Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عوام

قمر

(قمر) : لَيلةٌ مُقْمِرٌ، مثل مُقْمِرَة.
(قمر) : القَمَرُ: قبيعَةُ السَّيْفِ. 
(قمر) الْقَمَر اسْتَدَارَ بِخَط دَقِيق قبل أَن يمتلئ وَالطير قمرها
(قمر)
فلَانا قمرا غَلبه فِي لعب الْقمَار وفضله فِي مفاخرة أَو مباراة وَيُقَال قمرت فُلَانَة قلبه شغفته حبا وَالطير عشى عينيها بالنَّار لَيْلًا ليصيدها
(قمر) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "مَن قَالَ: تَعالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصدَّقْ"
قال الخَطَّابي: يَعني بِقَدْرِ ما جَعلَه خَطَرًا في القِمَارِ. 
[قمر] في صفة الدجال: هجان «أقمر»، هو الشديد البياض، والأنثى قمراء. ومنه: ومعها أتان «قمراء». ط: ما بين أذنيه - صفة أخرى لحمار. نه: من قال: تعال «أقامرك» فليتصدق، قيل: يتصدق بقدر ما أراد أن يجعله خطرًا في القمار. ط: أو بما تيسر. ك: قرنه بذكر الصنم تأسيًا بآية «إنما الخمر والميسر والأنصاب».
(ق م ر) : (لَيْلَةٌ قَمْرَاءُ) مُضِيئَةٌ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ وَعَنْ اللَّيْثِ (لَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ) وَلَيْلَةُ الْقَمْرَاءِ بِالْإِضَافَةِ لِأَنَّ الْقَمْرَاءَ الضَّوْءُ نَفْسُهُ وَفَرَسٌ أَقَمَرُ ماه رنك، وَبِهِ سُمِّيَ وَالِدُ كُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ وَعَلِيُّ بْنُ أَقْمَرَ الْوَادِعِيُّ وَأَرْقَمُ تَحْرِيفٌ وَكَذَا عَلِيٌّ الْأَقْمَرُ.
قمر
القَمَرُ: قَمَرُ السّماء. يقال عند الامتلاء وذلك بعد الثالثة، قيل: وسمّي بذلك لأنه يَقْمُرُ ضوء الكواكب ويفوز به. قال: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس/ 5] ، وقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ [يس/ 39] ، وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر/ 1] ، وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها [الشمس/ 2] ، وقال: كَلَّا وَالْقَمَرِ [المدثر/ 32] . والقَمْرَاءُ: ضوءه، وتَقَمَّرْتُ فلانا: أتيته في القمراء، وقَمَرَتِ القربة: فسدت بالقمراء، وقيل: حمار أَقْمَرُ: إذا كان على لون القمراء، وقَمَرْتُ فلانا: كذا خدعته عنه.
ق م ر : قَمَرُ السَّمَاءِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيَاضِهِ وَسَيَأْتِي فِي هِلَالٍ مَتَى يُقَالُ لَهُ قَمَرٌ وَلَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ أَيْ بَيْضَاءُ وَحِمَارٌ أَقْمَرُ أَيْ أَبْيَضُ وَقَامَرْتُهُ قِمَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ فَقَمَرْتُهُ قَمْرًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ غَلَبْتُهُ فِي الْقِمَارِ.

وَالْقُمْرِيُّ مِنْ الْفَوَاخِتِ
مَنْسُوبٌ إلَى طَيْرٍ قُمْرٍ وَقُمْرٌ إمَّا جَمْعُ أَقْمَرَ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحُمْرٍ وَإِمَّا جَمْعُ قُمْرِيٍّ مِثْلُ رُومٍ وَرُومِيٍّ وَالْأُنْثَى قُمْرِيَّةٌ وَالذَّكَرُ سَاقُ حُرٍّ وَالْجَمْعُ قَمَارِيُّ. 
ق م ر: (الْقَمَرُ) بَعْدَ ثَلَاثٍ إِلَى آخِرِ الشَّهْرِ سُمِّيَ قَمَرًا لِبَيَاضِهِ. وَالْقَمَرُ أَيْضًا تَحَيُّرُ الْبَصَرِ مِنَ الثَّلْجِ. وَقَدْ (قَمِرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَ (الْقِمَارُ الْمَقَامَرَةُ) وَ (تَقَامَرُوا) لَعِبُوا الْقِمَارَ وَ (قَامَرَهُ فَقَمَرَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَلَبَهُ فِي لَعِبِ الْقِمَارِ. وَقَامَرَهُ فَقَمَرَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَاخَرَهُ فِي الْقِمَارِ فَغَلَبَهُ. وُعُودٌ (قَمَارِيٌّ) بِفَتْحِ الْقَافِ مَنْسُوبٌ إِلَى مَوْضِعٍ بِبِلَادِ الْهِنْدِ. وَ (الْقُمْرِيُّ) مَنْسُوبٌ إِلَى طَيْرٍ (قُمْرٍ) بِوَزْنِ حُمْرٍ جَمْعِ (أَقْمَرَ) وَهُوَ الْأَبْيَضُ أَوْ جَمْعِ (قُمْرِيٍّ) مِثْلِ رُومِيٍّ وَرُومٍ وَالْأُنْثَى (قُمْرِيَّةٌ) وَالذَّكَرُ سَاقُ حُرٍّ وَالْجَمْعُ (قَمَارِيُّ) غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وَلَيْلَةٌ (قَمْرَاءُ) أَيْ مُضِيئَةٌ وَ (أَقْمَرَتْ) لَيْلَتُنَا أَضَاءَتْ. وَأَقْمَرْنَا طَلَعَ عَلَيْنَا الْقَمَرُ. 
قمر
القَمَرُ: معروفٌ، وتَصغِيرُه قُمَيْرٌ. وأقْمَرَ الهِلالُ: صارَ قَمَراً. ويقولون: كأنَّ هِلالَها قَمَرٌ: أي كأنَّه قَمَرٌ من عِظَمِه. ويقال للشَّمس والقَمَرِ: قَمَرَانِ. ولَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ. والقَمْرَاءُ: ضَوْءُ القَمَر. وقَمِرَ الرَّجلُ: إذا لم يُبْصرْ في القَمْرَاء؛ وفي الثَلْج أيضاً.
وقَمِرَ بَصَرُه: أي تَحَيَّرَ.
وتَقَمَّرُوا: سارُوا في القَمْرَاءً.
وتَقَمَّرَ الأسَدُ: طَلَبَ الصَّيْدَ في القَمْرَاء.
ومن أمثالهم في انْتِهازِ الفُرْصَةِ: " اسْرِ وقَمَرٌ لكَ " أي اغْتَنِم ضوْءَ القَمَرِ والسُّرى فيه. ويقولون: " إنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وأنْتَ مقْمِرٌ " أي اصْبِرْ على حاجَتِك. ويقولون: " هَلْ يَجْهَل فلاناً إلا مَنْ يَجْهَلُ القَمَرَ " يُضْرَبُ للنّابِهِ البَعِيدِ الصِّيْتِ.
وأقْمَرَ التَّمْرُ: إذا لم يَنْضج حتّى يُصِيْبَه البَرْدُ فَتَذْهَبَ حَلاوتُه وطَعْمُه.
والقُمْرَةُ: لَوْنُ الحِمار الأقْمَرِ وهو أنْ يَضْرِبَ إلى خُضْرَةٍ.
وقُمَيْرٌ: من ألْقاب الحِمار.
والقُمَّرَةُ: دُ خًّلَةٌ. والقُمْرِيُّ: طائرٌ لأنَّه أقْمَرُ اللَّوْن كالفاخِتة؛ بالحِجَاز.
والقِمَارُ: مَعْروفٌ، قامَرْتُه فَقَمَرْتُه أقْمُرُهُ وأقمِرُه. وذَهَبُوا بمالي ضِمَاراً وقِمَاراً.
وقَمِرَ المالُ: كَثُرَ.
وقَمِرَتْ إبِلي: وَقَعَتْ في كَلإَ كثيرٍ. وقَمِرَتِ القِرْبَةُ تَقْمَر: إًذا دَخَلَ الماءُ بين البَشَرَةِ والأدَمَةِ.
وانْقَمَرَ في بَيْتِه. وانْقَمَرَتِ الظِّباءُ في كِناسِها.
[قمر] القَمَرُ بعد ثلاث ليالٍ إلى آخر الشهر، سُمِّيَ قَمَراً لبياضه. ومن كلام بعضهم: قُمَيْرٌ، وهو تصغيره. والقَمَرُ أيضاً: تَحَيُّرُ البصرَ من الثلج. وقد قَمِرَ الرجل يَقْمَرُ قَمَراً، إذا لم يبصر في الثلج. وقَمِرَتِ القِرْبَةُ أيضا، وهو شئ يصيبها من القمر كالاحتراق، فيدخل الماء بين الادمة والبشرة. عن ابن السكيت. وتقمرته: أتيته في القَمْراءِ. وتَقَمَّرَ الأسد، إذا خرج في القَمْراءِ يطلب الصَيد. ومنه قول الشاعر : سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ * حامى الذِمار مُعاوِدِ الاقران - وقال الاعشى: تقمرها شيخ عشاء فأصبحت * قضاعية تأتى الكواهن ناشصا - يقول: صادها في القمراء. وتقمر فلان، أي غلب من يُقامِرُه. قال ابن دريد: والقِمارُ: المُقامَرَةُ. وتَقامَروا: لعبوا القِمارَ. وقَمَرْتُ الرجل أقْمِرُهُ بالكسر قَمْراً، إذا لاعبْتَه فيه فغلبْته. وقامَرْتُهُ فَقَمَرْتُهُ أقْمُرُهُ بالضم قَمْراً، إذا فاخرته فيه فغلبته. وعود قماري: منسوب إلى موضع ببلاد الهند. والقمرى منسوب إلى طَيْرٍ قُمْر، وقُمْرٌ إما أن يكون جمع أقْمَرَ مثل أحمرَ وحُمْرٍ، وإما أن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل روميٍّ ورومٍ وزنجيٍّ وزنْجٍ. قال الشاعر : لا صُلْحَ بيني فاعلَموهُ ولا * بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي - سَيفي وما كنَّا بنَجْدٍ وما * قَرْقَرَ قُمْرُ الواد بالشاهق - والانثى قمرية، والذكر ساقُ حُرٍّ. والجمع قمارِيٌّ غير مصروفٍ. والأقْمَرَ: الأبيضُ. يقال: حمارٌ أقْمَرُ، وسحابٌ أقْمُرُ. وليلةٌ قَمْراءُ، أي مضيئةٌ. وأقْمَرَتْ ليلتنا: أضاءت. وأقْمَرْنا، أي طلعَ علينا القَمَرُ وأقْمَرَ التَمْرُ: ضربه البردَ فذهبت حلاوته قبل أن ينضج.
(ق م ر)

القمرة: لون إِلَى الخضرة.

وَقيل: بَيَاض فِيهِ كدرة.

وحمار اقمر.

وَالْعرب تَقول فِي السَّمَاء إِذا رأتها: كَأَنَّهَا بطن أتان قَمْرَاء، فَهِيَ امطر مَا تكون.

وسنمة قَمْرَاء: بَيْضَاء. اعني بلسنمة: أَطْرَاف الصليان الَّتِي ينسلها: أَي يلقيها.

وَالْقَمَر: يكون فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة من الشَّهْر، وَهُوَ مُشْتَقّ من ذَلِك. وَالْجمع: أقمار.

وأقمر: صَار قمرا.

وَرُبمَا قَالُوا: أقمر اللَّيْل، وَلَا يكون إِلَّا فِي الثَّالِثَة، انشد الْفَارِسِي:

يَا حبذا العرصات فِي لَيَال مقمرات

والقمران: الشَّمْس وَالْقَمَر.

والقمراء: ضوء الْقَمَر.

وَلَيْلَة قَمْرَاء: مُقْمِرَة، قَالَ:

يَا حبذا القمراء وَاللَّيْل الساج ... وطرق مثل ملاء النساج

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: ليل فمراء، وَهُوَ غَرِيب، وَعِنْدِي: أَنه عَنى بِاللَّيْلِ: اللَّيْلَة وأنثه على تَأْنِيث الْجمع، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ من قَوْلهم: ليل ظلماء، قَالَ: إِلَّا أَن ظلماء اسهل من قَمْرَاء، وَلَا ادري لأي شَيْء استسهل ظلماء!!! إِلَّا أَن يكون سمع الْعَرَب تَقوله اكثر.

وَلَيْلَة قمرة: قَمْرَاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَقيل لرجل: أَي النِّسَاء احب إِلَيْك؟ قَالَ: بَيْضَاء بهترة، حَالية عطرة، حيية خفرة، كَأَنَّهَا لَيْلَة قمرة.

وقمرة عِنْدِي: على النّسَب.

وَوجه أقمر: مشبه بالقمر.

وأقمر الرجل: ارتقب طُلُوع الْقَمَر، قَالَ ابْن احمر:

لَا تقمرن على قمر وَلَيْلَته ... لَا عَن رضاك وَلَا بالكره مغتصبا

وتقمر الْأسد: خرج يطْلب الصَّيْد فِي القمراء.

وقمروا الطير. عشوها فِي اللَّيْل بالنَّار ليصيدوها وَهُوَ مِنْهُ.

وَقَول الْأَعْشَى:

تقمرها شيخ عشاءٌ فَأَصْبَحت ... قضاعية تأتى الكواهن ناشصا

قيل: مَعْنَاهُ: بصر بهَا فِي القمراء. وَقيل: اختدعها كَمَا يختدع الطير، وَقيل: ابتنى عَلَيْهَا فيضوء الْقَمَر.

وَقَالَ ثَعْلَب: سَأَلت ابْن الْأَعرَابِي عَن معنى قَوْله: تقمرها، فَقَالَ: وَقع عَلَيْهَا وَهُوَ سَاكِت، فظنته شَيْطَانا.

وقمرت الْقرْبَة قمراً: دخل المَاء بَين الأدمة والبشرة، وَهُوَ شَيْء يُصِيبهَا من الْقَمَر كالاحتراق.

وقمر السقاء قمرا: بَانَتْ أدمته من بَشرته.

وقمر قمراً: أرق فِي الْقَمَر فَلم ينم.

وقمرت الْإِبِل: تَأَخّر عشاؤها أَو طَال فِي الْقَمَر.

وقمر الرجل قمراً: لم يبصر فِي الثَّلج.

وقمرت الْإِبِل، أَيْضا: رويت من المَاء.

وقمر الْكلأ وَالْمَاء وَغَيرهمَا: كثر.

وَمَاء قمر: كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد: فِي رَأسه نطافة ذَات أشر ... كنطفان الشن فِي المَاء الْقَمَر

واقمرت الْإِبِل: وَقعت فِي كلأ كثير.

وأقمر الثَّمر: إِذا تَأَخّر إيناعه حَتَّى يُدْرِكهُ الْبرد، فَيذْهب طعمه.

وقامر الرجل مقامرة، وقمارا: راهنه، وَهُوَ التقامر.

وقميرك: الَّذِي يقامرك، عَن ابْن جني. وَجمعه: أقمار، عَنهُ أَيْضا، وَهُوَ شَاذ كنصير وانصار.

وَقد قمره يقمره قمرا.

وتقمر الرجل: غلب من يقامره.

والقمراء: طَائِر صَغِير من الدخاخيل.

والقمرية: ضرب من الْحمام. وَالْجمع قماري، وقمر.

وأقمر الْبُسْر: لم ينضج حَتَّى ادركه الْبرد فَلم تكن لَهُ حلاوة.

ونخلة مقمار: بَيْضَاء الْبُسْر.

وَبَنُو قمر: بطن من مهرَة بن حيدان.

وَبَنُو قمير: بطن مِنْهُم.

وقمار: مَوضِع، إِلَيْهِ ينْسب الْعود القماري.

وقمرة عنز: مَوضِع، قَالَ الطرماح:

وَنحن حصدنا يَوْم أَحْجَار صرخد ... بقمرة عنز نَهْشَلَا أَيّمَا حصد
قمر: قمر والمصدر قمار: غلبه في لعب القمار. (أساس البلاغة، فوك، الزوزني في شرح البيت الخامس من معلقة طرفه. وفي ابن خلكان (7: 137).
ونحن من لعب الشطرنج في يده ... وربما قمرت بالبيدق الشاة
أي ربما غلب البيدق الشاه.
قمر (بالتشديد) قمر الخبز: حمص الخبز (بوشر، ألف ليلة 4: 689) وعند ميهرن (ص26): انضج الخبز.
قامر: خدع وغش في لعب القمار. (بوشر).
قامر: ماحك، جادل، ناقش. (بوشر).
قامر: بارى، فاخر. (محيط المحيط، عباد 1: 173).
أقمر: أشع، نشر الشعاع والضوء. (فوك) وفيه: رأى مقمر. وفي عباد (2: 52): وجه مقمر. (أماري ص652).
انقمر: غلب في لعب القمار، خسر في القمار (فوك).
قمر: جرعة، شربة، حسوة من الماء (معجم فريتاج) ويجب حذفها، لأن صواب كتابة الكلمة قمز. (انظر: قمز).
قمر. القمران عند الشعراء: الشمس والقمر. (المقري 2: 542، 552).
قمر: فضة عند أصحاب الكيمياء (المستعيني مادة فضة، عباد 1: 88، أخبار ص138).
قمر: صنف من السمك (صفة مصر 24: 375).
قمر الدين: صنف من أجود المشمش. (ابن بطوطة 2: 44، 259، 260) وفي بركهارت بلاد العرب (1: 60): (يقول أوتر نقلا عن حاجي خليفة أن منطقة قونية تنتج صنفا من أجود المشمش ويسمى قمر الدين قيسي (رحلة في تركيا وإيران 1: 6). (ديفريمري، رحلة ابن بطوطة في آسيا الصغرى (ص13).
قمر الدين: مشمش يجعل على شكل رقاق ثم يجفف. (صفة مصر 17: 308، بركهارت سوريا ص486). وانظر: جلد الفرس.
قمرة، والجمع قمر: سهم يصيب الهدف تقريبا (ديوان الهذليين (ص29) في شرح البيت الرابع عشر).
قمرة (بالأسبانية Camara) : حجرة في مركب، مخدع في مركب. (محيط المحيط، برتون 1: 168، لرشندي) وعند دومب (ص100): قامره.
قمرة: دابة حمل. ويقول شو (1: 250 - 251). إنه رآها في الجزائر، وأطلق عليها هذا الاسم للونها الفضي، وهي من نسل حمار وبقرة. ويشك كابل بروك في وجود مثل هذا الحيوان وان لم ينكره، وينكر ذلك الدكتور بودارت في تعليقه على شو، وكذلك روزيه (1: 265) وسندوفال (ص37) وهم على حق. قمرة: اسم حلية للمرأة. (انظر لين عادات 2: 401).
قمرات الظرفاء: نوع من الحلوى، هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة في ألف ليلة (برسل 1: 149) وفي نص ألف ليلة قمعرات.
قمري: حمام بري، حمام مطوق. (المعجم اللاتيني- العربي، ياقوت 1: 885، 4: 174، مخطوطة الاسكوريال ص893). (وفي مصر يطلق اسم قمري على صنف من الحمام المطوق بطوق ابيض أو ذي لون ابيض، وهو ندر الوجود في مصر). (بركهارت نوبيه ص480).
قمري: فرس ابيض. (جاكسون ص246).
قمري: نسبة إلى القمر. (فوك، بوشر).
سنة قمرية: اثنا عشر شهرا قمريا، وأولها المحرم وآخرها ذو الحجة.
قمري: شاذ، غريب الاطوار، معتوه. (ابن الــعوام 1: 345 رقم).
قمري. حصان به رمد قمري: حصان غريب الأطوار. معرض أحيانا لانعكاسات الضوء على عينيه (بوشر).
الحروف القمرية في اصطلاح النحويين: هي مثل القاف في كلمة قمر، لا تدغم اللام من حرف التعريف ال بأول حرف من الاسم الذي تدخل عليه.
قمري: زاهر، ساطع، لماع. ففي القلائد (ص53): فكثيرا ما كان يعمر أندية اللهو، ويداولها من مجلس الحافة إلى البهو، كلاهما سري المنظر، قمري المرمر.
قمرية: شباك صغير (محيط المحيط).
قمرية وقمرية: شباك ذو زجاج ملون. (لين عادات 1: 23، ألف ليلة برسل 11: 371) وهي كلمة مثل شمسية.
قمراتي: مقامر، لاعب القمار (بوشر، همبرت ص89).
قمراتي: من يغش ويخدع في لعب القمار (بوشر).
قمار: زهر النرد، قطعتان من العظم أو العاج صغيرتان مكعبتان حفر على الأوجه الستة لكل منهما نقط سود من واحدة إلى ستة.
قمار: ورق لعب القمار. (الكالا).
لعب القمار: لعب فيه مراهنة على الدراهم يأخذها الغالب من المغلوب. (بوشر).
لعب القمار: ميسر، المقامر بورق اللعب. (لين عادات 2: 55)، وفيه قمار، نيبور (رحلة 1: 167) وفيها: قمار.
العود القماري: نوع جيد من الالوة وهو العود الذي يتبخر به. (المستعيني مادة عود).
وعليك أن تقرأ به: اغالوجن وعود قماري كما في مخطوطة ن، (ابن بطوطة (3: 234، 4: 167، ريشاردسن سنترال 2: 237) ويؤتى به من سفالة الهند (ابن البيطار 2: 224) ويقول ابن بطوطة (4: 240، 242) يؤتى به من قمارة وهي موضع في جزيرة جاوة وإليها ينسب. وإذا صدقنا بما يقوله ياقوت (4: 173) فإن قمار أو قمار موضع بالهند، هكذا تقوله العامة والذي ذكره أهل المعرفة قامرون موضع في بلاد الهند. (انظر جيلد مايستر في كتابات عربية برموز غامضة ص61 - 68).
قماري: يقول ابن البيطار (1: 201) في مادة (تنبل): ويغلط من يظن أن ورق التنبل هو هذا الورق الموجود اليوم بأيدينا المشبه بورق الغار في شكله ورائحته وهو المعروف عند أهل التبصرة من باعة العطر بورق القماري لأنه يجلب من بلاد يقال لها القمر فيما أخبرت به ومن الأطباء في زماننا من يعتقد هذا الورق المذكور إنه ورق السادج الهندي ويستعمله مكانه وهو خطاء. (انظر أيضا: ياقوت 4: 174).
قمار: لاعب القمار بالكعاب وبزهر النرد. (فوك في القسم الأول والثاني، الكالا).
قامرة (بالأسبانية Camara) : شونة. مخزن الغلال، موضع كثير الغلال (الحبوب)، ففي ملر (ص6): ملقة قامرة الفلاحة. وهذا المعنى لابد أن له علاقة بمعنى الخزانة العامة وبيت المال. وانظر عند دوكانج Cambra (2) ، Camera (3) وقارنها أيضا مع Camera Salis = مخزن الملح التي ذكرها (وفحص قامرة عند ملر (1: 8) يسمى أيضا: Campo de Camara سيمونيه ص304).
قامرة: انظرها في مادة قمرة.
قامرة؛ خيمة مستديرة الشكل (شيرب)، وهي خيمة صغيرة قي شكل الحجرة داخل الخيمة الكبيرة. (بوسييه). وأرى أن هذه الكلمة بهذا المعنى مأخوذة من الكلمة الأسبانية أيضا، وليست مشتقة من الأصل العربي قمر كما يرى سيرب.
قامري: بركال، نسيج قطني رقيق. (رولاند).
أقمر: فرس أقمر: مصاب بداء القمر. (ابن الــعوام 2: 506) واقرأ كذلك أقمر البصر عند باين سميث (1753) بدل: أقمار.
مقمر، لقمة (خبزة) مقمرة: خبزة مشوية (بوشر) وعند ميهرن (2 36): مقمر، خبز طري.

قمر

1 قَمِرَ, aor. ـَ (S, A, K,) inf. n. قَمَرٌ, (S,) He, (a man, S, A, K, and an antelope, and a bird, TA,) and it, (a man's sight, A,) became dazzled (S, A, K) in the moonlight, (A,) or by snow, (S, A, K,) so that he could not see: (S, A:) he (an antelope) became deprived of his sight by the light of the moon, so that he was perplexed, and unable to see his right course. (IKtt.) b2: قَمِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. as above, (TA,) He (a man, TA,) was, or became, sleepless in the moonlight. (K.) A2: See also 3, throughout.3 قامرهُ, inf. n. قِمَارٌ (S, A, Msb, K) and مُقَامَرَةٌ, (S, K,) (tropical:) He contended with him for stakes, or wagers, laid by both of them to be taken by the winner; syn. رَاهَنَهُ; (K;) [he contended with him in a game of hazard, such as that called المَيْسِر, or the like: (see Bd and Jel, ii. 216:)] in common modern conventional language, he played with him at a game in which it is generally made a condition that the winner shall receive something of the loser: (so accord. to an explanation which I find in several copies of the KT:) from تَقَمِرَهُ signifying “ he deceived him; ” because قِمَار is [often] deception. (A.) You say قَامَرَهُ

↓ فَقَمَرَهُ, aor. of the latter قَمُرَ (JK, S, A, Msb, K) and قَمِرَ, (JK,) inf. n. قَمْرٌ, (S, Msb,) (tropical:) He contended with him for stakes, or wagers, &c., (S, * K,) and overcame him therein; (S, A, Msb, K;) and ↓ قَامَرَهُ فَتَقَمَّرَهُ signifies the same: (K:) or ↓ تقمّر signifies he overcame him who contended with him in the contest termed قِمَار: and ↓ قَمَرَهُ, aor. ـِ inf. n. قَمْرٌ, he played with him in the manner termed قِمَار and overcame him: (S:) or ↓ قَمَرَهُ, inf. n. قَمْرٌ, he overcame him in play; and so ↓ أَقْمَرَهُ: (IKtt:) or ↓ قَمَرَ, aor. ـِ (K,) inf. n. قَمْرٌ, (TA,) i. q. قامر, (K, * TK,) and is transitive: (TA:) you say قَمَرَ بِالقِدَاحِ, and بِالنَّرْدِ, [he contended for stakes, or wagers, &c., with the gaming-arrows, and with the apparatus for trictrac or backgammon]: (A:) and ↓ قَمَرَهُ [as syn. with قَامَرَهُ]: (TA:) and المَالَ ↓ قَمَرْتُهُ, aor. ـِ [so in a copy of the A, doubly trans., app. meaning I contended with him in a game of hazard for the property: or I so contended with him for the property and overcame him.]4 اقمر الهِلَالُ The new moon became what is termed قَمَر, in the third night. (A.) b2: اقمرت لَيْلَتُنَا Our night became bright [with light of the moon]. (S, TA.) b3: أَقْمَرْنَا [We entered upon the time of moonlight;] the moon rose upon us. (S, TA.) b4: اقمر He (a man, TA) watched, or waited, for the rising of the moon. (K.) A2: See also 3.5 تقمّرهُ He came to him in the moonlight. (S.) b2: تقمّر الظِّبَآءَ, (A, TA,) and الطَّيْرَ, (TA,) He hunted, or pursued, the antelopes, (A, TA,) and the birds, (TA,) in the moonlight, so that their sight was dazzled. (A, TA.) b3: تقمّر الأَسَدُ The lion went forth in the moonlight in quest of prey. (S, K. *) A2: تقمّرهُ He deceived, beguiled, or circumvented, him; desired to do him some evil action without his knowing whence it proceeded. (A.) A3: See also 3, in two places.6 تقامروا They played [together] in the manner termed قِمَار: (S:) they contended together for stakes, or wagers, &c.; (K;) [they contended together in a game of hazard, such as that called المَيْسِر, or the like: see 3.]

القَمَرُ The moon in its third night [and after]: (ISd, A, K:) or the moon during the interval between the first two and last two nights: (AHeyth:) or after three nights until the end of the month: (S:) [and the moon, absolutely, in many instances:] so called because of its whiteness, (S, Msb, TA,) from القُمْرَةُ: (TA:) of the masc. gender: pl. أَقْمَارٌ. (TA.) The dim., قُمَيْرٌ, is found to occur: (S:) and is applied to The moon at the time called مُحَاق [which is generally said to be applied to the last three nights of the month]: you say غَابَ قَمَيْرٌ [The moon at the time called مُحَاق set, or disappeared]. (A, TA.) b2: اِسْتَرْعَيْتُ مَالِىَ القَمَرَ (tropical:) I left my cattle to pasture without a pastor to take care of them in the night: and [in like manner,] استرعيته الشَّمْس, in the day. (TA.) b3: القَمَرَانِ The sun and the moon: one of them [namely the latter] being made predominant. (TA.) قَمِرٌ: fem. with ة: see أَقْمَرُ.

قُمْرَةٌ A colour inclining to greenness: (A, K:) or whiteness inclining to dinginess or duskiness: (A:) or whiteness in which is a dinginess or duskiness: (K:) or clear, or pure, whiteness. (TA.) See also أَقْمَرُ.

قَمَرِىٌّ [Of, or relating to, the moon; lunar]. Ex. السَّنَةُ القَمَرِيَّةُ The lunar year. (Mgh, art. شمس.) قُمْرِىٌّ is a rel. n. from طَيْرٌ قُمْرٌ: and قُمْرٌ is either pl. of أَقْمَرُ, like as حُمْرٌ is of أَحْمَرُ, or pl. [or rather coll. gen. n.] of قُمْرِىٌّ, like as رُومٌ is of رُومِىٌّ: (S, Msb:) or قُمْرِىٌّ is a rel. n. from the name of a mountain, or of a place, or some other thing, accord. to different authors: or its ى is added to give intensiveness to its signification: (TA:) the قُمْرِىّ is [A bird] of the [species called] فَوَاخِت; [pl. of فَاخِتَةٌ;] (Msb;) a certain species of bird; so called because أَقْمَر [q. v.] in colour, like the فَاخِتَة in El-Hijáz; (JK;) [a species of collared turtle-dove, of a dull white colour marked with a black collar: such I have see in Egypt, caged; but they are rare there; and, I believe, are brought from Arabia:] the قُمْرِيَّة is a species of حَمَام, (K,) حَمَائِم [i. e. pigeons]: (M, TA:) or قُمْرِيَّةٌ is applied to the female; and the male is called سَاقُ حُرٍّ: (S, Msb, K: see سَاقُ حُرٍّ in art. سوق): and the pl. is قُمَارِىُّ, (S, Msb, K,) imperf. decl.; (S;) and accord. to some, قَمَارَى; (TA;) and قُمْرٌ. (K.) قِمَارٌ: see 3. [It is often used as a subst., signifying (tropical:) A game of hazard, such as that called المَيْسِر, and the like.]

قَمِيرٌ (tropical:) An antagonist in the contention termed قِمَارٌ: (IJ, K:) pl. أَقْمَارٌ, (IJ, K,) which is anomalous, like أَنْصَارٌ, pl. of نَصِيرٌ. (TA.) أَقْمَرُ Of a colour inclining to خُضْرَة: or of a dull or dingy or dusky white: (K:) and white: (S, Msb, K:) or intensely white: (IKtt:) fem.

قَمْرَآءُ: (S, K:) pl. قُمْرٌ. (S, Msb.) You say حِمَارٌ أَقْمَرُ (S, A, Msb, K) An ass of the colour termed قُمْرَة: (K:) or a white ass: (S, A, Msb:) and أَتَانٌ قَمْرَآءُ a she-ass of the colour termed قُمْرَة: (K:) or a white she-ass. (S.) The Arabs say, that when the sky appears of the hue of the belly of a she-ass of this colour, it is most abundant in rain. (TA.) Also فَرَسٌ أَقْمَرُ A moon-coloured horse. (Mgh.) And سَحَابٌ أَقْمَرُ A cloud, or clouds, of a white colour: (S:) or intensely bright, by reason of the abundance of water therein: and [hence] full [of water]. (TA.) b2: لَيْلَةٌ قَمْرَآءُ, (S, A, K,) and مُقْمِرَةٌ, (A, Msb, K,) and ↓ مُقْمِرٌ, (K) and ↓ قَمِرَةٌ, (IAar, K,) which last is held by ISd, to be a kind of rel. n., or possessive epithet, (TA,) A moon-lit night; a night in which the moon shines: (A, K:) or a light, or bright, night: (S:) or a white night. (Msb.) IAar, mentions لَيْلٌ قَمْرَآءُ; but ISd, says this is strange, and I think, he adds, that by ليل he means ليلة, or that he makes ليل fem. as a pl. (TA.) You also say لَيْلَةُ القَمْرَآءِ, meaning The night of moonlight: (Lth, A, Mgh:) for القَمْرَآءُ also signifies the moonlight. (Lth, A, Mgh, K.) And قَعَدٌنَا فِى القَمْرَآءِ We sat in the moonlight. (A.) And أَتْيْتُهُ فِى القَمْرَآءِ [I came to him in the moonlight]. (S.) b3: وَجْهٌ أَقَمَرُ A face likened to the moon (K, * TA) in respect of whiteness. (TA.) مُقْمِرٌ: see أَقْمَرُ. b2: إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَأَنْتَ مُقْمِرٌ [Verily the night is long, and thou hast the light of the moon: a proverb:] meaning, Wait thou patiently for the accomplishment of thy want. (JK.) [See Freytag's Arab. Prov., i. 45.]
قمر
قمَرَ يَقمُر، قَمْرًا، فهو قامِر، والمفعول مقمور (للمتعدِّي)
• قمَر الشَّخصُ: راهن، لعب في القمار.
• قمَر الشَّخصَ: غلبه في لَعِب القمار. 

قَمِرَ يَقْمَر، قَمَرًا، فهو أَقْمَرُ وقَمِر
• قمِر اللَّيلُ: أضاء بنُور القمرِ.
• قمِر الشّيءُ: اشتدَّ بياضُه "وجهٌ أقْمَرُ". 

أقمرَ يُقمر، إقمارًا، فهو مُقْمِر
• أقمر الهلالُ: صار قمرًا، وذلك في الليلة الثالثة من الشّهر القمريّ.
• أقمرتِ اللَّيلةُ: أشرقت، أضاءت بنور القمر "ليلةٌ مقمرة- أقمر ليلُنا، وطاب سمرُنا" ° وَجْهٌ مقمر: مُشْرق. 

تقامرَ على يتقامر، تقامُرًا، فهو مُتقامِر، والمفعول مُتقامَر عليه
• تقامر النَّاسُ على سباق الخيل: تراهنوا ولعبوا القمارَ عليه. 

قامَرَ/ قامَرَ بـ يقامِر، قِمارًا ومُقامَرَةً، فهو مُقامِر، والمفعول مُقامَر (للمتعدِّي)
• قامر الشَّخصُ:
1 - راهن "قامر على الحصان رقم3".
2 - لعب القمارَ "قامر بثروته/ بأملاكه".
• قامر الشَّخصَ: لاعبه القمارَ.
 • قامر بمستقبله: غامر به "قامر بحياته لأجل استقلال بلاده" ° جُنون المقامرة. 

قمَّرَ يقمِّر، تقميرًا، فهو مقمِّر، والمفعول مُقمَّر
• قمَّر رغيفَ خُبزٍ: سَخَّنه أو حمَّصه على النار حتى يحمرَّ لونُه. 

أَقْمَرُ [مفرد]: ج قُمْر، مؤ قَمْراءُ، ج مؤ قَمْراوات وقُمْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَمِرَ. 

قِمار [مفرد]:
1 - مصدر قامَرَ/ قامَرَ بـ.
2 - كلُّ لعب يشترط فيه أن يأخذ الغالبُ من المغلوب شيئًا من المال، سواء أكان بالوَرَق أم بغيرِه "قِمار على الخيول- خسر كلَّ ماله بالقمار". 

قَمْر [مفرد]: مصدر قمَرَ. 

قَمَر [مفرد]: ج أقمار (لغير المصدر):
1 - مصدر قَمِرَ.
2 - (فك) جرْم سماويّ صغير يدور حول كوكب أكبر منه ويكون تابعًا له، ومنه القمر التَّابع للأرض، والأقمار التي تدور حول كواكب المرّيخ وزُحَل والمشتري "لا يبالى القمرُ بنباح الكلاب [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى مثلان عربيّان هما: أـ لا يضير السَّحابَ نبحُ الكلاب. ب ـ الكلاب تنبح والقافلة تسير- {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} " ° أضيع من قمر الشِّتاء [مثل]: يُضرب في عمل لا فائدة منه- أقمار العلم وشموسه: العلماء- طلب القمر: طلب المستحيل- عادة القمر: يُضرب مثلا لمن لا يجيء إلاّ ليلاً- قمر الدَّين: مشمش مجفّف على شكل رُقاق- قمر تمام: بدر- وَعد بالقمر: مَنَّى بالمستحيل، أو بغير الممكن- وهل يُخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
3 - (فك) كلّ كوكب تابع لكوكب آخر ويدور حوله كأقمار المشترى.
• القمر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 54 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وخمسون آية.
• القمر الصِّناعيّ: جهاز يطلق بواسطة صاروخ إلى الفضاء خارج الجاذبيّة الأرضيَّة، ويدور حول الأرض أو غيرها حاملاً أجهزة علميَّة تستخدم في الأرصاد الجويّة والأغراض العسكريَّة والاتِّصالات الصَّوتيّة والمرئيّة، وذلك أثناء دورانه في الفضاء الجوِّيّ.
• منازل القَمَر: (فك) المدارات التي يدور فيها القمرُ حول الأرض، يدور كلّ ليلة في أحدها لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه، وهي ثمانية وعشرون، لكلٍّ منها اسم مُعيَّن منها: السَّرطان والبُطين والثُّريّا، والدَّبران.
• حبُّ القمر: (نت) نبات متسلّق ذو ثمار حمراء أو مسودَّة وبذور هلاليّة.
• القَمران: الشَّمس والقمر. 

قَمِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَمِرَ. 

قَمَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قَمَر: "ضوءٌ قمريٌّ".
• السَّنة القمريَّة: (فك) مقدار اثنتي عشرة دورة للقمر حول الأرض، اثنا عشر شهرًا قمريًّا وهي: المحرَّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جُمادى الأولى، جُمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوَّال، ذو القعدة، ذو الحِجَّة.
• الشُّهور القمريَّة: (فك) التي توقَّت بدورة القمر حول الأرض وطول الشّهر القمريّ 29 يومًا ونصف يوم على التَّقريب.
• الحروف القمريَّة: (لغ) التي تلفظ قبلها لام أداة التَّعريف كقولنا: القمر، وهي أربعة عشر حرفًا: أ، ب، ج، ح، خ، ع، غ، ف، ق، ك، م، هـ، و، ي. 

قُمْرِيّ [مفرد]: ج قُمْر، مؤ قُمْريَّة، ج مؤ قَمَارِيّ: (حن) نوع من الحمام حسن الصَّوت ظهره إلى الزُّرْقة الرُّصاصيَّة، عنقه بنفسجيّ المواج، منقاره أسود، عيناه بُرتقاليّتان، جفونهما حُمر، الأنثى أصغر قدًّا من الذّكر، وهو من الطُّيور القواطع التي تجوب البلادَ في سبيل الرِّزق، قُوته من الحبوب والبُذور. 

قمر: القُمْرَة: لون إِلى الخُضْرة، وقيل: بياض فيه كُدْرَة؛ حِمارٌ

أَقْمَرُ. والعرب تقول في السماء إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ

فهي أَمْطَرُ ما يكون. وسَنَمَةٌ قَمْراءُ: بيضاء؛ قال ابن سيده: أَعني

بالسَّنَمَة أَطرفَ الصِّلِّيان التي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها. وفي

الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، ذكر الدجال فقال: هِجانٌ أَقْمَرُ. قال

ابن قتيبة: الأَقمر الأَبيض الشديد البياض، والأُنثى قَمْراء. ويقال

للسحاب الذي يشتدّ ضوءُه لكثرة مائه: سحاب أَقمر. وأَتان قمراء أَي بيضاء.

وفي حديث حليمة: ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ، وقد تكرر ذكر القُمْرة في

الحديث. ويقال: إِذا رأَيت السحابة كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فذلك الجَوْدُ.

وليلة قَمْراء أَي مضيئة. وأَقْمَرَتْ ليلتنا: أَضاءت. وأَقْمَرْنا أَي

طلع علينا القَمَرُ.

والقَمَرُ: الذي في السماء. قال ابن سيده: والقَمَر يكون في الليلة

الثالثة من الشهر، وهو مشتق من القُمْرة، والجمع أَقْمار. وأَقْمَرَ: صار

قَمَراً، وربما قالوا: أَقْمَر الليلُ ولا يكون إِلا في الثالثة؛ أَنشد

الفارسي:

يا حَبَّذا العَرَصاتُ ليَـ

ـلاً في لَيالٍ مُقْمِرات

أَبو الهثيم: يسمى القمر لليلتين من أَول الشهر هلالاً، ولليلتين من

آخره، ليلة ست وعشرين وليلة سبع وعشرين، هلالاً، ويسمى ما بين ذلك قَمَراً.

الجوهري: القَمَرُ بعد ثلاث إِلى آخر الشهر يسمى قمراً لبياضه، وفي كلام

بعضهم قُمَيْرٌ، وهو تصغيره. والقَمَرانِ: الشمس والقمر. والقَمْراءُ:

ضوء القَمَرِ، وليلة مُقْمِرَة وليلة قمراء مُقْمِرَة؛ قال:

يا حبذا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ،

وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج

وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ قَمْراءُ، قال ابن سيده: وهو غريب، قال: وعندي

أَنه عنى بالليل الليلة أَو أَنثه على تأْنيث الجمع. قال: ونظيره ما

حكاه من قولهم ليل ظَلْماءُ، قال: إِلا أَن ظلماء أَسهل من قمراء، قال: ولا

أَدري لأَيِّ شيء استسهل ظلماء إِلا أَن يكون سمع العرب تقوله أَكثر.

وليلة قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقيل لرجل: أَيّ النساء

أَحَبُّ إِليك؟ قال: بَيْضاء بَهْتَرة، حاليةٌ عَطِرَة، حَيِيَّةٌ

خَفِرَة، كأَنها ليلة قَمِرَة؛ قال ابن سيده: وقَمِرَه عندي على النَّسَب. ووجهٌ

أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر.

وأَقْمَر الرجلُ: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قال ابن أَحمر:

لا تُقْمِرَنَّ على قَمْرٍ ولَيْلَتِه،

لا عَنْ رِضاكَ، ولا بالكُرْه مُغْتَصبا

ابن الأَعرابي: يقال للذي قَلَصَتْ قُلْفَته حتى بدا رأْس ذكره عَضَّه

القَمَرُ؛ وأَنشد:

فِداكَ نِكْسٌ لا يَبِضُّ حَجَرُهْ،

مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه

في ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ،

عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ

يقول: هو أَقلف ليس بمختون إِلا ما نَقَصَ منه القَمَرُ، وشبه قلفته

بالزُّبانى، وقيل: معناه أَنه وُلد والقمر في العقرب فهو مشؤوم. والعرب

تقول: اسْتَرْعَيْتُ مالي القَمَرَ إِذا تركته هَمَلاً ليلاً بلا راع يحفظه،

واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نهاراً؛ قال طَرَفَةُ:

وكانَ لها جارانِ قابُوسُ منهما

وبِشْرٌ، ولم أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر

أَي لم أُهْمِلْها؛ قال وأَراد البَعِيثُ هذا المعنى بقوله:

بحَبْلِ أَميرِ المؤمنين سَرَحْتُها،

وما غَرَّني منها الكواكبُ والقَمَرْ

وتَقَمَّرْته: أَتيته في القَمْراء. وتَقَمَّر الأَسدُ: خرج يطلب الصيدَ

في القَمْراء؛ ومنه قول عبد الله بن عَثْمةَ الضَّبِّيِّ:

أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ راعي إِبْلِهِ

سَقَطَ العَشاءُ به على سِرْحانِ

سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ،

حامي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ

قال ابن بري: هذا مثل لمن طلب خيراً فوقع في شر، قال: وأَصله أَن يكون

الرجل في مَفازةٍ فيعوي لتجيبه الكلابُ بنُباحِها فيعلم إِذا نَبَحَتْه

الكلابُ أَنه موضع الحَيِّ فيستضيفهم، فيسمع الأَسدُ أَو الذئب عُواءَه

فيقصد إِليه فيأْكله؛ قال: وقد قيل إِن سرحان ههنا اسم رجل كان مُغِيراً

فخرج بعضُ العرب بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عليه سِرْحانُ فاستاقها؛ قال:

فيجب على هذا أَن لا ينصرف سرحان للتعريف وزيادة الأَلف والنون،قال:

والمشهور هو القول الأَوّل. وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها في الليل بالنار

ليَصِيدُوها، وهو منه؛ وقول الأَعشى:

تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ

قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا

يقول: صادَها في القَمْراء، وقيل: معناه بَصُرَ بها في القَمْراء، وقيل:

اخْتَدَعها كما يُخْتَدَعُ الطير، وقيل: ابْتَنى عليها في ضوء القمر،

وقال أَبو عمرو: تَقَمَّرها أَتاها في القَمْراء، وقال الأَصمعي:

تَقَمَّرها طلب غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ

والطَّيْرَ بالليل إِذا صادها في ضوء القمر فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وقال

أَبو زُبَيْدٍ يصف الأَسد:

وراحَ على آثارهم يَتَقَمَّرُ

أَي يتعاهد غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ من الخِدَاع؛ يقال:

قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ.قال ابن الأَعرابي في بيت الأَعشى: تَقَمَّرها

تزوّجها وذهب بها وكان قَلْبُها مع الأَعشى فأَصبحت وهي قضاعية، وقال

ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن معنى قوله تَقَمَّرها فقال: وقع عليها وهو

ساكت فظنته شيطاناً. وسحاب أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قال:

سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ،

يَسُحُّ فَضِيضَ الماء مِن قَلَعٍ قُمْرِ

وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دخل الماء بين الأَدَمَةِ

والبَشَرة فأَصابها فضاء وفساد؛ وقال ابن سيده: وهو شيء يصيب القربة من

القَمَرِ كالاحتراق. وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بانت أَدَمَتُه من بَشَرَتِه.

وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ في القَمَر فلم ينم. وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر

عَشاؤها أَو طال في القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ البصر من الثلج.

وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حار بصره في الثلج فلم يبصر. وقَمِرَتِ

الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ من الماء. وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وغيره: كثر. وماء

قَمِرٌ: كثير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

في رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ،

كنَطَفانِ الشَّنِّ في الماءِ القَمِرْ

وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وقعت في كَلإٍ كثير. وأَقْمَر الثمرُ إِذا تأَخر

إِيناعه ولم يَنْضَجْ حتى يُدْرِكَه البَرْدُ فتذهب حلاوته وطعمه.

وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً: راهنه، وهو التقامرُ. والقِمارُ:

المُقامَرَةُ. وتَقَامَرُوا: لعبوا القِمارَ. وقَمِيرُك: الذي يُقامِرُك؛

عن ابن جني، وجمعه أَقْمارٌ؛ عنه أَيضاً، وهو شاذ كنصير وأَنصارٍ، وقد

قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً. وفي حديث أَبي هريرة: من قال تَعالَ أُقامِرْكَ

فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ ما أَراد أَن يجعله خَطَراً في القِمار. الجوهري:

قَمَرْتُ الرجل أَقْمِرُه، بالكسر، قَمْراً إِذا لاعبته فيه فغلبته،

وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بالضم، قَمْراً إِذا فاخرته فيه فغلبته.

وتَقَمَّر الرجلُ: غلب من يُقامِرُه. أَبو زيد: يقال في مَثَلٍ: وضَعْتُ

يدي بين إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بين إِحدى شَرَّتَيْنِ.

والقَمْراء: طائر صغير من الدَّخاخِيلِ. التهذيب: القَمْراء دُخَّلَةٌ

من الدُّخَّلِ، والقُمْرِيُّ: طائر يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ. ابن

سيده: القُمْرِيَّة ضرب من الحمام. الجوهري: القُمْرِيُّ منسوب إِلى

طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِما أَن يكون جمع أَقْمَرَ مثل أَحْمَرَ وحُمْرٍ،

وإِما أَن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ؛ قال

أَبو عامر جَدُّ العباس بن مِرْداس:

لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً،

إِتَّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ

لا صُلْحَ بيني فاعْلَمُوه، ولا

بينكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتقي

سَيْفي، وما كنا بنَجْدٍ، وما

قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ

قال ابن بري: سبب هذا الشعر أَن النعمان بن المنذر بعث جيشاً إِلى بني

سُليم لشيء كان وَجَدَ عليهم من أَجله، وكان مُقَدَّمَ الجيش عمرو بنُ

فَرْتَنا، فمرّ الجيش على غَطَفَانَ فاستجاشوهم على بني سُليم، فهزمت بنو

سُلَيم جيشَ النعمان وأَسَرُوا عمرو بن فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلى بني

سُلَيم وقالوا: ننشدكم بالرَّحِم التي بيننا إِلاَّ ما أَطلقتم عمرو بن

فرتنا، فقال أَبو عامر هذه الأَبيات أَي لا نسب بيننا وبينكم ولا خُلَّة

أَي ولا صداقة بعدما أَعنتم جيش النعمان ولم تُراعُوا حرمة النسب بيننا

وبينكم، وقد تَفاقَم الأَمرُ بيننا فلا يُرْجى صلاحُه فهو كالفَتْقِ

الواسع في الثوب يُتْعِبُ من يَرُومُ رَتْقَه، وقطع همزة اتسع ضرورة وحَسَّنَ

له ذلك كونه في أَول النصف الثاني لأَنه بمنزلة ما يبتدأُ به، ويروى

البيت الأَول: اتسع الحزف على الراقع؛ قل: فمن رواه على هذا فهو لأَنَسِ بن

العباس وليس لأَبي عامر جد العباس. قال: والأُنثى من القَمارِيِّ

قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، والجمع قَمارِي، غير مصروف،

وقُمْرٌ.وأَقْمَرَ البُسْرُ: لم يَنْضَجْ حتى أَدركه البرد فلم يكن له حلاوة.

وأَقْمَر التمر: ضربه البَرْدُ فذهبت حلاوته قبل أَن يَنْضَجَ. ونخلة

مِقْمارٌ: بيضاء البُسْر.

وبنو قَمَرٍ: بطنٌ من مَهْرَةَ بن حَيْدانَ. وبنو قُمَيْرٍ: بطنٌ منهم.

وقَمارِ: موضع، إِليه ينسب العُود القَمارِيّ. وعُود قَمارِيٌّ: منسوب

إِلى موضع ببلاد الهند. وقَمْرة عنز: موضع؛ قال الطرماح:

ونحن حَصَدْنا صَرْخَدٍ * بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّما حَصْدِ

(* كذا بياض بأصله.)

قمر
. القُمْرَةُ، بالضَّمّ: لَوْنٌ إِلى الخُضْرَة، أَو بَياضٌ فِيهِ كُدْرَةٌ، أَو البَياض ُ الصافِي، حِمَارٌ أَقْمَرُ.
والعَرَب تقولُ فِي السَّماءِ إِذا رَأَتْهَا: كَأَنَّهَا بَطْنُ أَتان قَمْرَاء، فهِي أَمْطَرُ مَا تَكُون. وَفِي حَدِيث الدَّجّالِ: هِجَانٌ أَقْمَرُ. قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: الأَقْمَرُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ، والأُنْثَى قَمْرَاءُ. ويُقالُ للسَّحَابِ الَّذِي يَشْتَدُّ ضَوْءُه لِكَثْرَةِ مائِه: سَحابٌ أَقْمَرُ. وَفِي حَدِيث حَلِيمَة: ومَعَها أَتانٌ قَمْرَاءُ، أَي بَيْضَاءُ. والقَمَرُ الّذِي فِي السَّمَاءِ معروفٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: يَكُونُ فِي اللَّيْلَةِ الثالِثَةِ من الشَّهْر، وَهُوَ مُشْتَقُّ من القُمْرَة، والجَمْعُ أَقْمَارٌ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: يُسَمَّى القَمَرُ لِلَيْلَتَيْن من أَوّلِ الشَّهْرِ هِلالاً، ولِلَيْلَتَيْنِ من آخرِه لَيْلَةَ سِتٍّ وعِشْرِين ولَيْلَةَ سَبْعٍ وعِشْرِين: هِلالاً، ويُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِك قَمَراً. وَفِي الصّحاح: القَمَرُ بَعْدَ ثَلاثٍ إِلى آخِرِ الشَّهْرِ يُسَمَّى قَمَراً لِبَيَاضِه. والقَمْرَاءُ: ضَوْءُهُ، أَي القَمَرِ. والقَمْرَاءُ طائرٌ صَغِيرٌ من الدَّخَاخِيلِ. وَفِي التَّهْذِيب: القَمْرَاءُ: دُخَّلَةٌ من الدُّخَّل.
والقَمْرَاءُ: لَيْلَةٌ فِيهَا القَمَرُ، قَالَ:
(يَا حَبَّذَا القَمْرَاءُ واللَّيْلُ السَّاجُ ... وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاَءِ النَّسّاخْ)
وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَيْلٌ قَمْرَاءُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وهُوَ غَرِيبٌ. قَالَ: وعِنْدِي أَنَّه عَنَى باللَّيْل اللَّيْلَةَ، أَو أَنَّثَه على تَأْنِيثِ الجَمْع. وسيأْتي للمصنّف فِي ظ ل م كالمُقْمِرَةِ والمُقْمِرِ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ، والقَمِرَةُ، كفَرِحَة، يُقَال: لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ، أَي قَمْرَاءُ عَن ابنِ الأَعرابيّ. قَالَ: وقِيلَ لِرَجُل: أَيُّ النِّسَاءِ أَحَبٌّ إِلَيْك قَالَ بَيْضَاءُ بَهْتَرَةٌ، حالِيَةٌ عَطِرَةٌ، حَيِيَّة خَفِرَةٌ، كأَنّهَا لَيْلَةٌ قَمِرَةٌ. قَالَ ابنُ) سِيدَه: وقَمِرَةٌ، عِنْدِي، على النَّسَب. ووَجْهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّهٌ بِهِ، أَي بالقَمَرِ فِي بَياضِ اللَّوْنِ.وأَقْمَرَ الرَّجُلُ: ارْتَقَبَ طُلُوعَه قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(لَا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه ... لَا عَنْ رِضَاكَ وَلَا بالكُرْهِ مُغْتَصبَا)
وتَقَمَّر الأَسَدُ: طَلَبَ الصَّيْدَ فِي القَمَر، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ: فِي القَمْرَاءِ، وَمِنْه قَول عبدِ الله بن عَنَمةَ الضَّبِّي:
(أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ)

(سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ ... حامِي الذِّمَارِ مُعَاوِدِ الأَقْرَانِ)
قَالَ ابنُ بَرّيّ: هَذَا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْراً فَوَقَع فِي شرٍّ. قَالَ: وأَصْلُه أَنْ يكونَ الرَّجُل فِي مفَازَةٍ، فيَعْوِي لتُجِيبَهُ الكِلابُ بنُبَاحِها فيَعْلَمَ إِذا نَبَحتْه الكِلابُ أَنّه مَوْضِعُ الحَيِّ فيَسْتَضِيفُهم، فيَسْمَع الأَسَدُ أَو الذِّئبُ عُوَاءَهُ فيَقْصِد إِليه فيَأْكُله. وَمن المَجَاز: تَقَمَّرَ المَرْأَةَ: بَصُرَ بِهَا فِي القَمْرَاءِ، وقِيلَ: اخْتَدَعَهَا وطَلَبَ غِرَّتَهَا كَمَا يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ قَالَه الأصمعيّ. وقِيلَ: ابْتَنَى عَلَيْهَا فِي القَمْرَاءِ، أَي ضَوْءِ القَمَر. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: تَقَمَّرها: أَتاها فِي القَمْراءِ. وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّر قولُ الأَعشى:
(تَقَمَّرَهَا شَيْخٌ عِشَاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضَاعِيَّةً تأْتِي الكَوَاهِنَ ناشِصَا)
وقَمِرَ السِّقاءُ، كفَرِحَ قَمَراً: بانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وهُوَ شَئٌ يُصِيبُ القِرْبةَ من القَمَرِ كالاحْتِرَاقِ. وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: تَحَيَّرَ بَصَرُه فِي الثَّلْجِ فَلم يُبْصِر. وقَمِرَ الظَّبْيُ: أَخَذَ نُورُ القَمَرِ عَيْنَيْه فحارَ قَالَه ابنُ القَطّاع.وقَمِرَ الرَّجُلُ قَمَراً: أَرِقَ فِي القَمَرِ فلَمْ يَنَمْ. وقَمِرَتِ الإِبِلُ: رَوِيَتْ من الماءِ وقِيل: إِذا تأَخَّر عَشاؤُهَا أَو طالَ فِي القَمَرِ. وقَمِرَ المَاءُ والكَلأُ وغَيْرُهُمَا: كَثُرَ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: قَمِرَ الشَّيءُ: كَثُرَ. وماءٌ قَمِرٌ، كفَرِح: كَثِيرٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
(فِي رَأْسِه نَطّافَةٌ ذاتُ أُشَرْ ... كنَطَفَانِ الشَّنِّ فِي المَاءِ القَمِرْ)
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ذَكَرَ الدَّجّال، فَقَالَ: هِجَانٌ أَقْمَرُ. قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: الأَقْمَرُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَياضِ، والأُنْثَى قَمْرَاءُ. وأَقْمَرَ الثَّمَرُ، هَكَذَا بالمُثَلَّثَة فِي سَائِر النُّسخ، والصَّوابُ التَّمْر بالفَوِْقّية: تَأَخَّرَ إِيْنَاعُه وَلم يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ، فتَذْهَب حَلاوَتُه وطَعْمُه، زادَ ابنُ القَطّاعِ: من يُبْسِه. وأَقْمَرتِ الإِبِلُ: وَقَعَتْ فِي كَلإٍ كثيرٍ، قَالَه ابنُ القَطّاعِ، ونَقَلَه صاحبُ اللّسَان. وقَامَرَه مُقَامَرَةً وقِمَاراً فقَمَرَه، كنَصَرَه يَقْمُرُهُ قَمْراً، وتَقَمَّرَهُ: رَاهَنَه فغَلَبَهُ، وهُوَ التَّقَامُرُ.)
وَفِي الصّحاح: قَمَرْتُ الرَّجلَ أَقْمِرُه، بالكَسْر، إِذا لاَعَبْتَهُ فِيهِ فغَلَبْتَهُ، وقامَرْتُهُ فقَمَرْتُهُ أَقْمُرُه، بالضَّمّ، قَمْراً، إِذا فاخَرْتَه عَلَيْهِ فَغلبْتَه، وتَقَمَّر الرّجلُ: غَلَبَ من يُقَامِرُه. وَقَالَ ابنُ القَطّاع فِي التَّهْذِيب: قَمَرْتُه قَمْراً وأَقْمَرْته: غَلَبْتهُ فِي اللَّعِب. وقَمِيرُك: مُقَامِرُك، عَن ابنِ جِنّى ج أَقْمَارٌ، عَنهُ أَيضاً، وَهُوَ شاذٌّ، كنَصِير وأَنْصَار. وَقد قَمَرَهُ يَقْمِرُهُ، بالكَسْر، قَمْراً. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي شرح بَيْتِ الأَعْشَى السَّابِق ذِكْرُه، يُقَال: تَقَمَّرَ المَرْأَةَ: تَزَوَّجَها وذَهَب بهَا. وَقَالَ ثَعْلب: سأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيّ عَن معْنَى قَوْله: تَقَمَّرها فَقَالَ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَهُوَ ساكِتٌ فظَنَّتْه شَيْطَاناً.
والقُمْرِيَّةُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من الحَمَامِ، هُوَ نصُّ المُحْكمِ، وَفِيه: من الحَمَائمِ ج قَمَارِىُّ بِكَسْر الراءِ، غير مَصْرُوف، وفَتَحها بعضُهُمْ، ولَهُ وجْهٌ، وقُمْرٌ بالضَّمّ، وَشَاهد الأَخِيرِ قولُ أَبِي عامِرٍ جَدِّ العبّاسِ ابنِ مِرْداس السُلَمِيّ:
(لَا نَسَب اليَوْمَ وَلَا خُلّةً ... اتَّسعَ الفَتْقُ على الرّاتقِ)

(لَا صُلْحَ بيْني فاعْلَموهُ وَلَا ... بيْنَكُمُ مَا حملَتْ عاتِقِي)

(سَيْفِي وَمَا كُنَّا بنَجْدٍ وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوَادِ بالشَّاهِقِ)
وَقَالَ الجوهريّ: القُمْرِيُّ: منسوبٌ إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِمّا أَنْ يكونَ جَمْعَ أَقْمَرَ مثل أَحْمَر وحُمْر، وإِمّا أَنْ يكون جمْعَ قُمَرِىّ مثل رُوْمِى ورُومٍ وزِنْجِىّ وزِنْجٍ، أَو الأُنْثَى من القَمَارِىّ قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حرٍّ وَقيل الياءُ فِي قُمْرِيّ للمُبَالَغَة، وَقيل لِلنّسْبَة. واخْتُلِف فِيهِ فقِيلَ إِلى جَبَلٍ أَو مَوْضِع أَو غَيْرِ ذَلِك كَمَا حَقَّقه شَيْخُنا فِي شرح الْكِفَايَة. ونَخْلَةٌ مِقْمَارٌ: بَيْضَاءُ البُسْرِ.
وأَقْمَرَ البُسْرُ: لم يَنْضَجْ حتَّى أَدْرَكَه البَرْدُ فَلم تَكُنْ لَهُ حَلاوَة. والمَقْمُورُ: الشَّرّ. ويُقَال فِي المَثَل: وَضَعْتُ يَدي بينَ إِحْدَى مَقْمُورَتَيْن، أَي بَين إِحْدَى شَرَّتَيْن قَالَ أَبو زَيْد. وبَنُو قَمَرٍ، مُحرّكةً: حيٌّ منْ مهْرَة بن حَيْدَانَ. وغُبُّ القَمرِ: ع بيْنَ ظَفَارِ والشِّحْر، على يَمين منْ أَيْمَنَ من الهِنْد قَالَه الصاغانيّ. وَبَنُو قُمَيْرٍ، كزُبَيْرٍ: بطْنٌ من مَهْرَةَ كَذَا قَالَه الحَافظُ، والصَّوابُ أَنّه بَطْنٌ من خُزَاعَة، وَهُوَ قُمَيْرُ بنُ حُبَشِيَّة ابْن سَلُول، مِنْهم بُسْرُ بنُ سُفْيَانَ، وسَيأْتي الاخْتلافُ فِيهِ فِي المُسْتَدْرَكَات. وقَمَارِ كقَطَامِ: ع يُجْلب مِنْهُ العُودُ القَمَارِيّ وَهُوَ بِبِلَاد الهنْد، ويُذْكَرُ مَعَ مَنْدلٍ، ويُنْسَب إِليه العُودُ كَذَلِك، فيُقَالُ: العُودُ القَمَارِيُّ والمَنْدَليُّ. وقَمَرُ المُقَنَّعِ، كمُعَظَّم: لَقَبُ ثوْر بن عُمَيْرةَ، من بني الشَّيْطَان ابْن الْحَارِث الولاّدة بن عَمْرو بن الْحَارِث الأَكْبَر بن مُعَاويَةَ بن كِنْدة، أَحد الدَّجَاجلَة الَّذين ادَّعَوا الأُلُوهيَّة بطرِيق التَّنَاسُخ. وَكَانَ من جُمْلَة مَا أَظْهَره صُورة) قَمَرِ هُوَ الَّذي أَظْهَره فِي الجَوِّ احْتيالاً يَطْلُعُ ويرَاهُ النَّاسُ من مَسَافَة شَهْريْن من مَوْضعه، ثمّ يَغيبُ، أَو أَنَّه منْ عَكْس شُعَاعِ عَيْن الزِّئْبق كَمَا قالَهُ الصاغَانيّ. قَالَ شيخُنَا: وَقد ذَكَرَه المَعرِّيّ فِي قَوْله:
(أَفِقْ إِنَّمَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُه ... ضَلالٌ وغَىٌّ مثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ)
ولَمَّا اشْتَهَر أَمرُه، قَصَدَه الناسُ وحَاصَرُوه فِي قَلْعَته. فلمَّا تَيَقَّنَ بالهَلاك جمَعَ نِساءَه وسَقَاهُنَّ سُمّاً فمُتْنَ، ثمَّ تَناوَل شَرْبَةً مِنْهُ، فماتَ لَعَنَةُ الله قالَهُ ابنُ خلّكان. قَالَ شيخُنَا: وَلم يَتَعَرَّض لَهُ المُصَنّف فِي قنعِ، وإِنّمَا أَوردَهُ هُنَا اسْتِطْرَادًا، وَكَانَ واجبَ الذِّكْر فِي مَظنَّته ومادَّته، وَهَذَا من عاداته الغيرْ الحسنَة. وسيأْتي التَّنْبيهُ على ذَلِك فِي ق ن ع إِن شاءَ الله تَعالَى. وقَمِيرُ بنْتُ عمْروٍ، كأَميرٍ: اسمُ امْرَأَة مَسْرُوقِ بن الأَجْدَعِ الهَمْدانيّ. وقُمْرٌ، بالضَّمّ: عِ، وراءَ بِلَاد الزَّنْج يُجْلَبُ مِنْهُ الوَرق القُمَاريّ، وَلَا يُقَال: القُمْريّ، كَمَا حققّه الصاغانيّ، وَهُوَ ورقٌ حِرِّيفٌ طَيِّب الطَّعْم. قلتُ: وَهُوَ ورَقُ التُّنْبُل كقُنْفُذ رائحتُه كرائحة القرَنفُل، يَهْضمُ الطَّعامَ، ويُقوِّي اللِّثة والمعِدةَ، وَفِيه تَفْريحٌ عجيبٌ. وسيأْتِي ذِكْرُه فِي مَوْضعه إِن شاءَ الله تعالَى. وممّا يُستدرك عَلَيْهِ: أَقْمَرَتْ لَيْلَتُنَا: أَضاءَتْ. وأَقْمَرْنا: طَلَعَ عَلَيْنَا القَمَرُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال للَّذِي قَلَصَتْ قُلْفَتُه حتَّى بَدا رَأْسُ ذَكَرِه: عَضَّهُ القَمَر. وَمن المَجَازِ: العَرَبُ تقولُ: اسْتَرْعَيْتُ مالِي القَمَرَ، إِذا تَرَكتهُ هَمَلاً لَيْلاً بِلا راعٍ يَحْفَظُه، واسْتَرْعَيْتُه الشَّمْسَ، إِذا أَهْمَلْته نَهارً. قَالَ طَرَفَةُ:
(وكانَ لَهَا جارانِ، قابُوسُ مِنْهُمَا ... وبِشْرٌ ولَمْ أَسْتَرْعِها الشَّمْسَ والقَمَرْ)
أَي لم أُهْمِلْها. وأَرادَ البَعِيثُ هَذَا المَعْنَى بقوله:
(بحَبْلِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها ... وَمَا غَرَّنِي مِنْهَا الكَوَاكِبُ والقَمَرْ)
وَمن أَمْثَالِهم: اللَّيْلُ طَوِيلٌ وأَنْتَ مُقْمِرٌ. وغابَ قُمَيْر، كزُبَيْرٍ: وَهُوَ القَمَرُ عِنْدَ المَحَاقِ. وقَمِرَ الكَتّانُ، كفَرِحَ: احْتَرَقَ من القَمَرِ. وأَراد الشاعِرُ هَذَا المعنَى فِي قَوْله:
(لَا تَعْجَبُوا من بِلَى غِلالَتِه ... قد زَرّ أَزرَارَه على القَمَرِ)
والقَمَرَانِ: الشَّمْسُ والقَمَر، على التَّغْلِيب. وتَقَمَّرْتُه: أَتْيتُه فِي القَمْراءِ. وقَمَرُوا الطَّيْرَ: عَشَّوْهَا فِي اللَّيْل بالنارِ لِيَصيدُوهَا. وتَقَمَّرَ الصَّيّادُ الظِّبَاءَ والطَّيْرَ باللَّيْل، إِذا صادَهَا فِي ضَوْءِ القَمَرِ فتَقْمَر أَبْصَارُهَا فتُصاد. وَقَالَ أَبو زُبَيْد يَصِفُ الأَسَد: ورَاحَ على آثارِهِمْ يَتَقَمَّرُ. أَي يَتعاهَدُ غِرَّتَهم. وسَحابَ أَقْمَرُ: مَلآنُ، والجمعُ قُمْرٌ، قَالَ الشَّاعِر:)
(سَقَى دارَهَا جَوْنُ الرَّبَابةِ مُخْضِلٌ ... يَسُحُّ فَضِيضَ الماءِ مِنْ قَلَعٍ قُمْرِ)
وقُمْرَةُ عَنْزٍ: موضِعٌ، قَالَ الطِّرِمّاح: بقُمْرَةِ عَنْزٍ نَهْشَلاً أَيَّمَا حَصْدِ. وقَمَرُ الشتاءِ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي الضَّيَاع، فَيُقَال: أَضْيَعُ من قَمَرِ الشّتاءِ لأَنّه لَا يُجْلَسُ فِيهِ كَمَا يُجْلَسُ فِي قَمَر الصَّيْف للسَّمَر. وجَبَلُ القَمَرِ الَّذِي مِنْه مَنْبَعُ النّيلِ هُوَ بالتَّحْرِيكِ، وجَزَم قومٌ بأَنّه بالضَّمِّ. وَفِي قَوَانِينِ الدَّواوينِ أَنَّ يَنْبُوعَ النِّيلِ من خَلْفِ الاسْتِوَاءِ من جَبَلٍ هُنَاك يُعْرَفُ بجَبَلِ القَمَر، وذُكِرَ أَنّه قَافٌ.
وقِيل: يَأْتِي من خَلْف خَطّ الاسْتِوَاءِ بأَحَدَ عشَرَ دَرَجَة إِلَى الجَنُوب. وزُهَيْرُ بنُ محمّد بنِ تُمَيْرِ بن شُعْبَةَ الشّاشِيّ، كزُبَيْرٍ، عَن عبدِ الرَّزّاقِ وغَيْرِه. وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمّدِ بنِ مَنْصُورٍ الحَضْرَمِيُّ القَمَرِيُّ، مُحَرَّكَة، كَتَبَ عَنهُ السِّلّفِيّ. وعبدُ الكَرِيم بنَ مَنْصُور القُمَرِيُّ، بالضَّمّ: حَدّثَ عنِ أَصحابِ الأُرْمَوِيّ، وَله شِعْرٌ، وكانَ يُقْرِئ الحَدِيثَ بمَسْجِد قُمْرِيّةَ غَرْبِيَّ مدينةِ السَّلامِ، فنُسِب إِلَيْه. والقُمْرِيُّ أَيضاً: شاعِرٌ، ذَكَرَهُ ابْن نُقْطَةَ. وَمن القُدَمَاءِ: أَبو الأَزْهَرِ الحَجّاجُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أَفْلَحَ المِصْرِيُّ، القُمْرِيُّ، رَوَى عَن مالِكٍ واللَّيْثِ. وأَخُوه فُلَيْحُ ابنُ سُلَيْمَانَ، رَوَى عَنهُ سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ. قيل فيهمَا: إِنَّهُمَا مَنْسُوبان إِلى القُمْرِ: قَرْيَة بمِصْرَ. ونَسَبُوه إِلَى المُجْمَل وأَنْكَرَ بعضُهم ذَلِك كَذَا حَقَّقه البُلْبَيْسِيّ فِي الأَنْسَاب. وبُسْرُ بنُ سُفْيَانَ القَمِيرِيّ، بفَتْح القافِ وَكسر الْمِيم. قَالَ الرُّشاطِيّ: كَتَبَ إِليه النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَدْعُوه إِلى الإِسْلام كَذَا قَالَه الحافِظُ فِي التَّبْصِير. قُلْتُ: وَهُوَ بُسْرُ بن سُفْيَانَ بنِ عَمْرِو بن عُوَيْمرِ بنِ صِرْمَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ قَمِير، كَانَ شَرِيفاً شاعِراً، نَسَبَهُ ابنُ الكَلْبِيّ. وَفِي أَصلِ الرُّشَاطِيّ: قُمَيْر، كزُبَيْرٍ: حَيٌّ من خُزَاعَةَ، وَهُوَ قُمَيْر بن حَبَشِيَّةَ بنِ سَلُول. وَفِي أُسْدِ الغَابَةَ مِثْلُ مَا عِنْدَ بنِ الكلْبِيّ، ووافَقَه الهَمْذانِيّ إِلاَّ أَنَّهُمَا ضَبَطَاهُ كزُبَيْر. وقُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ يَمانٍ. والقَمْرِيُّ، بالفَتْح: وَادٍ يَصُبُّ جَنُوبِيَّ غَمْرَةَ وشَمَالِيَّ الدَّبِيل كَذَا فِي مُخْتَصَرِ البُلْدَان. وقُمَيْرُ بنُ مالِكِ بن سَوادٍ، كزُبَيْر: بَطْن من الأَنْصَارِ.

قمر


قَمَرَ(n. ac. قَمْر)
a. Played, gambled.
b.
(n. ac.
قَمْر), Vanquished at play.
c. [ coll. ], Vanquished in
disputing.
قَمِرَ(n. ac. قَمَر)
a. Was white.
b. Was snow-blind; was dazzled.
c. Was unable to sleep in the moonlight; was
moon-struck.
d. Burst (water-skin).
قَاْمَرَa. Played, gambled with.
b. [ coll. ], Disputed with.

أَقْمَرَa. Was moonlight; was bright.
b. Journeyed by moonlight.
c. Waited for the rising of the moon.
d. see I (b)
تَقَمَّرَa. Came to by moonlight.
b. Hunted by moonlight.
c. see I (b)d. Deceived, circumvented, befooled.

تَقَاْمَرَa. Played, gambled together.
b. [ coll. ], Disputed;
contradicted each other.
قُمْرَةa. Greenish-white (colour).
قُمْرِيّ
(pl.
قُمْر
قَمَاْرَى
قَمَاْرِيّ
22yi)
a. Turtle-dove.

قُمْرِيَّةa. see 3yi
قَمَر
(pl.
أَقْمَاْر)
a. Moon; luminary; orb.
قَمَرِيّa. Lunar.
b. [ coll. ], Coin of
مِقْمَر
paras.
قَمِرَةa. see 14 (b)
أَقْمَرُ
(pl.
قُمْر)
a. White; greenish-white.
b. Moon-lit, moonlight, bright (night).

قِمَاْرa. Game of hazard, gambling.

قَمِيْر
(pl.
أَقْمَاْر)
a. Antagonist ( at (play).

قَمْرَآءُa. fem. of
أَقْمَرُb. [art.], Moonlight.
N. P.
قَمڤرَa. Vanquished at play.

N. Ag.
قَاْمَرَa. see 25
N. Ag.
أَقْمَرَa. see 14 (b)
N. Ag.
إِنْقَمَرَa. Lion.

إِقْمَارَّ
a. Was bright (moon).
القَمَرَانِ
a. The sun & moon.

قُمَّرِز
a. Short.
ق م ر

أقمر الهلال: صار في الليلة الثالثة قمراً. وفي مثل " الليل طويل وأنت مقمر " وليلة مقمرة، وأتيته في القمراء، وقعدنا في القمراء، وهذه ليلة القمراء وهي ضوء القمر. وتقمّر الظباء: تصيّدها في القمراء لأنه يقمر بصرها فيها. يقال قمر الرجل إذا تحيّر بصره في القمراء وبياض الثلج فلم يبصر. وقمر الكتان: احترق من القمر، وغاب قمير وهو القمر عند المحاق. قال عمر بن أبي ربيعة:

وقمير بدا ابن خمس وعشري ... ن له قالت الفتاتان قوما

وحمار أقمر: أبيض.

ومن المجاز: تقمّره خدعه، ومنه: القمار لأنه خداع. تقول: قامرته فقمرته أقمره: غلبته، وقمرته المال أقمره وأقمره. وقمرته لبّه وقلبه. قال عمر بن أبي ربيعة:

قمرته فؤاده أخت رئمٍ ... ذات دلّ خريدة معطار

وقمر بالقداح وبالنرد. واسترعيتها الشمس والقمر إذا أهملتها. قال:

وكان لها جاران قابوس منهما ... وبشرٌ ولم أسترعها الشمس والقمر

ولو كنت أعلم من أين مطلع القمر أي من أين أوتي بالفرج.

قدس

(ق د س) : (الْقَادِسِيَّةُ) مَوْضِعٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُوفَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلًا وَقِيلَ سِتَّةَ فَرَاسِخ.
[قدس] القُدْسُ والقُدُسُ: الطُهْرُ، اسمٌ ومصدرٌ. ومنه قيل للجنَّة حظيرة القُدْسِ. وروح القُدُسِ: جبريل عليه السلام. وقدس بالتسكين: جبل عظيم بأرض نجد. والتقديس: التطهير. وتقدس، أي تطهَّر. والأرضُ المُقَدَّسَةُ: المطَهَّرةُ. وبيت المُقَدَّسِ والمَقْدِسِ، يشدَّد ويخفَّف، والنسبة إليه مَقْدِسِيٌّ، مثال مجلِسِيٍّ ومُقَدَّسِيّ. قال الشاعر وهو امرؤ القيس: فأدركنه يَأْخُذْنَ بالساقِ والنَسا * كما شَبْرَقَ الولدان ثوب المقدسي * يعنى يهوديا. ويقال إن القادسية دعا لها إبراهيم عليه السلام بالقدس وأن تكون محلة الحاج. والقُدُّوسُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّولٌ من القُدْسِ، وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول: قدوس وسبوح، بفتح أوائلهما، وقد ذكرناه في ذروح. قال ثعلب: كل اسم جاء على فعول فهو مفتوح الاول، مثل سفود، وكلوب، وسمور، وشبوط، وتنور، إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان. وكذلك الذروح بالضم وقد يفتح. والقدس بالتحريك: السَطْلُ بلغة أهل الحجاز، لأنه يُتَطَهَّرُ فيه. والقُداسُ بالضم: شئ يعمل كالجمان من فضة. قال الشاعر يصف الدموع: كنظم قداس سلكه متقطع
قدس: {المقدسة}: المطهرة. {نقدس}: نطهر. 
(قدس)
قدسا طهر

(قدس) الرجل زار بَيت الْمُقَدّس وَللَّه تقديسا طهر نَفسه لَهُ وَصلى لَهُ وعظمه وَكبره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَنحن نُسَبِّح بحَمْدك ونقدس لَك} وَفُلَان الله نزهه عَمَّا لَا يَلِيق بالألوهية وَالله فلَانا طهره وَبَارك عَلَيْهِ
(قدس) - في حديث بِلال بن الحَارث - رضي الله عنه: "أَقطعَه حيث يَصلُح للزَّرْع من قُدْس " وهو الموضِع المُرتَفِع الذي يَصلُح للزِّراعة، وقيل: قُدْس: جَبَل معروف مُقَدّم على آرةَ في الذِّكرِ، ولا تَنْصرِف على معنى الجَبَلةِ.
وفي الأمكنة: إنّه قُرَيْس، قال: وقَرْس وقُرَيْس: جَبَلان قُربَ المدينة.
قدس
القُدْسُ: تَنْزِيْهُ اللَّهِ عًزّ وجلَّ، وهو القُدُّوْسُ المُقَدَّسُ: المُطَهَّرُ.
ورُوْحُ القُدُس: جَبرئيلُ عليه السَّلامُ.
ورُوْحُ القُدْس: العِصْمَةُ والتَّوفيقُ. والمُقَدِّسُ: المُتَعَبِّدُ الذي يَأتي بَيْتَ المَقْدِس. وقيل: الذي يُبَرِّكُ لهم، والقُدْسُ: البَرَكة.
والقَدُّوْسُ: لُغَةٌ في القُدُّوْس. والقُدّاسُ: الجُمَانُ من فِضَّة.
والقَدّاس: حَجَرٌ يُوضَعُ في ازَاءِ الحَوْض لئلا يَحْفِرَ مَصبُّ الدَّلْوِ فَيَفْسُدَ البئر.
والقادِسُ: السَّفِينةُ، وجَمْعُها قَوَادِسُ. والقُدُسُ: قَدَحٌ نحو الغُمَرِ.
وقَدَسَ في الأرض: ذَهَبَ فيها. وفلانٌ قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به.
وشَرَفٌ قُدَاسٌ: مَنِيعٌ ضَخْمٌ.
ق د س : الْقُدْسُ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي تَخْفِيفٌ هُوَ الطُّهْرُ وَالْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ الْمُطَهَّرَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ مِنْهَا مَعْرُوفٌ وَتَقَدَّسَ اللَّهُ تَنَزَّهَ وَهُوَ الْقُدُّوسُ.

وَالْقَادِسِيَّةُ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ عَلَى طَرَفِ الْبَادِيَةِ نَحْو خَمْسَةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَهِيَ آخِرُ أَرْضِ الْعَرَبِ وَأَوَّلُ حَدِّ سَوَادِ الْعِرَاقِ وَكَانَ هُنَاكَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَيُقَالُ إنَّ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ دَعَا لِتِلْكَ الْأَرْضِ بِالْقُدْسِ فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ.
ق د س

سبّحوا الله وقدّسوه، وهو القدّوس المقدّس المتقدّس ربّ لاقدس. قال: قد علم القدّوس رب القدس ... بمعدن الملك قديم الكرس

وخرج إلى البيت المقدس وإلى القدس وإلى الأرض المقدسة. قال الفرزدق:

ودع المدينة إنها مرهوبة ... واعمد لمكة أو لبيت المقدس

وقدّس الرجل: أتى بيت المقدس، كما تقول: كوّف وبصّر، ومنه قولهم: راهب مقدّس. قال امرؤ القيس يصف الثور والكلاب:

فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس

لأن الصبيان يتمسحون بثيابه تبركا به فيمزقونها. وأنزلك الله حظيرة القدس وهي الجنة. وفي الحديث " قل وروح القدس معك " أي ومعينك جبريل عليه السلام. وقيل: وعصمة الله وتوفيقه معك. واغتسل بالقدس وهو السّطل. ولا قدّسك الله.
قدس
التَّقْدِيسُ: التّطهير الإلهيّ المذكور في قوله: وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ 33] ، دون التّطهير الذي هو إزالة النّجاسة المحسوسة، وقوله: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
[البقرة/ 30] ، أي: نطهّر الأشياء ارتساما لك. وقيل: نُقَدِّسُكَ، أي: نَصِفُكَ بالتّقديس.
وقوله: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ
[النحل/ 102] ، يعني به جبريل من حيث إنه ينزل بِالْقُدْسِ من الله، أي: بما يطهّر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهيّ، والبيتُ المُقَدَّسُ هو المطهّر من النّجاسة، أي: الشّرك، وكذلك الأرض الْمُقَدَّسَةُ. قال تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة/ 21] ، وحظيرة القُدْسِ. قيل: الجنّة.
وقيل: الشّريعة. وكلاهما صحيح، فالشّريعة حظيرة منها يستفاد القُدْسُ، أي: الطّهارة.
[قدس] نه: فيه"القدوس" هو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص، وهو بالضم وقد يفتح. ومنه الأرض "المقدسة" وهي الشام وفلسطين، وبين "المقدس" لأنه موضع يتقدس فيه من الذنوب، يقال: بين المقدس، والبيت المقدَّس، وبين القدس- بضم دال وسكونها. ن: بيت المقدس- بفتح دال مشددة وبوزن المسجد. ك: فأخرجني إلى أرض "مقدسة"، هو يحتمل الإطلاق هو يحتمل الإطلاق والتقييد بأرض المسجد الأقصى. والحديث "القدسي" يتميز من القرآن بأن لفظه معجز وبواسطة جبرئيل، ويسمى القدسي والإلهي والرباني، والأحاديث وإن كان من الله لأنه لا ينطق عن الهوى إلا أنه لم يضف إلى الله تعالى، وهو مما أخبر الله فيه بالإلهام أو بالمنام بغير واسطة ملك فأخبر أمته بعبارة نفسه، فالمنظور فيه إلى المعنى وحده وفي القرآن اللفظ والمعنى. نه: إن روح "القدس" نفث في روعي، أي جبرئيل لأنه خلق من طهارة، ومنه ح: "لا قُدست" أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها، أي لا طهرت. وفيه: أقطعه حيث يصلح للزرع من "قُدس"، هو بضم قاف وسكون دال جبل معروف، وقيل: موضع مرتفع يصلح للزراعة، وقيل: إنه قريس، وهو وقرُس جبلان قرب المدينة، و"قَدَس"- بفتحتين موضع بالشام. غ: "نقدس" لك، أي نقدسك أو نطهر أنفسنا لك. والطل "قدس"، أي يتوضأ منه. ش: "تقلسًا" لا عدما، أي تنزهًا وتعظمًا، وعدمًا- بضم عين وسكون دال مصدر عدمت من سمع.

قدس


قَدُسَ(n. ac. قُدْس
قُدُس)
a. Was pure, spotless, stainless; was holy.

قَدَّسَa. Purified, sanctified; hallowed; consecrated.
b. Declared pure; praised the holiness of (
God ).
c. Blessed.
d. [La], Prayed for a blessing for.
e. Went to Jerusalem.
f. [ coll. ], Celebrated or heard
mass.
تَقَدَّسَa. Was purified, sanctified; was hallowed, consecrated;
purified himself.
b. Was holy (God).
قُدْسa. Purity; holiness, sanctity.
b. Blessing.
c. [art.], Jerusalem.
قُدْسِيّa. Holy, sacred.

قَدَسa. A certain vessel.

قُدَسa. see 10 (a)
قُدُسa. Small cup; small plate.
b. see 3
مَقْدِسa. Holy place, sanctuary

مَقْدِسِيّa. Of Jerusalem.

قَاْدِسa. Ship, vessel.

قَدَاْسَة
a. [ coll. ]
see 3 (a)
قُدَاْسa. Silver ornaments.
b. Great (dignity).
قَدِيْسa. Precious stone, gem.

قَدُوْسa. Bold.

قُدَّاْس
(pl.
قَدَاْدِيْسُ)
a. [ coll. ], Mass; the Holy
Sacrament.
b. [ coll. ], Liturgy.
قِدِّيْس
( pl.
reg. )
a. Holy; saint.

قَدُّوْس
قُدُّوْس
a. [art.], The Most Holy; All-perfect.
قَاْدُوْس
(pl.
قَوَاْدِيْسُ)
a. Trough; bucket.

N. Ag.
قَدَّسَa. Purifier; sanctifier.
b. Consecrator.
c. Monk; pilgrim; devotee.

N. P.
قَدَّسَa. Hallowed; sanctified; consecrated; purified;
blessed.
b. see 81
N. Ac.
قَدَّسَa. Purification; sanctification.
b. The praise of God.
c. Consecration.

N. Ag.
تَقَدَّسَa. Purified, sanctified; pure, holy.
b. see 31
مُقْدُسِيّ (pl.
مَقَاْدِسَة)
a. [ coll. ], Pilgrim to Jerusalem.

قُدْس الأَقْدَاس
a. The Holy of Holies.

رُوْحُ القُدْس
a. رُوْحُ القُدُس The Holy Spirit, the
Holy Ghost.
b. Gabriel.

الرُّوْحُ القُدُسُ
a. see supra
(a)
الكِتَاب المُقَدَّس
a. The Scriptures; the Bible.

أَلبَيْتُ الْمُقَدَّس
بَيْتُ الْمَقْدِس
بَيْتُ الْمَقْدِس
a. The holy place: Jerusalem.

حَظِيْرَة الْقُدُْس
a. Paradise.

الأَرْضُ المُقَدَّسَة
a. The holy land.

أَرْضُ الْقُدُْس
a. see supra.
(ق د س)

التَّقْدِيس: تَنْزِيه الله عز وجلّ.

وَهُوَ المتقدس، القدوس، الْمُقَدّس، وَيُقَال: القدوس.

قَالَ اللحياني: الْمُجْتَمع عَلَيْهِ فِي سبوح قدوس الضَّم. قَالَ: وَإِن فَتحته جَازَ، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك وَقد تقدم فِي حرف الْحَاء.

قَالَ، فَأَما الْكَلَام فِي " فعول " بعد هَذَا فالفتح كالسمور والسفود.

وَالتَّقْدِيس: التَّطْهِير والتبريك.

وَالْأَرْض المقدسة: الشَّام، مِنْهُ.

وَبَيت الْمُقَدّس، من ذَلِك أَيْضا: فإمَّا أَن يكون على حذف الزَّائِد وَإِمَّا أَن يكون اسْما لَيْسَ على الْفِعْل، كَمَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي " الْمنْكب ".

والمقدس: الحبر.

والقدس: الْبركَة.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا قدسه الله: أَي لَا بَارك عَلَيْهِ.

قَالَ: والمقدس: الْمُبَارك.

والقداس، والقادس: حَصَاة تُوضَع فِي المَاء قدرا لري الْإِبِل، وَهِي نَحْو المقلة للْإنْسَان.

وَقيل: هِيَ حَصَاة يقسم بهَا المَاء فِي المفاوز، اسْم كالحبان.

والقدس: جمان الْفضة.

والقديس: الدّرّ، يَمَانِية.

والقادس: السَّفِينَة.

وَقيل: هُوَ صنف فِي المراكب مَعْرُوف.

وَقيل: لوح من الواحها. قَالَ الْهُذلِيّ: وتهفو بهاد لَهَا ميلع ... كَمَا حرك القادس الأردمونا

يَعْنِي: الملاحين.

والقادس: الْبَيْت الْحَرَام.

وقادس: بَلْدَة بخراسان، اعجمي.

والقادسية: من بِلَاد الْعَرَب، قيل: إِنَّمَا سميت بذلك، لِأَنَّهَا نزل بهَا قوم من أهل قادس، من أهل خُرَاسَان.

وَقدس: جبل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَإنَّك حَقًا ايَّ نظرة عاشق ... نظرت وَقدس دونهَا ووقير

وَقدس اواره: جبل أَيْضا.
قدس: قدس (بالتشديد). قدس الله: عظمة ونزهة عما لا يليق بالألوهية. (فوك).
قدس: نذر لله، رسم، كرس. (الكالا).
قدس: ضحى، قدم قربانا. (الكالا).
قدس: أقام القداس، وهو عند النصارى صلاة مخصوصة يصلونها في أوقات معينة لها على الخبز والخمر لأجل تقديسها أي لتطهيرها والمباركة فيها. (بوشر، هلو، محيط المحيط، مملوك 2، 1: 279، المقري 2: 442).
قدس القربان: نذر القربان، وصلى صلاة نذر سر القربان المقدس. الافخار ستيا. (بوشر).
تقدس: كرس، نذر، قدس. (الكالا).
تقدس: حج إلى بيت المقدس. (بوشر، همبرت ص152).
قدس. قدس سيدنا المطران: سيادة المطران. (بوشر).
قدس أبونا الخوري: السيد الخوري. (بوشر).
قدس، والجمع أقداس: قادوس الناعورة، وهو وعاء خزفي كالجرة، تنظيم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة (المقري 2: 507).
قدس. والجمع أقداس: ساعة مائية، ساعة الماء،. (البكري ص48 وما يليها).
قدس: أنبوب ماء، قسطل، قناة. مجرى ماء. (البكري ص30).
قدسي: قديس. (معجم أبي الفداء).
قدسي: اسم نسيج. (ابن بطوطة 2، 187، 311، 316، 3: 34).
قداسة: طهارة (بوشر)، وتستعمل بعض كتاب النصارى القدس والقداسة بمنزلة الحضرة في الكتابة إلى رؤساء الديانة عندهم بناء على نسبة القداسة إليهم، ويستعملونه أيضا في المخاطبة لسانا. (محيط المحيط).
قداس، والجمع قداديس: هو عند بعض النصارى صلاة مخصوصة يصلونها في أوقات معينة لها على الخبز والخمر لأجل تقديمها أي تطهيرها. (بوشر، محيط المحيط، زيشر 2: 307).
حضر القداس: استمع القداس. (بوشر) قدم قداسا: أقام قداسا، حضر قداسا. (بوشر).
قداس صغير: قداس بدون تلحين ولا ترتيل. (بوشر) قداس كبير أو قداس حبروي: قداس احتفالي ذو تلحين. وقداس يقيمه الحبر أي الكاهن. (بوشر) قداس لميت: قداس سنوي يقام لروح الميت لراحتها (بوشر).
قدوس: يذكر جاكسون في تمبكتو ص87، رقم 89، رقم 165 ص274): تلب كادس اسما للوزير الأول في مراكش، ويظهر أن هذا لقب له، وهو الطالب القدوس.
القديس: عند النصارى الفاضل المحكوم له من رؤساؤهم بتمام الصلاح والقبول عند الله. والمرأة قديسة. (بوشر، محيط المحيط).
قادس: مركب كبير أو قارب، زورق، صندل. وقد ذكرت في ديوان الهذليين (ص199، البيت 14).
قادوس (كادوس باليونانية فليشر معجم ص74)، والجمع قواديس: وعاء خزفي كالجرة، تنظم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة. وقد يكون من خشب. (بوشر، ألف ليلة برسل 3: 116). وهو بالأسبانية: arcaduz, alcaduz، وبالبرتغالية alcatrus.
قادوس: طاس من الحديد المطروق. (غدامس ص109، ص261).
قادوس الحمام: شريحة الحمام، وهي جديلة من قصب تتخذ للحمتم، أو وعاء من الفخار يلجأ إليه الحمام. (بوشر، ميهرن ص32).
قادوس: اسم مكيال سعته ثلاثة أمداد بمد النبي (البكري ص62).
قادوس الطاحونة: عين الطاحونة، ثقب يلقن الحب الذي يمر به شيئا فشيئا، ووعاء كبير قمعي الشكل يلقن فيه الحب فينزل منه حبات إلى الطاحون، وهو واسع الأعلى ضيق الأسفل، وهو جزء من الطاحونة. (بوشر، ميهرن ص32، ألف ليلة برسل 2: 263).
قادوس: أنبوب، قناة، مجرى ماء. (معجم الأسبانية ص78، ابن الــعوام 1: 656).
قادوس والجمع قوادس: قناة ماء. مثعب، مجرى (بوشر بربرية).
وفي المقري (2: 395) في الكلام عن الورد: أهدى له في قادوس وردا أحمر وأبيض فأمر أن يملأ له دراهم. وهذه الكلمة تعني أيضا: أنبوبة، أنبوب، قسطل، كما تؤيد ذلك عبارة محرفة في ابن الــعوام (1: 308) وقد صححتها مستعينا بمخطوطتنا فجاءت كما يلي: ويغرس أيضا من الورد في أكتوبر في البساتين للجمال أصول مجتمعة ستة أو ثمانية ونحو ذلك في مواضع متفرقة فإذا لقحت (ألقحت) وعلقت فيدخل عليها من أعلاها قواديس مثل القنانيط (جمع قنوط) ملونة بالحنتم طول كل قادوس منها نحو ذراعين وينوف ويخرج أعالي تلك القضبان على فم كل قادوس وهو قائم ويملئ بالتراب والرمل ويسقي بالماء مرات فإذا نور الورد فيها يأتي كأنها أشجار لها سوق ملونة.
قادوس: رزمة صغيرة من الحرير (محيط المحيط).
قيدوس: صيغة أخرى لكلمة قادوس، والجمع قواديس: وعاء خزفي كالجرة، تنتظم منه ومن أمثاله سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة. (الكالا).
قيدوس: أنبوب، قناة، مجرى ماء. (الكالا).
أقدس: قديس: (دي ساي ديب 9: 467). أقدس: شديد الطهارة والنقاء والصفاء. (رولاند).
تقديس: عند دي ساسي (ديب 11: 42): ويقسم بالأناجيل الأربعة وصلواتهم وتقديساتهم. وقد ترجمها إلى الفرنسية بما معناه: وتبريكاتهم.
زيت المقدس: مرهم، بلسم، زيت البلسان. (الكالا).
المجمع المقدس! مجمع التبشير نشر الإيمان. (بوشر).
مقدسي، والجمع مقادسة (بوشر، همبرت ص152). ومقدسي (بكنجهام 1: 91): مقدسي: نسبة إلى البيت المقدس وهو حرم القدس الشريف. العامة تقول لمن زاره أو زار قبر المسيح مقدسي بضم الميم والدال وتجمعه على مقادسة. والنسبة إلى بيت المقدس مقدسي أيضا. (محيط المحيط).

قدس

1 قَدَسَ فِى الأَرْضِ He went far away into the land, or country. (Bd, ii. 28.) A2: قَدُسَ, aor. ـُ (TK,) inf. n. قُدْسٌ and قُدُسٌ, (S, A, K,) said of a thing, (TK,) It was, or became, [holy, accord. to the most common usage, or] pure. (S, * A, * K, * TK.) [It may also be said of God, as meaning, emphatically, He is holy.]2 قدّسهُ, (A,) inf. n. تَقْدِيسٌ, (S, M, K,) [He hallowed, or sanctified, him or it: he consecrated him or it]. b2: He declared Him (namely God, M, A) to be far removed, or free, from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; (M;) he declared Him to be far removed from evil; [i. e., to be holy;] and so قدّس لَهُ; from قَدَسَ فِى الأَرْضِ, explained above; (Bd, ii. 28;) the ل, in the latter case, being redundant. (Jel, ii. 28.) b3: He purified him or it; (S, M, K, Bd, ubi supra;) because he who purifies a thing removes it far from unclean things. (Bd.) Accord. to Zj, وَنُقَدِّسُ لَكَ, in the Kur, ii. 28, means, And we purify ourselves, and those who obey Thee, for, or towards, Thee. (TA.) b4: He blessed him. You say, لَا قَدَّسَهُ اللّٰهُ May God not bless him. (IAar, M.) b5: تَقْدِيسٌ also signifies The praying for a blessing. (M.) [You say, app., قَدَّسَ لَهُ, meaning, He prayed for a blessing for him.]

A2: Also قدّس He came [or went] to بَيْت المَقْدِس [i. e. Jerusalem]; like كَوَّفَ [he came or went to El-Koofeh] and بَصَّرَ [he came or went to El-Basrah]. (A.) 5 تقدّس [He, or it, was, or became, hallowed, or sanctified: he, or it, was, or became, consecrated]. b2: He (God, Msb) was far, or far removed, or free, [or clear,] from every impurity or imperfection, or from everything derogatory from his glory; [i. e., He was holy;] or He removed himself far from every impurity or imperfection, &c.: (Msb, TA:) he, or it, was, or became, purified; or he purified himself. (S, K.) قُدْسٌ and ↓ قُدُسٌ [Holiness, sanctity:] purity: (S, A, Msb, K:) [each] a subst. as well as an inf. n.: (S, A, K:) the former a contraction of the latter. (Msb.) b2: Hence, (S,) حَظِيرَةُ القُدْسِ, or ↓ القُدُسِ, [The Enclosure of Holiness or Purity;] i. e., Paradise. (S, A.) b3: [Hence, also,] رُوحُ

↓ القُدُسِ, (S, A, K,) and رُوحُ القُدْسِ, accord. to the reading of Ibn-Ketheer, (Bd, ii. 81,) [The Spirit of Holiness or Purity; properly applied to The Holy Spirit, The Third Person of the Trinity, in Christian theology; generally, but incorrectly, called by the Eastern Christians among the Arabs الرُّوحُ القُدُسُ: but accord. to the Muslims,] Jibreel [i. e. Gabriel, the Archangel]; (S, A, K; and Bd, ubi supra;) as also القُدْسُ and القُدُسُ: (K, TA:) or the Spirit of Jesus: or the Gospel: or the most great name of God, by which Jesus used to raise to life the dead: (Bd, ubi supra:) or God's protection and direction. (A.) You say, رُوحُ القُدُسِ مَعَكَ, and مُعِينُكَ, Gabriel, or God's protection and direction, be with thee, and be thine aider. (A.) b4: قُدْسٌ or ↓ قُدُسٌ also signifies Blessing. (M, TA.) b5: Also, القُدْسُ and ↓ القُدُسُ i. q. البَيْتُ المُقَدَّسُ, q. v. (K,) or بَيْتُ المَقْدِسِ. (A.) b6: And ↓ أَرْضُ القُدُسِ [or ارض القُدْسِ] i. q. الارض المُقَدَّسَةُ. (TA.) قَدَسٌ A [vessel of the kind called] سَطْل; (S, A, K;) of the dial. of the people of El-Hijáz; so called because one purifies himself in it, (S, TA,) and with it. (TA.) قُدُسٌ: see قُدْسٌ, throughout.

حَدِيثٌ قُدْسِيٌّ [A holy tradition or narration]: see art. حدث.

القُدُّوسُ (S, M, A, Msb, K) and القَدُّوسُ, (S, M, K,) applied to God, (S, M, A, &c.,) as also ↓ المُتَقَدِّسُ (M, A) and ↓ المُقَدَّسُ; (A;) [all of which are nearly syn.;] القدّوس signifies [The All-holy, All-pure, or All-perfect;] He who is far removed from every imperfection or impurity, or from everything derogatory from his glory; (M, Msb;) as also المتقدّس [but not in an intensive degree]; (M;) and المقدّس signifies the same as this last; (T, TA;) or from faults and defects: (TA:) or the Pure; (S, * K;) [or the Very Pure:] or the Blessed; (Ibn-El-Kelbee, K;) [or the Greatly Blessed:] Sb used to say قَدُّوسٌ and سَبُّوحٌ, with fet-h to the first letter of each: (S:) Th says, (S,) every noun of the measure فعُّول is with fet-h to the first letter, (S, K, *) like سَفُّودٌ and كَلُّوبٌ &c., (S,) except سُبُّوحٌ and قُدُّوسٌ (S) and ذُرُّوحٌ, (S, K, but not as from Th,) and in the K is added فُرُّوجٌ; (TA;) [see سُبُّوحٌ] for these are mostly with damm, though sometimes with fet-h: (S, K: *) Lh says, all agree in pronouncing سبّوح and قدّوس with damm, though fet-h is allowable; (M;) but Az denies this agreement: (TA:) and Lh adds, that all other words of the measure فعُّول are with fet-h. (M.) بَيْتُ المَقْدِسِ: see مُقَدَّسٌ.

مُقَدَّسٌ Hallowed, or sanctified: consecrated: purified:] blessed. (M.) b2: المُقَدَّسُ, applied to God: see القُدُّوسُ. b3: البَيْتُ المُقَدَّسُ, (K,) and بَيْتُ المُقَدَّسِ, (S, K,) and [more commonly] بَيْتُ

↓ المَقْدِسِ, (M, A, K,) which [i. e. المَقْدِس] is either formed from مُقَدَّسٌ by rejecting the augmentative letter, or is a subst. not formed from a verb, like as Sb says of المَنْكِبُ, (M,) [signifying The hallowed, or consecrated, or purified, or blessed, dwelling; or the dwelling of the hallowed, &c.; are appellations of Jerusalem;] also called ↓ القُدْسُ [which is the name generally given to it in the present day] and ↓ القُدُسُ; (A, K;) because one is purified therein from sins, or because of the blessing that is therein. (TA.) b4: الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ The [hallowed, or consecrated, or] purified land; (S, Msb, K;) or the pure land; (Fr;) or the blessed land; (IAar;) is an appellation of Damascus and Palestine and part of the Jordan: (Fr:) or Syria: (M:) and ↓ أَرْضُ القُدُسِ [or ↓ أَرْضُ القُدْسِ] signifies the same. (TA.) مُقَدِّسٌ A Christian monk [or any Christian or a Jew] who comes [or goes or performs pilgrimage or has performed pilgrimage] to القُدْس or بَيْت المَقْدِس [i. e. Jerusalem]: (A:) or a Christian monk: (K:) or a [learned Jew or other, such as is called] حَبْر. (M, TA.) Imra-el-Keys says, describing dogs and a [wild] bull, فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِ وَالنَّسَا كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدَانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ

And they (the dogs) overtook him, (namely, the bull,) seizing the shank and the sciatic vein, and tearing his skin, as the children of the Christians tear the garment of the monk that has come from بَيْت المَقْدِس, [or Jerusalem] for the purpose of obtaining a blessing from it: thus the verse is found in the handwriting of Aboo-Sahl; but in all the copies of the S, we find ثَوْبَ المُقَدَّسِى, with ى. (TA.) مَقْدِسِىٌّ and مُقَدَّسِىٌّ Of, or relating to, or belonging to, بَيْت المَقْدِس or بَيْت المُقَدَّس [i. e. Jerusalem]: a Jew. (S.) المُتَقَدِّسُ: see القُدُّوسُ.
قدس
قدُسَ يَقدُس، قَداسةً وقُدْسًا وقُدُسًا، فهو قِدِّيس
• قدُس الشّيءُ/ قدُس الشّخصُ: طَهُرَ وكان مُباركًا "قَدُسَت أعمالُهُ/ سِيرتُه- قَدُس المكانُ- {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} ". 

تقدَّسَ يتقدَّس، تقدُّسًا، فهو مُتَقدِّس
• تقدَّس الرَّجلُ: تطهَّر.
• تقدَّس اللهُ: تنزَّه "جلّ جلاله وتقدّست أسماؤُه". 

قدَّسَ/ قدَّسَ لـ يقدِّس، تقديسًا، فهو مُقدِّس، والمفعول مُقدَّس (للمتعدِّي)
• قدّس الشَّخصُ: زار بيت المَقْدِس.
• قدَّس اللهَ: عظَّمه وبجّله ونزّهه عمّا لا يليق بألوهيّته.
• قدَّس الحياةَ الزوجيّةَ: احترَمها.
• قدَّس اللهُ فلانًا: طهّره وبارك عليه ° قدَّس اللهُ سِرَّه/ قدَّس اللهُ روحَه: دعاء لميِّت بالرّحمة.
• قدَّس لله: طهّر نفسه له تعالى " {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} ". 

قادوس [مفرد]: ج قوادِيسُ:
1 - وعاء كبير قِمعيُّ الشَّكل يُلْقى فيه الحَبُّ فينزل إلى الطَّاحون.
2 - وعاء من مجموعة أوعية تديرها الساقية لنقل الماء من البئر إلى المزرعة. 

قداسَة [مفرد]:
1 - مصدر قدُسَ.
2 - لقب للمخاطبة يطلق لمن هم في مقام كنسيّ رفيع خاصَّة لمخاطبة البابا "قداسة البابا". 

قُدَّاس [مفرد]: ج قُدَّاسات وقَدَاديسُ: (دن) صلاة على الخُبْز والخَمْر بصيغة معيّنة يؤدِّيها المسيحيُّون في الكنيسة "أقاموا قُدَّاسًا على أرواح الضَّحايا" ° قُدّاس دينيّ: صلاة جماعيّة في كنيسة. 

قُدُّوس [مفرد]: صيغة مبالغة من قدُسَ: مُقدَّس، طاهر منَزّه عن النقائص.
• القُدُّوس: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الممدوح بالفضائل والمحاسن، والمنزَّه عن كلّ وصفٍ يدركه الحسّ، أو يتصوّره الخيالُ " {لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} ". 

قِدِّيس [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قدُسَ:
 طاهر.
2 - (دن) عند النَّصارى: المؤمن الذي يُتَوَفَّى طاهرًا فاضلاً، كالوَلِيّ عند المسلمين "على جُدران الكنيسة كثير من صور القدِّيسين". 

قُدْس [مفرد]: ج أقداس: مصدر قدُسَ ° أنزلك اللهُ حظيرةَ القُدْس: الجنّة- قُدْس الأقداس: المحراب الأعظم، وهو عند اليهود: مكان من الهيكل يدخله كبير الأحبار مرّة في السنة، وعند النصارى: مكان مقدّس بداخل معبد القدس حيث يحتفظ بتابوت العهد. 

قُدُس [مفرد]: ج أقداس: مصدر قدُسَ.
• روح القُدُس:
1 - الملَك جبريل عليه السَّلام.
2 - الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس. 

قُدْسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قُدْس.
2 - طاهر مبارك.
• حديث قدسيّ: (دن) حديث يحكيه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم حكاية عن الله تعالى، ويُسند مضمونه إليه، ويُسمَّى الحديث الإلهي أو الرَّباني. 

قُدْسيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من قُدْس: حُرْمة وطهارة "مكان له قدسيّته- لكلّ بيت قدسيّته". 

مُقدَّس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قدَّسَ/ قدَّسَ لـ.
2 - شيء مبارك يبعث في النّفس احترامًا وهيبة "مكان مُقدَّس- {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} " ° الأرض المقدَّسة: أرض فلسطين- البيت المقدَّس: بيت المَقْدِس- الحقّ المقدَّس: المبدأ القائل بأنّ الملوك يستخدمون الحقّ في الحكم مباشرة من الله وأنّهم عرضة للمحاسبة من الله وحده.
• الكتاب المقدَّس: (دن) العهد القديم عند اليهود، ومجموع العهدين عند النصارى. 

مُقَدِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قدَّسَ/ قدَّسَ لـ.
2 - من زار بيت المقدس.
3 - (دن) راهب، حَبْر. 

مَقْدِس [مفرد]
• بيت المَقْدِس: حرم القدس الشَّريف، المسجد الأقصى. 

قدس: التَّقْدِيسُ: تنزيه اللَّه عز وجل. وفي التهذيب: القُدْسُ تنزيه

اللَّه تعالى، وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس. ويقال: القُدُّوس

فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة، وكان سيبويه يقول: سَبُّوح وقَدُّوس،

بفتح أََوائلهما؛ قال اللحياني: المجتمع عليه في شُبُّوح وقُدُّوس الضم،

قال: وإِن فتحته جاز، قال: ولا أَدري كيف ذلك؛ قال ثعلب: كل اسم على

فَعُّول، فهو مفتوح الأَول مثل سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا

السُّبُّوح والقُدُّوس، فإِن الضم فيهما الأَكثر، وقد يفتحان، وكذلك الذُّرُّوح،

بالضم، وقد يفتح. قال الأَزهري: لم يجئ في صفات اللَّه تعالى غير

القُدُّوس، وهو الطاهر المُنَزَّه عن العُيوب والنَّقائص، وفُعُّول بالضم من

أَبنية المبالغة، وقد تفتح القاف وليس بالكثير.

وفي حديث بلال بن الحرث: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح للزرع من قُدْس

ولم يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ؛ هو، بضم القاف وسكون الدال، جبل معروف، وقيل:

هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزِّراعة. وفي كتاب الأَمكنة أَنه قَرِيس؛

قيل: قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب المدينة والمشهورُ المَرْوِيّ في الحديث

الأَوّل، وأَما قَدَس، بفتح القاف والدال، فموضع بالشام من فتوح

شُرَحْبيل بن حَسَنة. والقُدُس والقُدْس، بضم الدال وسكونها، اسم ومصدر، ومنه

قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس.

والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وفي

التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي

نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا

قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. والقَدَس،

بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت

المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. ابن

الكلبي: القُدُّوس الطاهر، وقوله تعالى: الملك القُدُّوس الطَّاهِر في صفة

اللَّه عز وجل، وقيل قَدُّوس، بفتح القاف، قال: وجاءَ في التفسير أَنه

المبارك. والقُدُّوس: هو اللَّه عز وجل. والقُدْسُ: البركة. والأَرض

المُقَدَّسة: الشام، منه، وبيت المَقْدِس من ذلك أَيضاً، فإِمّا أَن يكون على

حذف الزائد، وإِمّا أَن يكون اسماً ليس على الفِعْل كما ذهب إِليه سيبويه

في المَنْكِب، وهو يُخفَّف ويُثقَّل، والنسبة إِليه مَقْدِسِيّ مثال

مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قال امرؤ القيس:

فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا،

كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي

والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، والنون في أَدركنه

ضمير الكلاب، أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وشَبْرَقَتْ

جلده كما شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي، وهو الذي

جاء من بيت المَقْدِس فقطَّعوا ثيابه تبرُّكاً بها؛ والشَّبْرَقة:

تقطيعُ الثوب وغيره، وقيل: يعني بهذا البيت يهوديّاً.

ويقال للراهب مُقَدَّسٌ، وأَراد في هذا البيت بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ،

وصبيانُ النصارى يتبرَّكون به وبِمَسْحِ مِسْحِه الذي هو لابِسُه، وأَخذ

خُيُوطِه منه حتى يَتَمَزَّقَ عنه ثوبه. والمُقَدِّس: الحَبْر ُ؛ وحكى

ابن الأَعرابي: لا قَدَّسه اللَّه أَي لا بارك عليه. قال: والمُقَدَّس

المُبارَك. والأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. وقال الفرَّاء: الأَرض

المقدَّسة الطاهرة، وهي دِمَشْق وفِلَسْطين وبعض الأُرْدُنْ. ويقال: أَرض مقدَّسة

أَي مباركة، وهو قول قتادة، وإِليه ذهب ابن الأَعرابي؛ وقول العجاج:

قد عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ،

أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ

بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ

أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة.

ورُوحُ القُدُس: جبريل، عليه السلام. وفي الحديث: إِن رُوحَ القُدُس

نَفَث في رُوعِي، يعني جبريل، عليه السلام، لأَنه خُلِق من طهارة. وقال

اللَّه عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وأَيَّدْناه

بِرُوحِ القُدُسِ؛ هو جبريل معناه رُوحُ الطهارة أَي خُلِق من طهارة؛ وقول

الشاعر:

لا نَومَ حتى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ،

وتَشْرَبي من خير ماءٍ بِقُدُسْ

أَراد الأَرض المقدَّسة. وفي الحديث: لا قُدِّستْ أُمَّة لا يُؤْخَذ

لضَعِيفها من قَوِيِّها أَي لا طُهِّرت. والقادِسُ والقَدَّاس: حصاة توضع في

الماء قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، وهي نحو المُقْلَة للإِنسان، وقيل: هي

حَصاة يُقْسَمُ بها الماء في المفاوز اسم كالحَبَّان. غيره: القُدَاس الحجر

الذي يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماء في الحَوْض وغيره. والقَدَّاس: الحجر

يُنْصَب في وسَط الحوض إِذا غَمَره الماء رَوِيَتِ الإِبل؛ وأَنشد أَبو

عمرو:

لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدَّاسُ،

ذاك الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ

وقال:

نَئِفَتْ به، ولقَدْ أَرى قَدّاسَه

ما إِنْ يُوارى ثم جاء الهَيْثَمُ

نَئِفَ إِذا ارْتَوى. والقُداس، بالضم: شيء يعمل كالجُمان من فِضَّة؛

قال يصف الدُّمُوع:

تَجَدَّرَ دمعُ العَيْنِ منها، فَخِلْتُه

كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ

شبَّه تَحَدُّرَ دمعه بنظم القُداس إِذا انقطع سِلْكُه. والقَديسُ:

الدُّرُّ؛ يمانية.

والقادِس: السفينة، وقيل: السفينة العظيمة، وقيل: هو صِنْف من المراكب

معروف، وقيل: لَوْحٌ من أَلواحها؛ قال الهذلي:

وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ،

كما أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا

وفي المحكم:

كما حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا

يعني المَلاَّحين. وتَهْفُو: تَمِيل يعني الناقةَ. والمَيْلَعُ: الذي

يتحرك هكذا وهكذا. والأَرْدَمُ: المَلاَّح الحاذِق. والقَوادِس: السُّفُن

الكِبار.

والقادس: البيتُ الحرام. وقادِسُ: بلدة بخُراسان، أَعجمي. والقادِسيَّة:

من بلاد العرب؛ قيل إِنما سميت بذلك لأَنها نزل بها قوم من أَهل قادس من

أَهل خُراسان، ويقال: إِن القادسيَّة دَعا لها إِبراهيم، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام، بالقُدْسِ وأَن تكون مَحَلَّة الحاجِّ، وقيل:

القادسيَّة قرية بين الكوفة وعُذَيب. وقُدْس، بالتسكين: جبل، وقيل: جبل عظيم في

نَجْدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:

فإَنك حقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ

نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونها وَوَقيرُ

وقُدْسُ أَوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غيره: قُدْس وآرةُ جبَلان في بلاد

مُزَيْنة معروفان بِحِذاء سُقْيا مزينة.

