يأتي.
يأتي.
عقــر: الــعَقْــرُ والــعُقْــرُ: الــعُقْــم، وهو اسْتِــعقْــامُ الرَّحِم، وهو أَن
لا تحمل. وقد عَقُــرَت المرأَة عَقَــارةً وعِقــارةً وعَقَــرت تَــعْقِــرِ عَقْــراً
وعُقْــراً وعَقِــرَت عَقــاراً، وهي عاقرٌ. قال ابن جني: ومما عدُّوه شاذّاً
ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِلٌ، نحو عَقُــرَت المرأَة فهي عاقِرٌ، وشَعُر
فهو شاعرٌ، وحَمُض فهو حامِضٌ، وطَهُرَ فهو طاهِرٌ؛ قال: وأَكثر ذلك
وعامَّتُه إِنما هو لُغات تداخَلَت فَتَركَّبَت، قال: هكذا ينبغي أَن
تعتَقِد، وهو أَشَبهُ بحِكمةِ العرب. وقال مرَّة: ليس عاقرٌ من عَقُــرَت بمنزلة
حامِضٍ من حَمُض ولا خاثرٍ من خَثُر ولا طاهِرٍ من طَهُر ولا شاعِرٍ من
شَعُر لأَن كل واحد من هذه اسم الفاعل، وهو جارٍ على فَعَل، فاستغني به عما
يَجْرِي على فَعُل، وهو فَعِيل، ولكنه اسمٌ بمعنى النسب بمنزلة امرأَة
حائضٍ وطالَقٍ، وكذلك الناقة، وجمعها عُقَّــر؛ قال:
ولو أَنَّ ما في بَطْنِه بَيْنَ نِسْوَةٍ
حَبِلْنَ، ولو كانت قَواعِدَ عُقّــرا
ولقد عَقُــرَت، بضم القاف، أَشدَّ الــعُقْــر وأَــعْقَــر اللهُ رَحِمَها، فهي
مُــعْقَــرة، وعَقُــر الرجلُ مثل المرأَة أَيضاً، ورجال عُقَّــرٌ ونساء
عُقَّــرٌ. وقالوا: امرأَة عُقَــرة، مثل هُمَزة؛ وأَنشد:
سَقَى الكِلابيُّ الــعُقَــيْليَّ الــعُقُــرْ
والــعُقُــر: كل ما شَرِبه
(*
قوله: «والــعقــر كل ما شربه إلخ» عبارة شارح القاموس الــعقــر، بضمتين، كل ما
شربه إِنسان فلم يولد له، قال: «سقى الكلابي الــعقــيلي الــعقــر» قال
الصاغاني: وقيل هو الــعقــر بالتخفيف فنقله للقافية). الإِنسان فلم يولد له، فهو
عُقْــرٌ له. ويقال: عَقَــر وعَقِــر إِذا عَقُــر فلم يُحْمَل له. وفي الحديث: لا
تَزَوَّجُنَّ عاقِراً فإِني مُكاثِرٌ بكم؛ العاقرُ: التي لا تحمل. وروي
عن الخليل: الــعُقْــرُ اسْتِبْراءُ المرأَة لتُنْظَرَ أَبِكْرٌ أَم غير
بكر، قال: وهذا لا يعرف. ورجل عاقرٌ وعَقِــيرٌ: لا يولد له بَيْن الــعُقْــر،
بالضم، ولم نسمع في المرأَة عَقِــيراً. وقال ابن الأَعرابي: هو الذي يأْتي
النساء فيُحاضِنُهنّ ويُلامِسهُنّ ولا يولد له.
وعُقْــرةُ لعهدهم: النِّسْيانُ: والــعُقَــرة: خرزة تشدُّها المرأَة على
حَِقْوَيْها لئلا تَحْبَل. قال الأَزهري: ولسنا العرب خرزةٌ يقال لها
الــعُقَــرة يَزْعُمْن أَنها إِذا عُلِّقَت على حِقْوِ المرأَة لم تحمل إِذا
وُطِئت. قال الأَزهري: قال ابن الأَعرابي الــعُقَــرة خرزةٌ تعلَّق على العاقر
لتَلِدَ. وعَقُــر الأَمرُ عُقْــراً: لم يُنْتِجْ عاقِبةً؛ قال ذر الرمة يمدح
بلال بن أَبي بردة:
أَبوكَ تَلافَى الناسَ والدِّينَ بعدما
تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّين مُنْقطِع الكَسْر
فشدَّ إِصارَ الدِّينِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ
ورَدَّ حُروباً لَقِحْن إِلى عُقْــرِ
الضمير في شدَّ عائد على جد الممدوح وهو أَبو موسى الأَشعري.
والتَّشائِي: التبايُنُ والتَّفَرُّق. والكَسْرُ؛ جانب البيت. والإِصَارُ: حَبْل
قصير يشدّ به أَسفلُ الخباء إِلى الوتد، وإِنما ضربه مثلاً. وأَذْرُح:
موضع؛ وقوله: وردَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إِلى عُقْــرِ أَي رَجَعْن إِلى
السكون. ويقال: رَجَعَت الحربُ إِلى عُقْــرٍ إِذا فَتَرَتْ. وعَقْــرُ النَّوَى:
صَرْفُها حالاً بعد حال. والعاقِرُ من الرمل: ما لا يُنْبِت، يُشَبَّه
بالمرأَة، وقيل: هي الرملة التي تُنْبِت جَنَبَتَاها ولا يُنْبِت وَسَطُها؛
أَنشد ثعلب:
ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها،
عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها
وخَصَّ الأَلاء لأَنه من شجر الرمل، وقيل: العاقر رملة معروفة لا تنبت
شيئاً؛ قال:
أَمَّا الفُؤادُ، فلا يَزالُ مُوكَّلاً
بهوى حَمامةَ، أَو بِرَيّا العاقِر
حَمامَةُ: رملة معروفة أَو أَكَمَة، وقيل: العاقِرُ العظيم من الرمل،
وقيل: العظيم من الرمل لا ينبت شيئاً؛ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:
صَرَّافةَ القَبِّ دَموكاً عاقِرا
فإِنه فسره فقال: العاقِرُ التي لا مثل لها. والدَّمُوك هنا: البَكَرة
التي يُسْتقى بها على السانِية، وعَقَــرَه أَي جَرَحَه، فهو عَقِــيرٌ
وعَقْــرَى، مثَّل جريح وجَرْحَى والــعَقْــرُ: شَبِيهٌ بالحَزِّ؛ عَقَــرَه يَــعْقِــره
عَقْــراً وعَقَّــره. والــعَقِــيرُ: المَــعْقــورُ، والجمع عَقْــرَى، الذكر
والأُنثى فيه سواء. وعَقَــر الفرسَ والبعيرَ بالسيف عَقْــراً: قطع قوائمه؛ وفرس
عَقِــيرٌ مَــعْقــورٌ، وخيل عَقْــرى؛ قال:
بسِلَّى وسِلِّبْرَى مَصارعُ فِتْيةٍ
كِرامٍ، وعَقْــرَى من كُمَيْتٍ ومن وَرْدِ
وناقةٌ عَقِــيرٌ وجمل عَقِــير. وفي حديث خديجة، رضي الله تعالى عنها، لما
تزوجت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، كَسَتْ أَباها حُلَّةً
وخَلَّقَتْه ونَحَرَتْ جزوراً، فقال: ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا
الــعَقِــيرُ؟ أَي الجزور المنحور؛ قيل: كانوا إِذا أَرادوا نَحْرَ البعير عَقَــرُوه
أَي قطعوا إِحدى قوائمه ثم نَحرُوه، يفْعل ذلك به كَيْلا يَشْرُد عند
النَّحْر؛ وفي النهاية في هذا المكان: وفي الحديث: أَنه مَرَّ بحِمارٍ
عَقِــيرٍ أَي أَصابَه عَقْــرٌ ولم يَمُتْ بعد، ولم يفسره ابن الأَثير. وعَقَــرَ
الناقة يَــعْقِــرُها ويَــعْقُــرها عَقْــراً وعَقَّــرَها إِذا فعل بها ذلك حتى
تسقط فَنَحَرَها مُسْتمكناً منها، وكذلك كل فَعِيل مصروف عن مفعول به
فإِنه بغير هاء. قال اللحياني: وهو الكلام المجتمع عليه، ومنه ما يقال
بالهاء؛ وقول امرئ القيس:
ويومَ عَقَــرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتي
فمعناه نحرتها. وعاقَرَ صاحبَه: فاضَلَه في عَقْــر الإِبل، كما يقال
كارَمَه وفاخَرَه. وتعاقَر الرجُلان: عَقَــرا إِبلِهَما يَتَباريَان بذلك
ليُرَى أَيُّهما أَــعْقَــرُ لها؛ ولما أَنشد ابن دريد قوله:
فما كان ذَنْبُ بنِي مالك،
بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبَّ
بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظامَ ويَبْرِي العَصَبْ
فسره فقال: يريد مُعاقرةَ غالب بن صعصعة أَبي الفرزدق وسُحَيم بن وَثِيل
الرياحي لما تَعاقَرَا بِصَوْأَر، فــعقــر سحيم خمساً ثم بدَا له، وعَقَــر
غالبٌ أَبو الفرزدق مائة. وفي حديث ابن عباس: لا تأْكلوا من تَعاقُرِ
الأَعراب فإِني لا آمَنُ أَن يكون مما أْهِلَّ به لغير الله؛ قال ابن
الأَثير: هو عَقْــرُهم الإِبل، كان الرجلان يَتَباريانِ في الجود والسخاء
فيَــعْقِــر هذا وهذا حتى يُعَجِّزَ أَحدُهما الآخر، وكانوا يفعلونه رياءً وسُمْعة
وتفاخُراً ولا يقصدون به وجه الله تعالى، فشبَّهه بما ذُبح لغير الله
تعالى. وفي الحديث: لا عَقْــرَ في الإِسلام: قال ابن الأَثير: كانوا
يَــعْقِــرون الإِبل على قبور المَوْتَى أَي يَنْحَرُونها ويقولون: إِن صاحبَ القبر
كان يَــعْقِــر للأَضياف أَيام حياته فتُكافِئُه بمثل صَنِيعه بعد وفاته.
وأَصل الــعَقْــرِ ضَرْبُ قوائم البعير أَو الشاة بالسيف، وهو قائم. وفي
الحديث: ولا تَــعْقِــرنّ شاةً ولا بَعِيراً إِلاَّ لِمَأْكَلة، وإِنما نهى عنه
لأَنه مُثْلة وتعذيبٌ للحيوان؛ ومنه حديث ابن الأَكوع: وما زِلْتُ
أَرْمِيهم وأَــعْقِــرُ بهم أَي أَقتُلُ مركوبهم؛ يقال: عَقَــرْت به إِذا قتلت مر
كوبه وجعلته راجلاً؛ ومنه الحديث: فَــعَقَــرَ حَنْظَلةُ الراهب بأَبي
سُفْيَان بن حَرْب أَي عَرْقَبَ دَابّته ثم اتُّسِعَ في الــعَقْــر حتى استعمل في
القَتْل والهلاك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لمُسَيْلِمةَ الكذّاب: وإِن
أَدْبَرْتَ ليَــعْقــرَنَّك الله أَي ليُهْلِكَنّك، وقيل: أَصله من عَقْــر النخل،
وهو أَن تقطع رؤوسها فتَيْبَس؛ ومنه حديث أُم زرع: وعَقْــرُ جارِتها أَي
هلاكُهَا من الحسد والغيظ. وقولهم: عَقَــرْتَ بي أَي أَطَلْت جَبْسِي كأَنك
عَقَــرْت بَعِيرِي فلا أَقدر على السير، وأَنشد ابن السكيت:
قد عَقَــرَتْ بالقومِ أُمُّ خَزْرج
وفي حديث كعب: أَن الشمس والقَمَرَ ثَوْرانِ عَقِــيران في النار؛ قيل
لمّا وصَفَهما الله تعالى بالسِّبَاحة في قوله عز وجل: وكلٌّ في فَلَكٍ
يَسْبَحُون، ثم أَخبر أَنه يجعلهما في النار يُعَذِّب بهما أَهْلَها بحيث لا
يَبْرَحانِها صارا كأَنهما زَمِنان عَقِــيران. قال ابن الأَثير: حكى ذلك
أَبو موسى، وهو كما تراه. ابن بزرج: يقال قد كانت لي حاجة فــعَقَــرَني عنها
أَي حَبَسَنِي عنها وعاقَنِي. قال الأَزهري: وعَقْــرُ النَّوَى منه
مأْخوذ، والــعَقْــرُ لا يكون إِلاَّ في القوائم. عَقَــرَه إِذا قطع قائِمة من
قوائمه. قال الله تعالى في قضيَّة ثمود: فتاطَى فــعَقَــرَ؛ أَي تعاطَى الشقِيُّ
عَقْــرَ الناقةِ فبلغ ما أَراد، قال الأَزهري: الــعَقْــرُ عند العرب كَشْفُ
عُرْقوب البعير، ثم يُجْعَل النَّحْرُ عَقْــراً لأَن ناحِرَ الإِبل
يَــعْقِــرُها ثم ينحرها. والــعَقِــيرة: ما عُقِــرَ من صيد أَو غيره. وعَقِــيرةُ
الرجل: صوتُه إِذا غَنّى أَو قَرَأَ أَو بَكى، وقيل: أَصله أَن رجلاً عُقِــرَت
رجلُه فوضع الــعَقِــيرةَ على الصحيحة وبكَى عليها بأَعْلى صوته، فقيل: رفع
عَقِــيرَته، ثم كثر ذلك حتى صُيِّر الصوتُ بالغِنَاء عَقِــيرة. قال
الجوهري: قيل لكل مَن رفع صوته عَقِــيرة ولم يقيّد بالغناء. قال: والــعَقِــيرة
الساقُ المقطوعة. قال الأَزهري: وقيل فيه هو رجل أُصِيبَ عُضْوٌ من أَعضائه،
وله إِبل اعتادت حُداءَه، فانتشرت عليه إِبلُه فرفع صوتَه بالأَنِينِ
لِمَا أَصابه من الــعَقْــرِ في بدنه فتسمَّعت إِبلُه فحَسِبْنه يَحْدو بها
فاجتمعت إِليه، فقيل لكل من رفع صوته بالغناء: قد رفع عَقِــيرته.
والــعَقِــيرة: متهى الصوت؛ عن يــعقــوب؛ واسْتَــعْقَــرَ الذئبُ رَفَع صوتَه بالتطريب في
العُواء؛ عنه أَيضاً؛ وأَنشد:
فلما عَوَى الذئبُ مُسْتَــعِقْــراً،
أَنِسْنا به والدُّجى أَسْدَفُ
وقيل: معناه يطلب شيئاً يَفْرِسُه وهؤلاء قومٌ لُصوصٌ أَمِنُوا الطلب
حين عَوَى الذئب. والــعَقِــيرة: الرجل الشريف يُقْتَل. وفي بعض نسخ الإِصلاح:
ما رأَيت كاليوم عَقِــيرَةً وَسْطَ قوم. قال الجوهري: يقال ما رأَيت
كاليوم عَقِــيرةً وَسْطَ قوم، للرجل الشريف يُقْتَل، ويقال: عَقَــرْت ظهر
الدابة إِذا أَدْبَرْته فانْــعَقَــر واعْتَقَر؛ ومنه قوله:
عَقَــرْتَ بَعِيري يا امْرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ
والمِــعْقَــرُ من الرِّحالِ: الذي ليس بِواقٍ. قال أَبو عبيد: لا يقال
مِــعْقــر إِلاَّ لما كانت تلك عادته، فأَمّا ما عَقَــر مرة فلا يكون إِلاَّ
عاقراً؛ أَبو زيد: سَرْجٌ عُقَــرٌ؛ وأَنشد للبَعِيث:
أَلَدُّ إِذا لافَيْتُ قَوْماً بِخُطَّةٍ،
أَلَحَّ على أَكتافِهم قَتَبٌ عُقَــرْ
وعَقَــرَ القَتَبُ والرحل ظهر الناقة، والسرجُ ظهرَ الدابة يَــعْقِــرُه
عَقْــراً: حَزَّه وأََدْبَرَه. واعْتَقَر الظهرُ وانْــعَقَــرَ: دَبِرَ. وسرجٌ
مِــعْقــار ومِــعْقَــر ومُــعْقِــرٌ وعُقَــرَةٌ وعُقَــر وعاقورٌ: يَــعْقِــرُ ظهر
الدابة، وكذلك الرحل؛ وقيل: لا يقال مِــعْقَــر إِلاَّ لما عادته أَن يَــعْقِــرِ.
ورجل عُقَــرة وعُقَــر ومِــعْقَــر: يَــعقِــر الإِبل من إِتْعابِه إِيّاها، ولا
يقال عَقُــور. وكلب عَقُــور، والجمع عُقْــر؛ وقيل: الــعَقُــور للحيوان،
والــعُقَــرَة للمَواتِ. وفي الحديث: خَمْسٌ مَن قَتَلَهُنّ، وهو حَرامٌ، فلا جُناح
عليه. الــعَقْــرب والفأْرة والغُراب والحِدَأُ والكلبُ والــعَقُــور؛ قال: هو
كل سبع يَــعْقِــر أَي يجرح ويقتل ويفترس كالأَسد والنمر والذئب والفَهْد
وما أَشبهها، سمّاها كلباً لاشتراكها في السَّبُعِيَّة؛ قال سفيان بن
عيينة: هو كل سبع يَــعْقِــر، ولم يخص به الكلب. والــعَقُــور من أَبنية المبالغة
ولا يقال عَقُــور إِلاَّ في ذي الروح. قال أَبو عبيد: يقال لكل جارحٍ أَو
عاقرٍ من السباع كلب عَقُــور. وكَلأُ أَرضِ كذا عُقَــارٌ وعُقَّــارٌ: يَــعْقِــر
الماشية ويَقْتُلُها؛ ومنه سمِّي الخمر عُقَــاراً لأَنه يَــعْقِــرُ
الــعَقْــلَ؛ قاله ابن الأَعرابي. ويقال للمرأَة: عَقْــرَى حَلْقى، معناه عَقَــرها
الله وحَلَقها أَي حَلَقَ شَعَرها أَو أَصابَها بوجع في حَلْقِها، فــعَقْــرى
ههنا مَصْدَرٌ كدَعْوى في قول بَشِير بن النَّكْث أَنشده سيبويه:
وَلَّتْ ودَعْلأاها شديدٌ صَخَبُهْ
أَي دعاؤُها؛ وعلى هذا قال: صَخَبُه، فذكّر، وقيل: عَقْــرى حَلْقى
تَــعِقْــرُ قومها وتَحْلِقُهم بشُؤْمِها وتستأْصلهم، وقيل: الــعَقْــرى الحائض. وفي
حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين قيل له يوم النَّفْر في صَفِيَّة
إِنها حائضٌ فقال: عَقْــرَى حَلقى ما أُراها إِلاَّ حابِسَتَنا؛ قال أَبو
عبيد: قوله عَقْــرى عَقَــرَها اللهُ؛ وحَلْقى خَلَقَها اللهُ تعالى، فقوله
عَقَــرَهَا الله يعني عَقَــرَ جسدَها، وحَلْقى أَصابَها الله تعالى بوجعٍ في
حَلْقِها؛ قال: وأَصحاب الحديث يروونه عَقْــرى حَلْقِى، وإِنما هو عَقْــراً
وحَلْقاً، بالتنوين، لأَنهما مصدرا عَقَــرَ وحَلَقَ؛ قال: وهذا على مذهب
العرب في الدعاء على الشيء من غير إِرادة لوقوعه. قال شمر: قلت لأَبي
عبيد لم لا تُجِيزُ عَقْــرى؟ فقال: لأَنّ فَعْلى تجيء نعتاً ولم تجئ في
الدعاء. فقلت: روى ابن شميل عن العرب مُطَّيْرى، وعَقْــرى أَخَفّ منه، فلم
يُنْكِرْه؛ قال ابن الأَثير: هذا ظاهرُه الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة،
وهو في مذهبهم معروف. وقال سيبويه: عَقَّــرْته إِذا قلت له عَقْــراً وهو
من باب سَقْياً ورَعْياً وجَدْعاً، وقال الزمخشري: هما صِفتان للمرأَة
المشؤومة أَي أَنها تَــعْقِــرُ قومَها وتَحْلِقُهم أَي تستأْصِلُهم، من شؤمها
عليهم، ومحلُّها الرفع على الخبرية أَي هي عَقْــرى وحَلْقى، ويحتمل أَن
يكونا مصدرين على فَعْلى بمعنى الــعَقْــر والحَلْق كالشَّكْوى للشَّكْوِ،
وقيل: الأَلف للتأْنيث مثلها في غَضْبى وسَكْرى؛ وحكى اللحياني: لا تفعل ذلم
أُمُّك عَقْــرى، ولم يفسره، غير أَنه ذكره مع قوله أُمك ثاكِلٌ وأُمُّك
هابِلٌ. وحكى سيبويه في الدعاء: جَدْعاً له وعَقْــراً، وقال: جَدَّعْتُه
وعَقَّــرْته قلت له ذلك؛ والعرب تقول: نَعُوذُ بالله من العَواقِر
والنَّواقِر؛ حكاه ثعلب، قال: والعواقِرُ ما يَــعْقِــرُ، والنَّواقِرُ السهامُ التي
تُصيب.
وعَقَــرَ النخلة عَقْــراً وهي عَقِــرةٌ: قطع رأْسها فيبست. قال الأَزهري:
وعَقْــرُ النَّخْلة أَنُ يُكْشَطَ لِيفُها عن قَلْبها ويؤخذ جَذَبُها فإِذا
فعل ذلك بها يَبِسَتْ وهَمَدت. قال: ويقال عَقَــر النخلة قَطَع رأْسَها
كلَّه مع الجُمّار، فهي مَــعْقــورة وعَقِــير، والاسم الــعَقَــار. وفي الحديث:
أَنه مَرَّ بأَرضٍ تسمى عَقِــرة فسماها خضِرَة؛ قال ابن الأَثير: كأَنه
كرِه لها اسم الــعَقْــر لأَن العاقِرَ المرأَةُ التي لا تحمل، وشجرة عاقر لا
تحمل، فسماها خَضِرة تفاؤلاً بها؛ ويجوز أَن يكون من قولهم نخلة عَقِــرةٌ
إِذا قطع رأْسها فيبست. وطائر عَقِــرٌ وعاقِرٌ إِذا أَصاب ريشَه آفةٌ فلم
ينبت؛ وأَما قول لبيد:
لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ،
رَفَعَ القَوادِمَ كالــعَقِــير الأَعْزلِ
قال: شبَّه النَّسْرَ، لمّا تطاير ريشُه فلم يَطِرْ، بفرس كُشِفَ
عرقوباه فلم يُحْضِرْ. والأَعْزَلُ المائل الذنب.
