Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: زيز

صَنْعَاءُ

صَنْعَاءُ:
منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، كقولهم:
امرأة حسناء وعجزاء وشهلاء، والنسبة إليها صنعانيّ
على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني، وصنعاء:
موضعان أحدهما باليمن، وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق، ونذكر أوّلا اليمانية ثمّ نذكر الدمشقية ونفرق بين من نسب إلى هذه وهذه، فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي: كان اسم صنعاء في القديم أزال، قال ذلك الكلبي والشّرقي وعبد المنعم، فلمّا وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمّي الجبل نعم أي انظر، فلمّا رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسمّيت صنعاء بذلك، وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلا، وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها، تشبّه بدمشق لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل:
سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو الذي بناها، وطول صنعاء ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وهي في الإقليم الأوّل، وقيل: كانت تسمى أزال، قال ابن الكلبي: إنما سميت صنعاء لأن وهرز لما دخلها قال: صنعة صنعة، بريد أن الحبشة أحكمت صنعتها، قال: وإنّما سميت باسم الذي بناها وهو صنعاء بن أزال بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف بأزال وتارة بصنعاء، وقال مجاهد في قوله تعالى:
غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ 34: 12، كان سليمان، عليه السلام، يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالريّ ويعطيهم أجورهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال: عظم البلاء وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن:
ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلا من صنعاء، وهو بلد في خط الاستواء، وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحوّل الإنسان من مكان طول عمره صيفا ولا شتاء، وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف، وبها بناء عظيم قد خرب، وهو تلّ عظيم عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر: وطئت أرضين كثيرة شاما وخراسان وعراقا فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمداني الفقيه:
صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين ويصيّفون مرّتين وكذلك أهل فران ومأرب وعدن والشحر، وإذا صارت الشمس إلى أوّل الحمل صار الحر عندهم مفرطا، فإذا صارت إلى أوّل السرطان وزالت عن سمت رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثمّ تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيّفون ثانية ويشتدّ الحرّ عليهم، فإذا زالت إلى الجنوب وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم، قال: وكان في ظفار وهي صنعاء، كذا قال، وظفار مشهورة على ساحل البحر، ولعلّ هذه كانت تسمّى بذلك، قريب من القصور قصر زيدان، وهو قصر المملكة، وقصر شوحطان، وقصر كوكبان، وهو جبل قريب منها، وقد ذكر في موضعه، قال:
وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب، وكان لا يدخلها غريب إلّا بإذن، كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب من رجل يدخل من باب لها يسمّى باب حقل فكانت عليه أجراس متى حركت سمع صوت الأجراس من الأماكن البعيدة، وكانت مرتبة صاحب الملك على ميل من بابها، وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كلّ واحد إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها:
قلت ونفسي جمّ تأوّهها ... تصبو إلى أهلها وأندهها:
سقيا لصنعاء! لا أرى بلدا ... أوطنه الموطنون يشبهها
خفضا ولينا، ولا كبهجتها، ... أرغد أرض عيشا وأرفهها
يعرف صنعاء من أقام بها ... أعذى بلاد عذا وأنزهها
ما أنس لا أنس ما فجعت به ... يوما بنا إبلها تجهجهها
فصاح بالبين ساجع لغب، ... وجاهرت بالشّمات أمّهها
ضعضع ركني فراق ناعمة ... في ناعمات تصان أوجهها
كأنّها فضّة مموّهة ... أحسن تمويهها مموّهها
نفس بين الأحباب والهة، ... وشحط ألّافها يولّهها
نفى عزائي وهاج لي حزني، ... والنّفس طوع الهوى ينفهها
كم دون صنعاء سملقا جددا ... ينبو بمن رامها معوّهها
أرض بها العين والظّباء معا ... فوضى مطافيلها وولّهها
كيف بها، كيف وهي نازحة، ... مشبّه تيهها ومهمهها
وبنى أبرهة بصنعاء القليس وأخذ الناس بالحجّ إليه وبناه بناء عجيبا، وقد ذكر في موضعه، وقدم يزيد ابن عمرو بن الصّعق صنعاء ورأى أهلها وما فيها من العجائب، فلمّا انصرف قيل له: كيف رأيت صنعاء؟ فقال:
ومن ير صنعاء الجنود وأهلها، ... وجنود حمير قاطنين وحميرا
يعلم بأنّ العيش قسّم بينهم، ... حلبوا الصفاء فأنهلوا ما كدّرا
ويرى مقامات عليها بهجة ... يأرجن هنديّا ومسكا أذفرا
ويروى عن مكحول أنّه قال: أربع من مدن الجنة:
مكّة والمدينة وإيلياء ودمشق، وأربع من مدن النار:
أنطاكية والطوانة وقسطنطينية وصنعاء، وقال أبو عبيد: وكان زياد بن منقذ العدوي نزل صنعاء فاستوبأها وكان منزله بنجد في وادي أشيّ فقال يتشوق بلاده:
لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد، ... ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبّذا حين تمسي الرّيح باردة ... وادي أشيّ وفتيان به هضم
مخدّمون كرام في مجالسهم، ... وفي الرّحال إذا صحبتهم خدم
الواسعون إذا ما جرّ غيرهم ... على العشيرة، والكافون ما جرموا
ليست عليهم إذا يغدون أردية ... إلّا جياد قسيّ النّبع واللّجم
لم ألق بعدهم قوما فأخبرهم ... إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم
يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة ... وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت مخارمها، ... وهل تغيّر من آرامها إرم؟
يا ليت شعري! متى أغدو تعارضني ... جرداء سابحة أم سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ... في فتية فيهم المرّار والحكم
من غير عدم ولكن من تبذّلهم ... للصّيد حين يصيح الصائد اللّحم
فيفزعون إلى جرد مسحّجة ... أفنى دوابرهنّ الركض والأكم
يرضخن صمّ الحصى في كل هاجرة ... كما تطايح عن مرضاخه العجم
وهي أكثر من هذا وإنّما ذكرت ما ذكرت منها وإن لم يكن فيها من ذكر صنعاء إلّا البيت الأوّل استحسانا لها وإيفاء بما شرط من ذكر ما يتضمن الحنين إلى الوطن ولكونها اشتملت على ذكر عدة أماكن، وقد نسب إلى ذلك خلق وأجلّهم قدرا في العلم عبد الرزاق ابن همّام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الثقات المشهورين، قال أبو القاسم: قدم الشام تاجرا وسمع بها الأوزاعي وسعيد بن عبد العــزيز وسعيد بن بشير ومحمد بن راشد المكحولي وإسماعيل ابن عباس وثور بن يزيد الكلاعي وحدّث عنهم وعن معمّر بن راشد وابن جريج وعبد الله وعبيد الله ابني عمرو بن مالك بن أنس وداود بن قيس الفرّاء وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وعبد الله بن زياد بن سمعان وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبي معشر نجيح السندي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومعتمر بن سليمان التيمي وأبي بكر بن عباس وسفيان الثوري وهشيم بن بشير الواسطي وسفيان بن عيينة وعبد العــزيز ابن أبي زياد وغير هؤلاء، روى عنه سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، ومعتمر بن سليمان، وهو من شيوخه، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة وأحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى الذّهلي وعليّ بن المديني وأحمد بن منصور الرّمادي والشاذكوني وجماعة وافرة وآخرهم إسحاق بن إبراهيم الدبري، وكان مولده سنة 126، ولزم معمّرا ثمانين سنة، قال أحمد بن حنبل: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف الإسناد، وكان أحمد يقول: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق، وقال أبو خيثمة زهير بن حرب: لما خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلمّا وصلنا مكّة كتب أهل الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق:
قد أتاك حفّاظ الحديث فانظر كيف تكون أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب، فلمّا قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلّا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدّثه بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين بين الناس جالس، فلمّا خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حلّ لك، فنظر فيها فخطّأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلمّا سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطإ فأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيته وسلّمه إلى أحمد ابن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة أسلّمه إليكم بأمانة الله على أنّكم لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلون عليّ حديثا من حديث غيري، ثمّ أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا، أنبأنا الحسن بن رستوا أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: عبد الرزاق بن همّام فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمن
يكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه بآخره حاد عنه بأحاديث مناكير، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيّع ويفرط في التشيّع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا تعجبه الأخبار، أنبأنا مخلد الشعيري قال: كنّا عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذّروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان! أنبأنا عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثمّ حرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال: كنّا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل، فلمّا قرأ قول عمر لعليّ والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال: ألّا يقول الأنوك [1] رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قال زيد بن المبارك:
فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا، أنبأنا أحمد بن زهير بن حرب قال: سمعت يحيى بن معين يقول وبلغه أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبد الله ابن موسى بسبب التشيّع قال يحيى: والله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر ممّا يقول عبد الله بن موسى لكن خاف أحمد أن تذهب رحلته، أنبأنا سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قطّ أن أفضّل عليّا على أبي بكر وعمر، رحم الله أبا بكر ورحم عمر ورحم عثمان ورحم عليّا ومن لم يحبّهم فما هو بمسلم فإن أوثق عملي حبّي إياهم، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. ومات عبد الرزّاق في شوّال سنة 211، ومولده سنة 126.
وصنعاء أيضا: قرية على باب دمشق دون المزّة مقابل مسجد خاتون خربت، وهي اليوم مزرعة وبساتين، قال أبو الفضل: صنعاء قرية على باب دمشق خربت الآن، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه: أبو الأشعث شراحيل بن أدّة، ويقال شراحيل بن شراحيل الصنعاني، من صنعاء دمشق، ومنهم أبو المقدام الصنعاني، روى عن مجاهد وعنبسة، روى عنه الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش، قال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي مزيد الغنوي وبأبي إبراهيم بن حدّاد العذري، فأضافه إلى أهل دمشق والحاكم أبو عبد الله نسبه إلى اليمن، وقال أبو بكر أحمد بن عليّ الحافظ الأصبهاني في كتابه الذي جمع فيه رجال مسلم بن الحجاج: حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام كنيته أبو عمر، زيد بن أسلم وموسى بن عقبة وغيرهما، روى عنه عبد الله بن وهب وسويد بن سعيد وغيرهما، وأبو بكر الأصبهاني أخذ هذه النسبة من كتاب الكنى لأبي أحمد النيسابوري فإنّه قال: أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام، وقال أبو نصر الكلاباذي في جمعه رجال كتاب أبي عبد الله البخاري:
هو من صنعاء اليمن نزل الشام، والقول عندنا قول الكلاباذي بدليل ما أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله بن مندة، أنبأنا أبو تمام إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى في كتاب المصريين قال: حفص بن ميسرة الصنعاني يكنى أبا عمر من أهل صنعاء، قدم مصر وكتب عنه، وحدث عنه عبد الله بن وهب وزمعة بن عرابي ابن معاوية بن أبي عرابي وحسّان بن غالب، وخرج هكذا في الأصل.
عن مصر إلى الشام فكانت وفاته سنة 181، وقال أبو سعيد: حدثني أبي عن جدي أنبأنا ابن وهب حدثني حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبّه مكتوبا: ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله، فدلّ جميع ذلك على أنّه كان من صنعاء اليمن، قدم مصر ثمّ خرج منها إلى الشام، وحنش بن عبد الله الصنعاني صنعاء الشام، سمع فضالة بن عبيد، روى عنه خالد ابن معدان والحلّاج أبو كبير وعامر بن يحيى المعافري، قال ابن الفرضي: عداده في المصريين وهو تابعي كبير ثقة ودخل الأندلس، قال: وهو حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن قينان بن ثعلبة ابن عبد الله بن ثامر السّبائي وهو الصنعاني يكنى أبا رشيد، كان مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، بالكوفة وقدم مصر بعد قتل عليّ وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت والأندلس مع موسى بن نصير، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه، حدث عنه الحارث بن يزيد وسلامان بن عامر بن يحيى وسيّار ابن عبد الرحمن وأبو مرزوق مولى نجيب وغيرهم، ومات بإفريقية في الإسلام وولده بمصر، وقيل إنّه مات بمصر، وقيل بسرقسطة وقبره بها معروف، كل ذلك عن ابن الفرضي، ويزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الصنعاني صنعاء دمشق، هكذا ذكره البخاري في التاريخ العساكري، روى عن أبي أسماء الرحبي وأبي الأشعث الصنعاني وربيعة بن يزيد وذكر جماعة أخرى، قال أبو حاتم: يزيد بن ربيعة الصنعاني ليس بثقة دمشقيّ، قال جماعة من أصحاب الحديث:
ليس يعرف بدمشق كذّاب إلّا رجلين: الحكم بن عبد الله الأبلّي ويزيد بن ربيعة، قال أبو موسى الأصبهاني محمد بن عمر: كان الحاكم أبو عبد الله لا يعرف إلّا صنعاء اليمن فإنّه ذكر فيمن يجمع حديثهم من أهل البلدان، قال: ومن أهل اليمن أبو الأشعث الصنعاني والمطعم بن المقدام وراشد بن داود وحنش ابن عبد الله الصنعانيون وهؤلاء كلّهم شاميون لا يمانيون، قال أبو عبد الله الحميدي: حنش بن علي الصنعاني الذي يروي عن فضالة بن عبيد من صنعاء الشام قرية بباب دمشق، وأبو الأشعث الصنعاني منها أيضا، قاله عليّ بن المديني، قال الحميدي: ولهذا ظنّ قوم أن حنش بن عبد الله من الشام لا من صنعاء اليمن ولا أعرف حنش بن عليّ والذي يروي عن فضالة هو ابن عبد الله فهذا بيان حسن لطالب هذا العلم، وقال ابن عساكر: يحيى بن مبارك الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن كثير بن سليم وشريك بن عبد الله النخعي وأبي داود شبل بن عبّاد ومالك بن أنس، روى عنه إسماعيل بن عياض الأرسوفي وخطّاب بن عبد السلام الأرسوفي وعبد العظيم بن إبراهيم وإسماعيل بن موسى بن ذرّ العسقلاني نزيل أرسوف، ويزيد بن السمط أبو السمط الصنعاني الفقيه، روى عن الأوزاعي والنّعمان بن المنذر ومطعم بن المقدام وذكر جماعة وذكر بإسناده أن عالمي أهل الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط ويزيد ابن يوسف، وكان ثقة زاهدا ورعا من صنعاء دمشق، ويزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حي من همدان من أهل صنعاء دمشق، روى عن عبد الرحمن ابن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذرّ وأبي رهم اجزاب بن أسيد السمعي وأبي صالح الخولاني، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن عامر وخالد بن معدان والوضين بن عطاء، وراشد بن داود أبو المهلّب، ويقال أبو داود الرسمي الصنعاني صنعاء دمشق، روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدّة وأبي
عثمان شراحيل بن مرثد الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي ونافع ويعلى بن أبي شدّاد بن أوس وغيرهم، روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الله بن محمد الصنعاني وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وغيرهم، وسئل عنه يحيى بن معين فقال: ليس به بأس ثقة، قال يحيى:
وصنعاء هذه قرية من قرى الشام ليست صنعاء اليمن.

الرَّبَذَةُ

الرَّبَذَةُ، بالتحريكِ: صُوفَةٌ يُهْنَأُ بها البعيرُ، وخِرْقَةٌ يَجْلو بها الصائِغُ الحَلْيَ، ويكسرُ فيهما، ومَدْفَنُ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ قُرْبَ المدينةِ،
ومنه: مُوسَى بنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وأخواهُ عبدُ اللهِ ومحمدٌ، وعَذَبَةُ السَّوْطِ، والشِّدَّةُ، وبالكسر: رجُلٌ لا خيرَ فيه، وصِمامَةُ القارورَةِ، والعِهْنَةُ تُعَلَّقُ في أُذُنِ البعيرِ وغيرِه، وخِرْقَةُ الحائِضِ وكُلِّ قَذَرٍ، جمعُ الكُلِّ: رِبَذٌ ورِباذٌ.
والرَّبَذِيُّ، محركةً: الوَتَرُ، والسَّوْطُ.
والرَّبَذُ، بالتحريكِ: خِفَّةٌ،
رَبِذَتْ يَدُهُ بالقِداحِ، كفَرِحَ. وككَتِفٍ: الخفيفُ القوائِمِ في مَشْيِهِ.
ورَبِذُ العِنانِ: مُنْفَرِدٌ مُنْهَزِمٌ.
ولِثَةٌ رَبِذَةٌ: قليلةُ اللَّحْمِ.
وذُو رَبِذاتٍ: كثيرُ السَّقَطِ في كلامِهِ.
والرَّباذِيَةُ، كعَلانِيَةٍ: الشَّرُّ.
والمِرْباذُ: المِكْثارُ المِهْذارُ، كالرَّبَذانِيِّ.
وأرْبَذَهُ: قَطَعَه، واتَّخَذَ السِّياطَ الرَّبَذِيَّةَ.
والرَّبْذَاءُ بنتُ جَريرِ بنِ الخَطَفِيِّ، وجَماعَةٌ.
وأبو الرَّبْذاءِ: من كُنَاهُمْ.
الرَّبَذَةُ:
بفتح أوّله وثانيه، وذال معجمة مفتوحة أيضا، قال أبو عمرو: سألت ثعلبا عن الربذة اسم القرية فقال ثعلب: سألت عنها ابن الأعرابي فقال:
الربذة الشدة، يقال: كنّا في ربذة فانجلت عنا، وفي كتاب العين: الربذ خفة القوائم في المشي وخفة الأصابع في العمل، تقول: إنّه لربذة، والربذات: العهون التي تعلق في أعناق الإبل، الواحدة ربذة، وقال ابن الكلبي عن الشرقي: الربذة وزرود والشقرة بنات يثرب بن قانية بن مهليل بن إرم بن عبيل بن أرفخشد ابن سام بن نوح، عليه السلام. والربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيّام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكّة، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، واسمه جندب ابن جنادة، وكان قد خرج إليها مغاضبا لعثمان بن عفان، رضي الله عنه، فأقام بها إلى أن مات في سنة 32، وقرأت في تاريخ أبي محمد عبيد الله بن عبد المجيد بن سيران الأهوازي قال: وفي سنة 319 خربت الربذة باتصال الحروب بين أهلها وبين ضرية ثمّ استأمن أهل ضرية إلى القرامطة فاستنجدوهم عليهم فارتحل عن الربذة أهلها فخربت، وكانت من أحسن منزل في طريق مكّة، وقال الأصمعي يذكر نجدا:
والشرف كبد نجد، وفي الشرف الربذة، وهي الحمى الأيمن، وفي كتاب نصر: الربذة من منازل
الحاج بين السليلة والعمق، وينسب إلى الربذة قوم، منهم: أبو عبد العــزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وأخواه محمد وعبد الله، روى عبد الله عن جابر عن عقبة بن عامر، روى عنه أخوه موسى، وقتله الخوارج سنة 130، وغيره، وفي تاريخ دمشق:
عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي مولى بني عامر بن لؤي، وفد على عمر بن عبد العــزيز، رضي الله عنه، وروى عنه وعن عبيد الله بن عتبة وعن جابر بن عبد الله مرسلا، روى عنه عمر بن عبد الله بن أبي الأبيض وصالح بن كيسان وأخوه موسى بن عبيدة، قال محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: وروى موسى ابن عبيدة الرّبذي، وهو ضعيف الحديث جدّا وهو صدوق، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، وهو ثقة وقد أدرك غير واحد من الصحابة، كذا فيه سواء ضعيف الحديث ثمّ قال صدوق.

من رَآنِي فقد رأى الْحق

من رَآنِي فقد رأى الْحق: رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ حَيْثُ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أبي زِيَاد حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد حَدثنَا ابْن أخي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عَمه قَالَ قَالَ أَبُو سَلمَة قَالَ أَبُو قَتَادَة قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من رَآنِي يَعْنِي فِي النّوم فقد رأى الْحق ". وَمَعْنَاهُ عِنْد الصُّوفِيَّة مَا يفهم مَا قَالَ الْعَارِف النامي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الجامي قدس سره السَّامِي.
شعر:
(خود كفت هر انكس كه مرا ديد خدا ديد ... )
(يَعْنِي بود آئينه حق روى مُحَمَّد ... )
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا من إِسْنَاد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي " - قَالَ قدوة المدققين مَوْلَانَا عِصَام الدّين رَحمَه الله تَعَالَى: فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي يَعْنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من رَآنِي فِي وَقت النّوم فقد رَآنِي ذاتي فَإِنَّهُ تمثل لَهُ ذاتي بِصُورَة مُنَاسبَة للْوَقْت لهدايته - فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي أَي بشبهي وَفِي صُورَة مُضَافَة إِلَيّ وَلَا يخدع الرابي بإلقاء أَنه رَسُول الله عز وَجل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فعلى هَذَا من رأى إنْسَانا فِي النّوم واعتقد أَنه رَسُول الله عز وَجل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي أَي صُورَة كَانَت. وَهَذَا مَذْهَب الْأَكْثَر وَهُوَ الْمَعْقُول المقبول عِنْد الْعُقُول أَيْضا لِأَن الله تَعَالَى جعله رَحْمَة للْعَالمين وهاديا للضالين وحافظا من وساوس الشَّيْطَان.
وَإِذا تنور الْعَالم بِنور وجوده رجمت الشَّيَاطِين من الِاسْتِمَاع من الْمَلَائِكَة وهدمت بُنيان الكهنة فَكيف يتَصَوَّر أَن يضل الشَّيْطَان مُؤمنا فِي صورته وَلَو كَانَ يتَمَثَّل بصورته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لتمثل فِي الْخَارِج أَيْضا. فَكَمَا لَا يقدر أَن يظْهر على الْعُيُون بصورته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للمتيقظين لَيْسَ لَهُ ذَلِك فِي الْمَنَام. ويرشد بِهَذَا مَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ بإسنادهما إِلَى أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم عَن رَسُول الله عز وَجل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من رَآنِي فِي الْمَنَام فسيراني فِي الْيَقَظَة أَو فَكَأَنَّمَا يراني فِي الْيَقَظَة وَلَا يتَمَثَّل الشَّيْطَان بِي ". فَإِنَّهُ يُنبئ عَن أَنه كَمَا لم يُمكن لَهُ التمثل فِي الْيَقَظَة لَا يُمكنهُ فِي الْمَنَام. وَذهب الْبَعْض إِلَى أَنه إِذا رَآهُ فِي صُورَة من الصُّور كَانَ عَلَيْهِ فِي حَيَاته فقد رَآهُ - وَذهب الْبَعْض إِلَى أَنه من رَآهُ فِي صُورَة من الصُّور يرَاهُ بِعَيْنِه كَمَا يُمكن رَآهُ فِي حَيَاته.
وَاعْترض الْقُرْطُبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى بِأَنَّهُ يلْزم أَن يخرج من قَبره ويصل إِلَى مَكَان المرئي وَلَا يرَاهُ اثْنَان مَعًا فِي الْيَقَظَة فِي مكانين وَلَا يظْهر فِي غير صُورَة كَانَت لَهُ فِي أَيَّام حَيَاته. وَيَردهُ أَنه يرَاهُ بِعَين فَلَا يشْتَرط الْقرب والبعد فيراه فِي مَكَانَهُ - وَأما الرُّؤْيَة فِي مكانين وعَلى غير صورته فتخيل من الرَّأْي فَلَا بَأْس أَن لَا يكون لَهُ حَقِيقَة وَيكون تغييرا عَن أَمر آخر سوى كَونه فِي هَذَا الْمَكَان وَسوى هَذِه الصُّورَة.
ولنذكر لَك فصلا من رُؤْيَة الله تَعَالَى وَالْمَلَائِكَة وأئمة الدّين تتميما لباب الرُّؤْيَة - قَالَ الشَّيْخ الإِمَام محيي السّنة رَحمَه الله تَعَالَى فِي شرح السّنة رُؤْيَته تَعَالَى فِي الْمَنَام جَائِزَة. قَالَ معَاذ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنِّي نَعَست فَرَأَيْت رَبِّي عز وَجل ". ورؤيته تَعَالَى ظُهُور الْعدْل والفرح وَالْخصب وَالْخَيْر لأهل ذَلِك الْموضع فَإِن رَآهُ فوعد لَهُ جنَّة أَو مغْفرَة أَو نجاة من النَّار فَهُوَ وعد حق وَكَلَام صدق. وَإِذا رَآهُ معرضًا عَنهُ فَهُوَ تحذير من الذُّنُوب لقَوْله تَعَالَى: {لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم} . وَإِن أعطَاهُ من اتبعهُ فِي الدّين فَهُوَ بلَاء ومحنة يُصِيبهُ توصلا إِلَى أجر عَظِيم. وَلَا يتَمَثَّل الشَّيْطَان بِنَبِي من الْأَنْبِيَاء وَلَا بِملك من الْمَلَائِكَة وَلَا بالشمس وَالْقَمَر والنجوم المضيئة والسحاب الَّذِي فِيهِ الْغَيْن. ورؤية الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان - ورؤية أهل الدّين بركَة وَخير على قدر مَنَازِلهمْ فِي الدّين - وَمن رأى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كثيرا فِي الْمَنَام لم يزل خَفِيف الْحَال مقلا فِي الدُّنْيَا من غير حَاجَة وَلَا خذلان من الله عز وَجل - ورؤية الإِمَام إِصَابَة خير وَشرف. سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد مُحَمَّد بن حمويه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِإِسْنَادِهِ عَن عَليّ وَعمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. أما عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ إِذا اشْتقت إِلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صليت هَذِه الصَّلَاة فَلَا أَبْرَح فِي مَكَاني حَتَّى أرَاهُ. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ من صلاهَا وَلم يره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلست بعمر وَإِن من صلاهَا وَلَو فِي عمره مرّة وَاحِدَة يقْضِي الله تَعَالَى حَوَائِجه كلهَا وَيغْفر ذنُوبه وَلَو كَانَت ملْء الأَرْض وَهِي أَربع رَكْعَات بتشهدين وتسليمة وَاحِدَة تقْرَأ فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب مرّة وَإِنَّا أنزلنَا عشر مَرَّات وتسبح خَمْسَة عشر مرّة سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر ثمَّ تركع وَتقول ثَلَاث مَرَّات سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم وتسبح فِي الرُّكُوع عشر مَرَّات ثمَّ ترفع رَأسك وتسبح ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تسْجد وتسبح خمس مَرَّات ثمَّ ترفع رَأسك وَلَيْسَ فِيمَا بَين السَّجْدَتَيْنِ شَيْء. ثمَّ تسْجد ثَانِيًا على مَا وصف إِلَى أَن يتم أَربع رَكْعَات بِتَسْلِيمَة وَاحِدَة. فَإِذا فرغت من الصَّلَاة فَلَا تكلم حَتَّى تقْرَأ فَاتِحَة الْكتاب عشر مَرَّات وَإِنَّا أنزلنَا عشر مَرَّات ثمَّ تسبح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ثمَّ تَقول جزى الله مُحَمَّدًا عَنَّا مَا هُوَ أَهله فَإِنَّهُ أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة - قَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ من صلاهَا فِي عمره مرّة وَاحِدَة يَأْتِيهِ ملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ رَيَّان وَيدخل الْقَبْر وَهُوَ رَيَّان ويفرش لَهُ من الْورْد والياسمين وينبت عبهر عِنْد رجلَيْهِ وعبهر عِنْد رَأسه وعبهر عَن يَمِينه وعبهر عَن يسَاره فَإِذا خرج من الْقَبْر خرج من وسط العبهر وَقد توج بتاج الْكَرَامَة.
نقلت هَذِه النِّعْمَة الْعُظْمَى من خطّ جمال الدّين بن عبد الْعَــزِيز الأجيهتي رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَلْدَة أَحْمد نكر من (مضافاة خجسته بنياد اورنكك آباد) من بِلَاد دكن فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع شهر شعْبَان الْمُعظم سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وَألف وَكَانَ الْمَكْتُوب بِخَطِّهِ رَحمَه الله تَعَالَى هَذِه الْعبارَة نقلنا هَذَا الدّرّ الْأَزْهَر والمسك الأذفر من خطّ السَّيِّد الْجَلِيل صَاحب وقته أَحْمد بن مُحَمَّد الْغَزالِيّ بِمَكَّة المشرفة فِي صَبِيحَة ثَالِث عشر من مولد هَذَا النَّبِي الْكَرِيم عَلَيْهِ أفضل التَّحِيَّة وَأجل التَّسْلِيم من سنة تِسْعَة وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ بذيله بِخَطِّهِ الشريف وَهَذَا خطّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْغَزالِيّ حامدا لله تَعَالَى على نعمه ومصليا على نبيه سيد الْمُرْسلين مُحَمَّد وَآله الأكرمين فِي شهر الله الْأَصَم رَجَب سنة ثَلَاث وَخمْس مائَة نَقله الْفَقِير إِلَى كرم الله الْوَدُود صفي الدّين مُحَمَّد ابْن سُلْطَان مَحْمُود عفى الله عَنْهُمَا من شرِيف خطّ الْمولى الْأَعْظَم الأكرم الْمولى مصطفى الرُّومِي سلمه الله تَعَالَى فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَتِسْعمِائَة ببلدة بخارا بجوار مدرسة غازيان وَكَانَ بذيله بِخَطِّهِ الشريف الْحَمد لله الَّذِي هدَانَا وَهَذَا من جملَة نعمه علينا بِمَكَّة المشرفة نقلت من شرِيف خطّ الشَّيْخ الْكَامِل صفي الدّين مُحَمَّد سلمه الله الصَّمد حامدا لله على مَا أنعم. ومصليا على رَسُوله الأكرم. وَآله الأتقياء. وَصَحبه الأصفياء. وَأَنا الْفَقِير إِلَى الْغَنِيّ جمال الدّين عبد الْعَــزِيز الأجيهتي عفى عَنْهُمَا سنة ثَلَاث وَسبعين وَتِسْعمِائَة.

الحزب

الحزب: جماعة فيها غلظ، والأحزاب عبارة عن المجتمعين لمحاربة المصطفى صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق. وحزب الله أنصاره.
(الحزب) الأَرْض الغليظة الشَّدِيدَة وَالْجَمَاعَة فِيهَا قُوَّة وصلابة وكل قوم تشاكلت أهواؤهم وأعمالهم وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {كل حزب بِمَا لديهم فَرِحُونَ} وحزب الرجل أعوانه وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {أُولَئِكَ حزب الله} والنصيب وَمَا يعتاده الْمَرْء من صَلَاة وَقِرَاءَة وَدُعَاء (ج) أحزاب

با

[با] الباء حرف من حروف المعجم. وأما المكسورة فحرف جر، وهى لالصاق الفعل بالمفعول به، تقول: مررت بزيد، وجائز أن تكون مع استعانة، تقول: كتبت بالقلم. وقد تجئ زائدة كقوله تعالى: (وكفى بالله شهيدا) ، وحسبك بزيد، وليس زيد بقائم. والباء هي الاصل في حروف القسم، تشتمل على المظهر والمضمر. تقول: بالله لقد كان كذا. وتقول في المضمر: به لافعلن. قال الشاعر: ألا نادت أمامة باحتمال * لتحزنني فلا بك ما أبالى
[با] الباء: حرف من حروف الشفة، بنيت على الكسر لاستحالة الابتداء بالموقوف. وهى من عوامل الجر، وتختص بالدخول على الاسماء، وهى لالصاق الفعل بالمفعول به. تقول: مررت بزيد، كأنك ألصقلمرور به. وكل فعل لا يتعدى فلك أن تعديه بالباء، والالف، والتشديد، تقول: طار به، وأطاره، وطيره. وقد تزاد الباء في الكلام، كقولهم: بحسبك قول السوء. قال الشاعر : بِحَسْبِكَ في القوم أن يعلَموا * بأنك فيهم غنى مضر وقوله تعالى: (وكفى بربك هاديا ونصيرا) وقال الراجز: نحن بنو جعدة أصحاب الفلج * نضرب بالسيف ونرجو بالفرج  (*) أي الفرج. وربما وضع موضع قولك من أجل، كقول لبيد: غلب تشذر بالذحول كأنهم * جن البدى رواسيا أقدامها أي من أجل الذحول. وقد توضع موضع على، كقوله تعالى: (ومنهم من إن تأمنه بدينار) أي على دينار، كما توضع على موضع الباء، كقول الشاعر: إذا رضيت على بنو قُشَيْرٍ * لَعَمْرُ اللهِ أعجبني رضاها أي رضيت بى.
ب ا: (الْبَاءُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَالْمَكْسُورَةُ حَرْفُ جَرٍّ، وَهِيَ لِإِلْصَاقِ الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعَ اسْتِعَانَةٍ تَقُولُ: كَتَبْتُ بِالْقَلَمِ. وَقَدْ تَجِيءُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الرعد: 43] وَحَسْبُكَ بِزَيْدٍ وَلَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ. وَالْبَاءُ هِيَ الْأَصْلُ فِي حُرُوفِ الْقَسَمِ لِدُخُولِهَا عَلَى الْمُظْهَرِ وَالْمُضْمَرِ، تَقُولُ: بِاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ وَبِهِ لَأَفْعَلَنَّ. وَ (الْبَاءُ) حَرْفٌ مِنْ عَوَامِلِ الْجَرِّ وَيَخْتَصُّ بِالدُّخُولِ عَلَى الْأَسْمَاءِ وَهِيَ لِإِلْصَاقِ الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ تَقُولُ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ كَأَنَّكَ أَلْصَقْتَ الْمُرُورَ بِهِ، وَكُلُّ فِعْلٍ لَا يَتَعَدَّى فَلَكَ أَنْ تُعَدِّيَهُ بِالْبَاءِ وَالْهَمْزَةِ وَالتَّشْدِيدِ تَقُولُ طَارَ بِهِ وَأَطَارَهُ وَطَيَّرَهُ. وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِكَ بِحَسْبِكَ كَذَا. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: 31] وَرُبَّمَا وُضِعَ مَوْضِعَ قَوْلِكَ مِنْ أَجْلِ. وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ} [آل عمران: 75] أَيْ عَلَى دِينَارٍ كَمَا يُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَاءِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
أَيْ رَضِيَتْ بِي. قُلْتُ: الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ أَنَّ عَلَى فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى عَنْ. 

با: الباء حرف هجاء من حروف المعجم، وأَكثر ما تَرِد بمعنى الإِلْصاق

لما ذُكِر قَبْلها من اسم أَو فعل بما انضمت إليه، وقد تَرِدُ بمعنى

المُلابسة والمُخالَطة، وبمعنى من أَجل ، وبمعنى في ومن وعن ومع، وبمعنى الحال

والعوض، وزائدةً، وكلُّ هذه الأَقسامِ قد جاءت في الحديث، وتعرف بسياق

اللفظ الواردة فيه، والباء التي تأْتي للإلصاق كقولك: أَمْسَكْت بزيد،

وتكون للاستعانة كقولك: ضَرَبْتُ بالسيَّف، وتكون للإِضافة كقولك: مررت

بزيد. قال ابن جني: أَما ما يحكيه أَصحاب الشافعي من أَن الباءَ للتبعيض فشيء

لا يعرفه أَصحابنا ولا ورد به بيت، وتكون للقسم كقولك: بالله

لأَفْعَلَنَّ. وقوله تعالى: أَوَلم يَرَوا أَن الله الذي خَلَقَ السمواتِ والأَرضَ

ولم يَعْيَ بخلقهن بقادرٍ؛ إنما جاءَت الباء في حَيِّز لم لأَنها في

معنى ما وليس، ودخلت الباءُ في قوله: وأَشْرَكُوا بالله، لأَن معنى أَشرَكَ

بالله قَرَنَ بالله عز وجل غيره، وفيه إضمار. والباء للإِلْصاق

والقِرانِ، ومعنى قولهم: وَكَّلْت بفلان، معناه قَرَنْتُ به وَكيلاً. وقال

النحويون: الجالِبُ للباء في بسم الله معنى الابتداء، كأَنه قال أَبتدئ باسم

الله. وروي عن مجاهد عن ابن عمر أَنه قال: رأَيته يَشْتَدُّ بين الهَدَفَيْن

في قميص فإذا أَصاب خَصْلةً يقول أَنا بها أَنا بها، يعني إِذا أَصاب

الهَدَفَ قال أَنا صاحِبُها ثم يرجع مُسكِّناً قومه حتى يمُرَّ في السوق؛

قال شمر: قوله أَنا بها يقول أَنا صاحِبُها. وفي حديث سلمة بن صَخْر: أَنه

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فذكر أَن رجلاً ظاهَرَ امرأَتَه ثم

وقَع عليها، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّكَ بذَلِك يا

سلَمةُ؟ فقال: نَعَم أَنا بذَلِكَ؛ يقول: لعلك صاحِبُ الأَمْر، والباء متعلقة

بمحذوف تقديره لعلك المُبْتَلى بذلك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه

أُتِيَ بامرأَةٍ قد زَنَتْ فقال: مَنْ بِكِ؟ أَي من الفاعِلُ بكِ؛ يقول:

مَن صاحِبُك. وفي حديث الجُمعة: مَن تَوَضَّأَ للجُمعة فبِها ونِعْمَتْ

أَي فبالرُّخصة أَخَذَ، لأَن السُّنة في الجمعة الغُسلُ ، فأَضمر تقديره

ونِعْمَت الخَصْلَةُ هي فحذَف المخصوص بالمدح، وقيل: معناه فبالسُّنْة

أَخذَ، والأَوَّل أَوْلى. وفي التنزيل العــزيز: فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك؛

الباء هَهُنا للالتباس والمخالطة، كقوله عز وجل: تَنْبُتُ بالدُّهن أَي

مُخْتَلِطَة ومُلْتَبِسة به، ومعناه اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهِ مُخْتَلِطاً

ومُلْتَبِساً بحمده، وقيل: الباء للتعدية كما يقال اذْهَب به أَي خُذْه معك

في الذَّهاب كأَنه قال سَبِّحْ رَبَّكَ مع حمدك إياه. وفي الحديث الآخر:

سُبْحَانَ الله وبحَمْده أَي وبحَمْده سَبَّحت، وقد تكرر ذكر الباء

المفردة على تقدير عامل محذوف، قال شمر: ويقال لمَّا رآني بالسِّلاح هَرَبَ؛

معناه لما رآني أَقْبَلْتُ بالسلاح ولما رآني صاحِبَ سِلاح؛ وقال حُميد:

رَأَتْني بحَبْلَيْها فرَدَّتْ مَخافةً

أَراد: لما رأَتْني أَقْبَلْتُ بحبليها. وقوله عز وجل: ومَن يُردْ فيه

بإِلحاد بظُلْم؛ أَدخل الباء في قوله بإِلْحاد لأَنها حَسُنَت في قوله

ومَن يُرِدْ بأَن يُلْحِد فيه. وقوله تعالى: يَشْرَبُ بها عبادُ الله؛ قيل:

ذهَب بالباء إلى المعنى لأن المعنى يَرْوى بها عِبادُ الله. وقال ابن

الأَعرابي في قوله تعالى: سأَلَ سائلٌ بعَذاب واقِعٍ؛ أَراد ، والله أَعلم،

سأَل عن عذاب واقع، وقيل في قوله تعالى: فَسَيُبْصِرُ

(* قوله «وقيل في

قوله تعالى فسيبصر إلخ» كتب بهامش الأصل كذا أي ان المؤلف من عادته إذا

وجد خللاً أو نقصاً كتب كذا أو كذا وجدت.)

ويُبْصِرونَ بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ؛ وقال الفراء في قوله عز وجل:

وكَفى باللهِ شَهِيداً؛ دخلت الباء في قوله وكفى بالله للمُبالَغة في المدح

والدلالة على قصد سبيله، كما قالوا: أَظْرِفْ بعَبْدِ اللهِ وأَنْبِلْ

بعَبْدِ الرحمن، فأَدخلوا الباء على صاحبِ الظَّرْف والنُّبْلِ للمُبالغة في

المدح؛ وكذلك قولهم: ناهِيكَ بأَخِينا وحَسْبُكَ بصدِيقنا، أَدخلوا

الباء لهذا المعنى، قال: ولو أَسقطت الباء لقلت كفى اللهُ شَهيداً، قال:

وموضع الباء رَفْعٌ في قوله كَفى بالله؛ وقال أَبو بكر: انْتصابُ قوله

شهيداً على الحال من الله أَو على القطع، ويجوز أَن يكون منصوباً على التفسير،

معناه كفى بالله من الشاهدين فيَجْري في باب المنصوبات مَجْرى

الدِّرْهَمِ في قوله عندي عشرون دِرْهَماً، وقيل في قوله: فاسْأَل به خَبيراً؛ أَي

سَلْ عنه خَبِيراً يُخْبِرْكَ؛ وقال علقمة:

فإنْ تَسْأَلوني بالنِّساء ، فإِنَّني

بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ

أَي تَسْأَلُوني عن النِّساء؛ قاله أَبو عبيد. وقوله تعالى: ما غَرَّكَ

برَبِّك الكريم؛ أَي ما خَدَعكَ عن رَبِّكَ الكريم والإِيمانِ به؛ وكذلك

قوله عز وجل: وغَرَّكُم باللهِ الغَرُورُ؛ أَي خَدَعَكُم عن الله

والإِيمان به والطاعة له الشَّيْطانُ. قال الفراء: سمعت رجلاً من العرب يقول

أَرْجُو بذلِك، فسأَلتُه فقال: أَرْجُو ذاك، وهو كما تقول يُعْجِبُني

بأَنَّك قائم، وأُريدُ لأَذْهَب، معناه أَريد أَذْهَبُ. الجوهري: الباء حرف من

حروف المعجم

(* قوله «الجوهري الباء حرف من حروف المعجم» كذا بالأصل،

وليست هذه العبارة له كما في عدة نسخ من صحاح الجوهري ولعلها عبارة

الأزهري.) ، قال: وأَما المكسورة فحرف جر وهي لإلصاق الفعل بالمفعول به، تقول:

مررت بزَيْدٍ، وجائز أَن يكون مع استعانة، تقول: كَتبتُ بالقلم، وقد تجيء

زائدة كقوله تعالى: وكفى بالله شَهيداً؛ وحَسْبُكَ تزيد، وليس زيدٌ

بقائم. والباء هي الأَصل في حُروف القَسَم تشتمل على المُظْهَر والمُضْمَر،

تقول: بالله لقد كان كذا، وتقول في المُضْمَر: لأَفْعَلَنَّ؛ قال غوية بن

سلمى:

أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتمالي

لتَحْزُنَني، فَلا يَكُ ما أُبالي

الجوهري: الباء حرف من حروف الشفة، بُنِيَت على الكسرِ لاسْتِحالةِ

الابْتِداء بالمَوْقُوفِ؛ قال ابن بري: صوابه بُنِيت على حركة لاستِحالة

الابتداء بالساكن، وخصّت بالكسر دون الفتح تشبيهاً بعملها وفرقاً بينها وبين

ما يكون اسماً وحرفاً. قال الجوهري: والباء من عوامل الجر وتختص بالدخول

على الأَسماء، وهي لإلصاق الفعل بالمفعول به، تقول مررت بزيد كأَنك

أَلْصَقْتَ المُرور به. وكلُّ فِعْلٍ لا يَتَعَدَّى فلك أَن تُعَدِّيه بالباءِ

والأَلف والتشديد، تقول: طارَ به، وأَطارَه، وطَيّره؛ قال ابن بري: لا

يصح هذا الإطلاق على العُموم، لأَنَّ من الأَفْعال ما يُعَدَّى بالهَمْزة

ولا يُعَدَّى بالتضعيف نحو عادَ الشيءُ وأَعَدْتُه، ولا تقل عَوَّدْته،

ومنها ما يُعدَّى بالتضعيف ولا يعدَّى بالهمزة نحو عَرَف وعَرَّفْتُه، ولا

يقال أَعْرَفْتُه، ومنها ما يُعَدَّى بالباء ولا يُعَدَّى بالهمزة ولا

بالتضعيف نحو دفَعَ زيد عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمرو، ولا يقال أَدْفَعْتُه

ولا دَفَّعْتَه. قال الجوهري: وقد تزاد الباء في الكلام كقولهم بحَسْبِكِ

قَوْلُ السَّوْءِ؛ قال الأَشعر الزَّفَيانُ واسمه عَمرو ابن حارِثَةَ

يَهْجُو ابنَ عمه رضْوانَ:

بحَسْبِكَ في القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا

بأَنَّكَ فيهم غَنِيٌّ مُضِرّ

وفي التنزيل العــزيز: وكَفَى برَبِّك هادِياً ونَصِيراً؛ وقال الراجز:

نحنُ بَنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ،

نَضْرِبُ بالسيفِ ونرْجُو بالفَرَجْ

أَي الفَرَجَ؛ وربما وُضِعَ موضِعَ قولك مِنْ أَجل كقول لبيد:

غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُْحُولِ كأَنهمْ

جِنُّ البَدِيِّ ، رَواسِياً أَقْدامُها

أَي من أَجل الذُّحُول، وقد تُوضَعُ مَوْضِعَ على كقوله تعالى:

ومِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْه بدِينارٍ؛ أَي على دِينار، كما تُوضَعُ على

مَوْضِعَ الباء كقول الشاعر:

إِذا رَضِيَتْ عليَّ بَنُو قُشَيْرٍ،

لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضاها

أَي رَضِيَتْ بي. قال الفراء: يوقف على الممدود بالقصر والمدّ شَرِبْت

مَا، قال: وكان يجب أَن يكون فيه ثلاث أَلفات، قال: وسمعت هؤلاء يقولون

شربت مِي يا هذا

(* قوله« شربت مي يا هذا إلخ» كذا ضبط مي بالأصل هنا وتقدم

ضبطه في موه بفتح فسكون وتقدم ضبط الباء من ب حسنة بفتحة واحدة ولم نجد

هذه العبارة في النسخة التي بأيدينا من التهذيب.) ، قال: وهذه بي يا هذا،

وهذه ب حَسَنَةٌ، فشَبَّهوا الممدود بالمقصور والمقصور بالممدود، والنسب

إِلى الباء بَيَوِيٌّ. وقصيدة بَيَوِيَّةٌ: رَوِيُّها الباء؛ قال

سيبويه: البا وأَخواتها من الثنائي كالتا والحا والطا واليا، إِذا تهجيت مقصورة

لأَنها ليست بأَسماء، وإِنما جاءت في التهجي على الوقف، ويدلك على ذلك

أَن القاف والدال والصادَ موقوفةُ الأَواخِرِ، فلولا أَنها على الوقف

لَحُرِّكَتْ أَواخِرهن، ونظير الوقف هنا الحذف في الباء وأَخواتها، وإِذا

أَردت أَن تَلْفِظ بحروف المعجم قَصَرْتَ وأَسْكَنْت، لأَنك لست تريد أَن

تجعلها أَسماء، ولكنك أَردت أَن تُقَطِّع حروف الاسم فجاءَت كأَنها أَصوات

تُصَوِّتُ بها، إِلا أَنك تقف عندها لأَنها بمنزلة عِهْ، وسنذكر من ذلك

أَشياء في مواضعها، والله أَعلم.

با



بَا and بَآءٌ: see the letter ب, and arts. بوأ and بى بأ

R. Q. 1 بَأْبَأَهُ, (Lth, T, S, M, K,) and بأبأ بِهِ, (Fr, M, K,) inf. n. بَأْبَآَةُ (Lth, T, M) and بَئْبَآءٌ; (Fr, M;) [as also بأَبِى; see art. بِأَبِى أَنْتَ;] He said to him, بِأَبِي, (Fr, M,) or بأَبَا, (M,) or بِأَبِى أَنْتَ, (Lth, T, K,) [all meaning With my father mayest thou be ransomed! or] meaning أَفْدِيكَ بِأَبِى [I will ransom thee with my father]; (Lth, T;) or he said to him, بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى [With my father mayest thou be ransomed, and with my mother! or I will ransom thee &c.; see art. ابو]; (S;) the current phrase of the Arabs being that which includes both parents: (TA:) i. e., a man said so to another man, (Lth, T, M,) or to a child; (Fr, S, M;) and in like manner to his horse, for having saved him from some accident: (IAar, T:) the verb is derived from بِأَبِى. (Lth, T, M.) Hence البِأَبْ, in an ex. cited voce أَبٌ, in art. ابو, q. v.; (M;) or البِئَبْ; (TA in art. ابو;) or البِيَبْ. (S in that art.) b2: And [hence,] بَأبَؤُوهُ They made a show of treating him with graciousness, courtesy, or blandishment; as also عَلَيْهِ ↓ تَبَأْبَؤُوا. (M.) b3: [Hence also,] ↓ بَأْبَآءٌ, with medd, [used as an inf. n.,] A woman's dandling, or dancing, of her child. (AA, T.) A2: بَأْبَأَ also signifies He (a child) said ↓ بَأْبَأْ (M, K) [in some copies of the K written بَابَا, both meaning Papa, or Father,] to his father. (M.) [Accord. to the TA, the verb is trans. in this sense, as in the senses before explained; but I think that بَأْبَأَهُ has been there erroneously put for بَأْبَأَ.] b2: And He (a stallion [meaning a stallion-camel]) reiterated the sound of the letter ب [or b] in his braying. (M.) b3: [And hence, perhaps,] ↓ بَأْبَأٌ [or, more probably, ↓ بَأْبَآءٌ, with medd, agreeably with analogy, used as an inf. n.,] The chiding of the cat, or act of chiding the cat; (AA, T, Sgh;) also termed غَسٌّ. (AA, T.) A3: Also He hastened, made haste, or sped: and ↓ تَبَأْبَأْنَا we hastened, &c.: (marginal note in a copy of the S:) or ↓ تَبَأْبَأَ signifies he ran. (ElUmawee, T, K.) R. Q. 2 see above, in three places.

بَأْبأْ and بَأْبَأٌ: see R. Q. 1, in two places.

بُؤْبُؤٌ The source, origin, race, root, or stock, syn. أَصْلٌ, (AA, Sh, T, S, M, K,) of a man, (Sh, T,) whether noble or base. (AA, T.) You say, هُوَ كَرِيمُ البُؤْبُؤِ He is of generous, or noble, origin; lit., generous, or noble, of origin. (TK.) And فُلَانٌ فِىبُؤْبُؤِ الكَرَمِ Such a one is of [a race] the source (أَصْل) of generosity, or nobleness. (S. [In the PS, من is here put in the place of فى: but فى is often used in phrases of the same kind and meaning as that above, in the sense of مِنْ.]) IKh cites from Jereer, فِى يُؤْبُؤِ المَجْدِ وَبُحْبُوحِ الكَرَمْ [Of a race the source of glory, and the very heart of generosity, or nobleness]: but Aboo-'Alee El-Kálee quotes the words thus; فِى ضِئْضِئِ المَجْدِ وَ بُؤْبُوْءِ الكَرَمْ [which may be rendered, of a race the source of glory, and the very root of generosity]; whence it appears that بُؤْبُوءٌ is a dial. var. of بُؤْبُؤٌ in the sense here given. (TA.) b2: The middle of a thing; (K;) [and app. the heart, or very heart, thereof; the middle as being the best part of a thing;] like بُحْبُوحٌ. (TA.) b3: [Hence, perhaps,] The pupil, or apple, or the image that is seen reflected in the black, (عَيْر AA, T, or إِنْسَان K,) of the eye. (AA, T, K.) Whence the saying, هُوَ أَعَزُّ عَلَىِّ مِنْ بُؤْبُؤِ عَيْنِى [He is dearer to me than the apple of my eye; a saying common in the present day, with the substitution of إِنْسَان for بُؤْبُؤ]. (TA.) b4: A generous, or noble, (ISk, T,) or a clever, an ingenious, or an accomplished, or a well-bred, or an elegant, (M, K,) and a light, an active, or a sprightly, (M,) lord, master, chief, or personage: (ISk, T, M, K:) fem. with ة. (IKh, TA.) b5: Also, (AA, T, S, * [but I find it only in one of three copies of the S,]) or ↓ بُؤْبُؤْءٌ, and ↓ بَأْبَآءٌ, (K,) the last from the M, (TA, [but it is not in the M as transcribed in the TT,]) A learned man (AA, T, S, K) who teaches; (AA, T;) but the teaching of others is not a condition required in the application of the epithet; (TA;) like سَرْسُورٌ. (S [in which this last word is evidently given as a syn.: but in the K it is given to show the form, only, of بُؤْبُوْءٌ].) b6: Also The body of a locust, (K,) without the head and legs. (TA.) b7: And, accord. to the K, The head, or uppermost part, of a vessel in which [the collyrium called] كُحْل is kept: but it will appear, in art. يأ, that this is [perhaps] a mistranscription for يُؤْيُؤٌ. (TA.) بَأْبَآءٌ: see R. Q. 1, in two places: A2: and see بُؤْبُؤٌ.