قدس
القُدْسُ والقُدُس - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: الطُّهْرُ؛ اسم ومَصْدَر، ومنه: حَظيرَة القُدس وروح القُدس.
والقُدُس: جَبْرَئيل - صلوات الله عليه -، قال تعالى:) وأيَّدْناه بِرُوْحِ القُدُسِ (، وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: إنَّ روحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوَعي أنَّ نفساً لن تموت حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها؛ فاتَّقوا الله وأجمِلوا في الطَّلَب.
وقيل له روح القُدس لأنّه خُلِقَ من طَهارةٍ، وقال حسّان بن ثابِت رضي الله عنه: وجِبْرِيْلٌ رَسولُ اللهِ فينا ... وروحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ
وقُدْسٌ - بالتسكين -: جبل عظيم بأرض نجد، وأنشد أبو القاسِم الحَسَن بن بِشْرٍ الآمِديّ للبُغَيْتِ - بالباء المُوَحَّدَة والغَيْن المُعْجَمَة والتاء المُثَنّاة في آخِرِه -، وهو شاعِر فاتِك من جُهَيْنَة كثير الغارات:
نحنُ وَقَعْنا في مُزَيْنَةَ وَقْعَةً ... غَداةَ الْتَقَيْنا بينَ غَيْقٍ فَعَيْهَما
ونحنُ جَلَبْنا يومَ قَدْسِ أوَارَةٍ ... قَنابِلَ خَيْلٍ تَتْرُكُ الجَوَّ أقْتَما
ونحنُ بموضُوعٍ حَمَيْنا ذِمارَنا ... بأسْيافنا والسَّبْيَ أنْ يُتَقَسَّما
هكذا رواه الآمِديّ: " قُدْسِ أُوَارَةٍ " بتقديم الهمزة على الواو، وقال ابن دريد: قُدْسِ أُوَارَةَ جَبَلٌ معروف، وقال حسّان بن ثابِت - رضي الله عنه - يهجو مُزَيْنَةَ:
رُبَّ خالَةٍ لكَ بين قُدْسٍ وآرَةٍ ... تحتَ البَشَامِ ورفْغُها لم يُغْسَلِ
والقُدْسُ - أيضاً -: البَيْتُ المُقَدَّسُ.
والقُدَاسُ - مثال العُطاس -: شيء يُعْمَل كالجُمان من الفِضَّة، قال يَصِف الدموع:
كَنَظْمِ قُدَاسٍ سِلْكُهُ مُتَقَطِّعٌ
والقُدَاس - أيضاً -: الحَجَرُ الذي يُنْصَب على مَصَبِّ الماء في الحوض. وقال ابن دريد: القُدَاسُ ويقال القُدّاسُ بالفتح والتشديد: حَجَرٌ يُطْرَح في حوض الإبِل يُقَدَّر عليه الماء فَيَقْسِمُوْنَه بينهم، يَصْنَعونَ به كما يَصْنَعونَ بالمَقْلَةِ في أسْفارِهِم، وهي الحَصَاةُ التي تُطْرَح في القَعْبِ يَتَصَافَنُوْنَ الماءَ عليها، يفعَلون ذلك عند ضِيْقِ الماء لِيَشْرَبَ كُلُّ إنْسانٍ بمِقْدارٍ، وأنشد أبو عمرو:
لا رِيَّ حتى يَتَوارى قَدّاسْ ... ذاكَ الحُجَيْرُ بالإزاءِ الخَنّاسْ
والحُسَيْن بن قُدَاس: من أصحاب الحديث.
وقال ابن عبّاد: شَرَفٌ قُدَاسٌ: أي منيع ضخم.
قال: والقُدُس - بضمَّتَين - وقيل القُدَسُ - مثال صُرَد -: قَدَحٌ نَحْو الغُمَرِ.
وقال ابن دريد: القادِس: حجَر المُقْلَة كالقَدّاس.
والقادِس: السفينة العظيمة، قال أُمَيَّة بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ يَصِفُ ناقَة:
وتهفو بِهَادَ لها مَيْلَعٍ ... كما اطَّرَدَ القادِسَ الأرْدَمُوْنا
المَيْلَع: الذي يتحرَّك هكذا وهكذا، والأرْدَم: الملاّح الحاذِق. وقال إبراهيم بن عليِّ بن محمد بن سَلَمَة بن عامِر بن هَرْمَة يمدح عبد الواحِد بن سُلَيْمان:
اليكَ كَلَّفْتُها الفَلاةَ بلا ... هادٍ ولكنْ تَؤُمُّ مُعْتَسِفَه
كأنَّها قادِسٌ يُصَرِّفُهُ الن ... نُوْتيُّ تحتَ الأمواجِ عن حَشَفَهْ
وقادِس: جزيرة غَرْبيَّ الأُنْدُلُس تُقارِب أعمال شَذُوْنَةَ.
وقادِسُ - أيضاً -: قصبة من أعمال هَرَاةَ.
والقادِسِيَّة: قرية على طريق الحاجِّ على مرحلة من الكوفَة.
ويوم القادِسِيَّة: يوم كان بين المُسْلِمين وبين الفُرْس في خلافة عمر - رضي الله عنه - سَنَةَ سِتّ عشرةَ من الهِجْرَة، وأمير العَسْكَر يومَئذٍ سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، وكان في القَصْرِ يَنْظُرُ إلى القِتالِ، فقال بعض المُسْلِمين:
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ نَصْرَهُ ... وسَعْدٌ ببابِ القادِسِيَّةِ مُعْصمُ
وقيل: مَرَّ إبراهيم - صلوات الله عليه - بالقادِسِيَّة فوَجَدَ هُناكَ عَجوزاً، فَغَسَلَتْ رَأْسَه، فقال: قُدِّسْتِ من أرْضٍ، فَسُمِّيَت القادِسِيَّة، ودَعا لها أنْ تكونَ مَحَلَّةَ الحاجِّ.
وكان يقال للقادِسِيَّة: قُدَاسُ، قال بِشر بن أبي ربيعة الخَثْعَميّ:
وحَلَّت ببابِ القادِسِيَّةِ ناقَتي ... وسَعْدُ بنُ وَقّاصٍ عَلَيَّ أمِيْرُ
تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوْفِنا ... بِبابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيْرُ
وقيل: جَعَلَها قُدَيْساً لضَرورةِ الشِّعر، كما جَعَلَها الكُمَيْت قادِساً حيث يقول:
كأنّي على حُبِّي البُوَيْبَ وأهْلَهُ ... أرى بالقَرِيْنَيْنِ العُذَيْبَ وقادِسا
والقادِسِيَّة - أيضاً -: قرية قرب سُرَّ مَنْ رَأى. وقال ابن دريد: القَدِيْسُ - زَعَموا -: الدُّرُّ، لغة يمانيّة قديمة، قال: وأنشد ابن الكَلْبيّ بيتاً لِمُرَتِّع بن معاوية أبي كِندة بن مُرَتِّعٍ، ولم يذكر ابن دريد البيت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم يَذْكُرِ ابن الكَلْبيّ في جمهرة النَسَب عندَ ذِكْرِهِ مُرَتِّعاً شيئاً مما قاله ابن دريد.
والقُدُّوْسُ: من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّوْلٌ، من القُدْس وهو الطَّهارة، ومعنى القُدُّوْسُ: الطّاهِر. وكان سِيبَوَيْه يقول: القُدُّوْسُ والسَّبُّوْحُ - بفتح أوائِلِهما -، وقال ثعلب: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّوْلٍ فهو مفتوح الأوَّل؛ مثل سَفُّوْد وكَلُّوب وسَمُّور وشَبُّوط وتَنُّور؛ إلاّ السُّبُّوح والقُدُّوْس فإِنَّ الضمَّ فيهما أكثر وقد يُفْتَحانِ، قال: وكذلك الذُّرُّوْحُ بالضم وقد يُفْتَح. وقيل: القُدُّوْسُ: المُبَارَك. وقرأ زيد بن عَليِّ: " المَلِكُ القدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال يعقوب: سَمِعْتُ أعرابيّاً عِنْدَ الكِسَائيّ يُكَنّى أبا الدُّنيا يقرَأُ " القَدُّوْسُ " بفتح القاف، وقال رؤبة:
دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوْسُا ... دُعاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقُوسا
والقَدَسُ - بالتحريك -: السَّطْلُ بِلُغَة أهْلِ الحِجازِ، لأنَّه يُتَطَهَّرُ به.
وقَدَسُ - أيضاً -: بلدة قُرْبَ حِمْصَ، من فُتُوحِ شُرَحْبِيْل بن حَسَنَةَ - رضي الله عنه -، وحَسَنَةُ أمُّه، وأبوه عبد الله بن المُطاع، وإليها تُضافُ بُحَيْرَةُ قَدَس.
وفلان قَدُوْسٌ بالسَّيف: أي قَدُوْمٌ به.
وقد سَمَّوا قَيْدَاساً - مثال طَيْثَار - ومِقْداساً.
وقُدَيْسَة بنت الربيع: أُمُّ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزُّبَيْر بن سُهَيْل بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ.
والتَّقْديس: التَّطْهير. وقد قَدَّسَ اللهَ تعالى، قال العجّاج:
أرْسَاهُ من عَهْدِ الجِبالِ فَرَسا ... خالِقُنا فَنَحْمَدُ المُقَدَّسا
بِجَعْلِهِ فينا العَدِيْدَ الأنَسا
وقوله تعالى:) ونُقَدِّسُ لكَ (قيل: معناه نُقَدِّسُكَ، واللام صِلَة.
والأرض المُقَدَّسَة: أي المُطَهَّرَة.
وبيتُ المُقَدَّسِ - يُخَفَّف ويُشَدَّد، كَمَجْلِسِ ومُطَهَّرٍ -.
والمُقَدِّس في قول امرئ القيس، ويُروى لبِشْرِ بن أبي خازِمٍ، وهو موجود في دِيْوانيْ أشعارِهما:
فأدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسّاقِ والنَّسَا ... كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ
وكان الرّاهِب إذا نَزَلَ من الصَّوْمَعَة يُريدُ بيت المَقْدِس تَمَسَّحَ به الصِّبْيَان حتى يُمَزِّقُوا ثَوْبَه، فَفي شِعْرِ امْرئ القَيْس: كما شَبْرَقَ، وفي شِعْرِ بِشْرِ: كما خَرَّقَ.
وتَقَدَّسَ: أي تَطَهَّرَ.
والتركيب يدل على الطُّهْرِ.
قدس
القُدْسُ بالضَّم وبضَمتيْن: الطُّهرْ، اسمٌ ومَصْدَرٌ، وَمِنْه قيل للْجَنَّة: حَظِيرَةُ القُدْسُ. وقُدْسٌ، بالضمّ: جَبَلٌ عَظِيمٌ بنجدٍ قَالَ أَبو ذُؤَيبٍ:
(فإِنّك حَقّاً أَيَّ نظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ وقُدْسٌ دُونَها وَوَقِيرُ) ويُرْوَى وقُفٌّ دوُنهَا، قَالَه السُّكَّريّ، وَبِه فُسِّرَ حَديثُ بِلاَلِ بن الحَارثِ: أَنَّه أَقْطعَه حَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع منْ قُدْس، وَلم يُعْطِه حَقَّ مَسْلِمٍ. قلتُ: هَكَذَا ذَكرَوه، وَالَّذِي فِي حَديث بِلالٍ هَذَا: أَنَّه أَقْطعَهُ مَعَادِنَ القَبَلِيَّة غَوْرِيَّهَا وجَلْسِيَّهَا وحَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع من قَرِيسٍ، بالرّاءِ، كَمَا سَيَأْتِي.
والقُدْسُ: البَيْتُ المُقَدَّسَ، لأَنَّه يُتَطَهَّر فِيهِ من الذُّنُوب، أَو للبَرَكَةِ الَّتي فِيهِ، قَالَ الشّاعر: لَا نَوْمَ حَتَّى تَهْبِطي أَرْضَ العُدُسْ وتَشْرَبِي منْ خَيْرِ ماءٍ بقُدُسْ أَرادَ الأَرْضَ المُقَدَّسَة. والقُدْسُ: سَيِّدنا جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، كرُوحِ القَدْسُ، وَفِي الحَديث: إِنَّ رُوحَ القُدْسُ نَفَثَ فِي رُوعِي، يَعنِي جِبْريلَ عَليْهِ السَّلاَم، لأَنَّهُ خُلِقَ من طَهَارَةٍ، وَفِي صِفَةِ عِيَسى عَلَيْهِ السَّلامُ: وأَيَّدْناه برُوحِ القُدُسِ مَعَناه: رُوحُ الطَّهَارَةِ، وَهُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
وقُدْسٌ الأَسَودُ، وقُدْسٌ الأَبيَضُ جَبَلانِ بالحجاز عِنْد العَرج البيَضاءُ، فِي دِيَارِ مُزَينة، وقُرْبَ الأَبْيَض ثَنِيَّةُ رَكُوبةَ، ويُقابِلُ الأَسْوَدَ جَبَلُ آرَةَ، ويُعْرَفانِ أَيْضا بقُدْسِ آرَةَ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قُدْسُ أُوَارَة، بتقديمِ الهَمَزة على الْوَاو. والقُدَاس، كغُرَابٍ: شْيءٌ يُعَمَلُ كالجُمَانِ من الفِضَّة، قَالَ الشّاعرُ يَصِفُ الدُّموع:
(تَحَدَّرَ دَمْعُ العَيْنِ منْها فخِلْتُه ... كنَظِمِ قُدَاسٍ سِلْكُه مُتَقَطِّعُ)
شَبَّهَ تَحَدُّرَ دَمْعِه بنَظْمِ القُدَاسِ إِذا إنْقَطَع سِلْكُهُ. والقُدَاسُ: الحَجَرُ يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماءِ فِي الحَوْض وغيرِه، وَقيل: يُنْصَبُ فِي وَسَطِ الحَوْضِ، إِذا غَمَرَه الماءُ رَوِيَت الإِبلُ، وَقد يُفْتَحُ مُشَدَّداً، أَي ككَتَّانٍ، عَن ابْن دُرَيْد، وَلَو قَالَ: كغُرَاب وكَتَّانٍ، سَلِمَ من هَذَا التَّطْويل، أَنْشَدَ أَبو) عَمْروٍ:
(لارِيَّ حَتَّى يَتَوَارَى قَدَّاسْ ... ذاكَ الحَجَيْرُ بالإِزاءِ الخَنّاسْ)
أَو حجَرٌ يُطْرَحُ فِي حَوْض الإِبلِ يُقَدَّرُ عَلَيْهِ الماءُ يَقْتَسِمُونَه بَيْنَهُم وَهَذَا قَولُ ابْن دُرَيْدٍ. وَقيل: هِيَ حَصَاةٌ تُوضَعُ فِي الماءِ قَدْرَ الرِّيِّ للإِبل، وَهِي نَحْوُ المَقْلَةِ للإِنْسَان. وقيلَ: هِيَ حَصَاةٌ يُقْسَمُ بهَا الماءُ فِي المَفَاوِزِ، اسمٌ كالحَبّانِ، والقُدَاسُ: المَنِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الشَّرَف، عَن ابنِ عَبّادٍ، يُقَال: شَرَفٌ قُدَاسٌ، أَي مَنِيعٌ ضَخْمٌ. والقُدسُ كصُرِدٍ وكُتُبٍ: قَدَحٌ نَحْوُ الغُمَرِ. يُتَطَهَّرُ بِهَا. والقَدِيسُ، كأَمِيرٍ: الدُّرُّ، يَمَانِيَةٌ قَدِيمةٌ، زَعَمُوا، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. والقَدَسُ، كجَبَلٍ: السَّطْلُ، حِجَازِيَّةٌ، لأَنَّهُ يُتَطَهَّرُ فِيه وبِه. وقَدَسُ: د، قُرْبَ حِمْص، مِن فُتُوحِ شُرَحْبِيلِ بنِ حَسَنَةَ، وإِليه تُضافُ جَزِيرَةُ قَدَسَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالصَّوَاب: بُحَيْرةُ قَدَسَ كَمَا فِي العُبَابِ. والقادِسُ: السَّفِينَةُ العَظِيمَةُ، قَالَه أَبو عمْروٍ، وقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ من أَصْنافِ المَرَاكِبِ، وقِيلَ: لَوْحٌ مِن أَلْواحِهَا، وأَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ لأُمَيَّة بنِ أَبي عائِذٍ الهَذَلِيّ، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَلم أَجِدْه فِي شِعْرِه:
(وتَهْفُو بهَادٍ لَهَا مَيْلَعٍ ... كَمَا اطَّرَدَ القَادِسَ الأَرْدَمُونَا)
المَيْلَعُ: الذِي يَتَحَرَّكُ هَكَذَا وَهَكَذَا. والأَرْدَمُ: المَلاَّحُ الحَاذِقُ، وَفِي اللِّسَان: كَمَا أَقْحَمَ القَادِسَ، وَفِي المُحْكَم: كَمَا حَرَّك القادِسَ، والجَمْع: القَوَادِسُ. وقادِسٌ: جَزِيرَةٌ بالأَنْدَلُسِ غَرْبِيَّهَا قُرْبَ البَرِّ، على نِصْفِ يَوْمٍ مِنْهَا، مِنْهَا كامِلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوسُفَ القادِسيُّ، ماتَ بإِشْبِيلِيَةَ سنة وقادِسُ: قَصَبَةٌ بِهَرَاة خُرَاسَانَ، أَعْجَمِيُّ. والقادِسِيَّةُ: ة قُرْبَ الكُوفَةِ، على مَرْحَلَةٍ مِنْهُ، بينَهَا وبَيْنَ عُذَيب، يُقال: مَرَّ بِهَا إِبراهيمُ عليهِ السَّلامُ فوَجَدَ بِهَا عَجُوزاً فغَسَلَتْ رَأْسَه، فقالَ: قُدِّسْتِ مِنْ أَرْضٍ، فسُمِّيَتْ بالقادِسِيَّةِ، وَقيل: دَعَا لَهَا وأَنْ تَكُون مَحَلَّةَ الحَاجِّ، وقِيل: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلِك، لأَنَّه نَزَل بهَا قَومٌ مِنْ أَهْلِ قادِسِ خُرَاسَانَ، نَقله السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. والقُدُّوسُ، بالضَّمِّ والتّشْدِيد: مِن أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى الحُسْنَى، ويُفْتحُ، عَن سِيبَوَيْه، وَبِه قرَأَ زَيْدُ بنُ عليٍّ: الملِكُ القدُّوسُ وقَالَ يَعْقُوبُ: سَمِعتُ أَعرَابيّاً يقولُ عِنْد الكِسائِيِّ يُكْنى أَبَا الدُّنْيَا يَقْرَأُ القَدُّوس بالفَتح وحَكَى اللِّحيَانيُّ الإِجْمَاعَ علَى ضَمِّ قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ، وجَوَّزَ الفَتْحَ فِيهمَا، أَي الطَّاهِرُ المُنَزَّهُ عنِ العُيُوبِ والنَّقائصِ أَو المُبَارَكُ، هَكَذَا جاءَ فِي التَّفْسِيرِ، عَن ابنِ الكَلْبِيِّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسمٍ علَى فَعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَوَّلِ غَيْر قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ وذُرُّوحٍ، هؤلاءِ الثّلاثَةُ هَكَذَا إسْتَثْنَاهَا ثَعْلَبٌ.
وَزَاد المُصَنِّف: فُرُّوج، وَلَيْسَ فِي نَصِّه: فبالضَّمِّ ويُفْتَحْنَ، وَقد أَنْكَرَ الأَزْهَرِيُّ مَا حَكاه اللِّحْيانِيُّ)
من الإِجْمَاعِ. ويُقَال: هُوَ قدُوسٌ بالسَّيْفِ، كصَبُورٍ، أَي قَدُومٌ بِه، نقلَه الصّاغانِيُّ. وسَمَّوْا قَيْدَاساً، والعامَّة تَقْلِبُ الدالُ طَاءً، ومِقْدَاساً، بالكَسْرِ، وَمن الأَوَّلِ: أَبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَيْدَاسٍ البُونِيُّ، عَن أَبي عليِّ بنِ شاذَانَ. والتَّقْدِيسُ: التَّطْهِيرُ وتَنْزِيهُ الله عزَّ وجلَّ، وقولهُ تعالَى: ونَحْنُ نَسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدَّسُ لَكَ قالَ الزَّجّاجُ: أَي نُطَهِّرُ أَنْفُسَنا لكَ، وكذلِكَ نَفْعَلُ بِمَنْ أَطاعَك، نُقدِّسُه: أَي نُطَهِّرُه: ومِنْه الأَرْضُ المقُدَّسَةُ، أَي المُطَهَّرةُ وَهِي أَرْضُ الشامِ، وَقَالَ الفَرّاءُ: الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ: الطّاهِرَةُ، وَهِي دِمَشْقُ وفِلَسْطِينُ وبَعْضُ الأُرْدُنِّ. وَمِنْه أَيضاً: بَيْتُ المَقْدِسِ، كمَجْلِسٍ، فإِمَّا أَنْ تكونَ علَى حذفِ الزّائدِ، وإِمَا أَنْ تكونُ اسْماً ليسَ على الفِعْلِ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْه فِي المَنْكِبِ، وَقد يُثَقَّلُ فيقالُ: بَيْتُ المُقَدَّسِ، كمُعَظَّمٍ، أَي المُطَهَّر، والنِّسْبة إِليه: مَقْدِسِيٌّ ومُقَدَّسِيٌّ. والمُقَدِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الحَبْرُ، وقِيلَ: الرَّاهِبُ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:
(فأَدْرَكْنَه يَأْخُذْنَ بالسَّاقِ والنَّسَا ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِ)
هَكَذَا بخَطِّ أَبِي سَهْل، والمَوْجُودُ فِي نُسَخِ الصّحاح كُلِّهَا: ثَوْبَ المُقَدِّسِي باليَاءِ، أَي الكِلابُ أَدركتِ الثَّوْرَ فَأَخَذَتْ بساقِه ونَسَاهُ، وشَبْرقَتْ جِلَدَه كَمَا شَبْرَقَتْ وِلْدانُ النَّصَارَى ثَوْبَ الرَاهِبِ المُقَدِّسِ، وَهُوَ الَّذِي جاءَ من بَيْتَ المَقْدِسِ، فقَطَّعُوا ثِيابَة تَبَرُّكاً بهَا. وتَقَدَّسَ: تَطَهَّرَ وتَنَزَّه. وقُدَيْسَةُ، كجُهَيْنَةَ: بِنْتُ الرَّبِيع، وَهِي أَمُّ عبدِ الرَّحْمن بنِ إِبراهِيمَ بن الزُّبَيْرِ بنِ سُهَيْلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْفِ بن عَبْد عَوْفِ ابْن الحارِث بن زُهْرَةَ بن كلاَبٍ القُرَشيِّ الزُّهْريِّ، وَلَو إقْتَصَرَ عَلى قَولهِ: أُمُّ عبدِ الرَّحْمن بن إِبراهيمَ العَوْفِيِّ القُرَشيِّ، كانَ أَخْصَرَ. والحُسَيْنُ بنُ قُدَاسٍ، كغُرَاب: مُحَدِّثٌ، رَوَى عَنهُ عبدُ الله بنُ أَبي سَعْدٍ الوَرَّاقُ، وابنُه مَحَمَّدٌ، روَى عَنهُ البَاغَنْديُّ. وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القُدْسُ: تَنْزيه الله تَعَالَى. وَهُوَ المُتَقَدِّسُ، نَقَلَهُ الاَزْهَرِيُّ.
والقُدْسُ، بالضَّمّ: المَوْضعُ المُرْتَفِعُ الَّذِي يَصْلُحُ للزِّرَاعَة، وَبِه فُسِّرَ بَعْضُ حَديثِ بِلالِ بن الْحَارِث لمُتَقَدِّم. والتَّقْديسُ: التَّبْرِيكُ، والقُدْسُ: البَرَكَةُ، وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ: لَا قَدَّسَهُ اللهُ: أَي لَا بارَكَ عَلَيْهِ. قالَ: والمُقَدَّسُ: المُبَارَكُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: أَرْضٌ مُقَدَّسةٌ: مُبَارَكَةٌ، وإِليه ذَهَبَ ابنُ الأَعْرَابيّ. والقَادِسُ: القَدَّاسُ. والقَادُوسُ: إِنَاءٌ من خَزَفٍ أَصْغَرُ مِن الجَرَّة يُخْرَج بِهِ الماءُ من السَّوَاقِي، والجَمْعُ قَوَاديسُ. والقَادِسُ: البَيْتُ الحَرَامُ، وَقَالَ يَعْقُوب: من أَسماءِ مَكَّةَ: قادِسُ، ولمقُدِّسَةُ لأَنها تُقَدِّسُ من الذُّنوبِ، أَي تُطَهِّرُ. ومُنْيَةُ قَادُوس: من قُرَى الجِيزَة بمصْرَ. والقُدَيْسُ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ للقَادسيَّة، أَولضَرُورة الشِّعْر، كَمَا جاءَ فِي شِعْر بِشْر بن رَبيعَةَ الخَثْعَميِّ:) (تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوفِنَا ... ببَابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيرُ)
كَمَا جَعَلها الكُمَيْتُ قادِساً حيثُ يَقُولُ:
(كَأَنَّي عَلَى حُبِّ البُويْبِ وأَهْلِه ... أَرَى بالقَرِيَّيْنِ العُذَيْبَ وقَادِسَاً)
والقَادِسيَّةُ أَيضاً: قَريَةٌ قُرْبَ سُرَّمَن رَأَى

قدس



قَادُوسٌ (pl. قَوَادِيسُ) An earthen or wooden pot of a water-wheel. (PU.)
ق د س: (الْقُدْسُ) بِسُكُونِ الدَّالِ وَضَمِّهَا الطُّهْرُ اسْمٌ وَمَصْدَرٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَنَّةِ: حَظِيرَةُ الْقُدْسِ. وَرُوحُ الْقُدُسِ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (التَّقْدِيسُ) التَّطْهِيرُ. وَ (تَقَدَّسَ) تَطَهَّرَ. وَالْأَرْضُ (الْمُقَدَّسَةُ) الْمُطَهَّرَةُ. وَبَيْتُ (الْمَقْدِسِ) يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (مَقْدِسِيٌّ) بِوَزْنِ مَجْلِسِيٍّ وَ (مُقَدَّسِيٌّ) بِوَزْنِ مُحَمَّدِيٍّ.
وَيُقَالُ إِنَّ (الْقَادِسِيَّةَ) دَعَا لَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْقُدْسِ وَأَنْ تَكُونَ مَحَلَّةَ الْحَاجِّ. وَ (قُدُّوسٌ) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ فُعُّولٌ مِنَ (الْقُدْسِ) وَهُوَ الطَّهَارَةُ. وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: (قَدُّوسٌ) وَسَبُّوحٌ بِفَتْحِ أَوَائِلِهِمَا وَقَدْ سَبَقَ فِي ذ ر ح. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فُعُّولٍ فَهُوَ مَفْتُوحُ الْأَوَّلِ مِثْلُ سَفُّودٍ وَكَلُّوبٍ وَسَمُّورٍ وَشَبُّوطٍ وَتَنُّورٍ إِلَّا السُّبُّوحَ وَالْقُدُّوسَ فَإِنَّ الضَّمَّ فِيهِمَا أَكْثَرُ وَقَدْ يُفْتَحَانِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الذُّرُّوحُ بِالضَّمِّ وَقَدْ يُفْتَحُ. 

قرن

قرن: {مقرنين}: مطيقين. {مقرنين}: اثنين اثنين، من قرن جماعة من الناس.
(قرن)
الْفرس قرنا وَقعت حوافر رجلَيْهِ مواقع حوافر يَدَيْهِ فَهُوَ قُرُون والبسر جمع بَين الإرطاب والإبسار وَالشَّيْء بالشَّيْء وَقرن بَينهمَا قرنا وقرانا جمع يُقَال قرن الْحَج بِالْعُمْرَةِ وصلهما وَقرن بَين الْحَج وَالْعمْرَة جمع بَينهمَا فِي قرَان وَاحِد وَقَالُوا قرن بَين ثورين جَمعهمَا فِي نير وَبَين عملين أداهما مَعًا وَالشَّيْء إِلَى الشَّيْء وَصله وشده إِلَيْهِ وَفُلَانًا ضربه على قَرْني رَأسه

(قرن) فلَان قرنا التقى طرفا حاجبيه فَهُوَ أقرن وَهِي قرناء الحاجبين وكل ذِي قرن طَال قرناه فَهُوَ أقرن وَهِي قرناء (ج) قرن
بَاب الْقرن

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْقرن الضفيرة من الشّعْر والقرن قرن الشَّاة وَالْبَقَرَة والقرن الْوَقْت من الزَّمَان والقرن الْجَبَل الصَّغِير والقرن اسْتِخْرَاج عرق الْفرس قَالَ زُهَيْر وافر

(تطمر بالأصائل كل يَوْم ... يسن على سنابكها الْقُرُون)

والقرن الطّرف والقرن الْأمة من النَّاس الْكَثِيرَة وحرفا الرَّأْس قرنان وكل وَاحِد قرن

وَأخْبرنَا ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ الصفن صفون الْفرس وَهُوَ أَن يقلب إِحْدَى رجلَيْهِ فَيقوم على سنبكها وَهُوَ طرف الْحَافِر صفن الْفرس بِرجلِهِ وبيقر بِيَدِهِ والصفن جمع الشَّيْء من ثِيَاب أَو غَيرهَا وَمِنْه الْخَبَر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عليا صلوَات الله عَلَيْهِ فِي سَرِيَّة فرايته وَقد صفن ثِيَابه وعممه فَركب عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فرأت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو لَهُ ويوصيه ثمَّ صفن ثِيَابه فِي سَرْجه أَي جمعهَا

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ مَأْخُوذ من الصفنة والصفنة وَهِي السفرة الَّتِي لَهَا خيوط يجمع بهَا

وَإِذا ألغيت الْهَاء قلت صفن لَا غير والصفن أَن يقسم المَاء إِذا قل بَين الْقَوْم بِمِقْدَار فَيُقَال لحصاة الْقسم مقلة فَإِن كَانَت بندقة من ذهب أَو فضَّة فَهِيَ الْبَلَد وَالله أعلم

قرن وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن لَك بَيْتا فِي الْجنَّة وَإنَّك لذُو قرنيها. قَالَ أَبُو عبيد: قد كَانَ بعض أهل الْعلم يتَأَوَّل هَذَا الحَدِيث أَنه ذُو قَرْني الْجنَّة يُرِيد طرفيها وَإِنَّمَا يأول ذَلِك لذكره الْجنَّة فِي أول الحَدِيث وَأما أَنا فَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ ذَلِك وَالله أعلم وَلكنه أَرَادَ إِنَّك ذُو قَرْني هَذِه الْأمة فأضمر الْأمة [وَإِن كَانَ لم يذكرهَا -] . وَهَذَا سَائِر كثير فِي الْقُرْآن وَفِي كَلَام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا أَن يكنوا عَن الِاسْم من ذَلِك قَول الله تَعَالَى {وَلوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} / وَفِي مَوضِع آخر {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّة} 79 / ب فَمَعْنَاه عِنْد النَّاس الأَرْض و [هُوَ -] لم يذكرهَا وَكَذَلِكَ قَوْله تعالي {إِنِّيْ أحبَبْتُ حُبَّ الْخْيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبَّيْ حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} يفسرون أَنه أَرَادَ الشَّمْس فأضمرها وَقد يَقُول الْقَائِل: مَا بهَا أعلم من فلَان يَعْنِي الْقرْيَة وَالْمَدينَة والبلدة وَنَحْو ذَلِك وَقَالَ حَاتِم طَيء: [الطَّوِيل]

أماوِيّ مَا يُغنى الثراءُ عَن الْفَتى ... إِذا حشرجَتْ يَوْمًا وضاق بهَا الصدرُ ... أَرَادَ النَّفس فأضمرها. وَإِنَّمَا اخْتَرْت هَذَا التَّفْسِير على الأول لحَدِيث عَن عليّ نَفسه هُوَ عِنْدِي مفسَّر لَهُ وَلنَا وَذَلِكَ أَنه ذكر ذَا القرنَين فَقَالَ: دَعَا قومه إِلَى عبَادَة اللَّه فضربوه على قرنيه ضربتين وَفِيكُمْ مثله. فنرى أَنه أَرَادَ بقوله هَذَا نَفسه يَعْنِي أَنِّي أَدْعُو إِلَى الْحق حَتَّى أُضرب على رَأْسِي ضربتين يكون فِيهَا قَتْلِي.
قرن
الِاقْتِرَانُ كالازدواج في كونه اجتماع شيئين، أو أشياء في معنى من المعاني. قال تعالى: أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ
[الزخرف/ 53] .
يقال: قَرَنْتُ البعير بالبعير: جمعت بينهما، ويسمّى الحبل الذي يشدّ به قَرَناً، وقَرَّنْتُهُ على التّكثير قال: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ
[ص/ 38] وفلان قِرْنُ فلان في الولادة، وقَرِينُهُ وقِرْنُهُ في الجلادة ، وفي القوّة، وفي غيرها من الأحوال. قال تعالى: إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ [الصافات/ 51] ، وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ [ق/ 23] إشارة إلى شهيده. قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ [ق/ 27] ، فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف/ 36] وجمعه: قُرَنَاءُ. قال: وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ [فصلت/ 25] . والقَرْنُ: القوم المُقْتَرِنُونَ في زمن واحد، وجمعه قُرُونٌ. قال تعالى:
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ [يونس/ 13] ، وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ [الإسراء/ 17] ، وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ [مريم/ 98] ، وقال: وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً [الفرقان/ 38] ، ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ [المؤمنون/ 31] ، قُرُوناً آخَرِينَ [المؤمنون/ 42] . والقَرُونُ: النّفس لكونها مقترنة بالجسم، والقَرُونُ من البعير: الذي يضع رجله موضع يده، كأنّه يَقْرِنُهَا بها، والقَرَنُ: الجعبة، ولا يقال لها قرن إلّا إذا قرنت بالقوس، وناقة قَرُونٌ:
إذا دنا أحد خلفيها من الآخر، والقِرَانُ: الجمع بين الحجّ والعمرة، ويستعمل في الجمع بين الشّيئين. وقَرْنُ الشاة والبقرة، والقَرْنُ: عظم القرن ، وكبش أَقْرَنُ، وشاة قَرْنَاءُ، وسمّي عفل»
المرأة قَرْناً تشبيها بالقرن في الهيئة، وتأذّي عضو الرّجل عند مباضعتها به كالتّأذّي بالقرن، وقَرْنُ الجبل: الناتئ منه، وقَرْنُ المرأة: ذؤابتها، وقَرْنُ المرآة: حافتها، وقَرْنُ الفلاة: حرفها، وقَرْنُ الشمس، وقَرْنُ الشّيطان، كلّ ذلك تشبيها بالقرن. وذو الْقَرْنَيْنِ معروف.

وقوله عليه الصلاة والسلام لعليّ رضي الله عنه:
«إنّ لك بيتا في الجنّة وإنّك لذو قرنيها» يعني:
ذو قرني الأمّة. أي: أنت فيهم كذي القرنين.
(ق ر ن) : (الْقَرْنُ) قَرْنُ الْبَقَرَةِ وَغَيْرهَا (وَشَاةٌ قَرْنَاءُ) خِلَاف جَمَّاءَ (وَقَرْنُ الشَّمْسِ) أَوَّلُ مَا يَطْلُعَ مِنْهَا (وَقَرْنَا الرَّأْسِ) فَوْدَاهُ أَيْ نَاحِيَتَاهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ مَا بَيْنَ (قَرْنَيْ الْمَشْجُوجِ) وَفِي الْحَدِيثِ «الشَّمْسُ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ» قِيلَ إنَّهُ يُقَابِلُ الشَّمْسَ حِينَ طُلُوعهَا فَيَنْتَصِبَ حَتَّى يَكُونَ طُلُوعُهَا بَيْنَ قَرْنَيْهِ فَيَنْقَلِبُ سُجُودُ الْكُفَّارِ لِلشَّمْسِ عِبَادَةً لَهُ وَقِيلَ هُوَ مَثَلٌ وَعَنْ الصُّنَابِحِيِّ إنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ وَمَعَهَا (قَرْنُ) الشَّيْطَانِ فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا الْحَدِيث قِيلَ هُوَ حِزْبُهُ وَهُمْ عَبَدَةُ الشَّمْسِ فَإِنَّهُمْ يَسْجُدُونَ لَهَا فِي هَذِهِ السَّاعَاتِ (وَالْقَرْنُ) شَعْرُ الْمَرْأَةِ خَاصَّةً وَالْجَمْعُ قُرُونٌ وَمِنْهُ سُبْحَانَ مَنْ زَيَّنَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى وَالنِّسَاءَ بِالْقُرُونِ (وَالْقَرْنُ) فِي الْفَرْجِ مَانِعٌ يَمْنَعُ مِنْ سُلُوكِ الذَّكَرِ فِيهِ إمَّا غُدَّةٌ غَلِيظَةٌ أَوْ لَحْمَةٌ مُرْتَتِقَةٌ أَوْ عَظْمٌ (وَامْرَأَةٌ قَرْنَاءُ) بِهَا ذَلِكَ (وَالْقَرْنُ) مِيقَاتُ أَهْلِ نَجْدٍ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى عَرَفَاتٍ قَالَ
أَلَمْ تَسْأَلْ الرَّبْعَ أَنْ يَنْطِقَا ... بِقَرْنِ الْمَنَازِلِ قَدْ أَخَلْقَا
وَفِي الصِّحَاحِ بِالتَّحْرِيكِ وَفِيهِ نَظَرٌ (وَالْقَرَنُ) بِفَتْحَتَيْنِ حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ (وَالْقَرَن) الْجَعْبَةُ الصَّغِيرَةُ تُضَمُّ إلَى الْكَبِيرَةِ (وَمِنْهَا) فَاحْتَلَّ قَرَنًا لَهُ وَرُوِيَ فَنَثَلَ أَيْ أَخْرَجَ مَا فِيهِ مِنْ السِّهَامِ (وَالْقَرَنُ) الْحَبْلُ (يُقْرَنُ) بِهِ بَعِيرَانِ (وَالْقَرَنُ) مَصْدَر الْأَقْرَن وَهُوَ الْمَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ (وَالْقِرَانُ) مَصْدَرُ قَرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إذَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا وَهُوَ قَارِنٌ (وَالْقَرْنَانُ) نَعْتُ سَوْءٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ عَنْ اللَّيْثِ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ هَذَا مِنْ كَلَامِ الْحَاضِرَةِ وَلَمْ أَرَ الْبَوَادِي لَفَظُوا بِهِ وَلَا عَرَفُوهُ (وَمِنْهُ) مَا فِي قَذْفِ الْأَجْنَاس يَا كشخان يَا قَرْنَانِ.

قرن


قَرَنَ(n. ac.
قَرْن)
a. [acc. & Bi], Joined, united to, coupled with.
b. Harnessed, yoked together ( two animals ).
c.(n. ac. قِرَاْن) [Bain], Performed simultaneously ( two actions); combined ( two qualities ); ate together (
two sorts of fruit ).
قَرِنَ(n. ac. قَرَن)
a. Had the eye-brows joined.

قَرَّنَa. Joined, united, coupled; bound together.
b. [ coll. ], Made triangular
conical.
قَرڤنَ
a. ll, Entered into connection, into partnership
with.
b. Was in conjunction with.
c. [ coll. ], Was of the same age
as.
أَقْرَنَa. see I (c)b. Shot off two arrows together.
c. Ate two dates in one mouthful.
d. Brought two captives bound together.
e. [La], Was capable of.
f. ['An], Was incapable of.
g. ['An], Left, quited (road)
h. Was ready to burst (boil).
i. Swelled out the veins (blood).
j. Assisted.

تَقَرَّنَ
a. [ coll. ], Was pointed, angular.
conical.
تَقَاْرَنَa. United, joined together; associated.

إِقْتَرَنَ
a. [Bi], Was joined, united to.
إِسْتَقْرَنَa. see IV (h) (i).
قَرْن
(pl.
قُرُوْن)
a. Horn; antenna, feeler ( of an insect );
top, summit, crown ( of the head ); first rays (
of the sun ); point; angle; corner; edge; entrance
( of the desert ).
b. Best, choice of (pasturage).
c. Time, age; generation; century.
d. (pl.
قِرَاْن قُرُوْن), Tuft, lock of hair.
e. Top, summit, apex; peak (mountain).
f. Chief, prince, lord.
g. (pl.
أَقْرَاْن), Cord made of bast.
قِرْن
(pl.
أَقْرَاْن)
a. Equal; match; peer; fellow; comrade.
b. Coeval, contemporaneous; contemporary.
c. Rival; competitor; antagonist, opponent
adversary.

قُرْنَة
(pl.
قُرَن)
a. Corner; angle; gable ( of a house ).
b. Edge ( of a sword ).
قَرَن
(pl.
أَقْرَاْن)
a. Quiver.
b. Arrow.
c. Sabre.
d. Coupled, yoked.

أَقْرَنُa. One having the eye-brows joined together.

مِقْرَنa. Yoke.

قَاْرِنa. Armed with a sword & bow.

قِرَاْنa. Union; conjunction ( of two stars ).
b. Simultaneousness; coincidence.
c. Cord.

قُرَاْنa. see قَرَأَ
قُرْنَاْن
قُرَاْنَىa. see 25
قَرِيْن
(pl.
قُرَنَآءُ)
a. Joined, coupled; harnessed, yoked together.
b. Yoke-fellow; comrade, companion; mate; spouse
consort.
c. Contemporary.
d. Accomplice.
e. see 25t (c)
قَرِيْنَة
(pl.
قَرَاْئِنُ)
a. fem. of
قَرِيْنb. Wife, spouse.
c. Soul.
d. Context.

قَرُوْن
قَرُوْنَة
26ta. see 25t (c)
قَرَّاْنa. Flask.

قَرْنَاْنُa. Cuckold.

قَاْرُوْنa. Name of a man proverbial for his wealth;
Crœsus.

قَرْنَآءُa. fem. of
أَقْرَنُb. Horned, crested (serpent).
قَرَاْئِنُa. Opposite, facing (houses).
N. P.
قَرڤنَa. Joined, united, coupled.
b. Follower of the devil.
c. Root weak in the 2nd & 3rd radicals.

N. P.
قَرَّنَa. see N. P.
I (a)b. . Horned.
c. Angular.

N. Ac.
قَاْرَنَ
a. see 23 (a) (b).
N. Ag.
أَقْرَنَa. One having many flocks but no shepherd;
boycotted.

مُقَرَّنَة
a. Chain, range of mountains.

ذُو القَرْنَيْن
a. Two-horned: epithet of Alexander the Great.

قرن

1 قَرَنَ شَيْئًا بِشَىْءٍ He connected, coupled, or conjoined, a thing with a thing. (S.) 3 قَارَنَهُ

, (S,) inf. n. قِرَانٌ, (S, K,) and مُقَارَنَةٌ, (K,) He associated with him; became his companion. (S, K.) 4 أَقْرَنَ He gave of a thing two by two. (A 'Obeyd in T, in art. بد, voce أَبَدَّ.) See أَبَدَّ. b2: أَقْرَنَ الشَّىْءَ, (Msb,) or لِلشَّىْءِ, (K,) [the latter more probably right,] He was able and strong to do, or effect, &c., the thing; (Msb, K;) He had the requisite ability and strength for it.

قِرْنٌ One who opposes, or contends with, another, in science, or in fight, &c.; (Msb;) an opponent; a competitor; an adversary; an antagonist: or one's equal, or match, in courage, (S, K,) or generally, one's equal, match, or fellow. (K.) قَرْنٌ One's equal in age; syn. لِدَةٌ, (K,) or تِرْبٌ: with fet-h when relating to age, and with kesr when relating to fighting and the like. (Har, pp. 572,64.) b2: قَرْنٌ, (JK, Msb,) or قَرْنٌ مِنَ النَّاسِ, (S,) [A generation of men;] people of one time (JK, * S, Ez-Zejjájee, Msb,) succeeding another قَرْن, (JK,) among whom is a prophet, or class of learned men, whether its years be many or few. (Ez-Zejjájee, Msb.) b3: قَرْنٌ The part of the head of a human being which in an animal is the place whence the horn grows: (K:) or the side, (S,) or upper side, (K,) of the head: (S, K:) or [more exactly the temporal ridge (see صُدْغٌ) i. e.] the edge of the هَامَة (which is the middle and main part of the head [i. e. of the cranium]), on the right and on the left. (Zj, in his “ Khalk el-Insán. ”) b4: قُرُونٌ of the head: see a verse cited voce خَيَّطَ. قُرُونٌ of horses: see أَجَمُّ. b5: قَرْنٌ of a solid hoof: see جُبَّةٌ. b6: قَرْنٌ of a desert, the most elevated part. (TA in art. جحف.) b7: قَرْنُ أَعْفَرَ, as meaning A spear-head, see أَعْفَرُ. b8: قَرْنٌ A pod, like that of the locust tree: pl. قُرُونٌ.

Occurring often in the work of AHn on plants, and in the TA, &c. See غَافٌ. b9: قَرْنٌ [A thing] in a she-camel, which is like the عَفَل in a woman; and which is cauterized with heated stones. (AA, TA, in art. عفل.) b10: قَرْنٌ An issue of sweat: pl. قُرُونٌ: see two ex. voce سَنَّ.

قَرَنٌ and ↓ قِرَانٌ A cord of twisted bark which is bound upon the neck of each of the ploughing bulls (K, * TA) and to the middle of which is then bound the لُؤمَة [or whole apparatus of the plough]. (TA.) See فَدَّانٌ. b2: [The pl.]

أَقْرَانٌ Sons of one mother from different men. (TA, voce عَيْنٌ.) b3: قَرَنٌ: see جَعْبَةٌ.

قُرْنَةٌ The “ horn ” of the uterus.

قِرَانٌ : see قَرَنٌ.

أَبَرَمًا قَرُونًا : see بَرَمٌ.

قَرِينٌ An associate; a comrade; a companion. (S, K.) قَرِينَةٌ A connexion; relation. b2: قَرِينَةٌ [A clause of rhyming prose, considered as connected with the similar clause preceding or following; the two together being termed قرينتان]. (Har, pp. 9, 23.) b3: Also, A context, in an absolute sense. b4: ↓ أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ and قَرِينَتُهُ: see 1 in art. سمح.

قَرُونَةٌ : see قرِينٌ.

أَقْرَنُ [Horned; having horns]. (S, voce كَرَّازٌ [which see]). See an ex. of the fem. قَرْنَآءُ, voce دَانَ in art. دين.

مِقْرَنٌ : see مِخْذَفٌ.

مُقَرَّنٌ : see خَشْخَاشٌ.
ق ر ن: (الْقَرْنُ) لِلثَّوْرِ وَغَيْرِهِ. وَالْقَرْنُ أَيْضًا الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ. وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ قَرْنَانِ أَيْ ضَفِيرَتَانِ. وَذُو الْقَرْنَيْنِ لَقَبُ إِسْكَنْدَرَ الرُّومِيِّ. وَ (الْقَرْنُ) ثَمَانُونَ سَنَةً وَقِيلَ ثَلَاثُونَ سَنَةً. وَ (الْقَرْنُ) مِثْلُكَ فِي السِّنِّ تَقُولُ: هُوَ عَلَى قَرْنِي أَيْ عَلَى سِنِّي. وَ (الْقَرْنُ) فِي النَّاسِ أَهْلُ زَمَانٍ وَاحِدٍ. قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا ذَهَبَ الْقَرْنُ الَّذِي أَنْتَ فِيهِمُ ... وَخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فَأَنْتَ غَرِيبُ
وَ (الْقَرْنُ) قَرْنُ الْهَوْدَجِ. وَ (الْقَرْنُ) جَانِبُ الرَّأْسِ وَقِيلَ: مِنْهُ سُمِّيَ ذُو الْقَرْنَيْنِ لِأَنَّهُ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنَيْهِ. وَ (قَرْنُ) الشَّمْسِ أَعْلَاهَا وَأَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهَا فِي الطُّلُوعِ. وَ (الْقَرَنُ) بِالتَّحْرِيكِ مَوْضِعٌ وَهُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ نَجْدٍ وَمِنْهُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قُلْتُ: هُوَ فِي التَّهْذِيبِ بِسُكُونِ الرَّاءِ نَقَلَهُ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ بَيْتًا وَتَحْقِيقُهُ فِي الْمُغْرِبِ. وَ (الْقَرَنُ) أَيْضًا مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجُلٌ (أَقْرَنُ) بَيِّنُ (الْقَرَنِ) وَهُوَ (الْمَقْرُونُ) الْحَاجِبَيْنِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَ (الْقِرْنُ) بِالْكَسْرِ كُفْؤُكَ فِي الشَّجَاعَةِ. وَ (الْقُرْنَةُ) بِالضَّمِّ الطَّرَفُ الشَّاخِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُقَالُ: قُرْنَةُ الْجَبَلِ وَقُرْنَةُ النَّصْلِ. وَ (قَرَنَ) بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ يَقْرُنُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (قِرَانًا) أَيْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا. وَ (قَرَنَ) الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ وَصَلَهُ بِهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (قُرِّنَتِ) الْأَسَارَى فِي الْحِبَالِ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ قَالَ اللَّهُ: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49] . وَ (اقْتَرَنَ) الشَّيْءُ بِغَيْرِهِ. وَ (قَارَنْتُهُ قِرَانًا) صَاحَبْتُهُ وَمِنْهُ (قِرَانُ) الْكَوَاكِبِ. وَ (الْقِرَانُ) أَنْ تَقْرِنَ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ تَأْكُلُهُمَا وَبَابُهُ بَابُ قِرَانِ الْحَجِّ وَقَدْ ذُكِرَ. وَ (أَقْرَنَ) لَهُ أَطَاقَهُ وَقَوِيَ عَلَيْهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13] أَيْ مُطِيقِينَ. وَ (الْقَرِينُ) الصَّاحِبُ. وَ (قَرِينَةُ) الرَّجُلِ امْرَأَتُهُ. وَ (الْقَرُونُ) الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ فِي الْأَكْلِ يُقَالُ: أَبَرَمًا قَرُونًا. وَ (قَارُونُ) اسْمُ رَجُلٍ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْغِنَى لَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ. 
[قرن] القَرْنُ للثَور وغيره. والقَرْنُ: الخصلة من الشعر، ومنه قول أبى سفيان: " في الروم ذات القرون "، قال الاصمعي: أراد قرون شعورهم، وكانوا يطولون ذلك فعرفوا به. ويقال: للمرأة قرنان ، أي ضفيرتان قال الاسدي: كذبتم وبيت الله لا تنكحونها * بنى شاب قرناها تصر وتحلب أراد: يا بنى التى شاب قرناها، فأضمره. وذو القرنين لقب إسكندر الرومي. وكان يقال للمنذر بن ماء السماء: ذو القرنين، لضفيرتين كان يضفرهما في قرنى رأسه فيرسلهما. والقرن: جبيل صغير منفرد. والقَرنُ: حَلْبَةٌ من عَرَقٍ، والجمع القُرونُ. وأنشد الأصمعي: تُضَمَّرُ بالأصائِلِ كلِّ يومٍ * تُسَنُّ على سنابكها القُرونُ يقال: حلبنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنَيْنِ، أي عرّقناه. والقَرْنُ: ثمانون سنة، ويقال ثلاثون سنة. والقَرْنُ: مِثلك في السِنّ. تقول: هو على قَرْني، أي على سنّي. والقَرْنُ من الناس. أهل زمانٍ واحدٍ. قال: إذا ذهب القَرْنُ الذي أنت فيهم * وخُلِّفْتَ في قَرْنِ فأنت غريبُ والقَرْنُ أيضاً: العَفَلَةُ الصغيرة، عن الاصمعي. واختصم إلى شريح في جارية بها قرن فقال: أقعدوها فإن أصاب الارض فهو عيب، وإن لم يصب الارض فليس بعيب. (*) والقَرْنُ: قَرْنُ الهودج. قال حاجبٌ المازنيّ: صَحا قلبي وأقْصَرَ غير أنّي * أهَشُّ إذا مررتُ على الحُمولِ كَسَوْنَ الفارسيَّةَ كلَّ قَرْنٍ * وزَيَّنَّ الأشلَّةَ بالسُدولِ والقَرْنُ: جانب الرأس. ويقال: منه سمّي ذو القَرْنَيْنِ لأنَّه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه على قَرْنَيْهِ. والقَرْنانِ: منارتان تُبنَيان على رأس البئر ويوضع فوقهما خشبةٌ فتعلَّق البكرة فيها. وقَرْنُ الشمس: أعلاها، وأوَل ما يبدو منها في الطلوع. والقرن بالتحريك: الجعبة. قال الاصمعي: القرن: جعبة من جلود تكون مشقوقة ثم تخرز. وإنما تشق حتى تصل الريح إلى الريش فلا يفسد. قال: يا ابن هشام أهلك الناس اللبن * فكلهم يعدو بقوس وقرن والقرن أيضاً: السيف والنَبل. ورجلٌ قارِنٌ: معه سيفٌ ونَبْلٌ. والقَرَنُ: حبلٌ يقرَن به البعيران. قال جرير: أبْلِغْ أبا مِسْمَعٍ إن كنتَ لاقيَهُ * أنّي لدى الباب كالمشدود في القرنوالاقران: الحبال، عن ابن السكيت. والقَرَنُ: البعير المقرونُ بآخر. وقال : ولو عند غسان السليطى عرست * رغا قرن منها وكأس عقير والقرن: موضع، وهو ميقات أهل نجد، ومنه أويس القرنى.

والقرن: مصدر قولك رجل أقْرَنُ بيِّن القَرَنِ، وهو المَقْرونُ الحاجبين . والقِرْنُ بالكسر: كفؤك في الشجاعة. والقُرْنَةُ بالضم: الطرف الشاخص من كل شئ. يقال: قرنه الجبلِ، وقُرْنَةُ النَصْلِ، وقُرْنَةُ الرحمِ، لإحدى شعبتيها. وقَرَنَ بين الحجِّ والعمرة قِراناً، بالكسر. وقَرَنْتُ البعيرين أقْرُنُهُما قَرْناً، إذا جمعتَهما في حَبلٍ واحدٍ، وذلك الحبل يسمى القران. (*) وقرن الفرس يقرن، إذا وقعت حوافر رجليه مواقع حوافر يديه، يَقْرُنُ بالضم في جميع ذلك. وقرنت الشئ بالشئ: وصلته به. وقُرِّنت الأسارى في الحبال، شُدِّد للكثرة. قال الله تعالى: (مقرنين في الاصفاد) . واقترن الشئ بغيره. وقارَنْتُهُ قِراناً: صاحَبْتُهُ، ومنه قِرانُ الكواكب. والقِرانُ: الجمع بين الحج والعمرة. والقِرانُ: أن تَقْرُنَ بين تمرتين تأكلهما. الأصمعي: القِرانُ: النبل المستوية من عمل رجلٍ واحد. قال: ويقال للقوم إذا تناضلوا: اذكروا القِرانَ، أي والوا بين سهمين سهمين. وأقْرَنَ الرجلُ، إذا رفعَ رأس رمحه لئلاَّ يصيب من قُدّامَهُ. وأقْرَنَ الدُمَّل: حان أن يتفقّأ. وأقْرَنَ الدم في العرق واسْتَقْرَنَ، أي كثُر وتَبَيَّغَ. وأقْرَنَ له، أي أطاقه وقوِيَ عليه. قال الله تعالى: (وما كُنَّا له مُقْرنين) ، أي مطيقين. والمُقْرِنُ أيضا: الذى غلبته ضيعته، تكون له إبلٌ وغنمٌ ولا مُعين له عليها، أو يكون يسقي إبله ولا ذائد له يذودها.

(275 - صحاح - 6) قال ابن السكيت: والقرين: المصاحب. والقرينان: أبو بكر وطلحة، لان عثمان بن عبيد الله أخا طلحة، أخذهما فقرنهما بحبل، فلذلك سميا القرينين. وقرينة الرجل: امرأتُهُ. وقولهم: إذا جاذبته قرينتُه بَهَرها، أي إذا قُرِنَتْ به الشديدةُ أطاقَها وغلبَها. ودُورٌ قَرائِنُ، إذا كان يستقبل بعضُها بعضاً. ويقال: أسْمَحَتْ قَرينُهُ وقَرونُهُ، وقَرونَتُهُ وقرينته في أي ذلت نفسه وتابعته على الأمر. والقَرونُ: الناقة التي تجمع بين مِحلَبَين. والقَرونُ من الدوابّ: الذي يعرق سريعاً. والقَرونُ: الذي تقع حوافرُ رجليه مواقع حوافر يديه. وكذلك الناقة التي تقرن ركبتيها إذا بركت، عن الاصمعي. والقرون: التي يُجمع خِلفاها القادِمان والآخِران فيتدانيان. والقَرونُ: الذي يجمع بين تمرتين في الأكل. يقال: " أبَرَماً قرونا ". وقارون: اسم رجل من بنى إسرائيل، يضرب به المثل في الغنى، ولا ينصرف للعجمة والتعريف. والقارون: الوج. وسقاء قرنوى ومُقْرَنًى مقصورٌ: دبغ بالقَرْنُوَةِ قال ابن السكيت: هي عُشبةٌ تَنبُت في ألوية الرمل ود كادكه تنبت صُعُداً، ورقها أُغَيْبِرُ يشبه ورقَ الحندقوق. ولم يجئ على هذا المثال إلا ترقوة، وعرقوة، وعنصوة، وثندوة.
قرن
القَرْنُ: قَرْنُ الثَّوْرِ. والمِثْلُ في السِّنِّ. واللِّدَةُ؛ وكَسْرُ القافِ بمعناه. وأمَّةٌ من الناس؛ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ، والجميع القُرُوْنُ. وعَفَلَةُ الشاةِ والبَقَرَةِ وهو ما يَخْرُجُ من ثَفْرِها. وجَبَلٌ صَغِيرٌ مُنْفَرِدٌ. وطَلَقٌ من جَرْي الخَيْل. ومَصْدَرُ قَوْلكَ: قَرَنْتُ الشَّيْءَ أقْرُنُه قَرْناً: إذا شدَدْتَه إلى شَيْءٍ وقَرَنْتَه إليه. وحَرْفُ رابِيَةٍ مُشْرِفَةٍ على وَهْدَةٍ صَغِيرةٍ. وحَدُّ ظُبَةِ السَّيْفِ والسِّنَانِ ونحوِه. ودُفْعَةٌ من العَرَق، عَصَرْنا الفَرَسَ قَرْناً أو قَرْنَيْنِ، وجَمْعُه قُرُوْنٌ.
والقَرُوْنُ من الخَيْل: الذي يَعْرَقُ سَرِيعاً إذا جَرى.
وقُرُوْنٌ من مَطَرٍ وعُشْبٍ: أي مُتَفَرِّقَةٌ.
وقُرُوْنُ السنْبُل: شَيْءٌ في سُنْبُل العِطْرِ وهو سَمُّ ساعَةٍ.
وقَرْنُ الفَلاةِ: رَأسُها.
وفي المَثَل: " أصابَ قَرْنَ الكَلإِ " أي أنْفَه، يُضْرَبُ لِمَنْ يُصيبُ مالاً وافِراً.
وبَلَغَ به العِلْمُ قَرْنَ الكَلإِ: أي أقْصى غايَتِه.
ونازَعَه فَتَرَكَه قَرْناً لا يَتَكلَّمُ.
والقَرْنُ: القائمُ. وقَرْن العُرْفُطِ: سِنْفُه.
والقَرْنُ في الرَّأس: مِثْلُ الرَّمّاعَةِ. وهو لِحَاءُ الشَّجَرِ يفْتَلُ منه حَبْلٌ، وهو القُروْنُ أيضاً. وكَوْكَبَانِ هُما حِيَالَ الجَدْي ورَأس الثَّوْرِ فيه القَرْنُ.
والقَرْنَانِ: ما يُبْنى على رَأس البِئرِ من طِينٍ أو حِجَارَةٍ تُوضَع عليهما النعَامَةُ.
وفي الحديث: انَ النَبيَ - صلّى اللَّهُ عليه وآلِه وسَلَّم - قال لِعَلِي - رَضي اللهُ عنه -: " إنَّ لك بَيْتاً في الجَنًة وإنكَ لَذو قَرْنَيْها " أي أنتَ في هذه الأمَّةِ شَبِيْه بذي القَرْنَيْن في أمَتِه، وقيل: إنَّكَ ذو قَرْنَي الجَنَةِ: أي ذو طَرَفَيْها.
والقِرْنُ: الذي يُقاوِمُكَ في بَطْشٍ أو قِتَالٍ.
والقَرَنُ: جُعْبَةٌ صَغِيرة تُضَمُّ إلى الجُعْبَةِ الكَبِيرةِ. وهو أيضاً: السيْفُ. والنَّبْلُ. والحَبْل الذي يُقْرَنُ به البَعِيرُ. والبَعِيرُ المَقْرُونُ بالآخَرِ. ومَصْدَرُ الأقْرَنِ وهو المَقْرُوْنُ الحاجِبَيْنِ.
وقَرَنٌ: حَيٌّ من اليَمَن، ومنهم أويسٌ القَرَنيُ.
والقِرَآنُ: الحَبْل الذي يُقْرَنُ به، وجَمْعُه قُرُنٌ، والقُرَانى: تَثْنِيَةُ فُرَادى. ونَبْلٌ مُسْتَوِيَةٌ من صَنْعَةِ رَجُلٍ واحِدٍ. وأنْ تُقَارِنَ بين شَيْئيْنِ تأكلُهُما مَعاً، وفي الحَدِيثِ: " لا قِرَانَ ولا تَفْتِيْشَ " أي في أكْل التَمْرِ. وأنْ تَقْرُنَ بَيْنَ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ.
والقِرَانُ في قَوْلَ ابنِ هَرِمَةَ: فَنَفَيْتَ عنه الوَحْشَ بَعْدَ قِرَانِهِ هو مُقَارَنَةُ الجوْع بَيْنَ يَوْم ولَيْلَةٍ.
وأقْرَنَ فلانٌ لفلانٍ: إذا جَعًلَ له بَعِيرَيْنِ بَعِيْرَيْنِ في حَبْلٍ.
والمُقْرنُ: الذي غَلَبَتْه ضَيْعَتُه فلا مُعِيْنَ له.
والقَرُوْنُ من النُوقِ: المُقْتَرِنَةُ القادِمَيْنِ والآخِرَيْنِ من أطْبائها. والتي تَجْمَعُ بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ. وهي - أيضاً -: التي إذا بَعَرَتْ قارَنَتْ بَعْرَها. والتي إذا جَرَت وضعَتْ يَدَيْها ورِجْلَيْها مَعاً.
والقارِنُ: الذي مَعَه النَّبْلُ والسَّيْفُ.
والقرنُ: المُقْتَرِنُ، حِلَّتُهم قَرِنَةٌ: أي مُتَقَارِنَةٌ.
والقَرِيْنُ: صاحِبُكَ الذي يُقارِنُكَ. وامْرَأةُ الرجُلَ: قَرِيْنَتُه.
وفَلانٌ إذا جاذَبَتْه قَرِيْنَتُه بَهَرَها: أي إذا ضُمَّ إليه أمْرٌ أطاقَه.
وأقْرَنْتُ لهذا البِرْذَوْنِ: أي أطَقْته، ومنه قولُه عَزَّ وجَلَّ ذِكْرُه: " وما كُنا له مُقْرِنِيْنَ " واسْتَقْرَنْتُ لفُلانٍ: بمعناه.
وأقْرَانُ الظُّهُورِ: الذين يَجِيئُونَ من وَرَاءِ الرَّجُل وهو يُقاتِلُ قُدْماً فَيَضْرِبُوْنَه.
ويَقُولونَ: أخَذْتُ قَرُوْني من هذا الأمْرِ: إذا رَفَضَه وتَرَكَه.
والقَرُوْنُ والقَرُوْنَةُ: النَّفْسُ، يُقال: أسْمَحَتْ قَرُوْنَتُه وكذلك قَرِيْنَتُه وقَرِيْنُه.
والأقْرَنُ والقَرْناءُ من الشّاء: ذَوَاتُ القُرُوْنِ.
وذُو القَرْنَيْنِ: مَعْروفٌ.
والقَرْنَان: الرَّجُلُ الذي لا غَيْرَةَ له.
وقارُوْنُ: ابنُ عَمِّ مُوسى.
والقَيْرَوَانُ - معَرَّبَةٌ -: للقافِلَة. واسْمُ مَدِيْنَة إفْرِيْقيَة.
والقَرْنُوَةُ: شَجَرَةٌ يُدْبَغُ بوَرَقِها الأدَمُ. وسِقَاءٌ قَرْنَوِي: مَدْبُوغٌ به. وجِلْدٌ مُقَرْنى.
والقَرّانُ: من أوْعِيَةِ الزُّجاج، وقيل: الكبيرةُ من القَوارِير، وهو من قولهم: أقْرَنَ دمُه إقْراناً: كَثُرَ.
واسْتَقْرَنَ الدُّمَّلُ وأقْرَنَ: حانَ أنْ يَتَفَقَأ. ويقال ذلك للرَّجُل عِنْدَ الغَضَب. واسْتَقْرَنَ لفلانٍ دَمُه. وأقْرَنَتْ أفاطِيْرُ وَجْهِ الغُلام: إذا بَثَرَتْ مَخَارِجُ لِحْيَتِه.
وأقْرَنَت الثرَيّا: ارْتَفَعَتْ.
والإِقْرَانُ: رَفْعُ الرجُل رَأْسَ رُمْحِه لئلا يُصِيْبَ مَنْ قُدّامَه.
وأقْرَنَتِ السَّماءُ: دامَت فلم تُقْلِعْ، وقَرَنَتْ: مِثْلُه.
والمُقْرِنُ: الضَعِيفُ. والقَويُ، جَميعاً.
والقُرْنَةُ: إحدى شُعْبَتَي الرَّحِم، وامْرَأةٌ قَرْناءُ. وجانِبا السَّلا: كذلك.
وفي الفَخِذِ ذاتُ القريْنَتَيْنِ: وهي عَصَبَةُ باطِنِ الفَخِذِ، والجميع ذَواتُ القَرائنِ.
واسْتَقْرَنَ لفُلانٍ دَمُه: إذا تَبَيَّغَ به وكادَ يَقْتُلُه.
واسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلانٍ: أي عازَّه وصارَ عند نَفْسِه من أقرانِه.
وأقْرَنَتِ الجارِيَةُ وقَرَنَتْ: رَفَعَتْ رِجْلَيْها.
وللضِّبِّ قُرْنَتَانِ: أي رَحِمَانِ.
باب القاف والراء والنون معهما ق ر ن، ن ق ر، ر ن ق، ر ق ن، ق ن ر مستعملات

قرن: قَرْنُ الثور معروف، وموضعه من رأس الإنسان قَرنٌ أيضاً، ولكل رأسٍ قرنان. والقرن في السن: اللدة. والقَرنُ: الأمة. وقَرنٌ بعد قَرنٍ، ويقال: عمر كل قَرنٍ ستون سنة. والقَرنُ: عفلة الشاة والبقرة، وهو شيء تراه قد خرج من ثغرها. والقَرنُ: جبل صغير منفرد. والقَرنان: ما يبنى على رأس البئر من حجر أو طين، توضع عليهما النعامة، وهي خشبة يدور عليها المحور، قال:

تبين القَرْنَيْنِ وانظر ما هما ... امدراً أم حجراً تراهما

والقَرْنُ: طلق من جري الخيل. وقَرَنْتُ الشيء أقرنه قرناً أي شددته إلى شيء. والقَرَنُ: الحبل يقرن به، وهو القِران أيضاً. وكان رجل عبد صنماً فأسلم ابن له وأهله، فجهدوا عليه، فأبى فعمد إلى صنمه فقلده سيفاً وركز عنده رمحاً، وقال: امنع عن نفسك، وخرج مسافراً فرجع ولم يره في مكانه، فطلبه فوجده وقد قُرِنَ إلى كلب ميت في كناسة قوم فتبين له جهله، فقال:

إنك لو كنت إلهاً لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قَرَنْ

أفٍّ لملقاك إلهاً يستدن

فقال هذه الأبيات وأسلم. والقِرانُ: حبل يشد به البعير كأنه يقوده، وجمعه قرن. وقَرَنٌ: حي من اليمن منهم أويس القَرَنيّ. والقَرَنُ: جعبة صغيرة تضم إلى الجعبة الكبيرة،

وفي الحديث: الناس يوم القيامة كالنبل في القَرَنِ.

والقَرَن في قول جرير:

كالمشدود في القَرَنِ

يكون حبلاً ويكون جعبة. والأقْرَنُ: المقرون الحاجبين. والقِرْنُ: ضدك في القوة. والقَرْنُ: حد ظبة السيف والسنان. والقَرونُ: الناقة إذا جرت وضعت يديها ورجليها معاً معاً. والقَرنُ: حرف رابية مشرفة على وهدة صغيرة. والقُرانَى تثنية فرادى، تقول: جاءوا فرادى وقُرانَى. والقِرانُ أن يُقارن بين تمرتين يأكلهما معاً،

وفي الحديث: لا قِرَانَ ولا تفتيش في أكل التمر.

والقِرانُ أن تقرِنَ حجة وعمرة معاً. والقَرونُ من النوق: المُقْتَرنَةُ القادمين والآخرين من أطبائها. والقَرونُ: التي إذا بعرت قارَنَتْ بعرها. وسمي ذا القَرْنَيْنِ لأنه ضرب ضربتين على قَرْنَيْهِ. والقَرينُ: صاحبك الذي يقارنُك، وقوله- عز وجل: مُقْتَرِنِينَ

أي متقارنين. وتقول: فلان إذا جاذبته قرينته وقرينه قهرها أي إذا قُرِنَتْ به الشديدة أطاقها وغلبها إذا ضم إليه أمر أطاقه، قال عمرو:

متى نشدد قرينتَنا بحبل ... نجد الحبل أو نقص القَرينا

وقَرينهُ الرجل امرأته. وأقْرَنْتُ لهذا البعير أو البرذون أي أطعته، اشتق من قولك: صرت له قريناً أي مطيقاً، ومنه قوله تعالى: ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

أي مطيقين. والأَقْرَنُ والقَرْناءُ من الشاء ذات القرون. والقَرْنانُ: الذي لا غيرة له. وقارونُ ابن عم موسى- عليه السلام- وكان منافقاً فلما عابته موسى استبان كفره فدعا عليه فخسف به. والقًرونُ: النفس. والقَيرَوانُ: القافلة، معربة. والقَيروانُ: اسم مدينة.

رقن: تَرقينُ الكتاب: تزيينه، وترقين الثوب بالزعفران والورس، قال:

دار كرقم الكاتب المُرَقِّنِ

والرقون: النقوش. رنق: الرَّنَقُ: تراب في الماء من القذى ونحوه، وماء رنقٌ ورَنَقٌ. وقد أرنقتُه ورَنقتُه. وفي عيشه رَنَقٌ أي كدر، قال:

قد أرد الماء لا طرقاً ولا رَنقا

والتَّرْنيقُ: كسر جناح الطائر حتى يسقط من آفة، وهو مُرَنَّقُ الجناح

قنر: القَنَوَّرُ: الشديد الرأس، الضخم من كل شيء.

نقر: النًّقْرُ: صوت اللسان يلزق طرفه بمخرج النون فيصوت به فَيَنْقُرُ بالدابة لتسير، قال:

وخانق ذي غصة جرياض ... راخيت يوم النَّقْرِ والإنقاض

والنَّقيرُ: نكتة في ظهر النواة منها تنبت النخلة. والنَّقيرُ: أصل خشبة ينقر فينبذ فيه. والنَّقْرُ: ضرب الرحى ونحوه بالمنقار، والمِنقارُ حديدة كالفأس لها خلف مسلك مستدير تقطع به الحجارة. والنَّقارُ: الذي ينقش الركب واللجم والرحى. ورجل نَقّار مُنَقَّرٌ: يُنَقِّرُ عن الأمور والأخبار.

وعن عمر (قال) : متى ما يكثر حملة القرآن يُنَقِّروا، ومتى ما يُنَقِّروا يختلفوا.

والمناقَرةُ: مراجعة الكلام بين اثنين وبثهما أمورهما.

وفي الحديث: ما كان الله ليُنْقِرَ عن قاتل المؤمن

أي ما كان ليقلع، قال:

وما أنا من أعداء قومي بمُنْقِرِ

والنّاقُورُ: الصور ينقُر فيه الملك أي ينفخ. والنُّقْرَةُ: قطعة فضة مذابة، والنُّقرةُ: حفرة غير كبيرة في الأرض. ونُقْرة القفا: وقبة بين العنق والرأس. والمِنْقَرُ: بئر: بعيدة القعر كثيرة الماء، قال:

أصدرها عن مِنْقَر السنابر ... نقر الدنانير وشرب الخازر

ومِنْقَرٌ: قبيلة. ومِنْقارُ الطير والخف: طرفه. والنَّقْرةُ: ضم الإبهام إلى الوسطى، ثم ينقر فيسمع صوته، وباللسان أيضاً. ونَقَّرَ باسم رجل أي دعاه من بين أصحابه خاصة، وانتَقَرَ أيضاً. ونقرت رأسه: ضربته. وانتَقَرَتِ الخيل بحوافرها أي احتفرت نُقَراً. وانتَقَرَ السيل نُقَراً: حفر يحفر فيها الماء. ونَقْرةُ: منزل بالبادية. وأنْقِرَةُ: موضع بالشام ذكرتها الشعراء.
(قرن) - في الحديث: "نَهَى عن القِرانِ إلَّا أن يَستأذِنَ أَحَدُكم صاحِبَه"
وفي رِواية: "عن الإِقرانِ". والأوّل أصحّ. وهو أن يَجْمَع بين التَّمرتَينِ، فيَقْرُنَ بينَهُما في الأَكْل.
وله وَجْهَان: ذهَبَ جابِرٌ وعَائِشةُ - رضي الله عنهما - إلى أنه قَبِيحٌ فيه هَلَعٌ وشَرَهٌ؛ وذلك يُزْرِي بصَاحبِه.
- والآخر ما رُوِى عن جَبَلةَ: "كُنّا بالمدينَة في بَعْث العِراق، فكان ابن الزُّبَير يَرْزُقُنا التَّمْر، وكان ابنُ عُمَر يَمُرُّ فيقول: لا تُقارِنُوا إلّا أن يَسْتَأذِن الرجلُ أخاه"
فعلى هذا أنما كُرِه؛ لأن التَّمرَ كانَ رِزقاً من ابن الزُّبَيْر، وكان مِلكُهم فيه سَواء، فيَصِير الذي يَقْرُن أكثرَ أكلًا من غَيْره، ويَدلُّ عليه قَولُه: "إلّا أن يَسْتَأذِنَ"، فإن أَذِنَ له فكَأَنَّه جاد عليه. ورُوِى نَحوُه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في أصحاب الصُّفَّةِ. فإذا كان التمرُ مِلْكاً لَه، فله أن يَأكُلَ كما شَاء.
كما رُوى أنّ سالمًا كان يأكل التمر كفًّا كَفًّا، وذهب ذاهب إلى أنّ النَّهىَ انصرف إلى وقتٍ كان الطَّعام فيه قَليلًا؛ فأمّا إذا كان الطعام بحيث يكون شِبَعًا للجَميع، وكان مُباحًا له أَكلُه، جاز أن يَأْكلَ كما شاء.
- في الحديث: "أنه صلى الله عليه وسلّم مرّ بِرجُلَين مُقْتَرِنَيْن، فقال: ما بَالُ القِرانِ؟ قالا: نَذَرْنَا " قال الأَصْمَعِي: القَرَن متَحرِكةَ الراءِ: جَمعُك دَابَّتَين في حَبْل. والحَبْل الذي يُلزَّان به قَرَنٌ أيضا.
ومنه حَديثُ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "الحياء والإيمان في قَرَن"
: أي قِرَانٍ .
- في حديث علىّ - رضي الله عنه -، ويُروَى عن مَروانَ أَيضاً: "إذا تزوّج المرأةَ وبها قَرْن "
القَرْن - بسكون الراء -: شيء في الفَرْج كالسِّنِّ يَمنعُ من الوَطْء.
ويقال له: العَفَل أيضاً.
- ومنه حديث شُرَيح: "في جاريةٍ بها قَرْنٌ، فقال: أَقْعِدُوها، فإن أَصابَ الأرضَ فهو عَيْبٌ، وإن لم يُصِبْها فلَيْس بعَيْبٍ" - في الحديث: "تَعَاهَدُوا أقْرانَكم"
هو جَمْعُ القَرَنِ، وهو جَعْبَةٌ صغيرةٌ تُضَمُّ إلى الكَبِيرة، قَالَه الأصمَعِيُّ.
وقال غَيرُه: هو جَعْبَةٌ مَشْقُوقَةُ الجَنْبِ، لتدخلَ الرِّيحُ فيها، فلا يتآكل الرِّيشُ.
: أي انْظُروا هل هي ذَكِيَّة أم مَيِّتَة، إذا حَمَلْتموها في الصَّلاة.
- ومنه حديث عُمَيْر بن الحُمام - رضي الله عنه -: "فأَخرَج تَمْرًا من قَرَنِهِ"
: أي جَعْبَتِه .
- في الحديث: "أَنَّ رجلًا أَتاه، فقال: علِّمني دُعاءً، ثم أَتَاه عند قَرْنِ الحَوْل"
: أي عند آخر الحَوْل الأَوَّل، وأَوَّل الثاني.
- في صِفَة عُمر - رضي الله عنه -: "قَرنٌ مِن حديدٍ"
: أي حِصْنٌ.
- وفي الحديث: "أنه وَقَفَ على طَرَف القَرْن الأسْودِ"
وهو جُبَيل صَغِير، أو رابِيَة تُشْرف على وهدَةٍ. - وفي حديث مَواقِيت الحَجِّ: "يُهِلُّ أَهْلُ نَجْد مِن قَرْنٍ"
وقَرْنٌ: جَبَلٌ أَملسُ مُطِلٌّ على عَرفَات، كأنه بَيضَة من تَدْوِرَةٍ .
- وفي الحديث: "أنه احْتَجَم على رأسه بقَرْنٍ حين طُبَّ"
وهذا مما يُغلَط فيه، كما يُغلَط في حديث إبراهيم عليه الصّلاة والسَّلام: "أنّه اخْتَتَن بالقَدُومِ".
قال عمر بن أبي رَبِيعَة:
فَلَيتَ الَّذي لَام في حُبِّكُمْ
وفي أَنْ تُزَارِى بِقَرْنٍ وقَاكِ
: أي بجانب.
وقَرْن طَيّءٍ: موضع. وقَرن: وَادٍ لسَعد بن بَكْرٍ.
وقَرن الجَوارِي، وقَرْن أُمِّ مَسْجد، وقَرْن الثَّعالِب: جِبالٌ بجَدِيلَة.
وأنشد شَيخُنا الإمام أبو المَحاسِن مَسْعُودُ بنُ محمد بن غانم الهَرَوى في مَواقِيت الإحرام وأجازه لنا:
قَرْنٌ يَلَمْلَمُ ذُو الحُلَيْفَةِ جُحفَةٌ
بل ذَاتُ عِرقٍ كُلُّها مِيقَاتُ
نَجدٌ تَهامَةُ والمدينَةُ مَغرِبٌ
شَرْقٌ وهُنَّ إلى الهُدَى مَرقاةُ
والأصل في القَرْن ما ذكرناه.
- في حديث كَرْدَمَ - رضي الله عنه -: "وبِقَرْنِ أيِّ النّساء هي؟ "
: أي بِسِنِّ أيِّهنّ.
والقَرْنُ: بَنُو سِنٍّ وَاحِد، وأنشَد ثَعلَب:
إذا مَا مضى القَرْن الذي أَنتَ فيهم
وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْتَ غَرِيبُ
قال قَومٌ: القَرْنُ: عِشْرُون سَنَةً، وقيل: ثَلاثُون، وقيل: سَبْعُون.
وقال أَبُو إسحاق: هو مِقْدَار التوَسُّطِ في أَعمارِ أهل الزَّمَان؛ فهو في قَومِ نُوحٍ على مِقْدارِ أعْمَارِهم، وكذلك في كُلِّ وَقْتٍ؛ مأخوذٌ من الاقْتِرَان، فَكَأَنَّه المِقْدارُ الذي هو أَكثَر ما يَقْتَرِن فيه أَهلُ ذلك الزمَانِ في معايشِهم ومُقامِهم
- في الحديث: "أنّ الشمسَ تَغرُبُ بين قَرْنَىْ شَيطانٍ"
قال الخَطَّابيُّ: قيل: هو مُقارنَتُه الشَّمسَ عند غُروبها، كما رُوِى "أنه يُقارِنها إذا طَلَعَتْ، فإذا ارتفعت فارقَها، فإذا استَوَت قارَنَها، فإذَا زالَت فارقَها، فإذا غَرَبت قارنَها"
وقيل: قَرْنُه: قُوَّته؛ من قَولِهم: أنا مُقْرِنٌ له؛ فإنه يَقوى أمرُه في هذه الأوقاتِ؛ لأنه يُسَوِّلُ لِعَبَدَة الشّمسِ أن يَسجُدُوا لها في هذه الأزمانِ.
وقيل قَرنُه: حِزبُه وأَصحابُه. يقال: هؤلاء قَرْنٌ،: أي نشْءٌ. وقيل: بين قَرْنَيْه؛ أي أَمَّتَيْه الأَوَّلَيْن والآخِريْن. وقيل: إنه تَمثِيل ؛ وذلك أنّ تأخيرَ الصَّلاةِ، إنما هو تَسوِيلُ الشَّيطان لهم.
وذوات القُرون إنما تُعالج الأَشياءَ بقُرونها، فكأنّهم لمَّا دَافَعوا الصَّلاةَ وأخَّروهَا بتَسْوِيلِ الشَّيطانِ لهم حتى اصْفرَّت الشَّمسُ صار ذلك بمنزلة ما يُعَالِجه ذَوُو القُرون بِقرونِهَا.
وفيه وجهٌ آخرُ: وهو أَنه يَنتصِبُ دُونَهَا، حتى يكون طُلُوعُها وغُرُوبُها بَين قَرْنَيه؛ وهما جانِبا رأسِهِ؛ فينقَلِبُ سُجُودُ الكفَّار للشّمسِ عِبادةً له.
وقَرْنَا الرأسِ: فَوْدَاه.
قال: وكَوْن الشمسِ بين قَرْنَي الشيطانِ، وذِكْرُ تَسْجِير جَهَنَّم، وما أَشبَهَه من الأشياءِ التي تُذكَرُ على سبيل التَّعْلِيلِ؛ لتَحريم شيَءٍ أو لِنَهىٍ عن شيءٍ أُمورٌ لا تُدْركُ مَعَانِيها من طريقِ الحِسِّ والعِيان؛ وإنما يجب علينا الإيمانُ بِها، والتَّصديقُ بمُخْبَراتها، والانْتهاءُ إلى أَحْكامِها التي عُلِّقَت بِهَا.
ذكر محمد بن موسى بن حماد البَرْبَرِي، أخبرنا أبو العباس عُبَيْدُ الله بنُ عَبدِ الله اللِّحياني المُؤدِّب، قال أبو عمرو الشَّيْبَاني: قال أبو بَكْر الهُذَليّ: قال عِكْرِمة:
والذي نَفْسي بيَدِه ما طَلَعت؛ يَعني الشَّمسَ، قَط إلا يَنْخُسُها سَبْعُونَ ألفَ مَلك، يقال لها: اطْلُعِي، فتقول: لا أَطْلُع على قَومٍ يَعبُدَونيِ من دُونِ الله، قال: فيأتِيها مَلَكَان حتى تستَقِلّ لِضِيَاء العِباد، فيأتِيَها شَيْطانٌ يُريدُ أن يَصُدَّها عن الطلوع، فتَطْلُعَ على قَرْنَيْه؛ فَيَحْرُقَه الله تَعالَى تَحتَها، وما غَربَت قَطّ إلّا خَرَّت لله تعالى ساجِدةً، فيَأتِيهَا شَيْطان يُريدُ أن يَصُدَّها عن السُّجود لله تعالى فتَغْرُب على قَرْنَيه؛ فيَحْرُقَه الله تعالى تَحتَها؛ فذلك قَولُ النّبيِّ - صلِّى الله عليه وسلّم -: " تَطلعُ بين قَرْنَي شَيْطان، وتَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَي شَيْطان "
- في حديث قَيْلةَ - رضي الله عنها -: "فأَصابَت ظُبَتُه طائِفةً من قُرونِ رَأْسِيَه."
: أي بَعضَ نواحي رَأسي.
- في الحديث: "أنه قُرِن بِنُبُوَّتِه إسْرافِيلُ ثَلاثَ سِنين، ثم قُرِن به جَبْرَئِيلُ عليه السّلام"
: أي كان يَأتِيهِ بالوَحي وغَيره.
في الحديث: "ما من أَحدٍ إلَا وُكِّلَ به قَرِينُه "
يعني قولَه: {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهوَ لَهُ قَرِينٌ}
- وفي حديث آخر: "فقاتِلْه فإنَّ معه القَرِينَ "
[قرن] فيه: خيركم «قرنى» ثم الذين يلونهم، يعني الصحابة ثم التابعين، والقرن أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، وهو أربعون سنة أو ثمانون أو مائة أو مطلق من الزمان - أقوال، وهو مصدر قرن يقرن. ط: وخير بمعنى التفضيل والشركة، وفيمن بعد القرون الثلاثة للاختصاص دون الشركة. ك: ومنه: «قرنًا» بعد «قرن»، يعني أنه من خير القرون إذا فصلتها واعتبرت قرنصا فقرنًا من أوله إلى آخره. ط: بعثت من خير «قرون» بني آدم حتى كنت، هو غاية بعثت، وأراد بالبعث نقله من أصلاب الآباء، أي بعثت من خير طبقات بني آدم كائنين طبقة بعد طبقة حتى كنت من قرن كنت منه، ابتداء قرنه من حين البعث أو من حين نشوء الإسلام. ن: لا يكبر سني، أو قال: «قرني» - بفتح قاف، هو نظيرها في العمر؛ القاضي: أي لا يطول عمرها؛ لأنه إذا طال عمره طال قرنه، وفيه نظر لأنه لا يلزم من طول عمر أحد القرنين طول عمر الآخر. ز: أقول: هذا كناية«قرنًا»، هو بالكسر الكفء والنظير في الشجاعة والحرب، ويجمع على أقران. ومنه ح: بئس ما عودتم «أقرانكم»، أي نظراءكم في القتال. وفيه: سئل عن الصلاة في القوس و «القرن» فقال: صل في القوس واطرح «القرن»، هو بالحركة: جعبة من جلود تشق ويجعل فيها النشاب، وأمر بنزعه لأنه قد يكون من جلد غير مذكى ولا مدبوغ. ومنه: الناس يوم القيامة كالنبل في «القرن»، أي مجتمعون مثلها. وح: فأخرج تمرًا من «قرنه»، أي جعبته، ويجمع على أقرن وأقران. وح: تعاهدوا «أقرانكم». أي انظروا هل هي من ذكية أو ميتة، لأجل حملها في الصلاة. وح: ما مالك؟ قال: «أقرن» لي وأدمة في المنيئة, قال: قومها وزكها. وفيه: فإني لهذه «مقرن»، أي مطيق قادر عليها - يعني ناقته، من: أقرنت الشيء فأنا مقرن، أي أطاقه وقوى عليه. ومنه: «وما كنا له «مقرنين»». ن: أي مطيقين قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا. وكبش «أقرن»، أي ذو قرن حسن، وصفه به لأنه أكمل وأحسن صورة. ط: الأقرن عظيم القرن، والأنثى قرناء. ومنه: حجمه «بالقرن» والشفرة، أي كان المحجمة قرنًا وكان المبضع سكينًا عريضة.
قرن: قرن: جمع. يقال: قرن قدميه في الصلاة. (المقري 1: 906). وفي رياض النفوس (ص36 ق): ثم قرن كعبيه فصلى. وفيه (ص74 و): فلما جن الليل قرن قدميه فهو قائم بين يدي الله عز وجل حتى انصدع الفجر.
قرن: جمع عددا من الأسماء الخاصة التي لا تختلف عن بعضها إلا بالحركات (ياقوت 5: 33 رقم 1).
قرنت المرأة: كان في فرجها قرن وهو زائدة صلبة تنبت هناك شبيهة بالقرن. (محيط المحيط).
قرن: صار ذا قرن، طال قرناه. (فوك).
قرن (بالتشديد): صار ذا قرن، وظهر قرناه (فوك).
قرن آذانه: أصاخ السمع، استمع. (بوشر).
قارن: حدث في نفس الوقت، وافق. ففي المقدمة (2: 52): وقارن ذلك أيام عبد الملك.
قارن: سوى. ساوى، عادل. (بوشر).
قارن الشيء بالشيء: وازنه به. (بوشر) اقرن: جمع مثل قرن. ويقال أقرن قدميه في الصلاة.
ففي رياض النفوس (ص35 ق): اقرن قدميه.
وفيه (ص41 ق): فصلى الظهر ثم أقرن كعبيه إلى العصر.
اقرن: وضع المقرن على رأس الثورين عند الحرث.
والمقرن: الخشبة التي توضع على راس الثورين وهي الناف عند فلاح مصر (فوك).
اقرن: تصحيف الكلمة العبرية قهراء، صارت له قرون، طال قرناه. (السعدية النشيد 69).
تقرن: صلد ذا قرنين، صار أقرن. (فوك).
تقارن: تماثل، تشابه. ويقال: تقارن مع. (فوك).
انقرن: اجتمع. (فوك).
اقترن ب: اتفق، صاحب، ففي كتاب الخطيب (ص53 و): واقترن بذلك تقديم ابنه أبي يعقوب على اشبيلية.
اقترن: اجتمع من الأسماء الخاصة التي لا تختلف عن بعضها إلا بالحركات (انظر: قرن). (ياقوت 5: 33 رقم 1).
قرن: روق. ويجمع على أقران أيضا (فوك) ويوضع قرنان على رأس المجرم ويطاف به في الطرقات. (انظر معجم البيان ص26).
له قرون: قرنان، ديوث. الذي لا غيرة له، المشارك في زوجته، نعت سوء للرجل الذي لا غيرة له على أهله. (بوشر).
من قرته إلى قدميه: من رأسه إلى قدميه 0الجريدة الآسيوية 1851، 1: 61).
قرن: هو طرف من الأطراف الأربعة لعظيم (كعب) مقعر بعض التقعير شكله مثل هذا الشكل S أو مثل القرن. هذا إذا فسرت تفسيرا حسنا اصل الكلمة الأسبانية Carne ( معجم الأسبانية ص250).
قرن: سنفة، سنف ذو قسمين (محيط المحيط): وله قرون - فيها حب مدور أحمر يتداوى به من عرق النسا. وفي (1: 115).
منه قرون اللوبيا. وفيه (1: 213): تمر هندي) وثمره قرون مثل ثمر القرظ. وفيه (1: 348): أوعية كالقرون. وفيه (1: 355): فأما الخرنوب البري فإنه نحيف القرون خفيفها. وفي ألف ليلة (1: 508): أخرجوا من الصندوق تلك الملعونة كأنها قرن خيار شنبر من شدة السواد والنحول.
قرن خروب: خروبة، خرنوبة، ثمرة الخروب. (بوشر).
قرن، والجمع قرونك هو في معجم الكالا redrojo وقد ترجمها نبريجا ب regerminatio وترجمتها الأكاديمية بعنقود عنب تركه فأطفو العنب. غير أن الكلمة العربية تعني قضبان الكرم التي لم تقطع أيام التسريح (تشذيب الكرم) وهي التي ينبت فيها العنب. ويؤيد هذا قول ابن الــعوام الذي لم يرد في المطبوع، ففي المخطوطة (ص118 ق): المتروك في الجفنة من الفروع التي تسمى القرون ويسميه بعض الفلاحين الأذرع. وفيه (ص129 ق): القضبان التي يتركون منها نفية) لينبت فيها الثمر وهي التي تسمى القرون. انظر أيضا المطبوع منه (1: 232).
قرن، والجمع قرون: بوق، نفير، صور. (الكالا).
الروم ذات القرون: انظره في معجم البلاذري. وقد أرسل إلي السيد دي غويه يقول: أن نولدكه (تاريخ القرآن ص106 رقم 4) يذكر تفسيرا آخر يمكن مقارنته بما ذكر آموس (6: 13).
قرن الجبل: ذروة الجبل، والجمع قرون. (عبد الواحد ص214).
قرن: ساعد نهر، شعبة، مثل Comu باللاتينية. (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
قرن: لدة الرجل، من يساويه في السن، والجمع أقران. (بوشر).
قرن: زمان، ويقال: في قرن مع أي في نفس الزمان والوقت، ففي حيان (ص105 ق): كان الفتح على ابن مستنه وافى الأمير في قرن مع عيد الأضحى.
قرن الأيل: رجل الغراب (نبات). (بوشر).
قرن الأيل: هو في ملقا نبات اسمه العلمي: Crithmum Maritimum ( ابن البيطار 2: 283). قرن البحر: عنبر أصفر، كهربا أصفر كهرمان أصفر. (المستعيني مادة كهربا، ابن البيطار 2: 295).
قرون البحر: المرجان والكهرباء (محيط المحيط).
قرن الجدي: انفتال، التواء المعى. (باجني مخطوطات، دوماس حياة العرب ص382).
قرن الغزال: بخور مريم، شجرة مريم، خبز المشايخ، أذن الأرنب. (بوشر).
قرن: صنف من التمر. (دسكرياك ص11).
قرن من قرن: روق (قرن) الكركدن، وحيد القرن، مرميس. (جاكسون ص38).
قرن الكبش: نبات اسمه العلمي: Hussonia Oegrieras ( كولومب ص28).
قرن همامون: حجر امون. (بوشر).
قرون السنبل نبات اسمه العلمي: Secale Cornutum ( ابن البيطار 2: 294)، 515، معجم المنصوري). قرون المعز، أو قرون فقط: فريقة، حلبة. (ابن الــعوام 2: 95).
أبو قرن: كركدن، وحيد القرن، مرميس (براون 2: 27) وانظر في مادة أبو.
أبو قرن: حيوان ذو قرن في جبهته، وحيوان أسطوري بجسم حصان كان الأقدمون يفترضون له قرنا وسط الجبين. (عواده ص140، ص643) وفيها ينقل برون مذكرة فرسنال التي ألقاها في الأكاديمية وطبعت سنة 1844.
وحيد القرن: الكركدن (محيط المحيط).
قرنة، والجمع قراني: زاوية، زاوية ناتئة في حجر أو منضدة، ركن، زاوية مخبأة. (بوشر، همبرت ص124، فريتاج طرائف ص124، محيط المحيط.
الأربع قراني: لعبة الزوايا الأربع (بوشر).
قرني. الحجاب القرني (ابن البيطار 1: 196) أو الطبقة القرنية (ابن البيطار 1: 290): قرنية العين، شحمة العين، مقلة، الجزء الأمامي الشفاف من جدار مقلة العين وهو الذي يغطي جميع أقسام العين.
قرنية: شحمة العين، والجزء الأمامي الشفاف من جدار مقلة العين. (انظر ما سبق). (بوشر، معجم المنصوري. ابن البيطار).
قرنان: زوج مخدوع. (بوشر). قران: في ابن خلكان (1: 118):ولد في قران سنة 460. وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: ولد في سنة 460. أليس بالأحرى أن يكون معناها: ولد في إحدى السني، بين 460 و469.
قران: من مصطلح علم التنجيم (المقدمة 1: 204) وقد ترجم السيد دي سلان القرانات إلى الفرنسية بما معناه التقاء ظاهر بين كوكبين أو اكثر في منطقة واحدة من السماء.
أهل القرانات: الذين ولدوا في زمن التقاء كوكبين معين. (المقدمة 1: 306).
القرانات: لقب كلوك الإفرنج عند الأتراك (محيط المحيط).
قرين: صاحب، رفيق، عشير، اليف. وجمعها في معجم بوشر أقران.
قرينة: تطلق أيضا على الرجل بمعنى قرين أي صاحب ورفيق وعشير. وزيادة التاء للمبالغة كما في نسابة ورواية وكريمة. (معجم مسلم، كليلة ودمنة ص109، ص114).
قرينة: شيء مماثل، نظير، شبيه، مضارع. دي ساسي طرائف 1: 170).
قرينة: ما يتصل بالشيء ويدل عليه. ففي ألف ليلة، 3: 358) ميز المفاتيح من بعضها بالقرينة.
قرينة: حال ثانوية، ظرف ثانوي، دليل، إضافي أو دليل فقط. ففي تاريخ البربر (2: 16): كان من الصعب أن يتحقق من أي هذين الادعاءين هو الأولى والقرائن متساوية من الجانبين: وانظر المقدمة (1: 399، 2: 30).
قرائن الكلام: ما يوحي به الكلام من معان. ضد حركات الإعراب. (المقدمة 3: 362).
قرينة الحال، والجمع قرائن الأحوال: الظرف الدال على الحال. (فوك) ولعلها الظروف الطارئة في البيت الذي ذكره عبد الواحد (ص173) وهو.
فقالت وقد رق الحديث وأبصرت ... قرائن أحوال أذعن المكتما
قرينة: عند النساء جنية يتوهمن أنها تظهر لهن أحيانا. ويزعمن أن لكل امرأة قرينة، ويسمينها تابعة أيضا. (محيط المحيط).
قرينة: داء قديم. وصرع، داء النقطة (دومب ص89، ليرشندي).
قرينة: مجموعة من الأسماء الخاصة لا تختلف عن بعضها إلا بالحركات. (ياقوت 5: 33 رقم 1).
القرينة: عند أصحاب العربية أمر يشير إلى المقصود أو يدل على الشيء من غير الاستعمال فيه تؤخذ من لاحق الكلام الدال على خصوص المقصود أو من سابقه كذلك.
وهي قسمان حالية ومقالية، فالأولى كقولك للمسافر في كنف الله، فإن في العبارة حذفا أي سر في كنف الله، ويدل على هذا المحذوف تجهز المخاطب للسفر، وهو القرينة الحالية. والثانية كقولك رأيت أسدا يكتب، فإن المراد بالأسد رجل شجاع، ويدل على إرادته ذكر الكتابة المنسوبة إليه، وهي القرينة المقالية.
وقد يقال لفظية ومعنوية وهما كذلك، ج قرائن.
وقد تطلق القرينة على الفقرة من السجع وعلى آخر الكلمات منه. (محيط المحيط) غير أن القرينة عند البلاغيين هي الكلمة أو الجملة التي تدل على أن في الكلام استعارة، وهي كلمة يكتب في العبارة المذكورة (انظر ميهرن بلاغة ص31، ص23، ص36).
قرينة الغزال: نوع من التمر (مجلة الشرق والجزائر المسلسلة الجديدة 1: 311).
قرينة (باللاتينية Caria، وبالأسبانية Carena) : صالب المركب، وهي عارضة رئيسة تمتد على طول قعر المركب، حيزوم المركب. (لاتور، ليرشندي) وعند مارسيل: قارينة.
قريني: جاء في معجم فريتاج، وهي خطأ، والصواب قرنبي. (انظر قرنبا).
قرانيا (باليونانية كرانيا): حب الشوم (بوشر، ابن البيطار 2: 289).
قران؛ اقرن، ذو قرنين. (الكالا).
قران: قرنان، ديوث. (فوك، الكالا، ويندس ص16، هوست ص44، ص104، جاكسون ص158، اجرل ص46).
اقرن: ذو قرنين (الكامل ص705) وفي الدميري: كبش اقرن.
اقيرن: تل، مرتفع صغير. (رايت ص54).
مقرن: قرنان، ديوث. (بوشر).
مقرن: ذو زوايا. (نيبور رحلة ص23).
مقرن: عند العامة ما كان له أربع زوايا. (محيط المحيط).
مقرن: منحزت بشكل مضلع، منحوت الصفائح والوجوه. (بوشر) وينقل السيد دي غويه من الموشى (ص125 ق) وفيه المقرنة (الخواتيم؟) خواتيم.
مقرن: صواني. (بوشر).
مقرنة: مقرن، نير، سميق (أبو الوليد ص538).
مقرنة: حية قرناء لها كالحميتين في رأسها.
ويقال: أفعى مقرنة. (فون هوجلين في زيشر، مجلة اغة مصر القديمة، مايس 1868 ص55) وتسمى باللاتينية Vipera Cerastes مقران: ذو قرنين، (فوك).
مقرون: ماله عدة زوايا أو أطراف (نيبور رحلة ص23).
مقرون: يقول جويون (ص221): وغالبا ما يحمل هذا البايزار (مربى الباز والصقور) ثلاثة بازات أو صقور مرة واحدة أحدهما على كفه والآخر على كتفه والثالث فوق قبعة البرنس، وهذه الطيور مربوطة من أقدامها بحبل دقيق طرفه مربوط برزة تدور على صفيحة من نحاس أو فضة، ويطلق على مجموع هذه الآلة الصغيرة اسم مقرون Mgroun.
مقرونة: منديل طوله أربعة أذرع تلفه النساء البدويات حول رؤوسهن وتحت احناكهن. (زيشر 22: رقم 13، بركهارت البدو ص28).
مقارنة خيل: خيل مقرونة. (بوشر).
مقترن واقتراني: مركب. (بوشر).
قرن
قرَنَ1 يَقرُن ويَقرِن، قَرْنًا، فهو قارن، والمفعول مَقْرون (للمتعدِّي)
• قَرَن بين القول والعمل/ قرَن القولَ بالعمل: جمع بينهما "قرن الفلاحُ الثَّورَين: جمعهما في حبل- قرن بين عملين: أدَّاهما معًا- قرن الإشارةَ بالكلام".
• قرَن الشّيءَ إلى الشّيء: وصله وشدَّه إليه "قرن عربةَ القطار إلى القاطرة". 

قرَنَ2/ قرَنَ بـ يَقرُن ويَقرِن، قِرانًا، فهو قارِن، والمفعول مَقْرون (للمتعدِّي)
• قرَن بين الزوجين: زوّجهما، جمع بينهما بالعقد.
• قرَنَ بين الحجِّ والعمرةِ/ قرَنَ الحجَّ بالعمرةِ: وصلهما، جمع بينهما في الإحرام. 

قرِنَ يَقرَن، قَرَنًا، فهو أقْرَنُ
• قرِن الرّجُلُ: التقى طرفا حاجبيه.
• قرِن كلُّ ذي قرن: طال قرناه "قرِن الكبشُ: كان كبيرَ القرن". 

أقرنَ/ أقرنَ لـ يُقرن، إقرانًا، فهو مُقْرِن، والمفعول مُقْرَن (للمتعدِّي)
• أقرنَ فلانٌ: جمع بين شيئين أو عملين "أقرن بين الحجِّ والعمرة".
• أقرن فلانًا: صار له نظيرًا وشبيهًا.
• أقرن للأمر: أطاقَهُ وقَدَر عليه " {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}: ما كنّا من قبل على تسخيره قادرين". 

اقترنَ/ اقترنَ بـ يقترن، اقْتِرانًا، فهو مُقْترِن، والمفعول مُقْترَن به
• اقترن الرَّجلان: ارتبطا وتلازما "مشاكل مقترنة".
• اقترن الشَّيءُ بغيره: اتّصل به وصاحَبَه "اقترنت زيارتُه بعيد الفطر- اقترنت عودتُه بالسعادة".
• اقترن فلانٌ بفلانة: تزوّج بها "اقترن العروسان بزواج ميمون". 

تقارنَ يتقارن، تقارُنًا، فهو مُتقارِن
• تقارنَ الشَّيئان: تلازما، تصاحبا "تعارفا في السَّفر وتقارنا- تتقارن الرِّيحُ والبردُ في الشِّتاء". 

قارنَ يقارن، قِرانًا ومُقارَنَةً، فهو مُقارِن، والمفعول مُقارَن (للمتعدِّي)
• قارن الشّخصَ: صاحَبَهُ واقْتَرَنَ به "يحاول أن يقارن العالِمَ ليكتسب منه عِلمًا".
• قارن الشّيءَ بالشّيء/ قارن بين الشّيء والشّيء: وازنه به، قابل بينهما، وازن بينهما "قارن نصوصًا بعضها ببعض- قارن بين الرأيين/ النّتائج/ الكاتبين- قارن كاتبًا بآخر" ° بالمقارنة مع كذا: بالنظر إليه. 

قرَّنَ يقرِّن، تقْرينًا، فهو مُقرِّن، والمفعول مُقرَّن
• قرَّنَ الشُّرطيُّ السُّجناءَ: بالغ في شَدِّهم وتكبيلهم بالحبال " {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} ". 

أقْرنُ [مفرد]: ج قُرْن، مؤ قرْناءُ، ج مؤ قرناوات وقُرْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قرِنَ.
2 - ما له قرنان، عكسه أقرع "كبش أقرنُ". 

اقتران [مفرد]:
1 - مصدر اقترنَ/ اقترنَ بـ.
2 - (حي) اتّحاد بين الخليّتين التناسليّتين لتكوين لاقحة.
3 - (سف) مصاحبة ظاهرة لأخرى بصورة مطّردة "يعجبني فيها اقتران الرِّقّة بالجِدّ".
4 - (فك) وقوع جِرْمَيْن سماويين أو أكثر على خطّ مستقيم عند النظر إليهما من الأرض.
5 - (نف) ترابط بين شيئين بحيث يستدعي ظهور أحدهما في العقل ظهور الآخر.
• الاقتران الصِّبغيّ: (حي) اقتران الكروموسومات الأبويَّة والأُموميَّة المتماثلة جنبًا إلى جنب خلال الطَّوْر الأَوَّل للانقسام. 

قِران [مفرد]: ج قرانات (لغير المصدر) وقُرُن (لغير المصدر):
1 - مصدر قارنَ وقرَنَ2/ قرَنَ بـ.
2 - جمع بين الحجّ والعمرة.
3 - حبلٌ يقادُ به.
4 - جمعٌ بين زوجين بعقدٍ ° عقد القِران: عقد أو وثيقة الزّواج. 

قَرْن [مفرد]: ج قرون (لغير المصدر):
1 - مصدر قرَنَ1.
2 - مائة سنة من الزمان "أقيم احتفال بذكرى مرور عشرة قرون على إنشاء الأزهر الشريف- {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} " ° القرون الوسطى: مرحلة من تاريخ أوربا من القرن الخامس إلى منتصف القرن الخامس عشر من الميلاد.
3 - ذؤابة المرأة أو ضفيرتها "لها قرون طوال".
4 - أهل عصر واحد أو زمان واحد، أمّة أو جماعة تعيش في عصرٍ أو زمانٍ واحد " {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} ".
5 - (شر) مادّة صلبة ناتئة بجوار الأذن في رءوس البقر والغنم ونحوها، وفي كلِّ رأس قرنان غالبًا ° أصبح على قرن غزال:
 أدبر وولَّى أمرُه- أمسك الثَّور من قرنيه: جابه موقفًا صعبًا بكلّ شجاعة- جاء بقرني حمار: إذا جاء بالكذب والباطل لأنّ الحمار لا قرن له.
6 - غلاف مستطيل يشتمل على حَبّ "قرن لوبيا/ باقلاء".
• أبو قَرْن: (حن) طائر يستخدم تجويفًا في أيّة شجرة ليصنع عُشَّه، يسدّ فتحة هذا العشّ على أنثاه وصغارها عدا فتحة صغيرة ليقدِّم لها من خلالها الطعام.
• قرن الجبل: رأسه، قمّته ° قرن الشَّمس: أوّل ما يبدو منها- قرن الصَّحراء: طرفها.
• قَرْن استشعار:
1 - هوائيّ، مُوصِّل كهربائيّ لإرسال موجات الرَّاديو أو التّليفزيون أو لاستقبالها.
2 - (حن) عُضْو مَفْصليّ متحرّك على شكل قرن يكون في رأس الحشرات وبعض الحيوانات الدنيا، يُستخدم للحسّ أو الشمّ أو السمع أو التفاهم.
• وحيد القرن: (حن) الكركَدَّن، حيوان ثدييّ من ذوات الحافر، عظيم الجثّة، كبير البطن، قصير القوائم، غليظ الجلد، له قرن واحد قائم فوق أنفه، ويتغذّى على العشب.
• قرن الغزال:
1 - (نت) نبات أوراقه شبيهة براحة اليد وقد انفرجت أصابعها.
2 - مُدية ذات مقبض "طعنه بقرن غزال".
• قرنُ الإنسان/ قرنُ الشَّيطان: جانبه وموضع القرن منه.
• قَرْنَا الجرادة: شعرتان في رأسها.
• قرنا العقرب: زباناها.
• ذو القرنَيْن:
1 - لقب ملك عادل ورد ذكرُه في القرآن الكريم.
2 - لقب الإسكندر الأكبر. 

قَرَن [مفرد]: مصدر قرِنَ. 

قِرْن [مفرد]: ج أقران، مؤ قِرْن: كُفْء "هو قِرْنٌ لها".
• قِرْن الإنسان: مِثله في الشجاعة والشدّة والعِلم والقتال وغير ذلك "قتال الأقران- هو قِرْن صديقه في الوفاء- تنافس مع أقرانه في المسابقة العلميّة- يُعرف المرءُ بأقرانه [مثل] ". 

قَرْناءُ [مفرد]: مؤنَّث أقْرنُ: لمن التقى طرفا حاجبيه "امرأةٌ قرناءُ".
• حيَّة قرْناءُ: (حن) لها لحمتان في رأسها كأنّهما قرنان، وأكثر ما يكون ذلك في الأفاعي. 

قَرْنيَّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين تشتمل على نباتات عديدة، يُستخدم مُعظمها إمّا غذاءً للإنسان وإمّا علفًا للحيوان وإمّا في الصناعة، منها: الفول والحِمّص والعَدَس والبَرْسِيم. 

قَرْنِيَّة [مفرد]
• قرنيَّة العين: (شر) الجزء الأمامي الشفَّاف من جدار مقلة العين وله شكل نتوء كُرَويّ يُغطِّي القزحيّة والبؤبؤ "التهاب/ ترقيع القرنيّة".
• شجرة القرنيَّة: (نت) زانٌ أبيض. 

قرين [مفرد]: ج قُرَناءُ، مؤ قرينة، ج مؤ قرينات وقرائِنُ:
1 - مصاحب وملازم "إيّاك وقرين السوء- يعرف المرءُ بقرينه- قرينك سهمك يخطئ ويصيب [مثل]: يضرب في وجوب الإغضاء عن هفوات الأصحاب- {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} - {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} ".
2 - زوج "خرجت مع قرينها".
3 - نظير "هو قرينه في الوظيفة- إنّه قرينه في الجدّ والمثابرة" ° منقطع القرين: لا مثل له أو شبيه.
4 - مقرون به "أسير قرين لآخر". 

قرينة [مفرد]: ج قرينات (للعاقل) وقرائِنُ:
1 - زوجة "دُعي إلى الحفل هو وقرينتُه".
2 - ما يرافق الكلام ويدلّ عليه "قرينة المعنى- قرينة حاليّة/ مقاليّة".
3 - (قن) ما يستنبطه المشرِّعُ أو القاضي من أمر معلوم على أمر مجهول "قرينة قانونيّة- قرائن ثبوت الاتِّهام متوافرة لديه".
• قرينة افتراض: (قن) استنتاج شيء معيّن إذا توافرت الوقائعُ التي يعتبرها القانون أساسًا لهذا الاستنتاج بدلاً من الاعتماد على الوقائع والظروف المحتملة.
• قرينة البراءة: (قن) الاستنتاج الذي يخلص إليه القانون لمصلحة المتَّهم وهو قضاء الحكم ببراءته ما لم يقم الدليلُ الكافي على الجُرم المسنَد إليه. 

مُقارَن [مفرد]: اسم مفعول من قارنَ.
• الأدبُ المقارن: (دب) الأدب الذي يُعنى بدراسة
 التَّأثيرات الأدبيّة المتبادلة التي تتعدّى الحدود اللُّغويّة والجنسيّة والسِّياسيّة، كأن يدرس آداب بلدين فيقابل بينهما، ويربط الواحدة بالأخرى، مستخلصًا أوجه الشبه والتَّأثيرات المتبادلة.
• علم اللُّغة المقارن: (لغ) علم يقوم على الموازنة بين لغتين لمعرفة الظواهر المشتركة بينهما. 

مُقَرَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قرَّنَ.
2 - حاوي قرنين "حيوان مُقرَّن".
3 - ما جُعل له شبه بالقَرْن "سَطْح مُقَرَّن- قبة جرسٍ مقرَّنة". 
الْقَاف وَالرَّاء وَالنُّون

الْقرن: الروق. وَالْجمع: قُرُون، لَا يكسر على غير ذَلِك.

وموضعه من رَأس الْإِنْسَان: قرن أَيْضا. وَجمعه: قُرُون.

وكبش أقرن: كَبِير القرنين، وَكَذَلِكَ التيس، وَالْأُنْثَى: قرناء.

ورمح مقرون: سنانه من قرن، وَذَلِكَ أَنهم رُبمَا جعلُوا أسنة رماحهم من قُرُون الظباء وَالْبَقر الْوَحْش، قَالَ الْكُمَيْت:

وَكُنَّا إِذا جَبَّار قوم ارادنا ... بكيد حملناه على قرن أعفرا

وَقَوله:

ورامح قد رفعت هاديه ... من فَوق رمح فظل مَقْرُونا

فسره بِمَا قدمْنَاهُ.

والقرن: الذؤابة، وَخص بَعضهم بِهِ: ذؤابة الْمَرْأَة وضفيرتها. وَالْجمع: قُرُون.

وقرنا الجرادة: شعرتان فِي رَأسهَا.

وَقرن الرجل. حد رَأسه وجانبها.

وَقرن الأكمة: رَأسهَا.

وَقرن الْجَبَل: أَعْلَاهُ، وجمعهما: قرَان، انشد سِيبَوَيْهٍ:

ومعزى هَديا تعلو ... قرَان الأَرْض سودانا

وحية قرناء: لَهَا لحمتان فِي رَأسهَا كَأَنَّهُمَا قرنان واكثر ذَلِك فِي الأفاعي.

والقنان: منارتان تبنيان على رَأس الْبِئْر، تُوضَع عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة الَّتِي يَدُور عَلَيْهَا المحور.

وَقيل: هما ميلان على فَم الْبِئْر تعلق بهما البكرة وَإِنَّمَا يسميان بذلك إِذا كَانَا من حِجَارَة، فَإِذا كَانَا من خشب فهما دعامتان.

والقرن، أَيْضا: البكرة. وَالْجمع: أقرن، وقرون.

وَقرن الفلاة: اولها.

وَقرن الشَّمْس: أَولهَا عِنْد الطُّلُوع.

وَقيل: أول شعاعها، وَقيل: ناحيتها.

وَذُو القرنين، الْمَوْصُوف فِي التَّنْزِيل: لقب الْإِسْكَنْدَر الرُّومِي، سمي بذلك، لِأَنَّهُ قبض على قُرُون الشَّمْس.

وَقيل: سمي بِهِ، لِأَنَّهُ دَعَا قومه إِلَى الْعِبَادَة فقرنوه، أَي ضربوه على قَرْني رَأسه.

وَقيل: لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ ضفيرتان.

وَقيل: لِأَنَّهُ بلغ قطري الأَرْض، مشرقها وَمَغْرِبهَا.

وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَلي رَضِي الله عَنهُ: " إِن لَك بَيْتا فِي الْجنَّة وَإنَّك لذُو قرنيها ": أَي طرفيها. قيل فِي تَفْسِيره: ذُو قَرْني الْجنَّة: أَي طرفيها. وَقيل: ذُو قَرْني الامة، فأضمرها وَإِن لم يتَقَدَّم ذكرهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب) أَرَادَ الشَّمْس، وَلَا ذكر لَهَا، وَقَوله تَعَالَى: (ولَو يُؤَاخذ الله النَّاس بِمَا كسبوا مَا ترك على ظهرهَا من دَابَّة) . وكقول حَاتِم:

أماوي مَا يَعْنِي الثراء عَن الْفَتى ... إِذا حشرجت يَوْمًا وضاق بهَا الصَّدْر

يَعْنِي: النَّفس. قَالَ أَبُو عبيد: وَأَنا اخْتَار هَذَا التَّفْسِير الْأَخير على الاول، لحَدِيث يرْوى عَن عَليّ وَذَلِكَ: " أَنه ذكر ذَا القرنين فَقَالَ: دَعَا قومه إِلَى الْعِبَادَة فضربوه على قرنيه ضربتين، وَفِيكُمْ مثله ". فنرى أَنه أَرَادَ نَفسه، أَي: أَدْعُو إِلَى الْحق حَتَّى يضْرب رَأْسِي ضربتين يكون فيهمَا قَتْلِي.

وَذُو القرنين: الْمُنْذر الْأَكْبَر جد النُّعْمَان بن الْمُنْذر، كَانَت لَهُ ذؤابتان، وَلَيْسَ هُوَ الْمَوْصُوف فِي التَّنْزِيل، وَبِه فسر ابْن دُرَيْد قَول امْرِئ الْقَيْس:

أصد نشاص ذِي القرنين حَتَّى ... تولى عَارض الْملك الْهمام وَقرن الْقَوْم: سيدهم.

وَقرن الْكلأ: أَنفه الَّذِي لم يُوطأ، وَقيل: خَيره، وَقيل: آخِره.

وَأصَاب قرن الْكلأ: إِذا أصَاب مَالا وافرا.

والقرن: الدفعة من الْعرق، يُقَال: عصرنا الْفرس قرنا أَو قرنين. وَالْجمع: قُرُون، قَالَ:

تضمر بالأصائل كي يَوْم ... تسن على سنابكها الْقُرُون

وَكَذَلِكَ: عدا الْفرس قرنا أَو قرنين.

والقرون: الَّذِي يعرق سَرِيعا إِذا جرى.

والقرن: الطلق من الجري.

وقرون الْمَطَر: دَفعه المتفرقة.

والقرن: الْأمة تأتى بعد الْأمة. قيل: مدَّته عشر سِنِين، وَقيل: عشرُون سنة، وَقيل: ثَلَاثُونَ سنة. وَقيل: سِتُّونَ، وَقيل: سَبْعُونَ، وَقيل: ثَمَانُون. وَهُوَ مِقْدَار التَّوَسُّط فِي اعمار أهل الزَّمَان. والقرن فِي قوم نوح: على مِقْدَار اعمارهم، وَفِي قوم مُوسَى وَعِيسَى وَعَاد وَثَمُود: على قدر اعمارهم.

وَقيل: الْقرن أَرْبَعُونَ سنة، بِدَلِيل قَول الْجَعْدِي:

ثَلَاثَة أهلين أفنيتهم ... وَكَانَ الْإِلَه هُوَ المستآسا

وَقَالَ هَذَا وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة.

وَجمعه: قُرُون.

وَفُلَان على قرن فلَان: أَي سنه وقده.

وَهُوَ قرنه: أَي لدته.

والقرن: الجبيل المتفرد.

وَقيل: هُوَ قِطْعَة تنفرد من الْجَبَل.

وَقيل: هُوَ الْجَبَل الصَّغِير. وَالْجمع: قُرُون، وقران، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

توقى بأطراف الْقرَان وطرفها ... كطرف الحباري أخطأتها الأجادل

والقرن: شَيْء من لحاء شجر يفتل مِنْهُ حَبل.

والقرن: الْخصْلَة من الشّعْر وَالصُّوف، جمع كل ذَلِك: قُرُون.

والقرن: شَبيه بالعفلة.

وَقيل: هُوَ كالنتوء فِي الرَّحِم يكون فِي النَّاس وَالشَّاء وَالْبَقر.

والقرناء: العفلاء.

وقرنة الرَّحِم: مَا نتأ مِنْهُ.

وَقيل: القرنتان: رَأس الرَّحِم.

وَقيل: زاويتاه. وَقيل: شعبتاه، وَكَذَلِكَ: هما من رحم الضبة.

وقرنه السَّيْف والسنان، وقرنهما: حدهما.

وقرنة النصل: طرفه.

وَقيل: قرنتاه: ناحيتاه من عَن يَمِينه وشماله.

وأقرن الرمْح إِلَيْهِ: رَفعه.

وَقرن الشَّيْء بالشَّيْء، وقرنه إِلَيْهِ يقرنه قرنا: شده إِلَيْهِ.

وَقَوله تَعَالَى: (وآخَرين مُقرنين فِي الأصفاد) إِمَّا أَن يكون أَرَادَ بِهِ مَا أَرَادَ بقوله: (مقرونين) وَإِمَّا أَن يكون للتكثير، وَهَذَا هُوَ السَّابِق إِلَيْنَا من أول وهلة.

وَقرن الْحَج بِالْعُمْرَةِ قراناً: وَصلهَا.

وَقد اقْترن الشيئان، وتقارنا.

وَجَاءُوا قرانى: أَي مقترنين.

وقارن الشيءُ الشَّيْء مُقَارنَة، وقرانا: اقْترن بِهِ.

والقرن: الْحَبل يقرن بِهِ البعيران.

وَالْجمع: أَقْرَان.

وَهُوَ الْقرَان، وَجمعه: قرن. والقرن، والقرين: الْبَعِير المقرون بآخر.

والقرينة: النَّاقة تشد إِلَى أُخْرَى.

وقرنك: الَّذِي يقارنك. وَالْجمع: قرناء.

وقرانى الشَّيْء: كقرينه، قَالَ رؤبة:

يمطو قراناه بهاد مُرَاد

وقرنك: المقاوم لَك فِي أَي شَيْء كَانَ.

وَقيل: هُوَ المقاوم لَك فِي شدَّة الْبَأْس فَقَط.

وَالْجمع: أَقْرَان.

وَامْرَأَة قرن، وَقرن: كَذَلِك.

والقرن: التقاء طرفِي الحاجبين.

وَقد قرن، وَهُوَ اقرن.

وحاجب مقرون: كَأَنَّهُ قرن بِصَاحِبِهِ.

وَقيل: لَا يُقَال: أقرن وَلَا قرناء حَتَّى يُضَاف إِلَى الحاجبين.

والقرن: اقتران الرُّكْبَتَيْنِ.

وَرجل أقرن.

والقرون من الرِّجَال: الَّذِي يَأْكُل لقمتين أَو تمرتين، وَقَالَ امْرَأَة لبعلها، ورأته يَأْكُل كَذَلِك: أبرماً قروناً؟؟ وَالِاسْم: الْقرَان.

والقرون من الْإِبِل: الَّتِي تجمع بَين محلبين فِي حلبة.

وَقيل: هِيَ المقترنة القادمين والآخرين.

وَقيل: هِيَ الَّتِي إِذا بعرت قارنت بَين بعرها.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تضع خف رجلهَا مَوضِع خف يَدهَا. وَكَذَلِكَ: هُوَ من الْخَيل.

والمقرون من أَسبَاب الشّعْر: مَا اقترنت فِيهِ ثَلَاث حركات بعْدهَا سَاكن، " كمفتا "، من " متفاعلن "، و" علتن " من " مفعلتن " " فمفتا "، قد قرنت السببين بالحركة. وَقد يجوز إِسْقَاطهَا فِي الشّعْر حَتَّى يصير السببان مفروقين نَحْو " عيلن " من " مفاعيلن ". والمقرن: الْخَشَبَة الَّتِي تشد على رَأس الثورين.

وَالْقرَان، والقرن: خيط من سلب، وَهُوَ قشر يفتل، يوثق على عنق كل وَاحِد من الثورين ثمَّ يوثق فِي وَسطهمْ اللومة.

والقرنان: الَّذِي يُشَارك فِي امْرَأَته، كَأَنَّهُ يقرن بِهِ غَيره، عَرَبِيّ صَحِيح، حَكَاهُ كرَاع.

والقرون، والقرونة، والقرينة، والقرين: النَّفس.

وقرينة الرجل: امْرَأَته، لمقارنته إِيَّاهَا.

وروى ابْن عَبَّاس: " أَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَتَى يَوْم الْجُمُعَة قَالَ: يَا عَائِشَة، الْيَوْم يَوْم تبعل وقران ".

قيل: عَنى بالمقارنة: التَّزْوِيج.

وَفُلَان إِذا جاذبته قرينته قهرها: أَي إِذا ضم إِلَيْهِ أَمر أطاقه.

وَأخذت قروني من الْأَمر: أَي حَاجَتي.

والقرن: السَّيْف والنبل. وَجمعه: قرَان. قَالَ العجاج:

عَلَيْهِ ورقان الْقرَان النصل

والقرن: الجعبة من جُلُود تكون مشقوقة، وَإِنَّمَا تشق لتصل الرّيح إِلَى الريش فَلَا يفْسد.

وَقيل: هِيَ الجعبة مَا كَانَت.

وَرجل قَارن: ذُو سيف ورمح وجعبة قد قرنها.

وَبسر قَارن: قرن الإبسار بالإرطاب، أزدية.

والقرائن: جبال مَعْرُوفَة مقترنة، قَالَ تأبط شرا:

وحشحشت مشعوف النَّجَاء وراعني ... أنَاس بفيفان فمزت القرائنا

وَالْقُرْآن، من لم يهمزه جعله من هَذَا، لاقتران آيه، وَعِنْدِي: أَنه على تَخْفيف الْهَمْز.

وأقرن لَهُ، وَعَلِيهِ: أطَاق وقوى واعتلى: وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كُنَّا لَهُ مُقرنين) . وأقرن عَن الشَّيْء: ضعف، حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

ترى الْقَوْم مِنْهَا مُقرنين كَأَنَّمَا ... تساقوا عقارا لَا يبل سليمها

وأقرن عَن الطَّرِيق: عدل عَنْهَا، أرَاهُ لضَعْفه عَن سلوكها.

وأقرن الرجل: غلبته ضيعته.

والقرن، بِسُكُون الرَّاء: الْحَبل المفتول من لحاء الشّجر، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والقرن أَيْضا: الْخصْلَة المفتوله من العهن.

وأقرن الدمل: حَان أَن يتفقأ.

وأقرن الدَّم فِي الْعرق، واستقرن: كثر.

وقرنت السَّمَاء، وأقرنت: دَامَ مطرها.

وَقرن الرمل: أَسْفَله كقنعه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قرونه، بِضَم الْقَاف: نيتة تشبه نَبَات اللوبياء، فِيهَا حب اكبر من الحمص مدحرج أبرش فِي سَواد، فَإِذا جشت خرجت صفراء كالورس، قَالَ: وَهِي فريك أهل الْبَادِيَة لكثرتها.

والقريناء: اللوبياء.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة، القريناء: عشبة نَحْو الذِّرَاع، لَهَا افنان وسنفة كسنفة الجلبان، وَهِي جلبانة بَريَّة يجمع حبها فتعلفه الْبَقر وَالْغنم، وَلَا ياكله النَّاس لمرارة فِيهِ.

والقرنوة: نَبَات عريض الْوَرق، ينْبت فِي الوية الرمل ودكادكه.

قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: من العشب: القرنوة، وَهِي خضراء غبراء على سَاق، يضْرب وَرقهَا إِلَى الْحمرَة، وَلها ثَمَرَة كالسنبلة، وَهِي مرةيدبغ بهَا الأساقي، وَالْوَاو فِيهَا زَائِدَة للتكثير.

والصيغة لَا للمعنى وَلَا للإلحاق، أَلا ترى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَام مثل: فرزدقة.

وَجلد مقرني: مدبوغ بالقرنوة.

وَقد قرنيته، أثبتوا الْوَاو كَمَا أثبتوا بَقِيَّة حُرُوف الأَصْل من الْقَاف وَالرَّاء وَالنُّون، ثمَّ قلبوها يَاء للمجاورة.

وَحكى يَعْقُوب: أَدِيم مقرون بِهَذَا، على طرح الزَّائِد. قَالَ أَبُو حنيفَة: القرنوة: قُرُون تنْبت أكبر من قُرُون الدجر فِيهَا حب أكبر من الحمص، فَإِذا جش خرج اصفر فيطبخ كَمَا تطبخ الهريسة فيؤكل ويدخر للشتاء.

وَأَرَادَ أَبُو حنيفَة بقوله: " قُرُون تنْبت ": مثل " قُرُون ... ".

وَقرن الثمام: شَبيه بالباقلي.

وَيَوْم أقرن: يَوْم لغطفان على بني عَامر.

وَبَنُو قرن: قَبيلَة من الازد.

وَقرن: حَيّ من الْيمن.

ومقرن: اسْم.

وَقرن: جبل مَعْرُوف.

والقرينة: مَوضِع.

وَقَارُون: اسْم رجل. وَهُوَ أعجمي.

قرن: القَرْنُ للثَّوْر وغيره: الرَّوْقُ، والجمع قُرون، لا يكسَّر على

غير ذلك، وموضعه من رأْس الإنسان قَرْنٌ أَيضاً، وجمعه قُرون. وكَبْشٌ

أَقْرَنُ: كبير القَرْنَين، وكذلك التيس، والأُنثى قَرْناء؛ والقَرَنُ

مصدر. كبش أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن. ورُمْح مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن؛

وذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء والبقر

الوحشي؛ قال الكميت:

وكنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا

بكَيْدٍ، حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا

وقوله:

ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُ

من فوقِ رُمْحٍ، فظَلَّ مَقْرُونا

فسره بما قدمناه. والقَرْنُ: الذُّؤابة، وخص بعضهم به ذُؤابة المرأَة

وضفيرتها، والجمع قُرون. وقَرْنا الجَرادةِ: شَعرتانِ في رأْسها. وقَرْنُ

الرجلِ: حَدُّ رأْسه وجانِبهُ. وقَرْنُ الأَكمة: رأْسها. وقَرْنُ الجبل:

أَعلاه، وجمعها قِرانٌ؛ أَنشد سيبويه:

ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُو

قِرانَ الأَرضِ سُودانا

(* قوله: هَدِيا؛ هكذا في الأصل، ولعله خفف هَدِياً مراعاة لوزن الشعر).

وفي حديث قَيْلة: فأَصابتْ ظُبَتُه طائفةً من قُرونِ رأْسِيَهْ أَي

بعضَ نواحي رأْسي. وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لها لحمتان في رأْسها كأَنهما

قَرْنانِ، وأكثر ذلك في الأَفاعي. الأَصمعي: القَرْناء الحية لأَن لها قرناً؛

قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه:

يُبايِتُه فيها أَحَمُّ، كأَنه

إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها

وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وهو مُظْلِمٌ،

له صَوْتُها: إرْنانُها وزَمالُها

يقول: يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ له

مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى، وهو مظلم يعني الصائد أَنه في ظلمة

القُتْرَة؛ وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى:

تَحْكِي له القَرْناءُ، في عِرْزَالِها،

أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها

قال: أَراد بالقَرْناء الحية. والقَرْنانِ: مَنارَتانِ تبنيان على رأْس

البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المِحْوَرُ، وتُعَلَّق منها

البَكَرةُ، وقيل: هما مِيلانِ على فم البئر تعلق بهما البكرة، وإنما يسميان

بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دِعامتانِ. وقَرْنا

البئرِ: هما ما بُنِيَ فعُرِّض فيجعل عليه الخَشَبُ تعلق البكرة منه؛ قال

الراجز:

تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ، فانْظُرْ ما هما،

أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟

وفي حديث أَبي أَيوب: فوجده الرسولُ يغتسل بين القَرْنَيْنِ؛ هما قَرْنا

البئر المبنيان على جانبيها، فإن كانتا من خشب فهما زُرْنُوقان.

والقَرْنُ أَيضاً: البَكَرَةُ، والجمع أَقْرُنٌ وقُرُونٌ. وقَرْنُ الفلاة:

أَوّلها. وقَرْنُ الشمس: أَوّلها عند طلوع الشمس وأَعلاها، وقيل: أوّل

شعاعها، وقيل: ناحيتها. وفي الحديث حديث الشمس: تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطانٍ،

فإذا طَلَعَتْ قارَنَها، فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها؛ ونهي النبي، صلى الله

عليه وسلم، عن الصلاة في هذا الوقت، وقيل: قَرْنا الشيطان ناحيتا رأْسه،

وقيل: قَرْناه جَمْعاهُ اللذان يُغْريهما بإضلال البشر. ويقال: إن

الأَشِعَّةَ

(* قوله «ويقال إن الأشعة إلخ» كذا بالأصل ونسخة من التهذيب،

والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم: هي قرنا الشيطان) .التي تَتَقَضَّبُ

عند طلوع الشمس ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عليهم؛ ومنه قوله:

فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ،

عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب

قيل: إن الشيطان وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ

الشمس ليلة القَدر، فلذلك تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها، وذلك بَيِّنٌ في

حديث أُبيّ بن كعب وذكره آيةَ ليلة القدر، وقيل: القَرْنُ القُوَّة أي

حين تَطْلُع يتحرّك الشيطان ويتسلط فيكون كالمُعِينِ لها، وقيل: بين

قَرْنَيْه أي أُمَّتَيْه الأَوّلين والآخرين، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس

عند طلوعها، فكأَنَّ الشيطان سَوَّل له ذلك، فإذا سجد لها كان كأَن

الشيطان مُقْتَرِنٌ بها.

وذو القَرْنَيْنِ الموصوفُ في التنزيل: لقب لإسْكَنْدَرَ الرُّوميّ، سمي

بذلك لأَنه قَبَضَ على قُرون الشمس، وقيل: سمي به لأَنه دعا قومه إلى

العبادة فَقَرَنُوه أَي ضربوه على قَرْنَيْ رأْسه، وقيل: لأَنه كانت له

ضَفيرتان، وقيل: لأَنه بلغ قُطْرَي الأَرض مشرقها ومغربها، وقوله، صلى

الله عليه وسلم، لعلي، عليه السلام: إن لك بيتاً في الجنة وإنك لذو

قَرْنَيْها؛ قيل في تفسيره: ذو قَرْنَي الجنة أَي طرفيها؛ قال أَبو عبيد: ولا

أَحسبه أَراد هذا، ولكنه أَراد بقوله ذو قرنيها أَي ذو قرني الأُمة،

فأَضمر الأُمة وإن لم يتقدم ذكرها، كما قال تعالى: حتى تَوارتْ بالحجاب؛

أَراد الشمس ولا ذكر لها. وقوله تعالى: ولو يُؤَاخِذُ اللهُ الناسَ بما

كسَبُوا ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دابةٍ؛ وكقول حاتم:

أَماوِيَّ، ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتَى،

إذا حَشْرَجَتْ يوماً، وضاق بها الصَّدْرُ

يعني النفْسَ ، ولم يذكرها. قال أَبو عبيد: وأَنا أَختار هذا التفسير

الأَخير على الأَول لحديث يروى عن علي، رضي الله عنه، وذلك أَنه ذكر ذا

القَرْنَيْنِ فقال: دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قَرْنَيه

ضربتين وفيكم مِثْلُه؛ فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه، يعني أَدعو إلى الحق حتى

يُضرب رأْسي ضربتين يكون فيهما قتلي، لأَنه ضُرِبَ على رأْسه ضربتين:

إحداهما يوم الخَنْدَقِ، والأُخرى ضربة ابن مُلْجَمٍ. وذو القرنين: هو

الإسكندرُ، سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب، وقيل: لأَنه كان في رأْسه

شِبْهُ قَرْنَين، وقيل: رأَى في النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ. وروي

عن أَحمد بن يحيى أَنه قال في قوله، عليه السلام: إنك لذو قَرْنَيْها؛

يعني جَبَليها، وهما الحسن والحسين؛ وأَنشد:

أَثوْرَ ما أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ،

أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ

قال: قَرْناها ههنا قَرْناها، وكانا قد شَدَنا، فإذا آذاها شيء دَفَعا

عنها. وقال المبرد في قوله الجماء ذات القرنين، قال: كان قرناها صغيرين

فشبهها بالجَمّاءِ، وقيل في قوله: إنك ذو قَرْنَيْها؛ أي إنك ذو قَرنَيْ

أُمَّتي كما أَن ذا القرنين الذي ذكره الله في القرآن كان ذا قَرْنيْ

أُمَّته التي كان فيهم. وقال، صلى الله عليه وسلم: ما أَدري ذو القرنين

أَنبيّاً كان أَم لا. وذو القَرْنينِ: المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءٍ

السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر، قيل له ذلك لأَنه كانت له ذؤابتان

يَضْفِرُهما في قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما، وليس هو الموصوف في التنزيل، وبه

فسر ابن دريد قول امرئ القيس:

أَشَذَّ نَشاصَ ذي القَرْنينِ، حتى

توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ

وقَرْنُ القوم: سيدُهم. ويقال: للرجل قَرْنانِ أَي ضفيرتان؛ وقال

الأَسَدِيُّ:

كَذَبْتُم، وبيتِ اللهِ، لا تَنْكِحونها

بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ

أَراد يا بني التي شابَ قَرْناها، فأَضمره. وقَرْنُ الكلإِ: أَنفه الذي

لم يوطأْ، وقيل: خيره، وقيل: آخره. وأَصاب قَرْنَ الكلإ إذا أَصاب مالاً

وافراً. والقَرْنُ: حَلْبَة من عَرَق. يقال: حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو

قَرْنينِ أي عَرَّقناه. والقَرْنُ: الدُّفعة من العَرَق. يقال: عَصَرْنا

الفرسَ قَرْناً أو قَرْنين، والجمع قُرون؛ قال زهير:

تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ،

تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ

وكذلك عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنين. أَبو عمرو: القُرونُ العَرَقُ.

قال الأَزهري: كأَنه جمع قَرْن. والقَرُونُ: الذي يَعْرَقُ سريعاً، وقيل:

الذي يَعْرَق سريعاً إذا جرى، وقيل: الفرس الذي يَعْرَقُ سريعاً، فخص.

والقَرْنُ: الطَّلَقُ من الجَرْي. وقُروُنُ المطر: دُفَعُه

المُتَفرِّقة.والقَرْنُ: الأُمَّةُ تأْتي بعد الأُمَّة، وقيل: مُدَّتُه عشر سنين،

وقيل: عشرون سنة، وقيل: ثلاثون، وقيل: ستون، وقيل: سبعون، وقيل: ثمانون وهو

مقدار التوسط في أَعمار أهل الزمان، وفي النهاية: أََهل كلِّ زمان،

مأْخوذ من الاقْتِران، فكأَنه المقدار القد يَقْترِنُ فيه أهلُ ذلك الزمان في

أَعمارهم وأَحوالهم. وفي الحديث: أَن رجلاً أَتاه فقال عَلِّمْني

دُعاءً، ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ أَي عند آخر الحول الأَول وأَول

الثاني. والقَرْنُ في قوم نوح: على مقدار أَعمارهم؛ وقيل: القَرْنُ أَربعون

سنة بدليل قول الجَعْدِي:

ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم،

وكانَ الإلَهُ هو المُسْتَاسا

وقال هذا وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل: القَرْن مائة سنة، وجمعه

قُرُون. وفي الحديث: أَنه مسح رأْس غلام وقال عِشْ قَرْناً، فعاش مائة سنة.

والقَرْنُ من الناس: أَهلُ زمان واحد؛ وقال:

إذا ذهب القَرْنُ الذي أَنتَ فيهمُ،

وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ، فأَنتَ غَرِيبُ

ابن الأَعرابي: القَرْنُ الوقت من الزمان يقال هو أَربعون سنة، وقالوا:

هو ثمانون سنة، وقالوا: مائة سنة؛ قال أَبو العباس: وهو الاختيار لما

تقدَّم من الحديث. وفي التنزيل العزيز: أَوَلَمْ يَرَوْا كم أَهْلَكْنا من

قبْلهم من قَرْنٍ؛ قال أَبو إسحق: القَرْنُ ثمانون سنة، وقيل: سبعون سنة،

وقيل: هو مطلق من الزمان، وهو مصدر قَرَنَ يَقْرُنُ؛ قال الأَزهري:

والذي يقع عندي، والله أَعلم، أن القَرْنَ أَهل كل مدة كان فيها نبيّ أَو كان

فيها طبقة من أَهل العلم، قَلَّتْ السِّنُون أَو كثرت، والدليل على

هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم: خَيْرُكم قَرْنِي، يعني أَصحابي، ثم

الذين يَلُونَهم، يعني التابعين، ثم الذين يَلُونهم، يعني الذين أَخذوا

عن التابعين، قال: وجائز أَن يكون القَرْنُ لجملة الأُمة وهؤلاء قُرُون

فيها، وإنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران، فتأَويله أَن القَرْنَ الذين

كانوا مُقْتَرِنين في ذلك الوقت والذين يأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر.

