Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عجمة

اللخلخانية

(اللخلخانية) الــعجمة فِي الْمنطق يُقَال أَتَانَا رجل فِيهِ لخلخانية وَعند أَعْرَاب الشحر وعمان نقص بعض حُرُوف الْكَلم فِي الإدراج والوصل يَقُولُونَ فِي مَا شَاءَ الله مشا الله

رت

(رت)
رتتا كَانَ فِي لِسَانه رتة (عجمة) فَهُوَ أرت وَهِي رتاء (ج) رت
رت
الرُّتَّةُ في عَجَلَة في الكَلاَم، رَجُلٌ أرَتُّ. والرت: شَيْءٌ يُشَبَّهُ بَالخِنْزِيْرِ البَرِّيَ، وجَمْعُه رُتوْتٌ. والرُّتُّ: الرَّئيسُ في الشَّرَفِ والعَطَاءِ. وهو من رُتُوْتِ الناسِ: أي من عِلْيَتِهم ومَنْ يُعْتَمَدُ عليهم. وقَوْمٌ رُتّانٌ.

رت

1 رَتَّ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. رَتَتٌ; (S, * Msb;) or رُتَّ, inf. n. رُتَّةٌ; (so in the M;) He had, in his speech, or utterance, what is termed رُتَّةٌ, expl. below. (S, M, Msb, K.) 4 ارتّهُ He (God) caused him to have, in his speech, or utterance, what is termed رُتَّةٌ. (S, K.) R. Q. 1 رَتْرَتَ He reiterated, by reason of an impediment in his speech, in uttering the letter ت (IAar, T, K) &c. (IAar, T.) رَتٌّ The swine that assaults or attacks [men]: (T, TA:) or a thing [meaning an animal] resembling the wild swine: (M, TA:) pl. رِتَّةٌ, (T,) or رِتَتَةٌ, (TA,) and رُتُوتٌ: (S, M, TA:) or رُتُوتٌ signifies [simply] swine: (S, K:) in some of the copies of the S, wild swine: (TA:) or boars: (M:) or boars in which is strength and boldness: (A:) it has been asserted that no one but Kh has mentioned it. (IDrd, M.) b2: [Hence, (in the TA said to be بالضمّ, but this is a mistranscription for بِالفَتْحِ,]) (tropical:) A chief (IAar, T, S, A, K) in eminence, or nobility, and in bounty, or gifts: (IAar, T:) pl. رُتُوتٌ (IAar, T, S, A, K) and رُتَّانٌ. (K.) You say, هُوَ مَنْ رُتُوتِ النَّاسِ (tropical:) He is of the lords of mankind. (A.) And هٰؤُلَآءِ رُتُوتُ البَلَدِ (tropical:) These are the lords of the town, or country. (TA.) رُتَّةٌ A vitiousness, or an impediment, in speech or utterance, so that one does not speak distinctly: (S, A, K:) or a hastiness therein, (M, Mgh,) and a want of distinctness: or the changing of ل into ى: (M:) or an impediment in speech or utterance: (Msb:) or, accord. to Mbr, what resembles wind, impeding the commencement of speech, until, when somewhat thereof comes forth, it becomes continuous: it is an inborn habit, and is often found in persons of elevated, or noble, rank: (T, Mgh, Msb:) or, as some say, it is a reiterating of a word, preceded by the breath: or the incorporating of one letter into another (إِدْغَامٌ) when this should not be done: (Msb:) or a vitious and faulty kind of repetition, in the tongue. (AA, TA.) رُتَّى A woman who changes, in pronunciation, س into ث, or ر into غ or ل, and the like; or who changes one letter into another; syn. لَثْغَآءُ. (AA, T, K.) [See also what follows.]

أَرَتُّ A man having in his speech, or utterance, what is termed رُتَّةٌ: (T, S, A, Mgh, Msb:) accord. to 'Abd-Er-Rahmán, whose word, or speech, is held back, and is preceded by his breath: (Mgh:) or having an impediment in his speech, so that his tongue will not obey his will: (TA:) fem. رَتَّآءُ: (Msb:) and pl. رُتٌّ. (A, Msb.) [See also رُتَّى.]

قعض

قعض
القَعْض: عَطْفُكَ رأس الخَشَبة. وضيْعَة معروفة لبني سعد.

قعض


قَعَضَ
(n. ac.
قَعْضa. Bent, pulled down.

قَعْضa. Bent.

N.P.
قَعڤضَa. see 1
[قعض] قعضت العود: عطفته كما تعطف عروش الكرم والهودج. قال رؤبة يخاطب امرأة  إما ترى دهرا حناني حفضا * أطر الصناعين العريش القعضا * فقد أفدى مرجما منقضا * يقول: إن ترى أيتها المرأة الهرم حناني فقد كنت أفدى في حال شبابى، لهدايتي في المفاوز، وقوتى على السفر. وسقطت النون من " ترين " للجزم بالمجازاة. وما زائدة. والصناعين: تثنية امرأة صناع. والقعض: المقعوض، وصف بالمصدر كقولك: ماء غور. والعريش ههنا: الهودج.

قعض: القَعْضُ: عَطْفُك الخشبةَ كما تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم

والهَوْدَج. قَعَضَ رأْسَ الخشبة قَعْضاً فانْقَعَضَت: عَطَفَها. وخشبة قَعْضٌ:

مَقْعوضةٌ. وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى؛ قال رؤبة يخاطب امرأَته:

إِمّا تَرَيْ دَهْراً حناني حَفْضا،

أَطْرَ الصِّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا،

فقد أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا

القَعْضُ: المَقْعُوضُ، وُصف بالمصدر كقولك ماء غَوْرٌ. قال ابن سيده:

عندي أَن القَعْضَ في تأْويل مفعول كقولك دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ،

ومعناه إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فقد كنت أُفَدَّى

في حالِ شبابي بِهِدايتي في المَفاوِز وقُوَّتي على السفَر، وسقطت النون

من تَرَيْن للجزم بالمُجازاة، وما زائدة. والصَّناعَيْن: تثنيةُ امرأَةٍ

صَناعٍ. والعَرِيشُ هنا: الهَوْدَجُ، وقال الأَصمعي: العريشُ القَعْضُ

الضيِّقُ، وقيل: هو المُنْفَك.

باب العين والقاف والضاد (ق ع ض، ق ض ع مستعملان)

قعض: القَعْضُ: عَطْفُكَ رأس الخَشَبَةِ كعَطْفِكَ عُرُوشَ الكَرْم والهَوْدَج، يقال: قَعَضَها فانقعضتْ أي حَنَاها فانْحَنَتْ، قال رؤبة يُخاطبُ امرأته:

إمّا تَرَيْ دَهْري حَنَاني خَفْضَا ... أُطْرَ الصَّناعين العريش القَعْضا

فَقَد أُفَدّي مِرجَما منْقَضّا.

قضع: قُضَاعَةُ: اسمُ كَلْب الماء والقَضْعُ: القَهْرُ. وإن قُضَاعَةَ قَهَروا قَوْما فسُمُّوا بذلك، (وقيل: هو اسم رَجُل سمِّي بذلك لانقضاعِه عن أمِّه . وقيل: هو من القَهْر لأنه قَهَرَ قَوْماً فسُمِّي به. وهو أبو حَيّ من اليمن واسمُهُ قُضاعَةُ بن مالك بن حِمَيْر بن سبَأ. وتَزْعُمُ نسَّابَةُ مُضر أنَّهُ قُضَاعَةُ بن مَعَدِّ بن عَدَنانَ. قال: وكانوا أشِدَّاء على أعدائهم في الحُرُوب ونحوها)  
قعض
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: قَعَضَ: ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ وَصَاحبثمَّ قالَ فِي التَّكْمِلَة: القَعْضُ، بالفَتْحِ: الصَّغيرُ. والقَعْضُ: المُنْفَكُّ. والقَعْضُ: الضَّيِّقُ.
وَفِي اللّسَان قالَ الأَصْمَعِيّ: العَريشُ القَعْضُ: الضَّيِّقُ. وقيلَ: هُوَ المنفَكُّ. قُلْتُ: والصَّادُ لغةٌ فِي الأَخيرِ عَن كُراع، كَمَا تَقَدَّم، وَذكر ابنُ القطَّاع فِي كِتَابه فِي ق ع ض قَعَضَت الغنمُ، بالضَّاد: أَخَذَها داءٌ يُميتُها من ساعتِهِ. قُلْتُ: والمعروفُ فِيهِ الصَّادُ المُهْمَلَة، ولكنَّهُ حيثُ ضَبَطَه بالمُــعْجَمَةِ أَوْجبَ ذِكْرَهُ.)

الهزل

الهزل: لغة المزح. وعرفا: أن لا يراد باللفظ معناه لا الحقيقي، ولا المجازي، وهو ضد الجد.
الهزل: هو أن لا يراد باللفظ معناه لا الحقيقي ولا المجازي وهو ضد الجِدِّ.
هـ ز ل [بالهزل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما هُوَ بِالْهَزْلِ .
قال: القرآن ليس بالباطل واللعب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن رفاعة وهو يقول:
وما أدري وسوف إخال أدري ... أهزل ذاكم أم قول جدّ 
الهزل:
[في الانكليزية] Joking ،fun ،jesting ،irony
[ في الفرنسية] Plaisanterie ،badinage ،raillerie ،ironie
بالفتح وسكون الزاء المــعجمة عند الأصوليين ضد الجدّ وهو أن لا يراد باللفظ معناه الحقيقي ولا المجازي، والجدّ أن يراد باللفظ أحدهما ودخل في ذلك التصرفات الشرعية لأنّها صيغ، والألفاظ موضوعة لأحكام يترتّب عليها ويلزم معانيها بحسب الشرع. وقال فخر الاسلام الهزل أن يراد بالشيء ما لم يوضع له، فتوهّم بعضهم عن ظاهره أنّه يشتمل المجاز وليس كذلك لأنّه أراد بالوضع ما هو أعمّ من وضع اللفظ لمعنى، ومن وضع التصرّفات الشرعية لأحكامها، وأراد بوضع اللفظ ما هو أعمّ من الوضع الشخصي كوضع الألفاظ لمعانيها الحقيقية، أو النوعي كوضعها لمعانيها المجازية. وهذا معنى ما قيل إنّ الوضع أعمّ من العقلي والشرعي فإنّ العقل يحكم بأنّ الألفاظ وضعت لمعانيها حقيقة أو مجازا، وأنّ التصرّفات الشرعية وضعت لأحكامها، كذا في التلويح في بيان العوارض المكتسبة. والهزل المعتبر عند أهل البديع المعدود في المحسّنات المعنوية هو الذي يراد به الجدّ وهو أن يذكر الشيء على سبيل اللّعب والمطايبة بحسب الظاهر والغرض أمر صحيح بحسب الحقيقة كقول الشاعر:
إذا ما تميميّ أتاك مفاخرا فقل عدّ عن ذا كيف أكلك للضّبّ كذا في المطول والجلپي.

النّظم

(النّظم) المنظوم يُقَال نظم من لُؤْلُؤ وَيُقَال أَتَانَا نظم من جَراد صف كثير مِنْهُ وَالْكَلَام الْمَوْزُون المقفى وَهُوَ خلاف النثر وَيُقَال نظم الْقُرْآن عِبَارَته الَّتِي تشْتَمل عَلَيْهَا الْمَصَاحِف صِيغَة ولغة وَيُطلق على بعض الْكَوَاكِب المنتظمة وَمِنْهَا الثريا
النّظم: فِي اللُّغَة در رشته كشيدن جَوَاهِر - وَفِي اصْطِلَاح الْعرُوض الْكَلَام وَالشعر. وَعند الْأُصُولِيِّينَ هُوَ الْكَلَام الْمنزل وَحَدِيث رَسُولنَا الْأَكْمَل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَيُقَال نظم الْقُرْآن ونظم الحَدِيث الشريف وَهُوَ بِاعْتِبَار وَصفه على أَرْبَعَة أَقسَام - خَاص - وعام - مُشْتَرك - ومأول.
النّظم:
[في الانكليزية] Stringing ،threading ،syntax ،versification
[ في الفرنسية] Enfilage des perles ،syntaxe ،versification
بالفتح وسكون الظاء المــعجمة في اللغة جمع اللؤلؤ في سلك. وفي الاصطلاح كما في چلپي المطول يطلق على معان: أحدها بحسب اللفظ مفردا كان أو مركّبا كما في تقسيم نظم القرآن إلى الظاهر والنّصّ وغيرهما. والثاني تركيب الألفاظ على وفق ترتيب يقتضيه إجراء أصل المعنى حتى لو قيل في: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل. قفا من حبيب ذكرى ومنزل. كان لفظا لا نظما لعدم كونه على وفق ترتيب يقتضيه إجراء أصل المعنى، وهذا بخلاف نظم الحروف فإنّه تواليها من غير اعتبار معنى يقتضيه، حتى لو قيل مكان ضرب ربض لم يخلّ بنظم الحروف. والثالث ترتيب الألفاظ متناسبة المعاني متناسقة الدلالات على وفق ما يقتضيه العقل أو الألفاظ المترتّبة بهذا الاعتبار. فالنظم بهذا شامل لرعاية ما يقتضيه علم المعاني والبيان بخلاف النّظم بالمعنى الثاني فهو أعمّ منه، ومنه نظم القرآن. والشيخ عبد القاهر يسمّي إيراد اللفظ على طبق ما اعتبر من المعاني الزائدة على أصل المعنى نظما وكأنّه بالغ في أنّ الفضيلة في تطبيق الكلام على مقتضى الحال وإلّا فالنظم عند المحقّقين ما عرفت من ترتيب الألفاظ متناسبة المعاني متناسقة الدلالات، أو الألفاظ المترتّبة كذلك، هكذا يستفاد من الأطول في الخطبة وفي بحث التعقيد. والرابع:

الكلام الموزون. يقول في جامع الصنائع: النّظم في صنعة الشّعر هو الكلام الموزون ويقول في مجمع الصنائع: الكلام المنظوم عشرة أقسام:
الغزل، والقصيدة، والتّشبيب، والقطعة، والرّباعي، والفرد، والمثنوي، والترجيع، والمسمّط، والمستزاد.

مغن

مغن: بئرُ مَغُونَة، بالغين المــعجمة: موضع قريب من المدينة، وأَما بئر

مَعُونة، بالعين المهملة، فقد تقدم آنفاً، والله أََعلم.

مغن
:) بِئْرٌ مَغُونَةَ، بالغَيْنِ المــعْجَمَةِ: مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِينَةِ، وَهُوَ غَيْرُ بِئْرِ مَعُونَة بالمُهْملةِ، كَذَا فِي اللِّسانِ.
ومُغونٌ، بالضمِّ: مِن رسْتاقِ نستب من نواحِي نَيْسابُورَ، مِنْهَا: عبدوسُ بنُ أَحمدَ، رَوَى عَنهُ أَبو إسْحاق الجُرْجاني.

وَرْعَجَن

وَرْعَجَن:
بالفتح ثم السكون، وعين مهملة، وجيم ثم نون: من قرى نسف، عن أبي سعد، ووجدت في موضع آخر: وزغجن، بالزاي والغين مــعجمة، من قرى ما وراء النهر، ولا أدري أهي هي وأحدهما تصحيف أو غيرها.

جعر

(جعر) : أُمُّ جَعْوَرِ: الضَّبُع.
(جعر) : أَمُّ جَعْرٍ: نَبْرُ ناقَةِ ساعِدَةَ بن عَمْر القُرِمَيّ.
جعر: جعر: تحريف جأر عند العامة أي خار (معجم المتفرقات- وثغا (هلو).
جَعَّار: عَوّاء، نَبَّاح (معجم المتفرقات).
(جعر)
جعرا يَبِسَتْ طَبِيعَته فَهُوَ مجعار وَفِي حَدِيث عمر (إِنِّي مجعار الْبَطن) والسبع وكل ذِي مخلب من السبَاع خرئ

جعر


جَعَرَ(n. ac. جَعْر)
a. Dunged (animal).
b. Bellowed, lowed.

جَعْر
(pl.
جُعُوْر)
a. Dung.

مَجْعَرa. Rump, anus.

جَعَاْرa. She-hyena.

جِعَاْرa. Mark, brand.
b. Rope; girdle.
جعر
جُعْرة [جمع]: (نت) شعير غليظ القصب، عريض ضخم السنابل، وحبُّه طويل عظيم أبيض. 
ج ع ر

في مثل " أعيث من جعار " وهي الضبع، سميت لكثرة جعرها وهو نجو السباع. تقول: رمي الجمل ببعره، والذئب بجعره. وكوى دابته في جاعرتيه وهما مضربا ذنبه.
(ج ع ر) : (جَعَرَ) الْفَأْرُ نَحْوَهُ وَهُوَ لِلسَّبُعِ فِي الْأَصْلِ وَمِنْهُ الْجُعْرُورُ ضَرْبٌ مِنْ الدَّقَلِ يَحْمِلُ شَيْئًا صَغِيرًا لَا خَيَرَ فِيهِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ فِي الصَّدَقَةِ وَالْجِعْرَانَةُ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ عَنْ الْخَطَّابِيِّ وَقَدْ يُشَدَّدُ.
[جعر] فيه: أنه وسم "الجاعرتين" هما لحمتان يكتنفان أصل الذنب، وهما من الإنسان في موضع رقمتي الحمار. ومنه: كوى حماراً في "جاعرتيه". وكتاب عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله أسود "ألجاعرتين". وفي قولهم: دعوا الصرورة بجهله وأن رمى "بجعره" في رحله، الجعر ما يبس من الثفل في الدبر أو خرج يابساً. ومنه ح عمر: إني "مجعار" البطن، أي يابس الطبيعة. وح عمر: إياكم ونومة الغداة فإنها "مجعرة" يريد يبس الطبيعة أي أنها مظنة لذلك. وفيه: نهى عن لونين من التمر "الجعرور" ولون حبيق، الجعرور ضرب من الدقل يحمل رطبا صغارا لا خير فيه. و"الجعرانة" يخفف ويثقل موضع.
(جعر) - في الحَديثِ أنَّ العَبَّاسَ، رضي الله عنه: "وسَمَ الجَاعِرَتَيْن" .
الجاعِرَتَان: لَحْمَتان تَكْتَنِفَان أَصلَ الذَّنَب، وهما من الِإنسان في موضع رَقْمَتَى الحِمار من مُؤخَّرِه.
- في حديث عَمْرِو بنِ دينار: "كانوا يَقُولُون في الجَاهِليَّة: دَعُوا الصَّرُورَة بَجَهْلهِ، وإن رَمَى بِجَعْرِه في رَحْلِه".
الجَعْر: ما يَبِس من الثُّفْل في الدُّبُر، أو خَرجَ يابِساً.
- ومنه حَدِيثُ عُمرَ، رضي الله عنه: "إنِّي مِجْعارُ البَطْن".
: أي يَابِسُ الطَّبِيعَة، ومن ذلك يُسَمَّى الضَّبُع "جَعارِ"، وأمّ جَعْور، وكُلّ سَبُع يَجْعَر، وقد جَعَر وانْجَعَر: إذا وَضَعَه.
- في الحَدِيث: "أنَّه نَزلَ الجِعِرَّانَة".
وهو مِيقاتٌ لِإحرامِ الحَاجِّ، وقد تُسكَّن عَينُه وتُخفَّف رَاؤُه. 
جعر
الجعْرُ - وجَمْعُه أجعرٌ وجُعور -: ما خَرَج يابِساً من العذِرَة، وهو مِجْعَارُ البَطْن. والمجْعَارُ: الكَثيرُ الأكْل والخِراءةِ. وجَعَرَ وانجَعرَ - جميعاً -: إذا وَضَعَ الجَعْرَ. والكلْبُ وكُل سَبُع يَجْعَر جَعْراً. وجَعَارِ وأم جَعَار وأم جَعْوَرٍ: الضبُعُ، ومنه أخِذَ؛ لأن ما يخْرُجُ منها يَابِسٌ.
والجَعْراءُ: لَقَبٌ لِبَني العَنْبَرِ. والجِعْرَانَةُ: بَعْضُ المَواقِيْتِ التي يُحْرَمُ منها.
والجَاعِرَتانِ: مَوْضِعُ الرقْمَتَيْنِ من مُؤخرِ الحِمارِ. والجِعَارُ: الحَبْلُ الذي يَشُدُّ به المُسْتَقي وَسَطَه لِئلا يَقَعَ في البِئر.
والجُعْرَةُ: اثْرَةٌ في الحَقْوِ. والجِعَارُ: سِمَةٌ على الجاعِرَتَيْنِ، وبَعير مُجعَر.
والجَعَارِيْرُ: شِرارُ النّاس. وضَرْبٌ من التَمْرِ ردِيء، الواحِدُ جُعْروْرٌ، ويُقال لهذا الجِنْس من التَّمْر: امُّ جُعْرُوْرٍ أيضاً. وحَبْل مُجَعَّرٌ: غَلِيْظٌ. وقوْسٌ جَعْرَاءُ: فيها جُعَرٌ: أي أبَنٌ. وامُ جِعْرَان: الرخَمَةُ.
[جعر] الجعر: نجو كل ذات مخلب من السباع. وقد جَعَرَ يَجْعَرُ. والمعجر: الدبر. وجعار: اسم للضبع، لكثرة جعرها. وإنما بنيت على الكسر لانه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة. ومعنى قولنا غالبة أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه. وهى معدولة عن جاعرة. فإذا منع عن الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث، لانه ليس بعد منع الصرف إلا منع الاعراب. وكذلك القول في حلاق: اسم للمنية. والجاعرتان: موضع المرقمتين من إسْتِ الحِمار، وهو مَضرِب الفرس بذنَبه على فخذَيه. وقال الأصمعيّ: هما حَرْفا الوِركين المُشرِفان على الفخِذين. قال كعب بن زُهير يصف الحِمار والأتُن: إذا ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُهُ * رأيتَ لجَاعِرَتَيْهِ غضونا - وبعضم يجعل الجاعرة حلقة الدبر. والجِعارُ بكسر الجيم: حَبلٌ يشده الساق إلى وتد ثم يشدُّه في حِقْوِهِ إذا نزل البئرَ لئلا يقعَ فيها. تقول منه تَجَعَّرْتُ. وقال الراجِز: ليْسَ الجِعارُ مانِعي من القدرْ * وإن تَجَعَّرْتُ بِمَحْبوكٍ مُمَرْ - والجَعْرورُ: ضرب من الدَقَلِ، وهو أردأ التمر.
ج ع ر : جَعَرَ السَّبُعُ جَعْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ مِثْلُ: تَغَوَّطَ الْإِنْسَانُ ثُمَّ أُطْلِقَ الْمَصْدَرُ عَلَى الْخُرْءِ فَقِيلَ جَعْرُ السَّبُعِ وَاسْتُعِيرَ الْجَعْرُ لِنَجْوِ الْفَأْرَةِ فَقِيلَ جَعْرُ الْفَأْرَةِ ثُمَّ اُسْتُعِيرَ جَعْرُ الْفَأْرَةِ لِيُبْسِهِ وَضُئُولَتِهِ لِنَوْعٍ رَدِيءٍ مِنْ التَّمْرِ فَقِيلَ فِيهِ جُعْرُورٌ وِزَانُ عُصْفُورٍ.

وَالْجِعْرَانَةُ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ وَهِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ فِي الْبَارِعِ وَنَقَلَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ وَهُوَ مَضْبُوطٌ كَذَلِكَ فِي الْمُحْكَمِ وَعَنْ ابْنِ الْمَدِينِيِّ الْعِرَاقِيُّونَ يُثَقِّلُونَ الْجِعْرَانَةَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَالْحِجَازِيُّونَ يُخَفِّفُونَهُمَا فَأَخَذَ بِهِ الْمُحَدِّثُونَ عَلَى أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّ التَّثْقِيلَ مَسْمُوعٌ مِنْ الْعَرَبِ وَلَيْسَ لِلتَّثْقِيلِ ذِكْرٌ فِي الْأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ عَنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ إلَّا مَا حَكَاهُ فِي الْمُحْكَمِ تَقْلِيدًا لَهُ فِي الْحُدَيْبِيَةِ.
وَفِي الْعُبَابِ وَالْجِعْرَانَةُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ الْمُحَدِّثُونَ يُخْطِئُونَ فِي تَشْدِيدِهَا وَكَذَلِكَ قَالَ الْخَطَّابِيُّ.

جَعَلْتُ الشَّيْءَ جَعْلًا صَنَعْتُهُ أَوْ سَمَّيْتُهُ وَالْجُعْلُ بِالضَّمِّ الْأَجْرُ يُقَالُ جَعَلْتُ لَهُ جُعْلًا وَالْجِعَالَةُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَبَعْضُهُمْ يَحْكِي التَّثْلِيثَ وَالْجَعِيلَةُ مِثَالُ كَرِيمَةٍ لُغَاتٌ فِي الْجُعْلِ وَأَجْعَلْتُ
لَهُ بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهُ جُعْلًا فَاجْتَعَلَهُ هُوَ إذَا أَخَذَهُ وَالْجُعَلُ وِزَانُ عُمَرَ الْحِرْبَاءُ وَهِيَ ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ وَجَمْعُهُ جِعْلَانٌ مِثْلُ: صُرَدٍ وَصِرْدَانٍ. 

جعر

1 جَعَرَ, aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. جَعْرٌ; (Msb;) and ↓ انجعر; (K;) said of a beast or bird of prey (S, Msb, K *) having claws, or talons, (S, K, *) or a hyena, and a dog, and a cat, (TA,) and metaphorically of a rat or mouse, (Msb,) He voided his dung. (S, Msb, K.) 5 تجعّر, (S, K,) or تجعّر بِجِعَارٍ, (TA,) He bound upon his (i. e. his own) waist a rope of the kind called جِعَار. (S, K, TA.) 7 إِنْجَعَرَ see 1.

جَعْرٌ, originally an inf. n., (Msb,) The dung of a beast or bird of prey (S, Msb, K) having claws, or talons; (S, K;) as also ↓ جَاعِرَةٌ; (K;) which is like رَوْثٌ in relation to a horse: (TA:) or the dung of the hyena: (A:) [and of the dog, and cat: see 1:] or dry dung upon the مَجْعَر, q. v.: (K:) or dung that comes forth dry: (IAth, TA:) and (tropical:) that of the rat or mouse: (Msb:) pl. جُعُورٌ. (K.) b2: See also جُعْرُورٌ.

A2: Also Costiveness. (TA.) جُعْرَةٌ A mark left by the rope called جِعَار (Th, K) upon the waist of a man. (Th, TA.) جَعْرَآءُ: see مَجْعَرٌ.

أَبُو جِعْرَانَ [in which the latter word is imperfectly decl. because it is a proper name ending with the augment ان] The [black beetle called]

جُعَل, (Kr, K, TA,) in a general sense: or, as some say, a certain species thereof. (TA.) b2: And أُمُّ جِعْرَانَ, (K, TA,) or أُمُّ جِعْرَانَةَ, (so in a copy of the K,) The رَخَمَة [or female of the vultur percnopterus]. (Kr, K.) جُعْرُورٌ A bad kind of dates; (Msb, K;) also metaphorically called الفَأْرَةِ ↓ جَعْرُ [the rat's, or mouse's, dung], because of the bad smell, and the diminutiveness, thereof: (Msb:) and you also say جُعْرُورٌ: (TA:) or a species of the دَقَل, which is the worst kind of dates: (S:) or a species of the [kind of palm-tree called] دَقَل that bears small things [or dates] in which is no good. (As, TA.) [See عَذْقُ الجُبَيْقِ, in art. حبق.]

جِعِرَّى: see مَجْعَرٌ.

جَعارِ, (S, A, K,) like قَطَامِ, (K,) indecl., with kesr for its termination, because it deviates from its original form, which is جَاعِرَةٌ, and is of the fem. gender, and has the quality of an epithet in which that of a subst. is predominant, so that the thing to which it applies is known by it like as it is known by its proper name; and as it is prevented from being perfectly decl. by two causes, it must be indecl. by reason of three; as we also say with respect to حَلَاقِ, a proper name of death; (S;) The she-hyena; (S, A, K;) a name of that animal (S) because of the abundance of its dung; (S, A;) as also أُمُّ جَعَارِ, and ↓ جَيْعَرٌ, and ↓ أُمُّ جَعْوَرٍ. (K.) Hence, أَعْيَثُ مِنْ جَعَارِ [More mischievous than the she-hyena]: a prov. (A, TA.) and تِيسِى جَعَارِ (K) Be thou like the he-goat in stupidity, O she-hyena; a prov. applied to a stupid man: (A and TA in art. تيس, q. v.:) or عِيثِى جَعَارِ [Do mischief, O she-hyena]; a prov. used in declaring a thing to be vain, or false. (K.) and رُوعِى جَعَارِ وَانْظُرِى أَيْنَ المَفْرِ [for المَفِرُّ, Be afraid, O she-hyena, and look where is a place to which to flee]: (K, * TA:) or رُوغِى [i. e. turn aside, this way and that]: (S and TA in art. روغ:) a prov. applied to him who seeks to escape, and cannot: (TA:) or with reference to a coward, and his submissiveness. (K.) And قُومِى جَعَارِ [Rise, O she-hyena]: said to a woman, in reviling her; likening her to a she-hyena. (ISk, TA.) جِعَارٌ A certain mark made with a hot iron upon [the part called] the جَاعَرَتَانِ: (K:) accord. to the Tedhkireh of Aboo-'Alee, one of the marks, so made, of camels. (Ibn-Habeeb, TA.) A2: A rope which a man who waters ties to a stake, and then binds upon his waist, when he descends into a well, lest he should fall into it: (S:) or a rope which a drawer of water binds upon his waist, (K, TA,) when he descends into a well, (TA,) lest he should fall into the well; (K, TA;) the end being in the hand of another man, who, if he falls, pulls him up with it. (TA.) أُمُّ جَعْوَرٌ: see جَعَارِ.

جَيْعَرٌ: see جَعَارِ.

جَاعِرَةٌ: see مَجْعَرٌ. b2: الجَاعِرَتَانِ The place of the [two marks made by cauterization which are called the] رَقْمَتَانِ, in the buttocks (اِسْت) of an ass: (S, K:) or the places of cauterization in the hinder part, upon the [two portions of the thighs called the] كَاذَتَانِ, of an ass: (TA:) and the part, (S, K,) or two parts, (A,) which the tail strikes, (S, A, K,) upon the two thighs of a horse, (S, K,) or of a beast, where he is cauterized: (A:) or the two edges of the haunches projecting over the thighs [behind]; (As, S, K;) i. e., the two places which the farrier marks, making lines upon them [with a hot iron] (يَرْقُهُمَُا): or the heads of the upper parts of the two thighs: or the depressed part of the haunch and thigh, in the place of the joint. (TA.) A2: See also جَعْرٌ.

مَجْعَرٌ The rump, or podex; or the anus; [in the present day, the latter;] syn. دُبُرٌ; (S, K;) and ↓ جَعْرَآءُ and ↓ جِعِرَّى and ↓ جَاعِرَةٌ the same; syn. اِسْتٌ; (K;) or the last (جاعرة), as some say, i. q. حَلْقَةُ الدُّبُرِ. (S, K.) مِجْعَارٌ A man very, or often, costive; (K;) as also مِجْعَارُ البَطْنِ. (TA.)
(ج ع ر)

الجَعْر: مَا يبس فِي الدبر من الْعذرَة. وَخص ابْن الْأَعرَابِي بِهِ جَعْر الْإِنْسَان إِذا كَانَ يَابسا. والجميع: جُعُور. وَرجل مِجْعار.

وجَعَر السَّبع وَالْكَلب والسنور يَجْعَرُ جَعْرا: خرئ.

والجَعْراءُ: الاِسْت.

وَقَالَ كُراع: هِيَ الجعرى. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا الجعبي، وَهِي الاست أَيْضا، والزمكي والزمجي، وَكِلَاهُمَا أصل ذَنْب الطَّائِر، والقبصي والقمصي: الْوُثُوب، والعبدي: العبيد، والجرشي: النَّفس.

والجِعِرَّي أَيْضا: كلمة يلام بهَا الْإِنْسَان، كَأَنَّهُ ينْسب إِلَى الاست.

والجَعْرَاء: حَيّ يعيرون بذلك، قَالَ:

دَعَتْ كندةُ الجَعْراءُ بالخَرْج مالِكا ... وتَدْعُو بعَوْف تَحت ظلّ الفَواصِلِ

والجَعْراءُ: دغة بنت مغنج، ولدت فِي بلعنبر. وَذَلِكَ إِنَّهَا خرجت وَقد ضربهَا الْمَخَاض، فظنته غائطا، فَلَمَّا جَلَست للْحَدَث ولدت، فَاتَت أمهَا فَقَالَت: " يَا أمه، هَل يفتح الجَعْرُ فَاه، ففهمت عَنْهَا، فَقَالَت: نعم وَيَدْعُو أَبَاهُ ". فتميم تسمى بلعنبر: بني الجَعْراء، لذَلِك.

والجاعرة: منثل رَوْث الْفرس. والجاعرتان: حرفا الورك المشرفان على الفخذين، وهما الموضعان اللَّذَان يرقمهما البيطار. وَقيل: الجاعِرتان: مَوضِع الرقمتين من است الْحمار. وَقيل: مَا اطْمَأَن من الْفَخْذ والورك فِي مَوضِع الْمفصل. وَقيل: رُءُوس أعالي الفخذين. وَقيل: هما اللَّتَان تبتدئان الذَّنب، وهما مَوضِع الرقمتين من عجز الْحمار.

والجِعار: من سمات الْإِبِل، وَاسم فِي الجاعِرة، عَن ابْن حبيب، من تذكرة أبي عَليّ. وَقَوله:

عَشَنْزَرة جَوَاعِرها ثَمَانٍ

قيل ذهب إِلَى تفخيمها. كَمَا سميت " حَضَاجِر " وَقيل: هِيَ أَوْلَادهَا.

وجَيْعَر، وجَعارِ، وَأم جَعارِ، كُله: الضبع. وَفِي الْمثل: " روغي جَعارِ وانظري أَيْن المفر "، يضْرب لمن يروم أَن يفلت وَلَا يقدر على ذَلِك.