وفي الحديث فيما روى الشعبي: ليس على زانٍ عُقْــرٌ أَي مَهْر وهو
للمُغْتَصَبةِ من الإِماء كمَهْرِ المثل للحُرَّة. وفي الحديث: فأَعْطاهم
عُقْــرَها؛ قال: الــعُقْــرُ، بالضم، ما تُعْطاه المرأَة على وطء الشبهة، وأَصله
أَن واطئ البِكْر يَــعْقِــرها إِذا اقْتَضَّها. فسُمِّيَ ما تُعْطاه
للــعَقْــرِ عُقْــراً ثم صار عامّاً لها وللثيّب، وجمعه الأَــعْقــارُ. وقال أَحمد بن
حنبل: الــعُقْــرُ المهر. وقال ابن المظفر: عُقْــرُ المرأَة دبةُ فرجها إذا
غُصِبَت فَرْجَها. وقال أَبو عبيدة: عُقْــرُ المرأَة ثَوابٌ تُثابُه
المرأَةُ من نكاحها، وقيل: هو صداق المرأَة، وقال الجوهري: هو مَهْرُ المرأَة
إِذا وُِطِئت على شبهة فسماه مَهْراً. وبَيْضَةُ الــعُقْــرِ: التي تُمْتحنُ
بها المرأَةُ عند الاقْتِضاض، وقيل: هي أَول بيضة تبَِيضُها الدجاجة
لأَنها تَــعْقِــرها، وقيل: هي آخر بيضة تبيضها إِذا هَرِمَت، وقيل: هي بيضة
الدِّيك يبيضها في السنة مرة واحدة، وقيل: يبيضها في عمره مرة واحدة إِلى
الطُّول ما هي، سميِّت بذلك لأَن عُذْرةَ الجارية تُخْتَبَرُ بها. وقال
الليث: بَيْضةُ الــعُقْــر بَيْضةُ الدِّيك تُنْسَبُ إِلى الــعُقْــر لأَن الجارية
العذراء يُبْلى ذلك منها بِبَيْضة الدِّيك، فيعلم شأْنها فتُضْرَبُ بيضةُ
الديك مثلاً لكل شيء لا يستطاع مسُّه رَخاوةً وضَعْفاً، ويُضْرَب بذلك
مثلاً للعطية القليلة التي لا يَرُبُّها مُعْطِيها بِبِرّ يتلوها؛ وقال
أَبو عبيد في البخيل يعطي مرة ثم لا يعود: كانت بيْضَة الدِّيك، قال: فإِن
كان يعطي شيئاً ثم يقطعه آخر الدهر قيل للمرة الأَخيرة: كانت بَيْضةَ
الــعُقْــر، وقيل: بيضة الــعُقْــر إِنما هو كقولهم: بَيْض الأَنُوق والأَبْلق
الــعَقُــوق، فهو مثل لما لا يكون. ويقال للذي لا غَنَاء عنده: بَيْضَة الــعقــر،
على التشبيه بذلك. ويقال: كان ذلك بَيْضَة الــعقــر، معناه كان ذلك مرة
واحدة لا ثانية لها. وبَيْضةَ الــعقــر، معناه كان ذلك مرة واحدة لا ثانية لها.
وبَيْضة الــعُقْــر: الأَبْترُ الذي لا ولد له. وعُقْــرُ القوم وعَقْــرُهم:
مَحَلّتُهم بين الدارِ والحوضِ. وعُقْــرُ الحوض وعُقُــره، مخففاً ومثقلاً:
مؤخَّرُه، وقيل: مَقامُ الشاربة منه. وفي الحديث: إِني لِبــعُقْــرِ حَوْضِي
أَذُودُ الناس لأَهل اليَمَنِ؛ قال ابن الأَثير: عُقْــرُ الحوض، بالضم،
موضع الشاربة منه، أَي أَطْرُدُهم لأَجل أَن يَرِدَ أَهلُ اليمن. وفي المثل:
إِنما يُهْدَمُ الحَوْضُ من عُقْــرِه أَي إِنما يؤتى الأَمرُ من وجهه،
والجمع أَــعقــار، قال:
يَلِدْنَ بأَــعْقــارِ الحِياضِ كأَنَّها
نِساءُ النَّصارى، أَصْبَحَتْ وهي كُفَّلُ
ابن الأَعرابي: مَفْرَغُ الدَّلْو من مُؤَخَّرِه عُقْــرُه، ومن
مُقَدَّمِه إزاؤه. والــعَقِــرةُ: الناقةُ التي لا تشرب إِلاَّ من الــعُقْــرِ،
والأَزِيَة: التي لا تَشْرَبُ إِلاَّ من الإِزاءِ؛ ووصف امرؤ القيس صائداً حاذقاً
بالرمي يصيب المَقاتل:
فَرماها في فَرائِصِها
بإِزاءِ الحَوْضِ، أَو عُقُــرِهْ
والفرائِصُ: جمع فَرِيصة، وهي اللحمة التي تُرْعَدُ من الدابة عند مرجع
الكتف تتّصل بالفؤاد. وإِزاءُ الحوض: مُهَراقُ الدَّلْوِ ومصبُّها من
الحوض. وناقةٌ عَقِــرةٌ: تشرب من عُقْــرِ الحوض. وعُقْــرُِ البئر: حيث تقع
أَيدي الواردة إِذا شربت، والجمع أَــعْقــارٌ. وعُقْــرُ النار وعُقُــرها: أَصلها
الذي تأَجَّجُ منه، وقيل: معظمها ومجتمعها ووسطها؛ قال الهذلي يصف
النصال:وبِيض كالسلاجِم مُرْهَفات،
كأَنَّ ظُباتِها عُقُــرٌ بَعِيج
الكاف زائدة. أَراد بيض سَلاجِم أَي طِوَا لٌ.
والــعُقْــر: الجمر. والجمرة: عُقْــرة. وبَعِيجٌ بمعنى مبعوج أَي بُعِج
بِعُودٍ يُثارُ به فشُقَّ عُقْــرُ النار وفُتِح؛ قال ابن بري: هذا البيت
أَورده الجوهري وقال: قال الهذلي يصف السيوف، والبيت لعمرو ابن الداخل يصف
سهاماً، وأَراد بالبِيضِ سِهاماً، والمَعْنِيُّ بها النصالُ. والظُّبَةُ:
حدُّ النصل. وعُقْــرُ كلِّ شيء: أَصله. وعُقْــرُ الدار: أَصلُها، وقيل:
وسطها، وهو مَحلّة للقوم. وفي الحديث: ما غُزِيَ قومٌ في عُقــعرِ دارهم إلاَّ
ذَلُّوا؛ عقْــر الدار؛ بالفتح والضم: أَصلُها؛ ومنه الحديث: عُقْــرُ دارِ
الإِسلام الشامُ أَي أَصله وموضعه، كأَنه أَشار به إِلى وقت الفِتَن أَي
يكون الشأْم يومئذٍ آمِناً منها وأَهلُ الإِسلام به أَسْلَمُ. قال
الأَصمعي: عُقْــرُ الدار أَصلُها في لغة الحجاز، فأَما أَهل نجد فيقولون عَقْــر،
ومنه قيل: الــعَقَــارُ وهو المنزل والأَرض والضِّيَاع. قال الأَزهري: وقد خلط
الليث في تفسير عُقْــر الدار وعُقْــر الحوض وخالف فيه الأئمة، فلذلك
أَضربت عن ذكر ما قاله صفحاً. ويقال: عُقِــرَت رَكِيّتُهم إِذا هُدِمت. وقالوا:
البُهْمَى عُقْــرُ الكلإِ. وعُقَــارُ الكلإِ أَي خيارُ ما يُرْعى من نبات
الأَرض ويُعْتَمَد عليه بمنزلة الدار. وهذا البيت عُقْــرُ القصيدة أَي
أَحسنُ أَبياتها. وهذه الأَبيات عُقــارُ هذه القصيدة أَي خيارُها؛ قال ابن
الأَعرابي: أَنشدني أَبو مَحْضة قصيدة وأَنشدني منها أَبياتاً فقال: هذه
الأَبيات عُقَــارُ هذه القصيدة أَي خِيارُها.
وتَــعَقَّــرَ شحمُ الناقة إِذا اكْتَنَزَ كلُّ موضعٍ منها شَحْماً.
والــعَقْــرُ: فَرْجُ ما بين كل شيئين، وخص بعضهم به ما بين قوائم المائدة.
قال الخليل: سمعت أَعرابيّاً من أَهل الصَّمّان يقول: كل فُرْجة تكون
بين شيئين فهي عَقْــرٌ وعُقْــر، لغتان، ووضَعَ يديه على قائمتي المائدة ونحن
نتغدَّى، فقال: ما بنيهما عُقْــر.
والــعَقْــرُ والــعَقــارُ: المنزل والضَّيْعةُ؛ يقال: ما له دارٌ ولا عَقــارٌ،
وخص بعضهم بالــعَقــار النخلَ. يقال للنخل خاصة من بين المال: عَقــارٌ. وفي
الحديث: مَن باع داراً أَو عَقــاراً؛ قال: الــعَقــارُ، بالفتح، الضَّيْعة
والنخل والأَرض ونحو ذلك. والمُــعْقِــرُ: الرجلُ الكثير الــعَقــار، وقد
أَــعْقَــر. قالت أُم سلمة لعائشة، رضي الله عنها، عند خروجها إِلى البصرة: سَكَّنَ
الله عُقَــيْراكِ فلا تُصْحِريها أَي أَسكَنَكِ الله بَيْتَك وعقَــارَك
وسَتَرَكِ فيه فلا تُبْرِزيه؛ قال ابن الأَثير: هو اسم مصغَّر مشتق من
عُقْــرِ الدار، وقال القتيبي: لم أَسمع بــعُقَــيْرى إِلاَّ في هذا الحديث؛ قال
الزمخشري: كأَنها تصغير الــعَقْــرى على فَعْلى، من عَقِــرَ إِذا بقي مكانه لا
يتقدم ولا يتأَخر فزعاً أَو أَسَفاً أَو خجلاً، وأَصله من عَقَــرْت به
إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه، كأَنك عَقَــرْت راحلته فبقي لا يقدر على البَراحِ،
وأَرادت بها نفسها أَي سكِّني نفْسَك التي حقُّها أَن تلزم مكانها ولا
تَبْرُز إِلى الصحراء، من قوله تعالى: وقَرْنَ في بُيوتِكُنّ ولا تَبَرَّجْن
تَبرُّجَ الجاهلية الأُولى. وعَقَــار البيت: متاعُه ونَضَدُه الذي لا
يُبْتَذلُ إِلاَّ في الأَعْيادِ والحقوق الكبار؛ وبيت حَسَنُ الأَهَرةِ
والظَّهَرةِ والــعَقــارِ، وقيل: عَقــارُ المتاع خيارُه وهو نحو ذلك لأَنه لا
يبسط في الأَعْيادِ والحُقوقِ الكبار إِلاَّ خيارُه، وقيل: عَقــارُه متاعه
ونَضَدُه إِذا كان حسناً كبيراً. وفي الحديث: بعث رسولُ الله، صلى الله
عليه وسلم، عُيَيْنَةَ بن بدر حين أَسلم الناس ودَجا الإِسلام فهجَمَ على
بني علي بن جُنْدب بذات الشُّقُوق، فأَغارُوا عليهم وأَخذوا أَموالهم حتى
أَحْضَرُوها المدينةَ عند نبي الله، فقالت وفُودُ بني العَنْبرِ: أُخِذْنا
يا رسولُ الله، مُسْلِمين غير مشركين حين خَضْرَمْنا النَّعَمَ، فردّ
النبي، صلى الله عليه وسلم، عليهم ذَرارِيَّهم وعَقَــار بُيوتهم؛ قال
الحربيّ: ردّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ذَرارِيَّهمْ لأَنه لم يَرَ أَن
يَسْبِيهَم إِلاَّ على أَمر صحيح ووجدهم مُقِرّين بالإِسلام، وأَراد
بــعَقــارِ بيوتهم أَراضِيهَم، ومنهم مَنْ غلّط مَنْ فسّر عَقــارَ بيوتهم
بأَراضيهم، وقال: أَراد أَمْتِعةَ بيوتهم من الثياب والأَدوات. وعَقــارُ كل شيء:
خياره. ويقال: في البيت عَقــارٌ حسنٌ أَي متاع وأَداة.
وفي الحديث: خيرُ المال الــعُقْــرُ، قال: هو بالضم، أَصل كل شيء، وبالفتح
أَيضاً، وقيل: أَراد أَصل مالٍ له نماءٌ؛ ومنه قيل للبُهْمَى: عُقْــرُ
الدار أَي خيرُ ما رَعَت الإِبل؛ وأَما قول طفيل يصف هوادج الظعائن:
عَقَــارٌ تَظَلُّ الطَّيرُ تَخْطِفُ زَهْوَه
وعالَيْن أَعْلاقاً على كل مُفْأَم
فإِنَّ الأَصمعي رفع العين من قوله عُقــار، وقال: هو متاع البيت، وأَبو
زيد وابن الأَعرابي رَوياه بالفتح، وقد مر ذلك في حديث عيينة بن بدر. وفي
الصحاح والــعُقــارُ ضَرْبٌ من الثياب أَحمر؛ قال طفيل: عقــار تظل الطير
(وأَورد البيت).
ابن الأَعرابي: عُقــارُ الكلإِ البُهْمى؛ كلُّ دار لا يكون فيها يُهْمى
فلا خير في رعيها إِلاَّ أَن يكون فيها طَرِيفة، وهي النَّصِيّ
والصَّلِّيان. وقال مرة: الــعُقــارُ جميع اليبيس. ويقال: عُقِــرَ كلأُ هذه الأَرض إذا
أُكِلَ. وقد أَــعْقَــرْتُكَ كلأَ موضعِ كذا فاعْقِــرْه أَي كُلْه. وفي
الحديث: أَنه أَقطع حُصَيْنَ بن مُشَمّت ناحية كذا واشترط عليه أَن لا
يَــعْقِــرَ مرعاها أَي لا يَقْطعَ شجرها.
وعاقَرَ الشيءَ مُعاقرةً وعِقــاراً: لَزِمَه. والــعُقَــارُ: الخمر، سميت
بذلك لأَنها عاقَرت الــعَقــل وعاقَرت الدَّنّ أَي لَزِمَتْه؛ يقال: عاقَرَه
إِذا لازَمَه وداوم عليه. وأَصله من عُقْــر الحوض. والمُعاقَرةُ: الإِدمان.
والمُعاقَرة: إِدْمانُ شرب الخمر. ومُعاقَرةُ الخمر: إِدْمانُ شربها.
وفي الحديث: لا تُعاقرُوا أَي لا تُدْمِنُوا شرب الخمر. وفي الحديث: لا
يدخل الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ؛ هو الذي يُدْمِنُ شربها، قيل: هو مأْخوذ من
عُقْــر الحوض لأَن الواردة تلازمه، وقيل: سميت عُقَــاراً لأَن أَصحابها
يُعاقِرُونها أَي يلازمونها، وقيل: هي التي تَــعْقِــرُ شارِبَها، وقيل: هي التي لا
تَلْبَثُ أَن تُسكر.، ابن الأَنباري: فلان يُعاقِرُ النبيذَ أَي
يُداوِمهُ، وأَصله مِنْ عُقْــر الحوض، وهو أَصله والموضع الذي تقوم فيه الشاربة،
لأَن شاربها يلازمها مُلازمةَ الإِبل الواردةِ عُقْــرَ الحوض حتى تَرْوى.
قال أَبو سعيد: مُعاقَرةُ الشراب مُغالبَتُه؛ يقول: أَنا أَقوى على شربه،
فيغالبه فيغلبه، فهذه المُعاقَرةُ.
وعَقِــرَ الرجلُ عَقَــراً: فجِئَه الرَّوْعُ فدَهشَ فلم يقدر أَن يتقدم
أَو يتأَخر. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،
لمَّا مات قرأَ أَبو بكر: رضي الله عنه، حين صَعِدَ إِلى مِنْبره فخطب:
إِنّكَ ميَّتٌ وإِنهم مَيَّتون؛ قال: فــعَقِــرْت حتى خَرَرتْ إِلى الأَرض؛
وفي المحكم: فــعَقِــرْت حتى ما أَقْدِرُ على الكلام، وفي النهاية: فَــعقِــرْت
وأَنا قائم حتى وقعت إلى الأَرض؛ قال أَبو عبيد: يقال عَقِــر وبَعِل وهو
مثل الدَّهَشِ، وعَقِــرْت أَي دَهِشْت. قال ابن الأَثير: الــعَقَــرُ، بفتحتين،
أَن تُسْلِمَ الرجلَ قَوائِمُه إِلى الخوف فلا يقدر أَن يمشي من الفَرَق
والدَّهَش، وفي الصحاح؛ فلا يستطيع أَن يقاتل. وأَــعْقَــرَه غيرُه:
أَدْهَشَه. وفي حديث العباس: أَنه عَقِــرَ في مجلسه حين أُخْبِر أَن محمداً
قُتِل. وفي حديث ابن عباس: فلما رأَوا النبي، صلى الله عليه وسلم، سَقَطَتْ
أَذْقانُهم على صدورهم وعَقِــرُوا في مجالسهم. وظَبْيٌ عَقِــيرٌ: دَهِشٌ؛
وروي بعضهم بيت المُنَخَّل اليشكري:
فلَثَمتُها فتنَفَّسَت،
كتنَفُّسِ الظَّبْيِ الــعَقِــيرْ
والــعَقْــرُ والــعُقْــر: القَصْرُ؛ الأَخيرة عن كراع، وقيل: القصر المتهدم
بعضه على بعض، وقيل: البنَاء المرتفع. قال الأَزهري: والــعَقْــرُ القصر الذي
يكون مُعْتَمداً لأَهل القرية؛ قال لبيد بن ربيعة يصف ناقته:
كــعَقْــر الهاجِرِيّ، إِذا ابْتَناه
بأَشْباهٍ حُذِينَ على مثال
(* قوله: «إِذا ابتناه كذا في الأَصل وياقوت. وفي الصحاح وشارح القاموس
إِذا بناه).
وقيل: الــعَقْــرُ القصر على أَي حال كان. والــعَقْــرُ: غيْمٌ في عَرْض
السماء. والــعَقْــرُ: السحاب الأَبيض، وقيل: كل أَبيض عَقْــرٌ. قال الليث:
الــعَقْــر غيم ينشأُ من قِبَل العين فيُغَشِّي عين الشمس وما حواليها، وقال
بعضهم: الــعَقْــرُ غيم ينشأَ في عرض السماء ثم يَقْصِد على حِيَالِه من غير أَن
تُبْصِرَه إِذا مرّ بك ولكن تسمع رعده من بعيد؛ وأَنشد لحميد بن ثور يصف
ناقته:
وإِذا احْزَ أَلَّتْ في المُناخِ رأَيْتَها
كالــعَقْــرِ، أَفْرَدَها العَماءُ المُمْطِرُ
وقال بعضهم: الــعَقْــرُ في هذا البيت القصرُ، أَفرده العماء فلم يُظلِّلْه
وأَضاء لِعَينِ الناظر لإِشراق نُورِ الشمس عليه من خَلَلِ السحاب. وقال
بعضهم: الــعَقْــر القطعة من الغمام، ولكلٍّ مقال لأَن قِطَعَ السحاب
تشبَّه بالقصور. والــعَقِــيرُ: البَرْق، عن كراع.
والــعَقّــار والــعِقّــيرُ: ما يُتَداوى به من النبات والشجر. قال الأَزهري:
الــعَقــاقِير الأَدْوية التي يُسْتَمْشى بها. قال أَبو الهيثم: الــعَقّــارُ
والــعَقــاقِرُ كل نبت ينبت مما فيه شفاءٌ، قال: ولا يُسمى شيء من الــعَقــاقِير
فُوهاً، يعني جميع أَفواه الطيب، إِلا ما يُشَمُّ وله رائحة.
قال الجوهري: والــعَقــاقِيرُ أُصول الأَدْوِية.
والــعُقّــارُ: عُشْبة ترتفع قدر نصف القامة وثمرُه كالبنادق وهو مُمِضٌّ
البتَّة لا يأْكله شيء، حتى إِنك ترى الكلب إِذا لابَسَه يَعْوي، ويسمى
عُقّــار ناعِمَةَ؛ وناعِمةُ: امرأَة طبخته رجاء أَن يذهب الطبخ بِغائِلته
فأَكلته فقتلها.
والــعَقْــر وعَقــاراء والــعَقــاراء، كلها: مواضع؛ قال حميد ابن ثور يصف
الخمر:رَكُودُ الحُمَيّا طَلّةٌ شابَ ماءَها،
بها من عَقــاراءِ الكُرومِ، ربِيبُ
أَراد من كُرومِ عَقــاراء، فقدّم وأَخّر؛ قال شمر: ويروى لها من عُقــارات
الخمور، قال: والــعُقــارات الخمور. رَبيب: مَن يَرُبُّها فيَمْلِكُها. قال:
والــعَقْــر موضع بعينه؛ قال الشاعر:
كَرِهْتُ الــعَقْــرِ، عَقْــرَ بني شُلَيْلٍ،
إِذا هَبَّتْ لِقارِبها الرِّياح
والــعُقُــور، مثل السُّدُوس، والــعُقَــير والــعَقْــر أَيضاً: مواضع؛ قال:
ومِنَّا حَبِيبُ الــعَقِــر حين يَلُفُّهم،
كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِيمة أَخْطَبُ
قال: والــعُقَــيْر قرية على شاطئ البحر بحذاء هجر.
والــعَقْــر: موضع ببابل قتل به يزيد بن المهلب يوم الــعَقْــر.
والمُعاقَرةُ: المُنافرةُ والسِّبابُ والهِجاء والمُلاعنة، وبه سمَّى
أَبو عبيد كتاب المُعاقرات.
ومُــعَقِّــر: اسم شاعر، وهو مُــعَقِّــر بن حمار البارِقيِّ حليف بني نمير.
قال: وقد سمر مُــعَقِّــراً وعَقّــاراً وعُقْــرانَ.
عقــب: عَقِــبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْــبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْــبَتُه،
وعُقْــباهُ، وعُقْــبانُه: آخِرُه؛ قال خالدُ ابن زُهَيْر الـهُذلي:
فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً، * فتِلْكَ الجوازِي عُقْــبُها ونُصُورُها
يقول: جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر. والجمعُ: العَواقِبُ والــعُقُــبُ.
والــعُقْــبانُ، والــعُقْــبَـى: كالعاقبةِ، والــعُقْــبِ. وفي التنزيل: ولا يَخافُ عُقْــباها؛ قال ثعلب: معناه لا يَخافُ اللّهُ، عز وجل، عاقِـبةَ ما
عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في العاقبةِ، كما نَخافُ نحنُ.
