Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شتت

يُوزَعُونَ

{يُوزَعُونَ}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {فَهُمْ يُوزَعُونَ}
قال: يحبُس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير، وشاهده قول الشاعر:
وزَعْتُ رَعِيلَها بِأقَبَّ نَهْدٍ. . . إذا ما القومُ شدُّوا بعد خمسّ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آيات:
النمل 17: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}
النمل 83: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ}
فصلت 19: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}
وليس في القرآن من المادة، غير هذا الفعل المضارع مبنياً للمجهولين في الآيات الثلاث.
ومعها فعل الأمر في آيتى النمل 19 والأحقاف 15: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ}
الوزع عند أهل اللغة: الكف والمنع. وأوزعه بالشيء أغراه به، قال الفراء في معنى آية الصافات، والجوهري والزمخشري في (ص، س) "وقال بعض أهل اللغة: أوزعت حرف من الأضداد، يقال أوزعت الرجل إذا أغربته بالشيء، وإذا نهيته وحبسته عنه {فَهُمْ يُوزَعُونَ} والصحيح عندنا أن يكون أوزعت بمعنى أمرت وأغريت، ووزعت بمعنى حبست. والدليل عليه قوله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} (الأضداد 83 / 139) . قال أبو حاتم السجستاني: وقالوا، زعموا: أوزعني به أولعنى به، وهذا معروف. وقالوا: أوزعته نهيته وكففته، وقال تعالى: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} ، أي يُكفون ويمُنعون. قال أبو حاتم: لا علم لي بهذا، وهو قرآن فلا أقدم عليه. ولكن يقال: وزعته نهيته وكففته. ومنه قيل: يوزعون. ومنه وزَعَةُ السلطانِ الذين يكفون عنه الناس. وفي الحديث "لابد للسلطان من وزَعةُ" وقال الذبياني:
على حين عاتبت المشيبَ على الصبا. . . وقلتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشيبُ وازعُ

(الأضداد: أوزع) .
والمعنيان في: وزع، كف ومنع، وأوزعه أغرى. في (ص، س) والنهاية لابن الأثير. وفي (المقاييس) : وزعتُه عن الأمر: كففتُه، قال الله سبحانه: {فَهُمْ يُوزَعُونَ} اي يُحبس أزلهم على آخرهم. وجمع الوازع وَزَعةَ.
تأويلها في المسألة بحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير، لا يبدو وجه قيد الإيزاع بنوم الطير الذي في معاني القرآن للفراء: وجاء في التفسير يُحبَسُ أوَّلُهم على آخرهم حتى يدخلوا النار، وأسنده الطبري عن ابن عباس، وعنه أيضاً: يجعل على كل صنف من يرد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا كما تصنع الملوك. وعن قتادة: يرد أزلهم على آخرهم. واختاره الطبري لأن الوازع في كلام العرب هو الكافّ. يقال منه: وزع فلاناً عن الظلم إذا كفه عنه. وإنما قيل للذين يدفعون الناس عن الأمراء: وزَعة، لكفهم إياهم عنهم.
وفسر الر اغب الوزع بالكف. على سبيل القمع في آية النمل 17، وعلى سيبل العقوبة فيمن يُدَعّون إلى جهنم في آيتى النمل 82 وفصلت 19، وقيل الوزع الولوع. ومنه {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} معناه ألهمني. وتحقيقه: أولعني بذلك واجعلني بحيث أزع نفسي عن الكفران (المفردات) .
والكلمة المسئول عنها مبنية للمجهولين، مما يؤنس إلى دلالة السوق إلى المحشر وعلى وجه الدع والقسر والإرغام. والله أعلم.
ولعل أصل المعنى في اللغة: الدفع والسَّوق قسراً، فالموزَع مساق بإرادة غيره.
ويأخذ الدفعُ صفة الإرغام فيمن يوزعون إلى المحشر، ويأخذ صفة الحمل والتوجيه في الدعاء.
ومن ملحظ التــشتت والحيرة والبعثرة في سوق الجمع قسرا، جاء معنى التفرق في الأوزاع.

قِدَدًا

{قِدَدًا}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {طَرَائِقَ قِدَدًا}
قال ابن عباس: المتقطعة في كل وجه. وشاهده قول الشاعر:
ولقد قلتُ وزيدٌ حاسرً. . . يومَ ولَّتْ خيلُ زيدٍ قِدَدَا
(تق) وفي (ك، ط) : من كل وجه.
الكلمة من آية الجن 11:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}
وحيدة الصيغة في القرآن، وليس معها فيه من مادتها غير الفعل الماضي في آيات يوسف، وامرأة العزيز، (25 - 28) :
{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} ، {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
والقد فيها على أصل معناه في التمزيق.
وتفسيره {طَرَائِقَ قِدَدًا} بالمتقطعة في كل وجه، لعله عنى به التقطع المجازي في الهدى والضلال، ونظر فيه، والله أعلم، إلى آيات:
الأعراف 168: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} ومعها 160 في تقكيع قوم موسى أسباطاً..
والمؤمنون 53: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وآية الأنبياء 93:
وإن جاء التقطع والتقطيع كذلك في تقطيع الأرحام (محمد 22) وتقطع القلوب حسرة (التوبة 111) كما جاء على أصل معناه في تقطيع الأيدي في حد السرقة (المائدة 38) والأيدي والأرجل في حد الحرابة (التوبة 33) وتقطيع النسوة أيديهن في آيتى (يوسف 31، 50) ووعيد فرعون لمن آمن من السحرة بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف (الأعراف 124، طه 71، الشعراء 49)
وجاء في النذير بعذاب الكفار في الجحيم: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} الحج 19 {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} محمد 15
وذهب الفراء في معنى آية الجن إلى: كنا فرقا مختلفة أهواؤنا (3 / 191) ونقل فيها القرطبي عن الضحاك: أدياناً مختلفة. وعن قتادة: أهواء متباينة، وأنشد:
القابض الباسط الهادي بطاعته. . . في فتنة الناسِ إذ أهواؤهم قِدَدُ
قال: ويقال القوم طرائق، جمع طريقة، أي على مذاهب شتى. والِقدَد نحو منها وهو توكيد لها واحدها قِدَّة، وأصلها من قدَّ السيور وهو قطعها (الجامع 19 / 14) وكذلك فسرها أبو حيان بالسِير المختلفة، وأنشد:
* القابض الباسط * البيت، وبيت الكُميت:
جمعتَ بالرأي منهم كلَّ رافضة. . . إذ هم طرائق في أهوائها قِدَدُ
(البحر 8 / 344)
والتفاوت بين الصلاح وما دونه، هو صريح آية الجن. ومعها في سياقها: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}
وأما الشاهد في جواب المسألة - وهو للبيد بن ربيعة - فصريح في تــشتت الخيل وتقطعها في كل وجه.

المعارك الحربية

المعارك الحربية
سجل القرآن كثيرا من المعارك الحربية التى دارت بين المسلمين وخصومهم بطريقته المصورة المؤثرة المتغلغلة إلى أعماق النفوس، وأخفى أغوار القلوب، وها هو ذا يسجل معركة بدر، أولى المعارك الكبرى التى انتصر فيها المؤمنون، على قلتهم، انتصارا مبينا على عدوهم، فيقول: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
(الأنفال 5 - 19).
تسجل الآيات الكريمة نقاشا حادّا جرى بين النبى وطائفة من المؤمنين، هو يريد أن يقنعها بأن الخير في الخروج لملاقاة العدو، وهى تريد أن تقنعه بأن الأفضل البقاء وتجنب ملاقاته، يشفع لها في اتخاذ هذا الرأى قلة عددها، ويسجل القرآن على هذه الطائفة شدة فرقها من لقاء العدو، حتى لقد دفعها ذلك إلى جدال الرسول في رأيه جدالا شديدا، وكأنما تمثلت مصارعهم أمامهم، وكأنهم يرون أنفسهم مسوقين إلى الموت سوقا، وتسجل الآيات أن الله وعد المؤمنين الظفربالعير أو بقريش، وأنهم كانوا يؤثرون أخذ العير لسهولة ذلك عليهم، ولكن الله قد دفعهم إلى الخروج لا للظفر بالغنيمة، بل ليكون ذلك تمهيدا للتمكين للدين، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
ها هو ذا جيش المسلمين يسير بقلب واجف، وفؤاد مضطرب، يستمد المعونة من الله، ويستغيث به، ويطلب منه النصر، والله يستجيب له، ويعده بأن يمده بالملائكة، ليطمئن قلبه، وتسكن نفسه، وتثبت قدمه، وها هو ذا الأمن يملأ أفئدة الجند، فيجد النوم سبيله إلى عيونهم، وتجود السماء بالماء، فلا يتسرب الخوف من العطش إلى نفوسهم، والله يلقى الأمن والسكينة في قلوبهم، فيقبلون على القتال، فى جرأة وبسالة وإقدام، يتزعزع لها قلب العدو، ويمتلئ قلبه بالرعب والذهول، والمسلمون ماضون في عنف، يضربون الأعناق، ويبترون الأكف، فلا تستطيع حمل السلاح، وذلك جزاء عناد المشركين لله ورسوله.
ويتخذ القرآن من تلك المعركة درسا، ويرى أن النصر إنما كفل بهذا الإقدام المستميت، فيحذرهم إذا لاقوا العدو أن يفروا من ميدان القتال، وينذرهم إذا هم فعلوا، بأقسى ألوان العقوبات، وشر أنواع المصير، يذكرهم بأن الله هو الذى أمدهم بهذه القوة التى استطاعوا بها هزيمة عدوهم، وكأنه ينبئهم بأنهم ليس لهم عذر بعد اليوم، إذا هم أحجموا عن الجهاد، وخافوا لقاء العدو.
ويمضى القرآن بعدئذ منذرا الكافرين، مهددا إياهم، بشر مصير إن هم فكروا فى إعادة الكرة، أو غرتهم كثرتهم، ومتجها إلى المؤمنين يأمرهم بطاعة الرسول، بعد أن تبينوا أن الخير فيما اختار، والنجح فيما أشار به وأمر.
والقرآن في حديثه عن هذه الغزوة قد اتجه أكثر ما اتجه إلى رسم نفسية المقاتلين، والتغلغل في أعماقها، لأن هذه النفسية هى التى تقود خطا المجاهدين، وتمهد الطريق إلى النصر أو الهزيمة، كما اتجه إلى ما يؤخذ منها من تجربة وعظة.
وإذا كانت غزوة بدر قد انتهت بالنصر فإن غزوة أحد قد انتهت بإخفاق بعد نصر كان محققا، وقد سجل القرآن تلك الغزوة في قوله: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ  لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران 121 - 171).
هذا الحديث المطول مؤذن بأن المحدث عنه ذو أهمية خاصة تحتاج إلى هذا الطول، ولم لا؟ وهو حديث عن هزيمة، يريد أن يقتلع آثارها من نفوسهم، وأن يبدلهم من اليأس أملا، وأن يبين لهم الحكمة فيما حدث، ولنتتبع الآيات الكريمة نرى ما رسمته، وما توحى به، وما عالجته في نفوس القوم، وكيف مستها برفق حتى اندمل جرحها واطمأنت. صورت الآيات الكريمة الرسول في ميدان القتال، يرتب الجند، ويخص كل طائفة بمكان، ويعيّن موضع كل فريق من المعركة، وقد همّ فريقان أن يتركا ميدان القتال ويفشلا، ولعلهما كانا يريان أن يعودا وينتظرا العدو في المدينة، وربما ذكر الرسول المؤمنين بنعمة الله إذ نصرهم، وهم ضعاف أذلة يوم بدر، كما أخذ الرسول يقوى روحهم المعنوية، فيحدثهم عن تأييد الله لهم بالملائكة ليطمئن قلوبهم، ويثبت أقدامهم، وليكون ذلك وسيلة لدحر الكفار، أو لتذكيرهم فيتوبون.
ذلك رسم لما كان في بدء المعركة، وما قام به الرسول من دور هام في تنظيم قوى المؤمنين، وملء أفئدتهم بالأمل وروح الإقدام.
ويمضى القرآن بعدئذ يمس جرحهم في رفق، فينهاهم عن الوهن والحزن، ويعدهم بالفوز إذا كان الإيمان الحق يملأ قلوبهم، ويحدثهم بأنهم إن كانوا قد أصيبوا فقد أصيب عدوهم بمثل ما أصيبوا به، وكأنه يقول لهم: إن القوم برغم ما أصيبوا به، لم يهنوا ولم ييأسوا، بل جاءوا إليكم مقاتلين.
ويحدثهم عن السر في انتهاء المعركة بما انتهت به، وأن ذلك وسيلة لتبين المؤمن الحق، وتمحيصه عن طريق اختباره، فليس دخول الجنة من اليسر بحيث لا يحتاج إلى اختبار قاس، كهذا الاختبار الذى عانوه في معركة القتال، ثم ينتقل بعدئذ يقرّ في نفوسهم أن الأجل أمر مقدور لا سبيل إلى تقديمه أو تأخيره، وأن كثيرا من الأنبياء حدث لأتباعهم هزائم لم تضعف من عزيمتهم ولم تؤد بهم إلى الوهن والضعف والاستكانة، وهو بذلك يضرب لهم المثل الواجب الاقتداء، وبالصبر سيظفرون كما ظفر من سبقهم.
ويعود بعد ذلك متحدثا عن سبب الهزيمة، فيبين أنهم كانوا خلقاء بالنصر، وأن الله قد صدقهم وعده، وأراهم ما يحبون، ولكنهم فشلوا وتنازعوا في الأمر فمنهم من أراد
الظفر بالغنيمة، ومنهم من كان يريد الآخرة، فكانت النتيجة هزيمة، فرّوا على إثرها مولين، لا يلوون على شىء، والرسول يدعوهم إلى الثبات، ويصف القرآن طائفة منهم قد تغلغل الشك في نفوسهم، فمضوا يظنون بالله غير الحق، ويقولون: لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا هاهنا، فيرد عليهم القرآن في رفق بأن الأجل مقدر، وأن من كتب عليه القتل لا بدّ ملاقيه، ثم يسبغ الله عفوه على من فر في ميدان القتال، غافرا له زلة دفعه إليها الشيطان.
ويكرر القرآن مرة أخرى فكرة إصابتهم، وأن أعداءهم قد أصيبوا من قبلهم، وأن سبب هذه الهزيمة راجع إلى أنفسهم، كما سبق أن حدثهم عن فشلهم وتنازعهم، وأن هذا الاختبار ليتبين من آمن، ومن نافق، هؤلاء الذين ثبطوا عن القتال حينا، والذين زعموا أن الجهاد في سبيل الله هو الذى دنا بآجال من قتلوا، والقرآن يرد عليهم في إفحام قائلا: فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (آل عمران 168).
ويختم حديثه مسهّلا عليهم قتل من قتل في سبيل الله بأنه شهيد حى عند ربه يرزق، فرح بما أوتى من فضل الله، مستبشر بمن سيلحق به من المجاهدين، مبتهج بحياة لا خوف فيها ولا حزن.
كانت سمة هذا الحديث الطويل الرفق في الخطاب واللين في العتاب، يريد بذلك تأليف القلوب، وجمع الأفئدة، وربما جر العنف إلى أن تجمع النفوس، وتتــشتت الأهواء، فى وقت كان الإسلام فيه أحوج ما يكون إلى الألفة وجمع الشمل، حتى إن الفارين أنفسهم وجدوا من عفو الله ما وسعهم بعد أن استزلهم الشيطان.
وسمة أخرى واضحة في تلك الآيات الكريمة وهى خلق الأمل في القلوب وإبعاد شبح اليأس ومرارة الهزيمة من النفوس، وقد رأينا كيف ضرب لهم الأمثلة بمن مضوا ممن قاتلوا مع النبيين، وأثار فيهم نخوة ألا يكونوا أقل قوة من أعدائهم الذين أصيبوا أشد من إصابتهم، ومع ذلك لم يهنوا ولم يضعفوا، وملأ قلبهم طمأنينة على من قتل من أحبابهم، فقد أكد لهم حياتهم حياة سعيدة، وبذلك كله مسح على قلوبهم، ومحا بعفوه آلام المنهزمين منهم، وأعد الجميع لتحمل أعباء الجهاد من جديد بنفوس مشرقة، وقلوب خالصة، يملؤها الأمل ويحدوها الرجاء في ألا تقصر في قتال، أو يدفعها زخرف الحياة الدنيا فتنصرف إليه، ناسية الهدف الرئيسى الذى تركت من أجله الوطن والأهل والولد.
وتحدث القرآن حديثا طويلا عن غزوة الأحزاب، إذ قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (الأحزاب 9 - 27).
أجملت الآيات في وصف نتيجة المعركة بانهزام الأحزاب ومن ظاهروهم، إجمالا يغنى عن كل تفصيل، ويحمل إلى النفس معنى النعمة التى أنعم الله بها على المؤمنين، فقد كفاهم القتال بقوته وعزته، ولا سيما إذا قرنت تلك النعمة بما أصاب المؤمنين من الخوف والرهبة من إحاطة الأعداء بهم، فقد جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وزلزلوا زلزالا شديدا، ألا ترى أن هذا الوصف الدقيق لنفسية المؤمنين وقد أحيط بهم، وهذا الوصف الموحى المصور، المؤذن بأن اليأس من النجاة، كاد يستولى على النفوس، ثم رأى المحاصرون أنه قد انجلى الغم عنهم، ومضى الخوف إلى غير رجعة، وأن ذلك قد تم بقدرة الله وحده، وأنهم قد كفوا القتال، وصاروا آمنين في ديارهم- ألا ترى ذلك جديرا بشكر المنعم على تلك النعمة، التى تضؤل النعم بجوارها.
وأطالت الآيات في الحديث عن هذه العوامل التى تفت في عضد الجيش الإسلامى، والتى كانت خليقة أن تنزل به أقسى الهزائم، وتلك هى المعوقون والمنافقون، وكأنه بذلك يريد أن يتدبر هؤلاء موقفهم، وأن يروا قدرة الله التى جلبت النصر وحدها، من غير أن يشترك المسلمون في قتال، فلعل في ذلك تطهيرا لقلوبهم، وسببا لعودتهم إلى الطريق السوى، وخير السبل، وقد تحدث القرآن طويلا عما يعتلج في نفوسهم، وما يبثونه من أسباب الهزيمة في صفوف المسلمين، وحكى معتقداتهم ورد عليها في حزم. فكان حديث القرآن عن هذه الغزوة حديث المصلح الذى يضع هدف إصلاح نفوس الأفراد وتطهير الجماعة من أسباب ضعفها وخذلانها. وإلى هذا يهدف القرآن حين يتحدث عن الغزوات، يعنى بالنهوض بالفرد، فتطهر نفسه، ويؤمن بالله أعمق الإيمان وأصدقه، وبالجماعة فتتلافى وسائل نقصها، وتخلص مما يقعد بها دون الوصول إلى غايتها من النصر المؤزر والاستقرار والأمن، يرفق في سبيل ذلك حينا، ويقسو حينا آخر.

التنكير والتعريف

التنكير والتعريف
وقفت طويلا عند الاسم النكرة، أتبين ما قد يدل عليه التنكير من معنى، ودرست ما ذكر العلماء من معان، قالوا إن هذا التنكير يفيدها، وبدا لى من هذا التأمل الطويل أن النكرة يراد بها، واحد من أفراد الجنس، ويؤتى بها، عند ما لا يراد تعيين هذا الفرد، كقوله سبحانه: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص 20). فليس المراد هنا تعيين الرجل، ولكن يراد هنا أن يصل إلى موسى نبأ الائتمار عليه بالقتل.
والنكرة بعدئذ تفيد معناها مطلقا من كل قيد، أما ما يذكره علماء البلاغة من معان استفيدت من النكرة، فإنها لم تفدها بطبيعتها، وإنما استفادتها من المقام الذى وردت فيه، فكأنما المقام هو الذى يصف النكرة، ويحدد معناها، فكلمة حياة مثلا تدل على معناها المجرد، والمقام يهبها معنى التحقير حينا، والتعظيم حينا آخر، والنوعية من موضع ثالث، ولنقف قليلا عند بعض الآيات التى ورد فيها الاسم نكرة، نتبين مدى الجمال في وروده.
قال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ (البقرة 96). أولا ترى أن المراد هنا بيان حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة، وأنها غالية عندهم كل الغلو، لا يعنيهم أن تكون تلك الحياة رفيعة أو وضيعة، ولهذا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، ومن هنا جاء التنديد بهم، لأن الإنسان المثالى، لا يريد الحياة، إلا إذا كانت رفيعة صالحة.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وهنا تجد المراد كذلك مطلق حياة يستفيدها المجتمع من حكم القصاص، هى تلك التى يظفر بها من يرتدع عن القتل، ولا يقدم عليه خوفا، أن تناله يد القانون فيقتل، فهذا الحكم العادل، استزاد به المجتمع حياة بعض الأفراد الذين كانوا عرضة للقتل قصاصا.
وقال تعالى: قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 183، 184). فالرسل منكرة لا تدل على أكثر من معنى المرسلين والكثرة إنما استفيدت من هذه الصيغة من جموع التكثير، الدالة على هذه الكثرة، أما التعظيم فلا يستفاد من التنكير، وإنما يستفاد من وصف هؤلاء الرسل، بأنهم جاءوا بالبينات، فالمقام هو الذى عظم هؤلاء الرسل، وقد تأتى الكلمة نفسها في مقام آخر، ويكون ما يحيط بها دالا على حقارتها وضعتها، مما يدل على أن التنكير في ذاته لا يؤذن بتعظيم ولا تحقير.
وقال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (البقرة 279). فكلمة حرب منكرة، لا تدل على أكثر من حقيقتها، وإذا كان ثمة تعظيم لهذه الحرب فمنشؤه وصفها بأنها من الله ورسوله، وإن حربا يثيرها الله، جديرة أن تبعث في النفس أشد ألوان الفزع والرعب.
وقال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 72). فلا تحمل كلمة رضوان في الآية معنى أكثر من العطف، أما أن يدل التنكير هنا على التقليل لا تفيده النكرة وحدها، وإن كان معنى الآية يحتمل، أن قليل رضوان الله أكبر من الجنات والمساكن الطيبة، لأن النكرة تطلق على القليل والكثير فما يطلق عليه رضوان قل أو كثر، أكبر مما أثيبوا به.
ودل المقام على تعظيم الاسم المنكر، فى قوله تعالى: وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (الأعراف 113). ذلك أنهم يطلبون مكافأة على عمل ضخم يقومون به، هو إبطال دعوة موسى، والإبقاء على دين فرعون، أو لا يكون ثواب ذلك عظيما يناسبه.
كما دل المقام على تعظيم الذكر، فى كل آية وردت فيها تلك الكلمة منكرة، كقوله تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا (الأعراف 63).
وقوله تعالى: وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (يوسف 104). فوصفه حينا بأنه من الله، وحينا بأنه ذكر للعالمين، وحينا بأنه مبارك، يؤذن بعظمة هذا الذكر وجلال قدره.
كما دل المقام على التقليل في قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (الجاثية 32). ألا ترى أن جحدهم للساعة، لا يؤذن إلا بظن ضئيل في وجودها يتردد في رءوسهم. وقد تكون الكلمة النكرة موحية بمعنى حقير إلى النفس، كما في قوله تعالى: أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (الكهف 37). وقوله سبحانه: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (عبس 17 - 19).
ولأن النكرة لا تدل على شىء معين، كان استخدامها في بعض المقام مثيرا للشوق والرغبة في المعرفة، كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (الصف 10). ولأنها تدل على القليل والكثير كانت بعد النفى لقصد العموم وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2).
وتحدث العلماء عن تنكير السلام الصادر من الله في قوله سبحانه: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (يس 58). وقوله: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (الصافات 79). وقوله:
سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (الصافات 130). وقوله: وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (مريم 15). وقوله: قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ (هود 48). والذى أحسه فى هذا التعبير أن المقام هنا يدل على تعظيم هذا السلام الصادر منه سبحانه، والمقام ينبئ بهذا التعظيم ويشير إليه.
وتستخدم ألوان المعارف في القرآن الكريم في مواضعها الدقيقة الجديرة بها:
فيستخدم الضمير الذى يجمع بين الاختصار الشديد، والارتباط المتين، بين جمل الآية بعضها وبعض، ومن روائع استخدام ضمير المخاطب، أن يأتى به مخاطبا كل من يستطاع الخطاب معه، عند ما يكون الأمر من الوضوح بمكان، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (السجدة 12).
وقوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سبأ 51). فكأن سوء حالهم من الوضوح لدرجة ظهوره لكل أحد.
وعادة القرآن في ضمائر الغيبة أنها تتفق إذا كان مرجعها واحدا، حتى لا يتــشتت الذهن ولا يغمض المعنى، ولذا كانت الضمائر كلها تعود إلى موسى، فى قوله سبحانه: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (طه 38، 39). وما بعدها. وليس من قوة النظم في شىء أن يعود بعض هذه الضمائر على موسى وبعضها الآخر على التابوت. كما تعود الضمائر كلها إلى الله في قوله تعالى:
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الفتح 9).
فإن اتحد الضميران، وكانا يعودان إلى مختلفين، كان المقام يحددهما تحديدا واضحا؛ ومن ذلك قوله سبحانه: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (الكهف 22). فضمير فيهم يرجع إلى أهل الكهف، وضمير منهم يرجع إلى ما رجع إليه ضمير سيقولون. ولكن الكثير في الاستعمال القرآنى أن يخالف بين الضمائر إذا تعدد مرجعها لسهولة التمييز كما في قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (التوبة 36).
فضمير منها وهو لاثنى عشر شهرا، أتى به مفردا، وضمير منهن وهو للأربعة، أتى به جمعا، وكلا الأمرين جائز في كليهما، ولكن سنة القرآن إذا أعاد الضمير على جمع ما لا يعقل، أعاده مفردا إذا كان لأكثر من عشرة، وجمعا إذا كان لأقل منها .
وإذا كان مرجع الضمير مفرد اللفظ جمع المعنى، راعى الأسلوب القرآنى اللفظ أولا، والمعنى ثانيا عند تعدد الضمير، وذلك أجمل في السياق من العكس، وتأمل ذلك في قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (البقرة 8). وقوله سبحانه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً (الأنعام 25)، فإن هذا الأسلوب حديثا عن كل فرد من أفراد هذا المجموع أولا، ثم حديثا عنه في جماعة ثانيا.
وقد لا تجد في الآية مرجعا للضمير، ولكنك تحس بوضوح معناه أيما وضوح، لدلالة المقام على هذا المرجع، ومن ذلك قوله سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (الرحمن 26)، فالضمير في عليها يعود إلى الأرض، من غير أن يجرى لها ذكر، ولكنك لا تجد حرجا ولا مشقة في إدراك معناه.
وقد يضع القرآن الاسم الظاهر موضع الضمير، لأمور تلمسها في كل مكان حدث فيه هذا الوضع، وتأمل قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت 19، 20). فوضع الله مكان ضميره لأن هذا الاسم يوحى بالجلال، المؤذن بيسر بدء الخلق عليه، وقدرته على إنشاء النشأة الآخرة.
وقوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها
(التوبة 25، 26). ففي إظهار المؤمنين بدل أن يقول ثمّ أنزل الله سكينته عليكم، إظهار لمن ثبت منهم في مظهر من يستحق اسم المؤمن الحقيقى.
وقوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). فأظهر الذين كفروا بدل الإتيان بضمير يعود عليهم، لما في ذلك من إبرازهم متعنتين جاحدين، لا يرعون ما يجب أن يكون للحق، من حسن القبول والرضا به، والاطمئنان إليه، وفي ذلك تشنيع عليهم، وتصوير لمدى ضلالهم ومكابرتهم، وعلى هذا المنهج جاء قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (ص 1 - 4). وهو بذلك يشير إلى أن هذا القول لا يكون إلا من كافر يخفى الحق ولا يقربه.
ومما استخدمه القرآن ضمير الشأن أو القصة، وهو ضمير لا مرجع له، تسمعه النفس فتتهيأ لسماع ما يأتى بعده، لأن الأسلوب العربى لا يأتى بهذا الضمير إلا في المواطن التى يكون فيها أمر مهم، تراد العناية به، فيكون هذا الضمير أداة للتنبيه، يدفع المرء إلى الإصغاء، فإذا وردت الجملة بعده استقرت في النفس واطمأن إليها الفؤاد.
واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). أو لا ترى الشوق يحفز السامع عند ما يصغى إلى هذا الضمير- إلى أن يدرك ما يراد به، فإذا وردت الجملة ثبتت في النفس، وقرت في القلب.
وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46).
تجد للضمير هنا من الإثارة وتثبيت المعنى، ما يبين عن فضل هذا الضمير، وما يمنحه الأسلوب من قوة وحسن بيان.
ويستخدم القرآن العلم ولم يستخدم الكنية إلا في قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (المسد 1)، وفي اختيار هذه الكنية من الذم، ما ليس في الاسم، وهذا هو السر في اختيارها، وقل استخدامه كذلك للقب، ومنه استخدام إسرائيل، لقب يعقوب، ومعناه عبد الله، وقيل صفوة الله، ولم تخاطب اليهود في القرآن إلا ب «يا بنى إسرائيل» . ومنه المسيح، لقب لعيسى، قيل معناه الصديق، وقيل الذى لا يمسح ذا عاهة إلا برئ .
ويأتى اسم الإشارة للقرب في القرآن، مؤذنا بقربه، قربا لا يحول دون الانتفاع به، ومن هنا أوثر هذا النوع من أسماء الإشارة، فى قوله سبحانه: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (الإسراء 9)، أو لا ترى أن المقام هنا مقام حديث عن هاد، يقود إلى أقوم الطرق، ولأن يكون هذا الهادى قريبا أنجح لرسالته، وأقطع لعذر من ينصرف عن الاسترشاد بهديه، بينما استخدم اسم الإشارة للبعيد، مشيرا إلى القرآن نفسه عند ما تحدث عن بعده عن الريب، فكان الحديث عنه باسم الإشارة البعيد، أنسب في الدلالة على ذلك. ويستخدم اسم الإشارة للقريب تنبيها على ضعة المشار إليه، كما في قوله تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ (الأنبياء 36)، وقوله سبحانه: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (الفرقان 41)، وكأن في اسم الإشارة للقريب، ما يشير إلى أن هذا الشخص القريب منا، والذى نعلم من أموره ما نعلم، لا تقبل منه دعوى الرسالة، ولا يليق به أن يذكر آلهتنا بسوء.
ويستخدم اسم الإشارة للبعيد أحيانا ليدل على ارتفاع مكانته، وبعده عن أن يكون موضع الأمل والرجاء، كما في قوله سبحانه، على لسان امرأة العزيز: قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (يوسف 32)، أو ليدل على ما يجب أن يكون عليه من بعد في المكان والمنزلة، ولعل من ذلك قوله تعالى: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (آل عمران 175).
وفي اسم الإشارة لون من الإيجاز والتنبيه معا، عند ما يشير إلى موصوف بصفات عدة، فينبنى الحكم على هذه الصفات، كما في قوله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال 2 - 4).
ويأتى القرآن بالاسم الموصول، عند ما تكون صلته هى التى عليها مدار الحكم، كما في قوله سبحانه: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
(النساء 122). وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (آل عمران 91).
والمجيء باسم الموصول، فضلا عما ذكرناه، يثير في النفس الشوق إلى معرفة الخبر، وقد تكون الصلة نفسها ممهدة لهذا الخبر ودالة عليه، واقرأ قوله تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 20 - 22). أو لا ترى في الصلة ما يوحى إليك بأنه قد أعد لهم خير عظيم، يناسب إيمانهم وهجرتهم، وجهادهم بأموالهم وأنفسهم.
ومن خصائص اسم الموصول استطاعته أن يخفى تحته اسم المذنب، وفي ذلك من الرجاء في هدايته، ما ليس في إفشاء اسمه وفضيحته، وتأمل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (الحج 8)، وقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ (العنكبوت 10)، وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (لقمان 6).
ففي هذا وغيره ذم لمن يتصف بذلك، ودعوة له في صمت إلى الإقلاع والكف، ومن ذلك قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (البقرة 204). وجاء قوله تعالى بعده: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (البقرة 207). ليكون في مقابلته، حتى تكون الموازنة قوية جلية، تدفع إلى العمل الصالح ابتغاء مرضاة الله.
وقد يعدل القرآن عن العلم إلى الاسم الموصول، إذا كان فيه زيادة تقرير لأمر يريده القرآن، كما في قوله تعالى: وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ (يوسف 23).
ألا ترى في ذكر اسم الموصول زيادة تقرير لعفته، فهو في بيتها، ووسائل إغرائه موفورة عندها، وهو تحت سلطانها، ولن تفهم هذه المعانى إذا جاء باسمها.
ويستخدم اسم الموصول كذلك، لإظهار أن الأمر لا يستطاع تحديده بوصف، مهما بولغ فيه، تلمس ذلك في قوله تعالى: قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (الشعراء 18، 19). وقوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (طه 78). وفي ذلك ترك للخيال يسبح ليكمل الصورة ويرسمها.
ويستخدم القرآن التعريف بأل، فتكون للعهد حينا، وللجنس حينا آخر، ومن أجمل مواقعها فيه أن تستخدم لاستغراق خصائص الجنس، كما في قوله تعالى:
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فكأنه قال ذلك هو الكتاب المستكمل لخصائص جنسه، فهو الكتاب الكامل.
وتأتى الإضافة في القرآن أحيانا لتعظيم المضاف كقوله تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (النمل 88). أو تحقيره كما في قوله سبحانه:
أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (المجادلة 19).
وقد يعدل عن الإضافة، حيث يبدو في ظاهر الأمر أن المقام لها، كما في قوله سبحانه على لسان إبراهيم لأبيه: يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (مريم 45). فالعدول عن إضافة العذاب إلى الرحمن لعدم التجانس بينهما، فالمناسب للعذاب أن يضاف إلى الجبار، أو المنتقم مثلا، لا إلى مصدر النعم، أما السر في وصف العذاب بأنه من الرحمن، فالإشارة إلى أن العذاب إنما كان، لأنه كفر بمن كان مصدرا للنعمة، ولم يقم بواجب شكره. 

الذكر والحذف

الذكر والحذف
يذكر القرآن ما يذكره، مما يبدو أن السياق يجيز حذفه، عند ما يكون في هذا الذكر تثبيت للمعنى، وتوطيد له في النفس، ويكون في ذكره فضلا عن ذلك معان لا تستفاد إذا حذف فمما ذكر فيه المسند إليه قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (الإخلاص 1، 2)، ذكر اسم الجلالة في الجملة الثانية ليستقر في النفس مرتبطا بخبره، وليفيد بتعريفه وتعريف الخبر أنه وحده السيد الذى يقصد إليه، عند اشتداد الخطوب، وفضلا عن ذلك نرى في الأسلوب هذا التناسق الموسيقى، الذى يفقد إذا حذفنا لفظ الله، برغم ما في الكلام مما يدل عليه. ومن ذلك قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء 85).
ألا ترى في ذكر الروح وارتباطها بخبرها، ما يثبت معنى الجملة في نفسك، ولا يــشتت أركانها في فؤادك، فيذكر لك ما يتحدث عنه صراحة، ولا يدعك تلتمسه من الكلام. وإن شئت فاحذف كلمة الروح من الجملة، وانظر أتجد المعنى في الجلاء والاستقرار مثله عند ما تذكر.
ومن هذا الباب قوله تعالى: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى قالَ هِيَ عَصايَ (طه 17، 18) وذكر البلاغيون أن ذكر المسند إليه هنا للرغبة في إطالة الكلام، وتلذذا بهذه الإطالة، هذا التلذذ الذى دفع موسى إلى أن يتحدث بما لم يسأل عنه، فقال:
أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (طه 18).
ويذكر المسند إليه أيضا صراحة، تأكيدا لوقوع المسند، إذا كان ذكر اسمه مما يطمئن السامع إليه، واقرأ قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (المائدة 95). أو لا ترى في ذكر اسم الله بعد الوعد ضمانا لتنفيذه، كما يذكر للتصوير الباعث على الرهبة، كما في قوله تعالى: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (الزلزلة 1، 2). فذكر الأرض إلى جانب إخراج الأثقال، يصور هذا الجرم الهائل، وقد انشق عن فجوات تقذف بما ضمت الأرض من أثقال، وذكرها وهى المكان المستقر الثابت الذى نجد على سطحه الاستقرار، يصورها مائدة مضطربة تحت أقدامنا، فأى فزع يلم بنا عند هذا التصور. كما يذكر تأكيدا لنعمة أداها، فيكون ذكره مثيرا لشكره، كما في قوله تعالى: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (الأحزاب 25). ألا ترى هذه النعمة الكبرى نعمة حقن دماء المسلمين جديرة بذكر المنعم، ليشكر.
وفي ذكر المسند كذلك تثبيت لمعنى الجملة في النفس، وقد يثير حذفه برغم ما قد يدل عليه، معنى لا يراد، وتأمل قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (المائدة 41). ففي تكرير لهم ما يشعر بكمال قوة الجزاءين، ويؤكد أن العذاب العظيم قد أعد لهم في الآخرة.
ويحذف الفاعل من الجملة عند ما تدل عليه قرينة واضحة، فيصبح كالمتعين الذى تنصرف إليه النفس أول وهلة، كما تجد ذلك في قوله تعالى: كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (القيامة 26 - 28). فالحديث في ذكر الموت، ولا يبلغ التراقى عند الموت إلا النفس، وإذا نظرنا إلى الآيتين الكريمتين اللتين حذف الفاعل منهما، وهما قوله تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (الأنعام 94). وقوله تعالى: ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (يوسف 35). وجدنا ذكر الفعل في الجملة الأولى مغنيا عن ذكر فاعله، فالمراد أن التقطع حل بينهم مكان التواصل، فكأنه قيل: لقد تم التقاطع بينكم، وفي الجملة الثانية أغنى ذكر ليسجننه، بما فيه من أدوات التوكيد عن ذكره، وكان المجيء بتلك الجملة مصورا لما حدث من هؤلاء القوم، ومعبرا عما كان من أمرهم، وهم يتشاورون في أمر يوسف، فقد قلبوا وجوه الرأى بينهم، ثم بدا لهم في عقولهم أمر، عبروا عنه بقولهم: ليسجننه، فكانت الآية حاكية لما حدث، مصورة له.
ويحذف المبتدأ عند ما يكون ذكر الخبر المتصف بصفة، كأنه يشير إلى هذا المبتدأ، وكأنما بلغ من الشهرة بهذا الوصف مبلغا يغنى عن ذكره، كما تجد ذلك فى قوله سبحانه: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود 1).
ويحذف لأن ذكره يبعث في النفس السأم، لشدة وضوحه، لقرب الحديث عنه، كما تحس بذلك في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). أو لا ترى أن فى ذكر الضمير العائد على الكتاب قلقا، لشدة قرب الكتاب الماثل أمام النفس، ومن ذلك قوله سبحانه: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ (القارعة 10، 11). وتأمل الفرق بين هذا الأسلوب الموجز وبين أن يقال. «وما أدراك ماهيه، هى نار حامية» من الإسراع إلى ذكر النار، بعد أن أثار الشوق بالسؤال عنها، وعلى ذلك قوله تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ. نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ، وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (البقرة 18). فما دام فى معرض الحديث عنهم، ليس في حاجة إلى إعادة ذكرهم.
ويحذف الخبر عند ما يقوم دليل في الكلام عليه، فيكون ذكره كاللغو، واقرأ قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (الطلاق 4). فالصمت عن الخبر، وعطف اللائى لم يحضن على اللائى يئسن، مؤذن باتحادهما في الخبر. وتأمل حذف الخبر في قوله سبحانه: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الزمر 22). أولا ترى في حذف الخبر ما يشير إلى أن عقد الموازنة بين من هو على نور من ربه، ومن هو قاسى القلب مظلمة، لا تستسيغه النفس، حتى في معرض الإنكار.
ويحذف الفعل إذا وقعت جملته جواب سؤال، فيكون في ذكر الفاعل إسراع بذكر المسئول عنه، بعد أن فهمت النفس الفعل المسئول عنه، واستقر أمره في الفؤاد، ومن ذلك قوله سبحانه: قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (الإسراء 50، 51). ومثله قوله سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (العنكبوت 61).
وحذف الفعل في باب التحذير، مثل قوله تعالى: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (الشمس 13). يشير إلى أن هذا المفعول المذكور منهى عن المساس به، بأى نوع من أنواع الأذى، ففي حذف الفعل تعميم، لا يتأتى إذا ذكر فعل بعينه.
وحذف فعل القول في الجمل القرآنية الآتية: وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ (الكهف 48). أى فقيل لهم: لقد جئتمونا؛ وقوله تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا (الأحقاف 20). أى، فيقال لهم:
أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ، وقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما (العنكبوت 8). أى وقلنا له إن جاهداك .. هذا الحذف يصور ما حدث، ولما كان ما حدث هو أنهم عرضوا على الله صفّا، ثم سمعوا هذا التأنيب، فكان القول مضمرا في الواقع، فأضمر في الجملة المعبرة عنه، وعلى هذا النسق نرى قوله تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ (الأحقاف 20). فإنهم عرضوا، فسمعوا، فالقول مضمر كذلك ومن السائغ لدىّ في الآية الثالثة، أن تكون من باب تلوين الأسلوب، فقد كان الحديث عن غائب فلما كان أمر الوصية بالتوحيد معنيّا به العناية كلها، اتجه إلى المأمور يخاطبه، موجها له الحديث زيادة في التأكيد، ولن يكون ذلك إذا كان الحديث عن غائب.
ويحذف المفعول، عند ما يكون المراد الاقتصار على إثبات المعانى، التى اشتقت منها الأفعال لفاعليها، من غير تعرض لذكر المفعولين، فيصبح الفعل المتعدى كغير المتعدى، ومن أمثلة هذا الحذف، قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ (الزمر 9). إذ المعنى أيستوى من له علم ومن لا علم عنده، من غير أن يقصد النص على معلوم.
وقوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (النجم 43، 44). وقوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (النجم 48). فالمعنى هو الذى منه الإضحاك والإبكاء، والإماتة، والإحياء، والإغناء، والإقناء، فالغرض هنا إثبات الفعل للفاعل. قال عبد القاهر : وإن أردت أن تزداد تبينا لهذا الأصل .. فانظر إلى قوله تعالى: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (القصص 23، 24). ففيها حذف مفعول في أربعة مواضع، إذ المعنى: وجد عليه أمة من الناس يسقون أغنامهم، أو مواشيهم، وامرأتين تذودان غنمهما، وقالتا لا نسقى غنمنا، فسقى لهما غنمهما، ثم إنه لا يخفى على ذى بصر أنه ليس في ذلك كله إلا أن يترك ذكره، ويؤتى بالفعل مطلقا، وما ذاك إلا أن الغرض في أن يعلم أنه كان من الناس في تلك الحال سقى، ومن المرأتين ذود، وأنهما قالتا لا يكون منا سقى، حتى يصدر الرعاء، وأنه كان من موسى عليه السلام من بعد ذلك سقى، فأما ما كان المسقى، أغنما أم إبلا أم غير ذلك، فخارج عن الغرض وموهم خلافه، وذلك أنه لو قيل: وجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما، جاز أن يكون لم ينكر الذود من حيث هو ذود، بل من حيث هو ذود غنم، حتى لو كان مكان الغنم إبل لم ينكر الذود ... فاعرفه، تعلم أنك لم تجد لحذف المفعول في هذا النحو من الروعة والحسن ما وجدت، إلا لأن في حذفه وترك ذكره فائدة جليلة، وأن الغرض لا يصح إلا على تركه».
ويحذف المفعول بعد فعل المشيئة بعد لو، وبعد حروف الجزاء، حذرا من التكرير كما في قوله سبحانه: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى (الأنعام 35). ولا يكاد يأتى مفعول المشيئة إلا في الأمور الغريبة المتعجب منها، كقوله تعالى: لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ (الأنبياء 17). وقوله تعالى: لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ (الزمر 4).
ويحذف المضاف كثيرا في القرآن؛ لأغراض شتى، تفهم من هذا الحذف، وقد أحصى عز الدين بن عبد السلام في كتابه: الإشارة إلى الإيجاز، ما حذف من مضافات فى القرآن الكريم، ويطول بى المقام إذا أنا حاولت ذكر السبب في كل حذف، وحسبى أن أورد هنا بعض الأمثلة، مشيرا إلى ما يحدثه الحذف فيها من جمال وروعة:
قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ (البقرة 261). قالوا: أى كمثل باذر حبة أو زارعها. ولعل السر في هذا الحذف هو اتجاه القرآن إلى الصدقة نفسها، والجزاء عليها هذا الجزاء المضاعف.
وقال تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ (آل عمران 28). أي فليس من موالاة الله في شىء، يعنى أنه منسلخ من ولاية الله؛ أو لا ترى أن حذف المضاف فى هذه الآية قد أوحى إلى أنفسنا معنى براءة الله منه، وانقطاع الصلة بينه وبين الله، تمام الانقطاع. ومثل ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً (آل عمران 10). ومن أجمل ما حذف فيه المضاف قوله تعالى:
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (البقرة 171). فأصل الجملة ومثل داعى الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع، ثم حذف المضاف وهو داعى، رفعا لشأنه، فى اللفظ، عن أن يقرن بهذا الذى ينعق بما لا يسمع، وبقى المراد وهو أن هؤلاء الكفار صم بكم عمى فهم لا يعقلون.
وحذف الصفة في قوله سبحانه: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (الكهف 79). فقد حذفت الصفة بعد سفينة، إذ المراد بها السفينة الصالحة، لدلالة الآية على هذه الصفة، فإن عيب السفينة لا يخرجها عن أن تكون سفينة، وقد أوحى إلينا هذا الحذف، بأن الملك ينظر إلى السفينة المعيبة، كأنها فقدت حقيقتها.
وكثيرا ما يحذف جواب القسم في القرآن كقوله تعالى: وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (الفجر 1 - 8).
وقوله تعالى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (ق 1 - 3).
وقوله سبحانه وتعالى: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (النازعات 1 - 7).
فجواب القسم في ذلك كله محذوف يفهم من السورة التى ورد فيها هذا القسم، وإن في هذا الحذف بعث النفس على التفكير، لتهتدى إلى الجواب، وتظل النفس تتبع هذه الآيات، يتلو بعضها بعضا، تستوحى منها هذا الجواب، الذى لا بدّ أن يكون شيئا عظيما يقسم عليه الله، وإذا أنت تتبعت آيات السورة رأيتها حديثا عن البعث، وتعجبا من منكريه، مما يؤذن بأن هذا القسم وارد لتأكيده، وأنه سيكون لا محالة، أو لا ترى في حذف هذا الجواب دلالة على مثوله في الذهن لشدة ما شغل النفس، واستأثر بعميق تفكيرها، يوم نزل القرآن مؤكدا مجىء اليوم الآخر.
وكذلك يحذف في القرآن جواب- لو، ولولا، ولما، وأما، وإذا- ويورث هذا الحذف الكلام قوة وشدة أسر:
فمن أمثلة لَوْ قوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سبأ 51). أو لا ترى في هذا الحذف إشارة إلى أن الجواب أمر عظيم، يترك إلى الخيال إدراكه، أما اللفظ فلا يستطيع الإحاطة به.
وقوله سبحانه: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (الأنبياء 38، 39). وحذف الجواب هنا كأنه يشير إلى تعينه، فإن من يعلم أنه سيعرض للنار، فيشوى بها وجهه وظهره، ولا يجد ناصرا ينصره، إن لم يؤمن، يعمل بكل قواه على أن يتقى هذه النار، فكأن تقدير الآية لو يعلم الذين كفروا .. لما أنكروا البعث، وما لجوا في كفرهم. وقوله تعالى: قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (هود 79، 80). وفي حذف الجواب هنا إخفاء لأمنية تجول في نفس لوط، كأنما لا يستطيع أن يبديها أمام قومه.
وقوله سبحانه: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى (الرعد 31). وحذف الجواب هنا يشير إلى أنه من الوضوح بمكان، فلو أن قرآنا أوتى تلك القوة الخارقة، لكان هذا القرآن جديرا أن تكون له هذه القوة. فإذا لم يتضح جواب (لو) ولم يشر إليه سياق الآيات ذكر، كقوله تعالى: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14، 15)؛ لأنه إذا حذف احتمل وجوها، منها أن يقال لما آمنوا، أو لطلبوا ما وراء ذلك. ومن حذف جواب لَوْلا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (النور 19، 20). وترك جواب لَوْلا هنا يثير في نفس هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة الرهبة من عذاب الله، الذى يشير إليه ما بعد لولا. ومن حذف جواب لما قوله سبحانه: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
(الصافات 103 - 105). وفي هذا الحذف إشارة كذلك إلى أن اللفظ لا يستطيع أن يصف ما أصاب إبراهيم وابنه من المسرة والابتهاج. ومن حذف جواب أما قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، واستغنى هنا عن الجواب وهو القول، إذ التقدير فيقال لهم: أكفرتم بعد إيمانكم استغناء بالمقول عنه. ومن حذف جواب إذا قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (يس 45، 46). وكأن في حذف جواب إذا إشارة إلى أنه معروف واضح عند المخاطبين، لا يكاد يحتاج إلى أن يذكر، فضلا عما في الآية الثانية من دلالة عليه فكأنه قيل: وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون، أعرضوا، وبينت الآية التالية أن هذا الإعراض سجية لهم، فلا تكاد الآية تأتى إليهم حتى يعرضوا عنها.
ويعتمد القرآن على ذكاء قارئه فيحذف من الجمل ما يستطيع القارئ أن يدركه، لأن السياق يستلزمه ويستدعيه، فمن ذلك قوله تعالى، فى قصة سليمان عليه السلام:
قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (النمل 27 - 29). فحذف ما حذف هنا من تفصيلات جزئية تدرك من السياق، وفي تخطيها وصول إلى العناصر الجوهرية في القصة، وقل مثل ذلك في قوله تعالى: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (مريم 7 - 12). فأغفل القرآن الحديث عن مجىء الغلام، ونشأته، وترعرعه، مما ليس بعنصر أساسى في القصة، ما دامت مخاطبته بأخذ الكتاب مغنية عنه، ونهج القرآن ذلك النهج في كثير من قصصه، ويدخل البلغاء كل ما ذكرناه من الحذف في باب الإيجاز. 

طاش

طاش
عن التركية بمعنى حجر وصخر وحصاة.
(طاش)
طيشا وطيشانا اضْطربَ وانحرف يُقَال طاش فلَان نزق وَزَل وطاش عقله خف وتــشتت فجهل أَو أَخطَأ و - السهْم وَنَحْوه عَن الهدف وَنَحْوه مَال وانحرف فَلم يصبهُ وَيُقَال لمن ضل ويخطئ الصَّوَاب طاش سَهْمه

ضعضع

(ضعضع)
الْبناء هَدمه حَتَّى الأَرْض وَالرجل أضعفه وأخضعه وذلله
[ضعضع] ما "تضعضع" امرؤ لآخر يريد عرض الدنيا إلا ذهب ثلثا دينه، أي خضع وذل. ومنه ح: "تضعضع" بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور، أي أذلهم.

ضعضع


ضَعْضَعَ
a. Threw, cast down; overthrew; brought low.
b. [ coll. ], Scattered about.

تَضَعْضَعَa. Was thrown down; was overthrown; was abased.
b. [ coll. ], Was dispersed.
c. [ coll. ], Was hidden.
d. [ coll. ], Lost his reason (
in illness ).
ضَعْضَاْعa. Weak.
ض ع ض ع

ضعضعته النوائب فتضعضع، وتضعضع فلان: افتقر، وفلان متضعضع: فقير. وأنشد النضر:

وقد كان يخشاك الثريّ ويتقي ... أذاك ويرجو نفعك المتضعضع
(ض ع ع)

الضَّعْضَعَة: الخضوع والتذلل.

وَقد ضَعْضَعَه الأمرُ، فتَضَعْضَع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وتَجلُّدِي للشَّامِتِينَ أُريهِمُ ... أنِّي لِرَيْبِ الدَّهرِ لَا أتَضَعْضَعُ

وَفِي الحَدِيث: " مَا تَضَعْضَع امرؤٌ لآخر، يُرِيد بِهِ عَرَض الدُّنْيَا، إِلَّا ذهب ثلُثا دينه ". وتضَعضَع الرجل: ضعف وخف جِسْمه، من مرض أَو حزن، وتضعضَع مَاله: قَلّ.
ضعضع
ضعضعَ يضعضع، ضعضعةً، فهو مُضعضِع، والمفعول مُضعضَع
• ضعضع البناءَ: دكَّه، هدمه حتَّى الأرض "ضعضع خُطَّة خَصْمِه: أفسدها".
• ضعضع الرَّجلَ:
1 - أضعفَه "ضعضعته النوائِبُ".
2 - أخضعه وأذلّه. 

تضعضعَ/ تضعضعَ بـ يتضعضع، تَضَعْضُعًا، فهو مُتضعضِع، والمفعول مُتضعضَع به
• تضعضع الشَّخصُ:
1 - ضعُف وخفَّ جسمُه من مرضٍ أو حُزن ونحوهما "تضعضع بعد خسارته- تضعضعتِ الأرملةُ بعد موت زوجها".
2 - خضع وذلّ وافتقر.
• تضعضع الجيشُ: هُزِم وتــشتَّت، تبدَّدت قُواه "تضعضع العدوُّ- تضعضع الفريقُ المُنافِس".
• تضعضع الوضعُ: اضطرب، تشوَّش، تردّى "تضعضع الموقِفُ- تضعضعتِ القضيَّةُ".
• تضعضع مالُه: قلَّ.
• تضعضع به الدَّهرُ: أذلّه. 

ضَعْضاع [مفرد]: ضعيف "رجل ضَعْضاع". 

الجمع

الجمع:
القراءة بأكثر من رواية في ختمة واحدة، ويعمل به في مقام التعليم، بشروط وأحكام مفصلة، ويسمى عند المغاربة بـ (الإرداف) لأنه يتبع الوجه تلو الوجه، وفي كيفية الأخذ به طرق عدة وهي:
الجمع: ضم ما شأنه الافتراق والتنافر ذكره الحرالي.

وقال الراغب: ضم الشيء بعضه من بعض. والجماع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا، وأجمعت كذا وأكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر، ويقال أجمع المسلمون على كذا اجتمعت آراؤهم عليه.

الجمع عند أهل الحقيقة: إشارة إلى حق بلا خلق، وقيل مشاهدة العبودية، وقيل الفرق ما نسب إليك، والجمع ما سلب عنك، ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد من إقامة وظائف العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق، وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وابتداء لطائف وإحسان فهو جمع، ولا بد للعبد منهما، ومن لا تفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له، فقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُد} إثبات للتفرقة بأثبات العبودية، وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} طلب للجمع، فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها.
الجمع:
[في الانكليزية] Groupe of people ،crowd ،addition ،sum ،plural ،union
[ في الفرنسية] Groupe de gens ،foule ،addition ،somme ،pluriel
بالفتح وسكون الميم في اللغة بمعنى الجميع، وجماعة الناس، ومصدر بمعنى ضمّ الأشياء، وجمع الاسم الواحد. والنخل الوافر الثمر. كما في المنتخب. وعند المحاسبين هو زيادة عدد على عدد آخر وما حصل من تلك الزيادة يسمى مجموعا وحاصل الجمع. وفي تقييد العدد بالآخر إشارة إلى أنه لا بدّ من التغاير بين العددين حقيقة، كأن يكون أحدهما خمسة والآخر ستة، لا أن يكون كل منهما خمسة مثلا إذ حينئذ لا يسمّى جمعا بل تضعيفا، هكذا يفهم من شرح خلاصة الحساب.
وعند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.

عند أهل البديع هو من المحسّنات المعنوية وهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء في حكم كقوله تعالى: الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا جمع المال والبنون في الزينة كذا في الإتقان والمطول. وعند الأصوليين والفقهاء هو أن يجمع بين الأصل والفرع لعلّة مشتركة بينهما ليصحّ القياس، ويقابله الفرق وهو أن يفرّق بينهما بإبداء ما يختصّ بأحدهما لئلّا يصحّ القياس كذا في شرح المواقف في المقصد السادس من مرصد النظر، وتلك العلّة المشتركة تسمّى جامعا كما مرّ في لفظ التمثيل. وعند المنطقيين هو كون المعرّف أي بالكسر بحيث يصدق على جميع أفراد المعرّف أي بالفتح، ويسمّى بالعكس والانعكاس أيضا كما يجئ، وذلك المعرّف أي بالكسر يسمّى جامعا ومنعكسا، وبهذا المعنى يستعمله الأصوليون والمتكلّمون وغيرهم في بيان التعريف. ويطلق على معنى آخر أيضا يجئ ذكره في لفظ المغالطة.
وعند النحاة والصرفيين هو اسم دلّ على جملة آحاد مقصودة بحروف مفردة بتغيّر ما، ويسمّى مجموعا أيضا. فالآحاد أعمّ من أن تكون جملة أو متفرقة فيشتمل أسماء العدد ورجل ورجلان وأسماء الأجناس كتمر ونخل، فإنّها وإن لم تدل عليها وضعا فقد تدلّ عليها استعمالا وأسماء الجموع كرهط ونفر. وبإضافة الجملة إليها خرجت الواحد والاثنان ورجل ورجلان وبقيت البواقي. وقولنا مقصودة أي يتعلق بها القصد في ضمن ذلك الاسم. وقولنا بحروف مفردة أي بحروف هي مادة لمفرده أي لواحده كما هي مادة له أيضا. فالقصد والدلالة بحروف المفرد بمعنى المدخلية لحروف المفرد فيه لا الاستقلال، إذ الهيئة لها أيضا مدخل في الدلالة. والمراد بحروف مفرده أعمّ من حروف مفرده المحقّق كما في رجال، ومن حروف مفرده المقدّر كما في نسوة فإنه يقدّر له مفرد لم يوجد في الاستعمال، وهو نساء على وزن غلام فإن فعلة من الأوزان المشهورة للجمع لمفرد على فعال بضم الفاء. فبقولنا مقصودة خرجت أسماء الأجناس إذا قصد بها نفس الجنس لا أفراده. وإذا قصد بها الأفراد استعمالا فخرجت بقولنا بحروف مفرده. وخرج بقولنا بحروف مفرده أسماء الجموع وأسماء العدد أيضا.
فإن قيل لم يقدر المفرد في نحو إبل وغنم وقوم ورهط لتدخل في الجمع كما قدّر في نسوة. قيل لعدم جريان أحكام الجمع فيها بل المانع متحقق وهو جريان أحكام المفرد فيها بخلاف نحو نسوة. وبالجملة فنحو نسوة ورجال لمّا كان على أوزان الجموع واستعمالها في التأنيث والرّدّ في التصغير إلى الأصل وامتناع النسبة ومنع الصرف عند تحقق منتهى الجموع اعتبر له واحد محقق أو مقدر. وأما نحو إبل وغنم وخيل ونحوها من أسماء الجموع، فلمّا لم يكن له أحكام الجمع بل أحكام المفرد لم يعتبر له واحد لا محقق ولا مقدر، فإنّ نحو ركب مثلا وإن وافق الراكب في الحروف لكن الراكب ليس بمفرد له، بل كلاهما مفردان، بدليل جريان أحكام المفرد فيهما من التصغير وكون الركب على غير صيغ القلّة وعود ضمير الواحد إليه ونحو ذلك. وهكذا الحال في نحو تمر مما الفارق بينه وبين واحده التاء، فإنه اسم جنس لا جمع وإليه ذهب سيبويه. وقال الأخفش أسماء الجموع التي لها آحاد من تراكيبها جمع فالركب جمع راكب.
وقال الفرّاء وكذا أسماء الأجناس. كتمر فإنه جمع تمرة. وأما اسم جمع أو جنس لا واحد له من لفظه نحو إبل وغنم فليس بجمع على الاتفاق بل الإبل اسم جنس والغنم اسم جمع. ثم الفرق بينهما أنّ اسم الجنس يطلق على القليل والكثير أي يقع على الواحد والاثنين فصاعدا وضعا بخلاف اسم الجمع. فإن قيل الكلم لا يقع على الكلمة والكلمتين وهو جنس.
قيل ذلك بحسب الاستعمال لا بالوضع على أنه لا ضير في التزام كون الكلم اسم جمع وقد مرّ أيضا في لفظ اسم الجنس. ثم إضافة حروف إلى مفرده للجنس أي بجميع حروف مفرده كرجال أو بعضها كسفارج في سفرجل وفرازد في فرزدق. وقولنا بتغيّر ما أي أعم من أن يكون التغير بزيادة كرجال جمع رجل وكما في الجمع السالم أو نقصان ككتب جمع كتاب أو اختلاف في الحركات والسكنات كأسد جمع أسد، ومن أن يكون حقيقة كعامة الجموع أو حكما كما في فلك وهيجان حيث يتّحد فيهما الواحد والجمع حرفا وهيئة، لكنه اعتبر الضمة في فلك والكسر في هيجان في حال الجمع عارضيتين، وفي حال الإفراد أصليتين، فحصل التغير بهذا الاعتبار.
التقسيم
الجمع نوعان صحيح ويسمّى سالما وجمع السلامة أيضا ومكسر ويسمّى جمع التكسير.
فجمع التكسير ما تغيّر بناء واحده أي من حيث نفسه وأموره الداخلة فيه كما هو المتبادر بخلاف جمع السلامة، فإن تغير بناء واحده بلحوق الحروف الخارجة فتغيّر نحو أفراس باعتبار الأمور الداخلة حيث عرض للفاء السكون وصيرورته حرفا ثانيا بعد أن كان أولا، والفصل بين الراء والسين بعد أن كانا متصلين وليس كذلك تغير نحو مسلمون لبقاء بناء مفرده وهو مسلم في التلفظ. فالفرق بين التكسير والتصحيح إنما هو باختصاص التكسير بالتغير بالأمور الدخلة، هكذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية وفيه إشارة إلى جواز إطلاق جمع التصحيح على الجمع السالم. ثم قال والأوجه أن يقال المراد التغيّر بغير إلحاق الواو والياء والنون والألف والتاء، بل لا حاجة إلى مثل هذه التكلفات أصلا إذ في الجمع السالم لم يتغيّر بناء المفرد أصلا فإنّ البناء وهو الصيغة لا يتغيّر بتغيّر الآخر فإنّ رجلا ورجل ورجل بناء واحد وقد سبق ذلك في بيان تعريف علم الصرف في المقدمة. ثم المتبادر من التغيّر تغيّر يكون بحصول الجمعية فلا ينتقض بمثل مصطفون فإنّ تغير الواحد فيه يلزم بعد حصول الجمعية.
ثم لما عرفت في تعريف الجمع أنّ التغير أعمّ من الحقيقي، والاعتباري لم يخرج من تعريف جمع التكسير نحو فلك وهيجان.
والجمع الصحيح بخلافه أي بخلاف جمع التكسير وهو تارة يكون للمذكّر وتارة للمؤنث.
فالجمع الصحيح المذكّر ما لحق آخر مفرده واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة نحو مسلمون ومسلمين جمع مسلم.
والجمع الصحيح المؤنّث ما لحق آخر مفرده ألف وتاء نحو مسلمات جمع مسلمة، وحذف التاء من مسلمة لئلا يجتمع علامتا التأنيث.
وأيضا الجمع إمّا جمع قلّة وهو ما يطلق على عشرة فما دونها إلى الثلاثة بطريق الحقيقة وإمّا جمع كثرة وهو ما يطلق على ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له وقيل على ثلاثة فما فوقها. ثم الجمع الصحيح كله ونحو أفلس وأفراس وأرغفة وغلمة جمع قلة، وما عدا ذلك جمع كثرة. وإذا لم يجئ للفظ إلّا جمع القلّة كأرجل أو جمع كثرة كرجال فهو مشترك بينهما.
وقد يستعار أحدهما للآخر مع وجود ذلك الآخر كقوله تعالى ثَلاثَةَ قُرُوءٍ مع وجود أقراء.
وقد يجمع الجمع ويسمّى جمع الجمع يعني يقدر الجمع مفردا فيجمع على ما يقتضيه الأصول. أما في أوزان القلة ليحصل التكثير ولذلك قل جمع السلامة فيها. وفي جموع الكثرة الغرض من جمعها معاملتها معاملة المفرد ولذلك كثر فيه السّلامة رعاية لسلامة الآحاد.
فمثال جمع التكسير أكالب جمع أكلب جمع كلب، وأناعيم جمع أنعام جمع نعم. ومثال جمع السلامة جمالات جمع جمال جمع جمل، وكلابات جمع كلاب جمع كلب، وبيوتات جمع بيوت جمع بيت.
ثم اعلم أنّ جمع الجمع لا يطلق على أقل من تسعة كما أنّ جمع المفرد لا يطلق على أقل من ثلاثة إلّا مجازا، هكذا يستفاد من شروح الكافية كالفوائد الضيائية وغاية التحقيق والحاشية الهندية وشروح الشافية كالجاربردي.
وعند الصوفية هو إزالة الشعث والتفرقة بين القدم والحدث لأنّه لما انجذب بصيرة الروح إلى مشاهدة جمال الذات استتر نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات القديمة، وارتفع التمييز بين القدم والحدث لزهوق الباطل عند مجيء الحقّ، وتسمّى هذه الحالة جمعا. ثم إذا أسبل حجاب العزّة على وجه الذات وعاد الروح إلى عالم الخلق وظهر نور العقل لبعد الروح عن الذات وعاد التمييز بين الحدث والقدم تسمّى هذه الحالة تفرقة.
ولعدم استقرار حال الجمع في البداية يتناوب في العبد الجمع والتفرقة، فلا يزال يلوح له لائح الجمع ويغيب إلى أن يستقرّ فيه بحيث لا يفارقه أبدا. فلو نظر بعين التفرقة لا يزول عنه نظر الجمع، ولو نظر بعين الجمع لا يفقد نظر التفرقة، بل يجتمع له عينان ينظر باليمنى إلى الحقّ نظر الجمع وباليسرى إلى الخلق نظر التفرقة، وتسمّى هذه الحالة الصحو الثاني والفرق الثاني وصحو الجمع وجمع الجمع، وهي أعلى رتبة من الجمع الصرف لاجتماع الضدّين فيها ولأن صاحب الجمع الصرف غير متخلّص عن شرك الشرك والتفرقة بالكلية. ألا ترى أنّ جمعه في مقابلة التفرقة متميّز عنها وهو نوع من التفرقة، وهذه مشتملة على الجمع والتفرقة، فلا تقابل تفرقة ولهذا سميت جمع الجمع. وصاحب هذه الحالة يستوي عنده الخلطة والوحدة ولا يقدح المخالطة مع الخلق في حاله، بخلاف صاحب الجمع الصرف فإنّ حاله ترتفع بالمخالطة والنظر إلى صور أجزاء الكون. وصاحب جمع الجمع لو نظر إلى عالم التفرقة لم ير صور الأكوان إلّا آلات يستعملها فاعل واحد، بل لا يراها في البين فيجمع كل الأفعال في أفعاله وكل الصفات في صفاته وكل الذات في ذاته، حتى لو أحسّ بشيء يراه المحسّ ونفسه الحسّ والحسّ صفة المحسّ، فتارة يكون هو صفة المحبوب وآلة علمه، وتارة يكون المحبوب صفة وآلة علمه وتصرفه كقوله سبحانه كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا؛ وكما لا يتطرق السّكر إلى الصحو الثاني فكذلك لا تصيب التفرقة هذا الجمع لأنّ مطلعه أفق الذات المجردة وهو الأفق الأعلى، ومطلع الجمع الصرف أفق اسم الجامع وهو الأفق الأدنى.
والجمع الصرف يورث الزندقة والإلحاد ويحكم برفع الأحكام الظاهرية، كما أنّ التفرقة المحضة تقتضي تعطيل الفاعل المطلق. والجمع مع التفرقة يفيد حقيقة التوحيد والتمييز بين أحكام الربوبية والعبودية. ولهذا قالت المتصوّفة: الجمع بلا تفرقة زندقة والتفرقة بلا جمع تعطيل، والجمع مع التفرقة توحيد، ولصاحب الجمع أن يضيف إلى نفسه كل أثر ظهر في الوجود وكل فعل وصفة وأثر لانحصار الكلّ عنده في ذات واحدة. فتارة يحكي عن حال هذا وتارة عن حال ذاك، ولا نعني بقولنا قال فلان بلسان الجمع إلّا هذا، والجمع واد ينصبّ إلى بحر التوحيد، كذا في شرح القصيدة الفارضية. وفي كشف اللّغات يقول: الجمعية في اصطلاح السّالكين إشارة إلى الانتقال من مشاهدة الكلّ إلى الواحد. والتفرقة: عبارة عن تعلّق القلب بأمور متعدّدة فيتــشتّت. وقيل:
الجمعية (اجتماع الخاطر) هي أن يصل السّالك إلى مرتبة المحو بحيث يغيب عن حسّه بالناس وبنفسه. ويقولون أيضا: الجمع شهود الحقّ بدون الخلق. وجمع الجمع شهود الخلق قائمين بالحقّ.
[الجمع] لصاب ولُصوبٌ. وفلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو ضدُّ قَلِقَ. واللواصب في شعر كثَيِّر : الآبار الضيقة البعيدة القعر.

شَيِبَ 

(شَيِبَ) الشِّينُ وَالْيَاءُ وَالْبَاءُ. هَذَا يَقْرُبُ مِنْ بَابِ الشِّينِ وَالْوَاوِ وَالْبَاءِ، وَهُمَا يَتَقَارَبَانِ جَمِيعًا فِي اخْتِلَاطِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الشَّيْبُ: شَيْبُ الرَّأْسِ ; يُقَالُ شَابَ يَشِيبُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: شَيَّبَ الْحُزْنُ رَأَسَهُ وَبِرَأْسِهِ، وَأَشَابَ الْحُزْنُ رَأْسَهُ وَبِرَأْسِهِ. وَالرَّجُلُ إِذَا شَابَ فَهُوَ أَشْيَبُ. وَالشِّيبُ: الْجِبَالُ يَسْقُطُ عَلَيْهَا الثَّلْجُ، وَهُوَ مِنَ الشَّيْبِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

شُيُوخٌ تَشِيبُ إِذَا مَا شَتَتْ ... وَلَيْسَ الْمَشِيبُ عَلَيْهَا مُعِيبَا

يُرِيدُ الْجِبَالَ إِذَا ابْيَضَّتْ مِنَ الثَّلْجِ. وَوُجِدَتْ فِي تَفْسِيرِ شِعْرِ عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ:

وَالشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ

أَنَّ الشَّيْبَ وَالْمَشِيبَ وَاحِدٌ. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الشَّيْبُ: بَيَاضُ الشَّعْرِ، وَالْمَشِيبُ: دُخُولُ الرَّجُلِ فِي حَدِّ الشِّيبِ مِنَ الرِّجَالِ ذَوِي الْكِبَرِ وَالشَّيْبِ. وَقَالَ أَيْضًا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ عَدِيٍّ:

وَالرَّأْسُ قَدْ شَابَهُ الْمَشِيبُ أَرَادَ بَيَّضَهُ الْمَشِيبُ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ خَالَطَهُ، وَأَنْشَدَ:

قَدْ رَابَهُ وَلِمِثْلِ ذَلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ الْمَشِيبُ عَلَى الْمَشِيبِ فَشَابَهُ

أَيْ بَيَّضَ مُسْوَدَّهُ. وَشِيبَانُ وَمِلْحَانُ: شَهْرَا قِمَاحٍ، وَهُمَا أَشَدُّ الشِّتَاءِ بَرْدًا ; سُمِّيَا بِذَلِكَ لِبَيَاضِ الْأَرْضِ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الصَّقِيعِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: بَاتَتْ فُلَانَةُ بِلَيْلَةِ شَيْبَاءَ، إِذَا افْتُضَّتْ. وَبَاتَتْ بِلَيْلَةِ حُرَّةٍ، إِذَا لَمْ تُفْتَضَّ.