والجِعارُ: حَبل يشد بِهِ المستقى وَسطه، لِئَلَّا يَقع فِي الْبِئْر، وَقد تَجَعَّر بِهِ، قَالَ:

ليسَ الجِعارُ مانعي من القَدَرْ

وَلَو تَجَعَّرْتُ بمَحْبوكٍ مُمَرّ

والجُعْرَة: الْأَثر الَّذِي يكون فِي وسط الرجل من الجِعار. حَكَاهُ ثَعْلَب، وَأنْشد:

فَلَو كنتَ سَيْفا كَانَ أثْرُكَ جُعْرَةً ... وكُنتَ دَدانا لَا يُغَيِّرُكَ الصَّقْلُ

والجُعْرة: شعير غليظ الْقصب، عريض، ضخم السنابل، كَأَن سنابله جراء الخشخاش، ولسنبله حُرُوف عدَّة، وحبه عَظِيم طَوِيل أَبيض، وَكَذَلِكَ سنبله وسفاه، وَهُوَ رَقِيق خَفِيف المئونة فِي الدياس، والآفة إِلَيْهِ سريعة، وَهُوَ كثير الرّيع، طيب الْخبز. كُله عَن أبي حنيفَة.

والجَعُوران: خبراوان: أَحدهمَا لبني نهشل، وَالْأُخْرَى لبني عبد الله بن دارم، يملؤها جَمِيعًا الْغَيْث الْوَاحِد، فَإِذا ملئت الجَعوران، وثقوا بكَرَع شتائهم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِذا أردْتَ الحَفْرَ بالجَعُورِ

فاعْمَلْ بكلِّ مارِنٍ صَبُورِ

لَا غَرْفَ بالدِّرْحاية القَصِيرِ وَلَا الَّذي لُوّحَ بالقَتِيرِ

الدّرْحاية: العريض الْقصير. يَقُول: إِذا غرف الدّرْحايةُ مَعَ الطَّوِيل الضخم، بالجفنة من الغدير، غَدِير الخبراء، لم يلبث الدّرْحاية أَن يزكته الربو، فَيسْقط. زكته الربو: مَلأ جَوْفه.

والجِعْرانة: مَوضِع.

والجُعْرور: ضرب من التَّمْر صغَار، لَا ينْتَفع بِهِ. والجُعْرور: دُوَيْبَّة من أحناش الأَرْض.

وَأَبُو جُعْران: الجُعَل عَامَّة. وَقيل هُوَ ضرب من الْجعلَان. وَأم جُعْران: الرخمة. كِلَاهُمَا عَن كرَاع.

جعر: الجِعَارُ: حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر

لئلا يقع فيها، وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل: هو حبل يشده

الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به؛ قال:

لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ،

وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر

والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب،

وأَنشد:

لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً،

وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ

والجُعْرَةُ: شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله

جِراءُ الخَشْخَاشِ، ولسنبله حروف عِدَّةٌ، وحبه طويل عظيم أَبيض، وكذلك

سُنبله وسَفاه، وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ، والآفة إِليه

سريعة، وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ؛ كله عن أَبي حنيفة. والجُعْرورانِ:

خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم،

يملؤهما جميعاً الغيث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا

بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ،

فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ

لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير،

ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ

الدِّرْحابَةُ: العَرِيضُ القصير؛ يقول: إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل

الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير، غدير الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ

أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه. وفي

التهذيب: والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ، والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ

لبني عبدالله بن دارِمٍ.

وجَعَارٍ: اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، وإِنما بنيت على الكسر لأَنه

حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت

على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعِرَة،

فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا

منع الإِعراب؛ وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وقول الشاعر

الهذلي في صفة الضبع:

عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ،

فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ

تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً،

جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ

قيل: ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر؛ وقيل: هي أَولادها وجعلها

الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قال بعضهم: جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً

كثيرة. والجراهمة: المغتلمة. قال الأَزهري: الذي عندي في تفسير جواعرها

ثمان كَثْرَةُ جَعْرها. والجَواعِرُ: جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه

على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر، كقول العرب: سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي

رُغاءَها، وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها؛ وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ.

قال الله تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة؛ أَي ليس لها من دونه عز وجل

كشف وظهور. وقال الله عز وجل: لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله

كثير في كلام العرب، ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان،

ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ، وهي من آكل الدواب؛ وقيل: وصفها بكثرة

الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن

كان له مِعىً واحدٌ، وهو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بري البيت أَعني:

عشنزرة جواعرها ثمان

لحبيب بن عبدالله الأَعلم. وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة

غُضون، وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه. وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ

جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها. وفي المثل: روعِي جَعارِ

وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛

وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه. ابن السكيت: تُشْتَمُ

المرأَةُ فيقال لها: قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع. ويقال للضبع: تِيسِي أَو

عِيثي جَعَار؛ وأَنشد:

فَقُلْتُ لهَا: عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي

بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ

والمَجْعَرُ: الدُّبُر. ويقال للدُّبُر: الجاعِرَةُ والجَعْراءُ.

والجَعْرُ: نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع. والجَعْرُ: ما تَيَبَّسَ في

الدبر من العذرة. والجَعْرُ: يُبْسُ الطبيعة، وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ

الإِنسان إِذا كان يابساً، والجمع جُعُورٌ؛ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك.

وفي حديث عمرو ابن دينار: كانوا يقولون في الجاهلية: دَعُوا الصَّرُورَةَ

بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثير: الجَعْرُ

ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً؛ ومنه حديث عمر: إِنِّي

مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة؛ وفي حديثه الآخر: إِياكم ونومة

الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ؛ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك.

وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ.

والجَعْرَاء: الاسْتُ، وقال كراعٌ: الجِعِرَّى، قال: ولا نظير لها إِلا

الجِعِبَّى، وهي الاست أَيضاً، والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل

الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى

النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً: كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ

إِلى الاست. وبَنُو الجَعْراء: حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك؛ قال:

دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً،

ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ

والجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ

(* قوله: «مغنج» كذا بالأصل بالغين

المــعجمة، وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج، وفي بعض النسخ منعج، قال

المغفل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم؛ قاله البكري

في شرح أمالي القالي) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ، وذلك أَنها خرجت وقد ضربها

المخاض فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت: يا

أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه؟ ففهمت عنها فقالت: نعَمْ ويدعو أَباه؛ فتميم

تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك.

والجاعِرَةُ: مثل الروث من الفَرس. والجاعِرَتانِ: حرفا الوَرِكَين

المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ،

وقيل: الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار

والأُتن:

إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ،

رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا

وقيل: هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس

أَعالي الفخذين، وقيل: هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما

حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ. وفي حديث العباس: أَنه وَسَمَ

الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع

رَقْمَتي الحمارِ. وفي الحديث: أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه. وفي كتاب

عبد الملك إِلى الحجاج: قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين قيل: هما اللذان

يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ.

والجِعَارُ: من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة؛ عن ابن حبيب من تذكرة

أَبي علي.

والجِعْرانَةُ: موضع؛ وفي الحديث: أَنه نزل الجِعْرانَةَ، وتكرر ذكرها

في الحديث، وهي موضع قريب من مكة، وهي في الحل وميقات الإِحرام، وهي

بتسكين العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتشدد الراء.

والجُعْرُورُ: ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به. وفي الحديث: أَنه نهى

عن لونين في الصدقة من التمر: الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قال

الأَصمعي: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه،

ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً. والجُعْرُورُ:

دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض. ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى،

الراء شديدة، وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما؛ ولعبة أُخرى

يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض، كلُّ واحد

آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه.

وأَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، وقيل: ضَرْبٌ من الجِعْلانِ. وأُم

جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع.

جعر
: (الجَعْرُ) ، بفتحٍ فَسُكُون: (مَا يَبِسَ من العَذِرَة فِي المَجْعَرِ، أَي الدُّبُرِ) ، أَو خَرَجَ يابِساً، قالَه ابْن الأَثِير، (أَو) الجَعْرُ: (نَجْوُ كلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع. ج جُعُرٌ) ، بالضمّ (كالجاعِرَةِ) ، وَهِي مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس.
(ورجلٌ مِجْعارٌ) ، إِذا كَانَ كذالك.
والجَعْرُ: يُبْسُ الطَّبِيعَةِ.
ورجلٌ مِجْعَارٌ: (كَثُرَ يُبْسُ طَبِيعَتِه) . وَفِي حَدِيث عُمَرَ: (إِنّي مِجْعَارُ البَطْنِ) : أَي يابِسُ الطَّبِيعَةِ.
(وجَعَرَ) الضَّبُعُ والكَلْبُ والسِّنَّوْرُ، (كمَنَعَ: خَرِيءَ، كانْجَعَرَ) .
(والجَعْرَاءُ) كحَمْرَاءَ: (الإِسْتُ، كالجِعِرَّى) ، حَكَاه كُرَاع وَقَالَ: لَا نَظِيرَ لَهَا إِلّا الجِعِبَّى، والزِّمِكَّى، والزِّمِجَّى، والعِبِدَّى، والقِمِصَّى، والجِرِشَّى.
(و) الجَعْرَاءُ: (لَقَبُ) قومٍ من العربِ، وأَنشدَ ابْن دُرَيْد لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ:
أَلَا أَبْلِغْ بنِي جُثَمَ بنِ بَكْرٍ
بِمَا فَعَلَتْ بِيَ الجعْرَاءُ وَحْدِي انْتهى. وَقيل: هُوَ لَقَبُ (بَلْعَنْبَرِ) ، أَي بَنِي العَنْبَرِ من تَمِيم، يُعَيَّرُون بذالك. قَالَ:
دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْرَاءُ بالخَرْج مالِكاً
ونَدْعُو لعَوْفٍ تحتَ ظِلِّ القَواصِلِ
(لأَن دُغَةَ) ، بضمِّ الدالِ مخفَّف، مَعتلّ الآخِر، كَمَا سيأْتي، (بِنْتَ مَغْنَجٍ) وَفِي بعض النُّسَخ، مِنْعَج قَالَ المُفضَّل بن سَلَمة: مَن أَعْجَم العَيْن فتح الْمِيم، ومَن أَهملها كسَرَ المِيم، قَالَه البَكْرِيُّ فِي شرْح أَمَالِي القالِي، وَنَقله مِنْهُ شيخُنا، (مِنْهُم) أَي مِن بَلْعَنْبَرِ، وَيُقَال: وُلِدَتْ فيهم، قَالُوا: خَرَجتْ وَقد (ضَرَبَها المَخَاضُ، فظَنَّتْ أَنها تُريدُ الخَلاءَ) وأَخْصَرُ مِن هاذا: فظَنَّتْه غائِطاً (فَبَرَزَتْ فِي بعض الغِيطانِ) المُراد بهَا الأَراضِي المُطْمَئِنَّةُ (فوَلَدَتْ) وَعبارَة التَّهْذِيب: فلمّا جَلَسَتْ للحَدَث وَلَدَتْ (وانْصَرَفَتْ تُقَدِّرُ أَنها تَغَوَّطَتْ، فَقَالَت لضَرَّتِهَا: يَا هَنْتاهْ) ، وهاذه مِن زياداتِ المصنِّف وتَغْيِيراتِه؛ فَفِي التَّهْذِيب وغيرِه بعد قَوْله: وَلَدَتْ: فأَتَتْ أُمَّها فَقَالَت: يَا أُمَّهْ (هَل يَفْغَرُ) ، أَي يَفْتَحُ (الجَعْرُ فَاه؟) ففَهِمَتْ عَنْهَا، (فَقَالَت: نَعَمْ، ويَدعُو أَباه. فمضَتْ ضرَّتُها) ، أَو أُمُّها كَمَا فِي الأُصُول الجَيِّدَة، (وأَخَذَتِ الوَلَدَ) ؛ فتَمِيمٌ تُسَمِّي بلُعَنْبَرِ الجَعْراءَ لذالك.
(والجاعِرةُ: الإِسْتُ) كالجَعْراءِ (أَو حلْقَةُ الدُّبُرِ) .
والجاعِرَتانِ: مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْن من إسْتِ الحِمَارِ) ، قفال كَعْبُ بنُ زُهَيْر يذكرُ لحِمَارَ، والأُتُنَ:
إِذَا مَا انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ
رأَيْتَ لجَاعِرَتَيْهِ غُضُونَا (و) قيل: هُوَ (مَصْرِبُ الفَرَسِ بذَنَبِه على فَخِذَيْه) ، وَقيل: هما حَيْثُ يُكوَى الحِمارُ فِي مُؤَخَّرِه على كاذَتَيْه، وَفِي الحَدِيث: (أَنه كَوَى حِماراً فِي جاعِرَتَيْه) . وَفِي كتاب عبد المَلك إِلى الحَجّاج: (قاتَلَكَ اللهُ أَسْوَدَ الجَاعِرَتَيْن) . (أَو) هما (حَرفَا الوَرِكَيْن المُشْرِفَيْن على الفَخِذَيْن) ، وهما المَوْضِعَان اللَّذان يَرْقُمُهما البَيْطَارُ، وَقيل: هما مَا اطْمَأَنَّ مِن الوَرِك والفَخِذ فِي مَوضع المَفْصِل، وَقيل: هما رُؤُوسُ أَعالِي الفَخِذَيْن.
(و) الجِعَارُ (ككِتَابٍ: سِمَةٌ فيهمَا) ، أَي فِي الجِاعِرَتَيْن، ونَقَلَ ابنُ حَبيب مِن تَذْكِرَةِ أَبي عليَ أَنه مِن سِمَاتِ الإِبل.
(و) الجِعَارُ: (حَبْلٌ يَشُدُّ بِهِ المُسْتَقِي وَسَطَه) إِذا نَزَلَ فِي الْبِئْر (لئَلّا يَقَع فِي البِئْر) ، وطَرَفُه فِي يَدِ رَجُلٍ، فإِن سَقَطَمَدَّ بِهِ، وَقيل: هُوَ حَبْلٌ يَشُدُّه السّاقِي إِلى وَتِدٍ، ثمَّ يشُدُّه فِي حَقْوه، (وَقد، تَجَعَّرَ) بِهِ، قَالَ:
لَيْسَ الجِعَارُ مانِعِي مِن القَدَرْ
وَلَو تَجَعَّرْتُ بمحْبُوكٍ مُمَرْ
(والجُعْرَةُ، بالضمّ: أَثَرٌ يَبْقَى مِنْهُ) ، أَي مِن الجِعَار فِي وَسَطِ الرجُل، حَكَاهُ ثعلبٌ، وأَنشدَ:
لَو كنْتَ سَيْفاً كَانَ أَثْرُكَ جُعْرَتً
وكنْتَ حَرًى أَن لَا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ
(و) الجُعْرَةُ: (شعِيرٌ) غَلِيظُ القَصَب، عَرِيضٌ، (عَظِيمٌ) طَوِيلُ (الحَبِّ، أَبيضُ) ؛ ضَخمُ السَّنَابل، كأَنَّ سَنابلَه جِراءُ الخَشْخاش، والسُنْبُله حُرُوفٌ عِدَّةٌ، وَهُوَ رقِيقٌ خَفِيفُ المؤُونة فِي الدِّبيَاس، والآفةُ إِليه سرِيعَةٌ، وَهُوَ كثيرُ الرَّيْعِ، طَيِّبُ الخُبْزِ. كلُّه عَن أَبي حنيفةَ.
(وجَيْعَرُ) ، كحَيْدَرٍ، (وجَعَارِ كقَطامِ، وأُمُّ جَعَارِ، وأُمُّ جَعْوَرٍ) : كلُّه (الضَبُعُ) ، لكَثْرَة جَعْرِها؛ وإِنما بُنيَتْ على الكَسْر لأَنه حَصَلَ فِيهَا العدْلُ والتَّأْنيثُ والصِّفَةُ الغالبَةُ، ومعنَى قولِنا.
أَنها غَلَبَتْ على المَوْصُوف حَتَّى صَار يُعْرَفُ بهَا، كَمَا يُعْرَفُ باسمُه، وَهِي مَعْدُولَةٌ عَن جاعِرَة، فإِذا مُنِعَ من الصَّرْف بعِلَّتَيْن وَجَبَ البناءُ بِثَلَاث؛ لأَنه لَيْسَ بعد مَنْع الصَّرْف إِلا مَنْعْ الأَعراب، وكذالك القولُ فِي حَلاقِ إسم للْمَنِيَّةِ، وقولُ الشاعِر الهُذَليِّ، وَهُوَ حَبيبُ بنُ عبدِ الله الأَعْلَمُ فِي صِفَةِ الضَّبُع:
عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٍ
فُوَيْقَ زِمَاعه اخَدَمٌ حُجُولُ
تَرَاهَا الضُّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً
جُراهِمَةٌ لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ
وَقيل: ذَهَبَ إِلى تَفْخِيمها، كَمَا سُمِّيَتْ حُضَاجر، قويل: هِيَ أَولادُهَا. وَقَالَ الأَزهريُّ: (جَواعرُهَا ثَمانٍ) . كثْرةُ جحرِهَا؛ أَخّرَجَه على فاعِلَة وفَوَاعِلَ، وَمَعْنَاهُ المَصْدَرُ، وَلم يُرِدْ عدَداً مَحْصُوراً. ولاكنه وَصَفَهَا بِكَثْرَة الأَكْل والجَعْرِ، وَهِي مِن آكَلِ الدَّوابِّ، وَقيل: هُوَ مَثَلٌ لِكَثْرَة أَكْلِهَا، كَمَا يُقَال: فلانٌ يَأْكُلُفي سبعةِ أَمعاءٍ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: وللضَّبُع جاعِرَتانِ، فجَعَلَ لكلِّ جاعِرَةٍ أَربعةَ غُضُونٍ، وسَمَّي كلَّ غَضَنٍ جاعِرةً، باسمِ مَا هِيَ فِيهِ.
(و) يُقَال للضَّبُع: (تِيسِي جَعارِ) ، أَو (عيِثِي جَعارِ)) ، وَهُوَ (مَثَلٌ يُضْرَبُ فِي إِبطال الشيْءِ والتكذيبِ بِهِ) ، وأَنشد ابْن السِّكِّيت:
فقلْتُ لَهَا عِيثِي جَعْارِ وجَرِّرِي
بلَحْم امْرىءٍ لم يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ
ومِن ذالك مَا أَوْرَدَه أَهلُ الأَمثال: (أَعْيَثُ مِن جَعَارِ) .
(و) أَما ((رُوعِي جَعارِ) ، وانْظُرِي أَين المَفَرُّ) ؛ فإِنه (يُضْرَبُ) لمن يَرُومُ أَن يُفْلِتَ وَلَا يَقدِرُ على ذالك، وَفِي التَّهذِيب: يُضْرَبُ (فِي فِرارِ الجَبانِ وخُضُوعِه) . وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: تُشْتَمُ المرأَةُ فَيُقَال لَهَا: قُومِي جَعَارِ؛ تُشَبَّهُ بالضَّبعُ.
(و) فِي التَّهْذِيب: (الجَعُورُ، كصَبُورٍ) ، وَفِي غَيره: الجُعْرُور: (خَبْرَاءُ لبَنِي نَهْشَلٍ) ، وَهِي مَنْقَعُ الماءِ، (وأُخْرَى لبَنِي عبدِ اللهِ بنِ دارِمٍ) ، قَالَ ابْن سِيدَه: (يَمْلَؤُهَا) جَمِيعًا (الغَيْثُ) الواحدُ، (فإِذا امتَلأَتا وَثِقُوا بكَرْعِ شِتَاتِهم) . هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الأُصول: (شائِهِم) جَمْع شَاة، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشدَ:
إِذا أَردْتَ الحَفْر بالجَعُورِ
فاعْمَلُ بكلِّ مارِنٍ صبُورِ
لَا غَرْفَ بالدِّرْحايَةِ القَصِيرِ
وَلَا الَّذِي لَوَّحَ بالقَتيرِ
يَقُول: إِذا غَرَفَ الدِّرْحَايَةُ مَعَ الطويلِ الضَّخْم بالحَفْنَة، مِن غَدِير الخَبْرَاءِ، لم يَلْبَث الدِّرْحايةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيَسْقُط.
(والجُعْرُون) بالضمّ، هاكذا فِي النُّسَخ بالنُّون، والصَّوابُ الجُعْرُورُ، بالراءِ: (دُوَيْبَّةٌ) من أَحْنَاشِ الأَرضِ.
(و) فِي الحَدِيث: (أَنه نَهَى عَن لَوْنَيْن فِي الصَّدَقة من التَّمْرِ؛ الجُعْرُورِ، ولَوْنِ الحُبَيْقِ) الجُعْرُورُ: (تَمْرٌ رَدِيءٌ) . وَقَالَ الأَصمعيّ: هُوَ ضَرْبٌ من الدَّقَل يَحْمِلُ شَيْئا صِغاراً، لَا خَيرَ فِيهِ، ولَوْنُ الحُبَيْقِ مِن أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً.
(وأَبو جِعّرَانَ، بِالْكَسْرِ؛ الجُعَلُ) عامَّةً، وَقيل: ضَرْبٌ من الجِعْلان.
(وأُمُّ جِعْرَانَ: الرَّخَمَةُ، كِلَاهُمَا عَن كُراع.غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} (النَّحْل: 92) قَالَ المفسِّرُون: كَانَت تَغْزِلُ، ثمَّ تَنْقُضُ غَزْلَها، فضَرَبت العربُ بهَا المَثَلَ فِي الحُمْق، ونَقْض مَا أُحْكِمَ من العُقُود، وأُبْرِمَ من العُهُود.
(و) الجِعْرَانةُ: (ع فِي أَوَّلِ أَرضِ العِرَاقِ من ناحِيَةِ البَادِيَة) ، نَزَلَه الْمُسلمُونَ لِقتال الفُرْس، قالَه سيْفُ بنُ عُمَرَ فِي الفُتُوح، ونقَلَه أَبو سَالم الكَلاعِيّ.
(وذُو جُعْرَانَ بالضَّمّ) بنُ شَرَاحِيلَ، (قَيْلٌ) مِن أَقيالِ حِمْيَر.
(والجِعِرَّى) ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد: (سَبٌّ) وذَمٌّ، (ويُسَبُّ بِهِ مَن نُسِبَ إِلى لُؤْم) ودَناءَة؛ كأَنه يُنْسَبُ إِلى إسْت، وَفِي (يُسَبُّ) و (نُسِبَ) جناسٌ.
(و) الجِعِرَّى: (لُعْبَةٌ للصِّبيانِ، وَهُوَ أَن يُحْمَلَ الصَّبِيُّ بَين اثْنَيْنِ على أَيْدِيهما) ، ولُعْبَةٌ أُخْرَى يُقَال لَهَا: سَفْدُ اللِّقَاحِ؛ وذالك انتظامُ الصِّبيانِ بعضِهِم فِي إِثْر بعض؛ كلُّ واحِد آخِذٌ بحُجْزَةِ صاحِبِه مِن خَلْفِه.
وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
(إِيّاكُم ونَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْعَرَةٌ) يُرِيدُ يُبْسَ الطبيعة، أَي إِنها مَظِنَّةٌ لذالك، هاكذا جاءَ فِي الحَدِيث، وَفِي بعض الرِّوَايَات: (مَجْفَرَةٌ) ، بالفَاءِ، ويأْتي قَرِيبا.
وَيُقَال: رجلٌ جَعّارٌ نَعّارٌ.
والجاعُور: لَقَبُ بعضِهم.
وحمّادٌ الأَجْعَرِيُّ: شاعِرٌ.
وعبدُ الرَّحمانِ بنُ محمّدِ بنِ يُوسُفَ الأَجْعَرِيُّ: فِي حِمْيَرَ.
والجَعَارَى: شِرارُ الناسِ.
وبَعِيرٌ مُجَعَّرٌ: وُسِمَ على جاعِرَتَيْه.
وجَعْرانُ، بِالْفَتْح: موضعٌ.

حنذم

[حنذم] الحِنْذِمانُ: الجماعةُ، ويقال الطائفة. قال الشاعر: وإنّا لَزَوَّارونَ بالمِقْنَبِ العِدا إذا خِنْذِمانُ الكُوم طابَتْ وطابها

حنذم: الجوهري: الحِنْذِمانُ الجماعة، ويقال الطائفةُ؛ قال الشاعر:

وإِنا لزَوَّارُونَ بالمِقْنَبِ العِدى،

إِذا حِنْذِمانُ اللُّؤْمِ طابَتْ وِطابُها

حنذم

(الحِنْذِمانُ، بالكَسْر) والذال مُــعْجمَة: (الجَماعةُ أَو الطائِفَةُ) ، كَمَا فِي الصِّحاح، وأنشدَ:
(وَإِنَّا لَزَوَّارُون بالمِقْنَب العِدَا ... إِذا حِنْذِمانُ اللُّؤْم طابَتْ وِطابُها)

(أَو) الحِنْدمانُ: (قَبِيلَة) ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْه وفَسَّره السِّيرافِيّ، وَقد وُجِد فِي كِتاب سِيبَوَيه بالدَّال المُهْمَلَة مَضْبُوطاً. وَسَيَأْتِي ذِكْرُه فِي الخَاءِ أَيْضا.

عش

(عش)
الطَّائِر عشا لزم عشه وَالشَّيْء طلبه وَجمعه والقميص رقعه وَالْمَعْرُوف قلله

(عش)
بدنه عششا وعشاشة وعشوشة نحل وصمر
العين والشين
. عش: العش: للطير في رؤوس الشجر. والعَشة من الشجر: الدقيقة القُضبان. وامرأةٌ عَشة: دقيقة العظام. وسقى سَجْلاً عَشاً: أي قليلاً. وعَش العطيةَ: قللها. والمَعَش: المطلب.
وأعْشَشْتُ القوم: أعجلْتَهم عن أمرهم. وإذا تأذوا بك فذهبوا عنك أيضاً. وأعَش الظبيَ من كناسه: أزعجه. وجاء بالمال من عَشه وبَشه: أي من جَهده. وعشه بالقضيب: ضَرَبَه ضربات.
وبعير عَشوش: ضعيف من الضرْب أو السيْر. وعَشَشْت القميصَ: رَقَعته.
والعَشَّةُ من الابل: المنحنية الى القوايم؛ بينة العَشَش والعَشَاشة والعشُوشة. وعَششَ الخبزُ: تكرج. وأعْشاش: موضع. وفسر: عَزَفْتَ بإعشاش: أي بِكِبَرٍ.

عش

1 عَشَّ, (TK,) inf. n. عَشٌّ, (K,) He (a bird) kept to his عُشّ [or nest in a tree]. (K, TK.) 2 عشّش, inf. n. تَعْشِيشٌ, He (a bird) made for himself a nest in a tree; (S, O, K;) as also ↓ اعتشّ, (A, K,) or اعتشّ عُشَّهُ, (O,) inf. n. اِعْتِشَاشٌ. (TA.) b2: It is said in a trad., (A, K,) in the story of Umm-Zara, (O, TA,) لَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا, meaning She will not be unfaithful with respect to our food, or wheat, by hiding somewhat in every corner, (A, O, K,) like birds that make their nests in sundry place, (O,) so that it becomes like the nest of the bird in a tree, (A, O,) or so that it becomes like the place where the birds make their nests in a tree. (K.) [See another reading in the first paragraph of art. غش.] b3: You say also, of a person greatly erring, and obstinately persevering in evil, عشّش الشَّيْطَانُ فِى قَلْبِهِ (assumed tropical:) [The devil hath made a nest in his heart]. (TA in art. فحص.) A2: عشّش الخُبْزُ The bread became mouldy, or spoiled and overspread with greenness, (S, A, O, K,) and dried up. (S.) A3: عشّش الخُبْزَ He left the bread until it became mouldy, or spoiled and overspread with greenness [and dried up]. (A.) 8 إِعْتَشَ3َ see the next preceding paragraph.

عَشٌّ: see the paragraph here following.

عُشٌّ The nest of a bird, formed of what it collects together, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) of slender pieces of sticks, (S, A, O, K,) &c., (S, O,) or of fragments of sticks, (Mgh, Msb,) in which it lays its eggs, (Mgh,) in a tree, (S, A, Mgh, O, Msb, K,) in the branches thereof; (S, A, O, K;) as also ↓ عَشٌّ: (A, K:) but if in a mountain, (S, O, Msb,) or a building, (Msb,) or a wall or the like, (S, O,) it is called وَكْرٌ, and وَكْنٌ; and if in the ground, أُفْحُوصٌ, (S, O, Msb,) and أُدْحِىٌّ: (S, O:) or the nest of a raven or other bird, upon a tree, when it is dense, or compact, and large: (Lth, T:) pl. [of pauc.] أَعْشَاشٌ (S, Msb) and [of mult.]

عِشَاشٌ and عِشَشَةٌ (S, Mgh, Msb) and عُشُوشٌ. (TA.) [See also عُشْعُشٌ.] It is said in a prov., quoted in a خُطْبَة of El-Hajjáj, (O, TA,) لَيْسَ هٰذَا بِعُشِّكِ فَادْرُجِى [(assumed tropical:) This is not thy nest, or] thou hast no right in this; therefore go thy way: (A, O, K: *) addressed to him who alights in a place of abode not befitting him: (A, TA:) or to him who raises himself above his rank: and to him who applies himself to a thing not of his business to do: and to him who is at case in an improper time; wherefore he is thus ordered to be diligent and in motion. (TA.) And in another prov., (TA,) تَلَمَّسْ أَعْشَاشَكَ (assumed tropical:) Seek thou, or seek thou repeatedly, after pretexts, and [causes for] false accusation, in thy family (O, L, K, TA) and those belonging to thee: (TA:) [not in others: (see Freytag's Arab. Prov., i. 235:)] nearly like the former proverb. (TA.) [In the CK, تَلَمَّسَ is erroneously put for تَلَمَّسْ.]

عُشَيْشَةٌ and عُشَيْشِيَةٌ: see art. عشو.

عُشَيْشَانٌ and عُشَيْشِيَانٌ: see art. عشو.

عُشْعُشٌ, (IAar, S,) or عَشْعَشٌ, as written by Sgh, (TA,) or both, (O, K,) A nest such as is called عُشّ, when heaped up, one part upon another. (IAar, S, O, K.) مَوْضِعُ كَذَا مُعَشَّشُ الطُّيُورِ [Such a place is the place where the birds make their nests in the branches of trees]. (S, O, K. *)
الْعين والشين

عُشُّ الطَّائِر: الَّذِي جمع من حطام العيدان وَغَيرهَا، فيبيض فِيهِ، يكون فِي الْجَبَل وَغَيره. وَجمعه: أعْشاش، وعِشاش، وعُشوش، وعِشَشَة، قَالَ رؤبة فِي العُشوش:

لَولَا حُباشاتُ من التَّحبيشِ ... لِصِبيْةٍ كأفْرُخ العُشُوشِ

واعْتَشَّ الطَّائِر: اتخذ عُشّا، قَالَ يصف نَاقَة:

يَتْبَعُها ذُو كدْنَةٍ جُرَائِضُ

لخَشبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائضُ

بحيثُ يعْتَشُّ الغُرابُ البائِضُ

قَالَ: البائض، وَهُوَ ذكر، لِأَن لَهُ شركَة فِي الْبيض، فَهُوَ فِي مَذْهَب الْوَالِد.

وعَشَّش الطَّائِر: كاعْتَشّ.

والعَشَّة: الأَرْض القليلة الشّجر. والعَشَّة من الشّجر: الدقيقة القضبان. وَقيل: هِيَ المفترقة الأغصان، الَّتِي لَا تواري مَا وَرَاءَهَا. والعَشَّة أَيْضا من النّخل: الصَّغِيرَة الرَّأْس، القليلة السعف، وَالْجمع عِشاش. وَقد عَششت. وَقيل لرجل من الْعَرَب: " مَا فعل نخل بني فلَان؟ " فَقَالَ: " عَشَّش أَعْلَاهُ، وصَنْبَرَ أَسْفَله ". وَالِاسْم العَشَش.

وَرجل عَشّ: دَقِيق عِظَام الْيَد وَالرجل، وَقيل: دَقِيق عِظَام السَّاقَيْن والذراعين.

وَالْأُنْثَى عَشَّة. قَالَ:

لعَمْرُكَ مَا لَيْلَى بورْهاءَ عِنْفِصٍ ... وَلَا عَشَّةٍ خَلْخالُها يتَقَعْقَعُ

وَقيل العَشَّة: الطَّوِيلَة القليلة اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الرجل. وَأطلق بَعضهم العَشَّة من النِّسَاء، فَقَالَ: هِيَ القليلة اللَّحْم.

وَرجل عَشّ: مهزول، أنْشد ابْن الأعرابيّ:

تَضْحَكُ مِنِّي أنْ رأتْني عَشَّا

وقَدْ أرَاها وشَوَاها الْحَمْشَا

ومِشْفَراً إنْ نَطَقَتْ أرَشَّا

كمِشْفَرِ النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشَا

الفَرْش: الغَمْض من الأَرْض، فِيهِ العُرْفُطُ والسَّلَم، وَإِذا أَكلته الْإِبِل أرخت أفواهها.

وعَشَّ الْمَعْرُوف يَعُشُّه عَشًّا: قلله.

وَسَقَى سَجْلا عَشًّا: أَي قَلِيلا نزرا.

وعَشَّش الْخبز: يبس وأعَشَّه عَن حَاجته: أعجَلَه. وأعَشّ الْقَوْم، وأعَشَّ بهم: اعجلهم عَن امرهم، وَكَذَلِكَ إِذا نزل بهم على كره، حَتَّى يَتَحَوَّلُوا من اجله. قَالَ يصف القطاة:

وصَادقةٍ مَا خَبَّرَتْ قد بَعَثْتُها ... طُرُوقا وَبَاقِي الليلِ فِي الأرْض مُسْدِفُ

وَلَو تُرِكتْ نامتْ وَلَكِن أعَشَّها ... أَذَى من قِلاصٍ كالحَنِىِّ المُعَطَّفِ

ويروى: كالحنى، بِكَسْر الْحَاء.

وَجَاءُوا مُعاشِّين الصُّبْح: أَي مبادرين.

وأعْشاش: مَوضِع الْبَادِيَة، قَالَ الفرزدق:

عَزَفْتَ بأعْشاشٍ وَمَا كنتَ تَعْزِفُ ... وأنكرْتَ مِن حَدْرَاَء مَا كنتَ تعْرِفُ

ويروى: وَمَا كدت تعزف. أَرَادَ: عزفت عَن أعشاش، فأبدل الْبَاء مَكَان " عَن ". ويروى: بإعشاش، أَي بكره، يَقُول: عزفت بكرهك عَن من كنت تحب، أَي صرفت نَفسك.