بُؤْبُوءٌ: see بُؤْبُؤٌ, in two places.

وَقت

وَقت
: (} الوَقْتُ) : مقدارٌ من الزّمَانِ. كَذَا فِي المِصْبَاح.
وكُلُّ شيْءٍ قَدَّرْتَ لَهُ حِيناً فَهُوَ {مُوَقَّتٌ، وَكَذَلِكَ مَا قَدَّرْتَ غايَتَه فَهُوَ مُوَقَّتٌ.
وَفِي البَصَائِر:} الوَقْتُ: نِهايةُ الزَّمانِ المَفْرُوضِ للعَمَلِ؛ وَلِهَذَا لَا تكَاد تقولُ إِلاّ مُقَيّداً.
وَفِي المُحْكَم: الوَقْتُ: (المِقْدَارُ من الدَّهْرِ، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الماضِي) وَقد استُعْمِل فِي المُسْتَقْبَلِ، واسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ لفظَ الوَقْتِ فِي الْمَكَان تَشْبِيهاً {بالوَقْت فِي الزَّمَان؛ لأَنّه مِقْدَارٌ مِثْلُه، فَقَالَ: ويَتَعَدَّى إِلى مَا كَانَ وَقْتاً فِي المَكَان، كمِيلٍ وفَرْسَخٍ وبَرِيدٍ، والجَمْعُ} أَوْقَاتٌ، (كالمِيقاتِ) ، وفَرَّقَ بَينهمَا جَمَاعَةٌ بأَنَّ الأَوّلَ مُطْلَقٌ، والثّانِيَ {وَقْتٌ قُدِّرَ فِيه عَمَلٌ من الأَعْمَال، قَالَه فِي العِنَايَة.
(و) الوَقْتُ (: تَحْدِيدُ الأَوْقَاتِ، كالتَّوْقِيتِ) ، تَقول:} وَقَّتُّه لِيَوْمِ كَذَا، مثل أَجَّلْتُه.
قَالَ ابنُ الأَثير: وَقد تَكَرّرَ {التَّوْقيتُ والمِيقاتُ، قَالَ:} فالتَّوْقِيتُ! والتأْقِيتُ أَن يُجْعَلَ للشَّيْءِ {وَقْتٌ يَخْتَصُّ بِهِ، وَهُوَ بيانُ مِقْدَارِ المُدّةِ.
وَتَقُولُ: وَقَّتَ الشَّيْءَ} يُوَقِّتُه، {وَوَقَتَه يَقِتُه، إِذَا بَيَّنَ حَدَّه، ثمَّ اتُّسِع فِيهِ، فأُطْلقَ عَلَى المَكَان، فَقيلَ للمَوْضِع} مِيقَاتٌ. (وَهُوَ مِفْعالٌ مِنْهُ، وأَصلُه {مِوْقَاتٌ، فقُلِبَت الواوُ يَاء لسكرةِ المِيمِ) .
وَفِي حَدِيث ابنِ عَبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: (لَمْ} يَقِتْ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الخَمْرِ حَدًّا) ؛ أَيْ لَمْ يُقَدِّرْ، وَلم يَحُدَّهُ بِعَدَدِ مَخْصُوصٍ.
(و) فِي التَّنْزِيلِ العــزِيزِ {5. 008 إِن الصَّلَاة كَانَت على المؤمين كتابا {موقوتا} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 103) أَي مُوَقَّتاً مُقَدَّراً. وَقيل: أَي كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي أَوْقَاتٍ} مُوَقَّتَةِ. وَفِي الصّحاح أَي (مَفْرُوضاً فِي {الأَوْقاتِ) .
(و) قد يَكُون وَقَّتَ بِمَعْنى أَوْجَبَ عَلَيْهِم الإِحْرَامَ فِي الحَجِّ والصَّلاةِ عندَ دُخُولِ} وَقْتِهِما.
{والمِيقاتُ: الوَقْتُ المَضْرُوبُ للفِعْلِ. والمَوْضِعُ، يُقَال: هَذَا} مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّامِ، للمَوْضِع الَّذِي يُحْرِمُون مِنْه، وَفِي الحَدِيثِ (أَنه وَقَّتَ لأَهلِ المَدِينةِ ذَا الحُلَيْفَةِ) . و (مِيقَاتُ الحَاجِّ: مَوضِعُ إِحْرامهِم) وعبارةُ النّهاية: ومَوَاضِعُ الإِحْرَامِ: مَوَاقيتُ الحَاجّ، والهِلالُ، مِيقَاتُ الشَّهْرِ، وَنَحْو ذالك كذالك.
وَتقول: {وَقَتَه فَهُوَ مَوْقُوتٌ، إِذا بَيّنَ للفِعْلِ} وَقْتاً يُفْعَلُ فيهِ، (و) فِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز: {وَإِذَا الرُّسُلُ {أُقّتَتْ} (سُورَة المرسلات، الْآيَة: 11) قَالَ الزَّجّاجُ: جُعِلَ لَهَا وَقْتٌ وَاحِدٌ للفَصْلِ فِي القَضَاءِ بينَ الأُمَّةِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: جُمِعَتْ} لِوَقْتِها يومَ القِيَامَةِ. واجتَمَعَ القُرّاءُ على هَمْزِها، وَهِي فِي قراءَةِ عبدِ الله ( {وُقِّتَتْ) ، وقرأَها أَبُو جَعْفَر المَدِينيّ} وُقِتَتْ، خَفيفةً بِالْوَاو، وإِنّمَا هُمِزَت لأَنَّ الواوَ إِذا كانَتْ أَوّلَ حَرْف وضُمَّتْ هُمِزَتْ (يُقَال هَذِه أُجوهٌ حِسَانٌ، بالهَمْز، وَذَلِكَ لأَن ضمَّةَ الْوَاو ثَقيلَة) {وأُقِتَتْ لُغَةٌ، مثل وُجُوهٍ وأُجُوهِ.
و (قُرِىءَ: وإِذَا الرُّسُلُ} وُوِقِتَتْ، فُوعِلَتْ، من {المُواقَتَةِ) ، وَهِي من الشَّواذِّ وهاكذا قَرَأَ جَمَاعَةٌ.
(وَوَقْتٌ} مَوْقُوتٌ {ومُوَقَّتٌ) أَي (مَحْدُودٌ) ، وَقد تَقَدَّم تصريفُهما.
(} والمَوْقِتُ، كمَجْلِسٍ، مَفْعِلٌ مِنْهُ،) أَي من الوَقْتِ، قَالَ العَجّاج:
والجَامع النَّاسِ لِيَوْمِ {المَوْقِتِ ــوَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:)
} المُوَقِّتُ: كمُحَدِّث: مَن يُرَاعِي الأَوْقَاتَ والأَظلة، وَقد اشْتَهَر بِهِ جَمَاعَةٌ.

حُلْو

حُلْو
من (ح ل و) نقيض المر، والحلال والرجل الذي لا ريبة فيه ومن يستخفه الناس ويستحلونه وتستحليه العين.
حُلْو
: (و {الحُلْوُ بالضمِّ: ضِدُّ المُرِّ) .
} والحَلاوَةُ: ضِدُّ المَرارَةِ.
( {حَلِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ ودَعا وسَرُوَ،} حَلاوَةً {وحَلْواً) ، بالفتْحِ، (} وحُلْواناً، بالضَّمِّ،! واحْلَوْلَى) ، وَهَذَا البِناءُ للمُبالغَةِ فِي الأمْرِ. ( {وحَلِيَ الشَّيءَ، كرَضِيَ،} واسْتَحْلاهُ {وتَحَلاَّهُ} واحْلَولاهُ بِمَعْنًى) واحِدٍ؛ شاهِدٌ تَحَلاَّهُ قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
فلمَّا {تحَلَّى قرْعَها القاعَ سَمْعُه

وبانَ لَهُ وَسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُهايعْنِي أنَّ الصائِدَ فِي القُتْرَةِ إِذا سَمِعَ وَطْءَ الحميرِ فعَلِمَ أنَّه وطْؤُها فَرِحَ بِهِ وتحلَّى سَمْعُه ذلكَ.
وشاهِدُ} احْلَوْلاهُ قَوْلُ الشاعِرِ:
فَلَو كنتَ تُعْطي حِين تُسْأَلُ سامحَتْ
لَك النَّفْسُ {واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ قالَ الجَوهريُّ: وجَعَلَ حميدُ بنُ ثَوْرٍ} احْلَوْلَى مُتعدِّياً فقالَ:
فلمَّا أَتَى عامانِ بعدَ انْفِصالِه
عَن الضَّرْعِ {واحْلَوْلَى دِماثاً يَرُودُهاقالَ: وَلم يَجِىءْ افْعَوْعَلَ مُتعدِّياً إلاَّ فِي هَذَا الحَرْفِ وحَرْف آخَر وَهُوَ اعْرَوْرَيْت الفَرَس.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه قَوْلُ قَيْسِ بنِ الخطيمِ:
أَمَرُّ على الباغِي ويَغْلُظُ جَانِبي
وَذُو القَصْدِ} واحْلَوْلى لَهُ وأَلِينُ (وقولٌ حَلِيٌّ، كغَنِيَ: يَحْلَوْلِي فِي الفَم) ؛ قالَ كثيِّرُ عزَّةً:
نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ ونَمْتَطِي
إلَيْكَ بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ (وحَلِيَ بعَيْنِي وقَلْبي، كرَضِيَ) ، {يَحْلَى، (و) } حَلاَ مثْلُ (دَعا) ، {يَحْلُو (} حَلاوَةً {وحُلْواناً) ، بالضمِّ: إِذا أَعْجَبَكَ.
(أَو حَلاَ) الشَّيءُ (فِي الفَمِ) يَحْلو حلاوة (وحَلِيَ بالعَيْنِ) ، كَرَضِيَ، إلاَّ أنَّهم يقُولونَ: هُوَ} حُلْوٌ فِي المَعْنَيَيْن؛ وقالَ قوْمٌ مِن أهْلِ اللغَةِ: ليسَ حَلِيَ مِن حَلاَ فِي شيءٍ، هَذِه لُغَةٌ على حِدَتها كأَنَّها مُشْتقَّةٌ من الحَلْي المَلْبوسِ لأنَّه حَسُن فِي عَيْنِك كحُسْن الحَلْيِ، وَهَذَا ليسَ بقوِيَ وَلَا مَرْضيّ.
قالَ الليْثُ: وقالَ بعضُهم حَلاَ فِي عَيْني {وحَلاَ فِي فمِي وَهُوَ يَحْلُو} حَلْواً، وحَلِيَ بصَدْرِي وَهُوَ {يَحْلَى} حُلْواناً.
وقالَ الأصْمعيُّ: حَلاَ فِي صْدرِي يَحْلا وحَلاَ فِي فمِي يَحْلُو.
(وَكَذَا حَلِيَ مِنْهُ بخَيْرٍ {وحَلاَ) ، كرَضِيَ ودَعَا، (أَصَابَ مِنْهُ خَيْراً.
(وحَلاَ الشَّيءَ} وحَلاَّهُ {تَحْلِيةً: جَعَلَهُ} حُلْواً) ، أَي ذَا {حَلاوَةٍ؛ (وهَمْزُهُ غيرُ قياسٍ) .
قالَ الليْثُ: وَهُوَ غَلَظٌ، مِنْهُم يقُولُونَ: حَلأْتُ السَّوِيقَ.
وقالَ الفرَّاءُ: تَوَهَّمَتِ العَرَبُ فِيهِ الهَمْز لمَّا رَأَوْا قَوْله حَلأْتُه عَن الماءِ أَي مَنَعْتُه، مَهْموزاً، وَقد تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ رثأ، وَفِي حلأ وَفِي دَرأ.
(} وحُلْوُ الرِّجالِ) ، بالضَّمِّ: (مَنْ يُسْتَخَفُّ {ويُسْتَحْلَى) فِي العَيْنِ: أَنْشَدَ اللحْيانيُّ:
وإِنِّي} لَحُلْوٌ تَعْتَرِيني مَرَارَةٌ
وإنِّي لصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ (ج {حُلْوُونَ) ، وَلَا يُكْسَرُ، (وَهِي} حُلْوَةٌ) ، نسِي هُنَا قاعِدَتَه، (ج {حُلْواتٌ) وَلَا يُكْسَر أَيْضاً.
(ورجُلٌ} حَلُوٌّ، كعَدُوَ) : أَي (حُلْوٌ) ؛ حكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
وَلم يَحْكِه يَعْقوبُ فِي الأشياءِ الَّتِي زَعَمَ أنَّه حَصَرَها كَحَسُوَ وفَسُوَ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: فرَسُ) عبيدِ بنِ معاويَةَ.
(} والحَلْواءُ) ، بالمدِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الفرَّاء، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالألِفِ كالكَلِمِ المَمْدودَةِ؛ (ويُقْصَرُ) ، نقلَ ذلِكَ عَن الأصْمعيّ، وقالَ: إنَّها تُكْتَبُ بالياءِ كالكَلِمِ المَقْصورَةِ، ويُؤَنَّثُ لَا غَيْر.
قالَ شيْخُنا: وأَغْرَبَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فقالَ: إنّها بالقَصْرِ وتُكْتَبُ بالألفِ.
قُلْتُ: وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الكُمَيْت:
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه
تَعْتَزُّ {حَلْواءَها شدائِدُهاوقالَ ابنُ برِّي: يُحْكَى أنَّ ابنَ شُبْرُمَة عاتَبَه ابْنه على إتْيانِ السُّلْطان فقالَ: يَا بُنيّ، إنَّ أَباكَ أَكَلَ مِن} حَلْوائِهم فحطَّ فِي أَهْوائِهم.
قُلْتُ: وحَكَى لي بعضُ الشُّيُوخ أنَّه اخْتُلِفَ فِي مدِّ {الحَلْواء وقصْرِها بينَ يَدَي السُّلطان المُجاهِد مُحمد ادرنك زيب خَان سُلْطان الهِنْدِ، رحِمَه الله تَعَالَى، وكانَ مُحِبّاً للعِلْم والعُلماء فدَارَ الكَلامُ بَيْنهم فأَجْمَع غالِبُهم على المدِّ، وأَنْكَرُوا القَصْرَ ورَجَّح بعضٌ القَصْر وأَنْكَر المَدَّ، وجَعَلوا الحُكْم بَيْنهم كتابَ القاموسِ، فاستدلَّ القائِلُ بالقَصْرِ بقوْلِه (وَيقصر) أَنه على القَصْر، وأَكْرَمه السّلْطان.
قُلْتُ: وليسَ فِي نصِّ القاموسِ مَا يُرَجِّحُ القَصْر على المدِّ بل الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُه أنَّ القَصْر مَرْجوحٌ وَهُوَ الصَّحِيح، ولعلَّه سَقْط حَرْف العَطْف من نسخةِ السُّلْطانِ فتأَمَّل ذَلِك.
(م) أَي مَعْروفٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ: وَهِي الَّتِي تُؤْكَلُ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَا عُولِجَ مِن الطَّعامِ} بِحَلاوَةٍ.
ومِثْلُه فِي التَّهْذيبِ.
وقيلَ: الحَلْواءُ خاصَّة بِمَا دَخَلَتْه الصَّنْعَة.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ الحَلْواءُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الحدِيثِ هِيَ المجيع. (و) الحَلْواءُ: (الفَاكِهةُ {الحُلْوَةُ) .
وَفِي التهْذِيبِ: وقالَ بعضُهم: يقالُ للفَاكِهَةِ حَلْواءُ.
(وناقَةٌ} حَلُوَّةٌ، كعَدُوَّةٍ وغَنِيَّةٍ: تامَّةُ {الحَلاوَةِ) .
الَّذِي فِي المحْكَم: وناقَةٌ حَلِيَّة عَلِيَّة فِي الحَلاوَةِ؛ عَن اللحْيانيِّ؛ هَذَا نَصُّ قَوْله، وأَصلُها حَلُوَّة.
(و) يقالُ: فلانٌ (مَا يُمِرُّ وَمَا} يُحلِي) : أَي (مَا يَتَكَلَّمُ بمُرَ وَلَا حُلْوٍ؛ و) قيلَ: (لَا يَفْعَلُ) فعْلاً (مُرّاً وَلَا {حُلْواً) ؛ وكَذلِكَ مَا أَمَرَّ وَمَا} أَحْلَى، (فإنْ نَفَيْتَ عَنهُ أنْ يكونَ مُرّاً مَرَّةً {وحُلْواً أُخْرَى، قُلْتَ: مَا يَمُرُّ وَمَا} يَحْلُو) ؛ وَهَذَا الفَرْقُ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
( {وحَلاهُ الشَّيءَ حُلْواً: أَعْطاهُ إيّاهُ) ؛ قالَ أَوسُ بنُ حُجْر:
كأنِّي} حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مَدَحْتُه
صَفا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها (و) فِي الصِّحاحِ: حَلا فلَانا مَالا يَحْلُوه (حَلْواً {وحُلواناً، بالضَّمِّ) : إِذا وَهَبَ لَهُ شَيْئا فعله غَيْر الأُجْرَة؛ قالَ عَلْقَمة ابنُ عَبَدَة:

أَلا رَجلٌ} أَحْلُوهُ رَحْلي وناقَتِي
يُبَلِّغُ عنِّي الشِّعْرَ إِذا ماتَ قائِلُهْ؟ قالَ ابنُ برِّي: ويُرْوى هَذَا البَيْتُ لضابِىءِ البُرْجُمِي.
وحَلا الرَّجُلَ حَلْواً وحُلواناً: (زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أَو أُخْتَهُ) أَو امْرأَةً مَا (بمَهْرٍ مُسَمَى على أَنْ يَجْعَلَ لَهُ من المَهْرِ شَيْئا مُسَمًّى) ، وكانتِ العَرَبُ تُعَيِّرُ بِهِ. ( {والحُلْوانُ، بالضَّمِّ: أُجْرَةُ الدَّلاَّلِ) خاصَّة؛ عَن اللّحيانيّ.
(و) أَيْضاً: أُجْرَةُ (الكاهِنِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نهَى عَن} حُلْوانِ الكاهِنِ) .
قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ مَا يُعْطاهُ الكاهِنُ ويُجْعَلُ لَهُ على كَهانَتِه.
(و) أَيْضاً: (مَهْرُ المَرْأَةِ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لامْرأَةٍ فِي زَوْجِها:
لَا يُؤْخَذُ {الحُلْوانُ من بَناتِيا (أَو) هُوَ (مَا) كانتْ (تُعْطَى على مُتْعَتِها) بمكَّةَ (أَو) هُوَ (مَا أُعْطِيَ) الرَّجُل (من نحوِ رِشْوَةٍ) . يقالُ:} حَلَوْتُ أَي رَشَوْتُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْل عَلْقَمة بن عَبَدَة أَيْضاً.
(و) يقالُ: ( {لأَحْلُوَنَّكَ} حُلْوَانَكَ) ، أَي (لأَجْزِيَنَّكَ جَزاءَكَ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيّ.
(و) يقالُ: وَقَعَ على (حَلاوَةِ القَفَا) ، بالفتْحِ، نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
وقالَ الكِسائيُّ: ليسَتْ بمَعْرُوفَةٍ؛ (ويُضَمُّ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ؛ ونَقَلَ ابنُ الأثيرِ أَيْضاً الكَسْرَ، فَهِيَ مُثَلَّثَة، وأَغْفَلَه المصنِّفُ قُصُوراً.
(وحَلاءَتُهُ) ، بالفتْحِ والمَدِّ، وَهَذِه عَن اللحْيانيِّ؛ (وحَلْواؤُهُ) نَقَلَه الصَّاغانيُّ؛ (وحَلاَواؤُهُ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ، ( {وحُلاَواهُ بالضَّمِّ) ، نَقَلَه الجَوهرِيُّ أَيْضاً؛ أَي على (وَسَطِه) .
قالَ الجَوهرِيُّ: إِذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ، وَإِذا ضَمَمْتَ قَصَرْتَ.
وقالَ الأزهريُّ: حَلاوَةُ القَفا: حاقُّ وَسَطِه.
وقيلَ: فأْسُه؛ (ج} حَلاوَى.
(! والحِلْوُ، بالكسْرِ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ بِهِ) .
ويقالُ: هِيَ الخَشَبَةُ الَّتِي يُديرُها الحائِكُ؛ وشَبَّه الشمَّاخ لِسانَ الحمارِ بِهِ، فقالَ:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه
إِذا صاحَ {حِلْوٌ زَلَّ عَن ظَهْر مِنْسَجِ (وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنبِتُ ذُكُورَ البَقْلِ.
(} والحُلاَوَى، بالضَّمِّ) على فُعَالَى: (شجرَةٌ صغيرَةٌ) من الجَنْبةِ تَدُومُ خُضْرتُها.
(و) قيلَ: (نَبْتٌ شائِكٌ) زَهْرتُه صَفْراءُ وَله وَرَقٌ صِغارٌ مُسْتديرٌ كوَرقِ السذَّابِ.
وَفِي التهْذِيبِ: ضَرْبٌ من النَّباتِ يكونُ بالبادِيَةِ؛
(ج {الحَلاَوَى أَيْضاً) ، أَي كالواحِدِ؛ (و) قيلَ: جَمْعُه (} الحُلاَوَيَاتُ) ؛ وقيلَ: واحِدَتُه {الحَلاوِيَةُ كرَباعِيَةٍ.
قالَ الأزهرِيُّ: لَا أَعْرِفُ الحَلاوى والحَلاوِيَة، وَالَّذِي عَرَفْته} الحُلاَوَى على فُعَالَى.
ورَوَى أَبو عبيدٍ عَن الأصْمعيّ فِي بابِ فُعَالَى: خُزَامَى ورُخامَى {وحُلاَوَى كُلُّهنَّ نَبْتٌ؛ قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح (} وحالَيْتُهُ: طايَبْتُهُ) ؛ وَهُوَ مَجازٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للمَرَّار الفَقْعسيّ:
فإنِّي إِذا {حُولِيتُ حُلْوٌ مَذاقتِي
ومُرٌّ إِذا مَا رامَ ذُو إحْنةٍ هَضْمي (} وأَحْلَيْتُهُ وَجَدْتُهُ) {حُلواً؛ (أَو جَعَلْتُهُ حُلْواً) ؛ نَقَلَهما الجَوهرِيُّ، وقالَ فِي الأخيرِ: وَمِنْه يقالُ مَا أَمَرَّ وَمَا أَحْلَى إِذا لم يَقُل شَيْئا، وأَنْشَدَ ابنْ برِّي لعَمْرو بن الهُذَيل العَبْدي:
وَنحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ
وأَنْتَ بثأْجٍ لَا تُمِرُّ وَلَا} تُحِلي قالَ صاحِبُ اللِّسانِ: وَفِيه نَظَرٌ، ويشْبِه أَن يكونَ هَذَا البَيْت شاهِداً على قَوْله لَا يُمِرُّ وَلَا! يُحْلِي أَي مَا يتَكَلَّم بحُلْوٍ وَلَا مُرَ.
( {وحُلْوانُ، بالضَّمِّ: بَلَدانِ) بالعِرَاقِ وبالشَّامِ.
(و) قالَ الأزهرِيُّ: هُما (قَرْيتانِ) إحْدَاهُما} حُلْوانُ العِراقِ، والأُخْرى حُلْوانُ الشامِ.
قُلْتُ: أَمَّا حُلْوانُ العِراقِ فَهِيَ بُلَيْدةٌ وَبِئَةٌ يُسْتَحْسن من ثمارِها التِّين والرُّمَّان؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لقَيْس الرُّقيّات:
سَقْياً {لحُلْوانَ ذِي الكُروم وَمَا
صَنَّفَ من تِينهِ ومِنْ عِنَبِهْوقالَ مُطَيعُ بن إلْيَاس:
أَسْعِداني يَا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ
وابْكِيا لي من رَيْبِ هَذَا الزَّمانِ (و) حُلْوانُ (بنُ عِمْرانَ بنِ الْحافِ بنِ قُضَاعَةَ: من ذُرِّيَّتِه صَحابِيُّونَ وَهُوَ بانِي حُلْوانَ) العِراقِ.
(} والحِلاةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ قُرْبَ المدينةِ) قُنْحَتُ مِنْهُ الأرحية؛ وَقد تقدَّمَ ذلِكَ فِي الهَمْزةِ.
( {وحُلْوَةُ، بالضَّمِّ: بِئْرٌ) بالحِجازِ؛ عَن نَصْر زادَ الصَّاغانيُّ: بينَ سميراء والحاجر.
(} والحَلاَ) ، كقَفَا: (مَا يُدافُ من الأَدْوِيَةِ.
(و) ! الحَلاَّ، (مُشَدَّداً: أَبو الحُسَيْنِ الحَلاَّ عليُّ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ وَصِيفٍ) القاينيُّ (من رُؤُوسِ الإمامِيَّةِ) ، رَوَى عَن المبرِّدِ.
(ونِسْبَةً إِلَى الحَلاوَةِ) ، أَي عَمَلها وبَيْعها: (شمسُ الأَئِمَّةِ) أَبو محمدٍ (عبدُ العــزيزِ بنُ أَحمدَ) بنِ نَصْرِ بنِ صالِحٍ البُخارِيُّ ( {الحَلْوانِيُّ) ، بفتْحٍ فسكونٍ؛ عالِمُ المَشْرق وإمامُ أَصْحابِ أَبي حنيفَةَ وَفِي وَقْتِه، حدَّثَ عَن أَبي عبدِ الله غُنْجار البُخارِي، وتَفَقَّه على القاضِي أَبي عليَ النسفيّ، رَوَى عَنهُ أَبُو بكْرٍ محمدُ بنُ أحمدَ السرخسيُّ، وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ النسفيُّ، توفّي سَنَة 456؛ (ويقالُ بهَمْزٍ بدلَ النونِ.
(قالَ شيْخُنا: ونازَع الخفاجيّ فِي نِسْبَة الحَلْوانيّ إِلَى الحَلاوَة فِي شرْحِ الدرَّةِ وقالَ: هُوَ غَلَطٌ لأنَّه لَو كانَ كذلِكَ لقيلَ} حَلاوِيٌّ لَا غَيْر، فالصَّوابُ إِلَى {الحَلْواء.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَر إِذْ لعلّه لم يَقْصدِ النِّسْبَة الَّتِي تكونُ بياءِ النَّسَب بل كلّ مَا يدلُّ على النَّسَب كفَعَّال نَحْو بَزَّاز وتَمَّار، وكَذلِكَ يقالُ} حَلاَّء لصاحِبِ الحَلاوَة {والحَلْواء إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنهما واللَّهُ أَعْلَم فتأَمَّل.
(وأَبو المَعالي عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ) بنِ محمدٍ (الحَلْوانِيُّ) المروزيُّ البزَّازُ الفَقِيهُ الشافِعِيُّ، حافِظٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَن أَبي المظفَّر موسَى بنِ عِمْران، وَعنهُ أَبو سَعْدٍ، ماتَ سَنَة 539.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} حَلَّيْتُ الشيءَ فِي عَيْنِ صاحِبِه: جَعَلْتُه حُلْواً؛ وَكَذَا حَلَّيْتُ الطَّعامَ.
{وأَحْلَيْتُ هَذَا المَكانَ:} اسْتَحْلَيْته.
{واسْتَحْلاهُ: طَلَبَ حَلاوَتَه.
} واحْلَوْلَى الرَّجلُ: حسُنَ خُلُقه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
! والحُلْو الحَلالُ، بالضمِّ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا ريبَةَ فِيهِ؛ قالَ الشاعِرُ: أَلا ذهَبَ {الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ
ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلٌ} والحُلْوَى، بالضمِّ: نَقِيضُ المُرَّى. يقالُ: خُذِ {الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى.
قالتِ امْرأَةٌ فِي بناتِها: صُغْراها مُرَّاها.
} وتَحالَتِ المرْأَةُ: أَظْهَرَتْ {حَلاوَةً وعُجْباً؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فشَأْنَكُما إنِّي أَمِينٌ وإنَّني
إِذا مَا} تَحالَى مِثْلُها لَا أَطُورُهانَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
{وحَلُوَتِ الفاكِهَةُ، ككَرُمَتْ، تَحْلُو حَلاوةً.
ويقالُ:} احْتَلى فلانٌ لنَفقَةِ امْرأَتِه ومَهْرها، وَهُوَ أَن يَتَمَحَّلَ لَهَا ويَحْتالَ؛ أُخِذَ من الحُلْوانِ.
يقالُ: {احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسْرِ اللامِ.
} وحِلاوَةُ القَفا، بالكسْرِ، لُغَةٌ فِي الضمِّ والفَتْحِ؛ عَن ابنِ الأثيرِ، وَقد تقدَّم.
{والحُلاوَةُ، بالضمِّ: مَا يُحَكُّ بينَ حَجَرَيْن فيُكْتَحل بِهِ؛ ويُرْوَى بالهَمْزَةِ وَقد تقدَّمَ.
} وحُلْوانُ، بالضمِّ: بلَيْدةٌ مِن نَيْسابُور بطريقِ خُرَاسان مِن ناحِيَةِ أصْبَهان.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ مليحةٌ على فَرْسَخَيْن من مِصْرَ كانَ عبدُ العــزيزِ بنُ مَرْوَان اتَّخَذَ فِيهَا مِقياساً للنِّيلِ، وَقد وَرَدْتُها.
وأَبو {حَلاوَة: مِن كناهم.
وَكَذَا أَبُو} حلْوَة.
وعبدُ اللهِ بنُ عُمَر بنِ عليِّ بنِ مبارَكِ الحَلَوانيُّ، بالتحْريكِ، ويقالُ! الحَلاَويُّ، مِن شيوخِ الحافِظِ بنِ حَجَر، سَمِعَ من أَصْحابِ النَّجِيب وجَدِّه مبارك، كانَ صَالحا مُعْتقداً، وزَاوِيَته بالقُرْبِ مِن الأَزْهرِ، والعامَّةُ تقولُ الحلوجي وَهُوَ غَلَطٌ.
{وحُلْوَةُ، بالضمِّ: ماءَةٌ بأَسْفَل الثَّلبُوتِ على الطَّريقِ لبَني نعَامَة؛ عَن نَصْر.
ومنية بدر حلاوة: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
} وأحْلَى: حِصْنٌ باليَمَنِ؛ عَن ياقوت.
{وحَلاوَةٌ: لَقَبُ جابرِ بنِ الحارِثِ من بَني سامَةَ بن لُؤَيَ.
وحلاوَةُ: والِدَةُ عبدِ الرحمانِ بنِ الحكَمِ أَحَد أُمَراءِ الأَنْدَلُس مِن بَني أُمَيَّة.

أَذْرِعاتُ

أَذْرِعاتُ:
بالفتح، ثم السكون، وكسر الراء، وعين مهملة، وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة، جمع ذراع جمع قلة: وهو بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء وعمّان، ينسب اليه الخمر، وقال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء.
وقال النحويون بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن الأعلام، فتنكّر وتجري مجرى النّكرة من أسماء الأجناس، فإذا أردت تعريفه، عرّفته بما تعرّف به الأجناس، وأما نحو أبانين وأذرعات وعرفات فتسميته ابتداء تثنية وجمع، كما لو سمّيت رجلا بخليلان، أو مساجد، وإنما عرّف مثل ذلك بغير حرف تعريف، وجعلت أعلاما لأنها لا تفترق، فنزّلت منزلة شيء واحد، فلم يقع إلباس، واللغة الفصيحة في عرفات الصرف، ومنع الصرف لغة، تقول: هذه عرفات وأذرعات، ورأيت عرفات وأذرعات، ومررت بعرفات وأذرعات، لأن فيه سببا واحدا، وهذه التاء التي فيه للجمع لا للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة، فجعلت تلك المواضع اسما واحدا، وكان اسم كل موضع منها عرفة وأذرعة، وقيل: بل الاسم جمع والمسمّى مفرد، فلذلك لم يتنكّر، وقيل: إن التاء فيه لم تتمحّض للتأنيث ولا للجمع، فأشبهت التاء في نبات وثبات، وأما من منعها الصرف فإنه يقول:
إن التنوين فيها للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع المذكر السالم، فعلى هذا غير منصرفة. وقد ذكرتها العرب في أشعارها، لأنها لم تزل من بلادها في الإسلام وقبله، قال بعض الأعراب:
ألا أيها البرق، الذي بات يرنقي ... ويجلو دجى الظّلماء، ذكّرتني نجدا
وهيّجتني من أذرعات وما أرى، ... بنجد على ذي حاجة، طربا بعدا
ألم تر أن الليل يقصر طوله ... بنجد، وتزداد الرياح به بردا؟
وقال امرؤ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة ... لعوب تنسّيني، إذا قمت، سربالي
تنوّرتها من أذرعات، وأهلها ... بيثرب، أدنى دارها نظر عال
وينسب إلى أذرعات أذرعيّ، وخرج منها طائفة من أهل العلم، منهم إسحاق بن ابراهيم الأذرعي بن هشام ابن يعقوب بن ابراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد، ويقال: ابن ابراهيم بن زامل أبو يعقوب النّهدي، أحد الثقات من عباد الله الصالحين، رحل وحدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافعي، ويحيى بن أيوب بن ناوي العلّاف، وأبي زيد يوسف بن يزيد القراطيسي، وأحمد بن حماد بن عيينة، وأبي زرعة، وأبي عبد الرحمن النسائي، وخلق كثير غير هؤلاء. وحدث عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب، وتمّام بن محمد الرازي، وأبو الحسين بن جميع، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسن الرازي وغيرهم، وقال أبو الحسن الرازي: كان الأذرعيّ من أجلّة أهل دمشق وعبّادها وعلمائها، ومات يوم عيد الأضحى سنة 344 عن نيف وتسعين سنة، ومحمد بن الزّعيزعة الأذرعي وغيرهما، ومحمد ابن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي. حدث عن محمد بن عقبة العسقلاني، ويعلى بن الوليد الطبراني، وأبي عبيد محمد بن حسان البسري، ومحمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي، والعباس بن الوليد بن يوسف بن يونس الجرجاني، ومسلمة بن عبد الحميد.
روى عنه أبو يعقوب الأذرعي، وأبو الخير أحمد ابن محمد بن أبي الخير، وأبو بكر محمد بن ابراهيم بن أسد القنوي، وأبو الحسن عليّ بن جعفر بن محمد الرازي وغيرهم. وعبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب بن المعمّر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة ابن مالك أبو نصر المرّي الإمام الحافظ الشروطي يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبّان. روى عن أبي القاسم الحسن بن عليّ البجلي، وأبي عليّ بن أبي الزمام، والمظفر بن حاجب بن أركين، وأبي الحسن الدارقطني وخلق كثير لا يحصون. روى عنه أبو الحسن بن السمسار، وأبو عليّ الأهوازي، وعبد العــزيز الكنّاني وجماعة كثيرة، وكان ثقة، وقال عبد العــزيز الكناني: مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب المرّي في شوّال سنة 425، وصنف كتبا كثيرة، وكان يحفظ شيئا من علم الحديث.

نقض

(نقض) النَّبَات أنقض والنبات الأَرْض صدع ترابها
نقض: {أنقض ظهرك}: أثقله حتى سمع نقيضه أي صوته. ويقال: جعله نِقْضا والنقض: البعير الذي قد أتعبه السير.
النقض: وجود العلة بلا حكم.

النقض: في العروض هو حذف الحرف السابع الساكن من مفاعلتن وتسكين الخامس، كحذف نونه وإسكان لامه ليبقى مفاعلت فينقل إلى مفاعيل، ويسمى: منقوصًا.
النقض: لغةً: هو الكسر، وفي الاصطلاح: هو بيان تخلف الحكم المدعى ثبوته أو نفيه عن دليل المعلل الدال عليه في بعض من الصور؛ فإن وقع بمنع شيء من مقدمات الدليل على الإجمال، سمي نقضًا إجماليًا؛ لأن حاصله يرجع إلى منع شيء من مقدمات الدليل على الإجمال، وإن وقع بالمنع المجرد، أو مع السند سمي نقضًا تفصيليًا؛ لأنه منع مقدمة معينة.
(ن ق ض) : (نَقَضَ) الْبِنَاءَ أَوْ الْحَبْلَ نَقْضًا (وَانْتَقَضَ) بِنَفْسِهِ (وَنَاقَضَ) آخِرُ قَوْلِهِ الْأَوَّلَ (وَتَنَاقَضَ) الْقَوْلَانِ وَفِي كَلَامِهِ (تَنَاقُضٌ) وَقَوْلُهُ فَالْتَقَيَا (فَتَنَاقَضَا) الْبَيْعَ أَيْ نَقَضَاهُ كَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ تَرَاءَوْا الْهِلَالَ أَيْ رَأَوْهُ وَتَدَاعَوْا الْقَوْمَ وَتَسَاءَلُوهُمْ أَيْ دَعَوْهُمْ وَسَأَلُوهُمْ وَإِلَّا فَالتَّنَاقُضُ لَازِمٌ (وَالنَّقْضُ) الْبِنَاءُ الْمَنْقُوضُ وَالْجَمْعُ نُقُوضٌ وَعَنْ الْغُورِيِّ فِي (النِّقْضِ) بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ.
نقض
النَّقْضُ: إفْسَادُ ما أبْرَمْتَ من حَبْلٍ أو بِناءٍ. والنُقْضُ: اسْمُ البِناءِ المَنْقُوضَ.
والنِّقْضُ والنِّقْضَةُ: الجَمَلُ والناقَةُ المَهْزُولانِ، والجميع الأنْقَاضُ.
والنِّقْضُ: مُنْتَقَضُ الكَمْأةِ من الأرض.
والانْتِقاضُ: أنْ يَعُوْدَ الجُرْحُ بعد البُرْءِ. وكذلك انْتِقاضُ الأمور والثُّغُور ونحوها.
والنَّقِيْضُ: صَوْتُ المَفاصِل والأصابع، أنْقَضَت الأضْلاع تُنْقِضُ إنقاضاً.
وأنْقَضْتُ بالحِمَارِ: صًوّتَّ به. وأنْقَضَتِ الدَّجاجَةُ تُنْقِض.
والنَّقّاضُ: الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقَاضَةُ.
ويُقال لِبَعْض الأخْذِ في الصِّراع: نُقَض.
ن ق ض: (نَقَضَ) الْبِنَاءَ وَالْحَبْلَ وَالْعَهْدَ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (النُّقَاضَةُ) بِالضَّمِّ مَا نُقِضَ مِنْ حَبْلِ الشَّعْرِ. وَ (الْمُنَاقَضَةُ) فِي الْقَوْلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا (يَتَنَاقَضُ) مَعْنَاهُ. وَ (الِانْتِقَاضُ) الِانْتِكَاثُ. وَ (النِّقْضُ) بِالْكَسْرِ (الْمَنْقُوضُ) . وَ (أَنْقَضَ) الْحِمْلُ ظَهْرَهُ أَثْقَلَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح: 3] وَأَصْلُ (الْإِنْقَاضِ) صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ. وَ (إِنْقَاضُ) الْعِلْكِ تَصْوِيتُهُ وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وَ (النَّقِيضُ) صَوْتُ الْمَحَامِلِ وَالرِّحَالِ. 
ن ق ض

نقض البناء والحبل، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرض عن الكمأة. وأصلح نقض بنائك: ما نقض منه. وأنقضت الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقض الرّحل والأصابع والأضلاع. ولها نقيض. وأنقض الحمل ظهره. ورأيته نتقض أصابعه. وأنقض بالعنز: دعاها. وأنقض بالقعود: نقربها. قال:

ربّ عجوز من أناس شهبره ... علّمتها الإنقاض بعد القرقره

سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بكراً تنقض به.

ومن المجاز: نقض العهد. وناقض قوله الثاني الأول. وفي كلامه تناقض. وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران، وناقض أحدهما الآخر: يقول قصيدة فينقض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نقيضة قصيدة فلان. ولهما نقائض، ومنه: نقائض جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت الأمور. وانتقضت القرحة، نكست. ونقض فلان وتره إذا أخذ ثأره. قال بيهس:

شفيت يا مازن حرّ صدري ... نقمت ثأري ونقضت وتري
ن ق ض : نَقَضْتُ الْبِنَاءَ نَقْضًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالنَّقْضُ مِثْلُ قُفْلٍ وَحِمْلٍ بِمَعْنَى الْمَنْقُوضِ وَاقْتَصَرَ الْأَزْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ قَالَ النُّقْضُ اسْمُ الْبِنَاءِ الْمَنْقُوضِ إذَا هُدِمَ وَبَعْضُهُمْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْكَسْرِ وَيَمْنَعُ الضَّمَّ وَالْجَمْعُ نُقُوضٌ.

وَنَقَضْتُ الْحَبْلَ نَقْضًا أَيْضًا حَلَلْتُ
بَرْمَهُ وَمِنْهُ يُقَالُ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمَهُ إذَا أَبْطَلْتَهُ وَانْتَقَضَ هُوَ بِنَفْسِهِ.

وَانْتَقَضَتْ الطَّهَارَةُ بَطَلَتْ وَانْتَقَضَ الْجُرْحُ بَعْدَ بُرْئِهِ وَالْأَمْرُ بَعْدَ الْتِئَامِهِ فَسَدَ وَتَنَاقَضَ الْكَلَامَانِ تَدَافَعَا كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ نَقَضَ الْآخَرَ وَفِي كَلَامِهِ تَنَاقُضٌ إذَا كَانَ بَعْضُهُ يَقْتَضِي إبْطَالَ بَعْضٍ وَأَنْقَضَ الْحِمْلُ الظَّهْرَ أَثْقَلَهُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَنْقَضَهُ فَدَحَهُ بِثِقَلِهِ. 
نقض
النَّقْضُ: انْتِثَارُ العَقْدِ مِنَ البِنَاءِ والحَبْلِ، والعِقْدِ، وهو ضِدُّ الإِبْرَامِ، يقال: نَقَضْتُ البِنَاءَ والحَبْلَ والعِقْدَ، وقد انْتَقَضَ انْتِقَاضاً، والنِّقْضُ المَنْقُوضُ، وذلك في الشِّعْر أكثرُ، والنَّقْضُ كَذَلِكَ، وذلك في البِنَاء أكثرُ ، ومنه قيل للبعير المهزول: نِقْضٌ، ومُنْتَقِض الأَرْضِ من الكَمْأَةِ نِقْضٌ، ومن نَقْضِ الحَبْل والعِقْد استُعِيرَ نَقْضُ العَهْدِ. قال تعالى: الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ
[الأنفال/ 56] ، الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ [البقرة/ 27] ، وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها
[النحل/ 91] ومنه المُنَاقَضَةُ في الكلام، وفي الشِّعْرِ كنَقَائِضِ جَرِيرٍ والفرزدقِ ، والنَّقِيضَانِ مِنَ الكلامِ: ما لا يصحُّ أحدُهما مَعَ الآخَرِ. نحو: هو كذا، وليس بكذا في شيءٍ واحدٍ وحالٍ واحدةٍ، ومنه: انْتَقَضَتِ القُرْحَةُ، وانْتَقَضَتِ الدَّجَاجَةُ: صَوَّتَتْ عند وَقْتِ البَيْضِ، وحقيقةُ الانْتِقَاضِ ليس الصَّوَتَ إنما هو انْتِقَاضُهَا في نَفْسِهَا لِكَيْ يكونَ منها الصَّوْتُ في ذلك الوَقْتِ، فَعُبِّرَ عن الصَّوْتِ بِهِ، وقوله: الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح/ 3] أي: كَسَرَهُ حتى صار له نَقِيضٌ، والإِنْقَاضُ.
صَوْتٌ لزَجْرِ القَعُودِ، قال الشاعر:
أَعْلَمْتُهَا الإِنْقَاضَ بَعْدَ القَرْقَرَة
ونَقِيضُ المَفَاصِلِ: صَوْتُهَا.
[نقض] النَقْضُ: نَقْضُ البناءِ والحَبْلِ والعهدِ. والنُقاضَةُ: ما نُقِضَ من حبَل الشَعر. والمُناقَضَةُ في القول: أن يتكلَّم بما يَتَناقَضُ معناه. والنَقيضَةُ في الشِعر: ما يُنْقَض به. والانْتِقاضُ: الانتكاثُ. والنِقْضُ، بالكسر: البعير الذي أضناهُ السفر، وكذلك الناقةُ. والجمع أنْقاضٌ. والنِقْضُ أيضاً: الموضعُ الذي ينْتَقِضُ عن الكمأة. والنِقْضُ أيضاً: المَنْقوضُ، مثل النِكْثِ. وتَنَقَّضَتِ الأرضُ عن الكمأةِ، أي تَفَطَّرَتْ. وأَنْقَضَتِ العُقابُ، أي صوَّتَتْ. وأنشد الاصمعي:

تنقض أيديها نقيض العقبان * وكذلك الدجاجة. قال الراجز:

تنقض إنقاض الدجاج المخض * والانقاض والكتيت: أصوات صغار الابل. والقرقرة والهدير: أصوات مسان الابل. قال شظاظ، وهو لص من بنى ضبة: رب عجوز من نمير شهبره * علمتها الانقاض بعد القرقره * أي أسمعتها. وذلك أنه اجتاز على امرأة من بنى نمير تعقل بعيرا لها وتتعوذ من شظاظ، وكان شظاظ على بكر، فنزل وسرق بعيرها وترك هناك بكره. قال أبو زيد: أنْقَضْتُ بالمعزِ إنْقاضاً: دعوت بها. والإنْقاضُ: صُوَيْتٌ مثل النَقْر. وإنْقاضُ العِلْكِ: تصويته، وهو مكروهٌ. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهره، أي أثقله. وأصله الصوت، ومنه قوله تعالى: {الذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} . والنَقيضُ: صوتُ المَحامِلِ والرحال. قال الراجز: شيب أصداغى فهن بيض * محامل لقدها نقيض
باب القاف والضاد والنون معهما ن ق ض يستعمل فقط

نقض: النَّقْضُ: إفساد ما أبرمت من حبل أو بناء والنِّقْضُ: البناء المنْقُوضُ، يعني اللبن إذا خرج منه. والنَّقْضُ والنِّقْضةُ هما الجمل والناقة اللذان هزلتهما الأسفار وأدبرتهما، والجميع الأنقاض، قال:

إذا مطونا نقضة أو نقضا

والمناقضة في الأشياء، نحو الشعر، كشاعرٍ ينْقُضُ قصيدة أخرى بغيرها، والاسم النَّقيضةُ ويجمع نَقائِضَ، ومن هذا نَقائضُ جريرٍ والفرزدق. والنَّقْضُ: مُنْتَقَضُ الكماة من الأرض إذا أرادت أن تخرج، ونَقَضْتُها نَقْضاً فَانتَقَضَتْ منه، وجمعها أنقاضٌ. والانتِقاضُ: أن يعود الجرح بعد البرء، وكذلك انتِقاضُ الأمور والثغور ونحوها. والنَّقيضُ: صوت الأصابع والمفاصل والأضلاع، وأنْقَضَتِ الأضلاع والأصابع إنقاضاً، ورأيته يُنْقِضُ، ويُنْقِضُ أصابعه، قال:

وحُزْن تُنْقِضُ الأضلاعُ منه ... مقيم في الجوانحِ لن يَزولا

. وقولك: أنْقَضْتُ يعني أخذت الأصابع إنقاضاً. ونقيضُ المحجمة: صوتها إذا شدها الحجام بمصه، قال:

...... كأنما ... زوى بين عينيه نقيضُ المحاجمِ

والنُّقّاضُ: نبات. والنقاض: الذي يَنْقُضُ الدمقس، وحرفته النِّقاضةُ. وأَنْقَضْتُ بالحمار إذا ألزقت طرف لسانك بالغار الأعلى ثم صوت بحافتيه من غير أن ترفع طرفه عن موضعه، وكذلك ما أشبهه من أصوات الفراريج والعقاب والرحل فهو إنقاضٌ، قال:

أواخرِ الميسِ إنقاض الفراريج  
[نقض] نه: فيه: إنه سمع "نقيضًا" من فوقه، النقيض: الصوت، ونقيض المحامل: صوتها، ونقيض السقف: تحريك خشبه. بي: ومنه: بينا جبرئيل سمع "نقيضًا"، أي صوتًا كصوت باب إذا فتح، ولا يبعد أن يكون ابن عباس تمثل له جبرئيل فشاهده فسمع، والظاهر أنه إنما سمع من إخباره صلى الله عليه وسلم، وضمائر سمع ورفع وقال- لجبرئيل، وقيل: للنبي، وقيل: في الثالث لجبرئيل. ط: ضمير سمع ورفع وقال- لجبرئيل، لأنه أكثر إطلاعًا على أحوال السماء، وقيل: ضمير سمع ورفع- للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي قال- لجبرئيل، لأن حضور جبرئيل لإخبار عن أمر غريب وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزل منه ملك- هذا من قول الراوي في حكايته ما سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه منه، فسلم أي ذلك الملك- ومر الكلام في أعطيت، نه: وفيه: ولقد "تنقضت" الغرفة، أي تشققت وجاء صوتها. وفيه: "فأنقض" به دريد، أي نقر بلسانه في فيه مكا يزجر الحمار، فعله استجهالًا، وقيل: أنقض به أي صفق بإحدى يديه على الأخرى حتى يسمع لهما نقيض أي صوت. وفي ح صوم التطوع: "فناقضني" وناقضته، هي مفاعلة من نقض البناء أي هدمه أي ينقض قولي وأنقض قوله، وأراد به المراجعة والمرادة. ش: "ناقض" اثنا عشر شاعرًا، مناقضة الشعراء أن يعمل كل نقيض الآخر. نه: ومنه ح "نقض" الوتر، أي إبطاله وتشفيعه بركعة لمن يريد أن يتنفل بعد أن أوتر. قس: هل "ينقض" الوتر؟ أي إذا صلى ثلاث ركعات ونام فهل يصلي بعد النوم شيئًا آخر مضافًا إلى الأول. وفيه: "انقضى" رأسك، بضم قاف أي حلي شعرها، وأمسكي أي عن عمرتك أي اتركي عملها وإتمامها، ولا يريد الخروج منها فإن الحج والعمرة لا يخرج منهما فتكون قارنه، وقيل: يريد الخروج لقولها: ترجع صواحبي بحج وعمرة وأرجع أنا بالحج. وح: ثم "لم ينقضها" عمرة، أي لم يفسخها إلى العمرة، وهذا ابن عمر فلا يسألونه؟ أي أفلا يسألونه، ولا أحد- عطف على فاعل لم ينقضها، أي لم ينقضها ابن عمر ولا أحد من السلف، ما كانوا يبدؤن بشيء آخر حين يضعون أقدامهم في المسجد من الطواف أي لأجل الطواف أي لا يصلون تحية المسجد ولا يشتغلون بغير الطواف. وح: "انقضى" رأسك وامتشطي، إن كان نقض شعرها لغسل الإحرام- وهو سنة- فلغسل الحيض- وهو فرض- أولى فيوافق الترجمة. وح: "نقض" شعر المرأة، أي شعر رأسها لأجل إيصال الماء إلى أصولها وتنظيفه من الأوساخ. ش: و"لم ينقض" العمامة، أي لم يحلها، وهو تأكيد لقوله: فأدخل يده من تحت العمامة. ك: أمر "نقض" بما كانوا ينهون عنه، أي ناقض لنهي ادخار الأضحية بعد الثلاث. وح "وزرك الذي "انقض" ظهرك" أي أتقن، ويروى: أثقل، وروى: أوهن، أي أحكمه؛ وعن الفربري أن أتقن- خطأ، وصوابه: أثقل، قوله: في الجاهلية، صفة للوزر لا متعلق بالوضع. وح. فيدخل "فينتقض"، هو كناية عن قضاء حاجته أي يستنجي، وهو المراد بيقضي حاجته في الرواية الأولى. ن: "انقض" البارحةن سقط. "يريد أن "ينقض"" أي قرب من الانقضاض، والإرادة مجاز عن القرب.
نقض: نقض: بدلا من نقض العهد يقال نقض وحدها أي نقضه أو نقض ب: (معجم البلاذري).
نقض الوضوء: (معجم التنبيه): بطلانه وزواله (بوشر)، (معجم التنبيه).
نقض: فند، دحض، رد. نقض كلامه فنده. وفي (النويري أسبانيا 467): نقض عليه: (وقال ابن الرقيق أنه أخ لعبد الله بن محمد وليس بصحيح وينقض ذلك عليه انه قال فيه ... الخ (المقدمة 1: 280).
نقض: استدرك القول، عدل. نقض قوله استدرك قوله (بوشر).
نقض: ثار (معجم البلاذري).
نقض: حجز المقاتلين عن بعضهم (الكالا): النقض حجر المقاتلين.
ناقض: حاجز المقاتلين بمنع بعضهم من بعض (الكالا).
نقض الجرح: فتح جرحا بمعناه المجازي وكذلك الحقيقي وبالتشديد وسواه (بوشر).
نقض: نقض عليه الحمى: عادت الحمى إليه (بوشر).
نقض: خرب، قوض (باين سميث 1615 - 6).
نقض: انظر شهب (في معجم المنصوري): النجوم الساقطة تدعى بنجوم الرجم المنقضة.
نقض الجرح: (انظر نقض).
ناقض: فند، دحض (بوشر).
ناقض: يبدو أن المرادف الذي أعطاه (فوك) في القسم الأول، أي corumpere كان خطأ.
أنقض: أذاب، حل، فك (عباد 1: 190، عدد 194) فتق (فوك).
أنقض الزرد: قطع، فك، فتق الزرد (الكالا).
أنقض: أحذف المعنى الأخير الذي ذكره (فريتاج)، لأن (رايسك) كان مخطئا، أنظر (فهرست المخطوطات الذي وضعته (ليدن 2: 36، عدد 1).
تناقضوا الكلام بينهم: تحادثوا بينهم: تحادثوا (ألف ليلة برسل 10: 222): وجلسوا يتحدثون ويتنادمون الكلام بينهم.
تناقضا البيع= نقضاه (محيط المحيط) انتقض: انفصل، انفك (الكالا).
انتقاض الرزرد: فتقة انفكاكة وقطعه (الكالا) وعنده انتقض وحدها تستعمل للتعبير عن انتقاض الزرد.
شيء ينتقض: شيء قابل للبسط (الكالا).
انتقض الأمر: في (محيط المحيط). (انتقض الجرح بعد برئه والأمر بعد التئامه، أي نكس وفسد)، -أن الذي لاحظته أن (م. المحيط) لم يشرح معنى انتقض الأمر، بل ذكر معنى انتقض البناء والحبل انتكث وانحل برمه والطهارة بطلت ويقال انتقض الجرح بعد برئه .. الخ، لذلك بات من الضروري العودة إلى معنى الجملة التي ذكرها (دوزي) المصنف (انتقض الأمر)، فقد ذكر أن معناها بالفرنسية s'est brouille, L'affaire، أي أن القضية قد تشوشت أو تلبكت: (المترجم).
انتقضت الطهارة: بطلت (محيط المحيط)، (معجم التنبيه).
انتقض المجلس: رفعت الجلسة (بوشر): الفاء من أخطاء الطباعة.
انتقض على: ثار على (معجم البلاذري، عبد الواحد 198: 12 و99: 15 و262: 6 عادات 6، حيان 37 و38 و69، ابن خلدون مخطوطة 4: 9).
انتقض: في (محيط المحيط): (انتقض الجرح بعد برئه، بعد التئامه، أي نكس وفسد) (معجم البلاذري، كليلة ودمنة 178: 2، البربرية 2: 242، قرطاس 67: 4، 198).
انتقض: ابتعد، ارتحل (هوجفلايت 90، العدد 151).
نقض: بسط ما كان مطويا (الكالا).
نقض: في (محيط المحيط): (ما انتقض من البنيان والجمع أنقاض ونقوض) (المقري 1: 471: 10 و16. قرطاس 33: 3، الفخري 185: 10، محمد بن الحارث 299): لست أبيع نقضها (كذا) بهذا الثمن فكيف الدار جميعا.
نقضة والجمع نقض: في (محيط المحيط): (النقضة المرة وعند النجارين الخشبة يسقف بها البيت والجمع نقض).
نقيضة: عكس (دي ساسي كرست 1: 37).
نقاض: هدام البناء (معجم البلاذري).
منقوص: مطروح أرضا (الكالا).
تناقض: في (محيط المحيط): (التناقض التخالف والتدافع ويقال في كلامه تناقض إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض) (سي ساسي كرست 1: 39).
نقض
نقَضَ يَنقُض، نقْضًا، فهو ناقض، والمفعول مَنْقوض
• نقَض الأمرَ ونحوَه:
1 - أفسَده بعد إحكامِه "نقَض التَّجربةَ الكيميائيَّة- {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} ".
2 - فكَّه وحلّه "نقَض الحبلَ".
• نقَض الحائِطَ: هدَمه "نَقْضُ المباني بالقذائف".
• نقَض العهدَ أو اليمينَ: نكَثه ولم يعمل به "نقض وعودَه- نقض المعاهدةَ: أعلن إبطالَها- {وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ".
• نقَض الولاءَ والطّاعةَ: تمرّد وخرج على السّلطة الشَّرعيَّة، خلع الطَّاعة "نقض ولاءَه للسّلطة الحاكمة".
• نقَض حكمًا: أصدر حكمًا قضائيًّا بإلغاء حكم سابق وإعلان بُطلانه. 