والــعُقْــبُ والــعُقُــبُ: العاقبةُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ومِنْه قوله تعالى:
هو خَيْرٌ ثواباً، وخَيْرٌ عُقْــباً أَي عاقِـبةً.
وأَــعْقَــبه بطاعته أَي جازاه.
والــعُقْــبَـى جَزاءُ الأَمْر. وقالوا: الــعُقــبـى لك في الخَيْر أَي العاقبةُ. وجمع الــعَقِــبِ والــعَقْــبِ: أَــعقــابٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.
الأَزهري: وعَقِــبُ القَدَم وعَقْــبُها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه؛ وثلاثُ
أَــعْقُــبٍ، وتجمع على أَــعْقــاب.
وفي الحديث: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً، فقال: انْظُري إِلى عَقِـــبَيْها، أَو عُرْقُوبَيها؛ قيل: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِـــباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. وفي الحديث: نَهَى عن عَقِــبِ الشيطانِ، وفي
رواية: عُقْــبةِ الشيطانِ في الصلاة؛ وهو أَن يَضَعَ أَلْـيَتَيْه على
عَقِـــبَيْه، بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ. وقيل: أَن يَترُكَ عَقِـــبَيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ، وجمعُها أَــعْقــابٌ، وأَــعْقُــبٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فُرْقَ الـمَقاديمِ قِصارَ الأَــعْقُــبِ
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي؛ لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ، ولا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، ولا تُقْعِ على عَقِـــبَيْك في الصلاة، فإِنها عَقِــبُ الشيطان، ولا تَعْبَثْ
بالـحَصَى وأَنت في الصلاة، ولا تَفْتَحْ على الإِمام.
وعَقَــبَه يَــعْقُــبُه عَقْــباً: ضَرَب عَقِـــبَه. وعُقِــبَ عَقْــباً: شَكا عَقِـــبَه. وفي الحديث: وَيْلٌ للــعَقِــبِ من النار، ووَيْلٌ للأَــعْقــابِ من النار؛ وهذا يَدُلُّ على أَن الـمَسْحَ على القَدَمَيْن غيرُ جائز، وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين، لأَنه، صلى اللّه عليه وسلم، لا يُوعِدُ بالنار، إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه، وهو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم. قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ الــعَقِــبَ بالعذاب، لأَنه العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ، وقيل: أَراد صاحبَ الــعَقِــب، فحذف المضاف؛
وإِنما قال ذلك لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في
الوضوءِ.وعَقِــبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثى. ووَطِئُوا عَقِــبَ فلانٍ:
مَشَوْا في أَثَرِه.
وفي الحديث: أَن نَعْلَه كانتْ مُــعَقَّــبةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً.
الـمُــعَقَّــبةُ: التي لها عَقِــبٌ. ووَلَّى على عَقِـــبِه، وعَقِـــبَيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى. والتَّــعْقِـــيبُ: أَن يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده.
وفي الحديث: لا تَرُدَّهم على أَــعْقــابِهِم أَي إِلى حالتهم الأُولى من
تَرْكِ الـهِجْرَةِ. وفي الحديث: ما زالُوا مُرْتَدِّين على أَــعقــابهم أَي
راجعين إِلى الكفر، كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم.
وجاءَ مُــعَقِّــباً أَي في آخرِ النهارِ.
وجِئْتُكَ في عَقِــبِ الشهر، وعَقْــبِه، وعلى عَقِـــبِه أَي لأَيامٍ بَقِـيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ في عُقْــبِ الشهرِ، وعلى عُقْــبِه، وعُقُــبِه، وعُقْــبانِه أَي بعد مُضِـيِّه كلِّه. وحكى اللحياني: جِئتُك عُقُــبَ
رمضانَ أَي آخِرَه. وجِئْتُ فلاناً على عَقْــبِ مَمَرِّه، وعُقُــبه،
وعَقِــبِه، وعَقْــبِه، وعُقْــبانِه أَي بعد مُرورِه. وفي حديث عمر: أَنه سافر في عَقِــب رمضانَ أَي في آخره، وقد بَقِـيَتْ منه بقية؛ وقال اللحياني: أَتَيْتُك على عُقُــبِ ذاك، وعُقْــبِ ذاك، وعَقِــبِ ذاكَ، وعَقْــبِ ذاكَ، وعُقْــبانِ ذاك، وجِئتُكَ عُقْــبَ قُدُومِه أَي بعده.
وعَقَــبَ فلانٌ على فلانة إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها.
والـمُــعَقِّــبُ: الذي أُغِـيرَ عليه فَحُرِب، فأَغارَ على الذي كان
أَغارَ عليه، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس:
يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ، ويُرْ * ضِـيك عِقــاباً إِنْ شِـيتَ أَو نَزَقا
قال: عِقَــاباً يُــعَقِّــبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى؛ قال:
وقالوا عِقــاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ؛ وقال الأَزهري: هو جمع عَقِــبٍ.
وعَقَّــبَ فلانٌ في الصلاة تَــعْقــيباً إِذا صَلَّى، فأَقامَ في موضعه
ينتظر صلاةً أُخرى. وفي الحديث: من عَقَّــبَ في صلاةٍ، فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه، بعدما يَفرُغُ من الصلاة؛ ويقال: صلَّى القَوْمُ وعَقَّــبَ فلان. وفي الحديث: التَّــعْقــيبُ في المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات. وحكى اللِّحْيانيُّ: صلينا عُقُــبَ الظُّهْر، وصلينا أَــعقــابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها.
وعَقَــبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده، وقد بَقِـيَ من الأَوَّل شيءٌ؛ وقيل:
عَقَــبَه إِذا جاءَ بعده. وعَقَــبَ
هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، ولم يَبْقَ منه شيء. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء، وخَلَفَه، فهو عَقْــبُه، كماءِ الرَّكِـيَّةِ، وهُبوبِ الريح، وطَيَرانِ القَطا، وعَدْوِ الفَرس.
والــعَقْــبُ، بالتسكين: الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل؛ تقول: لهذا
الفرس عَقْــبٌ حَسَن؛ وفَرَسٌ ذُو عَقِــب وعَقْــبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:
على الــعَقْــبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، * إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ، غَلْيُ مِرْجَل(1)
(1 قوله «على الــعقــب جياش إلخ» كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.)
وفرسٌ يَــعْقــوبٌ: ذو عَقْــبٍ، وقد عَقَــبَ يَــعْقِــبُ عَقْــباً. وفرس
مُــعَقِّــبٌ في عَدْوِه: يَزْدادُ جودةً. وعَقَــبَ الشَّيْبُ يَــعْقِــبُ ويَــعْقُــبُ
عُقُــوباً، وعَقَّــبَ: جاءَ بعد السَّوادِ؛ ويُقال: عَقَّــبَ في الشَّيْبِ
بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ.
والــعَقِــبُ، والــعَقْــبُ، والعاقِـبةُ: ولَدُ الرجلِ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة. وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي ليس له ولَد؛ وقولُ العَرَبِ: لا عَقِــبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر؛ وقوله تعالى: وجَعَلَها كَلمةً باقِـيَةً في عَقِـــبِه، أَرادَ عَقِــبَ إِبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه. والجمع: أَــعقــاب.
وأَــعْقَــبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَقِـــباً أَي ولداً؛ يقال: كان له
ثلاثةُ أَولادٍ، فأَــعْقَــبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا عَقِـــباً، ودَرَجَ
واحدٌ؛ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ:
كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لم تَدْعُ هالِكاً * من القَومِ هُلْكاً، في غَدٍ، غيرَ مُــعْقِــبِ
يعني: أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ، جاءَ سَيِّدٌ، فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه. وذهب فلانٌ فأَــعْقَــبه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثْلُ عَقَــبه.
وعَقَــبَ مكانَ أَبيه يَــعْقُــب عَقْــباً وعاقِـبة، وعَقَّــبَ إِذا خَلَف؛ وكذلك عَقَــبَه يَــعْقُــبُه عَقْــباً، الأَوّل لازم، والثاني مُتَعَدّ، وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ، وعاقِبٌ له؛ قال: وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَــعْقَــبَه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثلُ عَقَــبه؛ ويقال لولد الرجل: عَقِــبُه وعَقْــبُه، وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْــبُه، وكل ما خَلَف شيئاً، فقد عَقَــبَه، وعَقَّــبه. وعَقَــبُوا من خَلْفِنا، وعَقَّــبُونا: أَتَوا. وعَقَــبُونا من خَلْفِنا،
وعَقَّــبُونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا. وأَــعْقَــبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ، فلم يَبْقَ منه شيءٌ، وصارَ الآخَرُ مكانَه.
والـمُــعْقِــبُ: نَجْمٌ يَــعْقُــب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده. وأَــعْقَــبَه نَدَماً وغَمّاً: أَوْرَثَه إِياه؛ قال أَبو ذُؤَيْب:
أَودَى بَنِـيَّ وأَــعْقَــبُوني حَسْرَةً، * بعدَ الرُّقادِ، وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ
ويقال: فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه
ندامةً. ويقال: أَكَلَ أُكْلَةً فأَــعْقَــبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه.
ويقال: لَقِـيتُ منه عُقْــبةَ الضَّبُع، كما يقال: لَقيتُ منه اسْتَ
الكَلْب أَي لقِـيتُ منه الشِّدَّة.
وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، وبالآخَر أُخْرَى.
ويقال: فلان عُقْــبَةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم. ويقال للرجل
إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام: لو كان له
عَقْــبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ.
والعاقِبُ: الذي دُون السَّيِّدِ؛ وقيل: الذي يَخْلُفُه. وفي الحديث:
قَدِمَ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، نَصارى نَجْرَانَ: السَّيِّدُ
والعاقِبُ؛ فالعاقِبُ: مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بعده. والعاقِبُ والــعَقُــوبُ:
الذي يَخْلُف من كان قبله في الخَيْرِ. والعاقِبُ: الآخر. وقيل:
السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، وأَصحاب مراتبهم، والعاقبُ يتلو السيد. وفي الحديث: أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل؛ وقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لي خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، وأَنا أَحمدُ، والـمَاحِـي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِـي، والعاقِبُ؛ قال أَبو عبيد: العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء؛ وفي المحكم: آخرُ الرُّسُل.وفلانٌ يَسْتَقي على عَقِــبِ آلِ فُلان أَي في إِثْرهم؛ وقيل: على عُقْــبتهم أَي بَعْدَهم.
والعَاقِبُ والــعَقُــوب: الذي يَخْلُف مَنْ كان قبله في الخَيْر.
والـمُــعَقِّــبُ: الـمُتَّبِـعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه. وذهب فلانٌ وعَقَّــبَ فلانٌ بعْدُ، وأَــعْقَــب. والـمُــعَقِّــبُ: الذي يَتْبَعُ عَقِــبَ الإِنسانِ في حَقٍّ؛ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ:
حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ، وهاجَهُ * طَلَبُ الـمُــعَقِّــبِ حَقَّه الـمَظْلومُ
وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله: عَقَّــبَ في الأَمْر إِذا
تَرَدَّد في طلبه مُجِدّاً، وأَنشده؛ وقال: رفع المظلوم، وهو نعتٌ
للـمُــعَقِّــبِ، على المعنى، والـمُــعَقِّــبُ خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل. ويقال أَيضاً: الـمُــعَقِّــبُ الغَريمُ الـمُماطل. عَقَّــبَني حَقِّي أَي مَطَلَني، فيكون المظلومُ فاعلاً، والـمُــعَقِّــبُ مفعولاً. وعَقَّــبَ عليه: كَرَّ ورَجَع. وفي التنزيل: وَلَّى مُدْبراً ولم يُــعَقِّــبْ.
وأَــعْقَــبَ عن الشيءِ: رَجَعَ. وأَــعْقَــبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلى خَيْر.
وقولُ الحرث بن بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُقْــبه؛ فسره ابن
الأَعرابي فقال: معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان
لَقِـيَ مني شَرّاً، فقد أَــعْقَــبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَــعْقَــبْتُ منه ضَعْفاً.
وقالوا: الــعُقْــبَـى إِلى اللّه أَي الـمَرْجِـعُ.
والــعَقْــبُ: الرُّجُوع؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّ صِـياحَ الكُدْرِ، يَنْظُرْنَ عَقْــبَنا، * تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ
معناه: يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا.
والـمُــعَقِّــبُ: الـمُنْتَظِرُ. والـمُــعَقِّــبُ: الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ، ولا يُقِـيمُ في أَهله بعد القُفُولِ.وعَقَّــبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، وغَزاةٍ بعد غزاةٍ: وَالى. وفي الحديث:
وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَــعْقُــبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ الغَزوُ بينهم
نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانيةً،
حتى تَــعْقُــبَها أُخْرى غيرُها. ومنه حديث عمر: أَنه كان يُــعَقِّــبُ
الجيوشَ في كل عام.
وفي الحديث: ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن؛ إِلا أَنها كانت
عُقَــباً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة، فهم يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. ويقال للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ، وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ، فيعودُ إِلى غريمه في تقاضيه. مُــعَقِّــبٌ؛ وأَنشد بيت لبيد:
طَلَبُ الـمُــعَقِّــبِ حَقَّه الـمَظْلومُ
والـمُــعَقِّــبُ: الذي يَكُرُّ على الشيءِ، ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ، وهو قول سلامة بن جَنْدل:
إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّــبا
أَي غَزا غَزوةً أُخْرى. وعَقَّــبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك.
وفي حديث أَبي هريرة: كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِـبونَ الليل
أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة.
وفي حديث أَنس بن مالك: أَنه سُئِلَ عن التَّــعْقِـــيبِ في رَمَضانَ،
فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت. وفي التهذيب: فقال إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه، أَو شَرٍّ يَخافُونَه. قال ابن الأَثير:
التَّــعْقِـــيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً، ثم تَعُودَ فيه؛ وأَراد به ههنا صلاةَ
(يتبع...)
(تابع... 1): عقــب: عَقِــبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْــبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْــبَتُه،... ...
النافلة، بعد التراويح، فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا في المسجد، وأَحَبَّ أَن يكون ذلك في البيوت. وحكى الأَزهري عن إِسحق بن راهويه: إِذا صَلَّى الإِمامُ في شهر رمضان بالناس تَرْويحةً، أَو تَرويحتين، ثم قام الإِمام من آخر الليل، فأَرسل إِلى قوم فاجْتمعوا فصَلى بهم بعدما ناموا، فإِن ذلك جائز إِذا أَراد به قيامَ ما أُمِرَ أَن يُصَلى من التَّرويح، وأَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرويحات، وأَهلُ العراق عليه. قال: فاما أَن يكون إِمام صلى بهم أَوَّلَ الليل الترويحات، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ الليل ليُصليَ بهم جماعةً، فإِن ذلك مكروه، لما روي عن أَنس وسعيد بن جبير من كراهيتهما التَّــعْقِـــيبَ؛ وكان أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا في بُيوتهم. وقال شمر: التَّــعْقِـــيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلاً من صلاة أَو غيرها، ثم يعود فيه من يومه؛ يقال: عَقَّــبَ بصلاة بعد صلاة، وغزوة بعد غزوة؛ قال: وسمعت ابن الأَعرابي يقول: هو الذي يفعلُ الشيءَ ثم يَعُود إِليه ثانيةً. يقال: صَلى من الليل ثم عَقَّــبَ، أَي عاد في تلك الصلاة. وفي حديث عمر: أَنه كان يُــعَقِّــبُ الجُيوشَ في كل عام؛ قال شمر: معناه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَثُ آخرين يُعاقِـبُونَهم.
يقال: عُقِّــبَ الغازيةُ بأَمثالهم، وأُــعْقِـــبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم.
والتَّــعْقِـــيبُ: أَن يَغْزُوَ الرجلُ، ثم يُثَنِّي من سَنَته؛ قال طفيل
يصف الخيل:
طِوالُ الـهَوادي، والـمُتُونُ صَلِـيبةٌ، * مَغاويرُ فيها للأَميرِ مُــعَقَّــبُ
والـمُــعَقَّــبُ: الرجلُ يُخْرَجُ (1)
(1 قوله «والمــعقــب الرجل يخرج إلخ» ضبط المــعقــب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المــعقــب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه.) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً؛ ومنه قوله:
وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني، * وإِنْ تَلْتَمِسْني في الـحَوانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لا أَكونُ مُــعَقَّــباً. وعَقَّــبَ وأَــعْقَــبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً، وهذا مَرَّةً.
والتَّــعْقِـــيبُ في الصَّلاةِ: الجلوسُ بعد أَن يَقْضِـيَها لدُعاءٍ أَو مَسْـأَلة.
وفي الحديث: من عَقَّــبَ في صلاة، فهو في الصلاةِ.
وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها تَــعْقِـــيبٌ أَي استثناء. وأَــعْقَــبَه
الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوْقاتٍ؛ قال امرؤُ القيس يصف فرساً:
ويَخْضِدُ في الآريّ، حَتى كأَنـَّه * به عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غيرُ مُــعْقِــبِ
وإِبلٌ مُعاقِـبةٌ: تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ، ومرةً في خُلَّةٍ. وأَما
التي تَشْرَبُ الماءَ، ثم تَعُودُ إِلى الـمَعْطَنِ، ثم تَعُودُ إِلى الماءِ، فهي العواقِبُ؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَــبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى
مكانٍ تَــعْقُــبُ عَقْــباً، وأَــعْقَــبَتْ: كلاهما تحوّلَتْ
منه إِليه تَرْعَى. ابن الأَعرابي: إِبلٌ عاقِـبةٌ تَــعْقُــب في مَرْتَعٍ بعد الـحَمْضِ، ولا تكون عاقبةً إِلا في سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثم الـحَمْضَ. قال: ولا تكون عاقِـبةً في العُشْبِ.
والتَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة.
والـمُــعَقِّــباتُ: اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل الـمُعْتَرِكاتِ على الـحَوْض، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى، وهي الناظراتُ الــعُقَــبِ.
والــعُقَــبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت، فذلك عُقْــبَتُها.
وعُقْــبَةُ الماشية في الـمَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْــبةً، ثم تُحَوَّل إِلى الـحَمْضِ، فالـحَمْضُ عُقْــبَتُها؛ وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الـحَمْض إِلى الخُلَّة، فالخُلَّة عُقْــبَتُها؛ وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم:
أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْــبَتُه * من لائحِ الـمَرْوِ، والـمَرعى له عُقَــبُ
وقد تقدّم.
والـمِــعْقَــابُ: المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى.
ونخلٌ مُعاقِـبةٌ: تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر.
وعِقْــبةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بالكسر. ويقال: عَقْــبةُ، بالفتح، وذلك
إِذا غاب ثم طَلَع. ابن الأَعرابي: عُقْــبَةُ القمر، بالضم، نَجْمٌ يُقارِنُ
القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً؛ قال:
لا تَطْعَمُ الـمِسْكَ والكافورَ، لِـمَّتُه، * ولا الذَّريرَةَ، إِلا عُقْــبةَ القَمَرِ
هو لبعض بني عامر، يقول: يَفْعَلُ ذلك في الـحَوْلِ مَرَّةً؛ ورواية
اللحياني عِقْــبَة، بالكسر، وهذا موضع نظر، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة. وما أَعلم ما معنى قوله: يُقارن القمر في كل سنة مرة. وفي الصحاح يقال: ما يَفْعَلُ ذلك إِلا عُقْــبةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً.
والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ: التَّداوُل.
والــعَقِـــيبُ: كلُّ شيءٍ أَــعْقَــبَ شيئاً.
وهما يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِـبانِ أَي إِذا جاءَ هذا، ذَهَب هذا، وهما يَتَعاقَبانِ كلَّ الليل والنهار، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبانِ، وهما
عَقــيبان، كلُّ واحدٍ منهما عَقِـــيبُ صاحبه.
وعَقِـــيبُك: الذي يُعاقِـبُك في العَمَل، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. وفي حديث شُرَيْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها، وهو رَفْسُها، كانَ لا يُلْزِمُ صاحِـبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِـعَ ذلك رَمْحاً. وعَقَــبَ الليلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. وعاقَبه أَي جاءَ بــعَقِـــبه، فهو مُعاقِبٌ وعَقِـــيبٌ أَيضاً؛ والتَّــعْقِـــيبُ مثله. وذَهَبَ فلانٌ وعَقَــبَهُ فلانٌ بعدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه. وهما يُــعَقِّــبانِه ويَعْتَقِـبانِ عليه ويَتَعاقَبانِ: يَتَعاونانِ عليه. وقال أَبو عمرو: النَّعامَةُ تَــعْقُــبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى، فمرَّةً تأْكل الآءَ، ومَرة التَّنُّوم، وتَــعْقُــبُ بعد ذلك في حجارة الـمَرْوِ، وهي عُقْــبَته، ولا يَغِثُّ عليها شيء من الـمَرْتَع، وهذا معنى قول ذي الرمة:
................... وعُقْــبَتُه * من لائِحِ الـمَرْوِ، والـمَرْعَى له عُقَــبُ
وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة.
واعْتَقَبَ بخير، وتَــعَقَّــبَ: أَتى به مرَّةً بعد مرة. وأَــعْقَــبه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً؛ والاسم منه الــعُقْــبَـى،
وهو شِـبْهُ العِوَضِ، واسْتَــعْقَــبَ منه خيراً أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَــعْقَــبَه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله. وهو بمعنى قوله:
ومَنْ أَطاعَ فأَــعْقِـــبْه بطاعَتِه، * كما أَطاعَكَ، وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ
وأَــعْقَــبَ الرجلُ إِــعْقــاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير.
واسْتَــعْقَــبْتُ الرجلَ، وتَــعَقَّــبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته.
وتقول: أَخَذْتُ من أَسِـيري عُقْــبةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً. وفي
الحديث: سَـأُعْطيكَ منها عُقْــبَى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطلاق. وفي حديث الضيافة: فإِن لم يَقْرُوه، فله أَن يُــعْقِـــبَهُم بمثْل قِراهُ أَي
يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى. وهذا في الـمُضْطَرِّ
الذي لا يَجِدُ طعاماً، ويخاف على نفسه التَّلَفَ.