وفي حديث خَبّابٍ: هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ؛ أَراد قوماً أَحداثاً

نَبَغُوا بعد أَن لم يكونوا، يعني القُصّاص، وقيل: أَراد بِدْعَةً حَدثت لم

تكون في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم. وقال أَبو سفيان بن حَرْبٍ

للعباس بن عبد المطلب حين رأَى المسلمين وطاعتهم لرسول الله، صلى الله عليه

وسلم، واتباعَهم إياه حين صلَّى بهم: ما رأَيت كاليوم طاعةَ قومٍ، ولا

فارِسَ الأَكارِمَ، ولا الرومَ ذاتَ القُرُون؛ قيل لهم ذاتُ القُرُون

لتوارثهم الملك قَرْناً بعد قَرْنٍ، وقيل: سُمُّوا بذلك لقُرُونِ شُعُورهم

وتوفيرهم إياها وأَنهم لا يَجُزُّونها. وكل ضفيرة من ضفائر الشعر

قَرْنٌ؛ قال المُرَقِّشُ:

لاتَ هَنَّا، وليْتَني طَرَفَ الزُّجْـ

جِ، وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ

أَراد الروم، وكانوا ينزلون الشام. والقَرْنُ: الجُبَيْلُ المنفرد،

وقيل: هو قطعة تنفرد من الجَبَل، وقيل: هو الجبل الصغير، وقيل: الجبيل

الصغير المنفرد، والجمع قُرُونٌ وقِرانٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ، وطَرْفُها

كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ

والقَرْنُ: شيء من لِحَاء شَجر يفتل منه حَبْل. والقَرْن: الحَبْل من

اللِّحاءِ؛ حكاه أَبو حنيفة. والقَرْنُ أَيضاً: الخُصْلة المفتولة من

العِهْن. والقَرْنُ: الخُصْلة من الشعر والصوف، جمعُ كل ذلك قُروُنٌ؛ ومنه

قول أَبي سفيان في الرُّومِ: ذاتِ القُرُون؛ قال الأَصمعي: أَراد قُرون

شعُورهم، وكانوا يُطوِّلون ذلك يُعْرَفُون به؛ ومنه حديث غسل الميت:

ومَشَطناها ثلاثَ قُرون. وفي حديث الحجاج: قال لأسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أو

لأَبعَثنَّ إليكِ من يسَحبُك بقرونكِ. وفي الحديث: فارِسُ نَطْحةً أَو

نَطْحتَين

(* قوله «فارس نصحة أو نطحتين» كذا بالأصل ونسختين من النهاية

بنصب نطحة أو نطحتين، وتقدم في مادة نطح رفعهما تبعاً للأصل ونسخة من

النهاية وفسره بما يؤيد بالنصب حيث قال هناك: قال أبو بكر معناه فارس تقاتل

المسلمين مرة أو مرتين فحذف الفعل وقيل تنطح مرة أو مرتين فحذف الفعل

لبيان معناه) . ثم لا فارس بعدها أَبداً. والرُّوم ذاتُ القُرون كلما

هلَك قَرْنٌ خَلَفه قرن، فالقُرون جمع قَرْنٍ؛ وقول الأَخطل يصف النساء:

وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ،

فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ

قال أَبو الهيثم: القُرون ههنا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها قُرونٌ

يصطاد بها، وهي هذه الفُخوخ التي يصطاد بها الصِّعاءُ والحمامُ، يقول:

فهؤلاء النساءإِذا صِرْنا في قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كانت عليهن

نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ؛ وقول ذي الرمة في لغزيته:

وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بينه،

سَلَكْتُ قُرانى من قَياسِرةٍ سُمْرا

قيل: أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل، وقيل: أَراد بالشعب فُوقَ السهم،

وبالقُرانى وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَياسرةٍ. وإِبلٌ قُرانى أَي ذات

قرائن؛ وقول أَبي النجم يذكر شَعرهَ حين صَلِعَ:

أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ: اطلُعِي

قَرْناً أَشِيبِيه، وقَرْناً فانزِعي

أَي أَفنى شعري غروبُ الشمس وطلوعها، وهو مَرُّ الدهر.

والقَرينُ: العين الكَحِيل.

والقَرْنُ: شبيةٌ بالعَفَلة، وقيل: هو كالنُّتوء في الرحم، يكون في

الناس والشاء والبقر. والقَرْناء: العَفْلاء.

وقُرْنةُ الرَّحِم: ما نتأَ منه، وقيل: القُرْنتان رأْس الرحم، وقيل:

زاويتاه، وقيل: شُعْبَتاه، كل واحدة منهما قُرْنةٌ، وكذلك هما من رَحِم

الضَّبَّة. والقَرْنُ: العَفَلة الصغيرة؛ عن الأَصمعي. واخْتُصِم إِلى

شُرَيْح في جارية بها قَرَنٌ فقال: أَقعِدوها، فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَيبٌ،

وإِن لم يصب الأَرض فليس بعيب. الأَصمعي: القَرَنُ في المرأَة كالأُدْرة

في الرجل. التهذيب: القَرْناءُ من النساء التي في فرجها مانع يمنع من

سُلوك الذكر فيه، إِما غَدَّة غليظة أَو لحمة مُرْتَتِقة أَو عظم، يقال

لذلك كله القَرَنُ؛ وكان عمر يجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخيارَ

في مفارقتها من غير أَن يوجب عليه المهر وحكى ابن بري عن القَزّاز قال:

واختُصِم إِلى شُريح في قَرَن، فجعل القَرَن هو العيب، وهو من قولك امرأَة

قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن، فأََما القَرْنُ، بالسكون، فاسم العَفَلة،

والقَرَنُ، بالفتح، فاسم العيب. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: إِذا تزوج

المرأَة وبها قَرْنٌ، فإِن شاءَ أَمسك، وإِن شاءَ طلق؛ القَرْنُ، بسكون

الراء: شيء يكون في فرج المرأَة كالسنِّ يمنع من الوطءِ، ويقال له

العَفَلةُ. وقُرْنةُ السيف والسِّنان وقَرْنهما: حدُّهما. وقُرْنةُ النَّصْلِ:

طرَفه، وقيل: قُرْنتاه ناحيتاه من عن يمينه وشماله. والقُرْنة، بالضم:

الطرَف الشاخص من كل شيء؛ يقال: قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة

الرحم لإِحدى شُعْبتَيه. التهذيب: والقُرْنة حَدُّ السيف والرمح والسهم،

وجمع القُرْنة قُرَنٌ. الليث: القَرْنُ حَدُّ رابية مُشْرِفة على وهدة

صغيرة، والمُقَرَّنة الجبال الصغار يدنو بعضها من بعض، سميت بذلك لتَقارُبها؛

قال الهذلي

(* قوله «قال الهذلي» اسمه حبيب، مصغراً، ابن عبد الله) :

دَلَجِي، إِذا ما الليلُ جَنْـ

ـنَ، على المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ

أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صغاراً مُقْترِنة.

وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه: رفعه. الأَصمعي: الإِقْرانُ رفع الرجل رأْس

رُمحِه لئلاَّ يصيب مَنْ قُدّامه. يقال: أَقرِنْ رمحك. وأَقرَن الرجلُ إِذا

رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا يصيب من قدَّامه. وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه

إِليه يَقْرِنه قَرْناً: شَدَّه إِليه. وقُرِّنتِ الأُسارَى بالحبال،

شُدِّد للكثرة.

والقَرينُ: الأَسير. وفي الحديث: أَنه، عليه السلام، مَرَّ برَجلين

مُقترنين فقال: ما بالُ القِران؟ قالا:

نذَرْنا، أَي مشدودين أَحدهما إِلى الآخر بحبل. والقَرَنُ، بالتحريك:

الحبل الذي يُشدّان به، والجمع نفسه قَرَنٌ أَيضاً. والقِرانُ: المصدر

والحبل. ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: الحياءُ والإِيمانُ في قَرَنٍ

أَي مجموعان في حبل أَو قِرانٍ. وقوله تعالى: وآخرِين مُقَرَّنين في

الأَصفاد، إِما أَن يكون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونين، وإِما أَن يكون

شُدِّد للتكثير؛ قال ابن سيده: وهذا هو السابق إِلينا من أَول وَهْلة.

والقِرانُ: الجمع بين الحج والعمرة، وقَرَنَ بين الحج والعمْرة قِراناً،

بالكسر. وفي الحديث: أَنه قَرَن بين الحج والعمرة أَي جمع بينهما بنيَّة

واحدة وتلبية واحدة وإِحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد، فيقول: لبيك بحجة

وعمرة، وهو عند أَبي حنيفة أَفضل من الإِفراد والتمتع. وقَرَنَ الحجَّ

بالعمرة قِراناً: وَصَلها. وجاء فلان قارِناً، وهو القِرانُ. والقَرْنُ:

مثلك في السنِّ، تقول: هو على قَرْني أَي على سِنِّي. الأَصمعي: هو

قَرْنُه في السن، بالفتح، وهو قِرْنه، بالكسر، إِذا كان مثله في الشجاعة

والشّدة. وفي حديث كَرْدَم: وبِقَرْنِ أَيِّ النساء هي أَي بسنِّ أَيهنَّ. وفي

حديث الضالة: إِذا كتَمها آخِذُها ففيها قَرينتها مثلها أَي إِذا وجد

الرجلُ ضالة من الحيوان وكتمها ولم يُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها

يأْخذها ومثلها معها من كاتمها؛ قال ابن الأَثير: ولعل هذا في صدر الإِسلام

ثم نسخ، أَو هو على جهة التأَديب حيث لم يُعَرِّفها، وقيل: هو في الحيوان

خاصة كالعقوبة له، وهو كحديث مانع الزكاة: إِنا آخدُوها وشطرَ ماله.

والقَرينةُ: فَعِيلة بمعنى مفعولة من الاقتِران، وقد اقْتَرَنَ الشيئان

وتَقارَنا.

وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين. التهذيب: والقُرانى تثنية فُرادى،

يقال: جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى. وفي الحديث في أَكل التمر: لا قِران ولا

تفتيش أَي لا تَقْرُنْ بين تمرتين تأْكلهما معاً وقارَنَ الشيءُ الشيءَ

مُقارَنة وقِراناً: اقْتَرَن به وصاحَبَه. واقْتَرَن الشيءُ بغيره

وقارَنْتُه قِراناً: صاحَبْته، ومنه قِرانُ

الكوكب. وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ: وصلته. والقَرِينُ: المُصاحِبُ.

والقَرينانِ: أَبو بكر وطلحة، رضي الله عنهما، لأَن عثمان بن عَبَيْد الله،

أَخا طلحة، أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سميا القَرِينَينِ. وورد في

الحديث: إِنَّ أَبا بكر وعمر يقال لهما القَرينانِ. وفي الحديث: ما من

أَحدٍ إِلا وكِّلَ به قَرِينُه أَي مصاحبه من الملائكة والشَّياطين

وكُلِّإِنسان، فإِن معه قريناً منهما، فقرينه من الملائكة يأْمره بالخير

ويَحُثه عليه. ومنه الحديث الآخر: فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِينَ، والقَرِينُ

يكون في الخير والشر. وفي الحديث: أَنه قُرِنَ

بنبوته، عليه السلام، إِسرافيلُ ثلاثَ سنين، ثم قُرِنَ به جبريلُ، عليه

السلام، أَي كان يأْتيه بالوحي وغيره.

والقَرَنُ: الحبل يُقْرَنُ به البعيرانِ، والجمع أَقْرانٌ، وهو

القِرَانُ وجمعه قُرُنٌ؛ وقال:

أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ، إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ،

إِنِّي، لَدَى البابِ، كالمَشْدُودِ في قَرَنِ

وأَورد الجوهري عجزه. وقال ابن بري: صواب إِنشاده أَنِّي، بفتح الهمزة.

وقَرَنْتُ

البعيرين أَقْرُنُهما قَرْناً: جمعتهما في حبل واحد. والأَقْرانُ:

الحِبَالُ. الأَصمعي: القَرْنُ جَمْعُكَ بين دابتين في حَبْل، والحبل الذي

يُلَزَّان به يُدْعَى قَرَناً. ابن شُمَيْل: قَرَنْتُ بين البعيرين

وقَرَنْتهما إِذا جمعت بينهما في حبل قَرْناً. قال الأَزهري: الحبل الذي يُقْرَنُ

به بعيران يقال له القَرَن، وأَما القِرانُ

فهو حبل يُقَلَّدُ البعير ويُقادُ به. وروي أَنَّ ابن قَتَادة صَاحِبَ

الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة، فطاف في العرب يسأَلُ فيها، فانتهى إِلى

أَعرابي قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال: أَمعك قُرُنٌ؟ قال: نعم، قال:

نَاوِلْني قِرَاناً، فَقَرَنَ له بعيراً، ثم قال: ناولني قِراناً، فَقَرَنَ

له بعيراً، ثم قال: ناولني قِراناً، فَقَرَنَ له بعيراً آخر حتى قَرَنَ

له سبعين بعيراً، ثم قال: هاتِ قِراناً، فقال: ليس معي، فقال: أَوْلى لك

لو كانت معك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لك منها حتى لا يبقى منها بعير، وهو إِياس

بن قتادة. وفي حديث أَبي موسى: فلما أَتيت رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، قال خذ هذين القَرِينَيْنِ أَي الجملين المشدودين أَحدهما إِلى الآخر.

والقَرَنُ والقَرِينُ: البعير المَقْرُون بآخر. والقَرينة: الناقة

تُشَدُّ إِلى أُخْرى، وقال الأَعور النبهاني يهجو جريراً ويمدح غَسَّانَ

السَّلِيطِي:

أَقُولُ لها أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها،

فبئس مُناخُ النازلين جَريرُ

ولو عند غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ،

رَغَا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقيرُ

قال ابن بري: وقد اختلف في اسم الأَعور النَّبْهانِي فقال ابن الكلبي:

اسمه سُحْمَةُ بن نُعَيم بن الأَخْنس ابن هَوْذَة، وقال أَبو عبيدة في

النقائض: يقال له العَنَّاب، واسمه سُحَيْم بن شَريك؛ قال: ويقوي قول أَبي

عبيدة في العَنَّاب قول جرير في هجائه:

ما أَنتَ، يا عَنَّابُ، من رَهْطِ حاتِمٍ،

ولا من رَوابي عُرْوَةَ بن شَبيبِ

رأَينا قُرُوماً من جَدِيلةَ أَنْجَبُوا،

وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ

قال ابن بري: وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ

بآخر، وقال: إِنما القَرَنُ الحبل الذي يُقْرَنُ به البعيران؛ وأَما قول

الأَعْور:

رغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيرُ

فإِنه على حذف مضاف، مثل واسْأَلِ القريةَ.

والقَرِينُ: صاحبُك الذي يُقارِنُك، وقَرِينُك: الذي يُقارنُك، والجمع

قُرَناءُ، وقُرانى الشيء: كقَرِينه؛ قال رؤبة:

يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد

وقِرْنُك: المُقاوِمُ لك في أَي شيء كان، وقيل: هو المُقاوم لك في شدة

البأْس فقط. والقِرْنُ، بالكسر: كُفْؤك في الشجاعة. وفي حديث عُمَر

والأَسْقُفّ قال: أَجِدُكَ قَرْناً، قال: قَرْنَ مَهْ؟ قال: قَرْنٌ من حديد؛

القَرْنُ، بفتح القافِ: الحِصْنُ، وجمعه قُرُون، وكذلك قيل لها الصَّياصِي؛

وفي قصيد كعب بن زهير:

إِذا يُساوِرُ قِرْناً، لا يَحِلُّ له

أَن يَتْرُك القِرن إِلا وهو مَجْدول

القِرْنُ، بالكسر: الكُفْءِ

والنظير في الشجاعة والحرب، ويجمع على أَقران. وفي حديث ثابت بن قَيس:

بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَكم أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم في القتال، والجمع

أَقران، وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كذلك. أَبو سعيد: اسْتَقْرَنَ فلانٌ

لفلان إِذا عازَّهُ وصار عند نفسه من أَقرانه. والقَرَنُ: مصدر قولك رجل

أَقْرَنُ بَيِّنُ

القَرَنِ، وهو المَقْرُون الحاجبين. والقَرَنُ: التقاء طرفي الحاجبين

وقد قَرِنَ وهو أَقْرَنُ، ومَقْرُون الحاجبين، وحاجب مَقْرُون: كأَنه قُرِن

بصاحبه، وقيل: لا يقال أَقْرَنُ ولا قَرْناء حتى يضاف إِلى الحاجبين.

وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: سَوابِغَ في غير قَرَنٍ؛

القَرَن، بالتحريك: التقاء الحاجبين. قال ابن الأَثير: وهذا خلاف ما

روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته، صلى الله عليه وسلم: أَزَجُّ أَقْرَنُ

أَي مَقْرُون الحاجبين، قال: والأَول الصحيح في صفته، صلى الله عليه وسلم،

وسوابغ حال من المجرور، وهو الحواجب، أَي أَنها دقت في حال سبوغها،

ووضع الحواجب موضع الحاجبين لأَن الثنية جمع. والقَرَنُ: اقْتِرانُ

الركبتين، ورجل أَقْرَنُ. والقَرَنُ: تَباعُدُ ما بين رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن

وإِن تدانت أُصولهما. والقِران: أَن يَقْرُن بينَ تمرتين يأْكلهما.

والقَرُون: الذي يجمع بين تمرتين في الأَكل، يقال: أَبَرَماً قَرُوناً. وفي

الحديث: أَنه نهى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه، ويُرْوى

الإِقْران، والأَول أَصح، وهو أَن يَقْرُِن بين التمرتين في الأَكل، وإِنما نهى

عنه لأَن فيه شرهاً، وذلك يُزْري بفاعله، أَو لأَن فيه غَبْناً برفيقه،

وقيل: إِنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام، وكانوا مع

هذا يُواسُونَ من القليل، فإِذا اجتمعوا على الأَكل آثر بعضهم بعضاً على

نفسه، وقد يكون في القوم من قد اشْتَدَّ جوعه، فربما قَرَنَ بين التمرتين

أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فيه لتطيب به أَنْفُسُ

الباقين. ومنه حديث جَبَلَة قال: كنا في المدينة في بَعْثِ العراق، فكان ابن

الزبير يَرْزُقُنا التمر، وكان ابن عمر يمرّ فيقول: لا تُقَارِنُوا إِلا

أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه، هذا لأَجل ما فيه من الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم

فيه سواء؛ وروي نحوه عن أَبي هريرة في أَصحاب الصُّفَّةِ؛ ومن هذا قوله في

الحديث: قارِنُوا بين أَبنائكم أَي سَوُّوا بينهم ولا تُفَضلوا بعضهم على

بعض، ويروى بالباء الموحدة من المقاربة وهو قريب منه، وقد تقدم في

موضعه.والقَرُونُ من الرجال: الذي يأْكل لقمتين لقمتين أَو تمرتين تمرتين، وهو

القِرانُ. وقالت امرأَة لبعلها ورأَته يأْكل كذلك: أَبَرَماً قَرُوناً؟

والقَرُون من الإِبل: التي تَجْمَع بين مِحلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ، وقيل:

هي المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ، وقيل: هي التي إِذا بَعَرَتْ

قارنت بين بَعَرِها، وقيل: هي التي تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ يدها،

وكذلك هو من الخيل. وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ، بالضم، إِذا وقعت حوافر رجليه

مواقعَ حوافر يديه. والقَرُون: الناقة التي تَقْرُنُ ركبتيها إِذا بركت؛

عن الأَصمعي. والقَرُون: التي يجتمع خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ

فيَتَدانَيانِ. والقَرون: الذي يَضَعُ حَوافرَ رجليه مَواقعَ حَوافر

يديه.والمَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر: ما اقْتَرنت فيه ثلاثُ حركات بعدها

ساكن كمُتَفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن، فمتفا قد قرنت السببين بالحركة،

وقد يجوز إِسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفورقين نحو عيلن من

مفاعيلن، وقد ذكر المفروقان في موضعه.

والمِقْرَنُ: الخشبة التي تشدّ على رأْسَي الثورين.

والقِران والقَرَنُ: خيط من سَلَب، وهو قشر يُفتل يُوثَقُ على عُنُق كل

واحد من الثورين، ثم يوثق في وسطهما اللُّوَمَةُ.

والقَرْنانُ: الذي يُشارك في امرأَته كأَنه يَقْرُن به غيرَه، عربي صحيح

حكاه كراع. التهذيب: القَرْنانُ نعت سوء في الرجل الذي لا غَيْرَة له؛

قال الأَزهري: هذا من كلام الحاضرة ولم أَرَ البَوادِيَ

لفظوا به ولا عرفوه.

والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ: النَّفْسُ. ويقال:

أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نفسه

وتابَعَتْه على الأَمر؛ قال أَوس بن حَجَر:

فَلاقى امرأً من مَيْدَعانَ، وأَسْمَحَتْ

قَرُونَتُه باليَأْسِ منها فعجَّلا

أَي طابت نَفْسُه بتركها، وقيل: سامَحَتْ؛ قَرُونُه وقَرُونَتُه

وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ؛ قال ابن بري: شاهد قَرُونه قول الشاعر:

فإِنِّي مِثْلُ ما بِكَ كان ما بي،

ولكنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُوِني

وقول ابن كُلْثوم:

مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ،

نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا

قَرِينته: نَفْسُه ههنا. يقول: إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه.

وقَرِينة الرجل: امرأَته لمُقارنته إِياها. وروى ابن عباس أَن رسول الله، صلى

الله عليه وسلم كان إِذا أَتى يومُ الجمعة قال: يا عائشة اليَوْمُ يَوْمُ

تَبَعُّلٍ وقِرانٍ؛ قيل: عَنى بالمُقارنة التزويج. وفلان إِذا جاذَبَتْه

قَرِينَتُه وقَرِينُه قهرها أَي إِذا قُرِنَتْ به الشديدة أَطاقها وغلبها،

وفي المحكم: إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه.

وأَخَذْتُ قَرُونِي من الأَمر أَي حاجتي.

والقَرَنُ: السَّيف والنَّيْلُ، وجمعه قِرانٌ؛ قال العجاج:

عليه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ

والقَرَن، بالتحريك: الجَعْبة من جُلود تكون مشقوقة ثم تخرز، وإِنما

تُشَقُّ لتصل الريح إِلى الريش فلا يَفْسُد؛ وقال:

يا ابنَ هِشامٍ، أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ،

فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ

وقيل: هي الجَعْبَةُ ما كانت. وفي حديث ابن الأَكْوََعِ: سأَلت رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، عن الصلاة في القَوْسِ والقَرَن، فقال: صَلِّ في

القوس واطْرَحِ

القَرَنَ؛ القَرَنُ: الجَعْبَةُ، وإِنما أَمره بنزعه لأَنه قد كان من

جلد غير ذَكِيّ ولا مدبوغ. وفي الحديث: الناس يوم القيامة كالنَّبْلِ في

القَرَنِ أَي مجتمعون مثلها. وفي حديث عُميَر بن الحُمام: فأَخرج تمراً من

قَرَنِهِ أَي جَعْبَتِه، ويجمع على أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ

وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ. وفي الحديث: تعاهدوا أَقْرانَكم أَي انظروا هل هي

من ذَكِيَّة أَو ميتة لأَجل حملها في الصلاة. ابن شميل: القَرَنُ من خشب

وعليه أَديم قد غُرِّي به، وفي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فيه

وَشْجٌ قد وُشِجَ بينه قِلاتٌ، وهي خَشَبات مَعْروضات على فَمِ الجَفير جعلن

قِواماً له أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح. ورجل قارن: ذو سيف ونَبْل

أَو ذو سيف ورمح وجَعْبَة قد قَرَنها. والقِران: النَّبْلُ المستوية من

عمل رجل واحد. قال: ويقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي

والُوا بين سهمين سهمين. وبُسْرٌ قارِنٌ: قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب،

أَزدية.

والقَرائن: جبال معروفة مقترنة؛ قال تأَبط شرّاً:

وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ، وراعَني

أُناسٌ بفَيْفانٍ، فَمِزْتُ القَرائِنَا

ودُورٌ قَرائنُ إِذا كانت يَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً.

أَبو زيد: أَقْرَنَتِ السماء أَياماً تُمْطِرُ ولا تُقْلِع، وأَغْضَنَتْ

وأَغْيَنَتْ المعنى واحد، وكذلك بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ. وقَرَنَتِ

السماءُ وأَقْرَنَتْ: دام مطرها؛ والقُرْآنُ من لم يهمزه جعله من هذا لاقترانِ

آيِهِ، قال ابن سيده: وعندي أَنه على تخفيف الهمز. وأَقْرَنَ

له وعليه: أَطاق وقوِيَ عليه واعْتَلى. وفي التنزيل العزيز: وما كنا له

مُقْرِنينَ؛ أَي مُطِيقينَ؛ قال: واشتقاقه من قولك أَنا لفلان مُقْرِنَ؛

أَي مُطيق. وأَقْرَنْتُ فلاناً أَي قد صِرْت له قِرْناً. وفي حديث

سليمان بن يَسار: أَما أَنا فإِني لهذه مُقْرِن أَي مُطِيق قادر عليها، يعني

ناقته. يقال: أَقْرَنْتُ للشيء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وقوي عليه. قال

ابن هانئ: المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضعيف؛ وأَنشد:

وداهِيَةٍ داهَى بها القومَ مُفْلِقٌ

بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها

أَصَخْتُ لها، حتى إِذا ما وَعَيْتُها،

رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها

تَرَى القومَ منها مُقْرِنينَ، كأَنما

تَساقَوْا عُقَاراً لا يَبِلُّ سَليمُها

فلم تُلْفِني فَهّاً، ولم تُلْفِ حُجَّتي

مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقيمُها

قال: وقال أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي:

ولو أَدْرَكَتْه الخيلُ، والخيلُ تُدَّعَى،

بذِي نَجَبٍ، ما أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت

أَي ما ضَعُفتْ. والإِقْرانُ: قُوَّة الرجل على الرجل. يقال: أَقْرَنَ

له إِذا قَوِيَ عليه. وأَقْرَنَ عن الشيء: ضَعُفَ؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

ترى القوم منها مقرنين، كأَنما

تساقوا عُقاراً لا يَبِلُّ سليمها

وأَقْرَنَ عن الطريق: عَدَلَ عنها؛ قال ابن سيده: أُراه لضعفه عن

سلوكها. وأَقْرَنَ الرجلُ: غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه، وهو مُقْرِنٌ، وهو الذي يكون

له إِبل وغنم ولا مُعِينَ له عليها، أَو يكون يَسْقي إِبلَه ولا ذائد له

يَذُودُها يوم ورودها. وأَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته، ومن

الأَضداد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قيل لرجل

(* «وفي حديث عمر رضي الله

عنه قيل لرجل إلخ» حق هذا الحديث أن يذكر عقب حديث عمير بن الحمام كما

هو سياق النهاية لأن الاقرن فيه بمعنى الجعاب) ما مالُك؟ قال: أَقْرُنٌ لي

وآدِمةٌ

في المَنِيئة، فقال: قَوِّمْها وزَكِّها. وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ على

غريمه. وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ: حان أَن يتفَقَّأَ. وأَقْرَنَ الدمُ في

العِرْق واستقْرَنَ: كثر. وقَرْنُ الرَّمْلِ: أَسفلُه كقِنْعِهِ.

وأَبو حنيفة قال: قُرُونة، بضم القاف، نَبْتةٌ تشبه نبات اللُّوبِياء،

فيها حبٌّ أَكبر من الحِمَّصِ

مُدَحْرَج أَبْرَشُ في سَواد، فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء كالوَرْسِ، قال:

وهي فَرِيكُ أَهل البادية لكثرتها

والقُرَيْناء: اللُّوبياء، وقال أَبو حنيفة: القُرَيْناء عشبة نحو

الذراع لها أَقنانٌ

وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ، وهي جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حبها

فتُعْلَفُه الدواب ولا يأْكله الناس لمرارة فيه.

والقَرْنُوَةُ: نبات عريض الورق ينبت في أَلْوِيَةِ الرمل ودَكادِ كِه،

ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق، ولم يجئ على هذا الوزن إِلا

تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ. قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زياد من العُشْب القَرْنُوَة، وهي خضراء غبراء على ساق يَضرِبُ ورَقُها

إِلى الحمرة، ولها ثمرة كالسُّنبلة، وهي مُرَّة يُدْبَغُ بها الأَساقي،

والواو فيها زائدة للتكثير والصيغة لا للمعنى ولا للإِلحاق، أَلا ترى

أَنه ليس في الكلام مثل فَرَزْدُقة

(* قوله «فرزدقة» كذا بالأصل بهذا الضبط،

وسقطت من نسخة المحكم التي بأيدينا، ولعله مثل فرزقة بحذف الدال

المهملة)؟.وجِلد مُقَرْنىً: مدبوغ بالقَرْنُوَة، وقد قَرْنَيْتُه، أَثبتوا

الواو كما أَثبتوا بقية حروف الأَصل من القاف والراء والنون، ثم قلبوها ياء

للمجاورة، وحكى يعقوب: أَديم مَقْرُونٌ بهذا على طرح الزائد. وسِقاءٌ

قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً: دبغ بالقَرْنُوَة. وقال أَبو حنيفة: القَرْنُوَة

قُرُونٌ تنبت أَكبر من قُروُن الدُّجْرِ، فيها حَبٌّ أَكبر من الحمَّص،

فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فيطبخ كما تطبخ الهريسة فيؤكل ويُدَّخر للشتاء، وأَراد

أَبو حنيفة بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون. قال الأَزهري في

القَرْنُوَةِ: رأَيت العرب يَدْبُغون بورقه الأُهُبَ؛ يقال: إِهابٌ مُقَرْنىً بغير

همز، وقد همزه ابن الأَعرابي.

ويقال: ما جعلت في عيني قَرْناً من كُحْل أَي مِيلاً واحداً، من قولهم

أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مرة أَو مرتين، وقَرْنُ الثُّمَامِ شبيه

الباقِلَّى. والقارُون: الوَجُّ.

ابن شميل: أَهل الحجاز يسمون القارورة القَرَّانَ، الراء شديدة، وأَهل

اليمامة يسمونها الحُنْجُورة.

ويومُ أَقْرُنَ: يومٌ لغَطَفانَ على بني عامر. والقَرَنُ: موضع، وهو

ميقات أَهل نجد، ومنه أُوَيْسٌ القَرَنيُّ. قال ابن بري: قال ابن القطاع قال

ابن دريد في كتابه في الجمهرة، والقَزَّازُ في كتابه الجامع: وقَرْنٌ

اسم موضع. وبنو قَرَنٍ: قبيلة من الأَزْد. وقَرَنٌ: حي من مُرَادٍ من

اليمن، منهم أُوَيْسٌ القَرَنيُّ منسوب إِليهم. وفي حديث المواقيت: أَنه

وَقَّتَ لأَهلِ

نجْد قَرْناً، وفي رواية: قَرْنَ المَنازل؛ هو اسم موضع يُحْرِمُ منه

أَهلُ نجْد، وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه، وإِنما هو بالسكون، ويسمى أَيضاً

قَرْنَ الثعالب؛ ومنه الحديث: أَنه احتجم على رأْسه بقَرْنٍ حين طُبَّ؛

هو اسم موضع، فإِما هو الميقات أَو غيره، وقيل: هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ

كالمِحْجَمة. وفي الحديث: أَنه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأَسود؛ قال

ابن الأَثير: هو بالسكون، جُبَيْل صغيرٌ. والقَرِينة. واد معروف؛ قال ذو

الرمة:

تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلما

جرَى الرَّمْثُ في ماء القَرِينة والسِّدْرُ

وقال آخر:

أَلا ليَتَني بين القَرِينَة والحَبْلِ،

على ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي

وقيل: القَرِينة اسم روضة بالصَّمّان. ومُقَرِّن: اسم. وقَرْنٌ: جبَلٌ

معروف. والقَرينة: موضع، ومن أَمثال العرب: تَرَكَ فلانٌ فلاناً على مثل

مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن؛ قال الأَصمعي: القَرْنُ جبل مُطِلٌّ على

عرفات؛ وأَنشد:

فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ،

فلا عينٌ تُحَسُّ ولا إِثارُ

ويقال: القَرْنُ ههنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِيُّ

الذي لا أَثر فيه، يضرب هذا المثل لمن يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ،

والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقي ذلك الموضع أَملس. وقارونُ: اسم رجل، وهو

أَعجمي، يضرب به المثل في الغِنَى ولا ينصرف للعجمة والتعريف. وقارُون: اسم

رجل كان من قوم موسى، وكان كافراً فخسف الله به وبداره الأَرض.

والقَيْرَوَانُ: معرَّب، وهو بالفارسية كارْوان، وقد تكلمت به العرب؛ قال امرؤ

القيس:

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ،

كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ

والقَرْنُ: قَرْنُ الهَوْدج؛ قال حاجِبٌ المازِنِيّ:

صَحا قلبي وأَقْصرَ، غَيْرَ أَنِّي

أَهَشُّ، إِذا مَرَرْتُ على الحُمولِ

كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ،

وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

قرن
القَرْنُ: الرَّوْقُ من الحَيَوانِ.
(وأَيْضاً: (موضِعُهُ من رَأْسِ الإِنْسانِ) وَهُوَ حَدُّ الَّرأْسِ وجانِبُه؛ (أَو الجانِبُ الأَعْلَى من الَّرأْسِ، ج قُرون، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ؛ وَمِنْه أَخَذَه بقُرُون رأْسِه.
(والقَرْنُ: (الذُّؤَابَةُ عامَّة وَمِنْه الرُّوم ذَات القُرُون لطُولِ ذَوائِبِهم.
(أَو ذُؤَابَةُ المرْأَةِ وضَفِيرتُها خاصَّة والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ؛ والجَمْعُ كالجَمْعِ.
(والقَرْنُ: (أَعْلَى الجَبَلِ، ج قِرانٌ، بالكسْرِ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُوقِرانَ الأرضِ سُودانا (والقَرْنان (من الجَرادِ: شَعْرَتانِ فِي رأْسِه.
(والقَرْنان: (غِطاءٌ للهَوْدَجِ؛ قالَ حاجِبُ الْمَازِني:
كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ (والقَرْنُ: (أَوَّلُ الفَلاةِ.
(ومِن المجازِ: طَلَعَ قَرْنُ الشَّمسِ؛ القَرْنُ (من الشَّمْسِ: ناحِيَتُها، أَو أَعْلاها، وأَوَّلُ شُعاعها عنْدَ الطُّلوعِ.
(ومِن المجازِ: القَرْنُ (من القَوْمِ: سَيِّدُهُمْ.
(ومِن المجازِ: القَرْنُ (من الكَلإِ خَيْرُهُ، أَو آخِرُهُ، أَو أَنْفُه الَّذِي لم يُوطَأْ.
(والقَرْنُ: (الطَّلَقُ من الجَرْي. يقالُ. عدَا الفَرَسُ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ.
(والقَرْنُ: (الدُّفْعَةُ من المَطَرِ المُتَفَرِّقَةُ، والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (لِدَةُ الرَّجُلِ، ومِثْلُه فِي السِّنِّ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
(ويقالُ: (هُوَ على قَرْني أَي (على سنِّي وعُمْرِي كالقَرِينِ، فهما إِذا مُتَّحِدان.
وقالَ بعضُهم: القَرْنُ فِي الحَرْبِ والسِّنِّ؛ والقَرِينُ فِي العِلْمِ والتِّجارَةِ.
قيلَ: القِرْنُ، بالكسْرِ: المُعادِلُ فِي الشدَّةِ، وبالفتْحِ: المُعادِلُ بالسِّنِّ؛ وقيلَ غيرُ ذلِكَ كَمَا فِي شرْحِ الفَصِيحِ.
(والقَرْنُ: زَمَنٌ مُعَيَّنٌ، أَو أَهْلُ زَمَنٍ مَخْصُوصٍ. واخْتَارَ بعضٌ أنَّه حَقيقَةٌ فيهمَا، واخْتلفَ هَل هُوَ مِنَ الاقْتِرانِ، أَي الأُمَّة المُقْتَرنَة فِي مدَّةٍ من الزَّمانِ، مِن قَرْنِ الجَبَلِ، لارْتِفاع سنِّهم، أَو غَيْر ذلِكَ، واخْتَلَفُوا فِي مدَّةِ القَرْنِ وتَحْديدِها، فقيلَ: (أَرْبعونَ سَنَةً؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ؛ ودَلِيلُه قَوْلُ الجَعْديِّ:
ثَلاثَة أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُموكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسافإنَّه قالَ هَذَا وَهُوَ ابنُ مائَة وعشْرينَ. (أَو عَشَرَةٌ، أَو عِشْرونَ، أَو ثَلاثونَ، أَو خَمْسونَ، أَو سِتُّونَ، أَو سَبْعونَ، أَو ثَمانونَ، نَقَلَها الزجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِه تَعَالَى: {ألم يَرَوْا كم أَهْلَكْنا قَبْلهم مِن القُرُونِ} ، والأَخيرُ نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ أَيْضاً.
وَقَالُوا: هُوَ مقْدارُ المُتَوسّط مِن أَعْمارِ أهل الزَّمَان، (أَو مِائةٌ أَو مِائةٌ وَعِشْرُونَ.
وَفِي فتح الْبَارِي: اخْتلفُوا فِي تَحْدِيد مُدَّةِ القَرْنِ من عشرةٍ إِلَى مائةٍ وعشرِين لَكِن لم أرَ مَنْ صرَّحَ بالتِّسْعين وَلَا بمِائَةٍ وعَشَرَة، وَمَا عَدا ذلكَ فقد قالَ بِهِ قائِلٌ. (والأوَّلُ مِن القَوْلَيْنِ الأخيرَيْنِ (أَصَحُّ.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ الاخْتِيارُ (لقَوْله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لغُلامٍ بعْدَ أَنْ مَسَحَ رأْسَه: ((عِشْ قَرْناً) ، فعاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
وعِبارَةُ المصنِّفِ مُوهَمة لأنَّ أَوَّلَ الأَقْوالِ الَّتِي ذَكَرَها هُوَ أَرْبعونَ سَنَة فتأَمَّل. وبالأَخير فَسَّر حَدِيْث: (إنَّ اللهَ يَبْعثُ على رأْسِ كلِّ قَرْنٍ لهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يُجَدِّدُ أَمْرَ دينِها) ، كَمَا حَقَّقه الوَليُّ الحَافِظُ السّيوطي، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
(وقيلَ: القَرْنُ: (كُلُّ أُمَّةٍ هَلَكَتْ فَلم يَبْقَ مِنْهَا أَحَدٌ؛ وَبِه فُسِّرَتِ الآيةُ المَذْكُورَةُ.
(وقيلَ: (الوَقْتُ من الزَّمانِ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(والقَرْنُ: (الحَبْلُ المَفْتولُ من لِحاءِ الشَّجَرِ) ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ شيءٌ من لِحاءِ شَجَرٍ يُفْتَلُ مِنْهُ حَبْلٌ.
(والقَرْنُ: (الخُصْلَةُ المَفْتولَةُ من العِهنِ؛ قيلَ: ومِنَ الشَّعَرِ أَيْضاً؛ والجَمْعُ قُرُونٌ.
(والقَرْنُ: (أَصْلُ الرَّمْلِ، وَفِي نسخةٍ: أَسْفَلُ الرَّمْلِ وَهُوَ الصَّوابُ كقنعه.
(والقَرْنُ: (العَفَلَةُ الصَّغيرَةُ، هُوَ كالنُّتوءِ فِي الرَّحمِ يكونُ فِي النَّاسِ والشَّاءِ والبَقَرِ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى وَجْهَه: (إِذا تزوَّجَ المَرْأَة بهَا قَرْنٌ، فإنْ شاءَ طَلَّقَ، هُوَ كالسِّنِّ فِي فَرْجِ المرْأَةِ يَمْنَعُ من الوَطْءِ.
(والقَرْنُ: (الجَبَلُ الصَّغيرُ المُنْفَرِدُ؛ عَن الأصْمعيِّ؛ (أَو قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ من الجَبَلِ، ج قُرونٌ وقِرانٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ وطَرْفُهاكطَرْفِ الحُبَارَى أَخْطَأَتْها الأَجادِلُ (والقَرْنُ: (حَدُّ السَّيْفِ والنَّصْلِ كقُرْنَتِهما، بالضَّمِّ، وكذلِكَ قُرْنةُ السَّهْمِ. وقيلَ: قُرْنَتا النَّصْلِ: ناحِيَتَاهُ من عَن يمينِه وشمالِهِ، وجَمْعُ القُرْنَةِ القُرَنُ.
(والقَرْنُ: (حَلْبَةٌ من عَرَقٍ. يقالُ: حَلَبْنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ، أَي عَرَّقْناه.
وقيلَ: هُوَ الدُّفْعَةُ من العَرَقِ، والجَمْعُ قُرُونٌ؛ قالَ زهيرُ:
تُضَمَّرُ بالأَصائِلِ كلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكها القُرُونُوقالَ أَبو عَمْرو: القُرُونُ: العَرَقُ.
قالَ الأزْهريُّ: كأَنَّه جَمْع قَرْنٍ.
(والقَرْنُ من الناسِ: (أَهْلُ زَمانٍ واحِدٍ؛ قالَ:
إِذا ذَهَبَ القَرْنُ الَّذِي أَنتَ فيهمُوخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ فأَنتَ غَرِيبُ (والقَرْنُ: (أُمَّةٌ بعْدَ أُمَّةٍ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَالَّذِي يَقَعُ عنْدِي، واللَّهُ أَعْلَم، أَنَّ القَرْنَ أَهْلَ مدَّةٍ كانَ فِيهَا نَبيٌّ، أَو كانَ فِيهَا طَبَقةٌ مِن أَهْلِ العِلْم، قَلَّت السِّنُون أَو كَثُرَتْ، بدَلِيلِ الحدِيث: (خَيْرُكُم قَرْنِي، ثمَّ الَّذين يَلُونَهم، ثمَّ الَّذين يَلُونَهم، يعْنِي الصَّحابَة والتابِعِينَ وأَتْباعَهم.
قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ القَرْنُ لجمْلَةِ الأُمَّةِ، وَهَؤُلَاء قُرُون فِيهَا، وإنَّما اشْتِقاقُ القَرْن مِنَ الاقْتِرانِ، فتَأْويلُه أَنَّ الَّذين كَانُوا مُقْتَرِنِين فِي ذلِكَ الوَقْت وَالَّذِي يأْتُون من بعْدِهم ذَوُو اقْتِرانٍ آخر.
(والقَرْنُ: (المِيلُ على فَمٍ البِئْرِ للبَكْرَةِ إِذا كَانَ من حِجارَةٍ، والخَشَبيُّ: دِعامَةٌ، وهُما مِيلانِ ودِعامَتانِ من حِجارَةٍ وخَشَبٍ وقيلَ: هما مَنارَتانِ يُبْنيانِ على رأْسِ البِئْرِ تُوْضَع عَلَيْهِمَا الخَشَبَةُ الَّتِي يُوْضَعُ عَلَيْهَا المِحْوَرُ، وتُعَلَّقُ مِنْهَا البَكرَةُ؛ قالَ الرَّاجزُ:
تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ فانْظُرْ مَا هماأَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟ وَفِي حدِيثِ أَبي أَيوب: فوجَدَه الرَّسُولُ صلى الله عَلَيْهِ وسلميَغْتسلُ بينَ القَرْنَيْنِ، قيلَ: فَإِن كانَتا من خَشَبِ فهُما زُرْنُوقانِ.
(والقَرْنُ: (مِيلٌ واحِدٌ من الكُحْلِ. وَهُوَ مِن القَرْنِ: (المَرَّةُ الواحدَةُ. يقالُ: أَتَيْتُه قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ، أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ.
(وقَرْنٌ: (جَبَلٌ مُطِلٌّ على عَرفاتٍ، عَن الأَصْمعيِّ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هُوَ جَبَلٌ صغيرٌ؛ وَبِه فسرَ الحدِيْث: (أَنَّه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأسْودِ.
(والقَرْنُ: (الحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقيُّ الَّذِي لَا أَثَرَ فِيهِ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه:
فأَصْبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ فَلَا عينٌ تُحَسُّ وَلَا إِثارُومنهم مَنْ فَسَّره بالجَبَلِ المَذْكُورِ، وقيلَ فِي تفْسِيرِه غيرُ ذلكَ.
(وقَرْنُ المَنازِلِ: (مِيقاتُ أَهْلِ نَجْدٍ، وَهِي: ة عندَ الطَّائِفِ؛ قالَ عُمَرُ بنُ أبي ربيعَةَ:
فَلَا أَنْس مالأشياء لَا أَنْس موْقفاً لنا مَرَّة منا بقَرْنِ المَنازِلِ (أَو اسمُ الوادِي كُلِّهِ. وغَلِطَ الجوْهرِيُّ فِي تَحْرِيكِه.
قالَ شيْخُنا: هُوَ غَلَطٌ لَا محيدَ لَهُ عَنهُ، وَإِن قالَ بعضُهم: إنَّ التَّحْريكَ لُغَةٌ فِيهِ هُوَ غَيْرُ ثَبْتٍ.
قلْتُ: وبالتَّحْريكِ وَقَعَ مَضْبوطاً فِي نسخِ الجَمْهرةِ وجامِعِ القَزَّاز كَمَا نَقَلَه ابنُ بَرِّي عَن ابنِ القَطَّاع عَنْهُمَا.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: وكثيرٌ ممَّنْ لَا يَعْرِف يَفْتَح رَاءَه، وإنّما هُوَ بالسكونِ.
(وغلطَ الجوْهرِيُّ أَيْضاً (فِي نِسْبَةِ سَيِّد التَّابِعِين رَاهِب هَذِه الأُمَّة (أُوَيسٍ القَرْنيِّ إِلَيْهِ، أَي إِلَى ذلكَ المَوْضِعِ، ونَصّه فِي الصِّحاح: والقَرَنُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ مِيقاتُ أَهْلِ نَجْدٍ، وَمِنْه أُوَيسٌ القَرَنِيُّ.
قلْتُ: هَكَذَا وُجِدَ فِي نسخِ الصِّحاحِ ولعلَّ فِي العِبارَةِ سَقْطاً (لأنَّه إنَّما هُوَ (مَنْسوبٌ إِلَى قَرَنِ بنِ رَدْمانَ بنِ ناجِيَةَ بنِ مُرادٍ أَحَدِ أَجْدادِهِ على الصَّوابِ؛ قالَهُ ابنُ الكَلْبي، وابنُ حبيب، والهَمَدانيُّ وغيرُهُم مِن أَئمةِ النَّسَبِ؛ وَهُوَ أُوَيسُ بنُ جزءِ بنِ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ سعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ عِمْران بنِ قَرْنٍ، كَذَا لابنِ الكَلْبي؛ وعنْدَ الهَمَدانيّ: سعْدُ بنُ عَمْرِو بنِ حوران بنِ عصْران بنِ قَرْنٍ.
وجاءَ فِي الحدِيثِ: (يأْتِيَكُم أُوَيسُ بنُ عامِرٍ مَعَ أَعْدادِ اليَمَنِ مِن مُراد ثمَّ مِن قَرْنٍ كأَنَّ بِهِ بَرَص فبَرىءَ مِنْهُ إلاَّ مَوْضِع دِرْهم، لَهُ والِدَةٌ هُوَ بهَا برٌّ، لَو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرّه) . قالَ ابنُ الأثيرِ: رُوِي عَن عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وأَحادِيثُ فَضْلِه فِي مُسْلم وبسطَها شرَّاحُه القاضِي عِيَاض والنَّووي والقُرْطُبي والآبي وغيرُهُم، قُتِلَ بصِفِّين مَعَ عليَ على الصَّحِيح، وقيلَ: ماتَ بمكَّةَ، وقيلَ بدِمَشْق.
(والقَرْنانِ: (كَوْكَبانِ حِيالَ الجَدْي.
(والقَرْنُ: (شَدُّ الشَّيءِ إِلَى الشَّيءِ ووَصْلُه إِلَيْهِ وَقد قَرَنَه إِلَيْهِ قَرْناً. (والقَرْنُ: (جَمْعُ البعيرَيْنِ فِي حَبْلٍ واحِدٍ، وَقد قَرَنَهما.
(وقَرْنٌ: (ة بأَرْضِ النَّحامةِ لبَني الحريشِ.
(وقَرْنٌ (ة بَين قُطْرُبُلَّ والمَزْرَقَةِ من أَعْمالِ بَغْدادَ، (مِنْهَا خالِدُ بنُ زيْدٍ، وقيلَ: ابنُ أَبي يَزِيدَ، وقيلَ: ابنُ أَبي الهَيْثمِ بهيدان القُطْرُبُلّي القَرنيّ عَن شعْبَةَ وحمَّاد بن زيْدٍ، وَعنهُ الدُّوريُّ ومحمدُ بنُ إسْحاق الصَّاغانيُّ، لَا بأْسَ بِهِ.
(وقَرْنٌ: (ة بمِصْرَ بالشَّرْقيةِ.
(وقَرْنٌ: (جَبَلٌ بإِفْرِيقِيَةَ.
(وقَرْنُ باعِرٍ، وقَرْنُ (عِشارٍ، وقَرْنُ (النَّاعِي، وقَرْنُ (بَقْلٍ: حُصونٌ باليَمَنِ.
(وقَرْنُ البَوباةِ: جَبَلٌ لمُحارِب.
وقَرْنُ الحبَالَى: (وادٍ يَجِيءُ من السَّراةِ لسعْدِ بنِ بكْرِ وبعضِ قُرَيْشٍ. وَفِي عِبارَةِ المصنِّفِ سَقْطٌ.
(وقَرْنُ غَزالٍ: ثنِيَّةٌ م مَعْروفَةٌ.
(وقَرْنُ الذَّهابِ: ع.
(ومِن المجازِ: (قَرْنُ الشَّيْطانِ: ناحِيَةُ رأْسِه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (تَطْلُع الشَّمْسُ بينَ قَرْنَيْ الشَّيْطان، فَإِذا طَلَعَتْ قارَنَها، فَإِذا ارْتَفَعَتْ فارَقَها) .
(وقيلَ: (قَرْناهُ، مُثَنَّى قَرْنٍ، وَفِي بعضِ النُّسخِ: قَرْناؤُه، (أُمَّتُه المُتَّبِعونَ لرأْيهِ.
وَفِي النِّهايَةِ: بينَ قَرْنَيْه، أَي أُمَّتَيْه الأَوَّلَيْنِ والآخرينِ، أَي جَمْعاهُ اللَّذَان يُغْريهما بإِضْلالِ البَشَرِ (أَو قَرْنُه: (قُوَّتُه وانْتِشارُه، أَو تَسَلُّطَه، أَي حينَ تَطْلُع يتَحرَّكُ الشَّيْطانُ ويَتَسلَّطُ كالمُعِين لَهَا، وكلُّ هَذَا تَمْثِيلٌ لمَنْ يَسْجدُ للشَّمْسِ عنْدَ طُلوعِها، فكأَنَّ الشَّيْطانَ سَوَّلَ لَهُ ذلكَ، فَإِذا سَجَدَ لَهَا كَانَ كأَنَّ الشَّيْطانَ مُقْتَرِنٌ بهَا.
(وذُو القَرْنَيْنِ، المَذْكُور فِي التَّنْزيلِ، هُوَ (اسْكَنْدَرُ الرُّومِيُّ؛ نَقَلَهُ ابنُ هِشامٍ فِي سِيرَتِه.
واسْتَبْعدَه السّهيليّ وجَعَلَهما اثْنَيْن.
وَفِي مُعْجمِ ياقوت: وَهُوَ ابنُ الفَيْلسوفِ قَتَلَ كثيرا مِن المُلُوكِ وقَهَرَهُم ووَطِىءَ البُلْدانَ إِلَى أَقْصَى الصِّيْن.
وَقد أَوْسَعَ الكَلامَ فِيهِ الحافِظُ فِي كتابِ التَّدْوير والتَّرْبِيع.
ونَقَلَ كَلامَه الثَّعالِبيُّ فِي ثمارِ القُلُوبِ.
وجَزَمَ طائِفَةٌ بأَنَّه مِن الأَذْواء من التَّبابِعَةِ مِن مُلُوكِ حِمْيَر مُلُوكِ اليَمَنِ واسْمُه الصَّعْبُ بنُ الحارِثِ الرَّائِس، وذُو المَنارِ هُوَ ابنُ ذِي القَرْنَيْنِ؛ نَقَلَه شيْخُنا.
قلْتُ: وقيلَ: اسْمُه مرزبانُ بنُ مروية.
وقالَ ابنُ هِشامٍ: مرزبيُّ بنُ مروية وقيلَ: هرمسُ؛ وقيلَ: هرديسُ.
قالَ ابنُ الجواني فِي المُقدِّمةِ: ورُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: ذُو القَرْنَيْنِ عبدُ اللهِ بنُ الضَّحَّاكِ بنِ مَعْد بنِ عَدْنان، اهـ.
واخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ تَلْقِيبهِ فقيلَ: (لأنَّه لمَّا دَعاهُم إِلَى اللهِ، عزَّ وجَلَّ، ضَرَبُوه على قَرْنِه، فأَحْياهُ اللهُ تَعَالَى، ثمَّ دَعاهُم فضَرَبُوه على قَرْنِه الآخَرِ فماتَ ثمَّ أَحْياهُ اللهُ تَعَالَى، وَهَذَا غَرِيبٌ.
وَالَّذِي نَقَلَهُ غيرُ واحِدٍ: أَنَّه ضُرِبَ على رأْسِه ضَرْبَتَيْن؛ ويقالُ: إنَّه لمَّا دَعا قَوْمَه إِلَى العِبادَةِ قَرَنُوه، أَي ضَرَبُوه، على قَرْنَيْ رأْسِه، وَفِي سِياقِ المصنِّفِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى تَطْويلٌ مُخلّ.
(أَو لأنَّه بَلَغَ قُطْرَي الأرضِ مَشْرقَها ومَغْربَها، نَقَلَه السّمعانيّ.
(أَو لضَفِيرَتَيْنِ لَهُ، والعَرَبُ تُسَمِّي الخُصْلَةَ مِن الشَّعَرِ قَرْناً، حَكَاه الإِمامُ السّهيليّ.
أَو لأنَّ صَفْحَتَيْ رأْسِه كانَتا من نُحاسٍ، أَو كانَ لَهُ قَرْنانِ صَغِيرَانِ تُوارِيهما العِمامَةُ، نَقَلَهُما السّمعانيّ.
أَو لأنَّه رأَى فِي المنامِ أَنَّه أَخَذَ بقَرْنَيْ الشمْسِ، فكانَ تأْويلُه أَنَّه بَلَغَ المَشْرقَ والمَغْربَ، حكَاه السّهيليّ.
أَو لانْقِراضِ قَرْنَيْنِ فِي زَمانِه، أَو كانَ لتَاجِه قَرْنانِ، أَو لكَرَمِ أَبيهِ وأُمِّه أَي كَرِيمُ الطَّرَفَيْن؛ نَقَلَه شيْخُنا، وقيلَ غَيْرُ ذلكَ.
قالَ: وأَمَّا ذُو القَرْنَيْنِ صاحِبُ أَرَسْطو فَهُوَ غَيْرُ هَذَا، كَمَا بسطَه فِي العِنايَةِ.
وقيلَ: كانَ فِي عَهْدِ إبراهيمٍ، عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ صاحِبُ الخَضِرِ لما طَلَبَ عَيْنَ الحياةِ، قالَهُ السّهيليّ فِي التارِيخِ، ولقَدْ أَجادَ القائِلُ فِي التَّوْرية:
كم لامَنِي فِيك ذُو القَرْنَيْنِ يَا خَضِر وَفِي الحدِيثِ: (لَا أَدْرِي أَذُو القَرْنَيْن نَبِيًّا كانَ أَمْ لَا) .
(وذُو القَرْنَيْنِ: لَقَبُ (المُنْذِرِ بنِ ماءِ السّماءِ، وَهُوَ الأَكْبَر جَدُّ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ سُمِّي بِهِ (لضَفِيرَتَيْنِ كانَتا فِي قَرْنَيْ رأْسِه، كانَ يُرْسِلُهما؛ وَبِه فَسَّر ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ امرىءِ القَيْسِ:
أَشَدَّ نَشاصَ ذِي القَرْنَيْنِ حَتَّى توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ (وذُو القَرْنَيْن: لَقَبُ (عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، كَرَّمَ اللهُ تَعَالَى) وجهَه ورضِيَ عَنهُ، (لقوْلِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إنَّ لَكَ فِي الجنَّةِ بَيْتاً) ، ويُرْوَى كَنْزاً، وإنَّك لذُو قَرْنَيْها؛ أَي ذُو طَرَفَي الجنَّةِ ومَلِكُها الأَعْظَمُ تَسْلُكُ مُلْكَ جميعِ الجنَّةِ، كَمَا سَلَكَ ذُو القَرْنَيْنِ جَمِيعَ الأَرْضِ واسْتَضْعَفَ أَبو عبيدٍ هَذَا التَّفْسيرَ.
(أَو ذُو قَرْنَي الأُمَّةِ. فأُضْمِرَتْ وإنْ لم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُها) ، كقوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى تَوارَتْ بالحِجابِ} ؛ أَرادَ الشمْسَ وَلَا ذِكْرَ لَهَا.
قالَ أَبو عبيدٍ: وأَنا أَخْتارُ هَذَا التَّفْسيرَ الأَخيرَ على الأَوَّل لحدِيثٍ يُرْوَى عَن عليَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وذلَكَ أَنَّه ذَكَرَ ذَا القَرْنَيْنِ فقالَ: دَعا قوْمَه إِلَى عِبادَةِ اللهِ تَعَالَى فضَرَبُوه على قَرْنِه ضَرْبَتَيْن وَفِيكُمْ مِثْلُه؛ فنُرَى أَنَّه أَرادَ نَفْسَه، يعْنِي أَدْعو إِلَى الحقِّ حَتَّى يُضْرَبَ رأْسِي ضَرْبَتَيْن يكونُ فيهمَا قَتْلِي.
(أَو ذُو جَبَلَيْها للحَسَنِ والحُسَيْنِ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، رُوِي ذلكَ عَن ثَعْلَب.
(أَو ذُو شَجَّتَيْنِ فِي قَرْنَيْ رأْسِه: إحْداهُما من عَمْرِو بنِ وُدَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، (والثَّانِيَةُ مِن ابنِ مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللهُ، وَهَذَا أَصَحُّ مَا قيلَ، وَهُوَ تَتمَّةٌ من قوْلِ أَبي عبيدٍ المُتَقدِّم ذِكْره.
(وقَرْنُ الثُّمامِ: شَبيهٌ بالباقِلاَءِ.
(وذاتُ القَرْنَيْنِ: ع قُرْبَ المَدينَةِ بينَ جَبَلَيْنِ.
وقالَ نَصْرُ: قِرْنَيْن، بكسْرِ القافِ: جَبَلٌ حِجازِيُّ فِي دِيارِ جُهَيْنَةَ قُرْبَ حرَّةِ النارِ، فَلَا أَدْرِي هُوَ أمْ غَيْره.
(والقِرْنُ، بالكسْرِ: كُفْؤُكَ فِي الشَّجاعَةِ ونَظِيرُك فِيهَا وَفِي الحَرْبِ؛ قالَ كَعْبٌ:
إِذا يُساورُ قِرْناً لَا يَحِلُّ لهأن يَتْرُك القِرْن إلاَّ وَهُوَ مَجْدولوالجَمْعُ أَقْرانٌ؛ وَمِنْه حدِيثُ ثابِتِ بنِ قَيْسٍ: (بِئْسَما عَوَّدُتُم أَقْرانَكم) ، أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكُم فِي القِتالِ. (أَو عامٌّ) فِي الحَرْبِ، أَو السِّنِّ وأَيّ شيءٍ كانَ.
(والقَرَنُ (بالتَّحريكِ: الجَعْبَةُ تكونُ من جُلودٍ مَشْقوقَةٍ ثمَّ تحززُ، وإنَّما تُشَقُّ لتَصِلَ الرِّيحُ إِلَى الرِّيشِ فَلَا تَفْسُد؛ قالَ:
يابنَ هِشامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْفكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْوقيلَ: هِيَ الجَعْبَةُ مَا كانتْ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ الأَكْوَع: (صَلِّ فِي القوْسِ واطْرَحِ القَرَنَ) ؛ وإنَّما أَمَره بنَزْعِه لأَنَّه كانَ من جِلْدٍ غَيْر ذَكِيَ وَلَا مَدْبُوغ.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: (الناسُ يَوْم القِيامَةِ كالنَّبْلِ فِي القَرَنِ) ، أَي مُجْتَمِعُونَ مِثْلها.
وَفِي حدِيثِ عُمَيْر بنِ الحُمامِ:
فأَخْرَجَ تَمْراً مِن قَرَنِهِ) أَي مِن جَعْبَتِه، ويُجْمَعُ على أَقْرُنٍ وأَقْرانٍ كأَجْبُلٍ وأَجْبَالٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (تعاهَدُوا وأَقْرانَكم) ، أَي انْظُرُوا هَل هِيَ من ذَكِيَّةٍ أَو مَيتَةٍ لأَجْل حملِها فِي الصَّلاةِ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: القَرَنُ مِن خَشَبٍ وَعَلِيهِ أَدِيم قد غُرِّي بِهِ، وَفِي أَعْلاه وعَرْضِ مُقَدَّمِه فَرْجٌ فِيهِ وَشْجٌ قد وُشِجَ بَيْنه قِلاتٌ، وَهِي خَشَبات مَعْروضَات على فَمِ الجَفِيرِ جُعِلْنَ قِواماً لَهُ أَنْ يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح.
(والقَرَنُ: (السَّيْفُ والنّبْلُ، جَمْعُه قِرانٌ، كجِبالٍ، قالَ العجَّاجُ.
عَلَيْهِ وَرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ (والقَرَنُ: (حَبْلٌ يَجْمَعُ بينَ البَعيرَيْنِ، والجَمْعُ الأَقْرانُ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (الحياءُ والإِيمانُ فِي قَرَنٍ) ، أَي مَجْموعان فِي حَبْلٍ.
(والقَرَنُ: (البَعيرُ المَقْرونُ بآخَرَ كالقَرِينِ؛ قالَ الأَعورُ النبهانيُّ يَهْجُو جَريراً:
وَلَو عِنْد غسَّان السَّليطِيِّ عَرَّسَتْرَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقيرُقالَ ابنُ بَرِّي: وأَنْكَرَ ابنُ حَمْزَةَ أَنْ يكونَ القَرَنُ البَعيرَ المَقْرونَ بآخَرَ؛ وقالَ: إنَّما القَرَنُ الحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ البَعيرَانِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الأَعْورِ: رَغا قَرَنٌ مِنْهَا، فإنَّه على حَذْفِ مُضافٍ.
(والقَرَنُ: (خَيْطٌ من سَلَبٍ يُشَدُّ فِي عُنُقِ الفَدَّانِ، وَهُوَ قشرٌ يُفْتلُ يُوثَقُ على عُنُقِ كلِّ واحِدٍ مِنَ الثَّوْرَيْنِ ثمَّ تُوثَقُ فِي وسطِهما اللُّوَمَةُ؛ (كالقِرانِ، ككِتابٍ جَمْعُه ككُتُبٍ.
(وقَرَنٌ: (جَدُّ أُوَيسٍ المُتَقَدِّمِ ذِكْره، وَهُوَ بَطْنٌ من مُرَاد.
(والقَرَنُ: (مَصْدَرُ الأَقْرَنِ مِن الرِّجال، (للمَقْرونِ الحاجِبَيْنِ، وقيلَ: لَا يقالُ أَقْرَنُ وَلَا قَرْناء حَتَّى يُضافَ إِلَى الحاجِبَيْنِ.
وَفِي صفَتِه، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَوابِغَ فِي غيرِ قَرَنٍ) ، قَالُوا: القَرَنُ الْتِقاءُ الحاجِبَيْنِ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا خِلافُ مَا رَوَتْه أُمُّ مَعْبدٍ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، فإنَّها قالَتْ فِي الْحِلْية الشَّرِيفَة: (أَزَجُّ أَقْرَنُ) ، أَي مَقْرونُ الحاجِبَيْنِ؛ قالَ: والأَوَّلُ الصَّحيحُ فِي صفَتِه، وسَوابِغَ حالٌ مِن المَجْرورِ، وَهِي الحواجِبُ؛ (وَقد قَرِنَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ.
(والقُرْنَةُ، بالضَّمِّ: الطَّرَفُ الشَّاخِصُ من كلِّ شيءٍ. يقالُ: قُرْنَةُ الجَبَلِ، وقُرْنَةُ النَّصْلِ، وقُرْنَةُ السَّهْمِ، وقُرْنَةُ الرُّمْحِ.
(والقُرْنَةُ: (رأْسُ الرَّحِم، أَو زَاوِيَتُه، أَو شُعْبَتُه، وهُما قُرْنَتانِ؛ (أَو مانَتَأَ مِنْهُ.
(وقَرَنَ بينَ الحَجِّ والعُمْرَةِ قِراناً، بالكسْرِ: (جَمَعَ بَيْنهما بنِيَّةٍ واحِدَةٍ، وتَلْبيةٍ واحِدَةٍ، وإحْرامٍ واحِدٍ، وطوافٍ واحِدٍ، وسَعْيٍ واحِدٍ، فيَقُولُ: لَبَّيْكَ بحجَّةٍ وعُمْرَةٍ.
وعنْدَ أَبي حَنيفَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: هُوَ أَفْضَل مِنَ الإِفْرادِ والتَّمتُّع.
وجاءَ فُلانٌ قارِناً.
قالَ شيْخُنا وقَرَنَ ككَتَبَ، كَمَا هُوَ قَضية المصنِّفِ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وصَرَّحَ بِهِ الجوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه وأَرْبابُ الأَفْعالِ، فَلَا يُعْتدُّ بقوْلِ الصَّفاقِسي أنَّه كضَرَبَ مُقْتصِراً عَلَيْهِ.
نَعَمْ صَرَّحَ جماعَةُ بأنَّه بالوَجْهَيْن، وَقَالُوا: المَشْهورُ أَنَّه ككَتَبَ، ويقالُ فِي لُغَةٍ كضَرَبَ. (كأَقْرَنَ فِي لُغَيَّةٍ وأَنْكَرَها القاضِي عيَّاض، وأَثْبَتها غيرُهُ، كَمَا نَقَلَه الحافظُ فِي فتْحِ البارِي، والحافِظُ السَّيوطِي فِي عقودِ الزبرجد.
(وقَرَنَ (البُسْرُ قُروناً: (جَمَعَ بينَ الإِرْطابِ والإِبْسارِ، فَهُوَ بُسْرٌ قارِنٌ، لُغَةٌ أَزْديَّةٌ.
(والقَرِينُ: الصاحِبُ (المُقارِنُ، كالقُرانَى، كحُبَارَى؛ قالَ رُؤْبة.
يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد و (ج قُرَناءُ، ككُرَماء.
(والقَرِينُ: (المُصاحِبُ؛ والجَمْعُ كالجَمْع.
(والقَرِينُ: (الشَّيْطانُ المَقْرُونُ بالإِنْسانِ لَا يُفارِقُهُ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا مِن أَحَدٍ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُه) ، أَي مُصاحِبُه مِن المَلائِكَةِ والشَّياطِين وكلِّ إنْسانٍ، فإنَّ مَعَه قَرِيناً مِنْهُمَا، فقَرِينُه مِن الملائِكَةِ يأْمرُه بالخيْرِ، ويَحُثُّه عَلَيْهِ. وَمِنْه الحدِيثُ الآخَرُ: (فقاتِلْه فإنَّ مَعَه القَرِينَ) ، والقَرِينُ يكونُ فِي الخيْرِ وَفِي الشرِّ.
(والقَرِينُ: (سَيْفُ زَيْدِ الخَيْلِ الطَّائيِّ.
(وقَرِينُ بنُ سُهَيْلِ بنِ قَرِينٍ؛ كَذَا فِي النُّسخِ، وَفِي التبْصيرِ: سَهْل بن قَرِينٍ، ووُجِدَ فِي ديوانِ الذهبيِّ بالوَجْهَيْن؛ هُوَ (وأَبُوه مُحدِّثانِ، أَمَّا هُوَ فحدَّثَ عَن تمْتامٍ وغيرِهِ، وأمَّا أَبوه فَعنْ ابنِ أَبي ذُؤَيْبٍ واهٍ، قالَ الأَزّدِيُّ: هُوَ كذَّابٌ.
(وعليُّ بنُ قَرِينِ بنِ بيهس عَن هشيمٍ، (ضَعِيفٌ. وقالَ الذَّهبيُّ: رُوِي عَن عبدِ الوَارِثِ كَذَّاب.
وفاتَهُ:
عليُّ بنُ حَسَنِ بنِ كنائب البَصْرِيُّ المُؤَدِّبُ لَقَبُه القَرِين، عَن عبدِ اللهِ بنِ عُمَر بنِ سليحٍ.
(والقَرِينَةُ، (بهَا: رَوضَةٌ بالصَّمَّانِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلماجَرَى الرِّمْثُ فِي ماءِ القَرِينَةِ والسِّدْرُ (والقَرِينَةُ: (النَّفْسُ، كالقَرُونَةِ والقَرُونِ والقَرِينِ. يقالُ: أَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وقَرِينَتُه وقَرُونُهُ وقَرِينُه، أَي ذَلَّتْ نفْسُه وتابَعَتْه على الأمْرِ؛ قالَ أَوْس:
فَلاقَى امْرأ من مَيْدَعانَ وأَسْمَعَتْقَرُونَتُهُ باليَأْسِ مِنْهَا فعَجَّلاأَي طابَتْ نَفْسُه بتَرْكِها.
قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ قَرُون قَوْلُ الشاعِرِ:
فإنِّي مِثْلُ مَا بِكَ كَانَ مَا بِيولكنْ أَسْمَحَتْ عَنْهُم قَرْونِيوقولُ ابْن كُلْثوم:
مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ نَجُذُّ الحبْلَ أَو نَقِصُ القَرِيناقَرِينَتُه: نَفْسُه هُنَا. يقولُ: إِذا أَقْرَنَّا أقرن علينا.
(والقَرِينانِ: أَبو بكْرٍ وطَلْحَةُ، رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، لأنَّ عثمانَ بن عُبَيدِ اللهِ (أَخا طَلْحَةَ أَخَذَهُما و (قَرَنَهُما بحَبْلٍ، فلذلِكَ سُمِّيا القَرِينَيْنِ، ووَرَدَ فِي الحدِيث: إنَّ أَبا بكْرٍ وعُمَرَ يقالُ لَهما القَرِينانِ.
(والقِرانُ، ككِتابٍ: الجَمْعُ بَين التَّمْرَتَيْنِ فِي الأَكْلِ. وَمِنْه الحدِيثُ: نَهَى عَن القِرانِ إلاَّ أَنْ يَسْتأْذِنَ أَحدُكم صاحِبَه، وإنَّما نَهَى عَنهُ لأنَّ فِيهِ شَرهاً يُزْري بصاحِبِه، ولأنَّ فِيهِ غَبْناً برَفِيقِه.
(والقِرانُ: (النَّبْلُ المُسْتوِيَةُ من عَمَلِ رجلٍ واحِدٍ. ويقالُ للقَوْمٍ إِذا تَناضَلُوا: اذْكُروا القِرانَ، أَي والُوا بَيْنَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ.
(والقِرانُ: (المُصاحَبَةُ كالمُقارَنةِ.
قارَنَ الشيءَ مُقارَنَةً وقِراناً: اقْتَرَنَ بِهِ وصاحَبَه.
وقارَنْتُه قِراناً: صاحَبْتُه.
(والقَرْنانُ: الدَّيُّوثُ المُشارَكُ فِي قَرِينتِه لزَوْجتِه، وإنَّما سُمِّيت الزَّوجةُ قَرِينةً لمُقارَنَةِ الرَّجلِ، إيَّاها؛ وإنَّما سُمِّي القَرْنانُ لأنَّه يَقْرُنُ بهَا غيرَهُ: عَرَبيٌّ صَحِيحٌ حكَاهُ كُراعٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: هُوَ نَعْتُ سوءٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ، وَهُوَ مِن كَلامِ الحاضِرَةِ، وَلم أَرَ البَوادِيَ لَفظُوا بِهِ وَلَا عَرَفُوه.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: وَهُوَ مِنَ الأَلفاظِ البالِغَةِ فِي العاميَّةِ والابْتِذالِ، وظاهِرُه أَنَّه بالفتْحِ، وضَبَطَه شرَّاحُ المُخْتصرِ الخَلِيليِّ بالكسْرِ، وَهل هُوَ فَعْلالُ أَو فَعْلانُ، يَجوزُ الوَجْهان.
وأَوْرَدَه الخفاجيُّ فِي شفاءِ الغليلِ على أنَّه مِن الدَّخيلِ.
(والقَرُونُ، (كصَبُورٍ: دابَّةٌ يَعْرَقُ سَرِيعاً) إِذا جَرَى، (أَو تَقَعُ حوافِرُ رِجْلَيْهِ مَواقِعَ يَديهِ.
فِي الخَيْلِ وَفِي الناقَةِ: الَّتِي تَضَعُ خُفَّ رِجْلِها موضعَ خُفَّ يدِها.
(والقَرُونُ: (ناقَةٌ تَقْرُنُ رُكْبَتَيْها إِذا بَرَكَتْ؛ عَن الأَصْمعيِّ.
(وقالَ غيرُهُ: هِيَ (الَّتِي يَجْتَمِعُ خِلْفاها القادِمانِ والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ.
(والقَرُونُ: (الجامِعُ بينَ تَمْرَتَيْنِ تَمْرَتَيْنِ، (أَو لُقْمَتَيْنِ لُقْمَتَيْنِ، وَهُوَ القِرانُ (فِي الأَكْلِ.
وقالتِ امْرَأَةٌ لبَعْلِها ورأَتْهُ يأْكلُ كذلكَ: أبرَماً قَرُوناً؟ .
(وأَقْرَنَ الرَّجُلُ: (رَمَى بسَهْمَيْنِ.
(وأَقْرَنَ: (رَكِبَ ناقَةً حَسَنَةَ المَشْيِ.
(وأَقْرَنَ: (حَلَبَ النَّاقَةَ القَرُونَ، وَهِي الَّتِي تَجْمَع بينَ المِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ.
(وأَقْرَنَ: (ضَحَّى بكَبْشٍ أَقْرَنَ، وَهُوَ الكبيرُ القرنِ أَو المُجْتمِعُ القَرْنَيْن.
(وأَقْرَنَ (للأَمْرِ: أَطَاقَهُ وقَوِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ مُقْرِنٌ؛ وكذلكَ أَقْرَنَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا كنَّا لَهُ مُقْرِنينَ} ، أَي مُطِيقَيْنَ، وَهُوَ مِن قوْلِهم: أَقْرَنَ فُلاناً: صارَ لَهُ قِرْناً.
وَفِي حدِيثِ سُلَيْمان بن يَسارٍ: (أمَّا أَنا فإنِّي لهَذِهِ مُقْرِنٌ) ، أَي مُطِيقٌ قادِرٌ عَلَيْهَا، يعْنِي ناقَتَه. (كاسْتَقْرَنَ.
(وأَقْرَنَ (عَن الأَمْرِ: ضَعُفَ؛ حكَاهُ ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ:
تَرَى القَوْمَ مِنْهَا مُقْرِنينَ كأَنَّماتَساقُوْا عُقَاراً لَا يَبِلُّ سَليمُهافهو (ضِدٌّ.
وقالَ ابنُ هانىءٍ: المُقْرِنُ: المُطِيقُ الضَّعيفُ؛ وأَنْشَدَ لأبي الأَحْوَصِ الرِّياحي:
وَلَو أَدْرَكَتْه الخيلُ والخيلُ تُدَّعَى بذِي نَجَبٍ مَا أَقْرَنَتْ وأَجَلَّتأَي مَا ضَعُفَتْ.
(وأَقْرَنَ (عَن الطَّريقِ: عَدَلَ عَنْهَا.
قالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ لضَعْفِه عَن سلوكِها.
(وأَقْرَنَ: (عَجَزَ عَن أَمْرِ ضَيْعتهِ، وَهُوَ الَّذِي يكونُ لَهُ إِبِلٌ وغَنَمٌ وَلَا مُعِينَ لَهُ عَلَيْهَا، أَو يكونُ يَسْقِي إِبلَه وَلَا ذائِدَ لَهُ يَذُودُها يَوْم وُرودِها.
(وأقْرَنَ: (أَطاقَ أَمْرَها؛ وَهُوَ أَيْضاً (ضِدٌّ.
(وأَقْرَنَ: (جَمَعَ بَين رُطَبَتَيْنِ.
(وأَقْرَنَ (الدَّمُ فِي العِرْق: كَثُرَ، كاسْتَقَرْنَ.
(وأَقْرَنَ (الدُّمَّلُ: حانَ تَفَقُّؤُهُ.
(وأَقْرَنَ (فلانٌ: رَفَعَ رأْسَ رُمْحِه لئَلاَّ يُصيبَ مَن أَمامَهُ؛ عَن الأصْمعيِّ.
وقيلَ: أَقْرَنَ الرُّمْح إِلَيْهِ: رَفَعَه.
(وأَقْرَنَ: (باعَ القَرَنَ، وَهِي (الجَعْبَةُ.
(وأَيْضاً: (باعَ القَرْنَ، أَي (الحَبْل.
(وأَقْرَنَ: (جاءَ بأَسِيرَيْنِ مَقْرُونَيْنِ (فِي حَبْلٍ.
(وأَقْرَنَ: (اكْتَحَلَ كلَّ ليلةٍ مِيلاً.
(وأَقْرَنَتِ (السَّماءُ؛ دامَتْ تُمْطِرُ أيَّاماً (فَلم تُقْلِع، وكذلكَ أَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ؛ عَن أَبي زيْدٍ.
(وأَقْرَنَتِ (الثُّرَيَّا: ارْتَفَعَتْ فِي كَبِدِ السَّماءِ.
(والقارونُ: الوَجُّ وَهُوَ عِرْقُ الأير.
(وقارونُ، (بِلا لامٍ: عَتِيٌّ من العُتاةِ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الغِنَى، وَهُوَ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ لَا يَنْصرِفُ للعجمة والتَّعْريفِ، وَهُوَ رَجُلٌ كانَ من قوْمٍ موسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، وَكَانَ كافِراً فخسَفَ اللهُ بِهِ وبدارِهِ الأَرضَ.
(والقَرِينَيْنِ، مثنَّى قَرِينٍ، (جَبَلانِ بنَواحِي اليمامَةِ بَيْنه وبينَ الطَّرَفِ الآخَرِ مَسيرَةُ شَهْرٍ وضَبَطَه نَصْر بضمِّ القافِ وسكونِ الياءِ وفتْح النونِ ومثنَّاة فوْقيَّة.
(وأَيْضاً: (ع ببادِيةِ الشَّأم.
وأَيْضاً: (ة بمَرْوَ الشاهِجانِ لأنَّه قرنَ بَيْنها وبينَ مَرْوَ الرّوذ، (مِنْهَا أَبو المُظَفَّرِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ إسْحاقَ المَرْوزيّ الفَقيهُ الشافِعِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى، (القَرِينَيْنِيُّ عَن أَبي طاهِرٍ المخلص، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الخَطِيبُ، ماتَ بِشَهْر زور سَنَة 432.
(وذُو القَرْنين: عَصَبَةُ باطِنِ الفَخِذِ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهُ تَعَالَى: والصَّوابُ: ذاتُ القَرينَتَيْنِ لِأَن (ج: ذَواتُ القَرائِنِ ولتَأْنيثِ العَصَبَةِ.
(والقُرْنَتانِ، بالضمِّ مُثَنَّى قُرْنَةٍ، (جَبَلٌ بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ فِي جهةِ اليَمَنِ.
(والقَرِينَةُ، كسَفِينَةٍ: (ع فِي دِيارِ تميمٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَلا ليْتَني بَين القَرِينَة والحَبْلِعلى ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلِي (وقُرَيْنُ، (كزُبَيْرٍ: بالطَّائِفِ.
(وقُرَيْنُ (بنُ عُمَرَ، أَو هُوَ قُرَيْنُ (بنُ إبراهيمَ عَن أَبي سَلَمَة، وَعنهُ ابنُ أَبي ذُؤَيْبٍ وابنُ إسْحاق؛ (أَو ابنُ عامِرِ، صوابُه: وقُرَيْنُ بنُ عامِرِ (بنِ سعْدِ بنِ أَبي وقَّاصٍ؛ وأَبو الحَسَنِ (موسَى بنُ جَعْفَرِ بنِ قُرَيْنٍ العُثْمانيُّ رَوَى عَنهُ الدَّارْقطْنيُّ، (مُحدِّثُونَ.
(وقُرُونُ البَقَرِ: ع بدِيارِ بَني عامِرٍ.
(والقَرَّانُ، (كشَدَّادٍ: القارُورَةُ، بلُغَةِ الحجازِ، وأَهْلُ اليمامَةِ يُسَمُّونَها الحُنْجُورَة؛ عَن ابنِ شُمَيْل.
(وقُرَّانُ، (كرُمَّانٍ: ة باليَمامَةِ، وَهِي مَاء لبَني سحيمٍ من بَني حَنيفَةَ.
(وقُرَّانُ، (اسمٌ رجُلٍ، وَهُوَ ابنُ تمامٍ الأَسدِيُّ الكُوفيُّ عَن سهيلِ بنِ أَبي صالحٍ.
ودِهْشَمُ بنُ قُرَّانٍ عَن نمران بن خارِجَةَ.
وَأَبُو قُرَّانٍ طُفَيْل الغَنَويُّ شاعِرٌ.
وغالِبُ بنُ قُرَّانِ لَهُ ذِكْرٌ.
(والمُقَرَّنَةُ، (كمُعَظَّمَةٍ: الجِبالُ الصِّغارُ يَدْنُو بعضُها من بَعْضٍ) سُمِّيت بذلكَ لتَقارُبِها؛ قالَ الهُذَليُّ:
دَلَجِي إِذا مَا الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْأَرادَ بالمُقَرَّنَةِ إكاماً صِغاراً مُقْتَرِنَةً.
(وعبدُ اللهُ وعبدُ الرحمانِ وعَقيلٌ ومَعْقِلٌ والنُّعْمانُ وسُوَيْدٌ وسِنَانٌ: أَوْلادُ مُقَرِّنِ بنِ عائِذٍ المزنيُّ (كمُحَدِّثِ صِحَابِيُّونَ، وليسَ فِي الصَّحابَةِ سَبْعَة أُخْوة سِواهُم؛ أمَّا عبْدُ اللهِ فرَوَى عَن ابنِ سِيرِيْن وعَبْد المَلِكِ بنِ عُمَيْر؛ وأَخُوه عَبْدُ الرَّحمان ذَكَرَه ابنُ سَعْدٍ، وأَخُوه عَقِيلٌ يُكَنى أَبا حكيمٍ لَهُ وِفادَةٌ؛ وأَخوه مَعْقِلٌ يُكَنى أَبا عمْرَةَ وَكَانَ صالِحاً نَقَلَهُ الوَاقِديُّ؛ وأَخُوه النُّعْمانُ كَانَ مَعَه لواءُ مزينةَ يَوْم الفتْحِ؛ وأَخُوه سُوَيْدٌ يُكَنى أَبا عدِيَ رَوَى عَنهُ هِلالُ بنُ يَساف؛ وأَخُوه سِنَانٌ لَهُ ذِكْرٌ فِي المَغازِي وَلم يَرْوِ.
(ودُورٌ قَرائِنُ: يَسْتَقْبِلُ بعضُها بَعْضًا.
(والقَرْنُوَةُ: نَباتٌ عَرِيضُ الوَرَقِ ينبتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْل ودَكادِكِه، وَرَقُه أَغْبَرُ يُشْبِه وَرَقَ الحَنْدَقُوق، وقيلَ: هِيَ (الهَرْنُوَةُ أَو عُشْبَةٌ أُخْرَى خَضْراءُ غَبْراءُ على ساقٍ، وَلها ثَمَرةٌ كالسُّنْبلةِ، وَهِي مُرَّةٌ تُدْبَغُ بهَا الأَساقِي، (وَلَا نَظِيرَ لَهما سِوَى عَرْقُوَةٍ وعَنْصُوَةً وتَرْقُوَةٍ وثَنْدُوَةٍ.
قالَ أَبو حَنيفَةَ: الواوُ فِيهَا زائِدَةٌ للتَّكْثيرِ والصِّيغَة لَا للمعْنَى وَلَا للإِلْحاقِ، أَلا تَرَى أنَّه ليسَ فِي الكَلامِ مِثْل فَرَزْدُقَة؟ .
(وسِقَاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً: مَدْبُوغٌ بهَا، الأَخيرَةُ بغيرِ هَمْزٍ، وهَمَزَها ابنُ الأَعْرابيِّ؛ وَقد قَرْنَيْتُه، أَثْبَتُوا الواوَ، كَمَا أَثْبَتُوا بقِيَّةَ حُرُوفِ الأَصْلِ والراءِ والنّونِ ثمَّ قَلَبُوها يَاء للمُجاوَرَةِ.
(وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لَهَا كَلَحْمَتَيْنِ فِي رأْسِها، كأَنَّهما قَرْنانِ، (وأَكْثَرُ مَا يكونُ فِي الأَفاعِي.
وقالَ الأَصْمعيُّ: القَرْناءُ: الحيَّةُ لأنَّ لَهَا قَرْناً؛ قالَ الأَعْشى:
تَحْكِي لَهُ القَرْناءُ فِي عِرْزَالِهاأُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها (والقَيْرَوانُ: الجَماعَةُ من الخَيْلِ، والقُفْلُ، بالضَّمِّ، جَمْعُ قافِلَةٍ وَهُوَ مُعَرَّبُ كارْوان، وَقد تَكَلَّمَتْ بِهِ العَرَبُ.
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كُلُّ قافِلَةٍ قَيْرَوان. (وأَيْضاً: (مُعْظَمُ الكَتِيبَةِ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ (وقَيْرَوانُ: (د بالمَغْرِبِ افْتَتَحَه عقبةُ بنُ نافِعٍ الفهْرِيُّ زَمَنَ مُعاوِيَةَ سَنَة خَمْسِين؛ يُرْوَى أَنَّه لمَّا دَخَلَه أَمَرَ الحَشَرَات والسِّبَاع فرَحَلُوا عَنهُ، وَمِنْه سُلَيْمانُ بنُ دَاود بنِ سَلمُون الفَقِيهُ؛ وسَيَأْتي ذِكْرُ القَيْروانِ فِي قَرَوَ.
(وأَقْرُنُ، بضمِّ الَّراءِ: ع بالرُّومِ، وَلم يُقَيّده ياقوتُ بالرُّوم؛ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْس:
لما سما من بَين أقرن فالاجبال قلت: فداؤه أَهلِي (والقُرَيْناءُ، كحُمَيْراءَ: اللُّوبِيَاءُ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ عشْبَةٌ نحْو الذِّراعِ لَهَا أَفْنانٌ وسِنْفَة كسِنْفَةِ الجُلْبانِ ولحبِّها مَرارَةٌ.
(ومِن المجازِ: (المَقْرونُ من أَسْبابِ الشِّعْر.
وَفِي المُحْكَم: (مَا اقْتَرَنَتْ فِيهِ ثَلاثُ حركاتٍ بَعْدَها ساكِنٌ كمُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتن من مُفاعَلَتُنْ، فمُتَفا قَدْ قَرَنَتْ السَّبَبَيْن بالحركةِ، وَقد يجوزُ إسْقاطها فِي الشِّعْرِ حَتَّى يَصيرَ السَّبَبان مَفْرُوقَيْن نحْوَ عِيْلُنْ مِن مَفَاعِيْلُنْ؛ وأَمَّا المَفْرُوقُ فقد ذُكِرَ فِي موْضِعِه.
(والقُرْناءُ من السُّوَرِ: مَا يُقْرَأُ بِهِنَّ فِي كلِّ ركعةٍ، جَمْعُ قَرِينَةٍ.
(والقَرانِيا: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ ثَمَرُه كالزَّيْتُون قابِضٌ مُجَفِّفٌ مُدْمِلٌ للجِراحاتِ الكِبارِ مُضادَّةٌ للجِراحاتِ الصِّغارِ. (والمِقْرَنُ: الخَشَبَةُ الَّتِي (تُشَدُّ على رأْسِ الثَّوْرَيْنِ، وضَبَطَه بعضٌ كمِنْبَرٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ.
كَبْشٌ أَقْرَنُ: كبيرُ القَرْنِ؛ وكذلِكَ التَّيْسُ؛ وَقد قَرِنَ كُلِّ ذِي قرن كفَرِحَ.
ورُمْحٌ مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن؛ وذلكَ أَنَّهم رُبَّما جَعَلُوا أَسِنَّةَ رِماحِهم من قُرُونِ الظِّباءِ والبَقَرِ الوَحْشِيِّ؛ قالَ الشاعِرُ:
ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُمن فوقِ رُمْحٍ فظَلَّ مَقْرُوناوالقَرْنُ: البَكَرَةُ؛ والجَمْعُ أَقْرُنٌ وقُرُونٌ.
وشابَ قَرْناها: عَلَمُ رجُلٍ، كتَأَبَّطَ شَرّاً، وذرّى حبّاً.
وأَصابَ قَرْنَ الكَلإِ: إِذا أَصابَ مَالا وافِراً.
ويقالُ: تَجدني فِي قَرْنِ الكَلإِ: أَي فِي الغايَةِ ممَّا تَطْلُبُ منِّي.
ويقالُ للرُّومِ ذواتُ القُرُونِ لتَوارثِهم المُلْكَ قَرْناً بعْدَ قَرْنٍ، وقيلَ: لتوافرِ شُعُورِهم وأَنَّهم لَا يَجُزُّونَها؛ قالَ المُرَقِّشُ:
لاتَ هَنَّا وليْتَني طَرَفَ الزُّجِّ وأَهْلِي بالشامِ ذاتُ القُرونِوقالَ أَبُو الهَيْثمِ: القُرُونُ: حَبائِلُ الصيَّادِ يُجْعَلُ فِيهَا قُرُونٌ يُصْطادُ بهَا الصِّعَاءُ والحمامُ؛ وَبِه فسِّرَ قَوْلُ الأَخْطَلِ يَصِفُ نِساءً: وَإِذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ فكأَنَّما حَلَّت لهنَّ نُذُورُوالقُرَانَى، كحُبارَى: وَتَرٌ فُتِلَ مِن جلْدِ البَعيرِ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
وشِعْبٍ أَبَى أَنْ يَسْلُكَ الغُفْرُ بينهسَلَكْتُ قُرانَى من قَياسِرةٍ سُمْراوأَرادَ بالشِّعْبِ فُوقَ السَّهْمِ.
وإِبِلٌ قُرانَى: أَي ذاتُ قَرائِنٍ.
والقَرِينُ: العَيْنُ الكَحِيلُ.
والقَرْناءُ: العَفْلاءُ.
وقالَ الأصْمعيُّ: القَرَنُ فِي المرْأَةِ كالأُدْرةِ فِي الرَّجُل، وَهُوَ عَيْبٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: القَرْناءُ مِن النِّساءِ: الَّتِي فِي فَرْجِها مانِعٌ يَمْنَعُ من سُلوكِ الذَّكَرِ فِيهِ، إمَّا غُدَّةٌ غَلِيظَةٌ، أَو لحمةٌ مُرْتَتِقة، أَو عَظْمٌ.
وقالَ اللَّيْثُ: القَرْنُ: حَدُّ رابيةٍ مُشْرِفَةٍ على وَهْدَةٍ صَغيرَةٍ.
وقَرَّنَ إِلَى الشيءِ تَقْرِيناً: شَدَّه إِلَيْهِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفادِ} شُدِّدَ للكَثْرَةِ.
والقَرِينُ: الأَسيرُ.
وقَرَنَهُ: وَصَلَهُ؛ وأَيْضاً شَدَّهُ بالحَبْلِ.
والقِرانُ، بالكسْرِ: الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الأَسيرُ.
وأَيْضاً: الَّذِي يُقَلَّدُ بِهِ البَعيرُ ويُقادُ بِهِ؛ جَمْعُه قُرُنٌ، ككُتُبٍ.
واقْتَرَنا وتَقارَنا وجاؤُوا قُرانَى: أَي مُقْتَرِنِين، وَهُوَ ضِدُّ فُرادَى.
وقِرانُ الكَواكبِ: اتِّصالُها ببعضٍ؛ وَمِنْه قِران السعدين ويُسَمّونَ صاحِبَ الخُرُوج مِن المُلُوكِ: صاحِب القِرَانِ مِن ذلِكَ.
والقَرِينانِ: أَبو بكْرٍ وعُمَرُ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا.
والقَرينانِ: الجَملانِ المَشْدُودُ أَحَدُهما إِلَى الآخَر.
والقَرِينَةُ: الناقَةُ تُشَدُّ بأُخْرى.
والقَرْنُ: الحِصْنُ، جَمْعُه قُرُونٌ. وَهَذَا كتَسْمِيتِهم للحُصُونِ الصَّياصِي.
وقالَ أَبو عبيدٍ: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلانٍ: إِذا عازَّهُ وصارَ عنْدَ نَفْسِه مِن أَقْرانِه.
وَفِي الأساسِ: اسْتَقْرَنَ: غَضِبَ؛ واسْتَقْرَنَ: لاَنَ.
والقَرَنُ: اقْتِرانُ الرّكْبَتَيْنِ.
وقيلَ: تَباعُدُ مَا بينَ رأْسِ الثَّنِيَّتَيْنِ وَإِن تَدَانَتْ أُصُولُهما.
والإِقْرانُ: أَنْ يَقْرُنَ بينَ الثَّمرتَيْنِ فِي الأَكْلِ،؛ وَبِه رُوَي الحدِيثُ أَيْضاً؛ كالمُقارَنَةِ، وَمِنْه حدِيثُ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (لَا تُقارِنُوا إلاَّ أَنْ يَسْتأْذِنَ الرَّجُلُ أَخاهُ) .
والقَرُون مِن الإِبِلِ: الَّتِي تَجْمَعُ بينَ مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا بَعَرَتْ قارَنَتْ بينَ بَعَرِها.
والقَرَّانُ، كشَدَّادٍ: لُغَةٌ عاميَّةٌ فِي القَرْنانِ، بمعْنَى الدَّيُّوثِ.
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: (يَوْمُ الجَمْع يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ) ؛ كِنايَة عَن التَّزْوِيجِ.
ويقالُ: فلانٌ إِذا جاذَبَتْه قَرِنَتُه وقَرِينُه قَهَرَها، أَي إِذا قُرِنَتْ بِهِ الشَّديدَةُ أَطاقَهَا وغَلَبَها.
وأَخَذْتُ قَرُونِي مِن الأَمْرِ: أَي حاجَتِي.
ورجُلٌ قارِنٌ: ذُو سَيْفٍ ونَبْلٍ؛ أَو ذُو سَيْفٍ ورُمْحٍ وجُعْبَةٍ قد قَرِنِا.
والقَرائِنُ: جِبالٌ مَعْروفَةٌ مُقْترِنَةٌ؛ قالَ تأَبَّطَ شرّاً: وحَثْحَثْتُ مَشْعُوفَ النَّجاءِ ورَاعَنِيأُناسٌ بفَيْفانٍ فَمِزْتُ القَرائِنَاوقَرَنَتِ السَّماءُ: دامَ مَطَرُها؛ كأَقْرَنَتْ.
والقُرَانُ، كغُرابٍ، من لم يَهْمُز لُغَةً فِي القُرْآنِ.
وأَقْرَنَ: ضيَّقَ على غَرِيمِه.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: قُرُونَةٌ: بالضمِّ، نَبْتةٌ تُشْبِه اللُّوبِياء، وَهِي فَرِيكُ أَهْلِ البادِيَةِ لكَثْرتِها.
وحكَى يَعْقوبُ: أَدِيمٌ مَقْرونٌ: دُبِغَ بالقَرْنُوَةِ، وَهُوَ على طَرْحِ الزائِدِ.
ويَوْمُ أَقْرَنَ، كأَمْلَسَ: يَوْمٌ لغَطَفَانَ على بَني عامِرٍ، وَهُوَ غيرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وقَرْنُ الثعالِبِ: موْضِعٌ قُرْبَ مكَّةَ وأَنتَ ذاهِبٌ إِلَى عَرَفاتٍ، قيلَ: هُوَ قَرْنُ المَنازِلِ.
ومِن أَمْثالِهم: تَرَكْناهُ على مَقَصِّ قَرْنٍ، ومَقَطِّ قَرْنٍ لمَنْ يُسْتَأْصَلُ ويُصْطَلَمُ، والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بَقيَ ذلكَ الموْضِعُ أَمْلَسُ.
وأَقْرَنَ: أَعْطاهُ بَعيرَيْنِ فِي قَرنٍ ونازَعَهُ فتَرَكَهُ قَرْناً لَا يتكلَّمُ: أَي قائِماً مائِلاً مَبْهوتاً.
وأَقْرَنَتْ أَفاطِيرُ وَجْهِ الغُلامِ: بثَرتْ مَخارجُ لحْيَتِه ومَوَاضِعُ تَفَطُّر الشَّعَرِ.
والقَرِينَةُ فِي العَرُوضِ: الفَقْرَةُ الأَخيرَةُ.
وقرنٌ: بينَ عرضِ اليَمامَةِ ومَطْلع الشمْسِ، ليسَ وَرَاءَه مِن قُرَى اليَمامَةِ وَلَا مِياهِها شيءٌ، هُوَ لبَني قشيرِ بنِ كعْبٍ. وقَرْنُ الحبالَى: جَبَلٌ لغَنِيَ.
آخَرُ فِي دِيارِ خَثْعَم.
وقَرِينانِ فِي دِيارِ مُضَرَ لبَني سُلَيْم يفرقُ بَيْنهما وادٍ عَظِيمٌ.
وترعَةُ القَرِينَيْنِ: إحْدَى الأَنْهارِ المُتَشعِّبَةِ مِن النِّيل، سُمِّيت بالقَرِينَيْنِ قَرْيتانِ بمِصْر.
والمقرونةُ: نوعٌ من الطَّعام يُعْمَلُ مِن عَجِينٍ وسَمْنٍ ولوْزٍ.
وقَرِينَةُ بنُ سُوَيْد النَّسفيُّ، كسَفِينَةٍ، جَدُّ أَبي طَلْحَةَ مَنْصور بنِ محمدِ بنِ عليَ، رَوَى عَن البُخاري صَحِيحَهُ، ماتَ سَنَة 329، ثِقَةٌ.
وقَرْنُ بنُ مالِكِ بنِ كعْبٍ، بالفتْحِ، بَطْنٌ من مَذْحِج مِنْهُم عافيةُ بنُ يَزِيد القاضِي، عَن هِشامِ بنِ عرْوَةَ وغيرِهِ.
وقَرْنانُ، بالفتْحِ والضمِّ: بَطْنٌ مِن تجيب مِنْهُم: شريكُ بنُ سُوَيْدٍ شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ.
(قرن) الْأُسَارَى شدهم بالقرن وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَآخَرين مُقرنين فِي الأصفاد} وَيُقَال قرن الْمُجْرمين فِي الْقرَان جمعهم
قرن وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الضَّالة إِذا كتمها قَالَ: فِيهَا قرينتها مثلهَا إِن أَدَّاهَا بعد مَا كتمها أَو وُجِدت عِنْده فَعَلَيهِ مثلهَا. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: [فِيهَا -] قرينتها مثلهَا يَقُول: إِن وجد [رجل -] ضَالَّة [وَهِي -] من الْحَيَوَان خَاصَّة كَأَنَّهُ يَعْنِي الْإِبِل وَالْبَقر وَالْخَيْل [وَالْبِغَال -] وَالْحمير يَقُول: فَكَانَ يَنْبَغِي [لَهُ -] أَن لَا يؤويها فانه لَا يؤوى الضَّالة إِلَّا ضالّ وَقَالَ: ضَالَّة الْمُسلم حرق النَّار فَإِن لم ينشدها حَتَّى تُوجد عِنْده أَخذهَا صَاحبهَا وَأخذ أَيْضا مِنْهُ مثلهَا وَهَذَا عِنْدِي على وَجه الْعقُوبَة والتأديب لَهُ وَهَذَا مثلّ قَوْله فِي منع الصَّدَقَة: إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر إبِله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا وَهَذَا كَمَا قضى عمر رَضِي الله عَنهُ 6 86 / الف على حَاطِب وَكَانَ عبيده سرقوا نَاقَة لرجل من مزينة فنحروها فَأمر عمر بقطعهم ثمَّ قَالَ: ردوهم عليّ وَقَالَ لحاطب: إِنِّي أَرَاك تجيعهم ثمَّ قَالَ للمزني: كم كَانَت قيمَة نَاقَتك قَالَ: طُلِبَتْ مني بأربعمائة [دِرْهَم -] فَقَالَ لحاطب: اذْهَبْ فادفع إِلَيْهِ ثَمَانِي مائَة دِرْهَم فأضعف عَلَيْهِ الْقيمَة عُقُوبَة لَهُ لَا أعرف للْحَدِيث وَجها غير هَذَا [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَلَيْسَ الْحُكَّام الْيَوْم على هَذَا إِنَّمَا يلزمونه الْقيمَة. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر أَشْرَاط السَّاعَة فَقَالَ: من أشراطها كَذَا كَذَا وَأَن ينْطق الرُّوَيْبِضة قيل: يَا رَسُول الله وَمَا الرويبضة فَقَالَ: الرجل التافه ينْطق فِي أَمر الْعَامَّة.
ق ر ن

هو قرنه في السن، وقرنه في الحرب، القرن بالفتح: مثلك في السن، وبالكسر: مثلك في الشجاعة، وهم أقرانه، وهو قرينه في العلم والتجارة وغيرهما، وهم أقرانه وقرناؤه، وهي قرينتها وهنّ قرائنها، وقرن الشيء بالشيء فاقترن به، وقرن بينهما يقرن ويقرن، وقرن بين الحجّ والعمرة قراناً، وجاء فلان قارناً، وقارنته، وتقارنوا واقترنوا؛ وجاؤا مقترنين، وأعطاه بعيرين في قرنٍ وفي قران وهو حبل يقرنان به، وناولني قراناً وقرناً أقرن لك وأقراناً وقرناً. وفي الحديث " الناس يوم القيامة كالنبل في القرن " وهو جعبة صغيرة تضمّ إلى الكبيرة. ورجل أقرن الحاجبين ومقرون، وبه قرن. ودور قرائن: متقابلات. وفي الحديث " في أكل التمر لا قران ولا تفتيش " أي لا يقرن بين تمرتين. ويقال لأهل النضال: اذكروا القران أي والوا بين سهمين سهمين. وللضبّ نيزكان وللضبة قرنتان. وثورٌ أقرن، وبقرة قرناء. وقرن قرناً: طال قرنه. وجاؤا فرادى وقرانى. قال ذو الرمة:

وشعب أبى أن يسلك الغفر بينه ... سلكت قرانى من قياسرة سمرا

يريد فوق السهم سلكه وتراً فتل طاقتين من جلود إبل قياسرة. وأقرن له: أطاقه " وما كنّا له مقرنين " يقال: أقرنت لهذا البعير ولهذا لابرذون ومعناه صرت له قرناً قوياً مطيقاً.

ومن المجاز: هي قرينة فلان: لامرأته، وهنّ قرائنه. وأسمحت قروته وقرونه: نفسه. وطلع قرن الشمس. وضرب على قرنيْ رأسه. وكان ذلك في القرن الأول وفي القورن الخالية وهي الأمة المتقدّمة على التي بعدها. ولها قرون طوال: ذوائب، ومنه قولك: خرج إلى بلاد ذات القرون وهم الروم لطول ذوائبهم. قال المرقّش:

لات هنًّا وليتني طرف الزجّ ... وأهلي بالشام ذات القرون

لأن الروم كانوا ينزلون الشام. وما جعلت في عيني قرناً من كحل: ميلاً واحداً. ونازعه فتركه قرناً لا يتكلم أي قائماً مائلاً مبهوتاً. وبالجارية قرنٌ: عفلةٌ، وهي قرناء. ووجدت نقطة من الكلإ في قرن الفلاة: في طرفها. وبلغ في العلم قرن الكلإ: غايته وحدّه. ولتجدنّي بقرن الكلإ أي في الغاية مما تطلب منّي. " وتركته على مثل مقصّ القرن " وهو مقطعه ومستأصله يضرب فيمن استؤصل. وأعطاني قرناً: بعيرين مقرونين. قال الأعور النبهانيّ يهجو جريراً:

فلو عند غسّان السليطيّ عرّست ... رغا قرنٌ منها وكاس عقير

ويقال للرجل عند الغضب: قد استقرنت وأردت أن تنفقيء عليّ: من أقرن الدقل، واستقرن إذا لان. وأقرنت أفاطير وجه الغلام إذا بثرت مخارج لحيته ومواضع التفطّر بالشعر.

عِنْد

(عِنْد) ظرف مَكَان للشَّيْء الْحَاضِر تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كَانَ فِي الْبَيْت الَّذِي أَنْت فِيهِ وللشيء الْقَرِيب تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كنت فِي مَكَان عَمَلك والمصحف فِي بَيْتك وهما متجاوران مثلا وللشيء الْغَائِب تَقول عِنْدِي مصحف إِذا كنت تملكه وَهُوَ غَائِب عَنْك كَأَن يكون مستعارا وَمن هُنَا اسْتعْمل (عِنْد) فِي الْمعَانِي فَقيل عِنْده أَخْبَار وَعِنْده خير أَو شَرّ وَيكون عِنْد ظرف زمَان إِذا أضيف إِلَى الزَّمَان نَحْو نهضت عِنْد الْفجْر وَيكون بِمَعْنى الحكم أَو الظَّن فَتَقول هَذَا عِنْدِي أفضل من هَذَا أَي فِي حكمي أَو ظَنِّي وَهُوَ مُعرب مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة وَقد يجر ب (من) وَحدهَا فَتَقول سأخرج من عنْدك ظهرا وَلَا يُقَال ذهبت إِلَى عِنْده وَلَا لعنده
(عِنْد)
عَنهُ عندا وعنودا تبَاعد وَانْصَرف والناقة تَبَاعَدت عَن الْإِبِل ورعت وَحدهَا والعرق أَو الْجرْح سَالَ دَمه وَلم يجِف وَفُلَان استكبر وَتجَاوز الْحَد فِي الْعِصْيَان وَخَالف الْحق ورده وَهُوَ يعرفهُ فَهُوَ عاند (ج) عِنْد وعندة وَهُوَ عنود وعنيد (ج) عِنْد وَهِي عنود (ج) عِنْد وَهِي عاند وعاندة (ج) عواند
عِنْد
: (عَنَدَ عَنِ) الحَقِّ، والشيْءِ، و (الطَّرِيقِ، كنصَر وسَمِع) هـ كَذَا فِي النُّسخ. والصّواب: وضَرَب. وهاذِه عَن الفَرَّاءِ فِي نوادِرِه، فإِنه قَالَ عَنَدَ عَنِ الطَّرِيقِ يَعْنِد، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي يعنُد، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي يعنُد بالضّمّ، فتأَمَّلْ (وكَرُم) ، يَعْنُد، ويَعنَد، ويَعْنِد (عُنُوداً) كَقُعُودٍ، وعَنَداً، محرَّكةً: تَبَاعَدَ و (مالَ) وعَدَلَ انحرَفَ إِلى عَنَدٍ أَي جانِبٍ.
(و) مِنَ المَجَازِ: عَنَدَ (العِرْقُ) يَعنُد ويَعنَد ويَعْنِد، هُوَ من الأَبواب الثلاثةِ، نصَر وضَرَبَ وكَرُمَ، الثَّانِيَة عَن الفَرَّاء: (سالَ فَلَمْ يَرْقَأْ، كَأَعْندَ) ، وهاذه عَن الصاغانيِّ، وَهُوَ عِرْقٌ عانِدٌ، قَالَ عَمْرُو بن مِلْقَطٍ:
بَطَعْنةٍ يَجْرِي لَهَا عانِدٌ
كالمَاءِ من غائِلَةِ الجابِيَهْ وأَعْنَدَ أَنْفُه: كَثُر سَيَلَانُ الدَّمِ مِنْهُ.
وسُئِلَ ابنُ عَبَّاس عَن المُسْتَحاضَةِ، فَقَالَ: (إِنَّه عِرْقٌ عانِدٌ، أَو رَكْضَة مِن الشَّيطانِ) قَالَ أَبو عُبَيْد: العِرْقُ العانِدُ: الَّذي عَنَدَ وبَغَى، كالإِنسان يُعَانِدُ، فهاذا العِرْقُ فِي كَثْرةِ مَا يَخْرُج مِنْهُ بمنزِلَتِهِ، شُبِّهَ بِهِ لكَثْرةِ مَا يَخرُج مِنْهُ على خِلافِ عادَتهِ. وَقَالَ الرَّاعِي:
ونحنُ تَرَكْنَا بالفَعَالِيِّ طَعْنَةً
لَهَا عانِدٌ فوْقَ الذِّراعَيْنِ مُسْبِلُ
وَقيل: دَمٌ عانِدٌ: يَسِيلُ جانباً. وَقَالَ الكِسَائِيُّ: عَنَدَت الطَّعْنَة تَعْنِد وتَعْنُد، إِذا سالَ دَمها بَعيدا من صاحِبِها، وَهِي طَعْنَةٌ عاندَةٌ. وعَنَدَ الدَّمُ يَعْنِد، إِذا سالَ فِي جانِبٍ.
(و) عَنَد (النّاقَةُ: رَعَتْ وَحْدَها) وأَنِفَتْ أَن تَرْعَى مَعَ الإِبِلِ، فَهِيَ تَطْلُبُ خِيَارَ المَرْتَعِ، وبعْضُ الإِبِل يَرْتَعُ مَا وَجَدَ.
(و) عَنَدَ الرَّجُلُ يَعنُد ويَعْنِد عَنْداً عُنُوداً: عَتَا، وطَغَى، وجاوَزَ قَدْرَه و (خَلَفَ الحَقِّ، ورَدَّهُ عارِفاً بِهِ) ، كعانَدَ مُعانَدةً، (فَهُوَ عَنِيدٌ وعانِدٌ) ، والعَنُود والعَنِيدُ: بِمَعْنى فاعلٍ أَو مُفاعِل، والعُنُود بالضّمّ: الجَوْرُ والمَيْلُ عَن الحَقِّ. وَكَانَ كُفْرُ أَبِي طالِبٍ مُعَانَدةً، لأَنه عَرفَ الحَقَّ وأَقَرَّ وأَنِفَ أَن يُقَال: تَبِع ابنَ أَخِيه، فصارَ بذالك كَافِرًا.
(وأَعْنَدَ) (فِي قَيْئِه) ، إِذا (أَتْبَعَ بَعضَهُ بَعْضاً) ، وذالك إِذَا غَلَب عَلَيْهِ، وكَثُرَ خُرُوجهُ. وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: استعْنَدَه القَيْءُ أَيضاً، كَمَا سيأْتي.
(والعانِدُ البَعِيرُ) الّذِي (يَحُورُ عَن الطَّرِيقِ، ويَعْدِلُ) عَن القَصْدِ. وناقَةٌ عَنُودٌ: لَا تُخَالِطُ الإِبِلَ، تَبَاعَدُ عَنْهُنَّ فتَرْعَى نَاحِيَةً أَبداً. والجَمْع: عُنُدٌ، وناقَةٌ عانِدٌ وعانِدَةٌ، و (ج) أَي جَمْعُهَا جَمِيعاً عَوَانِدُ، و (عُنَّدٌ كرُكَّع) قَالَ:
إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلُوني وسَطَا
إِني كَبِيرٌ لَا أُطِيقُ العُنَّدَا جَمع بينَ الطَّاءِ والدَّالِ، وَهُوَ إِكفاءٌ.
وَفِي حديثِ عُمَرَ يَذْكُر سِيرَتَه، يَصِف نفْسَه بالسياسةِ، فَقَالَ: (إِنِّي أَنْهَرُ اللَّفُوتَ وأَضُمُّ العَنُودَ، وأُلحِقُ القَطُوفَ، وأَزْجُر العَرُوضَ) . قَالَ ابنُ الأَثير: العَنُود من الإِبِلِ: الّذي لَا يُخَالِطُهَا وَلَا يَزالُ مِنْفَرِداً عَنْهَا. وأَرادَ مَن خَرَج عَن الْجَمَاعَة أَعَدْتُه إِليها، وعَطَفْتُه عَلَيْها.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وأَبو نَصْرٍ: هِيَ الَّتِي تكون فِي طَائِفَةِ الإِبِل، أَي فِي ناحِيَتِها.
وَقَالَ القَيْسِيُّ: العَنُود من الإِبل: الَّتِي تُعانِدُ الإِبِلَ فتُعَارِضُها. قَالَ: فإِذا قادَتْهُنَّ قُدُماً أَمامَهُنَّ فتِلكَ السَّلُوفُ.
وَفِي المحكَم: العَنُودُ من الدَّوَابِّ: المُتَقَدِّمةُ فِي السَّيْرِ. وكذالك هِيَ من حُمُرِ الوَحْشِ. ونَاقَةٌ عَنُودٌ: تَنْكُبُ الطَّرِيقَ من نَشَاطِها وقُوَّتِها. والجمْع: عُنُدٌ وعِنَّدٌ. قَالَ ابْن سَيّده: وعَنْدِي أَنَّ عُنَّداً ليسَ جمْع عَنُودٍ، لأَنَّ فَعُولاً لَا يُكَسَّر على فُعَّلٍ، وإِنما هِيَ جمْع عانِدٍ. وإِيَّاه تَبِعَ المصنِّفُ، على عادتِه.
(والمُعَانَدَةُ: المُفَارَقَةُ والمُجَانَبَةُ) ، وَقد عَانَدَه، إِذا جَانَبَه، وَهُوَ مِن عَنَدَ الرَّجُلُ أَصحابَه يَعنُد عُنُوداً، إِذا مَا تَرَكهم واجْتَازَ عَلَيْهِم، وعَنَدَ عَنْهُم، إِذا مَا تَرَكَهُم فِي سَفَرٍ، وأَخَذَ فِي غَيْرِ طَرِيقِهم، أَو تَخَلَّف عَنْهُم. قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. والعُنُود كأَنَّه الخِلافُ والتَّبَاعُدُ والتَّرْكُ، لَو رأَيْتُ رَجُلاً بالبَصْرةِ من الحِجَازِ لقُلْتُ: شَدَّ مَا عَنَدْت عَن قَومِكَ، أَي تَبَاعِدْت عَنْهُم. (و) المُعانَدَةُ: (المُعارَضَةُ بالخِلافِ) لَا بالوِفاقِ. وهاذا الَّذِي يَعْرِفُه الــعَوَامُّ.
وَفِي التَّهْذِيب: عانَدَ فلانٌ فلَانا: فعلَ مِثْلَ فِعْلِه، يُقَال: فلانٌ يُعَانِدُ فلَانا، أَي يَفْعَلمِ مِثْلَ فِعْلِه، وَهُوَ يُعارِضه ويُبَارِيه. قَالَ: والعامَّة يُفَسَّرُونَه: يُعَانِدُه: يَفْعَلُ خِلَافَ فِعْلِه. قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ ذالك وَلَا أُثْبِتُه.
(العِنَادِ) . وَفِي اللِّسَان: وَقد يكونُ العِنَادُ مُعارَضةً لغيرِ الخِلافِ، كَمَا قَالَ الأَصمعيُّ، واستَخْرَجَهُ من عَنَد الحُبَارَى، جَعَلَه إسماً مِن عانَدَ الحُبارَى فَرْخَه، إِذا عارَضَهُ فِي الطَّيرانِ شَفَقَةٌ عَلَيْهِ.
وعَانَدَ البَعيرُ خِطَامَه: عارَضَهُ، مُعَانَدَةً وعِنَاداً.
(و) المُعَانَدَةُ فِي الشيْءِ: (الملازَمَةُ) فَهُوَ ضِدٌّ مَعَ معنَى المفارَقَةِ، وَلم يُنَبِّهْ عَلَيْهِ المصنِّف.
(وعنْدَ مُثَلَّثَةَ الأَوّلِ) ، صَرَّحَ بِهِ جماهِيرُ أَهلِ اللّغَةِ. وَفِي (المغنى) : وبالكسر أَكثر، وَفِي الْمِصْبَاح: هِيَ اللّغَةُ الفُصْحَى. وَفِي (التسهيل) : ورُبَّمَا فُتِحَت عينُهَا أَو ضُمَّت. وَمَعْنَاهَا حُضُورُ الشيْءِ ودُنُوُّه، وَهِي) ظَرْفٌ فِي المكانِ والزَّمَانِ) بِحَسَبِ مَا تُضافُ إِليه، فإِن أُضِيفَتْ إِلى المَكَانِ كَانَت ظَرْفَ مكانٍ، كعِنْدَ البَيْتِ، وعندَ الدَّارِ نحوهِ، وإِن أُضِيفَتْ إِلى الزَّمانِ فكذالكَ، نَحْو: عِنْدَ الصُّبْحِ، وعِنْدَ الفَجرِ، وعِنْدَ الغُروبِ، ونحْوِ ذالك (غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ) ، ومثْلُه فِي الصّحاح. وَفِي اصْطِلَاح النُّحَاة: غيرُ مُتَصَرِّف، أَي لازِمٌ للظَّرْفِيَّةِ، لَا يَخْرُج عَنْهَا أَصْلاً. (ويَدْخُلُهُ من حُرُوفِ الجَرِّ مِنْ) وَحْدَها، كَمَا أَدخلوها على لَدُن، قَالَ تَعَالَى: {رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا} (الْكَهْف: 65) وَقَالَ تَعَالَى: {مّن لَّدُنَّآ} (النِّسَاء: 67) .
قَالَ شيخُنَا: وَجَرُّه بِمِنْ مِن قَبِيلِ الظَّرْفِيَّةِ، فَلَا يُرَدُّ، كَمَا صَرَّحُوا بِهِ، أَي إِنما جَرُّ بِمن خاصَّةً.
(و) فِي التَّهْذِيب: هِيَ بلُغَاتِها الثَّلاثِ أَقْصَى نِهاياتِ القُرْب.، وَلذَلِك لم تُصغَّر، وَهُوَ ظَرفٌ مُبْهَم، ولذالك لم يَتَمَكَّن إِلَّا فِي موضعٍ واحدٍ، وَهُوَ أَن (يُقَال) لشيْءٍ بِلَا عِلْمٍ هاذا (عنْدِي كَذَا) وَكَذَا، (فَيُقَال) أَ (ولَكَ عِنْدٌ) . قَالَ شيخُنا: فَعِنْدٌ مُبتدأَ، ولَك: خَبَرُهُ، (استُعْمِلَ غيْرَ ظَرْفٍ) ، لأَنَّه قُصِدَ لَفْظُه، أَي هَل لَك عِنْدٌ تُضِيفُه إِليكَ، نَطِير قولِ الآخر:
ومَنْ أَنتُمُ حَتَّى يكونَ لَكُمْ عِنْدُ
وَقَول الآخر:
كُلُّ عِنْدٍ لَكَ عِنْدِي
لَا يُسَاوِي نِصْفَ عِنْدِ
فَهَذَا كُلُّه قُصِدَ الحُكْمُ على لَفْظِه دُونَ مَعْنَاه. (و) قَالَ الأَزهريُّ: زَعَمُوا أَنه فِي هاذا الموضِعِ (يُرادُ بِهِ القَلْبِ و) مَا فِيهِ (المَعْقُولُ) واللُّبُّ قَالَ: وهاذا غيرُ قَوِيَ.
قلْت: وحَكَى ثَعْلَبٌ عَن الفَرَّاءِ: قَالُوا: أَنت عِنْدِي ذاهِبٌ، أَي فِي ظَنِّي.
وَقَالَ اللَّيْث: وَهُوَ فِي التقريبِ شِبّه اللِّزْقِ، وَلَا يَكادُ يَجِيءُ فِي الكلامِ إِلَّا مَنْصُوبًا، لأَنه لَا يكون إِلَّا صفة مَعْمُولا فِيهَا، أَو مُضْمراً فِيهَا فِعْلٌ، إِلَّا فِي قَوْلهم: أَو لَك عِنْدٌ. كَمَا تقدَّم.
(وَقد يُغْرَى بِهَا) ، أَي حالَة كونِها مُضَافَةً لَا وحدَهَا، كَمَا فَهِمَ غيرُ واحدٍ من ظاهِرِ عبارةِ المصنَّف، لأَن الموضوعَ للإِغراءِ هُوَ مجموعُ الْمُضَاف والمضافِ إِليه. صَرَّحَ بِهِ شيخُنا. ويدلّ لذالك قَوْله: (عندَك زَيداً، أَي خُذْهُ) ، وَقَالَ سيبويهِ: وَقَالُوا: عَنْدَكَ، تُحَذِّرُه شَيْئاً بَين يَدَيْهِ، أَو تأَمُره أَن يَتَقَدَّم، وَهُوَ من أَسماءِ الفِعْلِ لَا يَتَعَدَّى. وَقَالَ الفرّاءُ: العَرَبُ تأْمُر من الصِّفاتِ بِعَلَيْكَ، وعِنْدَكَ، ودُونَك، وإِلَيْك، يَقُولُونَ: إِليكَ إِليكَ عَنِّي، كَمَا يَقُولون: وراءَك وَراءَك، فهاذه الحروفُ كَثِيرَة.
وزَعَم الكسائِيُّ أَنَّه سَمِعَ، بَيْنَكُا البَعيرَ فَخُذَاه. فنَصَب البَعِيرَ. وأعجاز ذالك فِي كلِّ الصِّفاتِ الَّتِي تُفْرَد، وَلم يُجِزْه فِي اللَّام، وَلَا الباءِ، وَلَا الكافِ، وسَمِعهَ الكسائيُّ العَرَب تقولُ: مَا أَنْتَ وزيداً، ومكانَك وزيداً. قَالَ الأَزهريُّ: وسَمِعْتُ بعضَ بني سُلَيْمٍ يَقُول: كَمَا أَنْتَنِي، يَقُول: انتَظِرْنِي فِي مكانِكَ.
قَالَ شيخُنا: وبَقِيَ عَلَيْهِم أَنهم استَعْملوا، عِنْد فِي مُجَرَّد الحكْم من غيرِ نَظَرٍ لظَرْفِيّةٍ أَو غَيرِهَا، كقولِهم عنْدِي مالٌ، لما هُوَ بِحَضْرتك، ولِما غابَ عَنْك، ضُمِّنَ معنى المِلْك والسُّلطانِ على الشيْءِ، من هُنا استُعْمِل فِي المَعَانِي، فَيُقَال: عِنْدَه خَيْرٌ، وَمَا عِنْدَه شَرٌّ، لأَنَّ المَعَانِيَ لَيْسَ لَهَا جِهَاتٌ. وَمِنْه: {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ} (الْقَصَص: 27) أَي مِن فضْلِكَ. وَيكون بِمَعْنى الحُكْم، يُقَال: هاذا عِنْدِي أفضلُ من هاذا، أَي فِي حُكْمِي. وأَصلُه فِي (درة الغوّاص) للحريريِّ.
(وَلَا تَقُلْ: مَضَى إِلى عنْدِهِ، وَلَا إِلى لَدُنْهُ) وهاكذا فِي الصّحاح. وَفِي (درة الغواص) : قولُهم: ذَهَبتُ إِلى عِنْدِه لَحْنٌ لَا يجُوز استعمالُه، ونسَبَه للعامَّةِ.
وفَرَّ الدَّمامِينِيُّ بينَها وَبَين لَدُن، من وُجوهً سِتَّةٍ، زَعَمَه المعرِّيُّ من اتِّحادِهما، ومَحَلُّ بَسْطِه المُطَوَّلاتُ.
(والعنْدُ مُثَلَّثَةً: النّاحيَةُ. وبالتَّحْرِيكِ: الجانبُ) ، وَقد عانَد فُلانٌ فُلاناً، إِذا جَانَبه، ودَمٌ عانِدٌ: يَسِيل جانباً. وبِه فسر قَول الراجز:
حُبَّ الحُبَارَى ويَزِفُّ عَنَدَهُ
وَقَالَ ثَعْلَب المُرَادُ بالجَانِبِ هُنَا الاعتراضُ. وَالْمعْنَى يُعَلِّمه الطَّيرَانَ، كَمَا يعَلِّمُ العُصفورُ وَلَدَه، وأَنشد:
وكُلُّ خنْزِيرٍ يُحِبُّ وَلَدَه
حَبْ الحُبَارَى ... الخ
(و) وَمن الْمجَاز: (سَحَابَةٌ عَنُودٌ) ، كَصَبُورٍ: (كَثِيرةُ المَطَرِ) لَا تَكاد تُقْلِع، وجَمْعُه: عُنُ، قَالَ الرَّاعِي:
باتَتْ إِلى دِفْءِ أَرْطاةٍ مُباشِرَةً
دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ
نَقله الصاغانيُّ.
(وقِدْحٌ عَنُودٌ) ، وَهُوَ الَّذِي (يَخْرُجُ فائِزاً على غيرِ جِهَةِ سائرِ القِدَاحِ) ، نَقله الصاغانيُّ (وبالخِلافِ، ضِدٌّ) .
وَقَالَ الأَزهَريّ: المُعَانِدُ هُوَ المُعَارِضُ بالخِلافِ، لَا بالوِفاق. وهاذا الَّذِي يَعرِفُه الــعَوامُّ. وَقد يكونُ العِنادُ معارضةٌ لغيرِ الخِلاف. وَقد تقدَّم.
قلت: فإِذا كانتْ عامَّةً فَلَا يَظهر للضِّدِّيّةِ كَبِيرُ مَعْنًى. أَشار لَهُ شيخُنا، رَحِمَ الله تَعَالَى.
(والعِنْدَأَوةُ) بِالْكَسْرِ، والهمز، قد مَرَّ ذِكْرُه (فِي بَاب الهَمْزِ) ، قَالَ أَبو زيد: يُقَال: (إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَكَ لَعِنْدَأْوَةً) أَي تحتَ سُكونِك لَنَزْوةً وطِمَاحاً. وَمِنْهُم من جَعَل الهَمْزةَ زَائِد، فذكَرَها هُنَا، وَمِنْهُم من قَالَ بأَصالةِ الْوَاو فذَكرها فِي المُعْتَلّ، فوزْنه فِنْعَلْوَة أَو فِعْلَلْوَة.
(و) يُقَال (مالِي عَنْهُ عُنْدَدٌ) وعُنْدُدٌ (كَجُندَبٍ وقُنْفُذٍ. و) كَذَا: مَالِي عَنهُ (مُعْلَنْدَدٌ، وتكسر الدَّال) وتُفُتح، وَكَذَا: مالِي عَنهُ احتيال (أَي بُدٌّ) ، قَالَ:
لَقَدْ ظَعَن الحَيُّ الجَمِيعُ فأَصعنُوا
نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفعلُ اللهُ عُنْدَدُ
وإِنَّما لم يُقْضَ علَيْهَا أَنَّهَا فُنْعَلٌ لأَنَّ لتَّكْرِير إِذا وَقَع، وَجَبَ القَضَاءُ بالزِّيادةِ، إِلّا أَن يَجيءَ ثَبَتٌ. وإِنَّما قُضِيَ على النُونِ هَا هُنَا أنَّهَا أصلٌ، لأَنَّهَا ثانِيَةٌ، والنُّونُ لَا تُزادُ ثَانِيَة إِلَّا بِثَبتٍ.
وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: مالِي عَن ذااك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ، أَي مَحِيصٌ.
(و) فِي الْمُحكم: (مالِي إِليه مُعْلَنْدَدٌ، سَبِيلٌ) ، وَمَا وَجدْتُ إِلى كَذَا مُعْلَنْدَداً، أَي سَبِيلاً.
وَقَالَ الِّحْيَانِيُّ مرّة: مَا وَجَدْتُ إِلى ذالك عُنْدُداً وعُنْدَداً، أَي سَبِيلاً. وَلَا ثَبَتَ هُنا.
وَفِي اللِّسَان، مادَّة: علند: ويُقَال: مالِي عَنهُ مُعْلَنْدِدٌ، أَي لَيْسَ دُونَه مُنَاخٌ وَلَا مَقِيلٌ إِلّا القَصْد نَحْوَه (والمُعْلَنْدَدُ: البَلَدُ لَا ماءَ بهَا وَلَا مَرعَى) ، قَالَ الشَّاعِر:
كَمْ دُونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدَدِ وَذكره أَئِمَّةُ اللغَةِ مُفَرَّقاً فِي: علد، وعلند، وَعند.
(و) من الْمجَاز: (استَعْنَدَهُ) (القَيّءُ) ، وكذَا الدَّمُ، إِذا (غَلَبَ) وكَثُر خُرُوجُه، كعَنَدَه.
(و) استَعْنَدَ (البَعِيرُ، و) كَذَا (الفَرَسُ: غَلَبَا على الزِّمامِ والرَّسَنِ) وعارَضَا وأَبَيَا الانقِيادَ فَجرَّاه. نقلَ الصاغانيُّ.
(و) استَعْنَدَ (عَصَاهُ: ضَرَبَ بهَا فِي النَّاسِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) استَعْنَدَ (الذَّكَرَ: زَنَى بِهِ فِيهِم) ، ونصُّ التكملة: واسْتَعْنَد ذَكَرَه: زَنَى فِي النَّاسِ (و) استَعْنَدَ (السِّقاءَ: اخْتَنَثَهُ) ، أَي أَمالَه. (فَشَرِبَ من فِيهِ) ، أَي من فَمِه (و) استعنَدَ (فُلاناً) من بينِ القَوْم (قَصَدَهُ) .
(والعُنْدَدُ كَجُنْدَبٍ: الحِيلَةُ) والمحيص، يُقَال: مَالِي عَنهُ عُنْدَدٌ (و) العُنْدَدُ أَيضاً: (القَدِيمُ) .
(وسَمَّوْا عَنَاداً وَعِنَادة) ، كَسَحَابٍ وسَحابة، وكِتَابٍ وكِتَابَة.
(عَنْدَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: اسمُ (امْرَأَةٍ من) بني (مَهْرَةَ) بن حِيْدانَ، وَهِي (أُمُّ عَلْقَمَةَ بنِ سَلَمَةَ) بنِ ملِكِ بن الحارِث بن مُعَاويةَ الأَكرمينَ، وَهُوَ ابْن عَنْدَةَ، ولَقبه الزُّوَيْر.
(والعُوَيْنِدُ، كدْرَيْهم: ة لبنِي خَدِيجٍ. و) العُوَيْنِدُ: (ماءٌ لبني عَمْرِو بن كِلابٍ، وماءٌ) آخَرُ (لبَنِي نُمَيْرٍ) .
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَعَانَدَ الخَصْمانِ: تَجَادَلَا.
وعانِدَةُ الطَّرِيقِ: مَا عُدِلَ عَنهُ فَعَنَدَ، أَنشَدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
فإِنَّكَ والبُكَا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍ
ولكالسَّارِي بعَانِدَةِ الطَّرِيقِ
يَقُول رُزِئْتَ عَظِيماً، فبُكاؤُكَ على هالِكٍ بعْدَه ضَلالٌ، أَي لَا يَنْبَغِي لكَ أَن تَبْكِيَ على أَحدٍ بعْدَه.
والعَنَد. محرّكةً: الاعتراضُ.
وعَقَبَةً عَنُودٌ: صَعْبَةُ المُرْتَقَى. والعاند: المائِلُ.
وعانِدٌ: وادٍ، قبل السُّقْيَا بمِيلٍ.
وعانِدَانِ: وادِيانِ معروفانِ، قَالَ:
شُبَّتْ بأَعْلَى عانِدَيْنِ من إِضَمْ
وعانِدُونَ وعانِدِينَ: اسْم وادٍ أَيضاً، وَفِي النّصْب وَفِي الخَفض: عانِدِينَ، حَكَاهُ كُراع. ومثَّلَه بِقَاصِرِينَ، وخانِقِين، ومارِدِينَ، وماكِسِينَ، وناعِتِين. وكُلُّ هاذه أَسماءُ مواضِعَ، وَقَول سَالم بنَ قحفان:
يَتْبَعْنَ وَرقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ
لاحِق الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفقِ
يَعْنِي بعيدةَ المِرْفَقِ من الزَّوْرِ.
(وطَعْنٌ عَنِدٌ، كَتِفٍ، إِذا كَانَ يمْنَةً ويَسْرَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: أَخَفُّ الطَّعْنِ الوَلْقُ، والعانِدُ مِثلُه.
وعِلْباءُ بنُ قَيْسِ بنِ عانِدةَ بنِ مالِكِ بنِ بَكْرٍ، جاهِليّ.

