Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سبعة

رطل

ر ط ل: (الرَّطْلُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا نِصْفُ مَنًا.
[رطل] نه في ح الحسن: لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن تجديد ثوب أو "ترطيل" شعر، أي تليينه بدهن وشبهه. غ: غلام "رطل" فيه لين وتوضيع.

رطل


رَطَلَ(n. ac. رَطْل)
a. Lifted; weighed.

رَطَّلَa. Weighed.
b. Pomaded (hair).
أَرْطَلَa. Had flabby, hanging ears.

تَرَطَّلَa. Was weak, flabby; walked with difficulty .
رَطْل رِطْل
(pl.
أَرْطَاْل), Pound (weight).
باب الطاء والراء واللام معهما ر ط ل مستعمل فقط

رطل: الرَّطْلُ: مِقدارُ نِصفِ منٍّ، وتُكْسَرُ الرّاء فيه. والرَّطلُ من الرِّجالِ: الذّي فيه قَضافة.
رطل
رَطْل/ رِطْل [مفرد]: ج أَرْطال: معيارٌ يُوزن به أو يكال (يختلف باختلاف البلاد) "تمّ تخزين عشرين رَطْلاً من الزُّبْد". 
[رطل] الرَطْلُ، بالفتح: الرجلُ الرِخْوُ. والرَطْلُ والرِطْلُ: نصف مَناً. وتَرْطيلُ الشعر: تدهينه وتكسيره. 
ر ط ل

الصاع ثمانية أرطال، والمدّ رطلان. وباع الحب مراطلة. وإن فلاناً يرطّل شعره: وما به إلا تجديد الثوب وترطيل الشعر وهو تليينه بالأدهان وتمشيطه. وغلام رطل: فيه رخاوة. قال:

إني لجشام لها مر العمل ... إذا الغلام الرطل وافاه الكسل

وقيل: هو الحدث لم تستحكم قوته والذي لا غناء عنده.
رطل
الرطْلُ: مِقْدَارُ نِصْفِ مَناً، ورَطَلْتُ الشَّيْءَ: وَزَنْته. وهو من الرِّجَالِ: الذي فيه قَضافَةٌ. وفَرَسٌ رَطْلٌ: خَفِيْفٌ، والأنثى رَطْلَةٌ. وغُلام رَطْلٌ ومُرْطَلٌ: للَذي لم تَسْتَحْكِمْ قُوَّتُه، وجَمْعُه رِطَلَةٌ. والذي لا غَنَاءَ عنده. وهو - أيضاً -: المُسْتَرْخي الأذُنَيْنِ. والمُرْطَلُ: الطَوِيْلُ من الرِّجَالِ. وأرْطَلَ الرَّجُلُ إرْطَالاً: صارَ له وَلَد رَطْل حَدَثٌ.
ويُقال: عَدَا ورَطَلَ: بمعنىً.
رطل: رطَّل (بالتشديد): دغدغ، زغزغ (ألف ليلة برسل 7: 319) وفي طبعة ماكن عرك.
ترطَّل: ذكرت في معجم فوك في مادة libra.
رَطْل: ليرة، نقد، عملة (ألكالا).
رَطْلِيَّة: باطية، ناجود، مكيال قديم للسوائل يسع 0.568 من الليتر، بنتة. ففي ابن البيطار (2: 102) نقلاً عن الإدريسي: وإذا مُلِئَتْ منه رطلية زجاج.
رُطْلاي: اسم نبات (دوماس حياة العرب ص380).
ترطيل: ضريبة على الحرير في غرناطة، وهي مشتقة من رطل (ليبرة = 500 غرام)، وذلك أنهم كانوا يأخذون ثمانية مرابطي (المرابطي = مليم) عن كل ليبرة (معجم الإسبانية ص350).
(ر ط ل) : (الرِّطْلُ) بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ نِصْفُ مَنٍّ (وَعَنْ) الْأَصْمَعِيِّ هُوَ بِالْكَسْرِ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ أَوْ يُكَالُ بِهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَزْنُهُ مِائَةُ دِرْهَمٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا وَزْنُ سَبْعَةٍ وَفِي تَهْذِيبِ الْأَزْهَرِيِّ عَنْ الْمُنْذِرِيِّ عَنْ إبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ السُّنَّةُ فِي النِّكَاحِ رِطْلٌ وَالرِّطْلُ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَالْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا فَتِلْكَ أَرْبَعُ وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا قُلْتُ (وَمِنْهُ الْمُرَاطَلَةُ) وَهُوَ بَيْعُ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ مُوَازَنَةً يُقَالُ رَاطَلَ ذَهَبًا بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقًا بِوَرِقٍ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي الْمُوَطَّأِ.
[ر ط ل] الرَّطْلُ والرِّطْلُ: الذي يُوزَنُ به ويُكالُ، قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الرِّطْلُ: ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقيةً بأَواقِي العَرَبِ، والأُوقيَّةُ: أرْبَعُونَ دِرْهماً، وجمعُه: أَرْطالٌ. وَرَطَله رَطْلاً: رازَه. وغُلامٌ رَطْلٌ ورطْلٌ: قَضِيفٌ. والرَّطْلُ، والرِّطِلُ أيضاً: الذي راهَقَ الاحْتِلام، وقِيلَ: الذي لم تَشْتَدَّ عِظامُه. ورَجُلٌ رَطْلٌ ورِطْلٌ: إِلى الرَّخاوةِ، وهو أيضاً: الكبيرُ الضَّعِيفُ، وكَذلِكَ هُوَ من الخَيْلٍ، والأُنْثَى من كُلِّ ذلك رَطلةٌ. ورَطَّلَ شَعرهَ: لَيَّنَه بالدُّهْنِ، وكَسَّرَه، وثَنَّاهُ. وفَرسٌ رِطْلٌ: خَفيفٌ، بالكَسِر لا غَيرُ. ورَجُلٌ رَطْلٌ، أَحْمقُ، والأُنثَى بالهاءِ. والرَّطْلُ: العَدْلُ بفَتْحِ الرَّاءِ. والرُّطَيْلاَءُ: مَوْضِعٌ. 
ر ط ل : الرَّطْلُ مِعْيَارٌ يُوزَنُ بِهِ وَكَسْرُهُ أَشْهَرُ مِنْ فَتْحِهِ وَهُوَ بِالْبَغْدَادِيِّ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَالْأُوقِيَّةُ إسْتَارٌ وَثُلُثَا إسْتَارٍ وَالْإِسْتَارُ أَرْبَعَةُ مَثَاقِيلَ وَنِصْفُ مِثْقَالٍ وَالْمِثْقَالُ دِرْهَمٌ وَثَلَاثَةُ أَسْبَاعٍ وَالدِّرْهَمُ سِتَّةُ دَوَانِقَ وَالدَّانِقُ ثَمَانِ حَبَّاتٍ وَخُمُسَا حَبَّةٍ وَعَلَى هَذَا فَالرِّطْلُ تِسْعُونَ مِثْقَالًا وَهِيَ مِائَةُ دِرْهَمٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةُ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ وَالْجَمْعُ أَرْطَالٌ قَالَ الْفُقَهَاءُ وَإِذَا أُطْلِقَ الرِّطْلُ فِي الْفُرُوعِ فَالْمُرَادُ بِهِ رِطْلُ بَغْدَادَ وَالرِّطْلُ مِكْيَالُ أَيْضًا وَهُوَ بِالْكَسْرِ وَبَعْضُهُمْ يَحْكِي فِيهِ الْفَتْحَ وَرَطَلْتَ الشَّيْءَ رَطْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَزَنْتَهُ بِيَدِكَ لِتَعْرِفَ وَزْنَهُ تَقْرِيبًا. 

رطل: الرَّطْل والرِّطْل: الذي يوزن به ويكال؛ رواه ابن السكيت بكسر

الراء؛ قال ابن أَحمر الباهلي:

لها رِطْلٌ تَكِيل الزيت فيه،

وفَلاّحٌ يَسُوق بها حِمارا

قال ابن الأَعرابي: الرِّطْل ثنتا عشرة أُوقِيَّة بأَواقي العرب،

والأُوقِيَّة أَربعون درهماً، فذلك أَربعمائه وثمانون درهماً، وجمعه أَرطال.

الحربي: السُّنَّة في النكاح رِطْلٌ، وشَرَحه كما شرحه ابن الأَعرابي؛ قال

أَبو منصور: السُّنَّة في النكاح ثنتا عشرة أُوقِيَّة ونَشٌّ، والنَّشُّ

عشرون دِرهماً، فذلك خمسمائة دِرْهم؛ روي ذلك عن عائشة، رضي الله عنها،

قالت: كان صَداق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأَزواجه اثنتي عشرة

أُوقِيَّة ونَشًّا؛ وورد في حديث عمر، رضي الله عنه: اثنتا عشرة أُوقِيَّة

ولم يذكر النَّشَّ، والأُوقِيَّة مكيال أَيضاً. الليث: الرَّطْل مقدار

مَنٍّ، وتكسر الراء فيه. الجوهري: الرِّطْل والرَّطْل نصف مَنا.

ورَطْلَه يَرْطُله رَطْلاً، بالتخفيف، إِذا رازه ووزَنه ليعلم كمْ

وزنُه. وغلام رَطْلٌ ورِطْلٌ: قَضيف. والرِّطْل: المسترخي من الرجال.

الأَزهري: الرَّطْل، بالفتح، الرجل الرِّخْو الليِّن. والرَّطْل والرِّطْل

أَيضاً: الذي راهَق الاحتلام، وقيل الذي لم تشتدَّ عِظامُه. ورجل رَطْلٌ

ورِطْل: إِلى اللِّين والرخاوة، وهو أَيضاً الكبير الضعيف، وكذلك هو من الخيل،

والأُنثى من كل رِطْلة ورَطْلة؛ وأَنشد ابن بري لعمران بن حَطَّان:

مُوَثَّق الخَلْق لا رَطْل ولا سَغِل

وأَنشد لآخر:

ولا أُقيم للغلام الرَّطْل

وأَنشد لآخر:

غُلَيِّم رَطْل وشيخ دامر

وتَرْطيل الشعر: تدهينه وتكسيره. ورَطَّل شعرَه: لَيَّنه بالدُّهْن

وكَسَّره وثَنَّاه. التهذيب: ومما يخطئ العامة فيه قولهم رَطَّلت شعري إِذا

رَجَّلته، وأَما الترطيل فهو أَن يُلَيِّن شعره بالدهن والمسح حتى يلين

ويَبْرُق. ابن الأَعرابي: رَطَّل شعره إِذا أَرخاه وأَرسله من قولهم رجل

رَطْلٌ إِذا كان مسترخياً. وفي حديث الحسن: لو كُشِف الغِطاء لشُغِل

مُحْسِن بإِحسانه ومُسِيءٌ بإِساءته عن تجديد ثوب أَو ترطيل شعر؛ وهو تليينه

بالدُّهْن وما أَشبهه. وفرس رِطْلٌ: خفيف، بالكسر لا غير. أَبو عبيد: فرس

رَطْل، والأُنثى رَطْلة، والجمع رِطال، وهو الضعيف الخفيف؛ وأَنشد:

تراه كالذئب خفيفاً رَطْلا

ورجل رَطْل: أَحمق، والأُنثى بالهاء. والرَّطْل: العَدْل، بفتح الراء.

والرُّطَيْلاء: موضع.

رطل

1 رَطَلَ, (O, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. رَطْلٌ, (Msb, TA,) He weighed a thing: (O, TA:) or he put in motion a thing with his hand, (IDrd, O,) or weighed with his hand a thing, (Msb,) or tried a thing, (K,) in order that he might know its weight (IDrd, O, Msb, K) nearly. (Msb.) [See also 2.] But IF says, of this combination of letters and the like, that they are not of the genuine language [of the Arabs]. (O.) A2: He ran; syn. عَدَا. (O, K.) 2 تَرْطِيلٌ The act of weighing by, or with, أَرْطَال [or pound-weights]. (K.) [See also 1.]

A2: Also The anointing of the hair, (S, O,) or making it soft, or smooth, (K,) with oil, or ointment, and the crimping (تَكْسِير) thereof: (S, O, K:) and the making it to be loose, and to hang down: (IAar, IAmb, K:) accord. to IAmb, رطّل شَعَرَهُ meanshe made his hair to be loose, and to hang down: (O:) but accord. to the T, the saying of the vulgar, رَطَّلْتُ شَعَرِى, as meaning رَجَّلْتُهُ, [i. e. I made my hair to be wavy, or somewhat curly; or combed it; or combed it down; &c.;] is a mistake: for ترطيل signifies the act of making the hair soft, or smooth, with oil, or ointment; and wiping it so that it becomes soft, or smooth, and glossy. (TA.) 3 راطل ذَهَبًا بِذَهَبٍ, inf. n. مُرَاطَلَةٌ, He sold by counterpoising gold for gold, and وَرِقًا بِوَرِقٍ

coined dirhems for coined dirhems: but [Mtr says] I have not found this except in the “ Muwatta. ” (Mgh.) You say also, بَاعَ مُرَاطَلَةً [He sold by counterpoising]. (TA.) 4 ارطل He had a child such as is termed رَطْل [q. v.]: (Ibn-'Abbád, O, K:) or his ears became flabby. (Ibn-'Abbád, K.) رَطْلٌ (S, O, K) and ↓ رِطْلٌ (K) A man soft, lax, or uncompact; (S, O, K, * TA;) as also ↓ مُرْطِلٌ: (K, TA:) and old and weak: or inclining to softness, and laxness, or uncompactness, and old age: (K:) and a boy slender, slim, or lean, (K, TA,) or, as some say, (TA,) near to attaining puberty, or virility: (K, TA:) or whose bones have not become strong: (K:) or the former, applied to a boy, whose strength has not become fully established; as also ↓ مُرْطَلٌ [thus written with fet-h to the ط]: (O:) pl. رِطَلَةٌ: (O, TA:) and the first, i. e. رَطْلٌ, a man who is foolish; stupid; unsound, or deficient, in intellect or understanding; (K;) fem. with ة: (TA:) one who has not, or possesses not, what suffices; or who is not profitable to any one: and also having flaccid ears: (O:) and, applied to a horse, (Ibn-'Abbád, O, K,) as also ↓ رِطْلٌ, (K,) or, as some say, the latter only, (TA,) light, (Ibn-'Abbád, O, K, TA,) and weak: (TA:) fem. with ة, (O, K, TA,) in all the senses. (TA.) A2: [الرَّطْلُ is also explained in the K as syn. with العَدْلُ: but perhaps this is a mistranscription for العَدْوُ, inf. n. of عَدَا: see 1, last sentence.]

A3: See also the next paragraph.

رِطْلٌ and ↓ رَطْلٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the former of which is the better known, (Msb, TA,) or the more chaste, (O, TA,) [but the latter is that which is now in common use,] A certain thing with which one weighs, (Mgh, O, Msb,) or which one uses as a measure of capacity: (Mgh, Msb:) [or rather both: a pound-weight: and a pint-measure: and also a pound of anything: and a pint of anything:] the half of what is termed مَنًا: (S:) accord. to the standard of Baghdád, twelve ounces; the ounce (أُوقِيَّة) being an إِسْتَار and two thirds of an استار; and the استار being four مَثَاقِيل and half of a مِثْقَال; and the مثقال being a دِرْهَم and three sevenths of a درهم; and the درهم being six دَوَانِق; and the دَانِق being eight حَبَّات and two fifths of a حَبَّة; so that the رطل is ninety مثاقيل; i. e. a hundred and twenty-eight دَرَاهِم and four sevenths of a درهم (Msb:) or, accord. to A 'Obeyd, a hundred and twenty-eight دراهم of the weight of seven (وَزْنَ سَبْعَةٍ [explained voce دِرْهَمٌ]): (Mgh:) or twelve ounces; the ounce (أُوقِيَّة, i. e. the ounce of the Arabs, TA,) being forty دراهم; (Mgh, K, TA;) so that the whole is four hundred and eighty دراهم: (Mgh, TA:) this is the Syrian رطل: (TA:) and thus it is, accord. to El-Harbee, in the saying, السُّنَّةُ فِى

النِّكَاحِ رِطْلٌ [meaning The usage of the Prophet in the case of marriage was to give a رطل of silver]: (Mgh, TA:) so says Az in the T: (Mgh:) or, as is [also] said by Az, it is in this instance twelve ounces and a نَشّ; the نشّ being twenty [دراهم] so that the whole is five hundred دراهم; as is related on the authority of 'Áïsheh: but in a trad. 'Omar, twelve ounces, without the mention of the نشّ: accord. to the lawyers, [however,] when the رطل is mentioned without restriction, what is meant thereby is the رطل of Baghdád: (TA:) [as a measure of capacity, i. e. a pint,] it is said in the A [&c.] to be the eighth part of the صَاع; the half of the مُدّ; (TA;) [i. e.] the half of the مَنّ: and hence applied to one of the vessels of the vintner [app. because it contains a pint]: (Har p. 650:) pl. أَرْطَالٌ. (Msb.) A2: See also رَطْلٌ, in two places.

مُرْطَلٌ: see رَطْلٌ: b2: and see also what here follows.

مُرْطِلٌ, like مُحْسِنٌ [in measure], (K,) written by Sgh with fet-h, (TA,) i. e. ↓ مُرْطَلٌ, (so in the O,) A tall man. (O, K.) b2: See also رَطْلٌ.
رطل
الرَّطْلُ، ويُكْسَرُ، الكَسْرُ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وَهُوَ الأَفْصَحُ، وَفِي شُروحِ الفَصِيحِ، والمِصْباحِ: الكَسْرُ أَعْرَفُ وأَشْهَرُ، فَلَا عِبْرَةَ بِظاهِرِ كَلامِ المُصَنِّفِ فِي تَرْجِيحِ الفَتْحِ: مَا يُكالُ بِهِ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(لَهَا رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فِيهِ ... وفَلاَّحٌ يَسُوقُ بهَا حِمارَا) وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الرَّطْلُ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً بأَواقِي العَرَبَ، والأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً، فَذَلِك أربعمائةٍ وَثَمَانُونَ دِرْهَماً. قلتُ: وَهُوَ الرِّطْلُ الشَّامِيُّ، وبهِ فَسَّرَ الحَرْبِيُّ: السُّنَّةُ فِي النِّكاحِ رِطْلٌ. وشَرَحَهُ بِما سَبَقَ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: السُّنَّةُ فِي النِّكاح اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ونَشٌّ، والنَّشُّ عِشْرُونَ دِرْهَماً، فَذَلِك خَمْسُمائَةِ دِرْهَمٍ، رُوِيَ ذلكَ عَن عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنها، ووَرَدَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهُ: اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَلم يَذْكُرِ النَّشَّ. وقالَ اللَّيْثُ: الرَّطْلُ: مَقْدارُ نِصْفُ مَنٍّ، وتُكْسَرُ الرَّاءُ فِيهِ، وَفِي الصِّحاحِ: الرَّطْلُ والرِّطْلُ نِصْفُ مَنَاً، وَفِي الأَساسِ: والصَّاعُ ثَمانِيَةُ أَرْطالٍ، والمُدُّ رِطْلانِ. والرِّطْلُ، بالفَتْحِ، والكَسْرِ: الغُلامُ الْقَضِيفُ، وَقيل: هُوَ المُراهِقُ لِلاحْتِلام، أَو الَّذِي لم تَشْتَدَّ عِظَامُهُ، وَلم تَسْتَحْكِمْ قُوَّتُهُ، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَا أُقِيمُ لِلْغُلامِ الرِّطْلِ وأَنْشَدَ لآخَرَ: غُلَيِّمٌ رِطْلٌ وشَيْخٌ دَامِرُ والجَمْعُ: رِطَلَةٌ. والرِّطْلُ: الرَّجُلُ الرِّخْوُ اللَِّيِّنُ، يُفْتَحُ، ويُكْسَرُ، كالْمُرْطِلِ، كمُحْسِنٍ، كَما فِي العُبابِ، وَأَيْضًا: الْكَبِيرُ الضَّعِيفُ، أَو الذَّاهِبُ إِلَى اللِّينِ والرَّخَاوَةِ والْكِبَرِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِعِمْرَانَ بنِ حِطَّان: مُوَثَّقُ الْخَلْقِ لَا رطْلٌ ولاَ سَغِلُ والرَّطْلُ، بِالفَتْحِ وَحْدَهُ: الْعَدْلُ. والرَّجُلُ الرِّخْوُ اللَّيِّنُ. والرَّطْلُ: الأَحْمَقُ، وَهِي بَهاءٍ. والرَّطْلُ:)
الْفَرَسُ الْخَفِيفُ الضَّعِيفُ، عَن أبي عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ: تَراهُ كالذِّئْبِ خَفِيفاً رَطلا ويُكْسَرُ، ويُقالُ: هوَ بالكَسْرِ وَحْدَهُ، وَهِي بِهَاءٍ فِي الكُلِّ. والتَّرْطِيلُ: تَلْيِينُ الشَّعَرِ بالدُّهْنِ، وتَكْسِيرُه، وَقَالَ ابنُ الأَنْبارِي: إِرْخاؤُهُ، وإِرْسَالُهُ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرابِيِّ أَيْضا، قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِن قَوْلِهم: رَجُلٌ رَطْلٌ، إِذا كانَ مُسْتَرْخِياً، وَفِي التَّهْذِيبِ: ومِمَّا يُخْطِئُ فيهِ العَامّةُ قولُهم: رَطَّلْتُ شَعْرِي، إِذا رَجَّلْته، وأَمَّا التَّرْطيلُ فَهُوَ أَنْ يُلَيِّنَ شَعْرَهُ بالدُّهْنِ والمَسْحِ، حَتَّى يَلِينَ ويَبْرُقَ.
وَفِي حديثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: لَو كُشِفَ الغِطاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بإِحْسانِهِ، ومُسِيءٌ بِإِساءَتِهِ، عَن تَجْدِيدِ ثَوْبٍ، أَو تَرْطِيلِ شَعْرٍ. والتَّرْطِيلُ: الوَزْنُ بالأَرْطَال. والرُّطَيْلاءُ، مُصَغَراً مَمْدُوداً: عبد الله، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وأَرْطَلَ: صارَ لَهُ وَلَدٌ رَطْلٌ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. أَو أَرْطَلَ: إِذا اسْتَرْخَتْ أُذُنَاهُ، عَنهُ أَيْضا. والمُرْطِلُ: كَمُحْسِنٍ، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالفَتْحِ: الطَّوِيلُ مِن الرِّجالِ. ويُقالُ: رَطَلَ، وعَدَا، بمَعْنىً واحِدٍ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَطَلَ الشَّيْءَ بِيَدِهِ رَازَهُ لِيَعْرِفَ وَزْنَهُ، يَرْطُلُه، رَطْلاً.
وقالَ ابنُ فارِسٍ فِي هَذَا التَّرْكِيبِ: لَيْسَ هَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ من مَحْضِ اللُّغَةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ رَطْلٌ: لَا غَناءَ عندَه. وَهُوَ أَيْضا: المُسْتَرْخِي الأُذُنَيْنِ. ورَطَلَهُ، رَطْلاً: وَزَنَهُ. وبَاعَ مُرَاطَلَةً. وبِرْكَةُ الرَّطْلِيِّ: إحْدَى مُنْتَزَهاتِ مِصْرَ.

رزم

(رزم) : المَرْزمُ: الأَخْذُ، يُقال: رُزمَ به: إِذا أُخِذَ.
(رزم) ثَبت فِي الأَرْض وَيُقَال رزم الْقَوْم ضربوا بِأَنْفسِهِم الأَرْض لَا يبرحون وَالثيَاب وَغَيرهَا جمعهَا وشدها وَجعلهَا رزما
ر ز م: الرِّزْمَةُ الْكَارَةُ مِنْ الثِّيَابِ وَالْجَمْعُ رِزَمٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَرَزَّمْتُ الثِّيَابَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلَتْهَا رِزَمًا وَرَزَمْتُ
الشَّيْءَ رَزْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُ. 
(ر ز م) : (الرِّزْمَةُ) بِالْكَسْرِ الثِّيَابُ الْمَجْمُوعَةُ وَغَيْرُهَا وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَعَنْ شِمْرٍ هِيَ نَحْوُ ثُلُثِ الْغِرَارَةِ أَوْ رُبْعِهَا وَفِي التَّكْمِلَةِ الرِّزَمُ الْغَرَائِرُ الَّتِي فِيهَا الطَّعَامُ وَمِنْهَا رِزَمُ الثِّيَابِ رزن (الرَّوَازِنُ) جَمْعُ رَوْزَنٍ وَهُوَ الْكَوَّةُ مُعَرَّبٌ.
(رزم)
رزوما ورزاما ثَبت على الأَرْض وَسقط من الإعياء والهزال وَلم يَتَحَرَّك أَو قَامَ فِي مَكَانَهُ وَلم يَتَحَرَّك من الهزال وعَلى قرنه غلب وبرك والشتاء رزمة برد وَالْحَيَوَان رزما مَاتَ وبالشيء أَخذ بِهِ وَالأُم بِهِ وَلدته وشيئا جمعه أَو جمعه فِي شَيْء وَاحِد أَو ثوب وَاحِد

(رزم) رزما ضره الْمَرَض فَهُوَ مرزوم وَهِي مرزومة

رزم


رَزَمَ(n. ac.
رَزْم)
a. Wrapped, packed, rolled up; made into a package
&c.
b.(n. ac. رُزَاْم
رُزُوْم), Was weak, exhausted, prostrate.
c.(n. ac. رَزْمَة), Was intensely cold, bitter (winter).
d.(n. ac. رَزْم), Died.
b. [Bi], Took, seized.
رَزَّمَa. see I (a)
رَاْزَمَa. Kept to, stayed in ( the house ).
b. Made purchases.
c. [Bain], Joined together; mixed.
رَزْمَةa. Single meal a day.

رِزْمَة
(pl.
رِزَم)
a. Package: bale; bundle; packet; parcel.
b. Ream ( of paper ).
مِرْزَمa. Bellatrix (star).
b. North wind.

رِزَاْمa. Stubborn.
[رزم] نه فيه: أن ناقته تلحلحت و"أرزمت" أي صوتت، والإرزام صوت لا يفتح به الفم. وفيه: على ناقة له "رازم" هي التي لا تتحرك من هزال، وناقة رازم أي ذات رزام، ورزمت رزاما. ومنه ح: تركت المخ "رزاما" في رواية، فإن صحت بحذف مضاف أي تركت ذوات المخ رزاما، ويكون جمع رازم. وفي ح عمر: إذا ألتم "فرازموا" أي اخلطوا الأكل بالشكر وقولوا بين اللقم: الحمد لله، المرازمة المخالطة، أو اخلطوا أكلم فكلوا لينا مع خشن وسائغًا مع جشب، وقيل هي المعاقبة بأن تأكل يومًا لحمًا ويومًا لبنا ويومًا تمرا ويومًا خبزًا قفارا، يقال للإبل إذا رعت يومًا خلة ويومًا حمضًا: قد رازمت. ومنه: أمر بغرائر جعل فيهن "رزم" من دقيق، جمع رزمة وهي مثل ثلث الغرارة أو ربعها.
رزم
رزَمَ يَرزُم، رَزْمًا، فهو رازم، والمفعول مَرْزوم
• رزَم الورقَ ونحوَه: جمعه في شيء واحد ولفَّه "رزَم أعواد القمح". 

رزَّمَ يُرزِّم، ترزيمًا، فهو مُرزِّم، والمفعول مُرزَّم
• رزَّم الورقَ ونحوَه: رزَمه؛ جمعه في شيء واحد وشدَّه "رزَّم المستندات القديمة ووضعها في المخزن". 

رَزْم [مفرد]: مصدر رزَمَ. 

رِزْمة [مفرد]: ج رِزْمات ورِزَم: ما جُمِع في شيء واحد وشُدَّ "رِزمة أسلاك حديدية- رِزمة أقلام/ صحف". 
ر ز م: (رَزَمَ) الشَّيْءَ جَمَعَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (الرِّزْمَةُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ الْكَارَّةُ مِنَ الثِّيَابِ وَقَدْ (رَزَّمَهَا) (تَرْزِيمًا) إِذَا شَدَّهَا رِزَمًا وَالْمُرَازَمَةُ فِي الْأَكْلِ الْمُوَالَاةُ كَمَا يُرَازِمُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْجَرَادِ وَالتَّمْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا أَكَلْتُمْ (فَرَازِمُوا) » يُرِيدُ مُوَالَاةَ الْحَمْدِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَكَلْتُمْ فَرَازِمُوا» . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمُرَازَمَةُ فِي الطَّعَامِ الْمُعَاقَبَةُ: يَأْكُلُ يَوْمًا لَحْمًا وَيَوْمًا عَسَلًا وَيَوْمًا لَبَنًا وَنَحْوَ ذَلِكَ لَا يَدُومُ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَاهُ اخْلِطُوا الْأَكْلَ بِالشُّكْرِ فَقُولُوا بَيْنَ اللُّقَمِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. وَقِيلَ: الْمُرَازَمَةُ أَنْ يَأْكُلَ اللَّيِّنَ وَالْيَابِسَ وَالْحُلْوَ وَالْحَامِضَ وَالْمَأْدُومَ وَالْجَشِبَ فَكَأَنَّهُ قَالَ: كُلُوا سَائِغًا مَعَ جَشَبٍ غَيْرِ سَائِغٍ. 
ر ز م

عنده رزمة من الثياب وهي ما شد منها في ثوب واحد. وجاؤا بالسياط رزماً، وبالعصي حزماً، وقال رافع بن هريم اليربوعيّ:

فينا بقيات من الخيل صرم ... سبعة آلاف وأدراع رزم

ورزمت ثيابي ترزيماً، وحزمتها تحزيماً؛ وهي من رزمت الشيء إذا جمعته رزماً. وفلان يرازم بين المطاعم: يخالط بينها فيأكل خبزاً مع لحم وأقطاً مع تمر: وقيل هو أن يناوب بينها فيتناول مرة لحماً ومرة لبناً ومرة حاراً ومرة بارداً. والإبل ترازم بن الحمض والخلة: تناوب بينهما. وقال الراعي:

كلي الحمض بعد المقحمين ورازمي ... إلى قابل ثم اعذري بعد قابل

بعد الذين أقحمتهم السنة إلى الأمصار. و" لا أفعل ذلك ما أرزمت أم حائل ": ما حنت. ولها رزمة شديدة. وفي مثل " رزمة ولا درة " لمن يمنّى ولا يفعل. وبعير رازم رازح: شديد الإعياء. وهبت أم مرزم وهي الشمال لأنها تأتي بنوء المرزم ومعه المطر والبرد. قال صخر الغيّ:

كأني أراه بالحلاءة شاتياً ... تقشّر أعلى أنفه أم مرزم

وقال آخر:

أعددت للمرزم والذراعين ... فرواً عكاظياً وأيّ خفّين

ومن المجاز: أرزم الرعد، وأرزمت الريح، وسمعت رزمة الرعد والريح. وسماء رزمة ومرزمة، وأتاك خير له رغاء وخير له رزمة أي خير كثير. وقال جرير:

واللؤم قد خطم البعيث وأرزمت ... أم الفرزدق عند شرّ حوار

أراد بالحوار الفرزدق. وفي الحيدث " إذا أكلتم فرازموا " أي ناوبوا بين الأكل والحمد كما ترازمون بين الطعامين، كما جاء: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
[رزم] الرازِمُ من الإبل: الثابت على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال. وقد رَزَمَتِ الناقة تَرْزِمُ وَتَرْزُمُ رُزوماً ورُزاماً بالضم: قامت من الإعياء والهُزال ولم تتحرَّك، فهي رازِمٌ. ويقال للثابت القائم على الارض: رزم، مثال هبع. وقول ساعدة بن جؤية: يخشى عليهم من الأملاكِ نابخَةُ من النوابخ مثل الحادر الرزم قالوا: أراد الفيل. والحادر: الغليظ. أبو زيد: الرَزَمَةُ بالتحريك: صوت الناقة تُخرِجه من حَلْقِها، لا تفتح به فاها، وذلك على ولدها حين تَرأمه. قال: والحَنين أشدُّ من الرَزمَةِ. وفي المثل: " رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ " يضرب لمن يَعِدُ ولا يفي: وقد أَرْزَمَتِ الناقة. يقال: " لا أفعلُ ذاك ما أَرْزَمَتْ أمُّ حائلٍ ". والإرْزامُ أيضاً: صوتُ الرعد. ورَزَمَةُ السباعِ: أصواتها. والرَزيمُ: الزئيرُ. وقال:

لأُسودِهِنَّ على الطريقِ رَزيمُ * والمِرْزَمانِ: مِرْزَما الشِعْرَيَيْنِ، وهما نجمانِ أحدهما في الشِعْرى والآخر في الذِراع. وأمُّ مِرْزَمٍ: الشمال. وأنشد ابن الاعرابي:

تقشر أعلى أنفه أم مرزم ورزمت الشئ: جمعْتُه. والرِزْمَةُ: الكارَةُ من الثياب. وقد رَزَّمْتُها تَرْزيماً، إذا شددتَها رِزَماً. والمُرازَمَةُ في الأكل: الموالاةُ، كما يُرازِمُ الرجل بين الجراد والتمر. ورازَمَتِ الإبل، إذا خلطَتْ بين مَرْعَيَيْنِ. وفي الحديث: " إذا أكلتم فرازِموا "، يريد موالاة الحمد. أبو زيد: ارزام الرجل ارزيماما، إذا غضب . ورزام: أبو حى من تميم، وهو رزام بن مالك بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم. وقال : ولولا رجال من رزام أعزة وآل سبيع أو أسوءك علقما أراد: أو أن أسوءك علقما، أي يا علقمة.
رزم: رَزَم: ملأ (فوك) وربما كان بمعنى هذا الفعل ثبّت البضاعة في المكيال بالضغط عليها. ففي كباب (ص118 و): وسئل ملك عن الرزم والتحريك في الكيل مثل ما يصنع أهل المغرب أترا ذلك فقال: ما أرا ذلك وتركه أحب إليَّ، قيل له: فكيف يُكال قال: يملأ الويبة من غير رزم ولا تحريك ثم يمسك المكيال على رأسها ثم يسرّح فهو الوفاء.
رَزَّم (بالتشديد): جَمَع رزمة من الورق (معجم الإسبانية ص 324).
رَزَّم: لفَّ، غلَّف (مارتن ص120).
ارتزم: ذكرت في معجم فوك في مادة forcire.
رِزْمَة، وتجمع على رِزَم: حزم بضاعة، بالة، طرد، فردة (معجم الإسبانية ص333).
رِزْمَة: جزرة، حزمة، صرّة، دستجة أو حزمة مهما كانت، مثل: حزمة من السياط، وحزمة من الدروع، وحزمة مغلفة بالورق، وظروف.
رِزْمة: حزمة (بَنْد) ورق (معجم الإسبانية ص334، فوك). ويقول مصنف الإنشاء (كاترير مونج ص135): ((أن خمساً وعشرين ورقة من ورق المنصوري تساوي دست، وأن الرزمة مكونة من خمسة دستات)). وفي كتاب ابن عبد الملك (ص183 و): فذكرتُ ذلك لأبي -رحمه الله- فاشترى لي رُزْمة (كذا) كاغد واشتغلت بكتابة الحديث.
رِزْمَة: كُرّاسة، دفتر، كتاب. ففي ابن خلكان (7: 54): رزمة العِلْم = الكتاب.
وفي رياض النفوس (ص88 و): وكان ربيع القطان في أوّل عمره شديد الطلب للعلم كثير الحرص فلما تفقَّه أقبل على العبادة وترك دراسة العلم - رأى رزمة (كذا) المُدونَّة فقال وأشار إليها: لقد طال ما شغلتني عن الله عزَّ وجلَّ.
وفي (ص96 ق) منه: وكان الأستاذ ينظر قدوم أحد تلاميذه قبل أن يبدأ الدرس، ولما طال انتظاره أنشد أحد الحاضرين بيتاً من الشعر مصراعه الأخير: ((جوع الجماعة في انتظار الواحد))، فقال الأستاذ عندئذٍ: انزلوا الرزمة واقرءوا. ويقال بدل رِزمة رُزمة أيضاً.
رزمة: جريدة الخراج (محيط المحيط).
رُزْمة: انظر المادة السابقة.
رُزْمة: اثنا عشر دست، اثنتا عشرة دزّينة (بوشر).
رزمانية: جريدة الخراج (محيط المحيط) وانظر رسمانية.
رَزَامة: مِدَقّ، مِدَقّة، يد الهاون.
رزيمة: بابونج، أقحوان (هلو).
رزم
الإرْزَامُ: شِدَة صَوْتِ الرعْدِ، وكذلك الرزَمَةُ. والرَّزِيْم: صَوْتُ الأسَدِ. والرَّزَمَة: صَوْتُ الضَّبُعِ والنّاقَةِ، ومنه المَثَلُ: " لا خَيْرَ في رَزَمة لا دِرَّةَ مَعَها ". وسَمَاءٌ رَزِمَةٌ: مُصَوِّتَة. ورَزَمَتِ الناقَةُ تَرْزُمُ رُزُوْماً: إذا قامَتْ من إعْيَاء أو هُزَالٍ، وهي رازِمَةٌ، والجَمْعُ رَزْمَن. والرزَامُ: الذي لا يَقْدِرُ على النُّهُوضِ من شِدَّة الهُزَال. والمِرْزَامَةُ: الناقَةُ الفارِهَةُ. والرازِمُ: المُشْرِفُ على الهَلاَك. والرزْمَة: ما شُدَّ في ثَوْبٍ واحِدٍ. ورَزَّمْتُ الثوْبَ تَرْزِيماً. ورَزَمْتُ الشيْءَ رَزْماً: جَمَعْته. والرزْمَةُ: ما يَبْقَى في الجُلَةِ من التَّمْرِ. والرزَمُ: الغَرَائِرُ التي فيها الطَّعَامُ. والمِرْزَمُ: كَوْكَبٌ له نَوء، وهُما مِرْزَمَانِ. ورَزَمَ الشتَاءُ رَزْمَةً شَدِيدةً: أي بَرَدَ فهو رازِمٌ. وبه سمِّيَ نَوْءُ المِرْزَم. وأم مِرْزَم: رِيْحٌ بارِدَةٌ. والمُرَازَمَةً في الأكْلِ: المُعَاقَبَةُ بَيْنَ الأطْعِمَةِ، وفٍي الحَدِيث: " إذا أكَلْتُمْ فَرَازِمُوا "، والإبلُ تُرَازِمُ أيضاً: تَرْعَى الحَمْضَ مَرة والخُلةَ أخْرَى، وفُسِّرَ الحَدِيثُ على مَعْنى: احْمَدُوا اللهَ بَيْنَ اللُّقْمَةِ واللُّقْمَة. ورازَمَتِ الإبلُ المَرْعى: لازَمَتْه، والرَّجُلُ أهْلَه مُرَازَمَةً: لم يبرح.
والمُرْزِمُ: الثابِتُ في مَوْضِعِه.
ويُقال للفِيْلِ والأسَدِ: رُزَمٌ؛ لأنَّه يَرْزِمُ على قِرْنِه فلا يُفْلِتُه. والجاثُوْمُ يُقال له: الرّازِمُ. ومُرَازَمَةُ السُوْقِ: أنْ تَشْتَرِيَ منها دُوْنَ مِلْءِ الأحْمَالِ.
ورَزِمَ الرَجُلُ رَزَمَةً: أي ماتَ مَوْتَةً. ورَزَمَ رُزُوْماً: خوى من الجُوْعِ.
ورَزَمَتْ به أمه: رَمَتْ به.
[ر ز م] الرَّزَمَةُ: ضَرْبٌ من حَنِينِ النَّاقَةِ، وهو صَوْتٌ تُخْرِجْه من حَلْقِها، لا تَفْتَحُ به فَاهَا، وذَلكَ على وَلَدِها حينَ تَرْأَمُه، وقيلَ: هو دُونَ الحَنِينِ، وفي المَثَل: ((لا خَيْرَ في رَزَمَةٍ لا دِرَّةَ فِيها)) ضُرِبَ مَثَلاً لمَنْ يَمْشِي ولا يُحَقِّقُ، وقد أَرْزَمَتْ على وَلَدِها، قالَ أبو محمدٍ الحَذْلَمِيُّ يَصِفُ الإِبِلَ:

(تُبِينُ طِيبَ النَّفْسِ في إرْزامِهَا ... )

يقولُ: يَتَبّيَّنُ في حَنِينِها أنَّها طَيِّبَةُ النَّفْسِ فَرِحَةٌ. وأَرْزَمَتِ الشَّاةُ على وَلَدِهَا: حَنَّتْ. ورَزَمَةُ الصَّبِيّ: صَوْتُه. وأرْزَمَ الرَّعْدُ: اشْتَدَّ صَوْته، وقِيلَ: هو صَوْتٌ غَيرُ شَديدٍ وأصْلُه من إرْزامِ الناقَةِ على وَلَدِها. وقَالَ اللِّحْيانِيُّ: المُرْزِمُ من الغَيْثِ أو السَّحابِ: الذي لا يَنْقَطَعُ رَعْدُه، وهو الرَّزِمُ أيضاً على النَّسَبِ، قالَتِ امْرأةٌ من العَربِ تَرثِى أخاها:

(جادَ عَلَى قَبرِكَ غَيْثٌ من سَماءٍ رَزِمَهْ ... )

وأرْزَمَتِ الرِّيحُ في جَوْفِه كَذلكَ. ورَزَمَ البَعِيرُ يَرزِمُ رُزَاماً ورُزُوما: سَقَطَ من الإِعْياءِ أو الهُزالِ فلم يَبَرحْ، وكذلك الرَّجُلُ إذا سَقَطَ من جُوعٍ أَو مَرَضٍ، وقال اللِّحْيانِيُّ: رَزَمَ البَعِيرُ والرَّجُلُ وغيرُهما يَرْزِمُ رُزُوماً: إذا كانَ لا يَقْدِرُ على النُّهوضِ رَزَاحاً، وهُزالاً. وقالَ مَرَّةً: الرَّازِمُ: الَّذِي قد سَقَطَ فلا يَسْتَطيعُ أن يتحرَّكَ من مَكانِه، قالَ: وقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ البازِلُ؟ قالت: نَعَمْ، وهو رَازِمٌ. وإِبِلٌ رَزْمَى. ورَزَمَ عليه: بَرَكَ. وأَسَدٌ رَزَّامَةٌ، ورَزَّامٌ ورُزَمٌ: يَبُركُ على فَرِيسَتِه، قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(تَخْشَى عليه مِن الأَمْلاكِ نَابِخةً ... من النَّوابِخ مِثلَ الخَادِرِ الرُّزَمِ)

ورَزَمَ الشَّيْءَ يَرْزِمُه رَزْماً، ورَزَّمَه: جَمَعَه في ثَوْبٍ، وهي الرِّزْمةُ، وقِيلَ: الرِّزْمَةُ: ما جَمَعْتَ من الثيابِ. والرِّزْمَةُ أَيضاً: ما بَقِيَ في الجُلَّةِ من التَّمرِ، يكونُ نِصْفَها، أو ثُلُثَيْها، أَو نَحْوَ ذلكَ. ورَازَمَ بَيْنَ ضَرْبَيْنِ من الطَّعام: جَمَع. ورَازَمَت الإِبلُ العَامَ: رَعَتْ حَمْضاً مَرَّةً، وخُلَّةً مَرَّةً أُخْرَى، قال الرَّاعِى:

(كُلِى الحَمْضَ بَعْدَ المُقْحِمِينَ ورَازِمى ... إلى قابلٍ ثُمّ اعْذِرِى بَعْدَ قَابِلِ)

معنى قَوْلِه: ثُم اعْذِرِى بعدَ قابلِ، أي: أَنْتَجِعُ عَلَيكِ بَعْدَ قَابلٍ، فلا يكونُ لكِ ما تَأْكُلِينَ، وقِيلَ: اعْذِرِى إن لم يَكُنْ هُنالِكَ كُلأٌ، يَهْزَأُ بناقَتِه في كُلِّ ذلكَ. وقِيل: رَازَمَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: جَمَعَ بَيْنَهما، يكونُ ذلك في الأَكْلِ وغيرِه. وقولُه صلى الله عليه وسلم: ((رازِمُوا بينَ طَعَامِكُم)) فسَّرَه ثَعْلَبٌ فَقَال: مَعْناه اذْكُرُوا اللهَ بينَ كُلِّ لُقْمَتَيْنِ. ورَازَمَ القَوْمُ دارَهم: أطالُوا الإِقامَةَ فيها. وأَكَلَ الرَّزْمَةَ، أي: الوَجْبَةَ. ورَزَمَ الشِّتاءُ رَزْمَةً: بَرَدَ. والمِرْزَمانِ: نَجْمانِ من نُجومِ المَطَرِ، وقد يُفْرَدُ، أنْشَدَ اللِّحيانِيُّ: (أَعْدَدْتُ للمِرْزَمِ والذِّراعيْن ... )

(فَرْواً عُكَاظِيّا وَأَيَّ خُفَّيْن ... )

أرادَ وخُفَّيْنِ، أيَّ خُفَّيْنِ. ورُزَيْمَةُ: اسْمُ امرأَةٍ، قالَ:

(أَلاَ طَرَقَتْ رُزَيْمَةُ بَعْدَ وَهْنٍ ... تَخَطَّى هَوْلَ أنْمارٍ وأُسْدٍ)

ورِزامٌ: اسمٌ. وأبو رِزْمَةَ: كُنْيَةٌ. وأُمُّ مِرْزَمٍ: الرِّيحُ، قال صَخْرُ الغَيِّ:

(كَأَنِّى أَراه بالحِلاءةِ شاتِيًا ... تَفَقِّعُ أَعلَى أنْفِه أُمُّ مِرْزَمِ)

ورَزَمٌ: مَوْضِعٌ، قال:

(وخافَتْ من جِبالِ الصُّغْدِ نَفْسِى ... وخافَتْ من جِبالِ خُوَارِ رَزْمِ)

قِيلَ: إنَّ خُوارَ مُضافٌ إلى رَزْمٍ، وقِيلَ: أرَادَ خُوارَزْمَ، فَزادَ رَاءً لإقامَةِ الوَزْنِ.

رزم: الرَّزَمَةُ، بالتحريك: ضرب من حَنين الناقة على ولدها حين

تَرْأمُه، وقيل: هو دون الحنين والحنين أشد من الرَّزَمَة. وفي المثل: لا خير في

رَزَمَةٍ لا دِرّةَ فيها؛ ضرب مثلاً لمن يُظهر مودَّة ولا يحقق، وقيل:

لا جَدْوَى معها، وقد أرْزَمت على ولدها؛ قال أبو محمد الحَذْلميّ يصف

الإبل:

تُبينُ طِيبَ النفْسِ في إرْزامها

يقول: تبين في حَنينها أنها طيبة النفس فَرِحة. وأَرْزَمت الشاة على

ولَدها: حنَّت. وأَرْزَمت الناقة إرزاماً، وهو صوت تخرجه من حَلْقها لا تفتح

به فاها. وفي الحديث: أن ناقته تَلَحْلَحَتْ وأَرْزمت أي صوَّتت.

والإرْزامُ: الصوت لا يفتح به الفم، وقيل في المثل: رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ؛ قال:

يُضرب لمن يَعِد ولا يفي، ويقال: لا أَفْعل ذلك ما أرْزمت أُم حائل.

ورَزَمَةُ الصبي: صوته. وأرْزَمَ الرَّعد: اشتد صوته، وقيل: هو صوت غير

شديد، وأصله من إرزام الناقة. ابن الأعرابي: الرَّزَمة الصوت الشديدُ.

وَرَزَمَةُ السباع: أصواتها. والرَّزِيم: الزَّئير؛ قال:

لِأُسُودهنّ على الطريق رَزِيم

وأنشد ابن بري لشاعر:

تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلاً،

للسباع حَوْله رَزَمَهْ

والإرْزامُ: صوت الرعد؛ وأنشد:

وعَشِيَّة مُتَجاوِب إرْزامُها

(* هذا البيت من معلقة لبيد وصدره:

من كل سارية، وغادٍ مُدجنٍ).

شبَّه رَزَمَة الرَّعْد بِرَزمة الناقة. وقال اللحياني: المِرْزَم من

الغيث والسحاب الذي لا ينقطع رعدُه، وهو الرَّزِم أيضاً على النسب؛ قالت

امرأة من العرب ترثي أَخاها:

جاد على قبرك غَيْـ

ثٌ مِن سَماء رَزِمَهْ

وأَرزمت الريحُ في جوفه كذلك.

ورَزَمَ البعيرُ يَرْزِمُ ويَرْزُمُ رُزاماً ورُزُوماً: سقط من جوع أو

مرض. وقال اللحياني: رَزَم البعيرُ والرجلُ وغيرهما يَرْزُمُ رُزُوماً

ورُزاماً إذا كان لا يقدر على النهوض رَزاحاً وهُزالاً. وقال مرة: الرَّازم

الذي قد سقط فلا يَقدِر أن يتحرك من مكانه؛ قال: وقيل لابنة الخُسّ: هل

يُفلح البازل؟ قالت: نعم وهو رازِم؛ الجوهري: الرَّازِم من الإبل الثابت

على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال. ورزَمت الناقة تَرْزُمُ وتَرْزِمُ

رُزُوماً ورُزاماً، بالضم: قامت من الإعياء والهُزال فلم تتحرك، فهي رازِم،

وفي حديث سليمان بن يَسار: وكان فيهم رجل على ناقة له رازمٍ أي لا تتحرك

من الهُزال. وناقة رازم: ذات رُزام كامرأة حائض. وفي حديث خزيمة في رواية

الطبراني: تركت المخ رِزاماً؛ قال ابن الأثير: إن صحت الرواية فتكون على

حذف المضاف، تقديره: تركت ذوات المُخِّ رِزاماً، ويكون رِزاماً جمع

رازِمٍ، وإبل رَزْمَى. ورَزَمَ الرجل على قِرْنه إذا بَرك عليه. وأَسد

رَزامَة ورَزامٌ ورُزَمٌ: يَبْرُك على فَرِيسته؛ قال ساعدة بن جُؤَية:

يخْشَى عليهم من الأَمْلاك نابِخَةً

من النَّوابِخِ، مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ

قالوا: أراد الفيل، والحادِرُ الغليظ؛ قال ابن بري: الذي في شعره

الخادرُ، بالخاء المعجمة، وهو الأَسد في خِدْرِهِ، والنَّابِخَة:

المُتَجَبِّرُ، والرُّزَم: الذي قد رَزَم مكانه، والضمير في يخشى يعود على ابن جَعْشُم

في البيت قبله، وهو:

يُهْدِي ابنُ جَعْشُمَ للأَنباء نَحْوَهُمُ،

لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموت والحُمَمِ

والأَسد يُدْعى رُزَماً لأنه يَرْزِم على فريسته. ويقال للثابت القائم

على الأرض: رُزَم، مثال هُبَعٍ. ويقال: رجلٌ مُرْزِم للثابت على الأرض.

والرِّزامُ من الرجال

(* قوله «والرزام من الرجال» مضبوط في القاموس ككتاب،

وفي التكملة كغراب). الصَّعْب المُتَشدِّد؛ قال الراجز:

أيا بَني عَبْدِ مَناف الرِّزام،

أنتم حُماةٌ وأبوكمُ حام

لا تُسلموني لا يَحلُّ إسْلام،

لا تَمْنَعُوني فضلكمْ بعدَ العام

ويروى الرُّزَّام جمع رازِم.

الليث: الرِّزْمة من الثياب ما شُدَّ في ثوب واحد، وأصله في الإبل إذا

رعت يوماً خُلَّةً ويوماً حَمْضاً. قال ابن الأنباري: الرِّزْمَة في كلام

العرب التي فيها ضُروب من الثياب وأَخلاط، من قولهم رازَمَ في أَكله إذا

خَلَط بعضاً ببعض. والرِّزمة: الكارةُ من الثياب. وقد رَزَّمتها

تَرْزِيماً إذا شددتها رِزَماً. ورَزَمَ الشيء يَرْزِمه ويَرْزُمه رَزْماً

ورَزَّمه: جمعه في ثوب، وهي الرِّزْمة أيضاً لما بقي في الجُلَّةِ من التمر،

يكون نصفها أو ثلثها أو نحو ذلك. وفي حديث عمر: أَنه أَعطى رجلاً جَزائرَ

وجعل غرائرَ عليهن فيهن من رِزَمٍ من دقيق؛ قال شمر: الرِّزْمة قدر ثلث

الغِرارة أو ربعها من تمر أو دقيق؛ قال زبد بن كَثْوة: القَوْسُ قدر ربع

الجُلَّة من التمر، قال: ومثلها الرِّزْمة.

ورازَمَ بين ضَرْبين من الطعام، ورازَمت الإبلُ العامَ: رعت حَمْضاً

مرَّة وخُلّة مرة أُخرى؛ قال الراعي يخاطب ناقته:

كُلي الحَمْضَ، عامَ المُقْحِمِينَ، ورازِمي

إلى قابلٍ، ثم اعْذِري بعدَ قابِل

معنى قوله ثم اعْذِري بعد قابل أَي أَنْتَجع عليك بعد قابل فلا يكون لك

ما تأْكلين، وقيل: اعْذِري إن لم يكن هنالك كلأٌ، يَهْزَأُ بناقته في كل

ذلك، وقيل رازَمَ بين الشيئين جمع بينهما يكون ذلك في الأَكل وغيره.