ما

ما: ما: حرفٌ يكونُ جحداً [كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ . ويكون جزماً [كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ . ويكون صلةً كقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ*

أي: بنقضهم ميثاقهم. ويكون اسماً يجرى في غير الآدميين. 
ما جَمِيعًا النحيف الْجِسْم الدَّقِيق وَمِنْه قيل للأَفعى: ضئيلة لِأَنَّهَا لَيْسَ يعظم خَلقها كَسَائِر الْحَيَّات قَالَ النَّابِغَة: [الطَّوِيل]

فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أنيابها السَمُّ ناقِعُ ... يَعْنِي الأفعى وَكَذَلِكَ الشَّخْت والشخيت: الدَّقِيق قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: [الْبَسِيط]

شَخْت الْجُزارةِ مثل الْبَيْت سائره ... من المُسُوحِ خِدَبُّ شوقَبٌ خَشِبُ ... فالجزارة: عُنُقه وقوائمه وَهِي دِقاق كلهَا. وَقَوله: إِنِّي مِنْهُم لضليع الضليع: الْعَظِيم الْخلق. وَقَوله: إِلَّا خرج وَله خبج الخبج الضُّراط وَهُوَ الحبج أَيْضا بِالْحَاء وَله أَسمَاء سوى هذَيْن كَثِيرَة. وَمن الضئيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن إسْرَافيل لَهُ جَناح بالمشرق وجَناح بالمغرب وَالْعرش على جَناحه وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل الأحيان لِعَظَمَة الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حَتَّى يعود مثل الوَصَع. يُقَال فِي الوَصع: إِنَّه طَائِر مثل العصفور أَو أَصْغَر مِنْهُ.
[ما] ما: حرف يتصرف على تسعة أوجه: الاستفهام، نحو ما عندك. والخبر، نحو: رأيت ما عندك، وهو بمعنى الذى. والجزاء، نحو: ما تفعل أفعل. وتكون تعجبا نحو: ما أحسن زيدا. وتكون مع الفعل في تأويل المصدر نحو: بلغني ما صنعت، أي صنيعك. وتكون نكرة يلزمها النعت، نحو: مررت بما معجب لك، أي بشئ معجب لك. وتكون زائدة كافة عن العمل، نحو إنما زيد منطلق، وغير كافة نحو قوله تعالى: (فبما رحمة من الله) . وتكون نفيا نحو: ما خرج زيد، وما زيد خارجا. فإن جعلتها حرف نفى لم تعملها في لغة أهل نجد لانها دوارة وهو القياس، وأعملتها على لغة أهل الحجاز تشبيها بليس، تقول: ما زيد خارجا، وما هذا بشرا. وتجئ محذوفة منها الالف إذا ضممت إليها حرفا، نحو بم، ولم، و (عم يتساءلون) . قال أبو عبيد: تنسب القصيدة التى قوافيها على ما: ماوية. وماء: حكاية صوت الشاء، مبنى على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمة بقوله: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ وزعم الخليل أن مهما أصلها ما ضمت إليها ما لغوا، وأبدلوا الالف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون مه كإذ، ضم إليها ما. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام الممحل يعنى إن ترى رأسي. وتدخل بعدالنون الخفيفة والثقيلة، كقولك إما تقومن أقم. ولو حذفت ما لم تقل إلا: إن تقم أقم، ولم تنون. وتكون إما في معنى المجازاة، لانه إن قد زيد عليها ما. وكذا مهما فيها معنى الجزاء.
م ا: (مَا) عَلَى تِسْعَةِ أَوْجُهٍ: الِاسْتِفْهَامُ: نَحْوُ مَا عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رَأَيْتُ مَا عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وَالتَّعَجُّبُ نَحْوُ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا!. وَمَا مَعَ الْفِعْلِ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ نَحْوُ: بَلَغَنِي مَا صَنَعْتَ أَيْ صَنِيعُكَ. وَنَكِرَةٌ يَلْزَمُهَا النَّعْتُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَيْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ لَكَ. وَزَائِدَةٌ كَافَّةٌ عَنِ الْعَمَلِ نَحْوُ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. وَغَيْرُ كَافَّةٍ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] . وَنَافِيَةٌ نَحْوُ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَالنَّافِيَةُ لَا تَعْمَلُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] . وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الْأَلِفُ إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهَا حَرْفًا نَحْوُ: لَمْ وَبِمَ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى مَا مَاوِيَّةً. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِمَّا تَرَيْ يَعْنِي إِنْ تَرَيْ. وَتَدْخُلُ بَعْدَهَا النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَالثَّقِيلَةُ كَقَوْلِكَ: إِمَّا تَقُومَنَّ أَقُمْ. وَلَوْ حَذَفْتَ «مَا» لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ. قُلْتُ: يُرِيدُ وَلَمْ تُدْخِلِ النُّونَ الْمُؤَكِّدَةَ. قَالَ: وَتَكُونُ إِمَّا فِي مَعْنَى الْمُجَازَاةِ لِأَنَّهَا إِنْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا. وَكَذَا مَهْمَا فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ مَهْمَا أَصْلُهَا «مَا» ضُمَّتْ إِلَيْهَا «مَا» لَغْوًا وَأَبْدَلُوا الْأَلِفَ هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَهْ كَإِذْ ضُمَّ إِلَيْهَا مَا. 
تستعمل ما:، في بعض الأحوال، بدلا من للعاقل خلافا للقاعدة وذلك عند الاستفهام (فقالوا ما هو في موضع من) (عباد 3: 94 معجم الطرائف).
ماذا: تستعمل ماذا في موضعين أولهما استفهاما -استفهام -المترجم- بمعنى لماذا وثانيهما للكثرة بمعنى كم (المقري 2: 517).
ما: (انظر الجريدة الآسيوية 520، 22 لسنة 1869 و2: 180 معجم مسلم).
مالي: لماذا تطلب مني ذلك؟ (بدرون 12: 217): فقال يا خالد أين كنت قلت مالي.
ما: تقابل عند (فريتاج) الكلمتين اللاتينيتين alquid quid أي: بعض الناس، بعض الأشياء، أي واحد أي شيء وأن ما هلك من تلك .. الخ، (معجم البلاذري). وتستعمل عند الإنكار والرفض لا سيما في موضع ترد فيه جملة: دون سلطة أو دون تفويض أو دون سلطان، دون اعتبار له، دون ثقة ب (معجم الجغرافيا).
شيء ما: (معجم البلاذري).
ما المصدرية: تستعمل ما المصدرية في الموضع الذي تظهر فيه، على ما يبدو، كما لو أنها زائدة (انظر فليشر في شروحه على عباد 3: 29 وعلى المقري 2: 580، وانظر بريشت: 4: 105 وما بعدها حيث لاحظ أن هذه الزيادة ليست حشوا وتطويلا ولا تتجاوز ظاهر الكلام وضرب مثلا لذلك جملة من قبله ما طوت معناها من قبله طوت إلا أن الأولى معناها، في الظاهر، أن (الأمر قبله قد ذهب) والثانية (لقد ذهب، قبله، الأمر).
ما علمت: بمقدار علمي (عبد الواحد 8: 243): فإنه ما علمت صوام قوام مجتهد في دينه ... الخ.
ما: حين تأتي قبل الضمائر يكون معناها: قليلا أو كافيا أو مقبولا أو إلى حد معين (الخفاجي 210) وفي حديث الحلية أزهر اللون إلى البياض ما هو أي مائل إليه وليس هو بعينه (عبد الواحد 5: 4): وكانت أذهانهم إلى الغليظ ما هي (1، 169 و9: 189): كان إلى الطول ما هو (الأدريسي كلم 2 القسم السادس في حديثه عن سمكة): له رأس مربع فيه قرنان في طول الإصبع إلى الرقة ما هي (ابن البيطار 1: 18): وله أصل أدق من إصبع لونه أسود ما هو (وفي ص246 ينقل ابن البيطار عن الادريسي قوله): وله رأس مربع ما هو) وفيه (2: 269 c) طعمه حريف ما هو بيسير حلاوة (وفي 269 e) : أطرافها محددة ما هي (وفي 284 c) هذه النبتة مزغبة ما هي. هذه الأمثلة التي يسهل علينا ذكر المئات منها كثيرا ما تتردد في كتابات بعض الكتاب وعند ابن البيطار خاصة. وقد نجم عن هذا أن جملة، من هذا القبيل، أربكت السيد دي كوج واربكتني أيضا وذلك في قوله (انظر 284 e) لونه أخضر ماهر فقلنا أنها ينبغي أن تكتب ما هو بدلا من ماهر. وفي بعض الأحيان تأتي ما وضميرها الذي بمعني: كثيرا: كبيرا، جدا (انظر فليشربت 7: 100 في عبارة نقلها عن الخفاجي: حية خبيثة ما هي (ياقوت 6، 583): وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي.
ما: ويصاحب فلان ما فعلت هذا: كيف تجرأت ان تفعل هذا الأمر مع صديق هذا الرجل؟ (معجم الجغرافيا).
ما: من. وما: ما الفرق بين؟ وما حين يأتي بعدها واو العطف (انظر فريتاج في مادة I) ( باسم 114): والله ما هذا الخل من ذلك الزيت أي يا للفرق بين عنب اليوم وزيت البارحة! ما: فيما (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3: 108): قتل ما بين حران والرها.
لما: بسبب (فوك، معجم مسلم، بيدبا 202: 2 معجم الجغرافيا) وكذلك مما وعندما (معجم مسلم).
غيز ما: أكثر من واحد، عدة أشخاص أو أشياء (انظر مادة غير).
ما: فما هو إلا أن دخل خرج الحاجب (معجم الطرائف).
مائية (فريتاج 146) (دي ساسي كرست 1: 267 بدرون 2: 1 بيروني 1: 5).
ما
مَا في كلامهم عشرةٌ: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنَّث على حدّ واحد، ويصحّ أن يعتبر في الضّمير لفظُه مفردا، وأن يعتبر معناه للجمع.
فالأوّل من الأسماء بمعنى الذي نحو:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ
[يونس/ 18] ثمّ قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس/ 18] لمّا أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً 
الآية [النحل/ 73] ، فجمع أيضا، وقوله: بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [البقرة/ 93] .
الثاني: نكرة. نحو: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
[النساء/ 58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله:
فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة/ 271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة/ 26] ، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة .
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين ، كقوله تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
[المؤمنون/ 6] ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 42] وقال الخليل: ما استفهام. أي:
أيّ شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك، لأنّ «ما» هذه لا تدخل إلّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا. الرّابع: الجزاء نحو:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
الآية [فاطر/ 2] . ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التّعجّب نحو: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] . وأمّا الحروف:
فالأوّل: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل. نحو: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة/ 3] فإنّ «ما» مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق، والدّلالة على أنه مثل «أن» أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة/ 10] ، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة/ 64] ، كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً [الإسراء/ 97] . وأما قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
[الحجر/ 94] فيصحّ أن يكون مصدرا، وأن يكون بمعنى الذي . واعلم أنّ «ما» إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلّا حرفا، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: ما هذا بَشَراً
[يوسف/ 31] .
الثالث: الكافّة، وهي الدّاخلة على «أنّ» وأخواتها و «ربّ» ونحو ذلك، والفعل. نحو:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر/ 28] ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران/ 178] ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال/ 6] وعلى ذلك «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] ، وعلى ذلك:
قَلَّمَا وطَالَمَا فيما حكي.
الرابع: المُسَلِّطَة، وهي التي تجعل اللفظ متسلِّطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو:
«ما» في إِذْمَا، وحَيْثُمَا، لأنّك تقول: إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجرَّدهما في الشّرط، ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا مَا فعلت كذا، وقولهم: إمّا تخرج أخرج. قال:
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما [الإسراء/ 23] .
[ما] نه: فيه: "ما" أنا بقارئ، هي نافية، وقيل: استفهامية، ويؤيده رواية: كيف أقرأ. ن: أي لا أحسن القراءة، وهو نص على أن "أقرأ" أول ما نزل لا "المدثر"، واستدل به على أن التسمية ليست من السور، ولا دليل لجواز نزوله في وقت حين نزل باقي السورة. ك: "ذلك "ما" كنا نبغ" أي فقدان الحوت الذي نطلبه علامة على وجدان المقصود. وح: فأيكم "ما" صلى، "ما" زائدة. وح: و"ما" لهم أن لا يفعلوا، نافية أو استفهامية. وح: "ما" ينفر صيدها؟ أي ما الشيء الذي ينفر صيدها، هو أي التنفير أن تنحى المستقر من الظل، تنزل مكانه- بالخطاب حالية، وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وح: "ما" لا ينفر صيدها؟ استفهامية أي ما الغرض من لفظ: لا ينفر صيدها. وح: لا يبالي "ما" أخذ منه، ضمير منه- "لما" الموصولة أو الموصوفة. ن: "ما" أدنى أهل الجنة، أي ما صفته وعلامته. وح: "ما" لك في ذلك من خير- قاله لمن سأله عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فيكون قد تركت السنة مع علمك. ز: "ما" يحدث، أي أي شيء يكون حدثًا. قس: وكان "مما" يحرك، أي كان العلاج ناشئًا من تحريك شفتيه، أو "ما" موصولة أي يعجل بالقراءة وينازع جبرئيل بها خشية أن ينفلت شيء، وتحريك الشفة واللسان متلازمان فلا ينافي الآية، وفيه نظر بل هو من الحذف أي يحرك شفتيه ولسانه. ك: ما كان في القرآن "و"ما" أدراك" فقد أعلمه، أي كل ما جاء بالماضي فقد أعلم الله رسوله به، يريد أنه يعرف ليلة القدر، قوله: وايما حفظ- برفع أي وإضافته إلى حفظ بزيادة "ما"، وخبره حفظناه- مقدر، وفي بعضها بنصبه مفعول مطلق له، ومن الزهري- متعلق بحفظنا المذكور. ن: عجبت "ما" عجبت، وفي بعضها: مما عجبت- وهو المشهور. وح: "ما" أنت هكذا؟ سؤال عن صفته. وح: "ما" هذا يا رسول الله؟ ظن سعد أن جميع أنواع البكاء محظور وأنه صلى الله عليه وسلم نسيه فذكر، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن مجرد البكاء من غير شكاية باللسان ومن غير سخط لحكمه ليس بحرام بل فضيلة وناشئة من رحمة ورقة قلب. وح: إن رأى الناس "ما" في الميضأة ماء- بالمد والقصر. وح: "ما" يوم الخميس! معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو الامتناع عن كتابته وإن كان هو الصواب- ومر. وح "ما" تركنا صدقة- بالرفع، و"ما" موصولة. وح:
وفي سبيل الله "ما" لقيت
بكسر تاء، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله. وح: "ما" المسئول عنها بأعلم، أي ليس الذي سئل عن وقت الساعة بأعلم، أي لست بأعلم منك يا جبرئيل. وح: قلت: و"ماذا"؟ أي بعدها. ط: وتعمل في ذكر الله، قال: و"ماذا"؟ أي وما أصنع بعده. وح: "ما" السنة فيبملاحظة ناحية الشيء ببعضه، وسيد الأرض مالكه.
ما: تأتي اسْمِيَّةٌ، وحَرْفِيَّةً. فالاسْمِيَّةُ ثلاثةُ أقْسامٍ:
الأَوَّلُ: مَعْرِفَةً، وتكونُ ناقِصةً: {ما عِندَكُمْ يَنْفَدُ وما عِندَ الله باقٍ} ، وتامَّةً، وهي نَوْعانِ: عامَّةٌ، وهي مُقَدَّرَةٌ بِقَوْلِكَ الشيء، وهي التي لم يَتَقَدَّمْها اسمٌ: {إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أي: فَنِعْمَ الشيءُ هي، وخاصَّةٌ: وهي التي يَتَقَدَّمُها ذلك، ويُقَدَّرُ من لَفْظِ ذلك الاسمِ، نحوُ: غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
الثاني: نَكِرَةً مجردةً عن معنى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصةً، وهي الموصوفةُ، وتُقَدَّرُ بِقَوْلِكَ: شيءٍ، نحوُ: مَرَرْتُ بما مُعْجِبٍ لك، أي: بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتامَّةً: وتَقَعُ في ثلاثةِ أبوابٍ: التَّعَجُّبُِ: ما أحْسَنَ زيْداً، أيْ: شيءٌ أحْسَنَ زَيْداً، وبابُ نِعْمَ وبِئْسَ، نحو: غَسَلْتُه غَسلاً نِعِمَّا، أي: نعْمَ شَيئاً. وإذا أرادُوا المبالَغَةَ في الإِخْبارِ عن أحَدٍ بالإِكْثارِ من فِعْلٍ كالكِتابةِ، قالوا: إنْ زَيْداً مما أن يَكْتُبَ، أي: أنه مَخْلُوقٌ من أمْرٍ، ذلك الأمرُ هو الكِتابَةُ.
الثالثُ: أن تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معنى الحَرْفِ، وهي نَوْعانِ: أحدُهما الاسْتِفْهامِيَّةُ، ومعناها أيُّ شيءٍ، نحوُ: {ماهي} ، {ما لَوْنُها} ، {وما تِلْكَ بِيَمينكَ} ، ويجب حَذْفُ ألفها إذا جُرَّتْ، وإبقاءُ الفَتْحَةِ دَلِيلاً عليها كفِيمَ وإِلامَ وعَلامَ، ورُبَّمَا تَبِعَتِ الفتحةُ الألِفَ في الشِّعْرِ، نحوُ:
يا أبَا الأسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي.
وإذا رُكِّبَتْ ما الاسْتِفْهامِيَّةُ مع ذا، لم تُحْذَفْ ألِفُها.
وماذا: تأتي على أوْجُهٍ، أحدُها: تكونُ ما اسْتفْهاماً وذا إشارَةً، نحوُ: ماذا التَّوانِي، ماذَا الوُقُوفُ. الثاني: تكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا موصُولةً، كقولِ لَبِيدٍ:
ألاَ تَسْألانِ المَرْءِ ماذَا يُحاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضلالٌ وباطِلُ
الثالثُ: يكونُ ماذَا كُلُّهُ استفهاماً على التَّرْكِيبِ، كقولِكَ: لماذَا جِئْتَ. الرابعُ: أن يكونَ ماذا كلُّه اسمَ جِنْسٍ، بمعنَى شيءٍ، أو بمعنَى الذي، كقولِهِ:
دَعِي ماذَا عَلِمْتُ سَأتَّقيهِ ... ولكِنْ بالمَغِيبِ فَنَبِّئينِي.
وتكونُ ما زائِدةً وذا إِشارَةً، نحوُ:
أنَوْراً سَرْعَ ماذَا يا فَروقُ.
وتكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا زائدةً، في نحوِ: ماذَا صَنَعْتَ. وتكون ما شَرْطِيَّةً غيرَ زَمانِيَّةٍ: {ما تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نَنْسأْها} ، وزَمانِيَّةً: {فما اسْتَقَامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} .
وأما أوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ، فأحَدُها: أن تكونَ نافِيَةً، فإِنْ دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أعْمَلَهَا الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنَّجْدِيُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ، نحوُ: {ما هذا بَشَرًا} ، {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} . ونَدَرَ تَرْكِيبُها مع النَّكِرَةِ تَشْبيهاً بِلا، كقولِه:
وما بأسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً ... قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها
(وقد يُسْتَثْنَى بما: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، وتكونُ مَصْدَرِيَّةً غيرَ زَمَانِيَّة، نحوُ: {عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} ، {وَدُّوا ما عَنِتُّم} ، {فَذُوقُوا بما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} ، وزَمانِيَّةً، نحوُ: {ما دُمْتُ حَيًّا} ، {فاتَّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ} ، وتكونُ ما زائدةً، وهي نَوْعانِ، كافَّةٌ: وهي على ثَلاثَةِ أنْواعٍ: كافَّةٌ عن عَمَلِ الرَّفْعِ، ولا تَتَّصِلُ إلاَّ بِثَلاثَةِ أفْعالٍ: قَلَّ وكثُرَ وطالَ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وهي المُتَّصِلَةُ بِإِنَّ وأخَواتِها: {إنَّما اللهُ اِلهٌ واحِدٌ} ، {كأنَّما يُساقُونَ إلى المَوْتِ} ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ الجَرِّ: وتَتَّصِلُ بأحْرُفٍ وظُروفٍ، فالأحْرُفُ: رُبَّ:
رُبَّما أوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ
والكافُ:
كما سَيْفُ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
والباءُ:
فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَواباً ... لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ
ومِنْ:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً.
والظّروفُ: بَعْدُ:
أعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَ ما ... أفْنانُ رأسِكِ، كالثُّغَامِ المُخْلِسِ
وبَيْنَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعًا ... إذ أتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ
وغَيْرُ الكافَّةِ نَوْعانِ: عِوَضٌ، وغَيْرُ عِوَضٍ، فالعِوَضُ في مَوْضِعَيْنِ، أحدُهما في قَوْلِهِم: أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ، والثاني: افْعَلْ هذا إمَّا لاَ، ومَعْناهُ: إنْ كُنْتَ لا تَفْعَلُ غيرَهُ. وغيرُ العِوَضِ يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ، نحوُ: شَتَّانَ ما زَيْدٌ وعَمْرٌو،
وقولِه: لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ
وبعدَ الناصِبِ الرافِعِ: لَيْتَمَا زَيْدٌ قائِمٌ، وبعدَ الجازِمِ: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ} ، {أيّامَا تَدْعُوا} ، وبعدَ الخافِضِ، حَرْفاً كانَ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أو اسْماً: {أيَّما الأجَلَيْنِ} . وتُسْتَعْمَلُ ما مَوْضِعَ مَنْ: {ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ} ، {فانْكِحوا ما طابَ لَكُمْ} . وقَصيدَةٌ مَوَوِيَّةٌ وماوِيَّةٌ: آخِرُها ما.

ما: حَرْفُ نَفي وتكون بمعنى الذي، وتكون بمعنى الشَّرط، وتكون عِب

ارة عن جميع أَنواع النكرة، وتكون موضُوعة موضع مَنْ، وتكون بمعنى

الاسْتِفهام، وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ؛قال الراجز:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ،

إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

قال ابن جني: يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه

أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب، أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب

نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة،

والكافة قولهم إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق،

تريد إن زيداً منطلق. وفي التنزيل العزيز: فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم،

وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين، ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا؛ قال

اللحياني: ما مؤنثة، وإن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبي النجم:

اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ،

مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِمَتْ

صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ،

وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ

فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز:

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء التأْنيث في نحو

مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء في

وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء

بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فهذا قِياسُه كما قال أَبو

وَجْزَة:العاطِفُونَتَ ، حين ما مِنْ عاطِفٍ،

والمُفْضِلونَ يَداً، وإذا ما أَنْعَمُوا

(*قوله «والمفضلون» في مادة ع ط ف: والمنعمون.)

أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها

التاء فَوَقَفَ بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء. وحكى ثعلب

وغيره: مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، وكذلك لا أَي

عَمِلْتها، وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها اسماً، والاسم لا يكون على

حرفين وَضْعاً، واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين لمكان الفتحة، قال:

وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ. وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ:

قافيتها ما. وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي: هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ

ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قال: وهذا أَقْيسُ. الجوهري: ما

حرف يَتَصَرَّف على تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بري:

ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل، يقول: ما عَبْدُ

اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهري: والخَبَر نحو رأيت ما

عِنْدَك وهو بمعنى الذي، والجزاء نحو ما يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وتكون تعجباً

نحو ما أَحْسَنَ زيداً، وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر نحو بَلَغَني

ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما

مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما

زيد مُنْطَلِقٌ، وغير كافَّة نحو قوله تعالى: فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ

لِنْتَ لهم؛ وتكون نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها

حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وهو

القِياس، وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز تشبيهاً بليس، تقول: ما زيدٌ

خارِجاً وما هذا بَشراً، وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها

حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول:

وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا.

التهذيب: إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، ومعنى إِنَّما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله: وإِنَّما يُدافِعُ عن

أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا

أَو مَنْ هو مِثْلي، والله أَعلم. التهذيب: قال أَهل العربية ما إِذا كانت

اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس والجِنِّ، ومَن تكون

للمُمَيِّزِين، ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز وجل: ولا

تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ؛ التقدير لا

تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، وكذلك قوله: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من

النِّساء؛ معناه مَنْ طابَ لكم. وروى سلمة عن الفراء: قال الكسائي تكون ما اسماً

وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون

صِلةً وتكون مَصْدَراً. وقال محمد بن يزيد: وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ

عَملَه، وهو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قال

أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ رُبَّ

وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل؛ وقد تُوصَلُ ما بِرُبَّ

ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

يريد يا رُبَّتَ غارة، وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها التَّوْكِيدَ كقول

الله عز وجل: فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم؛ المعنى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم،

وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل: فاصْدَعْ بما تؤمر؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر،

وكقوله عز وجل: ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ أَي وكَسْبُه، وما

التَّعَجُّبِ كقوله: فما أَصْبَرَهم على النار، والاستفهام بما كقولك: ما

قولُك في كذا؟ والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين: هل للمؤمنِ

تَقْريرٌ، وللكافر تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فالتقرير كقوله عز وجل لموسى: وما

تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال هي عَصايَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ

أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كقوله عز وجل: ما يَفْتَح

الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه،

والجَحْدُ كقوله: ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم، وتجيء ما بمعنى أَيّ

كقول الله عز وجل: ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها؛ المعنى

يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها، وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء

ومُرافِعُها قوله لَوْنُها، وقوله تعالى: أَيّاً ما تَدْعُوا فله

الأَسْماء الحُسْنى؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ

بما وإِنما يُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ:

إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ،

فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا

قال: فبما أَي رُبَّما. قال أَبو منصور: وهو مَعْروف في كلامهم قد جاءَ

في شعر الأَعشى وغيره. وقال ابن الأَنباري في قوله عز وجل: عَما قَلِيل

ليُصْبحُنَّ نادِمينَ. قال: يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما

تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً

غير تَوكيد، قال: ومثله مما خَطاياهُمْ، يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم

ومن أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض،

ونَحْمِلُ الخَطايا على إِعرابها، وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا

المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم، معناه

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون التأْويل

فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم.

والماءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حكاية أَصْواتِ الشاءِ؛

قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يُناديه، باسْم الماء، مَبْغُومُ

وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مبني على الكسر. وحكى الكسائي: باتَتِ الشاءُ

ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ

(*قوله« ما ما وماه ماه» يعني بالامالة

فيها.) ، وهو حكاية صوتها. وزعم الخليل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما

لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها

ما؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس

(* قوله «المخلس» أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأبيض

بالأسود، وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا

المحول.)

يعني إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك:

إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم

تَقُمْ أَقُمْ ولم تنوّن، وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد

زِيدَ عليها ما، وكذلك مَهْما فيها معنى الجزاء. قال ابن بري: وهذا مكرر

يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما. وقوله في الحديث: أَنْشُدُكَ بالله

لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة،

وقرئ بهما قوله تعالى: إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ؛ أَي ما كلُّ

نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ.

مَا
: ( {مَا) : قالَ اللَّحْياني: مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جازَ.
وَقد أَلَّفَ فِي أَنْواعِها الإمامُ أَبو الحُسَيْن أَحمدُ بنُ فارِس بنِ زَكَريَّا رِسالَةً مُسْتقلةً، ونحنُ نُوردُ لكَ إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى خُلاصَتَها فِي أَثْناءِ سِياقِ المصنِّفِ.
(تأْتي اسِميَّةً وحَرْفِيَّةً. فالاسمِيَّةُ ثلاثَةُ أَقْسام.
(الأوَّلُ) : تكونُ (مَعْرِفَةً) بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ لَها مِن صِلَةٍ كَمَا لَا بُدَّ للَّذي مِن صِلَةٍ، (وتكونُ ناقِصَةً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِند الله باقٍ} ؛ و) تكونُ (تامَّةً وَهِي نَوعانِ: عامَّةٌ وَهِي مُقَدَّرَةٌ بقَوْلِكَ الشيءَ، وَهِي الَّتِي لم يَتَقَّدَمْها اسمٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنْ تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ، أَي فَنِعْمَ الشَّيءُ هِيَ) ، وقيلَ: التَّقْديرُ فِي الآيةِ: فنِعْمَ الشيءُ شَيْئا إبداؤُها فحُذِفَ الإبْداءُ وأُقِيم المَكْنيُ مقامَه أَعْنِي هِيَ فَمَا حينَئِذٍ نَكِرَة؛ قالَهُ ابنُ فارِس. (وخاصَّةً: وَهِي الَّتِي يَتَقَدَّمُها ذلكَ ويُقَدَّرُ مِن لَفْظِ ذلكَ الاسْمِ، نحوُ) قولِهم: (غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا أَي نِعْمَ الغَسْلُ) .
(الْقسم (الثَّاني) مِن الأَقْسامِ الثَّلاثَةِ: تكونُ (نَكِرَةً مُجَرّدَة عَن معْنَى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصَةً وَهِي المَوْصوفةُ) ؛ وقالَ الجَوْهرِي: يَلْزَمُها النَّعْت (وتُقَدَّرُ بقَوْلِكَ شيءٍ نحْو: مَرَرْتُ} بِمَا مُعْجِبٍ لكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لكَ؛يضْرب مثلا شَيْئا بَعوضَة فَشَيْئًا قَالَ وَمن النكرَة قَوْله ربَّما تكره النُّفُوسُ مِن الأَمْرِ.
فَمَا هَذِه نَكِرَةٌ تَقْديرُه رُبَّ شيءٍ تَكْرَهه. (وَإِذا أَرادُوا المُبالَغَةَ فِي الإِخْبارِ عَن أَحَدٍ بالإكْثارِ مِن فِعْلٍ كالكِتابَةِ قَالُوا: إنَّ زَيْداً {مِمَّا أَن يَكْتُبَ، أَي أَنَّه مَخْلُوقٌ مِن أَمْرِ، ذلكَ الأَمْرُ هُوَ الكِتابَةُ) .
(القسْمُ (الثَّالثُ) مِن الأقْسامِ الثَّلاثَةِ: (أَنْ تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معْنَى الحَرْفِ وَهِي نَوْعانِ) ؛ ذكرَ النَّوْع الأوَّل كَمَا تَرَى وَلم يذكر النَّوْع الثَّانِي إلاَّ بَعْد مَاذَا فليُتَنَبَّه لذلكَ؛ (أَحَدُهما: الاسْتِفْهامِيَّةُ ومَعْناها أَيُّ شيءٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا هِيَ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا لَوْنُها} ، وَقَوله تَعَالَى: {} وَمَا تِلْكَ بيَمِينكَ} . قالَ ابنُ برِّي: مَا يُسْأَلُ بهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَن صِفاتِ مَنْ يَعْقِل، تَقول: مَا عَبْدُ اللهاِ؟ فتقولُ: أَحْمَقُ أَو عاقِلٌ. وَقَالَ الأزْهرِي: الاسْتِفْهامُ! بِمَا، كَقَوْلِك: مَا قوْلُكَ فِي كَذَا؟ والاسْتِفْهامُ بِمَا مِن اللهاِ لعِبادِه على وَجْهَيْن: هُوَ للمُؤْمنِ تَقْرِيرٌ، وللكافِرِ تَقْريعٌ وتَوْبيخٌ، فالتَّقريرُ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ، لموسَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمينِكَ يَا مُوسَى قالَ هِيَ عَصايَ} ، قَرَّره اللهُ أَنَّها عَصا كَراهَة أَنْ يَخافَها إِذا حوَّلَها حَيَّةً، قَالَ: وتَجِيءُ مَا بمعْنَى أَيّ كقولِه، عزَّ وجلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا مَا لَوْنُها} ، المَعْنى أَيُّ شيءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا المَوْضِعِ رَفْعٌ لأنَّها ابْتِداءٌ ورَافِعُها قولُه لَوْنُها. وَقَالَ ابنُ فارِس: الاسْتِفْهامُ {عَمَّا يَعْقِل} وعَمَّا لَا يَعْقِل إِذا قالَ القائِلُ: مَا عنْدَكَ مُسْتفهماً؟ فجوابُه: الإخبارُ بِمَا شاءَ المُجِيبُ مِن قوْلِه رَجُلٌ أَو فَرَسٌ أَو غَيْر ذلكَ مِن سائِرِ الأنواعِ، فأَما أَنْ يقولَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌ وفلا يَجوزُ ذلكَ، وناسٌ قد أَوْمَأوا إِلَى إجازَتِه على نِيَّةِ أَن تكونَ مَا بمعْنَى مَنْ؛ وسَيَأْتي تَفْصِيلُ ذلكَ آخِرَ التَّرْكيبِ. (ويَجبُ حَذْفُ أَلِفِها) ، أَي إِذا كانتْ اسْتِفْهامِيَّةً تأْتي مَحْذوفَةَ الألِفِ، (إِذا جُرَّتْ) ، أَي جَرَرْتها بحَرْفٍ جارَ، (وإبْقاءُ الفَتْحةِ) على مَا قَبْل المَحْذُوفِ لتكونَ (دَلِيلاً عَلَيْهَا) ، أَي على الألِفِ المَحْذوفَةِ، ( {كفِيمَ} وإِلام {وعَلامَ) } ولِمَ {وبِمَ وعمَّ، (ورُبَّما تَبِعَتِ الفتحةُ الأَلِفَ فِي الشِّعْرِ) ضَرُورةً (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
(يَا أَبَا الأَسْوَدٍ} لِمْ خَلَّفْتَنِي بسكونِ المِيم.
(وَإِذا رُكِّبَت مَا الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعَ ذَا) للإشارَةِ (لم تُحْذَفْ أَلِفُها) .
ثمَّ شرعَ فِي بَيانِ! مَاذَا وَإِنَّمَا لم يفردْ لَهُ تَرْكيباً مُسْتَقلاًّ لكَوْنه مُرَكَّباً مِن مَا وَذَا، وَلذَا ذَكَرَه بعضُ الأَئِمةِ فِي تَرْكيبِ ذَا فقالَ: (وماذا: تأْتي على أَوْجُهٍ:.
(أَحدُها) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا إشارَةً نحوُ) قَوْلهم: (! مَاذَا التَّوانِي) ، و (مَاذَا الوُقوفُ) ، تَقْديرُه: أَيّ شيءٍ هَذَا التَّواني وَهَذَا الْوُقُوف.
(الثَّانِي:) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا مَوْصولةً، كقولِ لبيدٍ:
(أَلا تَسْأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ (أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ (الثَّالث: يكونُ مَاذَا كُلّه اسْتِفْهاماً على التَّرْكِيبِ كقولِكَ: لماذا جِئْتَ.
(الَّرابعُ: أَنْ يكونَ مَاذَا كُلُّه اسمَ جِنْسٍ بمعْنَى شيءٍ أَو بمعْنَى الَّذِي) ، قَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فتقولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ على مَعْنى الَّذِي صَنَعْت خَيْرٌ، وكَذلكَ رفع قَول الله، عزَّ وجلَّ: {ويَسْألُونَك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوُ} ، أَي الَّذِي يُنْفِقُونَ هُوَ العَفْوُ مِن أَمْوالِكُم. وَقَالَ الزجَّاج: مَعْنى مَاذَا يُنْفِقُونَ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما: أنْ يكونَ ذَا فِي معْنَى الَّذِي ويكونَ يُنْفِقُونَ مِن صِلَتِه، المَعْنَى يَسْأَلُونَك أَيُّ شَيْء، يُنْفِقُونَ، كأَنَّه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقُون لأنَّهم يَعْلمونَ مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرادُوا عِلم وَجْهِه، قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ مَا مَعَ ذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، وَيكون المَوْضِعُ نَصْباً بيُنْفِقُون، المَعْنى أَيُّ شيءٍ، يُنْفِقُونَ، قالَ: وَهَذَا إجْماعُ النَّحويِّين، وكذلكَ الأوَّل إجْماعٌ أَيْضاً، وَقَوْلهمْ: مَا وَذَا بمنْزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ (كَقَوْلِه:
(دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأَتَّقِيهِ (ولكِن بالمُغَيَّبِ فنَبِّئينِي) ويُرْوى: وَلَكِن بالمغيب نَبِّئينِي، ويُرْوى: خَبِّرِيني، كأَنّه بمعْنَى دَعِي الَّذِي عَلِمْت.
وَقَالَ ابنُ فارِس: فأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مَاذَا أَنْزلَ رَبّكُم} ؟ فقالَ قَوْمٌ: مَا وَذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ. وقالَ آخَرُونَ: ذَا بمعْنَى الَّذِي مَعْناهُ مَا الَّذِي أنزلَ رَبُّكُم.
(وتكونُ مَا زائِدةً وذَا إشارَةً نحوُ) قولِ الشَّاعرِ، هُوَ مالِكُ ابنُ زغبةَ الباهِليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ)
(وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكثٌ حَذِيقُ أَرادَ: سرع فخفَّف، والمَعْنى أَنَوْراً ونفاراً يَا فَروقُ، فَمَا صِلَةٌ أَرادَ سَرْعَ ذَا نَوْراً، وَقد ذُكِرَ فِي سرع.
(وتكونُ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا زائِدَةً فِي نحوِ) قَوْلك: (ماذَا صَنَعْتَ) ، أَي أَيُّ شيءٍ صَنَعْتَ.
قُلْتُ: وَمِنْه قولُ جرير:
يَا خزر تَغْلب مَاذَا بالَ نِسْوتُكُم قَالَ ابنُ فارِسِ: فليسَ ذَا بمنْزِلَةِ الَّذِي وَلَا يَصْلحُ مَا الَّذِي بالَ نِسْوتُكم، وَكَانَ ذَا زِيادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا إلاَّ فِي إقامَةِ وَزْنِ الشِّعرْ.
(وتكونُ مَا شَرْطِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ) ، هَذَا هُوَ النَّوعُ الثَّانِي للنَّكِرَةِ المُضَمَّنَة معْنَى الحَرْف نَحوُ قَوْله تَعَالَى: {مَا تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ااُ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسأْها} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا يَفْتَحُ ااُ للناسِ مِن رَحْمةٍ فَلَا مُمْسِك لَها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ} . (أَو زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} ؛ قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ شَرْطاً وجَزاءً فكقولِ المُتكلِّم: مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ، قَالَ عُلماؤُنا: مَوْضِعُها مِن الإعْرابِ حَسَبَ العامِلِ، فإنْ كانَ الشَّرْطُ فعْلاً لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ فمَوْضِعُ مَا رَفْعٌ، يقولُ البَصْريون: هُوَ رَفْعٌ بالابْتِداءِ، ويكونُ رَفْعاً عنْدَنا بالغَايَةِ، وَإِن كانَ الفِعْلُ مُتعدِّياً كانتْ مَا مَنْصوبَةً، وَإِن دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ خَفْضٍ أَو أُضِيفَ إِلَيْهِ اسْمٌ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ.
(وأَمَّا أَوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ) ؛ لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ مَا الاسْمِيَّة شَرَعَ يَذْكُر مَا الحَرْفِيَّة ووُجُوهَها الأَرْبَعةَ، وَهِي: أَنْ تكونَ نافِيَةً، وأنْ تكونَ مَعَ الفِعْلِ بِمنْزِلَةِ المَصْدَر، وأَنْ تكونَ زائِدَةً، وأنْ تكونَ كافَّةً؛ فقالَ:
(فأَحدُها: أَنْ تكونَ نافِيَةً) للحالِ نحوُ: مَا يَفْعَل الآنَ، وللماضِي القَرِيبِ مِن الحالِ نَحْو: مَا فَعَل، وَلَا يَتَقَدَّمُها شيءٌ ممَّا فِي حَيِّزِها، فَلَا يقالُ: مَا طَعامُك يَا زَيْد آكُل خِلافاً للكُوفِيِّين، وَنَحْو قولِ الشاعرِ:
إِذا هِيَ قامَتْ حاسراً مُشْمَعِلَّةً
نَخيبُ الفُوادِ رأْسُها مَا تَقْنعُمع شُذوذهِ مُحْتَمل للتَّأْوِيلِ. (فإنْ ادخلت على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أَعْمَلَها الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنّجْديُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ) عنْدَ أَئِمَّةِ النَّحْو فِي كُتْبِهم وَفِي الصِّحاح: فإنْ جَعَلْتها حَرْفَ نَفْيٍ لم تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ لأنَّها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياسُ، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهْلِ الحِجازِ تَشْبيهاً بليسَ (نحوُ) : مَا زَيْدٌ خارِجاً، وقَوْله تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَراً} ) ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِم} قالَ ابنُ فارِس: قولُ العَرَبِ. مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً فِيهِ لُغتانِ: مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً، وَمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، فمَنْ نَصَبَ فلأنَّه أَسْقَطَ الباءَ أَرادَ بمُنْطَلقٍ: فلمَّا ذهَبَتِ الباءُ انْتَصَب، وقومٌ يَجْعلُون مَا بمعْنَى ليسَ كأنَّه ليسَ زَيْدٌ مُنْطلقاً. (ونَدَرَ تَرْكِيبُها مَعَ النَّكِرَةِ تَشْبِيهاً بِلا كقولِه) ، أَي الشَّاعرِ:
( {وَمَا بأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً (قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها (وَقد يُسْتَثْنَى} بِمَا) ، قَالَ ابنُ فارِس: وذَكَرَ لي أَبي عَن أَبي عبد اللهاِ محمدِ بنِ سَعْدان النّحَوي قالَ: تكونُ مَا بمعْنَى إلاَّ فِي قولِ العَرَبِ: (كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، أَي إلاَّ النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، هَذَا كَلامُه، وَقد يُرْوَى مَهَاهُ ومَهَاهَة؛ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرف الهاءِ هَذَا المَثَلَ بخِلافِ مَا أَوْرَدَه هُنَا، فإنَّه قالَ: مَا خَلاَ النِّساءِ وذِكْرَهُنَّ، وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّ ابنَ برِّي قالَ: الرِّوايَةُ بحَذْفِ خلا، وقولُ شيْخِنا أنَّه مَنْصوبٌ بعَدَا محذوفة دلَّ عَلَيْهَا المقامُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمالُ مَا فِي الاسْتِثْناءِ، انتَهَى، غَيْرُ صَحِيح لمَا قدَّمْناه عَن ابنِ فارِس، ويدلُّ لَهُ رِوايَةُ بعضِهم: إلاَّ حدِيثَ النِّساءِ، وَقد مَرَّ تَفْصِيلُه فِي حرْفِ الهاءِ فراجِعْه.
(وتكونُ) مَا (مَصْدَرِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمِكُم} .
(وزَمانِيَّةً نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ، وَقَوله تَعَالَى: {فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ مَعَ الفِعْل: بِمَنْزِلَةِ المَصْدَر وذلكَ قَوْلك: أَعْجَبَني مَا صَنَعْت، أَي أَعْجَبَني صُنْعَك، وَتقول: ائْتِني بَعْدَما تَفْعَل ذاكَ، أَي بَعْدَ فِعْلِكَ ذاكَ. وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ العَرَبيَّةِ: ومِن هَذَا البابِ قولُهم: مَرَرْتُ برَجُلٍ مَا شِئْتَ مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وتَأْوِيلُه مَرَرْتُ برَجُلٍ مشيئك مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وَمِنْه قولُكَ: أَتانِي القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً فَمَا مَعَ عَدا بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ، وتَأْوِيلُه: أَتانِي القَوْمُ مُجاوَزَتهم زَيْداً لأنَّ عَدا أَصْلُه المُجاوَزَة، مِثْلُه فِي الكَلامِ كَثِيراً جَلَسَ مَا جلَسْت، وَلَا أُكَلّمُه مَا اخْتَلَفَ الملوان؛ وَقَوله تَعَالَى: {، مَا دُمْت فيهم} ، وَلَا بُدَّ أَن يكونَ فِي قَوْلهم اجْلِسْ مَا جَلَسْت إضْمارٌ لزَمانٍ أَو مَا أَشْبَهه، كأنَّك قُلْتَ اجْلِسْ قَدْرَ جلوسِك أَو زَمانَ جلوسِك؛ قَالُوا: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كلَّما أَضَاءَ لَهُم مَشوافيه} ، و {كلّما أَوْقَدُوا نَارا} ، و {كلّما خَبَتْ زدْناهُم سَعِيراً} ، حَقِيقَةُ ذلكَ أَنَّ مَا مَعَ الفِعْلِ مَصْدرٌ ويكونُ الزَّمانُ مَحْذوفاً، وتَقْديرُه كلُّ وقْتِ إضاءَةٍ مشوافيه. وأَمَّا قولهُ تَعَالَى: {فاصْدَعْ! بِمَا تُؤْمَرُ} ، فمُحْتَمل أَنْ يكونَ بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ مِن أَنْ يكونَ مَعَه عائِدٌ كأنَّه قالَ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ، ويُحْتَمَل أنْ يكونَ الفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ مَا مَصْدراً كأَنَّه قالَ فاصْدَعْ بالأمْرِ.
(وتكونُ مَا زائِدَةً، وَهِي نَوْعانِ: كافَّةٌ وَهِي على ثلاثَةِ أَنْواعٍ:
(كافَّةٌ عَن عَمَلِ الرَّفْعِ وَلَا تَتَّصِلُ إلاَّ بثَلاثَةِ أَفْعالٍ قَلَّ وكثُرَ وطالَ) ، يقالُ: قلَّما وَكثر مَا وطالَما؛.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وَهِي المُتَّصِلَةُ بإنَّ وأَخَواتِها) وَهِي: أَنَّ، بالفَتْح، ولكنَّ وكأنَّ ولَيْتَ ولعلَّ، وتُسَمى هَؤُلاء السِّتَّة المُشَبَّهَة بالفِعْلِ، مِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {إنَّما ااُ إلهٌ واحِدٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {إنَّما أَنتَ مُنْذرٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {كأنَّما يُساقُونَ إِلَى المَوْتِ} ؛ وتقولُ فِي الكَلامِ: كأنَّما زَيْدٌ أَسَدٌ، ولَيْتما زَيْدٌ مُنْطلقٌ؛ ومِن الْبَاب: {إنَّما يَخْشَى ااَ مِن عِبادِه العُلماءُ} ، و {إنَّما نملي لَهُم ليَزْدادُوا إثْماً} . قَالَ المبرِّدُ وَقد تأْتي مَا لمنْعِ العامِلِ عَمَله وَهُوَ كقولِكَ: كأنَّما وَجْهُك القَمَرُ، وإنَّما زَيْدٌ صَدِيقُنا. وَقَالَ الأزْهري: إنّما قالَ النّحويّون إنَّ أَصْلَ إنّما مَا مَنَعَتْ إنَّ مِن العَمَلِ، ومَعْنى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ، كَقَوْلِه: وإنَّما يُدافِعُ عَن أحْسابِهم أَنا أَو مثْلِي.
المَعْنى مَا يُدافِعُ عَن أحْسابهم إلاَّ أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ الجَرِّ وتَتَّصِلُ بأَحْرُفٍ وظُروفٍ فالأَحْرُفُ رُبَّ) ورُبَّتَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {رُبَّما يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا} ، فرُبَّ وُضِعَتْ للأسْماءِ فلمّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعِلَتْ للفِعْل؛ وَقَالَ الشاعرُ:
(رُبَّما أوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ (تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ) أَوْفَيْتُ: أَشْرَفْتُ وصَعَدْتُ فِي عَلَمٍ أَي على جَبَلٍ، والشَّمالاتُ: جَمْعُ شمالٍ، وَهِي الرِّيحُ الَّتِي تهبُّ من ناحِيَةِ القُطْبِ وَهُوَ فاعِلُ تَرْفَعَنْ، والجُمْلةُ فِي محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِن فاعِلِ أَوْفَيْتُ؛ وكقولِ الشاعرِ:
ماوِيَّ يَا ربَّمَا غارةٍ
شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُريدُ يَا رُبَّتَ غارَة، ورُبَّما أُعْمِلَت رُبّ مَعَ مَا، وكقولِ الشَّاعرِ:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بسَيْفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصْرَى بطَعْنَةٍ نَجْلاءَ (والكافُ) : كَقَوْل الشَّاعرِ:
( {كَمَا سَيْفُ عَمْرٍ وَلم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ يُريدُ: كسَيْفِ عَمْرٍ و.
(والباءُ) : كقولِ الشاعرِ:
(فَلَئِنْ صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَواباً (} لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ) (ومِن) ، نحوُ: إنِّي لمِمَّا أَفْعَل؛ قالَ المبرِّدُ: أُرِيدَ لرُبَّما أَفْعَل؛ وأَنْشَدَ:
(وإنَّا! لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً)
على رأْسِه تُلْقِي اللِّسانَ مِن الفَمِ (والظّروفُ: بَعْدُ) ، كقولِ الشَّاعرِ، وَهُوَ المرَّارُ الفَقْعَسيُّ يخاطِبُ نَفْسَه: (أَعَلاقَةً أُمَّ الوَلِيدِ بعدَما 2 أفْنانُ رأْسِكِ كالثُّغامِ المُخْلِسِ (وبَيْنَ) : كقولِ الشَّاعرِ:
(بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعاً (إِذْ أَتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ (و) الَّزائِدَةُ (غَيْرُ الكافَّةِ نَوْعان: عِوَضٌ) عَن فِعْلٍ (وغَيْرُ عِوَضٍ. فالعِوَضُ فِي مَوْضِعَيْن: أَحدُهما: فِي قَوْلِهِم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ) مَعَك، كأنَّه قالَ إِذا صِرْتَ مُنْطلقاً، وَمن ذلكَ قولِ الشَّاعرِ:
أَبا خراشة أَما أَنْتَ ذَا نَفَرٍ
فإنَّ قَوْمِي لم تَأْكُلْهم الضَّبُعكأنَّه قَالَ: أَأنْ كُنْتَ ذَا نَفَرٍ. (والثَّاني) : فِي قَوْلِهِم: (افْعَلْ هَذَا} إمَّا لاَ، ومَعْناهُ إنْ كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غيرَهُ) ، فَهُوَ يدلُّ على امْتِناعِهِ مِن فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقَالَ الجَوْهرِي فِي تَرْكيبِ لَا وقَوْلهم: إمَّا فافْعَلْ كَذَا بالإمَالَةِ أَصْلُه إنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، ومَعْناهُ إنْ لَا يَكُنْ ذلكَ الأَمْر فافْعَلْ كَذَا. وَفِي اللُّبابِ: وَلَا لنَفْي الاسْتِقْبالِ نَحْو: لَا تَفْعَل، وَقد حُذِفَ الفِعْل فجرَتْ مَجْرَى النَّائِب فِي قوْلِهم: افْعَلْ هَذَا! إمّا لَا وَلِهَذَا أمالُوا أَلِفَها، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد أَمالَتِ العَرَبُ لَا إمالَةً خَفِيفَةً، والعَوامُّ يُشْبِعونَ إمالَتَها فتَصِيرُ أَلِفُها يَاء، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَذِه كَلمةٌ تَرِدُ فِي المُحاوَراتِ كَثِيراً، وَقد جاءَتْ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحديثِ، ومِن ذلكَ فِي حديثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: (إمَّا لَا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ) ؛ وَفِي حديثِ جابِرٍ: (رأَى جَمَلاً نادًّا فقالَ: لمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟ وَفِيه: فقالَ: أَتبِيعُونَه؟ قَالُوا: لَا بل هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُه) . قَالَ الأزْهري: أَرادَ إنْ لَا تَبِيعُوه فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، والمَعْنى: إلاَّ فوُكَّدَتْ بِمَا، وإنْ حَرْفُ جَزاءٍ هُنَا. قَالَ أَبو حاتِمٍ: الْعَامَّة رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذلكَ بارى، وَهُوَ فارِسِيٌّ مَرْدودٌ، والعامة تقولُ أَيْضاً: أُمَّالي فيَضُمُّونَ الألِفَ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، قالَ: والصَّوابُ إمَّا لَا غَيْرُ ممالٍ لأنَّ الأدواتَ لَا تُمالُ.
قُلْتُ: وتبدلُ العامَّةُ أَيْضاً الهَمْزَةَ بالهاءِ مَعَ ضَمِّها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: إِمَّا لَا فافْعَلْ كَذَا، إنَّما هِيَ على مَعْنى إنْ لَا تَفْعَلْ ذلكَ فافْعَلْ ذَا، ولكنَّهم لمَّا جَمَعُوا هَؤُلاء الأَحْرُفَ فصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثقلة فصَارَ لَا فِي آخرِها، كأنَّه عَجُزَ كَلِمةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذكَرَت لَكَ فِي كَلامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئا فرُدَّ عَلَيْك أَمْرُكَ فقُلْت! إمَّا لَا فافْعَلْ ذَا. وَفِي المِصْباح: الأَصْلُ فِي هَذِه الكَلِمةِ أنَّ الرَّجُلَ يَلْزمُه أَشْياءٌ ويُطالبُ بهَا فيَمْتَنع مِنْهَا فيَقْنع مِنْهُ ببعضِها، وَيُقَال لَهُ إمَّا لَا فافْعَلْ هَذَا، أَي إنْ لم تَفْعَل الجَمِيع فافْعَلْ هَذَا، ثمَّ حُذِفَ الفِعْل لكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ وزِيدَتْ مَا على إنْ تَوْكيداً لمَعْناها. قالَ بعضم: وَلِهَذَا تُمالُ لَا هُنَا لنِيابَتِها عَن الفِعْلِ كَا أُمِيلَتْ بَلَى وَيَا فِي النِّداءِ، ومِثْلُه: مَنْ أَطاعَكَ فأَكْرِمْه وَمن لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَقيل: الصَّوابُ عَدَمُ الإمالَةِ لأنَّ الحُروفَ لَا تُمالُ. .
(وغَيْرُ العِوَضِ) عَن الفِعْل، (يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ نحوُ: شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرٌ و) ، وشَتَّانَ مَا هُما، وَهُوَ ثابِتٌ فِي الفَصِيحِ وصَرَّحُوا بأنَّ مَا زائِدَةٌ، وزَيْد فاعِلُ شَتَّانَ، وعَمْرٌ وعَطْفٌ عَلَيْهِ؛ وشاهِدُه قولُ الأعْشى:
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها
ويومُ حيّانَ أخي جابرِكذا فِي أَدَبِ الكِتابِ لابنِ قتيبَةَ. وأَمَّا قولُهم شَتَّانَ مَا بَيْنهما، فأثْبَتَه ثَعْلَب فِي الفَصِيح، وأَنْكَرَه الأصْمعي، وتقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي شتت. (وقولُه) ، أَي مُهَلْهلُ بنُ ربيعَةَ أَخي كليبٍ لمَّا نزلَ بعدَ حَرْبِ البَسُوس فِي قَبائِل جنب فحَطَبُوا إِلَيْهِ أُخْتَه فامْتَنَعَ فأَكْرَهُوه حَتَّى زَوّجَهم وَقَالَ:
أنكَحَها فقْدُها الأراقمَ فِي
جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أَدَمِ (لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها (ضرج مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ) هان على تَغْلبَ الَّذِي لقيتْ
أُخْت بَني المالكينَ مِن جُشَمِلَيْسُوا بأَكْفائِنا الكِرام وَلَا
يُغْنون من غلَّةٍ وَلَا كرمِ (وبعدَ النَّاصِبِ الَّرافِعِ) كقولِكَ: (لَيْتَما زَيْدٌ قائِمٌ.
(وبعدَ الجازِمِ) ، كقولهِ تَعَالَى: { {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ) مِن الشَّيْطانِ نَزْغ فاسْتَعِذْ بااِ} ، وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} فلَّهُ الأَسْماء الحُسْنَى، وُصِلَ الجَزاء بِمَا، فَإِذا كانَ اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بِمَا وإنَّما يُوصَلُ إِذا كانَ جَزاءً.
(وبعدَ الخافِضِ حَرْفاً كانَ) ، كقولهِ تَعَالَى: {} فَبِما رَحْمَةٍ مِن اللهِ} ) لِنْتَ لَهُم، وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {فَبِما نَقْضِهم مِيثَاقَهم} ؛ وَقَوله تَعَالَى: { {ممَّا خطيآتهم} . وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي فِي قولِه، عزَّ وجلَّ {} عَمَّا قَلِيلٍ ليُصْبحُنَّ نادِمِينَ} : يجوزُ أَنْ يكونَ عَنْ قَلِيلٍ وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ المعْنى عَن شيءٍ، قَلِيلٍ وَعَن وَقْتٍ قَلِيلٍ فيكونُ مَا اسْماً غَيْر تَوْكِيدٍ، ومِثْلُه { {ممَّا خَطَاياهُمْ} ، يَجوزُ أَنْ يكونَ مِن إساءَةِ خَطَاياهُمْ ومِن أَعْمال خَطاياهُم، فتحْكُمُ على مَا مِن هَذِه الجِهَةِ بالخَفْضِ، وتحْمِلُ الخَطايَا على إعْرابِها، وجَعَلْنا مَا مَعْرِفَةً لإِتْباعِنا المَعْرِفَةَ إيَّاها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكَذلكَ {} فَبِمَا نَقْضِهم مِيثاقَهم} ، وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ التَّأْوِيلُ فبِإساءَتِهم نَقْضِهم مِيثاقَهُم. وَقَالَ ابنُ فارِس: وكثيرٌ مِن عُلمائِنا يُنْكِرُونَ زِيادَةَ مَا ويقولونَ لَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي كتابِ اللهاِ، جلَّ عِزّهُ، حَرْفٌ يَخْلو مِن فائِدَةٍ ولَها تَأْوِيل يَجوزُ أَنْ يكونَ جِنْساً مِن التَّأْكِيدِ، ويَجوزُ أَن يكونَ مُخْتصراً مِن الخِطابِ وتَأْوِيلُه فِبما أَتَوه مِن نَقْضِ المِيثاقِ، وتكونُ الباءُ فِي معْنى مِن أَجْل، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم بِهِ مُشْرِكُون} ، أَي مِن أَجْلِه وَله.
(أَو اسْماً) ، كقولهِ تَعَالَى: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ) قَضَيْت} ، تَقْديرُه أَيْ الأَجَلَيْن.
(وتُسْتَعْملُ مَوْضِعَ مَنْ) ، كقولهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم} مِن النِّساءِ إلاَّ مَا قد سَلَفَ، التَّقديرُ مَنْ نَكَحَ؛ وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {فانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ} ، مَعْناهُ مَنْ طابَ لَكُم؛ نقلَهُ الأزْهري. قَالَ ابنُ فارِس: ومِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ويَعْبِدُونَ مِن دُون ااِ مَا لَا يَضرُهم وَلَا يَنْفَعُهم} فَوحد، ثمَّ قَالَ: {وَيَقُولُونَ: هَؤُلاء شُفَعاؤُنا عنْدَ ااِ} ، فجرَتْ مَا مَجْرَى مَنْ فإنَّها تكونُ للمُفْرد والجَمْع، قَالَ: وحدَّثني عليُّ بنُ إِبْرَاهِيم عَن جَعْفرِ بنِ الحارِثِ الأسَدِي عَن أَبي حاتمٍ عَن أبي زيْدٍ أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: سُبْحانَ مَا يُسَبّح الرَّعْدُ بحَمْدِه.
(و) إِذا نَسَبْتَ إِلَى {مَا قُلْتَ: مَوَوِيٌّ.
و (قَصِيدَةٌ} مَوَوِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ: آخِرُها مَا) . وَحكى الكِسائي عَن الرُّؤَاسِي: هَذِه قَصِيدَةٌ} مائِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُبْدَلُ مِن أَلِفِ مَا الهاءُ؛ قَالَ الراجزُ:
قدْ وَرَدَتْ مِن أَمْكِنَهْمِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إنْ لم أُروّها} فَمَهْ يُريدُ: فَمَا، وَقيل: إنَّ مَهْ هُنَا للزَّجْرِ أَي فاكْفُفْ عنِّي؛ قالَهُ ابنُ جنِّي؛ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِ! مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عِنْدَ الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ أَرادَ: وبَعْدِما أَبْدَلَ الألِف هَاء، فلمَّا صَارَتْ فِي التَّقْدير وبَعْدمَهْ أَشْبَهَت الهاءُ هاءَ التَّأْنيثِ فِي نَحْو مَسْلَمَة وطَلْحَةَ، وأَصْلُ تِلْكَ إنَّما هُوَ التاءُ، فشبَّه الهاءَ فِي وبَعْدِمَهْ بهاءِ التأْنِيثِ فوَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ كَمَا وَقَفَ على مَا أَصْله التَّاء بالتاءِ فِي الغَلْصَمَتْ، هَذَا قِياسُه.
وحَكَى ثَعْلب: مَوَّيْتُ مَاء حَسَنَةً: كَتَبْتُها.
والماءُ: الميمُ ممُالَةٌ والألفُ مَمْدودةٌ: أَصْواتُ الشاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي هُنَا، وَقد تقدَّمَ فِي حَرْفِ الْهَاء.
وابنُ مَا مَا: مَدينَةٌ؛ قالَ ياقوتُ هَكَذَا فِي كتابِ العمراني وَلم يزدْ:
مهمة
وفيهَا فوائِدٌ: (الأولى:) قولهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَم نَفْسٌ مَا أَخْفى لَهُم} ، قَالَ ابنُ فارِس: يمكِنُ أَن تكونَ بمعْنَى الَّذِي وتكونُ نَصْباً بتَعْلَم نَفْسٌ، ومَنْ جَعَلَها اسْتِفْهاماً وقَرَأَ مَا أخْفى بسكونِ الياءِ كانَ مَا نَصْباً بأَخْفى. قَالَ الفرَّاء: إِذا قُرِىءَ مَا أخْفى لَهُم وجُعِل مَا فِي مَذْهَب أَي كانتْ مَا رَفْعاً بأَخْفى لأنَّك لم تُسَمِّ فاعِلَه، ومَنْ قَرَأَ أخْفى بإرْسالِ الياءِ وجعلَ مَا فِي مَذْهبِ الَّذِي كانتْ نَصْباً، وزَعَمَ بعضُ أهْلِ البَصْرةِ أنَّ مَنْ قَرَأَ مَا أخْفى، فَمَا ابْتِداءٌ، وأخفى خَبَرُه، قَالَ وَلَا يكونُ رفعا بأخفى كَمَا إنَّا نقولُ: زَيْدٌ ضَرَبَ، لَا يكونُ زَيْدٌ رَفْعاً بضَرَبَ.
الثَّانِيَةُ:) قَالَ ابنُ فارِس: فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ كلمةٌ أُشْكِلَ مَعْناها، وَهُوَ قولهُ: مَا أغفلَه عَنْك شَيْئا أَي دَعِ الشَّكَّ، واضْطَرَبَ أَصْحابُه فِي تَفْسيرِه وَلَكِن سَمِعْتُ أَبي يقولُ: سأَلْتُ أَبا عبدِ اللهاِ مُحَمَّد بن سَعْدان البَصِير النّحوي بهَمَذان عَنْهَا فَقَالَ: أَمّا أَصْحابه مِن المبرِّدِ وغيرِهِ فَلم يُفَسِّروها، وذَكَرَ مِنْهُم ناسٌ أنَّ مَا اسْتِفْهامٌ فِي اللّفْظِ تَعَجُّبٌ فِي المَعْنى ويَنْتَصِبُ شَيْئا بكَلامٍ آخر، كأَنَّه قالَ: دَعْ شَيْئا هُوَ غَيْر مَعْنيَ بِهِ، ودَعَ الشَّكَّ فِي أنَّه غَيْر مَعْنيَ بِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ مَا قيل فِي ذلكَ.
الثَّالثة:) مَا قَدْ تكونُ زائِدَةً بَيْنَ الشَّرْط والجَزاءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَما تَرين مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقولِي} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَما نذهَبن بكَ فإنَّا مِنْهُم مُنْتَقِمُون} ، المَعْنى أَن نَذْهَب بكَ، وتكونُ النونُ جُلِبَتْ للتَّأكِيدِ فِي قولِ بعضِ النّحويِّين، وجائِزٌ فِي الكَلامِ إِسْقاطُ النونِ؛ أنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: زَعَمَتْ تماضر أنَّني إِمَّا أَمت
تسدّ ولشَوْهاء الأصَاغِر خُلَّتيالَّرابعةُ:) مَاذَا قَدْ تأْتي بمعْنَى التّكْثيرِ كَمَا أَثْبَته ابنُ حُبَيْش واستدلَّ لَهُ بنَحْو مائَةِ شاهِدٍ نقَلَها الْمقري فِي نَفْحِ الطِّيب، وأَغْفَلَها المصنِّفُ وأَكْثَر النَّحويِّين، وَلم يَعْلَقْ بذهْنِي مِن تِلْكَ الشواهِدِ إلاَّ قولَ الشاعرِ:
وماذا بمِصْر مِن المُضْحِكَاتِ فراجِعِ الكِتابَ المُذكورَ فإنَّه بَعُدَ عَهْدي بِهِ.
الْخَامِسَة:) ذُكِرَ فِي أَنْواعِ الكافَّةِ المُتَّصِلَةُ بالظُّروفِ مَا يَتَّصِلُ ببَعْدو بَيْنَ، وَقد تُكَفّ إِذْ وحيثُ بِمَا عَن الأضافَةِ، والأوَّل للزَّمانِ وَالثَّانِي للمَكانِ، ويَلْزمُهما النَّصْبُ كَمَا فِي اللَّبابِ.
السَّادِسَة: قد تَأْتي {فَبِما بمعْنَى رُبَّما، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي قولَ حسَّان:
إنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدِيثٌ
فبِما يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِيناقال: فبِما أَي رُبَّما. قَالَ الأزْهري: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ فِي كَلامِهم، وَقد جاءَ فِي شِعْر الأعْشى وغيرِه.

قسم

قسم


قَسَمَ(n. ac. قَسْم)
a. Divided, separated, parted.
b. Arranged, settled.
c. Hesitated.
d. [ coll. ]
see IV
قَسُمَ(n. ac. قَسَاْمَة)
a. Was handsome.

قَسَّمَa. see I (a)b. [acc. & Bain], Shared, distributed, divided amongst.
c. ['Ala] [ coll. ], Exorcised (
demoniac ).
قَاْسَمَa. Shared with.
b. [acc. & 'Ala], Bound (himself) by oath to.

أَقْسَمَ
a. [Bi], Swore by.
b. Swore to; vowed that.

تَقَسَّمَa. Was divided, separated, parted; dispersed.
b. see I (a)
تَقَاْسَمَa. Shared together.
b. Bound themselves together by oath.

إِنْقَسَمَa. Was divided, separated, distributed.

إِقْتَسَمَa. see VI (a)
إِسْتَقْسَمَa. Asked to have distributed; claimed his share.
b. [acc. & Bi], Demanded ( an oath ) from.
قَسْمa. Division, distribution; allotment.
b. Lot, share, portion, part, allotment.
c. Doubt, hesitation; conjecture.
d. see 2 (b) (c).
قِسْم
(pl.
أَقْسَاْم أَقَاْسِيْمُ)
a. Part, portion; division; section.
b. Character, disposition, nature
c. Habit, custom.

قِسْمَةa. see 1 (a)b. (pl.
قِسَم), Lot, portion.
c. Fate, destiny.

قَسَم
(pl.
أَقْسَاْم)
a. Oath; vow.

قَسَمَةa. see 5t
قَسِمَة
( pl.
reg. )
a. Beauty, elegance, grace.
b. Face, visage, countenance.

مَقْسَم
(pl.
مَقَاْسِمُ)
a. see 1 (b)
مَقْسِمa. Dividing of the waters; water-shed.

مِقْسَمa. see 1 (b)
قَاْسِمa. see 28
قَسَاْمa. see 5t
قَسَاْمَةa. see 4 & 5t
(a).
c. Truce, armistice; peace.
d. Oathtakers, swearers.

قَسَاْمِيّa. Average, middle.
b. Folder (workman).
قُسَاْمَةa. Alms, charity.
b. Share, portion of the distributer.
قَسِيْم
(pl.
قُسَمَآءُ
أَقْسِمَآءُ
68)
a. Sharer, participator, partaker.
b. (pl.
أَقْسِمَآءُ)
see 1 (b)c. (pl.
قُسُم), Beautiful, elegant, graceful, pretty.
قَسِيْمَة
(pl.
قَسَاْئِمُ)
a. fem. of
قَسِيْمb. Perfume-box.
c. Market.

قَسَّاْمa. Divider, distributer, apportioner.

N. P.
قَسڤمَa. Divided; distributed.
b. Dividend.

N. Ag.
قَسَّمَa. see 28b. [ coll. ], Exorcist.

N. P.
قَسَّمَa. see N. P.
I (a) & 25
(c)-
N. Ac.
قَسَّمَa. Division, distribution; assignment.
b. [ coll. ], Exorcism.

N. Ag.
قَاْسَمَa. see 25 (a)
N. Ac.
قَاْسَمَ
a. Participation.

N. P.
أَقْسَمَa. see 4
أَقْسُوْمَة (pl.
أَقَاْسِيْمُ)
a. see 1 (b)
خَارِجُ الْقِسْمَة
a. Quotient.

مَقْسُوْم عَلَيْهِ
a. Divisor.

مُقَسَّم عَلَيْهِ
a. [ coll. ], Exorcised.
بَاب الْقسم

أَقْسَمت وآليت وَحلفت وَالْيَمِين وَالْقسم والايلاء وَالْحلف والالية
قسم: {وقاسمهما}: حلف لهما. {وأن تستقسموا}: من قسمت أمري. {المقتسمين}: الحالفين. 
(قسم) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "قَسِيمٌ وَسِيمٌ"
القَسَامُ : الجَمالُ، ورجُلٌ مُقَسَّم الوَجْه، كَأَنَّ كلَّ مَوضِع منه أخذَ قِسْماً من الجَمالِ: أي جَمِيلٌ كلُّه.
(قسم) الشَّيْء جزأه أَجزَاء يُقَال قسموا المَال بَينهم وَالْقَوْم فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَاكَ وَيُقَال قسمهم الدَّهْر والهموم فلَانا جعلته مــشتت الخواطر وَالشَّيْء حسنه فَهُوَ مقسم يُقَال وشي مقسم وَالثَّوْب فَصله تَفْصِيلًا يبرز مقاسم لابسه والعامة تَقول كسم
قسم الشيء: ما يكون مندرجًا تحته وأخص منه، كالاسم؛ فإنه أخص من الكلمة ومندرج تحتها.
واعلم أن الجزئيات المندرجة تحت الكلي؛ إما أن يكون تباينها بالذاتية، أو بالعرضيات، أو بهما، والأول يسمى أنواعًا، والثاني أصنافًا، والثالث أقسامًا.

القسم: بفتح القاف قسمة الزوج بيتوتته بالتسوية بين النساء.
(قسم)
الشَّيْء قسما جزأه وَجعله نِصْفَيْنِ وَبَين الْقَوْم أعْطى كلا نصِيبه يُقَال قسم الله الرزق فَهُوَ القسام وَيُقَال قسم الْقَوْم الشَّيْء بَينهم أَخذ كل مِنْهُم نصِيبه مِنْهُ والدهر الْقَوْم قسما فرقهم وَفُلَان أمره قدره وَنظر فِيهِ كَيفَ يفعل

(قسم) الْوَجْه قسَامَة وقساما حسن وَيُقَال قسم الرجل فَهُوَ قسيم وقسيم الْوَجْه (ج) قسم
ق س م: (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ (قَسَمَ) الشَّيْءَ (فَانْقَسَمَ) وَبَابُهُ ضَرَبَ وَالْمَوْضِعُ (مَقْسِمٌ) مِثْلُ مَجْلِسٍ. وَ (الْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلُ طَحَنَ طَحْنًا وَالطِّحْنُ بِالْكَسْرِ الدَّقِيقُ. وَ (أَقْسَمَ) حَلَفَ وَأَصْلُهُ مِنَ (الْقَسَامَةِ) وَهِيَ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى الْأَوْلِيَاءِ فِي الدَّمِ. وَ (الْقَسَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْيَمِينُ وَكَذَا الْمُقْسَمُ وَ (هُوَ) مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ. وَ (الْمُقْسَمُ) أَيْضًا مَوْضِعُ الْقَسَمِ. وَ (قَاسَمَهُ) حَلَفَ لَهُ. وَقَاسَمَهُ الْمَالَ وَ (تَقَاسَمَاهُ) وَ (اقْتَسَمَاهُ) بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ (الْقِسْمَةُ) وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] بَعْدَ قَوْلِهِ: «وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْمِيرَاثِ وَالْمَالِ فَذُكِّرَ عَلَى ذَلِكَ. وَ (اسْتَقْسَمَ) طَلَبَ الْقَسْمَ بِالْأَزْلَامِ. 
قسم
القَسْمُ: مَصدَرُ قَسَمَ يَقْسِمُ. والقِسْمَةُ: الاقْتِسامُ.
والقَسَمُ: اليَمِيْنُ، والفِعْل الإِقْسَامُ.
والقَسِيْمُ: الذي يُقاسِمُكَ أرْضَاً ومالاً. وهذه الأرْضُ قَسِيْمَةُ هذه.
والقاسِمُ والقَسّام: الذي يَقْسِمُ الدُّوْرَ. والمَقْسِمُ: القِسْمُ.
والقِسْمُ: الحَظُّ من الخَيْرِ، والجميع الأقْسَامُ. والأقاسِيْمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ.
والاسْتِقْسَامُ بالأزْلام: كانوا يُجِيْلُونَها عند الأصنام بما أرادوا من الحاجات.
وحَصَاةُ القَسْم ونَوَاةُ القَسْم: كانتْ تُسْتَعْمَلُ عند قِلَّةِ الماء.
والقَسْمُ: الغَيْثُ والمَطَرُ. واسْقِني قَسْماً: أي ماءً.
والقَسَاميُّ: الذي يَطْوي الثِّيابَ أوَلَ طَيِّها حتّى تَنْكَسِرَ على طَيِّه.
والقَسَامِيُّ، من الخَيْل: هو قارِحُ شِقٍّ ورَباعيُّ شِقٍّ فهو مُقْتَسَمٌ سِنّه. وقيل: هو الجَميلُ القِسْمَتَيْنِ وهما عن يَمِينِ الأنْفِ وشِمالِه.
والقِسْمَةُ: ما اكْتَنَفَ الأنْفَ من الوَجْنَتَيْنِ، سُمِّيَتْ قِسْمَةً لأنَّ الأنْفَ قَسَمَ بينهما.
وقسْمُ الرَّجُل وجِسْمُه واحِدٌ.
والمُقَسَّمُ: هو المُحَسَّنُ من القَسَامَة في الوَجْهِ.
والقَسِيْمَةُ: جُؤْنَةٌ للأعْرَابِ مَنْقُوشَةٌ فيها العِطْرُ. وهي في قَوْل عَنْتَرَةَ: اليَمِيْنُ: وكأنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بقَسِيْمَةٍ والقَسَامَةُ: جَماعَةٌ من الناس يَشْهَدُوْنَ ويَحْلِفُونَ على الشَّيْءِ.
ق س م : قَسَمْتُهُ قَسْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَرَزْتُهُ أَجْزَاءً فَانْقَسَمَ وَالْمَوْضِعُ مَقْسِمٌ مِثْلُ مَسْجِدٍ وَالْفَاعِلُ قَاسِمٌ وَقَسَّامٌ مُبَالَغَةٌ وَالِاسْمُ الْقِسْمُ بِالْكَسْرِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى الْحِصَّةِ وَالنَّصِيبِ فَيُقَالُ هَذَا قِسْمِي وَالْجَمْعُ أَقْسَامٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَاقْتَسَمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَالِاسْمُ الْقِسْمَةُ وَأُطْلِقَتْ عَلَى النَّصِيبِ أَيْضًا وَجَمْعُهَا قِسَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَتَجِبُ الْقِسْمَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ وَقِسْمَةٌ عَادِلَةٌ أَيْ اقْتِسَامٌ أَوْ قَسْمٌ وَقَاسَمْتُهُ حَلَفْتُ لَهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ جَالَسْتُهُ وَنَادَمْتُهُ وَهُوَ جَلِيسِي وَنَدِيمِي.

وَالْقَسَمُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْ أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا إذَا حَلَفَ.

وَالْقَسَامَةُ بِالْفَتْحِ الْأَيْمَانُ تُقْسَمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ إذَا ادَّعَوْا الدَّمَ يُقَالُ قُتِلَ فُلَانٌ بِالْقَسَامَةِ إذَا اجْتَمَعَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ فَادَّعَوْا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ قَتَلَ صَاحِبَهُمْ وَمَعَهُمْ دَلِيلٌ دُونَ الْبَيِّنَةِ فَحَلَفُوا خَمْسِينَ يَمِينًا أَنَّ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ قَتَلَ صَاحِبَهُمْ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقْسِمُونَ عَلَى دَعْوَاهُمْ يُسَمَّوْنَ قَسَامَةً أَيْضًا. 
قسم
الْقَسْمُ: إفراز النّصيب، يقال: قَسَمْتُ كذا قَسْماً وقِسْمَةً، وقِسْمَةُ الميراث، وقِسْمَةُ الغنيمة:
تفريقهما على أربابهما، قال: لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
[الحجر/ 44] ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ
[القمر/ 28] ، واسْتَقْسَمْتُهُ:
سألته أن يَقْسِمَ، ثم قد يستعمل في معنى قسم.
قال تعالى: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ
[المائدة/ 3] . ورجل مُنْقَسِمُ القلب.
أي: اقْتَسَمَهُ الهمّ، نحو: متوزّع الخاطر، ومشترك اللّبّ، وأَقْسَمَ: حلف، وأصله من الْقَسَامَةُ، وهي أيمان تُقْسَمُ على أولياء المقتول، ثم صار اسما لكلّ حلف. قال: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
[الأنعام/ 109] ، أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ [الأعراف/ 49] ، وقال: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
[القيامة/ 1- 2] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ [القلم/ 17] ، فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ
[المائدة/ 106] ، وقَاسَمَهُ، وتَقَاسَمَا، قال تعالى: وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف/ 21] ، قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ [النمل/ 49] ، وفلان مُقْسِمُ الوجه، وقَسِيمُ الوجه أي: صبيحة، والْقَسَامَةُ: الحسن، وأصله من القسمة كأنما آتى كلّ موضع نصيبه من الحسن فلم يتفاوت، وقيل: إنما قيل مُقَسَّمٌ لأنه يقسم بحسنه الطّرف، فلا يثبت في موضع دون موضع، وقوله: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ
[الحجر/ 90] أي: الذين تَقَاسَمُوا شعب مكّة ليصدّوا عن سبيل الله من يريد رسول الله ، وقيل: الذين تحالفوا على كيده عليه الصلاة والسلام .
ق س م

قسموا المال بينهم قسماً وقسموه تقسيماً واقتسموه وتقسّموه وتقاسموه، وقاسمته المال مقاسمة. وقسم القسّام وهو الذرّاع الأرض وحرفته: القسامة. وقسم الله الرزق، وهو القسام الوهاب. وتصافنوا الماء بحصاة القسم ونواة القسم. وهذه قسمة عادلة. وأعطيته قسمه ومقسمه أي نصيبه، وأعطيتهم أقسامهم ومقاسمهم وأقاسيمهم. وأنشد أبو زيد:

ومالك إلا مقسمٌ ليس فائتاً ... به أحدٌ فاعجل به أو تأخرا

وهذا مقسم الفيء: وجرى فيه المقسم أي القسمة. قال الطرماح:

لنا نسوة لم يجر فيهنّ مقسم ... إذا ما العذارى بالرماح استحلت

واستقسموا بالأزلام، ولأحد الشريكين أن يستقسم. وهو قسيمي: مقاسمي. وفي حديث عليّ رضي الله عنه: أنا قسيم النار. وأسأل الله أن يصحح جسمك، ويتمم قسمك. وأقسم بالله قسماً باطلاً وأقساماً باطلة، وقاسمهما: حلف لهما، وتقاسموا بالله: تحالفوا. وحكم القاضي بالقسامة.

ومن المجاز: قلبه متقسّم. وأصبح متقسّماً: مشترك الخواطر بالهموم، وقد تقسّمته الهموم. ووجه مقسّم: معطًى كلّ شيء منه قسمه من الحسن فهو متناسب، كما قيل: متناصف. وقسّمه الله. ورجل قسيم وسيم: بيّن القسام والقسامة، وكأن قسمته الدينار الهرقليّ وهي وجهه الحسن. قال:

كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء

وكأنه قسيمة عطّارٍ وهي جونة حسنة منقوشة يكون فيها العطر. وطوى ثيابه القساميّ وهو أول من يطوي الثياب لتطوى على طيّه نسب إلى القسام لأنه يحسّنها بطيه ويزيّنها. وبات يقسم أمره: يقدّره وينظر كيف يفعل. وفلان جيد القسم أي الرزق. وفي استمطار هذيل: اللهم اجعلها عشيّة قسمٍ من عندك فقد تلوّحت الأرض فهي " مثل مجرّ الثوب تعوى وتنبح " وهو مثل لغبرة الأرض ووحشتها وأراد بالقسم الغيث. وضرب أنفه فقسمه أي قطعه نصفين. وقسم الأرض: قطعها. قال رؤبة:

ينجو ويذرين عجاجاً ساطعاً ... في إثر ناج يقسم الأجارعا
[قسم] القسم: مصدر قسمت الشئ فانقسم، والموضع مقسم مثل مجلس. ومقسم بكسر الميم: اسم رجل: وقول الشاعر القلاخ بن حزن : أنا القلاخ في بغائى مقسما أقسمت لا أسأم حتى تسأما فهو اسم غلام له كان قد فر منه. والقسم بالكسر: الحظ والنصيب من الخير، مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق. قال يعقوب: يقال هو يَقْسِمُ أمره قَسْماً، أي يقدِّره وينظر فيه كيف يفعل. وأقْسَمْتُ: حلفتُ، وأصله من القَسامَةِ، وهي الأيْمانُ تُقْسَمُ على الاولياء في الدم.والقسم بالتحريك: اليمين، وكذلك المقسم، وهو الصمدر مثل المخرج. والمقسم أيضا: موضعُ القَسَمِ. وقال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ مِنَّا ومنكم بمُقْسَمَةٍ تَمورُ بها الدماء يعني بمكة. والقَسِمَةُ: الوجهُ. وقال ابن الأعرابي: هو ما بين الوجنتين والأنف، تكسر سينُها وتفتح. وأنشد لمحرز بن مكعبرٍ الضبِّي: كَأنَّ دنانيراً على قَسِماتِهِم وإن كان قد شَفَّ الوجوهَ لِقاءُ والقَسامُ: الحسنُ. وفلانٌ قسيم الوجه ومقسم الوجه. وقال : ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم  وأما قول عنترة: وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بقَسيمَةِ سبقتْ عَوارِضها إليك من الفَمِ فيقال: هو اليمين، ويقال: امرأةٌ حسنةُ الوجه، ويقال: موضعٌ. ووشى مقسم، أي محسن. قال العجاج:

ورب هذا الاثر المقسم * يعنى أثر قدمى إبراهيم عليه السلام. وقال أبو ميمون يصف فرسا: كل طويل الساق حر الخدين مقسم الوجه هريت الشدقين وقاسمه: حلف له. وقاسمه المال، وتقاسماه واقتسماه بينهما. والاسم القسمه مؤنثة. وإنما قال الله تعالى: (فارزقوهم منه) بعد قوله عز وجل: (فإذا حضر القسمة) لانها في معنى الميراث والمال، فذكر على ذلك. وتقسمهم الدهر فتقسموا، أي فرقهم فتفرقوا. والتقسيم: التفريق. وقول الشاعر يذكر قدرا تقسم ما فيها فإن هي قسمت فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكرى قال أبو عمرو: قسمت عمت في القسم. وأكرت: نقصت. واستقسم: طلب القسم بالازلام. والقسامى: الذى يطوى الثياب أول طيها حتى تتكسر على طيه. قال رؤية. * طى القسامى برود العصاب * وقول ذى الرمة:

ولا تقسم شعبا واحدا شعب * يقول: إنى ظننت أن لا تنقسم حالات كثيرة، يعنى حالات شبابه، حالا وأمرا واحدا يعنى الكبر والشيب.
(ق س م) : (الْقَسْمُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ قَسَمَ الْقَسَّامُ الْمَالَ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فَرَّقَهُ بَيْنَهُمْ وَعَيَّنَ أَنْصِبَاءَهُمْ (وَمِنْهُ) الْقَسْمُ بَيْنَ النِّسَاءِ (وَقَوْلُهُمْ) قَسَّمَ الْأَمِيرُ الْخُمْسَ فَعَزَلَهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ تَفْرِيقَهُ عَلَى الْمَسَاكِين وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مَيَّزَهُ مِنْ الْأَخْمَاسِ الْأَرْبَعَةِ وَعَيَّنَهُ وَلِهَذَا قَالَ فَعَزَلَهُ (وَفِي) الْحَدِيثِ «خَيْرُ السَّرَايَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَقْسَمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَأَعْدَلُهُ فِي الرَّعِيَّةِ» (مِثْل) هَذَا إنْ صَحَّ مُؤَوَّلٌ كَأَنَّهُ قِيلَ أَقْسَمُ مَنْ ذُكِرَ وَأَعْدَلُهُ (وَالْقِسْمُ) بِالْكَسْرِ النَّصِيبُ وَكَذَا الْمَقْسِمُ (وَقَوْلُهُ) فِي الشَّمْلَة الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْغَنَائِم لَمْ يُصِبْهَا مِنْ الْمَقْسَمِ أَيْ الْقِسْمَةِ وَمِنْ زِيَادَةٌ وَقَعَتْ فِي النُّسْخَة وَفِي الْمَتْنِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَقَاسِم عَلَى لَفْظ الْجَمْعِ (وَصَاحِب الْمَقَاسِم) نَائِبُ الْأَمِيرِ وَهُوَ قَسَّامُ الْغَنَائِمِ وَفِي أَجْنَاسِ النَّاطِفِيِّ نَهْرٌ لَهُ مَقْسِمٌ لَيْسَ فَوْقه مَقْسِمٌ كَأَنَّهُ أَرَادَ مَوْضِعَ الْقَسْمِ وَهُوَ مَوْضِعُ السِّكْرِ الْمَعْهُود (وَفِي) التَّهْذِيب الْمِقْسَمُ بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْحِ السِّين (وَبِهِ) سُمِّيَ مِقْسَمُ بْنُ بُجْرَةَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ (وَالْقِسْمَةُ) اسْمٌ مِنْ الِاقْتِسَامِ وَيُقَالُ تَقَسَّمُوا الْمَالَ بَيْنَهُمْ وَتَقَاسَمُوا وَاقْتَسَمُوهُ وَقَاسَمْتُهُ الْمَالَ وَهُوَ قَسِيمِي أَيْ مُقَاسِمِي (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَإِذَا أَرَادَ صَاحِبُ النَّهْرِ أَنْ يَمُرَّ إلَى نَهْرِهِ فِي أَرْض قَسِيمِهِ يَعْنِي بِهِ شَرِيكَهُ الَّذِي وَقَعَتْ الْمُقَاسَمَةُ مَعَهُ وَقَسِيمَةٌ وَقِسْمَةٌ كِلَاهُمَا غَلَط (وَخَرَاجُ الْمُقَاسَمَةِ) أَنْ تُوَظِّفَ فِي الْخَرَاجِ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا مُقَدَّرًا عُشْرًا أَوْ ثُلُثًا أَوْ رُبُعًا (وَالِاسْتِقْسَامُ) بِالْأَزْلَامِ طَلَبُ مَعْرِفَةِ مَا قُسِمَ لَهُ مِمَّا لَمْ يُقْسَم (وَالْقَسَمُ) الْيَمِينُ يُقَال أَقْسَمَ بِاَللَّهِ إقْسَامًا (وَقَوْلُهُمْ) حَكَمَ الْقَاضِي (بِالْقَسَامَةِ) اسْمٌ مِنْهُ وُضِعَ مَوْضِعَ الْإِقْسَامِ ثُمَّ قِيلَ لَلَّذِينَ يُقْسِمُونَ قَسَامَةً وَقِيلَ هِيَ الْأَيْمَانُ تُقَسَّمُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الدَّمِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَبِهَا سُمِّيَ) قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي نِكَاح السَّيْر (لَوْ أَقْسَمَ) عَلَى اللَّهِ فِي (ط م) .
باب القاف والسين والميم معهما ق س م، س ق م، م ق س، ق م س، س م ق مستعملات

قسم: القَسْمُ مصدر قَسَمَ يَقْسِمُ قَسْماً، والقِسْمةُ مصدر الاقتِسام، ويقال أيضاً: قَسَمَ بينهم قِسْمةً. والقِسْم : الحظ من الخير ويجمع على أقسام. والقَسَم: اليمين، ويجمع على أقسام، والفعل: أقْسَمَ. وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ* بمعنى أقسم ولا صلة. والقَسيمُ: الذي يقاسمك أرضاً أو مالاً بينك وبينه. وهذه الأرض قَسيمةُ هذه أي عزلت منها، وهذا المكان قَسيمُ هذا ونحوه. والقَسّامُ: من يَقسِمُ الأرضين بين الناس، وهو القاسِمُ. والاستِقسام: [أنهم] كانوا يجيلون السهام أي الأزلام عند الأصنام فما يهمون به من الأمور العظام مثل تزويج أو سفر، كتب على وجهي القدح: أخُرج، لا تخرج، تزوج، لا تتزوج، ثم يقعد عند الصنم بكفره، أي الأمرين كان خيراً إلي فأذن لي فيه حتى أفعله، ثم يجيل، فأي الوجهين خرج فعل راضياً به قسماً وحظاً. وحصاة القَسْمِ ونواة القَسْمِ أنهم إذا قل ماؤهم في المفاوز عمدوا إلى غمر فألقوا فيه تلك الحصاة أو النواة ثم صبوا عليه من الماء قدر ما يغمرها حتى يستوي بأعلاها فيعطى كل إنسان شربة من ذلك الماء بمقدار واحد على ما وصفت. والأقاسيمُ: الحظوظ المقسومةُ بين العباد واختلفوا فقالوا: الواحدة أُقْسُومةُ، ويقال: بل هي جماعة الجماعة كالأظفار والأظافير. والقَسيمُ من الرجال: الحسن الخلق، والقِسمةُ: الوجه، قال الشاعر:

كأن دنانيراً على قَسمَاتِهمْ ... وإن كان قد شف الوجوه لِقاء

سقم: السقم والسقم والسقام لغات، وقد سقم الرجل فهو سَقيم مِسْقامٌ.