قشف

[قشف] نه: فيه: رأى رجلًا «قشف» الهيئة، أي تاركًا للتنظيف والغسل، والقشف يبس العيش، ورجل مقشف - أي تارك للنظافة والترفه.
قشف
القَشَفُ: قَذَرُ الجِلْدِ، رَجُل متَقَشِّفٌ قَشِفٌ.
والقُشّافُ - الواحدة قُشّافة -: حَجَرٌ رَقِيقٌ أيّ لَوْنٍ كانَ. وعامٌ أقْشَفُ: يابِسٌ.
ق ش ف : قَشِفَ الرَّجُلُ قَشَفًا فَهُوَ قَشِفٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ لَمْ يَتَعَهَّدْ النَّظَافَةَ وَتَقَشَّفَ مِثْلُهُ وَأَصْلُ الْقَشَفِ خُشُونَةُ الْعَيْشِ. 
الْقَاف والشين وَالْفَاء

قشف قشفاً، وتقشف: لم يتعهد الْغسْل والنظافة.

وقشف قشفاً، لَا غير: تغير من تلويح الشَّمْس.
ق ش ف

هو قشف ومتقشف: لا يتنظّف، وفيه قشف، وهو يتقشّف في لباسه: يتبلّغ بالمرقع والوسخ؛ وهو في قشف من العيش في يبسٍ، وقد قشّف الله عيشه، ورأيته على حال قشفّةٍ؛ وهذا عامٌ أقشف.
(قشف)
فلَان قشفا كَانَ رث الْهَيْئَة ويبس عيشه وَتغَير من تلويح الشَّمْس وقذر جلده وخشن وَلم يتعهده بالنظافة فَهُوَ قشف

(قشف) قشافة قشف فَهُوَ قشف وقشف

(قشف) الله عيشه ضيقه

قشف

1 قَشِفَ

, inf. n. قَشَفَ, He was coarse in his living: this is the original signification: he was neglectful of cleanliness: (Msb:) he was neglectful of washing and cleanliness; unfrequent in paying attention thereto; slovenly with respect to his person: (M, Msb:) and ↓ تَقَشَّفَ signifies the like. (Msb.) b2: قَشِفَ, inf. n. قَشَفٌ, He became sunburnt. (M.) 5 تَقَشَّفَ see 1.
[قشف] رجلٌ قَشِفٌ. وقد قَشِفَ بالكشر قشفا، إذا لوحته الشمس أو الفقر فتغيَّرَ. يقال: أصابهم من العيش قَشَفٌ. والمُتَقَشِّفُ: الذي يتبلغ بالقوت وبالمرقع . 
(ق ش ف) : (الْمُتَقَشِّفَةُ) الْمُتَعَمِّقَةُ فِي الدِّين وَأَصْلُ الْمُتَقَشِّفِ الَّذِي لَا يَتَعَاهَدُ النَّظَافَةَ ثُمَّ قِيلَ لِلْمُتَزَهِّدِ الَّذِي يَقْنَعُ بِالْمُرَقَّعِ مِنْ الثِّيَاب وَالْوَسِخ مُتَقَشِّفٌ مِنْ الْقَشَفِ وَهُوَ شِدَّةُ الْعَيْشِ وَخُشُونَتِهِ.
(قشف) - في الحديث: "رأَى رجُلاً قَشِفَ الهَيْئَةِ "
القَشِف: التَّارك للتَّنظيف. ورَجُلٌ مُتَقَشِّف: تَارِكٌ للغُسْل لا يَتَعاهَدُه. والقَشِف والمُتقَشِّفُ: اليابِسُ العَيشِ، وقَشِفَ قَشَفاً: لوَّحَتْهُ الشَّمسُ. وعامٌ أَقْشَفُ: يَابِسٌ.
ق ش ف: رَجُلٌ (قَشِفٌ) إِذَا لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ أَوِ الْفَقْرُ فَتَغَيَّرَ وَبَابُهُ طَرِبَ وَيُقَالُ: أَصَابَهُمْ مِنَ الْعَيْشِ قَشَفٌ. وَ (الْمُتَقَشِّفُ) الَّذِي يَتَبَلَّغُ بِالْقُوتِ وَبِالْمُرَقَّعِ. 

قشف


قَشِفَ(n. ac. قَشَف)
a. Was squalid, dirty; lived in squalor, misery.

قَشُفَ(n. ac. قَشَاْفَة)
a. see supra.

تَقَشَّفَa. see Ib. [ coll. ], Mortified himself
practised asceticism.
قَشْفa. Squalid, wretched; wan, pale.

قَشَفa. Squalor, wretchedness.
b. see 1
& N. Ac.
تَقَشَّفَ
قَشِفa. see 1
N. Ag.
تَقَشَّفَa. see 1b. [ coll. ], Ascetic.
N. Ac.
تَقَشَّفَ
a. [ coll. ], Asceticism
mortification.

قشف: القَشَفُ: قَذَر الجلد. قَشِفَ يَقْشَفُ قشفاً وتَقَشَّفَ: لم

يَتَعَهَّد الغَسْل والنَّظافة، فهو قَشِفٌ. ورجل مُتَقَشِّف: تارك النظافة

والتَّرَفُّه. وفي الحديث: رأَى رجلاً قَشِفَ الهيئة أَي تاركاً للغسل

والتنْظِيف. وقَشِفَ قشَفاً لا غير: تَغَيَّر من تلويح الشمس أَو الفَقْر.

والقَشَفُ: يُبْس العَيْش، ورجل قَشِفٌ. وقيل: القَشَفُ رَثاثة الهيئة

وسُوء الحال وضيق العيش. يقال: أَصابهم من العيش ضَفَفٌ وحَفَف وقَشَفٌ، كل

هذا من شدّة العيش. والمُتَقَشِّف: الذي يَتَبَلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّع.

الفراء: عامٌ أَقْشفُ أَقْشر شديد.

قشف
الليث: القَشَفُ: قَذر الجلد، ورجل قَشِفٌ وقَشْفٌ - بالتحريك والتسكين -، وقد قَشِفَ قَشَفاً، وقَشُفَ قَشَافَةً. وقال غيره: القَشَفُ: رثاثةُ الهيئة وسوء الحال وضيق العيش وإن كان مع ذلك يُطَهَّرُ نفسه بالماء والاغتسال، يُقال: أصابهم من العيش ضَففٌ وشظَفٌ وقَشَفٌ.
وقال الفرّاءُ: عام أقشَفُ: أي يابس شديد.
ورجل قَشِفٌ - أيضاً -: إذا لَوَّحَتْه الشمس أو الفَقْرُ فتغيَّرَ.
وقال ابن عبّاد: القُشافُ - الواحدة قُشَافَةٌ -: حجر رقيق أي لون كان.
والمُتَقَشِّفُ: الذي يتبلَّغ بالقوت وبالمُرَقَّعِ، وقيل: المُتَقَشِّفُ: الذي لا يُبالي ما تلطَّخ بجسده؛ وهو قول الليث.
قشف: قشف (بالتشديد): قشفه السفر: جعله رث الهيئة قذرا. ويقال مجازا: وقد قشف الله عيشه: شيقه. (معجم الطرائف).
اقشف. أقشف اللون: حال وتغير ونصل وبهت. (الكالا) وأنظر: نبريجا وفكتور.
تقشف: كان قذرا وسخا، ولما كان أهل التقوى والنساك قذرين عادة لتركهم الترفه والتنعم في هذه الدنيا فقد أصبح هذا الفعل يعني تزهد. (معجم الطرائف).
تقشف: كبح الشهوات وقمعها وقهرها. (همبرت ص151) والمصدر تقشف بمعنى زهد في المأكل، بساطة في المأكل. وكبح الشهوات وقمعها وقهرها. واسم الفاعل متقشف: زاهد، متزمت. وحياة التقشف: حياة الزهد والبساطة (بوشر) وفي كتاب عبد الواحد (ص: 201): واظهر بعد ذلك زهدا وتقشفا وخشونة ملبس وماكل. (دي ساسي طرائف 1: 263. الكامل ص376، ص403، المقري 1: 501، 591، كرتاس ص25، ص42، تاريخ البربر 1: 303، باين سميث 1589).
وطائفة النزاريين من اليهود الذين يحرمون كثيرا من الأطعمة وبخاصة اللحوم كما يمنعون الزواج كلما أمكن ذلك ايمهم المتقشفون عند المقريزي. (دي ساسي طرائف 1: 114، 346) قشف: ضعف التربة: (ابن الــعوام 1: 54، 138).
قشف. تربة قشفة: تربة ضعيفة. (ابن الــعوام 1: 55، 61، 139). وفي ابن البيطار (1: 18): المواضع القشفة اليابسة.
قشفة: شواية، فتيتة خبز. (بوشر، ألف ليلة 2: 68).
قشيفة: كسرة خبز، قطعة من الشواية أي قشرة الخبز. (بوشر).
قشافة: تقشف، زهد في المأكل وبساطة في المأكل. (بوشر).
قشف
القَشَفُ، محرَّكَةً: قَذرُ الجِلْدِ عَن اللَّيْثِ. وَقَالَ غيرُه: القَشَفُ: رَثاثَةُ الهَيْئَةِ، وسُوءُ الحالِ، وضِيقُ العَيْشِ، وإِن كانَ مَعَ ذلِكَ يُطَهِّرُ نَفْسَه بالماءِ والاغتِسالِ يُقالُ: أَصابَهُم من العَيْشِ ضَفْفٌ وشَظَفٌ وقَشَفٌ، بِمَعْنى واحدٍ أَي: شِدَّةُ العَيْشِ. وَقد قَشِفَ، كفَرِحَ وكرُم قَشَفاً مُحَرَّكةً وقَشافَةً وَفِيه لَفٌّ ونشْرٌ مُرتَّبٌ فَهُوَ قَشْفٌ بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ قالَه اللَّيْثُ. ورجُلٌ قَشِفٌ، ككَتِفٍ: إِذا لَوَّحّتْهُ الشَّمْسُ أَو الفَقْرُ، فتَغَّيَرَ، وَقد قَشِف قَشَفاً، لَا غيرُ نَقَله الجَوْهريُّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القُشّافُ كَرُمّانٍ، والواحدةُ بهاء: حَجَرٌ رَقِيقٌ أَيَّ لَوْنِ كانَ. وَقَالَ الفَراءُ: عامٌ أَقْشفُ أَقْشَرُ: أَي شَدِيدٌ، والمُتقَشِّفُ: المُتبَلِّغُ بقُوتٍ ومُرَقَّعٍ نَقَلَه الجَوْهريُّ. وقالَ اللَّيْثُ: المُتَقَشِّفُ: مَنْ لَا يُبالِي بِمَا تَلطَّخَ بجَسَدِه.
وَمِمَّا يستدركُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ مُتَقَشِّفٌ: تارِكٌ النَّظافَةَ والتَّرَفُّهَ. ورَجُلٌ قَشِفُ الهَيْئَةِ: تارِكٌ للتَّنْظِيفِ. وقَشَّف اللهُ عَيْشَه تَقْشِيفاً. ورَأَيْتُه على حالةٍ قَشِفَةٍ. والقَشَفُ، مُحَرَّكَةً: مَا يَرْكَبُ على أَسْفَلِ قدَمِه من الوَسَخ.
عامِّيَّة.
باب القاف والشين والفاء معهما ق ش ف، ف ش ق، ش ف ق، ق ف ش مستعملات

قشف: القَشَفُ: القذر على الجلد، ورجل مُتَقِشِّفٌ: لا يتعاهد الغسل والنظافة، فهو قَشِفٌ، ويخفف أيضاً فيسكن الشين. وقَشُفَ قَشافةً وقَشِفَ قَشَفاً فيمن ثعل أي لا يبالي ما تلطخ بجسده.

فشق: الفَشَقُ: المباغتة، ويقال: هو انتشار الحرص. والفَشْق: ضرب من الأكل في شدة.

شفق: الشَّفَقُ: الرديء من الأشياء وقلما يجمع. وأَشْفَقْتُ أي جئت به شَفَقاً. وأَشْفَقْتُ العطاء وشفقته تَشفيقاً: جعلته شَفَقاً. وملحفة شَفَقٌ، وثوب شَفَقٌ سواء. والشَّفَقُ: الخوف، وهو مُشفِقٌ أي خائف. والشَّفَقُ والشفقة: أن يكون الناصح من النصح خائفاً على المنصوح، وأشْفَقْتُ عليه أن يناله مكروه. والشَّفيقُ: الناصح الحريص على صلاح المنصوح. وقوله تعالى: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ أي خائفين من هذا اليوم. والشَّفَقُ: الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء (الأخيرة)

قفش: القَفْش، ساكن الفاء، ضرب من الأكل في شدة) . والقَفْشُ لا يستعمل إلا في الافتعال كالعنكبوت ونحوها إذا انجحر وضم إليه جراميزه وقوائمه، قال:

كالعنكبوت اقتَفَشَتْ في الجحر

ويقال: اقفنششت مكان اقتفشت.
قشف
قشُفَ يَقشُف، قَشَافَةً، فهو قَشْف وقَشَف
• قشُف الشّخْصُ:
1 - ضاق عيْشُهُ ورَثَّتْ هيئتُه "قَشُفت حالَتُهُ بَعْدَ اليُسْر".
2 - قذُر جلدُه وخشُن ولم يتعهّده بالنظافة. 

قشِفَ يَقْشَف، قَشَفًا، فهو قَشِف
• قشِف الشَّخْصُ:
1 - جفّ جلدُه وخشُن وتشقّق من مرض أو برد.
2 - قشُف؛ كان رثّ الهيئة، قذر جلدُه وخشن ولم يتعهده بالنظافة. 

تقشَّفَ يتقشّف، تقشُّفًا، فهو متقشِّف
• تقشَّف الشَّخصُ:
1 - اكتفَى بالضَّروريّ من العيْش وترك الترفُّه والتَّنَعّم، عكس تنعَّم "دعت الحكومة إلى التَّقشُّف في
 الاستهلاكِ بسبب الأزمة الاقتصاديَّة- تقشَّف النّاسكُ/ الصُّوفيّ".
2 - قذِر جِلْدُه لعدم تعهّده بالنَّظافة. 

قشَّفَ يقشِّف، تَقْشِيفًا، فهو مُقشِّف، والمفعول مُقشَّف
• قشَّف اللهُ عيشَه: ضيَّقَه وجعله خَشنًا. 

تقَشُّف [مفرد]:
1 - مصدر تقشَّفَ.
2 - زُهْد في الحياة وانصراف عن طلب الملذَّات "كان معروفًا بتقشُّفه- تقشُّف الصوفيّ".
• سياسة التَّقشُّف: (قص) سياسة تهدف إلى تخفيض النفقات وتقييد طريقة المعيشة. 

قَشافَة [مفرد]: مصدر قشُفَ. 

قشِف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قشِفَ. 

قَشْف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قشُفَ. 

قَشَف [مفرد]:
1 - مصدر قشِفَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قشُفَ.
3 - خشونة تصيب الجلدَ في الشتاء غالبًا "عالج القَشَف بالجلسرين". 

مُتَقَشِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تقشَّفَ.
2 - زاهد في الحياة ومنصرِف عن الملذّات "عالِم مُتَقَشِّف- حياة مُتَقَشِّفة". 

روغ

روغ: {فراغ}: مال. ولا يكون الروغ إلا في خفاء.
(ر و غ) : (رَوَغَانُ) الثَّعْلَبِ أَنْ يَذْهَبَ هَكَذَا وَهَكَذَا مَكْرًا وَخَدِيعَةً.
(روغ) الطَّعَام رَوَاهُ بالدسم وَيُقَال روغ اللُّقْمَة فِي الدسم قَلبهَا فِيهِ حَتَّى شربهَا إِيَّاه

روغ


رَاغَ (و)(n. ac. رَوْغ
رَوَغَاْن)
a. Turned aside; dodged about.
b. [Ila], Turned aside, inclined to.
c. ['Ala], Came upon unexpectedly.
رَاْوَغَa. Tried to outwit, deceive.
b. [ coll. ], Put off.
c. Wrestled with.

أَرْوَغَa. Sought after, desired; strove after.

تَرَوَّغَa. Rolled upon the ground.

إِرْتَوَغَa. see IV
رَوَاغa. Ruse, wile; astuteness, cunning, wiliness.

رِيَاغ []
a. Abundance, plenty.

رَوَّاغ []
a. Shifty, crafty; dodger, shuffler.
b. Fox.
روغ
الرَّوْغُ: الميل على سبيل الاحتيال، ومنه: رَاغَ الثّعلب يَرُوغُ رَوَغَاناً، وطريق رَائِغٌ: إذا لم يكن مستقيما، كأنه يُرَاوِغُ، ورَاوَغَ فلان فلانا، ورَاغَ فلان إلى فلان: مال نحوه لأمر يريده منه بالاحتيال قال: فَراغَ إِلى أَهْلِهِ
[الذاريات/ 26] ، فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ [الصافات/ 93] ، أي: مال، وحقيقته: طلب بضرب من الرَّوَغَانِ، ونبّه بقوله: (على) على معنى الاستيلاء.
ر و غ : رَاغَ الثَّعْلَبُ رَوْغًا مِنْ بَابِ قَالَ وَرَوَغَانًا ذَهَبَ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فِي سُرْعَةٍ خَدِيعَةً فَهُوَ لَا يَسْتَقِرُّ فِي جِهَةٍ وَالرَّوَاغُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْهُ وَرَاغَ الطَّرِيقُ مَالَ وَرَاغَ فُلَانٌ إلَى كَذَا مَالَ إلَيْهِ سِرًّا وَأَرَغْتُ الصَّيْدَ إرَاغَةً طَلَبْتُهُ وَأَرَدْتُهُ وَمَاذَا تُرِيغُ أَيْ تُرِيدُ وَرَوَّغْتُ اللُّقْمَةَ بِالسَّمْنِ بِالتَّشْدِيدِ دَسَّمْتُهَا وَرَيَّغْتُ بِالْيَاءِ مِثْلُهُ. 
ر و غ: (رَاغَ) الثَّعْلَبُ وَبَابُهُ قَالَ، وَ (رَوَغَانًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ وَالِاسْمُ مِنْهُ (الرَّوَاغُ) بِالْفَتْحِ وَ (أَرَاغَ) وَ (ارْتَاغَ) أَيْ طَلَبَ وَأَرَادَ. وَ (رَاغَ) إِلَى كَذَا مَالَ إِلَيْهِ سِرًّا وَحَادَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93] أَيْ أَقْبَلَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَالَ عَلَيْهِمْ. وَفُلَانٌ (يُرَاوِغُ) فِي الْأَمْرِ (مُرَاوَغَةً) . 
روغ
راغَ عن فلانٍ: أي حادَ عَنْه. والروّاغُ: الثَّعْلَبُ. وراغَ إليه: أي مالَ إليه. وهو يُدِيْرني عن أمْرٍ وأنا أرِيْغُه. وأنا مُنْذُ اليَوْم أرُوْغُ حاجَةً إلى فلانٍ: أي أبْغِيْها بُغَاءً وَشِيكاً. وخَيْرٌ له رَوَاغاءُ: أي كثيرٌ. ورَوَّغْتُ الخُبْزَ في الوَدَك: إذا رَوَّلْتَه فيه.
وتَرَوَّغَ في الطِّيْنِ: تَلَطَّخِ به. وتَرَوَّغَ الدّابَّةُ: تَمَرَّغ. وهذه رِيَاغَةُ بني فلانٍ ورَاغَتُهم: أي حَيْثُ يَصْطَرِعُون. وأخَذْتَني بالرُّوَيْغَةِ: من الرَّوْغ.
وفلانٌ في الرِّيَاغ: أي في الخِصْبِ.
[روغ] نه: فيه إذا كفى أحدكم خادمه حر طعامه فليقعده معه وإلا "فليروغ" له لقمة، أي يطعمه لقمة مشربة من دسم الطعام. ومنه ح عمر: إنه سمع بكاء صبي فسال أمه فقالت: إني "أريغه" على الفطام، أي أديره عليه وأريده منه، يقال: فلان يريغني على أمر وعن أمر، أي يراودني ويطلبه مني. وح: خرجت "أريغ" بعيرًا شرد مني، أي أطلبه بكل طريق. ومنه "روغان" الثعلب. وفيه: فعدلت إلى "رائغة" من روائغ المدينة، أي طريق يعدل ويميل عن الطريق الأعظم. ومنه "فراغ" عليهم ضربًا باليمين" أي مال عليهم وأقبل. غ ""فراغ" إلى أهله" أي مال في خفية.
(ر وغ)

راغ يروغ روغا، وروغانا: حاد.

واراغه هُوَ، وراوغه: خادعه.

وراغ الصَّيْد: ذهب هَاهُنَا وَهَاهُنَا.

وراغ عَلَيْهِ: مَال إِلَيْهِ يسَاره أَو يضْربهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (فرَاغ عَلَيْهِم ضربا بِالْيَمِينِ) .

وَطَرِيق رائغ: مائل.

وورواغة الْقَوْم، ورياغتهم: حَيْثُ يصطرعون.

وروغ لقمته فِي الدسم: غمسها فِيهِ، كرولها.

وتروغ الدَّابَّة فِي التُّرَاب: تمرغ، يَمَانِية.
ر و غ

هو ثعلب روّاغ، وهم ثعالب روّاغة، وهو يروغ روغان الثعلب.

ومن المجاز: فلان يروغ عن الحق. وطريق زائغ رائغ. ومالي أراك زائغاً عن المنهج، رائغاً عن الحق الأبلج. ولا يقال: راغ عن كذا إلا إذا كان عدوله عنه في خفية. ومازلت أراوغه على هذا الأمر فما راغ إليه أي أداوره. وأراغت العقاب الصيد إذا ذهب الصيد هكذا وهكذا وهي تتبعه، وحقيقته حملته على الروغان ومنه: إراغة الأمر. يقال: مازلت أريغ حاجة لي. وأرغتك في منزلك فلم أجدك وهو طلب شديد كطلب من يستفلت منه المطلوب وهو لا يخلّيه. ورواغه: صارعه، وتراوغا، وهذه رواغتهم: مصطرعهم، كما تقول: مراغة الدواب: لمتمرغها. ويقال: تمرغ في التراب، وتروغ في الطين. وروّغ اللقمة في الدسم: قلبها فيه حتى شربها إياه.
(روغ) - قوله تبارك وتعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} .
: أي أَحالَ وأَقْبل، ويُقالُ: رَاغَ إلى فُلانٍ: أي حَالَ إليه سِرًّا، وراغ عنه: حَادَ، مثل : رَغِب فيه، ورَغِب عنه، وأَمسكَ به، وأَمسكَ عَنْه، وخَلع عليه، وخَلَع عنه، وقِيَل: راغَ عليه يَضْرِبُه، إذا فَعَل ذلك سِرًّا. - وفي حَدِيثِ الأَحْنَف: "فعدَلْت إلى رَائِغَةٍ من رَوائغِ المَدِينَة".
: أي طَرِيق يَعدِل عن الطرَّيق الأَعظَمِ، وطرِيقٌ رائِغٌ: أي مَائِل. ويقال لشِبْه الزُّقاقِ المُتَمَايِل: رَائِغَة.
- في الحديث: "سَمِع عُمَر، رضي الله عنه، بُكاءَ صَبِىًّ، فسَأل أُمَّه فقالت: إنّى أُرِيغُه على الفِطَام"
أي: أُدِيره عليه. يقال: فلان يُرِيغُنِى على أَمْر وعَنْ أَمْرٍ وأُرِيغُه: أي يُدِيرنى عليه ويُداوِرُني ، وفلانَ يُرِيغ كذا ويَروغُ: أي يَطْلُب.
[روغ] راغَ الثعلب يَروغُ رَوغاً ورَوَغاناً. وفي المثل: " روغي جَعارِ وانظري أينَ المفَرُّ ". وجَعارِ: اسمٌ للضبع. ولا تقُل رُوغي إلاّ للمونث والاسم منه الرواغ بالفتح. وأَراغَ وارْتاغَ بمعنىً: طلب وأراد. تقول: أَرَغْتُ الصيدَ. وماذا تُريغُ، أي تريد وتطلب. وراغَ إلى كذا، أي مال إليه سِرّاً وحادَ. وطريقٌ رائِغٌ، أي مائلٌ. وقوله تعالى: (فراغَ عليهم ضَرْباً باليمين) ، أي أقبل. قال الفراء: مال عليهم. وكأن الروغ هاهنا أنّه اعتلَّ عليهم رَوْغاً ليفعل بآلهتهم ما فَعَل. ويقال: أَريغوا بي إِراغَتَكُمْ، أي اطلبوا بي طَلِبَتَكُمْ. وفلان يُراوِغُ في الأمر مُراوَغَةً. والمُراوَغَةُ أيضاً: المصارَعةُ. وهذه رِياغَةُ بني فلان، للموضع الذي يصطرعون فيه، عن اليزيدى، وأصله رواغة، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وتراوغ القوم، أي رواغ بعضهم بعضا.
روغ: راغ: مصدرها رواغ (السعدية شرح نشيد 8، 7)، وتَرْواغ (الكامل للمبرد ص648).
راغ الفرس: ذهب يمنة ويسرة ولم يسر في طريق مستقيم (ابن الــعوام 2: 540).
راغ: حاد (فوك)، وفيه جملة لاتينية يظهر أن معناها: حاد ليتقي ضربة حجر.
راغ: تخلص وتملص خفية وسراً، ومال سراً. ففي كليلة ودمنة (ص201): راغ رَوْغَةً، وفي النويري (الأندلس ص441) في كلامه عن رئيس للثوار طلبه السلطان: فلم يقف له وراغ في الجبال فكان إذ أمن تبسَّط وإذا خاف صعد الجبال حيث يصعب طلبه.
رَوَّغ: مرَّغ، غمس (فوك).
رَوَّغ: أرغى، أزبد (فوك).
راوغ، راوغ السلطان بالطاعة: خادع السلطان بالتظاهر بالطاعة. ففي تاريخ البربر (2: 28): كثير الاضطراب على الأموية والمراوغة لهم بالطاعة. ويقال أيضاً: عن الطاعة (1: 615) والمراوغة في الطاعة. وكذلك معناها في العبارة التالية في (1: 646): وهو الآن مقدّمها يعطي طاعة معروفة ويستدعي العامل للجباية ويراوغ عن المصدوقة والغلب والاستيلاء، وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: ((وهو (يوسف) الآن يتولى السلطة، يظهر الطاعة جهاراً، ويدعو العامل لجباية الضرائب، وهو يخفي بذلك مشاعره الصادقة والرغبة في الاستقلال)). ومعناها الحرفي: يخادع، والمصدوقة: مصدوقة الطاعة كما نجد في (1: 643).
أَراغ، ويظهر أن مصدره إراغة يعني الإرادة والطلب والمطاردة. ففي الفتح فيما ينقل المقري (2: 433): وفي دانية بلغ غاية أمانيه فقد وجد فيها الوقت للانصراف إلى العلم وتفرّده بتلك الاراغة، أي خصّص كل وقته لما يريد ويرغب فيه.
وفي فقرة أخرى لنفس المؤلف نقلها المقري (1: 424) وانظر تعليقات وإضافات، وكذلك في القلائد (ص210 طبعة باريس): نجد أن أميراً دعا إلى بلاطه كل علماء شبه الجزيرة المشهورين، وأن أحد الوزراء، وقد ذكر اسمه، كان مدير تلك الاراغة ومدبّرها. ويظهر أن المصدر إراغة هنا يعني الرغبة في أن يكون الشخص عنده، ومن هذا يعني: دعوة.
وفي كرتاس (3: 8): ومعه عبد المؤمن في خدمته مريع بإمامته، وليس لهذا أي معنى، غير إنا إذا أبدلنا العين بالغين ربما كان المعنى: داعياً إلى الاعتراف به إماماً.
تراوغ، يدل على المعنى الذي أشرت إليه في راوغ ففي تاريخ البربر (1: 643): زبوناً على صاحب الحضرة وتراوغاً عن مصدوقة الطاعة.
رَوّاغ، فرس روّاغ: لا يسير في طريق مستقيم ويحيد يمنة ويسرة، وهو عيب في الخيل (ابن الــعوام 2: 540).
رَوّاغ: الذي لا يثبت على حاله (محيط المحيط).
روغ
راغَ/ راغَ إلى/ راغَ على/ راغَ عن/ راغَ من يَروغ، رُغْ، رَوْغًا ورَوَغانًا ورَوَاغًا، فهو رائغ، والمفعول مَروغ إليه
• راغ الثَّعلبُ وغيرُه: ذهب يَمْنةً ويَسْرةً في سُرعة وخفاء "راغ الصيدُ- راغ رَوَغانَ الثَّعلب: لجأ إلى المكر والخديعة، استعمل طُرُقًا مُلتوية- *ويَرُوغ منكَ كما يروغ الثَّعلب*".
• راغ إلى فلان: مال إليه سرًّا " {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} ".
• راغ عليه بالضَّرب: أقبل ومال عليه بالضّرب " {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} ".
• راغ عن الطَّريق/ راغ من الطَّريق: حاد عنه. 

تراوغَ يتراوغ، تراوُغًا، فهو مُتراوِغ
• تراوغ الشَّخصان: تخادعا. 

راوغَ يُراوغ، مُراوَغةً، فهو مُراوِغ، والمفعول مُراوَغ
• راوغ فلانًا: حاوره وداوره وخادعه "راوغ خصمَه- راوغ اللِّصُّ ضابطَ الشرطة" ° كلمة مراوِغة: كلمة مواربة تستخدم لتجريد عبارة من قوَّتها أو لتحاشي الالتزام المباشر. 

رائغ [مفرد]: اسم فاعل من راغَ/ راغَ إلى/ راغَ على/ راغَ عن/ راغَ من. 

رَواغ [مفرد]:
1 - مصدر راغَ/ راغَ إلى/ راغَ على/ راغَ عن/ راغَ من.
2 - مكر وحيلة. 

رَوْغ [مفرد]: مصدر راغَ/ راغَ إلى/ راغَ على/ راغَ عن/ راغَ من. 

رَوَغان [مفرد]: مصدر راغَ/ راغَ إلى/ راغَ على/ راغَ عن/ راغَ من. 

مُراوغة [مفرد]: مصدر راوغَ.
• فنّ المراوغة: (رض) إحدى مهارات كرة القدم وكرة السلة، إذ يجيد اللاعب محاورة خصمه مع الاحتفاظ بالكرة. 

روغ: راغَ يرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً: حادَ. وراغ إلى كذا أَي مالَ إليه

سِرّاً وحادَ. وفلان يُراوِغ فلاناً إذا كان يَحِيدُ عما يُدِيرُه عليه

ويُحايِصُه. وأراغَه هو وراوَغَه: خادَعَه. وراغَ الصْيدُ: ذهَب ههُنا

وههنا، وراغَ الثعْلَبُ. وفي المثل: رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أَين

المَفَرُّ، وجَعارِ اسم الضَّبُعِ، ولا تَقُلْ رُوغِي إلاَّ للمؤَنث، والاسم منه

الرَّواغُ، بالفتح. وأَراغَ وارْتاغَ: بمعنى طَلَب وأَراد. تقول:

أَرَغْتُ الصَيْدَ، وماذا تُرِيغُ أَي ما تريد وتطلب. ويقال: أَرِيغُوني

إِراغَتَكم أَي اطْلُبوني طَلِبَتَكم. التهذيب: فلان يُرِيغُ كذا وكذا ويُلِيصُه

أَي يَطْلُبُه ويديره؛ وأَنشد الليث:

يُدِيرونني عن سالِمٍ وأُرِيغُه،

وجِلْدةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ

وتقول للرجل يَحومُ حَوْلَكَ: ما تُرِيغُ أَي ما تَطْلُب. وفلان

يُدِيرُني على أَمر وأَنا أُرِيغُه؛ ومنه قوله:

يُرِيغُ سَوادَ عَيْنَيْهِ الغُرابُ

أَي يَطْلُبُه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه سمع بكاء صبيّ فسأَل

أُمه فقالت: إني أُرِيغُه على الطعام أَي أُدِيرُه عليه وأَُرِيده منه.

ويقال: فلان يُرِيغُني على أَمرٍ وعن أَمرٍ أَي يُراوِدُني ويطلبه مني؛

ومنه حديث قيس: خرجت أُرِيغُ بعيراً شرَدَ مني أَي أَطلبه بكل طريق. ومنه

رَوَغانُ الثعلبِ، وفلان يُراوِغُ في الأَمرِ مُراوَغةً، وتَراوَغَ القومُ

أَي راوَغَ بعضُهم بعضاً. والرَّوَّاغُ: الثعلب، وهو أَرْوَغُ من ثَعْلب.

وراغَ إليه يُسارُّه أَو يَضْرِبُه: أَقْبَلَ. وراغَ فلان أَي مال إِليه

سرّاً؛ ومنه قوله تعالى: فراغَ إلى أَهْلِه فجاء بِعِجْل سَمِين، وقال

تعالى: فراغَ عليهم ضَرْباً باليَمينِ؛ كلُّ ذلك انحراف في اسْتخفاء،

وقيل: أَقْبَلَ، وقال الفراء في قوله فراغَ إلى أَهلِه: معناه رجَع إلى

أَهلِه في حال إِخْفاء منه لرُجُوعِه، ولا يقال للذي رجَع قد راغَ إلاَّ أَن

يكون مُخْفِياً لرُجوعه. وقال في قوله فراغَ عليهم: مالَ عليهم وكأَنَّ

الرَّوْغَ ههنا أَي أَنه اعْتَلَّ عليهم رَوْغاً لِيَفْعَلَ بآلِهتِهِم ما

فَعَل. وطريق رائِغٌ: مائِلٌ. وفي حديث الأَحنف: فعَدَلْتُ إلى رائِغةٍ

من رَوائِغِ المدينةِ أَي طريقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عن الطريقِ الأَعْظَمِ.

قال: ومنه قوله تعالى فراغَ عليهم ضرباً، أَي مالَ وأَقْبَلَ.

ورِواغةُ القومِ ورِياغَتُهم: حيث يَصْطَرِعُون. ويقال: هذه رياغةُ بني

فلان ورِواغَتُهم أَي حيث يَصْطَرِعُون، وأَصله رِواغةٌ صارت الواو ياء

للكسرة قبلها. والمُراوَغةُ: المُصارَعةُ.

ورَوَّغَ لُقْمَتَه في الدَّسَم: غَمَسَها فيه كَرَوَّلَها.

وفي الحديث: إذا كَفَى أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْيُقْعِدْْه معه

وإلاَّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمةً أَي يُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً من

دَسَمِ الطَّعامِ. يقال رَوَّغَ فلان طَعامَه ومَرَّغه وسَغْبَلَه إِذا

رَوَّاه دَسَماً. وتُرَوَّغُ الدابةُ في التراب: تُمَرَّغُ

(* قوله «تروّغ

وتمرّغ» كذا ضبط في الأَصل بصيغة المبني للمفعول، وفي القاموس: تروّغ

الدابة تمرغت بالبناء للفاعل، قال شارحه: صوابه تروغت.).

روغ
راغ الرجل والثعلي وغيرهما يَروغ رَوْغاً وَوَغاناً: إذا مال وحاد عن الشيء. والرَّوّاغ: الثعلب، يقال: هو أرْوَغ من تَعْلب، قال طَرَفَة بن العبد لعمرو بن هند يَلوم أصحابه في خِذْلانهم:
كُلُّ خَلِيْلٍ كُنْتُ خالَلْتُهُ ... لا تَرَكَ اللهُ له واضِحَهْ
كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارِحَهْ
وقوله تعالى:) فَرَاغَ إلى أهْلِه (: أي مال إليهم من حيث لا يعلمون، وقال الفرّاء: أي رَجَع في حال إخفاء، قال: ولا يُقال ذلك إلاّ لمن يُخْفيه.
وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: أنه رأى حُذيفة؟ رضي الله عنه - فَراغ عنه؛ فقال " ألم أرك؟ فقال: إني كُنت جُنْباً. وقال مُعاوية لعَبد الله بن الزُبير؟ رضي الله عنهم -: إنّما أنت ثعلب رَوّاغ كُلّما خَرَجْت من جُحْر انجَحَرْتَ في جُحْرٍ.
والرَّوّاغ بن عبد الملك بن قَيس من سُمَي التُّجِيْبي، ذكره ابن يونس في تاريخ مِصر ولم يَزِد.
وسُليمان بن الرُّوّاغ الخُشَني وأحمد بن الرَّوَّاغ بن بُرد بن نَجِيح أبو الحسن المصري الأيْدَعاني: كِلاهما من أصحاب الحديث.
وفي المثل: رُوْغي جَعَار وانظري أين المَفَرُّ.
والاسم منه: الرَّوَاغ.
وهذه رِوَاغةُ بني فلان ورِيَاغَة بني فلان: للموضع الذي يصطرِعون فيه، صارت الواو ياء لانكِسار ما قَبلها، وهذا القلب ليس بِضربة لازِب، فإنهم قالوا: الرَّواق والرَّواء وما أشبههما من غير قلب.
وقال ابن عبّاد: يقال: فلان في الرَّياغ: أي في الخِصْب.
ويقال: أخَذْتني بالرُّوَيْغة، من الرَّوْغ. قال: وأنا مُنذ اليوم أرُوْغ حاجة إلى فلان: أي أبْغِيها بُغاء وَشيكاً.
وخير له رَوَاغاء: أي كثير.
وقال غيره: أرَاغَ الرجل: أي طلب وأراد، يقال أرَغْت الصيد، وماذا تُرِيغ: أي ماذا تُريد، قال دارة أبو سالم:
يُديْرونني عن سالم وأُرِيْغُهُ ... وجِلْدَةُ بين العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ
وتمثَّل به عبد الله بن عمر؟ رضي الله عنهما - في ابنه سالم.
وقال عَبيد بن الأبرص يرُدّ على امرئ القيس قوله:
وأفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيْضاً ... ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
فقال
أتُوْعِدُ أُسْرَتي وتَرَكْتَ حُجْراً ... يُرِيْغُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ الغُرَابُ
ولَوْ لاقَيْتَ عِلْبَاءَ بن جَحْشٍ ... رَضِيْتَ بأنْ يَبيْنَ لكَ الإيابُ
ويقال: أريغوني إرَاغَتكم: أي اطْلُبوني طَلِبتكم، قال خالد بن جعفر بن كلاب في فَرسه حَذْفَه:
أرِيْغُوْني إرَاغَتَكُمْ فإنِّي 
... وحَذْفَةَ كالشَّجي تَحْتَ الوَرِيْدِ
وقال ابن الأعرابي؛ رَوَّغَ فلان ثَرِدة بالدسم ومرَّغها وسغبلها ورولها: إذا روّاها دسماً، ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: إذا كفى أحدكم خادمه حرَّ طعامه فليُقعِده معه وإلاّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمة. ويروى: إذا صنع لأحدكم خادِمه طعاماً فليُقْعِده معه فإن كان مَشْفُوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلَتين. يوروى: فليأخذ لُقمة فليُرَوِّغها ثم ليُعطِها إيّاه.
وارتاغ: أي طلب؛ بمعنى أرَاغ.
والمُراوَغة: المُصارعة.
وفلان يُرَاوِغ في الأمر.
ورَوَاغَ القوم: إذا طلب بعضهم بعضاً، قال عَدي بن زيد العِبادي:
وأنا النّاصِرُ الحَقِيْقَةَ إنْ أظْ ... لَمَ يَوْمٌ تَضِيْقُ فيه الصُّدُوْرُ
يَوْمَ لا يَنْفَعُ الرَّوَاغُ ولا يَنْ ... فَعُ إلاّ المُشَيَّعُ النَّحْرِيرُ
ويروى: " إذْ أظْلَم " يعني: انه نصر النعمان حتى ملكه العرب.
وتَرَاوَغ القوم: أي رَاوغ بعضهم بعضاً.
وقال ابن دريد: تَرَوَّغَتِ الدّابة: إذا تَمَرَّغَت.
والتركيب يدل على ميل وقِلّة استقرار.
روغ
{راغَ الرَّجُلُ والثَّعْلَبُ} يَرُوغُ {رَوْغاً} ورَوَغاناً، الأخِيرُ بالتَّحْرِيكِ، أَي: مالَ وحادَ عَن الشَّيءِ.
{وراغَ فُلانٌ إِلَى فُلانٍ: مالَ إليْهِ سِراً، ومنْهُ قولُهُ تَعَالَى:} فراغَ إِلَى أهْلِه فجاءَ بعِجْلٍ سَمِينٍ، وَقَوله تَعَالَى: فراغَ عليْهِم ضَرْباً باليَمِينِ. كُلُّ ذلكَ انْحِرَافٌ فِي استِخْفَاءٍ، وقيلَ: أقْبَلَ، وقالَ الفَرّاءُ: قَوْلُه: فراغَ إِلَى أهْلِه مَعْنَاهُ: رجَعَ إِلَى أهْلِه فِي حالِ إخْفَاءٍ منْه لرُجُوعِه، وَلَا يُقَالُ للذِي رَجَعَ: قدْ راغَ، إِلَّا أنْ يَكُونَ مُخْفِياً لرُجُوعه، وقالَ: فِي قوْلِهِ تَعَالَى: فرَاغَ عليْهِم: مالَ عَلَيْهِم، وكأنَّ {الرَّوْغَ ههُنا أَي: أنَّهُ اعْتَلَّ عليْهِمْ رَوْغاً، ليَفْعَلَ بآلِهَتِهِمْ مَا فَعَلَ، وقالَ الرّاغِبُ: أصْلُ مَعْنَى الرَّوْغِ: المَيْلُ فِي جانِبٍ، ليَخْدَعَ منْ خَلْفَهُ.
والاسْمُ:} الرَّواغُ، كسَحابٍ.
والرَّوّاغُ، كشَدّادٍ: الثَعْلَبُ، ومنهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ رَضِي الله عَنْهُم: إنَّمَا أنْتَ ثَعْلَبٌ {رَوّاغٌ، كُلَّما خَرَجْتَ منْ جُحْرٍ انْجَحَرْتَ فِي جُحْرٍ.
(و) } الرَّوّاغُ بنُ عَبدِ المَلِكِ بنِ قَيْسٍ بنِ سُمَيٍّ من تُجِيبَ القَبِيلَة المَشْهُورَة.
والرَّوّاغُ والِدُ سُلَيْمَانَ الخُشْنِيِّ الّذِي هُوَ شَيْخٌ لسَعيدِ بنِ عُفَيْرٍ، ووالِدُ أبي الحَسَنِ أحْمدَ بنِ الرَّوّاغِ بنِ بُرْدٍ بنِ نَجِيحٍ الأيْدَعانِيِّ، المِصريِّ، الّذِي يَرْوِي عَن بُجَيْرِ بنِ بُكَيْرٍ المُحَدِّثِينَ ذكَرَهُم ابنُ يُونُسَ فِي تارِيخِ مِصْرَ، وَقد سَبَقَ للمُصَنِّفِ فِي رَوَعَ هَذَا الكلامُ بعَيْنِه تَقليداً لللصاغانِيِّ، ثمَّ أعادَه هُنَا على الصّوابِ من غَيْرِ تَنْبِيهٍ عليهِ وهُوَ غَرِيبٌ منْهُ يُحْتَاجُ التَّنَبُّه لَهُ.
ويُقَالُ: هذهِ {رِواغَتُهم} وريِاغَتُهُم بكَسْرِهِما، أَي: مُصْطَرَعُهُمْ أَي: المَوْضِعُ الّذِي يَصْطَرِعُونَ فيهِ، صارَت الواوُ يَاء لانْكِسَارِ مَا قَبْلَها، نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الثانِيَةَ عَن اليَزِيدِيِّ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وَهَذَا القَلْبُ لَيْسَ بضَرْبَةِ لازِبٍ.
{والرِّياغُ، ككِتابٍ: الخِصْبُ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
قالَ: ويُقَالُ: أخَذْتَنِي} بالرُّوَيْغَةِ، كجُهَيْنَةَ، أَي: بالحِيلَةِ، وهُوَ منَ {الرَّوْغِ بالفَتْحِ.
} وأراغَ {إراغَةً: أرادَ وطَلَبَ،} كارْتاغَ، تقُول: أرَغْتُ الصَّيْدَ، وماذا {تُرِيغُ: أَي: مَا تُرِيدُ وَمَا تَطْلُبُ.
وقالَ خالِدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ فِي فَرَسِه حَذْفَةَ:
(} - أرِيغُونِي {إراغَتَكُمْ فإنّي ... وحَذْفَةَ كالشَّجَي تَحْتَ الوَرِيدِ)
وَفِي التَّهْذِيبِ: فُلانٌ} يُرِيغُ كَذَا وَكَذَا، ويُليصه، أَي: يَطْلُبُه ويُرِيدُه، وأنْشَدَ اللَّيْثُ:)
(يُدِيرُونَنِي عَن سالِمٍ {وأُرِيغُه ... وجِلْدَةُ بَيْنَ العَيْنِ والأنْفِ سالِمُ)
ويُقَالُ: فلانٌ} - يُرِيغُنِي على أمْرٍ، وعنْ أمْرٍ، أَي: يُراوِدُني ويَطْلُبُه مِنِّي، ومنْهُ حديثُ قَيْسٍ: خَرَجْتُ {أُرِيغُ بَعِيراً شَردَ مِنِّ، أَي: أطْلُبُه بكُلِّ طَرِيقٍ، ومنْهُ} رَوَغانُ الثَّعْلَبِ.
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: رَوَّغَ فُلانٌ الثَّرِيدَةَ {تَرْوِيغاً: إِذا دَسَّمَهَا ورَوّاهَا، وكذلكَ مَرَّغَهَا، وسَغْبَلَهَا وروَّلَها، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه الحديثُ:} فَلْيُرَوِّغْ لَهُ لُقْمَةً، أَي: يُشرِّبْهَا بالدَّسَمِ.
{والمُرَاوَغَةُ: المُصَارَعَةُ، يُقَالُ: هُوَ يُراوِغُ فُلاناً: إِذا كانَ يَحيدُ عمّا يُديرُه عَلَيْهِ ويُحَايِصُه، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ} الرِّواغُ وَلَا يَنفَعُْ ... إِلَّا المُشَيَّعُ النِّحْرِيرُ)
{كالتَّراوُغِ، يُقَالُ:} تَرَاوَغَ القَوْمُ، أَي: {راوَغَ بَعْضُهم بَعْضاً.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَرَوَّغَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ:} تَرَوَّغَتِ الدَّابَّةُ: إِذا تَمَرَّغَتْ.
وممّا يتسدْركُ عليهِ: {أراغَهُ} إراغَةً: خادَعَهُ، وكذلكَ {رَاوغَهُ} رِواغاً.
{وراغَ الصَّيْدُ: ذَهَبَ ههُنَا وههُنَا، وهُوَ مجازٌ.
وَفِي المَثَلِ: أرْوَغُ منْ ثَعْلَبٍ قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ لعَمْرو بنِ هِنْدٍ يَلُومُ أصحابَهُ فِي خِذْلانِهِم إِيَّاه:
(كُلُّ خَلِيلٍ فِي كُنتُ خالَلْتُه ... لَا تَرَكَ اللهُ لَه واضِحَهْ)

(كُلُّهُمُ} أرْوَغُ منْ ثَعْلَبٍ ... مَا أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبَارِحَهْ)
وَفِي مَثلٍ آخَرَ: {- رُوغِي جَعارِ، وانْظُرِي أيْنَ المَفَرّ وجَعَارِ: اسْمٌ للضَّبُعِ: وَلَا تَقُلْ: رُوغِي إِلَّا للمُؤَنَّثِ.} وراغَ حاجَةً إِلَى فُلانٍ {يَرُوغُهَا: بَغاهَا بَغْياً وَشِيكاً.
ويُقَالُ: خَيْرٌ} رُواغاءُ، أَي: كَثيرٌ.
ويُقَالُ: هُوَ {يَرُوغُ عَن الحَقِّ، وطَرِيٌ رائِغٌ زائِغٌ، وَهُوَ مجازٌ، ومنْهُ حديثُ الأحْنَفِ: فعَدَلْتُ إِلَى} رائِغَةٍ منْ {رَوَائِغ المَدِينَة أَي: طَرِيقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عَن الطَّرِيقِ الأعْظَم.
} والمُرَاوَغَةُ: المُرَاوَدَةُ، تقولُ: مَا زِلْتُ {أُراوِغُهُ عَن كَذَا، فَمَا راغَ إليْهِ، أَي: أُراوِدُه.
} ورائِغَةُ: مَنْزِلُ لِحَاجِّ البَصْرَةِ بَيْنَ إمَّرَةَ وطَخْفَةَ.
وقيلَ: ماءٌ لبَنِي الحُلَيْفِ من بَجِيلَةَ.)
وأيْضاً جَبَلٌ لغَنِيّ. 

روغ

1 رَاغَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. رَوْغٌ (S, Msb, K) and رَوَغَانٌ, (S, Mgh, Msb, K,) said of a fox, (S, Mgh, Msb, K,) and of a man, (K,) He turned aside or away from a thing: (K:) or went this way and that, (Mgh,) or to the right and left, quickly, (Msb,) and deceitfully, or guilefully: (Mgh, Msb:) [or turned aside to deceive him who was behind him: for] the primary signification of رَوْغٌ is the turning aside to deceive him who is behind one. (Er-Rághib, TA.) It is said in a prov., رُوغِى جَعَارِ وَ انْظُرِى أَيْنَ المَفِرْ [for المَفِرُّ, i. e. Turn aside or away, or go this way and that, &c., O she-hyena, and look where is the place to which to flee: or, as some relate it, the first word is رُوعِى: see art. جعر]. (S, TA. [Freytag seems to have found المعز for المفر; and has explained رُوغِى جَعَارِ as meaning “ Vide ubi capræ sint, hyæna! ”]) And you say, راغ الصَّيْدُ The game, or object of the chase, went away this way and that, or hither and thither. (TA. [There said to be tropical; but I see not wherefore.]) And one says, راغ عَنْ فُلَانٍ He turned aside, or away, from such a one [and particularly with deceit or guile; eluded him; dodged him]. (JK.) And هُوَ يَرُوغُ عَنِ الحَقِّ [He deviates from the truth, or from that which is right or just]. (TA.) And راغ الطَّرِيقُ The road turned aside or away, or deviated. (Msb.) And راغ مِنْ كَذَا He turned away from such a thing, and returned, concealing his return: (Har p. 21:) [for,] accord. to Fr, راغ is not said of one who has returned unless he concealed his return. (Har ibid., and TA.) And راغ إِلَى كَذَا, (S, Msb,) or الى فُلَانٍ, (TA,) He turned aside (S, Msb, TA) to such a thing, (S, Msb,) or to such a one, (TA,) secretly. (S, Msb, TA.) Hence, in the Kur [li. 26], فَراغَ

إِلَى أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ And he turned aside, (Jel, TA,) or went away, (Bd,) to his family secretly [and brought a fat calf]: (Bd, Jel, TA:) or he returned to his family concealing his return. (Fr, TA.) And in the Kur [xxxvii. 91], فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ And he turned against them (Fr, S, Bd, TA) secretly, (Bd, TA,) smiting them with the right hand, or because of the oath that he had sworn; (Bd;) as though the رَوْغ in this case consisted in his employing a pretext against them in order that he might do to their gods what he did: (S, L:) or the meaning is, he advanced against them. (S, TA.) b2: راغ حَاجَةً إِلَى فُلَانٍ, aor. as above, He sought to obtain quickly an object of want of such a one. (JK, TA. [See also 4.]2 روّغ, (IAar, K,) inf. n. تَرْوِيغٌ, (TA,) (tropical:) He smeared, seasoned, imbued, or soaked, a mess of ثَرِيد [i. e. broken, or crumbled, bread], (IAar, K, TA,) or a morsel, or mouthful, (TA,) with grease, or gravy, or dripping; (IAar, K, TA;) as also مَرَّغَ, and سَغْبَلَ, and رَوَّلَ: (TA:) or you say, رَوَّغْتُ اللُّقْمَةَ بِالسَّمْنِ, inf. n. as above, I smeared, seasoned, imbued, or soaked, the morsel, or mouthful, with clarified butter; as also رَيَّغْتُ: (Msb:) or رَوَّغْتُ الخُبْزَ فِى الوَدَكِ I soaked the bread in grease, or gravy, or dripping; syn. رَوَّلْتُهُ فِيهِ. (JK.) 3 راوغهُ, (MA, TA,) inf. n. مُرَاوَغَةٌ (KL, TA) and رِوَاغٌ, (TA,) He practised deceit, delusion, guile, or artifice, (MA, KL, TA,) with him, or towards him; (MA, TA;) or strove, endeavoured, or desired, to deceive, delude, beguile, circumvent, or outwit, him; syn. خَادَعَهُ; as also ↓ اراغهُ, inf. n. إِرَاغَةٌ: and both signify he endeavoured to turn him; or endeavoured to turn him by blandishment, or by deceitful arts, or to entice him to turn; syn. رَاوَدَهُ. (TA.) It is said when its object is a person who has turned away from, or shunned, or avoided, that which one has devised, planned, or plotted, against him. (TA.) You say, فُلَانٌ يُرَاوِغُ فِى الأَمْرِ [Such a one practises deceit, &c., in the affair], inf. n. مُرَاوَغَةٌ. (S.) And مَا زِلْتُ أُرَاوِغُهُ عَنْ كَذَا I ceased not to endeavour to turn him, or to entice him to turn, from such a thing, syn. أُرَاوِدُهُ; (TA in this art;) and عَلَيْهِ to it: (TA in art. منع:) and [in like manner] you say, عَلَى أَمْرٍ ↓ فُلَانٌ يُرِيغُنِى Such a one endeavours to turn me, or to entice me to turn, to a thing; and عَنْ أَمْرٍ from a thing; syn. يُرَاوِدُنِى; and seeks, or demands, my doing so. (TA.) b2: مُرَاوَغَةٌ also signifies The act of wrestling together; (S, K;) like ↓ تَرَاوُغٌ. (K.) Yousay, رَاوغهُ He wrestled with him: (TK:) or رواغ بَعْضُهُمْ بَعْضًا One of them wrestled with another; [or they wrestled, one with another; or they wrestled together;] as also ↓ تراوغوا. (S, TA.) 4 أَرْوَغَ see 3, in two places. b2: اراغ, (S, Msb, K,) inf. n. إِرَاغَةٌ, (Msb, TA,) also signifies He sought, sought for or after, sought to find and take or get, or pursued after, and desired, (S, Msb, K,) a thing; (Msb;) or a thing that was difficult to take; as though it turned aside or away, or went this way and that, &c., (كَأَنَّهُ يَرُوغُ,) before him; (Har p. 21;) and ↓ ارتاغ, (S, Msb, K,) inf. n. اِرْتِيَاغٌ, (Msb,) signifies the same. (S, Msb, K.) [أَرِيغُونِى إِرَاغَتَكُمْ is expl. in one of my two copies of the S by the words اُطْلُبُونِى طَلِبَتَكُمْ: in the other of those copies, the latter of these words is written طلِبتَكم: I think that the right reading is طِلْبَتَكُمْ; and the meaning, Seek ye me with, or in, your mode, or manner, of seeking: the proper meaning is seek ye me with your seeking.] Khálid Ibn-Jaafar Ibn-Kiláb says, speaking of his mare حِذْقَة, أَرِيغُونِى إِرَاغَتَكُمْ فَإِنِّى

وَ حِذْقَةَ كَالشَّجَا تَحْتَ الوَرِيدِ [Seek ye me with your seeking; but ye will not be able to take me; for I, with Hidhkah, am like the bone sticking fast in the throat beneath the carotid artery]. (TA.) And you say, أَرَغْتُ الصَّيْدَ [I sought, or pursued, the game, or object of the chase]. (S.) And اراغت العُقَابُ الصَّيْدَ The eagle pursued the game this way and that, as the latter went. (Mgh and TA in art. هوى.) And خَرَجْتُ أُرِيغُ بَعِيرًا شَرَدَ مِنِّى I went forth seeking in every road, or way, a camel that had run away from me. (TA, from a trad.) and مَا ذَا تُرِيغُ What is this that thou seekest and desirest? or that which thou seekest and desirest? (S, TA.) And فُلَانٌ يُرِيغُ كَذَا وَ كَذَا Such a one eeks, and devises or plans or plots, such and such things. (T, TA.) 5 تروّغ He (a beast) rolled, or turned himself over. (JK, IDrd, K.) And تروّغ فِى الطِّينِ He became befouled, or bedaubed, in the mud. (JK.) 6 تَرَاْوَغَ see 3, last two sentences.8 إِرْتَوَغَ see 4, second sentence.

رَاغَةٌ: see رِيَاغَةٌ.

رَوَاغٌ [The act, or quality, of turning aside or away from a thing: or of going this way and that, or to the right and left, quickly, and deceitfully, or guilefully: or of turning aside to deceive him who is behind one: or of eluding, or dodging:] a subst. from رَاغَ. (S, Msb, K.) A2: خَيْرٌ رواغٌ, (so in the TA, the vowel of the ر in رواغ not indicated,) or ↓ خَيْرٌ لَهُ رَوَاغَآءُ and ↓ رُوَاغَآءُ, (so in the JK,) Abundant [wealth, or good of any kind]. (JK, TA.) رِيَاغٌ [originally رِوَاغٌ] A state of plenty; or of abundance of herbage, or of the goods or conveniences or comforts of life. (JK, Ibn-'Abbád, K.) You say, فُلَانٌ فِى الرِّيَاغِ Such a one is in a state of plenty, &c. (JK.) A2: See also art. ريغ.

رِوَاغَةٌ: see what next follows.

رِيَاغَةٌ The wrestling-place of a people; (Yz, JK, S, K;) as also ↓ رِوَاغَةٌ, (K,) which is the original form, the و being afterwards changed into ى because of the kesreh before it, though this, as Sgh says, is not a necessary sort of conversion; (TA;) or ↓ رَاغَةٌ. (So in the JK.) رُوَيْغَةٌ i. q. حِيلَةٌ [meaning An evasion or elusion, a shift, a wile, an artifice, an artful contrivance or device, a plot, or a stratagem]: (Ibn-'Abbád, K:) from الرَّوْغُ [inf. n. of رَاغَ]: so in the saying, أَخَذْتَنِى بِالرُّوَيْغَةِ [Thou tookest me by an artifice, &c.]. (JK, Ibn-'Abbád, K.) [It has a similar meaning also in a saying cited voce حَوْجَآءُ, q. v.]

رَوَاغَآءُ and رُوَاغَآءُ: see رَوَاغٌ.

رَوَّاغٌ [Wont to turn aside or away from a thing: or to go this way and that, or to the right and left, quickly, and deceitfully, or guilefully: or to turn aside for the purpose of deceiving him who is behind: or to elude, or dodge]. Mo'áwiyeh said to 'Abd-Allah Ibn-Ez-Zubeyr, إِنَّمَا أَنْتَ ثَعْلَبٌ رَوَّاغٌ كُلَّمَا خَرَجْتَ مِنْ جُحْرٍ انْجَحَرْتَ فِى

جُحْرٍ [Thou art only a fox wont to elude: whenever thou comest forth from a burrow, thou enterest into a burrow]. (TA.) [Hence,] الرَّوَّاغُ is an appellation of The fox. (JK, K.) طَرِيقٌ رَائِغٌ A deviating road. (S, TA.) Hence

↓ رَائِغَةٌ [as a subst.] A road deviating from the main road: pl. رَوَائِغُ. (TA, from a trad.) رَائغَة: see what next precedes.

أَرْوَغُ [More, and most, wont to turn aside or away from a thing: to go this way and that, or to the right and left, quickly, and deceitfully, or guilefully: to turn aside for the purpose of deceiving him who is behind: or to elude, or dodge]. Tarafeh Ibn-El-'Abd said to 'Amr Ibn-Hind, censuring his companions, كُلُّهُمُ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ

مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ [Every one of them is more wont to elude than a fox: how like is this night to yesternight! meaning, how like are they, one to another! see art. برح]: أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ is a prov. (TA.)

قلق

[قلق] القَلَقُ : الانزعاجُ. يقال: بات قلقا، وأقلقه غيره.
قلق: قلق: أساء العمل ولم يحكمه: اتلف، أفسد، أحبط. (بوشر).
تقلف: ضرب شيئا بآخر. (الكالا).
ق ل ق : قَلِقَ قَلَقًا فَهُوَ قَلِقٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ اضْطَرَبَ وَأَقْلَقَهُ الْهَمُّ وَغَيْرُهُ بِالْأَلِفِ أَزْعَجَهُ. 
(قلق)
الشَّيْء قلقا حركه والهم وَغَيره فلَانا أزعجه

(قلق) قلقا لم يسْتَقرّ فِي مَكَان وَاحِد وَلم يسْتَقرّ على حَال واضطرب وانزعج فَهُوَ قلق
ق ل ق: (الْقَلَقُ) الِانْزِعَاجُ وَقَدْ (قَلِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (قَلِقٌ) . يُقَالُ: بَاتَ فُلَانٌ قَلِقًا وَ (أَقْلَقَهُ) غَيْرُهُ. 
(قلق) - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "أَقْلِقُوا السُّيُوفَ في الغُمُدِ"
: أي سَهِّلُوا سَلَّهَا قبل أَنْ تَحتَاجُوا إليها؛ لئَلاَّ تَعسُر عليكم عند الحاجَة إليها. والقَلَقُ: الانْزِعاج، وقد قَلِقَ.
ق ل ق

رجل قلق: نزق. وامرأة قلقة ومقلاق، وجارية قلق وشاحها، وهي مقلاق الوشاح. وناقة مقلاق الوضين، وسيرتها حتى قلق وضينها، وأقلقت إليك وضن الركائب. وقلق محور البكرة. وقلق المريض على فراشه. وأقلقني الحزن والخوف والرح. وبه شفق وقلق. وأقلق البعير: قلق ما عليه من جهازه وهو قتبه وآلته.

قلق


قَلِقَ(n. ac. قَلَق)
a. Was disturbed, disquieted.

قَلَّقَ
a. [ coll. ]
see IV
أَقْلَقَa. Disturbed, disquieted, agitated, perturbed.

قَلَقa. Disquietude, trouble, agitation, perturbance.

قَلِيْقa. Uneasy, perturbed, agitated.

قَلْقَاْنُ
a. [ coll. ]
see 25
مِقْلَاْقa. see 25
N. P.
قَلَّقَa. see 25
قُلْقَاس
G.
a. Colocasia.

قُلْقَاس إِقْرَنْجِيّ
a. [ coll. ], Potato.
قَلْقَدِيْس
a. Vitriol.
(ق ل ق)

قلق الشَّيْء قلقا، فَهُوَ قلق، ومقلاق، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء. قَالَ الْأَعْشَى:

روحته جيداء دانية المر ... تع لَا خبة وَلَا مقلاق

وَامْرَأَة مقلاق الوشاح: لَا يثبت على خصرها من رقته.

واقلق الشَّيْء من مَكَانَهُ، وقلقه: حركه.

والقلقي: ضرب من الْحلِيّ، وَلَا ادري إِلَى أَي شَيْء نسب إِلَّا أَن يكون مَنْسُوبا إِلَى القلق الَّذِي هُوَ الِاضْطِرَاب، كَأَنَّهُ يضطرب فِي سلكه، وَلَا يثبت فَهُوَ ذُو قلق، لذَلِك قَالَ:

محَال كأجواز الْجَرَاد ولؤلؤ ... من الفلقى والكبيس الملوب

والقلق والتقلق: من طير المَاء.

قلق: القَلَقُ: الانزعاج. يقال: بات قَلِقاً، وأقلَقَهُ غيره؛ وفي

الحديث:

إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها،

مخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها

القَلَقُ: الانزعاج، والوَضِينُ: حزام الرحل؛ أخرجه الهروي عن عبد الله

بن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبيه: أن رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، أفاض من عَرَفات وهو يقول ذلك، والحديث مشهور

بابن عمر من قوله قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً، فهو قَلِقٌ ومِقْلاق، وكذلك

الأنثى بغير هاء؛ قال الأعشى:

رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْ

تَع، لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق

وامرأة مِقْلاق الوِشاح: لا يثبت على خصرها من رقته. وأقْلَقَ الشيءَ من

مكانه وقَلَقَه: حركه. والقَلَقُ: أن لا يستقر في مكان واحد، وقد

أقلَقَهُ فقَلِقَ. وفي حديث عليّ: أقلِقُوا السيوف في الغمد أي حرِّكوها في

أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سَلّها ليسهل عند الحاجة إليها.

والقَلَقِيُّ: ضرب من الحلي؛ قال ابن سيده: ولا أدري إلى أي شيء نسب إلا

أن يكون منسوباً إلى القَلَق الذي هو الاضطراب كأنه يضطرب في سلكه ولا

يثبت، فهو ذو قَلَقٍ لذلك؛ قال علقة بن عبدة:

مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، ولُؤلُؤٌ

من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ

التهذيب: ويقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِيّ.

والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ: من طير الماء.

قلق
قلِقَ يَقْلَق، قَلَقًا، فهو قَلِق
• قلِق الشَّخصُ:
1 - اضطرب وانزعج "قلِق المريضُ فلم ينم- قلِقتُ لغيابه- لا تقلَق بشأن النقود" ° بات قلِقًا: مُضْطَرِب البالِ.
2 - أرِق.
3 - اضطرب، لم يستقرّ في مكانٍ واحد "قلِق الهاربُ من العدالة". 

أقلقَ يُقلق، إقْلاقًا، فهو مُقْلِق، والمفعول مُقْلَق
• أقلق الضَّجيجُ النَّائمَ: أزعجه "أقلق الخبرُ العائلةَ- أقلقه مرضُ ولده" ° أقلق بالَه: جلب على نفسه الهمّ- أقلق مضجعَه: لم ينم. 

قَلَق [مفرد]:
1 - مصدر قلِقَ.
2 - إحساسٌ بالضِّيق والحرج، وقد يصاحبه بعضُ الألم.
3 - استعداد فطريّ لا يقنع بما هو كائن، ويتطلّع إلى ما وراءه، فهو مبعث حياة وحركة وعامل تقدّم وتطوّر.
4 - (نف) حالة انفعاليّة تتميّز بالخَوْف ممّا قد يحدث. 

قَلِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قلِقَ ° قلِق المِزاج: ذو مزاج مضطرب، لا ينعم بالارتياح. 

قَلوق [مفرد]: صيغة مبالغة من قلِقَ: شديد القَلق "شخصٌ قَلوق". 
قلق
القَلَق، مُحرّكة: الانْزِعاج، وَفِي الحَديث: إليكَ تعْدو قَلِقاً وَضِينُها مُخالِفاً دينَ النَّصارى دينُها أخْرَجه الهَروِيُّ عَن عبدِ الله بن عُمر، وأخرَجه الطَّبَرانيّ فِي المُعْجم عَن سالِم بنِ عبد الله عَن أَبِيه، أنّ النّبي صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أفاضَ من عَرَفات وَهُوَ يَقُول ذَلِك. والحديثُ مشْهور بِابْن عُمَر، من قوْلِه: قلِقَ الشيءُ قَلَقاً، وَهُوَ أَن لَا يستَقِرّ فِي مَكَان وَاحِد. والقَلَقيُّ مُحرّكة: ضرْبٌ من القَلائِدِ، وَمِنْه قولُ عَلقَمَة بنِ عبَدَة:
(مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ ولُؤلُؤٌ ... من القَلَقيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ)
وَفِي التّهذيب: ويُقالُ لضَرْبٍ من القلائِدِ المنْظومة باللّؤلؤ: قَلَقيٌّ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا أدْري الى أيّ شيءٍ نُسِب، إِلَّا أَن يكونَ منْسوباً الى القَلَق الَّذِي هُوَ الاضْطِراب، كأنّه يضْطَرِبُ فِي سِلْكِه وَلَا يَثْبُتُ، فَهُوَ ذُو قَلَق. ورجلٌ قَلِقٌ ومِقْلاقٌ. وامرأةٌ قَلِق الوِشاحِ أَي: قَلِقٌ وشاحُها، قَالَ ذُو الرُمّة:
(عَجْزاءُ ممْكورةٌ خُمْصانَةٌ قَلِقٌ ... عَنْهَا الوِشاحُ وتمّ الجِسْمُ والقَصَبُ)
ورجُلٌ مِقْلاق، وامرأةٌ مِقْلاق الوِشاح: لَا يَثبُت على خصْرِها من رِقّتِها، قَالَ الْأَعْشَى:
(روّحَتْهُ جَيداءُ دانِيَةُ المَرْ ... تَعِ لَا خَبّةٌ وَلَا مِقْلاقُ)
وَقَالَ الزّجّاجُ: أقْلَقَت النّاقَة أَي: قَلِق جَهازُها، أَي: مَا علَيْها، وَهُوَ قَتَبُها وآلَتُها. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أقْلَقْتُ الشيءَ: جعلْتُه قَلِقاً، وأقْلقَه الحُزنُ والفَرحُ. وناقة مِقْلاقُ الوَضين. وأقْلَقْتُ إِلَيْك وُضُنَ الرّكائب. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: أقْلِقوا السّيوفَ فِي الغُمُدِ أَي: حرِّكوها فِي أغمادِها قبلَ أَن تحْتاجوا الى سلِّها ليَسْهُل عِنْد الْحَاجة إِلَيْهَا. وقَلَقَه من مكانِه: حرّكَه. والقِلِّقُ، بكسرَتين مُشدّدةً، والتِّقِلِّقُ: من طَيْرِ الماءِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قلق: قلق. يقال: قلق الحصان إذا لم يستقر في مكان واحد ولم يستقر على حال لاضطرابه وانزعاجه حين يركب. (انظر قلوق). (أخبار ص89، ابن الــعوام 1: 546).
قلق: عيل صبره وانزعج. (بوشر) وفي العبدري (ص83 و): وعدني الشيخ أن يقرأ معي صحيح البخاري وعطل لأجلي أكثر الدول وكان يداري أصحابه إذا رأى منهم قلقا فإذا استكثروا عليه وعظهم وقال إنه ضيف علينا فاصبروا حتى يتم الكتاب.
قلق من: سئم من، ضجر من، برم وتبرم من.
(بوسييه). وفي المقري (3: 830): استكتبه بعض أمراء الأندلس فكان يتبرم من ذلك ويقلق منه.
قلق: أرق (محيط المحيط).
قلق: أقلق، أزعج (فوك وبوشر).
قلق: زغزغ، دغدغ، داعب. (فوك، الكالا وفيه المصدر تقليق). وفي كتاب الخطيب (ص67 ق): حركة الاسترعا وقلقة الأطماع وصوابها: حركه الاستدعاء وقلقه الأطماع.
أقلق: أزعج بحيث صار لا يستطيع أن يستقر في مكانه فيغيره بين لحظة وأخرى.
ويقال هذا أيضا عن تأثير لسع بعض الحشرات. ففي رياض النفوس (ص43 و): وأصابه من البق ما أقلقه. كما يقال أيضا عن أثر الزيارة الطويلة لرجل ثقيل الظل التي تجعل المرء لا يستقر في مكانه لضجره. (المقري 1: 531) واقرأ فيه يقلق وفقا لما جاء في طبعة بولاق بدلا من يتلف.
تقلق: قلق، انزعج. (فوك، هلو، باين سميث 1455).
تقلق: قلق، عيل صبره، (هلو).
تقلق: تراص، تزاحم، ازدحم، تراكب، تضاغط. (دوماس حياة العرب ص498).
تقلق: تزغزغ، تدغدغ (فوكن الكالا وفيه المصدر تقلق).
قلق: نوع من التهيج العصبي يمنع المر من أن يستقر في مكانه، وبمنعه من النوم وغيره (ويجرز ص23، كوسج طرائف ص79) وفي رياض النفوس (ص48 ق): فإذا عنده من البراغيث أمر عظيم، قال فأقبلت أتحرك كلما أكلوني فلما رأى قلقي قال الخ.
قلق: اضطرب. ففي كتاب عبد الواحد (ص175): يتشكى من قلق عبارة ارسطوطاليس أو عبارة المترجمين عنه ويذكر غموض أغراضه. قلق: سأم، ضجر، ملل، (باربييه).
قلق: تهيج عصبي بسببه الفرح والسرور (معجم مسلم).
قلق: صمغ الأشق، صمغ الوشق، صمغ النشادر. (صفة مصر 11: 449).
قلق. قلق الاستقرار: من لا يدري أين يستقر، من لا يجد له ملجأ. ففي حيان- بسام (3: 4 ق). استوطنوها جملة من جالية قرطبة القلقة الاستقرار.
فارس قلق الركاب: غير ثابت على ظهر الفرس. ففي كتاب الخطيب نسخة الاسكوريال قس ترجمة عبد الله بن بلقين بن باديس: كان جبانا مغمد السيف قلقا لا يثبت على الظهر.
قلق: من لا يستطيع النوم. (ألف ليلة 1: 10).
لفظ قلق: لفظ استعمل في غير محله. ففي معجم المنصوري: استيقاظ هو لفظ قلق غير موافق لمراده. 0المقدمة 3: 337).
قلقان: قلق، مضطرب البال، ضيق المصدر. (بوشر).
قلوق: قلق، مضطرب البال، ضيق المصدر، (المعجم اللاتيني- العربي، فوك).
فرس قلوق؛ فرس لا يستقر في مكانه لاضطرابه وهو تحت راكته. كما يقول ابن الــعوام (546:2).
قليق = قلق. (المقري 2: 595).
قلوقة (بالأسبانية Clueca سيمونيه ص302): دجاجة. (فوك).
قلاق: مزعج، لجوج، ملحاح في السؤال. (باربييه).
مقلق: جزوع، فاقد الصبر، عديم الصبر، قليل الاحتمال. (دوماس حياة العرب ص498).

قلق

1 قَلِقَ

, aor. قَلَقَ

, (M, Msb, TA,) inf. n. قَلَقٌ, (S, M, Msb, K,) It was, or became, unsettled, unsteady, unfixed, loose, mobile, unquiet, or restless; it did not settle, become fixed or motionless or quiet or at rest, or it did not rest or remain or continue, in its place. (TA.) He, or it, became disquieted, disturbed, agitated, flurried, or in a state of unrest or commotion; syn. اِنْزَعَجَ, (S, K, TA,) and اِضْطَرَبَ. (M, Msb.) b2: قَلِقَ إِلَيْهِ, or الى لِقَائِهِ, see جَنَبَ.2 قَلَّقَ see 4.4 أَقْلَقَهُ He, or it, disquieted him; disturbed him; agitated him; flurried him. (S, Msb.) He moved it, a thing, from its place; as also ↓ قَلَّقَهُ. (M.) قَلِقٌ Unsteady; loose. b2: عِبَارَةٌ قَلْقَةٌ A loose expression. (TA &c., passim.) قَلَاقَةٌ Looseness in an expression. (TA &c., passim.)

قبل

(قبل) : القبَلِيُّونَ من النَّاسِ: ما كانُوا قريباً من الرِّيفِ، وهم القَبَليَّةُ.
(قبل) : القبَل: شيءٌ من عاج يُعلَّقُ على الخَيْلِ والغِلْمانِ يُشْبهُ الفَلْكَةَ، مُسْتَدِيرٌ يَتَلأَْلأَُ، الواحِدَةُ قَبَلةٌ.
قبل: {والملائكة قبيلا}: ضمينا، وقيل: معاينة. و {قبيلُه}: جيله. {قبلا}: أصنافا، جمع قبيل. {قبلة}: جهة.
قبل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: قابلوا النِّعَال. قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَن يعْمل عَلَيْهَا القَبَل وَاحِدهَا قِبال وَهُوَ مثل الزَّمام يكون فِي وسط الْأَصَابِع الْأَرْبَع وَمِنْه حَدِيثه: إِن نَعله كَانَ لَهَا قِبالان يَعْنِي هَذَا الَّذِي وصفناه من الزِّمَام ويُقَال: نعل مقابَلة ومُقبَلة. وَقد فسر بَعضهم قَوْله: قابلوا النِّعَال أَن يثني ذُؤابة الشرَاك فيعطف رَأسهَا إِلَى الْعقْدَة. وَالْأول عِنْدِي هُوَ التَّفْسِير. 
(قبل)
قبلا أَتَى يُقَال قبل اللَّيْل أَو الشَّهْر أَو الْعَام وَالرِّيح هبت وعَلى الْعَمَل أسْرع فِيهِ وَالْمَكَان جعله أَمَامه يُقَال قبلت الْجَبَل مرّة ودبرته مرّة وجاءه وَيُقَال قبلت الْمَاشِيَة الْوَادي والنعل جعل لَهَا قبالا وَيُقَال قبل الثَّوْب رقعه

(قبل) بفلان قبالة كفله وَضَمنَهُ والقابلة الْوَلَد تَلَقَّتْهُ عِنْد الْولادَة وَالشَّيْء قبولا أَخذه عَن طيب خاطر يُقَال قبل الْهَدِيَّة وَنَحْوهَا وَيُقَال قبل الله دُعَاء فلَان استجابه وَالْعَمَل رضيه وَيُقَال قبل الْخَبَر صدقه وَفُلَان قبلا كَانَ بِعَيْنِه قبل فَهُوَ أقبل وَيُقَال قبلت عينه فَهِيَ قبلاء

(قبل) الرجل قبلا صَار قبيلا أَي كَفِيلا
(ق ب ل) : (عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -) لَوْ اسْتَقْبَلْنَا مِنْ أَمْرِنَا مَا اسْتَدْبَرْنَا مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إلَّا نِسَاؤُهُ أَيْ لَوْ أَدْرَكْنَا أَوَّلًا مَا أَدْرَكْنَا آخِرًا تَعْنِي لَوْ عَلِمْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُغَسَّلُ بَعْدَ الْوَفَاةِ لَمَا غَسَّلَهُ إلَّا نَحْنُ مِنْ اقْتَبَلَ الْأَمْرَ وَاسْتَقْبَلَهُ إذَا اسْتَأْنَفَهُ وَابْتَدَأَهُ وَأَفْعَلُ هَذَا الْعَشْرِ مِنْ (ذِي قَبَلٍ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مِنْ وَقْتٍ مُسْتَقْبَلٍ وَوَجَدْت هَذَا (مِنْ قِبَلِكَ) بِكَسْرِ الْقَاف أَيْ مِنْ جِهَتِكَ وَتِلْقَائِك (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ ثَبَتَ لِفُلَانٍ قِبَلِي حَقٌّ (وَالْقَبِيلُ) الْكَفِيلُ وَالْجَمْعُ قُبُل وَقُبَلَاءُ وَمَنْ تَقَبَّلَ شَيْئًا وَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا فَاسْمُ ذَلِكَ الْكِتَابِ الْمَكْتُوب عَلَيْهِ (الْقَبَالَة) وَقَبَالَةُ الْأَرْضِ أَنْ يَتَقَبَّلَهَا إنْسَانٌ فَيُقْبِلهَا الْإِمَامُ أَيْ يُعْطِيهَا إيَّاهُ مُزَارَعَةً أَوْ مُسَاقَاةً وَذَلِكَ فِي أَرْضِ الْمَوَاتِ أَوْ أَرْض الصُّلْح كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقْبَلُ خَيْبَرَ مِنْ أَهْلِهَا كَذَا ذُكِرَ فِي الرِّسَالَة الْيُوسُفِيَّة (وَسُمِّيَتْ شَرِكَة التَّقَبُّلِ) مِنْ تَقَبَّلَ الْعَمَلِ (وَرَجُلٌ أَقْبَلُ) وَامْرَأَةٌ (قَبْلَاءُ) وَبِهِ قَبَلٌ وَهُوَ أَنْ تُقْبِلَ حَدَقَتَاهُ عَلَى الْأَنْف وَخِلَافُهُ الْحَوَلُ وَهُوَ أَنْ تَتَحَوَّلَ إحْدَاهُمَا إلَى الْأَنْفِ وَالْأُخْرَى إلَى الصُّدْغِ (وَالْقِبَال) زِمَامُ النَّعْل وَهُوَ سَيْرُهَا الَّذِي بَيْنَ الْإِصْبَعِ الْوُسْطَى وَاَلَّتِي تَلِيهَا (وَالْقَبَلِيَّةُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الْفَرْعِ وَهُوَ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ.

(وَمِنْهَا الْحَدِيث) «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ» هَكَذَا صَحَّ بِالْإِضَافَةِ.
ق ب ل

ذهب قبل السوق. ولي قبلك حقّ، وأصبت هذا من قبلك أي من جهتك وتلقائك. ولقيته قبلاً وقبلاً وقبلاً: مواجهة وعياناً. وافعل ذلك لعشر من ذي قبلٍ وقبلٍ: من قوتٍ مستقبلٍ. ورأيت بذلك القبل شخصاً وهو ما استقبلك من نشزٍ أو جبلٍ. وبه قبلٌ: خلاف حولٍ. ورجلٌ أقبل، وامرأة قبلاء، وعينٌ قبلاء، وقوم قبلٌ. وجاء من قبلٍ ومن دبرٍ. وما تصنع لو أقبل قبلك، ولو أقبل قبلك لسكتّ أي لو استقبلت بما تكره. وهم قبلي وقبلائي: جمع قبيلٍ وهو الكفيل. وقبل به يقبل وتقبّل به، وهو قبيل القوم: لعريفهم. ونحن في قبالة فلان. وكلّ من تقبّل بشيء مقاطعةً وكتب عليه بذلك الكتاب فعمله: القبالة، وكتابعه المكتوب عليه هو: القبالة. وقبلت القابلة الولد تقبله قبلاً وقبالة، وصناعتها: القبالة. وقبل الدلو من يد الماتح يقبلها. وقبلت الماشية الوادي تقبله. وأقبلتها الوادي. قال:

أقبلتها الخلّ من شوران مصعدة ... إني لأزري عليها وهي تنطلق

أي أعيب عليها الإبطاء. وقال الجعديّ:

يتواصون بقتلى بينهم ... مقبلي نحري أطراف الأسل

وأقبلت الإناء مجرى الماء إذا استقبلت به جريته. وقال ابن أحمر:

شربت الشكاعى والتددت ألدّةً ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا

وقعدت قبالة الكعبة. وجار مقابل ومدابر. قال:

حميت نفسي ومعي جاراتي ... مقابلاتي ومدابراتي

وتقول: وربّ هذه البنيّة ما قبل منها وما دبر ما فعلت كذا. واقتبل الأمر واستقبله: استأنفه. وتقابلوا واقتبلوا. قال أبو النجم:

غير رماد النار والأثفيّ ... مقتبلات قعدة النّجيّ

ورأيت قبيلاً من الناس وقبلاً. وكادت تصدّع قبائل رأسي: من الصداع وهي شعبة. وقبل الهبة، وقبل منه النصح. وقبل الله من عبده التوبة، " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ". وقبل الله عمله وتقبّله " فتقبّلها ربها بقبول حسن ".

ومن المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وأصله في فتل الحبل إذا مسح اليمين على اليسار علواً فهو قبيلٌ وإذا مسحها عليها سفلاً فهو دبير. ورجل مقتبل الشباب: كأنه يستأنف الشباب كلّ ساعة. ورجل مقابل مدابر: كريم الطرفين. ورأيت قبائل من الطير: أصنافاً من غربان وحمام وغيرها. وأتى في ثوب له قبائل: رقاع. ولجام حسن القبائل وهي السيور. قال ابن مقبل:

ترخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصّفر

وأقبلت الدولة، وأقبل الأمر وقبل، وخذ الأمر بقوابله. وقبّلته الحمّى؛ وبشفتيه قبلة الحمّى. وما لهاذ الأمر قبلةٌ أي جهة صحّةٍ.
ق ب ل: (قَبْلُ) ضِدُّ بَعْدُ. وَ (الْقُبْلُ) وَ (الْقُبُلُ) ضِدُّ الدُّبْرِ وَالدُّبُرِ. وَقُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ قُبُلٍ وَمِنْ دُبُرٍ بِالتَّثْقِيلِ أَيْ مِنْ مُقَدَّمِهِ وَمِنْ مُؤَخَّرِهِ. وَ (الْقُبْلَةُ) مِنَ التَّقْبِيلِ
مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْقِبْلَةُ) الَّتِي يُصَلَّى نَحْوَهَا. وَجَلَسَ (قُبَالَتَهُ) بِالضَّمِّ أَيْ تُجَاهَهُ وَهُوَ اسْمٌ يَكُونُ ظَرْفًا. وَ (الْقَابِلَةُ) اللَّيْلَةُ الْمُقْبِلَةُ. وَقَدْ (قَبَلَ) وَ (أَقْبَلَ) بِمَعْنًى. يُقَالُ: عَامٌ (قَابِلٌ) أَيْ (مُقْبِلٌ) . وَ (تَقَبَّلَ) الشَّيْءَ وَ (قَبِلَهُ) يَقْبَلُهُ (قَبُولًا) بِفَتْحِ الْقَافِ وَهُوَ مَصْدَرٌ شَاذٌّ يُقَالُ: إِنَّهُ لَا نَظِيرَ لَهُ. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي وَضُؤَ. وَيُقَالُ: عَلَى فُلَانٍ (قَبُولٌ) إِذَا قَبِلَتْهُ النَّفْسُ. وَالْقَبُولُ أَيْضًا الصَّبَا وَهِيَ رِيحٌ تُقَابِلُ الدَّبُّورَ. وَقَدْ (قَبَلَتِ) الرِّيحُ مِنْ بَابِ دَخَلَ أَيْ تَحَوَّلَتْ قَبُولًا. فَالِاسْمُ مَفْتُوحٌ وَالْمَصْدَرُ مَضْمُومٌ. وَرَآهُ (قَبَلًا) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (قُبُلًا) بِضَمَّتَيْنِ وَ (قِبَلًا) بِكَسْرٍ بَعْدَهُ فَتْحٌ أَيْ (مُقَابَلَةً) وَعِيَانًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [الكهف: 55] وَلِي (قِبَلَ) فُلَانٍ حَقٌّ أَيْ عِنْدَهُ. وَمَا لِي بِهِ قِبَلٌ أَيْ طَاقَةٌ. وَ (الْقَابِلَةُ) مِنَ النِّسَاءِ مَعْرُوفَةٌ. يُقَالُ: قَبِلَتِ الْقَابِلَةُ الْمَرْأَةَ تَقْبَلُهَا (قِبَالَةً) بِالْكَسْرِ إِذَا قَبِلَتِ الْوَلَدَ أَيْ تَلَقَّتْهُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَ (الْقَبِيلُ) الْكَفِيلُ وَالْعَرِيفُ وَقَدْ (قَبَلَ) بِهِ يَقْبُلُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا (قَبَالَةً) بِالْفَتْحِ. وَنَحْنُ فِي قَبَالَتِهِ أَيْ فِي عِرَافَتِهِ. وَ (الْقَبِيلُ) الْجَمَاعَةُ تَكُونُ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَصَاعِدًا مِنْ قَوْمٍ شَتَّى مِثْلُ الرُّومِ وَالزِّنْجِ وَالْعَرَبِ وَالْجَمْعُ (قُبُلٌ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} [الأنعام: 111] قَالَ الْأَخْفَشُ: أَيْ قَبِيلًا. وَقَالَ الْحَسَنُ: عِيَانًا وَ (الْقَبِيلَةُ) وَاحِدَةُ (قَبَائِلِ) الْعَرَبِ وَهُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ. وَ (الْقَبِيلُ) مَا أَقْبَلَتْ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنْ غَزْلِهَا حِينَ تَفْتِلُهُ. وَمِنْهُ قِيلَ: مَا يَعْرِفُ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ. وَ (أَقْبَلَ) ضِدُّ أَدْبَرَ. يُقَالُ: أَقْبَلَ (مُقْبَلًا) مِثْلُ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ مُقْبَلِهِ مِنَ الْعِرَاقِ. وَ (أَقْبَلَ) عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَ (الْمُقَابَلَةُ) الْمُوَاجَهَةُ. وَ (التَّقَابُلُ) مِثْلُهُ. وَ (الِاسْتِقْبَالُ) ضِدُّ الِاسْتِدْبَارِ. وَ (مُقَابَلَةُ) الْكِتَابِ مُعَارَضَتُهُ. 

قبل


قَبَلَ(n. ac. قَبْل
قَبُوْل
قُبُوْل)
a. Blew from the south (wind).
b. ['Ala], Applied himself to, attempted; persevered with.
c.(n. ac. قَبْل), Drew near, approached; advanced; came.
d. Provided with straps; strapped, laced (
shoe & c. ).
e.
(n. ac.
قَبَاْلَة) [Bi], Stood security for. _ast;
قَبِلَ(n. ac. قَبُوْل
قُبُوْل)
a. Received; accepted; admitted; assented, consented
agreed to; yielded to; acceded to, granted.
b.(n. ac. قِبَاْلَة), Acted as a midwife.
c.(n. ac. قَبَل), Squinted.
d. see supra
(e)
قَبَّلَa. Kissed.
b. Guaranteed, contracted to do (work).

قَاْبَلَa. Was opposite to, over against; faced
confronted.
b. Met; received; welcomed.
c. Corresponded to.
d. [acc. & Bi], Compared, collated with.
e. see I (d)
أَقْبَلَa. see I (b) (c), (d).
d. [Ila
or
'Ala], Advanced towards; approached, neared; met.
e. Brought before, introduced into the presence
of.
f. Became wise, intelligent.
g. [ coll. ], Throve, yielded well
was abundant (harvest).
تَقَبَّلَa. see (قَبِلَ) (a).
b. Journeyed towards the south.
c. Guaranteed.

تَقَاْبَلَa. Were face to face, faced, confronted each other; were
opposite; met, encountered.

إِقْتَبَلَa. see (قَبِلَ) (a).
b. Improvised, extemporized (speech).
c. Recommenced.

إِقْبَلَّa. see (قَبِلَ) (c).
إِسْتَقْبَلَa. Went to meet, advanced towards; received, gave
reception to, placed himself opposite to, fronted, faced.
b. Impended, was to come.
c. [Min], Recovered from (illness).

إِقْبَاْلَّa. see (قَبِلَ) (c).
قَبْلa. Antecedency.
b. Before.
c. Formerly, previously.

قَبْلَةa. see 3t (b)
قِبْلَةa. Side, direction to which one turns ( in
prayer ).
b. [ coll. ], South.
قِبْلِيّ
a. [ coll. ], South, southern;
meridional.
قُبْلa. Front, front part.

قُبْلَة
(pl.
قُبَل)
a. Kiss.
b. Love-philter; amulet.
قَبَلa. Mountain-summit.
b. Beginning; first appearance.
c. Squint; strabism.
d. Improvisation.

قِبَلa. Presence.
b. Power, might, influence.

قُبُلa. see 3
أَقْبَلُ
(pl.
قُبْل)
a. Squinting; squinter.

قَاْبِلa. Receiving, accepting; receiver.
b. Coming; future; comer.
c. [La], Susceptible, liable to.
قَاْبِلَة
(pl.
قَوَاْبِلُ)
a. fem. of
قَاْبِلb. Midwife.

قَاْبِلِيَّةa. Aptitude, capacity; aptness; tendency;
susceptibility.
b. [ coll. ], Desire, appetite.

قَبَاْلَةa. Security, bail.

قِبَاْلa. Sandal-strap, thong; lace.
b. [ coll. ]
see 24t
قُبَاْلَةa. Facing, opposite, over against; vis-à-vis.

قَبِيْلa. see 21t (b) & 22tc. Spouse.
d. (pl.
قُبُل), Kind, sort, species; class, category.
e. Side, direction.
f. Obedience.
g. Success.

قَبِيْلَة
(pl.
قَبَاْئِلُ)
a. Tribe.
b. Wellstone.

قَبُوْلa. Acceptance; agreement; assent, consent.
b. Reception, welcome; affability.
c. see 21t (b)
قُبُوْلa. see 26 (a) (b).
قَوَاْبِلُa. Beginnings, commencement, outset.

N. P.
قَبڤلَa. Received, accepted; agreed to.
b. Welcomed.
c. Mended, patched.

N. P.
قَبَّلَa. see N. P.
I (c)
N. Ac.
قَبَّلَa. Kissing, kiss.

N. P.
قَاْبَلَa. Opposing, facing; vis-à-vis.
b. Of noble birth.

N. Ag.
أَقْبَلَa. Coming, approaching; next (year).
b. Fortunate, lucky, favourable.

N. Ac.
أَقْبَلَa. arrival, coming.
b. Prosperity.

N. Ac.
تَقَاْبَلَa. see N. Ac.
III
(قِبْل).
N. Ag.
إِسْتَقْبَلَa. Future.
b. Opposite, facing.
c. Meeting, receiving.

N. Ac.
إِسْتَقْبَلَa. Future.
b. Reception &c.
c. Opposition ( of two stars ).
مُقَابَلَة [ N.
Ac.
قَاْبَلَ
(قِبْل)]
a. Confrontation; meeting, receiving.
b. Collation, comparison.
c. Antithesis.
d. Equivalency.
e. Opposition.

قَبْل
a. مِن قَبْل Before.
b. Previously, formerly.

قَبْلًا
a. see supra
(b)
قَبْل أَن
a. Before that.

قُبَيْلًا
a. A little before.

قِبَلًا
a. In face.

قِبَلَهُ
a. With him, in his presence.

مِن قِبَلِهِ
a. On his side, on his part.

مِن ذِي قَِبَل
a. From that time.

قَبَلًا قُبُلًا قَبِيْلًا
a. Face to face.

مِن هَذَا القَبِيْل
a. From this side, in this direction.
b. In this respect, with regard to this.
مَا لِي بِهِ قِبَل
a. I cannot do it.

قَبِل لِلْموْت
a. Mortal.

مُقْتَبَل الشَّبَاب
a. Still young (woman).
مَا لَهُ فِي هَذَا قِبْلَة وَلَا
دِبْرَة
a. He does not know what to do.

إِجْعَلُوا بُيُوْتِكُم
قِبْلَةً
a. Place your houses opposite each other.

لَا يَعْرِف قَبِيْلًا مِن
دَبِيْر
a. He does not know who goes or comes.
(قبل) - قولُه تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}
: أي مِنْ قَبْل كُلِّ شيءٍ، ومن بَعدِ كُلِّ شىء.
قيل: والمُضافُ مع المُضافِ إليه كالجُزْء الوَاحدِ من الكلمة، والجُزْء الواحِدُ من الجملة لا يُفِيد شيئاً، فَحلَّ محلَّ الحرف، وحَقُّ الحَرف البناءُ، وأَصلُ البِناءِ السُّكُون؛ لأنّ البناءَ ضِدُّ الإِعرابِ، والحركَةُ للإعْرابِ، وضِدُّ الحركة السُّكُون. وكان حَقّه أن يُبنَى على السُّكون، فصِينَ عن السُّكون، مخَافةَ أن يَتمخَّض حَرفاً، فيدخل في باب هَلْ وبَلْ، فَحُرِّكَ لِتَرَدُّدِهِ بين الاسم والحرف، فوقع بين الحرَكَات الثلاث فامتَنَع من الفتح؛ لأنه استَحَقَّه مَرَّة - حين تَقُول: قَبلَك وبَعدَك، وامْتَنع من الكَسْر؛ لأَنَّه أَلمَّ به في قَولِك: من قَبْلِك ومن بَعْدِك، فلم يبق إلا الضَّمُّ فَبُنى عليه.
- في الحديث: "نَسأَلُك من خَيْر هذا اليومِ، وخَير ما قَبلَه، وخَير ما بَعْدَه، ونَعُود بك من شَرِّ هذا اليومِ، وشَرِّ ما قَبلَه، وشَرِّ ما بَعدَه"
يَعْني الاسْتِعاذة من شَرِّ زَمانٍ مَضَى: طَلَب العَفْو عن ذَنْب قَارفَه فيه والوَقْت وإن مَضَى فتَبِعَتُه باقيَةٌ وكذلك مَسْأَلة خَيْر ما قَبْله: قَبُول الحَسَنة التي قَدَّمها في ذلك اليوم.
- في الحديث: "طَلِّقُوا النِّساء لِقُبُل عِدَّتِهِنَّ"
وفي رواية: "في قُبُل طُهْرِهِنَّ"
: أي في إقْبالِه ومُقَابَلتِه، وحين يُمكِنها الدُّخولُ في العِدَّة والشُّروعُ فيها، فتكون لها مَحسُوبةً، وذَلك في حَالَة الطُّهْر. يقال: كان ذلك في قُبُل الشِّتَاءِ: أي إِقبالِه.
- في حديث ابن جُرَيْج: قُلْت لِعَطاء: "مُحرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امرأَتِه فقال: إذا أَوْغَل إلى ما هُنَالِك فعَلَيه دَمٌ"
القُبُل: الفَرْج من الذَّكر والأُنثَى، وقيل: هو فَرجُ المَرأة خَاصَّة، وهو خِلافُ الدُّبُر. وأَوْغَل: أي أَولجَ فيه.
- في صفة هَارُونَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام -: "في عَيْنَيْه قَبَلٌ"
قال الأَصمَعيُّ: قَبِلت عَينُه تَقبَل قَبَلاً؛ إذا كان فيها مَيَلٌ كالحَوَل. ورجل أَقبَلُ ورِجال قُبْلٌ. وقيل: القَبَل: إقبالُ السَّوادِ على المَحْجَر والأَنفِ. والقَبَل - أيضا كالفَحَجِ بَيْن الرِّجْلَيْن، وهو اعْوجاجٌ فيهما.
- في حديث رافع - رضي الله عنه - في المُزَارعَة: "يُسْتَثْنَى ما عَلَى المَاذِيَاناتِ، وأَقْبالِ الجَداوِل"
الأَقْبَال: الأَوائل والرؤوس. جمع قَبَل وهو رَأْس الجَبَل والأَكَمَة. وقد يكون القَبَلُ المَحَجَّة الواضِحَة. والقَبَل: الشَّيءُ الجَدِيد. وقيل: القَبَل: الكَلأ في دِبارِ الأَرضِ؛ لأنه يَسْتَقْبِلُك.
- في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إيَّاكم والقَبَالات؛ فإنها صَغارٌ، وفَضلُها رِبًا"
معناه: أن يَتَقبَّل الخَراجَ ويَجْبِيَه أَكْثَر ممَّا أَعْطَى، فذلك الفَضْل رِبًا؛ لأنه أعطى فَرقاً ، وأَخَذ أكثر مِمَّا أَعطَى؛ فإن تَقبَّل وزَرَعَ فلا بأْس. والقَبَالة: مَصْدَر قَبَل بالفَتْح: إذا كَفَل، وقَبُل - بالضَّمِّ -: صار قَبِيلاً. مثل: كَفَل وكَفُل. والمَكْتُوبُ إذا سُمِّى قَبالَةً فهو مُسَمًّى بالمَصْدر.
والقَبِيل: الكَفِيلُ، والعَريف، والقِبالَة - بالكَسْر -: العِرافة. - في الحديث: "أَنَّه أَقطع بِلالَ بنَ الحَارث - رضي الله عنه - المعَادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَورِيَّها، وحيث تَصلُح للزَّرْع من قُدْس ولم يُعطِه حَقَّ مسلم"
المعَادِن القَبَلِيَّة: من ناحية الفُرْع، وجَلْسِيُّها: نَجْدِيُّها، وكلُّ مرتَفِع جَلْسٌ ؛ والغَوْر: ما انْخَفَض من الأرض.
ورجلى قَبَلِيُّ: منسوب إلى قَبائِل العرب وقيل القَبَلِيَّة: منسوبة إلى نَاحِيَة من ساحل البَحْر، بينَها وبين المَدِينَة خمسةُ أيَّام.
والفُرْع: مَوضِع بين نَخْلَة والمدَينَة. هذا هو المحفوظ.
وفي كِتابِ الأمكِنَة: معَادِن القِلَبَة - بكَسْر القَافِ، وبَعدَها لَامٌ مَفْتُوحَة، وبَاءٌ وهَاءٌ حيث يَصْلُح للزَّرع من قُرَيْس، وقال: قِرْس وقُرَيْس جَبَلان قُربَ المَدينة.
ق ب ل : قَبِلْتُ الْعَقْدَ أَقْبَلُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ قَبُولًا بِالْفَتْحِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَقَبِلْتُ الْقَوْلَ صَدَّقْتُهُ وَقَبِلْتُ الْهَدِيَّةَ أَخَذْتُهَا وَقَبِلَتْ الْقَابِلَةُ الْوَلَدَ تَلَقَّتْهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ قِبَالَةً بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ قَوَابِلُ وَامْرَأَةٌ قَابِلَةٌ وَقَبِيلٌ أَيْضًا وَقَبِلَ اللَّهُ دُعَاءَنَا وَعِبَادَتَنَا وَتَقَبَّلَهُ وَقَبَلَ الْعَامُ وَالشَّهْرُ قُبُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ فَهُوَ قَابِلٌ خِلَافُ دَبَرَ وَأَقْبَلَ بِالْأَلِفِ أَيْضًا فَهُوَ مُقْبِلٌ وَالْقُبُلُ بِضَمَّتَيْنِ اسْمٌ مِنْهُ يُقَالُ افْعَلْ ذَلِكَ لِقُبُلِ الْيَوْمِ أَيْ لِاسْتِقْبَالِهِ قَالُوا يُقَالُ فِي الْمَعَانِي قَبَلَ وَأَقْبَلَ مَعًا وَفِي الْأَشْخَاصِ أَقْبَلَ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ وَافْعَلْ ذَلِكَ لِعَشْرٍ مِنْ ذِي قَبَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مِنْ وَقْتٍ مُسْتَقْبَلٍ وَالْقُبُلُ لِفَرْجِ الْإِنْسَانِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِهَا وَالْجَمْعُ أَقْبَالٌ مِثْلُ عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ وَالْقُبُلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خِلَافُ دُبُرِهِ قِيلَ سُمِّيَ قُبُلًا لِأَنَّ صَاحِبَهُ يُقَابِلُ بِهِ غَيْرَهُ وَمِنْهُ.

الْقِبْلَةُ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يُقَابِلُهَا وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ تِلْقَاءَ وَجْهِكَ فَقَدْ اسْتَقْبَلْتَهُ.

وَالْقُبْلَةُ اسْمٌ مِنْ قَبَّلْتُ الْوَلَدَ تَقْبِيلًا وَالْجَمْعُ قُبَلٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْمُقَابَلَةُ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ الشَّاةُ الَّتِي يُقْطَعُ مِنْ أُذُنِهَا قِطْعَةٌ وَلَا تَبِينُ وَتَبْقَى مُعَلَّقَةً مِنْ قُدُمٍ فَإِنْ كَانَتْ مِنْ أُخُرٍ فَهِيَ الْمُدْبِرَةُ وَقُدُمٌ بِضَمَّتَيْنِ بِمَعْنَى الْمُقَدَّمِ وَأُخُرٌ بِضَمَّتَيْنِ أَيْضًا بِمَعْنَى الْمُؤَخَّرِ.

وَاسْتَقْبَلْتُ الشَّيْءَ وَاجَهْتُهُ فَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَلَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ أَيْ لَوْ ظَهَرَ لِي أَوَّلًا مَا ظَهَرَ لِي آخِرًا.
وَفِي النَّوَادِرِ اسْتَقْبَلْتُ الْمَاشِيَةَ الْوَادِيَ تُعَدِّيهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ وَأَقْبَلْتُهَا إيَّاهُ بِالْأَلِفِ إلَى مَفْعُولَيْنِ أَيْضًا إذَا أَقْبَلْتَ
بِهَا نَحْوَهُ وَقَبَلَتْ الْمَاشِيَةُ الْوَادِيَ قُبُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا اسْتَقْبَلَتْهُ وَلَيْسَ لِي بِهِ قِبَلٌ وِزَانُ عِنَبٍ أَيْ طَاقَةٌ وَلِي فِي قِبَلِهِ أَيْ جِهَتِهِ.

وَالْقَبِيلُ الْكَفِيلُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ قُبَلَاءُ وَقُبُلٌ بِضَمَّتَيْنِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ تَقُولُ قَبِلْتُ بِهِ أَقْبَلُ مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ قَبَالَةً بِالْفَتْحِ إذَا كَفَلْتَ وَيُطْلَقُ الْقَبِيلُ عَلَى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْقَبِيلُ أَيْضًا الْجَمَاعَةُ ثَلَاثَةٌ فَصَاعِدًا مِنْ قَوْمٍ شَتَّى وَالْجَمْعُ قُبُلٌ بِضَمَّتَيْنِ.

وَالْقَبِيلَةُ لُغَةٌ فِيهَا وَقَبَائِلُ الرَّأْسِ الْقِطَعُ الْمُتَّصِلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ وَبِهَا سُمِّيَتْ قَبَائِلُ الْعَرَبِ الْوَاحِدَةُ قَبِيلَةٌ وَهُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ.

وَتَقَبَّلْت الْعَمَلَ مِنْ صَاحِبِهِ إذَا الْتَزَمْتُهُ بِعَقْدٍ.

وَالْقَبَالَةُ بِالْفَتْحِ اسْمُ الْمَكْتُوبِ مِنْ ذَلِكَ لِمَا يَلْتَزِمُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ عَمَلٍ وَدَيْنٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ كُلُّ مَنْ تَقَبَّلَ بِشَيْءٍ مُقَاطَعَةً وَكَتَبَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا فَالْكِتَابُ الَّذِي يُكْتَبُ هُوَ الْقَبَالَةُ بِالْفَتْحِ وَالْعَمَلُ قِبَالَةٌ بِالْكَسْرِ لِأَنَّهُ صِنَاعَةٌ.

وَقَبِيلُ الْقَوْمِ عَرِيفُهُمْ وَنَحْنُ فِي قِبَالَتِهِ بِالْكَسْرِ أَيْ عِرَافَتِهِ.

وَقَبْلُ خِلَافُ بَعْدُ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ إلَّا بِالْإِضَافَةِ لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا.

وَالْقَبَلِيَّةُ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ مَوْضِعٌ مِنْ الْفُرْعِ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ» قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ هَكَذَا صَحَّ بِالْإِضَافَةِ وَفِي كِتَابِ الصَّغَانِيّ مَكْتُوبٌ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ.

وَالْقَابُولُ هُوَ السَّابَاطُ هَكَذَا اسْتَعْمَلَهُ الْغَزَالِيُّ وَتَبِعَهُ الرَّافِعِيُّ وَلَمْ أَظْفَرْ بِنَقْلٍ فِيهِ. 
[قبل] قبلُ: نقيض بعدُ. والقُبْلُ والقُبُلُ: نقيض الدبْرِ والدُبُرِ. ووقع السهم بقُبُلِ الهدف وبدُبُرِهِ. وقُدَّ قميصه من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ، بالتثقيل، أي من مقدمه ومن مؤخره. ويقال انْزِلْ بقُبُلِ هذا الجبل، أي بسفحه. وكان ذلك في قُبْلِ الشتاء وفي قُبْلِ الصيف، أي في أوَّله. وقولهم إذنْ أقْبِلَ قُبْلَكَ، أي أقْصِد قصدَكَ وأتوجَّه نحوك. والقُبْلَةُ من التَقْبيلِ معروفةٌ. والقِبلةُ: التي يُصَلَّى نحوها. ويقال أيضاً: ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يهتد لجهة أمره. وما لكلامه قِبْلَةٌ، أي جهةٌ. ومن أين قِبْلَتُكَ، أي من أين جهتك. ويقال: فلانٌ جلس قُبالَتَهُ بالضم، أي تجاهَهُ، وهو اسمٌ يكون ظرفاً. وقِبالُ النعلِ بالكسر: الزمامُ الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها. يقال: قابلتُ النعلَ وأقْبَلْتُها، إذا جعلت لها قِبالَيْنِ. وأخذت الأمر بقَوابِلِهِ. أي بأوائله وحدثانه. والقابلة: الليلة المقبلة. وقد قَبَلَ وأقْبَلَ بمعنًى، يقال عامٌ قابِلٌ أي مُقْبِلٌ. وقبَّح الله منه ما قَبَلَ وما دَبَرَ. وبعضهم لا يقول منه فَعَلَ. وتقبلت الشئ وقبلته قبولا بفتح القاف، وهو مصدر شاذ، وحكى اليزيدى عن أبى عمرو ابن العلاء: القبول بالفتح مصدر، ولم أسمع غيره. ويقال: على فلان قبول، إذا قَبِلَتْهُ النفس. والقَبولُ أيضاً: الصَبَا، وهي ريحٌ تقابِل الدَبورَ. وقال :

فإن الريحَ طيِّبةٌ قَبولُ * وقد قَبَلَتِ الريحُ بالفتح تَقْبُلُ قُبولاً بالضم، والاسمُ من هذا مفتوحٌ، والمصدرُ مضمومٌ. والقَبَلُ بالتحريك: نَشْزٌ من الأرض يستقبلك. يقال: رأيت بذلك القبل شخصا. قال الجعدى:

إنما ذكرى كنار بقبل * والقبل أيضا: فحَجٌ، وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عَقِباهما. ويقال أيضاً: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئى قبل ذلك. والقَبَلُ في العين: إقبالُ السوادِ على الأنف، وقد قَبِلَتْ عينه، وأقْبَلْتُها أنا. ورجلٌ أقْبَلُ بيِّن القَبَلِ، وهو الذي كأنَّه ينظر إلى طرف أنفه. قالت الخنساء : ولما أن رأيتَ الخيلَ قُبْلاً تُباري بالخدود شَبا العَوالي وشاةٌ قَبْلاءُ بيِّنة القَبَلِ، وهي التي أقْبَلَ قرناها على وجهها. والقَبَلُ أيضاً: أن تشرب الإبل الماء وهو يصب على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شئ. وتكلَّم فلانٌ قَبَلاً فأجادَ، وهو أن يتكلَّم ولم يستعدّ له. الأصمعيّ: رَجَزْتُهُ قَبَلاً، إذا أنشدته رجزا لم تكن أعددته. والقبل أيضاً: جمع قَبَلَةٍ، وهي الفُلْكَةُ، وهي أيضاً ضربٌ من الخَرَزِ يؤخذ بها. وتقول الساحرة: يا قَبَلَةُ أقْبَليهِ. وربَّما عُلِّقت في عنق الدابَّةِ تُدفعُ بها العين. ورأيته قَبَلاً وقُبُلاً بالضم، أي مقابلة وعيانا. ورأيته قِبَلاً بكسر القاف. قال تعالى: (أوَ يأتِيَهُمُ العذابُ قِبَلاً) ، أي عِياناً. ولي قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ، أي عنده. ولا أكلِّمك إلى عشرٍ من ذي قِبل، أي فيما اسْتَأنِفُ. وما لي به قِبَلٌ، أي طاقةٌ. والقابِلَةُ من النساء معروفةٌ. يقال: قَبِلَتِ القابلةُ المرأةَ تَقْبَلُها قِبالَةً، إذا قَبِلَتِ الوَلَدَ، أي تلقَّته عند الولادة، وكذلك قَبِلَ الرجلُ الدلوَ من المُسْتقي قَبولاً، فهو قابِلٌ. والقَبيلُ والقَبولُ: القابِلَةُ. قال الأعشى:

كَصَرْخَةِ حبلى أسلمتها قبيلها * ويروى " قبولها " أي يئست منها. والقَبيلُ: الكفيل والعريفُ. وقد قَبَلَ به يَقْبُلُ ويَقْبِلُ قَبالَةً. ونحن في قَبالَتِهِ، أي في عِرافَتِهِ. والقَبيلُ: الجماعةُ تكون من الثلاثةِ فصاعداً من قومٍ شتَّى، مثل الروم والزنج والعرب: والجمع قُبُلٌ. وقوله تعالى: (وحشرنا عليهم كل شئ قبلا) قال الأخفش: أي قَبيلاً. وقال الحسن: عِياناً. والقبيلَةُ: واحد قبائِلِ الرأسِ، وهي القطعُ المَشْعوبُ بعضها إلى بعض، تصلُ بها الشُؤونُ. وبها سمِّيت قبائِلُ العربِ. والواحدةُ قَبيلةٌ، وهم بنو أبٍ واحدٍ. والقَبيلُ: ما أقْبَلَتْ به المرأة من غَزْلِها حين تَفْتِلُهُ. ومنه قيل: " ما يعرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ ". وأقْبَلَ: نقيض أدْبَرَ. يقال: أقبل مقبلا، مثل (أدخلني مدخل صدق) . وفى الحديث: " سئل الحسن عن مقبله من العراق ". وأقبل عليه بوجهه. وأقْبَلْتُ النعلَ، مثل قابَلْتُها، أي جعلت لها قبالا، وأقبلته الشئ، أي جعلته يلى قبالته. يقال: أقْبَلْنا الرِماحَ نحو القومِ، وأقْبَلْتُ الإبلَ أفواهَ الوادي. والمُقابَلَةُ: المواجهةُ. والتقابُلُ مثله. ورجلٌ مُقابَلٌ، أي كريم النسب من قِبَلِ أبويه. وقد قوبِل. وقال: إن كنتَ في بكرٍ تَمُتُّ خُؤولَةً فأنا المُقابلُ من ذَوي الأعْمامِ واقْتَبَلَ أمرُهُ، أي اسْتأنفهُ. ورجلٌ مُقْتَبَلُ الشبابِ، إذا لم يَبِنْ فيه أثَرُ كِبَرٍ. واقْتَبَلَ الخُطبَةَ، أي ارتجلها. والاستقبال: ضد الاستدبار. ومُقابَلَةُ الكتابِ: معارَضَتُهُ. وشاةٌ مُقابَلَةٌ: قُطِعَتْ من أُذُنها قطعةٌ لم تَبِنْ وتُركتْ معَلَّقَةً من قُدُمٍ. فإن كانت من أُخُرٍ فهي مُدابَرَةٌ.
قبل
قَبْلُ يستعمل في التّقدّم المتّصل والمنفصل، ويضادّه بعد، وقيل: يستعملان في التّقدّم المتّصل، ويضادّهما دبر ودبر. هذا في الأصل وإن كان قد يتجوّز في كلّ واحد منهما.
(فَقَبْلُ) يستعمل على أوجه:
الأوّل: في المكان بحسب الإضافة، فيقول الخارج من أصبهان إلى مكّة: بغداد قبل الكوفة، ويقول الخارج من مكّة إلى أصبهان: الكوفة قبل بغداد.
الثاني: في الزّمان نحو: زمان عبد الملك قبل المنصور، قال: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ [البقرة/ 91] .
الثالث: في المنزلة نحو: عبد الملك قبل الحجّاج.
الرابع: في الترتيب الصّناعيّ. نحو تعلّم الهجاء قبل تعلّم الخطّ، وقوله: ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ [الأنبياء/ 6] ، وقوله: قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها [طه/ 130] ، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ [النمل/ 39] ، أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ [الحديد/ 16] ، فكلّ إشارة إلى التّقدّم الزّمانيّ. والقُبُلُ والدّبر يكنّى بهما عن السّوأتين، والإِقْبَالُ: التّوجّه نحو الْقُبُلِ، كَالاسْتِقْبَالِ. قال تعالى: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ [الصافات/ 50] ، وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ [يوسف/ 71] ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ [الذاريات/ 29] ، والقَابِلُ: الذي يَسْتَقْبِلُ الدّلو من البئر فيأخذه، والْقَابِلَةُ: التي تَقْبَلُ الولد عند الولادة، وقَبِلْتُ عذره وتوبته وغيره، وتَقَبَّلْتُهُ كذلك. قال:
وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ
[البقرة/ 123] ، وَقابِلِ التَّوْبِ
[غافر/ 3] ، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ [الشورى/ 25] .
والتَّقَبُّلُ: قَبُولُ الشيء على وجه يقتضي ثوابا كالهديّة ونحوها. قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا
[الأحقاف/ 16] ، وقوله: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة/ 27] ، تنبيه أن ليس كل عبادة مُتَقَبَّلَةً، بل إنّما يتقبّل إذا كان على وجه مخصوص. قال تعالى:
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي [آل عمران/ 35] . وقيل للكفالة: قُبَالَةٌ فإنّ الكفالة هي أوكد تَقَبُّلٍ، وقوله: فَتَقَبَّلْ مِنِّي [آل عمران/ 35] ، فباعتبار معنى الكفالة، وسمّي العهد المكتوب: قُبَالَةً، وقوله:
فَتَقَبَّلَها
[آل عمران/ 37] ، قيل: معناه قبلها، وقيل: معناه تكفّل بها، ويقول الله تعالى:
كلّفتني أعظم كفالة في الحقيقة وإنما قيل:
فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ [آل عمران/ 37] ، ولم يقل بتقبّل للجمع بين الأمرين: التَّقَبُّلِ الذي هو التّرقّي في القَبُولِ، والقَبُولِ الذي يقتضي الرّضا والإثابة . وقيل: القَبُولُ هو من قولهم:
فلان عليه قبول: إذا أحبّه من رآه، وقوله: كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا
[الأنعام/ 111] قيل: هو جمع قَابِلٍ، ومعناه: مُقَابِلٌ لحواسهم، وكذلك قال مجاهد: جماعة جماعة ، فيكون جمع قَبِيلٍ، وكذلك قوله:
أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا [الكهف/ 55] ومن قرأ قبلا فمعناه: عيانا . والقَبِيلُ: جمع قَبِيلَةٍ، وهي الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعض. قال تعالى: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ
[الحجرات/ 13] ، وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا
[الإسراء/ 92] ، أي: جماعة جماعة.
وقيل: معناه كفيلا. من قولهم: قَبلْتُ فلانا وتَقَبَّلْتُ به، أي: تكفّلت به، وقيل مُقَابَلَةً، أي:
معاينة، ويقال: فلان لا يعرف قَبِيلًا من دبير ، أي: ما أَقْبَلَتْ به المرأة من غزلها وما أدبرت به.
والمُقَابَلَةُ والتَّقَابُلُ: أن يُقْبِلَ بعضهم على بعض، إمّا بالذّات، وإمّا بالعناية والتّوفّر والمودّة. قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ
[الواقعة/ 16] ، إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [الحجر/ 47] ، ولي قِبَلَ فلانٍ كذا، كقولك:
عنده. قال تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ
[الحاقة/ 9] ، فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ [المعارج/ 36] ، ويستعار ذلك للقوّة والقدرة على الْمُقَابَلَةِ، أي: المجازاة، فيقال: لا قِبَلَ لي بكذا، أي: لا يمكنني أن أُقَابِلَهُ، قال:
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها
[النمل/ 37] ، أي: لا طاقة لهم على اسْتِقْبَالِهَا ودفاعها، والقِبْلةُ في الأصل اسم للحالة التي عليها الْمُقَابِلُ نحو: الجلسة والقعدة، وفي التّعارف صار اسما للمكان الْمُقَابَلِ المتوجّهِ إليه للصلاة.
نحو: فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها [البقرة/ 144] ، والقَبُولُ: ريح الصّبا، وتسميتها بذلك لِاسْتِقْبَالِهَا القِبْلَةَ، وقَبِيلَةُ الرأس: موصل الشّؤن.
وشاة مُقَابلَةٌ: قطع من قِبَلِ أذنها، وقِبَالُ النّعلِ: زمامها، وقد قَابَلْتُهَا: جعلت لها قِبالا، والقَبَلُ:
الفحج ، والقُبْلَةُ: خرزة يزعم السّاحر أنه يُقْبِلُ بالإنسان على وجه الآخر، ومنه: القُبْلَةُ، وجمعها قُبَلٌ، وقَبَّلْتُهُ تَقْبِيلًا.
باب القاف واللام والباء معهما ق ب ل، ل ق ب، ق ل ب، ب ق ل، ب ل ق مستعملات

قبل: قال الخليل: من قَبْلُ ومن بَعْدُ غايتان بلا تنوين، (وهما مثل قولك: ما رأيت مثله قط) فإذا أضفته إلى شيء نصبته إذا وقع موقع الصفة، تقول: جاء قبل عبد الله، وهو قبل زيد قادم. وإذا ألقيت عليه من صار في حد الأسماء نحو قولك: من قبل زيد، فصارت من صفة وخفض قبل ب من فصار قبل منقاداً ب من، وتحول من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان. وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. والقبُلُ: خلاف الدبر، والقُبْلُ: فرج المرأة. والقُبْل: من إقبالك على الشيء، تقول: قد أقبَلْتُ قُبْلَكَ، كأنك لا تريد غيره. وسئل الخليل عن قول العرب: كيف أنت لو أَقْبَل قُبْلُكَ، قال: أراه مرفوعاً لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو، إنما هو: كيف أنت لو استُقْبِلَ وجهك بما تكره. والقِبَل: الطاقة، تقول: لا قِبَل لهم. وفي معنى آخر هو التلقاء، تقول: لقيته قِبَلاً أي مواجهة، قال الكميت:

ومرصدٍ لك بالشحناء ليس له ... بالسجل منك إذا واضحته قِبَلُ

أي طاقة. وأصيب هذا من قبله، أي من تلقائه ومن لدنه، وليس من تلقاء الملاقاة، ولكن على معنى: من عنده. وقوله تعالى: وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا

أي قَبيلاً قَبيلاً، ويقال: عيانا أي يُستْقْبَلُونَ كذلك فكل جيل من الجن والإنس قُبلٌ. وقوله: إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ

أي هو ومن كان من نسله. وأما القبيلةُ فمن قبائل العرب وسائر الناس. وقبَيلةَ الرأس: كل فِلْقةٍ قوبلت بالأخرى، والكرة لها قَبائِلُ. والقِبالُ: زمام النعل، ونعل مقبُولة ومُقْبَلَةٌ. والقِبالُ: شبه فحج وتباعد بين الرجلين، وهو أفجى وأفحج، واحدٌ لا فعل له، قال:

حنكلة فيها قِبالٌ وفجا

والقَبَلُ: رأس الجبل والأكمةِ ونحوه، قال الكميت:

والأخريان لما أوفى بها القبل

ومن الجيران مقابل ومدابر، قال:

حمتك نفسي ومعي جاراتي ... مُقابلاتي ومدابراتي

ومُقابَلة وقُبالةٌ: ما كان مستقبل شيء. وشاة مُقابَلةٌ: قطعت من أذنها قطعة فتركت مُعَلَّقةً من قدم، والمدابرة من خلف. وإذا ضممت شيئاً إلى شيء، تقول: قابلته به. والقابلة: الليلة المقبلة، والعام القابل: المقبل، ولا يقال منه فعل يفعل. والقابلةُ التي تقبل الولد عند الولادِ، وتجمع قوابل. والقَبُولُ: الصبا لأنها تستدبر الدبور، وهي تهب مستقبل القبلة، قال:

فإن تمنع سدوس درهميها ... فإن الريح طيبة قَبُولُ

والقَبُولُ: أن تقبل العفو والعافية، وهو اسم للمصدر وقد أميت الفعل منه. والقبل: إقبال سواد العين على المحجر، ويقال: بل إذا أقبل سوادها على الأنف فهو أقبل، وإذا أقبلا على الصدغين فهو أخزر. والقَبَلُ: استئناف الشيء، وتقول: أفعل هذا الشيء من ذي قبل، أي من ذي استقبال. وتقول: أقبلنا على الإبل، وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقيتم على رءوسها وهي تشرب، قال:

قرب لها سقاتها يا ابن خدب ... لقَبَلٍ بعد قراها المنتهب

والفِعل من القُبلة التقبيل. والتَّقَبُّلُ: القبول، يقال: تقبل الله منك عملك، وتقبلت فلاناً من فلان بقبول حسن. ورجل مُقابلٌ في الكرم والشرف من قبل أعمامه وأخواله. ورجل مُقتبَلٌ من الشباب: لم ير فيه أثر من الكبر بعد، قال:

بل ليس بعل كبير لا شباب له ... لكن أثيلة صافي اللون مُقْتَبَلُ

رفع أثيلة على طلب الهاء، كقولك: لكنه أقبل فلان أي جاء مستقبلك. وأقبلت الإبل طريق كذا أي استَقْبَلْتُ بها أسوقها، قال الشاعر:

أقبَلْتُها الخل من شوران مصعدة ... إني لأزوي عليها وهي تنطلق

وقوله: أزوي من زويت عليه أي شددت عليه في المشي وأقبَلْتُ الإناء مجرى الماء ونحو ذلك. وقَبيلُ القوم فعله القِبالة. والقَبيلُ والدبير في فتل الحبل، القبيل: الفتل الأول الذي عليه العامة، والدبير الفَتْلُ الآخر، ويقال: الفتل في قوى الحبل: كل قوة على قوة، فالوجه الداخل قبيل، والوجه الخارج دبير  .....

بقل: البََقْلُ: ما ليس بشجر دق ولا جل، وفرق ما بين البَقْل ودق الشجر أن البَقْل إذا رعي لم يبق له ساق، والشجر تبقى له سوق وإن دقت. وابتَقَلَ القوم إذا رعوا البَقْلَ. والإبل تَبْتَقِل وتتبقل أي تأكل البَقْلَ، قال:

أرض بها المكاء حيث ابْتَقَلا ... صعد ثم انصب ثم صلصلا

وقال أبو النجم:

تبقلت في أول التَبقُّلِ

والباقِلُ: ما يخرج في أعراض الشجر إذا ما دنت أيام الربيع وجرى فيها الماء فرأيت في أعراضه شبه أعين الجراد قبل أن يستبين ورقه، (فذلك الباقل) وقد ابقل الشجر. ويقال عند ذلك: صار الشجر بقلة واحدة. وابقَلَتِ الأرض فهي مُبْقِلةٌ أي أنبتت البقل، والمَبْقَلَةُ: ذات البَقْلِ. والباقِلَّى اسم سوادي، وهو الفول وحبه الجرجر. ويقال للأمرد إذا خرج وجهه: قد بَقَلَ وجهه. وباقِلٌ اسم رجل يوصف بالعي، وبلغ من عيه أنه اشترى ظبياً فقيل له: بكم اشتريت؟ فأخرج أصابع يديه ولسانه أي أحد عشر درهماً فأفلت الظبي وذهب.

قلب: القَلبُ مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط، قال: ما سمي القَلْبُ إلا من تقلبه ... والرأي يصرف والإنسان أطوار

وجئتك بهذا الأمر قَلْباً أي محضاً لا يشوبه شيء.

وفي الحديث: كان علي بن أبي طالب- عليه السلام- يقرأ: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيشبع رفع النون إشباعاً وكان قرشياً قَلْباً، أي محضاً.