والإعْشاش: الْكبر. وَقد فسرت هَذِه الرِّوَايَة فِي الْكتاب الْمُخَصّص.
باب العين والشين (ع ش، ش ع مستعملان)

عش: العُشُّ: ما يتخذُهُ الطائر في رؤوس الأشجار للتَّفريخ، ويُجمّع عِشَشةً واعْتَشَّ الطائر إذا اتَّخذ عُشّا، قال يصف الناقة:

يَتْبَعُها ذو كُدْنَةٍ جُرائِضُ ... الخشبِ الطَّلحِ هصورٌ هائض

بحيثُ يَعْتَشُ الغُرابُ البائضُ

قال: البائض وهو ذَكرٌ، فإن قالَ قائل: الذكر لا يبيض، قيل: هو في البيض سببٌ ولذلك جعله بائضاً، على قياس والِد بمعنى الأب، وكذلك البائض، لأنَّ الوَلَدَ من الوَالِدِ ، والوَلَد والبَيْض في مذهبه شيء واحد. وشجرة عَشَّة: دقيقة القضبان، مُتَفَرِّقتُها، وتجمع عَشَّات، قال جرير:

فما شجرات عيصك في قريش ... بعَشَّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحِ

العِيص: منْبِت خيار الشَّجر، وامرأةٌ عَشَّةٌ، ورجلٌ عَشٌّ: دقيق عظام اليَديْن والرِّجليْن، وقد عَشَّ يَعشُّ عُشوشاً، قال العجَّاج يصف نعمة البدن:

أُمرَّ منها قصبا خَدَلَّجا ... لا قَفِرا عَشَّا ولا مُهبَّجا

وقال آخر:

لعمرك ما ليلى بورهاء عِنْفِصٍ ... ولا عَشَّة خَلْخَالُها يَتَقَعْقَعُ

والرَّجُل يَعَشُّ المعروف عَشّاً، ويَسْقي سَجْلا عَشاً: أي قليلاً نَزْراً ركيكا وعَطِيَّةُ مَعشوشَةٌ: قليلة قال: يُسقيْن لا عَشاً ولا مُصرَّدا

وقال رؤبة:

حجّاجُ ما نيْلك بالمَعْشُوشِ  ... ولا جدا وَبْلك بالطَّشيشِ

المَعشُوش: القليل. والمَعَشُّ: المطلب، والمَعَسُّ بالسين لغة فيه، قال الأخطل:

معفرة لا ينكهُ السَّيفُ وسْطها ... إذا لم يكن فيها معشّ لطالب

وأَعْشَشْتُه عن أمره، أي أعجلته، وكذلك إذا ما تَأَذَّى بمَكَانِك فذهب كراهة قُرْبِك. قال الفرزدق يصف قطاة:

ولو تُركت نامتْ ولكنْ أعشَّها ... أذى من قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعطَّفِ

الحَنِيِّ: القوس، وقول الفرزدق:

عزفْت بأعشاشٍ وما كنْت تعْزِفُ ... وأنكرْت من حدراء ما كنت تعرف

فأعشاش اسم موضع،

وفي الحديث نهى عن تَعشيش الخُبْز

وهو أن يُتْرك منضّداً حتى يتكرَّج، ويقال: عَشَّشَ الخُبْز أي تكرَّج. وقول العرب: عَشِّ ولا تغتر: أي عش إبلك هنا ولا تطْلب أفضل منه، فلَعَّلك لا تجده، ويَفوتُك هذا فتكونُ قد غررت بمالك. شع: شَعْشَعْتُ الشراب: مَزَجْتُهُ، قال عمرو بن كلثوم:

مُشَعْشَعَةٌ كأنّ الحُصّ فيها ... إذا ما الماءُ خالطها سَخينا

يعني أنها مَمزوجة. ويقال للثَّريدَةِ الزُّريقاء : شَعْشَعْتُها بالزَّيْتِ إذا سَغْبَلْتُها به. والشَّعْشَعُ والشَّعْشَاعُ والشَّعْشعان: الطويل العُنُق من كلِّ شيء، قال العجَّاج:

تحْت حِجاجيْ شذْقمٍ مضْبُور ... في شَعْشَعانِ عُنُقٍ مسْجُور

وقال:

يمُطّون من شَعْشَاعِ غير مُوَدَّنٍ

أي غير قصير. وأَشعَّت الشَّمس أي نشرت شُعاعها وهو ما ترى كالرماح ويُجمع على شُعُع وأشِعَّة. وشعاعُ السُّنُبلِ: سفاهُ ما دام عليه يابساً قال أبو النجم:

لِمَّةَ قَفْرٍ كَشَعَاع السُّنْبُلِ

وتطاير القومُ شعاعا، أي مُتفرِّقين، قال سليمان:

وطار الجُفاةُ الغُواةُ العمُون ... شعاعاً تفرّقُ أديانُها

أي عمُون عن دينهم، ولو ضربْت على حائط قصبا فطارت قِطَعا قلت: تفرَّقت شعاعا، قال:

لطار شعاعا رمحه وتشققا 
الْعين والشين

الشَّعّلَّع: الطَّوِيل.

والشَّعْصّب: العاسِي. وشّعْصَبَ الشَّيْخُ: عَسا والعَشْزَنَة: الخِلاف.

والعَشَنْزَر: الشَّديد الخَلْق الْعَظِيم منْ كلّ شَيْء وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وسَيْرٌ عَشْنزَرٌ: شديدٌ.

والعَشَوْزَن، كالعَشَنْزرِ.

والعَشَوْزَن أَيْضا: العَسير المُلْتَوِي من كل شَيْء.

وأسدٌ عَشَزَّبٌ: شديدٌ.

والعَشَنَّط: الطَّوِيل من الرِّجَال. وَقيل: هُوَ التَّارُّ الظريف مَعَ حُسْن جِسْم.

والعَنْشَط: الطَّويلُ مِن الرِّجال كالعَشَنَّطِ.

والعَنْشَط أَيْضا: السَّيِّئ الخُلُقِ. وعَنْشطَ: غَضِبَ.

والعَنَشَّط: الطَّويل كالعَشَنَّطِ.

وطَعْشَبٌ: اسمٌ، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبتٍ.

وبعير دِرْعَوْشٌ: شَدِيدٌ.

والعَيْدَشُونُ: دُوَيْبةٌ.

والشِّبدِعَةُ: العقْرَبُ. والشِّبْدع: اللِّسان. تَشْبِيها بهَا، وَفِي الحَدِيث " مَنْ عَضَّ عَلى شِبْدِعه سَلم من الاثامِ ".

والمُشَعْبِذ: الهازيء. كالمُشَعْوِذِ.

والشَّيْتَعُورُ: الشَّعير عَن ابْن دُرَيْد. وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هُوَ الشَّيْتَغُورُ بالغين الْمُــعْجَمَة، وَسَيَأْتِي.

وشَعْفَرُ: بَطْنٌ من بني ثعلبةَ يُقَال لَهُم بَنو السِّعلاةِ، وَقيل: هِيَ اسْم امرأةٍ عَن ابْن الاعرابي وانشد:

صادتْك يَوْم الرَّمْلَتَين شَعْفَرُ

وَقَالَ ثعلبٌ: هِيَ شَغْفَرُ بالغين.

والشُّرْعافُ والشُّرْعافُ بِكَسْر الشِّين وَضمّهَا كافُور طَلْعَةِ الفُحَّالِ، أزْديَّةٌ.

والشُّرْعُوفُ: نَبْثٌ أَو ثَمَرُ نَبْتِ.

والعَشْرَبُ: الخَشِنُ.

وأسَدٌ عَشَرَبٌ كَعَشَزَّبِ.

وَرجل عُشارِبٌ: جريء ماضٍ.

وَرجل شَرْعَبٌ: طويلٌ خفيفُ الْجِسْم. وَقيل: هُوَ الخفيفُ الْجِسْم. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

والشَّرْعَييّ: الطَّويل الحسنُ الجِسْمِ.

وشَرْعَبَ الشَّيءَ: طَوَّلَه قَالَ طُفَيْلٌ: أسِيلَهُ مَجْرَى الدَّمْعِ خُمْصانَةُ الحَشىَبَرُودُ الثَّنايا ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ

وشَرْعَبَهُ: قَطَعَه طُولاً. وخَصَّ بعضُهُم بِهِ اللحْمَ والاديم والشَّرْعَبَة: القطعةُ مِنْهُ.

والشَّرْعَبِيَّةُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ.

والشَّرْعَبِيَّةُ: مَوْضعٌ، قَالَ الاخطل:

وَلَقَد بَكى الجَحَّافُ مَمَّا أوْقَعَتْ ... بالشَّرعَبِيَّةِ إِذْ رَأى الأطْفالا

والبِرْشَعُ والبِرْشاعُ: السَّيئ الخُلُقِ.

والبِرْشاعُ: المنتفخُ الجَوْفِ الَّذِي لَا فُؤَادَ لَهُ. وَقيل: هُوَ الأحمق. وَقيل: هُوَ الأحمق الطويلُ.

وأسَدٌ عَشَرَّمٌ كَعَشَرَّبٍ.

ورجُلٌ عُشارِمٌ كَعُشارِبٍ.

وعجوزٌ عَفْشَلِيلٌ: مُسِنَّةٌ مُسْترْخِيَةٌ.

وكِساءٌ عَفْشلِيلٌ: كثيرُ الوَبَرِ ثقيلٌ، ورُبما سمّيَت الضَّبُعُ عَفْشَليلاً بِهِ.

قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

كمَشْىِ الاقْبَل السَّارِي عَلَيْهِ ... عِفاءٌ كالعَباءَة عَفْشَلِيلُ

والمُشْمَعِلُّ: المتفرقُ.

والمُشْمَعِلُّ: السَّريعُ، يكون فِي النَّاس وَالْإِبِل.

واشَمَعَلَّتِ الْإِبِل: تفرَّقتْ مُسْرِعةً.

وناقةٌ مُشْمِعلٌّ: خفيفةٌ نشيطةٌ.

وامرأةٌ مُشْمَعِلَّةٌ: كثيرةُ الحركةِ، انشد ثعلبٌ:

كَوَاحِدَةِ الأُدْحىّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ ... وَلَا جحْمَةٌ تحتَ الثيابِ جَشُوبُ

جَشوبُ: خفيفةٌ. واشَمعَلَّتِ الغارَةُ: شَمِلَتْ وتفرَّقَتْ.

والمُشْمَعِلُّ: الخفيفُ الظريفُ. وَقيل: الطَّويلُ.

ولَبنٌ مُشْمَعِلٌّ: غالِبٌ بحُمُوضَته.

وشَمَلعَتِ اليهودُ: وَهِي قراءتهم.

والعِنْفِشُ: اللئِيمُ القصيرُ.

والشَّنْعَفَةُ: الطُّولُ.

ورجلٌ شِنْعافٌ: طوِيلٌ عاجِزٌ.

والشِّنعافُ والشُّنْعُوفُ: رَأسٌ يخْرُج من الجَبَل.

والشِّنْعابُ من الرِّجَال: كالشِّنْعافِ.

علم الزائرجة

علم الزائرجة
هو: من القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب المنسوبة إلى العالم المعروف: بأبي العباس أحمد السبتي وهو من أعلام المتصوفة بالمغرب كان في آخر المائة السادسة بمراكش وبعهد يعقوب بن منصور من ملوك الموحدين وهي كثيرة الخواص يولعون باستفادة الغيب منها بعملها وصورتها التي يقع العمل عندهم فيها دائرة عظيمة في داخلها دوائر متوازنها للأفلاك والعناصر وللمكونات والروحانيات إلى غير ذلك من أصناف الكائنات الموجودات والعلوم
وكل دائرة منها مقسومة بانقسام فلكها إلى البروج والعناصر وغيرهما وخطوط كل منها مارة إلى المركز ويسمونها: الأوتار وعلى كل وتر حروف متتابعة موضوعة فمنها أعداد مرسومة برسوم الزمام التي هي من أشكل الأعداد عند أهل الدواوين والحساب بالمغرب.
ومنها برسوم قلم الغبار متناسقة كلها مع تلك الحروف وفي داخل الزايرجة وبين الدوائر أسماء العلوم ومواضع الأكوان وعلى ظهور الدوائر جدول مستكفي البيوت المتقاطعة طولا وعرضا يشتمل على خمسة وخمسين بيتا في العرض ومائة وإحدى وثلاثين في الطول جوانب منه معمورة البيوت تارة بالعدد وأخرى بالحروف ومن جوانب أخرى منه خالية البيوت ولا يعلم نسبة تلك الأعداد في أوضاعها نسبة البيوت العامرة من الخالية وجانبي الزائرجة أبيات من عروض بحر الطويل الكامل على روي اللام المنصوبة تتضمن صورة العمل في استخراج المطلوب من تلك الزائرجة إلا أنها من قبيل اللغز في عدم الوضوح ومستــعجمة غير جلية.
فإذا أرادوا استخراج الجواب عما يسألون عنه أحضروا آلة الاصطرلاب لأخذ الارتفاع واستخراج الطالع فإذا علموا درجة من البرج أحصوه وأخذوا أس ذلك البرج في تلك الزائرجة وسموه: سلطان الطالع.
ثم يعملون بعضا من الأعمال المتداولة بينهم المعروفة عندهم حتى يخرجون حروفا مقطعة إذا ركبت يخرج منها بيت منظومة على الوزن والروي الذي لأبيات القصيدة المرسومة مع الجدول.
وقد يزعم بعضهم أنه يخرج منها أبيات أكثر من واحد وعلى أعاريض أخرى ولا بد عندهم لمن أحكم العمل بهذا القانون أن يخرج له الجواب عن سؤاله منظوما مفهوما وقد يكون مستغلقا على الفهم لقصور الملكة في العمل بذلك القانون وهي من الأعمال الغريبة في استخراج الأجوبة.
قال في الكشف: وفي بعض جوانب الزائرجة بيت من الشعر منسوب إلى بعض أكابر أهل الحذاقة بالمغرب وهو مالك بن وهيب الذي كان من علماء إشبيلية في الدولة اللمتونية والبيت هذا:
سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذا ... غرائب شك ضبطه الجد مثلا
وفيه استخراج الجواب لما سئل عنه من المسائل على قانونه.
وذلك إنما وقع من مطابقة الجواب للسؤال لأن الغيب لا يدرك بأمر صناعي البتة.
وإنما المطابقة فيها بين الجواب والسؤال من حيث الإفهام ووقوع ذلك بهذه الصناعة في تكسير الحروف المجتمعة من السؤال والأوتار غير مستنكر وقد وقع اطلاع بعض الأذكياء على التناسب فحصل به معرفة المجهول منها بالتناسب بين الأشياء وهو سر الحضور على المجهول من المعلوم الحاصل للنفس بطريق حصوله سيما الرياضة فإنها تفيد العقل زيادة ولذلك ينسبون الزائرجة إلى أهل الرياضة في الغالب.
وزائرجة منسوبة إلى سهل بن عبد الله أيضا وهي من الأعمال الغريبة.
في تاريخ ابن خلدون وهي غريبة العمل وصنعة عجيبة وكثير من الخواص يعملون بها بإفادة الغيب وحلها صعب على الجاهل انتهى.
وعبارة مدينة العلوم: مبنى هذا العلم هو أنهم يدعون أن العالم كله بما فيه من كلي وجزئي علوا وسفلا أفلاكا وعناصر ذواتا ومعاني ألفاظا وحروفا وأسماء وأفعالا متناسبة كلها على مقادير مقدرة ومرتبط بعضها ببعض ارتباطا غير منفصل.
ومن ذلك السؤال والجواب في ألفاظها وحروفها ومعانيها.
قال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون في كتابه المسمى بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر:
إن الناس افترقوا في هذا العلم فرقتين.
لأن منهم: المولعون به منها لكون في أحكام العمل بقانونه يعتقدون استخراج الغيوب بذلك القانون وعمله.
وآخرون: مذعنون بإنكاره ويزعمون أن العمل بقانونه غير صحيح في نفسه وأنه من الحيل ظنا منهم أن صاحب ذلك العمل يعد البيت منظوما ويخبر به جوابا عن السؤال فيطير به الغراب كل مطار ثم قال:
والحق أن مبنى هذا العلم كما مر على مراعاة التناسب بين الأمور المذكورة فيمكن أن يرفع الله - سبحانه وتعالى - الحجاب عن عقول بعض عباده فيطلع على وجه التناسب بينها فيقف على بعض الأمور الكائنة في عالم الملك ومع ذلك لا يمكن للبشر أن يطلع على علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه إذ التناسب بين العلم الرباني الذي من عالم الملكوت وبين عالم الملك بعيد فكيف يندرج تحت هذا القانون الذي مبناه على التناسب بين الكائنات في عالم الملك
فالقوانين والصناعة لا توصل إلى معرفة الغيب بوجه من الوجوه والله يعلم وأنتم لا تعلمون انتهى.

المحضر

المحضر:
[في الانكليزية] Register
[ في الفرنسية] Registre
بالضاد المــعجمة على صيغة اسم الظرف بمعنى السّجل كما في الصراح. وفي الغرر وشرحه الدّرر المحضر ما كتب فيه حضور المتخاصمين عند القاضي وما جرى بينهما من الإقرار والإنكار والحكم بالبيّنة أو النكول على وجه يرفع الاشتباه. وكذا السّجل. والصّكّ ما كتب فيه البيع أو الرهن أو الإقرار ونحوها.
وفي المغرب الصّكّ كتاب الإقرار بالمال وغيره معرب جك، والحجة والوثيقة تتناولان الثلاثة يعني السّجل والمحضر والصّك لأنّ في كلّ منها معنى الحجة والوثاق انتهى. وذكر في كفاية الشروط أنّ أحدا إذا ادّعى على الآخر فالمكتوب المحضر وإذا أجاب الآخر وأقام البينة فالتوقيع وإذا حكم فالسّجل.

حَكَلَ 

(حَكَلَ) الْحَاءُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ مُنْقَاسٌ، وَهُوَ الشَّيْءُ لَا يُبَيِّنُ. يُقَالُ إِنَّ الْحُكْلَ الشَّيْءُ الَّذِي لَا نُطْقَ لَهُ مِنَ الْحَيَوَانِ، كَالنَّمْلِ وَغَيْرِهِ. قَالَ: لَوْ كُنْتُ قَدْ أُوتِيتُ عِلْمَ الْحُكْلِ ... عِلْمَ سُلَيْمَانٍ كَلَامَ النَّمْلِ

وَيُقَالُ فِي لِسَانِهِ حُكْلَةٌ، أَيْ عُجْمَةٌ. وَيُقَالُ أَحْكَلَ عَلَيَّ الْأَمْرُ، إِذَا امْتَنَعَ وَأَشْكَلَ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ حَنْكَلٌ.

حمم

ح م م : الْحُمَمَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَبٍ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَحَمَّ الْجَمْرُ يَحَمُّ حَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْوَدَّ بَعْدَ خُمُودِهِ وَتُطْلَقُ الْحُمَمَةُ عَلَى الْجَمْرِ مَجَازًا بِاسْمِ مَا يَئُولُ إلَيْهِ حَمَّ الشَّيْءَ حَمًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَرُبَ وَدَنَا وَأَحَمَّ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَحَمَّهُ غَيْرُهُ وَحَمَّمْتُ وَجْهَهُ تَحْمِيمًا إذَا سَوَّدْتَهُ بِالْفَحْمِ.

وَالْحَمَامُ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ ذِي طَوْقٍ مِنْ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالدَّوَاجِنِ وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ حَمَامَةٌ وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَال حَمَامَةٌ ذَكَرٌ وَحَمَامَةٌ أُنْثَى وَقَالَ الزَّجَّاجُ إذَا أَرَدْتَ تَصْحِيحَ الْمُذَكَّرَ قُلْت رَأَيْتُ حَمَامًا عَلَى حَمَامَةٍ أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى وَالْعَامَّةُ تَخُصُّ الْحَمَامَ بِالدَّوَاجِنِ وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْيَمَامُ حَمَامُ الْوَحْشِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ وَالْحَمَّامُ مُثَقَّلٌ مَعْرُوفٌ وَالتَّأْنِيثُ أَغْلَبُ
فَيُقَالُ هِيَ الْحَمَّامُ وَجَمْعُهَا حَمَّامَاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَيُذَكَّرُ فَيُقَال هُوَ الْحَمَّامُ وَالْحُمَّى فُعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفَةٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ حُمَّيَاتٌ وَأَحَمَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ مِنْ الْحُمَّى فَحُمَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَحْمُومٌ.

وَالْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ وَاسْتَحَمَّ الرَّجُلُ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ الِاسْتِحْمَامُ فِي كُلِّ مَاءٍ.

وَالْمِحْمُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْقُمْقُمَةُ وَحَامِيم إنْ جَعَلْته اسْمًا لِلسُّورَةِ أَعْرَبْته إعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ وَإِنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ بَنَيْتَ عَلَى الْوَقْفِ لِمَا يَأْتِي فِي يس وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِلسُّوَرِ كُلِّهَا وَالْجَمْعُ ذَوَاتُ حَامِيمَ وَآلُ حَامِيمَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِكُلِّ سُورَةٍ فَيَجْمَعُهَا حَوَامِيم. 
حمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا [أَنا -] مت فأحرقوني بالنَّار حَتَّى إِذا صرت حممًا فاسحقوني ثُمَّ ذروني [فِي الرّيح -] لعَلي أضلّ (أضلّ) الله. 

حمم


حَمَّ(n. ac. حَمّ)
a. Was, became hot.
b.(n. ac. حَمّ
حَمَم), Was black.
c.(n. ac. حَمّ), Heated, made hot.
d. Melted (fat).
e. Urged on (animal).
f. [pass.], Had the fever.
g. Decreed, appointed.

حَمَّمَa. Heated.
b. Blackened.
c. Sprouted ( hair, feathers, vegetation ).
d. Washed, bathed (another).
حَاْمَمَa. Approached, drew near to.

أَحْمَمَa. Heated.
b. Washed, bathed (another).
c. Was fever-stricken (country).
d. Drew near; was imminent; was at hand.

تَحَمَّمَa. Took a hot bath.
b. Was, became black.

إِحْتَمَمَa. Was troubled, restless.

إِسْتَحْمَمَa. Took a hot bath; washed himself.

حَمّa. Heat.

حَمَّةa. Thermal spring.

حُمَّةa. Blackish-brown.

حُمَّىa. Fever; feverish heat.

حُمَمa. Charcoal.

أَحْمَمُ
(pl.
حُمّ)
a. Black.

مِحْمَمa. Kettle.

حَاْمِمَةa. Relations, kinsmen; family.

حَمَاْمa. Pigeon, dove.

حَمَاْمَة
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. see 22b. Middle of the breast.

حِمَاْمa. Death; fate.

حَمِيْم
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. Midsummer.
b. Hot water.
c. Rain that falls after heat.
d. (pl.
أَحْمِمَآءُ), Relation, kinsman; friend.
حَمَّاْمa. Hot bath.

حَمَّاْمِيّa. Bath-keeper; bathing attendant.
ح م م

أسود أحم ويحموم. وهو أحم المقلتين. وحمم وجه الزاني: سخم. وفي الحديث " الزاني يحمم ويجبه ويجلد " وحمم الفرخ: طلع زغبه. وحمم وجه فلان إذا خرج وجهه والتحى. قال كثير:

وهم بناتي أن يبنّ وحمّمت ... وجوه رجال من بني الأصاغر

وحمم رأس المحلوق: نبت شعره بعد الحلق، وهو من الحمم وهو الفحم. وطلق امرأته وحممها أي منعها. وتوضأ بالحميم وهو الماء الحار. واستحم الرجل: اغتسل. واستحم: دخل الحمام. وبضّ حميمه أي عرقه. ويقال للمستحم: طابت حمتك وحميمك، وإنما يطيب العرق على المعافى، ويخبث على المبتلى، فمعناه أصح الله جسمك، وهو من باب الكناية. وسخن الماء بالمحم وهو القمقم أو المرجل. " ومثل العالم كمثل الحمة " وهي العين الحارة. وذابوا ذوب الحم وهو ما اصطهرت إهالته من الألية. وحم الرجل حمّى شديدة، وهو محموم. وخيبر أرض محمة. وهو حميمي، وهي حميمتي أي وديدي ووديدتي، وهم أحمائي. وتقول المرأة: هم أحمائي وليسوا بأحمائي. وعرف ذ العامة والحامة أي الخاصة. وهو مولاي الأحم أي الأخص والأحب. قال:

وكفيت مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة

وحم الأمر: قضيَ. وحم حمامه. ونزل به القدر المحموم، والقضاء المحتوم. وتركت أرض بني فلان وكأن عضاهها سوق الحمام، يريد حمرة أغصانها.

ومن المجاز: أخذ المصدق حمائم أموالهم أي كرائمها، الواحدة حميمة.
حمم بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن [بْن عَوْف -] [رَحمَه الله -] أَنه طلّق امْرَأَته فمتعها بخادم سَوْدَاء حَمَّمها إِيَّاهَا. قَوْله: حمَّمها [إِيَّاهَا -] يَعْنِي متَّعها بهَا بعد الطَّلَاق وَكَانَت الْعَرَب تسميها التحميم قَالَ الراجز: [الرجز]

أَنْت الَّذِي وَهَبْتَ زيدا بَعْدَمَا ... هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحمَّما

يَعْنِي أَن أطلقها وأمتعها قَالَ الْأَصْمَعِي: التحميم فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء هَذَا أَحدهَا وَيُقَال: حَمّم الفرخُ إِذا نَبتَ ريشه وحَمَّمْتَ وَجه الرجل إِذا سوّدته بالحمم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أَرَادَ قَول الله [تبَارك -] تَعَالَى {ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتَاٌع بِاْلَمعُروفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِيْنَ} و {حَقَّا عَلَى المُحِسِنْينَ} وَلِهَذَا قَالَ شُريح لرجل طلق امْرَأَته: لَا تابَ أَن تكون من الْمُتَّقِينَ لَا تابَ أَن تكون من الْمُحْسِنِينَ وَلم يجْبرهُ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا أفتاه فُتيا. وَأما الَّتِي يجْبر عَلَيْهَا فالتي تطلّق قبل الدّخول وَلم يسمّ لَهَا صَدَاقا لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم إِن طَلَّقْتُمُ النِسَاءَ مَا لَم تَمَسُّوهُنَّ أوَ تَفْرِضُوْا لَهُنَّ فَرِيْضَةً وَّمِتّعُوْهُنَّ عَلَى المُوْسِعِ قَدَرُهْ وَعَلَى المقتر قدره} . أَحَادِيث سعد أبي وَقاص [رَحمَه الله -]
حمم روض أنق [قَالَ أَبُو عبيد -] قَالَ الْفراء: قَوْله: آل حمّ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: آل فلَان وَآل فلَان كَأَنَّهُ نسب السُّورَة كلهَا إِلَى حم وَأما قَول الْعَامَّة: الحواميم فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب ألم تسمع قَول الْكُمَيْت:

[الطَّوِيل]

وجدنَا لكم فِي آل حاميمَ آيَة ... تأوّلها منا تقىٌ ومُعزِبُ

وَهَكَذَا رَوَاهَا الْأمَوِي بالزاي وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَرْوِيهَا بالراء. وَأما قَول عبد الله فِي الروضات [فَإِنَّهَا -] الْبِقَاع الَّتِي تكون فِيهَا صنوف النَّبَات من رياحين الْبَادِيَة وَغير ذَلِك وَيكون فِيهَا أَنْوَاع النُّور والزهر فَشبه حسنهنَّ بآل حمّ. وَقَوله: أتأنق فِيهِنَّ يَعْنِي أتتبّع محاسنهن وَمِنْه قيل: منظر أنِيق إِذا كَانَ حسنا معجبا. وَكَذَلِكَ قَول عبيد بن عُمَيْر: مَا من عاشية أشدّ أنَقًا وَلَا أبعد شبَعا من طَالب علم طَالب الْعلم جَائِع على الْعلم أبدا. وَمِمَّا يُحَقّق قَوْلهم فِي آل حمّ أَن السُّورَة منسوبة إِلَيْهِ حَدِيث يرْوى عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حَدثنِي ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَمَّن سمع النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن بُيِّتُّم اللَّيْلَة فَقولُوا: حمّ لَا يُنصرون. فَكَأَن الْمَعْنى: أللهم لَا ينْصرُونَ [يكون دُعَاء وَيكون جَزَاء -] والمحدثون يَقُولُونَ بالنُّون وَأما فِي الْإِعْرَاب فبغير نون [لَا يُنصَروا -] وحم اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى.
(ح م م) : (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ (وَمِنْهُ) الْمِحَمُّ الْقُمْقُمَةُ وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ (الْحَمَّةِ) وَهِيَ الْعَيْنُ الْحَارَّةُ الْمَاءِ (وَالْحَمَّامُ) تُذَكِّرُهُ الْعَرَبُ وَتُؤَنِّثُهُ وَالْجَمْعُ الْحَمَّامَاتُ (وَالْحَمَّامِيُّ) صَاحِبُهُ (وَاسْتَحَمَّ) دَخَلَ الْحَمَّامَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ» وَيُرْوَى فِي مُغْتَسَلِهِ وَتحمم غَيْرُ ثَبْتٍ (وَحَمَّامُ أَعْيَنَ) بُسْتَانٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ (وَحُمَّ) مِنْ الْحُمَّى (وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ) «أَمَحْمُومٌ بَيْتُكُمْ أَوْ تَحَوَّلَتْ الْكَعْبَةُ فِي كِنْدَةَ» كَأَنَّهُ رَأَى فِيهِمْ بَيْتًا مُزَيَّنًا بِالثِّيَابِ مِنْ خَارِجٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ اسْتِهْزَاءً أَصَابَتْهُ حُمَّى حَيْثُ أُلْقِيَ عَلَيْهِ الثِّيَابُ أَمْ انْتَقَلَتْ الْكَعْبَةُ إلَيْكُمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا التَّزْيِينِ مُخْتَصٌّ بِالْكَعْبَةِ (وَالْحُمَمُ) الْفَحْمُ وَبِالْقِطْعَةِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ جَبَلَةَ بْنِ حُمَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَحُمَيْدٍ تَصْحِيفٌ (وَمِنْهُ) حُمِّمَ وَجْهُ الزَّانِي وَسُخِّمَ أَيْ سُوِّدَ مِنْ الْحُمَمِ وَالسُّحَامِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «رَأَى يَهُودِيَّيْنِ مُحَمَّمَيْ الْوَجْهِ» وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَكَانَ إذَا حُمِّمَ رَأْسُهُ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ أَيْ اسْوَدَّ بَعْدَ الْحَلْقِ وَهُوَ مِنْ الْحُمَمِ أَيْضًا (وَأَمَّا التَّحْمِيمُ) فِي مُتْعَةِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً فَمِنْ الْحَمَّةِ أَوْ الْجِيم لِأَنَّ التَّمْتِيعَ نَفْعٌ وَفِيهِ حَرَارَةُ شَفَقَةٍ (قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) فِي شِعَارِهِمْ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ «إنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ» عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُونَ وَعَنْ ثَعْلَبٍ وَاَللَّهِ لَا يُنْصَرُونَ وَهُوَ كَالْأَوَّلِ وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ لِأَنَّ حم لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْدُودَةِ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ اسْمًا كَسَائِرِ الْأَسْمَاءِ لَأُعْرِبَ لِخُلُوِّهِ مِنْ عِلَلِ الْبِنَاءِ قَالَ شَيْخُنَا - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَاَلَّذِي يُؤَدِّي إلَيْهِ النَّظَرُ أَنَّ السُّوَرَ السَّبْعَ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا حم سُوَرٌ لَهَا شَأْنٌ فَنَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى أَنَّ ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا وَفَخَامَةِ شَأْنِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ رَحْمَةِ اللَّهِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَقِلَّةِ شَوْكَةِ الْكُفَّارِ وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ قُولُوا حم قَالَ لَهُ قَائِلٌ مَاذَا يَكُونُ إذَا قِيلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَقَالَ لَا يُنْصَرُونَ.
(حمم) - في حدِيثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل ، رضي الله عنه، قال: "يُكرَه البَولُ في المُسْتَحَمِّ".
المسْتَحَمُّ: الموضِع الذي يُغتَسل فيه بالحَمِيم، وهو المَاءُ الحَارُّ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أن امْرأًة استحَمَّت من جَنَابَة، فَجاءَ النَّبِى، - صلى الله عليه وسلم -، يَستَحِمُّ من فَضْلِها" .
أَصلُ الاستِحْمام: أن يكون بالحَمِيم، ثم يقال للاغْتِسَال الاسْتَحْمام، بأَىِّ ماءٍ كان.
- في حَدِيث طَلْق: "كُنَّا بأَرضِ وَبِيئة مَحَمَّة".
: أي ذات حُمَّى، كالمَأْسَدَة والمِضَبَّة، وأَحمَّت الأَرضُ: صارت ذَاتَ حُمَّى فهى مُحَمَّة، وأَحمَّه اللهُ عزَّ وجل.
وقيل: مِحَمَّة: ذَاتُ حُمَّى، وطَعامٌ مِحَمٌّ: يجَلِب الحُمَّى، فعَلَى هذا يَجُوز مَحَمَّة، وُمحِمَّة، ومِحَمَّة.
- في شِعْرِ عَبدِ الله بنِ رَواحَة، رَضِى عنه". * هذَا حِمامُ المَوتِ قد صَلِيتِ *
قيل: الحِمامُ: قَضاءُ المَوتِ، من قَولِهم: حُمَّ كَذَا: أي قُدِّرَ.
- في الحَدِيثِ: "كان يُعجِبُه النَّظَرُ إلى الأَترُجِّ، وإلى الحَمام الأَحْمَر."
وَجَدْتُه بخَطِّ أبِى بَكْر بنِ أبى عَلِى، عن أَبِى بَكْر بنِ المَقَّرِى، ثنا الحَسَن بن سُقْطان الرّقّى، ثنا هِلالُ بنُ العَلاء بإسناده عن أبى كَبْشَةَ، رَضِى اللهُ عنه، بهَذَا الحَدِيثِ مَرفُوعًا.
قال أبو عُمَر هِلَال: الحَمامُ يَعنِى به التُّفَّاح، وهذا التَّفْسِير لم أَرَه لغَيرْهِ.
- في الحَدِيثِ: "إن بُيَّتُّم فلْيكُن شِعارُكم: حم لا يُنْصَرُون"
قال الخطابى : بلَغَنَى عن ابنِ كَيْسَانَ النَّحوِىِّ أَنّه سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَحمدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون.
وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون .
وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال:
يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... 
ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر.
لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى وقعْت في رَوْضَات دَمِثات" "ولا يُنْصَرون": كَلامٌ مُسْتَأْنف، كأَنّه حِين قال: قُولُوا حَامِيم، قِيلَ: ماذا يَكُون إذا قُلنَاها، فقال: "لا يُنْصَرُون" و"حمِ" لا يُجمَع، إنما يُقالُ: آلُ حَامِيم: أي جَماعَتُها.
[حمم] نه: مر بيهودي "محمم" مجلود أي مسود الوجه، من الحممة الفحمة وجمعها حمم. توسط: نهى عن الاستنجاء به لأنه جعل الرزق للجن فيه ولم يرد كيفية حصول الرزق فيه ولا ينحصر الرزق في الأكل فلعلهم ينتفعون به من وجه آخر. نه ومنه ح: إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت "حمماً" فاسحقوني. وح لقمان: خذي مني أخي ذا "الحممة" أراد سواد لونه. وح أنس: كان إذا "حمم" رأسه بمكة خرج واعتمر، أي اسود بعد الحلق بنبات شعره أي لا يؤخر العمرة إلى المحرم وإنما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذي الحجة. وح ابن زمل: كأنما "حمم" شعره بالماء، أي سود لأن الشعر إذا شعث أغبر فإذا غسل ظهر سواده، ويروى بالجيم أي جعل جمة. وح: الوافد في الليل "الأحم" أي الأسود. وفي ح عبد الرإنه طلق امرأته ومتعها بخادم "حممها" إياها، أي متعها بها، ويسمون المتعة تحميما. ومنه: أقل الناس في الدنيا هما أقلهم "حما" أي مالاً ومتاعاً، وهو من التحميم المتعة. وفيه: جئناك في غير "محمة" من أحمت الحاجة إذا أهمت ولزمت، وقيل: من أحم الشيء إذا قرب ودنا، والمحمة الحاضرة. وحمة النهضات شدتها ومعظمها، وحمة كل شيء معظمه، من الحم الحرارة، أو من حمة السنان حدته. وفيه: مثل العالم مثل "الحمة" الحمة عين ماء جار يستشفى بها المرضى. ومنه ح الدجال: أخبروني عن "حمة" زغر، أي عينها، وهو موضع بالشام. ومنه ح: كان يغتسل "بالحميم" أي الماء الحار. وفيه: لا يبولن أحدكم في "مستحمه" بفتح حاء أي الموضع الذي يغتسل فيه بالحميم، وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل للاغتسال بأي ماء: استحمام، وإنما نهى عنه إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول أو كان المكان صلباً فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل منه الوسواس. ط: فإن عامة الوسواس منه، أي أكثره يحصل منه لأنه يصير الموضع نجساً فيوسوس قلبه بأنه هل أصابه من رشاشه، ثم يغتسل عطف على الفعل المنفي، وثم استبعادية أي بعيد من العاقل الجمع بينهما، ويجوز فيه الرفع والنصب لكنه يلزم على النصب النهي عن الجمع والنهي عنه مطلق، ويتم في الوسواس. نه ومنه: إن بعض نسائه "استحمت" من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم "يستحم" من فضلها، أي يغتسل. وفيه: كنا بأرض وبئة "محمة" أي ذات حمى من أحمت الأرض صارت ذات حمى. والحمام الموت، وقيل: وقدر الموت وقضاؤه من حم كذا قدر. ومنه ش:
هذا حمام الموت قد صليت
أي قضاؤه. وفيه مرفوعاً: كان يعجبه النظر إلى الأترج و"الحمام" الأحمر، قيل: هو التفاح. وفيه: هؤلاء أهل بيتي و"حامتي" أذهب عنهم الرجس، حامة الإنسان وحميمه خاصته ومن يقرب منه. ومنه ح: انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى "حامته". وفيه: إذا بيتم فقولوا "حم لا ينصرون" قيل: معناه اللهم لا ينصرون، ويريد به الخبر لا الدعاء وإلا لقال: لا ينصروا، بالجزم، فكأنه قال: والله لا ينصرون، وقيل: إن السور التي أولها حم لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله، وقيل: لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال: قولوا حم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: ينصرون. ك: "حم" مجازها، لعلنا نتعرض له في ميم .. وح:
تذكرني "حاميم" والرمح شاجر
قصته أن محمد بن طلحة كلما حمل عليه أحد يوم الجمل يقول: نشدتك بحم، حتى شد عليه شريح فقتله وأنشأ:
تذكرني حم والرمح شاجر أي مختلف، وقيل: أراد "قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وجه الاستدلال أنه أعربه، ولو كان حروفاً متهجاة لم يكن كذلك. وفيه: وسورتين من آل "حم" أي من السور التي أولها حم، وقد عدهما فيما مر من المفصل. ج: وقيل: "حم" من أسمائه تعالى. وح: فجعلنا "التحميم" والجلد مكان الرجم، هو تسويد الوجه من الحمة. ن: توفى "حميم" لأم جيبة، أي قريب. وكأنما يمشي في "حمام" يعني لم يجد برداً ولا ريحاً شديداً ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حتى رجع فعاد إليه البرد وعادوا "حمماً" بضم وفتح ميم أولى مخففة جمع حممة الفحم أي صاروا فحماً. ط: ويتم في امتحشوا. ومنه: أحدث نفسي بالشيء لأن أكون "حممة" أحب إلي، جملة أن أكون أحب صفة للشيء لأنه نكرة معنى أن فحماً ورماداً، وضمير رد أمره للشيطان، وهو بمعنى ضد النهي فإنه كان قبل ذلك يأمرهم بالكفر، أو للرجل فالأمر بمعنى الشأن أي رد شأن هذا الرجل من الكفر إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة هي التي سبقت من نحو من خلق الله ونحو التشبيه والتجسيم. ومنه: سوداء كأنهم "الحمم" من حممت الجمرة تحم بالفتح إذا صارت فحماً. وفيه: لم يترك "حميماً" أي قريباً يهتم لأمره. غ: و"حمم" الفرخ شوك وهو بعد التزغيب.
[حمم] الحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّةٌ. والحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ * وحَمَمْتُ الألْية، أي أذبتها. والحَمَّةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى. وفي الحديث: " العالِمُ كالحَمَّة ". وحَمَمْتُ حَمَّكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره: فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ. وحَمَمْتُ الماء، أي سخّنته أَحُمُّ، بالضم في جميع ذلك. وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ. وحم الشئ وأحم، أي قدر، فهو محمومٌ. وحَمِّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَمَةً. ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارا. وأحمه أمر، أي أهمه. وأحم خروجنا، أي دنا. قال الاصمعي: ما كان معناه قد حان وقوعه فهو أجم بالجيم، وإذا قلت أحم بالحاء فهو قدر. ولم يعرف أحم . وقال الكسائي: أجم الامر وأحم، أي حان وقته. وأنشد ابن السكيت للبيد لتذودهن وأيقنت إن لم تَذُدْ أَنْ قد أحم من الحتوف حمامها قال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء في قول زهير " وأجمت " يروى بالجيم والحاء جميعا. وحم الرجلُ من الحُمَّى. وأَحَمَّهُ الله عز وجلّ فهو مَحمومٌ، وهو من الشواذّ. وأَحَمَّتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّى. والحَميمُ: الماء الحارّ. والحَميمَةُ مثله. وقد اسْتَحْمَمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استحماماً بأي ماء كان. وأَحْمَمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالحَميمِ. ويقال: أَحِمُّوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا. والحَميمُ: المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ. والحميمُ: العَرَقُ. وقد استحم، أي عرق. وقال يصف فرسا: وكأنه لما استحم بمائه حولي غربان أراح وأمطرا وحميمك: قريبك الذي تهتمُّ لأمره. والحَميمُ: القيظُ. والمِحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء. وحَمَّمَ امرأتَه، أي متعها بشئ بعد الطلاق. وحمم الفرخُ، أي طلع ريشُه. وحَمَّمَ رأسه، إذا اسود بعد الحلق. وحممت الرجل: سخمت وجهه بالفحم. والحمحم بالكسر: الشديد السواد. والاحم: الأسود. تقول: رجل أَحَمُّ بيّن الحَمم. وأَحَمَّهُ الله سبحانه: جعلَه أحم. وكميت أحم بين الحمة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ. وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافر الكمت الحم. والحمم. الرماد والفحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حممة. وحمحم الفرس وتحمحم، وهو صوته إذا طلب العلف. واليحموم: اسم فرس النعمان بن المنذر. قال لبيد:

والتبعان وفارس اليحموم * واليحموم أيضا: الدخان. والحَمَّاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان ، والجمع حُمٌّ. والحَميمَةُ: واحدة الحمائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمائمَ الإبل، أي كرائمها. ويقال ما له سم ولا حم غيرك، أي ماله هم غيرك. وقد يضمان أيضا. وما لى منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ. واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته. والحِمامُ بالكسر: قَدَر الموت. والحُمَّةُ بالضم: السواد. وحُمَّةُ الحر أيضا: معظمه. وحُمَّةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي . الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق. وأما حُمَةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ. والحمامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقطا، والوراشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والانثى، لان الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحد من جنس، لا للتأنيث. وعند العامة أنها الدواجن فقط. الواحدة حمامة. قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي: وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وترنما والحمامة هاهنا قمرية. وقال الأصمعيّ في قول النابغة: واحكم كحكم فتاة الحى إذ نَظرتْ إلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَمدِ هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها: ليت الحمامَ لِيَهْ إلى حَمَامَتَيهْ ونِصْفَهُ قَدِيَهْ تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمامٌ أيضاً، وأنشد :

قواطنا مكة من ورق الحمى * يريد الحمام فحذف الميم، وقلب الالف ياء، ويقال إنه حذف الالف كما يحذف الممدود فاجتمع الميمان فلزمه التضعيف، فقلب أحدهما ياء كما قالوا تظنيت. وجمعُ الحَمامَةِ حَمَامٌ، وحَمَاماتٌ وحمائِمٌ، وربَّما قالوا حَمامٌ للواحد. قال الشاعر :

حماما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا * وقال جِران العَود: وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي حَمامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَماما والحَمَّامُ مشدَّداً: واحد الحَمَّاماتِ المبنية. وأما اليمام فهو الحمام الوحشى، وهو ضرب من طيران الصحراء. وهذا قول الاصمعي. وكان الكسائي يقول: الحمام هو البرى، واليمام هو الذى يألف البيوت. والحمام بالضم: حمى الابل. وأرضٌ مَحَمَّةٌ : ذات حُمَّى. والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة. وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه. وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً. وآل حم: سور في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " آل حم ديباجُ القرآن ". قال الفراء: إنما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت: وجَدْنا لكم في آل حم آيةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ وأما قول العامة الحواميم، فليس من كلام العرب. وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس. وأنشد:

وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ * قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حم. وحمان، بفتح الحاء: اسم رجل.
حمم
حَمَّ1 حَمَمْتُ، يَحَمّ، احْمَمْ/ حَمَّ، حَمَمًا، فهو أحمُّ
• حمَّ الماءُ: سَخُن "حمَّت مياهُ الحوض المعرّض للشَّمس". 

حَمَّ2 حَمَمْتُ، يَحُمّ، احْمُمْ/ حُمَّ، حَمًّا وحَمَمًا، فهو حامّ، والمفعول مَحْموم (للمتعدِّي)
• حمَّ الشَّيءُ: اسودَّ.
• حمَّ الماءُ/ حمَّ الحديدُ: سخُن.

• حمَّ التَّنُّورَ ونحوَه: أوقَدَه.
• حمَّ الماءَ ونحوَه: سخَّنَه.
• حمَّ اللهُ الأمرَ: قضاه وقدّره. 

حُمَّ1 يُحَمّ، حُمامًا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الشَّخصُ: أصابَتْه الحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم "فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتزامي". 

حُمَّ2 يُحَمّ، حَمًّا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الأمرُ: قُضِي "*فقد حُمَّت الحاجاتُ والليل أليل*" ° حُمَّ له ذلك: قُدِّر وقُضِيَ. 

أحمَّ يُحِمّ، أحْمِمْ/ أحِمَّ، إحمامًا، فهو مُحِمّ، والمفعول مُحَمّ
• أحمَّ الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• أحمَّ الطِّفلَ ونحوَه: غسل جسمَه بالماءِ الحارّ.
• أحمَّ اللهُ فلانًا: أصابَه بالحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم.
• أحمَّ اللهُ الأمرَ: حمَّه؛ قضاه وقدَّره "أحمَّ اللهُ موتَه". 

استحمَّ يستحمّ، اسْتَحْمِمْ/ اسْتَحِمَّ، استحمامًا، فهو مُستحِمّ
• استحمَّ الشَّخصُ: اغتَسَل بالماء أو دخل الحمّام "استحمّ في البحر". 

تحمَّمَ يتحمَّم، تحمُّمًا، فهو مُتحمِّم
• تحمَّم الشَّخصُ: مُطاوع حمَّمَ: استحمّ؛ اغتسَلَ بالماء أو دخل الحمَّام "تتمايل الزهور مع النسيم كأنّها تتحمّم بأشعة الشمس- كان يتحمّم كلَّ صباح". 

حمَّمَ يحمِّم، تحميمًا، فهو مُحمِّم، والمفعول محمَّم
• حمَّم الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• حمَّمتِ الأمُّ طفلَها: أحمَّته؛ غسلت جسمَه بالماء الحارّ. 

أحمُّ [مفرد]: ج حُمّ، مؤ حَمَّاءُ، ج مؤ حُمّ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَمَّ1. 

حمائميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حمائمُ: على غير قياس "شخصيّة حمائميّة: تميل للسلام".
2 - مصدر صناعيّ من حمائمُ: إرادة السّلام "حمائميّة السُّلطة الفلسطينيّة تتنافى مع دمويّة القيادات الإسرائيليّة". 

حَمام [جمع]: جج حمائِمُ، مف حمامة: (حن) جنس طير من الفصيلة الحماميّة يعيش في كل مدن العالم تقريبًا، يتغذى على الحبوب والحشرات والنباتات، له قدرة عجيبة في التعرّف على طريق العودة إلى المكان الذي ينشأ فيه ولذلك استخدم قديمًا في نقل الرسائل من مكان إلى مكان على بُعْد مئات الأميال، وهو أنواع (للمذكَّر والمؤنَّث) "رجَّعت الحمامة في شدوها: قطعت شدوها- وذكَّرني الصِّبا بعد التَّنائي ... حمامةُ أيكةٍ تدعو حَماما" ° الحمائم والصُّقور: كناية عن فريق متساهل وآخر متشدِّد في موقف سياسيّ- بُرْج الحمام: بناء خاص يأوي إليه، بيته- بَيْتُ الحمام: ثقب في بُرج الحمام يُعَشِّش فيه- حَمَام الحَرَم: يُضرب به المثل في الأمن والصيانة- حمامةُ السَّلام: حمامَة بيضاء تُتَّخذ رمزًا للسّلام- طوق الحمام: يُضرب مثلاً لما يلزم ولا يبرح ويقيم ويستديم- فَرْخ الحمام: وَلَدُه.
• حمامة مُطوَّقة: حمامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها.
• حَمام هزَّار: نوع من الحمام له حويصلة كبيرة تنتفخ عند الهدير.
• بيض الحَمام: نوع من العنب كبير الحجم.
• رِعْي الحمام: (نت) جنس نبات برِّيّ وتزيينيّ له فوائد طبيّة.
• حمام الزَّاجل: (حن) نوع من الحمام يُرسل إلى مسافات بعيدة بالرَّسائل، والزّاجل هو الشخص المرسِل له. 

حُمام [مفرد]:
1 - مصدر حُمَّ1.
2 - حُمَّى تصيب الدّوابّ.
3 - حُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها حرارةُ الجسم. 

حِمام [مفرد]: قضاء الموت وقدره "وافاه الحِمامُ". 

حَمّ [مفرد]: مصدر حَمَّ2 وحُمَّ2 ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النهار- ما لك عن ذلك حَمٌّ ولا رَمٌّ: ما لك بُدٌّ- ما له حَمٌّ ولا رَمّ: ما له قليل ولا كثير. 
1475 - 
حَمَم [مفرد]: مصدر حَمَّ1 وحَمَّ2. 

حُمَم [جمع]: مف حُمَمَة:
1 - فحم.
2 - رماد.
3 - كلّ ما احترق من النَّار "صبَّت الطَّائرات حُمَمَها على قوَّات العدوّ".
4 - صخور مُذابة تصل إلى سطح الأرض عن طريق البراكين والتصدّعات ° حُمَم بُركانيَّة/ حُمَم البراكين: مقذوفاتها، موادّ منصهرة تتدفّق من البركان. 

حَمّام [مفرد]: ج حَمّامات:
1 - مكانٌ يُغْتَسل فيه ° حمَّام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقدامه في الحكم وقد أطلق عليها لفظ حمّام لكثرة ما يُراق فيها من الدماء- حمَّام بخار: تعريض الجسم لأبخرة ساخنة لإسالة العرق وإزالة الشحوم- حمَّام زيت: تدليك الشعر بأنواع من الزيوت الدافئة لتغذيته- حمَّام السِّباحَة: حوض كبير للسِّباحة- حمَّام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- حمَّام عامّ: مفتوح لعامّة النّاس- حمَّام كبريتيّ: الاغتسال في المياه الكبريتيّة- ليفة الحمَّام: الإسفنجة.
2 - مِرْحاض. 

حَمّاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَمّام.
2 - صاحب الحمَّام العامّ.
3 - عامل في الحمَّام العامّ. 

حَمَّة [مفرد]: (جو) عين ماء شديدة الحرارة تنبع من الأرض، يستشفى بالاغتسال من مائها. 

حُمَّة [مفرد]: حُمَّى؛ علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم وهي أنواع كالحُمَّى التيفوديَّة والحُمَّى القرمزيَّة إلخ. 

حُمَّى [مفرد]: (طب) علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم، وهي أنواع الحُمَّى التيفوديّة والحُمَّى القرمزيَّة ... إلخ "زالت عنه الحُمَّى بعد أن فعل الدواءُ فعلَه" ° الحُمّى المتقطِّعة: التي تأتي بأدوار متناوبة، بخلاف اللازمة- الحُمّى النَّائبة: التي تأتي كلَّ يوم- حُمَّى الانتخابات: مواعيد إجراء الانتخابات وما يصاحبها- حُمَّى العَرَض: هي التي تصيب الإنسانَ بالعدوى- حُمَّى الغبّ: التي تأخذ يومًا وتدع يومًا- حُمَّى باردة: حُمَّى تسبقها رجفة- هَذَيان الحُمَّى: التكلّم بغير تفكير.
• الحُمَّى الرُّوماتيزميَّة: (طب) مرض مُعْدٍ من أعراضه التهاب المفاصل والحمّى والنزيف في الأنف والطَّفح الجلديّ، وفي الحالات المتقدِّمة تتضخَّم صمامات القلب وينتج عن ذلك تشوُّهات في هذه الصِّمامات، يعالج بالبنسلين مع الرَّاحة التَّامّة لمنع النّكسة والإصابة بمرض روماتيزم القلب.
• الحُمَّى القُلاعيَّة: (طب) مرض فيروسيّ سريع الانتشار بين الحيوانات ذات الظّلف المشقوق، من أعراضه تكوّن فقاعات أو حويصلات مائيّة مليئة بالفيروس على اللسان والشفتين والفم والحلق والمناطق الرقيقة من الجلد، وقد تنتقل هذه الفيروسات عبر الهواء لتصيب الإنسان والحيوان "حظَّرت وزارة الزراعة استيراد الماشية من الدول التي انتشرت فيها الحمّى القلاعيّة". 

حَميم [مفرد]: ج أحِمَّاءُ (للعاقل) وحمائِمُ (لغير العاقل)، مؤ حميمة، ج مؤ حمائِمُ:
1 - قريبٌ تودُّه ويودّك، قريبك الذي تهتمّ لأمره "صديق حميم- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} - {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} " ° الخِلّ الحميم: الذي يُكِنُّ لك حبًّا شديدًا- على علاقة حميمة معه: أي متينة وقويّة.
2 - ماءٌ حارّ " {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ".
3 - ماء بارد (ضدّ) "وساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... أكاد أغصّ بالماء الحميمِ".
4 - قيظ وحرّ "الجوّ اليوم حميم". 

محموم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حُمَّ1 وحَمَّ2 وحُمَّ2.
2 - متهيِّج مندفع "انتظار/ تصرُّف/ نشاط محموم". 

يَحْمُوم [مفرد]: ج يَحاميمُ:
1 - شديد الحرارة " {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ. لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} ".
2 - جَبَلٌ في جهنَّم يلجأ إلى ظِلِّه أهلُ النَّار " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
3 - دخان شديد السواد والحرارة " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
4 - كُتَلٌ ناريّة غازيّة تقذفها البراكين.
5 - (حن) نوعٌ من الحمام، أسود البطن والعُنق والرأس والصدر، أصفر المنقار والرّجلين. 

حمم: قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال

آخرون: هي من الحروف المــعجمة، قال: وعليه العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ:

السُّوَرُ المفتتحة بحاميم. وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم

اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال

الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل

حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ

السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت:

وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً،

نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ

قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو

عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد:

وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ،

وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ

قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم

لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:

يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ،

فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ

قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد

بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وفي حديث الجهاد: إذا

بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا

يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا

يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي

أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ

به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين

قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو

حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس

وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.

وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ. وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما

أَنشده ثعلب من قول جَميل:

فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي

وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني

فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي

فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي. وحَمَّ

اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:

أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ

أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال

وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري

لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:

وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ،

وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ

وقال البَعيثُ:

أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ،

وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي

قُدِّرَ. والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ. وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً،

وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ:

هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ

أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال:

عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق،

والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى:

تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ،

هو اليومَ حَمٌّ لميعادها

أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له. ونزل به

حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه. وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر

يصف بعيره:

فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ،

تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال

البعير أي عجلته. وحامَّهُ: قارَبه. وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال

زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ

مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو

معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ. وقال الأَصمعي:

أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير:

وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ

في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ

الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه

كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من

حاجة. وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد:

حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا،

إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا

الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت

للبَيد:

لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ،

أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها

وقال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال:

ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً،

وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال

الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ

فهو قُدِّرَ. وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا

جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال

ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا

قرب دنا.

والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد

والجمع والمؤنث بلفظ واحد. والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال:

لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ،

مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ

العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ. وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.

واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له

كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث:

تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ،

كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ

واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ

ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها

يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ. وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً،

وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام. واحْتَمَّتْ عيني:

أَرِقتْ من غير وَجَعٍ. وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك،

وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن

ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ

أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة:

جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها

من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ

وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا

الأمر أي ثابت عليه. واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت. وهو من حُمَّةِ نفسي أي من

حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي

وحُبَّة نفسي.

والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال:

كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه

ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء

حامَّتُه أي أَقرِباؤه. وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي

أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب

منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.

والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ. وقال الفراء في قوله

تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم

يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك

الذي تهتم لأمره.

وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع:

لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه،

وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ

وحَمُّ الشيء: معظمه. وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ

النَّهْضات أي شدتها ومعظمها. وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير:

وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.

وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير:

ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا،

حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ

الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود

بمعنى واحد. والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ. وشربتُ البارحة

حَميمةً أي ماء سخناً.

والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء. ويقال: اشربْ

على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء

حارّ. والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.

وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم. والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ

إذا سُخِّنَ. وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم. وكل ما سُخِّنَ فقد

حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها،

وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما

فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما

يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا

يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء

الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده:

وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ

الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف. وفي الحديث

أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ.

الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري

لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا

بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا:

نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما،

وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ

وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ:

خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى

بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ

نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا

تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ

قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف

حَمّاماً وهو قوله:

فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً،

لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ

قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه

العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ

والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً

حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن

الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر:

وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً

أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ

فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من

الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت

المُرَقِّش:

كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ

ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم

وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان

جمراً تتبخر به.

والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن

دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ

والمَرْضَى. وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ

ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي

أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون. وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ

زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام. واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء

الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار. والاستِحْمامُ: الاغتسال

بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء

كان. وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي

يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو

كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه

الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.

وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله

عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف

الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها،

وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها

فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.

وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.

والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال

الهُذَليُّ:

هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم

رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ

وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.

والحَمِيمُ: القَيْظ. والحميم: العَرَقُ. واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ،

وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى:

يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها

وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم

قال الشاعر يصف فرساً:

فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ،

حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا

وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ،

إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ

فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به

الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا

دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه.

الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب

عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما

حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله

وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن

سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من

أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ

جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم

الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى

والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى. وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل:

ذات حُمَّى. وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات

حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده:

وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من

القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه

الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا

كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات

حُمِّى كثيرة.

والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه

الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة.

الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما

الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع

الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد

تقدم في بابه. ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ

الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛

قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ

وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال:

كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء،

صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء

الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ،

واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال

الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام

البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من

الألية بعد الذَّوْب. وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها. وحَمَّ الشحمةَ

يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه

مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها

يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله. ويقال: خُذْ أَخاك

بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.

والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء،

والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد:

وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ

وقال الأَعشى:

فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ

فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ

وقال النابغة:

أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد

ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ

أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس

كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً

وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة

والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل

شيء. وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ

الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:

أَحَمُّ كمصباح الدُّجى

وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال

أبو كبير الهُذَلي:

أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ،

كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم

(* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).

وقال حسان بن ثابت:

وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له،

من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما

والاسم الحُمَّة؛ قال:

لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ،

في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ،

أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ

عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من

السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.

والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري:

الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.

والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ،

بالكسر، الشديدُ السوادِ. وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال:

أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ

دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ،

تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ

الهَيْسُ، بالسين غير المــعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد. والحُمَمُ:

الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ. والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من

النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل

حُمَمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى

بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا

صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال

طَرَفَةُ:

أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ،

أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟

وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً. ويقال أَيضاً:

حَمَّ الماءُ

أَي صار حارّاً. وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.

وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ

بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.

وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ

لَونه. وجارية حُمَمَةٌ: سوداء. واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛

أَنشد سيبويه:

وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم

باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا

وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال:

مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي

أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا

واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو

الهَزَّاني:

دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ،

ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ

قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ. وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ،

عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول

قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه

موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار،

قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان

للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:

ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ

بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ

وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد:

والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ،

والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ

واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ

تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون

من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس

أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ. والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة

حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ. ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.

وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد. وحَمَّمَ الفرخُ:

طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ:

فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ،

مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ

وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ

الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ

رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى

أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات

ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره

بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر

سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً. وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.

وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال:

أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما

هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما

هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ

حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل

وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً،

وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً

أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال

سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.

وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته

فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق،

وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في

معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.

وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ

المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله:

فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ،

فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ

الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ

وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ

الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال

الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان

ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع

على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال

للذكر حَمام؛ فأَما قوله:

حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا

فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول

العَجَّاج:

ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ،

والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ،

قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي

فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا

الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما

الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس

واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت،

وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة. وروى

الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها

القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة،

آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما

عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية

والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم

يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير. والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ

الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول

الفرزدق:

كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ،

على شرَك الطريقِ إِذا استنارا

تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ

حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا

وقال جِرانُ العَوْد:

وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي،

حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما

قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت

والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر

والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند

العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ

الهلالي:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما

والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة:

واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ

إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ

(* وفي رواية أخرى: سِراعٍ)

هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها:

لَيت الحَمامَ لِيَهْ

إِلى حمامَتِيَهْ،

ونِصْفَه قَدِيَهْ،

تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ

قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما

اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي،

وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛

قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ

والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛

قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.

وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره

في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ،

وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً. والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛

قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها

بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها

والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ:

دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها:

يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ

تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ،

من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ

ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري

للمُؤَرِّج:

كأَنَّ عينيه حَمامتانِ

أَي مِرآتانِ. وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ:

ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ

على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ

والحَمامة: خِيار المال. والحَمامة: سَعْدانة البعير. والحَمامة: ساحة

القصر النَّقِيَّةُ. والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو. والحَمامة: المرأَة

الجميلة. والحمامة: حَلْقة الباب. والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.

والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر

بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ

حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها. وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً. وحَمَّةُ

وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ

سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض

الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة،

والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال،

وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً

كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير. وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو

طَريفَ بن عمرو:

إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ

لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام

إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ

بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام

نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ. والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام

السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال

الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي،

حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ

قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال:

هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء. وحِمَّانُ: حَيٌّ من

تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ،

بالفتح، اسم رجل

(* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه

كسر الحاء). وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن

الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد،

وليس بشيء. وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك

بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.

والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير

(* قوله «عند الشعير» أي عند

طلبه، أفاده شارح القاموس). وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة

والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث:

الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ

الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ

حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى

صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه. وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم

القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا

نَبَّ وأَراد السِّفادَ.

والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم

والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء

المــعجمة؛ قال عنترة:

وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم

قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه

حُماحِمِيٌّ. والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ. وقال مرة:

الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم. وقال مرة:

الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.

والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع

أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا:

حَمْحامِ.

واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل:

أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ،

ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ

وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية. واليَحاميمُ: الجبال السود.

حمم

( {حُمَّ الأَمرُ، بالضَّمِّ) : إِذا (قُضِيَ) . (و) حُمَّ (لَهُ ذلِك: قُدِّر) فَهُوَ} مَحْمُوم، قالَ البعِيث:
(أَلا يَا لَقَوْمِ كلُّ مَا حُمَّ واقعُ ... وللطَّيرِ مَجْرَى والجُنُوبُ مَصارِعُ)

وَقَالَ الأَعْشَى:
(تَوُّمُّ سَلامَةَ ذَا فائِشٍ ... هُوَ اليومَ {حَمٌ لِميعادِها)

أَي قَدَّرٌ لَهُ.
(} وَحمَّ {حَمَّه) : أَي (قَصَد قَصْدَه) نَقله الجوهريّ. (و) حَمَّ (التَّنُّورَ)
} حَمًّا: (سَجَره) وَأَوْقَده، (و) {حَمَّ (الشَّحْمَةَ) حَمًّا: (أَذابَها) .
(و) حَمَّ (الماءَ) حَمًّا: (سَخِّنه) بالنّار، (} كَأَحَمَّه {وَحَمَّمَه) . يُقالُ:} أَحِمُّوا لنا الماءَ، أَي: أَسْخِنُوا.
(و) حَمَّ (ارْتِحالَ البَعِير) أَي: (عَجَّلَه) وَبِه فَسَّر الفَرّاءُ قولَ الشاعرِ يَصفُ بعيرَه:
(فَلَمَّا رآنِي قد {حَمَمْتُ ارتِحالَه ... تَلَمَّك لَو يُجْدِي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ)

(و) حَمَّ (الله لَك كَذَا) : أَي (قَضاهُ لَهُ) وَقَدَّره، (كأَحَمَّه) . قَالَ عَمروٌ ذُو الكَلْب الهُذَلِيّ:
(أَحَمَّ اللهُ ذَلِك من لِقاءٍ ... أُحادَ أحاد فِي الشَّهْرِ الحَلالِ)

وَأنْشد ابْن بَرّي لخَبَّاب بنِ غُزّيٍّ:
(وَأَرْمِي بِنَفْسي فِي فُروج كَثِيرةٍ ... وَلَيْسَ لأمرٍ حَمَّه اللهُ صارِفُ)

(و) } الحِمامُ، (كَكِتاب: قَضاءُ المَوْت وَقَدَّرُه) ، من قَوْلهم: حُمَّ لَهُ كَذَا، أَي: قُدِّر. وَفِي شعر ابْنِ رَواحَة:

(هَذَا {حِمامُ المَوْتِ قَدْ صَلِيت ... )

أَي قَضاؤُه. وَقَالَ غيرهُ، أنشدَنا غَيرُ وَاحِد من الشُّيُّوخ:
(أَخِلاّي لَو غَيْرُ الحِمام أَصابَكُم ... عَتَبْتُ ولكِن مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ)

(و) } الحُمام، (كَغُراب: حُمَّى) الإِبِل، و (جَمِيعِ الدَّوابّ) ، جَاءَ على عامَّة مَا يَجِيء عَلَيْهِ الأَدْواء. يُقَال: حُمَّ البعيرُ {حُماماً. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن شُمَيْل: الإِبلُ إِذا أَكلت النَّدَى أَخذَها الحُمامُ والقُماحُ. فَأَما الحُمام فيأخذُها فِي جِلدِها حَرٌّ حَتَّى يُطْلَى جَسدُها بالطّين فتدَع الرَّتْعة ويَذهبُ طِرقُها، وَيكون بهَا الشَّهْرَ ثمَّ يَذْهَب.
(و) الحُمامُ: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ) ، قَالَ الأزهريُّ: أُراه فِي الأَصْل الهُمام فقُلِبت الهَاءُ حاء. قَالَ الشاعِرُ:
(أنَا ابنُ الأَكْرَمِينَ أَخُو المَعالِي ... } حُمامُ عَشِيرتي، وقِوامُ قَيْسِ)

