ: القاطِعُ.
وخادَرَني: أي كاتَمَني.
والأخْدَرِي: من نَعْت الحِمار الوَحْشي.
والخُدَارِيُّ: الأسْوَدُ من الشعر، عُقَاب خُدَارِيةٌ.
والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الجَسَدَ، والفِعْلُ: خَدِرَتْ رِجْلُه.
ويَوْم خَدر: شَديدُ الحَر ليس فيه رِيح.
والخَدُوْر من الإِبل والغَنَم: التي لا تَلْحَق بها بل تكون خَلْفَها، المَطايا التي تَتَخَلف.
وأخْدرُ: اسْمُ حِصانٍ.
[خدر] فيه: كان صلى الله عليه وسلم إذا خُطب إليه إحدى بناته أتى "الخدر" فقال: إن فلانًا يخطب! فإن طعنت في "الخدر" لم يزوجها، الخدر ناحية في البيت يترك عليها ستر فتكون فيه البكر، خدرت فهي مخدرة، وجمع الخدر الخدور، طعنت في الخدر أي دخلت وذهبت فيه، وقيل: ضرب بيدها على الستر، ويشهد له رواية: نقرت، مكان: طعنت. ومنه شعر كعب: من "خادر" من ليوث.
خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره أي بيته. وفي ح عمر: إنه رزق الناس الطلاء فشربه رجل "فتخدر" أي ضعف وفتر كما يصيب الشارب قبل السكر، ومنه خدر الرجل واليد. وح ابن عمر: إنه "خدرت" رجله فقيل: ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها، قيل: اذكر أحب الناس إليك، قال يا محمد! فبسطها. وفيه: اشترط أن لا يأخذ تمرة "خدرة" أي عفنة، وهي ما اسود باطنها. ك: أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من "خدرها" حتى تخرج الحيض ذوات "الخدور"، حتى الثانية غاية للغاية، أو عطف بحذف أداة، والخدر بكسر معجمة الستر أو البيتن والخدور بالضم جمعه. ط: والمراد من يقل خروجهن من البيوت.
[خدر] الخِدْرُ: السِتْرُ. وجارية مُخَدَّرَةٌ، إذا لازمت الخِدْرَ. وأسد خادِرٌ، أي داخل الخِدر. ويُعنى بالخدر الأجَمة. وأَخْدَرَ الأسد، أي لزم الخِدْرَ. وأَخْدَرَ فلانٌ في أهله، أي أقام فيهم. وأنشد الفراء: كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا - يعنى أقام في وكره. وخدرة: حى من الانصار، منهم أبو سعيد الخدرى. والخدارى: الليل المُظلِم، والسَحاب الأسود والخُدارِيَّةُ: العُقابُ، للونها. قال الشاعر ذو الرمة:

ولم يَلفِظِ الغَرْثى الخُدارِيَّةَ الوكْرَ * يقول: بَكَرت هذه المرأةُ قبل أن تطير العقابُ من وكرها. وبعيرٌ خُداريٌّ، أي شديد السواد. وناقة خدارية. والخدرى في الرجل: امْذِلالٌ يعتريها. يقال خَدِرَتْ رِجلي، وخَدِرَتْ عظامه. قال طرفة: جازت البِيدَ إلى أرحُلنا * آخرَ الليلِ بيعفور خدر - كأنه ناعس . ويقال أخدر القوم، أي أظلمهم المطر. وقال:

شَمْسُ النهارِ ألاحَها الإخْدار * واليوم الخَدِرُ: النديّ. وليلةٌ خَدِرَةٌ. والأخْدَرِيُّ: الحِمار الوحشيّ. وخَدَرَ الظبي مثل خَذَل ، إذا تخلّف عن القطيع.
خ د ر

جارية مخدرة، وقد خدرها أهلها وأخدروها، وتخدرت؛ وهي من ربات الخدور. وهو من الأخدريات وهي الحمر نسبت إل أخدر حصان كان لأردشير بن بابك توحش فضرب فيها. تقول في الأحمق: هو من بنات أخدر، أو من بنات أكدر؛ وهو فحــل من حمر الوحش. وخدرت رجله، وبها خدر، ورجل خدرة. وخدرته المقاعد إذا قعد طويلاً حتى خدرت رجلاه. قال الهذلي يصف صائداً:

فجاء وقد أوجت من الموت نفسه ... به شغف قد خدرته المقاعد

أوجت: ارتعدت.

ومن المجاز: ليث خادر ومخدر. قال الفرزدق:

بقي الشامتين الصخر إن كان هدني ... رزية شبلي مخدر في الضراغم

وقد خدر الأسد في عرينه وأخدر. وليل مخدر وخداري: مظلم. وشعر خداري وجارية خدارية الشعر. وهودج مخدور. مستور. وإنه ليساترني ويخادرني. وخدر النهار إذا لم تتحرك فيه ريح ولم يوجد فيه روح. قال طرفة:

ومكان زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

ويعفور خدر: كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. وخدرت عظامه: فترت. وخدرت عينه: ثقلت من حكة وقدى.
(خدر)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ إِذَا خُطِبَ إِلَيْهِ إحْدَى بَنَاتِهِ أَتَى الْخِدْر فَقَالَ: إنَّ فُلَانًا خَطَبك إِلَيَّ، فَإِنْ طَعَنتْ فِي الْخِدْرِ لَمْ يُزوّجها» الْخِدْرُ نَاحِيَةٌ فِي الْبَيْتِ يُتْرك عَلَيْهَا سِتْرٌ فَتَكُونُ فِيهِ الْجَارِيَةُ الْبِكْرُ، خُدِّرَتْ فَهِيَ مُخَدَّرَةٌ. وَجَمْعُ الْخِدْر الْخُدُورُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَمَعْنَى طَعَنَت فِي الْخِدْر: أَيْ دخَلَت وذَهَبت فِيهِ، كَمَا يُقَالُ طَعَن فِي الْمَفَازَةِ إِذَا دَخَل فِيهَا. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ضَرَبت بيَدها عَلَى الستْر، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «نَقَرتْ الْخِدْر» مَكَانَ طَعَنت. وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
منْ خَادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
خَدَرَ الأسَدُ وأَخْدَرَ، فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدِرٌ: إِذَا كَانَ فِي خِدْرِهِ، وَهُوَ بيتُه.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ رَزَق النَّاسَ الطِّلاَءَ، فشَربَه رجُل فَتَخَدَّرَ» أَيْ ضَعُفَ وفَتَرَ كَمَا يُصيب الشاربَ قبْل السُّكْر. وَمِنْهُ خَدَرُ الرّجْلِ واليَدِ (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ خَدِرَتْ رِجْله، فَقِيلَ لَهُ: مَا لِرِجْلِك؟ قَالَ: اجتمعَ عَصَبُها. قِيلَ لَهُ: اذْكُر أحَبَّ النَّاسِ إِليك» قَالَ: يا محمدُ، فَبَسَطَها. (س) وَفِي حَدِيثِ الْأَنْصَارِيِّ «اشْتَرَط أَنْ لَا يَأخذ تَمْرة خَدِرَة» أَيْ عَفِنة، وَهِيَ الَّتِي اسْوَدَّ باطنها.
(خدر) - في الحديث: "أَنَّه عليه الصلاة والسلام كان إذا خُطِب إليه إحدى بَناتِه أَتَى الخِدْرَ. فقال: إنَّ فُلانًا يَخطُب فُلانةَ فإن طَعَنت في الخِدْر لم يُزَوِّجْها" .
قال الأصمعيّ: الخِدْر: ناحية البَيْت يُقْطَع لِلسِّتر، فتكون فيه الجَارِيةُ البِكْر. وقال غَيرُه: الخِدْر: سِتْرٌ يُمَدُّ للجَارِية في ناحية البيتِ، والهَوْدَجُ وهما مَخدُوران ومُخَدَّران، والمرأة مُخدَّرةٌ.
قال الحَربيُّ أوِ غيُره: ومعنى طَعَنَت: أي ذَهَبَت فيهِ وطَعَن الرجلُ في المَفَازة: ذهَب فيها، وأظن معنى طَعَنت غير مَا ذَهَب إليه.
فإن في رواية قال: "نَقَرَت الخِدْر" مكان طَعَنت. فعَلَى هذا معنى طَعَنَت: أي ضَرَبت بِيَدِها على السِّترِ.
- في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَزَق النَّاسَ الطِّلاءَ فَشرِبه رجل فَتَخَدَّر".
هو تَفعُّل من الخَدَر، وهو ما يُصِيب الرَّجلَ من الضَّعف من الشّراب أو الدّواءِ. وقيل: هو فُتورٌ وَمذَلٌ يَغشَى الجَسدَ أو العُضوَ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عمر رضي الله عنهما: "أَنَّه خَدِرَت رجلُه، فقِيل له: ما لِرِجْلِك؟ قال: اجتمَع عَصبُها. قيل: اذْكُر أَحبَّ النّاسِ إليك. قال: يا مُحَمَّد، فبَسَطَها".
قال أبو زيد: الخَدَر: تَشنُّج في الرِّجْل. يقال منه: خَدِرت ومَذِلَت، والخَدَر: الكَسلَ.
وقال الأَصمعيّ: الخَدَر: ثِقَل العَيْنِ من قذًى يُصيِبُها، وهذا غير ذلك، وقيل: الخَدَر في العَيْن: ظُهور الحَدَقَة.
- وفي حديث الْأَنصار : "اشترَط أن لا يأخذ تَمْرةً خَدِرةً ولا تارِزَة ". قيل: الخَدِرة: العَفِنَةُ التي اسْودَّ باطِنُها.
باب الخاء والدال والراء معهما خ د ر، د خ ر، خ ر د، ر د خ مستعملات

خدر: الخِدرُ: ستر يمد للجارية في ناحية البيت، وكذلك ينصب لها خشبات فوق قتب البعير، مستور بثوب، وهو الهودج المخدُور، والجميع: أخدار وأخادير، قال:

حتى تغامز ربات الأخادير

وخَدَّرْتُ الجارية فَتَخَدَّرَتْ، وأَخْدَرْتُ لها كأخدار الظَّبية خِشْفَها في هَبطةٍ من الأرض. وأسَدٌ خادر مُخْدِر كثير الخُدور، خَدِرٌ في عرينه، وأخْدَرَه عرينه. والخادِر: المتحير، وكل شيء منع بصرا فقد أخْدَرَه، والليل مُخدر، قال العجاج:

ومُخِدر الأبصار أخدري  والأخدَريُّ من نعت حمار الوحش. وليل خُداريٌّ: شديد الظلمة. والخُداريُّ: الأسود الشعر حتى العقاب، والخُداريُّ: الشِّعْر، وكذلك الجارية الخُداريَةُ، بالهاء. والخَدَرُ: امذلال يغشى اليد والرجل والجسد، والفعل خدرت. والخَدَرُ من الشراب والدواء: ما يضعف صاحبه. وقوله: بيعفور خَدِرْ أي كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. ويوم خَدِرٌ أي: ماطر، ويوم خَدِر: شديد الحر أيضا، قال طرفة.

ومكان زعل ظلمانه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

وخَدِرَ النهارُ: إذا لم يتحرك فيه الريح، ولا يوجد فيه روح.

دخر: الدَاخِرُ: الصاغر، دَخَرَ يَدْخَر دُخُورا أي صَغُر يَصْغُرُ صَغارا، وهو أن يفعل ما تأمره كرها على صِغَرٍ ودُخُور.

خرد: جارية خَريدةٌ أي: بِكْرٌ لم تمسس، والجميع: خَرائدُ وخُرَّدٌ. وجارية خَرودةٌ: خَفِرةٌ حَيِيَّةٌ، جاوزت الإعصار ولم تبلغ التعنيس.

ردخ: الرَّدْخ: الشَّدْخ، والرَّدْخ يقال له: الرَّدْغ . 
خدر
خدَرَ يَخدُر، خَدْرًا، فهو خادِر وخَدُور، والمفعول مخدور (للمتعدِّي)
• خدَرتِ المرأةُ: استترت في الخِدْر، وهو سِتْر يُمَدُّ للمرأة في ناحية البيت "فتاةٌ خدور- خَدَر الأسدُ: لزِم عرينَه وأقام به".
• خدَر الشَّيءَ: ستره "خدَر عيوبَه- خدَر الهَوْدَجَ: ألقى عليه السِّتْرَ".
• خدَر المرأةَ: ألزمَها خِدْرَها وصانها عن الخدمة لقضاء الحوائج. 

خدِرَ يَخدَر، خَدَرًا، فهو خَدِر
• خدِر الشَّخصُ: (طب) فتر واسترخى، اعتراه الفتورُ والاسترخاء نتيجة تعاطيه مخدّرًا "خدِرت عظامُه- عامِلٌ خدِر".
• خدِرت رِجْلُه/ خدِرت يدُه: (طب) تشنجتا فلم تطيقا الحركةَ. 

اختدرَ يختدر، اختدارًا، فهو مُختدِر
• اختدرتِ الفتاةُ: اتّخذت خِدْرًا وستارًا في البيت تستتر به. 

تخدَّرَ يتخدّر، تخدُّرًا، فهو متخدِّر
• تخدَّر العُضْوُ: مُطاوع خدَّرَ: فتر واسترخى "تخدّرت ساقُه من شدَّة البرد".
 • تخدَّر المريضُ: تعطّل إحساسُه بأثر التَّخدير، أو بمادّة طبيَّة تعطّل الإحساسَ مؤقّتًا "نام متخدِّرًا بعد أن أعطاه الطبيبُ حقنة البَنْج".
• تخدَّرَتِ المرأةُ: خدَرت، استترت في خِدْرها. 

خدَّرَ يخدِّر، تخديرًا، فهو مخدِّر، والمفعول مخدَّر
• خدَّر الطَّبيبُ المريضَ: أعطاه مادَّةً مخدِّرةً؛ لتعطيل إحساسه ° خدَّرَ الرَّأيَ العامّ: سيطر على تفكيره وعطّل ردّ الفعل عنده، ألهاه وصرف نظرَه بالوعود والتسويفات.
• خدَّره الشَّرابُ/ خدَّره المرضُ: سبّب له الفتور والاسترخاء، جعله يسترخي ويفتُر.
• خدَّر المرأةَ: ألزمها الخِدْرَ. 

تَخْدِير [مفرد]: مصدر خدَّرَ.
• تخدير كوكاينيّ: (طب) تعطيل الإحساس موضعيًّا بالكوكايين.
• تخدير موضعيّ: (طب) تعطيل الإحساس في أحد أعضاء الجسم، أو في موضع محدّد منه.
• تخدير جراحيّ: (طب) تعطيل الإحساس بدواء مخدِّر منعًا للألم عند إجراء جراحة.
• تخدير عامّ/ تخدير كُلِّيّ: (طب) تخدير يشمل الجسمَ بكامله، تعطيل الإحساس لكامل الجسد.
• علم التَّخدير: (طب) الدراسة والتطبيق الطبّي للتخدير. 

خادرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خدَرَ.
2 - (حن) عذراء، طور يلي طور اليرقة بعد تمام نموّها في دورة حياة بعض الحشرات. 

خَدْر [مفرد]:
1 - مصدر خدَرَ.
2 - فالج، شلل. 

خَدَر [مفرد]:
1 - مصدر خدِرَ.
2 - كسل وفتور.
3 - (طب) فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه، وهو عام يشمل الجسمَ كلَّه، أو موضعيّ في منطقة معيّنة منه، أو هو فقدان الشعور خاصَّة الإحساس اللمسيّ الناتج عن مرض أو إصابة أو الوخز بالإبر أو عقار مخدِّر أو مُسكِّن "أصيب بخَدرٍ في ساقه". 

خَدِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خدِرَ. 

خِدْر [مفرد]: ج أَخْدار وخُدُور:
1 - كلّ ما يواري من بيتٍ "لزمت المرأةُ خِدْرَها".
2 - ستارة، سِتْرٌ يُمَدّ للمرأة في ناحية البيت ليحجبَ ما وراءَه "نظرت من وراء الخِدْر" ° بناتُ الخُدور: العذارى- ربَّات الخُدور: النساء المستَتِرات. 

خَدُور [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خدَرَ. 

مُخَدِّر [مفرد]: ج مخدِّرون ومخدِّرات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من خدَّرَ.
2 - مادّة تسبِّب فقدان الوعي بدرجات متفاوتة، كالحشيش والأفيون، وتحدث فتورًا وارتخاء في الجسم وضعفًا في الإحساس وخمولاً في الذِّهن "ضُبط ومعه كميّة كبيرة من المخدِّرات- تعمل الدولةُ على مكافحــة انتشار المخدِّرات" ° إدمان المخدِّرات: التعوّد على تناولها- تهريب المخدِّرات: محاولة إدخالها البلاد خِلْسة- مكافحــة المخدِّرات: محاولة منع تهريبها أو الاتجار فيها.
3 - (طب) مادّة يعطيها الطبيبُ للمريض؛ ليعطل إحساسَه تمهيدًا لإجراء عمليّة جراحيّة له، أو لتخفيف ألمه، منوّم، مُرقّد "حقنوه بمخدِّر قبل العمليّة الجراحيّة". 
الْخَاء وَالدَّال وَالرَّاء

الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدّ لِلْجَارِيَةِ فِي نَاحيَة البَيت ثمَّ صَار كُلُّ مَا واراك من بَيْت وَنَحْوه خِدْراً، وَالْجمع: خُدُور، وأخدار، وأخادير، جَمع الْجمع.

والخِدْرُ: خَشبات تُنصب فَوق قَتَب البَعير مَسْتُورة بثَوب.

وهَودج مَخْدور، ومُخدَّر: ذُو خِدْر، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صَوَّى لَهَا ذَا كَدْنةٍ فِي ظَهْرهِ كأنّه مُخَدَّرا فِي خِدْرِهِ

أَرَادَ: فِي ظَهره سَنامُ تامكٌ كَأَنَّهُ هَودج مُخدَّر، فاقام الصّفة الَّتِي فِي قَوْله " كَأَنَّهُ مُخدّر " مقَام المَوصوف، الَّذِي هُوَ قَوْله " سَنَام "، كَمَا قَالَ:

كَأَنَّك من جِمال بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَع خلف رِجْلَيْه بشَنِّ

أَي: كَأَنَّك جمل من جمال بني أقيش، فحَــذف الْمَوْصُوف واجتزأ مِنْهُ بِالصّفةِ، لِعلْم المُخاطب بِمَا يَعْنِي. وَقد أَخْدَرَ الجاريةَ، وخَدَّرها، وخَدَرت فِي خِدرها، وتَخدّرت هِيَ، واختدرت، قَالَ ابنُ أَحْمَر:

وضَعْنَ بِذِي الجَذاء فُضولَ رَيْطٍ لِكَيْما يَخْتدِرْنَ ويَرْتدينَا

ويروى: بِذِي الجذاة.

وأختدرت القارَةُ بالسَّراب: استْتَرت بِهِ فَصَارَ لَهَا كالخِدْر، قَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى أَتَى فلكَ الدَّهناء دُونهمُ واعْتمّ قُورُ الضُّحَى بالآل واخْتدرَا

وخَدَّرت الظَّبيةُ خِشْفها فِي الخَمَر والهَبَط: سَتَرتْه هُنَالك.

وخِدْرُ الْأسد: أجَمتُه.

وخَدَر الأسدُ خُدُورا، وأخْدر: لَزم خِدْرَه وَأقَام.

وأخدره عَرينهُ: وارَاه.

والمُخْدِرُ: الَّذِي اتخذ الأجمةَ خِدْرَا، أنْشد ثَعْلَب:

مَحَلاً كَوَعْناء القنافِذ ضارِباً بِهِ كَنَفاً كالمُخْدِر المُتأجمِ

والخادر: الَّذِي خَدر فِيهَا.

وخَدر بِالْمَكَانِ، وأخْدر: أَقَامَ، قَالَ:

إِنِّي لأَرْجو من شَبيبٍ بِراَّ والحَرُّ إِن اخْدضرتُ يَوْمًا قَرَّا

والخَدَرُ: المطَر، لِأَنَّهُ يُخَدِّرُ الناسَ فِي بيُوتهم.

والخَدْرة: المَطْرة.

ويومٌ خَدِرٌ: باردٌ نَدٍ.

والخَدِرُ، والخَدَرُ: الظُّلْمة.

وليلٌ أخْدَرُ. وخَدِرٌ، وخَدُرٌ، وخُدارى: مُظلم.

وَقَالَ بعضُهم: اللَّيْل خَمسة أَجزَاء: سُدْفةٌ، وستْفَةٌ، وهَجْمَة: ويَعْفُور، وخُدْرةٌ، فالخُدرة، على هَذَا: آخر اللَّيْل.

وأخْدَر القومُ، كألْيَلُوا.

وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سَوْدَاء، قَالَ ذُو الرّمة: وَلم يَلْفِظ الفَرْثَى الخُداريَّة الوَكْرُ وَقَوله:

كأنّ عُقاباً خُداريّةً تُنَشِّر فِي الجَوِّ مِنْهَا جَناحا

فسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: تكون العُقاب الطائرةَ وَتَكون الرايَة، لِأَن الرَّايَة يُقَال لَهَا: عُقاب، وَتَكون أبراداً، أَي: إِنَّهُم يَبْسطون أبرادهم فَوْقهم.

وشَعرٌ خُداري: أسود.

وكل مَا مَنع بَصراً عَن شَيْء: فقد أخْدره.

والخَدَرُ: المكانُ المُظِلم الغامض، قَالَ هُدبة: إِنِّي إِذا استخفى الجَبان بالخَدَرْ والخَدَرُ: امذلالٌ يَغْشى الأَعْضاء من دَاءٍ أَو شَراب، خَدِر خَدَرا، فَهُوَ خَدِر، وأخْدره ذَلِك.

والخَدَرُ فِي الْعين: فُتورها.

وَقيل: هُوَ ثِقلٌ فِيهَا من قَذىً يُصيبها.

وعَينٌ خَدراء: خَدرةٌ.

والخَدَرُ: الكَسَل.

والخَدِرُ: الكَسِل.

والخادرُ: المُتحيِّر.

والخادرُ، والخَدُور، من الدَّوَابّ وَغَيرهَا: المُتخلِّف الَّذِي لم يَلحق، وَقد خَدَر.

وخَدَرت الظبيةُ خَدْراً: تَخلَّفت عَن القطيع.

والخدُور من الظباء وَالْإِبِل: المُتخلِّفة عَن القطيع. وخَدِرَ النهارُ خَدَرا، فَهُوَ خَدرٌ: اشْتدّ حَرُّه وسَكنتْ ريحُه.

والخِدارُ: عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلَى اللُّؤْمَة.

وخُدارُ: اسمُ فَرس، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي للقَتَّال الكِلابي:

وتَحْملني وبَزَّةَ مَضْرَحىٍّ إِذا مَا ثَوب الدَّاعِي خُدارُ

وأخدرُ: فحــلٌ من الخَيل، أُفْلِت فتوَحَّش وحَمَى عدّة غاباتٍ وضَرب فِيهَا، قيل: إِنَّه كَانَ لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام.

والاخدرية من الْخَيل، منسوبة إِلَيْهِ.

والاخدريّة من الحُمْر: منسوبة إِلَى فَحــل، يُقَال لَهُ: الأخَدْر.

وَقيل: هُوَ فرس، وَقيل: هُوَ حمَار.

وَقيل: الاخدرية: منسوبة إِلَى الْعرَاق، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك.

وَيُقَال للأَخْدريّة من الحُمر: بناتُ الأَخْدر.

وَبَنُو خُدرة: بطنٌ من الأنَصار، مِنْهُم: أَبُو سَعيد الخُدري.

وخَدُورة: مَوضعٌ بِبِلَاد بني الْحَارِث ابْن كَعْب، قَالَ لبيد:

دعَتْنيِ وفاضتْ عينُها بِخَدُورة فجِئتُ غَشاشاً إِذْ دَعتْ أمُّ طارقِ

خدر

1 خَدَرَ and خَدِرَ, as intrans. vs.: see 4, in six places: A2: and for the former, as a trans. v.: see 2, in two places.