مقس: مَقِسَتْ نفسه وتَمَقَّسَتْ أيضاً نفسه أي غثيت.

قمس: كل شيء ينغط في الماء ثم يرتفع فقد قَمَسَ، والقيزان كذلك، والقنان وهي أكام القفاف إذا اضطرب السراب حواليها قيل: قَمست، قال رؤبة في نعت القيزان:

بيدا ترى قيزانهن قسا ... بوازياً مراً ومراً قُْمسا  ...

أي بدت بعد ما تخفى [كذا] ، يصف رؤبة قيزاناً أنهن يَتَقَمَّسْنَ في السراب. وفي المثل: بلغ قوله قاموس البحر أي قعره الأقصى.

سمق: سَمَقَ النبات: بلغ غاية الطول. ونخلة سامقةٌ: طويلة جداً. والسَّميقان: (خشبات يدخلن في الآلة) التي ينقل عليها اللبن، والسَّميقانِ في النير عودان قد لوقي بين طرفيهما تحت غبغب الثور شداً بخيط، وتجمع أسمِقةً. والسمسق: الياسمين.
قسم: قسم إلى: جزأ، يقال مثلا، قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول. (بوشر).
قسم: أعطاه نصيبا وقدره له.
ففي ألف ليلة (1: 142): لم يقسم الله شيئا أقوت به عيالي.
قسم: رجا، توسل، تضرع. (هلو) وفيه: قصم. وهي تصحيف أقسم.
قسم (بالتشديد): عزم كما يفعل السحرة. (انظر قص بالعبرية والسريانية). (باين سميث 1388). وفي ألف ليلة (برسل 9: 165): ثم إنه عزم وقسم وطلب الملك الأحمر. وانظر قصم أيضا.
قاسم: يقال قاسمة الشيء، وقاسمه فيه- ففي ألف ليلة (1: 30): لو قاسمته في ملكي.
الخراج على المقاسمة، أو مقاسمة، أو خراج المقاسمة، وهو أن يدفع زراعو الأرض الخراج عينا، أي حين يجب عليهم أن يدفعوا للسلطان قسما من حاصل الأرض كالعشر أو الربع أو الثلث أو الخمسين أو النصف. (معجم البلاذري، معجم الطرائف، الفخري ص215، ص260 وفيه بالخمسين).
ويقال أيضا: دفع الأرض إلى أهلها مقاسمة على النصف أو غيره. وذلك حين تصبح الأرض ملكا لبيت المال غير أن سكانها بقوا فيها واستمروا يزرعونها على أن يدفعوا قسما معينا من نتاج الأرض (معجم اللاذري).
أقسم: عزم، عوذ، رقى. (ألف ليلة 1: 691).
أقسم: حين يكون هذا الفعل بمعنى حلف يحذف من بعده الحرف أن غالبا كما يحذف من بعد غيره من الأفعال التي تدل على القسم (معجم بدرون، عباد 2: 175).
تقسم: انظر قول المقري (1: 582): فكان يتبعه في أسفاره ما ينيف على أربعمائة فقير فيتقسمهم الترتيب في وظائف خدمته. (انظر رسالتي إلى السيد فليشر 72).
تقسم: تستعمل مجازا بمعنى نفي النوم (معجم مسلم). انقسم: تجزأ، (معجم الإدريسي).
انقسم: رقي وعزم عليه من قبل الساحر. (ألف ليلة برسل 9: 166).
استقسم: طرد الشياطين بالتعزيم. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقصورة، حجرة، خانة. (بوشر).
قسم، والجمع أقسام: مقاطعة، محافظة، مديرية. جزء من البلاد. (بوشر).
قسم: حزب، عصبة، زمرة. (بوشر).
قسم: قدر، مصير. ففي ألف لسلة (4: 156): وأبدلت قسمه بقسمي وبخته ببختي.
قسم الدنيا: مساحة العالم. (أكالا).
قسم، والجمع أقسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر، ألف ليلة 1: 854، 2: 598، 6، 668، 3، 669).
قسمة: شعبة من القبيلة، بطن. (سندوفال ص269، دوماس عادات ص16).
قسمة: نصيب، حصة. (بوشر) وجمعها: قسم (محيط المحيط، عبد الواحد 2: 1).
قسمة: نصيب، حظ. (بوشر، زيشر 16: 244). وفي حيان - بسام (2: 4ق): وقد عرفت هذين الأميرين حين كانا لا يزالان مملوكين فكان حظي من الاعتبار بالدنيا إذ كانا على استخدامهما لها من الجهل والافن واللكنة من حجج الله تعالى في القسم البالغة الدالة على هوانهما (هوانها) عنده.
قسمة، في علم الحساب: تجزئة عدد إلى أجزاء متساوية عدتها بقدر آحاد عدد آخر. (بوشر، محيط المحيط، المقدمة 2: 95).
قسمة، في علم التنجيم: مقطع الكوكب. (المقدمة 2: 188) وانظر تعليق السيد دي سلان (2: 221 رقم 1).
قسمة: ترقية الإنسان إلى درجات كنسية، رشامة كاهن، سيامة (بوشر).
قسمة، في التجارة: ريالان أو دولاران. (بركهارت نوبية ص216).
قسمة الحق: عدالة التوزيع. (بوشر).
قسمي: تقسيم وهو من مصطلح النحو. (بوشر).
قسام: تعويذة، رقية، تعزيمة. (بوشر).
قسيم: من يقاسم غيره شيئا ويشاركه فيه.
ففي كتاب عبد الواحد (ص141): قسيمة في النسب الكريم. وفيه (ص273): وهو قسيم نهر اشبيلية منبعهما واحد.
قسيم: شطر البيت، نصف البيت من الشعر، مصراع البيت. (عباد 2: 73، 152 رقم 39).
القسامة، في علم القانون الجنائي: خمسون يمينا يحلفها عصبة القتيل الذكور في حالة القتل الخطأ وورثته رجالا ونساء في حالة القتل بسبب حادث مفاجئ أي بقلة التبصر (فنسنت دراسات في الشريعة الإسلامية، محيط المحيط.
القسامة، عند المولدين: أن يكتب الرجل على نفسه صطا عند الوالي أو القاضي في الامتناع عن منكر يرتكبه كالسكر ونحوه (محيط المحيط).
دفتر القسامة، عند العامة: دفتر تكتب فيه أسماء الذي تحدث منهم جناية على أملاك الناس فيغرمون قيمة تلك الجناية بأمر الوالي. (محيط المحيط).
قسام: من يقسم أموال الميت على الورثة. (دسكرياك ص176، ألف ليلة 3: 194، 4: 639).
قسام: الضيف المؤاكل الذي يأخذ قطعة من اللحم فيقطعها بأسنانه ويضع النصف الباقي في الصحفة (دوماس حياة العرب ص314).
ثاسم: عدد يقسم به عدد آخر (بوشر).
أسقف قاسم: أسقف راسم، أسقف يمنح ويعطي الدرجات الكنسية. (بوشر).
تقسيم: في علم الحساب: قسمة العدد على غيره (بوشر).
التقسيم، عند بعض النصارى على المجنون: صلوات يستعملها الكاهن لطرد ابليس منه (محيط المحيط).
تقسيمي: توزيعي. (بوشر).
مَقسم ومِقسم: هو مقسم الفيء. والجمع مقاسم، الغنيمة التي لا بد ان تقسم وتوزع. ومن هذا: هو على المقاسم= صاحب المقاسم= قسام الغنائم. (معجم الطرائف).
مقسم، والجمع مقاسم: مفرق طرق. (الكالا).
مقسم: خزان ماء للتوزيع (محيط المحيط). وفي أماري (ص118): وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدل على كثرة ساكنيه.
مقسم: قناة ماء. ففي الاصطخري (ص243).
ويتشعب منه (نهر هندمند) مقاسم الماء (ص261، ابن بطوطة 1: 234).
مقسم: مقياس العالم مقياس الدنيا (الكالا).
المقسمات: هذه الكلمة التي ذكرها فريتاج في معجمه من غير ضبط وفسرها بقوله اكثر من السب وهو تفسير غير صحيح إنما هي المقسمات ومعناها: هم، غم، كآبة، كدر، قلق، وهي مرادف المنكدات. وانظر مقسم التي فسرت في القاموس بكلمة مهموم.
وانظر عبارة قلائد العقبان (ص54): (ففاضت نفسه في أثناء منازلتهم جزعا، وذهبت روحه مقسما بالانكاد موزعا).
المقسوم: العدو الذي يجزأ في القسمة، والذي يجزأ عليه يسمى مقسوما عليه (بوشر، محيط المحيط).
مقسوم: كاهن مرسوم. من يحضر أمام الأسقف ليرقى في درجات الكهنوت. (بوشر).
الْقَاف وَالسِّين وَالْمِيم

قسم الشَّيْء يقسمهُ قسما، وقسمه: جزأه.

وَهِي: الْقِسْمَة.

وَالْقسم: النَّصِيب. وَالْجمع: أَقسَام.

وَهُوَ القسيم، وَالْجمع: اقسماء، واقاسيم، الْأَخِيرَة: جمع الْجمع. والمقسم والمقسم: كالقسم.

وحصاة الْقسم: حَصَاة تلقى فِي إِنَاء ثمَّ يصب فِيهَا من المَاء قدر مَا يغمر الْحَصَاة، ثمَّ يَتَعَاطونَهَا، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سفر، وَلَا مَاء مَعَهم إِلَّا شَيْء يسير فيقسمونه هَكَذَا.

وتقسموا الشَّيْء، واقتسموه، وتقاسموه: قسموه بَينهم.

واستقسموا بِالْقداحِ: قسموا الْجَزُور على مِقْدَار حظوظهم مِنْهَا.

وقاسمته المَال: أخذت مِنْهُ قسمك، واخذ قسمه.

وقسيمك: الَّذِي يقاسمك أَرضًا أَو دَارا أَو مَالا بَيْنك وَبَينه.

وَالْجمع: اقسماء، وقسماء.

وَهَذَا قسيم هَذَا: أَي شطره.

والقسام: الَّذِي يقسم الْأَشْيَاء بَين النَّاس، قَالَ لبيد:

فارضى بِمَا قسم المليك فَإِنَّمَا ... قسم الْمَعيشَة بَيْننَا قسامها

عَنى بالمليك: الله تَعَالَى.

وَعِنْده قسم يقسمهُ: أَي عَطاء، وَلَا يجمع، وَهُوَ من الْقِسْمَة.

وقسمهم الدَّهْر يقسمهم، وقسمهم: فرقهم قسما هُنَا وقسما هُنَا.

وَنوى قسوم: مفرقة مبعدة، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

نأت عَن بَنَات الْعَن وانفلتت بهَا ... نوى يَوْم سلان البتيل قسوم

أَي: مقسمة للشمل مفرقة لَهُ.

وَالْقسم: الرَّأْي. وَقيل: الشَّك، وَقيل: الْقدر.

وَقسم أمره قسما: قدره.

وَقيل: قسم أمره. لم يدر كَيفَ يصنع فِيهِ.

وَرجل مقسم: مُشْتَرك الخواطر بالهموم.

وَالْقسم: الْيَمين. وَالْجمع: أَقسَام.

وَقد اقْسمْ بِاللَّه، واستقسمه بِهِ.

وتقاسم الْقَوْم: تحالفوا. وَفِي التَّنْزِيل: (قَالُوا تقاسموا بِاللَّه) . والقسامة: الْجَمَاعَة يقسمون على الشَّيْء اويشهدون.

وَيَمِين الْقسَامَة منسوبة اليهم.

والقسام: الْجمال.

وَرجل مقسم، وقسيم، وَالْأُنْثَى: قسيمة وَقد قسم.

وَقَوله:

وَرب هَذَا الْأَثر الْمقسم

يَعْنِي: مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، كَأَنَّهُ قسم: أَي حسن.

وَشَيْء قسامي: مَنْسُوب إِلَى القسام.

وخفف الْقطَامِي يَاء النِّسْبَة مِنْهُ فاخرجه مخرج تهام وشام. فَقَالَ:

إِن الْأُبُوَّة وَالدّين تراهما ... مُتَقَابلين قساميا وهجاناً

أَرَادَ: ابوة وَالدّين.

وَالْقِسْمَة: الْحسن كالقسام.

وَالْقِسْمَة: الْوَجْه.

وَقيل: مَا اقبل عَلَيْك مِنْهُ.

وَقيل: قسْمَة الْوَجْه: مَا خرج من الشّعْر.

وَقيل: الْأنف وناحيتاه. وَقيل: وَسطه.

وَقيل: أَعلَى الوجنة وَقيل: مجْرى الدمع من الْعين، قَالَ:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم ... وَإِن كَانَ قد شف الْوُجُوه لِقَاء

وَقيل: هِيَ مَا بَين الْعَينَيْنِ، روى ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَبِه فسر قَوْله:

كَأَن دنانيراً على قسماتهم

وَقَالَ أَيْضا: الْقِسْمَة: مَا فَوق الْحَاجِب. وَفتح السِّين: لُغَة فِي ذَلِك كُله.

والقسامي: الَّذِي يطوي الثِّيَاب على أول طيها حَتَّى تتكسر على طيه.

قَالَ رؤبة:

طي القسامي برود العصاب

وَفرس قسامي: إِذا قرح من جَانب وَاحِد، وَهُوَ من آخر رباع، وانشد:

اشق قساميا رباعي جَانب ... وقارح جنب سل اقرح اشقرا

وَالْقِسْمَة، والقسيمة: جؤنة الْعَطَّار.

والقسيمة فِي قَول عنترة:

وَكَأن فَأْرَة تَاجر بقسيمةٍ ... سبقتْ عوارضها إِلَيْك من الفمِ

قيل: هِيَ طُلُوع الْفجْر. وَقيل: هِيَ جؤنة الْعَطَّار.

وَالْمَعْرُوف عَن ابْن الْأَعرَابِي فِي جؤنة الْعَطَّار: قسْمَة، فَإِن كَانَ ذَلِك، فَإِن الشَّاعِر إِنَّمَا أشْبع للضَّرُورَة.

والقسيمة: السُّوق، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَلم يُفَسر بِهِ قَول عنترة، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّا يجوز أَن يُفَسر بِهِ.

والقسوميات: مَوَاضِع، قَالَ زُهَيْر:

ضحوا قَلِيلا قفا كُثْبَان أسنمة ... وَمِنْهُم بالقسوميات معترك

وقاسم، وقسيم، وقسيم، وقسام، ومقسم، ومقسم: أَسمَاء.

وَالْقسم: مَوضِع مَعْرُوف. 
[قسم] فيه: «قسمت» الصلاة بيني وبين عبدي، أي قسمت القراءة؛ لأن نصف الفاتحة إلى «إياك نعبد» ثناء، ونصفها مسألة ودعاء، ولذا قال: «وإياك نستعين» بيني وبين عبدي. وفي ح على: أنا «قسيم» النار، أراد أن الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلالة، فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار، وقسيم بمعنى مفاعل كجليس، قيل: أراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله. وفيه: إياكم و «القسامة»! هي بالضم ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه، كما يأخذ السماسرة رسمًا مرسومًا لا أجرًا معلومًا كتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئًا معينًا وذلك حرام؛ الخطابي: هذا فيمن ولي أمر قوم فإذا قسم بينهم أمسك لنفسه نصيبًا، وأما إذا أخذ أجرته بإذن المقسوم لهم فلا يحرم. والقسامة - بالكسر: صنعة القسام كالجزارة. وفيه: مثل الذي يأكل «القسامة» كمثل جدي بطنه مملوء رضفًا، فسر فيه بالصدقة، والأصل الأول. وفيه: أنه استحلف خمسة نفر في «قسامة» معهم رجل من غيرهم، فقال: ردوا الأيمان على أجالدهم، هي بالفتح اليمين كالقسم، وهي أن يقسم من أولياء القتيل خمسون نفرًا على استحقاقهم دم صاحبهم، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينًا أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم، فإن حلف المدعون استحقوا الدية. وإن حلف المتهمونللأخرى، وإذا حمل اثنتين بالقرعة فعليه التسوية بينهما، وعماد القسم في حق المقيم الليل، والنهار تبع له، فإن كان الرجل ممن يعمل بالليل فعماده في حقه النهار - ومر في قرع. غ: «على «المقتسمين» الذين تقاسموا وتحالفوا على كيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اليهود والنصارى أمنوا ببعض وكفروا ببعض. «و «قاسمهها»» حلف لهما. و: «فالمقسمات» أمرًا» الملائكة تقسم ما وكلت به.
قسم
قسَمَ يقسِم، قَسْمًا، فهو قاسِم، والمفعول مَقْسوم
• قسَم الدهْرُ القومَ: فرّقهم وشتّتــهم "قسَمت الأيّامَ زملاءَ الجامعة بعد تخرُّجهم".
• قسَم اللهُ الرِّزقَ: وزّعه وأعطى كلَّ فردٍ نصيبَه "الرزق مقسوم والأجل محتوم- {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ".
• قسَم التُّفّاحةَ: جزّأها إلى جزأين أو أكثر، شقّها "قسَم النهرُ المدينة قِسميْن- قسم الرغيفَ إلى عدَّة أجزاء".
• قسَم عددًا على آخر: (جب) أوجد عددًا ثالثًا إذا ضُرب في الثّاني حصل الأوّل. 

قسُمَ يَقسُم، قَسامةً وقَسامًا، فهو قَسِيم
• قسُم الوَجْهُ: حَسُنَ وجمُل "أعجبني قسامةُ وجهها- وجهٌ قَسِيم- قسامة الوجه من سمات الأنبياء". 

أقسمَ بـ/ أقسمَ على يُقسم، إقسامًا، فهو مُقْسِم، والمفعول مُقْسَمٌ به
• أقسم الرَّجلُ بكذا: حلَف بالله أو بغيره "أقسَم أن يُقلع عن التّدخين- {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ".
• أقسم على إهلاك خَصْمِه: تعهد بإهلاكه "أقسَم عليه أن يذاكر دروسه- أقسم بالمصحف/ على المصحف". 

استقسمَ يستقسم، استقسامًا، فهو مُسْتَقسِم، والمفعول مُسْتَقسَم (للمتعدِّي)
• استقسم القومُ: طلب كلّ منهم قِسْمه (نصيبه)، طلب أن يعرف حظّه المقدّر له " {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ}: كان الناس في الجاهليّة يستقسمون بالأزلام قبل الإقدام على عمل".
• استقسم الشَّاهدَ بالله: طلب منه أن يُقْسِمَ بالله على صحّة
 شهادته. 

اقتسمَ يقتسم، اقْتِسامًا، فهو مُقْتَسِم، والمفعول مُقْتَسَم
• اقتسم الإخوةُ الميراثَ: أخذ كلُّ واحدٍ نصيبَه منه "اقتسم العمارةَ مع إخوته- اقتسم الورثةُ تركةَ المتوفَّى". 

انقسمَ إلى/ انقسمَ على ينقسم، انقسامًا، فهو مُنْقَسِم، والمفعول مُنْقَسَم إليه
• انقسم قالَبُ حلوى إلى قطْعتين/ انقسم قالبُ حلوى على قطعتين: مُطاوع قسَمَ: تجزَّأ أجزاءً "انقسم الفريق الرياضيّ إلى/ على مجموعتين- ينقسم الناسُ إلى قسمين".
• انقسم الأعضاءُ على أنفسهم: اختلفوا، تفرّقوا وتباينت آراؤهم "انْقَسم حِزْب سياسِيّ- ما انْقَسمت أمّة إلاّ ضعف شأنُها". 

تقاسمَ/ تقاسمَ بـ يتقاسَم، تقاسُمًا، فهو مُتقاسِم، والمفعول مُتقاسَم
• تقاسمَ الإخوةُ الميراثَ: اقتسمُوه، أخذ كلٌّ منهم نصيبه منه "تقاسَمُوا المسئوليّة- تقاسَمَ الزوجان حُلوَ الحياة ومُرَّها".
• تقاسم القومُ بالله: أقسم كلٌّ منهم لصاحبه، تحالَفوا، تبادلوا الحلِف "تقاسَموا بالله على نُصرة المظلوم- تقاسَمَا على التمسُّك بالعهد- {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} ". 

تقسَّمَ/ تقسَّمَ إلى/ تقسَّمَ على يتقسَّم، تقسُّمًا، فهو مُتَقَسِّم، والمفعول مُتَقَسَّم
• تقسَّموا الطَّعامَ بينهم: اقتسموه، أخذ كلّ منهم نصيبَه منه "تقسَّموا إرثَ أبيهم" ° تقسَّمته الهُمومُ: وزَّعت خواطره وأفكاره.
• تقسَّم القومُ إلى عائلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تفرّقوا "تقسَّم الطلبةُ فرقًا".
• تقسَّمت الدَّولةُ إلى دُويْلات: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: تجزَّأت "يتقسَّم البحث إلى عِدَّة فصول".
• تقسَّم العملُ على أعضاء الفريق: مُطاوع قسَّمَ/ قسَّمَ على: وُزِّع وفُرِّق. 

قاسمَ يقاسِم، مُقاسَمَةً، فهو مُقاسِم، والمفعول مُقاسَم
• قاسمه المالَ: شاركه فيه مناصفةً، أخذ كلٌّ قِسْمَه منه، شاطَره.
• قاسم فُلانًا: حلف له وأقسم " {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} ". 

قسَّمَ/ قسَّمَ على يُقسِّم، تقسيمًا، فهو مُقسِّم، والمفعول مُقسَّم
• قسَّم الكتابَ: جزّأه "قسَّمت الدُّولُ العُظمى العالمَ إلى مناطق نفوذ- خطّ تقسيم المياه- قسَّم الميراثَ- قسَّم الأرضَ: جَزَّأهَا إلى أقسام لتُبنى" ° قسَّم الدَّهْرُ الأصدقاءَ: فرَّقهم.
• قسَّم الشَّيءَ: حسَّنه "وشيٌ مقسَّم- قسَّم أسلوبَه في الكتابة".
• قسَّم الثَّوبَ: فصّله تفصيلاً يُبرزُ مقاسِمَ لابسه، والعامّة تقول كسَّم.
• قسَّم المالَ بين الفقراء/ قسَّم المالَ على الفقراء: فرّقه عليهم "قسَّم الرِّبحَ بين العاملين"? قسَّمه الهَمُّ: جعله مــشتت الخواطر.
• قسَّم على العود: عَزَف مقطوعة موسيقيّة. 

انقسام [مفرد]: ج انقسامات (لغير المصدر): مصدر انقسمَ إلى/ انقسمَ على.
• انقسام الخليَّة: (حي) عمليّة تتكاثر بها النباتات والحيوانات وحيدة الخليّة، أو تتكوَّن بها خلايا جديدة في الكائنات متعدِّدة الخلايا. 

تقسيم [مفرد]: ج تقسيمات (لغير المصدر) وتقاسيم (لغير المصدر):
1 - مصدر قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (حن) تخصُّص الخلايا أو الأعضاء أو الأنسجة لأداء وظيفة معيَّنة.
3 - (حن) تخصُّص بعض الأفراد أو الجماعات في الحشرات الاجتماعيّة، كالنَّمل أو النَّحل، لأداء وظيفة خاصَّة تخدم الجماعة كلَّها.
• تقاسيم الوجه: تقاطيعه، معالمه؛ ملامحه الدالّة على الحسن مجتمعة أو غيره.
 • تقاسيم إيقاعيَّة: (سق) عزف منفرد على عود أو نحوه، ويكون غالبًا في بداية حفل "تقاسيم على العود". 

تقسيمة [مفرد]: ج تقسيمات وتقاسيم:
1 - اسم مرَّة من قسَّمَ/ قسَّمَ على.
2 - (رض) تجزئة مجموعة من اللاعبين أو غيرهم إلى مجموعتين متساويتين "أجرى تقسيمة بين اللاعبين لتكوين فريقَيْن متنافسَيْن".
3 - (سق) قطعة موسيقيَّة صغيرة "قامت الفرقة بعزف تقسيمة أعجبت الحاضرين". 

تقسيميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقسيم: "نوايا/ دعوات/ مؤامرة تقسيميَّة: الغرض منها تفريق شيءٍ أو تجزئته".
2 - مصدر صناعيّ من تقسيم: انفصاليَّة وتجزيئيَّة.
3 - (فن) طريقة في الرسم تُقَسَّم فيها درجات التلوين وتوضع على قماشة جنبًا إلى جنب بدلاً من مزجها "استخدم الرسّام تقسيميَّة الألوان في لوحته الأخيرة". 

قاسِم [مفرد]: ج قواسم:
1 - اسم فاعل من قسَمَ.
2 - (جب) عدد مقسوم عليه (4 قاسم 20).
• قاسم مُشترك/ قاسم تامّ: (جب) عددٌ أو مقدارٌ جبريٌّ يمكن أن يُقسَم عليه قسمة صحيحة عددان أو مقداران جبريّان أو أكثر "الثلاثة من الأعداد هو قاسم مشترك للسِّتّة والتِّسعة" ° القاسم المشترك بينهما: النقطة المشتركة بينهما، ما يجمعهما. 

قَسام [مفرد]: مصدر قسُمَ. 

قَسامَة [مفرد]:
1 - مصدر قسُمَ.
2 - (فق) نوع من اليمين يُقسمه خمسون من أولياء الدّم لإثبات حقِّهم أو خمسون من المتهمين لدفع التهمة عنهم "حكم القاضي بالقَسامَة". 

قَسْم [مفرد]: مصدر قسَمَ. 

قَسَم [مفرد]: ج أقْسام: يمينٌ يحْلِفُها الإنسانُ بالله تعالى وبغيره، مثل: والله ما رأيته، ورَبِّي ما فَعَلْتُ "قَسَمًا بالله إنّهُ مصيب- {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ".
• أحرف القَسَم: (نح) الباء والتاء واللام والواو.
• جواب القَسَم: (نح) ما يُساق القَسَم لإثباته أو نفيه. 

قِسْم [مفرد]: ج أقْسام:
1 - جُزْء من شيء مقْسوم "ضيْعَة ذات أقسام".
2 - حصَّة، نصيب من خير "تحصَّل على قِسْمِه في الميراث".
3 - جهاز مُختصّ في إدارة أو مؤسّسة، فرع، وحدة إداريّة أو وظيفيّة في حكومة أو شركة "قِسْم اللُّغة العربيّة في الجامعة/ الحسابات- رئيس قسم المشتريات".
4 - فَصْل، فِقْرة، مَقْطع "قِسْم من كتاب- هناك ترابط بين أقْسام الموضوع". 

قَسَمات [جمع]: مف قَسَمة
• قَسَمات الوجه: تقاسيمه، تقسيماته، ملامحه وتقاطيعه ومعالمه "دلَّت قَسَمات وجهه على ابتهاجه". 
4020 - 
قِسْمَة [مفرد]: ج قِسْمات وقِسَم:
1 - اسم من اقتسام الشّيء " {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ".
2 - نصيب، حظّ "نال أفضل قِسْمَة- رضي بقِسْمَته".
3 - (جب) عمليّة حسابيّة تُستخدم في تعيين مقدار يسمّى خارج القسمة، إذا ضُرب في المقسوم عليه نتج المقسوم "قِسْمَة 20 على 4 - قابليّة القِسْمَة" ° علامة القِسْمَة: الرمز () الموضوع بين كميّتين مكتوبتين على خطّ واحد لتشير إلى قسمة الكميّة الأولى على الثانية- قِسْمَة قصيرة: تقسيم عدد على آخر دون كتابة كلّ الخطوات خاصّة إذا كان المقسوم عليه خانة واحدة.
4 - (قن) حِصّة ونصيب، حالة وأموال أو مُمْتلكات مُقسَّمة بين أصحاب حقوق "قِسْمَة تَرِكة".
• خارِج القِسْمة: (جب) نتيجة يُحصَل عليها عندما يُقسَم عدد أو مقدار ما على عدد أو مقدار آخر. 

قَسيم [مفرد]: ج أقْسِمَاءُ وقُسَماءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسُمَ: "إنّه قَسِيمٌ وسيم".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قسَمَ: من يقاسم غيره شيئًا "قَسِيم الثّروة- هو قَسِيمي في الصَّفقة".
3 - أحد جزأين أو أكثر من قسمة واحدة "الاسم قَسِيم الفعل والحرف". 

قَسيمَة [مفرد]: ج قَسِيمات وقسائِمُ:
1 - وثيقة لها في التعامل أكثر من نسخة "قَسِيمَة بيع/ الزواج".
2 - قطعة مقسومة مفروزة من الأرض للبناء أو الزرع.
3 - (قص) ورقة
 من عِدّة أوْراق مُرَقَّمة ومُرْفَقة بسَهْم أو صَكّ ماليّ تُقْطع عند كلِّ استحقاق لقاء الحصول على الفائدة أو الأرباح. 

مُقاسَمَة [مفرد]:
1 - مصدر قاسمَ.
2 - (قص) اشتراك العمال في أرباح المؤسَّسة. 

مُقسِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من قسَّمَ/ قسَّمَ على ° مقسِّم الأرزاق: الله تعالى.
2 - فارِز "مُقَسِّم قِطْعة أرض".
• المُقَسِّم الهاتفي: لوحة توزيع المخابرات الهاتفيّة وتسلُّمها على الخطوط بواسطة عامل الهاتف في المؤسَّسات الرَّسميّة والخاصَّة. 

مُقسِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أقسمَ بـ/ أقسمَ على.
2 - (قن) شاهد، شخص يُدعى للقيام بمهمَّة المحلِّف. 

مَقْسوم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من قسَمَ.
2 - (جب) عدد يُوزَّعُ حِصصًا متساوية على عدد آخر.
• المَقْسُوم عليه: (جب) ما يُوزَّع عليه المقسوم، ففي العمليّة 20 على 4، فالعدد 20 هو المقسوم والعدد 4 هو المقسوم عليه. 

قسم: القَسْمُ: مصدر قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم،

والموضع مَقْسِم مثال مجلس. وقَسَّمَه: جزَّأَه، وهي القِسمةُ. والقِسْم،

بالكسر: النصيب والحَظُّ، والجمع أَقْسام، وهو القَسِيم، والجمع أَقْسِماء

وأَقاسِيمُ، الأَخيرة جمع الجمع. يقال: هذا قِسْمُك وهذا قِسْمِي.

والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ المقسومة بين العباد، والواحدة أُقْسُومة مثل أُظفُور

(*

قوله «مقل أظفور» في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث).

وأَظافِير، وقيل: الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام، والأَقسام جمع القِسْم. الجوهري:

القِسم، بالكسر، الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ

الدَّقيق. وقوله عز وجل: فالمُقَسِّماتِ أَمراً؛ هي الملائكة تُقَسِّم ما

وُكِّلت به. والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التهذيب: كتب عن أَبي

الهيثم أَنه أَنشد:

فَما لكَ إِلاَّ مِقْسَمٌ ليس فائِتاً

به أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما

(* قوله «فاستأخرن أو تقدما» في الاساس بدله: فاعجل به أو تأخرا)

قال: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء. يقال:

قَسَمْت الشيء بين الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وسمي

مِقْسم بهذا وهو اسم رجل. وحصاة القَسْم: حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها

من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم يتعاطونها، وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا

ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا. الليث: كانوا إِذا قَلَّ عليهم

الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة في أَسفله، ثم صَبُّوا

عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك، وتسمى تلك

الحصاةُ المَقْلَةَ. وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه: قَسَمُوه

بينهم. واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم

منها. الزجاج في قوله تعالى: وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام، قال: موضع أَن

رفع، المعنى: وحُرّم عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام

كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أَمَرَني ربِّي، وعلى بعضها: نَهاني

ربي، فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً ضرب تلك القِداح، فإِن خَرج

السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته، وإِن خرج الذي عليه نهاني ربي لم

يمض في أَمره، فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله

عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم

لكم من أَحد الأَمرين، ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون

بها غير قداح الميسر، ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي، وهو ابن

أَخي سُراقة بن جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول: جاءتنا

رُسُل كفار قريش يجعلون لنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأَبي بكرٍ

دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو أَسَرَهما، قال: فبينا أَنا جالس في

مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على رؤوسنا فقال: يا سراقة، إِني

رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً وأَصحابه، قال:

فعرفت أَنهم هم، فقلت: إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً

انطلقوا بُغاة، قال: ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت

جاريتي أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة، قال: ثم أَخذت رمحي

فخرجت به من ظهر البيت، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض

حتى أَتيت فرسي فركبتها ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما، فلما

دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها، أَهويت

بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم

لا، فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وركبت فرسي

فرَفَعتها تُقَرِّب بي، حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي وخَرَرْت عنها،

قال: ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض، فلما بلغتا

الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها، فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها، فلما استوت

قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان؛ قال

معمر، أَحد رواة الحديث: قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان؟ فسكت ساعة ثم

قال لي: هو الدخان من غيرنا، وقال: ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في

نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله، صلى

الله عليه وسلم، قال: فقلت له إِن قومك جعلوا لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار

سفرهم وما يريد الناس منهم، وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني

شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا، قال: فسأَلت أَن يكتب كتاب

مُوادَعة آمَنُ به، قال: فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه

لي في رُقعة من أَديم ثم مضى؛ قال الأَزهري: فهذا الحديث يبين لك أَن

الأَزرم قِداحُ الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر، قال: وقد قال المؤَرّج

وجماعة من أَهل اللغة إِن الأَزلام قداح الميسر، قال: وهو وهَم. واسْتَقْسم

أَي طلب القَسْم بالأَزلام. وفي حديث الفتح: دخل البيت فرأَى إِبراهيم

وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال: قاتَلَهم الله والله لقد علِموا

أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ؛ الاسْتِقْسام: طلب القِسم الذي قُسِم له

وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر، وهو استِفعال منه، وكانوا إِذا أَراد

أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام، وهي

القداح، وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي، وعلى الآخر نهاني ربي،

وعلى الآخر غُفْل، فإِن خرج أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خرج نهاني أَمسك، وإِن

خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو

النهي، وقد تكرّر في الحديث. وقاسَمْتُه المال: أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ

قِسْمه. وقَسِيمُك: الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً أَو مالاً بينك وبينه،

والجمع أَقسِماء وقُسَماء. وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه. ويقال: هذه

الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها. وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا

قَسِيم النار؛ قال القتيبي: أَراد أَن الناس فريقان: فريق معي وهم على

هُدى، وفريق عليّ وهم على ضَلال كالخوارج، فأنا قسيم النار نصف في الجنة

معي ونصف عليّ في النار. وقَسِيم: فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل،

كالسَّمير والجليس والزَّميل؛ قيل: أَراد بهم الخوارج، وقيل: كل من قاتله.

وتَقاسَما المال واقتَسَماه، والاسم القِسْمة مؤَنثة. وإِنما قال تعالى:

فارزقوهم منه، بعد قوله تعالى: وإِذا حضَر القِسْمة، لأَنها في معنى الميراث

والمال فذكَّر على ذلك.

والقَسَّام: الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء فيها، وفي المحكم:

الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس؛ قال لبيد:

فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما

قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها

(* رواية المعلقة:

فاقنع بما قسم المليكُ، فإنما

قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها)

عنى بالمليك الله عز وجل. الليث: يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً

وقِسْمة. والقِسْمة: مصدر الاقْتِسام. وفي حديث قراءة الفاتحة: قَسَمْت

الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه،

وقد جاءت مفسرة في الحديث، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف

الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء، وانتهاء الثناء عند قوله: إِياك

نعبد، وكذلك قال في إِياك نستعين: هذه الآية بيني وبين عبدي.

والقُسامة: ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له.

وفي الحديث: إِياكم والقُسامة، بالضم؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس

المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً

معلوماً، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً، وذلك حرام؛ قال

الخطابي: ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم،

وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً

أَمسك منه لنفسه نصيباً

يستأْثر به عليهم، وقد جاء في رواية أُخرى: الرجل يكون على الفِئام من

الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا. وأَما القِسامةُ، بالكسر، فهي صنعة

القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة. والقُسامةُ: الصَّدقة

لأَنها تُقسم على الضعفاء. وفي الحديث عن وابِصة: مثَلُ الذي يأْكل

القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً؛ قال ابن الأَثير: جاء تفسيرها في

الحديث أَنها الصدقة، قال: والأَصل الأَوَّل.

ابن سيده: وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، ولا يجمع، وهو من

القِسْمة. وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا،

وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا. ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة

مُبَعَّدة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها

نَوىً، يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ، قَسوم

(* قوله «وانقلبت» كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت).

أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له.

والتقْسِيم: التفريق؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً:

تُقَسِّم ما فيها، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ

فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري

قال أَبو عمرو: قَسَّمت عَمَّت في القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابن

الأََعرابي: القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين، وجمعها قَسامات،

والقَسم الرَّأْي، وقيل: الشكُّ، وقيل: القَدَرُ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم

الشَّكِّ لعدي بن زيد:

ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْـ

ـمُ فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ

وقَسَم أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل، وقيل: قَسَمَ

أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه. يقال: هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره

ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه؛ قال لبيد:

فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه:

أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ

ويقال: قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله. أَبو

سعيد: يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين، وفي

موضع آخر: تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه. ويقال: فلان جَيِّد القَسْمِ

أَي جيِّد الرأْي. ورجل مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم.

والقَسَمُ، بالتحريك: اليمين، وكذلك المُقْسَمُ، وهو المصدر مثل

المُخْرَج، والجمع أَقْسام. وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به وقاسَمَه: حلَف

له. وتَقاسمَ القومُ: تحالفوا. وفي التنزيل: قالوا تَقاسَمُوا بالله.

وأَقْسَمْت: حلفت، وأَصله من القَسامة. ابن عرفة في قوله تعالى: كما أَنزلنا

على المُقْتَسِمين؛ هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول،

صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا

القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما.

والقَسامة: الذين يحلفون على حَقِّهم ويأْخذون. وفي الحديث: نحن نازِلُون

بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر؛ تقاسموا: من القَسَم اليمين

أَي تحالفوا، يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني هاشم وترك مُخالطتهم.

ابن سيده: والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون،

ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم. وفي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء

الدمِ. أَبو زيد: جاءت قَسامةُ الرجلِ، سمي بالمصدر. وقَتل فلان فلاناً

بالقَسامة أَي باليمين. وجاءت قَسامة من بني فلان، وأَصله اليمين ثم

جُعِل قَوْماً. والمُقْسَمُ: القَسَمُ. والمُقْسَمُ: المَوْضِع الذي حلف

فيه. والمُقْسِم: الرجل الحالف، أَقْسَم يُقْسِمُ إِقْساماً. قال الأَزهري:

وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد على قتل القاتل إِياه

بينة عادلة كاملة، فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل أَنه قتله

ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة، وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه

مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة

ثقة أَن فلاناً قتله، أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما

عداوة ظاهرة قبل ذلك، فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من

سمعه أَن دعوى الأَولياء صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ

القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما

شَرَكه في دمه أَحد، فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم، فإِن

أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه وبَرِئ،

وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ

الدية من مال المدّعى عليه، وهذا جميعه قول الشافعي. والقَسامةُ: اسم من

الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع المصدر، ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن

لم يكن لوث من بينة حلف المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ، وقيل: يحلف

يميناً واحدة. وفي الحديث: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من

غيرهم فقال: رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم؛ قال ابن الأَثير:

القَسامة، بالفتح، اليمين كالقسَم، وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم خمسون

نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف

قاتله، فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً، ولا يكون فيهم

صبي ولا امرأَة ولا مجنون ولا عبد، أَو يُقسم بها المتهمون على نفي

القتل عنهم، فإِن حلف المدعون استحقوا الدية، وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم

الدية، وقد أَقْسَم يُقْسِم قَسَماً وقَسامة، وقد جاءت على بِناء الغَرامة

والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل؛ ومنه حديث

عمر، رضي الله عنه: القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب الدّية لا القَوَد. وفي

حديث الحسن: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية يَديِنُون بها

وقد قرّرها الإِسلام، وفي رواية: القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل

الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية،

كأَنه إِنكار لذلك واسْتِعْظام.

والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قال بشر بن أَبي خازم:

يُسَنُّ على مَراغِمِها القَسامُ

وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وقال باعث ابن صُرَيْم

اليَشْكُري، ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو

الصحيح:ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ

ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها،

فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ

نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ،

تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ

فَقُلْتُ لها: إِنْ لا تَناهَي، فإِنَّني

أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من نَدَمْ

وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد:

كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ السَّلم

وقال: قال أَبو زيد: سمعت بعض العرب ينشده: كأَنْ ظبيةٌ؛ يريد كأَنها

ظبية فأَضمر الكناية؛ وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق:

بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريـ

ـك وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما

أَي حُسْناً. وفي حديث أُم معبد: قَسِيمٌ وَسِيم؛ القَسامةُ: الحسن.

ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً من

الجمال. ويقال لحُرِّ الوجه: قَسِمة، بكسر السين، وجمعها قَسِماتٌ. ورجل

مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمة، وقد قَسُم. أَبو عبيد: القَسام والقَسامة

الحُسْن. وقال الليث: القَسِيمة المرأَة الجميلة؛ وأَما قول الشاعر

(*

قوله «الشاعر» هو عنترة):

وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ

سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ

فقيل: هي طلوع الفجر، وقيل: هو وقت تَغَير الأَفواه، وذلك في وقت السحر،

قال: وسمي السحر قَسِمة لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار، وقد قيل في

هذا البيت إِنه اليمين، وقيل: امرأَة حسَنة الوجه، وقيل: موضع، وقيل: هو

جُؤْنة العَطَّار؛ قال ابن سيده: والمعروف عن ابن الأَعرابي في جُؤْنة

العطار قَسِمة، فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة، قال:

والقَسِيمة السُّوقُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يُفسِّر به قول عنترة؛ قال ابن

سيده: وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به؛ وقول العجاج:

الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ،

باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ

ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ،

مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ

أَراد المُحَسَّن، يعني مَقام إِبراهيم، عليه السلام، كأَنه قُسِّم أَي

حُسِّن؛ وقال أَبو ميمون يصف فرساً:

كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن،

مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن

ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ. وشيء قَسامِيٌّ: منسوب إِلى القَسام،

وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فقال:

إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما

مُتَقابلينِ قَسامِياً وهِجانا

أَراد أُبوّة والدين. والقَسِمةُ: الحُسن. والقَسِمةُ: الوجهُ، وقيل: ما

أَقبل عليك منه، وقيل: قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر. وقيل: الأَنفُ

وناحِيتاه، وقيل: وسَطه، وقيل: أَعلى الوَجْنة، وقيل: ما بين الوَجْنتين

والأَنف، تكسر سينها وتفتح، وقيل: القَسِمة أَعالي الوجه، وقيل: القَسِمات

مَجارِي الدموع، والوجوه، واحدتها قَسِمةٌ. ويقال من هذا: رجل قَسِيم

ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً. ابن سيده: والمُقْسَم موضع القَسَم؛ قال

زهير:فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم

بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماء

وقيل: القَسِماتُ مجاري الدموع؛ قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي:

وإِنِّي أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم،

كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ

فَهلاَّ سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ،

وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ

كأَنَّ دَنانِيراً على قَسِماتِهِمِ،

وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ

لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها،

وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ

وقيل: القَسِمةُ ما بين العينين؛ روي ذلك عن ابن الأَعرابي، وبه فسر

قوله دنانيراً على قَسِماتهم؛ وقال أَيضاً: القَسِمةُ والقَسَمةُ ما فوق

الحاجب، وفتح السين لغة في ذلك كله.

أَبو الهيثم: القَسامِيُّ الذي يكون بين شيئين. والقَسامِيّ: الحَسَن،

من القسامة. والقَسامِيُّ: الذي يَطوي الثياب أَول طَيّها حتى تتكسر على

طيه؛ قال رؤبة:

طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب،

طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب

ورأَيت في حاشية: القَسَّامُ المِيزان، وقيل: الخَيّاطُ. وفرس قَسامِيٌّ

أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو، من آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي

يصف فرساً:

أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ،

وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا

وفرس قَسامِيٌّ: منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة؛ وفيه يقول الجعدي:

أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل،

خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا

أَي فَرْدٌ. وقال ابن خالويه: اسم الفرس قَسامة، بالهاء؛ وأَما قول

النابغة يصف ظبية:

تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فيه

إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ

قيل: القَسامة شدّة الحرّ، وقيل: إِن القسام أَول وقت الهاجرة، قال

الأَزهري: ولا أَدري ما صحته، وقيل: القسام وقت ذُرور الشمس، وهي تكون حينئذ

أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً، وأَصل القَسام الحُسن؛ قال

الأَزهري: وهذا هو الصواب عندي؛ وقول ذي الرمة:

لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً،

ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ

يقول: إِني ظننت أَن لا تنقسم حالاتٌ كثيرة، يعني حالاتِ شبابه، حالاً

واحداً وأَمراً واحداً، يعني الكِبَر والشيب؛ قال ابن بري: يقول كنت

لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم، وأَن الثوبَ الجديد لا يَخْلُق، وأَن

الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فيتفرق بعد

اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ

(* قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في

الأصل).

والقَسُومِيَّات: مواضع؛ قال زهير:

ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ،

ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ

(* قوله «ضحوا قليلاً إلخ» أنشده في التكملة ومعجم ياقوت:

وعرسوا ساعة في كثب اسنمة).

وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء.

والقَسْم: موضع معروف. والمُقْسِم: أَرض؛ قال الأَخطل:

مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل، سَعْيُهُم

بَين الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر

وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي:

القُلاخُ في بُغائي مِقْسَما،

أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما

فهو اسم غلام له كان قد فرّ منه.

قسم

(قَسَمَهُ يَقْسِمُهُ) قَسْمًا من حَدِّ ضَرَبَ، (وقَسَّمَهُ) تَقْسِيمًا: ((جَزَّأَهُ)) فانْقَسَمَ.
(وهْيَ القِسْمَةُ، بِالكَسْرِ) وهْيَ مُؤَنَّثَةٌ، وإِنَّمَا قَالَ الله تَعالَى: {فارزقوهم مِنْهُ} بَعْدَ قَولِه: {وَإِذا حضر الْقِسْمَة} ؛ لأنَّها فِي مَعْنَى المِيرَاثِ والمَالِ فَذَكَّر على ذَلِك كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) من المَجَازِ: قَسَمَ (الدَّهْرُ القَوْمَ) قَسْمًا: (فَرَّقَهُمْ، كَقَسَّمَهُمْ) تَقْسِيمًا فَتَقَسَّمُوا: فَرَّقَهم قِسْمًا هَهُنَا وقِسْمًا هَهُنَا.
(والقِسْمُ، بِالكَسْرِ، وكَمِنْبَرٍ، ومَقْعَدٍ: النَّصِيبُ) والحَظُّ مِن الخَيْرِ، مِثل: طَحَنْت طِحْنًا، والطِّحْنُ: الدَّقِيقُ كَمَا فِي الصِّحاح: وَقَالَ الرَّاغبُ: " وحَقِيقَتُه أَنَّه جُزءٌ من جُمْلَةِ تَقبَلُ التَّقْسِيمَ "، ويُقالُ: هَذَا مَقْسِمُ الفَيْء، ضُبِطَ بِالوَجْهَيْن، وجمعُ المَقْسَمِ: مَقاسِمُ، (كالأُقْسُومَةِ) ، بِالضَّمِّ (ج: أَقْسَامٌ) . وَفِي التَّهْذِيبِ أَنَّه كَتَب عَن أَبِي الهَيْثَمِ أَنَّه أَنْشَدَ:
(فَمالَكَ إِلاّ مِقْسَمٌ لَيْسَ فَانِيًا ... بِهِ أَحَدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تَقَدَّمَا)

قَالَ: القِسْمُ، والمِقْسَمُ، والمَقْسَمُ: نَصِيبُ الإنْسان من الشَّيْء. يُقالُ: قَسمْتُ الشَّيْءَ بَين الشُّرَكَاءِ وأَعْطَيْتُ كُلَّ شَرِيكٍ قِسْمَه ومِقْسَمَه (كالقَسِيمِ) ، كَأَمِيرٍ (ج: أَقْسِمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ زِنةً ومَعْنًى (جج:) أَي: جَمْعُ الجَمْعِ: (أَقَاسِيمُ) أَي: جَمْع الأقْسَامِ، والأقْسَامُ جَمْعُ: القِسْم، بِالكَسْرِ، وقِيلَ: بَلِ الأَقَاسِيمُ جَمْع: الأُقسُومَةِ، كَأُظْفُورٍ وأَظَافِيرَ، وَهِي الحظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ.
(و) يُقالُ: (هَذَا يَنْقَسِمُ قَسْمَيْن، بالفَتْحِ: إِذَا أُرِيدَ المَصْدَرُ، وبِالكَسْرِ إِذَا أُرِيدَ النَّصِيبُ والحَظُّ) .
(أَوْ الجُزءُ مِنَ الشَّيْءِ المَقْسُومِ) .
(وقَاسَمَه الشَّيءَ) مُقَاسَمَةً: (أَخَذَ كُلٌّ) مِنْهُمَا (قِسْمَهُ) .
(والقَسِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (المُقَاسِمُ) وَهُوَ الَّذِي يُقَاسِمُكَ أَرْضًا أَو دَارًا أَوْ مَالاً بَيْنَكَ وبينَه، ومِنْه قَولُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه: " أَنَا قَسِيمُ النَّارِ ". قالَ القُتَيْبِيُّ: أَرَادَ أنَّ النَّاسَ فَريقان: فَريقٌ مَعِي وهُمْ عَلَى هُدًى، وفَرِيقٌ عَلَّي وهُمْ عَلَى ضَلالٍ كَالخوَارِجِ، فَأَنَا قَسِيمُ النَّارِ، نِصفٌ فِي الجَنَّةِ مَعِي، ونِصْفٌ عَليَّ فِي النَّارِ (ج: أَقْسِمَاءُ، وقُسَمَاءُ) ، كَنَصِيبٍ وأَنْصِبَاءَ، وكَرِيمٍ وكُرَمَاءَ.
(و) القَسِيمُ: (شَطْرُ الشَّيْءِ) يُقَال: هَذَا قَسِيمُ هَذَا أَيْ: شَطْرُهُ، ويُقالُ: هَذِه الأرضُ قَسِيمَةُ هَذِه الأرْضِ، أَيْ: عُزِلَتْ عَنْهَا.
(و) القُسَامَةُ، (كَثُمَامَةٍ: الصَّدَقَةُ) ؛ لأنَّها تُقَسَّمُ عَلَى الضُّعَفَاءِ، وبِهِ فَسَّرَ بَعْضٌ حَدِيثَ وابِصَةَ: " مَثَلُ الّذِي يَأْكلُ القُسَامَة كَمَثَلِ جَدْيٍ بَطْنُهُ مَمْلُوءٌ رَضْفًا ". قَالَ ابنُ الأثِير: (و) الصَّحِيحُ أَنَّ القُسَامَةَ هُنَا (مَا يَعْزِلُه القَسَّامُ لِنَفْسِه) مِنْ رَأْسِ المَالِ، لِيَكُونَ أَجْرًا لَهُ، كَمَا تَأْخُذُ السَّمَاسِرَةُ رَسْمًا مَرْسُومًا لَا أَجْرًا مَعْلُومًا، كَتَواضُعِهم أنْ يَأْخُذوا من كُلِّ ألفٍ شَيْئًا مُعَيَّنًا، وذَلِكَ حَرَامٌ، وَبِه فُسِّرَ الحدِيثُ أَيْضا: " إِيَّاكُمْ والقُسَامَةَ ". وقالَ الخَطَّابِيُّ: لَيْسَ فِي هَذَا تَحْرِيمٌ إذَا أَخَذَ القَسَّامُ أُجْرَتَهُ بِإِذْنٍ من المَقْسُومِ لَهُمْ، وإِنَّما هُوَ فِيمَنْ ولَيَ أَمرَ قَوْمٍ، فَإِذا قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ شَيْئًا أَمْسَكَ مِنه لِنَفْسِه نَصِيبًا يَسْتَأْثِرُ بهِ عَلَيْهِم.
(والقَسْمُ) ، بِالفَتْحِ: (العَطَاءُ وَلَا يُجْمَعُ) ، وهُوَ مِنَ القِسْمَةِ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسْمُ: (الرَّأْيُ) يُقالُ: هُوَ جَيِّدُ القَسْمِ أيْ: الرَّأْيِ، وهُوَ مَجَازٌ.
(و) القَسْمُ: (الشَّكُّ) ، أَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِعدِيِّ بنِ زَيْدٍ:
(ظِنَّةٌ شُبِّهَتْ فأمكَنَها القَسْ ... مُ فأَعْدَتْه والخَبِيُر خَبِيرُ)

(و) القَسْمُ: (الغَيْثُ) بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَجَازٌ، ويَقُولُونَ فِي استِمْطَارِهم: اللهُمّ اجْعَلْها عَشِيَّةَ قَسْمٍ مِنْ عِنْدِكَ، فقد تَلَوَّحَتِ الأرضُ. يَعنُونَ بِهِ الغَيْثَ، (و) قِيلَ: (المَاءُ) .
(و) القَسْمُ: (القَدَرُ) . يُقَال: هُوَ يَقْسِمُ أمْرَهُ قَسْمًا، أَي: يُقَدِّرُه ويُدَبِّرهُ ويَنْظُرُ كيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، قَالَ لَبِيدٌ:
(فَقُولاَ لَهُ إنْ كَانَ يَقْسِم أَمْرَهُ ... ألمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ أُمُّكَ هَابِلُ)

وَيُقَال: قَسَم أمرَه إذَا مَيَّلَ فِيهِ أَن يَفْعَلَهُ أَوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) القَسْمُ: (ع) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) القَسْمُ: (الخُلُقُ والعَادَةُ، ويُكْسَرُ فِيهِمَا) .
(و) القَسْمُ: (أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِك الشَّيءُ فَتَظُنَّهُ) ظَنًّا، (ثُمَّ يَقْوَى ذَلِك الظَّنُّ فَيَصيرُ حَقِيقَةً) .
(وحَصَاةُ القَسْمِ: حَصاةٌ تُلقَى فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ يُصَبُّ فيهِ مِنَ الماءِ مَا يَغْمُرُها) ، ثمَّ يَتَعَاطَوْنَها، و (ذَلِك إذَا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا مَاءَ) مَعَهُمْ (إلاَّ يَسِيرًا فَيَقْسِمُونه هَكَذا) . وَقَالَ: اللَّيْثُ: كَانُوا إذَا قَلَّ عَلَيْهم الماءُ فِي الفَلَواتِ عَمَدُوا إِلَى قَعْبٍ فأَلْقَوْا حَصَاةً فِي أَسْفَلِه، ثمَّ صَبُّوا عَلَيْهِ من الماءِ قَدْر مَا يَغْمُرُها، وقُسِمَ الماءُ بَيْنَهُمْ على ذَلِك، وتُسَمَّى تِلكَ الحَصاةُ المقْلةَ.
(و) من المَجازِ: (قَسَم أَمرَهُ) إذَا (قَدَّرَهُ) ودَبَّرَهُ يَنْظُر كَيفَ يَعْمَلُ فِيهِ، وتَقدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا، (أَوْ لَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَعُ فِيهِ) أَيَفعَلُه أوْ لَا يَفْعَلُهُ.
(و) المُقَسَّمُ، (كَمُعَظَّمٍ: المَهْمُومُ) أَيْ: مُشْتَرَكُ الخَوَاطِرِ بِالهمُومِ، وهُوَ مَجَازٌ، وَقد قَسَّمَتْه الهُمومَ وتَقَسَّمَتْه.
(و) المُقَسَّمُ: (الجَمِيلُ) مُعْطًى كُلُّ شَيءٍ مِنْهُ قِسْمَهُ من الحُسْنِ فَهُوَ مُتَنَاسِبٌ كَمَا قِيلَ: مُتَنَاصِفٌ، وَهُوَ مَجازٌ، (كَالقَسِيم) ، كأَمِير، يُقالُ: رَجُلٌ قَسِيمٌ وَسِيمٌ بَيِّن القَسَامَةِ والوَسَامَةِ (ج: قُسْمٌ، بِالضَّمِّ وهِيَ بِهَاءٍ) . وَفِي الصِّحاحِ: فُلانٌ مُقَسَّمُ الوَجْهِ وقَسِيمُ الوَجْهِ. وَقَالَ عَلْبَاءُ بنُ أَرْقَمَ يَذْكُرُ امرَأَتَه: (ويَوْمًا تُوَافِينَا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ ... كَأَنَّ ظَبْيَةٍ تَعْطُو إِلَى وَارِقِ السَّلَمْ)

وقَالَ أَبُو مَيْمُونٍ يَصِفُ فَرَسًا:
(كُلِّ طَوِيلِ السَّاقِ حُرِّ الخَدَّيْنْ ... )

(مُقَسَّمِ الوَجْهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْنْ ... )
(وَقد قَسُمَ، كَكَرُمَ) قَسَامَةً، وَبِه فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فَارَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

(والقَسَمُ، مُحَرَّكَةً و) المُقْسَمُ، (كَمُكْرَمٍ) وَهُوَ المَصْدَرُ مِثلُ المُخْرَجِ: (اليَمِينُ بِاللهِ تَعالَى، وَقد أَقْسَمَ) إِقْسَامًا، هَذَا هُوَ المَصْدَرُ الحَقِيقيُّ، وأمَّا القَسَمُ فَإِنَّه اسمٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَصْدَرِ، (ومَوْضِعُه) الَّذِي حُلِفَ فِيهِ (مُقْسَمٌ، كَمُكْرَمٍ) والضَّمِيرُ راجِعٌ إِلَى الإِقْسَامِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(بُمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بِهَا الدِّماءُ ... )
يَعْنِي مَكَّةَ، وَهُوَ قَولُ زُهَير، وصَدْرُه:
(فَتُجمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ ... )
(واستَقْسَمَه بِهِ) أَيْ: أَقْسَمَ بِهِ، وَفِي بَعضِ النُّسَخ: واسْتَقْسَمَه وبِه والصَّوَابُ الأَوَّلُ.
(وتَقَاسَمَا: تَحَالَفَا) من القَسَم هُوَ اليَمِين، وَمِنْه قَولُه تَعالى: {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه} .
(و) تَقَاسَمَا (المَالَ اقْتَسَمَاهُ بَيْنَهُمَا) . فَالاقْتِسَامُ والتَّقَاسُمُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، والاسْمُ مِنْهُمَا القِسْمَةُ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {كَمَا أنزلنَا على المقتسمين} ، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هم الَّذين تَقَاسَمُوا وتَحَالَفُوا عَلَى كَيْدِ الرَّسُولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلّم. (والقَسَامَةُ الهُدْنَةُ بَيْنَ العَدُوِّ والمُسْلِمِين ج: قَسَامَاتٌ) ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.
(و) القَسَامةُ: (الجَمَاعَة) الَّذين (يُقْسِمُون) أَيْ: يَحْلِفُون (على الشَّيْء) وَفِي التَّهذِيب: على حَقِّهم (ويَأْخُذُونَه) . وَفِي المُحْكَمِ: يُقْسِمُونَ على الشَّيءِ (أَو يَشْهَدُون) . ويَمِينُ القَسَامَةِ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِم. وَفِي حَدِيثٍ: " الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلِياءِ الدَّمِ ".
وَقَالَ أَبُو زَيْد: جَاءَتْ قَسَامةُ الرَّجُلِ، سُمِّي بِالمَصْدر وقَتَل فُلانٌ فُلانًا بِالقَسَامَةِ أَي: باليَمِينِ، وجَاءَتْ قَسَامَةٌ من بَنِي فُلانٍ، وأَصلُه اليَمِينُ ثمَّ جُعِلَ قَوْمًا، قَالَ الأزْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ القَسَامَات فِي الدَّمِ " أَنْ يُقْتَلَ رَجُلٌ فَلَا يَشْهَدُ على قَتْلِ القَاتِلِ إيّاه بَيَّنَةٌ عَادِلَةٌ كَامِلَةٌ، فَيَجِيءُ أَوْلِيَاءُ المَقْتُولِ فَيَدَّعُونَ قِبَل رَجُلٍ أَنَّه قَتَلَه، ويُدْلُونَ بِلَوْثٍ مِنْ بَيِّنَة غَيرِ كَامِلَة، وَذَلِكَ أَن يُوجَدَ المُدَّعَى عَلَيْه مُتَلِطِّخًا بِدَمِ القَتِيلِ فِي الحَالَةِ الَّتِي وُجِدَ فِيهَا، ((ولَمْ)) يَشْهَدْ رجلٌ عَدْلٌ أَوْ امْرَأَةٌ ثِقَةٌ أنَّ فُلانًا قَتَلَه، أَو يُوجَد القَتِيلُ فِي دَارِ القَاتِلِ، وقَدْ كَانَ بَيْنَهُما عَداوَةٌ ظَاهِرَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَامَتْ دَلالَةٌ من هَذِه الدَّلالات سَبَقَ إِلَى قَلْبِ مَنْ سَمِعَه أَنَّ دَعْوَى الأولياءِ صَحِيحَةٌ، فيُسْتَحْلَفُ أولياءُ القَتِيلِ خَمْسِينَ يَمينًا أَنَّ فُلانًا الَّذِي ادَّعَوْا قَتلَه انْفَرَدَ بِقَتْلِ صَاحِبِهِمْ مَا شَرَكَه فِي دَمِه أحدٌ، فَإِذَا حَلَفوا خَمْسين يَمِينًا استَحَقُّوا دِيَةَ قَتِيلِهِم، فَإِن أَبَوْا أَنْ يَحْلِفُوا مَعَ اللَّوْثِ الَّذِي أَدْلَوْا بِهِ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ وبَرِئَ، وَإِن نَكَلَ المُدَّعَى علَيه عَن اليَمِينَ خُيِّرَ وَرَثَةُ القَتَيلِ بَين قَتْلِهِ أَو أَخْذِ الدِّيَةِ من مَالِ المُدَّعَى عَلَيْهِ، وَهَذَا جَميعُه قَولُ الشَّافِعِيِّ)) .
والقَسَامَةُ: اسْمٌ من الإقْسامِ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ، ثمَّ يُقال للَّذِينَ يُقْسِمُون قَسَامَةً وإنْ لَمْ يَكُنْ لَوثٌ من بَيِّنَةٍ حَلَفَ المُدَّعَى عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمَينًا وبَرِئَ، وقِيلَ: يَحْلِفُ يَمينًا واحِدَةً. وَقَالَ ابنُ الأثِير: القَسَامَة: اليَمينُ، كَالقَسَمِ، وحَقِيقَتُها أَن يُقْسِمَ من أولياءِ الدَّمِ خَمْسُون نَفَرًا على اسْتِحْقَاقِهم دَمَ صَاحِبِهم إِذا وَجَدُوه قَتِيلاً بَيْنَ قَوْمٍ ولَمء يُعْرَفْ قَاتِلُه، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا خَمْسِين أقْسَمَ المَوْجُودُونَ خَمْسِين يَمِينًا، وَلَا يَكُونُ فِيهم صَبِيٌّ وَلَا امْرَأَةٌ وَلَا عَبْدٌ وَلَا مَجْنُونٌ. أَو يُقْسِمُ بِهَا المُتَّهَمُون على نَفْيِ القَتْلِ عَنْهُم، فَإِن حَلَف المدَّعُونَ اسْتَحَقُّوا الدِّيَة، وَإِن حَلَف المتَّهَمُون لم يَلْزَمهم الدِّية.
وَقد أقْسَمَ يُقْسِمُ إِقْسَامًا وقَسَامَةً إِذَا حَلَفَ، وجاءَتْ عَلَى بِنَاءِ الغَرَامَةِ والحَمَالَةِ؛ لأنَّهَا تَلزَمُ أهلَ المَوْضِعِ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ القَتِيلُ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " القَسَامَةُ تُوجِبُ العَقْلَ ".
(والقَسَامُ والقَسَامَةُ: الحُسْنُ) والجَمَالُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى القَسَامِ وَهُوَ الاسْمُ، وأَمَّا القَسَامَةُ فإِنَّه مَصْدَر، وَقد قَسُمَ كَكَرُمَ، (كَالقَسِمَةِ، بِكَسْرِ السِّينِ وفَتْحِهَا) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
(وَهِي أَيْضا) أَيْ: القَسِمَةُ (الوَجْهُ) يُقَال: كَأَن قَسِمَتَهُ الدِّينَارُ الهِرَقْلِيُّ أَيْ: وَجْهُه الحَسَنُ (أوْ مَا أَقْبَلَ) عَلَيْك (مِنْه، أَو مَا خَرَجَ عَلَيه من شَعْرٍ) ، ونَصُّ المُحْكَم: مَا خَرَج من الشَّعر، (أَو) القَسِمَةُ: (الأنفُ أَو ناحِيَتَاه) ، كَذَا نَصُّ المُحْكَم، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ أَو ناحِيَتَاه (أَو وَسَطُ الأنْفِ أَو مَا فَوْقَ الحَاجِبِ) وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ. (أَو ظاهِرُ الخَدَّيْنِ، أَو مَا بَيْنَ العَيْنَيْنِ) ، وبِه فَسَّر ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ مُحْرِز بنِ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّيِّ:
(كأَنَّ دَنَانِيرًا عَلَى قَسِمَاتِهِمْ ... وإنْ كَانَ قَدْ شَفَّ الوُجوهَ لِقَاءُ)

على مَا فِي المُحْكَمِ (أَو أَعْلَى الوَجْهِ أوْ أعْلَى الوَجْنَةِ أوْ مَجْرَى الدَّمْعِ) من العَيْنِ، وبهِ فُسِّرَ قَولُ الشَّاعِرِ أيْضًا عَلَى مَا فِي المُحْكَمِ، (أوْ مَا بَيْنَ الوَجْنَتَيْنِ والأَنْفِ) ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرابِيّ قَولَ الشَّاعِرِ عَلَى مَا فِي الصِّحَاحِ، وفَتْحُ السِّينِ لُغَةٌ فِي الكُلِّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(و) القَسِمةُ - بِكَسْرِ السِّينِ - (جَوْنَةُ العَطَّارِ) عَن ابْنِ الأَعْرابِيّ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَنْقُوشَةٌ يَكُونُ فِيهَا العِطْرُ، (كَالقَسِمِ) بِحَذْفِ الهَاءِ (والقَسِيمَةِ) كَسَفِينَةٍ، وَبِه فَسَّر قولَ عَنْتَرَة:
(وكَأَنَّ فارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضَهَا إِلَيْكَ من الفَمِ)

وعَلَى قَولِ ابنِ الأَعْرابِيّ: أَصْلُه القَسِمَةُ فَأَشْبَعَ الشَّاعِرُ ضَرُورَةً.
(وهِيَ السُّوقُ أيْضًا) أَيْ: القَسِيمَةُ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، ولكنَّهُ لَمْ يُفَسِّرْ بِهِ قَولَ عَنْتَرَةَ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّه يَجُوزُ تَفْسِيرُهُ بِهِ.
(والقَسُومِيَّاتُ: ع) ، وَفِي المُحْكَمِ: مَواضِعُ، وأنشَدَ لِزُهَيْرٍ:
(ضَحَّوْا قَلِيلاً قَفَا كُثبانِ أَسْنُمَةٍ ... ومِنْهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ)

وَقَالَ نَصْرٌ: القَسُومِيَّات: ثَمَدٌ فِيهِ رَكَايَا كَثِيرَةٌ عَادِلاتٌ عَن طَرِيقِ فَلَجٍ، ذَاتَ اليَمِينِ، سَقَاهُمَا عُمَرُ رَبِيبُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وكانَ دَلِيلَ جُيُوشِهِ.
(والقَسَامِيُّ: مَنْ يَطْوِي الثِّيَابَ أوَّلَ طَيِّهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ عَلَى طَيِّهِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(طَيَّ القَسَامِيِّ بُرُودَ العَصَّابْ ... )
(و) القَسامِيُّ: (الفَرَسُ الذِي أقْرَحَ مِنْ جانِبٍ وَهُوَ منْ جَانِبٍ) آخَرَ (رَبَاعَ) ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، وأنشَدَ لِلجَعْدِيّ:
(أَشَقَّ قَسامِيًّا رَبَاعِيَ جَانِبٍ ... وقَارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرَا) وخَفَّفَ القُطَامِيُّ يَاءَ النِّسْبَةِ فَأخرجَه مُخْرَجَ تِهَامٍ وشآمٍ فَقَالَ:
(إنَّ الأُبوَّةَ والِدّانِ تَرَاهُمَا ... مُتَقَابِلَيْنِ قَسَامِيًا وهِجَانًا)

(و) القَسَامِيُّ: (فَرَسٌ م) مَعْرُوفٌ كَانَ لِبَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، وفِيهِ يَقُولُ النَّابِغَةُ:
(أغرُّ قَسامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خلا يَدَهُ اليُمْنَى فَتحْجِيلُه خَسَا)

كَذَا فِي كِتابِ الخَيْلِ لابْنِ الكَلْبِيِّ.
(و) قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: القَسامِيُّ: (الشَّيءُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ) .
(و) القَسَامُ، (كَسَحَابٍ: شِدَّةُ الحَرِّ) ، عَن ابنِ خَالَوَيْه، (أَوْ أَوَّلُ وَقْتِ الهَاجِرَةِ) . قَالَ الأزْهَرِيُّ: وأَنا وَاقِفٌ فِيهِ. (أَوْ وَقْتُ ذُرُورِ الشَّمْسِ، وهِي) أَي: الشَّمْسُ (حِينَئِذٍ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مَرْآةً) ، وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَولُ النَّابِغَةِ الذُّبيَانِيِّ يَصِفُ ظَبْيَةً:
(تَسَفُّ بَرِيرَهُ وتَرُودُ فِيه ... إِلَى دُبُرِ النَّهارِ من القَسَامِ)

(و) القَسَامُ: (فَرَسٌ لَبَنِي جَعْدَةَ) بنِ كَعْبٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُه قَرِيبًا.
(و) قَسَامِ، (كَقَطَامِ: فَرسُ سُوَيْدِ بنِ شَدَّادِ العَبْشَمِيِّ) .
قَالَ الأزْهَرِيُّ: (والأقَاسِيمُ: الحُظُوظُ المَقْسُومَةُ بَيْنَ العِبَادِ، الوَاحِدَةُ: أُقْسُومَةٌ) ، كأُظْفُورٍ، وأَظَافِيرَ. وقِيلَ: هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ كَمَا تَقَدَّمَ.
(وقَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ) المَازِنِيُّ. (و) قَسَامَةُ (ابنُ حَنْظَلَةَ) الطَّائِيُّ لَهُ وِفَادٌ: (صَحَابِيَّان) . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: قَسَامَةُ بنُ زُهَيْرٍ لَعَلَّه مُرْسَلٌ؛ لأنَّه يَروِي عَن أبِي مُوسَى. وقُلْتُ: وَقد ذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي ثِقاتِ التَّابِعِينَ، وَقَالَ: رَوَى عَنه قَتَادَةُ والحَرِيريُّ والبَصْرِيُّون. (وَسَمَّوْا قَاسِمًا، كَصَاحِبٍ) . ويُقالُ فِيهِ أَيْضا قاسِ لغةٌ فِيهِ كَمَا تقدَّم فِي السِّين (وهم خَمْسَةٌ صَحَابِيُّون) وهم:
القَاسِمُ بنُ الرَّبِيعِ أَبُو العَاصِ، صِهْرُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال: اسمُه لَقِيطٌ.
والقَاسِمُ ابنُ رَسولِ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم، ذكره الزُّهْرِيُّ وَغَيره، وَقيل: عَاشَ جُمُعَةً.
والقَاسِمُ بنُ مَخْرَمَةَ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب أَخُو قَيْسٍ والصَّلْتِ، ذَكَره ابنُ عَبدِ البَرّ.
والقاسِمُ: مولَى أبِي بَكْر، ذَكَرَه البَغَوِيُّ، والأشهَرُ فِيهِ أَبو القَاسِمِ.
(و) سَمَّوا قَسِيمًا، (كأَمِيرٍ، وزُبَيْر) ، مِنْهُم: قَسِيمٌ مَولى عُبَادَةَ، يَروِي عَن ابْنِ عُمَرَ.
(و) مِقْسَمٌ، (كَمِنْبَرٍ: زَوجُ بَرِيرَةَ المَدْعُوُّ مُغِيثًا) ، كَذَا قَالَ المُسْتَغْفِرِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الانْقِسَامُ: مُطاوِعُ القَسْمِ.
والمُقْسِم، كمَجْلِسٍ: مَوضعُ القَسْمِ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
وقَولُه عَزَّ وجَلَّ: {فَالْمُقَسِّمَات أمرا} هِيَ المَلائِكةُ تُقَسِّمُ مَا وُكِّلَتْ بِهِ.
واسْتَقْسَمُوا بِالقِدَاحِ: قَسَمُوا الجَزُورَ على مِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والاستِقْسَامُ: طَلَبُ القَسْمِ الَّذِي قُسِمَ لَهُ وقُدِّرَ مِمَّا لم يُقْسَمْ وَلم يُقَدَّرْ، اسْتِفْعَالٌ من القَسْمِ، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَأَن تستقسموا بالأزلام} ، وَقد مَرَّ تفسِيرُ الأزلامِ، وَقد قَالَ المُؤَرِّجُ وغيرهُ من أهلِ اللُّغَة: إِنَّ الأَزْلاَمَ قِدَاحُ المَيْسِر. قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهُوَ وَهَمٌ بَلْ هِيَ قِداحُ الأَمْرِ والنّهْيِ.
والقَسَّام: الَّذِي يَقْسِمُ الدُّورَ والأَرْضَ بَيْن الشُّرَكَاءِ فِيهَا، وَفِي المُحْكَم: الَّذِي يَقْسِم الأَشْيَاءَ بَيْن النَّاسِ، قَالَ لَبِيد: (فارْضَوْا بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ فإِنَّما ... قَسَمَ المَعِيشَةَ بَيْنَنَا قَسَّامُهَا)

وَقَالَ ابنُ السَّمْعَانِيُّ: يَقُولُ أَهْلُ البَصْرة للقَسَّامِ الرِّشْكُ، وَقد نُسِبَ هَكَذَا جَمَاعَةٌ مِنْهُم: عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ محمّدِ بنِ بُنْدارٍ المَدِينيُّ أَبُو الحُسَيْن القَسَّام من شُيُوخ أَبِي بَكْرِ بنِ مَرْدَوَيْهِ، ويَحْيَى ابنُ عَبْدِ الله القَسَّامُ، سَمِعَ أحْمَدَ بنَ الفُرَاتِ الرَّازِيَّ. وَفِي الْأَسْمَاء عَلِيُّ بْنُ قَسَّامٍ الواسِطِيُّ، وابنُه هِبَةُ الله المُقْرِئُ تِلميذُ أبي العِزِّ القَلاَنِسيِّ، وقَسَّامٌ الحَارِثِيُّ: خَارِجِيٌّ، خَرَجَ عَلَى الشَّامِ بعد السَّبْعِينَ وثَلَثِمِائةٍ.
والقَسِيمَةُ: مَصْدَرُ الاقْتِسَامِ.
وَأَيْضًا اليَمِينُ.
وأيَضًا مَوْضِعٌ.
وَأَيْضًا وَقْتُ السَّحَرِ، كَأَنَّهُ يَقْسِمُ بَيْنَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، عَن ابْنِ خَالَوَيهِ، وَهُوَ الوقتُ الَّذي تَتَغَيَّرُ فيهِ الأَفْوَاهُ، وبِكُلٍّ مِنَ الثَّلاثَةِ فُسِّرَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
(وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... )

والقِسَامَةُ، بالكَسْرِ: صَنْعَةُ القَسَّامِ، كالجِزَارَةِ والنِّشَارَةِ.
ونَوًى قَسُومٌ: مُفَرِّقَةٌ مُبَعِّدَةٌ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيّ:
(نَأَتْ عَنْ بَناتِ العَمِّ وانْقَلَبَت بِهَا ... نَوًى يَوْمَ سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسُومُ)

أَي: مُقَسِّمَةٌ للشَّمْلِ مُفَرِّقَةٌ لَهُ.
وقَوْلُ الشَّاعِرِ يَذْكُرُ قِدْرًا:
(تُقَسِّمُ مَا فِيهَا فَإنْ هِيَ قَسَّمَتْ ... فذَاكَ وإِنْ أَكْرَتْ فعَنْ أَهْلِهَا تُكْرِي)

قَالَ أَبُو عَمْرو: قَسَّمَتْ: عَمَّتْ فِي القَسْمِ، وأَكْرَتْ: نَقَصَتْ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: تَركتُ فُلانًا يَقْتَسِمُ، أَي: يُفَكِّرُ ويُرَوِّي بَيْنَ أَمْرَين، وَفِي مَوْضِع آخر: تركتُ فُلانًا يَسْتَقِيمُ بمَعْنَاه. وَهُوَ مَجَازٌ.
وقاسَمَهُ مُقَاسَمَةً: حَلَفَ لَهُ.
وتَقَسَّمُوا الشَّيءَ: اقْتَسَمُوهُ.
واقْتَسَمُوا بالقِدَاحِ: قَسَّموا الجَزُورَ بمِقْدَارِ حُظُوظِهم مِنْهَا.
والمُقَسَّمُ، كمُعَظَّمٍ: مَقامُ إبراهيمَ عَلَيه السَّلامُ، قَالَ العَجَّاجُ:
(وَرَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ ... )
كَأَنَّه قُسِّمَ أَي: حُسِّنَ.
والمُقْسِمُ، كَمُحْسِنٍ: أَرْضٌ.
وسَمُّوْا مُقَسِّمًا، كَمُحَدِّثٍ.
والقَسامِيُّ: الحَسَنُ، من القَسَامَةِ، عَن أَبِي الهَيْثَم.
وكَمِنْبَرٍ: مِقْسَمُ بنُ بُجْرَةَ التُّجِيْبِيُّ أَسْلَمَ مَعَ مُعَاذٍ بِاليَمَنِ، ويُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ.
ومِقْسَمُ بنُ كَثِيرٍ الأَصْبَحِيُّ: فارِسٌ.
وقَولُ الشَّاعِرِ:
(أَنَا القُلاخُ فِي بُغَائِي مِقْسَما ... )
فَهُوَ اسْم غُلامٍ لَه كَانَ قد فَرَّ مِنْهُ كَمَا فِي الصِّحاح.
وضَربَه فَقَسَمَهُ: قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ.
وقَسَمَ الأَرْضَ: قَطَعَها، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
وقَسَامَةُ: فَرسٌ، وَهِي أُمُّ سَبَلٍ.