يقال: عَقَــبَهم وعَقَّــبهم، مُشَدَّداً ومخففاً، وأَــعْقَــبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْــبَـى وعُقْــبةً، وهو أَن يأْخذ منهم بدلاً عما فاته. وتَــعَقَّــبَ من أَمره: نَدِمَ؛ وتقول: فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه ندامة أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة. وأَــعْقَــبَ الرجلَ: كان عَقِـــيبَه؛ وأَــعْقَــبَ الأَمْرَ إِــعْقــاباً وعُقْــباناً(1)
(1 قوله «وعقــباناً» ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً. وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء، وبالجملة فشرحه غير محرر.) وعُقْــبَـى حسَنةً أَو سيئة. وفي الحديث: ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْــبَـى مِن جَرْعَةِ
غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ؛ وفي رواية: أَحمد عُقْــباناً أَي عاقبة. وأُــعْقِــبَ
عِزُّه ذُلاًّ: أُبْدِلَ؛ قال:
كم من عزيزٍ أُــعْقِــبَ الذُّلَّ عِزُّه، * فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، وقد كان يُحْسَدُ
ويقال: تَــعَقَّــبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة.
ويقال: أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فــعَقَــبَ بخير منه؛ وأَنشد:
فَــعَقَــبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ
ويقال: رأَيتُ عاقبةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَــعْقُــبُ بعضُها
بعضاً، تَقَعُ هذه فتطير، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِـعَ الأُولى.
وأَــعْقَــبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها: نَضَدَها. وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ: أَــعْقــابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَقْــباً على عَقْــبٍ؛ قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة:
إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ * أَــعقــابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ
والأَــعْقــابُ: الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر، لكي
يَشْتَدَّ؛ قال كُراع: لا واحد له. وقال ابن الأَعرابي: الــعُقــابُ
الخَزَفُ بين السافات؛ وأَنشد في وصف بئر:
ذاتَ عُقــابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ
ويُروى: وذاتَ حَمّ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبلها، فقال: وذاتَ حَمّ.
وأَــعقــابُ الطَّيِّ: دوائرُه إِلى مؤَخَّره. وقد عَقَّــبْنا الرَّكِـيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ حجر. والــعُقــابُ: حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل. وعَقَــبْتُ الرجلَ: أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ
مني، وأَنا أَــعْقُــب، بضم القاف، ويقال: أَــعْقَــبَ عليه يَضْرِبُه.
وعَقَــبَ الرَّجُلَ في أَهله: بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه. وعَقَــبَ في أَثر
الرجل بما يكره يَــعْقُــبُ عَقْــباً: تناوله بما يكره ووقع فيه.
والــعُقْــبةُ: قدرُ فَرسخين؛ والــعُقْــبَةُ أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِـيرُه،
والجمعُ عُقَــبٌ؛ قال:
خَوْداً ضِناكاً لا تَسِـير الــعُقَــبا
أَي إِنها لا تَسير مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها
وتَرَفِها؛ كقول ذي الرمة:
فلم تَسْتَطِـعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، * ولا لَيْلَ عِـيسٍ في البُرِينَ خَواضِـعُ
والــعُقْــبةُ: الدُّولةُ؛ والــعُقْــبةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُقْــبَتُكَ؛ والــعُقــبة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُقْــبَتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِنَّ عليَّ عُقْــبَةً أَقْضِـيها، * لَسْتُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها
أَي أَنا أَسُوقُ عُقْــبَتِـي، وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقوله: لستُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها، يقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلى هذا إِنما أَراد: ولا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ ياء، لإِقامة الرِّدْفِ.والــعُقْــبةُ: الموضع الذي يُرْكَبُ فيه. وتَعاقَبَ الـمُسافرانِ على الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْــبةً. وفي الحديث: فكان الناضِحُ يَعْتَقِـبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ. يُقال: جاءَتْ عُقْــبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه. وفي الحديث: مَنْ مَشى عن دابته عُقْــبةً، فله كذا، أَي شَوْطاً. ويُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن الــعُقْــبة، إِذا راوَحْتَه في عَمل، فكانت لك عُقْــبةٌ وله عُقْــبةٌ؛ وكذلك أَــعْقَــبْتُه. ويقول الرجل لزَمِـيله: أَــعْقِــبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُقْــبتِـي؛ وكذلك كلُّ عَمل. ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ:
أَــعْقِـــبِـي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا!
يقول: انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم
الــعُقْــبةُ عليكم.
واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ. وأَــعْقَــبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْــبةً، ورَكِـبْتَ عُقْــبةً، مثلُ الـمُعاقَبةِ.
والـمُعاقَبةُ في الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي
الياء، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض.
والعرب تُــعْقِــبُ بين الفاء والثاء، وتُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَبَ: رَاوَحَ بين رِجْليْه.
وعُقْــبةُ الطائر: مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ، * قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا
ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا، * كلُّ حَيٍّ مُــعْقَــبٌ عُقَــبا
معنى قوله: مُــعْقَــبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها. وقِدْحٌ مُــعَقَّــبٌ: وهو الـمُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَيمُّناً
بفَوْزِه؛ وأَنشد:
بمَثْنى الأَيادِي والـمَنيحِ الـمُــعَقَّــبِ
وجَزُورٌ سَحُوفُ الـمُــعَقَّــب إِذا كان سميناً؛ وأَنشد:
بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ الـمُــعَقَّــبِ
وتَــعَقَّــبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. ويقال: تَــعَقَّــبْتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته. والتَّــعَقُّــبُ: التَّدَبُّرُ، والنظرُ ثانيةً؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ:
فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّـةً، * إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّــعَقُّــب
يقول: إِذا تَــعَقَّــبوا أَيامَنا، لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّـة.
ويقال: لم أَجد عن قولك مُتَــعَقَّــباً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم
أُرَخِّصْ لنفسي التَّــعَقُّــبَ فيه، لأَنْظُرَ آتِـيه أَم أَدَعُه. وفي الأَمر
مُــعَقَّــبٌ أَي تَــعَقُّــبٌ؛ قال طُفَيْل:
مَغَاويرُ، من آلِ الوَجِـيهِ ولاحقٍ، * عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُــعَقَّــبُ
وقوله: لا مُــعَقِّــبَ لِـحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه. وقوله تعالى:
وَلَّى مُدْبِراً ولم يُــعَقِّــبْ؛ أَي لم يَعْطِفْ، ولم يَنْتَظِرْ. وقيل: لم
يمكُثْ، وهو من كلام العرب؛ وقال قتادة: لم يَلْتَفِتْ؛ وقال مجاهد: لم يَرْجِـعْ. قال شمر: وكُلُّ راجع مُــعَقِّــبٌ؛ وقال الطرماح:
وإِنْ تَوَنَّى التَّالِـياتُ عَقَّــبا
(يتبع...)
(تابع... 2): عقــب: عَقِــبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْــبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْــبَتُه،... ...
أَي رَجَعَ. واعْتَقَبَ الرجلَ خيراً أَو شرّاً بما صَنَع: كافأَه به.
والــعِقــابُ والـمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بما فَعل سُوءًا؛ والاسمُ
الــعُقُــوبة. وعاقَبه بذنبه مُعاقَبة وعِقَــاباً: أَخَذَه به.
وتَــعَقَّــبْتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه.
وتَــعَقَّــبْتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فيه، وعُدْتَ للسُّؤَال عنه؛ قال
طُفَيل:
تَـأَوَّبَنِـي، هَمٌّ مع الليلِ مُنْصِبُ، * وجاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ
تَتابَعْنَ حتى لم تَكُنْ لِـيَ ريبةٌ، * ولم يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَــعَقَّــبُ
وتَــعَقَّــبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِـبَتَه إِلى خَيْر. وقوله تعالى: وإِنْ فاتكم شيءٌ من أَزواجكم إِلى الكفار فعَاقَبْتُم؛ هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، وفَسَّرَها: فَغَنِمْتم. وقرأَها حُمَيْد: فــعَقَّــبْتُم، بالتشديد. قال الفراء: وهي بمعنى عَاقَبْتُم، قال: وهي كقولك: تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ، وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ، في ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ؛ وقُرِئَ فــعَقَــبْتُم، خفيفةً. وقال أَبو إِسحق النحوي: من قرأَ فَعاقَبْتُم، فمعناه أَصَبْتُموهم في القتال بالــعُقُــوبة حتى غَنِمْتم؛ ومن قرأَ
فَــعَقَــبْتم، فمعناه فَغَنمتم؛ وعَقَّــبْتُم أَجودُها في اللغة؛ وعَقَــبْتُم
جَيِّدٌ أَيضاً أَي صارَتْ لكم عُقْــبَـى، إِلا أَن التشديد أَبلغ؛ وقال
طرفة:
فَــعَقَــبْتُمْ بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ
قال: والمعنى أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلى مَنْ لا عَهْدَ بينكم
وبينه، أَو إِلى مَنْ بينكم وبينه عهدٌ، فنَكَثَ في إِعْطاءِ الـمَهْرِ،
فغَلَبْتُمْ عليه، فالذي ذهبت امرأَتُه يُعْطَى من الغنيمة الـمَهْرَ مِن
غير أَن يُنْقَصَ من حَقِّهِ في الغنائم شيءٌ، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً، بعد
إِخْراج مُهورِ النساء.
والــعَقْــبُ والـمُعاقِبُ: الـمُدْرِكُ بالثَّـأْر. وفي التنزيل العزيز: وإِنْ عاقَبْتُم فَعاقِـبُوا بمثل ما عُوقِـبْتُم به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
ونَحْنُ قَتَلْنا بالـمَخارِقِ فارساً، * جَزاءَ العُطاسِ، لا يَمُوتُ الـمُعاقِبُ
أَي لا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلك الـمُعاقِبِ بعد موته.
وقوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّـأْرِ، قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ. وعن الأَصمعي: الــعَقْــبُ: الــعِقَــابُ؛ وأَنشد:
لَـيْنٌ لأَهْلِ الـحَقِّ ذُو عَقْــبٍ ذَكَرْ
ويُقال: إِنه لَعَالِـم بــعُقْــمَى الكلام، وعُقْــبَـى الكلام، وهو غامضُ
الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر.
وأَــعْقَــبه على ما صَنَع: جازاه. وأَــعْقَــبه بطاعته أَي جازاه،
والــعُقْــبَـى جَزاءُ الأَمر. وعُقْــبُ كُلِّ شيء، وعُقْــباه، وعُقْــبانُه، وعاقِـبَتُه: خاتِمتُه. والــعُقْــبى: الـمَرْجِعُ. وعَقَــبَ الرجلُ يَــعْقُــبُ عَقْــباً:
طَلب مالاً أَو غيره. ابن الأَعرابي: الـمِــعْقَــبُ الخِمار؛ وأَنشد:
كـمِــعْقَــبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
قال: وسُمِّيَ الخِمار مِــعْقَــباً، لأَنه يَــعْقُــبُ الـمُلاءة، يكون خَلَفاً مِنْها. والـمِــعْقَــبُ: القُرْطُ. والـمِــعْقَــبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. والـمِــعْقَــب: بعير الــعُقَــبِ. والـمِــعْقَــبُ: الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام. والـمُــعْقِــبُ: النَّجْمُ (1)
(1 قوله «والمــعقــب النجم إلخ» ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل.)
الذي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ الـمُعاقِبُ؛ ومنه قول الراجز:
كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِــعْقَــبُ،
أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ
أَبو عبيدة: الـمِــعْقَــبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذي كان يمشي. وعُقْــبَةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره.
والــعُقْــبة: مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة، بضم العين، وأَــعْقَــبَ
الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذلك؛ قال الكُمَيْت:
وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ، * لــعُقْــبةِ قِدْرِ الـمُستَعِـيرين، مُــعْقِــبُ
وكان الفراء يُجيزها بالكسر، بمعنى البَقِـيَّة. ومن قال عُقْــبة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب. وقد جعلها الأَصمعي والبصريون، بضم العين. وقَرارَةُ القِدْرِ: عُقْــبَتُها.
والـمُــعَقِّــباتُ: الـحَفَظةُ، من قوله عز وجل: له مُــعَقِّــباتٌ (2)
(2 قوله «له مــعقــبات إلخ» قال في المحكم أي للإنسان مــعقــبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بــعقــب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه.)
من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه. والـمُــعَقِّــبات: ملائكةُ الليل
والنهار، لأَنهم يَتَعاقبون، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة
وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ. وقرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِـيبُ. قال الفراء: الـمُــعَقِّــباتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُــعَقِّــبُ ملائكةَ النهار،
وملائكةُ النهار تُــعَقِّــبُ ملائكةَ الليل. قال الأَزهري: جعل الفراءُ عَقَّــبَ بمعنى عاقَبَ، كما يقال: عاقَدَ وعَقَّــدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل، وصَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَــباً أَي نُوَباً. وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَقَّــبَ.
وملائكةٌ مُــعَقِّــبَةٌ، ومُــعَقِّــباتٌ جمعُ الجمع؛ وقول النبي، صلى اللّه
عليه وسلم: مُــعَقِّــباتٌ لا يَخِـيبُ قائلُهُنَّ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً،
ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة؛ سُمِّيَتْ مُــعَقِّــباتٍ، لأَنها
عادَتْ مرةً بعد مرة، أَو لأَنها تُقال عَقِـــيبَ الصلاة. وقال شمر: أَراد بقوله مُــعَقِّــباتٌ تَسْبِـيحات تَخْلُفُ بأْــعْقــابِ الناسِ؛ قال: والـمُــعَقِّــبُ من كل شيءٍ: ما خَلَفَ بِــعَقِــبِ ما قبله؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ:
ولَسْتُ بشَيْخٍ، قد تَوَجَّهَ، دالفٍ، * ولكنْ فَـتًى من صالحِ القوم عَقَّــبا
يقول: عُمِّرَ بعدَهم وبَقي.
والــعَقَــبة: واحدة عَقَــباتِ الجبال. والــعَقَــبةُ: طريقٌ، في الجَبَلِ،
وَعْرٌ، والجمع عَقَــبٌ وعِقــابٌ. والــعَقَــبَة: الجبَل الطويلُ، يَعْرِضُ
للطريق فيأْخُذُ فيه، وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ في السماءِ، في صُعود وهُبوط، أَطْوَلُ من النَّقْبِ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى، وقد يكونُ طُولُهما واحداً. سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء، وسَنَدُ الــعَقَــبة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار. قال
الأَزهري: وجمع الــعَقَــبَةِ عِقــابٌ وعَقَــباتٌ. ويقال: من أَين كانتْ عَقِـــبُكَ أَي من أَين أَقْبَلْتَ؟ والــعُقــابُ: طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ؛ وقيل: الــعُقــابُ يَقَع على الذكر والأُنثى، إِلا أَن يقولوا هذا عُقــابٌ ذكَر؛ والجمع: أَــعْقُــبٌ وأَــعْقِـــبةٌ؛ عن كُراع؛ وعِقْــبانٌ وعَقــابينُ: جمعُ الجمع؛ قال:
عَقــابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ
وقيل: جمع الــعُقــاب أَــعْقُــبٌ؛ لأَنها مؤنثة. وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث، مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ، وذراع وأَذْرُعٍ. وعُقــابٌ عَقَــنْباةٌ؛
ذكره ابن سيده في الرباعي.
وقال ابن الأَعرابي: عِتاقُ الطير الــعِقْــبانُ، وسِـباعُ الطير التي
تصيد، والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ. وقال أَبو حنيفة: من الــعِقــبان عِقــبانٌ تسمى عِقــبانَ الجِرْذانِ، ليست بسُودٍ، ولكنها كُهْبٌ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها، إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِـيحَ.
والــعُقــابُ: الراية. والــعُقــابُ: الـحَرْبُ؛ عن كراع. والــعُقــابُ: عَلَم
ضَخْمٌ. وفي الحديث: أَنه كان اسم رايته، عليه السلام، الــعُقــابَ، وهي العَلَمُ الضَّخْمُ. والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ عُقــاباً، على التشبيه. والــعُقــابُ الذي يُــعْقَــدُ للوُلاة شُبِّهَ بالــعُقــابِ الطائر، وهي مؤنثة أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً، * لها غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقــابُها
عُقــابُها: غايَتُها، وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين، وجَمْعُها
عِقْــبانٌ.
والــعُقــابُ: فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ.
والــعُقــابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، وربما
كانت من قِـبَلِ الطَّيِّ؛ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها،
وربما قام عليها الـمُسْتَقي؛ أُنثى، والجمع كالجَمْعِ. وقد عَقَّــبها
تَــعْقِـــيباً: سَوّاها. والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها، يقال له:
الـمُــعَقِّــبُ. ابن الأَعرابي: القَبِـيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر،
والــعُقــابانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها.
وقيل: الــعُقــابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل، شِـبْهُ مِرْقاة. وقيل:
الــعُقــابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل. والــعُقــابانِ: خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ
بينهما الجِلْدَ. والــعُقــاب: خَيْطٌ صغيرٌ، يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ
القُرْطِ، يُشَدُّ به.
وعَقَــبَ القُرْطَ: شَدَّه بــعَقَــبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ؛ قال سَيّارٌ الأَبانِـيُّ:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها الـمَــعْقــوبِ * على دَباةٍ، أَو على يَعْسُوبِ
جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها
بالوَقصِ. والخَوْقُ: الـحَلْقَةُ. واليَعْسوبُ: ذكر النحل. والدَّباةُ:
واحدةُ الدَّبى، نَوْعٌ من الجَراد.
قال الأَزهري: الــعُقــابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.
والـمِــعْقَــبُ: القُرْطُ؛ عن ثعلب.
واليَــعْقُــوبُ: الذَّكَرُ من الـحَجَل والقَطَا، وهو مصروف لأَنه عربيّ
لم يُغَيَّرْ، وإِن كان مَزيداً في أَوَّله، فليس على وزن الفعل؛ قال
الشاعر:
عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَــعْقُــوبُ
والجمع: اليعاقيبُ. قال ابن بري: هذا البيت ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَــعْقُــوبِ، لذَكَر الـحَجَل، والظَّاهر في اليَــعْقُــوبِ هذا أَنه ذَكَر الــعُقــاب، مِثْل اليَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، واليَحْبُورِ، ذَكَرِ الـحُبارَى، لأَن الـحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ في الطَّيران؛ ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق:
يوماً تَرَكْنَ، لإِبْراهِـيمَ، عافِـيَةً * من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب
فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِـيل من النُّسور واليَعاقيب، ومعلوم أَن الـحَجَلَ لا يأْكل القَتْلى. وقال اللحياني: اليَــعْقُــوبُ ذَكَرُ
القَبْجِ. قال ابن سيده: فلا أَدْرِي ما عَنى بالقَبْجِ: أَلـحَجَلَ، أَم
القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ والأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الـحَجَلُ. وقيل:
اليَعاقِـيبُ من الخَيل، سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِـيبِ الـحَجَل لسُرْعتها؛ قال سلامة بن جَنْدَل:
وَلَّى حَثِـيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، * لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِـيبِ(1)
(1 قوله «يتبعه» كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه، وجوّز في ركض الرفع والنصب.)
قيل: يعني اليَعاقِـيبَ من الخَيْل؛ وقيل: ذكور الحجَل.
والاعْتِقابُ: الـحَبْسُ والـمَنْعُ والتَّناوُبُ. واعتَقَبَ الشيءَ: حَبَسه عنده. واعْتَقَبَ البائِـعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن الـمُشتري حتى يقبضَ الثمن؛ ومنه قول إِبراهيم النَّخَعِـيّ: الـمُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الـحَبس والمنعُ. يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً، ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند البائع، فقد ضَمِنَ. وعبارة الأَزهري: حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله، وضمانُه منه.
وعن ابن شميل: يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً، وعليه تَــعْقِــبةٌ إِن كانت
فيها، وقد أَدْرَكَتْني في تلك السِّلْعة تَــعْقِـــبَةٌ.
ويقال: ما عَقَّــبَ فيها، فعليك في مالك أَي ما أَدركني فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه.
وقوله عليه السلام: لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُــوبَتَهُ وعِرْضَه؛ عُقُــوبَتُه: حَبْسُه، وعِرْضُه: شِكايتُه؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما ذكرناه.واعْتَقَبْتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. وعِقْــبَةُ السَّرْو، والجَمالِ، والكَرَمِ، وعُقْــبَتُه، وعُقْــبُه: كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه، وقال اللحياني: أَي سِـيماهُ وعلامته؛ قال: والكَسْرُ أَجْوَدُ. ويُقال: على فلان عِقْــبةُ السَّرْوِ والجَمال، بالكسر، إِذا كان عليه أَثَرُ ذلك.
والــعِقْــبَةُ: الوَشْيُ كالــعِقْــمةِ، وزعم يَــعْقُــوبُ أَن الباءَ بدل من الميم. وقال اللحياني: الــعِقْــبة ضَرْبٌ من ثِـياب الـهَوْدَجِ مُوَشًّى.
ويُقال: عَقْــبة وعَقْــمَة، بالفتح.
والــعَقَــبُ: العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار، الواحدة عَقَــبَةٌ. وفي
الحديث: أَنه مضغ عَقَــباً وهو صائم؛ قال ابن الأَثير: هو، بفتح القاف، العَصَبُ والــعَقَــبُ من كل شيءٍ: عَصَبُ الـمَتْنَيْنِ، والسّاقين، والوَظِـيفَين، يَخْتَلِطُ باللحم يُمْشَقُ منه مَشْقاً، ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى من اللحم، ويُسَوَّى منه الوَتَر؛ واحدته عَقَــبةٌ، وقد يكون في جَنْبَـيِ البعير. والعَصَبُ: العِلْباءُ الغليظ، ولا خير فيه، والفرق بين الــعَقَــبِ والعَصَبِ: أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والــعَقَــب يَضْرِبُ إِلى البياض، وهو أَصْلَبُها وأَمْتَنُها. وأَما الــعَقَــبُ، مُؤَخَّرُ القَدَم: فهو من العَصَب لا من الــعَقَــب. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: الــعَقَــبُ عَقَــبُ الـمَتْنَيْنِ من الشاةِ والبَعيرِ والناقة والبقرة.
وعَقَــبَ الشيءَ يَــعْقِـــبه ويَــعْقُــبه عَقْــباً، وعَقَّــبَه: شَدَّه بــعَقَــبٍ. وعَقَــبَ الخَوْقَ، وهو حَلْقَةُ القُرْطِ، يَــعْقُــبُه عَقْــباً: خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه بــعَقَــبٍ، وقد تقدَّم أَنه من الــعُقــاب. وعَقَــبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْــباً إِذا لَوَى شيئاً من الــعَقَــبِ عليه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، * به عَلَمانِ من عَقَــبٍ وضَرْسِ
(يتبع...)
(تابع... 3): عقــب: عَقِــبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْــبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْــبَتُه،... ...