A3: خَدِرَ, aor. ـَ inf. n. خَدَرٌ, said of a limb, (Msb, K,) and of the body, (TA,) and خَدِرَتْ, inf. n. as above, said of the leg or foot, (S, A,) and of the arm or hand, (TA,) It was, or became, benumbed, or torpid, or affected by a languidness, or laxity, (S, Msb, K,) or by a heaviness, (IAar,) and an impotence of exercising motion, (IAar, Msb,) or by a contraction of the sinews; (TA;) said of the leg or foot [&c.], it became asleep. (TA in art. بسر.) b2: Also خَدِرَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) He became languid from drinking wine or medicine. (TA: but only the inf. n. of the v. in this sense is there mentioned.) And (assumed tropical:) He was, or became, lazy, or slothful, and languid. (K, * TA: but in this instance, also, only the inf. n. is mentioned.) And خَدِرَتْ عِظَامُهُ (S, A) (tropical:) His bones became feeble. (A.) and خَدِرَتْ عَيْنُهُ, (A,) inf. n. as above, (K,) (tropical:) His eye became languid: (K, TA:) or became heavy, (A, K,) by reason of rubbing, (A,) or from a mote in it. (A, K.) b3: And خَدِرَ, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) said of the day, (TA,) (assumed tropical:) It became intensely hot: b4: and (assumed tropical:) intensely cold: (K, TA: [see also the part. n. خَدِرٌ:]) b5: and (tropical:) it was, or became, calm; without wind, and without a breeze. (A, TA.) 2 خدّر, (A, Msb,) inf. n. تَخْدِيرٌ; (K;) and ↓ اخدر, (A, Msb,) inf. n. إِخْدَارٌ; (K;) and ↓ خَدَرَ, (Msb,) inf. n. خَدْرٌ; (K;) He, (Msb,) or they, namely, her family, (A, Msb,) made a girl to keep herself behind, or within, the curtain; (A, Msb, K;) and kept her from menial employments and from going out to accomplish her wants. (Msb.) b2: [Hence,] خَدَّرَتْ (assumed tropical:) She (a gazelle) concealed her young one in a covert of trees or the like, or in a hollow. (TA.) and ↓ اخدر (tropical:) It (a lurking-place) concealed a lion; (K, TA;) [as also ↓ خَدَرَ: (see مَخْدُورٌ:)] and (assumed tropical:) it (anything) prevented a thing from being seen. (TA.) b3: [And hence,] خدّر (assumed tropical:) It (rain) confined people in their houses or tents. (TA.) and ↓ اخدر (assumed tropical:) It (night) confined, detained, or withheld, a person. (TA.) A2: See also 4, where it is app. a mistranscription for تخدّر.

A3: خدّر (A) and ↓ اخدر (K) also signify It made a limb, (K,) and the body, (TA,) and a leg or foot, (A,) and an arm or a hand, (TA,) to become خَدِر, i. e. benumbed, &c. (A, K, TA. [See خَدِرَ.]) You say, خَدَّرَتْهُ المَقَاعِدُ, meaning Long sitting [lit. the sitting-places] made his legs, or feet, to be in that state. (A, TA.) 3 خَادَرَنِى [He acted covertly with me]. (A, TA. [In both, يُخَادِرُنِى is coupled with يُسَاتِرُنِى.]) 4 أَخْدَرَتْ She (a girl) kept herself behind, or within, the curtain; (Es-Sarakustee, Msb;) as also ↓ تخدّرت, (A, TA,) and ↓ اختدرت, and فِى خِدْرِهَا ↓ خَدَرَتْ. (TA.) b2: [Hence,] ↓ تخدّر [in the CK ↓ خدّر (app. a mistranscription)] and ↓ اختدر (assumed tropical:) He concealed, or hid, himself; (K, TA;) as also ↓ خَدِرَ, like فَرِحَ [in measure]: (TA:) whence the saying, القَارَةُ بِالسَّرَابِ ↓ اِخْتَدَرَتِ, i. e. [The small isolated mountain, or the like,] became concealed by the mirage. (TA.) [Hence also,] اخدر (tropical:) He (a lion) kept himself in his lurking-place; (S, A, K;) as also ↓ خَدِرَ and ↓ خَدَرَ, (TA,) or خَدَرَ فِى عَرِينِهِ. (A, TA.) and (assumed tropical:) It (a bird) remained in its nest. (S.) and (assumed tropical:) He (a man) remained, stayed, or abode; (S, K;) بِمَكَانٍ in a place; as also ↓ خَدَرَ, inf. n. خَدْرٌ; (K;) and فِى أَهْلِهِ among his family. (S.) And ↓ خَدَرَ, (S,) inf. n. خَدْرٌ (K,) (assumed tropical:) He (a gazelle) remained behind the herd; not going with it: (S, K:) and he (a beast) remained behind; not overtaking, or coming up with, the others. (TA.) And اخدروا (assumed tropical:) They entered upon night [and so became concealed from view]. (TA.) And (assumed tropical:) They entered upon a day of rain, and of clouds or mist, and of wind: (K:) or rain came upon them. (S.) A2: اخدر as a trans. v.: see 2, in four places.5 تَخَدَّرَ see 4, in two places.8 إِخْتَدَرَ see 4, in three places.

خِدْرٌ A curtain (S, A, Msb, K) that is extended for a girl in a part of a house, or chamber, or tent; as also ↓ أُخْدُورٌ: (K:) and hence, (M,) any chamber, or house, or tent, or the like, that conceals a person: (M, K:) or a chamber, or house, or tent, in which is a woman; not otherwise: (Msb:) pl. [of mult.] خُدُورٌ (A, Msb, K) and [of pauc.] أَخْدَارٌ, and pl. pl. [i. e. pl. of the latter of these two, or pl. of أُخْدُورٌ,] أَخَادِيرُ. (K.) b2: [And hence, A vehicle composed of] pieces of wood set up over the saddle (قَتَب) of the camel, and curtained with a piece of cloth; (K;) i. e. a هَوْدَج. (TA.) b3: [Hence also,] (tropical:) The lurking-place of a lion. (S, K, TA.) b4: See also what next follows.

خَدَرٌ: inf. n. of خَدِرَ [q. v.]. (Msb, K.) A2: Also, and ↓ خِدْرٌ, (assumed tropical:) The darkness of night: (K:) or darkness absolutely; as also ↓ خُدْرَةٌ: (TA:) or this last signifies intense darkness: (K TA:) or, accord. to some, the night consists of five divisions, سُدْفَةٌ and سُتْفَةٌ and هَجْمَةٌ and يَعْفُورٌ and خُدْرَةٌ; so that this last signifies the last [of five divisions] of the night: or, accord. to Kr, the division next before this is called هَزِيعٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A dark place: (K:) or a dark, and low or depressed, place. (Ham p. 234.) b3: See also خُدَارِىٌّ. b4: (assumed tropical:) Rain: (S, K:) or clouds, or mist, and rain. (ISk.) A3: See also خُدْرَةٌ.

خَدُرٌ: see خُدَارِىٌّ.

خَدِرٌ, applied to a limb, Affected with خَدَر, or numbness, &c. (K.) b2: [Hence,] عَيْنٌ خَدِرَةٌ and ↓ خَدْرَآءُ (tropical:) An eye in a languid state: or heavy, by reason of rubbing, or from a mote in it. (TA.) And يَعْفُورٌ خَدِرٌ (tropical:) [A gazelle, or young gazelle, &c., with languid eyes,] as though drowsy, (S, A,) by reason of the motionless state of its eye, and its weakness. (A.) b3: يَوْمٌ خَدِرٌ (assumed tropical:) A day intensely hot: (Lth:) b4: and [intensely cold: (see خَدِرَ:) or] cold and damp: (TA:) or damp: (S:) or rainy, and cloudy or misty: (Az:) and لَيْلَةٌ خَدِرَةٌ (assumed tropical:) A night cold and damp: (TA:) or damp. (S.) b5: See also خُدَارِىٌّ.

خَدْرَةٌ (assumed tropical:) A rain. (TA.) خُدْرَةٌ [i. q. ↓ خَدَرٌ (inf. n. of خَدِرَ) as meaning Numbness, &c., or] heaviness of a leg, and inability thereof to walk. (IAar.) b2: See also خَدَرٌ.

خُدْرِىٌّ (assumed tropical:) A black ass: (K:) as though a rel. n. from خُدْرَةُ اللَّيْلِ [The darkness, or intense darkness, of night]. (TA. [See also خُدَارِىٌّ.]) خَدُورٌ: see خَادِرٌ, in two places.

خُدَارِىٌّ (tropical:) A dark night; (S, A, K;) as also ↓ أَخْدَرُ (K) and ↓ مُخْدِرٌ (A) and ↓ خَدِرٌ and ↓ خَدَرٌ and ↓ خَدُرٌ. (K.) (assumed tropical:) A black cloud. (S.) (assumed tropical:) A camel intensely black: (S, K:) fem. with ة. (S. [See also خُدْرِىٌّ.]) (tropical:) Black hair. (A.) And خُدَارِيَّةٌ الشَّعَرِ (tropical:) A black-haired girl. (A.) b2: خُدَارِيَّةٌ also signifies (assumed tropical:) An eagle; (S, K;) because of its colour; (S;) i. e. its intense blackness. (IB.) In the following verse, كَأَنَّ عُقَابًا خُدَارِيَّةً

تُنَشِّرُ فِى الجَوِّ مِنْهَا جَنَاحَا [which may be rendered, As though a black eagle spread in the sky its wing], Th says that the poet may mean, by عُقَابًا, the bird [so called], or a banner, or garments of the kind called أَبْرَاد, which they spread over them. (TA.) خَادِرٌ (S, A, K) and ↓ مُخْدِرٌ (A, TA) [originally Keeping behind, or within, the خِدْر, or curtain. b2: And hence,] (tropical:) A lion keeping, or abiding, in his lurking-place: (A, * K, * TA:) or entering into it. (S, TA.) And the former, and ↓ خَدُورٌ, (assumed tropical:) A gazelle remaining behind the herd; not going with it: and (assumed tropical:) a beast that remains behind; not overtaking, or coming up with, the others: and ↓ خَدُورٌ likewise signifies (assumed tropical:) a camel that is in the rear of the other camels; that remains behind them, and when it sees them go on, goes on with them. (TA.) A2: خَادِرٌ signifies also (assumed tropical:) Languid, and lazy, or slothful. (S.) b2: And (tropical:) A gazelle having feeble bones. (TA.) أَخْدَرُ: [fem. خَدْرَآءُ:] see خُدَارِىٌّ.

A2: عَيْنٌ خَدْرَآءُ: see خَدِرٌ.

A3: بَنَاتُ الأَخْدَرِ: see what next follows.

أَخْدَرِىٌّ A wild ass: (S, K:) so called from a certain stallion named الأَخْدَرُ: (TA:) some say, (TA,) this was a horse, (A, TA,) belonging to Ardasheer, that became wild: (A:) and some say that he was an ass: or so called in relation to El-'Irák, but ISd says, I know not how this is: (TA:) the pl. is أَخْدَرِيَّاتٌ; (A;) and بَنَاتُ

↓ الأَخْدَرِ is used as a pl.; (TA;) and [in like manner] بنات الأَخْدَرِىِّ means the [wild] she-asses. (TA in art. بنى.) b2: الأَخْدَرِيَّةُ A certain race of horses: so called from a stallion named أَخْدَرُ. (K.) أُخْدُورٌ: see خِدْرٌ.

مُخْدَرٌ and مُخْدَرَةٌ: see مُخَدَّرَةٌ.

مُخْدِرٌ: see خَادِرٌ: b2: and مُخَدَّرَةٌ: A2: and see also خُدَارِىٌّ.

مُخَدَّرَةٌ (S, A, K) and ↓ مُخْدَرَةٌ and ↓ مَخْدُورَةٌ (K) A girl kept behind, or within, the curtain. (S, A, K.) b2: And مُخَدَّرٌ (TA) and ↓ مَخْدُورٌ (A, TA) A curtained [vehicle of the kind called]

هَوْدَج. (A, TA.) b3: [And hence,] ↓ مَخْدُورٌ and ↓ مُخْدَرٌ (in some copies of the K and in the TA مُخْدَرٌ and ↓ مُخْدِرٌ) (tropical:) A lion concealed in his lurking-place. (K, TA.) مَخْدُورٌ and مَخْدُورَةٌ: see what next precedes, in three places.
خدر
: (الخِدْرُ، بالكَسْرِ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارِءَعة فِي نَاحِيَةِ البَيْتِ، كالأُخْدُورِ) ، بالضَّمّ، (و) فِي المُحْكَم: ثُمَّ صَار (كُلُّ مَا وَارَاكَ مِنْ بَيْتٍ ونَحْوِه) خِدْراً. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ إِذا خُطِبَ إِليه إِحْدَى بَناتِه أَتَى الخِدْرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلاناً يَخْطُب. فإِن طَعَنَت فِي الخِدْر لم يُزَوِّجها) مَعْنَى طَعَنَت فِي الخِدْر: دَخَلَت وذَهبَت، كَمَا يُقَال: طَعَنَ فِي المَفازَة، إِذا دَخَل فِيهَا، وَقيل مَعْنَاهُ: ضَرَبَت بِيَدِهَا. ويَشْهَد لَهُ مَا جاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى (نَقَرَت الخِدْرَ) مَكَان (طَعَنَت) ، (ج خُدُورٌ وأَخْدَارٌ) و (جج أَخَادِيرُ) ، أَي جَمْعُ الجَمْعِ.
(و) الخِدْر: (خَشَباتٌ تُنْصَبُ فَوْقَ قَتَبِ البَعِير مَسْتُورَةً بثَوْب) ، وَهُوَ الهَوْدَجُ.
وَمن المَجَاز: هَوْدَجٌ مَخْدُورٌ ومُخَدَّرٌ: ذُو خِدْرٍ. أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابِيّ:
صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ فِي ظَهْرِه
كَأَنَّه مُخَدَّرٌ فِي خِدْرِهِ
أَراد فِي ظَهْرِهِ سَنًّمٌ تامِكٌ كأَنَّه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فَأَقَام الصِّفَة مُقَامَ المَوْصُوف.
(و) من المَجاز: الخِدْرُ: (أَجَمَةُ الأَسَدِ. ومِنْه) قولُهُم: (أَسَدٌ خَادِرٌ) ، أَي مُقيمٌ فِي عَرِينِ دَاخِلٌ فِي الخِدْر. وخَدَرَ فِي عَرِينِه. وَفِي قَصِيدة كَعْبٍ ابْنِ زُهَيْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
وكذالك أَخْدَرَ فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كَانَ فِي خِدْرِه، وَهو بَيْتُه.
(و) الخَدْرُ. (بالفَتْح: إِلزامُ البِنْتِ الخِدْرَ، كالإِخْدارِ والتَّخْدِيرِ) ، أَخْدَرَهَا إِخْدَاراً وخَدَّرَهَا، (وَهِيَ مخْدُورةٌ ومُخْدَرَةٌ ومُخْدَّرَةٌ) ، وَقد خَدَرَت فِي خِدْرِهَا وتَخَدَّرت واخْتَدَرَت.
كتاب (و) الخَدْرُ: (الإِقَامَةُ بالمَكَان، كالإِخْدارِ) ، قَالَ:
إِنّي لأَرْجُو من شَبِيب بِرَّا
والحَرُّ إِنِ أَخْدَرْتُ يوْماً قَرَّا
وأَخْدَرَ فُلانٌ فِي أَهْلِه: أَقامَ فِيهِم. وأَنْشَد الفَرَّاءُ:
كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا
أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا
يَعْنِي أَقامَ فِي وَكْرِه.
(و) الخَدْر: (تَخَلُّفُ الظَّبْيَةِ عَنِ القَطِيعِ) ، وَقد خَدعرَت، مثْل خَذَلَت، فَهِيَ خادِرٌ وخَدُورٌ.
(و) الخَدْر: (التَّحَيُّر) ، والخادِرُ: المُتَحَيِّر.
(و) الخَدَرُ، (بالتَّحْرِيك: امْذِلاَلٌ يَغْشَى الأَعْضَاءَ) : الرِّجْلَ واليَدَ والجَسَدَ. وَقد (خَدِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ، فَهُوَ خَدِرٌ) ، وخَدِرَت الرِّجْلُ تَخْدَر. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر (أَنَّه خَدِرَتْ رِجْلُه، فقِيلَ لَهُ: مالِرِجْلِك؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُها، قِيل: اذْكُر أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْك، قَالَ: يَا مُحَمَّد. فبَسَطَها) .
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: الخُدْرَة: ثِقَلُ الرِّجل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ. خَدِرَ خَدَراً فَهُوَ خَدرٌ. (وأَخْدَرَه) ذالِك.
(و) الخَدَرُ: (فُتُورُ العَيْنِ، و) قيل الخَدَر: (ثِقَلٌ فِيهَا مِنْ) حِكَّةٍ و (قَذًى) يُصِيبُها. وعَيْنٌ خدْرَاءُ: خَدِرَة، وَهُوَ مَجاز.
(و) الخَدَرُ: (الكَسَلُ) والفُتُور. وخَدِرَت عِظامُه: فَتَرَت، وَهُوَ مجَاز.
والخَادِرُ من الظِّبَاءِ: الفاتِرُ العِظَامِ. والخادِر: الفاتِرُ الكَءْحلان.
(و) الخَدَرُ: (المَطَرُ) ، لأَنَّه يُخَدَّر النَّاسَ فِي بُيُوتهم. والخَدْرَةُ: المَطْرةُ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الخَدَر: الغَيْم والمطَر. وأَنشد:
لَا يُوِقُدونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ
ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ ويَسْتُرُونَ النَّارَ من غَيْرِ خَدَر.
يَقُول: يَسْتُرون النَّارَ مَخَافَة الأَضْيَافِ من غَيْرِ غَيْمٍ وَلَا مَطَرٍ.
(و) الخَدَرُ: (ظُلْمَةُ اللَّيْلِ، ويُكْسَرُ) فِي هاذِه، وَقيل: الخَدَر والخَدِرُ: الظُّلْمَةُ مُطْلَقاً.
(و) من المَجَازِ: الخَدَر: (اللَّيْلُ المُظْلِم، كالأَخْدَرِ والخَدِرِ) ، ككَتِفٍ، (والخَدُرِ) ، كنَدُس، (والخُدَارِيِّ) ، بالضَّمِّ. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: وأَصْل الخُدَارِيّ أَنَّ اللَّيلَ يُحْدِر النَّاسَ، أَي يُلْبِسُهُم.
(و) الخَدَرُ: (المَكَانُ المُظْلِمُ) الغَامِضُ. قَالَ هُدْبَةُ:
إِني إِذا اسْتَخْفَى الجَبَانُ بالخَدَرْ
(و) من المَجَازِ: الخَدَر: (اشْتِدَادُ الحَرِّ) . خَدهرَ النَّهَارُ خَدَراً فَهُوَ خَدِرٌ: اشْتَدَّ حَرُّه. قَالَ اللَّيْث: يَوْمٌ خَدِرٌ: شَدِيدُ الحَرِّ. وأَنْشَد لطَرَفة:
ومَجُودٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُه
كالمَخَاضِ الجُرْبِ فِي اليَوْمِ الخَدِرْ
(و) الخَدَر أَيضاً: اشْتِدَادُ (البَرْدِ) . ويَومٌ خَدِرٌ: بَارِدٌ نَدٍ. ولَيلَةٌ خَدِرَةٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: لم يَذْكُر الجَوْهَرِيّ شاهِداً على ذالك. قَالَ: وَفِي الحاشِيَة شاهِدٌ عَلَيْه وَهُوَ.
كالمَخَاضِ الجُرْبِ فِي اليَوْمِ الخَدْرِ
أَي الْيَوْم النَّدِيّ البارِد، لأَنَّ الجَرْبَى يَجْتِمِع فِيهِ بَعْضُها مَعَ بَعْض. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَرَادَ باليَوْم الخَدِرِ المَطِيرَ ذَا الغَيْم. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وإِنَّمَا خَصَّ اليَوْمَ المَطِيرَ بالمَخَاضِ الجُرْبِ، لأَنَّها إِذا جَرِبَت تَوسَّفَت أَوْبارُها، فالبَرْدُ إِلَيْهَا أَسْرَع، والّذي يَقُول بالقَوْلِ الأَوّلِ يَقُولُ فالحَرُّ إِليها أَيضاً أَسْرَ، لأَنَّ جِلْدَها السالِمَ يَقِيها كِلَيْهِمَا. (والخُدَارِيَّةُ، بالضَّمّ: العُقَابُ) لِشِدَّة سَوَادِها. قالَه ابْنُ بَرِّيّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وَلم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدَارِيَّةَ الوَكْرُ
قَالَ شَمِرٌ: يَعْنِي الوَكْر لم يَلْفِظ العُقَابَ، جَعلَ خُرُوجَها من الوَكْر لَفْظاً، مثْلَ خُروجِ الكَلاَمِ من الفَمِ. يَقُول: بَكَرَت هاذه المرأَةُ قبلَ أَنْ تَطِيرَ العُقَابُ من وَكْرِهَا.
وَقَوله:
كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً
تُنَشِّر فِي الجَوِّ مِنْهَا جَنَاحَاً
فَسَّره ثَعْلَب فَقَالَ: تَكُونُ العُقابُ الطَّائرةَ وتَكُونُ الرَّايَةَ، لأَنَّ الرَّايَةَ يُقَال لَهَا عُقَابٌ، وتَكُون أَبْراداً، أَي أَنَّهُم يَبْسُطون أَبْرَادَهُم فَوَقَهُم.
(والخُدْرَةُ بالضَّمِّ: الظُّلْمَةُ) . وَقيل: الظُّلمَة (الشَّدِيدَةُ) . وَمن ذالك، لَيْلٌ أَخْدَرُ وخَدِرٌ (وخَدُرٌ وخُدَا رِيٌّ) وَقَالَ بعضُهم: اللَّيْلُ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ: سُدْفَةٌ، وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ، ويَعْفُورٌ، وخُدْرَةٌ. فلخُدْرَة على هاذا آخِرُ اللَّيْلِ. ونَقَلَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْض عَن كُراع أَنّ الَّذِي قَبْل الخُدْرَةِ يُقَالُ لَه الهَزِيعُ.
(و) الخُدْرَةُ: اسمُ (أَتَان م) ، أَي مَعْرُوف، معروفَةٌ قَدِيما، ويَجُوز أَن يكون الأَخْدَرِيّ مَنْسُوباً إِلَيْهَا، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
(و) خُدْرَةُ، (بِلاَ لاَم: حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ) ، وَهُوَ لَقَبُ الأَبْجرِ بنِ عَوْفِ ابْن الحَارِث بْنِ الخَزْرَج. وَقيل: خُدْرَةُ أُمُّ الأَبْجر، والأَوَّلُ أَصحُّ. قَالَ شيخُنَا: وَبِه جَزَم الأَكْثَر من أَئِمَّة النَّسَب وَلم يُعَرِّجُوا على الثّانِي. وأَغْفَلَ المُصَنِّف الأَبْجَرَ فِي بجر، وصَرَّح بِهِ أَربابُ الأَنساب قَاطِبةً، وَقد أَشَرْنا إِليه هُناك. مِنْهُم أَبُو سَعِيد سَعْدُ بْنُ مالِك الخُدْرِي من مَشَاهِيرِ الصَّحابة، رَوَى عَنهُ جُمْلَة من الصَّحَابَةِ والتَّابِعِين وَكَانَ من نُجَبَاءِ الأَنْصَار وعُلمائِهم تُوفِّيَ سنة 74.(و) خُدْرَةُ (بْنُ كَاهِل فِي بَلِيَ) ، هُوَ ابنُ كَاهِلِ بْنِ رُشْد بن أَفْرَكَ بنِ هَرِمِ ابْن هُنَيّ بن بَلِيّ، قَالَه ابنُ مَاكُولا، ونَقَلَه عَنهُ ابنُ السّمْعَانِيّ فِي الأَنْسَاب، وذكَره أَبو القَاسِم الوَزير أَيضاً فِي الإِيناس.
(وحَبِيبُ بْنُ خْدَرَةَ، تَابعِيٌّ مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيّاش.
(و) الخِدْرَةُ (بالكَسْرِ لَقَبُ عَمْرِو ابْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ) بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ بَطْنٌ، ذَكَره ابنُ حَبِيب وغَيْرُه.
(و) خَدْرَةُ، (بالفَتْحِ: مُحَدِّثَةٌ) ، وَهِي (مَوْلاَةُ عَبِيدَةَ) ، حَدَّثَت عَن زَيْدٍ العَبْديّ، وعنها المُخْتَارُ بنُ قَيْس، وَالصَّوَاب بالحاءِ المُهْمَلَة، قَالَه الحافِظُ.
(وعَاصِمُ بنُ خَدْرَةَ، لَهُ رِوَايَةٌ) وحَدِيثٌ عِنْد سَعِيد بْن بَشِير عَن قَتَادَة. والصَّواب فِيهِ بالحَاءِ المُهْمَلة كَمَا ضَبَطَه الحَافظ.
(والخَدَرِيُّ، مُحَرَّكَةً) : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ (مُحَمَّد بْن الحَسَن المُحَدِّث) عَن عَبْدِ الرَّحْمان بن أَبي حَاتِمٍ وغَيْرِه.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الخُدْرِيُّ (بالضَّمِّ: الحِمَارُ الأَسْوَدُ) ، كَأَنَّه مَنْسُوٌ إِلى خُدْرَةِ اللَّيْل. (والأَخْدَرِيُّ وَحْشِيُّه) ، مَنْسوبٌ إِلى الأَخْدَرِ: فَحْــل لَهُم، قيل هُوَ فَرَسٌ. وقِيل: هُوَ حِمارٌ، وَقيل الأَخْدَرِيَّة مَنْسُوبَة إِلى العِرَاق. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كَيْدَ ذالك. وَيُقَال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُر: بَناتُ الأَخْدَرِ.
(و) خُدَار، (كغُرَاب: فَرسُ القَتَّالِ الكلاَّبيِّ) ، أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ لَهُ:
وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٌّ
إِذا مَا ثَوَّبَ الدَّاعِي خُدَارُ
(و) خِدَارٌ، (ككِتَابٍ: قَلْعَةٌ بصَنعَاءِ) اليَمَن، على مَرْحَلةٍ منْها.
(والخَدَرْنَي) ، بِحَرَكَتَيْن وسُكُونِ الرَّاءِ وفَتْح النُّون وأَلفٍ مَقْصُورة (: العَنْكَبُوتُ) .
(وخَدُورَاءُ) ، كحَرُورَاءَ، ووَقَعَ فِي بعضِ الأُصول خَدُورَةٌ، وذكرَه أَبو عُبيد بالحَاءِ المُهْمَلَة، وقَد تَقدَّمت الإِشَارَةُ إِليه: (ع بِبِلادِ بَلْحارِثِ ابْنِ كَعْبٍ) ، قَالَ لَبِيد:
دَعَتْنِي وفاضَت عَيْنُهَا بِخَدُورَةٍ
فجِئْتُ غَشَاشاً إِذْ دَعَت أُمُّ طارِقِ
(وأَخْدَرُ: فَحْــلٌ) من الخَيْل (أُفْلِتَ) فتَوَحَّشَ (فضَرَبَ فِي حُمُر بِكَاظِمَةَ) وحَمَى عِدَّةَ غَابَات وضَرَب فِيهَا، قيل إِنّه كَانَ لسُلَيْمَا بْنِ دَاوُودَ عَلَيْهِ السَّلام، وَفِي الأَساس كَانَ لأَزْدَشير (والأَخْدَريَّةُ) منَ الخَيْل مِنْهُ (ومَنْسُوبَةٌ إِليه) . والأَخْدَرِيَّة من الحُمُر مَنْسُوبة إِليه أَيضاً، وَقيل هِيَ مَنْسُوبَة إِلى العِرَاقِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدري كَيْفَ ذالِك.
(وتَخَدَّرَ واخْتَدَر: اسْتَتَر) ، كخَدِرَ، مثل فَرِحَ. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
وضَعْنَ بِذِي الجَذَاءِ فُضُولَ رَيْطٍ
لِكيْمَا يَخْتَدِرْن ويَرْتَدِينا
أَي يَسْتَتِرن بالخِدْر. ومِنْ ذالِك قَوْلُهم: اخْتَدَرَت القَارَةُ بالسَّرَابِ: استترَت بِهِ فصارَ لَهَا كالخِدْرِ،
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
حَتَّى أَتَى فَلَكَ الدَّهْنَاءِ دُونَهمُ
واعْتَمَّ قُورُ الضُّحَى بالآلِ واخْتَدَرَا
(وأَخْدَرُوا: دَخَلُوا فِي يَوْمِ مَطَرٍ وغَيْم ورِيحٍ) وأَخْدَرُوا: أَظَّلَهُم المَطَرُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأَنْشَدَنِي عُمارَةُ لِنَفْسِه:
فيهنّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كَأَنَّهَا
شَمْسُ النَّهَارِ أَكَلَّهَا الإِخْدَارُأَكَلَّها، أَي أَبْرَزَهَا، وَفِي بعض النُّسَخ أَلاَحَها.
(و) أَخْدَرَ (الأَسَدُ: لَزِمَ الأَجَمَةَ) وأَقامَ واتَّخذَها خِدْراً، كخَدِرَ، كفَرِح فَهُوَ خَادِرٌ، ومُخْدِر.
أَنْشَدَ ثَعْلَب:
مَحَلاًّ كوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضارِباً
بِهِ كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ
والخَادِرُ: الّذي خَدَرَ فِيهَا. وأَسَدٌ خادِرٌ: مُقِيم فِي عَرِينِه داخِلٌ فِي الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيْضاً. وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ ابْنِ زُهَيْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ
خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَر فَهُوَ خَادِرٌ ومُخْدَر إِذَا كَانَ فِي خِدْرِه وَهُوَ بَيْتُه وَقد تَقَدَّم قَرِيباً، والمُصَنِّفُ ذكَر الخَادِر أَوَّلاً ثمَّ ذَكَر المُخْدِر، وهاذا مِمَّا عِيب بِهِ أَهْل التَّصْنِيف، وَلَو ذَكَرَهُما فِي مَحَلَ واحِدٍ كَانَ أَحْسَنَ. (والعَرِينُ الأَسَدَ) ، أَي وأَخْدَرَ العرينُ الأَسدَ ويَعْنِي بِهِ بَيْتَه (: سَتَرَهُ) ووَارَاه (فَهُوَ مُخْدَرٌ) ، على صِيغَة اسْمِ المَفْعُول، أَي قد أَخْدَرَه العَرِينُ، (ومُخْدِرٌ) على صِيغَة اسْمِ الفاعِل، أَي قد لَزِمَ الخِدْرَ، وَهُوَ مَجاز، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْرُ مُرَتَّب. وَفِي ذِكْر العَرِين بَعْدَ الأَجَمَةِ حُسْنُ التّفَنّن. وَقَالَ شيخُنا: ومُخْدَرٌ إِن صَحَّ يَنْبَغِي أَن يُزادَ على بَاب مُسْهَب ومُحْصَن فَتَأَمَّل.
(وبَعِيرٌ خُدَارِيٌّ) ، بالضّمّ: (شَدِيدُ السَّوَادِ) ، وناقَة خُداريَّةٌ.
(و) يَقُولُ عَامِلُ الصَّدَقَات: لَيْءْع لِي حَشَفَة وَلَا خَدِرَة. قَالَ الأَصْمَعِيّ: (الخَدِرَةُ) أَي (كزِنِخَة: التَّمرةُ تَقَعَ مِنَ النَّخْلِ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ) ، والحَشَفَة: اليَابِسَةُ، وَقيل: الخَدِرَةُ: هِيَ الَّتِي اسْوَدَّ باطِنُها. وَفِي حَديث الأَنْصَار (اشْتَرَطَ أَن لَا يَأْخُذَ تَمْرةً خَدِرَةً) ، أَي عَفِنَة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
خَدَّرَت الظَّبْيَةُ خِشْفَها فِي الخَمَر والهَبَط: سَتَرَتْه هُنالِك. وأَخْدَر القَوْمُ، كأَلْيَلُوا، وأَخْدَره اللَّيْلُ إِذا حَبَسه، واللَّيْلُ مُخْدِرٌ قَالَ العَجَّاج:
ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ
وَهُوَ مَجَاز.
والخُدارِيُّ: السَّحَابُ الأَسْوَدُ.
وَمن المَجَازِ: جارِيَة خُدارِيَّةُ الشَّعره، وشَعرٌ خُدَارِيٌّ: أَسْوَدُ. وَيُقَال: خَدَّرَتْه المَقَاعِدُ، إِذَا قَعَدَ طَوِيلاً حَتَّى خَدِرَت رِجْلاه.
وَمن المَجاز: إِنَّه لَيُسَاتِرُني ويُخَادِرُني. وكُلُّ مَا مَنَعَ بَصَراً عَن شَيْء فقد أَخْدَرَه.
والخَدَر، مُحَرَّكة، من الشَّرَاب والدَّواءِ: فُتُورٌ يَعْتَرِي الشَّارِبَ وضَفٌ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخُدْرَة، بالضَّمّ: ثِقَلُ الرِّجْل وامْتِنَاعُهَا من المَشْيِ.
وَمن المَجَاز: يَعْفورٌ خَدِرٌ، كأَنَّه ناعِسٌ من سُجُوِّ طَرْفِه وضَعْفِه.
والخَادِرُ والخَدُورُ من الدّوَابِّ وغَيْرِها: المُتَخَلِّف الَّذِي لم يَلْحَق، وَقد خَدَرَ.
والخَدُورُ مِن الإِبِل: الَّتِي تَكُون فِي آخِرِ الْإِبِل، وإِيّاهُ عَنَى الشّاعرُ:
ومَرَّت على ذَاتِ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً
وَقد رَفَعَت أَذْيَالَ كُلِّ خَدُورِ
قَالَ: هِيَ الَّتِي تَخَلَّفَت عَن الإِبِل فلَمَّا نَظَرَت إِلى الَّتي تَسِير سَارت مَعَهَا، ومِثْلُه:
واحتَث مُحْتَثَّاتُهَا الخَدُورَا
وَمن المَجاز: خَدِرَ النَّهَارُ، كفَرِحَ، إِذا سَكَنَت رِيحُه وَلم تَتَحَرَّك وَلم يُوجَدْ فِيهِ رَوْحٌ.
والخِدَارُ: بالكَسْر: عُودٌ يَجْمَع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ. وخُدَارَةُ، بالضَّمّ، أَخو خُدْرَةَ، من الأَنصار. وَمِنْهُم أَبُو مَسْعُود الخُدَارِي الصَّحَابِيّ، هاكذا ضَبَطه ابنُ عَبْدِ البَرّ فِي الاسْتِعَابِ، وابنُ دُرَيْد فِي الاشْتِقاق. وَقَالَ ابنُ إِسْحَاق: هُوَ جِدَارَة بالجِيم المَكْسُورَة، كَمَا نَقَلَه عَنهُ السُّهَيْلِيّ، وَقد أَشَرْنَا إِلَيْه فِي (ج د ر) .
وأُسامَةُ بن أَخْدَرِيّ، لَهُ صُحْبة.
وخِدْرَانُ، بالكَسْر، من الأَعلام.