أنقضَ يُنقض، إنقاضًا، فهو مُنقِض، والمفعول مُنقَض
• أنقضَ الحملُ الظَّهرَ: أثقلَه، حمَّلَه ما لا يطيق " {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} " ° أنقض ظهرَه الهمُّ: بلَغ منه وبرَّح به. 

انتقضَ/ انتقضَ على ينتقض، انتِقاضًا، فهو مُنتقِض، والمفعول مُنتقَض عليه
• انتقض الوضوءُ: مُطاوع نقَضَ: فسَد وبطُل.
• انتقض الحبلُ: انفكّ وانحلّ بعد إحكام.
• انتقض الجرْحُ: عاوده المرضُ بعد الشِّفَاء.
• انتقض القومُ على السُّلطان: خرجوا عليه، وخلعوا طاعتَه.
• انتقض البناءُ: تهدّم. 

تناقضَ يتناقض، تناقُضًا، فهو مُتناقِض، والمفعول مُتناقَض (للمتعدِّي)
• تناقضَ الحبلُ: انتقض، انحلّ وانفّك بعد إحكامه "تناقض الوضوءُ: فسَد- تناقض الجُرْحُ".
• تناقض الشَّيئان: تخالفَا وتعارَضا "حاول أن يوفّق بين سياسات متناقضة".
• تناقض الشَّاعران: قال كلٌّ منهما قصيدةً ينقض فيها قصيدة الآخر ويعارضها.
• تناقض الشَّخصان البيعَ: أبطلاه ولم يُتِمَّاه. 

ناقضَ يناقض، مُناقضةً، فهو مُناقِض، والمفعول مُناقَض
• ناقض الشّخصُ غيرَه: خالَفَه وعارَضَه "ناقضت شهادةُ الشُّهود ادِّعاءَ المتَّهم- ناقض غيرَه في قوله: تكلَّم بما يخالف معناه" ° ناقضَ نفسَه: خالف ما قاله أو فعله.
 • ناقض الشَّاعِرُ الشّاعرَ: قال أحدُهما قصيدةً فردّ عليه الآخرُ بمثلها في الوزن والقافية ردًّا على ما فيها ومعارضةً له "كثيرًا ما ناقض الفرزدقُ جريرًا". 

أنقاض [جمع]: مف نَقْض: بقايا هدم البناء "خرج حيًّا من تحت الأنقاض- إزالة الأنقاض". 

تناقُض [مفرد]: ج تناقُضات (لغير المصدر):
1 - مصدر تناقضَ.
2 - تعارض بين أمرين لا يتطابقان أبدًا "تناقُض سلوك- تناقض السَّلب والإيجاب" ° التَّناقُض الذَّاتيّ: مناقضةُ الشَّيء لذاته أو احتوائه على تناقض- مبدأ التَّناقُض: هو القول: إنّ الشَّيء نفسَه لا يمكن أن يكون حقًّا وباطلاً معًا.
3 - (سف) علاقة بين عبارات متناقضة.
4 - (فق) تقابُل الدَّليلَيْن المتساويَيْن على نحو لا يمكن الجمع بينهما، ويُسمّى أيضًا التَّعارُض أو المُعَارضة. 

مُناقضة [مفرد]:
1 - مصدر ناقضَ.
2 - (سف) تناقُض القوانين والمبادئ عند تطبيقها.
3 - (قص) منازعة في دَيْن الدّائن الذي تقدّم بدينه في التفليسة من جانب دائن آخر ممّن تقدّموا بديونهم في التفليسة. 

نَقْض [مفرد]:
1 - مصدر نقَضَ.
2 - (قن) تغيير أو إلغاء قرار محكمة من قِبل محكمة عليا.
• نقْض الحُكْم: (قن) إبطال الحكم إذا كان قد صدر مبنيّا على خطأ في تطبيق القانون أو تأويله، أو كان هناك خطأ جوهريّ في إجراءات الفصل أو بطلان في الحكم. والنَّقض قد يصيب الحكم المدنيّ والحكم الجنائيّ على السَّواء متى كان أحدهما قد صدر نهائيًّا من المحاكم الابتدائيّة.
• حقُّ النَّقض:
1 - (سة) الفيتو؛ حقّ خُصّت به الدّول الخمس ذات المقعد الدَّائم في مجلس الأمن التَّابع لهيئة الأمم المتحدة في نقض قرارات المجلس وإبطالها.
2 - السلطة المكتسبة أو الحقّ المُعطَى لفرع أو دائرة حكوميَّة لرفض الموافقة على إجراءات مُقترَحة من دائرة أخرى وخاصَّة السُّلطة الممنوحة للمدير التَّنفيذي لرفض مشروع قانون تقدِّمه الهيئة التَّشريعيّة وبذلك يُرفض أو يتمّ تأخيرُ تنفيذه ليصبح قانونًا.
• محكمة النَّقض: (قن) هي المحكمة العليا في البلاد وتعدّ المبادئ المستمدة من أحكامها ملزمة للمحاكم الأخرى. 

نقيض [مفرد]: مخالف ومعارِض "هذا القولُ نقيض ذاك- الخير نقيض الشرّ" ° على النَّقيض من هذا: بخلافه، على عكسه- هما على طَرَفي نقيض: مختلفان، متناقضان.
• النَّقيضان: ما لا يجتمعان في شيء واحد مثل أبيض وأسود. 

نقيضة [مفرد]: ج نقائِضُ:
1 - (دب) قصيدة ينقضُ بها الشَّاعرُ ما قاله شاعرٌ آخر وتلتزم وزنَ القصيدة الأولى وقافيتَها "نقائض جرير والفرزدق".
2 - (سف) تناقض القوانين والمبادئ عند تطبيقها، ويريد بها بعض الفلاسفة: تنازع قوانين العقل وتناقضها. 

نقض: النَّقْضُ: إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء، وفي

الصحاح: النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ. غيره: النقْضُ ضِدُّ

الإِبْرام، نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ. والنَّقْضُ:

اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم. وفي حديث صوم التَّطَوُّع: فناقَضَني

وناقَضْتُه، هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه، أَي يَنْقُضُ

قولي وأَنْقُضُ قوله، وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ. وناقضَه في

الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه؛ قال:

وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً

وذا رَحِمٍ، فقُلْتُ له نِقاضا

أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي. والمُناقَضةُ في القول: أَن

يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه. والنَّقِيضةُ في الشِّعْرِ: ما يُنْقَضُ به؛

وقال الشاعر:

إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمرارِ

أَي ما أَمَرَّ عادَ عليه فنقَضَه، وكذلك المُناقَضةُ في الشِّعْر

يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ ما قاله الأَوّل، والنَّقِيضةُ الاسم يجمع على

النَّقائض، ولذلك قالوا: نَقائضُ جرير والفرزدق. ونَقِيضُك: الذي يُخالِفُك،

والأُنثى بالهاء. والنَّقْضُ: ما نَقَضْتَ، والجمع أَنْقاض. ويقال:

انْتَقَضَ الجُرْحُ بعد البُرْء، وانتَقض الأَمْرُ بعد التِئامه، وانتقَض أَمرُ

الثغْرِ بعد سَدِّه.

والنِّقْضُ والنِّقْضةُ: هما الجملُ والناقةُ اللذان قد هَزَلْتَهما

وأَدْبَرْتَهما، والجمع الأَنْقاضُ؛ قال رؤبة:

إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَي، نِقْضا

والنِّقْضُ، بالكسر: البعير الذي أَنْضاه السفر، وكذلك الناقة.

والنِّقْضُ: المَهْزُول من الإِبل والخيل، قال السيرافي: كأَنَّ السفَرَ نقَض

بِنْيتَه، والجمع أَنْقاضٌ؛ قال سيبويه: ولا يُكَسَّر على غير ذلك، والأُنثى

نِقْضةٌ والجمع أَنْقاضٌ كالمذكر على توَهُّمِ حذْفِ الزائد.

والانْتِقاضُ: الانْتِكاثُ. والنَّقْضُ: ما نُكث من الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل

ثانية، والنُّقاضةُ: ما نُقض من ذلك. والنِّقْضُ: المَنْقُوضُ مثل

النِّكْث. والنِّقْضُ: مُنْتَقِضُ الأَرض من الكَمْأَةِ، وهو الموضع الذي

يَنتَقِضُ عن الكمأَة إذا أَرادت أَن تخرج نقَضت وجه الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت

الأَرض؛ وأَنشد:

كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ

لأَوَّلِ جانٍ، بالعَصا يَسْتَثِيرُها

والنَّقّاضُ: الذي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقاضةُ؛ قال

الأَزهري: وهو النَّكّاثُ، وجمعه أَنْقاض وأَنْكاث. ابن سيده: والنِّقْضُ

قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عن الكَمْأَة، والجمع أَنْقاض ونُقوضٌ، وقد

أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عنها، وتَنقَّضَت الأَرض عن الكمأَة أَي تقطَّرَت.

وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض: تَقَلْفَعَتْ عنه أَنقاضه؛ قال:

ونَفَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ

(* قوله «ونقض الكمء» تقدم انشاده في مادة بصر: ونقض الكمء بالفاء ونصب

الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا.)

والنِّقْضُ: العسَلُ يُسَوِّسُ فيؤخذ فيُدَقّ فيُلْطَخ به موضع النحل مع

الآس فتأْتيه النحل فتُعَسِّلُ فيه؛ عن الهَجَرِيّ. والنَّقِيضُ من

اَلأَصْواتِ: يكون لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ

والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ، وقد

أَنْقَض؛ قال:

فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه،

كما يُنْقِضُ الوُزْغانُ، زُرْقاً عُيونُها

وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت؛ وأَنشد الأَصمعي:

تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ

وكذلك الدجاجةُ؛ قال الراجز:

تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ

والإِنْقاضُ والكَتِيتُ: أَصوات صغار الإِبل، والقَرْقَرةُ والهَديرُ:

أَصوات مَسانِّ الإِبل؛ قال شِظاظٌ وهو لِصٌّ من بني ضَبّة:

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،

عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ

أَي أَسْمَعْتُها، وذلك أَنه اجْتازَ على امرأَة من بني نُمير تَعْقِلُ

بعيراً لها وتَتَعَوَّذُ من شِظاظٍ، وكان شِظاظ على بكر، فنزل وسرَق

بعيرها وترك هناك بَكْرَه. وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت. أَبو زيد:

أَنْقَضْتُ بالعنز إِنْقاضاً دَعَوْتُ بها. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه: أَثقله

وجعله يُنْقِضُ من ثِقَله أَي يُصَوِّتُ. وفي التنزيل العــزيز: ووضَعْنا عنك

وِزْرَك الذي أَنْقَض ظهرَك؛ أَي جعلَه يُسْمَعُ له نَقِيضٌ من ثِقَلِه.

وجاء في التفسير: أَثْقل ظهرك، قال ذلك مجاهد وقتادةُ، والأَصل فيه أَن

الظهر إِذا أَثقله الحِمل سُمع له نَقِيض أَي صوت خفي كما يُنْقِض

الرَّجل لحماره إِذا ساقَه، قال: فأَخبر اللّه عزّ وجلّ أَنه غفر لنبيه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، أَوزارَه التي كانت تراكمت على ظهره حتى أَثقلته،

وأَنها لو كانت أَثقالاً حملت على ظهره لسمع لها نقيض أَي صوت؛ قال محمد بن

المكرّم، عفا اللّه عنه: هذا القول فيه تسَمُّح في اللفظ وإغلاظ في النطق،

ومن أَين لسيدنا رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَوزار تتراكم على

ظهره الشريف حتى تثقله أَو يسمع لها نقيض وهو السيد المعصوم المنزه عن

ذلك، صلّى اللّه عليه وسلّم؟ ولو كان، وحاش للّه، يأْتي بذنوب لم يكن يجد

لها ثِقَلاً فإِن اللّه تعالى قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأَخر،

وإِذا كان غفر له ما تأَخر قبل وقوعه فأَين ثقله كالشرِّ إِذا كفاه اللّه قبل

وُقوعه فلا صُورة له ولا إِحْساسَ به، ومن أَين للمفسِّر لفظ المغفرة

هنا؟ وإِنما نص التلاوة ووَضَعْنا، وتفسير الوِزْر هنا بالحِمل الثقيل، وهو

الأَصل في اللغة، أَولى من تفسيره بما يُخْبَر عنه بالمغفرة ولا ذكر لها

في السورة، ويحمل هذا على أَنه عزّ وجلّ وضع عنه وزره الذي أَنقض ظهره

من حَمْلِه هَمَّ قريش إِذ لم يسلموا، أَو هَمَّ المنافقين إِذ لم

يُخْلِصوا، أَو همّ الإِيمانِ إِذ لم يُعمّ عشيرته الأَقربين، أَو همّ العالَمِ

إذ لم يكونوا كلهم مؤمنين، أَو همّ الفتح إِذ لم يعجَّل للمسلمين، أَو

هموم أُمته المذنبين، فهذه أَوزاره التي أَثقلت ظهره، صلّى اللّه عليه

وسلّم، رغبة في انتشار دعوته وخَشْيةً على أُمته ومحافظة على ظهور ملته

وحِرْصاً على صفاء شِرْعته، ولعل بين قوله عزّ وجلّ: ووضعنا عنك وزرك، وبين

قوله: فلعلك باخع نفسك على آثارهم إِن لم يؤمنوا بهذا الحديث أَسفاً،

مناسبةً من هذا المعنى الذي نحن فيه، وإِلا فمن أَين لمن غفر اللّه له ما

تقدّم من ذنبه وما تأَخَّر ذنوب؟ وهل ما تقدَّم وما تأَخَّر من ذنبه المغفور

إِلا حسنات سواه من الأَبْرار يراها حسنة وهو سيّد المقربين يراها سيئة،

فالبَرُّ بها يتقرَّب والمُقَرَّبُ منها يتوب؛ وما أَوْلى هذا المكان أَن

يُنْشَد فيه:

ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب

وكل صوت لمَفْصِل وإِصْبَع، فهو نَقِيضٌ. وقد أَنْقَضَ ظهرُ فلان إِذا

سُمع له نَقِيض؛ قال:

وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ منه،

مُقِيم في الجَوانِحِ لنْ يَزُولا

ونَقِيضُ المِحْجَمةِ: صوتها إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه، يقال:

أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ؛ قال الأَعشى:

زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم

وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ؛ قال ذو الرمة وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ

بأَصوات الفراريج:

كأَنَّ أَصْواتَ، من إِيغالِهِنَّ بِنا،

أَواخِرِ المَيْسِ، إِنْقاضُ الفَرارِيجِ

قال الأَزهري: هكذا أَقرأَنِيه المُنْذِري رواية عن أَبي الهيثم، وفيه

تقديم أُريد التأْخير، أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ

الفراريج إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بنا أَي أَسْرَعَت، ونَقِيضُ الرّحال

والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ: صوتُها من ذلك؛ قال الراجز:

شَيَّبَ أَصْداغي، فَهُنَّ بِيضُ،

مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ

وفي الحديث: أَنه سمع نَقيضاً من فوقه؛ النَّقِيضُ الصوت. ونَقِيضُ

السقْفِ: تحريك خشبه. وفي حديث هِرَقْلَ: ولقد تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي

تشقَّقت وجاء صوتها. وفي حديث هوازِنَ: فأَنْقَضَ به دُرَيْد أَي نَقَرَ بلسانه

في فيه كما يُزْجَرُ الحِمار، فَعَله اسْتجهالاً؛ وقال الخطابي:

أَنْقَضَ به أَي صَفَّق بإحدى يديه على الأُخرى حتى سُمع لها نَقِيضٌ أَي صوتٌ،

وقيل: الإِنْقاضُ في الحَيوان والنَّقْضُ في المَوَتان، وقد نقَض

يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً. والإِنْقاضُ: صُوَيْت مثل النَّقْرِ. وإِنْقاضُ

العِلْك: تَصويته، وهو مكروه. وأَنْقَضَ أَصابعه: صوَّت بها. وأَنْقض

بالدابة: أَلصقَ لسانه بالغار الأَعلى ثم صوَّت في حافتيه من غير أَن يرفع

طَرفه عن موضعه، وكذلك ما أَشبهه من أَصوات الفراريج والرِّحال. وقال

الكسائي: أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دعوتها. أَبو عبيد: أَنْقَضَ

الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً. وقال الأَصمعي: يقال أَنْقَضْتُ

بالعَيْر والفرس، قال: وكلُّ ما نقَرْت به، فقد أَنْقَضْتَ به. وأَنْقَضَت

الأَرضُ: بدَا نباتُها. ونَقْضا الأُذنين

(* قوله «وتقضا الأذنين» كذا ضبط في

الأَصل.): مُسْتدارُهما. والنُّقَّاضُ: نَبات. والإِنْقِيضُ: رائحة

الطِّيب، خُزاعية.

وفي النوادر: نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى ولم يَسْتَحْكِم

إِنْعاظُه، ومثله سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ.

نقض

1 نَقَضَهُ, (M, Mgh, Msb,) aor. ـُ (M, Msb, TA,) inf. n. نَقْضٌ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) He undid it; took it; or pulled it, to pieces: untwisted it: unravelled it: unwove it: dissolved it: broke it: or rendered it uncompact, unsound, or unfirm,: after having made it compact, sound, or firm: (JK, M, A, Msb, K, TA:) namely a building, or structure: and a rope, or cord: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) and silk, or flax: (TA:) and cloth: (L:) and (tropical:) a compact, contract, or covenant; (S, A, Msb, K, TA;) and (assumed tropical:) a sale: (Mgh:) and (assumed tropical:) other things; (A, K, TA;) such as (assumed tropical:) an affair, or a case; and (assumed tropical:) the state of a place through which the invasion of an enemy is feared: (TA:) contr. of أَبْرَمَهُ, (M, A, K, TA,) as relating to a building or structure, and to a rope or cord, (A, K, TA,) and to a compact or contract or covenant, &c.: (K, TA:) or i. q. حَلَّ بَرْمَهُ, as relating to a rope or cord, and to a compact or contract or covenant: (Msb:) or i. q. هَدَمَهُ, as relating to a building or structure: (TA:) or the inf. n. signifies إِفْسَادُ مَا أَبْرَمْتَ, as relating to a building or structure. (JK, TA,) and to a rope or cord, (JK,) and to a compact or contract or covenant. (TA.) [It is said in the K, that النَّقْضُ is the contr. of الإِبْرَامُ, like الإِنْتقَاضُ and التَّنَاقُضُ: but this is a glaring mistake; and seems to be a corruption of the following passage in the M: النَّقْضُ ضِدُّ الإِبْرَامِ نَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضًا وَانْتَقَضَ وَتَنَاقَضَ, which is meant indicate that انتقض and تناقض are quasi-passives of نَقَضَهُ: and in like manner, the passage in the A, النَّقْضُ فِى البِنَآءِ وَالحَبْلِ وَغَيْرِهِ ضِدُّ الإِبْرَامِ وَانْتَقَضَ وَنَتَقَّضَ, indicates that انتقض and تنقّض are quasi-passives of نَقَضَهُ. Further. it should be observed that نَقَضَهُ, as relating to a building, is not well explained by هَدَمَهُ; for you say, نَقَضَ البِنَآءَ مِنْ غَيْرِ هَدْمٍ, (mentioned in the S and A, &c., in art. قوض,) meaning He took to pieces the building without demolishing, or destroying.] b2: [Hence,] نَقَصَ فُلَانٌ وَتَرَهُ [lit. Such a one undid, or untwisted, his bow-string]; meaning (tropical:) such a one took, or had taken, his blood-revenge. (A, TA.) And الدَّهْرُ ذُو نَقْضٍ

وَإِمْرَارٍ [lit. Time, or fortune, has a property of untwisting and twisting tightly]; meaning (tropical:) that which time, or fortune, [as it were] twists tightly, [or makes firm.] it, at another time, [as it were] untwists, or undoes. (TA.) And نَقَضْتُ مَا أَبْرَمَهُ (tropical:) I annulled [what he confirmed, or made firm]. (Msb.) And يَنْقُضُ عَلَيْهِ (tropical:) [He undoes, or annuls, or contradicts, what he (another) has said]; said of a poet replying to another poet. (Lth, A, K.) b3: نقض السقف, [i. e., app., نَقْضُ السَّقْفِ,] also signifies تحريك خشبه [i. e. تَحْرِيكُ خَشَبِهِ, The moving, or shaking, of the pieces of wood, or rafters, of the roof]. (TA. [But perhaps the phrase to be explained is السَّقْفُ ↓ نَقَّضَ, and the explanation, correctly, تَحَرَّكَ خَشَبُهُ, i. e. The pieces of wood, or rafters, of the roof moved, or shook, (for this, I am informed, is agreeable with modern usage,) app. so as to produce a sound: see also 5.]) A2: See also 4.2 نَقَّضَ see 4, in two places: b2: and 5; and see 1, next before the last break.3 المُنَاقَضَةُ فِى القَوْلِ is (tropical:) The saying that which is contradictory in its meaning [or meanings; as though one of its meanings undid, or annulled, the other]: (S, * K, TA:) from نَقْضُ البِنَآءِ: and meaning (tropical:) the contending with another in words, [or in contradiction,] each rebutting what the other said. (TA.) You say, ناقضهُ فِى الشَّىْءِ, inf. n. مُنَاقَضَةٌ and نِقَاضٌ, (tropical:) He contradicted him in, or respecting, the thing. (M, TA. *) and قُلْتُ لَهُ نِقَاضًا (tropical:) I contradicted him with respect to his saying, and his satirizing of me. (M, TA.) And ناقض أَحَدُ الشَّاعِرَيْنِ الأَخَرَ (tropical:) [One of the two poets contradicted the other]. (A.) And ناقض قَوْلُهُ الثَّانِى الآوَّلَ (tropical:) [His second saying contradicted the first]. (A, TA.) And ناقض آخِرُ قَوْلِهِ الأَوَّلَ (tropical:) [The last part of his saying contradicted the first]. (Mgh.) [See also 6.]4 انقض الكَمْأَةَ, (M, K, TA.) and انقض عَنْهَا. (M, TA,) He removed the crust of earth from over the truffles: (M:) or he extracted, or took forth, the truffles from the earth. (K, TA.) A2: انقض الكَمْءُ The crusts of earth ??? up (تَقَلْفَعَتْ) from over the truffle; as also ↓ نَقَّضَ. (M, TA.) [See also 5.] b2: انقضت الأَرْضُ The earth showed [or put forth] its plants, or herbage. (M, TA.) A3: انقض also signifies It produced, made, gave, emitted, or uttered, a sound, noise, voice, or cry: (S, M, K, TA:) and [particularly] a slight sound like what is termed نَقْرٌ: (S, TA:) said of a joint of a man, (M, K,) and of the fingers [when their joints are made to crack], and of the ribs, (A,) [see also 5,] and of a camel's saddle, (A, TA.,) and of a cupping-instrument when the cupper sucks it, (TA,) [&c., (see نَقِيضٌ,)] and of an eagle, (S, M, K,) and of a hen (S, A) on the occasion of her laying eggs, (A,) and of a chicken, (M, A, K,) and of an ostrich, and of a quail, and of a hawk, and of a scorpion, and of a frog, and of the [kind of lizard called] وَزَغ, and of the وَبْر [or Syrian hyrax], (M, K,) and of a young camel, the sounds of which are denoted by إِنْقَاضٌ and كَتِيتٌ, as those of a camel advanced in age are by قَرْقَرَةٌ and هَدِيرٌ: (S:) or إِنْقَاضٌ relates to animate things; and ↓ نَقْضٌ, inf. n. of نَقضَ, aor. ـُ and نَقِضَ, to inanimate things. (M, K.) [Accord. to the A, whether said of animate things or of inanimate, it is proper, not tropical, but accord. to what is said in the TA voce نَقِيض, it is properly said of animate things, and tropically of inanimate; though, if any such distinction exist, the reverse seems to me to be more probable.] b2: You say also, انقض بِالدَّابَّةِ, (K,) or بِالْحِمَارِ. (Lth,) or, as As says, (M, TA,) بِالعَيْرِ, (M,) or بِالبَعِيرِ, (TA,) and بِالفَرَسِ, (M, TA,) He made a sound to the beast of carriage, (M, K,) or to the ass, (Lth, As, M,) or to the camel, (As, TA,) and to the horse, (As, M, TA,) at the two sides of his tongue, after making it cleave to the roof of his mouth, (Lth, M, K, TA,) without removing its extremity from its place, (Lth, TA,) in order to chide the beast: (L:) or انقض بِهِ signifies i. q. نَقَرَ بِهِ [q. v.]; (As, M, A, TA;) the object being a [camel such as is called] قَعُود; (A;) or whatever be the object. (As, M, TA.) And انقض بِالْمَعْزِ, (S, Sgh, K,) or بِالعَنْزِ, (M, A,) He called the goats, (S, Sgh, K,) or the she-goat; (M, A;) accord. to Az, (S, Sgh,) or Ks. (M, L.) and انقض بِهِ He made a sound to him like as when thou makest a smacking with the tongue to a sheep or goat, [in the TA, كما تنقر الشاة, for which I read كَمَا تَنْقُرُ بِالشَّاةِ,] deeming him ignorant. (TA.) And He made a clapping to him with one of his hands upon the other, so as to cause a [sound such as is termed] نَقِيض to be heard. (El-Khattábee.) A4: انقض أَصَابِعَهُ (M, A, K) He made a sound, or sounds, [app. a cracking of the joints,] with his fingers: (M:) [and so ↓ نَقَّضَهَا, inf. n. تَنْقِيضٌ: (see فَرْقَعَ:)] or he struck with his fingers in order that they might make a sound, or sounds: (K:) if it mean cracking of the joints (فَرْقَعَة), it is disapproved; but if clapping, it is not. (TA.) And انقض العِلْكَ He caused the [kind of gum called] علك to make a sound, or sounds; [i. e., in chewing it, as many women do;] the doing of which is disapproved. (S, L, K. [But in the S and L, it said that إِنْقَاضُ العِلْكَ signifies تَصْوِيتُهُ, which does not necessarily indicate that the former verb is transitive.]) b2: Hence, (S, M, TA,) انقض الحِمْلُ ظَهْرَهُ (S, M, A, Msb, K *) The load made his back to sound by reason of its weight: (M:) or pressed heavily upon him, (S, M, Msb, K,) so that his back was heard to make a sound such as is termed نَقِيض; (M, K; * i. e. the sound of the camel's saddle when it becomes infirm by reason of the weight of the load; (Bd, xciv. 3;) or a slight sound, as when a man makes a smacking with his tongue (يُنْقِضُ) to his ass, in driving him: (TA:) or oppressed his back by its weight: (Msb:) or rendered him lean, or emaciated; جَعَلَهُ نِقْضًا, i. e. مَهْزُولًا. (Ibn-'Arafeh, K.) Thus in the phrase الَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكَ, (S, M, K,) in [xciv. 3, of] the Kur. (S, M.) 5 تنقّض: see 8. b2: الأَرْضُ عَنِ الكَمْأَةِ The earth clave, or cracked, or burst, from over the truffles; (S, A, * TA;) syn. تَفَطَّرَتْ. (S, TA.) In all the copies of the K, we find تنقّض الدَّمُ, explained by تَقَطَّرَ; [as though meaning The blood was made to drop, drip, or fall in drops;] but how likely is this to be a mistranscription. (TA.) [The right reading of the phrase is probably تنقّض الكَمْءُ; and of the explanation, تَفَطَّرَ; and if so, the phrase is like أَنْقَضَ الكَمْءُ, and نَقَّضَ, explained above: see 4, second sentence.] b3: تنقّض الَبْيتُ The house, or chamber, became cleft, or cracked, in several places, so as to cause a sound to be heard (K, TA.) And تنقّض is also said of a building, [app. in the same sense,] like ↓ نَقَّضَ. (TA.) [See نَقَّضَ السَّقْفُ, in 1, next before the last break.] You say also, تنقّضت عِظَامُهُ (tropical:) His bones made a sound [app. in being broken]. (IF, K, TA.) [See also 4.]6 تناقض: see 8. b2: تَنَاقُضٌ also signifies (tropical:) Mutual contradiction, or repugnancy; contr. of تَوَافُقٌ. (O, TA.) You say, فِى كَلَامِهِ تَنَاقُضٌ (A, Mgh, Msb, TA,) (tropical:) [In his speech is contradiction, or repugnancy, between different parts;] one part of his speech necessarily implies the annulment of another part; (Msb;) his second saying contradicted (نَاقَضَ) his first. (TA.) And تَنَاقَضَ القَوْلَانِ, (A, Mgh,) or الكَلَامَانِ, (Msb,) (tropical:) The two saying, or sentences, contradicted each other; or were mutually repugnant; as though each undid the other; (Msb;) [they annulled each other.] And تناقض الشَّاعِرَانِ (tropical:) [The two poets contradicted each other.] (A, TA.) And تناقض مَعْنَاهُ (tropical:) Its meaning was contradictory. (S, * K, TA.) A2: [It is also used transitively:] you say, تَنَاقَضَا البَيْعَ (assumed tropical:) They two mutually dissolved the sale: as though compared with the saying تَرَآءَوُا الهِلَالَ, meaning “ they [together] saw the new moon; ” and تَدَاعَوُا القَوْمَ, meaning “ they [together] called the people; ” and تَسَآءَلُوهُمْ, meaning “ they [together] asked them; ” notwithstanding that تناقض is [properly] intransitive. (Mgh.) And تَنَاقَضُوا عُهُودَهُمْ (assumed tropical:) [They mutually dissolved, or broke, their compacts, contracts, or covenants]. (T, voce تناكثوا.) 8 انتقض quasi-pass. of نَقَضَهُ [It became undone; taken, or pulled to pieces: untwisted: unravelled: unwoven: dissolved; broken: or rendered uncompact, unsound, or infirm, after it had been made compact, sound, or firm]: (M, A, Mgh, Msb, TA:) as also ↓ تنقّض, (A,) and ↓ تناقض: (M, TA:) [respecting the first and last, see a remark upon a mistake in the K, following the first sentence in 1: but انتقض afterwards occurs in the K used properly in the phrase مَا انْتَقَضَ مِنَ البُنْيَانِ:] i. q. اِنْتَكثَ: (S:) said of a building, or structure: and of a rope, or cord: (A, Mgh, Msb, TA:) [and of silk, or flax: and of cloth: (see 1:)] and (tropical:) of a compact, contract, or covenant: (TA:) [and of a sale: (see 1:)] and (tropical:) of other things. (A, TA.) b2: [Hence,] انتقضت القَرْحَةُ (tropical:) The wound, or ulcer, became recrudescent. (IF, * A.) And انتقض الجُرْحُ بَعْدَ بُرْئِهِ (assumed tropical:) The wound became in a bad, or corrupt, state, after its healing. (Msb.) and انتقض الأَمْرُ بَعْدَ الْتِئَامِهِ (A, * Msb, TA) (tropical:) The affair, or case, became in a bad, or unsound state, after it had been in a sound state. (Msb.) and انتقض أَمْرُ الثَّغْرِ بَعْدَ سَدِّهِ (assumed tropical:) [The state of the place through which the invasion of an enemy was feared became unfortified, after its being fortified, or closed]. (TA.) And انتقضت الطَّهَارَةُ (assumed tropical:) The state of purity became annulled. (Msb.) And انتقض عَلَيْهِ الشِّعْرُ (tropical:) [The poetry became undone, annulled, or contradicted, by a reply against him: see يَنْقُضُ عَلَيْهِ]. (A, TA.) 11 انقاضّ It (a wall) cracked, without falling down; like إِنْقَضَّ. (K in art. قض.) See also إِنْقَاضَ, in art. قيض.]

نُقْضٌ: see نِقْضٌ, in two places.

نِقْضٌ i. q. ↓ مَنْقُوضٌ [Undone; taken, or pulled, to pieces: untwisted: unravelled: unwoven: dissolved; broken: &c. (see 1:)] (S, Mgh, Msb, K:) like نِكْثٌ (S, TA) in the sense of مَنْكُوثٌ: (TA:) as also ↓ نُقْضٌ; (Mgh, Msb;) and ↓ نَقَضٌ: (Sgh:) but El-Ghooree allows only the first: (Mgh:) Az, however, mentions only the second; (Msb;) which signifies as above, applied to a building, or structure; (M, Mgh;) or what has become taken, or pulled, to pieces, (مَا انْتَقَضَ,) of a building, or structure; (K;) as also the first: (TA:) or نَقْضٌ signifies مَا نَقَضْتَ what thou hast undone; taken, or pulled, to pieces; untwisted; &c.]: (M:) and what is undone, of [the stuff of the tents called] أَخْبِيَة, and of [the garments called] أَكْسِيَة, and twisted a second time; (M, K;) as also ↓ نَقَضٌ; (K;) and ↓ نُقَاضَةٌ: (L:) or this last signifies what is undone of a hair-rope: (S, O, K:) the pl. of نِقْضٌ is أَنْقَاضٌ [a pl. of pauc.], (M,) and of the same, (Msb,) or of ↓ نُقْضٌ, (Mgh, Msb,) نُقُوضٌ. (Mgh, Msb.) b2: (tropical:) Emaciated, or rendered lean, (S, M, K,) by travel; (S, K;) upon which one has journeyed time after time: (O:) Seer says, as though travel had unknit its frame; (M, TA;) thus indicating it to be tropical: (TA:) applied to a male camel, (S, M, K,) and to a horse, (M.) and to a female camel, (S, K,) or the female is termed نِقْضَةٌ: (M, K:) pl. أَنْقَاضٌ, (Sb, S, K,) only, (Sb, M,) both of the masc. and fem.; in the latter, the ة being imagined to be elided; (M;) and نَقَائِضُ is [also said to be] a pl. of نِقْضٌ signifying jaded, applied to a she-camel. (So in a copy of the S in art. نفص.) b3: [See an ex. in a verse cited voce سَدٌّ.] b4: The place, (S,) or crust of earth, (M, K,) that becomes broken from over truffles; (S, M, K;) for when they are about to come forth, they break asunder the surface of the earth: (O:) pl. [of pauc.] أَنْقَاضٌ and [of mult.]

نُقُوضٌ. (M, K.) b5: Accord. to the K, i. q. نِفْضٌ; but the latter is a mistranscription; (TA;) Honey that has in it [worms of the kind called] سُوس; wherefore it is taken, (M, K in art. نفض,) and pounded, (K, ubi supra,) and the place of the bees is smeared (يُلَطَّخُ [in a copy of the M يُطْبَخُ, which is doubtless a mistranscription,]) therewith, together with myrtle (آس) and the bees then come to it, and deposit their honey in it; (M, K, ubi supra;) on the authority of El-Hejeree: (M:) or the dung of bees in the place where they deposit their honey: (IAar, AHn, K, ubi supra:) or the bees that have died therein. (Sgh, K, ubi supra.) A2: See also نَقِيضٌ.

نَقَضٌ: see نِقْضٌ, in two places.

نَقِيضٌ (tropical:) A contradictor: applied to a man: fem. with ة. (M, TA.) You say [also], ذَا نقيضُ ذَاكَ (tropical:) This is a contradictor [i. e. the contrary] of that: (A, TA:) [or this is inconsistent with that: for] النَّقِيضَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ [what are termed نقيضان cannot be coëxistent in the same thing, nor simultaneously nonexistent in the same thing]; as existence itself and nonexistence, and motion and rest. (Kull, pp. 231, 232) You say also, هٰذِهِ قَصِيدَةٌ نَقِيضُ قَصِيدَةِ فُلَانٍ (tropical:) [This poem is a contradictor of the poem of such a one]. (A.) And النَّقِيضَةُ in poetry is (tropical:) That by which one undoes or annuls or contradicts [what another poet has said]: (S:) or نَقِيضَةُ الشِّعْرِ consists in a poet's putting forth poetry, and another poet's undoing or annulling or contradicting it, by putting forth what is different therefrom: (Lth, K, * TA:) the subst is نَقِيضٌ: [or rather this seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant, and syn. with نَقِيضَةٌ:] and the act of the two is termed ↓ مُنَاقَضَةٌ: the pl. of نَقِيضَةٌ is نَقَائِضُ: (TA:) you speak of the نَقَائِض of Jereer and El-Farezdak. (A, TA.) A2: A sound, noise, voice, or cry; (Lth, S, M, O, K:) as also ↓ نِقْضٌ accord to the K; but this is an enormous error: (TA:) the former, of the joints (Lth, M, K) of a man, (M,) [a meaning also assigned to نِقْضٌ in the K,] and of the fingers, and of the ribs, (Lth, M, A,) and of camels' saddles, (S, K,) or of a camel's saddle, (M, O, K, [but in CK, for الرَّحْل, we find الرِّجْل, the foot,]) and of camels' litters, (S, K,) and of tanned skins, (K,) or of a tanned skin, (M,) and of a bow-string, (M, K,) and of نِسْع [q. v.] (O, K,) when new, (O,) and of the sucking of a cupping-instrument; (K;) [in all these senses said in the TA to be tropical; but see 4;] and also the former, (S, M, TA,) in the K, erroneously, the latter word, (TA,) of an eagle, (S, M, K,) and of chickens, and of an ostrich, and of a quail, and of a hawk, and of a scorpion, and of a frog, and of the [kind of lizard called] وَزَغ, and of the وَبْر [or Syrian hyrax; &c., see 4] (M,) نُقَاضَةٌ: see نِقْضٌ.

نَقِيضَةٌ: see نَقِيضٌ.

مَنْقُوضٌ: see نِقْضٌ.

مُنَاقَضَةٌ: see نَقِيَضٌ.

مُنْتقِضٌ i. q. مُترَيِّعٌ, [Refraining.] see art. ريع.
نقض
النَّقْضُ فِي البناءِ، والحَبْلِ، والعَهْدِ، وغيرِه: ضدُّ الإِبْرامِ، كالانْتِقاضِ والتَّناقُضِ، وَفِي المُحكم: النَّقْضُ: إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ من عقْدٍ أَو بِناءٍ، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ الحَبْلَ والعَهْدَ. ونَقْضُ البِناءِ هدْمُه.
وجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ نَقْضَ العَهْدِ من المَجازِ، وَهُوَ ظاهرٌ. والمُرادُ من قولِه: وغيرِه، كالنَّقْضِ فِي الأَمْرِ، وَفِي الثُّغورِ، وَمَا أَشْبَههما. ونَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضاً، وانْتَقَضَ، وتَناقَضَ. وانْتَقَضَ الأَمْرُ بعدَ الْتِئامِهِ، وانْتَقَضَ أَمرُ الثَّغْرِ بعد سَدِّه. والنِّقْضُ، بالكَسْرِ:أَيْضاً أَنْقاضٌ، كجمعِ المُذكَّرِ، عَلَى تَوَهُّم حذفِ الزَّائد، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: فأَتَتْكَ أَنْقاضاً عَلَى أَنْقاضِ وأَمَّا شاهدُ الأَنْقاضِ، جمع النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ، فقولُ الشَّاعر:
(كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ ... لأَوَّلِ جانٍ بالعَصَا يَسْتَثيرُها)
ويُجمعُ أَيْضاً عَلَى نُقُوضٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه فِي جمْعِ النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ. والنِّقْضُ من)
الفراريجِ والعَقْرَبِ والضِّفدعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانَى والبازِيّ والوَبْر والوَزَغِ ومَفْصِل الآدَميِّ: أَصْواتُها، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ فاحشٌ، والصَّوَابُ: النَّقِيضُ كأَميرٍ، كَمَا فِي الصّحاح والمُحكم والعُبَاب والتَّهذيب. ونصُّ المُحْكَمِ: والنَّقيضُ من الأَصواتِ يَكُونُ لمَفاصِلِ الإِنْسانِ والفَراريجِ والعقرَبِ، ثمَّ ساقَ العِبارَةَ المذكورَةَ إِلَى آخِرها، ويشهدُ لذَلِك قولُه: وَقَدْ انْقَضُوا. وَفِي الصّحاح: انْقَضَتِ العُقابُ، أَي صوَّتَتْ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْ قَالَ: وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَة قَالَ الراجز تنقض إنقاض الدَّجَاج المخض ومثلُه فِي الأَساس واللّسَان، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة وشَبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصْواتِ الفَراريجِ: (كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا ... أَواخِرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ)
قالَ الأّزْهَرِيّ: هَكَذا أَقْرَأَنيه المُنْذِرِيُّ رِوَايَة عَن أَبي الهَيْثَمِ، وَفِيه تقديمٌ أُريدُ التَّأْخيرُ، أَرادَ كأَنَّ أَصْواتَ أَواخرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ إِذا أَوْغَلَتِ الرِّكابُ بِنَا، أَي أَسرَعَتْ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً، إِذا صأَى صَئِيًّا، وأَنْشَدَ غيرُه فِي نَقيضِ الوَزَغِ:
(فَلَمَّا تَجَاذَبْنا تفَرْقَعَ ظَهْرُهُ ... كَمَا تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عيُونُهَا)
والنُّقْضُ، بالضَّمِّ: مَا انْتَقَضَ من البُنْيانِ، أَي انهَدَم، فَهُوَ كالنِّقْضِ، بالكَسْرِ. والنُّقَضُ، كصُرَدٍ: نوعٌ من الأَخْذِ فِي الصِّراع، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن ابنِ عبَّادٍ. وَمن المَجَازِ: نَقِيضُ الأَدَمِ والرَّحْلِ والوَتَرِ والنِّسْعِ والرِّحالِ والمَحَامِلِ والأَصابِعِ والأَضْلاعِ والمَفَاصِلِ: أَصْواتُها، وَفِي العِبارَةِ تَطْويلٌ مُخِلٌّ، فإِنَّ ذِكْرَ الرَّحلِ يُغْني عَن النِّسْعِ، وتقدَّم لَهُ صوتُ المَفاصِلِ عِنْد ذِكرِ نَقِيضِ الحَيَوانِ، وَفِيمَا تَقَدَّم كُلُّها حَقائِقُ إلاَّ صَوت المَفْصِل، وهُنا كُلُّها مَجازات. وكلُّ صوتٍ لمَفْصِلٍ وإِصْبَعٍ فَهُوَ نَقِيضٌ، وَفِي الصِّحَاح، النَّقِيضُ: صوْتُ المحامِلِ والرِّحالِ، قالَ الرَّاجِزُ: شَيَّبَ أَصْدَاغِي فهُنَّ بِيضُ مَحَامِلٌ لِقِدِّها نَقِيضُ وَفِي العُبَاب: يُقَالُ: سمعتُ نَقِيضَ النِّسْعِ والرَّحْلِ، إِذا كانَ جَديداً. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّقيضُ: صوتُ المَفَاصِلِ والأَصابعِ والأَضلاع. وشاهِدُ أَنْقَضتِ الأَضْلاعُ قَوْلُ الشَّاعرِ:
(وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ ... مُقِيم فِي الجَوَانِحِ لَنْ يَزُولا)

وَمن المَجَازِ: النَّقيضُ من المِحْجَمَةِ: صوتُ مَصِّكَ إِيَّاها، أَي إِذا شدَّها الحَجَّامُ بمَصِّه، يُقَالُ:مَكْروهٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والجَماعَةُ. ونَقَّضَ الفَرَسُ تَنْقيضاً، إِذا أَدلَى وَلم يستَحْكِمْ إِنْعاظُهُ، ومثلُه رَفَّضَ، وسيأَ، وأَساب، وشَوَّلَ، وسيَّحَ، وسَمَّلَ، وانْساحَ، وماسَ، كَذَا فِي النَّوادر. والنُّقاضَةُ، بالضَّمِّ: مَا نُقِضَ من حَبْلِ الشَّعرِ، كَمَا فِي العُبَاب.
وَفِي اللّسَان: مَا نُقِضَ من الأَكسِيَةِ والأَخبيَةِ الَّتِي نُكِثَتْ ثمَّ غُزِلَتْ ثَانِيَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: النُّقَّاضُ، كرُمَّانٍ: نباتٌ، وَلم يذكُرْه أَبو حَنِيفَةَ، قالَهُ الصَّاغَانِيُّ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّم فِي ن ف ض أَنَّهُ إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ، عَن ابنِ عبَّادٍ، إِنْ لم يكُن أحدهُما تَصْحيفاً عَن الآخرِ، فتأَمَّلْ. والنَّقَّاضُ، كشَدَّادٍ: لَقَبُ الفَقيهِ أَبي شُرَيْحٍ إسماعيلَ ابنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الشَّاشيّ ثِقَة صَدُوق، روى عَن أَبي الحَسَنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن الدَّبَّاسِ، وَعنهُ أَبو عَبْدِ اللهِ الفراوِيّ، وأَبو القاسِم السُّحامِيُّ، ماتَ سنة أَرْبَعمِائَة وَسبعين أَو قبلَهَا. قُلْتُ: وإِنَّما لُقِّبَ بِهِ لأنَّه كانَ يَنْقُض الدِّمَقْسَ. وَفِي التَّنزيل العــزيزِ ووَضَعْنا عنكَ وِزْرَكَ الَّذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ قالَ ابنُ عَرفَةَ: أَي أَثْقَلَهُ حتَّى جعلَهُ نِقْضاً، أَي مهْزولاً، وَهُوَ الَّذي أَتعَبَهُ السَّفَرُ والعَمَل فنَقَضَ لَحْمَه، أَو أَثْقَلَهُ حتَّى سُمِعَ نَقيضُهُ، أَي صوتُهُ، وَهَذَا قَوْلُ الأّزْهَرِيّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ من أَنْقَضَ الحِمْلَ ظَهْرَه، أَي أَثْقَلَهُ، وأَصلُه)
الصَّوْتُ. قُلْتُ: هُوَ قَوْلُ مُجاهِدٍ وقَتادَةَ، والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الظهْرَ إِذا أَثْقَلَهُ الحمْلُ سُمِعَ لَهُ نَقيضٌ، أَي صوتٌ خَفِيٌّ، كَمَا يُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ. والنَّقيضَةُ: الطَّريقُ فِي الجَبَلِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَمن المَجَازِ: نَقِيضَةُ الشِّعْر، وَهُوَ أَن يقولَ شاعرٌ شِعْراً فيَنْقُضَ عَلَيْهِ شاعرٌ آخرُ حتَّى يجيءَ بغيرِ مَا قالَ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَالِاسْم النَّقيضَةُ، وفعلُهما المُناقَضَةُ، وجمعُ النَّقيضَة: النَّقائضُ، وَلذَلِك قَالُوا: نَقَائِضُ جَريرٍ والفَرَزْدَقِ. والإِنْقِيضُ، كإِزْميلٍ: الطِّيبُ الَّذي لَهُ رائحةٌ طَيِّبَةٌ، خُزاعِيَّةٌ، نَقَلَهُ أَبو زَيْدٍ، كَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَفِي اللّسَان: هُوَ رائِحَةُ الطِّيبِ. وتَنَقَّضَ الدَّمُ: تَقَطَّرَ، هكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَمَا أَحْراهُ بالتَّحْريف والتَّصحيف، فَفِي المُحْكَمِ: تَنَقَّضَتِ الأَرضُ عَن الكمْأَةِ، أَي تَفَطَّرَتْ، وَقَالَ ابنُ فارسٍ: انْتَقَضَت القَرْحَةَ، كأَنَّها كَانَت تَلاءَمتْ ثمَّ انْتَقَضَت، وتَنَقَّضَتْ عَنْهَا: تَفطَّرَت. وَمن المَجَازِ: تَنَقَّضَت عِظامُهُ، أَي صوَّتَتْ، عَن ابنِ فارسٍ. وتَنَقَّضَ البَيْتُ: تشَقَّقَ فسُمِعَ لَهُ صوتٌ، وَفِي حديثِ هِرَقْل: لَقَدْ تَنَقَّضَت الغُرفَةُ أَي تشَقَّقَتْ وجاءَ صوتُها. وَمن المَجَازِ: المُناقَضَةُ فِي القولِ: أَنْ يتكلَّمَ بِمَا يِتِناقَضُ مَعْنَاهُ، أَي يَتَخالَفُ. والتَّناقُضُ: خلاف التَّوافُقِ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ مُفَاعَلَةٌ من نَقْضِ البِناءِ، وَهُوَ هَدْمُه، ويُرادُ بِهِ المُراجعَةُ والمُراوَدَة، ومِنْهُ حديثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ فنَاقَضَنِي وناقَضْتُه. وناقَضَهُ مُناقَضَةً: خالَفَهُ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: النِّقْضُ، بالكَسْرِ: المَهْزولُ من الخَيْلِ، عَن السِّيرَافيِّ، قالَ: كأَنَّ السَّفرَ نَقَضَ بنْيَتَه، والجمعُ: أَنْقاضٌ. والنَّقَّاضُ، ككَتَّانٍ: من يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحرْفَتُه النِّقاضَةُ، بالكَسْرِ، وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: وَهُوَ النَّكَّاثُ. والنِّقَاضُ، ككِتابٍ: المُناقَضَةُ. قالَ الشَّاعر:
(وكانَ أَبو العَيُوفِ أَخاً وجَاراً ... وذَا رَحِمٍ فقلتُ لَهُ نِقَاضَا) أَي ناقَضْتُه فِي قَوْله وهَجْوِه إِيَّايَ. وَمن المَجَازِ: الدَّهرُ ذُو نَقْضٍ وإِمْرارٍ، أَي مَا يُمِرُّه يَعودُ عَلَيْهِ فيَنْقُضُه، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعر: إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذَا نَقْضٍ وإِمْرارِ ونَقِيضُك: الَّذي يُخالِفُك، والأُنْثَى بالهاءِ. وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونَقَّضَ: تَقَلْفَعَتْ عَنهُ أَنْقاضُهُ، قالَ: ونَقَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ والإِنْقاضُ: صوتُ صِغارِ الإِبِلِ، قالَ شِظَاظٌ، وَهُوَ لصٌّ من بني ضَبَّةَ: رُبَّ عجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَدْ تَقَدَّم تَفْسِير الْبَيْت فِي ق ر ر. وأَنْقَضَ الرَّحْلُ، إِذا أَطَّ. ونَقِيضُ السَّقْف: تَحْريكُ خَشَبِه. وأَنْقَضَ بِهِ: صفَّقَ بإِحْدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرى حتَّى سُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ، قالَه الخَطَّابيّ. وأَنْقَضَتِ الأَرْضُ: بَدَا نَباتُها. والأَنْقاضُ: صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ. ونَقْضَا الأُذُنَيْنِ: مُسْتَدارهُمَا. وأَنْقَضَ بِهِ: صوَّتَ بِهِ كَمَا تُنْقَرُ الشَّاةُ، اسْتِجْهالاً لَهُ. وتَنَقَّضَ البِناءُ مِثْلُ نَقَضَ.
وَمن المَجَازِ: وَفِي كَلَامه تَناقُضٌ، إِذا ناقَضَ قولُه الثَّاني الأَوَّلَ. وذَا نَقِيضُ ذَا، إِذا كانَ مُنَاقِضَهُ. وتَنَاقَضَ الشَّاعِرانِ. وانْتَقَضَ عَلَيْهِ الثَّغْرُ. وانْتَقَضَت الأُمورُ والعُهُودُ. ونَقَضَ فلانٌ وِتْرَهُ، إِذا أَخَذَ ثَأْرَهُ. وكلُّ ذَلِك مَجَازٌ.
(نقض)
الشَّيْء نقضا أفْسدهُ بعد إحكامه يُقَال نقض الْبناء هَدمه وَنقض الْحَبل أَو الْغَزل حل طاقاته وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا} وَنقض الْيَمين أَو الْعَهْد نكثه وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {وَلَا تنقضوا الْأَيْمَان بعد توكيدها} وَقَوله سُبْحَانَهُ {الَّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} وَنقض مَا أبرمه فلَان أبْطلهُ ووتره أَخذ ثَأْره والكمأة وَجه الأَرْض كَسرته وشقته

نقض


نَقَضَ(n. ac. نَقْض)
a. Destroyed, demolished, pulled down; violated (
compact & c. ).
b. Undid, untied, untwisted; unravelled; marred; threw
into confusion.
c.
(n. ac.
نَقْض), Creaked; cracked.
d. ['Ala]
see III
نَقَّضَa. Moved, shook.
b. see IV (e)
& V (a).
نَاْقَضَa. Contradicted, disagreed with.