قال ابن بري: صوابُ هذا البيت: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ؛ لأَنَّ
سهام الـمَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كقول طرفة:
وأَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه * على النار، واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ
وعَقَــبَ قِدْحَه يَــعقُــبه عَقْــباً: انكَسرَ فَشَدَّه بــعَقَــبٍ، وكذلك كلُّ ما انكَسَر فشُدَّ بــعَقَــبٍ. وعَقَــبَ فلانٌ يَــعقُــبُ عَقْــباً إِذا طَلَب مالاً أَو شيئاً غيره. وعَقِــبَ النَّبْتُ يَــعقَــبُ عَقَــباً: دَقَّ عُودُه واصفَرَّ وَرقُه؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَّــبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته، وحان يُبسه. وكل شيء كانَ بعد شيء، فقد عَقَــبه؛ وقال:
عَقَــبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما * بَسَطَ الشَّواطِبُ، بينهنَّ، حَصيرا
والــعُقَــيب، مخفف الياء: موضع. وعَقِــبٌ: موضِـعٌ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو حنيفة:
حَوَّزَها من عَقِــبٍ إِلى ضَبُع، * في ذَنَبانٍ ويَبِـيسٍ مُنْقَفِـعْ
ومُــعَقِّــبٌ: موضع؛ قال:
رَعَتْ، بمُــعَقِّــب فالبُلْقِ، نَبْتاً، * أَطارَ نَسِـيلَها عنها فَطارا
والــعُقَّــيْبُ: طائر، لا يُستعمل إِلاّ مصغراً.
وكَفْرُتِــعْقــابٍ، وكفرُعاقِبٍ: موضعان.
ورجل عِقَّــبانٌ: غليظٌ؛ عن كراع؛ قال: والجمع عِقْــبانٌ؛ قال: ولست من هذا الحرف على ثِقَة.
ويَــعْقُــوب: اسم إِسرائيل أَبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأَنه غُيِّرَ عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروفِ المذهب. وسُمِّيَ يَــعْقُــوبُ بهذا الاسم، لأَنه وُلِدَ مع عِـيصَوْ في بطن واحد. وُلِدَ عِـيصَوْ قبله، ويَــعْقُــوبُ متعلق بــعَقِـــبه، خَرَجا معاً، فعِـيصَوْ أَبو الرُّوم. قال اللّه تعالى في قصة إِبراهيم وامرأَته، عليهما السلام: فَبَشَّرْناها بإِسْحقَ، ومن وَرَاءِ إِسْحقَ يَــعْقُــوبَ؛ قُرِئَ يــعقــوبُ، بالرفع، وقُرِئَ يــعقــوبَ، بفتح الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فالمعنى: ومن وراءِ إِسحق يــعقــوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ وَمَن فتح يــعقــوب، فإِن أَبا زيد والأَخفش زعما أَنه منصوب، وهو في موضِعِ الخفضِ عطفاً على
قوله بإِسحق، والمعنى: بشرناها بإِسحق، ومِنْ وراءِ إِسحق بيــعقــوب؛ قال الأَزهري: وهذا غير جائز عند حُذَّاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأَما أَبو العباس أَحمد بن يحيـى فإِنه قال: نُصِبَ يــعقــوبُ بـإِضمار فِعْلٍ آخر، كأَنه قال: فبشرناها بـإِسحقَ ووهبنا لها من وراءِ إِسحق يــعقــوبَ، ويــعقــوبُ عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر؛ وقال الزجاج: عطف يــعقــوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأَنه قال: وهبنا لها إِسحق، ومِن وراءِ إِسحق يــعقــوبَ أَي وهبناه لها أَيضاً؛ قال الأَزهري: وهكذا قال ابن الأَنباري، وقول الفراءِ قريب منه؛ وقول الأَخفش وأَبي زيد عندهم خطأ. ونِـيقُ الــعُقــابِ: موضع بين مكة والمدينة. ونَجْدُ الــعُقــابِ: موضع بدِمَشْق؛ قال الأَخطل:
ويامَنَّ عن نَجْدِ الــعُقــابِ، وياسَرَتْ * بنا العِـيسُ عن عَذْراءِ دارِ بني السَّحْبِ
عقــم: الــعَقْــمُ والــعُقْــمُ، بالفتح والضم: هَزْمةٌ تقعُ في الرَّحِم فلا
تَقْبَلُ الولدَ. عَقِــمَتِ الرَّحِمُ عَقْــماً وعُقِــمَتْ عُقْــماً وعَقْــماً
وعَقَــماً وعَقَــمَها اللهُ يَــعْقِــمُها عَقْــماً ورَحِمٌ عَقِــيمٌ وعَقِــيمةٌ
مَــعْقــومةٌ، والجمعُ عَقــائمُ وعُقُــمٌ، وما كانت عَقِــيماً ولقد عُقِــمَت،
فهي مَــعْقــومةٌ، وعَقُــمَت إذا لم تَحْمِلْ فهي عَقِــيمٌ وعَقُــرَتْ، بفتح
العين وضَمِّ القاف. وحكى ابن الأعرابي: امرأَةٌ عقــيمٌ، بغير هاءٍ، لا تَلِدُ
من نِسْوةٍ عَقــائم، وزاد اللحياني: من نسوةٍ عُقْــمٍ؛ قال أبو دَهْبلٍ
يمدح عبدَ الله بنَ الأَزْرق المخزوميّ، وقيل هو للحزين الليثي:
نَزْر الكلامِ منَ الحَياءِ، تَخالُه
ضَمِناً، وليس بِجِسْمِه سُقْمُ
مُتَهَلِّل بِنَعَمْ، بلا مُتباعِد،
سِيّانِ منه الوَفْرُ والعُدْمُ
عُقِــمَ النِّساءُ فلن يَلِدْنَ شَبيهَه،
إن النِّساءَ بمثْلِه عُقْــمُ
قال ابن بري: الفصيح عَقَــمَ اللهُ رحِمَها وعُقِــمَت المرأَة، ومن قال
عَقُــمَتْ أو عَقِــمَتْ قال أَــعْقَــمَها اللهُ وعَقَــمَها مثل أَحْزَنْتُه
وحَزَنْتُه؛ وأنشد في الــعُقْــمِ المَصْدر للمُخَبَّل السَّعْديّ:
عُقِــمَتْ فَناعَمَ نَبْتَه الــعُقْــمُ
وفي الحديث: سَوْداءُ وَلُودٌ خيرٌ من حَسناءَ عَقــيم. قال ابن الأثير:
والمرأَةُ عَقــيمٌ ومَــعْقــومةٌ، والرجلُ عَقِــيمٌ ومَــعْقــومٌ. وفي كلام
الحاضرة: الرجالُ عندَهُ بُكْم، والنِّساءُ بمثلِه عُقْــم. ويقال للمرأة
مَــعْقــومةُ الرَّحِم كأَنها مَسْدودتُها. ويقال: عُقِــمَت المرأَة تُــعْقَــم عَقْــماً
وعَقِــمَتْ تَــعْقَــمُ عَقَــماً وعَقُــمتْ تَــعْقُــم عُقْــماً، وأَــعقــمَ اللهُ
رَحِمَها فــعُقِــمتْ، على ما لم يسمّ فاعله. ورَحِمٌ مــعقــومةٌ أي مسدودة لا
تلد ومصدره الــعَقْــم؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:
تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كلما خَطَرَتْ
عن فَرْج مَــعْقــومةٍ لم تَتَّبِعْ رُبَعا
ورجلٌ عَقــيمٌ وعَقــامٌ: لا يُولَد له، والجمع عُقَــماء وعِقــامٌ وعَقْــمى.
وامرأة عَقــامٌ ورجل عَقــامٌ إذا كانا سيِّئَي الخُلُق، وما كان عَقــاماً
ولقد عَقُــم: تَخَلَّقه؛ وأنشد أبو عمرو:
وأنتَ عَقــامٌ لا يُصابُ له هَوىً،
وذو هِمَّةٍ في المال، وهو مُضَيّعُ
ويقال للمرأة الــعَقِــيم من سُوءِ الخُلُق: عَقُــمَتْ. والدنيا عَقــيمٌ أي
لا ترُدُّ على صاحبها خيراً، وبومُ القيامة يومٌ عقِــيم لأنه لا يومَ
بعدهَ؛ فأما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الــعقــلُ عَقْــلان، فأَما عقــل صاحب
الدنيا فــعَقــيمٌ، وأما عقــلُ صاحب الآخرة فمُثْمِرٌ، فالــعقــيمُ ههنا الذي لا
يَنفعُ ولا يرُدُّ خيراً على المثَل. والريحُ الــعقــيمُ في كتاب الله: هي
الدَّبورُ؛ قال الله تعالى: وفي عادٍ إذ أَرسلنا عليهم الريحَ الــعقــيم؛ قال
أبو إسحق: الريحُ الــعقــيمُ التي لا يكون معها لَقَحٌ أي لا تأْتي بمطر
إنما هي ريحُ الإهلاك، وقيل: هي لا تُلقِحُ الشجر ولا تُنشِئُ سَحاباً ولا
تَحْمِل مَطراً، عادَلوا بها ضدَّها، وهو قولهم: رِيحٌ لاقِحٌ أي أنها
تُلْقِح الشجرَ وتُنشِئُ السَّحاب، وجاؤوا بها على حذف الزائد وله نظائر
كثيرة. ويقال: المُلْكُ عَقــيمٌ لا ينفع فيه نسَبٌ لأَن الأَبَ يقتُلُ
ابنَه على المُلْك. وقال ثعلب: معناه أنه يقتل أباه وأَخاه وعَمَّه في ذلك.
والــعَقْــمُ: القَطْعُ، ومنه قيل: المُلك عَقــيمٌ لأنه تُقطعُ فيه الأَرحام
بالقتل والــعُقــوق. وفي الحديث: اليمينُ الفاجرة التي يُقْتَطعُ بها مالُ
المُسلمِ تَــعْقِــمُ الرَّحِم؛ يريد أنها تَقْطع الصِّلة والمعروفَ بين
الناس. قال ابن الأثير: ويجوز أن يحمل على ظاهره.
وحرب عَقــامٌ وعُقــام وعَقــيم: شديدة لا يَلوِي فيها أَحدٌ على أحد يَكْثُر
فيها القتلُ وتَبقى النساء أَيامى، ويومٌ عَقــيمٌ وعُقــام وعَقــام كذلك.
وداءٌ عَقــام وعُقــام: لا يَبرأُ، والضمُّ أَفْصحُ؛ قالت ليلى:
شَفاها منَ الداءِ الــعُقــامِ الذي بها
غُلامٌ، إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها
قال الجوهري: الــعَقــامُ الداءُ الذي لا يُبرَأُ منه، وقياسه الضم إلا أن
المسموع هو الفتح. ابن الأَعرابي: يقال فلان ذو عُقْــمِيَّاتٍ إذا كان
يُلَوِّي بخَصْمِه. والــعَقــامُ: اسمُ حيةٍ تسكن البحْر، ويقال: إن الأسودَ من
الحيّات يأْتي شطَّ البحر فيَصْفِر فتخرج إليه الــعقــامُ فيتَلاوَيان ثم
يَفْترِقان، فيذهبُ هذا في البرِّ وترجع الــعَقــامُ إلى البحر. وناقةٌ
عَقــامٌ: بازلٌ شديدة؛ وأنشد ابن الأَعرابي:
وإن أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ
لِمَنْهَلِها عَقــامٌ خَنْشَلِيلُ
(* قوله «لمنهلها» كذا في الأصل تبعاً للمحكم، والذي في مادة جدي منه:
لمنهبها، بالباء).
أجدَى: منْ جَدِيّة الدَّمِ.
والمَعاقِمُ: فِقَرٌ بين الفَريدة والعَجْب في مُؤخَّر الصُّلب؛ قال
خُفافٌ:
وخَيْلٍ تَنادَى لا هَوادَةَ بَيْنها،
شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ
أي ليس برَهِلٍ. والاعْتقامُ: الدُّخول في الأمر. وفي حديث ابن مسعود
حين ذكر القيامة وأَنّ اللهَ يَظهر للخَلْق قال: فيَخِرُّ المسلمون سُجوداً
لربِّ العالمين وتُــعْقَــمُ أصلابُ المنافقين، وقيل: المشركين، فلا
يَسجدون أي تَيْبَس مَفاصِلُهم وتصير مَشدودةً، فتبقى أصلابُهم طَبَقاً واحداً
أي تُــعْقَــد ويدخلُ بعضها في بعض فلا يستطيعون السجود. ويقال: عُقِــمَتْ
مَفاصِلُ يَدَيه ورجليْه إذا يَبِستْ. والمَعاقِمُ: المفاصل. والمَعاقِمُ
من الخيل: المفاصل، واحدُها مَــعْقِــمٌ، فالرُّسْغ عند الحافر مَــعْقِــمٌ،
والرُّكْبة مَــعْقِــم، والعُرْقوب مَــعْقِــم، وسُمِّيت المفاصل مَعاقِمَ لأن
بعضها مُنْطبقٌ على بعض.
والاعتِقام: أن يَحْفِروا البئر حتى إذا دَنَوْا من الماء حَفَروا بئراً
صغيرة في وَسَطها حتي يَصِلوا إلى الماء فيَذُوقوه، فإن كان عَذْباً
وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها، وإن لم يكن عَذْباً تركوها؛ قال العجاج يصف
ثوراً:
بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا،
إذا انتَحى مُعْتَقِماً أو لجَّفا
أي بقَرْنَين طويلين أي عَوَّجَ جِرابَ البئر يَمْنةً ويَسْرة.
والاعتِقامُ: المُضِيُّ في الحفر سُفْلاً. قال ابن بري: ويأْتي يَعْتَقِمُ بمعنى
يَقهَر؛ قال رؤبة بن العجاج:
يَعْتَقِمُ الأجدالَ والخُصوما
وقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضَّبِّيِّ:
وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ
تَــعَقَّــمُ في جَوانِبه السِّباعُ
أي تحْتَفِر، ويقال: ترَدَّدُ. وعاقَمْت فلاناً إذا خاصمْته.
والــعَقْــمُ: المِرْطُ الأحمر، وقيل: هو كلُّ ثوب أحمر. والــعَقْــمُ: ضرْب
من الوَشْي، الواحدة عَقْــمةٌ ويقال عِقْــمة؛ وأنشد ابن بري لعلقمة بن
عبَدة:عَقْــماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه،
كأَنه من دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ
وقال اللحياني: الــعقْــمةُ ضرْبٌ من ثياب الهوادج مُوَشّىً، قال: وبعضهم
يقول هي ضُروب من اللبن بيضٌ وحُمْر، وقيل: الــعِقْــمة جمع عَقْــمٍ كشَيخٍ
وشِيخةٍ، وإنما قيل للوَشْي عِقْــمة لأن الصانع كان يعمَلُ، فإذا أَراد أن
يَشِيَ بغير ذلك اللون لَواه فأَغمَضه وأَظهر ما يُريد عمله.
وكلام عُقْــمِيٌّ: قديمٌ قد دَرَسَ؛ عن ثعلب. والــعُقِــمِيُّ من الكلام:
غريبُ الغريب والــعُقْــمِيُّ: كلام عَقــيم لا يُشتقُّ منه فِعْل. ويقال: إنه
لَعالِمٌ بــعُقْــمِيِّ الكلام وعُقْــبيّ الكلام وهو غامض الكلام الذي لا
يعرفه الناس، وهو مثل النوادر. وقال أَبو عمرو: سأَلت رجلاً من هُذَيل عن حرف
غريب فقال: هذا كلام عُقْــمِيٌّ، يعني أنه من كلام الجاهليّة لا يُعرَفُ
اليومَ، وقيل: عُقْــمِيُّ الكلام أي قديمُ الكلام. وكلامٌ عُقْــمِيٌّ
وعِقْــمِيٌّ أَي غامضٌ. والــعُقْــميُّ: الرجلُ القديمُ
(* قوله «والــعقــميّ الرجل
القديم إلخ» ضبط في الأصل بالضم وبه صرح في القاموس، وضبط في التهذيب
والتكملة بالفتح) الكرمِ والشرفِ.
والتَّعاقُمُ: الوِرْدُ مرةً بعدَ مرةٍ، وقيل: الميم فيه بدل من باء
التعاقُبِ. والمَــعْقِــمُ أَيضاً: عُقْــدَةٌ في التِّبْن.
عقــل: الــعَقْــلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقــولٌ. وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقــولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَــلَ يَــعْقِــل عَقْــلاً ومَــعْقُــولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَــعْقُــول فيقول: كأَنه عُقِــلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْــلُه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:
فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً
لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَــعْقــول
وعَقَــل، فهو عاقِلٌ وعَقُــولٌ من قوم عُقَــلاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَــلْتُ البَعيرَ إِذا
جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.
والمَــعْقُــول: ما تَــعْقِــله بقلبك. والمَــعْقُــول: الــعَقْــلُ، يقال: ما لَهُ مَــعْقُــولٌ أَي عَقْــلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.
وعاقَلَهُ فــعَقَــلَه يَــعْقُــلُه، بالضم: كان أَــعْقَــلَ منه. والــعَقْــلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والــعَقْــلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ الــعَقْــلُ، وسُمِّي الــعَقْــلُ عَقْــلاً لأَنه يَــعْقِــل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: الــعَقْــلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر
الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُــول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُــولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَــلَ الشيءَ يَــعْقِــلُه عَقْــلاً: فَهِمه.
ويقال أَــعْقَــلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً. وعَقَّــلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً. وتَــعَقَّــل: تكَلَّف الــعَقْــلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.
وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك. وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ الــعَقُــول؛ قال ابن الأَثير: هو
الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً، والــعَقُــول فَعُولٌ منه للمبالغة. وعَقَــلَ الدواءُ بَطْنَه يَــعْقِــلُه ويَــعْقُــلُه عَقْــلاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء الــعَقُــولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَقَــلَ بطنُه واعْتَقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُــولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَــلَ بطنُه، وقد عَقَــلَ الدواءُ بطنَه سواءً. واعْتَقَلَ
لِسانُه (* قوله «واعتقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة:
ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ،
يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم
واعْتُقِل: حُبِس. وعَقَــلَه عن حاجته يَــعْقِــله وعَقَّــله وتَــعَقَّــلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه. وعَقَــلَ البعيرَ يَــعْقِــلُه عَقْــلاً وعَقَّــلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو الــعِقــالُ، والجمع عُقُــلٌ. وعَقَّــلْتُ الإِبلَ من الــعَقْــل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال:
يُــعَقِّــلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ،
وبِئْسَ مُــعَقِّــلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ
وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُــعَقَّــلة أَي المشدودة بالــعِقــال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها:
فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُــعَقَّــلاتٍ
قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار
(* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع
تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو
خطأ).
يعني نِساءً مُــعَقَّــلات لأَزواجهن كما تُــعَقَّــل النوقُ عند الضِّراب؛
ومن الأَبيات أَيضاً:
يُــعَقِّــلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم
أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالــعَقْــلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن
يُــعَقِّــلُونَهُنَّ وهو يُــعَقِّــلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج
والإِعادة له، وقد يُــعْقَــل العُرْقوبانِ. والــعِقــالُ: الرِّباط الذي يُــعْقَــل به،
وجمعه عُقُــلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَقَــلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا
أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَــعْقُــولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَقْــلٍ رَفْعٌ.
والــعَقْــلُ في العَروض: إِسقاط الياء
(* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل
ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان الــعقــل اسقاط الخامس المحرك وهو
اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير
مَفاعِلُنْ؛ وبيته:
مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ،
كأَنَّما رسُومُها سُطور
والــعَقْــلُ: الديَة. وعَقَــلَ القَتيلَ يَــعْقِــله عَقْــلاً: وَدَاهُ، وعَقَــل
عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو
الفرق
(* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى
عقــله وعقــل عنه وعقــل له، فلعل قوله الآتي: وعقــلت له دم فلان مع شاهده مؤخر
عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري)
بين عَقَــلْته وعَقَــلْت عنه وعَقَــلْتُ له؛ فأَما قوله:
فإِنْ كان عَقْــل، فاعْقِــلا عن أَخيكما
بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما
فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِــلوا
(* قوله «اعقــلوا إلخ» كذا في
الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعقــلات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا
وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.
ويقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ الــعَقْــلَ.
وعَقَــلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو
بن مَعْدِيكرِب:
وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه،
إِلى قَوْمِه: لا تَــعْقِــلُوا لَهُمُ دَمِي
والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن
مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ الــعَقْــلُ إِلى ثلث الدية صارت دية
المرأَة على النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل
الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل،
ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف
ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ
فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها
في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن
من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن
أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث
فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في
إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا
الثلث كما فعله ابن المسيب. وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود
فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم
بنصفِ الــعَقْــل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد
أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية
نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَقْــلٌ
لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَــعْقِــلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم
كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْــلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم. وفي الحديث:
إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر
فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها
على عاقلة الأُخرى. وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،
بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين
إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل
الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ، وأَصلها
اسم فاعلةٍ من الــعَقْــل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلة أَن
يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل
العاقِلة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ
إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم
يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب
حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في الــعَقْــل سواءٌ،
وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلت
لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر
ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن
تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت
المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والــعَقْــل في كلام العرب الدِّيةُ،
سميت عَقْــلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت
أَموالَهم، فسميت الدية عَقْــلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية
إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَــعْقِــلُها بالــعُقُــل ويُسَلِّمها إِلى
أَوليائه، وأَصل الــعَقْــل مصدر عَقَــلْت البعير بالــعِقــال أَــعْقِــله عَقْــلاً، وهو
حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان
أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم
وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ
المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه
وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة
مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين
جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها
ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ
عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا
الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه
العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلةُ. ابن
السكيت: يقال عَقَــلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَقَــلْت
المقتولَ أَــعْقِــله عَقْــلاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل
فتُــعْقَــل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَقَــلْت
المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَقَــلْت فلاناً
إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَقَــلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه
جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه. وفي الحديث: لا تَــعقِــل العاقِلةُ عمداً ولا
عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال
الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من
الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم
عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة؛ وروي:
لا تَــعْقِــل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما
العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية
عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني
حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله
خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى
على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَــعْقِــل العاقِلةُ على عبد، ولم يكن لا
تَــعْقِــل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في
ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَــلْتُه وعَقَــلْتُ عنه حتى
فَهَّمْته، قال: ولا يَــعْقِــلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في
القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها
شيئاً. وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ
مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل
البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛
معناه أَن أَهل القُرى لا يَــعْقِــلون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن
أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ
والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَــعْقِــل
بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني. وتَعاقَل القومُ دَمَ
فلان: عَقَــلُوه بينهم.