(و) الحُمامُ: اسْم (رَجُل، وذُو الحُمام بُن مالكٍ: حِمْيِرِيٌّ) .
(و) ! الحَمامُ: (كَسَحاب: طائِرٌ بَرِّيّ لَا يألَفُ البُيوتَ، م) مَعْرفٌ، نَقَله ابنُ سِيدَه، قالَ: وهذِه الَّتِي تكُون فِي البُيوتِ فَهِيَ اليَمامُ. وَذكر أَرِسطُو الحَكِيم أَنَّ الحَمامَ يَعِيش ثَمانين سَنَة. (أَو) اليَمامُ: ضَرْب من الْحمام بَرِّيّ. وَأَمَّا الحَمام فَإِنَّهُ (كُلُّ ذِي طَوْق) مثلِ القُمْرِيِّ والفَاخِتةِ، وأَشباهِها، قَالَه الأصمَعِيُّ. وَزَاد الجوهَرِيُّ بعد الفاَخِتَة: وساقِ حُرٍّ، والقَطَا، والوَراشِين. قالَ: وَعند العامَّة أنَّها الدواجِنُ فَقَط. ثمَّ قَالَ: " وأَما الدَّواجِن الَّتِي تُسْتَفْرخ فِي البُيوتِ فَهِيَ حَمامٌ أَيْضا. وَأما اليَمام فَهُو الحَمامُ الوَحْشِيّ، وَهُوَ ضَرْب من طَيْر الصَّحْراء، قالَ: هَذَا قَولُ الأَصْمَعِيِّ ". وكانَ الكِسائيُّ يَقولُ: " الحَمامُ هُوَ البَرِّيّ، واليَمامُ هُوَ الَّذِي يَألَفُ البُيوتَ ".
قلت: وَإِلَيْهِ ذَهَب ابنُ سِيدَه، وإيّاه تَبع المُصنّف. وَبِه يَظْهر سُقوطُ اعتراضِ شَيْخِنا على المُصَنّفِ. ورَوَى الأزهريُّ عَن الشافِعيّ: " كل مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ {حَمام، يدْخل فِيهَا القَمارِيّ والدَّباسِيّ والفَواخِت سَوَاء كَانَت مُطَوَّقةً أَو غَيْرَ مُطَوِّقَةٍ، آلِفةً أَو وحشيَّة ". قَالَ: " وَمعنى عَبَّ: شَرِبَ نَفَسًا نَفَسًا حَتَّى يَرْوَى، وَلم يَنقُر المَاءَ نَقْراً كَمَا تَفْعَله سائرُ الطّير. والهَدِير: صَوْتُ الحَمام كُلّه ".
(وتَقَع واحِدَتُه) الَّتِي هِيَ} حمامة (على الذَّكَر والأُّنثَى، كالحَيَّة) والنَّعامة ونَحْوِها (ج: {حمائِمُ. وَلَا تقل للذَّكَر حَمامٌ) . هَذَا كُلُّه سِياقُ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجوهرِيُّ: " الحَمامُ يَقَع على الذَّكَر والأُّنْثى، لأنَّ الهاءَ إِنَّما دَخَلَتْه على أَنَّه وَاحِد من جنس، لَا للتَّأْنِيث "، وَقَالَ: " جَمْع} الحَمامة حَمام {وحَماماتٌ} وحَمائِمُ، ورُبَّما قَالُوا: حَمام للواحِدِ " , قَالُوا: (مُجاوَرَتُها) فِي البيوتُ (أَمانٌ من الخَدَر) - وَفِي بعض النُّسخ: الجُدّرِيّ، والأُولَى الصَّواب -.
(والفالجِ والسّكتةِ والجُمودِ والسُّباتِ) ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الحَمامَ الأَحمَرَ. (ولَحمُه باهِيٌّ يَزِيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ. وَوَضْعُها مَشْقُوقةً، وَهِي حَيَّةٌ على نَهْشةِ العَقْرَبِ مُجَرَّبٌ للبُرْء. ودَمُها يَقْطع الرُّعاف) عَن تَجْرِبة.
ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ {الحَمّامِيّ) هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غَلَط. وَالصَّوَاب مُحَمَّد بنُ بَدْر، وَهُوَ أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ أبي النّجم بَدْر الكَبِير مولى المُعْتَضِد، الحَمّامي، حَدَّث عَن أَبِيه وبَكْرِ بن سَهْلٍ الدّمياطي. وَعنهُ أَبُو نُعَيم الحَافِظ والدَّارقُطْني. وَلِي بلادَ فارِس بعد أَبِيه، وَكَانَ ثِقةً صَحِيحَ السّماع، مَاتَ سنة ثلاثِمائة وَأَربعٍ وسِتّين. وأَبُوه أَبُو النَّجم بَدْر من كبار أُمَرَاء المُعْتَضدِ، حَدَّث عَن عبدِ اللهِ بن رُماحس العَسْقَلانِي، وَعنهُ ابنُه مُحَمّد الْمَذْكُور، تُوفِّي سنة ثَلاثِمائة وإحْدَى عَشْرَة.
(و) أَبُو عَبْدَ اللهِ (محمدُ بنُ أحمدَ ابنِ محمّدِ بنِ فوارِسَ) بنِ العُرَيِّسَة، سَمِع أَبَا الوقْتِ، مَاتَ سنة سِتِّمائةٍ وَعشْرين، ذكره الذّهبيّ.
(وَأَبُو سَعِيد) هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّوابُ أَبُو سَعْدِ بنِ (الطُّيورِيّ) ، وَيُقَال لَهُ: ابنُ الحَمّاميِ أَيْضا مَشْهور، وَأَخُوه المُباركُ بنُ عبد الْجَبَّار الصّيرفيّ ابْن الطّيوري وَابْن} الحَمَامي، انتخب عَلَيْهِ السِّلفَيّ وَهُوَ مَشْهُور أَيْضا.
(وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَن) بنِ السِّبْط، أجَاز الفَخْر عِلِيًّا، و (وَدَاوُدُ بنُ عَلِيّ بن رَئِيس الرُّؤساء) عَن شَهْدَةَ، مَاتَ سنة سِتّمِائة واثْنَتَيْ عَشْرة ( {الحَمَامِيّون: مُحَدِّثون) ، وَهِي نِسْبة مَنْ يُطَيِّر الحَمام ويُرْسِلُها إِلَى الْبِلَاد.
(} وحَمَامُ بنُ الجَمُوح) الْأنْصَارِيّ السّلميّ، قُتِل بأُحُد. (وآخرُ غَيرُ مَنْسوب) من بَنِي أَسْلم: (صَحابِيًّان) رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(! وحُمَّةُ الفِراقِ، بالضَّمّ: مَا قُدِّر وقُضِي) ، يُقَال: عَجِلْتْ بِنَا وبكُم {حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ المَوْت أَي قَدَره.
(ج) } حُمَم {وحِمام (كَصُرَدٍ وجِبالٍ) . (} وحامَّه) مُحامَّة: (قارَبَه) .
( {وَأّحمَّ) الشيءُ: (دَنَا وحَضَر) .
قَالَ زُهَيْر:
(وكُنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ ... مَضَتْ} وَأَحَمَّت حاجةُ الغَدِ مَا تَخْلُو)

ويروى بالجِيم إِجْمامًا ونَقَل الْوَجْهَيْنِ الفرّاءُ كَمَا فِي الصّحاح، والمَعْنى حانَت ولَزِمَت. وَقَالَ الأصمَعيُّ: أجَمَّت الحاجةُ بِالْجِيم إجْماعًا إِذا دَنَت وحانَت، وأنشدَ بَيتَ زُهَيْر، وَلم يعرف {أَحَمَّت بالحَاء. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: لم يُرِد زُهَيْر: " بالغَدِ: الَّذِي بَعدْ يَومِه خاصَّة، وَإِنَّما هُوَ كِنَاية عَمَّا يُسْتَأنفُ من الزَّمان ". والمَعْنَى أَنَّه كُلَّما نَالَ حاجَةً تَطَلَّعت نفسُه إِلَى حَاجةٍ أُخْرى، فَمَا يَخْلُو الإنْسانُ من حَاجة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أحمَّت الحاجَةُ وَأَجمَّت إِذا دَنَت وَأنْشد:
(حَيِّيا ذلكَ الغَزالَ} الأَحمّا ... إِنْ يَكُن ذَلِك الفِراقُ أَجَمَّا)

وَقَالَ الكِسائِيُّ: {أَحَمَّ الأَمرُ وَأَجَمَّ إِذا حَان وَقْتُه. وأَنْشَدَ ابنُ السَّكّيت لِلَبيدِ:
(لِتَذُودَ هُنَّ وأيقَنَت إِن لم تَذُدْ ... أَنْ قد أَحَمَّ من الحُتُوفِ} حِمامُها)

قَالَ: وكُلُّهم يَرْويه بِالْحَاء. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَحَمَّ قُدومُهم: دَنَا. وَيُقَال: أَجَمَّ. وَقَالَت الكِلابِيَّة: أحمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سَائِرُون غَدًا. وَأَجمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سائِرون اليَوْم: إِذا عَزَمنا أَن نَسِيرَ مِنْ يومِنا. قَالَ الأصمعيُّ: مَا كَانَ مَعْناه قد حَانَ وَقوعُه فَهُوَ أَجَمّ بِالْجِيم، وَإِذا قلت أَحَمَّ فَهُوَ قُدِّر. (و) أَحَمَّ (الأَمرُ فُلاناً: أَهَمَّه {كحمَّه) ، وَيُقَال: أحمَّ الرجلُ إِذا أخذَه زَمَعٌ واهْتِمام.
(و) أَحَمّ (نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البَارِدِ) على قَوْلِ ابْن الأعرابيّ، أَو المَاءِ الحارِّ كَمَا هُوَ عِنْد غَيْرِه، وَكَذَلِكَ} حمَّمَ نَفْسَه.
(و) {أَحَمّت (الأَرْضُ: صارتْ ذاتَ} حُمَّى) ، أَو كَثُرت بهَا {الحُمَّى.
(} والحَمِيمُ، كأميرٍ: القَرِيبُ) الَّذِي تَوَدُّه وَيَوَدُّك، قَالَه اللَّيث. وَفِي الصّحاح: {حَمِيمُك: قَرِيبُك الَّذِي تهتَمُّ لأَمره. وَقَالَ غَيره: هُوَ القَرِيب المُشْفِق الَّذِي يحتَدّ حِمايةً لِذَوِيه.
وَقَالَ الفَرِّاء فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ يَسْئَلُ} حَمِيمٌ {حَمِيماً} ، لَا يَسألُ ذُو قَرابةٍ عَن قَرابَته، " وَلكِنَّهمُ يُعَرَّفُونَهم سَاعَة ثمَّ لَا تَعارُفَ بعد تِلْكَ السَّاعَة " (} كالمُحِمّ كَمُهِمّ) ، وَهَذَا ضَبط غَريب يُقال: {مُحِم مُقْرِب.
(ج:} أَحِمَّاءُ) كَأَخِلاّء، واشْتَبه على شَيْخِنا فَظَنَّ أَنَّه بالتَّخْفِيف، فاعْترض على المُصّنِّف، وَقَالَ: الصَّحِيح {أَحْمامٌ إِن صَحَّ، وَقَالَ: ثمَّ ظَهَر لي أنّه لَعَلَّه أَحِمَّاءُ كَأَخِلاّء، وَفِي ثُبوتِه نَظَر فَتَأَمَّل.
قُلْتُ: وَهَذَا كَلام مَنْ لم يُراجِع كُتبَ اللُّغَة، وَهُوَ غَرِيب من شَيْخنا مَعَ سَعَة اطِّلاعه، كَيفَ وَقد صَرَّح بِهِ ابنُ سِيده فِي المُحْكَم، والزّمخشريُّ فِي الأَساسِ وغَيْرُهم.
(وَقد يَكونُ} الحَمِيمُ للجَمْع والمُؤَنَّث) والواحِدُ والمُذَكَّر بِلَفْظ، تَقول: هُوَ وِهِي حِميمِي أَي وَدِيدي وَوَدِيدتي، كَذَا فِي الأساس والتَّقْريب، قَالَ الشَّاعِر:
(لَا بَأْسَ أَنِّي قد عَلْقْت بعُقْبَةٍ ... مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْل مُصِيبُ)

العُقْبَةُ هُنَا البَدَلُ. (و) الحَمِيمُ: (الماءُ الحَارُّ {كالحَمِيمَة) ، نَقَله الجوهَرِيُّ. وَمِنْه الحَدِيث (أَنَّه كَانَ يَغْتَسِل} بالحَمِيم، وَيُقَال: شَرِيتُ البارِحَة {حَمِيمةً أَي مَاء سخنًا.
(ج:} حَمائِمُ) ظَاهره أَنه جَمْعٌ {لِحَمِيم كَسَفينٍ وَسَفَائِن، وَهُوَ نَصُّ ابنِ الأَعرابيّ فِي تَفْسِير قَوْلِ العُكْلِيّ:
(وبِتْن على الأَعْضادُ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْن إِلَّا مَا شَرِبْنَ} الحَمائِمَا)

أَي ذَهَبت أَلْبانُ المُرضِعات فَلَيْسَ لَهُنّ غِذاءٌ إِلَّا الماءَ الحارَّ، وَإنَّما يُسَخِّنَّه لئَلاَّ يَشْرَبْنَه على غَيْرِ مَأْكُول فيعْقِر أَجْوافَهَن.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ خَطَأ؛ لأنَّ فَعِيلا لَا يُجْمَع على فَعائِل وَإِنَّما هُوَ جَمْع {الحَمِيمة الَّذي هُوَ الماءُ الحارُّ لُغَةٌ فِي الحَمِيم مثل صَحِيفة وصَحائِف.
(و) قد (} استحَمَّ) بِهِ إِذا (اغْتَسَل بِهِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أنَّ بعضَ نِسائِهِ {استَحَمَّت من جَنابَة فَجاءَ النبيُّ [
] } يَسْتَحِمّ من فَضْلِها "، أَي: يَغْتَسِل، قَالَ الجوهريُّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ صارَ كلُّ اغتسال! استِحْمامًا بأَيِّ ماءٍ.
(و) وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: سألتُ ابنَ الأعرابيّ عَن الحَمِيم فِي قَول الشّاعر:
(وسَاغَ لِيَ الشَّرابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِيم)

فَقَالَ: الحَميِمُ: (الماءُ البَارِدُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فالحَمِيمُ عِنْده من الأَ (ضْد) ادِ، يكون الماءَ البارِدَ وَيَكُونُ الماءَ الحارَّ.
(و) الحَميمُ: (القَيْظُ) ، نَقله الجوهريّ. (و) الحَمِيمُ: (المَطَرُ يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ) ؛ لأنَّه حارٌّ كَمَا فِي المُحْكَم. ونَصّ الصّحاح: يأتِي فِي شِدَّة الحَرّ. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَأْتِي فِي الصَّيف حِين تَسْخُن الأَرْض، قَالَ الهُذَليّ:
(هُنالِكَ لَو دَعوتَ أتاكَ مِنْهُم ... رِجالٌ مِثلُ أَرمِيَة الحَمِيمِ)

(و) سُمِّي (العَرَقُ) {حَمِيماً على التَّشبِيه. وَأَنْشد ابنُ بَرّيّ لأَبِي ذُؤَيْب:
(تَأْبَى بِدِرَّتِها إِذا مَا اسْتُكْرِهَت ... إِلَّا الحَمِيمَ فَإِنَّه يَتَبَضَّعُ)

(و) } الحَمِيمةُ، (بهاء: اللَّبنُ المُسَخَّنُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَولُهم: شَرِبْتُ البارحة {حَمِيمَةً.
(و) من المَجازِ: الحَمِيمَةُ: (الكَرِيمَةُ من الإِبِل ج:} حَمائِمُ) ، يُقَال: أخذَ المصدّقُ حَمائِمَ أَموالِهم أَي: كرائِمها. وَقيل: الحَمِيمة: كِرامُ الإبِل، فعَبَّر بالجَمْعِ عَن الواحِد. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ قَولُ كُراع.
( {واحْتَمَّ) لَهُ: (اهْتَمّ) كَأَنَّهُ اهْتِمام} لحَمِيم قَرِيب، وأنشدَ الليثُ:
(تَعزَّ على الصَّبابَة لَا تُلامُ ... كَأَنَّكَ لَا يُلِمُّ بِكَ {احْتِمامُ)

ويُقالُ:} الاحْتِمام هُوَ الاهْتِمام (باللَّيلِ. أَو) {احتَمَّ الرجلُ: لم يَنَم من الهَمّ. و) } احتَمَّت (العَينُ) : أَرِقَت من غَيْرِ وَجَع) .
(و) يُقالُ: (مالَه! حَمٌّ وَلَا سَمّ) غيرُك، (ويُضَمَّان) أَيْضا، أَي مالَه (هَمٌّ) غَيْرك، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ مَاله حَمٌّ وَلَا رَمٌّ، بِفَتْحِهما وضَمِّهِما، (أَو) مَعْنَى قَوْلهم: مالَه حَمّ وَلَا رَمّ، أَي: (لَا قلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وَمَالك عَنْه) حُمٌّ وحَمٌّ ورُمٌّ وَرَمٌّ، أَي (بُدُّ) . ونَصّ الجوهريّ: مَالِي مِنْهُ حُمٌّ {وحَمٌّ، أَي: بُدّ.
(} والحَامَّة: العَامَّة. و) هِيَ أَيْضا (خاصّةُ الرَّجُل من أَهْلِهِ وَوَلدِه) وذِي قَرابتِهِ، يُقَال: هؤُلاء {حامَّتُه، أَي: أَقْرِباءُؤه، قَالَه اللَّيث. وَمِنْه الحَدِيث: " اللَّهُمّ هؤُلاء أهلُ بَيْتِي} وَحَامَّتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهِّرهم تَطْهِيرًا ". وَفِي حَدِيث: " انْصَرف كُلُّ رجل من وَفْد ثَقِيف إِلَى حامَّته ".
(و) {الحَامَّة: (خِيارُ الْإِبِل) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(} وحَمَّ الشًّيْء: مُعظَمُه. و) {الحَمُّ (من الظَّهِيرة: شِدَّةُ حَرّها) . يُقالُ: أتيتُه} حَمَّ الظَّهِيرة. قَالَ أَبو كَبِير الهُذَلِيّ:
(وَلَقَد ربأتُ إِذا الصّحابُ تَوَاكَلُوا ... حَمَّ الظَّهِيرة فِي اليَفاعِ الأَطْول)

(و) الحَمُّ: (الكَرِيمَةُ من الإٍ بِل، ج: حَمائِمُ) . وَقد تَقدَّم أَنَّ الحَمائِمَ جَمْع حَمِيمة كَصَحِيفة وَصحائِف.
( {والحَمَّام، كشَدَّادٍ: الدّيماسُ) إمّا لأنّه يُعْرِق، أَو لِمَا فِيهِ من المَاءِ الحَارّ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: مُشْتَقّ من الحَمِيم (مُذَكَّر) تُذَكِّرُه العَرَب، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الْأَسْمَاء على فَعَّال نَحْو القَذَّاف والجَبَّان، (ج:} حَمَّاماتٌ) .
قَالَ سِيبَوَيْه: جَمَعُوه بالأَلف والتّاء وَإِن كَانَ مُذَكَّرا حِينَ لم يُكَسَّر، جَعَلوا ذَلِك عِوَضًا عَن التَّكْسِير. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لعُبَيْد بنِ القُرْطِ الأَسْدِيّ: .. نَهَيْتُها عَن نُورَةٍ أحرَقْتْهُما ... {وَحَمَّامِ سُوءٍ مَاؤُه يتَسَعَّر)

وأنشدَ أَبُو العَبَّاس لرجلٍ من مُزَيْنة:
(خَلِيليَّ بالبُوباة عُوجاً فَلَا أَرَى ... بِها مَنْزِلاً إِلَّا جَدِيبَ المُقَيَّد)

(نَذُقْ بَردَ نَجْدٍ بَعْدَمَا لَعِبَت بِنَا ... تِهامَةُ فِي} حَمَّامِها المُتَوقِّدِ)

قَالَ شَيْخُنا: نَقَل الشَّهاب عَن ابنِ الخَبَّاز أَن {الحَمَّام مُؤَنَّث، وغَلَّطُوه، وَقَالُوا: التَّأْنِيث غَيْرُ مَسْمُوع.
قُلتُ: وَذكر ابنُ بَرِّيّ تأْنِيثَه فِي بَيْت زَعَم الجوهريُّ أَنه يَصِف} حَمَّامًا، وَهُوَ قَولُه:
(فَإِذا دَخلتَ سَمِعْتَ فِيهَا رَجَّة ... لَغَط المَعاوِل فِي بُيُوتِ هَدَادِ)
(وَلَا يُقال) لِداخِل الحَمَّام إِذا خرج (طَابَ {حَمًّامُك، وإِنَّما يُقال: طابَتْ} حِمَّتُك، بالكَسْر، أَي) طابَ ( {حَمِيمُك أَي طابَ عَرَقُك) ، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: فأمَّا قَولُهم: طَابَ حَمِيمُك فقد يَعْنِي بِهِ} الاستِحْمام، وَهُوَ مَذْهَب أَبي عُبَيد، وَقد يَعْنِي بِهِ العَرَق، أَي طَابَ عَرقُك، وَإِذا دُعِي لَهُ بِطيبِ عَرَقه فقد دُعِي لَهُ بالصَّحّة، لأنَّ الصَّحِيح يَطِيب عَرقُه. وَفِي الأساس: وَيُقَال {للمُسْتَحِمّ: طابت حِمَّتُك} وحَمِيمُك، وإِنَّما يَطيبُ العَرَق على المُعافَى ويخبُث على المُبْتَلَى، فَمَعْناه أَصَحَّ الله جِسْمَك، وَهُوَ من بَاب الكِنَاية. وَإِذا عَرفتَ مَا ذَكرنا ظَهَر لَك أنّ مَا نَقَله شَيخُنا وَوَجَّهَه غَيرُ مُنَاسِب. ونَصّه: قلت: صَرَّحُوا بِأَنَّهُ مِنْ لازِم طِيبِ الحَمّام طِيب العَرَق، فالدُّعاء بِهِ دُعاءٌ بذلك، فَمَا وَجْه المَنْع؟ انْتهى.
قُلْتُ: وَقد يُوْجَدُ طِيبُ الحَمّام وَلَا يُوجدُ طِيبُ العَرَق فِيمَا إِذا دَخَله المُبْتَلَى، فَهَذَا هُوَ وَجْهُ المَنْع، فَلَا يكون الدُّعاء بِطيبِ الحَمّام دُعاءً بِطِيبِ العَرقِ؛ لأنّه لَا دَخْلَ لَهُ فِي ذلِك، ثمَّ قالَ: وَإِن استَحْسَنه البَدْرُ القَرافِيّ شارحُ الخُطْبة، وادّعاه لَطِيفةً، وَوَجَّهَه بِأَنَّهُ رُبَّما يُقال بكَسْر الحاءِ، وَهُوَ المَوْت، فَيَنْقَلِب الدُّعاء عَلَيْهِ. قَالَ شَيخُنا: قُلتُ: وَهُوَ من البُعْد بِمَكان، بل لَو صَحَّ هَذَا التَّحْرِيف لَكَانَ دُعاءً لَهُ أَيْضا، فتَأمّل وَالله أَعلم.
قُلتُ: وَهَذَا غَرِيبٌ من البَدْر القَرافِي مَعَ عُلُوّ مَنْزِلته فِي العِلْم، كَيفَ يُوَجِّه مِنْ عَقْله مَا يُخالِف نُقولَ الأَئِمة، وَهل لِمِثْل هَذِه القِياساتِ البَاطِلة مجالٌ فِي عِلْم اللُّغَة، وَعَجِيب من شَيْخِنا رَحمَه الله كَيفَ يَشْتَغِل بالرّدّ على مثل هَذَا الْكَلَام؟ واللهُ يغفِر لنا، ويُسامِحُنا أَجْمَعِينَ.
(وَأَبُو الحَسَن) عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ ( {الحَمَّامِيُّ مُقْرِئُ العِراق) أخذَ عَن ابنِ السّماك وابنٍ النّجار، وَعنهُ أَبُو بَكر البَيْهقِيّ والخَطِيبُ، تُوفِّي سنة أَرْبَعِمائة وَسبع عشرَة ببغدادَ، ودُفِن عِنْد الإِمَام أَحْمد.
(وذاتُ الحَمَّام: ة بَيْن الإسْكَنْدَرِيِّة وأَفْرِيقِيَّة) عل طَرِيق حاجّ المَغْرِب. وَقَالَ نَصْرٌ: بل بَيْن مِصْر والقَيْرَوان، وَهُوَ إِلَى الغَرْب أقرب.
(} والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْن فِيهَا ماءٌ حارُّ يَنْبَعُ) يُسْتَشْفى بالغُسْل مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ عُيَيْنَة حارَّة تَنْبَعُ من الأَرْض (تَسْتَشْفِي بهَا الأَعِلاِّء) والمَرْضَى. وَفِي الحَدِيث: " مَثَلُ العالِم مَثَلُ {الحَمَّة تَأْتِيها البُعَداءُ وَتَتْرُكُها القُرباءُ، فَبَيْنا هِيَ كذلِك إِذْ غارَ مَاؤها، وَقد انتَفَعَ بهَا قَومٌ، وَبَقِي أَقوامٌ يَتَفَكَّنُون " أَي يَتّذَّمون. وَفِي حَدِيث الدَّجّال: " أخبروني عَن} حَمَّة زُغَر " أَي: عَيْنِها. وزُغَرُ كَصُرَد: مَوْضِع بالشّام.
(و) الحَمَّة: (واحِدَة {الحَمِّ لما أَذَبْتَ إِهالَتَه من الأَلْيَة) إِذا لم يَبْقَ فِيهِ وَدَك، عَن الأَصْمَعِي، قَالَ: وَمَا أَذَبْتَ من الشَّحْم فَهُوَ الصُّهارة والجَمِيل. وَقَالَ غَيْرُه: الحَمّ: مَا اصْطَهَرتَ إهالَته من الأَلْيَةِ (والشَّحْمِ) ، واحِدَتُه حَمَّة. قَالَ الراجِزُ:
(يُهَمُّ فِيهِ القُوْمُ هَمّ الحَمّ ... )

(أَو) هُوَ (مَا يَبْقى من) الإهالَة، أَي: (الشَّحْمِ المُذابِ) ، قَالَ:
(كَأَنَّما أَصواتُها فِي المَعْزاء ... صوتُ نَشِيش الحَمِّ عِنْد القَلاَّء)

قَالَ الأَزْهريُّ: والصَّحِيح مَا قَالَ الأصمَعِيُّ. قَالَ: " وَسَمِعْتُ العربَ تَقول لِمَا أُذِيب من سَنامِ البَعِير: حَمّ. وَكَانُوا يُسمّون السّنام الشَّحْمَ ". وَقَالَ الجَوْهريّ: الحَمُّ: " مَا بَقِي من الأَلْية بَعْد الذّوب ". وَاَنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(وجَارُ ابنِ مَزْروعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه ... مُجَنَّبةٌ تُطْلَى} بحَمٍّ ضُروعُها)

يَقُول: تُطْلَى بحَمٍّ لِئَلاَّ يَرْضَعَها الرّاعي من بُخْلِه.
(و) الحَمَّةُ: (وَادٍ باليَمامَة) . وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ أسودٌ فِي دِيار كِلاب.
(! وحَمَّتَا الثُّوَيْر) والمُنْتَضَى: (جَبَلان) فِي دِيار بَنِي كِلاب لِكَعْبِ ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَبي بَكْر بنِ كِلاب، وَبيْن {الحَمَّتَين المضياعَة سَبِخَة يُقَال لَهَا: السَّهْب تبِيضُ فِيهَا النَّعام.
(و) } الحِمَّة، (بالكَسْر: المَنِيَّة) ، والجَمْع {حِمَم.
(و) } الحُمَّة، (بالضَّمّ: لَوْن بَيْن الدُّهْمَة والكُمْتَة) ، كَمَا فِي المُحْكم. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: (و) هُوَ (دُونَ الحُوَّة) ، يُقال: شَفَة {حَمَّاء ولِثة حَمَّاء.
(و) } حُمَّة: (د) ، وَقَالَ نَصْر: هُوَ جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
(و) حُمَّةُ العَقْرب: (لُغَة فِي {الحُمة المُخَفَّفَة) ، عَن ابْن الأعرابِيّ، وغَيرُه لَا يُجِيز التَّشدِيد يَجْعَل أَصله} حُمْوَة، وَهِي سَمُّها. وَسَيَأْتِي فِي المُعْتَل.
(و) حُمَّة (ع) بالحِجاز. أنْشد الأَخْفَش:
(أَأَطْلال دَارِ بالنِّبَاعِ {فحُمّتِ ... سألتُ فَلَمَّا استْعَجَمَت ثمَّ صَمّتِ)

(و) الحُمَّةُ: (الحُمِّى) ، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ للضِّباب بنِ سُبَيْع:
(لَعَمْري لقد بَرّ الضِّبابَ بَنُوه ... وبَعْضُ البَنِين حُمَّةٌ وسُعال)

والحُمَّى} والحُمَّة: عِلّة يستَحِرّ بهَا الجِسْم، من الحَمِيم، قيل: سُمِّيت لِمَا فِيهَا من الْحَرَارَة المُفرِطة، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الحُمَّى من فَيْح جَهَنَّم "، وَإِمّا لِمَا يَعْرِض فِيهَا من الحَمِيم وَهُوَ العَرَق، أَو لَكَوْنها من أَمارات الحِمَام لِقَوْلِهم: الحُمَّى رائِدُ المَوْت أَو بَرِيد المَوْت، وَقيل: بابُ المَوْت. ( {وحُمَّ) الرجلُ، (بالضَّمِّ: أَصابتْه) } الحُمَّى. ( {وأَحَمَّه اللهُ تَعالَى فَهُوَ} مَحْمُوم) ، وَهُوَ من الشّواذّ، قَالَه الجَوْهَري. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ مَحْمُوم بِهِ. قَالَ ابنُ سِيده: ولَستُ مِنْهَا على ثِقَة، وَهِي إْحْدَى الحُروفِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا مَفْعول من أَفْعل لقَوْلِهم: فُعِل، وَكَأَن {حُمَّ: وُضِعَت فِيهِ الحُمّى، كَمَا أَنّ فُتِن جُعِلت فِيهِ الفِتْنة، (أَو يُقالُ:} حُمِمْت {حُمَّى، والاسمُ الحُمَّى بالضَّمّ) ، قَالَه اللِّحياني. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدي أنّ الحُمَّى مَصْدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.
وأرضٌ} مَحَمَّة، مُحَرَّكَةً) هَذَا الضَّبْط غَرِيبٌ، وَكَانَ الأَوْلى أَن يَقُول: كَمَقْمَّة أَو مَذَمَّة، قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) حَكَى الفارِسِيُّ {مُحِمّة (بِضَمِّ المِيمِ وكَسْر الحاءِ) ، واللُّغَوِيّون لَا يَعْرِفون ذَلِك غَيْر أَنَّهم قَالُوا: كانَ من القِياس أَن يُقال: (ذَاتُ حُمَّى أَو كَثِيرَتُها) .
وَفِي حَدِيثِ طَلْق: " كُنّا بأرضٍ وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ " أَي: ذَات حُمَّى كالمَأْسَدَة والمَذْأَبَة لِمَوْضِع الأسودِ والذِّئابِ.
(و) قَالُوا: أَكْلُ الرُّطب مَحَمَّة، أَي:} يُحَمُّ عَلَيْهِ الآكِل. وَقيل: (كُلُّ مَا حُمَّ عَلَيْهِ) من طَعَام ( {فَمَحَمَّة) . يُقَال: طَعامٌ} مَحَمَّة إِذا كَانَ يُحَمّ عَلَيْهِ الَّذِي يأْكُلُه.
و (مَحَمَّة أَيْضا: ة بالصَّعِيد) .
(و) أَيْضا (كُورَةٌ بالشَّرْقِيَّة) من مِصْر.
(و) أَيْضا: (ة بِضَواحي الإِسْكَنْدَرِيّة) ، ذكرهَا أَبُو العَلاء الفرضي.
( {والأَحمُّ: القِدْحُ. و) أَيْضا (الأَسودُ من كُلّ شَيء} كاليَحْمُوم) ، يَفْعول من {الأَحَمُّ، جَمْعه} يَحامِيم، وَأنْشد سِيبَوَيْه: (وغيرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ {يَحامِمِ ... )

حُذِفت اليَاءُ للضَّرورة.
(} والحِمْحِم كَسِمْسِم) ، هَذِه عَن الأَصْمَعِيّ، قَالَ الجوهَرِيّ: وَهُوَ الشَّدِيدُ السَّواد، (وهُداهِد) ، وَهَذِه عَن ابنِ بَرّيّ قَالَ: هُوَ لَوْنٌ من الصِّبغ أَسْود. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " الوافِدُ فِي اللَّيل الأَحمّ "، أَي: الْأسود.
(و) قيل: الأحمُّ: (الأَبيضُ) ، عَن الهَجَريّ، وَأنْشد:
( {أحَمُّ كمصباحِ [الدُّجَى] ... )

فَهُوَ إِذن (ضد. وَقد} حَمِمْتُ كفَرِحْتُ {حَمَماً) ، محركة، (} واحمَوْمَيْتُ {وَتَحَمَّمْتُ} وَتَحَمْحَمْتُ) . قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِيّ:
(أخَلاَ وشدْقَاه وخُنْسَةُ أَنْفِه ... كحنّاءِ ظهرِ البُرمَة {المُتَحَمِّمِ)

وَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابت:
(وَقد ألَّ من أَعضادِهِ وَدَنَا لَهُ ... من الأَرْض دَانِ جَوزُهُ} فَتَحَمْحَمَا)

(والاسْمُ {الحُمّة، بالضَّمّ) ، ورجلٌ} أَحَمُّ بَيِّن الحُمَّة والحَمَم، ( {وأَحَمَّه الله تَعَالَى) : جَعَلَهُ} أَحَمّ.
( {والحَمَّاءُ: الاسْتُ) ، وَفِي الصّحاح: السافِلَة، (ج:} حُمَّ، بالضَّمَّ) .
( {واليَحْمُوم: الدُّخانُ) كَمَا فِي الصّحاح والمُحْكم. زَاد غيرُهما: الشَّدِيد السَّواد. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وظل من} يحموم} ، إنّما سُمِّي بِهِ لِمَا فِيهِ من فَرْط الحَرارة كَمَا فَسَّره فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا بَارِد وَلَا كريم} ، أَو لِمَا تُصُوِّر فِيهِ من! الحَمْحَمَة، وَإِلَيْهِ أُشِير بِقَوْله: {لَهُم من فَوْقهم ظلل من النَّار وَمن تَحْتهم ظلل} إِلَّا أنَّه مَوْصُوفٌ فِي هَذَا المَوْضِع بِشِدَّة السَّواد. قَالَ الصَّبَّاحُ ابنُ عَمْرٍ والهَزَّانِيّ:
(دعْ ذَا فَكَمْ من حَالِكٍ يَحْمُومِ ... )

(سَاقِطَةٍ أوراقُه بَهِيمِ ... )