وقُلُوبُ الشجر: ما رخص فكان رخصاً من عروقه التي تقوده، ومن أجوافه، الواحد قلب. وقَلْبُ النخلة: شحمتها، وقلْبُ النخلة: شطبة بيضاء تخرج في وسطها كأنها قُلْبُ فضة رخص سمي قَلْباً لبياضه. والقُلْبُ من الأسورة: ما كان قلداً واحداً، وتقول: سوار قُلْبٌ، وفي يدها قُلبٌ. والقُْلبُ: الحية البيضاء شبهت بالقَلبِ. ولكل شيء قَلْبٌ، وقَلْبُ القرآن يس. والقَلْبُ: تحويلك الشيء عن وجهه، وكلام مَقلُوبٌ، وقَلَبْتهُ فانقَلَبَ، وقَلَّبْتُه فَتَقلَّبَ. وقَلَبْتُ فلاناً عن وجهه أي صرفته. والمُنْقَلَبُ: مصيرك إلى الآخرة. والقَليبُ: البئر قبل أن تطوى، ويجمع على قلب، ويقال: هي العادية. والقِلَّوْبُ: الذئبُ، يمانية، وكذلك القَلوبُ ، ويقال: قِلاّبٌ، قال: أيا جحمتا بكي على أم واهب ...قتيلة قِلَّوب بإحدى المذانب

والأَقْلَبُ: من في شفتيه انقِلابٌ، وشفة قلباء . وما به قَلَبَةٌ أي لا داء ولا غائلة. ويقال: قَلَبَ عينه وحملاقه عند الوعيد والغضب، قال:

قالَبُ حملاقيه قد كاد يجن

والقالَبُ دخيل، ويقال: قالِبٌ. والقُلَّبُ الحول: الذي يَقْلِبُ الأمور، والحُولُ: صاحب حيل.

لقب: اللَّقَبُ: نبز اسم غير ما سمي به، وقول الله- عز وجل-: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ

، أي لا تدعوا الرجل إلا بأحب الأسماء إليه.

بلق: البَلقُ والبُلقَةُ مصدر الأبلقِ. ويقال للدابة أبْلَقُ وبَلْقاءُ، والفعل: بَلِقَ يَبْلَقُ، وخيل بُلْقٌ. ونعف أَبْلَقُ يعني الشرف من الأرض. والبَلُّوقةُ، وتجمع بَلاليقَ، وهي مواضع لا ينبت فيها الشجر. وبَلَقْتُ الباب فانبلق أي فتحته فانفتح، قال: فالحصن منثلم والباب مُنْبَلِقُ

وفي لغة: ابْلَقْتُ الباب. وحبل أبْلَقُ.

لبق: رجل لَبِقٌ، ويقال: لَبيقٌ، وهو الرفيق بكل عمل، وامرأة لَبيقةٌ أي لطيفة رفيقة ظريفة، يَلبَقُ بها كل ثوب. وهذا الأمر يَلْبَقُ بك أي يزكو بك ويوافقك. وثريد مُلَبَّقٌ أي شديد التثريد، ملين.

قبل

1 قَبَلَ as syn. with ↓ أَقْبَلَ, q. v.: see أَدْبَرَ, in two places. b2: قَبَحَ اللّٰهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ: see دَبَر. b3: قَبِلَ He took, received, or admitted, willingly, or with approbation; he accepted. See قَبُولٌ. b4: قَبِلَتِ النَّعْلُ The sandal had its قِبَال broken. (TA in art. شسع.) 3 قَابَلَهُ He faced, or fronted, or was opposite to or over against, him, or it. (S, * K.) See also ↓ اِسْتَقْبَلَهُ He, or it, corresponded to him, or it. b2: قَابَلَهُ بِنَفْسِهِ [He opposed himself to him]. (TA, art. عرض.) See عَرَضَ لَهُ; and see 4. b3: قَابَلَ كَذَا بِكَذَا He requited such a thing with such a thing; or did, or gave, such a thing in return for such a thing; as good for good, evil for evil, good for evil, or evil for good. (The Lexicons passim.) b4: He counteracted such a thing with such a thing. b5: He compared such a thing &c. b6: قُوبِلَ بِكَذَا It was compensated, or requited, by, or with, such a thing: see an ex. of the part. n. voce غُنْمٌ. b7: قَابَلَ الشَّاة: see دَابَرَ الشاة. b8: فَرَسٌ قُوبِلَ مِنْ آفِقٍ وَآفِقَةٍ A horse that is generous with respect to both parents. (S in art. افق.) 4 أَقْبَلْتُهُ الشَّىْءَ I made it to face the thing: (S, K:) and الشَّىْءَ ↓ قَابَلْتُهُ app. signifies the same: see a verse of El-Aashà voce اِرْتِسَامٌ. b2: أَقْبَلَ بِهِ [He turned it forward; contr. of أَدْبَرَ بِهِ]. (S, K, art. دبر.) b3: أَقْبَلَ He came, facing; (JK, S, * K; *) came forward; came on; advanced; contr. of أَدْبَرَ. (S, K.) b4: أَقْبَلْتُ قِبَلَكَ [not قُبْلَكَ] I advanced, or came, toward thee. Like قَصَدْتُ قَصْدَكَ. (L, art. حرد.) See also Kur, ii. 172. b5: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He advanced, or approached, towards him, or it. b6: أَقْبَلَ عَلَى إِنْسَانٍ, as though he desired no other person. (JK.) b7: اقْبَالٌ The advancing of fortune; contr. of إِدْبَارٌ. b8: الإِقْبَالُ فِى الدُّنْيَا [Advance in the world, or in worldly circumstances]. (Mgh in art. جد.) إِقْبَالٌ signifies The being fortunate. (KL.) b9: إِقْبَالٌ i. q. دَوْلَةٌ [Good fortune; &c.; see تامِكُ]: and عِزَّةٌ [might; &c.]. (Kull, p. 64.) b10: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He showed favour to him: or, more properly, he presented a favourable aspect to him; or, accord. to general usage, he met him kindly; see بَشَّ لَهُ. b11: أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا, (A, art. فتح,) The world favoured him. b12: أَقْبَلَ عَلَى شَىْءٍ He set about, or commenced, doing a thing. (K, &c.) b13: See تَصَدَّدَ. b14: أَقْبَلَ عَلَيْهِ He clave to it: and he took to, set about, began, or commenced it; as also عليه ↓ قَبَلَ. (K.) b15: [أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ, and بِالعَصَا, and بِالسَّوْطِ He advanced against him, or set upon him, with the sword, and with the staff or stick, and with the whip.] b16: You say, أَقْبَلَ عَلَيْه بِالسَّوْطِ يَضْرِبُهُ [He advanced against him, or set upon him, with the whip, striking him]. (S in art. حول.) b17: See قَبَلٌ. b18: يُقْبِلُ بِالدَّلْوِ إِلَى البِئْرِ and أَمْرُ فُلَانٍ الَى إِقْبَالٍ: see أَدْبَرَ. b19: أَقْبَل عَلَيْهِ بِالتَّعْنِيفِ: see Har, p. 165 b20: أَقْبِلْ عَلَى نَفْسِكَ [Betake, or apply, thyself to thine own affairs]. (T, voce إِلَى.) b21: دَبَرَتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَ مَا أَقْبَلَتْ: see دبر. b22: أَقْبَلَ [He recovered, or regained, health;] occurring in the K, as the explanation of ثَابَ جِسْمُهُ. (K, art. ثوب.) أَقْبَلَ بَعْدَ هُزَالٍ. (K, voce حَشَمَ.) b23: أَقْبَلَ, with reference to the slit ear of a she-camel: see أَدْبَرَ. b24: أَقْبِلْنَا بِذِمَّةٍ, app. a mistranscription for أَقْلِبْنَا: see ذِمَّةٌ.6 تَقَابَلُوا They faced, or confronted, one another: see S in art. فقح.8 اِقْتَبَلَهُ He began it, or commenced it; namely, an affair; (S, * Mgh, K; *) as also ↓ إِسْتَقْبَلَهُ. (Mgh.) 10 اِسْتَقْبَلَهُ

: see اِسْتَدْبَرَهُ. He faced him, or it. (TA) He turned his face towards him, or it. b2: He came before his face. b3: He went to meet him; he met him, or encountered him. He saw it before him: he looked forward to it: he saw it, or knew it, beforehand. He saw, or knew, at the beginning of it what he did not see, or know, at the end thereof. b4: استقبلهُ بِأَمْرٍ (T, S, K, &c., in art. بده) He met him, or encountered him, with a thing. or an affair, or an action. (TK in art. بده.) b5: استقبلهُ بِمَا يَكْرَهُ (A, K, in art. بكت, &c.) He encountered him with, or, as it often means, he accused him, to his face, of a thing that he disliked, or hated: see بَكَّتَهُ; and the phrases اَلبْهتُ اسْتِقْبَالُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ and بِالكَذبِ ↓ قَابَلَهُ, voce بَهَتَهُ; and استقبلهُ بِالحَقِّ, voce قَرَحَهُ; in both senses like لَقِيَهُ بِمَكْرُوهٍ. b6: اِسْتَقْبَلْتُهُ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلْظَةٌ [I encountered him, or confronted him, with speech in which was roughness]. (JK, M, TA, art. جبه.) b7: اِسْتَقْبَلَهُ He anticipated it; namely, Ramadán, by fasting before its commencement. (TA.) b8: See 8.

قَبْلُ Before; contr. of بَعْدُ; (S, K, &c.;) an adv. n. of time; and, as some say, of place also; (MF, TA;) and of rank, or station. (TA.) سَقَى إِبِلَهُ قَبَلًا [and بِالقَبَلِ] He poured the water into the trough while his camels were drinking, so that it came upon them: (T, TA:) or قَبَلٌ signifies a man's bringing his camels to water, and drawing the water over their mouths, not having prepared for them aught [thereof] before that: (As, TA:) and سَقَى عَلَى إِبِلِهِ قَبَلًا he poured the water over the mouths of his camels: (M, TA:) and أَقَبْلَ ↓ عَلَى إِبِلِهِ he drew the water over the heads of his camels while they drank, when they had drunk what was in the trough, (Lh, M, TA,) not having prepared it before that: and this is the most severe mode of watering. (Lh, TA.) ee an ex. voce جَبًا, art. جبو and جبى. b2: نَبَلٌ is opposed to دَبَرٌ: see the latter. b3: إِنَّ الحَقَّ بِقَبَلٍ Verily the truth is manifest; where one sees it. (TA, art. عجز.) b4: مِنْ ذِى قَبَلٍ: see مِنْ ذِى عَوْضٍ; and see قِبَلٌ; and أُنُفٌ. b5: إِذَا رَأَيْتَ الشِّعْرَى بِقَبَلٍ الخ: see M, art. دبر.

لَقِيتُهُ قِبَلًا I met him face to face. (JK.) b2: لَا أُكَلِّمُكَ اِلَى عَشْرٍ مِنْ ذِى قِبَلٍ

i. q. ↓ من ذى قَبَلٍ, i. e. [I will not speak to thee until ten nights] in what I [now] begin [of time]: or the latter, until ten [nights] which thou [now] beginnest: and the former, until ten [nights] of the days which thou [now] witnessest, (K, TA,) i. e. beginnest: (TA:) or the latter, of a time [now] begun; or, a future time. (Mgh, Msb.) And أَتَيْتُ قُلَانًا مَنُ ذِى قِبَلٍ

i. q.

آنِفًا. (Lth in T, art. انف.) b3: قِبَلَ Towards. (Bd. ii. 172.) قِبَلُ شَىْءُ What is next to a thing: you say, ذَهَبَ قِبَلَ السُّوقِ [he went to the part next to the market]. (TA.)
لِى قِبَلَهُ مَالٌ I have property in his hands; i. e. due, or owing, to me by him; syn. عِنْدَهُ [q. v.] (K, * TA.) And لَنَا قِبَلَكَ حَاجَةٌ: (S in art. روى &c.:) see رَوِيَّةٌ (and عِنْدَ also). b4: هٰذَا الأَمْرُ مِنْ قِبَلِهِ This thing, or affair, is from him; syn. مَنْ تِلْقَائِهِ and مَنْ لَدُنْهُ, meaning مِنْ عِنْدِهِ. (Lth, TA.) يَتَكَلَّمُ مِنْ قِبَلِ أَنْفِهِ [He speaks from (i. e. through) his nose]. (JK and K, voce أَدْغَمُ.) b5: اِنْشَقَّ من قِبَلِ نَفْسِهِ It (a garment) rent of itself. (L, art. صوخ, &c.) قُبُلٌ The front, or fore part. See Kur, xii. 26.

The former or first part: see دَفَئِيٌّ. b2: القُبُلُ The anterior pudendum (فَرْج) [vulva, and vagina,] of a man or woman; (Msb;) opposite of الدُّبُرُ. (S, K.) مَا لَهُ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ

, &c.: see دبر.
قَبَلِىٌّ: see دَبَرِىٌّ.

قِبَالُ الشِّبْرِ and الشِّسْعِ: see شِبْرٌ. b2: فُلَانٌ مَا يَدْرِى قِبَالَ الأَمْرِ مَنْ دِبَارِهِ; &c.: see دبر. b3: قبَالٌ of the sandal: see زِمَامٌ.

قَبُولٌ Favourable reception; acceptance; approbation: (KL PS:) love, and approbation, and inclination of the mind. (TA.) عَلَى فُلَانٍ قَبُولٌ [Approbation is bestowed upon such a one;] the mind accepts, or approves, such a one. (S.) b2: قَبُولٌ Goodliness, beauty, grace, comeliness, or pleasingness: and [beauty of] aspect or garb. (K.) [And Acceptableness.

عَلَيْهِ قَبُولٌ may be rendered Upon him, or it, is an appearance of goodliness, &c.]

قَبِيلٌ: see دَبِيرٌ. b2: قَبِيلٌ Kind, species, class, race.

مِنْ قً Of the kind, &c. See قَبِيلَةٌ.

جَآءَ قُبَيْلَ He came a little while ago; syn. آنِفًا. (M in art. انف.)
قُبَالَتَهُ Opposite to, in a position so as to face, him or it. (K, &c.) See حِيَالٌ in art. حول. b2: قُبَالَةٌ The direction, point, place, or tract, in front of a thing; the opposite direction &c.
قَبِيلَةٌ A body of men from one father and mother: and ↓ قَبِيلٌ, without ة, a body of men from several ancestors. (Az in TA, art. سبط.) b2: قَبِيلَةٌ: see شَعْبٌ. b3: A mass of stone or rock at the mouth of a well. (K and TA voce عُقَابٌ, q. v.) See قَابِلٌ.

عَامٌ قَابِلٌ , and ↓ مُقْبِلٌ, signify the same, [A nextcoming year]. (S.) القَابِلَةُ i. q.

اللَّيْلَةُ المُقْبِلَةُ [The next night]. (S, K.) See القُبَاقِبُ. b2: قَابِلٌ لِكَذَا Susceptible of such a thing. b3: قَابِلٌ An arrow that wins [in the game of المَيْسِر]; (TA, art دبر;) contr. of دَابِرٌ, q. v. (S and TA, art. دبر.) b4: قَبَائِل of the head: see شَأْنٌ. b5: and ↓ قَبِيلَة of a helmet: see طِرَاقٌ. b6: قَابِلَةٌ A wife. (TA in art. عزب.) قَابِلِيَّةٌ [The quality of admitting or receiving; susceptibility].

أَقْبَلُ لِلْمَوْعِظَةِ [More, or most, inclined to accept admonition]. (TA, art. رق.]

إِقْبَالَةٌ and its syn. إِقْبَالٌ: see 4; and see إِدْبَارَةٌ.
مُقْبِلٌ

: see قَابِلٌ. b2: [I. q. مُقْتَبَلٌ]. Ex. مَقْبِلَةٌ الرَّحْمِ (K, voce جَوَارِحُ,) and الشَّبَابِ. (TA, ibid.) See مَدْبِرٌ.

ثَغْرٌ بَارِدُ المُقَبَّلٌ [A mouth, or front teeth, cold, or cool, in the part that is kissed]. (A, art. خصر, &c.) المُقَابَلُ مِنَ المَنَازِلِ contr. of المُدَابَرُ, (M, art. دبر, q. v.) b2: مُقَابَلٌ Noble, by the father's and mother's side: (S, K, TA:) see an ex. voce طَابٌ; and see إِزْدَوَجَا. b3: مُقَابَلَةٌ applied to a ewe: see مُدَبَرَةٌ. b4: نَاقَةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَةٌ: see دبر. b5: الجَبْرُ والمُقَابَلَةُ: see جبر. b6: فِى مُقَابَلَةِ كَذَا In comparison with such a thing: see an ex. in art. غين in the Msb.

مُسْتَقْبَلٌ , with fet-h to the ب, Looked forward to, anticipated, begun.

مَسْتَقِبْلُ المَجْدِ

: see مُسْتَدِبْر.
قبل: قبل: استلم يقال قبل التأثير، وقبل التغيير وكذلك قبل الحجر أشعة الشمس. (دي يونج).
قيل: تعهد بدفع كمبيالة، ودفعها (معجم الطرائف).
قبل: استقبل شخصا. (بوشر).
قبل: أصغى إليه ورضي بما قاله (فوك).
قبل: آوى، أسكن، أنزل في بيته، استضاف أنزله ضيفا في بيته (الكالا).
قبل: يستعمل هذا الفعل وحده بمعنى قبول الطلب مع حذف الطلب اختصارا.
ففي النويري (الأندلس ص456): فأرسل عبد الرحمن من يسكنهم فلم يقبلوا ودفعوا من أتاهم.
قبل من فلان: اتبع نصيحته. (كليلة ودمنة ص202، 254) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص209): لو قبل مني الأمير، أي لو اتبع الأمير نصيحتي ومشورتي.
قبل منهم علي: صدق بما اتهموني به. (دي ساسي طرائف 2: 460).
قبل من: حبلت من، حملت من، صارت حاملا من، صارت حبلى من (فوك).
قبل: سمح ب، رضي ب، وافق على. (بوشر).
قبل فلانا: قابله، اجتمع به. (بوشر).
قبل: استقبل. (بوشر)، غير أن الصواب قبل بهذا المعنى.
قبل (بالتشديد): لثم، باس. ويقال: قبل في (عباد 1: 271: 167 رقم 551، ابن بطوطة 2: 405). وقبل ب (كرتاس ص43).
تقبيل الأرض: أن يمس الأرض بيده اليمنى ثم يمس بها شفتيه وجبينه أو عمامته. (لين في ترجمة ألف ليلة 1: 483).
قبل: جعل حيوانا يمشي نحو مكان. ففي تاريخ الجاهلية لأبي الفدا (ص200): بقي كلما قبل فيله مكة ينام ويرمي بنفسه إلى الأرض فإذا قبلوه غير مكة قام يهرول.
قبل الأرض من فلان: أجر له مزرعة. (معجم البلاذري).
قابل: بمعنى واجه، وفي كرتاس: قابل ب وهو خطأ (كرتاس ص28، ص40).
قابل: ناظر لاءم، طابق، وافق، ماثل (بوشر، المعري 1: 185).
قابل: لاقى التقى. (هلو).
قابل فلانا: واجهه. (بوشر).
قابلوا بعضهم: تعاشروا، تآلفوا، تواجهوا. (بوشر).
قابل ب: شافه، قابل، واجه، فاوض. (بوشر).
قابله ب: أعد له مقابلة ومواجهة مع. (بوشر). قابل فلانا ب: قدم إليه شيئا. (ابن جبير ص48).
قابل: بمعنى عاقب وقاص، ويقال: قابل فلانا.
وقابل فلانا على (فريتاج) وتجد لها أمثلة في كليلة ودمنة ص197، دي ساسي طرائف (265:1، كوسج طرائف 82).
قابل: عارض، اعترض على، رد على. (هلو). قابل الكتاب بالكتاب: عارضه، وقابل النسخة بالكتاب الأصلي. (محيط المحيط، بوشر، عبد الواحد (ص61).
ويقال: قابل الكتاب على (بوشر). وقابل في المعاجم القديمة: صحح. ففي معجم فوك: قابل الكتاب: صححه وكذلك في معجم الكالا. (وعند الكالا: مقابلة أي تصحيح).
قابل: ولد امرأة ساعد امرأة على الولادة (المعجم اللاتيني- العربي).
قابل: عني ب. اعتني ب. (بوشر بربرية).
قابل: عالج مريضا. (همبرت ص38 جزائرية).
قابل: صمد لهجوم، قاوم. ففي الأخبار (ص9): ثم قابل القلب شيئا من قتال، وفيه (ص31): فخرج إليه منها فيما يقابل بشر كثير.
قابل بيني وبينه (أماري ديب ص51) وقد ترجمها الناشر إلى الفرنسية بما معناه: كان كفيلا ضامنا له.
أقبل: بمعنى قصد إلى، توجه إلى لا يقال: قابل على فقط بل قابل إلى أيضا. (كوسج (طرائف ص73). وفي النويري (الأندلس ص456): أقبلوا إلى قرطبة من النواحي يطلبون الأموال التي كان ظلمهم ربيع فيها.
أقبل بفلان: قاده إلى الأمام. (كليلة ودمنة ص 200، ص208).
أقبل بفلان إلى مكان: أوصله إلى مكان .. (كوسج طرائف ص82).
أقبل على: اشتغل ب، كرس وقته ب (الجريدة الآسيوية 1838، 1: 32، عباد 1: 375 رقم 156).
ويقال أيضا: أقبل في: ففي النويري (الأندلس ص438). فأقبل يوسف في إعداد الطعام ليأكله الناس في يوم الأضحى.
اقبل على فلان: أظهر له المراعاة والإكرام وحسن الالتفات. (مملوك 1: 174، معجم بدرون، كرتاس ص58، ص174، ص203، كوسج طرائف ص68، دي ساسي طرائف 2: 23).
أقبل بوجهه إلى: التفت إلى، تلفت إلى. 0معجم البلاذري).
أقبل عليه بالكلام: وجه إليه الكلام، خاطبه (بوشر).
أقبل: نضج، ينع، أينع. (كرتاس ص231).
أقبل: ولد امرأة ساعد امرأة على الولادة (الكالا). وفيه المصدر إقبال وهو واجب القابلة أي المولدة.
أقبل ثوبا: أعطاه ثوبا. (ابن بطوطة 3: 39).
أقبل= قبل، آوى، أسكن أنزل في بيته، استضافة، أنزله ضيفا عنده. (الكالا).
أقبل= قابل، واجه، ضاهى (رولاند) وهو خطأ، والصواب قابل.
تقبل، أو تقبل ب: استأجر مزرعة أو أرضا أو أي شيء آخر. (معجم البلاذري، معجم الطرائف) وفي حيان- بسام (1: 143 ق): متقبل السكة بالمرية.
وفي رياض النفوس (ص83 ق): فعرفنا أن الذي يعمل الخبز هناك رجل يهودي تقبل السوق في تلك القرية فلا يعمل أحدا (أحد) بها خبز (خبزا) سواه.
تقبل بفلان وتقبل بالدراهم: تعهد بأن يستخرج منه مبلغا من المال. (معجم الطرائف.
تقبل: قبل، لثم، باس. (فوك، هلو).
تقبل على: أصغى إلى. (فوك).
تقابل مع: ضادة، خالفه، عاكسه. (فوك).
تقابل: تناظر، تماثل، تناسق.
تقابل مع: واجه، قابل، اجتمع ب. (بوشر).
تقابل الكتاب: صححه. (فوك).
انقبل: استرجع، استرد، استعيد. (فوك) اقتبل: كما يقال مقتبل الشباب (راجع المعاجم في مادة اسم المفعول مقتبل) يقال اقتبال زمان ففي القلائد (ص192).
ولهوت عن خلي صفاء لم يكن ... يلهيهما عنك اقتبال زمان اقتبل سرا: تناول القربان المقدس. (بوشر).
استقبل: بدأ الشيء. (معجم البلاذري. المقري 1: 25، ملر ص27، ص37).
استقبل: لقيه مرحبا به. (بوشر).
استقبل بفلان المكان: قاده إليه، أوصله إليه. (ملر ص30).
استقبله بفعله: لامه على فعله ووبخه وأنبه. (أخبار ص29).
قُبل وقَبل: شرج، أست، باب البدن فرج، (معجم المنصوري، القزويني 2: 184، فوك).
قبل: شاب. ففي الكامل (ص727): فتى قبل لم تعنس السن وجهه.
قبل. قبله: لهذا السبب. ففي تاريخ البربر (2: 450). فنكر لهم السلطان قبله.
من قبل نفسه: تلقائيا، عفويا. (المقري 1: 121).
من ذي قبل: فيما بعد. وكذلك: من ذي قبل. (معجم البلاذري).
قبل: إعدادي، تمهيدي، تحضيري. (بوشر).
قبلة. كان في القبلة= كان إماما. (البكري ص122).
أهل القبلة: المسلمون. ففي حيان (ص11 ق)، وجاور أهل الشرك ووالاهم على أهل القبلة. (حيان ص95 و، حيان - بسام 1: 172 ق، المقدمة 2: 149، تاريخ البربر 2: 17).
وأهل السنة يطلقون هذه الكلمة على الخوارج ففي رياض النفوس (ص85 ق): ورأى أن الخروج مع أبي يزيد الخارجي وقطع دولة بني عبيد فرض لازم لأن الخوارج من أهل القبلة لا يزول عنهم اسم الإسلام ويورثون ويرثون وبنو عبيد ليس كذلك لأنهم مجوس زال عنهم اسم الإسلام. وفيه (ص89 و): فلما رأى ربيع ذلك لم يسعه التأخر عليهم لما أن وجد رجلا من أهل القبلة قام عليهم (والضمير هو أبو يزيد الخارجي).
وفي (ص89 ق) منه: وكان شيخ من أهل السنة يقول: إن جند أبي يزيد من أهل القبلة أما جنود بني عبيد فليسوا كذلك.
قبلة: ظهر، منتصف النهار. (فوك).
قبلة: جهة الجنوب عند العامة (محيط المحيط).
قبلة: خشبة رأس القانون وهو الآلة الموسيقية. (صفة مصر 13: 309).
قبلة: الجانب الأقصر من القانون وهو هذه الآلة الموسيقية. (لين عادات 2: 79).
قبلة: لثمة، بوسى. وجمعها قبل. (معجم مسلم، فوك، الكامل ص236، المقدمة 3: 412، 414).
القبلة: القبلانية، تفسير اليهود للتوراة رمزيا حسب التقاليد. (بوشر).
قبلي (وفي معجم بوشر قبلي أي جنوبي) وهو لا يعني مصر جنوب فقط (فريتاج) بل يعني ذلك في بلاد الشام أيضا (زيشر 16: 688) وكذلك في افريقية.
قبلي: ريح الجنوب. (بوشر، دسكرياك ص29، نستا ص8) وهي في شمال أفريقية ريح شديدة الحرارة تهب من الصحراء. (ريشاردسن صحاري 1: 17، ريشاردسن سنترال (1: 61).
قبلي شرقي: ريح جنوبية شرقية. (بوشر).
قبلي غربي: ريح جنوبية غربية. (بوشر).
قبلي: ريح شرقية في الأندلس. (الكالا) وكذلك عند وايلد (ص103) الذي يقول في كلامه عن إبحاره في البحر الأحمر: إن الأتراك يسمون هذه الريح قبلة لأنها تهب من ناحية الشرق.
قبلي: مسألة يجب حلها قبل الدعوى. (بوشر).
قبلية: حقة صغيرة، بيت إبرة صغيرة، بوصلة صغيرة. (لين عادات 1: 320).
قبلية: نزوع، ميل فطري أو مكتسب. (هلو). والصحيح قابلية.
قبلان بصطى (قبلان بالتركية هو نمر): فهد. (بوشر).
قبال= شيء لا قيمة له. (معجم الطرائف).
قبال: أمام، إزاء، تجاه، حذاء، قبالة. (بوشر، ألف ليلة 1: 44).
حشيشة قبال: كوكوبال. وهو نبات مداد أي يمتد على الأرض. (بوشر).
قبول: ريح الجنوب. (المعجم اللاتيني- العربي).
قبول: شرق، مشرق. (أبو الوليد ص626).
قبول: حظ، نصيب، فلاح، نجاح. (بوشر).
قبيل: قبيلة، عشيرة. (الإدريسي ص35، ص57).
القبيل: رؤساء القبائل. (تاريخ البربري 2: 351).
قبيل: جنس، نوع. فريتاج، الإدريسي ص16، ابن بطوطة 3: 217). وكثيرا ما تذكر في المقدمة. في (1: 236) مثلا: لا دبيرا ولا قبيلا= حتى ولا أقل شيء. (بدرون تعليقات ص66).
الله قبيلك: الله حسيبك. (بوشر 11: 521).
قبيل (باليونانية قسابلون): أصحاب حانات. خمارون، أصحاب ميخانات. (فليشر ص73).
قبيل، (بالأسبانية capillo) : غماء الصقور، غطاء من الجلد تغطى به عينا الصقر. (الكالا) وانظر: قنبيل.
قبالة: عقد واتفاق يسمح بموجبه للرجل أن يستغل أرضا للزراعة بعد أن يدفع ضريبة أو رسما. وهذه الضريبة تدفع سنويا دراهم أو عينا.
وهذه الكلمة كانت تستعمل أيضا حين يترك الملك زراعة البلاد المفتوحة إلى سكانها بشرط أن يقدموا إلى بيت المال حصة من الغلة أو مبلغا من المال. ومن هذا صارت كلمة قبالة ترادف تقريبا كلمة عهد وصلح.
ويقال: أهل القبالة = أهل الذمة. (معجم البلاذري).
قبالة: رسم أو ضريبة تدفع بموجب اتفاق وتعاقد مع بيت المال أي الخزانة العامة. (جريدة الجنوب 1848 ص49).
وهذه الكلمة تطلق أيضا على أنواع من الضرائب لم ينص عليها في الشريعة. فهي لذلك غير شرعية تماما. ففي مراكش مثلا فرضت ضريبة على كل أنواع الحرف والصناعات وعلى بيع الأشياء الضرورية، فقد فرض ابن مردنيش ضريبة على كل حفلة من حفلات اللهو، وكانت تسمى قبالة اللهو. انظر: (معجم البيان، معجم الإدريسي، معجم الأسبانية ص74).
قبالة: ديوان الكمرك (كرتاس ص285).
قبالة: استئجار منزل وتأجيره. (معجم البلاذري).
قبالة: تجاه شخص، ويقال أيضا: في قبالته (معجم الإدريسي) مباشرة، رأسا (بوشر. بربرية).
قبالة: أمام. قدام. (هلو).
قبالة قبالة: أمامك. في طريقك المستقيم (هلو، دوماس حياة العرب ص484).
قبالة: جدا، لغاية ما يكون. (بوشر بربرية).
قبالو (أسبانية)، والجمع قبالوس: قبعة الكردينال (الكالا).
قبيلة. قبائل= برابر، بربر، قبيل. (معجم الإدريسي، زيشر 7: 18 رقم 2).
قبائل: أملاك متبادلة (ريسكه، المقري 2: 29).
قبلة: قبلة، لثمة، بوسة. (بوشر).
قبلة (أسبانية)، والجمع قبابل: قبعة الاسكيم. قلنسوة البرنس. (الكالا).
فيلة: ثوب الراهب، اسكيم. (الكالا).
قبلة، والجمع قبابل: قلفة، غرلة، جلدة عضو التناسل. (الكالا).
قابل، من قابل: في السنة القادمة. (ابن الأغلب ص= أماري ص478) وكذلك: من القابلة (المقري 1: 392).
قابل: محتمل، قريب من الحق. (هلو).
قابلة، والجمع قوابل: وعاء، إناء، وهو وعاء يقطر فيه ماء ورد حين تقطيره. (ابن الــعوام 2: 393، 394).
قابلية: قدرة، طاقة. (بوشر).
قابلية، أو قابلية للأكل: شهية إلى الطعام. (بوشر، همبرت ص11، ألف ليلة 1: 801، محيط المحيط).
قابلية الألم: قوة تحمل الألم. (بوشر).
قابلية الانحصار: قبول الضغط والانحصار (بوشر).
قوابلي: من كرس وقته للقوابل وهن اللاتي يساعدن الوالدة ويتلقين الولد عند الولادة وهو لقب بول ديجين. (معجم أبي الفداء).
أقبل: في عقد بيع ذكر في الجريدة الآسيوية (1843، 2: 223): الشاب أقبل علي، وقد ترجمها برجس بالشاب الصالح علي.
مقبل النعلين: أي لنعله قبال، وهي علامة الرخاوة واللين والترفه. (الكامل ص516).
مقبل: مزدهرن ناجح. (بوشر).
مقبل ومقبل: اقتراب، قرب. ففي الكامل (ص79): عند مقبل الحيض.
مقبل: مكان التقبيل من الجسد (معجم جوليوس، المقري 2: 310).
مقبل الظعن: لقب يطلق على الرجل الشديد الطول لأنه يستطيع أن يقبل المرأة فيما يقولون وهي محملها على الجمل. (الكامل ص298).
مقبول: ملائم، موافق، مناسب. (هلو).
حديث مقبول: فيه كل الشروط المطلوبة. (دي سلان المقدمة 2: 484).
مقبول: محبوب، أو بالأحرى حبيب. (الكالا).
مقتبل= مستقبل: الآتي، الزمان الآتي بعد الحال. (المقري 1: 241).
مقابلة: استقبال، جرمان في الاستقبال، وهو كون الكوكبين بحيث يكون البعد بينهما بقدر نصف فلك البروج. (بوشر).
مقابلة: لقاء، مواجهة، اجتماع. (بوشر).
مقابلة في علم الجبر: معادلة، وهي قاعدة من قواعد علم الجبر. (بوشر).
علم الجبر والمقابلة: علم الجبر. (بوشر).
متقبل: خاضع للضريبة المسماة قبالة (معجم الإدريسي).
مستقبل: في معجم فريتاج لابد إنها مستقبل.
قبلار قبَلار وقبِلار (بلأسبانية capellar) معطف ذو قبع (الملابس ص349، مباحث ص557 الطبعة الأولى).
وفي العقد الغرناطي: قبلار ديدي وأخضر.
[قبل] في ح آدم: خلقه بيده ثم سواه "قبلا"، وروى: كلمه قبلا، أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته. وفيه: كان لنعلهلان"، هو زمام النعل وهو سير يكون بين الإصبعين، وقد أقبل نعله وقابلها. ط: هو بكسر قاف سير بين الوسطى وتاليتها، أي كان لكل نعل زمامان يدخل الوسطى والإبهام في قبال والأصابع الأخرى في آخر. نه: ومنه ح: "قابلوا" النعال، أي اعملوا لها قبالا، ونعل مقبلة - إذا جعلت لها قبالا، ومقبولة - إذا شددت قبالها. وفيه: نهي أن يضحى "بمقابلة" أو مدابرة، هي التي يقطع من طرف أذنها شيء ثم يتكر معلقا كأنه زنمة، واسمها القبلة والإقبال. وفيه: أرض "مقبلة" وأرض مدبرة، أي وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما. وح: ثم يوضع له "القبول" في الأرض، هو بفتح قاف المحبة والرضا بالشيء وميل النفس إليه. ك: أي قبول قلوب العباد، ويفهم منه أن محبة قلوب العباد علامة محبة الله وما رآه المسلمون حسانا فهو عد الله حسن. و "القبول" ريح الصبا. نه: وح: جساسة الدجال: رأى دابة يواريها شعرها أهدف "القبال"، يريد كثرة الشعر في قبالها، القبال الناصية والعرف لأنهما اللذان يستقبلان الناظر، وقبال كل شيء وقبله: أوله وما استقبلك منه. وفي ح أشراط الساعة: وأن يرى الهلال "قبلا"، أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، وهو بفتح قاف وباء. وفيه: إن الحق "قبل"، أي واضح لك حيث تراه. وفي عينه أي هارون عليه السلام "قبل"، هو إقبال السواد على الأنف، وقيل: هـ ميل كالحول. ومنه ح: "الأقبل" القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء والأرض ويل له! الأقبل من القبل الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه، وقيل: هو الأفحج، وهو الذي تتدائى صدور قدميه ويتباعد عقباهما. وفيه ح: رأيت عقيلاالعير طريق الساحل، فشاور صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن الله وعدكم إحدى الطائفتين وتودون غير ذات الشوكة وهي العير، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذات الشوكة ليحث الحق، فطاوعه سعد وأجاب بما أقر به عين الرسالة ج: وصاموا إلى "القابلة"، هي الليلة أو السنة الآتية. وح: نهى أن "نستقبل القبلتين"، أي مكة وبين المقدس، إما احترامًا لبيت المقدس لأنه كان قبلةً مرةً، وإما لأنه يلزم استدبار الكعبة هناك. تو: "لا يقبل" الله صدقة من غلول ولا صلاة بغير طهور، استدل به على اشتراط الطهارة في صحة الصلاة. قيل: ولا يتم إلا بأن يكون انتفاء القبول دليل انتفاء الصحة، واعترض بأنه ورد عدم القبول في مواضع مع ثبوت الصحة كالعبد الآبق فإنه يصح صلاته ولا يقبل. وح: "فأقبل" بهما وأدبر، أي أقبل بيديه إلى جهة وجهه وأدبر بهما إلى جهة قفاه. غ: "قبله" رضيه. و ((هو و"قبيله")) من جنده. و "القبيل" الجماعة ليسوا من أب واحد، و"القبيلة" من أب واحد. و ((من "قبله")) أي تباعه. ((لا "قبل" لهم)) لا طاقة. ((واجعلوا بيوتكم"قبلة")) أي صلوا في بيوتكم نحو القبلة لتأمنو من الخوف. و "قبلت" الدلو، تلقيتها فأخذتها، و"قبلت" القابلة الولد.
(ق ب ل)

قبل: عقيب بعد. يُقَال: افعله قبل وَبعد، وَهُوَ مَبْنِيّ على الضَّم إِلَّا أَن يُضَاف أَو يُنكر.

وَسمع الْكسَائي: (لله الْأَمر من قبل وَمن بعد) فَحذف وَلم يبن، وَقد تقدم القَوْل عَلَيْهِ فِي " بعد " وَحكى سِيبَوَيْهٍ: افعله قبلا وبعداً، وجئتك من قبلٍ وَمن بعدٍ.

قَالَ اللحياني: وَقَالَ بَعضهم: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا قبل لَهُ وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا بعد لَهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِن كَانُوا من قبل أَن ينزل عَلَيْهِم من قبله لمبلسين) مَذْهَب الْأَخْفَش وَغَيره من الْبَصرِيين فِي تَكْرِير " قبل ": أَنه على التوكيد، وَالْمعْنَى: وَإِن كَانُوا من قبل تَنْزِيل الْمَطَر لمبلسين.

وَقَالَ قطرب: إِن " قبل " الأولى للتنزيل، و" قبل " الثَّانِيَة للمطر.

قَالَ الزّجاج: القَوْل قَول الْأَخْفَش، لِأَن تَنْزِيل الْمَطَر بِمَعْنى الْمَطَر، إِذْ لَا يكون إِلَّا بِهِ كَمَا قَالَ:

مشين كَمَا اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرِّيَاح النواسم

فالرياح لَا تعرف إِلَّا بمرورها، فَكَأَنَّهُ قَالَ: تسفهت الرِّيَاح النواسم أعاليها.

والقبل، والقبل من كل شَيْء: نقيض الدبر وَجمعه: أقبال، عَن أبي زيد، ولقيته من قبل وَمن دبر، وَمن قبل وَمن دبر، وَمن قبل وَمن دبر وَقد قريء: (إِن كَانَ قَمِيصه قد من قبل) و (....من دبر) و (....من قبل) و ( ... من دبر) .

وقبلني هَذَا الْجَبَل ثمَّ دبرني.

وعام قَابل: خلاف دابر.

وعام قَابل: مقبل، وَكَذَلِكَ: لَيْلَة قَابِلَة، وَلَا فعل لَهما.

وَمَا لَهُ فِي هَذَا الْأَمر قبْلَة وَلَا دبرة: أَي وجهة، عَن اللحياني.

والقبل: الْوَجْه، يُقَال: كَيفَ أَنْت إِذا اقبل قبلك، وَهُوَ يكون اسْما وظرفا، فَإِذا جعلته اسْما رفعته، وَإِن جعلته ظرفا نصبته.

والقبل: فرج الْمَرْأَة.

واستقبل الشَّيْء، وقابله: حاذاه بِوَجْهِهِ.

وأفعل ذَلِك من ذِي قبل: أَي فِيمَا اسْتقْبل. وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تستقبلوا الشَّهْر اسْتِقْبَالًا ". يَقُول: لَا تقدمُوا رَمَضَان بصيام قبله. وَهُوَ قَوْله: " لَا تصلوا رَمَضَان بِيَوْم من شعْبَان ". ورأيته قبلا، وقبلاً، وقبلاً، وقبلياً، وقبيلا: أَي مُقَابلَة وعيانا.

وَرَأَيْت الْهلَال قبلا: كَذَلِك.

وَقَالَ اللحياني: الْقبل، بِالْفَتْح: أَن ترى الْهلَال أول مَا يرى، وَلم ير قبل ذَلِك.

وَكَذَلِكَ كل شَيْء أول مَا يرى فَهُوَ: قبل.

والإقبال: نقيض الإدبار، قَالَت الخنساء:

ترتع مَا غفلت حَتَّى إِذا ادركت ... فَإِنَّمَا هِيَ إقبال وإدبار

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جعلهَا الإقبال والإدبار على سَعَة الْكَلَام، قَالَ ابْن جني: الْأَحْسَن فِي هَذَا أَن تَقول: كَأَنَّهَا خلقت من الإقبال والإدبار، لَا على أَن يكون من بَاب حذف الْمُضَاف، أَي: هِيَ ذَات إقبال وإدبار، وَقد تقدم تَعْلِيله فِي قَول الله سُبْحَانَهُ: (خلق الْإِنْسَان من عجل) .

وَقد أقبل إقبالا، وقبلاً، عَن كرَاع واللحياني، وَالصَّحِيح: أَن " الْقبل ": الِاسْم، و" الإقبال " الْمصدر.

وَقبل على الشَّيْء، وَاقْبَلْ: لزمَه واخذ فِيهِ.

واقبلت الأَرْض بالنبات: جَاءَت بِهِ.

وَرجل مُقَابل مدابر: مَحْض من أَبَوَيْهِ. وَقَالَ اللحياني: الْمُقَابل الْكَرِيم من كلا طَرفَيْهِ.

وناقة مُقَابلَة مدابرة، وَذَات إقبالة وإدبارة، وإقبال وإدبار، عَن اللحياني، إِذا شقّ مقدم اذنها ومؤخرها، وفتلت كَأَنَّهَا زنمة، وَكَذَلِكَ: الشَّاة.

وَقيل: الإقبالة والإدبارة: أَن تشق الْأذن ثمَّ تفتل، فَإِذا اقبل بِهِ: فَهُوَ الإقبالة، وَإِذا ادبر بِهِ فَهُوَ الإدبارة.

والجلدة الْمُعَلقَة أَيْضا هِيَ: الإقبالة والإدبارة. وَيُقَال لَهَا أَيْضا: القبال والدبار.

وَقيل: الْمُقَابلَة: النَّاقة الَّتِي تقْرض قرضة من مقدم اذنها مِمَّا يَلِي وَجههَا، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ اللحياني: شَاة مُقَابلَة ومدابرة، وناقة مُقَابلَة ومدابرة، فالمقابلة: الَّتِي تقْرض أذنها من قبل وَجههَا، والمدابرة: الَّتِي تقْرض أذنها من قبل قفاها.

وَمَا يعرف قبيلاً من دبير، يُرِيد: الْقبل والدبر. وَقيل: مَعْنَاهُ: لَا يعرف قبيلا من دبر، يُرِيد: الْقبل والدبر.

وَقيل: مَعْنَاهُ: لَا يعرف الْأَمر مُقبلا وَلَا مُدبرا.

وَقيل: هُوَ مَا اقبلت بِهِ الْمَرْأَة من غزلها حِين تفتله وأدبرت.

وَقيل: الْقَبِيل من الفتل: مَا اقبل بِهِ على الصَّدْر، والدبير: مَا ادبر بِهِ عَنهُ.

وَقيل: الْقَبِيل: بَاطِن الفتل، والدبير: ظَاهره. وَقيل: الْقَبِيل والدبير فِي فتل الحبال، فالقبيل: الفتل الأول الَّذِي عَلَيْهِ الْعَامَّة، والدبير: الفتل الآخر.

وَبَعْضهمْ يَقُول: الْقَبِيل فِي قوى الْحَبل: كل قُوَّة على قُوَّة، وَجههَا الدَّاخِل قبيل، وَالْخَارِج دبير.

وَقيل: الْقَبِيل: اسفل الاذن، والدبير: اعلاها.

وَقيل الْقَبِيل: الْقطن. والدبير: الْكَتَّان.

وَقيل: مَعْنَاهُ: مَا يعرف من يقبل عَلَيْهِ.

وَقيل: مَا يعرف نسب أمه من أَبِيه.

وَالْجمع من كل ذَلِك: قبل ودبر.

وَمَا يعرف مَا قبيل هَذَا الْأَمر من دبيره، وَمَا قباله من دباره.

وَقد اقبل الرجل وأدبره.

وَأَقْبل بِهِ وَأدبر، فَمَا وجد عِنْده خيرا.

وَقبل الشَّيْء قبولا وقبولا، الْأَخِيرَة عَن ابْن الاعرابي، وتقبله، كِلَاهُمَا: أَخذه.

وَالله يقبل الْأَعْمَال من عباده، وعنهم، ويتقبلها، وَفِي التَّنْزِيل: (أُولَئِكَ الَّذين يتَقَبَّل عَنْهُم أحسن مَا عمِلُوا) قَالَ الزّجاج: ويروى: أَنَّهَا نزلت فِي أبي بكر رَضِي الله عَنهُ.

وَقَالَ اللحياني: قبلت الْهَدِيَّة قبولا، وقبولا.

وَقَبله بِقبُول حسن، وَكَذَلِكَ: تقبله بِقبُول أَيْضا، وَفِي التَّنْزِيل: (فتقبلها رَبهَا بِقبُول حسن) وَلم يقل: بتقبل.

وتقبله النَّعيم: بدا عَلَيْهِ، واستبان فِيهِ، قَالَ الاخطل:

لدن تقبله النَّعيم كَأَنَّمَا ... مسحت ترائبه بِمَاء مَذْهَب

وأقبله، وَأَقْبل بِهِ: إِذا راودوه على الْأَمر فَلم يقبله.

وقابل الشَّيْء بالشَّيْء مُقَابلَة، وقبالا: عَارضه.

ومقابلة الْكتاب بِالْكتاب، وقباله بِهِ: معارضته.

وتقابل الْقَوْم: اسْتقْبل بَعضهم بَعْضًا، وَقَوله تَعَالَى فِي وصف أهل الْجنَّة: (إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنه لَا ينظر بَعضهم فِي أقفاء بعض.

وأقبله الشَّيْء: قابله بِهِ.

وأقبلناهم الرماح.

وَأَقْبل إبِله أَفْوَاه الْوَادي، واستقبلها إِيَّاه.

وَقد قبلته تقبله قبولا.

وَهُوَ قبالك، وقبالتك: أَي تجاهك.

وَهَذِه الْكَلِمَة قبال كلامك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، ينصبه على الظّرْف، وَلَو رَفعه على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر لجَاز وَلَكِن كَذَا رَوَاهُ عَن الْعَرَب.

وَقَالَ اللحياني: هَذِه كلمة قبال كلمتك، كَقَوْلِك: حِيَال كلمتك.

وقبالة الطَّرِيق: مَا استقبلك مِنْهُ.

وَحكى اللحياني: اذْهَبْ بِهِ فاقبله الطَّرِيق: أَي دله عَلَيْهِ، واجعله قباله.

وَاقْبَلْ المكواة الدَّاء: جعلهَا قبالته، قَالَ ابْن الْأَحْمَر:

شربت الشكاعي والتددت ألدة ... واقبلت أَفْوَاه الْعُرُوق المكاويا

وَكُنَّا فِي سفر فَأَقْبَلت زيدا، وأدبرته: أَي جعلته مرّة أَمَامِي وَمرَّة خَلْفي.

وقبائل الرَّأْس: أطباقه.

وَقيل: هِيَ أَربع قطع مشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض واحدتها: قَبيلَة. وَكَذَلِكَ: قبائل الْقدح والجفنة إِذا كَانَت على قطعتين أَو ثَلَاث قطع.

وقبائل الرحل: أحناؤه المشعوب بَعْضهَا إِلَى بعض.

وقبائل الشَّجَرَة: أَغْصَانهَا.

وكل قِطْعَة من الْجلد: قَبيلَة.

والقبيلة: صَخْرَة تكون على رَأس الْبِئْر، والعقابان من جنبتيها تعضدانها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقبيلة من النَّاس: بَنو أَب وَاحِد.

قَالَ الزّجاج: الْقَبِيلَة من ولد إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام: كالسبط من ولد إِسْحَاق عَلَيْهِ السَّلَام، سمعُوا بذلك ليفرق بَينهمَا، وَمعنى الْقَبِيلَة من ولد إِسْمَاعِيل: معنى الْجَمَاعَة، يُقَال لكل جمَاعَة من وَاحِد: قَبيلَة.

وَيُقَال لكل جمع على شَيْء وَاحِد: قبيل، قَالَ الله تَعَالَى: (إِنَّه يراكم هُوَ وقبيله من حَيْثُ لَا ترونهم) .

واشتق الزّجاج الْقَبَائِل: من قبائل الشَّجَرَة، وَهِي أَغْصَانهَا.

والقبيلة: اسْم فرس، سميت بذلك على التفاؤل، كَأَنَّهَا إِنَّمَا تحمل قَبيلَة، أَو كَأَن الْفَارِس الَّذِي عَلَيْهَا يقوم مقَام قَبيلَة، قَالَ:

قصرت لَهُ الْقَبِيلَة إِذْ تجهنا ... وَمَا ضَاقَتْ بشدته ذراعي

قصرت: حبست. وَأَرَادَ: اتجهنا.

والقبيل: الْجَمَاعَة من النَّاس يكونُونَ من الثَّلَاثَة فَصَاعِدا من قوم شَتَّى كالزنج وَالروم وَالْعرب، وَقد يكونُونَ من نَحْو وَاحِد.

وَرُبمَا كَانَ الْقَبِيل بني أَب وَاحِد كالقبيلة.

وَجمع الْقَبِيل: قبل.

وَاسْتعْمل سِيبَوَيْهٍ: الْقَبِيل فِي الْجمع والتصغير وَغَيرهمَا من الْأَبْوَاب المتشابهة.

والقبل فِي الْعين: إقبال إِحْدَى الحدقتين على الْأُخْرَى.

وَقيل: إقبالها على الموق. وَقيل: إقبالها على عرض الْأنف.

وَقيل: إقبالها على الْأنف. وَقيل: إقبالها على المحجر. وَقَالَ اللحياني: هِيَ الَّتِي اقبلت على الْحَاجِب.

وَقيل: الْقبل: مثل الْحول.

قبلت عينه قبلا، وَأَقْبَلت، وَهِي قبلاء.

وشَاة قبلاء بَيِّنَة الْقبل: وَهِي الَّتِي أقبل قرناها على وَجههَا.

وعضد قبلاء: فِيهَا ميل.

والقابل والدابر: الساقيان.

والقابل: الَّذِي يقبل الدَّلْو. قَالَ زُهَيْر:

وقابل يتَغَنَّى كلما قدرت ... على الْعِرَاقِيّ يَدَاهُ قَائِما دفقا

وَالْجمع: قبْلَة.

وَقد قبلهَا قبولا، عَن اللحياني.

وَقيل: الْقبْلَة: الرشاء والدلو وأداتها مَا دَامَت على الْبِئْر يعْمل بهَا، فَإِذا لم تكن على الْبِئْر فَلَيْسَتْ بقبلة.

والمقبلتان: الفأس والموسى.

والقبل: مَا ارْتَفع من جبل أَو رمل أَو علو من الأَرْض.

والقبل: الْمُرْتَفع فِي أصل الْجَبَل كالسند.

والقبل، أَيْضا: النشز من الأَرْض أَو الْجَبَل.

والقبل: الطَّاقَة، وَفِي التَّنْزِيل: (فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا) ، أَي لَا طَاقَة لَهُم وَلَا قدرَة لَهُم على مقاومتها.

وَقبل: تكون لما ولى الشَّيْء، قَول: ذهبت قبل السُّوق. وَقَالُوا: لي قبلك مَال: أَي فِيمَا يليك، اتَّسع فِيهِ فاجرى مجْرى " على " إِذا قلت: لي عَلَيْك مَال.

ولقيته قبلا: أَي عيَانًا. وَفِي التَّنْزِيل: (وحشرنا عَلَيْهِم كل شَيْء قبلا) وَيقْرَأ: " قبلا "، فَقبلا ": عيَانًا، و" قبلا ": قبيلا قبيلاً.

وَقيل: " قبلا ": مُسْتَقْبلا، وقريء أَيْضا: (وحشرنا علهم كل شَيْء قبيلا) فَهَذَا يُقَوي قِرَاءَة من قَرَأَ: " قبلا " وَقَوله عز وَجل: (أَو ياتيهم الْعَذَاب قبلا) مَعْنَاهَا: عيَانًا.

والقبل: كالفحج بَين الرجلَيْن.

وقبال النَّعْل: زمامها.

وَقيل: هُوَ مثل الزِّمَام بَين الإصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا انْقَطع نَعْلي فَلَا أم مَالك ... قريب وَلَا نَعْلي شَدِيد قبالها

يَقُول: لست بقريب مِنْهَا فأستمتع بهَا، وَلَا أَنا بصبور فأسلى عَنْهَا.

وَأَقْبل النَّعْل، وَقبلهَا، وقابلها: جعل لَهَا قبالين.

وَقيل: اقبلها: جعل لَهَا قبالا، وَقبلهَا: شدّ قبالها.

وَقيل: مقابلتها: أَن يثنى ذؤابة الشرَاك إِلَى الْعقْدَة.

وَرجل مُنْقَطع القبال: سيئ الرَّأْي، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقبلت الْقَابِلَة الْوَلَد قبالا: أَخَذته من الوالدة.

وَهِي قَابِلَة الْمَرْأَة، وقبولها، وقبيلها. قَالَ:

كصرخة حُبْلَى اسلمتها قبيلها

والقبيل: الْكَفِيل.

وَقبل وَقبل بِهِ يقبل قبالة.

قَالَ اللحياني: وَمن ذَلِك قيل: كتبت عَلَيْهِم القبالة.

وَتقبل بِهِ: تكفل: كقبل.

وَقَالَ: قبلت الْعَامِل الْعَمَل تقبلا. وَهَذَا نَادِر.

وَالِاسْم: القبالة.

وتقبله الْعَامِل تقبيلا، نَادِر أَيْضا.

والقبل: أَن يتَكَلَّم بِكَلَام لم يكن استعده، عَن اللحياني.

وَتكلم قبلا: أَي بِكَلَام لم يكن أعده. ورجزه قبلا: أنْشدهُ رجزاً لم يكن أعده.

واقتبل الْكَلَام وَالْخطْبَة: ارتجلهما من غير أَن يعدهما.

واقتبل من قبله كلَاما فأجاد، عَن اللحياني أَيْضا، وَلم يفسره، إِلَّا أَن يُرِيد: من قبله نَفسه.

وَسَقَى على إبِله قبلا: صب المَاء على أفواهها.

وَأَقْبل على الْإِبِل: وَذَلِكَ إِذا شربت مَا فِي الْحَوْض فاستقى على رؤوسها وَهِي تشرب، وَقَالَ اللحياني: مثل ذَلِك، وَزَاد فِيهِ: " وَلم يكن أعده قبل ذَلِك ". قَالَ: وَهُوَ اشد السَّقْي.

والقبلة: اللثمة.

وَقد قبل الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ.

والقبلة: نَاحيَة الصَّلَاة.

وَقَالَ اللحياني: الْقبْلَة وجهة الْمَسْجِد.

وَلَيْسَ لفُلَان قبْلَة: أَي جِهَة.

وَالْقَبُول من الرِّيَاح: الصِّبَا، لِأَنَّهَا تستدبر الدبور وتستقبل بَاب الْكَعْبَة.

قَالَ ثَعْلَب: الْقبُول: مَا استقبلك بَين يَديك إِذا وقفت فِي الْقبْلَة قَالَ: وَإِنَّمَا سميت " قبولا "، لِأَن النَّفس تقبلهَا.

وَهِي تكون اسْما وَصفَة، عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَالْجمع قبائل، عَن اللحياني.

وَقد قبلت تقبل قبلا، وقبولا، الأولى: عَن اللحياني.

وَأَقْبل الْقَوْم: دخلُوا فِي الْقبُول.

وقبلوا: اصابتهم الْقبُول.

وَالْقَبُول: الْحسن، والشارة، وَهُوَ: الْقبُول، بِضَم الْقَاف أَيْضا، لم يحكها إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف: الْقبُول، بِالْفَتْح، وَقَول أَيُّوب بن عيابة:

وَلَا من عَلَيْهِ قبُول يرى ... وَآخر لَيْسَ عَلَيْهِ قبُول

مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَوِي من لَهُ رواء وحياء ومروءة، وَمن لَيْسَ لَهُ شَيْء من ذَلِك.

وَرجل مقتبل الشَّبَاب: إِذا لم ير عَلَيْهِ اثر كبر. وَأَقْبل الْإِبِل الطَّرِيق: أسلكها إِيَّاه.

والقبلة، والقبيل: خرزة شَبيهَة بالفلكة، تعلق فِي اعناق الْخَيل.

والقبلة: خرزة من خرز نسَاء الْأَعْرَاب اللواتي يؤخذن بهَا الرِّجَال، يقلن فِي كلامهن: يَا قبْلَة أقبليه، وَيَا كرار كريه، وَهَكَذَا جَاءَ الْكَلَام، وَإِن كَانَ ملحونا، لِأَن الْعَرَب تجْرِي الْأَمْثَال على مَا جَاءَت بِهِ وَقد يجوز أَن يكون عَنى بكرار: الكرة، فانث لذَلِك، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الْقبل وَأنْشد:

جمعن من قبل لَهُنَّ وفطسة ... والدردبيس مُقَابلا فِي المنظم

والقبلة: مَا تتخذه الساحرة ليقبل بِوَجْه الْإِنْسَان على صَاحبه.

وَقَالَ اللحياني: الْقبْلَة، والقبل: من أَسمَاء خرز الْأَعْرَاب.

والقبلة: حجر ابيض عريض يَجْعَل فِي عنق الْفرس.

وثوب قبائل: أَي أَخْلَاق، عَن اللحياني.

والقبلة: الخباز، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة.

وَقيل: مَوضِع، عَن كرَاع.
قبل
قبِلَ1 يَقْبَل، قَبالةً وقِبالةً وقَبْلاً، فهو قَابِل، والمفعول مَقْبول
• قَبِلتِ القابلةُ الولدَ: تلقّته عند الولادة. 

قبِلَ2/ قبِلَ بـ يَقبَل، قَبولاً وقُبولاً، فهو قابِل، والمفعول مَقْبول
• قبِل الهديّةَ: أخذها عن طِيب خاطر "دعاني فقبِلت دعوتَه".
• قبِل الشّيءَ/ قبِل بالشّيء: رضِي عنه، وافق عليه "قبل التاجرُ عرضًا- من شروط الزواج القَبُول- قبِل برأي صديقه- قبِل الأمرَ الواقعَ/ بالأمرِ الواقعِ" ° أسعار لا تقبل المنافسة: أسعار رخيصة- لا يقبل الجَدَل: مُسَلَّم به.
• قبِل الكلامَ: صدَّقه.
• قبِل المريضَ في المستشفى: كفله وضَمِنه.
• قبِل اللهُ دعاءَه: استجابَه " {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} ".
• قبِل اللهُ توبتَه: صفح عنه وغفر له " {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} ". 

أقبلَ/ أقبلَ بـ/ أقبلَ على يُقبل، إقْبالاً، فهو مُقْبِل، والمفعول مُقْبَل به
• أقبلَ الشَّخصُ: جاء، قدِمَ وأتى "أقبل العمّالُ من الريف- أقبل العامُ الجديد/ الربيعُ".
• أقبل عليه بوجهه: توجّه نحوَه.
• أقبل على العمل: اهَتَمَّ به واجْتهدَ، أخذ فيه ولزمه، ضدّ أدبر عنه "أقبل الباحثُ على أبحاثه- أقبل الصانعُ على حرفته" ° أقبل بفلان وأَدْبر به: داوره مُختبِرًا إيّاه في قبول أمر- أقْبَلت الدُّنْيا عليه: جاءته بخيرها، أثرى واغتنى. 

استقبلَ يستقبل، اسْتِقبالاً، فهو مُسْتقبِل، والمفعول مُسْتقبَل
• استقبل الضَّيْفَ: لقيه مُرَحِّبًا به "ذهب لاستقبال السَّائحين في المطار".
• استقبل المصلِّي القِبلةَ: اتَّجه نحوَها، ضدّ استدبرها.
• استقبل عهدًا زاهرًا: دخل في حياة جديدة كريمة.
• استقبل الأمرَ: استأنفه "استقبل الطلابُ الدِّراسةَ بعد الإجازة".
• استقبل الرِّسالةَ: تسلَّمها.
• استقبل موجاتٍ: (فز) التقط أو حوّل الموجات الكهرومغناطيسيّة إلى إشارات مرئيّة أو مسموعة ° مُرْسِل ومُسْتَقبِل: جهاز لا سلكيّ محمول باليد ومشغّل بالبطاريّة يسمح بالاتِّصال بين طرفين. 

تقابلَ/ تقابلَ بـ يتقابل، تقابُلاً، فهو مُتقابِل، والمفعول مُتقابَل به
• تقابلَ الصَّديقان/ تقابل مع صديقِه/ تقابل الصَّديقُ بصديقه: لقي كُلٌّ منهما الآخر بوجهه "تقابل الزعيمان لحلِّ الخلاف".
• تقابلَ المنزلان: تواجها، كان أحدهما قبالة الآخر. 

تقبَّلَ يتقبَّل، تقبُّلاً، فهو مُتقبِّل، والمفعول مُتقبَّل
• تقبَّلَ الهديَّةَ: قَبِلها، أخذها عن طِيب خاطر "تقبَّل التهنئةَ بزواجه- تقبَّل النّصيحةَ من معلِّمه".
• تقبَّل دراستَه: رضي عنها، وطّن نفسَه على قبولها "تقبَّل
 المصيبةَ بإيمان- تقبّل اللهُ الأعمالَ: رضيها وأثاب عليها".
• تقبَّل اللهُ الدُّعاءَ: استجاب له " {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} " ° اللَّهُمَّ تقبّل: اقبل، دعاء لله بالقبول- تقبَّل اللهُ: دعاءٌ بالقبول، أي: تقبَّل عملَك أو طاعتَك. 

قابلَ يقابل، مُقابَلةً، فهو مُقابِل، والمفعول مُقابَل (للمتعدِّي)
• قابَل بين نصّين: قارن "قابل بين الموقفين- قابل بين صورة الوثيقة وأصلها".
• قابَل صديقَه/ قابَل صديقَه وجهًا لوجه/ قابَل صديقَه مواجهة: واجهه والتقى به "قابَل الخطرَ بكلّ شجاعة" ° قابله على الرَّحب والسَّعة.
• قابَل المسئولَ: حادثه في أمر "قابل الوزيرَ ليكلِّمه في مشكلته".
• قابَل الكتابَ المطبوعَ بالمخطوط/ قابَل الكتابَ المطبوعَ على المخطوط: عارض بينهما، طابقه عليه.
• قابَل السَّيِّئةَ بالحسنة: جازى بها "قابل العنفَ بالعنف- قابل التحيّةَ بمثلها- عمِل مُقابلَ أجرٍ مناسب: ". 

قبَّلَ يُقبِّل، تَقْبيلاً، فهو مُقبِّل، والمفعول مُقَبَّل (للمتعدِّي)
• قبَّل الشَّخْصُ: اتّجه ناحيةَ القِبْلة، أي: الجنوب.
• قبَّل الشَّخْصَ: لَثَمه، لامس أحدَ أعضائه بشَفَتيه للتَّحيّة أو إظهار الشّوق "قبَّل الأبُ ولَدَه- قبَّل التلميذُ يَدَ معلِّمه- قبَّل جبينَها/ قبَّلها في جبينها: لَثَمها" ° قبَّل الأيادِيَ/ تقبيلُ الأيادي: كناية عن التزلّف والتقرّب. 

استقبال [مفرد]:
1 - مصدر استقبلَ ° حجرة الاستقبال/ غرفة الاستقبال: إحدى غرف البيت لاستقبال الضيوف والزُّوّار- حَفْل الاستقبال: حفل خاصّ أو عامّ يقام لتكريم زائر أو نابهٍ أو ضيف أو مناسبة ما- قسم الاستقبال بالمستشفى: مكان تلقِّي المرضى والمصابين لإجراء الإسعافات السّريعة- مُوظَّف استقبال: عامل في مكتب مهمّته الأساسيّة مقابلة الزائرين والردّ على الاستفسارات.
2 - (فز) تحويل أمواج لاسلكيّة أو إشارات كهربائيّة إلى شكل مفهوم مثل الضوء والصوت عن طريق هوائيّات ومعدّات إلكترونيّة، أمواج أو إشارات مُلتقَطة.
• جهاز الاستقبال: الرَّاديو، جهاز كهربيّ يُعَدّ لاستقبال الرَّسائل اللاّسلكيّة المرسلة بطريق أجهزة الإذاعة.
• حروف الاستقبال: (نح) حُروف تدخل على المضارع فتجعله نصًّا في المستقبل وهي: السين، وتفيد التنفيس وسوف، وتفيد التسويف في الإثبات، ولن في النفي، وتفيد النفي المطلق. 

تقابُل [مفرد]:
1 - مصدر تقابلَ/ تقابلَ بـ.
2 - (سف) عدم اجتماع الأمرين في الموضوع الواحد من جهة واحدة كتقابل السّواد والبياض.
• مبدأ التَّقابل: (فز) المبدأ الذي ينصّ على أنّ توقُّعات النظريّة الكميّة تقارب تلك الخاصّة بمبادئ الفيزياء الكلاسيكيّة في العمل على الحدّ من الأعداد الكميّة الكبيرة. 

تقابُليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تقابُل.
• التَّحليل التَّقابليّ: (لغ) تحليل ظاهرة لغويّة معيّنة في لغتين مختلفتين. 

قابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قبِلَ1 وقبِلَ2/ قبِلَ بـ.
2 - ما سيأتي مستقبلاً "سيدخل المدرسة في العام القابل".
3 - صالحٌ، ومتهيِّئ للقبول أو التأثُّر بشيء ما "موضوع قابل للمناقشة- هذا البيت غير قابل للسَّكن".
• القابِل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يقبل التَّوبة، ويصفح عن المذنب، إذا أبدى النَّدَم وعزم على ترك المعاودة " {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} ".
• قابل للتَّداول: (قص) مستند أو سند ماليّ يمكن نقله من شخص لآخر بالتظهير أو التحويل.
• قابل للاشتعال: (كم) وصف للمادّة سريعة الاشتعال. 

قابِلة [مفرد]: ج قابِلات وقوابِلُ: داية؛ امرأة تُساعد الحامِل عند الولادة "تخرَّجت القابِلةُ من معهد التمريض- عندما أحسَّت بآلام الوضع جاءوا لها بالقابلة". 

قابليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من قابِل: حالة يكون بها الإنسان مُستعدًّا للقبول أو الانفعال "له قابليّة لحفظ القرآن الكريم- ليست للمريض قابليّة للأكل".
2 - صلاحِيَّة "قابليّة العُمْلة للتحويل- قابليّة التَّجزئة/ القسمة/ التّوصيل/ التَّأثّر/ الاشتعال/ التَّعليل".
• قابليَّة التَّأقلُم/ قابليَّة التَّحسُّن: (نف) موهبة أو قدرة على التَّطوّر والتحسُّن. 

قبائليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قبائلُ: "عادات قبائليّة".
2 - مصدر صناعيّ من قبائلُ: نزعة تتسم بالاتّجاه نحو القبيلة والتعصُّب لها "سعى لحلّ مشاكلهم بعيدًا عن القبائليّة التي يتعصَّبون لها". 

قُبال [مفرد]
• قُبال كُلّ شيء: أوَّله وما استقبلك منه، أمامه "جلس قُبال البيت- قُبال الدّابّة: ناصيتها وعُرفها". 

قَبالة [مفرد]: مصدر قبِلَ1. 

قُبالة [مفرد]: تُجاه وإزاء "بيته قُبالة بيتي- الحديقة قُبالة المدرسة- جلس قُبالة النافذة".
• قُبالة الطَّريق: ما استقبلك منه. 

قِبالة [مفرد]:
1 - مصدر قبِلَ1.
2 - مِهْنة القابلة "يعمل بالقِبالة كثيرٌ من خرِّيجات معهد التمريض".
3 - (طب) فرع من فروع الطبّ يبحث في العناية بالنساء خلال الحمل والولادة وفترة النقاهة بعد الولادة. 

قَبْل1 [مفرد]: مصدر قبِلَ1. 

قَبْل2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالإضافة لما بعده، يدلّ على ما هو سابق، ويكون منصوبًا أو مجرورًا، ويبنى على الضمّ إن قطع عن الإضافة "رأيتك قَبْلاً- {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}: من قَبْل الغلبة ومن بعدها" ° قَبْل التَّاريخ: سابق للتاريخ المعروف- قَبْل فوات الأوان: قَبْل أن يُصبح من المتعذَّر تدارُك الأمر.
2 - ظرف للمكان السّابق "بيتي قَبْل بيته". 

قُبْل/ قُبُل [مفرد]: ج أقبال:
1 - سفْحُ الجبل "نظرت من قُبْل الجبل فلم أتبيّن قمَّتَه".
2 - مُقابِل، عيان ومقابلة " {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً}: مقابلاً لهم بحيث يقابلونه ويشاهدونه".
• قُبُل الشَّيء: قُدّامه، مقدّمه، نقيض الدُّبُر " {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} ".
• قُبُل الرَّجُل أو المَرْأة: العَوْرةُ الأماميَّة. 

قِبَل [مفرد]:
1 - طاقة، قدرة، قوّة، ويكثر استعمالُها مع النفي "لا قِبَل له بالحرب/ بالمشي/ بهذا المجهود- ما لي به قِبَل: لا طاقةَ لي على مواجهته- {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} ".
2 - عند، جهة، ناحية "وصلني خطاب من قبَل الإدارة- {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} " ° لي قِبَل فلانٍ دين: لي عليه دين- مِنْ قِبَل نفسه: مِنْ تلقاء نفسه، بدون ضغطٍ أو تأثيرٍ من أحد. 

قُبْلة [مفرد]: ج قُبُلات وقُبْلات وقُبَل: لثمة؛ بَوْسة "طبعت الأمُّ قُبْلة على خدّ ابنتها" ° قُبْلة الوداع: القبلة الأخيرة قبل الفراق- قُبْلة حارّة: مليئة بالحبّ والرَّغبة في المقبَّل.
• قُبْلة الحياة: (طب) تنفس صناعيّ عن طريق نفخ الهواء من فم المعالج في فم المغمى عليه من غرق وغيره، إسعافًا له. 

قِبْلَة [مفرد]: ج قِبْلات
• قِبْلَة الشّيء: ما تستقبله من جهته "الشواطئ قِبْلَة السيّاح- مكّة قِبْلَة الحجّاج- المدرسة قِبْلَة الطّلاب" ° ليس لفلان قِبْلَة: أي: مكان يذهب إليه أو هدف يسعى نحوه- ما له في هذا الأمر قِبْلَة ولا دِبْرة: لا يعرف من أين يأخذه.
• قِبْلَة المُصَلِّي: الجهة التي يصلِّي نحوها، الاتِّجاه نحو الكعبة المشرّفة عند الصّلاة "استخدم البوصلة لمعرفة اتّجاه القِبْلَة- {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} - {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} "? أولى القِبْلَتين: القُدْس- أين قبلتك؟: ما جهتك؟، إلى أيّ مكان تتوجّه؟ - قِبْلَة الأنظار: موضع الاهتمام والإعجاب.
• القِبْلَتان: المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، والمسجد الأقصى
 في القدس الشَّريف. 

قَبَليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى قَبيلة: "النظام القَبَليّ يتميّز بالتماسك" ° العصبيّة القَبَليّة: شعور قويّ بالهويّة القبليّة وولاء الشّخص لقبيلته أو مجموعته- صراعات قَبَليّة: مشاحنات تحدث بين القبائل المختلفة. 

قِبْليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قِبْلَة: "اتِّجاهٌ قِبْليّ".
2 - من ناحية الجنوب "يتميّز الوجه القِبْليّ في مصر بالحرارة" ° ريحٌ قِبْليّة: تهبّ من ناحية الجنوب. 

قَبَليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من قَبيلة: تنظيم القبيلة أو ثقافتها أو معتقداتها. 

قَبُول/ قُبُول [مفرد]:
1 - مصدر قبِلَ2/ قبِلَ بـ ° إمّا القبول وإمّا الرَّفض: يجب اتِّخاذ القرار بصورة حاسمة- امتحان القَبول: اختبار يُجْرى لمن يتقدّم لوظيفة أو معهد علميّ- بالقبول: بالإيجاب- تفضَّلوا بقبول وافر الشُّكر: عبارة للمجاملة في ختام الرَّسائل.
2 - موافقة جماعة أو فرد أو هيئة على انضمام فرد إليها بعد التَّأكُّد من موافقته على لوائحها ونُظمها.
3 - (قن) ثاني كلام يصدر من أحد العاقدين أو المتعاقدين لأجل إنشاء التصرُّف وبه يتمّ العقد، وهو جواب الإيجاب، وينتج عن تلاقي الإرادات. 

قَبيل [مفرد]: ج قُبُل وقُبَلاء:
1 - نوعٌ "ذاكَ الشَّيءُ من هذا القبيل- من قَبيل الإيضاح: على سبيل الإيضاح" ° ما يعرف قبيلاً من دبيرٍ: جاهل بالأمور.
2 - جيل، جماعة من الناس، جنودٌ وأتباع " {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ}: يراكم هو وجنوده وأتباعه- {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} ".
3 - جهة "جاء من قبيل الصَّداقة".
4 - ضامن أو كفيل " {أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً} ". 

قُبَيْل [مفرد]: تصغير قَبْل: قبل الشّيء بقليل "جاء قُبَيْل الظُّهر: قبله بزمن قليل- تحطّمت الطّائرة قُبَيْل المطار". 

قَبيلة [مفرد]: ج قبائلُ:
1 - جماعة من الناس تنتسب إلى أب أو جَدّ واحد "ما زالت بعض القبائل تعيش في سيناء" ° القبائل الرُّحَّل: غير المستقرّة، المتنقِّلة في الأرض طلبًا للماء والكلأ.
2 - صنف من الحيوان أو النبات. 

قوابلُ [جمع]: مف قَابِلَة
• قوابلُ الشّيءِ: أوائِلُه "قوابل الأمر تدلّ على أواخره". 

مُتقابِل [مفرد]: تُطلق على شيئين أحَدُهما مُقابل للآخر، متواجه في مجلسه مع شيء آخر أو شخص آخر "زاويتان مُتقابِلتان- هاتان الشجرتان مُتقابِلتان- {عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}: متواجهين في مجلسهم". 

مُسْتقبَل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استقبلَ ° الجهل بمصائب المُسْتقبَل أجدى من معرفتها.
2 - زمن يلي الحاضر "يجب عليك أن تجتهد مُسْتقبَلاً".
• علم المُسْتقبَل: علم حديث يعتمد المعطيات الاقتصاديّة والعلوم الحديثة والتقنيات المتقدّمة لتصوُّر ما سوف يُصْبح عليه العالَمُ بعد عقد أو عقود. 

مُسْتَقْبِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استقبلَ.
2 - متّجه " {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} ".
3 - آلة كسمَّاعة الهاتف والرَّاديو.
4 - (شر) عضو الحسِّ كالعين أو الأذن أو الجلد ونحوها.
5 - (طب) خليّة أو مجموعة من نهايات الأعصاب تستجيب للمثيرات الحسِّيَّة.
• مُسْتَقْبِل ألفا: (طب) موقع الجهاز العصبيّ اللاّإراديّ، حيث تحدث الاستجابات المثيرة عند إفراز عوامــل أدريناليّة. 

مُسْتقبَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مُسْتقبَل: "هذا الأمر مُسْتقبَليّ فلنؤجِّلْ مناقشته".
2 - من يهتمّ بدراسة علم المُسْتقبَل. 

مُقابِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قابلَ.
2 - ما يُساوي "اشتغل العامل مُقابل أجر مناسب".
3 - عِوَض "قام بعمل دون/ بلا/ من غير مُقابل: دون ثمن، مجَّانًا- كافأته مُقابل ما أسداه إليَّ منْ خِدْمات".
4 - ضدّ أو إزاء "كانت نتيجة المباراة ثلاثة أهداف مُقابل هدفين- الطاقة الشمسيّة مُقابل الطاقة الذريّة". 

مُقابَلة [مفرد]:
1 - مصدر قابلَ.
2 - لِقاء وجهًا لوجه لعرض مشكلة أو التقدُّم بمطالب "له مُقابَلة مع الوزير- التمس مُقابَلة رئيس العمل" ° مُقابَلة رسميّة: جلسة استماع رسميّة مع صاحب مقام رفيع في الدولة.
3 - (بغ) أن يُؤتَى بمعنيين أو
 أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب " {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} ".
4 - بَدَل عن الشّيء "أخذ سِلْعة في مُقابَلة نقوده".
5 - مطابقة النُّصوص بعضها ببعض بقصد تحقيقها، وعادة ما يكون ذلك في تحقيق المخطوطات والمطبوعات القديمة. 

مُقَبِّلات [جمع]: ما يُقدَّم من شراب أو أكل قبل الوجبة الرئيسيَّة ويقال لها أيضًا مفتِّحات، ما يحرِّك القابليّة للأكل ويفتح الشهيّة. 

مَقْبول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قبِلَ1 وقبِلَ2/ قبِلَ بـ ° على نحو مَقْبول: ليس حسنًا جدًّا ولا رديئًا جدًّا- غير مَقْبول اجتماعيًّا: منبوذ ومُستهجَن- في حدود المَقْبول: على قدر الموجود.
2 - (في التعليم الجامعي) ناجح بأدنى مستوى "نجح الطالبُ بتقدير مَقْبول". 

مُقْتَبَل [مفرد]: بداية "مُقْتَبَل النهار/ الشّباب- أفلست الشركةُ وهي في مُقْتَبَل نشاطها".
• في مُقْتَبَل العمر: في أنشط وقت وأحسن فترة من العمر "مات في مُقْتَبَل الشّباب". 
قبل
قَبْلُ: نَقيضُ بَعْدَ كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ الله تَعالى: للهِ الأمرُ من قَبْلُ وَمن بَعْدُ وَفِي الْمُحكم: قَبْلُ: عَقيبُ بَعْد، يُقَال: افْعَلْه قَبْلُ وَبَعْدُ، قَالَ شَيْخُنا: فهما ظَرْفَان للزمان، وَقد قَالَ جمعٌ: إنّهما يكونانِ للمكانِ أَيْضا، وَفِيه بَحثٌ، انْتهى. قلت: وَهُوَ بحَسَبِ الإضافةِ، كقولِ الخارجِ من اليمنِ، إِلَى بيتِ المَقدِسِ: مكّةُ قَبْلَ المدينةِ، ويقولُ الخارجُ من القُدسِ إِلَى الْيمن: المدينةُ قَبْلَ مكّةَ، وَقد يُستعمَلُ أَيْضا فِي المنزِلةِ، كقولِهم: فلانٌ عِنْد السُّلطانِ قَبْلَ فلانٍ، وَفِي التَّرْتِيب الصِّناعيِّ، نَحْو: تعلَّم الهِجاءَ قَبْلَ تعَلُّمِ الخَطِّ، فتأمَّل. وآتيكَ من قَبْلُ، وقَبْلُ، مَبْنِيَّتَيْن على الضمِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: إلاّ أَن يُضافَ أَو يُنَكَّر، وَسمع الكِسائيّ: للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ فَحَذَف وَلم يَبْنِ، حكى سِيبَوَيْهٍ: افْعَلْه قَبْلاً وَبَعْداً، وجِئتُكَ من قَبْلٍ وَمن بَعْدٍ، قولُه: قَبْلٌ مُنَوَّنتَيْنِ، قَالَ شيخُنا: بالنصبِ على الظَّرفِيّةِ، أَو الجرِّ فِي المَجرور بمِن، أمّا الضمُّ والتنوينُ فَلَا يُعرَفُ وَإِن حَكَاهُ بعضُهم عَن هشامٍ، وَهَذَا التنوينُ شرطُه عدمُ الإضافةِ ونِيَّتِها لَا لَفْظَاً وَلَا تَقْديرا وَلَا اعتبارَ معنى، كَمَا فُصِّلَ فِي مُصَنِّفات العربيّةِ، الَّذِي فِي العُباب: يُقَال: أَتَيْتُكَ قَبْلُ: أَي بالضَّمّ، وقَبْلِ: أَي بالكَسْر، قَبْلَ:)
أَي على الفتحِ، وَقَبْلاً: مُنَوّناً، وَقَالَ الخليلُ: قَبْلُ وَبَعْدُ رُفِعَا بِلَا تنوينٍ لأنّهما غايَتان، وهما مِثلُ قَوْلك: مَا رَأَيْتُ مِثلَه قَطُّ، فَإِذا أَضَفْتَه إِلَى شيءٍ نَصَبْتَ. والقُبْلُ، بالضَّمّ وبضمّتَيْن: نَقيضُ الدُّبُر، وَقد قُرِئَ بهما قَوْله تَعالى: إِن كَانَ قميصُه قُدَّ من قُبُلٍ. القُبْل، بالضَّمّ من الْجَبَل: سَفْحُه، يُقَال: انزِلْ بقُبْلِ هَذَا الجبلِ، أَي بسَفحِه، كَذَا فِي الصِّحاح. القُبْلُ من الزمَن: أوَّلُه، يُقَال: كَانَ ذَلِك فِي قُبْلِ الشتاءِ، وَفِي قُبْلِ الصيفِ، أَي فِي أوّلِه، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي الحَدِيث: طَلِّقوا النساءَ لقُبْلِ عِدَّتِهِنَّ، وَفِي رِوَايَة: فِي قُبْلِ طُهرِهِنّ، أَي فِي إقبالِه وأوّلِه وَحين يُمكنُها الدخولُ فِي العِدّةِ والشُّروعُ فِيهَا فتكونُ لَهَا مَحْسُوبةً، وَذَلِكَ فِي حالةِ الطُّهر. قولُهم: إِذا أُقْبِلُ قُبْلَكَ، بالضَّمّ: أَي أَقْصِدُ قَصْدَكَ وأتوَجَّهُ نَحْوَك، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحكم: القُبْل: الْوَجْه، يُقَال: كَيفَ أنتَ إِذا أُقْبِلَ قُبْلُكَ وَهُوَ يكون اسْما وَظَرْفاً، فَإِذا جَعَلْتَه اسْما رَفَعْتَه، وَإِن جَعَلْتَه ظَرْفَاً نَصَبْتَه، وَفِي التَّهْذِيب: والقُبْل: إقبالُكَ على الإنسانِ كأنكَ لَا تريدُ غيرَه، تَقول: كيفَ أنتَ لَو أَقْبَلْتُ قُبْلَكَ وجاءَ رجلٌ إِلَى الخليلِ فَسَأَله عَن قولِ الْعَرَب: ِ: كَيفَ أَنْتَ لَو أُقْبِلَ قُبْلُكَ فَقَالَ: أُراه مَرْفُوعاً لأنّه اسمٌ وَلَيْسَ بمصدرٍ كالقَصدِ والنَّحْوِ، إنّما هُوَ: كَيفَ أَنْت لَو أنتَ استُقبِلَ وَجْهُكَ بِمَا تكره. والقُبْلَةُ، بالضَّمّ: اللَّثْمةُ مَعْرُوفةٌ، والجمعُ القُبَل. وفِعلُه التَّقْبيل، وَقد قَبَّلَها تَقْبِيلاً: لَثِمَها. القُبْلَةُ: مَا تتَّخِذُه الساحرةُ لتُقْبِلَ بِهِ وَجْهَ، وَفِي المُحكم بوَجْهِ، الإنسانِ على صاحبِه.
القُبْلَة: وَسْمٌ بأُذُنِ الشاةِ مُقْبِلاً، أَي قَبِلَ العَينِ. القُبْلَة: الكَفالَةُ كالقَبالَة. القِبْلَة، بالكَسْر: الَّتِي يُصَلَّى نَحْوَها، القِبْلَةُ فِي الأَصْل: الجِهةُ، يُقَال: مَا لكلامِه قِبْلَةٌ: أَي جهةٌ، وأينَ قِبْلَتُكَ: أَي جِهتُك.
القِبْلَةُ: الكَعْبَة، وكلُّ مَا يُستقبَلُ قِبْلَةٌ، وَفِي البصائرِ للمُصَنِّف: القِبلَةُ فِي الأَصْل: الحالةُ الَّتِي عَلَيْهَا المُقابِل نَحْو الجِلسَةِ والقِعدَة، وَفِي التعارُفِ صارَ اسْما للمكانِ المُقابِلِ المُتَوَجَّهِ إِلَيْهِ للصلاةِ، انْتهى. وَفِي حديثِ ابنِ عمر: مَا بَيْنَ المَشرقِ والمَغرِبِ قِبْلَةٌ، أرادَ بِهِ المُسافِرَ إِذا الْتَبسَتْ عَلَيْهِ قِبْلَتُه، فأمّا الحاضرُ فيجبُ عَلَيْهِ التَّحرِّي والاجتهادُ، وَهَذَا إنّما يَصِحُّ لمن كَانَت القِبْلَةُ فِي جنوبِه أَو شِمالِه، ويجوزُ أَن يكونَ أرادَ بِهِ قِبْلَةَ أهلِ المدينةِ ونواحيها فإنَّ الكَعبَةَ جنوبُها. يُقَال: مالَه فِي هَذَا قِبْلَةٌ وَلَا دِبرَةٌ، بكسرِهما: أَي وِجهَةٌ، وَفِي الصِّحاح: إِذا لم يَهْتَدِ لجهةِ أَمْرِه. يُقَال: جَلَسَ فلانٌ قُبالَتَه بالضَّمّ أَي تُجاهُه، وَهُوَ اسمٌ يكون ظَرْفَاً كَمَا فِي الصِّحاح، وَكَذَلِكَ القُبال. وقِبال النَّعْل، ككِتابٍ: زِمامٌ، يكون بَين الإصبعَ الوُسطى وَالَّتِي تَليها، وَقيل: هُوَ مِثلُ الزِّمامِ يكونُ فِي الإصبعِ الوُسطى وَالَّتِي تَليها، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ قُدَّامَ عَقْدِ الشِّراك. قد) قَبَلَها كَمَنَعها قَبْلاً، وقابَلَها مُقابلَةً، وأَقْبَلَها: جَعَلَ لَهَا قِبالَيْن، أَو مُقابَلَتُها: أَن تُثنى ذُؤابَةُ الشِّراكِ إِلَى العُقدةِ، أَو قَبَلَها: شَدَّ قِبالَها، وأَقْبَلَها: جَعَلَ لَهَا قِبالاً، وَفِي الحَدِيث: قابِلوا النِّعالَ أَي اعمَلوا لَهَا قِبالاً، وَنَعْلٌ مُقْبَلَةٌ: إِذا جَعَلْتَ لَهَا قِبالاً، وَمَقْبولَةٌ: إِذا شَدَدْتَ قِبالَها. وقوابِلُ الأمرِ: أَوَائِله، يُقَال: أَخَذْتُ الأمرَ بقوابِلِه: أَي بأوائلِه وحُدْثانِه، كَمَا فِي الصِّحاح والأساسِ وَهُوَ مَجاز.
والقابِلَة: الليلةُ المُقْبِلَةُ، يُقَال: آتِيكَ القابِلَةَ، وَقد قَبَلَتْ قَبْلاً، من حدِّ مَنَعَ، وأَقْبَلَتْ إقْبالاً، وَقيل: لَا فِعلَ لَهُ. القابِلَة: المرأةُ الَّتِي تأخذُ الولَدَ عِنْد الوِلادةِ أَي تتَلَقَّاهُ كالقَبُولِ والقَبيل، قَالَ الْأَعْشَى: (أُصالِحُكُمْ حَتَّى تَبُوءوا بمِثلِها ...كَصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبيلُها)
ويُروى قَبُولُها، أَي يَئِسَتْ مِنْهَا. وَقد قَبِلَت القابِلَةُ المرأةَ، كعَلِمَ، قِبالَةً وقِبالاً، بالكَسْر فيهمَا: تَلَقَّت الولَدَ من بطنِ أمِّه عِنْد الوِلادة. وَتَقَبَّلَه، وقَبِلَه، كعَلِمَه، قَبُولاً، بالفَتْح، وَهُوَ مصدرٌ شاذٌّ، وَحكى اليَزيديُّ عَن أبي عَمْرِو بنِ الْعَلَاء: القَبُول، بالفَتْح: مصدرٌ وَلم نَسْمَعْ غيرِه، كَذَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ بَرِّي وَقد جاءَ الوَضوءُ والطَّهورُ والوَلُوعُ والوَقُودُ، وعِدَّتُها مَعَ القَبُولِ خَمْسَةٌ، يُقَال: على فلانٍ قَبُولٌ: إِذا قَبِلَتْه النفسُ، وَقد يُضَمُّ، لم يَحْكِها إلاّ ابْن الأَعْرابِيّ، والمعروفُ الفتحُ، وقولُ أيُّوبَ بنِ عَبايَةَ:
(وَلَا مَن عَلَيْهِ قَبُولٌ يُرى ... وآخَرُ ليسَ عليهِ قَبُولُ)
معناهُ لَا يَسْتَوي مَن لَهُ رُواءٌ وحَياءٌ ومُروءَةٌ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ شيءٌ من ذَلِك: أَخَذَه، وَمِنْه قَوْله تَعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبةَ عَن عبادِه، وَقَالَ: غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْبِ، وَقيل: التَّقَبُّلُ: قَبُولُ الشيءِ على وَجْهٍ يَقْتَضي ثَواباً كالهَدِيَّة، وقَوْله تَعالى: إنّما يَتَقَبَّلُ اللهُ من المُتَّقين تنبيهٌ أنّه لَيْسَ كلُّ عِبداةٍ مُتَقَبَّلَةٌ، بل إِذا كَانَت على وجهٍ مَخْصُوص، وقَوْله تَعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بقَبُولٍ حسَنٍ قيل: مَعْنَاهُ قَبِلَها، وَقيل: تكَفَّلَ بهَا، وإنّما قَالَ بقَبُولٍ، وَلم يَقُلْ بتَقَبُّلٍ للجَمعِ بَين الأمرَيْن: التَّقَبُّلُ الَّذِي هُوَ التَّرَقِّي فِي القَبُول، والقَبُولِ الَّذِي يَقْتَضي الرِّضا والإثابة. والقَبُول، كصَبُورٍ: رِيحُ الصَّبا لأنّها تُقابِلُ الدَّبُورَ، أَو لأنّها تُقابِلُ الكَعبَةَ وتًستَدبرُ الدَّبُورَ، وَفِي التَّهْذِيب: القَبُولُ من الرِّياح: الصَّبا لأنّها تَسْتَقبلُ الدَّبُورَ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الرياحُ مُعظَمُها الأرْبَعُ: الجَنوبُ، والشَّمالُ، والدَّبور، والصَّبا، فالدَّبُور: الَّتِي تهُبُّ من دُبُرِ الكَعبةِ، والقَبُول: من تِلْقائِها، وَهِي الصَّبا، قَالَ الأخطَل:
(فإنْ تَبْخَلْ سَدُوسُ بدِرْهَمَيْها ... فإنَّ الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ)

وَقَالَ ثعلبٌ: القَبُول: مَا اسْتَقبلَكَ بينَ يَدَيْكَ إِذا وَقَفْتَ فِي القِبلَةِ، أَو لأنّ النَّفسَ تَقْبَلُها عَن ثَعْلَب، وَهَذَا الوجهُ الأخيرُ من التَّعليلاتِ ذَكَرَه الآمِدِيُّ فِي المُوازَنةِ مَعَ غيرِه، قَالَ: وأظنُّ أنّ الأخْطَلَ إِن كانتْ الرِّوايةُ صَحيحةً لذَلِك قالَ: فإنْ تَبْخَلْ ... . إِلَخ، أَي طيِّبَةٌ لَا يَمْنَعُها الانصِرافُ والمَسير، انْتهى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: القَبُول: كلُّ ريحٍ طيِّبَةِ المَسِّ لَيِّنَةٍ لَا أَذَى فِيهَا، قَالَ الآمِديُّ: يمكنُ أَن يكون إطلاقُهم القَبُولَ على كلِّ ريحٍ ليِّنةِ المَسِّ على التشبيهِ كَزَيْدٌ أَسَدٌ، لَا على أنّ كلَّ ريحٍ طَيِّبةٍ تسمى قبولاً، ثمّ قَالَ: وَعَن النَّضْر: أنَّ القَبُولَ: ريحٌ تلِي الصَّبا مَا بَيْنَها وبينَ الجنوبِ، قَالَ: وَهُوَ لَا يُعرفُ وَلَا يُعوَّلُ عَلَيْهِ، قَالَ: وَعَن قومٍ تَسْمِيَةُ الشَّمالِ قَبُولاً، وَلَيْسَ بثَبْتٍ وَلَا مُعَوَّلَ عَلَيْهِ إلاّ أَن يُحمَلَ على مَا ذَكَرْتُه من التَّشْبِيه، وَذَكَر من وجوهِ التسميةِ أنّها سُمِّيت قَبُولاً لأنّها تَأتي من المَوضِعِ الَّذِي يُقْبِلُ مِنْهُ النهارُ، وَهُوَ مَطْلِعُ الشمسِ، قَالَ شَيْخُنا: وَقد سَبَقَ فِي جنب عَن المُبَرِّدِ فِي الكامِل: القَبُول: الصَّبا، وبعضُهم يجعلُه للجَنوبِ، فتأمَّلْ، انْتهى. وَهِي تكونُ اسْما وصِفةً عِنْد سِيبَوَيْهٍ، والجمعُ قَبائِلُ، عَن اللِّحْيانيِّ. وَقد قَبَلَتْ الريحُ، كَنَصَرَ، تَقْبُلُ قَبْلاً، وَهَذَا عَن اللِّحيانيِّ، وقُبُولاً، بالضَّمّ مصدر، والفتحِ اسمٌ، قَالَ شيخُنا: الضمُّ هُوَ المصدرُ المشهورُ، والفتحُ اسمٌ للريحِ، وَسَبَقَ استعمالُ أسماءِ الرياحِ أَحْيَانًا أَسمَاء وَأَحْيَانا مصادرَ، وكلامُ المُصَنِّف صريحٌ فِي أنّه يُقَال بالضَّمّ والفتحِ مَصْدَراً، وَلَيْسَ كَذَلِك. قلتُ: وَهَذَا ظاهرٌ، وَقد صرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ وغيرُه. والقَبَلُ مُحَرَّكَةً: نَشَزٌ من الأرضِ يَسْتَقبِلُكَ، أَو من الجبلِ، يُقَال: رَأَيْتُ فلَانا بذلك القَبَلِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للجَعدِيِّ:
(خَشْيَةَ اللهِ وأنِّي رجُلٌ ... إنّما ذِكْري كنارٍ فِي قَبَلْ)
أَو رأْسُ كُلِّ أَكَمَةٍ أَو جَبَلٍ، أَو المُرتفِعُ من أَصلِ الجبَلِ كالسَّنَد، يُقال: لنْزِلْ بِقَبَلِ هَذَا الجَبَلِ، أَي سفحِه. أَو مًجتَمَعُ رَمْلٍ، أَو جَبَلٍ. قَالَ أَبُو عَمروٍ: القَبَلُ: المَحَجَّةُ الواضِحَةُ. أَيضاً: لُطْفُ القابِلَةِ لإخراجِ الوَلَدِ. أَيْضا: الفَحَجُ، وَهُوَ أَن يتدانَى صَدْرُ القَدَمَيْنِ ويتباعَدَ عقباهما، كَمَا فِي الصحاحِ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: فِي قدَمَيهِ قَبَلٌ، ثمَّ حَنَفٌ، ثمَّ فَحَجٌ، وَفِي المحكَمِ: القَبَلُ: كالفَحَجِ بينَ الرَّجْلَيْنِ.
والقَبَلُ، فِي العينِ: إقبالُ السّوادِ على المَحْجِرِ، ويُقال: بل إِذا أَقبَلَ سَوادُهُ على الأَنفِ، قَالَه الليثُ، أَو هُوَ مِثلُ الحَوَلِ، أَو أَحسَنُ مِنْهُ، قَالَ أَبو نَصْرٍ، إِذا كانَ فِيهَا مَيْلٌ كالحَوَلِ، أَو هُوَ إقبالُ إِحْدَى الحَدَقَتَينِ على الأُخرى، أَو إقبالُها على المُوقِ، أَو إقبالُها على عُرْضِ الأَنْفِ، أَو)
إقبالُها على المَحْجِرِ، أَو هِيَ الَّتِي أَقبلَتْ على الحاجِبِ، عَن اللِّحيانِيِّ، أَو هُوَ إقبالُ نَظَرِ كلٍّ من العينينِ على صاحِبَتِها، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إقبالُ الحَدَقَتينِ على الأَنفِ.رأَيْتُ الهلالَ قَبَلاً، أَو كُلُّ شيءٍ أَوَّلَ مَا يُرى قَبَلٌ، وَفِي الحَدِيث فِي أَشراطِ السّاعَةِ: أَنْ يُرى الهِلالُ قَبَلاً، أَي يُرى ساعَةَ مَا يَطلُعُ لِعِظَمِه ووُضوحِه من غيرِ أَنْ يُتَطَلَّبَ. والقَبَلُ: جمعُ قَبَلَةٍ، مُحرَّكَةً، للفلَكَةِ. أَيضاً: ضَرْبٌ من الخَرَزِ يُؤَخَّذُ بهَا، يكونُ عندَ نسَاء الأَعرابِ، يَقُلْنَ فِي كلامِهِنَّ: يَا قَبَلَةُ اقْبَليه، وَيَا كَرارِ كُرِّيه، وأَنشدَ اللِّحيانِيُّ فِي القَبَل:
(جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ ... والدَّرْدَبيسِ مُقابَلاً فِي المَنْظَمِ)
كالقَبْلَةِ، بالفتحِ، وَبِه رُويَ أَيضاً: يَا قَبْلَة اقْبِلِيه. القَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: شيءٌ من عاجٍ مستديرٌ يتلأْلأُ) يُعلَّقُ فِي صدرِ المَرأَةِ، أَو الصَّبِيِّ أَو الفرَسِ، وقِيل: حَجَرٌ عريضٌ يُعلَّقُ على الخَيْلِ، تُدفَعُ بهَا العَيْنُ. ورأَيْتُهُ قَبَلاً، مُحرَّكَةً وبضَمَّتينِ، وكصُرَدٍ وكعِنَبٍ، وقَبَلِيّاً مُحرَّكَةً، مُشدَّدَة الياءِ، وقَبيلاً، كأَميرٍ، اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأُولى والثّانية والرّابعة: أَي عِياناً ومُقابَلَةً، وَفِي حديثِ أَبي ذَرٍّ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ بيدِهِ ثمَّ سوّاهُ قَبَلاً، وَفِي رِوَايَة: إنَّ اللهَ كلَّمَهُ قَبَلاً، أَي عِياناً ومُقابَلَةً لَا من وراءِ حِجابٍ، وَمن غير أَن يُوَلِّيَ أمرَهُ أَو كلامَهُ أَحداً من مَلَائكَته، وَقيل: قُبُلاً وقُبَلاً، أَي استِئنافاً واستِقبالاً، وقِبَلاً وقَبَلاً: أَي مُقابَلَةً ومُشاهَدَةً، وَقَالَ الزّجّاجُ: كلُّ مَا عاينتَه قلتَ فِيهِ: أَتاني قَبَلاً، أَي مُعايَنَةً، وكُلُّ مَا استقبلَكَ فَهُوَ قَبَلٌ، وَفِي التَّنزيلِ الْعَزِيز: وحَشَرْنا عليهِمْ كُلَّ شيءٍ قِبَلاً أَي عِياناً، ويُقرأُ: قُبُلاً، أَي مُستقْبَلاً، وَكَذَا قولُه تَعَالَى: أَو يأْتيَهُمُ العَذابُ قِبَلاً، أَي عِياناً، وقُرئَ أَيضاً: قُبُلاً، أَي مُقابلَةً، قَالَه الزَّجّاجُ. ولِي قِبَلَه مالٌ، بِكَسْر القافِ، أَي مَعَ فتح المُوَحَّدَةِ، قَالَ شيخُنا: فِيهِ مخالفةٌ لاصطلاحِ ضَبْطِهِ المَشهورِ، فإنَّه يَكْفِي لَو أَنَّه قَالَ بالكسرِ، فتأَمَّلْ، انْتهى.
قلتُ: لَو قَالَ بِالْكَسْرِ لظُنَّ أَنَّه بسُكونِ ثَانِيه كَمَا هُوَ اصْطِلاحُه، ولكنَّه أَظهرَ الضَّبْطَ لِيُعلَمَ أَنَّ مَا بعدَه مُتحرِّكٌ، وَكَذَا لي قِبَلَ فلانٍ حَقٌّ: أَي عِنْده، وقِبَلَ يكونُ لمّا وَلِيَ الشيءَ، تقولُ: ذهبَ قِبَلَ السُّوقِ، ولِي قِبَلَكَ مالٌ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُجْرِيَ مَجرى: على، إِذا قلتَ: لي عليكَ مالٌ، وَيُقَال: أَصابَني هَذَا الأَمرُ من قِبَلِهِ: أَي من تِلقائه، من لَدُنْهُ، لَيْسَ من تِلقاءِ المُلاقاةِ لَكِن على مَعنى مِنْ عندِه، قَالَه الليثُ. وَمَا لي بِهِ قِبَلٌ، كعِنَبٍ، أَي طاقَةٌ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بهَا أَي لَا طاقَةَ لَهُم بهَا وَلَا قدرَةَ لَهُم على مُقاومَتِها. والقَبيلُ، كأَميرٍ: الكَفيلُ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وحَشَرْنا علهِم كُلَّ شيءٍ قَبيلاً فِي قراءَةِ مَن قرأَ، ويكونُ المَعنى لَو حُشِرَ عَلَيْهِم كُلُّ شيءٍ فَفَلَ لهُم بصِحَّةِ مَا يقولُ مَا كَانُوا لِيؤمِنوا. والقَبيلُ: العريفُ. أَيضاً: الضّامِنُ، وَهُوَ قريبٌ من معنى الكَفيلِ، وجَمعُ الكُلِّ قُبُلٌ وقُبَلاءُ. وَقد قَبَلَ بِهِ كنَصَرَ وسَمِعَ وضَرَبَ، الثانيةُ نقلهَا الصَّاغانِيُّ، يَقْبُلُ ويَقْبِلُ قَبالَةً، بِالْفَتْح: كَفَلَهُ وضَمِنَه، قالَ:(إنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا ... فاقْبَلي يَا هِنْدُ، قَالَت: قدْ وَجَبْ)
قَالَ أَبو نَصْرٍ: اقْبَلي مَعناهُ كوني أَنتِ قَبيلاً، قَالَ اللِّحيانِيُّ: وَمن ذلكَ قيلَ: كتَبْتُ عَلَيْهِم القَبالَةَ، ويُقال: نحنُ فِي قِبالَتِهِ، بالكسْرِ: أَي عَرافَتِه. وقَبَّلْتُ العامِلَ العملَ تَقَبُّلاً، وَهَذَا نادرٌ لِخُرُوجِهِ عَن الْقيَاس، والاسمُ القُبالَة. وتقَبَّلَه العاملُ تَقبيلاً، وَهُوَ نادرٌ أَيضاً لِخُرُوجِهِ عَن القياسِ، وَحكى بعضٌ وُرودَهُما على القياسِ: قَبَّلْتُهُ إيّاهُ تَقبيلاً، وتقَبَّلَهُ تَقَبُّلاً. وَفِي الأَساسِ: وكُلُّ مَنْ تَقَبَّلَ بشيءٍ) مُقاطَعَةً وكُتِبَ عَلَيْهِ بذلكَ الكتابُ فعَملَه القِبالَةُ، والكِتابُ المَكتوبُ عَلَيْهِ هُوَ: القَبالَة، انْتهى. وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاسٍ: إيّاكُمْ والقَبالاتِ فإنَّها صَغارٌ، وفَضْلُها رِباً، هُوَ أَن يَتَقَبَّلَ بخَراجٍ أَو جِبايَةٍ أَكثرَ مِمّا أَعطى فذلكَ الفَضْلُ رِباً، فإنْ تَقَبَّلَ وزَرَعَ فَلَا بأْسَ. والقَبيلُ: الزَّوجُ. أَيضاً: الجَماعَةُ، تكونُ من الثلاثةِ فصاعِداً من أَقوامٍ شَتّى، كالزَّنْجِ والرُّومِ والعرَبِ، وَقد يكونونَ من نَجْرٍ واحِدٍ، وَفِي بعضِ الأُصولِ: من نَحوٍ واحِدٍ، ورُبَّما كَانُوا بني أَبٍ واحِدٍ، كالقبيلَةِ، ج: قُبُلٌ، كعُنُقٍ.
واستعمَلَ سيبويهِ القَبيلَ فِي الجَمعِ والتَّصْغيرِ وغيرِهما من الأَبوابِ المُتشابِهَةِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وحَشَرْنا علَيْهِمْ كُلَّ شيءٍ قُبُلاً قَالَ الأَخفَشُ: أَي قَبيلاً قَبيلاً، وَقَالَ الحسنُ البَصرِيُّ: أَي عِياناً. وقيلَ فِي قولِهِم: مَا يَعرِفُ قَبيلاً من دَبيرٍ: أَي مَا أَقْبَلَتْ بِهِ المَرأَةُ من غَزْلِها حينَ تفتِلُه، مِمّا أَدْبَرَتْ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ أَبو عَمروٍ: القَبيلُ: طاعَةُ الرَّبِّ تَعَالَى، والدَّبيرُ: مَعصِيَتُه. قَالَ المُفَضَّلُ: القَبيلُ: فَوْزُ القِدْحِ فِي القِمارِ، والدَّبيرُ: خَيْبَتُه.وَكَذَلِكَ قَبائلُ القَدَحِ والجَفْنَةِ إِذا كانتْ على قِطعتَيْن أَو ثَلَاث قِطَع، وَيُقَال: كادتْ تصَدَّعُ قَبائلُ رَأْسِي من الصُّداع، وَهِي شُعَبُه، وَقَالَ الليثُ: قَبيلَةُ الرَّأْس: كلُّ فِلْقَةٍ قد قُوبِلَتْ بالأُخرى، وَكَذَلِكَ قَبائلُ بعضِ الغُروب، والكثرةُ لَهَا قَبائلُ. مِنْهُ، أَي من معنى قَبائلِ الرَّأْس، وَفِي الصِّحاح: وَبهَا سُمِّيت قَبائلُ العرَب، قَالَ شيخُنا: ظاهرُه أنّه مَجازٌ فِيهَا، وصرَّحَ غيرُه بخِلافِه، فادَّعى الاشتِراكَ، وميلُ الراغبِ وَجَمَاعَة كالزَّمَخْشَرِيّ، كَمَا قَالَه المُصَنِّف، واحدُهم قَبيلَةٌ، قَالَ شيخُنا: الأَوْلى واحدُها أَي القَبائل، ويجوزُ كونُه واحدَ القَبيلِ، وَعَلِيهِ فَهُوَ اسمُ جِنسٍ جَمْعِيٍّ، وعَلى كلٍّ فالتعبيرُ بواحدِهم غيرُ صوابٍ، انْتهى. وَقَالَ أَبُو العبَاس: أُخِذَتْ قَبائلُ العربِ من قَبائلِ الرأسِ لاجتِماعِها، وجَماعتُها الشُّعَبُ، والقَبائلُ دُونَها، واشتقَّ الزَّجَّاجُ القَبائلَ من قَبائلِ الشجرةِ، وَهِي أغصانُها، وهم بَنو أبٍ واحدٍ، أَو بَنو آباءٍ مُختلِفةٍ أَو أَعَمُّ، أَو قَبيلُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه، أَو نَوْعُه، سَوَاء كَانُوا من نَسْلِه أَو لَا، قَالَه شيخُنا، وَفِي التَّهْذِيب: أما القَبيلةُ فَمن قَبائلِ العربِ وسائرِهم من النَّاس، قَالَ ابنُ الكَلبيِّ: الشَّعْبُ: أَكْبَرُ من القَبيلةِ، ثمّ القَبيلةُ، ثمّ العِمارَةُ، ثمّ البَطنُ، ثمّ الفَخِذ، قَالَ الزَّجَّاج: القَبيلَة: من ولَدِ إسماعيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، كالسِّبْطِ من ولَدِ إسحاقَ عَلَيْهِ السَّلَام، سُمُّوا بذلك ليُفَرَّقَ بَينهمَا، وَمعنى القَبيلَةِ من ولدِ إِسْمَاعِيل معنى الجماعةِ، يُقَال لكلِّ جماعةٍ من واحدٍ قَبيلَةٌ، وَيُقَال لكلِّ جمعٍ من شيءٍ واحدٍ: قَبيلٌ، قَالَ الله تَعالى: إنّه يراكُم هُوَ وقَبيلُه، أَي هُوَ وَمن كَانَ من نَسْلِه. منَ المَجاز: القَبيلَة: سَيْرُ اللِّجامِ، يُقَال: لِجامٌ حسَنُ القَبائلِ: أَي السُّيُور، قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(تُرْخي العِذارَ وإنْ طالَتْ قَبائِلُهُ ... عَن حَشْرَةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخَةِ الصَّفِرِ) القَبيلَة: صَخْرَةٌ على رأسِ البِئرِ، والعُقابان: دِعامتا القَبيلةِ من جَنَبَتيْها يُعَضِّدانِها، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هِيَ القَبيلةُ والمَنْزَعةُ، وعُقابُ البئرِ حيثُ يقومُ الساقي. القَبيلة: اسمُ فرَسٍ، سُمِّيت بذلك على التفاؤلِ، كأنّها إنّما تحملُ قَبيلَةً، أَو كَانَ الفرِسُ عَلَيْهَا يقومُ مَقامَ القَبيلَة، وَهُوَ اسمُ فرَسِ الحُصَيْنِ بن مِرْداسٍ الصَّمُوتِيِّ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي المُحكم: مِرْداسُ بن حُصَيْنٍ جاهِليّ، وأنشدَ لَهُ:
(قَصَرْتُ لَهُ القَبيلَةَ إذْ تَجَهْنا ... وَمَا ضاقَتْ بشِدَّتِهِ ذِراعي)
قَصَرْتُ: أَي حَبَسْتُ، وَأَرَادَ: اتَّجَهْنا. وأَقْبَلَ إقْبالاً وَقَبَلاً، عَن كُراعٍ واللِّحْيانيِّ، والصحيحُ أنّ القَبَلَ الاسمُ، والإقْبالُ المصدرُ، وَهُوَ ضِدُّ أَدْبَرَ، قَالَت الخَنساءُ:)
(تَرْتَعُ مَا غَفَلَتْ حَتَّى إِذا ادَّكَرَتْ ... فإنّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ)
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جَعَلَها الإقْبالَ والإدْبارَ على سَعَةِ الْكَلَام، قَالَ ابنُ جِنِّي: والأحسنُ فِي هَذَا أَن يَقُول: كأنّها خُلِقَتْ من الإقبالِ والإدبار، لَا على أنْ يكونَ من بابِ حَذْفِ المُضاف، أَي هِيَ ذاتُ إقْبالٍ وإدبار، وَقد ذَكَرَ تعليلَه فِي قولِه عزَّ وجلَّ: خُلِقَ الإنْسانُ من عَجَلٍ. وأَقْبَلَ مُقْبَلاً، بالضَّمّ وفتحِ الْبَاء، وَلَو قالَ كمُكْرَمٍ أصابَ المحزّ، أَي قَدِمَ، كأدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ، وَمِنْه حديثُ الحسَن: أنّه سُئِلَ عَن مُقْبَلِه من الْعرَاق، أَي قَدْمَتِه. وأَقْبَلَ الرجلُ: عَقَلَ بعدَ حَماقَةٍ، عَن الفَرّاءِ هَكَذَا فِي العُباب، وَالَّذِي فِي التهذيبِ عَن الفَرّاء: اقْتَبلَ الرجلُ: كاسَ بعد حماقةٍ، فانظرْ ذَلِك. وقَبَلَ على الشيءِ يَقْبِلُ قَبْلاً وأَقْبَلَ عَلَيْهِ بوَجهِه: إِذا لَزِمَه وأَخَذَ فِيهِ. وأَقْبَلْتُه الشيءَ: جعلتُه يَلِي قُبالَتَه أَي تُجاهَه. وقابلَه مُقابلَةً: واجهَه. قابَلَ الكتابَ بالكتابِ: عارَضَه بِهِ مُقابلَةً وقِبالاً. وَقَالَ الليثُ: إِذا ضَمَمْتَ شَيْئا إِلَى شيءٍ قلتَ قابَلْتُه بِهِ. وشاةٌ مُقابَلَةٌ، بفتحِ الْبَاء: قُطِعَتْ من أُذُنِها قِطعةٌ، لم تُبَنْ، وتُرِكَتْ مُعَلَّقَةً من قُدُمٍ فغنْ كَانَت من أُخُرٍ فَهِيَ مُدابَرَةٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: ناقةٌ مُقابَلَةٌ: إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذُنِها وفُتِلَتْ كأنّها زَنَمَةٌ، وَكَذَلِكَ الشاةُ، وَقيل: المُقابَلَة: الناقةُ الَّتِي تُقْرَضُ قَرْضَةً من مُقَدَّمِ أُذُنِها مِمَّا يَلِي وَجْهَها، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ، وَفِي الحَدِيث: أنّه نهى أَن يُضَحّى بشَرْقاءَ أَو خَرْقَاءَ أَو مُقابَلةٍ أَو مُدابَرةٍ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: المُقابَلةُ أَن يُقطَعَ من طرَفِ أذُنِها شيءٌ ثمّ يُتركَ مُعَلَّقاً لَا يَبينُ كأنّه زَنَمَةٌ. وَتَقَابَلا: تواجَها واستقبلَ بعضُهم بَعْضًا، وقَوْله تَعالى: إخْواناً على سُرُرٍ مُتَقابِلين، جاءَ فِي التَّفْسِير: أنّه لَا ينظرُ بعضُهم فِي أَقْفَاءِ بعضٍ. ورجلٌ مُقابَلٌ، بفتحِ الْبَاء: كريمُ النَّسَبِ من قِبَلِ أَبَوَيه، وَقد قُوبِلَ، قَالَ:
(إنْ كنتَ فِي بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤولَةً ... فَأَنا المُقابَلُ فِي ذَوي الأعْمامِ)
وَقَالَ اللِّحيانيّ: المُقابَل: الكريمُ مِن كِلا طَرَفَيْه، وَقَالَ غَيره: رجلٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: إِذا كَانَ كريمَ الطَّرفَيْنِ من قِبَلِ أَبِيه وأمِّه، وَهُوَ مَجاز. واقْتَبلَ أَمْرَه: اسْتَأْنَفَه، وَمِنْه رجلٌ مُقْتَبَلُ الشَّبَاب، بالفَتْح، أَي بفتحِ الْبَاء: لم يظهرْ فِيهِ أثَرُ كِبَرٍ كأنّه يَسْتَأنِفُ الشبابَ كلَّ ساعةٍ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبُو كبيرٍ الهُذَليُّ:
(ولرُبَّ مَن طَأْطَأتَهُ بحَفيرَةٍ ... كالرُّمْحِ مُقْتَبَلِ الشبابِ مُحَبَّرِ)
واقْتَبلَ الخُطبَةَ: ارْتَجلَها من غيرِ أَن يُعِدَّها، وَكَذَلِكَ الكلامَ. والقَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الجُشار، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: الخُبّاز، بالخاءِ المَضمومةِ وفتحِ الموَحَّدةِ الثقيلةِ وآخِرُه زَاي، كَمَا هُوَ نصُّ)
أبي حَنيفةَ الدِّينَوَرِيِّ فِي كتابِ النَّبَات. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عُمرَ بن حَفْصِ بن الحَكَمِ الثَّغْريّ، روى عَن هِلالِ بن العَلاء، وَمُحَمّد بن عبدِ العزيزِ بن المُبارَك، وَعنهُ أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن سَلْيَمانَ الْبَزَّار الدمشقيُّ، وَأَبُو الفَتحِ الأَزْدِيُّ المَوْصِليُّ، قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيفٌ جدا، وَأَبُو يعقوبَ، ذَكَرَه الصَّاغانِيّ فِي العُباب، القَبَلِيّانِ مُحَرَّكَةً مُحدِّثان، وفاتَه القَاضِي أحمدُ بنُ الحسَنِ القَبَليِّ، عَن الإسماعيليِّ، وَعنهُ أَبُو مُحَمَّد الشَّعْبيّ، بَقِي عَلَيْهِ أنّه لم يذكرْ أنّ هَذِه النسبةِ إِلَى أيِّ شيءٍ، وربّما يُتَوهَّمُ من سِياقِه أنّها إِلَى القَبَلَةِ الَّذِي هُوَ النباتُ الْمَذْكُور، وَلَيْسَ كَذَلِك، والصحيحُ أنّها نِسبةٌ إِلَى القَبائلِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا أَضَفْتْ إِلَى جميعٍ فإنّكَ تُوقِعُ الإضافةَ على واحدِه الَّذِي كُسِّرَ عَلَيْهِ، ليُفْرَق بَينه إِذا كَانَ اسْما لشيءٍ، وبينَه إِذا لم يُرَدْ بِهِ إلاّ الجَمعُ، فَمِنْهُ قولُ العربِ فِي رجلٍ من القَبائلِ: قَبَلِيٌّ، مُحَرَّكَةً، وَفِي المرأةِ: قَبَلِيَّةٌ، كَذَا فِي اللُّبابِ للبَلْبيسيِّ. يُقَال: لَا أُكَلِّمُكَ إِلَى عَشْرٍ من ذِي قِبَلٍ كعِنَبٍ وجبَلٍ، وَمن ذِي عِوَضٍ وَعَوَضٍ، وَمن ذِي أُنُفٍ: أَي فِيمَا أَسْتَأنِفُ وأَسْتَقبِلُ، وَذَكَر الوَجهَيْنِ الفَرّاءُ، واقتصرَ ثعلبٌ على التحريكِ، واستدركَ عَلَيْهِ شُرّاحُه كعِنَبٍ. أَو معنى المُحَرَّكَةً لَا أُكَلِّّمُكَ إِلَى عَشرٍ تَسْتَقبلُها، وَمعنى المَكسورةِ القافِ لَا أُكَلِّمُكَ إِلَى عَشرٍ ممّا تُشاهدُه من الأيّامِ أَي فِيمَا تَسْتَقبِل. والقَبُول، بالفَتْح، وَقد يُضَمُّ وَهَذَا عَن ابْن الأَعْرابِيّ: الحُسنُ والشّارَةُ، وَمِنْه قولُ نَديمِ المأمونِ العَبّاسيّ فِي الحَسَنَيْنِ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا: أمُّهما البَتُول، وأبوهما القَبُول رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُم، وَهُوَ من قولِهم: فلانٌ عَلَيْهِ القَبُول: إِذا قَبِلَتْه النَّفسُ، وتقدّمَ قولُ أيُّوبَ بنِ عبايَةَ قَرِيبا. والقَبُول: أَن تَقْبَلَ العَفوَ والعافيةَ وغيرَ ذَلِك، وَهُوَ اسمٌ للمصدر، قد أُميتَ فِعلُه، نَقله ابنُ سِيدَه. والقَبُول أَيْضا مصدرُ قَبِلَ القابِلُ الدَّلوَ كعَلِمَ، وَهُوَ أَي القابِلُ الَّذِي يأخذُها من الساقي، وضِدُّه الدّابِرُ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وقابِلٌ يَتَغَنَّى كلَّما قَدَرَتْ ... على العَراقي يداهُ قائِماً دَفَقَا)
والجمعُ قَبَلَةٌ، وَقد قَبِلَها قَبُولاً، عَن اللِّحْيانيِّ، وَفِي الحَدِيث: رَأَيْتُ عُقَيْلاً يَقْبِلُ غَرْبَ زَمْزَم، أَي يَتَلَقَّاها فيأخذُها عِنْد الاستِقاء. قَالَ شَمِرٌ: قُصَيْرى قِبالٍ، ككِتابٍ: حَيّةٌ خَبيثَةٌ تَقْتُلُ على المكانِ، هَكَذَا سمّاها أَبُو الدُّقَيْشِ، قَالَ: وَأَزَمتْ بفِرْسِنِ بِعِيرٍ فماتَ مكانَه، وسمّاها أَبُو خَيْرَةَ: قُصَيْرى، وَقد ذُكِرَ فِي قصر. وَقَبَلٌ، مُحَرَّكَةً: جبَلٌ، وبزِنَتِه أَي هُوَ على وَزْنِه قربَ دُومَةِ الجَندَلِ، كَمَا فِي العُباب. قَبَلَةُ بهاءٍ: د، قربَ الدَّرَبَنْدِ كَمَا فِي العُباب، والدَّربَنْدُ هُوَ بابُ الْأَبْوَاب. قُبْلى كحُبْلى: ع بَين عُرَّبٍ والرّيّانِ، هَكَذَا فِي النسخِ عُرَّب بالراء، والصوابُ غُرَّب بالغينِ الْمُعْجَمَة)
كسُكَّرٍ، وَهُوَ جبلٌ نَجْدِيٌّ من ديارِ كِلابٍ، والرَّيَّان: وادٍ بحِمى ضَرِيَّةَ، من أرضِ كلابٍ.
والقابِل: مَسْجِدٌ كَانَ عَن يسارِ مسجدِ الخَيْف. والمَقْبول، والمُقَبَّل، كمُعَظَّمٍ: الثوبُ المُرَقَّع، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ أَيْضا المُرَدَّم، والمُلَبَّد، والمَلْبود. والقِبْلِيَّة، بالكَسْر وبالتحريكِ، وعَلى الأوّلِ كأنّه مَنْسُوبٌ إِلَى القِبْلَةِ، وعَلى الثَّانِي إِلَى قَبَلٍ مُحَرَّكَةً وَهِي ناحيةٌ من ساحلِ البحرِ بَينهَا وَبَين المدينةِ خمسةُ أيّام، وَقيل: ناحيةٌ من نواحي الفُرْعِ بَين نَخْلَةَ والمدينةِ على ساكنِها أفضلُ السَّلَام، وَمِنْه الحَدِيث: أنّه أَقْطَعَ بلالَ بنَ الحارثِ معادِنَ القَبَلِيَّةِ جَلْسِيَّها وَغَوْرِيَّها. وعَلى الضبطِ الأخيرِ اقتصرَ ابنُ الأثيرِ والصَّاغانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وغيرُهم، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هَذَا هُوَ المَحفوظُ فِي الحَدِيث، قَالَ: وَفِي كتابِ الأمْكِنَة: مَعادِنُ القِلَبَة، بكسرِ القافِ وَبعدهَا لامٌ مفتوحةٌ ثمّ باءٌ، واللهُ أعلم. قلتُ: وكأنّ المُصَنِّف عَنَى بقولِه بالكَسْر إِلَى هَذَا فصَحَّفَ وحَرَّفَ، وَهُوَ ليسَ من هَذَا البابِ إنّما محَلُّه الباءُ، وَذَلِكَ لأنِّي مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً من المُحدِّثينَ ضَبَطَ فِي الحديثِ القِبْلَيَّة بالكَسْر، فتأمَّلْ ذَلِك. وقَوْله تَعالى: واجعَلوا بُيوتَكم قِبْلَةً أَي مُتَقابِلَةً، أَي يُقابِلُ بعضُها بَعْضًا، هَكَذَا أخرجَه ابنُ أبي حاتمٍ عَن ابنِ عبّاسٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُمَا، وأخرجَ ابنُ جَريرٍ وابنُ مَرْدُوَيْه عَن ابنِ عبّاسٍ، قَالَ: اجعَلوها مَسْجِداً، حَتَّى تُصَلُّوا فِيهَا، وَعنهُ أَيْضا من طريقٍ آخر: أُمِروا أَن يتَّخِذوا فِي بيوتِهم مَساجِدَ، وأخرجَ أَبُو الشَّيْخ عَن أبي سِنانٍ قَالَ: قِبَلَ الكَعبَةِ، وذكرَ أنّ آدَمَ فَمن بعدَه كَانُوا يُصَلُّونَ قِبَلَ الكَعبةِ، وَهَذَا القولُ الَّذِي اعتمدَه البَيْضاوِيُّ، وفسَّرَ الآيةَ بِهِ، والأوّلُ أشهرُ. قُبَلُ، كصُرَدٍ: ع، عَن كُراعٍ. وسمَّوْا مُقْبِلاً، كمُحْسِنٍ، مِنْهُم: تَميمُ بن أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ، أحدُ شُعراءِ الجاهليّةِ مُخَضْرمٌ عاشَ مائَة وعِشرينَ سنة، ذَكَرَه المُصَنِّف فِي ع ور. وَمُحَمّد بنُ مُقْبِلٍ الحلَبيُّ: أحدُ المُعَمِّرين مُلْحِقُ الأحْفادِ بالأجداد، آخِرُ أصحابِ الصَّلاحِ بن أبي عمر، حدَّثَ عَنهُ السَّخاوِيُّ بحلَبَ، والسيُوطيُّ، وعبدُ الحقِّ السُّنْباطيّ، وَزَكَرِيّا، إجَازَة.
قابِلاً، مثل صاحِبٍ، وقَبيلاً، مثل أميرٍ، وَهَذَا قد تقدّمَ لَهُ، فَهُوَ تَكْرَارٌ، قَبُولاً مثل صَبُورٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قُبُلُ المرأةِ: فَرْجُها، كَمَا فِي المُحكم، وَفِي حديثِ ابنِ جُرَيْجٍ: قلتُ لعَطاءٍ: مُحْرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امرأتِه، فَقَالَ: إِذا وَغَلَ إِلَى مَا هنالكَ فَعَلَيهِ دمٌ القُبُل، وَهُوَ بضمّتَيْن: خِلافُ الدُّبُر، وَهُوَ الفَرْجُ من الذَّكَرِ والأُنثى، وَقيل: هُوَ للْأُنْثَى خاصّةً، وَوَغَلَ، إِذا دَخَلَ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وَوَقَعَ السَّهمُ بقُبُلِ الهدَفِ، وبدُبُرِه: أَي من مُقَدَّمِه وَمن مُؤَخَّرِه. وَيَقُولُونَ: مَا أنتَ لَهُم فِي قِبالٍ وَلَا دِبارٍ: أَي لَا يَكْتَرِثونَ لكَ، قَالَ الشاعرُ:)
(وَمَا أنتَ إنْ غَضِبْتَ عامِرٌ ... لَهَا فِي قِبالٍ وَلَا فِي دِبارِ)
وَمَا لهَذَا الأمرِ قِبْلَةٌ، بالكَسْر: أَي جِهةُ صِحّةٍ، وَهُوَ مَجاز. وقُبِلْنا: أصابَنا رِيحُ القَبُولِ. وأَقْبَلْنا: صِرْنا فِيهَا. وَقَبَلتِ المكانَ: اسْتقبلَتْه. وقَبِلْتُ الخَبرَ كعَلِمَ: صَدَّقْتُه. والقُبْلُ بالضَّمّ: إقبالُكَ على الإنسانِ كأنّكَ لَا تريدُ غيرَه. واسْتَقْبلَه: حاذاه بوَجهِه، وَفِي الحَدِيث: لَا تَسْتَقبِلوا الشَّهرَ اسْتِقْبالاً، يَقُول: لَا تَقَدَّموا رمضانَ بصيامٍ قَبْلَه. وَفِي حديثِ الحَجِّ: لَو اسْتَقبلْتُ من أَمْرِي مَا اسْتدبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ، أَي لَو عَنَّ لي هَذَا الرأيُ الَّذِي رأيتُه أخيراً، وأمرْتُكُم بِهِ فِي أوّلِ أَمْرِي لما سُقْتُ الهَدْيَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الأَقْبال: مَا اسْتَقبلَكَ من مُشْرِفٍ، الواحدُ قَبَلٌ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: قَالَ رجلٌ من رَبيعةَ بن مالكٍ: إنّ الحَقَّ بقَبَلٍ، فَمَنْ تعَدَّاه ظَلَم، وَمن قَصَّرَ عَنهُ عَجَز، وَمن انْتهى إِلَيْهِ اكتَفى، قَالَ: بقَبَلٍ أَي يتَّضِحُ لَك حيثُ ترَاهُ. وقَبَّحَ اللهُ مَا قَبَلَ وَمَا دَبَرَ، وبعضُهم لَا يقولُ مِنْهُ فَعَلَ. وأَقْبَلَت الأرضُ بالنباتِ: جاءَتْ بِهِ. وَيُقَال: هَذَا جاري مُقابِلي ومُدابِري، قَالَ: حَمَتْكَ نَفْسِي مَعَ جاراتي مُقابِلاتي ومُدابِراتي وناقةٌ ذاتُ إقْبالَةٍ وإدْبارَةٍ، وإقْبالٍ وإدْبارٍ، عَن اللِّحيانيِّ: إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذُنِها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأنّها زَنَمَةٌ، والجِلْدَةُ المُعلَّقةُ هِيَ الإقْبالَةُ والإدبارَةُ، وَيُقَال لَهَا القِبالُ والدِّبار، والقُبْلَة والدُّبْرَة.
والقَبيل: أسفلُ الأُذُن، والدَّبير: أَعْلَاهَا. وَفِي الحَدِيث: ثمّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأرضِ، أَي المحَبَّةُ والرِّضا وَمَيْلُ النَّفسِ إِلَيْهِ. وتقَبَّلَه النَّعيمُ: بدا عَلَيْهِ واسْتَبانَ فِيهِ، قَالَ الأخْطَل:
(لَدْنٍ تقَبَّلَهُ النَّعيمُ كأنّما ... مُسِحَتْ تَرائِبُه بماءٍ مُذْهَبِ)
وأَقْبَلَه وأَقْبَلَ بِهِ: إِذا راوَدَه على الأمرِ فَلم يَقْبَلْه. وَقَبَلت الماشيةُ الواديَ: اسْتَقبلَتْه، وأَقْبَلْتُها إيّاه، فَيَتَعدَّى إِلَى مَفْعُولٍ، وَمِنْه قولُ عامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً ... ولأُقْبِلَنَّ الخَيلَ لابَةَ ضَرْغَدِ)
وأَقْبَلْنا الرِّماحَ نحوَ القومِ، وإبلَه أَفْوَاهَ الْوَادي: أَسْلَكَها إيّاها. وَهَذِه الكلمةُ قِبالَ كلامِكَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، ينصِبُه على الظَّرْفِ، وَلَو رَفَعَه على المُبتدأِ والخبَرِ لجازَ، وَلَكِن رواهُ عَن العربِ هَكَذَا، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: هَذِه كلمةٌ قِبالَ كَلِمَتِكَ، كقولِك: حِيالَ كَلِمَتِكَ. وَحكى أَيْضا: اذْهبْ بِهِ فَأَقْبِلْه الطَّرِيق: أَي دُلَّه عَلَيْهِ، واجْعلْه قِبالَهُ. وأَقْبَلْتُ المِكْواةَ الداءَ: جَعَلْتُها قُبالَتَه، قَالَ ابنُ أَحْمَر:)
(شَرِبْتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً ... وأَقْبَلْتُ أَفْوَاهَ العُروقِ المَكاوِيا)
وكُنّا فِي سَفَرٍ فَأَقْبَلْتُ زَيْدَاً وأَدْبَرْتُه: أَي جَعَلْتُه مرّةً أَمَامِي ومرّةً خَلْفِي فِي الْمَشْي. وقَبَلْتُ الجبلَ مرّةً ودَبَرْتُه أُخرى. وقَبائلُ الرَّحْل: أَحْنَاؤُه المَشْعوبُ بعضُها إِلَى بعضٍ. وقَبائلُ الشجرةِ: أغصانُها. وكلُّ قِطعةٍ من الجِلدِ قَبيلَةٌ.ورأيتُ قَبائلَ من الطَّيرِ: أَي أصنافاً من الغِرْبانِ وغيرِها، وَهُوَ مَجاز، قَالَ الرَّاعِي:
(رَأَيْتُ رُدَافى فَوْقَها من قَبيلَةٍ ... منَ الطَّيْرِ يَدْعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ)
يَعْنِي الغِرْبانَ فَوق الناقةِ. وثوبٌ قَبائلُ: أَي أَخْلاقٌ، عَن اللِّحْيانِيّ، وأتانا فِي ثوبٍ لَهُ قَبائِلُ: أَي رِقاعٌ، وَهُوَ مَجاز. والقَبَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الرِّشاءُ والدَّلْوُ وأداتُها مَا دامَتْ على البئرِ يُعمَلُ بهَا، فَإِذا لم تكن على البئرِ فليستْ بقَبَلَةٍ. والمُقْبِلَتانِ: الفاسُ والمُوسى. وَقَالَ الليثُ: القِبال، بالكَسْر: شِبهُ فَحَجٍ وتَباعُدٍ بَين الرِّجلين، وأنشدَ: حَنْكَلَةٌ فِيهَا قِبالٌ وَفَجَا وَيُقَال: مَا رَزَأْتُه قِبالاً وَلَا زِبالاً، وَقد ذُكِرَ فِي زبل. ورجلٌ مُنْقَطِعُ القِبال: سَيِّئُ الرأيِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وقَبُلَ الرجلُ، ككَرُمَ: صارَ قَبيلاً، أَي كَفيلاً. واقْتَبلَ الرجلُ من قِبَلِه كَلاماً فأجادَ، عَن اللِّحْيانِيّ، وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: إلاّ أَن يريدَ من قِبَلِه نَفْسِه. وَقَالَ ابنُ بُزُرْجٍ: قَالُوا: قَبِّلوها الريحَ: أَي أَقْبِلوها الرّيح، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقابِلوها الريحَ بِمَعْنَاهُ، فَإِذا قَالُوا: اسْتَقبِلوها الريحَ فإنّ أكثرَ كلامِهم اسْتَقبِلوا بهَا الرّيح. والقَبيل: خَرَزَةٌ شَبيهةٌ بالفَلْكَةِ تُعَلَّقُ فِي أَعْنَاقِ الخَيلِ. وَقَالَ أَبُو عمروٍ: يُقَال للخِرْقَةِ يُرقَعُ بهَا قَبُّ الْقَمِيص: القَبيلَةُ، وَالَّتِي يُرقَعُ بهَا صَدْرُه اللِّبْدَةُ. وَتَقَبَّلَ الرجلُ أَبَاهُ: إِذا أَشْبَهه، قَالَ الشَّاعِر:
(تقَبَّلْتُها مِن أُمَّةٍ ولطالَما ... تُنوزِعَ فِي الأسواقِ مِنْهَا خِمارُها) والأُمّةُ هُنَا الأُمّ. وأرضٌ مُقْبَلَةٌ، وأرضٌ مُدبَرَةٌ: أَي وَقَعَ المطرُ فِيهَا خِطَطاً وَلم يكن عامّاً.
ودابّةٌ أَهْدَبُ القُبالِ: كثيرةُ الشَّعَرِ فِي قُبالِها، أَي ناصِيَتِها وعُرْفِها لأنّهما اللذانِ يَسْتَقبِلانِ الناظِرَ، وَقد جاءَ فِي حديثِ الدَّجّال. وقُبالُ كلِّ شيءٍ: مَا اسْتَقبلَكَ مِنْهُ. وأَقْبَالُ الجَداوِل: أوائلُها ورُؤوسُها، جمع قُبْلٍ بالضَّمّ، وَقد يكونُ جمعَ قَبَلٍ مُحَرَّكَةً، وَهُوَ الكلأُ فِي مواضِعَ من الأرضِ.
وَأَبُو قَبيلٍ، حَيُّ بنُ هانِئٍ المَعافِرِيُّ المِصريُّ عَن عَبْد الله بن عمروٍ وعُقبَةَ بن عامرٍ، وَعنهُ الليثُ بن سَعدٍ وابنُ لَهيعَةَ وأهلُ مِصرَ، وَيحيى بنُ أيّوب، مَاتَ سنة وَكَانَ يُخطِئُ. قلتُ:)
وروى عَنهُ أَيْضا بَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: ووقعَ فِي العُباب: حيُّ بنُ عامرٍ المَعافِريّ، وَهُوَ غلَطٌ. والقَبَلِيَّةُ مُحَرَّكَةً من الناسِ مَا كَانُوا قَرِيبا من الرِّيف. والقَهْبَلَةُ: الوجهُ، والهاءُ زائدةٌ، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ فِي قهبل. ونقلَ شيخُنا عَن جماعةٍ أنّ قَبْلَ يُستعمَلُ بِمَعْنى دُونَ، وخَرَّجوا عَلَيْهِ قَوْله تَعالى: قَبْلَ أَن تَنْفَدَ كَلِمَاتُ ربِّي وحملَ عَلَيْهِ بعضُهم قولَ بَشّارٍ: والأُذُنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَينِ أَحْيَانًا انْتهى. والقابِلِيَّةُ: الاستعدادُ للقَبُول. وَأَبُو النجمِ المُبارَكُ بنُ الحَسَنِ الفرَضيُّ، عُرِفَ بابنِ القابِلَةِ، عَن قَاضِي المارِسْتان، وابنُه عبدُ الرحيمِ أجازَ لَهُ قَاضِي المارِسْتان مَسْمُوعاتِه، وحدَّثَ بسبعةِ ابنِ مُجاهِد عَن عليِّ بن عبدِ السَّيِّدِ بنِ الصَّبّاغِ، وأخوهُ أَبُو القاسمِ عُبَيْدُ الله، سَمِعَ من يحيى بن ثابتِ بنِ بُنْدار. والشيخُ نورُ الدينِ عليُّ بنُ قَبيلَةَ البَكْريُّ، أحَدُ الفُضَلاء، مُعاصِرُ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ. وعُبَيْدُ بن عبدِ الرحمنِ القَبائِليُّ شيخٌ لأبي عاصِمٍ النَّبيل. والقَبَلِيُّون: شِرْذِمَةٌ فِي ريفِ مِصر. والقُبَيْلَة، كجُهَيْنَةٍ: نوعٌ من الاعْتِمام. وقَبُولَةُ، بالفَتْح: حِصنٌ مَنيعٌ بالهِند، وَإِلَيْهِ يُنسَبُ شيخُنا العَلاّمةُ المُحدِّثُ الشيخُ نورُ الدينِ مُحَمَّد القَبُولِيُّ، مَاتَ بدِهْلَى سنة. والمُسْتَقْبَلُ عِنْد الصَّرْفِيِّين: الفِعلُ المُضارِع. وقَبَّلَتْه الحُمّى، وبشَفَتَيْهِ قُبْلَةُ الحُمّى، وَهُوَ مَجاز. وراشِدُ بنُ قِبالٍ، ككِتابٍ: خادمُ سعيدِ بن جُبَيْرٍ، روى عَنهُ بِشْرُ بن إِسْمَاعِيل. ومُقْبِلٌ كمُحسِنٍ: جبلٌ أَعْلَى عازِلَةَ، وَقد ذُكِرَ فِي عزل. وَأَمَةُ العَزيزِ مُقْبِلَةُ بنتُ عليٍّ البَزّازِ كمُحسِنَةٍ: حدَّثَتْ عَن أحمدَ بن مُبارَكِ بنِ دُرَّك. والقابُول: الساباط، والجمعُ القَوابيل، قَالَ صاحبُ المِصباح: هَكَذَا استعملَه الغَزاليُّ فِي كتُبِه وتَبِعَه الرافِعِيُّ، وَلم أَجِدْ لَهُ وَجْهَاً.
(قبل) ظرف للزمان السَّابِق أَو الْمَكَان السَّابِق (وضده بعد) وَهُوَ مُبْهَم لَا يفهم مَعْنَاهُ إِلَّا بِالْإِضَافَة لفظا مثل جَاءَ فَلَا قبل فلَان وداري قبل دَاره أَو تَقْديرا كَمَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لله الْأَمر من قبل وَمن بعد}
قبل
قَبْلُ: عَقِيْبُ بَعْدُ.
والقُبْلُ: خِلافُ الدُّبْرِ. وفَرْجُ المَرْأةِ. وإقْبَالُكَ على الإِنسانِ كأنَّكَ لا ترِيْدُ غيرَه. ويقولون: كيفَ أنْتَ لو أقْبِلَ قُبْلُكَ.
وأقْبَلَ فلانٌ: جاءَ مًستَقْبِلَكَ. وأقْبلْ قُبْلَكَ وقُبُلَكَ.
والقِبَلُ: الطاقَةُ، لا قِبَلَ لي به. والتًّلْقَاءُ، تقول: لَقِيْتُه قِبَلاً أي مُوَاجَهَةً. واسْتِيْنافُ الشيْءِ، افْعَلْ هذا من ذي قِبَلٍ: أي من ذي اسْتِينافٍ.
وقَوْلُه عَز َوجل: " وحَشَرْنا عليهم كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً " أي قَبِيلاً قَبِيلاً، وقيل: عِياناً يَسْتَقْبِلُونَ كذلك. وكلُّ جِيْلٍ من الناس والجِنِّ: قَبِيل.
والقَبِيْلةُ من قَبائل العَرَب: الثَّلاثَةُ فَصاعِداً، وجَمْعُه قُبُل.
وقَبِيْلةُ الرأس: كلُّ فِلْقَةٍ قد قُوبِلَتْ بالأخرى.
وكلُّ قِطْعَةٍ من الجِلْدِ: قَبِيلةٌ، وجَمْعُها قَبَايلً.
والكُرَةُ يُقال لها: قَبَايِلُ.
والإِقْبَالَةُ: الجِلْدَةُ المعَلَّقَةُ التي تُوْسَمُ بها الشاةُ. والمقَابَلَةُ: الشاةُ المَوْسُومَةُ بذلك.
وأتاني في ثَوْبٍ قَبِيْلَتَيْنِ: أي ذي لِفْقَيْنِ، وثَوْب قَبَايِلُ.
وشاةٌ قَبْلاءُ: أقْبَلَ قَرْناها على وَجْهِها.
والقِبَالُ: زِمَامُ النَّعْل، نَعْلٌ مَقْبُوْلَةٌ ومُقْبَلَةٌ. وأقْبَلْتُ النَّعْلَ: جَعَلْتَ لها قِبَالاً، فإِنْ شدَدْتَ قِبَالَها قُلْتَ: قَبَلْتُها. وهو - أيضاً -: شِبْهُ فَحَجٍ وتَبَاعُد ما بين الرِّجْلَيْنِ.
وقُبَالَةُ كلِّ شَيْءٍ: ما كانَ مُسْتَقْبِلَ شَيْءٍ.
والجِيرانُ مُقَابَلٌ ومُدَابَر. والقَبِيْلُ والدَّبِيْرُ: في فَتْل الحَبْل. والقَبِيْل: الأوَّل من الفَتْل.
وهو في قِبَالً ودِبَارٍ وإقْبَالً وإدْبَارٍ.
وأمْرٌ ليس له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ: أي لا يُعْرَفُ جِهَتُه.
ويقولون: " لا يَعْرِفُ قَبِيْلاً من دَبِيْرٍ " وهو ما أقْبَلَتْ به المَرْأةُ من غَزْلها حَتّى تَفْتِلَه.
وقال خالِدٌ لابْنِه: " واللَّهِ ما تُفْلِحُ العامَ ولا قابِلَ ولا قَبَائلَ ".
وشاةٌ مُقابَلَةٌ: قُطِعَ من أذُنِها قِطْعَةٌ فَتُرِكَتْ مُعَلًقَةً من قُدُمٍ.
وإذا ضَمَمْتَ شَيْئاً إلى شَيْءٍ فقد قابَلْتَه به.
وما قَبَلَ من الجَبَل وما دَبَرَ: في معنى أقْبَلَ وأدْبَرَ.
ويقولون: " خُذِ الأمْرَ بقَوابِلِه " أي باسْتِقبالِه.
والقابِلَةُ: هي اللَّيْلَةُ المًقْبِلةُ. وعامٌ قابِلٌ ومُقْبِلٌ.
والأقْبَلُ: الذي يمشي فَيَحْثي إحدى رِجْلَيْهِ على ظَهْرِ الأخْرى.
والقابِلَةُ: التي تَقْبَلُ الوَلَدَ عند الوِلادِ، والجميع القَوَابِلُ، ويُقال لها القَبِيْلُ والقَبُولُ.
والقَبَلُ في العَيْنِ: إقْبَالُ السَّوَادِ على المَحْجَرِ، وكذلك إذا أقْبَلَ سَوَاده على الأنْفِ. وما اسْتَقْبَلَكَ من أعْلى الجَبَل والأكَمَةِ. وقيل: هو سَفْحُ الجَبَل. والكَلأ في الدَّبْرَةِ من دِبَارِ الأرض، وجَمْعًه أقْبَالٌ. وقَبَلَ في الجَبَل يَقْبَلُ: إذا صَعِدَ فيه، فهو قابِلٌ.
والقَبُوْلُ من الرِّيْح: الصَّبَا؛ لأنَّها تَسْتَقْبِل الدَّبُوْرَ، وقَبَلَتِ الرِّيْحُ تَقْبُلُ قُبُوْلاً.
والقَبُوْلُ: أنْ تَقْبَلَ العَفْوَ وغَيْرَه. والتَّقَبُّلُ: قَبُوْلُ الشَّيْءِ. ورَجُلٌ مُقَابَلٌ: في شَرَفٍ وكَرَمٍ ومُقْتَبَلُ الشَّبَابِ: لم يُرَ فيه أثَرٌ من الكِبَرِ بَعْدُ.
وأقْبَلَتِ الإبلُ طَرِيْقَ كذا: إذا سَلَكَتْه. واسْتَقْبَلْتَ به يَسُوْقُكَ.
وأقْبَلتُ الإنَاءَ مَجْرى الماءِ ونحوِه.
ويُقال: اذْهَبْ فأقْبِلْهُ الطَّرِيقَ: أي دُلَّهُ عليه.
وقَبِيْلُ الرِّجُل والقَوْم: كَفِيله، وفِعْلُه القَبَالةُ، وضَمَانُه القَبَالَةُ، قَبَلْتُ به وقَبِلْتُ.
والقِبْلَةُ: قِبْلَةُ الصَّلاةِ لمُقَابَلَتِهم إيّاها.
وقولُه عَزَّ من قائلٍ: " واجْعَلوا بُيُوتَكم قِبْلَةً " أي مُتَقابِلًةَ.
واقْتَبَلَ فلانٌ الخُطْبَةَ: تَكَلَّم بها اخْتِراعاً من غَيْرِ اسْتِعدادٍ، وتَكًلّمَ فلانٌ قَبَلاً.
والقُبْلَةُ: معروفةٌ، والجميع القُبَلُ. وقُبْلَةُ الحُمّى: ما يَعْرِضُ في الفَم من بَثْرٍ.
والقَبَلُ في السَّقْي: أنْ تَشْرَبَ الإبلً ما في الحَوْض فاسْتُقِيَ على رُؤوسِها وهي تَشْرَبُ لئلاّ تُصِيْبَها العَيْنُ.
والقَبَلاتُ: نَصائبُ الحَوْض، الواحدة قبَلَةٌ. وهي - أيضاً -: الفَلْكَة البيضاءُ رُبَّما عُلَقَتْ على الدَوَابِّ لئلاّ تصِيْبَها العَيْنُ.
والقَبَلَةُ والقَبَلُ: من خَرَزَاتِ الأخذِ.
والقَبَلَةُ: شَيْءٌ من عاجٍ في صَدرِ المَرْأةِ أو الصَّبيِّ. والقَبَائلُ: أحْنَاءُ الرَّحْلَ.
وقَبَلُ الجَبَل: ضِدُّ دَبَرِه. وقَبَلَني: أي اسْتَقْبَلَني.