والمَــعْقُــلة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَــعْقُــلة أَي
بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه. ودَمُه مَــعْقُــلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه
من أَموالهم. وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال
الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في
الجاهلية، وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك،
واحدتها مَــعْقُــلة. وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون
من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي
يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من
الــعَقْــل. والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَــعْقُــلة. والمَعاقِل: حيث تُــعْقَــل الإِبِل.
ومَعاقِل الإِبل: حيث تُــعْقَــل فيها. وفلانٌ عِقــالُ المِئِينَ: وهو الرجل
لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل. ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ
وعِقــالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن
الصَّــعِق:
أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي
عِقــالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
(* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).
واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه. وفي حديث أُمِّ زَرْع:
واعْتَقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه
ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه. واعْتَقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه
وفخذه فَحَلبها. وفي حديث عمر: من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع
أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر. ويقال: اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى
رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة:
أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ،
إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها
أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. ويقال: تَــعَقَّــل فلان قادِمة رَحْله بمعنى
اعْتَقَلها؛ ومنه قول النابغة
(* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا
أنشده الازهري، والذي في شعره:
فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره:
يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) :
مُتَــعَقِّــلينَ قَوادِمَ الأَكْوار
قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَــعَقَّــلْ لي بكَفَّيْك حتى
أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً، ولو أَناخه لم
يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله
وركب.
والــعَقَــلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن
يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو
مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة:
وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ،
سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا
مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ،
مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَــلا
وبعير أَــعْقَــلُ وناقة عَقْــلاء بَيِّنة الــعَقَــل: وهو التواء في رجل
البعير واتساعٌ، وقد عَقِــلَ.
والــعُقَّــال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط،
وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالــعُقَّــال الفرسَ، وفي الصحاح:
الــعُقَّــال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح:
يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها،
إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّــال
وداءٌ ذو عُقَّــالٍ: لا يُبْرَأُ منه. وذو الــعُقَّــال: فَحْلٌ من خيول
العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم:
لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ
قارِحٌ من بَنات ذي الــعُقَّــالِ
أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي،
وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي
قال: وذو الــعُقَّــال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن
الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير:
إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا
من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي الــعُقَّــال
وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا
الــعُقَّــال؛ قال: الــعُقَّــال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي
به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّــال اسم فرس؛ قال ابن بري:
والصحيح ذو الــعُقَّــال بلام التعريف. والــعَقِــيلة من النساء: الكَريمةُ
المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال:
عَقــيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه
رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما
وعَقِــيلةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِــيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه. وفي حديث
عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بــعَقــائل كَراماتِه؛ جمع عَقِــيلة، وهي في
الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من
الذوات والمعاني، ومنه عَقــائل الكلام. وعَقــائل البحر. دُرَرُه، واحدته
عَقِــيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِــيلةُ البحر. قال ابن بري: الــعَقِــيلة
الدُّرَّة في صَدَفتها. وعَقــائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري:
الــعَقــيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع الــعَقــائلُ.
وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه. وعَواقيلُ الأَودِية:
دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس
منها. وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ
عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور. وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى
لها.
والــعَقَــنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتــعَقَّــل بعضُه ببعض، ويُجْمَع
عَقَــنْقَلاتٍ وعَقــاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ
وتــعَقُّــدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّــعْقِــيل، فهو عنده ثلاثي. والــعَقَــنْقَل
أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال:
إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا،
وإِنْ تلَقَّته الــعَقــاقِيلُ طَفا
والــعَقــنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقــاقِل، قال:
وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَــنْقَلاً؛ وعَقــنْقَلُ الضبّ:
قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه. وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَــنْقَل
الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع
على الهُزْءِ.
والــعَقْــلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَقَــلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْــلاً؛
وقال:
أَنَخْنَ القُرونَ فــعَقَّــلْنَها،
كــعَقْــلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا
والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يقال لها: العاقِلة. والــعَقْــل:
ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر
يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة:
عَقْــلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه،
كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ
ويقال: هما ضربان من البُرود. وعَقَــلَ الرجلَ يَــعْقِــله عَقْــلاً
واعْتَقَله: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله. ولفلان
عُقْــلةٌ يَــعْقِــلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَــلَ أَرْجُلَهم، وهو
الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. ويقال أَيضاً: به عُقْــلةٌ من السِّحر، وقد
عُمِلَت له نُشْرة. والــعِقــالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث
معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على
صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي:
سَعَى عِقــالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً،
فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقــالَينِ؟
لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا،
عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ
قال ابن الأَثير: نصَب عِقــالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقــال. وفي
حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو
مَنَعوني عِقــالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: الــعِقــالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم
عِقــالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو
بكر، رضي الله عنه، بالــعِقــال الحَبل الذي كان يُــعْقَــل به الفَرِيضة التي
كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل
أَن يؤدي مع كل فريضة عِقــالاً تُــعْقَــل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل:
أَراد ما يساوي عِقــالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ
أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقــالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً،
وقيل: أَراد بالــعِقــال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقــال بني فلان
إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال
الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، وليس
بسائرٍ في لسانهم أَنَّ الــعِقــالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو
مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين،
فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقــالاً ورِواءً، فإِذا
جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه
كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر
الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بــعِقــالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني
حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث
عامله فقال: اعْقِــلْ عنهم عِقــالَين، فاقسِمْ فيهم عِقــالاً، وأْتِني بالآخر؛
يريد صدقة عامَين. وعلى بني فلان عِقــالانِ أَي صدقةُ سنتين. وعَقَــلَ
المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى
يَــعْقِــلها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَــعْقِــلها المصدِّق أَي
يَقبِضَها. والــعِقــالُ: القَلوص الفَتِيَّة. وعَقَــلَ إِليه يَــعْقِــلُ عَقْــلاً
وعُقــولاً: لجأَ. وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ
الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَــعْقِــلٌ. وفي الحديث:
ليَــعْقِــلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَــعْقِــلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي
ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس
الجبل. والــعَقْــلُ: الملجأُ. والــعَقْــلُ: الحِصْن، وجمعه عُقــول؛ قال
أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْــلاً،
لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ الــعُقــولُ
وهو المَــعْقِــلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالــعُقــول التَّحَصُّنَ في
الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال:
ولم أَسمع الــعَقْــلَ بمعنى المَــعْقِــل لغير الليث. وفلان مَــعْقِــلٌ لقومه أَي
مَلجأ على المثل؛ قال الكميت:
لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ
إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَــعْقِــلُ
وعَقَــلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَــعْقِــلُ عُقــولاً، وبه
سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة. وعَقَــل الظَّبْيُ يَــعْقِــلُ
عَقــلاً وعُقــولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَــعْقِــل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي
الرجُل. ومَــعْقِــلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من
مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَــعْقِــليّ. وأَما
مَــعْقِــلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع. وعَقَــلَ الظِّلُّ
يَــعْقِــل إِذا قام قائم الظَّهِيرة. وأَــعْقَــلَ القومُ: عَقَــلَ بهم الظِّلُّ
أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار. وعَقَــاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ
منه؛ أَنشد ثعلب:
نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب،
كَجَذِّ عَقَــاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها
ولم يذكر لها واحداً.
وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُــعَقِّــل الكَرْمُ؛ يُــعَقَّــلُ
الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ الــعُقَّــيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب
طَعْمُه.
وعُقَّــال الكَلإِ
(* قوله «وعقــال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه
شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد
انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.
وعِقَــالٌ وعَقِــيلٌ وعُقَــيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ
للضرورة فقال:
يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً،
وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا
قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله:
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه،
عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟
وعُقَــيْلٌ، مصغر: قبيلة. ومَــعْقُــلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ
الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا
كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَــعْقُــلة لأَنها
تُمْسِك الماء كما يَــعْقِــل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة:
حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَــعْقُــلِيّةٍ
تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر
قال الجوهري: وقولهم ما أَــعْقِــلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ،
وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء
كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة
الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛
وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا
الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ
أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه
(* قوله
«ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله
من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.
عقــق: عَقَّــه يَــعُقُّــه عَقــاًّ، فهو مَــعْقــوقٌ وعَقِــيقٌ: شقَّه.
والــعَقِــيقُ: وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَي شُقّ، غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته
الأَلف واللام، لأَنه جعل الشيء بعينه على ما ذهب إِليه الخليل في
الأَسماء الأَعلام التي أَصلها الصفة كالحرث والعباس. والــعَقَــيقَان: بلدان في
بلاد بني عامر من ناحية اليمن، فإِذا رأَيت هذه اللفظة مثناة فإِنما
يُعْنى بها ذَانِكَ البلدان، وإِذا رأَيتها مفردة فقد يجوز أَن يُعْنى بها
الــعَقُِــيقُ الذي هو واد بالحجاز، وأَن يُعْنى بها أَحد هذين البلدين لأَن
مثل هذا قد يفرد كأَبَانَيْن؛ قال امرؤ القيس فأفرد اللفظ به:
كأَنّ أَبَاناً، في أَفَانِينِ وَدْقِهِ،
كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ
قال ابن سيده: وإِن كانت التثنية في مثل هذا أَكثر من الإِفراد، أَعني
فيما تقع عليه التثنية من أَسماء المواضع لتساويهما في الثبات والخِصْب
والقَحْط، وأَنه لا يشار إِلى أَحدهما دون الآخر، ولهذا ثبت فيه التعريف في
حال تثنيته ولم يجعل كزيدَيْن، فقالوا هذان أَبانَان بَيِّنَيْن
(* قوله
«فقالوا هذان إلخ» فلفظ بينين منصوب على الحال من أَبانان لأنه نكرة وصف
به معرفة، لأن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما، ولم
يوضع أَولاً مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف
بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإنسانين يزولان، ويشار
إلى أحدهما دون الآخرفكأنه نكرة فإذا قلت هذان زيدان حسنان رفعت النعت لأنه
نكرة وصفت به نكرة ، أفاده ياقوت)، ونظير هذا إفرادهم لفظ عرفات، فأَما
ثبات الأَلف واللام في الــعَقِــيقَيْن فعلى حدِّ ثباتهما في الــعَقِــيق، وفي
بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى الــعَقِــيقَ؛ قال أَبو منصور: ويقال لكل ما
شَقَّه ماء السيل في الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِــيق، والجمع أَــعِقَّــةٌ
وعَقَــائِق، وفي بلاد العرب أَربعةُ أَــعِقَّــةَ، وهي أَودية شقَّتها السيول،
عادِيَّة: فمنها عَقــيقُ عارضِ اليمامةِ وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة
تتدفق فيه شِعابُ العارِض وفيه عيون عذبة الماء، ومنها عَقِــيقٌ بناحية
المدينة فيه عيون ونخيل. وفي الحديث: أَيكم يجب أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ
الــعَقِــيقِ؟ قال ابن الأَثير: هو وادٍ من أَودية المدينة مسيل للماء وهو
الذي ورد ذكره في الحديث أَنه وادٍ مبارك، ومنها عَقِــيقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه
في غَوْرَي تِهَامةَ، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: ولو أَهَلُّوا من
الــعَقِــيقِ كان أَحَبَّ إِليّ؛ وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وقَّتَ لأَهل العِراق بطن الــعَقِــيقِ؛ قال أَبو منصور: أَراد الــعَقِــيقَ
الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين وهو الذي ذكره
الشافعي في المناسك، ومنها عَقِــيق القَنَانِ تجري إِليه مياه قُلَلِ نجد
وجباله؛ وأَما قول الفرزدق:
قِفِي ودِّعِينَا، يا هُنَيْدُ، فإِنَّني
أَرى الحيَّ قد شامُوا الــعَقِــيقَ اليمانيا
فإِن بعضهم قال: أَراد شاموا البرق من ناحية اليمن.
والــعَقّ: حفر في الأَرض مستطيل سمي بالمصدر. والــعَقَّــةُ: حفرة عميقة في
الأَرض، وجمعها عَقَّــات. وانْــعَقَّ الوادي: عَمُقَ. والــعقــائق: النِّهَاء
والغدرانُ في الأَخاديد المُنْــعَقَّــةِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لكثير بن
عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة:
إِذا خرجَتْ من بيتها راق عَيْنَها
مُعَِوِّذه، وأَعْجَبَتْها الــعَقَــائِقُ
يعني أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بيتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول
بيتها، والمُعَوَّذ من النبت: ما ينبت في أَصل شجر يستره، وقيل: الــعقــائق هي
الرمال الحمر. ويقال: عَقَّــت الريحُ المُزْنَ
تَــعُقُّــه عَقــاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً؛ قال الهذلي يصف
غيثاً:
حارَ وعَقَّــتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْـ
ـقَارَ بِهِ العَرْضُ، ولم يُشْمَلِ
حارَ: تحيَّر وتردد واستَدَرَّته ريح الجَنوب ولم تهب به الشَّمال
فتَقْشَعَه، وانْقَارَ به العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السحاب انْقارَ
بهِ أَي وقعت منه قطعة وأَصله من قُرْتُ جَيْب القميص فانْقار، وقُرْتُ
عينه إِذا قلعتها. وسحبة مَــعْقُــوقة إِذا عُقَّــت فانْــعَقَّــت أَي تَبَعَّجت
بالماء. وسحابة عَقَّــاقة إِذا دفعت ماءها وقد عَقَّــت؛ قال عبدُ
بني الحَسْحاص يصف غيثاً:
فمرَّ على الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه،
فَــعَقَّ طويلاً يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا
واعْتَقَّت السحابة بمعنى؛ قال أَبو وَجْزة:
واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور
ويقال للمُعْتذر إِذا أَفرط في اعتذاره: قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً. ويقال:
سحابة عَقَّــاقة منشقة بالماء. وروى شمر أَن المُــعَقِّــرَ بن حمار
البارِقِيّ قال لبنته وهي تَقُوده وقد كُفَّ بصرُه وسمع صوت رعد: أَيْ بُنَيّةُ
ما تَرَيْنَ؟ قالت: أَرى سحابة سَحْماء عَقَّــاقَة، كأَنها حوِلاءُ ناقة،
ذات هَيْدب دَانٍ، وسَيرٍ وان قال: أَيْ
بُنَيّة وائلي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السيل؛
شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ،
وهو الذي يخرج منه الولد، والقَفَلة الشجرة اليابسة؛ كذلك حكاه ابن
الأَعرابي بفتح الفاء، وأَسكنها سائر أَهل اللغة. وفي نوادر الأعراب: اهْتَلَبَ
السيفَ من غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛
قال الجرجاني: الأَصل اخْتَرَطَه، وكأَنّ اللام مبدل منه وفيه نظر.
وعَقَّ والدَه يَــعُقُّــه عَقّــاً وعُقُــوقاً ومَــعَقَّــةً: شقَّ عصا طاعته.
وعَقَّ والديه: قطعهما ولم يَصِلْ
رَحِمَه منهما، وقد يُعَمُّ بلفظ الــعُقُــوقِ جميع الرَّحِمِ، فالفعل
كالفعل والمصدر كالمصدر. ورجل عُقَــقٌ وعُقُــق وعَقُّ: عاقٌّ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي للزَّفَيان:
أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّــاًّ فَظّا
بمن أُعادي، مِلْطَساً مِلَظّا،
أَكُظُّهُ حتى يموتَ كَظّا،
ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا،
صاعقــةً من لَهَبٍ تَلَظَّى
والجمع عَقَــقَة مثل كَفَرةٍ، وقيل: أَراد بالــعقّ المُرَّ من الماء
الــعُقَــاقِ، وهو القُعَاع، المِلْوَظّ: سوطٌ أَو عصا يُلْزِمُها رأْسَه؛ كذا
حكاه ابن الأَعرابي، والصحيح المِلْوَظُ، وإِنما شدد ضرورة. والمَــعَقَّــةُ:
الــعُقُــوق؛ قال النابغة:
أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة
من المَــعَقَّــةِ والآفاتِ والأَثَمِ
وأَــعَقَّ
فلانٌ إِذا جاءَ بالــعُقــوق. وفي المثل: أَــعَقِّ من ضَبٍّ؛ قال ابن
الأَعرابي: إِنما يريد به الأُنثى، وعُقُــوقُها أَنها تأْكل أَولادها؛ عن غير
ابن الأَعرابي؛ وقال ابن السكيت في قول الأَعشى:
فإِني، وما كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم،
ويَعْلم ربَي من أَــعَقَّ وأَحْوَبا
قال: أَــعَقَّ جاء بالــعُقُــوقِ، وأَحْوَبَ جاء بالحُوبِ. وفي الحديث: قال
أَبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء، رضي الله عنه، يوم أُحد حين مرَّ
به وهو مقتول: ذُقْ عُقَــقُ
أَي ذق جزاء فعلك يا عاقّ، وذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ يوم بدر من
قومك،يعني كفار قريش، وعُقَــق: معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ وفُسَق
من فاسقٍ. والــعُقُــق: البعداء من الأَعداء. والــعُقُــق أَيضاً: قاطعو
الأَرحام. ويقال: عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقــاقاً إِذا خالفته. قال ابن بري
عَقَّ والدَه يَــعُقُّ عقــوقاً ومَــعَقَّــةً؛ قال هنا: وعَقَــاقِ مبنية على
الكسر مثل حَذَامِ ورَقَاشِ؛ قالت عمرة بنت دريد ترثيه:
لَعَمْرُك ما خشيتُ على دُرَيْد،
ببطن سُمَيْرةٍ، جَيْشَ العَنَاقِ
جَزَى عنّا الإِلهُ بني سُلَيْم،
وعَقَّــتْهم بما فعلوا عَقَــاقِ
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن عُقُــوقِ الأُمّهات، وهو
ضد البِرّ، وأَصله من الــعَقّ الشَّقّ والقطع، وإنما خص الأُمهات وإن كان
عُقــوقُ الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً لأَن لِــعُقــوقِ الأُمهات مزيّة
في القبح. وفي حديث الكبائر: وعدَّ منها عقــوقَ الوالدين. وفي الحديث:
مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ في الرأْس تؤذي صاحبها ولا يستطيع
أن يَــعُقَّــها إِلا بالذي هو خير لها؛ هو مستعار من عُقُــوقِ
الوالدين. وعَقَّ البرقُ وانْــعَقَّ: انشق. والانْــعِقــاق: تشقق البرق،
والتَّبَوُّجُ: تَكَشُّفُ البرقِ، وعَقِــيقَتُهُ: شعاعه؛ ومنه قيل للسيف
كالــعَقِــيقَة، وقيل: الــعَقِــيقَةُ والــعُقَــقُ البرق إِذا رأَيته في وسط السحاب
كأَنه سيف مسلول. وعَقِــيقةُ البرق: ما انْــعَقَّ منه أَي تَسَرَّبَ
في السحاب، يقال منه: انْــعَقَّ البرقُ، وبه سمي السيف؛ قال عنترة:
وسَيْفي كالــعَقِــيقةِ، فهو كِمْعِي
سِلاحِي، لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا
وانْــعَقَّ الغبار: انشق وسطع؛ قال رؤبة:
إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْــعَقَّــا
وانْــعَقَّ الثوبُ: انشق؛ عن ثعلب.
والــعَقِــيقةُ: الشعر الذي يولد به الطفل لأَنه يشق الجلد؛ قال امرؤ
القيس:يا هندُ، لا تَنْكِحي بُوهَةً
عليه عَقِــىقَتُه، أَحْسَبَا
وكذلك الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ. والــعِقَّــة: كالــعَقِــيقةِ، وقيل: الــعِقَّــةُ
في الناس والحمر خاصة ولم تسمع في غيرهما كما قال أَبو عبيدة؛ قال رؤبة:
طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حْولِيَّ الــعِقَــق
ويقال للشعر الذي يخرج على رأْس المولود في بطن أُمه عَقِــيقةٌ لأَنها
تُحْلق، وجعل الزمخشري الشعرَ أصلاً والشاةَ المذبوحة مشتقة منه. وفي
الحديث: إِن انفرقت عَقِــيقَتُه فَرَقَ أَي شعره، سمي عَقــيقةً تشبيهاً بشعر
المولود. وأَــعَقَّــت الحامل: نبتت عَقــيقَةُ ولدها في بطنها. وأَــعَقَّــت الفرس
والأَتان، فهي مُــعِقّ وعَقُــوق: وذلك إِذا نبتت الــعَقــيقةُ في بطنها على
الولد الذي حملته؛ وأَنشد لرؤبة:
قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ،
بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُــعِقِّ
وأَنشد أَيضاً في لغة من يقول أَــعَقَّــتْ فهي عَقُــوق وجمعها عُقُــق:
سِراًّ وقد أَوَّنَّ تَأْوِينَ الــعُقُــقْ
(* قوله «سراً إلخ» صدره كما في الصحاح:
وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق
أَوَّنَّ: شربن حتى انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان الــعَقُــوق،
وهي التي تكامل حملها وقرب ولادها، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّلْنَ
يريد بذلك الجماعة من الحمير، ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّل، يريد الواحد
منها.
والــعَقــاقُ، بالفتح: الحَمْل، وكذلك الــعَقَــقُ؛ قال عديّ بن زيد:
وتَرَكْن العَيْر يَدْمَى نَحْرُه،
ونَحُوصاً سَمْحجاً فيها عَقَــقْ
وقال أَبو عمرو: أَظهرت الأَتانُ عَقــاقاً، بفتح العين، إِذا تبين حملها،
ويقال للجنين عَقــاق؛ وقال:
جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبا
ء، لم يَتَّرِ كْنَ لبطن عَقَــاقا
أَي جَنِيناً؛ هكذا قال الشافعي: الــعَقــاق، بهذا المعنى في آخر كتاب
الصرف، وأَما الأَصمعي فإِنه يقول: الــعقــاق مصدر الــعَقُــوقِ، وكان أَبو عمرو
يقول: عَقَّــتْ فهي عَقُــوق. وأَــعَقّــعتْ فهي مُــعِقّ، واللغة الفصيحة
أَــعَقَّــتْ فهي عَقُــوق.