قسم

1 قَسَمَ and ↓ قَسَّمَ He divided; parted; divided in parts or shares; distributed. b2: قَسَمَ أَمْرَهُ, or ↓ قَسَّمَهُ: see 3 in art. عدل.2 قَسَّمَ see 1.3 قَاسَمَهُ الشَّىْءَ He divided with him the thing, each of them allotting to himself his share, or portion. b2: قَاسَمَهُ بِاللّٰهِ He swore to him by God.4 أَقْسَمَ عَلَيْهِ He conjured him; he said بِحَقِّكَ. (Mgh, art. طمر.) 5 تَقَسَّمَ It (a thing) was, or became, divided, or distributed. (MA.) See an ex. in a verse, voce شَتَّانَ.7 اِنْقَسَمَ الَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ

It was divided into many parts.10 اِسْتَقْسَمَ He sought to know what was allotted to him, by means of the أَزْلَام, (S, * Mgh, and Har, p. 465,) and what was not allotted to him. (Mgh, Har.) قِسْمٌ A division: (Msb:) and particularly (Msb) a portion, or share. (S, Msb, K.) Pl. أَقْسَامٌ. b2: لَيْسَ مِنْ أَقْساَمِ كَذَا It is not a part of such a thing; it does not belong, or appertain, to such a thing; it is independent of such a thing.

قَسَمٌ A conjurement. See أَقْسَمَ عَلَيْهِ. b2: An oath (S, Msb, K) by God [&c.]. (Msb, K.) An asseveration. b3: وَاوُ القَسَمِ The و denoting an oath.

قِسْمَةٌ is also used in the sense of مَقْسُومٌ [meaning A thing, or collection of things, divided into portions, or shares]: (Bd and Jel in liv. 28:) a portion, or share; like قِسْمٌ: (Msb:) [and portions, or shares; as in the phrase,] نُخْرِجُ طَرِيقًا مِنْ بَيْنِ قِسْمَةِ الأَرْضِ أَوِ الدَّارِ [We will exclude a way, or passage, from among the portions, or shares, of the land, or the house]. (Mgh in art. رفع.) قَسَّامٌ An officer of the Kádee, who divides inheritances.

قبض

(قبض) : القُبَّضُ: دابَّةٌ تُشْبه السُّلحفاةَ، وهو دُوَيْنَ القُنْفُذِ إلاَّ أَنَّه لا شَوْكَ له.
القبض والبسط: هما حالتان بعد ترقي العبد عن حالة الخوف والرجاء، فالقبض للعارف كالخوف للمستأمن، والفرق بينهما: أن الخوف والرجاء يتعلقان بأمر مستقل مكروه أو محبوب، والقبض والبسط بأمر حاضر في الوقت يغلب على قلب العارف عن وارد غيبي.

القبض في العروض: حذف الخامس الساكن مثل: ياء مفاعيلن، ليبقى: مفاعلن، ويسمى مقبوضًا.
(ق ب ض) : (الْقَبْضُ) خِلَافُ الْبَسْط وَيُقَالُ قَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدِهِ إذَا ضَمَّ عَلَيْهِ أَصَابِعَهُ (وَمِنْهُ) مَقْبِضُ السَّيْفِ (وَقَبَضَ الشَّيْءَ) أَخَذَهُ وَأَعْطَانِي (قُبْضَةً) مِنْ كَذَا وَهَذَا الشَّيْءُ فِي قَبْضَةِ فُلَانٍ أَيْ فِي مِلْكِهِ وَتَصَرُّفِهِ وَاطْرَحْهُ فِي الْقَبَضِ أَيْ فِي الْمَقْبُوضِ فَعَلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ مَا قُبِضَ مِنْ الْغَنَائِم وَجُمِعَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ (وَمِنْهُ) جَعَلَ سَلْمَانَ عَلَى قَبَضٍ أَيْ وَلِيَ حِفْظَهُ وَقِسْمَتَهُ.
ق ب ض : قَبَضَ اللَّهُ الرِّزْقَ قَبْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ خِلَافُ بَسَطَهُ وَوَسَّعَهُ وَقَدْ طَابَقَ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ
{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة: 245] وَقَبَضْتُ الشَّيْءَ قَبْضًا أَخَذْتُهُ وَهُوَ فِي قَبْضَتِهِ أَيْ فِي مِلْكِهِ وَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ وَقَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدِهِ ضَمَّ عَلَيْهِ أَصَابِعَهُ وَمِنْهُ مَقْبِضُ السَّيْفِ وِزَانُ مَسْجِدٍ وَفَتْحُ الْبَاءِ لُغَةٌ وَهُوَ حَيْثُ يُقْبَضُ بِالْيَدِ وَقَبَضَهُ اللَّهُ أَمَاتَهُ وَقَبَضْتُهُ عَنْ الْأَمْرِ مِثْلُ عَزَلْتُهُ فَانْقَبَضَ. 
(قبض)
الشَّيْء وَعَلِيهِ قبضا أَخذه بقبضة يَده وَيُقَال قبض الدَّار أَو الأَرْض حازها واللص أمسك بِهِ وَيُقَال قبض على اللص وَقبض عَلَيْهِ الرزق ضيقَة وَالْمَال أَخذه يُقَال قبض الْعَامِل أجرته وَقبض الله فلَانا وَقبض روحه أَمَاتَهُ وَيَده عَن الشَّيْء امْتنع عَنهُ يُقَال قبض يَده عَن النَّفَقَة وَعَن الْمَعْرُوف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَينْهَوْنَ عَن الْمَعْرُوف ويقبضون أَيْديهم} وَالشَّيْء طواه والظل محاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ قبضناه إِلَيْنَا قبضا يَسِيرا} والطائر جناحيه جَمعهمَا ليطير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أولم يرَوا إِلَى الطير فَوْقهم صافات ويقبضن}

(قبض)
فلَان مَاتَ أَو كَاد فَهُوَ مَقْبُوض
(قبض) - وفي الحديث: "فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَقْبِضُني ما قَبَضها"
: أي أكْرَه ما تَكْرَهُه. والقَبضُ: مَا تَنقَبِض منه، كأنّه مُتعَدَّى تقبَّضَ؛ أي تشنَّج، قَبَضْتُه فتَقَبّضَ.
- وفي الحديث : "اطْرَحه في القَبَض"
: أي فيما جُمِعَ من الغَنِيمَةِ، بمعنى المَقبُوض.
- ومنه: "كان سَلْمانُ - رضي الله عنه - على قَبَضٍ من قَبَض المُهاجِرين"
وأقبضْتُه: أعْطَيْتُه ما يَقبِضُه، وقُبِضَ الإنسَانُ: أي قُبِضَتْ رُوحُه ونَفْسُه، وانقَبَضَ عن الشّيءِ: أمْسَكَ، وانقبَضَ في الأمر: مَضَى وأسرَع فيه، كأنّه من الأضدادِ
- وفي حديث حُنَين: "فأخَذَ قُبْضَة من التُّراب"
هو بمعنى المَقبُوض، كالغُرفة بمعنى المَغْروف، وهي بالضم الاسْم، وبالفتح المرّة، والقَبْضُ: الأَخْذُ بجَميع الكَفِّ.
قبض
القَبْضُ: بجُمْع الكَف على كل شَيْءٍ. ومَقْبِضُ القَوْس ومقبض. ومَقْبَضَةُ السَّيْفِ: حَيثُ يُقْبَضُ عليه.
ورَجُلٌ قُبَضَةٌ: يَتَمَسَّكُ بالشَّيْءِ ولا يَدَعُه.
والقَبِيْضُ من الدَّوابِّ: السَّرِيعُ نَقْل القَوائم. وانْقَبَضَ القَوْمُ: ساروا فأسْرَعوا.
والانْقِباضُ: كالوُجُوم. والتَّقَبضُ: التَشنجُ. وثَوْب مُقَبَّضٌ. والقَبَضُ: ما جُمِعَ من الغَنائم فألْقِيَ في قَبَضِه أي في مُجْتَمَعِه. وهو المالُ المَقْبُوض. والمكان الذي يُقْبَضُ فيه الشَيْءُ.
وأقْبَضْتُ فلاناً شَيْئاً: أعْطَيتَه ما يَقْبِضُ منكَ.
والقَبّاضَةُ: الحِمارُ السرِيعً الذي يَقْبض العانةَ.
ويقولون: ما أدري أيُ القَبِيْض هُوَ: أيْ أيُ الخَلْقِ هُوَ.
والقَبِيْضُ من الناس: المُقْبِل المُكِبُّ على ضَيْعَتِه اللَبِيْبُ.
والقِبَضّى - على دِفَقّى -: العَدْوُ الشَّدِيدُ. والقَبَضُ والقُبَاضَةُ: السرْعَةُ.
والقُبَاضَةُ - أيضاً -: أنْ تَجمَعَ الإبلَ ثُم تَسُوقها مُجْتَمِعَةً.
ق ب ض: (قَبَضَ) الشَّيْءَ أَخَذَهُ. وَ (الْقَبْضُ) أَيْضًا ضِدُّ الْبَسْطِ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَيُقَالُ: صَارَ الشَّيْءُ فِي (قَبْضِكَ) وَفِي (قَبْضَتِكَ) أَيْ فِي مِلْكِكَ. وَ (الِانْقِبَاضُ) ضِدُّ الِانْبِسَاطِ. وَ (انْقَبَضَ) الشَّيْءُ صَارَ (مَقْبُوضًا) . وَ (الْقُبْضَةُ) بِالضَّمِّ مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ. يُقَالُ: أَعْطَاهُ قُبْضَةً مِنْ سَوِيقٍ أَوْ تَمْرٍ أَيْ كَفًّا مِنْهُ. وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْفَتْحِ. وَ (الْمَقْبِضُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ مِنَ الْقَوْسِ وَالسَّيْفِ وَنَحْوِهِمَا حَيْثُ يُقْبَضُ عَلَيْهِ بِجُمْعِ الْكَفِّ. وَ (تَقَبَّضَ) عَنْهُ اشْمَأَزَّ. وَ (تَقَبَّضَتِ) الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ انْزَوَتْ. وَ (قَبَّضَ) الشَّيْءَ (تَقْبِيضًا) جَمَعَهُ وَزَوَاهُ. وَ (قَبَّضَهُ) الْمَالَ أَيْضًا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ. وَ (قُبِضَ) فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَقْبُوضٌ) أَيْ مَاتَ. وَ (الْقَبْضُ) الْإِسْرَاعُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} [الملك: 19] . 
قبض
القَبْضُ: تناول الشيء بجميع الكفّ. نحو:
قَبَضَ السّيفَ وغيرَهُ. قال تعالى: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً
[طه/ 96] ، فَقَبْضُ اليد على الشيء جمعها بعد تناوله، وقَبْضُهَا عن الشيء جمعها قبل تناوله، وذلك إمساك عنه، ومنه قيل لإمساك اليد عن البذل: قَبْضٌ. قال: يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ
[التوبة/ 67] ، أي: يمتنعون من الإنفاق، ويستعار الْقَبْضُ لتحصيل الشيء وإن لم يكن فيه مراعاة الكفّ، كقولك: قَبَضْتُ الدّار من فلان، أي: حزتها. قال: تعالى: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[الزمر/ 67] ، أي:
في حوزه حيث لا تمليك لأحد. وقوله: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً
[الفرقان/ 46] ، فإشارة إلى نسخ الظّلّ الشمس. ويستعار القَبْضُ للعدو، لتصوّر الذي يعدو بصورة المتناول من الأرض شيئا، وقوله: يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ
[البقرة/ 245] ، أي: يسلب تارة ويعطي تارة، أو يسلب قوما ويعطي قوما، أو يجمع مرّة ويفرّق أخرى، أو يميت ويحيي، وقد يكنّى بِالْقَبْضِ عن الموت، فيقال: قَبَضَهُ الله، وعلى هذا النّحو قوله عليه الصلاة والسلام: «ما من آدميّ إلّا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرّحمن» أي: الله قادر على تصريف أشرف جزء منه، فكيف ما دونه، وقيل: راعٍ قُبَضَةٌ: يجمع الإبلَ ، والِانْقِبَاضُ: جمع الأطراف، ويستعمل في ترك التّبسّط. 

قبض


قَبَضَ(n. ac. قَبْض)
a. [acc. & Bi
or
'Ala & Bi], Took, seized, grasped, clutched, griped, gripped
with ( the hand ).
b. Took; received.
c. ['Ala], Arrested (debtor).
d. Contracted; clenched (hand); shrivelled
wrinkled (skin); astringed, constipated, pinched (
stomach ).
e. Straitened, scanted ( means of subsistence); restricted, abridged, curtailed (liberty).
f. Vexed, grieved, distressed.
g. ['An], Shrank, abstained, refrained from.
h. Was quick, swift, ran or flew quickly.
i. [pass.], Died.
قَبَّضَa. Gave, handed to; paid to.
b. Collected, gathered, stored up.
c. Contracted.
قَاْبَضَa. Bartered with.

أَقْبَضَa. Put a handle to (sword).
b. see II (a)
تَقَبَّضَa. Shrank, shrivelled, contracted; became wrinkled (
skin ).
b. Was pinched, constipated (stomach).
c. ['An], Shrank from; withdrew, retired from.
d. [Ila], Leapt, sprang towards.
تَقَاْبَضَa. Bartered, trafficked.

إِنْقَبَضَa. see V (a) (b), (c).
d. Was taken, seized; was received.
e. Was sad, grieved, distressed.
f. Prepared to start, to spring.
g. see I (h)
إِقْتَبَضَa. see I (b)
قَبْضa. Grasp, grip, clutch; seizure; possession; taking
receipt.

قَبْضَة
(pl.
قَبَضَات)
a. see 1
3t & 18 .
d. Death, decease.

قُبْضَة
(pl.
قُبَض)
a. Handful.

قَبَضa. Anything seized: spoil, booty, plunder.
b. Eagerness, alacrity, promptness, promptitude.

مَقْبِض
(pl.
مَقَاْبِضُ)
a. Handle; haft.

مِقْبَضa. see 18
قَاْبِضa. Taking, seizing, grasping; receiving.
b. Taker, receiver; collector, tax-gatherer.
c. Astringent, constipating, costive, restringent.
d. see 25 (a)
قَبَاْضَةa. Start, spring.
b. Swiftness, quickness; alacrity.

قَبِيْضa. Quick, swift; active, prompt.
b. Alert, attentive.

قَبِيْضَةa. see 3t
قَبَّاْض
قَبَّاْضَةa. Grasping, clutching; tenacious; grasp-all.

N. P.
قَبڤضَa. Taken, seized.
b. Dead.

N. Ag.
تَقَبَّضَ
N. Ag.
إِنْقَبَضَa. Preparing to spring; crouching (lion).

N. Ac.
إِنْقَبَضَa. Contraction.
b. Constipation.
[قبض] قبضت الشئ قبضا: أخذته. والقبض: خلاف البسط. ويقال: صار الشئ في قبضتك، أي في مِلكك. ودخل مال فلانٍ في القبض، بالتحريك، وهو ما قبض من أموال الناس. والانقِباضُ: خلافُ الانبساط. وانقبض الشئ: صار مقبوضا. والقبضة بالضم: ما قَبَضْتَ عليه من شئ. يقال: أعطاه قبضة من سويقٍ أو تمرٍ، أي كفًّا منه. وربَّما جاء بالفتح. والمَقْبِضُ بفتح الميم وكسر الباء، من القوس والسيف: حيث يُقْبَضُ عليه بجمع الكفّ. وأقْبَضْتَ السيف والسكين، أي جعلت له مَقْبِضاً. ويقال: رجلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، للذي يتمسك بالشئ ثم لا يلبث أن يدعه ويرفضه. وراعٌ قُبَضَةٌ، إذا كان مُنْقَبِضاً لا يتفسَّح في رعي غنمه. وتَقَبَّضَ عنه، أي اشْمأزّ. وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار، إذا انزوت. وقبضت الشئ تَقْبيضاً: جمعته وزويته. وتَقبيضُ المال: إعطاؤه لمن يأخذه. وقُبِضَ فلان، أي مات، فهو مقبوضٌ. والقَبْضُ: الإسراعُ، ومنه قوله تعالى: {أوَلَمْ يَرَوْا إلى الطَّيرِ فوقَهمْ صافَّاتٍ ويقبضن} . ورجل قابض وقبيض بين القَباضةِ، إذا كان منكمشاً سريعاً. قال الراجز: يعجل ذا القباضة الوحيا * أن يرفع المئزر عنه شيا * وفرسٌ قَبيضُ الشدِّ، أي سريعُ نقل القوائم. والقبْضُ: السوقُ السريعُ، يقال: هذا حاد قابض. قال الراجز: كيف تراها والحداة تقبض * بالغمل ليلا والرحال تنغض * وحاد قَبَّاضٌ وقَبَّاضَةٌ. قال رؤبة:

قَبَّاضَةٌ بين العنيف واللبق * والقنبضة من النساء: القصيرة، والنون زائدة. قال الفرزدق: إذا القُنْبُضاتُ السودُ طَوَّفْنَ بالضُحى * رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجالُ المسجف * والرجل قنبض.
ق ب ض

قبض المتاع وأقبضته إياه وقبّضته، وتقابض المتبايعان، وقابضته مقابضة، واقتبضته لنفسي. وأعطاني قبضةً من التمر وقبضةً. والملك قابض الأرواح. والرّهان مقبوضة. وقبّض الطائر: جمعه في قبضته. وقبض على عرف الفرس. وهو مقبض السّيف والقوس والسّوط ومقابضها. وأقبض السّكين: جعل له مقبضاً. واطرح هذا في القبض.

ومن المجاز: قبض على غريمه، وقبض على العامل. وقبض فلان إلى رحمة الله، وهو عمّا قليل مقبوض. وفلان يبسط عبيده ولا يقبضهم، والخير يقبضه والشرّ يبسطه، وإنه ليقبضني ما قبضك، ويبسطني ما بسطك. وانقبضت عنّا فما قبضك. وتقبض على الأمر: توقّف عليه، وتقبض عنه وانقبض: اشمأز. وقبض رجله وبسطها. وقبّض وجهه فتقبّض. وقبّضت النار الجلدة فتقبّضت. وتقبض الشيخ: تشنج. وقبضت ثوبك، وثوب مقبض: مشنج وهو نحو الكسور في أوساط الأقبية. رواع قبضةٌ رفضة: حسن التدبير بالماشية يجمعها فإذا وجد مرعًى نشرها. ويقال لمن يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه: فلان قبضةٌ رفضة. وقبضت الإبل: أسرعت في سيرها كأنها تثب فيه وتجمع قوائمها. قال ذو الرمة:

ويقبضن من عاد وسادٍ وواحدٍ ... كما انصاع بالسّيّ النّعام النّوافر

وانقبض فلان في حاجته: أسرع وشمّر، وانقبضت بالقوم: شمّرت بهم. قال رؤبة:

فلو رأت بنت أبي انقضاضي ... وعجلي بالقوم وانقباضي

وفرس قبيض: سريع بيّن القباضة. وملك فلان القبيض: الخلق، وما أدري أيّ القبيض هو. قال الراعي:

أمست أميّة للإسلام حائطةً ... وللقبيض رعاةً أمرها رشد

وأحب إليّ أن يروى خابطةً وللقبيض رعاةٌ أي رعاةٌ غيرهم. وتقول: أطاعه السود والبيض، وألقى مقاليده إليه القبيض؛ لأنه ساعٍ قبيض في أمر معاشه ودنياه.
(ق ب ض)

الْقَبْض: خلاف الْبسط.

قَبضه يقبضهُ قبضا، وَقَبضه. الْأَخِيرَة عَن كرَاع، عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

تركت ابْن ذِي الجدين فِيهِ مرشة ... يقبض أحشاء الجبان شهيقها

وَقد انقبض، وتقبض.

وَقبض الطَّائِر جنَاحه: جمعه.

وَقبض مَا بَين عَيْنَيْهِ فتقبض: زواه.

وَيَوْم يقبض مَا بَين الْعَينَيْنِ: يكنى بذلك عَن شدته لخوف أَو حَرْب. وَكَذَلِكَ: يَوْم يقبض الحشا.

وَقبض على الشَّيْء، وَبِه، يقبض قبضا: انحنى عَلَيْهِ بِجَمِيعِ كَفه. وَفِي التَّنْزِيل: (فقبضت قَبْضَة من اثر الرَّسُول) قَالَ ابْن جني: أَرَادَ: من تُرَاب اثر حافر فرس الرَّسُول. وَمثله: مَسْأَلَة الْكتاب: أَنْت مني فرسخان: أَي أَنْت مني ذُو مَسَافَة فرسخين.

وَصَارَ الشَّيْء فِي قبضي وقبضتي.

وَهَذَا قَبْضَة كفي: أَي قدر مَا تقبض عَلَيْهِ.

وَقَوله تَعَالَى: (والأَرْض جَمِيعًا قَبضته يَوْم الْقِيَامَة) وَقَالَ ثَعْلَب: هَذَا كَمَا تَقول: هَذِه الدَّار فِي قبضتي: أَي فِي ملكي، وَلَيْسَ بِقَوي، وَأَجَازَ بعض النَّحْوِيين: " قَبضته يَوْم الْقِيَامَة "، بِنصب قَبضته، وَهَذَا لَيْسَ بجائز عِنْد أحد من النَّحْوِيين الْبَصرِيين ن لِأَنَّهُ مُخْتَصّ، لَا يَقُولُونَ: زيد قبضتك وَلَا زيد دَارك.

ومقبض السكين، ومقبضتها: مَا قبضت عَلَيْهِ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ: مقبض كل شَيْء.

واقبض السكين: جعل لَهَا مقبضا.

وَرجل قَبْضَة رفضة: يتَمَسَّك بالشَّيْء ثمَّ لَا يلبث أَن يَدعه.

وَهُوَ من الرعاء الَّذِي يقبض إبِله فيسوقها ويطردها حَتَّى ينهيها حَيْثُ شَاءَ.

وَقبض الشَّيْء: اخذه.

وَقَبضه المَال: أعطَاهُ إِيَّاه.

وَالْقَبْض: مَا قبض من الْأَمْوَال.

والمقبض: الْمَكَان الَّذِي يقبض فِيهِ، نَادِر.

وَالْقَبْض فِي زحاف الشّعْر: حذف الْحَرْف الْخَامِس السَّاكِن من الْجُزْء، نَحْو: النُّون، من " فعولن " اينما تصرفت، وَنَحْوه: الْيَاء من " مفاعيلن " وكل مَا حذف خامسه: فَهُوَ مَقْبُوض، وَإِنَّمَا سمي مَقْبُوضا ليفصل بَين حذف أَوله وَآخره ووسطه.

وَقبض الرجل: مَاتَ.

وتقبض على الْأَمر: توقف عَلَيْهِ.

وتقبض عَنهُ: اشمأز.

والقباض، والقباضة: السرعة.

وَقد قبض فَهُوَ قبيض.

وَقبض الْإِبِل يقبضهَا قبضا: سَاقهَا سوقاً عنيفاً. وَالْعير يقبض عانته: يشلها.

وعير قباضة: شلال.

وَكَذَلِكَ: حاد قباضة، دخلت الْهَاء فيهمَا للْمُبَالَغَة.

وَقد انقبض بهَا.

وانقبض الْقَوْم: سَارُوا فاسرعوا. قَالَ:

آذن جيرانك بانقباض
[قبض] في أسمائه: "القابض" أي يمسك الرزق وغيره عن العباد بلطفه وحكمته ويقبض الأرواح عند موتهم. ومنه ح "يقبض" الله الأرض و "يقبض" السماء، أي يجمعهما، وقبض - إذا توفي وإذا أشرف على الموت. ومنه ح: إن ابنا لي "قبض"، أي في حال القبض. ك: قيل: الابن المذكور العلماء بن العاص، وتعقب بأنه ناهز الحلم، أو هو عبد الله بن عثمان من رقية أو محسن بن فاطمة. نه: وفيه إن سعدا أخذ سيف قتيله فقال: ألقه في "القبض"، هو بالتحريك أي فيما قبض وجمع من الغنيمة قبل القسمة. ن: هو بفتحتين. نه: ومنه ح: كان سلمان على "قبض" من "قبض" المهاجرين. وفي ح حنين: فأخذ "قبضة" من التراب، هو بمعنى المقبوض، وهو بالضم اسم وبالفتح للمرة. ومنه ح بلال: فجعل يجيء به "قبضا قبضا". وح: "قبض" يعطى عند الحصاد - وقد مر. وفيه: فاطمة بضعة مني "يقبضني" ما "قبضها"، أي أكره ما تكرهه وأنجمع مما تنجمع منه. ك: غير مفترشهما ولا "قابضهما"، هو أن يضم يديه. وح: "قبضة" شعير، بفتح قاف ويجوز ضمها. ش: فأخذ "قبضة"، هي بالضم ملء الكف وربما يفتح،
قبض: قبض: مصدره قبضة. (معجم الطرائف).
قبض: تسلم، حصل. (معجم البلاذري، فوك). وبخاصة تسلم الضرائب وتحصيلها. ففي حيان- بسام (1: 10و): خدمة الخزانة للقبض والنفقة قبض: صادر. (معجم البلاذري).
قبض يد فلان: منعه من التصرف (عباد 1: 221، 2: 53) ويقال: قبض يد فلان عن. ففي حيان- بسام (1: 23 ق): وقبض أيدي الحكام على (عن إنصافهم).
قبض كفه: طبق كفه، ويقال ذلك عن الرجل البخيل الذي لا يعطي شيئا.
ففي حيان (ص20 و): قبضه لكفه على القريب والبعيد.
قبض: حصر، رص، شد. ضغط. وتستعمل مجازا بمعنى: ضايق، ضيق على، أحصره صدره. (بوشر).
قبض: استمسك بطنه (بوشر).
قبض: ربط. (فوك).
قبض روحه: أماته، ويقال ذلك بخاصة عن الله تعالى (ألف ليلة 1: 47) غير إنه يقال في أسلوب الكلام الرفيع عن الطاغية من الرجال (عباد 1: 24).
قبض (بالتشديد). قبض الثمن، وقبض فقط أيضا: دفع، سدد، أدى (همبرت ص106).
قبض: قلص الأعصاب. (بوشر).
قبض: استمسك بطنه. (بوشر).
قبض البطن: عقل البطن، أصابه بالإمساك (بوشر) ويقال: مقبض أي عاقل للبطن، ودواء مقبض: قابض، عقول. (بوشر).
أقبض= قبض: سلم، أدى. (أساس البلاغة).
اقبض= قبض= تسلم الضرائب وحصلها. (الكالا).
تقبض، تقبض على فلان أو تقبض على فلان أسيرا: أسره. (ويجزر ص115، 116، عباد 2: 9) وفي حيان (ص69 ق): فلما نزلوا إليه تنقض (تقبض) عليهم فقتل جماعة منهم.
تقابض: يقال تقابض الرجلان أي تماسكا وقبض كل منهما بيده على جسم الآخر. ففي ألف ليلة (برسل 4: 14): فتماسكا وتقابضا وتخانقا.
تقابض باليدين: أمسك كل واحد بيديه على يدي الآخر. (بوشر) وفي البيان (1: 46) في الكلام عن معركة: فلا تسمع إلا وقع الحديد على الحديد وتقابض الأيدي بالأيدي.
تقابض: تخاصم تعارك. (مارتن ص111).
التقابض: قبض البائع الثمن والمشتري السلعة.
(أبو اسحق الشيرازي ص98، 99. دي غويا). وانظر: دي ساسي طرائف (1: 49): وعند بوسييه: تقابضا في ذلك أي قبض البائع الثمن بعد تسلم المشتري السلعة.
انقبض. انقبض البطن: استمسك أصابه الإمساك وانقباض: انكماش. وانقباض البطن: قبض وإمساك، عقل البطن. (بوشر).
انقباض: ضيق تضايق. ويقال: انقباض النفس: أي ضيق النفس وتضايق النفس.
ففي طرائف دي ساسي (1: 242): وحين يقترب المسافر من المدينة يرى جدارا أسود كدر اللون وجوا مكفهرا فتنقبض نفسه وينفر انسه.
انقباض: لوعة، غم، ضيق الصدر. (بوشر). ففي بسام (3: 33و): لم يزل نافر النفس منقبض الأنس.
انقبض الرجل: اغتم، تكدر، أصبح مهموما مشغول البال قلقا.
ففي طرائف فريتاج (ص104) وحين سمع هذا البيت من الشعر وكان فألا سيئا وشؤما انقبض السلطان وتطير.
انقبض: وثق ب، ركن إلى، اتكل على. (بوشر).
منقبض: واثق بنفسه، متكل على نفسه، معتمد على نفسه. (بوشر).
منقبض في حاله: منكمش على ذاته. لا يبوح بأفكاره. (بوشر).
رجل منقبض في ذاته: منزو، منعزل، منفرد، بعيد عن الناس. (بوشر).
انقبض: ضد انبسط. ففي رياض النفوس (ص103 و): ثم سأله سؤال منبسط كيف حالكم يا أبا إسحاق فأجابه الشيخ جواب منقبض لأنه كان عارفا به.
وفي المقري (1: 847) كثير الضحك والانبساط بعيد الانقباض.
الانقباض: اعتزال الناس والبعد عنهم والانفراد والزهد في الدنيا، ففي العبدري (ص114 ق).
وكان هذا الرجل رحمه الله آية الزمان في التواضع وطلب الخمول والانقباض، وبعد هذا: كان إذا عرف موضعه انتقل عنه إلى موضع آخر لا يعرف.
وفي المقري (1: 817):
فلا تعذلوني في انقباضي فإنني ... رأيت جميع الشر في خلطة الناس
الانقباض: التعفف. ففي المقري (1: 117): فقدم له الأمير كأس نبيذ فاظهر الانقباض وقال يا سيدي ما شربتها قط. وفيه (3: 754): فقلت لها إن المعنى الذي دعوتك لأجله لا يصلح مع البكاء بل مع الأنس وانشراح الصدر وزوال الانقباض ورفع الخجل (1: 560، 566) وفي كتاب الخطيب (ص19 ق): غرب في الوقار ومال إلى الانقباض.
وفيه (ص23 و): من أهل الخير والعفاف والطهارة والانقباض. وفيه (ص23 ق): كان على طريقة مثلى من الصمت والسمت والانقباض. وفيه في كلامه من أحد القضاة: واستظهر بانقباض عافاه عن الهوادة فرضيت سيرته. وفيه تحرف بصناعة التوثيق على انقباض.
انقبض: قلل مطالبه. ففي حيان (ص67 ق). فخرج جميع البحريين نحو المرية ليلا فلما أشرفوا على المرية هابهم العلوج فانقبضوا والووا إلى المتاركة ودعوا إلى المفاداة والمبايعة.
انقبض إلى: أرى إلى المكان أمين. (أبو الوليد ص635).
انقبض عن فلان: تحاشاه وتجنبه وفارقه ولم يزره ورفض كل علاقة به.
ففي كتاب ابن الحارث (ص278): وكان سعيد بن حسان منقبضا عنه فقال له القاضي أبا عثمان مالك تنقبض عني فلا تأتيني فو الله ما أريد إلا الحق.
وفي رياض النفوس 86: وكان الطلبة ينقبضوا عني (ينقبضون عني) من اجل ذلك الزي فليس هو زي طلبة العلم وأهله. وفي المقري (1: 618): وكان رجلا تقيا منقبضا عن السلطان أراده على القضاء فأبى.
ويقال: انقبض من أيضا. ففي أماري (ص 615): ثم ظهروا على معتقده وقبح مذهبه فانقبض منه بعض ولازمه بعض. غير أن في مخطوطتنا. انقبض عنه بدل انقبض منه. وفي معجم فوك: انقبض من وانقبض عن: انصرف عنه وتركه.
انقبض عن فلان أو من فلان: اغتاظ منه وسخط عليه.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص234): ثم كتب لأحد أولاد عبد الملك- وتصرف معه تصرفا لطيفا ثم انقبض عنه وخرج حاجا.
وفي ألف ليلة: وقلب الباز الكأس مرة ثانية فانقبض الملك من الباز.
انقبض عن: تخلص من، افلت من. ففي كتاب الخطيب (ص49 ق): الانقباض عن الخدمة أي التخلص من خدمة السلطان واعتزال الخدمة و (بسبب تقواه). وفي (ص78 و): فتقاعد عند (عن) الخدمة واثر الانقباض.
انقبض عن: امتنع عن. ومنع عن (المقري 1: 472، تاريخ البربر 1: 232، 440).
انقبض: قبض، امسك. ففي النويري (الأندلس ص446): أرسل البازي على طائر فاقتبضه.
قبض: تقلص، انقباض، انكماش (الكالا).
قبض: لوعة، انقباض الصدر. (بوشر، المقدمة 3: 560 ألف ليلة 2: 122).
قبض: خاصية قابضة عقولة (ففي ابن العوام 1: 259): وثمر البلوط قابض فمتى أكله أكل وقبضه فيه أضربه ضررا شديدا (وهذا صواب العبارة وفقا لمخطوطتنا وبعد ذلك وإصلاحه).
وفي (1: 7): فإن كان قد ذهب قبضه. (باين سميث 1384).
قبض: تحصيل الضرائب، جباية الضرائب. (الكالا).
قبض الخارج عند أهل الرمل: شكل صورته.
قبض الداخل عند أهل الرمل: شكل صورته. (محيط المحيط).
قبضة: جمع الكف. (بوشر، همبرا ص4).
قبضة: والجمع قباض: قبضة. حفنة ملء الكف مقدار ما يمكن أن تحويه الكف إذا قضت على شيء. وحزمة. يقال مثلا: قباض من خشب وقباض زهر أي طلقة زهر، وقباض بقدونس أي باقة بقدونس وقباض أيضا حزمة، ربطة يقال: قباض كتان. (فوك، الكالا، بوشر، البكري ص38، أبو الوليد ص535). والجمع: قباضات (أبو الوليد ص535 رقم 20) وقبض وهي عنده (ص599). قبض.
قبضة: ما يمكن أن تحتويه اليدان مضمومتين معا ففي أماري ديب (ص4) وأما أمر القبضة التي تؤخذ من التجار وجرت بها العادة فقد موناها وأمرنا بلطفها.
وفي (ص6) منه: والقبضة التي تؤخذ من تجارتكم هي بيد واحدة لا زيادة عليها.
قبضة: مقياس القبضة وهو جمع كف الرجل مع الإبهام مرفوعا= 6.25 بوصة (لين عادات 2: 417) (و 1/ 6 من ذراع العامة، و 1/ 7 من ذراع الملك). (معجم الطرائف أبو الوليد ص267 رقم 86).
قبضة، والجمع قباض: مقبض، يد، نصاب وهو الجزء الذي يمسك به من آلة ما لاستعمالها. (فوك، الكالا، بوشر، همبرت ص 178)، (وفيه قبضة المحراث). الجريدة الآسيوية 1848، 2: 215، ألف ليلة 1: 27، 2: 28).
قبضة السكين (فسرت ب las caihas del cuchielle في مصطلح الفلك: سديم وهي نجوم بعيدة تظهر كأنها سحابة رقيقة. (ألف ليلة 1: 143).
قبضة السكين: نصاب السكين، يد السكين التي تمسك بها اليد، وقبضة السيف: مقبض السيف. (بوشر، الكالا).
قبضة: مقبض السيف، ومقبض الخنجر (بوشر).
قبضة: استيفاء الضرائب، تحصيل الضرائب (بوشر). قبضة: موضع يطالب فيه الدليل بمكافأة أو هدية (بركهارت نوبية ص43).
قبضة: علبة النقود. (همبرت ص203 جزائرية).
قبضان: ذكرت في معجم فريتاج ويجب أن تحذف. انظر: فليشر (معجم ص36).
قبوضة: قبض، إمساك البطن. (بوشر).
قباض. قوة قباضة: قوة عقول. (ابن البيطار 1: 13).
قبوض (رومانية= قبوط، وكبوت، وكبود، وكبوط). معطف، وهو معطف من الخرج واسع مع زينة من الذهب أو الفضة قي صدره قبوط (برجرن).
قابض، والجمع قباض: جابي الضرائب والرسوم. (بوشر، الكالا).
وفي كتاب الخطيب (ص187 ق): فأخذني الشرط وحملت (إلى) القابض بباب القنطرة فقالوا هذا من كتبته من أرباب الجالي بكذا وكذا دينار.
وفي صفة مصر (12: 92): (حين يرى العامل إنه عاجز عن القيام بالعمل المكلف به يحيل قسما من عمله إلى مندوبين يسمون كوباد (قباض) يستلمون الضرائب وينظمون الحسابات بصورة تجعل عملهم جزء من عمله).
قابض الأرواح: ملك الموت. (يوخ في مادة أبو).
قابض: ممسك البطن، عقول (باين سميث 1384).
تقبض: تسليم، تأدية، رد، إعادة. (الكالا) وفيه (تسليم= entrega) .
تقبيض: إيداع الدراهم في الخزانة. (بوشر).
مقبض، والجمع مقابض: عروة الآنية (فوك، الكالا، ابن جبير ص87 (=ابن بطوطة 1: 319).
مقبض: جاب، محصل. (رولاند).
مقبضة: موضع يطالب فيه الدليل بمكافأة أو هدية (بركهارت نوبية ص43).
مقبوض. مقبوض على: مغضوب على (فوك).
مقبوض: ريع، دخل، إيراد، حصيلة، وهما ما يستلم من الدراهم وغيرها.

قبض: القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه؛

الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرَكْتُ ابنَ ذي الجَدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ،

يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها

والانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ. وانْقَبَضَ

الشيءُ: صارَ مَقْبُوضاً. وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ.

وفي أَسماء اللّه تعالى: القابِضُ، هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من

الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات.

وفي الحديث: يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما. وقُبِضَ

المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت. وفي الحديث: فأَرْسَلَتْ

إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ؛ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع.

الليث: إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك؛ قال الأَزهري: معناه أَنه

يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ، ونَقِيضُه من الكلام: إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك.

ويقال: الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه. وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعةٌ

مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع

منه. والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ. والملَكُ قابِضُ الأَرْواح. والقبض: مصدر

قَبَضْت قَبْضاً، يقال: قبضتُ مالي قبضاً. والقَبْضُ: الانقباض، وأَصله

في جناح الطائر؛ قال اللّه تعالى: ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا

الرحمن. وقبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه. وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي

انْزَوَتْ. وقوله تعالى: ويَقْبِضُون أَيديَهم؛ أَي عن النفقة، وقيل: لا

يُؤْتون الزكاة. واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم

ويُوَسِّع على قوم. وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ: زَواه. وقَبَّضْتُ الشيءَ

تَقْبِيضاً: جَمَعْتُه وزَوَيْتُه. ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين

العَيْنَيْنِ: يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب، وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى.

والقُبْضةُ، بالضم: ما قَبَضْتَ عليه من شيء، يقال: أَعْطاه قُبضة من سَوِيق

أَو تمر أَو كَفّاً

(* قوله «أو كفاً» في شرح القاموس: أَي كفاً.) منه،

وربما جاء بالفتح. الليث: القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء. وقَبَضْتُ

الشيءَ قبْضاً: أَخذته. والقَبْضة: ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله، فإِذا كان

بأَصابعك فهي القَبْصةُ، بالصاد. ابن الأَعرابي: القَبْضُ قَبُولُكَ

المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه. والقَبْضُ: تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ.

والقَبْضُ: التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً. وقبَضَ على الشيء وبه

يَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَى عليه بجميع كفه. وفي التنزيل: فَقَبَضْتُ قَبْضةً

من أَثَر الرسول؛ قال ابن جني: أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول،

ومثله مسأَلة لكتاب: أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ

فَرْسَخَيْنِ. وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي. وهذا

قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه. وقوله عزّ وجلّ: والأَرضُ جميعاً

قَبْضَتُه يوم القيامة؛ قال ثعلب: هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي

ويدِي أي في مِلْكِي، قال: وليس بقَوِيّ، قال: وأَجازَ بعض النحويين

قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه، قال: وهذا ليس بجائز عند أَحد من

النحويين البصريين لأَنه مختص، لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك؛ وفي

التهذيب: المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة. وفي حديث

حنين: فأَخذ قُبْضةً من التراب؛ هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى

المَغْرُوف، وهي بالضم الاسم، وبالفتح المرّة.

ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها: ما قَبَضْتَ عليه

منها بجُمْع الكفّ، وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ. التهذيب: ويقولون مَقْبِضَةُ

السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف، كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ. ابن

شميل: المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة. وأَقْبَضَ السيفَ والسكين:

جعل لهما مَقْبِضاً.

ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن

يَدَعَه ويَرْفِضَه، وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها

ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء، وراعٍ قُبضَةٌ إِذا كان مُنْقَبِضاً لا

يتفسَّح في رَعْي غنمه.

وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً: أَخذه. وقَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِيّاه.

والقَبَضُ: ما قُبِضَ من الأَمْوال. وتَقْبِيضُ المالِ: إِعطاؤه لمن يأْخذه.

والقَبْضُ: الأَخذ بجميع الكف.

وفي حديث بلال، رضي اللّه عنه، والتمر: فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً

قُبَضاً. وفي حديث مجاهد: هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد، وقد روي بالصاد

المهملة.

ودخلَ مالُ فلان في القَبَض، بالتحريك، يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس.

الليث: القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في

مُجْتَمَعِه. وفي الحديث: أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له:

أَلْقِه في القَبَضِ؛ والقَبَضُ، بالتحريك، بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع

من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم. ومنه الحديث: كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ

المهاجرين. ويقال: صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في

مِلْكِكَ.

والمَقْبَضُ: المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه، نادِرٌ.

والقَبْضُ في زِحافِ الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون

من فعولن أَينما تصرفت، ونحو الياء من مفاعيلن؛ وكلُّ ما حُذف خامسه،

فهو مَقْبُوض، وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره

ووسطُه. وقُبِضَ الرَّجل: مات، فهو مَقْبُوضٌ. وتَقَبَّضَ على الأَمر:

توَقَّفَ عليه. وتَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ. والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ

إِذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً؛ قال الراجز:

أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِيلُ المَشِيّا

ماءً، من الطَّثْرَةِ، أَحْوَذِيّا

يُعْجِلُ ذا القَباضةِ الوَحِيّا،

أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عنه شَيّا

والقَبِيضُ من الدواب: السرِيعُ نقلِ القوائِم؛ قال الطِّرمّاح:

سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين

والقابِضُ: السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ؛ قال الأَزهري: وإِنما سمي

السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد

سوْقَها، فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها، قال: وقَبَضَ الإِبلَ

يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً. وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي

سَرِيعُ نقلِ القوائم. والقَبْضُ: السوْق السريع؛ يقال: هذا حادٍ قابِضٌ؛ قال

الراجز:

كيْفَ تَراها، والحُداةُ تَقْبِضُ

بالغَمْلِ لَيْلاً، والرِّحالُ تَنْغِضُ

(* قوله «بالغمل» هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت.)

تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي:

هَلْ لَكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائضُ،

في هَجْمةٍ يَغْدِرُ منها القابِضُ؟

ويقال: انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق؛ قال الراجز:

ولو رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ،

وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي

والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته: يَشُلَّها. وعَير قَبّاضة: شَلاَّل، وكذلك

حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ؛ قال رؤبة:

قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ

قال ابن سيده: دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة، وقد انْقَبَضَ بها.

والقَبْضُ: الإِسْراعُ. وانْقَبَضَ القومُ: سارُوا وأَسْرَعُوا؛ قال:

آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ

قال: ومنه قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ

ويَقْبِضْنَ.

والقُنْبُضةُ من النساء: القصيرة، والنون زائدة؛ قال الفرزدق:

إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى،

رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

والرجل قُنْبُضٌ، والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ

والتَّرَفِ إِذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ. قال الأَزهري:

قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة، بضم

القاف والباء، وجمعها قُنْبُضات، وأَورد ببيت الفرزدق.

والقَبّاضةُ: الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛

وأَنشد لرؤبة:

أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ،

قَبّاضةٌ بين العَنِيفِ واللَّبِقْ

الأَصمعي: ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ

هو، وربما تكلموا به بغير حرف النفي؛ قال الراعي:

أَمْسَتْ أُمَيّةُ للاسْلامِ حائطةً،

ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ

ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه

لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لها

المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ

فَتَرْتَعَ.والقَبْضُ: ضرب من السَّير. والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وروى

الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ:

وتَعْدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى،

ولم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها

قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ. وقال غيره:

يقال قَبَضَ، بالصاد المهملة، يَقْبِضُ إِذا نزا، فهما لغتان؛ قال:

وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى: وتعدو القِبِصّى، بالصاد المهملة.

قبض
قبَضَ/ قبَضَ على يَقبِض، قَبْضًا، فهو قابِض، والمفعول مَقبوض
• قبَضَ المالَ: تسلَّمه، أخذه لنفسه، أخذه بقبضة يده "قَبَض مرتَّبَه آخر الشهر- {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} ".
• قبَضَ الشَّيءَ: أزاله ومحاه " {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} ".
• قبَضَ اللهُ فلانًا: أماته "قبض اللهُ روحَه".
• قبَضَ الطَّائرُ جناحَيْه: ضمَّهما، جمعهما ليطير " {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} ".
• قبَضَ الدّواءُ أمعاءَه: أحدث بها إمساكًا.
• قبَضَ الشَّيءَ بيده/ قَبَضَ على الشَّيء: أمسكه وضمَّ عليه أصابعه "قبَض الرُّمحَ/ السَّيفَ/ السّكينَ- {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} ".
• قبَضَ اللهُ الرِّزقَ/ قبَضَ اللهُ عليه الرِّزقَ: ضيَّقه، عكسه بسَطه ووسَّعه " {وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: يضيّق على قوم ويوسِّع على آخرين".
• قبَضَ يدَه عن النَّفقة: بخِل وامتنع عن أدائها "قبَض يدَه عن الصَّدقة- {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} " ° قبَض فلانًا عن الإدارة: نحّاه.
• قبَضَ على السُّلطة: استبدّ بها "قبَض الجيشُ على الحكم- قَبَض على زمام الأمور: تحكَّم فيها، سيطر عليها".
• قبَضَ الشُّرطيُّ على اللِّصِّ: أمسك به، ألقى القبضَ عليه "مجرم مقبوضٌ عليه". 
3939 - 
قُبضَ يُقبَض، قَبْضًا، والمفعول مقبوض
• قُبِض الشَّخصُ: مات أو أشرف على الموت "قُبِضت روحُه".
• قُبضت أمعاؤه: كان بها قبْض أو إمساك. 

اقتبضَ يَقتبِض، اقتباضًا، فهو مُقتبِض، والمفعول
 مُقتبَض
• اقتبض الشَّيءَ: قبضَهُ؛ تسلّمه، أخذه "اقتبض المتاعَ لنفسه: أخذه- اقتبض اللِّصُّ نصيبَه من الغنيمة- اقتبض الطِّفلُ الحلوى". 

انقبضَ/ انقبضَ عن ينقبض، انقِباضًا، فهو مُنقبِض، والمفعول منقبَضٌ عنه
• انقبضَ الشَّخصُ: ضاق بالحياة فاعتزل النَّاسَ، انطوى واشمأزّ "انقبض بعد وفاة زوجته- انقبض من الحياة بعد إخفاقه المتكرِّر: كرهها وملّ العيش فيها" ° انقبضت أساريره: حزن، تألَّم.
• انقبض العُضوُ: مُطاوع قبَضَ/ قبَضَ على: تجَمَّع وانطوى، تقلَّص وانكمش عكسه انبسط "انقبض القلبُ- انقبضت عضلة"? انقبضت نفسُه لتوقُّع مكروه: انكمشت غمًّا- انقبض وجهُه: تغيَّر من خوفٍ أو رهبةٍ أو انفعال.
• انقبض البطنُ: أمسك.
• انقبض المالُ: صار مقبوضًا، تمَّ دفعه أو تسليمه لمستحقِّه "انقبض جزءٌ من ثمن السَّيّارة بعد بيعها".
• انقبض عن صديقه: هجره وامتنع عن الاتِّصال به.
• انقبضت يدُه عن العمل: أمسكت وامتنعت عنه. 

تقابضَ يتقابض، تقابُضًا، فهو مُتقابِض
• تقابضَ المتبايعان: قبَض البائعُ الثَّمنَ، والمشتري السِّلعةَ.
• تقابض المصارعان: أمسك كلٌّ منهما بقبضة الآخر وشدّ عليها لبيان القوّة. 

تقبَّضَ/ تقبَّضَ عن/ تقبَّضَ من يتقبَّض، تقبُّضًا، فهو مُتقبِّض، والمفعول مُتَقبَّضٌ عنه
• تقبَّض الجلدُ: تجعَّد، تكمَّش وتجمَّع مترهِّلاً "تقبَّض وجهُها من ويلات الزمن- تقبَّض جبينُه من دهشته".
• تقبَّض الأسدُ: تجمَّع واستعدَّ للوثوب.
• تقبَّض عن الرَّائحة الكريهة/ تقبَّض من الرَّائحة الكريهة: انقبض، اشمأزَّ، نفر وتقزَّز منها "تقبَّض الطِّفلُ عن الدّواء المرِّ: رفضه وتأبّى عليه مشمئزًّا ونافرًا". 

قابضَ يقابض، مُقابضةً، فهو مُقابِض، والمفعول مُقابَض
• قابض المشتري البائعَ: قبَض كلّ منهما حقّه من الآخر (السِّلعة للمشتري والثَّمن للبائع). 

قبَّضَ يقبِّض، تقبيضًا، فهو مقبِّض، والمفعول مُقبَّض
• قبَّض فلانًا المالَ: سلَّمه له في يده "قبَّض البائعَ ثمن السِّلعة- قبَّض الصرَّافُ الموظَّفَ مرتَّبه".
• قبَّض الألمُ وجهَه: غيَّره، صيَّره مُتكمِّشا متجعِّدًا "قبَّض وجهَه ليعبِّر عن غضبه: ".
• قبَّض الشَّيءَ: جمعه في قبضته "قبَّض ورودًا/ حبالاً/ خيوطًا". 

انقِباض [مفرد]:
1 - مصدر انقبضَ/ انقبضَ عن.
2 - (طب) فترة من الوقت ما بين انقباض القلب وانبساطه أو تمدُّده.
3 - (طب) تجمُّع ألياف العضلة وتغلُّظها فتتقلَّص.
4 - (نف) حالة نفسيّة أو ذهنيَّة تتَّصف بالقلق والكآبة ووهَن العزيمة "انقباض الصدر".
• انقباض حدقيّ: (طب) ضِيق في الحدقة. 

قابِض [مفرد]: ج قابضون وقُبَّاض وقوابضُ (لغير العاقل)، مؤ قابضة، ج مؤ قابضات وقوابضُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من قبَضَ/ قبَضَ على ° عضلة قابضة: عضلة في الجسم تثني مِفْصلاً عندما تنقبض- قابِض الأرواح: مَلَك الموت- قابِض على الماء/ قابِض على الهواء: وصف مَنْ يرجو ما لا يقع ومن يتعلَّق بالأوهام.
2 - جهاز تعشيق التّروس.
3 - (شر) عضلة تمسك فضلاتِ الغذاء في الأمعاء من الانفلات.
4 - (كم) مادّة تسبب انقباض الأنسجة العضويّة أو توقُّف النزف أو الإسهال "دواء قابض".
• القابِض: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يطوي بِرَّه ومعروفه عمَّن يريد ويضيّق أو يُقتِّر عليه، والذي يقبض الأرواح بالموت "الله هو القابض الباسط: يضيِّق على من يشاء ويوسّع على من يشاء". 

قَبْض [مفرد]:
1 - مصدر قُبضَ وقبَضَ/ قبَضَ على ° أُلقي عليه القبْضُ: أمسكت به الشُّرطة.
2 - مِلْك، حيازة "صار المال في قَبْضِه".
3 - (طب) إمساك المَعدِة أو الأمعاء "أصيب
 فلانٌ بقبضٍ حادّ".
4 - (عر) حذف الحرف الخامس السَّاكن كحذف ياء (مفاعيلن). 

قَبْضَة [مفرد]: ج قَبَضات وقَبْضات:
1 - اسم مرَّة من قبَضَ/ قبَضَ على: "قبض قبضةً واحدة".
2 - كفّ مقبوضة "ضربه بقَبْضَة يده- أحكم الشرطيُّ قَبْضته على المجرم" ° أحكم قبضتَه: تملَّك، سيطر واستبدّ- قَبْضَة حديديّة: سيطرة محكمة، مستبدّة وسلطة قويّة صُلبة.
3 - مقبض، أداة يتمّ بتحريكها فتح الباب أو إغلاقه "قَبْضَة الباب- قَبْضةٌ ذهبيَّة/ نحاسيَّة/ من عاج".
4 - حِفْنَة، مقدار ما يملأ الكفّ من الشَّيء "أعطاه قَبْضَة من أرز- {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} ".
5 - نفوذ وسلطان "صارت الأمور في قبضته- {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: المراد: في مِلكه وحوزته وتحت سلطانه وقدرته" ° تحت قَبْضَته: تحت سيطرته وتحكُّمه- شَدَّ قَبْضَته عليه/ أحكم قَبْضَته عليه: ضيّق عليه الخناق- وقَع في قَبْضَته: حازه، تحكَّم فيه. 

قُبْضَة [مفرد]: ج قُبُضات وقُبْضات: قَبْضَة، حِفْنَة، مقدار ما يملأ الكفّ من الشيء " {فقبضت قُبْضَة من أثر الرسول} [ق] ". 

مُتقبِّض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تقبَّضَ/ تقبَّضَ عن/ تقبَّضَ من.
2 - (حي) ما من شأنه أن ينكمش وينبسط. 

مَقْبَض1 [مفرد]: ج مَقَابِضُ: اسم مكان من قبَضَ/ قبَضَ على: مكانٌ يُقْبَضُ فيه المالُ "مَقْبَض الجمارك". 

مَقْبَض2/ مَقْبِض [مفرد]: ج مَقَابِضُ: اسم مكان من قبَضَ/ قبَضَ على: جزءٌ يُمسك به "مَقْبَض/ مَقْبِض الباب/ السَّيف/ السّكّين". 

مِقْبَض [مفرد]: ج مَقَابِضُ: مَقْبَض، مَقْبِض، جزء يُمسك به "مِقْبَض الباب/ السَّيف/ السِّكِّين". 

مُنقبِض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انقبضَ/ انقبضَ عن.
2 - (نف) من يميل إلى الانزواء والأعمال الهادئة، مُنطوٍ على نفسه "فنّان/ شاعر/ كاتب منقبض على نفسه".
3 - مقتِّر "عاش منقبِضًا على أولاده". 
قبض
قَبَضَه بيَدِه يَقْبِضُه: تَنَاوَلَه بيَدِه مُلامَسَةً، كَمَا فِي العُباب، وَهُوَ أَخَصُّ مِنْ قولِ الجَوْهَرِيّ: قَبَضْتُ الشَّيءَ قَبْضاً: أَخَذْتُه، ويَقْرَب منهُ قَوْلُ اللَّيْثِ: القَبْضُ: جمعُ الكَفِّ على الشَّيْءِ. وقيلَ: القَبْضُ: الأَخْذُ بأَطْرافِ الأَنَامِل، وَهَذَا نَقَلَهُ شَيْخُنَا، وَهُوَ تَصْحيفٌ. والصَّوابُ أَنَّ الأَخْذَ بأَطْرافِ الأَنامِلِ هُوَ القَبْصُ، بالصَّاد المُهْمَلة، وَقد تَقَدَّم. وقَبَضَ عَلَيْهِ بيَدِه: أَمْسَكَه. ويُقالُ: قَبَضَ عَلَيْهِ، وبِهِ، يَقْبِضُ قَبْضاً، إِذا انْحَنَى عَلَيْهِ بجَميعِ كفِّه. وقَبَضَ يَدَهُ عَنهُ: امْتَنَعَ عَن إمْساكِه، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى ويَقْبِضُون أَيْدِيَهُمْ أَي عَن النَّفَقَةِ، وقيلَ: عَن الزَّكاةِ، فَهُوَ قَابِضٌ وقَبَّاضٌ، حَكَاهُ أَبو عُثمانَ المازِنِيّ، قالَ: وَهُوَ لُغَةُ أَهل المَدينَة فِي الَّذي يَجْمَعُ كلَّ شَيْءٍ، وقَبَّاضَةٌ، بزِيادَةِ الْهَاء، وليستْ للتَّأْنيث. وقَبَضَهُ: ضدُّ بَسَطَه، ويُرادُ بِهِ التَّضْييقُ. ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى وَالله يَقْبِضُ ويَبْسُطُ أَي يُضَيِّقُ عَلَى قَوْم ويُوَسِّعُ عَلَى قَوْمٍ. وروى المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ، عنِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَنَّهُ قالَ: فاطِمَةُ بَضْعةٌ مِنِّي، يَقْبِضُني مَا قَبَضَها ويَبْسُطُنِي مَا بَسَطَها وَقَالَ اللَّيثُ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَيَقْبِضُني مَا قَبَضَكَ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُحْشِمُني مَا أَحْشَمَكَ. وقَبَضَ الطَّائِرُ وغَيْرُه: أَسْرَعَ فِي الطَّيَرانِ، أَو المَشْيِ. وأَصْلُ القَبْضِ، فِي جناحِ الطَّائر، هُوَ أَنْ يَجْمَعَهُ ليَطيرَ، وَقد قَبَضَ، وَهُوَ َ قابِضٌ، وقَبَضَ فَهُوَ قَبِيضٌ بيِّنُ القَباضَة والقَبَاضِ والقَبَضِ، بفَتْحَتِهِنّ، وَفِيه لفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب، أَي مُنْكَمِشٌ سريعٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجز: أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا مَاء مِنَ الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيَّا يُعْجِلُ ذَا القَبَاضَةِ الوَحِيَّا أَنْ يَرْفَعَ المِئْزَرَ عَنْهُ شَيَّا)
ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى والطَّيْر صَافَّات ويَقْبِضْنَ هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ وَهُوَ غَلَطٌ، فإنَّ الآيَةَ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ وأَمَّا آيَةُ النُّور والطَّيْرُ صافَّاتٍ لَيْسَ فِيهَا ويَقْبِضْنَ، وكَأَنَّهُ سَقَطَ لَفْظُ فَوْقَهُمْ من أَصل نُسْخَةِ المُصَنِّف، إمَّا سَهوا أَو مِنَ النُّسَّاخ، وَقد ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الآيَةَ عَلَى صِحَّتِها، وَكَذَا الصَّاغَانِيُّ وصاحبُ اللّسَان، إلاَّ أَنَّهما اقْتَصَرا عَلَى صَافَّات ويَقْبِضْنَ، وَلم يذكُرا أَوَّلَ الآيَةِ، فتأَمَّل. ورجُلٌ قَبيضُ الشَّدِّ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: فَرَسٌ قَبيضُ الشَّدِّ، أَي سَريعُ نَقْلِ القَوائِم، كَمَا فِي الصّحاح، والعُبَاب. وَفِي اللّسَان: القَبيضُ من الدَّوابِّ: السَّريعُ نَقْلِ القَوَائِم. قالَ الطِّرِمّاح: سَدَتْ بقَبَاضَةٍ وثَنَتْ بلِينِ ولكنْ فِي قَوْل تَأَبَّطَ شَرًّا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُقَالُ رَجُلٌ قَبيضُ الشَّدِّ، وَهُوَ قولهُ:
(حتَّى نَجَوْتُ ولَمَّا يَنْزِعُوا سَلَبِي ... بوَالِهٍ من قَبِيضِ الشَّدِّ غَيْداقِ)
فإنَّهُ يَصِفُ عَدْوَ نَفْسِهِ، كَمَا قالهُ الصَّاغَانِيُّ. قٌ لْت: وكانَ مِنْ أَعْدَى العَرَبِ، كَمَا سَيَأْتِي فِي أَب ط. وقُبضَ فُلانٌ، كعُنِيَ: ماتَ، فَهُوَ مَقْبوضٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الحَدِيث: قالتْ أَسْماءُ، رَضِي الله عَنْهَا رَأَيْتُ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم فِي المَنَام، فسَأَلَني: كَيْفَ بَنُوكِ قُلْتُ: يُقْبَضُونَ قَبْضاً شَديداً، فأَعْطاني حَبَّةً سَوْدَاءَ كالشُّونِيزِ شِفاءً لَهُمْ. قالَ: وأَمَّا السَّامُ فَلَا أَشْفي مِنْهُ وَفِي اللّسَان: قُبِضَ المَريضُ، إِذا تُوُفِّيَ، وَإِذا أَشْرَفَ عَلَى المَوْتِ، ومِنْهُ الحديثُ: فأَرْسَلَتْ إِلَيْه: أَنَّ ابْناً لي قُبِضَ أَرادَتْ أَنَّهُ فِي حالِ القَبْضِ، ومعَالَجَةِ النَّزْع. ويُقَالُ: دَخَلَ مالُكَ فِي القَبْضِ، مُحَرَّكَةً، أَي فِي المَقْبوضِ، كالهَدَمِ للمَهْدُومِ، والنَّفَضِ للمَنْفوضِ. وَفِي الصّحاح: هُوَ مَا قُبِضَ من أَموالِ النَّاسِ. قُلْت: ومِنْهُ الحَدِيث: اذْهَبْ فاطْرَحْه فِي القَبَضِ قالهُ لسَعْدِ بنَ العاصِ وأَخَذَ سَيْفَهُ. وَفِي حَدِيث أَبي ظَبْيَانَ: كانَ سَلْمانُ عَلَى قَبَضٍ مِنْ قَبَضِ المُهَاجِرين. وقالَ اللَّيثُ: القَبَضُ: مَا جُمِعَ من الْغَنَائِم قبلَ أَن تُقْسَمَ. وأُلقيَ فِي قَبَضِهِ، أَي مُجْتَمَعِه. والمَقْبِضُ، كمَنْزِلٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ والمَقْبَضُ، مِثْلُ مَقْعَدٍ، نَقله اللَّيْثُ، قالَ: والكَسْرُ أَعَمُّ وأَعرفُ، أَي كسرِ الباءِ، ويُقَالُ: المِقْبَضُ مثلُ مِنْبَر، وَمَا رأَيْتُ أَحداً من الأَئمَّة ذكره، والمقْبضة بهاءٍ فِيهنّ، وَهَذِه عَن الأّزْهَرِيّ: مَا يُقْبَضُ عَلَيْهِ بجُمْعِ الكَفِّ، من السَّيفِ وَغَيره، كالسِّكِّين والقَوْسِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المقْبضَة: موضِعُ اليدِ من القناةِ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: القُبَّض، كرُكَّعٍ: دابَّةٌ تُشبه السُّلَحْفَاةَ، وَهِي دونَ القُنْفُذِ، إلاَّ أَنَّها لَا شَوْكَ لَهَا. والقَبْضَةُ، بِالْفَتْح، وضَمُّهُ أَكْثَرُ: مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ)
شيءٍ. يُقَالُ: أَعْطاهُ قبْضَةً من السَّوِيقِ أَو من التَّمْرِ، أَي كَفًّا مِنْهُ. ويُقَالُ: بالضَّمِّ اسمٌ بِمَعْنى المَقْبوضِ، كالغُرْفَةِ بِمَعْنى المَغْروفِ. وبالفتحِ المَرَّة. وقَوْلُه تَعَالَى فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسولِ قالَ ابنُ جِنِّي: أَرادَ من تُرابِ أَثَرِ حافرِ فرس رَسُولُ الله، وَمثله مَسْأَلَةُ الكتابِ: أَنْتَ منِّي فَرْسَخَانِ، أَي أَنْتَ منِّي ذُو مَسافَةِ فَرْسَخَيْنِ. وَقَوله عَزَّ وَجَلّ: والأَرْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أَي فِي حَوْزَتِهِ حَيْثُ لَا تَمْليكَ لأَحَدٍ. ويُقَالُ: رَجُلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، كهُمَزَةٌ، فيهمَا: مَنْ يُمْسِكُ بالشَّيْءِ، ثمَّ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَدَعَه ويَرْفُضَه، كَمَا فِي الصّحاح. وَهَذَا هُوَ الصَّوابُ، عِبَارَةُ المُصَنِّفِ تَقْتَضي أَنَّ هَذَا تفسيرُ قُبَضَةٍ وحدَهُ، وَلَيْسَ كَذَلِك. وَقد سَبَقَ أَيْضاً فِي ر ف ض مِثْلُ ذَلِك. والقُبَضَةُ: الرَّاعي الحَسَنُ التَّدْبيرِ، وعِبَارَةُ الصّحاح: راعٍ قُبَضَةٌ، إِذا كانَ مُنْقَبِضاً لَا يَتَفَسَّحُ فِي رَعْيِ غَنَمِه، وَالَّذِي قالهُ الأّزْهَرِيّ: يُقَالُ للرَّاعي الحَسَنِ التَّدْبيرِ الرَّفيقِ برَعِيَّتِه: إِنَّهُ لقُبَضَةٌ رُفَضَةٌ، وَمعنى ذَلِك أَنَّهُ يَقْبِضُها فيَسوقُها إِذا أَجْدَبَ لَهَا المَرْتَعُ، فَإِذا وَقَعَتْ فِي لُمْعَةٍ من الكَلإِ رَفَضَها حتَّى تَنْتَشِرَ فتَرْتَعَ. وكأَنَّ المُصَنِّفِ جَمَعَ بَيْنَ القوليْنِ فأَخَذَ شَيْئا مِنْ عِبَارَةِ الأّزْهَرِيّ، وشيئاً من عِبَارَة الصّحاح. والقِبِضَّى، كزِمكَّى: ضربٌ من العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ، ويُروى بالصَّاد المُهملة، وَقد تقدَّم، وَبِهِمَا يُروى قَوْلُ الشّمّاخ يصفُ امرأتهُ:
(أَعَدْوَ القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى ... ولَمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي ولَمْ أَدْرِ مَالَها)
والقَبيضُ من النَّاسِ: اللَّبيبُ المُقْبِلُ المُكِبُّ عَلَى صَنْعَتِه، عَن ابنِ عبَّاد. وأَقْبَضَ السَّيْفَ وَكَذَا السِّكِّين: جَعَلَ لهُ مَقْبِضاً، نَقله الجَوْهَرِيّ. وقَبَّضَهُ المالَ تَقْبيضاً: أَعطاهُ فِي قَبْضَتِهِ، أَي حوَّلَهُ إِلَى حَيِّزِهِ. وقَبَّضَ الشَّيْءَ تَقْبيضاً: جَمَعَهُ وزَواهُ. ومِنْهُ قَبَّضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْه، وَقد يكونُ مِنْ شدَّةٍ لخَوْفٍ أَو حَرْبٍ. وانْقَبَضَ الشَّيْءُ: انْضَمَّ. يُقَالُ: انْقَبَضَ فِي حاجَتِي، أَي انْضَمَّ، كَمَا فِي العُبَاب. وقالَ اللَّيْثُ: انْقَبَضَ: سارَ وأَسْرَعَ. قالَ: آذَنَ جِيرانُك بانْقِبَاضِ وانْقَبَضَ الشَّيْءُ: ضدُّ انْبَسَطَ. قالَ رُؤْبَةُ: فَلَوْ رَأَتْ بِنْتُ أَبي فَضَّاضِ وعَجَلِي بالقوْمِ وانْقِباضِي والمُتَقَبِّضُ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ. وَفِي العُبَاب والتَّكْمِلَة: المُنْقَبِض: الأَسَدُ المُجْتَمِعُ، والمُسْتَعِدُّ للوُثوبِ. والأَوْلى إسْقاطُ واوِ العطفِ فإِنَّ الصَّاغَانِيُّ جَعَلَهُ من صفَةِ الأَسَدِ. وأَنْشَدَ قَوْلَ النَّابِغَة)
الذُّبْيَانِيّ:
(فقُلْتُ يَا قوْمُ إنَّ اللَّيْثَ مُنْقَبِضٌ ... عَلَى بَراثِنِهِ لعَدْوِهِ الضَّارِي)
وتَقَبَّضَ عنهُ: اشْمَأَزَّ، كَمَا فِي الصّحاح. وتَقَبَّضَ إِلَيْه: وَثَبَ. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ: يَا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلَيْهِ واجْتَمَعْ وتَقَبَّضَ الجِلْدُ عَلَى النَّارِ، وَفِي بعضِ نسخِ الصّحاح: فِي النَّارِ: انْزَوَى. وتَقَبَّضَ جِلْدُ الرَّجُلِ: تَشَنَّجَ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: التَّقْبيضُ: القَبْضُ الَّذي هُوَ خِلافُ البَسْطِ، عَن ابنِ الأَعرابيّ. يُقَالُ: قَبَضَه، وقَبَّضَهُ، وأَنْشَدَ:
(تَرَكْتُ ابنَ ذِي الجَدَّيْنِ فيهِ مُرِشَّةٌ ... يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهيقُها)
والتَّقْبيضُ أَيْضاً: التَّناوُلُ بأَطْرافِ الأَصابِعِ. وتَقَبَّضَ الرَّجُلُ: انْقَبَضَ. وتَقَبَّضَ: تَجَمَّعَ. وانْقَبَضَ الشَّيْءُ: صارَ مَقْبوضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والقابِضُ فِي أَسْمَاءِ الله الحُسنى هُوَ الَّذي يُمْسِكُ الرِّزْقَ وغيرَهُ من الأَشياءِ عنِ العِبادِ بلُطْفِهِ وحِكْمَتِهِ، ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عِنْد المَمَات. فِي الحَدِيث: يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ ويَقْبِضُ السَّماءَ أَي يَجْمَعُهُمَا. وقَبَضَ اللهُ روحَهُ: توَفَّاهُ، وقابِضُ الأَرْواحِ عِزْرائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ. والانْقِباضُ عنِ النَّاسِ: الانْجِماعُ والعُزْلَةُ. وقَبْضَةُ السَّيف: هِيَ مَقْبِضُه، أَو لُغَيَّةٌ. والقَبْضَةُ والقَبْضُ: المِلْكُ. يُقَالُ: هَذِه الدَّارُ فِي قَبْضَتي وقَبْضِي، كَمَا تَقول فِي يَدِي.
وتُجمعُ القَبْضَةُ عَلَى قُبَضٍ. ومِنْهُ حَديثُ بلالٍ والتَّمْر: فَجَعَل يَجيءُ بِهِ قُبَضاً قُبَضاً.
والمَقْبَضُ، كمَقْعَدٍ: المكانُ الَّذي يُقْبَضُ فِيهِ، نادِرٌ. والقَبْضُ فِي زِحافِ الشِّعْرِ: حَذْفُ الحرفِ الخامسِ السَّاكنِ من الجُزْءِ، نحوُ النُّونِ مِنْ فَعُولُنْ أَيْنَما تَصَرَّفَتْ، ونحوُ الياءِ مِنْ مَفَاعِيلُنْ.
وكلُّ مَا حُذفَ خامسُه فَهُوَ مَقْبوضٌ، وإِنَّما سُمِّيَ مَقْبوضاً ليُفْصَلَ بَيْنَ مَا حُذفَ أَوَّله وآخرُه ووَسَطُه. وتَقَبَّضَ عَلَى الأَمْرِ: توقَّفَ عَلَيْهِ. والقَبَاضُ، كسَحَابٍ: السُّرْعَةُ. والقَبْضُ: السَّوقُ السًّريعُ: يُقَالُ: هَذَا حادٍ قابِضٌ. قالَ الرَّاجزُ: كَيْفَ تَراهَا والحُدَاةُ تَقْبِضُ بالغَمْلِ لَيْلاً والرِّحالُ تَنْغِضُ كَذَا فِي اللّسَان والصّحاح. قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ ضَبٍّ، ويُرْوى: كَيْفَ تَرَاهَا بالفِجَاجِ تَنْهَضُ)
بالغَيْل لَيْلاً والحُداةُ تَقْبِضُ تَقْبِضُ، أَي تَسوقُ سَوْقاً سَريعاً. وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسيّ:
(هَلْ لكِ والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ ... فِي هَجْمَةٍ يُغْدِرُ مِنْها القَابِضُ)
وَقد تقدَّم الكلامُ عَلَيْهِ فِي ع ر ض وَفِي ع وض. قالَ الأّزْهَرِيّ: وإِنَّما سُمِّيَ السَّوْقُ قَبْضاً، لأنَّ السائقَ للإِبْلِ يَقْبِضُها، أَي يَجْمعُها إِذا أَرادَ سَوْقَها، فَإِذا انْتَشَرَتْ عَلَيْهِ تعذَّرَ سَوْقُها. قالَ: وقَبَضَ الإبلَ يَقْبِضُها قَبْضاً: ساقَها سَوْقاً عَنيفاً. والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَتَهُ: يَشُلَّها، وعَيْرٌ قَبَّاضَةٌ: شَلاَّلٌ، وَكَذَلِكَ: حادٍ قَبَّاضَةٌ، وقبَّاضٌ. قالَ رُؤْبَةُ: أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرَّاعي الحَمِقْ قَبَّاضَةٌ بَيْنَ العَنيفِ واللَّبِقْ قالَ ابنُ سِيده: دَخَلَتِ الهاءُ فِي قَبَّاضَةٍ للمُبالغة، وَقد انْقَبَضَ بهَا. والقَبْضُ: النَّزْوُ. وَقَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبيبِ العَبْشَمِيُّ يصف ناقَتَهُ:
(تَخْذِي بِهِ قُدُماً طَوْراً وتَرْجِعُهُ ... فَحَدُّه من وِلافِ القَبْضِ مَفْلُولُ)
ويُروى بالصَّاد المُهملة، وَقد نقدَّم. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ القَبيضِ هُوَ، كَقَوْلِك: مَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هُوَ. وربَّما تكلَّموا بِهِ بغيرِ حرفِ النَّفْيِ. قالَ الرَّاعِي:
(أَمْسَتْ أُمَيَّةُ للإسْلامِ حائِطَةً ... وللقَبيضِ رُعَاةً أَمْرُها الرَّشَدُ)
وَذكر اللَّيْثُ هُنَا القَبيضَة، كسَفينة، من النِّساءِ: القصيرة. قالَ الأّزْهَرِيّ: هُوَ تَصْحِيف. صوابُهُ القُنْبُضَةُ، بالنُّون، وسيأْتي للمُصنِّف. وذكرهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا عَلَى أنَّ النُّونَ زائِدةٌ. والقَبيضَةُ كسَفينةٍ: القَبْضَةُ، وَبِه قُرئ فِي الشَّاذّ: فقَبَضْتُ قَبيضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ نَقله المُصَنِّفِ فِي البَصائِر. واقْتَبَضَ مِنْ أَثَرِهِ قَبْضَةً، كقَبَضَ، والصَّادُ لغةٌ فِيهِ. وأَنْشَدَ فِي البَصائرِ لأَبي الجَهْمِ الجَعْفَرِيّ: قَالَتْ لهُ واقْتَبَضَتْ مِنْ أَثَرِهْ يَا رَبُّ صاحِبْ شَيْخَنَا فِي سَفَرِهْ قيلَ لهُ كَيْفَ اقْتَبَضَتْ من أَثره قالَ: أَخَذتْ قَبْضَةً من أَثَرِه فِي الأَرْضِ فقبَّلتها. ويُستعارُ القَبْضُ للتَّصرُّفِ فِي الشَّيْءِ وإنْ لم يكنْ فِيهِ ملاحَظة اليَدِ والكَفِّ، نحوُ: قَبَضْتُ الدَّارَ والأَرْضَ، أَي حُزْتُها. تَذْنيب: القَبْضُ عِنْد المُحقِّقين من الصُّوفِيَّة نَوْعَانِ: قَبْضٌ فِي الأَحوالِ)
وقَبْضٌ فِي الحَقائق. فالقَبْضُ فِي الأَحوالِ أَمرٌ يطرُقُ القلبَ ويمنعَهُ عَن الانْبِساطِ والفَرَحِ، وَهُوَ نَوْعَانِ أَيْضاً: أَحدهُما مَا يُعرفُ سَببه كتَذَكُّرِ ذَنْبٍ أَو تَفْريطٍ. والثَّاني: مَا لَا يُعرفُ سَببه بل يَهجم عَلَى القلبِ هُجوماً لَا يُقدرُ عَلَى التَّخلُّص مِنْهُ، وَهَذَا هُوَ القَبْضُ المُشار إِلَيْه بأَلْسِنَةِ الْقَوْم، وضدُّه البَسْطُ. فالقَبْضُ والبَسْطُ حالَتانِ للقَلْبِ، لَا يَكادُ يَنْفَكُّ عنهُما. ومنهمْ مَنْ جَعَلَ القَبْضَ أَقْساماً غيرَ مَا ذكَرْنا: قَبْضَ تأْديبٍ، وقَبْضَ تَهْذيبٍ، وقَبْضَ جمعٍ. وقَبْضُ تَفْريقٍ: فقَبْضُ التَّأْديب يكونُ عُقوبةً عَلَى غَفْلَةٍ، وقَبْضُ التَّهذيبِ يكونُ إِعْداداً لبَسْطٍ عَظيمٍ يَأْتِي بعدَهُ. فيكونُ القَبْضُ قبله كالمُقدِّمة لهُ. وَقد جَرَتْ سُنَّةُ الله تَعالى فِي الأُمورِ النَّافعَةِ المَحْبوبَةِ يُدخَلُ إِلَيْهَا مِنْ أَبوابِ أَضْدادِها. وأَمَّا قَبْضُ الجَمْع فَهُوَ مَا يحصُل للقلبِ حالَةَ جَمْعِيَّتِهِ عَلَى اللهِ من انْقِباضِه عَن العالمِ وَمَا فِيهِ، قلا يبْقى فِيهِ فَضْلٌ وَلَا سَعَةٌ لغيرِ من اجتمعَ عَلَيْهِ قَلْبُهُ. وَفِي هَذِه مَن أَرادَ مِنْ صاحِبِه مَا يَعْهَدُهُ مِنْهُ من المُؤانسَةِ والمُذاكرَةِ فقد ظَلَمَهُ. وأَمَّا قَبْضُ التَّفرقَةِ فَهُوَ الَّذي يَحصُلُ لمن تَفَرَّقَ قلبُهُ عَن الله وتَــشَتَّت فِي الشِّعاب والأَودِيَةِ، فأَقَلُّ عُقوبَتِهِ مَا يجدهُ من القَبْض الَّذي ينتَهي مَعَه الموتُ. وثَمَّ قَبْضٌ آخَرُ خَصَّ الله بِهِ ضَنائنَ عِبادِهِ وخَوَاصَّهم، وهم ثلاثُ فرقٍ.
وتَحقيقُ هَذَا المَحَلِّ فِي كُتُبِ التَّصَوُّفِ، وَفِي هَذَا الْقدر كفَايَةٌ.
(قبض) الشَّيْء جمعه فِي قَبضته و - جمعه وطواه وَيُقَال قبض وَجهه وَقبض مَا بَين عَيْنَيْهِ جمعه وزواه وَفُلَانًا المَال أعطَاهُ إِيَّاه فِي يَده وأسلمه إِلَيْهِ