ورازَمَتِ الإبل إذا خَلَطَت بين مَرْعَيَيْن. وقوله، صلى الله عليه وسلم:

رازِمُوا بين طعامكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه اذكروا الله بين كل لقمتن.

وسئل ابن الأعرابي عن قوله في حديث عمر إذا أَكلتم فرازِمُوا، قال:

المُرازَمة المُلازَمة والمخالطة، يريد مُوالاة الحمد، قال: معناه اخْلطوا الأَكل

بالشكر وقولوا بين اللُّقم الحمد لله؛ وقيل: المرازمة أن تأْكل الليّن

واليابس والحامضَ والحُلو والجَشِب والمَأْدُوم، فكأنه قال: كلوا سائغاً

مع خَشب غير سائغ؛ قال ابن الأثير: أَراد خلطوا أكلكم ليِّناً مع خَشِن

وسائغاً مع جَشِب، وقيل: المُرازمة في الأكل المعاقبة، وهو أن يأْكل يوماً

لحماً، ويوماً لَبَناً، ويوماً تمراً، ويوماً خبزاً قَفاراً.

والمُرازَمَةُ في الأكل: المُوالاة كما يُرازِمُ الرجل بين الجَراد والتمر. ورازَمَ

القوم دارَهُمْ: أَطالوا الإقامة فيها. ورَزَّمَ القومُ تَرْزيماً إذا

ضربوا بأنفسهم لا يَبْرَحون؛ قال أبو المُثَلَّمِ:

مَصاليتُ في يوم الهِياجِ مَطاعمٌ،

مَضاريبُ في جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ

(* قوله «المرزم» كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة كمحدث، وضبطه شارح

القاموس كمعظم).

قال: المُرَزِّمُ الحَذِرُ الذي قد جَرَّب الأشياء يَتَرَزَّمُ في

الأمور ولا يثبت على أمر واحد لأنه حَذِرٌ.

وأكل الرَّزْمَةَ أي الوَجْبَة. ورَزَمَ الشتاءُ رَزْمَة شديدة: بَرَدَ،

فهو رازِمٌ، وبه سمي نَوْءُ المِرْزَمِ. أبو عبيد: المُرْزَئِمُّ

المُقْشَعِرّ المجتمع، الراء قبل الزاي، قال: الصواب المُزْرَئِمُّ، الزاي قبل

الراي، قال: هكذا رواه ابن جَبَلة، وشك أبو زيد في المقّشَعِرِّ المجتمع

أنه مزْرَئمٌّ أو مُرْزَئمّ. والمِرْزَمان: نجمان من نجوم المطر، وقد

يفرد؛ أنشد اللحياني:

أَعْدَدْتُ، للمِرْزَم والذِّراعَيْن،

فَرْواً عُكاظِيّاً وأَيَّ خُفَّيْن

أراد: وخُفَّيْنِ أيَّ خُفَّيْنِ؛ قال ابن كُناسَةَ: المِرْزَمان نجمان

وهما مع الشِّعْرَيَيْنِ، فالذِّراعُ المقبوضة هي إحدى المرْزَمَيْن،

ونظم الجَوْزاء أَحْدُ المِرْزَمَيْنِ، ونظمهما كواكب معهما فهما مِرْزَما

الشِّعْرَيينِ، والشِّعْرَيان نجماهما اللذان معهما الذراعان يكونان

معهما. الجوهري: والمِرْزَمان مِرْزَما الشِّعْرَيين، وهما نجمان: أحدهما في

الشِّعْرى، والآخر في الذراع.

ومن أَسماء الشمال أُم مِرْزَمٍ، مأْخوذ من رَزَمَةِ الناقة وهو حَنينها

إلى ولدها.

وارْزامَّ الرجلُ ارْزِيماماً إذا غضب.

ورِزامٌ: أبو حيّ من تميم وهو رِزامُ بن مالك بن حَنْظَلَةَ بن مالك بن

عمرو بن تميم؛ وقال الحصين بن الحُمَام المُرِّيّ:

ولولا رجالٌ، من رِزامٍ، أَعِزَّةٌ

وآلُ سُبَيْعٍ أو أََسُوءَكَ عَلْقَما

أراد: أو أََنْ أََسوءَك يا عَلْقَمةُ. ورُزَيْمَةُ: اسم امرأة؛ قال:

ألا طَرَقَتْ رُزَيْمةُ بعد وَهْنٍ،

تَخَطَّى هَوْلَ أنْمارٍ وأُسدِ

وأَبو رُزْمَةَ وأُمّ مِرْزَمٍ: الريح؛ قال صَخْرُ الغَيّ يعير أبا

المُثَلَّم ببَرْدِ محله:

كأني أراه بالحَلاءَة شاتياً

يُقَشِّرُ أعلى أَنفه أُمُّ مِرْزَمِ

قال: يعني ريح الشَّمال، وذكره ابن سيده أنه الريح ولم يقيده بشَمال ولا

غيره، والحَلاءة: موضع. ورَزْمٌ: موضع؛ وقوله:

وخافَتْ من جبالِ السُّغْدِ نَفْسي،

وخافتْ من جبال خُوارِ رَزْمِ

قيل: إن خُواراً مضاف إلى رَزْمٍ، وقيل: أراد خُوارِزْم فزاد راء لإقامة

الوزن. وفي ترجمة هزم: المِهْزامُ عصا قصيرة، وهي المِرزام؛ وأنشد:

فشامَ فيها مثل مِهْزام العَصا

أو الغضا، ويروي: مثل مِرْزام.

رزم

1 رَزَمَ, said of a camel, (Lh, K,) and of a man, &c.; (Lh, TA;) or رَزَمَتْ, said of a she-camel; (S;) aor. ـُ and رَزِمَ, inf. n. رُزُومٌ and رُزَامٌ; (S, K;) He was unable to rise, (Lh, K, TA,) in consequence of his having fallen down by reason of fatigue and emaciation, (Lh, TA,) or in consequence of emaciation (K, TA) arising from hunger or disease: (TA:) or she stood still, or stopped from journeying, in consequence of fatigue and emaciation, and was motionless. (S, TA.) b2: رَزَمَ, (K, TA,) said of a man, inf. n. رَزْمٌ, (TA,) He died. (K, TA.) b3: رَزَمَ عَلَى قِرْنِهِ He overcame his adversary, and kneeled upon him, (K, TA,) and quitted not his place. (TA.) One says of a lion رَزَمَ عَلَى فِرِيسَتِهِ [He lay upon his breast on his prey, not quitting it]. (TA.) b4: اِرْزِمْ بِهِ مَا رَزَمَ Be thou firm, or steadfast, with it as long as it is firm, or steadfast: referring to fortune when it is severe, or rigorous. (Ham p. 362.) b5: and رَزَمَ بِالشَّىْءِ He laid hold upon the thing. (K.) b6: شَدِيدَةً ↓ رَزَمَ الشِّتَآءُ رَزْمَةً The winter was, or became, intensely cold. (K, * TA.) Hence ↓ نَوْءُ المِرْزَمِ [q. v. infrà]. (K, TA.) b7: رَزَمَتِ الأُمُّ بِهِ The mother brought him forth: (K:) and so زَرَمَتْ بِهِ. (TA.) A2: رَزَمَ الشَّىْءَ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K) and رَزِمَ, (K,) inf. n. رَزْمٌ, (Msb, TA,) He collected together the thing (S, Msb, K) in a garment, or piece of cloth. (K. [See 2.]) A3: See also 4.2 رزّم القَوْمُ, (K,) inf. n. تَرْزِيمٌ, (TA,) The people cast, or laid, themselves down upon the ground, (K, TA,) and remained fixed there, (TA,) not quitting their place. (K, TA.) A2: رزّم الثِّيَابَ, (S, Msb, K,) inf. n. as above, (S, K,) He bound the clothes, or tied them up, (S, K,) in رِزَم [or bundles]: (S:) he made the clothes into رِزَم. (Msb.) 3 رازم الدَّارَ He remained, stayed, or dwelt, long in the house, or abode. (K, TA.) b2: رازم بَيْنَهُمَا He conjoined them two; (K;) [as, for instance, two kinds of food, by taking them in immediate succession:] he mixed them. (TA.) You say, رازمت الإِبِلُ The camels mixed two pastures. (S, TA.) And رازمت الإِبِلُ العَامَ The camels pastured upon the حَمْض [or salt, or sour, plants] one time, and خُلَّة [or sweet plants] another time, this year. (TA.) [In the case of a man,] مُرَازَمَةٌ in eating signifies the making a consecutive, or successive, connexion [between two things]; كَمَا يُرَازِمُ الرَّجُلُ بَيْنَ الجَرَادِ وَالتَّمْرِ [like as when the man makes a consecutive, or successive, connexion between the eating of locusts and that of dates; or makes locusts and dates consecutive, or successive]: (S, TA:) or مُرَازَمَةٌ in relation to food signifies the making an interchange, by eating one day flesh-meat, and one day honey, (K, TA,) and one day dates, (TA,) and one day [drinking] milk, (K, TA,) and one day [eating] bread without any seasoning or condiment, (TA,) and the like; not keeping continually, or constantly, to one thing: (K, TA:) or the intermixing the [acts of] eating with thanks, and the mouthfuls with praise; (IAar, K, TA;) by saying, between the mouthfuls, Praise be to God: (IAar, TA:) or the mentioning God between every two mouthfuls: (Th, TA:) or the eating the soft and the dry or tough [alternately], and the sweet and the sour, and the unseasoned, or disagreeable in taste, and the seasoned: agreeably with all of these interpretations is explained the saying of 'Omar, إِذَا

أَكَلْتُمْ فَرَازمُوا: (K, TA:) as though he said, [When ye eat,] eat what is easy and agreeable to swallow with what is unseasoned, or disagreeable in taste: (TA:) or mix ye, in your eating, what is soft with what is rough, or harsh, or coarse: (IAth, TA:) or make ye praise to follow [your eating]. (S.) b3: مُرَازَمَةُ السُّوقِ means The purchasing in the market less than what will make up the full quantity of the loads. (K.) 4 ارزمت She (a camel) uttered a cry such as is termed رَزَمَة [q. v.] when loving, or affecting, her young one: (S:) or she (a camel) uttered a cry of yearning towards her young one: (K:) and in like manner, ارزمت عَلَى وَلَدِهَا is said of a ewe, or she-goat: but sometimes إِرْزَامٌ means the uttering of a cry, or sound, absolutely: and ارزمت said of a she-camel occurs in a trad. as meaning she uttered a cry. (TA.) One says, لَا أَفْعَلُ ذَاكَ مَا

أَرْزَمَتْ أُمُّ حَائِلٍ [I will not do that as long as a mother of a female young camel utters her gentle yearning cry]: (S, K: *) a prov. (K.) and hence, i. e. from ارزمت said of a she-camel, (TA,) ارزم is also said of thunder, (S, K,) meaning (tropical:) It made a vehement sound, or noise: (K, TA:) or it made a sound, or noise, (S, K,) not vehement. (K.) [And it seems that ↓ رَزِمَتْ and رَزِمَ signify the same as ارزمت and ارزم said of a she-camel and of thunder: for] the inf. n. رَزَمٌ, used in relation to a camel and to thunder, signify The making a sound or noise. (KL.) ارزمت is also said of a cooking-pot, meaning (assumed tropical:) It made a noise by its boiling. (Ham p. 663.) And you say, ارزمت الرِّيحُ فِى الجَوْفِ (assumed tropical:) The wind made a sound [in the belly]. (K.) رَزِمٌ Rain accompanied by incessant thunder: a possessive epithet. (Lh, TA.) رُزَمٌ Firm, or steadfast, standing upon the ground: (S, K:) and ↓ مُرْزِمٌ and ↓ رَازِمٌ signify [the same; or] firm, or steadfast, upon the ground: and the pl. of the last is رُزَّامٌ, occurring in a verse cited voce رِزَامٌ, q. v. (TA.) b2: Also The lion; and so ↓ مُرْزِمٌ; (K, TA;) because he lies upon his breast on his prey, not quitting it: (TA:) or رُزَمٌ (Ham p. 362) and ↓ رَزَامٌ (TA, and Ham ibid., [but in the latter without any syll. signs,]) like سَحَابٌ, and ↓ رَزَامَةٌ like سَحَابَةٌ, [which is of a form denoting intensiveness of signification,] (TA,) are epithets applied to a lion, meaning that lies upon his breast on his prey, (Ham, TA,) and growls. (Ham.) Accord. to J, it is applied in a verse of Sáïdeh Ibn-Ju-eiyeh to an elephant: but accord. to IB, and the Expos. of Skr, it is there applied to a lion, as meaning That has remained firm, or steadfast, in his place. (TA.) رَزْمَةٌ: see 1: b2: and see also the next paragraph, in two places. b3: أَكَلَ الرَّزْمَةٌ He ate the وَجْبَة [or meal that sufficed for a day and a night, or for four and twenty hours]. (K.) رِزْمَةٌ A quantity remaining in a [receptacle of the kind called] جُلَّة, [a meaning said in the TA, in art. ردم, to be erroneously assigned in the K, in that art, to رِدْمَةٌ,] of dates, amounting to half thereof, or a third, or thereabout: (TA:) or, accord. to Sh, the third part, or fourth part, of a [sack such as is called] غِرَارَة, (Mgh, TA,) or thereabout, (Mgh,) of dates or flour: or, accord. to Zeyd Ibn-Kuthweh, like قَوْسٌ, signifying the quantity of the fourth part of the جُلَّة, of dates: (TA:) or, accord. to the Tekmileh, [the pl.]

رِزَمٌ signifies the [sacks called] غَرَائِر, in which is wheat: and hence the رِزَم of clothes [explained in what here follows. (Mgh.) b2: A كَارَة [or bundle, put in one piece of cloth and tied up,] of clothes; (S, Msb, TA;) what are tied up in one piece of cloth, (K, TA,) of clothes: (TA:) or clothes, and other things, put together [in a bundle]; as also ↓ رَزْمَةٌ: (Mgh:) IAmb explains it as meaning the thing in which are sorts (ضُرَوب) and mixtures of clothes: and hence the author of the K has taken a meaning assigned by him to رِزْمَةٌ, which, he says, is also written ↓ رَزْمَةٌ, namely, ضَرْبٌ شَدِيدٌ [a vehement beating], altering and substituting: (TA:) the pl. of رِزْمَةٌ is رِزَمٌ. (S, Msb.) رَزَمَةٌ A cry, or sound, (Az, S, K, TA,) a sort of yearning cry, (TA,) of a she-camel, when loving, or affecting, her young one, uttered from her throat, or fauces, (Az, S, K, TA,) without opening her mouth, not as loud as that which is termed حَنِينٌ. (Az, S, TA.) It is said in a prov., رَزَمَةٌ وَلَا دِرَّةٌ [A gentle yearning cry of a she-camel, and no flow of milk]: (S:) or لَا خَيْرَ فِى رَزَمَةٍ

لَا دِرَّةَ فِيهَا [There is no good in a gentle yearning cry of a she-camel with which is no flow of milk]: (K:) applied to him who promises and does not fulfil: (S, K:) or to him who causes to wish and does not act: (A, TA:) or to him who makes a show of love, or affection, without proving it to be true or without;t its being accompanied by any gift. (M, TA.) b2: Also The cry of a boy, or child. (K, TA: but not in the CK.) b3: And, accord. to IAar, A vehement cry or sound. (TA.) b4: And The cries of beasts of prey. (S, TA.) A poet says, لِلسِّبَاعِ حَوْلَهُ رَزَمَهْ تَرَكُوا عَمْرَانَ مُنْجَدِلاً

[They left 'Amrán prostrate upon the ground; there being cries of the beasts of prey around him]. (IB, TA.) رَزَامٌ: see رُزَمٌ.

رِزَامٌ A man strong and stubborn. (K.) رُزَامٌ, [a mistranscription, app. for ↓ رَزَّامٌ, for it must be with teshdeed to the ز, as is shown by an ex. in a copy of the S, consisting of two verses, of which the former here follows,] as an epithet applied to a man, means Stubborn, behaving with forced hardness or hardiness: it occurs, accord. as some relate it, in the saying of a rájiz, [so in the S and TA, but correctly, a poet using the sixth species of the metre termed السَّرِيع,] which others relate thus: ↓ أَيَا بَنِى عَبْدِ مَنَافِ الرُّزَّامْ

أَنْتُمْ حُمَاةٌ وَأَبُوكُمُ حَامٌ [O sons of 'Abd-Menáf, the firm, or steadfast, upon the ground, (accord. to this reading; but accord. to the reading that seems to be رَزَّامْ, the stubborn, &c., as a sing., referring to 'AbdMenáf himself;) ye are defenders, and your father was a defender, حَامْ being for حَامٍ]: رُزَّام being pl. of رَازِمٌ. (So in one of my two copies of the S: in the other copy omitted.) رَزِيمٌ A roaring, or growling: a poet says, لِأُسُوِدهِنَّ عَلَى الطَّرِيقِ رَزِيمُ [There is, or was, a roaring, or growling, of their lions on the road]. (S.) رَزَامَةٌ: see رُزَمٌ.

الرِّزَامِيَّةُ A sect who said that the office of Imám, after 'Alee, belonged to Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh, and then to his son 'Abd-Allah, and who accounted lawful those things that are [esteemed by the orthodox] forbidden: (KT:) or a sect of the extravagant zealots of the class of innovators, of the schismatics, or followers of 'Alee, who say that the office of Imám belonged to Aboo-Muslim El-Khurásánee, after El-Man- soor, and some of whom arrogated to themselves divinity, one of them being El-Mukanna', who made the moon to appear to them in Nakhshab, and of whose persuasion there is in this day a party in Má-wará-en-Nahr. (TA.) رَزَّامٌ: see رِزَامٌ. b2: [الرَّزَّامُ, as an epithet applied to the lion, The roaring. (Freytag, from the “ Deewán el-Hudhaleeyeen. ”)]

رَازِمٌ A camel remaining fixed upon the ground, (S, TA,) unable to rise, (Lh, S, K, TA,) in consequence of his having fallen down by reason of fatigue and emaciation, (Lh, TA,) or in consequence of emaciation (S, K, TA) arising from hunger or disease: (TA:) and in like manner applied to a man, &c.: (Lh, TA:) and also, [without ة,] applied to a she-camel, meaning standing still, or stopping from journeying, in consequence of fatigue and emaciation, and motionless: (S:) pl. رَزْمَى and رِزَامٌ, [accord. to Freytag رُزَمٌ,] applied to camels. (TA.) b2: See also مَرْزِمٌ. b3: Also, applied to winter, Cold. (TA.) مُرْزِمٌ A prey. (Freytag, from the “ Deewán el-Hudhaleeyeen. ”)]

مُرْزِمٌ: see رُزَمٌ, in two places.

المِرْزَمُ is a name of The right star [app. γ, i. e. Bellatrix,] in the left arm of الجَبَّار [or Orion]. (Kzw. [Golius says, as on the authority of Kzw, that it is “ a star in the right shoulder of Orion: ”

but Kzw says that this star (which is a of Orion) is called مَنْكِبُ الجَوْزَآءِ and يَدُ الجَوْزَآءِ; and then he mentions that in the left arm, as being called المرزم: whence it seems that Golius was misled by the omission of some words in a copy of the work of Kzw.]) And المِرْزَمَانِ, (S, K,) also called مِرْزَمَا الشِّعْرَيَيْنِ, (S,) is the name of Two stars [of which one is commonly known as B of Canis Major, and the other is app. B of Canis Minor, though Golius says, on the authority of Ulugh Beg, that the former is in the right hind leg of Canis Major,] with the شِعْرَيَانِ [by which latter appellation are meant Sirius and Procyon], (K,) or one of which is in [or by] الشِّعْرَى [commonly so called, i. e. Sirius,] and the other is in الذِّرَاع [by which is meant الذِّرَاع المَقْبُوضَة, i. e. the asterism consisting of a and B of Canis Minor]; (S;) or one of them is الذراع المقبوضة [mentioned above and the other is الشِّعْرَى (q. v.) commonly so called]: thus says Ibn-Kunáseh: both are of the stars of rain: and sometimes the sing. appellation (المِرْزَمُ) is used [app. as applied to Sirius, or to Bellatrix, or perhaps to B of Canis Minor]. (TA.) نَوْءُ المِرْزَمِ [means The auroral setting of some one of the stars above mentioned; for it] is so termed because of its intense cold. (TA. See 1.) السَّمَاكُ المِرْزَمُ is another name for السِّمَاكُ الرَّامِحُ [The star Arcturus]. (Az and TA in art. رمح. [This star neither sets nor rises aurorally in the cold season, nor is it one of the Mansions of the Moon; but it rises aurorally during “ the first of the rains,” the autumnal rain, called الوَسْمِىّ.]) b2: أُمُّ مِرْزَمٍ (tropical:) The north wind: (S, K, TA:) or the cold north wind: (Skr, on a verse of Sakhr-el-Gheí:) from رَزَامَةُ النَّاقَةِ meaning “ the [gentle] yearning cry of the she-camel: ” (TA:) or it signifies, (ISd, TA,) or signifies also, (K,) the wind: (ISd, K, TA:) thus expl. by ISd without any restriction. (TA.) مُرَزِّمٌ That has cast, or laid, himself upon the around, and remained fixed, or motionless: or having [or making or uttering] a sound, or cry: and applied to an army, or a military force, agreeably with one or the other of these explanations. (Skr, on a verse of Abu-l-Muthellem.) تَرَكْتُهُ بِالمُرْتَزَمِ [I left him in the place where one cleaves to the ground; or] I made him to cleave to the ground. (K.)
رزم

(الرُّزَمُ، كَصُرَد: الثَّابِتُ القَائِم على الأَرْض) ، نَقله الجوهريّ، (و) أَيْضا: (الأَسَد) ؛ لأنّه يَرزُم على فريسته، وأنشدَ الجوهريُّ شَاهدا للْأولِ قولُ ساعِدةَ:
(يَخْشَى عَلَيْهِم من الأملاكِ نابِخَةً ... من النَّوابِخ مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ)

قَالُوا: أَرَادَ الفِيلَ. والحادِرُ: الغَلِيظُ. قَالَ اْبن بَرِّيّ: الَّذِي فِي شعره الخادِرُ " بالخَاءِ المُعجَمَة ": وَهُوَ الأَسَدُ فِي خِدْرِه. والنابِخَةُ: المُتَجَبِّر. والرُّزَم: الَّذِي قد رَزِم مكانَه. قلتُ: وَهَكَذَا هُوَ فِي شرح السُّكرِيّ. (كالمُرْزِم، كمُحْسِن) ، وَهُوَ الثابِتُ على الأَرْض.
(والرَّازِمُ) من الْإِبِل: (البَعِيرُ) الثابِتُ على الأَرض الَّذِي (لَا يَقُوم هُزالاً) من جوع أَو مرض، (وَقد رَزَم يَرْزِم وَيَرْزُ) من حَدّى ضَرَب ونَصَر (رُزوماً وَرُزاماً بِضَمِّهِما) . وَقَالَ اللِّحياني: رَزَم البعيرُ والرجلُ وغيرُهما إِذا كَانَ لَا يَقدِر على النُّهوض رَزاحاً وهُزالاً. وَقَالَ مَرَّة: الرَّازِم: الَّذِي قد سَقَط فَلَا يقدِر أَن يتحرَّك من مكانِه. قَالَ: وَقيل لاْبنَةِ الخُسّ: هَل يُفْلِح البازِل؟ قَالَت: نَعَم، وَهُوَ رَازِم. وَفِي الصّحاح: رَزَمتِ الناقةُ تَرزُم وَتَرْزِم رُزوماً ورُزاماً بِالضَّمِّ: قَامَت من الإعياء والهُزال فَلم تَتَحَرَّك، فَهِيَ رَازِم. انْتهى. وَقَالَ غيرُه: نَاقَة رَازِمٌ: ذَات رَزامِ كامرأةٍ حائضٍ.
(والرَّزَمَةُ، مُحَرّكة: صَوتُ الصَّبِي، و) أَيْضا: ضَرْبٌ من حَنِين (النَّاقَة، وَذَلِكَ إِذا رَئِمت ولدَها تُخْرِجُه من حَلْقِها) لَا تَفْتَح بِهِ فَاهَا كَمَا فِي الصّحاح، وَقيل: هُوَ دُونَ الحَنِين، والحَنِينُ أشدُّ من الرَّزمَة. (وَفِي المَثَل: " لَا خَيْرَ فِي رَزَمة لَا دِرَّةِ فِيهَا "، يُضْرَب لِمَنْ يَعِدْ وَلا يَفِي) ، نَقَلَه الجَوْهَرِي عَن أَبِي زَيْد. وَفِي الأَساس: لمَن يُمَنِّي وَلَا يَفْعَل. وَفِي المُحْكَم: لِمَنْ يُظْهِر مَودَّة وَلَا يُحَقِّق. وَقيل: لَا جَدْوى مَعهَا.
(و) من المَجازِ: (أَرزمَ الرعدُ) إِرْزاماً: (اشتَدَّ صوتُه، أَو صَوْت غَيْر شَدِيد) ، مَأْخُوذ من إرزام النَّاقة. قَالَ:
(وَعَشِيَّةٍ مُتجاوِبٍ إِرزامُها ... )

وَقَالَ اللَّحْياني: المُرزِم من الغيثِ أَو السّحاب: الَّذِي لَا ينقَطِع رَعْدُه. (و) أرزَمتِ (النَّاقةُ: حَنَّتْ على وَلَدِها) . قَالَ أَبُو مُحَمَّد الحَذْلَمِيّ يَصِفُ الإِبل:
تُبِينُ طِيبَ النَّفْسِ فِي إِرزامِها.
أَي تُبِينُ فِي حَنِينها أَنَّهَا طَيِّبة النَّفس فَرِحة، وكذلِك أرزَمَتِ الشَّاة على وَلَدِها، وَقد يُرادُ بالإرزام مُطْلق الصَّوت. وَمِنْه الحَدِيث: " وَإِن ناقَتُه تَلَحْلَحَت وَأَرْزَمَت " أَي: صَوَّتَت.
(و) أرزَمت (الرِّيحُ فِي الجَوْف: صاتَتْ، وَفِي المَثَل: " لَا أَفْعَلُه مَا أَرْزَمت أُمُّ حَائِل ") ، نَقله الجوهَرِيُّ أَي: حَنَّت.
(والرِّزْمَة، بالكَسْر) مِنَ الثِّياب: (مَا شُدَّ فِي ثَوْب وَاحِد) . نَقلَه اللَّيث؛ وَفِي الصِّحَاح: الكَارةُ من الثِّيَاب، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا أَخْصَر من تَعْبِير اللَّيْث.
(و) الرِّزْمَة: (الضَّربُ الشَّديد) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَلَا أَدْرِي كَيفَ ذَلِك، والَّذِي نَقَله اْبنُ الأنباريّ مَا نَصّه: الرِّزْمَة فِي كَلام العَرَب: الَّتِي فِيهَا ضُروبٌ من الثِّياب وأَخْلاط. ومِنْ هذِه العِبارة مَأْخَذ المصنِّف غير أَنه غيَّر وبدَّل وَلَا معنَى للشَّدِيد هُنَا، فَتَأَمَّل، (ويُفْتَح) . ووُجِد ذَلِك أَيْضا فِي بعض نُسَخ الصِّحَاح.
(وَرزَّم الثِّيابَ تَرْزِيماً: شَدَّها) رِزَماً.
(و) رَزَّم (القَومُ) تَرْزِيماً: (ضَربُوا بِأَنْفُسِم الأرضَ) ، فَثَبَتوا فِيهَا (لَا يَبْرَحُون) .
(والمُرازَمَة فِي الطَّعام: المُعاقَبَة بأَنْ يأكُلَ يَوماً لَحْماً، وَيَوْما عَسَلاً ويَوماً) تَمْراً، وَيَوْما (لَبَناً) ، وَيَوْما خُبْزاً قَفاراً (وَنَحْوه، لَا يُداوِم على شَيْء) وَاحِد. (و) سُئِل اْبنُ الأَعرابي عَن المُرَازَمة " فَقَالَ: هُوَ المُلاَزَمة والمخُالطة، يُريد مُوالاةَ الحَمْد أَي: (أَن يَخْلِط الأَكْلَ بالشُّكْر واللُّقَم بالحَمْد) أَي: يَقُول بَين اللُّقَم: الحَمْدُ لله. وَقَالَ ثَعْلب: هُوَ ذِكْر الله بَين كل لٌ قْمَتَيْن، (و) قيل: هُوَ (أَكْلُ اللَّيِّن واليَابِس، والحُلْوِ والحَامِض، والجَشِب والمَأْدُوم، وبِكُل) ذلِك (فُسِّر قَولُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا أكلتُم فَرازِمُوا) ، كَأَنَّهُ قَالَ: كُلُوا سائِغاً مَعَ جَشِب غيرِ سَائِغ. قَالَ اْبنُ الْأَثِير: أَرَادَ اخلِطُوا أكلَكم لينًا مَعَ خَشِن. وَقيل المُرازَمة فِي الْأكل: المُوالاةُ كَمَا يُرازِم الرجلُ بَين الجَرادِ والتّمر. (و) قد (رَازَم بَيْنَهُما) : إِذا (جَمَع) وخَلَط، ويأتِي فِي زَرَمَ أَيْضا.
(و) رَازَم (الدَّارَ: أَقَامَ بهَا طَوِيلاً) ، أَي: أَطالَ الْإِقَامَة فِيهَا.
(وَرَزَم) الرجلُ رَزْماً: (مَاتَ: و) رَزَم (بالشَّيْءِ: أَخَذَ بِهِ. و) رَزَمت (الأُمُّ بِهِ) أَي: (وَلَدَتْه) ، ويَأْتِي فِي زَرَم أَيْضا. (و) رَزَمَ (على قِرْنِهِ: غَلَب وبَرَك) وَلم يَبْرَح. (و) رَزَم (الشيءَ يَرْزِمه ويَرْزُمه) من حدّي ضَرَب وَنصر رَزْما: (جَمَعَه يَفِ ثَوْب، و) رَزَم (الشِّتاءُ رَزْمَةً) شَدِيدة أَي: (بَرَد) فَهُوَ رَازِم، (وَبِه سُمِّي نَوْء المَرْزَم، كَمِنْبر) لِشِدَّة بَرْدِه.
(و) من المَجازِ (أُمُّ مَرْزَم: الشَّمالِ) ، مَأْخُوذ من رَزَمَةِ النَّاقة وَهُوَ حَنِينُها.
(و) قَالَ اْبنُ سِيدَه: (الرِّيحُ) ، وَلم يُقَيّد بشَمال وَلَا غَيْره، قَالَ صَخْر الغَيّ يَهْجُو أَبَا المُثَلَّم: (كَأَنّي أَراهُ بالحَلاءَة شاتِياً ... تُقشِّر أَعْلَى أنفِه أُمُّ مِرْزَمِ)

(والمِرْزَمَان: نَجْمَان مَعَ الشِّعْرَيَيْن) ، فالذّراع المَقْبُوضَة هِيَ إِحْدَى المِرْزَمَيْن، قَالَه اْبنُ كُناسة. وهما من نُجُوم المَطَر، وَقد يفرد، وَأنْشد اللّحياني:
(أَعددتُ للمِرْزَم والذِّراعَيْن ... )

(فَرْواً عُكاظِيًّا وَأَيَّ خُفَّيْن ... )

وَفِي الصّحاح: مِرْزَما الشِّعْرَيَيْن: نَجْمان أحدُهما فِي الشِّعْري وَالْآخر فِي الذِّراع.
(وكَمُحْسِنٍ، وصُرَد: الأَسَدُ) ، وَهَذَا قد سَبَق لَهُ فِي أَوَّل التَّرْكِيب فَهُوَ مُكَرر.
(و) الرِّزام (كَكِتاب: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الصَّعْب) .
(و) رِزام (بنُ مَالِك بنِ حَنْظَلَة) بنِ مَالِك بنِ عَمْرو: (أَبُو حَيّ من تَمِيم) ، ومِنْهُم هِلالُ بنُ الأَشْعَر بنِ خَالِد بنِ الأَرْقَم بنِ قسيم بنِ نَاشِرة بنِ سَيَّار اْبن رَزَام من شُعَراء الدولة الأموية، كَانَ عَظِيمَ الخَلْق، فارِساً أَكولاً، وعُمِّر طَويلا. وَأنْشد الجوهريّ للحُصَيْن بنِ الحُمَام المُرِّيّ:
(وَلَوْلَا رِجالٌ من رِزامٍ أَعِزَّةٌ ... وآلُ سُبَيْعٍ أَو أسوءَكَ عَلْقَمَا)

(وَرَزْم) بالفَتْح: (ع بدِيار مُرادِ) ، وضَبَطه بَعضٌ بالتَّحْرِيك.
(وخُوَارَزْم) بالضَّم: (د) بِفَارِس من فُتُوح قُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِم الباهِلِيّ، وَمِنْه إمامُ اللُّغَة والأَنساب أَبُو بَكْر محمدُ بنُ العَبَّاس الخُوَارَزْميّ، سكن نَيْسَابور، وتُوفِّي سنة ثلاثٍ وثَمانِين وثَلَثِمائة، (قِيلَ: أَصْلُه خُوارِ رَزَمَ بِإِضَافَة خُوارِ إِلَى رَزْم فَخَفَّف) ، وَمِنْه قَولُ الشَّاعر: (وخافت من جِبال الصُّغْد نفِسي ... وخافت من جِبالِ خُوارَ رَزْمِ)

(وَأَكَل الرَّزْمَة: أَي الوَجْبَة) .
(والمِرْزَامَةُ) بالكَسْر: (النَّاقَةُ الفارِهَة. و) يُقَال: (تَرَكْتُه بالمُرْتَزَم) على صِيغَةِ اسْمِ المَفْعُول أَي: (أَلْزقتُه بِالْأَرْضِ) .
(ومُرازَمَة السُّوقِ: أَن يَشْتَرِيَ مِنْهَا دُونَ مِلْءِ الأَحْمال) .
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
قَالَ اْبنُ الأعرابيّ: الرَّزَمة محركة الصّوتُ الشديدُ. ورَزَمة السِّباع: أصواتُها.
والرَّزِيم: الزَّئِير، نَقله الجوهرِيّ وأَنْشدَ:
(لأُسودِهنّ على الطَّرِيق رَزِيم ... )

وَأنْشد اْبنُ بَرِّيّ لشاعر:
(تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلاً ... لِلسّباع حَوْلَه رَزَمَهْ)

والرَّزِمُ: كَكَتِف: الغَيثُ الَّذِي لَا ينقَطَع رعدُه على النَّسب، عَن اللَّحياني، وَأنْشد لاْمرأةٍ من العرَب تَرثِي أَخاها:
(جادَ على قَبْرك غَيثٌ ... مِن سماءَ رِزمهْ)

وإبل رَزْمي، ورِزام، وَأسد رَزَامَة، كَسَحابة وَرَزَام، كَسَحاب: يَبرُك على فرِيسَته.
والرُّزَّام، كرُمَّان: جمع رَازِم للثَّابِت على الأَرْض، وَمِنْه قولُ الرَّاجِز:
(أيا بَنِي عَبدِ مَنافِ الرِّزام ... )

(أَنْتُم حُماةٌ وأَبوكُم حام ... )

(لَا تمنَعُوني فضلَكم بعد العَام ... )

والرِّزمةُ، بالكَسْر: مَا بَقِي فِي الجُلَّة من التَّمر يكون نصفَها أَو ثُلثَها أَو نحوَ ذَلِك. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعالى عَنهُ: " أَنه أعطَى رَجلاً جزائِرَ، وجَعَل غرائرَ عَلَيْهِنَّ فِيهِن من رِزَمٍ من دَقِيق " قَالَ شَمِر: الرِّزْمة: قَدْر ثُلُث الغِرارةِ أَو رُبعُها من تَمْر أَو دَقِيق. قَالَ زَيْدُ بنُ كَثْوة: القَوْسُ: قَدْر رُبْع الجُلَّة من التّمر. قَالَ: ومثِلُها الرِّزْمَة:
ورازَمَتِ الإِبلُ العامَ: رَعَت حَمْضاً مَرّة وخُلّة مَرَّة أُخْرَى. قَالَ الرَّاعي يُخاطِب ناقَتَه:
(كُلِي الحَمْضَ عامَ المُقْحِمِين ورَازِمِي ... إِلَى قابلٍ ثمَّ اعْذِرِي بعدَ قابلِ)

وَفِي الصّحاح: رَازَمت الإبلُ إِذا خَلَطَت بَين مَرْعَيَيْن.
والمُرزَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: الحَذِرُ الَّذِي قد جَرَّب الأشياءَ، يَترزَّم فِي الْأُمُور لَا يَثبُت على أَمْرٍ وَاحِد، لِأَنَّهُ حَذِر. وَلَا " أفعلُه مَا رَزَمت أُمّ حائِل " أَي: حَنَّت، نَقله الزّمَخْشَرِيّ.
والمُرزئِمّ، كمُقْشَعِرّ: هُوَ المُقشَعِرّ المُجتَمَعِ. قَالَ أَبُو عُبَيد: رَوَاهُ ابنُ جَبَلة بتَقْدِيم الرَّاء على الرّازي. وشَكَّ أَبُو زَيد: هَل هُوَ المُزْرَئِمّ أَو المُرْزَئِمّ. وَفِي الصّحاح عَن أَبي زَيْد: ارزَأَمَّ الرجلُ ارزِئْماماً إِذا غَضِب.
ورُزَيمةُ، كَجُهَينةَ: امْرَأَة، قَالَ:
(أَلاَ طَرقَت رُزَيْمَةُ بَعْدَ وَهْنٍ ... تَخَطَّى هول أَنْمار وأُسْدِ)

وَأَبُو رُزْمَةَ من كُناهم.
والمِرْزامُ، كَمِحْرابٍ: العَصَا القَصِيرة، وَأنْشد الأزهريّ فِي تركيب: " لَا ز م ".
(فَشام فِيهَا مثل مِهْزامِ العَصاَ ... ومحمدُ بنُ رِزام أَبُو أَحْمد)

المَرْوَزِيّ عَن سَعِيد بنِ مَسْعود. قُلتُ: وَوَقَع لنا حَدِيثُه عَالِيا فِي أربعي الْبلدَانِ لأبي طَاهِر السّلفيّ.
وَفِي الأزد: رِزامُ بنُ عمروِ بنِ ثُمالة. مِنْهُم سِبَاعُ بن الْوَلِيد الرّزاميّ، أنْشد لَهُ الهَجَرِيُّ شعرًا.
وحوض رِزام: محلةٌ بمَرْو، نسبت إِلَى رِزام بنِ أبي رِزام المطوّعي.
والرّزاميّة: طَائِفَة من غُلاة الشِّيعة، يَقُولُونَ: بإمامة أبي مُسلِم الخُراسانيّ بعد الْمَنْصُور. وَمِنْهُم من يَدَّعي الإِلهِيّة، مِنْهُم: " المُقنَّع الَّذِي أَظْهَر لَهُم القَمَر فِي " نَخْشَبَ "، وعَلى رَأْيه الْيَوْم جمَاعَة بِمَا وَراءَ النَّهر.

رَيّانُ

رَيّانُ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وآخره نون، والرّيّان ضد العطشان: وهو جبل في ديار طيّء لا يزال يسيل منه الماء، وهو في مواضع كثيرة، منها: الرّيّان قرية من قرى نسا بلدة بخراسان قرب سرخس، ولا يعرفها أهلها إلّا بالتخفيف إلّا أن أبا بكر بن ثابت نصّ على التشديد وربّما قالوا الرّذاني، وقد ذكر في موضعه. والرّيّان أيضا: اسم أطم من آطام المدينة، قال بعضهم:
لعلّ ضرارا أن يعيش يباره ... وتسمع بالرّيّان تبنى مشاربه
والرّيّان أيضا: واد في ضريّة من أرض كلاب أعلاه لبني الضباب وأسفله لبني جعفر، وقال أبو زياد:
الريان واد يقسم حمى ضرية من قبل مهبّ الجنوب ثمّ يذهب نحو مهبّ الشمال، وأنشد لبعض الرّجّاز:
خليّة أبوابها كالطّيقان ... أحمى بها الملك جنوب الرّيّان
فكبشات فجنوب إنسان
وقالت امرأة من العرب:
ألا قاتل الله اللّوى من محلّة، ... وقاتل دنيانا بها كيف ولّت
غنينا زمانا بالحمى ثمّ أصبحت ... بزلق الحمى من أهله قد تخلّت
ألا ما لعين لا ترى قلل الحمى ... ولا جبل الرّيّان إلّا استهلّت؟
وريّان: اسم جبل في بلاد بني عامر، وإيّاه عنى لبيد بقوله:
فمدافع الرّيّان عرّي رسمها ... خلقا كما ضمن الوحيّ سلامها
وعلى سبعة أميال من حاذة صخرة عظيمة يقال لها صخرة ريّان. والريّان: جبل في طريق البصرة
إلى مكّة. والريّان أيضا: جبل أسود عظيم في بلاد طيّء إذا أوقدت النار عليه أبصرت من مسيرة ثلاثة أيّام، وقيل: هو أطول جبال أجإ، قال جرير إمّا فيه أو في غيره:
يا حبّذا جبل الرّيان من جبل، ... وحبّذا ساكن الرّيان من كانا
وحبّذا نفحات من يمانية ... تأتيك من قبل الرّيان أحيانا
والرّيان أيضا: موضع على ميلين من معدن بني سليم كان الرشيد ينزله إذا حجّ، به قصور، وقال الشريف الرضي في بعض هذه المواضع:
أيا جبل الرّيّان إن تعر منهم ... فإنّي سأكسوك الدّموع الجواريا
ويا قرب ما أنكرتم العهد بيننا، ... نسيتم وما استودعتم السرّ ناسيا
فيا ليتني لم أعل نشزا إليكم ... حراما ولم أهبط من الأرض واديا
والرّيّان أيضا: محلّة مشهورة ببغداد كبيرة عامرة إلى الآن بالجانب الشرقي بين باب الأزج وباب الحلبة والمأمونية، ينسب إليها أبو المعالي هبة الله بن الحسين ابن الحسن بن أبي الأسود المعروف بابن البلّ، حدث عن القاضي أبي بكر الأنصاري قاضي المارستان، وعبد الله بن معالي بن أحمد الرّيّاني، سمع شهدة وأبا الفتح بن المنّي وغيرهما، سمع منه ابن نقطة.
والرّيّان: قرية بمرّ الظهران من نواحي مكّة.

النُّخَيْلَةُ

النُّخَيْلَةُ:
تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذي خرج إليه عليّ، رضي الله عنه، لما بلغه ما فعل بالأنبار من قتل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذمّ فيها أهل الكوفة وقال: اللهم إني لقد مللتهم وملّوني فأرحني منهم! فقتل بعد ذلك بأيام، وبه قتلت الخوارج لما ورد معاوية إلى الكوفة، وقد ذكرت قصته في الجوسق الخرب، فقال قيس ابن الأصم الضبيّ يرثي الخوارج:
إني أدين بما دان الشُّراة به ... يوم النخيلة عند الجوسق الخرب
وقال عبيد بن هلال الشيباني يرثي أخاه محرزا وكان قد قتل مع قطري بنيسابور:
إذا ذكرت نفسي مع الليل محرزا ... تأوّهت من حزن عليه إلى الفجر
سرى محرز والله أكرم محرزا ... بمنزل أصحاب النخيلة والنهر
والنّخيلة أيضا: ماء عن يمين الطريق قرب المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جويّ غربيّ واقصة، بينها وبين الحفير ثلاثة أميال، وقال عروة بن زيد الخيل يوم النخيلة من أيام القادسية:
برزت لأهل القادسية معلما، ... وما كل من يغشى الكريهة يعلم
ويوما بأكناف النخيلة قبله ... شهدت فلم أبرح أدمّى وأكلم
وأقعصت منهم فارسا بعد فارس، ... وما كلّ من يلقى الفوارس يسلم
ونجّاني الله الأجلّ وجرأتي، ... وسيف لأطراف المرازب مخذم
وأيقنت يوم الدّيلميّين أنني ... متى ينصرف وجهي إلى القوم يهزموا
فما رمت حتى مزّقوا برماحهم قبائي وحتى بلّ أخمصي الدّم محافظة، إني امرؤ ذو حفيظة، إذا لم أجد مستأخرا أتقدّم

دير مَتَّى

دير مَتَّى:
بشرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل متّى، من استشرفه نظر إلى رستاق نينوى والمرج، وهو حسن البناء وأكثر بيوته منقورة في الصخر، وفيه نحو مائة راهب لا يأكلون الطعام إلا جميعا في بيت الشتاء أو بيت الصيف، وهما منقوران في صخرة كل بيت منهما يسع جميع الرهبان، وفي كلّ بيت عشرون مائدة منقورة من الصخر، وفي ظهر كل واحدة منهنّ قبالة برفوف وباب يغلق عليها، وفي كل قبالة آلة المائدة التي تقابلها من غضارة وطوفريّة وسكرّجة لا تختلط آلة هذه بآلة هذه، ولرأس ديرهم مائدة لطيفة على دكان لطيف في صدر البيت يجلس عليها وحده وجميعها حجر ملصق بالأرض، وهذا عجيب أن يكون بيت واحد يسع مائة رجل وهو وموائده حجر واحد، وإذا جلس رجل في صحن هذا الدير نظر إلى مدينة الموصل، وبينهما سبعة فراسخ، ووجد على حائط دهليزه مكتوبا:
يا دير متّى سقت أطلالك الدّيم، ... وانهلّ فيك على سكانك الرّهم
فما شفى غلّتي ماء على ظمإ ... كما شفى حرّ قلبي ماؤك الشبم

أَنْطاكِيَة

أَنْطاكِيَة:
بالفتح ثم السكون، والياء مخففة، وليس في قول زهير:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة ... وراد الحواشي، لونها لون عندم
وقول امرئ القيس:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة، ... كجرمة نخل أو كجنّة يثرب
دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية، قال الهيثم بن عدي:
أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر، وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي:
أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس، وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرّها وأفامية، وقال في موضع آخر من كتابه: بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي التي كمّل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده انطيوخوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس:
مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها درجتان ونصف من الحوت، تحكم فيه كفّ الخضيب وهي في الإقليم الرابع، وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن (اليفز) بن سام بن نوح، عليه السلام، أخت أنطالية، باللام، ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها، موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير.
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسن هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة، قال فيها: وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينهما يوم وليلة، فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا، ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون، قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة، يقطعها المسافر في بال رخيّ وأمن وسكون. وأنطاكية: بلد عظيم ذو سور وفصيل، ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل بهم في السنة الثانية، وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل، والسور يصعد مع الجبل إلى قلّته فتتم دائرة، وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة، وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب، وفي وسطها بيعة القسيان، وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين، وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون، وعليه كنيسة على أساطين، وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو اللّغة، وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمّامات وبساتين ومناظر حسنة تخرّ منها المياه، وعلّة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطلّ على المدينة، وهناك من الكنائس ما لا يحدّ كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملوّن والبلاط المجزّع، وفي البلد بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذّمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلّاء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة، وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى، ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتبا، ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة، وتواصلت أكثر أيام نيسان، وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد، وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس، ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان ففلقت من وجه النّسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة، وسقط صليب حديد كان منصوبا على علوّ هذه الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة، ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلّق فيها الثّميوطون، وسعة هذا المنفذ إصبعان، فتقطعت السلسلة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض، وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح، وكان من وراء المائدة في غربيّها ثلاثة كراس خشبية مربّعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصّعة، وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطّرفيّان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظّيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة، ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء، وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطّع كل واحد منها قطعا كبارا وصغارا، وكانت هذه القطع بمنزلة ما قد عفن وتهرّأ، ولا يشبه ما قد لا مسته نار ولا ما احترق، ولم يلحق المائدة ولا شيئا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر، وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنّورة كقطع الفأس، ومن جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علوّ تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها، وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع وبعد، وكان في المجنّبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنّب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت وانسبك بعضها معلّق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفئ شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه، وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوّة ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدّثون بذلك، وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة، وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية، زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها، وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر، ونبع من ذلك الخسف ماء حارّ شديد الحرارة كثير المنبع المتدفّق، وغرق منه سبعون ضيعة، وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام، وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا، وحضر جماعة ممن شاهد هذه الحال فحدّثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته، وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي، آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السّويديّة ترسو فيه مراكب الأفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها جدا وعزم على المقام بها، فقال له شيخ من أهلها:
ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين، قال:
وكيف؟ قال: لأن الطيب الفاخر فيها يتغيّر حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعيّ الهند، فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها. وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنّسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدوّ ففضّهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها، وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر، ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا، ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول، ويقال: بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجّه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح، ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة، منهم: مسلم بن عبد الله جدّ عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي، وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن، وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله، ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصيّر إليهم الفلثر بدينار ومدّي قمح فعمّروها، وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية، والفلثر: مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدّان والجريب، ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصّيصة وطرسوس واذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السّلجوقي جدّ ملوك آل سلجوق اليوم في سنة 477، وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478، وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبّره بفتحها فسرّ به وأمر بضرب البشائر، فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت، كناصية الحصان الأشقر، ... نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكيّة الروم، التي ... نشزت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك، فانثنت ... تلقي أجثّتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التّركي بحيلة تمّت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب، وذلك في سنة 491، وهي في أيديهم إلى الآن، وبأنطاكية قبر حبيب النّجّار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار، ويقال إنه نزلت فيه: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم، منهم:
عمر بن عليّ بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول، سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن عليّ بن روح الكفرطابي ومحمد ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا، سمع منهم ومن غيرهم بدمشق، وقدم مرّة أخرى في سنة 359 مستنفرا، فحدّث بها وبحمص عن جماعة كثيرة، روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدّد بن علي الأملوكي وغيرهما، وكتب عنه أبو الحسين الرازي وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدّث مشهور له رحلة، سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمّار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فرّوخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفّان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم، روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو عوانة الأسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم، وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ: ثقة مأمون، وذكر دحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق أبو يحيى الأزدي، ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري، قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما، وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني، وحدّث عن آخرين، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما، ومات بأنطاكية سنة 338، وقيل: في شعبان سنة تسع.