وعَقَّ عن ابنه يَــعِقُّ ويَــعُقُّ: حلق عَقِــيقَتهُ أَو ذبح عنه شاة، وفي
التهذيب: يوم أُسبوعه، فقيَّده بالسابع، واسم تلك الشاة الــعَقــيقة. وفي
الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: في الــعَقِــيقَةِ عن الغلام
شاتان مثلان، وعن الجارية شاة؛ وفيه: إِنه عَقَّ عن الحسن والحسين،
رضوان الله عليهما، وروي عنه أَنه قال: مع الغلام عَقِــيقَتُه فأَهَر يقُوا
عنه دماً وأَميطوا عنه الأَذى. وفي الحديث: الغلام مُرْتَهِنٌ بــعَقِــيقته؛
قيل: معناه أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم يــعُقَّ عنه، وأَصل
الــعَقِــيقةِ الشعر الذي يكون على رأْس الصبي حين يولد، وإِنما سميت تلك الشاةُ
التي تذبح في تلك الحال عَقِــيقةً لأَنه يُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح،
ولهذا قال في الحديث: أَميطوا عنه الأَذى، يعني بالأَذى ذلك الشعر الذي
يحلق عن، وهذا من الأَشياء التي ربما سميت باسم غيرها إِذا كانت معها أَو
من سببها، فسميت الشاة عَقِــيقَةٍ لَــعَقِــيقَةِ الشعر. وفي الحديث: أَنه
سئل عن الــعَقِــيقةِ فقال: لا أُحب الــعُقُــوق، ليس فيه توهين لأَمر
الــعَقِــيقَةِ ولا إِسقاط لها، وإِنما كره الاسم وأَحب أَن تسمى بأَحسن منه كالنسيكة
والذبيحة، جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح. والــعَقِــيقَةُ: صوف
الجَذَع، والجَنيبَة: صوف الثَّنِيِّ؛ قال أَبو عبيد: وكذلك كل مولود من
البهائم فإِن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عَقِــيقَة وعَقِــيقٌ وعِقَّــةٌ،
بالكسر؛ وأَنشد لابن الرِّقاع يصف العير:
تَحَسَّرَتْ عِقَّــةٌ عنه فأَنْسَلَها،
واجْتابَ أُخْرَى جديداً بعدما ابْتَقَلا
مُوَلَّع بسوادٍ في أَسافِلِهِ،
منه احْتَذَى، وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا
فجعل الــعَقِــيقةَ الشعر لا الشاة، يقول: لما تَرَبَّع وأَكل بُقول الربيع
أَنْسَلَ
الشعر المولود معه وأَنبت الآخر، فاجتابه أَي اكتساه، قال أَبو منصور:
ويقال لذلك الشعر عَقِــيقٌ، بغير هاء؛ ومنه قول الشماخ:
أَطارَ عَقِــيقَةُ عنه نُسَالاً،
وأُدْمِجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بدِيعِ
أَراد شعره الذي يولد عليه أَنه أَنْسَله عنه. قال: والــعَقُّ في الأَصل
الشق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أُمه وهي عليه
عَقِــيقةً، لأَِِنها إِن كانت على رأْس الإِنسي حلقت فقطعت، وإِن كانت على
البهيمة فإِنها تُنْسِلُها، وقيل للذبيحة عَقِــيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ
حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قطعاً كما سميت ذبيحة بالذبح، وهو الشق. ويقال
للصبي إِذا نشأَ مع حيّ حتى شَبَّ وقوي فيهم: عُقَّــتْ تميمتُه في بني
فلان، والأصل في ذلك أَن الصبي ما دام طفلاً تعلق أُمه عليه التمائم، وهي
الخرز، تُعَوِّذه من العين، فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه؛ ومنه قول الشاعر:
بلادٌ بها عَقَّ الشّعبابُ تَمِيمَتي،
وأَوّعلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها
وقال أَبو عبيدة: عَقِــيقةُ الصبيّ عُرْلَتُه إِذا خُتِن. والــعَقُــوق من
البهائم: الحامل، وقيل: هي من الحافر خاصةً والجمع عُقُــقٌ وعِقــاق، وقد
أَــعَقَّــتْ، وهي مُــعِقّ وعَقُــوق، فمُــعِقّ على القياس وعَقــوق على غير القياس،
ولا يقال مُــعِقّ إِلا في لغة رديئة، وهو من النوادِر. وفرس عَقُــوق إِذا
انْــعَقّ بطنُها واتسع للولد؛ وكل انشقاق هو انْــعِقــاقٌ؛ وكلُّ شق وخرق في
الرمل وغيره فهو عَقّ، ومنه قيل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِــيقةٌ. وقال أَبو
حاتم في الأَضداد: زعم بعض شيوخنا أَن الفرس الحامل يقال لها عَقــوق ويقال
أَيضاً للحائل عَقــوق؛ وفي الحديث: أَتاه رجل معه فرس عَقــوق أَي حائل،
قال: وأَظن هذا على التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله.
وفي الحديث: من أَطْرَقَ مسلماً فــعَقَّــتْ
له فرسُه كان كأَجر كذا؛ عَقَّــتْ أَي حَمَلت. والإِــعْقــاقُ بعد
الإِقْصاصِ، فالإِقْصاص في الخيل والحمر أَوَّل ثم الإِــعْقــاقُ بعد ذلك.
والــعَقِــيقةُ: المَزادة. والــعَقِــيقةُ: النهر. والــعَقِــيقةُ:العِصابةُ
ساعةَ تشق من الثوب. والــعَقِــيقةُ: نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل.
ونَوى الــعَقــوقِ: نَوىً هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو
تَلوكه تُعْلَفُه الناقة الــعَقــوق إلْطافاً لها، فلذلك أُضيف إِليها، وهو
من كلام أَهل البصرة ولا تعرفه الأَعراب في باديتها. وفي المثل: أَعَزُّ
من الأَبْلِق الــعَقــوقِ؛ يضرب لما لا يكون، وذلك أَن الأَبْلق من صفات
الذكور، والــعَقُــوق الحامل، والذور لا يكون حاملاً، وإِذا طلب الإِنسان فوق
ما يستحق قالوا: طَلَب الأَبْلَق الــعَقــوق، فكأَنه طلب أَمراً لا يكون
أَبداً؛ ويقال: إِن رجلاً سأَل معاوية أَن يزوجّه أمَّه هنداً فقال: أَمْرُها
إِليها وقد قَعَدَتْ عن الولد وأَبَتْ أَن تتزوج، فقال: فولني مكان كذا،
فقال معاوية متمثلاً:
طَلَبَ الأَبْلَقَ الــعَقــوقَ، فلمَّا
لم يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ
والأَنوق: طائر يبيض في قُنَنِ
الجبال فبيضه في حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا يُطْمَع فيه، فمعناه أَنه طَلب
ما لا يكون، فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إِليه، وهو مع ذلك
بعيد. ومن أَمثال العرب السائرة في الرجل يسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدر
عليه: كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ الــعَقــوق، ومثله: كَلَّفْتَني بَيْضَ
الأَنوق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
فلو قَبِلوني بالــعَقُــوقِ، أَتَيْتُهُمْ
بأَلْفٍ أُؤَدِّيه من المالِ أَقْرَعا
يقول: لو أَتيتهم بالأَبْلَق الــعَقــوقِ
ما قبلوني، وقال ثعلب: لو قبلوني بالأَبيض الــعَقــوق لأَتيتهم بأَلف،
وقيل: الــعَقــوق موضع، وأَنشد ابن السكيت هذا البيت الذي أَنشده ابن الأَعرابي
وقال: يريد أَلف بعير. والــعَقِــيقةُ: سهم الاعتذار؛ قالت الأَعراب: إِن
أَصل هذا أَن يُقْتَلَ رجلٌ من القبيلة فيُطالَب القاتلُ بدمه، فتجتمع
جماعة من الرؤساء إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عليهم الدِّيةَ ويسأَلون
العفو عن الدم، فإِن كان وَلِيّهُ
قويّاً حَمِياًّ أَبي أَخذ الدية، وإِن كان ضعيفاً شاوَرَ أَهل قبيلته
فيقول للطالبين: إِن بيننا وبين خالقنا علامة للأَمر والنهي، فيقول لهم
الآخرون:ما علامتكم؟ فيقولون: نأْخذ سهماً فنركبه على قَوْس ثم نرمي به
نحْوَ السماء، فإِن رجع إلينا ملطخاً بالدم فقد نُهِينا عن أَخذ الدية، ولم
يرضوا إِلا بالقَوَدِ، وإِن رجع نِقياًّ كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ
الدية، وصالحوا، قال: فما رجع هذا السهمُ
قطّ إِلا نَقِياًّ ولكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم؛ وقال شاعر من
أَهل القَتِيل وقيل من هُذَيْلٍ، وقال ابن بري: هو للأَشْعَر الجُعْفي وكان
غائباً من هذا الصلح:
عَقُّــوا بِسَهْمٍ ثم قالوا: صالِحُوا
يا ليتَني في القَوْمِ، إِذ مَسَحوا اللِّحى
قال: وعلامة الصلح مسح اللِّحى؛ قال أَبو منصور: وأَنشد الشافعي للمتنخل
الهذلي:
عَقُّــوا بسَهْم، ولم يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ،
ثم اسْتَفاؤوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ
أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم، والوَضَحُ
ههنا اللبن، ويروى: عَقَّــوْا بسهم، بفتح القاف، وهو من باب المعتل.
وعَقَّ بالسهم: رَمى به نحو السماء.
وماء عُقّ مثل قُعٍّ وعُقــاقٌ: شديد المرارة، الواحد والجمع فيه سواء.
وأَــعَقَّــتِ الأَرضُ الماء: أَمَرَّتْه؛ وقول الجعدي:
بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ، ما أَــعَقَّــهُ
ربُّكَ، والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ
معناه ما أَمَرَّه، وأَما ابن الأَعرابي فقال: أَراد ما أَقَعَّهُ من
الماء القُعِّ وهو المُرُّ أَو الملح فقلب، وأَراه لم يعرف ماءً عُقــاًّ
لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ عليه ولم يحتج إِلى القلب. ويقال: ماءٌ قُعاعٌ
وعُقــاق إِذا كان مراًّ غليظاً، وقد أَقَعَّهُ اللهُ وأَــعَقَّــه.
والــعَقِــيقُ: خرز أَحمر يتخذ منه الفُصوص، الواحدة عَقِــيقةٌ؛ ورأَيت في
حاشية بعض نسخ التهذيب الموثوق بها: قال أَبو القاسم سئل إِبراهيم الحربي
عن الحديث لا تَخَتَّمُوا بالــعَقِــيقِ فقال: هذا تصحيف إِما هو لا
تُخَيِّمُوا بالــعَقِــيق أَي لا تقيموا به لأَنه كان خراباً والــعُقَّــةُ: التي يلعب
بها الصبيان.
وعَقْعَقَ الطائر بصوته: جاء وذهب. والــعَقْعَقُ: طائر معروف من ذلك
وصوته الــعَقْعَقــةُ. قال ابن بري: وروى ثعلب عن إِسحق الموصلي أَن الــعَقْعَقَ
يقال له الشِّجَجَى. وفي حديث النخعي: يقتل المُحْرِمُ الــعَقْعَقَ؛ قال
ابن الأَثير: هو طائر معروف ذو لونين أَبيض وأَسود طويل الذَّنَب، قال:
وإِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان.
وعَقَّــهُ: بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ؛ قال الأَخطل:
ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ،
من سُود عَقَّــةَ أَو بني الجَوَّالِ
المُوقَّع: الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره، وبنو الجَوَّال: في بني
تَغْلِب. ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى: قد عَقَّــتْ عَقّــاً، ومن
العرب من يقول: عَقَّــتْ تَــعْقِــيةً، وأَصلها عَقَّــقَتْ، فلما اجتمعت ثلاث
قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ
من الظن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
عَقَّــتْ كما عَقَّــتْ دَلُوفُ الــعِقْــبانْ
شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالــعُقــاب تَدْلِفُ في
طَيَرانها نحوَ الصيد.
وعِقَّــانُ النخيل والكُروم: ما يخرج من أُصولها، وإِذا لم تُقطع
الــعِقَّــانُ فَسَدت الأُصول. وقد أَــعَقَّــتِ النخلة والكَرْمة: أَخرجت
عِقَّــانها.وفي ترجمة قعع: القَــعْقَــعةُ والــعَقْعَقَــةُ حركة القرطاس والثوب
الجديد.
عقــص: الــعَقَــص: التواءُ القَرْن على الأُذُنين إِلى المؤخّر وانعطافُه،
عَقِــصَ عَقَــصاً. وتَيْسٌ أَــعْقَــص، والأُنثى عَقــصاء، والــعَقْــصاءُ من
المِعْزى: التي التَوى قَرْناها على أُذُنيها من خَلْفها، والنَّصْباء:
المنتصبةُ القَرْنين، والدَّفْواءُ: التي انتصب قَرْناها إِلى طرَفَيْ
عِلْباوَيْها، والقَبْلاءُ: التي أَقبَلَ قرناها على وجهها، والقَصْماءُ:
المكسورةُ القَرْن الخارج، والعَضْباءُ: المكسورة القَرْن الداخلِ، وهو المُشاشُ،
وكل منها مذكور في بابه. والمِــعْقــاصُ: الشاةُ المُعْوَجَّةُ القرن.
وفي حديث مانع الزكاة: فتَطَؤه بأَظلافها ليس فيها عَقْــصاءُ ولا
جَلْحاءُ؛ قال ابن الأَثير: الــعَقْــصاءُ المُلْتَوِيَةُ القَرْنَيْن.
والــعَقَــصُ في زِحاف الوافر: إِسكان الخامس من «مفاعلتن» فيصير «مفاعلين»
بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء مفعول كقوله:
لَوْلا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِيمٌ
تَدارَكَني برَحْمتِه، هَلَكْتُ
سُمِّي أَــعْقَــصَ لأَنه بمنزلة التَّيْسِ الذي ذهبَ أَحدُ قَرْنَيْه
مائلاً كأَنه عُقِــصَ أَي عُطِفَ على التشبيه بالأَوَّل. والــعَقَــصُ: دخولُ
الثنايا في الفم والتِواؤُها، والفِعْل كالفعل. والــعَقِــصُ من الرمل:
كالــعَقِــد. والــعَقَــصَةُ من الرمل: مثل السِّلْسِلة، وعبر عنها أَبو علي فقال:
الــعَقِــصَة والــعَقَــصة رملٌ يَلْتَوي بَعضُه على بعض ويَنقادُ كالــعَقِــدة
والــعَقَــدة، والــعَقِــصُ: رمْلٌ مُتَــعَقِّــد لا طريق فيه؛ قال الراجز:
كيف اهْتَدَتْ، ودُونها الجَزائِرُ،
وعَقِــصٌ من عالج تَياهِرُ
والــعَقْــصُ: أَن تَلْوِيَ الخُصْلة من الشعر ثم تَــعْقِــدها ثم تُرْسِلَها.
وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِن انْفَرَقَتْ عَقِــيصتُه فَرَقَ
وإِلا تَرَكها. قال ابن الأَثير: الــعَقِــيصةُ الشعرُ المَــعْقــوص وهو نحوٌ من
المَضْفور، وأَصل الــعَقْــص اللّيُّ وإِدخالُ أَطراف الشعر في أُصوله، قال:
وهكذا جاء في رواية، والمشهور عَقــيقَته لأَنه لم يكن يَــعْقِــصُ شعرَه،
صلّى اللّه عليه وسلّم، والمعنى إِن انْفَرَقَت من ذات نفسها وإِلا تَرَكَها
على حالها ولم يفْرُقْها. قال الليث: الــعَقْــصُ أَن تأْخذ المرأَة كلَّ
خُصْلة من شعرها فتَلْويها ثم تــعقــدها حتى يبقى فيها التواء ثم تُرْسلَها،
فكلُّ خُصْلة عَقِــيصة؛ قال: والمرأَة ربما اتخذت عَقِــيصةً من شعر غيرها.
والــعَقِــيصةُ: الخُصْلةُ، والجمع عَقــائِصُ وعِقــاصٌ، وهي الــعِقْــصةُ، ولا
يقال للرجل عِقْــصةٌ. والــعَقِــيصةُ: الضفيرةُ. يقال: لفلان عَقِــيصَتان.
وعَقْــصُ الشعر: ضَفْرُه ولَيُّه على الرأْس. وذُو الــعَقِــصَتين: رجل معروف
خَصَّلَ شعرَه عَقِــيصَتين وأَرْخاهما من جانبيه. وفي حديث ضِمام: إِنْ صَدَقَ
ذُو الــعَقِــيصَتين لَيَدْخُلَنَّ الجنة؛ الــعَقِــيصَتانِ: تثنية الــعَقِــيصة؛
والــعِقــاصُ المَدارَى في قول امرئ القيس:
غَدائرُه مُسْتَشْزِراتٌ إِلى العُلى،
تَضِلّ الــعِقــاصُ في مُثَنَّىً ومُرْسَلِ
وصَفَها بكثرة الشعر والْتِفافِه. والــعَقْــصُ والضَّفْر: ثَلاثُ قُوىً
وقُوَّتانِ، والرجل يجعل شعرَه عَقِــيصَتَين وضَفيرتين فيرْخِيهما من
جانبيه.وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه: من لَبَّدَ أَو عَقَــصَ فعليه
الحَلْقُ، يعني المحرمين بالحج أَو العمرة، وإِنما جعل عليه الحلق لأَن هذه
الأَشياء تَقي الشعر من الشَّعْث، فلما أَرادَ حفظَ شعره وصونَه أَلزمه
حَلْقَه بالكلية، مبالغة في عقــوبته. قال أَبو عبيد: الــعَقْــصُ ضَرْبٌ من
الضَّفْر وهو أَن يلوى الشعر على الرأْس، ولهذا تقول النساء: لها عِقْــصةٌ،
وجمعها عِقَــصٌ وعِقــاصٌ وعَقــائِصُ، ويقال: هي التي تَتَّخِذ من شعرها
مثلَ الرُّمَّانةِ. وفي حديث ابن عباس: الذي يُصَلِّي ورأْسُه مَــعْقُــوصٌ
كالذي يُصَلِّي وهو مكْنُوفٌ؛ أَراد أَنه إِذا كان شعرُه منشوراً سقط على
الأَرض عند السجود فيُعْطَى صاحبُه ثوابَ السجودِ به، وإِذا كان مــعقــوصاً
صارَ في معنى ما لم يَسْجد، وشبَّهه بالمكتوف وهو المَشْدُودُ اليدين
لأَنهما لا تَقَعانِ على الأَرض في السجود. وفي حديث حاطب: فأَخْرَجَتِ الكتاب
من عِقــاصِها أَي ضَفائرِها. جمع عَقِــيصة أَو عِقْــصة، وقيل: هو الخيط
الذي تُــعْقَــصُ به أَطرافُ الذوائب، والأَول الوجه.
والــعُقُــوصُ: خُيوطٌ تُفْتَل من صُوفٍ وتُصْبَغ بالسواد وتَصِلُ به
المرأَةُ شعرَها؛ يمانية. وعقَــصَت شعرَها تَــعْقِــصُه عَقْــصاً: شدَّتْه في
قَفاها.
وفي حديث النخعي: الخُلْعُ تطليقة بائنة وهو ما دُون عِقــاص الرأْس؛
يُرِيد أَن المُخْتلعة إِذا افْتَدَت نفسَها من زوجها بجميع ما تملك كان له
أَن يأْخذ ما دون شعرها من جميع مِلْكِها. الأَصمعي: المِــعْقَــصُ السهمُ
يَنْكَسِرُ نَصْلُه فيبقى سِنْخُه في السهم، فيُخْرَج ويُضْرَب حتى يَطُولَ
ويُرَدَّ إِلى موضعه فلا يَسُدَّ مَسَدَّه لأَنه دُقِّقَ وطُوِّلَ، قال:
ولم يَدْرِ الناسُ ما مَعافِصُ فقالوا مَشاقِصُ للنصال التي ليست
بِعَرِيضَةٍ؛ وأَنشد للأَعشى:
ولو كُنْتُمُ نَخْلاً لكنتمْ جُرامةً،
ولو كنتمُ نَبْلاً لكنتمْ مَعاقِصَا
ورواه غيره: مَشاقِصا. وفي الصحاح: المِــعْقَــصُ السهمُ المُعْوَجّ؛ قال
الأَعشى: وهو من هذه القصيدة:
لو كنتمُ تمراً لكنتمْ حُسَافةً،
ولو كنتمُ سَهماً لكنتمْ معاقصا
وهذان بيتان على هذه الصورة في شعر الأَعشى. وعَقَــصَ أَمرَه إِذا لواه
فلَبَّسه. وفي حديث ابن عباس: ليس مثلَ الحَصِر الــعقِــصِ يعني ابنَ الزبير؛
الــعَقِــصُ: الأَلْوَى الصعبُ الأَخْلاقِ تشبيهاً بالقَرْن المُلْتَوِي.
والــعَقــصُ والــعِقِّــيصُ والأَــعْقَــصُ والعَيْقَصُ، كله: البخيل الكزّ الضيّق،
وقد عَقِــصَ، بالكسر، عَقَــصاً.
والــعِقــاصُ: الدُّوّارةُ التي في بطن الشاة، قال: وهي الــعِقــاصُ
والمَرْبِض والمَرْبَضُ والحَوِيّةُ والحاوِيةُ للدُّوَّارة التي في بطن
الشاة.ابن الأَعرابي: المِــعقــاصُ من الجَوارِي السَّيِّئةُ الخُلُقِ، قال:
والمِعْفاصُ، بالفاء، هي النهايةُ في سُوءِ الخلُق. والــعَقِــصُ: السيءُ
الخُلُق. وفي النوادر: أَخذتُهُ معاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً.
عقــد: الــعَقْــد: نقيض الحَلِّ؛ عَقَــدَه يَــعْقِــدُه عَقْــداً وتَــعْقــاداً
وعَقَّــده؛ أَنشد ثعلب:
لا يَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغا
ءِ الخَيْرِ، تَــعْقــادُ التمائمْ
واعتَقَدَه كــعَقَــدَه؛ قال جرير:
أَسِيلَةُ مــعْقِــدِ السِّمْطَيْنِ منها،
وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا
وقد انــعَقَــد وتــعَقَّــدَ. والمعاقِدُ: مواضع الــعَقْــد. والــعَقِــيدُ:
المُعَاقِدُ. قال سيبويه: وقالوا هو مني مَــعْقِــدَ الإِزار أَي بتلك المنزلة في
القرب، فحذفَ وأَوْصَلَ، وهو من الحروف المختصة التي أُجريت مُجْرى غير
المختصة لأَنه كالمكان وإِن لم يكن مكاناً، وإِنما هو كالمثل، وقالوا للرجل
إِذا لم يكن عنده غناء: فلان لا يَــعْقِــدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن
هذا على هَوانِهِ وخفَّته؛ قال:
فإِنْ تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاً حَلاً،
تَعْلَقْ وتَــعْقِــدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ
أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حتى كأَنها تَــعْقِــدُ
على نفسه الحبْل.