قبض

1 قَبَضَهُ, (S, M, A, Mgh, Msb,) or قَبَضَهُ بِيَدِهِ, (O, K,) aor. ـِ (A, Msb, K,) inf. n. قَبْضٌ, (S, Msb,) He took it with his hand, (A, O, K,) by actual touch, or feel: (O:) or the former signifies he closed his hand upon it: (Lth:) [he grasped it; griped it; clutched it; seized it:] or he took it with the whole of his hand: (Bd, xx. 96:) or i. q. أَجَذَهُ [he took it in any manner: he took it with his hand: he took possession of it: and he received it]: (S, M, Mgh, Msb:) and قَبَضَ عَلَيْهِ, and بِهِ, (M,) or قَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدَهِ, (A, Mgh, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) he grasped it, clutched it, laid hold upon it, or seized it, with his hand; syn. أَمْسَكَهُ: (A, K:) or he seized it (أَنْحَى عَلَيْهِ) with the whole of his hand: (M:) or he closed, or contracted, his fingers upon it: (Mgh, Msb:) it is also said, by MF, that some assert قَبْضٌ to signify the “ taking with the ends of the fingers; ” but this is a mistranscription, for قَبْضٌ, with the unpointed ص. (TA [in which it is said, in another place in this art., that ↓ تَقْبِيضٌ has also this last signification; but this is evidently, in like manner, a mistranscription, for تَقْبِيضٌ.]) You say, قَبَضَ المَتَاعَ [He took, or received, the commodity, or the commodities, or goods]. (A.) And قَبَضَ مِنْهُ الدَّيْنَ [He took, or received, from him the debt]. (M, K, in art. قضى; &c.). And it is said in the Kur, [xx. 96,] فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ, (M,) and, accord. to an extraordinary reading, ↓ قَبِيضَةً, (B,) meaning [And I took a handful] of the dust from the footstep of the hoof of the horse of the messenger [Gabriel]: (IJ, M:) and ↓ إِقْتَبَضَ مِنْ أَتَرِهِ قَبْضَةً signifies the same as قَبَضَ: and قَبَصَ [q. v.] is [said to be] a dial. form thereof. (TA.) And you say, قَبَضَ الطَّائِرَ He collected, or comprehended, the bird in his grasp. (A.) And قَبَضَ عَلَى عُرْفِ الفَرَسِ [He grasped, or laid hold upon, the mane of the horse]. (A.) b2: It is also used metaphorically, to denote the having an absolute property in a thing, to dispose of it at pleasure, without respect to the hand; as in the phrase قَبَضْتُ الأَرْضَ, and الدَّارَ, (tropical:) I had, or took, or got, possession of the land, and of the house. (TA.) And [in like manner] it is said in a trad., يَقْبِضُ اللّٰهُ الأَرْضَ, and السَّمَآءَ, (assumed tropical:) God will comprehend, or collect together, [within his sole possession, (see قُبْضَةٌ,)] the earth, and the heaven. (TA.) [In like manner] you say also, قَبَضَ عَلَى غَرِيمِهِ (tropical:) [He arrested his debtor: used in this sense in the present day]. (A.) And قَبَضَ اللّٰهُ رُوحَهُ (tropical:) God took his soul. (TA.) And قَبَضَهُ اللّٰهُ (tropical:) God caused him to die. (Msb.) And قُبِضَ (tropical:) He (a man, S, M, A) died: (S M, A, * K:) and also (assumed tropical:) he (a sick man) was at the point of death; in the state of having his soul taken; in the agony of death. (L, TA.) and قَبَضْتُهُ عَنِ الأَمْرِ (assumed tropical:) I removed him from the thing, or affair. (Msb.) b3: قَبَضَهُ, aor. as above, (M, K,) and so the inf. n., (S, M, Mgh,) also signifies the (assumed tropical:) contr. of بَسَطَهُ; (S, * M, Mgh, * K;) and so ↓ قبّضهُ, (IAar, M,) inf. n. تَقْبِيضٌ. (TA.) [As such, (assumed tropical:) He contracted it; or drew it together.] You say, قَبَضَ رِجْلَهُ وَبَسَطَهَا (tropical:) [He contracted his leg, and extended it]. (A.) And قَبَضَ كَفَّهُ [He clenched his hand]. (S, Mgh, Msb, K, in art. برجم.). And قَبَضَ يَدَهُ عَنْهُ (assumed tropical:) [He drew in his hand from it: or] he refrained from laying hold upon it. (K.) Whence the saying in the Kur, [ix. 68,] وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ, meaning (assumed tropical:) [And they draw in their hands, or refrain,] from expenditure, or from paying the [poor-rate called] زَكَاة. (TA.) You say also, جَنَاحَهُ ↓ قبّض (assumed tropical:) He (a bird) contracted his wing: (M:) or قَبَضَ, or قَبَضَ جَنَاحَهُ, (assumed tropical:) he contracted his wing to fly. (TA.) And hence, (TA,) قَبَضَ, aor. as above; (S, K;) or قَبُضَ (M;) [or both;] inf. n. [of the former]

قَبْضٌ (S, K,) and [of the latter, as indicated in the M,] قَبَاضَةٌ (S, M, A, K) and قَبَاضٌ; (M;) (tropical:) He (a bird, S, K, and a horse, A, and a man, S, or other [animal], K,) was quick, (S, M, A, K,) in flight, or in going or pace. (K.) يَقْبِضْنَ, said of birds, in the Kur, [lxvii. 19,] is [said to be] an ex. of this signification. (S, K. *) Yousay also, قَبَضَتِ الإِبِلُ (tropical:) The camels were quick in their pace; at every spring therein, putting their legs together. (A.) And ↓ إِنْقَبَضَ (tropical:) He, or it, (a company of men, M,) went, or journeyed, and was quick. (Lth, M, K.) And فِى فُلَانٌ ↓ إِنْقَبَضَ حَاجَتِهِ (tropical:) Such a one was quick, and light, or active, in accomplishing his want. (A.) and قَبْضٌ also signifies i. q. نَزْوٌ (assumed tropical:) [The act of leaping, &c.]. (TA.) b4: [Also, as contr. of بَسَطَهُ,] (assumed tropical:) He collected it together. (Az.) And hence, (Az,) قَبَضَ الإِبِلَ, (Az, M,) aor. ـِ inf. n. قَبْضٌ (Az, S, M) (assumed tropical:) He drove (Az, S, M) the camels violently, or roughly, (Az, M.) or quickly: (S:) because the driver collects them together, when he desires to drive them; for when they disperse themselves from him, the driving of them is difficult: (Az, TA:) and بِهَا ↓ إِنْقَبَضَ [signifies the same, or, agreeably with an explanation given above, (tropical:) he went quickly with them]. (M.) and العَيْرُ يَقْبِضُ عَانَتَهُ (assumed tropical:) The he-ass drives away his she-ass. (M.) b5: [As such also,] قَبَضَهُ; (A;) and ↓ قبّضهُ, (S, M, K,) inf. n. تَقْبِيضٌ; (S;) (tropical:) He, or it, drew it, collected it, or gathered it, together; contracted it, shrank it, or wrinkled it. (S, M, A, * K.) You say, قَبَضَ وَجْهَهُ (tropical:) He, or it, contracted, or wrinkled, his face]. (A.) And قَبَضَتِ النَّارُ الجِلْدَةَ (tropical:) [The fire contracted, shrank, or shrivelled, the piece of skin]. (A.) And ↓ قَبَّضَ مَا بَيْنِ عَيْنَيْهِ (assumed tropical:) He contracted, or wrinkled, the part between his eyes. (M, TA.) And ↓ يَوْمٌ يُقَبِّضُ مَا بَيْنَ العَيْنَيْنِ (assumed tropical:) [A day that contracts, or wrinkles, the part between the eyes]; a metonymical phrase, denoting vehemence of fear, or of war. (M, TA. *) And in like manner you say, الحَشَى ↓ يَوْمٌ يُقَبِّضُ (assumed tropical:) [A day that contracts the bowels]. (M.) [And hence قَبَضَ, aor. and inf. n. as first mentioned, (assumed tropical:) It (a medicine, or food, &c.,) astringed, or constipated. And (assumed tropical:) It (food) was astringent in taste; as also ↓ تَقَبَّضَ.] b6: As such also, قَبَضَهُ, signifies (assumed tropical:) He straitened it; scanted it; made it scanty. (Msb, TA.) You say, قَبَضَ اللّٰهُ الرِزْقَ, aor. and inf. n. as first mentioned, (assumed tropical:) God straitened, scanted, or made scanty, the means of subsistence. (Msb.) And it is said in the Kur, [ii. 246,] وَاللّٰهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ (assumed tropical:) And God straitens, or scants, or makes scanty, the means of subsistence, to some, (Bd, Msb, * TA, *) or withholds the means of subsistence from whom He will, (Jel,) and amplifies, enlarges, or makes ample or plentiful, the same, (Bd, Msb, Jel, TA,) to some, (Bd, TA,) or to whom He will. (Jel.) b7: [As such also, (assumed tropical:) He abridged his liberty.] You say, فُلَانٌ يَبْسُطُ غَبِيدَهُ ثُمَّ يَقْبِضُهُمْ (tropical:) [Such a one enlarges the liberty of his slaves; then abridges their liberty]. (A.) b8: [As such also, (tropical:) He, or it, contracted his heart; i. e. distressed him; grieved him.] You say, إِنَّهُ يَقْبِضُنِى مَا يَقْبِضُكَ وَيَبْسُطُنِى مَا يَبْسُطُكَ (tropical:) Verily what distresses thee, or grieves thee, distresses, or grieves, me; and what rejoices thee rejoices me]. (A.) [And it is related in a trad., that Mohammad said, فَاطِمَةُ مِنِّى

يَقْبِضُنِى مَا قَبَضَهَا وَيَبْسُطُنِى مَا بَسَطَهاَ (tropical:) [Fátimeh is as though she were a part of me: what hath distressed her, or grieved her, distresses, or grieves, me; and what hath rejoiced her rejoices me]. (TA.) Or the phrase إِنَّهُ لَيَقْبِضُنِى مَا قَبَضَكَ, mentioned by Lth, means (assumed tropical:) Verily what hath annoyed and angered thee annoys and angers me. (Az, TA.) قَبْضٌ and بَسْطٌ are terms applied by the investigators of truth among the Soofees to two contrary states of the heart, from both of which it is seldom or never free: the former being an affection of the heart withholding it from dilatation and joy; whether the cause thereof be known, as the remembrance of a sin or an offence, or of an omission, or be not known; and some of them make other divisions thereof. (TA.) [In like manner] you say also, عَنَّا فَمَا قَبَضَكَ ↓ اِنْقَبَضْتُ (tropical:) [Thou shrankest from us: and what made thee to shrink?]. (A.) b9: [As such also, (tropical:) He, or it, made him close-fisted, tenacious, or niggardly.] You say, الخَيْرُ يَقْبِضُهُ وَالشَّرُّ يَبْسُطُهُ (tropical:) [Wealth makes him close-fisted, tenacious, or niggardly; and poverty makes him open-handed, liberal, or generous]. (A.) 2 قَبَّضَ see a remark appended to the first sentence in this art. : b2: see also فَبَضَهُ as contr. of بَسَطَهُ, in six places. b3: قَبَّضَهُ المَالَ, (S, * M, K, *) or المَتَاعَ, (A,) inf. n. تَقْبِيضٌ, (S, K,) He gave to him, (S, M, K,) in his grasp, or possession, (K,) i. e. to him who should receive it, (S,) the property, (S, M,) or commodity, or commodities, or goods; (A;) i. e. he transferred it to his possession; (TA;) [lit. he made him to take it, to take it with his hand, to grasp it, or to receive it;] as also إِيَّاهُ ↓ أَقْبَضَهُ. (A.) 3 قابضهُ, inf. n. مُقَابَضَةٌ (Az, A) and قِبَاضٌ, (Er-Rághib, TA in art. شرى,) He bartered, or exchanged commodities, with him. (Az, in TA, art, خوص.) [See also قَايَضَهُ.]4 اقبضهُ المَتَاعَ [or المَالَ]: see 2.

A2: القبضهُ He put, or made, a handle to it, (S, M, A, K,) namely a knife, (S, M, A,) and a sword. (S, K.) 5 تقبّض quasi-pass. of قَبَّضَهُ as contr. of بَسَطَهُ; (M;) as also ↓ اِنْقَبَضَ is of قَبَضَهُ in the same sense, (S, * M, K, *) being contr. of اِنْبَسَطَ. (S, K.) [As such,] both signify (assumed tropical:) It became drawn, collected, or gathered, together; or it drew, collected, or gathered, itself together; or contracted; or shrank; syn. of the former, تَجَمَّعَ; (TA;) and of the latter, اِنْضَمَّ [which also signifies it became drawn and joined, or adjoined, to another thing; &c.]. (O, K.) So the latter signifies in the phrase فِى حَاجَتِى ↓ انقبض (assumed tropical:) [It became comprised in, or adjoined to, the object of my want]. (O.) b2: [As such also,] the former signifies (tropical:) It (a man's face, A, or the part between the eyes, M,) became contracted, or wrinkled; (M, A; *) and in like manner a piece of skin, in, or upon, a fire; meaning it became contracted, shrunken, or shrivelled; it shrank: (so in different copies of the S:) or it (skin, K, or the skin of a man, TA) became contracted, or shrunken; (K, TA;) and so an old man. (A.) b3: [As such also,] تَقبّض عَنْهُ (tropical:) He shrank, or shrank with aversion, from him, or it; (S, M, A, K;) as also عَنْهُ ↓ اِنْقَبَضَ: (A:) [see an ex. of the latter near the end of 1.] ↓ الاِنْقِبَاضُ عَنِ النَّاسِ also signifies (assumed tropical:) The withdrawing, removing, or retiring, from men. (TA.) and عَنِ الأَمْرِ ↓ اِنْقَبَضَ (assumed tropical:) He removed, or became removed, from the thing, or affair. (Msb.) b4: تقبّض عَلَى الأَمْرِ (tropical:) He paused, or waited, at the thing, or affair; syn. تَوَقَّفَ. (M, A.) b5: تقبّض

إِلَيْهِ (assumed tropical:) He leaped, or sprang, towards him. (Sgh, K.) b6: See also 1; last third of the paragraph.6 تقابض المُتَيَايِعَانِ [The two parties in an affair of traffic bartered, or exchanged commodities, each with the other: see 3]. (A.) 7 انقبض It (a thing) became مَقْبُوض [meaning taken, taken with the hand, grasped, or received]. (S.) b2: See also 5, in six places. b3: And see 1, in three places, about the middle of the paragraph.8 اقتبضهُ لِنَفْسِهِ [He took it, took it with his hand, grasped it, clutched it, seized it, took possession of it, or received it, for himself]. (A.) See an ex. in 1, before the first break in the paragraph.

قَبْضٌ The act of taking, taking with the hand; [grasping; clutching; seizing;] taking possession of; or receiving. (S, Msb.) b2: And [hence], Possession; (S, TA;) as also ↓ قَبْضَةٌ: (S, M, Mgh, Msb, TA:) or the latter is a n. un. [signifying an act of taking, or taking with the hand; a grasp; a seizure; &c.]. (TA.) You say, صَارَ الشَّىْءُ فِى

قَبْضِكَ, and ↓ قَبْضَتِكَ, The thing became in thy possession. (S, M. *) And هٰذِهِ الدَّارُ فِى قَبْضِى, (TA,) and ↓ قَبْضَتِى, (M, TA,) This house is in my possession; (M, TA;) like as you say, فِى يَدَى. (TA.) قَبَضٌ i. q. مَقْبُوضٌ; (Mgh, K;) like هَدَمٌ in the sense of مَهْدُومٌ, and نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ; (TA;) meaning What is taken, of articles of property (S, M) of people: (S:) what is collected, (Lth,) or taken and collected, (Mgh,) of spoils, before they are divided. (Lth, Mgh.) You say, دَخَلَ مَالُ فُلَانٍ فِى القَبَضِ The property of such a one entered into what was taken of the articles of property of the people. (S.) And إِطْرَحَهُ فِى

القَبَضِ (A, Mgh) Throw thou it among the things that have been taken: (Mgh:) said to Saad Ibn-Abee- Wakkás, when he slew Sa'eed Ibn-El-'Ás, and took his sword: so in a trad. (TA.) and in another trad. it is said, جُعِلَ سَلْمَانُ عَلَى قَبَضٍ

Selmán was set over spoils that were taken and yet undivided, to guard and divide them. (Mgh.) قَبْضَةٌ: [pl. قَبَضَاتٌ:] see قَبْضٌ, in three places. b2: See also قُبْضَةٌ, in four places. b3: And see مَقْبِضٌ. b4: Also, [The measure of a man's fist, from side to side;] four finger-breadths; (Mgh, Msb, voce جَرِيبٌ;) the sixth part of the common ذِرَاع [or cubit: but in the present day, the measure of a man's fist with the thumb erect; which is about six inches and a quarter]: pl. قَبَضَاتٌ. (Mgh, Msb, vocibus ذِرَاعٌ and جَرِيبٌ.) قُبْضَةٌ (S, A, Mgh, Msb, K) [A handful;] what one takes with the hand, or grasps; (S, K;) مِنْ كَذَا [of such a thing]; (Mgh;) as, for instance, مِنْ سَوِيقٍ [of meal of parched barley]; (S;) or مِنْ تَمْرٍ [of dates]; (S, A, Msb;) i. e. كَفّاً; (S;) as also ↓ قَبْضَةٌ; (S, M, A, K;) but the former is the more common; (S, K;) and ↓ قَبِيضَةٌ: (B:) or the first is a subst. in the sense of مَقْبُوضٌ, and the second is a n. un.: (TA:) the pl. of the first is قُبَضٌ. (TA.) You say also, كَفِّى ↓ هٰذَا قَبْضَةُ This is the quantity that my hand grasps. (M.) See two other exs. of the second word, and an ex. of the third, in 1, before the first break in the paragraph. It is also said in the Kur, [xxxix. 67,] وَالْأَرْضُ جَمِيعًا يَوْمَ القِيَامَةِ ↓ قَبْضَتُهُ, i. e. قُبْضَتُهُ, for قَبْضَةٌ is an inf. n. [of un.] used as a subst., or is for ذَاتُ قَبْضَةٍ, (Bd,) and the literal signification is, [And the earth altogether shall be] his handful [on the day of resurrection]; (Bd, Jel;) meaning in his possession (Jel, TA) alone, (TA,) and at his free and absolute disposal: (Jel:) Th says, that this is like the phrase هٰذِهِ الدَّارُ فِى قَبْضَتِى, meaning as explained above, voce قَبْضٌ; but this opinion is not valid:) (M:) another reading is ↓ قَبْضَتَهُ, in the accus. case, (M, Bd,) as an adv. n.; that which is determinate being thus likened to what is vague; (Bd;) and this is allowed by some of the grammarians; but it is not allowed by any one of the grammarians of El-Basrah. (M.) It is also said, in the trad. of Bilál and the dates, فَجَعَلَ يَجِىْءُ بِهِ قُبَضًا قُبَضًا [And he set about bringing them (the pronoun referring to التَّمْر the dates) handfuls by handfuls]. (TA.) قُبَضَةٌ, (K,) or قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ, (S, M, A, TA,) to this latter, not to the former alone, the following explanation applies, (TA,) A man who lays hold upon a thing, and then leaves it without delay. (S, M, A, K.) And the former, A pastor who draws his sheep or goats together, not going far and wide in pasturing them: (S:) or who manages well (A, K) for his sheep or goats, (K,) or for his beasts, collecting them together, and, when he finds a place of pasture, spreads them abroad: (A:) and the latter, a pastor who manages well, and is gentle with his pasturing beasts, collecting them together and driving them, when their place of pasturage becomes wanting in herbage, and, when they light upon a piece of herbage, leaves them to spread abroad and pasture at pleasure: (Az, TA:) or who collects together his camels, and drives them until he brings them whithersoever he will. (M.) [See also art. رفض.]

قَبِيضٌ: see قَابِضٌ, in three places.

قَبِيضَةٌ: see قُبْضَةٌ, in two places.

قَبَّاضٌ: see قَابِض; each in two places.

قَبَّاضَةٌ: see قَابِضٌ; each in two places.

قَابِضٌ Taking with the hand: [or in any manner: taking possession of: receiving: (see 1:)] grasping, clutching, or seizing, with the hand: and in like manner, [but in an intensive sense,] ↓ قَبَّاضٌ: (K:) or the latter is of the dial. of the people of El-Medeeneh, applied to him who [grasps or] collects everything: (Aboo-'Othmán El-Mázinee:) and ↓ قبَّاضَةٌ [which is doubly intensive]; (K;) the ة in this last not denoting the fem. gender. (TA.) قَابِضُ الأَرْوَاحِ [(tropical:) The taker of the souls] is an appellation of [the Angel of Death,] 'Izrá-eel, or 'Azrá-eel. (TA.) And القَابِضُ, one of the names of God, signifies (tropical:) The Withholder [or Straitener or Scanter] of the means of subsistence, and of other things, from his servants, by his graciousness and his wisdom: and the Taker of souls, at the time of death. (TA.) b2: A bird (assumed tropical:) contracting his wing to fly. (TA.) And hence, (TA,) قَابِضٌ (S, K) and ↓ قَبِيضٌ (S, A, K) A bird, (K,) or horse, (A,) or other [animal], (K,) (tropical:) quick (A, K) in flight, or in going or pace: (K:) or a man (assumed tropical:) light, or active, and quick: (S:) and [hence, app.,] the latter also signifies (assumed tropical:) an intelligent man, who keeps, or adheres, to his art, or work. (Ibn-'Abbád, K.) And الشَّدِّ ↓ قَبِيضُ A horse, (S, K, in [some of] the copies of the K “ a man,” which is a mistake, though it seems to be also applied to a man, TA,) or a beast of carriage, (L,) (assumed tropical:) quick in the shifting of the legs from place to place [in running]. (S, L, K.) b3: A camel-driver (assumed tropical:) driving quickly; a quick driver; and in like manner, [but in an intensive sense,] ↓ قَبَّاضٌ, and [in a doubly intensive sense] ↓ قَبَّاضَةٌ: (S:) or the last signifies (assumed tropical:) driving away vehemently; the ة denoting intensiveness; and is applied to an ass driving away his she-ass, and to a camel-driver. (M.) [See an ex. of the first, voce عَائِضً, in art. عوض.] b4: [Applied to medicine, food, &c., (assumed tropical:) Astringent, or constipating.]

مَقْبَضٌ A place of taking, taking with the hand, [grasping, clutching, seizing,] or receiving: extr. [in form, for by rule it should be مَقْبِضٌ]. (M.) See also what next follows.

مَقْبِضٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and ↓ مَقْبَضٌ, (Lth, M, Msb, K,) but the former is the more common and the better known, (Lth,) and ↓ مِقْبَضٌ, (M, K,) and with ة, (K,) i. e. ↓ مَقْبِضَةٌ, and ↓ مِقْبَضَةٌ, (M,) The handle; or part where it is grasped, (S, M, A, * Mgh, * Msb, K,) by the hand, (Msb,) or with the whole hand; (S;) of a sword, (S, A, Mgh, Msb, K,) and ↓ قَبْضَةٌ is said to signify the same; (TA;) or of a knife, (M, A,) and of a bow, (S, A,) and of a whip, (A,) &c., (K,) or of anything: (M:) or ↓ مَقْبِضَةٌ or ↓ مِقْبَضَةٌ signifies the place of the hand of a spear or spear-shaft: (ISh:) pl. مَقَابِضُ. (A.) مِقْبَضٌ: see مَقْبَضٌ.

مَقْبِضَةٌ and مِقْبَضَةٌ: see مَقْبِضٌ, in two places.

مَقْبُوضٌ pass. part. n. of قَبَضَهُ. See قَبَضٌ, and قُبْضَةٌ. b2: (tropical:) Taken to the mercy of God; (A;) dead. (S.) مُتَقَبِّضٌ: see what next follows.

مُنْقَبِّضٌ, (O, TS,) or ↓ مَتَقَبِّضٌ, (K,) A lion prepared to spring: (K:) or a lion drawn together: and one prepared to spring: (O, TA:) but the conjunction should rather be omitted. (TA.)

قلد

قلد
الْقَلْدُ: الفتل. يقال قَلَدْتُ الحبل فهو قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ، والْقِلَادَةُ: المفتولة التي تجعل في العنق من خيط وفضّة وغيرهما، وبها شبّه كلّ ما يتطوّق، وكلّ ما يحيط بشيء. يقال: تَقَلَّدَ سيفه تشبيها بالقِلادة، كقوله: توشّح به تشبيها بالوشاح، وقَلَّدْتُهُ سيفا يقال تارة إذا وشّحته به، وتارة إذا ضربت عنقه. وقَلَّدْتُهُ عملا: ألزمته.
وقَلَّدْتُهُ هجاء: ألزمته، وقوله: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
[الزمر/ 63] أي: ما يحيط بها، وقيل: خزائنها، وقيل: مفاتحها والإشارة بكلّها إلى معنى واحد، وهو قدرته تعالى عليها وحفظه لها.
ق ل د

قلدته السيف: ألقيت حمالته في عنقه فتقلّده، ونجاد السيف على مقلّده. وقلّد البدن. وفتح الباب بالإقليد وهو المفتاح. قال تبّعٌ حين حجّ:

وأقمنا به من الدهر سنباً ... وجعلنا لبابه إقليدا

واستوفي قلده من الماء: شربه. واستوفوا أقلادهم. وأقمت إقلدي إذا سقى أرضه بقلده. وهم يتقالدون الماء: يتناوبونه.

ومن المجاز: قلد العمل فتقلّده. وألقيت إليه مقاليد الأمور. وضاقت عليه المقاليد إذا ضاقت عليه أموره. وأقلد البحر على خلقٍ كثير: أرتج عليهم وأطبق لما غرقوا فيه. قال أمية:

تسبّحه اعلحيتان والبحر زاخراً ... وما ضمّ من شيء وما هو مقلد

وأعطيته قلد أمري: فوّشته إليه من قلد الماء. قال:

وأعطته بالأقلاد كل قبيلة ... ومدّت إليه بالركاب الجحاجح وقلد فلان قلادة سوء: هجيَ بما يقي عليه وسمه. وقلّده نعمة، وتقلّدها طوق الحمامة. ولي في أعناقهم قلائد: نعم راهنة، ونعمتك قلادة في عنقي لا يفكها الملوان.
(ق ل د) : (تَقْلِيدُ) الْهَدْي أَنْ يُعَلَّقَ بِعُنُقِ الْبَعِيرِ قِطْعَةُ نَعْلٍ أَوْ مَزَادَةٍ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ.
(قلد)
الشَّيْء قلدا لواه يُقَال قلد الحديدة رققها ولواها على شَيْء وَالْحَبل فتله وَالْمَاء فِي الْحَوْض وَنَحْوه جمعه فِيهِ والحمى فلَانا أَخَذته كل يَوْم وَالزَّرْع سقَاهُ
(قلد) - في حديث عبد الله بن عَمْرو: "أذَا أقمتَ قِلدَك من الماءِ فَاسْقِ الأَقْربَ فالأَقْربَ"
: أي إذَا سَقَيْتَ أَرضَك يوم وِرْدِها، كأنّه لازم لِوقْتِه لُزومَ ما يُقَلَّد
ق ل د: (الْقِلَادَةُ) الَّتِي فِي الْعُنُقِ وَ (قَلَّدَهُ فَتَقَلَّدَ) وَمِنْهُ (التَّقْلِيدُ) فِي الدِّينِ وَتَقْلِيدُ الْوُلَاةِ الْأَعْمَالَ. وَتَقْلِيدُ الْبَدَنَةِ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهَا شَيْءٌ لِيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ. وَ (تَقَلَّدَ) السَّيْفَ. وَ (الْإِقْلِيدُ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ الْمِفْتَاحُ. وَ (الْمِقْلَدُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ مِفْتَاحٌ كَالْمِنْجَلِ وَالْجَمْعُ (الْمَقَالِيدُ) . 
ق ل د : الْقِلَادَةُ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ قَلَائِدُ وَقَلَّدْتُ الْمَرْأَةَ تَقْلِيدًا جَعَلْتُ الْقِلَادَةَ فِي عُنُقِهَا وَمِنْهُ تَقْلِيدُ الْهَدْيِ وَهُوَ أَنْ يُعَلَّقَ بِعُنُقِ الْبَعِيرِ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ فَيَكُفَّ النَّاسُ عَنْهُ وَتَقْلِيدُ الْعَامِلِ
تَوْلِيَتُهُ كَأَنَّهُ جَعَلَ قِلَادَةً فِي عُنُقِهِ وَتَقَلَّدْتُ السَّيْفَ.

وَالْإِقْلِيدُ الْمِفْتَاحُ لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ وَقِيلَ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ بِالرُّومِيَّةِ إقْلِيدِسُ وَالْجَمْعُ أَقَالِيدُ وَالْمَقَالِيدُ الْخَزَائِنُ. 
[قلد] فيه: «قلدوا» الخيل ولا «تقلدوها» الأوتار، أي قلدوها طلب إعلاء الدين والدفاع عن المسلمين ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية ودخولها التي كانت بينكم، والأوتار جمع وتر - بالكسر، وهو الدم وطلب الثأر، يريد: اجعلوا ذلك لازمًا لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق، وقيل: أراد جمع وتر: القوس، أي لا تجعلوا في أعناقها الوتار فتختنق؛ لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فخنقها، وقيل: كانوا يعتقدون أنها عوذة لدفع العين والأذى فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضرًّا. ط: ومنه: قلدوا ولا تقلدوها الأوتار، أي علقوا بأعناقها ما شئتم إلا الأوتار، وهو جمع وتر: القوس أو الخيط - قولان. ن: أرى ذلك من العين - بضم همزة أي أظن أن النهي لمن فعله دفعًا لضرر العين، فلا بأس به للتزيين ونحوها. و «قلادة» من وتر أو «قلادة»، هو شك من الراوي هل قال: قلادة من وتر، أو قال: قلادة - فقط، هو بالرفع عطفًا على الأولى. ج: «قلدت» هديي، تقليد البدن أن يجعل في رقابها شيء كالقلادة من لحاء الشجرة أو غيره ليعلم أنها هدى. ط: والقلائد جمعه، وهو ما يعلق البدنة ناقة أو بقرة. نه: وفي ح: استسقاء عمر: «فقلدتنا» السماء «قلدًا» كل خمس عشرة ليلة، أي مطرتنا لوقت معلوم، من قلد الحمى وهو يوم نوبتها، والقلد: السقي، قلدت الزرع: سقيته. ومنه ح ابن عمر وقال لقيمه: إذا أقمت «قلدك» من الماء فاسق الأقرب فالأقرب، أي إذا سقيت أرضك يوم نوبتها فأعط من يليك. وفي ح قتل ابن أبي الحقيق: فقمت إلى «الأقاليد» فأخذتها، هي جمع إقليد: المفتاح. غ: «له «مقاليد» السموات» مفاتيحها أو خزائنها. و «يتقالدون» ويتفارطون بئرهم، يتناوبونها.
قلد
القَلْدُ: إدَارَتُكَ قُلْباً على قُلْبِ من الحُلِيِّ.
والبُرَةُ التي يُشَدُّ فيها زِمَامُ الناَقةِ يُقال لها: إقْلِيْدٌ.
وسِوَار مَقْلُودٌ: ذو قُلْبَيْنِ مَلْوِيّيْنِ. والإقْلِيْدُ: المِفْتَاحُ؛ بلُغَةِ اليَمَن.
والمِقْلادُ: الخِزَانَةُ، والجَمْعُ المَقَاليْدُ، وهو القِلْدُ أيضاً.
وأقْلَدَ البَحْرُ على الناس: أي ضَمَّ عليهم وأحْصَنَهم في جَوْفِه.
والقَلْدُ: جَمْعُ الشَيْءِ القَليل إلى القَليل حتّى يَجْتَمِعَ.
والمِقْلَدُ: الوِعَاءُ. والمِخْلاةُ. والمِكْيَالُ. والمِنْجَلُ. وما يَجْمَعُ فيه الأعْرَابُ بَقِيَّةَ الطعام.
وقَلَدْتُ الماءَ في الحَوْض والسِّقَاءِ أقْلِده قَلْداً: إذا صَبَبْتَه فيه.
والاقْتِلادُ: الغَرْفُ. والقِلادَةُ: ما جُعِلَ في العُنُق.
وتَقْلِيْدُ البَدَنَة: أنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِها عُرْوَةُ مَزَادَةٍ أو نَعْلٍ خَلَقٍ.
وتَقَلَّدْتُ السَّيْفَ والأمْرَ: إذا الْتَزَمْتَه. واقْلَوَّدَه النَّوْمُ: أثْقَلَه وغَلَبَه.
وسَقى إبِلَه قِلْداً: وهو السقْيُ كلَّ يَوْمٍ ش بمنزِلةِ الظّاهِرَة، وهُمْ يَتَقالَدُوْنَ الماءَ: أي يَتَناوَبُونَه، وجَمْعُه أقلادٌ.
وقَلَدَ الزَّرْعَ قَلْداً: وهو أنْ يَسْقِيَه وَقْتَ حاجَتِه.
وقَلَدَتْنا السَّماءُ: مَطَرَتْنا لوَقْتٍ.
والقِلْدُ من وِرْدِ الحُمّى: يَوْم تَأْتِيْه الرِّبْعُ، قَلَدَتْه الحُمّى تَقْلِده قَلْداً.
وأعْطَيْتُه قِلْدَ أمْري: أي فَوَّضْته إليه.
والقِلْدَةُ: ما يَبْقى في أصْل القِدْرِ من السَّمْنِ إذا طبخَ.
ويقولون: " صَرَّحَتْ بِقِلْدَانَ يا هذا " أي بِجِدٍّ.
والقَلُوْدُ: البِئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ.
وأقَمْتُ قِلْدي: أي سَقَيْتُ زَرْعي في وَقْتِ الحاجَةِ إليه.

قلد


قَلَدَ(n. ac. قَلْد)
a. [acc. & 'Ala], Twisted, wreathed, wound, rolled round.
b. Bent thin, rolled out (metal).
c. Seized, attacked (fever).
d. Put round (collar).
e. Watered, irrigated.
f. Twisted (rope).
g. [acc. & Fī], Collected, put in.
h. [Min], Drank of.
قَلَّدَa. Put a cord round (animal); put a necklace
on (woman).
b. Hung, put round; girded with (sword);
invested with (dignity); bestowed, conferred upon.
c. Imposed upon, obliged to do.
d. [pass.], Was satirized.
e. [ coll. ], Imitated, copied
aped, mimicked; mocked.
أَقْلَدَ
a. ['Ala], Submerged, drowned (sea).

تَقَلَّدَa. Put on a necklace.
b. Girded himself with (sword).
c. Was invested with (office).
d. Undertook, attempted (affair).

تَقَاْلَدَa. Came to the water alternately.

إِقْتَلَدَa. Was submerged, drowned.

قَلْدa. see N. P.
I
قَلْدَةa. see قَلَتَ
قَلْدَة
قِلْد
(pl.
قُلُوْد أَقْلَاْد)
a. Strand, twist.
b. (pl.
أَقْلَاْد), Day of an attack of fever.
c. Quartan fever.
d. Irrigation; water.
e. Portion of water.
f. Cup.
g. Management, direction.
h. Troop; caravan.

قِلْدَةa. Draught of water.
b. Dregs, sediment of clarified butter.

مِقْلَد
(pl.
مَقَاْلِدُ)
a. Key.
b. Hooked stick; crook; reaping-hook.
c. Fodder-bag.
d. Purse.

قِلَاْدa. Copper-wire twisted round a ring.

قِلَاْدَة
(pl.
قَلَاْئِدُ)
a. Necklace, collar; chaplet.
b. [art.], A certain asterism.
قَلِيْدa. Twisted.
b. Cord.

قِلِّيْدa. see 45 (a)
إِقْلِيْد
(pl.
أَقَاْلِيْدُ), G.
a. Key.
b. (pl.
أَقْلَاْد), Neck.
c. see 23
مِقْلَاْد
(pl.
مَقَاْلِيْدُ)
a. Repository, storeroom; treasury.
b. see 39 (a)
N. P.
قَلڤدَa. Twisted ( rope; bracelet ).
N. P.
قَلَّدَa. Shoulder-belt, baldric.
b. Chief.

N. Ac.
قَلَّدَ
(pl.
تَقَاْلِيْد
&
a. تَقْلِيْدَات ), Investiture.
b. Imitation; mimicry; apery.

N. Ac.
أَقْلَدَa. see 39 (a)
أَقْلِيْد مِقْلِيْد
a. see 39 (a)
التَّقْلِيْدَات
a. [ coll. ], Oral traditions.

قَلَائِد الشِّعْر
مُقَلَّدَات الشِّعْر
a. Poems that endure for ever.

أَلْقَى إِلَيْهِ مَقَالِيْد
الأُمُوْر
a. He confided to him the management of affairs.

ضَاقَتْ مَقَالِدُهُ
ضَاقَتْ مَقَالِيْدُهُ
a. He is in trouble, in straits.

لَمْ يُقَلِّد أَحْدًا
a. He listens to no one.

قَلَذ
a. Tick (insect).
قلد
تقلَّدَ يتقلّد، تقلُّدًا، فهو مُتقلِّد، والمفعول مُتقلَّد
• تقلَّدتِ المرأةُ القِلادةَ: لبستها "تقلَّد السَّيفَ: احتمله ووضع نجادَه على منكبه".
• تقلَّد القضاءَ: تولاَّه "تقلَّد الوزارةَ/ إدارةَ الأمور". 

قلَّدَ يقلِّد، تقلِيدًا، فهو مقلِّد، والمفعول مقلَّد
• قلَّد فلانًا: اتَّبعه فيما يقول أو يفعل من غير تأمّل ولا دليل، حاكاه واقتدى به "قلَّد القردُ الإنسانَ- التقليد طبيعة البشر".
• قلَّد إمضاءَ المدير: زوَّره، زيَّفه.
• قلَّد فلانًا نعمةً: أعطاه عطيَّة أو أسدى إليه معروفًا.
• قلَّده المنْصِبَ: أسنده إليه، فوَّضه إليه، ولاَّه "قلَّده الوزارةَ/ مفاتيحَ الأمور".
• قلَّده قلادةً: وضعها في عنقه "قلَّده الرئيسُ وشاحَ النِّيل- تم تقليده وسامَ الاستحقاق". 

تقليد [مفرد]: ج تقاليدُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قلَّدَ.
2 - تزييف، نقل قطعة فنيَّة أو لوحة عن الأصل "تقليد مصاغ".
3 - عادة متوارثة يقلّد فيها الخلفُ السّلفَ "تقاليد شعبيَّة- بعض التقاليد يمحوها التطوُّر".
• تقليد حرفيّ/ تقليد أعمى: محاكاة نصّ قديم والاحتذاء به بدون أي ابتكار "هذه المأساة تقليد حَرْفي لمأساة قديمة".
• تقليد إيمائيّ: فن تقليد الصوت والحركة. 

تقليديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تقليد: تقاليد "تصويت تقليديّ" ° تقليديًّا: بموجب التقليد، جريًا على العادة- رَجُل تقليديّ: متمسِّك بالقديم- غير تقليديّ: لا يتقيّد بعُرف أو عادة (خارج عن المعتاد). 

تقليديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تقليد: "عبارات/ أسلحة/ صناعات تقليديّة".
2 - مصدر صناعيّ من تقليد.
3 - نزعة ترمي إلى الاستمساك بالماضي ومعارضة التطوّر والتجديد. 

قِلادة [مفرد]: ج قلادات وقلائِدُ:
1 - ما يُوضَع في العنق من حُليٍّ ونحوه "قلادة امرأة- {وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ} ".
2 - وسامٌ يُوضَع في العنق أو على الصَّدر تقديرًا لصاحبه "قلَّد رئيسُ الدَّولة البطلَ قلادةَ الشَّرف".
• قلائِدُ الشِّعر: الأبيات التي لا تزال محفوظة باقية لا تُنسى لنفاستها. 

مَقاليد [جمع]: مف مِقْلاد: مفاتيح "سُلِّمت إليه مقاليدُ الحُكم/ الأمور: أصبح حاكمًا أو رئيسًا- {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}: والمراد: مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما" ° ألقى إليه مقاليدَ الأمور: فوَّضها إليه. 
الْقَاف وَاللَّام وَالدَّال

قلد المَاء فِي الْحَوْض، وَاللَّبن فِي السقاء، وَالسمن فِي النحى، يقلده قلدا: جمعه فِيهِ.

وَكَذَلِكَ: قلد الشَّرَاب فِي بَطْنه.

وأقلد الْبَحْر على خلق كثير: ضم عَلَيْهِم، وجعلهم فِي جَوْفه، قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت:

تسبحه النينان وَالْبَحْر زاخر ... وَمَا ضم من شَيْء وَمَا هُوَ مقلد

وَرجل مقلد: مجمع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

جاني جَراد فِي وعَاء مُقَلدًا

والمقلد: عَصا فِي رَأسهَا اعوجاج، يُقَلّد بهَا الْكلأ كَمَا يُقَلّد القت.

والمقلد: المنجل، قَالَ الْأَعْشَى: لَدَى ابْن يزِيد أَو لَدَى ابْن معرف ... يقت لَهَا طوراً وطوراً بمقلد

وقلد الْقلب على الْقلب يقلده قلدا: ألواه، وَكَذَلِكَ الحديدة إِذا رققها ولواها.

والإقليد: الْمِفْتَاح، يَمَانِية، وَقَالَ اللحياني: هُوَ الْمِفْتَاح فَلم يعزها إِلَى الْيمن، وَقَالَ تبع حِين حج الْبَيْت:

وأقمنا بهَا من الدَّهْر سبتاً ... وَجَعَلنَا لنا بِهِ إقليدا

سبتا: دهراً. ويروى: سِتا: أَي سِتّ سِنِين.

والمقلد، والمقلاد: كالإقليد.

والمقلاد: الخزانة.

وَقَوله تَعَالَى: (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) يجوز أَن تكون المفاتيح، وَأَن تكون الخزائن. وَقَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ: أَن كل شَيْء من السَّمَوَات وَالْأَرْض فَالله خالقه وفاتح بَابه.

قَالَ الْأَصْمَعِي: المقاليد، لَا وَاحِد لَهَا.

وقلد الْجَبَل يقلده قلداً: فتله.

وكل قُوَّة انطوت من الْحَبل على قُوَّة: فَهُوَ قلد، وَالْجمع: اقلاد، وقلود، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

وحبل مقلود، وقليد.

والقليد: الشريط، عبدية.

والقلادة: مَا جعل فِي الْعُنُق للْإنْسَان، وَالْفرس، وَالْكَلب، والبدنة الَّتِي تهدى وَنَحْوهَا.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قيل لأعرابي: مَا تَقول فِي نسَاء بني فلَان؟ قَالَ: قلائد الْخَيل، أَي: هن كرائم، وَلَا يُقَلّد من الْخَيل إِلَّا سَابق كريم. فَأَما قَوْله:

ليلى قضيب تَحْتَهُ كثيب ... وَفِي القلاد رشأ ربيب فإمَّا أَن يكون جعل قلاداً من الْجمع الَّذِي لَا يُفَارق واحده إِلَّا بِالْهَاءِ. كتمرة وتمر، وَإِمَّا أَن يكون جمع فعالة على فعال، كدجاجة ودجاج فَإِذا كَانَ ذَلِك، فالكسرة الَّتِي فِي الْجمع غير الكسرة الَّتِي فِي الْوَاحِد، وَالْألف غير الْألف.

وَقد قَلّدهُ قلادة، وتقلدها.

وتقليد الْبدن: أَن يَجْعَل فِي عُنُقهَا شعار يعلم بهَا أَنَّهَا هدى. قَالَ الفرزدق:

حَلَفت بِرَبّ مَكَّة والمصلى ... وأعناق الْهدى مقلدات

وقلده الْأَمر: ألزمهُ إِيَّاه: وَهُوَ مثل بذلك.

وتقلد الْأَمر: احتمله.

وَكَذَلِكَ: تقلد السَّيْف.

والمقلد: مَوضِع القلادة.

ومقلدات الشّعْر: الْبَوَاقِي على الدَّهْر.

والإقليد: الْعُنُق. وَالْجمع: أقلاد، نَادِر.

وناقة قلداء: طَوِيلَة الْعُنُق.

والقلدة: ثفل السّمن.

والقلدة: التَّمْر والسويق يخلص بِهِ السّمن.

والقلد من الْحمى: يَوْم إتْيَان الرّبع. وَقيل: هُوَ وَقت الْحمى الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يكَاد يخطيء. وَالْجمع: اقلاد.

والقلد: الْحَظ من المَاء.

والقلد: سقِِي السَّمَاء، وَقد قلدتنا.

والقلد: الرّفْقَة من الْقَوْم، وَهِي الْجَمَاعَة مِنْهُم.

والقلد: قضيب الدَّابَّة.

والقلد: الطَّاعَة.

وَبَنُو مقلد: بطن.

وصرحت بقلندان: أَي يجد، عَن اللحياني. وقلودية: من بِلَاد الجزيرة.
قلد: قلد (بالتشديد). قلد فلانا الأمر: ولاه الحكم وفوضه إليه. ففي حيان- بسام (3: 66 ق): قلدوه رياستهم. وفي (1: 157 و) منه: اجتمع الملأ من أهل قرطبة على تقليد أمرهم للشيخ أبي الحزم بن جهور. وفيه (3: 140 و): قلد هذا الأمر في سن الشيخوخة. وفي بدرون (ص33):
فقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
وفي حيان (ص 77 ق): وابن حفصون قلده الغارة بمن ضمهم إليه من المفسدين في الأرض على أهل الطاعة.
ويقال أيضا: قلد إليه. ففي أماري (ص453): قلدوا الأمر إلى زيادة الله، كما يقال: قلده بالأمر كقولهم: قلد أحدا بالأمر والنهي (بوشر).
قلده: حاكاه (باربيبه) وحذا حذوه. (المقدمة 2: 10، 12، 15، 109، 262، 369). وفي تاريخ تونس (ص 91): والمسلمون المغاربة الذين اخرجوا من الأندلس جاءوا إلى تونس والتونسيون تعلموا حرفهم وقلدوا ترفهم.
قلد: زور: زيف، وتشبه به وحاكاه ساخرا منه، (بوشر).
قلده: اتبعه فيما يقول، وتبنى رأيه. وبهذا المعنى فسر فوك الفعل قلد. ومن هذا: المقلدون لهم أي اتباعهم وشيعتهم. (المقدمة 2: 167).
التقليد: اتباع رأي النحلة والملة من غير حجة ولا دليل، وكونه من نحلته ومذهبه ففي المقري (1: 499): توفي بعد امتحان من منصور بني عبد المؤمن سنة 596 وذلك إنه وشيء به للمنصور أيام عزم على ترك التقليد والعمل بالحديث. وفيه (2: 72): وتولع بالعلم حتى نفى التقليد وحرق كتب المذاهب.
وانظر كتاب عبد الواحد (ص203). المقدمة (3: 402): يا من يلمني لما نقلد أي يا من يلومني على الرأي الذي اتبعته.
ويقال أيضا: قلد به. ففي رياض النفوس (ص64 ق): وكان هذا في أول أمره مالكيا ثم نزع عن ذلك. وصار إلى مذهب الشافعي من غير تقليدا (تقليد) به بل كان كثيرا ما يخالفه.
قلد: اعتاد عمل شيء. ففي رياض النفوس (ص83 ق): وكان هذا رجلا محترما جدا فتدله بشاب كان يصحبه وولع به وعشقه فلما افتضح أمره واستنكر الناس فعله قال بعض الشيوخ: عجبا للناس قد ولعوا بفلان لما اقترف بفعل كذا وكذا وفي الناس من يقلد أمثال ذلك وما أحد يذكره بشيء من ذلك.
قلده، وقلد به: اعتبره مسؤولا عن شيء ما وألقى عليه تبعة الخطأ والعار. (الجريدة الآسيوية 1869، 2: 200) حيث ذكرت أمثلة على ذلك.
وهذا أيضا مشتق من قلادة (وهو ما يعلق في العنق) كما يتضح ذلك من عبارة رياض النفوس (ص 102 و): وقد اشترى أبو سعيد خادم أبي إسحاق قثاء لسيده، غير إنه قال إنه شيء فيه شبهة: وقلت والله لأخبرنه ولا تقلدت ذلك وذلك إنه قلدني في ذلك وأنا المطلوب والرجل الذي قلدته أنا ذلك لم يفسر لي من أين هو ولا من أملاك من هو ولا يبين لي كيفية صحة الملك فيه. ثم قال لسيده: ألقيت في عنقي قلادة وكلفني حملا ثقيلا.
قلد الأسلحة: سلح اتباعه. ففي الحلل (ص53 و): وأثر الجند لم تنل عنده الحظوة إلا بالغناء والنجدة فحمل على الخيل وقلد الأسلحة وأوسع الأرزاق.
قلده بسيف: سلحه. وقلده بالسيف: منطقه به وجعل السيف نطاقا له. (بوشر، ألف ليلة 2: 322، 3: 216، برسل 11: 142).
قلد المركب: أقلع بالمركب ففي الأخبار (ص 75): فقلدوا مركبهم ومضوا حتى حلوا المنكب.
قلد السختيان: جعل جلود العجل تبدو وكأنها السختيان. (بوشر).
تقلد. تقلد الأمر: تولى الملك. ففي النويري (الأندلس ص450): وفي ولاية الحكم الأول أراد الساخطون عليه أن يولوا على العرش عمه. حضر عنده القوم يستعملون منه هل يتقلد أمرهم أم لا.
ويقال كذلك: تقلد الوزارة وتقلد الحجابة وغير ذلك. أي تولى منصب الوزير والحاجب. (عبد الواحد ص27). وفي بسام (2: 76و): وكان على عهد المعتمد قد تقلد وزارة ابنه يزيد.
وفي حيان - بسام (1: 114 ق): تقلد خطة قام بخدمة أو بمنصب أل.
تقلد جيشا: تولى قيادة الجيش (عباد 2: 87).
تقلد المدينة: تولى منصب صاحب المدينة. ففي حيان- بسام (1: 10 ق)؛ أحمد بن بسيل متقلد المدينة.
تقلد: حوكي. ففي معجم بوشر: لا يتقلد أي لا يحاكى.
تقلد: اعتنق دينا ومذهبا ورأيا. ففي ويجرز (ص 46):
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ... رأيا ولم نتقلد غيره دينا
وفي حيان- بسام (1: 72و): راكبا رأسه في الخطأ البين إذا تقلده أو نشب فيه يجادل عليه ولا يصرفه صارف عنه.
تقلده أو تقلد: كان مسؤولا عنه، وتكفل به.
ففي كتاب محمد بن الحارث (ص247): وقد سأل أهالي اسيجه الأمير أن يولى لهم قاضيا فأرسل الأمير طلبهم إلى قاضي الجماعة محمد بن بشير يسأله أن يرشده إلى من يصلح لمنصب القضاء، ولما قرأ محمد بن بشير كتاب الأمير اقرأه ابنه سعيدا ثم قال له أنت تعرف جميع من يختلف إلينا من الناس فما ترى أن يشير (نشير) به على الأمير فقال له لست اعرف ولا أتقلد أحدا من الناس فقال له محمد بن بشير ما ترى في المؤدب الزاهد الذي يختلف إلينا من شقندة فقال هو امثل من يختلف إليك غير أني لست أشير به ولا أتقلده فقال أبوه فأنا أتقلده وأشير به (انظر رياض النفوس في مادة قلد). وفي رياض النفوس (ص95 و): قال والي برقة للقاضي إن غدا العيد فقال القاضي إن رأى (رئي) الهلال الليلة كان ما قلت وإن لم يري (ير) لم اخرج لأنه لا يمكن أن أنظر الناس يوما من رمضان وأتقلد ذنوب الخلق. وفي طرائف فريتاج (ص137): التقلد للدماء أي مسؤولية الدماء المسفوكة وتبعتها.
ولا يقال تقلد سيفا فقط بل تقلد بسيف أيضا. أي احتمله ووضع نجاده على منكبه. 0بوشر، كوسج طرائف ص108، ألف ليلة 1: 43، 47، 2: 76، 3: 91، 231، 274).
ويقال: تقلد رمحا بتقدير فعل محذوف أي تسلح برمح، كما في قول الشاعر: يا ليت زوجك قد غدا- متقلدا سيفا ورمحا. (محيط المحيط).
ويقال أيضا: تقلد برمح. (كوسج طرائف ص80). كما يقال: تقلد فوطة وبفوطة أي تحزم بفوطة وتمنطق بها. (ابن بطوطة المخطوطة من 246 ق وفي المطبوع 2: 147).
تقلد طبلا: علق طبلا في عنقه (ابن بطوطة 4: 412).
تقلد: استعملت بصورة غريبة في عبارة المقري (2: 438): فحين مقلني. تقلدني إليه واعتقلني، وملنا إلى روضة الخ. ويظهر أن معناها حين رآني أمسك بي وأخذني.
قلادة: ما يجعل في العنق من حلي ونحوه، وقد وصفها لين في (عادات 2: 2: 407).
قلادة: رباط من نسيج في عنق البعير. (ابن بطوطة 382). ورباط نسيج في عنق الفرس. (روجرز ص69).
قلادة في عنقه: تقال مجازا بمعنى خزي وعار دائم (الحماسة ص127).
قلادة في عنقه: مسؤولية وتبعة أيضا. (انظر رياض النفوس في مادة قلد).
فلادة الشام أو قلائد الشام: بلح منظوم في خيط، وغالبا ما تعلق هذه القلائد في أعناق الأطفال. (بركهارت بلاد العرب 2: 214، برتون 1: 385).
تقليد: انظرها في مادة قلد.
تقليد: محاكاة، وتزييف. (بوشر).
تقليد خط: تزييف الخط بمحاكاة خط آخر (بوشر).
أسير التقليد: مقلد، محاك. وأثر أدبي أو فني يحاكي فيه صاحبه أسلوب اثر سابق. ولحن موسيقي مؤلف من مختارات لعدد من الموسيقيين. (بوشر).
تقليد: دور المثل وما يقوم به من محاكاة الشخصية التي يمثلها. (بوشر).
لعب تقليد: ملهاة، تمثيلية هزلية. (بوشر).
تقليد، والجمع تقاليد: عقيدة (بوشر).
تقليد: عند النصارى واليهود ما تسلموه وتداولوه خلفا عن سلف جيلا بعد جيل من العقائد وشعائر الديانة مشافهة مما لم يدون في كتبهم المنزلة. والجمع تقاليد وتقليدات. (محيط المحيط).
تقليد: فسرت بظهير القضاء أي وثيقة بتعيين قاض. (ابن بطوطة 1: 35) وكذلك في محيط المحيط.
تقليدي: قائم على التقليد والمحاكاة أو متصف به. (بوشر).
تقليدي: عند النصارى واليهود = صاحب التقليد. (محيط المحيط).
مقلد: انظر مقلاد.
مقلد: فقيه لم يصل إلى رتبة الاجتهاد في المسائل. فإن دن برج (ص9 رقم 3).
مقلد: مهرج، مضحك. (هلو).
مقلاد: أساء رايسكه شرح الجملة: ألقى (رمى) إليه مقاليد (بمقاليد) الأمور .. وما ذكرته في عياد (1: 294 رقم 209) صحيح بعض الصحة لأن كلمة مقاليد تعني في هذه الجملة معناها المألوف وهو مفاتيح. وكان علي أن لا أفكر بمفاتيح أبواب مدينة. وقول صاحب محيط المحيط: وألقى إليه مقاليد الأمور أي مفاتيحها يعني فوضها إليه يدل على أن هذا أسلوب مجازي في الكلام كأن شؤون الدولة تماثل الأشياء التي أغلق عليها بالمفتاح وأقفل عليها. ونجد في للكامل (ص437) البيت:
فتى لو يباري الشمس ألقت قناعها ... أو القمر الساري لألقى المقالدا

قلد: قَلَد الماءَ في الحَوْضِ واللبن في السقاء والسمْنَ في النِّحْي

يَقْلِدهُ قَلْداً: جمعه فيه؛ وكذلك قَلَد الشرابَ في بَطْنِه. والقَلْدُ:

جمع الماء في الشيء. يقال: قَلَدْتُ أَقْلِدُ قَلْداً أَي جمعت ماء إِلى

ماء. أَبو عمرو: هم يَتَقالَدون الماء ويتَفَارطُون ويَتَرَقَّطون

ويَتَهاجَرون ويتفارَصُونَ وكذلك يَترافَصُون أَي يتناوبون. وفي حديث عبد الله

بن عمرو: أَنه قال لِقَيِّمِه على الوهط: إِذا أَقَمْتَ قَِلْدَكَ من

الماء فاسقِ الأَقْرَبَ فالأَقرب؛ أَراد بِقِلْدِه يوم سَقْيِه ماله أَي

إِذا سقيت أَرْضَك فأَعْطِ من يليك. ابن الأَعرابي: قَلَدْتُ اللبن في

السقاء وقَرَيْتُه: جمعته فيه. أَبو زيد: قَلَدْتُ الماء في الحوض وقَلَدْت

اللبن في السقاء أَقْلِدُه قَلْداً إِذا قَدَحًْتَ بقدَحِكَ من الماء ثم

صَبَبْتَه في الحوض أَو في السقاء. وقَلَدَ من الشراب في جوفه إِذا شرب.

وأَقْلَدَ البحرُ على خلق كثير: ضمّ عليهم أَي غَرَّقهم، كأَنه أُغْلِقَ

عليهم وجعلهم في جوفه؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

تُسَبِّحُه النِّينانُ والبَحْرُ زاخِراً،

وما ضَمَّ مِنْ شيَءٍ، وما هُوَ مُقْلِدُ

ورجل مِقْلَدٌ: مَجْمَعٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

جاني جَرادٍ في وعاء مِقْلَدَا

والمِقْلَدُ: عَصاً في رأْسها اعْوِجاجٌ يُقْلَدُ بها الكلأُ كما

يُقْتَلَدُ القَتُّ إِذا جُعِلَ حبالاً أَي يُفْتَلُ، والجمع المَقالِيدُ.

والمِقْلَدُ: المنْجَلُ يقطع به القتُّ؛ قال الأَعشى:

لَدَى ابنِ يزيدٍ أَو لَدَى ابن مُعَرِّفٍ،

يَقُتُّ لها طَوْراً، وطَوْراً بمِقْلَدِ

والمِقْلَدُ: مِفتاح كالمِنْجَلِ، وقيل: الإِقْليدُ مُعَرَّبٌ وأَصله

كِلِيذ. أَبو الهيثم: الإِقْلِيدُ المِفْتاحُ وهو المِقْلِيدُ. وفي حديث

قَتْلِ ابن أَبي الحُقَيْق: فقمت إِلى الأَقالِيدِ فأَخذْتُها؛ هي جمع

إِقْلِيد وهي المفاتِيحُ. ابن الأَعرابي: يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ: قد

قُلِّدَ حَبلَه فلا يُلْتَفَتِ إِلى رأْيه.

والقَلْدُ: دارَتُك قُلْباً على قُلْبٍ من الحُليِّ وكذلك لَيُّ

الحَديدةِ الدقيقة على مثلها. وقَلَدَ القُلْبَ على القُلْبِ يَقْلِدُه قَلْداً:

لواه وذلك الجَرِيدة إِذا رَقَّقَها ولواها على شيء. وكل ما لُوِيَ على

شيءٍ، فقد قُلِدَ. وسِوارٌ مَقْلودٌ، وهو ذو قُلْبَينِ مَلْوِيَّيْنِ.

والقَلْدُ: لَيُّ الشيءِ على الشيء؛ وسوارٌ مَقْلُودٌ وقَلْدٌ: مَلْوِيٌّ.

والقَلْدُ: السِّوارُ المَفْتُولُ من فضة. والإِقْلِيدُ: بُرَة الناقة

يُلْوَى طرفاها. والبرَةُ التي يُشَدُّ فيها زمام الناقة لها إِقليد، وهو

طَرَفها يُثْنى على طرفها الآخر ويُلْوَى لَياً حتى يَسْتَمْسِك.

والإِقْلِيدُ: المِفتاحُ، يمانية؛ وقال اللحياني: هو المفتاح ولم يعزها

إِلى اليمن؛ وقال تبَّعٌ حين حج البيت:

وأَقَمْنا به من الدَّهْر سَبْتاً،

وجَعَلْنا لِبابِهِ إِقْلِيدَا

سَبْتاً: دَهْراً ويروى ستاً أَي ست سنين. والمِقْلدُ والإِقْلادُ:

كالإِقْلِيدِ. والمِقْلادُ: الخِزانةُ. والمَقالِيدُ: الخَزائِنُ؛ وقَلَّدَ

فلانٌ فلاناً عَمَلاَ تَقْلِيداً. وقوله تعالى: له مقاليد السموات

والأَرض؛ يجوز أَن تكون المَفاتيحَ ومعناه له مفاتيح السموات والأَرض، ويجوز أَن

تكون الخزائن؛ قال الزجاج: معناه أَن كل شيء من السموات والأَرضِ فالله

خالقه وفاتح بابه؛ قال الأَصمعي: المقالِيدُ لا واحدَ لها. وقَلَدَ

الحبْلَ يَقْلِدُه قَلْداً: فَتلَه. وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحبْلِ على

قوّة، فهو قَلْدٌ، والجمع أَقْلادٌ وقُلُودٌ؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو

حنيفة. وحَبْلٌ مَقْلُودٌ وقَلِيدٌ. والقَلِيدُ: الشَّريطُ، عَبْدِيَّة.

والإِقْلِيدُ: شَرِيطٌ يُشَدُّ به رأْس الجُلَّة. والإِقْلِيدُ: شيء

يطول مثل الخيط من الصُّفْر يُقْلَدُ على البُرَة وخَرْقِ القُرْط

(* قوله

«وخرق القرط» هو بالراء في الأَصل وفي القاموس وخوق بالواو، قال شارحه أي

حلقته وشنفه، وفي بعض النسخ بالراء.) ، وبعضهم يقول له القلاد يُقْلَدُ

أَي يُقَوّى.

والقِلادَة: ما جُعِل في العُنُق يكون للإِنسان والفرسِ والكلبِ

والبَدَنَةِ التي تُهْدَى ونحوِها؛ وقَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هي. قال

ابن الأَعرابي: قيل لأَعرابي: ما تقول في نساء بني فلان؟ قال: قلائِدُ

الخيل أَي هنَّ كِرامٌ ولا يُقَلَّدُ من الخيل بلا سابق كريم. وفي الحديث:

قَلِّدُوا الخيلَ ولا تُقَلِّدُوها الأَوتارَ أَي قَلِّدُوها طلبَ أَعداء

الدين والدفاعَ عن المسلمين، ولا تُقَلِّدُوها طلب أَوتارِ الجاهلية

وذُحُولها التي كانت بينكم، والأَوتار: جمع وِتر، بالكسر، وهو الدم وطلب

الثأْر، يريد اجعلوا ذلك لازماً لها في أَعناقها لُزومَ القلائد لِلأَعْناقِ؛

وقيل: أَراد بالأَوتار جمع وَتَرِ القَوْس أَي لا تجعلوا في أَعناقها

الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الخيل ربما رعت الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ

ببعض شُعَبِها فَخَنَقَتْها؛ وقيل إِنما نهاهم عنها لأَنهم كانوا يعتقدون

أَن تقليد الخيل بالأَوتار يدفع عنها العين والأَذى فيكون كالعُوذةِ لها،

فنهاهم وأَعلمهم أَنها لا تدفع ضَرَراً ولا تَصْرِفُ حَذراً؛ قال ابن

سيده: وأَما قول الشاعر:

لَيْلى قَضِيبٌ تحتَه كَثِيبُ،

وفي القِلادِ رَشَأٌ رَبِيبُ

فإِما أَن يكون جَعَلَ قِلاداً من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا

بالهاء كتمرة وتمر، وإِما أَن يكون جمع فِعالَةً على فِعالٍ كَدِجاجَةٍ

ودِجاجٍ، فإِذا كان ذلك فالكسرة التي في الجمع غير الكسرة التي في الواحد،

والأَلف غير الأَلف. وقد قَلَّدَه قِلاداً وتَقَلَّدَها؛ ومنه التقلِيدُ في

الدين وتقليدُ الوُلاةِ الأَعمالَ، وتقليدُ البُدْنِ: أَن يُجْعَلَ في

عُنُقِها شِعارٌ يُعْلَمُ به أَنها هَدْي؛ قال الفرزدق:

حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ والمُصَلَّى،

وأَعْناقِ الهَديِّ مُقلَّداتِ

وقَلَّدَه الأَمرَ: أَلزَمه إِياه، وهو مَثَلٌ بذلك. التهذيب: وتقلِيدُ

البدَنَةِ أَن يُجْعَلَ في عنقها عُرْوةُ مَزادة أَو خَلَقُ نَعْل

فيُعْلم أَنها هدي؛ قال الله تعالى: ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ؛ قال الزجاج:

كانوا يُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شجر الحرم ويعتصمون بذلك من أَعدائهم،

وكان المشركون يفعلون ذلك، فأُمِرَ المسلمون بأَن لا يُحِلُّوا هذه

الأَشياء التي يتقرب بها المشركون إِلى الله ثم نسخ ذلك ما ذكر في الآية

بقوله تعالى: اقتلوا المشركين.

وتَقَلَّدَ الأَمرَ: احتمله، وكذلك تَقَلَّدَ السَّيْفَ؛ وقوله:

يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحَا

أَي وحاملاً رُمْحاً؛ قال: وهذا كقول الآخر:

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِدَا

أَي وسقيتها ماء بارداً.

ومُقَلَّدُ الرجل: موضع نِجاد السيف على مَنْكِبَيْه. والمُقَلَّدُ من

الخيل: السابِقُ يُقَلَّدُ شيئاً ليعرف أَنه قد سبق. والمُقَلَّدُ: موضع.

ومُقَلَّداتُ الشِّعْرِ: البَواقِي على الدَّهْرِ.

والإِقْلِيدُ: العُنُقُ، والجمع أَقْلاد، نادِر.

وناقة قَلْداءُ: طويلة العُنُق.

والقِلْدَة: القِشْدة وهي ثُفْلُ السمن وهي الكُدادَةُ. والقِلْدَةُ:

التمر والسوِيقُ يُخَلَّصُ به السمن. والقِلْدُ، بالكسر، من الحُمَّى: يومُ

إِتْيانِ الرِّبْع، وقيل: هو وقت الحُمَّى المعروفُ الذي لا يكاد

يُخْطِئُ، والجمع أَقلاد؛ ومنه سميت قَوافِلُ جُدَّة قِلْداً. ويقال: قَلَدتْه

الحُمَّى أَخَذَته كل يوم تَقْلِدُه قَلْداً.

الأَصمعي: القِلْدُ المَحْمومُ يومَ تأْتيه الرِّبْع. والقِلْدُ:

الحَظُّ من الماء. والقِلْدُ: سَقْيُ السماء. وقد قَلَدَتْنا وسقتنا السماء

قَلْداً في كل أُسْبوع أَي مَطَرَتْنا لوقت. وفي حديث عمر: أَنه استسقى قال:

فَقَلَدَتْنا السماء قَلْداً كل خمس عشْرةَ ليلة أَي مَطَرَتْنا لوقت

معلوم، مأْخوذ من قِلْدِ الحُمَّى وهو يومُ نَوْبَتِها. والقَِلْدُ:

السَّقْيُ. يقال: قَلَدْتُ الزرعَ إِذا سَقَيْتَه. قال الأَزهري: فالقَلْدُ

المصدر، والقِلْدُ الاسم، والقِلْدُ يومُ السَّقْيِ، وما بين القِلْدَيْنِ

ظِمْءٌ، وكذلك القِلْد يومُ وِرْدِ الحُمَّى. الفراء: يقال سقَى إِبِلَهُ

قلْداً وهو السقي كل يوم بمنزلة الظاهرة. ويقال: كيف قَلْد نخل بني فلان؟

فيقال: تَشْرَبُ في كل عشْرٍ مرة. ويقال: اقْلَوَّدَه النعاسُ إِذا غشيه

وغَلبه؛ قال الراجز:

والقومُ صَرْعَى مِن كَرًى مُقْلَوِّد

والقِلد: الرُّفْقَة من القوم وهي الجماعة منهم. وصَرَّحَتْ بِقِلندان

أَي بِجِدٍّ؛ عن اللحياني.

قال: وقُلُودِيَّةُ

(* وقوله «وقلودية» كذا ضبط بالأصل وفي معجم ياقوت

بفتحتين فسكون وياء مخففة.) من بلاد الجزيرة. الأَزهري: قال ابن

الأَعرابي: هي الخُنْعُبَةُ والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ

والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والحَِثْرَمِة والعَرْتَمَةُ؛ قال الليث:

الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيال الوَتَرة.

قلد

1 قَلَدَ, (aor.

قَلِدَ, inf. n. قَلْدٌ, L.) He twisted, wound, or wreathed, a thing (or anything, L,) upon (على) another thing; (L, K;) as a قُلْب (the ornament so called) upon another قُلْب. (L.) b2: [Hence,] aor. and inf. n. as above (S, L) He twisted a rope. (S, L, K.) قُلِدَ حَبْلُهُ (tropical:) His rope was twisted: said of an old man who has become weak in judgment by reason of age, and whose opinion is not regarded. (IAar, L.) b3: [Hence, also,] He made a piece of iron slender, and twisted, wound, or wreathed, it (K) upon a similar piece, (TA,) or upon another thing. (K.) b4: قَلَدَتْهُ الحُمَّى, (aor.

قَلِدَ, inf. n. قَلْدٌ, L,) (assumed tropical:) The fever seized him every day. (L, K.) See قِلْدٌ.

A2: قَلَدَ, (aor.

قَلِدَ, inf. n. قَلْدٌ, L,) He irrigated growing corn. (L, K.) A3: قَلَدَ, aor. ـِ (inf. n. قَلْدٌ, L,) He collected water in a tank or cistern, (L, K,) and milk in a skin, (IAar, L, K,) ladling each out with a bowl, and pouring it into the tank or the skin, (Az,) and clarified butter in a skin, (L,) and beverage, or wine, in his belly. (L, K.) See also قرد. b2: قَلَدَ مِنَ الشَّرَاب فِى جَوْفِهِ He drank of the beverage, or wine. (IKtt.) 2 قَلَّدَهَا, inf. n. تَقْلِيدٌ; (S;) and قلّدها قِلَادَةً; (Msb, K;) He put a قلادة [or necklace] upon her (a woman's, S, Msb) neck; (S, * K;) attired her therewith. (Msb.) [And so,] قَلَدْتُهُ السَّيْفَ, I hung upon him the sword, putting its suspensory belt or cord upon his neck or shoulder. (A.) [And] قلّد البَدَنَةَ, inf. n. تَقْلِيدٌ, He hung upon the neck of the camel or cow or bull brought as an offering to Mekkeh for sacrifice something to show that it was such an offering; (T, S, A, L, K, &c.;) namely, an old worn-out sandal, (JK,) or a piece of a skin, (Msb,) or of a sandal, (T, Mgh,) or of a مِزَادَة, (Mgh,) or the loop of a مزادة. (T.) The pagan Arabs used also to hang upon the necks of their camels pieces of the bark (لِسحَآء) of the trees of the sacred territory of Mekkeh, as a means of protection against their enemies. (Zj, on verse 2 of ch. v. of the Kur.) b2: Hence, تَقْلِيدُ الوُلَاةِ الأَعْمَالَ (tropical:) [The investing of prefects, or the like, with offices of administration]. (S, L, K.) You say, قلّدهُ عَمَلًا (tropical:) [He invested him with an office of administration]. (A, L.) قَلّدهُ نِعَمَهُ (tropical:) [He conferred upon him permanent badges of his favours]. (A.) [See قِلَادَةٌ: and see also طَوْقٌ and طوّق.] b3: Hence, also, التَّقْلِيدُ فِى الدِّينِ (tropical:) [The investing with authority in matters of religion]: (S, L:) التقليد means a man's following another in that which he says or does, firmly believing him to be right therein, without regard or consideration of the proof, or evidence; as though the former made the saying or deed of the other a قِلَادَة upon his neck. (KT.) A2: قلّدهُ الأَمْرَ (tropical:) He obliged him, or constrained him, to do the thing, or affair; he imposed upon him the thing, or affair. (L.) A3: قُلِّدَ فُلَانٌ قِلَادَةَ سَوْءٍ (tropical:) Such a one was satirized with that which left upon him a lasting stigma. (A.) 4 اقلد البَحْرُ عَلَيْهِمْ (tropical:) The sea drowned them. (K.) اقلد البحر على خَلْقٍ كَثِيرٍ (tropical:) The sea drowned a great number of people; as though it closed upon them: (S, L:) or, closed upon them, and covered them, when they were drowned therein. (A.) 5 تقلّد, (K,) and تقلّدت, (S,) and تقلّد قِلَادَةً, (L,) and تقلّدتها, (Msb,) He put on his neck, or attired himself with, a قلادة [or necklace], and she did the same. (S, L, Msb, K.) b2: تقلّد السَّيْفَ (S, A, L) He hung upon himself the sword, putting its suspensory belt or cord upon his neck [or shoulder]. (A.) A poet says, يَا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحًا [Would that thy husband had gone hanging upon him a sword and bearing a spear]: he means, وَحَامِلًا رُمْحًا. (S, L.) [See a similar saying voce جَدَعَ.] b3: تقلّد العَمَلَ (tropical:) [He became invested with an office of administration, or a prefecture]. (A.) b4: تقلّد الأَمْرَ (tropical:) He took, or imposed, upon himself, or undertook, the thing, or affair; (L;) syn. اِلْتَزَمَهُ. (JK.) See Ham. p. 127.

قَلْدٌ: see مَقْلُودٌ.

قِلْدٌ A single strand, or twist, of a rope; (AHn, ISd;) and the like of a bracelet: (see قُلْبٌ:) pl. أَقْلَادٌ and قُلُودٌ. (AHn, ISd.) See مَقْلُودٌ. b2: The day on which a fever comes: (L, K:) or, on which a regular intermittent fever returns, seldom failing to do so at a particular time: (L:) or, on which a quartan fever comes: (S, L, K: *) pl. أَقْلَادٌ. (L.) b3: Hence, (S, L.) The caravans from Mekkeh to Juddeh. (S, L, K.) b4: Accord. to As, A man attacked by a quartan fever on the day of its attack. (L.) A2: Irrigation of growing corn: (Az, L:) as also ↓ قَلِيدٌ. (L.) b2: [And]

قِلْدٌ signifies The day of irrigation. (L.) أَقَامَ قِلْدَهُ مِنَ المَآءِ He performed the work of irrigating his land on the day appointed for his doing so. (L, from a trad.) b3: (assumed tropical:) Irrigation by rain every week. (K.) You say, سَقَتْنَا السَّمَآءُ قِلْدًا فِى كُلِّ

أُسْبُوعٍ (assumed tropical:) The heaven rained upon us at a particular time every week: (S, L:) from the قِلْد of a fever. (L.) b4: سَقَى إِبِلَهُ قِلْدًا (assumed tropical:) He watered his camels every day at noon. (Fr, L.) b5: كَيْفَ قِلْدُ نَخْلِ بَنِى فُلَانٍ [How is the watering of the palm-trees of the sons of such a one?] a question to which one may answer, They are watered (lit. they drink) once in every ten [nights]. (L.) b6: A portion of water: (L, K:) [pl. أَقْلَادٌ, occurring in the A.]: and ↓ قِلْدَةٌ a draught of water. (A.) A3: أَعْطَيْتُهُ قِلْدَ أَمْرِى (tropical:) I committed to him [the management of] my affair. (A, K.) قِلْدَةٌ i. q. قِشْدَةٌ; (S, L, K;) i. e., The dregs, or sediment, of clarified butter; also called كُدَادَةٌ. (L.) b2: Also, Dates, and meal of parched barley or wheat (سَوِيق), with which butter is clarified. (L, K.) A2: And see قِلدٌ.

قَلْدَةٌ [as also قَلْتَةٌ] i. q. خُنْعُبَةٌ and نُونَةٌ and تُومَةٌ and هَزْمَةٌ and وَهْدَةٌ and هَرْثَمَةٌ and عَرْتَمَةٌ and حبرمة [?]: so says IAar.; and Lth says, that the خنعبة is The part where the mustaches divide, against the partition between the two nostrils. (L.) قَلِيدٌ and ↓ مَقْلُودٌ A twisted rope. (S, K.) A2: and see قِلْدٌ

A3: and أَقْلِيدٌ.

قِلَادَةٌ [A necklace; a collar; and the like;] that which is upon the neck; (S;) what is put upon the neck (L, K) of a human being, and a horse, and a dog, and a camel or cow or bull that is brought as an offering to Mekkeh for sacrifice, [see 2,] and the like: (L:) Esh-Shiháb observes, in the 'Ináyeh, that the measure فِعَالَةٌ, in the case of a word not an inf. n., denotes a thing that envelops, or that surrounds, another thing; as in the instances of لِفَافَةٌ and عِمَامَةٌ and قِلَادَةٌ: (TA:) pl. قَلَائِدُ: (Msb:) قِلَادٌ also occurs, either as a pl. of قِلَادَةٌ, in which case the kesreh and ا in the pl. are different from the kesreh and ا in the sing., [being the proper characteristics of the pl.,] or as a coll. gen. n., of which قِلَادَةٌ is the n. un. (ISd, L.) b2: حَسْبُكَ مِنَ القِلَادَةِ مَا أَحَاطَ بِالعُنُقِ (assumed tropical:) [Sufficient for thee is the necklace that surrounds the neck]. A proverb. (TA.) Said by 'Okeyl Ibn-'Ullufeh, on his being asked why he did not censure his enemies in a longer satire. (Z.) b3: نِعْمَتُكَ قِلَادَةٌ فِى عُنُقِى لَا يَفُكُّهَا المَلَوَانِ (tropical:) [Thy beneficence is a permanent badge upon my neck which day and night will not loose]. (A.) b4: لِى فِى

أَعْنَاقِهِمْ قَلَائِدُ نِعَمٍ رَاهِنَةٌ (tropical:) [To me are owing acknowledgments required by permanent badges of favours firmly fastened upon their necks: see 2]. (A.) [This use of قلادة in a good sense is more common than the meaning (tropical:) A disgrace attaching constantly or a permanent badge of infamy: see Ham. p. 127.]

A2: قَلَائِدُ الشِّعْرِ, (K,) and ↓ مُقَلَّدَاتُهُ, (L, K,) (assumed tropical:) Verses, or poems, that last throughout time. (L, K.) See 2.

A3: القِلَادَةُ A certain asterism. (See البَلْدَةُ.) قِلِّيدٌ: see مِقْلَادٌ.

إِقْلَادٌ: see إِقْلِيدٌ.