أَنْقَضَa. Screamed, screeched; creaked, cracked.
b. [Bi], Called.
c. Weighed down (burden).
d. [acc.
or
'An], Pulled up, unearthed.
e. Left uncovered.
f. Put forth vegetation.

تَنَقَّضَa. Burst, cracked; crumbled.
b. ['An], Burst, left uncovered ( truffies : the
ground ).
c. Dropped, trickled.
d. Pass. of I (a), (b).

تَنَاْقَضَa. Was discrepant; contradicted each other.
b. Broke, annulled (compact).
c. Pass. of I (a), (b).

إِنْتَقَضَa. Pass. of I (a), (b).
c. Re-opened (wound); fell into disorder.
d. ['Ala], Revolted against.
e. see V (b)
إِنْقَاْضَّa. Cracked ( wall & c. ).

نَقْضa. Dissolution, destruction, demolition; breach, rupture;
ruin.
b. Refutation; contradiction, discrepancy.
c. Suppression of a letter ( in prosody ).

نَقْضَة
(pl.
نَقْض)
a. [ coll. ], Beam; joist; rafter.

نِقْضa. Undone, unravelled; dissolved & c.
b. Unravelled part ( of a garment ).
c. Exhausted, worn-out; emaciated (animal).
d. (pl.
نُقُوْض
أَنْقَاْض
38), Broken earth.
e. see 25 (a)
نِقْضَةa. see 2 (c)
نُقْض
(pl.
نُقُوْض أَنْقَاْض)
a. Ruins, rubbish.
b. see 2 (a)
نَقَضa. see 2 (a)
نُقَاْضَةa. Unravelled part of a cord.

نَقِيْضa. Cracking, creaking; screech, cry; sound.
b. Contradictory, inconsistent, discrepant, contrary;
contrast, antithesis.
c. Contradiction.
d. Hostile; adversary.
e. see 1
a ).
نَقِيْضَة
(pl.
نَقَاْئِضُ)
a. Contradiction; contrast; reverse.
b. Mountainroad.
c. Satirical poem.

نَقَاْئِضُa. Fragments.

N. P.
نَقڤضَa. see 2 (a)
N. Ac.
نَاْقَضَ
a. Contradiction; refutation.

N. Ac.
تَنَاْقَضَa. Contradiction, opposition, contrast.

N. Ag.
إِنْتَقَضَa. Refraining.

طَغى

(طَغى) طغيا وطغيانا جَاوز الْحَد المقبول وَالْمَاء فاض وَتجَاوز الْحَد فِي الزِّيَادَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة} وَالْبَحْر هَاجَتْ أمواجه وَيُقَال طَغى الموج وَفُلَان غلا فِي الْعِصْيَان وتجبر وأسرف فِي الظُّلم وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {فَأَما من طَغى وآثر الْحَيَاة الدُّنْيَا فَإِن الْجَحِيم هِيَ المأوى} وَبِه الدَّم هاج وثار

الْخطاب

(الْخطاب) وصف للْمُبَالَغَة للكثير الْخطْبَة
الْخطاب: تَوْجِيه الْكَلَام نَحْو الْغَيْر للإفهام ثمَّ نقل مِنْهُ إِلَى مَا يَقع بِهِ التخاطب من الْكَلَام لفظيا أَو نفسيا.
(الْخطاب) الْكَلَام وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {فَقَالَ أكفلنيها وعزني فِي الْخطاب} والرسالة (مج) وَفصل الْخطاب مَا ينْفَصل بِهِ الْأَمر من الْخطاب وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب} وَفصل الْخطاب أَيْضا الحكم بِالْبَيِّنَةِ أَو الْيَمين أَو الْفِقْه فِي الْقَضَاء أَو النُّطْق بأما بعد أَو أَن يفصل بَين الْحق وَالْبَاطِل أَو هُوَ خطاب لَا يكون فِيهِ اخْتِصَار مخل وَلَا إسهاب مُمل وتاء الْخطاب مثل التَّاء من أَنْت وكاف الْخطاب مثل الْكَاف من لَك وَالْخطاب المفتوح خطاب يُوَجه إِلَى بعض أولي الْأَمر عَلَانيَة (محدثة)

جبب

جبب: {الجب}: الركية لم تطو، فإذا طويت فهي بئر.
(جبب) : جَبَّبَ بَنُو فُلان إذا أرْوَوْا ما لَهُم.
(جبب) مضى مسرعا فَارًّا وَفِي حَدِيث مُورق (المتمسك بِطَاعَة الله إِذا جبب النَّاس عَنْهَا كالكار بعد الفار) وَالْفرس بلغ تحجيله إِلَى رُكْبَتَيْهِ
ج ب ب: (الْجُبُّ) الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تَطْوَ. قُلْتُ: مَعْنَاهُ لَمْ تُبْنَ بِالْحِجَارَةِ. 

جبب


جَبَّ(n. ac. جَبّ)
a. Cut, cut off.
b. Excelled, surpassed.

جَبَّبَa. Fled, took flight.
b. ['An], Shrank back from; forsook, relinquished.

جَاْبَبَa. Vied, contended with.

تَجَبَّبَa. Put on a vest, a tunic.

جُبّ
(pl.
جِبَاْب
أَجْبَاْب)
a. Well; cistern; pit, trench, ditch.

جُبَّة
(pl.
جُبَب)
a. Vest, tunic; coat of mail, cuirass.

جِبَاْبa. Emulation, rivalry.

جُبَاْبa. Famine.
b. Butter made from camel's milk.

جَبُوْبa. Earth, ground.

جَبُوْبَةa. Clod.
ج ب ب : جَبَبْتُهُ جَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ وَمِنْهُ جَبَبْتُهُ فَهُوَ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الْجِبَابِ بِالْكَسْرِ إذَا اُسْتُؤْصِلَتْ مَذَاكِيرُهُ.

وَجَبَّ الْقَوْمُ نَخْلَهُمْ لَقَّحُوهَا وَهُوَ زَمَنُ الْجَبَابِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالْجُبَّةُ مِنْ الْمَلَابِسِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ جُبَبٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْجُبُّ بِئْرٌ لَمْ تُطْوَ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ أَجْبَابٌ وَجِبَابٌ وَجِبَبَةٌ مِثْلُ: عِنَبَةٍ. 
(جبب) - في حَديثِ أَسماءَ: "نَاولَنِي جُبَّةَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ".
الجُبَّة: ثَوبانِ يُطارَقَان ويُجعَل بَينَهما قُطْن، فإن كانت من صُوفٍ جَازَ أن يَكُونَ واحِدًا غيرَ مَحْشُوٍّ.
- في حَدِيثِ زِنْبَاع: "أَنَّه جَبَّ غُلامًا له".
: أي قَطَع ذَكَره، والمَزادَةُ المَجْبُوبة: التي قُطِع رَأْسُها، والجَبُّ: القَطْع.
- ومنه حَدِيثُ مَأْبورٍ الخَصِيِّ: "الذِي أمَر رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بقَتْلِه لَمَّا اتُّهِم بالزِّنا فإذا هو مَجْبُوب ".
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الِإبِل حَيَّةً".
- ومنه حَدِيثُ عَمْرو بنِ العَاص: "إنَّ الإِسلام يَجُبُّ ما قَبلَه" .
يَعنِي يَستَأْصِل ما عُمِل قَبلَه من الكُفْر من السَّيِّئاتِ ويَقْطَعُه. 
ج ب ب

جب الرجل، فهو مجبوب، بين الجباب بالكسر إذا استؤصلت مذاكيره. وجبوا النخل: أبروه، وهو زمن الجباب بالفتح. وبعير أجب: لا سنام له. وناقة جباء. قال النابغة:

ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام ويقال: سمع المسبة، فركب المجبة؛ وهي لقم الطريق. وعن بعض العلماء: من رضي بما سمع منا، وإلا فليلتحم المجبة " وألقوه في غيابة الجب ". ولبسوا جباب الخز. واندس في جبته كما يندس الثعلب في جبته. وضربت على بابه الجباجب أي الطبول، جمع جبجبة بالضم وهي في الأصل زبل لطاف من جلود. ويقال للكروش الجباجب، جمع جبجبة بالفتح. يقال: تجبجبوا أي اتخذوا جباجب، والتقينا بالجباجب، وهي علم لمنحر منًى: لأن الكروش تلقى فيها. وارمأة جباء: صغيرة الثديين، استعارة من الناقة الجباء. ومنه حديث الأشتر: أنه قال لعلي رضي الله عنه صبيحة بنائه بالنهشلية " كيف وجد أمير المؤمنين أهله فقال كالخير من امرأة قباء جباء ". وجبت فلانة النساء حسناً: بذتهن حتى قطعتهن عن المفاخرة، يقال جابتهن فجبتهن، وجابه في القرى فجبه، إذا كان أحسن قرىً منه، وقد تجابوا.
جبب
جَبَّ جَبَبْتُ، يَجُبّ، اجْبُبْ/جُبَّ، جَبًّا وجِبابًا، فهو جابّ، والمفعول مَجْبوب
• جبَّ النَّخْلَ: قطعه "إِنَّ الإِسْلاَمَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَه [حديث]: يمحو ما كان قبله من الكفر والذُّنوب".
• جَبَّ فلانًا: غلبه "جَبّ زميلَه في الذكاء". 

جِباب [مفرد]: مصدر جَبَّ. 

جَبّ [مفرد]: مصدر جَبَّ. 

جُبّ [مفرد]: ج أجباب وجِباب وجِبَبَة: بئر، حفرة واسعة عميقة، كثيرة الماء "من حفر لأخيه جُبًّا وقع فيه مُنكبًّا [مثل]: يضرب لسوء عاقبة الغدر- {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} ". 

جُبَّة [مفرد]: ج جُبّات وجُبَب وجِباب وجَبائبُ: ثوب للرجل واسع الكُمَّين مفتوح الأمام يُلبس عادة فوق ثوب آخر "اشترى جُبَّة جديدة" ° جُبَّة الدَّار: وسطها- جُبَّة العين: حجابها- جُبَّة الفارس: درعه. 
[جبب] الجّبٌّ: القَطْعُ. وخَصِيٌّ مَجْبوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. وبعيرٌ أجبُّ بيِّن الجببِ، أي مقطوعُ السَنامِ. وفلان جب القوم، إذا غلبهم. قال الراجز: من رول اليوم لنا فقد غلب * خبزا بسمن وهو عند الناس جب والجباب: التي تُلبَسُ. والجِبابُ أيضاً: تلقيح النخل، يقال: جاء زمن الجِبابِ. وقد جَبَّ الناسُ النخل. والجُبَّةُ: ما دخل فيه الرمحُ من السِنانِ. والجُبَّةُ: مَوصِلُ الوَظيفِ في الذراع. قال الأصمعيّ: هو مَغْرِزٌ الوظيفِ في الحافر. والتجبيب: أن يبلغ التحجيل ركبة اليد وعرقوب الرِجْلِ. والفرس مُجَبَّبٌ، وفيه تجبيبٌ، والاسم الجبب. قال الكميت: أعطيت من غرر الاحساب شادخة * زينا وفزت من التحجيل بالجبب والتجبيب أيضا: النفار، يقال جَبَّبَ فلان فذهب. والمَجَبَّةُ: جادة الطريق. والجباب بالضم: شئ يعلو ألبان الإبل كالزُبْدِ، ولا زبد لالبانها. قال الراجز:

عصب الجباب بشفاه الوطب.

* والجبجبة : الكرش يجعل فيها الخَلْعُ، أو تذابُ الإهالَةُ فتُحقَنُ فيها. وتَجَبْجَبَ الرجلُ، إذا اتَّشَقَ. والوشيقةُ: لحمٌ يُغْلى إغْلاءَةً ثم يقدَّدُ، فهو أبقى ما يكون. قال الشاعر : إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ والجُبْجُبَةُ أيضاً: زَبِيلٌ من جلودٍ يُنقَلُ فيه التراب، والجمع: الجباجب. والجب: البئر التى لم تُطْوَ، وجمعها جِبابٌ وجبَبَةٌ. والجَبوبُ: الأرض الغليظة، ويقال وجه الارض، ولا يجمع.
[جبب] فيه: كانوا "يجبون" أسنمة الإبل وهي حية، الجب القطع. ومنه ح حمزة: أنه "اجتب" أسنمة شارفي علي، افتعل من الجب. ن: وروى جب وأجب وكله بمعنى. نه وح: الانتباذ في المزادة "المجبوبة" وهي ما قطع رأسها وليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها الشراب. وح ابن عباس: نهى صلى الله عليه وسلم من "الجب" قيل: وما الجب؟ فقالت امرأة: هو المزادة يخيط بعضها إلى بعض، كانوا ينتبذون فيها حتى ضريت أي تعودت الانتباذ فيها واستدت عليه ويقال لها المجبوبة أيضاً. وح خصى: أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لما اتهم بالزنا فإذا هو "مجبوب" أي مقطوع الذكر. وح زنباع: أنه "جب" غلاماً له. وح: الإسلام "يجب" ما قبله، والتوبة "تجب" أي يقطعان ويمحوان ما قبلهما من الكفر والمعاصي. وفيه: المتمسك بطاعة الله إذا "جبب" الناس عنها كالكار بعد الفار أي إذا ترك الناس الطاعة ورغبوا عنها، من جبب الرجل إذا مضى مسرعاً فاراً من الشيء. وفيه: أن رجلاً مر "بجبوب" بدر، هو بالفتح الأرض الغليظة، وقيل: هو المدر جمع جبوبة. ومنه ح: رأيت المصطفى صلى الله عليهوسلم يصلي ويسجد على "الجبوب". وح دفن أم كلثوم: فطفق النبي صلى الله عليه ويسلم يلقى إليهم "بالجبوب" ويقول: سدوا الفرج. وح: أنه تناول "جبوبة" فتفل فيها. وح عمر: سأله رجل عنت لي عكرشة فشنقتها "بجبوبة" أي رميتها حتى كفت عن العدو. وفي قول بعض الصحابة عن امرأة تزوج بها: وجدتها كالخير من امرأة قباء "جباء" قالوا: وليس ذلك خيراً، قال: ما ذاك بأدفأ للضجيع، ولا أروي للرضيع، يريد بالجباء أنها صغيرة الثديين وهي في اللغة أشبه بالتي لا عجز لها كالبعير الأجب الذي لا سنام له، وقيل: هي القليلة لحم الفخذين. وفيه: أن سحر النبي صلى الله عليه وسلم جعل في "جب" طلعة أي في داخلها، ويروى بالفاء وهما وعاء طلع النخيل. ك: "جبتان" من حديد، بضم جيم وشدة موحدة ثوب مخصوص، ويروي: جنتان- بنون أي درعان، من ثديهما بضم فكسر، إلا سبغت بمفتوحة فموحدة وغير معجمة أي امتدت أو وفرت، شك من الراوي أي كملت، حتى تخفى من الإخفاء أي تستر بنانه، ولبعض تجن بضم فكسر وبفتح وضم أي تستره، وتعفو بالنصب، أثره بفتحتين. ونصب، وفاعله الجنة، أي تمحو أثر مشيته لسبوغها، أي الصدقة تستر خطاياه كما يستر ثوبه أثر مشيه، يعني أن الجواد إذا همب الإنفاق انفتح صدره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق إلا لزقت كل حلقة مكانها أي يضيق صدره. غ: و"الجب" البئر غير المطوي.

جبب: الجَبُّ: القَطْعُ.

جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً:

اسْتَأْصَلَه.

وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. والـمَجْبُوبُ: الخَصِيُّ الذي قد

اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه. وقد جُبَّ جَبّاً.

وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الذي أَمَر النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، بقَتْلِه لَـمَّا اتُّهمَ بالزنا: فإِذا هو مَجْبُوبٌ. أَي مقطوع الذكر.

وفي حديث زِنْباعٍ: أَنه جَبَّ غُلاماً له.

وبَعِيرٌ أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ. وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُه جَبّاً: قطَعَه. والجَبَبُ: قَطْعٌ في السَّنامِ. وقيل: هو أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فلا يَكْبُر. بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء. الليث: الجَبُّ: استِئْصالُ السَّنامِ من أَصلِه. وأَنشد:

ونَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَيْشٍ * أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَه سَنامُ

وفي الحديث: أَنهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وهي حَيّةٌ.

وفي حديث حَمْزةَ، رضي اللّه عنه: أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ

عليٍّ، رضي اللّه عنه، لَـمَّا شَرِبَ الخَمْرَ، وهو افْتَعَلَ مِن الجَبِّ

أَي القَطْعِ. ومنه حديثُ الانْتِباذِ في الـمَزادةِ الـمَجْبُوبةِ التي قُطِعَ رأْسُها، وليس لها عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها يَتَنَفَّسُ منها الشَّرابُ.

وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: نَهَى النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن الجُبِّ. قيل: وما الجُبُّ؟ فقالت امرأَةٌ عنده: هو الـمَزادةُ يُخَيَّطُ بعضُها إِلى بعض، كانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فيها، واشْتَدَّتْ عليه، ويقال لها الـمَجْبُوبةُ أَيضاً. ومنه الحديث: إِنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ ما قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها. أَي يَقْطَعانِ ويَمْحُوانِ ما كانَ قَبْلَهما من الكُفْر

والـمَعاصِي والذُّنُوبِ.

وامْرأَةٌ جَبّاءُ: لا أَلْيَتَيْنِ لها. ابن شميل: امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ.

والأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللحم. وقال شمر: امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذا لم يَعظُمْ ثَدْيُها. ابن الأَثير: وفي حديث بعض الصحابة، رضي

اللّه عنهم، وسُئل عن امرأَة تَزَوَّجَ بها: كيف وجَدْتَها؟ فقال:

كالخَيْرِ من امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ. قالوا: أَوَليس ذلكَ خَيْراً؟ قال: ما ذاك بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ، ولا أَرْوَى للرَّضِيعِ. قال: يريد بالجَبَّاءِ

أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين، وهي في اللغة أَشْبَهُ بالتي لا عجز لها،

كالبعير الأَجَبّ الذي لا سَنام له. وقيل: الجَبّاء القَلِيلةُ لحم

الفخذين.والجِبابُ: تلقيح النخل. وجَبَّ النَخْلَ: لَقَّحَه. وزَمَنُ الجِباب: زَمَنُ التَّلْقِيح للنخل. الأَصمعي: إِذا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قيل قد جَبُّوا، وقد أَتانا زَمَنُ الجِبابِ.

والجُبَّةُ: ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وجمعها جُبَبٌ

وجِبابٌ. والجُبَّةُ: من أَسْماء الدِّرْع، وجمعها جُبَبٌ. وقال الراعي:

لـنَا جُبَبٌ، وأَرْماحٌ طِوالٌ، * بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا(1)

(1 قوله «الشطونا» في التكملة الزبونا.) والجُبّةُ مِن السِّنانِ: الذي دَخَل فيه الرُّمْحُ.

والثَّعْلَبُ: ما دخَل مِن الرُّمْحِ في السِّنانِ. وجُبَّةُ الرُّمح: ما دخل من السنان فيه. والجُبّةُ: حَشْوُ الحافِر، وقيل: قَرْنُه، وقيل: هي من الفَرَس مُلْتَقَى الوَظِيف على الحَوْشَب من الرُّسْغ . وقيل: هي مَوْصِلُ ما بين الساقِ والفَخِذ. وقيل: موصل الوَظيف في الذراع. وقيل: مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافر. الليث: الجُبّةُ: بياضٌ يَطأُ فيه الدابّةُ بحافِره حتى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ. والـمُجَبَّبُ: الفرَسُ الذي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكْبَتَيْه. أَبو عبيدة: جُبّةُ الفَرس: مُلْتَقَى الوَظِيفِ في أَعْلى الحَوْشَبِ. وقال مرة: هو مُلْتَقَى ساقَيْه ووَظِيفَي رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كل عَظْمَيْنِ، إِلاّ عظمَ الظَّهْر. وفرسٌ مُجَبَّبٌ: ارْتَفَع البَياضُ منه إِلى الجُبَبِ، فما فوقَ ذلك، ما لم يَبْلُغِ الرُّكبتين. وقيل: هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه. وقيل: هو الذي بلَغ البياضُ منه رُكبةَ اليد وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرّجْلَيْنِ.

والاسم الجَبَبُ، وفيه تَجْبِيبٌ. قال الكميت:

أُعْطِيتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً، * زَيْناً، وفُزْتَ، مِنَ التَّحْجِيل، بالجَبَبِ

والجُبُّ: البِئرُ، مذكر. وقيل: هي البِئْر لم تُطْوَ. وقيل: هي الجَيِّدةُ الموضع من الكَلإِ. وقيل: هي البِئر الكثيرة الماءِ البَعيدةُ القَعْرِ. قال:

فَصَبَّحَتْ، بَيْنَ الملا وثَبْرَهْ،

جُبّاً، تَرَى جِمامَــه مُخْضَرَّهْ،

فبَرَدَتْ منه لُهابُ الحَــــــــرَّهْ

وقيل: لا تكون جُبّاً حتى تكون مـمّا وُجِدَ لا مِمَّا حفَرَه الناسُ.

والجمع: أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ، وفي بعض الحديث: جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، وهو أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، جُعِلَ في جُبِّ طَلْعةٍ، أَي في داخِلها، وهما معاً وِعاءُ طَلْعِ

النخل. قال أَبو عبيد: جُبِّ طَلْعةٍ ليس بمَعْرُوفٍ إِنما الـمَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قال شمر: أَراد داخِلَها إِذا أُخْرِجَ منها الكُفُرَّى، كما

يقال لداخل الرَّكِيَّة من أَسْفَلِها إِلى أَعْلاها جُبٌّ. يقال إِنها لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِيَّةً كانت أَو غير مَطْوِيّةٍ. وسُمِّيَت البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً، ولم يُحْدَثُ فيها غَيْر القَطْعِ من طَيٍّ وما أَشْبَهه. وقال الليث: الجُبّ البئر غيرُ البَعيدةِ. الفرَّاءُ: بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً. وقالت الكلابية: الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ. وقال ابن حبيب: الجُبُّ رَكِيَّةٌ تُجابُ في الصَّفا، وقال مُشَيِّعٌ: الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قبل أَن تُطْوَى. وقال زيد بن كَثْوةَ: جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها، وجُبة القَرْنِ التي فيها الـمُشاشةُ. ابن شميل: الجِبابُ الركايا تُحْفَر يُنْصَب فيها العنب أَي يُغْرس فيها، كما يُحْفر للفَسِيلة من النخل، والجُبُّ الواحد. والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ من شجر العنب على طَرِيقةِ شربه. والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم.

والجَبُوبُ: وَجْهُ الأَرضِ. وقيل: هي الأَرضُ الغَلِيظةُ. وقيل: هي

الأَرضُ الغَليظةُ من الصَّخْر لا من الطّينِ. وقيل: هي الأَرض عامة، لا تجمع. وقال اللحياني: الجَبُوبُ الأَرضُ، والجَبُوب التُّرابُ. وقول امرئِ القيس:

فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها، * وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً على رَحْلِي

يحتمل هذا كله.

والجَبُوبةُ: الـمَدَرةُ. ويقال للـمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ. قال القتيبي، قال الأَصمعي: الجَبُوب، بالفتح: الأَرضُ الغَلِيظةُ. وفي حديث عليّ، كرَّم اللّه وجهه: رأَيتُ المصطفى، صلى اللّه عليه وسلم، يصلي أَو يسجد على الجَبُوبِ. ابن الأَعرابي: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ الـمَدَرُ الـمُفَتَّتُ. وفي الحديث: أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فيها. هو من الأَوّل(1)

(1 قوله «هو من الأول» لعل المراد به المدرة الغليظة.) . وفي حديث عمر: سأَله رجل، فقال: عَنَّتْ لي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ. وفي حديث أَبي أُمامةَ قال: لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهم الجَبُوبَ، ويقول: سُدُّوا الفُرَجَ، ثم قال: إِنه ليس بشيءٍ ولكنه يُطَيِّبُ بنَفْسِ الحيّ. وقال أَبو خِراش يصف عُقاباً أَصابَ صَيْداً:

رأَتْ قَنَصاً على فَوْتٍ، فَضَمَّتْ، * إِلى حَيْزُومِها، رِيشاً رَطِيبا

فلاقَتْـــــه بِبَـــلْقَعةٍ بَراحٍ، * تُصادِمُ، بين عَيْنيه، الجَبُوبا

قال ابن شميل: الجَبُوبُ وجه الأَرضِ ومَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل. أَبو عمرو: الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد:

لا تَسْقِه حَمْضاً، ولا حَلِيبا،

انْ ما تَجِدْه سابِحاً، يَعْبُوبا،

ذا مَنْعــــةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبـا

وقال غيره: الجَبُوب الحجارة والأَرضُ الصُّلْبةُ. وقال غيره:

تَدَعُ الجَبُوبَ، إِذا انْتَحَتْ * فيه، طَرِيقاً لاحِبا

والجُبابُ، بالضم: شيء يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فيصير كأَنه زُبْد، ولا

زُبْدَ لأَلبانها. قال الراجز:

يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ، عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ

وقيل: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وقد أَجَبَّ اللَّبَنُ. التهذيب: الجُبابُ شِبه الزبد يَعْلُو الأَلبانَ، يعني أَلبان الإِبل،

إِذا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وهو مُعَلَّقٌ عليه، فيَجْتمِعُ عند فَمِ

السِّقاء، وليس لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنما هو شيء يُشْبِه الزُّبْدَ.

والجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الذي لا يُطْلَبُ.

وجَبَّ القومَ: غَلَبَهم. قال الراجز:

مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فقد غَلَبْ، خُبْزاً بِسَمْنٍ، وهْو عند الناس جَبْ

وجَبَّتْ فلانة النساء تَجُبُّهنّ جَبّاً: غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها.

قالَ الشاعر:

جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس

وجابَّنِي فجَبَبْتُه، والاسم الجِبابُ: غالَبَني فَغَلَبْتُه. وقيل: هو

غَلَبَتُك إِياه في كل وجْهٍ من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غير ذلك. وقوله:

جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ

قال: هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وهو السَّبَبُ، ثم أَلقَتْه إِلى نساء الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما

فَعَلت، فأَدَرْنَه على أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فائضاً كثيراً، فغَلَبَتْهُنَّ.

وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها بِحُسْنها.

والتَّجْبِيبُ: النِّفارُ. وجَبَّبَ الرجلُ تَجْبيباً إِذا فَرَّ وعَرَّدَ. قال الحُطَيْئةُ:

ونحنُ، إِذ جَبَّبْتُمُ عن نسائِكم، * كما جَبَّبَتْ، من عندِ أَولادِها، الحُمُرْ

وفي حديث مُوَرِّقٍ: الـمُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللّهِ، إِذا جَبَّبَ الناسُ

عنها، كالكارِّ بعد الفارِّ، أَي إِذا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا

عنها. يقال: جَبَّبَ الرجلُ إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا من الشيءِ.

الباهلي: فَرَشَ له في جُبَّةِ لدارِ أَي في وسَطِها. وجُبَّةُ العينِ:

حجاجُها.

ابن الأَعرابي: الجَبابُ: القَحْطُ الشديدُ، والـمَجَبَّةُ: الـمَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق. أَبو زيد: رَكِبَ فلان الـمَجَبَّةَ، وهي الجادّةُ.وجُبَّةُ والجُبَّةُ: موضع. قال النمر بن تَوْلَب:

زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ * أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها

وأَنشد ابن الأَعرابي:

لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ، * مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ

والجُبْجُبةُ: وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ ويُنْقَعُ

فيه الهَبِيدُ. والجُبْجُبة: الزَّبيلُ من جُلودٍ، يُنْقَلُ فيه الترابُ،

والجمع الجَباجِبُ. وفي حديث عبدالرحمن بن عوف، رضي اللّه عنه: أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَديّ، لـما أَراد أَن يُهاجِر، جُبْجُبةً فيها نَوًى مِن ذَهَبٍ، هي زَبِيلٌ لطِيفٌ من جُلود. ورواه القتيبي بالفتح. والنوى: قِطَعٌ من ذهب، وَزْنُ القِطعة خمسةُ دراهمَ. وفي حديث عُروة، رضي اللّه عنه: إِنْ ماتَ شيءٌ من الإِبل، فخذ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ يُنْقَلُ فيها أَي زُبُلاً. والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ: الكَرِشُ، يُجْعَلُ فيه اللحم يُتَزَوَّدُ به في الأَسفار، ويجعل فيه اللحم الـمُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ. وأَنشد:

أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ، فَبَيَّتَ جُلَّةً * وجُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمى تُطَلَّقُ

وقيل: هي إِهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ في كَرشٍ. وقال ابن الأَعرابي: هو

جِلد جَنْبِ البعير يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فيه اللحمُ الذي يُدعَى الوَشِيقةَ،

وتَجَبْجَبَ واتخذَ جُبْجُبَةً إِذا اتَّشَق، والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى

إِغْلاءة، ثم يُقَدَّدُ، فهو أَبْقى ما يكون. قال خُمام بن زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِي:

إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ، * فلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ، وتَجَبْجَب

وقال أَبو زيد: التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً في الجُبْجُبةِ، فأَما

ما حكاه ابن الأَعرابي من قَولهم: إِنّك ما عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ،

فإِنما شبهه بالجُبْجُبة التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ. شَبَّهه بها في

انْتِفاخه وقِلة غَنائه، كقول الآخر:

كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا

ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ. ونُوقٌ جَباجِبُ. قال الراجز:

جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْوافِ

وإِبل مُجَبْجَبةٌ: ضَخْمةُ الجُنُوبِ. قالت:

حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ، * فَحَسِّنَنْها يا أَبَهْ،

كي ما تَجِيءَ الخَطَبَهْ، * بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ

ويروى مُخَبْخبه. أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعْجاباً

بها، فَقَلَبت. أَبو عمرو: جمل جُباجِبٌ وبُجابِجٌ: ضَخْمٌ، وقد جَبْجَبَ إِذا سَمِنَ. وجَبْجَبَ إِذا ساحَ في الأَرض عبادةً.

وجَبْجَبَ إِذا تَجَرَ في الجَباجِبِ. أَبو عبيدة: الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، وهي صَخْرةُ الماءِ، وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ: كثير. قال: وليس جُباجِبٌ بِثَبْتٍ. وجُبْجُبٌ: ماءٌ معروف. وفي حديث بَيْعَةِ الأَنصارِ: نادَى الشيطانُ يا أَصحابَ الجَباجِب. قال: هي جمع جُبْجُبٍ، بالضم، وهو الـمُسْتَوى من الأَرض ليس بحَزْنٍ، وهي ههنا أَسماءُ مَنازِلَ بمنى سميت به لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ الحَجّ. الأَزهري في أَثناءِ كلامه على حيَّهلَ. وأَنشد لعبداللّه بن الحجاج التَّغْلَبي من أَبيات:

إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا، * حَزابِيةً، وهَيَّباناً، جُباجِبا

أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه، * من الصُّوفِ، نِكْثاً، أَو لَئِيماً دُبادِبا

وقال: الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ.

جبب
: (} الجَبُّ: القَطْعُ) ، {جَبَّهُ} يَجُبُّه {جَبًّا (} كالجِبَابِ بالكَسْر، {والاجْتِبَّابِ) من اجْتَبَّه (و) } الجِبَابُ {والاجْتِبَابُ (: اسْتِئصالُ الخُصْيَةِ) ،} وجَبَّ خُصَاهُ {جَبًّا اسْتَأْصَلَهُ، وخَصِيٌّ} مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبَابِ، وقَدْ {جُبَّ} جَبًّا، وَفِي حَدِيث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ (فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ، وَفِي حَدِيث زِنْبَاعٍ (أَنَّهُ {جَبَّ غُلاَماً لَهُ) (و) } الجِبَابُ (: تَلْقِيحُ النَّخْلِ) ، جَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَهُ، وزَمَنُ الجِبَابِ: زَمَنُ التَّلْقِيحِ للنَّخْل، وَعَن الأَصمعيّ: إِذا لَقَّحَ الناسُ النخيلَ قيل: قد {جَبُّوا، وَقد أَتانا زَمَنُ الجِبَابِ، قَالَ شيخُنا: وَمِنْه المَثَلُ المشهورُ: (} جِبَابٌ فَلاَ تَعَنَّ أَبْراً) الجِبَابُ: وِعَاءُ الطَلْعِ جَمْع جُبَ، وجُفٌّ أَيْضاً، والأَبْرُ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ وإِصْلاَحُهُ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ القَلِيلِ خَيْرُهُ، أَيْ هُوَ جِبَابٌ لاَ خَيْرَ فِيهِ وَلاَ طَلْعَ، فَلَا تَعَنَّ، أَيْ لَا تَتَعَنَّ، أَي لَا تَتْعَبْ فِي إِصْلاَحِهِ. قلت: ويَأْتِي ذِكْرُ الجَبِّ عِنْد جَبِّ الطَّلْعَةِ.
(و) {الجَبُّ (: الغَلَبَةُ) ،} وجَبَّ القَوْمَ: غَلَبَهُمْ، {وجَبَّتْ فُلاَنَةُ النِّسَاءَ} تَجُبُّهُنَّ {جَبًّا: غَلَبَتْهُنَّ من حُسْنِهَا، وَقيل: هُوَ غَلَبَتُكَ إِيَّاهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، من حَسَب أَو جَمَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِك، وقَوْلِهُ:

} جَبَّتْ نهسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
هَذِه امرأَةٌ قدَّرَت عَجِيزَتَهَا بخَيْطٍ وَهُوَ السَّبَبُ، ثمَّ أَلْقَتْه إِلى نِسَاءِ الحَيِّ ليفْعَلْنَ كَمَا فَعَلتْ، فَأَدَرْنَه على أَعْجَازِهِنَّ فَوَجَدْنَه فَائِضاً كثيرا، فَغَلَبَتْهُنَّ، ويأْتي طَرَفٌ من الْكَلَام عِنْد ذكر الجِبَاب والمُجَابَّةِ، فإِن المؤلّف رَحمَه الله تَعَالَى فَرَّقَ الْمَادَّة الْوَاحِدَة فِي ثلاثةِ مواضِع على عَادَته، وَهَذَا من سوءِ التأْليف، كَمَا يَظهرُ لَك عِنْد التأْمُّل فِي المَوَادِّ.
( {والجَبَبُ، مُحَرَّكَةً: قَطْعٌ) فِي (السَّنَامِ، أَو أَنْ يَأْكُلَهُ الرَّحْلُ) أَو القَتَبُ (فَلاَ يَكْبُرَ، يُقَال: (بَعِيرٌ} أَجَبُّ، ونَاقَةٌ {جَبَّاءُ) بَيِّنُ الجَبَب، أَي مقطوعُ السَّنَامِ،} وجَبَّ السَّنَامَ {يَجُبُّه} جَبًّا: قَطَعَه، وَعَن اللَّيْث: الجَبُّ: اسْتِئصَال السَّنَامِ من أَصْلِه، وأَنشد:
ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ
{أَجَبِّ الظَّهْرِ لَيْس لَهُ سَنَامِ
وَفِي الحَدِيث: (أَنَّهُمْ كانُوا يَجُبُّون أَسْنَمَةَ الإِبِلِ وَهِي حَيَّةٌ) وَفِي حَدِيث حَمزةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (أَنَّهُ} اجْتَبَّ أَسْنِمَةَ شَارِفَيْ عليَ رَضِي الله عَنهُ لمَّا شَرِب الخَمْرَ) افْتَعَلَ من الجَبِّ وَهُوَ القَطْعُ. {والأَجَبُّ من الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ، (وَهِي) أَي} الجَبَّاءُ (: المَرْأَةُ) الَّتِي (لَا أَلْيَتَيُنِ لَهَا) ، وَعَن ابْن شُمَيْل: امْرَأَةٌ! جَبَاءُ، أَي رَسْحَاءُ، (أَو الَّتِي لم يَعْظُمْ صَدْرُهَا وثَدْيَاهَا) قَالَ شَمِرٌ: امرأَةٌ جَبَّاءُ، إِذا لم يَعْظُمْ ثَدْيُهَا، وَفِي الأَسَاس أَنه اسْتُعِيرَ من نَاقَة جَبَّاءَ.
قلت: فَهُوَ مجازٌ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَفِي حَدِيث بعض الصَّحَابَة، وسُئلَ عَن امْرَأَة تزوَّجَ بهَا: كيفَ وَجَدْتَهَا؟ فَقَالَ: كالخَيْرِ من امرأَةٍ قَبَّاءَ جَبَّاءَ. قَالُوا: أَو لَيْسَ ذَلِك خَيْراً؟ قالَ: مَا ذَاكَ بأَدْفَأَ للضَّجِيعِ ولاَ أَرْوَى للرَّضِيع) ، قَالَ يريدُ بالجَبَّاءِ أَنها صغيرَةُ الثَّدْيَيْنِ، وَهِي فِي اللُّغَة أَشْبَهُ بِالَّتِي لَا عَجُزَ لَهَا، كالبَعِيرِ الأَجَبِّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ.
قلت: بيَّنه فِي الأَسَاس بقوله: وَمِنْه قولُ الأَشْتَرِ لعليَ كرّم الله وَجهه صَبِيحَةَ بِنَائِهِ بالنَّهْشَلِيَّةِ: كَيْفَ وَجَدَ أَمِيرُ المؤمنينَ أَهْلَهُ؟ قَالَ: قَبَّاءَ جباءَ، (أَو الَّتِي لَا فَخِذَيْ لَهَا) أَي قليلةَ لحْمِ الفَخِذَيْنِ، فكأَنها لَا فخِذَيْ لَهَا، وحَذْفُ النونِ هُنَا وإِثباتُها فِي الأَلْيَتَيْنِ تَنَوُّعٌ، أَشار لَهُ شيخُنَا.
( {والجُبَّةُ) بِالضَّمِّ (: ثَوْبٌ) من المُقَطَّعَاتِ يُلْبَسُ (م، ج} جُبَبٌ {وجِبَابٌ) كقُبَب وقِباب.
(و) الجُبَّةُ (: ع) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
لاَ مَالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ
مَشْرَبُهَا} الجُبَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَظَاهره أَنه اسمُ ماءٍ.
(و) الجُبَّةُ (: حَجَاجُ العَيْنِ) بِكَسْر الحاءِ الْمُهْملَة وَفتحهَا.
(و) الجُبَّةُ من أَسماءِ (الدِّرْع) وَجَمعهَا جُبَبٌ، وَقَالَ الرَّاعِي:
لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالٌ
بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا
(و) الجُبَّة (: حَشْوُ الحَافِرِ أَو قَرْنُه، أَو) هِيَ من الفَرسِ: مُلْتَقَى الوَظِيفِ على الحَوْشَبِ من الرُّسْغِ، وَقيل: هِيَ (مَوْصِلُ مَا بينَ الساقِ والفَخِذِ) ، وَقيل: مَوْصِلُ الوَظِيفِ فِي الذِّراع، وَقيل: مَغْرِزُ الوَظِيفِ فِي الحافِرِ، وَعَن اللَّيْث: الجُبَّةُ: بَيَاضٌ يَطَأُ فِيهِ الدابّة بحافِره حَتَّى يَبلغَ الأَشَاعِرَ، وَعَن أَبي عُبَيدَة: جُبَّةُ الفَرَسِ: مُلْتَقى الوَظِيفِ فِي أَعْلَى الحَوْشَبِ، وَقَالَ مَرةً: مُلْتقَى ساقَيْه وَوَظِيفَيْ رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كلِّ عَظْمَيْنِ إِلاَّ عَظْمَ الظَهْر. (و) الجُبَّةُ (من السِّنَانِ: مَا دَخَلَ فِيهِ الرُّمْحُ) ، والثَّعْلَبُ: مَا دَخَلَ من الرُّمْحِ فِي السِّنَان، وجُبَّةُ الرُّمحِ: مَا دخل من السِّنَان فِيهِ.
(و) الجِبَّةُ (: ة بالنَّهْرَوَانِ من عَمَلِ بَغْدَادَ، و: ة) أُخْرَى (ببغدادَ، مِنْهَا) أَبُو السَّعَادَاتِ (مُحَمَّدُ بن المُبَارَك) بنِ مُحَمَّد السُّلَمِيّ ( {الجُبَّائِيُّ) عَن أَبي الفَتْح ابْن شَابِيل، وأَبُوه حَدَّثَ بغَرِيب الحَدِيث عَن أَبي المَعَالي السَّمِين.
قلت: والصوابُ فِي نَسَبِه:} - الجُبِّيُّ، إِلى الجُبَّةِ: قَريةٍ بخُرَاسَانَ، كَمَا حقَّقه الحَافظُ. (و) أَبُو مُحَمَّد (دَعْوَانُ بنُ عَلِيِّ) بن حَمَّادٍ (الجُبَّائِيُّ) ، وَيُقَال لَهُ: الجُبِّيُّ أَيضاً، وَهُوَ الضَّرِيرُ، نِسْبَة إِلى قَرْيَة بالنَّهْرَوَانِ، وَهُوَ من كبار قُرَّاءِ العِرَاق مَعَ سبط الخَيَّاط، وأَخَوَاه حُسَيْنٌ وسَالِمٌ رَوَيَا الحديثَ، وهم من الجُبَّةِ: قريةٍ بالسَّوَاد، وَقد كَرَّرَه المُصَنّف فِي مَحَلَّيْنِ.
(و) الجُبَّةُ (: ع بِمصْرَ، و: ع بَين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، ومَاءٌ بِرَمْلِ عالِجٍ و: ة بِأَطْرَابُلُسَ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: (مِنْهَا عبدُ اللَّهِ بن أَبي الحَسَنِ الجُبَّائِيُّ) نَزَل أَصْبَهَانَ، وحدَّث عَن أَبي الفَضْل الأُرْمَوِيّ، وَكَانَ إِماماً مُحدِّثاً، مَاتَ سنة 605.
(وفَرَسٌ {مُجَبَّبٌ، كمُعظَّم: ارْتَفَعَ البياضُ مِنْهُ إِلى الجُبَبِ) فَمَا فوقَ ذَلِك، مَا لمْ يَبْلُغِ الرُّكْبَتينِ، وَقيل: هُوَ الَّذِي بلغ البياضُ أَشاعِرَه، وَقيل: الَّذِي بلَغَ البياضُ مِنْهُ رُكْبَة اليَدِ وعُرْقوبَ الرِّجُلِ أَو رُكْبَتَي اليَدَيْنِ وعُرْقُوبَيِ الرِّجْلَيْنِ، والاسمُ: الجَبَبُ، وَفِيه} تَجْبِيبٌ، قَالَ الكُميت:
أُعْطِيتَ مِنْ غُرَرِ الأَحْسَابِ شَادِخَةً
زَيْناً وفُزْتَ منَ التَّحْجِيلِ بالجَبَبِ
وَعَن اللَّيْث:! المُجَبَّبُ: الفَرَسُ الَّذِي يَبلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكبتَيْه.
(والجُبُّ، بِالضَّمِّ: البِئْرُ) ، مُذَكَّرٌ، (أَو) البئرُ (الكَثِيرَةُ الماءِ البعيدةُ القَعْرِ أَو) هِيَ (الجَيِّدَة المَوْضِعِ من الكَلاَ، أَو) هِيَ (الَّتِي لمْ تُطْوَ، أَو) لَا تَكُونُ {جُبًّا حَتَّى تكونَ (مِمَّا وُجِدَ، لَا مِمَّا حَفَرَهُ النَّاسُ، ج} أَجْبَابٌ {وجِبَابٌ) بِالْكَسْرِ، (} وجِبَبَةٌ) كقِرَدة، كذَا هُوَ مضبوطٌ، وَقَالَ اللَّيْث: الجُبُّ البِئْرُ غيرُ البَعِيدَةِ، وَعَن الفَرّاء: بئرٌ مُجَبَّبَةُ الجوْفِ، إِذا كَانَ فِي وَسطهَا أَوسعُ شيءٍ مِنْهَا، مُقَبَّبَةً، وقالَت الكِلاَبِيَّةُ: الجُبُّ: القَلِيبُ الواسِعةُ الشَّحْوَةِ، وَقَالَ أَبو حبيب: الجُبُّ: رَكِيَّةٌ تُجَابُ فِي الصَّفَا، وَقَالَ مُشَيِّعٌ: الجُبُّ: الرَّكِيَّةُ قبْلَ أَنْ تُطْوى، وَقَالَ زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: جُبُّ الرَّكِيَّةِ: جِرَابُها، وجُبَّةُ القَرْن: الَّذِي فِيهِ المُشَاشَةُ. وَعَن ابْن شُمَيل: الجِبَابُ: الرَّكَايَا تُحْفَرُ يُغْرَسُ فِيهَا العِنَبُ كَمَا يُحفَر للفَسِيلَةِ من النّخل، والجُبُّ: الوَاحدُ.
(و) الجُبُّ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (نَهَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن الجُبِّ) فقيلَ: ومَا الجُبُّ؟ فَقَالَت امْرَأَةٌ عِنْدَهُ: هُوَ (المَزَادَةُ يُخَيَّطُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ) كَانُوا يَنْتَبِذُونَ فِيهَا، حَتَّى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتْ الانْتِبَاذَ فِيهَا واشْتَدَّتْ عَلَيْهِ، وَيُقَال لَهَا:! المَجْبُوبة أَيضاً.
(و) الجُبُّ (: ع بالبَرْبَرِ تُجْلَبُ مِنْهُ الزَّرَافَة) ، الحَيَوَان الْمَعْرُوف (و) الجُبُّ: (مَحْضَرٌ لِطَيِّىء) بِسَلْمَى، نَقله الصاغانيُّ، (ومَاءٌ لِبَنِي عَامِرِ) بن كِلابٍ، نَقله الصاغانيّ (وَمَاءٌ لِضَبَّةَ بن غَنِيَ) ، وَالَّذِي فِي التكملة أَنه ماءٌ لبني ضَبِينَة، وَيُقَال: الأَجْبَابُ أَيضاً، كَمَا سيأْتي، (و: ع بَيْنَ القَاهِرَةِ وبُلْبَيْسَ) يقالُ لَهُ: جُبُّ عَمِيرة (و: ة بحَلَبَ، وتُضَافُ إِلى) لفْظِ (الكَلْب) فَيُقَال: جُبُّ الكَلْبِ، وَمن خُصُوصِيَّاتِهَا أَنه (إِذا شَرِبَ مِنْهَا المَكْلُوبُ) ، الَّذِي أَصَابه الكَلْبُ الكَلِبُ، وَذَلِكَ (قَبْلَ) استكمالِ (أَرْبَعِينَ يَوْماً بَرَأَ) من مَرَضه بإِذنِ الله تَعَالَى. ( {وَجُبُّ يُوسُفَ) المذكورُ فِي الْقُرْآن {2. 010 واءَلقوه فِي غيابة الْجب} (يُوسُف: 10) وسيأْتي فِي غيب (عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً منْ طَبَرِيَّةَ) وَهِي بَلْدَةٌ بالشأْم (أَو) هُوَ (بَيْنَ سَنْجَلَ ونَابُلُسَ) على اخْتِلَاف فِيهِ، وَقد أَهمل المُصَنّف ذكر نَابُلُسَ فِي مَوْضِعه، ونبهْنَا عَليْه هُنَا.
(ودَيْرُ الجُبِّ بالمَوْصِلِ) شَرْقِيَّهَا (و) فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا (أَنَّ دَفِينَ سِحْرِ النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمجُعِلَ فِي (جُبِّ الطَّلْعَةِ) والرُّوَايَةُ: (جُبّ طَلْعَةٍ) مَكانَ: جُفِّ طَلْعَة، وهُمَا مَعاً وِعَاءُ طَلْعِ النخْل، قَالَ أَبو عُبَيْد: جُبُّ طَلْعَةٍ غيرُ مَعْرُوفٍ، إِنما المعروفُ جُفُّ طَلْعَة، قَالَ شَمِرٌ، أَرادَ (داخلَهَا) إِذا أُخْرجَ مِنْهَا الكُفُرَّى، كَمَا يُقَال لداخل الرَّكِيَّةِ من أَسْفَلهَا إِلى أَعلاها: جبٌّ، يُقَال: إِنَّهَا لَوَاسعَةُ الجُبِّ، سوَاءٌ كانَتْ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْويةٍ.
(والتَّجْبِيبُ: ارْتِفَاعُ التَّحْجِيلِ) إِلى الجُبَبِ) ، قد تقدَّم معناهُ فِي فَرَس مُجَبَّب، وذِكْرُ المَصْدَرِ هُنَا، وذكْرُ الوَصْفِ هُنَاكَ مِنْ تَشْتِيتِ الفِكْرِ كمَا تَقَدَّمَ.
(و) } التَّجْبِيبُ (النِّفَارُ) أَي المُنَافَرَةُ باطنِاً أَو ظاهِراً، فَفِي حَدِيث مُوَرِّق (المُتَمَسِّك بطاعةِ الله إِذا جَبَّبَ الناسُ عَنْهَا كالكَارِّ بعدَ الفَارِّ) أَي إِذا ترك الناسُ الطَّاعَات ورَغِبوا عَنْهَا، (والفرارُ) يُقَال: جَبَّبَ الرَّجُلُ {تَجْبِيباً، إِذا فَرَّ، وعَرَّدَ، قَالَ الحُطيئة:
ونَحْنُ إِذَا جَبَّبْتُمُ عَنْ نِسَائِكمْ
كَما} جَبَّبَتْ مِنْ عِنْدِ أَوْلاَدِهَا الحُمُرْ
وَيُقَال: جَبَّ الرَّجُلُ، إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا م الشيءِ، فظَهَر بِمَا ذَكَرْنا سقوطُ مَا قَالَه شيخُنَا أَنّ ذِكْرَ الفِرَار مستدركٌ، لأَنه بِمَعْنى النِّفار، وَعطف التَّفْسِير غير مُحْتَاج إِليه.
قلت: وَيجوز أَن يكون المرادُ من النِّفَار المُغَالبَة فِي الحُسْنِ وغيرِه، كَمَا يأْتي، فَلَا يكون الفِرَارُ عطفَ تَفْسِير لَهُ.
(و) التَّجْبِيبُ (: أَرْوَاءُ) الجَبُوب ويُرَادُ بِهِ (المَال،! والجَبَاب، كسَحَابٍ) قَالَ ابْن الأَعرابيّ: هُوَ (القَحْطُ الشَّديدُ) .
(و) {الجِبَابُ باللاَّمِ (بالكَسْر: المُغَالَبَةُ فِي الحُسْنِ وغَيْرِه (كالحَسَب والنَّسَبِ،} جَابَّنِي {فَجَبَبْتُهُ: غَالَبَني فَغَلَبْتُهُ،} وجَابَّتِ المَرْأَةُ صَاحِبَتَهَا {فَجَبَّتْهَا حُسْناً أَي فَاقَتْهَا بحُسْنهَا.
(و) } الجُبَابُ (بالضَّمِّ: القَحْطُ) ، قد تقدم أَنه بالكَسْرِ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول هُنَاكَ ويُضَمُّ، رِعَايَة لطريقته من حُسْن الإِيجازِ، كَمَا لَا يخفى (والهَدَرُ السَّاقِطُ الَّذِي لَا يُطْلَبُ، و) هُوَ أَيضاً (مَا اجْتَمَعَ من أَلْبَانِ الإِبلِ) فيصيرُ كأَنه زُبْدٌ ولاَ زُبْدَ للإِبِل) أَي لأَلْبَانها قَالَ الراجز:
يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ ععصْبِ
عَصْبَ الجُبَابِ بِشِفَاهِ الوَطْبِ
وَقيل: الجُبَابُ لِلإِبل كالزُّبْدِ للغَنَمِ والبَقَرِ، (وقَدْ {أَجَبَّ اللَّبَنُ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) :} الجُبَابُ: شِبْهُ الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلْبَانَ يَعْنِي أَلْبَانَ الإِبل إِذا مَخض البَعِيرُ السَّقاءَ وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَيْهِ، فيَجْتَمعُ عِنْد فَم السِّقاءِ، ولَيْسَ لأَلْبانِ الإِبلِ زُبْد إِنّمَا هُوَ شَيءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ.
( {والجَبُوبُ) بالفَتْح هِيَ (الأَرْضُ) عَامَّةً، قَالَه اللِّحْيَانيُّ وأَبو عَمْرو وأَنشد:
لاَ تَسْقِهِ حَمْضاً وَلاَ حَلِيبَا
إِنْ مَا تَجِدْهُ سَابِحاً يَعْبُوبَا
ذَا مَنْعَة يَلْتَهِبُ} الجَبُوبَا
وَلَا يُجْمَع، قَالَه الجوهريّ، وَتارَة يُجْعَل عَلَماً، فَيُقَال: {جَبُوبُ، بِلَا لَام، كشَعوبَ، وَنقل شيخُنا عَن السُّهيليّ فِي رَوْضِهِ: سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنَّهَا تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فِيهَا، أَي تَقْطَعُهُ، ثمَّ قَالَ شيخُنَا، وَمِنْه قيل:} جَبَّانٌ {وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ الَّتِي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى، وَهِي فَعْلانٌ من} الجَبِّ والجَبُوب قَالَه الخَلِيلُ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ، (أَوْ وَجْهُهَا) ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ، قَالَه ابنُ شُمَيْل، وَبِه صَدَّرَ فِي لِسَان الْعَرَب (أَو غَلِيظُهَا) ، و (نَقله القُتَيْبِيُّ عَن الأَصمعيِّ، فَفِي حَدِيث عَليَ (رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميُصَلِّي ويَسْجُدُ عَلى الجَبُوبِ) قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ، لَا من الطِّينِ (أَو) الجَبُوبُ (التُّرَابُ) ، قَالَه اللِّحْيَانيّ، وعَدَّهَا العَسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ، وأَمَّا قولُ امرىء الْقَيْس:
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا
وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي
فَيحْتَمل هَذَا كلّه.
(و) الجَبُوبُ (: حِصْنٌ باليَمَن) والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسُنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كَمَا سمعتُهم، (و: ع بالمَدِينَةِ) المنورة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام (و: ع ببَدْرٍ) ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَديث (أَنَّ رَجُةً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ) .
(و) {الجَبُوبَةُ (بهاءٍ: المَدَرَةُ) ، مُحَرَّكَةً، وَيُقَال لِلْمَدَرَةِ الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ: جَبُوبٌ: وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: الجَبُوبُ: المَدَرُ المُفَتَّتُ، وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا) ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ: عَنَّتْ لِي عكْرِشَةٌ فشنَقْتُها بجبُوبَةٍ) أَي رَمَيْتُهَا حَتَّى كَفَّتْ عَن العَدْوِ، وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ) ، وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً.
رَأَتْ قَنَصاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ
إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا
فَلاَقَتْهُ بِبَلْقَعَةٍ بَرَاحٍ
تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا
(} والأَجَبُّ: الفَرْجُ) مِثْلُ الأَجَمِّ، نَقله الصَّاغانيُّ.
(! وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، كثْمَامَة شَاعِرٌ لِصٌّ) مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ، نَقله الصاغانيُّ والحافظُ. (و) {جُبَيْبٌ (كزُبَيْر: صَحَابِيّ) فَرْدُ، هُوَ جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ، قَالَت عَائِشَة إِنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.
(و) جُبَيْبٌ أَيضاً (: وادٍ بِأَجَأَ) من بِلَاد طيِّىءٍ.
(و) جُبَيْبٌ (: وادٍ بكَحَلَةَ) مُحَرَّكَةً: ماءٍ لِجُشَمَ.
(} وجُبَّى بالضَّمِّ) وَالتَّشْدِيد (والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ، مِنْهَا) الإِمَامُ (أَبو عَلِيّ) المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاَتِ المُعْتَزِلَةِ (وابْنُه) الإِمَامُ (أَبُو هَاشِم) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ (وثلاثمائة) ببغدادَ وهما شَيخا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة (و) جُبَّى (: ة بالنَّهْرَوَانِ، مِنْهَا أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بن حَمَّادٍ المُقْرِىءٌ) الضَّريرُ، وَهُوَ بِعَيْنِه دَعْوَا بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فَهُوَ مُكَرَّرٌ مَعَ مَا قبلَهُ، فليُتأَمَّل (و) جُبَّى (: ة قُرْبَ هِيتَ، مِنْهَا محمدُ بن أَبي العِزَّ) وَيُقَال فِي هَذِه الْقرْيَة أَيضاً الجُبَّةُ وَالنِّسْبَة إِليها! - الجُبِّيُّ، كَمَا حَقَّقَهُ الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ، لَهُ تصانيف وَمَات سنة 658 وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرَّحْمَن كَانَ شيخ رِبَاط العميد، مَاتَ سنة 67 (و) جُبَّى (: ة قربَ بَعْقُوبَا) بِفَتْح الْمُوَحدَة مَقْصُورَة قَصَبَةٍ بطرِيق خُرَاسَانَ بَينهَا وَبَين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ، وَيُقَال فِيهَا: بَا بَعْقُوبا، كَذَا فِي المراصد واللُّبّ، وَلم يذكرهُ المؤلّفُ فِي مَحَلّه. قلت: وَهَذِه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً، وَقَالَ الحافظُ: هِيَ بخراسان، وَاقْتصر عَلَيْهِ وَلم يذكُر جُبَّى كَمَا ذَكَره المُصَنّف، وإِليها نُسِبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الَّذِي تقدّم ذِكرُه وَكَذَا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الْآتِي ذِكْرُه.
وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ المِصْرِيّ الملقّبُ سِيبويهِ، يقالُ لَهُ: الجُبِّيّ، ويأْتي ذِكرُه فِي سيب، وَهُوَ من هَذِه القريةِ على مَا يَقْتَضِي سياقُ الْحَافِظ، وَيُقَال: إِلى بَيْعِ الجِبَابِ فتأَمَّل، (والنِّسْبَةُ) إِلى كلّ مَا ذُكِرَ ( {- جُبَّائِيُّ) .
(و) } جَبَّى (كحَتَّى: ة فِي اليَمَنِ) مِنْهَا الفقيهُ أَبو بكرِ بنُ يَحيى بن إِسْحَاق، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن قاسمِ بن محمدِ بن أَحمدَ بن حسّانَ، وإِبراهيمُ بنُ القاسمِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ حَسَّانَ، ومحمدُ بن الْقَاسِم المُعَلِّمُ، {الجَبَّائِيُّونَ، فُقَهَاءُ مُحَدِّثُونَ، تَرْجَمَهُمْ الخَزْرَجِيُّ والجنديّ، وَلَكِن ضبطَ الأَميرُ القَريةَ الْمَذْكُورَة بالتَّخْفِيفِ والقَصْرِ وصَوَّبَه الحافظُ، قلت: وَهُوَ المشهورُ الآنَ، و (مِنْهَا) أَيضاً (شُعَيْبُ) بن الأَسْوَدِ (} - الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ) من أَقْرانِ طَاوُوسَ، وَعنهُ محمدُ بنُ إِسحاقَ، وسَلَمَةُ بنُ وَهْرَامَ (و) قَالَ الذَّهَبِيُّ: أَبُو الحُسَيْنِ (أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللَّهِ) المُقرِىء (الجُبِّيُّ، بالضَّمِّ ويُقَالُ) فيهِ ( {- الجِبَابِيُّ) ، وإِنما قيل ذَلِك (لِبَيْعِه الجِبَابَ، مُحَدِّث) شيخٌ للأَهْوَازِيِّ (ومُحَمَّدٌ وعُثْمَانُ ابْنَا محمودِ ابنِ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصْبهَانِيَّانِ) رَوَيَا عَن أَبي الوَقْتِ وغيرِه (ومحمدُ بنُ} جَبُّويَةَ الهَمَذَانِيّ) عَن محمودِ بنِ غَيْلاَنَ.
وفَاتَه: محمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصبَهَانيُّ عَمُّ الأَخَوَيْنِ، سَمعَ يَحْيَى بنَ مَنْدَه، وَمَات سنة 565.
(و) أَبُو البَرَكَاتِ (عَبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّابِ كَكَتَّان) المِصْرِيُّ (لِجُلُوسِ جَدِّهِ) عَبْدِ اللَّهِ (فِي سُوقِ الجِبَابِ، والحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ) بنِ يَزِيدَ (الجَبَّابُ) كُنْيَتُه أَبُو عُمَرَ، أَنْدَلُسِيٌّ، قالَ الذهبيُّ: هُوَ حافِظُ الأَنْدَلُسِ، تُوُفِّيَ بقُرْطُبَةَ سنة 322 قَالَ الحَافظُ: سَمِع بَقِيَّ بن مَخْلَدٍ وطَبقَته، قَالَ وَأَوَّلُهُم عَبْدُ الرحمنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله بنِ أَحْمَدَ التَّمِيميُّ السَّعْدِيُّ أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَ عَن محمدِ بنِ أَبي بكر الرَّضِيّ الصِّقِلِّيّ، وابنُه إِبراهيمُ حَدَّث عَن السِّلَفِيّ، وعبدُ العــزيزِ بنُ الحسينِ حَدَّثَ أَيضاً، وابْنُهُ عَبْدُ القَوِيِّ، وَهُوَ الْمَذْكُور فِي قَول المصنِّف، كَانَ المُنْذِرِيُّ يَتكلَّم فِي سَمَاعِهِ للسِّيرةِ عَن ابنِ رِفَاعَةَ، وكانَ ابنُ الأَنْمَاطِي يُصَحِّحُه، وابنُ أَخِيهِ أَبُو الفَضْل أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العــزيزِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ، وأَبُو إِبْرَاهِيمَ بنُ عبدِ الرحمنِ بن عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ بنِ الجَبَّابِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ أَيْضاً، أَخَذَ عَنْهُمَا الدِّمْيَاطِيُّ، وأَجَازَا للدَّبُّوسِيِّ.
قلت: وأَبو القاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَبَّاب من شُيُوخِ ابْن الجوَّانيّ النَّسَّابَةِ (مُحَدِّثُونَ) .
( {والجُبَابَاتُ بالضَّمِّ: ع قُرْبَ ذِي قَارٍ) نَقله الصاغانيُّ.
(} والجَبْجَبَةُ) قَالَ أَبو عبيدةَ: هُوَ (أَتَانُ الضَّحْلِ) وَهِي صَخْرَةُ المَاءِ وسيأْتي فِي (ضحل) وَفِي (أَتن) (و) {الجُبْجُبَةُ (بضَمَّتَيْنِ) : وِعَاءٌ يُتَّخذ من أَدَمٍ يُسْقَى فِيهِ الإِبلُ، ويُنقَع فِيهِ الهَبِيدُ،} والجُبْجُبَة (: الزَّبِيلُ من جُلُود) يُنْقَلُ فِيهِ التُّرَابُ، والجَمْعُ {الجَبَاجِبُ، وَفِي حَدِيث عُرْوَةَ (إِنْ مَاتَ شيءٌ منَ الإِبل فخُذْ جِلْدَهُ فاجْعَلْهُ} جَبَاجِبَ) أَيْ زُبُلاً، وَفِي حَدِيث عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ (أَنَّهُ أَودَع مُطْعِمَ بنَ عَدِيَ، لمَّا أَرَادَ أَنْ يُهَاجِر، جُبْجُبَةً فِيهَا نَوًى من ذَهَب) هِيَ زِنْبِيلٌ لَطِيفٌ من جُلُودٍ، ورَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بالفَتْحِ، والنَّوَى: قِطَعٌ من ذَهَبٍ، وزْنُ القِطْعَةِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ (و) الجَبْجبَةُ (بفَتْحَتَيْنِ وبِضَمَّتَيْنِ) والجُبَاجِبُ أَيضاً كَمَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (: الكَرِشُ) كَكَتِفٍ (يُجْعَلُ فِيهِ اللَّحْمُ) يُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ، وَقد يُجْعَل فِيهِ اللَّحْمُ (المُقَطَّع) ويُسَمَّى الخَلْعَ، (أَو هِيَ الإِهَالَةُ تُذَابُ و) تُحْقَن أَي (تُجْعَلُ فِي كَرِشٍ، أَو) هِيَ عَلى مَا قالَ ابنُ الأَعرابيّ (: جِلْدُ جَنْبِ البَعِيرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخَذُ فِيهِ اللَّحْمُ) الَّذِي يُدْعَى الوَشِيقَةَ، {وتَجَبْجَبَ، واتَّخَذَ} جَبْجَبَةً إِذَا اتَّشَقَ، والوَشِيقَةُ: لَحْمٌ يُغْلَى إِغْلاءَةً ثمَّ يُقَدَّدُ، فهُوَ أَبْقَى مَا يَكُون، قَالَ حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيُّ:
إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ
فَلاَ تُهْدِ مِنْهَا واتِّشِقْ {وتَجَبْجَبِ
وَقَالَ أَبو زيد:} التَّجَبْجُبُ أَنْ تَجْعَلَ خَلْعاً فِي {الجُبْجُبَةِ، وأَمَّا مَا حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبَانٌ جُبْجُبَةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ} بالجُبْجُبَة الَّتِي يوضعُ فِيهَا هَذَا الخَلْعُ، شبَّهه بهَا فِي انْتِفَاخِه وقِلَّة غِنَائِه.
( {وجُبْجُبٌ، بالضَّمِّ: مَاءٌ) معروفٌ، نَقله الصاغانيُّ هَكَذَا، وزادَ المصنفُ (قُرْبَ المَدِينَةِ) ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، قَالَ:
يَا دَارَ سَلْمَى بِجُنُوبُ يَتْرَبِ
} بجُبْجُبٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ جُبْجُبِ
ويَتْرَبُ، على مَا تقدّم، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ: موضعٌ باليَمَامة، وكأَنّ المصنفَ ظنّه يَثْرِب بالمثلثّة، فَلِذَا قَالَ قربَ الْمَدِينَة، وَفِيه نَظَرٌ.
(وماءٌ {جَبْجَابٌ) بالفَتْحِ، (} وجُبَاجِبٌ) ، بالضَّمِّ (: كَثِيرٌ) قَالَ أَبو عُبَيْدَة: وليسَ جُبَاجِبٌ بِثَبْت، كَذَا قَالَه ابنُ المُكَرَّم، وَنَقله الصاغانيُّ عَن ابْن دُرَيْد، وأَهمله الجوهريّ، (! والجَبْجَبُ) بالفَتْحِ، كَذَا فِي نسختنا، وَضَبطه فِي لِسَان الْعَرَب بالضمَّ (: المُسْتَوِي منع الأَرضِ) ليْسَ بحَزْنٍ، (وَبَقِيعُ الجَبْجَبِ:) مَوْضِع (بالمَدِينةِ) المُشَرَّفَةِ، ثَبت فِي نسختنا، وَكَذَا فِي النُّسْخَة الطَّبلاويَّةِ، كَذَا قَالَ شَيخنَا: ومُقْتَضَى كَلَامه أَنه سَقَطَ مِمَّا عدَاهَا من النّسخ، واللفظُ ذكره أَبو دَاوُودَ فِي سُنَنِه، والرواةُ على أَنه بجِيمَيْنِ (أَو هُوَ بالخَاء) الْمُعْجَمَة فِي (أَوَّلِهِ) ، كَمَا ذكره السُّهَيْلِيُّ وَقَالَ: إِنه شجرٌ عُرِف بِهِ هَذَا الموضِعُ.
قلت: فيكونُ نِسْبةُ البَقِيعِ إِليه كنِسْبته إِلى الغَرْقَدِ، ويَنبغِي ذِكرُه فِي فصل الخَاء، قَالَ شَيخنَا: وَقد ذكره صَاحب المراصد بِالْجِيم، وأَشار إِلى الْخلاف. (والجَبَاجِبُ: الطَّبْلُ) فِي لُغَة اليَمَنِ، نَقله الصاغانيّ، (و) قَالَ الزُّبير بن بكّار: الجَبَاجِبُ (: جِبَالُ مَكَّةَ، حَرَسَهَا الله تَعَالَى، أَو أَسواقُها، أَو مَنْحَرٌ) ، وَقَالَ البرقيُّ: حَفَرٌ (بِمِنًى كَانَ يُلْقَى بِهِ الكُرُوشُ) أَي كُرُوشُ الأَضَاحي فِي أَيام الحَجِّ، أَو كَانَ يُجْمَع فِيهَا دَمُ البُدْنِ والهَدَايَا، والعَرَبُ تُعَظِّمُهَا وتَفْخَرُ بِهَا، وَفِي الناموس: الأَوْلَى تَعْبيرُ النّهَاية بأَصْحَابِ الجَبَاجِبِ، هِيَ أَسماءُ منازِلَ بمِنًى إِلى آخِرها، وَقد كفَانَا فِي الردِّ عَلَيْهِ بِمَا يَلِيقُ بِهِ شيخُنَا الإِمَامُ، فَلَا يحْتَاج إِلى إِعادةِ تَجْرِيعِ كَأْسِ المَلامِ، وأَما الحَدِيث الَّذِي عُنيَ بِهِ مُلاَّ عَلِيّ فَفِي غيرِ كتب الحَدِيث فِي بَيْعَةِ الأَنْصَارِ: نَادَى الشَّيْطَانُ بِأَصْحَاب الجَبَاجِبِ، قَالَ أَبو عُبيدة: هِيَ جَمْعُ جُبْجُبٍ بالضَّمِّ، وَهُوَ المستَوِي من الأَرْضِ ليْسَ بحَزْن، وَهِي هَاهُنَا أَسماءُ منازلَ بمِنًى، سُمِّيَت بِهِ لأَن كُرُوشَ الأَضَاحِي تُلْقَى فِيهَا أَيامَ الحجِّ، وَالَّذِي ذكره شيخُنَا عَن ابْن إِسحاقَ نَاقِلا عَن ابْن بَحر، وَذكر فِي آخرِه أَنه خَلَتْ مِنْهُ زُبُرُ أَكثرِ اللُّغَوِيّين، فقد أَشرنا إِليه آنِفاً عَن الأَزهريّ، فَفِيهِ مَقْنَعٌ لكلّ طالبٍ رَاغِب.
(و) الجَبَاجِب كالبَجَابِج (: الضِّخَامُ مِنَ النُّوقِ) قَالَه أَبو عَمْرو، ورَجُلٌ جُبَاجِبُ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كَانَ ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ، ونُوقٌ جَبَاجِبُ، قَالَ الراجز:
جَرَائِعٌ جَبَاجِبُ الأَجوَافِ
حُمُّ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَنْوَافِ
وإِبل! مُجَبْجَبَةٌ: ضَخْمَةُ الجُنُوبِ، أَنشد ابْن الأَعرابيِّ لصَبِيَّة قَالَت لأَبِيها:
حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ
فَحَسِّنَنْهَا يَا أَبَهْ
كَيْمَا تَجِىءَ الخَطَبَهْ
بِإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ
لِلْفَحْلِ فِيهَا قَبْقَبَهْ
ويروى مُخَبْخَبَهْ، تُرِيدُ مُبَخْبَخة، أَي يُقَال لَهَا: بَخٍ بَخٍ، إِعْجَاباً بهَا، فقُلِبَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَهَذَا التحقيقُ أَحْرَى بقولِ شيخِنا السابقِ ذِكرُه: أَنَّه خَلَت مِنْهُ زُبُرُ الأَكْثَرِينَ.
( {والمُجَابَّةُ) مُفَاعَلَةٌ (: المُغَالَبَة فِي الحُسْنِ و) غيرهِ من حَسَبٍ وجَمَالٍ، وقَدْ} جَابَّتْ جِبَاباً {ومُجَابَّةً، وقِيلَ هُوَ (فِي الطَّعَامِ) : أَنْ يَضَعَهُ الرَّجُلُ فَيَضَعَ غَيْرُه مِثْلَهُ، نَقله الصاغانيّ.
(} والتَّجَابُّ) مِنْ بَابِ التَّفَاعُلِ أَنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلاَنِ أُخْتَيْهِمَا) نَقله الصاغانيُّ.
( {وجَبَّانُ مُشَدّدَة: ة بالأَهْوَازِ) نَقله الصاغانيُّ.
(و) قَدْ (} جَبْجَبَ) إِذَا سَمِنَ، {وجَبْجَبَ إِذَا (سَاحَ فِي الأَرْضِ) عِبَادَةً، وجَبْجَبَ إِذَا اتَّجَرَ فِي الجَبَاجِبِ.
(وأَحْمَد بن} الجَبَّاب مُشَدَّدَة: مُحَدِّثٌ) ، لَا يخفى أَنَّه الحافِظُ أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ خالدٍ الأَنْدَلُسيُّ المتقدِّمُ ذِكرُه فذِكرُه ثَانِيًا تكرارٌ.
(و) جُبَيْبٌ (كزُبَيرٍ) هُوَ (أَبو جُمِعَةَ الأَنْصَارِيُّ) ، وَيُقَال الكِنَانِيُّ وَيُقَال القارِيُّ قيل: هُوَ جُبَيْبُ بنُ وَهْبٍ، بِالْجِيم وَقيل: ابْن سَبُعٍ، وَقيل: ابْن سِبَاعٍ، قَالَ أَبو حَاتِم: وَهَذَا أَصَجُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، نزل الشَّام، روى عَنهُ صالحُ بن جُبَيْرٍ الشامِيّ، (أَو هُوَ بالنُّونِ) ، كَمَا قَالَه ابْن ماكُولاَ وخَطَّأَ المستغفريَّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
ابنُ {الجُبَيْبِيِّ، نِسْبةٌ إِلى جَدِّه جُبَيْبٍ، هُوَ أَبو جَعْفَر حَسَّانُ بنُ محمدٍ الإِشبِيلِيُّ شَاعِرُ غَرْنَاطَةَ.
والجُبَّةُ: مَوْضِعٌ فِي جَبلِ طَيِّىءٍ جاءَ ذِكرُهَا فِي قَول النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ.
وحَبَابٌ كسَحابٍ: مَوضعٌ فِي دِيَارِ أَوْدٍ.
} واسْتَجَبَّ السِّقَاءُ: غَلُظَ، واسْتَجَبَّ الحُبُّ إِذا لم يَنْضَحْ وضَرِيَ. وجُبَيْبُ بنُ الحارِث، كزُبَيرٍ: صَحَابيٌّ فَرْدٌ.
{والأَجْبَابُ: وَادٍ، وَقيل: مِيَاهٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ تَلِي مَهَبَّ الشَّمَالِ، وَقَالَ الأَصمعيّ: هِيَ من مياهِ بَنِي ضَبِينَةَ، ورُبَّمَا قِيلَ لَهُ: الجُبُّ، وَفِيه يَقُول الشَّاعِر:
أَبَنِي كِلابٍ كَيْفَ يُنْفَى جَعْفَرٌ
وَبَنُو ضَبِينَةَ حَاضِرُو} الأَجْبَابِ
! والجُبَاجِبَةُ: مَاءَةٌ فِي دِيارِ بنِي كلابِ ابنِ ربيعةَ بنِ قُرْطٍ عَلَيْهَا نَخْلٌ، وَلَيْسَ على مِياهِهم نَخْلٌ غيرُها وغيرُ الجَرْوَلَةِ.
(ج ب ب) : (الْجَبُّ) الْقَطْعُ وَمِنْهُ الْمَجْبُوبُ الْخَصِيُّ الَّذِي اُسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وَخُصْيَاهُ وَقَدْ جُبَّ جَبًّا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْجَبُّ وَالْعُنَّةُ فِي الزَّوْجِ.

زم

(زم)
زما تقدم فِي السّير وَتكلم وبأنفه شمخ وتكبر يُقَال زم بِأَنْفِهِ عَنى رَفعه كبرا وَالْبَعِير وَنَحْوه بِأَنْفِهِ أَو بِرَأْسِهِ رَفعه لألم بِهِ والقربة وَنَحْوهَا زموما امْتَلَأت والزنبور أَو العصفور زميما صَوت وَالشَّيْء زما شده وَالْبَعِير وَنَحْوه جعل لَهُ زماما وَفُلَانًا كَلمته جعل لَهَا من الصَّوَاب غَرضا يَرْمِي إِلَيْهِ يُقَال مَا تَكَلَّمت بِكَلِمَة حَتَّى أزمها وأخطمها والحذاء وَنَحْوه شده بالزمام وَرَأسه وَبِه رَفعه يُقَال خطف الذِّئْب السخلة زاما بهَا رَأسه وَالْقَوْم تقدمهم كَأَنَّهُ زِمَام وَيُقَال زمت النَّاقة الْإِبِل كَانَت زماما لَهَا تتقدمها وَالشَّيْء ملأَهُ حَتَّى فاض
زم زَمَمْتُ النّاقَةَ أزُمُّها زَماً، وزِمَامُها: خِطَامُها، والجَميعُ الأزِمَّةُ والزَمّانُ. وزَمَّ الرجُلُ: أي تكَلمَ، يَزُم زَماً.
والعُصْفُوْرُ يَزُمُّ بصَوْتٍ له ضَعِيْفٍ، وكذلك الزُنْبُوْرُ. وأزَمَ الذئْبُ سَخْلَةً. وذَهَبَ بها زَامّاً: أي رافِعاً رَأسَه. وزَمِ بأنْفِه: رَفَعَه؛ فهو زَائم به. وزَمَ يَزُمُ: إذا تَقَدمَ وَطَلَعَ. وزَمَ نابُه: طَلَعَ. والزمْزَمَة: صَوْتٌ للعُلُوْجِ عِنْدَ الأكْلِ. والرعْدُ يُزَمْزِمُ ثئم يُهَدْهِدُ. وزَمْزَمُ: بِئرٌ في مَسْجِدِ مَكَّةَ. والزمْزوْمُ: جَماعَةُ الإبِلِ، وقيل: هي خِيَارُها. وهو في زُمْزُوْم قَوْمِه: أي سِرهم. والزَمْزِيْمُ: الجِلةُ من الإِبل. والزمْزِمَةُ: الجماعَة من الناس. والزمةُ: الجَماعَةُ من الطَيْرِ.
والإزْمِيْمُ - على وَزْنِ إكْلِيْلٍ -: الهِلالُ إذا اسْتَسَرَّ. وهوعلى زَمَمِه: أي قَصْدِه. ويقولون: لا والذي وَجْهِي زَمَمَ قِبْلَتِه ما فَعَلْتُ كذا. وداري من دارِه زَمَمٌ: أي قَرِيبٌ. وهو علن زِمَامٍ من أمْرِهِ: أي علن شَرَفٍ منه، وزَمَمٍ: مِثْلُه. ومَلأتُ الإناءَ وزَمَمْتُه فَزَمَّ: أي امْتَلأ. وازْدَم بالشيْءِ: ذَهَبَ به. وزِيْزَــم: حِكَايَةُ عَزِيْفِ الجِنِّ.
باب الزاي والميم ز م، م ز مستعملان

زم: زمّ: فِعْلٌ من الزِّمام، [تقول] : زَمَمْتُ النّاقة أَزُمُّها زَمّاً. والزِّمام: الخَيْط الذّي في أنفها، والجميعُ: الأزمّة. والعُصْفور يَزِمُّ بصوتٍ له ضعيف، والعِظامُ من الزنابير يَفْعَلْنَ ذلك. والذِّئب يَذْهَب بالسَّخْلة زامّاً، أي: رافعاً رأسه، وقد ازدمّ سَخْلةً فذهب بها. والزَّمْزمةُ، تَكَلُّف العُلُوج الكلامَ عند الأكل والشُّرب من غير استعمال اللّسان والشّفة، ولكنّه صوت تديره في خياشيمها وحُلُوقها. والزَّمْزَمةُ: الجماعةُ من النّاس. وزَمْزَم: بئرٌ في مَسْجِد مكّة عند البيت. والرّعد يزمزم ثمّ يهدهد، قال :

هدّاً كهدّ الرّعد ذي الزمازم مز: المِزُّ: اسم الشّيء المــزيز. مزّ يَمَزُّ مزازةً، وهو الذّي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته وجودته. والمُزُّ من الرُّمّان: ما كان طَعْمُه بين حُمُوضةٍ وحلاوة. والمُزُّة: الخمرُ اللّذيذة الطّعم. وهي: المُزّاء، جعل ذلك اسماً لها، ولو كان نعتاً لقلت: مُزَّى، قال :

[لا تَحْسَبَنَّ الحربَ نَوْم الضُّحَى] ... وشُرْبَكِ المُزّاءَ بالباردِ

والتَّمَزُّزُ: شُرْبُ المزّاء وأكل الرمان [المز] .. والتمزز: المصُّ. تَمَزَّزْته: تمصَّصْته قليلاً قليلاً، والمزّة: المصّة، قال أبو دواد:

تمزَّزْتها ومعي فتيةٌ ... يُميتُونَ مالاً ويُحْيُونَ مالا

زم

1 زَمَّهُ, (K,) aor. ـُ inf. n. زَمٌّ, (TA,) He tied, or bound, it: fastened it; or made it fast. (K.) b2: زَمَّ البَعِيرَ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) aor. and inf. n. as above, (Msb, TA,) He attached, (ISk,) or put, (Mgh,) or tied, or fastened, (Msb,) to the camel, (ISk, Mgh, Msb,) the زِمَام [q. v.], (ISk, Mgh,) or his زِمَام; (Msb;) he put in the camel's بُرَة, or his خِزَام, [each meaning a nose-ring,] or his خِشَاشَة, [or خِشَاش, a wooden thing fixed in the bone of the nose,] the زِمَام, and tied it, or fastened it, in order to restrain him thereby; (Har p. 329;) i. q. خَطَمَهُ: (S, K:) and ↓ زَمَّمَ الجِمَالَ [He attached أَزِمَّة (pl. of زِمَام) to the camels], (TA,) or الجِمَالُ ↓ زُمِّمَ [The camels had أَزِمّة attached to them]; (S) with teshdeed because relating to several objects. (S, TA.) b3: Hence, زَمَّ نَفْسَهُ (assumed tropical:) He restrained, or withheld, himself. (Mgh.) And زُمَّتِ الأَلْسِنَةُ (assumed tropical:) The tongues were restrained, or withheld. (Har p. 329.) and مَا أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ حَتَّى أَخْطِمَهَا وَأَزُمَّهَا (assumed tropical:) [I say not a saying until I qualify it to be used with cogency or efficiency]. (TA.) b4: Hence also, (Mgh,) زَمَّ النَّعْلَ, (S, Mgh, TA,) [aor. and] inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He attached a زِمَام [q. v.] to the sandal; (S, Mgh, TA;) as also النعل ↓ ازمّ. (Mgh, TA.) b5: [Hence likewise,] زَمَّ بِأَنْفِهِ, said of a camel, (assumed tropical:) He raised [his nose, and consequently] his head, by reason of a pain in it. (K.) And the same phrase, (S, K,) said of a man, (TA,) (assumed tropical:) He elevated his nose, from pride; (K;) or he magnified, or exalted, himself; or was proud; (S, K; *) as also ↓ اِزْدَمَّ; (K;) and ↓ زامّ, inf. n. مُزَامَّةٌ. (TA.) b6: And زَمَّ بِرَأْسِهِ (tropical:) He raised his head; (K, TA;) inf. n. as above: (TA:) [and so زَمَّ رَأْسَهُ: for] you say, أَخَذَ الذِّئْبُ سَخْلَةً

رَأْسَهُ ↓ فَذَهَبَ بِهَا زَامًّا, i. e. (assumed tropical:) [The wolf took a newborn lamb or kid, and went away with it] raising [his head], (S, TA,) or ↓ زَمًّا i. e. raising with it his head: (TA:) and you say of the wolf, زَمَّهَا and ↓ اِزْدَمَّهَا, both meaning the same, (S, K,) i. e. He took it, namely, the new-born lamb or kid, raising his head, or its head, (accord. to different copies of the K,) with it. (TA.) b7: زَمَّ القِرْبَةَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He filled the water-skin. (K, TA.) A2: زَمَّتِ القِرْبَةُ, [aor., accord. to rule, زَمِّ,] inf. n. زُمُومٌ, (tropical:) The water-skin became full: thus the verb is intrans. as well as trans. (K, TA.) b2: And زَمَّ said of a camel's tush, (assumed tropical:) It rose. (TA.) b3: And (assumed tropical:) He went forward, or onward; or before, or ahead; (S, K, TA;) as some say, (TA,) in journeying: (S, K, TA:) in this sense, the inf. n. is زَمٌّ. (TA.) A3: Also, (inf. n. زَمٌّ, A'Obeyd, TA,) He spoke, or talked. (A'Obeyd, K, TA.) b2: One says also of the sparrow, يزمّ بِصَوْتٍ لَهُ ضَعِيفٍ [app. يَزِمُّ, as it is intrans., meaning The sparrow chirps with a feeble voice peculiar to it]: and thus do large hornets. (TA.) 2 زَمَّّ see 1, second sentence, in two places.3 زَاْمَّ see 1.

A2: You say also, خَرَجْتُ مَعَهُ أُزَامُّهُ, and أُخَازِمُهُ, i. e. أُعَارِضُهُ [meaning (assumed tropical:) I went forth with him taking a different way from his until we both met in one place: see خَازَمَهُ]. (TA.) 4 أَزْمَ3َ see 1, in the former half of the paragraph.7 انزمّ It was, or became, tied, or bound; fastened; or made fast. (K.) 8 إِزْتَمَ3َ see 1, in the latter half of the paragraph, in two places. b2: One says also, ازدمّ الشَّىْءَ إِلَيْهِ, meaning (assumed tropical:) He stretched forth the thing to him. (TA.) R. Q. 1 زَمْزَمَةٌ [as inf. n. of زَمْزَمَ, and also as a simple subst.,] A distant sounding or sound, such as is confused and continued. (K.) Yousay, of a thing, زَمْزَمَ, meaning It made a distant sound, confused and continued: and سَمِعْتُ زَمْزَمَةً

I heard a distant sound, confused and continued. (TK.) b2: The sounding, or sound, of thunder: (Az, S:) or the consecutive reiteration of the sound of thunder; which is the best kind of sounding thereof, and the surest symptom of rain. (M, K.) One says, الرَّعْدُ يُزَمْزِمُ The thunder sounds with consecutive reiteration. (TK.) Accord. to AHn, the زَمْزَمَة of thunder is [The sounding thereof] when it is not loud and clear. (TA.) b3: The speaking, or speech, of the Magians, on the occasion of their eating, (S, IAth,) with a low voice: (IAth:) or the gibbering, or uttering gibberish or jargon, one to another, of the Persians, or other foreigners, (تَرَاطُنُ العُلُوجِ,) over their eating, while they are [in a manner] speechless, not making use of tongue nor of lip [so as to articulate]; it being a sound which they roll in their noses and their fauces, but such that they understand one another: (K:) or زَمْزَمَ, said of a Magian, means He affected, or constrained himself, to speak, on the occasion of eating, while closing his mouth: whence the saying, وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ [And forbid ye them from the affecting, &c.]. (Mgh.) b4: The crying [or roaring], or the cry [or roar], of the lion. (K.) You say of him, زَمْزَمَ [He cried, or roared]. (TA.) b5: It is also [The uttering, or utterance, of a sound, or of the voice,] from the chest, when it is not clear. (TA.) b6: Also The crying [or whinnying or neighing], or the cry [or neigh], of the horse: [see مُزَمْزِمٌ:] so in the saying, حَوْلَ الصِّلِّيَانِ الزَّمْزَمَةُ [Around the صلّيان (a kind of plant, or herbage,) is whinnying or neighing]: (Meyd:) this is a prov., applied to a man who hovers round about a thing, and does not make apparent his desire: (Meyd, TA:) or to a man who is served for the sake of his wealth: (Meyd:) the صلّيان is one of the most excellent kinds of pasture: and the prov. means that the cries and clamour that one hears are for the desire of what is to be eaten and enjoyed: Z says, (TA,) the صلّيان is cut for the horses that do not quit the tribe; (Meyd, TA;) and they neigh, or whinny, (تُزَمْزِمُ, and تُحَمْحِمُ,) around it: (TA:) some relate it otherwise, saying حَوْلَ الصُّلْبَانِ [around the crosses], pl. of صَلِيبٌ; and الزَّمْزَمَةُ [they say] means the crying, or cry, of the worshipper thereof. (Meyd.) A2: زَمْزَمَ also signifies He kept, guarded, or took care of, a thing. (TA.) b2: And زَمْزَمْتُ المَالَ, inf. n. زَمْزَمَةٌ, I collected together the cattle, or property, and drove back, or put back, the outer ones, or outer portions, of what had become scattered thereof. (TA.) R. Q. 2 تَزَمْزَمَ, said of a camel, He brayed; syn. هَدَرَ. (K. [See also R. Q. 1, which has nearly the same meaning.]) b2: تَزَمْزَمَتْ بِهِ شَفَتَاهُ His lips moved with it. (TA.) زَمٌّ [an inf. n. used in the sense of an act. part. n.]: see زَامٌّ: b2: and see also 1, in the latter half of the paragraph.

زَمَم is thought by ISd to be used only as an adv. n.: (TA:) [but see what follows.] وَجْهِى زَمَمَ بَيْتِهِ means My face is towards his house. (K.) An Arab of the desert said, لَا وَالَّذِى وَجْهِى زَمَمَ بَيْتِهِ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا, meaning [No, by Him] towards whose house [is my face, it was not thus and thus, or such and such things did not happen]. (S.) b2: One says also, دَارِى مِنْ دَارِهِ زَمَمٌ, (S,) or دَارِى زَمَمَ دَارِهِ, (K, TA, in the CK زَمَمُ,) (tropical:) My house is near to his house. (S, K, TA.) b3: and أَمْرُهُمْ زَمَمٌ (assumed tropical:) Their affair, or case, is conformable to the just mean; like أَمَمٌ: (S, K:) or easy, not exceeding the due measure, bound, or limit. (Lh, TA.) زِمَامٌ A thing with which one ties or binds, fastens, or makes fast: (K:) meaning [the noserein of a camel; i. e.] the cord that is tied to the بُرَة [or خِزَام, each meaning nose-ring of a camel], or to the خِشَاش [or wooden thing fixed in the bone of the nose], and to which, (S, Mgh, Msb, TA,) i. e. to the end of which, (S, TA,) is tied the مِقْوَد [or leading-rope]: (S, Mgh, Msb, TA:) and (afterwards, Msb) also applied to the مِقَوْد (S, Msb, TA) itself: (Msb:) pl. أَزِمَّةٌ. (Msb, K.) [See also خِطَامٌ.] It is said in a trad., لَا زِمَامَ وَلَا خِزَامَ فِى الإِسْلَامِ [There shall be no nose-rein nor nosering by which to lead a man in El-Islám]: meaning a practice of the devotees of the Children of Israel, who used to attach rings and reins to the noses, like as is done to the she-camel in order that she may be led thereby. (TA.) b2: [Hence,] زِمَامُ الأَمْرِ (assumed tropical:) That by means of which the thing, or affair, subsists, and is conducted, or managed, and ordered. (TA.) And أَلْقَى فِى يَدِهِ زِمَامَ أَمْرِهِ (assumed tropical:) [He put in his hand, or power, the means of conducting his affair, or the conduct of his affair]: and يُصَّرِفُ أَزِمَّةَ الأُمُورِ (assumed tropical:) [He disposes as he pleases the various means of conducting the affairs]. (TA.) And هُوَ عَلَى زِمَامٍ مِنْ أَمْرِهِ (assumed tropical:) He is on the point of accomplishing his affair. (TA.) and النَّاقَةُ زِمَامُ الإِبِلِ (assumed tropical:) [The she-camel is the leader of the other camels]: said when she goes before them. (TA.) And هُوَ زِمَامُ قَوْمِهِ (assumed tropical:) [He is the leader of his people, or party]: and هُمْ أَزِمَّةٌ قَوْمِهِمْ (assumed tropical:) [They are the leaders of their people, or party]. (TA.) [See also De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., i. 261 and 503; and see Quatremère's Hist. des Sultans Mamlouks, vol. i., sec. part, pp. 65 and 66.] b3: زِمَامُ النَّعْلِ (assumed tropical:) [The زمام of the sandal] is the thing to which the شِسْع is attached, or tied: (S:) or the thong that is between the middle toe and that next to it, to which the شِسْع is attached, or tied: [but for the latter of these explanations, it seems that we should read the thong that is between the middle toe and that next to it: or the thong to which the شِسْع is attached, or tied: the شِسْع being the thong that passes through the sole, and between two of the toes, and to which the شِرَاك is attached: for it appears that the term زِمَام is applied by some to the thong called by others the شِرَاك, extending between the leg and the toes: and by some, to what is called by others the شِسْع, or قِبَال: to the latter as being likened to the cord that is tied to the camel's nose-ring; and to the former as being likened to the leading-rope which is tied to that cord: it being] a metaphorical term, from the زِمَام of the camel: (Mgh:) it is [said to be] the thong lies upon the back [meaning upper side] of the foot, [extending] from, or [consisting] of, the fore part of the شِرَاك, lengthwise: [for the term شِرَاك (q. v.) is sometimes used in a larger sense than that above assigned to it:] or it is like the قِبَال, [which is expl. in the same manner as the شِسْع, i. e., as] being between the middle toe and that next to it: (Har p. 539:) [and thus it is expl. by J and Mtr and F in another art.;] the قِبَال of the sandal is its زِمَام, (S, and Mgh and K in art. قبل,) i. e. its thong which is (Mgh in that art.) between the middle toe and next to it. (S and Mgh and K in that art.) زَمَّمٌ or زَمَّمُ: see زَمْزَمٌ.

زُمَّامٌ Tall herbs, (K,) rising above such as are termed لُعَاع. (TA.) زَمْزَمٌ Copious, or abundant, water; as also ↓ زُمَازِمٌ: (K:) [or] the latter, (Kz, TA,) [and app. the former also,] and ↓ زُمَزِمٌ, (IKh, TA,) and ↓ زَمْزَامٌ, (Kz, TA,) brackish water; i. e. such as is between salt and sweet. (IKh, Kz, TA.) b2: Also, (accord. to some copies of the S and K,) or زَمْزَمُ, (accord. to other copies of the same, and accord. to the Msb,) imperfectly decl., because of the fem. gender and a proper name, (Msb,) the name of The well of Mekkeh, (so in a copy of the S and in the Msb,) or a certain [celebrated] well in Mekkeh, (so in another copy of the S,) [i. e.] a certain well adjacent to the Kaabeh; (K;) so called [because its water is somewhat brackish, or] because of the copiousness of its water; (JM;) as also ↓ زُمَزِم [i. e. زُمَزِمٌ or زُمَزِمُ], (IAar, TA,) and ↓ زُمَازِمٌ [or زُمَازِمُ], and ↓ زَمَّمٌ or زَمَّمُ, (accord. to different copies of the K,) the last (زَمَّم) on the authority of IAar. (TA.) The names of this well, collected from trads. and lexicons, have been found to amount to more than sixty. (TA.) b3: زَمْزَم [with or without tenween] is also the name of A celebrated well at El-Medeeneh, which is regarded as a means of obtaining a blessing, and the water of which is drunk and transported [like that of the more celebrated well of the same name at Mekkeh]. (TA.) A2: زَمْزَمٌ or زَمْزَمُ (accord. to different copies of the S, [used by a poet with tenween, but probably by poetic license, for it is app. a fem. proper name, and therefore imperfectly decl.,]) is also A name of, or for, a she-camel, like عَيْطَل. (S.) زِمْزِمٌ: see زِمْزِمَةٌ, in two places.

زُمَزِمٌ or زُمَزِمُ: see زَمْزَمٌ, in two places.

زَمْزَمَةٌ [inf. n. of R. Q. 1 (q. v. passim); and also used as a simple subst., of which the pl. is زَمَازِمُ]. You say رَعْدٌ ذُو زَمَازِمَ and هَدَاهِدَ [Thunder having confused and continued, or murmuring, sounds, heard from a distance]. (TA.) And زَمَازِمُ النَّارِ The sounds of the blazing of fire. (TA.) زِمْزِمَةٌ A company, or collection, (S, K,) of men, (S, TA,) whatever it be: (TA:) or any collection; as also زمزوم [i. e. ↓ زُمْزُومٌ]: (Ham p. 233:) or fifty, (K,) and thereabout, (TA,) of camels, and of men; (As, K;) as also ضِمْضِمَةٌ; (As, TA;) neither of which words is formed by substitution from the other: (TA:) pl. زمازم [i. e.

زَمَازِمُ], (Ham ubi suprà,) and [coll. gen. n.] ↓ زِمْزِمٌ, (S, * TA,) occurring in the saying of a rájiz, (S,) Aboo-Mohammad El-Fak'asee, (TA,) إِذَا تَدَانِى زِمْزِمٌ مِنْ زِمْزِمِ [When companies draw near to companies]. (S, TA.) Also A distinct number of jinn, or genii: or of beasts of prey. (K.) And A herd of camels among which are no young ones, or little ones; and so ↓ زِمْزِيمٌ: (K:) or, accord. to EshSheybánee, ↓ زِمْزِمٌ and ↓ زِمْزِيمٌ signify large, big, or bulky, camels. (S.) سَحَابٌ زَمْزَامٌ Clouds thundering, but not loudly and clearly. (AHn, TA.) [Accord. to one passage in the TA, زَمْزَامٌ seems to be expl. by IKh as meaning Thundering much: but the passage appears to be incorrectly transcribed.] b2: See also زَمْزَمٌ.

زُمْزُومٌ The best, or excellent, or choice, of camels: or a hundred thereof. (K.) And The best of a people; (K, TA;) the choice, best, or most excellent, portion thereof: in one copy of the K, [and so in the CK,] شَرُّهُمْ is put in the place of سِرُّهُمْ. (TA.) b2: See also زِمْزِمَةٌ.

زِمْزِيمٌ: see زِمْزِمَةٌ, last sentence, in two places.

زُمَازِمٌ or زُمَازِمُ: see زَمْزَمٌ, in two places.

زَامٌّ [act. part. n. of زَمَّ]. زَأَمَّهَا [meaning Attaching a زِمَام to her] occurs used by poetic license for زَامَّهَا, because of the concurrence of two quiescent letters; like اِسْوَأَدَّتْ for اِسْوَادَّتْ. (S.) b2: (assumed tropical:) Magnifying, or exalting, himself; or elevating his nose, from pride: (S, TA:) [and in like manner ↓ زَمٌّ:] one says, زَأَيْتُهُ زَمًّا (assumed tropical:) I saw him magnifying, or exalting, himself, &c., not speaking: (TA:) pl. of the former زُمَّمٌ. (S, TA.) b3: See also 1, in the latter half of the paragraph. b4: Also, accord. to El-Harbee, applied to a man, (assumed tropical:) Fearing, or afraid; syn. فَزِعٌ. (TA.) زِيزَــمٌ: see what next follows.