علم التفسير

علم التفسير
وهو: علم باحث عن معنى نظم القرآن، بحسب الطاقة البشرية، وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية، وأصول الكلام، وأصول الفقه، والجدل،... وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، على وجه الصحة.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن، واستنباط حكمه، ليفاز به إلى السعادة الدنيوية، والأخروية.
وشرف العلم وجلالته، باعتبار شرف موضوعه وغايته، فهو أشرف العلوم، وأعظمها.
هذا ما ذكره: أبو الخير، وابن صدر الدين.
وذكر العلامة الفناري، في تفسير الفاتحة، فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم، ولا بأس بإيراده، إذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال مولانا: قطب الدين الرازي، في: (شرحه للكشاف) : هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد، ويرد عليه: أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ، كمباحث: القراءات، وناسخية الألفاظ، ومنسوخيتها، وأسباب نزولها، وترتيب نزولها،... إلى غير ذلك.
فلا يجمعها حده، وأيضا يدخل في البحث في الفقه الأكبر، والأصغر، عما يثبت بالكتاب، فإنه بحث عن مراد الله - تعالى - من قرآنه، فلا يمنعه حده، فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك، إلى قوله:
هو: العلم الباحث عن: أحوال ألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى، من حيث: الدلالة على مراد الله - تعالى -.
ويرد على مختاره أيضا: وجوه.
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن، ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان، كمباحث علم القراءة، عن أمثال التفخيم، والإمالة، إلى ما لا يحصى، فإن علم القراءة: جزء من علم التفسير، أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب، والفرائض من الفقه، وقد خرج بقيد الحيثية، ولم يجمعه، فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة، قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير، عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى.
الثاني: أن المراد بالمراد، إن كان المراد بمطلق الكلام، فقد دخل العلوم الأدبية، وإن كان مراد الله - تعالى - بكلامه، فإن أريد مراده في نفس الأمر، فلا يفيده بحث التفسير، لأن طريقه غالبا: إما رواية الآحاد، أو الدراية بطريق العربية، وكلاهما ظني كما عرف، ولأن فهم كل واحد بقدر استعداده.
ولذلك أوصى المشايخ - رحمهم الله - في الإيمان: أن يقال: آمنت بالله، وبما جاء من عنده، على مراده، وآمنت برسول الله، وبما قاله على مراده، ولا يعين بما ذكره أهل التفسير.
ويكرر ذلك: علم الهدى، في تأويلاته، وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر، ففيه: حزازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر إلى كل أحد شيئا آخر، وهذا مثل ما اعترض، أي التفتازاني على حد الفقه، لصاحب (التنقيح)، وظن وروده، وإلا فإني أجيب عنه: بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية، بل في جزئياتها المختلفة، باختلاف القوابل.
وأيضا، ذكر الشيخ: صدر الدين القونوي، في تفسير: (مالك يوم الدين..) أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين، مراد الله - سبحانه وتعالى -، لكن بحسب المراتب والقوابل، لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ، إلى ما في نفس الأمر على ما عرف، فلا بد لصرفها عنه، من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف، ينصرف إلى الأصول، والقواعد، أو ملكتها، وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات، إلا في مواضع نادرة، فلا يتناول غير تلك المواضع، إلا بالعناية.
فالأَوْلَى أن يقال: علم التفسير: معرفة أحوال كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث: القرآنية، ومن حيث: دلالته على ما يعلم أو يظن أن مراد الله - سبحانه وتعالى - بقدر الطاقة الإنسانية، فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا: في تقسيم هذا الحد إلى: تفسير، وتأويل، وبيان الحاجة إليه، وجواز الخوض فيهما، ومعرفة وجوههما، المسماة: بطونا، أو ظهرا، وبطنا، وحدا، فمن أراد الاطلاع على حقائق علم التفسير، فعليه مطالعته، ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن المولى: أبا الخير، أطال في (طبقات المفسرين).
ونحن أشرنا: إلى من ليس لهم تصنيف فيه، من مفسري الصحابة، والتابعين، إشارة إجمالية، والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة، فمنهم:
الخلفاء الأربعة.
وابن مسعود.
وابن عباس.
وأبي بن كعب.
وزيد بن ثابت.
وأبو موسى الأشعري.
وعبد الله بن الزبير.
وأنس بن مالك.
وأبو هريرة.
وجابر.
وعبد الله بن عمرو بن العاص، - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -.
ثم اعلم: أن الخلفاء الأربعة، أكثر من روي عنه: علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة، في ندرة جدا.
والسبب فيه: تقدم وفاتهم، وأما علي - رضي الله عنه - فروي عنه الكثير.
عن ابن مسعود، أنه قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن عليا - رضي الله تعالى عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما بن مسعود - رضي الله تعالى عنهم -، فروي عنه أكثر مما روي عن علي - رضي الله تعالى عنه -.
مات: بالمدينة، سنة 32، اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.
المتوفى: سنة 68، ثمان وستين، بالطائف.
فهو ترجمان القرآن، وحبر الأمة، ورئيس المفسرين، دعا له النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل).
وقد ورد عنه: في التفسير، ما لا يحصى كثرة، لكن أحسن الطرق عنه: طريقة: علي بن أبي طلحة الهاشمي.
المتوفى: سنة 143، ثلاث وأربعين ومائة.
واعتمد على هذه البخاري في (صحيحه).
ومن جيد الطرق عنه: طريق: قيس بن مسلم الكوفي.
المتوفى: سنة 120، عشرين ومائة.
عن عطاء بن السائب.
وطريق: ابن إسحاق صاحب (السير).
وأوهى طريقته: طريق الكلبي، عن أبي صالح.
والكلبي: هو: أبو النصر: محمد بن السائب.
المتوفى: بالكوفة، سنة 146، ست وأربعين ومائة.
فإن انضم إليه رواية: محمد بن مروان السدي الصغير.
المتوفى: سنة 186، ست وثمانين ومائة.
فهي سلسلة الكذب.
وكذلك: طريق: مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي.
المتوفى: سنة 150، خمسين ومائة.
إلا أن الكلبي: يفضل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الرديئة.
وطريق: الضحاك بن مزاحم الكوفي.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
عن: ابن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه.
وإن انضم إلى ذلك: رواية: بشر بن عمارة، فضعيفة ضعف بشر.
وقد أخرج عنه:
ابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية: جرير عن الضحاك، فأشد ضعفا، لأن جريرا شديد الضعف، متروك.
وإنما أخرج منه:
ابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
دون: ابن جرير.
وأما: أبي بن كعب.
المتوفى: سنة 20، عشرين، على خلاف فيه.
فعنه نسخة كبيرة.
يرويها: أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن، على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -.
وكان أقرأ الصحابة، وسيد القراء.
ومن الصحابة: من ورد عنه اليسير من التفسير، غير هؤلاء، منهم:
أنس بن مالك بن النضر.
المتوفى: بالبصرة، سنة 91، إحدى وتسعين.
وأبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر، على خلاف.
المتوفى: بالمدينة، سنة 57، سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
المتوفى: بمكة المكرمة، سنة 73، ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري.
المتوفى: بالمدينة، سنة 74، أربع وسبعين.
وأبو موسى: عبد الله بن قيس الأشعري.
المتوفى: سنة 44، أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
المتوفى: سنة 63، ثلاث وستين.
وهو: أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم، في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري.
وأما المفسرون من التابعين، فمنهم:
أصحاب ابن عباس.
وهم علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى -.
ومنهم:
مجاهد بن حبر المكي.
المتوفى: سنة 103، ثلاث ومائة.
قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
واعتمد على تفسيره: الشافعي، والبخاري.
وسعيد بن جبير.
المتوفى: سنة 94، أربع وتسعين.
وعكرمة، مولى: ابن عباس.
المتوفى: بمكة، سنة 105، خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني.
المتوفى: بمكة، سنة 106، ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي.
المتوفى: سنة 114، أربع عشرة ومائة.
ومنهم:
أصحاب ابن مسعود.
وهم: علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس.
المتوفى: سنة 102، اثنتين ومائة.
والأسود بن يزيد.
المتوفى: سنة 75، خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي.
المتوفى: سنة 95، خمس وتسعين.
والشعبي.
المتوفى: سنة 105، خمس ومائة.
ومنهم:
أصحاب: زيد بن أسلم.
كعبد الرحمن بن زيد.
ومالك بن أنس.
ومنهم:
الحسن البصري.
المتوفى: سنة 121، إحدى وعشرين ومائة.
وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني.
المتوفى: سنة...
ومحمد بن كعب القرظي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وأبو العالية: رفيع بن مهران الرياحي.
المتوفى: سنة 90، تسعين.
والضحاك بن زاحم.
وعطية بن سعيد العوفي.
المتوفى: سنة 111، إحدى عشرة ومائة.
وقتادة بن دعامة السدوسي.
المتوفى: سنة 117، سبع عشرة ومائة.
وربيع بن أنس السدي.
ثم بعد هذه الطبقة:
الذين صنفوا كتب التفاسير، التي تجمع أقوال الصحابة، والتابعين:
كسفيان بن عيينة.
ووكيع بن الجراح.
وشعبة بن الحجاج.
ويزيد بن هارون.
وعبد الرزاق.
وآدم بن أبي إياس.
وإسحاق بن راهويه.
وروح بن عبادة.
وعبد الله بن حميد.
وأبي بكر بن أبي شيبة.
... وآخرين.
وسيأتي ذكر كتبهم.
ثم بعد هؤلاء: طبقة أخرى، منهم:
عبد الرزاق.
وعلي بن أبي طلحة.
وابن جرير.
وابن أبي حاتم.
وابن ماجة.
والحاكم.
وابن مردويه.
وأبو الشيخ: ابن حبان.
وابن المنذر ... في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم:
إلى تصنيف: تفاسير مشحونة بالفوائد، محذوفة الأسانيد، مثل:
أبي إسحاق الزجاج.
وأبي علي الفارسي.
وأما:
أبو بكر النقاش.
وأبو جعفر النحاس.
فكثيرا ما استدرك الناس عليهما.
ومثل: مكي بن أبي طالب.
وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين:
فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف، ظانا أن له أصلا، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب.
قال السيوطي: رأيت في تفسير قوله - سبحانه وتعالى -: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، نحو: عشرة أقول، مع أن الوارد عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجميع الصحابة، والتابعين: ليس غير اليهود والنصارى.
حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافا من المفسرين.
ثم صنف بعد ذلك: قوم برعوا في شيء من العلوم.
ومنهم: من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن، واقتصر فيه على: ما تمهر هو فيه، كأن القرآن انزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي: تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، وإن كانت بعيدة، وينقل قواعد النحو، ومسائله، وفروعه، وخلفياته:
كالزجاج.
والواحدي في: (البسيط).
وأبي حيان في: (البحر والنهر).
والإخباري: ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها، والأخبار عمن سلف، سواء كانت صحيحة أو باطلة.
ومنهم:
الثعلبي.
والفقيه: يكاد يسرد فيه الفقه جميعا، وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية، التي لا تعلق لها بالآية أصلا، والجواب عن أدلة المخالفين:
كالقرطبي.
وصاحب: (العلوم العقلية).
خصوصا:
الإمام: فخر الدين الرازي.
قد ملأ تفسيره: بأقوال الحكماء، والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب.
قال أبو حيان في (البحر) : جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة، لا حاجة بها في علم التفسير.
ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.
والمبتدع: ليس له قصد إلا تحريف الآيات، وتسويتها على مذهبه الفاسد، بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها، أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه.
كما نقل عن البلقيني، أنه قال: استخرجت من (الكشاف) اعتزالا بالمناقيش، منها:
أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: (فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز)، أي: فوز أعظم من دخول الجنة، أشار به إلى عدم الرؤية.
والملحد: فلا تسأل عن كفره، وإلحاده في آيات الله - تعالى -، وافترائه على الله - تعالى - ما لم يقله.
كقول بعضهم (إن هي إلا فتنتك) : ما على العباد أضر من ربهم.
وينسب هذا القول إلى صاحب: (قوت القلوب)، أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل: الذين يتكلمون في القرآن بلا سند، ولا نقل عن السلف، ولا رعاية للأصول الشرعية، والقواعد العربية.
كتفسير: محمود بن حمزة الكرماني.
في مجلدين.
سماه: (العجائب، والغرائب).
ضمنه: أقوالا، هي عجائب عند الــعوام، وغرائب عما عهد عن السلف، بل هي أقوال منكرة، لا يحل الاعتقاد عليها، ولا ذكرها، إلا للتحذير.
من ذلك قول من قال في (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا) : إنه الحب والعشق.
ومن ذلك قولهم في (ومن شر غاسق إذا وقب) : إنه الذكر إذا قام.
وقولهم في (من ذا الذي يشفع عنده) : معناه: (من ذل)، أي: من الذل، و(ذي) : إشارة إلى النفس، و(يشف) : من الشفاء، جواب: مَنْ، و(عِ) : أمر من الوعي.
وسئل البلقيني: عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه: ملحد.
وأما: كلام الصوفية في القرآن، فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في (فتاواه) : وجدت عند الإمام الواحدي، أنه قال: صنف السلمي (حقائق التفسير)، إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر.
قال النسفي في (عقائده) : النصوص تحمل على ظواهرها، والعدول عنها، إلى معان يدعيها أهل الباطن، إلحاد.
وقال التفتازاني في (شرحه) : سميت الملاحدة: باطنية، لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها، بل لها معان باطنة.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين، من أن النصوص على ظواهرها، ومع ذلك فيها إشارات خفية، إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك، يمكن التطبيق بينها، وبين الظواهر المرادة، فهو من كمال العرفان، ومحض الإيمان.
وقال تاج الدين، عطاء الله، في (لطائف المنن) : اعلم: أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالمعاني الغريبة، ليست إحالة الظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم، منه ما جلبت الآية له، ودلت عليه في عرف اللسان، وثَمَّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث، لمن فتح الله - تعالى - قلبه.
وقد جاء في الحديث: (لكل آية ظهر وباطن...).
فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم، أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة لكلام الله - تعالى -، وكلام رسول الله، فليس ذلك بإحالة؛ وإنما يكون إحالة، لو قال: لا معنى للآية إلا هذا.
وهم يقولون ذلك، بل يفسرون الظواهر على ظواهرها، مرادا بها موضوعاتها. انتهى.
قال صاحب (مفتاح السعادة) : الإيمان بالقرآن هو: التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى -، قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم -، بواسطة جبرائيل - عليه السلام -، وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى -، وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية، مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه، ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية، الموافقة للقواعد الشرعية، والأحاديث النبوية، مراد الله - سبحانه وتعالى -.
ومن جملة ما علم من الشرائع: أن مراد الله - سبحانه وتعالى - من القرآن، لا ينحصر في هذا القدر، لما قد ثبت في الأحاديث: (إن لكل آية ظهرا وبطنا..).
وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد، بل من أعصى فهما وعلما، من لدنه - تعالى - يكون الضابط في صحته: أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة، عن الألفاظ بالقوانين العربية، وأن لا يخالف القواعد الشرعية، ولا يباين إعجاز القرآن، ولا يناقض النصوص الواقعة فيها، فإن وجد هذه الشرائط، فلا يطعن فيه، وإلا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدي سليما من القادح، وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية، بالمشاهدات الكشفية، فهم القدوة في هذه المسالك، ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك.
ثم ذكر ما وجب على المفسر من الآداب، وقال:
ثم اعلم: أن العلماء - كما بينوا في التفسير شرائط - بينوا أيضا في المفسر شرائط، لا يحل التعاطي لمن عري عنها، أو هو فيها راجل، وهي: أن يعرف خمسة عشر علما، على وجه الإتقان، والكمال:
اللغة، والنحو، والتصريف، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والبديع، والقراآت، وأصول الدين، وأصول الفقه، وأسباب النزول، والقصص، والناسخ والمنسوخ، والفقه، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وعلم الموهبة، وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم، وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها، وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم لم يطلع الله - سبحانه وتعالى - عليه أحدا من خلقه، وهو: ما استأثر به من علوم أسرار كتابه، من معرفة: كنه ذاته، ومعرفة حقائق أسمائه، وصفاته، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب، واختص به، فلا يجوز الكلام فيه، إلا له - عليه الصلاة والسلام -، أو لمن أذن له.
قيل: وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من الأول.
والثالث: علوم علمها - الله تعالى - نبيه، مما أودع كتابه من المعاني الجلية، والخفية، وأمره بتعليمها.
وهذا ينقسم إلى قسمين:
منه: ما لا يجوز الكلام فيه، إلا بطريق السمع، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراآت، واللغات، وقصص الأمم، وأخبار ما هو كائن.
ومنه: ما يؤخذ بطريق النظر، والاستنباط، من الألفاظ، وهو قسمان:
قسم: اختلفوا في جوازه ، وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم: اتفقوا عليه، وهو: استنباط الأحكام الأصلية، والفرعية، والإعرابية، لأن مبناها على الأقيسة.
وكذلك: فنون البلاغة، وضروب المواعظ، والحكم، والإشارات، لا يمتنع استنباطها منه، لمن له أهلية ذلك؛ وما عدا هذه الأمور هو: التفسير بالرأي، الذي نهي عنه.
وفيه خمسة أنواع:
الأول: في التفسير، من غير حصول العلوم، التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا، والتفسير تابعا له، فيرد إليه بأي طريق أمكن، وإن كان ضعيفا.
الرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع، من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد، وإن أطنبنا فيها، لكونها رأس العلوم، ورئيسها.
فاعلم: أن كتب التفاسير كثيرة، ذكرنا منها هاهنا ما هو مسطور في هذا السفر على ترتيبه.
(الإبانة، في تفسير آية الأمانة).
(الإتقان، في علوم القرآن).
(أبين الحصص، في أحسن القصص).
(أحكام القرآن).
كثيرة.
(إرشاد العقل السليم).
لأبي مسعود.
(إرشاد ابن برجان).
(أسباب النزول).
سبق كتبه في فنه.
(إعراب القرآن).
مر ذكر كتبه في فنه.
(أسئلة القرآن).
(إعجاز القرآن).
(إغاثة اللهف، تفسير الكهف).
(أقاليم التعاليم).
(أقسام القرآن).
(الإقناع).
في تفسير: آية الانتصار.
للزمخشري، من أبي المنير.
(الانتصاف، شرح الكشاف).
(الإنصاف، في الجمع بين: الثعلبي والكشاف).
(أنوار التنزيل).
للبيضاوي.
ومتعلقاته.
(أنوار ابن مقسم).
(إيجاز البيان).
(الإيجاز في الناسخ والمنسوخ).
(الإيضاح).
فيه أيضا.
(بحار القرآن).
(بحر الحقائق).
(بحر الدرر).
(بحر العلوم).
(البرهان، في علوم القرآن).
(البرهان، في تفسير القرآن).
(بحر البحور).
(البرهان، في تناسب السور).
(البرهان، في إعجاز القرآن).
(بسيط الواحدي).
(بصائر ذوي التمييز).
(بصائر).
فارسي.
(البيان، في تأويلات القرآن).
(البيان، في مبهمات القرآن).
(البيان، في علوم القرآن).
(البيان، في شواهد القرآن).
(تاج المعاني).
(تاج التراجم).
(تأويلات القرآن).
(تأويلات الماتريدي).
(التبصرة في التفسير).
(تبصير الرحمن).
(التبيان، في إعراب القرآن).
(التبيان، في تفسير القرآن).
(التبيان، في أقسام القرآن).
(التبيان، في مسائل القرآن).
(التبيان، في متشابه القرآن).
(تبيين القرآن).
(تحف الأنام).
(تحقيق البيان).
(التحبير، في علوم التفسير).
(ترجمان القرآن).
(الترجمان في التفسير).
(تعداد الآي).
(التعظيم والمنة).
(تعلق الآي).
علم التفسير: أي تفسير القرآن
هو: علم باحث عن معنى نظم القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما تقتضيه القواعد العربية.
ومباديه: العلوم العربية وأصول الكلام وأصول الفقه والجدل وغير ذلك من العلوم الجمة.
والغرض منه: معرفة معاني النظم بقدر الطاقة البشرية.
وفائدته: حصول القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة والاتعاظ بما فيه من القصص والعبر والاتصاف بما تضمنه من مكارم الأخلاق إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يمكن تعدادها لأنه بحر لا تنقضي عجائبه وسبحانه من أنزله وأرشد به عباده.
وموضوعه: كلام الله - سبحانه وتعالى - الذي هو: منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وغايته: التوصل إلى فهم معاني القرآن واستنباط حكمه ليفاز به إلى السعادة الدنيوية والأخروية وشرف العلم وجلالته باعتبار شرف موضوعه وغايته فهو أشرف العلوم وأعظمها هذا ما ذكره أبو الخير وابن صدر الدين والأرتيقي.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم التفسير: علم يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وامتثالها وغيرها.
قال أبوحيان: التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي يحمل عليه حالة التركيب وتتمات ذلك.
وقال الزركشي: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: اعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي: أن كل من وضع من البشر كتاب فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أحدها: كمال فضيلة المصنف فإنه بقوته العلمية بجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشروح ظهور تلك المعاني الدقيقة من ههنا كان شرح بعض الأئمة لتصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له"
وثانيها: إغفاله بعض متممات المسئلة أو شروطها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المتروك ومراتبه.
وثالثها: احتمال اللفظ لمعان مختلفة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أو حذف المهم أو غير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا تقرر هذا فنقول:
إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن فصحاء العرب وكانوا يعلمون ظاهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأكثر كسؤالهم لما نزل: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} فقالوا:
وأينا لم يظلم نفسه ففسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشرك واستدل عليه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وغير ذلك مما سألوا عنه - صلى الله عليه وسلم - ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه مع أحكام الظاهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد احتياجا إلى التفسير.
وأما شرفه: فلا يخفى قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} .
وقال الأصبهاني: شرفه من وجوه:
أحدها: من جهة الموضوع: فإن موضوعه كلام الله تعالى الذي ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة.
وثانيها: من جهة الغرض: فإن الغرض منه الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي هي الغاية القصوى.
وثالثها: من جهة شدة الحاجة: فإن كل كمال ديني أو دنيوي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى.
واختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن وأن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعاني والبيان والبديع وعلم القراءات: لأنه يعرف به كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يرجح بعض الوجوه المحتملة على بعض وأصول الدين: أي الكلام وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه والناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المبهم والمجمل وعلم الموهبة وهو علم يورثه الله لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث: من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
قال البغوي والكواشي وغيرهما: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وما بعدها تحتملها الآية غير مخالف للكتاب والسنة غير محظور على العلماء بالتفسير كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} .
وقيل: أغنياء وفقراء.
وقيل: نشاطا أو غير نشاط.
وقيل: أصحاء ومرضى وكل ذلك سائغ والآية تحتمله.
وأما التأويل المخالف للآية والشرخ فمحظور لأنه تأويل الجاهلين مثل تأويل الروافض قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} أنهما علي وفاطمة {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} يعني الحسن والحسين. انتهى.
وذكر العلامة الفناري في: تفسير الفاتحة فصلا مفيدا في تعريف هذا العلم ولا بأس بإيراده اذ هو مشتمل على لطائف التعريف.
قال قطب الدين الرازي في شرحه ل: الكشاف: هو ما يبحث فيه عن مراد الله - سبحانه وتعالى - من قرآنه المجيد ويرد عليه أن البحث فيه ربما كان عن أحوال الألفاظ: كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيب نزولها إلى غير ذلك فلا يجمعها أحده.
وأيضا يدخل فيه البحث في الفقه الأكبر والأصغر عما يثبت بالكتاب فإنه بحث عن مراد الله تعالى من قرآنه فلا يمنعه أحد فكان الشارح التفتازاني إنما عدل عنه لذلك إلى قوله: هو العلم الباحث عن أحوال الألفاظ كلام الله - سبحانه وتعالى - من حيث الدلالة على مراد الله وترد على مختاره أيضا وجوه:
الأول: أن البحث المتعلق بألفاظ القرآن ربما لا يكون بحيث يؤثر في المعنى المراد بالدلالة والبيان: كمباحث علم القراءة عن أمثال التفخيم والإمالة إلى ما لا يحصى فإن علم القراءة جزء من علم التفسير أفرز عنه لمزيد الاهتمام إفراز الكحالة من الطب والفرائض من الفقه.
وقد خرج بقيد الحيثية ولم يجمعه فإن قيل: أراد تعريفه بعد إفراز علم القراءة
قلنا: فلا يناسب الشرح المشروح للبحث في التفسير عما لا يتغير به المعنى في مواضع لا تحصى
الثاني: أن المراد بالمراد إن كان المراد بمطلق الكلام فقد دخل العلوم الأدبية وإن كان مراد الله تعالى بكلامه.
فإن أريد مراده في نفس الأمر فلا يفيده بحث التفسير لأن: طريقه غالبا إما رواية الآحاد أو الدراية بطريق العربية وكلاهما ظني كما عرف ولأن فهم كل أحد بقدر استعداده ولذلك أوصى المشائخ - رحمهم الله - في الإيمان أن يقال: آمنت بالله وبما جاء من عنده على مراده وآمنت برسول الله وبما قاله على مراده ولا يعين بما ذكره أهل التفسير ويكرر ذلك على الهدي في تأويلاته.
وإن أريد مراد الله - سبحانه وتعالى - في زعم المفسر ففيه خرازة من وجهين:
الأول: كون علم التفسير بالنسبة إلى كل مفسر بل إلى كل أحد شيئا آخر وهذا مثل ما اعترض على حد الفقه لصاحب: التنقيح وظن وروده وإلا فإني أجيب عنه بأن التعدد ليس في حقيقته النوعية بل في جزئياتها المختلفة باختلاف القوابل.
وأيضا ذكر الشيخ صدر الدين القونوي في تفسير: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} : أن جميع المعاني المفسر بها لفظ القرآن رواية أو دراية صحيحتين مراد الله - سبحانه وتعالى - لكن بحسب المراتب والقوابل لا في حق كل أحد.
الثاني: أن الأذهان تنساق بمعاني الألفاظ إلى ما في نفس الأمر على ما عرف فلا بد لصرفها عنه من أن يقال من حيث الدلالة على ما يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى.
الثالث: أن عبارة العلم الباحث في المتعارف ينصرف إلى الأصول والقواعد أو ملكتها وليس لعلم التفسير قواعد يتفرع عليها الجزئيات إلا في مواضع نادرة فلا يتناول غير تلك المواضع إلا بالعناية فالأولى: أن يقال علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه وتعالى من حيث القرآنية ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة الإنسانية فهذا يتناول أقسام البيان بأسرها. انتهى كلام الفناري بنوع تلخيص.
ثم أورد فصولا في تقسيم هذا الحد إلى تفسير وتأويل وبيان الحاجة إليه وجواز الخوض فيهما ومعرفة وجوههما المسماة بطونا أو ظهرا أو بطنا فمن أراد الإطلاع على حقائق علم التفسير فعليه بمطالعته ولا ينبؤه مثل خبير.
ثم إن أبا الخير أطال في ذكر: طبقات المفسرين ونحن أشرنا إلى من ليس لهم تصنيف فيه من مفسري الصحابة والتابعين إشارة جمالية والباقي مذكور عند ذكر كتابه.
أما المفسرون من الصحابة فمنهم: الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وأنس بن مالك وأبو هريرة وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ثم اعلم أن الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب والرواية عن الثلاثة في ندرة جدا والسبب فيه تقدم وفاتهم وأما علي رضي الله عنه فروي عنه الكثير وروي عن ابن مسعود أنه قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن عليا - رضي الله عنه - عنده من الظاهر والباطن.
وأما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين.
وأما ابن عباس المتوفى سنة ثمان وستين بالطائف فهو: ترجمان القرآن وحبر الأمة ورئيس المفسرين دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
وقد روي عنه في التفسير ما لا يحصى كثرة لكن أحسن الطرق عنه طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي المتوفى سنة ثلاث وأربعين ومائة واعتمد على هذه البخاري في صحيحه.
ومن جيد الطرق عنه طريق قيس بن مسلم الكوفي المتوفى سنة عشرين ومائة عن عطاء بن السائب.
وطريق ابن إسحاق صاحب: السير.
وأوهى طريقة طريق الكلبي عن أبي صالح والكلبي: هو أبو النصر محمد بن السائب المتوفى بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة فإن انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير المتوفى سنة ست وثمانين ومائة فهي سلسلة الكذب وكذلك طريق مقاتل بن سليمان بن بشر الأزدي المتوفى سنة خمسين ومائة إلا أن الكلبي يفضل عليه لما في مقاتل من المذاهب الردية وطريق ضحاك بن مزاحم الكوفي المتوفى سنة اثنتين مائة عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه وإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة فضعيفة لضعف بشر وقد أخرج عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وإن كان من رواية جرير عن الضحاك فأشد ضعفا لأن جريرا شديد الضعف متروك وإنما أخرج عنه ابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان دون ابن جرير وأما أبي ابن كعب المتوفى سنة عشرين على خلاف فيه فعن نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه وهذا إسناد صحيح وهو أحد الأربعة الذي جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أقرأ الصحابة وسيد القراء.
ومن الصحابة من ورد عنه اليسير من التفسير غير هؤلاء منهم أنس بن مالك بن النضر المتوفى بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
وأبو هريرة عبد الرحمن بن صخر على خلاف المتوفى بالمدينة سنة سبع وخمسين.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب المتوفى بمكة المكرمة سنة ثلاث وسبعين.
وجابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة سنة أربع وسبعين.
وأبو موسى عبد الرحمن بن قيس الأشرعي المتوفى سنة أربع وأربعين.
وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي المتوفى سنة ثلاث وستين وهو أحد العبادلة الذين استقر عليهم أمر العلم في آخر عهد الصحابة.
وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة خمس وأربعين
وأما المفسرون من التابعين فمنهم أصحاب ابن عباس وهم: علماء مكة المكرمة - شرفها الله تعالى.
ومنهم: مجاهد بن جبر المكي المتوفى سنة ثلاث ومائة قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة واعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.
وسعيد بن جبير المتوفى سنة أربع وتسعين.
وعكرمة مولى ابن عباس المتوفى بمكة سنة خمس ومائة.
وطاووس بن كيسان اليماني المتوفى بمكة سنة ست ومائة.
وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفى سنة أربع عشرة ومائة. ومنهم أصحاب ابن مسعود وهم علماء الكوفة.
كعلقمة بن قيس المتوفى سنة اثنتين ومائة والأسود بن يزيد المتوفى سنة خمس وسبعين.
وإبراهيم النخعي المتوفى سنة خمس وتسعين.
والشعبي المتوفى سنة خمس ومائة.
ومنهم: أصحاب زيد بن أسلم كعبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس.
ومنهم: الحسن البصري المتوفى سنة إحدى وعشرين ومائة وعطاء بن أبي سلمة ميسرة الخراساني ومحمد بن كعب القرظي المتوفى سنة سبع عشرة ومائة وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفى سنة تسعين والضحاك بن مزاحم وعطية بن سعيد العوفي المتوفى سنة إحدى عشرة ومائة وقتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة عشرة ومائة والربيع بن أنس والسدي
ثم بعد هذه الطبقة الذين صنفوا كتب التفاسير التي تجمع أقوال الصحابة والتابعين كسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهويه وروح بن عبادة وعبد لله بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين.
ثم بعد هؤلاء طبقة أخرى منهم: عبد الرزاق علي بن أبي طلحة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن ماجة والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ ابن حبان وابن المنذر في آخرين.
ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة الأسانيد مثل: أبي أسحق الزجاج وأبي علي الفارسي.
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ومثل مكي بن أبي طالب وأبي العباس المهدوي.
ثم ألف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من سنح له قول يورده ومن خطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن هم القدوة في هذا الباب.
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في شيء من العلوم ومنهم من ملأ كتابه بما غلب على طبعه من الفن واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه وكان القرآن أنزل لأجل هذا العلم لا غير مع أن فيه تبيان كل شيء.
فالنحوي تراه ليس له إلا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدة وينقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته ك: الزجاج و: الواحدي في البسيط وأبي حيان في: البحر والنهر.
والإخباري ليس له شغل إلا القصص واستيفاؤها والأخبار عن سلف سواء كانت صحيحة أو باطلة ومنهم الثعلبي.
والفقيه يكاد يسرد فيه الفقه جميعا وربما استطرد إلى إقامة أدلة الفروع الفقهية التي لا تعلو لها بالآية أصلا والجواب عن الأدلة للمخالفين كالقرطبي.
وصاحب العلوم العقلية خصوصا الإمام فخر الدين الرازي قد ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة وخرج من شيء إلى شيء حتى يقضي الناظر العجب قال أبو حيان في البحر: جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير ولذلك قال بعض العلماء فيه: كل شيء إلا التفسير وللمبتدع ليس له قصد إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيث أنه لو لاح له شاردة من بعيد اقتنصها أو وجد موضعا له فيه أدنى مجال سارع إليه كما نقل عن البلقيني أنه قال: استخرجت من: الكشاف اعتزالا بالمناقيش منها أنه قال في قوله - سبحانه وتعالى -: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فوز أعظم من دخول الجنة أشار به إلى عدم الرؤية والملحد لا تسأل عن كفره وإلحاده في آيات الله تعالى وافترائه على الله تعالى ما لم يقله كقول بعضهم: {ِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} وما علي العباد أضر من ربهم وينسب هذا القول إلى صاحب قوت القلوب أبي طالب المكي.
ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه: العجائب والغرائب ضمنه أقوالا هي: عجائب عند الــعوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إنه الذكر إذا قام وقولهم: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ} معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي.
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا؟ فأفتى بأنه ملحد.
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير.
قال ابن الصلاح في فتاواه: وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال: صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
قال النسفي في: عقائده: النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا وقال التفتازاني في: شرحه: سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية.
وقال: وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان.
وقال تاج الدين عطاء الله في: لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه.
وقد جاء في الحديث: لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل: هذا إحالة كلام الله - تعالى - وكلام رسوله فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قال: لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يفسرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى. قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: أما الظهر والبطن ففي معناهما أوجه ثم ذكرها قال: قال بعض العلماء: لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم المعاني من القرآن مجالا متسعا وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير لتتقى به مواضع اللغط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ التفسير الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر وإن شئت الزيادة فارجع إلى: الإتقان. انتهى.
قال صاحب مفتاح السعادة: الإيمان بالقرآن هو التصديق بأنه كلام الله - سبحانه وتعالى - قد أنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل - عليه السلام - وأنه دال على صفة أزلية له - سبحانه وتعالى - وأن ما دل هو عليه بطريق القواعد العربية مما هو مراد الله - سبحانه وتعالى - حق لا ريب فيه ثم تلك الدلالة على مراده - سبحانه وتعالى - بواسطة القوانين الأدبية الموافقة للقواعد الشرعية والأحاديث النبوية مراد الله سبحانه وتعالى.
ومن جملة ما علم من الشرائع أن مراد الله - سبحانه - من القرآن لا ينحصر في هذا القدر لما قد ثبت في الأحاديث أن لكل آية ظهرا وبطنا وذلك المراد الآخر لما لم يطلع عليه كل أحد بل من أعطي فهما وعلما من لدنه تعالى يكون الضابط في صحته أن لا يرفع ظاهر المعاني المنفهمة عن الألفاظ بالقوانين العربية وأن لا يخالف القواعد الشرعية ولا يباين إعجاز القرآن ولا يناقض النصوص الواقعة فيها فإن وجد فيه هذه الشرائط فلا يطعن فيه وألا فهو بمعزل عن القبول.
قال الزمخشري: من حق تفسير القرآن أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه والبلاغة على كمالها وما وقع به التحدي سليما من القادح وأما الذين تأيدت فطرتهم النقية بالمشاهدات الكشفية فهم القدوة في هذه المسالك ولا يمنعون أصلا عن التوغل في ذلك ثم ذكر ما وجب على المفسر من آداب.
وقال: ثم اعلم أن العلماء كما بينوا في التفسير شرائط بينوا في المفسر أيضا شرائط لا يحل التعاطي لمن عري عنها وهو فيها راجل وهي: أن يعرف خمسة عشر علما على وجه الإتقان والكمال: اللغة والنحو والتصريف والاشتقاق والمعنى والبيان والبديع والقراءات وأصول الدين وأصول الفقه وأسباب النزول والقصص والناسخ والمنسوخ والفقه والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم وعلم الموهبة وهو: علم يورثه الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل بما علم وهذه العلوم التي لا مندوحة للمفسر عنها وإلا فعلم التفسير لا بد له من التبحر في كل العلوم.
ثم إن تفسير القرآن ثلاثة أقسام:
الأول: علم ما لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه.
والثاني: ما أطلع الله - سبحانه وتعالى - نبيه عليه من أسرار الكتاب واختص به فلا يجوز الكلام فيه إلا له عليه الصلاة والسلام أو لمن أذن له قيل: وأوائل السور من هذا القسم وقيل: من الأول.
والثالث علوم علمها الله تعالى نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجلية والخفية وأمره بتعليمها وهذا ينقسم إلى قسمين: منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع: كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقرآن واللغات وقصص الأمم وأخبار ما هو كائن.
ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستنباط من الألفاظ وهو قسمان:
قسم اختلفوا في جوازه وهو: تأويل الآيات المتشابهات.
وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية: لأن مبناها على الأقيسة وكذلك فنون البلاغة وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع استنباطها منه لمن له أهلية ذلك وما عدا هذه الأمور هو التفسالمسمى ب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى ب: فتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ير بالرأي الذي نهى عنه وفيه خمسة أنواع:
الأول: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها.
التفسير الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه ألا الله - سبحانه وتعالى -.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعا له فيرد إليه بأي طريق أمكن وإن كان ضعيفا.
والرابع: التفسير بأن مراد الله - سبحانه وتعالى - كذا على القطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى.
وإذا عرفت هذه الفوائد وإن أطنبنا فيها لكونه رأس العلوم ورئيسها فاعلم أن كتب التفاسير كثيرة ذكرنا منها في كتابنا: الإكسير في أصول التفسير ما هو مسطور في: كشف الظنون وزدنا عليه أشياء على ترتيب حروف الهجاء.
قال في: مدينة العلوم: والكتب المصنفة في التفسير ثلاثة أنواع: وجيز ووسيط وبسيط.
ومن الكتب الوجيزة فيه: زاد المسيرة لابن الجوزي و: الوجيز للواحدي و: تفسير الواضح للرازي و: تفسير الجلالين إذ عمل نصفه الآخر جلال الدين المحلى وكمله جلال الدين السيوطي والشهير لأبي حيان ومن الكتب المتوسطة: الوسيط للواحدي و: تفسير الماتريدي و: تفسير التيسير لنجم الدين النسفي و: تفسير الكشاف للزمخشري و: تفسير الطيبي و: تفسير البغوي و: تفسير الكواشي و: تفسير البيضاوي و: تفسير القرطبي و: تفسير سراج الدين الهندي و: تفسير مدارك التنزيل لأبي البركات النسفي.
ومن الكتب المبسوطة: البسيط للواحدي و: تفسير الراغب للأصفهاني وتفسير أبي حيان المسمى ب: البحر و: التفسير الكبير للرازي و: تفسير العلامي ورأيته في أربعين مجلدا و: تفسير ابن عطية الدمشقي و: تفسير الخرقي نسبة إلى بائع الخرق والثياب و: تفسير الحوفي و: تفسير القشيري1 و: تفسير ابن عقيل وتفسير السيوطي المسمى ب: الدر المنثور في التفسير المأثور و: تفسير الطبري ومن التفاسير: إعراب القرآن للسفاقسي. انتهى.
قلت: ومن الحسن التفاسير المؤلفة في هذا الزمان الأخير تفسير شيخنا الإمام المجتهد العلامة قاضي القضاة بصنعاء اليمن محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين وألف الهجرية المسمى بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ثم تفسير هذا العبد القاصر المسمى بفتح البيان في مقاصد القرآن وقد طبع - بحمد الله تعالى - بمطبعتنا ببلدة بهوبال وكان المصروف في وليمة طبعه عشرين ألف ربية وسارت به الركبان من بلاد الهند إلى بلاد العرب والعجم ورزق القبول من علماء الكتاب والسنة القاطنين ببلد الله الحرام ومدينة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ومحدثي اليمن وصنعاء والقدس والمغرب وغير هؤلاء ولله الحمد كل الحمد على ذلك.
فصل
قال ابن خلدون في: بيان علوم القرآن من التفسير والقراءات:
أما التفسير فاعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه وكان ينزل جملا جملا وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع منها: ما هو في العقائد الإيمانية ومنها: ما هو في أحكام الجوارح ومنها: ما يتقدم ومنها: ما يتأخر ويكون ناسخا له وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبين المجمل ويميز الناسخ من المنسوخ ويعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه كما علم من قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} : أنها نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمثال ذلك ونقل ذلك عن الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وتداول ذلك التابعون من بعدهم ونقل ذلك عنهم ولم يزل ذلك متناقلا بين الصدر الأول والسلف حتى صارت المعارف علوما ودونت الكتب فكتب الكثير من ذلك ونقلت الآثار الواردة فيه عن الصحابة والتابعين وانتهى ذلك إلى الطبري والواقدي والثعالبي وأمثال ذلك من المفسرين فكتبوا فيه ما شاء الله أن يكتبوه من الآثار.
ثم صارت علوم اللسان صناعية من الكلام في موضوعات اللغة وأحكام الإعراب والبلاغة في التراكيب فوضعت الدواوين في ذلك بعد أن كانت ملكات للعرب لا يرجع فيها إلى نقل ولا كتاب فتنوسي ذلك وصارت تتلقى من كتب أهل اللسان فاحتيج إلى ذلك في تفسير القرآن لأنه بلسان العرب وعلى منهاج بلاغتهم وصار التفسير على صنفين: تفسير نقلي مسند إلى الآثار المنقولة عن السلف وهي: معرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ومقاصد الآي وكل ذلك لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين وقد جمع المتقدمون في ذلك وأوعوا إلا أن كتبهم ومنقولاتهم تشتمل على الغث والسمين والمقبول والمردود والسبب في ذلك: أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود من تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل: أخبار بدء الخليقة وما يرجع إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل: كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل ويتساهل المفسرون في مثل ذلك وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلا أنهم بعد صيتهم وعظمة أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة فتلقيت بالقبول من يومئذ لما رجع الناس إلى التحقيق والتمحيض.
وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالغرب فلخص تلك التفاسير كلها وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى.
وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق.
والصنف الآخر من التفسير وهو: ما يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى بحسب المقاصد والأساليب وهذا الصنف من التفسير قل أن ينفرد عن الأول إذ الأول هو المقصود بالذات وإنما جاء هذا بعد أن صار اللسان وعلومه صناعة نعم قد يكون في بعض التفاسير غالبا ومن أحسن ما اشتمل عليه هذا الفن من التفاسير كتاب: الكشاف للزمخشري من أهل خوارزم العراق إلا أن مؤلفه من أهل الاعتزال في العقائد فيأتي بالحجاج على مذاهبهم الفاسدة حيث تعرض له في أي في القرآن من طرق البلاغة فصار بذلك للمحققين من أهل السنة انحراف عنه وتحذير للجمهور من مكامنه مع إقرارهم برسوخ قدمه فيما يتعلق باللسان والبلاغة وإذا كان الناظر فيه واقفا مع ذلك على المذاهب السنية محسنا للحجاج عنها فلا جرم أنه مأمون من غوائله فلتغتنم مطالعته لغرابة فنونه في اللسان ولقد وصل إلينا في هذه العصور تأليف لبعض العراقيين وهو شرف الدين الطيبي من أهل توريز من عراق العجم شرح فيه كتاب الزمخشري هذا وتتبع ألفاظه وتعرض لمذاهبه في الاعتزال بأدلة تزيفها وتبين أن البلاغة إنما تقع في الآية على ما يراه أهل السنة لا على ما يراه المعتزلة فأحسن في ذلك ما شاء مع إمتاعه في سائر فنون البلاغة - وفوق كل ذي علم عليم -. انتهى كلامه
فصل
قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ستكون فتن", قيل: وما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله: فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم" أخرجه الترمذي وغيره.
وقال أبو مسعود: من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين أخرجه سعيد بن منصور في سننه قال البيهقي: أراد به أصول العلم.
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثا إلا التمست له آية من كتاب الله تعالى
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم - على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله أخرجه ابن أبي حاتم.
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنزل في هذا القرآن كل علم وميز لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لو أغفل شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة" أخرجه أبو الشيخ في كتاب: العظمة.
وقال الشافعي: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ما فهمه من القرآن قلت: ويؤيد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه" رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها لا يقال: إن من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة لأن ذلك مأخوذ من كتاب الله تعالى في الحقيقة لأن الله تعالى أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غير موضع من القرآن وفرض علينا الأخذ بقوله دون من عداه ولهذا نهى عن التقليد وجميع السنة شرح للقرآن وتفسير للفرقان.
قال الشافعي مرة بمكة المكرمة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله.
فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور.
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ثم روى عن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنده أنه قال: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر" ثم روى عن عمر بن الخطاب أنه أمر بقتل المحرم الزنبور ومثل ذلك حكاية ابن مسعود في لعن الواشمات وغيرهن واستدلاله بالآية الكريمة المذكورة وهي معروفة رواها البخاري.
ونحوه حكاية المرأة التي كانت لا تتكلم إلا بالقرآن وهي:
أنها قال عبد الله بن المبارك: خرجت قاصدا بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي - عليه الصلاة والسلام - فبينما أنا سائر في الطريق وإذا بسواد فمررت به وإذا هي عجوز عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فقلت لها يرحمك الله تعالى ما تصنعين في هذا المكان؟
فقالت: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ} فقلت: أنها ضالة عن الطريق فقلت: أين تريدين؟
فقالت: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} فعلمت أنها قضت حجها وتريد بيت المقدس فقلت: أنت مذ كم في هذا المكان؟
فقالت: ثلاث ليال سويا فقلت أما أرفعك طعاما.
فقالت: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فقلت لها ليس هذا شهر رمضان.
فقالت: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} فقلت لها قد أبيح لنا الإفطار في السفر.
فقالت: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فقلت لها لم لا تكلميني مثل ما أكلمك به فقالت: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} فقلت لها: من أي الناس أنت؟
فقالت: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} فقلت لها: قد أخطأت فاجعلني في حل. فقالت: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قلت لها: هل لك أن أحملك على ناقتي وتلحقي القافلة؟
قالت: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} فأنخت مطيتي لها.
فقالت: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها فقلت: اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة بها ومزقت ثيابها.
فقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} فقلت لها: اصبري حتى أعقلها.
فقالت: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} فشددت لها الناقة وقلت لها: اركبي فلما ركبت قالت: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح طربا.
فقالت لي: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فجعلت أمشي وأترنم بالشعر.
فقالت: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} فقلت: ليس هو بحرام.
قالت: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فطرقت عنها ساعة فقلت لها: هل لك ربع؟
قالت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} فسكت عنها ولم أكملها حتى أدركت بها القافلة فقلت: لها هذه القافلة فمن لك فيها؟
فقالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فعلمت أن لها أولادا ومالا فقلت لها: ما شأنهم في الحاج؟
قالت: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بي القبابات والعمارات فقلت: من لك فيها؟
فقالت: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} فناديت: يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فجاءوني بالتلبية فإذا هم شبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت لهم: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} فقام أحدهم فاشترى طعاما فقدموه بين يدي وقالت:
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} فقلت لهم: طعامكم هذا علي حرام حتى تخبروني بامرأتكم هذه فقالوا: هذه لها أربعون سنة ما تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل في كلامها فيسخط الله عليها - فسبحان الله القادر على كل شيء -. انتهت الحكاية1 وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل شيء.
قال بعض السلف: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله تعالى في سورة المنافقين: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فإنها رأس ثلاث وستين وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده.
قال المرسي: جمع القرآن وعلوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتقال أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه فنوعوا علمه وقامت كل طائفة بفن من فنونه فاعتزم قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعدد كلماته وآياته وسوره وأجزائه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهات والآيات المتماثلات من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه فسموا: القراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وضروب الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على أكثر فأجروا الأول على حكمه وأوضحوا معنى الخفي منه وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية مثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده وبقائه وقدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به وسموا هذا العلم ب: أصول الدين
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه وإن منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز وتكلموا في التخصيص والإضمار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن: أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فابتنوا أصوله وفروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه ب: علم الفروع وب: الفقه أيضاً.
وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا أول الأشياء حتى سموا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي ترقق قلوب الرجال وتكاد تدكدك شوامخ الجبال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والنشر والحشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولا من المواعظ وأصولا من الزواجر فسموا بذلك: الخطباء والوعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه: تعبير الرؤيا
واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب فإن عسر فمن الحكم والأمثال.
ثم نظروا إلى اصطلاح الــعوام في مخاطبتهم وعرف عادمهم الذي أشار إليه القرآن بقوله: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} .
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك: علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول1 واستخرجوا منها أحكام الوصايا. ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجوم والبروج غير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جلالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها من الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك.
هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه وقد احتوى على علوم أخر مثل: الطب والجلد والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك.
أما الطب: فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة وغير ذلك وإنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} وعرفنا فيه بما يعيد نظام الصحة بعد اختلاطه وحدوث الشفاء للبدن بعد إعلاله في قوله: {شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} .
وأما الهيئة: ففي تضاعيف سور من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض وما بث في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة: ففي قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} {لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} فإن فيه القاعدة الهندسية وهي: أن الشكل المثلث لا ظل له.
وأما الجدل: فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا ومناظرة إبراهيم أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر والمقابلة: فقد قيل: أن أوائل السور فيها ذكر مدد أعوام وأيام وتواريخ أمم سابقة وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ هذه الدنيا وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة: ففي قوله: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} فقد فسره ابن عباس بذلك وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها فمن الصنائع: الخياطة في قوله: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} والحدادة في قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} وقوله: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} والبناء في آيات
والنجارة: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} .
والغزل: {َقَضَتْ غَزْلَهَا} .
والنسج: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} .
والفلاحة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وفي آيات أخر.
والصيد في آيات.
والغوص: {كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} .
والصياغة: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً} . والزجاجة: {صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} و: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} .
والفخارة: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} .
والملاحة: {أَمَّا السَّفِينَةُ} الآية.
والكتابة: {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وفي آيات أخر.
والخبز والعجن: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً} .
والطبخ: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} .
والغسل والقصارة: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} و {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم القصارون.
والجزارة: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} والبيع والشراء في آيات كثيرة.
والصبغ {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} و {بِيضٌ وَحُمْرٌ} .
والحجارة: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً} والكيالة والوزن في آيات كثيرة.
والرمي: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} .
وفيه من أسماء الآلات وضرب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: ما فرطنا في الكتاب من شيء. انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات.
قال السيوطي في: الإكليل: وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسئلة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها وفيه علم عجائب المخلوقات وملكوت السموات والأرض وما في الأفق الأعلى وتحت الثرى وبدء الخلق وأسماء مشاهير الرسل والملائكة وعيون أخبار الأمم السابقة: كقصة آدم مع إبليس في إخراجه من الجنة.
وفي الولد الذي سماه عبد الحارث ورفع إدريس وغرق قوم نوح.
وقصة عاد الأولى والثانية وقوم تبع ويونس وأصحاب الرس وثمود والناقة وقوم لوط وقوم شعيب الأولين والآخرين فإنه أرسل مرتين وقصة موسى في ولادته وإلقائه في اليم وقتله القبطي ومسيره إلى مدين وتزوجه ابنة شعيب وكلامه تعالى بجانب الطور ومجيئه إلى فرعون وخروجه وإغراق عدوه وقصة العجل والقوم الذين خرج بهم وأخذتهم الصاعقة وقصة القتيل وذبح البقرة وقصته في قتل الجبارين وقصته مع الخضر والقوم ساروا في سرب من الأرض إلى الصين وقصة طالوت وداود مع جالوت وفتنته وقصة سليمان وخبره مع ملكة سبأ وفتنته وقصة القوم الذي خرجوا فرارا من الطاعون فأماتهم الله ثم أحياهم وقصة إبراهيم في مجادلة قومه ومناظرة نمرود وقصة وضعه ابنه إسماعيل مع أمه بمكة وبنائه البيت وقصة الذبيح وقصة يوسف وما أبسطها وأحسنها قصصا وقصة مريم وولادتها عيسى وإرساله ورفعه وقصة زكريا وابنه يحيى وقصة أيوب وذي الكفل وقصة ذي القرنين ومسيره إلى مطلع الشمس ومغربها وبناء السد وقصة أهل الكهف وقصة أصحاب الرقيم وقصة بخت نصر وقصة الرجلين اللذين لأحدهما الجنة وقصة أصحاب الجنة وقصة مؤمن آل يس وقصة أصحاب الفيل وقصة الجبار الذي أراد أن يصعد إلى السماء. انتهى.
وبقيت قصص لم يشر إليها السيوطي منها: قصة قتل قابيل أخاه هابيل وقصة دفن هابيل بدلالة الغراب وقصة وصية يعقوب بنيه إلى غير ذلك قال: وفيه من شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة إبراهيم وبشارة عيسى وبعثه وهجرته.
ومن غزواته: غزوة بدر في سورة الأنفال وأحد في آل عمران وبدر الصغرى فيها والخندق في الأحزاب والنضير في الحشر والحديبية في الفتح وتبوك في براءة وحجة الوداع في المائدة.
ونكاحة زينب بنت جحش وتحريم سرية وتظاهر أزواجه عليه وقصة الإفك وقصة الإسراء وانشقاق القمر وسحر اليهود.
وفيه بدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وقبض الروح وما يفعل بها بعد عودها إلى السماء وفتح الباب للمؤمنة وإلقاء الكافرة وعذاب القبر والسؤال فيه ومقر الأرواح وأشراط الساعة الكبرى العشرة وهي: نزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والدخان ورفع القرآن وطلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة والخسف وأحوال البعث: من نفخ الصور للفزع وللصعق وللقيام والحشر والنشر وأهوال الموقف وشدة الشمس وظل العرش والصراط والميزان والحوض والحساب لقوم ونجاه آخرين.
ومنه: شهادة الأعضاء وإيتاء الكتب بالأيمان والشمائل وخلف الظهر والشفاعة أي بالإذن. والجنة1 وأبوابها وما فيها من الأنهار والأشجار والثمار والحلي والأواني والدرجات ورؤية الله تعالى.
والنار2 وما فيها من الأودية وأنواع العقاب وأصناف العذاب والزقوم والحميم إلى غير ذلك مما لو بسط لجاء في مجلدات
وفي القرآن جميع أسمائه تعالى الحسنى كما ورد في الحديث وفيه من أسمائه مطلقا ألف اسم
وفيه: من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - جملة أي سبعون اسما ذكرها السيوطي في آخر: الإكليل.
وفيه: شعب الإيمان البضع والسبعون.
وفيه: شرائع الإسلام الثلاثمائة وخمسة عشر وفيه: أنواع الكبائر وكثير من الصغائر وفيه تصديق كل حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها أربعة منها: التوارة والإنجيل والزبور والفرقان ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان ثم أودع علوم الفرقان المفصل ثم أودع علوم الفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
قلت: ولذلك كانت قراءتها في كل ركعة من الصلاة وإن كان مأموما واجبة عند أهل المعرفة بالحق وكانت السبع المثاني والقرآن العظيم وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها ما خلا ما صرح بوضعها أهل النقد من علم الحديث وقد فسرها جماعة من أهل العلم مفردة بالتأليف وأبسطوا القول فيها وأجملوا واستنبط الفخر الرازي الإمام منها عشرة آلاف مسئلة كما صرح بذلك في أول: تفسيره الكبير وكل ذلك يدل على عظم مرتبة الكتاب العزيز ورفعة شأن الفرقان الكريم قال الشافعي - رحمه الله -: جميع ما تقول الأئمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن.
قلت: ولذا كان الحديث والقرآن أصلي الشرع لا ثالث لهما وقول الأصوليين أن أدلة الشرع وأصوله أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس تسامح ظاهر كيف وهما كفيلان لحكم كل ما حدث في العالم ويحدث فيه إلى يوم القيامة دلت على ذلك آيات من الكتاب العزيز وآثار من السنة المطهرة وإلى ذلك ذهب أهل الظاهر وهم الذين قال فيهم رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" الحديث قال بعض السلف: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء إلا وهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهم من فهم وعمي منه من عمي وكذا كل ما حكم أو قضى به. انتهى.
فإذا كانت السنة شرحا للكتاب فماذا يقال من فضل الكتاب نفسه وكفى له شرفا أنه كلام ربنا الخلاق الرزاق المنعم بلا استحقاق أنزله حكما عدلا جامعا للعلوم والفضائل كلها والفنون بأسرها والفواضل والمحاسن والمكارم والمحامد والمناقب والمراتب بقلها وكثرها لا يساويه كتاب ولا يوازيه خطاب وهذه جملة القول فيه.
وقد أكثر الناس التصنيف في أنواع علوم القرآن وتفاسيرها وألف الشيخ الحافظ جلال الدين السيوطي - رحمه الله - في جملة من أنواعه: كأسباب النزول والمعرب والمبهمات ومواطن الورود وغير ذلك وما من كتاب منها إلا وقد فاق الكتب المؤلفة في نوعه ببديع اختصاره وحسن تحريره وكثرة جمعه.
وقد أفرد الناس في أحكامه كتبا: كالقاضي إسماعيل والبكر بن العلاء وأبي بكر الرزاي والكيا الهراسي وأبي بكر بن العربي وابن الفرس والموزعي وغيرهم وكل منهم أفاد وأجاد وجمع فأبدع وأوعى.
وللسيوطي في ذلك كتاب: الإكليل في استنباط التنزيل أورد فيه كل ما استنبط منه واستدل به عليه من مسئلة فقهية أو أصولية أو اعتقادية فاشدد بذلك الكتاب يديك وعض عليه بناجذيك.
وألفت أنا في الأحكام خاصة كتاب: نيل المرام من تفسير آيات الأحكام وبالجملة فعلوم الكتاب لا تحصى وتفاسيره لا تستقصى وفنونه لا تتناهى وبركاته لا تقف عند حد وأنواره لا ترسم برسم ولا تحد بحد.
وإذا تقرر ذلك عرفت أن العلوم التي ذكرناها في هذا الكتاب كلها موجودة في ذلك الكتاب دلالة وإشارة منطوقا أو مفهوما مفسرا أو مجملا ولا يعرفها إلا من رسخ قدمه في الكمال وسبح فهمه في بحار العلم بالتفصيل والإجمال والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

عَمَرَ

(عَمَرَ)
(س) فِيهِ ذِكْرُ «العُمْرَة والاعْتِمَار» فِي غَير مَوضع. العُمْرَة: الزّيارةُ. يُقَالُ:
اعْتَمَر فَهُوَ مُعْتَمِر: أَيْ زَارَ وقَصدَ، وَهُوَ فِي الشَّرع: زِيَارَةُ البَيْت الْحَرَامِ بِشُروط مَخْصُوصَة مَذْكُورَةٍ فِي الفقْه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَسْوَدِ «قَالَ: خرجْنا عُمَّارا فلمَّا انصرفْنا مَررْنَا بِأبي ذَرٍّ، فَقَالَ: أحَلَقْتم الشَّعَثَ وقَضَيْتم التَّفَث؟» عُمَّارا: أَيْ مُعْتَمِرِين.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا أعْلم عَمَرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ، ولكنْ عَمَرَ اللهَ إِذَا عَبَده، وعَمَرَ فُلان ركْعَتَين إِذَا صلاّهُما، وَهُوَ يَعْمُرُ ربَّهُ: أَيْ يُصَلّي ويَصُوم، فيحتَمِل أَنْ يَكُونَ العُمَّار جَمْع عَامِر مِن عَمَرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعه، ولعلّ غيرنا نسمعه، وَأَنْ يَكُونَ ممَّا اسْتُعْمِل مِنْهُ بعضُ التَّصاريف دُونَ بَعْضٍ، كَمَا قِيلَ: يَذَرُ ويَدَعُ وينْبَغي، فِي المسْتَقْبَل دُونَ الْمَاضِي، واسمَيِ الفاعِل وَالْمَفْعُولِ» .
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُعْمِرُوا ولَا تُرْقِبُوا، فَمن أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَه فَهُوَ لَه ولورثَته مِنْ بَعْده» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العُمْرَى والرُّقْبَى فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ: أَعْمَرْتُه الدارَ عُمْرَى: أَيْ جَعَلتها لَهُ يَسْكُنها مُدَّة عُمْرِه، فَإِذَا مَاتَ عَادَتْ إليَّ، وَكَذَا كَانُوا يَفعلون فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأبْطل ذَلِكَ وأعْلمهم أنَّ مَنْ أُعْمِرَ شَيئاً أَوْ أُرْقِبَه فِي حَيَاتِهِ فَهُوَ لورَثَتِه مِنْ بَعْده. وَقَدْ تَعاضَت الرواياتُ عَلَى ذَلِكَ. والفُقهاءُ فِيهَا مخْتَلِفون، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَل بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ ويَجْعلها تَملِيكا، وَمِنْهُمْ مَنْ يجعلُها كالعارِيَّة ويَتَأوّل الْحَدِيثَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ اشترَى مِنْ أعْرابي حِمْل خَبَط، فلمَّا وجَب الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيِّعا أَيْ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعْمِيرك وَأَنْ يُطِيل عُمْرَك. والعَمْر بِالْفَتْحِ. العُمْر، وَلَا يُقَالُ فِي القَسم إلّا بالفتح، وبيّعا: منصوب على التميز: أَيْ عَمْرَكَ اللهَ مِنْ بَيِّع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقِيط «لَعَمْرُ إِلَهِكَ» هُوَ قَسَم بِبَقَاءِ اللَّهِ ودَوَامه، وَهُوَ رفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَالْخَبَرُ محذوفٌ تقديرُه: لَعَمْرُ اللَّهِ قَسَمي، أَوْ مَا أقْسِم بِهِ، واللاَّم للتَّوكيد، فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِاللَّامِ نَصَبْتَه نَصْبَ الْمَصَادِرِ فقلْت: عَمْرَ اللهَ، وعَمْرَك اللهَ. أَيْ بإقْرارك لِلَّهِ وتَعْمِيرك لَهُ بِالْبَقَاءِ.
وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الْحَيَّاتِ «إنَّ لِهَذِهِ البُيوت عَوَامِــرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ منْها شَيْئًا فحرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا» الــعَوَامِــر: الحيَّات الَّتِي تَكُونُ فِي البُيوت، وَاحِدُهَا: عَامِر وعَامِرَة. وَقِيلَ: سُمِّيت عَوَامِــر لطُول أَعْمَارها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة ومُحَارَبَته مَرْحباً «مَا رَأَيْتُ حَرْباً بَين رجُلين قَبْلَهُما مثلِهما قَامَ كلُّ واحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ عِنْدَ شَجَرة عُمْرِيَّة يَلُوذ بِهَا» هِيَ: الْعَظِيمَةُ القَديمة الَّتِي أتَى عَلَيْهَا عُمْر طَوِيلٌ. وَيُقَالُ للسِّدْر الْعَظِيمِ النَّابت عَلَى الْأَنْهَارِ: عُمْرِيٌّ وعُبْرِيٌّ عَلَى التَّعاقُب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَتب لعَمَائِر كَلْبٍ وأحْلافِها كِتاباً» العَمَائِر: جمعُ عَمَارَة بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَهِيَ فَوق البَطْن مِنَ الْقَبَائِلِ: أوّلُها الشِّعْب، ثُمَّ القَبِيلة، ثُمَّ العَمَارة، ثُمَّ البَطْن، ثُمَّ الفَخِذُ. وَقِيلَ: العَمَارَة: الحيُّ الْعَظِيمُ يُمكِنُه الانْفراد بنَفْسه، فَمَنْ فَتَحَ فلالْتِفاف بَعْضِهِمْ عَلَى بعضٍ كالعَمَارَة: العِمَامة، ومَن كسَر فلأنَّ بِهِمِ عِمَارة الْأَرْضِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواك حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمُورِي» العُمُور: مَنَابِت الأسْنان واللَّحمُ الَّذِي بَيْنَ مَغارِسها، الْوَاحِدُ: عَمْر بِالْفَتْحِ، وَقَدْ يُضم.
(هـ) وَفِيهِ «لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلّي الرَّجُلُ عَلَى عَمَرَيْه» هُمَا طَرَفَا الكُمَّيْن فِيمَا فسَّرَه الْفُقَهَاءُ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ، وَيُقَالُ: اعْتَمَرَ الرَّجُلُ إِذَا اعْتَمَّ بِعمَامة، وتُسَمَّى العمامةُ العَمَارَة بِالْفَتْحِ.

التّصوّف

التّصوّف:
[في الانكليزية] Soufism (mysticism)
[ في الفرنسية] Soufisme (mysticisme)
هو التخلّق بالأخلاق الإلهية. وخرقة التصوف هي ما يلبسه المريد من يد شيخه الذي يدخل في إرادته ويتوب على يده لأمور منها:
التزيي بزيّ المراد ليتلبّس باطنه بصفاته كما يتلبّس ظاهره بلباسه وهو لباس التقوى ظاهرا وباطنا. قال الله تعالى قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ومنها وصول بركة الشيخ الذي ألبسه من يده المباركة إليه. ومنها نيل ما يغلب على الشيخ في وقت الإلباس من الحال الذي يرى الشيخ ببصيرته النافذة المنوّرة بنور القدس وأنه يحتاج إليه لرفع حجبه العائقة وتصفية استعداده فإنّه إذا وقف على حال من يتوب على يده علم بنور الحق ما يحتاج إليه، فيستنزل من الله ذلك حتى يتصف قلبه به فيسري من باطنه إلى باطن المريد. ومنها المواصلة بينه وبين الشيخ به فيبقى بينهما الاتصال القلبي والمحبة دائما ويذكّره الاتباع على الأوقات في طريقته وسيرته وأخلاقه وأحواله حتى يبلغ مبلغ الرجال، فإنّه أب حقيقي كما قال عليه الصلاة والسلام «الآباء ثلاثة أب ولدك وأب علّمك وأب ربّاك»، هكذا في الاصطلاحات الصوفية.
قيل التصوّف الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا فيرى حكمها من الظاهر في الباطن، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظاهر فيحصل للمتأدّب بالحكمين كمال. وقيل التصوّف مذهب كلّه جدّ فلا يخلطوه بشيء من الهزل. وقيل هو تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدّعاوي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلّق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على السرمدية، والنصح لجميع الأمة والوفاء لله تعالى على الحقيقة، واتّباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الشريعة. وقيل ترك الاختيار وقيل بذل المجهود والأنس بالمعبود. وقيل حفظ حواشيك من مراعاة أنفاسك. وقيل الإعراض عن الاعتراض. وقيل هو صفاء المعاملة مع الله تعالى، وأصله التفرّغ عن الدنيا. وقيل الصبر تحت الأمر والنهي.
وقيل خدمة التشرّف وترك التكلّف واستعمال التطرّف. وقيل الأخذ بالحقائق والكلام بالدقائق والإياس بما في أيدي الخلائق، كذا في الجرجاني.
اعلم أنّه قيل إنّ التصوّف مأخوذ من الصّفاء وهو محمود في كل لسان، وضدّه الكدورة وهو مذموم في كل لسان. وفي الخبر ورد أنّ النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ذهب صفاء الدنيا ولم يبق إلا كدرها».

إذن: الموت يعتبر اليوم تحفة لكلّ مسلم.
وقد اشتق ذلك الاسم من الصّفاء حتى صار غالبا على رجال هذه الطائفة؛ أمّا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فكان اسم الصحابة هو ما يطلق على أكابر الأمّة، ثم كانت الطبقة التالية طبقة التابعين، ثم كانت الطبقة الثالثة أتباع التابعين، ثم صار يطلق على من يعتنون بأمر الدين أكثر من غيرهم اسم الزّهاد والعبّاد، ثم بعد ظهور أهل البدع وادعائهم الزهد والعبادة انفرد أهل السّنّة بتسمية الخواصّ منهم ممن يراعون الأنفاس باسم الصوفية. وقد اشتهروا بهذا الاسم، حتى إنهم قالوا: إنّ اطلاق هذا الاسم على الأعلام إنّما عرف قبل انقضاء القرن الثاني للهجرة.

وجاء في توضيح المذاهب: أمّا التصوّف في اللغة فهو ارتداء الصوف وهو من أثر الزّهد في الدنيا وترك التنعّم. وفي اصطلاح أهل العرفان: تطهير القلب من محبة ما سوى الله، وتزيين الظاهر من حيث العمل والاعتقاد بالأوامر والابتعاد عن النواهي، والمواظبة على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الصوفية هم أهل الحق، ولكن يوجد قسم منهم على الباطل ممّن يعدّون أنفسهم صوفية وليسوا في الحقيقة منهم، وهؤلاء عدّة من الفرق إليك بعض أسمائها: الجبية والأوليائية والشمراخية والإباحية والحالية والحلولية والحورية والواقفية والمتجاهلية والمتكاسلية والإلهامية.
وما تسمية هؤلاء بالصوفية إلا من قبيل إطلاق السّيد على غير السّيد. وأمّا مراتب الناس على اختلاف درجاتهم فعلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الواصلون الكمّل وهم الطبقة العليا.

القسم الثاني: السالكون في طريق الكمال، وهؤلاء هم الطبقة الوسطى.

والقسم الثالث: سكان الأرض والحفر (أهل المادة) «اللاصقون بالتراب» وهؤلاء هم الطبقة السفلى التي غايتها تربية البدن بتحصيل الحظوظ المادّية كالشهوات النّفسانية والمتع الشّهوانية وزينة اللباس، وليس لهم من العبادات سوى حركة الجوارح الظاهرية.
وأما القسم الأول الواصلون فهم أيضا قسمان:

الأول: وهم مشايخ الصوفية الذين حصّلوا مرتبة الوصول بسبب كمال متابعتهم واقتدائهم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك أذن لهم بدعوة الناس إلى سلوك طريق اقتفاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء هم الكاملون والمكمّلون الذين وصلوا بالعناية الإلهية إلى ميدان البقاء بعد ما فنوا عن ذواتهم واستغرقوا في عين الجمع.
وأمّا القسم الثاني من الفئة الأولى فهم الذين بعد وصولهم إلى درجة الكمال لم يؤذن لهم بإرشاد عامّة النّاس، وصاروا غرقى في بحر الجمع، وفنوا في بطن حوت الفناء ولم يصلوا إلى ساحل البقاء.

وأمّا السالكون فهم أيضا قسمان:
1 - الطالبون لوجه الله. 2 - والطالبون للجنّة والآخرة.

فأمّا الطالبون لوجه الحقّ فهم طائفتان:
المتصوّفة الحقيقيون والملامتيّة. والمتصوفة الحقيقيون هم جماعة تنزّهوا عن نقص الصفات البشرية. واتصفوا ببعض أحوال الصوفية، واقتربوا من نهايات مقاماتهم، إلّا أنّهم ما زالوا متشبّثين ببعض أهواء النفوس، ولهذا لم يدركوا تماما نهاية الطريق كأهل القرب من الصوفية.
وأمّا الملامتية فهم قوم يسعون بكلّ جدّ في رعاية معنى الإخلاص ودون ضرورة كتم طاعاتهم وعباداتهم عن عامة النّاس. كما يكتم العاصي معصيته، فهم خوفا من شبهة الرّياء يتحرّزون عن إظهار عباداتهم وطاعاتهم. ولا يتركون شيئا من أعمال البرّ والصّلاح، ومذهبهم المبالغة في تحقيق معنى الإخلاص.

وقال بعضهم: الملامتيّة لا يظهرون فضائلهم ولا يسترون سيئاتهم، وهذه الطائفة نادرة الوجود. ومع ذلك لم يزل حجاب الوجود البشري عن قلوبهم تماما، ولهذا فهم محجوبون عن مشاهدة جمال التوحيد. لأنّهم حين يخفون أعمالهم فهم ما زالوا ينظرون إلى قلوبهم. بينما درجة الكمال أن لا يروا أنفسهم ولا يبالوا بها وأن يستغرقوا في الوحدة. قال الشاعر:
ما هو الغير؟ وأين الغير؟ واين صورة الغير؟ فلا والله ما ثمّة في الوجود سوى الله.
والفرق بين الملامتيّة والصوفية هو أنّ الصوفية جذبتهم العناية الإلهية عن وجودهم فألقوا حجاب الخلقة البشرية والأنانية عن بصيرة شهودهم فوصلوا إلى درجة غابوا منها عن أنفسهم وعن الخلق. فإذن الملامتية مخلصون بكسر اللام، والصوفية مخلصون بفتح اللام. أي أنّ الملامتيّة يخلّصون أعمالهم من شائبة الرّياء بينما الصوفية يستخلصهم الله تعالى.

وأمّا طلّاب الآخرة فهم أربعة طوائف:

الزّهاد والفقراء والخدام والعبّاد. أمّا الزهاد:
فهم الذين يشاهدون بنور الإيمان حقيقة الآخرة وجمال العقبى، ويعدّون الدنيا قبيحة ويعرضون عن مقتضيات النفس بالكلية، ويقصدون الجمال الأخروي.
والفرق بينهم وبين الصوفية هو أنّ الزاهد بسبب ميله لحظّ نفسه فهو محجوب عن الحق، وذلك لأنّ الجنة دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. بينما الصوفية لا يتعلّق نظرهم بشيء سوى الله.
وأمّا الفقراء منهم طائفة لا يميلون إلى تملّك أيّ شيء من حطام الدنيا. وذلك بسبب رغبتهم فيما عند الله. وعلّة ذلك واحد من ثلاثة أشياء: الأمل بفضل الله، أو تخفيفا للحساب أو خوفا من العقاب، لأنّ حلالها حساب وحرامها عقاب، والأمل بفضل الله ثواب ويدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام. ورغبة في جمع همتهم في طلب العبادة مع حضور القلب فيها. والفرق بين الملامتيّة والفقراء هو أنّ الفقراء طلاب للجنة وفيها حظّ للنفس، بينما الملامتية طلاب الحق. وهذا الفقر رسم أي عادة تأتي بعد درجة الفقر وهو مقام فوق مقام الملامتية والمتصوّفة، وهو وصف خاص بالصوفي لأنّه وإن تكن مرتبته وراء مرتبة الفقر لكن خلاصة مقام الفقر مندرجة فيه ذلك أنّ أي مقام يرتقي الصوفي فوقه فإنّه يحتفظ بصفاء ذلك المقام. فإذن صفة الفقر في مقام الصوفي وصف زائد. وذلك هو السبب في كون نسبة جميع الأحوال والأعمال والمقامات لغير نفسه وعدم تملّكها، بحيث لا يرى لنفسه عملا ولا حالا ولا مقاما. ولا يخصّص نفسه بشيء. بل ليس عنده خبر عن ذاته. وهذه حقيقة الفقر.
والفرق بين الفقر والزهد هو أنّ الفقر بدون وجود الزهد ممكن، وذلك مثل شخص يترك الدنيا بعزم ثابت، ولكنّه ما زال باطنا راغبا فيها. وكذلك الزّهد بدون فقر ممكن أيضا.
ومثاله شخص يملك الأسباب الدنيوية ولكنه غير راغب فيها.
أمّا الخدّام فهم طائفة اختارت خدمة الفقراء وطلاب الحق، ويشغلون أوقاتهم بعد القيام بالفرائض بمحاولة تفريغ خواطرهم من الاهتمام بأمور المعاش، والتعاون على الاستعداد للقيام بأمر المعاد. ويقدّمون هذا على النوافل سواء بالكسب أو بالسؤال.
أمّا العبّاد فهم طائفة تواظب على أداء الفرائض والنوافل والأوراد طلبا للثواب الأخروي. وهذا الوصف أيضا موجود في الصوفي ولكنّه يتنزّه عن طلب الثّواب والأغراض، لأنّ الصوفي الحق يعبد الحق لذاته.
والفرق بين العباد والزهاد هو أنّهم مع قيامهم بالعبادات فإنّ الرغبة بالدنيا يمكن أن تظل موجودة.
والفرق بين العباد والفقراء هو أنّ الغنيّ يستطيع أن يكون من العبّاد. فإذن صار معلوما أنّ الواصلين طائفتان فقط بينما السالكون هم ست طوائف ولكلّ واحد من هذه الطوائف الثماني اثنان متشبهان به، أحدهما محقّ والثاني مبطل.
أمّا المشبّه بالصوفية بحقّ فهم الصوفية الذين اطلعوا وتشوّقوا إلى نهايات أحوال الصوفية، ولكنهم بسبب القلق ببعض الصّفات منعوا من بلوغ مقصدهم وأمّا المتشبّه بالصوفية بالباطل منهم جماعة يتظاهرون بأحوال الصوفية، ولكنهم لا يعملون بأعمالهم، وهؤلاء هم الباطنيّة والإباحية والصاحبية، ويسمّون أنفسهم متصوّفة، ويقولون: إنّ التقيّد بأحكام الشرع إنما هو للــعوام الذين يرون ظاهر الأمور. أمّا الخواص فليسوا مضطرّين للتقيّد برسوم الظاهر، وإنما عليهم مراعاة أحوالهم الباطنية.
وأمّا المتشبّه المحقّ بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة من أهل السلوك الذين ما زالوا يجاهدون في قطع منازل السلوك وتصفية النفوس، وما زالوا مضطربين في حرارة الطّلب وقبل ظهور كشف الذات، والاستقرار في مقام الفناء، فأحيانا تلمع ذواتهم بالكشف، ولا زال باطنهم يتشوّق لبلوغ هذا المقام.
وأمّا المتشبّه المبطل بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة تدّعي الاستغراق في بحر الفناء، ويتنصّلون من حركاتهم وسكناتهم ويقولون: إنّ تحريك الباب بدون محرّك غير ممكن. وهذا المعنى على صحته لكنه ليس موجودا عند تلك الطائفة لأنّ هدفهم هو التمهيد للاعتذار عن المعاصي والإحالة بذلك على إرادة الحقّ، ودفع اللّوم عنهم. وهؤلاء هم الزنادقة. ويقول الشيخ عبد الله التّستري: إذا قال هذا الكلام أحد وكان ممن يراعي أحكام الشريعة ويقوم بواجبات العبودية فهو صديق وأما إذا كان لا يبالي بالمحافظة على حدود الشرع فهو زنديق.
وأمّا المتشبّه المحق بالملامتيّة فهم طائفة لا يبالون بتشويش نظر الناس ومعظم سعيهم في إبطال رسوم العادات والانطلاق من قيود المجتمع، وكلّ رأسمالهم هو فراغ البال وطيب القلب، ولا يبالون برسوم وأشكال الزّهاد والعبّاد ولا يكثرون من النوافل والطاعات، ويحرصون فقط على أداء الفرائض، وينسب إليهم حبّ الاستكثار من أسباب الدنيا ويقنعون بطيب القلب ولا يطلبون على ذلك زيادة وهؤلاء هم القلندرية. وهذه الطائفة تشبه الملامتيّة بسبب اشتراكهما في صفة البعد عن الرّياء.

والفرق بين هؤلاء وبين الملامتيّة هو: أنّ الملامتيّة يؤدّون الفرائض والنوافل دون إظهارها للناس. أمّا القلندرية فلا يتجاوزون الفرائض، ولا يبالون بالناس سواء اطلعوا على أحوالهم أم لا.
وأمّا الطّائفة التي في زماننا وتحمل اسم القلندريّة وقد خلعوا الإسلام من ربقتهم، وليس لهم شيء من الأوصاف السابقة، وهذا الاسم إنّما يطلق عليهم من باب الاستعارة، والأجدر أن يسمّوا بالحشويّة. وأمّا المتشبّهون باطلا بالملامتيّة فهم طائفة من الزنادقة يدعون الإسلام والإخلاص، ولكنّهم يبالغون في إظهار فسقهم وفجورهم ومعاصيهم، ويدّعون أنّ غرضهم من ذلك هو لوم الناس لهم، وأنّ الله سبحانه غني عن طاعتهم، ولا تضرّه معصية العباد. وإنّما المعصية تضرّ الخلق فقط والطاعة هي في الإحسان إلى الناس.
وأمّا المتشبّهون بالزّهاد بحق فهم طائفة لا تزال رغبتها في الدنيا قائمة يحاولون الخلاص من هذه الآفة دفعة واحدة، وهؤلاء هم المتزهدون. وأمّا المتشبّهون باطلا بالزّهاد فهم طائفة يتركون زينة الدنيا من أجل الناس لينالوا بذلك الجاه والصّيت لديهم، وتجوز هذه الخدعة على بعضهم فيظنونهم معرضين عن الدنيا.
وحتّى إنّهم يخدعون أنفسهم بأنّ خواطرهم غير مشغولة بطلب الدنيا، بدليل إعراضهم عنها وهؤلاء هم المراءون.
وأمّا المتشبّهون بالفقراء بحقّ فهم الذين يبدو عليهم ظاهر وسيماء أهل الفقر، وفي باطنهم يطلبون حقيقة الفقر، إلّا أنّهم لم يتخلّصوا تماما من الميل للدنيا وزينتها ويتحمّلون مرارة الفقر بتكلّف، بينما الفقير الحقيقي يرى الفقر نعمة إلهية، لذلك فهو يشكر هذه النعمة على الدوام.
وأمّا المتشبّه بالباطل بالفقراء فهو ذلك الذي ظاهره ظاهر أهل الفقر وأمّا باطنه فغير مدرك لحقيقة الفقر، وغرضه القبول لدى الناس لكي ينتفع منهم بشيء من الدنيا، وهذه الطائفة هي مرائية أيضا وأمّا المتشبّهون بالخدام بحق فهم الذين يقومون دائما بخدمة الخلق، ويأملون أن ينالوا بذلك سببا في النجاة يوم القيامة. وفي تخليصهم من شوائب الميل والهوى والرّياء.
ولكنّهم لمّا يصلوا بعد إلى حقيقة ذلك. فحين تقع بعض خدماتهم في مكانها فبسبب غلبة نور الإيمان وإخفاء النفس فإنّهم يتوقّعون المحمدة والثّناء مع ذلك، وقد يمتنعون عن أداء بعض الخدمات لبعض المستحقّين، ويقال لمثل هذا الشخص متخادم.
وأمّا المتشبّهون بالخدام باطلا فهم الذين لا يخدمون بنيّة الثّواب الأخروي، بل إنّ خدمتهم من أجل الدنيا فقط، لكي يستجلبوا الأقوات والأسباب، فإن لم تنفعهم الخدمة في تحصيل مرادهم تركوها.
إذن فخدمة أحدهم مقصورة على طلب الجاه والجلال وكثرة الأتباع، وإنّما نظره في الخدمة العامّة فمن أجل حظّ نفسه، ومثل هذا يسمّى مستخدما.
وأمّا المتشبّه بالعابد حقيقة فهو الرجل الذي ملأ أوقاته بالعبادة حتى استغرق فيها، ولكنه بسبب عدم تزكية نفسه فإنّ طبيعته البشرية تغلبه أحيانا، فيقع بعض الفتور في أعماله وطاعاته، ويقال لمن لم يجد بعد لذّة العبادة وما زال يجاهد نفسه في أدائها إنّه متعبّد.
وأمّا المتشبّه المبطل بالعابد فهو من جمل المرائين، لأنّ هدفه من العبادة هو السّمعة بين الناس، وليس في قلبه إيمان بالآخرة، وما لم ير الناس منه أعماله فلا يؤدّي منها شيئا. ويقال أيضا لهذا وأمثاله متعبّد. انتهى ما في توضيح المذاهب.

ويقول في مرآة الأسرار: إنّ طبقات الصوفية سبعة: الطالبون والمريدون والسالكون والسائرون والطائرون والواصلون، وسابعهم القطب الذي قلبه على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو وارث العلم اللّدني من النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس، وهو صاحب لطيفة الحق الصحيحة ما عدا النبي الأمّي.
والواصل هو الشخص الذي أصبحت قواه اللطيفة مزكّاة على لطيفة الحق.
والطائر هو الذي وصل إلى اللطيفة الروحية.
والسائر هو الذي يكون صاحب قوى مزكية للّطيفة السرية.
والسالك هو من يكون صاحب قوى مزكية للطيفة القلبية.
والمريد هو صاحب قوى مزكية للطيفته النفسية.
والطالب هو صاحب قوى مزكية للطيفته الخفية الجسمية.
وتبلغ عدّة أفراد هذه الطائفة 360 شخصا مثل أيام السنة الشمسية.

ويقولون: إنّ رجال الله هم الأقطاب والغوث والإمامان اللذان هما وزيرا القطب والأوتاد والأبدال والأخيار والأبرار والنّقباء والنّجباء والعمدة والمكتومون والأفراد أي المحبوبون.
والنّقباء ثلاثمائة شخص واسم كلّ منهم علي.
والنّجباء سبعون واسم كل واحد منهم حسن.
والأخيار سبعة واسم كلّ منهم حسين.
والعمدة أربعة واسم كلّ منهم محمد.
والواحد هو الغوث واسمه عبد الله. وإذا مات الغوث حلّ محله أحد العمدة الأربعة، ثم يحلّ محلّ العمدة واحد من الأخيار، وهكذا يحلّ واحد من النجباء محلّ واحد من الأخيار ويحلّ محلّ أحد النقباء الذي يحلّ محله واحد من الناس.
وأمّا مكان إقامة النّقباء في أرض المغرب أي السويداء واليوم هناك من الصبح إلى الضحى وبقية اليوم ليل. أمّا صلاتهم فحين يصل الوقت فإنّهم يرون الشمس بعد طي الأرض لهم فيؤدّون الصلاة لوقتها.
وأمّا النجباء فمسكنهم مصر. وأمّا الأخيار فهم سيّاحون دائما ولا يقرون في مكان. وأمّا العمدة الأربعة ففي زوايا الأرض. وأمّا الغوث فمسكنه مكة، هذا غير صحيح. ذلك لأنّ حضرة السيّد عبد القادر الجيلاني رحمه الله وكان غوثا إنّما أقام في بغداد. هذا وتفصيل أحوال الباقي فسيأتي في مواضعه. ويقول في توضيح المذاهب، المكتومون أربعة آلاف رجل ويبقون مستورين وليسوا من أهل التصرّف. أمّا الذين هم من أهل الحلّ والعقد والتصرّف وتصدر عنهم الأمور وهم مقرّبون من الله فهم ثلاثمائة. وفي رواية خلاصة المناقب سبعة. ويقال لهم أيضا أخيار وسيّاح ومقامهم في مصر. وقد أمرهم الحقّ سبحانه بالسّياحة لإرشاد الطالبين والعابدين. وثمّة سبعون آخرون يقال لهم النّجباء، وهؤلاء في المغرب، وأربعون آخرون هم الأبدال ومقرّهم في الشام، وثمّة سبعة هم الأبرار وهم في الحجاز. وثمّة خمسة رجال يقال لهم العمدة لأنّهم كالأعمدة للبناء والعالم يقوم عليهم كما يقوم المنزل على الأعمدة. وهؤلاء في أطراف العالم. وثمّة أربعون آخرون هم الأوتاد الذين مدار استحكام العالم بهم. كما الطناب بالوتد.
وثلاثة آخرون يقال لهم النّقباء أي نقباء هذه الأمّة. وثمة رجل واحد هو القطب والغوث الذي يغيث كلّ العالم. ومتى انتقل القطب إلى الآخرة حلّ مكانه آخر من المرتبة التي قبله بالتسلسل إلى أن يحلّ رجل من الصلحاء والأولياء محل أحد الأربعة.

وفي كشف اللغات يقول: الأولياء عدة أقسام: ثلاثمائة منهم يقال لهم أخيار وأبرار، وأربعون: يقال لهم الأبدال وأربعة يسمّون بالأوتاد، وثلاثة يسمّون النقباء، وواحد هو المسمّى بالقطب انتهى.

ويقول أيضا في كشف اللغات: النّجباء أربعون رجلا من رجال الغيب القائمون بإصلاح أعمال الناس. ويتحمّلون مشاكل الناس ويتصرّفون في أعمالهم. ويقول في شرح الفصوص: النّجباء سبعة رجال، يقال لهم رجال الغيب، والنقباء ثلاثمائة ويقال لهم الأبرار.
وأقلّ مراتب الأولياء هي مرتبة النقباء.
وأورد في مجمع السلوك أنّ الأولياء أربعون رجلا هم الأبدال، وأربعون هم النقباء، وأربعون هم النجباء، وأربعة هم الأوتاد، وسبعة هم الأمناء، وثلاثة هم الخلفاء.
سادات الخلق). وقال أبو عثمان المغربي: البدلاء أربعون والأمناء سبعة والخلفاء من الأئمة ثلاثة، والواحد هو القطب: فالقطب عارف بهم جميعا ومشرق عليهم ولم يعرفه أحد ولا يتشرق عليه، وهو إمام الأولياء والثلاثة الذين هم الخلفاء من الأئمة يعرفون السبعة ويعرفون الأربعين وهم البدلاء، والأربعون يعرفون سائر الأولياء من الأئمة ولا يعرفهم من الأولياء أحد، فإذا نقص واحد من الأربعين أبدل مكانه من الأولياء، وكذا في السبع والثلاث والواحد إلّا أن يأتي بقيام الساعة انتهى.
وفي الإنسان الكامل أمّا أجناس رجال الغيب فمنهم من بني آدم ومنهم من هو من أرواح العالم وهم ستة أقسام مختلفون في المقام. القسم الأول هم الصنف الأفضل والقوم الكمّل أفراد الأولياء المقتفون آثار الأولياء غابوا من عالم الأكوان في الغيب المسمّى بمستوى الرحمن فلا يعرفون ولا يوصفون وهم آدميون.
والقسم الثاني هم أهل المعاني وأرواح الأداني يتنوّر الولي بصورهم فيكلّم الناس في الظاهر والباطن ويخبرهم فهم أرواح كأنّهم أشباح للقوة الممكنة في التصوير في الذين سافروا من عالم الشهود ووصلوا إلى فضاء غيب الوجود فصار عينهم شهادة وأنفاسهم عبادة، هؤلاء هم أوتاد الأرض القائمون لله بالسّنة والفرض. القسم الثالث ملائكة الإلهام والبواعث يطرقون الأولياء ويكلّمون الأصفياء لا يبرزون إلى عالم الأجسام ولا يعرفون بــعوام الناس. القسم الرابع رجال المفاجأة في المواقع وإنّما يخرجون عن عالمهم ولا يوجدون في غير عالمهم، ولا يوجدون في غير معالمهم يتصوّرون بسائر الناس في عالم الأجسام، وقد يدخل أجل الصفا إلى ذلك الكوى فيخبرونهم بالمغيبات والمكتومات.
القسم الخامس رجال البسابس هم أهل الخطوة في العالم وهم من أجناس بني آدم يظهرون ويكلمونهم فيجيبون أكثرهم، وسكنى هؤلاء في الجبال والقفار والأودية وأطراف الأنهار إلّا من كان منهم متمكنا فإنّه يأخذ من المدن مسكنا غير متشوّق إليه ولا معوّل عليه. القسم السادس يشبهون الخواطر لا الوساوس هم المولّدون من أب التفكّر وأم التصوّر لا يعبأ بأقوالهم ولا يتشوّق إلى أمثالهم فهم بين الخطأ والصواب وهم أهل الكشف والحجاب.

كذّ

كذّ: كَذَّان. وغالباً ما يقال كَدَّان، والواحدة كذّانة (محيط المحيط) ويقال أيضاً: جَذّان وجُذّان. والكذّان فيما يقول اللغويون العرب حجارة رخوة شبيهة بقطعة صلبة من المدر الجاف.
غير أنّا نجد عند براكس (مجلة الشرق والجزائر 295:6) ما يخالف هذا فهو يقول: (ويستخرج من محجر مكتا سليمان الواقع على 14 ميلاً جنوبي شرقي تونس حجارة تسمّى كدَّال (كذا) بيضاء صلبة مكتنزة تصلح للبناء والزخرفة. وكثير من المؤلفين العرب يشيرون إلى إنه حجر صلب كما لاحظ ذلك السيد رايت) (معجم ابن جبير، وقد نقلت فيه عبارة الادريسي بلا مناسبة، وترجمة جوبرت لها غير صحيحة؛ أنظر النص في ص113).
وكذلك نقرأ عند ابن إياس فيما نقله كاترمير (مباحث حول مصر 282): (حجر الكّان حجر يستخدم لتبليط الدور وعمل درجات السلالم).
وأرى مع ذلك أن هذه تناقضات ليست إلا تناقضات وهمية، فالكذَّان حجر طباشيري ذو مسامات لأن ابن جبير يقول (ص336): إن مدينة بالرما مبنية كلها بحجارة منحوتة من النوع الذي يسمى بالكذَّان، ويقول السيد أماري في تعليقه على هذه العبارة في الجريدة الآسيوية (1846، 1 رقم 40): (لأن عمارات القرون الوسطى في بالرما مبنية بحجر كلسي صلب بعض الصلابة وفيه حبيبات دقيقة. ونحن نعلم أن الحجر الكلسي حجر رخو غير إنه يصبح صلباً عند استعماله).
ونجد ما اسمه الكذان اللكّي (الادريسي ص211) ولعلها حجارة تجلب من ميناء لوكّا في إفريقية.
وقد تبعت الكثرة الكاثرة من اللغويين العرب حين ذكرت هذه الكلمة في مادة كذّ. ويقول صاحب محيط المحيط: ومنهم مَنْ يجعل النون أصلية، ولو كانت كذلك لظهرت في الفعل وقيل كذن، غير أن مادة كذن لم ترد في اللغة. أما مادة كَذَّ فقد جاء منها الفعل كذَّ بمعنى خَشُن، وهو فعل نادر الوجود ولم أعثر عليه فيما قرأت، ويبدو لي أن لا علاقة بينه وبين كَذَّان. بينما الفعل أكَذَّ صار في كذّان من الأرض مشتق من كذّان، وهذا يدل على انهم اعتبروا الألف والنون من كذّان زائدة وهم في هذا محقّون.
وأرى أن كلمة تُكتب كذان مرة وجذان أخرى لا بد أن تكون من أصل أجنبي. (فهل يمكن مقارنتها بالكلمة اليونانية أوكسياس التي تدل على المعنى نفسه في اللغة اليونانية الحديثة؟). إن الفلاحين وهو لا يعرفون رأي اللغويين أو انهم لم يهتموا بهذا الرأي ولم يبالوا به قد عدّوا النون أصلية واشتقوا اسم المفعول مُكَّدن من الاسم كَدَّان وأطلقوا على أرض تشبه الكدّان لا تصلح للزراعة ولو كانت رطبة، ففي ابن الــعوام (92:4، 97): التربة المكدنة التي تشبه الكدان إلا إنها رطبة. وتسمى أيضاً كدّان (143:1) واسم هذه الأرض عندهم (الفلاحين) كدونة (ابن الــعوام 93:1) ولعلها الحجر الطباشيري ذو المسامات، وطبيعته أقرب إلى الحجر منه إلى المدر ويوجد عادة تحت الأرض الصالحة للزراعة، وهي الأرض الجيدة النوبة.

الإيمان

الإيمان: بالكسرِ في اللغة: التصديق بالقلب، وفي الشرع: هو الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان وقد مرَّ. قيل: من شهد وعمل ولم يعتقد فهو منافق، ومن شهد ولم يعمل واعتقد فهو فاسق، ومن أخلَّ بالشهادة فهو كافر.
والأيمان- بالفتح-: جمع اليمين وسيأتي.
الإيمان: أحينا وأمِتْنا عليه يَا أرحمَ الرَّاحمين- هو تصديق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جميع ما جاء به عن الله تعالى مما عُلِم مجيئه ضرورة كذا في "الدر المختار" يعني أن الإيمان هو الاعتماد والوثوق بالرسول في كل ما جاء به علماً وعملاً والإقرار إما شرط أو شطر. قال النسفي في "العقائد" "الإيمان والإسلام واحد". قال العلاَّمة التفتازاني في شرحه: "لأن الإسلام هو الخضوعُ والانقياد، بمعنى قَبول الأحكام والإذعان بها وذلك حقيقةُ التصديق ويؤيده قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)} [الذاريات:35، 36].
قلت: هذا إذا كان الإسلامُ على الحقيقة، أما إذا كان على الاستسلام فقط أو على الخوف من القتل فهو غير الإيمان وذلك لقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات:14]. 
الإيمان
هو من الأمن، فالإيمان هو: الاعتماد، ومن هاهنا: "آمَنَ بهِ" : أيقن به. [والفرق بين "الإيمان" و "الإيقان" أن "الإيمان": تصديق وتسليم، وضده: التكذيب، والجحود، والكفر. و "الإيقان" ضده: الظن والشك. فليس كلُّ مَن أيقن صَدَّقَ، بل ربّما يكذّب المرءُ عُتوّاً ومكابرةً وقد أيقن بالشيء، كما حكى الله تعالى عن فرعون وقومه:
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} .
وكذلك ليس كلُّ من آمن فقد أيقن، فربَّما يؤمنُ الرجلُ بغلبة الظنِّ، ثمَّ يوفقه اللهُ، فيخرج عن الظن، ولكن لا يكمل الإيمان إلا بالإيقان. فالإيمان جزءان: علم وتسليم، وبكمالهما يكمل] .
و"آمَنَ لَه": أذعن لقوله. ["آمَنَه": أعطاه الأمن] فهذا هو الأصل لغةً.
[وهو اصطلاح ديني قديم. في العبرانية؟؟؟؟ (أمن) معناه: الصدق والاعتماد، والمتعدي منه: إيمان وتصديق وتثبّت. ومنه؟؟؟؟ (آمين) كلمة تصديق] . ثم علّمنا القرآنُ فروعَ هذا الأصل:
فمنها أن المؤمن لا بد أن يتوكل على الله، كما قال تعالى:
{زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} .
ومنها أن الإيمان لكونه جزماً واعتقاداً لا بد أن يسوق إلى العمل، كما قال تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} .
الإيمان:
[في الانكليزية] Faith ،belief
[ في الفرنسية] Foi ،croyance
هو في اللغة التصديق مطلقا. واختلفت فيه أهل القبلة على أربع فرق. الفرقة الأولى قالوا الإيمان فعل القلب فقط، وهؤلاء قد اختلفوا على قولين: أحدهما أنه تصديق خاص وهو التصديق بالقلب للرسول عليه السلام فيما علم مجيئه به ضرورة من عند الله. فمن صدّق بوحدانية الله تعالى بالدليل ولم يصدّق بأنه مما علم به مجيء الرسول من عند الله لم يكن هذا التصديق منه إيمانا. ثم ما لوحظ إجمالا كالملائكة والكتب والرسل كفى الإيمان به إجمالا، وما لوحظ تفصيلا كجبرئيل وموسى والإنجيل اشترط الإيمان به تفصيلا. فمن لم يصدّق بمعيّن من ذلك فهو كافر. ثم التقييد بالضرورة لإخراج ما لا يعلم بالضرورة كالاجتهاديات، فإن منكرها ليس بكافر وعدم تقييد التصديق بالدليل لاشتمال اعتقاد المقلّد إذ إيمانه صحيح عند الأكثر وهو الصحيح.
والتصديق اللغوي هو اليقيني على ما يجيء في محله. فالظني ليس بكاف في الإيمان، وهذا قول جمهور العلماء، فإنّ الإيمان عندهم هو التصديق الجازم الثابت.

وقال بعضهم: عدم كفاية الظنّ القوي الذي لا يخطر معه النقيض محل كلام، وقد صرّح في شرح المواقف أنّ الظنّ الغالب الذي لا يخطر معه احتمال النقيض حكمه حكم اليقين في كونه إيمانا حقيقة فإن إيمان أكثر الــعوام من هذا القبيل. وأطفال المؤمنين وإن لم يكن لهم تصديق لكنهم مصدقون حكما لما علم من الدين ضرورة أنه عليه السلام كان يجعل إيمان أحد الأبوين إيمانا للأولاد.
والتصديق مع لبس الزنار بالاختيار كلا تصديق فيحكم بكفر هذا المصدّق. وقيل الكفر في مثل هذه الصورة أي في الصورة التي يكون التصديق مقرونا بشيء من أمارات التكذيب في الظاهر في حق إجراء أحكام الدنيا لا فيما بينه وبين الله تعالى، كذا في حاشية الخيالي للمولوي عبد الحكيم.
وحدّ الإيمان بما ذكرنا هو مختار جمهور الأشاعرة وعليه الماتريدية وأكثر الأئمة كالقاضي والأستاذ والحسين بن الفضل ووافقهم على ذلك الصالحي وابن الراوندي من المعتزلة. والقول الثاني أنه معرفة الله تعالى مع توحيده بالقلب. والإقرار باللسان ليس بركن فيه ولا شرط، حتى أن من عرف الله بقلبه ثم جحد بلسانه ومات قبل أن يقرّ به فهو مؤمن كامل الإيمان وهو قول جهم بن صفوان.
وأما معرفة الكتب والرسل واليوم الآخر فزعم أنها داخلة في حدّ الإيمان، وهذا بعيد عن الصواب لمخالفته ظاهر الحديث «بني الإسلام على خمس». والصواب ما حكاه الكعبي عن جهم أنّ الإيمان معرفة الله تعالى وكل ما علم بالضرورة كونه من دين محمد عليه السلام. وفي شرح المواقف قيل الإيمان هو المعرفة، فقوم بالله وهو مذهب جهم بن صفوان، وقوم بالله وبما جاءت به الرسل إجمالا وهو منقول عن بعض الفقهاء.
والفرقة الثانية قالوا إنّ الإيمان عمل باللسان فقط وهم أيضا فريقان: الأول أنّ الإقرار باللسان هو الإيمان فقط ولكن شرط في كونه إيمانا حصول المعرفة في القلب، فالمعرفة شرط لكون الإقرار اللساني إيمانا لا أنها داخلة في مسمّى الإيمان وهو قول غيلان بن مسلم الدمشقي. والثاني أنّ الإيمان مجرّد الإقرار باللسان وهو قول الكرّاميّة، وزعموا أنّ المنافق مؤمن الظاهر كافر السريرة، فثبت له حكم المؤمنين في الدنيا وحكم الكافرين في الآخرة.
والفرقة الثالثة قالوا إنّ الإيمان عمل القلب واللسان معا أي في الإيمان الاستدلالي دون الذي بين العبد وربه، وقد اختلف هؤلاء على أقوال: الأول أنه إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وهو قول أبي حنيفة وعامة الفقهاء وبعض المتكلمين والثاني أنه التصديق بالقلب واللسان معا وهو قول أبي الحسن الأشعري وبشر المريسي. وفي شرح المقاصد فعلى هذا المذهب من صدّق تقلبه ولم يتفق له الإقرار باللسان في عمره مرة لا يكون مؤمنا عند الله تعالى، ولا يستحق دخول الجنة ولا النجاة من الخلود في النار، بخلاف ما إذا جعل اسما للتصديق فقط، فالإقرار حينئذ لإجراء الأحكام عليه فقط كما هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى انتهى كلامه. والمذهب الأخير موافق لما في الحديث «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرّة من الإيمان» كذا في حاشية الخيالي للمولوي عبد الحكيم. والثالث أنه إقرار باللسان وإخلاص بالقلب. ثم المعرفة بالقلب على قول أبي حنيفة مفسّرة بشيئين: الأول الاعتقاد الجازم سواء كان استدلاليّا أو تقليديّا، ولذا حكموا بصحة إيمان المقلّد وهو الأصح.
والثاني العلم الحاصل بالدليل، ولذا زعموا أن الأصح أنّ إيمان المقلّد غير صحيح. ثم هذه الفرقة اختلفوا، فقال بعضهم الإقرار شرط للإيمان في حق إجراء الأحكام حتى أنّ من صدّق الرسول عليه السلام فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى وإن لم يقرّ بلسانه وهو مذهب أبي حنيفة وإليه ذهب الأشعري في أصح الروايتين وهو قول أبي منصور الماتريدي. ولا يخفى أنّ الإقرار لهذا الغرض لا بدّ أن يكون على وجه الإعلام على الإمام وغيره من أهل الإسلام ليجروا عليه الأحكام، بخلاف ما إذا كان ركنا فإنه يكفي مجرّد التكلّم في العمر مرة، وإن لم يظهر على غيره كذا في الخيالي. وقال بعضهم هو ركن ليس بأصلي له بل هو ركن زائد، ولهذا يسقط حال الإكراه. وقال فخر الإسلام إنّ كونه زائدا مذهب الفقهاء وكونه لإجراء الأحكام مذهب المتكلمين.
والفرقة الرابعة قالوا إنّ الإيمان فعل بالقلب واللسان وسائر الجوارح وهو مذهب أصحاب الحديث ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي. وقال الإمام وهو مذهب المعتزلة والخوارج والزيدية. أما أصحاب الحديث فلهم أقوال ثلاثة: القول الأول أنّ المعرفة إيمان كامل وهو الأصل ثم بعد ذلك كل طاعة إيمان على حدة، وزعموا أنّ الجحود وإنكار القلب كفر، ثم كل معصية بعده كفر على حدة، ولم يجعلوا شيئا من الطاعات ما لم يوجد المعرفة والإقرار باللسان إيمانا ولا شيئا من المعاصي كفرا ما لم يوجد الجحود والإنكار لأن اصل الطاعات الإيمان وأصل المعاصي الكفر والفرع لا يحصل بدون ما هو أصله وهو قول عبد الله بن سعد. والقول الثاني أن الإيمان اسم للطاعات كلها فرائضها ونوافلها، وهي بجملتها إيمان واحد، وأنّ من ترك شيئا من الفرائض فقد انتقض إيمانه، ومن ترك النوافل لا ينتقض إيمانه. والقول الثالث أنّ الإيمان اسم للفرائض دون النوافل.
وأما المعتزلة فقد اتفقوا على أنّ الإيمان إذا عدّي بالباء فالمراد به في الشرع التصديق، يقال آمن بالله أي صدّق، إذ الإيمان بمعنى أداء الواجبات لا يمكن فيه هذه التعدية، لا يقال فلان آمن بكذا إذا صلّى وصام، فالإيمان المتعدّي بالباء يجري على طريق اللغة، وإذا أطلق غير متعدّ فقد اتفقوا على أنه منقول نقلا ثانيا من التصديق إلى معنى آخر. ثم اختلفوا فيه على وجوه. الأول أنّ الإيمان عبارة عن فعل كل الطاعات سواء كانت واجبة أو مندوبة أو من باب الاعتقادات أو الأقوال أو الأفعال وهذا قول واصل بن عطاء وأبي الهذيل والقاضي عبد الجبار. والثاني أنه عبارة عن فعل الواجبات فقط دون النوافل وهو قول أبي علي الجبائي وأبي هاشم. والثالث أنه عبارة عن اجتناب كل ما جاء فيه الوعيد وهو قول النظّام وأصحابه، ومن قال شرط كونه مؤمنا عندنا وعند الله اجتناب كل الكبائر.
وأما الخوارج فقد اتفقوا على أنّ الإيمان بالله يتناول معرفة الله تعالى ومعرفة كل ما نصب الله عليه دليلا عقليا أو نقليا، ويتناول طاعة الله في جميع ما أمر ونهي عنه صغيرا كان أو كبيرا.
وقالوا مجموع هذه الأشياء هو الإيمان ويقرب من مذهب المعتزلة مذهب الخوارج، ويقرب من مذهبهما مذهب السلف وأهل الأثر أنّ الإيمان عبارة عن مجموع ثلاثة أشياء: التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان، إلّا أنّ بين هذه المذاهب فرقا، وهو أن من ترك شيئا من الطاعات فعلا كان أو قولا خرج من الإيمان عند المعتزلة ولم يدخل في الكفر، بل وقع في مرتبة بينهما يسمّونها منزلة بين المنزلتين. وعند الخوارج دخل في الكفر لأن ترك كلّ واحد من الطاعات كفر عندهم. وعند السلف لم يخرج من الإيمان لبقاء أصل الإيمان الذي هو التصديق بالجنان. وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: هذه أول مسألة نشأت في الاعتزال. ونقل عن الشافعي أنه قال الإيمان هو التصديق والإقرار والعمل، فالمخلّ بالأول وحده منافق، وبالثاني وحده كافر، وبالثالث وحده فاسق ينجو من الخلود في النار ويدخل الجنّة.