(و) {اليَحْمُومُ: (طائِرٌ) ، نُظِر فِيهِ إِلَى سَوادِ جَناحَيْه.
(و) اليَحْمُوم: الجَبَلُ الأَسودُ) . وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا. قَالُوا: هُوَ جَبَل أسودُ فِي النَّار.
(و) اليَحْمومُ: اسْم (فَرَس) أَبي عَبدِ اللهِ (الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ) بن أبِي طَالِب رَضِي الله تَعَالى عَنهُ. (و) أَيْضا (فَرسُ هِشامِ بنِ عَبْدِ المَلِك) المَرْوَانِيّ (من نَسْل الحَرُونِ) .
قُلْتُ: الَّذي قرأتُه فِي كِتابِ ابْن الكَلْبِيّ فِي الخَيْل المَنْسُوبِ نَقْلا عَن بَعضِ عُلَمَاء اليَمامة أَن هِشامَ بنَ عبدِ الْملك كَتب إِلَى إبراهيمَ بنِ عَرَبي الكِنانيّ: أَنِ اطلُبِْ فِي أعرابِ باهِلَة، لعَلَّك أَن تُصِيب فيهم من وَلَد الحَرُون شَيئاً، فَإِنَّهُ كَانَ يطُرْقُهم عَلَيْهِم، ويُحِب أَن يُبْقِيَ فيهم نَسْلَه، فَبَعَث إِلَى مشَايِخِهم، فسأَلَهُم، فَقَالُوا: مَا نَعْلَم شَيْئاً غيرَ فَرَس عِنْد الحَكَم بن عَرْعَرة النُّميريّ يُقال لَهُ: الجَمُوم فَبَعَث إِلَيْهِ فَجِيءَ بِهِ إِلَى آخر مَا قَالَ، فَهُوَ هَكَذَا مَضْبوط كَصَبُور بالجِيم. فَإِن كانَ مَا رَأيتُه صَحِيحاً فالَّذي عندَ المُصَنِّف غَلَط، فَتَأمَّل ذَلِك.
(و) أَيْضا (فَرسُ حَسّانَ الطائِيّ. و) قَالَ الأزهَرِيّ: " اليَحْمُومُ: فَرَسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِر) ، سُمّي بِهِ لِشِدَّة سَوادِه. وَقد ذَكَره الأعْشَى فَقالَ:
(وَيَأْمُر} لِلْيَحْمُوم كُلَّ عَشِيَّة ... بَقِتًّ وتَعْلِيقٍ فقد كادَ يَسْتَقُ)

وَقَالَ لَبِيد: والحَارِثَانِ كِلاهُما ومُحَرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمُومِ)

وَقَالَ ابْن سِيدَه: وتَسْمِيتُه {باليَحْمُوم يَحْتَمِل وَجْهَين: إِمَّا أَن يَكُونُ من الحَمِيم الَّذي هُوَ العَرَق، وإِمَّا أَن يَكُون من السَّواد.
(و) اليَحْمُومُ: (جَبَل بمَصْر) أسودُ اللَّون، ويُعْرَف أَيْضا بِجَبَل الدُّخان، ذكره كُثَيِّر فِي قَوْلِه:
(إِذا استَغْشَتِ الأَجْوافَ أجلادُ شَتْوَة ... وأَصْبَحَ يَحْمُومٌ بِهِ الَّثَّلْجُ جامِدُ)

(و) اليَحْمُوم: (ماءةٌ غربِيّ المُغِيثَةِ) على سِتَّة أَمْيال من السِّنْديَّة بِطَرِيق مَكّة. (و) أَيْضا (جَبَل) أسودُ طَوِيل (بدِيار الضِّبابِ) ، وَكَانَ قد الْتُقِطَتْ فِيهِ سامةٌ. والسامة: عِرْقُ فِيهِ وَشَيٌ من فضَّة، فجَاء إِنْسانٌ يُقالُ لَهُ ابْن نائل، فأنفق عَلَيْهِ أَمْوَالًا حَتَّى بلغ الأَرْض من تَحت الجَبَل فَلم يَجِد شَيْئًا، كَذَا فِي الْمُحكم.
(} والحُمَم، كَصَرَد: الفَحْمُ) البارِدُ، (واحِدَتُه بهاء) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وبِهَا سُمِّي الرَّجل. وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى إِذا صِرْتُ {حُمَمًا فاسْحَقُوني ثمَّ ذُرُّوني فِي الرِّيح ". وَقَالَ طَرفَةُ:
(أشَجاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُه ... أم رَمادٌ دارِسٌ} حُمَمُهْ)

( {وَحَمَّمَ) الرجلُ: (سَخَّم الوَجْهَ بِه) . وَمِنْه حَدِيث الرَّجْم: " أنَّه مَرَّ بِيَهُودِيّ} مُحَمَّم مَجْلود "، أَي مُسْوَدِّ الوَجْهِ من {الحُمَمَة.
(و) } حَمَّمَ (الغُلامُ: بدَت لِحْيَتُه. (و) ! حُمَّ (الرَّأْسُ: نَبَت شَعْرُهُ بعد مَا حُلِق) . وَفِي حَدِيث أَنَس: " أنَّه كَانَ إِذا {حَمَّم رَأْسُه بِمَكَّة خَرَج واعْتَمَر "، أَي: اسْوَدَّ بعد الحَلْق بِنًبات شَعره. والمَعْنَى أَنه كَانَ لَا يُؤَخِّر العُمْرة إِلَى المُحَرَّم وإنّما كَانَ يَخْرُج إِلَى المِيقات ويَعْتَمِر فِي ذِي الحِجَّة. وَمِنْه حديثُ ابْن زِمْلٍ:
" كَأَنَّمَا} حُمِّم شَعْرُه بِالْمَاءِ " أَي: سُوِّد؛ لِأَن الشَّعر إِذا شَعِث اغْبَرَّ، فَإذا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَرَ سَوادُه. ويروى بالجِيم، أَي: جُعِلَ جُمَّةً.
(و) حَمَّم (المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاق) ، وَفِي المُحْكَم: بِشَيْء بعد الطَّلاق، وَهَذَا هُوَ الصّواب، وقَولُ المُصَنّف: بالطّلاق غَيْر صَحِيح. وَأنْشد ابنُ الأَعْرابِيّ:
( {وَحَمَّمْتُها قبل الفِراق بِطَعْنَة ... حَفاظاً وَأَصحابُ الحِفاظ قلِيلُ)

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " أنّه طَلَّق امرَأَته، فَمَتَّعَها بِخَادِم سَوْداء،} حَمَّمَها إيَّاها "، أَي: مَتَّعها بهَا بعد الطَّلاق. وَكَانَت العَرَب تُسمّي المُتْعةَ {التَّحْمِيمَ، وَعَدَّاه إِلى مفعولين لأنَّه فِي مَعْنَى أَعْطاها إيّاها، وَيجوز أَن يَكُون أَرادَ حَمَّمَها بَهَا فَحَذَف وَأَوْصَل، وَقد ذَكَر المُصَنّف هَذِه اللَّفظة أَيْضا بالجِيم كَمَا تَقَدَّم.
(و) } حَمَّمَتِ (الأرضُ: بَدا نباتُها أخْضَرَ إِلَى السَّواد (و) حَمَّم (الفَرخُ: نَبَتَ رِيشُه) ، وقِيل: طَلَع زَغَبُه. قَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُه قَوْلُ عُمَر بن لَجَأ:
(فَهُوَ يَزُكُّ دائمَ التَّزعُّم ... )

(مَثْلَ زَكِيك النَّاهِضِ! المُحَمِّمِ ... ) ( {والحَمَامة، كسَحَابة: وَسَطُ الصَّدْر) ، قَالَ:
(إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ} حَمامة صَدْرِها ... بِتَيْهاءَ لَا يَقْضي كَراها رَقِيبُها)

(و) {الحَمَامةُ: (المَرأةُ، أَو الجَمِيلَة. و) أَيْضا: (ماءَةٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وَرَوَّحها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامَةٍ ... على كُلّ إِجْرِيَّائِها وَهُوَ آبِرُ)

(و) الحَمامَةُ: (خِيارُ المَالِ. و) أَيْضا: (سَعْدانَةُ البَعِير. و) أَيْضا: (ساحَةُ القَصْر النَّقِيَّةُ. و) أَيْضا: (بَكَرة الدَّلْو. و) أَيْضا: (حَلْقَةُ البَابِ) .
(و) الحَمامَةُ (من الفَرَس: القَصُّ) .
(و) حَمامةُ: (فَرسُ إِيَاس بنِ قَبِيصَةَ. و) أَيْضا: (فَرسُ قُرادِ ابنِ يَزِيدَ) .
(} وحَمامَةُ الأَسْلمِيّ وحَبِيبُ بنُ حَمامة ذُكِرا فِي الصَّحابَةِ) ، وَإِنَّمَا عَبَّر بِهَذِهِ الْعبارَة؛ فَإِن ابْن فَهْد نَقَل فِي مُعْجَمه أَن حَمَامَة الأَسلميّ غَلِط فِيهِ بَعْضُهم، وَإِنَّمَا هُوَ ابنُ حَمَامة، أَو ابنُ أَبِي حَمامة. وَقَالَ فِي حَبِيب ابنِ حَمَامة: إِنَّه مَجْهُول، ذكره أَبُو مُوسَى.
( {وحِمَّانُ، بالكَسْر: حَيٌّ من تَمِيم) ، وَهُوَ} حِمّان بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ كَعْب ابْن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناة بن تَميم. مِنْهُم أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الحَمِيد بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ابنِ مَيْمُون {الحَمَّامي، عَن الأَعْمَش والثَّوْرِيّ، وَعنهُ ابْنه أَو زَكَرِيَّا يحيى، مَاتَ سَنَةَ مائَتَيْن وثَلاثٍ، وابْنُه يَحْيَى ماتَ سنَةَ مِائَتَيْن وثَمانٍ وعِشْرِين بسامَرّاءَ.
(} وحَمُومَةُ: مَلِك يَمَنِيٌّ) ، عَن ابْن الأَعْرابيّ قَالَ: وَأَظنُّه أَسْوَد؛ يَذْهَب إِلَى اشتِقاقه من {الحُمَّة الَّتِي هِيَ السَّواد. قَالَ ابنُ سِيدَه، وَلَيْس بشَيْء. وَقَالُوا: جارا} حَمومةَ؛ {فَحَمُومةُ هُوَ هَذَا الْملك وجَارَاه مَالِكُ بنُ جَعْفَر بنِ كِلاب ومُعاويةُ ابْن قُشَيْر.
(و) أَبُو الحَسَن (عَبْدُ الرَّحْمن بنُ عَرَفَة) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب عبدًُ الرَّحْمن بنُ عُمَر (بنِ} حَمَّة) الخَلاّل العَدْل {الحَمِّي، نُسِب إِلَى جده، رَوَى عَن المُحامِلِيّ، وَعَن أَبِي بَكْرِ بنِ أحمدَ بنِ يَعْقُوبِ بنِ شَيْبَة. وَعنهُ أَبُو الحَسَن بنُ زَرْقَوَيهِ والبَرْقاني وَغَيرهمَا، وَمَات سنَة ثَلثِمائة وعِشْرين.
وأَبُوه عُمرُ بنُ أَحْمدَ بنِ مُحَمّد بنِ حَمَّة، يَرْوِي عَن مُحَمّد بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيّ، وحَفِيده مُحَمَّد بن الحُسَيْن بنِ عَبدِ الرَّحْمن بنِ عُمَر بنِ حَمَّة، حَدَّث عَن أبي عُمَر بن مَهْدِي.
(وأحمدُ بنُ العَبَّاس بنِ حَمَّة) الخَلاّل، حَدَّث عَنهُ الحافِظُ أَبُو مُحَمَّد الخَلاّل: (مُحدِّثانِ) .
(} والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْن عِنْد) طَلَب (الشَّعِير. و) أَيْضا: (عَرُّ الفَرَس حِين يُقَصِّر فِي الصَّهِيل ويَسْتَعِين بِنَفَسِهِ) وَقَالَ الليثُ: {الحَمْحَمَة: صَوتُ البِرْذَوْن دُونَ الصَّوتٍِ العَالِي، وَصَوتُ الفَرَس دُونَ الصَّهِيل، (} كالتَّحَمْحُمِ) ، قَالَ الأزهَرِيُّ: كَأَنَّه حِكايةُ صَوْتِه إِذا طَلَب العَلَف، أَو رَأَى صاحِبَه الَّذِي كَانَ أَلِفه فاسْتَأْنَسَ إِلَيْهِ. وَفِي الحدَِيث: " لَا يَجِيءُ أَحَدُكم يَوْمَ القِيامة بَفَرَسٍ لَهُ {حَمْحَمَة ".
(و) الحَمْحَمَةُ: (نَبِيبُ الثَّور للسِّفادِ) ، نَقله الأزهريُّ.
(و) } الحِمْحِمَة، (بالكَسْرِ ويُضَمّ: نَباتٌ) كَثِيرُ الماءِ، لَهُ زَغَب أَخْشَنُ أَقلُّ من الذِّراع، (أَو) هُوَ (لِسانُ الثَّورِ، ج: {حِمْحِمٌ) .
(} والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُستانيّ العَرِيضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبطِيَّ، واحِدَتُه بِهاء) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: {الحَماحِمُ بأطراف اليَمَن كَثِيرة وَلَيْسَت بِبَرِّية، وتَعظُم عِنْدهم، وَهُوَ (جَيّد للزُّكَامِ) ، مُفَتِّحٌ لسُدَدِ الدِّماغ، مُقَوِّ للقَلْبِ. وشُربُ مَقْلُوِّه يَشْفِي من الإسْهَالِ المُزْمِنِ بِدُهْن وَرْد وماءٍ باردٍ) .
(} والحُمْحُم، كَقُنْفُذ وسِمْسِم: طائِرٌ) أَسْوَدَ.
(وآلُ {حامِيمَ وذَواتُ حامِيم: السُورُ المُفْتَتَحَةُ بهَا) . قَالَ ابْن مَسْعُود: آلُ حَامِيم: دِيباجُ القُرآن. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ كَقَوْلك: آلُ فُلانٍ وَآلُ فلانٍ، كَأَنَّهُ نَسَبَ السُّورَةَ كُلَّها إِلَى حم. قَالَ الكُمَيْت:
(وَجَدْنا لكم فِي آلِ حَامِيمَ آيَة ... تَأَوَّلها مِنّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ)

قَالَ الجَوهَرِيّ: (وَلَا تَقُل:} حَوامِيم) ؛ فَإِنَّهُ من كَلاَم العَامَّة ولَيْس من كَلام العَرَب. (وقَدْ جاءَ فِي شِعْر) ، إِشَارَة إِلَى قولِ أَبِي عُبَيْدة، فَإِنَّهُ قَالَ: {الحَواميمُ: سُورٌ فِي القُرآن على غَيْرِ قِياس، وَأَنْشَد:
(أَقْسَمْتُ بالسَّبْع اللَّواتي طُوِّلَتْ ... )

(والطَّواسِين الَّتِي قد ثُلِّثْتْ ... )

(} وبالحَوامِيم الَّتِي قد سُبِّعَتْ ... )

قَالَ: والأَوْلى أَنْ تُجْمَع بِذَواتِ حَامِيم، وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدةَ فِي حاميمَ لشُرَيْح بن أَوْفَى العَبْسِيّ: (يُذَكِّرني حَامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قبلَ التَّقَدُّم)

قَالَ: وأنشدَه غَيْرُه للأَشْتَر النَّخْعِيّ، والضًّمير فِي يُذَكِّرني هُوَ لِمُحَمَّد بنِ طَلْحَة، وَقَتَلة الأَشْتر، أَو شُرَيْح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ العامّة فِي جَمْع حَم وطس: {حَوَامِيم وَطَوَاسِين، قَالَ: والصَّوابُ ذوَاتُ طس، وَذَوَاتُ حم، وَذَواتُ الم.
(و) جَاءَ فِي التَّفْسِير عَن ابنِ عَبّاس فِي حم ثَلاثةُ أَقْوال:
قَالَ: (هُوَ اسمُ اللهِ الأَعْظَمُ) ، ويُؤيّده حَدِيثُ الجِهاد: " إِذا بُيِّتم فقُولوا:} حَم لَا يُنْصَرون ". قَالَ: ابنُ الْأَثِير: قيل: مَعْناه اللَّهُم لَا يُنْصَرُون. قَالَ: ويُرِيد بِهِ الخَبَرْ لَا الدُّعاءَ. لِأَنَّهُ لَو كَانَ دُعاءً لقَالَ: لَا يُنْصَرُوا، مَجْزُوماً، فَكَأنَّهُ قَالَ: وَالله لَا يُنْصَرُون، وَهُوَ المُراد من قَوْله: (أَو قَسَمٌ) ، وَقيل: قَوْلُه: لَا يُنْصَرون كَلَام مُسْتَأْنَف كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ: قُولُوا حَامِيم، قيل: مَاذَا يَكُون إِذا قُلْناها؟ فَقَالَ: لَا يُنْصَرُون. (أَو حُرُوفُ الرَّحْمنِ مُقَطَّعَةً) ، وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الثَّالِث. قَالَ الزَّجَّاج: (وتَمامُه " الر " و " ن ") بِمَنْزِلَة الرَّحْمن.
قَالَ الأَزْهريّ: وَقيل: معَْنى حم قُضِي مَا هُوَ كَائِن.
وَقيل: هِيَ من الحُرُوف المُــعْجَمَة، قَالَ: وَعَلَيْه العَمَل.
( {وَحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بِالْفَتْح) أَي: من حَدّ عَلِم، وظاهِرُ سِياقه أنَّه من حَدِّ مَنَع وَلَيْسَ كذلِكَ: (صَارَت} حُمَمة) أَي: فَحْمَة أَو رَماداً. (و) {حَمَّ (الماءُ) } حَمًّا: (سَخُن) ، وَفِي الصّحاح: صَار حَارًا.
( {وحامَمْتُه} مُحامَّةً: طَالبتُه) ، نَقله الجوهَرِيُّ عَن الأُمَوِيّ.
(و) قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: (أَنَا {مُحامٌّ على هَذَا) الْأَمر: أَي (ثَابِت) عَلَيْهِ.
(و) قَالَ اللِّحياني: " قَالَ العامِرِيّ: قُلْتُ لِبعْضِهم: أَبَقِيَ عِنْدَكم شَيْء؟ فَقَالَ: هَمْهامِ و (} حَمْحامِ) وَمَحْمَاحِ وَبَحْبَاحِ. كُلُّ ذلِكَ (مَبْنِيًّا على الكَسْر: أَي لم يَبْقَ شَيءٌ) .
(ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله) بنِ العَبِّاس (أَبُو المُغِيث {الحَماحِمِيُّ: مُحَدِّثٌ) ، حَدَّث بحَماة عَن المُسَيَّب بنِ وَاضْح، وَعنهُ ابنُ المُقْرئ، وَأَبُو أحمدَ الحاكمُ.
(} وحُمَيْمَةُ، كَجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقاءِ) من الشَّام. (وحِمٌّ بالكَسْر وادٍ بدِيارِ طَيّئ) ، قَالَه نصر.
(و) {حُمٌّ، (بالضَّمّ: جُبَيْلات سودٌ بدِيارِ بَنِي كِلابٍ) بنَجْد، قَالَه نصر.
(} والحَمائِمُ) : أَجْبُلٌ (بِالْيَمَامَةِ) .
(و) أَبُو مُحَمَّد (عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ ابنِ {حَمُّويَةَ كشَبُّويَةَ السَّرْخَسِيُّ رَاوِي الصَّحِيح) للبُخارِيّ عَن محمدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيِّ، وَعنهُ أَبُو بَكْر الهَيْثَمُ المَرْوَزِيّ، تُوفِّي بعد سنة ثَمانِين وثَلِثمائة.
(وَبَنُو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيّ مَشْيَخَةُ) ، قَالَه الذهَبِيّ. قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَر: هَكَذَا سَمِعْنا مَنْ يَنْطِق بِهِ، وَالْأولَى أَن يُقال بِفَتْح المِيمِ بِغَيْر إشْباع؛ لأنَّه فِي لَفْظ النَّسَب لَا ينْطق فِيهِ بِمَا كَرِهُوه من لَفْظ " وَيْه ".
قُلْتُ: وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الله مُحَمّدُ ابنُ حَمُّوية الجُوَيْني، يكتُب أَولادُه لأَنْفُسِهِمْ} الْحَمَوِيّ، تُوفِّي سنة خَمْسِمائة وَثَلاثِين بِنَيْسابُور، وَحُمِل إِلَى جُوَيْن ودُفِن بهَا.
(وَسَّمْوا حَمًّا) بالفَتْح (وبالضَّمِ وكَعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعَامَة وهُمَزَةٍ وَكَغُرابٍ وَكرْكِرةٍ {وحُمِّي مُمالَةً مَضْمُومَةً} وحُمَامِيّ بالضَّمّ) كَغُرابِيّ: فَمن الأُولَى أَبُو بَكْر محمدُ بنُ حَرْب بنِ عَبْدِ الرَّحْمن ابْن حاشِدٍ الْحَافِظ لَقَبه حَمُّ، وَهُوَ لقب غير وَاحِد. وَمن الثَّانِي حُمّ ابْن السَّرِيّ النَّسَفِي واسمُه مُحَمَّد، رَأَى البُخارِيّ، وروى عَن محمّد ابنِ مُوسَى بنِ الهُذَيل، فَرد. وَمن الثّالث {حِمَان البارِقِيّ جَدُّ عَمْرو بنِ سَعِيد} الحِمَّانِي الشَّاعِر، نُسِب إِلَى جَدّه، {وحِمَّانُ بنُ عَبْدِ العُزَّى جِدُّ القَبِيلة، وَقد ذَكَره المصنّف. وَأَبُو حِمَّان الهُنائي: تابِعِيّ، رَوَى عَن مُعاوِيةَ بنِ أَبي سُفيان، وَعنهُ أَخُوه أَبُو شَيْخ.
وَأما} حُمَّان، كَعُثمان، فَلم أجد من يَتَسَمَّى بِهِ، وَلَعَلَّه كسَحْبان؛ فإنّ الجوهريّ قَالَ: {وحَمَّان، بِالْفَتْح، اسْم، فَتَأَمّل. وَمن الْخَامِس ابنُ} حَمامَة: وَيُقَال: ابنُ أَبِي حَمامَة: صَحابِي. وَأَبُو حَمَامة من كُنَاهم. وَمن السًّادس عَمْرُو بنُ {حُمَمَة الدَّوسي، ذَكَره المُصَنِّف فِي (ق ر ع) وَمن السَّابع عَمْرو بن} الحُمَام الأَنصاري لَهُ صُحْبة، وحُصَيْن بنُ الحُمام المُرِّي لَهُ صُحْبَة. والأَكْدرُ ابنُ حُمام اللَّخْميّ شَهِد فَتْح مِصْر. وحُمَام بنُ أَحْمد القُرْطُبِيّ شَيْخُ أَبِي مُحَمَّد بن حَزْم، وَآخَرُونَ. وَمن التَّاسع يَحْمَدُ بنُ حُمَّى بنِ عُثْمان بن نَصْرِ بن زَهْران، جَدّ بَنِي زَهْران القَبيلة المَشْهُورة.
وَمن الأَخير {حُمامَى فَخُور بن وَهْب بِن عَمْرِو بن الفاتِك بن حَمَامة السَّامي من بَنِي سَامَة بنِ لُؤَيّ، وَكَذَا حُمامَى بن رَبِيعة،} وحُمامَى بن سَالم، ذَكَرهم ابنُ مَاكولا. ( {والحُمَيْمَاتُ) جمع} حُمَيْمَة، كَجُهَيْنَة بِمَعْنى (الْجَمْرَة) .
( {وأَحَمَّ بِنَفْسِه: غَسَلَها بالماءِ الباردِ) . وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(وَثِيابُ} التَّحِمَّة) ، بِفَتْح التّاء وَكَسْر الحَاءِ وَفَتْح المِيم المُشَدَّدة: (مَا يُلْبِس المُطلِّقُ امرأَتَه إِذا مَتَّعَها) ، وَمِنْه قَوْله:
(فَإن تَلْبَسِي عَني ثِيابَ {تَحِمَّةٍ ... فَلَنْ يُفلِح الوَاشِي بك المُتَنَصِّحُ)

(} واستَحَمّ) الرجلُ: (عَرِقَ)
وَكَذَلِكَ الدّابّة، قَالَ الأَعْشَى:
(يَصِيْدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وَجَحْشَيْهِما قبل أَنْ {يَسْتَحِمُّ)

وَقَالَ آخَر يَصِف فَرساً:
(فكأَنَّه لمَّا} استَحَمّ بمائه ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أراحَ وَأَمْطَرَا)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
{أُحِمَّ الشَّيءُ بالضَّمِّ، أَي: قُدِّر، فَهُوَ} مَحْمُوم.
{وحَامًّهُ} مُحامَّةً: قارَبَه.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحاضِرَةُ من {أَحَمَّ الشَّيْء إِذا قَرُب ودَنا.
} والحَمِيمُ بالحاجَة: الكَلِفُ بهَا والمُهْتَمّ لَهَا. وأَنْشَد ابنُ الأعرابيّ:
(عَلَيْهَا فَتى لم يَجْعَل النَّوْم هَمَّه ... ولاَ يُدْرِك الحَاجاتِ إِلا {حَمِيمُها)

وَهُوَ من حُمَّة نَفْسِي أَي: من حُبَّتها. وَقيل: المِيم بَدَل من الْبَاء.
ونَقَل الأزهرِيُّ: فلَان} حُمَّةُ نَفْسِي وحُبَّةُ نَفْسِي.
وَنقل الأزهرِيُّ: هم مَوْلايَ {الأَحَمُّ، أَي: الأَخَصُّ الأَحَبّ.
} وحُمَّةُ الحَرِّ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمُه، نَقله الجَوْهَرِيّ: وَفِي حَدِيثِ عُمَر: " إِذا الْتَقَى الزَّحْفان وَعند حُمَّة النِّهْضات " أَي: شِدَّتها ومُعْظَمُها.
وحُمَّة السِّنان: حِدَّتُه.
وَمَاء {مَحْمومٌ؛ مثل مَثْمُود، نَقَله الأَزْهَرِيّ.
} والمِحَمُّ، بِكَسْر الْمِيم: القُمْقُم الصَّغِير يُسَخِّن فِيهِ المَاءُ، نَقَلَه الجوهَرِيُّ.
{والحَمِيمُ: الجَمْر يُتَبَخَّر بِهِ، حَكَاه شَمِر عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وَأَنْشَدَ شَمِر للمُرَقِّش:
(كُلَّ عِشاءٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ} وَحَمِيمْ)

{والمُسْتَحَمُّ: المَوْضِع الَّذِي يُغْتَسَل فِيهِ} بالحَمِيم: وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مُغَفّل: " أنّه كَانَ يَكْرَه البَولَ فِي {المُسْتَحَمّ ".
} واسْتَحَمّ: دَخَل {الحَمَّام.
} والحُمَّاء، بِالضَّمِّ مَمْدُوداً: حُمَّى الإِبِل خاصّة.
وَيُقَال: أَخَذَ النَّاسَ {حُمامُ قُرٍّ، وَهُوَ المُومُ يَأْخُذُ النَّاس.
} والحُمَّة، بِالضَّمِّ: السَّواد، قَالَ الأَعْشَى:
(فَأَمَّا إِذا رَكِبوا للصَّباح ... فأوجُهُهم من صَدَى البِيضِ {حُمّ)

وَرجل} أحمُّ المُقْلَتَين: أَسودُهما، قَالَ النَّابِغَة:
(أَحْوَى أَحَمِّ المُقْلَتَين مُقَلَّدٍ ... )

وَفَرسٌ أَحَمُّ بَيّن الحُمَّة، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَأَشَدُّ الخَيْل جُلوداً وَحَوافِرَ الكُمْتُ! الحُمُّ.
نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والحُمَّة، بِالضَّمِّ: مَا رَسَب فِي أَسفَلِ النِّحْي من مُسْوَدِّ السّمن ونَحوِه. وَبِه فُسِّر قَولُ الراجز:
(لاَ تَحْسِبَنْ أَنّ يَدِي فِي غُمَّهْ ... )

(فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِير حُمَّهْ ... )

(أَمْسَحُها بَتُرْبَةٍ أَوْ ثُمَّهْ)

ويُروَى بالخَاءِ وَيَأْتِي ذِكرها.
وشَاة {حِمْحِم، كزِبْرِج: سَوْدَاء، قَالَ:
(أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... )

(دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْنِ العِظْلِم ... )

(تَحلُبُ هَيْسًا فِي الْإِنَاء الأَعْظَمِ ... )

} والحُمَم: الرَّماد، وكُلُّ مَا احْتَرق من النَّار. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بنِ عَاد: " خُذِي مِنّي أَخِي ذَا {الحُمَمة "، أَرادَ سَوادَ لَوْنِه. وجَارِية} حُمَمة: سَوْداء.
{واليَحْمُوم: سُرادِقُ أهلِ النّار. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا.
} وحُمَمَةُ: اسمُ فَرَس. وَمِنْه قَولُ بَعضِ نِساءِ العَرَب تمدحُ فَرسَ أَبِيها: فَرسُ أَبِي {حُمَمةُ وَمَا حُمَمَةُ.
ونَبْت} يَحْمُومٌ: أَخْضَرُ رَيَّانُ أَسْودُ.
{والحَمُّ: المَالُ والمَتاعُ. روى شَمِر عَن ابْن عُيَيِنَة قَالَ: كَانَ مَسْلَمَةُ بنُ عَبْد الْملك عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَقُول فِي خُطْبته: " إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنيا هَمًّا أَقَلُّهم} حَمًّا "، أَي مَالا وَمَتَاعاً "، وَهُوَ من {التَّحْمِيم: المُتْعَة. وَنقل الأزهريّ: قَالَ سُفْيان: قَالَ: أرادَ بقَوله: أقَلُّهُمْ} حَمًّا أَي: مُتْعَة.
قَالَ ابنُ الأَثِير: " وَفِي حَدِيثٍ مَرْفوع: " أنَّه كَانَ يُعْجِبُه النِّظر إِلَى الأُتْرجّ! والحَمامِ الأَحْمَر ". قَالَ أَبُو مُوسَى: قالَ هِلَال بن الْعَلَاء: هُوَ التّفّاح. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لِغَيْره ".
{والحَمامَةُ: المِرْآة. وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ للمُؤَرّج:
(كَأَنَّ عَيْنَيْه} حَمَامَتان ... )

أَي: مِرْآتان.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {الحَمَّة: حِجارَة سُودٌ تَراها لازِقَةً بالأَرض تَقُودُ فِي الأَرض اللَّيلةَ واللَّيْلَتَين والثَّلاثَ، والأرضُ تَحْت الحِجارة تَكُون جَلَدًا وسُهُولة، والحِجارةُ تكون مُتَدَانِيةً ومُتَفَرّقة، وَتَكون مُلْساً مثل [الجُمْع] رُؤُوس الرّجال، والجَمْع} حِمَامٌ.
وَذَات {الحُمام، كَغُراب: مَوْضِع بَين الحَرَمَيْن الشَّرِيفين. وَأَيْضًا ماءٌ فِي دِيار بني قُشَيْرٍ قريب الْيَمَامَة. وَأَيْضًا ماءٌ جاهلي بِضَرِيّة. وَغَمِيس} الحَمامِ بَين مَلَل وصُخَيرات الثّمام اجْتاز بِهِ رَسُول الله [
] يَوْمَ بَدْر.
{وحُمامُ من الْعقر بالبَحْرَين أُقْطِعَه ثَوْرُ بنُ عَزْرَةَ القُشَيْرِيُّ، قَالَه نَصْر.
قلت: وإِياه عَنَى سالِمُ بنُ دَارة يَهْجُو طَرِيفَ بنَ عَمْرٍ و:
(إِنِّي وإنْ خُوِّفْتُ بالسِّجن ذاكرٌ ... لِشَتْم بني الطَّمَّاح أهلِ} حُمامِ)

(إِذا ماتَ مِنْهُم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَه ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَه بِقِرامِ) نَسَبهم إِلَى التَّهَوُّد، أَو هَو مَوْضِع آخر.
{وحُمام أَيْضا: صَنَم فِي دِيارِ بني هِند بنِ حَرَام بنِ عَبْدِ الله بنِ كَبِيرِ بن عَدِيّ، سُمِعَ مِنْهُ صَوْتٌ بِظُهُورِ الإِسْلامِ.
} وَحَمَّةُ: جَبَل بَيْن ثَوْر وسَمِيْراءَ عَن يَسار الطَّريق، بِهِ قِبابٌ وَمَسْجِد، قَالَه نَصْر.
وبالضَّمّ: جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
{واليَحْمُوم: مَوْضِع بالشَأْم. قَالَ الأَخْطَل:
(أَمْسَت إِلَى جانِب الحَشَّاكِ جِيفَتُه ... ورأْسُه دُونَه} اليَحْمُوم والصُّوَرُ)

{وحَمُومَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَة.
} واليَحامِيم: جِبالٌ سُودٌ متفرّقة مُطِلّة على الْقَاهِرَة بمِصْر من جَانِبها الشّرقي، وَتَنْتَهِي هَذِه الجِبال إِلَى بَعْض طَرِيق الْجب، وقيلَ لَهَا:
( {اليَحَاميم لاخْتلاف أَلْوانِها ... وَيَوْم اليَحَامِيم: من أَيَّام العَرَب)

قَالَ ياقُوت: وَأَظُنُّه المَاء: الَّذِي قُرْبَ المُغِيثة.
وَيُقَال: نَزَلْتُ أَرضَ بَنِي فُلانٍ كَأَنَّ عِضاهَهَا سُوقُ الحَمام، يُرِيد حُمْرةَ أغْصانِها.
وَبَنُو حَمامةَ: بَطْن من الأَزْد، مِنْهُم الأَشْتَرُ} الحَمَاميُّ الشَّاعِر.
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ خُطْلُج البابَصْرِيّ! الحَمَامِيّ، عَن أبي الحُسَيْن بنِ يُوسُف.
وأحمدُ بن أبي الحَسَن الدِّينَوَرِي الحَمَاميّ: من شُيوخ الدِّمياطِيّ.
وإبراهيمُ بنُ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ الزُّهْرِيّ يُعْرَف بابْنِ حَمامة، تُوفِّيَ سنة ثَلَثِمائة وخَمْسٍ وَسَبْعِين.
وَأما سَعِيدُ بنُ المُبارك الحَماميّ وابنُه مَوْهوبٌ فَإِنَّهُ يَجوز تَخْفِيفه وتَثْقِيله؛ لأَنَّه يَنْتَسِب لِنِسْبَتَيْن، قَالَه ابنُ نُقْطَة.
{والحُمُوم، بالضَّم، بمَعْنى الاغْتِسال: لُغَة عامّيّة.
} واحْتَمّ لفُلانٍ، أَي: احْتَد.
حمم: {في الحميم}: ماء حار. أو القريب في النسبة. أو الخاص. أو العرق. {من يحموم}: دخان أسود. 
ح م م: (الْحَمَّةُ) الْعَيْنُ الْحَارَّةُ يَسْتَشْفِي بِهَا الْأَعِلَّاءُ وَالْمَرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْعَالِمُ كَالْحَمَّةِ» . وَ (حَمَّ) الْمَاءَ سَخَّنَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَحُمَّ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ صَارَ حَارًّا يَحَمُّ بِالْفَتْحِ (حَمَمًا) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (حُمَّ) الشَّيْءُ وَ (أُحِمَّ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا أَيْ قُدِّرَ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) . وَ (حُمَّ) الرَّجُلُ أَيْضًا مِنَ الْحُمَّى وَ (أَحَمَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ وَقَدِ (اسْتَحَمَّ) أَيِ اغْتَسَلَ بِالْحَمِيمِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ صَارَ كُلُّ اغْتِسَالٍ اسْتِحْمَامًا بِأَيِّ مَاءٍ كَانَ. وَ (أَحَمَّهُ) غَسَّلَهُ بِالْحَمِيمِ. وَ (حَمِيمُكَ) قَرِيبُكَ الَّذِي تَهْتَمُّ لِأَمْرِهِ. وَ (حَمَّمَهُ) تَحْمِيمًا سَخَّمَ وَجْهَهُ بِالْفَحْمِ. وَ (الْحُمَمُ) الرَّمَادُ وَالْفَحْمُ وَكُلُّ مَا احْتَرَقَ مِنَ النَّارِ الْوَاحِدَةُ (حُمَمَةٌ) . وَ (حَمْحَمَ) الْفَرَسُ وَ (تَحَمْحَمَ) وَهُوَ صَوْتُهُ إِذَا طَلَبَ الْعَلْفَ. وَ (الْيَحْمُومُ) الدُّخَانُ. وَ (الْحَمِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَمَائِمِ) وَهِيَ كَرَائِمُ الْمَالِ يُقَالُ: أَخَذَ الْمُصَدِّقُ حَمَائِمَ الْإِبِلِ أَيْ كَرَائِمَهَا. وَ (الْحِمَامُ) بِالْكَسْرِ قَدَرُ الْمَوْتِ. وَ (حُمَةُ) الْعَقْرَبِ مُخَفَّفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُعْتَلِّ. وَ (الْحَمَامُ) عِنْدَ الْعَرَبِ ذَوَاتُ الْأَطْوَاقِ نَحْوُ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، الْوَاحِدَةُ (حَمَامَةٌ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ لَا لِلتَّأْنِيثِ. وَعِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّهَا الدَّوَاجِنُ فَقَطْ. وَجَمْعُ الْحَمَامَةِ (حَمَامٌ) وَ (حَمَامَاتٌ) وَ (حَمَائِمُ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (حَمَامٌ) لِلْوَاحِدِ. وَ (الْحَمَّامُ) مُشَدَّدًا وَاحِدُ (الْحَمَّامَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ. وَالْيَمَامُ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ، وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ. وَ (الْحَامَّةُ) الْخَاصَّةُ يُقَالُ: كَيْفَ الْحَامَّةُ وَالْعَامَّةُ؟. وَ (آلُ حم) سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: آلُ حم دِيبَاجُ الْقُرْآنِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَأَمَّا قَوْلُ الْعَامَّةِ: (الْحَوَامِيمُ) فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَوَامِيمُ سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ وَأَنْشَدَ:

وَبِالْحَوَامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبِّعَتْ
قَالَ: وَالْأَوْلَى أَنْ تُجْمَعَ بِذَوَاتِ حم. 