الإسلام

الإسلام: أحْينا عَلَيه يا حَيُّ- هو الخضوعُ والانقيادُ لما أخبر به سيدنا الرسُول محمد - صلى الله عليه وسلم - قاله السيد.
الإسلام: في "الدر المختار" هو تصديق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جميع ما جاء عن الله تعالى مما علم مجيئه ضرورة أي بداهة.
الإسلام:
[في الانكليزية] Islam
[ في الفرنسية] L'Islam
هو لغة الطاعة والانقياد، ويطلق في الشرع على الانقياد إلى الأعمال الظاهرة، كما بين ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت».
وحاصل ذلك أن الإسلام شرعا هو الأعمال الظاهرة من التلفظ بكلمتي الشهادة والإتيان بالواجبات والانتهاء عن المنهيات. وعلى هذا المعنى، هو يغاير الإيمان وينفك عنه، إذ قد يوجد التصديق مع انقياد الباطن بدون الأعمال، وقد يطلق على الأعمال المشروعة، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وخبر أحمد: «أيّ الإسلام أفضل؟ قال:
الإيمان»، وخبر ابن ماجة «قلت ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلّا الله وتشهد أنّ محمدا رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرّها»، وعلى هذا هو يغاير الإيمان ولا ينفك عنه، أي عن الإيمان لاشتراطه لصحتها وهي لا تشترط لصحته خلافا للمعتزلة.
وأما الإسلام المأخوذ بالمعنى اللغوي الذي قد يستعمله به أهل الشرع أيضا فبينه وبين الإيمان تلازم في المفهوم، فلا يوجد شرعا إيمان بلا إسلام ولا عكسه وهو الظاهر.
وقيل بينهما ترادف لأن الإسلام هو الخضوع والانقياد للأحكام بمعنى قبولها والإذعان بها، وذلك حقيقة التصديق، فيترادفان. فالإسلام يطلق على ثلاثة معان والإيمان أيضا يطلق شرعا على كلّ من تلك المعاني الثلاثة، وإذا تقرر ذلك فحيث ورد ما يدلّ على تغايرهما كما في قوله تعالى قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا الآية، وكما في بعض الأحاديث، فهو باعتبار أصل مفهوميهما، فإنّ الإيمان عبارة عن تصديق قلبي، والإسلام عبارة عن طاعة وانقياد ظاهر كما صرّح بذلك في شروح صحيح البخاري.
فصحّ ما قاله ابن عباس وغيره في تفسير هذه الآية أنهم لم يكونوا منافقين بل كان إيمانهم ضعيفا، ويدل عليه قوله تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية، الدالّ على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم، وحينئذ يؤخذ من الآية أنه يجوز نفي الإيمان عن ناقصه. ومما يصرح به قوله عليه الصلاة والسلام: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» وفيه قولان لأهل السنة، أحدهما هذا، والثاني لا ينفى عنه اسم الإيمان من أصله ولا يطلق عليه مؤمن لإيهامه كمال إيمانه، بل يقيّد فيقال: مؤمن ناقص الإيمان، وهذا بخلاف اسم الإسلام فإنه لا ينتفي بانتفاء ركن من أركانه ولا بانتفاء جميعها ما عدا الشهادتين. وكأنّ الفرق أنّ نفيه يتبادر منه إثبات الكفر مبادرة ظاهرة بخلاف نفي الإيمان. وحيث ورد ما يدلّ على اتحادهما كقوله تعالى فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فهو باعتبار تلازم المفهومين أو ترادفهما. ومن هاهنا قال كثيرون إنهما على وزان الفقير والمسكين، فإذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودلّ بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، وإن قرن بينهما تغايرا كما في خبر أحمد «الإسلام علانية والإيمان في القلب»، وحيث فسّر الإيمان بالأعمال فهو باعتبار إطلاقه على متعلقاته لما تقرر أنه تصديق بأمور مخصوصة، ومنه: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ، واتفقوا على أنّ المراد به هنا الصلاة ومنه حديث وفد عبد القيس: «هل تدرون ما الإيمان شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمسا من المغنم» ففسّر فيه الإيمان بما فسر في حديث جبرائيل الإسلام، فاستفيد منهما إطلاق الإيمان والإسلام على الأعمال شرعا باعتبار أنها متعلقة مفهوميهما المتلازمين وهما التصديق والانقياد، فتأمّل ذلك حق التأمّل لتندفع به عنك الشكوك الواردة هاهنا. وممّا أطلق فيه الإيمان على الأعمال المشروعة ما روي «الإيمان اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان». هذا كله خلاصة ما ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث الثاني.
الإسلام:
[في الانكليزية] Name ،noun
[ في الفرنسية] Nom
بالكسر والضمّ لغة بمعنى اللفظ الدال على الشيء كما في قوله: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، كذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية. وحاصله أنه يطلق لغة على مقابل المهمل، كما صرّح به في باب منع الصرف. وفي شرح المقاصد: الاسم هو اللفظ المفرد الموضوع للمعنى وهو يعم جميع أنواع الكلمة، والمسمّى هو المعنى الذي وضع الاسم بإزائه، والتسمية هو وضع الاسم للمعنى. وقد يراد به ذكر الشيء باسمه، يقال سمّى زيدا ولم يسم عمروا، ولا خفاء في تغاير الأمور الثلاثة، انتهى. وفي جامع الرموز في جواز اليمين باسم الله تعالى: الاسم عرفا لفظ دال على الذات والصفة معا كالرحمن والرحيم، والله اسم دال على ذات الواجب فهو اسم للذات انتهى. وفي كشف اللغات: الاسم بالكسر والضم، هو بالفارسية: نام، وفي اصطلاح أهل السلوك:
ليس لفظا يدلّ على شيء بالوضع، بل هو اسم الذّات للمسمّى باعتبار الصّفة. والصّفة إمّا وجودية كالعليم والقدير أو عدميّة كالقدوس والسّلام يقول الشاعر:

العارفون الذين يعرفون علمنا يقولون: الصفة والذات هي الاسم انتهى.
اعلم أنه قد اشتهر الخلاف في أنّ الاسم هل هو نفس المسمّى أو غيره، ولا يشكّ عاقل في أنه ليس النزاع في لفظ ف ر س أنه هل هو نفس الحيوان المخصوص أو غيره فإن هذا ممّا لا يشتبه على أحد، بل النزاع في مدلول الاسم أهو الذات من حيث هي هي أم هو الذات باعتبار أمر صادق عليه عارض له ينبئ عنه؛ فلذلك قال الأشعري قد يكون الاسم أي مدلوله عين المسمّى أي ذاته من حيث هي نحو الله، فإنه اسم علم للذات من غير اعتبار معنى فيه، وقد يكون غيره نحو الخالق والرازق ممّا يدلّ على نسبة إلى غيره. ولا شك أنّ تلك النسبة غيره وقد يكون لا هو ولا غيره كالعليم والقدير ممّا يدلّ على صفة حقيقية قائمة بذاته، فإنّ تلك الصفة لا هو ولا غيره عنده فهكذا الذات المأخوذة معها.

قال الآمدي: اتفق العقلاء على المغايرة بين التسمية والمسمّى، وذهب أكثر أصحابنا إلى أن التسمية هي نفس الأقوال الدالة، وإنّ الاسم هو نفس المدلول، ثم اختلف هؤلاء، فذهب ابن فورك وغيره إلى أن كل اسم فهو المسمّى بعينه. فقولك: الله دالّ على اسم هو المسمّى، وكذلك قولك عالم وخالق فإنه يدلّ على ذات الربّ الموصوف بكونه عالما وخالقا. وقال بعضهم من الأسماء ما هو عين كالموجود والذات ومنها ما هو غير كالخالق، فإنّ المسمّى ذاته، والاسم هو نفس الخلق وخلقه غير ذاته، ومنها ما ليس عينا ولا غيرا كالعالم فإن المسمّى ذاته والاسم علمه الذي ليس عين ذاته ولا غيرها. وتوضيح ذلك أنهم لم يريدوا بالتسمية اللفظ وبالاسم مدلوله كما يريدون بالوصف قول الواصف وبالصفة مدلوله، ثم إنّ ابن فورك ومن يوافقه اعتبروا المدلول المطابقي وأرادوا بالمسمّى ما وضع الاسم بإزائه، فأطلقوا القول بأن الاسم نفس المسمّى. والبعض أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، وأخذ المدلول أعمّ من المطابقي واعتبر في أسماء الصفات المعاني المقصودة، فزعم أنّ مدلول الخالق الخلق وأنه غير ذات الخالق بناء على ما تقرّر من أنّ صفات الأفعال غير الموصوف، وأن الصفات التي لا عينه ولا غيره هي التي يمتنع انفكاكها عن موصوفها. ثم إنّ الأشعري أراد بالمسمّى ما يطلق عليه الاسم، أعني الذات، وأعتبر المدلول المطابقي وحكم بغيرية هذا المدلول أو بكونه لا هو ولا غيره باعتبار المدلول التضمني. وذهب المعتزلة إلى أنّ الاسم هو التسمية ووافقهم على ذلك بعض المتأخرين من أصحابنا. وذهب الأستاذ أبو نصر بن أيوب إلى أنّ لفظ الاسم مشترك بين التسمية والمسمّى، فيطلق على كل منهما ويفهم المقصود بحسب القرائن. ولا يخفى عليك أن النزاع على قول أبي نصر في لفظ اس م، وأنها تطلق على الألفاظ فيكون الاسم عين التسمية بالمعنى المذكور، أي القول الدال لا بمعنى فعل الواضع وهو وضع الاسم للمعنى، أو تطلق على مدلولاتها فيكون عين المسمّى، وكلا الاستعمالين ثابت، كما في قولك:

الأسماء والأفعال والحروف، وقوله تعالى:
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ أي مسمّاه، وقول لبيد: اسم السلام عليكما. وقال الإمام الرازي:
المشهور عن أصحابنا أن الاسم هو المسمّى، وعن المعتزلة أنه التسمية، وعن الغزالي أنه مغاير لهما لأن النسبة وطرفيها مغايرة قطعا، والناس قد طوّلوا في هذه المسألة، وهو عندي فضول لأن الاسم هو اللفظ المخصوص والمسمّى ما وضع ذلك اللفظ بإزائه، فنقول:
الاسم قد يكون غير المسمّى، فإنّ لفظ الجدار مغاير لحقيقة الجدار وقد يكون عينه، فإن لفظ الاسم اسم للفظ دال على معنى مجرّد عن الزمان، ومن جملة تلك الألفاظ لفظ الاسم، فيكون لفظ الاسم اسما لنفسه فاتّحد هاهنا الاسم والمسمّى. قال: فهذا ما عندي، هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف والچلپي وما في تعليقات جدّي رحمة الله عليه.
التقسيم
اعلم أنّ الاسم الذي يطلق على الشيء إمّا أن يؤخذ من الذات بأن يكون المسمّى به ذات الشيء وحقيقته من حيث هي، أو من جزئها، أو من وصفها الخارجي، أو من الفعل الصادر عنه؛ ثم أنظر أيّها يمكن في حق الله تعالى، فالمأخوذ من الوصف الخارجي الداخل في مفهوم الاسم فجائز في حقه تعالى، سواء كان الوصف حقيقيا كالعليم، أو إضافيا كالماجد بمعنى العالي، أو سلبيا كالقدوس، وكذا المأخوذ من الفعل كالخالق. وأما المأخوذ من الجزء كالجسم للإنسان فمحال لانتفاء التركيب في ذاته، فلا يتصوّر له جزء حتى يطلق عليه اسمه. أمّا المأخوذ من الذات فمن ذهب إلى جواز تعقّل ذاته جوّز أن يكون له اسم بإزاء حقيقته المخصوصة، ومن ذهب إلى امتناع تعقّلها لم يجوّز لأن وضع الاسم لمعنى فرع تعقله ووسيلة إلى تفهيمه، فإذا لم يمكن أن يعقل ويفهم فلا يتصوّر اسم بإزائه. وفيه بحث لأن الخلاف في تعقّل كنه ذاته ووضع الاسم لا يتوقف عليه إذ يجوز أن يعقل ذاتا ما بوجه ما، ويوضع الاسم لخصوصية ويقصد تفهيمها باعتبار ما لا بكنهها، ويكون ذلك الوجه مصحّحا للوضع وخارجا عن مفهوم الاسم، كما في لفظ الله، فإنه اسم علم له موضوع لذاته من غير اعتبار معنى فيه، كذا في شرح المواقف.
وفي شرح القصيدة الفارضية في علم التصوف: الأسماء تنقسم باعتبار الذات والصفات والأفعال إلى الذاتية، كالله والصفاتية كالعليم والأفعالية كالخالق، وتنحصر باعتبار الأنس والهيبة عند مطالعتها في الجمالية كاللطيف والجلالية كالقهار. والصفات تنقسم باعتبار استقلال الذات بها إلى ذاتية وهي سبعة:
العلم والحياة والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، وباعتبار تعلّقها بالخلق إلى أفعالية، وهي ما عدا الــسبعة ولكل مخلوق سوى الإنسان حظ من بعض الأسماء دون الكلّ كحظ الملائكة من اسم السبّوح والقدّوس. ولذا قالوا نحن نسبّح بحمدك ونقدس لك، وحظّ الشيطان من اسم الجبار والمتكبر، ولذلك عصى واستكبر واختص الإنسان بالحظ من جميعها ولذلك أطاع تارة وعصى أخرى وقوله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها أي ركّب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة وهيّأه بتلك اللطائف للتحقّق بكل الأسماء الجلالية والجمالية، وعبّر عنهما بيديه فقال للإبليس ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ وكلّ ما سواه مخلوق بيد واحدة لأنه إمّا مظهر صفة الجمال كملائكة الرحمة أو الجلال كملائكة العذاب. وعلامة المتحقق باسم من أسماء الله أن يجد معناه في نفسه كالمتحقق باسم الحق علامته أن لا يتغيّر بشيء، كما لم يتغير الحلاج عند قتله تصديقا لتحققه بهذا الاسم انتهى. وفي الإنسان الكامل قال المحققون أسماء الله تعالى على قسمين يعني الأسماء التي تفيد في نفسها وصفا فهي عند النحاة أسماء لغوية: القسم الأول هي الذاتية كالأحد والواحد والفرد والصمد والعظيم والحيّ والعزيز والكبير والمتعال وأشباه ذلك. القسم الثاني هي الصفاتية كالعليم والقادر ولو كانت من الأسماء النفسية وكالمعطي والخلّاق ولو كانت من الأفعالية، انتهى.

فائدة:
اعلم أنّ تسميته تعالى بالأسماء توقيفية، أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه وليس الكلام في أسماء الأعلام الموضوعة في اللغات، إنما النزاع في الأسماء المأخوذة من الصفات والأفعال، فذهب المعتزلة والكرّامية إلى أنها إذ ادلّ العقل على اتصافه تعالى بصفة وجودية أو سلبية جاز أن يطلق عليه اسم يدلّ على اتصافه بها، سواء ورد بذلك الإطلاق إذن شرعي أو لا، وكذا الحال في الأفعال. وقال القاضي أبو بكر من أصحابنا كلّ لفظ دلّ على معنى ثابت لله تعالى جاز إطلاقه عليه بلا توقيف إذا لم يكن إطلاقه موهما لما لا يليق بكبريائه، ولذا لم يجز أن يطلق عليه لفظ العارف، لأن المعرفة قد يراد بها علم تسبقه غفلة، وكذا لفظ الفقيه والعاقل والفطن والطبيب ونحو ذلك. وقد يقال لا بدّ مع نفي ذلك الإيهام من الإشعار بالتعظيم حتى يصحّ الإطلاق بلا توقيف. وذهب الشيخ ومتابعوه إلى أنه لا بدّ من التوقيف وهو المختار، وذلك للاحتياط فلا يجوز الاكتفاء في عدم إيهام الباطل بمبلغ إدراكنا، بل لا بدّ من الاستناد إلى إذن الشرع. فإن قلت من الأوصاف ما يمتنع إطلاقه عليه تعالى مع ورود الشرع بها كالماكر المستهزئ وغيرهما. أجيب بأنه لا يكفي في الإذن مجرّد وقوعها في الكتاب أو السنّة بحسب اقتضاء المقام وسياق الكلام، بل يجب أن يخلو عن نوع تعظيم ورعاية أدب، كذا في شرح المواقف وحواشيه.
والاسم عند أهل الجفر يطلق على سطر التكسير ويسمّى أيضا بالزّمام والحصّة والبرج، كذا في بعض الرسائل. وعند المنطقيين يطلق على لفظ مفرد يصح أن يخبر به وحده عن شيء، ويقابله الكلمة والأداة، ويجيء في لفظ المفرد. وعند النحاة يطلق على خمسة معان:

على ما في المنتخب حيث قال: اسم بالكسر والضم هو السّمة والعلامة على الشيء. وفي اصطلاح النحاة: يطلق الاسم على خمسة أشياء:
1 - الاسم، العلم، مقابل اللّقب والكنية.
2 - كلمة لا تحمل معنى وصفيا، وهي بهذا تقابل الصفة.
3 - كلمة لا تحمل معنى ظرفيا، وهي بهذا تقابل الظرف.
4 - كلمة تحمل معنى حاصل المصدر، وتستعمل كالمصدر.
5 - كلمة بدون إضافة كلمة أخرى إليها تدلّ على معنى ولا تدلّ على أيّ زمان من أزمنة الفعل من الماضي والمضارع والاستقبال، وهي بهذا الاصطلاح تقابل اصطلاح الفعل والحرف.
انتهى.
أما المعنى الأول فيجيء تحقيقه في لفظ العلم، ويطلق أيضا مرادفا للعلم كما يجيء هناك أيضا. وأما المعنى الثاني فقد صرّح به في شروح الكافية في باب منع الصرف في بحث الألف والنون المزيدتين. وأما المعنى الثالث فقد صرّحوا به أيضا هناك، وأيضا وقع في الضوء الظروف بعضها لازم الظرفية فيكون منصوبا أبدا نحو: عند وسوى، وبعضها يستعمل اسما وظرفا كالجهات الستّ، انتهى. وفي العباب ويستعمل إذا اسما صريحا مجرّدا عن معنى الظرفية أيضا، ويصير اسما مرفوع المحل بالابتداء أو مجروره أو منصوبه لا بالظرفية، نحو: إذا يقوم زيد إذا يقعد عمر، أي وقت قيام زيد وقت قعود عمر، فإذا هنا مبتدأ وخبر، انتهى.
فالاسم حينئذ مقابل للظرف بمعنى المفعول فيه. وأما المعنى الرابع فقد ذكر في تيسير القاري شرح صحيح البخاري في باب الاحتكار قال الاحتكار: هو شراء الغلّة في أوان الرّخص، لتباع فيما بعد عند غلائها. والحكرة هي اسم من فعل الاحتكار. وأيضا في جامع الرموز: الشبهة اسم من الاشتباه. وفي الصراح شبهة پوشيدگى كار. الخطأ في ستر العمل.
ثم أقول قال في بحر المعاني في تفسير قوله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ، الوقود بفتح الواو اسم لما يوقد به النار وهو الحصب وبالضم مصدر بمعنى الالتهاب انتهى. وهكذا في البيضاوي، وهذا صريح في أن الاسم قد يستعمل بمعنى الاسم الذي لا يكون مصدرا، سواء كان بمعنى الحاصل بالمصدر أو لم يكن إذ لا خفاء في عدم كون الوقود هاهنا بمعنى الحاصل بالمصدر، فينتقض الحصر في المعاني الخمسة حينئذ لخروج هذا المعنى من الحصر. وأما المعنى الخامس فشائع وتحقيقه أنهم قالوا الكلمة ثلاثة أقسام، لأنها إمّا أن تستقل بالمفهومية أو لا.
الثاني الحرف، والأول إمّا أن تدلّ بهيئتها على أحد الأزمنة الثلاثة أو لا. الثاني الاسم والأول الفعل، فالاسم ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والفعل ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، والحرف ما دلّ على معنى في غيره. والضمير في قولهم في نفسه في كلا التعريفين إمّا راجع إلى ما، والمعنى ما دلّ على معنى كائن في نفس ما دلّ أي الكلمة؛ والمراد بكون المعنى في نفس الكلمة دلالتها عليه من غير حاجة إلى ضمّ كلمة أخرى إليها لاستقلاله بالمفهومية، وإما راجع إلى المعنى وحينئذ يكون المراد بكون المعنى في نفسه استقلاله بالمفهومية وعدم احتياجه في الانفهام إلى كلمة أخرى، فمرجع التوجيهين إلى أمر واحد وهو استقلال الكلمة بالمفهومية أي بمفهومية المعنى منه، وكذا الحال في قولهم في غيره في تعريف الحرف يعني أن الضمير إمّا عائد إلى ما، فيكون المعنى:
الحرف ما دلّ على معنى كائن في غير ما دلّ أي الكلمة لا في نفسه وحاصله أنه لا يدل بنفسه بل بانضمام كلمة أخرى إليها. وإمّا إلى المعنى فيكون المعنى: الحرف ما دلّ على معنى في غيره لا في نفسه بمعنى أنه غير تام في نفسه، أي لا يحصل ذلك المعنى من اللّفظ إلّا بانضمام شيء إليه، فمرجع هذين التوجهين إلى أمر واحد أيضا، وهو أن لا يستقل بالمفهومية.
ثم المعنى قد يكون إفراديا هو مدلول اللّفظ بانفراده وقد يكون تركيبيا يحصل منه عند التركيب فيضاف أيضا إلى اللّفظ، وإن كان معنى اللّفظ عند الإطلاق هو الإفرادي، ويشترك الاسم والفعل والحرف في أن معانيها التركيبية لا تحصل إلّا بذكر ما يتعلّق به من أجزاء الكلام، ككون الاسم فاعلا وكون الفعل مسندا مثلا مشروط بذكر متعلّقه، بخلاف الحرف، فإنّ معناه الإفرادي أيضا لا يحصل بدون ذكر المتعلق.
وتحقيق ذلك أن نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى مبصراته. وأنت إذا نظرت في المرآة وشاهدت صورة فيها فلك، هناك حالتان: إحداهما أن تكون متوجها إلى تلك الصورة مشاهدا إياها قصدا جاعلا للمرآة حينئذ آلة في مشاهدتها، ولا شك أن المرآة حينئذ مبصرة في هذه الحالة لكنها ليست بحيث تقدر بإبصارها على هذا الوجه أن تحكم عليها وتلتفت إلى أحوالها. والثانية أن تتوجّه إلى المرآة نفسها وتلاحظها قصدا فتكون صالحة لأن تحكم عليها، وحينئذ تكون الصورة مشاهدة تبعا غير ملتفت إليها، فظهر أن في المبصرات ما يكون تارة مبصرا بالذات وأخرى آلة لإبصار الغير، واستوضح ذلك من قولك قام زيد.
ونسبة القيام إلى زيد إذ لا شك أنك مدرك فيهما نسبة القيام إلى زيد، إلّا أنها في الأول مدركة من حيث أنها حالة بين زيد والقيام وآلة لتعرف حالهما فكأنها مرآة تشاهدهما بها مرتبطا أحدهما بالآخر، ولهذا لا يمكنك أن تحكم عليها أو بها ما دامت مدركة على هذا الوجه.
وفي الثاني مدركة بالقصد ملحوظة في ذاتها بحيث يمكنك أن تحكم عليها وبها؛ فعلى الوجه الأول معنى غير مستقل بالمفهومية، وعلى الثاني معنى مستقل بها. وكما يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالذات المستقلة بالمفهومية يحتاج إلى التعبير عن المعاني الملحوظة بالغير التي لا تستقل بالمفهومية.
إذا تمهّد هذا فاعلم أنّ الابتداء مثلا معنى هو حالة لغيره ومتعلّق به، فإذا لاحظه العقل قصدا وبالذات كان معنى مستقلا بنفسه ملحوظا في ذاته صالحا لأن يحكم عليه وبه، ويلزمه إدراك متعلّقه إجمالا وتبعا، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ الابتداء، ولك بعد ملاحظته على هذا الوجه أن تقيده بمتعلق مخصوص، فتقول مثلا ابتداء سير البصرة ولا يخرجه ذلك عن الاستقلال وصلاحية الحكم عليه وبه وعلى هذا القياس الأسماء اللازمة الإضافة كذو وأولو وفوق وتحت، وإذا لاحظه العقل من حيث هو حالة بين السير والبصرة وجعله آلة لتعرف حالهما كان معنى غير مستقل بنفسه، ولا يصلح أن يكون محكوما عليه ولا محكوما به، وهو بهذا الاعتبار مدلول لفظ من. وهذا معنى ما قيل إنّ الحرف وضع باعتبار معنى عام وهو نوع من النسبة كالابتداء مثلا لكل ابتداء مخصوص معيّن النسبة لا تتعين إلّا بالمنسوب إليه، فما لم يذكر متعلق الحرف لا يتحصّل فرد من ذلك النوع هو مدلول الحرف، لا في العقل، وهو الظاهر، ولا في الخارج لأنّ مدلول الحرف فرد مخصوص من ذلك النوع، أعني ما هو آلة لملاحظة طرفيه ولا شك أنّ تحقق هذا الفرد في الخارج يتوقف على ذكر المتعلق. وما قيل الحرف ما يوجد معناه في غيره وأنّه لا يدلّ على معنى باعتباره في نفسه بل باعتباره في متعلقه، فقد اتضح أنّ ذكر المتعلق للحرف إنما وجب ليتحصّل معناه في الذهن إذ لا يمكن إدراكه إلّا بإدراك متعلقه إذ هو آلة لملاحظته فعدم استقلال الحرف بالمفهومية إنّما هو لقصور ونقصان في معناه، لا لما قيل من أنّ الواضع اشترط في دلالته على معناه الإفرادي ذكر متعلقه، إذ لا طائل تحته لأنّ هذا القائل إن اعترف بأنّ معاني الحروف هي النسب المخصوصة على الوجه الذي قررناه، فلا معنى لاشتراط الواضع حينئذ، لأن ذكر المتعلق أمر ضروري إذ لا يعقل معنى الحرف إلّا به، وإن زعم أنّ معنى لفظة من هو معنى الابتداء بعينه إلّا أنّ الواضع اشترط في دلالة من عليه ذكر المتعلّق ولم يشترط ذلك في دلالة لفظ الابتداء عليه، فصارت لفظة من ناقصة الدلالة على معناها غير مستقلة بالمفهومية لنقصان فيها؛ فزعمه هذا باطل. أمّا أولا فلأنّ هذا الاشتراط لا يتصوّر له فائدة أصلا بخلاف اشتراط القرينة في الدلالة على المعنى المجازي. وأمّا ثانيا فلأنّ الدليل على هذا الاشتراط ليس نصّ الواضع عليه كما توهّم لأنّ في تلك الدعوى خروجا عن الإنصاف، بل هو التزام ذكر المتعلّق في الاستعمال على ما يشهد به الاستقراء، وذلك مشترك بين الحروف والأسماء اللازمة الإضافة.
والجواب عن ذلك بأنّ ذكر المتعلق في الحرف لتتميم الدلالة وفي تلك الأسماء لتحصيل الغاية، مثلا كلمة ذو موضوعة بمعنى الصاحب ويفهم منها هذا المعنى عند الإطلاق، لكنها إنّما وضعت له ليتوصّل بها إلى جعل أسماء الأجناس صفة للمعارف أو للنكرات، فتحصيل هذه الغاية هو الذي أوجب ذكر متعلّقها، فلو لم يذكر لم تحصل الغاية عند إطلاقه بدون ذكر متعلّقه تحكّم بحت. وأمّا ثالثا فلأنّه يلزم حينئذ أن يكون معنى من مستقلا في نفسه صالحا لأن يحكم عليه وبه، إلّا أنّه لا ينفهم منها وحدها، فإذا ضمّ إليها ما يتمّ دلالتها وجب أن يصحّ الحكم عليه وبه وذلك مما لا يقول به من له أدنى معرفة باللغة وأحوالها.
وقيل الحرف ما دلّ على معنى ثابت في لفظ غيره، فاللام في قولنا الرجل مثلا يدل بنفسه على التعريف الذي في الرجل. وفيه بحث لأنّه إن أريد بثبوت معنى الحرف في لفظ غيره أنّ معناه مفهوم بواسطة لفظ الغير أي بذكر متعلّقه، فهذا بعينه ما قرّرناه سابقا، وإن أريد به أنه يشترط في انفهام المعنى منه لفظ الغير بحسب الوضع ففيه ما مرّ، وإن أريد به أنّ معناه قائم بلفظ الغير فهو ظاهر البطلان، وكذا إن أريد به قيامه بمعنى غيره قياما حقيقيا، ولأنه يلزم حينئذ أن يكون مثل السّواد وغيره من الأعراض حروفا لدلالتها على معان قائمة بمعاني ألفاظ غيرها، وإن أريد به تعلقه بمعنى الغير لزم أن يكون لفظ الاستفهام وما يشبهه من الألفاظ الدّالة على معان متعلّقة بمعاني غيرها حروفا، وكلّ ذلك فاسد.
وقيل الحرف ليس له معنى في نفسه بل هو علاقة لحصول معنى في لفظ آخر، وإنّ في قولك في الدار علامة لحصول معنى الظرفية في الدار، ومن في قولك خرجت من البصرة علامة لحصول معنى الابتداء في البصرة، وعلى هذا فقس سائر الحروف وهذا ظاهر البطلان.
ثمّ الاسم والفعل يشتركان في كونهما مستقلين بالمفهومية، إلّا أنهما يفترقان في أنّ الاسم يصلح لأن يقع مسندا ومسندا إليه، والفعل لا يقع إلّا مسندا، فإنّ الفعل ما عدا الأفعال الناقصة كضرب مثلا يدلّ على معنى في نفسه مستقل بالمفهومية وهو الحدث، وعلى معنى غير مستقل هو النسبة الحكمية الملحوظة من حيث أنها حالة بين طرفيها وآلة لتعرف حالهما مرتبطا أحدهما بالآخر. ولما كانت هذه النسبة التي هي جزء مدلول الفعل لا تتحصل إلّا بالفاعل وجب ذكره، كما وجب ذكر متعلّق الحرف، فكما أنّ لفظة من موضوعة وضعا عاما لكل ابتداء معين بخصوصه، كذلك لفظة ضرب موضوعة وضعا عاما لكل نسبة للحدث الذي دلّت عليه إلى فاعل بخصوصها، إلّا أن الحرف لمّا لم يدل إلّا على معنى غير مستقل بالمفهومية لم يقع محكوما عليه ولا محكوما به إذ لا بدّ في كل منهما أن يكون ملحوظا بالذات ليتمكن من اعتبار النسبة بينه وبين غيره، واحتاج إلى ذكر المتعلق رعاية لمحاذات الأفعال بالصور الذهنية، والفعل لمّا اعتبر فيه [الحدث] وضمّ إليه انتسابه إلى غيره نسبة تامة من حيث أنها حالة بينهما وجب ذكر الفاعل لتلك المحاذاة، ووجب أيضا أن يكون مسندا باعتبار الحدث إذ قد اعتبر ذلك في مفهومه وضعا ولا يمكن جعل ذلك الحدث مسندا إليه لأنه على خلاف وضعه. وأمّا مجموع معناه المركّب من الحدث والنسبة المخصوصة فهو غير مستقلّ بالمفهومية فلا يصلح أن يقع محكوما به فضلا عن أن يقع محكوما عليه كما يشهده التأمّل الصادق.
وأمّا الاسم فلما كان موضوعا لمعنى مستقل ولم تعتبر معه نسبة تامة لا على أنه منسوب إلى غيره ولا بالعكس صحّ الحكم عليه وبه.
فإن قلت كما أنّ الفعل يدل على حدث ونسبة إلى فاعل على ما قررته كذلك اسم الفاعل يدلّ على حدث ونسبة إلى ذات، فلم يصح كون اسم الفاعل محكوما عليه دون الفعل؟. قلت لأنّ المعتبر في اسم الفاعل ذات ما من حيث نسب إليه الحدث، فالذات المبهمة ملحوظة بالذات، وكذلك الحدث. وأمّا النسبة فهي ملحوظة لا بالذات، إلّا أنها تقييدية غير تامة ولا مقصودة أصلية من العبارة تقيدت بها الذات المبهمة وصار المجموع كشيء واحد، فجاز أن يلاحظ فيه تارة جانب الذات أصالة فيجعل محكوما عليه وتارة جانب الوصف أي الحدث أصالة فيجعل محكوما به. وأمّا النسبة التي فيه فلا تصلح للحكم عليها ولا بها، لا وحدها ولا مع غيرها، لعدم استقلالها، والمعتبر في الفعل نسبة تامة تقتضي انفرادها مع طرفيها من غيرها وعدم ارتباطها به، وتلك النسبة هي المقصودة الأصلية من العبارة فلا يتصور أن يجري في الفعل ما جرى في اسم الفاعل، بل يتعيّن له وقوعه مسندا باعتبار جزء معناه الذي هو الحدث.
فإن قلت قد حكموا بأنّ الجملة الفعلية في: زيد قام أبوه محكوما بها. قلت في هذا الكلام يتصور حكمان: أحدهما الحكم بأن أبا زيد قائم، والثاني أن زيدا قائم الأب، ولا شكّ أن هذين الحكمين ليسا بمفهومين منه صريحا بل أحدهما مقصود والآخر تبع، فإن قصد الأول لم يكن زيد بحسب المعنى محكوما عليه بل هو قيد يتعين به المحكوم عليه، وإن قصد الثاني كما هو الظاهر فلا حكم صريحا بين القيام والأب، بل الأب قيد للمسند الذي هو القيام، إذ به يتم مسندا إلى زيد. ألا ترى أنك لو قلت: قام أبو زيد وأوقعت النسبة بينهما لم يرتبط بغيره أصلا، فلو كان معنى قام أبوه ذلك القيام لم يرتبط بزيد قطعا فلم يقع خبرا، ومن ثمّ تسمع النحاة يقولون قام أبوه جملة وليس بكلام، وذلك لتجريده عن إيقاع النسبة بين طرفيه بقرينة ذكر زيد مقدما، وإيراد ضميره فإنها دالة على الارتباط الذي يستحيل وجوده مع الإيقاع، وهذا الذي ذكر من التحقيق هو المستفاد من حواشي العضدي، ومما ذكره السيّد الشّريف في حاشية المطول في بحث الاستعارة التبعية.
ثم إنه لما عرف اشتراك الاسم والفعل في الاستقلال بالمفهومية فلا بد من مميّز بينهما فزيد قيد عدم الاقتران بأحد الأزمنة الثلاثة في حدّ الاسم احترازا عن الفعل، ولا يخرج من الحدّ لفظ أمس وغد والصبوح والغبوق ونحو ذلك، لأنّ معانيها الزمان لا شيء آخر يقترن بالزمان كما في الفعل. ثم المراد بعدم الاقتران أن يكون بحسب الوضع الأول فدخل فيه أسماء الأفعال لأنها جميعا إما منقولة عن المصادر الأصلية سواء كان النقل صريحا نحو رويد فإنه قد يستعمل مصدرا أيضا، أو غير صريح نحو هيهات فإنه وإن لم يستعمل مصدرا إلّا أنّه على وزن قوقاة مصدر قوقى، أو عن المصادر التي كانت في الأصل أصواتا نحو صه، أو عن الظرف، أو الجار والمجرور نحو أمامك زيد وعليك زيد، فليس شيء منها دالة على أحد الأزمنة الثلاثة بحسب الوضع الأول. وخرج عنه الأفعال المنسلخة عن الزمان وهي الأفعال الجوامد كنعم وبئس وعسى وكاد لاقتران معناها بالزمان بحسب الوضع الأول، وكذا الأفعال المنسلخة عن الحدث كالأفعال الناقصة لأنها تامّات في أصل الوضع منسلخات عن الحدث، كما صرح به بعض المحققين في الفوائد الغياثية. وخرج عنه المضارع أيضا فإنه بتقدير الاشتراك بين الحال والاستقبال لا يدلّ إلّا على زمان واحد، فإنّ تعدد الوضع معتبر في المشترك ويعلم من هذا فوائد القيود في تعريف الفعل.

الأخيار

الأخيار:
[في الانكليزية] The rightous ،the chosen
[ في الفرنسية] Les justes ،les elus
بفتح الألف جمع خيّر، وفي اصطلاح أهل السّلوك: الأخيار سبعة رجال من أصل ثلاثمائة وستة وخمسين رجلا من رجال الغيب. كذا في كشف اللغات. كما ورد فيه أيضا شرح لفظ أولياء بأنهم ثلاثمائة شخص. ويقال لهم أيضا الأبرار. وسيجيء أيضا في لفظ الصوفي.

سبل

(سبل) الشَّيْء أَبَاحَهُ وَجعله فِي سَبِيل الله
(سبل) : السَّيْبَلةُ: الخَشَبَة التي تكونُ في أعْلَى الشِّراع.

سبل


سَبَلَ(n. ac. سَبْل)
a. Abused, insulted.
b. Let down (hair).
سَبَّلَa. Dedicated to pious uses.

أَسْبَلَa. Let down, made to hang down; let fall.
b. Fell ( rain, tears ).
c. Was much frequented (road).
d. Put forth its ears (corn).
سَبَلa. Rain.
b. Ear ( of corn ).
c. Nose.
d. Dimness of sight; film.

سَبَلَة
(pl.
سِبَاْل)
a. Mustache.
b. see 4 (b)
سَاْبِلَة
(pl.
سَوَاْبِلُ)
a. Company of travellers.
b. Much frequented road, beaten track; highway.

سَبِيْل
(pl.
سُبُل)
a. Road, path, way; means, expedient.
b. [ coll. ], Public
drinking-fountain.
سَبُوْلَة
سُبُوْلَةa. Ear ( of corn ).
إِبْن السَّبِيْل
a. Traveller; tramp.

في سَبِيْل اللّٰه
a. In the cause of God!
(سبل) - في حديث مَسْروق: "لا تُسْلِم في قَراحٍ حتى يُسْبِلَ"
يقال: أَسْبَل الزَّرِعُ: إذا سَنْبَل، والسُّبوُلة : سُنْبُلة الذُّرَة؛ أي لا تَبِع زَرعَ قرَاح حتى يَتسَنْبَل، وهذا يدلّ على أن نُونَ السُّنبُل زَائِدةٌ. - في حديث سَمُرة [بن جُنْدَب] - رضي الله عنه: "فإذا الأرضُ عندَ أَسْبُلِه"
: أي طُرُقِه، وهو جمع القِلّةِ للسَّبيل إذا أنِّثَ، وأسْبِلَة إذا ذُكِّرَ - في حديث رُقَيْقَة، رضي الله عنها:
* فَجادَ بالماءِ جَوْنِيٌّ له سَبَلُ *
: أي مَطَرٌ جَوْدٌ، وكذلك المُسْبِلُ، وأَسْبَلَت السماءُ: أَرسلَتْ أوَّلَ مَطَرِها. ورأيت سَبَلَ السَّماءِ؛ إذا رأيتَه من بَعيِد ولم يُصِبْك.
- في حديث الحَسَن: "دخلتُ على الحجَّاج وعَلَيه ثِيابٌ سَبَلَةٌ".
قيل: هي أغلظ ما يكون تُتَّخذ من مُشَاقَةِ الكَتَّان. يُقال: جاء يَجُرّ سَبَلَتَه: أي ثِيابَه.
- في حديث الاستِسقاءِ: "وَابِلٌ سَابِل"
: أي مَطَر ماَطِرٌ. 
س ب ل : السَّبِيلُ الطَّرِيقُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الزُّقَاقِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالْجَمْعُ عَلَى التَّأْنِيثِ سُبُولٌ كَمَا قَالُوا عُنُوقٌ وَعَلَى التَّذْكِيرِ سُبُلٌ وَسُبْلٌ وَقِيلَ لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِتَلَبُّسِهِ بِهِ قَالُوا وَالْمُرَادُ بِابْنِ السَّبِيلِ فِي الْآيَةِ مَنْ انْقَطَعَ عَنْ مَالِهِ وَالسَّبِيلُ السَّبَبُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوُصْلَةً.

وَالسَّابِلَةُ الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ.

وَسَبَّلْتُ الثَّمَرَةَ بِالتَّشْدِيدِ جَعَلْتهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ وَأَنْوَاعِ الْبِرِّ.

وَسُنْبُلُ الزَّرْعِ فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ الْوَاحِدَةُ سُنْبُلَةٌ وَالسَّبَلُ مِثْلُهُ الْوَاحِدَةُ سَبَلَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ أَخْرَجَ سُنْبُلَهُ وَأَسْبَلَ بِالْأَلِفِ أَخْرَجَ سَبَلَهُ وَأَسْبَلَ الرَّجُلُ الْمَاءَ صَبَّهُ وَأَسْبَلَ السِّتْرَ أَرْخَاهُ. 
س ب ل

خذ هذا السبيل فهو أوطأ السبل، وسبيل سابل: مسلوك، ومرت السابلة والسوابل وهم المختلفون في الطرقات لحوائجهم. وأسبل الستر والإزار: أرسله وهو من السبيل، والمرأة تسبل ذيلها: والفرس يسبل ذنبه.

ومن المجاز: أسبل المطر: أرسل دفعه وتكاثف كأنما أسبل ستراً. ووقفت على الدار فأسبلت مني عبرة. قال النابغة:

وأسبل مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامع

منصب كثير وقليل بيض. ومطر مسبل، ووقع السبل وهو المطر المسبل. وأسبل الزرع وسنبل وخرج سبله وسنبله. وطالت سبلتك فقصها وهي شعر الشاربين، ويقال لمقدم اللحية: سبلة، ورجل مسبل: طويل اللحية، وقد سبل فلان. والزم سبيل الله خير السبيل. وجاءوني وقد نشروا سبالهم أي متوعدين. قال الشماخ:

وجاءت سليم قضها بقضيضها ... تنشر حولي بالبقيع سبالها

وسمعتهم يقولون: حيّا الله سبلتك، وحيّا الله هذه السبلة المباركة. وهو أصهب السبلة: عدو، وهم صهب السبال. وملأ الإناء إلى سبلته وإلى أسباله: أصباره. ووجأ بشفرته في سبلة البعير وهي منحره. وقد أسبل عليّ فلان إذا أكثر عليك كلامه كما يسبل المطر.
(س ب ل) : (السَّبِيلُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا مَا فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا} [النساء: 15] » وَذَلِكَ أَنَّ تَخْلِيدَهُنَّ فِي الْحَبْسِ كَانَ عُقُوبَتَهُنَّ فِي بَدْءِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ نُسِخَ بِالْجَلْدِ وَالرَّجْمِ يُقَال لِلْمُسَافِرِ ابْنُ السَّبِيلِ لِمُلَازَمَتِهِ إيَّاهُ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْآيَةِ الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ عَنْ مَالِهِ (وَالسَّابِلَةُ) الْمُخْتَلِفَةُ فِي الطُّرُقَاتِ فِي حَوَائِجِهِمْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَإِنَّمَا أُنِّثَتْ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ بِطَرِيقِ النَّسَبِ (وَسَبَّلَ) الثَّمَرَةَ جَعَلَهَا فِي سُبُلِ الْخَيْرِ (وَالسَّبَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ غِشَاءٌ يُغَطِّي الْبَصَرَ وَكَأَنَّهُ مِنْ إسْبَالِ السِّتْرِ وَهُوَ إرْسَالُهُ.
(س ن ب ل) (وَالسُّنْبُلُ) مَعْرُوفٌ وَبِجَمْعِهِ كُنِّيَ ابْنُ بَعْكَكٍ أَبُو السَّنَابِلِ (وَسَنْبَلَ الزَّرْعُ) خَرَجَ سُنْبُلُهُ وَأَمَّا تَسَنْبَلَ فَلَمْ أَجِدْهُ وَسُنْبُلُ بَلْدَةٌ بِالرُّومِ وَأَمَّا سُنْبُلَانُ فَبَلَدٌ آخَرُ بِهَا أَيْضًا وَبَيْنَهُمَا عِشْرُونَ فَرْسَخًا عَنْ صَاحِبِ الْأَشْكَالِ وَمِنْهَا الْحَدِيثُ وَعَلَيَّ شُقَيْقَةٌ (سُنْبُلَانِيَّةٌ) .
س ب ل: (السَّبَلُ) بِالتَّحْرِيكِ السُّنْبُلُ وَقَدْ أَسْبَلَ الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (أَسْبَلَ) الْمَطَرُ وَالدَّمْعُ هَطَلَ. وَأَسْبَلَ إِزَارَهُ أَرْخَاهُ. وَ (السَّبَلُ) دَاءٌ فِي الْعَيْنِ شِبْهُ غِشَاوَةٍ كَأَنَّهَا نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ بِعُرُوقٍ حُمْرٍ. وَ (السَّبِيلُ) الطَّرِيقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108] وَقَالَ: « {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: 146] » . وَ (سَبَّلَ) ضَيْعَتَهُ (تَسْبِيلًا) جَعَلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27] أَيْ سَبَبًا وَوَصْلَةً. وَ (السَّابِلَةُ) أَبْنَاءُ السَّبِيلِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي الطُّرُقَاتِ. وَ (السَّبَلَةُ) الشَّارِبُ وَالْجَمْعُ (السِّبَالُ) . وَ (السُّنْبُلَةُ) وَاحِدَةُ (سَنَابِلِ) الزَّرْعِ وَقَدْ (سَنْبَلَ) الزَّرْعُ خَرَجَ سُنْبُلُهُ. وَ (سَلْسَبِيلُ) اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]
قَالَ الْأَخْفَشُ: هِيَ مَعْرِفَةٌ وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتْ رَأْسَ آيَةٍ وَكَانَتْ مَفْتُوحَةً زِيدَتْ فِيهَا الْأَلِفُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «كَانَتْ قَوَارِيرًا قَوَارِيرَ» . 
سبل
المُسْبِلُ: اسْمُ خامِسِ القِدَاحِِ. والضب الطَّوِيلُ الذنَبِ. والسبِيْلُ: الطرِيْقُ، يُؤنَثُ وُيذكرُ، والجَميعُ السبُلُ.
وااسابِلةُ: المُخْتَلِفَةُ في الطُرُقَاتِ، وجَمْعُه السوَابِلُ. ويقولونَ: سَبِيْلٌ سابِلٌ. وسَبِيْلٌ وسَبِيْلَةٌ. والسبَلَةُ: ما على الشفَةِ العُلْيا من الشَّعر، وامْرَأةٌ سَبْلَاءُ. وسَبَلَةُ النّاقَةِ: مَنْحَرُها. وهو حَسَنُ السبَلَةِ: يرِيْدُ رِقَّةَ خَدِّه ومِشْفَره. وملَأ الإنَاءَ إلى سَبَلَتِه: أي إلى رَأْسِه. وجاءَ مُسَبلاً تَسْبِيْلاً: أُعْطِىَ سَبَلَةً طَوِيلةً.
وشَيْخٌ مُسَبلٌ: سَمِجٌ.
والسبَلُ: الأنْفُ، يُقال: أرْغَمَ اللهُ سَبَلَكَ، وجَمْعُه سِبَال. وجاءَ يَجُرُّ سَبَلَتَه: أي ثِيَابَه. والسبَلُ: المَطَرُ المُسْبِلُ.
والسُبُوْلَةُ: هي السُنْبُلَةُ للذّرَةِ وغَيْرِها إذا مالَتْ. وقد أسْبَلَ الزرْعُ وسَنْبَلَ. وأسْبَلَ عليه: أي أكْثَرَ كلامَه عليه.
والفَرَسُ مُسْبِل ذَنَبَه. ومَلَأ الدَّلْوَ إلى أسْبَالِها - بمعنى أصْبَارِها -: وهي أعَالِيها، وهو سَبَل من الرمَاح: إذا رَأوْا رِمَاحاً؛ كثيرةً كانَتْ أو قَلِيلةً. والسبَلُ: السُّنْبُلُ للزَرْعِ. والسابِلُ: المِحْمَلُ. وهو - أيضاً -: الذي يُنْقَل به اللبَنُ. وبَيْني وبَيْنَه سَبَلٌ: أي سَبَبٌ. وفي عَيْنِه سَبَل: أي داء. وسَبلتْ عَيْنُه المَاءَ فارَقَتْهُ.
وسَبَلَه عن مالِه: أي خَدَعَه. وتسَقى الشّاةُ سَبْلَاءَ: لسَوَادٍ في مِشْفَرِها. وتَدْعوْها: سَبَلْ سَبَلْ. وإسْبِيْلُ: اسْمُ مَوْضِعٍ أوجَبَلٍ.
سبل
السَّبِيلُ: الطّريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُلٌ، قال: وَأَنْهاراً وَسُبُلًا [النحل/ 15] ، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا [الزخرف/ 10] ، لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
[الزخرف/ 37] ، يعني به طريق الحق، لأنّ اسم الجنس إذا أطلق يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس/ 20] ، وقيل لسالكه سَابِلٌ، وجمعه سَابِلَةٌ، وسبيل سابل، نحو شعر شاعر، وابن السَّبِيلِ: المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السّبيل لممارسته إيّاه، ويستعمل السَّبِيلُ لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء خيرا كان أو شرّا، قال: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ [النحل/ 125] ، قُلْ هذِهِ سَبِيلِي [يوسف/ 108] ، وكلاهما واحد لكن أضاف الأوّل إلى المبلّغ، والثاني إلى السّالك بهم، قال: قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [آل عمران/ 169] ، إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر/ 29] ، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ [النحل/ 69] ، ويعبّر به عن المحجّة، قال: قُلْ: هذِهِ سَبِيلِي
[يوسف/ 108] ، سُبُلَ السَّلامِ [المائدة/ 16] ، أي: طريق الجنة، ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى/ 41] ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ [الشورى/ 42] ، إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا [الإسراء/ 42] ، وقيل: أَسْبَلَ السّتر، والذّيل، وفرس مُسْبَلُ الذّنب، وسَبَلَ المطرُ، وأَسْبَلَ، وقيل للمطر: سَبَلٌ ما دام سَابِلًا، أي:
سائلا في الهواء، وخصّ السَّبَلَةُ بشعر الشّفة العليا لما فيها من التّحدّر، والسُّنْبُلَةُ جمعها سَنَابِلُ، وهي ما على الزّرع، قال: سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ [البقرة/ 261] ، وقال:
سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ [يوسف/ 46] ، وأَسْبَلَ الزّرعُ: صار ذا سنبلة، نحو: أحصد وأجنى، والْمُسْبِلُ اسم القدح الخامس.
[سبل] السَبَلُ بالتحريك: المطر. والسَبَلُ أيضا: السنبل وقد أسبل الزرع، أي خرج سُنْبُلُهُ. وقولُ الشاعر : وخَيْلٍ كأسرابِ القَطا قد وَزَعْتُها لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يعني به الرمحَ. وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ، إذا هطل. وقال أبو زيد: أَسْبَلَتِ السماءُ، والاسمُ السَبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأرض حينُ يخرجُ من السحاب ولم يصلْ إلى الأرض. وأَسْبَلَ إزارَه، أي أرخاه. وسبل: اسم فرس نجيب في العرب. قال الاصمعي: هي أم أعوج، كانت لغنى. وأعوج لبنى آكل المرار، ثم صار لبنى هلال بن عامر. وقال:

هو الجواد ابن الجواد ابن سبل  والسبل أيضا. داء في العين شِبه غِشاوةٍ كأنَّها نسج العنكبوت بعروقٍ حمرٍ. والسَبيلُ: الطريق، يذكر ويؤنث. قال الله تعالى: (قل هذه سبيلى) . فأنت. وقال: (وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً) فذكّر. وسَبَّلَ ضيعتَه، أي جعلَها في سَبيلِ الله. وقوله تعالى: (يا لَيْتَني اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُول سَبيلاً) أي سبباً ووُصْلَةً. وأنشد أبو عبيدة لجَرير: أَفَبَعْدَ مَقْتِلَكُمْ خَليلَ محمدٍ يرجو القيونُ مع الرسول سَبيلاَ أي سبباً ووُصْلَةً. والسابِلَةُ: أبناءُ السَبيلَ المختلفةُ في الطُرقات. وأَسْبالُ الدلوِ: شفاهها. قال الشاعر  (*) إذ أرسلوني مائِحاً بِدَلائِهِمْ فملاتها عَلْقاً إلى أَسْبالِها يقول: بعثوني طالباً لِتَراتِهمْ فأكثرتُ من القتل. والعَلَقُ: الدمُ. والمُسْبِلُ: السادسُ من سهام الميسر، وهو المُصْفَحُ أيضاً. والسَبَلَةُ: الشاربُ، والجمع السبال. والسنبلة: واحدة سنابل الزرع. وقد سَنْبَلَ الزرعُ، إذا خَرَج سُنْبُلُه. والسُنْبَلَةُ: برجٌ في السماء. وسلسبيل: اسم عين في الجنة. قال تعالى: (عينا فيها تسمى سلسبيلا) . قال الاخفش: هي معرفة، ولكن لما كان رأس آية وكان مفتوحا زيدت فيه الالف، كما قال: (كانت قواريرا. قواريرا) .
[سبل] فيه: ذكر "سبيل الله"، والسبيل الطريق يذكر ويؤنث، وهو عام يقع على كل عمر خالص سلك به طريق التقرب إلى الله بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى كأنه مقصور عليه. و"ابن السبيل" المسافر الكثير السفر. وفيه: حريم البئر أربعون ذراعًا من حواليها لأعطان الإبل والغنم، و"ابن السبيل" أول شارب منها أي عابر السبيل المجتاز بالبئر أو الماء أحق به من المقيم عليه يمكن من الورد والشرب وأن يرفع لشفته 4 ثم يدعه للمقيم عليه. وفيه: فإذا الأرض عند "أسبله" أي طرقه، وهو جمع سبيل إذا أنثت، فإذا ذكرت فجمعها أسبلة. وفي ح وقف عمر: أحبس أصلها و"سبل" ثمرتها، أي اجعلها وقفا وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه، سبلته إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقًا مطروقة. وفيه: ثلاثة لا ينظر الله إليهم "المسبل" إزاره هو من يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى كبرًا - وقد تكرر ذكر الإسبال بهذا المعنى. ومنه "سابلة" رجليها بين مزادتين، والصواب لغة: مسبلة، أي مدلية رجليها بينهما، والرواية: سادلة، أي مرسلة. ومنه: من جر "سبله" من الخليلاء، السبل بالحركة الثياب المسبلة كالرسل والنشر في المرسلة والمنشورة، وقيل: هي أغلظ ثياب تتخذ من مشاقة كتان. وفيه إنه كان وافر "السبلة" هي بالحركة الشارب وجمعه السبال، وقيل: هي شعرات تحت اللحى الأسفل، والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر. ومنه ح ذي الثدية: عليه شعرات مثل "سبالة" السنور. وفيه: اسقنا غيثًا "سابلًا" أي هاطلًا غزيرًا، من أسبل الدمع والمطر إذا هطلا، والاسم السبل بالحركة. ومنه ح:
فجاد بالماء جوني له "سبل"
أي مطر جود هاطل. وفيه: لا نسلم في قراح حتى "يسبل" أسبل الزرع إذا سنبل، والسبل السنبل. ن: اشتد غضب الله على رجلى يقتله رسول الله في "سبيل الله" هو احتراز عن أن يقتله في حد أو قصاص. غ: (("لبسبيل" مقيم)) طريق بين، يعني مدائن قوم لوط. (("ليس علينا في الأميين "سبيل")) أهل الكتاب إذا بايعوا المسلمين، قال بعضهم لبعض: ليس للأميين أي العرب حرمة أهل ديننا وأموالهم تحل لنا وتقطعون السبيل أي سبيل الولد أو تعرضون الناس في الطريق لطلب الفاحشة. ((فلا يستطيعون "سبيلًا")) أي مخرجًا من أمثال ضربوها لك. ((اتخذت مع الرسوللا")) أي سلكت قصده ومذهبه. مد: ((ولا تتبعوا "السبل")) الطرق المختلفة في الدين يهودية ونصرانية ومجوسية. ط: خذوا عني قد جعل الله لهن "سبيلا" يعني كان حكم الفاحشة إمساكهن في البيوت إلى أن يجعل الله لهن سبيلا وكان السبيل مبهما فبينه بعد الجعل بالجلد والرجم وأمر بأخذه، البكر بالبكر مبتدأ، جلد مائة خبره، أي حده جلد مائة، ولعل الجمع منسوخ بحديث: الشيخ والشيخة - إلخ. وفيه "الإسبال" في الإزار والقميص والعمامة، أي الإسبال الذي فيه الكلام بالجواز وعدمه كائن في هذه الثلاثة. توسط: "السبالتان" طرفا الشارب، وح قصه يدل على استحباب قصهما، لأنهما داخلان فيه، وذكر له صلى الله عليه وسلم أن المجوس يوفرون "سبالهم" ويحلقون لحاهم فقال: خالفوهم، فكان بعضهم يجزه؛ الغزالي: لا بأس بتركه، فعله عمر لأنه لا يستر الفم ولا يبقى فيه غمرة الطعام.
س ب ل

السَّبِيلُ الطَّريقُ وما وضَحَ منه يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ وسَبِيلُ اللهِ طريقُ الهدى الذي دعَا إليه وفي التنزيل {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} الأعراف 146 وفيه {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} يوسف 108 وقوله تعالى {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر} النحل 9 فسَّرهُ ثعْلبٌ فقال على الله أن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمُسْلِمِين وللدَّابَّة ومنها جائر أي ومن الطُّرقِ جائِرٌ على غيرِ السَّبيلِ فيَنْبَغِي أن يكونَ السَّبيلُ هُنَا اسماً للجنْسِ لا سبيلاً واحِداً بِعَيْنِه لأنَّه قد قال ومنها جائرٌ أي ومنها سَبِيلٌ جائِر وقولُه تعالى {وأنفقوا في سبيل الله} البقرة 195 أي في الجِهاد وكلُّ ما أمَرَ الله به من الخَيْر فهو من سبيل اللهِ أي من الطُّرُق إلى الله واستعمل السبيل في الجهاد أكْثَرَ لأنه السبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْدِ الدِّين وقولُه تعالى {والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} التوبة 60 ابنُ السَّبيلِ ابن الطَّريق وتأويلُه الذي قُطِعَ عليه الطريقُ والجمعُ سُبُلٌ وسَبيلٌ سابِلَةٌ مسْلُوكَةٌ والسَّابِلَةُ المُخْتلفُونَ عليها وأسْبَلَتِ الطَّرِيقُ كَثُرت سابِلَتُها وأسْبَلَ إزارَهُ أرْخَاه وامرأة مُسْبِلٌ أسْبَلَتْ ذَيْلَهَا وأسْبَلَ الفَرَسُ ذَنَبَهُ أرْسَلهُ والسَّبَلُ المطَرُ وقد أَسْبَلَتِ السَّماءُ وأسْبَلَ دَمْعَهُ والسَّبُولَةُ والسُّبُولَةُ والسُّنْبُلَةُ الزَّرْعَةُ المائِلَةُ والسَّبَلُ كالسُّنْبُلِ وقيلَ السَّبَلُ ما انْبَسَطَ من شَعاعِ السُّنْبُلِ والجمع سُبُولٌ وقدْ سَنْبلَتْ وأسْبَلَتْ وسَبَلَةُ الرَّجُل الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيَا وقيل السَّبَلَةُ ما علَى الشَّارِبِ من الشَّعْرِ وقيلَ طَرَفُه وقيل هي تجمع الشارِبَيْن وقيل هو ما على الذَّقْن إلى طَرَفِ اللِّحْية وقيل هو مُقَدَّم اللِّحية خاصَّةً وقيلَ هي اللِّحية كلها بِأسْرِها وحكى اللحيانيُّ إنه لذو سَبَلاتٍ وهوَ من الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كل جزء منه سَبَلَةً ثمَّ جُمعَ على هَذا كما قالوا للبَعِيرِ ذُو عَثَانَيْن كأنهم جَعَلُوا كل جزء منه عُثْنُونا والجمع سِبَال وسَبَلةُ البعيرِ نَحْرُهُ وقيل السَّبَلَةُ ما سالَ من وَبَرِه في مَنْحَرِه ورَجُلٌ سَبَلاَنيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأسْبَلُ طويلُ السَّبَلَة وعَيْنٌ سَبْلاَءُ طويلَهُ الهُدْبِ وريحُ السَّبَلِ داءٌ يُصيبُ في العين ومَلأ الكأْسَ إلى أسْبالِها أيْ إلى حُروفِهَا كقَوِلْكَ إلى أَسبارِهَا والمُسْبِلُ الذكَرُ وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ طَويلةٌ والمُسْبِلُ الخامِسُ من قِداحِ المَيْسِرِ قال اللِّحْيانيُّ هو السَّادِسُ وفيه سِتَّةُ فَروضٍ وله غُنْمُ سِتَّة أنْصِبَاءَ إن فاز وعليه غُرْمُ سِتةٍ إن لم يَفُزْ وبنو سَبَالَةَ قَبيلَةٌ وإسْبيلٌ موضعٌ والسُّبيْلَةُ موضعٌ أيْضاً عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(قَبَحَ الإلهُ ولا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أهْلَ السُّبَيْلَةِ من بَنِي حِمَّانَا)

وسَبْلَلٌ موضعٌ قال صَخْرٌ الغَي

(وما إنْ صَوْتُ نائحةٍ بِلَيْلٍ ... بسَبْلَلَ لا تنامُ مَعَ الهُجُودِ)

جعَلَه اسماً للبُقْعَةِ فتَرك صَرْفَهُ ومُسْبِلٌ من أسْماءِ ذي الحِجَّة عَاديَّةٌ وسَبَل اسمُ فَرَسٍ قَدِيمةٍ
سبل
أسبلَ يُسبل، إسبالاً، فهو مُسبِل، والمفعول مُسبَل (للمتعدِّي)
• أسبل الزَّرعُ: خرج سَبَلُه، أي سنابله.
• أسبلت عينُه: دمَعت ° أسبل المطرُ: هطل.
• أسبل الثَّوبَ: أرسله وأرخاه "أسبَل السِّتْرَ- أسبَل الفرسُ ذَنَبَه"? أسبل الدَّمعَ: أرسله. 