قال الإمام: هذه في غاية الصعوبة لأن العمل إذا كان ركنا لا يتحقق الإيمان بدونه، فغير المؤمن كيف يخرج من النار ويدخل الجنة. قلت الإيمان في كلام الشارع قد جاء بمعنى أصل الإيمان وهو الذي لا يعتبر فيه كونه مقرونا بالعمل كما في قوله عليه السلام «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وتؤمن بالبعث والإسلام وأن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة» الحديث. وقد جاء بمعنى الإيمان الكامل وهو المقرون بالعمل وهو المراد بالإيمان المنفي في قوله عليه السلام «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث، وكذا كل موضع جاء بمثله. فالخلاف في المسألة لفظي لأنه راجع إلى تفسير الإيمان وأنه في أيّ المعنيين منقول شرعي، وفي أيهما مجاز ولا خلاف في المعنى فإنّ الإيمان المنجّي من دخول النار هو الثاني باتفاق جميع المسلمين، والإيمان المنجّي من الخلود في النار هو الأول باتفاق أهل السنة خلافا للمعتزلة والخوارج.
وبالجملة فالسلف والشافعي جعلوا العمل ركنا من الإيمان بالمعنى الثاني دون الأول، وحكموا مع فوات العمل ببقاء الإيمان بالمعنى الأول، وبأنه ينجو من النار باعتبار وجوده، وإن فات الثاني فاندفع الإشكال.
اعلم أنهم اختلفوا في التصديق بالقلب الذي هو تمام مفهوم الإيمان عند الأشاعرة أو جزء مفهومه عند غيرهم. فقيل هو من باب العلوم والمعارف فيكون عين التصديق المقابل للتصور. وردّ بأنّا نقطع بكفر كثير من أهل الكتاب مع علمهم بحقيقة رسالته صلّى الله عليه وآله وسلّم وما جاء به قال الله تعالى: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ويَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ الآية. وأجيب بأنّا إنما نحكم بكفرهم لأن من أنكر منهم الرسالة أبطل تصديقه القلبي بتكذيبه اللساني، ومن لم ينكرها أبطله بترك الإقرار اختيارا، لأنّ الإقرار شرط لإجراء الأحكام على رأي، وركن الإيمان على رأي.
ولهذا لو حصل التصديق لأحد ومات من ساعته فجأة قبل الإقرار يكون مؤمنا إجماعا. لكن بقي شيء آخر وهو أنّ الإيمان مكلّف به والتكليف إنما يتعلق بالأفعال الاختيارية فلا بد أن يكون التصديق بالقلب اختياريا، والتصديق المقابل للتصوّر ليس اختياريا كما بيّن في موضعه.
وأجيب بأن التكليف بالإيمان تكليف بتحصيل أسبابه من القصد إلى النظر في آثار القدرة الدالة على وجوده تعالى ووحدانيته وتوجيه الحواس إليها، وترتيب المقدمات المأخوذة، وهذه أفعال اختيارية. ولذا قال القاضي الآمدي: التكليف بالإيمان تكليف بالنظر الموصل إليه وهو فعل اختياري. وفيه أنه يلزم على هذا اختصاص التصديق بأن يكون علما صادرا عن الدليل.
وقيل هو أي التصديق من باب الكلام النفسي وعليه إمام الحرمين. وهكذا ذكر صدر الشريعة حيث قال: المراد
بالتصديق معناه اللغوي وهو أن ينسب الصدق إلى المخبر اختيارا لأنه إن وقع في القلب صدق المخبر ضرورة كما إذا شاهد أحد المعجزة ووقع صدق دعوى النبوة في قلبه ضرورة وقهرا من غير أن ينسب الصدق إلى النبي عليه السلام اختيارا، لا يقال في اللغة إنه صدّقه، فعلم أنّ المراد من التصديق إيقاع نسبة الصدق إلى المخبر اختيارا الذي هو كلام النفس ويسمّى عقد الإيمان. وظاهر كلام الأشعري أنه كلام النفس والمعرفة شرط فيه إذ المراد بكلام النفس الاستسلام الباطني والانقياد لقبول الأوامر والنواهي. وبالمعرفة إدراك مطابقة دعوى النبي للواقع أي تجليها للقلب وانكشافها له وذلك الاستسلام إنّما يحصل بعد حصول هذه المعرفة، ويحتمل أن يكون كل منهما ركنا. وقال بعض المحققين إنّ كلا من المعرفة والاستسلام خارج من مفهوم التصديق لغة، وهو نسبة الصدق بالقلب أو اللسان إلى القائل، لكنهما معتبران شرعا في الإيمان إمّا على أنهما جزءان لمفهومه شرعا، أو شرطان لإجراء أحكامه شرعا. والثاني هو الراجح لأن الأول يلزمه نقل الإيمان عن معناه اللغوي إلى معنى آخر شرعي، والنقل خلاف الأصل، فلا يصار إليه بغير دليل.
فائدة:
قيل الإيمان والإسلام مترادفان، وقيل متغايران. وقد سبق تفصيله في لفظ الإسلام.
فائدة:
الإيمان هل يزيد وينقص أو لا؟ اختلف فيه. فقيل لا يقبل الزيادة والنقصان لأنه حقيقة التصديق، وهو لا يقبلهما. وقيل لا يقبل النقصان لأنه لو نقص لانتفى الإيمان، ولكن يقبل الزيادة لقوله تعالى زادَتْهُمْ إِيماناً ونحوها. وقيل يقبلهما وهو مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفائها. وقال الإمام هذا البحث لفظي لأن المراد بالإيمان إن كان هو التصديق فلا يقبلهما لأنّ الواجب هو اليقين الغير القابل للتفاوت لعدم احتمال النقيض فيه، والاحتمال ولو بأبعد وجه ينافي اليقين. وإن كان المراد به الأعمال إمّا وحدها أو مع التصديق فيقبلهما وهو ظاهر. فإن قلت انتفاء الجزء يستلزم انتفاء الكل فكيف تتصوّر الزيادة والنقصان؟ قلت الأعمال ليست مما جعله الشارع جزءا من الإيمان حتى ينتفي بانتفائها الإيمان بل هي تقع جزءا منه إن وجدت. فما لم يوجد الأعمال فالإيمان هو التصديق والإقرار وإن وجدت كانت داخلة في الإيمان، فيزيد على ما كان قبل الأعمال.
وقيل الحق أنّ التصديق يقبلهما بحسب الذات وبحسب المتعلق، أمّا الأول فلقبوله القوة والضعف فإنه من الكيفيات النفسانية القابلة لهما كالفرح والحزن والغضب. وقولكم الواجب هو اليقين والتفاوت لاحتمال النقيض. قلنا لا نسلم أنّ التفاوت لذلك فقط إذ يجوز أن يكون بالقوة والضعف بلا احتمال النقيض. ثم الذي قلتم يقتضي أن يكون إيمان النبي عليه السلام وإيمان آحاد الأمة سواء وأنه باطل إجماعا ولقول إبراهيم عليه السلام وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي فإنه يدل على قبول التصديق اليقيني للزيادة والنقصان. والظاهر أنّ الظن الغالب الذي لا يخطر معه احتمال النقيض بالبال حكمه حكم اليقين في كونه إيمانا حقيقة، فإنّ إيمان أكثر الــعوام من هذا القبيل. وعلى هذا فقبول الزيادة والنقصان واضح وضوحا تاما. وأمّا الثاني فإن التصديق التفصيلي في أفراد ما علم مجيئه به جزء من الإيمان يثاب عليه ثوابه على تصديقه بالإجمال.
فائدة:
هل الإيمان مخلوق أم لا؟ فذهب جماعة إلى أنه مخلوق. وذكر عن أحمد بن حنبل وجمع من أصحاب الحديث أنهم قالوا الايمان غير مخلوق. وأحسن ما قيل فيه الإيمان إقرار، وهو مخلوق لأنه صنع العبد أو هداية وهي غير مخلوقة لأنها صنع الربّ. هذا خلاصة ما في العيني شرح صحيح البخاري والفتح المبين شرح الأربعين وشرح المواقف. وقد بقيت بعد أبحاث تركناها مخافة الإطناب، فإن شئت تحقيقها فارجع إلى العيني في أول كتاب الإيمان.

نجل

نجل: {إنجيل}: من النجل، وهو الأصل. وقيل: من نجلت، أي استخرجت.
ن ج ل

نجلت الشيء نجلاً: رميت به. والناقة تنجل الحصى بمناسمها، ومنه: المنجل يقضب به العود من الشجرة ويرمى به. وعين نجلاء، وعيون نجل. والأسد أنجل.

ومن المجاز: نجله أب كريم، ونجل به. وفحل ناجل: منجب. وهو نجل فلان. وقبّح الله تعالى ناجليه. وطعنة نجلاء.
(ن ج ل) : (الْمِنْجَلُ) مَا تُحْصَدُ بِهِ الزَّرْعُ وَمِنْهُ يُكْرَهُ الِاصْطِيَادُ بِالْمَنَاجِيلِ الَّتِي تَقْطَعُ الْعَرَاقِيبَ وَالْيَاءُ لِإِشْبَاعِ الْكَسْرَةِ (وَقَوْلُهُ) الْقَيْلُولَةُ الْمُسْتَحَبَّةُ مَا بَيْنَ الْمِنْجَلَيْنِ أَيْ بَيْنَ دَاسِ الشَّعِيرِ وَدَاسِ الْحِنْطَةِ فِي الْوَاقِعَاتِ.
(نجل)
الْحَيَوَان نجلا سَار سيرا شَدِيدا وَالْأَرْض اخضرت وأنبتت النجيل وَالْولد نَسْله وَيُقَال نجل بِهِ وَالْأَرْض للزِّرَاعَة شقها والمرعى حشه بالمنجل وعدوه بِالرُّمْحِ رَمَاه بِهِ وَيُقَال فلَان ينجل النَّاس يعيبهم ويغتابهم وَالرجل ضربه بِمقدم رجله فتدحرج

(نجل) نجلا اتسعت عينه وَحسنت والشجة اتسعت فَهُوَ أنجل (ج) نجل ونجال وَهِي نجلاء (ج) نجل
ن ج ل: (النَّجْلُ) النَّسْلُ. وَ (الْمِنْجَلُ) مَا يُحْصَدُ بِهِ. وَ (النَّجَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ سَعَةُ شَقِّ الْعَيْنِ، وَالرَّجُلُ (أَنْجَلُ) ، وَالْعَيْنُ (نَجْلَاءُ) ، وَالْجَمْعُ (نُجْلٌ) . وَ (الْإِنْجِيلُ) كِتَابُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَمَنْ أَنَّثَ أَرَادَ الصَّحِيفَةَ وَمَنْ ذَكَّرَ أَرَادَ الْكِتَابَ. 
ن ج ل : النَّجْلُ قِيلَ الْوَالِدُ وَقِيلَ النَّسْلُ وَهُوَ مَصْدَرُ نَجَلَهُ أَبُوهُ نَجْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالْمِنْجَلُ بِالْكَسْرِ آلَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

وَالنَّجَلُ بِفَتْحَتَيْنِ سَعَةُ الْعَيْنِ وَحُسْنُهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَعَيْنٌ نَجْلَاءُ مِثْلُ حَمْرَاءَ وَالْإِنْجِيلُ قِيلَ مُشْتَقٌّ مِنْ نَجَلْتُهُ إذَا اسْتَخْرَجْتَهُ. 

نجل



طَعْنَةٌ نَجْلَآءُ A wide wound with a spear or the like. (TA.) See an ex. in a verse cited voce رُبَّ. b2: عَيْنٌ نَجْلَآءُ A wide eye; pl. عُيُونٌ نُجْلٌ. (TA.) See a verse in art. فرغ (conj. 4).

مِنْجَلٌ A reaping-hook. (Mgh; and S, K, voce مِحْصَدٌ.) It has a toothed, or serrated, edge: (A, art. حز; and K, art. اشر:) and is sometimes plain. (K, voce مِحَشٌّ, and M and L, voce سِنٌّ.) See مِخْلَبٌ and دَرَهْرَهَةٌ. b2: [A reaping-hook: or a pruning-hook: sometimes signifying the latter:] an iron implement, having teeth, with which seed-produce is cut: or one with which the wood, or branch, is cut off from the tree, and cast down, or away. (TA.) نَجيلٌ

: see طَحْمَآءُ.
(نجل) - قَولُه تعالى: {وَالْإِنْجِيلَ}
: أي الأَصلُ، كأَنّه جُعِلَ أصْلًا لهم؛ ليُحِلُّوا حَلالَه، ويُحرِّمُوا حَرامَه.
وقيل: أُخِذَ مِن نجَلْتُ الشىّءَ؛ أي استَخرَجْتُه، كَأنه أُظهِر للخَلْقِ بعد دُرُوسِ الحقّ، وَقيل: هو مُعَرَّبٌ.
- في الحديث: "وَتَتَّخِذُونَ السُّيُوفَ مَناجِلَ"
: أي إنّ الناسَ يَترُكُونَ الِجهادَ، ويشتَغِلونَ بالحَرْثِ وَالزِّرَاعَةِ.
- في حديث الزبير: "عَيْنَينِ نَجْلاويْنِ "
: أي واسِعَتَينِ. 
بَاب النجل

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن عَمْرو عَن ابيه قَالَ النجل المَاء المستنقع والنجل الْوَلَد والنجل النز والنجل الْجمع الْكثير من النَّاس والنجل المحجة الْوَاضِحَة والنجل سلخ الْجلد من قَفاهُ والنجل إثارة أَخْفَاف الْإِبِل الكمأة أَي إظهارها والنجل السّير الشَّديد وَيُقَال للجمال إِذا كَانَ حاذقا منجل والنجل محو الصَّبِي اللَّوْح والنجل الْجَمَاعَة تَجْتَمِع فِي الْخَيْر وَيجوز أَن يكون الْإِنْجِيل مأخوذا من هَذَا كُله وَمن النجل الْوَلَد قَوْله للأعشى

(أَنْجَب أزمان والداه بِهِ ... إِذْ نجلاه فَنعم مَا نجلا) منسرح

[نجل] نه: في صفة الصحابة: معه قوم صدورهم "أناجيلهم"، هي جمع إنجيل وهو كتاب عيسى عليه السلام، وهو اسم عبراني أو سرياني وقيل: عربي، أي يقرؤن كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حفظًا، وكان أهل الكتاب إنما يقرؤن كتبهم من الصحف وما يحفظها إلا القليل، وروى: وأناجيلهم في صدورهم، أي كتبهم محفوظة فيها. وفيه: وكان واديها يجري "نجلًا"، أي نزا وهو الماء القليل أي وادي المدينة، وجمعه أل. ط: هو بفتح نون وسكون جيم: ماء يظهر على وجه الأرض. نه: ومنه: البلاد الوبيئة ذات "الأنجال" والبعوض، أي النزوز والبق. وفيه: عينين "نجلاوين"، أي واسعتين.: ومنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم "أنجل"، والنجل: سعة العين في حسن. نه: وفي ح الزهري: كان له كلب صائد يطلب لها الفحولة يطلب "نجلها"، أي ولدها. غ: قبح الله "ناجليه"، والديه. نه: وفيه: من "نجل" الناس "نجلوه"، أي عابهم وقطع أعراضهم بالشتم كما يقطع المنجل الحشيش. ومنه ح: وتتخذ السيوف "مناجل"، أراد أن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحرث والزراعة.

نجل


نَجَلَ(n. ac. نَجْل)
a. Begot.
b.(n. ac. نَجْل
نَجْلَة), Kicked; knocked; illtreated.
c. Split; tore off.
d. Manifested, disclosed.
e. Became covered with verdure (earth).
f.(n. ac. نَجْل), Threw, flung.
g. Wiped (writingtablet).
h. [acc. & Bi], Pierced, stabbed with.
i. Hastened.
j. Drew, took out.

نَجِلَ(n. ac. نَجَل)
a. Had large eyes.

تَنَاْجَلَa. Came to blows, fought.
b. Begot children.

إِنْتَجَلَa. Appeared; disappeared.

إِسْتَنْجَلَa. Abounded with springs, was well-watered.

نَجْل
(pl.
أَنْجَاْل)
a. Offspring, progeny; son.
b. Spring, running water.
c. Progenitor; begetter.
d. Broad road; highway.
e. Work; operations.
f. Multitude.

أَنْجَلُ
(pl.
نُجْل نِجَاْل)
a. Large-eyed.
b. Large, wide; deep (thrust).
مِنْجَل
(pl.
مَنَاْجِلُ)
a. Scythe; sickle.
b. Luxuriant, flourishing (corn).
c. Rag, wiper, sponge.
d. Having many children.

نَاْجِلa. Of noble race.
b. Progenitor; parent.

نَاْجِلَة
(pl.
نَوَاْجِلُ)
a. fem. of
نَاْجِل
نَجِيْل
(pl.
نُجُل)
a. A certain plant.

إِنْجِيْل
(pl.
أَنَاْجِيْلُ), G.
a. Evangel, gospel.

إِنْجِيْلِيّa. Evangelical.
b. Evangelist.

نَجْلَآءُa. fem. of
أَنْجَلُ
شَمَّاس إِنْجِيْلِيّ
a. Deacon.
[نجل] النجْل: النَسْل. ونَجلَه أبوه، أي وَلَدهُ. يقال: قبَّح الله ناجليْه. وفرسٌ ناجل، إذا كان كريم النجل. ونجل الشئ أي رمى به. والناقةُ تنجُل الحَصى بمناسِمِها نجلاً، أي ترمي به وتدفعه. ونجلَه، أي طعنه فأوسع شقه. ونجلْتُ الإهاب، إذا شققت عن عُرقوبَيْه جميعاً ثم سلخته، كما يَسلخ الناسُ اليومَ. وهو إهابُ مَنْجولٌ. ونجَلت الأرض: اخضرَّت. ونجلْت الرجلَ نجلَة، إذا ضربته بمقدم رجلك فتدحرج. يقال: " من نَجَلَ الناسَ نجلوه " أي من شارَّهم شارُّوه. ويقال: استنجل الموضعُ، أي كثُر به النَجْلُ، وهو الماء يَظْهَرُ من الأرض. والنجيل: ما تكَسَّرَ من ورق الهَرْم، وهو ضرب من الحمض. قال أبو خراش يصف ماء آجنا:

له عرمض مستأسد ونجيل * والنواجل من الإبل: التي ترعاه. والمِنْجَلُ: ما يُحْصد به. والنَجَلُ بالتحريك: سَعةُ شقِّ العين. والرجلُ أنجلُ والعينُ نجلاءُ، والجمع نُجل . وطعنةٌ نَجْلاءُ، أي واسعة بيِّنة النَجَلِ. وسِنانٌ مِنْجل، أي واسعُ الطعنةِ. والصحصحان الانجل، هو الواسع. ونجلت الشئ، أي استخرجته. والانجيل: كتاب عيسى عليه السلام، يؤنث ويذكر. فمن أنث أراد الصحيفة، ومن ذكر أراد الكتاب.
نجل: استنجل: وردت (في ديوان الهذليين 188: 6 و234: 2).
نجلة = نجل: (باين سميث. اقرأها على هذه الصورة).
نجيل: إصبعية (جنس أعشاب علفية): Dectyle ( من النجيليات وحيدات الفلقة تشمل النباتات الحبية والعلفية). Panic dactyle عرق النجيل الغليظ (سانح).
نجيل: بقلة الغزال البيضاء dictame blane ( بوشر).
نجيل: نجم، ثيل chiendent هو عرق الإنجيل أيضا (بوشر).
نجيل: العشب عامة (سانح، انظر راوولف 230).
أنجلك في محيط المحيط (الانجل الواسع العين الحسنها والأنثى نجلاء) (عبد الواحد 188): ذوات الأعين النجل.
النجيل: انظر مادة نجيل.
منجل: منجل البستاني (برجرن) مشذب صغير: منجل الزير (ابن الــعوام 1: 437: 18 و502: 11).
منجل: يدعى بالبرتغالية manchil وهو الساطور couperet الذي يستعمله القصاب أيضا (انظر 1 و6 عند فريتاج).
نجم نجم: قدر، صمم، استطاع، أمكنه كذا (شيرب).
نجم (بالتشديد) قسط الدين إلا أن نجم عليه الدين معناها جعله يدفع دينه مقسطا (معجم الطرائف).
نجم: قام بمهمات علم الفلك (مملوك 1، 2، 50). تعرض لتأثير الهواء خلال الليل وهذا ما قصده (فريتاج) حين شدد هذه الكلمة لأن ابن البيطار (1: 58) ذكر: وترك إلى الصباح منجما. لقد ورد التشديد في مخطوطتنا أيضا وكذلك عند (ابن الــعوام 1: 143).
نجم: قدر، صمم (بوشر -دليل الجزائر) (رولاند).
أنجم الربيع عنا: تركنا الربيع (الكامل 15: 504).
نجم: الواحدة نجمة (فوك، بوشر ألف ليلة 3: 49).
نجم: طالع فلكي كشف له النجم: قرأ له طالعه (بوشر).
النجوم: علم النجوم (باين سميث 1745).
نجم: أجل. الوقت المحدد للدفع، مواعيد الدفع (انظر أصل هذا التعبير في معجم الطرائف) (الدفع على آجال: رولاند).
نجم ونجمة: الوقت المحدد لدفع القسط (همبرت 254) نجما بعد نجم: دفوعات متعاقبة الأجل (الجريدة الآسيوية 1843: 2، 222).
نجوم القرآن (المقدمة 1: 180).
نجم: مصنوعات زجاجية حباتها كبيرة (غدامس 40).
نجوم: لآلئ صغيرة أو قطع ذهبية (رولاند).
نجم: cynodon dactylon نجيل، ثيل (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 341).
نجمة العين: غضن العين (طبقة تغلف العين) (دومب 88).
نجام: موارد الرزق ressourees ( شيرب ديال 35).
نجامة: تنجيم بالتعقل (أيار 91: 1، أماري 331، المقدمة 1: 203 وما بعدها 213: 6 و3: 86 و133: 16 اوتوب 213): المقدم في الطب والنجامة.
النجومية أو الفلكية: نوع من أنواع لعب الشطرنج (فإن درلند 1: 108).
علم التنجيم: التنجيم بالتعقل (بوشر) وكذلك التنجيم وحده (المقري 1: 136).
تنجيمي: متعلق بعلم التنجيم (بوشر).
منجم: مرصع بالنجوم، كوكبي الشكل (الكالا).
منجم: ضارب الرمل (المقدمة 2: 117).
نجل
نجَلَ/ نجَلَ بـ يَنجُل، نَجْلاً، فهو ناجِل، والمفعول مَنْجول
• نجَل المولودَ/ نجَل بالمولود: وَلَدَه، نَسَلَه. 

نجِلَ يَنجَل، نَجَلاً، فهو أنْجَلُ
• نجِلتِ العينُ: اتّسَعَت، وحَسُنت. 

نجَّلَ ينجِّل، تنجيلاً، فهو مُنجِّل، والمفعول مُنجَّل
• نجَّل الملعبَ: زرعه نجيلاً. 

أنْجَلُ [مفرد]: ج نِجال ونُجْل، مؤ نَجلاءُ، ج مؤ نَجْلاوات ونُجْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نجِلَ ° طعنة نَجْلاء: واسعة نافذة، قاتلة- غادة نَجْلاء: واسعة العينين- لَيْلَةٌ نَجْلاء: طويلة. 

مِنْجَل [مفرد]: ج مَنَاجِلُ: آلة لها شفرة شبه دائريَّة ونصل معقوف تستخدم لحصد الزَّرع، أو لحَشِّ العُشب.
• أبو مِنْجَل: (حن) طائر قدّسه قدماء المصريين، وهو لديهم رسول العلم والمعرفة. 

مِنْجَلة [مفرد]: ج مَنَاجِلُ: أداة من فكّين أحدهما ثابت والآخر مُتحرِّك تُستعمل للقبض على الأشياء المُراد قطعُها أو تشكيلُها، منها ما يُثبَّت بالمنضدة، ومنها ما يُثبَّت في ماكينات التشغيل. 

مِنجليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِنْجَل.
• فقر الدَّم المِنْجَليّ: (طب) فقر دم مزمن وقاتل يسبِّبه جين مُورَّث يتَّسم بخلايا دم حمراء منجليّة الشكل، وهذا المرض يصيب السودَ في إفريقيا أو الأشخاصَ من أصل إفريقيّ، ويُؤدِّي إلى ألم في المفاصل وحمّى وتقرحات في الساق. 

نَجْل [مفرد]: ج أنْجال (لغير المصدر):
1 - مصدر نجَلَ/ نجَلَ بـ.
2 - أصل طيِّب، وطبع حسن "هو كريم النَّجل".
3 - وَلَدٌ، ابن، نَسْل "أقرّ الله عينك بأنجالك- وفي الأصل غشّ والفروع توابعُ ... وكيف وفاء النجل والأبُ غادرُ".
4 - كلمة تستعمل للتمييز بين الوالد والابن عندما يحملان الاسم نفسه. 

نَجَل [مفرد]: مصدر نجِلَ. 

نَجيل [جمع]: جج نُجُل: (نت) نبات عشبيّ مُعَمَّر يفترش على الأرض، ويذهب ذهابًا بعيدًا، يكثر في الأراضي التي تُسْقَى، فيضرُّ بالزروع. 

نَجيليَّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من وحيدات الفلْقة، معظمها أعشاب حَوْليّة وبعضها مُعَمَّر، ثمارُها حُبوب غنيَّة بالموادّ النشويّة، تشمل أهمّ النباتات الغذائيّة والعلفيّة كالقمح، والشعير، والذرة، والأرز. 
(ن ج ل)

النَّجْل: الْوَلَد. نَجَل بِهِ أَبوهُ يَنْجل نَجْلا، ونَجَله، قَالَ الْأَعْشَى:

أَنْجَب أَيَّام والداه بِهِ ... إِذْ نَجَلاه فنِعْم مَا نَجَلا

قَالَ الْفَارِسِي: معنى والداه بِهِ: كَمَا تَقول: أَنا بِاللَّه وَبِك.

والانتجال: اخْتِيَار النَّجْل، قَالَ:

وانتجلوا من خير فَحْل يُنْتَجَلْ

والنَّجْل: الْوَلَد ايضا، ضد، حكى ذَلِك أَبُو الْقَاسِم الزجاجي فِي نوادره.

والنَّجْل: الرَّمْي بالشَّيْء.

وَقد نَجَل بِهِ، ونَجَله، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

كأنَّ الحَصَى من خلفهَا وأمامها ... إِذا نجلته رِجْلُها خَذْفُ أعسرا

والمِنْجَل: الَّذِي يقضب بِهِ الْعود فيُنْجَل. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا الضَّرْب مِمَّا يعتمل بِهِ، مكسور الأول، كَانَت فِيهِ الْهَاء أَو لم تكن، واستعاره بعض الشُّعَرَاء لأسنان الْإِبِل فَقَالَ:

إِذا لم يكن إلاَّ القَتَادُ تنزَّعَتْ ... مناجلُها أصل القَتَاد المكالِب

ونَجَل الشَّيْء يَنْجُله نَجْلا: شقَّه.

والمنجول من الْجُلُود: الَّذِي يشق من عرقوبيه جَمِيعًا، قَالَ المخبل:

وأنكحتمُ رَهْواً كَأَن عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أوسع السَّلْخَ ناجلُهْ

يَعْنِي بالرهو هُنَا: خليدة بنت الزبْرِقَان ابْن بدر، وَلها حَدِيث قد تقدم.

ونَجَله بِالرُّمْحِ يَنْجله نَجْلا: طعنه.

وَسنَان مِنْجَل: وَاسع الْجرْح.

وطعنة نجلاء: وَاسِعَة.

وبئر نجلاء المجم: واسعته، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: إِن لَهَا بِئْرا بشرقِيّ العَلَمْ ... واسعةَ الشُّقَّة نجلاء المِجَمّ

والنَّجَل: سَعَة الْعين.

نجِل نَجَلا، وَهُوَ أَنْجل.

وَالْجمع: نُجْل، ونِجَال.

ومزاد أنجل: وَاسع عريض.

وليل أنجل: وَاسع طَوِيل.

والنَّجْل: المَاء السَّائِل.

والنَّجْل: النز الَّذِي يخرج من الأَرْض والوادي. وَالْجمع: نِجَال.

واستنجلت الأَرْض: كثت فِيهَا النِّجَال.

واستنجل النز: استخرجه.

والإنْجِيل: صحيفَة النَّصَارَى، مُشْتَقّ مِنْهُ.

وَقيل: اشتقاقه من النَّجْل الَّذِي هُوَ الأَصْل، وَقَرَأَ الْحسن: (وليحكم أهل الأنجيل) بِفَتْح الْهمزَة، وَلَيْسَ هَذَا الْمِثَال فِي كَلَام الْعَرَب، قَالَ الزّجاج: وللقائل أَن يَقُول: هُوَ اسْم أعجمي، فَلَا يُنكر أَن يَقع بِفَتْح الْهمزَة؛ لِأَن كثيرا من الامثلة الأعجمية يُخَالف الْأَمْثِلَة الْعَرَبيَّة؛ نَحْو آجر، وَإِبْرَاهِيم، وهابيل، وقابيل.

والنَّجِيل: ضرب من دق الحمض.

وَالْجمع: نُجُل.

قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ خير الحمض كُله وألينه على السَّائِمَة.

وأنجلوا دوابهم: أرسلوها فِي النَّجِيل.

ومَنَاجِل: اسْم مَوضِع، قَالَ لبيد:

وجادَ رَهْوَى إِلَى مَنَاجِلَ فالصَّحْ ... رَاء أمست نِعَاجُه عُصَبا 

نجل: النَّجْل: النَّسْل. المحكم: النَّجْل الولد، وقد نَجَل به أَبوه

يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قال الأَعشى:

أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به،

إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا

قال الفارسي: معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ. والناجِلُ:

الكريم النَّجْل، وأَنشد البيت، وقال: أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في

زمانه، والكلام مقدَّم ومؤخَّر. والانْتِجالُ: اختيار النَّجْل؛ قال:

وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ

والنَّجْل: الوالد أَيضاً، ضدّ؛ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره.

يقال: قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه. وفي حديث الزهري: كان له كَلْب صائد يطلب

لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها. والنَّجْل: الرمي بالشيء، وقد

نَجَل به ونَجَله؛ قال امرؤ القيس:

كأَنَّ الحَصَى من خَلْفها وأَمامِها،

إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا

وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به. والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها

نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه. ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم

رجلك فتدحرج. يقال: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه. وفي

الحديث: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم

سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وقد

صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه: نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه، فهو ينْحَله

يُسابُّه؛ وأَنشد لطرفة:

فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً،

كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قال الأَزهري: قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف

لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قال الأَزهري: قاله لليث بالحاء

وهو تصحيف.

والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع؛ ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان:

مِنْجَل، والمِنْجَل ما يُحْصَد به. وفي الحديث: وتُتَّخَذ السُّيوف

مَناجِل؛ أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، والميم

زائدة. والمِنْجَل: المِطْرَد؛ قال مسعود بن وكيع:

قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ

أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها. والمِنْجَل: الذي يقضَب به العود من

الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به؛ قال سيبويه: وهذا الضرب مما يُعتمل به

مكسور الأَول، كانت فيه الهاء أَو لم تكن؛ واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان

الإِبل فقال:

إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ، تَنَزَّعت

مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب

ابن الأَعرابي: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل، وهو مِحْمَل

الطيَّانين، إِلى البَنَّاء.

ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً: شقَّه. والمَنْجُول من الجلود: الذي

يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم؛ قال

المُخَبَّل:وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها

مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ

يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان، ولها حديث مذكور في موضعه.

وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول؛ اللحياني: المَرْجُول

والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه. أَبو السَّمَيْدع: المَنْجول الذي

يُشقّ من رجله إِلى مذبحه، والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب

إِهابه. ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً: طَعَنه وأَوسع شَقَّه. وطَعْنة

نَجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل. وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح. وطَعْنة

نجلاء: واسعة. وبئر نَجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ،

واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ

والنَّجَل، بالتحريك: سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ، نَجِل نَجَلاً وهو

أَنْجَل، والجمع نُجْل ونِجال، وعين نَجْلاء، والأَسد أَنْجَل. وفي حديث

الزبير: عينين نَجْلاويْن؛ عين نجلاء أَي واسعة. وسنان مِنْجَل إِذا كان

يُوسِّع خرق الطعنة؛ وقال أَبو النجم:

سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل

ومَزاد أَنْجَلُ: واسع عريض. وليل أَنْجَل: واسع طويل قد علا كلَّ شيء

وأَلبَسَه، وليلة نَجْلاء.

والنَّجْل: الماء السائل. والنَّجْل: الماءُ المُستنقِع، والولَد،

والنَّزُّ، والجمع الكثير من الناس، والمَحَجَّة الواضحة، وسلْخ الجِلْد من

قَفاه. والنَّجْل أَيضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها.

والنَّجْل: السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير. وروي عن عائشة،

رضي الله عنها، أَنها قالت: قَدِم رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً؛ أَرادت أَنه كان

نَزًّا وهو الماء القليل، تعني واديَ المدينة، ويجمع على أَنْجال؛ ومنه

حديث الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض

أَي النُّزُوز والبَقِّ. ويقال: استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل

وهو الماء يظهر من الأَرض. المحكم: النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض

والوادي، والجمع نِجال. واستَنْجلَتِ الأَرض: كثرت فيها النِّجال. واستنجَل

النزَّ: استخرجه. واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعي:

النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج. أَبو عمرو: النجْل الجمع الكثير

من الناس، والنَّجْل المَحَجَّة.

ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً: مِنْجَل؛ قال لبيد:

بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ،

إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر

أَي تثيرُها بخفها فترمي بها. والنَّجْل: مَحْوُ الصبيّ اللوح. يقال:

نَجَل لوحَه إِذا محاه. وفحل ناجِل: وهو الكريم الكثير النَّجْل؛

وأَنشد:فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها،

وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل

وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل. أَبو عمرو: التَّناجُل تنازع الناس

بينهم. وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا. وانْتَجَلَ الأَمرُ

انتِجالاً إِذا استبان ومضى. ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً: شقَقْتها للزراعة.

والإِنْجِيل: كتاب عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يؤَنث ويذكَّر، فمَن

أَنث أَراد الصحيفة، ومن ذكَّر أَراد الكتاب. وفي صفة الصحابة، رضي الله

عنهم: معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم؛ هو جمع إِنجيل، وهو اسم كتاب الله

المنزَّلِ على عيسى، عليه السلام، وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ،

وقيل: هو عربي، يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في

صدورهم حِفظاً، وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم

يجمعها حفظاً إِلا القليل، وفي رواية: وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أَن

كتُبَهم محفوظة فيه. والإِنْجيل: مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وقيل اشتقاقه

من النَّجْل الذي هو الأَصل، يقال: هو كريم النَّجْل أَي الأَصل

والطَّبْع، وهو من الفِعل إِفْعِيل. وقرأَ الحسن: وليحكُم أَهل الأَنْجِيل، بفتح

الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: وللقائل أَن يقول

هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة

العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل.

والنَّجِيل: ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، والجمع نُجُل. قال أَبو حنيفة:

هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة. وأَنْجَلوا دوابَّهم:

أَرسلوها في النَّجِيل. والنَّواجِلُ من الإِبل: التي ترعَى النجيل، وهو

الهَرْم من الحَمْض. ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ. والنَّجِيل: ما تكسَّر من

ورَق الهَرْم، وهو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً:

يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ،

له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ

(* قوله «يفجين إلخ» هكذا في الأصل بالجيم، وتقدم في مادة أسد يفحين

بالحاء، والصواب ما هنا).

ابن الأَعرابي: المِنْجَل السائق الحاذِق، والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح

الصِّبْيان، والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرجل

الكثير الأَولاد، والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه.

والصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هو الواسع. ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته.

ومَناجِلُ: اسم موضع؛ قال لبيد:

وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فالـ

ـصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نجل
النَّجْل: الولَد، كَمَا فِي المُحْكَم، وَمِنْه حديثُ الزُّهْريِّ: كانَ لَهُ كَلبٌ صائِدٌ يَطْلُبُ لَهَا الفُحولَةَ، يطلبُ نَجْلَها، أَي وَلَدَها، وَفِي العُباب: أَي نَسْلَها. والوالِدُ أَيْضا ضِدٌّ، حكى ذَلِك أَبُو القاسمِ الزّجّاجيُّ فِي نوادرِه. النَّجْل: الرَّمْيُ بالشيءِ، وَقد نَجَلَ بِهِ، ونَجَلَه، قَالَ امرؤُ القَيس:
(كأنَّ الحَصى مِن خَلْفِها وأمامِها ... إِذا أَنْجَلَتْه رِجلُها خَذْفُ أَعْسَرا)
والناقةُ تَنْجُلُ الحَصى بمَناسِمِها نَجْلاً: أَي ترمي بِهِ وتدفعُه. النَّجْل: العملُ والصُّنْع، قَالَ بَلْعَاءُ بنُ قَيسٍ:
(ولمّا أَتَى يومٌ بأيّامِ فَخَّةٍ ... وَأَنْجُلُ فِي ذاكَ الصَّنيعِ كَمَا نَجَلْ)
قَالَ أَبُو عمروٍ: النَّجْل: الجمعُ الكثيرُ من النَّاس، زادَ غيرُه: يجتمعونَ فِي الْخَيْر. النَّجْل: السَّيرُ الشَّديد. أَيْضا: المَحَجَّةُ الواضحةُ. أَيْضا: مَحْوُ الصبيِّ لَوْحَه. أَيْضا: الطَّعنُ، يُقَال: نَجَلَه بالرُّمْح: أَي طَعَنَه فأوسَعَ شَقَّه. أَيْضا: الشَّقُّ، وَقد نَجَلَه يَنْجُلُه نَجْلاً. أَيْضا: النَّزُّ الَّذِي يخرجُ من الأرضِ وَمن الْوَادي وَهُوَ الماءُ المُستنقَعُ، وَمِنْه حديثُ الْمَدِينَة: وَكَانَ واديها نَجْلاً يَجْرِي، أَي: نَزَّاً وَهُوَ الماءُ القليلُ، ويُجمَعُ على نِجالٍ، وأَنْجَالٍ، وَمِنْه حديثُ الحارثِ بن كَلَدَةَ أنّه قالَ لعُمرَ: البلادُ الوَبِئَةُ ذاتُ الأَنْجالِ والبَعوض، أَي: النُّزوزِ والبَقِّ. واسْتَنجلَتِ الأرضُ: كَثُرَ نَجْلُها وَهُوَ الماءُ يخرجُ من الأَرْض. النَّجْلُ: الماءُ السائلُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: النَّجْل: ماءٌ يُستَنْجَلُ من الأَرْض، أَي يُستَخرَج.النُّجْلُ، بالضَّمّ: ة أَسْفَلَ صُفَيْنةَ بالحِجاز. النَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: سَعَةُ شِقِّ العَينِ مَعَ حُسنٍ. نَجِلَ، كفَرِحَ، فَهُوَ أَنْجَلُ، ج: نُجْلٌ، بالضَّمّ ونِجالٌ بالكَسْر. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّجَلُ: نَقّالو الجَعْوِ لطِينِ اللبِنِ فِي السابِلِ، وَهُوَ مِحمَلُ الطّيّانين، إِلَى الْبناء.
والأَنْجَل: الواسعُ العريضُ الطويلُ من كلِّ شيءٍ، يُقَال: مَزادٌ أَنْجَلُ: أَي واسعٌ عريضٌ، وَلَيْلٌ أَنْجَلُ: واسعٌ طويلٌ قد عَلا كلَّ شيءٍ وأَلْبَسَه. وَنَجَله أَبوهُ نَجْلاً وَلَدَه، قَالَ الْأَعْشَى:
(أَنْجَبَ أَزْمَانَ والِداهُ بهِ ... إذْ نَجَلاه فنِعمَ مَا نَجَلا)
نَجَلَ الإهابَ: شَقَّه عَن عُرْقوبَيْهِ ثمّ سَلَخَه كَمَا يَسْلُخُ الناسُ اليومَ، وَهُوَ مَنْجُولٌ وذاكَ ناجِلٌ، قَالَ المُخَبّل:
(وَأَنْكَحْتُمُ رَهْوَاً كأنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ)
يَعْنِي بالرَّهْوِ هُنَا خُلَيْدةَ بنتَ الزِّبْرِقان، وَلها حديثٌ مذكورٌ فِي مَوْضِعه، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ:)
المَرْجولُ والمَنْجول: الَّذِي يُسلَخُ من رِجلَيْه إِلَى رأسِه، وَقَالَ أَبُو السَّمَيْدَع: المَنْجول: الَّذِي يُشَقُّ من رِجلِه إِلَى مَذْبَحِه، والمَرْجول: الَّذِي يُشَقُّ من رِجلِه ثمّ يُقلَبُ إهابُه. نَجَلَ فلَانا يَنْجُلُه نَجْلاً: ضَرَبَه بمُقدَّمِ رِجلِه فَتَدَحْرَجَ. نَجَلَت الأرضُ: اخْضرَّتْ. يُقَال: مَن نَجَلَ الناسَ نجَلُوه، أَي مَن شارَّهُم شارُّوه، وَقد وَرَدَ هَذَا بعَينِه فِي الحديثِ وفسَّروه بقولِهم: مَن عابَ الناسَ عابُوه، وَمن سبَّهُم سَبُّوه وَقَطَعَ أَعْرَاضَهُم بالشَّتمِ كَمَا يَقْطَعُ المِنجَلُ الحَشيشَ، وَقد صُحِّفَ هَذَا الحرفُ فَقيل: نَحَلَ فلانٌ فلَانا: إِذا سابَّه كَمَا سَيَأْتِي فِي التركيبِ الَّذِي يَلِيهِ. نَجَلَ الشيءَ يَنْجُلُه نَجْلاً: أَظْهَره، قيل: وَمِنْه اشتِقاقُ الْإِنْجِيل. والناجِل: الكريمُ النَّجِل، أَي النَّسْل، يُقَال: فَحْلٌ ناجِلٌ، وَفَرَسٌ ناجِلٌ.
المِنْجَلُ، كمِنبَرٍ: حديدةٌ ذاتُ أسنانٍ يُقضَبُ بهَا الزَّرعُ، وَقيل: هُوَ مَا يُقضَبُ بِهِ العُودُ من الشجرِ فيُنجَلُ بِهِ أَي يُرمى بِهِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَهَذَا الضَّربُ ممّا يُعتَمَلُ بِهِ مكسورُ الأوّلِ كانتْ فِيهِ الهاءُ أَو لم تكنْ، واستعارهُ بعضُ الشُّعراءِ لأسنانِ الإبلِ، فَقَالَ:
(إِذا لم يكنْ إلاّ القَتادُ تنَزَّعَتْ ... مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَبِ)
وَفِي الحَدِيث: مِن أَشْرَاطِ الساعةِ أَن تُتَّخَذَ السيوفُ مَناجِلَ، أَي يتركونَ الجهادَ ويشتَغِلونَ بالزِّراعة. المِنْجَل: الواسعُ الجُرحِ والطَّعنِ من الأسِنَّةِ، يُقَال: سِنانٌ مِنْجَلٌ: إِذا كَانَ مُوسِعَ خَرْقِ الطَّعنَةِ، قَالَ أَبُو النَّجْم: سِنانُها مِثل القُدامى مِنْجَلُ قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المِنجَل: الزَّرعُ المُلتَفُّ المُزْدَجُّ. أَيْضا الرجلُ الكثيرُ النَّجْلِ، أَي الولَدِ.
أَيْضا: البعيرُ الَّذِي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بخُفِّه: أَي يُثيرُها، وَقد نَجَلَها نَجْلاً. أَيْضا: شيءٌ تُمحى بِهِ أَلْوَاحُ الصِّبيانِ هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم والعُباب: المِنْجَلُ: الَّذِي يمحو أَلْوَاحَ الصِّبيانِ، فتأمَّلْ ذَلِك. مَنْجَلٌ، كَمَقْعَدٍ: جبَلٌ، وَضَبَطه نصرٌ بكسرِ الْمِيم، وَقَالَ هُوَ اسمُ وادٍ، قَالَ الشَّنْفَرى:
(وَيَوْماً بذاتِ الرَّسِّ أَو بَطنِ مَنْجَلٍ ... هنالِكَ نَبْغِي القاصِيَ المُتَغَوِّرا)
والإنْجيل بالكَسْر كإكْليلٍ وإخْريط، ويُفتَحُ وَبِه قَرَأَ الحسَنُ قَوْله تَعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجيلِ، وَلَيْسَ هَذَا المثالُ فِي كلامِ العربِ، قَالَ الزّجّاج: ولقائلٍ أَن يَقُول: هُوَ اسمٌ أعجميٌّ فَلَا يُنكَر أنْ يَقع بفتحِ الهمزةِ لأنّ كثيرا من الأمثلِةِ العجمِيّةِ تُخالِفُ الأمثلةِ العربيّةَ، نحوُ آجَرَ وإبراهيمَ وهابيلَ وقابيلَ، يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ فَمَنْ أنَّثَ أرادَ الصَّحيفةَ، وَمن ذكَّرَ أرادَ الكتابَ، وَهُوَ: اسمُ كِتابِ)
اللهِ المُنَزَّلِ على عِيسَى عَلَيْهِ وعَلى نبيِّنا أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، والجمعُ أناجيل، وَمِنْه الحديثُ فِي صِفةِ الصَّحَابَة: صُدورُهم أناجيلُهم، وَفِي رِوَايَة: وأَناجيلُهم فِي صُدورِهم. واختُلفَ فِي لفظِ الإنْجيل فَقيل: اسمٌ عِبْرانيٌّ، وَقيل: سُرْيانيٌّ، وَقيل: عربيٌّ، وعَلى الأخيرِ قيل: مُشتَقٌّ من النَّجْلِ، وَهُوَ الأَصْل، أَو من نَجَلْتُ الشيءَ: أَي أَظْهَرتُه، أَو من نَجَلَه: إِذا استخرجَه، وقيلَ غيرُ ذَلِك، وَحكى شَمِرٌ عَن الأَصْمَعِيّ: الإنْجيل: كلُّ كتابٍ مكتوبٍ وافرِ السُّطورِ، وَهُوَ إفْعيلٌ من النَّجْل، وَقد أَوْسَعَ الكلامَ فِيهِ الخَفاجِيُّ فِي شِفاءِ الغَليل، وغيرُه. قَالَ أَبُو عمروٍ: تَناجَلوا بَينهم: إِذا تنازَعوا. وانْتَجلَ الأمرُ انْتِجالاً: إِذا استبانَ وَمضى. والنَّجيل، كأميرٍ: ضَربٌ من دِقِّ الحَمضِ، قَالَ أَبُو حنيفةَ: هُوَ خَيْرُ الحَمضِ كلِّه وأَلْيَنُه على السائمةِ، وَهَذَا عَن الأعرابِ القُدَّم، وَقَالُوا: إِذا أُخرجَ عَن الحَمضِ أربعُ شَجَرَاتٍ فسائرُه نَجيلٌ، وَهِي الرِّمْثُ والغَضَى والحاذُ، والسُّلَّجُ، قَالُوا: فمِن النَّجيل: الخِذْراف، والرُّغْل، والغَوْلان، والهَرْم، والغُذّام، والقُلاّم، والطَّحْماء. أَو النَّجيل: مَا تكسَّرَ من ورَقِه، أَي من ورَقِ الحَمضِ، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: النَّجيلُ من الحمضِ: مَا قد وَطِئَهُ المالُ، وَنَجَله بأخفافِه، وأنشدَ: إنَّ قَعُودَيْكَ لمُخْتَلاّنِ مَا هَبَطَا النَّجيلَ مُذْ زَمانِ وأمّا ابْن الأَعْرابِيّ فَزَعَم أنّ النَّجيل: الحمضُ الَّذِي يكونُ قَرِيبا من الماءِ، وليسَ لهَذَا وجهٌ، وأنشدَ غيرُه لأبي خِراشٍ:
(يُفَجِّينَ بِالْأَيْدِي على ظَهْرِ آجِنٍ ... لَهُ عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجيلُ)
ج: نُجُلٌ بضمّتَيْن. وأَنْجَلَ دابَّتَه: أَرْسَلَها فِيهِ، عَن أبي حنيفَة. نُجَيْلٌ، كزُبَيرٍ: ع بالمدينةِ على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، أَو من أعراضِ المدينةِ من يَنْبُعَ، ويُروى بالراءِ بَدَلَ اللامِ أَيْضا، وَهُوَ عَيْنُ ماءٍ ونَخيلٌ بَين الصَّفراءِ ويَنْبُعَ. النَّجيل، كأَميرٍ: قاعٌ قربَ المَسْلَحِ والأَتْمِ، فيهِ مَزارِعُ على السَّواني. النُّجَيْلة، كجُهَيْنة: ماءٌ بوادي النَّشْناشِ بَين اليمامةِ وضَرِيّةَ، قَالَه نَصرٌ، وَقد تقدّمَ فِي الشين. وانْتَجلَ انْتِجالاً: صَفَّى ماءَ النَّجْلِ أَي النَّزِّ من أصلِ حائطِه. ومَناجِل: ع، قَالَ لَبيدٌ:
(وجادَ رَهْوَى إِلَى مَناجِلَ فالص ... حراءِ أَمْسَتْ نِعاجُهُ عُصَبا) ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الانْتِجال: اختيارُ النَّجْل، قَالَ:)
وانْتَجَلوا من خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل: القَطْع. وَأَيْضًا: إثارةُ أَخْفَافِ الإبلِ الكمْأَةِ. وَهُوَ كريمُ النَّجْل: أَي الأصلِ والطَّبْع. وَطَعْنَةٌ نَجْلاء: واسعةٌ بيِّنَةُ النَّجَل. وبِئرٌ نَجْلاءُ المَجَمِّ: واسِعتُه، أنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: إنَّ لَهَا بِئراً بشَرقِيِّ العَلَمْ واسِعةَ الشَّقَّةِ نَجْلاءَ المَجَم وَعَيْنٌ نَجْلاء: واسعةٌ، وعيونٌ نُجْلٌ. والأسَدُ أَنْجَلُ. واسْتَنْجلَ النَّزَّ: استخرجَه. وَيُقَال للجَمّالِ إِذا كَانَ حاذِقاً بالسَّوْقِ: مِنْجَلٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهُوَ المِطْرَد، قَالَ مَسْعُودُ بن وَكيع: قد حَشَّها الليلُ بحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطرَدٌ يَنْجُلُها أَي يُسرعُ بهَا. وَلَيْلةٌ نَجْلاء: واسعةٌ طَوِيلَة. وصَحْصَحانٌ أَنْجَلٌ: واسعٌ، قَالَ جَنْدَلٌ يصفُ السَّرابَ: كأنَّه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وأَنْجَلَ الصبيُّ لَوْحَه: إِذا محاه. وَنَجَلَ الأرضَ نَجْلاً: شَقَّها للزِّرَاعَة. والنَّجيلَة، كسَفينَةٍ: قريةٌ ببُحَيرةِ مِصر، وَقد وَرَدْتُها، وَهِي على غربِيِّ النّيل. والنَّواجِلُ من الْإِبِل: الَّتِي ترعى النَّجيلَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وصَحَّفَ بعضُ أصحابِ الحديثِ فِي زَيْنَبَ بِنتِ مُنَخَّلٍ بفتحِ الخاءِ المُشدَّدةِ فَقَالَ: بِنتُ مِنْجَلٍ. وأَنْجَلَت الأرضُ: اخْضَرَّت. ونِجالٌ، ككِتابٍ: مَوْضِعٌ بَين الشامِ وسَماوَةِ كَلبٍ. ومنَ المَجاز: قبَّحَ اللهُ ناجِلَيْه: أَي والِدَيْه.

خضَّ

خضَّ: خضّ فلاناً بكذا، وخصَّه به: أعطاه شيئاً كثيراً (البكري ص18). وفي حيان - بسام (1 ص 174و): جماعاً للدفاتر مغالياً فيها نفاعاً من خصّه منها شيء (بشيء). وفي الخطيب (ص51 ق): من خَصَّه بها. خصَّه بالسلام: سلَّم عليه (فوك).
وخصّ بمعنى اختار وملك لا يقال خصَّ لفلان فقط (لين، بوشر) بل خصَّ فلاناً أيضاً. ففي معجم بوشر خصَّه.
ما يخصه الشيء: غير مختص به، ولم يعن به، ولم يختص به.
أيش يخصَّك أنت: ما دخلك أنت.
وأخذ كل واحد منهم ما يخصّه (ألف ليلة 4: 481) أي أخذ كل واحد حصته من القسمة.
خَصَّ: فعل مشتق من خُصّ. ففي معجم البلاذري: خَصَّ على قصره خُصَّا من قصب. أي أحاط قصره بسياج من قصب.
وخصَّ: تستعمل في المغرب بمعنى نقص وأعوز (فوك، الكالا، بوشر (بربرية)، هلو)، وفي معجم مارسيل: خصنا الفلوي أي أعوزتنا الفلوس. وفي تاريخ ابن زيان في كلامه عن الكمثري: فوجدها قد نقصت من كمال عدها فقال للجّنان وأين الذي خصَّ فقال يا مولاي أكله الصبي ابني (عددها في مخطوطة فينه، وفي مخطوطتنا عددها. وفي مخطوطة فينة بعد كلمة خص: منها) ..
خصَّص: خص، ضد عمَّ (بوشر).
وخصص الكلمة: خص بها معنى خاصاً. جعلها مصطلحاً لمعنى (بوشر).
وخصّص له: عيّن، قدّر. أتاح له (بوشر).
وتخصيص كنيسة باسم قديس: تقديس، تكريس كنيسة باسم قديس (بوشر).
خاصَّ فلانا: خصّه معروف واختصه به (دي ساسي ديب 11: 15).
تخصص: أصبح متخصصاً أي وجيهاً شريفاً (ابن جبير ص48)، وفي حيان - بسام (1: 30 ق): وحدَّثه أن رجلا يعرف بابن الفارج الوزان كان متخصصاً من العامة وله بالولد أبي بكر هشام المذكور اتصال.
وتخصص: صار مترفاً ومدققاً سواء في طعامه أو أمانته وصدقه وصلاحه (معجم الادريسي).
وفي كتاب الخطيب (ص33 ق): آوياً إلى تخصيص وسكون ودمائه وحسن معاملة. غير أني أرى أن الصواب تخصُّص.
خَصّ: قلة، ضآلة (الكالا).
خُصّ: سياج أو سور من قصب (انظر في خَصَّ) (ابن الــعوام 2: 228).
وخُصّ والجمع خِصاص وأَخْصاص: عوسج، عُلَّيق. ففي تاريخ البربر (1: 106): بيوت من الخصاص والشجر. وفي رحلة ابن جبير (ص73): بيوت من الاختصاص. ونجد عند البكري الجمع المكسر خصائص ففيه (ص3): وينزل حولها مزاقة ولواتة خصائص وقد ترجمها دي سلان بما معناه أكواخ من العوسج.
خَصَّة: زاهد، عفيف (بوشر) وجمعه خصص (كرتاس ص229، 269).
وخَصّة: قطيعة، أرص زراعية (ترجمة العقد الصقلي لبلو ص9، 12).
وخَصّة وجمعها خِصاص وخُصاص: مصنع، حوض ماء (معجم الادريسي، دوماس حياة العرب ص498، المقري 3: 131) وقد كتبت فيه هصة بالهاء خطأ وكذلك في مخطوطتنا. وتكتب أيضاً خسَّة (انظر الكلمة).
وخَصّة: نافورة (بوشر بربرية) وفيه خسّة.
خُصّة وجمعها خُصَص: حلقة (فوك).
وخُصّة: جار (؟) (فوك) في القسم الأول منه فقط.
خَصاص، واحدته خَصاصة: عناقيد العنب الصغار التي أهل قطافها (أبو الوليد ص521 وما يليها).
خُصُوص. بخصوص: فيما يختص، بشأن يقال، وبخصوص المادة الفلانية أقول إن أي فيما يختص ويتعلق بالمادة الفلانية أقول.
من خصوص: أما، من جهة (بوشر).
قلّة خصوص: عدم الجدارة، وعدم التعلق (بوشر).
وخصوص: وفاق، وفق (هلو).
خَصيص: خليل، صديق حميم مملوك (1، 1: 44): كان خصيصاً به. وهي خصيصة، ففي ألف ليلة (برسل2: 173): وهي خصيصة عندها.
خَصَاصة: جوع (فوك) القسم الأول.
خَصيصَة، وتجمع خصائص: خاصة خاصّية، صفة.
خُصُوصّي: خاص، مخصوص (بوشر).
حق خصوصي: دين ممتاز (بوشر).
وخصوصي: خاص ببلد، مختص لامة (بوشر).
خُصُوصِيَّة: دقة الإحساس، رقة القلب ففي كتاب الخطيب (ص71 ق): كان من أهل السر والخصوصية والصمت والوقار.
خَصّاص: ساكن الخُص وهو البيت من القصب والشجر أو العوسج (تاريخ البربر 1: 150، 2: 38).
خاصّ - ناظر الخاصُ: مراقب. أملاك السلطان ويقارنه فان جيستل (ص166) بحامل الخاتم، مهردار وهو يكتبها (نادر كاس).
خاصَّة: شئ يمكن أن يستفيد منه النبات بأن يبعد عنه كل العوارض المضرة، وهو أيضاً خاصية (ابن الــعوام 2: 328).
وخاصّة: ألفة، صداقة حميمة. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص313): فأدخله (الأمير) وقربت منه خاصَّتُه. وفي (ص321) منه: غير أن بعض جيراننا كانت له خاصة من القاضي.
وخاصَّة: الملك الخاص (محيط المحيط).
وخاصَّة: ما لا شريك فيه (محيط المحيط). وخاصَّة: جدارة، طاقة، معرفة (بوشر).
وخاصَّة مضافة إلى اسم: بصفة، بمنزلة، بمقام. يقال: خاصَّة سردار أي صفة فريق.
وخاصَّة: لا غير، فقط، ليس إلا (فوك، المقدمة 2: 232) وعند الادريسي ج6 فصل 6: ومقدار هذا الحوت الذي يكون جرمه من ذراع إلى شبر خاصة ولا زائد عليه.
ذو الخاصة: من مصطلح الطب وهو الدواء الخاص لمرض ما (محيط المحيط).
على خاصة: تستعمل مرادفة لعلى زيادة حين يتصل الأمر بزيادة الراتب، يقال مثلاً: وفرض لخمس مائة مقاتل على خاصة عشر دنانير عشر دنانير (معجم البلاذري).
وخاصَّة وجمعها خواص، من مصطلح اللاهوت: اقنوم (الكالا) وفيه الشخص الأقدس مرادف أقْنُوم.
الخواصّ: هم الذين يتمتعون برعاية خاصّة من الله تعالى (ألف ليلة 1: 520).
ناظر الخواص الشريفة: مراقب أملاك السلطان (دي ساسي طرائف 1: 150).
خاصّي ويجمع على خاصون وخَوَاصّ: بطانة الملك وحشمه (فوك).
خاصَّيَّة: انظر مادة خاصّة.
خَوَّاص: مالك، صاحب (الكالا).
أَخَصّ. صديق أخص: صديقة اكثر ألفة من غيره (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 36).
وأخصّ: أعظم، أكبر، أهم (بوشر).
بالأخص: لاسيما (بوشر).
اختصاص: تخصيص، تعيين (بوشر).
مُخْتَص: الأراضي المملوكة للمدينة (كرتاس ص170، ملر ص10، تاريخ البربر 2: 472) ولم يفهم دي سلان معنى هذه الكلمة في ترجمته (4: 326).

جَيَّر

جَيَّر: بالتشديد: طلى بالجير (فوك).
ومعنى جيّر الذي نقله لين عن تاج العروس موجود في معجم ألكالا.
وفيه: جيّر طلى بالجير، وتجييرة: طلاء بالجير.
جير: بمعنى كلس، وهي كلمة عامية، ففي معجم المنصوري: جَيّار هو الكلس المسمى عند العامة بالجير. ومع ذلك تجدها مستعملة عند مؤافين لهم مكانتهم مثل البكري والمستعيني (أنظر حجارة مشوية)، وابن البيطار (1: 298، 2: 87)، وابن بطوطة (4: 313) وابن الــعوام (ص97)، ورياض النفوس (ص69 و) وكرتاس (ص39) إذ أن صواب قراءتها جير (أنظر ص 55 رقم 9) راجع ملر (س، ب 1861، 2: 99). والجمع أجيار موجود في معجم فوك.
جير بلدي: كلس عادي- وجير سلطاني: أجود أنواع الكلس وأنصعه بياضاً (صفة مصر 12: 400) وحجر الجير: حجر الكلس أو حجر الجص (بوشر). جِيرِيّ: منثور، ويقال له خيري أيضاً. ويقول مصنف المستعيني (في باب الجيم) إنه وجد هذه الكلمة تكتب بالحاء والخاء والجيم.
جَيّار: صانع الجير أو الكلس (فوك، بوشر، همبرت ص190، عباد 2: 233، المقري 3: 137، ابن صاحب الصلاة جيَّارة: فرن الجير، أتون الجير، جصّاصة (صفة مصر 18 قسم 2 ص139. (ص9 و).
مُجَيّر: محصّب، يقال: أرض مجيرة: محصبة، ذات حصباء (ألكالا، ابن الــعوام 1: 240).

حول وحيل

حول وحيل: حال: بمعنى تغير وتحول من حال إلى حال ويقال في المثل: المال مال والحال حال بمعنى فقدت مالي وتغير حالي (ألف ليلة 1: 16) ويقال أيضا: مالي قد مال وحالي قد حال (ألف ليلة 3: 8، 11،12) كما يقال أيضا: حال حالي وقلَّ مالي (قصة عنتر مخطوطة 1541 ص15 ق) ويقال: حال الحال: تغيرت صروف دهره وفارقه الحظ (أخبار ص101).
وحال: انقلب على وجهه وهرب من العدو (أخبار ص89، 90).
وقولهم حال عليه الحول لا يعني في رحلة ابن جبير (ص85) مضت عليه سنة فقط، بل أنه قديم أيضا، مقابل جديد.
وحال عن: منع من (أخبار ص121).
وقولهم: وكانت عجوزا قد حالت عن عهده معناه فيما يظهر وكانت من كبر السن بحيث لم يستطيع ان يتزوجها (معجم البلاذري).
وحال ومصدره حؤولة: حَوِل، صار أحول العين (فوك).
حَوَّل (بالتشديد): نقل الغرس من موضعه إلى موضع آخر (ابن الــعوام 1: 68، 152، 199، 200).
حَوّل: قلب بطانة الثوب وجعلها ظهارة له (الكالا) ويقال أيضا: حوَّل على البطانة (الكالا).
وحوَّل: قلب الأعلى وجعله الأسفل (ألكالا). وحوَّل: ترجم، نقل من لغة أو عن لغة إلى لغة أخرى (معجم بدرون، معجم البلاذري).
وحوَّل: في الكلام عن الشيخ وتلميذه نقله من فصل إلى فصل آخر. ففي رياض النفوس (ص22 و): حُدِّثت عنه أن ابنه دخل عليه وقد انصرف من المكتب فسأله عن سورته فقال الصبيُّ حوَّلني المعلم من سورة الحمد فقال له أقرأها فقرأها فقال له تَهَجِّها قال فتهجَّاها فقال له ارفع ذلك المقعد فرفعه فإذا تحته دنانير كثيرة.
وحوَّل: نقل بالعجلة (بوشر).
وحوَّل: غير مجرى الماء (بوشر).
وحوَّل: اختلس، سل، نشل (بوشر).
وحوَّل: عن الفرس: ترجّل (بوشر، محيط المحيط).
وحوَّل: تخلَّى، سلَّم، تنزَّل عن، ونقل ملكه وحقوقه إلى شخص آخر، تنازل عنها شرعا (بوشر).
وحوَّل على: أعطاه حوالة على غيره.
وحوَّله على: أعطاه حوالة أي صكا يقبضه من آخر (بوشر).
وجاء في كتاب الفخري (ص192) حوَّل عليه فهو يقول: ولما فرغتْ حاسَبَ القُوَّاد بما كان حُوِّل عليهم لعمارتها.
وحوَّل عن: حاد عن، تجنَّب (بوشر).
حوَّل الأحمال: حطَّها وأنزلها (بوشر).
حوَّل القرية: دار، حال إلى: توجَّه إلى جهة أخرى. انتقل من جهة إلى أخرى وأدار المركب وهي من مصطلح البحرية (بوشر).
حوَّل ماله إلى: جعل شخصا وريثه بعد الوارث أو عند عدم وجود وارث (بوشر).
حَوَّل َ وَجْهَه: انتقل إلى صفوف العدو (معجم بدرون).
حَوَّل يَدَه إلى السف: وضع يده على السيف (أخبار ص75).
حَيَّل: غَيَّر (ابن بطوطة 3: 361).
وحَيَّل: ابتدع، اخترع، انشأ، اختلق (ألكالا).
وحَيَّل على فلان: احتال عليه وخدعه (فوك، بركهارت نوبية ص409).
حاوَل: نظر في الأمر وتدبر عواقبه (تاريخ البربر 1: 406).
وحاول الأمر: وجد الوسيلة إليه، وأراد إدراكه وإنجازه. وجد الحيلة إليه (ابن بطوطة 1: 179، 427) في تاريخ البربر (ص649) يحاول أسباب الملك أي يأمل أن يجد الوسائل ليصبح ملكاً.
وفي ترجمة ابن خلدون لنفسه (ص225 و): أطلقني إليهم في محاولة انصرافه عنهم (كرتاس ص193).
وحاول: سعى في، اجتهد، بذل جهده ويقال: حاول على. ففي تاريخ البربر (1: 615) حاول على ملكها أي اجتهد في الاستيلاء على المدينة. وفي ترجمة ابن خلدون لنفسه (ص224 ق): أوْكد عليَّ في المحاولة على استخلاصه بما أمكن أي أكَّد على أن أبذل كل جهدي لإنقاذ أخيه (أبو حمُّو ص162) في أماري (ص385): استمرت المحاولة في قتال الحصن وقد ترجمها روسو بما معناه: وقد بذلت كل الجهود الممكنة للاستيلاء على الحصن. وانظر (ص 386، كرتاس ص91) ومن هذا يقال: ملكها بأيسر محاولة أي استولى عليها بأيسر جهد (المقري 1: 132).
ويقال: حاول في، ففي تاريخ البربر (2: 131): حاول الاستيلاء على العمالات (كرتاس ص172).
وفي معجم فوك: حاول في وحاول على: اجتهد، سعى في.
وحاول: سعى في عقد الصلح. ففي كتاب الخطيب (ص64 ق): وقد بعثه ابن حمدين رسولا إلى ملك قسطالة لمحاولة الصلح بينه وبين ابن حمدين.
وحاول: سعى في خداعه، وفي معجم بوشر: خادع، وخدع بالحيلة، خاتل، احتال ووارب، راوغ، واستخدم الحيلة. وأدغل في وغش، وغالط، وضلَّل. فعند ابن حمَّو (ص157): ((فوجدناه على ما تفرسنا فيه من المكيدة والطمع، والمحاولة والخدع)). (ص158، 160، 161، 162).
وحاول فلانا: رغب في صداقته (معجم الأدريسي، المقري 3: 50).
وحاول فلانا: سعى في أذاه، أضمر له شرا (معجم الأدريسي ص291، 388)، المقري 1: 658).
وحاول: سعى في استمالته. ففي تاريخ البربر (2: 216): بعث مولاه لمحاربة العرب في التخلي عن أبي حَمَّو ولم يفهم دي سلان (3: 486) هذه العبارة.
وحاول: باغت المدينة، وأوقع فيها بغتة (تاريخ البربر 2: 335).
وحاول: ارتاد، يقال مثلا: حاول بلداً بمعنى ارتاده (بيان 1، تعليقة 109).
ومحاولة: موهبة المعرفة والاختيار (دي سلان، المقدمة 3: 329).
وحاول: مارس حرفة (عبد الواحد ص228).
وحاول: هيأ وأعد، يقال مثلا: حاول إطعام والطبيخ (البكري ص186) في كتاب ابن عبد الملك (ص162 و): فلما كان في بعض الطريق أخرجوا حوتا وأخذوا يحاولون أمر الغداء. وعند شكوري (ص186 و): وقعت تهمة لبعض الناس في خادمه في بعض ما تحاوله من الطبيخ (المقدمة 2: 235).
وحاول: حصل على، يقال مثلا: حاول أسباب العيش (ملر ص47).
وحاول: أحاط، أحدق، (هلو).
وحاول: راغ، تخلص بمهارة، فرّض، انفلت، انهزم، هرب (بوشر).
وحاول: أفرط في التدقيق، وبذل كل جهد في بحث دائب يتطلب الدقة (بوشر).
وحاول: دفع ضريبة الكمرك أو المكس عينا. هذا فيما يظهر (أماري ديب ص107) وانظر تعليقات (ص416): وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص104): أن أهل جنوا يأتون إلى سيتا في رسم محاولات (محاولة) تجاراتهم منهم في ديوانها وربضها في عدد كثير.
وحاول الشيء (متعديا إلى مفعولين): حوَّله وبدله (معجم بدرون، عباد 2: 173).
وحاول على فلان: عمل إكراما ورعاية له. (دي سلان تاريخ البربر 1: 340).
وحاول على: أخذ حذره، واحترس واحتاط (المقدمة 2: 280).
وحاول على: اعتمد على، استند، ففي المقدمة (ص209): الظن والتخمين الذي يحاول عليه العرَّافون.
حايَلَ: لاطف، تَمَّلق، داهن، خادع (بوشر).
وحايل عليه: داهنه وتملَّقه (بوشر).
أحال: حَوّل، قلب، غَيَّر (بوشر، البكري ص138).
وأحال: أزال اللون، نَصَّل (فوك).
وأحال: كافح أعراض المرض (ملر، نصوص من ابن لخطيب وابن خاتمة 1863، 2: 3، 9).
وأحال: أرجع، ردّ، أعاد. ويقال: أحاله على شخص آخر (بوشر، المقري 2: 139، 506، 547).
وأحال: نسب الخطأ وعزاه إلى آخر، ويقال أحال عليه (المقري 1: 407، الفخري ص73).
وأحال عليه: استند إليه. ففي أماري ديب (ص19): وأحالوا عليه في إنهاء رغباتهم.
وأحاله على فلان: أعطاه حوالة عليه (بوشر، فاندنبرج ص124 رقم 1) ومُحال من يملك الحوالة ومُحيل من يعطي الحوالة. ففي كليلة ودمنة (ص281) أحال عليهم أصحاب المركب بالباقي. أي أعطاه حوالة على أصحاب المركب لكي يستلم ما بقي له من دين (دي ساسي) وانظر ابن بطوطة (3: 436).
وأحال: حوَّل حق المدين إلى شخص آخر (ابن بطوطة 3: 441): أحالوا السيف على جميعهم: أقبلوا بالسيف على جميعهم أي قتلوهم بالسيف واحدا بعد آخر. (أماري ص378، تصحيحات فليشر). وانظر في معجم لين: أحال عليه بالسوط.
وأحال: فصَّل، فرَّق، قطَّع.
ومعنى هذا الفعل أحال غير واضح لدي في عبارة كتاب العقود (ص8) وهي: وثيقة الحولة أحال فلان بن فلان مع فلان بجميع الأمانة التي له عليه أن يدفعها إليه من غير مطل ولا تأخير ورضى الحال والتحميل.
تحوَّل. نشوف كيف يتحول المر. أي نرى أي مجرى يتخذ هذا الأمر (بوشر).
وتحوَّل هذا يستعمل في الكلام عن البضائع التي يخرجونها من المركب لكي تنقل بعد ذلك براً أو الأشخاص الذين يتركون المركب لكي يستمروا بالسفر براً. (معجم الادريسي).
وتحوَّل: ارتحل، سافر (عباد 2: 162، 3: 222، ابن حيان ص95 ق، 98 ق). وتحوَّل عن: ابتعد عن، فارق، تاريخ البربر (1: 438) وتحوَّ من أو عن: انحرف عن العادة والمألوف (معجم الأدريسي).
وتحوَّل على: ركب دابة أخرى (المقري 3: 36).
تحيَّل: نقل (عبد الواحد ص224).
تحاول: فوك في مادة باللاتينية معناها اجتهد. وسعى.
تحايَل: احتال، وطلب الشيء بالحيلة، وحاول، بذل جهده، اجتهد.
وتحايل عليه: داهنه وتملَّقه، وكايدده، وراوغه.
وتحايل عليه، بذل وسعه وطاقته. واجتهد في. وسعى له.
وتحايل لنفسه: احتال، وصرف ذهنه وفطنته للحصول على وسائل النجاح (بوشر).
احتال: بمعنى دبر حيلة وأدار حيلة، ودس عليه، لا يقال احتال عليه بل يقال أيضاً احتال له (معجم البلاذري، كليلة ودمنة ص10، 229).
واحتال له: سعى في الحصول على وسائله (معجم البلاذري) ويقال أيضا: احتالوا لسيوفهم أي بذلوا وسعهم لإخفاء سيوفهم (معجم البلاذري).
احتال على، احتال على قتله: دبَّر حيلة لقتله (بوشر).
احتال في: وجد حيلة أو وسيلة له (ابن بطوطة 124 رقم 1).
احْتَوَل: ذكرت في معجم فوك في مادة باللاتينية معناها أناب عنه وقام مقامه.
واحتولت الحيوانات: ماتت (فوك).
واتَّحل على واتَّحِل ب: حوَّل، أبدل (فوك) وهو يذكر أيضاً هنا كلمة أحال واستحال.
استحال: زال لونه، نصل (فوك).
واستحال عليه: غيَّر رأيه فيه بمعنى أصبح عدوا له فعند ابن حيان (ص67 ق): استحال الغسّنيون عليهم وأنفوا من استطالتهم أي تحولوا أعداء لحلفائهم الأولين وأرى الآن أن هذا الفعل يدل على نفس هذا المعنى في كتاب البيان (1: 240).
واستحال على: ذكرت في معجم فوك في مادة باللاتينية معناها: أناب عنه وقام مقامه.
حال: أن كلمة أحوال تعني عند المعتزلة وعند بعض فرق الأشعرية الكليات (دي ساسي المقدمة 3: 158 رقم 1).
وحال: مرادف مال أي دراهم. والجمع أحوال: ثراء، غنى (رسالة إلى فليشر ص222).
من لا حال له: من لا معاش له (ابن بطوطة 4: 273).
وحال ويجمع على حالات وأحوال: وجد، شطح، انجذاب، الروح (ابن جبير ص286، المقدمة (1: 201،2: 164، ابن بطوطة 3: 211) وفي النويري مصر (ص113 ق): فعند ذلك حصل للشيخ أبي سعيد حال أخرجه عن عقله.
وحال: جوّ الهواء (بوشر، بربرية).
حال طيب: جو صاح (همبرت ص163 الجزائر) حال: داء عظيم (محيط المحيط). حال: رحم: حضن. حسب ما يقول دي سلان في المقدمة (المقدمة 3: 222) غير أن مقارنتها بما جاء في (1: 15) يجعلني أشك في صحة هذا المعنى.
حالَ مضافا إلى اسم بعده: حين، عند يقال مثلا: حال رواحه قال لي أي حين أو عند انصرافه قال لي (بوشر) وحال وقوفهم (رتجرز ص154) وانظر ويجز (ص154).
سلَّمْتُ إليها حالها: سمحت لها أن تفعل ما تشاء (ألف ليلة 1: 50).
تكلم حالا: أسهب في الكلام ارتجالا من غير استعداد.
وترجم حالاً: ترجم بسهولة بلا استعداد (بوشر).
تغيَّرت أحواله: تَغيّر وجهه، أصفر أو أحمرَّ (بوشر).
حالا بعد حال: قليلا قليلاً. رويداً رويدا تدريجاً، بالتدريج، شُوَيَّة شُوَيَّة (الثعالبي، لطائف ص50).
حالما: على اثر ما. عندما (بوشر).
أش حال: كم (بوشر بربرية) باش حال: بكم، عند السؤال عن ثمن الشيء، تعبير بربري (بوشر).
راح إلى حال سبيله: مضى في سبيله، ولم يزل سائراً (بوشر) ويقال: اذهب إلى حال سبيلك (فريتاج مختارات ص52).
بحال، بحيث، بحسبما وهي بربرية (بوشر).
على حال: أحيانا، بعض الأحيان، تارة، طوراً (ابن الــعوام 1: 39).
والحال: في الحقيقة في الواقع، فالعامة تقول مثلا: إن كان رجل صالح والحال هو كذا، أي إن كان رجلا صالحا وهو في الواقع كذلك (بوشر) وتعني أيضا: مع ذلك، لكن، غير أن. فالعامة تقول يشبهوا بعضهم في الظاهر والحال بينهم فرق بعيد أي أنهم يشبهون بعضهم في الظاهر غير أن بينهم فرق بعيد (بوشر).
ماله حال يقوم: ليس له قدرة على القيام (بوشر).
في حاله: صامت، مطرق، هادئ، ويقال: قعد في حاله جلس صامتا أو مطرقا (بوشر).
في حال المل (العمل؟): في حال التلبس بالفعل. عند عمله. عند فعله (بوشر).
في ساعة الحال: لساعته. لوقته. حالا، على الفور (بوشر، كوسج مختارات ص90).
ما بقي له حال: لم تبق له قدرة (بوشر).
عرض حال: رقيم، عريضة، طلب مقدم إلى الرئيس (بوشر).
لسان الحال: إشارة، رمز (بوشر).
مشى الحال: تأخر الوقت (بربرية) وما زال الحال لم يتأخر الوقت (بربرية) (بوشر).
كيف (إيش) حالك: كيف صحتك؟، ما في حاله شيء: ليس في صحة جيدة (بربرية) (بوشر).
حَوْل، سنة كاملة من الحول إلى الحول: مدة سنة كاملة (ألف ليلة 1: 49).
من كل حول: من كل جهة، فعند ابن بشكوال مخطوطة الأسكوريال في ترجمة احمد بن سعيد بن كوثر الطزليدي: مجلس قد فرش ببسط الصوف مبطنّات والحيطان باللبود من كل حول. إن السيد سيمونه الذي أرسل إليَّ هذه العبارة قد أكد لي أن هذا هو صواب الكلمة.
وحول في علم التاريخ: برهة خمس عشرة سنة (الجريدة الآسيوية 1845، 2: 318) وانظر ص329، جريجور ص42).
وحول: حدعة، مخاتلة، غش (رولاند).
وحول مضافة إلى اسم بعدها: بالقرب منه.
بازاء ففي تاريخ تونس (ص83): فدفنوها حول سيدي أحمد سقا , وفي (ص 84) منه: ودفن بزاويته حول حوانيت الفار. وفي (ص88) منه: وتبعه إلى الحضرة وهزمه ثانياً حولها. وفي (ص89) منه: وكانت وقعة بين المسمين والكُفَّار حول باب البنات.
حيْل: انظره في مادة حيل.
حالة: وجد، شطح، انجذاب الروح (دي ساسي طرائف 1: 156، المقدمة 2: 372) ويراجع (1: 373، 374).
حالات: أهواء، بدوات (بوشر)
حولة: لم يتضح لي معناها أنظر عبارة كتاب العقود في مادة أحال.
وحَوْلَة: منحنى، منعطف الطريق. ففي مساحة الراضي في القرن السادس عشر وما معناه ((حولة هويكار منعطف الطريق الذي سار فيه هويكار)).
حِيلة: مكر، خدعة، وقد جمعت في معجم بوشر على حُيَل.
وحِيلة: طريقة، كيفية، شكل (ألف ليلة 1: 87) وفي حيان بسام (ص1: 30 ق): وأن جندها لا تخالفه بحيلة.
حالاتي: حُوَّل، قلَّب، متقلب، متلون، غريب الأطوار (بوشر).
حَوْلِيّ: سنوي، (بوشر).
رَسْمٌ حولي: أثر دارس تقريبا (معجم الإدريسي).
حولي: خروف (دومب ص 64) والكلمة فيما يقول جاكسون (ص184) بربرية.
وحولي في أفريقية: غطاء من الصوف الطويل، وهو مرادف لبرَّكان وحَيْك (دفريمري مذكرات ص155، ريشاردسن سنترال 2: 152، ريشاردسن صحارى 1: 51، 433، 2: 126، زيشر 12: 182، الجريدة الآسيوية 1861، 2: 370).
وفي القسطنطينية يطلقون اسم حولي وحاولي أو هاولي. وهو مشتق من هاو، على قطعة من نسيج ذي خمل في أحد وجهيها تمسح بها الأيدي (زيشر 4: 392) ولا أدري إن كانت هذه الكلمة الأفريقية مشتقة من الكلمة التركية حاو هذه. أو إنها مأخوذة من كلمة حولي بمعنى ضأن.
حَيَليّ: ممالق، مدار، كثير التمليق (بوشر).
حَيَال: الستارة التي تقسم الخيمة قسمين (دوماس حياة العرب ص303، عادات ص61).
حِيَال: وتجمع على حيالات: حيلة، مكر، دهاء، مداجاة، مداراة، مكيدة (الكالا).
بحيال: بتقانة، بمهارة (الكالا).
وحيالة وتجمع على حيالات: آلة للبناء (ألكالا). وحيالة وتجمع على حيالات: زلاج، كلاب لفتح الأبواب (الكالا).
وحياة وتجمع على حيالات: آلة تشد بها أوتار الأقواس (ألكالا).
حيول: ذو حيلة، ذو مكر (باين سميث 1878).
وحيول: نمام، ناقل الحديث، (باين سميث 1520).
حَوَالَة = حَوَال: تغيَّر، تحول، (معجم مسلم) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص350): ما رأيت أحدا من عقلاء إخوانه يلومه في حوالة ولا يعذله في تغيّر.
وحوالة: صك يحوله به المال إلى جهة أخرى (هلو، بوشر) وأمر بدفع مبلغ (بوشر، فاننبرج ص124 رقم 1) وتفويض وتوكيل يعطي لشخص لاستلام مبلغ من آخر (بوشر). ويقال أيضا: ورقة حوالة (بوشر) ففي ألف ليلة (1: 292): أعطاه ورقة حوالة على أي أعطاه ورقة يدفع بها مبلغ. سفتجة (بوشر).
وأعطاه حوالة ب: أعطاه توكيلا بالدفع (بوشر).
وحوالة ثانية ماكنة: تفويض جديد على مال يطمأن إليه (بوشر).
وحوالة: مفوض له، حامل تفويض، حامل توكيل (بوشر).
وحوالة: عمولة، جعالة (بوشر).
وحوالة: وكيل تعينه الحكومة لقضاء بعض الشؤون الخاصة (بوشر).
وحوالة: حارس يحفظ البيوت والعمارات التي تستولي عليها الحكومة (بوشر).
وحوالة: حارس الأموال عند المدين (بوشر، محيط المحيط).
حوالة الحوالات: العرض الذي يستلمه المرسلون إلى القرى ليخبروا المكلفين بما عليهم دفعة من الضرائب (صفة مصر 11: 499، 12: 60).
وحوالة: حصن، قلعة (رتجرز ص130، 131) حوالة الأسواق: تغير وتقلب أسعار السوق (المقدمة 2: 84، 99، 247، 248، 249، 274، 277، 301) وفيها: حوالة السوق من الرخص إلى الغلاء (2: 297).
صاحب الحوالة: عامل يومي (فوك) وحامل الحوالة أي المحال له (فوك).
حوالي: إزاء، جوار، ضواحي المدينة وأطرافها، بالقرب من (بوشر).
اسم الله حوَالَيْك: اسم الله مطيف بك أي اسم الله يحفظك (ألف ليلة 1: 841) انظر ترجمة لين (1: 327 رقم 65).
حَوَالِيّ الأموال، حارس الأموال عند المدين (محيط المحيط).
حائل: رسم حائل: اثر دارس (معجم الدريسي).
حائل: ناقة لم تحمل ونخلة لم تحمل (بوشر). حائل النار: حاجز النار (بوشر).
حائلة: صوف مرت عليه سنتان أو ثلاث سنوات (هوست ص 272).
إحالة: إشارة إلى حادثة تاريخية ذكرت في قصيدة (معجم بدرون).
أحول: ذو الحَول وهو اختلاف محور العينين (الكالا) والأعور الذي له عين واحدة (ألكالا) والأعمى (هلو).
أحْيَلُ: مفصل ومقطع (؟) (رولاند) والكلمة فيه أحِيل.
تَحْوِلَة: وتجمع على تحاوِل: حقل، قطعة أرض (فوك).
وتحولة: رفرف البيت يحمي الجدران من المطر (الكالا).
تَحَوَّلِيّ: نابض، مطاط، راجع إلى حاله بعد التمدد. وقوة تحولية: مرونة، قوة يرجع بها الشيء المتمدد إلى حاله. قوة نابضة (بوشر).
تحويل: تبدل دين بدين آخر (كرتاس ص223).
تحويل المواد: تحوّل أو حيْد الداء عن عضو (بوشر).
وتحويل: تحميل المركبة. وأجرة المركبة (بوشر).
وتحويل: نقل النقود من حساب لآخر. وهو من مصطلح البنوك (بوشر).
تحويل بوليصة: إذن التحويل، ونقل الكمبيالة أو السفتجة (بوشر).
وتحويل: وسيلة للهرب من الخطر (كرتاس ص191).
وتحويل = حَوَل: اختلاف محور العينين (معجم مسلم، ألكالا).
تَحْوِيلِيّ: دواء يزيل الأخلاط (بوشر).
محَال. محال القانون: ساحب الأوتار (صفة مصر 13: 309).
مُحالة: مُحال، مستحيل (بوشر).
مُحَاليّ: محال، مستحيل (ابن جبير ص298).
مثحْوِل، اثر محول: اثر دارس (معجم الأدريسي).
مُحِيل، أثر محيل: أثر دارس (معجم الأدريسي).
مُحَوّل: دواء يزيل الأخلاط (بوشر).
مُحَوَّلة: حلالة الغزل، مردن (فوك).
مُحَيَّل: مصنوع بفن (ألكالا).
مُحَيَّل: صناعي، مصنوع (الكالا).
ومُحَيَّل: أريب، بارع، حاذق (الكالا). ويوصف به المهندس المعمار خاصة (ألكالا).
ومُحَيَّل: مهندس (ألكالا).
ومُحَيَّل: ماهر في صناعة، محترف (ألكالا).
مُحَاوَل: دقيق، لطيف، ناعم (بوشر).
ومُحَوَل: بعكس ميل الشعر (ألكالا).
محاول بَفَوْق: مرتفع البطن (ألكالا) وراجع معجم فكتور.
مُحَاوَلة: وداد، محبة، مودة (معجم الإدريسي).
ومُحَاوَلة: عاقل، مدرك، ذو تمييز، حكيم، عادل، منصف (ألكالا).
ومحاولة: بإنصاف، بصواب، كما ينبغي (ألكالا). المحاولات أو سلع المحاولات: السلع التي تباع لحساب الحكومة (أماري ديب ص108) وراجع تعليقات (ص416 رقم 0).

رقم

رقم: {الرقيم}: لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف ونُصب على باب الكهف، والرقيم الكتاب، فعيل بمعنى مفعول. وقيل: اسم الوادي الذي فيه الكهف، {مرقوم}: مكتوب.
رقم
الرَّقْمُ: الخطّ الغليظ، وقيل: هو تعجيم الكتاب. وقوله تعالى: كِتابٌ مَرْقُومٌ
[المطففين/ 9] ، حمل على الوجهين، وفلان يَرْقُمُ في الماء ، يضرب مثلا للحذق في الأمور، وأصحاب الرَّقِيمِ ، قيل: اسم مكان، وقيل: نسبوا إلى حجر رُقِمَ فيه أسماؤهم، ورَقْمَتَا الحمار: للأثر الذي على عضديه، وأرض مَرْقُومَةٌ: بها أثر نبات، تشبيها بما عليه أثر الكتاب، والرُّقْمِيَّاتُ: سهام منسوبة إلى موضع بالمدينة. 
(ر ق م) : (رَقَمَ الثَّوْبَ) وَشَّاهُ رَقْمًا (وَمِنْهُ) بُرُودُ الرَّقْمِ وَهُوَ نَوْعٌ مِنْهَا مُوَشًّى وَالتَّاجِرُ يَرْقُمُ الثِّيَابَ أَيْ يُعَلِّمُهَا بِأَنَّ ثَمَنَهَا كَذَا وَمِنْهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الشَّيْءِ بِرَقْمِهِ وَالْأَرْقَمُ مِنْ الْأَفَاعِي الْأَرْقَشُ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَرْقَمُ بْن أَبِي الْأَرْقَمِ وَهُوَ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ عَلَى الصَّدَقَاتِ فَاسْتَتْبَعَ أَبَا رَافِعٍ وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافٍ.
(رقم) - في حَدِيثَ عُمَر، رضي الله عنه: "هو إذًا كالأَرقَم".
: أي الحَيَّة، وجَمعُها الأَراقم، وقيل: الرَّقَم، والرُّقْمة: لَونُ الحَيَّة، والذَّكَر أَرقَم، والأُنثَى رَقْماء لِرَقَمٍ بها، وهو كالكَيَّاتِ. - في الحديث: "ما أَنتُم في الأُمَم إلَّا كالرَّقْمة في ذِراعِ الدَّابَّة".
الرَّقْمَة: موضِع السِّمة، والرَّقْمتَان في قَوائِم الشَّاة: زِيادَتَان صَغِيرتَان مُتقَابِلَتان كالظُّفْرِين.
(رقم)
الْكتاب وَعَلِيهِ وَفِيه رقما كتبه وَيُقَال هُوَ يرقم على المَاء يضْرب مثلا لمن يعْمل مَا لَا يعمله أحد لحذقه وفطنته ورفقه وَلمن يعبث إِذْ لَا أثر لكتابته على المَاء ونقطه وَبَين حُرُوفه وَالشَّيْء نقشه وشاه وطرزه وخططه والسلعة وسمها وأعلمها إِذْ جعل عَلَيْهَا عَلامَة تميزها وتدل على ثمنهَا وصنفها وختمه وَالْبَعِير وَنَحْوه كواه

(رقم) رقما ورقمة كَانَ بِهِ رقمة

(رقم) الْكتاب وَالثَّوْب رقمه

رقم


رَقَمَ(n. ac. رَقْم)
a. Wrote; pointed (writing); marked
figured; embroidered.
رَقَّمَa. see I
رَقْم
(pl.
رُقُوْم
أَرْقَاْم)
a. Writing.
b. Figure, number.
c. see 5
رَقْمَةa. Flower-garden.
b. Meadow.
c. Side ( of a valley ).
رُقْمَة
رَقَمa. see 5
رَقِمa. Misfortune, calamity.

مِرْقَم
(pl.
مَرَاْقِمُ)
a. Reed, pen.
b. Embroidery needle.

رَقِيْمa. Writing-tablet; slab.
b. Writing; book.
c. [ coll. ], Dated.
N. Ag.
رَقَّمَa. Writer; scribe.

N. Ac.
رَقَّمَa. Writing.
b. Embroidery.

رَقْم هِنْدِيّ
a. Numerical notation used by the Arabs: —

١٠, ٩, ٨
٧, ٦, ٥
٤, ٣, ٢
١
a. 10, 9, 8, 7, 6, 5, 4, 3, 2, 1.
ر ق م: (الرَّقْمُ) الْكِتَابَةُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} [المطففين: 9] . وَقَوْلُهُمْ: هُوَ يُرَقِّمُ الْمَاءَ أَيْ بَلَغَ مِنْ حِذْقِهِ بِالْأُمُورِ أَنْ يَرْقُمَ حَيْثُ لَا يَثْبُتُ الرَّقْمُ. وَ (رَقْمُ) الثَّوْبِ كِتَابُهُ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ وَقَدْ (رَقَمَ) الثَّوْبَ وَالْكِتَابَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (رَقَّمَهُ) أَيْضًا (تَرْقِيمًا) . وَ (الرَّقْمَةُ) جَانِبُ الْوَادِي وَقِيلَ الرَّوْضَةُ. وَ (الْأَرْقَمُ) الْحَيَّةُ الَّتِي فِيهَا سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. وَ (الرَّقِيمُ) الْكِتَابُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} [الكهف: 9] قِيلَ: هُوَ لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاؤُهُمْ وَقِصَصُهُمْ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا أَدْرِي مَا الرَّقِيمُ أَكِتَابٌ أَمْ بُنْيَانٌ؟. 
ر ق م

فلان يلبس الرقم وهو الوشي. وفي الحديث " وما أنا والدنيا والرقم " ورقم الثوب وغيره: وشاه. ورقم الكتاب: بين حروفه، ونقطه ورقمه، وكتاب مرقوم ومرقم. والتاجر يرقم الثياب ويرقمها: يعلمها، وثياب مرقومة ومرقمة. وللحمار رقمتان في يديه: نقطتان سوداوان كالدرهمين. وكأن عيونهم عيون الأراقم وهي الحيات الرقش، وكأنه أرقم يتلمظ. وتقلو: فلان يهدي إلى اللقم بالرقيم والأرقم أي بالكتاب والقلم.

ومن المجاز: " هو يرقم في الماء " ويرقم حيث لا يثبت الرقم، مثل في الذي يعملما لا يعمله أحد لحذقه ورفقه. قال:

سأرقم في الماء القراح إليكم ... على نأيكم إن كان في الماء راقم

وأرض مرقومة: فيها نبذ من النبات. وما وجدت فيها إلا رقمة من كلأ. ورقم البعير: كواه. قال حسان:

نسبي أصيل في الكرام ومذودي ... تكوى مراقمه جنوب المصطلى

أي مكاويه الواحد مرقم. ورقم الخبز بالمرقم.

وتقول: هو سيد قرم، على غرته للسؤدد رقم.
رقم
الرَّقْمُ: تَعْجِيْمُ الكِتَابِ، كِتابٌ مَرْقُومٌ.
والتاجِرً يَرْقُمُ ثَوْبَه: أي يَسِمُه.
والمَرْقوْمُ من الدَّوَابِّ: الذي يكونُ على أوْظِفَتِه كَيّاتٌ صِغَارٌ، وهي الرَّقْمَةُ.
والرَّقْمً: خَزٌّ مُوَشّىً.
والرَّقْمَتَانِ: شِبْهُ ظُفْرَيْنِ في قَوائم الدابَّةِ مُتَقابِلَتَيْنِ.
ومن أمثالِهم في الحِذْقِ قَوْلهم: " هُوَ يَرْقمُ حَيْثُ لا يَثْبُتُ عليه الرَّقْمُ " و " هو يَرْقُمُ في الماءِ " أي هو رَفَيقٌ.
والرَّقْمَةُ: نَباتٌ. وقيل: هي بَقْلَةٌ إلى المَرَارَة؛ لها زُهَيْرَةٌ حَمْراء. وقيل: هي الخُبّازى. والمَرْقُوْمَةُ: أرْضٌ فيها هذا النَّبتُ.
والرَّقَمُ والرُّقْمَةُ: لَوْنُ الحَيَّةِ الأرْقَم، والأراقِمُ الجَمْعُ. وبها شُبِّهَتْ أحْيَاءُ من تَغْلِبَ.
والرَّقِمُ: الداهِيَةُ، وكذلك الرُّقْمَةُ. وداهِيَةٌ رَقِيْمٌ: عَظِيمَةٌ.
والرَّقَمِيّاتُ: سِهَامٌ. والرَّقَمُ: مَوضِعٌ دُوْنَ المَدِينَةِ نُسِبَ السِّهَامُ إليه.
والرُّقُوْمُ: المقِيْمَةُ الثابتةُ.
والرَّقِيْمُ في قَوْل الله عَزَّ وجلَّ: هي الصَّخْرَةُ. وقيل: الوادي الذي فيه الكَهْفُ. وقيل: القَرْيَةُ التي خَرَجُوا منها. وقيل: الكَلْبُ. وهو - أيضاً -: الدَّوَاةُ بِلِسَانِ الرُّوْم. والكِتَاب أيضاً. وقيل: لَوْح كانت فيه أسْماؤهم وأسْمَاءُ آبائهم.
والرِّقْمَةُ في الوادي: حَيْثُ يكونُ الماءُ فيه.
[رقم] الرَقْمُ: الكتابة والخَتْمُ. قال تعالى: (كتابٌ مَرْقومٌ) . وقولهم: هو يَرْقُمُ الماء، أي بلغ من حِذْقِهِ بالأمور أن يَرْقُمَ حيثُ لا يثبت الرَقْمُ. ورَقْمُ الثوب: كتابُهُ. وهو في الأصل مصدر. يقال: رَقَمْتُ الثوب . ورَقَّمْتُهُ تَرْقيماً مثله.والرقم أيضا: ضرب من البرود. قال أبو خراش:

فهلا مست في العقم والرقم * والرقمة: جانب الوادي، وقد يقال الروضة. قال زهير: ودارٌ لها بالرَقْمَتَيْنِ كأنها مَراجِعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ والمَرْقومَةُ: الأرض بها نبات قليل. والرَقْمَتانِ: هَنَتانِ في قوائم الشاة متقابلتان كالظَفْرين. ورقْمَتا الحمار والفرس: الأثران بباطن أعضادهما. والرقميات: سهام تنسب إلى موضع في المدينة، في قول لبيد: رَقِمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الاروق منهم والايل  ويوم الرقم من أيام العرب، عقر فيه قرزل فرس طفيل بن مالك. والرقم، بكسر القاف: الداهية. وكذلك بِنْت الرَقِمِ . يقال: وقع في الرَقِمِ الرَقْماءِ، إذا وقع فيما لا يقوم به. والأَرْقَمُ: الحيَّةُ التي فيها سوادٌ وبياضٌ. والاراقم: حى من تغلب، وهو جشم. والرَقيمُ: الكتاب. وقولهُ تعالى: (أنَّ أصحابَ الكَهْفِ والرَقيمِ) يقال: هو لوح فيه أسماؤهم وقصصهم. وذكر عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال ما أدرى ما الرقيم، أكتاب أم بنيان؟
رقم: رَقَم: خاط، خيَّط (فوك).
رَقَم: طرَّز، وشّى (معجم الإسبانية ص320، ص329).
رَقَم: عدَّ، حسب بالأرقام (همبرت ص122).
رقم، ورقم بالنار من مصطلح الطب البيطري: كوى بحديد محميّ وسم (ابن الــعوام 2: 465) وفي التعليقات (10) ص655، ص662.
ارتقم: ذكرت في معجم فوك في مادة Suere.
رَقْم وتجمع على رُقُوم: علامة مخطوطة (المقدمة 3: 242)، ورمز، نقش (المقري 1: 367).
رَقْم وتجمع على أرقام: علامة الأعداد (بوشر، همبرت ص122، محيط المحيط).
الرقم الهِنْديّ وعلم الرقم: علم الحساب (همبرت ص122).
رقم: اسم نبات (أنظره في مادة رقمة).
رَقْمَة: قطعة من جلد السمك ملصوقة على العود والقانون (لين عادات 2: 78، 81، صفة مصر 13: 228، محيط المحيط).
رَقْمَة: اسم نباتات أسماؤها العلمية: reguem, eradium guttum, erodium mlacoides, erodium moschatum, koniga maritima, fumaria agraria أيضاً) (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 280، 282).
رَقْام: خيّاط (فوك).
رقّام: وشّاء (المعجم اللاتيني - العربي، ألكالا، أماري ص668).
أَرْقَم، رَقْماء: نوع من الغنم (بروس 5: 164) وهو يخلط هذه الكلمة مع رخمة.
أَرقامة: نبات اسمه العلمي convolvulus althoevides ( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
مِرْقَم: من مصطلح الطب البيطري وهي آلة يرقم بها أي يكوى بها (ابن الــعوام 2: 655، 662).
مَرْقُوم وتجمع على مَراقيم: طنفسة مخططة (معجم الإسبانية ص320).
مَرْقُوم: مذكور (رولاند والمذكور آنفاً، محيط المحيط 474).
مَرْقُومة: طنفسة مخططة (المعجم اللاتيني - العربي)، وفيه: plimuta ( وعند دوكانج polymitus iaguintina) وقد اعتبرها سكاليجر تحريفاً لكلمة: pryacinthina، فهي إذاً وصف استعمل استعمال الاسم (انظر: laena hyacinthina عند بيرس Perse) .
[رقم] فيه: وجد على باب فاطمة سترًا موشى فقال: ما أنا والدنيا "والرقم" يريد النقش والوشى، والأصل فيه الكتابة. ومنه: كان يزيد في "الرقم" أي ما يكتب على الثياب من أثمانها لتقع المرابحة عليه أو يغتر به المشتري، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه. وح: كان يسوى بين الصفوف حتى يدعها مثل القدح أو "الرقيم" الرقيم الكتاب المرقوم أي حتى لا يرى فيها عوجا كما يقوم الكاتب سطوره. وح: ما أدري ما "الرقيم" كتاب أم بنيان، أي في قوله تعالى: "إن أصحاب الكهف و"الرقيم"". غ: هو تاب أو قرية خرج منها أصحاب الكهف أو لوح أسماؤهم مكتوبة فيه. مد: "كتب "مرقوم"" يعني أن ما كتب من أعمال الفجار مثبت في ديوان دون الله فيه أعمال الشياطين والكفار وهو كتاب مرقوم مسطور بين الكتابة أو معلم يعلم من رآه أنه لا خير فيه. نه: ومنه ح صفة السماء: سقف سائر و"رقيم" مائر، يريد وشي السماء بالنجوم. وفيه: ما أنتم في الأمم إلا "كالرقمة" في ذراع الدابة، هي الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل وهما رقمتان في ذراعيهما. ك: هو بفتح قاف وسكونها وهما الأثران في باطن عضديها. ن: بفتح راء. نه وفيه ح: صعد صلى الله عليه وسلم "رقمة" من جبل، رقمة الوادي جانبه، وقيل: مجتمع مائه. وح: هو إذا "كالأرقم" أي حية على ظهرها رقم أي نقش وجمعها أراقم. ن: إلا "رقما" في ثوب، يحتج به في إباحة صور هي رقم، وأجاب الجمهور بأنه محمول على صورة الشجر. ج: مثل "الأرقم" إن يترك يلقم وإن يقتل ينقم، هو مثل لمن يجتمع عليه شران لا يدري كيف يصنع أي اجتمع عليه القتل وعدم الدية، قيل: كانوا يزعمون أن الجن يطلب ثأر الجن فربما مات قاتله وربما أصابه خيل، يريد إن يقتل ينتقم على قاتله فيقتله أو يصيبه خبل وإن يترك يلقم تاركه.
(ر ق م)

رقم الْكتاب يرقمه رقما: اعجمه وَبَينه.

والمرقم: الْقَلَم. يَقُولُونَ: طاح مرقمك: أَي أَخطَأ قلمك.

والمقوم من الدَّوَابّ: الَّذِي فِي قوائمه خطوط كيات وثور مرقوم القوائم: مخططها بسواد، وَكَذَلِكَ: الْحمار الْوَحْش.

والرقمتان: شبه ظفرين فِي قَوَائِم الدَّابَّة متقابلتين. وَقيل: هُوَ مَا اكتنف جاعرتي الْحمار من كيه النَّار.

وَقيل: الرقمتان: اللحمتان اللَّتَان فِي بَاطِن ذراعي الْفرس لَا ينبتان الشّعْر.

وَيُقَال للصناع الحاذقة بالخرازة: هِيَ ترقم، المَاء، وترقم فِي المَاء: كَأَنَّهَا تخط فِيهِ.

والرقم: ضرب مخطط من الوشى. وَقيل: من الْخَزّ.

ورقم الثَّوْب يرقمه رقما، ورقمه: خططه، قَالَ حميد:

فرحن وَقد زايلن كل صَنِيعَة ... لَهُنَّ وباشرن السديل المرقما

والأرقم من الْحَيَّات: الَّذِي فِيهِ سَواد وَبَيَاض وَالْجمع: أراقم، غلب غَلَبَة الْأَسْمَاء، وَكسر تكسيرها، وَلَا يُوصف بِهِ الْمُؤَنَّث، لَا يُقَال: حَيَّة رقماء، وَلَكِن رقشاء.

والرقم، والرقمة: لون الأرقم.

والأراقم: بَنو بكر، وجشم، وَمَالك والْحَارث، وَمُعَاوِيَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقَالَ غَيره: إِنَّمَا سميت الأراقم بِهَذَا الِاسْم، لِأَن نَاظرا نظر اليهم تَحت الدثار وهم صغَار، فَقَالَ: كَأَن اعينهم أعين الأراقم، فلج عَلَيْهِم اللقب.

والرقم: الداهية، وَمَا لَا يُطَاق لَهُ وَلَا يُقَام بِهِ يُقَال: وَقع فِي الرقم، والرقم الرقماء.

وَجَاء بِالرَّقْمِ، والرقم: أَي الْكثير.

والرقيم: الدواة، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، قَالَ: وَلَا ادري مَا صِحَّته.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ اللَّوْح. وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (أم حسبتم أَن أَصْحَاب الْكَهْف والرقيم) وَقَالَ الزّجاج: قيل: الرقيم: اسْم الْجَبَل الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَهْف.

وَقيل: اسْم الْقرْيَة الَّتِي كَانُوا فِيهَا وَالله اعْلَم.

والترقيم: من كَلَام أهل ديوَان الْخراج.

والرقمة: الرَّوْضَة.

والرقمتان: روضتان، إِحْدَاهمَا. قريب من الْبَصْرَة، وَالْأُخْرَى: بِنَجْد.

وَقَالَ الْفراء: رقمة الْوَادي: حَيْثُ المَاء.

والمرقومة: أَرض فِيهَا نبذ من النبت. والرقمة: نَبَات يُقَال إِنَّه الْخَبَّازِي.

وَقيل: الرَّقْمَة: من العشب الْعِظَام تنْبت متسطحة غصنة كبارًا، وَهِي من أول العشب خُرُوجًا، تنْبت فِي السهل، وَأول مَا يخرج مِنْهَا ترى فِيهِ حمرَة كالعهن النافض، وَهِي قَليلَة، وَلَا يكَاد المَال ياكلها إِلَّا من حَاجَة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الرَّقْمَة: من احرار البقل، وَلم يصفها باكثر من هَذَا، قَالَ: وَلَا بلغتني لَهَا حلية.

وَيَوْم الرقم: يَوْم لغطفان على بني عَامر.

والرقم: مَوضِع تعْمل فِيهِ النصال، قَالَ لبيد:

رقميات عَلَيْهَا ناهض ... تكلح الأروق مِنْهُم والأيل

أَي: عَلَيْهَا ريش ناهض. وَقد تقدم الناهض.

والرقيم، والرقيم: موضعان.

والرقيم: فرس حرَام بن وابصة.
رقم
رقَمَ/ رقَمَ على/ رقَمَ في يَرقُم، رَقْمًا، فهو راقِم، والمفعول مَرْقوم ورقيم
• رقَم الثَّوبَ ونحوَه: وشَّاه وطرّزه وخطّطه.
• رقَم الصَّحيفةَ: نقَطها وبيّن حروفها ووضع علامات التَّرقيم فيها.
• رقَم السِّلعةَ: وسَمها أو علَّمها بعلامة مميزة تدل على ثمنها وصِنفِها.
• رقَم الكتابَ/ رقَم على الكتاب/ رقَم في الكتاب: كتَبه وبيَّن حروفه بوضع النِّقاط والحركات " {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ. كِتَابٌ مَرْقُومٌ} " ° يرقم على الماء: مثل يُضرب لمن يعمل عملاً لا طائل تحته. 

رقَّمَ يُرقَِّم، ترقيمًا، فهو مُرقَِّم، والمفعول مُرقَّم
• رقَّم الصَّفحاتِ: أعطاها أعدادًا مسلسلة، أو وضع فيها علامات التَّرقيم.
• رقَّم الفِقرةَ/ رقَّم الرِّسالةَ: وسمها وأعلمها بعلامة مميّزة.
• رقَّمَ السِّلعةَ: رقَّمَها، علَّمها بعلامة تدلّ على صنفها وثمنها. 

أَرْقَمُ [مفرد]: ج أراقِمُ: أخبثُ الحيَّات أو ذَكَرُها. 

ترقيم [مفرد]: مصدر رقَّمَ.
• علامات التَّرقيم: علامات اصطلاحيَّة توضع في أثناء الكتابة، كالفاصلة والنقطة وعلامتي الاستفهام والتعجُّب. 

رَقْم [مفرد]: ج أَرقام (لغير المصدر) ورُقُوم (لغير المصدر):
1 - مصدر رقَمَ/ رقَمَ على/ رقَمَ في ° الرَّقْم واحد: الأوّل في الرُّتبة أو التَّرتيب أو الأهميَّة.
2 - علامة مميِّزة "ضع رَقْمًا على هذه الحقيبة ليسهل التعرُّفُ عليها".
3 - (جب) رَمْزٌ يستعمل للتعبير عن العدد "رَقْم الهاتف- رَقْمٌ مسلسل" ° الرَّقم البؤريّ: قياس فتحة عدسة أو نظام عدسات بالنسبة إلى بعدها البؤري- رقم ثنائيّ: أحد الرَّقمين (صفر أو 1) المستخدمين في نظام العدّ الثنائيّ- رَقْمٌ قياسيّ: رقم يتفوَّق فيه المتباري على غيره كأن يقطع ألف متر عَدْوًا في عشر دقائق وقد قطعها من كان قبله في إحدى عشرة دقيقة- ضرَب الرَّقمَ القياسيّ/ حطَّمَ الرّقم القياسيّ: حقّقه وتعدَّاه إلى رقم جديد لم يحققه غيره، أو تفوَّق على غيره في عمل ما- لعبة الأرقام: يانصيب؛ يتم الرِّهان فيه على عدد لا يمكن التنبُّؤ به، كأسعار الأسهم اليوميّة.
• الأرقام القياسيَّة: (قص) الأرقام التي تُقاس بها درجة التَّغيُّرات التي تطرأ على بعض الظواهر الاقتصاديّة كالأسعار والأجور. 

رقميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى رَقْم.
• شبكة رقميَّة: شبكة اتّصالات رقميّة عالميَّة مطوّرة عن الخِدْمات الهاتفيَّة الموجودة.
• واجهة رقميَّة: واجهة تسلسليَّة تسمح بوصل المركِّبات الموسيقيَّة والحواسيب.
• لغة رقميَّة: (حس) لغة تُعدُّ خصِّيصًا طبقًا لقواعد معيَّنة لتستخدم في الحاسبات الإلكترونية كوسيلة للعمل بها. 

رَقيم [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من رقَمَ/ رقَمَ على/ رقَمَ في: مرقوم، مكتوب، مُوشًّى، مختوم.
2 - كِتاب أو صحيفة، سُمِّي بذلك لترقيم الكاتب سُطورَه.
• الرَّقيم: قريةُ أصحاب الكهف، أو جبلهم، أو كلبهم، أو الوادي، أو الدَّواة، أو الصَّخرة، أو لَوْح الرّصاص الذي نُقش فيه نسبُهم وقَصَصُهم وأسماؤهم ودينُهم ومن أيّ شيءٍ هربوا " {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءَايَاتِنَا عَجَبًا} ". 

مِرْقَم [مفرد]: ج مَراقِمُ:
1 - اسم آلة من رقَمَ/ رقَمَ على/ رقَمَ في: أداة الرَّسم "رسَم بالمِرقَم".
2 - (فن) إصْبع كأصابع الطباشير مصنوعة من أصباغ ترابيَّة أو شمعية لتلوين المصوَّرات والرُّسوم على ورق خشن. 

رقم: الرَّقْمُ والتَّرقيمُ: تَعْجيمُ الكتاب. ورَقَمَ الكتاب

يَرْقُمُهُ رَقْماً: أَعجمه وبيَّنه. وكتاب مَرْقُوم أي قد بُيِّنتْ حروفه

بعلاماتها من التنقيط. وقوله عز وجل: كتاب مَرْقُومٌ؛ كتاب مكتوب؛

وأنشد:سأَرْقُم في الماء القَراحِ إليكُم،

عل بُعْدِكُمْ، إن كان للماء راقِمُ

أَي سأَكتب. وقولهم: هو يَرْقُمُ في الماء أي بلغ من حِذْقه بالأُمور أن

يَرْقُمَ حيث لا يثبت الرَّقْمُ؛ وأما المؤمن فإن كتابه يجعل في

عِلِّيِّينَ السماء السابعة، وأما الكافر فيجعل كتابه في أسفل الأرضين

السابعة.والمِرْقَمُ: القَلَمُ. يقولون: طاح مِرْقَمُك أي أَخطأَ قلمك. الفراء:

الرَّقِيمةُ المرأة العاقلة البَرْزَةُ الفَطِنَةُ. وهو يَرْقُمُ في

الماء؛ يضرب مثلاً للفَطِنِ. والمُرَقِّمُ والمُرَقِّنُ: الكاتب؛ قال:

دار كَرَقْم الكاتب المُرَقّن

والرَّقْمُ: الكتابة والختم. ويقال للرجل إذا أَسرف في غضبه ولم يقتصد:

طَما مِرْقَمُكَ وجاش مرْقَمُكَ وغَلى وطَفَح وفاضَ وارتفع وقَذَفَ

مِرْقَمُكَ. والمَرْقُومُ من الدواب: الذي في قوائمه خطوط كَيَّاتٍ. وثور

مَرْقُوم القوائم: مُخَطَّطُها بسواد، وكذلك الحمار الوحشي. التهذيب:

والمَرْقُومُ من الدواب الذي يكوى على أَوْظِفَتِهِ كَيّاتٍ صغاراً، فكل واحدة

منها رَقْمَةٌ، وينعت بها الحمار الوحشي لسواد على قوائمه.

والرَّقْمتانِ: شبه ظُفْرَين في قوائم الدابة متقابلتين، وقيل: هو ما

اكتنف جاعِرتي الحمار من كَيَّة النار. ويقال للنكتتين السوداوين على

عَجُزِ الحمار: الرَّقْمتان، وهما الجاعرتان. ورَقْمتا الحمار والفرسِ:

الأثَرانِ بباطن أَعضادهما. وفي الحديث: ما أَنتم في الأُمم إلا كالرَّقْمة في

ذراع الدابة؛ الرَّقْمَةُ: الهَنَةُ الناتئة في ذراع الدابة من داخل،

وهما رَقمتان في ذراعيها، وقيل: الرَّقْمتان اللتان في باطن ذراعي الفرس لا

تُنْبِتان الشعر. ويقال للصَّناعِ الحاذقة بالخِرازة: هي تَرْقُمُ الماء

وتَرْقُمُ في الماء، كأنها تخط فيه.

والرَّقْمُ: خَزّ مُوَشّى. يقال: خَزٌّ رَقْم كما يقال بُرْدٌ وَشْي.

والرَّقْمُ: ضرب من البُرود؛ قال أبو خراش:

تقول: ولولا أنت أُنْكَحْتُ سيداً

أزَفُّ إليه، أَو حُمِلْتُ على قَرْمِ

لَعَمْري لقد مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً

زماناً، فهلا مِسْتِ في العَقْمِ والرَّقْمِ

والرَّقْمُ: ضرب مخطط من الوَشْي، وقيل: من الخَزِّ. وفي الحديث: أَتى

فاطمة، عليها السلام، فوجد على بابها ستْراً مُوَشًّى فقال: ما لنا

والدنيا والرَّقْم؟ يريد النقش والوَشْيَ، والأصل فيه الكتابة. وفي حديث علي،

عليه السلام، في صفة السماء: سَقْف سائر ورَقِيمٌ مائر؛ يريد به وَشْيَ

السماء بالنجوم. ورَقَمَ الثوب يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ: خططه؛ قال

حميد:

فَرُحْنَ، وقد زايَلنَ كل صَنِعَةٍ

لهنّ، وباشَرنَ السَّديلَ المُرَقَّما

والتاجر يَرْقُمُ ثوبه بسِمَته. ورَقْمُ الثوب: كتابه، وهو في الأصل

مصدر؛ يقال: رَقَمْتُ الثوب ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مثله. وفي الحديث: كان

يزيد في الرَّقْمِ أي ما يكتب على الثياب من أَثمانها لتقع المرابحة عليه

أو يغترّ به المشتري، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه.

ابن شميل: الأَرْقَمُ حية بين الحيتين مُرَقَّم بحمرة وسواد وكُدْرَةٍ

وبُغْثَةٍ. ابن سيده: الأَرْقَمُ من الحيّات الذي فيه سواد وبياض، والجمع

أُراقِمُ، غلب غلبة الأَسماء فكُسِّرَ تكسيرها ولا يوصف به المؤنث، يقال

للذكر أَرْقَم، ولا يقال حية رَقْماء، ولكن رَقْشاء. والرَّقَمُ

والرُّقْمَةُ: لون الأَرْقَم. وقال رجل لعمر، رضي الله عنه: مثلي كمثل الأَرْقَمِ

إن تقتله يَنْقَمْ وإن تتركه يَلْقمْ. وقال شمر: الأَرقَمُ من الحيات

الذي يشبه الجانَّ في اتقاء الناس من قتله، وهو مع ذلك من أَضعف الحَيّات

وأَقلها غضباً، لأَن الأَرْقَمَ والجانّ يتقى في قتلهما عقوبة الجن لمن

قتلهما، وهو مثل قوله: إن يُقْتَل يَنْقَمْ أي يُثْأرْ به. وقال ابن حبيب:

الأَرْقَمُ أَخبث الحيات وأَطلبها للناس، والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتاً

قلت أََرْقَشُ، وإنما الأرقَمُ اسمه. وفي حديث عمر: هو إذاً كالأَرْقَمِ أي

الحية التي على ظهرها رَقْمٌ أي نقش، وجمعها أَراقِمُ.

والأَراقِمُ: قوم من ربيعة، سُمُّوا الأَراقِمَ تشبيهاً لعيونهم بعيون

الأَراقِمِ من الحيات. الجوهري: الأَراقِمُ حي من تَغْلب، وهم جُشَم؛ قال

ابن بري: ومنه قول مُهَلْهِلٍ:

زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في

جَنْبٍ، وكان الحِباءُ من أدَم

وجَنْبٌ: حيّ من اليمن. ابن سيده: والأَراقِمُ بنو بكر وجُشَم ومالك

والحرث ومعاوية؛ عن ابن الأعرابي؛ قال غيره: إنما سُميت الأَراقِمُ بهذا

الاسم لأن ناظراً نظر إليهم تحت الدِّثارِ وهم صِغار فقال: كأَنّ أَعينهم

أَعين الأَراقِمِ، فَلَجَّ عليهم اللقبُ.

والرَّقِمُ، بكسر القاف: الداهية وما لا يُطاق له ولا يُقام به. يقال:

وقع في الرقِمِ، والرَّقِمِ الرَّقْماء إذا وقع فيما لا يقوم به. الأصمعي:

جاء فلان بالرَّقِمِ الرَّقْماء كقولهم بالداهية الدَّهْياء؛ وأنشد:

تَمَرَّسَ بي من حَيْنه وأنا الرَّقِمْ

يريد الداهية. الجوهري: الرَّقِم، بكسر القاف، الداهية، وكذلك بنت

الرَّقِم؛ قال الراجز:

أَرْسَلَها عَليقَة، وقد عَلِمْ

أن العَلِيقاتِ يلاقِينَ الرَّقِمْ

وجاء بالرَّقِمِ والرَّقْمِ أي الكثير.

والرَّقِيمُ: الدَّواة؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَدري ما صحته، وقال

ثعلب: هو اللوح، وبه فسر قوله تعالى: أَم حسبت أَن أَصحاب الكهف

والرَّقِيم، وقال الزجاج: قيل الرَّقِيمُ اسم الجبل الذي كان فيه الكهف، وقيل: اسم

القرية التي كانوا فيها، والله أعلم. وقال الفراء: الرّقِيمُ لوحُ رَصاصٍ

كتبت فيه أَسماؤهم وأَنسابهم وقصصهم ومِمَّ فَرُّوا؛ وسأَل ابن عباس

كعباً عن الرَّقِيم فقال: هي القرية التي خرجوا منها، وقيل: الرَّقِيمُ

الكتاب؛ وذكر عِكْرِمةُ عن ابن عباس أنه قال: ما أَدري ما الرَّقِيمُ، أَكتاب

أم بنيان، يعني أَصحاب الكهف والرَّقيمِ. وحكى ابن بري قال: قال أبو

القاسم الزجاجي في الرَّقيم خمسة أقوال: أحدهما عن ابن عباس أنه لوح كتب فيه

أَسماؤهم، الثاني أنه الدَّواة بلغة الرُّوم؛ عن مجاهد، الثالث القرية؛

عن كعب، الرابع الوادي، الخامس الكتاب؛ عن الضحاك وقتادة وإلى هذا القول

يذهب أَهل اللغة، وهو فَعِيلٌ في معنى مَفْعول. وفي الحديث: كان يسوي بين

الصفوف حتى يَدَعَها مثل القِدْحِ أو الرَّقِيمِ، الرّقِيمُ: الكتاب، أي

حتى لا ترى فيها عِوَجاً كما يُقَوِّم الكاتب سُطوره.

والتَّرْقِيمُ: من كلام أَهل ديوان الخراج.

والرَّقْمةُ: الروضة، والرّقْمتان: روضتان إحداهما قريب من البصرة،

والأُخرى بنَجْدٍ. التهذيب: والرَّقْمتانِ روضتان بناحية الصَّمَّانِ؛

وإياهما أَراد زهير بقوله:

ودار لها بالرّقْمَتَيْنِ، كأَنّها

مَراجيع وَشْمٍ في نَواشِر مِعْصَمِ

ورَقْمةُ الوادي: مجتَمَعُ مائه فيه. والرَّقْمةُ: جانب الوادي، وقد

يقال للرّوْضة. وفي الحديث: صَعِدَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رَقْمَةً

من جبل؛ رَقمةُ الوادي: جانبه، وقيل: مجتمع مائه، وقال الفراء: رَقْمَةُ

الوادي حيث الماء.

والمَرْقُومة: أَرض فيها نُبَذٌ من النبت.

والرَّقَمَةُ: نبات يقال إنه الخُبّازَى، وقيل: الرَّقَمَةُ من العُشب

العظام تنبت متسطحة غَصَنَةً كباراً، وهي من أول العُشْب خروجاً تنبت في

السهل، وأَول ما يخرج منها ترى فيه حُمرة كالعِهْن النافض، وهي قليلة ولا

يكاد الما يأْكلها إلا من حاجة. وقال أبو حنيفة: الرَّقَمَةُ من أَحْرار

البَقْل، ولم يصفها بأَكثر من هذا، قال: ولا بلغتني لها حِلْيةٌ.

التهذيب: الرَّقَمَةُ نبت معروف يشبه الكَرِشَ. ويوم الرَّقَمِ: يوم لغَطَفان

على بني عامر؛ الجوهري: ويوم الرَّقَمِ من أيام العرب، عُقِرَ فيه قُرْزُلٌ

فرس طُفَيْلِ بن مالك؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري أنه فرس عامر بن

الطُّفَيْلِ؛ قال: والصحيح أن قُرْزُلاً فرس طُفَيل بن مالك، شاهده قول

الفرزذق:ومِنهنَّ إذ نَجَّى طُفَيْلَ بن مالكٍ،

على قُرْزُلٍ، رَجْلا رَكوضِ الهَزائِمِ

وقوله أيضاً:

ونَجَّى طُفَيْلاً من عُلالَةِ قُرْزُلٍ

قَوائمُ، نَجَّى لحمَهُ مُسْتَقِيمها

والرَّقَمِيَّاتُ: سهام تنسب إلى موضع بالمدينة. ابن سيده: والرَّقَمُ

موضع تعمل فيه النِّصالُ؛ قال لبيد:

فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً،

ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلّ

رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهضٌ،

تُكلِحُ الأرْوَقُ منهم والأَيَلّ

أي عليها ريشُ ناهضٍ، وقد تقدم الناهضُ. والرّقِيمُ والرُّقَيْمُ:

موضعان. والرَّقيمُ: فرس حِزام بن وابصة.

رقم

1 رَقَمَ, (Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. رَقْمٌ, (S, Msb, TA,) He wrote (S, Msb, K) a writing, book, or letter. (Msb.) And He sealed, stamped, imprinted, or impressed. (S, TA.) and رَقَمَ الِكتَابَ, (K,) inf. n. as above, (JK,) He marked the writing with the dots, or points, (JK, K, TA,) and made its letters distinct, or plain. (K, * TA.) One says, هُوَ يَرْقُمُ المَآءَ, (S,) or هُوَ يَرْقُمُ فِى المَآءِ, (JK, TA,) [He writes, &c., upon the water,] a prov., applied to the skilful and intelligent, (JK, * TA,) meaning he is so skilful that he writes, &c., (يَرْقُمُ) where the writing, &c., (الرَّقْمُ,) will not remain fixed. (JK, S, TA.) And one says of a skilful workwoman, clever in sewing skins and the like, هِىَ تَرْقُمُ المَآءَ and تَرْقُمُ فِى المَآءِ. (TA.) b2: and رَقَمَ الثَّوْبَ, (S, Mgh, Msb, K,) aor. as above, (JK, Msb,) and so the inf. n.; (Msb, TA;) and ↓ رقّمهُ, (S, K,) inf. n. تَرْقِيمٌ; (S, TA;) He figured, variegated, or decorated, the garment, or piece of cloth; (Mgh, Msb, TA;) and (TA) made it striped, or marked it with stripes: (K, TA:) or, accord. to IF, he figured it, variegated it, or decorated it, with a certain, or known, figuring or variegation or decoration, such as became a mark [thereof]. (Msb.) Also the former phrase, (JK, Mgh, TA,) and ↓ the latter likewise, (TA,) said of a trader, or dealer, (JK, Mgh,) He marked, or put a mark on, the garment, or piece of cloth, (JK, Mgh, TA,) specifying its price; he put a price-mark upon it: (Mgh:) whence, لَا يَجُوزُ بَيْعُ الشَّىْءِ بِرَقْمِهِ [The sale of the thing by the putting a price-mark upon it shall not be allowable, because the express consent of the seller as well as that of the purchaser is necessary to the ratification of the sale]: (Mgh:) [or]

رَقَمْتُ الشَّىْءَ signifies I marked the thing so as to distinguish it from other things, as, for instance, by writing and the like: and hence, لَا يُبَاعُ الثَّوْبُ بِرَقْمِهِ وَلَا بِلَمْسِهِ [The garment, or piece of cloth, shall not be sold by the putting a price-mark upon it, for the reason explained above, nor by the feeling it, or touching it: see 3 in art. لمس]. (Msb.) b3: [Hence,] هُوَ يَزِيدُ فِى الرَّقْمِ is a phrase used by the relaters of traditions as meaning (assumed tropical:) He adds to his tradition, and lies: from الرَّقْمُ signifying the writing upon a garment, or piece of cloth. (TA.) b4: You say also, رَقَمَ البَعِيرَ (assumed tropical:) He cauterized the camel. (TA.) [And رَقَمَ الفَرَسَ (assumed tropical:) He (a farrier) marked the horse, making lines upon him, with a hot iron: see مَرْقُومٌ, and see also جَاعِرَةٌ.]2 رَقَّمَ see above, in two places. تَرْقِيمٌ signifies [also] The drawing, and the writing, of a line [or lines]. (KL.) رَقْمٌ is originally an inf. n. [of 1, q. v.]: and hence رَقْمُ الثَّوْبِ The writing [or price-mark, &c.,] upon the garment, or piece of cloth. (S.) [Hence also الرَّقْمُ الهِنْدِىُّ The Indian notation of numerals; adopted by the Arabs; whence is formed the notation which we term “ the Arabic. ”] b2: Also A sort of [the kind of garments called]

بُرُود: (S:) or a striped sort of [the kind of garments, or cloth, termed] وَشْى; or of [the kind of cloth termed] خَزّ; or of [the kind of garments called] بُرُود: (K:) or a garment, or piece of cloth, figured with round forms: (Har p. 416:) or بُرُودُ الرَّقْمِ signifies a sort of figured, or variegated, or decorated, [garments of the kind called]

برود: (Mgh:) or رَقْمٌ signifies [cloth of the kind termed] خَزّ figured, variegated, or decorated; (JK, Msb;) so accord. to El-Fárábee: (Mgh:) but accord. to IF, ↓ رَقِيمٌ signifies any garment, or piece of cloth, figured, variegated, or decorated, with a certain, or known, figuring or variegation or decoration, such as is a mark [thereof]; and you say بُرْدٌ رَقْمٌ and بُرُودٌ رَقْمٌ [a garment of the kind called برد, and garments of the kind called برود, thus figured, &c.; using the latter word as sing. and pl. because it is originally an inf. n.]: (Msb:) and ↓ مَرْقُومٌ (Msb, TA) and ↓ مُرَقَّمٌ (TA) signify a garment, or piece of cloth, figured, variegated, or decorated: (Msb, TA:) and striped, or marked with stripes: and marked, or having a mark [specifying its price] put upon it. (TA.) A2: See also رَقِمٌ, in two places.

رَقَمٌ: see رُقْمَةٌ: A2: and see also the paragraph here next following.

A3: يَوْمُ الرَّقَمِ The day of Er-Rakam was one of the days [of conflict] of the Arabs, (S,) well known. (K.) رَقِمٌ A calamity, or misfortune; (JK, S, K;) as also ↓ رَقَمٌ and ↓ رَقْمٌ; (K;) all mean thus, and a thing that one cannot accomplish, or manage; (TA;) and ↓ رُقْمَةٌ signifies the same as رَقِمٌ. (JK.) One says, وَقَعَ فِى الرَّقِمِ, (TA,) and وَقَعَ فِى الرَّقِمِ

↓ الرَّقْمَآءِ, (S,) meaning He fell [into calamity or misfortune, and he fell into great calamity or misfortune, or] into that which he could not accomplish, or manage. (S, TA.) And جَآءَ فُلَانٌ

↓ بِالرَّقِمِ الرَّقْمَآءِ Such a one brought to pass that which was a great calamity or misfortune. (As, TA.) And بنْتُ الرَّقِمِ signifies the same as الرَّقِمُ, That which is a calamity or misfortune. (S, TA.) b2: One says also, جَآءَ بِالرَّقِمِ and ↓ بِالرَّقْمِ meaning [He brought, or did,] much. (K.) رَقْمَةٌ (assumed tropical:) Any one of several small marks of cauterization upon the shanks of a beast. (JK, T, TA.) b2: (assumed tropical:) One of what are termed الرَّقْمَتَانِ: (TA:) this signifies two [horny] things resembling two nails (JK, S, K, TA) in the legs of a beast (JK, K, TA) or in the legs of a sheep or goat, (S,) opposite each other: (JK, S, TA:) and of the ass and horse, two marks in the inner sides of the two arms: (S:) or the جَاعِرَتَانِ; (K, TA;) which are two black spots [or marks made by cauterization] upon the rump of the ass: (TA:) or what borders upon the جَاعِرَتَانِ of the ass, of the mark made by cauterization: or two portions of [callous] flesh next to the inner side of each of the arms of the horse, having no hair upon them. (K, TA.) Agreeably with all of these renderings has been explained the trad., مَا أَنْتُمْ مِنَ الأُمَمِ إِلَّا كَالرَّقْمَةِ مِنْ ذِرَاعِ الدَّابَّةِ (assumed tropical:) [Ye are no more, of the nations in general, than such as is the رقمة of the arm of the beast]. (TA.) b3: (assumed tropical:) A small quantity of herbage; as in the saying, مَا وَجَدْتُ

إِلَّا رَقْمَةً مِنْ كَلَأٍ (assumed tropical:) [I found not save a small quantity of herbage]. (TA.) b4: A herb, or leguminous plant, of those termed أَحْرَار [pl. of حُرٌّ, q. v.]: (S:) a certain plant; said to be a herb, or leguminous plant, inclining to bitterness, and having a small red flower; (JK;) as some say, (JK, TA,) the خُبَّازَى [or mallow]. (JK, K, TA.) b5: A meadow (رَوْضَةٌ, S, K) is sometimes thus termed. (S.) b6: Also The side of a valley: (S, K:) or the place where its water collects; (K;) the part, of a valley, in which is the water. (Fr, JK, TA.) رُقْمَةٌ The colour of the serpent termed أَرْقَم; (JK, TA;) as also ↓ رَقَمٌ. (TA.) b2: See also رَقِمٌ.