خدر: الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلُّ ما

واراك من بَيْتِ ونحوه خِدْراً.، والجمع خُدُورٌ وأَخْدارٌ، وأَخادِيرُ

جمع الجمع؛ وأَنشد:

حتى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ

وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام؛ كان إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى

بناته أَتى الخِدْرَ فقال»: إِن فلاناً يَخْطُبُ، فإِن طَعَنَتْ في

الخِدْرِ لم يزوّجها؛ معنى طعنت في الخدر دخلت وذهبت كما يقال طعن في المفازة

إِذا دخل فيها؛ وقيل: معناه ضربت بيدها على الخِدْرِ، ويشهد له ما جاء في

رواية أُخْرَى: نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طعنت. وجارية مُخَدَّرَةٌ إِذا

أُلزمت الخِدْرَ، ومَخْدُورَة. والخِدْرُ: خشبات تنصب فوق قَتَبِ البعير

مستورة بثوب، وهو الهَوْدَجُ؛ وهودج مَخْدُورٌ ومُخَدَّر: ذو خِدْرٍ؛ أَنشد

ابن الأَعرابي:

صَوَّى لها ذا كَذْنَةٍ في ظَهْرِه،

كأَنه مُخَدَّرٌ في خِدْرِهِ

أَراد في ظهره سَنامٌ تامك. كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فأَقام الصفة

التي هي قوله كأَنه مُخَدَّر مقام الموصوف الذي هو قوله سنام، كما قال:

كأَنَّكَ من جِمالٍ بَني أُقَيْشٍ،

يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنَّ

أَي كأَنك جمل من جمال بني أُقيش، فحــذف الموصوف واجتزأَ منه بالصفة لعلم

المخاطب بما يعني. وقد أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها

وخَدَرَتْ في خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هي واخْتَدَرَتْ؛ قال ابن أَحمر؛

وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ،

لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا

ويروى: بذي الجذاةِ. واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ: استترت به فصار

لها كالخِدْرِ؛ قال ذو الرمة:

حتى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ،

واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا

وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها في الخَمَرِ والهَبَطِ: سَتَرَتْهُ هنالك.

وخِدْرُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ: لزم

خِدْرَه وأَقام، وأَخْدَرَه عَرِينُه: واراه. والمُخْدِرُ: الذي اتخذ

الأَجَمَةَ خُِدْراً؛ أَنشد ثعلب:

مَحَلاًّ كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً

به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ

والخادِرُ: الذي خَدَرَ فيها. وأَسَدٌ خادِرٌ: مقيم في عَرِينهِ داخلٌ

في الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيضاً. وخَدَرَ الأَسدُ في عَرِينهِ، ويعني

بالخِدْرِ الأَجَمَةَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ،

بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونه غِيلُ

خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ، فهو خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كان في خِدْرِه،

وهو بيته، وخَدَرَ بالمكان وأَخْدَرَ: أَقام؛ قال:

إِنِّي لأَرْجو من شَبِيبٍ بِرّاً

والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يوماً قَرَّا

وأَخْدَرَ فلان في أَهله أَي أَقام فيهم؛ وأَنشد الفراء:

كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا،

أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضَا

يعني أَقام في وٍكْرِه. والخَدَرُ: المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ في

بيوتهم؛ قال الراجز:

ويَسْتُرونَ النَّارَ من غيرِ خَدَرْ

والخَدْرَةُ: المَطْرَةُ. ابن السكيت: الخَدَرُ الغيم والمطر؛ وأَنشد

الراجز أَيضاً:

لا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ،

ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ،

ويَسْتُرون النَّارَ من غيرِ خَدَرْ

يقول: يسترون النار مخافة الأَضياف من غير غيم ولا مطر. وقد أَخْدَرَ

القوم: أَظلهم المطر؛ وقال:

شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ

ويوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وليلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بري: لم يذكر

الجوهري شاهداً على ذلك؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره،

وهو:وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها،

كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ

قال ابن بري: البيت لطرفة بن العبد. والظلمان: ذكور النعام، الواحد

ظليم. والزَّعِلُ: النشيط والمَرِحُ. والمخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض

الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام، وخص

اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض؛ ومنه

قيل للعُقابِ: خُدارِيَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج:

وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر

وقال ابن الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي

يُلْبِسهُم؛ ومنه قوله:

«والدَّجْنُ مُخْدِرٌ».

أَي ملبس؛ ومنه قيل للأَسد. خادر؛ قال الأَزهري: وأَنشدني عمارة لنفسه:

فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها

شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ

أَكلها: أَبرزها، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم. والخَدَرُ

والخَدِرُ: الظلمة. والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ

وخُدارِيُّ: مظلم؛ وقال بعضهم: الليل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ

وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل. وأَخْدَرَ

القومُ: كأَلْيَلُوا. وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حبسه، والليل مُخْدِرٌ؛

قال العجاج يصف الليل:

ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ

والخُدارِيُّ: السحاب الأَسودُ. وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد،

وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ

الشَّعَرِ. وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة:

ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُِ

قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل

خروج الكلام من الفم، يقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ

من وَكْرِها؛ وقوله:

كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً

تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا

فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، وتكون الرايَةَ لأَن الراية

يقال لها عُقابٌ. وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم.

وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود. وكل ما منع بصراً عن شيء، فقد أَخْدَرَهُ.

والخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛

إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ

والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ. وقد

خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري

الشاربَ وضَعْفٌ. ابن الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من

المشي. خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، وأَخْدَرَهُ ذلك. والخَدَرُ في العين:

فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ.

والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة:

جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا،

آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ

خَدِرٌ: كأَنه ناعس. والخَدِرُ من الظباء: الفاتر العظام. والخادِرُ:

الفاتِرُ الكَسْلانُ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه رَزَقَ الناسَ

الطِّلاءَ فشربه رجل فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يصيب الشاربَ قبل

السكر، ومنه خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما:

أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فقيل له: ما لرجْلكَ؟ قال: اجتمع عَصَبُها، قيل:

اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك، قال: يا محمدُ، فَبَسَطَها. والخادِرُ:

المُتَحَيِّرُ. والخادِرُ والخَدُورُ من الدواب وغيرها: المُتَخَلِّفُ الذي لم

يَلْحَقْ، وقد خَدَرَ. وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً: تخلفت عن القطيع

مثل خَذَلَتْ. والخَدُورُ من الظباء والإِبل: المتخلفة عن القَطِيع.

والخَدُورُ من الإِبل: التي تكون في آخر الإِبل؛ وقول طرفة:

وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ،

بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ

(* رواية ديوان طرفة لهذا البيت:

وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ

ببَهكِنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَّمدِ).

أَراد: تقصير يوم الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ، الواو واو الحال أَي

في حال إِخْدارِ الدَّجْنِ؛ وقوله:

ومَرَّتْ على ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً،

وقد رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ

الخَدُورُ: التي تخلفت عن الإِبل فلما نظرت إِلى التي تسير سارت معها؛

قال ومثله:

واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا

قال: ومثله:

إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ،

حتى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ

وخَدِرَ النهارُ خَدَراً، فهو خَدِرٌ: اشتد حره وسكنت ريحه ولم تتحرك

فيه ريح ولا يوجد فيه رَوْحٌ. الليث: يوم خَدِرٌ شديد الحر؛ وأَنشد:

كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوم الخَدِرْ

قال أَبو منصور: لأَراد باليوم الخَدِرِ المَطِيرَ ذا الغيم؛ قال ابن

السكيت: وإِنما خص اليوم المطير بالمخاض الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ

تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع.

والخِدارُ: عُودٌ يجمع الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ.

وخُدارُ: اسم فرس؛ أَنشد ابن الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ:

وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ،

إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِي، خُدارُ

وأَخْدَرُ: فحــل من الخيل أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ

وضَرَبَ فيها، قيل إِنه كان لسليمان بن داود، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام؛ والأَخْدَرِيَّةُ من الخيل: منسوبة إِليه. والأَخْدَرِيَّةُ من

الحُمُرِ: منسوبة إِلى فحــل يقال له الأَخْدَرُ: قيل: هو فرس، وقيل: هو حمار،

وقيل: الأَخْدَرِيَّةُ منسوبة إِلى العراق؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف

ذلك. ويقال للأَخْدَرِيَّة من الحُمُرِ: بناتُ الأَخْدَرِ. والأَخْدَرِيُّ:

الحمارُ الوَحْشِيُّ؛ وفي التهذيب: والأَخْدَريُّ من نَعْتِ حمار الوحشِ

كأَنه نسب إِلى فحــل اسمه أَخْدَرُ؛ قال: والخُدْرَةُ اسم أَتان كانت

قديمة فيجوز أَن يكون الأَخْدَرِيُّ منسوباً إِليها. الأَصمعي: إِذا تخلف

الوحشي عن القطيع قيل: خَدَرَ وخَذَلَ؛ وقال ابن الأَعرابي: الخُدَرِيُّ

الحمار الأَسود.

الأَصمعي: يقول عاملُ الصدقات: ليس لي حَشَفَةٌ ولا خَدِرَةٌ؛ فالحشفة:

اليابسة، والخَدِرَةُ: التي تقع من النخل قبل أَن تَنْضَجَ. وفي حديث

الأَنصار: اشْتَرَطَ أَن لا يأْخذ ثَمْرَةً خَدِرَةً؛ أَي عَفِنَةً، وهي

التي اسودّ باطنها.

وبنو خُدْرَةَ: بطن من الأَنصار منهم أَبو سعيد الخُدْرِيُّ.

وخَدُورَةُ: موضع ببلاد بني الحرث بن كعب؛ قال لبيد:

دَعَتْني، وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ،

فَجِئتُ غِشاشاً، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ

حضب

[حضب] ط: وامرأة "تحضب" بقدرها، أي توقد، والوهج حر النار، وهو بحاء مهملة.
(حضب)
النَّار حضبا ألْقى عَلَيْهَا الْحَطب لتتقد وَيُقَال حضب الْحَرْب
حضب
الحَضَب: الوقود، ويقال لما تسعّر به النار:
مِحْضَب، وقرئ: (حضب جهنّم) .

حضب


حَضَبَ(n. ac. حَضْب)
a. Stirred, raked, poked (fire).

حِضْب
(pl.
أَحْضَاْب)
a. Twang of a bow.
b. Side; slope of a mountain.

حَضَبa. Combustible.

مِحْضَبa. Poker.
b. Firebrand.
ح ض ب: (الْحَضَبُ) لُغَةٌ فِي الْحَصَبِ وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. 
(حضب) - قَولُه تَعالَى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} .
قِراءَةُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، بالضَّادِ المُعْجَمَة، وهو ما هَيَّجتَ وأَوقدتَ به النَّارَ. وقيل: الحَضَب: الوَقُود، لأَنَّه يَحْضِب به أي: يَسْعَر، والمِحْضَب: مِسْعَر النَّار، وقيل الحَضَب: مثل الحَصَب.
حضب
قُرِىء: " حَضَبُ جَهَنَّمَ " يَعْني: وَقُوْدَها. والحَضْبُ: حَيَّةٌ بَيْضاءُ، وجَمْعُه: أحْضَابٌ. وصَوْتُ القَوْس. وهو عِدَادُها أيضاً. وانْقِلابُ وَتَرِها. وكذلك انْقِلابُ الحَبْلِ من المَحَالَةِ، وبَكَرَةٌ حَضُوْبٌ. وحِضْبُ الوادي وحِضْنُه: واحِدٌ. وتَحَضَّبَ الرَّجُلُ: أَخَذَ في طَرِيْقِ حَزْنٍ وتَرَكَ البَعِيدَ. وهو مَأْخُوْذٌ من أحْضَابِ الوادي. والمِحْضَبُ: المِسْعَرُ للنَّارِ، بمنْزِلَةِ المِحْضَأ.
[حضب] الحِضْبُ بالكسر: صوت القَوسِ، والجمع أخضاب. والحضب أيضا: الذكر من الحيات. قال أبو سعيد: هو بالضاد معجمة، وأنشد لرؤبة:

وقد تطويت انطواء الحضب * والحضب لغة في الحصب. ومنه قرأ ابن عباس: (حَضَبُ جَهَنَّم) . قال الفراء: يريد الحصب. قال: وذكر لنا أن الحضب في لغة أهل اليمن الحطب. قال: وكل ما هيجت به النار وأوقدتها به فهو حضب. والمحضب: المسعر. قال الاعشى: فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً * لتجعل قومك شتى شعوبا
بَاب الحضب

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الحضب سرعَة أَخذ الطّرق الدهدن والطرق الفخ والدهدن العصفور إِذا نقر الْحبَّة والحضب أَيْضا غانة الْوتر على الْقوس وَهُوَ شقّ الْقوس الَّذِي يدْخل فِيهِ الْوتر والحضب أَيْضا انقلاب الْحَبل حَتَّى يسْقط

أخبرنَا ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الكعب الكتلة من السّمن والكعب الْبَيْت المربع وَبِه سميت الْكَعْبَة والكعب الناتىء فِي اسفل السَّاق

وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن أبي نصر عَن الْأَصْمَعِي قَالَ الكعب كعوب ثدي الْجَارِيَة والشعب الْإِصْلَاح وَمِنْه سمي شُعَيْب والشعب الْإِفْسَاد والشعب الْقَبِيلَة الْعَظِيمَة

الْحَاء وَالضَّاد وَالْبَاء

الحِضْبُ والحُضْبُ جَمِيعًا، صَوت الْقوس. وَالْجمع أحْضابٌ.