سبَّلَ يُسبِّل، تسبيلاً، فهو مُسبِّل، والمفعول مُسبَّل
• سبَّل الشَّيءَ: أباحَه وجعله في سبيل الله "سبَّل الماءَ- سبَّل ثروتَه للخير".
• سبَّل الثَّوبَ: أسبله؛ أرخاه وأرسله "سبَّلت شعرَها: أرسلته" ° سبَّل عيناه: نظر في ثبات مرخيًا جفونه بعض الإرخاء، وعادةً ما يكون ذلك علامةً على مشاعر الحُبّ. 

أَسْبَلُ [مفرد]: ج سُبْل، مؤ سَبْلاء، ج مؤ سُبْل
• زرع أسْبَلُ: طويلُ السَّبَلةِ ° عين سَبْلاءُ: طويلة الهُدْبِ. 

سابِل [مفرد]: ج سوابِلُ: مَسْلوك "مضيق سابل". 

سابِلَة [مفرد]: ج سوابِلُ:
1 - طريق مسلوكة "كثر المارّون على السّابِلة".
2 - مارّون على الطريق "سلَب قطّاع الطّريق أموالَ السّابِلَة". 

سَبَلَة [مفرد]: ج سَبَلات وسِبال وسَبَل:
1 - سُنْبلة، جزء النّبات الذي يتكوّن فيه الحَبّ "أخرج ما في السَّبَلَة من حَبّ".
2 - (نت) أحد أجزاء الكأس الأخضر المحيط بالزهرة.
• سبَلة الإناء: رأسُه "ملأ الإبريق إلى سبلته". 

سَبِيل [مفرد]: ج أسبل وأسْبلة وسُبْل وسُبُل:
1 - طريق (يذكّر ويؤنّث) "ذهب في سَبِيله- جاهد في سبيل وطنه: من أجْله- سبيل الحرب: الطريق المؤدِّي إلى الحرب- {وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}: بدع وطرق إلى الضلال" ° أطلق سبيله: أعاد إليه حريَّته، تركه وأخلى سبيله، أفرج عنه- ابن السَّبيل: المسافر- اعترض سبيلَه: وقف في طريقه- بمختلف السُّبل/ بكُلّ السُّبل- خلَّى سبيلَه/ أخلى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز- ضاقت به السُّبُل: واجهته المشكلةُ وعجز عن حلّها- عابر السَّبيل: المارُّ بالمكان دون أن يقيم فيه المسافر خاصَّة على قدميه- على سبيل الاحتياط: تفاديًا لما يتوقّع أو تحذُّرًا- على سبيل الاختبار: للتجربة- على سبيل المثال: بقصد التمثيل لا الحصر، كمثال- على سبيل المجاز- على قصد السبيل: راشد، يسير في الطريق الصحيح- قطَع السَّبيل: سلب ونهب العابرين والمسافرين- مهَّد له السَّبيل: ساعَده.
2 - سَبب ووُصْلَة " {يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} " ° في سبيله: من أجلِه- ليس إلى عمل كذا سبيل: لا يمكن عملُه.
3 - حِيلة "لم يجد سبيلاً للخروج من مأزقه- {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} " ° ليس لك عليّ سبيل: أي حجّة تعتلّ بها- ما على المحسن سبيل: معارضة.
4 - حَرَج " {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} ".
5 - بناء مُقام قرب نبع أو شبكة مياه، ويتدفّق الماء من صنبور مركّب في وسطه يوقف للشّرب منه قربة إلى الله تعالى "أقام سبيلاً للشّرب".
6 - حجّة " {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} ".
7 - لوم وعتاب " {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ".
• سبيل الله: كلُّ ما أمر الله به من خير، واستعماله في الجهاد لنصرة دينه أكثر، طاعته أو هو دين الإسلام أو القرآن "أنفق أموالَه في سبيل الله- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} ".
• السَّبِيلان: مَخْرَجا البول والبراز. 
سبل: سَبْل يَسُبُل سَبْلاً: سبَّ وشتم (محيط المحيط) سبل الشعر: أرسله (محيط المحيط) = أسبل. وانظر: سبل سَبَّل (بالتشديد): جعل شيئاً في سبيل الله وأعطاه.
ويقال: سبَّل عليه (فوك). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص70 و): وسبَّل عليهم الخيل بسروجها. ويقال خاصة. سبّل الماء أعطاه للعطشان مجاناً (زيشر 11: 513، لين عادات 2: 23) ويعني الفعل سبَّل أيضاً أعطى الشيء مجاناً، وتركه لاستعمال العامة مجانا ويقال: سبَلّ له (مملوك 1، 1: 23) ففي بعض العبارات التي نقلت فيه نجد هذا الفعل قد استعمل استعمالاً جديراً بالملاحظة، ففيه مثلاً: سَبَّل البيت الشريف لسائر الناس أي فتح البيت الشريف لدخول سائر الناس - وفيه: تسبيل السبل للحج، أي جعل الطرق حرة للحج. وسبّلنا حماهم للحمام في كل سبيل، أي تركنا حماهم للموت في كل سبيل. وقصدن بفروجهن تسبيل فروجهن أي قصدن بخروجهن إعطاء فروجهن أي الزنا.
سَبَّل: استعمل (؟) (الكالا).
سَبَّل: مهد الطريق (باين سميت 954).
أسبل. إسبال اليدين: إرسال اليدين إلى جانبي المصلى في الصلاة وهو عند المالكية والروافض (ابن بطوطة 2: 352).
تسبل على: أعَطي مجاناً (فوك). انسبل: مطاوع سبل بمعنى أرخى (فوك).
انسبل: ارتخى (بوشر).
استسبل: استبسل للموت: طلب الموت مجاهداً في سبيل الله (معجم البيان).
سَبْل = إسبال: إرسال، إرخاء (الكامل للمبرد ص27، 411).
سَبَل: صنف من الجلبان (ابن العوام 2: 69، 2: 70).
سَبَل: مرض العين (انظر لين) وتنفخ في جدار شريان العين (بوشر) وطبقة الجلد الدهنية (سنج) سَبْلَة: نوع من الدراعات الواسعة الفضفاضة ترتديها النساء في مصر إذا خرجن من بيوتهن ويرتدين فوقها الحبرة. (الملابس ص199، عويدي ص395).
سَبَلَة: شارب وتجمع على سِبال. وقد اعتبرت سبال مفرداً فجمعت على سبل واسبلة (فليشر في تعليقه على المقري 2: 816، بريشت ص202) سَبلة (عند النجارين): البرد الرقيق الذي تفلج به أسنان المنشار (محيط المحيط).
سَبلة النهر: الماء الشديد الجري (محيط المحيط).
سبول. ذرة (تونس). مجلة الشرق والجزائر 7: 262.
سبول الفار: ثيل، نجيل (هلو) phalaris ( براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 281).
سَبُول: ترجمها بيرناور في الجريدة الأسيوية (1861، 1: 16) بما معناه: خرنوب عذب، خَرَّوب عذب، غير أني لا أدري إذا ما كانت هذه العبارة فيها صحيحة.
سَبَيلِ. السبيلان: الإست والذكر أو الإست والفرج ففي معجم المنصوري: عجان هو ما بين السبيلَيْن من الذكور والإناث (محيط المحيط).
سبيل النساء: الحيض (محيط المحيط).
سبيل: حجة. ففي كليلة ودمنة (ص240): جعل على نفسه سبيلاً، أي جعل له حجة للقضاء عليه.
سبيل: حرج وسبب للعقوبة، ففي القرآن الكريم: ما على المحسنين من سبيل، أي ليس عليهم جناح ولا إلى معاتبتهم سبيل، كما يقول البيضاوي، ومنه المثل عند المولَّدين: ما على المحسن سبيل وقد فسر في محيط المحيط بمعارضة.
ليس لك علي سبيل أي حجة تعتل بها (محيط المحيط) ليس عليّ في كذا سبيل أي حرج (محيط المحيط) ومنه قول الحريري ملغزاً في ميل (ص475).
وما ناكح أختين جهرا وخفية ... وليس عليه في النكاح سبيل
وقد فسرت بلا إثم عليه ولا حرج.
سبيلنا أن نفعل كذا: أي نحن جديرون بفعله (محيط المحيط).
جمال السبيل: الإبل المخصصة لحمل المنقطعين عن القافلة. ففي العبدري (ص46 و): وكان الفرسان في مقدمة القافلة ومؤخرتها يجمعون المتأخرين ومعهم جمال السبيل يحملون المنقطعين.
هو منك بسبيل: هو دائم الصلة بك (الحماسة ص638).
سائر أبواب الإمارة والملك الذي هو (السلطان بسبيله. أي الذي يلتقي به كثيراً المقدمة 2: 278 مع تعليقه دي سلان.
اخذ بسبيل: أحاط علما. فهم (بوشر) لا تأخذه بسبيل المزح: لا تعتبر هذا مزحاً (بوشر) ترك سبيله: تركه يفعل ما يريد (ألف ليلة 1: 3).
أجابه إلى سبيله: أعطاه ما طلب. ففي حيان (ص39 و): استدعى من الأمير تجديد الاسجال له على ما بيده فأجابه إلى سبيله وجدد الاسجال له على ما في يده.
خَلَّي سبيله: أطلقه وتركه يرحل (فريتاج طرائف ص57).
راح إلى حال سبيله: مضى في طريقه (بوشر، ألف ليلة 1: 65). ويقال أيضاً: مضى لسبيله (المقري 1: 317).
سبيل: سبيل الله: ففي ألف ليلة (1: 74) وصرخ الحمال، الذي تلقى الضربات وخشي أن يتلقى ضربات أخرى: في سبيل الله رقبتي وأكتافي، وهذا مثل ما نقول، رقبتي وأكتافي استشهدوا في سبيل الله وفي عبارة أخرى (برسل 9: 266): فقال إلا في سبيل الله عليك، لابد إن معناها أحلفك باسم الله أن تخبرني. لأن في طبعة ماكن في هذا الموضع: فقال بحق الاسم الأعظم أن تخبرني.
السبيل: اختصار سبيل الله، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 46): هو موقوف في السبيل لا يلزم اأحداً في دخوله شيء، ومن هذا قيل للسبيل أي مجاناً بغير أجرة أي في سبيل الله، ففي مملوك (1: 229): عملت التوابيت لتغسيل الموتى للسبيل بغير أجرة. وهناك أمثلة أخرى (ابن جبير ص186، 188).
ويقال أيضاً: مكتب السبيل أي مدرسة في سبيل الله بغير أجرة، وكذلك: مكتب سبيل.
كاتب السبيل: كاتب بغير أجرة (مملوك 141) وخان السبيل (ابن جبير ص259)
وأخيراً فقد استعملت كلمة السبيل مجازاً بمعنى ما يؤسس أو ينذر في سبيل الله لسائر الناس، ففي مملوك (1: 1): السبيل كل هبة أو عطية تقدم في سبيل الله للحصول على رضا الله مثل التضحية بالنفس والمال والجهاد وحفر الآبار في الطرق التي لا ماء فيها. وبناء الخانات لنزول المسافرين في المناطق الخالية من السكان. وبناء المصانع وأحواض الماء في الطرقات. وهذه الأخيرة هي التي تسمى السبيل في بلاد الشام (زيشر 11: 512 رقم 38). وفي البيان (2: 252): بيت المال الذي للسبيل بداخل المسجد الجامع بقرطبة وسبيل، عند ابن خلكان (1: 610): زاد يقدم مجاناً للمسافرين، (وفيه) وكان يقيم في كل سنة سبيلاً للحاج وسيرَّ معه جميع ما تدعو حاجة المسافر إليه في الطريق.
وسبيل بمعنى فسقية ماء عامة يسميها المقريزي سبيل الماء غير أنها تسمى عادة سبيل فقط (مملوك 1: 1).
وسبيل عند بركهارت: بناية صغيرة مثل الرواق بجانب الفسقية يصلى فيها المسافرون ويستريحون.
سَبُولة، سبولة الدرة: الذرة البيضاء. (دوماس صحارى ص295).
سَبولة وسَبُولى: يطلق في مراكش على خنجر ذي حدين (دومب ص81).
سبّالة: فسقية، عين ماء (بوشر، باربيبه) وحوض ماء في مؤسسة دينية (براكس، مجلة الشرق والجزائر 6: 291) وحوض ماء للجمهور (رولاند، همبرت ص186 جزائرية) وفسقية ماء كبيرة مع حوض ومنهل (بليسبيه ص60، 61).
سَّبالة: سبالة الماء (الجريدة الآسيوية 1852، 2: 222) وفي تاريخ تونس (ص81): وأمر السلطان ببناء سبالة باب أبي سعدون.
سبالة وتجمع على سبايل: قنينة سدادها من زجاج، قارورة (شيرب ديال ص140).
سابل: عام، مشاع الاستعمال (معجم الماوردي).
إسبلان وفي قول بعضهم مسبلان: عود طويل ذو شعبتين يتناول به الشوك من بعد (محيط المحيط).
مُسَبلّ: من نذر نفسه للموت في الحرب فأقدم على مخاطرها (بربر دجر ص112). وارى إنها اختصار قولهم: مسبّل نفسه. انظر فيما تقدم استبسل للموت أي نذر نفسه للموت في سبيل الله.
مُسَبّلات: اختصار مسبلات أنفسهن. ويظهر أن معناها راهبات. ففي كرتاس (ص237) وفي كلامه على استيلاء المسلمين على حصن للنصارى واسروا ما بقي من الرجال والنساء والمسبلات.
مُسَبّل: من يوزع ماء السبيل (انظر سبيل). (زيشر 11: 512).
مسبلان: انظر اسبلان.

سبل: السَّبيلُ: الطريقُ وما وَضَحَ منه، يُذَكَّر ويؤنث. وسَبِيلُ

الله: طريق الهُدى الذي دعا إِليه. وفي التنزيل العزيز: وإِن يَرَوْا سَبيلَ

الرُّشْد لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه

سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ،

فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب

فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن

الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا

سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها جائرٌ أَي ومنها سَبيلٌ جائر.

وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند أَسْبُله أَي طُرُقه، وهو جمع قِلَّة

للسَّبلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز

وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في الجهاد؛ وكُلُّ ما أَمَرَ الله به

من الخير فهو من سَبيل الله أَي من الطُّرُق إِلى الله، واستعمل السَّبيل

في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله

في سَبيل الله أُريد به الذي يريد الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه

مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبِيل أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو

داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها

أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بما سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن

السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سَبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن

وقَفْتها عليه. وسَبَّلت الشيء إِذا أَبَحْته كأَنك جعلت إِليه طَرِيقاً

مَطْروقة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا لا يَتَّخِذوه سَبيلاً وإِنْ

يَرَوْا سَبيل الغَيِّ يتَّخذوه سَبيلاً، فذُكِّر؛ وفيه: قل هذه سَبيلي

أَدْعُو إِلى الله على بصيرةٍ، فأُنِّث. وقوله تعالى: وعلى الله قَصْدُ

السَّبِيل ومنها جائرٌ؛ فسره ثعلب فقال: على الله أَن يَقْصِدَ السَّبيلَ

للمسلمين، ومنها جائر أَي ومن الطُّرُق جائرٌ على غير السَّبيل، فينبغي أَن

يكون السَّبيل هنا اسم الجنس لا سَبيلاً واحداً بعينه، لأَنه قد قال ومنها

جائرٌ أَي ومنها سَبيل جائر. وفي حديث سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عند

أَسْبُله أَي طُرُقُه، وهو جمع قِلَّة للسَّبيلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا

ذُكِّرَت فجمعها أَسْبِلة. وقوله عز وجل: وأَنْفِقُوا في سَبيل الله، أَي في

الجهاد؛ وكُلُّ ما ايمَرَ الله به من الخير فهو من سَبيل الله أَي من

الطُّرُق إِلى الله، واستعمال السَّبيل في الجهاد أَكثر لأَنه السَّبيل الذي

يقاتَل فيه على عَقْد الدين، وقوله في سَبيل الله أُريد به الذي يريد

الغَزْو ولا يجد ما يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى من سَهْمه، وكُلُّ سَبيل

أُريد به الله عز وجل وهو بِرٌّ فهو داخل في سَبيل الله، وإِذا حَبَّس

الرَّجلُ عُقْدةً له وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسْلَك بما سَبَّل

سَبيلُ الخَيْر يُعْطى منه ابن السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وغيرهم.

وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها في سبيل الله. وفي حديث وَقْف عُمَر: احْبِسْ

أَصلها وسَبِّل ثَمَرَتَها أَي اجعلها وقفاً وأَبِحْ ثمرتها لمن وقَفْتها

عليه. وسَبصلت الشيء إِذا أَبَحَتْه كأَنك جعلت إِليه طَريقاً مَطْروقة.

قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر سَبيل الله وابن السَّبيل،

والسَّبيل في الأَصل الطريق، والتأْنيث فيها أَغلب. قال: وسبيل الله عامٌّ

يقع على كل عمل خالص سُلك به طريق التقرُّب إِلى الله تعالى بأَداء

الفرائض والنوافل وأَنواع التطوُّعات، وإِذا أُطلق فهو في الغالب واقع على

الجهاد حتى صار لكثْرة الاستعمال كأَنه مقصور عليه، وأَما ابن السَّبيل فهو

المسافر الكثير السفر، سُمِّي ابْناً لها لمُلازَمته إِياها. وفي الحديث:

حَريمُ البئر أَربعون ذراعاً من حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل والغنم، وابن

السَّبيل أَوْلى شارب منها أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بالبئر أَو

الماء أَحَقُّ به من المقيم عليه، يُمَكَّن من الوِرْد والشرب ثم يَدَعه

للمقيم عليه. وقوله عز وجل: والغارِمِين وفي سَبيل الله وابن السَّبيل؛ قال

ابن سيده: ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ،

والجمع سُبُلٌ. وسَبيلٌ سابلةٌ: مَسْلوكة. والسابِلَة: أَبناء السَّبيل

المختلفون على الطُّرُقات في حوائجهم، والجمع السوابل؛ قال ابن بري: ابن

السبيل الغريب الذي أَتى به الطريقُ؛ قال الراعي:

على أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ،

قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلاّ غِرَارا

وقال آخر:

ومَنْسوب إِلى مَنْ لم يَلِدْه،

كذاك اللهُ نَزَّل في الكتاب

وأَسْبَلَتِ الطريقُ: كَثُرت سابِلَتُها. وابن السَّبِيل: المسافرُ الذي

انْقُطِع به وهو يريد الرجوع إِلى بلده ولا يَجِد ما يَتَبَلَّغ به

فَلَه في الصَّدَقات نصيب. وقال الشافعي: سَهْمُ سَبيل الله في آيةِ الصدقات

يُعْطَى منه من أَراد الغَزْو من أَهل الصدقة، فقيراً كان أَو غنيّاً؛

قال: وابن السَّبيل عندي ابن السَّبيل من أَهل الصدقة الاذي يريد البلد غير

بلده لأَمر يلزمه، قال: ويُعْطَى الغازي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة

والكِسْوة، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ ما يُبَلِّغه البلدَ الذي يريده

في نَفَقته وحَمُولته. وأَسْبَلَ ابزاره. أَرخاه. وامرأَة مُسْبِلٌ:

أَسْبَلَتْ ذيلها. وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنِبَه: أَرسله. التهذيب: والفرس

يُسْبِل ذَنَبه والمرأَة تُسْبِل ذيلها. يقال: أَسْبَل فلان ثيابه إِذا طوّلها

وأَرسلها إِلى الأَرض. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

قال: ثلاثة لا يُكَلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يَنْظُر إِليهم ولا

يُزَكِّيهم، قال: قلت ومَنْ هم خابُوا وخَسِرُوا؟ فأَعادها رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، ثلاث مرات: المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته

بالحَلِف الكاذب؛ قال ابن الأَعرابي وغيره: المُسْبِل الذي يُطَوِّل ثوبه

ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يفعل ذلك كِبْراً واخْتِيالاً.

وفي حديث المرأَة والمَزَادَتَينِ: سابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ

مَزَادَتَينِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والصواب في اللغة مُسْبِلة أَي

مُدَلِّيَة رجليها، والرواية سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة. وفي حديث أَبي

هريرة: من جَرَّ سَبَلَه من الخُيَلاء لم يَنْظُر الله إِليه يوم القيامة؛

السَّبَل، بالتحريك: الثياب المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر في المُرْسَلة

والمَنْشورة. وقيل: إِنها أَغلظ ما يكون من الثياب تُتَّخَذ من مُشاقة

الكَتَّان؛ ومنه حديث الحسن: دخلت على الحَجّاج وعليه ثِيابٌ سَبَلةٌ؛

الفراء في قوله تعالى: فَضَلُّوا فلا يستطيعون سَبيلاً؛ قال: لا يستطيعون في

أَمرك حِيلة. وقوله تعالى: لَيْسَ علينا في الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ؛ كان

أَهل الكتاب إِذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأُمِّيِّين يعني

العرب حُرْمَة أَهل ديننا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا. وقوله تعالي: يا ليتني

اتَّخَذْتُ مع الرسول سَبيلاً؛ أَي سَبَباً ووُصْلة؛ وأَنشد أَبو عبيدة

لجرير:

أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ،

تَرْجُو القُيونُ مع الرَّسُول سَبِيلا؟

أَي سَبَباً ووُصْلَةً.

والسَّبَلُ، بالتحريك: المَطَر، وقيل: المَطَرُ المُسْبِلُ. وقد

أَسْبَلَت السماءُ، وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا،

والاسم السَّبَل، بالتحريك. وفي حديث رُقَيْقَةَ: فَجادَ بالماء جَوْنيٌّ

له سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. وقال أَبو زيد: أَسْبَلت السماءُ

إِسْبالاً، والاسم السَّبَلُ، وهو المطر بين السحاب والأَرض حين يَخْرج من

السحاب ولم يَصِلْ إِلى الأَرض. وفي حديث الاستسقاء: اسْقِنا غَيْثاً

سابِلاً أَي هاطِلاً غَزِيراً. وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها

إِلى الأَرض. ابن الأَعرابي: السُّبْلَة المَطْرَة الواسعة، ومثل

السَّبَل العَثانِينُ، واحدها عُثْنُون.

والسَّبُولةُ والسُّبولةُ والسُّنْبُلة: الزَّرْعة المائلة. والسَّبَلُ:

كالسُّنْبُل، وقيل: السَّبَل ما انْبَسَطَ من شَعاع السُّنْبُل، والجمع

سُبُول، وقد سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ. الليث: السَّبولة هي سُنْبُلة

الذُّرَة والأَرُزِّ ونحوه إِذا مالت. وقد أَسْبَل الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل.

والسَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، وقيل السَّبَل السُّنْبُل، وقد سَنْبَل

الزَّرْعُ أَي خرج سُنْبُلة. وفي حديث مسروق: لا تُسْلِمْ في قَراحٍ حتى

يُسْبِل أَي حتى يُسَنْبِل. والسَّبَل: السُّنْبُل، والنون زائدة؛ وقول محمد

بن هلال البكري:

وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قد وزَعْتُها،

لها سَبَلٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ

يعني به الرُّمْح. وسَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ التي في وسَط الشفة

العُلْيا، وقيل: السَّبَلة ما على الشارب من الشعر، وقيل طَرَفه، وقيل هي

مُجْتَمَع الشاربَين، وقيل هو ما على الذَّقَن إِلى طَرَف اللحية، وقيل هو

مُقَدَّم اللِّحية خاصة، وقيل: هي اللحية كلها بأَسْرها؛ عن ثعلب. وحكى

اللحياني: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، وهو من الواحد الذي فُرِّق فجُعل كل جزء

منه سَبَلة، ثم جُمِع على هذا كما قالوا للبعير ذو عَثَانِين كأَنهم جعلوا

كل جزء منه عُثْنُوناً، والجمع سِبَال. التهذيب: والسَّبَلة ما على

الشَّفَة العُلْيا من الشعر يجمع الشاربَين وما بينهما، والمرأَة إِذا كان

لها هناك شعر قيل امرأَة سَبْلاءُ. الليث: يقال سَبَلٌ سابِلٌ كما يقال

شِعْرٌ شاعِرٌ، اشتقوا له اسماً فاعلاً. وفي الحديث: أَنه كان وافِرَ

السَّبَلة؛ قال أَبو منصور: يعني الشعرات التي تحت اللَّحْي الأَسفل،

والسَّبَلة عند العرب مُقَدَّم اللحية وما أَسْبَل منها على الصدر؛ يقال للرجل

إِذا كان كذلك: رجل أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كان طويل اللحية، وقد سُبِّل

تَسْبيلاً كأَنه أُعْطِيَ سَبَلة طويلة. ويقال: جاء فلان وقد نَشَر

سَبَلِته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد؛ قال الشَّمَّاخ:

وجاءت سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها،

تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبالَها

ويقال للأَعداء: هم صُهْبُ السِّبال؛ وقال:

فظِلالُ السيوف شَيَّبْنَ رأْسي،

واعْتِناقي في القوم صُهْبَ السِّبال

وقال أَبو زيد: السَّبَلة ما ظهر من مُقَدَّم اللحية بعد العارضَيْن،

والعُثْنُون ما بَطَن. الجوهري: السَّبَلة الشارب، والجمع السِّبال؛ قال ذو

الرمة:

وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ

وفي حديث ذي الثُّدَيَّة: عليه شُعَيْراتٌ مثل سَبَالة السِّنَّوْر.

وسَبَلَةُ البعير: نَحْرُه. وقيل: السَّبَلة ما سال من وَبَره في مَنْحره.

التهذيب: والسَّبَلة المَنْحَرُ من البعير وهي التَّريبة وفيه ثُغْرة

النَّحْر. يقال: وَجَأَ بشَفْرَته في سَبَلَتها أَي في مَنْحَرها. وإِنَّ

بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلة؛ يريدون رِقَّة جِلْده. قال الأَزهري: وقد سمعت

أَعرابيّاً يقول لَتَمَ، بالتاء، في سَبَلة بعيره إِذا نَحَرَه فَطَعَن

في نحره كأَنها شَعَراتٌ تكون في المَنْحَر. ورجل سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ

ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ: طويل السَّبَلة. وعَيْن سَبْلاء: طويلة

الهُدْب.

ورِيحُ السَّبَل: داءٌ يُصِيب في العين. الجوهري: السَّبَل داءٌ في

العين شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج العنكبوت بعروق حُمْر.

ومَلأَ الكأْس إِلى أَسبالِها أَي حروفها كقولك إِلى أَصْبارِها. ومَلأَ

الإِناءَ إِلى سَبَلته أَي إِلى رأْسه. وأَسْبالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛

قال باعث بن

صُرَيم اليَشْكُري:

إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ،

فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبالِها

يقول: بَعَثُوني طالباً لتِراتِهم فأَكْثَرْت من القَتْل، والعَلَقُ

الدَّمُ.

والمُسْبِل: الذَّكَرُ. وخُصْية سَبِلةٌ: طويلة. والمُسْبِل: الخامس من

قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: هو السادس وهو المُصْفَح أَيضاً، وفيه

ستة فروض، وله غُنْم ستة أَنْصِباء إِن فاز، وعليه غُرْم ستة أَنْصباء إِن

لم يَفُزْ، وجمعه المَسابل.

وبنو سَبَالة

(* قوله «بنو سبالة» ضبط بالفتح في التكملة، عن ابن دريد،

ومثله في القاموس، قال شارحه: وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر): قبيلة.

وإِسْبِيلٌ: موضع، قيل هو اسم بلد؛ قال خَلَف الأَحمر:

لا أَرضَ إِلاَّ إِسْبِيل،

وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل

وقال النمر بن تولب:

بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ به أُمُّه

على رأْس ذي حُبُكٍ أَيْهَما

والسُّبَيْلة: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

قَبَحَ الإِلهُ، ولا أُقَبِّح مُسْلِماً،

أَهْلَ السُّبَيْلة من بَني حِمَّانا

وسَبْلَلٌ: موضع؛ قال صَخْر الغَيِّ:

وما انْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ

بسَبْلَل لا تَنامُ مع الهُجود

جَعَله اسماً للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. ومُسْبِلٌ: من أَسماء ذي الحِجَّة

عاديَّة. وسَبَل: اسم فرس قديمة. الجوهري: سَبَل اسم فرس نجيب في العرب؛

قال الأَصمعي: هي أُمُّ أَعْوَج وكانت لِغَنيٍّ، وأَعْوَجُ لبني آكل

المُرَار، ثم صار لبني هِلال بن عامر؛ وقال:

هو الجَوَادُ ابن الجَوَادِ ابنِ سَبَل

قال ابن بري: الشعر لجَهْم بن شِبْل؛ قال أَبو زياد الكلابي: وهو من بني

كعب بن بكر وكان شاعراً لم يُسْمَع في الجاهلية والإِسلام من بني بكر

أَشعرُ منه؛ قال: وقد أَدركته يُرْعَد رأْسه وهو يقول:

أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل،

إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَل

قال ابن بري: فثبت بهذا أَن سَبَل اسم رجل وليس باسم فرس كما ذكر

الجوهري.

سبل

2 سبّلهُ, inf. n. تَسْبِيلٌ, means جَعَلَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ [He assigned it, or the profit, or revenue, or usufruct, thereof, to be employed in the way, meaning cause, of God, or of religion; or in the doing of anything, or all, that God has commanded, or of the works whereby one pursues the way that leads to advancement in the favour of God; he dedicated it to pious, or charitable, uses or purposes]; (K, TA;) as though [meaning] he made it a trodden way [whereby to advance] to [the favour of] God. (TA.) Yousay, سبّل ضَيْعَتَهُ, using the verb in this sense [i. e. He assigned the profit, or revenue, or usufruct, of his estate to be employed in the cause of God, or of religion]; (S;) to be given to the wayfarer, and the poor, and the warrior against unbelievers, and others. (TA voce سَبِيلٌ.) and سبّل التَّمَرَةَ He assigned the profit to be employed in the ways of good works (Mgh, Msb) and the various kinds of pious deeds: (Msb:) or he made the profit to be allowable, or free, to those for whose benefit the property itself was made unalienable in perpetuity. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. حبس, relating to some palm-trees which 'Omar desired to give in charity.]) A2: سبّل, [either سَبَّلَ or, سُبِّلَ both app. allowable, (see the part. ns., below,)] He (a man) was, or became, long in the سَبَلَة [q. v.]; as though he had a long سَبَلَة given to him. (TA.) b2: See also 4.4 أَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ The road had many passengers following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, upon it. (M, K.) A2: اسبل إِزَارَهُ, (S, M, K,) inf. n. إِسْبَالٌ, (TA,) He let loose, let down, or lowered, his waist-wrapper; (S, M, K;) and so السِّتْرَ the veil, or curtain, (Msb,) or he let down, let fall, or made to hang down, the veil, or curtain: (Mgh:) the former act is forbidden in a trad. (TA.) And اسبلت ذَيْلَهَا [She made her skirt to hang down; or to hang down low, so that she dragged it on the ground]; said of a woman. (M.) And اسبل ثَوْبَهُ He dragged his garment [on the ground]; (O;) and ↓ سبّلهُ signifies the same, (O, TA,) inf. n. تَسْبِيلٌ. (TA.) And اسبل ذَنَبَهُ He made his tail to hang down; he hung down his tail; said of a horse. (M.) b2: [Hence,] اسبل المَآءَ (assumed tropical:) He (a man) poured forth the water. (Msb.) and اسبل دَمْعَهُ (M, K, TA) (tropical:) He shed, or let fall, his tears. (K, TA.) A3: The verb is also similarly used intransitively. (TA.) You say, of a part of the beard, اسبل عَلَى الصَّدْرِ [It fell, or hung down, upon the breast]. (Az, O, TA.) b2: and اسبل المَطَرُ (tropical:) The rain let fall a shower, and became dense; as though it let down a curtain: (A, TA: [but accord. to this explanation, the verb is app. trans.; and the phrase, elliptical:]) or the rain fell continuously, or in consecutive showers, and in large drops: and in like manner, الدَّمْعُ the tears. (S, K,) b3: And اسبلت السَّمَآءُ (Az, S, M, K) (assumed tropical:) The sky let fall its rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or [simply] the sky rained. (K.) And اسبلت أَرْوَاقُ العَيْنِ (tropical:) The sides of the eye shed tears. (O, K, * TA, all in art. روق.) b4: And اسبل عَلَيْهِ (tropical:) He poured forth his speech against him abundantly, [or in torrents,] (A, K, * TA,) like as rain pours. (A. TA.) A4: اسبل الزَّرْعُ The seed-produce put forth its سُنْبُل [or ears]; (S;) and so ↓ سَنْبَلَ; (S, Mgh, Msb;) or put forth its سَبَل, (Msb in explanation of the former,) which is syn. with سُنْبُل, (S, M, Msb, K,) or its سَبُولَة: (K in explanation of the former:) [Mtr says,] ↓ تَسَنْبَلَ I have not found. (Mgh.) Q. Q. 1 سَنْبَلَ: see 4, last sentence: A2: and art. سنبل.

Q. Q. 2 تَسَنْبَلَ: see 4, last sentence.

سَبَلٌ A thing that one has let loose, let down, let fall, or made to hang down, and to drag [on the ground]; like as نَشَرٌ signifies “ a thing that one has spread ” &c.: whence the trad., مَنْ جَرَّ سَبَلَهُ مِنَ الخُيَلَآءِ لَا يَنْظُرُ اللّٰهُ يَوْمَ القِيٰمَةِ [He who drags what he has made to hang down of his garment from pride, or self-conceit, God will not look towards him on the day of resurrection]: (O:) or سَبَلٌ means garments made to hang down [so as to drag]; and is pl. of ↓ سَبَلَةٌ; [or rather a coll. gen. n. of which سَبَلَةٌ is the n. un.;] whence جَرَّ سَبَلَتَهُ, (TA,) which means [He dragged his garment; though said to mean,] his garments. (K, TA.) b2: Also (tropical:) Rain: (S, M, K:) or rain issuing from the clouds and not as yet having reached the earth: (Az, S, TA:) or flowing rain: and likewise flowing blood. (Ham p. 359.) b3: [Hence, app., as indicating swiftness,] سَبَلُ is the name of (assumed tropical:) A certain mare, (S, K,) an excellent mare, said by As to have been the mother of أَعْوَجُ, and to have belonged to [the tribe of] Ghanee. (S, TA.) b4: And سَبَلٌ [or سَبَلُ as a fem. proper name] is a name for (assumed tropical:) A ewe, or she-goat: and such is called to be milked by saying سَبَلْ سَبَلْ. (Ibn-'Abbád, TA.) A2: Also i. q. ↓ سُنْبُلٌ, (S, M, Msb, K,) which signifies The ears of corn: (MA: [and in like manner both are expl. in the KL, but as singulars, app. because used as gen. ns.:]) n. un. of the former with ↓ ة, and so of ↓ the latter: and the pl. of ↓ سُنْبُلٌ, which is of the measure فُنْعُلٌ, is سَنَابِلُ: (Msb:) or this is pl. of سُنْبُلَةٌ, (S,) as also سُنْبُلَاتٌ: (Kur xii. 43 and 46:) or سُنْبُلَةٌ [in the CK (erroneously) سُبْلَة] signifies an ear of corn [so I render زَرْعَةٌ (in the CK زُرْعَة)] that is bending, or inclining, as also ↓ سَبُولَةٌ [mentioned in one of my two copies of the S as syn. with سُنْبُلَةٌ but not in the other copy] and ↓ سُبُولَةٌ (M, K) and ↓ سَبَلَةٌ; (K;) or, accord. to Lth, ↓ سَبُولَةٌ signifies an ear (سُنْبُلَة) of millet (ذُرَة), and of rice, and the like, when bending, or inclining: (O, TA:) and some say that سَبَلٌ signifies spreading, or expanding, awn of the سُنْبُل [or ears of corn]; (M, TA;) or the extremities thereof; (TA;) and the pl. is سُبُولٌ; (M;) or سبول is syn. with سُنْبُلٌ, in the dial. of بنو هميان [?]. (TA.) ↓ السُّنْبُلَةُ is also the name of A certain sign of the Zodiac [i. e. Virgo]: (S in the present art., and K in art. سنبل:) [or Spica Virginis;] a star in Virgo; thus called by astrologers; also called السِّمَاكُ الأَعْزَلُ. (Kzw. [See art. سمك.]) الطِّيبِ ↓ سُنْبُلُ is A well-known plant, [spikenard, which is called in the present day السُّنْبُلُ الهِنْدِىُّ,] brought from India. (O. [See also art. سنبل.]) b2: Also sing. of أَسْبَالٌ, which signifies (assumed tropical:) The uppermost parts of a bucket, (O,) or the lips thereof: (S:) or ↓ سَبَلَةٌ is the sing. of أَسْبَالٌ in these senses; and signifies (tropical:) the head of a vessel [like as it signifies the “ ear,” which is the “ head,” of a culm of wheat &c.]. (TA.) Yousay, مَلَأَهَا إِلَى أَسْبَالِهَا (tropical:) He filled it (i. e. the winecup, الكَأْسَ, M, TA, or the bucket, الدَّلْوَ, O) to its edges, (M, K, TA,) and to its lips. (K.) And a poet says, (S,) namely Bá'ith Ibn-Sureym El-Yeshkuree, (TA,) إِذْ أَرْسَلُونِى مَاتِحًا بِدِلَائِهِمْ فَمَلَأْتُهُا عَلَقًا إِلَى أَسْبَالِهَا [When they sent me drawing with their buckets, and I filled them with blood to their brims]: he says, they sent me seeking to execute their blood-revenges, and I slew many: العَلَق meaning “ blood. ” (S, TA. [See also Ham p. 268, where some different readings are mentioned; and it is said that the اسبال may mean the knots that are connected with the cross-pieces of wood of the bucket.]) b3: And (assumed tropical:) A number of spears, few or many. (K. [Perhaps because their heads are likened to the heads of corn.]) A3: Also The nose: (K:) pl. سِبَالٌ: so in the Moheet. (TA.) One says, أَرْغَمَ اللّٰهُ سَبَلَهُ [May God make his nose to cleave to the earth, or dust: or (assumed tropical:) abase, or humble, him]. (TA.) A4: And Garments made of the hards, or hurds, of flax of the coarsest of qualities: and so ↓ سَبَلَةٌ [if one of these words be not a mistranscription for the other]. (TA.) A5: And A certain disease in the eye, [thus رِيحُ السَّبَلِ is expl. in the M,] resembling a film, as though it were the web of a spider, with red veins: (S:) or a film of the eye, from the swelling, or inflation, of its external veins upon the surface of the مُلْتَحِمَة, (K,) which is one of the layers of the eye, (TA,) [namely, the tunica albuginea, or white of the eye, so called in the present day,] and the appearance of a web, or thing woven, between the two, [i. e. between those veins and the white tunic,] like smoke: (K:) or a film covering the eye; as though from إِسْبَالْ meaning the “ letting down ” of a veil, or curtain. (Mgh.) A6: Also A reviling, or vilifying. (K.) One says, بَيْنِى وَ بَيْنَهُ سَبَلٌ Between me and him is a reviling, or vilifying: so in the Moheet. (TA.) سَبِلٌ [is app. a possessive epithet, meaning Having length and flaccidity]. خُصْيَةٌ سَبِلَةٌ means[A scrotum] that is long (M, K, TA) and flaccid. (TA.) سُبْلَةٌ (assumed tropical:) A rain of wide extent. (IAar, O, K.) سَبَلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places. b2: Also (assumed tropical:) The شَارِب [or mustache]: (S:) or the دَائِرَة [or small protuberance termed حِثْرِمَة, q. v.,] in the middle of the upper lip: or the hair that is upon [app. meaning of] the شَارِب; (M, K;) whence the saying, طَالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّهَا [thy hair of the mustache has become long, therefore clip it]; and it is tropical: (TA:) or the extremity of that hair: (M, K:) or the two mustaches together: (M, K: *) or what is upon the chin, to the extremity of the beard: or the fore part of the beard: (M, K:) or what hangs down, of, or from, the fore part of the beard: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) or, accord. to Az, it signifies, with the Arabs, the fore part of the beard, and what hangs down thereof, or therefrom, upon the breast: or, accord. to IDrd, some of them apply it to the extremity of the beard; and some, to the hair of the mustache that hangs down on the beard: in a trad., in which it is said that he [Mohammad] was full in the سَبَلَة, Az says that it means the hairs beneath the lower jaw: accord. to Az, it is what appears, of the fore part of the beard, after [or exclusive of] the hair of the side of each cheek and the عُثْنُون [here app. meaning the portion of the beard next the front of the throat], and what is concealed [thereof]: (TA:) or, accord. to Th, the beard altogether: (M:) the pl. is سِبَالٌ, (S, K,) [to which ة is sometimes added, agreeably with a common license, as appears from an ex. in what follows,] and سَبَلَاتٌ, occurring in the saying, إِنَّهُ لَذُو سَبَلَاتٍ, mentioned by Lh, in which the term سَبَلَة is made to apply to every separate portion [so that the meaning is, Verily he has a سَبَلَة]. (M.) One says, of enemies, هُمْ صُهْبُ السِّبَالِ (assumed tropical:) [They are red, or reddish, in respect of the mustaches, &c.: see art. صهب]. (TA.) and of a man who has come threatening, one says, جَآءَ فُلَانٌ وَ قَدْ نَشَرَ سَبَلَتَهُ (tropical:) [Such a one came having spread out his mustache, &c.]. (K, * TA.) And in a trad. respecting Dhu-th-Thudeiyeh, [see art. ثدى,] it is said, عَلَيْهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سِبَالَةِ السِّنَّوْرِ [app. meaning (assumed tropical:) Having upon him small hairs like the whiskers of the cat]. TA.) b3: سَبَلَةُ البَعِيرِ means (assumed tropical:) The part of the camel, in which he is stabbed, or stuck, in the uppermost part of the breast; (T, M;) called also the تَرِيبَة: (T:) or the fur that flows down upon that part of the camel. (M, K. [In the CK, مَنْخَرِه is erroneously put for مَنْحَرِهِ.]) You say لَتَبَ فِى سَبَلَةِ النَّاقَةِ, meaning (assumed tropical:) He stabbed, or stuck, the she-camel in the part above mentioned: (M in art. لتب: [in the K, in the present art., كَتَبَ is erroneously put, in this phrase, in the place of لَتَبَ:]) Az heard an Arab of the desert say لَتَمَ فِى سَبَلَةِ بَعِيرِهِ, [which means the same as لَتَبَ,] and he supposes the سَبَلَة to be hairs in the part above mentioned. (TA.) You say also, بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ, meaning (assumed tropical:) [A camel goodly in respect of] the thinness of his skin (جِلْدِهِ): so in the O and K: but accord. to the T, of his cheek (خَدِّهِ); and this is probably the right explanation. (TA.) سَبَلَانِىٌّ: see أَسْبَلُ.

سَبِيلٌ A way, road, or path; (S, M, Msb, K;) and what is open, or conspicuous, thereof; (M, K;) and Er-Rághib adds, wherein is easiness: (TA:) and ↓ سَبِيلَةٌ signifies the same: (Ibn-'Abbád, K:) the former is masc. and fem.; (S, M, Mgh, Msb, K;) like زُقَاقٌ; (Msb;) made fem. by the people of El-Hijáz, and masc. by Temeem; (Akh, S voce زُقَاقٌ;) but mostly fem.; (IAth, TA;) in the Kur it is made masc. in vii. 143, and fem. in xii. 108: (S, M, TA:) pl. سُبُلٌ, (M, K,) or, accord. to ISk, it has this pl. when masc., and سُبُولٌ, like عُنُوقٌ when fem., (Msb, [but this distinction and the latter pl. are both strange,]) and it has also as a pl. [of pauc.]

أَسْبِلَةٌ. (TA.) In the saying, وَ عَلَى اللّٰهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [And upon God it rests to show the right way (see art. قصد)], (M, K,) in the Kur [xvi. 9], (M,) it is used as a gen. n., because it is added, وَ مِنْهَا جَائِرٌ. (M, K.) b2: اِبْنُ السَّبِيلِ means (assumed tropical:) The son of the road; (M, K;) he whom the road has brought, or [as it were] brought forth; (IB;) the wayfarer, or traveller: (Mgh, Msb:) or he who travels much or often: (TA:) or the traveller who is far from his place of abode: (Er-Rághib:) as used in the verse of the Kur, (M, Mgh, Msb,) ix, 60, (M,) it means the person to whom the way has become cut short [so that he is unable to continue his journey]; (M, K;) to which has been added, who desires to return to his country, or town, and finds not what will suffice him: (TA:) or the traveller who is cut off from his property: (Mgh, Msb:) or the person who desires to go to a country, or town, other than his own, for a necessary affair: or, accord. to Ibn-'Arafeh, the guest who has become disabled from proceeding in his journey, his means having failed him: to such should be given as much as will suffice him to his home. (TA.) b3: تَقْطَعُونَ السَّبِيلَ, in the Kur [xxix. 28], means (assumed tropical:) [And ye cut off] the way of offspring [by your unnatural practices]: or and ye oppose yourselves to men in the roads [or road] for the purpose of that which is excessively, or enormously, foul or abominable. (TA.) b4: [سَبِيلُ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The way, or cause, of God, or of religion; or the way whereby one seeks approach to God, or advancement in his favour.] It is said in the Kur [ii. 191], وَ أَنْفِقُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning (assumed tropical:) And expend ye in warring against unbelievers and the like, and in every good work commanded by God; (M, K;) such being of the ways [that lead] to God: (M:) mostly used in relation to warring against unbelievers and the like. (M, K.) And in the same, iii. 163, الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللّٰهِ, meaning [Who have been slain in the cause of God, or of his religion, i. e.,] for the sake of the religion of God. (Jel.) And you say, جَعَلَ ضَيْعَتَهُ فِى سَبِيلِ اللّٰهِ (assumed tropical:) [He made his estate to have its profit, or revenue, or usufruct, employed in the cause of God, or of religion]. (S.) b5: سَبِيلٌ also signifies (assumed tropical:) A means of access; a connexion, or a tie: so in the saying, in the Kur [xxv. 29], يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (assumed tropical:) [O would that I had obtained, with the Apostle, a means of access to Paradise]: (S, Msb, TA:) thus it has been explained: (TA:) or the meaning is, [O would that I had taken, with the Apostle,] a way to safety: or one way, the way of truth. (Bd.) b6: [Also, in the present day, applied to A public drinking-fountain.]

سَبُولَةٌ and سُبُولَةٌ: see سَبَلٌ, in three places.

سَبِيلَةٌ: see سَبِيلٌ, first sentence.

سَابِلٌ Travelling upon a road: pl. سَوَابِلُ and [coll. gen. n.] ↓ سَابِلَةٌ; (TA:) this last signifies travellers, (S, M, *) or a company of people, (Mgh, K,) following, or succeeding, one another, or going repeatedly to and fro, (S, M, Mgh, K,) upon the roads, (S, Mgh,) or upon the road, (M, K,) for the accomplishment of their wants: it is made fem. as denoting a جَمَاعَة. (Mgh.) b2: Also, ↓ سَابِلَةٌ, (TA in art. شغر,) or سَبِيلٌ سَابِلَةٌ, (M, K, * TA,) A travelled road; (M, K, TA;) a beaten road. (TA in art. شغر.) A2: غَيْثٌ سَابِلٌ (assumed tropical:) Rain falling continuously, or in successive showers, and in large drops, and copiously. (TA.) سَابِلَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

سُنْبُلٌ and سُنْبُلَةٌ: see سَبَلٌ, in five places: and see also art. سنبل.