رَقَمَةٌ A certain plant, (K, TA,) resembling the كرش [i. e. كَرِش or كِرْش, a plant little known, said to be so called because its leaves resemble the villous coat of the stomach of a ruminant animal]: so says Az: and in one place he says, it is a herb that grows مشحطا [app. a mistranscription for مُسَطَّحًا, a term often used in descriptions of plants, meaning expanded], juicy, or sappy, and scarcely ever, or never, eaten by the camels, or cattle, except from want: AHn describes the رقمة [perhaps meaning the رَقْمَة, q. v.,] only as a herb, or leguminous plant, of those termed أَحْرَار, of which the particular characteristics were not known to him. (TA.) [Forskål, in his Flora Aegypt. Arab. p. cviii., mentions a plant seen by him in El-Yemen, previously unknown to him, which he calls “ rokama prostrata,” of the class pentandria; writing its Arabic name رقمه, and the pronunciation “ Rókama. ”]

رَقَمِيَّاتٌ Certain arrows, so called in relation to a place in El-Medeeneh, (S, K,) named الرَّقَمُ; (K;) or in relation to a place thus named in the way to El-Medeeneh; (JK;) or, accord. to Nasr, in relation to a water thus named, where they were made, by certain mountains of the same name. (TA.) رَقُومٌ, used as a fem. epithet, Remaining, staying, dwelling, or abiding; and remaining fixed. (JK.) رَقِيمٌ: see مَرْقُومٌ: and رَقْمٌ. It occurs in a trad. of 'Alee, describing the sky, as meaning Figured, or decorated, with the stars. (TA.) b2: Also A book, or writing. (S.) As used in the Kur xviii. 8, الرَّقِيمُ is said to mean A tablet (JK, S, K *) of lead, (K,) whereon were inscribed, (JK, * S,) or engraved, (K,) the names of the People of the Cave [commonly called the Seven Sleepers], (JK, S, K,) and their ancestry, (JK, K,) and their story, (S,) and their religion, and what it was from which they fled: (K:) so says Suh, on the authority of Fr: (TA:) or a mass of stone; (Suh, JK, K;) [i. e.] a stone tablet on which were inscribed their names, and which was put upon the entrance of the cave: (Bd:) or the town, or village, from which they came forth: (JK, K:) or their mountain (Zj, K) in which was the cave: (Zj:) or the valley (AO, JK, K) in which was the cave: (AO, JK:) or their dog: (El-Hasán, R, K:) or [in the JK and CK “ and ”] the receptacle for ink: (JK, K, TA:) mentioned by IDrd, but with the expression of uncertainty as to its correctness; (TA;) and said to be of the language of the Greeks: (JK, * TA:) and the tablet: (K:) thus, also, explained as used in the verse of the Kur-án: (TA:) but I'Ab is related by 'Ikrimeh to have said, I know not what is الرَّقِيمُ; whether a book or writing, or a building: (S, TA:) it is [said to be] of the measure فَعِيل in the sense of the measure مَفْعُول. (TA.) b3: رَقِيمَةٌ, applied to a woman, (tropical:) Intelligent; such as is termed بَرْزَةٌ [fem. of بَرْزٌ q. v.]. (Fr, K, TA.) b4: دَاهِيَةٌ رَقِيمٌ (assumed tropical:) A great calamity or misfortune. (JK.) أَرْقَمُ (assumed tropical:) A certain serpent: (JK:) a serpent in which are blackness and whiteness: (S, M, K:) or a serpent [begotten] between two serpents [app. of different varieties], marked with redness and blackness and duskiness and [the colour termed]

بُغْثَة [q. v.]: (ISh:) or a serpent upon which are white specks: (Ham p. 784:) or the most malignant of serpents, and the most wont to pursue mankind: (Ibn-Habeeb, K:) or a serpent like the جَانّ in respect of the fear that men have of killing it, though it is one of the weakest and the least irascible of serpents; for one fears, in killing the ارقم and the جانّ, the punishment of the جِنّ to them who kill them: (Sh:) or, applied to a serpent, i. q. أَرْقَشُ [q. v.] : (Mgh:) or the male serpent: (K:) the female is not so called, nor is she called رَقْمَآءُ; (TA;) but she is called رَقْشَآءُ: (K, TA:) when you use the epithet, you say أَرْقَشُ; but أَرْقَمُ is [used as] a subst: (Ibn-Habeeb:) the pl. is أَرَاقِمُ, (JK, ISd,) a pl. proper to substs., because the quality of a subst. is predominant in it. (ISd, TA.) b2: See also مِرْقَمٌ. b3: For the fem., رَقْمَآءُ, see رَقِمٌ, in two places.

تَرْقِيمٌ inf. n. of 2 [q. v.]. b2: Also, [as a subst.,] A certain sign, or mark, of the keepers of the register of the [tax, or tribute, termed] خَرَاج, (K, TA,) conventionally used by them, (TA,) put upon [the notes, or billets, or petitions, termed] رِقَاع [pl. of رُقْعَةٌ, q. v.], and upon [the writings termed] تَوْقِيعَات [pl. of تَوْقِيعٌ, q. v.], and upon accounts, or reckonings, lest it should be imagined that a blank has been left [to be afterwards filled up], in order that no account be put down therein; as also تَرْقِينٌ. (K.) مِرْقَمٌ A writing-reed; (K) because it is an instrument for الرَّقْم, i. e. writing: (TA:) also called ↓ أَرْقَمُ [app. because partly blackened with ink]. (Z, TA.) One says to him who is vehemently angry, (K, TA,) extravagantly, or immoderately, so, (TA,) طَغَا مِرْقَمُكَ, (assumed tropical:) [signifying Thy pen has exceeded its due limit], (K, TA,) in some of the lexicons طَمَا, (TA,) and جَاشَ مرقمك, (K,) and عَلَا, or غَلَا, accord. to different copies of the K, and فَاضَ, (TA,) and طَفَحَ, and اِرْتَفَعَ, and قَذَفَ مرقمك: (K, TA:) all [virtually] meaning the same. (TA.) b2: Also A thing with which bread is marked (يُنْقَشُ); (TA;) like مِنْسَغَةٌ; in Pers\. called پَرِ نَانْ [i. e. a feather, or bundle of feathers, with which bread is pricked by the maker]: pl. مَرَاقِمُ. (MA.) مُرَقَّمٌ: see مَرْقُومٌ: b2: and رَقْمٌ.

مُرَقِّمٌ A writer; as also مُرَقِّنٌ.

مَرْقُومٌ Written; (S, Msb, TA;) as also ↓ رَقِيمٌ: (Msb:) and sealed, stamped, imprinted, or impressed: (S:) and a writing marked with the dots, or points, (JK, TA,) and having its letters made distinct, or plain: [i. e. distinctly written:] and ↓ مُرَقَّمٌ signifies the same: (TA:) the first occurs in the Kur [lxxxiii. 9 and 20], in the phrase كِتَابٌ مَرْقُومٌ, (S, TA,) meaning, in both instances, [as some say, a writing] sealed, or stamped. (Jel.) b2: See also رَقْمٌ. b3: Also (assumed tropical:) A beast having small marks of cauterization upon his shanks; every one of which is termed رَقْمَةٌ: (JK, T, TA:) or دَابَّةٌ مَرْقُومَةٌ means (assumed tropical:) a beast having lines of cauterization upon its legs. (K.) It is also applied as an epithet to a wild ass, because of a blackness upon his legs: (TA:) or مَرْقُومُ القَوَائِمِ, so applied, and applied to a [wild] bull, means (tropical:) Having lines of black upon his legs. (K, TA.) b4: And مَرْقُومَةٌ (tropical:) Land (أَرْضٌ) in which is little herbage: (Fr, S, K, TA:) or in which is the plant called رَقْمَة. (JK.)
رقم

(رَقَم) يرقُم رَقْماً: (كَتَبَ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ. (و) رَقَم (الكِتابَ: أعجَمَه وبَيَّنَه) أَي: نَقَّطه وبيّن حُروفَه. وَكتاب مَرْقُوم: قد بُيِّنت حُروفُه بِعَلاماتِها من التَّنْقِيط. وَقَوله تَعَالَى: {كتاب مرقوم} أَي: مَكْتُوب.
(و) رَقَم (الثُّوبَ) رَقْماً: وَشَّاه و (خَطَّطَه) وعَلَّمَه، (كَرَقَّمه) تَرْقِيماً فِيهِما. يُقال: كتاب مَرْقومٌ ومُرَقَّم، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ.
وَثَوْبٌ مَرْقُومُ ومُرَقَّم، قَالَ حُمَيْد:
(فرُحْنَ وَقد زايَلْن كُلَّ صَنِيعَةٍ ... لَهُنَّ وباشَرْنَ السَّدِيلَ المُرقَّما)

(والمِرْقَم، كَمِنْبر: القَلَم) ، لأنَّه آلةٌ للرَّقْم وَهُوَ الكِتابة. (وَيُقَال للشَّدِيد الغَضَب) الَّذِي أَسرَف فِيهِ وَلم يَقْتَصِد: (طَفَا) كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بَعْضِ الأُصول: طَمَا (مِرْقَمُك، وَجَاشَ) مِرْقَمُك، (وَعلا) . وَفِي بَعْضِ النُّسخ بالغَيْن، (وطَفَح) ، وفَاضَ (وارْتَفَعَ وقَذَفَ مِرْقَمُك) ، كُلُّ ذلِك بِمَعْنىً وَاحِد.
(ودَابَّةٌ مَرْقُومَة: فِي قَوائِمها خُطُوطُ كَيَّاتٍ) ، وَفِي التَّهْذِيب: " المَرْقُومُ من الدَّوابّ: الَّذِي يُكْوَى على أوظفته كَيّاتٍ صِغاراً، فَكل وَاحِدَة مِنْهَا رَقْمة، ويُنْعَت بهَا الحِمار الوحشيّ لسوادٍ على قَوائِمِ ". (وَثَوْرٌ) مَرْقُوم القَوَائِم، و (حِمارُ وَحْشٍ مَرْقُوم القَوائِم) أَي: (مُخَطَّطُها بِسَوادٍ) ، وَهُوَ مَجاز.
(والرَّقْمَةُ: الرَّوْضَةُ. و) أَيْضا: (جانِبُ الوَادِي أَو مُجْتَمَع مائِهِ) فِيهِ. وَقَالَ الفَرَّاء: رَقْمةُ الوادِي حَيْث المَاء.
(و) الرَّقْمَةُ: نَباتٌ يُقَال إِنّه (الخُبَّازَى) .
(و) الرَّقَمَةُ (بالتَّحْرِيك: نَبْتٌ) يُشْبه الكَرِش، نَقله الأزهريّ. وَقَالَ غَيرُه: هِيَ من العُشْب تَنْبُت مُتَسَطّحه غَضَةً، وَلَا يكَاد المَالُ يأكلُها إلاّ من حَاجَة. وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الرَّقَمةُ: من أَحْرار البَقْل، وَلم يَصِفْها بأكثرَ من هَذَا. قَالَ: وَلَا بلغَتْنِي لَهَا حِلْيةٌ. (والرَّقْمَتان) بالفَتْح: (هَنَتان شِبْه ظُفْرَين فِي قَوائِم الدَّابّة) مُتَقابِلَتَان، (أَو) هما (مَا اكْتَنَف جَاعِرَتَي الحِمار من كَيَّةِ النَّار) . وَفِي الصّحاح: رَقْمَتا الحِمار والفَرَس: الأَثَران بباطن أَعْضادِهِما. (أَو لَحْمَتان تَلِيان بَاطِنَ ذِرَاعَي الفَرَس لَا شَعَر عَلَيْهما. أَو) هُما نُكْتَتَان سَوْدَاوَان على عَجُزِ الْحمار. وهما (الجَاعِرَتان) ، وبُكُلِّ فُسِّر الحَدِيثُ: " مَا أَنْتُم من الأُمَم إِلا كالرَّقْمة من ذِراعِ الدَّابّة ".
(و) الرَّقْمتان: (رَوْضَتان بِناحِيَة الصَّمَّان) ، وإِيَّاهما أَرادَ زُهَير:
(ودارٌ لَهَا بالرَّقْمَتَيْن كَأَنَّها ... مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ)

وَيُقَال: هما رَوْضَتان، إِحْدَاهمَا قَرِيبٌ من البَصْرة، والأُخْرَى بِنَجْد، وَقَالَ نَصْرٌ: هُما قَرْيتان على شَفِير وَادي فَلْج بَين البَصْرة ومَكّة، وَقيل: رَوْضَتان فِي بلادَ العَنْبر، وَأَيْضًا: بِنَجْد بَين جريم ومَطْلَ الشَّمْس فِي دِيار أَسَد.
(والرَّقْم: ضَرْبٌ مُخَطَّط من الوَشْي، أَو) من (الخَزّ، أَو) ضَرْب من (البُرُودِ) ، الأَخِير عَن الجوهرِيّ، وأَنْشدَ لأبي خِراشٍ:
(لعَمْرِي لقد مُلّكتِ أمرَكِ حِقْبَةً ... زَمَانا فهلاّ مِسْتِ فِي العَقْم والرَّقْمِ)

(و) الرَّقَم (بالتَّحْرِيك: الدَّاهِيَة) وَمَا لَا يُطاق لَهُ وَلَا يُقام بِهِ (كالرَّقْم بالفَتْح، وكَكَتِف) ، وعَلى الأَخِيرة اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. يُقَال: وَقَع فِي الرَّقْم والرَّقِم والرَّقْماء: إِذا وَقَع فِيمَا لَا يَقُومُ بِهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: جَاءَ فلانٌ بالرّقم الرَّقْماء، كَقَوْلِهِم: بالدَّاهِيَة الدَّهْيَاء، وَأنْشد:
(تَمَرّسَ بِي من حَيْنِه وَأَنَا الرَّقِمْ ... )

يُرِيد الدَّاهِيَة. قَالَ الجوهَرِيّ: وَكَذَلِكَ بِنْت الرَّقِم، وأنشَدَ للرَّاجِزِ:
(أَرْسَلَها عَلِيقةً وقَدْ عَلِمْ ... )

(أَنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِين الرَّقِمْ ... )

(و) الرَّقَم: (ع بالمَدِينة، وَمِنْه السِّهامُ الرَّقِمِيَّات) ، قَالَ لَبيد:
(رَقَمِيَّات عَلَيْهَا نَاهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَقُ مِنْهُم والأَيَلّ)

كَمَا فِي الصِّحَاح.
وَقَالَ نَصْر: " الرَّقِم: حِبالٌ دُونَ مَكَّة بدار غَطَفان، ومَاء عِنْدهَا أَيْضا. والسِّهامُ الرَّقَمِيَّات مَنْسُوبة إِلَى هذّا المَاءَ صُنِعَتْ ثَمّة ".
(ويَوْمُ الرَّقَم: م) مَعْرُوف، قَالَ شَيْخُنا بالفَتْحِ كَمَا اقْتَضاه إِطلاقُْ، وَهُوَ المَعْرُوف، وَضَبطه جمَاعَة بِالتَّحْرِيكِ. انْتهى. قُلتُ: لَيْسَ هُوَ إلاّ بالتَّحْرِيك، وَهَكَذَا هُوَ ضَبْط المُصَنِّف أَيْضا لِأَنَّهُ مَعْطُوف على قَوْله آنِفاً، وبالتَّحْرِيك: الدَّاهِيَة إِذْ لم يَحْلُل بَينهمَا ضَبْطٌ مُخالِف. قَالَ الجوهريُّ: وَيَوْم الرَّقْم: من أَيَّام الْعَرَب، عُقِر فِيهِ قُرْزُلٌ فرسُ عامِرِ ابنِ الطُّفَيل. قَالَ اْبنُ بَرّيّ: والصّحيحُ أَن قُرْزُلاً فَرسُ طُفَيل بنِ مَالك، شاهِدُه قَولُ الفَرزْدقِ.
(وَمِنْهُم إِذْ نجَّى طُفَيلَ بنَ مالكٍ ... على قُرُزلٍ رَجْلاَ رَكُوضِ الهَزائِم)

قلتُ: وَقد سبق للجوهَرِيّ ذَلِك فِي اللاَّم على الصَّوَاب، يَدُل لذَلِك قَولُ سَلَمَةَ بنِ الخُرْشُب آخرَ القَصِيدة:
(وإِنَّك يَا عامٍ ابْن فارسِ قُرْزُل ... مُعِيدٌ على قَول الخَنَى والهَواجِر)

أَرَادَ عامرَ بنَ الطُّفَيل فرخَّم. وقُرزُل: فَرسُ الطُّفَيْل بنِ مَالك.
قَالَ أحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ ناصِح: الرّقَمُ: ماءٌ لبَنِي مُرَّة. وَيَوْم الرَّقَم. كَانَ لغَطَفان على بَنِي عامِر. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرُشُبِ الأنماريّ يذكُر هَذَا الْيَوْم:
(إِذا مَا غدوتُم عامِدِين لأرضِنا بَني عامرٍ فاستَظْهِروا بالمرائرِ)

وَفِي المُفَضَّلِيّات مَا نَصه: فمَرّ جَبّارُ بنُ سَلْمى بنِ مَالِك بنِ جَعْفر بالحارثِ بنِ عُبَيْدة، فَأَرَادَ أَن يَحْمِلَه فَإِذا هُوَ بِعَامِر قد عقر فَرَسَه الكَلْبُ، وَكَانَ فَرَسُ عامِرٍ يُسَمَّى الوَرْدَ، والمزنوق، فَهُوَ يُسَمَّى فِي الشّعر بِهَذِهِ الْأَسْمَاء كلهَا، فحَمَله على فَرَسه الأَحْوى، وَهُوَ أَخُو الكَلْب فرس عَامر، وأبوهما المُتَمَهّل فرس مُرِّة بن خَالِد، فَعُرِف من هَذَا السِّياق أَن عامرَ بنَ الطُّفَيل عُقِر فَرسُه فِي هَذَا الْيَوْم وَلكنه الكَلْب، وَأما قُرُزل فَإِنَّهُ فَرُس أَبِيه. وَفِي هَذَا الْيَوْم خَنَق الحَكَمُ بنُ الطُّفَيل نفسَه تَحت شَجَرة خَوْفاً من الإسار، فَزَعَموا أَنّ عَامِرًا كَانَ يَدْعُو ويَقولُ: اللَّهُمَّ أَدْرِك لي بِيَوْم الرَّقَم، ثمَّ اقْتُلْني إِذا شِئْت، وسَمَّت غَطَفان هَذَا اليومَ يَوْم المَرُورات، ويَوْمَ التَّخَانُق أَيْضا، وَكَانُوا أَصابُوا يَوْمئِذٍ من بَنِي عَامر أَرْبَعَة وثمانِين رَجُلاً، فَذَبَحَهم عُقْبةُ اْبنُ حُلَيْس بنِ عُبَيْد بنِ دهمان فَسُمِّي مُذَبِّحاً لذَلِك، وَقَالَ حُرقوصٌ المُرِّيُّ فِي الرَّقَم:
(كأنكما لم تَشْهَدَا يَوْم مرخة ... وبالرّقمُ الْيَوْم الَّذِي كانَ أَمْقَرَا)

(والأرقَم: أَخْبَثُ الحَيَّات وَأَطْلَبُها للنّاس) ، قَالَه ابنُ حَبِيب، (أَو مَا فِيهِ سَوادٌ وبَياضٌ) ، كَذَا فِي الْمُحكم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأرقمُ: حَيَّةٌ بَين حَيَّتَيْن رقم بحمرة وَسَوَاد وكُدرة وبُغْثَة. قَالَ ابْن سَيّده: والجَمْعُ أَراقِم، غَلَب غَلَبة الأَسْماء، فكُسِّر تَكْسِيرها، (أَو ذَكَر الحَيَّات) لَا يُوصَف بِهِ المُؤَنَّث، (و) وَلَا يُقالُ فِي (الأُنْثَى) : رَقْماء وَلَكِن (رَقْشَاء) ، وَقَالَ اْبنُ حَبِيب: " إِذا جعلتَه نَعْتاً قُلتَ: أَرقَش، وَإِنَّما الأَرْقَم اسْمه ". وَقَالَ شَمِر: " الأَرْقَمُ من الحَيَّات: الَّتِي تُشْبِه الجانّ فِي اتِّقاء النّاس من قَتْلِه، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من أَضْعَفِ الحَيّات وَأَقَلّها غَضَبا؛ لِأَن الأرقمَ والجَان يُتَّقَى فِي قَتْلِهِمَا عُقوبة الجِنّ لِمَنْ قَتَلَهما. وَمِنْه قَوْلُ رَجُلٍ لعُمَرَ رَضِي الله عَنْه: " مَثَلي كَمَثَل الأَرْقَم إِن تَقْتُلهُ يَنْقَم وَإِن تتركه يَلْقَم " وَقَوله يَنْقَم: أَي: يُثْأَر بِهِ.
(و) الأَرْقَمُ: (حَيُّ من تَغْلِب، وهُم الأَراقِم) . نَصُّ الجَوْهَرِيِّ فِي الصِّحاح: والأَراقِم: حَيٌّ من تَغْلِب، وهم جُشَم، قَالَ اْبن بَرّيّ: وَمِنْه قَولُ مُهَلْهِل: (زَوَّجَها فَقدُها الأَراقمَ فِي جَنْبٍ وَكَانَ الحِباءُ من أَدَمِ)

وجَنْبٌ: حَيٌّ من الْيمن. وَقَالَ اْبنُ سَيّده: والأراقمُ: بَنو بَكْر وجُشَم ومَالِك والحَارِث ومُعاوِية، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَوجدت فِي هامِشِ نُسْخَة الصّحاح مَا نَصُّه: تَخْصِيصُه بِأَنَّ الأَراقم حَيٌّ من تَغْلب وهم جُشَم فَلَيْسَ كَذَلِك، وَإِنَّمَا الأراقمُ أَحياء من تَغْلِب، وهم سِتَّة: جُشَم، ومَالِك، وَعَمْرو، وَثَعَلْبة، ومُعاوِية، والحارِثَ، بَنو بَكْر بن حَبِيب بن غَنْم بن تَغْلِب بن وَائِل. وَقَالَ اْبنُ دُرَيد فِي الجَمْهَرة: الأراقِم: بُطونٌ من بَنِي تَغْلِب يجمَعُهم هَذَا الاسمُ، قيل: سُمُّوا بذلك لأَن نَاظرا نظر إِلَيْهِم تَحت الدِّثار وهم صِغارٌ فَقَالَ: كَأَنَّ أعينَهم أَعينُ الأَراقِم، فلَجَّ عَلَيْهِم اللَّقَب. قُلتُ: وَهُوَ قَوْلُ اْبنِ الكَلْبِيّ، وساقَ أَبُو عُبَيْدة فِي ذَلِك وَجْهاً آخر.
(وَجَاء بالرَّقْم بالفَتْح، وكَكَتِف أَي: بالكَثِير) .
(و) الرَّقِيمُ (كَأَمِير: ع. و) أَيْضا: (فَرَس حِزامِ بنِ وَابِصَة، و) قَولُه تَعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ اْلكَهْفِ وَالْرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْءَايَتِنَا عَجَباً} اخْتلفُوا فِي الرقيم، فَسَأَلَ اْبنُ عَبَّاس كَعْباً عَنهُ فَقَالَ: هِيَ (قَرْية أَصْحاب الكَهْف) الَّتِي خَرَجُوا مِنْها. وَفِي تَفْسِير الزَّجّاج: " كَانُوا فِيهَا (أَو جَبَلُهم) الَّذِي كَانَ فِيهِ الكَهْف "، نَقله الزّجّاج، (أَو كَلْبُهم) ، رُوِي ذَلِك عَن الحَسَن، وَنَقله السُّهيليّ فِي الرَّوْض. (أَو الوَادِي) الَّذِي فِيهِ الكَهْف عَن أَبِي عُبَيدة، نَقَله السُّهَيْليّ أَيْضا، وَأَبُو الْقَاسِم الزّجاجيّ فِي أَمَالِيهِ. (أَو الصَّخْرَة) ، نَقَلَه السُّهَيْلي. (أَو لَوحُ رَصاص نُقِش فِيهِ نَسَبُهُم وأَسماؤُهم) وقِصَصُهم (ودِينُهم ومِمَّ هَرَبُوا) ، نُقِل ذَلِك عَن الفَرَّاء، وَنَقله السُّهيليُّ أَيْضا والجوهريُّ.
(أَو) الرَّقِيم: (الدَّواةُ) ، حَكَاهُ اْبنُ دُرَيْد قَالَ: " وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه "، وَعَزَاهُ أَبُو القَاسِم الزّجّاجي إِلَى مُجَاهِد، وَقَالَ: إِنَّه بِلُغَة الرُّوم. (و) قَالَ ثَعْلب: الرَّقِيمُ: (اللَّوحُ) ، وَبِه فَسَّر الْآيَة. قَالَ الجوهريّ: وَذكر عِكْرَمَةُ عَن اْبنِ عبّاس أَنه قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الرَّقِيمُ أكتاب أم بُنْيان، وَفِي رَوْض السُّهَيْلي: كل الْقُرْآن أعلَم إِلَّا الرَّقيم، وغِسْلِين، وحَنَانا، وأوّاها. قُلتُ: فَهِيَ إِذن أقوالٌ ثمانِيَة ذكر الزّجاجيّ مِنْهَا خَمسةً، وَذكر آخرهَا الكِتابَ عَن الضّحَاك وقَتادَة، قَالَ: وَإِلَى هَذَا القَوْل يَذْهَب أَهْلُ اللُّغَة، وَهُوَ فَعِيل فِي مَعْنَى مَفْعول.
(و) من المَجازِ: (الرَّقِيمَةُ: المَرْأَة العَاقِلَة البَرْزَةُ) الفَطِنَة، عَن الفَرَّاء. وَيُقَال للصَّنَاع الحَاذِقَة بالخرازة: هِيَ تَرقُم الماءَ وترقُم فِيهِ كَأَنَّهَا تَخُطّ فِيهِ.
(و) من الْمجَاز: (المَرْقُومَةُ: الأرضُ بهَا نَباتٌ قَلِيل) أَي: نُبَذ من كَلأَ، عَن الفَرَّاء أَيْضا.
(والتَّرْقِيمُ والتَّرْقِينُ) بالمِيم والنُّون: (عَلامَةٌ لأَهْل دِيوَانِ الخَرَاج) من اصْطِلاَحَاتِهم، وَذَلِكَ بِأَن (تُجْعَل على الرّقاع والتَّوْقِيعات والحُسْبَانَات لِئَلاَّ يُتَوَهَّم أَنه بُيِّض كَيْلا يَقَع فِيهِ حِسابٌ) ، وسيَأْتي فِي النُّون أَيْضا.
(وحُمَيْضَةُ بنُ رُقَيْم، كَزُبير: صَحابِيٌّ بَدْرِيٌّ) . وَقَالَ الغَسَّانِيُّ: إِنّه شَهِد أُحُداً.
[] وَمِمَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الرَّقْم: الخَتْم. ورَقَمَ البَعِيرَ: كَواه. والمِرْقَمُ، كَمِنْبرٍ: مَا يُنْقَش بِهِ الخُبْز. وَفِي الْمثل: " هُوَ يَرْقُم فِي المَاءِ ". يُضْرَب مثلا للفَطِن العَاقِل أَي: بَلَغ من حِذْقِه بالأمور أَن يَرقُم حَيثُ لَا يَثبُت الرَّقْم. قَالَ:
(سأرقُم فِي المَاء القَراحِ إِلَيْكُم ... على بُعدِكُم إِن كَانَ للْمَاء راقِمُ)

والمُرقِّم، كَمُحَدّث: الكاتِبُ، كالمُرقِّن بالنّون، قَالَ:
(دَار كَرقْم الكاتِب المُرَقَّم ... )

ويُروَى بالنّون. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي صِفَة السّماء: " سَقْف سَائِر، ورَقِيم مَائِر "، يُرِيد بِهِ وَشْي السَّماء بالنُّجُوم. وَاسْتعْمل المُحَدَّثون فِيمَن يَزِيد فِي حَدِيثه ويَكْذِب: هُوَ يَزِيدُ فِي الرَّقْم. وأصلُ الكِتابة على الثَّوب.
والرُّقْمةُ، بالضَّم، والرَّقَمُ، محركةً: لَونُ الأَرقم.
وبنتُ الرَّقِم، كَكَتِف: الدّاهِية، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
والرُّقَيم، كزُبَيْر: مَوْضِع.
والأَرقمُ: القَلَم عَن الزمخشَرِيّ.
وَمَا وجدتُ إِلَّا رَقْمةً من كلأ أَي: نُبذَةٌ.
وَأَبُو عبد الله الأَرْقَمُ بنُ أبي الأرقَم، واسمُه عبدُ مَناف بنِ أَسَد المَخزوميّ: صحابِيّ. وَمن وَلَده عَزِيز بنُ طَلحةَ بنِ عبدِ الله بنِ عثمانَ بنِ الأرقم.
وأرقم بنُ شُرَحْبِيل: تابِعِيّ، عَن اْبنِ عَبَّاس.
وأرقم بن يَعْقوب: كُوفِيّ يَروِي بالمَراسِيل. وأرقَمُ بنُ الأَرقَمِ بنِ الأَرقم: تابِعِيّ آخر يَرْوِي عَن اْبنِ عَبّاس.
والرَّقْمَتان: قُربَ المَدِينة نِهْيان من أَنْهاء الحَرَّة، قَالَه نَصْر.
ر ق م : رَقَمْتُ الثَّوْبَ رَقْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَشَّيْتُهُ فَهُوَ مَرْقُومٌ وَرَقَمْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُهُ فَهُوَ مَرْقُومٌ وَرَقِيمٌ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الرَّقْمُ كُلُّ ثَوْبٍ رُقِمَ أَيْ وُشِّيَ بِرَقْمٍ مَعْلُومٍ حَتَّى صَارَ عَلَمًا فَيُقَالُ بُرْدُ رَقْمٍ وَبُرُودُ رَقْمٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الرَّقْمُ مِنْ الْخَزِّ مَا رُقِمَ وَرَقَمْتُ الشَّيْءَ أَعْلَمْتُهُ بِعَلَامَةٍ تُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ كَالْكِتَابَةِ وَنَحْوِهَا وَمِنْهُ لَا يُبَاعُ الثَّوْبُ بِرَقْمِهِ وَلَا بِلَمْسِهِ. 

نشر

(نشر) الشَّيْء نشرا انْتَشَر
(نشر) : النَّشِيرُ: الزَّرْعُ إذا جُمِعَ وهُمْ لا يَكْدُسُونَه.
(نشر) الثَّوْب وَالْكتاب وَنَحْوهمَا نشره يُقَال صحف منشرة
نشر: {أنشره}: أحياه. {النشور}: الحياة بعد الموت. {ينشر لكم}: يفرقكم. 
(ن ش ر) : النَّشْرُ) خِلَافُ الطَّيِّ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُكَبِّرُ نَاشِرَ الْأَصَابِعِ» قَالُوا هُوَ أَنْ لَا يَجْعَلَهَا مُشْتًا (وَالنَّشَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَنْشُورُ كَالْقَبْضِ بِمَعْنَى الْمَقْبُوضِ (وَمِنْهُ) وَمَنْ يَمْلِكُ نَشَرَ الْمَاءِ يَعْنِي مَا انْتَضَحَ مِنْ رَشَاشِهِ (وَالْإِنْشَارُ) الْإِحْيَاءُ وَفِي التَّنْزِيلِ {إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 22] وَمِنْهُ «لَا رَضَاعَ إلَّا مَا أَنْشَرَ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ» أَيْ قَوَّاهُ وَشَدَّهُ كَأَنَّهُ أَحْيَاهُ وَيُرْوَى بِالزَّايِ.
(نشر) - في الحديث: "سُئِل عن النُّشْرَةِ فقال: هو من عَمَلِ الشَّيطانِ"
النُّشْرَةُ: ضرْبٌ من الرُّقْيَةِ والعِلاج، يُعالَج بها مَن كان يُظَنُّ به مَسُّ الجِنّ، سُمِّيت نُشْرةً لأنّه يُنْشَرُ بها عنه ما خامَرَه مِن الدَّاءِ.
وقال الحسَنُ: النُّشْرةُ من السِّحر، قال جَرِير:
أَدْعُوكَ دَعْوةَ مَلهُوفٍ كَأنَّ به
مَسًّا مِن الجِنّ أو رِيحًا مِن النَّشَرِ
وقد نَشَّرتُ عنه تَنشِيرًا. - في الحديث: "لا رَضاعَ إلّا مَا أَنْشَرَ العَظْمَ وَأنْبَتَ اللَّحمَ"
: أي شَدَّه وقَوَّاهُ، والإنشَارُ بمعنى الِإحْيَاء مِن قوله تَعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} .
ن ش ر : نَشَرَ الْمَوْتَى نُشُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ حَيُوا وَنَشَرَهُمْ اللَّهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ أَنْشَرَهُمْ اللَّهُ وَنَشَرَتْ الْأَرْضُ نُشُورًا أَيْضًا حَيِيَتْ وَأَنْبَتَتْ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْشَرْتُهَا إذَا أَحْيَيْتَهَا بِالْمَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ أَنْشَرَ الرَّضَاعُ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ كَأَنَّهُ أَحْيَاهُ وَأَنْشَزَهُ بِالزَّايِ بِمَعْنَاهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] فِي السَّبْعَةِ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ.

وَنَشَرَ الرَّاعِي غَنَمَهُ نَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ بَثَّهَا بَعْدَ أَنْ آوَاهَا فَانْتَشَرَتْ وَاسْمُ الْمَنْشُورِ نَشَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلْقَوْمِ الْمُتَفَرِّقِينَ الَّذِينَ لَا يَجْمَعُهُمْ رَئِيسٌ نَشَرٌ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ الْوَلَدِ وَالْحَفَرِ بِمَعْنَى الْمَوْلُودِ وَالْمَحْفُورِ وَنَشَرْتُ الثَّوْبَ نَشْرًا فَانْتَشَرَ وَانْتَشَرَ الْقَوْمُ تَفَرَّقُوا وَنَشَرْتُ الْخَشَبَةَ نَشْرًا فَهِيَ مَنْشُورَةٌ وَاسْمُ الْآلَةِ مِنْشَارٌ بِالْكَسْرِ وَتَقَدَّمَ فِي أشر. 
ن ش ر

نشر الثوب والكتاب، ونشّر الثياب والكتب، وصحف منشّرة، وملاء منشّر. وناشره الثياب، وتناشروا الثياب. واستنشره: طلب إليه أن ينشر عليه الثوب. وضمّ النّشر، واللهم اضمم نشري. ورأيتهم نشراً: منتشرين. وفي الحديث: " أتملك نشر الماء " وهو ما ترشش على المتوضيء. ونشر الشيء فانتشر وتنشّر. " وانتشروا في الأرض ": تفرّقوا. ودابة كثيرة النّشوار، وقد نشورت. وما أشبه خطّه بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب.

ومن المجاز: نشر الله الموتى نشراً وأنشرهم ونشروا نشوراً وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت. وقال أبو جندب الهذليّ:

وفينا وإن قبل اصطلحنا تضاغن ... كما طرّ أو بارُ الجراب على النشر

ترعاه فينبت وبرها وتحته الداء والعر. ونشرت عن العليل نشراً ونشّرت عنه تنشيراً إذا رقيته بالنشرة كأنك تفرّق عنه العلة. ونشر الخبر: أذاعه. وانتشر الخبر في الناس. قال جميل يشكو ناساً:

الشر منكشف تلقاه منتشراً ... والصالحات عليها مغلقاً باب

وانتشر عليّ فلان إذا تحرّك هنوه. " وجاء فلان ناشراً أذنيه ": طامعاً. ونشر الخشبة بالمنشارز وله نشرٌ طيّب وهو ما انتشر من رائحته. قال المرقش يصف نساء:

النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
ن ش ر: (النَّشْرُ) بِوَزْنِ النَّصْرِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ. وَ (النَّشَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْمُنْتَشِرُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَتَمْلِكُ نَشْرَ الْمَاءِ» وَ (نَشَرَ) الْمَتَاعَ وَغَيْرَهُ بَسَطَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَمِنْهُ رِيحٌ (نَشُورٌ) بِالْفَتْحِ وَرِيَاحٌ (نُشُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (نَشَرَ) الْمَيِّتَ فَهُوَ (نَاشِرٌ) عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبَابُهُ دَخَلَ، وَمِنْهُ يَوْمُ (النُّشُورِ) وَ (أَنْشَرَهُ) اللَّهُ تَعَالَى أَحْيَاهُ. وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (كَيْفَ نُنْشِرُهَا) ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 22] ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ «نَنْشُرُهَا» قَالَ الْفَرَّاءُ: ذَهَبَ إِلَى النَّشْرِ وَالطَّيِّ. قَالَ: وَالْوَجْهُ أَنْ تَقُولَ أَنَشْرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فَنَشَرُوا هُمْ. وَ (نَشَرَ) الْخَشَبَةَ قَطَعَهَا (بِالْمِنْشَارِ) وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (النُّشَارَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنْهُ. وَنَشَرَ الْخَبَرَ أَذَاعَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَضَرَبَ. وَصُحُفٌ (مُنَشَّرَةٌ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (التَّنْشِيرُ) مِنَ (النُّشْرَةِ) وَهِيَ كَالتَّعْوِيذِ وَالرُّقْيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: «فَلَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ يَعْنِي سِحْرًا» ثُمَّ (نَشَّرَهُ) بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَيْ رَقَاهُ وَكَذَا إِذَا كَتَبَ لَهُ النُّشْرَةَ. وَ (انْتَشَرَ) الْخَبَرُ ذَاعَ. 
نشر: النَّشْرُ: الرِّيْحُ الطَّيِّبَةِ؛ كرِيْحِ الرَوْضَةِ. ورِيشٌ نَشَرٌ: مُنْتَشِرٌ واسِغٌ طَوِيلٌ. ونَشَرْتُ الثَّوْبَ والكِتَابَ نَشْراً. ونَشَرِتِ الأرْضُ: أصابَها الرَّبيعُ فأنْبَتَتْ، وهي ناشِرَةٌ. والنَّشْرُ: أنْ يَخْرُجَ النَّبْتُ ثُمَّ يُبْطِىءَ عنه المَطَرْ فَيَيْبَسَ ثُمَّ يُصِيْبَه مَطَرٌ فَيَبْبُتَ بَعْدَ اليُبْسِ، وهو قَوْلُه: كما طَرَّ أوْبَارُ الجِرَابِ على النَّشْرِ وهو أيضاً: ظُهُوْرُ الجَرَبِ بَعْدَ ذَهَابِهِ. وأبِلٌ نشَرى على وَزْنِ جَفَلى: انْتَشَرَ فيها الجَرَبُ. ونَشِرَ البَعِيرُ. ويَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اضْمُمْ لي نَشَري بفَتْحَتَيْنِ: أي ما انْتَشَرَ وتَفَّرَقَ. ورَأيْتُهم نَشَراً: أي مُتَفَرقِيْنَ. وفي الحَديِث:: أتَمْلِكُ نَشْرَ الماء " وهو ما تَرَشَّشَ إذا تَوَضَّأ الإِنسانُ. وانْتَشَرَتِ النَّخْلَةُ: انْبَسَطَ سَعَفُها. وفي أرْضِه مائةٌ مُنْتَشِرَةٌ. والمَنْشُوْرُ: الرَّجُلُ المُنْتَشِرُ الأمْرِ. والنُّشُوْرُ: الحَيَاةُ بَعْدَ المَوْتِ، يَنْشُرُهم اللهُ ويُنْشِرُهم نَشْراً وانْتِشَاراٌ. وفي المَثَل: " لا أبُوْكَ نُشِرَ ولا التُّرَابُ نَفِدَ " في الرَّجُلِ يَخْتَلِطُ عليه أمْرُه فلا يَعْتَزِمُ فيه على رَأْيٍ. والنُّشْرَةُ: عِلاَجٌ ورُقْيَةٌ للمَجْنُوْنِ، يُنْشَّرُ عنه تَنْشِيراً. والإِنسانُ المَهْزُوْلُ الهالِكُ: نُشْرَةٌ. والتَّنَاشِيْرُ: كِتَابَةٌ للغِلْمَانِ في الكُتّابِ. والنُّشُرُ بِضَمِّ النُّوْنِ والشِّيْنِ: خُرُوْجُ المَذِي من الإِنسانِ. وهو الانْتِشَارُ أيضاً. وإذا رَعَتِ الإِبِلُ فاسْتَبَانَ عليها أثَرُ الرَّعْيِ قيل: نَشَرَتْ. وأمْسَتْ نَشِرَةً. وناشِرَةً: أي أشِرَةً. والنِّشْوَارُ: بَقِيَّةُ العَلَفِ، نَشْوَرَتِ الدابَّةُ: أبْقَتْ ذلك. والمِنْشَارُ: الخَشَبَةُ التي يُذَرّى بها البُرُّ.

نشر


نَشَر(n. ac. نَشْر)
a. Unfolded, unrolled, spread out, displayed.
b. Scattered about.
c. Sawed.
d. ['An], Exorcised.
e.(n. ac. نَشْر
نُشُوْر), Raised, revivified.
f. Rose; revived.
g.(n. ac. نُشُوْر), Sprouted, shot forth.
h.
(n. ac.
نَشْر), Spread about, divulged, published ( news).
i. Blew (wind).
نَشِرَ(n. ac. نَشَر)
a. Suffered from the mange.
b. Was dispersed.

نَشَّرَa. see I (a) (d).
نَاْشَرَa. Spread out.

أَنْشَرَa. see I (e)
تَنَشَّرَa. Was unfolded &c.
b. see VIII (f)
تَنَاْشَرَa. see III
إِنْتَشَرَa. see V (a)b. Spread, diffused itself; became disclosed.
c. Became inflated; swelled.
d. Was long (day).
e. Became scattered; was disorganized.
f. Was sprinkled (water).
g. Journeyed.
h. [Fī], Fell upon.
إِسْتَنْشَرَa. Asked to have unfolded &c.

نَشْرa. Odour, fragrance.
b. Shoots, sprouts.
c. Resurrection; life.
d. Divulgation, disclosure.
e. see N. P.
I (c)
نَشْرَةa. Publication, proclamation edict.
b. [ coll. ], Unsealed letter.

نُشْرَةa. Charm; enchantment.

نَشَرa. see N. P.
I (c)b. Sprinklings.

نَشَرَىa. Mangy.

نُشَرa. Jugglery; magic.

مَنْشَرa. Place of resurrection.
b. Expansion &c.

نَاْشِرa. Spreading; unfolding; expansive.
b. Scattering.
c. Adder.

نَاْشِرَةa. fem. of
نَاْشِرb. (pl.
نَوَاْشِرُ), Flexors, extensors ( of the arm ).

نِشَاْرَةa. Sawing.

نُشَاْرَةa. Sawdust.

نَشِيْرa. Heap of corn.
b. Girdle.
c. [ coll. ], Sawn; sawings.

نَشُوْر
(pl.
نُشْر
نُشُر
10)
a. Driving (wind).
نُشُوْرa. Resurrection.

مِنْشَاْر
(pl.
مَنَاْشِيْرُ)
a. Saw.
b. Winnowing-fork.
c. Saw-fish.

مِنْشَاْرِيّa. Serrate, serrulate.

تَنَاْشِيْرa. Copies ( for children ).
N. P.
نَشڤرَa. Unsealed, open.
b. Divulged.
c. Dispersed; unsettled.
d. Sawn.
e. Prism (figure).
f. (pl.
مَنَاْشِيْرُ), Letters patent.
g. [ coll. ], Mandate; mandamus;
pastoral charge; bull (papal).
N. P.
نَشَّرَa. see N. P.
I (a) (b), (c).
N. Ag.
أَنْشَرَa. see 26
N. Ag.
إِنْتَشَرَa. see I (a) (b), (c).
N. Ac.
إِنْتَشَرَa. Dispersion; dissemination; divulgation
publication.

نَشَْرًا
a. Pell-mell, in confusion.

بِالنَّشْر
a. Explicitly; expressly.

إِنْتِشَار الإِيْمَان
a. The propagation of faith.
نشر
النَّشْرُ، نَشَرَ الثوبَ، والصَّحِيفَةَ، والسَّحَابَ، والنِّعْمَةَ، والحَدِيثَ: بَسَطَهَا. قال تعالى: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ
[التكوير/ 10] ، وقال: وهو الّذي يرسل الرّياح نُشْراً بين يدي رحمته [الأعراف/ 57] ، وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ
[الشورى/ 28] ، وقوله: وَالنَّاشِراتِ نَشْراً
[المرسلات/ 3] أي: الملائكة التي تَنْشُرُ الرياح، أو الرياح التي تنشر السَّحابَ، ويقال في جمع النَّاشِرِ:
نُشُرٌ، وقرئ: نَشْراً
فيكون كقوله:
«والناشرات» ومنه: سمعت نَشْراً حَسَناً. أي:
حَدِيثاً يُنْشَرُ مِنْ مَدْحٍ وغيره، ونَشِرَ المَيِّتُ نُشُوراً.
قال تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
[الملك/ 15] ، بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً [الفرقان/ 40] ، وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً [الفرقان/ 3] ، وأَنْشَرَ اللَّهُ المَيِّتَ فَنُشِرَ. قال تعالى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ
[عبس/ 22] ، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وقيل:
نَشَرَ اللَّهُ المَيِّتَ وأَنْشَرَهُ بمعنًى، والحقيقة أنّ نَشَرَ اللَّهُ الميِّت مستعارٌ من نَشْرِ الثَّوْبِ. كما قال الشاعر:
طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ كَذَاكَ خُطُوبُهُ طَيّاً وَنَشْراً
وقوله تعالى: وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً
[الفرقان/ 47] ، أي: جعل فيه الانتشارَ وابتغاء الرزقِ كما قال: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ الآية [القصص/ 73] ، وانْتِشَارُ الناس: تصرُّفهم في الحاجاتِ. قال تعالى:
ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ
[الروم/ 20] ، فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا
[الأحزاب/ 53] ، فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ [الجمعة/ 10] وقيل: نَشَرُوا في معنى انْتَشَرُوا، وقرئ: (وإذا قيل انْشُرُوا فَانْشُرُوا) [المجادلة/ 11] أي: تفرّقوا. والانْتِشَارُ:
انتفاخُ عَصَبِ الدَّابَّةِ، والنَّوَاشِرُ: عُرُوقُ باطِنِ الذِّرَاعِ، وذلك لانتشارها، والنَّشَرُ: الغَنَم المُنْتَشِر، وهو للمَنْشُورِ كالنِّقْضِ للمَنْقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نَشْراً. أي:
مُنْتَشِراً واسعاً طويلًا، والنَّشْرُ: الكَلَأ اليابسُ، إذا أصابه مطرٌ فَيُنْشَرُ. أي: يَحْيَا، فيخرج منه شيء كهيئة الحَلَمَةِ، وذلك داءٌ للغَنَم، يقال منه:
نَشَرَتِ الأرضُ فهي نَاشِرَةٌ. ونَشَرْتُ الخَشَبَ بالمِنْشَارِ نَشْراً اعتبارا بما يُنْشَرُ منه عند النَّحْتِ، والنُّشْرَةُ: رُقْيَةٌ يُعَالَجُ المريضُ بها.
[نشر] النَشْرُ: الرائحة الطيِّبة. قال الشاعر :

وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ * والنشر أيضا: الكأ إذا يبس ثم أصابه مطر في دُبُر الصيف فاخضر، وهو ردئ للراعية، يهرب الناس منه بأموالهم. وقد نَشَرَتِ الأرضُ فهي ناشِرَةٌ، إذا أنبتت ذلك. قال الشاعر : وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ - يقول: ظاهرنا حسنٌ في الصلح وقلوبنا فاسدة، كما ينبت على النَشْرِ أوبار الجَرْبى وتحته داءٌ في أجوافها منه. والنَشَرُ بالتحريك: المنتشر. وفى الحديث: " أتملك نشر الماء ". ويقال: رأيت القوم نشرا، أي منتَشِرينَ. واكتسى البازي ريشاً نَشَراً، أي منتشراً طويلاً. والنَشَرُ أيضاً: أن تَنْتَشِرَ الغنم بالليل فترعى. والنَشْوارُ أيضاً: ما تبقيه الدابة من العلف، فارسي معرب. والناشِرَةُ: واحدة النَواشِرِ. وهي عُروقُ باطن الذراع. وناشرة: اسم رجل. وقال: لقد عيل الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهُ * أناشِرَ لا زالت يمينك آشره - ونشر المتاع وغيره يَنْشُرُهُ نَشْراً: بسطه. ومنه ريحٌ نَشورٌ ورِياحٌ نُشُرٌ. ونَشَرَ الميِّتُ يَنْشُرُ نُشوراً، أي عاش بعد الموت. قال الاعشى: حتى يقول الناسُ ممَّا رأوْا * يا عَجَباً للميِّتِ الناشِرِ - ومنه يوم النُشور. وأنشرهم الله، أي أحياهم. ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنه:

(كيف ننشرها) * واحتج بقوله تعالى:

(ثم إذا شاء أنشره) *. وقرأ الحسن:

(ننشرها) *. قال الفراء: ذهب إلى النشر والطى. قال: والوجه أن يقول أنشرهم الله فنشرواهم. وأنشد الأصمعيّ لأبي ذؤيب: لو كان مدحة حى أنشرت أحدا * أحياء أبُوَّتكِ الشُمَّ الأماديحُ - ونَشَرْتُ الخشبة أنْشُرُها، إذا قطعتها بالمِنْشارِ. والنُشارَةُ: ما سقط منه. ونَشَرْتُ الخبر أنْشُرُهُ وأنْشِرُهُ، إذا أذعته. وصحفٌ منَشَّرَةٌ، شدِّد للكثرة. والتَنْشيرُ من النشرة، وهى كالتعويذ والرقية. قال الكلابي: " فإذا نشر المسفوع كان كأنما أنشط من عقال "، أي يذهب عنه سريعا. وفى الحديث أنه قال: " فلعل طبا أصابه " يعنى سحرا، ثم نشره بقل أعوذ برب الناس، أي رقاه. وكذلك إذا كتب له النشرة. وانتشر الخبر، أي ذاع. وانْتَشَرَ الرجل: أنعظ. والانْتِشارُ: الانتفاخ في عصب الدابَّة، وقد يكون ذلك من التعب. والعَصَبَةُ التي تَنْتَشِرُ هي العجاية
[نشر] نه: فيه: سئل عن "النشرة" فقال: هي من عمل الشيطان، هو بالضم: ضرب من الرقية والعلاج لمن ظن به مس من الجن، ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف، وقيل: النشرة من السحر، وقد نشرت عنه تنشيرًا. ومنه ح: فلعل طبًا أصابه ثم "نشره" بـ "قل أعوذ برب الناس" أي رقاه. وح: هلا "تنشرت". ك: ثم يحل عنه أو "ينشر"، يحل- بضم ياء وفتح حاء، وينشر- بتشديد شين، من النشرة- بالضم: نوع من الرقية، و"أو" شك من الراوي، أو لف ونشر، ويكون الحل في الطب والنشرة في التاخيذ، قوله: هلا تنشرت، يحتمل كونه من النشرة وهي الرقية، وكونه من النشر أي الاستخراج أي هلا استخرجت الدفين ليراه الناس، فكره صلى الله عليه وسلم لما فيه من إظهار الفتن، وقد أخرجه عن موضعه ودفنه، قوله: لم يخرجه، أي لعموم الناس ولم ينشره عندهم، أو استخرجه من البئر ولم يخرجه من الجف، وكان لبيد مسلمًا منافقًا. ط: فلعل طبًا أصابه، أي سحرًا، ثم نشره أي رقاه، ونشره أيضًا: كتب له النشرة وهي كالتعويذ والرقية. نه: وفيه: وإليك "النشور"، من نشر الميت نشورًا- إذا عاشر بعد الموت، وأنشره الله: أحياه. ومنه: فهلا إلى الشام أرض "المنشر"، أي موضع النشور، وهي الأرض المقدسة يحشر الموتى إليها في القيامة، وهي أرض المحشر. ومنه ح: لا رضاع إلا ما "أنشر" اللحم وأنبت العظم، أي شد وقواه، من الإنشار: الإحياء، ويروى بزاي. ط: ومنه: لو "نشر" لي أبواي ما تركتها، أي لو أحيي أبواي ما تركت هذه اللذة أي لذة صلاة الضحى بتلك اللذات ك: وفيه: فلما "نشرها" وجد المال، أي قطعها بالمنشار- ومر في أشر. نه: وفيه: فإذا "استنشرت" واستنثرت خرجت خطايا وجهك، قيل: المحفوظ: استنشيت- بمعنى استنشقت، فإن كان محفوظًا فهو من انتشار الماء وتفرقه. ومنه: أتملك "نشر" الماء، هو بالحركة: ما انتشر منه عند الوضوء وتطاير، وجاء القوم نشرًا أي منتشرين متفرقين. وح: فرد "نشر" الإسلام على غره، أي رد ما انتشر منه إلى حالته التي كانت على عهده صلى الله عليه وسلم، أرادت أمر الردة وكناية أبيها إياه. وفيه: اللهم! بك "انتشرت"، أي ابتدأت سفري، وكل شيء أخذته غضا فقد نشرته وانتشرته، ومرجعه على النشر- ضد الطي، ويروى بموحدة وبسين مهملة. وفيه: إن كل "نشر" أرض يسلم عليها صاحبها فإنه لا يخرج منها ما أعطى نشرها، نشر الأرض بالسكون: ما خرج من نباتها، وقيل: أصله الكلأ إذا يبس ثم أصابه مطرفي آخر الصيف فاخضر وهو رديء للراعية، فأطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. وفي ح معاوية: إنه خرج و"نشره" أمامه، النشر- بالسكون: الريح الطيبة، أراد سطوع ريح المسك عنه. وفيه: إذا دخل أحدكم الحمام فعليه "بالنشير" ولا يخصف، هو المئزر لأنه ينشر ليؤتزر به- ومر في خصف. و"الناشرات نشرا"، هي الرياح تأتي بالمطر، نشرًا- جمع نشور. "وجعل النهار "نشورًا"" ينتشر فيه الناس في أمورهم. ن: ثم "ينشر" سرها، أي يظهره، فيه تحريم إفشاء ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة قولًا أو فعلًا أو نحوهما، وأما ذكر الجماع مجردًا فمكروه بلا فائدة.
نشر: نشر القلاع: بسط الأشرعة (الكالا) هناك في المعنى نفسه مع حرف الجر (ب): نشر بالبندين (كوسج، كرست 119: 2): نشر سيرة العدل (أماري 26: 10): نشور العدل (27: 3) أي سلك سبيل العدل؛ نشر الحرب عليها أي هاجمها من كل صوب (الجريدة الآسيوية 1: 850).
نشر: جفف الفاكهة (معجم الجغرافيا).
نشر: أذاع، فشا، نشر (أخبار 148: 7): عظمت نعمة الأمير عن الشكر وجلت أياديه عن النشر أي لم يعد هنا كضرورة للإعلام عنها. نشر علما: أشاع المعارف، علم (المقري 1: 910) نشر ذكرا نال صيتا طيبا (فريتاج كرست 64) (الفظها تنشري). نشر حكما: نطق به (أخبار الملوك، مخطوطة 639، ص167): لا يمارس في نشر حكم.
نشر: أشبع بالهواء، هوى (بوشر).
نشر: انظرها عند (فوك) في مادة serrare.
تنشر: انظرها عند (فوك) في مادة sortilegus، تنبأ in scripto.
تنشر: انظرها عند (فوك) في مادة serrare.
انتشر: امتد (عبد الواحد 2: 7): انتشرت دولة بني العباس. انظر معنى مغايرا لهذا المعنى في فقرة (الاكتفاء) التي ذكرتها في مادة بسط وانبسط.
انتشر: تفرق، توزع (عباد 1: 166 رقم 547) وكذلك في الحديث عن انتشار الكتب ففي المرجع نفسه انتشار الإنجيل (محيط المحيط).
انتشر: الذكر: انتصب ذكر الرجل (محيط المحيط).
انتشر: انظر المعنى في (فوك) في مادة serrare.
نشرة: والجمع نشرات: في محيط المحيط ( .. عند المولدين ورقة كتب فيها شيء ولم تختم).
نشير: في (محيط المحيط) (النشير عند النجارين خشب عولج بالنشر).
نشارة: (فوك، بوشر) هي فضلا عن أنها نشارة الخشب المعروفة تستعمل، في أسبانيا، بدلا من الرمل لتجفيف الحبر الذي على الورقة (المقري 1: 477)، ما زلنا نراه في هذا الجزء من مخطوطتنا (331) كالذي كتب في غرناطة. وكذلك هي نوع من أنواع الرغام أو الهباء الذي يسقط من الشجرة التي اكلها الدود، وانظر الكلمة في مادة أكل.
نشارة: براية، نجارة (بوشر).
نشارة: انظرة مادة acus نخال في المعجم اللاتيني.
نشار: الذي ينتشر الخشب (فوك، بوشر، المقري 1: 470).
نشار: انظرها في (ألف ليلة 1: 240) حيث يجب أن تضع النشار موضعها أي موضع النشار والنشار هو الثرثار المهذار (انظر الكلمة).
نشارة والجمع نشاشير: مملحة (الكالا).
منشر: والجمع مناشر: موضع تنشيف القنب أو الكتان أو الأشرعة .. الخ. (بوشر ومحيط المحيط).
منشر: حصيرة، صفصاف، غربال لتنشيف الفواكه (بوسييه). وبالبرتغالية أو المنشر أو منشر هو موضع تنشيف التين almanchar, manchar.
منشر: (والمنشر هو المصدر الميمي لهذه الكلمة): يوم البعث أو النشور للموتى (معجم الجغرافيا).
منشار: والجمع مناشير: الآلة المعروفة (بوشر، محيط المحيط).
منشار: وهو المنشار باللاتينية serra ( ترجمة العقد الصقلي apud lello ص10 في ما يتعلق بمعنى قمة الجبل في صقلية) (أماري مخطوط).
منشار اللجام: خطام المسحل أي حلقة سلسلة اللجام التي تجعل في أنفس الحيوان (كليمنت موليه) وهي نهاية الشفرة حين تثبت به (2: 544 ابن الــعوام).
منشار: الموضع الذي يجفف فيه التين والعنب (ابن الــعوام 666 و669: 13) ومن هنا جاءت الصيغة الأسبانية almixar المكسر التي تحمل المعنى نفسه في حين جاءت الصيغة البرتغالية almanchar المنشار أو منشار مرادفة لمنشر.
منشور والجمع مناشير: هو، وفقا لمؤلف (الإنشاء) كل عقد له صلة بامتيازات حكر الأراضي وهذه الامتيازات على درجات مختلفة ومجاميع متمايزة شرحها (مملوك 1: 1: 201) والرسائل الرعوية تحمل الاسم نفسه (انظر الهامش السابق رقم 408 أيضا) (محيط المحيط).
منشوري: أي الموشوري الشكل (بوشر).
انتشار: اصطلاح طبي يقصد به انتصاب ذكر الرجل (محيط المحيط).
ن ش ر

النَّشْرُ الرِّيحُ الطيّبة قال مُرَقِّشٌ

(النَّشْرُ مِسْكٌ والْوُجُوهُ دَنَا ... نِيرٌ وأَطْرَافُ الأَكُفِّ عَنَمْ)

أراد النَّشْر مثلُ ريح المِسْك لا يكون إلا على ذلك لأن النَّشْرَ عَرَضٌ والمسكَ جَوْهرٌ وأما قولُه والوُجُوهُ دَنانِير فإن الوَجْهَ أيضاً لا يكون دِيناراً إنما أراد مثلَ الدّنانير وكذلك وأَطرافُ الأكُفِّ عَنَمْ إنما أراد مثل العَنَمِ لأن الجوهرَ لا يتحوّلُ إلى جَوْهرٍ آخرَ وعَمَّ أبو عُبَيْدٍ به فقال النَّشْرُ الرّيحُ من غير أن يقيّدَها بطِيبٍ أو نَتْن ونَشَر اللهُ الميِّتَ يَنْشُرُه نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ أحياهُ قال الأَعْشَى

(حتّى يَقولَ النَّاسُ ممّا رَأَوْاه ... يَا عَجَباً للميِّتِ النَّاشِرِ)

وأَنْشَرَ اللهُ الريحَ أحياها بعد مَوْتٍ وأَرْسلها نَشْراً ونُشْراً وفي التنزيل {وهو الذي يُرسلُ الرياحَ نُشُراً} الأعراف 75، الفرقان 48 ونُشْراً ونَشْراً ونَشَراً فأمّا من قرأ نُشُراً فهو جَمْعُ نَشُورٍ مثل رَسُولٍ ورُسُلٍ ومن قرأ نُشْراً سكّن الشّينَ اسِتْخْفَافاً ومن قرأ نَشْراً فمعناه إحْيَاءٌ بنَشْرِ السَّحاب الذي فيه المطرُ الذي هو حياةُ كُلِّ شيءٍ ونَشَراً شَاذَّةٌ عن ابن جنّى قال وقُرِئ بها وعلى هذا قالوا ماتت الرّيحُ سَكَنتْ قال

(إنّي لأَرْجُو أن تموتَ الريحُ ... فأَقْعُد اليَوْمَ وأَسْتريحُ)

وقال الزّجاجُ من قرأ نَشْراً فالمَعْنَى وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ مُنْتِشرَةً نَشْراً ومن قرأ نُشُراً فهو جمع نَشُور قال وقُرِئ بُشُراً بالباء جَمْعُ بَشيرَةٍ كقوله تعالى {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} الروم 46 ونَشَرَتِ الرّيحُ هبّتْ في يومِ غَيْمٍ خاصَّةٌ وقولُه تعالى {والناشرات نشرا} المرسلات 3 قال ثعلبٌ هي المَلائكةُ تَنْشُرُ الرحمةَ ونَشَرَتِ الأرضُ تَنشُرُ نُشوراً أصابها الربيعُ فأنَبَتَتْ وما أَحْسنَ نَشْرَها أي بَدْءَ نَباتِها والنّشْرُ أن يَخْرُجَ النبتُ ثُمَّ يُبْطِئ عنه المطرُ فَيَيْبَسُ ثم يُصِيبُه مطرٌ فَيْنُبتُ بعد اليُبْسِ وهو رَدِيءٌ للإِبِل والْغَنِم إذا رَعَتْهُ في أوَّلِ ما يظهرُ يُصيِبُها مِنْهُ السَّهَامُ وقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً قال أبو حَنِيفَةَ ولا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ وإذا كان كذلك تَرَكُوه حتى يَجِفَّ فتذْهَبَ عنه أُبْلتُه أيْ شَرُّه وهو يكون من البَقْلِ والعُشْبِ وقيل لا يكونُ إلاَّ من العُشْبِ وقد نشَرتِ الأرضُ وعَمّ أبو عُبَيدٍ بالنَّشْرِ جميَع ما خَرَجَ من نبات الأرضِ والنّشْرُ انْتِشارُ الوَرَقِ وقيل إيَراقُ الشَّجَر وقولُهُ أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(كأنَّ على أكتافِهِمْ نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وقَدْ جَاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ)

يجوز أن يكونَ انتِشارَ الوَرَقِ وأن يكونَ إيراقَ الشَّجَرِ وأن يكونَ الرَّائِحَةَ الطَّيَّبة بكُلِّ ذلك فَسَّرَهُ ابنُ الأعرابيِّ والنَّشْرُ الْجَرَبُ عنه أيضاً والنَّشْرُ خِلافُ الطَّيِّ نَشَرَ الثَّوبَ ونحوَهُ يَنْشُرُه نَشْراً ونَشَّرَه بَسَطهُ والنَّشْرُ الإزارُ من ذلك وفي بعض الأحاديث إذا دخل أحدكُمُ الحمّامَ فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِفُ حكاه الهَرَويُّ في الغريبَيْن وتَنَشَّرَ الشَّيءُ وانْتَشَرَ انْبَسَطَ وانْتَشر النَّهارُ وغيرُهُ طالَ وامْتَدَّ وانتشرَ الخبرُ انْذاعَ وانْتشرتِ الإِبِلُ والغَنَمُ تفرّقتْ عن غِرَّةٍ من راعِيها ونَشَرَها هو ينْشُرُها نَشْراً وهي النَّشْرُ والنَّشَرُ القومُ المُتَفَرِّقون الذين لا يَجْمَعُهم رَئِيسُ وجَاءَ ناشِراً أُذُنَيْهُ إذا جاء طامعاً عن ابنِ الأعرابيِّ ونَشَرَ الخشبةَ ينْشُرُها نَشْراً نَحَتَهَا والمِنْشَارُ الخشبَةُ التي يُذَرَّى بها البُرُّ وهي ذاتُ الأصابع والنَّواشِرُ عَصَبُ الذِّراعِ من داخِلٍ وَخَارِجٍ وقِيلَ هي عروقٌ وعَصَبٌ في باطِنِ الذِّراعِ وقيل هي العَصَبُ التي في ظاهِرِها واحِدَتُهَا نَاشْرَةٌ والتناشيرُ كِتَابٌ للغِلْمان في الكُتّابِ لا أعْرفُ لها واحداً والنُّشْرَةُ رُقْيةٌ يُعالَجُ بها المجنونُ والمريضُ وقد نَشَّر عنه وناشِرَةُ اسمُ رَجُلٍ قال

(لقد عَيَّلَ الأَيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أناشِرَ لا زالتْ يَمينُك آشِره)

وقيل إنّما أراد طَعْنةَ ناشرٍ وهو ذلك الرَّجُل فألحقَ الهاء للتَّصريعِ وهذا ليس بشيءٍ لأنه لم يُرْوَ إلاَّ أناشِرَ بالتَّرْخيمِ ونَشْورَتِ الدَّابةُ من عَلَفِها نِشْواراً أَبْقتْ من عَلَفِها عن ثَعْلب وحَكاهُ هو مع المِشْوارِ الذي هو ما ألْقتِ الدّابّةُ من عَلَفِها فَوزْنُه على هذا نَفْعَلَتْ وهذا بناءٌ لا يُعْرَفُ
نشر
نشَرَ1 يَنشُر، نَشْرًا، فهو ناشِر، والمفعول مَنْشور ونَشير
• نشَر الجندَ/ نشَر الأشياءَ: فرَّقهم ووزَّعهم "نشر الراعي غنمَه في المرعى- نشر العدوُّ جيشَه في أنحاء جبهة القتال- نشر البضاعة- {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} " ° نشَر اللَّيل أجنحتَه: أقبل، حلَّ.
• نشَر الثَّوبَ: بسطه ومدَّه، عكسه طواه "نشرتِ المرأةُ الثيابَ المبللة- {وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}: مبسوط مفتوح- {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} "? نشَر غسيلَه القذر: أظهر أمرًا يجب إخفاؤه، جاهر بسيِّئاته.
• نشَر النَّجَّارُ الخشبَ: شقَّه مستخدِمًا المنشار.
• نشَر الخبرَ: أذاعه وأشاعه "نشرت وكالاتَ الأنباء خبرَ اندلاع الحرب- نشرَ مذهبًا/ أفكارًا/ دعوةً/ الرُّعبَ".
• نشَر الكتابَ: طبعه ووزَّعه "نشَر ديوانًا/ بحثًا- ما زال الأديبُ الناشئ يبحث عن دار تنشر روايتَه".
• نشَر رائحةً: أفاحها وبعثها. 

نشَرَ2 يَنشُر، نَشْرًا ونُشُورًا، فهو ناشِر، والمفعول مَنْشور
• نشَر اللهُ الموتَى: بعَثَهم وأحْياهم " {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} - {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُورًا} ". 

أنشرَ يُنشر، إنشارًا، فهو مُنشِر، والمفعول مُنشَر
• أنشر اللهُ الموتَى: نشرهم؛ أحيْاهم وبعثهم بعد الموت " {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ. ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ".
• أنشر اللهُ الأرضَ: أحياها بالماء " {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ".
• أنشر الرِّياحَ: أثارها. 

انتشرَ ينتشر، انتشارًا، فهو مُنتشِر
• انتشر الشَّيءُ:
1 - انبسَط وامتدّ "انتشر الحريقُ في المبنى- انتشر الوباءُ في البلاد- انتشار الأسلحة النوويَّة- معاهدة تحرِّم انتشار الأسلحة النوويَّة- انتشرتِ السُّحُبُ في الفضاء" ° انتشر النَّهار: طال وامتدّ.
2 - تفرَّق "انتشر الضُّوءُ في المكان- إعادة انتشار القوّات- انتشر الناسُ في الأسواق- {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ} - {وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} ".
3 - راج وكثُر استعماله "انتشر زيّ/ تصميم/ لون".
• انتشر الخبرُ: ذاع وشاع "انتشرتِ الفضيحةُ- الحديث السوء سريع الانتشار". 

نشَّرَ ينشِّر، تنشيرًا، فهو مُنشِّر، والمفعول مُنشَّر
• نشَّر الثَّوبَ والكتابَ ونحوَهما: نشَره؛ بسطَه ومدَّه "نشّرتِ المرأةُ الغسيلَ على الحبل- {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} ". 

مِنْشار [مفرد]: ج مناشِيرُ: اسم آلة من نشَرَ1: أداة ذات أسنان يُشقّ بها الخَشَبُ وغيرُه "منشار يدويّ/ كهربائيّ".
• منشار دائريّ: منشار آليّ لقطع الخشب أو المعدن

يتألّف من قرص مسنَّن يدور بسرعة عالية.
• أبو مِنْشار: (حن) جنس سمك له هيكل غضروفيّ، يمتاز بمقدّم طويل مفلطح كالنصل، على جانبيه أسنان منشاريّة، وهو من الأسماك المفترسة.
• منشار الجمجمة: (طب) أداة جراحيَّة لها حوافّ شبيهة بالمنْشار، دائريّة الشكل، تستخدم لقصّ العظام وخاصَّة من الجمجمة. 

مَنْشَر [مفرد]: ج مناشِرُ:
1 - اسم مكان من نشَرَ1: مكان مُعدّ للنشْر والتجفيف "مَنْشَر غسيل/ تبغ/ جلد- نشرتِ المرأةُ الثيابَ في المنشر".
2 - مصنع نَشْر الخشب والرخام "منشَر خشب/ رُخام". 

مَنْشَرة [مفرد]: ج مَنْشرات ومناشِرُ: مَنْشَر؛ مصنَع نشْر الخشب أو الرُّخام "مَنْشَرة خشب/ رُخام". 

مِنْشَرة [مفرد]: اسم آلة من نشَرَ1: آلة نشر الخشب، وهي أكبر من المنشار. 

مَنْشور [مفرد]: ج منشورون (للعاقل) ومنشورات ومناشِيرُ:
1 - اسم مفعول من نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - بيان بأمر من الأمور يُذاع بين الناس ليعلموه، كلُّ ما يُطبع ويُنشر "منشور وزاريّ/ حكوميّ/ رئاسيّ/ ملكيّ- وزّع منشورات سياسيّة- منشورات علميّة".
3 - (هس) جسم كثير السطوح قاعدتاه أو طرفاه مضلَّعان متساويان ومتماثلان ومتوازيان، وكلّ سطح من سطوحه الأخرى الجانبيّة متوازي أضلاع وينسب عادة إلى شكل قاعدتيه "منشور ثلاثيّ/ رباعيّ". 

ناشِر [مفرد]: مؤ ناشِرة، ج مؤ ناشِرات ونواشِرُ:
1 - اسم فاعل من نشَرَ1 ونشَرَ2 ° جاء ناشرًا أذنيه: أي: طامعًا.
2 - مَنْ يحترف طبع الكتب وتوزيعها "اتِّحاد الناشرين العرب- للناشرين دور كبير في النهضة الثقافيَّة".
3 - (حن) حيَّة سامَّة تتميّز بعنق مبطّط مستعرض ينفتح عند الغيظ، وهي: الصِّلُّ المصريّ.
• قائمة الناشر: قائمة بالكتب التي نشرها ناشر مُعيَّن ولا تزال متاحة بالسُّوق.
• بدون ناشر: إشارة في بطاقات الفهرسة إلى عدم الاستدلال على اسم الناشر. 

ناشِرة [مفرد]: ج ناشِرات ونواشِرُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - (شر) أحد الأوردة تحت الجلْد في باطن الذِّراع. 

نُشارة [مفرد]: ما يسقط من الخشب ونحوه عند الشَّقّ "نُشارة خشَب- قد تستخدم النشارة فِراشًا لدواجن الطَّير". 

نِشارة [مفرد]: حرفة النَّشَّار "يمتهن النِّشارةَ". 

نَشْر [مفرد]:
1 - مصدر نشَرَ1 ونشَرَ2 ° يَوْمُ النَّشْر: يوم القيامة.
2 - طبْع الكتب والصحف وبيعها "حريّة النشر- ازدهار حركة النشر يعدُّ مؤشِّرًا للنهضة الثقافية" ° بيانات النَّشر: اسم المطبعة التي قامت بطبع الكتاب ومكان وزمان الطبع، وعنوان المطبعة، وتوضع عادةً في أسفل صفحة العنوان أو في أسفل آخر صفحة من الكتاب- حقُّ التَّأليف والنَّشر: حقّ خاصّ بمؤلِّف أو ناشر في استثمار عمل أدبيّ أو فنيّ أو علميّ لعدّة سنوات- دار النَّشْر: مؤسّسة تقوم بطبع الكتب وتوزيعها وعرضها للبيع.
3 - ريح طيِّبة "له نَشْر طيِّب- هبّ في الحديقة نشْرٌ منعش".
4 - قوم متفرِّقون لا يجمعهم رئيس "جاء العمال إلى المصنع نشرًا". 

نَشْرة [مفرد]: ج نَشَرَات ونَشْرات:
1 - اسم مرَّة من نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - بيان يُكتب ويُنشر في إحدى وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة أو المرئيَّة، ليُعلم ما فيه "نشرة إخباريّة/ طبيّة/ ناطقة/ سياسيّة/ جويَّة" ° نشرة الأخبار/ نشرة الأنباء: ما يقرأه المذيع في الرَّاديو والتلفاز من أخبار محليَّة وخارجيَّة ليطّلع عليها الجمهور أو الرأي العام- نشرة الأسعار: ورقة رسميّة تكتب عليها أسعار السِّلع ويُلزم البائع بها.
3 - صحيفة مطبوعة "نشْرة شهريَّة/ أسبوعيّة/ دوريَّة". 

نَشَّار [مفرد]: نجّار، من يحترف نشر الخشب "يعمل نشَّارًا- كلّفت النشَّارَ إصلاح المقعد الخشبي". 

نُشور [مفرد]:
1 - مصدر نشَرَ2 ° يَوْمُ النُّشور: يوم القيامة.
2 - انتشار طلبًا للرِّزق " {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} ". 

نَشير [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من نشَرَ1: منشور "ثوب نشير". 

نشر

1 نَشَرَ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. نَشْرٌ, (S, A, Msb, K,) He spread, spread out, or open, expanded, or unfolded, (S, TA,) a garment or piece of cloth (A, Msb, TA) or the like, (TA,) goods, &c., (S,) and a writing; (A;) contr. of طَوَى; (A, K;) as also ↓ نشّر, inf. n. تَنْشِيرٌ: (K, TA:) [or the latter is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects, as is shown by an explanation of its act. part. n., which see below. Hence لَفٌّ وَنَشْرٌ: see art. لف.] b2: [He spread out, or, as we say, pricked up, his ears: and hence the saying,] نَشَرَ لِذٰلِكَ الأَمْرِ أُذُنَيْهِ, lit., He spread out his ears at that thing: meaning, (tropical:) he was covetous of that thing, or eager for it. (Har. p. 206.) [See نَاشِرٌ, below.] b3: نَشَرَ الخَبَرَ, (S, A, K,) aor. ـُ and نَشِرَ, (S, K,) inf. n. نَشْرٌ, (K,) (tropical:) He spread, or published, the news. (S, A, K.) b4: Also نَشَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. نَشْرٌ; (Msb, K;) [and ↓ نشّر, or this is with teshdeed for the purpose mentioned above;] He scattered, or dispersed, (Msb, K, TA,) [people, &c.; or] sheep or goats, (Msb, TA,) and camels, (TA,) after confining them in the nightly resting-place. (Msb.) b5: He sprinkled water. (A.) b6: نَشَرَتِ الرِّيحُ The wind blew in a misty or cloudy day [so as to disperse the mist or clouds]. (IAar, K.) b7: نَشَرَ عَنْهُ, (A, K,) inf. n. نَشْرٌ; (A;) and عَنْهُ ↓ نشّر, (A, L, TA,) inf. n. تَنْشِيرٌ; (S, A, L, TA;) and in like manner ↓ نشّرهُ; (S, TA;) (tropical:) He charmed away from him sickness, (S, * A, L, K, *) and diabolical possession, or madness, (L, K,) by a نُشْرَة, i. e., a charm, or an amulet; (S, A, L, K;) as though he dispersed it from him: (A:) and in like manner ↓ نشّرهُ he wrote for him a نُشْرَة. (S.) El-Kilábee says, فَإِذَا نُشِرَ المَسْفُوعُ كَانَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ (tropical:) [And when he who is smitten by the evil eye is charmed by a نُشْرَة, he is as though he were loosed from a bond]: i. e., it [the effect of the eye] departs from him speedily. (S [in two copies of which I find نُشِرَ, as above; but in the TA, ↓ نُشِّرَ.]) And in a trad. it is said, بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ↓ نَشَّرَهُ (tropical:) He charmed away the effect of enchantment from him [by the words “ Say I seek refuge in the Lord of men: ” the commencement of the last chap. of the Kur-án]. (S.) A2: نَشَرَ, (El-Hasan, Zj, A, K.) aor. ـُ (TA,) inf. n. نَشْرٌ and نُشُورٌ; (K, TA;) or ↓ أَنْشَرَ; (I'Ab, Fr, S, A, Mgh, Msb;) or both; (A, K;) (tropical:) He (God, S, A, &c.) raised the dead to life; quickened them; revivified, or revived, them. (Zj, S, A, Mgh, Msb, K, &c.) I'Ab reads [in the Kur, ii. 261,] كَيْفَ نُنْشِرُهَا [How we will raise them to life], and adduces in his favour the words [in the Kur. lxxx. 22,] ↓ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنْشَرَهُ (tropical:) [Then, when He pleaseth, He raiseth him to life]: El-Hasan reads نَنْشُرُهَا: [and others read نُنْشِزُهَا, with záy:] but Fr says, that El-Hasan holds it to refer to unfolding and folding, and that the proper way is to use انشر [in this sense,] transitively, and نَشَرَ intransitively. (S, TA.) [See also طَوَىَ, which has the contr. meaning.]

b2: Hence, الرَّضَاعُ العَظْمَ ↓ أَنْشَرَ: i. q. أَنْشَزَ, with záy: (Msb:) or (tropical:) The sucking strengthened the bone. (Mgh.) A3: نَشَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. نُشُورٌ (S, A, Msb, TA) and نَشْرٌ, (Msb,) agreeably with what Fr says, (S,) signifies (tropical:) He (a dead person) lived after death; came to life again; revived; (S, TA;) or lived; came to life; (A, Msb;) as also ↓ انتشر. (A.) Hence يَوْمُ النُّشُورِ (tropical:) The day of resurrection. (S.) b2: نَشَرَ, (TA,) inf. n. نَشْرٌ, (K, TA,) (tropical:) It (herbage, or pasturage,) became green in consequence of rain in the end of summer after it had dried up. (TA.) b3: (tropical:) It (a plant) began to grow forth in the ground. (K, * TA.) You say, مَا أَحْسَنَ نَشْرَهَا (tropical:) How good is its first growth! (TA.) b4: (assumed tropical:) It (a tree) put forth its leaves. (K.) b5: (assumed tropical:) It (foliage) spread. (K.) b6: نَشَرَتِ الأَرْضُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. نُشُورٌ, (K,) (tropical:) The land being rained upon in the end of summer, its herbage, or pasturage, became green after it had dried up: (S, TA:) or the land, being watered by the rain called الرَّبِيع, put forth its herbage. (A, K.) See نَشْرٌ.

A4: نَشَرَ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (S,) inf. n. نَشْرٌ, (K,) (tropical:) [He sawed wood;] he cut (قَطَعَ, S, or نَحَتَ, K) wood, (S, A, Msb, K,) with a مِنْشَار. (S, A, Msb.) 2 نَشَّرَ see 1, in five places, throughout the former half of the paragraph.3 ناشرهُ الثِّيَابَ [He spread, or unfolded, with him the garments or pieces of cloth]. (A.) 4 أَنْشَرَ see 1, after the middle of the paragraph.5 تَنَشَّرَ see 8, in two places.6 تناشروا الثِّيَابَ [They spread, or unfolded, one with another, the garments, or pieces of cloth]. (A.) 8 انتشر [quasi-pass. of 1,] It spread, expanded, or unfolded; it became spread, expanded, or unfolded; as also ↓ تنشّر: (K:) [or the latter, being quasi-pass. of 2, denotes muchness, &c.] b2: انتشرت النَّخْلَةُ The branches of the palm-tree spread forth. (K.) [And انتشرت الأَغْصَانُ The branches spread forth: and the branches straggled.] b3: انتشر الخَبَرُ (tropical:) The news spread, or became published, (S, A, K,) فِى النَّاسِ among the people. (A.) b4: And انتشرت الرَّائِحَةُ (assumed tropical:) [The odour spread, or diffused itself.] (K in art. فوح; &c.) b5: انتشر النَّهَارُ (assumed tropical:) The day became long and extended: (K:) and so one says of other things. (TA.) b6: انتشر العَصَبُ (assumed tropical:) The sinews, or tendons, became inflated, or swollen, (K,) by reason of fatigue: (TA:) إِنْتِشَارٌ is a state of inflation, or swelling, in the sinews, or tendons, of a beast, occasioned by fatigue: (S:) AO says, that the sinew, or tendon, which becomes inflated, or swollen, is the عُجَايَة, (S, * TA,) and that what is termed تَحَرُّكُ الشَّظَى is similar to this affection, excepting in its not being so well endured by the horse: by another, or others, it is said, that انتشار of the sinews, or tendons, of a beast, in his fore leg, is a breaking, and consequent displacement, of those sinews. (TA.) b7: انتشر ذَكَرْهُ (assumed tropical:) His penis became erect. (TA.) [And hence,] انتشر الرَّجُلُ (tropical:) The man became excited by lust. (S, K.) b8: انتشر المَآءُ [In my copy of the A, استنشر, but this I regard as a mistranscription,] The water became sprinkled; as also ↓ تنشّر: (A:) [or the latter signifies it became much sprinkled.] b9: انتشروا فى الأَرْضِ They became scattered, or dispersed, or they scattered, or dispersed, themselves, in the land, or earth. (A.) b10: انتشرت الغَنَمَ, (Msb, TA,) and الإِبِلُ, (K, TA,) The sheep or goats [and the camels] became scattered, or dispersed, after having been confined in their nightly resting-place: (Msb:) or the sheep or goats (TA) and the camels (K, TA) became scattered, or dispersed, through negligence of their pastor. (K, TA.) b11: انتشر الأَمْرُ (assumed tropical:) The state of things, or affairs, became dissolved, broken up, decomposed, disorganized, or unsettled; syn. تَشَّتَتَ. (TA, art. شت.) A2: See also 1, latter part of the paragraph. b2: انتشر also signifies He put himself in motion, and went on a journey. (TA, in art. بسر.) b3: انتشر الذِّئبُ فِى الغَنَمِ The wolf made an incursion among the sheep or goats. (TA in art. شع.) 10 استنشرهُ He demanded, or desired, of him that he should unfold (أَنْ يَنْشُرَ) to him (عَلَيْهِ) [a thing]. (A.) نَشْرٌ used in the sense of an act. part. n.: see ناشِرٌ. b2: And in the sense of a pass. or quasi-pass. part. n.: see نَشَرٌ. b3: A sweet odour: (S, A, K:) [because it spreads:] or odour in a more general sense; (A, K;) i. e., absolutely, whether sweet or stinking: (A'Obeyd:) or the odour of a woman's mouth, (ADk, A, K,) and of her nose, (ADk, TA,) and of her arm-pits (أَعْطَاف), after sleep. (ADk, A, K.) A2: (tropical:) Herbage, or pasturage, which has dried up and then become green in consequence of rain in the end of summer or spring (see below, and see سِمَاكٌ): (S, K:) it is bad for the pasturing animals when it first appears, and men flee from it with their camels &c.; (S, TA;) which it affects with the [disease called] سُهَام when they pasture upon it at its first appearance: [see remarks on a verse cited in art. بيض, voce بَاضَ: and see another verse in art. جرب, voce أَجْرَبُ:] AHn says, that it does not injure animals with the solid hoof; or if it do so, they leave it until it dries, and then its evil quality departs from it: it consists of leguminous plants and of [the herbage termed]

عُشْب; or, as some say, of the latter only: (TA:) [an ex. of the word is cited in art. جرب, voce أَجَرْبُ:] or herbage, or pasturage, of which the upper part dries up and the lower part is moist and green: (Lth:) or herbage produced by the rain called الرَّبِيع: (A:) and what has come forth, of plants, or herbage. (TA.) A3: Life. (K.) نَشَرٌ is of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (Msb, TA,) syn. with مَنْشُورٌ, like as قَبَضٌ is with مَقْبُوضٌ, (Mgh,) and syn. with مُنْتَشِرٌ, (S, Msb, K,) [therefore signifying Spread, expanded, or unfolded: scattered, or dispersed, &c.: and spreading, or being spread, &c.: being scattered, &c.:] and a thing that one has spread, expanded, or unfolded: &c. (O, voce سَبَلٌ, q. v.) b2: You say اِكْتَسَى البَازِى رِيشًا نَشَرًا The hawk, or falcon, became clad in spreading and long feathers. (S, TA.) b3: And hence نَشَرٌ is applied to People in a scattered, or dispersed, state, not collected under one head, or chief; (Msb, K;) as also ↓ نَشْرٌ: (K:) and to sheep or goats in a scattered, or dispersed, state, after having been confined in their nightly resting-place: (Msb:) or sheep or goats, and camels, in a scattered, or dispersed, state, through the negligence of their pastor. (TA.) You say, رَأَيْتُ القَوْمَ نَشَرًا I saw the people in a scattered, or dispersed, state. (S.) And جَآءَ القَوْمُ نَشَرًا The people came in a scattered, or dispersed, state. (TA.) b4: Hence also, نَشَرُ المَآء What is sprinkled, of water, (Mgh, TA,) in the performance of the ablution termed الوُضُوْء. (TA.) It is said in a trad., أَتَمْلِكُ نَشَرَ المَآءِ [Dost thou possess what is sprinkled of water?] (S;) or مَنْ يَمْلِكُ نَشَرَ المَآءِ [Who possesseth what is sprinkled of water?] (Mgh;) [app. meaning, that it is gone and cannot be recovered.] b5: and hence, أَللّٰهُمَّ اضْمُمْ نَشَرِى (assumed tropical:) O God, compose what is discomposed, or disorganized, of my affairs: (K, * TA:) a phrase like لُمَّ شَعَثِى. (TA.) 'Áïsheh says, in a trad., describing her father, فَرَدَّ نَشَرَ الإِسْلَامِ عَلَى غَرِّهِ, meaning, (assumed tropical:) And he restored what was discomposed, or disorganized, [lit., what was unfolded,] of El-Islám, to its state in which it was in the time of the Apostle of God, [lit. to its fold, or plait;] alluding to cases of apostacy, and her father's sufficiency to treat them. (TA.) A2: See also نَاشِرٌ.

نُشْرَةٌ (tropical:) A charm, or an a mulet, (رُقْيَةُ, S, L, K,) by which a sick person, and one possessed, or mad, is cured; (A, * L, K;) by which the malady is [as it were] dispersed from him. (L.) Mohammad, being asked respecting that which is thus termed, answered, that it is of the work of the devil: and El-Hasan asserted it to be a kind of enchantment. (TA.) نَشُورٌ: see نَاشِرٌ.

نُشَارَةٌ (tropical:) [Saw-dust;] what falls from the مِنْشَار [or saw]; (S;) what falls in نَشْر [or sawing]. (K.) نَاشِرٌ act. part. n. of نَشَرَ. b2: كَانَ يُكَبِّرُ نَاشِرَ الأَصَابِعِ He (Mohammad) used to say أَللّٰهُ أَكْبَرْ spreading, or unfolding, his fingers: said to mean not making his hand a clenched fist. (Mgh.) b3: جَآءَ نَاشِرًا أُذُنَيْهِ [He came spreading, or, as we say, pricking up, his ears: meaning,] (tropical:) he came in a state of covetousness, or eagerness. (IAar, L.) [In a copy of the A, طَائِعًا is erroneously put for طَامِعًا.]

b4: وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا, in the Kur., [lxxvii. 3,] signifies And the angels, (TA,) or the winds, (Jel,) that do scatter the rain: (Jel, TA:) or the winds that do bring rain. (TA.) And ↓ رِيحٌ نَشُورٌ, of which the pl. is رِيَاحٌ نُشُرٌ, signifies Wind that spreads [the clouds], or scatters [the rain]; (S; and Bd, vii. 55;) نَشُورٌ being syn. with نَاشِرٌ: (Bd:) or it signifies in a scattered state. (Jel, vii. 55.) [In the Kur, ubi supra,] يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ, and نُشْرًا, and ↓ نَشْرًا, and ↓ نَشَرًا, [Sendeth the winds, &c.,] (K, * TA,) all these being various readings, (TA,) نُشُرًا is pl. of نَشُورٌ, (Bd, K,) in the sense of نَاشِرٌ; (Bd;) or the meaning is, in a state of dispersion before the rain; (Jel;) and نُشْرًا is a contraction; (Bd, K;) and the third reading means (tropical:) quickening, or making to live, by spreading the clouds wherein is the rain, (K,) which is the life of everything, (TA,) ↓ نَشْرًا being an inf. n. used as a denotative of state, in the sense of نَاشِرَاتٍ, or as an absolute objective complement [of يرسل], for إِرْسَالٌ and نَشْرٌ are nearly alike; (Bd;) and the fourth is extr., (IJ, K,) and is said to mean ↓ مُنْشِرَةً نَشَرًا [which is virtually the same as the third]: [Zj, K:) another reading is بُشُرًا, pl. of بَشِيرَةٌ, (TA,) or of بَشُورٌ; (TA, in art. بشر;) or نُشْرًا, (Bd, Jel,) a contraction of بُشُرًا, (Bd,) pl. of بَشِيرٌ. (Bd, Jel.) A2: أَرْضٌ نَاشِرَةٌ (tropical:) Land having herbage, or pasturage, which has dried up and then become green in consequence of rain in the end of summer: (S:) or having herbage produced by the rain called الرَّبِيع. (A.) See نَشْرٌ.

المَنْشَرُ (tropical:) The place of resurrection. (TA.) صُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ [Scattered, or much scattered, writings or the like] is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects. (S, TA.) مِنْشَارٌ (tropical:) [A saw;] a certain instrument for cutting wood. (S, Msb, K.) b2: Also, [but less commonly], A wooden implement with prongs, [lit., fingers,] with which wheat and the like are winnowed. (K.) مَنْشُورٌ What is not sealed, [here meaning not closed with a seal,] of the writings of the Sultán [or of a viceroy]; (K;) i. e., what is now commonly known by the name of فَرْمَان: pl. مَنَاشِيرُ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A man whose state of affairs is disorganised, or disordered. (K.)
نشر
النَّشْرُ: الرِّيح الطَّيِّبةُ، قَالَ مُرَقِّشٌ:
(النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجوهُ دَنا ... نِيرٌ وأَطرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ)
أَو أَعَمُّ، أَي الرِّيحُ مُطلقاً من غير أَن يقيّد بطيبٍ أَو نَتْنٍ، وَهُوَ قَول أبي عُبَيد، أَو ريحُ فَمِ المَرْأَةِ وأَنْفِها وأَعطافِها بعدَ النَوْمِ، وَهُوَ قَول أبي الدُّقَيْش، قَالَ امْرؤُ القَيْس:
(كأَنَّ المُدامَ وصَوبَ الغَمامِ ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ)
من المَجاز: النَّشْرُ إحياءُ المَيِّت، كالنُّشورِ والإنشارِ، وَقد نشَرَ اللهُ المَيِّتَ ينشُره نَشْراً ونُشوراً وأَنْشَرَه: أَحياهُ، وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: وانْظُرْ إِلَى العِظامِ كيفَ نُنْشِرُها قرأَها ابْن عبّاس كيفَ نُنْشِرُها، وقرأَها الحَسَن نَنْشُرُها، وَقَالَ الفرَّاءُ من قرأَ كَيفَ نُنْشِرُها فإنْشارُها إحياؤُها، واحتجَّ ابْن عبّاس بقوله تَعَالَى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَه قَالَ ومَن قرأَ كيفَ نَنْشُرُها، وَهِي قِرَاءَة الحَسَن فكأَنَّه يذهبُ بهَا إِلَى النَّشْرِ والطَّيِّ. والوَجهُ أَن يقالَ: أَنْشَرَ الله المَوتى فنَشَروا هم إِذا حَيُوا، وأَنشرَهُمُ اللهُ: أَحياهُم. وأَنشَدَ الأَصمعيّ لأبي ذُؤَيْب:
(لَو كَانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ... أَحْيا أَبُوَّتَكِ الشُّمَّ الأَماديحُ)
النَّشْرُ: الحياةُ. يُقَال: نَشَرَه نَشْراً ونُشوراً، كأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ هُوَ، أَي المَيِّتُ، لَا غير، نُشوراً: حَيِيَ وعاشَ بعدَ المَوت.)
وَقَالَ الزّجّاج: نَشَرَهُم الله بعثَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وإلَيْهِ النُّشُورُ وَقَالَ الأَعشَى:
(حتَّى يقولَ النّاسُ مِمّا رأَوا ... يَا عَجَباً لِلْمَيِّت النّاشِرِ)
النَّشْرُ: الكَلأُ إِذا يَبِسَ فأَصابَه مَطَرٌ فِي دُبُر الصَّيف فاخْضَرَّ، وَهُوَ رديءٌ للرّاعيةِ يهرُبُ النّاسُ مِنْهُ بأَموالِهم، يُصِيبهَا مِنْهُ السَّهام إِذا رعَتْه فِي أَوّل مَا يَظْهَر، وَقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَلَا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ، وَإِذا كَانَ كَذَلِك تَرَكُوهُ حَتَّى يَجِفَّ فتذهب عَنهُ أُبْلَتُه، أَي شَرّه، وَهُوَ يكون من البقل والعشب وَقيل: لَا يكون إلاّ من العشب، وَقد نَشَرَت الأَرضُ. النَّشْرُ: انتشارُ الوَرَقِ، وَقيل: إِيراقُ الشَّجَرِ، وبكُلٍّ مِنْهُمَا فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيّ قولَ الشَّاعِر:
(كأَنَّ على أَكتافهم نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وَقد جاوَزوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ)
وَقيل: النَّشْرُ هُنَا الرّائحةُ الطَّيِّبَةُ، عَن ابْن الأَعرابيّ أَيضاً. النَّشْرُ: خِلافُ الطَّيِّ، كالتَّنشيرِ، نَشَرَ الثَّوْبَ ونحوَه ينْشُرُهُ نَشْراً ونَشَّرَهُ: بَسَطَهُ، وصُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ، شُدِّدَ للكَثرَة. النَّشْرُ: نَحْتُ الخَشَب، وَقد نَشَرَ الخَشَبَةَ يَنْشُرُها نَشْراً: نَحَتَها، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الصِّحاح: قطعهَا بالمِنْشارِ. النّشْرُ: التَّفريقُ، والقومُ المُتَفَرِّقون الَّذين لَا يجمعهُمْ رئيسٌ، ويُحَرَّكُ، يُقال: جاءَ الْقَوْم، نَشَراً، أَي مُتَفَرِّقين، ورأَيْتُ القومَ نَشَراً، أَي منتشرين. منَ المَجاز: النَّشْرُ: بَدْءُ النَّباتِ فِي الأَرْض. يُقَال: مَا أَحْسَنَ نَشْرَها. النَّشْرُ: إذاعةُ الخبَر، وَقد نَشَرَه يَنْشِره، بِالْكَسْرِ، ويَنْشُره، بِالضَّمِّ: أذاعَه، فانْتَشَر. وَمُحَمّد بن نَشْر، محدّث هَمْدَانيّ، وروى عَنهُ لَيْثُ بن أبي سُلَيْم، وضَبطه الْحَافِظ فِي التَّبْصير بالتَّحْتِيَّة بدلَ النُّون وَقَالَ فِيهِ: يروي عَن لَيْثِ بن أبي سُلَيْم ثمَّ قَالَ: قلت هُوَ هَمْدَانيّ، روى عَن ابنِ الحنفيّة. فَفِي كَلَام المصنّف نظرٌ من وَجْهَيْن. وقرأت فِي ديوَان الذهَبِيّ مَا نَصه: مُحَمَّد بن نَشْر المَدَني، عَن عَمْرو بن نَجيح، نكرةٌ لَا يُعرَف.
قلت: وَلَعَلَّ هَذَا غير الَّذِي ذكره المصنِّف فليُنظَر. قَوْلُهُ تَعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرسِل الرِّياحَ نُشُراً بينَ يَدَيْ رَحْمَته هُوَ بضمَّتَيْن، قرئَ نُشْراً، بضمٍ فَسُكُون، قرئَ نَشَرَاً، بِالتَّحْرِيكِ، فَالْأول جَمْع نَشور، كرَسول ورُسُل، وَالثَّانِي سكّن الشين استِخْفافاً، أَي طلبا للخِفَّة، وَالثَّالِث مَعْنَاهُ إحْياء بنَشْرِ السَّحَاب الَّذِي فِيهِ المَطَر، الَّذِي هُوَ حياةُ كلِّ شيءٍ، وَالرَّابِع شاذٌّ، عَن ابنِ جنّي، قَالَ: وَقُرِئَ بهَا. وعَلى هَذَا قَالُوا مَاتَت الرِّيح: سَكَنَت، قَالَ:
(إنّي لأرْجو أَن تَموتَ الرِّيحُ ... فَأَقْعُد اليومَ وأَسْتَريحُ)
قيل: مَعْنَاهُ وَهُوَ الَّذِي يُرسِل الرياحَ مُنشِرةً نَشَرَاً قَالَه الزَّجَّاج. قَالَ: وَقُرِئَ بُشُراً، بِالْبَاء، جمع بَشيرة، كَقَوْلِه تَعَالَى: وَمن آياتِه أنْ يُرسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ. وَنَشَرتِ الريحُ: هَبَّتْ فِي يومِ غَيْمٍ خاصَّةً. عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وقَوْلُهُ تَعالى: والنَّاشِراتِ نَشْرَاً قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الملائكةُ تَنْشُر الرّحمة. وَقيل: هِيَ الرِّياح تَأْتِي بالمطر. منَ المَجاز: نَشَرَتِ الأرضُ تَنْشُر نُشوراً، بِالضَّمِّ: أَصَابَهَا الربيعُ فأنبَتَتْ، فَهِيَ ناشِرةٌ. منَ المَجاز: النُّشْرَة، بالضَّمِّ: رُقْيَةٌ يُعالَج بهَا)
الْمَجْنُون وَالْمَرِيض وَمن كَانَ يُظَنُّ أنّ بِهِ مَسَّاً من الجنّ، وَقد نَشَرَ عَنهُ، إِذا رَقَاه، وربَّما قَالُوا للإنسانِ والمَهْزول الهالِك: كأنَّه نُشْرَة. قَالَ الكلابيّ: وَإِذا نُشِرَ المَسْفوعُ كَانَ كأنّما أُنشِطَ من عِقال، أَي يُذهَب عَنهُ سَرِيعا، سُمِّيت نُشْرَة لأنّه يُنَشَّر بهَا عَنهُ مَا خامَرَه من الدَّاء، أَي يُكشَف ويُزال. وَفِي الحَدِيث: أنّه سُئلَ عَن النُّشْرَة فَقَالَ: هِيَ من عَمَلِ الشَّيْطان وَقَالَ الْحسن: النُّشْرَة من السِّحْر.يُقَال: مَا أَشْبَه خَطَّه بتَناشيرِ الصِّبيان، التَّناشير: كتابةٌ لغِلْمان الكُتَّاب، وَهِي خطوطُهم فِي المَكْتَبِ، بِلَا وَاحِد، قَالَه ابنُ سِيدَه. وناشِرَةُ بن أَغْوَاثٍ الَّذِي قَتَلَ هَمَّاماً غَدْرَاً، وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كتب التَّواريخ، واستوفاها البَلاذُرِيّ فِي المَفاهيم. وَفِيه يَقُول الْقَائِل:
(لقدْ عَيَّلَ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أَناشِرَ لَا زالتْ يمينُك آشِرَهْ)
ومالكُ بن زَيْدٍ المَعافِريّ، سمع أَبَا أَيُّوب وابنَ عمر، وَعنهُ أَبُو قَبيل المَعافِرِيُّ وعباس بن الْفضل عَن أبي دَاوُود النَّخَعِيّ وَمُحَمّد بن عَنْبَس عَن إِسْحَاق بن يزِيد وغيرِه، وَعنهُ مُحَمَّد بن مَحْمُود الكِنْديّ الكوفيّ، وعبدُ الرَّحْمَن بن مُزْهِر وَهَذَا الْأَخير لم يذكرهُ الْحَافِظ فِي التَّبْصير، وَذكر ضِمام بن إِسْمَاعِيل المَعافِرِيّ، الناشِرِيُّون، محَدِّثون، كلهم إِلَى جدِّهم ناشِرَة، أما مالكُ بن زَيْد فَمن بني ناشِرَه بن الْأَبْيَض بن كِنانة بن مُسْلِيَة بن عَامر بن عَمْرِو بن عُلَةَ بن جَلْد، بَطْن من هَمْدَان، قَالَه ابنُ الْأَثِير. ونَشْوَرَتِ الدَّابَّةُ من علَفِها نَشْوَاراً، بِالْكَسْرِ: أَبْقَتْ من علَفِها، عَن ثَعْلَب،)
وَحَكَاهُ مَعَ المِشْوار الَّذِي هُوَ مَا أَلْقَت الدابَّةُ من علفِها، قَالَ: فَوَزْنُه على هَذَا نَفْعَلَتْ قَالَ، وَهَذَا بناءٌ لَا يُعرَف، كَذَا نَقله ابنُ سِيدَه، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: والنِّشْوار: مَا تُبقيه الدَّابَّةُ من العلَف، فارسيٌّ معرَّب. فِي الحَدِيث: إِذا دَخَلَ أحدكُم الحَمَّام فَعَلَيهِ بالنَّشير وَلَا يَخْصِف. النَّشير، كأَمير: المِئْزَر، سُمِّي بِهِ لأنّه يُنشَر ليُؤْتَزَرَ بِهِ. النَّشِير: الزَّرْعُ إِذا جُمِع وهم لَا يدوسونه. فِي التَّكملة: المَنْشور: مَا كَانَ غَيْرَ مَخْتُومٍ من كتبِ السُّلْطَان، وَهُوَ المَشْهور بالفَرَمان الْآن، والجَمْعُ المَناشير. المَنْشورة، بهاءٍ: المرأةُ السَّخِيَّةُ الكَريمة، كالمَشْنورة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والنُّشارَة، بالضمّ: مَا سَقَطَ من المِنْشار فِي النَّشْر، كالنُّحاتَة. وإبلٌ نَشَرَى، كَجَمَزى: انْتشَرَ فِيهَا الجَرَبُ، وَفِي التَّكملة: نَشْرَى، كَسَكْرى، والفِعلُ نَشِرَ كفَرِح، إِذا جَرِبَ بعد ذهابِه وَنَبَتَ الوَبَرُ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْفَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عُمَيْر بن الحُبَاب:
(وَفينَا وإنْ قيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ ... كَمَا طرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشْرِ)
والتَّنْشير مثلُ التَّعويذ بالنُّشْرَة والرُّقْيَة، وَقد نَشَّر عَنهُ تَنْشِيراً، وَمِنْه الحَدِيث أنّه قَالَ: فلعلَّ طَبَّاً أَصَابَهُ يَعْنِي سِحْراً، ثمَّ نَشَّرَه ب: قُل أعوذُ برَبِّ النَّاسِ، وَهُوَ مجَاز. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّك تُفرِّق عَنهُ العِلَّة. والنَّشَرُ، محرَّكةً: المُنْتَشِرُ، وَمِنْه الحَدِيث: اللَّهُمَّ اضْمُمْ نَشَري أَي مَا انتشرَ من أَمْرِي، كَقَوْلِهِم: لَمَّ الله شعَثي. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا تَصِفُ أَبَاهَا: فَرَدَّ نَشَرَ الْإِسْلَام على غَرِّه، أَي رَدَّ مَا انتشَرَ من الْإِسْلَام إِلَى حالتِه الَّتِي كَانَت على عَهْدِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، تَعْنِي أَمْرَ الرِّدَّة وكِفايةَ أَبِيهَا إيّاه. وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنى مَفْعُول. يُقَال: اتَّقِ على غنَمِكَ النَّشَر، وَهُوَ أَن تَنْتَشِرَ الغنَمُ باللَّيْل فَتَرْعى. والمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِلِيّ أَخُو أَعْشَى باهِلَةَ لأمِّه أحدُ الأشرافِ كَانَ يَسْبِقُ الفرَسَ شَدَّاً. ونُشور، بالضمّ: ة بالدِّينَوَر، نَقله الصَّاغانِيّ، قلتُ: وَمِنْهَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَطاءٍ النُّشورِيّ الدِّينَوَرِيّ، سَمِعَ الحديثَ ودخلَ دِمْياط، وَكَانَ حَسَنَ الطّريقة. والنُّشُر، بضمَّتَيْن: خُرُوج المَذْيِ من الْإِنْسَان، نَقله الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أرضُ المَنْشَر: الأرضُ المُقدَّسَة من الشَّام، أَي مَوْضِع النُّشور، جَاءَ فِي الحَدِيث، وَهِي أرضُ المَحْشَر أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: لَا رَضاعَ إلاّ مَا أَنْشَر اللحمَ وأَنْبَتَ العظمَ أَي شَدَّه وقَوَّاه.
قَالَ ابنُ الْأَثِير ويُروى بالزاي. ونَشرُ الأرضِ بِالْفَتْح: مَا خرجَ من نباتها. وَقَالَ الليثُ: النَّشْرُ: الكَلأُ يَهيجُ أَعْلَاهُ وأسفلُه نَدِيٌّ أَخْضَر، وَبِه فُسِّر قولُ عُمَيْر بن الحُباب السَّابِق. يَقُول: ظاهرُنا فِي الصُّلْح حَسَنٌ فِي مِرآةِ العَيْن، وباطنُنا فاسدٌ كَمَا تَحْسُنُ أَوْبَارُ الجَرْبَى عَن أكلِ النَّشْرِ وتحتها داءٌ مِنْهُ فِي أَجْوَافِها. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّشْرُ: نباتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بَعْدَ مَا يَبْرَأ. والنَّشْرُ: محركة: أَن تَرْعَى الإبلُ بَقْلاً قد أَصَابَهُ صَيْفٌ وَهُوَ يَضرُّها، وَمِنْه قَوْلهم: اتَّقِ على إبلك النَّشْر. وَيُقَال: رأيتُ القومَ نَشَرَاً، أَي مُنتَشرين، واكْتسى الْبَازِي رِيشاً نَشَرَاً، أَي مُنتشراً طَويلا. وَجَاء ناشِراً أُذُنَيْه، إِذا جَاءَ طَائِعا، كَذَا فِي الأساس وَفِي نُسْخَة اللِّسَان طامِعاً، وَعَزاهُ لِابْنِ الأعرابيّ، وَهُوَ مَجاز، وَنَشَرُ الماءِ، محرَّكة: مَا انْتَشَر وتَطايَر عِنْد الْوضُوء، وَفِي حَدِيث الْوضُوء: فَإِذا اسْتَنْشَرْتَ واسْتَنْثَرْتَ) خَرَجَتْ خَطايا وَجْهِك وفِيكَ وخَياشيمِك مَعَ المَاء، قَالَ الخَطَّابيُّ: المَحْفوظُ اسْتَنْشَيْت بِمَعْنى اسْتَنْشَقْتَ. قَالَ: فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ من انتِشار المَاء وتفَرُّقه. وَقَالَ شَمِرٌ: أرضٌ ماشِرَةٌ، وَهِي الَّتِي قد اهتزَّ نباتُها واستوَتْ ورَوِيَت من الْمَطَر. وَقَالَ بعضهُم: أرضٌ ناشِرَةٌ بِهَذَا الْمَعْنى. والنَّشْرَةُ، بِالْفَتْح: النَّسيم، وَقد ذَكَرَه أَبُو نُخَيْلة فِي شِعره. وتَنَشَّر الرجلُ، إِذا اسْتَرْقى. والمُنتَشِرُ بنُ الأجْدَع أَخُو مَسْرُوقٍ، روى عَنهُ ابنُه مُحَمَّد بن المُنتَشِر، وَأَخُوهُ المُغيرةَ بن المُنتَشِر، ذكره ابنُ سعد فِي الْفُقَهَاء، وَأَبُو عُثْمَان عاصمُ بن مُحَمَّد بن النَّصير بن المُنتَشِر البَصْرِيّ، عَن مُعتَمِر وَعنهُ مُسلِمٌ وَأَبُو دَاوُود وغيرُهما. وَنَشَرْتُ: من قرى مصر بالغربيَّة. والمِنْشار، بِالْكَسْرِ: حِصنٌ قريبٌ من الْفُرَات.
وَقَالَ الحازميُّ: مِنْشار: جبلٌ أظنُّه نَجْدِيَّاً. وَبَنُو ناشِرَة بَطْنٌ من المَعافِر. وناشِرَةُ بن أُسَامَة بنِ والبة بن الْحَارِث بنِ ثَعْلَبَة بن دُودان بن أسدٍ، بطنٌ آخر، مِنْهُم بِشْرُ بن أبي خازمٍ واسمُه عَمْرُو بن عَوْف بن حِمْيَر بن ناشِرَة، الشَّاعِر، ذكره ابنُ الكلبيّ. ونُشَيْرٌ، مُصغَّراً: موضعٌ بِبِلَاد الْعَرَب. والنّاشِريُّون: فقهاءُ زَبيد بل الْيمن كلّه، وهم أكبر بَيت فِي الْعلم وَالْفِقْه والصّلاح، وبهم كَانَ يُنتفَع فِي أَكثر بلادِ الْيمن، ينتسبون إِلَى ناشِر بن تَيْم بن سَمْلَقة بَطْن من عَكِّ بنِ عدنان، وَإِلَيْهِ نُسِب حِصنُ ناشِر بِالْيمن. وحفيدُه ناشِرٌ الْأَصْغَر بنُ عَامر بن ناشِر، نزلَ أسفلَ وَادي مَوْر، وابْتَنى بهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالنّاشريَّة، فِي أول الْمِائَة الخامسَة، مِنْهُم القَاضِي مُوفَّق الدّين عليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ، شَاعِر الأشرَف، تُوفِّي سنة بتَعِزّ، وحفيدُه الشِّهاب أَحْمد بن أبي بكر بن عليّ، إِلَيْهِ انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد، وَكَانَ معاصِراً للمُصنِّف وَكَذَا أَخُوهُ عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد، ووالدُهما القَاضِي أَبُو بكر تفقَّه بِأَبِيهِ، وَهُوَ ممّن أَخذ عَنهُ ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة، تُوفِّي بتَعِزّ سنة وَمِنْهُم القَاضِي أَبُو الْفتُوح عبدُ الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ، تفقّه على أَبِيه وعَلى القَاضِي جمال الدّين الريميّ، وتُوفّي بالمَهْجَم قَاضِيا بهَا سنة وَله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء، وَمِنْهُم الْفَقِيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عِيسَى بن إِبْرَاهِيم النّاشِرِيّ، تُوفِّي بالكدراء سنة. وفيهَا توفّي المُصنِّف بزَبيد. وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل الناشريّ، توفّي بحَرَض سنة وَقد ألّف فيهم أَبُو مُحَمَّد عُثْمَان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتابا سَمّاه البُستانُ الزَّاهِر فِي طَبَقَات علماءِ بني ناشِر، وَكَذَلِكَ الإِمَام المُفتي أَبُو الخُطَباء مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم فِي كِتَابه: غُرَر الدُّرَر فِي مُخْتَصر السِّيَر وأنساب البَشَر. والأُنْشور: بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان، يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ، على نِصفِ يومٍ مِنْهَا. وناشِرُ بن حَامِد بن مغرب: بطنٌ من عَكّ، وَهُوَ جَدّ المَكاسِعَة بِالْيمن.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

نشر: النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة؛ قال مُرَقِّش:

النَّشْر مِسْك، والوُجُوه دَنا

نِيرٌ، وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ

أَراد: النَّشْرُ مثلُ ريح المسك لا يكون إِلا على ذلك لأَن النشر عَرضٌ

والمسك جوهر، وقوله: والوُجوه دنانير، الوجه أَيضاً لا يكون ديناراً

إِنما أَراد مثل الدنانير، وكذلك قال: وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد

مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا يتحول إِلى جوهر آخر، وعَمَّ أَبو عبيد به

فقال: الَّشْر الريح، من غير أَن يقيّدها بطيب أَو نَتْن، وقال أَبو

الدُّقَيْش: النَّشْر ريح فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بعد النوم؛ قال امرؤُ

القيس:

كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ

ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ

وفي الحديث: خرج معاوية ونَشْرُه أَمامَه، يعني ريحَ المسك؛ النَّشْر،

بالسكون: الريح الطيبة، أَراد سُطوعَ ريح المسك منه.

ونَشَر الله الميت يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ

لا غير: أَحياه؛ قال الأَعشى:

حتى يقولَ الناسُ مما رَأَوْا:

يا عَجَباً للميّت النَّاشِرِ

وفي التنزيل العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف ننشرها؛ قرأَها ابن عباس:

كيف نُنْشِرُها، وقرأَها الحسن: نَنْشُرها؛ وقال الفراء: من قرأَ كيف

نُنشِرها، بضم النون، فإِنْشارُها إِحياؤها، واحتج ابن عباس بقوله تعالى:

ثم إِذا شاء أَنْشَرَهُ، قال: ومن قرأَها نَنْشُرها وهي قراءة الحسن

فكأَنه يذهب بها إِلى النَّشْرِ والطيّ، والوجه أَن يقال: أَنشَرَ الله الموتى

فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم الله أَي أحْياهم؛ وأَنشد

الأَصمَعي لأَبي ذؤيب:

لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً،

أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ

قال: وبعض بني الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَي عاد وحَيِيَ. وقال

الزجاج: يقال نَشَرهُم الله أَي بعثَهم كما قال تعالى: وإِليه النُّشُور. وفي

حديث الدُّعاء: لك المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور. يقال: نَشَر

الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت، وأَنْشَره الله أَي أَحياه؛ ومنه

يوم النُّشُور. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: فَهلاَّ إِلى الشام

أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور، وهي الأَرض المقدسة من الشام يحشُر

الله الموتى إِليها يوم القيامة، وهي أَرض المَحْشَر؛ ومنه الحديث: لا

رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم وأَنبت العظم

(* قوله« الا م أنشر اللحم وأنبت

العظم» هكذا في الأصل وشرح القاموس. والذي في النهاية والمصباح: الا ما

أنشر العظم وأنبت اللحم) أَي شدّه وقوّاه من الإِنْشار الإِحْياء، قال ابن

الأَثير: ويروى بالزاي. وقوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين

يَدَيْ رَحمتِه، وقرئ: نُشْراً ونَشْراً. والنَّشْر: الحياة. وأَنشر

اللهُ الريحَ: أَحياها بعد موت وأَرسلها نُشْراً ونَشَراً، فأَما من قرأَ

نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول ورسُل، ومن قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ

اسْتِخفافاً، ومن قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْياءً بِنَشْر السحاب الذي فيه

المطر الذي هو حياة كل شيء، ونَشَراً شاذّة؛ عن ابن جني، قال: وقرئ بها وعلى

هذا قالوا ماتت الريح سكنتْ؛ قال:

إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ،

فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ

وقال الزجاج: من قرأَ نَشْراً فالمعنى: وهو الذي يُرسِل الرياح

مُنْتَشِرة نَشْراً، ومن قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور، قال: وقرئ بُشُراً،

بالباء، جمع بَشِيرة كقوله تعالى: ومن آياته أَن يُرْسِل الرياحَ مُبَشِّرات.

ونَشَرتِ الريحُ: هبت في يوم غَيْمٍ خاصة. وقوله تعالى: والنَّاشِراتِ

نَشْراً، قال ثعلب: هي الملائكة تنشُر الرحمة، وقيل: هي الرياح تأْتي

بالمطر. ابن الأَعرابي: إِذا هبَّت الريح في يوم غيم قيل: قد نَشَرت ولا يكون

إِلا في يوم غيم. ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربيعُ

فأَنبتتْ. وما أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها. والنَّشْرُ: أَن يخرج

النَّبْت ثم يبطئَ عليه المطر فييبَس ثم يصيبَه مطر فينبت بعد اليُبْسِ، وهو

رَدِيء للإِبل والغنم إِذا رعتْه في أَوّل ما يظهر يُصيبها منه

السَّهام، وقد نَشَر العُشْب نَشْراً. قال أَبو حنيفة: ولا يضر النَّشْرُ

الحافِرَ، وإِذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَي شرُّه وهو

يكون من البَقْل والعُشْب، وقيل: لا يكون إِلا من العُشْب، وقد نَشَرت

الأَرض. وعمَّ أَبو عبيد بالنَّشْر جميعَ ما خرج من نبات الأَرض. الصحاح:

والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في دُبُرِ الصيف فاخضرّ، وهو

رديء للراعية يهرُب الناس منه بأَموالهم؛ وقد نَشَرتِ الأَرض فهي ناشِرة

إِذا أَنبتتْ ذلك. وفي حديث مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عليها

صاحِبُها فإِنه يُخرِج عنها ما أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ

وعُشْرَ المَظْمَئِيِّ؛ قوله رُبعَ المَسْقَوِيّ قال: أَراه يعني رُبعَ

العُشْر. قال أَبو عبيدة: نَشْر الأَرض، بالسكون، ما خرج من نباتها، وقيل: هو

في الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في آخر الصَّيف فاخضرّ، وهو

رديء للرّاعية، فأَطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. والنَّشْر: انتِشار

الورَق، وقيل: إِيراقُ الشَّجَر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كأَن على أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ

وقد جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبََطِ الغُلْفِ

يجوز أَن يكون انتشارَ الورق، وأَن يكون إِيراقَ الشجر، وأَن يكون

الرائحة الطيّبة، وبكل ذلك فسره ابن الأَعرابي. والنَّشْر: الجَرَب؛ عنه

أَيضاً. الليث: النَّشْر الكلأُ يهيج أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ

منه الإِبل إِذا رعته؛ وأَنشد لعُمير بن حباب:

أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً، ولو تَرى

مَقالتَه في الغَيب، ساءَك ما يَفْرِي

مَقالتُه كالشَّحْم، ما دام شاهِداً،

وبالغيب مَأْثُور على ثَغرة النَّحْرِ

يَسرُّك بادِيهِ، وتحت أَدِيمِه

نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر

تُبِينُ لك العَيْنان ما هو كاتِمٌ

من الضِّغْن، والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر

وفِينا، وإِن قيل اصطلحنا، تَضاغُنٌ

كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْر

فَرِشْني بخير طالَما قد بَرَيْتَني،

فخيرُ الموالي من يَرِيشُ ولا يَبرِي

يقول: ظاهرُنا في الصُّلح حسَن في مَرْآة العين وباطننا فاسد كما تحسُن

أَوبار الجَرْبى عن أَكل النَّشْر، وتحتها داءٌ منه في أَجوافها؛ قال

أَبو منصور: وقيل: النَّشْر في هذا البيت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه ونَباتُ

الوبَر عليه حتى يخفى، قال: وهذا هو الصواب. يقال: نَشِرَ الجرَب يَنْشَر

نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بعد ذهابه. وإِبل نَشَرى إِذا انتشر فيها

الجَرب؛ وقد نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب. ابن الأَعرابي: النَّشَر نَبات

الوبَر على الجرَب بعدما يَبرأُ.والنَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر

نَشْراً. الجوهري: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه،ومنه ريح

نَشُور ورياح نُشُر. والنَّشْر أَيضاً: مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار

نَشْراً. والنَّشْر: خلاف الطيّ. نَشَر الثوبَ ونحوه يَنْشُره نَشْراً

ونَشَّره: بَسَطه. وصحف مُنَشَّرة، شُدّد للكثرة. وفي الحديث: أَنه لم يخرُج في

سَفَر إِلا قال حين ينهَض من جُلوسه: اللهم بك انتَشَرت؛ قال ابن

الأَثير: أَي ابتدأْت سفَري. وكلُّ شيء أَخذته غضّاً، فقد نَشَرْته وانْتَشَرته،

ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضدّ الطيّ، ويروى بالباء الموحدة والسين

المهملة.

وفي الحديث: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِف؛

هو المِئْزر سمي به لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به. والنَّشِيرُ: الإِزار

من نَشْر الثوب وبسْطه. وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر: انْبَسَط. وانْتَشَر

النهارُ وغيره: طال وامْتدّ. وانتشَر الخبرُ: انْذاع. ونَشَرت الخبرَ

أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته. والنَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ بالليل

فترعى. والنَّشَر: أَن ترعَى الإِبل بقلاً قد أَصابه صَيف وهو يضرّها، ويقال:

اتق على إِبلك النَّشَر، ويقال: أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ على

النَّشَر، ويقال: رأَيت القوم نَشَراً أَي مُنْتشِرين. واكتسى البازِي ريشاً

نَشَراً أَي مُنتشِراً طويلاً. وانتشَرت الإِبلُ والغنم: تفرّقت عن غِرّة

من راعيها، ونَشَرها هو ينشُرها نشْراً، وهي النَّشَر. والنَّشَر: القوم

المتفرِّقون الذين لا يجمعهم رئيس. وجاء القوم نَشَراً أَي متفرِّقين.

وجاء ناشِراً أُذُنيه إِذا جاء طامِعاً؛ عن ابن الأَعرابي. والنَّشَر،

بالتحريك: المُنتشِر. وضَمَّ الله نَشَرَك أَي ما انتشَر من أَمرِك، كقولهم:

لَمَّ الله شَعَثَك وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فرَدَّ نَشَر

الإِسلام على غَرِّهِ أَي رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلى حالته التي كانت على

عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تعني أَمرَ الرِّدة وكفاية

أَبيها إِيّاه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول. أَبو العباس: نَشَرُ الماء،

بالتحريك، ما انتشر وتطاير منه عند الوضوء. وسأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء

في إِنائه إِذا توضأَ فقال: ويلك أَتملك نَشَر الماء؟ كل هذا محرّك

الشين من نَشَرِ الغنم. وفي حديث الوضوء: فإِذا اسْتنْشَرتْ واستنثرتَ خرجتْ

خَطايا وجهك وفيك وخَياشِيمك مع الماء، قال الخطابي: المحفوظ اسْتَنْشيت

بمعنى استنْشقْت، قال: فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفرّقه.

وانتشَر الرجل: أَنعظ. وانتشَر ذكَرُه إِذا قام.

ونَشَر الخشبة ينشُرها نشراً: نَحتها، وفي الصحاح: قطعها بالمِنْشار.

والنُّشارة: ما سقط منه. والمِنْشار: ما نُشِر به. والمِنْشار: الخَشَبة

التي يُذرَّى بها البُرُّ، وهي ذات الأَصابع.

والنواشِر: عَصَب الذراع من داخل وخارج، وقيل: هي عُرُوق وعَصَب في باطن

الذراع، وقيل: هي العَصَب التي في ظاهرها، واحدتها ناشرة. أَبو عمرو

والأَصمعي: النواشِر والرَّواهِش عروق باطِن الذراع؛ قال زهير:

مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ

الجوهري: النَّاشِرة واحدة النَّواشِر، وهي عروق باطن الذراع.

وانتِشار عَصَب الدابة في يده: أَن يصيبه عنت فيزول العَصَب عن موضعه.

قال أَبو عبيدة: الانْتِشار الانتِفاخ في العصَب للإِتعاب، قال: والعَصَبة

التي تنتشِر هي العُجَاية. قال: وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غير

أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظَى.

شمر: أَرض ماشِرة وهي التي قد اهتزَّ نباتها واستوت وروِيت من المطَر،

وقال بعضهم: أَرض ناشرة بهذا المعنى.

ابن سيده: والتَّناشِير كتاب للغِلمان في الكُتَّاب لا أَعرِف لها

واحداً.

والنُّشرةُ: رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه

تَنْشِيراً،وقد نَشَّر عنه، قال: وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ: كأَنه

نُشْرة. والتَّنْشِير: من النُّشْرة، وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية. قال

الكلابي: وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه

سريعاً. وفي الحديث أَنه قال: فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً، ثم

نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ؛ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة.

وفي الحديث: أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال: هي من عَمَل الشيطان؛

النُّشرة، بالضم: ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا

من الجِن، سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء

أَي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشْرة من السِّحْر؛ وقد نَشَّرت عنه

تَنشِيراً.

وناشِرة: اسم رجل؛ قال:

لقد عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ

أَناشِرَ، لا زالتْ يمينُك آشِرَهْ

أَراد: يا ناشِرَةُ فرخَّم وفتح الراء، وقيل: إِنما أَراد طعنة ناشِر،

وهو اسم ذلك الرجل، فأَلحق الهاء للتصريع، قال: وهذا ليس بشيء لأَنه لم

يُرْوَ إِلا أَناشِر، بالترخيم، وقال أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك:

تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ،

ولا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ

في البحر، والبحرُ له تَخْمِيمُ،

وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ

تَلْهَمُه جَهْلاً، وما يَرِيمُ

يقول: النَّشْرة والنسيم الذي يُحيي الحيوان إِذا طال عليه الخُمُوم

والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السمك وتكرُ به، وأُمّه التي ولدته تأْكله لأَن

السَّمَك يأْكل بعضُه بعضا، وهو في ذلك لا يَرِيمُ موضعه.

ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سخيَّة كريمة،

قال: ومن المَنْشُورة قوله تعالى: نُشُراً بين يدَيْ رحمتِه؛ أَي سَخاء

وكَرَماً.

والمَنْشُور من كُتب السلطان: ما كان غير مختوم. ونَشْوَرَت الدابة من

عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ من علفها؛ عن ثعلب، وحكاه مع المِشْوار الذي هو

ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها، قال: فوزنه على هذا نَفْعَلَتْ، قال: وهذا

بناء لا يُعرف. الجوهري: النِّشْوار ما تُبقيه الدابة من العَلَف، فارسي

معرب.

حَنْتَم

حَنْتَم: طين الفخار تصنع منه الواني والصحون وغيرها ويطلى من الداخل بالبرنيق وهو الدهن الصيني اللامع (انظر المادة التالية). ففي ابن الــعوام (1: 142): في صفحة حنتم جديدة (وقد أراد بنكري وهو مخطئ تغيير هذا النص) وعند ابن الــعوام (2: 647، 674): زير حنتم وهذا هو صواب قراءتها كما ورد في مخطوطة ليدن وفيه (2: 419) آنية حنتم. انظر أيضا في مادة قادوس.
وفي القسم الأول من معجم فوك: حلتم بمعنى فخاري، صانع الفخار، وفي القسم الثاني منه: مصنوع من فخار (من فَخَّار).
مُحَنْتَم: مبرنق من الداخل (إناء) ففي ابن البيطار (1: 91): إناء محنتم أي مزجج الداخل. (وهي عبارة نقلها من الدريسي).
وفي معجم المنصوري: برنية هي إناء من فخَّار مُحَنْتَم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.