زِيزِــيمٌ a word imitative of The low, or faint, sound of the jinn, or genii, that is heard by night in the deserts; (TA in this art. and in art. زيم;) and so ↓ زِيزَــمٌ: (IAar, K * and TA in art. زيم:) Ru-beh says, تَسْمَعُ لِلْجِنِّ بِهِ زِيزِــيمَا [Thou hearest therein a low, or faint, sound of the jinn by night]. (TA.) الإِزْمِيمُ One of the nights called لَيَالِى المُحَاقِ [meaning the last three nights of the lunar month]. (K.) b2: And The decrescent moon in the last part of the [lunar] month, (K,) when it becomes slender and bow-shaped: Dhu-r-Rummeh uses it in this sense without the article ال: and Th says that إِزْمِيمٌ is one of the names of the [moon when it is termed] هِلَال. (TA.) إِبِلٌ مُزَمَّمَةٌ: see what next follows.

بَعِيرٌ مَزْمُومٌ A camel having a زِمَام attached to him; syn. مَخْطُومٌ: and ↓ إِبِلٌ مُزَمَّمَةٌ camels having أَزِمَّة attached to them; syn. مُخَطَّمَةٌ. (TA.) فَرَسٌ مُزَمْزِمٌ فِى صَوْتِهِ A horse quavering, or trilling, his voice, [or whinnying or neighing,] and prolonging it. (A'Obeyd, TA.)

هوا

هوا: الهَواء، ممدود: الجَوُّ ما بين السماء والأَرض، والجمع

الأَهْوِيةُ، وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى، وكلُّ فارغٍ هَواء. والهَواء:

الجَبانُ لأَنه لا قلب له، فكأَنه فارغٌ، الواحد والجمع في ذلك سواء. وقلب هواء:

فارغٌ، وكذلك الجمع. وفي التنزيل العــزيز: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ يقال

فيه: إِنه لا عُقولَ لهم. أَبو الهيثم: وأَفْئِدَتُهم هَواء قال كأَنهم لا

يَعْقِلون من هَوْلِ يوم القيامة، وقال الزجاج: وأَفْئِدَتُهم هَواء أَي

مُنْحَرِفة

(* قوله« منحرفة» في التهذيب: منخرقة.)

لا تَعِي شيئاً من الخَوْفِ، وقيل: نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم؛

قال حسان:

أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي،

فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه

والهَواء والخَواء واحد. والهَواء: كل فُرْجةٍ بين شيئين كما بَيْنَ

أَسْفَلِ البيت إِلى أَعْلاه وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها. ويقال: هَوَى

صَدْرُه يَهْوِي هَواء إِذا خلا؛ قال جرير:

ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه،

لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا

أَي هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَواء أَي خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء

الذي بين السماء والأَرض؛ وقال زهير:

كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ،

من الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤه هَواه

وقال الجوهري: كل خالٍ هَواء؛ قال ابن بري: قال كعب الأَمثال:

ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ

هَواء كسَقْبِ البان، جُوفٍ مَكاسِرُهْ

قال: ومثله قوله عز وجل: وأَفْئِدَتُهم هَواء؛ وفي حديث عاتكة:

فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ

أَي بَعِيدةٌ خاليةُ العقول من قوله تعالى: وأَفْئِدَتُهم هَواء.

والمَهْواةُ والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهاوِيةُ: كالهَواء. الأَزهري:

المَهْواةُ مَوْضِع في الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل وغيره: ويقال:

هَوَى يَهْوِي هَوَياناً، ورأَيتهم يَتَهاوَوْنَ في المَهْواةِ إِذا سقط

بعضُهم في إِثْر بعض. الجوهري: والمَهْوَى والمَهْواةُ ما بين الجبلين

ونحو ذلك. وتَهاوَى القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم في إِثر بعض.

وهَوتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي: فتَحَت فاها بالدم؛ قال أَبو النجم:

فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا

لِلشِّقِّ، يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا

وقال ذو الرمة:

طَوَيْناهُما، حتى إِذا ما أُنِيخَتا

مُناخاً، هَوَى بَيْنَ الكُلَى والكَراكِرِ

أَي خَلا وانفتح من الضُّمْر. وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى: سَقَط؛ قال

يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي:

وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ، كما هَوَى،

بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوِي

وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت على صيد أَو غيره ما لم

تُرِغْه، فإِذا أَراغَتْه قِيل: أَهْوَتْ له إِهْواء؛ قال زهير:

أَهْوَى لها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ

رِيش القَوادِمِ، لَمْ يُنْصَبْ له الشَّبَك

والإِهْواء: التَّناوُل باليد والضَّرْبُ، والإِراغةُ: أَن يَذْهَبَ

الصَّيدُ هكذا وهكذا والعُقاب تَتْبَعُه. ابن سيده: والإِهْواء والاهْتِواء

الضَّرب باليد والتناوُلُ. وهَوَت يدي للشيء وأَهْوَتْ: امْتَدَّت

وارْتَفَعَت. وقال ابن الأَعرابي: هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ، وأَهْوَى إِليه من

قُرْبٍ، وأَهْوَيْت له بالسيف وغيره، وأَهْوَيْت بالشيء إِذا أَوْمَأْت

به، وأَهْوَى إِليه بيده ليأْخذه. وفي الحديث: فأَهْوَى بيده إِليه أَي

مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه. يقال: أَهْوَى يَده وبيده إِلى الشيء

ليأْخذه. قال ابن بري: الأَصمعي ينكر أَن يأْتي أَهْوَى بمعنى هَوَى، وقد

أَجازه غيره، وأَنشد لزهير:

أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ

وكان الأَصمعي يرويه: هَوَى لها؛ وقال زهير أَيضاً:

أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ كالطَّيْرِ حانيةً،

ثم اسْتَمَرَّ عليها، وهو مُخْتَضِعُ

قال ابن أَحمر:

أَهْوَى لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها،

وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا

وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه به. والهاوِي من الحُروف واحد:

وهو الأَلف، سمي بذلك لشدّة امتداده وسَعة مَخرجه. وهَوَتِ الرِّيح

هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قال:

كأَنَّ دَلْوِي في هَوِيِّ رِيحِ

وهَوَى، بالفتح، يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى:

سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل، وأَهْواهُ هُو. يقال: أَهْوَيْتُه إِذا

أَلقَيْتَه من فوق. وقوله عز وجل: والمُؤْتَفِكةَ أَهْوَى؛ يعني مَدائنَ قومِ لُوط

أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت. وهَوَى السهم هُوِيًّا: سَقَط من

عُلْو إِلى سُفْل. وهَوَى هَوِيًّا وهَى

(* قوله« وهوى هوياً وهى إلخ» كذا

في الأَصل، وعبارة المحكم: وهوى هوياً، وهاوى سار سيراً شديداً، وأَنشد

بيت ذي الرمة.) ، وكذلك الهُوِيّ في السير إِذا مضى. ابن الأَعرابي:

الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ، وقال أَبو زيد مثله، وأَنشد:

والدَّلْوُ في إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيُّ

وقال ابن بري: ذكر الرياشي عن أَبي زيد أَنَّ الهَوِيّ بفتح الهاء إِلى

أَسفل، وبضمها إِلى فوق؛وأَنشد: عَجْلَى الهُوي؛ وأَنشد:

هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء

فهذا إِلى أَسفل؛ وأَنشد لمعقر بن حمار البارقي:

هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ،

كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كاسِرُ

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي

يَنْحَطُّ، وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال. يقال: هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا،

بالفتح، إِذا هبط، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بالضم، إِذا صَعِدَ، وقيل بالعكس،

وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير. وفي حديث البراق: ثم

انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ. والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ. والمُهاواةُ:

شدَّة السير.

وهاوَى: سارَ سَيْراً شديداً؛ قال ذو الرمة:

فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى،

ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ خَواضِعِ

وفي التهذيب:

ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرينَ سَوامِ

وأَنشد ابن بري لأَبي صخرة:

إِيّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ،

وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ

الليث: العامة تقول الهَوِيُّ في مصدر هَوَى يَهْوي في المَهْواةِ

هُوِيًّا. قال: فأَما الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان، تقول:

جلست عنده هَوِيّاً. والهَويُّ: الساعة المُمتدَّة من الليل. ومضى هَويٌّ من

الليل، على فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ منه. وفي الحديث: كنتُ أَسْمَعُه

الهَوِيَّ من الليل؛ الهَوِيُّ، بالفتح: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص

بالليل. ابن سيده: مضى هَوِيٌّ من الليل وهُوِيٌّ وتَهْواء أَي ساعة منه.

ويقال: هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وغيرهما تَهْوي هُوِيّاً، فهي هاوِيةٌ

إِذا عَدَتْ عَدْواً شديداً أَرْفَعَ العَدْو، كأَنه في هَواء بئر تَهْوي

فيها، وأَنشد:

فشَدَّ بها الأَماعِزَ، وهْيَ تَهْوي

هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ

والهَوى، مقصور: هَوَى النَّفْس، وإِذا أَضفته إِليك قلت هَوايَ. قال

ابن بري: وجاء هَوَى النفْس ممدوداً في الشعر؛ قال:

وهانَ على أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى

نَحِنُّ إِليها، والهَواء يَتُوقُ

ابن سيده: الهَوى العِشْق، يكون في مداخل الخير والشر. والهَوِيُّ:

المَهْوِيُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِيـ

ـمِ، قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَويُّ

أَي فَقْدُ المَهْويِّ. وهَوى النفسِ: إِرادتها، والجمع الأَهْواء.

التهذيب: قال اللغويون الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه؛

قال الله عز وجل: ونَهى النفْسَ عن الهَوى؛ معناه نَهاها عن شَهَواتِها وما

تدعو إِليه من معاصي الله عز وجل. الليث: الهَو مقصور هَوى الضَّمير،

تقول: هَوِيَ، بالكسر، يَهْوى هَوًى أَي أَحبَّ. ورجل هَوٍ: ذو هَوًى

مُخامِرُه. وامرأَة هَوِيةٌ: لا تزال تَهْوى على تقدير فَعِلة، فإِذا بُنيَ

منه فَعْلة بجزم العين تقول هَيَّة مثل طَيَّة. وفي حديث بَيْعِ الخِيار:

يأْخُذُ كلُ واحد من البيع ما هَوِيَ أَي ما أَحب، ومتى تُكُلِّمَ بالهَوى

مطلقاً لم يكن إِلا مذموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ معناه كقولهم هَوًى

حَسَنٌ وهَوًى موافق للصواب؛ وقول أَبي ذؤيب:

سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُم

فتُخُرِّمُوا، ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ

قال ابن حبيب: قال هَوَيَّ لغة هذيل، وكذلك تقول قَفَيَّ وعَصَيَّ، قال

الأَصمعي: أَي ماتوا قبلي ولم يَلْبثُوا لِهَواي وكنت أُحِبُّ أَن أَموت

قبلهم، وأَعْنَقُوا لِهَواهم: جعلهم كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى

المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها، وهم لم يَهْوَوْها في الحقيقة، وأَثبت سيبويه

الهَوَى لله عز وجل فقال: فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلى الله بهَواه.

وهذا الشيءُ أَهْوى إليَّ من كذا أَي أَحَبُّ إِليَّ؛ قال أَبو صخر

الهذلي:

ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا،

في غَيْرِ ما رَفْثٍ ولا إِثْمِ،

أَهْوى إِلى نَفْسِي، ولَوْ نَزَحَتْ

مِمَّا مَلَكْتُ، ومِنْ بَني سَهْمِ

وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم

من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل،

والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه

هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس

تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال:

وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم

ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء:

تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ. والهَوى أَيضاً: المَهْويُّ؛ قال أَبو

ذُؤيب:زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيحِ، فإِنْ تَكُنْ

هَواكَ الذي تَهْوى، يُصِبْكَ اجْتِنابُها

واسْتَهْوَتْه الشياطينُ: ذهبت بهَواه وعَقْله. وفي التنزيل العــزيز:

كالذي اسْتَهْوَتْه الشياطينُ؛ وقيل: اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه،

وقيل: زيَّنت الشياطينُ له هَواه حَيْرانَ في حال حيرته. ويقال

للمُسْتَهام الذي استَهامَتْه الجنُّ: اسْتَهْوَته الشياطين. القتيبي: استَهْوته

الشَّياطينُ هَوَتْ به وأَذْهَبتْه، جعله من هَوَى يَهْوي، وجعله الزجاج

من هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت له الشياطينُ هَواه. وهَوى الرَّجل: ماتَ؛

قال النابغة:

وقال الشَّامِتُونَ: هَوى زِيادٌ،

لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ

قال: وتقول أَهْوى فأَخذ؛ معناه أَهْوى إِليه يَدَه، وتقول: أَهْوى

إِليه بيَدِه.

وهاوِيةُ والهاوِيةُ: اسم من أَسماء جهنم، وهي معرفة بغير أَلف ولام.

وقوله عز وجل: فأُمُّه هاوِيةٌ؛ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النار،

وقيل: إِنَّ الذي له بدل ما يسكن إِليه نارٌ حامية. الفراء في قوله،

فأُمُّه هاوِية: قال بعضهم هذا دعاءٌ عليه كما تقول هَوَتْ أُمه على قول العرب؛

وأَنشد قول كعب بن سعد الغنوي يرثي أَخاه:

هَوَتْ امُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً،

وماذا يُؤَدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ

(* قوله «هوت أمه» قال الصاغاني رادًّا على الجوهري، الرواية: هوت عرسه،

والمعروف: حين يثوب اهـ. لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب

الازهري.)

ومعنى هَوت أُمه أَي هلَكَت أُمُّه. وتقول: هَوَت أُمُّه فهي هاويةٌ أَي

ثاكِلةٌ. وقال بعضهم: أُمّه هاويةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه، كما تُؤْوي

المرأَةُ ابنها ، فجعلها إذْ لا مأْوى له غَيْرَها أُمًّا له، وقيل: معنى

قوله فأُمُّه هاويةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوي في النار؛ قال ابن بري: لو كانت

هاوية اسماً علماً للنار لم ينصرف في الآية. والهاوِيةُ: كلُّ مَهْواة لا

يُدْرَك قَعْرُها ؛ وقال عمرو بن مِلْقَط الطائي:

يا عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا،

كنتَ كمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ

وقالوا: إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتى

(* قوله «إذا أجدب الناس أتى إلخ» كذا في الأصل والمحكم.)

الهاوي والعاوي، فالهاوي الجَرادُ، والعاوي الذئبُ. وقال ابن الأَعرابي: إنما هو الغاوي، بالغين المعجمة، والهاوي، فالغاوي الجَرادُ، والهاوي

الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتي إلى الخِصْب. ابن الأَعرابي: إذا أَخْصَب

الزَّمانُ جاء الغاوي والهاوي؛ قال: الغاوي الجَراد وهو الغَوْغاء،

والهاوي الذئاب لأَن الذئاب تَهْوي إلى الخصب. قال: وقال إذا جاءت السنة جاء

معها أَعوانُها، يعني الجَراد والذئاب والأَمراض.

ويقال: سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا، وقد هَوَت أُذُنه تَهْوي.

الكسائي: هاوَأْتُ الرَّجل وهاوَيْتُه، في باب ما يهمز وما لا يهمز،

ودارَأْتُه ودارَيْتُه.

والهَواهي: الباطلُ واللَّغْوُ من القول ، وقد ذكر أَيضاً في موضعه؛ قال

ابن أَحمر:

أَفي كلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً

إليَّ ، وما يُجْدُونَ إلا الهَواهِيا؟

قال ابن بري: صوابه الهَواهِيُّ الأباطيلُ، لأَن الهَواهِيَّ جمع

هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ، وإنما خففه ابن أَحمر ضرورة؛

وقياسُه هَواهِيُّ كما قال الأَعشى:

أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيا

نِ أَنَّا في هَواهيِّ

وإِمْساءِ وإِصباح،

وأَمْرٍ غَيْرِ مَقْضِيِّ

قال: وقد يقال رجل هَواهِيةٌ إلا أَنه ليس من هذا الباب.

والهَوْهاءة، بالمد: الأَحْمَقُ. وفي النوادر: فلان هُوَّة أي أَحْمَقُ

لا يُمْسِكُ شيئاً في صدره.

وهَوٌّ من الأَرض: جانِبٌ منها . والهُوّة: كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ؛

وأَنشد:

كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَما

قال: وجمع الهُوَّةِ هُوًى. ابن سيده: الهُوَّةُ ما انهَبَطَ من الأَرضَ

، وقيل: الوَهْدةُ الغامضةُ من الأرض، وحكى ثعلب: اللهم أَعِذْنا من

هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النفاق، قال: ضربه مثلاً للكُفْر، والأُهْوِيّة

على أُفْعُولة مثلها. أَبو بكر: يقال وَقَعَ في هُوَّة أَي في بئر

مُغَطَّاةٍ؛ وأَنشد:

إنكَ لو أُعْطِيتَ إَرْجاء هُوّةٍ

مُغَمَّسَةٍ ، لا يُسْتَبانُ تُرابُها،

بِثَوْبِكَ في الظَّلْماء، ثم دَعَوْتَني

لجِئْتُ إِليها سادِماً، لا أَهابُها

النضر: الهَوَّةُ، بفتح الهاء، الكَوّةُ؛ حكاها عن أَبي الهذيل، قال:

والهُوّةُ والمَهْواةُ بين جبلين. ابن الفرج: سمعت خليفة يقول للبيت

كِواءٌ كثيرة وهِواء كثيرة، الواحدة كَوَّةٌ وهَوَّةٌ، وأَما النضر فإِنه زعم

أَن جمع الهَوَّة بمعنى الكَوَّة هَوًى مثل قريةٍ وقُرًى؛ الأَزهري في

قول الشماخ:

ولمّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةً،

تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا

قال: هُوَيَّةٌ تصغير هُوّة، وقيل: الهَوِيَّةُ بئر

(*قوله « وقيل الهوية بئر» أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة ،

وضبط الهاء في البيت بالفتح والواو بالكسر. وقوله «طواطي» كذا بالأصل.)

بَعِيدةُ المَهْواةِ، وعَرْشُها سقفها المُغَمَّى عليها بالتراب

فيَعْتَرُّ به واطِئُه فيَقَع فيها ويَهْلِك، وأَراد لما رأَيتُ الأَمرَ

مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ طواطي سَقْفِ هَوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته ومضيت

وتسَلَّيْت عن حاجتي من ذلك الأَمر، وشَمَّرُ: اسم ناقة أَي ركبتها ومضيت. ابن

شميل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ في الأَرض بعيدة القعر مثل الدَّحْلِ غير أَن له

أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل. الأَصمعي:

هُوَّةٌ وهُوًى. والهُوَّة: البئر؛ قال أَبو عمرو، وقيل: الهُوَّة الحُفْرة

البعيدة القعر، وهي المَهْواةُ. ابن الأَعرابي: الرواية عَرْشَ

هُوِيَّة، أَراد أُهْوِيَّةٍ، فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلى الهاء، المعنى

لما رأَيت الأَمر مشرفاً على الفوت مضيت ولم أُقم. وفي الحديث: إذا

عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ الأَرضِ

(* قوله «هوي الارض» كذا ضبط في الأصل

وبعض نسخ النهاية، وهو بضم فكسر وشد الياء، وفي بعض نسخها بفتحتين.) ؛

هكذا جاء في رواية، وهي جمع هُوَّة، وهي الحُفْرة والمطمئن من الأَرض،

ويقال لها المَهْواةُ أَيضاً. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها ، ووصفت أَباها

قالت: وامْتاحَ من المَهْواة،أَرادت البئر العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل

ما لم يَتحَمَّل غيره. الأَزهري: أَهْوى اسم ماء لبني حِمَّان، واسمه

السُّبَيْلةُ، أَتاهم الرَّاعي فمنعوه الوِرْدَ فقال:

إِنَّ على أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ

حَسَباً، وأَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا

قَبَحَ الإِلهُ ولا أُحاشي غَيْرَهُمْ،

أَهْلَ السُّبَيْلةِ من بَني حِمَّانا

وأَهْوى، وسُوقةُ أَهْوى، ودارة أَهْوى: موضع أَو مَواضِعُ، والهاء حرف

هجاء، وهي مذكورة في موضعها من باب الأَلف اللينة.

هـ و ا: (الْهَوَاءُ) مَمْدُودُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَالْجَمْعُ (الْأَهْوِيَةُ) . وَكُلُّ خَالٍ (هَوَاءٌ) . وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] يُقَالُ: إِنَّهُ لَا عُقُولَ لَهُمْ. وَ (الْهَوَى) مَقْصُورٌ هَوَى النَّفْسِ وَالْجَمْعُ (الْأَهْوَاءُ) . وَ (هَوِيَ) أَحَبَّ وَبَابُهُ صَدِيَ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (هَوَى يَهْوِي) كَرَمَى يَرْمِي، (هَوِيًّا) بِالْفَتْحِ سَقَطَ إِلَى أَسْفَلَ، وَ (انْهَوَى) مِثْلُهُ. وَ (أَهْوَى) بِيَدِهِ لِيَأْخُذَهُ. وَ (اسْتَهْوَاهُ) الشَّيْطَانُ اسْتَهَامَهُ. وَ (هَاوِيَةُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ وَهِيَ مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 9] أَيْ مُسْتَقَرُّهُ النَّارُ. 
(هوا) - في حديث رَبيعةَ بن كَعْب - رضي الله عنه -: "كُنتُ أَسْمَعَهُ الهَوِىَّ من اللَّيْلِ، يَقول: "سُبحان الله وبِحَمْده"
قال الخليل: الهَوِىُّ: الحِينُ الطوِيلُ مِن الزّمَان.
وقال غيره: هو الوقْتُ الطَّويل من اللَّيلِ.
وذكَر بعضُ من يَدّعى اللُّغَة في رِواية جَاء فيها يقُول: "سُبحان الله وَبحمدِه الهَوِىِّ"
إنه بكسْر الياءِ، ويَجعله صِفَةً لله عزّ وجلَّ، يريد به النزول، وهو خَطأٌ، بدليل تقدُّم الهوِىَّ في هذه الرَّوَاية.
وقيل: الهَويُّ - بالفتح - الذَّهابُ في الانحِدارِ، وبالضّمّ في الارتفاع، وقيل: بالضِّدِّ.
- في الحديث: "فأَهْوَى بِيَدِه"
يُقال: أَهوَى يَدَه وبيدِه إلى الشَّىءِ: إذا مالَ إليه، ونَحَا نَحوَه ليَأْخُذَه.
ويُقال: هَوَت به أُمُّه: أي أسقطَتْهُ وأَلقَتْه سِقْطاً.
[هوا] نه: فيه: كأنما "يهوى" من صبب، أي ينحط، وذلك مشية القوى من الرجال، هوى يهوى هويًا - بالفتح - إذا هبط، وهوى يهوى هويًا - بالضم - إذا صعد. وقيل بعكسه، وهوى يهوى هُويا أيضًا - إذا أسرع في السير. ومنه ح البراق: ثم انطلق "يهوى"، أي يسرع. وفيه: كنت أسمعه "الهوى" من الليل، هو بالفتح: الزمان الطويل، وقيل مختص بالليل. ط: منه: اضطجع "هويا". وح: يقول: سبحان رب العالمين "الهوى". نه: وفيه: إذا عرستم فاجتنبوا "هُوى" الأرضن هي جمع هُوة: الحفرة والمطمئن من الأرض، ويقال لها: المهواة - أيضًا. وحديث عائشة في أبيها: وامتاح من "المهواة"، أرادت البئر العميقة أي أنه تحمل ما لم يتحمله غيره. وفيه: "فأهوى" بيده إليه، أي مدها نحوه وأمالها إليه، يقال: أهوى يده وبيده إلى الشيء ليأخذه. وفي ح بيع الخيار: يأخذ كل واحد من البيع ما "هوى"، أي أحب، من هوى- بالكسر - يهوى هوى. ك: ومنه ح: أي زوجتي "هويت"، وهو بلفظمددت يدي إليه. وح: "فأهوى" بيده إلى الأرض ساجدًا، الهُوي: السقوط من فوق، فأما أهوى فإنما هو إذا مد يده على الشيء، والرواية في الحديث على اختلاف النسخ إنما هو: أهوى. غ: "وهوى" الأرض، جمع هوة. و""استهوته" الشياطين" ذهبت به أو استمالته. و"إذا "هوى"" سقط. و"فقد "هوى"" هلك. ش: في "هوة" رذيلة، بضم هاء وتشديد واو مفتوحة: حفرة عميقة، وكذا هوة الدرك. نه: فيه:
فهن "هواء" الحلوم عوازب
أي خاليه بعيدة العقول، من قوله "وأفئدتهم "هواء"". غ: لا تعي شيئًا ولا تعقل، من الهواء الذي هو المتخرق الخالي. ك: هو خلاء لم يشغله الأجرام، أي لا قوة في قلوبهم ولا جرأة، ويقال للأحمق أيضًا: قلبه هواء. ط: لا تزيغ به "الأهواء"، أي لا يقدر أهل الأهواء على تبديله وإمالته فالباء للتعدية، أو لا يصير أحد بالقرآن مبتدعًا بل مهتديًا فهو من قبيل "لا ريب فيه" أي ليس محلًا له. ش: و"أهواء" متشنة، هو جمع هوى وهو ما تدعو إليه النفس وشهوتها. ط: إلى أمه "الهاوية"، الأم: المصير، والهاوية بدل أو بيان، فيقول دعوه، أي يقول بعضهم لبعض: دعوا القادم، فإنه حديث عهد بتعب الدنيا.
باب هه
هوا
: (و (} الهاءُ: حَرْفٌ مَهْمُوسٌ) مَخْرجُه مِن أَقْصَى الحَلْقِ من جِوارِ مَخْرجِ الألفِ، (وتُبْدَلُ) مِن الياءِ، كهذه فِي هذي؛ ومِن الهَمْزةِ كهَرَاقَ وأراقَ، وهَنَرْت الثَّوْبَ وأَنرْته، ومُهَيْمِن ومُؤَيْمِن؛ ومِن الألفِ نَحْو أَنَه فِي أَنَا ولِمَه فِي لِمَا وهُنَه فِي هُنا؛ (وتُزادُ) فِي الأوَّل نَحْو هَذَا وَهَذِه، وَفِي الآخرِ مِثْل {هَاء، الوَقْف للتَّنَفّسِ؛ وَلَا تُزادُ فِي الوَسَطِ أَبداً وسَيَأْتي ذلكَ مَبْسوطاً فِي آخرِ الكِتابِ.
(} والهَوْهاةُ) ؛ بِالْفَتْح، (وتُضَمُّ) وَهَذِه عَن الفرَّاء؛ (الأحْمَقُ) الأَخْرَقُ الذَّاهِبُ اللُّبِّ، والجَمْع {الهَواهِي.
(و) أيْضاً: (البِئْرُ الَّتِي لَا مُتَعَلَّقَ لَهَا وَلَا مَوْضِعَ لرِجْلِ نازِلِها البُعْدِ جالَيْها) ؛ عَن ابنِ السكِّيت؛} كالهُوَّةِ {والمَهْواةِ.
(} والهَوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ) : الحُفْرَةُ (البَعِيدَةُ القَعْرِ) ؛ عَن الأصْمعي؛ وَبِه رُوِي قولُ الشمَّاخ:
وَلما رأَيْتُ الأمْرَ عَرْشَ {هَوَيَّةٍ
تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّراوقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِ.
(و) يقالُ: (سَمِعَ لأُذْنَيْهِ} هَوِيًّا) ، أَي (دَوِيّاً) زِنَةً ومعْنًى؛ (وَقد {هَوَتْ أُذُنُهُ) } تَهْوِي.
(و) يقالُ: ( {هَيِّكَ) يَا رَجُل، بكسْرِ الياءِ المشدَّدةِ، أَي (أَسْرِعْ فيمَا أنْتَ فِيهِ) ؛ نقلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَن العَرَبِ.
(و) يقالُ: (مَا} هَيَّانُهُ) ، بالتَّشْديدِ، أَي (مَا أَمْرُهُ) ؛ نقلَهُ الفرَّاء.
( {وهَاواهُ) } مُهاواةً: (دَاراهُ، ويُهْمَزُ) ؛ هَكَذَا نقلَهُ الكِسائي فِي بابِ مَا يُهْمَزُ وَلَا يُهْمز؛ وكَذلكَ دَارأْتُه ودَارَيْته.
وَلم يَذْكُرِ المصنِّفُ هَاوأْته فِي الهَمْزةِ وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ هُنَاكَ.
( {والهِواءُ واللِّواءُ، مَكْسُورَتَيْنِ، أَنْ تُقْبِلَ بالشَّيءِ وتُدْبِرَ، أَي تُلايِنَه مَرَّةً وتُشادَّهُ أُخْرَى) .
قَالَ الفرَّاءُ: أَرْسَلَ إِلَيْهِ} بالهِواءِ واللِّواءِ فَلم يأْتِه،! والهِواءُ واللِّواءُ أَنْ يُقْبِلَ ويُدْبِرَ، ومَعْناهُ فِي اللِّينِ والشِّدَّةِ يُلاينه مَرَّة ً ويُشادّهُ أُخْرَى، انتَهَى.
وَلم يَذْكرْه فِي لوي. وَالَّذِي ذَكَرَه القالِي فِي آخِرِ المَمْدودِ مِن كتابِه؛ وقَوْلهم: جاءَ بالهِواءِ واللِّواءِ إِذا جاءَ بكلِّ شَيْء فتأَمَّل.
(و) مِن خَفيفِ هَذَا الْبَاب: (هِيَ) ، بكسْر الهاءِ وتَخْفيفِ الياءِ، (وتُشَدَّدُ) . قَالَ الكِسائي: هِيَ لُغَةُ هَمْدانَ ومَنْ وَالاَهُم يقولونَ هِيَّ فَعَلَتْ، قالَ: وغيرُهُم مِن العَرَبِ يُخَفِّفُها وَهُوَ المُجْمَعُ عَلَيْهِ فتقولُ: هِيَ فَعَلَتْ، قالَ: وأَصْلُها أَنْ تكونَ على ثلاثَةِ أَحْرفٍ مِثْل أَنْتَ؛ (كِنايَةٌ عَن الواحِدِ المُؤَنَّثِ) كَمَا أنَّ هوَ كِنايَةٌ عَن الواحِدِ المُذكَّرِ.
قَالَ الكِسائي: (وَقد تُحْذَفُ ياؤُه) إِذا كانَ قَبْلَها أَلِفٌ ساكِنَةٌ (فيقالُ حَتَّى هـ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَتَّاه (فَعَلَتْ ذلكَ) ؛ وَهَكَذَا هُوَ نَصُّ الكِسائي ومِثْلُه وإنَّما فَعَلَتْ (وَمِنْه) :
قَالَ اللّحْياني: قَالَ الكِسائي: لم أَسْمَعْهم يلقون اليَاءَ عنْدَ غَيْر الألفِ إلاَّ أَنَّه أَنْشَدَني هُوَ ونُعْيم قولَ الشاعرِ:
(دِيارُ سُعْدَى إذهِ مِن {هَواكَا (3 فحذفَ الياءَ عنْدَ غَيْر الألفِ؛ قالَ: وأَمَّا سِيبَوَيْهٍ فجعَلَ حذفَ الياءِ الَّذِي هُنَا للضَّرُورَةِ، وسَيَأْتي لَهُ مَزِيدِ بَيانٍ فِي الحُرُوفِ.
(} وهَيُّ بنُ بَيَ،! وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ: كِنايَةٌ عَمَّنْ لَا يُعْرَفُ) هُوَ (وَلَا يُعْرَفُ أَبُوهُ) . يقالُ: لَا أَدْرِي أَيُّ {هَيِّ بن بَيَ هُوَ؛ مَعْناهُ أَيُّ الخَلْقِ هُوَ.
(أَو كانَ هَيُّ) بنُ بَيَ (مِن وَلَدِ آدَمَ) ، عَلَيْهِ السّلام، (وانْقَطَعَ نَسْلُهُ) ؛ وَلَو قالَ فانْقَرَضَ كانَ أَخْصَر؛ وكَذلكَ} هَيَّانُ بنُ بَيَّانَ.
قُلْتُ: جاءَ ذلكَ فِي نَسَبِ جُرْهُم عَمْرُو بنُ الحارِثِ بنِ مُضاضِ بنِ {هَيِّ بنِ بَيِّ بنِ جُرْهُمٍ؛ حَكَاهُ ابنُ برِّي.
(وَيَا} هيَّ مالِي: كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ) ، مَعْناهُ يَا عَجَباً؛ وأَنْشَدَ ثَعْلب:
يَا هَيَّ مَالِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي
وَصَارَ أَشْباهُ الفَغا ضَرائرِي.
(لُغَةٌ فِي المَهْموز) .
وَقَالَ اللَّحْياني: قَالَ الكِسائي: يَا هَيَّ مالِي وَيَا هَيَّ مَا أصْحابكَ، لَا يُهْمَزانِ، وَمَا فِي مَوْضِع رَفْع كأنَّه قَالَ يَا عَجَبي.
( {وهَيَّا} هَيَّا) : كلمةُ (زَجْرٍ) للإبِلِ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهٍ:
لَيَقْرُبنَّ قَرَباً جُلْذِيَّاما دامَ فِيهِنَّ فَصِيلٌ حَيَّا وَقد دَجا الليلُ {بهَيَّا هَيَّا وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الها، بالقَصْر: لُغَةٌ فِي الهاءِ بالمدِّ للحَرْفِ المَذْكُور، والنِّسْبَةُ} هايِيٌّ {وهَاوِيُّ وهَوِيٌّ؛ والفِعْلُ مِنْهُ هَيَّيْتُ} هَاء حَسَنَةً، والجَمْعُ {أَهْياءٌ} وأَهْواءٌ {وهاءاتٌ، كأَدْواءٍ وأَحْياءٍ ودَاياتٍ.
} والهاءُ بياضٌ فِي وَجْهِ الظَّبْي، وأَنْشَدَ الْخَلِيل: كأَنَّ خَدَّيْها إِذا لَثَمْتها
{هَاء غَزَالٍ يافِعٍ لَطَمْتهانقلَهُ المصنِّفُ فِي البصائرِ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي:} هَيُّ بنُ بَيَ {وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ وبَيُّ بنُ بيَ، يقالُ ذلكَ للرَّجُلِ إِذا كَانَ خَسِيساً؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
فأَقْصَعَتْهُمْ وحَطَّتْ بَرْكَها بهِمُ
وأَعْطَتِ النَّهْبَ} هَيَّانَ بن بَيَّانِوقال ابنُ أَبي عُيَيْنة:
بعِرْضٍ من بَني {هَيِّ بن بَيَ
وأَنْذالِ المَوالي والعَبيدِويا هَيَّ مالِي مَعْناهُ التَّأَسُّفُ والتَّلَهُّفُ، عَن الكِسائي؛ وأنْشَدَ أَبُو عبيدٍ:
يَا هَيَّ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه
مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُوقيلَ: مَعْناهُ مَا أَحْسَن هَذَا.
ويقولونَ:} هَيَّا هَيَّا، أَي أَسْرِعْ إِذا جدوا بالمَطِيِّ وَمِنْه قولُ الحرِيرِي: فقُلْنا للغُلامِ هَيَّا هَيَّا وهات مَا تهيا.
وَقَالَ أَبُو الهَيْثم: وَيَقُولُونَ عنْدَ الإغْراءِ بالشيءِ هِي هِي بكسْرِ الهاءِ، وَقد {هَيْهَيْتُ بِهِ أَي أَغْرَيْتُه} وهِيهِيه، بالكسْر والهاءُ للسَّكْت: قَرْيةٌ بمِصْرَ فِي الشرقية: ( {وهَيا، بالتّخْفيفِ: مِنْ حُروفِ النِّداءِ هاؤُهُ بدلٌ مِن الهَمْزةِ وسَيَأْتي.
وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ لَا تقولُ هِيَّاكَ ضَرَبْتَ، وَيَقُولُونَ هِيَّاكَ وزَيْداً إِذا نَهَوْكَ، والأخْفَشُ يُجيزُ} هِيَّاكَ ضَرَبْت، وسَيَأْتي.
وَقَالَ بعضُهم: أَصْلُه إيَّاك فقُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء؛ نقلَهُ الأزْهري.
قَالَ اللّحْياني: وحُكِي عَن بعضِ بَني أَسَدٍ وقَيْسٍ هِيْ فَعَلَتْ ذلكَ، بإسْكانِ الياءِ، وَقد يُسَكِّنونَ الهاءَ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وأَرَّقَني
فقُلْتُ أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ؟ وذلكَ على التَّخْفيفِ وسَيَأْتي إِن شاءَ للهُ تَعَالَى.
{والهَواهِي: الباطِلُ مِنَ القَوْلِ واللَّغْوُ؛ كَذَا قالَهُ الجَوْهرِي فعبَّر عَن الجَمْعِ بالمُفْردِ؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:
أَفي كُلِّ يَوْمٍ تَدْعُوانِ أَطبَّةً
إليَّ وَمَا يُجْدُونَ إلاَّ} الهَواهِيا؟ [با] فصل الْيَاء الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة مَعَ نَفسهَا وَالْوَاو)

كبب

كبب


كَبَّ(n. ac. كَبّ)
a. Inverted, turned upside down; overturned
upset.
b. [acc. & 'Ala
or
La], Threw down upon ( his face );
overthrew.
c. Wounded, cut in the legs (camel).
d. Wound, rolled into balls; convolved, agglomerated (
thread ).
e. Was weighty, heavy.
f. Set on fire.
g. [ coll. ], Poured out, emptied.

كَبَّبَa. Made into balls.

أَكْبَبَa. see I (b)b. Was thrown down; stumbled; fell.
c. ['Ala], Fell upon ( his face ).
d. Stooped.
e. [La], Bent towards, leant over.
f. ['Ala], Set about; kept, stuck to.
g. [ coll. ]
see I (g)
تَكَبَّبَa. Was wound, rolled up; wrapped himself up.
b. Was prostrated by disease.
c. Became moist, compact (sand).

تَكَاْبَبَ
a. ['Ala], Pressed upon.
إِنْكَبَبَa. Was inverted, turned upside down; was
overthrown.
b. see IV (c) (f)
d. [ coll. ], Was poured out.

كَبَّةa. Charge, onset, onslaught.
b. Collision, shock; impetus; dash.
c. Starting, setting off ( of horses ).
d. Intensity, intenseness, vehemence ( of cold).
e. Overthrow.
f. see 3t (f)
كُبّa. A certain plant.

كُبَّة
(pl.
كُبَب)
a. Ball ( of thread ).
b. Collection, mass, agglomeration.
c. Company, troop; family.
d. A pressing; throng, press.
e. Weight ( of the body ).
f. [ coll. ], Ball of meat;
rissole.
g. see I
t (a), (b), (c), (
d ), (e).
أَكْبَبُa. Stumbling, unsteady.

مِكْبَبa. Gazing on the ground; intent.
b. (pl.
مَكَاْبِبُ
& مِكَبَّات )
see 3t (a)
كَبَاْبa. Grilled hash (meat).
كَبَاْبَةa. Cubeb ( piper cubeboe ).
كُبَاْبa. Herd; flock.
b. Dust, earth; mud.
c. Moist, compact sand.

مِكْبَاْبa. see 20 (a)
مُكَبَّبَة
a. A species of dustcoloured wheat.
(كبب) الْغَزل جعله كبة والكباب عمله
(ك ب ب) : (كَبَّ الْإِنَاءَ) قَلَبَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْكُبَّةُ) مِنْ الْغَزْلِ بِالضَّمِّ الجروهق وَفِي مَسْأَلَةِ الْحَجَّامِ الْمِحْجَمَةُ.
ك ب ب: (كَبَّهُ) اللَّهُ لِوَجْهِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْ صَرَعَهُ (فَأَكَبَّ) هُوَ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ أَنْ يَكُونَ فَعَلَ مُتَعَدِّيًا وَأَفْعَلَ لَازِمًا. وَ (كَبْكَبَهُ) أَيْ (كَبَّهُ) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} [الشعراء: 94] وَ (أَكَبَّ) فُلَانٌ عَلَى كَذَا يَفْعَلُهُ وَ (انْكَبَّ) بِمَعْنًى. وَ (الْكَبَابُ) الطَّبَاهِجُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفِعْلُ (التَّكْبِيبُ) . 
ك ب ب :
كَبَبْتُ الْإِنَاءَ كَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَلَبْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَكَبَبْتُ زَيْدًا كَبًّا أَيْضًا أَلْقَيْتُهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأَكَبَّ هُوَ بِالْأَلِفِ وَهُوَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصَرَ رُبَاعِيُّهَا.
وَفِي التَّنْزِيلِ {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [النمل: 90] {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} [الملك: 22] وَأَكَبَّ عَلَى كَذَا بِالْأَلِفِ لَازَمَهُ وَالْكُبَّةُ مِنْ الْغَزْلِ وَالْجَمْعُ كُبَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَكَبَبْتُ الْغَزْلَ مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُهُ كُبَّةً وَالْكَبَّةُ بِالْفَتْحِ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ. 
(كبب) - في حديث أبي عُبَيْدَةَ بن عُتْبَةَ: "أن المرأةَ كانت تَأتِيهِ بكُبَّهِ الخُيوطِ تقول: خُذْها في سبيل الله عزَّ وجّل"
الكُبَّة: الكُتْلَةُ، وكَبَبْتُ الغَزْلَ كَبًّا، وكَبَّبْتُهُ تَكبيبًا: جَمَعتُه، والكَبُّ: الشىَّءُ المجتَمع. ونَعَمٌ كِبابٌ: كثير مُجتَمعٌ، والكُبَّةُ: الجَماعَةُ مِن النّاس وغيرهم، وكذلك الكُبْكُبَةُ، بالضّم والفتح.
- وفي حديث ابن مَسعُودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّه رَأى جَماعةً ذَهَبَت فرجَعَت، فقال: إياكُمْ وكُبَّةَ السُّوق فإنها كُبَّةُ الشَّيْطانِ" يعني: الجَمَاعة .
- في حديث معاويةَ - رضي الله عنه -: "إنكنّ لَتُقَلِّبْنَه حُوَّلًا قُلَّباً إن وُقِيَ كُبّة النّارِ".
: أي مُعظَمهَا، وكُبَّةُ الحَرْب كذلك، يُقال لَقِيتُه في كُبَّة القَوم، وقيل: الكُبّة: الحَمْلَةُ في الحرب، وكُبَّةُ الشّتاءِ: شِدَّتُه، وكُبَّةُ النّارِ: صَدْمتُها ودَفعَتُها. - في الحديث : "فَتَكابُّوا عليها".
: أي ازدَحَمُوا.
[كبب] كَبَّه الله لوجهه، أي صَرَعه، فأكبَّ على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال أفَعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ الله عدوَّ المسلمين، ولا يقال أكب. وكبكبه، أي كبه. ومنه قوله تعالى: (فكُبْكِبوا فيها هُمْ والغاوون) . وأكب فلان على الامر يفعله وانكب، بمعنى. وتقول: جاء متكبكبا في ثيابه، أي متزملا. وتكببت الابل، إذا صُرِعت من داءٍ أو هُزال. والكُبَّةُ أيضاً: الجَروَهْقُ من الغَزْل، تقول منه: كَبَبْتُ الغزْل، أي جعلته كُبَباً. والكَبَّةُ بالفتح: الدَفعة في القتال والجري، وهو إفلات الخيل على المِقْوَس للجري أو للحملة. وكذلك كَبَّةُ الشتاء: شِدَّته ودَفْعَتُهُ. والكَبَّةُ أيضاً: الزحام. والكَبابُ: الطَباهِجُ. والكَبابَةُ: دواءٌ. والكُبابُ بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرمل أي تجعَّدَ. قال ذو الرمّة: توخاه بالاظلاف حتى كأنما * يثرن الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ وكبكب: اسم جبل، صرفه امرؤ القيس في قوله: فآخر منهم سالك بطن نَخْلةٍ * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كبكب وترك صرفه الاعشى في قوله: ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى * مصارع مظلوم مجرا ومسحبا وتدفن منه الصالحات وإن يسئ * يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[كبب] فيه: "فأكبّوا" رواحلهم على الطريق، وصوابه: كبّوا، أي ألزموها الطريق. كببته فأكب، وأكب على عمله: لزمه، وقيل: هو بحذف جار أي جعلوها مكبة على قطع الطريق أي لازمة له غير عادلة عنه. وفيه: فلما رأى الناس الميضأة "تكابوا" عليها، أي ازدحموا عليها، وهي تفاعلوا من الكبة- بالضم وهي الجماعة من الناس وغيرهم. ط: فلم يعد أن رأى الناس ماء "تكابوا" عليها، هو في أكثرها: يُعد- بفتح ياء وسكون عين وضم دال وبفاء في فتكابوا، وإن رأي الناس- إما فاعل أي لم يتجاوز رؤية الماء إكبابهم، وإما مفعول أي لم يتجاوز السقى والصب رؤية الناس الماء في تلك الحال وهي كبهم عليه، فتكابوا أي ازدحموا على الميضأة مكبًا بعضهم على بعض. ك: خشية أن "يكبه" الله، هو بضم كاف ونصب موحدة، أي لأجل خشية كب الله إياه النار أي إلقائه فيها منكوسًا لكفره، إما بارتداده إن لم يعط، أو بنسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البخل. وح: خشية أن "يكب"، بضم تحتية وفتح كاف. ن: ضمير يكبه- للمعطي، أي أتألف قلبه بالمال مخافة كفره لو لم يعط. وح: أخرج "كبة" من شعر، بضم فشدة شعر ملفوف بعضه، وأين علماؤكم- إنكار عليهم بإهمال هذا المنكر. نه: ومنه ح ابن مسعود: إنه رأى جماعة ذهبت فرجعت فقال: إياكم و"كبة" السوق فإنها "كبة" الشيطان، أي جماعة السوق. وفي ح: معاوية: إنكم لتقلبون حُوّلًا قلبًا إن وقى "كبة" النار، هو بالفتح شدة الشيء ومعظمه، وكبة النار: صدمتها.
ك ب ب

أكبب لوجهه وعلى وجهه فانكب " أفمن يمشي مكباً على وجهه " وكببته وهو مكبوب ومكبوت، وكببته في الهوّة وكبكبته، وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط. والفارس يكب الوحوش. وهم يكبّون العشار. قال:

يكبّون العشار لمن أتاهم ... إذا لم تسكت المائة الوليدا

ورجل أكب: لا يزال يعثر. قال عديّ:

إن يصبني بعض الهنات فلا وا ... ن ضعيف ولا أكب عثور

ومن المجاز: أكبّ على عمله، وهو مكب عليه: لازم له لا يفارقه. قال لبيد:

جنوح الهالكيّ على يديه ... مكباً يجتلي نقب النّصال

وأكبّ فلان على فلان يطلبه. والفرس يكبّ الحمار إذا صرع عليه أي صرعه الصائد وهو على ظهره. قال:

فهو يكب العيط منها للذّقن ... بأرن أو بشبيهٍ بالأرن

النشاط. والغزل يب على كذا: يلف عليه، وكببت الغزل أكبه كباً وكببته وكبيته. قال أبو دؤاد لابنه:

أمسى أبوك يكبّي غزل كبّته ... مع العيال ويعطي الحالب القدحا

ونحوه: قصّيت أظفاري، وعنده كبّةٌ من غزلٍ وكباب، ومنه: تكبّب الرمل: تلبّد. وتكبّب الرجل: تلفّف في ثوبه. وكبّبوا اللحم تكبيباً من الكباب وهو اللحم يكبّ على الجمر: يلقى عليه. وجاءت كبّة من الخيل والإبل وكبكبة: جماعة، وتكبكبوا: تجمّعوا. وفي مثل " كالبائع الكبّة بالهبّة ": بالريح يضرب في الغبن. وكانت لهم كبّةٌ في الحرب: صدمة وحملة شديدة، ورأيت للخيلين كبّةً عظيمة. ولقيته في الكبّة: في الرحمة. وعن بعض الفرسان: طعنته في الكبّة، فوضعت رمحي في اللّبّه، فأخرجته من السّبّه؛ من الدبر. وجاءت كبّة الشتاء: شدّته ودفعته. قال أبو دؤاد:

يكتبين الينجوج في كبة المش ... تى وبلهٌ أحلامهن وسام

" وهو حوّل قلب إن وقى كبّة النار "، وألقى عليه كبّته، ورماه بكبّته، كما تقول: بأرواقه ورويَ بالضم.
(ك ب ب) و (ك ب ك ب)

كب الشَّيْء يكبه كباًّ، وكبكبه: قلبه.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: أكبه، وَأنْشد:

يَا صَاحب القعو المكب الْمُدبر ... إِن تمنعي قعوك أمنع محوري وكبه لوجهه فانكب: أَي صرعه.

وطعنه فكبه لوجهه: كَذَلِك، قَالَ أَبُو النَّجْم:

فكبه بِالرُّمْحِ فِي دمائه

وأكب على الشَّيْء: اقبل عَلَيْهِ وَلَزِمَه.

وأكب الشَّيْء: تجانأ.

وَرجل مكب، ومكباب: كثير النّظر إِلَى الأَرْض، وَفِي التَّنْزِيل: (أَفَمَن يمشي مكبا على وَجهه) .

والكبة: جمَاعَة الْخَيل.

وكبة الْخَيل: معظمها، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ أَبُو رياش: الكبة: أفلات الْخَيل، وَهِي على المقوس للجري.

والكبة: الحملة فِي الْحَرْب، وَمن كَلَام بَعضهم لبَعض الْمُلُوك: " طعنته فِي الكبة طعنة فِي السبة فاخرجتها من اللبة ".

والكبكبة: كالكبة.

وَرَمَاهُمْ بكبته: أَي جماعته وَنَفسه وَثقله.

والكب: الشَّيْء الْمُجْتَمع من تُرَاب وَغَيره.

وكبة الْغَزل: مَا جمع مِنْهُ. مُشْتَقّ من ذَلِك.

وكب الْغَزل: جعله كبة.

والكبة: الْإِبِل الْعَظِيمَة، وَفِي الْمثل: " إِنَّك لكالبائع الكب بِالْهبةِ " الْهِبَة: الرّيح.

والكباب: الْكثير من الْإِبِل وَالْغنم وَنَحْوهَا، وَقد يُوصف بِهِ فَيُقَال: نعم كباب.

والكباب: التُّرَاب.

والكباب: الطين اللازب.

والكباب: الثرى.

والكباب: الطباهجة، وَقد تقدم تَفْسِير الطباهجة.

وكب الكباب: عمله.

والكب: ضرب من الحمض، يصلح ورقه لأذناب الْخَيل، يحسنها ويطولها، وَله كعوب وَشَوْك مثل السلج ينْبت فِيمَا رق من الأَرْض وَسَهل، واحدتها: كبة.

وَقيل: هُوَ من نجيل الفلاة، وَقيل: هُوَ شجر.

قَالَ: والمكببة: حِنْطَة غبراء، وسنبلها غليظ، أَمْثَال العصافير، وتبنها غليظ، وَلَا تنشط لَهُ الاكلة.

والكبة: الْجَمَاعَة من النَّاس، قَالَ أَبُو زبيد:

وَصَاح من صَاح فِي الإحلاب وانبعثت ... وعاث فِي كبة الوعواع وَالْعير

والكبكب، والكبكبة: كالكبة.

والكبكبة: الرَّمْي فِي الهوة، وَفِي التَّنْزِيل: (فكبكبوا فِيهَا هُوَ والغاوون) .

وكبكب الشَّيْء: قلب بعضه على بعض.

وَرجل كباكب: مُجْتَمع الْخلق.

وَنعم كباكب: كثير.

وَجَاء متكبكباً فِي ثِيَابه: أَي متزملا.

وكبكب: اسْم جبل بِمَكَّة، وَقيل: هِيَ ثنية.

وكباب، وكباب: اسْم مَاء بِعَيْنِه، قَالَ الرَّاعِي:

قَامَ السقاة فناطوها إِلَى خشب ... على كباب وحوم حامس برد

وَقيل: كباب: اسْم بِئْر بِعَينهَا.
كبب
كَبَّ كَبَبْتُ، يَكُبّ، اكبُبْ/ كُبَّ، كَبًّا، فهو كابّ، والمفعول مَكْبوب
• كبَّ الإناءَ: قلَبه على رأسه "كَبَّتِ المرأَةُ القِدْرَ".
• كبَّه على وجهه/ كبَّه لوجهه: صرَعه وقلَبه، ألقاه وطرحه "كبَّه اللهُ لوجهه- وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ [حديث]- {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} ".
• كبَّ الماءَ: أراقه. 