سَلْسَبِيلُ the name of A certain fountain in Paradise: determinate; [without tenween;] but occurring at the end of a verse of the Kur [lxxvi. 18], (Akh, S, K,) and being with fet-h, (Akh, S,) ا is added to it, (Akh, S, K,) for the sake of conformity [with the endings of other verses before and after it]. (K.) See also art. سلسبل.

أَسْبَلُ (tropical:) A man long in the سَبَلَة [q. v., here said in the TA to mean the beard, but this is questionable], as also ↓ سَبَلَانِىٌّ and ↓ مُسْبِلٌ and ↓ مُسْبَلٌ and ↓ مُسَبِّلٌ and ↓ مُسَبَّلٌ. (M, K, TA.) b2: And the fem., سَبْلَآءُ, (assumed tropical:) A woman having hair in the place of the mustache. (TA.) b3: And (assumed tropical:) An eye having long lashes. (M, K.) مُسْبَلٌ: see the next preceding paragraph.

مُسْبِلٌ A man lengthening his garment, and making it to hang down to the ground. (IAar, TA.) [And in like manner,] applied to a woman, [though without ة,] Who has made her skirt to hang down [app. to the ground]. (M.) b2: See also أَسْبَلُ. b3: And المُسْبِلُ signifies (tropical:) The penis: (M, K, TA:) because of its pendulousness. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The [lizard called] ضَبّ. (K.) b5: and the fifth of the arrows used in the game called المَيْسِر: (M, K:) or the sixth of those arrows, (Lh, S, M, K,) also called المُصْفَحُ, (S,) in which are six notches, and to which are assigned six shares [of the slaughtered camel] if it win, and six fines if it do not win: (M:) pl. المَسَابِلُ. (TA.) b6: And مُسْبِلٌ is one of the names of Dhul-Hijjeh; (M, K; *) of the time of 'Ád. (M.) مُسَبَّلٌ: see أَسْبَلُ. b2: Also An ugly old man: (K:) app. because of the length of his beard. (TA.) مُسَبِّلٌ: see أَسْبَلُ.
سبل
السَّبِيلُ، والسَّبِيلَةُ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبَّادٍ: الطَّرِيقُ، وَمَا وَضَحَ مِنْهُ، زادَ الرَّاغِبُ: الَّذِي فِيهِ سُهُولَةٌ، يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ، قالَهُ تَعالى: وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرِّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً، وشَاهِدُ التَّأْنِيْثِ: قُلْ هذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ، عَبَّرَ بِهِ عَنْ المَحَجَّةِ، ج سُبُلٌ، ككُتُبٍ، قَالَ الله تَعَالَى: وأنهاراً وَسُبُلاً، وقولُه تَعَالَى: وعَلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ ومِنْهَا جَائِرٌ فَسَّرَهُ ثَعْلَب، فَقَالَ: عَلى اللهِ أَنْ يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمِنْهَا جائِرٌ، أَي ومِنَ الطُّرُقِ جائِرٌ عَلى غَيْرِ السّبِيلِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكونَ السّبِيلُ هُنَا اسْم جِنْسٍ، لَا سَبِيلاً واحِداً بِعَيْنِهِ، لِقَوْلِهِ: ومِنْها جائِرٌ، أَي وَمِنْهَا سَبيلٌ جائِرٌ، وقولُه تَعَالَى: وأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، أَي فِي الجِهادِ وكُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ فَهُوَ مِنْ سَبيلِ اللهِ، واسْتِعْمالُهُ فِي الْجِهادِ أَكْثَرُ، لأنَّهُ السَّبِيلُ الَّذِي يُقاتَلُ فِيهِ عَلى عَقْدِ الدّينِ، وقولُه: فِي سَبِيلِ اللهِ أُرِيدَ بِهِ الَّذِي يُرِيدُ الْغَزْوَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُبَلِّغُهُ مَغْزَاهُ، فيُعْطَى مِن سَهْمِهِ، وكُلُّ سَبِيلٍ أُرِيدَ بِهِ اللهُ عَزَّ جَلَّ وَهُوَ بِرٌّ داخِلٌ فِي سَبيلِ اللهِ، وَإِذا حَبَّسَ الرَّجُلُ عُقْدَةً لَهُ، وسَبَّلَ ثَمَرَها، أَو غَلَّتَها، فإِنَّهُ يُسْلَكُ بِمَا سَبَّلَ سَبِيلُ الخَيْرِ، يُعْطَى مِنْهُ ابنُ السَّبِيلِ، والفَقيرُ، والمُجاهِدُ، وغيرُهم، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وسَبيلُ اللهِ عامٌّ يَقَعُ على كُلِّ عَمَلٍ خالِصٍ، سُلِكَ بِهِ طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ، بِأَداءِ الفَرائِضِ، والنَّوافِلِ، وأَنْواعِ التَّطَوُّعاتِ، وإِذا أُطْلِقَ فَهُوَ فِي الغالِبِ واقِعٌ عَلى الجِهادِ، حَتَّى صارَ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ كأَنَّهُ مَقْصُورٌ عَلَيْهِ. وأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ، فَهُوَ ابْنُ الطَّرِيقِ، أَي المُسافِرُ الكَثِيرُ السَّفَرِ، سُمِّيَ ابْناً لَهَا لِمُلازَمَتِهِ إِيَّاها، قالَهُ ابْنُ الأَثِيرُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هوَ المُسافِرُ البَعِيدُ عَن مَنْزِلِهِ، نُسِبَ إِلَى السَّبِيلِ لمُمارَسَتهِ إِيَّاهُ، وقالَ ابنُ سِيدَه. تَأْوِيلُهُ الَّذِي قُطِعَ عَلَيْهِ الطِّرِيقُ، زادَ غَيْرُه: وَهُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلَى بَلَدِهِ، وَلَا يَجِدُ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ. وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْبَلَدَ غيرَ بَلَدِهِ، لأَمْرٍ يَلْزَمُهُ، وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: هُوَ الضَّيْفُ المُنْقَطَعُ بِهِ، يُعْطَى قَدْرَ مَا يَتَبَلَّغُ بِهِ إِلَى وَطَنِهِ، وَقَالَ ابنُ بَرِّيِّ: هُوَ الغريبُ الَّذِي أَتَى بهِ الطَّرِيقُ، قَالَ الرَّاعِي:
(عَلى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرارَا)
وقالَ آخَرُ: ومَنْسُوبٍ إِلَى مَنْ لَمْ يَلِدْهُكذاكَ اللهُ نَزَّلَ فِي الْكِتابِ والسَّابِلَةُ مِنَ الطُّرُقِ، قالَ بَعْضُهُم: وَلَو قالَ: مِن السُّبُلِ، لَوَافَقَ اللَّفْظَ والاشْتِقاقَ: الْمَسْلُوكَةُ،) يُقال: سَبيلٌ سَابِلَةٌ: أَي مَسْبُولَةٌ، والسَّابِلَةُ أَيْضاً: الْقَوْمُ الْمُخْتَلفَةُ عَليها فِي حَوائِجِهِمْ، جَمْعُ سَابِلٍ، وَهُوَ السَّالِكُ على السَّبِيلِ، ويُجْمَعُ أَيْضاً على السَّوابِلِ، وأَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ: كَثُرَتْ سابِلَتُها، أَي أَبْناؤُها المُخْتَلِفُونَ إِليها. وأسْبَلَ الإِزَارَ: أَرْخاهُ، وَمِنْه الحديثُ: نَهَى عَنْ إِسْبالِ الإِزَارِ، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ إِزارَهُ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: ثَلاَثةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، ولاَ يُزَكِّيهِمْ، فذَكَرَ المُسْبِلَ، والْمَنَّانَ، والمُنَفِّقَ سِلْعَتَهُ بالْحَلِفِ الْكَاذِبِ، قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ، وغَيْرُهُ: الْمُسْبِلُ: الَّذِي يُطَوِّلُ ثَوْبَهُ ويُرْسِلُهُ إِلَى الأَرْضِ إِذا مَشى، وإِنَّما يَفْعَلُ ذلكَ كِبْراً واخْتِيالاً. ومِنَ الْمَجازِ: وَقَفَ عَلَى الدَّارِ فأَسْبَلَ دَمْعَهُ، أَي أَرْسَلَهُ، ويُسْتَعْمَلُ أيْضاً لازِماً، يُقالُ: أَسْبَلَ دَمْعُهُ، أَيْ هَطَلَ، وأَسْبَلَتِ السَّمَاءُ: أمْطَرَتْ، وأَرْخَتْ عَثَانِينَهَا إِلَى الأَرْضِ، وَفِي الأَساسِ: أَسْبَلَ الْمَطَرُ: أَرْسَلَ دُفْعَهُ، وتَكاثَفَ، كأَنَّما أَسْبَلَ سِتْراً، وَهُوَ مَجازٌ. والسَّبُولَةُ، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ والسَّبَلَةُ، مُحَرَّكَةً، والسُّنْبُلَةُ، بالضَّمًّ، كقُنْفُذَةٍ: الزَّرْعَةُ الْمائِلَةُ، الأُولَى لُغَةُ بني هَمْيانَ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، والأخِيرَةُ لُغَةُ بني تَميم، وقالَ اللَّيْثُ: اسَّبُولَةُ: هِيَ سُنْبَلَةُ الذُرَةِ والأَرْزِّ، ونَحْوِهِ، إِذا مَالَتْ. ومِن الْمَجازِ: السَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: الْمَطَرُ، المُسْبِلُ، يُقالُ: وَقَعَ السَّبَلُ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ:
(رَاسِخُ الدِّمْنِ عَلى أَعْضادِهِ ... ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلُ)
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَسْبَلَتِ السَّماءُ، إِسْبالاً، والاِسْمُ السَّبَلُ، وَهُوَ المَطَرُ بَيْنَ السَّحابِ والأَرْضِ، حينَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحابِ، وَلم يَصِلُ إِلَى الأَرْضِ. والسَّبَلُ: الأَنْفُ، يُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ سَبَلَهُ، والجَمْعُ سِبالٌ، كَمَا فِي المُحيطِ. والسَّبَلُ: السَّبُ والشَّتْمُ، يُقالُ: بَيْنِي وبَيْنَهُ سَبَلٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ، وَلَا يَخْفَى أنَّ قَوْلَهُ: والشَّتْمُ: زِيادَةٌ، لأنَّ المَعْنَى قد تَمَّ عندَ قَوْلِهِ: السَّبّ. والسَّبَلُ: السُّنْبُلُ، لُغَةُ الحِجازِ ومِصْرَ قَاطِبَةً، وقِيلَ: هُوَ مَا انْبَسَطَ مِنْ شعاعِ السُّنْبُلِ، وقِيل: أَطْرَافُهُ. والسَّبَلُ: دَاءٌ يُصِيبُ فِي العَيْنِ، قيل: هُوَ غِشَاوَةٌ الْعَيْنِ، أَو شِبْهُ غِشَاوَةٍ، كأنَّها نَسَجُ الْعَنْكَبُوتِ، كَما فِي العُبَابِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ، بِعُرُوقٍ حُمْرٍ، وقالَ الرَّئِيسُ: مِنَ انْتِفَاخِ عُرُوقِها الظَّاهِرَةِ فِي سَطْحِ الْمُلْتَحِمَةِ، إِحْدَى طَبَقاتِ العَيْنِ، وَقيل: هُوَ ظُهُورُ انْتِسَاجِ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُما كالدُّخانِ، وتفصيله فِي التَّذْكِرَةِ. والسَّبَلَةُ: مُحَرَّكَةً: الدَّائِرَةُ فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، أَو مَا عَلى الشَّارِبِ مِنَ الشَّعَرِ، وَمِنْه قَوْلُهم: طالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّها، وَهُوَ مَجازٌ، أَو طَرَفُهُ، أَو مُجْتَمَعُ الشَّارِبَيْنِ، أَو مَا عَلى الذَّقَنِ إِلَى طَرَفِ اللِّحْيَةِ كُلِّها أَو مُقَدَّمُها خَاصَّةً، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي العِبَارَةِ سَقْطٌ، فِإنَّ) نَصَّ المُحْكَمِ: إِلَى طَرَفِ اللَّحْيَةُ خَاصَّةً، وَقيل: هِيَ الِّلحْيَةُ كُلُّها بأَسْرِها، عَن ثَعْلَبٍ، وأمَّا قَولُه: أَو مُقَدَّمُها، فَإِنَّهُ مِن نَصِّ الأزْهَرِيِّ، قالَ: والسَّبَلَةُ عندَ العَرَبِ مُقَدَّمُ اللِّحْيَةِ، وَمَا أسْبَلَ مِنْهَا علَى الصَّدْرِ، فتَأَمَّل ذَلِك، وعَلى هَذَا تكونُ الأَقْوالُ سَبْعَةً، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مِن العَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السَّبَلَةُ طَرَفَ اللَّحْيَةِ، وَمِنْهُم مَن يَجْعَلُها مَا أسْبَلَ مِن شَعَرِ الشَّارِبِ فِي اللِّحْيَةِ، وَفِي الحديثِ: أَنَّهُ كانَ وافِرَ السَّبَلَةِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: يَعْنِي الشَّعَرَاتِ الَّتِي تَحْتَ اللَّحْيِ الأَسْفَلِ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: السَّبَلَةُ مَا ظَهَرَ مِن مُقَدَّمِ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَيْنِ، والعُثْنُونُ مَا بَطَنَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: السَبَلَةُ الشَّارِبُ، ج: سِبَالٌ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّهَا بِقَضِيضِها ... تُنَشِّرُ حَوْلِي بِالْبَقِيعِ سِبَالَها)
وسَبَلَةُ البَعِيرِ: نَحْرُهُ، أَو مَا سَالَ مِنْ وَبَرِ الْبَعِيرِ فِي مَنْحَرِهِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: السَّبَلَةُ المَنْحَرُ مِنَ البَعِيرِ. وَهِي التَّرِيبَةُ، وَفِيه ثُغْرَةُ النَّحْرِ، يُقالُ: وَجَأَ بِشَفْرَتِهِ فِي سَبَلَتَهُ: أَي ثِيابَهُ، جَمْعُهُ سَبَلٌ، وَهِي الثِّيابُ المُسْبَلَةُ، كالرَّسَلِ والنَّشَرِ، فِي المُرْسَلَةِ والمَنْشُورَةِ. وذُو السَّبَلَةِ: خَالِدُ بْنُ عَوْفِ بْنُ نَضْلَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الحارثِ بنِ رَافِعِ ابنِ عبدِ عَوْفِ بنِ عُتْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَعْلِ بنِ عامرِ بنِ حَرْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ الدَّوْسِيُّ، مِنْ رُؤَسائِهِمْ.
ويُقالُ: بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ، أَي رِقَّةِ جِلْدِهِ، هَكَذَا نَصُّ العُبابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقالُ: إنَّ بَعِيرَكَ لَحَسَنُ السَّبَلَةِ، يُرِيدُونَ رِقَّةَ خَدِّهِ، قلتُ: ولَعَلَّ هَذَا هُوَ الصَّوابُ. ويُقالُ: كَتَبَ فِي سَبَلَةِ النَّاقَةِ، إِذا طَعَنَ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِها لِيَنْحَرَها، كَمَا فِي العُباب، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّاً، يَقولُ: لَتَمَ، بالتَّاءِ، فِي سَبَلَةِ بَعِيرِهِ، إِذا نَحَرَهُ، فَطَعَنَ فِي نَحْرِهِ، كأَنَّها شَعَرَاتٌ تَكونُ فِي الْمَنْحَرِ. ومِن المَجازِ: جاءَ فُلانٌ وَقد نَشَرَ سَبَلَتَهُ، أَي جاءَ مُتَوَعِّداً، وشاهُدُه، قَوْلُ الشَّمَّاخِ المُتَقَدِّمُ قَرِيبا. ومِنَ المَجازِ: يُقالُ: رَجُلٌ سَبَلاَنِيٌّ، مَحَرَّكَةً، ومُسْبِلٌ، كَمُحْسِنٍ، ومُكْرَمٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُعَظَّمٍ، وأَحْمَدَ، الأُولَى والثَّانِيَةُ والأَخِيرَةُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والرَّابِعَةُ والخامِسَةُ عَن ابنِ عَبَّادٍ: طَوِيلُ السَّبَلَةِ، أَي اللِّحْيَةِ، وَقد سُبِّلَ، تَسْبِيلاً، كأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلَةً طَوِيلَةً. وعَيْنٌ سَبْلاءُ: طَوِيلَةُ الْهُدْبِ، وأَمَّا قَوْلُهم: عَيْنٌ مُسْبَلَةٌ، فلُغَةٌ عَامِّيَّةٌ. ومِنَ المَجَازِ: مَلأَها، أَي الكَأْسَ، وإِنَّما أعادَ الضَّمِيرَ إِلَيْها مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَبَقَ ذِكْرُها، عَلى حَدِّ قَوْلِهِ تَعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالحِجَابِ، وَإِلَى أَسْبالِها: أَي حُرُوفِها، كقَوْلِكَ: إِلَى أَصْبارِها، واحِدُهَا سَبَلَةٌ، مُحَرَّكَةً، يُقالُ: مَلأَ الإِناءَ إِلَى سَبَلَتِهِ، أَي إِلَى رأْسِهِ، وأَسْبالُ الدِّلاءِ: شِفاهُهَا، قالَ باعِثُ ابنُ صُرَيْمٍ الْيَشْكُرِيُّ:)
إذْ أَرْسَلُونِي مَائِحاً بِدِلاَئِهِمْفَمَلأْتُها عَلَقاً إِلَى أَسْبالِهَا يقُولُ: بَعَثُونِي طَالِباً لِتِرَاتِهِمْ، فَأَكْثَرْتُ مِنَ القَتْلِ، والعَلَقُ: الدَّمُ. ومِنَ المَجازِ: المُسْبِلُ، كمُحْسِنٍ: الذَكَرُ، لارْتِخَائِهِ. والمُسْبِلُ أَيْضاً: الضَّبُّ. وأَيْضاً: السَّادِسُ، أَو الْخَامِسُ مِن قِدَاحِ الْمَيْسِر، الأَوَّلُ قَوْلُ اللِّحْيانِيِّ، وَهُوَ المُصْفَحُ أَيْضا، وَفِيه سِتَّةُ فُرُوضٍ، ولهُ غُنْمُ سِتَّةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ فازَ وعليهِ غُرْمُ سِتَّةِ أَنْصِباءَ إِنْ لَمْ يَفُزْ، والجَمْعُ المَسَابِلُ. ومُسْبِلٌ: اسْمٌ مِن أَسْماءِ ذِي الْحِجَّةِ عَادِيَّةٌ. والمُسَبَّلُ، كمُعَظَّمٍ: الشَّيْخُ السَّمْجُ، كأَنَّهُ لِطُولِ لِحْيَتِهِ. وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ، كَفَرِحَةٍ: طَوِيلَةٌ، مُسْتَرْخِيَةٌ. وبَنُو سَبالَةَ: قَبِيلَةٌ، ظاهِرُ إِطْلاقِهِ يَقْتَضِي أنَّهُ بالفَتْحِ، وابنُ دُرَيْدٍ ضَبَطَهُ بالضَّمِّ، كَما فِي العُبابِ، وقالَ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ: وَفِي الأَزْدِ سِبَالَة، ككِتَابَةٍ، مِنْهُم عبدُ الجَبَّارِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، وَالِي خُرَاسانَ لِلْمَنْصُورِ، وحُمْرَانُ السِّبالِيُّ، الَّذِي يقُولُ فيهِ الشَّاعِرُ:
(مَتى كانَ حُمْرَانُ السِّبالِيُّ رَاعِياً ... وَقد رَاعَهُ بالدَّوِّ اَسْوَدُ سَالِخُ)
فَتَأمَّلْ ذَلِك. والسّثبْلَةُ، بالضَّمِّ: الْمَطَرَةُ الْوَاسِعَةُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وإسْبِيلٌ، كإِزْمِيلٍ: د، وَقيل: اسْمُ أَرْضٍ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلٍَ، رضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(بِإسْبِيلَ أَلْقَتْ بِهِ أُمُّهُ ... عَلى رَأْسِ ذِي حُبُكٍ أَيْهَمَا)
وقالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: لَا أَرْضًَ إِلا إِسْبِيلْ وكُلُّ أَرْضٍ تَضْلِيلْ وقالَ يَاقُوتُ: إِسْبيلُ: حِصْنٌ بأَقْصَى اليَمَنِ، وَقيل: حِصْنٌ وَراءَ النُّجَيْرِ، قالَ الشاعِرُ، يَصِفُ حِماراً وَحْشِيّاً:
(بِإِسْبِيلَ كانَ بِها بُرْهَةً ... مِن الدَّهْرِ لَا نَبَحَتْهُ الْكِلاَبُ)
وَهَذَا صِفَةُ جَبَلٍ، لَا حِصْنٍ، وَقَالَ ابنُ الدُّمَيْنَةَ: إِسْبِيلُ جَبَلٌ فِي مِخْلاَفِ ذَمَارِ، وَهُوَ مُنْقَسِمٌ بِنِصْفَيْنِ، نِصْفُهُ إِلَى مِخْلاَفِ رَدَاع، ونِصْفُهُ إِلَى بَلَدِ عَنْس، وبَيْنَ إِسْبِيلَ وذَمَارِ أَكَمَةٌ سَوْدَاءُ، بهَا حَمَّةٌ تُسَمَّى حَمَّامَ سُلَيْمانَ، والنَّاسُ يَسْتَشْفُونَ بِهِ مِن الأَوْصابِ، والجَرَبِ، وغيرِ ذَلِك، قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النُّمَيْرِيُّ ثمَّ الثَّقَفِيُّ:
(إِلَى أَن بَدَا لِي حِصْنُ إِسْبِيلَ طَالِعاً ... وإِسْبِيلُ حِصْنٌ لَمْ تَنَلْهُ الأَصابِعُ)
وَبِمَا قُلْنَا ظَهَرَ قُصُورُ المُصَنِّفِ فِي سِياقِهِ. والسِّبَالُ، ككِتَابِ: ع بَيْنَ الْبَصْرَةِ والْمَدِينَةِ، عَلى) سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، يُقالُ لَهُ: سِبَالُ أُثَالٍ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ، كَجَبَلٍ: ع قُرْبَ الْيَمَامَةِ، بِبِلادِ الرَّبَابِ، قالَهُ نَصْرٌ. وسَبَلٌ: اسْمُ فَرَسٍ قَدِيمَةٍ مِنْ خَيْلِ العَرَبِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَلْ إنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جادُوا وَبَلْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ فِي العَرَبِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ أُمُّ اَعْوَجَ، كانَتْ لِغَنِيٍّ، وأَعْوَجُ لِبَنِي آكِلِ المُرَارِ، ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلاَلٍ، وأَنْشَدَ: هُوَ الجَوادُ. . إِلَخ وقالَ غيرُهُ: هيَ أُمُّ أَعْوَجَ الأَكْبَرِ، لِبَنِي جَعْدَةَ، قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ:
(وهَناجِيجَ جِيَادٍ نُجُبٍ ... نَجْلِ فَيَّاضٍ ومِن آلِ سَبَلْ)
قلتُ: وقَرَأْتُ فِي أَنْسابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ، أَنَّ أَعْوَجَ أَوَّلُ مَنْ نُتِجَه بَنُو هِلاَلٍ، وأُمُّهُ سَبَلُ بنتُ فَيَّاضٍ كانتْ لِبَنِي جَعْدَةَ، وأُمُّ سَبَلٍ القَسَامِيَّةُ. انْتهى، وأغْرَبَ ابنُ بَرِّيٍّ، حيثُ قالَ: الشِّعْرُ لِجَهْمِ بنِ سَبَلٍ، يَعْنِي قَوْلَهُ: هوَ الجَوادُ بنُ الجَوادِ إِلَخ قالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ: وَهُوَ من بَنِي كَعْبِ بنِ بَكْرٍ، وكانَ شاعِراً لَمْ يُسْمَعْ فِي الجاهِلِيَّةِ والإِسْلامِ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْعَرُ مِنْه، قَالَ: وَقد أَدْرَكْتُهُ يُرْعَدُ رَأْسُهُ، وهوَ يَقُولُ: أَنا الْجَوادُ بنُ الجَوادِ بنِ سَبَلْ إِنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جَادُوا وَبَلْ قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ سَبَلْ اسْمُ رَجُلٍ، وليسَ باسْمِ فَرَسٍ، كَمَا ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ، فتَأَمَّلْ ذلكَ. وسَبَلُ بْنُ الْعَجْلانِ: صَحابِيٌّ، طَائِفِيٌّ، ووَالِدُ هُبَيْرَةَ الْمُحَدِّثُ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ خَطَأٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ الصَّحابِيَّ إِنَّما هُو هُبَيْرَةُ بنُ سَبَل، الَّذِي جَعَلَهُ مُحَدِّثاً، فَفِي التَّبْصِيرِ: سَبَلَ بنُ العَجْلانِ الطّائِفِيِّ، لابْنِهِ هُبَيْرَةُ صُحْبَةٌ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ: هُبَيْرَةُ بنُ سَبَلِ بنِ العَجْلانِ الثَّقَفِيِّ، وَلِيَ مَكَّةَ قُبَيْلَ عَتَّابِ بنِ أُسَيْدٍ أَيَّاماً. وَلم يذْكُرْ أَحَدٌ سَبَلاً وَالِدَهُ فِي الصَّحابَةِ، فتَنَبهّ لذَلِك، أَو هُوَ بالشَّيْنِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قالَهُ الحافِظُ. وذُو السَّبَلِ بْنُ حَدَقَةَ بنِ بَطَّةَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: مَظَّةَ بن سِلْهِمِ بنِ الحَكَمِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ. ويُقالُ: سَبَلٌ مِن رِماحٍ: أَي طائِفَةٌ مِنْها قَلِيلَةٌ أَو كَثِيرَةٌ، قالَ مُجَمَّعُ بنُ هِلالٍ الْبَكْرِيُّ:)
(وخَيْلٍ كَأَسْرابِ الْقَطَا قد وَزَعْتُهَا ... لَهَا سَبَلٌ فيهِ الْمَنشيَّةُ تَلْمَعُ)
يَعْنِي بهِ الرُّمْحَ. وسَبْلَلٌ، كجَعْفَرٍ ع، وقالَ السُّكَرِي: بَلَدٌ، قالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَرْثَي ابْنَهُ تَلِيداً:
(وَمَا إِنْ صَوْتُ نَائِحَةٍ بِلَيْلٍ ... بِسَبْلَلَ لَا تَنامُ مَعَ الهُجُودِ) جَعَلَهُ اسْماً للبُقْعَةِ، وتَرَكَ صَرْفَهُ. وسَبَّلَهُ، تَسْبِيلاً: أَبَاحَهُ، وجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعالى، كَأَنَّهُ جَعَلَ إليهِ طَرِيقاً مَطْرُوقَةً، وَمِنْه حديثُ وَقْفِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ: احْبِسْ أَصْلَها، وسَبِّلْ ثَمَرَتَها: أَي اجْعَلْهَا وَقْفاً، وأَبِحْ ثَمَرَتَها لِمَنْ وَقَفْتَها عليهِ. وذُو السِّبالِ، ككِتَابٍ: سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ بنِ الحارثِ بنِ سابِي بنِ أبي صَعْبِ بنِ هُنَيَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ، خالُ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ آلَى أنْ لاَ يَأْخُذَ أَحَداً مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ قَتَلَهُ بِأَبِي الأُزَيْهِرِ الدَّوْسِيِّ، ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ. والسَّبَّالُ بن طَيْشَةَ، كشَدَّادٍ: جَدُّ وَالِدِ أَزْدَادَ بنِ جَمِيلِ بنِ مُوسَى الْمُحَدِّثِ، رَوَى عَن إِسْرائِيلَ بنِ يُونُسَ، ومَالِكٍ وطالَ عُمْرُهُ، فَلَقيَهُ ابنُ ناجِيَةَ.
قَالَ الحافِظُ: وضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعانِيِّ بياءٍ تَحْتِيَّةٍ، وتَبِعَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وتَعَقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ فَأَصَابَ. قلتُ: ومِمَّنْ رَوَى عَنْ أَزْدَادَ هَذَا أَيْضا عُمَرُ بنُ أيُّوبَ السَّقَطِيُ. وابنُ نَاجِيَةَ الَّذِي ذكَرَهُ هُوَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ نَاجِيَةَ. وسَلْسَبِيلُ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ، قالَ اللهُ تَعالى: عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً، قالَ الأَخْفَشُ: مَعْرِفَةٌ ولكنْ لَمَّا كانتْ رَأْسَ آيةٍ وكانَ مَفْتُوحاً زِيدَتْ الأَلِفُ فِي الآيَةِ للاِزْدِواجِ، كقَوْلِهِ تَعالى: كانَتْ قَوارِيرَاْ، قَوارِيرَا، وسيأْتِي قَرِيباً. وبَنُو سُبَيْلَةَ بنِ الهُونِ، كجُهَيْنَةَ: قَبِيلَةٌ من العَرَبِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، قالَ الحافِظُ: فِي قُضاعَةَ، وَمِنْهُم: وَعْلَةُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ بُلَعَ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سُبَيْلَةَ: فارِسٌ.وامْرَأَةٌ مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذَيْلَها، وأَسْبَلَ الْفَرَسُ ذَنَبَهُ: أَرْسَلَهُ. والسَّبَلُ، مُحَرَّكَةً: ثِيابٌ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقَّةِ الكَتَّانِ، أَغْلَظُ مَا تَكونُ، ومنهُ حديثُ الحَسَنِ: دَخَلْتُ عَلى الحَجَّاجِ وعليهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ. والسَّبِيلُ: الوُصْلَةُ والسَّبَبُ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى: وَيَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا، أَي سَبَباً ووُصْلَةً، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ:
(أفَبَعْدَ مَقْتَلِكُمْ خَلِيلَ مُحَمَّدٍ ... تَرْجُو القُيُونُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا)
أَي سَبَباً وَوُصْلَةً. وغَيْثٌ سَابِلٌ: هَاطِلٌ غَزِيرٌ، وحَكَى اللِّحْيانِيُّ: إِنَّهُ لَذُو سَبَلاَتٍ، وهوَ مِن الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ سَبَلَةً، ثُمَّ جُمِعَ عَلى هَذَا، كَما قَالُوا لِلْبَعِيرِ: ذُو عَثانِينَ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُثْنُوناً. وثُقالُ لِلأَعْداءِ: هُمْ صُهْبُ السِّبالِ، قالَ:
(فَظِلالُ السُّيُوفِ شَيَّبْنَ رَأْسِي ... واعْتِناقِي فِي الْقَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ)
وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: عليهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سَبَالَةِ السِّنَّوْرِ. وامْرَأَةٌ سَبْلاَءُ: عَلى شَارِبَيْها شَعَرٌ.
والسُّبَيْلَةُ، كجُهَيْنَة: مَوْضِعٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي نُمَيْرٍ، لِبَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ، قالَهُ نَصْرٌ، وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ:
(قَبَحَ الإِلهُ وَلَا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أَهْلَ السُّبَيْلَةِ مِنْ بَنِي حِمَّانِ)
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: تُسَمَّى الشَّاةُ سَبَلاً، وتُدْعَى للحَلْبِ، فيُقالُ: سَبَلْ سَبَلْ. وسَبَّلَ ثَوْبَه، تَسْبِيلاً: مِثْلُ أَسٍ بَلَ. وقولُهُ تَعالى: وَلَا تقْطَعُونَ السَّبِيلَ، أَي سَبِيلَ الوَلَدِ، وقيلَ: تَعْتَرِضُونَ للنَّاسِ فِي الطُّرُقِ لِلْفَاحِشَةِ. وسُبُلاتُ، بِضَمِّ السِّينِ والْباءِ وتَشْدِيدِ اللامِ: مَوْضِعٌ فِي جَبَلِ أَجَأَ، عَن نَصْرٍ.

أَسد

(أَسد) الْكَلْب آسده
(أَسد) طلب السداد وأصابه
(أَسد)
أسدا تخلق بِصِفَات الْأسد وَرَأى الْأسد فدهش وفزع لرُؤْيَته وَعَلِيهِ اجترأ
أَسد
: ( {الأَسَدُ، محرّكةً) من السِّباع (م) ، أَي مَعْرُوف، وأَوردَ لَهُ ابْن خَالَويه وغيرُه أَكثر من خَمْسِمائة اسمٍ، قَالَ شَيخنَا: ورأَيت من قَالَ إِنّ لَهُ أَلفَ اسمٍ، وأَورد مِنْهَا كثيرا المصنّف فِي الرّوْض المسلوف، فِيمَا لَهُ اسمانِ إِلى الإِلوف. (ج} آسَادٌ {وأُسُودٌ} وأُسْدٌ) ، بضمّ فَسُكُون، وَفِي نُسخة بضمّتين. والأَوّل مَقْصُور مُخفّف من {أُسود، وَالثَّانِي مقصورٌ مثقَّل مِنْهُ (} وآسُدٌ) ، بهمزتين على أَفعُل كجَبَلٍ وأَجبُلٍ ( {وأُسْدانٌ) ، بالضّمّ، (} ومَأْسَدة) ، بِالْفَتْح كمَشْيعخَة. وَهل هُوَ جَمْعٌ أَو اسْمُ جَمْع؟ خِلافٌ، وصُحِّح الثَّانِي. (وَهِي) أَي الأُنثَى من {الأَسَد (بِهَاءِ) التأْنيث، فَيُقَال فِيهَا} أَسَدَةٌ، كَمَا قَالَه أَبو زيد، ونَقَلَه فِي (الْمِصْبَاح) عَن الكسائيّ. وَقَالَ غَيرهم: إِن {الأَسَد عامٌّ للّكر والأُنثَى.
(والمَكَانُ} مَأْسَدَةٌ أَيضاً) . وَهُوَ الأَرضُ الكثيرةُ الإِسودِ، كالمَــسْبَعة، كَمَا فِي (الرَّوض) . وبعضُهُم جعلَه مَقِيساً، لكثْرةِ أَمثالِه فِي كَلَامهم.
(و) {أَسَدِ الرّجلُ، (كفَرِحَ) } يأْسَدُ {أَسَداً، إِذا تَحَيَّرَ و (دَهِشَ من رِؤيتِه) ، أَي الأَسَدِ، من الخَوْف. (و) من المَجاز: أَسدَ الرَّجُلُ} واستأْسَدَ: (صارَ {كالأَسَدِ) فِي جَراءَته وأَخلاقِه. وَقيل لامرأَةٍ من الْعَرَب: أَيّ الرِّجالِ زَوْجُك؟ قَالَت: (الّذي إِن خَرَجَ أَسِدَ، وإِن دَخَلَ فَهِدَ، وَلَا يَسأَل عَمَّا عَهدَ) . وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ كذالك: أَي صَار كالأَسَدِ فِي الشَّجَاعَة، يُقَال أَسِدَ} واستَأْسَدَ، إِذَا اجْتَرأَ، أَو هُوَ (ضِدٌّ. و) أَسِدَ عَلَيْهِ (غَضِبَ. و) قيل أَسِدَ عَلَيْهِ (سَفهَ) .
(و) من المَجاز: أَسَدَ (، كضَرَب: أَفسَدَ بينَ القَوْمِ. و) أَسَدَ: (شَبِعَ) .
(وَذُو الأَسَدِ: رَجلٌ) . وَفِي حَدِيث لُقمانَ بن عَاد (خُذْ منِّي أَخِي ذَا الأَسَدِ) أَي ذَا القُوَّة {الأَسَديّة.
(} والأَسْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (الأَزْد) ، بِالسِّين أَفصحُ وبالزّاي أَكثرُ، وَقد تقدَّم قَريباً. ( {والأَسِدَة، كفَرِحَة: الحَظِيرَةُ) ، عَن ابْن السِّكِّيت، (والضَّارِيَة) .
(و) من المَجازِ: (} استأْسَدَ) عَلَيْهِ: (صارَ كالأَسَد) فِي جَرَاءَته. (و) {استأْسَدَ (عَلَيْه: اجْتَرَأَ) ، كأَسِدَ عَلَيْهِ (و) من المَجاز استأْسَدَ (النَّبْتُ: طالَ) وجُنَّ وعَظُمَ، وَقيل: هُوَ أَن يَنْتَهِيَ فِي الطُّول ويَبلُغَ غَايَتَه. (و) قيل هُوَ: إِذا (بَلَغَ) والْتَفَّ وقَوِيَ. وأَنشد الأَصمعيّ لأَبي النَّجم:
} مُستأْسِدٌ ذِبّانُه فِي غَيْطَلِ
يَقُول للرّائدَ أَعشَبْتَ انْزِلِ
وَقَالَ أَبو خِرَاش الهُذليّ:
يُفَجِّين بالأَيدي على ظَهْرِ آجِنٍ
لَهُ عَرْمَضٌ مُستأْسِدٌ ونَجِيلُ
قَوْله: يُفجّين أَي يُفرِّجن بأَيديهنّ، لينال الماءُ أَعناقَهن لقِصَرِهَا، يعنِي حُمُراً ورَدَت الماءَ. والعَرمَضُ: الطُّحلُب وجعلَه {مُستأْسِداً كَمَا} يَسْتَأْسِدُ النَّبْتُ والنَّجِيلُ: النَّزّ والطِّين.
(و) من الْمجَاز: ( {آسَدَ الكَلْبَ) بالصَّيْد} إِيساداً، ( {وأَوْسَدَه،} وأَسَّدَه) : هَيَّجَه و (أَغْرَاه) ، وأَشْلاَه: دَعَاه.
( {والإِسَادَة، بِالْكَسْرِ والضّمّ:} الوِسَادَة) الأَخيرة عَن الصّاغانيّ، كَمَا قَالُوا للوِشاحِ إِشاحٌ.
( {واستُوسِدَ) الرّجلُ، إِذا (هُيِّجَ) وأُخْرِيَ.
(} - والأُسْديّ، بالضمّ) ، وَفِي نُسْخَة: (ككُرْسيّ) ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) بِفَتْح الْهمزَة (: نَبَاتٌ) ، بالنُّون والموحّدة، هَكَذَا فِي نُسختنا، والصّواب (ثِياب) ، بالمثلَّثة فالتّحتية، وَهُوَ فِي شِعر الحُطَيئة يَصف قَفْراً.
مُسْتَهْلِك الوِرْد! - كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَتْ
أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عَادِيّةً رُغُبَا
مُستهلِك الوِرد، أَي يهلِك واردُه لطوله، فشبَّهه بالثَّوْبِ المُسَدَّى فِي استوائِه. والعادِيّة: الْآبَار. والرُّغُبُ الواسعة. قَالَ ابْن بَرّيّ: صَوابه {- الأُسْدِيّ بضمّ الْهمزَة ضَرْبٌ من الثِّياب. قَالَ: ووَهِمَ مَن جعلَه فِي فَصْل أَسد. وصعوابه أَن يذكر فِي فصل سدى. قَالَ أَبو عليّ، يُقَال} - أُسْدِيّ وأُسْتِيّ، وَهُوَ جمْع {- سَديَ وسَتِيَ، للثَّوب المُسَدَّى، كأُمعُوزِ جمُع مَعز. قَالَ: وَلَيْسَ بجمْع تكسير، وإِنَّمَا هُوَ اسمٌ واحدٌ يُرَاد بِهِ الجمْع، والأَصلُ فِيهِ} - أُسْدُويٌ، فقلِبت الْوَاو يَاء لاجتماعهما وَسُكُون الأُولى مِنْهُمَا، على حَدِّ مَرْمِيّ ومَخْشيّ.
(و) {أَسِيدٌ، (كأَمِيرٍ: سَبْعَة) رجالٍ (صَحَابِيُّون) ، وَهُوَ أَسيِدُ بنُ جارِيَة بن أَسِيدٍ الثَّقَفِيّ، وأَسيدُ بنُ صَفوان، وأَسِيدُ بن عَمْرِو بن مِحْصَنٍ، وأَسِيدٌ المُزَنِيّ، وأَسِيدُ بن ساعدَةَ الأَنصاريّ وأَسِيدٌ الجُعْفيّ، وأَسيدُ بن سَعْيةَ القُرَظِيّ، وهاذا الأَخير رُوِيَ فِيهِ الوَجهانِ مُكبّراً ومُصغَّراً، كَذَا فِي التَّجْرِيد للذّهبيّ. قلّت: وستأْتي الإِشارةُ إِلى بَعضهم فِي كَلَام المصنّف قَرِيبا.
(و) المسمَّى بأَسِيدٍ أَيضاً (خَمْسَة) رجال (تابِعيُّون) وهم أَسِيدُ بن أَبي أَسِيد السّاعَديّ الأَنصاريّ، وأَسِيدُ بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الخطّاب العَدَوِيّ، وأَسِيد بن المُشمّس بن مُعَاويةَ السَّعْدِيّ، وأَسِيد ابْن أَخي رَافع بن خَدِيجٍ، وأَسيدٌ الجُعْعيُّ يَروِي المراسِيلَ، كَذَا فِي كتاب (الثِّقَات) لِابْنِ حِبّانَ. قلْت: والايخير ذَكرَه العسكريّ فِي الصّحابَة، كَمَا تقدّم، والّذي قبلَه يُقَال فِيهِ أَيضاً أَسيد بن رَافع بن خَديج، وَهُوَ شيخُ مُجَاهدٍ.
(و) } أُسَيْدٌ، (كزُبَير ابنُ حُضَير ابْن سِمَاكٍ الأَوسِيّ الأَنصاريّ الأَشْهَليّ أَبو يحيى) ، كَذَا فِي تَارِيخ دِمشقَ.
(و) أُسَيْد (بن ثَعْلَبَةَ) الأَنصاريّ، شَهِدَ بَدْراً وصِفِّين مَعَ عليَ، قَالَه ابْن عبد البَرّ. (و) أُسَيْد (بنُ يَربُوع) الخَزْرَجيّ السَّاعِديّ ابنُ عَمّ ابْن أَبي أَسيد السَّاعديّ، قُتِل باليَمامة. (و) أُسَيد (بن ساعدةَ) بنِ عامرٍ الأَنصاري الحارثيّ، وَيُقَال فِيهِ مكبَّراً، كَذَا تقدّم، (و) أُسَيْد (بن ظُهَيْر) بن رَافع بن عَدِيّ الأَنصارِيّ الأَوسيّ الْحَارِثِيّ بن عمّ رافعِ بن خَدِيجٍ. (و) أُسَد (بن أَبي الجَدْعاءِ، ويُعْرَف بِعَبْد الله) ، وَقد وَهِمَ فِيهِ ابْن ماكُولاَ. (و) أُسَيد (ابْن أَخي رَافِع بن خَدِيجٍ) ، وَهِم فِيهِ ابنُ مَنْده، وَصَوَابه أُسَيد بن ظُهَير. (و) أُسَيد (بن سَعْيَةَ) القُرَظِيُّ أَسْلَم فِي اللّيْلَة الَّتِي حَكَمَ فِيهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فِي بني قُرَيظَةَ، (أَو هُوَ كَأَمِيرٍ) ، وَقد تقدّم، (صَحَابِيُّون) ، رِضوان الله عَلَيْهِم أَجمعين.
(وعُقْبَة بن أُسَيْدٍ) ، تَصْغِير أَسدٍ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي التبصير لِلْحَافِظِ ابْن حجر هُوَ عُقْبَة بن أَبي أُسَيْد (تابعيٌّ) من بني الصَّدِف.
( {وأَسَيِّدٌ) ، بتَشْديد التحتيَّة سيأْتي ذِكْرُه (فِي سيد) . وَقَالَ الْحَافِظ بن حَجَر فِي (التبصير) : وَمن الْعَجَائِب مَا ذكرَه ابْن القطَّاع فِي كتاب (الأَبنية) وابنُ رَشِيق فِي كتاب (الشَّذوذِ) أَنَّه لَيْسَ فِي الْعَرَب أُسَيد، بضمّ الْهمزَة وإِسكان الياءِ سوَى أُسَيدِ بنِ أَسماءَ بنِ أُسَيْد السُّلَميّ. زَاد ابْن رَشِيق أَنَّ عليّ بن أَبي طَالب قَطع يَده فِي سَرقَة.
(} وأَسَدُ بن خُزَيمةَ) بنِ مُدرِكَةَ بن الْيَاس بنِ مُصَرَ، (محرّكَةً، أَبو قَبِيلَةٍ) عظيمةٍ (من مُضَرَ) الحمراءِ (و) أَسَدُ (بنُ رَبِيعَةَ بنِ نِزَار) بن مَعَدّ بن عَدنانَ (أَو) قبيلةٍ (أَخرَى) .
(وأَسَدُ آباذَ: د، قُرْبَ هَمَذَانَ) ، على مَنزلٍ مِنْهُ، وَيعرف بأَسْتَرَاباذَ، مِنْهُ أَبو عبد الله الزُّبير بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ، سمع أَبا يَعْلَى الموصليّ، تُوفِّيَ سَنَة 347. (و) أَسد آباذ: (ة بنَيْسَابُورَ) ، نُسِب إِليها جماعَة من المحدِّثين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَسَدٌ {آسِدٌ، على الْمُبَالغَة، كَمَا قَالُوا عَرَادٌ عَرِدٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ،} وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد، نادِرٌ، كَقَوْلِهِم: حِقّةٌ بيِّنُ الحِقّةِ. {واستَأْسَدَ الأَسدَ: دَعَاه. قَالَ مُهلهل:
إِنّي وَجَدْت زُهَيراً فِي مآثرِهمْ
شِبْهَ اللُّيوثِ إِذا} استأْسَدْتَهُمْ {أَسِدُوا
وَمن المَجاز:} آسَدْتُ بينَ الكلابِ إِذا هَارَشْتَ بَينهَا: كَا فِي (الأَساس) .
(! والمُؤْسِد: الكَلاَّبُ الّذي يُشْلِي كَلْبَه للصَّيد) ، يَدعوه ويُغرِيه.
وآسدَ السَّيْرَ، {كأَسْأْده، عَن ابْن جنّي. قالابن سِيده: وعسَى أَن يكون مَقْلوباً عَن أَسأَد.
وأَبو أَسِيدِ بنُ ثابتٍ صَحابيّ. وأَسِيد بن أَبي الأَسد أَبو الرّبيع، لَهُ حكايةٌ مَعَ الحَجّاج رَوَاهَا عَنهُ ابْنه محمّد بن أَسيد. وأَسيد بن الحَكَم بن سَعيدٍ الواسطِيّ أَبو الْحَارِث، عَن يزِيد بنِ هارُونَ ويحي بن أَبي أَسِيدٍ المصريّ أَبو مَالك، عَن ابْن عُمَر، وَعنهُ حَيْوَةُ بن شُرَيح. وأَبو أَسِيدٍ حَجّارُ بنُ أَبجرَ العِجليّ، عَن عليَ ومعاويةَ. وأَسِيد بن الأَخنس بنِ شريقٍ الثَّقَفيّ، ذكرَه عُمَرُ بنُ شبَّةَ فِي الصحابَة. وأَسِيد بن عَمْرو بنِ مِحْصَن، ذَكَرَه أَبو مُوسَى فِي الذَّيل، كَذَا فِي (التبصير) .
وَفِي مَذْحج قَبائلُ بني أَسَد، منهمْ أَسَد بن مُسلِيةَ بن عَامر بن عَمْرو. وأَسَد بن عَبْد مناةَ بن عَائِذِ الله بن سَعدِ العَشِيرَةِ. وأَسَد بنُ مرِّبْن صدَاءٍ. وَفِي قُريش أَسدُ بن عبد العُزَّى. وَفِي الأَزْد أَسدُ بن الحارِث بن العَتِيك. وأَسَدُ بن شَرِيك بن مَالك بن عَمْرو، وإِليه نُسِبَ مُسَدِّد بنُ مُسَرْهَد. قَالَه كلّه أَبو الْقَاسِم الْوَزير المغربيّ.
وأَمّا من نُسِبَ إِلى جَدّه أَسَد فكَثيرون.
} والأُسْدان، بالضّمّ، {والمأْسَدة: الأُسُودُ، مثْلُ المَضَبَّة والمَشْيَخة، نقلَه الصاغانيّ.
والأَسِيدُ، كأَمِير: الشديدُ.

رَمٌّ

رَمٌّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، وجمعه رموم، وتفسير الرّموم محالّ الأكراد ومنازلهم بلغة فارس:
وهي مواضع بفارس، منها: رمّ الحسن بن جيلويه يسمّى رمّ البازنجان، وهو من شيراز على أربعة عشر فرسخا. ورمّ أردام بن جوانابه: من شيراز على ستة وعشرين فرسخا. ورمّ القاسم بن شهريار ويسمى الكوريان: من شيراز على خمسين فرسخا. ورمّ الحسن بن صالح ويسمّى رمّ السوران:
من شيراز على سبعة فراسخ، قال ذلك ابن الفقيه، ولعلّ هذه الإضافة قد زالت بزوال من أضيف إليه، وقال البشاري: بفارس رمّ الأكراد ولها رستاق ونهر وهي وسط الجبال ذات بساتين ونخيل وفواكه وخيرات، قال: ورمّ أحمد بن صالح ويسمّى الزّيزان، وقال الإصطخري: رموم فارس خمسة، ولكلّ واحد منها مدن وقرى مجتمعة قد تضمّن خراج كلّ ناحية رئيس من الأكراد وألزموا إقامة رجال لبذرقة القوافل وحفظ الطريق ولنوائب السلطان إذا عرضت، وهي كالممالك: الأوّل رمّ جيلويه يعرف برمّ الزنيجان اسم قبيلة من الأكراد فإن مكانه في الناحية التي تلي أصبهان وهي تأخذ طرفا من كورة إصطخر وطرفا من كورة أرّجان فحدّ ينتهي إلى البيضاء وحدّ ينتهي إلى حدود أصبهان وحدّ ينتهي إلى حدود خوزستان وحدّ ينتهي إلى ناحية سابور، وكلّ ما وقع في هذه من المدن والقرى فمن هذا الرمّ ويتاخمهم في عمل أصبهان، الثاني رمّ شهريار وهو رمّ البازنجان وهو رمّ جيل من الأكراد وهم من البازنجان رهط شهريار وليس من البازنجان هؤلاء أحد في عمل فارس إلّا أن لهم بها ضياعا وقرى كثيرة، الثالث رمّ الزيزان للحسن بن صالح وهو في كورة سابور فحدّ منه ينتهي إلى أردشير خرّه وتليه حدود تطيف بها كورة سابور، وكلّ ما كان من المدن والقرى في أضعافها فهي منها، الرابع رمّ الريحان لأحمد بن الليث وهي في كورة أردشير خرّه فحدّ منه يلي البحر ويحيط بثلاثة حدوده الأخر كورة أردشير خرّه، وما وقع في أضعافه من المدن والقرى فهي منه، الخامس رمّ الكاريان فحدّ منه ينتهي إلى سيف بني الصفار وحدّ منه ينتهي إلى رمّ الريحان وحدّ يتصل بحدود كرمان ومنه إلى أردشير خرّه وهي كلّها في أردشير خرّه.

التابعيّ

التابعيّ:
[في الانكليزية] Follower of a companion of the Prophet
[ في الفرنسية] Adepte d'un compagnon du prophete
بالياء المشدّدة عند أهل الشرع هو من لقي الصحابي من الثقلين مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على الإسلام. وقيد الصحابي يخرج الصحابي وفوائد باقي القيود تعرف في لفظ الصحابي.
وهذا هو المختار خلافا لمن اشترط في التابعي طول الملازمة كالخطيب، فإنه قال: التابعي من صحب الصحابي. وقال ابن الصلاح ومطلقه مخصوص بالتابعي بإحسان انتهى. والظاهر منه طول الملازمة إذ الإتباع بإحسان لا يكون بدونه، أو اشترط صحة السماع كابن حبان فإنه اشترط أن يكون رآه في سنّ من يحفظ عنه، فإنّ كان صغيرا لم يحفظ فلا عبرة برؤيته كخلف بن خليفة فإنه عدّه في أتباع التّابعين، وإن كان رأى عمر بن حريث لكونه صغيرا، أو اشترط التمييز أي كونه مميزا تصلح نسبة الرؤية إليه، هكذا في شرح النخبة وشرحه. ومن ثم اختلف في الإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله تعالى، فالجمهور عدّوه من التابعين لأنه أدرك عدّة من الصحابة وروى عن بعضهم لما في خطبة الدر المختار، وصحّ أنّ أبا حنيفة سمع الحديث من سبعة من الصحابة وأدرك بالسن نحو عشرين صحابيا. وذكر العلامة شمس الدين محمد أبو النصر عرب شاه في منظومته الألفية المسمّاة بجواهر العقائد ودرر القلائد ثمانية من الصحابة من روى عنهم الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله تعالى حيث قال:
معتقدا مذهب عظيم الشأن أبي حنيفة الفتى النعمان التابعي سابق الأئمة بالدين والعلم سراج الأمة جمعا من أصحاب النبي أدركا أثرهم قد اقتفى وسلكا وقد روى عن أنس وجابر وابن أبي أوفى كذا عن عامر.
أعني أبا الطّفيل ذا ابن واثلة. وابن أنيس الفتى وواثلة.
عن ابن جزء قد روى الإمام. وبنت عجرد هي التمام.
انتهى. وبعضهم جعله من تبع التّابعين لأنه لم يكن له طول الملازمة مع الصحابي.