أَقْلِيدٌ: see إِقْلِيدٌ

A2: أَقَمْتُ أَقْلِيدِى, or اقليدَتِى, [as in different copies of the A: perhaps mistakes for ↓ قَلِيدِى:] I irrigated my land with my قِلْد [or portion of water]. (A, TA.) إِقْلِيدٌ, (S, L, K,) or ↓ أَقْلِيدٌ, with fet-h to the ء, (A,) said to be of the dial. of El-Yemen, and said to be arabicized, (Msb, TA,) originally كليد [i. e., كَلِيدْ or كِلِيدْ, which is Persian,] (TA) or originally اقليدس, (Msb, MF,) which is Greek, [i. e., kleidos, gen. of kleis,] (MF,) A key; (S, A, L, Msb, K;) as also ↓ مِقْلَدٌ (L, K) and ↓ مِقْلَادٌ (K) and ↓ مِقْلِيدٌ (A Heyth, L) and ↓ إِقْلَادٌ: (L:) pl. أَقَالِيدُ (L, Msb, El-Basáïr) and مَقَالِيدُ, (Msb, El-Basáïr,) the latter a pl. similar to مَلَامِحُ and مَحَاسِنُ and مَشَابِهُ and مَذَاكِيرُ, (El-Basáïr,) or [rather] a [reg.] pl. of مِقْلَادٌ or مِقْلِيدٌ or مِقْلَدٌ, (Esh-Shiháb, in the 'Ináyeh,) or it has no [proper] sing.; (As;) [and pl. of مِقْلَدٌ, مَقَالِدُ of which see an ex. below]. [You say] ↓ فَتَحَ البَابَ بِالأَقْلِيدِ, [or بالإِقْلِيدِ,] He opened the door with the key. (A.) b2: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [Kur xxxix. 63, and xlii. 10,] may signify (assumed tropical:) To Him belong the keys of the heavens and of the earth: (L, Msb:) Zj says, that the meaning is, God is the Creator, and the Opener of the door, of everything in the heavens and in the earth: (L:) some say that it may signify to Him belong the treasuries of the heavens and of the earth. (Es-Suddee, L, Msb.) b3: أَلْقَيْتُ إِلَيْهِ مَقَالِيدَ الأُمُورِ (tropical:) [lit., I threw to him the keys of the affairs; meaning, I committed to him the disposal, or management, of the affairs]. (A.) b4: ضَاقَتْ مَقَالِيدُهُ, and مَقَالِدُهُ, (K,) and ضَاقَتْ عَلَيْهِ المَقَالِيدُ, (A,) (tropical:) [His means, likened to keys, became straitened: or] his affairs became straitened, or difficult, to him: (A, K:) accord. to Esh-Shiháb, from مِقْلَدٌ, signifying a twisted rope: this he says considering مَقَالِيدُ as syn. with قَلَائِدُ; but its use in this sense is not established. (TA.) مِقْلَدٌ A kind of key, like a reaping-hook, (S, L, K,) with which, sometimes, herbage is twisted, (يُقْلَدُ, i. e., يُفْتَلُ,) like as [the kind of trefoil, or clover, called] قَتّ is twisted when it is made into ropes; pl. مَقَالِيدُ: (S:) a stick with a crooked head, (L, K,) which is used for that purpose: (L:) also, a reaping-hook with which قَتّ is cut. (L.) See also إِقْلِيدٌ.

مِقْلَادٌ A repository, magazine, store-room, or treasury; (L, K;) as also ↓ قِلِّيدٌ: (K:) pl. مَقَالِيدُ. (L.) A2: And see إِقْلِيدٌ.

مَقْلُودٌ: see قَلِيدٌ. b2: A bracelet formed of two bracelets of the kind called قُلْب twisted together: (L:) a twisted bracelet; as also ↓ قَلْدٌ: (L, K [the latter said in the K to be with fet-h, but in the L written قِلْدٌ:]) and the latter, [in the S written قَلْدٌ,] a bracelet made of twisted silver. (S, L.) مُقَلَّدٌ The place of the قِلَادَة [or necklace, or collar, upon the neck]; (K;) [the neck of a woman, and of a horse, &c.]. b2: The place of the suspensory belt or cord of the sword, upon the shoulders. (S, K.) b3: [Having a قِلَادَة or the like put upon his neck]. b4: A horse which outstrips others, (S, L, K,) which has something put upon his neck in order that it may be known that he has outstripped. (S, L.) b5: A chief upon whom are imposed the affairs of his people. (Ham p. 127.)
قلد
: (قَلَدَ الماءَ فِي الحَوْضِ، واللَّبَنَ فِي السِّقَاءِ) ، والسَّمْنَ فِي النِّحْيِ، (والشَّرَابَ فِي البَطْنِ، يَقْلِدُه) ، بِالْكَسْرِ، قَلْداً (: جَمَعَه فِيهِ) ، قَالَ ابْن الأَعْرابيّ: قَلَدْت اللَّبَنَ فِي السّقاءِ وقَرَيْتُه: جَمَعْتُ فِيهِ، وَعَن أَبي زيد: قَلَدْتُ الماءَ فِي الحَوْض، وقَلَدْتُ اللَّبَنَ فِي السِّقَاءِ، أَقْلِده قَلْداً، إِذا قَدَحْتَ بِقَدَحِك مِن الماءِ ثمَّ صَبَبْتَه فِي الحَوْضِ أَو فِي السِّقَاءِ. وقَلَدَ مِن الشَّرابِ فِي جَوْفِه، إِذا شَرِب مِنْهُ، كَذَا فِي الأَفعال. (و) قلَدَ (الشَّيْءَ على الشَّيْءِ: لَواهُ) كإِدَارَة القُلْبِ علَى القُلْبِ مِن الحُلِيِّ. وكُلُّ مالُوِيَ على شيْءٍ فقد قُلِدَ. (و) قَلَدَ (الحَبْلَ: فَتَلَه) وَعَن ابْن الأَعرابيّ: يُقَال للشَّيْخ إِذا أَفْنَدَ قد قُلِدَ حَبْلُه، أَي فُتِلَ فَلَا يُلْتَفتُ إِلى رَأْيِه. وكُلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ مِن الحَبْلِ عَلَى قُوَّةٍ فَهُوَ قَلْدٌ. وَالْجمع أَقْلادٌ وقُلُودٍ، قَالَ ابنُ سِيده: حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة (فَهُوَ) أَي الْحَبل (قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ) .
(و) يُقَال: قَلَدَت (الحُمَّى فُلاناً: أَخذَتْه كُلَّ يَوْمٍ) ، تَقْلِدُه قَلْداً. (و) قَلَدَ (الزَّرْعَ: سَقَاهُ) ، يَقْلِدُه قَلْداً، قَالَ الأَزهريُّ: القَلْدُ المَصْدَرُ، والقِلْدُ الِاسْم، وسيأْتي. (و) قَلَدَ (الحَدِيدَةَ: رَقَّقَهَا ولَوَاهَا) على مِثْلِهَا أَو (عَلَى شَيْءٍ، و) من ذالك (سِوَارٌ مَقْلُودٌ) ، وَهُوَ ذُو قُلْبَيْنِ مَلْوِيَّيْنِ. (و) سِوارٌ (قَلْدٌ، بالفَتْحِ) ، أَي (مَلْوِيٌّ) .
(والإِقْلِيدُ) بِالْكَسْرِ، وَاعْتمد الشُّهْرة فَلم يَضْبِطه كَمَا هُوَ سَنَنُه المأْلوف، إِذ لَا أَفعيل بِالْفَتْح، على الأَصح، قَالَه شيخُنَا، ثمَّ رأَيت المَناوِيَّ قَالَ فِي أَحكام الأَساس: وفَتح البابَ بالأَقْلِيد، بِفَتْح الْهمزَة: المِفْتَاح، فليُنْظَر: (بُرَةُ النَّاقَةِ) يُلْوَى طَرفاها. (و) الإِقْليد (: المِفْتَاحُ) ، قَالَه أَبو الهَيْثَم، وَقيل: الإِقْليد مُعَرَّب وأَصْلهُ كِلِيد. وَفِي حَدِيث قَتْل ابنِ أَبي الحُقَيق: (فَقُمْتُ إِلى الأَقَالِيد فأَخَذْتُها) هِي جمْع إِقْيلِدٍ، وَهِي المَفَاتِيحُ، وَقيل: الإِقليد يَمانِيَة، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ المِفْتاحُ. وَلم يَعْزُها إِلى اليمَن. وَقَالَ تُبَّع حينَ حَجَّ البيتَ:
وأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الدَّهْرِ سَبْتاً
وجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا
سَبْتاً: دَهْراً، ورُوِيَ: سِتًّا، أَي سِتَّ سِنين. وَفِي شرْح شَيخنَا: وَقيل لُغة رُومِيَّة مُعَرّب إِقْلِيدِس، وجَمْعه أَقاليد (كالمِقْلاَدِ والمِقْلَدِ) والمِقْلِد. عَن أَبي الهَيْثَم. والإِقْلاد. وهاذه فِي اللِّسَان، كلّ ذالك بِالْكَسْرِ. وَفِي اللِّسَان والمِقْلَدُ: مِفْتَاحٌ كالمِنْجَل؛ وَفِي كتاب البصائر: والإِقلِيد: المِفْتَاحُ، وجَمْعه المَقَالِيدُ، كَمَا قَالُوا مَلاَمِح ومَحَاسِن ومَشَابِه ومَذَاكِير.
(و) الإِقليد (: شَرِيطٌ يُشَدُّ بِهِ رَأْسُ الجُلَّةِ) ، بضمّ الْجِيم: وِعاء من خُوصٍ كَمَا سيأْتي.
(و) الإِقليد (: شَيْءٌ يُطَوَّلُ مِثْلَ الخَيْطِ من الصُّفْرِ يُقْلَدُ على البُرَةِ) الَّتِي يُشَدُّ بهَا زِمَامُ الناقةِ، وَهُوَ طَرَفُها يُثْنَى عَلى طَرَفِها ويُلْوَى لَيًّا حَتَّى يَسْتَمْسِكَ، (و) يُقثْلَد أَيضاً (عَلَى خَوْق القُرْطِ) أَي حَلْقَتِه وشِنْفِه، وَفِي بعض النُّسخ: خَرْق القُرْطِ، (كالقِلاَدِ) بِالْكَسْرِ، وَبَعْضهمْ يَقُول لَهُ ذالك، يُقْلَد أَي يُقَوَّى، كَمَا فِي اللِّسَان.

تَابع كتاب (و) الإِقليد (: العُنُقُ، وجَمْعُه أَقْلاَدٌ) ، وَهُوَ نادرٌ، وَبِه فُسِّر قولُ رُؤْبَة:
بِخَفْقِ أَيْدينا خُيُوطَ الأَقْلاَدْ أَي الأَعناق، قَالَ الصاغانيّ: وَهِي مُسْتَعَارَة من القِلاَدَة.
(و) من ذالك قَوْلهم (نَاقَةٌ قَلْدَاءُ: طَوِيلَتُهَا) ، أَي العُنُقِ.
(و) القِلِّيدُ والمِقْلاَدُ، (كسِكِّيتٍ ومِصْبَاح: الخِزَانَةُ) ، وجَمعه مَقالِيدُ، وقولُه تَعالى: {لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ} (سُورَة الزمر، الْآيَة: 63) يجوز أَن تكون المَفَاتِيحَ، وَهُوَ قولُ مُجاهدٍ، واحِدها إِقْلِيدٌ، وَيجوز أَن تكونَ الخَزَائنَ، وَهُوَ قَوْل السّدِّيّ، كَذَا فِي البصائر؛ وَقَالَ الزجَّاجُ: مَعْنَاهُ أَن كلَّ شيْءٍ من السَّماوات والأَرض فَالله خالِقُه وفاتِحُ بابِه؛ وَقَالَ الأَصمعيُّ: المَقَالِيدُ لَا واحدَ لَهَا؛ ونَقَل شيخُنا عَن الشِّهاب فِي العِنَايةِ. أَو جمع مِقْلِيدٍ أَو مِقْلادٍ أَو مِقْلَدِ.
(و) من المَجاز: أُلْقِيَتْ إِليه مَقَاليدُ الأُمورِ، و (ضَاقَتْ مَقَالِدُهُ ومَقَالِيدُه: ضاقَتْ عَلَيْهِ أُمورُه) . وَقَالَ الشهَاب: والمِقْلَدُ: الحَبْل المَفْتُولُ وَمِنْه: ضاقَتْ مَقَالِيدُه، أَي أُمُورُه قلت: وهاذا نَظَراً إِلى أَنَ المَقَالِيدَ بِمَعْنى القَلائدِ، وَلم يَثْبُت استعمالُه، فليُنْظَر.
(و) المِقْلَدُ، (كمِنْبَرٍ: الوِعَاءُ، والمِخْلاَةُ، والمِكْيَالُ، و) المِقْلَدُ (: عَصاً فِي رأْسِهَا اعْوِجَاجٌ) يُقْلَد بهَا الكَلأُ، كَمَا يُقْتَلَد القَتُّ إِذا جُعِل حِبالاً، أَي يُفْتَل، والجمْع المَقالِيدُ.
(و) المِقْلَدُ (: مِفْتَاحٌ كالمِنْجَلِ) أَو هُوَ المِنْجَلُ بِنَفْسِه يُقْطَع بِهِ القَتُّ، قَالَ الأَعشى:
لَدَى ابنِ يَزِيدَ أَو لَدَى ابْنِ مُعَرِّفٍ
يُقَتُّ لَهَا طَوْراً وطَوْراً بِمِقْلَدِ
(و) من الْمجَاز (القِلْدُ، بِالْكَسْرِ: قَوَافِلُ مَكَّةَ) المُشْرَّفةِ (إِلَى جُدَّةَ) ، سُمِّيت قِلْداً بِمَا بعدَه، (و) هُوَ أَي القِلْدُ (يَوْمُ إِتْيَان الحُمَّى أَو حُمَّى الرِّبْعِ) ، وَهُوَ الوَقْت المَعْرُوف الَّذِي لَا يَكاد يُخْطِىءُ، وَالْجمع أَقْلاَدٌ. وَقَالَ الأَصمعيّ: القِلْدُ: المَحْمُومُ يومَ تأْتِيه الرِّبْعُ.
(و) القِلْدُ (: الحَظُّ مِن المَاءِ) . واستَوفَى قِلْدَهُ من الماءِ: شِرْبَهُ، واستَوفَوا أقلادَهم، وأَقَمْت إِقْلِيدي إِذا سَقَى أَرْضَه بِقِلْدِه. كَذَا فِي الأَساس.
(و) القِلْدُ: الرُّفْقَةُ من القَومِ، وَهِي (الجَمَاعَةُ) مِنْهُم.
(و) القِلْدُ (: قَضِيبُ الدَّابَةِ، و) القِلْدُ (: سَقْيُ الماءِ كُلَّ أُسبوع) يُقَال: سَقَى إِبلَه قِلْداً. قَالَه الفَرَّاءُ. وَيُقَال: كَيْفَ قِلْدُ نَخْلِ بني فُلانٍ؟ فَيُقَال: تَشرَب فِي كُلِّ عَشْر مَرَّةً. وَمَا بَيْن القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرٍ و (أَنه قَالَ لِقَيِّمه على الوَهْط: إِذا أَقَمْتَ قِلْدَك من الماءِ فاسْقِ الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ) . أَراد بقِلْدِه يومَ سَقْيِه مَالَه، أَي إِذا سَقيْتَ أَرْضَكَ فأَعْطِ مَنْ يَلِيكَ.
(و) القِلْدُ: (شِبْهُ القَعْبِ) ، عَن أَبي حنيفةَ.
(و) من المَجاز: (أَعْطَيْتُه قِلْدَ أَمْرِي: فَوَّضْتُه إِليه) ، كَذَا فِي الأَساس. (و) القِلْدَةُ، (بهاءٍ: القِشْدَةُ) ، وَهِي ثُفْل السَّمْنِ وَهِي الكُدَادَة. (و) القِلْدَةُ (: التَّمْرُ والسَّوِيقُ يُخَلَّصُ بِهِ السَّمْنُ) .
(والقَلِيدُ) كأَمِيرٍ (: الشَّرِيطُ) ، عَبْدِيَّة، أَي لُغَة عبد الْقَيْس.
(والقلاَدَةُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِنما لم يَضْبِطه اعْتِمَادًا على الشُّهْرةِ خلافًا لمن وَهِمَ فِيهِ (: مَا جُعِلَ فِي العُنُقِ) ، يكون للإِنسان والفَرَس والكَلْبِ والبَدَنَة الَّتِي تُهْدِي ونَحْوِهَا. وَقَالَ الشِّهَابُ فِي الْعِنَايَة: ذَهب بعضُ عُلَمَاءِ اللغةِ إِلى أَنّ هَيْئة الْكَلِمَة قد تَدُلُّ على مَعانٍ مَخْصُوصةًّ، وإِن لم تَكن مُشْتَقَّة نَحْو فِعَال، أَي بِالْكَسْرِ إِنْ لم تلْحقهُ الهاءُ فَهِيَ اسْم لما يُجْعَل بِهِ الشيءُ كالآلة، كإِمام ورِكَاب وحِزَام، لما يُؤْتَمُّ بِهِ، وَلما يُرْكَب بهِ وَلما يُحْزَم ويُشَدُّ بهِ، فإِن لحقته الهاءُ فَهُوَ اسمٌ لما يَشْتَمِل على الشيْءِ ويُحِيط بِهِ، كاللِّفافة والعِمَامَة والقِلادَة. وَهَذَا فِي غير المَصادِر، وأَما فِيهَا فَقَالَ أَبو عليَ الفارسيُّ فِي كِتَابه الحُجَّة فِي سُورَة الْكَهْف: فِعَالَةٌ، بِالْكَسْرِ. فِي المصادر، يَجىءُ لما كَانَ صَنْعَةً ومَعْنًى مُتَقَلَّداً، كالكِتَابة والإِمارة والخِلاَفَة والوِلاَيَة، وَمَا أَشبهَ ذَلِك، وبالفَتْح فِي غيرِه. وَمن أَشهرِ الأَمثال (حَسْبُك مِنَ القِلاَدةِ مَا أَحاطَ بالعُنُقِ) . وَهُوَ فِي مَجمع الأَمثالِ والمُسْتَقْصَى وغيرِهما.
(وتَقَلَّدَ) الرجُلُ (: لَبِسَهَا) ، وَفِي الأَساس: قَلَّدْتُه السَّيفَ: أَلْقَيت حِمالَتَهُ فِي عُنُقِه فتَقَلَّده، وَفِي اللِّسَان: قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: قيل لأَعرابيَ: مَا تَقُول فِي نِساءِ بني فُلاَنٍ؟ قَالَ: قَلائدُ الخَيْلِ، أَي هُنَّ كِرَامٌ، وَلَا يُقَلَّد مِن الخَيْل إِلاَّ سايقٌ كَريمِ، كَذَا فِي البصائر؛ وَفِي الحَدِيث (قَلِّدُوا الخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدوهَا الأَوْتَارَ) أَي قَلِّدُوهَا طَلَبَ أَعداءِ الدِّين والدِّفَاعَ عَن المُسْلِمين، وَلَا تُقَلِّدُوها طلَبَ أَوْتَارِ الجاهِلِيَّة. وَقيل غير ذالك.
(وذُو القِلاَدَةِ: الحارِثُ بنُ ضُبَيْعَةَ) ، قَالَ شيخُنا هُوَ ابنُ رَبيعةَ، وَزَاد فِي البصائر: هُوَ ابنُ نِزارٍ، (والمُقَلَّدُ، كمُعَظَّمٍ موضِعُها) أَي القِلاَدَة.
(و) المُقَلَّدَ (: السابِقُ من الخَيْلِ) ، كَانَ يُقَلَّدُ شَيْئاً لِيُعْرَف أَنه قد سَبَقَ. (و) المُقَلَّد (: مَوْضِعُ) نِجَادِ السَّيْفِ علَى المَنْكِبَيْنِ.
(ومُقَلَّدُ الذَّهَبِ: مِنْ سَادَاتِ العَرَبِ) يُعْرَف بذالك، نَقَلَه الصاغانيّ.
(وَبَنُو مُقَلَّدٍ: بَطْنٌ) من الْعَرَب نقلَه الصاغانيّ.
(ومُقَلَّدَات الشِّعْرِ، وقلائِدُه: البَوَاقِي على الدَّهْرِ) .
(و) عَن أَبي عمرٍ و: هم (يَتَقَالَدُونَ المَاءَ) وَيتهاجَرُون ويَتَفَارَصُون ويَتَرَافَصُون أَي (يَتَنَاوَبُونَه) ، وكذالك يَتفارَطون ويَتَرقَّطُون.
(و) من المَجاز: (أَقْلَدَ البَحْرُ عليهمْ) ، أَي ضُمَّ عَلَيْهِم و (أَغْرَقَهُمْ) كأَنه أُغْلِقَ عَليهم وجَعَلهم فِي جَوْفه، وعِبَارة الأَساس: وأَقْلَدَ البَحْرُ على خَلْق كثير: أُرْتِجَ عَلَيْهِم وأَطْبَقَ لَمَّا غَرِقُوا فِيهِ، قَالَ أُمَيّة بنُ أَبي الصَّلْتِ:
تُسَبِّحُه النِّينَانُ والبَحْرُ زاخِراً
وَمَا ضَمُّ مِنْ شَيْءٍ ومَا هُو مُقْلِدُ (واقْلَوَّدَه النُّعَاسُ) اقْلِيدَداً (: غَشِيَهُ) وغَلَبَه، قَالَ الراجز:
والقَوْمُ صَرْعَى مِنْ كَرًى مُقْلَوِّدِ
(والاقْتِلاَدُ: الغَرْفُ) ، نَقله الصاغانيّ.
(وقَلَّدْتُها قِلاَدَةَ) ، بِالْكَسْرِ، وقِلاداً، بِحَذْف الهاءِ (: جَعَلْتُهَا فِي عُنُقِهها) فتَقَلَّدَت، (وَمِنْه) التّقْلِيد فِي الدِّين، و (تَقْلِيدُ الوُلاةِ الأَعمالَ) وَهُوَ مَجاز، (و) مِنْهُ أَيضاً (تَقْلِيدُ البَدَنَةِ) : أَن يَجْعَلَ فِي عُنقِها (شَيْئاً يُعْلَمُ بِهِ أَنَّهَا هَدْيٌ) ، قَالَ الفرزدق:
حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى
وأَعْنَاقِ الهَدِيِّ مُقَلَّدَاتِ
وَفِي التَّهْذِيب: وتَقليدُ البَدَنَةِ أَن يُجْعَل فِي عُنُقِها عُرْوَةُ مَزَادَةٍ أَو خَلَقُ نَعْلٍ فيُعْلَم أَنها هَدْيٌ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلاَ الْهَدْىَ وَلاَ الْقَلَائِدَ} (سُورَة الْمَائِدَة، الْآيَة: 2) قَالَ الزَّجَّاجُ: كانُوا يُقَلِّدونَ الإِبلَ بِلِحَاءٍ شَجَرِ الحَرَمِ، ويَعْتَصِمُون بذالك من أَعدائهم، وَكَانَ المُشْرِكُون يَفعَلُون ذالك، فأُمِرَ المُسْلِمُونَ بأَن لَا يُحِلُّوا هاذه الأَشياءَ الَّتِي يَتَقَرَّب بهَا المُشْرِكون إِلى الله تَعَالَى، ثمَّ نُسِخَ ذالك.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رجُلٌ، مِقْلَدٌ، كمِنْبرٍ، أَي مَجْمَع، عَن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد:
جَانِء جَرَادٍ فِي وِعَاءٍ مِقْلَدَا
وقَلَّدَ فُلاناً عَملاً تَقليداً فتَقَلَّدَه، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ابنُ سيدَه: وأَمّا قولُ الشَّاعِر:
لَيْلَى قَضيبٌ تَحْتَه كَثِيبُ
وفِي القِلاَدِ رَشَأٌ رَبِيبُ
فإِمَّا أَن يكون جَعَل قِلاداً من الجَمْع الَّذِي لَا يُفَارِق واحِدَه إِلاَّ بالهَاءِ، كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ، وإِما أَن يكون جَمَع فِعَالَة على فِعَال، كدِجَاجة ودِجَاج، فإِذا كَانَ ذالك فالكَسْرَة الَّتِي فِي الْجمع غيرُ الكَسْرة الَّتِي فِي الْوَاحِد، والأَلف غير الأَلف. وَقد قَلَّدَها وتَقَلَّدها.
وقَلَّده الأَمْ أَلْزَمه إِيَّاه، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَقَلَّد الأَمْرَ: احْتَمَلَه، وَكَذَلِكَ تقلَّد السَّيْفَ، وَقَوله:
يَالَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا
مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحَا
أَي وحامِلاً رُمْحاً.
والقِلَّوْدُ: البئرُ الكثيرةُ الماءِ.
والقِلْد: سَقْيُ السَّماءِ، وَقد قَلَدَتْنا وسَقَتْنَا السَّمَاءُ قَلْداً فِي كُلِّ أُسبوع، أَي مَطَرَتْنَا لِوَقْتغ، وَفِي حَديث عُمَر (أَنّه اسْتَسْقَى، قَالَ: فَقَلَدَتْنَا السَّمَاءُ قَلْداً كلّ خَمْسَ عَشَرةَ لَيْلَة) أَي مَطَرَتْنَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، مأْخوذٌ مِنْ قِلْدِ الحُمَّى، وَهُوَ يَوْمُ نَوْبَتِها.
وَيُقَال: صَرَّحَتْ بِقِلِنْدَانٍ، أَي بِجِدَ، عَن اللِّحيانيّ.
قَالَ: وقُلُودِيَّةُ: من بلادِ الجَزيرة.
وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: هِيَ الخُنْعُبَةُ، والنُّونَةُ، والثُّومَةُ، والهَزْمَةُ، والوَهْدَةُ، والقَلْدَةُ، والهَرْثَمَةُ. والحِثْرِمَةُ، والعَرْتَمَةُ. قَالَ اللَّيْث: الخُنْعُبَةُ: مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشَارِبَيْنِ بِحيالِ الوَتَرَةِ.
وَفِي الأَساس: من المَجاز: قُلِّدَ فُلانٌ قِلادَةَ سَوْءٍ: هُجِي بِمَا بَقِي عَلَيْهِ وَسْمُه. وَقَلَّدَهُ نعْمَةً، وتَقَلَّدَها طَوْقَ الحَمَامةِ. ولي فِي أَعناقهم قلائِدُ: نِعَمٌ رَاهِنَة. ونِعْمَتُك قِلادَةٌ فِي عُنُقي لَا يَفُكُّهَا المَلَوَانِ.
قلد: {مقاليد}: مفاتيح، واحدها: مقليد ومقلاد. وقيل: جمع لا واحد له.
[قلد] القلادَةُ: التي في العنق، وقَلَّدْتُ المرأة فَتَقَلَّدَتْ هي. ومنه التَقليد في الدينِ، وتَقليدُ الوُلاةِ الأعمالَ. وتَقْليدُ البَدَنةِ، أن يُعلَّقَ في عنقها شئ ليعلم أنها هدى. ويقال: تقلدت السيف. وقال الشاعر: ياليت زوجك قد غدا * متقلدا سيفا ورمحا - أي وحاملا رمحا. وهذا كقول الآخر: علفتها تبنا وماء باردا * حتى شتت همالة عيناها - أي وسقيتها ماء باردا. ومقلدا الرجُلِ: موضعُ نِجاد السيف على مُنكِبه. والمُقَلَّدُ من الخيل: السابقُ يُقَلَّدُ شيئاً ليُعرَف أنَّه قد سبق. وقلدت الحبل أقلده، أي فَتَلْتُهُ، والحبلُ قَليدٌ ومَقْلودٌ. والقَلْدُ أيضاً: السِوارُ المفتول من فضة. والقِلْدُ بالكسر: يومٌ تأتي فيه الرِبْعُ . ومنه سمِّيت قوافل جدَّةَ إلى مكة قِلْداً. وسَقتْنا السماء قِلْداً في كلِّ أسبوع، أي مطرتْنا لوقتٍ. والقِلْدَةُ: القشدةُ. والإقْليدُ: المفتاح. والمِقْلَدُ: مِفتاحٌ كالمنجل ربَّما يُقْلَدُ به الكلأ كما يُقْلَدُ القَتُّ إذا جُعل حبالاً، أي يُفتل، والجمع المقاليد. وأقْلَدَ البحر على خلقٍ كثيرٍ، أي غرقهم، كأنه أغلق عليهم.

نقا

(نقا)
المخ نقوا استخرجه والعظم نقيا استخرج نقيه
ن ق ا: (نُقَاوَةُ) الشَّيْءِ وَ (نُقَايَتُهُ) بِالضَّمِّ فِيهِمَا خِيَارُهُ. وَ (نَقِيَ) الشَّيْءُ بِالْكَسْرِ (نَقَاوَةً) بِالْفَتْحِ فَهُوَ (نَقِيٌّ) أَيْ نَظِيفٌ. وَ (النَّقَاءُ) مَمْدُودٌ النَّظَافَةُ. وَ (النَّقَا) مَقْصُورٌ كَثِيبُ الرَّمْلِ وَتَثْنِيَتُهُ (نَقَوَانِ) وَ (نَقَيَانِ) أَيْضًا. وَ (التَّنْقِيَةُ) التَّنْظِيفُ. وَ (الِانْتِقَاءُ) الِاخْتِيَارُ. وَ (التَّنَقِّي) التَّخَيُّرُ. وَ (أَنْقَتِ) الْإِبِلُ وَغَيْرُهَا أَيْ سَمِنَتْ وَصَارَ فِيهَا (نِقْيٌ) أَيْ مُخٌّ، يُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ (مُنْقِيَةٌ) وَهَذِهِ لَا تُنْقِي. 
(نقا) - في الحديث: "لا تُجزِئ في الأَضاحِى الكَسِيرُ التي لا تُنْقِى"
: أي التي لا نِقْى لها، وهو المخُّ ولا سِمَنَ بها، وأَنقَى العَظْمُ والبَعِيرُ؛ إذا وِقِعَ في عظَامِه المُخُّ.
ونَقَيْتُ العَظْمَ وَنَقَوْتُه، وانتقَيتُ المخَّ: اسْتَخرجْتُه، وأنشَدَ:
حَامُوا على أضيَافِهم فشَوَوْا لهم
مِن لَحم مُنْقِيَةٍ ومن أكبَادِ
- في الحديث : "تَنَقَّهْ وتَوَقَّهْ"
رواه الطَّبرانِي بالنّون، وقال: أي تَخَيَّر الصَّديق ثم احْذَرْه، وقال: بَلغَنى عن بعض أَهل العِلْمِ أنَّه قال: اتَّقِ الذُّنوب واحذَر.
وقال أبو محمد الخواصُ: "تَبَقَّهْ" بالباء: أي أبْقِ المالَ ولا تُسْرِفْ في الإنفاق، وتَوَقَّ في الاكتِسَاب.
ويُقال: تَبَقَّ بمعنى اسْتَبْقِ، كالتَّقَصِّي بمعنى الاسْتِقصاءِ.
[نقا] نقاوة الشئ: خياره، وكذلك النقاية بالضم فيهما، كأنه بنى على ضده وهو النفاية، لان فعالة يأتي كثيرا فيما يسقط من فضلة الشئ. يقال: نقى الشئ بالكسر يَنْقى نَقاوَةً بالفتح، فهو نَقِيٌّ أي نظيفٌ. والنَقاءُ ممدودٌ: النظافةُ. والنَقا مقصورٌ: الكثيب من الرمل، تثنيته نقوان ونقيان أيضا. والنقاة مثل القناة: ما يُرمى من الطعام إذا نقى، حكاه الاموى. وقال بعضهم: نقاة كل شئ: رديئة ما خلا التمر، فإنَّ نَقاتَهُ خيارُهُ. والتَنْقِيَةُ: التنظيفُ. والانتِقاءُ: الاختيارُ. والتَنَقِّي: التَخَيُّرُ. والنِقوُ بالكسر في قول الفراء: كلُّ عظمٍ ذي مخٍّ ; والجمع أَنْقاءٌ. والنِقْيُ: مخّ العظم، وشحمُ العين من السِمَنِ. ونَقَوْتُ العظم ونَقَيْتُهُ، إذا استخرجت نِقْيَهُ. وانْتَقَيْتُ العظم مثله. وأَنْقَتِ الإبل، أي سمنتْ وصار فيها نِقْيٌ ; وكذلك غيرها. قال الراجز في صفة الخيل. لا يشتكين عملا ما أنقيدام مخ في سلامى أو عين يقال: هذه ناقة منقية، وهذه لا تُنْقي. والنُقاوى: ضربٌ من الحمض.
[نقا] نه: فيه: لا سمين "فينتقي"، أي ليس له نقي فيستخرج، والنقي: المخ، نقيت العظم ونقوته وانتقيته. ك: أي يخيل سيء الخلق، والنقى- بكسر نون وسكون قاف: المخ. نه: ومنه: لا تجزئ في الأضاحي الكسير التي "لا تنقى"، أي التي لا مخ لها لضعفها. ط: من أنقى- إذا صار ذا مخ. نه: ومنه في صفة عمر: "نقت" له مختها، يعني الدنيا، يصف ما فتح عليه منها. ومنه: فغبط منها شاة فإذا هي "لا تنقى". وفيه: كالكبير "تنقى" خبثها، مر أنه بالفاء، ورواية القاف إن كانت مخففة فمن إخراج المخ أي تستخرج خبثها، وإن شددت فمن التنقية وهو إفراد الجيد من الرديء. ومنه: ودايس و"منق"- بفتح نون: من ينقى الطعام أي يخرجه من قشره وتبنه، ويروى بالكسر- ومر، والفتح أشبه بالدليس، وهما مختصان بالطعام- ومر في بج. وفيه: خلق الله جؤجؤ آدم من "نقا" ضرية، أي من رملها، وضرية: موضع معروف.باب نك

نقا: النُّقاوةُ: أَفضلُ ما انتَقَيْتَ من الشيء. نَقِيَ الشيءُ،

بالكسر، يَنْقَى نَقاوةً، بالفتح، ونَقاءً فهو نَقِيٌّ أَي نظيف، والجمع نِقاءٌ

ونُقَواء، الأَخيرة نادرة. وأَنقاه وتَنَقَّاه وانْتَقاه: اختاره.

ونَقَوةُ الشيء ونَقاوَتُه ونُقاوتُه ونُقايَتُه ونَقاته: خِيارُه، يكون ذلك

في كل شيء. الجوهري: نُقاوة الشيء خِياره، وكذلك النُّقاية، بالضم فيهما،

كأَنه بني على ضدّه، وهو النُّقاية، لأَن فُعالة تأتي كثيراً فيما يَسقُط

من فَضْلة الشيء. قال اللحياني: وجمع النُّقاوة نُقاً ونُقاءٌ، وجمع

النُّقاية نَقايا ونُقاءٌ، وقد تَنَقَّاهُ وانْتَقاه وانْتاقَه، الأَخير

مقلوب؛ قال:

مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي

وقال بعضهم: هو من النِّيقَةِ. والتّنْقِيةُ: التنظيف. والانْتِقاءُ:

الاختيار. والتّنَقِّي: التَّخيُّر. وفي الحديث: تَنَقّهْ وتَوَقّهْ؛ قال

ابن الأَثير: رواه الطبراني بالنون، وقال: معناه تَخيّر الصديقَ ثم

احْذَرْه؛ وقال غيره: تَبَقَّه، بالياءِ، أَي أَبْقِ المال ولا تُسرف في

الإِنفاق وتَوقّ في الاكتساب. ويقال: تَبَقَّ بمعنى اسْتَبْقِ كالتَْقَصِّي

بمعنى الاستقصاء. ونَقاةُ الطعام: ما أُلقِيَ منه، وقيل: هو ما يَسْقُط منه

من قُماشه وتُرابه؛ عن اللحياني، قال: وقد يقال النُّقاةُ، بالضم، وهي

قليلة، وقيل: نَقاتُه ونَقايَته ونُقايَتُه رديئه؛ عن ثعلب؛ قال ابن سيده:

والأَعرف في ذلك نَقاتُه ونُقايَتُه. اللحياني: أَخذتُ نُقايَتَه

ونُقاوتَه أَي أَفضله. الجوهري: وقال بعضهم نَقاةُ كلِّ شيء رديئه ما خلا

التمرفإِن نَقاتَه خِيارُه، وجمع النُّقاوة نُقاوى ونُقاء، وجمع النُّقاية

نَقايا ونُقاء، ممدود. والنَّقاوةُ: مصدر الشيء النَّقِيِّ. يقال: نَقِيَ

يَنْقى نَقاوةً، وأَنا أَنْقَيْتُه إِنْقاءً، والانْتِقاء تَجَوُّدُه.

وانْتَقَيْتُ الشيء إِذا أَخذت خِياره. الأَموي: النَّقاةُ ما يُلْقى من

الطعام إِذا نُقِّيَ ورُمِيَ به؛ قال: سمعته من ابن قَطَريٍّ، والنُّقاوة

خِياره. وقال أَبو زياد: النَّقاةُ والنُّقاية الرَّديء، والنُّقاوة الجَيّد.

الليث: النَّقاءُ، ممدود، مصدر النقيّ، والنَّقا، مقصور، من كُثْبان

الرمل، والنَّقاء، ممدود، النظافةُ، والنَّقا، مقصور، الكثيبُ من الرمل،

والنَّقا من الرمل: القطعةُ تَنْقاد مُحْدَوْدِبةً، والتثنية نَقَوانِ

ونَقَيانِ، والجمع أَنْقاءٌ ونُقِيٌّ؛ قال أَبو نخيلة:

واسْتَرْدَفَتْ مِن عالجٍ نُقِيّا

وفي الحديث: خلق الله جُؤْجؤَ آدمَ من نَقا ضَريَّةَ أَي من رملها،

وضَريَّةُ: موضع معروف نسب إِلى ضرية بنت ربيعة بن نزار، وقيل: هو اسم بئر.

والنِّقْو

(* قوله« والنقو إلخ» ضبط النقو بالكسر في الأصل والتهذيب وكذلك

ضبط في المصباح، ومقتضى اطلاق القاموس أنه بالفتح.) والنَّقا: عَظْمُ

العَضُد، وقيل: كل عظم فيه مُخٌّ، والجمع أَنقاء. والنَّقْوُ: كل عظم من

قَصَب اليدين والرجلين نِقْوٌ على حياله. الأَصمعي: الأَنْقاء كل عظم فيه

مخ، وهي القَصَب، قيل في واحدها نِقْيٌ ونِقْوٌ. ورجل أَنْقى وامرأَة

نَقْواء: دقيقا القَصَب؛ وفي التهذيب: رجل أَنْقى دقيق عظم اليدين والرجلين

والفخذ، وامرأَة نَقْواء. وفخِذٌ نَقْواء: دقيقة القَصب نحيفة الجسم قليلة

اللحم في طُول. والنِّقْوُ، بالكسر، في قول الفراء: كل عظم ذي مخ،

والجمع أَنْقاءٌ.

أَبو سعيد: نِقَةُ المال خِيارُه. ويقال: أَخذْتُ نِقَتي من المال أَي

ما أَعجبني منه وآنقني. قال أَبو منصور: نِقَةُ المال في الأَصل نِقْوَة،

وهو ما انْتُقِيَ منه، وليس من الأَنَقِ في شيء، وقالوا: ثِقَةٌ نِقَةٌ

فأَتْبَعُوا كأَنهم حذفوا واو نِقْوَة؛ حكى ذلك ابن الأَعرابي.

والنُّقاوى: ضرب من الحَمْض؛ قال الحَذْلَمي:

حتى شَتَتْ مِثلَ الأَشاءِ الجُونِ،

إِلى نُقاوَى أَمْعَزِ الدَّفِينِ

وقال أَبو حنيفة: النُّقاوى تُخْرِجُ عِيداناً سَلِبةً ليس فيها ورق،

وإِذا يَبست ابْيَضَّتْ، والناس يغسلون بها الثياب فتتركها بيضاء بياضاً

شديداً، واحدتها نُقاواةٌ. ابن الأَعرابي: هو أَحمركالنَّكَعة، وهي ثمرة

النُّقاوى، وهو نبت أَحمر؛ وأَنشد:

إِلَيْكُمْ لا تكون لكم خَلاةً،

ولا نَكَع النُّقاوى إِذْ أَحالا

وقال ثعلب: النُّقاوى ضرب من النبت، وجمعه نُقاوَيات، والواحدة نُقاواةٌ

ونُقاوى. والنُّقاوى: نبت بعينه له زهر أَحمر. ويقال للحُلَكة، وهي

دويبة تسكن الرمل، كأَنها سمكة ملساء فيها بياض وحمرة: شَحْمة النَّقا، ويقال

لها: بنات النَّقا؛ قال ذو الرمة وشبَّه بَنانَ العذارى بها:

بنات النَّقا تَخْفى مِراراً وتظْهَرُ

وفي حديث أُم زرع: ودائسٍ ومُنَقٍّ؛ قال ابن الأَثير: هو بفتح النون،

الذي يُنَقِّي الطعام أَي يخرجه من قشره وتبنه، وروي بالكسر، والفتح أَشبه

لاقترانه بالدائس، وهما مختصان بالطعام. والنَّقْيُ: مُخُّ العظام

وشحمُها وشحمُ العين من السِّمَن، والجمع أَنقاء، والأَنقاء أَيضاً من العظام

ذوات المخ، واحدها نِقْيٌ ونَقًى.

ونَقَى العظم نَقْياً: استخرج نِقْيه. وانْتَقَيْتُ العظمَ إذا استخرجت

نِقْيَهُ أَي مخه؛ وأَنشد ابن بري:

ولا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوُّ نِعالَنا،

ولا يَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجِمِ

وفي حديث أُم زرع: لا سَهْلٌ فيُرْتَقَى ولا سَمينٌ فيُنْتَقى أَي ليس

له نِقْيٌ فيستخرج، والنِّقْيُ: المخ، ويروى: فَيُنْتَقَل، باللام. وفي

الحديث: لا تُجْزِئ في الأَضاحي الكَسِيرُ التي لا تُنْقي أَي التي لا مخ

لها لضعفها وهُزالها. وفي حديث أَبي وائل: فغَبَطَ منها شاةً فإذا هي لا

تُنْقِي؛ وفي ترجمة حلب:

يَبِيتُ النَّدى، يا أُمَّ عمروٍ، ضَجِيعَه،

إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلُوبُ

المُنْقىاتُ: ذوات الشحم. والنِّقْيُ: الشحم . يقال: ناقة مُنْقِية إذا

كانت سمينة. وفي حديث عمرو بن العاص يصف عمر، رضي الله عنه: ونَقتْ له

مُخَّتَها، يعني الدنيا يصف ما فُتح عليه منها. وفي الحديث: المدينة

كالكير تُنقي خَبَثها

(*قوله «تنقي خبثها» كذا ضبط تنقي بضم التاء في غير نسخة من النهاية.) ؛

قال ابن الأثير: الرواية المشهورة بالفاء وقد تقدمت، وقد جاء في رواية

بالقاف، فإِن كانت مخففة فهو من إِخراج المخ أَي تستخرج خبثها، وإِن كانت

مشددة فهو من التنقية، وهو إِفراد الجيد من الرديء. وأَنْقَتِ الناقةُ:

وهو أَول السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال، وناقة مُنْقِيَةٌ

ونُوقٌ مَناقٍ؛ قال الراجز:

لا يَشْتَكِينَ عَملاً ما أَنْقَيْنْ

وأَنْقى العُودُ: جرى فيه الماء وابْتَلَّ. وأَنْقى البُرُّ: جرى فيه

الدقيق، ويقولون لجمع الشيء النَّقِيّ نِقاء. وفي الحديث: يُحْشَرُ الناسُ

يوم القيامة على أَرض بيضاء كقُرْصَةِ النَّقِيِّ؛ قال أَبو عبيد:

النَّقِيُّ الحُوّارى؛ وأَنشد:

يُطْعِمُ الناسَ، إِذا أَمْحَلُوا،

من نَقِيٍّ فوقَه أُدُمُهْ

قال ابن الأَثير: النَّقِيُّ يعني الخبز الحُوَّارى، قال: ومنه الحديث

ما رأَى رسول الله،صلى الله عليه وسلم، النَّقِيَّ من حِينَ ابْتَعَثَه

اللهُ حتى قَبَضه. وأَنْقَتِ الإِبلُ أَي سَمِنت وصار فيها نِقْيٌ، وكذلك

غيرها؛ قال الراجز في صفة الخيل:

لا يَشْتَكِينَ عملاً ما أَنْقَيْنْ،

ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْنْ

قال ابن بري: الرجز لأَبي ميمون النضر بن سلمة؛ وقبل البيتين:

بَنات وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ

ويقال: هذه ناقة مُنْقِيَةٌ وهذه لا تُنْقِي. ويقال: نَقَوْت العَظْمَ

ونَقَيْتُه إِذا استخرجت النِّقْيَ منه؛ قال: وكلهم يقول انْتَقَيْتُه.

والنَّقِيُّ: الذَّكَر. والنَّقَى من الرمل: القطعة تنقاد

مُحْدَوْدِبَةً، حكى يعقوب في تثنيته نَقَيانِ ونَقَوان، والجمع نُقْيان وأَنْقاء.

وهذه نَقاةٌ من الرمل: للكثيب المجتمع الأَبيض الذي لا ينبت شيئاً.

نفص

(نفص)
ببوله نفصا رمى بِهِ متقطعا دفعا وَيُقَال نفص بِالْكَلِمَةِ أَتَى بهَا سَرِيعا
(نفص) - في حديث: "مَوْتٌ كنُفاصِ الغَنَم"
النُّفاصُ: دَاءٌ يأخذ الغَنَمَ فتُنْفِصُ بأَبوالها: أي تدفعها حتى تموت .

نفص


نَفَصَ(n. ac. نَفْص)
a. [Bi], Poured out.
أَنْفَصَa. see Ib. Smacked (lip).
نُفْصَة
(pl.
نُفَص)
a. Discharge of blood.

نَفَصa. Blackberry.

نُفَاْصa. A disease ( in sheep ).
نَفِيْصa. Sweet water.

مِنْفَاْصa. Laughing.
[نفص] نه: فيه: موت "كنفاص" الغنم، هو داء يأخذ الغنم فتنفص بأبوالها حتى تموت أي تخرجه دفعة بعد دفعة، وأنفصت فهي منفصة- كذا روى، والمشهور: كقعاص الغنم- وقد مر. وفي ح الفطرة العشر: و"انتفاص" الماء المشهورة رواية القاف- ويجيء، وصوب بالفاء وأراد نضحه على الذكر، والنفصة: نضح الدم القليل، وجمعه نفص.
[نفص] أَنْفَصَتِ الشاةُ ببوْلِها: أخرجته دُفْعَةً دُفْعَةً، مثل أوزعتْ. قال الأصمعيّ: النُفاصُ: داءٌ يأخذ الشاة فتنفص بأبوالها أي تدفعه دفعا حتى تموت، حكاه عنه أبو عبيد. وأنفص بالضحك ، أي أكثر منه. والنُفْصَةُ: دُفْعَةٌ من الدم. قال الشاعر:

ترى الدماء على أكنافها نفصا
ن ف ص

أنْفَصَتِ النَّاقةُ والشاةُ بِبَوْلها دَفَعَتْ به دُفَعاً والنُّفَاصُ داءٌ يأخذُ الغَنَمَ فتَنْفِصُ بأَبْوالِها حتى تَمُوتَ وأنْفَصَ في الضّحِكِ أكْثَر منه والمِنْفَاصُ الكثيرةُ الضِّحِكِ وأنْفَصَ بِنُطْفَتِه حَذَفَ هذه عن اللحيانيِّ 
نفص
أنْفَصَتِ الناقَةُ ببَوْلِها إنْفَاصاً: إذا قَطَّرَتْ بَوْلَها. وأخَذَ الشّاءَ النفَاصُ: وهو داءٌ. وأنْفَصَ الرجُلُ بمَنِيِّه: أي حَذَفَ به؛ إنْفاصاً. وأنْفَصَ السقَاءُ.
والمُنَافَصَةُ: مُبَارَاةُ الرَّجُلِ صاحِبَه بإبْعَادِ غايَةٍ إذا بالا. والنُفَصُ: نَضْخُ الدَّمِ القَليلِ، واحِدَتُها نُفْصَةٌ.
والانْتِفَاص: رَشُّ الماءِ على الذَّكَرِ من خَلَلِ الأصابع. وأنْفَصَ بالكَلِمَةِ: إذا أتى بها سَرِيعاً، ونَفَصَ بها.
والمُنَافِصُ: المُغَالِبُ الشَّدِيْدُ.

نفص: أَنْفَصَ الرجلُ ببوله إِذا رمى به. وأَنْفَصَت الناقة والشاةُ

ببولها، فهي مُنْفِصة، دَفَعَت به دُفَعاً دُفَعاً، وفي الصحاح: أَخرجته

دُفْعةً دُفْعةً مثل أَوزعت. أَبو عمرو: نافَصْت الرجل مُنافَصةً وهو أَن

تقول له: تَبُول أَنت وأَبول أَنا فننظر أَيّنا أَبْعَدُ بَوْلاً، وقد

نافَصَه فنَفَصَه؛ وأَنشد:

لعَمْري، لقد نافَصْتَني فنَفَصْتَني

بذي مُشْفَتَرٍ، بَوْلُه مُتَفاوِتُ

وأَخذ الغنمَ النُّفَاصُ. والنُّفَاصُ: داءٌ يأْخذ الغنم فتَنْفِصُ

بأَبْوالِها أَي تَدْفَعُها دفعاً حتى تموت. وفي الحديث: مَوْت كنُفَاصِ

الغنم، هكذا ورد في رواية، والمشهور: كقُعَاصِ الغنم. وفي حديث السنن

العَشْر: وانْتِفَاصُ الماء، قال: المشهور في الرواية بالقاف وسيجيء، وقيل:

الصواب بالفاء والمراد نَضْحُه على الذَّكَر من قولهم لِنَضْحِ الدم القليل

نُفْصَة، وجمعها نُفَصٌ.

وأَنفَصَ في الضَّحِك وأَنْزَق وزَهْزَقَ بمعنى واحد: أَكْثَرَ منه.

والمنْفاصُ: الكثيرُ الضَّحِك. قال الفراء: أَنْفَصَ بالضَّحِك إِنْفاصاً

وأَنْفَصَ بشَفَتَيْه كالمَتَرَمِّزِ، وهو الذي يشير بشَفَتَيْه وعينيه.

وأَنْفَصَ بنطفته: خَذَفَ؛ هذه عن اللحياني.

والنُّفْصَةُ: دُفْعة من الدم؛ ومنه قول الشاعر:

تَرْمي الدِّماءَ على أَكتافِها نُفَصا

ابن بري: النَّفِيصُ الماءُ العذب؛ وأَنشد لامرئ القيس:

كشَوْكِ السَّيالِ فهو عَذْبٌ نَفِيصُ

نفص
المِنْفاصُ، بالكَسْرِ: المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الضَّحِكِ كَذَا فِي التَّكْمِلَة، وجَعَلَه فِي اللّسَان من وَصِفِ الرِّجَال، ومثْلُه فِي بَعضِ نُسَخِ الصّحاح. المِنْفَاصُ: البَوّالَةُ فِي الفِرَاشِ، نَقله الصَّاغَانيّ أَيضاً. والنَّفِيصُ، كأَمِيرٍ: المَاءُ العَذْبُ، ويُرْوَى بَيْتُ امْرِئ القيْسِ:
(مَنَابِتُه مِثْلُ السُّدُوسِ ولَوْنُهُ ... كشَوْكِ السِّيَالِ فَهُوَ عَذْبٌ نَفِيصُ)
بالنُّونِ، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، وَقد تقدّم فِي ف ي ص أَيضاً. فِي الحَدِيث: مَوْتٌ كنُفَاص الغَنَمِ هَكَذَا وَرَدَ فِي رِوَايَة. وَفِي الصِّحَاح: قَالَ الأَصْمَعِيّ: النُّفَاصُ كغُرَابٍ: دَاءٌ فِي الشَّاءِ تَنْفِصُ بابْوالِهَا، أَي تَدْفَعُ دَفْعاً حَتَّى تَمُوتَ، حَكَاهُ عَنهُ أَبُو عُبَيْدٍ. والنُّفْصَةُ، بالضَّمِّ: دُفْعَةٌ من الدَّمِ جَمْعُهَا نُفَصٌ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِر، وَهُوَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
(بَاكَرَها قانِصٌ يَسْعَى بطَاوِيَةٍ ... تَرَى الدِّمَاءَ على أَكْتَافِها نُفَصَا)
عَن ابْن عَبَّاد: من المَجَازِ:: نَفَصَ بالكَلِمَة: أَتَى بهَا سَرِيعاً، كأَنْفَصَ إِنْفَاصاً، ونَصُّ التَّكْمِلَةِ كانْتَفَصَ بهَا. قلْتُ: وكَذلِك نَبَصَ، كَمَا سَبَقَ. عَن أَبِي عَمْرٍ و: نَافَصَهُ مُنَافَصَةً فنَفَصَهُ: قَال لَهُ: بُلْ وأَبُولُ فنَنْظُرَ أَيُّنَا أَبْعَدُ بَوْلاً، وأَنْشَد:
(لَعَمرِي لقد نافَصْتَنِي فنَفَصْتَنِي ... بِذِي مُشْفَتِرٍّ بَوْلُه مُتَــشَتِّتُ)
وأَنْفصَ بالضَّحِكِ إِنْفَاصاً: أَكْثَرَ مِنْهُ، كَمَا فِي الصّحاح، وكَذلِك أَنْزَقَ، وزَهْزَقَ، وَهُوَ قَوْلُ الفَرَّاءِ. أَنفَصَتِ الشَّاةُ ببَوْلِهَا: أَخْرَجَتْهُ دُفْعَةً دُفْعَةً، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ غيرُهُ: وكذَلك النَّاقَةُ، وَهِي مُنْفِصَةٌ، إِذا دَفَعَتْ بِهِ دُفَعاً دُفَعاً. وَعَن ابنِ القَطَّاع: رَمَتْ بِهِ مُتَقَطِّعاً دُفَعاً. قَالَ الفَرَّاءُ: أَنْفَصَ الرَّجُلُ بشَفَتِه، هَكَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي بَعْضِ الأُصُول، بشَفَتيْهِ: أَشَارَ كالمُتَرَمَّز، وَهُوَ الَّذِي يُشِيرُ بشَفَتيْه وعَيْنَيْهِ. فِي حَدِيثِ السُّنَنِ العَشْر: وانْتِفاصُ المَاءِ. الانْتِفَاصُ: هُوَ رَشُّ المَاءِ مِنْ خَلَلِ الأَصَابِعِ على الذَّكَرِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، أَي احتيَاطاً. والمَشْهُور فِي الرِّواية بالقَافِ، كَمَا سَيَجِيءُ. وقِيلَ الصَّوَابُ بالفَاءِ، والمُرَادُ بِهِ النَّضْحُ على الذَّكَرِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنْفَص الرَّجُلُ بِبَوْلِهِ: رَمى بِهِ، كَمَا فِي اللِّسَان. وأَنْفَصَ بنُطْفَتِهِ، إِذا رَمَى بهَا، كَمَا لابْنِ القَطَّاع، وعَزَاهُ فِي اللِّسَان إِلى اللِّحْيَانِيّ. ونَصُّهُ فِي النَّوَادِر: إِذا خَذَفَ. ونَفَصَه، إِذا غَلَبَهُ فِي)
المُنَافَصَة، وَقد سَبَقَ الإِنْشَادُ.

نفش

(نفش) الْقطن وَنَحْوه نفشه
(نفش) انتفش 
نفش: {نفشت}: رعت ليلا وسرحت وهملت بالنهار، وكذا سربت.
ن ف ش : نَفَشْتُ الْقُطْنَ نَفْشًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَنَفَشَتْ الْغَنَمُ نَفْشًا رَعَتْ لَيْلًا بِغَيْرِ رَاعٍ فَهِيَ نَافِشَةٌ وَنِفَاشٌ بِالْكَسْرِ وَالنَّفَشُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ
انْتِشَارُهَا كَذَلِكَ 
نفش
النَّفْشُ نَشْرُ الصُّوفِ. قال تعالى: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
[القارعة/ 5] ونَفْشُ الغَنَمِ:
انْتِشَارُهَا، والنَّفَشُ بالفتح: الغَنَمُ المُنْتَشِرَةُ. قال تعالى: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ
[الأنبياء/ 78] والإِبِلُ النَّوَافِشُ: المُتَرَدِّدَةُ لَيْلًا فِي المَرْعَى بِلَا رَاعٍ.
نفش: النَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوْفَ حَتّى يَنْتَفِشَ. وأرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ: إذا انْبَسَطَتْ على الوَجْهِ. وتَنَفَّشَ الطَّيْرُ، ونَفَّشَ رِيْشَه. والنُّفَاشَةُ: اللِّمَّةُ واللِّحْيَةُ. والإِبِلُ النَّوافِشُ: التي لا تَرَدَّدُ باللَّيْلِ في المَرْعى بلا راعٍ، وكذلك الغَنَمُ. والنَّفَشُ: الخِصْبُ، نفَشْنا نُفُوْشاً: أخْصَبْنا. والنُّفُوْشُ: الإِقْبَالُ على الشَّيْءِ تَأْكُلُه. والنَّفِيْشُ: المَتَاعُ المُتَفَرِّقُ في الوِعَاءِ والغِرَارَةِ.
(نفش)
الْقطن وَنَحْوه نفشا ونفوشا تفرق وانتشر بعد تلبد يُقَال نفشه فنفش وَالْقَوْم أخصبوا والماشية فِي الزَّرْع انتشرت فِيهِ ورعته لَيْلًا فَهُوَ نافش (ج) نفشة ونفاش وَهِي نافشة (ج) نوافش وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَدَاوُد وَسليمَان إِذْ يحكمان فِي الْحَرْث إِذْ نفشت فِيهِ غنم الْقَوْم} وَيُقَال نفش على الطَّعَام أقبل عَلَيْهِ ليأكله والقطن أَو الصُّوف وَنَحْوهمَا نفشا فرقه بأصابعه أَو بِآلَة حَتَّى ينتشر بعد تلبد
[نفش] نه: فيه: نهى عن كسب الأمة إلا ما عملت بيديها نحو الخبز والغزل و"النفش"، هو ندف القطن والصوف، لأنه كانت عليهن ضرائب فلم يأمن أن يكون منهن الفجور، ولذا روى: حتى يعلم من أين هو. ومنه ح عمر: أتى على غلام يبيع الرطبة فقال: "انفشها" فإنه أحسن لها، أي فرق ما اجتمع منها لتحسن في عين المشتري، والنفيش: المتاع المتفرق. وفيه: وإن أتاك "منتفش" المنخرين، أي واسع منخري الأنف، وهو من التفريق. وفيه: الحبة في الجنة مثل كرش البعير يبيت "نافشًا"، أي راعيًا، من نفشت السائمة- إذا رعت ليلًا بلا راع، وهملت- إذا رعت نهارًا. غ: و"أنفشها" صاحبها.
ن ف ش

نفش الصوف والقطن، فانتفش. وانتفش الضبعان والديك وتنفّش إذا نفش شعره أو ريشه كأنه يخاف أو يرعد. وانتفشت الهرّة وتنفّشت: ازبأرّت. وأمةٌ متنفّشة الشعر. ونفشت الغنم بالليل: انتشرت، وأنفشها الراعي. قال:

أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش

غير السري وسائقٍ نجّاش

ومن المجاز: أنف متنفّش. قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ. وقال العجاج:

ثار عجاج مسبطر قسطله ... تنفش منه الخيل ما لا تغزله
[نفش] نَفَشْتُ القطن والصوف أَنْفِشُ نَفْشاً. وعِهْنٌ مَنْفوشٌ، والتَنْفيشُ مثله. وانْتَفَشَتِ الهرَّةُ وتَنَفَّشَتْ، أي ازْبَأَرَّتْ. ونَفَشَتِ الإبل والغنم تَنْفِشُ وتَنْفُشُ نفوشا، أي رعت ليلا بلا راعٍ. ومنه قوله تعالى: {إذ نَفَشَتْ فيه غَنَمُ القوْم} . وأَنْفَشْتُها أنا: تركتها ترعى ليلاً بلا راع. قال الراجز:

فما لها الليلة من إنفاش * وهى إبل نفش بالتحريك، ونُفَّاشٌ، ونَوافِشُ. ولا يكون النَفَشُ إلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهارا.
ن ف ش: (نَفَشَ) الصُّوفُ وَالْقُطْنُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ، وَعِهْنٌ (مَنْفُوشٌ) وَ (نَفَّشَهُ) أَيْضًا (تَنْفِيشًا) . وَ (نَفَشَتِ) الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ أَيْ رَعَتْ لَيْلًا بِلَا رَاعٍ مِنْ بَابِ جَلَسَ، وَنَفَشَتْ تَنْفُشُ بِالضَّمِّ (نَفَشًا) بِفَتْحَتَيْنِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 78] وَ (أَنْفَشَهَا) غَيْرُهَا تَرَكَهَا تَرْعَى لَيْلًا بِلَا رَاعٍ. وَلَا يَكُونُ (النَّفَشُ) إِلَّا بِاللَّيْلِ، وَالْهَمَلُ يَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا. 

نفش


نَفَشَ(n. ac. نَفْش)
a. Picked (cotton).
b.
(n. ac.
نَفَش
نُفُوْش), Pastured alone at night (cattle).
c. [ coll. ], Swelled in water (
peas ).
d. [ coll. ], Praised, rendered
vain.
نَفِشَ(n. ac. نَفَش)
a. see supra
(b)
نَفَّشَa. see I (a)
أَنْفَشَa. Allowed to pasture alone at night.

تَنَفَّشَa. see I (b)b. Bristled up its fur (cat); ruffled its
feathers (bird).
c. [ coll. ]
see VIII (c)
إِنْتَفَشَa. see V (b)b. Was picked &c.
c. [ coll. ], Was swollen.
نَفْش
[ coll. ]
see 25 نَفْشِيَّة
a. [ coll. ], Almond-cake.
b. [ coll. ], Pastry.
نَفَشa. Wool.
b. Increase, produce.

نَاْفِش
(pl.
نَفَش
نُفَّش نِفَاْش
نُفَّاْش)
a. Pasturing alone at night (animal).

نَاْفِشَة
(pl.
نَوَاْفِشُ)
a. fem. of
نَاْفِش
نُفَاْشَةa. A kind of sparrow.

نَفِيْشa. Household-goods, chattels.

N. P.
نَفَّشَa. Bristling.

N. Ag.
تَنَفَّشَإِنْتَفَشَa. Soft; swollen, dilated; tumid.
(نفش) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنه أتَي علَى غُلَامٍ يَبِيعُ الرَّطْبَة، فقال: انْفُشْها، فإنه أحْسَنُ لها"
: أي فَرِّقْ ما اجتَمع منها؛ ليَحْسُنَ ويكثُر في عَين المُشْترى.
وَفيه جَواز تَزْيِين البَائع المتاعَ بما لَا يكونُ فيه خِيَانَةٌ.
- وفي الحديث: "نَهى عن كَسْب الأمَة، إلَّا ما عَمِلَتْ بِيَدَيها نَحو الخَبْز والغَزْلِ والنَّفْش" النَّفْش: نَدْفُ الصُّوفِ، وإنّما نَهى عنه؛ لأنه كانت عليهنّ ضرائبُ، فلم يَأمَنْ أن يكون منهنّ الفُجور.
- وفي رواية: "حتى يُعْلَمَ منِ أين هي؟ "
وهو من قوله تعالى: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}
والنَّفِيشُ: المتَاعُ المُتَفرِّقُ في الوعاء.
ن ف ش

نَفَشَ الصُّوفَ ينْفُشُهُ نَفْشاً إذَا مَدَّهُ حتَّى يَتَجَوَّفَ وقد انْتَفَشَ وأَرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ ومُتَنَفِّشَةٌ مُنْبسِطَةٌُ على الْوَجْهِ وتَنَفَّشَ الضِّبْعَانِ والطَّائر إذا رأيته مُنْتَفِشَ الشَّعرِ والرِّيشِ وأُمُّهُ مُنْتَفِشَةُ الشَّعرِ كذلِكَ وَنَفَشَتِ الإِبِلُ والغَنَمُ تَنْفُشُ نَفْشاً تَسَرَّبَتْ لَيْلاً فَرَعَتْ ولا يكونُ ذلك بالنَّهارِ وخَصَّ بعضُهم به دُخُولَ الْغَنَمِ في الزَّرْعِ وفي التَّنزيلِ {إذ نفشت فيه غنم القوم} وإِبِلٌ نَفَشٌ ونَفَّشٌ ونَوَافِشُ وأَنْفَشَهَا راعِيها أرسلَها ليْلاً تَرْعَى ونام عنها قال

(اجْرِشْ لها يا ابْنَ أبِي كِباشِ ... )

(فما لها اللَّيْلَةَ من إنْفاشِ ... )

(إلا السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ ... ) وقد يكون النَّفْشُ في جميع الدَّوابّ وأكْثرُ ما يكون في الغَنَمِ فأمَّا ما يَخُصُّ الإِبِلَ فَعَشَتْ عَشْواً
نفش: نفش: نفش الصوف مده حتى يتجوف (الكالا).
نفش: نزع القشرة من القنب (الكالا).
نفش: جلف الأقمشة (بوشر).
نفش: نظف اللحية ونفش الغبار عنها (بركهارت أمثال رقم 376).
نفش: رتب الفراش ومد الريش جيدا لكي يصبح لدنا (الكالا وفقا لفكتور: نفش mollidura منفوش mollido) : سوى أو مهد السرير.
نفش: أوقف الشعر؛ نفش الشعر سواه أو قلب الشعر ومشطه وجعله منفوشا (بوشر).
نفش: نفخ، ورم (هلو).
نفشه: مدحه حتى أصابه بالخيلاء والغطرسة، وفي (محيط المحيط): (والعامة تقول نفش فلان فلانا أي مدحه فشمخ بنفسه؛ انظر العبارة التي ذكرتها في هذا الكتاب في مادة نفج.
نفش روحه: تغطرس، انتفخ، اختال، تظاهر بالعظمة وادعى خطورة الشأن وسار سير المتباهي والمتفاخر (بوشر).
نفش: تــشتت (سليكنا 3: 10) فإن كنتم صادقين فانشوا كما نفش أهل (المقدمة 2: 211) في الحديث عن الأبخرة السامة وتخللها الريح ونفشت وذهب بها يمينا وشمالا (شكوري 190): ثم إن الأبخرة لا تعمل بل تنفش عنه (ابن العوام 99: 10): ويمنع التراب المغطى به السرجين وحر السرجين أن ينفش فيعكسه إلى اسفل لأنها يجب أن تقرأ على هذه الصورة وفقا لمخطوطتنا بدلا من يتنفس.
نفش الخشب وانعوج: اعوج الخشب وانتفل والتوى وتقال عن غير الخشب أيضا (بوشر).
نفش: ينبغي أن تكون الكلمة موجودة عند (بوشر) إلا أن الاستشهاد المذكور في الفهرست (605 رقم 2) غير صحيح.
تنفش: وردت عند (فوك) في مادة carminari انظر (انتفش).
انتفش: انتصب، قف (بوشر).
انتفش: تزغب، تغطى بالزغب من كثرة الحك (بوشر).
انتفش: الصوف بعد الحلج (انظر نسل: ابن الابار 42: 7).
انتفش: انظر الكلمة في (محيط المحيط) في مادة نسل (ونسل الصوف والريش انتفش وسقط).
انتفش: نفش الصوف carder la laine (فوك، ابن العوام 1: 266) (انظر 1: 1 وقد وردت في مخطوطتنا في باب تنفش).
انتفش: بح صوته، انفتق، انفسخ، انقلبت اجفان العين (بوشر).
انتفش: تزغب، تغطى بالزغب من كثرة الحك (بوشر).
انتفش: انتفخ (ابن العوام 1: 40): مدرتها مستحصفة شبيهة بانعقاد الحجر ولا تنتفش ولا ترخو (41: 7).
انتفش: انتفخ، اختال، تغطرس (بوشر).
نفش: تبجح، مباهاة (هلو).
عفش نفش: انظر نفش- (الكلمة الأولى في بداية الكلام).
نفاش: برتقال (بوشر).
نفاش: من أنواع التمر (داسكارياك 11).
نفاش: حلاج (الكالا).
نافش: معتبر، بارز، محترم (بوشر).
نافش: من أنواع سمك سليمان (وصف مصر 24: 228).
منفوش الشعر: أشعث الشعر (بوشر).
نفش
نفَشَ/ نفَشَ في يَنفُش ويَنفِش، نفْشًا ونُفوشًا، فهو نافِش، والمفعول مَنْفوش
• نفَش القُطنَ أو الصُّوفَ أو نحوَهما: شعَّثه وفرَّقه بالأصابِع أو بالآلة حتى ينتشر ويتفرّق بعد تلبُّد "نفَشت شعرها- نفْشُ الرِّيش- {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ}: المتفرِّق المنتشِر" ° نافِش ريشه: مَزْهُوّ- نفَش ريشَه: تباهى وزها.
• نفَشتِ الماشيةُ في الزّرع: انتشرت ورعت ليلاً " {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} ". 

انتفشَ ينتفش، انتفاشًا، فهو مُنتفِش
• انتفَش القطنُ أو الصُّوفُ: تشعَّث وتفرّق بعد تلبُّد.
• انتفش القِطُّ: أوقف شعرَه حتى بدت أصولُه "انتفش القُنفُذُ".
• انتفش الطَّائِرُ: انتصب ريشُه كأنّه خائف "انتفشتِ النّعامةُ- انتفش الدّيكُ". 

نفَّشَ ينفِّش، تنفيشًا، فهو مُنفِّش، والمفعول مُنفَّش
• نفَّش صوفًا أو قُطنًا: نفشَه؛ شعَّثه وفرّقه بأصابعه حتى
 ينتشر "نفَّش شَعْرَه- طائر منفَّش الرِّيش". 

نَفْش [مفرد]: مصدر نفَشَ/ نفَشَ في. 

نَفَش [مفرد]:
1 - صوف مشعَّث مفرّق منتشِر.
2 - متاع مُفرَّق.
3 - كثرة الكلام والادِّعاء. 

نَفّاش [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نفَشَ/ نفَشَ في.
2 - متكبِّر "عرفناه نفَّاشًا غير أهل لصداقتنا".
3 - (نت) نوعٌ من النّارنج يُربّب. 

نُفوش [مفرد]: مصدر نفَشَ/ نفَشَ في. 

نفش: النَفَشُ: الصُّوفُ. والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ

بعضه عن بعض، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه. وفي الحديث: أَنه

نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلاَّ ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ

والغَزْل والنَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عن كَسْبِ

الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ،

ولذلك جاء في رواية: حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو. ونَفَشَ الصوفَ وغيره

يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حتى يتجوَّف، وقد انْتَفَش. وأَرْنَبةٌ

مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة على الوجه. وفي حديث ابن عباس: وإِن أَتاكَ

مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ وهو من التفريق.

وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ

كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك. وكلُّ شيء تراه

مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ. وانْتَفَشَت

الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه:

أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها

أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري.

والنَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابن السكيت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر

الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، وقد أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها في الليل

فتَرْعَى، بِلا راعٍ. وهي إِبل نُفّاشٌ.

ويقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا تفرّقت

فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، والاسمُ النفَشُ، ولا يكون النَّفَشُ

إِلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. ويقال: باتت غنمُه نَفَشاً،

وهو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها. وفي حديث عبد اللَّه بن

عمرو: الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً أَي راعياً

بالليل. ويقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت

ليلاً بلا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا رعت نهاراً. ونَفَشَت الإِبلَ والغنم

تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً: انتشرت ليلاً فرعت، ولا يكون ذلك

بالنهار، وخص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع. وفي التنزيل: إِذْ نَفَشَت فيه

غنَمُ القومِ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفِّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ. وأَنْفَشَها

راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلاً ترعى ونامَ عنها، وأَنْفشْتها أَنا إِذا تركتها

ترعى بلا راع؛ قال:

اجْرِشْ لها يا ابنَ أَبي كِباشٍ

(* قوله «اجرش» كذا في الأصل بهمزة الوصل وبشين آخره وهي رواية ابن

السكيت، قال في الصحاح: والرواة على خلافه، يعني أَجرس بهمزة القطع وسين

آخره.)،

فما لها اللَّيْلةَ من إِنْفاشِ،

إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّاشِ

قال أَبو منصور: إِلاَّ بمعنى غير السُّرى كقوله عز وجل: لو كان فيهما

آلهة إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لو كان فيهما آلهة غير اللَّه

لفسدتا، فسبحان اللَّه وقد يكون النَفْش في جميع الدواب وأَكثرُ ما يكون في

الغنم، فأَما ما يخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، وروى المنذري عن أَبي طالب

أَنه قال قولهم: إِن لم يكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال: قال ابن الأَعرابي:

معناه إِن لم يكن فِعْلٌ فرِياءٌ.

نفش

1 نَفَشَ, (S, A,) aor. ـُ (S,) inf. n. نَفْشٌ, (S, A, K,) He separated, or plucked asunder, or loosened, a thing, with his fingers, so that it became spread, or sparse, or dispersed; (A, K;) as also ↓ نفّش, inf. n. تَنْفِيشٌ: (S, K:) or the latter has an intensive signification: and accord. to some, the former signifies he separated a thing not difficult to separate, such as cotton and wool: or he pulled wool until its parts became separated, or plucked asunder, or loosened: (TA:) or he spread, or dispersed, a thing. (MF.) You say, نَفَشْتُ القُطْنَ and الصُّوفَ [I separated or plucked asunder, or loosened, with my fingers, &c., the cotton and the wool]. (S, A.) نَفْشٌ is likewise syn. with نَدْفٌ [the separating and loosening cotton by means of a bow and a wooden mallet]. (TA.) You also say, نَفَشَ الرَّطْبَةَ, inf. n. as above, meaning, He separated what was collected together, or compacted, in the [kind of trefoil called] رطبة. (TA.) And, of a cock, (T, S, in art. بول.) or of a حُبَارَى, (K, in that art.,) when about to fight, (T, K. ibid.,) نَفَشَ بُرَائِلَهُ [He ruffled the feathers around his neck]. (T, S, K, ibid.) A2: It is also intrans syn. with انتفش, q. v. (TA.) b2: [And hence,] نَفَشَتِ الغَنَمُ, (S, A, K,) and الإِبِلُ, (S, Msb, K,) accord. to IDrd the former only, but accord. to others the latter also, and in like manner one says of all beasts, though mostly of غَنَم, (TA,) aor. (S, Msb, K) and نَفِشَ, (S, K,) inf. n. نَفْشٌ, (Msb, K,) or نُفُوشٌ, (S,) or both: (TA;) and نَفشت, aor. ـَ (IAar. Sgh, K;) The sheep or goats, and the camels, pastured by night without a pastor: (S, Msb, K:) or without the knowledge of a pastor (TA:) or dispersed themselves by night: (A:) or dispersed themselves and pastured by night without knowledge [of the pastor]: or the sheep or goats entered among seed-produce: (TA:) occurring in the Kur, xxi. 78: (S, TA:) the subst. is نَفَشٌ, signifying their dispersion of themselves and pasturing by night without a pastor. (Msb.) 2 نَفَّشَ see 1, first signification.4 انفش الغَنَمَ, (S, A, K.) and الإِبِلَ, (S, K,) He (the pastor) sent the sheep or goats, and the camels, (K, * TA,) or left them, (S, TA,) to pasture by night without a pastor; (S, K, TA,) neglecting them: (TA:) or to disperse themselves by night. (A.) 5 تَنفّشت الهِرَّةُ, (S, A, K,) and ↓ انتفشت, (S, A,) The cat bristled up her hair. (S, A, K.) and in like manner you say of a hyena. (A, TA, *) And تنفّش الدِّيكُ, (A,) or الطَّاِئرُ, (K,) and ↓ انتفش, (A, TA,) The cock, (A,) or bird, (K,) ruffled, (A,) or shook, (K,) his feathers, as though he feared, (A, K,) or threatened, (A,) or trembled. (K.) 8 انتفش i. q. نَفَشَ used intransitively. [signifying It (a thing, or cotton, and wool, and the like,) became separated, or plucked asunder, or loosened, with the fingers, so that it became spread, or sparse, or dispersed; &c., being] quasi-pass. of نَفَشَ used transitively. (TA.) See also مُنْتَفِشٌ. And see 5, in two places.

نَفَشٌ Wool. (IAar, K.) b2: [Hence, app., the saying,] إِنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فَنَفَشٌ, [lit., If there be not fat, then let there be wool;] meaning, (assumed tropical:) If there be not action, then [let there be] a show of action: (IAar, Az, L:) or the last word signifies a little milk. (Meyd, cited by Freytag: see his Arab Prov., i. 70:) it also signifies, [and perhaps in the above saying,] (tropical:) abundance of speech or talk, and of pretensions. (MF.) A2: See also 1, at the end.

A3: And see: نَافِشٌ.

نَفَّاشٌ (assumed tropical:) Proud and boastful. or one who praises himself for that which is not in him; or who says that which he does not. (TA.) A2: A kind of لَيْمُون or citron; the limon sponginus sugosus Ferrari; (Delile, Floræ Aegypt. Illustr., no. 749)] of the largest size, (TA.) نَافِشٌ, applied to a camel [and to a sheep or goat]. fem. نَافشةٌ, Msb, part. n. of 1. (Msb, TA.) You say, إِبِلٌ نَافِشَةٌ, Msb, and نَفَشٌ [quasi-pl. p. of نَافِشٌ] (S, K) and نِفَاشٌ (Msb) and نُفَّاشٌ (S, K) and نُفّشٌ [pls. of نَافشٌ] (TA) and نَوَافِشٌ [pl. of نَافِشةٌ], (S, K,) [and in like manner عَنَمٌ,] Camels [and goats] pasturing by night without a pastur: (S, Msb, K; or dispersing themselves and pasturing by ?? without knowledge [of the pastor] (TA:) نَفَشٌ are only by night; but هَمَلٌ, by night and by day (S,) عِهْنٌ مَنْفُوشٌ (S) Wool of ramous colours separated and loosened by means of bow wooden mallet: (Bd, Jel, ei. 4.) and in like manner, ↓ قُطْنٌ مُسْتَفِشٌ [cotton that is separated, or plucked asunder, or loosened, with the fingers, so that it becomes spread, or dispersed. &c., See 1 and 8]. (TA, voce هَيّبَانٌ,) See also مُسْتَفشٌ, below.

مُنْتَفِشٌ: see مَنْفُوشٌ.b2: ?? A female slave having shaggy or dishevelled hair: (A;) شَعْتآءُ. (K) b3: ?? is likewise applied to anything Swollen, or humid, and loose or flaccid or soft within; as also ↓ مُتَعّشٌ. (Az, K.) b4: You say also أَنْفٌ مُنْتفِشٌ (tropical:) A nose short in the مَارِن [is soft part], and spreading upon the face, like the nose of the زَنْجِىّ] (A;) and ?? has the like signification; as also ↓ ??; (TA;) or in means are cad of a nose spreading upon the face: (K:) and ↓ مُتَبَفّشُ المُنْخِريْنِ, in like manner, wide in the two nostrils. (TA.) See also مُنَتَفّسٌ.