والحَضْبُ والحِضْبُ، ضرب من الْحَيَّات. وَقيل: هُوَ الذّكر الضخم مِنْهَا كالأسود والحفاث. وَقيل: هُوَ حَيَّة دقيقة. وَقيل: هُوَ الْأَبْيَض مِنْهَا. وَقَول رؤبة:

وَقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ

يجوز أَن يكون أَرَادَ التوتر، وَأَن يكون أَرَادَ الْحَيَّة.

والحَضَبُ، الْحَطب، وَقيل: هُوَ كل مَا أُلقي فِي النَّار من حطب وَغَيره. وقريء: (حَضَبُ جَهَنَم) .

وحَضَبَ النَّار يَحْضِبُها، رَفعهَا.

والمِحْضَبُ، عود تحرّك بِهِ النَّار عِنْد الإيقاد قَالَ الْأَعْشَى:

فَلَا تَكُ فِي حَرْضِنا مُحْضِبا ... لِتَجْعَلَ قَوْمَك شَتَّى شُعوبا وأحضابُ الْجَبَل، جوانبه وســفحــه، وَاحِدهَا حِضْبٌ، وَالنُّون أَعلَى.
باب الحاء والضاد والباء معهما ح ض ب، ض ب ح، ح ب ض، ب ح ض، مستعملات

حضب: الحَضَب والحصب واحد، وقرىء: حَضَبُ جَهَنَّم، قال الأعشى:

فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً ... لتجعَلَ قَومَك شَتَّى شُعوبا

أيْ موقِداً.

ضبح: ضَبَحْتُ العُودَ بالنار: إذا أحرقت من أعاليه شيئاً، وكذلك حِجارة القَدّاحة إذا طَلَعَتْ كأنَّها محترقة: مَضبُوحة، قال طرفة:

واصفَرَ مَضبْوُحٍ نَظَرتُ حوارهَ ... إلى النارِ واستَوْدَعتُه كفَّ مُجْمِدِ

أي بَخيلُ يُريدُ المَضْبُوحَ بالنار. يقال: كلُّ شيءٍ مَسَّتْه النارُ فقد ضَبَحَتْه. والضبُّاح: صَوْتُ الثَعلَب. والهامُ يَضْبَحُ، قال الشاعر:

من ضابح الهامِ وبُومٍ نُوَّمٍ

الأُرجوزة للعَجّاج، وقال ذو الرمة:

سَباريت يخلُو سَمْعُ مُجتاز رَكْبها  ... من الصَوتٍ إلاّ من ضباح الثعالب والخَيْلُ تَضْبَحُ في عَدوِها ضَبْحاً: تسمَعُ من أفواهِها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمة.

حبض: حَبَضَ القلبُ يَحبِضُ حَبْضاً: أي ضَرَباناً شديداً. والعِرقَ يَحبِض ثم يسكُن، وهو أشَدُّ من النَبْض. والوَتَر يَحبِض إذا مَدَدَتَه ثم أرسَلْتَه. وحَبِضَ السُهْمُ: إذا لم يَقَعْ بالرَّميَّة وقصّرَ دونَها فوَقَعَ وَقْعاً [غَيْرَ شديدٍ ] ، قال الراجز:

والنَبْلُ يَهوي خَطَأً وَحَبْضا

ويقال: أصابَ القومَ داهِيةٌ من حَبْض الدَّهْرِ: أي من ضَرَباته. ويقال: حَبْضُ الدهر وحَبَضُه أي حركاته. والحَبْض والنَبْض: الحركة، يقال: ما يَحبِض ولا ينبِض.

حضب: الحِضْبُ والحُضْبُ جميعاً: صَوْتُ القَوْس، والجمع أَحْضابٌ. قال شمر: يقال حِضْبٌ وحَبْضٌ، وهو صَوْتُ القَوْسِ. والحَضْبُ والحِضْبُ: ضَرْبٌ من الحَيّاتِ؛ وقيل: هو الذكر الضَّخْمُ منها. قال: وكلُّ ذكر من الحَيَّاتِ حِضْبٌ. قال أَبو سعيد: هو بالضاد المعجمة، وهو كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ ونحوهما؛ وقيل: هو حَيَّة دقيقة؛ وقيل: هو الأَبْيضُ منها؛ قال رؤبة:

جاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضابْ

وقول رؤبة:

وقد تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ، * بَيْنَ قَتادِ رَدْهةٍ وشِقْبِ

يجوز أَن يكون أراد الوَتَرَ، وأَن يكون أَراد الحَيَّةَ.

والحَضَبُ: الحَطَبُ في لغة اليمن؛ وقيل: هو كلُّ ما أَلْقَى في النار مِن حَطَبٍ وغيره، يُهَيِّجُها به. والحَضَبُ: لغة في الحَصَب، ومنه قرأَ ابن عباس: حَضَبُ جَهنمَ، منقوطة. قال الفرَّاءُ: يريد الحَصَبَ.

وحَضَبَ النارَ يَحْضِبُها: رَفَعَها. وقال الكسائي: حَضَبْتُ النارَ

إِذا خَبَتْ فأَلْقَيْتَ عليها الحَطَبَ، لتَقِدَ.

والمِحْضَبُ: المِسْعَرُ، وهو عُود تُحَرَّكُ به النارُ عند الإِيقاد؛

قال الأَعشى:

فلا تَكُ، فِي حَرْبِنا، مِحْضَباً * لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا

وقال الفرّاءُ: هو الـمِحْضَبُ، والمِحْضَأُ، والمِحْضَجُ، والمِسْعَرُ،

بمعنى واحد. وحكى ابن دريد عن أَبي حاتم أَنه قال: يُسمى المِقْلَى المِحْضَب.

وأَحْضابُ الجبَلِ: جَوانِبُه وسَــفْحُــه، واحدها حِضْبٌ، والنون أَعلى.

وروى الأَزهري عن الفرَّاءِ: الحَضْبُ، بالفتح: سُرْعةُ أَخْذِ

الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ، إِذا نَقَر الحَبَّة؛ والطَّرْقُ: الفَخُّ، والرَّهْدَنُ:

العُصْفُور. قال: والحَضْبُ أَيضاً: انْقِلابُ الحَبْلِ حتى يَسْقُط.

والحَضْبُ أَيضاً: دُخول الحَبْلِ بين القَعْو والبَكْرة، وهو مثل

الـمَرَسِ، تقول: حَضِبَتِ البَكْرةُ ومَرِسَتْ، وتأْمر فتقول: أَحْضِبْ، بمعنى أَمْرِسْ، أَي رُدَّ الحَبْل إِلى مَجْراهُ.

حضب
: (الحِضْبُ بالكَسْرِ ويُضَمُّ) مَعًا (: صَوْتُ القَوْسِ، ج أَحْضَابٌ) قَالَ شَمِرٌ، يُقَال: حِضْبٌ وحِبْضٌ.
(و) الح 2 ضْبُ (بالفَتْح ويُكْسَرُ: حَيَّةٌ، أَو) هُوَ (ذَكَرُهَا الضَّخْمُ) ، وكُلُّ ذَكَرٍ من الحَيَّاتِ: حِضْب، قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَهُوَ بالضَّادِ مُعْجَمَةً، وَهُوَ كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ ونَحْوِهِمَا، (أَوْ أَبْيَضُهَا، أَوْ دَقَيقُهَا) يُقَال: هُوَ حِضْبُ الأَحْضَابِ، قَالَ رؤبة:
وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انْطِوَاءَ الحِضْبِ
بَيْنَ قَتَادِ رَدْهَةٍ وشِقْبِ
يجوزُ أَن يكونَ المرادُ بِهِ الوتَرَ، وأَن يكونَ أَرادَ الحَيةَ.
(و) الحِضْبُ (بالكسْرِ: سَــفْحُ الجَبَلِ وجَانِبُهُ) ، والجَمْعُ أَحْضَابٌ، (و) قَالَ الأَزهريّ: الحَضْبُ (بالفَتْحِ: انْقِلاَبُ الحَبْلِ حَتَّى يَسْقُط، و) الحَضْبُ أَيضاً (: دُخُولُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكْرَةِ و) هُوَ مِثْلُ المَرَس، تَقول (حَضِبَتِ البَكْرَةُ كَسَمِعَ) ومَرِسَتْ، وتَأْمُرُ فَتَقُولُ: أَحْضِبْ بمَعْنَى أَمْرِسْ أَيْ رُدَّ الحَبْلَ إِلى مَجْرَاهُ (و) روى الأَزهريّ عَن الفِرَاءِ: الحَضْبُ بالفَتْحِ: (سُرْعَةُ أَخْذِ الطَّرْقِ) بالفَتْحِ (الرَّهْدَنَ إِذا نقَرَ الحَبَّةَ) والطَّرْقُ: الفَخُّ، والرَّهْدَنُ: القُنْبَرُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَبِه عَبَّر جماعةٌ من أَئمة اللُّغَة، ثمَّ فَسَّرُوا، وَلَيْسَ المصنفُ بمُبْدِعٍ لهَذِهِ العبارةِ حتَّى يُقيمَ عَلَيْهِ شيخُنَا النَّكِيرَ والنفِيرَ، فإِن كَانَ، فعلى الأَزهريِّ والفَرَّاءِ وكما يَدِينُ الفَتَى يُدَانُ، وَلَيْسَ مِن الجَزَاءِ مَفَرُّ.
(والحَضَبُ مُحَرَّكَةً) لُغَةٌ فِي (الحَصَبِ) ، وَمِنْه قرأَ ابْن عَبَّاس {2. 021 حضب جَهَنَّم} (الأَنبياء: 98) مَنْقُوطَةً، وَقَالَ الْفراء: يُرِيدُ الحَصَبَ، والحَضَبُ: الحَطَبُ فِي لُغَةِ اليَمَنِ (وَقد يُسَكَّن، وَقيل: هُوَ كُلّ مَا أُلْقِيَ فِي النارِ من حَطَبٍ وغيرِه يُهَيِّجُهَا بِهِ (وحَضَبَ النَّارَ يَحْضِبُهَا: رَفَعَهَا، أَو) حَضَبَ النَّارَ إِذا خَبَتْ ثُمَّ (أَلْقَى عَلَيْهَا الحَطَبَ) لِتَقِدَ، عَن الكسائيّ، (كأَحْضَبهَا، والمِحْضَبُ المِسْعَرُ) وَهُوَ عُودٌ تُحَرَّكُ بِهِ النَّارُ عِنْد الاتِّقَادِ، قَالَ الأَعشى:
فَلاَ تَكُ فِي حَرْبِنَا مِحْضَباً
لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا
وَكَذَلِكَ فِي (المُجْمَل) ، قالَهُ شَيْخُنَا، وَقَالَ الْفراء: هُوَ المِحْضَبُ والمِحْضَاءُ والمِحْضَجُ والمِسْعَرُ بِمَعْنى واحدٍ (و) حَكَى ابنُ دريدٍ عَن أَبي حاتمٍ، قَالَ: يُسَمّى (المِقْلَى) المِحْضَبَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (وأَحْضَبَ) مِثْلُ حضب بمَعْنَى (ردَّ الحَبْلَ مِنَ البَكْرَةِ إِلى مَجْرَاهُ، وتَحَضَّبَ: أَخَذَ فِي طَرِيقٍ حَزْنٍ قَرِيبٍ) وتَرَكَ البَعِيدَ، مَأْخُوذٌ منَ الحِضْبِ وهوَ سَــفْحُ الجَبَلِ وجَانِبُه، كَمَا تَقَدَّم.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
يَحْضَبُ كيَمْنَع قَبِيلَةٌ مِن حِمْيَرَ، هَكَذَا ذكره الرُّشَاطِيُّ عنِ الهَمْدَانِيِّ مَعَ المُهْمَلَة، كَذَا فِي (التَّبْصِير) .

صهب

باب الهاء والصاد والباء معهما ص هـ ب، هـ ب ص مستعملات فقط

صهب: الصَّهَبُ والصُّهْبة: لوَن حمرة في شَعَر الرأسِ واللِّحية إذا كان في الظاهر حُمرة وفي الباطن سواد. وبعيرٌ أَصْهب وصُهابيٌّ، وناقةٌ صَهْباءُ وصُهابيَّةٌ. والصُّهابيّة أيضاً نعتٌ للجراد، قال:

صُهابيّةٌ زُرقٌ بعيدٌ مَسيرُها

ومن الظُّلْمانِ: أَصْهبُ البَلَد، أي: جِلْده.

هبص: الهبصُ: من النَّشاطِ والعَجَلة. يقال: هَبِصَ الكلبُ هَبَصاً، إذا حَرَصَ على الصَّيْد، أو الشْيء يأكله فتراه قَلِقاً لذلك، وكذلك الإنسان الهبص. 
صهب: أَصْهَب: يطلق البوذيون اسم الصُهْب على المهارى، أو الجمال السريعة الجري (ابن بطوطة 1: 110، 2: 161).
(صهب)
اللَّوْن صهبا وصهبة كَانَ أصفر ضَارِبًا إِلَى حمرَة وَبَيَاض

(صهب) صهوبة وصهبا صهب
[صهب] إن جاءت به "أصهب" - أو: أصهيب، مصغرًا - فهو لفلان، هو من يعلو لونه صهبة وهي كالشقرة، والمعروف أنها مختصة بالشعر وهي حمرة يعلوها سواد. ج: هو في الإبل ما يخالط بياضه حمرة وذا بأن يحمر أعلى الوبر ويبيض أجوافه. نه: ومنه: وكان يرمي الجمار على ناقة له "صهباء"، و"الصهباء" موضع على روحة من خيبر.

صهب


صَهِبَ(n. ac. صُهْبَة
صَهَب
صُهُوْبَة)
a. Was fair, auburn, blonde; was red-haired.
b. Was bay (horse).
صُهْبَة
3t
صَهَب
Ruddiness; red; auburn; bay (colour).
أَصْهَبُ
(pl.
صُهْب)
a. Red; auburn, fair; ruddy.
b. Bay (horse).
صُهُوْبَةa. see 3t
صَهْبَآءُ
a. [art.], The rosy, the ruddy : wine.
N. P.
صَهَّبَa. Mixed.
b. Fat.

صَيْهَب
a. Place scorched up by the sun.
b. Intense heat; scorching hot day.
صهب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمُلَاعنَة: إِن جَاءَت بِهِ أصيَهَب أثَيُبجَ حَمش السَّاقَيْن فَهُوَ لزَوجهَا وَإِن جَاءَت بِهِ أَوْرَق جَعدًا جُماليا خَدلج السَّاقَيْن سابغ الإليتين فَهُوَ للَّذي رميت بِهِ. 
(صهب) - في حديث الملاعنة: "إن جاءت به أُصَيْهب فهو لفلان"
الأُصَيْهب: تصغير الَأصْهَب. والصُّهْبَة: حُمرَة شعر الرأس يعلوه سَوادٌ وصُفْرة، فإذا احمَرّ فهو أَصْهبُ، وقد اصْهابَّ اصْهِيباباً.
قال الخَطَّابي: الَأصْهَبُ: الذي تعلوه صُهْبَة، وهو كالشُّقْرَة. كأنه ذهب به إلى لون الجِلْد دون الشَّعر.
صهب
الصَّهَبُ والصُّهْبَةُ: حُمْرَةٌ في شَعر الرأْسِ واللِّحْيَةِ، وبَعِيْرٌ أصْهَبُ وصُهَابيٌّ، وناقَةٌ صَهْبَاءُ صُهَابِيَّةٌ، نَعْتٌ للجَوَاد. والصَّيْهَبَةُ: الناقَةُ فيها صُهْبَةُ. والعَدُوُّ أصْهَبُ السِّبَالِ. والصَّيْهَبَةُ: الأرْضُ المُسْتَوِيَةُ. والصَّيَاهِبُ: الصُّخُوْرُ الصِّلابُ. واحْدَتُها صَيْهَبٌ. وهي - أيضاً -: الأرضُ المُسْتَوِيَةُ. واليَوْمُ الحارُّ. والضَّأْنُ يُدْعى للحَلَبِ فيُقال: أصْهَبْ صاهِبْ، وهو اسْمٌ لها.
ص هـ ب : الصُّهْبَةُ وَالصُّهُوبَةُ احْمِرَارُ الشَّعْرِ وَصَهِبَ صَهَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ أَصْهَبُ وَالْأُنْثَى صَهْبَاءُ وَالْجَمْعُ صُهْبٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَيُصَغَّرُ عَلَى الْقِيَاسِ فَيُقَالُ أُصَيْهِبُ.
وَفِي حَدِيثِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ إنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ أُثَيْبِجَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ وَيُصَغَّرُ أَيْضًا تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ فَيُقَالُ صُهَيْبٌ وَبِهِ سُمِّيَ. 
[صهب] الصُهْبَة: الشُقْرَة في شعَر الرأس، وهي الصُهوبة. والرجل أصهبُ. والصهباء: الخمر، سمِّيتْ بذلك للونها. والأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضَه حُمرة، وهو أن يحمرّ أعلى الوبر وتبيضَّ أجوافه. وجملٌ صهابى، أي أصهب اللون. ويقال هو منسوب إلى صهاب: اسم فحــل أو موضع. وقال الأصمعي: يقال للأعداء: صُهْبُ السِبالِ، وسود الأكباد، وإن لم يكونوا صهب السبال، فكذلك يقال لهم. قال ابن قَيسِ الرُقَيّات: فظِلال السُيوف شَيَّبْنَ رأسي * واعتناقي في القوم صُهْبَ السِبالِ ويقال أصله للروم، لأنَّ الصُهوبة فيهم، وهم أعداء العرب. وصهبى: اسم فرس للنمر . والمصهب: صفيف الشواء، والوحش المختلط .
ص هـ ب

شعر أصهب: بيّن الصهب والصهبة وهي حمرة في سواد. ويقال: مسك أصهب، وعنبر أشهب. وجمل أصهب وصهابي وناقة صهباء وصهابية وإبل صهب وصهابية. قال ذو الرمة:

صهابية غلب الرقاب كأنما ... تناط بألحيها فراعلة غثر

وقيل منسوبة إلى صهاب: فحــل.

ومن المجاز: يوم أصهب: شديد البرد. وموت صهابي، كقولهم: موت أحمر. قال النابغة:

فجئنا إلى الموت الصهابي بعدما ... تجرد عريان من الشر أحدب

" وهو أصهب السبال ": للعدو. قال:

فظلال السيوف شيّبن رأسي ... واعتناقي في الحرب صهب السبال

وشربوا الصهباء. وأكلوا المصهب وهو اللحم المختلط بالشحم.
(ص هـ ب) : (الصَّهَبُ) وَالصُّهْبَةُ وَالصُّهُوبَةُ حُمْرَةٌ فِي شَعَرِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَهِيَ إذَا كَانَ فِي الظَّاهِرِ حُمْرَةٌ وَفِي الْبَاطِنِ اسْوِدَادٌ وَهُوَ أَصْهَبُ وَهِيَ صَهْبَاءُ وَالْفِعْلُ صَهِبَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَالْأُصَيْهِبُ تَصْغِيرُ الْأَصْهَبِ (وَفِي حَدِيثِ) هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ إنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ أُثَيْبِجَ وَيُرْوَى أُرَيْصِحَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِزَوْجِهَا وإنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ وَالْأَثْبَجُ النَّاتِئُ الثَّبَجِ وَالْأَرْسَحُ بِالسِّينِ وَالصَّادِ الْأَزَلُّ هُوَ الَّذِي لَا لَحْمَ عَلَى كَفَلِهِ وَالْحَمْشُ الدَّقِيقُ وَالْأَوْرَقُ الْآدَمُ وَالْخَدَلَّجُ الْخَدْلُ أَيْ الضَّخْمُ وَالْجَعْدُ خِلَافُ السَّبْطِ وَالْجُمَالِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ الْعَظِيمُ الْخَلْقِ كَالْجَمَلِ وَالسَّابِغُ الْأَلْيَتَيْنِ خِلَافُ الْأَزَلِّ.
صهـب
صهُبَ يَصهُب، صَهَبًا وصُهوبةً، فهو أَصْهَبُ
• صهُب اللَّونُ: كان أصفَر ضاربًا إلى حمرة وبياض "صهُب شعرُ الفتاة". 

صهِبَ يَصهَب، صَهَبًا وصُهْبةً، فهو أَصْهَبُ
• صهِب اللَّونُ: صَهُب، كان أصفر ضاربًا إلى حمرة وبياض "صهِب الشَّعرُ". 

صهَّبَ يصهِّب، تصهيبًا، فهو مُصهِّب، والمفعول مُصهَّب
• صهَّب شعرَه: جعله ذا لونٍ أصهب. 

أَصْهَبُ [مفرد]: ج صُهْب، مؤ صَهْباءُ، ج مؤ صَهْباوات وصُهْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صهُبَ وصهِبَ: ذو لون أصفر ضارب إلى شيء من الحمرة والبياض "حصانٌ أصهبُ- مسكٌ أصهبُ وعنبر أشهبُ" ° يَوْمٌ أصهبُ: شديد البرد. 

صهَب [مفرد]: مصدر صهُبَ وصهِبَ. 

صَهْباءُ [مفرد]: ج صَهْباوات وصُهْب:
1 - مؤنَّث أَصْهَبُ: "فرسٌ صَهْباءُ".
2 - اسم من أسماء الخمر وهي المعصورة من عنب أبيض "شربوا الصَّهباءُ". 

صُهْبة [مفرد]: ج صُهُبات (لغير المصدر) وصُهْبَات (لغير المصدر):
1 - مصدر صهِبَ.
2 - احمرار الشَّعر. 

صُهوبة [مفرد]:
1 - مصدر صهُبَ.
2 - صُهبة؛ احمرار الشَّعر. 
(ص هـ ب)

الصَّهَب والصُّهبَة: أَن تعلو الشّعْر حمرَة وأصوله سود، فَإِذا دهن خيل إِلَيْك انه أسود، وَقيل، هُوَ أَن يحمر الشّعْر كُله، صَهِبَ صهَبا، واصهَبَّ، واصهابَّ، وَهُوَ أصهَبُ. وَقيل: الأصهبُ من الشّعْر: الَّذِي تخلط بياضه حمرَة.

والأصهَب من الْإِبِل: الَّذِي لَيْسَ بشديد الْبيَاض، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعَرَب قَول: قُرَيْش الْإِبِل: صُهْبُها وأدمها، يذهبون فِي ذَلِك إِلَى تشريفها على سَائِر الْإِبِل، وَقد أوضحُوا ذَلِك بقَوْلهمْ: خير الْإِبِل صُهُبها وحمرها، فجعلوها خير الْإِبِل، كَمَا أَن قُريْشًا خير النَّاس عِنْدهم.

وَيُقَال للأعداء: صُهْبُ السبال وَإِن لم يَكُونُوا كَذَلِك، قَالَ:

جَاءُوا يَجرُّون الحديدَ جَرَّا

صُهبَ السِّبالِ يَبتغونَ الشَّرَّا

وَإِنَّمَا يُرِيد أَن عداوتهم لنا كعداوة الرّوم، وَالروم صُهبُ السبال والشعور، وَإِلَّا فهم عرب، وألوانهم الأدمة والسمرة والسواد.