أكبَّ على/ أكبَّ لـ يُكبّ، أكْبِبْ/ أكِبَّ، إكبابًا، فهو مُكِبّ، والمفعول مُكَبّ عليه
• أكبَّ على العلم: أقبل عليه وشُغل به ولازَمه واجتهد فيه، عكسه غفَل عنه "أكبَّ على القضيَّة: أبدى اهتمامًا زائدًا بها" ° أكبّ عليه الدَّهرُ.
• أكبَّ على وجهه: سقَط، انقلب، انحنى " {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: منقلبًا على وجهه مُتغيِّرًا في مِشْيَته، أو منكّس الرأس، لا يرى ما حوله".
• أكبَّ للشَّيء: انحنى عليه. 

انكبَّ على/ انكبَّ لـ ينكبّ، انْكَبِبْ/ انْكَبَّ، انْكِبابًا، فهو مُنْكَبُّ، والمفعول مُنْكَبُّ عليه
• انكبَّ على العلم: مُطاوع كَبَّ: أكبّ عليه؛ أقبل عليه ولزِمه، شُغِل به، عَكَف عليه "انكبَّ محمد على الدّرس قبل الامتحان: انصرف إليه، وأبدى اهتمامًا زائدًا له- انكبَّ على دراسة الوثائق- مُنْكَبّ على عمله: مُقْبل عليه بِشَغَف" ° انكبَّ يَحْرُث أرضه: أخذ يحرثها بحماس.
• انكبَّ على وجهه/ انكبَّ لوجهه: أكبّ عليه؛ انقلب عليه? انكبَّ على قدَمَيْه: أظهر له الذُّل. 

تكابَّ على يتكابّ، تَكابَبْ/ تَكابَّ، تكابًّا، فهو مُتَكَابّ، والمفعول مُتكابّ عليه
• تكابَّ النَّاسُ على شراء الكتب: ازدحموا عليها "تكابَّ اللاّعبون على الكرة". 

تكبَّبَ يتكبَّب، تَكَبُّبًا، فهو مُتَكَبِّب
• تكبَّب الرَّملُ: ندِي فتعقَّد؛ تَلبَّد "تكبَّب التُّرابُ في الصَّباح الباكر".
• تكبَّبَ فلانٌ: تلفَّف في ثوبه "تكبَّبَ محمد في ملابسه من شدّة البرد: انكمش بداخلها".
• تكبَّب الشَّيءُ: صار على شكل كُبَّة، وهي ما جمع من الصوف أو الغزل على شكل كرة. 

كبَّبَ يكبِّب، تَكْبِيبًا، فهو مُكَبِّب، والمفعول مُكَبَّب
• كبَّب اللَّحمَ: جعله كبابًا "هو يكبِّب الكبابَ ونحن نأكله". 

كباب [مفرد]: لحم مُقَطَّع أو مُشرّح يُشْوى على الجمر
 "قدّم له طَبقًا من الكَباب- شممت رائحة الكباب الشهِيَّة" ° شيش كباب: طعام يتكوّن من قطع اللّحم المتبّل المشويّ على أسياخ مع الخضار- مطعم كباب: محلّ يتمُّ فيه شيّ اللّحم عند الطّلب. 

كَبابة [مفرد]: (نت) ثمرة شجرة تشبه الفُلفُل إلاّ أَنَّ لها ذنبًا، طيِّبة الرِّيح، حِرِّيفة الطعم، تستعمل في الطبِّ مطهِّرًا للمجاري البوليّة، وهي ما تسمَّى بالكبابة الصِّينيّ، تنبت في جزائر الهند الشرقيّة "كبابة صيني". 

كبابجِيّ [مفرد]:
1 - صاحب محل كباب.
2 - مَنْ يشوي لحم الكباب على الجمر ويبيعه "يعمل كبابجيًّا في محل مشويّات". 

كبّ [مفرد]: مصدر كَبَّ. 

كُبَّة [مفرد]: ج كُبَب:
1 - لفّة، لفيفة، ما جُمع على شكل كرة أو أسطوانة "اشتريت كُبَّةً من الغزل".
2 - لحمٌ يُدَقُّ ويُضاف إليه جريش القمح قبل أن ينضج ويُكبّب ويُطهى "تطلّبَ صنعُ الكُبَّة وقتًا طويلاً".
3 - غُدَّة شبه الخُراج.
4 - ثقل "ألقى عليه كُبَّته". 

كُبَيْبة [مفرد]: لحمٌ يُدّق ويضاف إليه جريش الأرز أو القمح ويُكبَّب ويُطهى ° كُبَيْبة بطاطس. 

كبب: كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه: قَلَبه. وكَبَّ الرجلُ إِناءَه

يَكُبُّه كَبّاً، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد:

يا صاحبَ القَعْوِ الـمُكَبِّ الـمُدْبِرِ، * إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي

وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه.

وأَكَبَّ هو على وجْهه. وهذا من النوادر أَن يقال: أَفْعَلْتُ أَنا،

وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَّ.

وفي حديث ابن زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق، هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ: كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ. يقال: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل: هو من باب حذف الجارِّ، وإِيصال الفعل، فالمعنى: جَعَلُوها مُكِـبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه. وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُها على وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم:

فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه

وفي حديث معاوية: إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِـيَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح: شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه. وكَبَّةُ النار: صَدْمَتُها. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بمعنًى؛ قال لبيد:

جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ * مُكِـبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِـبُه. والفرسُ يَكُبُّ الـحِمارَ إِذا

أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد:

فهو يَكُبُّ العِـيطَ منها للذَّقَنْ

والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها. وكَبَّ

فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه؛ قال:

يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم، * إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا

أَي يَعْقِرُونَها.

وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبل عليه ولزمه. وأَكَبَّ للشَّيء: تَجانَـأَ.

ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ: كثير النَّظَر إِلى الأَرض. وفي التنزيل

العــزيز: أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه. وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وفي

التنزيل العــزيز: فكُبْكِـبُوا فيها.

والكُبَّةُ، بالضم: جماعةُ الخيل، وكذلك الكَبْكَبةُ. وكُبَّةُ الخيلِ:

مُعْظَمُها، عن ثعلب. وقال أَبو رِياشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل(1)

(1 قوله «والكبة إفلات إلخ» وقوله فيما بعد، والكبكبة كالكبة: بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس.) ، وهي على الـمُقَوَّسِ للجَرْي، أَو للحملة.

والكَبَّةُ، بالفتح: الـحَمْلةُ في الحرب، والدَّفْعة في القتال والجَرْي، وشدَّتُه؛ و أَنشد:

ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ

ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك: طَعَنْتُه في الكَبَّة، طَعْنةً في

السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة.

والكَبْكَبة: كالكَبَّةِ. ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه. وكَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته ودَفْعَتُه. والكَبَّةُ: الزِّحام. وفي حديث أَبي قتادة: فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، وهي الجماعة من الناس وغيرهم. وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال:

إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق.

والكُبُّ: الشيءُ الـمُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره.

وكُبَّةُ الغزل: ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك. الصِّحاح: الكُبَّةُ

الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه: كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً. ابن سيده: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً.

والكُبَّةُ: الإِبلُ العظيمة. وفي المثل: إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالـهُبَّة؛ الـهُبَّةُ: الريحُ. ومنهم مَن رواه: لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة، بتخفيف الباءَين من الكلمتين؛ جعل الكُبَة من الكابي، والـهُبَة من الهابي. قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو زيد في هذا المثل، شدّد الباءَين

من الكُبَّة والـهُبَّةِ؛ قال: ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِـيالٌ.

ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق:

كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ * عليها، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ

والكُبابُ: الكثيرُ من الإِبل، والغنم ونحوهما؛ وقد يُوصَفُ به فيقال: نَعَمٌ كُبابٌ.

وتَكَبَّـبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال. والكُبابُ: التُّراب؛ والكُبابُ: الطين اللازِبُ؛ والكُبابُ: الثَّرَى؛ والكُبابُ، بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الـحَرِّ:

تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتى كأَنما * يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ

هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده: يُثِـيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه. والـمِحْمَل: محمل السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به.

ويقال: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل.

والكُبابُ: الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه

بعضاً؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ:

فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ، * عليه الثَّـأْطُ والطينُ الكُبابُ

والكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، والفعل التَّكْبِـيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه. وكَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ.

والكُبُّ: ضَرْبٌ من الـحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ،

يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ وقيل: هو من نَجِـيلِ

العَلاةِ (1)

(1 قوله «من نجيل العلاة» كذا بالأصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة.) ؛ وقيل: هو شجر. ابن الأَعرابي: من الـحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد:

يا إِبلَ السَّعْدِيِّ !لا تَـأْتَبِّي * لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ

أَبو عمرو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود، والواحدة كُبَّة.

وكُبَّ إِذا قُلِبَ. وكَبَّ إِذا ثَقُلَ. وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه.

قال: والـمُكَبَّـبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ العصافير، وتِـبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة. والكُبَّة: الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ، * وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِـيرِ

وقال آخر :

تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ، * وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ

والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ. وفي الحديث: كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ. والكَبابةُ: دواء.

والكَبْكَبَةُ: الرَّمْيُ في الـهُوَّةِ، وقد كَبْكَبَه.

وفي التنزيل العــزيز: فَكُبْكِـبُوا فيها هُمْ والغاوونَ؛ قال الليثُ: أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثم رُمِـيَ بهم في هُوَّةِ النار؛ وقال الزجاج:

كُبْكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة: معناه دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِـبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِـيَ

يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتى يَسْتَقِرَّ فيها، نَسْتَجيرُ باللّه منها؛ وقيل قوله: فكُبْكِـبُوا فيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة.

وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعض.

ورجل كُباكِبٌ: مجتمع الخَلْق. ورجل كُبَكِبٌ (2)

(2 قوله «ورجل كبكب» ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان.): مجتمع الخَلْق شديد؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كثير. وجاءَ مُتَكَبْكِـباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً. وكَبْكَبٌ: اسم جبل بمكة، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان؛ قال الشاعر:

يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا

وقيل: هو ثَنِـيَّة؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله:

غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، * وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله:

ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا

وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا

ويقال للجارية السمينة (1)

(1 قوله «ويقال للجارية السمينة إلخ» مثله في التهذيب. زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها.): كَبْكابة وبَكْباكَةٌ.

وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ: اسم ماء بعينه؛ قال الراعي:

قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ * على كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ

وقيل: كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها.

وقَيْسُ كُبَّةَ: قبيلةٌ من بني بَجيلةَ؛ قال الراعي يَهْجُوهم:

قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها، * إِلى أَهْلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها

وفي النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ وكذلك كَبْكَبْتُه.

كبب
: ( {كَبَّهُ) } يَكُبُّه {كَبّاً،} وكَبْكَبَه: (قَلَبَه) .! وكَبَّ الرَّجُلُ إِناءَه، يَكُبُّه، كَبّاً. (و) كَبَّهُ لوَجْهِهِ، {فانْكَبَّ أَي: (صَرَعَه،} كَأَكَبَّهُ) ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابيّ، مُرْدِفاً للمعنى الأَوَّلِ، وأَنشد:
يَا صاحِبَ القَعْو {المُكَبِّ المُدْبِرِ
إِنْ تَمْنَعِي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي
} وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُهَا على وجْهِها.
وطَعَنَه {فكَبَّهُ لِوَجْهِه، كذالك، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
} فَكبهُ بِالرُّمْحِ فِي دِمائِه
والفَرَسُ {يَكُبُّ الحِمارَ، إِذَا أَلقاه على وجْهه، وَهُوَ مَجازٌ.
والفارِسُ يَكُبُّ الوُحُوشَ: إِذا طَعَنَها، فأَلْقاهَا على وجْهها.
ورَجُلٌ} أَكَبٌّ: لَا يَزالُ يَعْثُرُ.
( {وكَبْكَبَهُ) : إِذا قَلَبَ بعضَهُ على بعضٍ، أَو رَمَى بِهِ من رأْسِ جَبَلٍ أَو حائطٍ.
} وكَبَّه ( {فَأَكَبَّ) هُوَ على وجْهه، (وهُوَ) كَمَا فِي نسخةٍ، وَفِي بَعْضهَا بإِسقاطِ الرّباعيّ مِنْهُ، (لازِمٌ) والثُّلاثِيُّ مِنْهُ (مُتَعَدَ) ، وَهَذَا من النَّوَادِرِ أَن يُقَال أَفعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غَيْرِي، يُقَال: كَبَّ اللَّهُ عَدُوَّ المُسْلِمينَ، وَلَا يُقَال: أَكَبَّ، كَذَا فِي الصَّحاح. قَالَ شيخُنا: وصَرَّح بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وغيرُ واحدٍ من أَئمَّة اللُّغَة والصَّرْف. وَقَالَ الزَّوزَنِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ، إِلاّ قولُهُم: عَرَضْتُه فأَعرَضَ، وَلَا ثالِثَ لَهما، واسْتدرك عَلَيْهِم الشِّهابُ الفَيُّومِيّ فِي خَاتِمَة الْمِصْبَاح أَلفاظاً غيرَ هاذَيْنِ، لَا يجْرِي بعضُها على الْقَاعِدَة كَمَا يظهَرُ بالتَّأَمُّل. قلت: وسيأْتي الْبَحْث فِيهِ فِي قَشَع، وَفِي شَنَقَ، وَفِي حَفَلَ، وَفِي عَرَض. وَفِي تَفْسِير القَاضِي أَثناءَ سُورة المُلْك أَنّ الهمزةَ فِي أَكَبَّ ونَحْوِه للصَّيْرُورَة، وَقد بسطَهُ الخَفَاجِيُّ فِي الْعِنَايَة. (} وأَكَبَّ) الرَّجُلُ (عَلَيْه) ، أَي على الشَّيْءِ: (أَقْبَلَ) يَعْمَلُهُ.
(و) من المَجَاز: أَكَبّ الرَّجُلُ! يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه: إِذا (لَزِمَ) ، وَهُوَ {مُكِبٌّ عَلَيْهِ لازِمٌ لَهُ.
وأَكَبَّ عَلَيْهِ، (} كَانْكَبَّ) بِمَعْنى.
(و) أَكَبَّ (لَهُ) ، أَي: للشَّيْءِ، إِذا (تَحَانَى) ، كَذَا فِي النُّسْخَة، وَفِي بَعْضهَا: تَجانَأَ، بالجيمِ والهمز، ولعلَّهُ الصَّوابُ.
(وكَبَّ) : إِذا (ثَقُلَ) ، يُقَالُ: أَلقَى عَلَيْهِ {كُبَّتَه، أَي: ثِقْلَهُ.
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: كَبَّ الرَّجُلُ، إِذا (أَوْقَدَ} الكُبَّ، بالضَّمِّ، للحَمْضِ) وَهُوَ شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُودِ، يَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيلِ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وَله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ يَنْبُتُ فِيمَا رَقَّ من الأَرْض وسَهُلَ، واحدتُه كُبَّةٌ. وقيلَ: هُوَ من نَجِيلِ العَلاَة. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: من الحَمْضِ: النَّجِيلُ، {والكُبُّ.
(و) كَبَّ (الغَزْلَ: جَعَلَه كُبَباً) ، وَعَن ابْنِ سِيدَهْ: كَبَّ الغَزْلَ: جعَلَه} كُبَّةً.
( {والكَبَّةُ) ، بِالْفَتْح، (ويُضَمُّ: الدَّفْعَةُ فِي القِتَالِ، والجَرْيُ) ، وشِدَّتُه، وأَنشدَ:
ثارَ غُبَارُ} الكَبَّةِ المائرُ
(و) الكبَّةُ: (الحَمْلَةُ فِي الحَرْبِ) .
يقالُ: كَانَت لَهُم {كَبَّةٌ فِي الْحَرْب، أَي: صَرْخةٌ، ورأَيتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عَظِيمَة، وَهُوَ مجَاز.
(و) الكَبَّةُ: (الزِّحامُ) ، يُقَالُ: لَقيتُه على الكَبَّةِ، أَي: الزَّحْمَةِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً. وَفِي حديثِ أَبِي قَتَادَةَ: فلَمَّا رَأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ} تَكَابُّوا عَلَيْهَا) ، أَي ازْدَحَمُوا، وَهِي تَفاعَلوا، من الكَبَّةِ.
(و) قَالَ أَبو رِيَاشٍ: الكُبَّةُ: (إِفْلاَتُ الخَيْلِ) ، وَهِي على المِقْوَسِ، للجَرْي، أَو للحَمْلة. (و) الكَبَّةُ: (الصَّدْمَةُ بَيْنَ الخَيْلَيْنِ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(وَمن) الْمجَاز: جاءَتْ كَبَّةُ (الشِّتَاءِ) ، أَي: (شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه) . (و) الكَبَّة: (الرَّمْيُ فِي الهُوَّة) مِن الأَرْض، (كالكَبْكَبَةِ) ، بالفَتْح، (ويُضَمُّ) .
( {والكِبْكِبَةُ) ، بكسْرِ الكَافَيْنِ؛ (} والكَبْكَبُ) ، كجَعْفَرٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَــزِيز: { {فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 94) ، قَالَ اللَّيْثُ: أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا، ثمَّ رُميَ بهم فِي هُوَّةِ النَّارِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: طُرِحَ بعضُهُم على بعض. وَقَالَ أَهلُ اللُّغَة تَكْرِير} الانكباب، كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ، {يَنْكَبُّ مَرَّةً بعدَ مَرَّةِ، حتّى يَسْتَقِرَّ فِيهَا. نَستجيرُ باللَّهِ مِنْهَا.
(و) الكُبَّةُ، (بالضَّمِّ: الجماعةُ) من النّاس؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
وصاحَ من صَاح فِي الأَجلابِ وانْبَعَثت
وعَاثَ فِي كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ
(} كالكَبْكَبَةِ) بِالْفَتْح. فِي الحَديث: ( {كَبْكَبَةٌ من بني إِسرائيلَ) ، أَي: جَمَاعَةٌ. وَفِي حَدِيث ابْنِ مَسْعُود: أَنّه رأَى جَماعةً، ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقالَ: إِيَّاكُمْ وكُبَّةَ السُّوقِ، فإِنَّها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ) ، أَي: جمَاعَة السُّوقِ. وَمن المَجَاز: جاؤُوا فِي كَبْكَبَةٍ، أَي: جَماعَةٍ.} وتَكَبْكَبُوا: تَجَمَّعُوا؛ ورَمَاهُم! بكُبَّتهِ: أَي جَماعتِه.
(و) كُبَّةُ: (فَرَسُ قَيْسِ بْنِ الغَوْثِ) ابْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراش بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بْن نَبْت بْنِ مَالِك بْنِ زَيْدِ بْن كَهْلاَنَ بْنِ سَبَإٍ.
(و) الكُبُّ: الشَّيْءُ المجتمعُ من تُرَاب وغيرِه.
وكُبَّةُ الغَزْل: مَا جُمعَ مِنْهُ، مشتَقٌّ من ذالك. وَفِي الصَّحاح: الكُبَّةُ: (الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ) ، تَقُول مِنْهُ: {كَبَبْتُ الغَزْلَ} أَكُبُّه كَبّاً. والجَرَوْهَقُ: لَيْسَ بعَرَبِيَ، وَقد أغفَلَهُ فِي الْقَاف، كَمَا سيأْتي التَّنْبِيه عَلَيْهِ.
(و) الكُبَّةُ: (الإِبلُ العَظِيمةُ) .
وَمن المَجَاز: المَثَلُ: (إِنَّكَ لَكَالبائعِ الكُبَّةَ بالهُبَّةِ) . الهُبَّةُ: الرِّيحُ. وَمِنْهُم مَنْ رواهُ: الكُبَة بِالهُبَة، بالتَّخْفِيفِ فيهِما، فالكُبَةُ من الكابِي، والهُبَةُ من الهابِي. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وهاكذا قالَ أَبو زَيد فِي هاذا المَثَلِ، أَي: بتشديدِ البَاءَيْنِ فِيهِما. قَالَ: ويُقَالُ: عَلَيْهِ كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَي عَلَيْهِ عِيال.
(و) الكُبَّةُ: (الثِّقْلُ) ، وَفِي نُسْخَة: الثَّقِيلُ، وَهُوَ خطأٌ، يُقَال: رَمَاهُمْ بكُبَّتِه، أَي: ثِقْلِهِ.
( {والكُبَابُ، كَغُرَابٍ: الكَثِيرُ من الإِبِلِ، والغَنَم) ، ونَحْوِهما. وَقد يُوصَفُ بِهِ، فَيُقَال: نَعَمٌ كُبَابٌ، وذالك إِذا رَكِبَ بعضُهُ على بعضٍ من كَثْرَتِه. قَالَ الفَرَزْدَقُ:
كُبَابٌ من الأَخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ
عَلَيْهَا فَأَوْدَى الظِّلْفُ منهُ وجامِلُهْ
(و) الكُبَاب: (التُّرَابُ، والطِّينُ اللاّزِبُ، والثَّرَى) النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكَثِيرُ الَّذِي قد لَزِمَ بعضُه بَعْضًا. قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَاةٍ، لِيَكْنِسَ فِيهِ من الحَرِّ:
تَوَخَّاهُ بالأَظْلاَفِ حَتَّى كَأَنَّمَا
يُثِرْنَ الكُبَابَ الجَعْدَ عَن مَتْنِ مِحْمَلِ
هاكذا أَوردهُ الجَوْهَرِيُّ: (يُثِرْنَ) وصوابُ إِنشادِه (يُثِير) أَي: تَوخَّى الكِناسَ يَحْفِرُهُ بأَظلافه. والمِحْمَلُ: مِحْمَلُ السَّيْفِ، شَبَّه عُرُوقَ الأَرطَى بِهِ.
(و) الكُبَابُ: (جَبَلٌ، ومَاءٌ) .
(و) الكُبَابُ: (مَا) } تَكَبَّبَ، أَي: (تَجَعَّدَ مِنَ الرَّمْلِ) لِرُطُوبته، ويُقَالُ: تَكَبَّبَ الرَّملُ، إِذا أَنْدَى فتَعقَّدَ، وَمِنْه سُمِّيَتْ كُبَّةُ الغَزْلِ، أَشارَ لَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساس. وَقَالَ أُمَيَّةُ يذكرُ حَمامَةَ نُوح:
فجاءَتْ بَعْدَما رَكَضَتْ بقِطْفٍ
عليهِ الثَّأْطُ والطِّينُ الكُبابُ
(و) الكَبابُ، (بالفَتْحِ) : الطَّبَاهِجَةُ، وَهُوَ (اللَّحْمُ المُشَرَّحُ) المَشْوِيُّ، قَالَ ياقوت: وَمَا أَظُنُّه إِلاّ فارِسِيّاً، وبمثله جَزَم الخَفَاجِيُّ فِي شِفاءِ الغَليل. وَمن المَجَازِ: {كَبَّبوا اللَّحْمَ. (} والتَّكْبِيبُ: عَمَلُهُ) من الكبَابِ، وَهُوَ اللَّحْمُ يُكَبُّ على الجَمْرِ: يُلْقَى عَلَيْهِ.
( {والمِكَبُّ، كمِسَنَ) أَي بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ (الكَثِيرُ النَّظَرِ إِلى الأَرْض،} كالمِكْبابِ) .
وأَكَبَّ الرَّجُلُ، {إِكباباً: إِذا نَكَّسَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَــزِيز: {أَفَمَن يَمْشِى} مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ} (الْملك: 22) .
( {والمُكَبَّبَةُ) ، على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول: (حِنْطَةٌ غَبْرَاءُ، غَلِيظَةُ السَّنَابِلِ أَمثالُ العَصَافيرِ، وتِبْنُها غَلِيظٌ، لَا تَنْشَط لَهُ الأَكَلَةُ) .
(} والكُبْكُب، بالضَّمّ) : الرَّجُلُ (المُجْتَمِعُ الخَلْقِ) ، الشَّدِيدَةُ، ( {كالكُبَاكِب) ، بالضَّمِّ أَيضاً. (ج} كَبَاكِبُ) ، بالفَتْح. وكُلُّ فُعَالِلٍ بالضَّمّ صفة للْوَاحِد، فإِنَّ الجَمْعَ فَعَالِلُ، بِالْفَتْح، مثلُ جُوَالِق وجَوَالِق.
( {وتَكَبَّبَتِ الإِبِلُ) : إِذا (صُرِعتْ من داءٍ) ، أَو هُزالٍ.
(} والكَبْكَابُ) ، بِالْفَتْح: (تَمْرٌ غليظٌ) كبيرٌ (هاجِرٌ) .
(و) ! الكَبْكابَةُ، (بهاءٍ: المَرْأَةُ السَّمِينَةُ) ، كالبَكْباكَة، والوَكْوَاكَةِ، والكَوْكَاءَة، والمَرْمارَة، والرَّجْرَاجَة.
( {والكِبْكِبُ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ: لُعْبَةٌ) لَهُم.
(و: ع بالصَّفْراءِ) .
(و) كَبْكَبٌ، (كَجَعْفَرٍ) : اسْمُ (جَبَل) بِمَكَّةَ، وَلم يُقَيِّدْهُ فِي الصَّحاح بمكانٍ، وقَيَّدَهُ غيرُهُ بأَنَّه جَبَلٌ (بعَرَفاتٍ خَلْفَ ظَهْرِ الإِمَامِ إِذا وَقَفَ) ، وَقيل: هُوَ ثَنِيَّةٌ. وَقد صَرَفَه امْرُؤٌ القَيْسِ والأَعْشَى تَرَكَ صَرْفَهُ.
(} والكَبَابَةُ، كسَحابةٍ: دَواءٌ صِينِيٌّ) ، يُشْبِهُ الفُلْفُلَ الأَسْودَ، وَله خَواصُّ مذكورةٌ فِي كتب الطِّبّ.
( {والكُبْكُوبُ،} والكُبْكُوبَةُ، {والكُبْكُبَةُ) ، بضمِّهنّ: (الجَمَاعَةُ) من النّاسِ (المُتَضامَّةُ) بعضُهَا مَع بعض.
} (وكُبَاكِبُ) ، بالضَّمِّ: (جَبَلٌ) ؛ قَالَ رُؤْبةُ:
أَرْأَسُ لَو تَرْمِي بهَا {كُباكِبَا
مَا مَنَعَتْ أَوْعالَها العَلاَهِبَا
(وقَيْسُ كُبَّةَ، قَبيلةٌ من بَجِيلَةَ) . يقالُ: إِنّ كُبَّةَ اسْمُ فَرَسٍ لَهُ؛ قَالَ الرّاعي يهجوهم:
قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها
إِلى أَهْل نَجْدٍ لُؤْمُها وافْتِقَارُهَا
وممَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
كَبَّةُ النَّارِ، بِالْفَتْح: صَدْمتُها. وَمِنْه حديثُ مُعاويةَ: إِنّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ) .
وكَبَّ فُلانٌ البعِيرَ: إِذا عقَرهُ، قَالَ:
} يَكُبُّونَ العِشارَ لِمنْ أَتاهُمْ
إِذا لَمْ يُسْكِتِ المِائَةُ الوَلِيدَا
والكُبَّة، بالضَّمّ: جماعةٌ من الْخَيل.
وكُبَّةُ الخيلِ: مُعْظَمُهَا، عَن ثَعْلَب. وَمن كَلَام بعضِهم لبعضِ الْمُلُوك: لَقِيتُهُ فِي الكَبَّة، طَعَنْتُهُ فِي السبَّة، فأَخْرَجْتُها من اللَّبَّة. وَقد مَرَّ بتفصيله فِي سَبَّ، فراجِعْهُ.
ويُقَالُ: عَلَيْهِ كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَيْ: عِيالٌ.
{وكُبْكِبُوا فِيهَا: أَيْ جُمِعُوا.
وجاءَ} مُتَكَبْكِباً فِي ثِيابه: أَي مُتَزَمِّلاً.
وَمن المَجَازِ:! تَكَبَّبَ الرَّجُلُ، إِذا تَلَفَّفَ فِي ثَوْبه. كَذَا فِي الأَساس.
وَفِي النّوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً، ودَبْكَلْتُهُ، وزَمْزَمْتُهُ، وصَرْصَرْتُهُ، وكَرْكَرْتُه: إِذا جَمَعْتَهُ ورَدَدْتَ أَطْرَافَ مَا انْتَشَرَ مِنْه، وكذالك كَبْكَبْتُه. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
والكُبَّةُ، بالضَّمّ: غُدَّةٌ شِبْهُ الخُرَّاج، وأَهلُ مِصْر يُطْلِقُونَها على الطّاعون، وأَهلُ الشّام على لحْمٍ يُرَضُّ، ويُخْلَطُ مَعَ دقِيقِ الأَرُزّ، ويُسَوَّى مِنْهُ كهَيْئَةِ الرُّغْفَانِ الصِّغَارِ ونحوِها.
وكَبَابٌ، كسَحابٍ: جَبَلٌ.

أَطْرَابُلُس

أَطْرَابُلُس:
بضم الباء الموحدة واللام، والسين مهملة: مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا، وزعم بعضهم أنها بغير همز، قال أبو الطيب المتنبي:
وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس
وقد بسّط القول فيها. وفي المغربي في باب الطاء:
وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم:
معاوية بن يحيى الأطرابلسي يكنى أبا مطيع، روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان ابن سليم وخالد الحذّاء، روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله ابن يوسف التّنّيسي، قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي، قال: ومعاوية بن يحيى أبو روح الصّدفي الدمشقي الأطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي، حدث عن مكحول والزّهري، وذكر جماعة، روى عنه عقيل بن زياد، وقال أبو بكر بن موسى عقيب ذكره أبا مطيع: وفي الدمشقيين آخر يقال له معاوية ابن يحيى الصدفي، وكان على بيت المال بالري، روى عن الزهري، روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه، ولم يكنّه ابن موسى ولا نسبه إلى أطرابلس، وكنّاه ونسبه إليها الحافظ، وسعيد بن عجلان الأطرابلسي سمع محمد بن شعيب بن شابور، روى عنه أحمد بن محمد بن حجّاج بن رشدين وإسماعيل بن الحارث الأطرابلسي، روى عن يحيى بن صالح الوحاظي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى المقري، وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسي سمع عليّ بن عبد العــزيز البغوي وغيره، روى عنه محمد ابن إسحاق بن مندة وجماعة، وخيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة القرشي الأطرابلسي أحد حفّاظ الشام والمكثرين منهم، سمع الكثير ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط، وحديثه كثير مشهور في العراقيين والشاميين والأصبهانيين، ومن أعلام مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن الوليد ابن مزيد البيروتي، وأبو قلابة الرّقاشي، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري وغيرهم، روى عنه خلق كثير منهم:
أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي الأديب الاخباري وأبو حفص بن شاهين، سئل عنه الخطيب فقال: ثقة ابن ثقة، تكنى الأكفاني بعبد العــزيز الكناني [1] ، ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطّيس:
توفي خيثمة بن سليمان في ذي القعدة سنة 343، وذكر أنه سأله عن مولده، فقال: سنة 227، وقال غيره:
مولده سنة 217، وسمع بعد الستين ومائتين، وكان ثقة مؤمنا من العبّاد، مات وهو ابن مائة وست وعشرين سنة، وأخوه محمد بن سليمان الأطرابلسي روى عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي ابن أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله، وحمزة بن عبد الله ابن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم ابن الشام الأطرابلسي الفقيه الأديب الشاهد، قدم دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف ابن القاسم الميانجي، وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه وغيرهم، روى عنه عليّ بن أبي زوران وعليّ بن ابراهيم الجنّابيّان والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو عليّ الأهوازي وجماعة سواهم.

أَطْرَابُلُس أَيضاً:
مدينة في آخر أرض برقة وأول أرض إفريقية، وصف أمرها أيضا في باب الطاء.
ومن أطرابلس هذه في الغرب أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي سمع مالك بن أنس، رضي الله عنه، وغيره، روى عنه حبيب بن محمد الأطرابلسي.
وحبيب بن محمد الأطرابلسي رجل صالح فهم سمع جماعة من أهل بلده، روى عنه أبو مسلم العجلي ووثّقه، وعبد الله بن ميمون الأطرابلسي، روى عن سليمان بن داود القيرواني، روى عنه أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن المروزي، وكان سليمان قدم مرو وحدّث بها، وبها سمع منه أبو سهل، وموسى بن عبد الرحمن ابن حبيب العطّار الأطرابلسي أبو الأسود روى عن شجرة بن عيسى ومحمد بن سحنون وغيرهما، وعبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي الأطرابلسي، كان أبوه من أهل الكوفة نزل أطرابلس الغرب، وولد عبد الله وأخوه يوسف بها فنسبا إليها، وبها أولادهم، وحديثهم كثير مشهور، وبيتهم بيت المعرفة والدراية والإكثار من الحديث، وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن زكرياء بن الخصيب المعروف بابن زكرون الأطرابلسي الهاشمي، سمع أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، روى عنه الوليد ابن بكر الأندلسي وغيره، وابراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي أطرابلس، توفي سنة 253 بالمغرب، عن ابن يونس، وابراهيم بن القاسم الأطرابلسي روى [1] هكذا في الأصل. عن أبي جعفر القروي وغيره، روى عنه أبو محمد بن حزم، قاله الحميدي.

راوده

(راوده) مراودة وروادا خادعه وراوغه وَالْمَرْأَة عَن نَفسهَا طلب أَن يفجر بهَا وَقد تكون المراودة من الْمَرْأَة وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {وَقَالَ نسْوَة فِي الْمَدِينَة امْرَأَة الْعَــزِيز تراود فتاها عَن نَفسه} وَعَن الْأَمر وَعَلِيهِ داراه وعَلى الْأَمر طلب مِنْهُ فعله

جثا

ج ث ا: (جَثَا) عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَجْثِي (جُثِيًّا) وَيَجْثُو (جُثُوًّا) وَقَوْمٌ (جُثِيٌّ) مِثْلُ جَلَسَ جُلُوسًا وَقَوْمٌ جُلُوسٌ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: « {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جُثِيًّا} [مريم: 72] » بِضَمِّ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا أَيْضًا إِتْبَاعًا لِلثَّاءِ. 
[جثا] الجُثْوَةُ والجَثْوَةُ والجِثْوَةُ، ثلاث لغات: الحجارةُ المجموعةُ. وجُثي الحَرَمِ بالضم، وجِثي الحَرَمِ أيضاً بالكسر: ما اجتمع فيه من حِجارة الجمار. وجَثا على ركبتيه يَجْثو ويجثى جثيا وجثوا، على فعول فيهما. وأجثاه غيره. وقومُ جُثيٌّ أيضاً، مثل جلس جلوساً وقومٌ جلوسٌ. ومنه قوله تعالى: (ونَذَرُ الظالمينَ فيها جُثِيَّا) و (جِثِيّا) أيضاً بكسر الجيم لما بعدها من الكسر. وجاثَيْتُهُ ركبتي إلى ركبته. وتَجاثَوْا على الركب. وسورة الجاثية: التى تلى الدخان. 
[جثا] نه فيه: من دعا دعاء الجاهلية فهو من "جثا" جهنم، وروى: من دعا: يا لفلان! فإنما يدعو إلى "جثا" النار، الجثا جمع جثوة وهو الشيء المجموع. ش: جثوة بضم جيم. ط: ما جمع من نحو تراب فاستعير للجماعة. ك: جمعنا "جثوة" بتثليث جيم قطعة من التراب والحلب على المراكب أما حقيقة أو مجاز عن التقرب إليه بصدقة له. نه ومنه: يصير الناس يوم القيامة "جثى" كل أمة تتبع نبيها أي جماعة، ويروى: جثى، تشديد ياء جمع جاث، وهو الذي يجلس على ركبتيه. ك ومنه: "حول جهنم" "جثيا"". ج: كأنه أراد الذي يجثون على جهنم. ومنه: "فجثت" فتاة. نه ومنه ح على: أنا أول من "يجثو" للخصومة، ومن الأول ح عامر: رأيت قبور الشهداء "جثا" أي أتربة مجموعة. وح: فإذا لم نجد حجراً جمعنا جثوة من تراب، وقد تكسر الجيم وتفتح، ويجمع الجميع جثا بالضم والكسر. وفي ح: إتيان المرأة مجبية روى "مجثأة" كأنه أراد قد جثئت فهي "مجثأة" أي حملت على أن تجثو على ركبها.
جثا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: من دَعَا دعاءَ الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ من جُثى جهنّم. قَالَ: وَاحِدَة الجثى جَثوة بضَمّ الْجِيم وَهِي الشَّيْء الْمَجْمُوع قَالَ طرفَة: [الطَّوِيل]

ترى جُثوتَين من تُرابٍ عَلَيْهِمَا ... صفائحُ صُمّ من صفيح مُوصَّدِ

يصف قبرين. فَكَانَ معنى الحَدِيث أَنه من جماعات جَهَنَّم أَي من الزمر الَّتِي تدْخلهَا. هَذَا فِيمَن قَالَ: جُثي فَخفف الْيَاء وَمن قَالَ: جُثِيّ جَهَنَّم فَشدد الْيَاء فَإِنَّهُ يُرِيد الَّذين يجثون على الرُّكَبِ وَاحِدهَا جاثٍ وَجمعه جُثِيّ بتَشْديد الْيَاء قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {ثُمَّ لَنُحضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيَّا} وَهَذَا أحب إليّ من الأوّل.
(جثا) - في حديث عَامِر: "رَأَيتُ قُبورَ الشَّهداء جُثاً".
الجُثَا: جَمعُ جُثْوة، وهي الحَجَرُ أو التُّراب المَجْمُوعُ.
- وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "فَإذا لم نَجِد حَجَراً جَمعْنا جُثوةً من تُرابٍ".
: أي قِطعة تُجمَع فتكون كَوْمَة، ويقال الجُثْوة. بضَمِّ الجِيمِ وكَسْرها. وفَتْحِها - فجمع الأُولَيَينْ: جُثًا وجِثًا، بضَمِّ الجِيمِ وكَسْرها، وجَمعُ المَفْتُوحة: جَثَوات.
- ومنه الحديث: "مَنْ دَعَا دُعَاءَ الجَاهِلِيَّة فهو من جُثَا جَهَنَّم".
: أي جَماعَاتِها، وجَثَوتُ الِإبلَ والغَنَم، وجَثَيتُها: جَمَعْتُها. وقيل هو: من جُثِيِّ جَهَنَّم". جَمْع جَاثٍ، فعَلَى هذا يَجُوز بكَسْر الجِيمِ وضَمِّها كالعِصِيّ والعُصِيّ: أي من الذين يَجْثُون في جَهَنَّم.
- وفي حدِيثِ إتْيان المَرْأَة في رِوايَة: "مُجَثّاة" بَدَل مُجَبِّيَة.
لو صَحَّ نَقلُه، كأنه أَرادَ مُجَثَّاة للرُّكبَة. يقال: جَثَيْتُه وأَجثَيتُه فجَثَا.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَر رضي الله عَنْهُمَا: "إن النَّاسَ يَصِيرُون يوم القيامة جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نَبِيَّها".
: أي جَماعَة، وتُروَى هذه اللَّفظة: "جُثِيّ" بتَشْدِيد الياء، جمع جَاثٍ، وهو الذي يَجْلِس على رُكْبَتَيْه.

جثا: جَثَا يَجْثُو ويَجْثِي جُثُوّاً وجُثِيّاً، على فعول فيهما: جلس

على ركبتيه للخصومة ونحوها. ويقال: جَثَا فلان على ركبتيه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

إنَّا أُناسٌ مَعَدِّيُّونَ عادَتُنا،

عنْدَ الصِّياحِ، جُثِيُّ المَوْتِ للرُّكَبِ

قال: أَراد جُثِيُّ

الرُّكَب للموت فقلب. وأَجْثاه غيرُه. وقوْمٌ جُثِيٌّ وقومٌ جُثىً

أَيضاً: مثل جلس جلوساً وقوم جُلوسٌ؛ ومنه قوله تعالى: ونذر الظالمين فيها

جُثِيّاً، وجِثِيّاً أَيضاً، بكسر الجيم، لما بعدها من الكسر. وجاثَيْتُ

ركبتي إلى ركبته وتَجاثَوْا على الرُّكَب. وفي حديث ابن عمر: إن الناس

يصيرون يوم القيامة جُثىً كلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نبيَّها أَي جماعة، وتروى هذه

اللفظة جُثِيٌّ، بتشديد الياء، جمع جاثٍ وهو الذي يجلس على ركبتيه؛ ومنه

حديث علي، رصوان الله عليه: أَنا أَوّلُ من يَجْثُو للخُصومة بين يدي الله

عز وجل. ابن سيده: وقد تَجاثَوْا في الخصومة مُجاثاةً وجِثاءً، وهما من

المصادر الآتية على غير أَفعالها. وقد جَثَا جَثْواً وجُثُوّاً، كجَذَا

جَذْواً وجُذُوّاً، إذا قام على أَطراف أَصابعه، وعدَّه أَبو عبيدة في

البدل، وأَما ابن جني فقال: ليس أَحد الحرفين بدلاً من صاحبه بل هما لغتان.

والجاثي: القاعد. وفي التنزيل العــزيز: وترى كل أُمَّةٍ جاثِيَةً؛ قال

مجاهد: مُستوفِزينَ على الرُّكَب. قال أَبو معاذ: المُسْتَوْفِزُ الذي رفع

أَلْيَتَيه ووضع ركبتيه؛ وقال عديّ يمدح النعمان:

عَالِمٌ بالذي يكونُ، نَقِيُّ الصـ

ـدر، عَفٌّ على جُثاه نَحُور

قيل: أَراد ينحر النسك على جُثَى آبائِهِ أَي على قبورهم، وقيل: الجُثَى

صَنَم كان يُذْبح له.

والجُثْوة والجَثْوَة والجِثْوَة، ثلاث لغات: حجارة من تراب متجمع

كالقبر، وقيل: هي الحجارة المجموعة. والجثْوة: القبر سمي بذلك، وقيل: هي

الرِّبْوة الصغيرة، وقيل: هي الكُومةُ من التراب. التهذيب: الجُثَى أَتْربة

مجموعة، واحدته جُثْوة. وفي حديث عامر: رأَيت قبور الشهداء جُثىً يعني

أَتْربة مجموعة. وفي الحديث الآخر: فإذا لم نَجِدْ حجراً جمعنا جُثْوَةً من

تراب، ويجمع الجميع جُثىً، بالضم والكسر. وجِثَى الحَرَم: ما اجتمع فيه من

حجارة الجِمار

(* قوله «ما اجتمع فيه من حجارة الجمار» هذه عبارة

الجوهري، وقال الصاغاني في التكملة: الصواب من الحجارة التي توضع على حدود

الحرم أو الانصاب التي تذبح عليها الذبائح). وفي الحديث: ما دَعا دُعاءَ

الجاهلية فهو من جُثَى جهنم. وفي الحديث: من دَعا يا لَفُلانٍ فإنما يدعو إلى

جُثَى النار؛ هي جمع جُثْوة، بالضم، وهي الشيء المجموع. وفي حديث إتيان

المرأَة مُجَبِّيةً رواه بعضهم مُجثَّاة، كأَنه أَراد قد جُثِّيَت فهي

مُجَثَّاة أَي حُمِلت على أَن تَجْثُوَ على ركبتيها. وفي الحديث: فلان من

جُثَى جهنم؛ قال أَبو عبيد: له معنيان أَحدهما أَنه ممن يَجْثُو على الركب

فيها، والآخر أَنه من جماعات أَهل جهنم على رواية من روى جُثىً،

بالتخفيف، ومن رواه من جُثِيِّ جهنم، بتشديد الياء، فهو جمع الجاثي. قال الله

تعالى: ثم لنحضرنهم حول جهنم جُثِيّاً؛ وقال طرفة في جمع الجُثْوة يصف قبري

أَخوين غني وفقير:

تَرَى جُثْوَتَيْن من تُرابٍ، عَلَيهما

صَفَائِحُ صُمٌّ من صفيحٍ مُصَمَّدِ

مُوَصَّد. وجُثْوة كلّ إنسان: جسده: والجُثْوة: البدن والوسط؛ عن ابن

الأَعرابي؛ ومنه قول دغْفَل الذُّهْلي: والعَنْبَرُ جُثْوَتُها، يعني

بَدَنَ عمرو بن تمِيم ووَسَطَها. ابن شميل: يقال للرجل إنه لعظيمُ الجُثْوةِ

والجُثَّةِ. وجُثْوَة الرجل: جسدُه، والجمع الجُثَى؛ وأَنشد:

يَومَ تَرَى جُثْوَتَه في الأَقْبُرِ

قال: والقبر جُثْوَة، وما ارتفع من الأَرض نحو ارتفاع القبر جُثْوَة.

والجُثْوة: التراب المجتمع. والجَثْوَة والجِثْوَة والجُثْوَة: لغة في

الجَذْوة والجِذْوة والجُذْوة. الفراء: جَذْوة من النار وجَثْوة، وزعم يعقوب

أَن الثاء هنا بدل من الذال. وسورة الجاثية: التي تلي الدخان.

(جثا)
جثوا وجثوا جلس على رُكْبَتَيْهِ أَو قَامَ على أَطْرَاف أَصَابِعه فَهُوَ جاث وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {وَترى كل أمة جاثية} (ج) جثي وجثى وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز (ثمَّ لنحضرنهم حول جَهَنَّم جثيا) وَقُرِئَ (جثيا) وَالْإِبِل وَنَحْوهَا جثوا جمعهَا

سَوف

(سَوف) فلَان صَبر ومطل وَفُلَانًا مطله وَالْأَمر قَالَ سَوف أَفعلهُ وَيُقَال سَوف بِهِ وَفُلَانًا أمره ملكه إِيَّاه وَحكمه فِيهِ يصنع مَا يَشَاء
(سَوف) حرف مَبْنِيّ على الْفَتْح يخصص أَفعَال المضارعة للاستقبال فَيرد الْفِعْل من الزَّمَان الضّيق وَهُوَ الْحَال إِلَى الزَّمَان الْوَاسِع وَهُوَ الِاسْتِقْبَال وَهُوَ يَقْتَضِي معنى المماطلة وَالتَّأْخِير وَلَا يفصل بَينه وَبَين الْفِعْل لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة السِّين فِي (سأفعل) وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الْوَعيد وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {كلا سَوف تعلمُونَ ثمَّ كلا سَوف تعلمُونَ} وَقد يسْتَعْمل فِي الْوَعْد وَفِي التَّنْزِيل الْعَــزِيز {ولسوف يعطيك رَبك فترضى}

سأل

سأل: {سؤلك}: مسؤولك، أي أمنيتك. 
سأل
سَأَلَ يَسْأَلُ مَسْألَةً وسُؤْلاً. وُيلَسنُ أيضاً فيُقال: اللَّهُمَّ أعْطِنا سَالَاتِنا - الواحِدَةُ سالَة -: أي مَسَائلَنا. والسَّأَلَةُ: جَمْعُ السائلِ. وهو سُؤَلَتي من الدُّنْيَا وسَأْلَتي.
س أ ل

هو سآل وسؤول وسؤلة. وقوم سألة وسؤّال. وسألته عن كذا سؤالاً ومسألة، وساءلته عنه مساءلة، وتساءلوا عنه، وسألته حاجة. وأصبت منه سؤلي: طلبتي، فعل بمعنى مفعول كعرف ونكر.