بَاشْغِرْد

بَاشْغِرْد:
بسكون الشين، والغين معجمة، وبعضهم يقول: باشجرد، بالجيم، وبعضهم يقول: باشقرد، بالقاف: بلاد بين القسطنطينية وبلغار، وكان المقتدر بالله قد أرسل أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حمّاد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان إلى ملك الصقالبة، وكان قد أسلم وأهل بلاده ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الإسلامية فحكى جميع ما شاهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد، وكان انفصاله في صفر سنة 309، فقال عند ذكر الباشغرد: ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم الباشقرد، فحذرناهم أشدّ الحذر، وذاك لأنهم شرّ الأتراك وأقذرهم وأشدهم إقداما على القتل، يلقى الرجل الرجل فيفرز هامته فيأخذها ويتركه، وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل، يتتبع الواحد منهم دروز قرطقه فيقرص القمل بأسنانه، ولقد كان معنا رجل منهم قد أسلم، وكان يخدمنا فرأيته يوما وقد أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها، وقال لما رآني: جيّد، وكل واحد منهم قد نحت خشبة
على قدر الإكليل ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء عدوّ قبّلها وسجد لها وقال: يا رب افعل بي كذا وكذا، فقلت للترجمان: سل بعضهم ما حجتهم في هذا ولم جعله ربّه؟ فقال: لأني خرجت من مثله فلست أعرف لنفسي موجدا غيره، ومنهم من يزعم أن له ثلاثة عشر ربّا: للشتاء رب وللصيف رب وللمطر رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب رب وللماء رب ولليل رب وللنهار رب وللموت رب وللحياة رب وللأرض رب، والرب الذي في السماء هو أكبرهم إلا أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضى كل واحد منهم ما يعمل شريكه، جلّ ربّنا عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا، قال:
ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوما من أعدائهم فهزموهم، وأن الكراكي صاحت وراءهم فانهزموا بعد ما هزموا، فعبدوا الكراكي لذلك، وقالوا: هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك، هذا ما حكاه عن هؤلاء، وأما أنا فإني وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية، شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على مذهب أبي حنيفة، رضي الله عنه، فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم، فقال: أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الأفرنج يقال لهم الهنكر، ونحن مسلمون رعية لملكهم في طرف بلاده نحو ثلاثين قرية، كل واحدة تكاد أن تكون بليدة، إلا أن ملك الهنكر لا يمكّننا أن نعمل على شيء منها سورا خوفا من أن نعصى عليه، ونحن في وسط بلاد النصرانية، فشماليّنا بلاد الصقالبة وقبليّنا بلاد البابا يعني رومية، والبابا رئيس الأفرنج، هو عندهم نائب المسيح، كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين، ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم، قال: وفي غربيّنا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم قسطنطينية وأعمالها، قال: ولساننا لسان الأفرنج وزيّنا زيهم ونخدم معهم في الجندية ونغزو معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام، فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر؟ فقال: سمعت جماعة من أسلافنا يتحدّثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار، وسكنوا بيننا وتلطّفوا في تعريفنا ما نحن عليه من الضلال، وأرشدونا إلى الصواب من دين الإسلام، فهدانا الله، والحمد لله، فأسلمنا جميعا وشرح الله صدورنا للإيمان، ونحن نقدم إلى هذه البلاد ونتفقّه، فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم، فسألته: لم تحلقون لحاكم كما تفعل الأفرنج؟ فقال: يحلقها منا المتجندون ويلبسون لبسة السلاح مثل الأفرنج، أما غيرهم فلا، قلت: فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم؟ فقال: من هاهنا إلى القسطنطينية نحو شهرين ونصف ومن القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك، وأما الإصطخري فقد ذكر في كتابه: من باشجرد إلى بلغار خمس وعشرون مرحلة، ومن باشجرد إلى البجناك، وهم صنف من الأتراك، عشرة أيام.

آثار البلاد، وأخبار العباد

آثار البلاد، وأخبار العباد
مجلد.
على: مقدمة، وسبعة أقاليم.
أوله: (العز لك والجلال لكبريائك... الخ).
للشيخ، الفاضل: زكريا بن محمد القزويني، صاحب: (عجائب المخلوقات).
جمع فيه: ما عرف، وسمع، وشاهد من خصائص البلاد والعباد.
لكن فيه الغث والسمين، كما في أمثاله.
وتاريخ تأليفه: سنة أربع وسبعين وستمائة.
(المتوفى: 682).

مرر

مرر: {ذو مرة}: قوة. {مستمر}: قوي، شديد.
(مرر) الشَّيْء دحاه وَبسطه على وَجه الأَرْض وَجعله مرا وَجعله يمر (مو)
مرر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] فِي الْوَصِيَّة هما المُرَّيان: الْإِمْسَاك فِي الْحَيَاة والتبذير فِي الْمَمَات. قَوْله [هما -] المريان [أَي -] هما الخصلتان المرتان والواحدة مِنْهُمَا المُرَّي وَهَذَا كَقَوْلِك فِي الْكَلَام: الْجَارِيَة الصُّغْرَى والكبرى وللثنتين: الصغريان والكبريان فَكَذَلِك المُرّيان وَإِنَّمَا نسبهما إِلَى المَرارَة لما فيهمَا من المأثم كالحديث الْمَرْفُوع أَن رجلا أَتَى النَّبِي 
مرر
المُرُورُ: المضيّ والاجتياز بالشيء. قال تعالى: وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ
[المطففين/ 30] ، وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [الفرقان/ 72] تنبيها أنّهم إذا دفعوا إلى التّفوّه باللغو كنّوا عنه، وإذا سمعوه تصامموا عنه، وإذا شاهدوه أعرضوا عنه، وقوله: فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا
[يونس/ 12] فقوله: مَرَّ هاهنا كقوله: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ [الإسراء/ 83] وأمْرَرْتُ الحبلَ: إذا فتلته، والمَرِيرُ والمُمَرُّ:
المفتولُ، ومنه: فلان ذو مِرَّةٍ، كأنه محكم الفتل. قال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى
[النجم/ 6] .
ويقال: مَرَّ الشيءُ، وأَمَرَّ: إذا صار مُرّاً، ومنه يقال: فلان ما يُمِرُّ وما يحلي ، وقوله تعالى:
حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ
[الأعراف/ 189] قيل: استمرّت. وقولهم: مَرَّةً ومرّتين، كفَعْلَة وفَعْلَتين، وذلك لجزء من الزمان. قال:
يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ [الأنفال/ 56] ، وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [التوبة/ 13] ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً [التوبة/ 80] ، إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ [التوبة/ 83] ، سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ [التوبة/ 101] ، وقوله: ثَلاثَ مَرَّاتٍ
[النور/ 58] .
م ر ر: (الْمَرَارَةُ) بِالْفَتْحِ ضِدُّ الْحَلَاوَةِ. وَالْمَرَارَةُ أَيْضًا الَّتِي فِيهَا (الْمِرَّةُ) . وَشَيْءٌ (مُرٌّ) وَالْجَمْعُ (أَمْرَارٌ) . وَهَذَا أَمَرُّ مِنْ كَذَا. وَ (الْأَمَرَّانِ) الْفَقْرُ وَالْهَرَمُ. وَ (الْمُرِّيُّ) بِوَزْنِ الدُّرِّيِّ الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ كَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى الْمَرَارَةِ وَالْعَامَّةُ تُخَفِّفُهُ. وَأَبُو (مُرَّةَ) كُنْيَةُ إِبْلِيسَ. وَ (الْمَرَّةُ) وَاحِدَةُ (الْمَرِّ) وَ (الْمِرَارِ) . وَ (الْمَرْمَرُ) الرُّخَامُ. وَ (الْمِرَّةُ) بِالْكَسْرِ إِحْدَى الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعِ. وَالْمِرَّةُ أَيْضًا الْقُوَّةُ وَشِدَّةُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ (مَرِيرٌ) أَيْ قَوِيٌّ ذُو مِرَّةٍ. وَ (مَرَّ) عَلَيْهِ وَمَرَّ بِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيِ اجْتَازَ. وَمَرَّ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (مُرُورًا) أَيْضًا أَيْ ذَهَبَ وَ (اسْتَمَرَّ) مِثْلُهُ. وَ (الْمَمَرُّ) بِفَتْحَتَيْنِ مَوْضِعُ الْمُرُورِ وَالْمَصْدَرُ. وَ (أَمَرَّ) الشَّيْءُ صَارَ (مُرًّا) وَكَذَا (مَرَّ) يَمَرُّ بِالْفَتْحِ (مَرَارَةً) فَهُوَ (مُرٌّ) وَ (أَمَرَّهُ) غَيْرُهُ وَ (مَرَّرَهُ) . وَقَوْلُهُمْ: مَا (أَمَرَّ) فُلَانٌ وَمَا أَحْلَى أَيْ مَا قَالَ مُرًّا وَلَا حُلْوًا. 
(مرر) - في قِصَّةِ مَولِدِ عِيسَى - عليه الصَّلاة والسَّلام -: "خرج قَومٌ ومَعَهم المُرُّ، قالوا: نَجْبُر به الكَسْرَ والجُرْحَ"
المُرُّ : دواء كالصَّبِرِ والحُضَضِ. - قال الأصمعى: ويُقال لَهُ: المُرارَةُ، والجمعُ: مُرَّارٌ، وهذه البَقْلة من أَمْرارِ البَقْل، الواحدُ مرٌّ.
وقال غَيرُه: سُمِّى بهِ لِمرارَتِه.
- وفي حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أَنّه جُرِحَت إبهامُه فأَلقَمَها مَرارَةً، وَكان يَتَوضَّأُ عليها"
المرارَةُ: هَنَة دَقِيقَةٌ مُستَدِيرةٌ فيها ماء أَخْضَر في جوف كُلِّ ذى رُوحٍ إلّا الجَمَل، سُمِّيِت به لمِرارَةِ الماءِ الذي فيها.
- وفي حديث شُرَيح: "وادَّعى رجُلٌ دَيْناً على رجُلٍ مَيّتٍ، فأراد بَنُوهُ أن يَحْلِفُوا على عِلْمِهم، فقال شُرَيح: لَتَرْكَبُنَّ منه مَرارَةَ الذَّقَن"
: لَتَحْلِفُنَّ مَا لَه شَىْء.
قال الحرْبيُّ: أَظنُّه أرَادَ لتَحلِفُنَّ على البَتِّ، لا عَلَى عِلْمِكُم، فتركَبُوا من ذلك ما يُمرُّ في أَفْواهِكم وألسنَتِكم التي بين أَذْقَانِكم .
- في حَديث أبى الدَّرْدَاء - رضي الله عنه -: "في الْمُرِّىّ"
قال الجَوهرىُّ - في صَحاح اللُّغَةِ -: المُرِّىّ : الذي يُؤتَدَمُ به، كأَنَّه مَنسُوبٌ إلى المرَارَة. والعامَّةُ تُخَفِّفُه ..
قال: وأنشدَني أبو الغَوثِ: وأمُّ مَثْوَاى لُبَاخِيَّةٌ
وعندَها المُرِّىُّ والكامَخُ
لُبَاخِيَّةٌ قيلَ: امْرَأَةٌ تامَّةٌ.
- في حديث أبى الأَسوَد الدُّؤَليَّ: "ما فعلَت المرأة التي تُمارُّه ؟ "
: أي تَلْتَوِى عليه وتخالِفه؛ مِن أمرَّ الحَبْلَ؛ إذَا شدَّ فَتْلَه.
- في حديث معاوية: "سُحِلَت مَرِيرَتُه "
المَرِيرةُ، والمَرِير: المُمَرُّ المَفْتُولُ على أَكثَر مِن طاقٍ. يريد: ضَعفَه، ويُحتَملُ أن يُريدَ: قُوَّتَه
م ر ر : مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَلَيْهِ مَرًّا وَمُرُورًا وَمَمَرًّا اجْتَزْتُ وَمَرَّ الدَّهْرُ مَرًّا وَمُرُورًا أَيْضًا ذَهَبَ وَمَرَّ السِّكِّينُ عَلَى حَلْقِ الشَّاةِ وَأَمْرَرْتُهُ.

وَأَمْرَرْتُ الْحَبْلَ وَالْخَيْطَ فَتَلْتُهُ فَتْلًا شَدِيدًا فَهُوَ مُمَرٌّ عَلَى الْأَصْلِ.

وَمَرٌّ وِزَانُ فَلْسٍ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَكَّةَ مِنْ جِهَةِ الشَّامِ نَحْوُ مَرْحَلَةٍ وَهُوَ مُنْصَرِفٌ لِأَنَّهُ اسْمُ وَادٍ وَيُقَالُ لَهُ بَطْنُ مَرٍّ.

وَمَرُّ الظَّهْرَانِ أَيْضًا وَمَرَّانُ بِصِيغَةِ الْمُثَنَّى مِنْ نَوَاحِي مَكَّةَ أَيْضًا عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ بِنَحْوِ يَوْمَيْنِ وَأَمَرَّ الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ فَهُوَ مُمِرٌّ وَمَرَّ يَمَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فَهُوَ مُرٌّ وَالْأُنْثَى مُرَّةٌ وَجَمْعُهَا مَرَائِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ مَرَرْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالِاسْمُ الْمَرَارَةُ.

وَالْمُرِّيُّ الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إلَى الْمُرِّ وَيُسَمِّيهِ النَّاسُ الْكَامَخَ.

وَالْمَرَارَةُ مِنْ الْأَمْعَاءِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ الْمَرَائِرُ.

وَالْمُرَارُ وِزَانُ غُرَابٍ شَجَرٌ تَأْكُلُهُ الْإِبِلُ فَتَقْلِصُ مَشَافِرُهَا.

وَاسْتَمَرَّ الشَّيْءُ دَامَ وَثَبَتَ وَالْمِرَّةُ بِالْكَسْرِ الشِّدَّةُ.

وَالْمِرَّةُ أَيْضًا خِلْطٌ مِنْ أَخْلَاطِ الْبَدَنِ وَالْجَمْعُ مِرَارٌ بِالْكَسْرِ وَفَعَلْتُ ذَلِكَ مَرَّةً أَيْ تَارَةً وَالْجَمْعُ مَرَّاتٌ وَمِرَارٌ.

وَالْمَرْمَرُ وِزَانُ جَعْفَرٍ نَوْعٌ مِنْ الرُّخَامِ إلَّا أَنَّهُ أَصْلَبُ وَأَشَدُّ صَفَاءً.

مرس: مَرَسْتُ التَّمْرَ مَرْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ دَلَكْتُهُ فِي الْمَاءِ حَتَّى تَتَحَلَّلَ أَجْزَاؤُهُ.

وَالْمَارَسْتَانُ قِيلَ فَاعَلْتَانٌ مُعَرَّبٌ وَمَعْنَاهُ بَيْتُ الْمَرْضَى وَالْجَمْعُ مَارَسْتَانَاتٌ وَقِيلَ لَمْ يُسْمَعْ فِي الْكَلَامِ الْقَدِيمِ. 
م ر ر

مررت به وعليه مرّاً ومروراً وممرّاً. ومرّ فلان، وأمررته: أمضيته. ومرّ الأمر واستمر: مضى. قال ابن أحمر:

إلا رجاءً فما ندري أندركه ... أم يستمرّ فيأتي دونه الأجل

وحملت المرأة حملاً فمرّت به واستمرت به. أي مضت به واستقلّت وقامت وقعدت لم يثقل عليها، وجعلت ممرّي عليه، وقعدت على ممرّه، وفعلته مرةً ومراتٍ ومراراً. وأمرّ عليه يده. وأمرّ عليه القلم. وأمرّ الموسى على رأس الأقرع. واستمرّ الأمر: انقادت طريقته. وهذه عادة مستمرّة. وكان فلان يرهق في دينه ثم استمرّ أي تاب وصلح. قال:

يا خير إني قد جعلت أستمر ... أرفع من برديّ ما كنت أجر

خبرة امرأته. وأمرّ الحبل: شدّ فتله، وحبلٌ ممرّ وشديد المرة وهي الفتل، وعندي مرير ومريرة: حبل محكم. وشيء مرٌّ ومرير وممر. قال:

إني إذا حذّرتني حذور ... حلو على حلاوتي مرير

ذو حدّة في حدّتي وقور

ومرّ يمر مرارةً، وأمرّ إمراراً واستمرّ استمراراً. وقاء مرّةً. ومرّ الرجل فهو ممرور: هاجت به المرّة. ولكلّ ذي روح مرارة إلا البعير. وفي الحديث: " ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء " وتداوى بالمرّ. وهذه البقلة من أمرار البقول: مما فيه مرارة، وفي القمح المريراء وهي حبّة سوداء يمرّ منها. وقلصت شفتاه كأنه جمل قد أكل المرار وهو شجر مرّ وبه سمّيَ بنو آكل المرار. وله صندوق من مرمرٍ وهو الرّخام. والرمل يمور ويتمرمر. قال ذو الرمة يصف كفل المرأة:

ترى خلفها نصفاً قناة قويمةً ... ونصفا نقا يرتجّ أو يتمرمر وهو يتمرمر على أصحابه: يتأمّر عليهم.

ومن المجاز: استمرّ مريره واستمرّت مريرته: استحكم. ورجل ذو مرّة: للقويّ. وأمرٌ ممرّ. ورجلٌ وفرسٌ ممرّ الخلق. وفلان ذو نقض وإمرارٍ، والدهر ذو نقضٍ وإمرار. قال جرير:

لا يأمننّ قويّ نقض مرّته ... إني أرى الدهر ذا نقض وإمرار

وأمرّ فلان فلاناً: عالجه وفتل عنقه ليصرعه، وهو يمار صاحبه في الصراع، وهما يتمارّان. وامرأته تمارّه: تخالفه وتلتوي عليه. ومرت عليه مرورٌ: مكاره. وفي مثل " صغراها مرّاها " ونزل به الأمران: الهرم والمرض. ولقيت منه الأمرّين: الدواهي. ومرّ عليه العيش وأمرّ. وما أمرّ فلان وما أحلى.

مرر


مَرَّ(n. ac. مَرّ
مَمْرَر
مُرُوْر)
a. Passed; went along; passed by; went away.
b. [Bi
or
'Ala], Passed by; passed over, across; crossed
traversed.
c. Flowed, ran.
d. [Bi], Befell, occurred to.
e. [Bi], Made to pass on.
f.(n. ac. مَرّ
مَرَّة) [pass.] [Bi], Was bilious.
g.
(n. ac.
مَرَاْرَة)
see IV (d)
مَرَّرَa. Made bitter; embittered.
b. Spread on the ground.

مَاْرَرَa. Passed by with.
b. Struggled, wrestled with.
c. Was dragged, trailed along.

أَمْرَرَ
a. [acc. & Bi], Made to pass by.
b. [acc. & 'Ala], Made to pass over, to cross; passed across.
c. Twisted tightly.
d. Was, became bitter.
e. Said or did a bitter thing; hurt.
f. Recited (poetry).
g. see I (f)h. see II (a)
& III (b).
تَمَاْرَرَa. Struggled, wrestled together.

إِمْتَرَرَa. see I (b)
إِسْتَمْرَرَa. see I (a)b. Endured, continued; held firm; was strong.
c. [Bi & 'Ala], Maintained, confirmed in.
d. [Fi], Persisted in.
e. [Bi], Supported, carried.
f. Found, considered bitter.
g. see IV (d)
مَرّa. Passing; passage; course.
b. Cord, rope.
c. Shovel.
d. see 1t (b)
مَرَّة
( pl.
reg.
مَرّ
مِرَر
مِرَاْر مُرُوْر)
a. Passage; crossing.
b. A time, turn; bout.
c. Instance, case.
d. Attack, fit.

مِرَّةa. see 1t (a)b. (pl.
مِرَر مَرِيْر
أَمْرَاْر), Strength; firmness.
c. Prudence.
d. (pl.
مِرَر), Strand, twist.
مُرّ
(pl.
أَمْرَاْر)
a. Bitter.
b. [art.], Myrrh; aloes.
c. [ coll. ], Tight (
cork ).
d. [ coll. ], Intrepid (
horseman ).
مُرَّة
(pl.
مَرَاْئِرُ)
a. fem. of
مُرّ
(a).
b. (pl.
مُرّ
أَمْرَاْر
38), A certain plant.
c. Evil.

مُرَّىa. fem. of
أَمْرَرُ
مُرِّيّa. Vinegar sauce.

أَمْرَرُa. Bitterer; bitterest.
b. Firmer; tighter.

مَمْرَرa. Passage.
b. Lapse, course ( of time ).
c. Canal.

مَاْرِرa. Passing; passer.

مَرَاْرَة
( pl.
reg. &
مَرَاْئِرُ)
a. Bitterness.
b. Gallbladder. —
مُرَاْر مُرَاْرَة
A certain bitter tree.
مَرِيْر
(pl.
مَرَاْئِرُ)
a. Strong, vigorous.
b. Firm, steady; persevering.
c. String, cord; rope.
d. Strength, vigour; firmness; determination
resolution.
e. see 3 (a)
مَرِيْرَةa. see 25 (c) (d)
مُرُوْرa. see 1 (a)
مُرَّاْنa. A certain tree.

أَمْرَاْرa. Afflictions, calamities.

مَاْرُوْرَةa. A black grain.
b. Plump girl.

مُرَرَآءُa. A kind of wine.

N.P.
مَرڤرَa. Bilious.

N.Ag.
أَمْرَرَa. see 3 (a)
N.P.
أَمْرَرَa. Tight; firm; strong.

N.Ag.
إِسْتَمْرَرَa. Strong, solid; firm.
b. Durable, lasting; continual; unvarying
constant.

N.P.
إِسْتَمْرَرَa. Altercation, strife.

مُرَّيْر
a. [ coll. ]
see 24
مُرَيْرَآء
a. see 40t
بِالمَرَّة
a. At once.
b. [ coll. ], Altogether, entirely.

مَرَّةً
a. ذَات مَرَّةٍ Once.
مِرَارًا
a. Sometimes, from time to time, now & then
occasionally.
b. Often, many times-

ذَات المِرَار
a. see supra
(a)
أَلأَمَرَّانِ
a. Poverty & old age.

أَلمَارّ ذِكْرُهُ
a. The above-mentioned, the above.

تَمَارَّ مَا بَيْنَهُم
a. They have quarreled.

مَا أَمَرَّ ومَا أَحْلَى
a. He said not a bitter or sweet word.
[مرر] المَرارَة: ضد الحلاوة. والمَرارَةُ التى فيها المرة. وشئ مر. والجمع أمْرارٌ. قال الشاعر : رَعى الرَوْضَ في الوَسْميِّ حتَّى كأنما * يرى بيبيس الدو أمرار علقلم - وأما قول النابغة: لا أعرفنك فارضا لرماحنا * في جف تغلب واردى الامر - فهى مياه في البادية مرة. ويقال: رِعْيُ بني فلانٍ المُرَّتانِ، أي الألاءُ والشيحُ. وهذا أمَرُّ من كذا. قالت امرأة من العرب: صغراها مراها. والامرين: الفقر والهَرَم. والمارورةُ والمُرَيْراءُ: حَبٌّ مُرٌّ يختلط بالبر. ومر: أبو تميم، وهو مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. ومرة: أبو قبيلة من قريش، هو مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. ومرة: أبو قبيلة من قيس عيلان، وهو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والمرى: الذى يؤتدم به، كأنَّه منسوب إلى المَرارَةِ. والعامة تخففه. وأنشدني أبو الغوث: وأم مثواى لباخية * وعندها المرى والكامخ - وأبو مرة: كنية إبليس. والمرار، بضم الميم: شجرمر، إذا أكلت منه الابل قلصَت عنه مَشافِرُها، الواحدة مُرارةٌ. ومنه بنو آكل المرار، وهم قوم من العرب. والمر بالفتح: الحبل. قال الراجز: ثم شددنا فوقه بمر * بين خشاشى بازل جور - وبطن مر أيضا: موضع، وهو من مكة على مرحلة. والمرة: واحدة والمرار. قال ذو الرمة: لا بل هو الشوقُ من دارٍ تَخَوَّنَها * مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارحٌ تَرِبُ - يقال: فلانٌ يصنع ذلك الأمر ذاتَ المِرارِ، أي يصنعه مرارا ويدعه مرارا. والمرمر: الرخام. والمرمارة: الجارية الناعمةُ الرجراجةُ، وكذلك المَرْمورَةُ. والتَمَرْمُرُ: الاهتزاز. والمرة: إحدى الطبائع الأربع. والمِرَّةُ: القوّة وشدةُ العَقل أيضاً. ورجلٌ مَريرٌ، أي قويٌّ ذو مِرَّةٍ. والمَمْرورُ: الذي غلبت عليه المِرَّةُ. والمَريرُ والمَريرَةُ: العزيمةُ. قال الشاعر: ولا أنْثَني من طَيْرَةٍ عن مَريرَةٍ * إذا الأخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صرصرا. - والمرير من الحبال: ما لَطُفَ وطال واشتدَّ فَتْلُه، والجمع المرائِرُ. والأمَرُّ: المصارينُ يجتمع فيها الفَرْثُ. قال الشاعر: فلا تُهْدي الامر وما يليه * ولاتهدن مَعْروقَ العِظامِ - أبو زيد: لقيتُ منه الأمَرِّينَ بنون الجمع، وهي الدواهي. ومرامر: اسم رجل، قال شرقي بن القطامى: إن أول من وضع خطنا هذا رجال من طيئ منهم مرامر بن مرة. قال الشاعر: تعلمت باجاد وآل مرامر * وسودت أثوابي ولست بكاتب - وإنما قال آل مرامر لانه كان قد سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبى جاد، وهم ثمانية. ومر عليه وبه يمر مَرًّا ومُروراً: ذهَب. واسْتَمَرَّ مثله. ويقال أيضاً: اسْتَمَرَّ مَريرُهُ، أي استحكم عزْمُه. وقولهم: لَتَجِدَنَّ فلاناً ألوى بعيد المستمر، بفتح الميم الثانية، أي أنه قويّ في الخصومة لا يسأم المراس. وأنشد أبو عبيدة : وجدتني ألْوى بعيدَ المُسْتَمَرِّ

أحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خيرٍ وشَرِّ - والمَمَرُّ: موضع المرور، والمصدر. وأمر الشئ، أي صار مُرًّا، وكذلك مَرَّ الشئ يمر بالفتح مرارة، فهو مر. وأمر غيره ومرره. وأمررت الحبلَ فهو مُمَرٌّ، إذا فتلْته فتلاً شديداً. ومنه قولهم: ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويَمارُّهُ أيضاً، أي يعالجه ويلتوي عليه ليصرعَه. وفلان أمَرُّ عَقْداً من فلان، أي أحكم أمْراً منه وأوفى ذِمَّةً. وقولهم: ما أمَرَّ فلانٌ وما أحلى، أي ما قال مُرًّا ولا حلواً. والمُرَّانُ: شجر الرماح، نذكره في باب النون لانه فعال.
[مرر] فيه: "سحر "مستمر"": دائم، أو ذاهب باطل. و"نحس "مستمر"" دائم الشؤم أو مر، قيل إنه يوم أربعاء الذي لا يدور في الشهر. نه: لا تحل الصدقة لغني ولا لذي "مرة" سوى، المرة: القوة والشدة، والسوى: الصحيح الأعضاء. ط: مرة- بكسر ميم، والأكثر على أنه لا يحل الصدقة للقوي الكاسب، خلافًا لأبي حنيفة. نه: وفيه: إنه كره من الشاء "المرار"- إلخ، هو جمع مرارة وهي التي في جوف الشاة وغيرها، يكون فيها ماء أخضر مر، قيل: هي لكل حيوان إلا الجمل؛ القتيبي: أراد المحدث أن يقول: الأمر وهو المصارين فقال: المرار، وليس بشيء. ومنه ح: جرح إبهامه فألقمها "مرارة" وكان يتوضأ عليها. وفيه: ادعى رجل دينًا على ميت وأراد بنوه أن يحلفوا على علمهم فقال شريح: لتركبن منه "مرارة" الذقن، أي لتحلفن ما له شيء لا على العلم، فيركبون من ذلك ما يمر في أفواههم والسنتهم التي بين أذقانهم، وفي ح الاستسقاء:
وألقى بكفيه الفتى استكانة ... من الجوع ضعفًا ما "يمر" وما يحلى
أي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف. وفي ح مولد المسيح عليه السلام. خرج قوم معهم "المر" قالوا: نجبر به الكسير والجرح، هو دواء كالصبر، سمي به لمرارته. وفيه: فماذا في "الأمرين" من الشفاء: الصبر والثفاء، الصبر هو المر المعروف، والثفاء هو الخردل، جعل الحروفة والحدة التي في الخردل كالمرارة، أو هو تغليب. وفيه: هما "المريان": الإمساك في الحياة، والتبذير في الممات، هما تثنية مري كصغرى وصغريان، فعلى من المرارة تأنيث الأمر، أي الخصلتان المفضلتان على سائر الخصال في المرارة، المرة أن يكون الرجل شحيحًا بماله ما دام حيًا صحيحًا وأن يبذره فيما لا يجدي عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مشارفة الموت. غ: ولقي "الأمرين"- بلفظ الجمع: الدواهي. نه: وفي ح الوحي: إذا نزل سمعت الملائكة صوت "مرار" السلسلة على الصفا، أي صوت انجرارها على الصخر، وأصل المرار: الفتل، لأنه يمرقال، وآدم- بالرفع، أي غلب بالحجة. ط: أخرجه الله "مرتين"، مرة يوم دخوله في الإسلام ومرة يوم خروجه من الدنيا مسلمًا. أو أراد بهما التكرار. ك: "فمرت" به، أي استمر به الحمل حتى وضعته. وح: بعد ما "استمر" الجيش، استفعل من مر- إذا ذهب. وفيه: ولقد "مر" على أجله منذ ثلاث، هذا مأول بالإخبار أي إن تخبرني بذلك أخبرك بهذا، وعلم ذو عمر وفاته صلى الله عليه وسلم من بعض القادمين من المدينة سرًا، وإنه كان من المحدثين أو كان كاهنًا، قوله: فأخبرت بحديثهم، جمع باعتبار أن أقل الجمع اثنان، أو باعتبار أتباعهم وكرامة- بالنصب، وتأمروا- مر في ألف، وأقبلا أي أقبل ذو كلاع وذو عمر مسلمين إليه صلى الله عليه وسلم ولم يصلا إليه وكانا رئيسين في قومهما، وبعد- مبني على الضم. ن: "أمر" الأذى عن الطريق، بشدة راء أي أزاله، وروى بزاي مخففة بمعناه. ومكاتلهم و"مرورهم"، جمع مر- بفتح ميم: المساحي، قيل: هي حبالهم التي يصعدون بها إلى النخل. ط: لو "مررت" بقبري أكنت تسجد له، يعني إنما تسجد لي الآن إكرامًا فإذا قبرت امتنعت عنه فاسجد الآن للحي الذي لا يموت وملكه لا يزول. وفيه: "أمر" الدم بما شئت، يلحن كثير من المحدثين فيشددون الراء ويحركون الميم ظنًا منهم أنه من الإمرار، وليس بقويم وإنما هو من مري الناقة ويجيء، قال صاحب الجامع: قرأته في أبي داود براءين مظهرين بغير إدغام، وكذا في بعض روايات النسائي. مف: وروى: أمر- كأغث، من أمار الدم.
مرر
مرَّ1/ مرَّ بـ/ مرَّ على/ مرَّ في مَرَرْتُ، يَمُرّ، امْرُرْ/ مُرَّ، مَرًّا ومُرورًا ومَمَرًّا، فهو مارّ، والمفعول ممرور به
• مرّ الشَّخصُ أو الشَّيءُ: ذهَب ومضَى "مرّ الموكبُ من هذا الطريق: سار- مرّ الوقتُ سريعًا- على مرِّ الأيّام والسِّنين- {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} " ° ازدحم الطَّريق بالمارَّة- مرُّ السّحاب: سيْره- مرّ في الامتحان: نجح فيه- مرَّ مرَّ الكرام: لم يُهتمّ به، لم يُوقف عنده طويلاً- مرَّ مرور الكِرام: لم يعرِّج، لم يهتمّ بالأمر ولم يقف عنده طويلاً.
• مرَّ به/ مرَّ عليه/ مرَّ فيه: جازه، اجتازه "مرّ بمراحل متعدِّدة/ بتطوّرات جذريّة- مَرّ به مُسلّما- مرّ بأيّام/ مرّت به أيّام عصيبة: اجتاز أيّامًا عصيبة مرَّت به- مرَّ في قرى عديدة"? مرّ بأيّام سوداء: صادف- مرّ بباله/ مرّ على باله: خطر فيه- مرّ على فلان: زاره.
• مرّ بالشَّيء: استمرّ به دون أن يشعر " {حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ} ". 

مَرَّ2 مَرِرْتُ، يمَرّ، امْرَرْ/ مَرَّ، مَرَارَةً، فهو مَرِير ومُرّ
• مرَّ الطّعامُ وغيرُه: خلا من الحلاوة، كان مُرًّا، عكس حلا "أحسّ بمرارة الدَّواء- تكلّم بمرارة- عاش عيشة مريرة- ذاق حُلْو الحوادث ومرَّها" ° أمرُّ من الحنظل/ أمرُّ من العلقم/ أمرُّ من الصَّبر/ أمرُّ من الهجر: شديد المرارة. 

أمرَّ يُمرّ، أمْرِرْ/ أمِرَّ، إمرارًا، فهو مُمِرّ، والمفعول مُمَرّ (للمتعدِّي)
• أمرَّ الشَّرَابُ: مَرّ2؛ صار مُرًّا وليس حُلْوًا "طال بقاءُ العصير في الكوب فأَمَرَّ".
• أمرَّ الشَّخصُ الشَّيءَ:
1 - جعله يَمُرّ "أمرَّ يدَه على الشَّيء- أمرَّه من الممرّ الخاصّ به- أمرّ عدّة موضوعات أثناء المؤتمر".
2 - جعله مُرًّا ° ما أمرّ فلانٌ وما أحلى: ما قال مُرّا ولا حُلْوا- هو لا يُمِرُّ ولا يُحْلي: لا يضرُّ ولا ينفع. 

استمرَّ/ استمرَّ بـ/ استمرَّ على يستمرّ، اسْتَمْرِرْ/ اسْتَمِرَّ، استمرارًا، فهو مُستمِرّ، والمفعول مُستمَرّ (للمتعدِّي)
• استمرَّ الشَّيءُ أو الشَّخصُ: مضى على طريقة واحدة، دام وثبت، بقي، اطّرد "استمرّ صامتًا- استمرّ الوضعُ/ إطلاقُ النار/ الحصارُ- استمرّ في البكاء/ التدخين/ النوم-

تيّار كهربائيّ مستمرّ- استمرّ الأمرُ: مضى ونفذ" ° استمرّ يفعل كذا: داوم على فعله.
• استمرَّ المريضُ الدَّواءَ وغيرَه: وجده مُرّا "استمرّ الطفلُ الطعامَ فرفض أن يأكله".
• استمرَّ بالشَّيء/ استمرَّ على الشَّيء: مضَى به "استمرّ بالعمل- استمرّ على الضّلال/ في الضّلال- استمرَّ في السّير". 

مرَّرَ يمرِّر، تمريرًا، فهو مُمرِّر، والمفعول مُمرَّر
• مرَّر الشَّخصُ البضائعَ وغيرَها: جعلها تَمُرّ "مرّر اللاعبُ الكرةَ إلى زميله بمهارة فائقة- مَرَّر السّائلَ في الأنبوبة".
• مرَّر الدواءُ الشَّرابَ: جعله مُرًّا ليس حُلْوًا "الحاكم الظالم يُمرِّر عيشَ الناس". 

أمَرّان [مثنى]: مف أمَرّ
• الأمَرَّان: الفقرُ والهَرَمُ، أو الهَرَمُ والمرضُ، وقيل: الجوعُ والعُرْي ° ذاق الأمرَّيْن/ لقي الأمرَّيْن: ذاق الجُوعَ والعُرْيَ، تعرّض لصعوبات كثيرة- لقِي منه الأمَرّين: أي الشرّ والأمر العظيم. 

استمراريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من استمرار: قدرة على التواصل من دون انقطاع، أو ثبات عن منهج معيَّن من دون تغيير "أكّد الفلسطينيّون التزامهم باستمراريّة عمليّة السَّلام- دعا للاهتمام باستمراريّة البرامج التي تُعنى بالشَّباب". 

تمريرة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من مرَّرَ.
2 - (رض) تصويب الكرة من لاعب إلى زميله بهدف الاستحواذ عليها أو التقدُّم بها نحو مرمى الفريق المنافس وإحراز الهدف "تمريرة طويلة/ عالية/ عرضيّة/ بينيَّة". 

مَرارة [مفرد]: ج مرارات ومرائِرُ:
1 - مصدر مَرَّ2.
2 - كدر "مرارة الأسى والحزن".
3 - (شر) كيس لاصق بالكبد تُختزن فيه الصّفراءُ التي تساعد على هضم الموادّ الدهنيّة ° انشقّت مرارتُه غيظًا: غَضِب غضبًا شديدًا. 

مَرّ [مفرد]: مصدر مرَّ1/ مرَّ بـ/ مرَّ على/ مرَّ في. 

مُرّ [مفرد]: ج أمرار، مؤ مُرّة، ج مؤ مرائِرُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مَرَّ2: عكس حُلو.
2 - صمغ شجر، وهو دواء نافع للسّعال وغيره. 

مَرَّة [مفرد]: ج مرّات ومِرار: اسم مرَّة من مرَّ1/ مرَّ بـ/ مرَّ على/ مرَّ في: فَعْلة واحدة، ولا تستعمل إلاّ ظرفًا، ويستعمل الجمع للدلالة على الكثرة "جاء المرّة تلو المرّة- أكثر من مرّة- زرت القدسَ مرّةً ومرّةً أخرى" ° بالمرّة: ألبتة أو على الإطلاق- فكَّر مرّتين: فكّر بعناية- يتأكّد مرّتين: يتأكّد كلَّ التَّأكّد.
• اسم المرَّة: (نح {المصدر الذي يدلّ على حدوث الفعل مرّة واحدة، ويُصاغ من الفعل الثلاثيّ على وزن} فَعْلَة) ومن غير الثلاثيّ بزيادة تاء على مصدره القياسيّ أو بزيادة لفظ (واحدة) إن كان المصدر القياسيّ مختومًا بالتَّاء. 

مِرَّة [مفرد]: ج أمرار ومِرَر:
1 - قوّة وشِدّة وإحكام في كلّ شيء " {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} ".
2 - عقل "إنّه لذو مِرّة". 

مُرّير [جمع]: (نت) جنس نباتات عشبيّة طبِّيَّة من فصيلة المركّبات اللسينيّة الزّهر. 

مُرور [مفرد]:
1 - مصدر مرَّ1/ مرَّ بـ/ مرَّ على/ مرَّ في.
2 - حركة الأشخاص أو الآلات في انتقالها من مكان إلى آخر "مرور سيّارات/ مشاة- انتهك قانون المرور" ° إدارة المرور: إدارة مهمّتها منح التراخيص للمركبات ولسائقيها- تذكرة المرور/ تأشيرة المرور: تصريح بالعبور- قانون المرور.
• مرور الزَّمن: (قن) انقضاء مدّة معيّنة من السنين لإبطال حقّ أو لاكتسابه? سقط بمرور الزّمن: أصبح لاغيا وقد مضى عليه الزَّمنُ القانونيّ.
• حركة المرور: انتقال الأشخاص أو المركبات عبر نظام مواصلات منظَّم وانتقال المعلومات والرسائل عبر نظم اتِّصالات سلكيَّة أو لاسلكيَّة.
• شُرْطة المرور: الشرطة المكلّفة بتنظيم حركة المرور. 

مرير [مفرد]: ج مِرار، مؤ مريرة، ج مؤ مرائِرُ:
1 - مُرٌّ "طعم مرير- حياة مريرة".
2 - قويٌّ شديد "طاب عيشه بعد
 كفاح مرير- مات بعد صراع مرير مع المرض- لقي العدوُّ هزيمة مريرة". 

مَمَرّ [مفرد]: ج ممرّات (لغير المصدر) وممارّ (لغير المصدر):
1 - مصدر مرَّ1/ مرَّ بـ/ مرَّ على/ مرَّ في.
2 - اسم مكان من مَرَّ1/ مَرَّ بـ/ مَرَّ على/ مَرَّ في ومَرَّ2: "ممرّ سفليّ/ فرعيّ- تمّ توسيع الممرّ الجويّ للطائرات- أغلقت الشرطةُ الممَرَّ المؤدِّي إلى الملعب" ° على مَمَرّ العصور: على طولها ومداها- على مَمَرّ الفصول: على تواليها وتعاقبها- ممرّ مائيّ: مسطح مائيّ صالح للملاحة كنهر أو قناة.
3 - مسلك في المبنى أو في المسكن يوصل إلى أجزائه.
• مَمَرّ طيران: (فك) مسار سفينة هوائيّة أو صاروخ أو قذيفة في الجوّ أو الفضاء. 
[م ر ر] مَرَّ يَمُرُّ مَرّا ومُرُورًا جازَ وذَهَبَ ومَرَّ بهِ ومَرَّه جازَ عَلَيْهِ وهذا قد يَجُوزُ أَن يكونَ مِمّا يَتَعَدَّى بحَرْفٍ وغيرِ حَرْفٍ ويَجُوزُ أَن يكونَ مما حُذِفَ فيهِ الحرفُ فأُوصِلَ الفِعْلُ وعَلَى هذين الوَجْهَيْنِ يُحْمَلُ بَيْتُ جَرِيرٍ

(تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا ... كَلامُكُمُ عَلَيَّ إِذَنْ حَرامُ)

وقالَ بَعْضُهم إِنَّما الرِّوايَةُ

(مَرَرْتُم بالدِّيارِ ولَمْ تَعُوجُوا ... )

فدَلَّ هذا على أَنَّه فَرِقَ من تَعَدِّيهِ بغيرِ حَرْفٍ وأَمَّا ابنُ الأَعْرابِيِّ فقالَ مَرَّ زَيدًا في مَعْنى مَرَّ بهِ لا عَلَى الحَرْفِ ولكِن على التَّعَدِّي الصَّحِيحِ أَلا تَرَى أَنَّ ابنَ جِنِّي قالَ لا تَقُولُ مَرَرْتُ زَيدًا في لُغَةٍ مَشْهُورَة إِلا في شَيْءٍ حَكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ قالَ ولَمْ يَرْوِه أَصْحابُنا وامْتَرَّ بهِ وعَلَيه كمَرَّ وفي خَبَرِ يَوْمِ غَبِيطِ المَدَرَةِ فامْتَرُّوا عَلَى بَنِي مالِكٍ وقولُه تَعالَى {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به} الأعراف 189 أي اسْتَمَرَّتْ بهِ يَعْنِي المَنِيَّ قِيلَ قَعَدَتْ وقامَتْ فلم يُثْقِلْها وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ سَلَكَهُ فيه والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِك المَرَّةُ قالَ الأَعْشَى

(أَلا قُلْ لِتَيّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمِي ... تحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِلَيْها مُتَيَّمِ)

وأَمَرَّهُ به جَعَلَه يَمُرُّه ومارَّه مَرَّ مَعَه واسْتَمَرَّ الشَّيْءُ مَضَى عَلَى طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ واسْتَمَرَّ بالشَّيْءِ قَوِيَ عَلَى حَمْلِه وقالَ الكِلابِيُّونَ حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فاسْتَمَرَّتْ بهِ أَي مَرَّتْ ولَم يَعْرِفُوا فمَرَّتْ به والمَرَّةُ الفَعْلَةُ الواحِدَةُ والجَمْعُ مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ عن أَبِي عَلِيٍّ ويُصَدِّقُه قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(تَنكَّرْتَ بَعْدِي أَمْ أَصابَكَ حادِثٌ ... من الدَّهْرِ أَم مَرَّتْ عَلَيك مُرُورُ)

وذَهَبَ السُّكَّرِيُّ إِلى أَنَّ مُرُورًا مَصْدَرٌ قالَ ابنِ جِنِّي ولا أُبْعِدُ أن يكونَ كما ذكَر وإِن كانَ قد أَنَّثَ الفِعْلَ وذلِكَ أَنَّ المَصْدَرَ يُفِيدُ الكَثْرَةَ والجِنْسِيَّة وقولُه تَعالَى {سنعذبهم مرتين} التوبة 101 قِيلَ يُعَذِّبُونَ بالإيثاقِ والقَتْلِ وقِيلَ بالقَتْلِ وعَذابِ القَبْرِ وقد تَكُونُ التَّثْنِيَةُ هنا في مَعْنَى الجَمْعِ كقَوْلِه تَعالَى {ثم ارجع البصر كرتين} الملك 4 أَي كَرّاتٍ وقولُه تَعالَى {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا} القصص 54 جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّ هؤلاءِ طائفَةٌ من أَهْلِ الكِتابِ كانُوا يَأْخُذُونَ به ويَنْتَهُونَ إِليه ويَقِفُونَ عنده وكانُوا يَحْكُمُونَ بحُكْمِ اللهِ بالكتابِ الَّذِي أُنْزِلَ قبلَ القُرْآنِ فلمّا بُعِثَ النَّبِيٌُّ صلى الله عليه وسلم وتَلاَ عَلَيْهِم القُرْآنَ قالُوا {آمنا به} أَي صَدَّقْنا به {إنه الحق من ربنا} القصص 53 وذُكِر أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم في التَّوْراةِ والإنْجيلِ فلَمْ يُعانِدُوا وآمَنُوا وصَدَّقُوا فأَثْنَى اللهُ تَعالَى عليهم خَيْرًا ويُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم بالإيمانِ بالكِتابِ قبلَ مُحمَّدٍ وبإيمانهم بمُحَمد صلى الله عليه وسلم ولَقِيَهُ ذاتَ مَرَّةٍ قالَ سِيبَوَيْهِ لا تُسْتَعْمَلُ ذاتَ مَرَّةٍ إِلاّ ظَرْفًا ولَقِيتُه ذاتَ المِرارِ أَي مِرارًا كَثِيرَةً وجِئْتُه مَرًا أَو مَرَّتَيْن تُرِيدُ مرةً أَو مَرَّتَيْن والمُرُّ نَقِيضُ الحُلْوِ مَرَّ الشَّيْءُ يَمُرُّ وقالَ ثَعْلَبٌ يَمَرُّ مَرارَةً وأَنْشَدَ

(لَئِنْ مَرَّ فِي كِرْمانَ لَيْلَى لطَالَمَا ... حَلاَ بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيِّحِ)

وأَنْشَدَ اللِّحْيانِيُّ

(لتَأْكُلَنِي فمَرَّ لَهُنَّ لَحْمِي ... فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَو أَتاعَا)

وأَمَرَّ كمَرَّ قالَ ثَعْلَبٌ هي بالأَلِفِ أَكْثَرُ وأَنْشَدَ

(تُمِرُّ علَيْنا الأَرْضَ مِنْ أَنْ نَرَى بِها ... أَنِيسًا ويَحْلُوْلِي لَنا البَلَدُ القَفْرُ)

عَدّاه بعَلَى لأَنَّ فيهِ مَعْنَى تَضِيقُ قالَ ولم يَعْرِف الكِسائِيُّ مَرَّ اللَّحْمُ بغَيْرِ أَلِفٍ وقَوْلُ خالِدِ بنِ زُهَيْرٍ الهُذَلِيِّ

(فلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها حِينَ أَزْمَعَتْ ... صَرِيمَتَها والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها)

إِنَّما أَرادَ ونَفْسُها خَبِيثَةٌ كارِهَةٌ فاسْتَعارَ لَها المَرَارَةَ والمُرَّةُ شَجَرَةٌ أَو بَقْلَةٌ وجَمْعُها مُرٌّ وأَمْرارٌ وعِنْدِي أَنّ أَمْرارًا جَمْعُ مُرٍّ وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ المُرَّةُ بَقْلَةٌ تَتَفَرَّشُ على الأَرْضِ لها وَرَقٌ ناعمٌ مثلُ وَرَقِ الهِنْدِبَا أو أعْرَضُ ولها نَوْرَةٌ صُفَيْراءُ وأُرومَةٌ بَيضاءُ وتُقْلَعُ مع أُرُومَتِها فتُغْسَلُ ثم تُؤْكَلُ بالخَلِّ والخُبْزِ وفيها عُلَيْقَمةٌ يَسِيرة ولكِنَّها مَصَحَّةٌ والجَمْعُ أَمْرارٌ قالَ

(رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ حَتَّى كأنَّما ... يَرَى بيَبِيسِ الدَّوِّ إِمْرارَ عَلْقَمِ)

يَقُولُ صارَ اليَبِيسُ عندَه لكَراهَتِه إِيّاهُ بَعْدَ فِقْدانِه الرَّطْبَ وحِينَ عَطِشَ بمَنْزِلَةِ العَلْقَمِ وفُلانٌ ما يُمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ ما أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتِي بكَلِمَةٍ ولا فَعْلَةٍ مُرَّةٍ ولا حُلْوَةٍ فإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تكُونَ مَرَّةً مُرّا ومَرَّةً حُلْوًا قُلْتَ أَمَرُّ وأَحْلُو وأَمُرُّ وأَحْلُو وعَيْشٌ مُرٌّ على المَثَلِ كما قالُوا حُلْوٌ ولَقِيتُ منه الأَمَرَّيْن أَي الشَّرَّ والأَمْرَ العَظِيمِ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ المُرَّيَيْنِ لَقِيتُ منه المُرَبَّيْنِ كأَنَّها تَثْنِيَةُ الحالَةِ المُرَّى والمُرَارُ شَجرٌ مُرٌّ وقِيلَ هو حَمْضٌ أو شَجَرٌ إِذا أَكَلَتْهُ الإِبلُ قَلَصَتْ عنه مَشافِرُها واحِدَتُها مُرَارَةٌ وآكِلُ المُرارِ مَعْرُوفٌ قالَ أَبُو عُبَيْدٍ أَخْبِرنِي الكَلْبِيُّ أَنَّ حُجْرًا إِنَّما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَنَّ ابْنَةً له كانَتْ سَباهَا مَلِكٌ من مُلُوكِ سَلِيح يُقالُ له ابنُ هَبُولَةَ فقالَتْ له ابْنَةُ حُجْرٍ كأَنَّكَ بأَبِي قد جاءَ كأَنَّه جَملٌ آكِلُ مُرارٍ تَعْنِي كاشِرًا عن أَنْيابِه وقِيلَ إِنَّه كانَ في نَفَرٍ من أَصْحابِه في سَفَرٍ فأَصابَهُم الجُوعُ فأمّا هُوَ فأَكَلَ من المُرارِ حَتّى شَبِع ونَجَا وأَمّا أَصْحابُه فلَمْ يُطِيقُوا ذلِك حَتَّى هَلَكَ أَكْثَرُهم ففَضَلَ عليهم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرارَ وذُو المُرارِ أَرْضٌ لَعَلَّها كَثِيرَةُ هذا النَّباتِ فسُمِّيَتْ بذلك قالَ الرّاعِي

(مِنْ ذِي المُرارِ الَّذِي تُلْقَى حَوالِبُه ... بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحًا حَيْثُ يَنْدَفِقُ)

والمُرارَةُ هَنَةٌ لازِقَةٌ بالكَبِدِ وهي الَّتِي تُمْرِئُ الطَّعامَ تكونُ لكُلِّ ذِي رُوحٍ إِلاّ النَّعامَ والإِبلَ والمُرَيْراءُ حَبٌّ أَسْوَدُ يكونُ في الطَّعامِ يَمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ وقِيلَ هو ما يُخْرِجُ منه فيُرْمَى به وقد أَمَرَّ صارَ فيه المُرَيْراءُ والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البَدَنِ قال اللحيانِي وقد مُرِرْتُ به على صِيغَةِ فِعْلِ المَفْعُولِ أُمَرُّ مَرّا ومِرَّةً وقالَ مَرَّةً المَرُّ المَصْدَرُ والمِرَّةُ الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى والحُمّى الاسمُ والمِرَّةُ قُوَّةُ الخَلْقِ وشِدَّتُه والجمع مِرَرٌ وأَمْرارٌ جَمعُ الجَمْعِ قالَ(قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها ... بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ)

ومِرَّةُ الحَبْلِ طاقَتُه وهي المَرِيرَةُ وقِيلَ المَرِيرَةُ الحَبْلُ الشَّدِيدُ الفَتْلِ وقِيلَ هو حَبْلٌ طَوِيلٌ دَقِيقٌ وقَدْ أَمْرَرْتُه وكُلُّ مَفْتُولٍ مُمَرٌّ والمَرُّ الحَبْلُ قالَ

(ثُمَّ شَدَدْنَا فَوْقَه بمَرِّ ... )

وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عَلَيْه وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(وذلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ ... خَشُوفٌ إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها)

فَسَّرَه الأَصْمَعِيُّ فقالَ مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالَجَتُها وسأَلَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ غُلامًا عن أَبِيه فقالَ ما فَعَلَت امْرَأَةُ أَبِيكَ الَّتِي كانَت تُسارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه وهو يُمارُّ البَعِيرَ أَي يُدِيرُه ليَصْرَعَه وإِنه لَذُو مِرَّةٍ أَي عَقْلٍ وأَصالَةٍ وإِحْكامٍ وهُو عَلَى المَثَلِ والمِرَّةُ القُوَّةُ وقولُه تَعالى {ذو مرة فاستوى} النجم 6 هُو جِبْرِيلُ خَلَقَه اللهُ قَوِيّا ذا مِرَّةٍ شَدِيدةٍ والمَرِيرَةُ عِزَّةُ النَّفْسِ والمَرِيرُ بغَيْرِ هاءٍ الأَرْضُ الَّتِي لا شَيْءَ فِيها وجَمْعُها مَرائِرُ وقِرْبَةٌ مَمْرُورَةٌ مَمْلُوءَة والمَرُّ المِسْحاةُ وقيل مَقْبِضُها وكذلِكَ هُو من المِحْراثِ والأمَرُّ المَصارِينُ يَجْتَمِعُ فيها الفَرْثُ جاءَ اسْمًا للجَمْع كالأَعَمِّ الَّذِي هو الجَماعَةُ قال

(ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ ... ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العِظامِ)

ومَرّانُ شَنُوءَةَ مَوْضِعٌ باليَمَنِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ومَرّانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ مواضِعُ بالحِجازِ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ

(أَصْبَحَ من أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مُرَّ فأكنافُ ... الرَّجيعِ فذُو سِدْرِ فأَمْلاحُ)

(وَحْشًا سِوَى أَنَّ فُرّادَ السِّباعِ بِها ... كأَنَّها مِنْ تَبَغِّي النّاسِ أَطْلاحُ)

ويُرْوَى بَطْنُ مُرٍّ فوَزْنُ رَنْ فَأَكَ عَلَى هذا فاعِلُنْ وقولُه رَفَأَكَ فَعَلُنْ وهو فَرْعٌ مُسْتَعْملٌ والأَوَّل أَصْلٌ مَرْفُوضٌ وتَمَرْمَرَ الرَّمْلُ مارَ والمَرْمَرُ الرُّخامُ والمَرْمَرُ ضَرْبٌ من تَقْطِيعِ ثِيابِ النِّساء وامْرَأَةٌ مَرْمُورَةٌ ومَرْمارَةٌ تَرْتَجُّ عندَ القِيامِ وجِسْمٌ مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرامِرٌ ناعِمٌ ومَرْمارٌ من أَسْماءِ الدّاهِيَةِ قالَ

(قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ ... )

(لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسٍ ... )

ومَرّارٌ ومُرَّةُ اسْمانِ ومُرَيْرَةُ والمُرَيْرَةُ مَوْضِعٌ قالَ (كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَراكَةٍ ... تَعاطَى كَباثًا من مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا)

وقالَ

(وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُها ... ولَو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِمَا)

أرادَ آجِنَا فأَبْدَلَ

مرر: مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز. ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا

ومُروراً: ذهَبَ، واستمرّ مثله. قال ابن سيده: مرَّ يَمُرُّ مَرًّا

ومُروراً جاء وذهب، ومرَّ به ومَرَّه: جاز عليه؛ وهذا قد يجوز أَن يكون مما

يتعدَّى بحرف وغير حرف، ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف فأَُوصل الفعل؛

وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير:

تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا،

كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ

وقال بعضهم: إِنما الرواية:

مررتم بالديار ولم تعوجوا

فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف. وأَما ابن الأَعرابي فقال:

مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به، لا على الحذف، ولكن على التعدّي الصحيح،

أَلا ترى أَن ابن جني قال: لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء

حكاه ابن الأَعرابيف قال: ولم يروه أَصحابنا.