والصَّهباءُ: الْخمر، قيل: هِيَ الَّتِي عصرت من عِنَب بيض، وَقيل: هِيَ تكون مِنْهُ وَمن غَيره، وَذَلِكَ إِذا ضربت إِلَى الْبيَاض، قَالَ أَبُو حنيفَة: الصَّهباءُ: اسْم لَهَا كَالْعلمِ، وَقد جَاءَ بِغَيْر ألف وَلَام، لِأَنَّهَا فِي الأَصْل صفة. قَالَ الْأَعْشَى: وصَهباءَ طافَ يَهودِيُّها ... وأبْرزَها وَعَلَيْهَا خَتَم

وأصهَبَ الرجل: ولد لَهُ أَوْلَاد صُهْبٌ.

والصُّهابِيُّ كالأصهَبِ، وَقَول هميان:

يُطيرُ عَنْهَا الوبَرَ الصُّهابِجا

أَرَادَ الصُّهابِيَّ، فَخفف وأبدل، وَقَول العجاج:

بِشعْشَعانِيٍّ صُهابِيٍّ هَدلْ

إِنَّمَا عَنى بِهِ المشفر وَحده، وَصفه بِمَا تُوصَف بِهِ الْجُمْلَة.

وصُهْبَى: اسْم فرس النمر بن تولب، وَإِيَّاهَا عَنى بقوله:

لقد غدَوتْ بِصُهْبَي وَهِي مُلهِبةٌ ... إلهابُها كضِرامِ النارِ فِي الشِّيحِ

وَلَا أَدْرِي أشتقه من الصِّهَب الَّذِي هُوَ اللَّوْن، أم ارتجله علما.

والصُّهابِيُّ: الوافر الَّذِي لم ينقص.

وَنعم صُهابِيٌّ: لم تُؤْخَذ صدقته، بل هُوَ بوفره.

والصُّهابِيُّ من الرِّجَال: الَّذِي لَا ديوَان لَهُ.

وَرجل صَيْهَبٌ: طَوِيل.

وصخرة صَيْهَبٌ: صلبة.

وَيَوْم صَيْهَبٌ: شَدِيد الْحر.

والصَّيْهَب: شدَّة الْحر، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَحده، وَلم يحكه غَيره إِلَّا وَصفا.

وصُهابُ: مَوضِع: جَعَلُوهُ اسْما للبقعة، وَأنْشد الْأَصْمَعِي:

وأَّبِى الَّذِي تركَ الملوكَ وجَمعَهم ... بِصُهابَ هامِدُة كأمسِ الدابرِ وصُهَيبُ بن سِنَان: رجل، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَهُ الْمُشْركُونَ مَعَ نفر مَعَه على ترك الْإِسْلَام وَقتلُوا بعض النَّفر الَّذين كَانُوا مَعَه، فَقَالَ لَهُم صُهَيبٌ: أَنا شيخ كَبِير إِن كنت عَلَيْكُم لم أضركم وَإِن كنت مَعكُمْ لم أنفعكم، فخلوني وَمَا أَنا عَلَيْهِ وخذوا مَالِي، فقبلوا مِنْهُ، وأتى الْمَدِينَة فَلَقِيَهُ أَبُو بكر الصّديق، فَقَالَ لَهُ: ربح البيع يَا صُهَيبُ، فَقَالَ لَهُ: وَأَنت ربح بيعك يَا أَبَا بكر، وتلا قَوْله تَعَالَى: (ومن الناسِ مَن يْشِري نَفسَه ابتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ) .

صهب

1 صَهِبَ, (Mgh, L, Msb, TA,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. صَهَبٌ (Mgh, * L, Msb, TA) [and app. صُهُوبَةٌ also, and perhaps صُهْبَةٌ, q. v.], said of hair, [and of a camel's fur or hair,] It was, or became, such as is termed أَصْهَب, i. e., of the colour termed صُهْبَة; (Mgh, L, Msb, TA;) as also ↓ اصهبّ and ↓ اصهابّ. (L, TA.) A2: See also صَاهِبْ.4 اصهب He (a stallion [meaning a stallion camel]) had young ones such as are termed صُهْب [pl. of أَصْهَبُ] born to him: (K:) or, accord. to the M and L, he (a man) had children such as are so termed born to him. (TA.) A2: See also صَاهِبْ.9 إِصْهَبَّand 11: see the first paragraph.

صَهَبٌ: see what next follows.

صُهْبَةٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and ↓ صُهُوبَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ صَهَبٌ, (A, Mgh, K,) [the last said in the L and Msb and TA to be an inf. n., (see 1,) and so may be each of the others, used as simple substs.,] Redness, (T, Mgh, Msb, K,) or [a redness such as is termed] شُقْرَة, (S, K,) in the hair (T, S, Mgh, Msb, K) of the head (T, S, Mgh) and of the beard, when the exterior is red, with blackness in the interior: (T, Mgh:) or a tinge of redness over the hair, the roots being black, so that the hair when anointed appears as though it were black: (As, TA:) or redness in blackness: (A:) or redness, of the hair, tinged over with blackness: or, as some say, redness of the whole of the hair. (TA.) صُهُوبَةٌ: see the next preceding paragraph.

صُهَابِىٌّ, applied to a camel, i. q. أَصْهَبُ [q. v.]; (S, K;) and its fem., with ة, is syn. with صَهْبَآءُ [fem. of أَصْهَبُ]: or a camel of which the origin is referred to a certain stallion, or a place, named صُهَابٌ: (S, K:) or, if not used as a prefixed noun, it means sprung from a stallion named صُهَابٌ: Tarafeh uses the fem. as a prefixed noun in the phrase صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ [A she-camel of the colour termed صُهْبَة in the long hairs beneath the lower jaw]: (T, TA:) but Himyán [without using it as a prefixed noun] says, يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا [Making to fly from her, or it makes to fly from her, the fur of the colour termed صُهْبَة]; meaning الصُّهَابِىَّ; contracting it, and changing the ى into ج: and El-'Ajjáj applies صُهَابِىّ in a similar manner, as an epithet, to a camel's lip. (TA.) b2: Also Full, or complete, without lack or defect. (K.) b3: And applied to camels (نَعَمٌ) as meaning From which the poor-rate has not been taken; (K, TA;) they being left complete, without lack or deficiency. (TA.) b4: And, applied to a man, (K, TA,) Low, ignoble, or mean; (TA;) for whom, or to whom, there is no دِيوَان [or register of the names of pensioners or the like]. (K, TA.) b5: And Hard, strong, vehement, or violent. (A, K.) Hence, مَوْتٌ صُهَابِىٌّ (tropical:) A hard, or violent, death; like مَوْتٌ أَحْمَرُ. (A, TA.) صَاهِبْ ↓ اِصْهَبْ, (O,) or صَاهِبْ ↓ أَصْهِبْ, (so in a copy of the K, in the CK اَصْهَبْ صَاهِبْ,) a call to ewes to be milked: (O, K:) it [i. e. صاهب] is a name for Ewes: (O:) in one copy of the K, a call to the stallion [meaning the stallion camel] on the occasion of covering. (TA.) صَيْهَبٌ A hard place: (Sh, K:) pl. صَيَاهِبُ. (Sh, TA.) Level ground: (K:) so some say: (Sh, TA:) pl. as above: (TA:) or ضَيْهَبٌ has this meaning. (O.) Any place, (K,) or any high, or rugged, or high and rugged, ground, or place of a mountain, (O,) upon which the sun is vehemently hot so that flesh-meat is broiled upon it: (O, K:) Lth assigns this meaning to ضَيْهَبٌ; but AM says that the right word is صَيْهَبٌ. (TA in art. ضهب.) And A hard rock: and stones: (K:) [or] by stones are here meant hard rocks: (O:) [but] this is a meaning of the pl. صَيَاهِبُ. (JK.) b2: A hard, or strong, camel; fem. with ة: likened to the stones so called. (T, O, TA.) b3: b4: And A tall man. (K.) b5: And A hot day: (K:) or a day intensely hot: (O, TA:) and so صَيْهَدٌ. (TA.) b6: And Intenseness of heat: (K:) so on the authority of IAar alone; others explaining it as an epithet. (TA.) أَصْهَبُ, applied to hair, (A, TA,) [and to camel's fur or hair,] and to a man, (S,) and to a camel, (A,) or to a male [of mankind and of camels], (Mgh, Msb,) fem. صَهْبَآءُ: (A, Mgh, Msb:) pl. صُهْبٌ: (S, A, Msb, K:) Of the colour termed صُهْبَة [expl. above]: (S, A, Mgh, Msb:) as some say, (TA,) applied to hair, it means having redness intermixed with its whiteness: (K, TA:) accord. to As, it is nearly the same as أَصْبَحُ: (TA:) applied to a camel, having redness intermixed with his whiteness, the upper part of the fur being red, and the inner parts white: (S:) or not having the inner parts [of the fur] intensely white, the flanks and sides having somewhat of whiteness; the اصهب being less white than what is termed آدَمُ, having a dusky hue in the upper parts and a whiteness in the lower parts: (T, TA:) or not intensely white: (K:) or, accord. to IAar, white: and he says that the صُهْب and أُدْم were called by the Arabs “ the Kureysh of camels,” i. e. the most noble, and the best, as Kureysh were considered by them the best of them; also, that صُهْبَة was said to be the most famous and the best of colours, and that a she-camel of that colour was said to be the most swift of all: [see also أَحْمَرُ as applied to a camel:] but accord. to As, آدَمُ applied to a camel signifies white; and أَصْهَبُ, white intermixed with redness: (TA:) [see also صُهَابِىٌّ:] the dim. is ↓ أُصَيْهِبُ. (Msb.) b2: صُهْبُ السِّبَالِ [lit. Persons red, or reddish, &c., in respect of the mustaches, &c.,] is a designation of (tropical:) enemies; and is applied to them even if not really صُهْبُ السِّبَالِ: (As, S, A, * L, K:) originally applied to the Greeks (الرُّوم), because redness of the hair was [common] among them, and they were enemies of the Arabs: (S, L, TA:) applied to others, it designates them as being as great enemies as the Greeks. (TA.) b3: الأَصْهَبُ is an appellation of The lion: (K:) because of his colour. (TA.) b4: And [for the same reason]

أَصْهَبُ is a designation of The male ostrich. (L, TA.) b5: Hence also (S, TA) الصَّهْبَآءُ signifies Wine: (S, K:) or wine expressed from white grapes: (K:) used in this sense as a proper name: (AHn, K:) but also used without the article ال; being originally an epithet. (TA.) b6: يَوْمٌ أَصْهَبُ (tropical:) A cold day: (K:) or a day intensely cold. (A, TA.) أُصَيْهِبُ dim. of أَصْهَبُ, q. v. (Msb.) مُصَهَّبٌ (tropical:) Flesh-meat mixed with fat. (A, TA.) b2: (assumed tropical:) What is termed صَفِيف [here app. meaning cut into strips or slices, and laid upon live coals, or upon rocky ground vehemently heated by the sun (see صَيْهَبٌ)], (O, K, and so in a copy of the S, in some copies of the K غَلِيظ, and in one copy ضَعِيف,) of roast flesh-meat. (S, O, K.) b3: and Wild animals (وَحْش) [of various kinds or species] mixed together. (O, K, and in one of my copies of the S.)
صهب
: (الصَّهَبُ محركة) : لَوْنُ (حُمْرَةٍ أَو شُقْرَةٍ فِي الشَّعَر (أَي شَعَرِ الرَّأْسِ (كالصُّهْبَة، بالضَّمِّ) (و) هِيَ (الصُّهُوبَةُ) أَيْضاً.
(والأَصْهَبُ: بِعِيرٌ لَيْسَ بِشَدِيدٍ البَيَاضِ) . وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرَبُ تَقُولُ: قُرَيْشُ الإِبِلِ صُهْبُهَا وأُدْمُهَا، يَذْهَبُون فِي ذَلِك إِلَى تَشْرِيفها عَلَى سَائِرِ الإِبِلِ. وَقد أَوْضَحُوا ذَلِكَ بِقَوْلهِم: خَيْرُ الإِبِل صُهْبُهَا وحُمْرُهَا فجعَلُوهَا خيْرَ الإِبِل، كَمَا أَنَّ قُرَيْشاً خَيْرُ النَّاسِ عِنْدَهُم. وَقيل: الأَصْهَبُ من الإِبِل: الَّذِي يُعَالِطُ بياضَه حُمْرَةٌ وَهُوَ أَنْ يَحْمَرَّ أَعْلَى الوَبَرِ وتَبْيَضَّ أَجْوَافُه.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ولَيْسَت أَجْوَافُه بالشَّدِيدَةِ البَيَاضِ، وأَقْرَانبُه ودُفُوفُه فِيهَا تَوْضِيحُ، أَي بَيَاضٌ. قَالَ: والأَصْهَبُ: أَقَلُّ بَيَاضاً من الآدَمِ، فِي أَعَاليه كِدْرَةٌ، وَفِي أَسَافِلِه بَيَاضٌ.
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيِّ: الأَصْهَبُ من الإِبِلِ: الأَبْيَضُ.
وَعَن الأَصْمعيّ: الآدمُ مِن الإِبِل: الأَبْيَضُ، فإِن خَالَطَتْه حُمْرَةٌ فَهُوَ الارءَصْهَبُ.
قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: قَالَ حُنَيْفُ الحَنَاتِمِ وكَانَ آبَلَ النَّاسِ: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والحَمْرَاءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والصَّهْبَاءُ سُرْعَى. قَالَ: والصُّهْبَةُ: أَشْهَرُ الأَلْوَانِ وأَحْسَنُهَا حِينَ تَنْظُر إِلَيْهَا. ورأَيْتُ فِي حَاشِية: البُهْيَا تَأْنِيثُ البَهِة، وَهِي الرائعة، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب والمحكم والتَّهْذِيبِ والأَسَاسِ والمِصْبَاحِ.
(كالصُّهَابِيّ) بالضَّمِّ. يُقَال: جَمَلٌ صُهَابِيٌّ أَي أَصْهَبُ اللَّوْنِ، وسَيَأْتِي الاخْتِلَافُ فِيه.
(و) الأَصْهَبُ: (الأَسَدُ) لِصُهْبَةِ لَوْنِه.
(و) الأَصْهَبُ: (عَيْنٌ بالبحْرَيْن) ، هُوَ عَيْنُ الأَصْهَب الَّذِي بَيْنَ البَصْرة واليَحْرَيْنِ على الصَّواب على مَا فِي لِسَانِ الْعَرَب، وَقد جَعَلَه المُصَنِّفُ مَوْضِعَيْن. (و) هُوَ الَّذِي (جَمَعَ ذُو الرُّمَّةِ) فِي شِعْرِه (على الأَصْهَبِيَّات) ، وَهُوَ قَوْلُه:
دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْج فأَزْمَعْنَ وِرْدَه
أَو الأَصْهَبِيَّات العُيُونُ السَّوَائِحُ
وَفِي المُعْجَم: فأَزْمَعَ وِرْدَهُ.
والأُصَيْهِبُ بِلَفْظِ تَصْغِيرِ الأَصْهَبِ وَهُوَ الأَشْقَرُ: مَاءٌ قُرْبَ المَرُّوتِ فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمِ، ثمَّ لِبَنِي حِمَّان، أَقْطَعَه النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَم حُصَيْنَ بْن َ مُشَمِّت لَمَّا وَفد عَلَيْه مُسَلِّماً، مَعَ مِيَاهٍ أُخَر.
(و) مِنَ المَجَازِ: الأَصْهَبُ: (اليَوْمُ البَارِدُ) . يُقَالٌ: يومٌ أَصْهَبُ: شَدِيدُ البَرْدِ، كَذَا فِي الأَسَاس.
(و) قيل الأَصْهَبُ: (شَعَرٌ يُخَالِطُ باضَه حُمْرَةٌ) . وَفِي حَدِيثِ اللِّعَان: (إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَصْهَب فَهُوَ لِفُلَانٍ) . هُوَ الَّذِي يَعْلُو لَوْنَه صُهْبَةٌ، وَهِي كالشُّقْرَة، قَالَه الخَطَّابِيّ والمَعْرُوفُ أَن الصّهْب مُخْتَصَّةٌ بالشَّعَرِ، وَهِيَ حُمْرَةٌ يَعْلُوهَا سَوَادٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَصْهَبُ والصُّهْبَةُ: لَوْنُ حُمْرَة فِي شَعَر الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ إِذَا كَانَ فِي الظَّاهِرِ حُمْرَةٌ وَفِي الْبَاطِن. اسْوِدَادٌ. وعَنِ الأَصْمَعِيّ: الأَصْهَبُ قرِيبٌ من الأَصْبَح. والصَّهَبُ أَن تَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّلَ إِلَيْكَ أَنَّه أَسْوَدُ، وَقل: هُوَ أَن يَحْمَرَّ الشَّعَرُ كُلُّه.
صَهِبَ صَهَباً، واصْهَابَّ، وَهُوَ أَصْهَب، كَذَا فِي المِصْبَاح ولِسَانِ الْعَرَب.
(و) مِنَ المَجَازِ: (الأَعْدَاءُ صُهْبُ السِّبَالِ) وسُودُ الأَكْبَادِ (وإِنْ لَمْ يكونُوا كَذَلِكَ) أَي صُهؤْبَ السِّبَالِ، فكذَلِك يُقَال لَهُم. قَالَ:
جَاءُوا يَجُرّونَ الحَدِيدَ جَرَّا
صُهْبَ السِّبَال يَبْتَغُونَ الشَّرَّا
وإِنَّمَا يُرِيدُون أَنَّ عَدَاوَتَهم لَنَا كَعَدَاوَةِ الرُّومِ، والرُّومُ صُهْبُ السِّبَال والشَّعَرِ، وإِلا فَهُم عَرَبٌ وأَلْوَانُهم الأُدْمَةُ والسُّمْرَةُ والسَّوَادُ. وَقَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات:
فظِلَالُ السُّيُوفِ شَيَّبْن رَأْسِي
واعْتِنَاقِي فِي القَوْم صُهْبَ السِّبَالِ
وَيُقَال: أَصْلُه للِرومِ؛ لأَنَّ الصُّهُوبَةَ فِيهِم وَهُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا، كَذا فِي لِسَان الْعَرَب، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ:
(والصَّهْبَاءُ) : الناقَة الصّهَابِيَّةُ. وَفِي الحَدِيثِ: (كَان يَرْمِي الجمَارَ على ناقَةٍ (لَهُ) صَهْبَاء) .
(و) الصَّهْبَاءُ: (الخَمْر) ، سُمِّيَتْ بذَلِكَ لِلَوْنِهَا (أَو المَعْصُورَةُ من عِنَبٍ أَبْيَض) .
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: الصَّهْبَاءُ: (اسْمٌ لَهَا كالْعَلَم) ، وَقد جَاءَ بِغَيْرِ أَلِفٍ ولَام؛ لأَنَّهَا فِي الأَصْل صُفَةٌ قَالَ الأَعْشَى:
وصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّها
وأَبْرَزَهَا وعَلَيْهَا خَتَمْ
(و) الصَّهْبَاءُ: (ع قرب خَيْبَر) على مَرْحَلَةٍ أَو مَرْحَلَتينِ، قَالَه شَيْخُنَا. قُلْتُ: وَقد جَاءَ ذكره فِي الحَدِيثِ، وَهُوَ عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَر.
(والصهَابِيّ كغُرَابيّ: الوَافِرُ الَّذِي لم يَنْقُص) . (و) الصّهَابِيُّ: (الرجُلُ) الَّذِي (لَا دِيوَانَ لَهُ) .
(و) الصُّهَابِيُّ: (النَّعَمُ) الَّذِي (لم تُؤْخَذْ صَدَقَتُه) بَلْ هِيَ مُوَفَّرَةٌ. (و) الصُّهَابِيّ: (الشَّدِيدُ. وَمِنْه) من الْمجَاز قولُهُم: (مَوْتٌ صُهَابِيٌّ) أَي شَدِيدٌ كالمَوْتِ الأَحْمَرِ. قَالَ الجَعْدِيُّ:
فجِئنَا إِلَى المَوْتِ الصُّهَابِيِّ بَعْدَمَا
تَجَرَّدَ عُرْيَانٌ مِن الشَّرِّ أَحْدَبُ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَقَول هِمْيانَ:
يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا
أَراد الصُّهَابِيَّ، فخفَّفَ وأَبْدَلَ.
وَقَول العَجَّاج:
بشَعْشَعَانِيَ صُهَابِيَ هَدِلْ
وإِنما عَنَى بِه المِشْفَرَ وَحْدَه، وَصَفَه بِمَا تُوصَفُ بِهِ الجُمْلَةُ.
(والصَّيْهَبُ كَصَيْقَل: شِدَّةُ الحَرِّ) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ وَحده، وَلم يَحْكِه غيرُه إِلا وَصْفا.
(و) الصَّيْهَبُ: (اليومُ الحَارُّ) . يَوْم صَهْدٌ وصَيْهَدٌ؛ شَدِيدُ الحَرِّ.
(و) الصَّيْهَبُ: (الرَّجُلُ الطوِيلُ) .
(و) الصَّيْهَبُ: (الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ) . قَالَ شَمِر: (و) يُقَالُ: الصَّيْهَبُ: (المَوْضِعُ الشَّدِيدِ) جَمْعُه صَيَاهِبُ. قَالَ كُثَيِّر: تُوَاهِقُ واحْتَثَّ الحُدَاةُ بِطَاءَهَا
عَلَى لَا حِبٍ يَعْلُو الصَّيَاهِبَ مَهْيَعِ
قَالَ شَمِر: (و) قَالَ بَعْضُهُم: الصَّيْهَبُ (الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ) . قَالَ القُطَامِيُّ:
حَدَا فِي صَحَارى ذِي حِمَاسٍ وَعَرْعَرٍ
لِقَاحاً يُغَشِّيهَا رُءُوسَ الصَّيَاهِبِ
(و) الصَّيْهَبُ: (الحجارَةُ) .
وَفِي التَّهْذِيبِ: جَمَلٌ صَيْهَبٌ، ونَاقَةٌ صَيْهَبَةٌ إِذا كَانَا شَدِيدَيْن، شُبِّهَا الصَّيْهَبِ: الحِجَارَةِ.
قَالَ هِمْيَانُ:
حَتَّى إِذَا ظَلْمَاؤُهَا تَكَشَّفَتْ
عَنِّي وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ
أَي عَن نَاقَةٍ صُلْبَةِ قد تَحَنَّتْ.
(وكُلُّ مَوْضِع) من الجَبَل أَوقُفَ أَو حَزْن (تَحْمَى عَلَيْهِ الشَّمْسُ حَتَّى يَنْشَوِيَ اللَّحْمُ عَلَيْه) فَهو صَيْهَبٌ. قَالَ:
وَغْر تَجِيشُ قُدُورُه بِصَياهِبِ
قَالَ الأَزْهَرِيّ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ بالضَّادِ مُعْجمَة.
(و) صُهَابٌ (كَغْرَاب: ع) جَعَلُوهُ اسْما للبُقْعَةِ. أنْشَد الأَصْمَعِيّ:
وأَبِي الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهُم
بصُهَابَ هَامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ
(أَو فَحــل) فِي شقّ اليَمَن (يُنْسَبُ إِلَيْه الجَمَلُ الصُّهَابِيّ) . فِي التَهذيب: وإِبِلٌ صُهَابِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْــل اسْمُه صُهَابٌ. قَالَ: وإِذَا لم يُضِيفُوا الصُّهَابِيَّة فَهِيَ من أَوْلَادِ صهَاب وناقة صَهْبَاءُ وصُهَابِيَّة. قَالَ طرفَة:
صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَا
بَعِيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
وَفِي لِسَان العَرَب فِي آخر المَادة مَا نَصه: (والمُصَهَّبُ) أَي (كَمُعظَّم: صَفِيفُ الشواء) . (والوَحْشُ المُخْتَلِطُ) وَهَكَذَا هُوَ فِي التَّكْمِلَةِ، وقَيّد الوَحْشَ مَجْرُوراً بالإِضَافَة، والمُختَلِط مَرْفُوعاً بالنَّعْتِ.
وَفِي الأَسَاسِ: مِنَ المَجَازِ: والمُصَّهَّبُ: لحْمٌ مُخْتَلِط بشَحْم.
(وأَصْهَبَ الــفَحْــلُ) ، هَكَذَا فِي النَّسَخ، وَهُوَ نَصُّ الزَّجَّاجِ. والَّذِي فِي الْمُحكم ولِسَانِ العَرَبِ: وأَصْهَبَ الرَّجُلُ: (وُلِدَ لَهُ الصّهْبُ) من الأَوْلَادِ.
(و) يُقَال: (أَصْهَبَ صَاهِبْ: دُعَاءُ للضَّأْنِ عِنْد الحَلْب) ، وهُو اسْمٌ لَهَا، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وَفِي نُسْخَة دُعَاءٌ للــفَحْــل عِنْدَ الضِّرَابِ.
(وعَيْنُ الأَصْهَب: بَيْنَ البَصْرَةِ والبَحْرَين) ، قد تَقَدَّمَ مَا فِيهِ فَهُوَ كالمكَرَّرِ مَعَ مَا قَبْلَه، وَلم يُنَبّه على ذَلك شَيْخُنَا على عَادَتِه فِي عَدِّ سَيَّآتِه.
وَمِمَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنا على المُؤَلِّف: صُهَيْبُ بنُ سِنَانٍ مَوْلَى عَبدِ اللْهِ بْنِ جُدْعَان التَّيْمِيّ صَحَابِيٌّ من وَلَد النَّمِر بْنِ قَاسِطٍ، سَبَتْه الرومُ لمَّا غزَتْ فَارِسَ. فَقيل لَهُ الرُّومِيُّ، انْتهى. قلت: وهُو الذِي قَال لَه أَبو بكرٍ الصِّدّيق رَضِي الله عَنهُ: رَبِحَ البَيْعُ يَا صُهَيْب، فَقَال لَهُ: وأَنتَ رَبِح بيعُك يَا أَبَا بَكر، وتلا قولَه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآء مَرْضَاتِ اللَّهِ} (الْبَقَرَة: 207) . . الْآيَة وَقد ذكره ابنُ مَنْظُورٍ وغَيْرُه. وهُو فِي مُعجَم ابْنِ فَهْد. وأَبُو بَكْر محمدُ بْن نَصْرِ بْنِ صُهَيْب، كَزُبَيْر، مَوْلَى المَهْدِيّ مُحَدِّثٌ، أَورده البنْدَارِيّ فِي الذَّيْل.
والأَصهَبُ بنُ يَزِيدَ بْنِ حَلَاوة الذُّعَافر من بني الصَّعْب بن سَعْدِ العَشِيرة، وَهُوَ الجَدُّ الأَعْلَى لعَبْدِ اللهِ بن إِدرِيسَ المُحَدِّث، أَوْرَدَهُ الخَطِيبُ فِي تَارِيخه.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: يُقَالُ لِلظَّلِيمِ أَصْهَبُ.
وصُهْبَى: اسمُ فَرَسِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَب، وإِيَّاهَا عَنَى بِقَوْلِه: لقد غَدَوْتُ بصُهْبَى وَهْيَ مُلْهِبَةٌ
إِلْهَابُهَا كضِرَام النَّارِ فِي الشِّيحِ
قَالَ: وَلَا أَدْرى أَمُشْتَقَّةٌ مِن الصَّهَبِ الَّذي هُوَ اللَّوْنُ أَم ارْتَجَلَه عَلَماً.
وعَلِيّ بْنُ عَاصِم بنِ صُهَب أَبُو الحَسَن الوَاسِطِيّ مَوْلَى قُرَيْبَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْه، توفّي سنة 201 هـ.