مُتَنَفِّشٌ: see مُنْتَفِشٌ, in three places.
نفش
. النَّفْشُ: تَشْعِيثُ الشَّيْءِ بأَصَابِعِك حَتّى يَنْتَشِر، كالتَّنْفِيشِ، وقَالَ بَعْضُهُم: النَّفْشُ: تَفْرِيقُ مَا لاَ يَعْسُرُ تَفْرِيقُه، كالقُطْنِ والصُّوفِ، نَفَشَه فنَفَشَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ. وقَالَ أَئمَّةُ الاشْتِقَاقِ: وُضِعَ مادَّةُ النَّفْشِ للنَّشْرِ والانْتِشَارِ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا. وقِيلَ: النَّفْشُ: مَدُّكَ الصّوفَ حتّى يَنْتَفِشَ بَعْضُهُ عَن بَعْضٍ، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ. وَعَن ابنِ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ: أَنْ تَرْعَى الغَنَمُ أَو الإِبِلُ لَيْلاً بِلا عِلْمِ رَاع، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا يَكُونُ النَّفْشُ إِلاَّ باللَّيْلِ، والهَملُ يَكُونُ لَيْلاً ونَهَاراً، وقَدْ أَنْفَشَهَا الرّاعِي: أَرْسَلَها لَيْلاً تَرْعَى ونامَ عَنْهَا، وأَنْفَشْتُها أَنا: تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلا رَاعٍ، قَالَ الرّاجِزُ: اجْرِشْ لَهَا ياابْنَ أَبِي كِبَاشِ فمَا لَهَا اللَّيْلَةََ من إِنْفَاشِ غَيْرَ السُّرَى وسَائِقٍ نَجَّاش ِ ونَفشَت هِيَ، كضَرَبَ، ونَصَرَ، وسَمِعَ، الأَخِيرَةُ نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، أَي تَفَرَّقَتْ فَرَعَتْ باللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ دُخُولَ الغَنَمِ فِي الزَّرْعِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ القَوْمِ. وهِيَ إِبِلٌ نَفَشٌ، مُحَرَّكَةً، ونُفَّشٌ، كسُكَّرٍ، ونُفّاشٌ، كرُمّان، ونَوَافِشُ، وقَدْ يَكُون النَّفْشُ فِي جَمِيعِ الدّوَابِّ، وأَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِي الغَنَمِ، فأَمَّا مَا يَخُصُّ الإِبِلَ فعَشَتْ عَشْواً.
وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّفْشُ: خاصٌّ بالغَنَمِ، وقَالَ غَيْرُه: يُقَالُ ذلِكَ لَهَا وللإِبِلِ، ويَدُلّ لهُ الحَدِيثُ: الحَبَّةُ فِي الجّنَّةِ مثْلُ كَرِشِ البَعِيرِ يَبِيتُ نَافِشاً، فجَعَلَ النُّفُوشَ لِلبَعيرِ. والنَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: الصُّوفُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والنَّفَشُ أَيْضاً: الخِصْبُ، عَن ابنِ عَبّادٍ يُقَالُ: نَفَشْنَا نُقُوشاً، أَيْ أَخْصَبْنَا. والنُّفُوشُ، بالضَّمِّ: الإِقْبَالُ عَلَى الشّيْءِ تَأْكُلُه، وقَدْ نَفَشَ عَلَى الشَّيْءِ، يَنْفُشُ من حَدِّ نَصَرَ. والنَّفِيشُ، كأَمِيرٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: المَتَاعُ المُتَفَرّقُ فِي الوِعَاءِ والغِرَارَةِ، وكُلُّ شئٍ تَرَاهُ مُنْتَبِرً رِخْو الجَوْفِ، فهُوَ مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ. وأَمَةٌ مُنْتَفِشَةُ الشَّعرِ، أَيْ شَعْثَاءُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. ومِنَ المَجَازِ: أَرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ، أَي قَصِيرَةُ المارِنِ، أَيْ مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الوَجْهِ كأَنْفِ الزّنْجِيّ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ، وكَذلِكَ مُتَنَفَّشَةٌ، وَفِي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: وإِنْ أَتاكَ مُتَنَفِّشَ المَنْخِرَيْنِ أَيْ وَاسِعَ مَنْخِرَيِ الأَنْفِ، وهُوَ من التَّفْريِقِ. وتَنَفَّشَتِ الهِرَّةُ وانْتَفَشَتْ: ازْبَأَرَّتْ.
وتَنَفَّشَ الطّائِرُ وانْتَفَشَ، إِذا رَأَيْتَه قَدْ نَفَضَ رِيشَه، كَأَنَّه يَخافُ أَوْ يُرْعَدُ، وكَذَا تَنَفَّشَ الضِّبْعانُ، إِذا رَأَيْتَه مُتَنَفِّشَ الشَّعرِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّفْشُ، بالتَّحْرِيك الرِّيَاءُ وَمِنْه قَوْلُهُم: إِنْ لَمْ يَكُنْ) شَحْمٌ فنَفَشٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، والأَزْهَرِيُّ عَن المُنْذِرِيِّ عَن أَبِي طالِبٍ عَنْه.
والنَّفَشُ: كثْرَةُ الكَلامِ والدَّعاوَي، نَقَلَه شَيْخُنَا، وَهُوَ مَجَازٌ. والنَّفّاشُ: المُتَكَبِّرُ، والنَّفَّاجُ والنَّفّاشُ: نَوْعٌ من اللَّيْمُون أَكْبَرُ مَا يَكُونُ. والنَّفْشُ النَّدْفُ، وانْتَفَشَ كنَفَشَ. ونَفَشَ الرَّطْبَةَ نَفْشاً: فَرَّقَ مَا اجْتَمَعَ فِيهَا. والتَّنْفِيشُ: مُبَالَغَةٌ فِي النَّفْشِ.

نشر

(نشر) الشَّيْء نشرا انْتَشَر
(نشر) : النَّشِيرُ: الزَّرْعُ إذا جُمِعَ وهُمْ لا يَكْدُسُونَه.
(نشر) الثَّوْب وَالْكتاب وَنَحْوهمَا نشره يُقَال صحف منشرة
نشر: {أنشره}: أحياه. {النشور}: الحياة بعد الموت. {ينشر لكم}: يفرقكم. 
(ن ش ر) : النَّشْرُ) خِلَافُ الطَّيِّ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُكَبِّرُ نَاشِرَ الْأَصَابِعِ» قَالُوا هُوَ أَنْ لَا يَجْعَلَهَا مُشْتًا (وَالنَّشَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَنْشُورُ كَالْقَبْضِ بِمَعْنَى الْمَقْبُوضِ (وَمِنْهُ) وَمَنْ يَمْلِكُ نَشَرَ الْمَاءِ يَعْنِي مَا انْتَضَحَ مِنْ رَشَاشِهِ (وَالْإِنْشَارُ) الْإِحْيَاءُ وَفِي التَّنْزِيلِ {إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 22] وَمِنْهُ «لَا رَضَاعَ إلَّا مَا أَنْشَرَ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ» أَيْ قَوَّاهُ وَشَدَّهُ كَأَنَّهُ أَحْيَاهُ وَيُرْوَى بِالزَّايِ.
(نشر) - في الحديث: "سُئِل عن النُّشْرَةِ فقال: هو من عَمَلِ الشَّيطانِ"
النُّشْرَةُ: ضرْبٌ من الرُّقْيَةِ والعِلاج، يُعالَج بها مَن كان يُظَنُّ به مَسُّ الجِنّ، سُمِّيت نُشْرةً لأنّه يُنْشَرُ بها عنه ما خامَرَه مِن الدَّاءِ.
وقال الحسَنُ: النُّشْرةُ من السِّحر، قال جَرِير:
أَدْعُوكَ دَعْوةَ مَلهُوفٍ كَأنَّ به
مَسًّا مِن الجِنّ أو رِيحًا مِن النَّشَرِ
وقد نَشَّرتُ عنه تَنشِيرًا. - في الحديث: "لا رَضاعَ إلّا مَا أَنْشَرَ العَظْمَ وَأنْبَتَ اللَّحمَ"
: أي شَدَّه وقَوَّاهُ، والإنشَارُ بمعنى الِإحْيَاء مِن قوله تَعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} .
ن ش ر : نَشَرَ الْمَوْتَى نُشُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ حَيُوا وَنَشَرَهُمْ اللَّهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ أَنْشَرَهُمْ اللَّهُ وَنَشَرَتْ الْأَرْضُ نُشُورًا أَيْضًا حَيِيَتْ وَأَنْبَتَتْ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْشَرْتُهَا إذَا أَحْيَيْتَهَا بِالْمَاءِ وَمِنْهُ قِيلَ أَنْشَرَ الرَّضَاعُ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ كَأَنَّهُ أَحْيَاهُ وَأَنْشَزَهُ بِالزَّايِ بِمَعْنَاهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} [البقرة: 259] فِي السَّبْعَةِ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ.

وَنَشَرَ الرَّاعِي غَنَمَهُ نَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ بَثَّهَا بَعْدَ أَنْ آوَاهَا فَانْتَشَرَتْ وَاسْمُ الْمَنْشُورِ نَشَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلْقَوْمِ الْمُتَفَرِّقِينَ الَّذِينَ لَا يَجْمَعُهُمْ رَئِيسٌ نَشَرٌ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ الْوَلَدِ وَالْحَفَرِ بِمَعْنَى الْمَوْلُودِ وَالْمَحْفُورِ وَنَشَرْتُ الثَّوْبَ نَشْرًا فَانْتَشَرَ وَانْتَشَرَ الْقَوْمُ تَفَرَّقُوا وَنَشَرْتُ الْخَشَبَةَ نَشْرًا فَهِيَ مَنْشُورَةٌ وَاسْمُ الْآلَةِ مِنْشَارٌ بِالْكَسْرِ وَتَقَدَّمَ فِي أشر. 
ن ش ر

نشر الثوب والكتاب، ونشّر الثياب والكتب، وصحف منشّرة، وملاء منشّر. وناشره الثياب، وتناشروا الثياب. واستنشره: طلب إليه أن ينشر عليه الثوب. وضمّ النّشر، واللهم اضمم نشري. ورأيتهم نشراً: منتشرين. وفي الحديث: " أتملك نشر الماء " وهو ما ترشش على المتوضيء. ونشر الشيء فانتشر وتنشّر. " وانتشروا في الأرض ": تفرّقوا. ودابة كثيرة النّشوار، وقد نشورت. وما أشبه خطّه بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب.

ومن المجاز: نشر الله الموتى نشراً وأنشرهم ونشروا نشوراً وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت. وقال أبو جندب الهذليّ:

وفينا وإن قبل اصطلحنا تضاغن ... كما طرّ أو بارُ الجراب على النشر

ترعاه فينبت وبرها وتحته الداء والعر. ونشرت عن العليل نشراً ونشّرت عنه تنشيراً إذا رقيته بالنشرة كأنك تفرّق عنه العلة. ونشر الخبر: أذاعه. وانتشر الخبر في الناس. قال جميل يشكو ناساً:

الشر منكشف تلقاه منتشراً ... والصالحات عليها مغلقاً باب

وانتشر عليّ فلان إذا تحرّك هنوه. " وجاء فلان ناشراً أذنيه ": طامعاً. ونشر الخشبة بالمنشارز وله نشرٌ طيّب وهو ما انتشر من رائحته. قال المرقش يصف نساء:

النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
ن ش ر: (النَّشْرُ) بِوَزْنِ النَّصْرِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ. وَ (النَّشَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ (الْمُنْتَشِرُ) وَفِي الْحَدِيثِ: «أَتَمْلِكُ نَشْرَ الْمَاءِ» وَ (نَشَرَ) الْمَتَاعَ وَغَيْرَهُ بَسَطَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَمِنْهُ رِيحٌ (نَشُورٌ) بِالْفَتْحِ وَرِيَاحٌ (نُشُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (نَشَرَ) الْمَيِّتَ فَهُوَ (نَاشِرٌ) عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَبَابُهُ دَخَلَ، وَمِنْهُ يَوْمُ (النُّشُورِ) وَ (أَنْشَرَهُ) اللَّهُ تَعَالَى أَحْيَاهُ. وَمِنْهُ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (كَيْفَ نُنْشِرُهَا) ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} [عبس: 22] ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ «نَنْشُرُهَا» قَالَ الْفَرَّاءُ: ذَهَبَ إِلَى النَّشْرِ وَالطَّيِّ. قَالَ: وَالْوَجْهُ أَنْ تَقُولَ أَنَشْرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فَنَشَرُوا هُمْ. وَ (نَشَرَ) الْخَشَبَةَ قَطَعَهَا (بِالْمِنْشَارِ) وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (النُّشَارَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنْهُ. وَنَشَرَ الْخَبَرَ أَذَاعَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَضَرَبَ. وَصُحُفٌ (مُنَشَّرَةٌ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (التَّنْشِيرُ) مِنَ (النُّشْرَةِ) وَهِيَ كَالتَّعْوِيذِ وَالرُّقْيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: «فَلَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ يَعْنِي سِحْرًا» ثُمَّ (نَشَّرَهُ) بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَيْ رَقَاهُ وَكَذَا إِذَا كَتَبَ لَهُ النُّشْرَةَ. وَ (انْتَشَرَ) الْخَبَرُ ذَاعَ. 
نشر: النَّشْرُ: الرِّيْحُ الطَّيِّبَةِ؛ كرِيْحِ الرَوْضَةِ. ورِيشٌ نَشَرٌ: مُنْتَشِرٌ واسِغٌ طَوِيلٌ. ونَشَرْتُ الثَّوْبَ والكِتَابَ نَشْراً. ونَشَرِتِ الأرْضُ: أصابَها الرَّبيعُ فأنْبَتَتْ، وهي ناشِرَةٌ. والنَّشْرُ: أنْ يَخْرُجَ النَّبْتُ ثُمَّ يُبْطِىءَ عنه المَطَرْ فَيَيْبَسَ ثُمَّ يُصِيْبَه مَطَرٌ فَيَبْبُتَ بَعْدَ اليُبْسِ، وهو قَوْلُه: كما طَرَّ أوْبَارُ الجِرَابِ على النَّشْرِ وهو أيضاً: ظُهُوْرُ الجَرَبِ بَعْدَ ذَهَابِهِ. وأبِلٌ نشَرى على وَزْنِ جَفَلى: انْتَشَرَ فيها الجَرَبُ. ونَشِرَ البَعِيرُ. ويَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اضْمُمْ لي نَشَري بفَتْحَتَيْنِ: أي ما انْتَشَرَ وتَفَّرَقَ. ورَأيْتُهم نَشَراً: أي مُتَفَرقِيْنَ. وفي الحَديِث:: أتَمْلِكُ نَشْرَ الماء " وهو ما تَرَشَّشَ إذا تَوَضَّأ الإِنسانُ. وانْتَشَرَتِ النَّخْلَةُ: انْبَسَطَ سَعَفُها. وفي أرْضِه مائةٌ مُنْتَشِرَةٌ. والمَنْشُوْرُ: الرَّجُلُ المُنْتَشِرُ الأمْرِ. والنُّشُوْرُ: الحَيَاةُ بَعْدَ المَوْتِ، يَنْشُرُهم اللهُ ويُنْشِرُهم نَشْراً وانْتِشَاراٌ. وفي المَثَل: " لا أبُوْكَ نُشِرَ ولا التُّرَابُ نَفِدَ " في الرَّجُلِ يَخْتَلِطُ عليه أمْرُه فلا يَعْتَزِمُ فيه على رَأْيٍ. والنُّشْرَةُ: عِلاَجٌ ورُقْيَةٌ للمَجْنُوْنِ، يُنْشَّرُ عنه تَنْشِيراً. والإِنسانُ المَهْزُوْلُ الهالِكُ: نُشْرَةٌ. والتَّنَاشِيْرُ: كِتَابَةٌ للغِلْمَانِ في الكُتّابِ. والنُّشُرُ بِضَمِّ النُّوْنِ والشِّيْنِ: خُرُوْجُ المَذِي من الإِنسانِ. وهو الانْتِشَارُ أيضاً. وإذا رَعَتِ الإِبِلُ فاسْتَبَانَ عليها أثَرُ الرَّعْيِ قيل: نَشَرَتْ. وأمْسَتْ نَشِرَةً. وناشِرَةً: أي أشِرَةً. والنِّشْوَارُ: بَقِيَّةُ العَلَفِ، نَشْوَرَتِ الدابَّةُ: أبْقَتْ ذلك. والمِنْشَارُ: الخَشَبَةُ التي يُذَرّى بها البُرُّ.

نشر


نَشَر(n. ac. نَشْر)
a. Unfolded, unrolled, spread out, displayed.
b. Scattered about.
c. Sawed.
d. ['An], Exorcised.
e.(n. ac. نَشْر
نُشُوْر), Raised, revivified.
f. Rose; revived.
g.(n. ac. نُشُوْر), Sprouted, shot forth.
h.
(n. ac.
نَشْر), Spread about, divulged, published ( news).
i. Blew (wind).
نَشِرَ(n. ac. نَشَر)
a. Suffered from the mange.
b. Was dispersed.

نَشَّرَa. see I (a) (d).
نَاْشَرَa. Spread out.

أَنْشَرَa. see I (e)
تَنَشَّرَa. Was unfolded &c.
b. see VIII (f)
تَنَاْشَرَa. see III
إِنْتَشَرَa. see V (a)b. Spread, diffused itself; became disclosed.
c. Became inflated; swelled.
d. Was long (day).
e. Became scattered; was disorganized.
f. Was sprinkled (water).
g. Journeyed.
h. [Fī], Fell upon.
إِسْتَنْشَرَa. Asked to have unfolded &c.

نَشْرa. Odour, fragrance.
b. Shoots, sprouts.
c. Resurrection; life.
d. Divulgation, disclosure.
e. see N. P.
I (c)
نَشْرَةa. Publication, proclamation edict.
b. [ coll. ], Unsealed letter.

نُشْرَةa. Charm; enchantment.

نَشَرa. see N. P.
I (c)b. Sprinklings.

نَشَرَىa. Mangy.

نُشَرa. Jugglery; magic.

مَنْشَرa. Place of resurrection.
b. Expansion &c.

نَاْشِرa. Spreading; unfolding; expansive.
b. Scattering.
c. Adder.

نَاْشِرَةa. fem. of
نَاْشِرb. (pl.
نَوَاْشِرُ), Flexors, extensors ( of the arm ).

نِشَاْرَةa. Sawing.

نُشَاْرَةa. Sawdust.

نَشِيْرa. Heap of corn.
b. Girdle.
c. [ coll. ], Sawn; sawings.

نَشُوْر
(pl.
نُشْر
نُشُر
10)
a. Driving (wind).
نُشُوْرa. Resurrection.

مِنْشَاْر
(pl.
مَنَاْشِيْرُ)
a. Saw.
b. Winnowing-fork.
c. Saw-fish.

مِنْشَاْرِيّa. Serrate, serrulate.

تَنَاْشِيْرa. Copies ( for children ).
N. P.
نَشڤرَa. Unsealed, open.
b. Divulged.
c. Dispersed; unsettled.
d. Sawn.
e. Prism (figure).
f. (pl.
مَنَاْشِيْرُ), Letters patent.
g. [ coll. ], Mandate; mandamus;
pastoral charge; bull (papal).
N. P.
نَشَّرَa. see N. P.
I (a) (b), (c).
N. Ag.
أَنْشَرَa. see 26
N. Ag.
إِنْتَشَرَa. see I (a) (b), (c).
N. Ac.
إِنْتَشَرَa. Dispersion; dissemination; divulgation
publication.

نَشَْرًا
a. Pell-mell, in confusion.

بِالنَّشْر
a. Explicitly; expressly.

إِنْتِشَار الإِيْمَان
a. The propagation of faith.
نشر
النَّشْرُ، نَشَرَ الثوبَ، والصَّحِيفَةَ، والسَّحَابَ، والنِّعْمَةَ، والحَدِيثَ: بَسَطَهَا. قال تعالى: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ
[التكوير/ 10] ، وقال: وهو الّذي يرسل الرّياح نُشْراً بين يدي رحمته [الأعراف/ 57] ، وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ
[الشورى/ 28] ، وقوله: وَالنَّاشِراتِ نَشْراً
[المرسلات/ 3] أي: الملائكة التي تَنْشُرُ الرياح، أو الرياح التي تنشر السَّحابَ، ويقال في جمع النَّاشِرِ:
نُشُرٌ، وقرئ: نَشْراً
فيكون كقوله:
«والناشرات» ومنه: سمعت نَشْراً حَسَناً. أي:
حَدِيثاً يُنْشَرُ مِنْ مَدْحٍ وغيره، ونَشِرَ المَيِّتُ نُشُوراً.
قال تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
[الملك/ 15] ، بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً [الفرقان/ 40] ، وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً [الفرقان/ 3] ، وأَنْشَرَ اللَّهُ المَيِّتَ فَنُشِرَ. قال تعالى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ
[عبس/ 22] ، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً
[الزخرف/ 11] وقيل:
نَشَرَ اللَّهُ المَيِّتَ وأَنْشَرَهُ بمعنًى، والحقيقة أنّ نَشَرَ اللَّهُ الميِّت مستعارٌ من نَشْرِ الثَّوْبِ. كما قال الشاعر:
طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ كَذَاكَ خُطُوبُهُ طَيّاً وَنَشْراً
وقوله تعالى: وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً
[الفرقان/ 47] ، أي: جعل فيه الانتشارَ وابتغاء الرزقِ كما قال: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ الآية [القصص/ 73] ، وانْتِشَارُ الناس: تصرُّفهم في الحاجاتِ. قال تعالى:
ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ
[الروم/ 20] ، فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا
[الأحزاب/ 53] ، فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ [الجمعة/ 10] وقيل: نَشَرُوا في معنى انْتَشَرُوا، وقرئ: (وإذا قيل انْشُرُوا فَانْشُرُوا) [المجادلة/ 11] أي: تفرّقوا. والانْتِشَارُ:
انتفاخُ عَصَبِ الدَّابَّةِ، والنَّوَاشِرُ: عُرُوقُ باطِنِ الذِّرَاعِ، وذلك لانتشارها، والنَّشَرُ: الغَنَم المُنْتَشِر، وهو للمَنْشُورِ كالنِّقْضِ للمَنْقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نَشْراً. أي:
مُنْتَشِراً واسعاً طويلًا، والنَّشْرُ: الكَلَأ اليابسُ، إذا أصابه مطرٌ فَيُنْشَرُ. أي: يَحْيَا، فيخرج منه شيء كهيئة الحَلَمَةِ، وذلك داءٌ للغَنَم، يقال منه:
نَشَرَتِ الأرضُ فهي نَاشِرَةٌ. ونَشَرْتُ الخَشَبَ بالمِنْشَارِ نَشْراً اعتبارا بما يُنْشَرُ منه عند النَّحْتِ، والنُّشْرَةُ: رُقْيَةٌ يُعَالَجُ المريضُ بها.
[نشر] النَشْرُ: الرائحة الطيِّبة. قال الشاعر :

وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ * والنشر أيضا: الكأ إذا يبس ثم أصابه مطر في دُبُر الصيف فاخضر، وهو ردئ للراعية، يهرب الناس منه بأموالهم. وقد نَشَرَتِ الأرضُ فهي ناشِرَةٌ، إذا أنبتت ذلك. قال الشاعر : وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ - يقول: ظاهرنا حسنٌ في الصلح وقلوبنا فاسدة، كما ينبت على النَشْرِ أوبار الجَرْبى وتحته داءٌ في أجوافها منه. والنَشَرُ بالتحريك: المنتشر. وفى الحديث: " أتملك نشر الماء ". ويقال: رأيت القوم نشرا، أي منتَشِرينَ. واكتسى البازي ريشاً نَشَراً، أي منتشراً طويلاً. والنَشَرُ أيضاً: أن تَنْتَشِرَ الغنم بالليل فترعى. والنَشْوارُ أيضاً: ما تبقيه الدابة من العلف، فارسي معرب. والناشِرَةُ: واحدة النَواشِرِ. وهي عُروقُ باطن الذراع. وناشرة: اسم رجل. وقال: لقد عيل الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهُ * أناشِرَ لا زالت يمينك آشره - ونشر المتاع وغيره يَنْشُرُهُ نَشْراً: بسطه. ومنه ريحٌ نَشورٌ ورِياحٌ نُشُرٌ. ونَشَرَ الميِّتُ يَنْشُرُ نُشوراً، أي عاش بعد الموت. قال الاعشى: حتى يقول الناسُ ممَّا رأوْا * يا عَجَباً للميِّتِ الناشِرِ - ومنه يوم النُشور. وأنشرهم الله، أي أحياهم. ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنه:

(كيف ننشرها) * واحتج بقوله تعالى:

(ثم إذا شاء أنشره) *. وقرأ الحسن:

(ننشرها) *. قال الفراء: ذهب إلى النشر والطى. قال: والوجه أن يقول أنشرهم الله فنشرواهم. وأنشد الأصمعيّ لأبي ذؤيب: لو كان مدحة حى أنشرت أحدا * أحياء أبُوَّتكِ الشُمَّ الأماديحُ - ونَشَرْتُ الخشبة أنْشُرُها، إذا قطعتها بالمِنْشارِ. والنُشارَةُ: ما سقط منه. ونَشَرْتُ الخبر أنْشُرُهُ وأنْشِرُهُ، إذا أذعته. وصحفٌ منَشَّرَةٌ، شدِّد للكثرة. والتَنْشيرُ من النشرة، وهى كالتعويذ والرقية. قال الكلابي: " فإذا نشر المسفوع كان كأنما أنشط من عقال "، أي يذهب عنه سريعا. وفى الحديث أنه قال: " فلعل طبا أصابه " يعنى سحرا، ثم نشره بقل أعوذ برب الناس، أي رقاه. وكذلك إذا كتب له النشرة. وانتشر الخبر، أي ذاع. وانْتَشَرَ الرجل: أنعظ. والانْتِشارُ: الانتفاخ في عصب الدابَّة، وقد يكون ذلك من التعب. والعَصَبَةُ التي تَنْتَشِرُ هي العجاية
[نشر] نه: فيه: سئل عن "النشرة" فقال: هي من عمل الشيطان، هو بالضم: ضرب من الرقية والعلاج لمن ظن به مس من الجن، ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف، وقيل: النشرة من السحر، وقد نشرت عنه تنشيرًا. ومنه ح: فلعل طبًا أصابه ثم "نشره" بـ "قل أعوذ برب الناس" أي رقاه. وح: هلا "تنشرت". ك: ثم يحل عنه أو "ينشر"، يحل- بضم ياء وفتح حاء، وينشر- بتشديد شين، من النشرة- بالضم: نوع من الرقية، و"أو" شك من الراوي، أو لف ونشر، ويكون الحل في الطب والنشرة في التاخيذ، قوله: هلا تنشرت، يحتمل كونه من النشرة وهي الرقية، وكونه من النشر أي الاستخراج أي هلا استخرجت الدفين ليراه الناس، فكره صلى الله عليه وسلم لما فيه من إظهار الفتن، وقد أخرجه عن موضعه ودفنه، قوله: لم يخرجه، أي لعموم الناس ولم ينشره عندهم، أو استخرجه من البئر ولم يخرجه من الجف، وكان لبيد مسلمًا منافقًا. ط: فلعل طبًا أصابه، أي سحرًا، ثم نشره أي رقاه، ونشره أيضًا: كتب له النشرة وهي كالتعويذ والرقية. نه: وفيه: وإليك "النشور"، من نشر الميت نشورًا- إذا عاشر بعد الموت، وأنشره الله: أحياه. ومنه: فهلا إلى الشام أرض "المنشر"، أي موضع النشور، وهي الأرض المقدسة يحشر الموتى إليها في القيامة، وهي أرض المحشر. ومنه ح: لا رضاع إلا ما "أنشر" اللحم وأنبت العظم، أي شد وقواه، من الإنشار: الإحياء، ويروى بزاي. ط: ومنه: لو "نشر" لي أبواي ما تركتها، أي لو أحيي أبواي ما تركت هذه اللذة أي لذة صلاة الضحى بتلك اللذات ك: وفيه: فلما "نشرها" وجد المال، أي قطعها بالمنشار- ومر في أشر. نه: وفيه: فإذا "استنشرت" واستنثرت خرجت خطايا وجهك، قيل: المحفوظ: استنشيت- بمعنى استنشقت، فإن كان محفوظًا فهو من انتشار الماء وتفرقه. ومنه: أتملك "نشر" الماء، هو بالحركة: ما انتشر منه عند الوضوء وتطاير، وجاء القوم نشرًا أي منتشرين متفرقين. وح: فرد "نشر" الإسلام على غره، أي رد ما انتشر منه إلى حالته التي كانت على عهده صلى الله عليه وسلم، أرادت أمر الردة وكناية أبيها إياه. وفيه: اللهم! بك "انتشرت"، أي ابتدأت سفري، وكل شيء أخذته غضا فقد نشرته وانتشرته، ومرجعه على النشر- ضد الطي، ويروى بموحدة وبسين مهملة. وفيه: إن كل "نشر" أرض يسلم عليها صاحبها فإنه لا يخرج منها ما أعطى نشرها، نشر الأرض بالسكون: ما خرج من نباتها، وقيل: أصله الكلأ إذا يبس ثم أصابه مطرفي آخر الصيف فاخضر وهو رديء للراعية، فأطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. وفي ح معاوية: إنه خرج و"نشره" أمامه، النشر- بالسكون: الريح الطيبة، أراد سطوع ريح المسك عنه. وفيه: إذا دخل أحدكم الحمام فعليه "بالنشير" ولا يخصف، هو المئزر لأنه ينشر ليؤتزر به- ومر في خصف. و"الناشرات نشرا"، هي الرياح تأتي بالمطر، نشرًا- جمع نشور. "وجعل النهار "نشورًا"" ينتشر فيه الناس في أمورهم. ن: ثم "ينشر" سرها، أي يظهره، فيه تحريم إفشاء ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة قولًا أو فعلًا أو نحوهما، وأما ذكر الجماع مجردًا فمكروه بلا فائدة.
نشر: نشر القلاع: بسط الأشرعة (الكالا) هناك في المعنى نفسه مع حرف الجر (ب): نشر بالبندين (كوسج، كرست 119: 2): نشر سيرة العدل (أماري 26: 10): نشور العدل (27: 3) أي سلك سبيل العدل؛ نشر الحرب عليها أي هاجمها من كل صوب (الجريدة الآسيوية 1: 850).
نشر: جفف الفاكهة (معجم الجغرافيا).
نشر: أذاع، فشا، نشر (أخبار 148: 7): عظمت نعمة الأمير عن الشكر وجلت أياديه عن النشر أي لم يعد هنا كضرورة للإعلام عنها. نشر علما: أشاع المعارف، علم (المقري 1: 910) نشر ذكرا نال صيتا طيبا (فريتاج كرست 64) (الفظها تنشري). نشر حكما: نطق به (أخبار الملوك، مخطوطة 639، ص167): لا يمارس في نشر حكم.
نشر: أشبع بالهواء، هوى (بوشر).
نشر: انظرها عند (فوك) في مادة serrare.
تنشر: انظرها عند (فوك) في مادة sortilegus، تنبأ in scripto.
تنشر: انظرها عند (فوك) في مادة serrare.
انتشر: امتد (عبد الواحد 2: 7): انتشرت دولة بني العباس. انظر معنى مغايرا لهذا المعنى في فقرة (الاكتفاء) التي ذكرتها في مادة بسط وانبسط.
انتشر: تفرق، توزع (عباد 1: 166 رقم 547) وكذلك في الحديث عن انتشار الكتب ففي المرجع نفسه انتشار الإنجيل (محيط المحيط).
انتشر: الذكر: انتصب ذكر الرجل (محيط المحيط).
انتشر: انظر المعنى في (فوك) في مادة serrare.
نشرة: والجمع نشرات: في محيط المحيط ( .. عند المولدين ورقة كتب فيها شيء ولم تختم).
نشير: في (محيط المحيط) (النشير عند النجارين خشب عولج بالنشر).
نشارة: (فوك، بوشر) هي فضلا عن أنها نشارة الخشب المعروفة تستعمل، في أسبانيا، بدلا من الرمل لتجفيف الحبر الذي على الورقة (المقري 1: 477)، ما زلنا نراه في هذا الجزء من مخطوطتنا (331) كالذي كتب في غرناطة. وكذلك هي نوع من أنواع الرغام أو الهباء الذي يسقط من الشجرة التي اكلها الدود، وانظر الكلمة في مادة أكل.
نشارة: براية، نجارة (بوشر).
نشارة: انظرة مادة acus نخال في المعجم اللاتيني.
نشار: الذي ينتشر الخشب (فوك، بوشر، المقري 1: 470).
نشار: انظرها في (ألف ليلة 1: 240) حيث يجب أن تضع النشار موضعها أي موضع النشار والنشار هو الثرثار المهذار (انظر الكلمة).
نشارة والجمع نشاشير: مملحة (الكالا).
منشر: والجمع مناشر: موضع تنشيف القنب أو الكتان أو الأشرعة .. الخ. (بوشر ومحيط المحيط).
منشر: حصيرة، صفصاف، غربال لتنشيف الفواكه (بوسييه). وبالبرتغالية أو المنشر أو منشر هو موضع تنشيف التين almanchar, manchar.
منشر: (والمنشر هو المصدر الميمي لهذه الكلمة): يوم البعث أو النشور للموتى (معجم الجغرافيا).
منشار: والجمع مناشير: الآلة المعروفة (بوشر، محيط المحيط).
منشار: وهو المنشار باللاتينية serra ( ترجمة العقد الصقلي apud lello ص10 في ما يتعلق بمعنى قمة الجبل في صقلية) (أماري مخطوط).
منشار اللجام: خطام المسحل أي حلقة سلسلة اللجام التي تجعل في أنفس الحيوان (كليمنت موليه) وهي نهاية الشفرة حين تثبت به (2: 544 ابن العوام).
منشار: الموضع الذي يجفف فيه التين والعنب (ابن العوام 666 و669: 13) ومن هنا جاءت الصيغة الأسبانية almixar المكسر التي تحمل المعنى نفسه في حين جاءت الصيغة البرتغالية almanchar المنشار أو منشار مرادفة لمنشر.
منشور والجمع مناشير: هو، وفقا لمؤلف (الإنشاء) كل عقد له صلة بامتيازات حكر الأراضي وهذه الامتيازات على درجات مختلفة ومجاميع متمايزة شرحها (مملوك 1: 1: 201) والرسائل الرعوية تحمل الاسم نفسه (انظر الهامش السابق رقم 408 أيضا) (محيط المحيط).
منشوري: أي الموشوري الشكل (بوشر).
انتشار: اصطلاح طبي يقصد به انتصاب ذكر الرجل (محيط المحيط).
ن ش ر

النَّشْرُ الرِّيحُ الطيّبة قال مُرَقِّشٌ

(النَّشْرُ مِسْكٌ والْوُجُوهُ دَنَا ... نِيرٌ وأَطْرَافُ الأَكُفِّ عَنَمْ)

أراد النَّشْر مثلُ ريح المِسْك لا يكون إلا على ذلك لأن النَّشْرَ عَرَضٌ والمسكَ جَوْهرٌ وأما قولُه والوُجُوهُ دَنانِير فإن الوَجْهَ أيضاً لا يكون دِيناراً إنما أراد مثلَ الدّنانير وكذلك وأَطرافُ الأكُفِّ عَنَمْ إنما أراد مثل العَنَمِ لأن الجوهرَ لا يتحوّلُ إلى جَوْهرٍ آخرَ وعَمَّ أبو عُبَيْدٍ به فقال النَّشْرُ الرّيحُ من غير أن يقيّدَها بطِيبٍ أو نَتْن ونَشَر اللهُ الميِّتَ يَنْشُرُه نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ أحياهُ قال الأَعْشَى

(حتّى يَقولَ النَّاسُ ممّا رَأَوْاه ... يَا عَجَباً للميِّتِ النَّاشِرِ)

وأَنْشَرَ اللهُ الريحَ أحياها بعد مَوْتٍ وأَرْسلها نَشْراً ونُشْراً وفي التنزيل {وهو الذي يُرسلُ الرياحَ نُشُراً} الأعراف 75، الفرقان 48 ونُشْراً ونَشْراً ونَشَراً فأمّا من قرأ نُشُراً فهو جَمْعُ نَشُورٍ مثل رَسُولٍ ورُسُلٍ ومن قرأ نُشْراً سكّن الشّينَ اسِتْخْفَافاً ومن قرأ نَشْراً فمعناه إحْيَاءٌ بنَشْرِ السَّحاب الذي فيه المطرُ الذي هو حياةُ كُلِّ شيءٍ ونَشَراً شَاذَّةٌ عن ابن جنّى قال وقُرِئ بها وعلى هذا قالوا ماتت الرّيحُ سَكَنتْ قال

(إنّي لأَرْجُو أن تموتَ الريحُ ... فأَقْعُد اليَوْمَ وأَسْتريحُ)

وقال الزّجاجُ من قرأ نَشْراً فالمَعْنَى وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ مُنْتِشرَةً نَشْراً ومن قرأ نُشُراً فهو جمع نَشُور قال وقُرِئ بُشُراً بالباء جَمْعُ بَشيرَةٍ كقوله تعالى {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} الروم 46 ونَشَرَتِ الرّيحُ هبّتْ في يومِ غَيْمٍ خاصَّةٌ وقولُه تعالى {والناشرات نشرا} المرسلات 3 قال ثعلبٌ هي المَلائكةُ تَنْشُرُ الرحمةَ ونَشَرَتِ الأرضُ تَنشُرُ نُشوراً أصابها الربيعُ فأنَبَتَتْ وما أَحْسنَ نَشْرَها أي بَدْءَ نَباتِها والنّشْرُ أن يَخْرُجَ النبتُ ثُمَّ يُبْطِئ عنه المطرُ فَيَيْبَسُ ثم يُصِيبُه مطرٌ فَيْنُبتُ بعد اليُبْسِ وهو رَدِيءٌ للإِبِل والْغَنِم إذا رَعَتْهُ في أوَّلِ ما يظهرُ يُصيِبُها مِنْهُ السَّهَامُ وقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً قال أبو حَنِيفَةَ ولا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ وإذا كان كذلك تَرَكُوه حتى يَجِفَّ فتذْهَبَ عنه أُبْلتُه أيْ شَرُّه وهو يكون من البَقْلِ والعُشْبِ وقيل لا يكونُ إلاَّ من العُشْبِ وقد نشَرتِ الأرضُ وعَمّ أبو عُبَيدٍ بالنَّشْرِ جميَع ما خَرَجَ من نبات الأرضِ والنّشْرُ انْتِشارُ الوَرَقِ وقيل إيَراقُ الشَّجَر وقولُهُ أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(كأنَّ على أكتافِهِمْ نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وقَدْ جَاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ)

يجوز أن يكونَ انتِشارَ الوَرَقِ وأن يكونَ إيراقَ الشَّجَرِ وأن يكونَ الرَّائِحَةَ الطَّيَّبة بكُلِّ ذلك فَسَّرَهُ ابنُ الأعرابيِّ والنَّشْرُ الْجَرَبُ عنه أيضاً والنَّشْرُ خِلافُ الطَّيِّ نَشَرَ الثَّوبَ ونحوَهُ يَنْشُرُه نَشْراً ونَشَّرَه بَسَطهُ والنَّشْرُ الإزارُ من ذلك وفي بعض الأحاديث إذا دخل أحدكُمُ الحمّامَ فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِفُ حكاه الهَرَويُّ في الغريبَيْن وتَنَشَّرَ الشَّيءُ وانْتَشَرَ انْبَسَطَ وانْتَشر النَّهارُ وغيرُهُ طالَ وامْتَدَّ وانتشرَ الخبرُ انْذاعَ وانْتشرتِ الإِبِلُ والغَنَمُ تفرّقتْ عن غِرَّةٍ من راعِيها ونَشَرَها هو ينْشُرُها نَشْراً وهي النَّشْرُ والنَّشَرُ القومُ المُتَفَرِّقون الذين لا يَجْمَعُهم رَئِيسُ وجَاءَ ناشِراً أُذُنَيْهُ إذا جاء طامعاً عن ابنِ الأعرابيِّ ونَشَرَ الخشبةَ ينْشُرُها نَشْراً نَحَتَهَا والمِنْشَارُ الخشبَةُ التي يُذَرَّى بها البُرُّ وهي ذاتُ الأصابع والنَّواشِرُ عَصَبُ الذِّراعِ من داخِلٍ وَخَارِجٍ وقِيلَ هي عروقٌ وعَصَبٌ في باطِنِ الذِّراعِ وقيل هي العَصَبُ التي في ظاهِرِها واحِدَتُهَا نَاشْرَةٌ والتناشيرُ كِتَابٌ للغِلْمان في الكُتّابِ لا أعْرفُ لها واحداً والنُّشْرَةُ رُقْيةٌ يُعالَجُ بها المجنونُ والمريضُ وقد نَشَّر عنه وناشِرَةُ اسمُ رَجُلٍ قال

(لقد عَيَّلَ الأَيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أناشِرَ لا زالتْ يَمينُك آشِره)

وقيل إنّما أراد طَعْنةَ ناشرٍ وهو ذلك الرَّجُل فألحقَ الهاء للتَّصريعِ وهذا ليس بشيءٍ لأنه لم يُرْوَ إلاَّ أناشِرَ بالتَّرْخيمِ ونَشْورَتِ الدَّابةُ من عَلَفِها نِشْواراً أَبْقتْ من عَلَفِها عن ثَعْلب وحَكاهُ هو مع المِشْوارِ الذي هو ما ألْقتِ الدّابّةُ من عَلَفِها فَوزْنُه على هذا نَفْعَلَتْ وهذا بناءٌ لا يُعْرَفُ
نشر
نشَرَ1 يَنشُر، نَشْرًا، فهو ناشِر، والمفعول مَنْشور ونَشير
• نشَر الجندَ/ نشَر الأشياءَ: فرَّقهم ووزَّعهم "نشر الراعي غنمَه في المرعى- نشر العدوُّ جيشَه في أنحاء جبهة القتال- نشر البضاعة- {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} " ° نشَر اللَّيل أجنحتَه: أقبل، حلَّ.
• نشَر الثَّوبَ: بسطه ومدَّه، عكسه طواه "نشرتِ المرأةُ الثيابَ المبللة- {وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}: مبسوط مفتوح- {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} "? نشَر غسيلَه القذر: أظهر أمرًا يجب إخفاؤه، جاهر بسيِّئاته.
• نشَر النَّجَّارُ الخشبَ: شقَّه مستخدِمًا المنشار.
• نشَر الخبرَ: أذاعه وأشاعه "نشرت وكالاتَ الأنباء خبرَ اندلاع الحرب- نشرَ مذهبًا/ أفكارًا/ دعوةً/ الرُّعبَ".
• نشَر الكتابَ: طبعه ووزَّعه "نشَر ديوانًا/ بحثًا- ما زال الأديبُ الناشئ يبحث عن دار تنشر روايتَه".
• نشَر رائحةً: أفاحها وبعثها. 

نشَرَ2 يَنشُر، نَشْرًا ونُشُورًا، فهو ناشِر، والمفعول مَنْشور
• نشَر اللهُ الموتَى: بعَثَهم وأحْياهم " {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} - {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُورًا} ". 

أنشرَ يُنشر، إنشارًا، فهو مُنشِر، والمفعول مُنشَر
• أنشر اللهُ الموتَى: نشرهم؛ أحيْاهم وبعثهم بعد الموت " {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ. ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ".
• أنشر اللهُ الأرضَ: أحياها بالماء " {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ".
• أنشر الرِّياحَ: أثارها. 

انتشرَ ينتشر، انتشارًا، فهو مُنتشِر
• انتشر الشَّيءُ:
1 - انبسَط وامتدّ "انتشر الحريقُ في المبنى- انتشر الوباءُ في البلاد- انتشار الأسلحة النوويَّة- معاهدة تحرِّم انتشار الأسلحة النوويَّة- انتشرتِ السُّحُبُ في الفضاء" ° انتشر النَّهار: طال وامتدّ.
2 - تفرَّق "انتشر الضُّوءُ في المكان- إعادة انتشار القوّات- انتشر الناسُ في الأسواق- {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ} - {وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} ".
3 - راج وكثُر استعماله "انتشر زيّ/ تصميم/ لون".
• انتشر الخبرُ: ذاع وشاع "انتشرتِ الفضيحةُ- الحديث السوء سريع الانتشار". 

نشَّرَ ينشِّر، تنشيرًا، فهو مُنشِّر، والمفعول مُنشَّر
• نشَّر الثَّوبَ والكتابَ ونحوَهما: نشَره؛ بسطَه ومدَّه "نشّرتِ المرأةُ الغسيلَ على الحبل- {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} ". 

مِنْشار [مفرد]: ج مناشِيرُ: اسم آلة من نشَرَ1: أداة ذات أسنان يُشقّ بها الخَشَبُ وغيرُه "منشار يدويّ/ كهربائيّ".
• منشار دائريّ: منشار آليّ لقطع الخشب أو المعدن

يتألّف من قرص مسنَّن يدور بسرعة عالية.
• أبو مِنْشار: (حن) جنس سمك له هيكل غضروفيّ، يمتاز بمقدّم طويل مفلطح كالنصل، على جانبيه أسنان منشاريّة، وهو من الأسماك المفترسة.
• منشار الجمجمة: (طب) أداة جراحيَّة لها حوافّ شبيهة بالمنْشار، دائريّة الشكل، تستخدم لقصّ العظام وخاصَّة من الجمجمة. 

مَنْشَر [مفرد]: ج مناشِرُ:
1 - اسم مكان من نشَرَ1: مكان مُعدّ للنشْر والتجفيف "مَنْشَر غسيل/ تبغ/ جلد- نشرتِ المرأةُ الثيابَ في المنشر".
2 - مصنع نَشْر الخشب والرخام "منشَر خشب/ رُخام". 

مَنْشَرة [مفرد]: ج مَنْشرات ومناشِرُ: مَنْشَر؛ مصنَع نشْر الخشب أو الرُّخام "مَنْشَرة خشب/ رُخام". 

مِنْشَرة [مفرد]: اسم آلة من نشَرَ1: آلة نشر الخشب، وهي أكبر من المنشار. 

مَنْشور [مفرد]: ج منشورون (للعاقل) ومنشورات ومناشِيرُ:
1 - اسم مفعول من نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - بيان بأمر من الأمور يُذاع بين الناس ليعلموه، كلُّ ما يُطبع ويُنشر "منشور وزاريّ/ حكوميّ/ رئاسيّ/ ملكيّ- وزّع منشورات سياسيّة- منشورات علميّة".
3 - (هس) جسم كثير السطوح قاعدتاه أو طرفاه مضلَّعان متساويان ومتماثلان ومتوازيان، وكلّ سطح من سطوحه الأخرى الجانبيّة متوازي أضلاع وينسب عادة إلى شكل قاعدتيه "منشور ثلاثيّ/ رباعيّ". 

ناشِر [مفرد]: مؤ ناشِرة، ج مؤ ناشِرات ونواشِرُ:
1 - اسم فاعل من نشَرَ1 ونشَرَ2 ° جاء ناشرًا أذنيه: أي: طامعًا.
2 - مَنْ يحترف طبع الكتب وتوزيعها "اتِّحاد الناشرين العرب- للناشرين دور كبير في النهضة الثقافيَّة".
3 - (حن) حيَّة سامَّة تتميّز بعنق مبطّط مستعرض ينفتح عند الغيظ، وهي: الصِّلُّ المصريّ.
• قائمة الناشر: قائمة بالكتب التي نشرها ناشر مُعيَّن ولا تزال متاحة بالسُّوق.
• بدون ناشر: إشارة في بطاقات الفهرسة إلى عدم الاستدلال على اسم الناشر. 

ناشِرة [مفرد]: ج ناشِرات ونواشِرُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - (شر) أحد الأوردة تحت الجلْد في باطن الذِّراع. 

نُشارة [مفرد]: ما يسقط من الخشب ونحوه عند الشَّقّ "نُشارة خشَب- قد تستخدم النشارة فِراشًا لدواجن الطَّير". 

نِشارة [مفرد]: حرفة النَّشَّار "يمتهن النِّشارةَ". 

نَشْر [مفرد]:
1 - مصدر نشَرَ1 ونشَرَ2 ° يَوْمُ النَّشْر: يوم القيامة.
2 - طبْع الكتب والصحف وبيعها "حريّة النشر- ازدهار حركة النشر يعدُّ مؤشِّرًا للنهضة الثقافية" ° بيانات النَّشر: اسم المطبعة التي قامت بطبع الكتاب ومكان وزمان الطبع، وعنوان المطبعة، وتوضع عادةً في أسفل صفحة العنوان أو في أسفل آخر صفحة من الكتاب- حقُّ التَّأليف والنَّشر: حقّ خاصّ بمؤلِّف أو ناشر في استثمار عمل أدبيّ أو فنيّ أو علميّ لعدّة سنوات- دار النَّشْر: مؤسّسة تقوم بطبع الكتب وتوزيعها وعرضها للبيع.
3 - ريح طيِّبة "له نَشْر طيِّب- هبّ في الحديقة نشْرٌ منعش".
4 - قوم متفرِّقون لا يجمعهم رئيس "جاء العمال إلى المصنع نشرًا". 

نَشْرة [مفرد]: ج نَشَرَات ونَشْرات:
1 - اسم مرَّة من نشَرَ1 ونشَرَ2.
2 - بيان يُكتب ويُنشر في إحدى وسائل الإعلام المكتوبة أو المسموعة أو المرئيَّة، ليُعلم ما فيه "نشرة إخباريّة/ طبيّة/ ناطقة/ سياسيّة/ جويَّة" ° نشرة الأخبار/ نشرة الأنباء: ما يقرأه المذيع في الرَّاديو والتلفاز من أخبار محليَّة وخارجيَّة ليطّلع عليها الجمهور أو الرأي العام- نشرة الأسعار: ورقة رسميّة تكتب عليها أسعار السِّلع ويُلزم البائع بها.
3 - صحيفة مطبوعة "نشْرة شهريَّة/ أسبوعيّة/ دوريَّة". 

نَشَّار [مفرد]: نجّار، من يحترف نشر الخشب "يعمل نشَّارًا- كلّفت النشَّارَ إصلاح المقعد الخشبي". 

نُشور [مفرد]:
1 - مصدر نشَرَ2 ° يَوْمُ النُّشور: يوم القيامة.
2 - انتشار طلبًا للرِّزق " {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} ". 

نَشير [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من نشَرَ1: منشور "ثوب نشير". 

نشر

1 نَشَرَ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (S, TA,) inf. n. نَشْرٌ, (S, A, Msb, K,) He spread, spread out, or open, expanded, or unfolded, (S, TA,) a garment or piece of cloth (A, Msb, TA) or the like, (TA,) goods, &c., (S,) and a writing; (A;) contr. of طَوَى; (A, K;) as also ↓ نشّر, inf. n. تَنْشِيرٌ: (K, TA:) [or the latter is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects, as is shown by an explanation of its act. part. n., which see below. Hence لَفٌّ وَنَشْرٌ: see art. لف.] b2: [He spread out, or, as we say, pricked up, his ears: and hence the saying,] نَشَرَ لِذٰلِكَ الأَمْرِ أُذُنَيْهِ, lit., He spread out his ears at that thing: meaning, (tropical:) he was covetous of that thing, or eager for it. (Har. p. 206.) [See نَاشِرٌ, below.] b3: نَشَرَ الخَبَرَ, (S, A, K,) aor. ـُ and نَشِرَ, (S, K,) inf. n. نَشْرٌ, (K,) (tropical:) He spread, or published, the news. (S, A, K.) b4: Also نَشَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. نَشْرٌ; (Msb, K;) [and ↓ نشّر, or this is with teshdeed for the purpose mentioned above;] He scattered, or dispersed, (Msb, K, TA,) [people, &c.; or] sheep or goats, (Msb, TA,) and camels, (TA,) after confining them in the nightly resting-place. (Msb.) b5: He sprinkled water. (A.) b6: نَشَرَتِ الرِّيحُ The wind blew in a misty or cloudy day [so as to disperse the mist or clouds]. (IAar, K.) b7: نَشَرَ عَنْهُ, (A, K,) inf. n. نَشْرٌ; (A;) and عَنْهُ ↓ نشّر, (A, L, TA,) inf. n. تَنْشِيرٌ; (S, A, L, TA;) and in like manner ↓ نشّرهُ; (S, TA;) (tropical:) He charmed away from him sickness, (S, * A, L, K, *) and diabolical possession, or madness, (L, K,) by a نُشْرَة, i. e., a charm, or an amulet; (S, A, L, K;) as though he dispersed it from him: (A:) and in like manner ↓ نشّرهُ he wrote for him a نُشْرَة. (S.) El-Kilábee says, فَإِذَا نُشِرَ المَسْفُوعُ كَانَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ (tropical:) [And when he who is smitten by the evil eye is charmed by a نُشْرَة, he is as though he were loosed from a bond]: i. e., it [the effect of the eye] departs from him speedily. (S [in two copies of which I find نُشِرَ, as above; but in the TA, ↓ نُشِّرَ.]) And in a trad. it is said, بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ↓ نَشَّرَهُ (tropical:) He charmed away the effect of enchantment from him [by the words “ Say I seek refuge in the Lord of men: ” the commencement of the last chap. of the Kur-án]. (S.) A2: نَشَرَ, (El-Hasan, Zj, A, K.) aor. ـُ (TA,) inf. n. نَشْرٌ and نُشُورٌ; (K, TA;) or ↓ أَنْشَرَ; (I'Ab, Fr, S, A, Mgh, Msb;) or both; (A, K;) (tropical:) He (God, S, A, &c.) raised the dead to life; quickened them; revivified, or revived, them. (Zj, S, A, Mgh, Msb, K, &c.) I'Ab reads [in the Kur, ii. 261,] كَيْفَ نُنْشِرُهَا [How we will raise them to life], and adduces in his favour the words [in the Kur. lxxx. 22,] ↓ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنْشَرَهُ (tropical:) [Then, when He pleaseth, He raiseth him to life]: El-Hasan reads نَنْشُرُهَا: [and others read نُنْشِزُهَا, with záy:] but Fr says, that El-Hasan holds it to refer to unfolding and folding, and that the proper way is to use انشر [in this sense,] transitively, and نَشَرَ intransitively. (S, TA.) [See also طَوَىَ, which has the contr. meaning.]

b2: Hence, الرَّضَاعُ العَظْمَ ↓ أَنْشَرَ: i. q. أَنْشَزَ, with záy: (Msb:) or (tropical:) The sucking strengthened the bone. (Mgh.) A3: نَشَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. نُشُورٌ (S, A, Msb, TA) and نَشْرٌ, (Msb,) agreeably with what Fr says, (S,) signifies (tropical:) He (a dead person) lived after death; came to life again; revived; (S, TA;) or lived; came to life; (A, Msb;) as also ↓ انتشر. (A.) Hence يَوْمُ النُّشُورِ (tropical:) The day of resurrection. (S.) b2: نَشَرَ, (TA,) inf. n. نَشْرٌ, (K, TA,) (tropical:) It (herbage, or pasturage,) became green in consequence of rain in the end of summer after it had dried up. (TA.) b3: (tropical:) It (a plant) began to grow forth in the ground. (K, * TA.) You say, مَا أَحْسَنَ نَشْرَهَا (tropical:) How good is its first growth! (TA.) b4: (assumed tropical:) It (a tree) put forth its leaves. (K.) b5: (assumed tropical:) It (foliage) spread. (K.) b6: نَشَرَتِ الأَرْضُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. نُشُورٌ, (K,) (tropical:) The land being rained upon in the end of summer, its herbage, or pasturage, became green after it had dried up: (S, TA:) or the land, being watered by the rain called الرَّبِيع, put forth its herbage. (A, K.) See نَشْرٌ.

A4: نَشَرَ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (S,) inf. n. نَشْرٌ, (K,) (tropical:) [He sawed wood;] he cut (قَطَعَ, S, or نَحَتَ, K) wood, (S, A, Msb, K,) with a مِنْشَار. (S, A, Msb.) 2 نَشَّرَ see 1, in five places, throughout the former half of the paragraph.3 ناشرهُ الثِّيَابَ [He spread, or unfolded, with him the garments or pieces of cloth]. (A.) 4 أَنْشَرَ see 1, after the middle of the paragraph.5 تَنَشَّرَ see 8, in two places.6 تناشروا الثِّيَابَ [They spread, or unfolded, one with another, the garments, or pieces of cloth]. (A.) 8 انتشر [quasi-pass. of 1,] It spread, expanded, or unfolded; it became spread, expanded, or unfolded; as also ↓ تنشّر: (K:) [or the latter, being quasi-pass. of 2, denotes muchness, &c.] b2: انتشرت النَّخْلَةُ The branches of the palm-tree spread forth. (K.) [And انتشرت الأَغْصَانُ The branches spread forth: and the branches straggled.] b3: انتشر الخَبَرُ (tropical:) The news spread, or became published, (S, A, K,) فِى النَّاسِ among the people. (A.) b4: And انتشرت الرَّائِحَةُ (assumed tropical:) [The odour spread, or diffused itself.] (K in art. فوح; &c.) b5: انتشر النَّهَارُ (assumed tropical:) The day became long and extended: (K:) and so one says of other things. (TA.) b6: انتشر العَصَبُ (assumed tropical:) The sinews, or tendons, became inflated, or swollen, (K,) by reason of fatigue: (TA:) إِنْتِشَارٌ is a state of inflation, or swelling, in the sinews, or tendons, of a beast, occasioned by fatigue: (S:) AO says, that the sinew, or tendon, which becomes inflated, or swollen, is the عُجَايَة, (S, * TA,) and that what is termed تَحَرُّكُ الشَّظَى is similar to this affection, excepting in its not being so well endured by the horse: by another, or others, it is said, that انتشار of the sinews, or tendons, of a beast, in his fore leg, is a breaking, and consequent displacement, of those sinews. (TA.) b7: انتشر ذَكَرْهُ (assumed tropical:) His penis became erect. (TA.) [And hence,] انتشر الرَّجُلُ (tropical:) The man became excited by lust. (S, K.) b8: انتشر المَآءُ [In my copy of the A, استنشر, but this I regard as a mistranscription,] The water became sprinkled; as also ↓ تنشّر: (A:) [or the latter signifies it became much sprinkled.] b9: انتشروا فى الأَرْضِ They became scattered, or dispersed, or they scattered, or dispersed, themselves, in the land, or earth. (A.) b10: انتشرت الغَنَمَ, (Msb, TA,) and الإِبِلُ, (K, TA,) The sheep or goats [and the camels] became scattered, or dispersed, after having been confined in their nightly resting-place: (Msb:) or the sheep or goats (TA) and the camels (K, TA) became scattered, or dispersed, through negligence of their pastor. (K, TA.) b11: انتشر الأَمْرُ (assumed tropical:) The state of things, or affairs, became dissolved, broken up, decomposed, disorganized, or unsettled; syn. تَــشَّتَتَ. (TA, art. شت.) A2: See also 1, latter part of the paragraph. b2: انتشر also signifies He put himself in motion, and went on a journey. (TA, in art. بسر.) b3: انتشر الذِّئبُ فِى الغَنَمِ The wolf made an incursion among the sheep or goats. (TA in art. شع.) 10 استنشرهُ He demanded, or desired, of him that he should unfold (أَنْ يَنْشُرَ) to him (عَلَيْهِ) [a thing]. (A.) نَشْرٌ used in the sense of an act. part. n.: see ناشِرٌ. b2: And in the sense of a pass. or quasi-pass. part. n.: see نَشَرٌ. b3: A sweet odour: (S, A, K:) [because it spreads:] or odour in a more general sense; (A, K;) i. e., absolutely, whether sweet or stinking: (A'Obeyd:) or the odour of a woman's mouth, (ADk, A, K,) and of her nose, (ADk, TA,) and of her arm-pits (أَعْطَاف), after sleep. (ADk, A, K.) A2: (tropical:) Herbage, or pasturage, which has dried up and then become green in consequence of rain in the end of summer or spring (see below, and see سِمَاكٌ): (S, K:) it is bad for the pasturing animals when it first appears, and men flee from it with their camels &c.; (S, TA;) which it affects with the [disease called] سُهَام when they pasture upon it at its first appearance: [see remarks on a verse cited in art. بيض, voce بَاضَ: and see another verse in art. جرب, voce أَجْرَبُ:] AHn says, that it does not injure animals with the solid hoof; or if it do so, they leave it until it dries, and then its evil quality departs from it: it consists of leguminous plants and of [the herbage termed]

عُشْب; or, as some say, of the latter only: (TA:) [an ex. of the word is cited in art. جرب, voce أَجَرْبُ:] or herbage, or pasturage, of which the upper part dries up and the lower part is moist and green: (Lth:) or herbage produced by the rain called الرَّبِيع: (A:) and what has come forth, of plants, or herbage. (TA.) A3: Life. (K.) نَشَرٌ is of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (Msb, TA,) syn. with مَنْشُورٌ, like as قَبَضٌ is with مَقْبُوضٌ, (Mgh,) and syn. with مُنْتَشِرٌ, (S, Msb, K,) [therefore signifying Spread, expanded, or unfolded: scattered, or dispersed, &c.: and spreading, or being spread, &c.: being scattered, &c.:] and a thing that one has spread, expanded, or unfolded: &c. (O, voce سَبَلٌ, q. v.) b2: You say اِكْتَسَى البَازِى رِيشًا نَشَرًا The hawk, or falcon, became clad in spreading and long feathers. (S, TA.) b3: And hence نَشَرٌ is applied to People in a scattered, or dispersed, state, not collected under one head, or chief; (Msb, K;) as also ↓ نَشْرٌ: (K:) and to sheep or goats in a scattered, or dispersed, state, after having been confined in their nightly resting-place: (Msb:) or sheep or goats, and camels, in a scattered, or dispersed, state, through the negligence of their pastor. (TA.) You say, رَأَيْتُ القَوْمَ نَشَرًا I saw the people in a scattered, or dispersed, state. (S.) And جَآءَ القَوْمُ نَشَرًا The people came in a scattered, or dispersed, state. (TA.) b4: Hence also, نَشَرُ المَآء What is sprinkled, of water, (Mgh, TA,) in the performance of the ablution termed الوُضُوْء. (TA.) It is said in a trad., أَتَمْلِكُ نَشَرَ المَآءِ [Dost thou possess what is sprinkled of water?] (S;) or مَنْ يَمْلِكُ نَشَرَ المَآءِ [Who possesseth what is sprinkled of water?] (Mgh;) [app. meaning, that it is gone and cannot be recovered.] b5: and hence, أَللّٰهُمَّ اضْمُمْ نَشَرِى (assumed tropical:) O God, compose what is discomposed, or disorganized, of my affairs: (K, * TA:) a phrase like لُمَّ شَعَثِى. (TA.) 'Áïsheh says, in a trad., describing her father, فَرَدَّ نَشَرَ الإِسْلَامِ عَلَى غَرِّهِ, meaning, (assumed tropical:) And he restored what was discomposed, or disorganized, [lit., what was unfolded,] of El-Islám, to its state in which it was in the time of the Apostle of God, [lit. to its fold, or plait;] alluding to cases of apostacy, and her father's sufficiency to treat them. (TA.) A2: See also نَاشِرٌ.

نُشْرَةٌ (tropical:) A charm, or an a mulet, (رُقْيَةُ, S, L, K,) by which a sick person, and one possessed, or mad, is cured; (A, * L, K;) by which the malady is [as it were] dispersed from him. (L.) Mohammad, being asked respecting that which is thus termed, answered, that it is of the work of the devil: and El-Hasan asserted it to be a kind of enchantment. (TA.) نَشُورٌ: see نَاشِرٌ.

نُشَارَةٌ (tropical:) [Saw-dust;] what falls from the مِنْشَار [or saw]; (S;) what falls in نَشْر [or sawing]. (K.) نَاشِرٌ act. part. n. of نَشَرَ. b2: كَانَ يُكَبِّرُ نَاشِرَ الأَصَابِعِ He (Mohammad) used to say أَللّٰهُ أَكْبَرْ spreading, or unfolding, his fingers: said to mean not making his hand a clenched fist. (Mgh.) b3: جَآءَ نَاشِرًا أُذُنَيْهِ [He came spreading, or, as we say, pricking up, his ears: meaning,] (tropical:) he came in a state of covetousness, or eagerness. (IAar, L.) [In a copy of the A, طَائِعًا is erroneously put for طَامِعًا.]

b4: وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا, in the Kur., [lxxvii. 3,] signifies And the angels, (TA,) or the winds, (Jel,) that do scatter the rain: (Jel, TA:) or the winds that do bring rain. (TA.) And ↓ رِيحٌ نَشُورٌ, of which the pl. is رِيَاحٌ نُشُرٌ, signifies Wind that spreads [the clouds], or scatters [the rain]; (S; and Bd, vii. 55;) نَشُورٌ being syn. with نَاشِرٌ: (Bd:) or it signifies in a scattered state. (Jel, vii. 55.) [In the Kur, ubi supra,] يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ, and نُشْرًا, and ↓ نَشْرًا, and ↓ نَشَرًا, [Sendeth the winds, &c.,] (K, * TA,) all these being various readings, (TA,) نُشُرًا is pl. of نَشُورٌ, (Bd, K,) in the sense of نَاشِرٌ; (Bd;) or the meaning is, in a state of dispersion before the rain; (Jel;) and نُشْرًا is a contraction; (Bd, K;) and the third reading means (tropical:) quickening, or making to live, by spreading the clouds wherein is the rain, (K,) which is the life of everything, (TA,) ↓ نَشْرًا being an inf. n. used as a denotative of state, in the sense of نَاشِرَاتٍ, or as an absolute objective complement [of يرسل], for إِرْسَالٌ and نَشْرٌ are nearly alike; (Bd;) and the fourth is extr., (IJ, K,) and is said to mean ↓ مُنْشِرَةً نَشَرًا [which is virtually the same as the third]: [Zj, K:) another reading is بُشُرًا, pl. of بَشِيرَةٌ, (TA,) or of بَشُورٌ; (TA, in art. بشر;) or نُشْرًا, (Bd, Jel,) a contraction of بُشُرًا, (Bd,) pl. of بَشِيرٌ. (Bd, Jel.) A2: أَرْضٌ نَاشِرَةٌ (tropical:) Land having herbage, or pasturage, which has dried up and then become green in consequence of rain in the end of summer: (S:) or having herbage produced by the rain called الرَّبِيع. (A.) See نَشْرٌ.

المَنْشَرُ (tropical:) The place of resurrection. (TA.) صُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ [Scattered, or much scattered, writings or the like] is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects. (S, TA.) مِنْشَارٌ (tropical:) [A saw;] a certain instrument for cutting wood. (S, Msb, K.) b2: Also, [but less commonly], A wooden implement with prongs, [lit., fingers,] with which wheat and the like are winnowed. (K.) مَنْشُورٌ What is not sealed, [here meaning not closed with a seal,] of the writings of the Sultán [or of a viceroy]; (K;) i. e., what is now commonly known by the name of فَرْمَان: pl. مَنَاشِيرُ. (TA.) b2: (assumed tropical:) A man whose state of affairs is disorganised, or disordered. (K.)
نشر
النَّشْرُ: الرِّيح الطَّيِّبةُ، قَالَ مُرَقِّشٌ:
(النَّشْرُ مِسْكٌ والوُجوهُ دَنا ... نِيرٌ وأَطرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ)
أَو أَعَمُّ، أَي الرِّيحُ مُطلقاً من غير أَن يقيّد بطيبٍ أَو نَتْنٍ، وَهُوَ قَول أبي عُبَيد، أَو ريحُ فَمِ المَرْأَةِ وأَنْفِها وأَعطافِها بعدَ النَوْمِ، وَهُوَ قَول أبي الدُّقَيْش، قَالَ امْرؤُ القَيْس:
(كأَنَّ المُدامَ وصَوبَ الغَمامِ ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ)
من المَجاز: النَّشْرُ إحياءُ المَيِّت، كالنُّشورِ والإنشارِ، وَقد نشَرَ اللهُ المَيِّتَ ينشُره نَشْراً ونُشوراً وأَنْشَرَه: أَحياهُ، وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: وانْظُرْ إِلَى العِظامِ كيفَ نُنْشِرُها قرأَها ابْن عبّاس كيفَ نُنْشِرُها، وقرأَها الحَسَن نَنْشُرُها، وَقَالَ الفرَّاءُ من قرأَ كَيفَ نُنْشِرُها فإنْشارُها إحياؤُها، واحتجَّ ابْن عبّاس بقوله تَعَالَى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَه قَالَ ومَن قرأَ كيفَ نَنْشُرُها، وَهِي قِرَاءَة الحَسَن فكأَنَّه يذهبُ بهَا إِلَى النَّشْرِ والطَّيِّ. والوَجهُ أَن يقالَ: أَنْشَرَ الله المَوتى فنَشَروا هم إِذا حَيُوا، وأَنشرَهُمُ اللهُ: أَحياهُم. وأَنشَدَ الأَصمعيّ لأبي ذُؤَيْب:
(لَو كَانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً ... أَحْيا أَبُوَّتَكِ الشُّمَّ الأَماديحُ)
النَّشْرُ: الحياةُ. يُقَال: نَشَرَه نَشْراً ونُشوراً، كأَنْشَرَهُ فَنَشَرَ هُوَ، أَي المَيِّتُ، لَا غير، نُشوراً: حَيِيَ وعاشَ بعدَ المَوت.)
وَقَالَ الزّجّاج: نَشَرَهُم الله بعثَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وإلَيْهِ النُّشُورُ وَقَالَ الأَعشَى:
(حتَّى يقولَ النّاسُ مِمّا رأَوا ... يَا عَجَباً لِلْمَيِّت النّاشِرِ)
النَّشْرُ: الكَلأُ إِذا يَبِسَ فأَصابَه مَطَرٌ فِي دُبُر الصَّيف فاخْضَرَّ، وَهُوَ رديءٌ للرّاعيةِ يهرُبُ النّاسُ مِنْهُ بأَموالِهم، يُصِيبهَا مِنْهُ السَّهام إِذا رعَتْه فِي أَوّل مَا يَظْهَر، وَقد نَشَرَ العُشْبُ نَشْراً. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: وَلَا يضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ، وَإِذا كَانَ كَذَلِك تَرَكُوهُ حَتَّى يَجِفَّ فتذهب عَنهُ أُبْلَتُه، أَي شَرّه، وَهُوَ يكون من البقل والعشب وَقيل: لَا يكون إلاّ من العشب، وَقد نَشَرَت الأَرضُ. النَّشْرُ: انتشارُ الوَرَقِ، وَقيل: إِيراقُ الشَّجَرِ، وبكُلٍّ مِنْهُمَا فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيّ قولَ الشَّاعِر:
(كأَنَّ على أَكتافهم نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وَقد جاوَزوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ)
وَقيل: النَّشْرُ هُنَا الرّائحةُ الطَّيِّبَةُ، عَن ابْن الأَعرابيّ أَيضاً. النَّشْرُ: خِلافُ الطَّيِّ، كالتَّنشيرِ، نَشَرَ الثَّوْبَ ونحوَه ينْشُرُهُ نَشْراً ونَشَّرَهُ: بَسَطَهُ، وصُحُفٌ مُنَشَّرَةٌ، شُدِّدَ للكَثرَة. النَّشْرُ: نَحْتُ الخَشَب، وَقد نَشَرَ الخَشَبَةَ يَنْشُرُها نَشْراً: نَحَتَها، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الصِّحاح: قطعهَا بالمِنْشارِ. النّشْرُ: التَّفريقُ، والقومُ المُتَفَرِّقون الَّذين لَا يجمعهُمْ رئيسٌ، ويُحَرَّكُ، يُقال: جاءَ الْقَوْم، نَشَراً، أَي مُتَفَرِّقين، ورأَيْتُ القومَ نَشَراً، أَي منتشرين. منَ المَجاز: النَّشْرُ: بَدْءُ النَّباتِ فِي الأَرْض. يُقَال: مَا أَحْسَنَ نَشْرَها. النَّشْرُ: إذاعةُ الخبَر، وَقد نَشَرَه يَنْشِره، بِالْكَسْرِ، ويَنْشُره، بِالضَّمِّ: أذاعَه، فانْتَشَر. وَمُحَمّد بن نَشْر، محدّث هَمْدَانيّ، وروى عَنهُ لَيْثُ بن أبي سُلَيْم، وضَبطه الْحَافِظ فِي التَّبْصير بالتَّحْتِيَّة بدلَ النُّون وَقَالَ فِيهِ: يروي عَن لَيْثِ بن أبي سُلَيْم ثمَّ قَالَ: قلت هُوَ هَمْدَانيّ، روى عَن ابنِ الحنفيّة. فَفِي كَلَام المصنّف نظرٌ من وَجْهَيْن. وقرأت فِي ديوَان الذهَبِيّ مَا نَصه: مُحَمَّد بن نَشْر المَدَني، عَن عَمْرو بن نَجيح، نكرةٌ لَا يُعرَف.
قلت: وَلَعَلَّ هَذَا غير الَّذِي ذكره المصنِّف فليُنظَر. قَوْلُهُ تَعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرسِل الرِّياحَ نُشُراً بينَ يَدَيْ رَحْمَته هُوَ بضمَّتَيْن، قرئَ نُشْراً، بضمٍ فَسُكُون، قرئَ نَشَرَاً، بِالتَّحْرِيكِ، فَالْأول جَمْع نَشور، كرَسول ورُسُل، وَالثَّانِي سكّن الشين استِخْفافاً، أَي طلبا للخِفَّة، وَالثَّالِث مَعْنَاهُ إحْياء بنَشْرِ السَّحَاب الَّذِي فِيهِ المَطَر، الَّذِي هُوَ حياةُ كلِّ شيءٍ، وَالرَّابِع شاذٌّ، عَن ابنِ جنّي، قَالَ: وَقُرِئَ بهَا. وعَلى هَذَا قَالُوا مَاتَت الرِّيح: سَكَنَت، قَالَ:
(إنّي لأرْجو أَن تَموتَ الرِّيحُ ... فَأَقْعُد اليومَ وأَسْتَريحُ)
قيل: مَعْنَاهُ وَهُوَ الَّذِي يُرسِل الرياحَ مُنشِرةً نَشَرَاً قَالَه الزَّجَّاج. قَالَ: وَقُرِئَ بُشُراً، بِالْبَاء، جمع بَشيرة، كَقَوْلِه تَعَالَى: وَمن آياتِه أنْ يُرسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ. وَنَشَرتِ الريحُ: هَبَّتْ فِي يومِ غَيْمٍ خاصَّةً. عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وقَوْلُهُ تَعالى: والنَّاشِراتِ نَشْرَاً قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الملائكةُ تَنْشُر الرّحمة. وَقيل: هِيَ الرِّياح تَأْتِي بالمطر. منَ المَجاز: نَشَرَتِ الأرضُ تَنْشُر نُشوراً، بِالضَّمِّ: أَصَابَهَا الربيعُ فأنبَتَتْ، فَهِيَ ناشِرةٌ. منَ المَجاز: النُّشْرَة، بالضَّمِّ: رُقْيَةٌ يُعالَج بهَا)
الْمَجْنُون وَالْمَرِيض وَمن كَانَ يُظَنُّ أنّ بِهِ مَسَّاً من الجنّ، وَقد نَشَرَ عَنهُ، إِذا رَقَاه، وربَّما قَالُوا للإنسانِ والمَهْزول الهالِك: كأنَّه نُشْرَة. قَالَ الكلابيّ: وَإِذا نُشِرَ المَسْفوعُ كَانَ كأنّما أُنشِطَ من عِقال، أَي يُذهَب عَنهُ سَرِيعا، سُمِّيت نُشْرَة لأنّه يُنَشَّر بهَا عَنهُ مَا خامَرَه من الدَّاء، أَي يُكشَف ويُزال. وَفِي الحَدِيث: أنّه سُئلَ عَن النُّشْرَة فَقَالَ: هِيَ من عَمَلِ الشَّيْطان وَقَالَ الْحسن: النُّشْرَة من السِّحْر.يُقَال: مَا أَشْبَه خَطَّه بتَناشيرِ الصِّبيان، التَّناشير: كتابةٌ لغِلْمان الكُتَّاب، وَهِي خطوطُهم فِي المَكْتَبِ، بِلَا وَاحِد، قَالَه ابنُ سِيدَه. وناشِرَةُ بن أَغْوَاثٍ الَّذِي قَتَلَ هَمَّاماً غَدْرَاً، وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كتب التَّواريخ، واستوفاها البَلاذُرِيّ فِي المَفاهيم. وَفِيه يَقُول الْقَائِل:
(لقدْ عَيَّلَ الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أَناشِرَ لَا زالتْ يمينُك آشِرَهْ)
ومالكُ بن زَيْدٍ المَعافِريّ، سمع أَبَا أَيُّوب وابنَ عمر، وَعنهُ أَبُو قَبيل المَعافِرِيُّ وعباس بن الْفضل عَن أبي دَاوُود النَّخَعِيّ وَمُحَمّد بن عَنْبَس عَن إِسْحَاق بن يزِيد وغيرِه، وَعنهُ مُحَمَّد بن مَحْمُود الكِنْديّ الكوفيّ، وعبدُ الرَّحْمَن بن مُزْهِر وَهَذَا الْأَخير لم يذكرهُ الْحَافِظ فِي التَّبْصير، وَذكر ضِمام بن إِسْمَاعِيل المَعافِرِيّ، الناشِرِيُّون، محَدِّثون، كلهم إِلَى جدِّهم ناشِرَة، أما مالكُ بن زَيْد فَمن بني ناشِرَه بن الْأَبْيَض بن كِنانة بن مُسْلِيَة بن عَامر بن عَمْرِو بن عُلَةَ بن جَلْد، بَطْن من هَمْدَان، قَالَه ابنُ الْأَثِير. ونَشْوَرَتِ الدَّابَّةُ من علَفِها نَشْوَاراً، بِالْكَسْرِ: أَبْقَتْ من علَفِها، عَن ثَعْلَب،)
وَحَكَاهُ مَعَ المِشْوار الَّذِي هُوَ مَا أَلْقَت الدابَّةُ من علفِها، قَالَ: فَوَزْنُه على هَذَا نَفْعَلَتْ قَالَ، وَهَذَا بناءٌ لَا يُعرَف، كَذَا نَقله ابنُ سِيدَه، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: والنِّشْوار: مَا تُبقيه الدَّابَّةُ من العلَف، فارسيٌّ معرَّب. فِي الحَدِيث: إِذا دَخَلَ أحدكُم الحَمَّام فَعَلَيهِ بالنَّشير وَلَا يَخْصِف. النَّشير، كأَمير: المِئْزَر، سُمِّي بِهِ لأنّه يُنشَر ليُؤْتَزَرَ بِهِ. النَّشِير: الزَّرْعُ إِذا جُمِع وهم لَا يدوسونه. فِي التَّكملة: المَنْشور: مَا كَانَ غَيْرَ مَخْتُومٍ من كتبِ السُّلْطَان، وَهُوَ المَشْهور بالفَرَمان الْآن، والجَمْعُ المَناشير. المَنْشورة، بهاءٍ: المرأةُ السَّخِيَّةُ الكَريمة، كالمَشْنورة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. والنُّشارَة، بالضمّ: مَا سَقَطَ من المِنْشار فِي النَّشْر، كالنُّحاتَة. وإبلٌ نَشَرَى، كَجَمَزى: انْتشَرَ فِيهَا الجَرَبُ، وَفِي التَّكملة: نَشْرَى، كَسَكْرى، والفِعلُ نَشِرَ كفَرِح، إِذا جَرِبَ بعد ذهابِه وَنَبَتَ الوَبَرُ عَلَيْهِ حَتَّى يَخْفَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عُمَيْر بن الحُبَاب:
(وَفينَا وإنْ قيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ ... كَمَا طرَّ أَوْبَارُ الجِرابِ على النَّشْرِ)
والتَّنْشير مثلُ التَّعويذ بالنُّشْرَة والرُّقْيَة، وَقد نَشَّر عَنهُ تَنْشِيراً، وَمِنْه الحَدِيث أنّه قَالَ: فلعلَّ طَبَّاً أَصَابَهُ يَعْنِي سِحْراً، ثمَّ نَشَّرَه ب: قُل أعوذُ برَبِّ النَّاسِ، وَهُوَ مجَاز. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّك تُفرِّق عَنهُ العِلَّة. والنَّشَرُ، محرَّكةً: المُنْتَشِرُ، وَمِنْه الحَدِيث: اللَّهُمَّ اضْمُمْ نَشَري أَي مَا انتشرَ من أَمْرِي، كَقَوْلِهِم: لَمَّ الله شعَثي. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا تَصِفُ أَبَاهَا: فَرَدَّ نَشَرَ الْإِسْلَام على غَرِّه، أَي رَدَّ مَا انتشَرَ من الْإِسْلَام إِلَى حالتِه الَّتِي كَانَت على عَهْدِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، تَعْنِي أَمْرَ الرِّدَّة وكِفايةَ أَبِيهَا إيّاه. وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنى مَفْعُول. يُقَال: اتَّقِ على غنَمِكَ النَّشَر، وَهُوَ أَن تَنْتَشِرَ الغنَمُ باللَّيْل فَتَرْعى. والمُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِلِيّ أَخُو أَعْشَى باهِلَةَ لأمِّه أحدُ الأشرافِ كَانَ يَسْبِقُ الفرَسَ شَدَّاً. ونُشور، بالضمّ: ة بالدِّينَوَر، نَقله الصَّاغانِيّ، قلتُ: وَمِنْهَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَطاءٍ النُّشورِيّ الدِّينَوَرِيّ، سَمِعَ الحديثَ ودخلَ دِمْياط، وَكَانَ حَسَنَ الطّريقة. والنُّشُر، بضمَّتَيْن: خُرُوج المَذْيِ من الْإِنْسَان، نَقله الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أرضُ المَنْشَر: الأرضُ المُقدَّسَة من الشَّام، أَي مَوْضِع النُّشور، جَاءَ فِي الحَدِيث، وَهِي أرضُ المَحْشَر أَيْضا. وَفِي الحَدِيث: لَا رَضاعَ إلاّ مَا أَنْشَر اللحمَ وأَنْبَتَ العظمَ أَي شَدَّه وقَوَّاه.
قَالَ ابنُ الْأَثِير ويُروى بالزاي. ونَشرُ الأرضِ بِالْفَتْح: مَا خرجَ من نباتها. وَقَالَ الليثُ: النَّشْرُ: الكَلأُ يَهيجُ أَعْلَاهُ وأسفلُه نَدِيٌّ أَخْضَر، وَبِه فُسِّر قولُ عُمَيْر بن الحُباب السَّابِق. يَقُول: ظاهرُنا فِي الصُّلْح حَسَنٌ فِي مِرآةِ العَيْن، وباطنُنا فاسدٌ كَمَا تَحْسُنُ أَوْبَارُ الجَرْبَى عَن أكلِ النَّشْرِ وتحتها داءٌ مِنْهُ فِي أَجْوَافِها. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّشْرُ: نباتُ الوَبَرِ على الجَرَبِ بَعْدَ مَا يَبْرَأ. والنَّشْرُ: محركة: أَن تَرْعَى الإبلُ بَقْلاً قد أَصَابَهُ صَيْفٌ وَهُوَ يَضرُّها، وَمِنْه قَوْلهم: اتَّقِ على إبلك النَّشْر. وَيُقَال: رأيتُ القومَ نَشَرَاً، أَي مُنتَشرين، واكْتسى الْبَازِي رِيشاً نَشَرَاً، أَي مُنتشراً طَويلا. وَجَاء ناشِراً أُذُنَيْه، إِذا جَاءَ طَائِعا، كَذَا فِي الأساس وَفِي نُسْخَة اللِّسَان طامِعاً، وَعَزاهُ لِابْنِ الأعرابيّ، وَهُوَ مَجاز، وَنَشَرُ الماءِ، محرَّكة: مَا انْتَشَر وتَطايَر عِنْد الْوضُوء، وَفِي حَدِيث الْوضُوء: فَإِذا اسْتَنْشَرْتَ واسْتَنْثَرْتَ) خَرَجَتْ خَطايا وَجْهِك وفِيكَ وخَياشيمِك مَعَ المَاء، قَالَ الخَطَّابيُّ: المَحْفوظُ اسْتَنْشَيْت بِمَعْنى اسْتَنْشَقْتَ. قَالَ: فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ من انتِشار المَاء وتفَرُّقه. وَقَالَ شَمِرٌ: أرضٌ ماشِرَةٌ، وَهِي الَّتِي قد اهتزَّ نباتُها واستوَتْ ورَوِيَت من الْمَطَر. وَقَالَ بعضهُم: أرضٌ ناشِرَةٌ بِهَذَا الْمَعْنى. والنَّشْرَةُ، بِالْفَتْح: النَّسيم، وَقد ذَكَرَه أَبُو نُخَيْلة فِي شِعره. وتَنَشَّر الرجلُ، إِذا اسْتَرْقى. والمُنتَشِرُ بنُ الأجْدَع أَخُو مَسْرُوقٍ، روى عَنهُ ابنُه مُحَمَّد بن المُنتَشِر، وَأَخُوهُ المُغيرةَ بن المُنتَشِر، ذكره ابنُ سعد فِي الْفُقَهَاء، وَأَبُو عُثْمَان عاصمُ بن مُحَمَّد بن النَّصير بن المُنتَشِر البَصْرِيّ، عَن مُعتَمِر وَعنهُ مُسلِمٌ وَأَبُو دَاوُود وغيرُهما. وَنَشَرْتُ: من قرى مصر بالغربيَّة. والمِنْشار، بِالْكَسْرِ: حِصنٌ قريبٌ من الْفُرَات.
وَقَالَ الحازميُّ: مِنْشار: جبلٌ أظنُّه نَجْدِيَّاً. وَبَنُو ناشِرَة بَطْنٌ من المَعافِر. وناشِرَةُ بن أُسَامَة بنِ والبة بن الْحَارِث بنِ ثَعْلَبَة بن دُودان بن أسدٍ، بطنٌ آخر، مِنْهُم بِشْرُ بن أبي خازمٍ واسمُه عَمْرُو بن عَوْف بن حِمْيَر بن ناشِرَة، الشَّاعِر، ذكره ابنُ الكلبيّ. ونُشَيْرٌ، مُصغَّراً: موضعٌ بِبِلَاد الْعَرَب. والنّاشِريُّون: فقهاءُ زَبيد بل الْيمن كلّه، وهم أكبر بَيت فِي الْعلم وَالْفِقْه والصّلاح، وبهم كَانَ يُنتفَع فِي أَكثر بلادِ الْيمن، ينتسبون إِلَى ناشِر بن تَيْم بن سَمْلَقة بَطْن من عَكِّ بنِ عدنان، وَإِلَيْهِ نُسِب حِصنُ ناشِر بِالْيمن. وحفيدُه ناشِرٌ الْأَصْغَر بنُ عَامر بن ناشِر، نزلَ أسفلَ وَادي مَوْر، وابْتَنى بهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالنّاشريَّة، فِي أول الْمِائَة الخامسَة، مِنْهُم القَاضِي مُوفَّق الدّين عليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله النّاشريّ، شَاعِر الأشرَف، تُوفِّي سنة بتَعِزّ، وحفيدُه الشِّهاب أَحْمد بن أبي بكر بن عليّ، إِلَيْهِ انتهتْ رِياسَةُ العلمِ بزَبيد، وَكَانَ معاصِراً للمُصنِّف وَكَذَا أَخُوهُ عليُّ بن أبي بكر الحاكِم بزَبيد، ووالدُهما القَاضِي أَبُو بكر تفقَّه بِأَبِيهِ، وَهُوَ ممّن أَخذ عَنهُ ابنُ الخيّاط حافظُ الدِّيار اليمنيّة، تُوفِّي بتَعِزّ سنة وَمِنْهُم القَاضِي أَبُو الْفتُوح عبدُ الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر النّاشِرِيّ، تفقّه على أَبِيه وعَلى القَاضِي جمال الدّين الريميّ، وتُوفّي بالمَهْجَم قَاضِيا بهَا سنة وَله إخوةٌ أربعةٌ كلّهم تَوَلَّوا الخَطابةَ والتدريس بالمَهْجَم والكدراء، وَمِنْهُم الْفَقِيه الناسِك إبراهيمُ بنُ عِيسَى بن إِبْرَاهِيم النّاشِرِيّ، تُوفِّي بالكدراء سنة. وفيهَا توفّي المُصنِّف بزَبيد. وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل الناشريّ، توفّي بحَرَض سنة وَقد ألّف فيهم أَبُو مُحَمَّد عُثْمَان بنُ عمر بن أبي بكرٍ النّاشريّ الزَّبيديّ كتابا سَمّاه البُستانُ الزَّاهِر فِي طَبَقَات علماءِ بني ناشِر، وَكَذَلِكَ الإِمَام المُفتي أَبُو الخُطَباء مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر النّاشريّ فقد اسْتَوْفى ذِكرَهم فِي كِتَابه: غُرَر الدُّرَر فِي مُخْتَصر السِّيَر وأنساب البَشَر. والأُنْشور: بَطْنٌ من عَكِّ بن عدنان، يَنْزِلون قبِليّ تَعِزّ، على نِصفِ يومٍ مِنْهَا. وناشِرُ بن حَامِد بن مغرب: بطنٌ من عَكّ، وَهُوَ جَدّ المَكاسِعَة بِالْيمن.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

نشر: النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة؛ قال مُرَقِّش:

النَّشْر مِسْك، والوُجُوه دَنا

نِيرٌ، وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ

أَراد: النَّشْرُ مثلُ ريح المسك لا يكون إِلا على ذلك لأَن النشر عَرضٌ

والمسك جوهر، وقوله: والوُجوه دنانير، الوجه أَيضاً لا يكون ديناراً

إِنما أَراد مثل الدنانير، وكذلك قال: وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد

مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا يتحول إِلى جوهر آخر، وعَمَّ أَبو عبيد به

فقال: الَّشْر الريح، من غير أَن يقيّدها بطيب أَو نَتْن، وقال أَبو

الدُّقَيْش: النَّشْر ريح فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بعد النوم؛ قال امرؤُ

القيس:

كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ

ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ

وفي الحديث: خرج معاوية ونَشْرُه أَمامَه، يعني ريحَ المسك؛ النَّشْر،

بالسكون: الريح الطيبة، أَراد سُطوعَ ريح المسك منه.