وامْتَرَّ به وعليه: كَمَرّ. وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ:

فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ. وقوله عز وجل: فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً

خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه؛ أَي استمرّت به يعني المنيّ، قيل: قعدت وقامت فلم

يثقلها.

وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ: سَلَكه فيه؛ قال اللحياني: أَمْرَرْتُ فلاناً

على الجسر أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به عليه، والاسم من كل ذلك

المَرَّة؛ قال الأَعشى:

أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها: اسْلَمي

تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ

وأَمَرَّه بِه: جَعَله يَمُرُّه. ومارَّه: مَرَّ معه. وفي حديث الوحي:

إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا

أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ. وأَصل المِرارِ:

الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ

(* قوله« لأنه يمرّ» كذا بالأصل بدون مرجع للضمير ولعله

سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف بعد قوله على الصخر، والمرار الحبل.) أَي

يُفْتل. وفي حديث آخر: كإِمْرارِ الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ؛

أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جعلته يَمُرُّ أَي يذهب، يريد

كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ؛ قال: وربما رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ: صوتَ

إِمْرارِ السلسة.

واستمر الشيءُ: مَضى على طريقة واحدة. واستمرَّ بالشيء: قَوِيَ على

حَمْلِه. ويقال: استمرّ مَرِيرُه أَي استحك عَزْمُه. وقال الكلابيون:

حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَي مَرَّتْ ولم يعرفوا. فمرتْ به؛

قال الزجاج في قوله فمرّت به: معناه استمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما

أثقلت أَي دنا وِلادُها. ابن شميل: يقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد

فساد قد استمرّ، قال: والعرب تقول: أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ

ثم يستمر؛ وأَنشد للأَعشى يخاطب امرأَته:

يا خَيْرُ، إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّْ،

أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ ما كُنْتُ أَجُرّْ

وقال الليث: كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه، فهو مُسْتَمِرٌّ. الجوهري:

المَرَّةُ واحدة المَرِّ والمِرارِ؛ قال ذو الرمة:

لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها،

مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ

يقال: فلان يَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً

ويدعه مراراً. والمَمَرُّ: موضع المُرورِ والمَصْدَرُ. ابن سيده: والمَرَّةُ

الفَعْلة الواحدة، والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ؛ عن أَبي علي

ويصدقه قول أَبي ذؤيب:

تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ

من الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ؟

قال ابن سيده: وذهب السكري إِلى أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أَن

يكون كما ذكر، وإِن كان قد أَنث الفعل، وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة

والجنسية. وقوله عز وجل: سنُعَذِّبُهُمْ مرتين؛ قال: يعذبون بالإِيثاقِ

والقَتْل، وقيل: بالقتل وعذاب القبر، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع، كقوله

تعالى: ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ؛ أَي كَرَّاتٍ، وقوله عز وجل: أُولئك

يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا؛ جاء في التفسير: أَن هؤلاء

طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده، وكانوا

يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن، فلما بُعث النبيُّ، صلى

الله عليه وسلم، وتلا عليهم القرآنَ، قالوا: آمنَّا به، أَي صدقنا به،

إِنه الحق من ربنا، وذلك أَنّ ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مكتوباً

عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى

عليهم خيراً، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد، صلى الله

عليه وسلم، وبإِيمانهم بمحمد، صلى الله عليه وسلم.

وَلَقِيَه ذات مرَّةٍ؛ قال سيبويه: لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا

ظرفاً. ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كثيرة. وجئته مَرًّا أَو

مَرَّيْنِ، يريد مرة أَو مرتين. ابن السكيت: يقال فلان يصنع ذلك تارات، ويصنع ذلك

تِيَراً، ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ؛ معنى ذلك كله: يصنعه مِراراً

ويَدَعُه مِراراً.

والمَرَارَةُ: ضِدُّ الحلاوةِ، والمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو؛ مَرَّ الشيءُ

يَمُرُّ؛ وقال ثعلب: يَمَرُّ مَرارَةً، بالفتح؛ وأَنشد:

لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لَطالَما

حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

وأَنشد اللحياني:

لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي،

فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا

وأَنشده بعضهم: فأَفْرَقَ، ومعناهما: سَلَحَ. وأَتاعَ أَي قاءَ.

وأَمَرَّ كَمَرَّ: قال ثعلب:

تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها

أَنيساً، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ

عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ؛ قال: ولم يعرف الكسائي مَرَّ

اللحْمُ بغر أَلفٍ؛ وأَنشد البيت:

لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي،

فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا

قال: ويدلك على مَرَّ، بغير أَلف، البيت الذي قبله:

أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ

عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا

لِتَأْكُلَنى، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي

ابن الأَعرابي: مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ، فهومُرٌّ، وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ

ومَرَّهُ، ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ. ويقال: لَقَدْ مَرِرْتُ من

المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً، وهي الاسم؛ وهذا أَمَرُّ من كذا؛ قالت

امرأَة من العرب: صُغْراها مُرَّاها. والأَمَرَّانِ: الفَقْرُ والهَرَمُ؛

وقول خالد بن زهير الهذلي:

فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها، حِينَ أَزْمَعَتْ

صَرِيمَتَها، والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها

إِنما أَراد: ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها المرارة؛ وشيء مُرٌّ

والجمع أَمْرارٌ. والمُرَّةُ: شجَرة أَو بقلة، وجمعها مُرٌّ وأَمْرارٌ؛ قال

ابن سيده: عندي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ، وقال أَبو حنيفة: المُرَّةُ

بقلة تتفرّش على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض، ولها نَوْرة

صُفَيْراء وأَرُومَة بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل

والخبز، وفيها عليقمة يسيرة؛ التهذيب: وقيل هذه البقلة من أَمرار البقول،

والمرّ الواحد. والمُرارَةُ أَيضاً: بقلة مرة، وجمعها مُرارٌ.

والمُرارُ: شجر مُرٌّ، ومنه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب، وقيل:

المُرارُ حَمْضٌ، وقيل: المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه

مَشافِرُها، واحدتها مُرارَةٌ، هو المُرارُ، بضم الميم.

وآكِلُ المُرارِ معروف؛ قال أَبو عبيد: أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً

إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك

سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ، فقالت له ابنة حجر: كأَنك بأَبي قد جاء كأَنه

جملٌ آكِلُ المُرارِ، يعني كاشِراً عن أَنيابه، فسمي بذلك، وقيل: إِنه كان

في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع، فأَما هو فأَكل من المُرارِ

حتى شبع ونجا، وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ

عليهم بصبره على أَكْلِه المُرارَ. وذو المُرارِ: أَرض، قال: ولعلها كثيرة

هذا النبات فسمِّيت بذلك؛ قال الراعي:

مِنْ ذِي المُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبُه

بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً، حَيثُ يَنْدَفِقُ

الفراء: في الطعام زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ، وكله ما يُرْمَى به

ويُخْرَجُ منه.

والمُرُّ: دَواءٌ، والجمع أَمْرارٌ؛ قال الأَعشى يصف حمار وحش:

رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ، حتى كأَنما

يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ

يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه؛ يقول: صار اليبيس عنده

لكراهته إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم. وفي قصة

مولد المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: خرج قوم معهم المُرُّ، قالوا

نَجْبُرُ به الكَسِيرَ والجُرْحَ؛ المُرُّ: دواء كالصَّبرِ، سمي به

لمرارته. وفلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يضر ولا ينفع. ويقال: شتمني

فلان فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت مُرة ولا حُلوة. وقولهم: ما

أَمَرَّ فلان وما أَحْلى؛ أَي ما قال مُرًّا ولا حُلواً؛ وفي حديث

الاسْتِسْقاءِ:

وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً

من الجُوعِ ضَعْفاً، ما يُمِرُّ وما يُحْلي

أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف، وقال ابن الأَعرابي: ما

أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّة ولا حُلوة، فإِن

أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قلت: أَمَرُّ وأَحْلو

وأَمُرُّ وأَحْلو. وعَيْشٌ مُرٌّ، على المثل، كما قالوا حُلْو. ولقيت منه

الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ العظيم. وقال

ابن الأَعرابي: لقيت منه الأَمَرَّينِ، على التثنية، ولقيت منه

المُرَّيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة المُرَّى. قال أَبو منصور: جاءت هذه الحروف على

لفظ الجماعة، بالنون، عن العرب، وهي الدواهي، كما قالوا مرقه مرقين

(*

قوله« مرقه مرقين» كذا بالأصل.) وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: ماذا

في الأَمَرَّينِ من الشِّفاء، فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ،

والمَرارَةُ في الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ، فغَلَّبَه عليه، والصَّبِرُ

هو الدواء المعروف، والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ؛ قال: وإِنما قال

الأَمَرَّينِ، والمُرُّ أَحَدُهما، لأَنه جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في

الخردل بمنزلة المرارة وقد يغلبون أَحد القرينين على الآخر فيذكرونهما بلفظ

واحد، وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وتثنيتها المُرَّيانِ؛ ومنه حديث ابن

مسعود، رضي الله عنه، في الوصية: هما المُرَّيان: الإِمْساكُ في الحياةِ

والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات؛ قال أَبو عبيد: معناه هما الخصلتان المرتان،

نسبهما إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم. وقال ابن الأَثير:

المُرَّيان تثنية مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ، فهي فعلى من

المرارة تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ، أَي الخصلتان المفضلتان

في المرارة على سائر الخصال المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام

حيّاً صحيحاً، وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية

على هوى النفس عند مُشارفة الموت.

والمرارة: هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي

رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها.

والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ: حب أَسود يكون في الطعام يُمَرُّ منه وهو

كالدَّنْقَةِ، وقيل: هو ما يُخرج منه فيُرْمى به. وقد أَمَرَّ: صار فيه

المُرَيْراء. ويقال: قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّاً،

وكذلك كل شيء يصير مُرّاً، والمَرارَة الاسم. وقال بعضهم: مَرَّ الطعام

يَمُرّ مَرارة، وبعضهم: يَمَرُّ، ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ؛ ومن

قال تَمَرُّ قال مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ؛ قال الطرمَّاح:

لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لرُبَّما

حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

والمَرارَةُ: التي فيها المِرَّةُ، والمِرَّة: إِحدى الطبائع الأَربع؛

ابن سيده: والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن. قال اللحياني: وقد

مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة. وقال مَرَّة:

المَرُّ المصدر، والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى، والحمى الاسم.

والمَمْرُور: الذي غلبت عليه المِرَّةُ، والمِرَّةُ القوّة وشده العقل

أَيضاً. ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة. وفي الحديث: لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ

لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍّ؛ المِرَّةُ: القُوَّةُ والشِّدّةُ،

والسَّوِيُّ: الصَّحيحُ الأَعْضاءِ. والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ: العزيمةُ؛ قال

الشاعر:

ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ،

إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا

والمِرَّةُ: قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ، والجمع مِرَرٌ، وأَمْرارٌ جمع

الجمع؛ قال:

قَطَعْتُ، إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها،

بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ

ومِرَّةُ الحَبْلِ: طاقَتُهُ، وهي المَرِيرَةُ، وقيل: المَرِيرَةُ الحبل

الشديد الفتل، وقيل: هو حبل طويل دقيق؛ وقد أمْرَرْتَه. والمُمَرُّ:

الحبل الذي أُجِيدَ فتله، ويقال المِرارُ والمَرُّ. وكل مفتول مُمَرّ، وكل

قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ، وجمعها مِرَرٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابه

في سيره المِرَارُ أَي الحبل؛ قال ابن الأَثير: هكذا فسر، وإِنما الحبل

المَرُّ، ولعله جمعه. وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ: إِنّ الله جعل الموت

قاطعاً لمَرائِر أَقرانها؛ المَرائِرُ: الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق،

واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ. وفي حديث ابن الزبير: ثم اسْتَمَرَّتْ

مَريرَتي؛ يقال: استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت

شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه، وأَصله من فتل الحبل. وفي حديث معاوية:

سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً، يعني رخواً

ضعيفاً. والمَرُّ، بفتح الميم: الحبْل؛ قال:

زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ،

والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ،

أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ،

ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ،

بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

الرَّبَلاتُ: جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ. والحَرُّ ههنا: الزَّبيلُ.

وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه، فهو مُمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه؛ ومنه

قوله عز وجل: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ؛ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ، وقيل مُسْتَمِرٌّ

أَي مُرٌّ، وقيل: معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ؛ قال أَبو منصور: جعله من

مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب. وقال الزجاج في قوله تعالى: في يوم نَحْسٍ

مُسْتَمِرٍّ، أَي دائمٍ، وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ، وقيل: هو القويُّ في

نحوسته، وقيل: مستمر أَي مُر، وقيل: مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر

له. ويقال: مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ. وقوله

تعالى: والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ؛ أَي أَشد مَرارة؛ وقال الأَصمعي في قول

الأَخطل:

إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا

وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول: إِذا اسْتُوثِقَ

منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ

بالمِرارِ وهو الحبل، كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه، حَمَلَها

وأَدّاها؛ ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل. الجوهري:

والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه، والجمع المَرائِرُ؛ ومنه

قولهم: ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى

عليه لِيَصْرَعَه. ابن سيده: وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه؛ وقول أَبي

ذؤيب:

وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ

خَشُوفٌ، إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها

فسره الأَصمعي فقال: مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها. وسأَل أَبو

الأَسود

(* قوله« وسأل أبو الاسود إلخ» كذا بالأصل.) الدؤلي غلاماً عن أَبيه

فقال: ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك؟ قال: كانت تُسارُّه وتُجارُّه

وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه، أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه، وهو من فتل الحبل.

وهو يُمارُّ البعيرَ أَي يريده ليصرعه. قال أَبو الهيثم: مارَرْت الرجلَ

مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً. قال:

والمُمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَمُرَّها قَبْلَ

الرائِضِ. قال: والمُمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ

(* قوله« يتعقل» في القاموس: يتغفل.)

البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ

قَدَمَيْهِ في الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ، وأَمَرَّها بذنبها

أَي صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها

إِلى الرائض.

وفلان أَمَرُّ عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَمراً منه وأَوفى ذمةً.

وإِنه لذو مِرَّة أَي عقل وأَصالة وإِحْكامٍ، وهو على المثل.

والمِرَّةُ: القوّة، وجمعها المِرَرُ. قال الله عز وجل: ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى، وقيل

في قوله ذو مِرَّةٍ: هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّة شديدة؛ وقال

الفراء: ذو مرة من نعت قوله تعالى: علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّة؛ قال

ابن السكيت: المِرَّة القوّة، قال: وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ.

يقال: أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً. ويقال: اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا

قويت شَكِيمَتُه.

والمَريرَةُ: عِزَّةُ النفس. والمَرِيرُ، بغير هاء: الأَرض التي لا شيء

فيها، وجمعها مَرائِرُ. وقِرْبة مَمْرورة: مملوءة.

والمَرُّ: المِسْحاةُ، وقيل: مَقْبِضُها، وكذلك هو من المِحراثِ.

والأَمَرُّ: المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ، جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي

هو الجماعة؛ قال:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ،

ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ

قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت ولا، بالواو، تُهْدِي، بالياء،

لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ، ولو كان لمذكر لقال: ولا

تُهْدِيَنَّ، وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء؛ وقبل البيت:

إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً، فَأَهْدِي

من المَأْناتِ، أَو فِدَرِ السَّنامِ

يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه.

والعَرْقُ: العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قيل له مَعْرُوقٌ.

والمَأْنَةُ: الطَّفْطَفَةُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

كره من الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ

والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ؛ قال القتيبي: أَراد المحدث أَن يقول

الأَمَرَّ فقال المَرارَ، والأَمَرُّ المصارِينُ. قال ابن الأَثير:

المَرارُ جمع المَرارَةِ، وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر

مُرٌّ، قيل: هي لكل حيوان إِلاَّ الجمل. قال: وقول القتيبي ليس بشيء. وفي

حديث ابن عمر: أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها.

ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ، ورَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه. ابن السكيت:

المَرِيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله، وهي المَرائِرُ. واسْتَمَرَّ

مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ.

وفي حديث شريح: ادّعى رجل دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على

عِلْمِهِم فقال شريح: لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي

لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء، لا على العلم، فيركبون من ذلك ما يَمَرُّ في

أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم.

ومَرَّانُ شَنُوءَةَ: موضع باليمن؛ عن ابن الأَعرابي. ومَرَّانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ: مواضعُ بالحجاز؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْـ

ـنافُ الرَّجِيعِ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ

وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها،

كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ

ويروى: بطن مَرٍّ، فَوَزْنُ« رِنْ فَأَكْ» على هذا فاعِلُنْ. وقوله

رَفَأَكْ، فعلن،وهو فرع مستعمل، والأَوّل أَصل مَرْفُوض. وبَطْنُ مَرٍّ:

موضع، وهو من مكة، شرفها الله تعالى، على مرحلة. وتَمَرْمَرَ الرجلُ

(* قوله«

وتمرمر الرجل إلخ» في القاموس وتمرمر الرمل): مارَ.

والمَرْمَرُ: الرُّخامُ؛ وفي الحديث: كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً؛ هي

واحدةُ المَرْمَرِ، وهو نوع من الرخام صُلْبٌ؛ وقال الأَعشى:

كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها

بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ

وقال الراجز:

مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ

والمَرْمَرُ: ضَرْبٌ من تقطيع ثياب النساء. وامرأَة مَرْمُورَةٌ

ومَرْمارَةٌ: ترتَجُّ عند القيام. قال أَبو منصور: معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ

واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها، وقيل: المَرْمارَةُ الجارية الناعمة

الرَّجْراجَةُ، وكذلك المَرْمُورَةُ. والتَّمَرْمُرُ: الاهتزازُ. وجِسْمٌ

مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ: ناعمٌ. ومَرْمارٌ: من أَسماء الداهية؛

قال:قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ،

لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ

والمرْمارُ: الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له. ومَرَّارٌ ومُرَّةُ

ومَرَّانُ: أَسماء. وأَبو مُرَّةَ: كنية إِبليس. ومُرَيْرَةٌ

والمُرَيْرَةُ: موضع؛ قال:

كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ،

تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا

وقال:

وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه،

ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما

أَراد آجنا، فأَبدل. وبَطْنُ مَرٍّ: موضعٌ. والأَمْرَارُ: مياه معروفة

في ديار بني فَزَارَةَ؛ وأَما قول النابغة يخاطب عمرو بن هند:

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيةً؟

ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ

لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا،

في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ

فهي مياه بالبادِيَة مرة. قال ابن بري: ورواه أَبو عبيدة: في جف ثعلب،

يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وجعلهم جفّاً لكثرتهم. يقال للحي الكثير

العدد: جف، مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد، ولا يقال لمن دون ذلك جف. وأَصل الجف:

وعاء الطلع فاستعاره للكثرة، لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع؛ ومن رواه:

في جف تغلب، أَراد أَخوال عمرو بن هند، وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب

يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء؛ قوله: عارضاً لرماحنا أَي لا

تُمَكِّنها من عُرْضِكَ؛ يقال: أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه

حتى رأَيته. والأَمْرارُ: مياهٌ مَرَّةٌ معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ

والعُرَيْمَةُ. والمُرِّيُّ: الذي يُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلى

المَرارَةِ، والعامة تخففه؛ قال: وأَنشد أَبو الغوث:

وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ،

وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ

وفي حديث أَبي الدرداء ذكر المُرِّيِّ، هو من ذلك. وهذه الكلمة في

التهذيب في الناقص: ومُرامِرٌ اسم رجل. قال شَرْقيُّ بن القُطَامي: إِن أَوّل

من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ؛ قال الشاعر:

تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ،

وسَوَّدْتُ أَثْوابي، ولستُ بكاتب

قال: وإِنما قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة

من أَبجد وهي ثمانية. قال ابن بري: الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن

المدايني أَنه مُرامِرُ بن مَرْوَةَ، قال المدايني: بلغنا أَن أَوَّل من كتب

بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار، ويقال من أَهل الحِيرَة، قال:

وقال سمرة بن جندب: نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار

قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ. ويقال إِنه سئل المهاجرون: من أَين تعلمتم

الخط؟ فقالوا: من الحيرة؛ وسئل أَهل الحيرة: من أَين تعلمتم الخط؟ فقالوا:

من الأَنْبار.

والمُرّانُ: شجر الرماح، يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ.

ومُرٌّ: أَبو تميم، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ

مُضَرَ. ومُرَّةُ: أَبو قبيلة من قريش، وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن

غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّةُ: أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ،

وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ. مُرَامِراتٌ: حروف وها

(*

قوله« حروف وها» كذا بالأصل.) قديم لم يبق مع الناس منه شيء، قال أَبو

منصور: وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ، يُمَرْمِرُ مِرْزةً

ويَلُوكُها؛ يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض. ويقال:

رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ

(* في القاموس: المريان بالياء

التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة) وهما الأَلاءُ والشِّيحُ. وفي الحديث ذكر

ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم، وبعضهم يكسرها، وهي عند الحديبية؛

وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران، وهما بفتح الميم وتشديد الراء، موضع

بقرب مكة.

الجوهري: وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ، بفتح

الميم الثانية، أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ المِراسَ؛

وأَنشد أَبو عبيد:

إِذا تَخازَرْتُ، وما بي من خَزَرْ،

ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ

وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّْ،

أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّْ

قال ابن بري: هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص، قال: وهو المشهور؛ ويقال:

إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو، رضي الله عنه.

مرر
{مَرَّ عَلَيْهِ} يمُرُّ {مَرَّاً،} ومُروراً: جَازَ. ومَرَّ مَرَّاً ومُروراً: ذهبَ {كاسْتَمَرَّ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: مَرَّ} يَمُرُّ {مَرَّاً} ومُروراً: جَاءَ وَذهب.! ومَرَّهُ ومَرَّ بِهِ: جازَ عَلَيْهِ وَهَذَا قد يجوز أَن يكون مِمَّا يتعدّى بحرفٍ وَغير حرف، وَيجوز أَن يكون ممّا حُذِف فِيهِ الْحَرْف فأُوصِلَ الفِعل، وعَلى هذَيْن الْوَجْهَيْنِ يُحمل بَيت جَريرٍ:
( {تَمُرُّونَ الدِّيارَ ولمْ تعوجوا ... كلامُكم عليَّ إِذا حَرامُ)
وَقَالَ بعضُهم: إنّما الرِّواية:} مَرَرْتُم بالدِّيار وَلم تَعُوجوا فدَلَّ هَذَا على أنّه فَرِقَ من تعَدِّيه بِغَيْر حرف. وَأما ابْن الأَعْرابِيّ فَقَالَ: {مُرَّ زَيْدَاً، فِي معنى مُرَّ بِهِ، لَا على الْحَذف، وَلَكِن على التعدِّي الصَّحِيح. أَلا ترى أنّ ابْن جنِّي قَالَ: لَا تَقول} مَرَرْتُ زَيْدَاً، فِي لُغَة مَشْهُورَة، إلاَّ فِي شيءٍ حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: ولمْ يَرْوِه أصحابُنا. {وامْتَرَّ بِهِ} امْتِراراً و) {امْتَرَّ عَلَيْهِ،} كمَرَّ مُروراً. وَفِي خبر يَوْم غَبيط المَدَرَة: {فامْتَرُّوا على بني مالِك. وَقَول الله تَعَالَى وعزَّ: فلمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حمْلاً خَفيفاً} فمَرَّتْ بِهِ أَي {اسْتَمَرَّت بِهِ يَعْنِي المَنِيَّ. قيل: قَعَدَتْ وقامَتْ فَلم يُقِلْها، فلمّا أَثْقَلتْ، أَي دَنا وِلادُها. قَالَ الزَّجَّاج. وَقَالَ الكلابيُّون: حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفا} فاسْتَمَرَّتْ بِهِ، أَي مَرَّتْ، وَلم يَعْرِفوا {فمَرَّتْ بِهِ.} وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ: سَلَكَهُ فِيهِ، قَالَ اللِّحْيانيّ: {أَمْرَرْتُ فلَانا على)
الجِسرِ} أُمِرُّه {إمْراراً، إِذا أَسْلَكْت بِهِ عَلَيْهِ. والاسمُ من كلِّ ذَلِك} المَرَّة، قَالَ الْأَعْشَى:
(أَلا قُلْ لِتَيَّا قَبْلَ {مَرَّتِها اسْلَمي ... تَحِيَّةَ مُشتاقٍ إِلَيْهَا مُسَلِّمِ)
} وأَمَرَّهُ بِهِ، وَفِي بعض النُّسخ: {أَمَرَّ بِهِ، والأُولى الصَّواب: جَعَلَه} يَمُرُّ بِهِ، كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب: جعله! يَمُرُّه، كَمَا فِي اللِّسَان. وَيُقَال: {أَمْرَرْتُ الشيءَ} إمْراراً، إِذا جَعَلْته {يَمُرُّ، أَي يذهب.} ومارَّهُ {مُمارَّةً} ومِرَاراً: مَرَّ مَعَه. {واسْتَمَرَّ الشيءُ: مضى على طريقةٍ وَاحِدَة، وَقَالَ اللَّيْث: وكلُّ شيءٍ قد انْقادَتْ طَريقَتُه فَهُوَ} مُستَمِرٌّ. {اسْتَمَرَّ بالشيءِ: قَوِيَ على حَمْلِه، وَيُقَال: اسْتَمَرَّ} مَرِيرُه، أَي اسْتَحْكَمَ عَزْمُه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال للرجل إِذا استقامَ أَمْرُه بعد فسادٍ: قد اسْتَمَرَّ. قَالَ: والعربُ تَقول: أَرْجَى الغِلْمانِ الَّذِي يَبْدَأُ بحُمقٍ ثمَّ {يَسْتَمِرُّ. وَأنْشد للأعشى يُخاطبُ امرأتَه:
(يَا خَيَرُ إنِّي قد جَعَلْتُ} اسْتَمِرّ ... أَرْفَعُ مِن بُردَيَّ مَا كنتُ أَجُرّْ)
{والمَرَّةُ، بِالْفَتْح: الفَعْلَةُ الواحدةُ، ج} مَرٌّ {ومِرارٌ} ومِرَرٌ، بكسرهما، {ومُرورٌ، بالضمّ، عَن أبي عَليّ، كَذَا فِي المُحكم.
وَفِي الصِّحَاح:} المَرَّةُ واحدةُ {المَرِّ} والمِرار. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(لَا بلْ هوَ الشَّوقُ منْ دارٍ تَخَوَّنَها ... {مَرَّاً شَمالٌ} ومَرَّاً بارِحٌ تَرِبُ)
وَأنْشد ابنُ سِيدَه قَول أبي ذُؤَيْب شاهِداً على أنَّ {مُروراً جَمْع:
(تَنَكَّرْتَ بَعْدِي أمْ أصابَك حادِثٌ ... مِن الدَّهرِ أمْ} مَرَّت عليكَ {مُرورُ)
قَالَ: وَذهب السُّكَّرِيُّ إِلَى أنّ} مُروراً مصدرٌ، وَلَا أُبعِد أَن يكون كَمَا ذكر، وَإِن كَانَ قد أنّث الفِعل، وَذَلِكَ أَن الْمصدر يُفيد الكَثْرَة والجِنْسِيَّة. ولَقِيَهُ ذاتَ مَرَّةٍ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يُستعمَل ذَات مَرَّة إلاّ ظَرْفَاً، ولَقِيَه ذاتَ {المِرارِ أَي} مِراراً كَثِيرَة. وَيُقَال: فلانٌ يَصْنَع ذَلِك الأمرَ ذاتَ المِرار، أَي يَصْنَعهُ مِراراً وَيَدَعهُ مِراراً. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: فلانٌ يصنع ذَلِك تارَاتٍ، ويصنع ذَلِك تِيَراً، ويصنع ذَلِك ذاتَ المِرار، معنى ذَلِك كلِّه: يَصْنَعه مِراراً وَيَدَعهُ مِراراً. وجِئتُه مَرَّاً أَو {مَرَّيْن، أَي} مرَّةً أَو {مرَّتَيْن. وقولُه عزَّ وجلَّ: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْن قَالَ: يعذَّبون بالإيثاق وَالْقَتْل، وَقيل: بِالْقَتْلِ وعذابِ الْقَبْر. وَقد تكون التَّثْنية هُنَا بِمَعْنى الْجمع، كقولِه تَعَالَى: ثمَّ ارْجِعِ البصَرَ كرَّتَيْنِ أَي كَرَّات.
} والمُرُّ، بالضَّم: ضد الحُلْوِ، مَرَّ الشيءُ {يَمَرُّ} ويَمُرُّ، بِالْفَتْح والضَّم، الْفَتْح عَن ثَعْلَب، {مَرارَةً، وَكَذَا أمَرَّ الشيءُ، بِالْألف، عَن الكسائيّ، وَأنْشد ثَعْلَب:
(لَئِن مَرَّ فِي كِرْمانَ لَيْلِي لَطالَما ... حَلا بَين شَطَّيْ بابِل فالمُضَيَّحِ)
وَأنْشد اللَّحْيانيّ:
(أَلا تلكَ الثَّعالِبُ قدْ تَوالَتْ ... عليَّ وحالَفتْ عُرْجاً ضِباعا)

(لِتَأْكُلَني فَمرَّ لهنَّ لَحْمِي ... فَأَذْرَقَ من حِذارِي أَو أتاعا)

وَأنْشد الكسائيُّ البيتَ هَكَذَا:
(لِيَمْضُغَني العِدا} فأَمَرَّ لَحْمِي ... فَأَشْفَقَ منْ حِذاري أَو أتاعا)
وَأنْشد ثَعْلَب:
(تُمِرُّ علينا الأرضُ مِن أَن نرى بهَا ... أَنِيساً وَيْحَلَوْلِي لنا البلدُ القَفْرُ)
عدّاه بعلى لأنّ فِيهِ معنى تَضِيقُ. قَالَ: وَلم يعرف الْكسَائي مَرّ اللَّحْمُ بِغَيْر ألف. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: مَرَّ الطعامُ {يَمَرُّ فَهُوَ} مُرٌّ، {وأَمَرَّهُ غَيْرُه} ومَرَّهُ. ومَرَّ يَمُرُّ، من المُرور. وَيُقَال: لَقَدْ {مَرِرْتُ، من} المِرَّة. {أمَرُّ،} مَرَّاً! ومِرَّةً وَهِي الِاسْم. وَهَذَا أَمَرُّ من كَذَا. فِي قصَّة مَوْلِد المَسيح عَلَيْهِ السَّلَام: خرجَ قومٌ مَعَهم المُرُّ قَالُوا نَجْبُر بِهِ الكَسير والجُرْح.
المُرُّ: دواءٌ م، كالصَّبِر، سُمِّي بِهِ لمَرارَتِه، نافعٌ للسُّعال، اسْتِحلاباً فِي الْفَم، ولَسْعِ العَقارب طِلاءً، ولدِيدانِ الأمْعاء، سُفوفاً، وَله خواصٌّ كثيرةٌ أَوْدَعها الأطِبَّاءُ فِي كتُبِهم. وسمعتُ شَيْخِي المُعمَّر عبد الْوَهَّاب بن عبد السَّلَام الشاذليَّ يَقُول: من أكل المُرَّ مَا رأى الضُّرَّ. ج أَمْرَارٌ، قَالَ الْأَعْشَى يصف حمارَ وَحْشٍ:
(رَعَىَ الرَّوْضَ والوَسْميَّ حَتَّى كأنَّما ... يَرَىَ بيَبيس الدَّوِّ {أَمْرَارَ عَلْقَمِ)
المَرُّ، بِالْفَتْح: الحَبْلُ قَالَ:
(ثمَّ شَدَدْنا فَوْقَه بمَرِّ ... بينَ خِشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ)
وَجمعه المِرار.} المَرُّ: المِسْحاةُ أَو مَقْبِضُها، وَكَذَلِكَ هُوَ من المِحْراث. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: المَرُّ هُوَ الَّذِي يُعمَل بِهِ فِي الطِّين. {والمُرَّةُ، بِالضَّمِّ: شَجَرَةٌ أَو بَقْلَةٌ تَنْفَرِش على الأَرْض، لَهَا وَرَقٌ مثل وَرَقِ الهِنْدَبا أَو أَعْرَض، وَلها نَوْرَة صَفْرَاء وأَرُومةٌ بَيْضَاء، وتُقلَع مَعَ أَرُومَتِها فتُغسَل ثمَّ تُؤكل بالخلِّ والخُبز، فِيهَا عُلَيْقِمَة يَسيرة. ولكنّها مَصَحَّة، وَهِي مَرْعَىً، ومَنْبِتُها السُّهول وقربُ الماءِ حَيْثُ النَّدى. قَالَه أَبُو حنيفَة: ج مُرٌّ، بالضَّم،} وأَمْرَارٌ. وَفِي التَّهذيب: وَهَذِه البَقلة من أَمْرَارِ البُقول، {والمُرُّ الْوَاحِد. وَقَالَ ابنُ سِيدَه أَيْضا: وَعِنْدِي أنَّ} أَمْرَاراً جَمْع {مُرٍّ. قَالَ شَيْخُنا: وَظَاهر كَلَام المصنِّف أنّ المُرَّة اسمٌ خاصٌّ لشَجَرَة أَو بَقْلَة، وكلامُ غَيْرِه كالصَّريح فِي أنَّها وَصْف، لأَنهم قَالُوا: شَجَرَةٌ مُرَّة، وَالْجمع} المَرائر كحُرَّة وحَرائر. وَقَالَ السُّهَيْلي فِي الرَّوْض: وَلَا ثَالِث لَهما.! - والمُرِّيُّ، كدُرِّيٍّ: إدامٌ كالكامِخ يُؤْتَدَم بِهِ، كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى {المَرارة، والعامَّةُ تُخفّفه. وَأنْشد أَبُو الغَوْث:
(وأمُّ مَثَوَايَ لُباخِيَّةٌ ... وعِندها} - المُرِّيُّ والكامِخُ)
وَقد جَاءَ ذكره فِي حَدِيث أبي الدَّرْداء، وَذَكَره الأَزْهَرِيّ فِي الناقِص. فلانٌ مَا يُمِرُّ وَمَا يُحْلي، أَي مَا يَضُرُّ وَمَا يَنْفَع، وَيُقَال: شَتَمَني فلانٌ فَمَا {أَمْرَرْتُ وَمَا أَحْلَيْتُ، أَي مَا قلتُ} مُرَّةً وَلَا حُلوةً. وَقَوْلهمْ: مَا {أمرَّ فلانٌ وَمَا أَحْلَى، أَي مَا قَالَ} مُرَّاً وَلَا حُلواً. وَفِي حَدِيث الاستِسْقاء.)
(وألْقى بكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً ... من الجوعِ ضَعْفَاً مَا {يُمِرُّ وَمَا يُحْلي)
أَي مَا يَنْطِق بخَيْرٍ وَلَا شرّ، من الْجُوع والضَّعْف. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: مَا أُمِرُّ وَمَا أُحْلي، أَي مَا آتِي بكلمةٍ وَلَا فعْلَةٍ مُرَّةٍ وَلَا حُلوةٍ، فَإِن أردتَ أَن تكون} مَرَّةً {مُرَّاً} ومَرَّةً حُلواً قلت: أَمَرُّ وأحْلو، وأَمُرُّ وأَحْلو. من المَجاز: لَقِيتُ مِنْهُ {الأَمَرَّيْن بِكَسْر الرَّاء، وَكَذَا البُرَحِين والأَقْوَرِين. قَالَ أَبُو مَنْصُور: جاءَتْ هَذِه الأحرف على لفظ الْجَمَاعَة بالنُّون، عَن الْعَرَب، أَي الدَّواهي، وفتْحِها، على التَّثْنِيَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، عَنهُ أَيْضا: لَقِيتُ مِنْهُ} المُرَّتَيْن، بالضَّم، كأنّها تَثْنِية الحالةِ {المُرَّى، أَي الشَّرَّ والأَمْرَ العَظيم.} والمُرَار، بالضمِّ: حَمْضٌ، وَقيل: شَجَرٌ! مُرٌّ من أفضلِ العُشبِ وأَضْخَمِه إِذا أَكَلَتْه الإبلُ قَلَصَتْ عَنهُ مَشافِرُها فَبَدَتْ أَسْنَانُها، واحدته {مُرارة، وَلذَلِك قيل لجدِّ امرِئ القَيْس: آكِلُ} المُرَار، لكَشْرٍ كَانَ بِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: أَخْبرنِي ابنُ الكلبيّ أنَّ حُجْراً إنّما سُمِّي آكِلُ المُرار لأنّ ابْنة كَانَت لَهُ سَباها مَلِكٌ من مُلُوك سَليح يُقَال لَهُ ابْن هَبُولة، فَقَالَت لَهُ ابْنة حُجْر: كأنَّك بِأبي قد جَاءَ كَأَنَّهُ جَمَلٌ آَكِلُ المُرار. يَعْنِي كاشِراً عَن أنيابِه، فسُمِّيَ بذلك، وَقيل: إنَّه كَانَ فِي نفر من أَصْحَابه فِي سَفَرٍ فَأَصَابَهُمْ الْجُوع، فأمّا هُوَ فَأَكَل من المُرار حَتَّى شَبِعَ ونَجا، وأمّا أصحابُه فَلم يُطيقوا ذَلِك حَتَّى هَلَكَ أكثرُهم، ففضَل عَلَيْهِم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرار. قلت: آكِلُ المُرار لَقَبُ حُجْرِ بن مُعَاوِيَة الأَكْرَم بن الْحَارِث بن مُعَاوِيَة بن ثَوْر بن مُرْتِع بن مُعَاوِيَة بن ثَوْر وَهُوَ كِنْدة، وَهُوَ جدُّ فَحْلِ الشُّعَرَاء امْرِئ الْقَيْس بن حُجْر بن الْحَارِث بن عَمْرُو بن حُجْرٍ آكِلِ المُرار. وأمّا ابنُ هَبُولة فَهُوَ زِيادُ بن الضَّجاعِمَة مُلوك الشَّام، قَتله عَمْرُو بن أبي رَبيعة بن ذُهْل بن شَيْبَان، كَانَ مَعَ حُجْر. وَذُو المُرار: أرضٌ، لأنَّها كثيرةُ هَذَا النَّبَات، فسُمِّيَت بذلك، قَالَ الرَّاعِي:
(مِنْ ذُو المُرار الَّذِي تُلقى حَوالِبُه ... بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً حَيْثُ يَنْدَفِقُ)
وثَنِيَّةُ المُرار: مَهْبِط الحُدَيْبِيَة وَقد رُوي عَن جابرٍ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أنّه قَالَ: مَن يَصْعَد الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ المُرار فإنّه يُحَطُّ عَنهُ مَا حُطَّ عَن بني إِسْرَائِيل. الْمَشْهُور فِيهَا ضمّ الْمِيم، وبعضُهم يَكْسِرها.
{والمَرَارَة، بِالْفَتْح: هَنَةٌ لازِقَةٌ بالكَبِد، وَهِي الَّتِي تٌ مْرِئُ الطَّعَام، تكون لكلِّ ذِي روح إلاَّ النَّعام وَالْإِبِل فإنَّها لَا} مَرارةَ فِيهَا. {والمُرَيْرَاء، كحُمَيْراء،} والمَارورة: حَبٌّ أَسْوَدُ يكون فِي الطَّعَام،! يَمَرّ ُ مِنْهُ، وَهُوَ كالدَّنْقَة، وَقيل: هُوَ مَا يُخرَج مِنْهُ ويُرمى بِهِ. وَقَالَ الفَرَّاء: فِي الطَّعَام زُؤُانٌ {ومُرَيْراء ورُعَيْداء وكلُّه مِمَّا يُرمى ويُخرج مِنْهُ. قد أمَرَّ الطعامُ: صَار فِيهِ} المُرَيْراء. وَيُقَال: قد أمَرَّ هَذَا الطَّعَام فِي فمي، أَي صَار فِيهِ {مُرَّاً، وَكَذَلِكَ كلّ شيءٍ يصير} مُرَّاً. {والمَرَارة الِاسْم.} والمِرَّة، بِالْكَسْرِ: مِزاجٌ من أَمْزِجة الْبدن، كَذَا فِي المُحكَم، وَهِي إِحْدَى الطبائع الْأَرْبَعَة، قَالَ اللَّحْيانيّ: قد {مُرِرْتُ بِهِ، مَجْهُولاً، أَي على صِيغَة فِعل الْمَفْعُول،} أُمَرُّ {مَرَّاً، بِالْفَتْح،} ومِرَّةً، بِالْكَسْرِ: غَلَبَتْ عليَّ المِرَّةُ، وَقَالَ مَرَّةً: المَرُّ الْمصدر، {والمِرَّةُ الِاسْم، كَمَا تَقول: حُمِمْتُ حُمَّى والحُمَّى الِاسْم.} والمَمْرور: الَّذِي غَلَبَتْ عَلَيْهِ المِرَّة. المِرَّة:) قُوَّةُ الخَلْق وشِدَّتُه، وَمِنْه الحَدِيث: لَا تَحِلُّ الصدَقةُ لغنيٍّ وَلَا لذِي مِرَّةٍ سَوِيّ. المِرَّة: الشدَّة والقُوّة، والسَّوِيّ: الصحيحُ الْأَعْضَاء، ج {مِرَرٌ، بِالْكَسْرِ، وأَمْرَارٌ، جَمْعُ الْجمع. المِرَّة: الْعقل، وَقيل: شِدَّتُه. المِرَّة: الأَصالَة والإحْكام، يُقَال: إنّه لذُو مِرَّة، أَي عَقْل وأَصالة وإحْكام، وَهُوَ على المَثل. قَالَ ابنُ السِّكِّيت: المِرَّة: القُوَّة وجمعُها المِرَر، قَالَ: وأصلُ المِرَّةِ إحْكام الفَتْل، المِرَّة: طاقةُ الحَبْل،} كالمَريرة، وكلُّ قٌ وَّةٍ من قُوى الْحَبل {مِرَّة، وَجَمعهَا} مِرَرٌ، والمَرائرُ هِيَ الحِبال المَفْتولة على أَكْثَر من طاق، وَاحِدهَا {مَرِيرٌ} ومَرِيرةٌ. مِنْهُ قولُهم: مَا زَالَ فلَان {يُمِرُّ فلَانا،} ويُمارُّه، أَي يُعالجه ويتَلَوَّى عَلَيْهِ ليَصْرَعه. وَأنْشد ابنُ سِيدَه لأبي ذُؤَيْب:
(وَذَلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَمٌ ... خَشوفٌ إِذا مَا الحربُ طَال مِرارُها)
فسره الْأَصْمَعِي فَقَالَ:! مِرارُها: مُداوَرَتُها ومُعالجَتُها. وَسَأَلَ أَبُو الأسْود الدُّؤَلِيّ غُلَاما لَهُ عَن أَبِيه فَقَالَ: مَا فَعَلَت امرأةُ أَبِيك قَالَ: كَانَت تُسَارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه {وتُمارُّه. أَي تَلْتَوي عَلَيْهِ وتُخالفه. وَهُوَ من فَتْلِ الْحَبل. هُوَ} يُمارُّ الْبَعِير، أَي يُديرُه، كَذَا فِي النُّسخ، وَفِي اللِّسان: أَي يُريده ليَصْرَعه، وَهُوَ الصَّوَاب، ويدلُّ على ذَلِك قولُ أبي الْهَيْثَم: {مارَرْتُ الرجل} مُمارَّةً {ومِراراً إِذا عالجْتَه لتَصْرعَه وَأَرَادَ ذَلِك مِنْك أَيْضا. فِي قَول الله عزَّ وجلَّ: ذُو} مِرَّةٍ فاسْتَوى قيل: هُوَ جِبريل عَلَيْهِ السَّلَام، خَلَقَه الله قويَّاً ذَا {مِرَّةٍ شَديدة. وَقَالَ الفَرَّاء: ذُو مِرَّة، من نَعْتِ قَوْلُهُ تَعالى: علَّمَهُ شَديدُ القُوى، ذُو مِرَّة.} والمَرِيرة: الحبلُ الشَّديد الفتل، أَو هُوَ الْحَبل الطويلُ الدَّقيق، أَو المفتول على أَكثر من طاقٍ، جَمْعُها {المَرائر، وَمِنْه حَدِيث عليٍّ: إنَّ اللهَ جعلَ الموتَ قاطِعاً} لمَرائرِ أقْرانِها. {المَريرة: عِزَّةُ النفْس.
المَريرة: الْعَزِيمَة. وَيُقَال:} اسْتَمَرَّت {مَريرةُ الرجل، إِذا قَوِيَت شَكِيمتُه، قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَا أَنْثَني مِن طِيرَةٍ عَن مَرِيرةٍ ... إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوْحِ صَرْصَرا)
} كالمَرير، يُقَال: استمَرَّ {مَريرُه، إِذا قَوِيَ بعدَ ضَعْف، أَو} المَرير: أرضٌ لَا شيءَ فِيهَا، ج {مرائر. و) } المَرير أَيْضا: مَا لَطُفَ من الحبال وَطَالَ واشتدَّ فَتْلُه، وَهِي {المَرائر، قَالَه ابْن السِّكِّيت. وقِربةٌ} مَمْرُورةٌ: مَمْلُوءة. {والأَمَرُّ: المَصارِينُ يجتمعُ فِيهَا الفَرْث، جَاءَ اسْما للجَمع، كالَعَمِّ للْجَمَاعَة، قَالَ:
(وَلَا تُهدي} الأَمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العِظامِ) وَقَبله:
(إِذا مَا كنتِ مُهْدِيَةً فأهْدي ... من المَأْناتِ أَو فِدَرِ السَّنامِ)
قَالَ ابنُ برِّيّ: يخاطبُ زوجتَه ويأْمرها بمكارم الْأَخْلَاق. أَي لَا تُهدي من الجَزور إلاّ أطَايبه. {ومَرَّانُ شَنُوءَة، بِالْفَتْح: ع بِالْيمن، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ الصَّاغانِيّ: بِهِ قَبْرُ تَميم بن مُرّ. وبَطْنُ} مَرٍّ، بِالْفَتْح، وَيُقَال لَهُ مَرُّ الظَّهْران: ع على مَرْحَلةٍ من مكَّة على جادَّة الْمَدِينَة، شرفها اللهُ تَعَالَى، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:)
(أَصْبَح من أمِّ عَمْرُوٍ بَطْنُ مَرَّ فأَكْ ... نافُ الرَّجيعِ فذو سِدْرٍ فَأَمْلاحُ)
{وَتَمَرْمَرَ الرجلُ مارَ.} والمَرْمَر: الرُّخام، وَقيل: نَوْعٌ مِنْهُ صُلْب، وَقَالَ الْأَعْشَى:
(كدُمْيةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها ... بمُذْهَبٍ ذِي {مَرْمَرٍ مائرِ)
(و) } المَرْمَر: ضَرْبٌ من تَقْطِيع ثِيَاب النِّسَاء. من المَجاز: نزلَ بِهِ {الأَمَرَّان، أَي الفَقْر والهَرَم، وَقَالَ الزمخشريُّ: الهَرم والمَرض، أَو الأَمرَّان: الصبرُ والثُّفاء، وَمِنْه الحَدِيث: مَاذَا فِي} الأَمرَّيْن من الشِّفاء، {والمَرارة فِي الصَّبْر دون الثُّفاء فغلَّبَه عَلَيْهِ. والصَّبرُ هُوَ الدَّوَاء الْمَعْرُوف. والثُّفاء: الخَرْدَل، قيل: إنّما قَالَ الأمَرَّيْنِ والمُرُّ أحدُهما، لأنّه جعلَ الحُروفة والحِدَّة الَّتِي فِي الْخَرْدَل بِمَنْزِلَة المَرارة. وَقد يُغلِّبون أحد القَرينَيْن على الآخر فَيَذْكُرونهما بلفظٍ وَاحِد.
وتأنيث} الأمَرِّ {المُرَّى، وتَثْنِيتُها} المُرَّيان. يُقَال: رعى بَنو فلَان المُرَّيَان وهما، الألاء والشِّيح.ومَرُّ المُؤَذِّنُ، بِالْفَتْح: مُحدِّث، عَن عَمْرِو بن فَيْرُوز الدَّيْلَمِيِّ. وذاتُ الأمْرار: ع، أنْشد الأصمعيُّ:
(وَوَكَرى مِن أَثْل ذاتِ {الأَمْرارْ ... مِثلِ أَتانِ الأهلِ بينَ الأَعْيارْ)
قَالَ الزَّجَّاج: مَرَّ الرجلُ بَعِيرَه، وَكَذَا أمرَّ على بَعيره، إِذا شدَّ عَلَيْهِ} المِرار، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْحَبل. {المَرَّار، كشدَّادٍ، ستّة: المَرَّار الكَلْبِيُّ، والمَرَّار بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيّ والمَرَّار ابنُ مُنقِذٍ التَّميميّ والمَرَّار بنُ سَلامةَ العِجْليّ والمَرَّار بنُ بشير الشَّيْبانيّ والمَرَّار ابنُ معاذٍ الحَرَشيّ، شعراء. قَالَ شيخُنا: وَفِي شَرْحِ أمالي القالي: إنَّ} المَرَّارينَ سَبْعَة،)
وَلم يذكر السَّابِع، وأحاله على شُروح شَوَاهِد التَّفسير. قلت: ولعلّ السَّابِع هُوَ المَرَّارُ العَنْبَرِيّ. وَلَهُم {مَرَّار بن مُنقِذ العَدَوِيّ،} ومَرَّار بن مُنقِذ الهِلالي، ومَرَّار بن مُنقِذ الجُلِّيُّ الطائيُّ الشَّاعِر، كَانَ فِي زمن الحجَّاج، نَقَلَه الْحَافِظ فِي التَّبْصير، وَيَأْتِي ذكره فِي جلل. {ومُرامِرُ بنُ} مُرَّة، بضمِّهما: أوَّل من وضعَ الخطَّ العربيَّ، قَالَ شَرْقِيُّ بن القُطاميّ: إنَّ أوَّل من وضعَ خَطَّنا هَذَا رِجالٌ من طَيِّئٍ، مِنْهُم مُرامِرُ بن مُرَّة، قَالَ الشَّاعِر:
(تَعلَّمْتُ باجادِ وآلَ! مُرامِرٍ ... وسَوَّدْتُ أَثْوَابي ولَستُ بكاتِبِ)
قَالَ: وإنّما قَالَ: وآلُ مُرامِر، لأنّه كَانَ قد سمّى كلَّ واحدٍ من أَوْلَاده بكلمةٍ من أَبْجَد، وهم ثَمَانِيَة. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذِي ذكره ابْن النَّحَّاس وغيرُه عَن المَدائنيّ أنّه مُرامِر بن مَرْوَة. قَالَ الْمَدَائِنِي: أول من كتبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مُرامِرُ بن مَرْوَة من أهل الأنْبار، وَيُقَال: من أهلِ الحِيرَة. قَالَ: وَقَالَ سَمُرَةُ بنُ جُندَب: نظرْتُ فِي كتاب الْعَرَبيَّة فَإِذا هُوَ قد مرَّ بالأنْبار قبل أَن يمُرَّ بِالْحيرَةِ. وَيُقَال: إنّه سُئِلَ الْمُهَاجِرُونَ. من أَيْن تعلَّمتم الخَطّ. فَقَالُوا: من الحِيرة. وسُئل أهلُ الحِيرة: من أَيْن تعلَّمتُم الخطَّ فَقَالُوا: من الأنْبار. قلت: وَذكر ابنُ خلِّكان فِي تَرْجَمَة عليّ بن هِلَال مَا يَقْرُب من ذَلِك. ومرَّ للمصنِّف فِي جدر أنّ أوَّل من كتبَ بالعربيّة عامرُ بن جَدَرَة. ولعلَّ الجَمْع بَينهمَا إمّا بالتَّرْجيح أَو بالعُموم والخُصوص، أَو غيرِ ذَلِك ممّا يَظهر بِالتَّأَمُّلِ، كَمَا حقَّقه شَيْخُنا. {والمُرامِر أَيْضا، بِالضَّمِّ: الْبَاطِل نَقله الصَّاغانِيّ.} والمُمَرُّ، بالضمّ، قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الَّذِي يَتَغَفَّل، هَكَذَا بالغَيْن وَالْفَاء فِي النُّسخ، وَفِي التكملة: يَتَعَقَّل بِالْعينِ وَالْقَاف، البَكْرَة الصَّعبة فَيَتَمكَّنُ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه فيَسْتَمكِن مِن ذَنَبِها ثمَّ يُوتِد قَدَمَيْه فِي الأَرْض لئلاّ، هَكَذَا فِي النّسخ وصوابُه كَمَا فِي الْأُصُول الصَّحِيحَة: كَيْلا تَجُرَّه إِذا أَرَادَت الإفْلات مِنْهُ. {وأَمَرَّها بذَنَبِها أَي صَرَفَها شِقَّاً بشِقٍّ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب لِشِقّ، حَتَّى يُذَلِّلَها بذلك، فَإِذا ذَلَّت} بالإمْرار أرسلَها إِلَى الرائض. {ومَرَّرَه} تَمْرِيراً: جعله {مُرَّاً. و) } مَرَّرَه: دَحَاه على وَجْهِ الأَرْض، {كَمَرْمَرَه. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:} ويُمَرْمِرُه على وجهِ الأَرْض، أَي يَدْحُوه.
وَأَصله {يُمَرِّرُه. وَ} تَمْرْمَر جسمُ المرأةِ: اهْتَزَّ وَتَرَجْرَج. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: إِذا صَار نَاعِمًا مثلَ {المَرْمَر. وَقَالَ الصَّاغانِيّ:} تَمَرْمَرَ، إِذا تحرَّك، أنْشد ابنُ دُرَيْد لذِي الرُّمَّة:
(ترى خَلْقَها نِصْفاً قَناةً قَوِيمَةً ... ونِصفاً نَقاً يَرْتَجُّ أَو! يَتَمَرْمَرُ) {أمررْتُ الحبلَ} أُمِرُّهُ فَهُوَ {مُمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه، وَمن ذَلِك قولُه عزَّ وجلَّ: سِحْرٌ مُستَمِرٌّ أَي مُحكَمٌ قوي، أَو مَعْنَاهُ ذاهِبٌ بَاطِل، أَي سَيَذْهبُ ويَبْطُل. قَالَ الأَزْهَرِيّ: جعله من} مَرَّ {يمُرُّ، إِذا ذهب، أمّا قَوْلُهُ تَعالى: فِي يومٍ نَحْسٍ مُستَمِرّ فَقيل: أَي قَوِيّ فِي نُحوسَتِه، وَهَذِه عَن الزجَّاج، أَو دائمِ الشرِّ، أَو الشُّؤْم،} مستمِرّ: {مُرٍّ، وَكَذَا فِي قَوْلُهُ تَعالى: سحرٌ} مُستمِرّ أَي مُرّ. يُقَال: {اسْتَمَرَّ الشيءُ، أَي مرَّ، قَالَه الصَّاغانِيّ، أَو نافِذٍ أَو ماضٍ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَصَوَابه أَو نافذٍ ماضٍ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وسُخِّرَ لَهُ، أَو هُوَ أَي يَوْم نَحْس مُستَمِرّ يَوْمُ الْأَرْبَعَاء الَّذِي لَا يَدُور فِي الشَّهْر وَمِنْهُم من)
خصَّه بآخر الْأَرْبَعَاء فِي شَهْرِ صَفَر.} واسْتَمَرَّتْ {مَرِيرتُه عَلَيْهِ: اسْتَحْكَم أَمْرُه عَلَيْهِ، وقَوِيَتْ شَكِيمتُه فِيهِ وأَلِفَه واعْتادَه، وَهُوَ مَجاز، وأصلُه من فَتَلَ الحبلَ، وَهُوَ، وَفِي الصِّحَاح: لَتَجِدَنَّ فلَانا أَلْوَى بعيد} المُسْتَمَرِّ، بِفَتْح الْمِيم الثَّانِيَة، أَي أنّه قويٌّ فِي الخُصومة لَا يَسْأَمُ المِراس. وَأنْشد أَبُو عُبَيْد:
(إِذا تخازَرْتُ وَمَا بِي من خَزَرْ ... ثمَّ كَسَرْتُ العينَ مِن غَيْرِ عَوَرْ)