صهب: الصُّهْبةُ: الشُّقْرة في شعر الرأْس، وهي الصُّهُوبةُ.

الأَزهري: الصَّهَبُ والصُّهْبة: لونُ حُمْرةٍ في شعر الرأْس واللحية، إِذا كان في الظاهر حُمْرةٌ، وفي الباطن اسودادٌ، وكذلك في لون الإِبل؛ بعيرٌ أَصْهَبُ وصُهابيٌّ وناقة صَهْباء وصُهابِـيَّةٌ؛ قال طَرَفة:

صُهابِـيَّةُ العُثْنُونِ، مُؤْجَدَةُ القَرَا، * بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ، مَوَّارَةُ اليَدِ

الأَصمعي: الأَصْهَبُ: قريبٌ من الأَصْـبَح. والصَّهَبُ والصُّهْبَة:

أَن يَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ، وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّل إِليك أَنه أَسود. وقيل: هو أَن يَحْمَرَّ الشعر كُـلُّهُ.

صَهِبَ صَهَباً واصْهَبَّ واصْهابَّ وهو أَصْهَبُ. وقيل: الأَصْهَبُ من الشَّعر الذي يُخالط بياضَه حمرةٌ.

وفي حديث اللِّعانِ: إِن جاءَت به أَصْهَبَ فهو لفلان؛ هو الذي يَعْلُو لونَه صُهْبَةٌ، وهي كالشُّقْرة، قاله الخطابي. والمعروف أَن الصُّهْبة مختصة بالشعر، وهي حُمْرَة يعلوها سواد.

والأَصْهَبُ من الإِبل: الذي ليس بشديد البياض. وقال ابن الأَعرابي: العرب تقول: قُريشُ(1)

(1 قوله «قريش الإبل إلخ» بـإضافة قريش للإبل كما ضبطه

في المحكم ولا يخفى وجهه) . الإِبل صُهْبُها وأُدْمُها؛ يذهبون في ذلك إِلى تشريفها على سائر الإِبل. وقد أَوضحوا ذلك بقولهم: خيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوها خير الإِبل، كما أَن قريشاً خيرُ الناس عندهم.

وقيل: الأَصْهَبُ من الإِبل الذي يخالط بياضَه حُمْرةٌ، وهو أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوَبَر وتَبْيَضَّ أَجْوافُه. وفي التهذيب: وليستْ أَجوافُه

بالشديدةِ البياضِ، وأَقْرابُه ودُفُوفه فيها تَوضِـيحٌ أَي بَياض. قال:

والأَصْهَبُ أَقلُّ بياضاً من الآدَم، في أَعاليه كُدْرة، وفي أَسافله بياضٌ. ابن الأَعرابي: الأَصْهَبُ من الإِبل الأَبيضُ. الأَصمعي: الآدَمُ من الإِبل: الأَبيضُ، فإِن خالطته حُمْرة، فهو أَصْهَبُ. قال ابن الأَعرابي: قال حُنَيْفُ الـحَناتِم، وكان آبَلَ الناس: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والـحَمْراءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والصَّهْبَاءُ سُرْعَى. قال: والصُّهْبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان وأَحسنُها، حين تَنْظُر إِليها؛ ورأَيتُ في حاشيةٍ: البُهْيا تأْنيث البَهِـيَّةِ، وهي الرائعة.

وجَمَلٌ صُهابيٌّ أَي أَصْهَبُ اللون، ويقال: هو منسوب إِلى صُهابٍ: اسم فَحــل أَو موضع. التهذيب: وإِبل صُهابِـيَّةٌ: منسوبة إِلى فحــل اسمه صُهابٌ. قال: وإِذا لم يُضِـيفُوا الصُّهابِـيَّة، فهي من أَولاد صُهابٍ؛ قال ذو الرمة:

صُهابِـيَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ، كأَنـَّما * يُناطُ بأَلْحِـيها فَراعِلَةٌ غُثْرُ

قيل: نُسبت إِلى فَحْــل في شِقِّ اليمن. وفي الحديث: كان يَرْمي الجِمارَ على ناقةٍ له صَهْباء.

ويقال للأَعداء: صُهْبُ السِّبالِ، وسُود الأَكباد، وإِن لم يكونوا

صُهْبَ السِّبال، فكذلك يقال لهم؛ قال:

جاؤوا يَجُرُّونَ الـحَديدَ جَرَّا، * صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّـرَّا

وإِنما يريد أَنَّ عداوتهم لنا كعداوة الروم. والرومُ صُهْبُ السِّبال

والشعور، وإِلاّ فهم عَرَبٌ، وأَلوانهم: الأُدْمَةُ والسُّمْرةُ والسَّوادُ؛ وقال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

فَظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِـي، * واعْتِناقي في القَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ

ويقال: أَصله للروم، لأَن الصُّهُوبةَ فيهم، وهم أَعداءُ العرب.

الأَزهري: ويقال للجَراد صُهابِـيَّةٌ؛ وأَنشد:

صُهابِـيَّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسيرُها

والصَّهْباءُ: الخَمْر؛ سميت بذلك للونها. قيل: هي التي عُصِرَت من عنب أَبيضَ؛ وقيل: هي التي

تكون منه ومن غيره، وذلك إِذا ضَرَبَتْ إِلى البَياض؛ قال أَبو حنيفة: الصَّهْباءُ اسم لها كالعَلَم، وقد جاءَ بغير أَلف ولام لأَنها في الأَصل صفة؛ قال الأَعشى:

وصَهْباءَ طافَ يَهودِيها، * وأَبْرَزَها، وعليها خَتَمْ

ويقال للظَّلِـيم: أَصْهَبُ البَلَدِ أَي جِلْدُه.

والموتُ الصُّهابيُّ: الشديد كالموت الأَحمر؛ قال الجَعْدِيُّ:

فَجِئْنا إِلى الـمَوتِ الصُّهابيِّ بعدما * تَجَرَّدَ عُرْيانٌ، من الشَّرِّ، أَحدَبُ

وأَصْهَبَ الرجلُ: وُلِدَ له أَولادٌ صُهْبٌ. والصُّهابيُّ: كالأَصْهَب؛ وقولُ هِمْيانَ:

يُطيرُ عنها الوَبَرَ الصُّهَابِجَا

أَراد الصُّهَابيَّ، فخفَّف وأَبدل؛ وقول العجاج:

بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ

إِنما عنى به الـمِشْفَرَ وحدَه، وصفه بما توصف به الجملة. وصُهْبى: اسم فرسِ النَّمِر بن تَوْلَب، وإِياها عَنَى بقوله:

لقد غَدَوْتُ بصُهْبَـى ، وهي مُلْهِبَةٌ، * إِلْهَابُها كضِرامِ النارِ في الشِّيحِ

قال: ولا أَدري أَشْـتَقَّه من الصَّهَبِ، الذي هو اللون، أَم

ارْتَجَلَه عَلَماً.

والصُّهَابيُّ: الوافر الذي لم يَنْقُصْ. ونَعَمٌ صُهَابيٌّ: لم تُؤْخَذْ صَدَقتُه بل هو بِوَفْرِه. والصُّهَابيُّ من الرجال: الذي لا ديوان

له.ورَجُلٌ صَيْهَبٌ: طَويلٌ. التهذيب: جَمَلٌ صَيْهَبٌ، وناقة صَيْهَبَة

إِذا كانا شديدين، شُبِّها بالصَّيْهَبِ، الـحِجارةِ؛ قال هِمْيَانُ:

حَتَّى إِذا ظَلْماؤُها تَكَشَّفَتْ * عَنِّي، وعَنْ صَيْهَبَةٍ قد شَدِفَتْ

أَي عن ناقةٍ صُلْبَةٍ قد تَحَنَّتْ. وصَخرةٌ صَيْهَبٌ: صُلْبَة.

والصَّيْهَبُ الحجارة؛ قال شمر: وقال بعضهم هي الأَرض المستوية؛ قال القُطاميّ:

حَدا، في صَحَارَى ذي حماسٍ وعَرْعَرٍ، * لِقاحاً يُغَشِّيها رُؤُوسَ الصَّياهِب(1)

(1 « ذي حماس وعرعر» موضعان كما في ياقوت والبيت في التكملة أيضاً.)

قال شمر: ويقال الصَّيْهَبُ الموضع الشديد؛ قال كثير:

على لاحِبٍ، يَعْلُو الصَّيَاهِبَ، مَهْيَعِ

ويومٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ: شَديد الـحَرِّ. والصَّيْهَبُ شِدَّةُ الـحَرِّ؛ عن ابن الأَعرابي وحده ولم يَحْكِهِ غيرهُ إِلا وَصْفاً. وصُهابُ:

موضع جعلوه اسماً للبُقْعة؛ أَنشد الأَصمعي:

وأَبي الذي تَرَكَ الـمُلُوكَ وجَمْعَهم، * بصُهابِ هامِدةٍ، كأَمْسِ الدَّابِر

وبين البَصْرة والبحرين عينٌ تُعرف بعين الأَصْهَبِ. قال ذو الرمة، فجمعه على الأَصْهَبِـيَّات:

دَعاهُنَّ من ثَـأْجٍ، فأَزْمَعْنَ وِرْدَه، * أَو الأَصْهَبِـيَّات، العُيُونُ السَّوائحُ

وفي الحديث ذِكْرُ الصَّهْباءِ، وهو موضع على رَوْحةٍ من خَيْبَر.

وصُهَيْبُ بنِ سِنانٍ: رجل، وهو الذي أَراده المشركون مع نَفَرٍ معه على ترك الإِسلام، وقتلوا بعض النَّفَرِ الذين كانوا معه، فقال لهم صُهَيْبٌ:أَنا شيخ كبير، إِنْ كنتُ عليكم لم أَضُرَّكُم، وإِن كنتُ معكم لم أَنفعكم، فخَلُّوني وما أَنا عليه، وخُذُوا مالي. فقَبلوا منه، وأَتى المدينةَ فلقيه أَبو بكر الصديقُ، رضي اللّه عنه، فقال له: رَبِحَ البيع يا صُهَيْبُ. فقال له: وأَنتَ رَبِحَ بيعُك يا أَبا بكر. وتلا قوله تعالى: ومن الناسِ من يَشْري نَفْسَه ابتغاءَ مَرْضاةِ اللّه. وفي حاشيةٍ: والـمُصَهَّبُ: صَفِـيفُ الشِّواءِ والوَحْشِ الـمُخْتَلِطُ.

كافحه

(كافحــه) لقِيه مُوَاجهَة وَيُقَال كافح الْقَوْم أعداءهم استقبلوهم فِي الْحَرْب بِوُجُوهِهِمْ لَيْسَ دونهَا ترس وَلَا غَيره وقرنه قاومه بِقُوَّة وَيُقَال كافح الْأَطِبَّاء الْأَمْرَاض وكافحــت الدولة البطالة والأمور بَاشَرَهَا بِنَفسِهِ

حج

الحج: القصد إلى الشيء المعظم، وفي الشرع: قصدٌ لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة.
(حج)
إِلَيْهِ حجا قدم وَالْمَكَان قَصده وَالْبَيْت الْحَرَام قَصده للنسك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت} وَيُقَال حج بَنو فلَان فلَانا أَكْثرُوا التَّرَدُّد عَلَيْهِ وَالْجرْح سبره ليعرف غوره ويعالجه وَفُلَانًا أصَاب حجاج عَيْنَيْهِ وغلبه بِالْحجَّةِ يُقَال حاجه فحــجه
الْحَاء وَالْجِيم

الجَحْمَرِشُ من النِّسَاء: الثَّقِيلَة السمجة.

والجَحْمَرِشُ أَيْضا: الْعَجُوز الْكَبِيرَة، وَقيل: الْعَجُوز الْكَبِيرَة الغليظة.

وَمن الْإِبِل: الْكَبِيرَة السن.

وأفعى جَحْمَرِشٌ: خشناء غَلِيظَة.

والجَحْمَرِشُ الأرنب الضخمة، وَهِي أَيْضا الأرنب الْمُرْضع، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا امْرَأَة صَهْصَلِقٌ، وَهِي الشَّدِيدَة الصَّوْت.

وناقة جِرْدَحلٌ: ضخمة غَلِيظَة.

وَذكر عَن الْمَازِني أَن الجردحل: الْوَادي، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
حج
الحَجُّ: السَّيْرُ إلى البَيْتِ خاصَّةً، وقد يُكْسَرُ الحاءُ، والنَّصْبُ أحْسَنُ. والحَجّاجُ: الكَثيرُ الحَجِّ. والحُجّاجُ والحَجِيْجُ: جَمَاعَةُ الحاجِّ. والحَّجُّ: الحُجَّاجُ، قال جَرير: وكأنَّ عافِيَةَ النُّورِ عليهمُ ... حَجٌّ بأسْفَلَ ذي المَجَازِ نُزُوْلُ
والحاجِجُ: الحاجُّ أيضاً. ويقولونَ: الحاجَّ أسْمَعْتَ لإفْشَاءِ الأمْرِ. ولَجَّ فَحَــجَّ مَثَلٌ. وذي الحِجَّةِ: شَهْرُ الحَجِّ. وحَجَّ علينا فُلانٌ: قَدِمَ. والمَحَجَّةُ: قارِعَةُ الطَّريقِ الواضِح. والحَجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ. والحُجَّةُ: الوَجْهُ الذي به يَقَعُ الظَّفَرُ عند الخَصُوْمة، ويُقال: حاجَجْتُه فحَــجَجْتُه. والحِجَاجُ: مَصْدَرٌ. وهو أيضاً: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العَيْنِ، وجَمْعُه: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ. والأحَجُّ: العَظيمُ الحِجَاج. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوْصُ. وحَجَجْتُ الشَّجَّةَ أحُجُّها حَجّاً: أدْخَلْتَ المِيْلَ فيها لِتَسْبُرَها. والحَجِيْجُ: المَشْجُوْجُ.
وفَرَسٌ أحَجُّ: كالأحَقّّ، وهو الذي يُطابِقُ في السَّيْر. وقَوْلُ مَرّارٍ:
ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيْلُ
يَعْنِي: الصُّلْبَ الضَّخْمَ، وَصَفَ إبلاً. والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العَظْم. والمِحْجَاجُ: حَدِيْدَةٌ بِمَنْزِلةِ المَرَّتُحَجُّ بها الأرْضُ: أي تُشَقُّ. وحَجَّهُ وشَجَّهُ: واحِدٌ. والحَجْحَجُ: الفَسْلُ من الرِّجَال. وحَجْحَجَ لي بالكَلام: جَمْجَمَ ولم يُبَيِّنْه. وحَجَجْ: زَجْرٌ للغَنَم.
حج
أصل الحَجِّ القصد للزيارة، قال الشاعر:
يحجّون بيت الزّبرقان المعصفرا
خصّ في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحَجّ والحِجّ، فالحَجُّ مصدر، والحِجُّ اسم، ويوم الحجّ الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: «العمرة الحجّ الأصغر» .
والحُجَّة: الدلالة المبيّنة للمحجّة، أي:
المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ [الأنعام/ 149] ، وقال: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة/ 150] ، فجعل ما يحتجّ بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهنّ فلول من قراع الكتائب
ويجوز أنّه سمّى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
[الشورى/ 16] ، فسمّى الداحضة حجّة، وقوله تعالى: لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ [الشورى/ 15] ، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمُحاجَّة: أن يطلب كلّ واحد أن يردّ الآخر عن حجّته ومحجّته، قال تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ: أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام/ 80] ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ [آل عمران/ 61] ، وقال تعالى: لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ [آل عمران/ 65] ، وقال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران/ 66] ، وقال تعالى: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ [غافر/ 47] ، وسمّي سبر الجراحة حجّا، قال الشاعر:
يحجّ مأمومة في قعرها لجف
باب الحاء مع الجيم ح ج، ج ح مستعملان

حج: قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ. ويقال للرجل الكثير الحَجٍّ حَجّاج من غير إمالةٍ. وكلُّ نعت على فَعّال فإنّه مفتوح الألف، فإذا صيَّرتَه اسماً يَتَحَوَّل عن حال النَّعْت فتدخله الإمالة كما دَخَلَتْ في الحَجّاج والَعجّاج. وحَجٍّ علينا فُلانٌ أي قَدِمَ. والحَجُّ: كثرة القَصْد إلى من يُعَظَّم، قال:

كانت تحُجُّ بنُو سَعْدٍ عِمامتَه ... إذا أَهَلُّوا على أنصابِهم رَجَبا  حَجُّوا عِمامتَه: أي عظَّمُوُه. والحِجَّةُ: شَحْمةُ الأُذُن، قال لبيد:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا

ويقال: الحجة هيهنا الموسم. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، تقول: حَمَلوا ثم حَجْحَجوا أي نَكَصُوا، قال :

حتّى رَأَى رايتَهم فَحَــجْحَجا

والمَحَجَّةُ: قارعة الطريق الواضح. والحُجَّةُ: وَجْهُ الظَّفَر عند الخُصومة. والفِعل حاجَجْتُه فَحَــجَجْتُه. واحتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة: حُجَجٌ. والحِجاج المصدر. والحَجاجُ: العظمُ المستدير حولَ العَين، ويقال: بل هو الأَعْلى الذي تحت الحاجب، وقال:

إذا حَجاجا مُقلتَيْها هَجَّجا

والحَجيجُ: ما قد عُولِجَ من الشَجَّة، وهو اختلاط الدَّمِ بالدماغ فيصب عليه السَّمْنُ المَغْلِيُّ حتى يظهَرَ الدمُ فيُؤخَذُ بقُطنةٍ، يقال: حَجَجْتُه أحُجُّه حَجّاً. الجَحْجاحُ: السيِّدُ السَّمْحُ الكريمُ، ويجمع: جَحاجِحة، ويجوز بغير الهاء، قال أمية : ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جَحاجحْ

وأَجَحَّتِ الكلبةُ: أي حَمَلَتْ فهي مُجحٌّ.
الْحَاء وَالْجِيم

حَجَّ علينا: قَدِمَ.

وحَجِّهُ يَحُجُّهُ حَجاً: قصَدَه، قَالَ المُخَبَّل:

وأشْهَدُ مِن عَوْف حُلُولاً كَثيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبّ الزِّبَرْقانِ المُزَعفرا

أَي يَقْصِدونه ويزُورُونه.

والحَجُّ: القَصدُ للتوجه إِلَى الْبَيْت بِالْأَعْمَالِ الْمَشْرُوعَة فَرْضاً وسُنةً، وَأَصله من ذَلِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَب الناسَ فأعْلَمَهُم أنّ الله قد فرض عَلَيْهِم الحَجَّ. فَقَامَ رَجُلٌ من بني أسَدٍ فَقَالَ: يَا رسولَ الله أَفِي كل عَام؟ فاعرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاد الرجل ثَانِيَة، فاعرض عَنهُ، فَعَاد ثَالِثَة. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنُكَ أَن أقُولَ نَعَمْ فَتَجبَ فَلَا تقومونَ بهَا فَتَكْفُرُونَ " أَي تَدْفَعُونَ وُجُوَبها لِثِقَلها فَتَكْفُرُون، وَأَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنكَ أَن يُوحَى إِلَى أَن أَقُول نَعَم فأقُولَ.

وحَجَّهُ يَحُجُّهُ وَهُوَ الحَجّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَجهُ يَحُجَّهُ حِجّاً، كَمَا قَالُوا ذَكَرَه ذِكْراً وَقَوله أنشدَهُ ثعلبٌ

يَوْمَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا ... وكُلَّ أُنَثى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكُلَّ صَاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا ... ويَسْتَخفُّ الحَرَمَ المَحْجوجا

فسره فَقَالَ: يستخف الناسُ الذَّهابَ إِلَى هَذِه الْمَدِينَة لأنَّ الأَرْض دحيت من مَكَّة، فَيَقُول يَذْهَبُ النَّاسُ إِلَيْهَا لأنْ يُحْشَروا مِنْهَا. وَيُقَال: إِنَّمَا يَذْهَبُونَ إِلَى بَيت المَقْدِسِ.

ورَجُلٌ حاجُّ وَقوم حُجّاجٌ وحَجيجٌ. فَأَما قَوْلُهمْ: أقبل الحاجُّ والدَّاجُّ فقد يكون أَن يُرَادَ بِهِ الجنسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْع كالحامل والباقرِ.