نعش

(ن ع ش) : (فِي حَدِيثِ) فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - سُجِّيَ قَبْرُهَا بِثَوْبٍ وَنُعِشَ عَلَى جِنَازَتِهَا أَيْ اُتُّخِذَ لَهَا نَعْشٌ وَهُوَ شِبْهُ الْمِحَفَّةِ مُشَبَّكٌ يُطْبِقُ عَلَى الْمَرْأَةِ إذَا وُضِعَتْ عَلَى الْجِنَازَةِ.
(نعش)
الشَّيْء نعشا أنهضه وأقامه يُقَال نعش طرفه ونعش الشَّجَرَة المائلة وَيُقَال نعش فلَانا جبره بعد فقره أَو تَدَارُكه من ورطة وَالربيع ينعش النَّاس يعيشهم ويخصبهم وَالْجَمَاعَة الْمَيِّت حملوه على النعش
نعش
النعْشُ: سَرِيْرً المَيت. ونَعَشْته: حَمَلْته عليه. وبَنَاتُ نَعْش: كواكِبُ أرْبع، الواحِدُ ابْن نَعْش. ونُعَيْشُ: اسْمٌ للسهى منها. ً ونَعَشَه اللهُ وأنْعَشَه: سَد فَقْرَه. وأصْلُه: رَفَعَه اللَّهُ. والنعْشُ: خَشَبَةٌ على قَدْرِ قامَتَيْن في رَأْسِه خِرْقَةٌ تُسمى حَرَجاً يُصَادُ به الرئالُ.

نعش


نَعَشَ(n. ac. نَعْش)
a. Raised, set up; exalted.
b. Placed upon the bier; praised, eulogized ( one
dead ).
نَعَّشَأَنْعَشَa. see I (a)
إِنْتَعَشَa. Rose, got up; raised himself.

نَعْشa. Bier; litter.
b. Elevation.
c. Permanence, perpetuity.
d. Ostrich-trap.

نَعَاْشَة
a. [ coll. ], Diversion
relaxation.
نَوَاْعِشُ
a. [art.], The stars of Ursa.
بَنَات نَعْش
a. The constellation Ursa.

إِبْن نَعْش
a. A star of Ursa.
ن ع ش: (نَعَشَهُ) اللَّهُ رَفَعَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَلَا يُقَالُ: أَنْعَشَهُ اللَّهُ. وَ (انْتَعَشَ) الْعَاثِرُ نَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ. وَ (النَّعْشُ) سَرِيرُ الْمَيِّتِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ فَهُوَ سَرِيرٌ. قُلْتُ: هَذَا مُنَاقِضٌ لِمَا سَبَقَ فِي تَفْسِيرِ الْجَنَازَةِ. وَمَيِّتٌ (مَنْعُوشٌ) أَيْ مَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ. 
ن ع ش

حُمِل على النّعش. وميت منعوش، وقد نعشوه. وانتعش العاثر من عثرته.

ومن المجاز: نشعته وانتعش إذا تداركته من ورطةٍ. وانتعش نعشك الله. ونعشني نعشة كريم والربيع ينعش النّاس. قال النابغة:

وإنّك غيث ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع

ومن مجاز المجاز: قول لبيد:

ومنّي على السيباق فضل ونعمة ... كما نعش الدكداك صوب البوارق

وهو أخفى من نعيش، في بنات نعش؛ هو السهى أوسط البنات.
[نعش] نه: فيه: وإذا "نعش" فلا "انتعش"، أي لا ارتفع، وهو دعاء عليه، نعشه الله: رفعه، وانتعشر العاثر- إذا نهض من عثرته، ومنه سرير الميت نعش لارتفاعه، وإذا لم يكيه ميت فهو سرير. ومنه ح: "انتعش نعشك" الله، ارتفع. وفانتاش الدين "بنعشه"، أي استدركه بإقامته من مصرعه، ويروى: فانتاش الدين فنفشه- بالفاء، على أنه فعل. وح: فانطلقنا "ننعشه"، أي ننهضه ونقوي جأشه. ك: "نعشكم" بالإسلام وبمحمد، أي رفعكم أو جبركم عن الكسر وأقامكم، وعند بعض: يغنيكم- بمــعجمة ونون. ن: فأقسم أخطيها رجل منا يومًا فانطلقنا به "ننعشه"، أقسم: أحلف، وأخطيها أي فاتته، يعني كان لنا قاسم يقسمه فيعطي كلًا منا تمرة كل يوم فنسي إنسانًا في بعض الأيام وظن أنه أعطاه فتنازعنا فيه فذهبنا معه من شدة الضعف والجهد أو نشد جانبه في دعواه ونشهد له.
ن ع ش : النَّعْشُ سَرِيرُ الْمَيِّتِ وَلَا يُسَمَّى نَعْشًا إلَّا وَعَلَيْهِ الْمَيِّتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَهُوَ سَرِيرٌ وَمَيِّتٌ مَنْعُوشٌ مَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ.

وَانْتَعَشَ الْعَائِرُ نَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ وَنَعَشَهُ اللَّهُ وَأَنْعَشَهُ أَقَامَهُ وَالنَّعْشُ أَيْضًا شِبْهُ مِحَفَّةٍ يُحْمَلُ فِيهَا الْمَلِكُ إذَا مَرِضَ وَلَيْسَ بِنَعْشِ الْمَيِّتِ نَعَظَ الذَّكَرُ نَعْظًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَنُعُوظًا انْتَشَرَ شَبَقًا فَهُوَ نَاعِظٌ وَأَنْعَظَهُ صَاحِبُهُ حَرَّكَهُ وَأَنْعَظَ الرَّجُلُ أَيْضًا تَاقَتْ نَفْسُهُ لِلنِّكَاحِ وَأَنْعَظَتْ الْمَرْأَةُ كَذَلِكَ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ النَّعْظَ أَمْرٌ عَارِمٌ فَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّةً فَلَيْسَ لِمُنْعِظٍ رَأْيٌ. 
[نعش] نَعَشَهُ اللهُ يَنْعَشُهُ نَعْشاً، أي رفعه. ولا يقال، أنْعَشَهُ الله. قال ذو الرمّة: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ * وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته. ونَعَشْتُ له، أي قلت له: نعشك الله.

(129 - صحاح - 3) قال رؤبة: وإن هوى العاثر قلنا دعدعا * له وعالَيْنا بتَنْعيشِ لَعا * والنَعْشُ: سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير . وميّتٌ مَنْعوشٌ: محمولٌ على النَعْشِ. وبناتُ نَعْشَ الكبرى: سبعةُ كواكب، أربعة منها نَعْشُ وثلاث بناتٌ. وكذلك بناتُ نَعْشَ الصغرى. وقد جاء في الشعر بنو نَعْشَ. وأنشد أبو عبيدة : تمززتها والديك يدعو صباحه * إذا ما بَنو نَعْشٍ دنَوْا فَتَصَوَّبوا * واتفق سيبويه والفراء على ترك صرف نعش للمعرفة والتأنيث.
نعش: الورع لا ينعش: وذلك بتأثير البرد (القمح توقف عن النمو لشدة البرد) (معجم الجغرافيا).
أنعش: أحيا، قوى (بوشر، ابن البيطار 1: 202): إذا نيم عليه حفظ الأجسام وأنعشها (ابن بدرون 65: 10).
أنعش الحواس: فتن، دغدغ (بوشر).
انتعش: (متعديا ولازما له المعنى نفسه). انتعش العثرة: أقال عثرة إنسان كبا (أخبار 140: 10). وكذلك للكلمة معناها نفسه حين ترد مجازا، انظر عبارة (الطبري) التي وردت عند (ابن جبير) وكان حريصا على انتعاش الضعفاء وعمارة البلاد.
انتعاش: إحياء. انتعشت روحه عادت حيويته (بوشر).
انتعش: انتعش نشط بعد فتور (محيط المحيط) (البيان 2: 31 ابن جبير 206: 4): فانتعشت النفوس والأجسام ببرد نسيمه وصحة هوائه (حيان 28): فعظم الانتفاع بهذا الباب جدا وانتعشت الرعية بنهجه.
انتعش: بقي، حفظ، صان، دام، عاش (ابن جبير 207: 18): هو معمور بسكان من الأعراب ينتعشون مع الحاج في التجارات والمبايعات (وفي رواية يتعيشون -الرواية للشربشي ولابن بطوطة 3: 273) وعند (المقري 2: 248: 2): وكتب له بمال وخلع بموضع ينتعش منه.
نغش: تابوت والجمع نعوش (بوشر، الملابس 83) وعند (فوك) إنعاش وأنعشة.
نعاش: حركة، عاطفة، محبة، ود (بوشر).
النعيش: =السها في الدب الأكبر (دورن 44، ألف استرون 1: 19).
النواعش (اسم جمع) = بنات نعش: (ديوان الهذليين 200 البيت 23).
أنعش: أكثر إنعاشا (ابن جبير- المعجم).
انتعاش: دغدغة ملذة، شعور أو انطباع سار (بوشر).
(ن ع ش)

نَعَشَهُ الله يَنْعَشُهُ نَعْشا، وأنْعَشَهُ: رَفعه.

وانْتَعش: ارْتَفع. والانتعاش: رفع الرَّأْس.

والنَّعْش: سَرِير الْمَيِّت، مِنْهُ. والنَّعْشُ: شَبيه بالمحفة، كَانَ يحمل عَلَيْهَا الْملك إِذا مرض. قَالَ النَّابِغَة:

ألمْ تَرَ خَيرَ النَّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ ... على فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحيَّ سائِراَ

ونحنُ لدَيه نسألُ اللهَ خُلْدَهُ ... يَرُدُّ لَنا مُلْكا وللأرْضِ عامِرَا

وَهَذَا يدل على أَنه لَيْسَ بميت. وَقيل: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ كثر فِي كَلَامهم، حَتَّى سمي سَرِير الْمَيِّت نَعْشا.

وَبَنَات نَعْش: أَرْبَعَة كواكب، وَثَلَاثَة تتبعها. يُقَال: أَرْبَعَة مِنْهَا نَعْش، وَثَلَاثَة بَنَات، الْوَاحِد ابْن نَعْش، لِأَن الْكَوْكَب مُذَكّر، فيذكرونه على تذكيره، وَإِذا قَالُوا ثَلَاث أَو أَربع ذَهَبُوا إِلَى الْبَنَات. وَقيل: شبهت بحملة النَّعْش فِي تربيعها. وَجَاء فِي الشّعْر: " بَنو نَعْش "، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبوا

وَأما قَول الْهُذلِيّ:

تَؤُمُّ النَّوَاعِشَ والفَرْقَدَيْ ... نِ تنصِب للقَصْد مِنْهَا الجَبينا

فانه يُرِيد: بَنَات نَعْش، إِلَّا أَنه جمع الْمُضَاف كَمَا جمع سَام أبرص: الأبارص. فَإِن قلت: فَكيف كسر " فَعْلا " على " فَوَاعل " وَلَيْسَ من بَابه؟ قيل جَازَ ذَلِك من حَيْثُ كَانَ نَعْشٌ فِي الأَصْل مَصْدَرَ نَعَشه نَعْشا، والمصدر إِذا كَانَ " فَعْلا "، فقد يكسر على مَا يكسر عَلَيْهِ " فَاعل "، وَذَلِكَ لمشابهة الْمصدر لاسم الْفَاعِل، من حَيْثُ جَازَ وُقُوع كل وَاحِد مِنْهُمَا موقع صَاحبه، كَقَوْلِه: " قُم قَائِما " أَي قُم قيَاما، وَكَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: (قُلْ أرأيتمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكمْ غَوْراً) .

ونَعَش الْإِنْسَان يَنْعَشُه نَعْشا: تَدَارُكه من هلكة. ونَعَشَه الله وأنْعَشَه: سدَّ فقره. وَقد انْتَعَش هُوَ. وَالربيع يَنْعَش النَّاس: يعيشهم. قَالَ النَّابِغَة:

وأنْتَ رَبيعٌ يَنْعَشُ النَّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ قاطعُ
نعش
نعَشَ يَنعَش، نَعْشًا، فهو ناعِش، والمفعول مَنْعوش
• نعَش شجرةً: أنهضها وأقامها "نعش الربيعُ الحدائِقَ والبساتين".
• نعَشه اللهُ: جبَره بعد فقره.
• نعَش النَّاسُ الميِّتَ: حملوه على النَّعش "أنت اليومَ ناعشٌ وغدًا منعوش- صلّى المشيِّعون على روح المنعوش". 

أنعشَ يُنعش، إنعاشًا، فهو مُنعِش، والمفعول مُنعَش
• أنعشَ الدَّواءُ المريضَ: نعَشه، أنهضَه وأقامَه "أنعش الحفلَ- أنعشه الهواءُ النّقيُّ/ الأملُ- أنعش اقتصادَ البلد- أنعشه الاغتسالُ بالماء البارد".
• أنعش مسكينًا: سدَّ فقرَه "أنعشه ربحٌ قليل حصل عليه من تجارته" ° أنعشه من كبوته: أنهضه وقوَّى جأشَه. 

انتعشَ ينتعش، انتعاشًا، فهو مُنتعِش
• انتعش الحيوانُ/ انتعش الشَّخصُ: نشِط ونهَض "هبَّ النَّسيمُ فانتعش النّاسُ- انتعشَتِ الطّيورُ بأوّل المطر- انتعش بعد إغماء: صحا واستردَّ وعْيَه- انتعش بنجاح ولده في نيل الشَّهادة". 

نعَّشَ ينعِّش، تنعيشًا، فهو مُنعِّش، والمفعول مُنعَّش
• نعَّش جارَه:
1 - رفَعه.
2 - قال له: أنعشك اللهُ. 

إنعاش [مفرد]:
1 - مصدر أنعشَ.
2 - (طب) إعادة الحياة والنّشاط إلى شخصٍ أو حيوانٍ فقد مظاهرَهما من غرقٍ أو صدمةٍ أو إغماء، وذلك بتدليك القلب والتَّنفُّس الاصطناعيّ وعقار معيَّن لإعادة الدَّورة الدَّمويَّة إلى الدِّماغ "إنعاشُ المريض" ° غُرْفة الإنعاش: مكان مخصّص في مستشفى ومجهَّز للعناية وملاحظة المرضى عقب الجراحة مباشرة- نفخة الإنعاش: وضْع الفم على فم شخص آخر والنفخ في رئتيه حتى يستعيد وعيَه. 

انتعاش [مفرد]:
1 - مصدر انتعشَ.
2 - نشاط، وانبعاث نهضة "انتعاش اقتصاديّ/ فكريّ". 

مُنعِش [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أنعشَ.
2 - منشِّط "عطر/ شرابٌ/ هواءٌ مُنعِش". 

نَعْش [مفرد]: ج نُعُوش (لغير المصدر):
1 - مصدر نعَشَ.
2 - سرير الموت؛ بناء مُزَيَّن يُحمل عليه تابوت الميِّت "نَعْش الميِّت- نعوش الملوك ونعوش الفقراء" ° دقَّ مسمارًا في نعشِه: ساعد في هلاكه، ألحق الفشلَ به.
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشّماليّ. 

نعش

1 نَعَشَهُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. نَعْشٌ, (S,) He (God) raised him; lifted him up; (S, K;) as also ↓ انعشهُ; (Lth, Ks, K;) which is disallowed by ISk, who says that it is a vulgar word, and by J after him, but is correct; (TA;) and ↓ نعّشهُ, (AA, K,) inf. n. تَنْعِيشٌ: (AA, TA:) or He (God) set him up, or upright; as also ↓ انعشهُ: (Msb:) [see an ex. in a verse cited voce شَمْلٌ:] or be [app. a man] raised him, or lifted him up, after a stumble, or trip. (Sb.) You say also, نَعَشْتُ الشَّجَرَةَ I set the tree upright, when it was leaning. (TA.) And نَعَشَ طَرُفهُ He raised his eye, or eyes. (S, * K.) b2: [Hence,] aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He recovered him from his embarrassment, or difficulty: (A:) (tropical:) he restored him from a state of poverty to wealth, or competence, or sufficiency: (K, TA;) as also ↓ انعشهُ: (TA:) and (tropical:) he recovered him from a state of perdition or destruction. (TA.) And نَعَشَكَ اللّٰهُ (tropical:) May God restore thee from poverty to wealth, or competence, or sufficiency: or make thee to continue in life; preserve thee alive. (A.) and ↓ انعشهُ (assumed tropical:) He set him up, and strengthened his heart. (TA.) And الرَّبِيعُ يُنْعشُ النَّاسَ (tropical:) (A, TA,) [The spring, or spring-herbage, or the season, or rain, called الربيع,] makes men to live and enjoy plenty of herbage or the like. (TA.) b3: [Hence also,] نَعَشَ المَيِّتَ, (Sh, K,) aor. as above, (Sh,) and so the inf. n. (TA) (tropical:) He eulogized, or praised, the dead man, (Sh, K,) and exalted his praise, or fame, or honour. (Sh.) b4: نَعَشُوا المَيِّتَ also signifies They carried the dead man upon the نَعْش, q. v. (A [where this signification is indicated, but not expressed: it is shown, however, by an explanation of pass. part. n. (q. v. infra) in the TA.]) b5: نُعِشَ عَلَى جِنَارَتِهَا A نَعْش [q. v.] was made for her bier. (Mgh, from a trad. of, or relating to, Fátimeh.) 2 نَعّشهُ: see 1.

A2: Also, (K,) or نعّش لَهُ, (S,) inf. n. تَنْعِيشٌ, (K,) He said to him نَعَشَكَ اللّٰهُ [which see above, in 1, and also below, in 8]: (S, K:) in [some copies of] the S, نَعَّشَكَ الله. (TA.) 4 أَنْعَشَ see 1, in four places.8 انتعش He rose; or became raised, or lifted up: (TA:) he rose after his stumble, or trip: (S, A, Msb, K:) and in like manner you say of a bird, (A, TA,) meaning it rose [after falling or alighting], (TA,) and he raised his head. (TA.) Hence the saying, تَعَسَ فَلا انْتَعَشَ May he fall, having stumbled, or stumble and fall, and not rise [again]: a form of imprecation. (TA.) and hence the saying of 'Omar, اِنْتَعِشْ نَعَشَكَ اللّٰهُ Rise thou: may God raise thee: or نعشك اللّٰه has here one of the two meanings assigned to it before, in 1. (TA.) b2: [And hence,] (tropical:) He recovered, or became recovered, from his embarrassment, or difficulty. (A, TA.) نَعْشٌ A state of elevation, or exaltation. (Sh.) See 1. b2: A state of remaining; lastingness; endurance; permanence; or continuance; syn. بَقَآءٌ. (Sh, K.) A2: [A kind of litter, or] a thing resembling a مِحَفَّة, upon which the king used to be carried. when sick: (IDrd, Msb, K:) not the نَعْش of a corpse. (IDrd, Msb.) This is said to be the primary application. (TA) b2: And hence, (TA,) A bier, (S, A, Msb, K,) when the corpse is upon it. for otherwise it is called سرِيرٌ: (S, IAth, Msb:) it is called by the former name because of its height, or its being raised: (S, TA.) pl. نُعُوشٌ: (Msb:) also, a reticulated thing. (Az. Mgh, TA,) resembling a محَفّة, (Mgh,) which is put as a cover over a [dead] woman when she is placed upon the bier; (Az, Mgh, TA;) but this is properly called حَرَجٌ, though people called is نَعْشٌ, which is properly only the bier itself. (Az, TA.) b3: [And hence,] بَنَاتُ نَعْشِ الكُبْرَى [or بَنَاتُ نَعْشَ الكُبْرَى, together with نَعْشٌ or نَعْشُ, constitute (assumed tropical:) The constellation of Ursa Major: or the principal stars thereof:] seven stars; whereof four [which are in the body] are called نَعْشٌ [or نَعْشُ], and three [which are in the tail] are called بَناتٌ, (S, K,) i. e., بنات نعش (TA:) and to like manner الصُّغْرَى, (K,) or بنات نعش الصُّغْرَى

[together with نعش الصُّغْرَى constitute [the constellation of Ursa Minor: or the principal stars thereof; seven in number; whereof the four in the body are called نعش, and the there in the tail are called بنات]: (S:) [the former four] said to be likened to the bearers of a bier, because they form a square: (IDrd, TA:) [the بنات being so called as being likened to damsels or to men for بنات is pl. of اِبْنٌ applied to an irrational thing as well as pl. of بِنْتٌ) following a bier:] Sb and Fr agree that نعش is imperfectly decl. because determinate and of the fem. gender: (S:) or it is perfectly decl. when indeterminate, but not when determinate [by having the epithet الكُبْرَى or الصُّغْرَى

added to it]: (Aboo-'Amr Ez-Záhid, K:) بَنو نَعْشِ also occurs, in poetry; (Sb, S, K;) because a single one [of the stars thereof] is called ابْنُ نَعْشِ, (Lth, K,) being made to accord. in gender with كَوْكَبٌ; but when they say ثَلَاث or أَرْبَع, they say بَنَات: (Lth, TA:) [this is agreeable with a general rule; accord. to which, بَنَاتٌ is the pl. of اِبْنٌ applied to anything but a human being:] the pl. of بنات نعش is النَّوَاعِشُ; like as أَبَارِصُ is pl. of سَامُّ أَبَرَصَ. (L, TA.) See also نُعَيْشٌ. b4: Also نَعْشٌ A piece of wood, (K, TA,) of the length of twice the stature of a man, (TA,) upon the head of which is a piece of rag, (K, TA,) called حَرَجٌ, (TA,) with which young ostriches are hunted or captured. (K, TA.) نُعَيْشٌ [or نُعَيْشُ (assumed tropical:) The small star called] السُّهَى, which is [by the star (??)] in the middle of بَنَات نَعْش.

So in the saying, هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْش فِى بَنَاتِ نَعْش [He, or it, is more obscure than No'eysh among the Bená Naash]. (A, TA.) النَّوَاعِشُ: see نَعْشٌ, near the end.

مَنْعُوشٌ A corpse carried upon a نَعْش, or bier. (S, A, * Msb.)

نعش: نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه: رَفَعَه.

وانْتَعَشَ: ارتفع. والانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. والنَّعْشُ: سَريرُ الميت منه،

سمي بذلك لارتفاعه، فإِذا لم يكن عليه ميّت فهو سرير؛ وقال ابن الأَثير:

إِذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير. والنَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة

كان يُحْمَل عليها المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قال النابغة:

أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه

على فِتْيةٍ، قد جاوَزَ الحَيَّ سائرا؟

ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه،

يُرَدُّ لنا مَلْكاً، وللأَرض عامِرا

وهذا يدل على أَنه ليس بميت، وقيل: هذا هو الأَصل ثم كثر في كلامهم حتى

سُمِّي سريرُ الميت نَعْشاً. وميت مَنْعُوشٌ: محمول على النَعْش؛ قال

الشاعر:

أَمَحْمُولٌ على النَّعْشِ الهُمام؟

وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول عنترة:

يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه

حَرَجٌ على نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم

فحَكى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لا عَقل

له. وقال أَبو العباس: إِنما وصف الرِّئالَ أَنها تتبع النعامةَ

فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ على سرير، قال:

والرواية مخيِّم، بكسر الياء؛ ورواه الباهِليّ:

وكأَنه زَوْجٌ على نعش لهن مخيَّم

بفتح الياء؛ قال: وهذه نعام يُتَّبَعْن. والمُخَيَّمُ: الذي جُعِل

بمنزلة الخَيْمة. والزَّوْجُ: النَّمطُ. وقُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن:

يعني الرِّئالَ؛ قال الأَزهري: ومن رواه حَرَجٌ على نعش، فالحَرَجُ

المَشْبَك الذي يُطْبَق على المرأَة إِذا وُضِعت على سرير المَوْتى وتسميه

الناس النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سمي حَرَجاً لأَنه

مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قال: ويقولون النَّعْش الميت

والنَّعْش السرير.

وبَناتُ نعش: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة منها نَعْش لأَنها مُربّعة، وثلاثةٌ

بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الكوكب مذكر فَيُذكِّرونه على

تذكيره، وإِذا قالوا ثلاث أشو أَربع ذهبوا إِلى البنات، وكذلك بَناتُ

نَعْشٍ الصُّغْرى، واتفق سيبويه والفراء على ترك صرْف نعْش للمعرفة

والتأْنيث، وقيل: شبهت بحَمَلة النَّعْشِ في تَرْبيعها؛ وجاء في الشعر بَنُو

نَعَش، أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْديّ:

وصَهْباء لا يَخْفى القَذى وهي دُونَه،

تُصَفِّقُ في رَاوُوقِها ثم تُقْطَبُ

تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ،

إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا

الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. وقوله لا يَخْفى القَذى وهي دونه أَي لا

تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فيها لكونها صافية فالقَذى يُرى فيها إِذا وقع. وقوله: وهي

دونه يريد أَن القَذى إِذا حصل في أَسفل الإِناء رآه الرائي في الموضع

الذي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرائي من القذى، يريد أَنها

يُرى ما وراءها. وتُصَفَّق: تُدارُ من إِناء إِلى إِناء. وقوله:

تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قليلاً قليلاً. وتُقْطَب: تُمْزَج بالماء؛ قال الأَزهري:

وللشاعر إِذا اضطر أَن يقول بَنُو نَعْش كما قال الشاعر، وأَنشد البيت،

ووجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالوا بَناتُ آوى وبناتُ عُرْس،

والواحدُ منها ابنُ عُرْس وابن مِقْرَض

(* قوله «والواحد منها ابن عرس وابن

مقرض» هكذا في الأصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.)، يؤنثون جمْعَ

ما خلا الآدميّين؛ وأَما قول الشاعر:

تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَيـ

ن، تَنْصِبُ للقَصْد منها الجَبينا

فإِنه يريد بنات نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ المضاف كما أَنه جُمِع سامُّ

أَبْرَصَّ الأَبارِصَ، فإِن قلت: فكيف كَسَّر فَعْلاَ على فَواعِلَ وليس من

بابه؟ قيل: جاز ذلك من حيث كان نَعْشٌ في الأَصل مصدر نَعَشَه نَعْشاً،

والمَصْدرُ إِذا كان فَعْلاَ فقد يُكسَّر على ما يكسَّر عليه فاعِل، وذلك

لمُشابهَةِ المصدر لاسم الفاعل من حيث جازَ وقُوعُ كلِّ واحد منهما

موقبعَ صاحبه، كقوله قُمْ قائماً أَي قُمْ قياماً، وكقوله سبحانه: قل

أَرأَيْتُم إِن أَصبَحَ ماؤكم غَوْراً. ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً:

تَدارَكَه من هَلَكةٍ. ونَعَشَه اللَّهُ وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قال

رؤبة:

أَنْعَشَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ

ويقال: أَقْعَثَني وقد انْتَعَشَ هو. وقال ابن السكيت: نَعَشَه اللَّهُ

أَي رَفَعَه، ولا يقال أَنْعَشه وهو من كلام العامَّة، وفي الصحاح: لا

يقال أَنْعَشَه اللَّه؛ قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه

داغٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم

وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض من عَثْرَتِه. ونَعَّشْتُ له: قلت: له

نَعَشَك اللَّهُ؛ قال رؤبة:

وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا

له، وعالَيْنا بتَنْعِيشِ لَعَا

وقال شمر: النَّعْشُ البقاءُ والارتفاع. يقال: نَعَشَه اللَّه أَي

رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره. قال: والنَّعْشُ مِنْ هذا لأَنه مرتفع على السرير.

والنَّعْشُ: الرفْعُ. ونَعَشْت فلاناً إِذا جَبَرته بعد فَقْر أَو

رَفَعْته بعد عَثْرة. قال: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فهم يَنْعَشُونه أَي

يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: انْتَعِشْ

نَعَشَك اللَّهُ؛ معناه ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ ومنه قولهم: تَعِسَ فلا

انْتَعَش، وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ فلا انْتَعَش أَي لا ارْتَفَع وهو دُعاء عليه.