والــعُقْــدَةُ: حَجْمُ الــعَقْــد، والجمع عُقَــد. وخيوط مــعقَّــدة: شدّد
للكثرة. ويقال: عقــدت الحبل، فهو مــعقــود، وكذلك العهد؛ ومنه عُقْــدَةُ النكاح؛
وانــعقَــدَ عَقْــدُ الحبل انــعقــاداً. وموضع الــعقــد من الحبل: مَــعْقِــدٌ، وجمعه
مَعاقِد. وفي حديث الدعاء: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك أَي
بالخصال التي استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انــعقــادها منه، وحقيقة
معناه: بعز عرشك؛ قال ابن الأَثير: وأَصحاب أَبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من
الدعاء. وجَبَرَ عَظْمُه على عُقْــدَةٍ إِذا لم يَسْتَوِ. والــعُقْــدَةُ:
قلادة. والــعِقْــد: الخيط ينظم فيه الخرز، وجمعه عُقــود. وقد اعتقَدَ الدرَّ
والخرَزَ وغيره إِذا اتخذ منه عِقْــداً، قال عديَّ بن الرقاع:
وما حُسَيْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا
لِلبَيْنِ، واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً
والمِــعْقــادُ: خيط ينظم فيه خرزات وتُعَلَّق في عنق الصبي. وعقَــدَ التاجَ
فوق رأْسه واعتقده: عَصَّبَه به؛ أَنشد ثعلب لابن قيس الرقيات:
يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه
على جَبينٍ، كأَنه الذَّهَبُ
وفي حديث قيس بن عَبَّاد قال: كنتُ آتي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ
الله، صلى الله عليه وسلم، وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ
بن الخطاب، رضي الله عنه، وأُقيمت صلاة الصبح فخرج عمر وبين يديه رجل،
فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فدفعني من الصف وقام مقامي ثم قعد
يحدّثنا، فما رأَيت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِليه فقال: هلَك أَهلُ
الــعُقَــدِ وربِّ الكعبةِ، قالها ثلاثاً، ولا آسَى عليهم إِنما آسى على من
يَهْلِكون من الناس؛ قال أَبو منصور: الــعُقَــدُ الوِلاياتُ على الأَمصار، ورواه
غيره: هلك أَهلُ الــعَقَــدِ، وقيل: هو من عَقْــدِ الولاية للأُمراء. وفي
حديث أُبَيّ: هلكَ أَهلُ الــعُقْــدَة وربِّ الكعبة؛ يريد البَيْعَة المــعقــودة
للولاية. وعَقَــدَ العَهْدَ واليمين يَــعْقِــدهما عَقْــداً وعَقَّــدهما:
أَكدهما. أَبو زيد في قوله تعالى: والذين عقَــدت أَيمانكم وعاقدت أَيمانكم؛ وقد
قرئ عقــدت بالتشديد، معناه التوكيد والتغليظ، كقوله تعالى: ولا تَنْقُضوا
الأَيمانَ بعد توكيدها، في الحلف أَيضاً. وفي حديث ابن عباس في قوله
تعالى: والذين عاقَدَت أَيمانُكم؛ المُعاقَدَة: المُعاهَدة والميثاق.
والأَيمانُ: جمع يمين القَسَمِ أَو اليد. فأَما الحرف في سورة المائدة: ولكن
يُؤاخذُكُم بما عَقَّــدْتُم الأَيمان، بالتشديد في القاف قراءة الأَعمش
وغيره، وقد قرئ عقــدتم بالتخفيف؛ قال الحطيئة:
أُولئك قوم، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا،
وإِن عاهدوا أَوفَوْا، وإِن عاقَدوا شَدُّوا
وقال آخر:
قوْمٌ إِذا عَقَــدُوا عَقْــداً لجارِهِم
وقال في موضع آخر: عاقدوا، وفي موضع آخر: عَقَّــدوا، والحرف قرئ
بالوجهين؛ وعَقَــدْتُ الحبْلَ والبيع والعهد فانــعقــد. والــعَقْــد: العهد، والجمع
عُقــود، وهي أَوكد العُهود. ويقال: عَهِدْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا،
وتأْويله أَلزمته ذلك، فإِذا قلت: عاقدته أَو عقــدت عليه فتأْويله أَنك أَلزمته
ذلك باستيثاق. والمعاقدة: المعاهدة. وعاقده: عهده. وتعاقد القوم: تعاهدوا.
وقوله تعالى:
يا أيُها الذين آمنوا أَوفوا بالــعُقــود؛ قيل: هي العهود، وقيل: هي
الفرائض التي أُلزموها؛ قال الزجاج: أَوفوا بالــعُقــود، خاطب الله المؤمنين
بالوفاءِ بالــعقــود التي عقــدها الله تعالى عليهم، والــعقُــودِ التي يــعقِــدها بعضهم
على بعض على ما يوجبه الدين. والــعَقِــيدُ: الحَليفُ؛ قال أَبو خراش
الهذلي:
كم مِن عَقِــيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ،
ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا
وعَقَــدَ البِناءَ بالجِصِّ يَــعْقِــدُه عَقْــداً: أَلْزَقَهُ.
والــعَقْــدُ: ما عَقَــدْتَ من البِناءِ، والجمع أَــعْقــادٌ وعُقــودٌ. وعَقَــدَ:
بنى عَقْــداً. والــعَقْــدُ: عَقْــدُ طاقِ البناءِ، وقد عَقَّــدَه البَنَّاءُ
تَــعْقِــيداً. وتَــعَقَّــدَ القوْسُ في السماء إِذا صار كأَنه عَقْــد مَبْنّي.
وتَــعَقَّــدَ السَّحابُ: صار كالــعقــد المبني. وأَــعقــادُه: ما تــعَقَّــدَ منه،
واحدها عَقْــد. والمَعْدِدُ: المَفْصِلُ.
والأَــعْقَــدُ من التُّيوس: الذي في قَرْنِه الْتِواء، وقيل: الذي في قرنه
عُقْــدة، والاسم الــعَقَــد. والذئبُ الأَــعْقَــدُ: المُعْوَجُّ. وفحل
أَــعْقَــدُ إِذا رفع ذَنَبَه، وإِنما يفعل ذلك من النشاط.
وظبية عاقد: انــعقــد طرَفُ ذنبها، وقيل: هي العاطف، وقيل: هي التي رفعت
رأْسها حذراً على نفسها وعلى ولدها.
والــعَقْــداءُ من الشاء: التي ذنبها كأَنه مــعقــود. والــعَقَــدُ: التواءٌ في
ذنَب الشاة يكون فيه كالــعُقْــدة؛ شاةٌ أَــعْقَــدُ وكَبْشٌ أَــعْقــد وكذلك ذئب
أَــعقــد وكلب أَــعقــد؛ قال جرير:
تَبُول على القَتادِ بناتُ تَيْمٍ،
مع الــعُقَــدِ النَّوابحِ في الدِّيار
وليس شيءٌ أَحَبَّ إِلى الكلب من أَن يبول على قَتادةٍ أَو على
شُجَيْرَةٍ صغيرة غيرها. والأَــعْقَــدُ: الكلب لانــعقــاد ذنبه جعلوه اسماً له
معروفاً. وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَــعْقَــدُ. وعُقْــدَة الكلب: قضيبه وإِنما قيل
عُقــدة إِذا عَقَــدَت عليه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه.
والــعَقَــدُ: تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ له
الثَّمْثَم، والثمثمُ كلب الصَّيْد، واللعوة: الأُنثى، وظَبْيَتَهُا: حَياؤُها.
وتعاقدت الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ وسمى جرير الفرزدقَ عُقْــدانَ، إِما على
التشبيه له بالكلب الأَــعْقَــدِ الذنبِ، وإِما على التشبيه بالكلب المُتــعَقِّــدِ
مع الكلبة إِذا عاظَلَها، فقال:
وما زِلْتَ يا عُقْــدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ،
تُناجِي بها نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها
وقال أَبو منصور: لقبه عُقْــدانَ لِقِصَرِه؛ وفيه يقول:
يا لَيْتَ شِعْرى ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ،
ولم يَتَّرِكْ عُقْــدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا
أَي أَعرَقَ في النَّزْع ولم يَدَعْ للصلح موضعاً. وإِذا أَرْتَجَتِ
الناقةُ على ماءِ الفحل فهي عاقِدٌ، وذلك حين تَــعْقِــدُ بذنبها فَيُعْلَمُ
أَنها قد حملت وأَقرت باللِّقاحِ. وناقة عاقد: تــعقــد بذَنَبِها عند
اللِّقاح؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، وبُزْلٌ
عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ
وظَبْيٌ عاقِدٌ: واضِعً عُنَقَه على عَجُزه، قد عطَفَه للنوم؛ قال ساعدة
بن جؤية:
وكأَنما وافاكَ، يومَ لَقِيتَها،
من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ
والجمع العَواقِدُ؛ قال النابغة الذبياني:
حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد
وهي العواطِفُ أَيضاً. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لاوياً لها من
الكِبْر. وفي الحديث: من عَقَــدَ لِحْيَتَه فإِن محمداً بَرِيءٌ منه؛ قيل: هو
معالجتها حتى تَنْــعَقِــد وتَتَجَعَّد، وقيل: كانوا يَــعْقِــدونها في الحروب
فأَمرهم بإِرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعُجْباً. وعقــدَ العسلُ
والرُّبُّ ونحوُهما يَــعْقِــدُ وانــعَقَــدَ وأَــعْقَــدْتُه فهو مُــعْقَــدٌ وعَقِــيد:
غَلُظَ؛ قال المتلمس في ناقة له:
أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ
حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مِــعْقَــدِ
وكذلك عَقــيدُ عَصير العنب. وروى بعضهم: عَقَّــدْتُ العسلَ والكلامَ
أَــعْقَــدْتُ؛ وأَنشد:
وكان رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُــعْقَــدا
قال الكسائي: ويقال للقطران والربّ ونحوه: أَــعْقَــدْتُه حتى تَــعَقَّــد.
واليَــعْقِــيدُ: عسل يُــعْقَــدُ حتى يَخْثُرَ، وقيل: اليَــعْقِــيدُ طعامٌ
يُــعْقَــدُ بالعسل.
وعُقْــدَةِ اللسان. ما غُلظَ منه. وفي لسانه عُقْــدَةٌ وعَقَــدٌ أَي
التِواء. ورجل أَــعْقَــدُ وعَقِــدٌ: في لسانه عُقْــدَة أَو رَتَجٌ؛ وعَقِــدَ لسانهُ
يَــعْقَــدُ عَقَــداً.
وعَقَّــد كلامَه: أَعوَصَه وعَمَّاه. وكلامٌ مُــعَقَّــدٌ أَي مُغَمَّضٌ.
وقال إِسحق بن فرج: سمعت أَعرابيّاً يقول: عَقَــدَ فلانُ بن فلان عُنقَه
إِلى فلان إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها. وعَقَــدَ قَلْبه على الشيء: لَزِمَه،
والعرب تقول: عَقَــد فلان ناصيته إِذا غضب وتهيأَ للشر؛ وقال ابن مقبل:
أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِيالَه
بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِينَ النَّواصِيا
وفي حديث: الخيلُ مَــعقــودٌ في نواصيها الخيْرُ أَي ملازم لها كأَنه مــعقــود
فيها. وفي حديث الدعاء: لك من قلوبنا عُقْــدَةُ النَّدم؛ يريد عَقْــدَ
العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة. وفي الحديث: لآمُرَنَّ براحلتي
تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْــدةً حتى أَقدَمَ المدينة أَي لا أَحُلُّ عزمي
حتى أَقدَمَها؛ وقيل: أَراد لا أَنزل عنها فأَــعقــلها حتى أَحتاج إِلى حل
عقــالها. وعُقْــدَة النكاحِ والبيعِ: وجوبهما؛ قال الفارسي: هو من الشدّ
والربط، ولذلك قالوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هذه الكلمة أَيضاً
الــعَقْــدُ، قيل إِملاك المرأَة كما قيل عقــدة النكاح؛ وانــعَقــدَ النكحُ بين الزوجين
والبيعُ بين المتبابين. وعُقْــدَةُ كلِّ شيءٍ: إِبرامه. وفي الحديث: مَن
عقــدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِيءَ مما جاءَ به رسول الله، صلى الله عليه
وسلم؛ عَقْــدُ الجِزْيةِ كناية عن تقريرها على نفسه كما تــعقــد الذمة
للكتابي عليها. واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ واشتد.
وتَــعَقَّــد الإِخاءُ: استحكم مثل تَذَلَّلَ. وتَــعَقَّــدَ الثَّرَى:
جَعُدَ. وثَرًى عَقِــدٌ على النسَبِ: مُتجَمِّدٌ. وعقــدَ الشحمُ يــعقِــدُ: انبنى
وظهر.
والــعَقِــدُ: المتراكِمُ من الرمل، واحده عَقِــدَة والجمع أَــعقــادٌ.
والــعَقَــدُ لغة في الــعَقِــدِ؛ وقال هميان:
يَفْتَحُ طُرْقَ الــعَقِــدِ الرَّواتِجا
لكثرة المطر. والــعَقــدُ: ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر. وجمل عَقِــدٌ:
قويّ. ابن الأَعرابي: الــعَقِــدُ الجمل القصير الصبور على العمل. ولئيم أَــعقــد:
عسر الخُلُق ليس بسهل؛ وفلان عَقِــيدُ الكرَم وعَقِــيدُ اللُّؤْمِ.
والــعَقَــدُ في الأَسنان كالقادِحِ. والعاقِدُ: حريم البئر وما حوله.
والتَّــعَقُّــدُ في البئر: أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ ويدخل أَعلاه إِلى جِرابها،
وجِرابُها اتساعها. وناقة مَــعْقُــودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظهر؛ وجمل
عَقْــدٌ؛ قال النابغة:
فكيْفَ مَزارُها إِلا بِــعَقْــدٍ
مُمَرٍّ، ليس يَنْقُضُه الخَو ون؟
المراد الحَبْلُ وأَراد به عَهْدَها. والــعُقْــدَةُ: الضَّيْعَةُ.
واعتَقَدَ أَيضاً: اشتراها. والــعُقْــدة: الأَرض الكثيرة الشجر وهي تكون من
الرِّمْثِ والعَرْفَجِ، وأَنكرها بعضهم في العرفج، وقيل: هو المكان الكثير
الشجر والنخل؛ وفي الحديث: فعدلت عن الطريق فإِذا بــعقــدة من شجر أَي بقعة
كثيرة الشجر؛ وقيل: الــعقــدة من الشجر ما يكفي الماشية؛ وقيل: هي من الشجر ما
اجتمع وثبت أَصله يريد الدوامَ. وقولهم؛ آلَفُ من غُرابِ عُقْــدَة؛ قال ابن
حبيب: هي أَرض كثيرة النخيل لا يطيرُ غُرابُها. وفي الصحاح: آلفُ من
غُراب عُقْــدة لأَنه لا يُطَيَّرُ. والــعُقْــدَة: بقية المَرْعَى، والجمع
عُقَــدٌ وعِقــادٌ. وفي أَرض بني فلان عَقْــدة تكفيهم سنتهم، يعني مكاناً ذا شجر
يرعونه. وكل ما يعتقده الإِنسان من الــعقــار، فهو عقــدة له. واعتقد ضَيْعة
ومالاً أَي اقتناهما. وقال ابن الأَنباري: في قولهم لفلان عُقْــدة، الــعقــدة
عند العرب الحائط الكثير النخل. ويقال للقَرْية الكثيرة النخل: عُقْــدة،
وكأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه واستوثق منه، ثم
صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه عُقْــدة. ويقال للرجل إِذا
سكن غضبه: قد تحللت عُقَــدُه. واعتقد كذا بقلبه وليس له مــعقــودٌ أَي عقــدُ
رأْي. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يبايع وفي عُقْــدته ضعف أَي في رأْيه ونظره
في مصالح نفسه. والــعَقَــدُ والــعَقَــدانُ: ضرب من التمر.
والــعَقِــدُ، وقيل الــعَقَــد: قبيلة من اليمن ثم من بني عبد شمس بن سعد.
وبنو عَقِــيدَةَ: قبيلة من قريش. وبنو عَقِــيدَةَ: قبيلة من العرب. والــعُقُــدُ:
بطون من تميم. وقيل: الــعَقَــدُ قبيلة من العرب يُنْسَبُ إِليهم
الــعَقَــدِيُّ. والــعَقَــدُ: من بني يربوع خاصة؛ حكاه ابن الأَعرابي. قال: واللبَّكُ
بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً، وذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن
حَنْظَلَة.
والعُنْقُودُ: واحد عناقِيدِ العنب، والعِنقادُ لغة فيه؛ قل الراجز:
إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ
والــعُقْــدَةُ من المَرْعَى: هي الجَنْبَةُ ما كان فيها من مَرْعَى عام
أَوّلَ، فهو عُقْــدَةٌ وعُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة، وقد يضطرُّ المالُ إلى
الشجر، ويسمى عقــدة وعروة فإِذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقــدة ولا عروة؛
قال: ومنه سميت الــعُقْــدَة؛ وقال الرقاع العاملي:
خَضَبَتْ لها عُقَــدُ البِراقِ جَبينَها،
مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها
وفي حديث ابن عمرو: أَلم أَكن أَعلم السباعَ ههنا كثيراً؟ قيل: نعم
ولكنها عُقِــدَت فهي تخالط البهائم ولا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ
والطلمسات كما يعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم، يعني عُقِــدت ومُنِعتْ
أَن تضر البهائم. وفي حديث أَبي موسى: أَنه كسا في كفَّارة اليمين ثوبين
ظَهْرانِيًّا ومُــعَقَّــداً؛ المُــعَقَّــدُ: ضرب من برودِ هَجَرَ.
عقــف: الــعَقْــفُ: العَطْف والتلْوِيةُ. عَقَــفَه يَــعْقِــفُه عَقْــفاً
وعَقَّــفَه وانْــعَقَــف وتَــعَقَّــف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ. والأَــعْقَــفُ: المنْحَني
المُعْوَجّ. وظبْي أَــعْقَــفُ: معطوف القُرون. والــعَقْــفاء من الشياه: التي
التوى قرْناها على أُذنيها. والــعُقَّــافة: خَشَبة في رأْسها حُجْنة يُمَدُّ
بها الشيء كالمِحْجَن. والــعَقْــفاء: جديدة قد لُوِيَ طَرَفُها. وفي حديث
القيامةِ: وعليه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِــيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ
كالصِّنَّارة. وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرة: أَنه سُئل عن العُصْرةِ
للمرأَة فقال: لا أَعلم رُخِّص فيها إلا للشيخ المَــعْقُــوفِ أَي الذي
انْــعَقَــفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حتى صار كالــعُقّــافةِ، وهي
الصَّوْلَجانُ.
والــعُقــاف: داء يأْخذ الشاة في قوائمها فتعوَجُّ، وقد عُقِــفَتْ، فهي
مَــعْقُــوفة. والتــعْقِــيفُ: التَّعْويج. وشاة عاقِفٌ: مَــعْقُــوفة الرِّجل، وربما
اعْتَرى كل الدوابِّ. والأَــعْقَــف: الفقير المحتاج؛ قال:
يا أَيُّها الأَــعْقَــفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه،
لا نِعْمةً تَبْتَغي عندي ولا نَشَبا
والجمع عُقْــفان. وعُقْــفان: جنس من النمل. ويقال: للنمل جَدّان: فازِرٌ
وعُقْــفانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، وعُقــفان جد الحُمْر، وقيل: النمل ثلاثة
أَصناف: النمل والفازِرُ والــعُقَــيْفانُ، والــعُقَــيْفانُ: الطويلُ القوائم
يكون في المَقابِر والخَراباتِ؛ وأَنشد:
سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَــيفا
نُ، فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ
قال: والذَّرّ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفازِرُ: المُدوَّر
الأَسود يكون في التمر، قال ابن بري: قال دَغْفَلٌ النسَّابة: يُنْسبُ
النملُ إلى عُقْــفان والفازر، فــعُقْــفان جد السود، والفازِر جَدّ الشُّقْر.
وعُقْــفانُ: حَيٌّ من خُزاعةَ. والــعَقْــفاء والــعَقَــفُ: ضرب من النبْت. حكى
الأَزهري عن الليث: والــعَقْــفاء ضرب من البقول معروف، قال: والذي أَعرفه في
البقول القَفْعاء، ولا أَعرف الــعَقْــفاء. والعَيْقُفانُ: نبت كالعَرْفَجِ
له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عن أَبي حنيفة. وقال مرة: الــعُقَــيْفاء
نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء وثمرة عَقْــفاء كأَنها شِصٌّ
فيها حَبٌّ، وهي تقتل الشاء ولا تضر الإبل؛ قال الجوهري: وأَما قول حميد بن
ثَوْر الهِلالي:
كأَنه عَقْــفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ،
من أَكْلُب يَــعْقُــفُهُنَّ أَكْلُبُ
فيقال: هو الثعلب؛ قال ابن بري: وهذا الرجز لحُميد الأَرقط لا لحميد بن
ثَوْر. وأَعرابي أَــعْقَــفُ أي جافٍ.
مــعق: المَــعْق والمُــعْق: كالعُمْق؛ بئر مَعِيقة كعميقة وقد مَــعُقَــتْ
مَعاقة وأَمْــعَقْــتها وأَعْمَقتها وإنها لبعيدة العُمْق والمْــعق وفَجّ مَعِيق،
وقلما يقولونه إنما المعروف عَمِيق، وحكى الأَزهري عند ذكر قوله تعالى:
يأْتين من كل فجٍّ عَمِيقٍ، عن الفراء قال: لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو
تميم يقولون مَعِيق، وقد مَــعُق مَــعْقــاً ومَعَاقةً؛ قال رؤبة:
كأَنها، وهي تَهادَى في الرُّفَقْ
من جذبها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي مَــعَقْ
أَي بُعْدٍ في الأرض، والشِّبراق: شدَّة تباعد القوائم، والمَــعْقُ: بُعد
أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المَــعْق الأيام؛ يقال: علونا مُعُوقاً
من الأرض منكَرة وعلونا مَــعْقــاً؛ وأما المَعِيق فالشديد الدخول في جوف
الأَرض. يقال: غائط مَعيق. والمَــعْق: الأَرض التي لا نبات فيها. والأَمْعاق
والأَماعق والأَماعِيق: أَطراف المفازة البعيدة.
والمَعِيقة: الصغيرة الفَرْج. والمَعِيقة أَيضاً: الدقيقة الوَرِِكين،
وقيل: هي المِعْيقَةَ كالِحِثْيَلة.
وتَمَــعَّقَ علينا: ساء خلقه. وحكى الأزهري عن الليث: المَقْع والمَــعْق
الشرب الشديد. وقال الجوهري: المَــعْق قلب العَمْق؛ ومنه قول رؤبة:
وإن هَمى من بعد مَــعْقٍ مَــعْقــا،
عَرفْتَ من ضَرْب الحَرير عِتْقا
أي من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً. قال: وقد تحرك مثل نَهْر ونَهَر.