والحِج: الحُجّاجُ. قَالَ:

حِجٌّ بأسْفَل ذِي المَجازِ نُزُولُ

وَقَالَ:

كأنَّما أصْوَاتُها فِي الوَادِي ... أصْوَاتُ حِجٍّ من عمان غادي

هَكَذَا انشده ابْن دُرَيْد بِكَسْر الْحَاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: حَجّةٌ واحدةٌ يُرِيدُونَ عَمَل سَنَةٍ واحدةٍ.

وآحْتَجَّ البيتَ: كَحَجَّهُ عَن الهَجْرِيّ: وانشد:

تركتُ احْتجاجَ البيتِ حَتى تظاهَرَتْ ... عَلىَّ ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وَذُو الحِجّةِ: شهر الحَجَّ، سُمي بذلك لِلْحَجِّ فِيهِ. والحِجَّةُ: السنةُ، والجمعُ حِجَجٌ.

والمَحَجَّةُ: الطريقُ. وَقيل: مَحَجّةُ الطَّرِيق سَنَنُهُ.

والحُجّةُ: مَا دوفعَ بِهِ الخَصمُ، والجمعُ حُجَجٌ وحِجاجٌ.

وحاجَّهُ مُحَاجَّةً وحِجاجا: نازَعه الحُجةَ.

وحَجَّهُ يحُجُّهُ حَجا: غَلَبَهُ على حُجّته. وَفِي الحَدِيث " فَحَــجَّ آدَمُ مُوسَى " واحْتَجَّ بالشَّيْء: اتَّخذهُ حُجةً.

وحَجّهُ يَحجُّه حَجاً فَهُوَ محجُوجٌ وحَجيجٌ: إِذا قَدَح بالحديد فِي العَظْمِ حَتَّى يتلطخ الدِّمَاغ بِالدَّمِ فَيَقْلَعَ الجلْدَة الَّتِي جَفَّتْ ثمَّ يُعالَجُ ذَاك فيلتئم بِجلْدٍ وتَكُون آمَّةً. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف امْرَأَة:

وصَبَّ عَلَيْهَا الطِّيبَ حَتَّى كَأَنَّهَا ... أسىٌّ على أُمِّ الدِّمَاغ حَجيجُ

وَكَذَلِكَ حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً. قَالَ الشَّاعِر:

يَحُجُّ مأمُومَةً فِي قَعْرِهاَ لجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبيبِ قَذَاها كالمَغارِيد

وَقيل: الحَجّ: أَن يُشَجَّ الرجل فيختلطَ الدَّم بالدماغ فَيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغَلَّى أَو اللَّبنُ المُغَلَّى حَتَّى يظهَرَ الدَّمُ فَيُؤخَذَ بقُطْنَةٍ.

وَقيل: حَجَّ الجُرحَ: سَبَرَه ليعرفَ غَوْرَهُ، عَن ابْن الاعرابي.

وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّهُ حَجاً: قَطَعَهُ من الجُرْحِ واستخرجه. وَقد فسَّره بعضُهم بِمَا انشدناه لأبي ذُؤَيْب.

وأحَجَّ الشَّيْء: صَلُبَ. قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِي:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَه نَصيلُ

والحِجاجُ والحَجاجُ: العَظْمُ النَّابِت عَلَيْهِ الْحَاجِب وَقيل: الحجاجان: العظمان المُشرفان على غاري الْعين. وَقيل: هما مَنْبتا شَعَرِ الحاجبين من العظمِ، وَقَوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَوْصَاءُ ضَمَّها ... كَلاَلٌ فَجالَتْ فِي حَجا حاجبٍ ضَمْرِ

فان ابْن جني قَالَ: يُريدُ: فِي حَجاجٍ حاجبٍ ضَمْرٍ، فَحــذف للضرورةِ. وَعِنْدِي انه أَرَادَ بالحَجا هُنَا الناحيَةَ.

وَالْجمع أحِجَّةٌ وحُجُجٌ.

عليٌّ: حُجُجٌ شاذٌّ، لِأَن مَا كَانَ من هَذَا النَّحْوِ لم يُكسَّر على فُعُل كراهيَةَ التَّضْعِيف، فَأَما قَوْله

يَتْرُكْنَ بالامالسِ السَّمارِجِ ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ والهَزَالجِ

كُلَّ جَنينٍ مَعِرِ الحَوَاججِ

فَإِنَّهُ جمع حِجاجاً على غير قياسٍ. وَأظْهر التَّضْعِيف اضطرارا.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.

والحَجَّةُ والحاجَّةُ: شحمةُ الأذُن، الأخيرةُ اسْم كالكاهل وَالْغَارِب.

والحَجَّةُ أَيْضا: خَرَزَةُ لُوْلُؤَةٍ تُعَلَّقُ فِي الأذُن، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَرُبمَا سُمِّيَتْ حاجَّةً.

والحَجَّاجُ: اسْم رجل، اماله بعض أهل الإمالة فِي جَمِيع وُجوه الْإِعْرَاب على غير قِيَاس فِي الرّفْع وَالنّصب. وَمثل ذَلِك النَّاس فِي الْجَرّ خَاصَّة، وَإِنَّمَا مثَّلْتُه بِهِ لِأَن ألف الْحجَّاج زَائِدَة غير منقلبة، وَلَا يجاوزها مَعَ ذَلِك مَا يُوجب الإمالة. وَكَذَلِكَ النَّاس، لِأَن الأَصْل إِنَّمَا هُوَ الأُناس. فحــذفوا الْهمزَة وَجعلُوا اللَّام خَلَفا مِنْهَا كالله إِلَّا انهم قد قَالُوا الأُناس. قَالَ وَقَالُوا: مَرَرْتُ بناس فأمالوا فِي الجَرّ خاصَّةً تَشْبِيها للالف بالف فَاعل لِأَنَّهَا ثانيةٌ مثلهَا، وَهُوَ نَادِر، لِأَن الْألف لَيست منقلبَةً، فَأَما فِي الرَّفْع والنَّصب فَلَا يُميله أحدٌ. وَقد يَقُولُونَ حَجَّاجٌ، بِغَيْر ألف ولامٍ كَمَا يَقُولُونَ الْعَبَّاس وعبَّاسٌ، وَقد تقدَّمَ تَعْلِيل ذَلِك.

وحَجِجْ: من زَجْرِ الغَنمِ. وحَجَحجَ الرجلُ: نَكصَ. وَقيل: عَجَزَ وقَصَّرَ وانشد ابْن الاعرابي:

ضَرَبا طِلَخْفاليس بالمُحَجْحِجِ

أَي لَيْسَ بالمُتَوَاني المُقَصِّر.

وحَجْحَجَ الرَّجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نَفسه.

والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشَّيْء والارْتداع.

وحَجْحَجَ عَن الشَّيْء: كفَّ عَنهُ.

وحَجْحَجَض: صَاحَ.

وتَحَجْحَجَ القومُ بِالْمَكَانِ: أَقَامُوا فِيهِ فَلم يَبْرَحُوا.

حج

1 حَجَّ, aor. ـُ (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. حَجٌّ, (S, Mgh, Msb, K,) He repaired, or betook himself, to, or towards, syn. قَصَدَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) a person (S, A, Mgh) [or place], in an absolute sense: or to, or towards, an object of reverence, veneration, respect, or honour: or, accord. to Kh, he repaired, or betook himself, much, or frequently, to, or towards, an object of this kind: and also he repaired to, betook himself to, or visited, a person: (TA:) and he went to, or visited, a person repeatedly, or frequently. (ISk, T, S, Mgh, K. *) You say also, حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا The sons of such a one continued long going repeatedly to visit such a one. (S.) b2: Hence, (S, Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (S,) and inf. n. حِجٌّ also, (Sb, L,) or this is a simple subst., (S, Msb, K,) by a conventional usage, (S,) or predominantly, (Mgh,) or by restriction of its usage in the law, (Msb,) He repaired to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Mgh, Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة [q. v.; but this latter meaning is very rare: the usual meaning is, he performed the pilgrimage to Mekkeh and Mount' Arafát, with all the rites and ceremonies prescribed to be observed at, and between, those two places]: (Msb:) or he repaired to the House [of God, at Mekkeh,] and performed the actions prescribed for that occasion by the law of the Kur-án and the Sunneh. (L.) [See حَجٌّ, below.] You say also, حَجَّ الَيْتَ, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (T, S,) and ↓ احتجّهُ, (El-Hejeree, TA,) He performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh]; (T, S;) because people repair to it every year. (T, TA.) And حَجُّوا مَكَّةَ [They performed the pilgrimage to Mekkeh]. (A.) and مَا حَجَّ وَلٰكِنَّهُ دَجَّ He did not repair to Mekkeh to visit the House of God, (Aboo-Tálib, Az,) or for the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage, (Msb,) but he journeyed for mercantile purposes. (Aboo-Tálib, Az, Msb. [See also art. دج.]) And hence, accord. to some, لَجَّ فَحَــجَّ, a prov., which see below. (TA.) b3: Also, (TA,) inf. n. حَجٌّ, (K,) He came, or arrived. (K, TA.) You say, حَجَّ عَلَيْنَا فُلَانٌ Such a one came to us. (TA.) A2: Also, [aor., accord. to rule, as above,] inf. n. حَجٌّ, He shaved [his head; as one does on completing the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage: see حَجٌّ, below]. (TA.) A3: Also, (IAar, A, &c.,) aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (TA,) He probed a fracture of the head, (K,) or a wound, (A, TA,) with a مِحْجَاج, (A, K,) or مِيل, (TA,) for the purpose of curing it: (TA:) or he probed a wound to know its depth: (IAar, TA:) or he examined a cleft in the head to know whether there were in it bone or blood: (ISh, TA:) or he dressed and cured a wound in the head reaching to the brain: or he poured boiled clarified butter upon a fracture of the head, in consequence of which the blood was mixed with the brain, until the blood appeared, which he took away with a little cotton: (TA:) or حَجَّهُ, inf. n. حَجٌّ, signifies he probed a fracture of his head for the purpose of curing it: (S:) or he made a perforation in the bone [of his broken head] (قَدَحَ فِيهِ) with an iron instrument, it being broken so that the brain was befouled with blood, and pulled off the skin that had dried up, and then cured it, so that it closed up with a [new] skin: it relates to a wound reaching to the brain. (L.) b2: Also, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, He cut out and extracted a bone from a wound. (TA.) A4: Also, (A, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. حَجُّ, (K,) He overcame another in, or by, an argument, a plea, an alle-gation, a proof, an evidence, or a testimony. (A, Msb, K.) See 3. It is said in a prov., لَجَّ فَحَــجَّ (S, TA) He was pertinacious in litigation, dispute, or altercation, and overcame therein [as is implied in the S, and expressed in the TA]: or he persevered until he performed the pilgrimage [not having intended to do so when he set out: see Freytag's “ Arab. Prov. ” ii. 452]. (TA.) A5: Also, (TA,) [aor., accord. to rule, حَجِّ,] inf. n. حَجٌّ; (K;) and ↓ حَجْحَجَ, (K,) inf. n. حَجْحَجَةٌ; (TA;) He refrained, forbore, or abstained, (K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing. (TA.) [See also the latter verb below.]3 حاجّهُ, (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. مُحَاجَّةٌ (A, Msb, TA) and حِجَاجٌ, (TA,) He contended with him in, or by, an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony. (S, Mgh, Msb, TA.) You say, ↓ حاجّهُ فحَــجَّهُ He contended with him in, or by, an argument, &c., and he overcame him therein, or thereby. (S, A, * Mgh, Msb.) b2: [And hence, حاجّ He pleaded in a lawsuit.]4 احجّهُ He sent him to perform the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof. (S, Msb, K.) 6 تَحَاجٌّ [inf. n. of تحاجّوا] The contending, one with another, in a litigation, a dispute, or an altercation; (S, K;) the adducing arguments, pleas, allegations, proofs, evidences, or testimonies, one with another. (KL.) 8 إِحْتَجَ3َ see 1.

A2: [احتجّ بِشَىْءٍ He adduced, or urged, or defended himself by adducing or urging, a thing as an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony.] You say, احتجّ عَلَى خَصْمِهِ بِحُجَّةٍ شَهْبَآءَ [He argued against his adversary with a strong, or a difficult, argument, plea, &c.]. (A.) R. Q. 1 حَجْحَجَ, inf. n. حَجْحَجَةٌ: see 1, last signification. b2: Also He retired, or drew back; or did so in fear: (S, K:) or he lacked power, or ability. (TA.) One says, حَمَلُوا عَلَى القَوْمِ حَمْلَةً ثُمَّ حَجْحَجُوا They made a single charge, or assault, upon the party, and then retired, or drew back; or drew back in fear: (S, TA:) or lacked power, or ability. (TA.) b3: He refrained from saying what he desired, or was about, to say; (S, K;) like مَجْمَجَ: (S:) or he did not reveal, or manifest, what was in his mind. (M, TA.) It is said in one of the provs. of Meyd, نَفْسُكَ بِمَا تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ Thou thyself knowest better than others [what thou refrainest from uttering, or] what is in thy mind. (TA.) b4: He remained, stayed, abode, or dwelt, (K, TA,) بِمَكَانٍ

in a place; not quitting it; as also ↓ تَحَجْحَجَ. (TA.) R. Q. 2 تَحَجْحَجَ: see what next precedes.

حَجُّ and ↓ حِجٌّ, the former an inf. n., and the latter a simple subst., (S, Msb, K,) or the latter also is an inf. n., (Sb, L,) [both used as substs.,] The pilgrimage to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies prescribed to be observed on that occasion: (S, Msb, K:) Ks makes no difference between these two words: some say that the former is employed to signify the religious rites and ceremonies of the pilgrimage because they follow the repairing to Mekkeh, or because they are completed by shaving [the head], or because people continue long going to and fro to perform them: accord. to Az, it signifies the performance of the religious rites and ceremonies of the pilgrimage of one year; and some say ↓ حِجٌّ and ↓ حِجَّةٌ: (TA:) or this last signifies a single pilgrimage, for the performance of its appointed religious rites and ceremonies; deviating from rule; (S, Mgh, Msb, K;) for by rule it should be ↓ حَجَّةٌ, (S, Mgh, K,) which, Th says, has not been heard from the Arabs: (Mgh, Msb:) Ks says that ↓ حَجَجْتُ حِجَّةً and رَأَيْتُ رُؤْيَةً are the only deviations from the model of فَعَلْتُ فَعْلَةً in all the language of the Arabs: but El-Athram and others are related to have said, We have not heard from the Arabs حَجَجْتُ حِجَّةً

nor رَأَيْتُ رِئْيَةً; they saying only ↓ حَجَجْتُ حَجَّةً: (L, TA:) whence it appears that ↓ حَجَّةٌ and ↓ حِجَّةٌ were both used: (TA:) the pl. of the latter is حِجَجٌ: (Mgh, Msb:) so in the saying, نَذَرَ خَمْسَ حِجَجٍ [He made a vow to perform five pilgrimages]. (Mgh.) Hence, ↓ ذُو الحِجَّةِ (S, Mgh, Msb) and ↓ ذو الحَجَّةِ, (Msb, TA,) which latter is said by Kz and 'Iyád and Ibn-Kurkool to be the more common, (TA,) [or, accord. to Fei, the contr. is the case, for he says,] some pronounce it in the latter manner, (Msb,) [The last month of the Arabian calendar;] the month of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb;) so called because the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof, are performed in it: (TA:) pl. ذَوَاتُ الحجّهِ: (S, Msb:) they did not say ذَوُو الحَجّةِ agreeably with the singular. (S.) [Hence also,] ↓ وَحَجَّةِ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [By the pilgrimage which is the ordinance of God, I will not do this or that thing]: a form of oath used by the Arabs. (S, K.) What is commonly termed الحَجُّ is sometimes termed الحَجُّ الأَكْبَرُ [The greater pilgrimage]: العُمْرَةُ [q. v.] being termed الحَجَّ الأَصْغَرُ [the minor pilgrimage]. (Kull p. 168.) b2: See also حَاجٌّ.

حِجُّ: see حَجُّ, in two places: b2: and see also حَاجٌّ.

حَجَّةٌ: see حَجٌّ, in five places.

A2: Also, (IAar, K,) and ↓ حِجَّةٌ, (S, K,) the former of which is the word commonly known, (IAar in a marginal note in a copy of the S,) and ↓ حَاجَّةٌ, which is a subst. like كَاهِلٌ and غَارِبٌ, (L,) The lobe of the ear. (S, L, K.) b2: And the first, The bore, or perforation, of the lobe of the ear. (AA, TA.) b3: And A bead, or a pearl, that is hung in the ear; (K;) sometimes called ↓ حَاجَّةٌ. (IDrd, TA.) حُجَّةٌ A mode [of argument or the like] by which one overcomes in a litigation, dispute, or altercation; so called because recourse is had to it (لِأَنَّهَا تُحَجُّ, i. e. تُقْصَدُ): (T, TA:) that by which one rebuts, or refels, an adversary in a litigation, dispute, or altercation: an argument; a plea; an allegation: [it may be true or false: see Kur xlii. 15, and xlv. 24:] (TA:) a proof; an evidence; a testimony: (S, Msb, K:) [a title; a voucher: often thus used in the present day:] also applied to a person; like ثَبَتٌ; (A and Mgh and TA in art. ثبت;) [as in the saying, مَنْ حِفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ He who preserves in his mind a word, or an authority, &c., is an evidence against him who does not; occurring often in the larger lexicons, expressing the superior authority of hearsay, or usage, over analogy &c.; and in the saying,] أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ [Thou art an evidence against thyself]; a phrase mentioned by Akh: (S in art. بصر:) [also, an excuse:] pl. حُجَجٌ (A, Msb) and حِجَاجٌ. (TA.) حِجَّةٌ: see حَجٌّ, in four places. b2: Also A year: (S, Msb, K:) pl. حِجَجٌ. (S, A, Msb.) You say, أَقَمْتُ عِنْدَهُ حِجَّةً [I stayed at his abode a year], and ثَلَاثَ حِجَجٍ كَوَامِلَ [three complete years]. (A.) A2: See also حَجَّةٌ.

حُجُجٌ: see حَجِيجٌ, in two places: b2: and see also حَجَاجٌ.

حَجَاجٌ and ↓ حِجَاجٌ The surrounding bone of the eye, (Msb, TA,) upon [the upper part of] which grows the eyebrow; (TA;) the bone that surrounds the cavity of the eye, upon [the upper part of] which grows the hair of the eyebrow: (ISk, TA:) it is said in a trad. that a female hyena and her young ones were within the حجاج of the eye of an Amalekite: (TA:) or the [supra-orbital] bone upon which grows the hair of the eyebrow; (S, K;) the bone that projects over the cavity of the eye: (IAmb, Msb:) or the upper bone, beneath the eyebrow: (TA:) of the mase. gender: (Msb:) pl. [of pauc.] أَحِجَّةٌ (S, Msb) and [of mult.] ↓ حُجُجٌ, deviating from a general rule, accord. to which a sing. of the measure to which this belongs does not assume this form of pl. because the reduplication is disapproved: also, by poetic license, حَوَاجِجُ, contr. to rule, for حَوَاجُّ. (TA.) The expression فِى

حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ is used by poetic license for فى حَجَاجِ حاجب ضمر. (TA.) b2: [Hence,] both words also signify (tropical:) The upper limb of the disk (i. q. حَاجِب) of the sun, appearing when it begins to rise. (A, K, TA: but in the A, only the latter form of the word is given.) b3: Also, [hence,] both words, (tropical:) A side. (A, * K.) Yousay, مَرُّوا بِحِجَاجَىِ الجَبَلِ (tropical:) They passed by the two sides of the mountain. (A.) حِجَاجٌ: see the paragraph next preceding.

حَجِيجٌ A man upon whom the operation termed حَجٌّ (the probing of a fracture of the head, &c.,) has been performed; (S, L;) as also ↓ مَحْجُوجٌ. (L.) And A fracture of the head that has been medically treated, or cured: b2: and also A certain mode of medical treatment, or curing, of such a fracture. (As, TA.) b3: ↓ حُجُجٌ (pl. of حَجِيجٌ, TA) signifies Probed wounds. (K.) b4: and ↓ this same pl., Roads much furrowed [by the feet of beasts or men] (مُحَفَّرَةٌ): (L, K:) but it is uncertain whether its sing., if it have any, be حَجِيجٌ or حِجَاجٌ. (MF.) A2: Also i. q. ↓ مُحَاجٌّ as act. part. n. of حَاجَّ: so in the phrase, أَنَا حَجِيجُهُ I am he who will overcome him by arguments, or proofs, or the like: occurring in a trad. relating to Ed-Dejjál. (TA.) A3: See also حَاجٌّ.

حَجَّاجٌ A frequent performer of the pilgrimage to Mekkeh, and of the religious rites and ceremonies ordained for that occasion: the ا in this word, as in other epithets of the same measure, does not [regularly] admit of imáleh; but when it is used as a proper name, it admits this, agreeably with rule: some pronounce its ا with imáleh even when it is in the nom. or accus. case, contr. to rule. (TA.) حَاجٌّ act. part. n. of 1; Repairing, or betaking himself, to [a person or place]. (Msb.) b2: and hence, (S, Msb,) A man repairing to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة: (Msb: [but see 1:]) [a pilgrim of Mekkeh; or one who has performed the pilgrimage of Mekkeh: see what follows:] as also ↓ حَاجِجٌ, (S, K,) the original form, sometimes used by poetic license: (S:) pl. حُجَّاجٌ and ↓ حَجِيجٌ (S, A, Msb, K) and حُجٌّ; (S, K;) or rather the second of these is a quasi-pl. n., a kind of noun which, as well as the coll. gen. n., is often called by the lexicographers a pl., though not so called by the grammarians: (MF:) حَاجٌّ is also used as a pl., syn. with حُجَّاجٌ, like as سَامِرٌ is with سُمَّارٌ: (Mgh:) it may be considered as a gen. n., and is sometimes a quasi-pl. n., like جَامِلٌ and بَاقِرٌ; (TA;) as is also ↓ حِجٌّ; signifying a company of pilgrims of Mekkeh; or pilgrims, collectively; (ISk, L;) and likewise ↓ حَجٌّ. (So in a marginal note in a copy of the S.) The fem. is ↓ حَاجَّةٌ: pl. حَوَاجُّ: (S, K:) you say حَوَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ when they have performed the pilgrimage; but when they have not yet performed it, [being in the act of performing it,] you say حَوَاجُّ بَيْتَ اللّٰهِ, in which latter case you would say حَوَاجٌّ were not this word imperfectly decl.; [and in like manner, حَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ, and حَاجٌّ بَيْتَ اللّٰهِ;] like as you say ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ, and ضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا. (S.) [↓ حَاجِّىٌّ, as a n. un. of حَاجٌّ, considering the latter as a coll. gen. n., like رُومٌ, of which the n. un. is رُومِىٌّ is commonly used by the Turks and Persians as signifying a pilgrim of Mekkeh: but I have not found it so used in any classical Arabic work.] You say, أَقْبَلَ الحَاجُّ وَالدَّاجُّ The company of pilgrims to Mekkeh, and of men travelling for mercantile purposes, came. (TA. [See also art. دج.]) And وَلَا دَاجَّةً ↓ لَمْ يَتْرُكْ He left not a company of pilgrims to Mekkeh (جَمَاعَةً حَاجَّةً), nor a company of their followers, or dependents. (TA from a trad. [See also arts. دج and دوج.]) A2: Also Overcoming in [or by] an argument, or a plea, or the like. (Mgh.) حَاجَّةٌ: see حَاجٌّ, in two places: A2: and see also حَجَّةٌ, in two places.

حَاجِجٌ: see حَاجٌّ.

حَاجِّىٌّ: see حَاجٌّ.