ومن المجاز: هو سألتي من الدنيا. واللهم أعطنا سألاتنا. وقال:

وناديت يا رباه أول سألتي ... إليك سليمى ثم أنت حسيبها

وتعلمت مسئلة ومسائل، استعير المصدر للمفعول فيه.
[سأل] السُؤْلُ: ما يسأله الإنسان. وقرئ (أُوتيتَ سُؤلَكَ يا موسى) بالهمز وبغير الهمز. وسألته الشئ وسألته عن الشئ سؤالا ومسألة. وقوله تعالى: (سَألَ سَائِلٌ بعذابٍ واقِعٍ) أي عن عذابٍ. قال الأخفش: يقال خرجنا نسأل عن فلانٍ وبفلانٍ. وقد تخفَّف همزته فيقال: سالَ يَسْالُ. وقال: ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصْدَتِهِ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ والأمر منه سَلْ بحركة الحرف الثاني من المستقبَل، ومن الأوّل: اسْأَلْ. ورجلٌ سُؤَلَة: كثيرُ السؤال. وتَساءَلوا، أي سَأَلَ بعضهم بعضاً. وأَسْأَلْتَهُ سُؤْلَتَهُ ومسألته، أي قضيت حاجته.
س أ ل: (السُّؤْلُ) مَا يَسْأَلُهُ الْإِنْسَانُ وَقُرِئَ: {أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 36] بِالْهَمْزِ وَبِغَيْرِهِ. وَ (سَأَلَهُ) الشَّيْءَ وَسَأَلَهُ عَنِ الشَّيْءِ (سُؤَالًا) وَ (مَسْأَلَةً) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1] أَيْ عَنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ. قَالَ الْأَخْفَشُ: يُقَالُ: خَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ فُلَانٍ وَبِفُلَانٍ. وَقَدْ تُخَفَّفُ هَمْزَتُهُ فَيُقَالُ: سَأَلَ يَسْأَلُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ سَلْ وَمِنَ الْأَوَّلِ اسْأَلْ. وَرَجُلٌ (سُؤَلَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ كَثِيرُ (السُّؤَالِ) . وَ (تَسَاءَلُوا) سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
سأل
السُّؤَالُ: استدعاء معرفة، أو ما يؤدّي إلى المعرفة، واستدعاء مال، أو ما يؤدّي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللّسان، واليد خليفة له بالكتابة، أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللّسان خليفة لها إمّا بوعد، أو بردّ. إن قيل: كيف يصحّ أن يقال السّؤال يكون للمعرفة، ومعلوم أنّ الله تعالى: يَسْأَلُ عباده نحو: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [المائدة/ 116] ؟ قيل: إنّ ذلك سُؤَالٌ لتعريف القوم، وتبكيتهم لا لتعريف الله تعالى، فإنه علّام الغيوب، فليس يخرج عن كونه سؤالا عن المعرفة، والسُّؤَالُ للمعرفة يكون تارة للاستعلام، وتارة للتّبكيت، كقوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ
[التكوير/ 8] ، ولتعرّف الْمَسْئُولِ.
والسُّؤَالُ إذا كان للتّعريف تعدّى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه، وتارة بالجارّ، تقول: سألته كذا، وسألته عن كذا، وبكذا، وبعن أكثر، وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
[الإسراء/ 85] ، وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ [الكهف/ 83] ، يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ [الأنفال/ 1] ، وقال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي
[البقرة/ 186] ، وقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
[المعارج/ 1] ، وإذا كان السّؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدّى بنفسه أو بمن، نحو: وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ
[الأحزاب/ 53] ، وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا
[الممتحنة/ 10] ، وقال: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء/ 32] ، ويعبّر عن الفقير إذا كان مستدعيا لشيء بالسّائل، نحو: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ [الضحى/ 10] ، وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات/ 19] .
سأل: سأل: طلب شيئاً ويقال: سأله في، ففي ابن بدرون (ص290): وسأل الشيخ في مكاتبته في مهماته وأخبار بلده (النويرى الأندلس ص465، دي ساسي ديب 11: 42).
سأل فلاناً: استخبره عن صحته (الأغاني ص25).
سأل: استشارة، طلب النصيحة (الكالا) سأل: استعطى، طلب الصدقة، شحذ (ابن بطوطة 3: 157).
سأل: شحذ بإلحاح وخسة (بوشر).
سأل: استفهم من فلان عن الشخص المسؤول عنه، ونشد، ففي المقري (2: 225) قد سألت من المعُرف عنك. وفي إضافات: فسألت التاجر عن الصبية.
سأل: توسل إليه، ترجاه، تشفع، طلب الشفاعة. ففي رياض النفوس (ص70 و): في الصلاة على الرسول (ص) (قوم) من أمتك أتوني يسألوني في قوم صالحين أن يُطلقوا فقد سألتك فأسأل الله فيهم.
وفي معجم بوشر اسأل أحداً بالمعنى السابق.
سأل عن: اهتم، بالى، اكترث. ففي رياض النفوس (ص47 و): وكان له فرس وكان يطلقه في زرع المرابطين فخوطب في ذلك فلم يقبل ولا سأل عن كلام من خاطبه.
سأل: كان دائناً (رولاند).
سئل عن: حوسب طلُب منه تقديم الحساب (زيشر 5: 59 رقم1).
سؤْل: أمل، رجاء (فوك).
كل منكم يحكم برأيه وسؤله: أي كل منكم يحكم برأيه وما سوّلت نفسه أي حببته إليه وأغرته به (دي ساسي طرائف 3: 15).
سُؤَال: طلب، رجاء، ويجمع على أسئلة (دي ساسي طرائف 1: 13) وفي معجم فوك على اسولة.
السؤال عن ايش: ما الأمر؟ ما الخبر (بوشر) سُؤَال: شحاذ، مكدي (فوك) وهي مضبوطة فيه بهذا الشكل. وفي كتاب ابن القوطية (ص16 ق): ويدخل هذا السوال فتصير من إكرامه إلى حيث صرت. وفي ألف ليلة طبعة ماكن (1: 169): هذا الصعلوك.
سُؤَالىّ، إشكالى، مشكوك فيه: (بوشر سُؤَالي: إنابة قضائية، طلب قاض من قاض آخر، التحقيق في الأمر (بوشر).
سُؤَالاتي: سائل، سؤول (بوشر).
سال: كان يطلق على الذين يفدون على الخليفة لاستلام الجوائز أو طلب المعروف اسم سُؤَال ولما كانت هذه الكلمة تعني: شحاذين فقد أمر خالد البرمكي بإبدالها بكلمة زوّار (الفخري ص185). مسؤولّية: التزام، واجب، تبعة (محيط المحيط).
متسوّل: شحاذ، مكدي (همبرت ص221).
س أل

سَأَله يَسْأَلُه سُؤالاً وسآلةً ومَسْأَلَةً وتَسآلاً وسأَلَةً قال أبو ذُؤيبٍ

(أَسَاءَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أم لم تُسَائِل ... عن السَّكْنِ أم عن عَهْدِهِ بالأوائِل)

وقوله {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} النساء 1 وقُرِئ {تساءلون به} فمن قرأ تَسَّاءَلون فالأصل تَتَسَاءَلون قُلِبَت التاءُ سيناً لقُرْبِ مكان هذه من هذه ثم أُدْغِمَت فيها ومن قرأ تَسَاءَلون فأَصْلُه أيضا تَتَساءَلُون فحُذِفت التاءُ الثانية كَرَاهِيَة الإِعادة ومعناه تَطْلُبون حُقُوقَكُم به وقوله تعالى {كانَ عَلَى رَبِّك وَعْداً مَسْئُولاً} الفرقان 16 أراد قول الملائكة {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} غافر 8 الآية وقال ثعلب معناه وَعْداً مَسْئولا إنْجازُه يقولون رَبَّنَا قد وَعَدْتَنا فأنْجِزْ لنا وَعْدَك وقوله عز وجل {وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} فصلت 10 قال الزجاجُ إنما قال سواءً للسَّائِلين لأن كُلا يطلب القُوتَ ويَسْأله ويجوز أن يكون للسَّائِلين لمن سَأَلَ في كَمْ خُلِقَت السمواتُ والأرضُ فَقِيل خُلقَت الأَرْضُ في أَرْبَعة أيام سَوَاءً لا زيادة ولا نقصان جواباً لمن سَأَل وقوله تعالى {وسوف تسألون} الزخرف معناه سوف تُسْألون عن شكر ما جعل الله لكم من الشَّرَفِ والذِّكْر وهُمَا يتساءَلان فأمَّا ما حكاه أبو عليٍّ عن أبي زيدٍ من قَوْلِهم اللَّهُمَّ أعْطِنَا سَأَلاَتِنَا فإنما ذلك على وَضْع المَصْدَر موضع الاسْم ولذلك جُمِع وقد يُخَفّفُ على البَدَل فَيَقُولُون سَالَ يسال وهما يَتَساوَلاَن والعَرَبُ قاطبة تَحْذِف الهَمْزَ منه في الأَمْرِ فإذا وَصَلُوا بالفاء أو الواو هَمَزُوا وحكى الفارِسِيُّ أنّ أبا عُثْمان سَمِع من يقول إِسَلْ يريد اسْأَلْ فيحذف الهمزة ويُلْقي حركتها على ما قَبْلَها ثم يأتي بألف الوَصْل لأن هذه السِّين وإن كانت متحركة فهي في نِيَّة السُّكُون وهذا كقول بعض العرب الاحْمَر فيخفف الهَمْزَة بأن يحذفها ويلقي حركتها على اللام قبلها وقد أنعمت شرح ذلك في كتاب المخصص فأما قَوْل بِلالَ بن جَرِير

(إذا ضِفْتَهُم أو سايَلْتَهُمْ ... وَجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه)

فإن أحمد بن يحيى لم يَعْرِفْه فلما فهم قال هذا جَمْعٌ بين اللُّغَتَيْن فالهمزة في هذا في الأصْل وهي التي في قولك سَأَلت زيداً والياء هي العوضُ والفَرْع وهي التي في قولك سَألتُ زيداً فقد تراه كيف جَمَع بينهما في قوله سَآيَلْتَهم قال فوَزْنُه على هذا فَعَايَلْتَهم وهذا مثالٌ لا يُعْرَفُ له في اللغة نَظِيرٌ وقوله تعالى {وَقِفُوهم إنَّهُم مَسْئولُون} الصافات 24 قال الزجاج سُؤَالُهم سُؤالُ تَوْبِيخٍ وتَقْرِير لإيجابِ الحُجَّة عليهم لأن الله تعالى عالِمٌ بأَعْمالهم وقوله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن 39 أي لا يُسْأَل ليُعْلَم ذلك منه لأن الله تعالى قد عَلِمَ أَعْمالَهُم والسُّول ما سَأَلْتَه وفي التنزيل {قد أوتيت سؤلك} طه 36 والسُّولَةُ كالسُّول عن ابن جِنِّي
(سأل) - في الحديث: "أَنَّه كَرِه المسَائِلَ وعابَها"
قال الحربيّ: هي مسائل دَقائِق لا يُحتاج إليها من غامض أمرِ الدِّين.
وقال الخَطَّابي: يريد بها المَسألة عمّا لا حَاجةَ بالسَّائلِ إليه، دُونَ ما به إليه الحَاجَة.
وذلك أنه قاله في سؤال عاصم بن عَدِىّ، وكان يسأل لغيره لا لنفسه - يعني - "في أمر من يَجدُ مع أهله رجُلاً، فأظْهر رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الكراهَةَ في ذلكَ"
إيثاراً لِسَتْر العَوْرات، وكَراهةً لِهَتْك الحُرُماتِ.
- وكذلك حديث سعيد : "أعظَم المسلمين في المُسْلِمين جُرْماً مَن سَأَل عن أمرِ لمِ يُحَرَّم، فَحُرِّم على الناس من أجل مَسْألَتِه"
قال: وقد وجَدنَا المسألةَ في كتاب الله عزّ وجلّ على وجهين:
أحدهما ما كان على وجه التَبَيّن والتَّعَلُّم فيما تلزم الحاجة إليه من أمر الدّين.
والآخر: ما كان على طريق التّكَلُّف والتعنُّت، فأباح النوعَ الأوّل وأمرَ به، وأجاب عنه، فقال سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} : {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} ، وقال: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} فأَوجَب على من سُئِل عن عِلْم أن يُجيبَ عنه.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سُئِل عن عِلْم يَعلمُه فكَتمَهُ ألْجمَ بلِجامٍ من نارٍ"، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ} ؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} , و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}
وقال في النوع الآخر: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ، وقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} ، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ..} الآيات، فعاتَبه ولم يُبَيِّن. وعَابَ مسألةَ بَنىِ إسرائيل في قِصَّة البَقَرة، لَمَّا كان على سبيل التكَلُّف لِما لا حاجةَ بهم إليه، وقد كانت الغُنْية وَقعَت بالبَيانِ المتقدّم فيها.
قال ابن عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فما زالوا يَسْألون ويَتعَنَّتون حتى غُلَّظَ عليهم"
فكُلُّ ما كان من المسَائِل على هذا الوَجْه فهو مكروه، فإذا وَقَعَ السُّكوتُ عن جَوابه، فإنّما هو رَدعٌ وزجرٌ للسائل، وإذا وَقَع الجَوابُ فهو عُقوبةٌ وتَغْلِيظ.
- في الحديث: "إن هَذِه المسائلَ كَدٌّ يكُدُّ بها الرجُل وَجْهَه"
يعني مَسألةَ الناس في أَيديِهم، والسَّائِل غَنيٌّ عنها.
- ومِثلهُ الحديثُ الآخر: "ما تَزَالُ المسألةُ بالعَبْد حتىَ يَلْقَى الله تعالى وما في وجهه مُزْعَةُ لَحْمٍ".
وقد يُتْرَك هَمزُه كما قال:
* سَالَتْ هُذَيلٌ رسولَ اللَّهِ فاحِشَةً *
وقد قُرِىءَ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ، ومنه قوله: "فَسَلُوا".
- وفي الحديث: "كَرِه لكم كَثْرَةَ السُّؤَال"
فُسِّر على سُؤَالِ النَّاسِ أموالَهم، ولا حاجةَ به إليها، وعلى سُؤال ما لا يَعْنِيه من المَسائِل.
سأل
سأَلَ يَسأَل، اسْأَلْ/ سَلْ، سُؤالاً وتَسْآلاً، فهو سائِل، والمفعول مَسْئول
• سأل فلانًا: حاسبَه " {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ} ".
• سأل المحتاجُ النَّاسَ: تسوّل؛ طلب منهم الصدقَةَ والعطيّةَ "إذا سألت فاسأل الله- {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} ".
• سأله الشَّيءَ: طلب منه أن يعطيَه إيّاه، التمسه منه "نسألُ اللهَ السَّلامةَ- {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} ".
• سأَله بكذا/ سأله عن كذا:
1 - استخبره عنه، استعلمه عنه "سأَله عن صحَة فلان- {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} ".
2 - استفتاه " {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} ". 

تساءلَ/ تساءلَ بـ/ تساءلَ عن يتساءل، تساؤُلاً، فهو مُتسائِل، والمفعول مُتساءَلٌ به
• تساءل الرَّجلُ: سأل نفسَه بشكٍّ وحَيْرَة "تساءَل عمّا سيقرِّر- وجّه إليه نظرات تساؤليّة" ° تعبيرٌ تَساؤليّ: صورةٌ لغَويّة تستعمل للتعبير عن أنّ المتحدّث متردّد يسأل نفسَه أيّ قرار يَحسن أن يتّخذ.
• تساءل القومُ: تخاصموا " {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} ".
• تساءل بالله: حلف به وطلب حقّه " {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} ".
• تساءلوا عن سبب الكارثة: سأَل بعضُهم بعضًا "يثير عددًا من التساؤلات الأساسيّة الهامّة- {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} ".
• تساءل عن أمرٍ: سأل الرأيَ فيه. 

ساءلَ يسائل، مُساءَلةً، فهو مُسائِل، والمفعول مُساءَلٌ
• ساءَله عن أمر: استخبره عنه، سأله عنه، استعلمه عنه "ساءَله عن قضيّةٍ ما- تُسائلني مَنْ أنتَ وهي عليمةٌ ... وهل بفتًى مثلي على حاله نُكرُ". 

تَسْآل [مفرد]: مصدر سأَلَ. 

سُؤال [مفرد]: ج سُؤالات (لغير المصدر) وأسئلة (لغير المصدر):
1 - مصدر سأَلَ ° ذُلُّ السُّؤال: ما يَجُرُّ إليه السؤال من مهانة- سؤال تمهيديّ: اقتراح يتقدّم به أحد أعضاء المجلس حول الموضوع الأساسيّ المطروح للمناقشة رغبة في إجراء التصويت فورًا.
2 - جملة استفهاميّة تتطلّب إجابة من المخاطب، عكس جواب مثل: أين كنت؟ متى وصلت؟ "أجاب الوزير عن أسئلة الصحفيِّين".
3 - جزء من امتحان يطلب من طالب العلم الإجابة عنه "طرحت على الطُّلاب أسئلة صعبة". 

سُؤْل [مفرد]: طَلَب، حاجة، أمنية "قضيتُ سُؤلَه- {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} " ° أصبت منه سُؤلي: نِلْت منه بغيتي. 

سائِل [مفرد]: ج سائِلون وسُؤّال وسَأَلَة:
1 - اسم فاعل من سأَلَ.
2 - فقير، شحّاذ، متسوِّل، مُستَعْطٍ "*وسائلُ اللهِ لا يخيب*- {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} ". 

مَسْألة [مفرد]: ج مَسائِلُ:
1 - مصدر ميميّ من سأَلَ.
2 - قضيّة، أو ما كان موضوعَ بحثٍ أو نظر "بحث الوفدان مسألةَ الحدود بين البلدين- مسألة قانونيّة" ° مسألة حياة أو موت: لا تحتمل التأجيل، أمر لابدّ من الحسم فيه.
3 - قضيّة يُبرهن عليها "مسألة هندسيّة/ حسابية".
4 - سؤال، حاجة، طلب "قضى مسألته". 

مَسْئول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من سأَلَ.
2 - موظّف كبير "حضر الحفلَ كبارُ المسئولين- مسئول رفيع المستوى/ إداريّ" ° مسئول المؤن: الشّخص المسئول عن تسلُّم وتوزيع المخزون أو المئونة الحربيّة أو البحريّة مثلاً.
3 - مُحاسَب، مَنْ تقع عليه تبعةُ عملٍ أو أمرٍ ما "أنت مسئول عن فشلنا: هزيمتنا/ خسارتنا- كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ [حديث]- {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}: مطلوبون للحساب". 

مَسْئوليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مَسْئول: تَبِعة "المسئوليَّة تقع على عاتقي- يستطيع تحمُّل مسئوليَّات كبيرة" ° ألقى المسئوليَّةَ على عاتقه: حمّله إيَّاها- مسئوليّة أخلاقيّة: التزام الشّخص بما يصدر عنه قولاً أو عملاً- مسئوليّة جماعيّة: التزام تتحمّله الجماعة- مسئوليّة قانونيّة: التزام بإصلاح الخطأ الواقع على الغير طبقًا للقانون.
• اللاَّ مسئوليَّة: شعور المرء بأنه غير ملزَم بعواقب أعماله. 

سأل: سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالاً وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلاً وسَأَلَةً

(* قوله «وسأله» ضبط في الأصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه؛

وقوله قال أبو ذؤيب: أساءلت، كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: وساءله مساءلة،

قال أبو ذؤيب إلخ) قال أَبو ذؤيب:

أَساءَلْتَ رَسْمَ الدَّار، أَم لم تُسائِل

عن السَّكْنِ، أَم عن عَهْده بالأَوائِل؟

وسَأَلْتُ أَسْأَل وسَلْتُ أَسَلُ، والرَّجُلانِ يَتَساءَلانِ

ويَتَسايَلانِ، وجمع المَسْأَلة مَسائِلُ بالهمز، فإِذا حذفوا الهمزة قالوا

مَسَلَةٌ. وتَساءلوا: سَأَل بعضُهم بعضاً. وفي التنزيل العــزيز: واتَّقُوا الله

الذي تَسَّاءََلون به والأَرحام، وقرئ: تَساءَلُون به، فمن قرأَ

تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قلبت التاء سيناً لقرب هذه من هذه ثم أُذغمت

فيها، قال: ومن قرأَ تَسَاءَلون فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حذفت التاء

الثانية كراهية للإِعادة، ومعناه تَطْلُبون حقوقَكم به. وقوله تعالى: كان على

ربك وَعْداً مَسْؤولاً؛ أَراد قولَ الملائكة: رَبَّنا وأَدْخِلْهُم

جَنَّات عَدْنٍ التي وعَدْتَهم (الآية)؛ وقال ثعلب: معناه وَعْداً مسؤولاً

إِنْجازُه، يقولون ربنا قد وعَدْتَنا فأَنْجِزْ لنا وعدَك. وقوله عز وجل:

وقَدَّر فيها أَقواتَها في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين؛ قال الزجاج:

إِنما قال سَواءً للسائلين لأَن كُلاًّ يطلب القُوتَ ويَسْأَله، وقد يجوز

أَن يكون للسائلين لمن سَأَل في كم خُلِقَت السمواتُ والأَرضُ، فقيل خلقت

الأَرض في أَربعة أَيام سواءً لا زيادة ولا نقصان، جواباً لمن سَأَل.

وقوله عز وجل: وسوف تُسأَلون؛ معناه سوف تُسأَلون عن شكر ما خلقه الله لكم من

الشرف والذكر، وهما يَتَساءلان. قال: فأَما ما حكاه أَبو علي عن أَبي

زيد من قولهم اللهم أَعْطنا سَأَلاتِنا، فإِنما ذلك على وَضْع المصدر موضَع

الاسم، ولذلك جُمِع، وقد يخفف على البدل فيقولون سَال يَسال، وهما

يَتَساوَلانِ، وقرأَ نافع وابن عمر سال، غير مَهموز، سائلٌ، وقيل: معناه بغير

همز: سال والدٍ بعذاب واقع، وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو والكوفيون: سَأَل

سائلٌ، مهموز على معنى دَعا داعٍ. الجوهري: سَأَلَ سائِلٌ بعذاب واقع؛

أَي عن عذاب واقع. قال الأَخفش: يقال خَرَجْنا نَسْأَل عن فلان وبفلان، وقد

يخفف فيقال سالَ يَسال؛ قال الشاعر:

ومُرْهَقٍ، سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه،

لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ

والأَمر منه سَلْ بحركة الحرف الثاني من المستقبل، ومن الأَول اسْأَل؛

قال ابن سيده: والعرب قاطبة تحذف الهمز منه في الأَمر، فإِذا وصلوا بالفاء

أَو الواو هَمَزوا كقولك فاسْأَلْ واسْأَلْ؛ قال: وحكى الفارسي أَن أَبا

عثمان سَمع من يقول إِسَلْ، يريد اسْأَلْ، فيحذف الهمزة ويُلقى حركتها

على ما قبلها، ثم يأْتي بأَلف الوصل لأَن هذه السين وإِن كانت متحرّكة فهي

في نية السكون، وهذا كقول بعض العرب الاحْمَر فيخفف الهمزة بأَن يحذفها

ويلقي حركتها على اللام قبلها؛ فأَما قول بلال بن جرير:

إِذا ضِفْتَهُم أَو سايَلْتَهُمْ،

وجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَه

فإِن أَحمد بن يحيى لم يَعْرِفْه، فلما فَهِم قال: هذا جَمْعٌ بين

اللغتين، فالهمزة في هذا هي الأَصل، وهي التي في قولك سأَلْت زيداً، والياء هي

العوض والفرع، وهي التي في قولك سايَلْت زيداً، فقد تراه كيف جمع بينهما

في قوله سايَلْتَهم قال: فوزنه على هذا فَعايَلْتَهم، قال: وهذا مثال لا

يُعْرَف له في اللغة نظير. وقوله عز وجل: وَقِفُوهم إِنهم مسؤولون؛ قال

الزجاج: سُؤَالُهم سُؤَالُ توبيخ وتقرير لإِيجاب الحجة عليهم لأَن الله

جل ثناؤه عالم بأَعمالهم. وقوله: فيومئذ لا يُسْأَل عن ذنبه إِنس ولا

جانٌّ؛ أَي لا يُسْأَل ليُعْلم ذلك منه لأَن الله قد علم أَعمالهم. والسُّول:

ما سأَلَتْه. وفي التنزيل العــزيز: قال قد أُوتِيتَ سُؤْلَك يا موسى؛ أَي

أُعْطِيت أُمْنِيَّتك التي سَأَلْتها، قرئ بالهمز وغير الهمز.

وأَسْأَلْته سُولَتَه ومَسْأَلته أَي قَضَيت حاجته؛ والسُّولة: كالسُّول؛ عن ابن

جني، وأَصل السُّول الهمز عند العرب، اسْتَثْقَلوا ضَغْطَة الهمزة فيه

فتكلموا به على تخفيف الهمزة، وسنذكره في سول، وسَأَلْته الشيءَ وسَأَلْته

عن الشيء سُؤالاً ومَسْأَلة؛ قال ابن بري: سَأَلته الشيءَ بمعنى

اسْتَعْطَيته إِياه، قال الله تعالى: ولا يَسْأَلْكم أَمْوالكم. وسأَلْته عن

الشيء: استخبرته، قال: ومن لم يهمز جعله مثل خاف، يقول: سِلْته أَسْالُه فهو

مَسُولٌ مثلِ خِفْتُه أَخافه فهو مَخُوف، قال: وأَصله الواو بدليل قولهم

في هذ اللغة هما يَتَساولان. وفي الحديث: أَعْظَمُ المسلمين في المسلمين

جُرْماً من سَأَلَ عن أَمر لم يُحَرَّم فحُرِّم على الناس من أَجل

مَسْأَلته؛ قال ابن الأَثير: السؤال في كتاب الله والحديث نوعان: أَحدهما ما

كان على وجه التبيين والتعلم مما تَمَسُّ الحاجة إِليه فهو مباح أَو مندوب

أَو مأْمور به، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنُّت فهو مكروه

ومَنْهِيٌّ عنه، فكل ما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فإِنما هو

رَدْعٌ وزَجْرٌ للسائل، وإِن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ. وفي الحديث:

كَرِه المسائلَ وعابَها؛ أَراد المسائل الدقيقة التي لا يُحتاج إِليها.

وفي حديث المُلاعَنة: لما سأَله عاصم عن أَمر من يجد مع أَهله رَجُلاً

فأَظْهَر النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، الكراهة في ذلك إِيثاراً لستر العورة

وكراهة لهَتْك الحُرْمة. وفي الحديث: أَنه نهى عن كثرة السُّؤال؛ قيل: هو

من هذا، وقيل: هو سُؤال الناس أَموالهم من غير حاجة.

ورجُلٌ سُؤَلةٌ: كثير السُّؤال. والفقير يسمى سائلاً، وجَمْعُ السائل

(*

قوله «وجمع السائل إلخ» عبارة شرح القاموس: وجمع السائل سألة ككاتب

وكتبة وسؤال كرمّان) الفقير سُؤّال. وفي الحديث: للسائِل حَقٌّ وإِن جاء على

فَرَس؛ السائل: الطالب، معناه الأَمر بحُسْن الظن بالسائل إِذا تَعَرَّض

لك، وأَن لا تجيبه

(* قوله «وأن لا تجيبه» هكذا في الأصل، وفي النهاية:

وأن لا تجيبه) بالتكذيب والردِّ مع إِمكان الصدق أَي لا تُخَيِّب السائلَ

وإِن رابَك مَنْظَرُه وجاء راكباً على فرس، فإِنه قد يكون له فرس ووراءه

عائلة أَو دَيْن يجوز معه أَخذ الصَّدَقة، أَو يكون من الغُزاة أَو من

الغارمين وله في الصدقة سَهْم.

س

أل1 سَأَلَهُ (S, M, K) with كَذَا following it, and سَأَلَهُ عَنْ كَذَا and بِكَذَا, (S, * K,) aor. ـْ (M,) inf. n. سُؤَالٌ and مَسْأَلَةٌ, (S, M, K,) which latter is also pronounced مَسَلَةٌ, without the hemzeh, (TA,) and تَسْآلٌ and سَآلَةٌ, (M, K,) and سَأَلَةٌ or سَأْلَةٌ, (accord. to different copies of the K, the former of these two accord. to the TA, [and it appears from a statement that will be found below, voce سُؤْلٌ, that one of these is correct, but in an excel-lent copy of the M, in the place thereof, I find, and ↓ سَآءَلَهُ, as a verb, doubly trans., first thus by itself, and secondly by means of عَنْ, as shown by an ex. in a verse cited below, (see 3,) and this also is correct,]) all [sometimes] signify the same, (S, * K,) i. e. He asked him such a thing; or asked him, interrogated him, questioned him, or inquired of him, respecting such a thing: but عن كذا is more common than بكذا: when سَأَلَ means the asking, or demanding, of property, it is trans. [only] by itself or by means of مِنْ [so that you say سَأَلَهُ كَذَا and سَأَلَ مِنْهُ كَذَا meaning he asked, or demanded, of him such a thing]: (Er-Rághib, TA:) and one says also سَالَ, aor. ـَ (Akh, S, M, Msb, K,) like خَافَ, aor. ـَ (Msb, K;) which is of the dial. of Hudheyl; the medial letter of this being originally و, as is shown by the phrase, mentioned by Az, هُمَا يَتَسَاوَلَانِ: (TA:) [respecting this dial. var., see what follows:] the imperative (S, Msb, K, TA;) of سَأَلَ (S, Msb, TA) is اِسْأَلْ; (S, M, Msb, K, TA;) and (S, K, &c.) that of سَالَ, (S, Msb, TA,) سَلْ, (S, Msb, K, TA,) dual. سَلَا, and pl. سَلُوا, [these two being] irregular; (Msb;) and AAF mentions that Aboo-'Othmán heard one say اِسَلْ, [a form omitted in some copies of the K, but mentioned in the CK,] meaning اِسْأَلْ, suppressing the ء, and transferring its vowel to the preceding letter, like as some of the Arabs said لَحْمَرُ for الأَحْمَرُ [as many do in the present day]: (M:) accord. to ISd, (TA,) the Arabs universally suppress the ء in the imperative except when they prefix to it فَ or وَ; (M, TA;) saying فَاسْأَلْ and وَاسْأَلْ: (TA:) or when وَ [or فَ] is prefixed, it is allowable to pronounce the ء and also to suppress it, as in saying وَاسْأَلُوا and وَسَلُوا: (Msb:) and for the pass. سُئِلَ, one may say سِيلَ, and سُيِلَ, in this instance making the kesreh to partake of the sound of dammeh, and سُولَ; and also سُيِلَ, in which the middle letter is pronounced with a sound between that of ء and that of ى, or resembling that of و. (IJ, TA.) As Er-Rághib says, سُؤَالٌ signifies The asking, or demanding, knowledge, or information, or what leads thereto: and the asking, or demanding, property, or what leads thereto. (TA.) سَأَلْتُهُ عَنِ الشَّىْءِ means I asked of him information respecting the thing: (IB, TA: [and the like is said in the Msb:]) and سَأَلْتُهُ الشَّىْءَ [is sometimes used in the same sense, as has been shown above, but generally] means I asked him to give me the thing: (IB, TA:) you say, سَأَلَهُ مَالًا He asked, demanded, or begged, of him property, and in like manner, سَأَلَ مِنْهُ and سَأَلَ إِلَيْهِ [followed by مَالًا]: (MA:) and سَأَلْتُ اللّٰهَ العَافِيَةَ, inf. n. سُؤَالٌ and مَسْأَلَةٌ, I begged, or sought, of God health, or freedom from disease, &c. (Msb.) The saying in the Kur [lxx. 1], سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ means عَنْ عَذَابٍ [i. e. An asker asked respecting a falling punishment]: (S:) [for] one says, خَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ فُلَانٍ and بِفُلَانٍ [meaning We went forth asking respecting such a one]: (Akh, S:) or the phrase in the Kur means a caller called [for a falling punishment]: (TA:) and some read سَالَ سَائِلٌ بعذاب واقع, (Bd, TA,) [likewise] from السُّؤَالُ: (Bd:) or this means سَالَ وَادٍ بعذاب واقع [i. e. a valley flowed with a falling punishment]; (Bd, TA;) so some say; (TA;) from السَّيَلَانُ. (Bd.) The saying, in a trad., نَهَى عَنْ كَثْرَةِ السَّؤَالِ [He (Mohammad) forbade much questioning or inquiring] is said to relate to subtile questions or inquiries, that are needless; like another trad., mentioned below, voce, مَسْأَلَةٌ: or to the begging, of men, their property needlessly. (TA.) 3 سَآءَلَهُ, (M, TA,) inf. n. مُسَآءَلَةٌ: (TA:) see 1, first sentence. Aboo-Dhu-eyb says, أَسَآءَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تُسَائِلِ عَنِ السَّكْنِ أَمْ عَنْ عَهْدِهِ بِالأَوَائِلِ [Didst thou ask the remains of the dwelling, or didst thou not ask, respecting the inhabitants, or respecting their knowledge of the former occupants?]. (M, TA.) b2: In the saying of Bilál Ibn-Jereer, وَجَدْتَ بِهِمْ عِلَّةً حَاضِرَهْ إِذَا ضِفْتَهُمْ أَوْ سَآيَلْتَهُمْ [When thou becomest their guest, or askest of them, thou findest with them a ready excuse], سَآيَلْتَهُمْ is a combination of two dial. vars.; the ء being in the original phrase سَآءَلْتُ زَيْدًا, and the ى being a substitute in the phrase سَايَلْتُ زَيْدًا; the measure of سَآيَلْتَهُمْ being فَعَايَلْتَهُمْ: (M, K: *) so said Ahmad Ibn-Yahyà, [i. e. Th,] who had at first ignored the expression: (M:) and it is an instance of which we know not a parallel in the language. (M, K. *) b3: [Accord. to analogy, سَآءَلَهَ also signifies He asked him, &c., being asked by him, &c. b4: And Freytag states that Reiske has explained سَآءَلَ as meaning He always demanded that another should express wishes for his health: but I know not any instance of its being used in this sense.]4 أَسْاَ^َ ↓ أَسْأَلَهُ سُؤْلَهُ, (K,) or ↓ سُؤْلَتَهُ, (S,) and ↓ مَسْأَلَتَهُ, (S, K,) He accomplished for him his want. (S, K.) 5 تسأّل, in the modern language, signifies He begged, or asked alms; as also تَسَوَّلَ: both probably post-classical.]6 تَسَآءَلُوا They asked, or begged, one another. (S, Msb, K.) You say, هُمَا يَتَسَآءَلَانِ, (M,) and also يَتَسَاوَلَانِ, (M, Msb, K,) and يَتَسَايَلَانِ. (TA.) In the Kur [iv. 1], some read وَاتَّقُوا اللّٰهَ الَّذِى تَسَّآءَلُونَ بِهِ; and others, تَسَآءَلُونَ بِهِ: in each case, originally تَتَسَآءَلُونَ: the meaning is, [and fear ye God,] by Whom ye demand [one of another] your rights, or dues: (M:) or by Whom ye ask, or demand, one of another; (Bd, Jel;) saying, I ask thee, or beg thee, by God; and I beseech thee, or adjure thee, by God. (Jel.) b2: One says also تَسَآءَلُوا القَوْمَ, meaning They [together] asked, or begged, the people. (Mgh in art. نقض.) سُؤْلٌ, (S, M, K;) also pronounced سُولٌ, without ء, (S, K,) [A petition; or a request; meaning] a thing that people ask or beg; (S;) or a thing that one has asked or begged; (M, K;) as also ↓ سُؤْلَةٌ, (IJ, M, K,) which is likewise pronounced سُولَةٌ, without ء; (K;) and ↓ سُؤُولٌ; (Har p. 422; [or this is app. pl. of سُؤْلٌ, like as بُرُوجٌ is of بُرْجٌ, and بُرُودٌ of بُرْدٌ, &c.;]) [and ↓ سَأْلَةٌ or سَأَلَةٌ, as will be shown by what follows;] and ↓ مَسْؤُولٌ; (Msb;) [and ↓ مَسْأَلَةٌ:] see 4: the first of these said by Z to be of the measure فُعْلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; like عُرْفٌ and نُكْرٌ. (TA.) Thus in the Kur [xx. 36], قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى

Thou hast been granted thy petition, or the thing that thou hast asked, O Moses. (S, M, TA.) In the saying ↓ اَللّٰهُمَّ أَعْطِنَا سَأَلَاتِنَا [O God, grant Thou us our petitions], mentioned by Aboo-'Alee on the authority of Az, the inf. n. is used as a subst., properly so termed, and is therefore pluralized. (M.) سَأْلَةٌ or سَأَلَةٌ; pl. سَأَلَاتٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

سُؤْلَةٌ: see 4: and see also سْؤْلٌ.

سُؤَلَةٌ, (S, K,) also pronounced سُوَلَةٌ, (TA,) A man (S) who asks, or begs, much; (S, K;) as also ↓ سَأّلٌ, and ↓ سَؤُولٌ: (TA:) such is improperly termed ↓ سَائِلٌ. (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gramm. Ar., p. 47 of the Ar. text.) سُؤَالٌ an inf. n. of 1. (S, M, K, &c.) b2: [It is often used as a subst. properly so called; like مَسْأَلَةٌ; meaning A question; an interrogation; correlative of جَوَابٌ: and a demand, or petition: and as such has a pl., سُؤَالَاتٌ; perhaps postclassical.]

سَؤُولٌ: see سُؤَلَةٌ.

سُؤُولٌ: see سُؤْلٌ [of which it is app. pl.].

سَأّلٌ: see سُؤَلَةٌ.

سَائِلٌ [i. e. Asking; meaning interrogating, questioning, or inquiring; and demanding, or begging;] has for its pl. سَأَلَةٌ and سُؤَّالٌ. (TA.) See سُؤَلَةٌ. b2: It also means [A beggar; i. e.] a poor man asking, or begging, a thing. (Er-Rághib, TA.) So it has been expl. as used in the Kur [xciii. 10], where it is said, وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [And as for the beggar, thou shalt not chide him, or address him with rough speech]: or, accord. to El-Hasan, it here means the seeker of knowledge. (TA.) مَسْأَلَةٌ, an inf. n. of 1, is tropically used in the sense of a pass. part. n. [with the noun qualified by it understood; meaning (tropical:) A thing asked; i. e. a question; a problem, or proposition; a matter, or an affair, proposed for decision or determination]: (TA:) and the pl. is مَسَائِلُ. (Msb, TA.) So in the saying, تَعَلَّمْتُ مَسْأَلَةً (tropical:) [I learned a question, or problem, &c.]. (TA.) The saying, in a trad., كَرِهَ المَسَائِلَ وَعَابَهَا means (assumed tropical:) [He (Mohammad) disliked and discommended] subtile questions, such as are needless. (TA.) b2: See also سُؤْلٌ: b3: and see 4.

مَسْؤُولٌ [pass. part. n. of 1: and used as a subst.]: see سُؤْلٌ.
[سأل] فيه: "للسائل" حق وان جاء على فرس، معنا الأمر بحسن الظن للطالب مع إمكان الصدق، أي لا تخيب السائل وإن رابك منظره، فقد يكون له فرس ووراءه عائلة أو دين أو يكون من الغزاة أو من الغارمين. وفيه: أعظم المسلمين جرما من "سأل" عن أمر لم يحرم فحرم على الناس من مسألته، السؤال نوعان: ما كان على وجه التبيين والتعلم مما تمس الحاجة إليه فهو مباح أو مندوب أو مأمور به، وما كان على وجه التكلف والتعنت فهو مكروه ومنهى عنه، فما كان من هذا الوجه ووقع السكوت عن جوابه فهو ردع وزجر، وإن أجيب فهو عقوبة وتغليظ. ط: وإنما كان أعظم جرما لأن ضرره عم للمسلمين إلى القيامة وهو ما كان تعنتا كسؤال بنى إسرائيل عن البقرة، وإلا "فسئلوا أهل الذكر - الآية" واحتج به لإباحة أصل الأشياء، وقيل: أراد"تسأل" عن الفطرة، أي لا تخبر في مثل هذا الموطن من أعمال الشر للموتى بل أخبر عن أعمال الخير كما قال: اذكروا موتاكم بالخير، فوضع لا تسأل موضع لا تخبر نفيا للسؤال بالكلية لئلا يسأل أحد ذلك ولا يخبر أحد عن أعمال الشر للموتى في مثل هذا الموطن. وفيه: "لا تسألونى" عن الشر و"سلونى" عن الخير، وجه النهى أنه نبى الرحمة، ويقولها حال، أي يقول جملة لا تسألونى ثلاثا. وفيه: ويذكر خطيئته "سؤاله" ربه بغير علم، سؤاله بالنصب يدل من مفعول أصاب محذوف، وربه مفعول سؤال، وبغير علم حال أي صادرًا عنه بغير علم إشارة إلى قوله تعالى "فلا تسئلن ما ليس لك به علم"، ولست هناك يجئ في لام. وإنما لم يسألوا ابتداء من صاحبه أي النبى صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يلهموا ذلك إظهارا لفضيلته صلى الله عليه وسلم، فانهم لو سألوه ابتداء يحتمل أن يقدر غيره عليه. غ: (("تساءلون" به))، تطلبون حقوقكم به، وهو نشدتك بالله أي سألتك به. و ((لا "يسئل" عن ذنبه)) أي سؤال استعلام ولكن يسأل تقريرا وإيجابا للحجة. و (("سال سائل" بعذاب)) أي عنه أو دعا داع وهو قوله: "اللهم ان كان هذا هو الحق". ((و"سئل" من ارسلنا من قبلك)) قيل: خوطب به ليلة أم الأنبياء وصلى بهم. و"سلينى" من مالى - مر في بلال.
سأل
{سَأَلَهُ كَذَا، وَعَن كَذا، وبِكَذا: بِمَعْنىً واحِدٍ، يُقالُ: سَأَلَهُ الشَّيْءُ، وعَنِ الشَّيْءِ، وقالَ الأَخْفَشُ: يُقالُ خَرَجْنَا} نَسْأَلُ عَن فُلانٍ، وبِفُلاَنٍ. وَفِي اسْتِعْمالِهِ مُتَعَدِّياً بِنَفْسِهِ، وبهذِهِ الحُرُوفِ، بمَعْنىً واحِدٍ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ كَلامِهِ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ إِليهِ الأَخْفَشُ اخْتِلاَفٌ، فِي شَرْحِ خُطْبَةِ الشِّفاءِ لِلْخَفاجِيِّ، أَنَّهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ، وبعَن، ومِنْ، وَفِي، إِذا كَانَ بمَعْنَى الرَّجاءِ لَا الاسْتِعْطافِ، وَفِي تَعْلِيقِ الفَرَائِدِ على تَسْهِيلِ الفَوائِدِ للبدْرِ الدَّمامِينِيِّ، أَثْنَاءَ أَفْعَالِ القُلُوبِ، أَنَّ {سَأَلَ يَتَعَدَّى لِلْمالِ بِنَفْسِهِ، ولغيرِهِ بالْجارِّ، وَفِي شِفَاءِ الْغَلِيلِ للشِّهابِ، أَنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى} المَسْئُولِ عَنهُ بِنَفْسِهِ، وَقد تَدْخُلُ عَن عَلى السائِلِ، وَقد تَدْخُلُ عَلى المَسْئُولِ عَنهُ، قالَ شيخُنا: ودُخُولُها عَلى {السَّائِلِ لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ:} سَأَلْتُهُ الشَّيْءَ، بِمَعْنَى اسْتَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ، {وسَأَلْتُهُ عَن الشَّيْءِ: اسْتَخْبَرْتُهُ. قُلْتُ: وللرَّاغِبِ فِي مُفْرَداتِهِ تَحْفِيقٌ حَسَنٌ، قالَ:} السُّؤالُ اسْتِدْعاءُ مَعْرِفَةٍ، أَو مَا يُؤَدِّي إِلَى المَعْرِفَةِ، واسْتِدْعاءُ الْمَعْرِفةِ جَوابهُ عَلى اللِّسانِ، والْيَدُ خَلِيفَةٌ لهُ بالكِتابَةِ أَو الإِشَارَةِ، واسْتِدْعاءُ المالِ جَوابُهُ على الْيَدِ، واللِّسانُ خَلِيفَةٌ لَها، إِمَّا بِرَدٍّ، أَو بِوَعْدٍ، أَو بِرٍّ، {والسُّؤالُ لِلْمَعْرِفةِ قد يكونُ لِلاسْتِعلاَمِ، وَقد يكونُ لِلتَبْكِيتِ وَتارَة يكون لتعريف} الْمَسْئُولْ وتنبيهه، وَهَذَا ظَاهر، وعَلى التبكيت قَوْلُهُ: وإِذَا الْمَوءُودَةُ {سُئِلَتْ، والسُّؤَالُ إِذا كانَ لِلتَّعْرِيفِ يُعَدَّى إِلَى المَفْعُولِ الثَّانِي، تَارَةً بِنَفْسِهِ، وتَارَةً بِالْجَارِّ، تَقولُ سَأَلْتُهُ كَذا، وَعَن كَذَا وبِكَذا، وبِعضن أَكْثَرَ، وإِذا كانَ لاسْتِدْعاءِ مالٍ، فإِنَّهُ يُعَدَّى بنَفْسِهِ، أَو بِمِنْ، انْتَهَى.
وَفِي المُحْكَمِ:} سَأَلَ، {يَسْأَلُ،} سُؤَالاً، كغُرَابٍ، {وسَآلَةً، بالمَدِّ،} ومَسْأَلَةً، كمَرْحَلَةٍ، وَقد تُحْذَفُ منهُ الهَمْزَةُ، فيُقالُ: مَسَلَةٌ، {وتَسْآلاً، بالفَتْحِ والْمَدِّ،} وسَأَلَةً، مُحَرَّكَةً، والأَمْرُ مِن سَالَ، كخَافَ: سَلْ، بِحَرَكَةِ الحَرْفِ الثَّانِي مِنَ المُسْتَقْبَلِ، ومِن {سَأَلَ، كجَأَرَ:} اسْألْ، قالَ ابنُ سِيدَه: والعَرَبُ قاطبَةً تَحْذِفُ الهَمْزَ منهُ فِي الأَمْرِ، فإِذا وَصَلُوا بالْفاءِ، أَو الواوِ، هَمَزُوا، كقولِكَ: {فاسْأَلْ،} واسْأَلْ، يُقالُ، على التَّخْفِيفِ البَدَلِيِّ: {سالَ} يَسالُ، كخَافَ يَخافُ، وَهِي لُغَةُ هُذِيْلٍ، والعَيْنُ من هَذِه اللُّغَةِ واوٌ، لِمَا حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ مِن قَوْلِهِم: هُما يَتَساوَلانِ، كقولِكَ: يَتَقَاوَمَانِ، ويَتَقَاوَلانِ، وَبِه قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، ونافِعٌ، وابنُ كَثِيرٍ، وابنُ عُمَرَ: {سَألَ} سَائِلٌ بِعَذابٍ وَاقِعٍ، وقيلَ: مَعْناهُ بغيرِ هَمْزٍ: سَالَ وَادٍ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، وقَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍ و، والكُوفِيُّونَ: سَأَلَ سَائِلٌ، مَهْمُوزاً، عَلى مَعْنَى: دَعا) دَاعٍ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذابٍ، أَي عَن عَذابٍ. قَالَ الأَخْفَشُ: وَقد يُخَفَّفُ، فَيُقالُ: سَالَ يَسالُ، قالَ الشَّاعِرُ:
(ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بِأُصْدَتِهِ ... لم يَسْتَعِنْ وحَوَامِي الْمَوْت تَغْشاهُ)
{والسُّؤْلُ، بالضَّمِّ مَهْموزاً،} والسُّؤْلَةُ، بالهاءِ، وَهَذِه عَن ابنِ جِنِّيٍّ، ويُتْرَكُ هَمْزُهُما، وبِهِما قُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ أُوتِيتَ {سُؤْلَكَ يَا مُوسَى، أَي مَا} سأَلْتَهُ، أَي أُعْطِيتَ أُمْنِيَتَكَ الَّتِي {سأَلْتَها. وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: السُّؤْلُ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، كعُرْفٍ ونُكْرٍ، وَقَالَ ابنُ جِنِّيٍ: أَصْلُ السُّولِ الهَمْزُ عندَ العَرَبِ، اسْتَثْقَلُوا ضَغْطَةَ الهَمْزَةِ فِيهِ، فَتَكَلَّمُوا بِهِ عَلى تَخْفِيفِ الهَمْزَةِ، وسيأَتِي فِي س ول.
(و) } سُؤَلَةٌ، كهُمَزَةٍ: الْكَثِيرُ {السُّؤَالِ مِنَ النَّاسِ، بالهَمْزِ وبِغَيْرِ الهَمْزِ، كَمَا سيأْتِي فِي س ول.} وأَسْأَلَهُ {سُؤْلَهُ،} وسُؤْلَتَهُ،! ومَسْأَلَتَهُ: أَي قَضَى حَاجَتَهُ، كَذَا فِي العُبابِ، واللِّسانِ، وأَمَّا قَوْلُ بِلالِ ابنِ جَرِيرٍ:
(إذَا ضِفْتَهُمْ أَو {سَآيَلْتَهُمْ ... وَجَدْتَ بهم عِلَّةً حاضِرَهْ)
فجَمْعٌ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، كَما قَالَهُ أَحْمَدُ ابنُ يحيى، وذلكَ حينَ فَهِمَ، وقبْلَ ذلكَ فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْهُ، وهما الهَمْزَةُ الَّتِي فِي} سَأْلْتُهُ، وَهِي الأَصْلُ، والياءُ الَّتِي فِي {سَايَلْتُهُ، وَهِي العِوَضُ والفَرْعُ، فقد تَراهُ كيفَ جَمَعَ بيْنَهُما فِي قَوْلِهِ:} سَآيَلْتَهُمْ، قَالَ: ووَزْنُهُ عَلى هَذَا فَعَاَلْتَهُمْ، قالَ: وَهَذَا مِثالٌ لَا نَظِيرَ يُعْرَفُ لَهُ فِي اللُّغَةِ. {وتَساءَلُوا: سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وهما} يَتَساءَلاَنِ، ويَتَسَايَلاَنِ، وقولُه تَعالى: واتَّقُوا اللهَ الَّذِي {تَسَّاءَلُونَ بهِ والأَرْحَامَ، وقُرِئَ: تَسَاءَلُونَ بِهِ، فَمَنْ قَرَأَ تَسَّاءَلُونَ، فالأَصْلُ:} تَتَساءَلُونَ، قُلِبَتِ التَّاءُ سِيناً، لِقُرْبِ هذهِ مِن هذهِ، ثمَّ أُدْغِمَتْ فِيهَا، ومَن قَرَأَ تَسَاءَلُونَ، فَاَصْلُهُ أَيْضا: {تَتَساءَلُونَ، حُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ، كَراهِيَةً لِلإعَادَةِ، ومَعْناهُ: تَطْلُبونَ حُقُوقَكُمْ بِهِ. تَنْبشيهٌ: قالَ ابنُ الأَثِيرِ:} السُّؤَالُ فِي كتابِ اللهِ والحديثِ نَوْعانِ: أَحَدُهما مَا كانَ على وَجْهِ التَّبْيِينِ والتَّعْلِيم، مِمَّا تَمَسُّ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ، فهوَ مُبَاحٌ، أَو مَنْدُوبٌ، أَو مَأْمُورٌ بِهِ، والآخَرُ مَا كانَ على طَرِيقِ التَّكْلِّفِ والتَّعَنُّتِ، فهوَ مَكْرُوهٌ، ومَنْهِيٌّ عَنْهُ، فَكُلُّ مَا كانَ مِن هَذَا الوَجْهِ، ووَقَعَ السُّكُوتُ عَنْ جَوابِهِ، فَإِنَّما هُوَ رَدْعٌ وزَجْرٌ للسَّائِلِ، وإِنْ وَقَعَ الْجَوابُ عَنهُ، فَهُوَ عُقُوبَةٌ وتغْلِيظٌ، وَفِي الحديثِ: كَرِهَ {الْمَسائِلَ وعابَها، أرادَ الْمَسائِلَ الدَّقيقَةَ، الَّتِي لَا يُحْتاجُ إِلَيْهَا، وَفِي حديثٍ آخَرَ: أَنَّهُ نَهَى عَن كَثْرَةِ} السُّؤالِ، قيلَ: هُوَ مِن هَذَا، وقيلَ: هُوَ {سُؤَالُ النَّاسِ أَمْوالَهُم مِن غَيْرِ حاجَةٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ} سَئَّالٌ، كشَدَّادٍ، {وسؤُولٌ، كصَبُورٍ: كثيرُ السُّؤَالِ. وقَوْمٌ} سَأَلَةٌ، جمعُ {سائِلٍ، ككَاتِبٍ، وكَتَبَةٍ،)
} وسُؤَّالٌ، كرُمَّانٍ. {وساءَلْتُهُ} مُسَاءَلَةً، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
( {أَسَاءَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أم لم} تُسائِلِ ... عَن السَّكْنِ أَم عَن عَهْدِهِ بالأَوائِلِ)
وجَمْعُ {المَسْأَلَةِ:} مَسائِلُ، بالهَمْزِ، وتَعَلَّمْتُ {مَسْأَلةً} ومَسائِلَ: اسْتُعِيرَ المَصْدَرُ للمَفْعُولِ، وَهُوَ مَجازٌ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، وحَكى أَبُو عَلِيٍّ عَن أبي زَيْدٍ قَوْلَهم: اللَهُمَّ أَعْطِنا {سَأَلاَتِنَا، وُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَ الاِسْمِ، وَلذَلِك جُمِعَ. والْفَقِيرِ يُسَمَّى} سَائِلاً، إِذا كانَ مُسْتَدْعِياً لِشَيْءٍ، قالَهُ الرَّاغِبُ، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى: وأمَّا {السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ، وفَسَّرَهُ الحَسَنُ بِطَالِبِ العِلْمِ.
فِي كتابِ الشُّذُوذِ لابنِ جِنِّيٍّ، قِراءَةُ الحَسَنِ: ثُمَّ سُولُوا الْفِتْنَةَ، مَرْفُوعَةَ السِّينِ، قَالَ ابنُ مُجَاهِدٍ: وَلَا يَجْعَلُ فِيهَا يَاءً، وَلَا يَمُدُّها. قَالَ ابنُ جِنِّيٍّ: سَأَلَ} يَسْألُ وسَالَ يَسَالُ: لُغَتَانِ، وإِذا أُسْنِدَ الفِعْلُ إِلَى المَفْعُولِ، فالأَقْيَسُ فيهِ أنْ يُقالَ: سِيلُوا، كعِيدُوا، ولُغَةٌ ثانِيَةٌ هُنَا، وَهِي إشْمامُ كَسْرَةِ الْفَاءِ ضَمَّةً، فيُقالُ: سُولُوا، كقُوْلِهِم: قُولَ، وبُوعَ، وَقد سُورَ بِهِ، وَهُوَ على إِخلاصِ ضَمَّةِ فُعْل، إلاَّ أنَّهُ أَقَلُّ اللُّغاتِ، فَهَذَا أَحَدُ الوَجْهَيْنِ، وَهُوَ كالسَّاذِجِ، وفيهِ وَجْهٌ آخَرُ فيهِ الصَّنْعَةُ، وَهُوَ أنْ يَكُونَ أرادَ سُئِلُوا، فخَفَّفَ الهَمْزَةَ، فجَعَلَها بَيْنَ بَيْنَ، أَي بينَ الهَمْزَةِ والْيَاءِ، لأَنَّها مَكْسُورَةٌ، فصَارَتْ: سُيْلُوا، فلَمَّا قارَبَتِ الياءَ، وضَعُفَتْ فِيهَا الكَسْرَةُ شابَهَتِ الْياءَ السَّاكِنَةَ وقَبْلَها ضَمَّةٌ، فانْتَحَى بهَا نَحْوَ قَوْلِهِ: بُوعَ، فإِمَّا أَخْلَصَها فِي اللَّفْظِ واواً لاِنْضِمام مَا قَبْلها، على رَأْي أبي الحَسَنِ فِي تَخْفِيفِ الهَمْزَةِ المَكْسُورَةِ إِذا انْضَمَّ مَا قَبْلَها، وإِمَّا بَقَّاها على رَوائِحِ الهَمْزِ الَّذِي فِيهَا، فَجَعَلَها بَيْنَ بَيْنَ، فخَفِيَتِ الكَسْرَةُ فِيهَا، فشَابَهَتْ لانْضِمَامِ مَا قَبْلَها الوَاوَ. انْتَهَى. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.