ونَشَر الله الميت يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ

لا غير: أَحياه؛ قال الأَعشى:

حتى يقولَ الناسُ مما رَأَوْا:

يا عَجَباً للميّت النَّاشِرِ

وفي التنزيل العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف ننشرها؛ قرأَها ابن عباس:

كيف نُنْشِرُها، وقرأَها الحسن: نَنْشُرها؛ وقال الفراء: من قرأَ كيف

نُنشِرها، بضم النون، فإِنْشارُها إِحياؤها، واحتج ابن عباس بقوله تعالى:

ثم إِذا شاء أَنْشَرَهُ، قال: ومن قرأَها نَنْشُرها وهي قراءة الحسن

فكأَنه يذهب بها إِلى النَّشْرِ والطيّ، والوجه أَن يقال: أَنشَرَ الله الموتى

فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم الله أَي أحْياهم؛ وأَنشد

الأَصمَعي لأَبي ذؤيب:

لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً،

أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ

قال: وبعض بني الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَي عاد وحَيِيَ. وقال

الزجاج: يقال نَشَرهُم الله أَي بعثَهم كما قال تعالى: وإِليه النُّشُور. وفي

حديث الدُّعاء: لك المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور. يقال: نَشَر

الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت، وأَنْشَره الله أَي أَحياه؛ ومنه

يوم النُّشُور. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: فَهلاَّ إِلى الشام

أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور، وهي الأَرض المقدسة من الشام يحشُر

الله الموتى إِليها يوم القيامة، وهي أَرض المَحْشَر؛ ومنه الحديث: لا

رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم وأَنبت العظم

(* قوله« الا م أنشر اللحم وأنبت

العظم» هكذا في الأصل وشرح القاموس. والذي في النهاية والمصباح: الا ما

أنشر العظم وأنبت اللحم) أَي شدّه وقوّاه من الإِنْشار الإِحْياء، قال ابن

الأَثير: ويروى بالزاي. وقوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين

يَدَيْ رَحمتِه، وقرئ: نُشْراً ونَشْراً. والنَّشْر: الحياة. وأَنشر

اللهُ الريحَ: أَحياها بعد موت وأَرسلها نُشْراً ونَشَراً، فأَما من قرأَ

نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول ورسُل، ومن قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ

اسْتِخفافاً، ومن قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْياءً بِنَشْر السحاب الذي فيه

المطر الذي هو حياة كل شيء، ونَشَراً شاذّة؛ عن ابن جني، قال: وقرئ بها وعلى

هذا قالوا ماتت الريح سكنتْ؛ قال:

إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ،

فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ

وقال الزجاج: من قرأَ نَشْراً فالمعنى: وهو الذي يُرسِل الرياح

مُنْتَشِرة نَشْراً، ومن قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور، قال: وقرئ بُشُراً،

بالباء، جمع بَشِيرة كقوله تعالى: ومن آياته أَن يُرْسِل الرياحَ مُبَشِّرات.

ونَشَرتِ الريحُ: هبت في يوم غَيْمٍ خاصة. وقوله تعالى: والنَّاشِراتِ

نَشْراً، قال ثعلب: هي الملائكة تنشُر الرحمة، وقيل: هي الرياح تأْتي

بالمطر. ابن الأَعرابي: إِذا هبَّت الريح في يوم غيم قيل: قد نَشَرت ولا يكون

إِلا في يوم غيم. ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربيعُ

فأَنبتتْ. وما أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها. والنَّشْرُ: أَن يخرج

النَّبْت ثم يبطئَ عليه المطر فييبَس ثم يصيبَه مطر فينبت بعد اليُبْسِ، وهو

رَدِيء للإِبل والغنم إِذا رعتْه في أَوّل ما يظهر يُصيبها منه

السَّهام، وقد نَشَر العُشْب نَشْراً. قال أَبو حنيفة: ولا يضر النَّشْرُ

الحافِرَ، وإِذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَي شرُّه وهو

يكون من البَقْل والعُشْب، وقيل: لا يكون إِلا من العُشْب، وقد نَشَرت

الأَرض. وعمَّ أَبو عبيد بالنَّشْر جميعَ ما خرج من نبات الأَرض. الصحاح:

والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في دُبُرِ الصيف فاخضرّ، وهو

رديء للراعية يهرُب الناس منه بأَموالهم؛ وقد نَشَرتِ الأَرض فهي ناشِرة

إِذا أَنبتتْ ذلك. وفي حديث مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عليها

صاحِبُها فإِنه يُخرِج عنها ما أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ

وعُشْرَ المَظْمَئِيِّ؛ قوله رُبعَ المَسْقَوِيّ قال: أَراه يعني رُبعَ

العُشْر. قال أَبو عبيدة: نَشْر الأَرض، بالسكون، ما خرج من نباتها، وقيل: هو

في الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في آخر الصَّيف فاخضرّ، وهو

رديء للرّاعية، فأَطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. والنَّشْر: انتِشار

الورَق، وقيل: إِيراقُ الشَّجَر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كأَن على أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ

وقد جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبََطِ الغُلْفِ

يجوز أَن يكون انتشارَ الورق، وأَن يكون إِيراقَ الشجر، وأَن يكون

الرائحة الطيّبة، وبكل ذلك فسره ابن الأَعرابي. والنَّشْر: الجَرَب؛ عنه

أَيضاً. الليث: النَّشْر الكلأُ يهيج أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ

منه الإِبل إِذا رعته؛ وأَنشد لعُمير بن حباب:

أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً، ولو تَرى

مَقالتَه في الغَيب، ساءَك ما يَفْرِي

مَقالتُه كالشَّحْم، ما دام شاهِداً،

وبالغيب مَأْثُور على ثَغرة النَّحْرِ

يَسرُّك بادِيهِ، وتحت أَدِيمِه

نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر

تُبِينُ لك العَيْنان ما هو كاتِمٌ

من الضِّغْن، والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر

وفِينا، وإِن قيل اصطلحنا، تَضاغُنٌ

كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْر

فَرِشْني بخير طالَما قد بَرَيْتَني،

فخيرُ الموالي من يَرِيشُ ولا يَبرِي

يقول: ظاهرُنا في الصُّلح حسَن في مَرْآة العين وباطننا فاسد كما تحسُن

أَوبار الجَرْبى عن أَكل النَّشْر، وتحتها داءٌ منه في أَجوافها؛ قال

أَبو منصور: وقيل: النَّشْر في هذا البيت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه ونَباتُ

الوبَر عليه حتى يخفى، قال: وهذا هو الصواب. يقال: نَشِرَ الجرَب يَنْشَر

نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بعد ذهابه. وإِبل نَشَرى إِذا انتشر فيها

الجَرب؛ وقد نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب. ابن الأَعرابي: النَّشَر نَبات

الوبَر على الجرَب بعدما يَبرأُ.والنَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر

نَشْراً. الجوهري: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه،ومنه ريح

نَشُور ورياح نُشُر. والنَّشْر أَيضاً: مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار

نَشْراً. والنَّشْر: خلاف الطيّ. نَشَر الثوبَ ونحوه يَنْشُره نَشْراً

ونَشَّره: بَسَطه. وصحف مُنَشَّرة، شُدّد للكثرة. وفي الحديث: أَنه لم يخرُج في

سَفَر إِلا قال حين ينهَض من جُلوسه: اللهم بك انتَشَرت؛ قال ابن

الأَثير: أَي ابتدأْت سفَري. وكلُّ شيء أَخذته غضّاً، فقد نَشَرْته وانْتَشَرته،

ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضدّ الطيّ، ويروى بالباء الموحدة والسين

المهملة.

وفي الحديث: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِف؛

هو المِئْزر سمي به لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به. والنَّشِيرُ: الإِزار

من نَشْر الثوب وبسْطه. وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر: انْبَسَط. وانْتَشَر

النهارُ وغيره: طال وامْتدّ. وانتشَر الخبرُ: انْذاع. ونَشَرت الخبرَ

أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته. والنَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ بالليل

فترعى. والنَّشَر: أَن ترعَى الإِبل بقلاً قد أَصابه صَيف وهو يضرّها، ويقال:

اتق على إِبلك النَّشَر، ويقال: أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ على

النَّشَر، ويقال: رأَيت القوم نَشَراً أَي مُنْتشِرين. واكتسى البازِي ريشاً

نَشَراً أَي مُنتشِراً طويلاً. وانتشَرت الإِبلُ والغنم: تفرّقت عن غِرّة

من راعيها، ونَشَرها هو ينشُرها نشْراً، وهي النَّشَر. والنَّشَر: القوم

المتفرِّقون الذين لا يجمعهم رئيس. وجاء القوم نَشَراً أَي متفرِّقين.

وجاء ناشِراً أُذُنيه إِذا جاء طامِعاً؛ عن ابن الأَعرابي. والنَّشَر،

بالتحريك: المُنتشِر. وضَمَّ الله نَشَرَك أَي ما انتشَر من أَمرِك، كقولهم:

لَمَّ الله شَعَثَك وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فرَدَّ نَشَر

الإِسلام على غَرِّهِ أَي رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلى حالته التي كانت على

عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تعني أَمرَ الرِّدة وكفاية

أَبيها إِيّاه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول. أَبو العباس: نَشَرُ الماء،

بالتحريك، ما انتشر وتطاير منه عند الوضوء. وسأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء

في إِنائه إِذا توضأَ فقال: ويلك أَتملك نَشَر الماء؟ كل هذا محرّك

الشين من نَشَرِ الغنم. وفي حديث الوضوء: فإِذا اسْتنْشَرتْ واستنثرتَ خرجتْ

خَطايا وجهك وفيك وخَياشِيمك مع الماء، قال الخطابي: المحفوظ اسْتَنْشيت

بمعنى استنْشقْت، قال: فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفرّقه.

وانتشَر الرجل: أَنعظ. وانتشَر ذكَرُه إِذا قام.

ونَشَر الخشبة ينشُرها نشراً: نَحتها، وفي الصحاح: قطعها بالمِنْشار.

والنُّشارة: ما سقط منه. والمِنْشار: ما نُشِر به. والمِنْشار: الخَشَبة

التي يُذرَّى بها البُرُّ، وهي ذات الأَصابع.

والنواشِر: عَصَب الذراع من داخل وخارج، وقيل: هي عُرُوق وعَصَب في باطن

الذراع، وقيل: هي العَصَب التي في ظاهرها، واحدتها ناشرة. أَبو عمرو

والأَصمعي: النواشِر والرَّواهِش عروق باطِن الذراع؛ قال زهير:

مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ

الجوهري: النَّاشِرة واحدة النَّواشِر، وهي عروق باطن الذراع.

وانتِشار عَصَب الدابة في يده: أَن يصيبه عنت فيزول العَصَب عن موضعه.

قال أَبو عبيدة: الانْتِشار الانتِفاخ في العصَب للإِتعاب، قال: والعَصَبة

التي تنتشِر هي العُجَاية. قال: وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غير

أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظَى.

شمر: أَرض ماشِرة وهي التي قد اهتزَّ نباتها واستوت وروِيت من المطَر،

وقال بعضهم: أَرض ناشرة بهذا المعنى.

ابن سيده: والتَّناشِير كتاب للغِلمان في الكُتَّاب لا أَعرِف لها

واحداً.

والنُّشرةُ: رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه

تَنْشِيراً،وقد نَشَّر عنه، قال: وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ: كأَنه

نُشْرة. والتَّنْشِير: من النُّشْرة، وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية. قال

الكلابي: وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه

سريعاً. وفي الحديث أَنه قال: فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً، ثم

نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ؛ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة.

وفي الحديث: أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال: هي من عَمَل الشيطان؛

النُّشرة، بالضم: ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا

من الجِن، سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء

أَي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشْرة من السِّحْر؛ وقد نَشَّرت عنه

تَنشِيراً.

وناشِرة: اسم رجل؛ قال:

لقد عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ

أَناشِرَ، لا زالتْ يمينُك آشِرَهْ

أَراد: يا ناشِرَةُ فرخَّم وفتح الراء، وقيل: إِنما أَراد طعنة ناشِر،

وهو اسم ذلك الرجل، فأَلحق الهاء للتصريع، قال: وهذا ليس بشيء لأَنه لم

يُرْوَ إِلا أَناشِر، بالترخيم، وقال أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك:

تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ،

ولا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ

في البحر، والبحرُ له تَخْمِيمُ،

وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ

تَلْهَمُه جَهْلاً، وما يَرِيمُ

يقول: النَّشْرة والنسيم الذي يُحيي الحيوان إِذا طال عليه الخُمُوم

والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السمك وتكرُ به، وأُمّه التي ولدته تأْكله لأَن

السَّمَك يأْكل بعضُه بعضا، وهو في ذلك لا يَرِيمُ موضعه.

ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سخيَّة كريمة،

قال: ومن المَنْشُورة قوله تعالى: نُشُراً بين يدَيْ رحمتِه؛ أَي سَخاء

وكَرَماً.

والمَنْشُور من كُتب السلطان: ما كان غير مختوم. ونَشْوَرَت الدابة من

عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ من علفها؛ عن ثعلب، وحكاه مع المِشْوار الذي هو

ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها، قال: فوزنه على هذا نَفْعَلَتْ، قال: وهذا

بناء لا يُعرف. الجوهري: النِّشْوار ما تُبقيه الدابة من العَلَف، فارسي

معرب.

نجر

(نجر) الْكَلَام سَاقه
ن ج ر: (نَجَرَ) الْخَشَبَةَ نَحَتَهَا وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (صَانِعُهُ) نَجَّارٌ. وَ (نَجْرَانُ) بَلَدٌ بِالْيَمَنِ. 
(ن ج ر) : (النَّجْرُ) مَصْدَرُ نَجَرَ الْخَشَبَةَ إذَا نَحَتَهَا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ أَحَدُ حُصُونِ حَضْرَمَوْتَ وَمِنْهُ (يَوْمُ النُّجَيْرِ) مِنْ أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ لِزِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ (وَنَجْرَانُ) بِلَادٌ وَأَهْلُهَا نَصَارَى.
[نجر] نه: فيه: كفن في ثلاثة أثواب "نجرانية"، هي منسوبة إلى نجران- موضع بين الحجاز والشام واليمن. ج: إن كان بنون وجيم فكما ذكر، وإن كان بباء وحاء فمنسوبة إلى البحرين. نه: وفيه: واختلف "النجر"، هو الطبع والأصل والسوق الشديد. ومنه ح النجاشي: "نجروا" أي سوقوا الكلام، والمشهور بالخاء- ويجيء.
ن ج ر : نَجَرْتُ الْخَشَبَةَ نَجْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالْفَاعِلُ نَجَّارٌ وَالنِّجَارَةُ مِثْلُ الصِّنَاعَةِ.
وَنَجْرَانُ بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ هَمْدَانَ مِنْ الْيَمَنِ قَالَ الْبَكْرِيُّ سُمِّيَتْ بِاسْمِ بَانِيهَا نَجْرَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَالنِّجَارُ بِالْكَسْرِ الْحَسَبُ. 
(نجر) - في حديث النَّجاشِىّ: "نَجِّرُوا"
من النَّجْر وهو السَّوق؛ أي سُوقوا الكَلامَ، والمشهور بالخاء.
- في الحديث: "أَخرِجوا اليهودَ من الحِجازِ، وأهَلَ نَجْران من جزيرة العَرَب "
هي بفَتْح النّون وسكون الجيم: بَلدة مَعْروفة، كانت مَقرًّا للنَّصارى؛ وهي على سَبْع مراحِل منِ مكَّة نحو اليَمَن وليست من الحِجاز
ن ج ر

عود منجور، وقد نجره النجّار. والباب يدور على نجرانه وهو رجله. وهو أثقل من أنجر وهو المرساة. ونحن في شهر ناجر وهو الشهر الواقع في صميم الحرّ من النّجر وهو فرط العطش. وقد نجرت الإبل، وإبل نجرى ونجارى.

ومن المجاز: هو كريم النجر والنجار وهو الطبع والمنبت كما يقال: كريم النحت والنحيتة. ونجرته بيدي نجراً وهو أن تضم كفك ثم تخرج برجمة الإصبع الوسطى فتضرب بها رأسه. وتقول: هو أزكاهم نجراً، وأطيبهم مجرى. وتقول: غلام أغناه عن الزّجر والنّجر، كرم النفس وطيب النّجر. ونجر المرأة: جامعها.

نجر


نَجِرَ(n. ac. نَجَر)
a. Was parched with thirst.

أَنْجَرَa. Fed on نَجِيْرَة

نَجْرa. Form, shape.
b. Origin; stock, race; species.
c. Merit, honourableness, estimableness.
d. Colour.
e. Diversity; variableness.
f. Territory of Mecca & Medina.

نَجْرَىa. Parched with thirst.

نَجَرa. Parching thirst.

نَجِرَةa. see 1ya
أَنْجَرُ
(pl.
أَنَاْجِرُ), P.
a. Anchor.

أَنْجُرَة
a. [art.], P. Nettle.
مَنْجَرa. Aim, object.
b. Destination, goal.

مِنْجَرَةa. Red-hot stone.

نَاْجِرa. Hot, sultry.
b. Summer-month.

نِجَاْرa. see 1 (b) (d).
نِجَاْرَةa. Carpentering, joinery.

نُجَاْرa. see 1 (b) (d).
نُجَاْرَةa. Chips, splinters; shavings; saw-dust.

نَجِيْرَةa. Milk mixed with flour or butter.
b. Bench.
c. see 20t
نَجَّاْرa. Carpenter, joiner; cabinet-maker.

نَجْرَاْنُa. Door-sill, door-jamb.
b. Name of a city in Arabia.
c. Parched, thirsty.

نَاْجُوْر
a. [ coll. ], Bolt, bar.

مِنْجَاْرa. Whistle; pipe.

N. P.
نَجڤرَa. Cut, shaped, hewn.
b. Water-wheel.

N. Ac.
أَنْجَرَ
a. [ coll. ], Roof.
نَوْجَر
a. Wooden plough-share.

مِنْجَيْرَة
a. see 45
مَنْجُوْرَة
a. see N. P.
نَجڤرَ
(b).
لَأَنْجُرَنَّ نَجِيْرَتَكَ
a. I shall reward thee according to thy
deserts.
نجر: النَّجْرُ: عَمَلُ النَّجّارِ ونَحْتُه. والأصْلُ؛ والمنَنْبَتُ، وكذلك النَّجَارُ، ويقولون:: نِجَارُها نارُها " أي سَمْتُها، ومَثَلٌ " " كُلُّ نِجَارٍ إِبِلٍ نِجَارُها "، وهو النُّجَارُ أيضاً والنِّجَارَةُ، فلانٌ لَئيمُ النِّجَارَةِ. والنِّكَاحُ، نَحَرَها نَحْراً. والسَّوْقُ الشَّدِيْدُ، نَجَرَ إبِلَه: ساقَها على عُنْفٍ، ورَجُلٌ مِنْجَرٌ: شَدِيدُ السَّوْقِ، ومِنْجَرُ الساعِدِ: إذا كَانَ يَضْرِبُ وَيَلْكَزُ. والنّجْرَانُ: خَشَبَةٌ تَدُوْرُ عليها رِجْلُ الباب. والنَّجِيْرَةُ: سَقِيْفَةٌ كُلُّها من خَشَبٍ لا يُخالِطُها القَصَبُ ولا غَيْرُها. وللَّبَنُ الحَلِيْبُ يُجْعَلُ فيه سَمْنٌ. ونَجَرْتَه بيَدي: إذا ضَرَبْتَه بجُمعِ كَفِّكَ. ونَجَرَ المِحْوَرُ القبَّ نَجْراً: أي أوْسَعَه وأكَلَه. وشَهْرُ ناجِرِ: [رَجَبٌ] ؛ لأنَّ الإِبلَ تَنْجُرُ في ذلك الشَّهْرِ أي تَعْطَشُ، يُقال: نَجِرَتِ الإِبلُ فهي نَجْرَى ونَجَارى. والنَّجْرَانُ: العَطْشَانُ. والنَّجَرُ: أنْ يُكْثِرَ الرَّجُلُ الشُّرْبَ ولا يَرْوَى. والعَرَبُ تَسَمِّي صَفَراً: ناجِراً، وجَمْعُه نَوَاجِرُ. والنُّجْرَةُ: طَبِيْخَةٌ تُتَّخّذُ من لَبَنٍ ودَقِيْقٍ؛ تُحْسى. والأَنْجَرُ: مِرْساةُ السَّفِيْنَة. والإِنْجَارُ: لُغَةٌ في الإِجّارِ وهو السَّطْحُ. ومَنْجَرُ الطَّرِيْق: وَسَطُه. واحْمِلْ ناقَتَكَ على المِنْجَرِ: أي على القَصْدِ.
[نجر] نَجَرَ الخشبة يَنْجُرُها نَجْراً: نحتها. وصانعه نجار. والنجار أيضا: قبيلة من الانصار. ونجرت الماء نَجْراً: أسخنته بالرضْفَةِ. والمِنْجَرَةُ: حجرٌ مُحْمًى يسخن به الماء. وذلك الماء نجيرة. وقال أبو الغمر الكلابي: النجيرة: اللبن الحليب يجعل منه سمنٌ. والنَجْرُ: السَوق الشديد. ورجلٌ مِنْجَرٌ، أي شديد السوق الابل. والنجر: الاصل والحسب، واللونُ أيضاً: وكذلك النِجارُ . ومن أمثالهم في المُخَلَّطِ: " كلُّ نِجارِ إبلٍ نِجارها "، أي فيه كلُّ لون من الاخلاق، وليس له رأى يثبت عليه، عن أبى عبيد. ونجر: أرض مكة والمدينة. ونجران: بلد، وهو من المين. قال الاخطل: مثل القنافذ هداجون قد بلغت * نجران أو بلغت سوآتهم هجر - والقافية مرفوعة، وإنما السوأة هي البالغة، إلا أنه قلبها. والنجران: خشبة تدور عليها رِجلُ الباب. وأنشد أبو عبيدة: صَبَبْتُ الماَء في النَجرانِ حتَّى * تَرَكْتُ البابَ ليس له صَريرُ - والنَجْرانُ: العطشانُ. والنَجَرُ، بالتحريك. عطشٌ يصيب الإبل والغنم عن أكل الحِبَّة فلا تكاد تَروى من الماء. يقال نَجِرَتِ الإبل ومَجِرَت أيضاً. وقال :

حتَّى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ * ومنه شهرُ ناجِرٍ، وهو كلُّ شهرٍ في صميم الحرّ، لأنَّ الإبل تَنْجَرُ في ذلك الشهر. قال ذو الرمة: صرى آجن يَزْوي له المرءُ وَجْهَهُ * إذا ذاقه الظمآنُ في شهر ناجِرِ - قال يعقوب: وقد يُصيب الإنسانَ النجر من شر اللبن الحامض فلا يروى من الماء.
نجر
نجَرَ يَنجُر، نَجْرًا، فهو ناجِر، والمفعول مَنْجور
• نجَر الخشبَ:
1 - سوّاه، وصنَعه "نجَر بابًا".
2 - نحَتَه. 

نجَّرَ ينجِّر، تَنْجِيرًا، فهو مُنجِّر، والمفعول مُنجَّر
• نجَّر الخشبَ: صنعه أو أصلحه.
• نجَّر الكلامَ: ساقه "نجَّر حديثَه بمهارة". 

مَنْجَر [مفرد]: ج مَنَاجِرُ: اسم مكان من نجَرَ: مكانٌ يُتَّخذ للنِّجارة. 

مِنْجَر [مفرد]: ج مَنَاجِرُ: اسم آلة من نجَرَ: آلةٌ يُسَوِّي بها النّجّارُ الخشبَ (فأرَة). 

مَنْجَرة [مفرد]: ج مَنَاجِرُ: اسم مكان من نجَرَ: مَنْجَر؛ مكان يُتَّخذ للنِّجارة. 

نِجار [مفرد]: أَصْلٌ، وحَسَبٌ "هو كريم النِّجَار". 

نُجارة [مفرد]: نُشارة، ما يسقط من أطراف الخشب عند نَجْرِه. 

نِجارة [مفرد]: حِرْفة النَّجّار "تلقّى دروسًا في النِّجارة- نِجارة الأثاث- تعتمد النِّجارةُ العصريّة على آلات متطوِّرة". 

نَجّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نجَرَ.
2 - من حِرفتُه نَجْرُ الخشب، وصنعه في بناء المساكن أو تأثيثها "نجَّار بناء/ أثاث- نجّار السّفن: من يبني ويصلح السُّفنَ". 

نَجْر [مفرد]: مصدر نجَرَ. 
نجر: نجر: (الكالا). تحت الحجر بالملطاس (قادوم النحات) (الكالا).
نجر عظما: نزع الجلد من العظم، عرق العظم (ألف ليلة 1: 864): أخذ جملا وفرسا وذبحهما وقطع لحمهما قطعا ونجر عظمهما (لين: He stripped their bones) .
نجر: قرض. قضم (فوك) (الكالا). Ronger نجر: جلا، صقل، لمع (الكالا).
نجر: في محيط المحيط (والعامة تقول نجر الباب أي شده بالنجر. وهو عندهم خشبة تجعل خلف الباب تمنعه من الفتح).
نجر: ما يفعله النجار في الخشب (بوشر ألف ليلة 340: 6): يسهر على قبر لم يكن فيه إلا خشبة منجرة صنعة النجار.
انتجر: انظرها في (فوك) في مادة dolare و rodere.
نجر: هاون من خشب (زيتشر 22: 100 رقم 35).
نجر: خشبة تمنع الباب من الفتح (انظر نجر) (الجمع نجور سعديا المزمور 147).
نجرة: والجمع نجر: غراب الزرع: طائر من الغرابيات يعيش عادة في القباب والأبراج: choucas. زاغ corneille أبو زريق. قيق geai ( الكالا).
نجرة: والجمع نجرات: عملية القضم (الكالا).
نجير: هو ما يدعى في المغرب بدلا من النجيل. التيل. عكرش: gramen chiendent وباللاتينية gramen ( فوك، الكالا، المستعيني): نجم وهو النجيل الذي تعرفه العامة بالنجير (ابن البيطار 1: 234 و2: 550): وأهل المغرب يسمونه بالنجير بالراء المهملة؛ ووفقا (لابن جلجل في مادة agrostis التي هي المرجعية من مرادفات النجيل) هي من اللاتينية العامية: وبالعربية النجم وبالطيني العامي -وكذا- النجير إلا أن هذا، بدون شك، خطأ بين.
نجارة: رقق، صغر، شذب degrossir L'action de ( الكالا).
نجارة الحجار: نحت الحجر: نحت الحجر بقادوم النحات L'action de layer ( الكالا).
نجار: بالنجار والمقصود من هذه الكلمة: بذراع النجار (معجم الجغرافيا). لقد كان ذراع النجار (في بداية انتشار المصطلح) كوعا أو مرفقا ونصف ثم اصبح كوعا وسدس الكوع.
النجارية: هم موالي أو اتباع أم سلمى زوج الخليفة العباسي الأول (بدرون 217: 3) وفي رواية العجادية أو العجارية وفي (المنتخب من تاريخ العرب 99: 6 هم فرقة من حملة السهام) إلا أن السيد دي غويا اخبرني أن هذه الكلمة تقرأ البخارية: إذ كان هناك، في ذلك الوقت، فرقة من حملة لسهام، في بخارى، تدعى بهذا الاسم منسوبة إلى هذه المدينة.
انجر والجمع اناجر: صحفة، جفنة، قصعة jalle وهي وعاء دائري لا عروة له (بوشر).
منجر: مستحق للميراث (هلو؟) ورد ذكرها في القسمين ويبدو أنها ليست صحيحة.
منجر: نغرز الثيل (الكالا).
منجرة والجمع مناجر: ورشة (الجريدة الآسيوية 1849، 1، 193، 9).
منجرة: محل يكوم فيه التجار الخشب أو الفحم ... الخ بقصد بيعه، مشغل في الهواء الطلق مسيج أو مسقف يعالج فيه العمال الخشب أو الحجر.
منجرة: فن العمل بالخشب (الكالا).
منجور: حجر منحوت (معجم الادريسي، صاحب الصلاة).
منجور: مثلوم (هلو).
منجور: نوع من التخريز أو التزجيج (براون 2: 75 عوادي 334، ليون 152) (انظر فيه منجورة).
منجور: في محيط المحيط (اسم شامل لما يدخل بناء البيت من الإغلاق وغيرها).
منجيرة: في محيط المحيط (عند العامة آلة من القصب يزمر بها).

نجر



نَجَرَ, (S, A, Msb,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. نَجْرٌ, (S, A, Msb, K,) He worked wood as a carpenter; cut or hewed it; formed or fashioned it by cutting; cut it out; hewed it out; shaped it out; syn. نَحَتَ; (Lth, S, A, K;) or, as some say, قَطَعَ. (TA.) A2: نَجَرَتْ, (TA,) [aor. as above, accord. to the rule of the K,] inf. n. نَجْرٌ, (K,) She (a woman) made, or prepared, the kind of food called نَجِيرَة, (K, * TA,) for her children, and her pastors. (TA.) نَجْرٌ (assumed tropical:) The shape, or form, of a man [or beast]; his appearance, or external state or condition: (TA:) (assumed tropical:) species; distinctive quality or property; syn. لَوْنٌ; as also ↓ نِجَارٌ and ↓ نُجَارٌ: (S, TA:) (tropical:) nature; natural or native disposition or temper or other quality or property; (A, TA;) of a man [&c.]; as also ↓ نِجَارٌ or ↓ نُجَارٌ: (A [in my copy of the A written erroneously نَجَارٌ:]) his place of growth; as also نجار: (A:) origin; syn. أَصْلٌ; as also ↓ نِجَارٌ and نُجَارٌ: (S, * K:) grounds of pretension to respect; rank or quality, nobility, honourableness, or estimableness; syn. ↓ حَسَبٌ; (S, * TA;) as also ↓ نِجَارٌ (S, * Msb, TA) and ↓ نُجَارٌ: (S, TA:) generosity of mind or spirit (A.) It is said in the prov., ↓ كُلٌّ نِجَارِ إِبِلٍ نِجَارُهَا وَنَارُ إِبْلِ العَالَمِينَ نَارُهَا Every species of camels is their species: (S:) or every origin &c.: (K:) [and every mark of the camels of the various peoples of the world is their mark: (the latter hemistich is omitted in the S, K, but inserted in the TA:)] the camels here mentioned by the poet were stolen from among a variety of camels, and comprised every species [with every mark]. (TA.) The proverb is applied to him who confounds things; (S;) and means, he has in him every sort of disposition, and has no opinion in which he is settled. (A 'Obeyd, S, K.) [See Freytag's Arab. Prov., ii. 317. See also نَارٌ.]

نَجْرَانٌ The piece of wood in which is the foot of a door: (K:) or the piece of wood upon which the foot of a door turns: (S:) or the foot of a door, upon which it turns: (A:) or the دَرْوَنْد [a Persian word signifying a bolt, and a hook,] of a door. (IAar, TA.) [Chald. נַנְרָא vectis, pessulus: (Golius:) which suggests that the original signification may be that assigned by IAar: but the first and second and third are alone agreeable with the following verse.] AO, cites this ex.: صَبَبْتُ المَآءَ فِى النَّجْرَانِ حَتَّى

تَرَكْتُ البَابَ لَيْسَ لَهُ صَرِيرُ [I poured water into, or upon, the نجران, so that I made the door to have no creaking]. (S.) نُجَارٌ and نِجَارٌ: see نَجْرٌ, throughout.

نُجَارَةٌ [Cuttings, chips, parings, shavings, or the like, of wood;] what is cut, or hewn, (K, TA,) from wood, (TA,) when it is worked by the carpenter. (TA.) نِجَارَةٌ The art of carpentry. (Msb, K.) نَجِيرَةٌ Milk mixed with flour: or with clarified butter: (K:) or, accord. to Abu-l-Ghamr ElKilábee, fresh milk to which clarified butter is added. (S.) See حَرِيرَةٌ.

نَجَّارٌ A carpenter. (S, A, Msb, K.) أَنْجَرٌ The anchor of a ship, (A, K,) composed of pieces of wood, (K, TA,) which are put with their heads in contrary directions, and the middles of which are bound together in one place, after which, (TA,) molten lead is poured between them, so that they become like a rock; (K, TA;) the heads of the pieces of wood project, and to these are tied ropes; then it is lowered in the water, (TA,) and when it becomes fast, the ship becomes fast: (K, TA:) it is a Persian word, (TA,) arabicized, from لَنْكَرْ: (K, TA:) [or from the Greek ἄγκυρα:] accord. to the T, a word of the dial. of El-'Irák. (TA.) You say هُوَ أَثْقَلُ مِنْ أَنْجَرٍ He is heavier than an anchor. (A.) إِنْجَارٌ: see إِجَّارٌ.

مَنْجُورٌ Wood worked, cut, hewed, formed, or fashioned by the carpenter. (A.)
(ن ج ر)

النَّجْر، والنَّجَار، والنُّجار: الأَصْل.

والنَّجْر: نَحْت الْخَشَبَة.

نَجَرها يَنْجُرْها نَجْرا.

ونُجَارة العُود: مَا انتُحت مِنْهُ عِنْد النَّجْرِ.

والنَجَّار: صَاحب النَّجْر.

وحرفته النِّجارة.

والنَّجْرانُ: الْخَشَبَة الَّتِي تَدور فِيهَا رجل الْبَاب.

والنَّوْجَر: الْخَشَبَة الَّتِي يُكْرَب بهَا.

قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا احسبها عَرَبِيَّة مَحْضَة.

والمَنْجُور فِي بعض اللُّغَات: المحالة الَّتِي يسنى عَلَيْهَا.

والنَّجيرة: سَقِيفَة من خشب لَيْسَ فِيهَا قصب.

ونَجَر الرجل يَنْجُرُه نَجْراً: إِذا جمع يَده ثمَّ ضربه بالبُرْجُمة الْوُسْطَى.

والنَّجِيرة: لبن وطحين يخلطان.

وَقيل: هُوَ لبن حليب يَجْعَل عَلَيْهِ سمن.

ولأنْجُرَنَّ نَجِيرتك: أَي لأجزينَّك جزاءك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والنَّجَر، والنَّجَران: الْعَطش وَشدَّة الشّرْب.

وَقيل: هُوَ أَن يمتلئ بَطْنه من المَاء وَاللَّبن الحامض وَلَا يَرْوَي.

نجِر نَجَرا، فَهُوَ نَجِر.

والنَّجَرُ: أَن تَأْكُل الْإِبِل وَالْغنم بذور الصَّحرَاء فَلَا تروى. والنَّجَر: عَطش يَأْخُذ الْإِبِل فَتَشرب فَلَا تروى وتمرض عَنهُ فتموت.

وَهِي إبل نَجْرَى، ونَجَارى، ونَجِرة.

قَالَ أَبُو عبيد: النَّجَرُ كالبَغَر إِلَّا أَن النَّجَر أَهْون شَيْئا.

والنَّجْرُ: الحَرّ، قَالَ الشَّاعِر:

ذهب الشتَاء مولِّيا هَرَباً ... وأتتك وافدة من النَّجْر

وشهرا ناجر: أَشد مَا يكون من الْحر. وَظن قوم أَنَّهُمَا حَزِيران وتَمُّوز، وَهَذَا غلط، إِنَّمَا هُوَ وَقت طُلُوع نجمين من نُجُوم القيظ.

وَقيل: كل شَرّ من شهور الصَّيف ناجر لِأَن الْإِبِل تَنْجَر فِيهِ أَي تعطش فيشتد شربهَا، قَالَ الحطيئة:

كنِعاج وَجْرَة ساقهنَّ " م " ... إِلَى ظلال السِّدْر ناجِرْ

وناجِر: رَجَب، وَقيل: صَفَر؛ سمي بذلك لِأَن المَال إِذا وَرَد شَرِب المَاء حَتَّى يَنْجَر، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

صبحناهُم كأساً من الْمَوْت مُرَّةً ... بناجِرَ حتَّى اشتَدَّ حَرُّ الودائقِ

وَقَالَ بَعضهم: إِنَّمَا هُوَ: بناجَر بِفَتْح الْجِيم. وجمعهما: نواجِر.

ونَجَر الْإِبِل يَنْجُرها نَجْرا: سَاقهَا سَوْقا شَدِيدا.

وَإنَّهُ لمِنْجَر قَالَ الشَّمَّاخ:

جوَّاب أرْضٍ مِنْجَر العَشيَّات

هَكَذَا انشده أَبُو عبيد: " جَوّاب أَرض ". وَالْمَعْرُوف: " جَوَاب ليل ". وَهُوَ اقعد بِالْمَعْنَى؛ لِأَن اللَّيْل والعَشِىّ زمانان، فَأَما الأَرْض فَلَيْسَتْ بِزَمَان. ونَجَر الْمَرْأَة نَجْراً: نَكَحَهَا.

والأنْجَر: مِرْساة السَّفِينَة، فَارسي، وَهُوَ خشبات يُخَالف بَينهَا وَبَين رءوسها وتُشد أوساطها فِي مَوضِع وَاحِد ثمَّ يفرغ بَينهَا الرصاص الْمُذَاب، فَتَصِير كَأَنَّهَا صَخْرَة ورءوس الْخشب ناتئة تُشد بهَا الحبال وتُرسل فِي المَاء، فَإِذا رست رست السَّفِينَة فأقامت.

والإجَار، والإنجار، يَمَانِية: السَّطْح، وَقيل: الْحِجَارَة فَوق السَّطْح.

والمِنْجار: لُعْبة للصبيان يَلْعَبُونَ بهَا. قَالَ:

والوَرْد يَسْعَى بعُصْم فِي رِحالهم ... كَأَنَّهُ لاعبٌ يَسْعى بمنجار

والنُّجَيْر: حِصْن بِالْيمن، قَالَ الْأَعْشَى:

وأبتعث العيس الْمَرَاسِيل تغتلي ... مَسَافَة مَا بَين النُّجَيْرِ وصَرْخَدا

وَبَنُو النَّجَّار: قَبيلَة من الْعَرَب: وَبَنُو النَّجّار: الْأَنْصَار قَالَ حسان:

نشدتُ بني النَّجَّار أفعالَ وَالِدي ... إِذا العانِ لم يُوجد لَهُ من يوارعُهْ

أَي يناطقه. ويروى: " يوازعُهْ ".

والنَّجيِرة: نبت عجِرٌ قصير لَا يطول.

نجر: النَّجْر والنِّجارُ والنُّجارُ: الأَصْلُ والحَسَبُ، ويقال:

النَّجْرُ اللَّوْنُ؛ قال الشاعر:

انجارُ كلِّ إِبِلٍ نِجارُها،

ونارُ إِبْلِ العالَمِينَ نارُها

هذه إِبلٌ مسروقةٌ من آبالٍ شَتَّى وفيها من كلِّ ضَرْبٍ ولَوْنٍ وسِمةٍ

ضَرْب. الجوهريّ: ومن أَمثالهم في المخلط: كلُّ نِجارِ إِبلٍ نِجارُها

أَي فيه من كل لَوْن من الأَخلاقِ وليس له رأْي يثبت عليه؛ عن أَبي عبيدة.

وفي حديث عليّ: واختَلَفَ النَّجْر وتَــشَتَّتَ الأَمْر؛ النَّجْر:

الطبْعُ والأَصْل. ابن الأَعرابي: النجر شَكْل الإِنسان وهيئتُه؛ قال

الأَخطل:وبَيْضاء لا نَجْرُ النجاشِيِّ نَجْرُها،

إِذا التَهَبَتْ منها القَلائدُ والنَّحْرُ

والنَّجْرُ: القَطْع، ومنه نَجْرُ النَّجَّارِ، وقد نَجَرَ العُودَ

نَجراً. التهذيب: الليث النَّجْرُ عمل النَّجَّارِ ونحْتُه، والنجْرُ نَحْتُ

الخَشَبة، نَجَرَها يَنْجُرها نَجْراً: نَحَتها. ونُجارةُ العُود: ما

انْتُحِتَ منه عند النِّجْرِ. والنجَّارُ: صاحبُ النَّجْر وحِرْفَتُه

النِّجارةُ. والنَّجْرانُ: الخَشَبة التي تَدُور فيها رِجْل الباب؛

وأَنشد:صَبَبْتُ الماءَ في النَّجْرانِ صَبّاً،

تَرَكْتُ البابَ ليس له صَرِيرُ

ابن الأَعرابي: يقال لأَنف الباب الرِّتاجُ، ولِدَرَوَنْدِه

النَّجْرانُ، ولِمِتْرَسه القُنَّاحُ والنِّجافُ؛ وقال ابن دريد: هو الخشبة التي

يَدُور فيها. والنَّوْجَرُ: الخَشبة التي تُكْرَبُ بها الأَرضُ، قال ابن

دريد: لا أَحسبها عربية محضة. والمنْجُور في بعض اللغات: المَحالةُ التي

يُسْنى عليها. والنَّجِيرةُ: سَقِيفةٌ من خشب ليس فيها قَصَبٌ ولا غيره.

ونَجَر الرجلَ يَنْجُرهُ نَجْراً إِذا جَمَعَ يده ثم ضَرَبه بالبُرْجُمةِ

الوُسْطى. الليث: نَجَرْتُ فلاناً بيدي، وهو أَن تَضُمَّ من كفِّك

بُرْجُمةَ الإِصبَعِ الوُسْطى ثم تَضْرِبَ بها رأْسَه، فَضَرْبُكَه النَّجْرُ؛

قال الأَزهري: لم أَسمعه لغيره والذي سمعناه نَجَرْتُه إِذا دفعْتَه

ضَرْباً؛ وقال ذو الرمة:

يَنْجُرْنَ في جانِبَيْها وهْيَ تَنْسَلِبُ

وأَصله الدقُّ. ويُقال لِلهاوُنِ: مِنْجارٌ.

والنَّجِيرةُ: بَيْنَ الحَسُوِّ وبين العَصِيدةِ؛ قال: ويقال انْجُرِي

لِصِبْيانِك ورِعائِك، ويقال: ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ؛ ابن

الأَعرابي: هي العَصيدةُ ثم النجِيرة ثم الحَسُوُّ. والنَّجِيرة: لَبن وطَحِينٌ

يُخْلَطان، وقيل: هو لبنٌ حليبٌ يجعل عليه سَمْن، وقيل: هو ماء وطَحِين

يُطْبخ.

ونَجَرْتُ الماء نَجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ. والمِنْجَرةُ: حجر

مُحْمى يُسخَّن به الماء وذلك الماء نَجِيرةٌ. ولأَنْجُرَنّ نَجِيرَتَك أَي

لأَجْزِينَّك جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي.

والنَّجَرُ والنَّجَرانُ: العطشُ وشِدّة الشرْب، وقيل: هو أَن يمتلئ

بطنه من الماء واللبَنِ الحامض ولا يَرْوَى من الماء، نَجِرَ نَجَراً، فهو

نَجِرٌ. والنجَرُ: أَن تأْكل الإِبل والغنم بُزُورَ الصحْراءِ فلا

تَرْوَى. والنجَرُ، بالتحريك: عطَشٌ يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تروَى وتمرَض عنه

فتموت، وهي إِبل نَجْرَى ونَجارَى ونَجِرَةٌ. الجوهري: النَّجَرُ،

بالتحريك، عطش يصيب الإِبل والغنم عن أَكل الحِبَّةِ فلا تكاد تروَى من الماء؛

يقال: نَجِرَتِ الإِبلُ ومَجِرَتْ أَيضاً؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

حتى إِذا ما اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ،

ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ

ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ،

كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ

يصف إِبلاً أَصابها عطش شديد. واللُّوبانُ واللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ.

وسُهَيْلٌ: يجيء في آخر الصيف وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فلا

تُمْسِكُ الماءَ ولذلك يُصِيبُها العطشُ الشديد. التهذيب: نَجِرَ

يَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر من شرب الماء ولم يكَدْ يروَى. قال يعقوب: وقد

يصيب الإِنسانَ

(* قوله«قال يعقوب وقد يصيب الانسان» عبارة يعقوب كما في

الصحاح: وقد يصيب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فلا يروى من الماء) ؛

ومنه شهرُ ناجِرٍ. وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ، فاسمه ناجِرٌ لأَن الإِبل

تَنْجَرُ فيه أَي يَشتَدُّ عطشها حتى تَيْبَسَ جُلُودُها. وصَفَرٌ كان في

الجاهلية يقال له ناجرٌ؛ قال ذو الرمة:

صَرَّى آجِنٌ يَزْوِي له المَرْءُ وجْهَه،

إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ في شهر ناجِرٍ

ابن سيده: والنَّجْر الحرُّ؛ قال الشاعر:

ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً،

وأَتتكَ وافِدةٌ من النَّجْرِ

وشهرا ناجرٍ وآجرٍ: أَشدّ ما يكون من الحرّ، ويزعم قوم أَنهما حَزِيرانُ

وتَمُّوزُ، قال: وهذا غلط إِنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القَيْظ؛

وأَنشد عركة الأَسدي:

تُبَرِّدُ ماء الشَّنِّ في ليلة الصَّبا،

وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ في حَرِّ آجِرِ

وقيل: كل شهر من شهور الصيف ناجر؛ قال الحطيئة:

كنِعاج وَجْرَةَ، ساقَهُنّ

إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ

وناجِرٌ: رَجَبٌ، وقيل: صفر؛ سمي بذلك لأَن المال إِذا ورد شرب الماء

حتى يَنْجَرَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

صَبَحْناهُمُ كأْساً من الموتِ مُرَّةً

بناجِرَ، حتى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ

وقال بعضهم: إِنما هو بِناجَرَ، بفتح الجيم، وجمعها نواجر. المفضل: كانت

العرب تقول في الجاهلية للمحرَّم مُؤْتَمِرٌ، ولصفرٍ ناجِرٌ،ولربيع

الأَول خَوَّانٌ. والنَّجْر: السَّوقُ الشديد. ورجل مِنْجَر أَي شديدُ

السَّوْقِ للإِبِل.

وفي حديث النجاشيِّ: لما دخل عليه عَمْرو بنُ العاصِ والوَفْدُ قال لهم:

نَجِّرُوا أَي سَوِّقوا الكلامَ؛ قال أَبو موسى: والمشهور بالخاء،

وسيجيء. ونَجَرَ الإِبل يَنْجُرْها نَجْراً: ساقَها سَوْقاً شديداً؛ قال

الشماخ:

جَوَّاب أَرْضٍ مِنْجَر العَشِيَّات

قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو عبيدة جَوَّاب أَرض، قال: والمعروف

جوّاب لَيْل، قال: وهو أَقعد بالمعنى لأَن الليل والعَشِيّ زمانان، فأَما

الأَرض فليست بزمان. ونَجَرَ المرأَة نَجْراً: نكَحها.

والأَنْجَرُ: مِرْساةُ السفينة، فارسي؛ في التهذيب: هو اسم عِراقيٌّ،

وهو خَشبات يُخالَفُ بينها وبين رؤوسها وتُشدّ أَوساطها في موضع واحد ثم

يفرغ بينها الرَّصاص المذاب فتصير كأَنها صخرة، ورؤوسها الخشب ناتئة بها

الحبال وترسل في الماء فإِذا رَسَتْ رَسَتِ السفينة فأَقامت. ومن أَمثالهم

يقال: فلان أَثْقلُ مِن أَنجَرة.

والإِنْجارُ: لغة في الإِجَّارِ، وهو السَّطْح؛ وقول الشاعر:

رَكِبْتُ من قَصْدِ الطريق مَنْجَرَهْ

قال ابن سيده: فهو المَقْصِدُ الذي لا يَعْدِلُ ولا يَجُورُ عن الطريق.

والمِنْجارُ: لُعْبة للصبيان يَلْعَبُون بها؛ قال:

والوَرْدُ يَسْعى بِعُصْمٍ في رِحالِهِمُ،

كأَنه لاعِبٌ يَسْعى بِمِنْجارِ

والنُّجَيرُ: حِصْن باليَمن؛ قال الأَعشى:

وأَبْتَعِثُ العِيسَ المَراسِيلَ تَفْتَلي

مسافةَ ما بين النُّجَيرِ وصَرْخَدَا

وبنو النَّجَّار: قبيلة من العرب؛ وبنو النَّجَّار: الأَنصار

(* قوله«

وبنو النجار الأنصار» عبارة القاموس: وبنو النجار قبيلة من الأنصار)؛ قال

حسان:

نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفعالَ والِدي،

إِذا العارُ لم يُوجَدْ له من يُوارِعُهْ

أَي يُناطِقُه، ويروى: يُوازِعُه.

والنَّجيرَةُ: نَبْت عَجِرٌ قَصِيرٌ لا يَطولُ.

الجوهري: نَجْرُ أَرض مكة والمدينة، ونَجْرَان: بلد وهو من اليمن؛ قال

الأَخطل:

مِثْل القَنافِذِ هَدّاجُونَ قد بَلَغَتْ

نَجْرَانَ، أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ

(* في ديوان الأخطل: على العِياراتِ هذّاجون.)

قال: والقافية مرفوعة وإِنما السوأَة هي البالِغَةُ إِلاَّ أَنه

قَلَبَها. وفي الحديث: أَنه كُفِّن في ثلاثة أَثواب نَجْرَانِيَّة؛ هي منسوبة

إِلى نَجْرانَ، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. وفي الحديث:

قَدِمَ عليه نَصارى نَجْرَانَ.

نجر
النَّجْر: الأصْل والحَسَب، كالنِّجَار والنُّجار، بِالْكَسْرِ والضمّ، هَكَذَا فِي نسختنا. وَفِي بَعْضهَا كالنّجار، بِالْكَسْرِ والضمّ.
يُقَال النَّجْر: اللَّوْن، وَمِنْه المَثَل فِي المُخَلَّط قَوْل الشَّاعِر:
(كلُّ نِجَارِ إبلٍ نِجارُها ... ونارُ إبْلِ العالَمِينَ نارُها)
هَذِه إبلٌ مَسْرُوقةٌ من آبالٍ شَتَّى، وفيهَا من كلِّ ضَرْب ولوْن. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَي فِيهِ كلُّ لونٍ من الأخْلاق. وَلَا يَثْبُت على رَأْي نَقَلَه عَن أبي عُبَيْدة، ونصُّه: وَلَيْسَ لَهُ رَأْي يَثْبُت عَلَيْهِ. النَّجْر: أَن تضُمَّ من كَفِّك بُرْجُمَةَ الإصْبعِ الْوُسْطَى ثمَّ تَضْرِب بهَا رَأس أحد، قَالَه اللَّيْث، وَنَقله ابنُ القَطَّاع فِي التَّهْذِيب. والزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس، والصاغاني فِي التكملة. وَقد نَجَرَهُ نَجْرَاً، إِذا جَمَعَ يَدَه ثمَّ ضَرَبَه بالبُرْجُمَةِ الوُسطى. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: لم أَسْمَعْهُ لغَيْر اللَّيْث، وَالَّذِي سَمِعْناه: نَحَزْتُه بِالْحَاء وَالزَّاي إِذا دَفَعْته ضَرْبَاً، كَذَا فِي اللِّسان، وَنَقله الصَّاغانِيّ أَيْضا. قَالَ اللَّيْث: النَّجْر: نَحْتُ الخَشَب، نَجَرَه يَنْجُره نَجْرَاً. وَقَالَ غيرُه: النَّجْر: القَطْع، قَالَ: وَمِنْه نَجَرَ العُودَ نَجْرَاً، وعُودٌ مَنْجُور: نَجَرَه النَّجّار. النَّجْر: القَصْد، وَمِنْه المَنْجَر بِمَعْنى المَقْصِد، وَسَيَأْتِي. قَالَ ابنُ سِيدَه: النَّجْر: الحَرُّ، قَالَ الشَّاعِر:
(ذَهَبَ الشتاءُ مُوَلِّياً هَرَبَاً ... وأَتَتْكَ وافِدَةٌ من النَّجْرِ)
النَّجْر: سَوْقُ الإبلِ شَدِيدا. يُقَال: نَجَرَ الإبلَ يَنْجُرها نَجْرَاً: ساقَها سَوْقَاً شَدِيدا. قَالَ الجَوْهَرِيّ: نَجْرٌ: عَلَمُ أرضَيْ مكَّة والمَدينة شرَّفهما اللهُ تَعَالَى. منَ المَجاز: النَّجْر: المُجامَعَة، وَقد نَجَرَها نَجْرَاً: نَكَحَها. النَّجْر: اتخاذُ النَّجيرة.
يُقَال للْمَرْأَة: انْجُري لصِبْيانك ولرِعائِك، أَي اتَّخِذي لَهُم النَّجيرةَ من الطَّعام. النَّجْر، بِالتَّحْرِيكِ: عَطَشُ الإبلِ والغنَمِ عَن أَكْلِ الحِبَّةِ، وَهِي بُزور الصَّحرَاء، فَلَا تكَاد تَرْوَى من الماءِ فَتَمْرَضُ عَنهُ فتموت. وَهِي إبلٌ نَجْرَى ونَجارى، كسَكْرى وسَكارى، ونَجِرَةٌ، كفَرِحَة. يُقَال: نَجِرَت الإبلُ ومَجِرَتْ أَيْضا. وَقد ذُكر فِي محلِّه. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الفَقْعَسِيُّ:
(حَتَّى إِذا مَا اشتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ ... وَرَشَفتْ ماءَ الإضاءِ والغُدُرْ) (ولاحَ للعينِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ ... كشُعلَةِ القابِسِ يَرْمِي بشَرَرْ)
يصفُ إبِلا أَصَابَهَا عطشٌ شَدِيد. واللُّوبان: شِدَّةُ العَطَش، قَالَ يَعْقُوب: وَقد يُصيب الإنسانَ النَّجَر، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّجَر والنَّجَران: العَطشُ وشدَّةُ الشُّرْب. وَقيل: هُوَ أَن تمتلئَ بَطْنُه من شُربِ الماءِ واللَّبَنِ الحامِض فَلَا) يَرْوَى من المَاء، وَقد نَجِرَ نَجَرَاً فَهُوَ نَجِر. والنُّجارة، بِالضَّمِّ: مَا انتحت من الْعود عِنْد النجر وصاحبة النجار وحرفتة النجار بِالْكَسْرِ على الْقيَاس والنجران بِالْفَتْح الخَشَبَة الَّتِي تَدُور فِيهَا رِجلُ الْبَاب. قَالَ الشَّاعِر:
(صَبَبْتُ الماءَ فِي النَّجْرانِ صَبَّا ... تَرَكْت البابَ لَيْسَ لَهُ صريرُ)
وَهَكَذَا قولُ ابْن دُرَيْد، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال لأنفِ البابِ الرِّتاج، ولدَرَوَنْدِه: النَّجْران، ولمِتْرِسِه: النِّجاف. نَجْرَان، بِلَا لامٍ: ع بِالْيمن يُعَدُّ من مَخاليف مكّة، فُتح سنةَ عَشْرٍ من الهجرةِ صُلْحاً على الفيءِ، سُمِّي بنَجْران بن زَيْدَان بن سبإ. قلت: إِن كَانَ المُراد بسبإ هُوَ عبد شمسِ بن يَشْجُب بنِ يَعْرُب بن قَحْطَان فَوَلَدُه حِمْيَرٌ وكَهْلانُ باتِّفاق النَّسَّابة. وَقَالَ قومٌ من النَّسَّابين: ومراءُ بن سبإٍ وَهُوَ أَبُو شَعْبَان وصَريحان، قبيلتان وَلَيْسَ لسبإ ولَدٌ اسْمه زَيْدَان. وَإِن كَانَ المُرَاد بِهِ سبأ الْأَصْغَر فَمِنْ ولدِه زَيْدُ بن سَدَد بن زُرْعة بن سبإ. فَلْينْظر، ثمّ رَأَيْت ياقوتاً ذهبَ فِي المُعجَم إِلَى مَا ذهبْت إِلَيْهِ، وتوقّف فِي سِيَاق هَذَا النَّسَبِ على الوجهِ المتقدِّم بعد أنْ نَسَبَه إِلَى كتاب ابْن الكَلْبِيّ. قَالَ: وَفِي كتاب غيرِه: نَجْرَان بن زَيْدِ بن سبأ. قلت: وَفِي نَجْرَان هَذَا يَقُول الأخْطَل:
(مِثل القَنافِذِ هَدَّاجونَ قد بَلَغَتْ ... نَجْرَانُ أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ)
القافِيةُ مَرْفُوعَة، وإنّما السَّوْاة هِيَ الْبَالِغَة. إِلَّا أَنه قَلبهَا وَيَقُول الْأَعْشَى:
(وكَعْبَة نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَي ... كِ حَتَّى تُناخي بأَبْوابِها)

(نَزورُ يَزيدَ وعبدَ المَسيحِ ... وقَييْساً همُ خير أَرْبَابِها)
قَالَ ياقوت: وكَعبةُ نَجْرَانَ هَذِه بِيعَةٌ بَناها عبدُ المَدَان بن الدَّيَّان الحارثيُّ على بِناءِ الكعبةِ وعظَّموها وَكَانَ فِيهَا أساقِفَةٌ مُقيمون. نَجْرَان: ع بالبَحْرَيْن، قيل وَإِلَيْهِ نُسِبَت الثِّيابُ النَّجْرانِيَّة. وَفِي الحَدِيث: أنّه كُفِّنَ فِي ثلاثةِ أَثْوَابٍ نَجْرَانِيَّة قيل: إِلَى نَجْرَان هَذَا، وَقيل: إِلَى نَجْرَان الْيمن. نَجْرَان: ع بحَوْران قُربَ دمشق، وَهِي بِيعَةٌ عظيمةٌ عامرةٌ حَسنةٌ مبنيةٌ على العَمَد الرَّخام منمَّقةٌ بالفُسَيْفِساءِ، وَهُوَ موضعٌ مُبارَكٌ يَنْذِر لَهُ الْمُسلمُونَ والنَّصارى، قيل: مِنْهُ يَزيد بن عبد الله بن أبي يَزيد، يُكْنى أَبَا عبد الله، من أَهْلِ دمشق، روى عَن الْحُسَيْن بن ذَكْوَان وَالقَاسِم بن أبي عبد الرَّحْمَن، وَعنهُ يحيى بن حَمْزَة وسُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وهِشام بن الْغَاز وحُمَيْدٌ قيل: هُوَ شيخٌ لأبي إِسْحَاق، النَّجْرانِيَّان، أَو هُوَ أَي حُمَيْدٌ من غيرِها، هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه: من غيرِه. وفاتَه: بِشْرُ بن رافِع النَّجْرانيّ، عَن يحيى بن أبي كَثير، وَعنهُ عَبْدُ الرزّاق، ذكره الْحَافِظ وَلم يَنْسِبْه إِلَى أيّ نَجْرَان. قلتُ: وَهُوَ من نَجْرَان الْيمن، وكُنْيَتُه أَبُو الأَسْباط، هَكَذَا نسبه الحازميّ، ويُنسب إِلَى نَجْرَان الْيمن أَيْضا محمدُ بن عَمْرُو بن حَزْم الأنصاريّ قَتيل الحَرَّة، لأنّه وُلِد بهَا فِي حَيَاة رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، روى عَنهُ ابْنه أَبُو بكر. وَمن نَجْرَان الْيمن عُبَيْد الله بن العبّاس بن الرَّبيع النَّجْرانيّ، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البَيْلَمانيّ، وَعنهُ محمدُ بن بكر بن خَالِد النَّيْسابوريّ. نَجْرَان:) ع بينَ الكُوفةِ وواسِط، على يَوْمَيْن من الْكُوفَة، ولمّا أُخرِج نَصارى نَجْرَان مِنْهَا أُسكِنوا هَذَا الْموضع وسُمِّي باسم بلدِهم الأوّل. والنَّوْجَر: الخَشَبَة الَّتِي يُكرَب بهَا الأَرْض. قَالَ ابنُ دُرَيْد: لَا أحسبها عربيّةً مَحْضَةً. قَالَ أَيْضا: المَنْجُور فِي بعضِ اللُّغَات: المَحَالَةُ الَّتِي يُسْنى عَلَيْهَا. والنَّجِيرَة، كسَفِينة: سَقيفةٌ من خشبٍ ليسَ فِيهَا قَصَبٌ، قَالَه اللَّيْث، ونصّ عبارتِه: لَا يُخالِطُها قَصبٌ وَلَا غيرُه. النَّجيرَة: لَبَنٌ يُخلَط بطَحين، أَو لَبَنٌ حَليبٌ يُجعَل عَلَيْهِ سَمْنٌ، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: هِيَ العَصيدَة، ثمَّ النَّجيرة، ثمَّ الحَسْوُ. النَّجيرَة: النَّبْتُ القصيرُ الَّذِي عجزَ عَن الطُّول. يُقَال: لأَنْجُرَنَّ نَجيرتَك: أَي لأَجْزِيَنَّ جَزاءَك، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. أحَدُ شَهْرَيْ ناجِر: رَجَبٌ أَو صَفَرٌ، سُمِّي بذلك لِأَن المَال إِذا وَرَدَ شَرِبَ الماءَ حَتَّى يَنْجَر، أنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(صَبَحْناهُم كَأْسَاً من المَوتِ مُرَّةً ... بناجِرَ حتّى اشتدَّ حَرُّ الوَدائقِ) وَقَالَ بعضُهم: إنّما هُوَ بناجَر، بِفَتْح الْجِيم، وجمعُها نَواجِرُ. وَقَالَ المُفضَّل: كَانَت العربُ تَقول فِي الجاهليّة للمُحرَّم مُؤْتَمِرٌ ولِصَفَرٍ ناجرٌ ولربيعٍ الأوّل: خَوَّان. وَفِي اللِّسان: ويزعمُ قومٌ أَن شَهْرَيْ ناجِر حَزيران وتَمُّوز، وَهُوَ غَلطٌ، إنّما هُوَ وَقْتُ طُلُوع نَجْمَيْن من نُجُوم القَيْظ. قيل: كلُّ شَهْرٍ من شُهورِ الصَّيْفِ ناجِرٌ، لِأَن الإبلَ تَنْجَرُ فِيهِ، أَي يشتَدُّ عطشُها حَتَّى تَيْبَس جلودُها. قَالَ الحُطَيْئَة:
(كنِعاجِ وَجْرَةَ ساقَهُنَّ ... إِلَى ظِلالِ السِّدْرِ ناجِرْ)
من أمثالِهم: أَثْقَلُ من أَنْجَرَة. الأَنْجَر: مِرْساةُ السَّفِينَة، فارسيّ. وَفِي التَّهذيب: هُوَ اسمٌ عِراقيٌّ، وَهُوَ خَشَبَاتٌ يُخالَف بَينهَا وبينَ رؤوسِها، وتُشَدُّ أوساطُها فِي موضعٍ واحدٍ، ثمَّ يُفرَغُ بَينهَا الرَّصاص المُذاب فَتَصِير كصَخْرة. ورؤوس الْخشب ناتئةٌ تُشَدُّ بهَا الحِبالُ وتُرسَل فِي الماءِ إِذا رَسَتْ رَسَتِ السَّفينةُ فأقامَتْ، مُعرَّب لَنْكَر، كجَعْفَر. وَالْكَاف مَشوبٌ بِالْجِيم. والمِنْجار: لُعبَةٌ للصِّبيان يَلْعَبون بهَا، قَالَ:
(والوَرْدُ يَسْعَى بعُصْم فِي رِحالِهِمُ ... كأنّه لاعِبٌ يَسْعَى بمِنْجارِ)
أَو الصوابُ المِيجار، بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّة، كَمَا سَيَأْتِي، وتقدّمت الإشارةُ إِلَيْهِ أَيْضا فِي أجر. وبَنو النَّجَّار، كشَدَّاد: قبيلةٌ من الْأَنْصَار وَهُوَ تَيْمُ اللهِ بن ثَعْلَبةَ بن عَمْرُو بن الخَزْرَج، وإنّما سُمِّي النَّجَّارَ لأنّه نَجَرَ وَجْهَ إنسانٍ، يُقَال لَهُ العِتْر، بقَدُومٍ فَقَتَله. وهم أَعنِي بني النَّجَّار أخوالُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، من قِبَلِ جَدِّه عبد المُطَّلَب، لأنّ أمَّ عبد المُطَّلِب سَلْمَى بنت عَمْرُو بن زَيْد بن لَبيد بن خِداش بن حَرَاَم بن جُنْدَب بن عامِرِ بن غَنْم بن عَدِيِّ بن النَّجَّار، قَالَه ابنُ الجوّانيّ فِي المقدِّمة. والمَنْجَر، كمَقْعَد: المَقْصَدُ الَّذِي لَا يَحور وَلَا يَعْدِل عَن الطَّريق، قَالَ حُصَيْن بن بُكَيْر الرَّبَعِيُّ:
(إنِّي إِذا حارَ الجَبَانُ الهِدَرَهْ ... رَكِبْتُ من قَصْدِ الطَّريق مَنْجَرَهْ)

قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا روى الأَزْهَرِيّ مَنْجَره، بالنُّون، والرِّواية الصَّحِيحَة عِنْدِي مَثْجَرة، بالثاء المُثَلَّثَة، والمَثْجَرَة والثُّجْرَة: المَوضِعُ العَريضُ من الْوَادي أَو الطَّرِيق. والإنْجار، بِالْكَسْرِ: لغةٌ يمانِية فِي الإجَّار بِمَعْنى السَّطْح.
والنُّجَيْر، كزُبَيْر: حِصْنٌ مَنيع قُربَ حَضْرَمَوْت، لجأَ إِلَيْهِ أهلُ الرِّدَّة مَعَ الأشعَثِ بن قَيْسٍ أَيَّام أبي بكرٍ، رَضِي الله عَنهُ. قَالَ الْأَعْشَى:
(وأَبْتَعِثُ العِيسَ المَراسيلَ تَغْتَلي ... مَسافةَ مَا بَيْنَ النُّجَيْرِ وصَرْخَدا)
وَقَالَ أَبُو دَهْبَل الجُمَحِيُّ:
(أَعَرَفْتَ رَسْمَاً بالنُّجَيْ ... رِ عَفَا لزَيْنَبَ أَو لِسارَهْ)

(لعَزيزةٍ من حَضْرَمَوْ ... تَ على مُحَيَّاها النَّضارَهْ)
نُجَيْر: ماءَةٌ فِي ديارِ بَني سُلَيْم قُربَ صُفَيْنة. والنِّجَارَةُ ككِتابَة: ماءَةٌ أُخرى بحذائها كِلْتاهما بمُلوحةٍ لَيست بالشَّديدة، وَهِي على يَوْمَين من مكّة. نِجَار، ككِتاب: ع، عَن العِمْرانيّ، نُجَار كغُراب: ع بِبِلَاد تَمِيم، وَقيل: من مِيَاههمْ، وَمَاء ٌ بالقُرْبِ من صُفَيْنة حِذاءَ جَبَلِ السِّتَار فِي ديار سُلَيْم، عَن نَصْر. والنَّجْراءُ: ع، قَالَ ابنُ حبيب: قُتِل بِهِ الوَليدُ بنُ يَزيد بنِ عبدِ الْملك، كَذَا نَقَلَه الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَهُوَ بالقُربِ من دمشق، وَذَلِكَ فِي سنةِ سِتٍّ وعِشرينَ وَمِائَة. قَتَلَه عبدُ الْعَزِيز بنُ الحجَّاج بن عبدِ الْملك، أرْسلهُ إِلَيْهِ يزيدُ بن الوليدِ بن عبد الْملك، ودعا إِلَى نَفْسِه، وَلم يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَدَفَنه هُنَاكَ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّجْر: الطَّبْع واللَّوْن وشَكْل الإنْسان وهيْئَتُه. قَالَ الأخْطَل:
(وَبَيْضاءَ لَا نَجْرُ النَّجاشِيِّ نَجْرُها ... إِذا الْتَهَبَتْ مِنْهَا القَلائِدُ والنَّحْرُ)
والنَّجْرُ: القَطْع، قيل: وَمِنْه النَّجَّار. والنَّجْر: الدَّقّ، وَمِنْه المِنْجار، بِالْكَسْرِ، للهاوُن، هَكَذَا ذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان، وَلَكِن أوردَه ابنُ القطّاع فِي نحز بالنُّون والحاء وَالزَّاي ولعلّ هَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَقد تَصَحَّف على صَاحب اللِّسان. وَيُقَال: ماءٌ مَنْجُور، أَي مُسَّخَن، وَقد نَجَرَه. والمِنْجَرَة: حَجَرٌ مُحْمىً يُسَخَّن بِهِ الماءُ، وَذَلِكَ الماءُ نَجيرَةٌ.
والنَّجَران: العَطَش، ورجلٌ مِنْجَرٌ، كمِنْبَر: شديدُ السَّوْقِ للإبلِ. قَالَ الشَّمَّاخ: جَوَّابُ لَيْلٍ مِنْجَرُ العَشِيَّاتْ ونُجَّيْرٌ، مُصغَّراً مشَدَّداً: ماءةٌ فِي ديار تَميم. وأَنْجَرنا: صِرْنا فِي ناجِر، وَهُوَ أشدُّ الحَرّ. وعبدُ الله بنُ عبد الله بن نَجْرَان، بِالْفَتْح، البَصْرِيّ، شيخٌ لأبي عاصمٍ النَّبيل. وعبدُ الرَّحْمَن بن أبي نَجْرَان، من الشِّيعة. وعليّ بن مُحَمَّد المَنْجورِيُّ، عَن شُعْبَة، وَعنهُ عبد الصَّمَد بن الفَضْل البَلْخِيّ، إِلَى مَنْجُور، قريةٍ من قُرى بَلْخ، ذكره أَبُو عبد الله مُحَمَّد بنُ جَعْفَر الوَرَّاق البَلْخيُّ فِي تَارِيخه. ونَجيرُ، كأمير: قريةٌ بِمصْر من الدَّقَهْلِيَّة. ومَنْجُوران: قريةٌ بَينهَا وَبَين بَلْخَ فَرْسَخان. وناجِرَة، بِكَسْر الْجِيم: مدينةٌ فِي شرقيِّ الأنْدَلُس من أَعمال تُطِيَلة هِيَ الْآن بيد الإفرَنْج.)
(نجر)
فلَان نجرا اتخذ نجيرة وَالْيَوْم كَانَ حرا والخشب سواهُ وصنعه وَالْمَاء أسخنه بِالْحجرِ المحمى

(نجر) نجرا أَصَابَهُ النجر فَهُوَ نَجْرَان وَهِي نجرى (ج) نجارى
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.