هُوَ أَحَجُّ مِنْهُ He is one who overcomes in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.,] more than he. (Mgh.) مَحَجَّةٌ A road, or way: (Mgh, TA:) or the middle of a road; (M, voce جَرَجَةٌ;) the beaten track, or part of a road along which one travels; (T, TA;) the main part, and middle, of a road; syn. جَادَّةٌ: (S, Msb:) pl. مَحَاجُّ. (A, TA.) b2: [Hence,] اِجْعَلِ الأَمْرَ مَحَجَّةً وَاحِدَةً (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) مِحْجَاجٌ A surgeon's probe. (S, A, K.) A2: A man much addicted to litigation, dispute, or altercation. (S, K.) مَحْجُوجٌ A man repaired to. (S.) A2: See also حَجِيجٌ.

A3: Also A man overcome in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.]. (A, * Mgh.) مُحَاجٌّ: see حَجِيجٌ.

ضَرْبٌ مُحَجْحِجٌ A blow that is feeble, and falling short. (IAar, TA.)
الْحَاء وَالْجِيم

جَحْجَبَ الْعَدو: أهلكه، قَالَ رؤبة:

كم من عِداً جمجمَهم وجَحجَبا

وجَحْجَبي: حَيّ من الْأَنْصَار.

وحَشرَج: ردد صَوت النَّفس فِي حلقه من غير أَن يُخرجهُ بِلِسَانِهِ.

والحشرَجةُ: صَوت الْحمار من صَدره، قَالَ رؤبة: حَشْرَج فِي الجوِف سَحيلاً أَو شَهقْ

والحَشْرَجُ: شبه الْحسي تَجْتَمِع فِيهِ الْمِيَاه، وَقيل: هُوَ الْحسي فِي الْحَصَا.

والحشرَجُ: المَاء الَّذِي يجْرِي على الرضراض صافيا رَقِيقا.

والحَشْرَجُ: كوز صَغِير لطيف، قَالَ جميل:

فَلثِمتُ فاها آخِذا بِقُرونها ... شُربَ النزيف بِبَردِ مَاء الحشرَجِ

والحَشْرَجُ: الكذَّان، الْوَاحِدَة حشرجة، وَهُوَ أَيْضا النارجيل، يَعْنِي جوز الْهِنْد، كِلَاهُمَا عَن كرَاع.

والجَحْشَرُ والجُحاشِرُ، والجَحْرَشُ: الحادر الْخلق الْعَظِيم الْجِسْم العبل المفاصل، وَكَذَلِكَ الجُحاشرة، قَالَ:

جُحاشِرةٌ همٌّ كَأَن عِظامَه ... عَواثم كَسْر أَو أسيلٌ مُطَهّمُ

وجَحْشَرٌ: اسْم.

والجَحْشلُ والجُحاشل: السَّرِيع الْخَفِيف.

وجَحْشَنٌ: اسْم.

وجَحْنَشٌ: صلب شَدِيد.

وبعير جَحْشَمٌ: منتفخ الجبين، قَالَ:

نيطَتْ بِجَوزٍ جَحْشَمٍ كُماترِ

والجَمْحَشُ: الصلب الشَّديد.

وَامْرَأَة جَحْمَشٌ وجَحْمُوشٌ: عَجُوز كَبِيرَة.

والحِضَجْرُ: الْعَظِيم الْبَطن الواسعه، قَالَ: حِضَجْرٌ كأمّ التوأمينِ تَوكَّأت ... على مِرفقَيها مُستهِلّةَ عاشرِ

وحَضاجرُ: اسْم للذّكر وَالْأُنْثَى من الضباع سميت بذلك لسعة بَطنهَا، قَالَ الحطيئة:

هلاَّ غَضِبتَ لِرَحلِ جا ... رِكَ إِذْ تُنبِّذُه حَضاجِرْ

قَالَ السيرافي: وَإِنَّمَا جعل اسْما لَهَا على لفظ الْجمع إِرَادَة للْمُبَالَغَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا الْعَرَب تَقول: وطب حِضَجْرٌ، وأوطب حضاجر، يَعْنِي وَاسِعَة عَظِيمَة، وَقَالَ ثَعْلَب: الحِضَجْرُ الوطب، ثمَّ سمى بِهِ الضبع سَعَة جوفها.

والحِضَجْرُة: الْإِبِل المتفرقة على رعائها من كثرتها.

وضَحْجَرَ الْإِنَاء: ملأَهُ، عَن أبي حنيفَة.

وَرجل حِنْضِجٌ: رخو لَا خير عِنْده.

وحِنْضِجٌ: اسْم.

والحَفْضَجُ والحِفْضِجُ، والحِفضاجُ، والحُفاضِجُ: الضخم الْبَطن والخاصرتين، المسترخي اللَّحْم، وَالْأُنْثَى فِي كل ذَلِك بِغَيْر هَاء وَالِاسْم الحَفْضَجةُ.

وَإِن فلَانا لمعصوب مَا حُفضِجَ لَهُ.

والحِضْجِمُ والحُضاجِمُ: الجافي الغليظ.

وهم على سُرْجوحَةٍ وَاحِدَة، إِذا اسْتَوَت أَخْلَاقهم.

والسّحْجَلةُ: دلك الشَّيْء أَو صقله، قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَيْسَ بثبت.

والسَّمْحَجُ والسِّمحاجُ والسُّمْحوجُ: الأتان الطَّوِيلَة الظّهْر.

وَفرس سمْحَجٌ: قبَاء غَلِيظَة اللَّحْم معتزة. وَزعم أَبُو عبيد أَن جمع السّمْحجِ من الْخَيل سَماحيجُ، وكلا الْقَوْلَيْنِ غلظ، إِنَّمَا سَماحيجُ جمع سِماحجٍ أَو سُمحوجٍ، وَقد قَالُوا: نَاقَة سَمْحَجٌ.

وسماحِيجُ: مَوضِع قَالَ:

جرَّت عَلَيْهِ كل ريح سَيْهوجْ ... من عَن يمينِ الخَطّ أَو سَماحيجْ أَرَادَ: جرت عَلَيْهِ ذيلها.

وَرجل جِلْحِزٌ وجِلْحازٌ: ضيق بخيل.

وحَزْجَلٌ: بلد، قَالَ أُميَّة:

أداحَيْتَ بالرّجلينِ رِجلاً تُغيرُها ... لِتُجْنَي وأمطٌ دون الْأُخْرَى وحَزجَلُ

أَرَادَ: الْأُخْرَى، فَحــذف الْهمزَة وَألقى حركتها على مَا قبلهَا.

والبَحْزَجُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ رؤبة:

بِفاحمٍ وَحفٍ وعينيْ بَحْزَجِ

وَالْأُنْثَى بحزجةٌ.

والمُبَحْزَجُ: المَاء المسخن، قَالَ الشماخ يصف حمارا:

كَأَن على اكسائِها من لُغامهِ ... وَخِيفةَ خِطْمِىٍّ بماءٍ مُبحزَجِ

والجِلْحِطاءُ: الأَرْض الَّتِي لَا شجر فِيهَا، وَقيل: هِيَ الجلحظاء، بالظاء الْمُعْجَمَة، وَقيل: هِيَ الجلخطاء بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء غير الْمُعْجَمَة، وَقيل: هُوَ الحَزنُ، عَن السيرافي.

والحُدْرُجُ، والحُدْرُوجُ، والمُحَدْرَجُ، كُله: الأملس.

والمُحَدْرَجُ: المفتول، وَقَول القحيف الْعقيلِيّ:

صَبحْناها السياطَ مُحَدْرَجاتٍ ... فَعَزَّتْها الضَّليعةُ والضَّليعُ

يجوز أَن تكون الملس، وَيجوز أَن تكون المفتولة، وبالمفتولة فَسرهَا ابْن الْأَعرَابِي.

وحَدْرَج الشَّيْء، كدحرجه.

والحِدْرِجانْ: الْقصير، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

وحِدرِجانُ: اسْم، عَن السيرافي خَاصَّة.

والجَحْدَرُ: الْجَعْد الْقصير، وَالْأُنْثَى جَحدرةٌ وَالِاسْم الجَحدرةُ.

وجَحْدَرٌ: اسْم. ودَحْرَج الشَّيْء فتدحرَجَ، أَي تتَابع فِي حدور.

والدُّحْروجةُ: مَا تَدَحرَج من القذر، قَالَ النَّابِغَة:

أضحتْ ينفِّرها الوِلدانُ من سَبأٍ ... كَأَنَّهُمْ تحتَ دَفَّيها دَحاريجُ

وجَحْدَلَه: صرعه، وقذه أَو لم يقذه.

وجَحْدَل الْأَمْوَال: جمعهَا.

وجَحْدَلَ إبِله: ضمهَا.

وجَحدلَها: أكراها، قَالَ ابْن احمر:

عَجِيجَ المُذكىً شدَّه بعدَ هَدأهٍ ... مُجَحْدِلُ آفاقٍ بعيدُ المذاهبِ

والجَلَدَحُ: المسن من الرِّجَال.

والجَلَنْدَحُ: الثقيل الوخم.

والجَلنْدَحةُ والجُلُندَحةُ، الصلبة من الْإِبِل.

والجُنْحُودُ وعَاء كالسفط لصغير، وَقيل: دويبة، وَلَيْسَ بثبت.

وحُنجورٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

أليسَ أكرمَ خلقِ الله قد عَلموا ... عِنْد الحِفاظِ بَنو عَمرو بن حُنْجُورِ

والحُنْدُج والحُندوجة: رَملَة طيبَة تنْبت ألوانا من النَّبَات قَالَ:

على أُقحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرةٍ ... يُناصي حشاها عانِكٌ مُتكاوِسِ

وَقيل: الحُندُجة: الرملة الْعَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو خيرة وَأَصْحَابه: الحُندوج: رمل لَا ينقاد فِي الأَرْض، وَلكنه منبت.

وَرجل جَحْدَبٌ: قصير، عَن كرَاع، وَلَا أحقها، إِنَّمَا الْمَعْرُوف جَحْدَرٌ، بالراء، كَمَا تقدم.

والدِّحْجابُ والدُّحْجُبانُ: مَا علا من الأَرْض كَالْحرَّةِ والحزيز، عَن الهجري.

وجَحْدَمٌ: اسْم. وَرجل جِلْحِظٌ وجِلحاظٌ وجِلْحِظاءُ: كثير الشّعْر على جسده، وَلَا يكون إِلَّا ضخما.

وَرجل جَحْظَمٌ: عَظِيم الْعَينَيْنِ.

وجَمْحَظَ الْغُلَام: شدّ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثمَّ ضربه.

وجَحْمَظَ الْقوس: أطرها بالوتر.

والجَحْمَظة: القماط.

وَفِي بعض الحكايات: هُوَ بعض من جَحمظوه.

والجَحْمَظةُ: الْإِسْرَاع فِي الْعَدو، وَقد جَحمظَ.

والحُرْجُلُ والحُراجِلُ: الطَّوِيل.

والحَرْجَلُ والحَرْجَلةُ: الْجَمَاعَة من الْخَيل، تميمية.

والحَرْجَلةُ من النَّاس، كالعَرْجلةِ وَلَا يكونُونَ إِلَّا مشَاة.

والحَرْجَلةُ: الْقطعَة من الْجَرَاد.

والحَرْجَلةُ: الْحرَّة من الأَرْض، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات، وَلم يحكها غَيره.

وحَرْجَلٌ: اسْم.

والحُنْجُور: الْحلق.

والحنجرةَ: طبقان من أطباق الْحُلْقُوم مِمَّا يَلِي الغلصمة، وَقيل: الحَنْجَرة: رَأس الغلصمة حَيْثُ تحدد، وَقيل: هِيَ جَوف الْحُلْقُوم، وَالْجمع حَنْجَرٌ قَالَ:

مَنعتْ تميمٌ واللهازِمُ كلُّها ... نَمرَ العراقِ وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ

وَقَول النَّابِغَة:

من الوارداتِ الماءَ بالقاعِ تستقي ... بأعجازِها قبل استِقاءِ الحناجرِ

إِنَّمَا جعل للنخل حنَاجرَ على التَّشْبِيه بِالْحَيَوَانِ.

وحَنْجْرَ الرجل: ذبحه.

والمُحَنْجِرُ: دَاء يُصِيب فِي الْبَطن. وحَنجَرتْ عينه: غارت.

وارجَحَنَّ الشَّيْء: اهتز.

وارجَحنَّ: وَقع بِمرَّة.

وارجَحنَّ: مَال. قَالَ:

وشرابٌ خُسْرُوانيٌّ إِذا ... ذاقه الشيخُ تَغنى وارْجَحَنّ

ورحى مُرجَحِنّةٌ: ثَقيلَة، قَالَ النَّابِغَة:

إِذا رجَعتْ فِيهِ رَحىً مُرجحِنةٌ ... تَبعَّجَ ثَجّاجا غَزيرَ الحَوافلِ

وليل مُرجَحِنّ: ثقيل وَاسع.

وارجَحنَّ السراب: ارْتَفع، قَالَ الْأَعْشَى:

تَدُرُّ على أسؤقِ المُمترين ... رَكضا إِذا مَا السرابُ أرجَحَنّ

والحُجْرُوف: دويبة طَوِيل القوائم أعظم من النملة، قَالَ أَبُو حَاتِم: هِيَ العُجْرُوف. وَقد تقدّمت فِي الْعين.

وريحٌ حَرْجَفٌ: بَارِدَة، قَالَ الفرزدق:

إِذا اغْبرَّ آفاقُ السماءِ وهتَّكتْ ... سُتورَ بُيوتِ الحيّ نكباءُ حَرجَفُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا اشتدت الرّيح مَعَ برد ويبس فَهِيَ حَرجَفٌ.

وَلَيْلَة حَرْجَفةٌ: بَارِدَة الرّيح عَن أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة لَهُ.

والحَبْجَرُ والحِبَجْرُ: الْوتر الغليظ، قَالَ:

أرمِي عَلَيْهَا وَهِي شيءٌ بُجْرُ ... والقوسُ فِيهَا وترٌ حِبَجْرُ والحُباجِرُ، كَذَلِك. وَلم يعين أَبُو عبيد الحِبَجْرُ من أَي نوع هُوَ، إِنَّمَا قَالَ: الحِبَجرُ: الغليظ، وَقد احبَجَرَّ، فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:

تُخرِجُ مِنْهَا ذنَبا حُناجِرا

بالنُّون، فَلم يفسره، وَالصَّحِيح عِنْدِي " ذَنبا حُباجِرا " بِالْبَاء، كَمَا قدم، وَهُوَ الغليظ.

والحُبْجُر والحُباجِر: ذكر الْحُبَارَى والمُحبَنْجِرُ: المنتفخ غَضبا.

والحُبْرُج، والحُبارِجُ ذكر الحباري كالحُبْجُر والحُباجِر.

والحُبْرُج والحُبارِجُ: دويبة.

وَفرس جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ: عَظِيم الْخلق.

والجَحْرَبُ من الرِّجَال: الْقصير الضخم الْجِسْم.

والجِحِنْبارُ: الضخم، وَقيل: الْوَاسِع الْجوف، عَن كرَاع، قَالَ: لَا يكَاد يُوجد على فِعِنلالٍ غَيره.

وحَرْجَمَ الْإِبِل: رد بَعْضهَا على بعض.

واحرَنْجَمَ الرجل: أَرَادَ الْأَمر ثمَّ كذب عَنهُ.

واحرَنْجَمَ الْقَوْم: اجْتمع بَعضهم إِلَى بعض.

واحرَنْجَمَتِ الْإِبِل: اجْتمعت وبركت.

وَرجل جَحْرَمٌ وجُحارِمٌ: سيئ الْخلق ضيقه، وَهِي الجَحْرَمة.

والحِنْجِلُ من النِّسَاء: الضخمة الصخابة البذيئة، عَن كرَاع.

والحُنْجُل: ضرب من السبَاع.

والحَفلّج والحُفالِجُ: الأفحــج.

والجَحْفَل: الْجَيْش الْكثير، وَلَا يكون ذَلِك حَتَّى تكون فِيهِ خيل.

والجَحْفَلُ: السَّيِّد الْكَرِيم.

وتجَحفلَ الْقَوْم: تجمعُوا، وَهُوَ من ذَلِك.

وجَحْفَلةُ الدَّابَّة: مَا تنَاول بِهِ الْعلف، وَقيل الجَحفَلةُ من الْخَيل والحمر وَالْبِغَال، بِمَنْزِلَة الشّفة من الْإِنْسَان والمشفر للبعير، واستعاره بَعضهم لذوات الْخُف، فَقَالَ: جابَ لَهَا لُقمانُ فِي قِلاتِها

مَاء نَقوعا لِصَدا هاماتِها

تَلهَمُه لَهما بِجَحْفَلاتِها

والجَحَنْفَلُ: الغليظ، وَهُوَ أَيْضا الغليظ الشفتين، نونه مُلْحقَة لَهُ بِبِنَاء سفرجل.

والحُباجِلُ: الْقصير الْمُجْتَمع الْخلق.

وَشَيخ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ: كَبِير مول.

والجِلحَبُّ: الْقوي الشَّديد، قَالَ:

وَهِي تريدُ العَزَبَ الجِلْحَبّا

والمُجْلَحِبُّ: الممتد، وَلَا أحقه.

والجِلْبِحُ من النِّسَاء: الدميمة القميئة القصيرة، قَالَ الضَّحَّاك العامري:

إِنِّي لأَقْلِي الجِلبِحَ العجوزا ... وأمِقُ الفَتِيَّة العُكْمُوزا

وحَمْلَجَ الْحَبل: فتله.

والحِمْلاجُ: الْحَبل المُحَملجُ.

والمُحَمْلَجةُ من الْحمير: الشَّدِيدَة الطي والجدل.

والحِمْلاجُ: قرن الثور والظبي، وَهُوَ أَيْضا: منفاخ الصَّائِغ.

وجَحْلَمهُ: صرعه، قَالَ:

وغادَروا سراتَكم مُجَحْلَمهْ

وجَحْلَمَ الْحَبل، مثل حَملَجَهُ.

واجْلَحَمَّ الْقَوْم: اجْتَمعُوا، قَالَ: نضرِبُ جَمعَيْهِمْ إِذا اجلَحمُّوا

وجَلْمَحَ رَأسه: حلقه.

وَطَرِيق لَحْجَمٌ: وَاسع وَاضح، حَكَاهُ الَّلحيانيّ، وَأرى حاءه بَدَلا من هَاء لهْجَمٍ.

والحُنْجُفُ والحُنْجُفَةُ: رَأس الورك إِلَى الحجبة.

والحُنْجوف: طرف حرقفة الورك.

وحُنجوفٌ: دويبة.

والحِنْبِجُ: الْبَخِيل.

والحِنْبِجُ: أضخم الْقمل.

والحُنبُجُ: السنبلة الْعَظِيمَة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد لجندل بن الْمثنى فِي صفة الْجَرَاد:

يَفْرُكُ حبَّ السُّنبلِ الحُنابِجِ

والجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ، كِلَاهُمَا: الْقصير الْقَلِيل. وَقيل: هُوَ الْقصير فَقَط، من غير أَن يُقيد بالقلة.

والحُنْبُج: الْعَظِيم.

دِمْيَاطُ

دِمْيَاطُ:
مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل، مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق، وهي ثغر من ثغور الإسلام، جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله، صلى الله
عليه وسلم: يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط، فأما الإسكندرية فخرابها من البربر، وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابطها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيّين والشهداء، ومن شمالي دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مائة ذراع، وعليه من جانبيه برجان بينهما سلسلة حديد عليها حرس لا يخرج مركب إلى البحر الملح ولا يدخل إلّا بإذن، ومن قبلها خليج يأخذ من بحرها سمت القبلة إلى تنّيس، وعلى سورها محارس ورباطات، قال الحسن بن محمد المهلبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيس أنّ الحاكة بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشربا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسّل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخر بالندّ، قال:
ومن طريف أمر دمياط في قبليّها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلّا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه، وقال ابن زولاق: يعمل بدمياط القصب البلخي من كل فنّ، والشرب لا يشارك تنيس في شيء من عملها، وبينهما مسيرة نصف نهار، ويبلغ الثوب الأبيض بدمياط وليس فيه ذهب ثلاثمائة دينار، ولا يعمل بدمياط مصبوغ ولا بتنيس أبيض، وهما حاضرتا البحر، وبهما من صيد السمك والطير والحيتان ما ليس في بلد، وأخبرني بعض وجوه التجار وثقاتهم أنه بيع في سنة 398 حلّتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وهذا مما لم يسمع بمثله في بلد، وبها الفرش القلموني من كل لون المعلم والمطرّز ومناشف الأبدان والأرجل، وتتحف لجميع ملوك الأرض، وفي أيام المتوكل سنة 238 وولاية عنبسة بن إسحاق الضبي على مصر تهجّم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها وما فيها وقتلوا بها جمعا كثيرا من المسلمين وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق عشية يوم النحر في جيشه ومعه نفر كثير من الناس فلم يدركوهم ومضى الروم إلى تنيس فأقاموا بأشتومها فلم يتبعهم عنبسة، فقال يحيى بن الفضيل للمتوكل:
أترضى بأن يوطأ حريمك عنوة، ... وأن يستباح المسلمون ويحربوا؟
حمار أتى دمياط، والروم رتّب ... بتنيس، منه رأي عين وأقرب
مقيمون بالأشتوم يبغون مثل ما ... أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
فما رام من دمياط سيرا، ولا درى ... من العجز ما يأتي وما يتجنّب
فلا تنسنا، إنا بدار مضيعة ... بمصر، وإن الدين قد كاد يذهب
فأمر المتوكل ببناء حصن دمياط، ولم يزل بعد في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة 614 فإن الأفرنج قدموا من وراء البحر وأوقعوا بالملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو نازل على بيسان فانهزم منهم إلى خسفين، فعاد الأفرنج إلى عكا فأقاموا بها أياما وخرجوا إلى الطور فحــاصروه، وكان قد عمّر فيه الملك المعظم ابن الملك العادل قلعة
حصينة غرم فيها مالا وافرا، فحــاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد ابن أبي القاسم الهكّاري وقتل كند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم، فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك، فقال ملك الهنكر: الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام، فقال الملك النّوّام، قالوا: إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصنا نام عليه حتى يأخذه أي أنه كان صبورا على حصار القلاع، واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش، فقال: نمضي إلى مصر فإن العساكر مجتمعة عند العادل ومصر خالية، فأدّى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضبا إلى بلده، فتوجه باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 615 والعادل نازل على خربة اللّصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر، وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلا على مجمع المروج بين سلمية وحمص خوفا من عادية تكون منهم من هذه الجهة، واتفق خروج ملك الروم ابن قليج ارسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة: رعبان وتل باشر وبرج الرّصاص، كلها في ربيع الأول من السنة، وبلغ عسكره إلى حدود بزاعة، وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الآخر، وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيّأ شيئا شبيها بالدم ورحل من فوره راجعا إلى بلده والعساكر تتبعه، وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 615، وقد استكمل شهرين بوروده، واستعبد على الفور تل باشر ورعبان وبرج اللصوص، ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان، جمع منهم متقدما وتركهم في بيت من بيوت ربض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا، وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش، فرجع إلى بلده وأقام يسيرا ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه، ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة ورجع قاصدا إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 615، فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام، وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة 15 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم، فحــينئذ أنفذ الملك المعظم وخرّب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحليّ وجلا أهلها، وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفّر الدين بن زين الدين، فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة، فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 18 ومنّوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم، وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء البحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنّوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين.
وطول دمياط ثلاث وخمسون درجة ونصف وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وربع وسدس، وينسب إلى دمياط جماعة، منهم: بكر بن سهل ابن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي مولى بني هاشم، سمع بدمشق صفوان بن صالح، وببيروت سليمان بن أبي كريمة البيروتي، وبمصر أبا صالح عبد الله ابن صالح كاتب الليث وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم، وروى عنه أبو العباس الأصمّ وأبو جعفر الطحاوي الطبراني وجماعة سواهم، قال أبو سليمان ابن زبر: مات بدمياط في ربيع الأول سنة 289، وذكر غير ابن زبر أنه توفي بالرملة بعد عوده من الحجّ، وأن مولده سنة 196.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.