وقالت عائشة في صِفَة أَبيها، رضي اللَّه عنهما: فانْتاشَ الدِّينَ

بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه من مَصْرَعِه، ويروى: فانْتاشَ

الدِّينَ فَنَعَشَه، بالفاء على أَنه فِعْل وفي حديث جابر: فانْطَلَقْنا

به نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه. ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كانت

مائلةً فأَقَمْتها. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛

قال النابغة:

وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه،

وسَيفٌ، أَْعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ

نعش
. نَعَشَه اللهُ، كمَنَعَه: رَفَعَهُ، فانْتَعَشَ: ارْتَفَع، كَأَنْعَشَه، عَن الكِسَائِيِّ، وكَذلِكَ قالَ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ: أَنْعَشَنِي مِنْه بسَيْبٍ مُفْعَمٍ. ونَعَّشَه تَنْعِيشاً، عَن أَبِي عَمْروٍ، وأَنْكَرَ ابنُ السِّكِّيتِ: وأَنْعَشَه، وقَالَ: هُوَ مِنْ كَلامِ العامَّةِ، وتَبِعَه الجَوْهَرِيُّ فقالَ: وَلَا يُقَالُ: أَنْعَشَه اللهُ، والصَّحِيحُ ثُبُوتُه، كَمَا نَقَلَه الجَمَاعَةُ عَنِ الكِسَائِيِّ. ومِنَ المَجَازِ: نَعَشَ فُلاناً يَنْعَشُه نَعْشاً، إِذا جَبَرَه بَعْدَ فَقْرٍ وتَدَارَكَه مِنْ هَلَكَةٍ، وقالَ شَمِرٌ: أَي رَفَعَهُ بَعْدَ عَثْرَةٍ. ونَعَشَ المَيِّتَ نَعْشاً: ذَكَرَه ذِكْراً حَسَناً، وقالَ شَمِرٌ: إِذا مَاتَ الرَّجُلُ فهُمْ يَنْعَشُونَه، أَي يَذْكُرُونَه ويَرْفَعُون ذِكْرَه، وهُوَ مَجَازٌ. ونَعَشَ طَرْفَه: رَفَعَه، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ:
(لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلاّ مَا تَخَوَّنَه ... دَاعٍ يُنَادِيهِ باسْمِ الماءِ مَبْغُومُ)
وقالَ شَمِرٌ: النَّعْشُ: البَقَاءُ والارْتِفَاعُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّعْشُ: شِبْهُ مَحَفَّةٍ كانَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا المَلِكُ إِذا مَرضَ، ولَيْسَ بنَعْشِ المَيتِ، وأَنْشَدَ للنّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ:
(أَلَمْ تَرَ خَيْرَ النّاسِ أَصْبَحَ نَعْشُه ... عَلَى فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحَيَّ سائِرَاَ)

(ونَحْنُ لضدَيْهِ نَسْأَلُ اللهَ خُلْدَه ... يُرَدُّ لَنا مَلْكاً ولِلأَرْضِ عَامِرَا)
قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنّه لَيْس بِمَيْتٍ. وقِيلَ: هَذَا هُوَ الأَصْلُ، ثمّ كَثُرَ فِي كَلامِهِم حَتّى سُمِّيَ سَرِيرُ المَيِّتِ نَعْشاً، وإِنَّمَا سُمِّيَ لارْتِفَاعِهِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْه مَيتٌ مَحْمُولٌ فهُوَ سَرِيرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّعْشُ: خَشَبَةٌ على قَدْر قامَتَيْنِ فِي رَأْسِهَا خِرْقَةٌ تُسَمَّى حَرَجاً، تُصَادُ بِهَا الرِّئالُ، بالكَسْرِ، جَمْعُ رَأْلٍ، وهُوَ وَلَدُ النَّعامِ. وسُئِلَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى عَن قَوْلِ عَنْتَرَةَ:
(يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِه وكَأَنّه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيِّمِ)
فحَكَى عَن ابنِ الأَعْرَابشيّ أَنّه قالَ: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوْفِ لَا عَقْلَ لَهُ، وَقَالَ أَبو العَبّاس: إِنَّمَا) وَصَفَ الرِّئالَ أَنَّهَا تَتْبَعُ النَّعامَةَ فتَطْمَحُ بأَبْصَارِهَا قُلَّة رَأْسِهَا، وكَأَنّ قُلَّةَ رَأْسِهَا مَيِّتٌ على سَرِيرٍ.
قالَ: والرِّواية مُخَيِّمِ، بكَسْرِ الياءِ، ورواهُ الباهِلِيُّ: وكَأَنَّه. زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لهُنَّ مُخَيَّمِ بفَتْح الْيَاء، قالَ: وهذِه نَعامٌ يُتْبَعْنَ، والمُخَيَّم: الَّذِي جُعِلَ بمنْزِلَةِ الخَيْمَةِ، والزَّوْجُ: النَّمَطُ، وقُلَّة رَأْسِه: أَعْلاَهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ فالحَرَجُ: المَشْبَكُ الَّذِي يُطْبَقُ على المَرْأَةِ إِذا وُضِعَت عَلَى سَرِيرِ المَوْتَى، وتُسَمِّيه الناسُ النَّعْشَ، وإِنّمَا النَّعْشُ السَّرِيرُ نفْسُه. وبَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى: سَبْعَةُ كَوَاكِبَ: أَرْبَعَةٌ مِنْهَا نَعْشٌ، لأَنَّهَا مُرَبَّعَة، وثَلاثٌ بَنَات نَعْشٍ، وكَذلِكَ بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى، قِيلَ: شُّبِّهَت بحَمَلَةِ النَّعْشِ فِي تَرْبِيعِهِا، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، تَنْصَرِفُ نَكِرَةً لَا مَعْرَفَةً، نَقَلَه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ فِي فائِتِ الجَمْهَرَةِ، عَنِ الفَرّاءِ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: اتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ والفَرّاءُ عَلَى تَرْكِ صَرْفِ نَعْش لِلمَعْرِفَةِ والتَأْنِيثِ، الواحِدُ ابنُ نَعْشٍ لأَنّ الكَوْكَبَ مُذكَّر فيذكِّرُونَه عَلَى تَذْكِيرِه، وإِذا قالُوا: ثَلاثٌ أَوْ أَرْبعٌ ذَهَبُوا إِلَى البَنَاتِ، قالَه اللَّيْثُ، ولِهذا جاءَ فِي الشِّعْرِ بنُو نَعْشٍ، أَنْشَد سِيبَوَيْهِ لِلنّابِغَةِ الجَعْدِي، وقالَ الجَوْهَرِيّ: أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
(تَمَزَّزْتُهَا والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ ... إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا) وقالَ الأَزْهَرِيّ: ولِلشّاعِرِ إِنْ اضْطُرّ أَنْ يَقُولَ: بَنُو نَعْشٍ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ، وأَنْشَدَ بَيْتَ النّابِغَةِ، ووَجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ، كَمَا قالُوا: بَنَاتُ عُرْسٍ. وانْتَعَشَ العاثِرُ، إِذا انْتَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ، كَذا فِي الصّحاحِ، وكَذَا الطّائِرُ إِذا انْتَهَضَ يُقَال لهُ: قد انْتَعَشَ، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(كَمْ مِن خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بسَيْبِكمْ مَنْعُوشِ)
ونَعَّشَه تَنْعِيشاً: قالَ لَهُ: أَنْعَشَكَ اللهُ وَفِي الصّحاح: نَعَّشَك اللهُ، وأَنْشَد لرُؤْبَةَ:
(وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنَا دَعْدَعَا ... لَهُ وعَالَيْنَا بتَنْعِيشٍ لَعَا)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الانْتِعَاشُ: رَفْعُ الرّأْسِ، ومِنْهُ قولُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ: أَي ارْتَفِع رَفَعَك الله، أَو جَبَرَك وأَبْقَاكَ، وكَذَا قَوْلُهُم: تَعِسَ فَلَا انْتَعَشَ، وشِيكَ فَلَا انْتَقَشَ، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْه، أَيْ لَا ارْتَفَع. وانْتَعَشَ الرَّجُلُ، إِذا حَصَلَ لَهُ التَّدَارُكُ من الوَرطَةِ.
وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْعَشَنِي منهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ. والمَنْعُوشُ: المَحْمُولُ على النَّعْشِ.
والنَّوَاعِشُ: جَمعُ بَنَاتِ نَعْش، كَمَا يُجْمَع سامُّ أَبْرَصَ على الأَبَارِصِ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ. وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ فانْطَلَقْنَا نَنْعَشُه، أَيْ نُنْهِضُه ونُقَوِّي جَأْشَه. ونَعَشْتُ الشَّجَرَةَ، إِذَا كانَتْ مائِلَةً فأَقَمْتَهَا. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ النّاسَ، أَي يُعِيشُهم ويُخْصِبُهُم، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ النّابِغَةُ:)
(وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْه المَنِيَّةُ قاطِعُ)
ويُقَالُ: هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْشٍ فِي بَنَاتِ نَعْشٍ، وهُوَ السُّهَا أَوْسَطُ البَنَاتِ، وهُوَ مَجَازٌ.

بَذَشُ

بَذَشُ:
بالتحريك، وشين مــعجمة: قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس، منها الإمام أبو محمد نوح بن حبيب البذشي، يروي عن أبي بكر ابن عياش، مات في رجب سنة 242، وعليّ بن محمد ابن حاتم البذشي، روى عن أبي زرعة الرازي، سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري.

فَيْذُوقِيَةُ

فَيْذُوقِيَةُ:
بالفتح ثم السكون، وذال مــعجمة، وواو ساكنة، وقاف مكسورة، وياء مخففة: موضع في الشعر، قال أبو تمّام:
في كماة يكسون نسج السلوقي ... وتعدّى بهم كلاب سلوقي
وطئت هامة الضواحي فلمّا ... أخذت حقّها من الفيذوق

غذو

(غذو) : الغَذَوانُ: السَّلِيطُ الذي يَشْتِمُ الناسَ، والمَرأَةُ غَذَوانَةٌ.
(غ ذ و) : (الْغَذَوِيُّ) الْحَمَلُ وَالْجَدْيُ يُعَلَّلُ بِلَبَنِ غَيْرِ أُمِّهِ أَوْ بِشَيْءٍ آخَر وَالْجَمْع غِذَاء وَإِنَّمَا ذَكَّرَ الضَّمِير فِي إنَّا نَعْتَدُّ بِالْغِذَاءِ كُلِّهِ لِأَنَّهُ عَلَى وَزْنِ الْمُفْرَدِ.
غذو
الغِذَاءُ: الطَّعامُ وغيرُه، غَذَا يَغْذو غِذَاءً، وتَغَنىّ تَغَذِّياً. والغذَوانُ: النَّشِيْطُ من الخَيْل.
واسْتَغْذى الرَّجُلُ صاحِبَه اسْتِغْذاءً: إذا صَرَعَه فَشَدَّ صَرْعَه. ومنه يُقال: قربة تَغْذي بالماء: أي تَرْمي به وتَصبُّه صَبّاً. والغاذِيَةُ: عِرْقٌ.
وفلانٌ غاذِيًّ مال: أي مُصْلِحها، كأنَّه يَغذُوْها بالرَّعْي.
باب الغين والذال و (وا يء) معهما غ ذ ومستعمل فقط

غذو: الغِذاءُ: الطّعامُ والشراب واللبن، وقيل: اللبن غِذاء الصَّبِيِّ، وتُحْفةُ الكبير، وقد غذا يَغْذُو غذاءً. والغَذَوانُ: النشيط من الخيل. وغَذَّي البعير [ببوله يُغَذِّي به] تَغذيةً، إِذا رَمَى به متقطعا. وغذا العَرّقُ يَغْذو، أي: سالَ. والغِذاءُ: السِّخالُ [الصِّغارُ] ، الواحدة: غِذِيّ. 
غذو: إذا: زرع نباتاً. (المقري 1: 305).
تغذَّى ب: اتخذه حِمْية وهي تدبير الطعام والشراب (فوك).
اغتذى: تغذّى، تناول الغِذاء، واشترط الغِذاء.
ففي ابن البيطار (2: 32) وهو يشترط ما يغتذى (= يغتذيه) من ذلك اشتراطا. وربما كان لا بد من إضافة به بعد يغتدى.
غِذَاء: حِمْيَة. (ألكالا) وفي معجم فوك: حَبْس الغذاء وحِفْظ الغذاء .. وحَفَظ (احتفظ).
الغدا: اتخذ حِمْيَة.
غذّى وجمعه أغْذِياء. وأغذياء نعمة: مواليه وأتباعه. (علي مائة كلمة رقم 90).
مُغْذَة، وجمعها مُغْذات: غِذاء (فوك) وفيه غذّا.
مُغَذًّ: مُقيت، غاذٍ. (بوشر) وفيه مغذى.

غذو


غَذَا(n. ac. غَذْو)
a. Nourished, fed; strengthened, invigorated.
b.(n. ac. غَذْو
غَذَوَاْن), Flowed, ran.
c. Went quickly, swiftly.
d. Was interrupted.
e. see II (b)
غَذَّوَa. Nourished, fed; brought up, reared, educated.
b. Interrupted.

تَغَذَّوَa. Was fed, nourished; ate.

إِغْتَذَوَa. see V
إِسْتَغْذَوَa. Threw, knocked down.

غَاذٍa. Feeding; nourishing, nutritious; alimentary; feeder
nourisher; fosterer.

غَاذِيَة [] (pl.
غَوَاذٍ [] )
a. fem. of
غَاْذِو
غِذَآء [] (pl.
أَغْذِيَة [] )
a. Food, nourishment; aliment; sustenance
nutriment.

غَذِيّ [] (pl.
غِذَاْو)
a. Young one: lamb; kid.

غَذَوَان []
a. Swift, fleet.
b. Shameless; impudent, impertinent, forward
pert.

مُغَذٍّ [ N. Ag.
a. II]
see 21
غَاذِي مَالٍ
a. Feeder, tender of cattle: shepherd; herdsman.

القُوَّة الغَاذِيَة
a. The digestive powers, the digestion.
غ ذ و : الْغَذِيُّ عَلَى فَعِيلٍ السَّخْلَةُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ
الْغَذِيُّ الْحَمَلُ وَالْجَمْعُ غِذَاءٌ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ غذي الْمَالِ صِغَارُهُ كَالسِّخَالِ وَنَحْوِهَا وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ الْغَذِيُّ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ قَالَ وَيُقَالُ غَذِيُّ الْمَالِ وَغَذَوِيُّ الْمَالِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْغَذَوِيُّ الْبَهْمُ الَّذِي يُغْذَى قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ أَنَّ الْغَذَوِيَّ الْحَمَلُ أَوْ الْجَدْيُ لَا يُغْذَى بِلَبَنِ أُمِّهِ بَلْ بِلَبَنِ غَيْرِهَا أَوْ بِشَيْءٍ آخَرَ وَعَلَى هَذَا فَالْغَذَوِيُّ غَيْرُ الْغَذِيِّ وَعَلَيْهِ كَلَامُ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ وَقَدْ يَتَوَهَّمُ الْمُتَوَهِّمُ أَنَّ الْغَذَوِيَّ مِنْ الْغَذِيِّ وَهُوَ السَّخْلَةُ وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْمَعْرُوفُ عِنْدَهُمْ أَوْلَى مِنْ مَقَايِيسِ الْمُوَلَّدِينَ وَالْغِذَاءُ مِثْلُ كِتَابٍ مَا يُغْتَذَى بِهِ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَيُقَالُ غَذَا الطَّعَامُ الصَّبِيَّ يَغْذُوهُ مِنْ بَابِ عَلَا إذَا نَجَعَ فِيهِ وَكَفَاهُ وَغَذَوْتُهُ بِاللَّبَنِ أَغْذُوهُ أَيْضًا فَاغْتَذَى بِهِ وَغَذَّيْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ فَتَغَذَّى. 
الْغَيْن والذال وَالْوَاو

الْغذَاء: مَا يكون بِهِ نَمَاء الْجِسْم وقوامه، وَاسْتَعْملهُ ايوب بن عَبَايَة فِي سقِِي النّخل فَقَالَ:

فَجَاءَت يدا مَعَ حسن الغدا ... ء إِذْ غرس قوم قصير طَوِيل

وغذاه غذوا، وغذاه فاغتذى، وتغذى.

والغذى: السخلة. انشد أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء:

لَو أنني كنت من عَاد وَمن إرم ... غذى بهم ولقمانا وَذَا جدن

وَحكى خلف الْأَحْمَر: أَنه سمع من الْعَرَب: " غذى بهم " بالتصير، وَالْجمع: غذَاء.

والغذا " مَقْصُور ": بَوْل الْجمل.

وَإِذا ببوله، وغذاه غذوا: قطعه.

وَإِذا الْبَوْل نَفسه يغذو غذوا، وغذوانا: سَالَ، وَكَذَلِكَ: الْعرق.

وَقيل: كل مَا سَالَ فقد غذا.

والغذوان: المسرع الَّذِي يغذو ببوله إِذا جرى. قَالَ:

وصخر بن عَمْرو بن الشريد كَأَنَّهُ ... أَخُو الْحَرْب فَوق القارح الغذوان

هَذِه رِوَايَة الْكُوفِيّين، وَرَوَاهُ غَيرهم: الْعدوان.

وَقد غذا.

والغذوان، أَيْضا: المسرع، وَقد روى بَيت امْرِئ الْقَيْس:

كتيس ظباء الْحَلب الغذوان مَكَان الْعدوان.

وغذا الْفرس غذوا: مر مرا سَرِيعا.

والغاذيةمن الصَّبِي: الرماعة مَا دَامَت رطبَة، فَإِذا صلبت وَصَارَت عظما فَهِيَ يافوخ.

والغذوى: أَن يَبِيع الرجل الشَّاة بنتاج مَا نزا بِهِ الْكَبْش ذَلِك الْعَام. قَالَ الفرزدق:

ومهور نسوتهم إِذا مَا انكحوا ... غذوى كل هبنقع تنبال

وَقد تقدم فِي الدَّال.

غذو

1 غَذَوْتُهُ, (S, Msb, K, TA,) aor. ـْ (Msb,) inf. n. غَذْوٌ, (K,) I fed him, or nourished him, (S, Msb, K, TA,) [for instance,] a child, (S, TA,) with milk; (S, Msb, TA;) and غَذَيْتُهُ signifies the same, unknown by J, and therefore disallowed by him, (K and TA in art. غذى,) but known by ISd: (TA in that art.;) and so ↓ غَذَّيْتُهُ, (S, * Msb, K, TA,) inf. n. تَغْذِيَةٌ, (S, TA,) [but, accord. to SM.] in an intensive sense. (TA.) And غَذَاهُ الطَّعَامُ, aor. and inf. n. as above, The food [nourished him, or] had an agreeable, a wholesome, or a beneficial, effect upon him, and sufficed him; namely, a child. (Msb.) b2: And [hence,] غُذُو بِلِبَانِ الكَرَمِ (tropical:) [They were fed, or nourished, by sucking the milk of generosity; meaning they derived generosity from their parents]. (TA.) A2: غَذَا بَوْلَهُ, and غَذَا بِهِ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He (a camel) interrupted his urine; (K, TA;) as also ↓ غذّاهُ, (S, K, TA,) inf. n. تَغْذِيَةٌ. (S, TA.) And غَذَا الكَلْبُ بِغَذًى [or بِغَذًا] The dog emitted urine in repeated discharges. (TA.) A3: غَذَا, said of urine, It became interrupted: (S, K, TA:) the verb being intrans. as well as trans. (TA.) b2: And, (S, M, K, TA,) aor. ـْ inf. n. غَذْوٌ and غَذَوَانٌ, (M, TA,) It flowed; (S, M, K, TA;) said of water, (S,) or, as some say, of anything, [or] of water or blood or sweat. (TA.) [Thus,] as IKtt says, the verb has two contr. significations. (TA.) It flowed with blood; (S, K;) aor. as above, inf. n. غَذْوٌ; (S;) said of a vein; as also ↓ غذّى, inf. n. تَغْذِيَةٌ. (S, K.) And It flowed continually; aor. as above; said of a wound. (TA.) b3: And (assumed tropical:) He went quickly. or swiftly; (S, M, K, TA,) aor. as above, inf. n. غَذْوٌ and غَذَوَانٌ; said of a horse. (TA.) 2 غَذَّوَ see the preceding paragraph, first sentence. b2: [Hence,] النَّارُ تُغَذَّى بِالحَطَبِ (tropical:) [The fire is fed with firewood]. (TA.) b3: And التَّغْذِيَةُ signifies also التَّرْبِيَةُ [app. as meaning The rearing a child &c. though it also means “ the feeding, or nourishing ”]: (S, K:) or in an intensive sense. (TA.) A2: See, again, 1, in two places.5 تغذّى quasi-pass. of 2: (Msb, K: *) see 8. b2: [Hence,] one says of a man, خَيْرُهُ يَتَغَذَّى كُلَّ يَوْمٍ (tropical:) His goodness increases every day. (TA.) 8 اغتذى He was, or became, fed, or nourished; (S, Msb, K;) as also ↓ تغذّى. (Msb, K.) Yousay, اغتذى بِهِ He was, or became, fed, or nourished, with it; (S, Msb;) namely, food, and beverage, (S,) or milk. (Msb.) 10 استغذاهُ He threw him down on the ground with vehemence. (K.) غَذًا or غَذًى [accord. to different copies of the K, the former agreeable with a general rule, though the latter is said in the TA to be the right,] The urine of the camel, (K, TA,) and of the dog. (TA. [See 1.]) غَذَوَانٌ [an inf. n. of غَذَا said of water, and of a horse, and hence, app.,] (assumed tropical:) Swift: (TA:) or brisk, lively, or sprightly, and swift; applied to a horse: (S, K, TA: [see also غَذَوَانٌ:]) or that interrupts his urine, or emits it in repeated discharges, (يَغْذُو بِبَوْلِهِ,) when he runs. (TA.) b2: And (applied to a man, TA) (assumed tropical:) Long-tongued, or clamorous and foul-tongued; foul, unseemly, or obscene [in speech]: fem. with ة: (K, TA:) the latter, applied to a woman, expl. by Fr as signifying فَاحِشَةٌ [i. e. foul, &c., as above]. (TA.) غَذَوِىٌّ: see غَذِيٌّ, in four places: b2: and see also عَدَوِيَّةٌ, in art. عدو.

غِذَآءٌ Aliment, or nutriment; consisting of food and of drink; (S, Msb;) the means of the growth, or increase, and of the sustenance, or support, of the body: (K:) pl. أَغْذِيَةٌ. (KL.) [One says رَجُلٌ حَسَنُ الغِذَآءِ A man good in respect of food: i. e., who feeds on good food: and سَيِّئُ الغِذَآءِ bad in respect of food: who feeds: a bad food.] b2: It is also applied, by the poet Eiyoob Ibn-'Abáyeh. to (assumed tropical:) The water for irrigation of palm-trees. (TA.) A2: Also pl. of غَذِىٌّ. (S, &c.) غَذِىٌّ A lamb, or kid; syn. سَخْلَةٌ; (S, Msb, K;) or, as some say, a lamb (حَمَل); (Msb:) and the pl. is غِذَآءٌ: (S, Msb, K:) and syn. with غَدَوِىٌّ in senses expl. in art. غدو: as also غَذَوِىٌّ: (K:) or غَذِىُّ المَالِ and ↓ غَذَوِيُّهُ signify the younglings of cattle, such as lambs or kids and the like; (S, Msb;) accord. to Khalaf El-Ahmar, (S,) or IF; so that they are of camels and of him and of sheep or goats: (Msb:) accord. to IAar, ↓ غَذَوِىٌّ is syn. with بهيم [an evident mistranscription for بَهْم, q. v.]: and signifies such as is fed: (TA:) and he was told, he says, by an Arab of the desert, of Belhujeym, that the ↓ غَذَوِىّ is the lamb (حَمَل), or the kid, that is (??) with the milk of its mother, but with another's milk; accord. to which explanation it is different from the غَذِيّ; and so it is accord. to A(??) as IF says, some imagine الغَذَوِىُّ to be from الغَذِىُّ, which signifies the سَخْلَة [as expl. in the beginning of this paragraph]. (Msb, TA.) The dim. of غَذِىٌّ is ↓ غُذَىٌّ. (S.) b2: See also عَدَوِيَّةٌ, in art. عدو.

غُذَىٌّ dim. of غَذِىٌّ, q. v. (S.) غَاذِى مَالٍ (assumed tropical:) A good manager or tender [of cattle]: (K, TA:) as though he fed them. or reared them. (TA.) A2: And الغَاذِى signifies also Teh wound that will not cease to bleed. (TA.) الغَاذِيَةُ A certain vein; (K, TA;) so called because of its flowing with blood. (TA.) b2: and The part that is in a state of commotion, [or that pulses,] of the top of the head of a [young] child. as long as it continues soft; for when it becomes hard, and becomes bone, it is termed يَأْفُوخ: pl. الغَوَاذِى: mentioned by Az: (TA:) also called الغَاذَّةُ. (IAar, K in art. غذ.) الغَيْذَا, of the measure فَيْعَلٌ [when indeterminate], from غَذَا “ it flowed,” occurring in a trad. as meaning The clouds, is said by Z to be the only word of this measure having the final radical letter infirm except الكَيْهَا, [which I do not find in its proper art.,] meaning “ the large, or bulky,” she-camel [like كَهَاةٌ and كَيْهَاةٌ]. (TA.)
غذو
غذَا يَغذو، اغَْذُ، غِذاءً، فهو غاذٍ، والمفعول مَغْذُوّ
• غذا الطعامُ المولودَ: نجع فيه وكفاه.
• غذا فلانًا بالطَّعام: أطعمه إيّاه، أعطاه إيّاه "غذا الصَّبيّ باللَّبن: ربَّاه به" ° غُذِي بلبان الكرم. 

اغتذى يغتذي، اغْتَذِ، اغتذاءً، فهو مُغتذٍ
• اغتذى الشَّخصُ: تناول الغِذاء، أي أخذ طعامًا وشرابًا "اغتذى بعد انتهائه من العمل- كان مغتذيًا في هذا المطعم بالأمس- تغتذي بعضُ الحيوانات باللُّحوم". 

تغذَّى يتغذَّى، تَغَذَّ، تغذّيًا، فهو متغذٍّ
• تغذَّى الرَّجلُ: اغتذى، تناول الغِذاء "تغذّى على الأباطيل- تغذَّ جيِّدًا لئلاّ تمرض". 

غذَّى يغذِّي، غَذِّ، تغذيةً، فهو مُغَذٍّ، والمفعول مُغَذًّى
• غذَّى خادمَه المريضَ:
1 - أمدَّه بالغِذاء، أي بالطَّعام والشراب "سأل عن الطَّعام المغذِّي- النارُ تُغذَّى بالحطب" ° غذَّى نارًا: أمدَّها بما يبقيها.
2 - أطعمه الغذاء.
• غذَّى طفلَه على مكارم الأخلاق: ربَّاه على ذلك ° غذّى روحَه: زوّدها بغذاءٍ روحيّ- غذّى فِكْرَه: زوّده بغذاءٍ من عِبَرٍ وأفكار. 

اغتذاء [مفرد]: مصدر اغتذى. 

تغذويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تغذية: على غير قياس "تحظى المواشي بالرعاية البيطريّة والتغذويّة في المزرعة". 

تغذية [مفرد]:
1 - مصدر غذَّى ° سُوء تغذية.
2 - (حس) تقديم البيانات إلى الحاسب لمعالجتها.
3 - (حي) إحدى الأسس التي يرتكز عليها بُنيان الحياة، وتَشمَل العمليَّات المختلفة التي تختصّ بحصول الكائن الحيّ على غذائه لمساعدة الوظائف الحيويّة، كالنمو والحركة والتناسل والمحافظة على المميِّزات الطبيعيّة والكيماويّة لجسمه "نقص التغذية: نقص النموّ- شرح لطلاّبه عمليّة التّغذية عمليًّا" ° مهما كانت الشفتان حمراوان فإنّهما محتاجتان إلى تغذية: يماثلهُ القولُ: يدومُ الحبُّ بالوفاء، والصّداقةُ بالثناء.
• التَّغذية المائيَّة: الماء المتوافر لجماعة أو منطقة.
• التَّغذية الأنبوبيَّة: إدخال الطَّعام المعدة بأنبوب.
• ذاتيّ التَّغذية: (حي) قادر على تحضير موادّه العضويّة الخاصّة من عناصر معدنيَّة، أو الذي يمكنه أن يعيش في بيئة معدنيّة تمامًا بدون أن يأخذ شيئًا من الكائنات الأخرى.
• اختصاصيّ التَّغذية: متخصِّص في دراسة التغذية.
• علم التغذية: الدراسة التي تبحث في الغذاء والتغذية خاصّة للبشر.
• سوء التَّغذية الأَوَّليّ: (طب) عيوب في الأغذية التي يتناولها الفردُ كمًّا ونوعًا وعدم احتوائها على العناصر الرئيسيَّة كالمعادن والفيتامينات والبروتين، وذلك نتيجة الفقر أو العادات الغذائيّة السَّيِّئة.
• سوء التَّغذية الثَّانويّ: (طب) عدم قدرة الجسم نفسه على امتصاص العناصر الغذائيّة، بسبب مرض البنكرياس أو الكبد أو الكلى أو الجهاز الهضميّ عمومًا. 

غِذاء [مفرد]: ج أَغْدِية (لغير المصدر):
1 - مصدر غذَا.
2 - ما يكون به نماء الجسم من الطَّعام والشَّراب "هُزِل جسمه لقلَّة الغِذاء- الخبز أوَّل الأغذية- برنامج الغذاء العالميّ- مراقبة السَّفر وتوزيع الغذاء" ° غذاء الرُّوح: ما يساعد على تنمية المواهب العقليَّة- غذاء كامل: يجمع كلَّ العناصر الضروريّة لبنية جسم الإنسان. 

غِذائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى غِذاء: خاصّ بالتَّغذية "نظام/ جهاز غذائيّ".
2 - صالح للطَّعام والشَّراب "موادّ غذائيّة- لبعض الأطعمة قيمة غذائيّة عالية". 

مُغَذٍّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من غذَّى.
2 - غنيّ بالموادّ المقوّية
 والمنمِّية للجسم "كان الطعام مُغذِّيًا".
3 - مُوصِّل رئيسيّ يربط مباشرة مُولِّد الطَّاقة "دائرة المغذِّي".
4 - آلة لتغذية النحل "اشترى مغذِّية للنحل". 

مُغَذِّية [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل غذَّى.
2 - مُغذٍّ؛ آلة لتغذية النحل. 
غذو
: (و ( {كالغَذِيِّ) ، كغَنِيَ، (} والغَذَوِيِّ) ، محرَّكةً، (فِي الكلِّ) ممَّا ذُكِرَ من المَعانِي، أَي من عِنْدَ قوْلِه والغَدَوِيّ كعَرَبيَ إِلَى آخِرِه.
وَهنا ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُهُ مِن الأئِمَّة.

قالَ ابنُ الْأَعرَابِي: {الغَذَوِيُّ البَهْمُ الَّذِي} يُغْذَى، قالَ: وأَخْبَرني أعرابيٌّ من بَلْهُجَيْم أنَّ الغَذَوِيَّ الحَمَلُ أَو الجَدْيُ لَا {يُغَذَّى بلَبَنِ أُمِّه، بل يُعاجَى بلَبَنِ غيرِها أَو بشيءٍ آخرٍ؛ وروى بَيْت الفَرَزْدق بمــعْجمةٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ خَلَف الأَحْمر:} غَذِيُّ المالِ {وغَذَوِيُّه: صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوِها. ويقالُ:} الغَذَوِيُّ أَن يُباعَ بنِتاج مَا نَزَا بِهِ الكَبْشُ ذلكَ العامَ، وأَنْشَدَ بَيْتَ الفَرَزْدق.
( {والغَذِيُّ، كغنِيَ: السَّخْلَةُ، ج} غِذاءٌ) ، كفَصِيلٍ وفِصالٍ، وَمِنْه قولُ عُمَر، رضِيَ اللهُ عَنهُ: (احْتَسِبْ عَلَيْهِم {بالغِذاءِ) ، كَمَا فِي الصِّحاح، أَي قالَهُ لعامِلِ الصَّدَقاتِ.
وقالَ ابنُ فارِسَ:} غَذِيُّ المالِ صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوها.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: فعلى هَذَا يكونُ الغَذِيُّ مِن الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ؛ قالَ: ويقالُ: غَذِيُّ المالِ {وغَذَوِيُّه، ثمَّ نَقَلَ قولَ أَعْرابيَ مِن بَلْهُجَيم الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهري، وقالَ: فعلى هَذَا الغَذَوِيُّ غَيْر} الغَذِيِّ، وَعَلِيهِ كَلام الأزْهرِي.
قالَ ابنُ فارِسَ: وَقد يَتَوهَّمُ المُتَوَهِّم أنَّ الغَذَوِيَّ من الغَذِيِّ، وَهُوَ السَّخْلَةُ. وكَلامُ العَرَبِ المَعْرُوف عِنْدهم أَوْلى مِن مَقايِيسِ المُولّدِين.
( {والغِذاءُ، ككِساءٍ: مَا بِهِ نَماءُ الجِسْمِ وقِوامُه) .
(وَفِي الصِّحاح والمِصْباح: مَا} يُغْتَذَى بِهِ مِن الطَّعامِ والشَّرابِ، يقالُ: (غَذاهُ) ، أَي الصَّبيَّ، باللَّبَنِ (غَذْواً) ، بالفَتْح؛ رَبَّاهُ بِهِ ( {وغَذَّاهُ) } تَغْذِيَةً، مُبالغَةً، واسْتَعْمل أَيُّوبُ بنُ عبايَةَ! الغِذاءَ فِي سَقْي النَّخْل فقالَ: فجاءَتْ يَداً مَعَ حُسْنِ الغِذَا
إِذْ غَرْسُ قوْمٍ طَوِيلٌ قَصِيرُ ( {واغْتَذَى} وتَغَذَّى) ، مُطاوِعَانِ، ( {والغَذا، مَقْصورَةٌ) ؛) كَذَا هُوَ فِي النُّسخِ بالألِفِ والصَّوابُ رَسْمه بالياءِ؛ (بَوْلُ الجَمَلِ؛ و) قد (} غَذاهُ و) غَذَا (بِهِ) {يَغْذُوه} غَذْواً: (قَطَعَهُ؛ {كغَذَّاهُ) } تَغْذِيَةً.
(و) {غَذَا البَوْلُ نَفْسُه: (انْقَطَعَ) ؛) كَمَا فِي الصّحاح.
(و) فِي المُحْكم:} يَغْذُو غَذْواً {وغَذَواناً: (سَالَ) ، فَهُوَ لازِمٌ متعدَ.
وقالَ ابنُ القطَّاع: هُوَ مِن الأضْدادِ.
(و) غَذَا الفَرَسُ يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً: (أَسْرَعَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَفِي المُحْكم: مَرَّ مَرًّا سَرِيعاً.
(و) غَذَا (العِرْقُ) يَغْذُو غَذْواً: (سَالَ دَماً) ؛) وقيلَ: كلُّ مَا سَالَ فقد غَذَا مَاء أَو دَماً أَو عَرَقاً؛ (} كَغَذَّى تَغْذِيّةً) فِي العِرْقِ؛ عَن الجَوْهرِي.
( {والغَذَوانُ، محرَّكةً: الفَرَسُ النَّشِيطُ المُسْرِعُ) ، أَو الَّذِي} يغذي ببَوْله إِذا جَرَى؛ وَبِهِمَا فُسِّر قولُ الشاعِرِ:
وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّريدِ كأَنَّه
أَخُو الحَرْبِ فَوْقَ القارِح {الغَذَوان ِورُوي بيتُ امْرىءِ القَيْسِ:
كَتَيْسِ ظِباءِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ وفُسِّرَ بالمُسْرِعِ.
(و) الغَذَوانُ مِن الرِّجالِ: (السَّلِيطُ الفاحِشُ؛ وَهِي بهاءٍ) .
(قالَ الفرَّاءُ: امرأَةٌ} غَذَوانَةٌ فاحِشَةٌ.
(و) الغَذَوانُ: اسمُ (ماءٍ بينَ البَصْرَةِ والمَدِينَةِ) ، كأَنَّهُ مُثَنَّى غذا، وضَبَطَه نَصْر بالفَتْح.
( {واسْتَغْذاهُ: صَرَعَهُ فشَدَّ صَرْعَهُ.
(} والغاذِيَةُ: عِرْقٌ) سُمِّيَت بِهِ لأنَّها {تَغْذو دَماً.
(وَهُوَ} غاذِي مالٍ) :) أَي (مُصْلِحُه وسائِسُه) ، كأَنَّه {يَغْذُوه أَي يُرَبِّيه.
(} والتَّغْذِيَةُ: التَّرْبِيَةُ) ، التَّثْقِيلُ للمُبالغَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غَذَا الجُرْحُ يَغْذُو: دَامَ سَيَلانُه.
{وغَذَّى الكَلْبُ ببَوْلِه} يُغَذِّي: أَلْقاهُ دَفْعَةً دَفْعَةً.
{والغاذِي: الجُرْحُ لَا يَرْقأُ.
وفلانٌ خَيْرُه} يتَغَذَّى كلَّ يَوْمٍ: أَي يَنْمُو ويَزِيدُ.
والنارُ {تُغَذَّى بالحَطَبِ.
} وغذوا بلِبانِ الْكَرم؛ والثلاثَةُ مِن المجازِ.
{وغُذَيٌّ، كسُمَيَ: تَصْغيرُ} الغَذِيِّ للسَّخْلَةِ عَن خَلَفِ الأحْمر وقيلَ {غُذَيُّ بَهْمٍ لَقَبُ رجُلٍ، عَن شَمِرٍ وغُذَيُّ جد أبي هالَةَ زَوْج خَدِيجَة} والغاذِيَةُ من الصَّبيِّ الرَّمَّاعَةُ مَا دامَتْ رَطْبَةً، فَإِذا صَلُبَتْ وصارَتْ عَظْماً فَهِيَ يافُوخٌ، والجَمْعُ {الغَواذِي، عَن أَبي زيْدٍ.
} والمغذيةُ {والمغذاةُ: من أَسْماءِ بئْرِ زَمْزَم.
} والغَيْذَاءُ؛ فَيْعَلٌ مِن غَذَا يَغْذُو إِذا سَالَ، اسْمٌ للسَّحابِ؛ جاءَ ذِكْرُه فِي الحديثِ.
قالَ الزَّمَخْشري: وَلم أُسْمَعْ بفَيْعَلٍ فِي مُعْتَل اللامِ غَيْر هَذَا والكَيْهاء للناقَةِ الضَّخْمَةِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.