(وَجَدْتَني أَلْوَى بَعيدَ المُسْتَمَرّْ ... أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وَشَرّْ)
قَالَ ابنُ برِّيّ: هَذَا الرَّجَز، يُروى لعَمْرو بن الْعَاصِ. قَالَ: وَهُوَ الْمَشْهُور. وَيُقَال إنّه لأرطاةَ بنِ سُهَيَّة تَمثَّل بِهِ عَمْرو. قَالَ الصَّاغانِيّ، ويُروى للعجَّاج، وَلَيْسَ لَهُ، وللنَّجاشِيّ الحارثيّ، وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الأَعْرابيّ: إنّه لمُساوِرِ بنِ هِنْد. {ومارَّ الشيءُ نَفْسَه} مِراراً بِالْكَسْرِ: انْجَرَّ، وَمِنْه حَدِيث الْوَحْي: إِذا نَزَلَ سَمِعَتِ الْمَلَائِكَة ُ صَوْتَ {مِرارِ السِّلْسِلة على الصَّفا، أَي صَوت انجِرارها واطِّرادها على الصخر. وأصل المِرار: الفتل، لأنّه يُمَرُّ، أَي يُفتَل. وَفِي حَدِيث آخر:} كإمْرارِ الْحَدِيد على الطَّسْتِ الْجَدِيد، أَي كجرِّه عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ الْأَثِير: ورُبَّما رُوي الحَدِيث الأول: صَوْتَ إمرارِ السِّلْسِلَة. وَمِمَّا يًستدرَك عَلَيْهِ: اسْتَمَرَّ الرجلُ، إِذا استقام أمرُه بعد فسادٍ، عَن ابْن شُمَيْل. وَقد تقدّم. والمَمَرُّ بِالْفَتْح: مَوْضِع المُرور، والمصدر. وَهَذَا أمَرُّ من كَذَا. قَالَت امرأةٌ من الْعَرَب: صُغْراها {مُرَّاها. وَهُوَ مَثَلٌ، وَقد تُستَعار المَرارة للنَّفْس ويُراد بهَا الخُبْث والكَراهة، قَالَ خالدُ بن زُهَيْر الهُذَليّ:
(فَلَمْ يُغنِ عَنْهُ خَدْعُها حينَ أَزْمَعَتْ ... صَريمَتَها والنَّفْسُ مُرٌّ ضَميرُها)
أَرَادَ ونفسها خَبيثة كارِهة. وشيءٌ مُرّ، وَالْجمع} أَمْرَار. وبَقْلَةٌ مُرَّةٌ، وجَمْعُها مِرارٌ. وعيشٌ مُرٌّ، على المثَل، كَمَا قَالُوا: حُلْوٌ، وَفِي حَدِيث ابنِ مَسْعُود فِي الوصيَّة: هما {المُرَّيَان: الإمْساكُ فِي الْحَيَاة والتَّبْذيرُ عِنْد الْمَمَات قَالَ أَبُو عُبَيْد: مَعْنَاهُ هما الخَصْلَتان المُرَّيَان، نَسَبَهما إِلَى المَرارة لِما فيهمَا من} مَرارة المَأْثَم. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير {المُرَّيَان: تَثْنِيةُ} المُرَّى مثل صُغْرى وكُبْرى وصُغْرَيان وكُبْرَيان، فَهِيَ فُعْلى من المَرارة تَأْنِيث الأمرّ، كالجُلَّى والأجَلّ، أَي الخَصْلَتان المُفَضَّلَتان فِي المَرارة على سَائِر الخِصال المُرَّة أَن يكونَ الرجلُ شَحيحاً بمالِه مَا دَامَ حيَّاً صَحيحاً، وَأَن يُبَذِرَه فِيمَا لَا يُجدي عَلَيْهِ من الوَصايا المَبْنيَّة على هوى النَّفْس عِنْد مُشارَفَة الْمَوْت. ورجلٌ {مَريرٌ، كأمير: قَوِيٌّ ذُو مِرَّة.} والمُمَرُّ، على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول: الْحَبل الَّذِي أُجيد فَتْلُه. وَيُقَال: المِرار، بِالْكَسْرِ، وكلُّ مفتولٍ {مُمَرّ. وَفِي الحَدِيث: أنَّ رجُلاً أَصَابَهُ فِي سَيْرِه} المِرار أَي الحبْل، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هَكَذَا فُسِّر، وإنّما الحبْلُ المَرُّ، ولعلّه جَمَعَه، وَفِي حَدِيث مُعاوية: سُحِلَتْ {مَريرَتُه، أَي جُعل حَبْلُه المُبرَم سَحيلاً، يَعْنِي رَخْوَاً ضَعيفاً. وَيُقَال:} مرَّ الشيءُ {واسْتَمَرّ} وأَمَرَّ، من {المَرارة. وقَوْلُهُ تَعالى: والساعةُ أَدْهَى} وأَمَرّ أَي أشدُّ {مَرارةً.} والمِرار: المُداوَرَة والمُراوَدَة. {والمُمِرّ، بالضَّمّ: الَّذِي يُدعى للبَكْرَة الصعبة} ليُمِرُّها قبل الرائض: قَالَه أَبُو الْهَيْثَم. وفلانٌ {أمَرُّ عَقْدَاً من فلانٍ، أَي أَحْكَمُ} أَمْرَاً)
مِنْهُ، وأَوْفَى ذِمَّةً. {ومَرْمَارٌ، من أَسمَاء الدَّاهية قَالَ:
(قد عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيس ... لَيْلَةَ} مَرْمَارٍ {ومَرْمَريسِ)
} ومَرْمَرَة: مَضيقٌ بَين جَبَلَيْن فِي بحرِ الرّوم صَعْبُ المَسْلَك. {ومُرَيْرة} والمُرَيْرَة: مَوْضِع، قَالَ:
(كَأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها فِي أَراكَةٍ ... تَعاطى كَباثاً من {مُرَيْرةَ أَسْوَدا)
وَقَالَ:
(وَتَشْربُ آسانَ الحِياضِ تَشوفُها ... وَلَوْ وَرَدَتْ ماءَ} المُرَيْرَةِ آجِنا)
وَقَالَ الصَّاغانِيّ: المُرَيْرَة ماءٌ لبني عَمْرِو بن كلاب. {والأَمْرار: مياهٌ مَعْرُوفَة فِي ديار بني فَزارة، وأمّا قولُ النَّابغة يُخاطِب عَمْرَو بن هِنْد:
(مَنْ مُبلِغٌ عَمْرَو بنَ هندٍ آيَةً ... ومنَ النَّصيحةِ كَثْرَةُ الإنْذارِ)

(لَا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لرِماحنا ... فِي جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي} الأَمْرارِ) فَهِيَ مياهٌ بالبادية. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الأَمْرار: مياهٌ {مُرَّةٌ مَعْرُوفَة، مِنْهَا عُراعِرٌ، وكُنَيْبٌ، والعُرَيْمة. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَبَنُو يَرْبُوع يَقُولُونَ:} مِرَّ علينا فلَان، بِالْكَسْرِ، أَي مَرَّ. {وتَمَرْمَر عَلَيْنا، أَي تأَمَّر.} والمُرَّار كرُمَّان: الكُهَّان. {ومَرَّان، كشدَّاد: مَوْضِعٌ بَين البَصْرة ومكّة، لبني هلالٍ من بني عَامر. وموضِعٌ آخر بَين مكّة وَالْمَدينَة.} ومَرَّار، كشدَّاد: وادٍ نَجْدِيٌّ. وذاتُ المُرار: كغُراب: مَوْضِعٌ من ديار كَلْب. {ومَرٌّ، بِالْفَتْح: ماءٌ لغَطَفان، وبالضمّ: وادٍ من بَطْنِ إِضَمٍ، وَقيل: هُوَ إضَمٌ.} والمُرَّان: مُثنَّى: ماءان لغَطَفان بَينهمَا جبلٌ أَسْوَد. {ومُرَيْرٌ، كزُبَيْر: ماءٌ نَجْدِيٌّ من مياه بني سُلَيْم.
} ومُرَّينُ، بالضَّم وَتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة: ناحيةٌ من ديار مُضَر. ورجلٌ {مُمَرٌّ، وفرَسٌ مُمَرٌّ مُستَحكِمُ الخِلقَة. والدِّهرُ ذُو نَقْضٍ} وإمْرار. وَهُوَ على المثَل. وأَمَرَّ فلَانا: عالَجَه وفَتَلَ عُنُقَه ليَصْرَعَه. وهما يتمارَّان. {ومَرَّت عَلَيْهِ} أَمْرَارٌ، أَي مكارِه، وَهُوَ مَجاز. {والمَرَّارُ بن حَمُّويةَ الهَمَذانيُّ، كشَدَّاد: شيخٌ للبُخاريّ. وَأَبُو عمروٍ إسحاقُ بنُ} مِرارٍ الشَّيْبانيّ ككِتاب: لُغوِيٌّ، كتب عَنهُ أَحْمد ابْن حَنْبَل، وَابْنه عَمْرُو بن أبي عمروٍ، لَهُ ذكر.! ومَرَّان بنُ جَعْفَر، بِالْفَتْح: بَطْن. {ومِرَّةُ بن سُبَيْع، بِكَسْر الْمِيم، وسُبَيْع هُوَ ابنُ الْحَارِث بن زيد بن بَحْرِ بن سَعْدِ بن عَوْف. وَذُو} مُرٍّ، بالضمّ، من أَصْحَاب عليّ رَضِي الله عَنهُ. وَذُو {مَرِّين، بِالْفَتْح فتشديد راءٍ مَكْسُورة: لقبُ وائلِ بن الغوثِ بن قَطَنِ بن عَرِيبٍ الحِمْيَرِيّ. وَذُو} مَرّان، بِالْفَتْح: عُمَيْر بن أَفْلَح بن شُرَحْبِيل من الأَقْيال. وبالضمِّ: مُجالِد بن سعيد بن ذِي {مُرَّان الهَمْدانيّ، عَن الشعبيّ مَشْهُور.} ومُرَّة، بِالضَّمِّ: قريةٌ بِالْيمن بِالْقربِ من زَبِيد. {والمَرِّيّةُ، بِالْفَتْح وَتَشْديد الراءِ الْمَكْسُورَة: بلدةٌ بالأندلس.} ومُرَيْرة، كهُرَيْرَة: جدُّ أبي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن هَارُون بن! مُرَيْرة الآخِريّ. ذكره المالِينيّ.)
(م ر ر) : (مَرَّ) الْأَمْرُ وَاسْتَمَرَّ أَيْ مَضَى (وَقَوْلُهُ) اسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ يَعْنِي دَامَ وَاطَّرَدَ وَكُلُّ شَيْءٍ انْقَادَتْ طَرِيقَتُهُ وَدَامَتْ حَالُهُ قِيلَ فِيهِ قَدْ اسْتَمَرَّ (وَمِنْهُ) هَذِهِ عَادَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 2] عَلَى أَحَدِ الْأَوْجُهِ (وَالْمِرَّةُ) الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَمِنْهَا وَلَا لِذِي (مِرَّةٍ) سَوِيٍّ أَيْ مُسْتَوِي الْخَلْقِ (وَمُرَّةٌ) بِالضَّمِّ قَبِيلَةٌ يُنْسَبُ إلَيْهَا أَبُو غَطَفَانَ الْمُرِّيُّ يَزِيدُ بْنُ طَرِيفٍ وَالْمُزَنِيُّ تَحْرِيفٌ (وَالْمَرُّ) بِالْفَتْحِ فِي وَقْفِ الْمُخْتَصَرِ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ فِي الطِّينِ (وَبَطْنُ مُرٍّ) مَوْضِعٌ مِنْ مَكَّةَ عَلَى مَرْحَلَةٍ وَعَنْ الشَّافِعِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي حَصَى الرَّمْي وَمِنْ حَيْثُ أَخَذَهُ أَجْزَأَهُ إذَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الْحَجَرِ مَرْمَرٍ أَوْ بِرَامٍ أَوْ كَذَّانُ أَوْ فِهْرٍ وَإِنْ رَمَى فَوَقَعَتْ حَصَاتُهُ عَلَى مَحْمَلٍ فَاسْتَنَّتْ فَوَقَعَتْ فِي مَوْضِعِ الْحَصَاةِ أَجْزَأَهُ قُلْتُ (الْمَرْمَرُ) الرُّخَامُ وَهُوَ حَجَرٌ أَبْيَضُ رَخْوٌ (وَالْبِرَامُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ بُرْمَةٍ وَهِيَ فِي الْأَصْلِ الْقُدُورُ مِنْ الْحِجَارَةِ إلَّا أَنَّهُ أَرَادَهَا هُنَا الْحِجَارَةَ أَنْفُسَهَا (وَالْكَذَّانُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ الْحِجَارَةُ الرَّخْوَةُ (وَالْفِهْرُ) الْحَجَرُ مِلْءُ الْكَفِّ وَالْجَمْعُ أَفْهَارٌ وَفُهُورٌ (وَبِتَصْغِيرِهَا) سُمِّيَ فُهَيْرَةُ وَالِدُ عَامِرٍ الْمُعَذَّبِ فِي اللَّهِ (وَاسْتِنَانُ الْفَرَسِ) عَدْوُهُ إقْبَالًا وَإِدْبَارًا مِنْ نَشَاطٍ وَأُرِيدَ بِهِ هَاهُنَا نُبُوُّهُ وَارْتِفَاعُهُ وَانْدِفَاعُهُ بِكَرَّةٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ مُسْتَعْمَلًا فِي هَذَا الْمَقَامِ.

الفذلكة

(الفذلكة) مُجمل مَا فصل وخلاصته (محدثة)
الفذلكة:
[في الانكليزية] Summary
[ في الفرنسية] Abrege ،Sommaire
هي في كلام العلماء يراد بها إجمال ما فصّل أولا كذا ذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي، ويقال أيضا إنّ الفذلكة بمعنى مجمل الكلام وخلاصته كما يفهم من كلام المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي، وقد يراد بها النتيجة لما سبق من الكلام والتفريع عليه كقوله تعالى فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ. قال مولانا جدّي رحمه الله تعالى في حاشية البيضاوي على قوله وهو فذلكة التقرير الخ يعني أنّ فذلكة الحساب كما تتفرّع على التفصيل السابق كذلك حكم الاعتداء متفرّع على قوله تعالى وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ نتيجة له، وليس معناه أنّه إجمال لما تقدّم إذ لا تفصيل فيما تقدم انتهى. وفذلكة الحساب هي مجمل تفاصيله بأن يقال بعدها فذلك كذا. ومن فذلكة الحساب قوله تعالى تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ بعد قوله فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَــسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ نصّ عليه في البيضاوي وحاشيته لمولانا عصام الدين. فالفذلكة مأخوذة من قولهم فذلك كذا كالبسملة والحمدلة والله أعلم.

عجى وعجو

عجى وعجو: عَجَا: عُجّة بيض (هلو) وهذا خطأ والصواب عُجَّة.
عجو: نواة، عجمة (همبرت ص52).
عَجْوَة: ضرب من التمر. انظر عن هذا الضرب من التمر باجني (ص154) وبرتون (1: 384).
عَجْوة: تعر يابس (همبرت ص54 جزائرية).
عَجْوة: تمريّة، عجينة من التمر نزع نواه.
(بركهارت بلاد العرب 1: 56 - 57 وفيه كثير من التفاصيل برتون 1: 238، 384، لين في ترجمة ألف ليلة 1: 219).
عَجِيّ، وجمعها عَجْيان: صبيّ (زيشر 22: 128).
عدّ عدّ: معدود، ما يمكن عدّه وإحصاءه أي ليس بكثير (فليشر في تعليقه على المقري 1: 548، بريشت ص199، فالتون ص36، 71).
ما عَدَّ له خاطراً: لم يأبه به ولم يعتبره (بوشر).
عَدَّد: ليس مصدره تعداد فقط بل تعديد أيضاً.
حسب، أحصى (المفصل طبعة بروش ص 94) ومعناها في الأصل أحصى مناقب الميت كما تفعل النائحات ثم أصبحت تدل على: بكى الميت وناح عليه (معجم فليشر ص35 رقم 104 باين سميث 1397).
عَدَّدت المرأة: بكت عند المريض، ويقال: عَدَّدت عليه (ألف ليلة 1: 49).
عَدَّد: تستعمل مجازاً غرد الطائر تغريداً شجياً (معجم فليشر ص35، المقري 1: 57).
عَدَّد: أساء الظن به (المقري 2: 513).
عَدَّد على فلان: عذله وعاتبه (فوك) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص290) فلم يمنعني من ذلك إلا مخافة أن يعدد عليّ ختني سليمان بن اسود. وفي تاريخ البربر (2: 154) فعدد عليه ثم وخزه برمحه.
عَدَّد الخيل: اسرجها ووضع عليها العُدَّة وهي طقم الفرس.
أعدَّ: معناها ساعد وعاون تقريباً. ففي حيّان (ص7 ق): كان مظاهراً لأهل الخلاف معداً لهم في حروبهم.
أعدّ: احذف هذا الفعل من معجم بدرون ومعجم البيان. فالفعل أغذَّ في العبارات التي نقلت فيهما. وفي معجم ابن حبيب في المخطوطة المكتوبة بيد المؤلف التي يملكها فريمري مغذاً وفي الحريري: مُعِدّ أي كامل العُدَّة كما ذكر في شرحه.
تّعدَّد: disco ألمّ ب (المعجم اللاتيني- العربي). فهل يريد بذلك تجهز وتهيأ واستعدّ.؟ تَعدَّد مع: عذل، عاتب (فوك) وانظر مادة عَدَّد.
انعد: حُسِب، أحصى. (فوك) وانظر لين في مادة اعتدَّ.
اعتدَّ: جعل فلاناً تحت تصرفه (تاريخ البربر 2: 471).
اعتدَّ ب: تجهز (بوشر) وفي طرائف كوسج (ص80) اصبر عليَّ حتى أركب جوادي وأعتد بعِدَّة جلادي. والصواب: وأعْتدَّ بعُدَّة (الثعالبي لطائف ص72).
اعتدَّ: وثق ب، اعتمد على (فوك) ولم يذكر جملة استعملت فيها. وفي أماري (ديب ص2): ويَعْلمُ الله سُبحنه أنا لنعتَّد بذلك وقد ترجمها الناشر إلى الفرنسية بما معناه اتكل على، اعتمد على، ويبدو لي ان: قَدر الشيء حق قدره، وأقام له وزناً افضل بكثير (انظر لين).
اعتدّ على فلان: سّجل عليه شيئاً ليتغلب عليه بعد ذلك وحقد عليه لشيء فعله أو قاله.
(المقري 1: 270، تاريخ البربر 1: 395، 527، 538، 630، 2: 159، 175، 256، 320، 362، المقدمة 3: 344).
استعدّ: تهيأ، واتخذ عدّته (الفخري ص19).
اسّتعدَّ: احتاط لنفسه وتفظَّ ففي ابن البيطار (1: 120): البادزهر إذا حُكَّ بالماء على مسنّ وسُقي منه كلّ يوم نصف دانق للصحيح على سبيل الاستعداد والتقدم بالحفاظ (بالحوطة) قاوم السموم القتالة.
استعدّ: اعدّ حضّر، ويقال: استعدّ ب أيضاً: (عباد 2: 192).
استعد له: مال إليه وكان له استعداد طبيعي له.
ففي ابن البيطار (1: 147) البطيخ مستعدّ لان يصير مرارا وفيه (1: 148) البطيخ الهندي مستعد لان يصير بلغما من وقته. وفي المقدمة: استعداد تعني غالباً ميلاً فطرياً (المقدمة 1: 181، 191) وكذلك في محيط المحيط.
استعدّ: أمر الجندي بأن يتهيأ ويكون مستعداً (تاريخ البربر 2: 390).
عَدَّ: إحصاء (محيط المحيط).
عَدَّ: طرح في مصطلح الحساب (محيط المحيط).
عَدْ وعَدّ: قريب من. دان (فوك).
عَدّ ذا، وعَدّ كذا: بسبب ذا، لداعي كذا، باعتبار كذا (فوك).
عِدّ. يقال ماء عِدّ (انظر لين) وهي كلمة من غريب اللغة وقد فسرها ابن دريد وقد استغرب العبدري حين رآها لا تزال مستعملة عند عرب برقة (العبدري ص38 و).
غَدّة. والذي دخل تحت العدة أن الخ: حالة جديرة بالنظر، ذلك أن (أماري ص10)
عدَّة. عِدة السنة: اختصار عدة أيام السنة. (معجم أبي الفداء) عِدَّة: كثيرة، وتستعمل نعتاً (رايت، قواعد العربية 2: 296، الطبعة الثانية) فيقال: مدائن عدّة وأبواب عدة، رأي مدن كثيرة وأبواب كثيرة.
(الادريسي ص76، 197).
عِدَّة: مجموعة متناسقة من المناشف والفوط يلتف بها عند الخروج من الحمام (لين عادات 2: 51، برثون 2: 133).
عُدّة: آلة البناء والنجار وغيرهما وهي من كلام المولدين (محيط المحيط) وفي معجم فوك وهمبرت (ص73) عِدّة بكسر العين وهو خطأ، أي آلة، وهي فيها كلمة مفردة.
عُدّة: عتاد السفينة (الكالا، ابن جبير ص 72، أماري ديب ملحق ص3، 25 دي ساسي ديب 11: 46).
عُدَّة الفرس: سرجها (هلو، محيط المحيط).
عُدَّة: سلاح المدفعية (ألكالا).
عدّة مدافع: قافلة مدفعية.
عُدَّة: حماية، وقاية، إغاثة، معاونة، مساعدة، نجدة. (عباد 1: 247: 270 رقم 72).
عُدّة: جنود، كتائب الجند، ففي كليلة ودمنة (ص6): يا ملك الهند ابرز إلينا وأبْق على عدتك وعيالك ولا تحملهم على الفناء فانه ليس من المروءة أن يرمي الملك بعدته في المهالك المتلفة.
عَدَّية: عَدَّ، إحصاء (بوشر).
عَدّية: كميَّة، مقدار (بوشر).
عَدَد: مقدار كبير. ففي عباد (1: 41): أمر له بدنانير عدداً.
العدد الأول في مصطلح الحساب: ما لا يعده غير الواحد كالثلاثة والخمسة والــسبعة ويسمى بسيطاً فان عده غير الواحد كالأربعة فهو المركب (محيط المحيط).
علم العدد: علم من أصول الرياضي يبحث عن العدد وخواصه (محيط المحيط) والعدد فقط يدل على هذا المعنى (المقدمة 1: 218).
عَدَد: مبلغ من الدراهم (المقري1: 471، أماري ديب ص92، وفيه عدد بكسر العين وهو خطأ).
عَدد: ذكرها فوك كما ذكر عِدّة بمعنى المدة التي تقضيها المطلقة والمتوفى عنها زوجها دون زواج بعد طلاقها أو وفاة زوجها.
عَدَديّ: كمي، رقمي، نسبة إلى العدد (بوشر).
عَدَديّ: عالم بالحساب، خبير في علم الحساب (فوك).
عَددية: عدّاً ونقداً (بوشر).
عَددية. كشمير بمائة عددية: كشميرة قيمته مائة قرش نقداً (أغنية في صفة مصر 14: 163) عِداد. حائر من عداد البحور: غدير كبير مثل البحر (تاريخ البربر 1: 413).
عِداد: زكاة تجبي عن المواشي من القبائل العربية البدوية وغيرها (مملوك 1، 1: 189).
عَديد: معناها الأصلي عدد كبير من الجند.
(انظر عباد: 1: 260 رقم 8) وتطلق على الجند (عباد 1: 242، تاريخ البربر 1: 166، 293، 303، 386، ابن خلدون طبعة نوربنرج ص10) عَدِيد: عِدَّة، كثير. (بوشر) وفي كتاب الخطيب (ص22 ق): ولى القضاء بأماكن عديدة.
عَدِيد= تعديد نوح على الميت. ففي ألف ليلة (1: 49): فقعدت في حزن وبكى وعديد سنة كاملة (في طبعة برسل عويل) ألف ليلة 3: 256).
عَدَّاد: آلة عَدّ، حاسبة. (فوك، صفة مصر 16: 470 رقم 2).
عَدَّاد: ضيف يعد بأصابعه عدد الأطعمة ويشير إليها بيده (دوماس حياة العرب ص314).
عادّ: عند الحسابين كل عدد يعدّ عدداً آخر أي يثنيه بالقسمة كأربعة مع ثمانية فإذا عدّ العدد اكثر من عدد يقال له العادّ المشترك كالاثنين مع الأربعة والثمانية (محيط المحيط).
تعداد: كان كثير العدد (المقدمة 3: 356).
تَعديد: في مصطلح البديع= تعديد الأوصاف وذلك حين يوصف شخص أو شيء، بعدد من الصفات مستقل بعضها عن الأخر (ميهرن بلاغة ص165، محيط المحيط).
مَعّد: دفّة تعدّ عليها الفلوس. (الكالا) (بوشر، محيط المحيك).
مَعدّدة: نائحة، امرأة تستأجر لتنوح على الميت وتعدّد مناقبه (بوشر).
مَعْدُود: عداً ونقداً (بوشر).
مُتعَدد: متنوع، مختلف، شتى، عدّة.
(بوشر، عباد 1: 230 رقم 78).
استعدادي: مهيىء، مجهز (بوشر).

الإحصان

الإحصان: أن يكون الإنسان بالغا عاقلا حرا مسلما دخل بامرأة كذلك بنكاح صحيح. 
الإحصان: هو أن يكون الرجل عاقلاً بالغاً مسلماً دخل بامرأة بالغة عاقلة حرةٍ مسلمة بنكاح صحيح.
الإحصان:
[في الانكليزية] Abstinence ،chastity
[ في الفرنسية] Abstinence ،chastete
بالصّاد المهملة لغة يقع على معان كلّها ترجع إلى معنى واحد وهو أن يحمى الشيء ويمنع منه وهو الحريّة والعفاف والإسلام وذوات الأزواج، فإنّ الحرية تحصّن عن قيد العبودية، والعفة عن الزنى، والإسلام عن الفواحش، والزوج يحصّن الزوجة عن الزنى وغيره، كذا في بعض كتب اللغة. وفي فتح القدير الإحصان في اللغة المنع، قال تعالى:
لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ وأطلق في استعمال الشارع بمعنى الإسلام وبمعنى العقل وبمعنى الحريّة وبمعنى التزويج وبمعنى الإصابة في النكاح وبمعنى العفة. وإحصان الرّجم أي الإحصان الموجب للرّجم عند الحنفية أن يكون الشخص حرا عاقلا بالغا مسلما قد تزوج امرأة نكاحا صحيحا ودخل بها وهما على صفة الإحصان. قال في المبسوط: المتقدمون يقولون إنّ شرائط الإحصان سبعة وعدّ ما ذكر سابقا ثم قال: فأما العقل والبلوغ فهما شرطان لأهلية العقوبة والحريّة شرط لتكميل العقوبة لا شرط الإحصان على الخصوص وشرط الدخول ثبت بقوله عليه السلام «الثّيب بالثّيّب لا يكون إلا بالدخول»، انتهى.
واختلف في شرط الإسلام وكون كلّ واحد من الزوجين مساويا للآخر في شرائط الإحصان وقت الإصابة بحكم النكاح فهما شرطان عندنا خلافا للشافعي، فلو زنى الذمّي الثيّب بالحرّة يجلد عندنا ويرجم عنده، ولو تزوج الحرّ المسلم البالغ العاقل أمة أو صبيّة أو مجنونة أو كتابية ودخل بها لا يصير الزوج محصنا بهذا الدخول حتى لو زنى بعده لا يرجم عندنا خلافا له. وقولنا يدخل بها في نكاح صحيح يعني تكون الصحّة قائمة حال الدخول، حتى لو تزوّج من علّق طلاقها بتزوّجها يكون النكاح صحيحا، فلو دخل بها عقيبه لا يصير محصنا لوقوع الطلاق قبله.
واعلم أنّ الإضافة في قولنا شرائط الإحصان بيانية أي الشرائط التي هي الإحصان، وكذا شرط الإحصان. والحاصل أنّ الإحصان الذي هو شرط الرّجم هي الأمور المذكورة، فهي أجزاؤه أو هيئته تكون باجتماعها فهي أجزاء علّية، وكل جزء علّة، وكلّ واحد حينئذ شرط وجوب الرّجم، والمجموع علّة لوجود الشرط المسمّى بالإحصان. وإحصان القذف أي الإحصان الموجب لحد القذف عندهم هو أن يكون المقذوف حرا عاقلا بالغا مسلما عفيفا عن فعل الزنى، انتهى كلام فتح القدير.
وفي البرجندي ليس المراد بالزنى هاهنا ما يوجب الحدّ بل أعمّ منه، فكل وطئ امرأة حرام لعينه فهو زنى، ولا يحدّ قاذفه وإن كان حراما لغيره لا يكون زنى ويحدّ قاذفه، فوطئ المكاتبة زنى عند ابي يوسف رحمه الله خلافا لأبي حنيفة ومحمد رحمهما الله، ووطئ الأمة التي هي أخته من الرضاعة زنى على الصحيح لأن الحرمة مؤبّدة. وذكر الكرخي أنّه لا يكون زنى، ويشترط أن لا يكون المقذوف رجلا مجبوبا ولا امرأة رتقاء إذ لو كان كذلك لا يجب الحدّ، وكذا يشترط أن لا يكون في دار الحرب وعسكر أهل البغي، فإنه لا يجب الحدّ هناك، كما في الخزانة وتفصيل الأحكام يطلب من الكتب الفقهية.

وفي رسالة السيد الجرجاني: الإحصان هو التحقّق بالعبودية على مشاهدة حضرة الرّبوبية بنور البصيرة، أي رؤية الحق موصوفا بصفاته بعين صفته، فهو يراه يقينا ولا يراه حقيقة.
ولهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«صلّ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» لأنه يراه من وراء حجب صفاته فلا يرى الحق بالحقيقة لأنه تعالى هو الرائي وصفه بوصفه، وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح.

جدا

(جدا)
فلَانا وَعَلِيهِ جدوا وجدا أعطَاهُ وَسَأَلَهُ الجدوى
[جدا] نه فيه: أتى صلى الله عليه وسلم "بجدايا" وضغابيس هي جمع جداية وهي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدي في المعز، ومنه ح: فجاء "بجدي" و"جداية". وفيه: اللهم اسقنا "جدا" طبقاً، الجد المطر العام، ومنه: أخذ "جدا" العطية والجدوى. ومنه: في مدح الصديق.
ليس لشيء غير تقوى جداً ... وكل خلق عمره للفنا
هو من أجدى عليه يجدي إذا أعطاه. ومنه ح زيد بن ثابت: كتب إلى معاوية يستعطفه لأهل المدينة يشكو انقطاع أعطيتهم، وقال فيه: وقد عرفوا أنه ليس عند مروان مال يجادونه عليه، جدى واجتدى واستجدى إذا سأل وطلب، والمجاداة مفاعلة منه أي ليس عنده مال يسألونه عليه. وفيه: رميت سهيلاً فقطعت نساء فانثعبت "جدية" الدم أي أول دفعة من الدم، وروى: فانبعثت، أي سالت، وروى: فاتبعت "جدية" الدم، قيل: هي الطريقة من الدم تتبع ليقتفي أثرها. وفيه: رمى طلحة يوم الجمل بسهم فشل فخذة إلى "جدية" السرجع، الجدية بسكون دال شيء يحشى ثم يربط تحت دفتي السرج والرحل، وتجمع على جديات وجدى بالكسر. ومنه ح أبي أيوب: أتى بدابة سرجها نمور فنزع الصفة يعني الميثرة فقيل: الجديات نمور، فقال: إنما ينهى عن الصفة.
(جدا) - في حَديثِ أَبِي بَكْر: "أَنَّ خُفافَ بنَ نُدبَة السَّلمِي، ارَتدَّ قَومُه فَثَبَت هو عَلَى الِإسلام وقال شِعْراً قَوافِيه مَحدُودَة مُقَيَّدة وهو : لَيْسَ لِشىءٍ غَيرِ تَقْوَى جَدَاء ... وكُلُّ خَلْقٍ عُمْرهُ لِلْفَناءْ
إِنَّ أَبَا بَكْر هو الغَيثُ إِذْ ... لم تُرْزِغِ الأَمطارُ بَقْلًا بماءْ
المُعْطِيَ الجُرْدَ بِأَرسانِها ... والنَّاعِجاتِ المُسْرعاتِ النَّجَاءْ
واللهِ لا يُدرِكُ أَيَّامَه ... ذو طُرَّةٍ نَاشٍ وَلَا ذُو رِدَاءْ
مَنْ يَسْعَ كَيْ يُدرِكَ أَيَّامَه ... يَجْتَهِدُ الشَّدَّ بأَرضٍ فَضَاءْ
الجَدَاء كالغَنَاء، من قَولِهم: أَجْدى عليه، والِإرزَاغُ: البَلُّ البَلِيغُ.
ومنه الرَّزَغَة، وكَذَلك الرَّدْغَة، والمُعْطِيَ: نُصِبَ على المَدْح، والنَّاعِجاتُ: الِإبلُ السِّراع، وقد نَعَجت.
وقِيل: الكِرامُ: الحِسانُ الألوانِ من النَّعَج، ويَجْتَهِد الشَّدَّ أي: يَجْتَهِدُه ويَبلُغ أقصَى ما يُمِكن منه، من قَولِهم: اجْتَهدَ رَأْيَه.
- في حَديثِ زَيدِ بنِ ثَابِت : "لَيس عِندَ مَرْوَان مَالٌ يُجادُونه عليه".
يُقالُ: هُوَ من الجَدَا، وهو العَطَاء، وجَدَا عليه ولَهُ يَجْدُو جَدْوًا. والاسْمُ الجَدْوَى، وأَجْدَى أَيضا: أَعطى، والجَداءُ بالمَدِّ: الغَنَاءُ وما يُجدِي عنك كذا: أي ما يُغْنِي: وجَدَا أَيضًا: سَأَل,: أي يُسائِلُونه عليه، وهذا أَولَى.
- وفي حَديِث مَرْوان : "أَنَّه رَمَى طَلْحةَ بنَ عُبَيْد الله بسَهْم فَشَكَّ فَخِذَه إلى جَدْيَةِ السَّرج.
الجَدْيَة: قطعة من الأَكْسِية تُحشَى، ثم تُربَط على الدَّفَّتَيْن وتحت ظَلِفَات الرَّحْلِ على جَنْبِ البَعِير، والجَمْع جَدْيات، بفَتْح الدَّالِ وسُكونِها، في قول الأَصْمعِي، وجَدًى في قَوِل أَبيِ عُبَيْدَة.

جدا: الجَدَا، مقصور: المَطَرُ العامّ. وغيثٌ جَداً: لا يُعرف أَقصاه،

وكذلك سماءٌ جَداً؛ تقول العرب: هذه سماءٌ

جداً ما لها خَلَفٌ، ذكَّروه لأَن الجَدَا في قوة المصدر. ومَطَرٌ جداً

أَي عامّ. ويقال: أَصابنا جَداً أَي مطر عامّ. ويقال: إنها لسماءٌ

جَداً ما لها خَلَفٌ

أَي واسع عامّ. ويقال للرجل: إنّ خيره لَجَداً على الناس أَي عامّ واسع.

ابن السكيت: الجَدَا يكتب بالياء والأَلف. وفي حديث الاستسقاء: اللهم

اسْقِنا غَيْثاً غَدَقاً وجَداً طَبَقاً، ومنه أُخِذ جَدَا العَطِيّةِ

والجَدْوَى؛ ومنه شعر خُفاف بن نُدْبة السُّلَمي يمدح الصّدّيق:

ليسَ لشَيءٍ غيرِ تَقْوَى جَداً،

وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُه للفَنَا

هو من أَجْدَى عليه يُجْدي إذا أَعطاه. والجَدَا، مقصور: الجَدْوَى وهما

العطية، وهو من ذلك، وتثنيته جَدَوان وجَدَيان؛ قال ابن سيده: كلاهما عن

اللحياني، فَجَدوانِ على القياس، وجَدَيانِ على المُعاقبة. وخَيْرُه

جداً على الناس: واسع. والجَدْوى: العطية كالجَدَا، وقد جَدَا عليه يَجْدُو

جَداً. وأَجْدَى فلان أَي أَعطى. وأَجْداه أَي أَعطاه الجَدْوَى.

وأَجْدَى أَيضاً أَي أَصاب الجَدْوَى، وقوم جُدَاةٌ ومُجْتَدُون، وفلان قليل

الجَدَا على قومه. ويقال: ما أَصَبْتُ من فلان جَدْوَى قط أَي عطية؛ وقول

أَبي العيال:

بَخِلَتْ فُطَيْمةُ بالَّذِي تُولِينِي

إلاَّ الكلامَ، وقَلَّمَا تُجْدِينِي

أَراد تُجْدي عَلَيّ فحذف حرف الجر وأَوصل. ورجل جادٍ: سائِل عافٍ طالبٌ

للجَدْوَى؛ أَنشد الفارسي عن أَحمد بن يحيى:

إليه تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً،

فلَيْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِ

وكذلك مُجْتَدٍ؛ قال أَبو ذؤيب:

لأُنْبِئْت أَنَّا نَجْتَدِي الحَمْدَ، إنَّمَا

تَكَلَّفُهُ مِن النُّفوسِ خِيارُها

أَي تطلُب الحمد؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إنِّي لَيَحْمَدُنِي الخَلِيلُ إذا اجْتَدَى

مَالِي، ويَكْرَهُني ذَووُ الأَضْغَانِ

والجادِي: السائلُ العافِي؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:

أَما عَلِمْتَ أَنَّني مِنْ أُسْرَهْ

لا يَطْعَمُ الجادِي لَدَيْهِم تَمْرَهْ؟

ويقال: جَدَوْته سأَلته وأَعطيته، وهو من الأَضداد؛ قال الشاعر:

جَدَوتُ أُناساً مُوسِرينَ فما جَدَوْا،

أَلا اللهَ فاجْدُوهُ إذا كُنتَ جادِيَا

وجَدَوْته جَدْواً وأَجْدَيْته واسْتَجْدَيْته، كلُّه بمعنى: أَتيته

أَسأَله حاجة وطلبت جَدْواه؛ قال أَبو النجم:

جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا

مِن نائِل اللهِ الّذِي يُعْطِيكَا

وفي حديث زيد بن ثابت أَنه كتب إلى معاوية يستعطفه لأَهل المدينة ويشكو

إليه انقطاع أَعْطِيَتهم والمِيرَةِ عنهم وقال فيه: وقد عَرَفوا أَنَّه

عندَ مَرْوان مالٌ

يُجَادُونَهُ عَلَيه؛ المُجادَاةُ: مفاعلة من جَدَا واجْتَدى واسْتَجْدى

إذا سأَل، معناه ليس عنده مال يسائلونه عليه؛ وقول أَبي حاتم:

أَلا أَيُّهَذَا المُجْتَدِينا بِشَتْمِهِ،

تأَمَّلْ رُوَيْداً، إنَّني من تَعَرَّفُ

لم يفسره ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد أَيُّهذا الذي

يستقضينا أَو يسأَلنا وهو في خلال ذلك يَعِيبُنا ويشتمنا. ويقال: فلان

يَجْتَدي فلاناً ويَجْدوه أَي يسأَله. والسُّؤَّالُ الـطالبون يقال لهم

المُجْتَدُون. وجَدَيته: طلبت جَدْواه، لغة في جَدَوته. والجَداءُ:

الغَنَاءُ، ممدود. وما يُجْدي عنك هذا أَي ما يُغْني. وما يُجْدِي عليَّ شيئاً

أَي ما يُغْني. وفلان قليل الجَدَاءِ عنك أَي قليل الغَنَاء والنفْعِ؛ قال

ابن بري: شاهده قول مالك بن العَجْلانِ:

لَقَلَّ جَدَاء على مَالِكٍ،

إذا الحَرْب شبَّتْ بِأَجْذالِها

ويقال منه: قلَّمَا يُجْدي فلان عنك أَي قلما يغني. والجُدَاءُ، ممدود:

مبلغ حساب الضرب، ثلاثةٌ في اثنين جُداءُ ذلك ستة.

قال ابن بري: والجُدَاءُ مبلغ حساب الضرب كقولك ثلاثة في ثلاثة جُداؤُها

تسعة. ولا يأْتيك جَدَا الدهر أَي آخرَه. ويقال: جَدَا الدهر أَي يَدَ

الدهر أَي أَبَداً.

والجَدْيُ: الذكر من أَولاد المَعَز، والجمع أََجْدٍ وجِدَاءٌ، ولا تقل

الجَدَايا، ولا الجِدَى، بكسرٍ الجيم، وإذا أَجْذَع الجَدْي والعَناقُ

يسمى عَريضاً وعَتُوداً. ويقال للجَدْيِ: إمَّرٌ وإمَّرة وهِلَّعٌ

وهِلَّعة. قال: والعُطْعُط الجَدْيُ. ونجم في السماء يقال له الجَدْيُ

قريب من القُطْب تعرف به القِبْلة، والبُرْجُ الذي يقال له الجَدْي

بِلِزْقِ الدَّلْو وهو غير جَدْيِ القطب. ابن سيده: والجَدْي من النجوم

جَدْيانِ: أَحدهما الذي يدور مع بنات نعش، والآخر الذي بِلِزْقِ الدلو، وهو من

البروج، ولا تعرفه العرب، وكلاهما على التشبيه بالجَدْي في مَرآة العين.

والجَدايةُ والجِداية جميعاً: الذكر والأُنثى من أَولاد الظِّباء إذا

بلغ ستة أَشهر أَو سبعة وعَدَا وتشدَّد، وخص بعضهم به الذكر منها. غيره:

الجِدايةُ بمنزلة العَناق من الغنم، قال جِرانُ العَوْد واسمه عامر بن

الحرث:

لقد صَبَحْت حَمَلَ بْنَ كُوزِ

عُلالةً من وَكَرَى أَبُوزِ

تُريحُ، بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ،

إراحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ

وفي الحديث: أُتِيَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بجَدَايا

وضَغابِيسَ؛ هي جمع جَداية من أَولاد الظِّباء. وفي الحديث الآخر: فجاءه بجَدْيٍ

وجَدَاية. والجَدْيةُ والجَدِيَّةُ: القطعة من الكساء المحشوّة تحت

دَفَّتَي السرج وظَلِفَةِ الرَّحْل، وهما جَدِيَّتانِ؛ قال الجوهري: والجمع

جَداً وجَدَياتٌ، بالتحريك، قال: وكذلك الجَدِيَّةُ، على فعيلة والجمع

الجَدَايا. قال: ولا تقل جَدِيدَةٌ والعامّة تقوله؛ قال ابن بري عند قول

الجوهري والجمع جَداً قال: صوابه والجمع جَدْيٌ

مثل هَدْيةٍ وهَدْيٍ وشَرْيةٍ وشَرْيٍ؛ وقال ابن سيده: قال سيبويه جمع

الجَدْيَةِ جَدَيات، قال: ولم يكسِّرُوا الجَدْية على الأَكثر استغناء

بجمع السلامة إذ جاز أَن يَعْنُوا الكثيرَ، يعني أَن فعْلة قد تُجْمع

فَعَلاتٍ يُعْنَى به الأَكثر كما أَنشد لحَسّانَ:

لنا الجَفَناتُ

وجَدَّى الرَّحْلَ: جعل له جَدْيَةً، وقد جَدَّيْنا قَتَبَنا

بجَدِيَّةٍ. وفي حديث مروان: أَنه رَمَى طَلْحةَ بن عُبَيْد الله يوم الجَمَل بسهم

فَشَكَّ فخذه إلى جَدْيَةِ السرج. ومنه حديث أَبي أَيوب: أُتِيَ بدابة

سَرْجُها نُمُور فنَزَع الصُّفَّةَ يعني المِيثَرَةَ، فقيل: الجَدَياتُ

نُمُور، فقال: إنما يُنْهَى عن الصُّفَّةِ. والجَدِيَّة: لون الوَجْه،

يقال: اصفرّت جَدِيَّةُ وجهه؛ وأَنشد:

تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فيها،

غَداةَ الرَّوْعِ، جَادِيّاً مَدُوفا

والجَادِيُّ: الزعفران.

وجادِيَةُ: قرية بالشام ينبت بها الزعفران، فلذلك قالوا جادِيٌّ.

والجَدِيَّةُ من الدَّم: ما لَصِقَ بالجَسد، والبَصِيرَةُ: ما كان على

الأَرض. وتقول: هذه بَصِيرةٌ من دَم وجدية من دم. وقال اللحياني:

الجَدِيَّة الدم السائل، فأَما البَصِيرة فإنه ما لم يسل. وأَجْدَى الجُرْحُ:

سالت منه جَدِيَّةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وإنْ أَجْدَى أَظلاَّها ومَرَّتْ،

لَمَنْهَبِها، عَقامٌ خَنْشَلِيلُ

(* قوله «لمنهبها» هكذا في الأصل والمحكم هنا، وأنشده في مادة عقم

لمنهلها تبعاً للمحكم أيضاً).

وقال عَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ:

سُيول الجَدِيَّةِ جَادَتْ،

مُراشاة كلّ قَتِيل قَتِيلا

(* قوله «سيول الجدية إلخ» هذان البيتان هكذا في الأَصل، وكذا قوله بعد

مأخوذ من جدية وجديات»).

سليم ومن ذا مثلهم،

إذا ما ذَوُو الفَضْل عَدُّوا الفُضُولا

مراشاة أَي يعطي بعضهم بعضاً من الرشوة، مأْخوذ من جَدِيَّة لأَنه من

باب الناقص مثل هَدِيَّة وهَدِيّات، أَراد جَدِيَّة الدم. والجَدِيَّة

أَيضاً: طريقة من الدم، والجمع جَدَايا. وفي حديث سعد قال: رميت يوم بدر

سُهَيْلَ بنَ عمرو فقطعت نَسَاهُ فانْثَعَبَت جَدِيَّة الدم؛ هي أَول دفعة من

الدم، ورواه الزمخشري: فانبعث جدية الدم؛ قيل: هي الطريقة من الدم

تُتَّبع ليُقْتَفَى أَثَرُها.

والجادِي: الجراد لأَنه يَجْدِي كل شيء أَي يأْكله؛ قال عبد مناف

الهذلي:صَابوا بستة أَبْياتٍ ووَاحِدَة،

حتَّى كأَنَّ عَلَيها جادِياً لُبَدا

وجَدْوى: اسم امرأة؛ قال ابن أَحمر:

شَطَّ المَزارُ بِجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.